المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 24 تشرين الأول/10

رسالة يعقوب الفصل 2/14-26/الإيمان والأعمال

ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدعي الإيمان من غير أعمال؟ أيقدر هذا الإيمان أن يخلصه؟ فلو كان فيكم أخ عريان أو أخت عريانة لا قوت لهما، فماذا ينفع قولكم لهما: إذهبا بسلام! استدفئا واشبعا، إذا كنتم لا تعطونهما شيئا مما يحتاج إليه الجسد؟ وكذلك الإيمان، فهو بغير الأعمال يكون في حد ذاته ميتا. وربما قال أحدكم: أنت لك إيمان وأنا لي أعمال، فأقول له: أرني كيف يكون إيمانك من غير أعمال، وأنا أريك كيف يكون إيماني بأعمالي. أنت تؤمن أن الله واحد؟ حسنا تفعل. وكذلك الشياطين تؤمن به وترتعد. أيها الجاهل، أتريد أن تعرف كيف يكون الإيمان عقيما من غير أعمال؟ أنظر إلى أبينا إبراهيم، أما برره الله بالأعمال حين قدم ابنه إسحق على المذبح؟ فأنت ترى أن إيمانه رافق أعماله، فصار إيمانه كاملا بالأعمال، فتم قول الكتاب: آمن إبراهيم بالله فبرره الله لإيمانه ودعي خليل الله. ترون، إذا، أن الإنسان يتبرر بالأعمال لا بإيمانه وحده. وهكذا راحاب البغي: أما بررها الله لأعمالها حين رحبت بالرسولين ثم صرفتهما في طريق آخر؟ فكما أن الجسد بلا روح ميت، فكذلك الإيمان بلا أعمال ميت.

 

معلومات عن ان شراء الاراضي يهدف لربط مناطق مناصرة للحزب ببعضها 

٢٣ تشرين الاول ٢٠١٠

تابعت قناة MTV قضية بيع الاراضي في الرويسات التي اثارتها في تقرير سابق طارحة اسئلة عن خلفيات البيع الممنهجة وعلاقة السيد جان ابي جودة بالموضوع.

وذكر تقرير القناة ان 11 قطعة ارض بيعت في منطقة الجديدة وقام ببيعها السيد جان ابي جودة زوج احدى اعضاء البلدية في المنطقة اما المشتري فهي الجمعية الاسلامية للتربية والتعليم الذي يراسها وزير حزب الله والنائب حسين الحاج حسن. وتساءل التقرير عن السبب الذي دفع ابي جودة الى بيع هذه المساحة الحرجية الواسعة والتي تربط الفنار والرويسات. ويفيد التقرير ان هذا البيع غير ناتج عن حاجة ابي جودة للمال كونه مقتدر ماليا حسب جولة على المواطنين في هذه المنطقة. وبعد محاولات لمعرفة رأي رئيس البلدية انطوان جبارة الذي فضل عدم التعليق وامتناع عدد كبير من الفعاليات الظهور امام الكاميرا اما خوفا او ترددا، فان قلة قليلة تكلمت بالموضوع من بينها عضو مجلس بلدية الجديدة البوشرية السد عادل ايليا. واكد ايليا ان ابي جودة ليس بحاجة ابدا الى مال ولا الى بيع هذه الاراضي بل قام ببيعهم لاهداف سياسية كي يـأخذوه على لائحة انتخابية قريبة منهم لان لديه هدف ان يصبح نائبا. ولفت الى ان عملية البيع تم تسجيلها باسم جمعية بـ500 مليون ليرة فيما قيمتها الفعلية اكثر من 15 مليار ليرة لبنانية، متسائلا عن الهدف من وراء شراء هذه الاراضي فالرويسات كلها 500 متر مربع فان ارادوا انشاء مدرسة فهم لا يحتاجون الى 11 قطعة ارض وان ارادوا انشاء جامع هناك جامعين. واضاف "لو اشتراها اهالي الرويسات للاعمار والتوسع نحن لسنا ضد لكن ان يأتي حزب الله ويشتريها فهناك ابعاد لهذا الامر". ويضيف التقرير ان الملفت وما يدعو للقلق هو ما حصلت عليه المحطة من معلومات عن ان شراء هذه الاراضي يصب في خانة ربط المناطق المناصرة لحزب الله ببعضها بداية من بياقوت الى الرويسات مرورا بالعمارية وصولا الى الزعيترية مما يشكل خطا واحدا متواصلا. وفي هذا السياق يحكى عن عملية بيع جديدة لعقارات كبيرة يتم التحضير لها في المنطقة من قبل الطرف السياسي نفسه لكن بمساحات هائلة.

المصدر : MTV

 

بلاغة العطري

عـــمـــاد مـــوســـى

السبت 23 تشرين الأول 2010

في الأمس القريب خاطب "الدكاترة" محمود أحمدي نجاد الشعب اللبناني في ملعب الراية، ومرّن عضلات صوته في الجنوب، وفي ذهن الرئيس الإيراني أن الشعب اللبناني هو ما شاهده من شرائح شعبية مأخوذة بتجربة الجمهورية الإسلامية في إيران ولبنان. حتماً لم يسمع الرئيس الإيراني بشعب لا يعنيه شيئاً من طروحاته الدونكيشوتية وانتصارته الوهمية ومشاغباته الدولية.

وفي الأمس الأقرب، فصل المهندس الفذ محمد ناجي العطري بين الشعب اللبناني و14 آذار بطريقة إن دلت على أمر، فهي تدل إلى نوع من العمى أو التعامي فكأنما الشعب اللبناني "دوغما" مكونة ممن يحالف النظام السوري حصراً. فمن يأتمر بتوجهات النظام السليمة والحكيمة  والممانِعة هو من الشعب، ومن يخالفه في العناوين الكبرى والصغرى هو خائن ولا يشكل سوى فئة ضالة لا تتعدى الخمسة في المائة في أفضل الأحوال. و14 آذار المليونية التي تكرست مرتين كأكثرية برلمانية هي ليست من الشعب اللبناني، بل دخيلة. إذاً بكلمتين لا ثالثة لهما: من ليس في صف نظام البعث الحاكم ومن جمهور "المقاومة الإسلامية" هو رقم ساقط في التعداد السكاني. ونقطة على السطر. وإن شئت أخ مصطفى ضع نقطتين.

في العادة لا يُسمع في القطر اللبناني بـ"حس" رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، خليفة محمد مطفى ميرو إلا في مناسبات متباعدة. فملفنا بيد سيادة الرئيس بشار الأسد، وجزء منه بيد المعلّم وليد وبعض الأمنيين السوريين الخبراء في التعاطي مع الأخوة في لبنان. العطري خارج الصورة. كان خارجاً ودخل. وكانت ليلة دخلته الإعلامية "مطنطنة" بحديث إلى "الراي" وصف فيه الرابع عشر من آذار بأنه "هيكل كرتوني" وقال، لا فض فوه: "نحن لا ننظر إلى الهياكل الكرتونية، بل الى الشعب اللبناني"، وكأنما 14 آذار مجموعات مستوردة منتهية صلاحياتها. أو أن الشعب اللبناني بنظر المهندس العطري، يمثله فقط الذاهبون إلى دمشق، طلباً للرضى واستشرافاً للمرحلة الإنقلابية.

وأطرف ما في كلام العطري للراي: "نحن( في سورية) لا نعمل مع فرقاء بل مع الدولة اللبنانية، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان (لا وجود لزميله رئيس الحكومة اللبنانية ضمن الدولة!!) مشيرا الى ان هناك توجهات عمل متفق عليها وهي ما نعمل على أساسها".

ونحن في لبنان بعد 24 ساعة على نشر حديث العطري قرأنا في صحيفة "الأخبار" البيروتية  مقالاً للزميل نقولا ناصيف، الدقيق جداً في معلوماته، جاء فيه:"إن زواراً بارزين للرئيس السوري سمعوا منه، في الأيام الأخيرة، كلاماً قاطعاً مفاده الآتي: لا آمال متوقعة بتفاهم وحلول سياسية. المعارضة تملك خطة للتحرّك، وعليها المبادرة ووقف إهدار الوقت، والتصرّف بلا تردّد من خلال مجلس الوزراء ومجلس النواب بما يعزّز موقعها ودفاعها عن وجهة نظرها. لم يكتم الأسد امتعاضاً من المماطلة، واعتقاده بأن الهوامش بدأت تضيق، في معرض إعرابه عن استيائه من الطريقة التي قارب بها الحريري علاقته بدمشق",

ألا يعتقد محمد ناجي العطري أن ما نقله زوار سيادة الرئيس دقيقاً؟

وفي اعتقاد العطري، من يكون أخبر سيادة الرئيس السوري عن خطة المعارضة للتحرك؟ الرئيس ميشال سليمان الذي يمثل الدولة؟ ومن يحث المعارضة على التحرّك؟

يفضّل العطري ألاّ يعتقد شيئاً، فلديه ذكريات تعود إلى ثلاث وثلاثين سنة لا يريد استعادتها باعتقاد ليس في محلّه.

ليت رجل الكرتون المقوى لم يحكِ. ليته أبقى بلاغته... صامتة بلا أدنى "حس".

 

الجراح: اذا أراد العطري تجاهل حقيقة 14 آذار فهذا شأنه وجنبلاط لن يبتعد عنا 

  ٢٤ تشرين الاول ٢٠١٠

باترسيا متى:موقع 14 آذار

أسف عضو" كتلة المستقبل" النيابية النائب جمال جراح لتصريح رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الذي وصف قوى 14 آذار "بالهياكل الكرتونية و أن سوريا لا تنظر اليهم بعين من الجدية" ، معتبراً أنه "من المفروض أن يكون رئيس حكومة سوريا من أشد الحريصين على الكلام الهادئ الذي يساعد على بناء علاقات متينة بين لبنان وسوريا تكون مبنية على أساس علاقة دولة بدولة، و كلامه هذا لا يساعد بأي شكل من الاشكال على بناء علاقات صلبة بين دولتين و شعبين، وهذا ما يطالب به رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وقوى 14 آذار على الدوام".

جراح وفي حديث لموقع "14 آذار" الالكتروني أكد أن "قوى 14 آذار هي قوى سياسية كبرى أنتجت أكثرية نيابية في انتخابات 2005 و 2009 ولها جماهيرها الغفيرة ومناصريها في كل الاستحقاقات"، و اذا كان رئيس الحكومة السورية يريد تجاهلها فهذا شأنه. اذ لا يمكن اغفال أنها قوة سياسية تعبر عن ضمير غالبية الشعب اللبناني، والتي خاضت معارك سياسية لصالح الشرعية في لبنان". و حول مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الذي يزور سوريا اليوم قال جراح:" النائب جنبلاط له سلوكه السياسي الخاص به من تاريخ 2 آب و حتى اليوم ونحن نحترم خياراته وسياساته، اذ يسعى الى اتخاذ موقع الوسط بين قوى الثامن من آذار و قوى الرابع عشر من آذار"، مستبعدا تحول النائب جنبلاط "تحولا تاما عن قوى 14 آذار، لينضم الى الضفة السياسية الاخرى بشكل كلي". و عن موقف"حزب الله" من القرار الاتهامي وقوله انه سيواجه الاتهامات التي من الممكن أن توجه اليه، اعتبر الجراح أن "مقاربة المحكمة الدولية و القرار الظني تتم عبر طرق قانونية عدة، كتقديم الاثباتات والبراهين التي تثبت برائته في المحكمة أو الامتناع عن التعاطي مع القرار الظني الذي سيصدرعن المحكمة"، مبديا عدم علمه بأي طريقة يمكن أن يلجأ اليها المتهم المفترض بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، سواء أكان من الحزب أم غيره". وأكد على أن "القرار الظني لن يؤدي الى استقالة الحكومة أواسقاطها بأي شكل من الأشكال، فهي حكومة وحدة وطنية نحرص على استمرارها لأنها تؤدي واجباتها وتعمل على تأمين مطالب الناس".

و تابع الجراح:" لم يحدد أي موعد لصدور القرار الظني بعد لنقول أنه تمّ تأجيله الى ربيع السنة المقبلة ولا أحد يعلم موعد صدوره الا مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانييل بلمار وكل ما عدا ذلك تكهنات غير صحيحة ". ورأى ان " القول بوجود أدلة ظرفية هو استباق لنتائج التحقيق"، مستشهدا بقول بلمار الذي اعتبر أن الأدلة الظرفية وحدها لا يمكن أن تكون كاملة، ولكن عند اكتمال الصورة واكتمال الترابط، نحصل على نتيجة. وفي ختام حديثه دعا الى عدم استباق الأمور وانتظار القرار الظني و ما يمكن ان يحمل من اثباتات و براهين و أدلة، ليتم النقاش على ضوئها. 

 

علّوش يرد عبر موقع "14 آذار" على العطري: "شهر العسل" مع سوريا انتهى... والهجوم المتجدد على قوى "14 آذار" سببه المحكمة الدولية! 

٢٤ تشرين الاول ٢٠١٠ /المصدر : خاص موقع 14 آذار

  ردّ عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش على ما نقلته صحيفة الرأي الكويتية عن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري وصفه لحركة "14 آذار" بأنها هيكل كرتوني، فاعتبر ان "الحكم في سوريا وبعض اركانه لا يزال يشعر بكثير من المرارة والحقد على تيار "14 آذار" الذي تمكّن من تغيير المعادلات، ومن تحقيق ما كان يعتبر في السابق من سابع المستحيلات، وهو ما حصل في 26 نيسان سنة 2005. وعملياً هذا الحقد حتى ولو تم ّ التعاطي معه بشكل سياسي وببعض التقيّة السياسية في فترة من الفترات، ولكنه عاد على ما يبدو ليظهر في التصريحات التي نسمعها من هنا وهناك من بعض اركان الحكم في دمشق". علّوش وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني، رأى ان "شهر العسل بين قوى "14 آذار" والرئيس سعد الحريري على وجه التحديد، وبين الحكم في سوريا كان قصيراً جداً، خاصةً بعد صدور الاستنابات القضائية وطلب اعتقال مجموعة من السياسيين والاعلاميين اللبنانيين، وبرأيي فإن العلاقة ليست على ما يرام"، واضاف: "هناك قرار بعدم العودة الى السجال العلني بشكل مباشر، ولكن كما نرى جميعاً فان الهجوم على الرئيس الحريري عاد واصبح شديد الحدّة ومستوى التفاهة اصبح شديد الخطورة خاصةً من قبل الشخصيات المرتبطة بسوريا وهو ما يدعو الى الريبة والتساؤل". واذ نفى علّوش اي معلومات عن لقاء قريب بين الرئيس الحريري والرئيس السوري بشار الاسد، ربط الموقف السوري المتوتر بالتطورات التي تشهدها المحكمة الدولية، فقال: "على الرغم من ان المحكمة الدولية هي مسألة طارئة على الوضع السياسي المتشنج في المنطقة بمختلف مواضيعه، من فلسطين الى ايران، الا ان الحراك السياسي والتصاريح السياسية الاكثر اهمية في هذه الفترة تدور حول المحكمة حتى ولو لم تذكر بشكل مباشر، وقد كان واضحاً ان التهدئة التي مارسها الحكم في سوريا لفترة حول هذه القضية تحوّل الى توتر واضح من خلال ما قاله وليد المعلم منذ فترة عندما رفض المحكمة بشكل كامل، ولذلك فان الهجوم المتجدد على قوى "14 آذار" يدخل في هذا السياق". وعن امكانية حصول اي اهتزاز للتفاهم السعودي - السوري بعد تصريح العطري الملتبس، قال: "قد تكون هذه القضية محصورة، وقد لا يكون لها تداعيات كبيرة، الا انني اعتقد ان كل محاولات التهدئة سوف تسقط عند تدنو ساعة الحقيقة، وهي ساعة تلاوة البيان الاتهامي".

  

الذكرى العشرين لإستشهاد ئيس حزب الوطنيين الاحرار الشهيد داني شمعون وأفراد عائلتة انغرد وطارق وجوليان/23 تشرين الأول/10
اقيم اليوم السبت في كنيسة مار انطونيوس – السوديكو/الأشرفية/ قداس وجناز في الذكرى الـ 20 لأستشهاد داني شمعون وأفراد عائلته ترأسه الاباتي مارسيل ابي خليل في حضور عائلة الشهيد، شقيقه دوري شمعون وعائلته/شارك في الصلاة العديد من السياسيين والرسميين من بينهم النائب نديم الجميل ووالدته السيدة صولانج وادمون رزق وفارس سعيد وسجعان القزي ونجيب زوين
بالصوت/الكلمة التي ألقاها دوري شمعون بعد انتهاء القداس/اضغط هنا

http://www.clhrf.com/audio10/dorry23.10.10.wma

 

 

I remember Dany, Ingrid, Tarek and Julian/By: zalfa Chamoun/October 23/10

http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=1&article_id=120702#axzz13C5XqF3l
Dany Chamoun, Ahrar song

http://www.youtube.com/watch?v=cRfpx0J7q4w

 

قداس في الذكرى ال 20 لاستشهاد داني شمعون وزوجته انغريد وطفليهما

دوري شمعون: وصيتهم التشبث بوحدتنا والاصالة والحوار ليبقى لبنان في الطليعة

ابي خليل: لا خوف على وطن مات لاجله أبرار قدموا حياتهم قربانا الإستقلال وسيادته

وطنية - 23/10/2010 أقام حزب الوطنيين الأحرار، بعد ظهر اليوم، قداسا إلهيا لراحة أنفس الشهداء: داني شمعون وزوجته أنغريد وطفليهما طارق وجوليان، في كنيسة مار أنطونيوس السوديكو، لمناسبة الذكرى العشرين لاستشهادهم، تراسه الأباتي مارسيل أبو خليل، وعاونه لفيف من الكهنة وخدمت القداس جوقة سيدة التلة.

حضر القداس رئيس الحزب النائب دوري شمعون والعائلة، النائب نديم الجميل، منسق الأمانة العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، السيدة جويس أمين الجميل، الوزير السابق إدمون رزق، النائب السابق الدكتور غطاس خوري، نقيبة المحامين أمل حداد، الأمين العام ل "الأحرار" الدكتور إلياس أبو عاصي، كميل دوري شمعون، مستشار الرئيس أمين الجميل سجعان قزي، رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوظ، السيدة زينة العلي، رئيس حزب الجمهورية شارل الشدياق، مسؤولو حزب الوطنيين الأحرار وحشد من المحازبين.

عظة

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الأباتي أبي خليل عظة قال فيها: "إن فاعلي السلام، من يحرصون على إدخال الألفة والمحبة والتفاهم والغفران الى العائلات والمجتمعات وقلوب البشر، فقد دعاهم الرب أبناء الله، الأقرب الى قلب الذي يشرق شمسه على الأحياء والفجار دون تمييز، والأجر العظيم في السماء محفوظ لمن يضطهدون في سبيل الإنجيل والحقيقة والإيمان بيسوع المسيح، لقد عاش هذه الحقائق الإنجيلية شهداؤنا الأبرار داني وأنغريد وطارق وجوليان، وها قد مرت اليوم عشرون سنة على إستشهاد الذي هز آنذاك وما زال يهز مشاعر وضمائر اللبنانيين على إختلاف مذاهبهم وطوائفهم. تساءل اللبنانييون يوم الإغتيال عن السبب الذي أدى الى قتل طفلين بريئين حذر الرب في إنجليه من إيذائهم إذ قال: "أنظروا، لا تحرقوا أحدا من هؤلاء الصغار، فأني أقول لكم، إن ملائكتهم يشاهدون كل آن وجه أبي الذي في السماوات". فلم يكن من جواب على تساؤل اللبنانيين عن سبب قتل طارق وجوليان".

اضاف: "ولماذا قتل داني؟ ألجرأته وبسالته، أم لحبه للفقراء والمعوزين، لوداعته وأخلاقه الدمثة، أم لحسن تصرفه مع القريب وحرصه على العيش المشترك وإحترام وقبول الآخر في الجبل وفي لبنان، أم قتل لمواقف وطنية مشرفة دعت الى إحترام إستقلال لبنان وسيادته وحرية أبنائه؟ لا مبرر في الكون يبيح لإنسان قتل أخيه الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله. لقد قال الرب لقايين قاتل أخيه هابيل: "ماذا صنع، إن صوت دم أخيك صارخ الي من الأرض"، أما شهداؤنا الأبرار الذين بيضوا حللهم بدم الحمل فهم "واقفون أمام عرش الله يعبدونه ليلا ونهارا والجالس على العرش سيظللهم بخيمته فلا يجوعون بعد ولا يعطشون، وسيسمح الله كل دمعة من عيونهم". ودم شهدائنا، كل شهدائناـ يصرخ الى الرب كل يوم مستمطرا على الوطن الجريح أيام سلام وطمأنينة وحرية".

تابع: "لا خوف على وطن مات في سبيله شهداء أبرار قدموا حياتهم قربانا مقبولا لخلاص وإستقلال وديمومة وسيادة بلد خصه الله بجمالات طبيعة خلابة وغنى أديان وأبناء وحضارة وتاريخ. رحم الله شهداءنا الأبطال ولتكن دماؤهم الزكية التي أريقت على مذبح الوطن بذور محبة وتفاهم وحرية وقبول للآخر ومحافظة على أرض الأجداد وطن كرامة ووفاق وسلام ورسالة فريدة للشرق والغرب والعالم أجمع، آمين".

شمعون

وبعد القداس ألقى النائب شمعون كلمة استهلها بالقول: "أيها الأصدقاء، هذا الموعد السنوي الذي تعاهدنا على احترامه نريده طبعا مناسبة لرفع الصلاة من أجل راحة أنفس داني وإنغريد وطارق وجوليان، ومن خلالهم شهداء القضية اللبنانية، وآخرهم قافلة شهداء 14 آذار، وكل الشهداء الأبرار. إلا اننا نريده أيضا مساحة تأمل في مسيرتهم، خصوصا وأن لبنان الذي من أجله استشهدوا ليبقى حرا سيدا عزيزا، لا يزال بعد عشرين سنة على استشهادهم، يعاني المشكلات ذاتها وتحدق به أخطار أكبر. لبنانهم لبناننا، وطن الانسان، وطن الكرامة وحقوق الانسان".

اضاف: "لبنانهم لبناننا، وطن العيش المشترك والوحدة الوطنية والوفاق، وطن الاعتراف بالآخر والقبول به، وإقامة شراكة معه على قاعدة المواطنة. لبنانهم لبناننا، وطن الحوار والخصوصية والرسالة جواب على الإشكاليات والتحديات المعاصرة، ونموذج لما يجب أن تكون عليه المجتمعات المركبة، حيث تسود التعددية. لبنانهم لبناننا، دولة الحق والدستور والقوانين والمؤسسات، دولة التآخي والتآلف والعدالة والمساواة. لبنانهم لبناننا، دولة تلتزم القوانين والأعراف الدولية وميثاقي جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة. لبنانهم لبناننا، دولة تواكب تطورات العصر وترفع لواء العلم والتقدم والازدهار. دولة تعامل بعدل ومساواة كل أبنائها، وتسعى إلى إنماء متوازن في جميع المناطق. دولة تتمتع بالصدقية وبالمنعة وبالمرجعية الحصرية أسوة بسائر الدول. دولة تسعى إلى لعب دور الموفق بين الأشقاء بدل أن تكون عالة عليهم بسبب تناحر مواطنيها، أو أن تظل مساحة مفتوحة لصراعات بعضهم ولشتى الخصومات الخارجية".

وقال: "ايها الأصدقاء الأعزاء، شتان ما بين الواقع والمرتجى! فأين نحن من طموحات شهدائنا ومن تضحياتهم؟ وبماذا عسانا نرد على تساؤلاتهم أو نخفف من خيباتهم؟ نعم يحزنهم اسوداد الأفق وقلق اللبنانيين ويأسهم. يؤلمهم التزاحم على أبواب السفارات هربا من عدم الاستقرار والبطالة واستقواء البعض ورهاناته. تصدمهم ازدواجية الذين يفرطون في الكلام عن المساواة بينما يسعون إلى التسلط والاستئثار، يبالغون في التغني بالحرية والتعددية والتنوع في وقت يجهدون لتغليب الرأي الواحد والعقائد المستوردة، ويدعون الإصلاح، فيما ينقلبون على المبادئ والتقاليد ويدكون المؤسسات".

تابع: "ومن فوق حيث النور والحقيقة والحق إليكم بعض ما يوصون به اللبنانيين: حافظوا على جبهتكم الداخلية وعلى وحدتكم الوطنية وعيشكم الواحد ووفاقكم. تشبثوا بثوابت الوطن ومسلماته، وبقيم وعادات الآباء والأجداد. لتبق الديموقراطية خياركم والحوار سبيلكم وقبول الاختلاف نهجكم، والحرية رسالتكم والتنافس في خدمة لبنان حافزكم. تذكروا تضحياتنا وتضحيات كل الشهداء واعلموا أن لا وطن من دون مؤسسات، ولا وطن من دون عدالة، ولا وطن من دون مساواة وتوازن بين كل مكوناته. وحذار غضب الوطن إذا نفذ صبره أو فقد الأمل بعودة الإبن الضال، أو قنط من ممارسات جائرة تؤدي حكما إلى ضرب مؤسساته وخصوصية مجتمعه ونظامه. أخيرا يبقى الأمل في انتصار العقل والحكمة والأصالة لوضع لبنان في المرتبة الأولى، وإخراجه من دائرة الولاء للخارج ودفع ثمن حسابات الآخرين ومصالحهم. أما إذا مضى بعض اللبنانيين في غيهم، وأمعنوا في انحيازهم إلى جهات وعقائد خارجية، وانخراطهم في محاور إقليمية، فلا يعود أمام اللبنانيين الباقين سوى الوقوف وقفة الرجل الواحد في وجههم، يرفعون العلم بيد والدستور بيد ويشهدون للسلم الأهلي والاستقرار والحرية والعدالة والانماء والازدهار".

وختم: "إنها وصية الشهداء، وصية داني وانغريد وطارق وجوليان، ومن حقهم علينا الاستماع إليها والتزامها فيتأمن خلاص الوطن ويكون لهم العزاء. شكرا لمشاركتكم، شكرا لعاطفتكم، وشكرا لوفائكم. وشكرا من صميم القلب للقيمين على هذه الكنيسة وللأباتي مارسيل أبي خليل الذي ترأس القداس الإلهي ولجوقة سيدة التلة التي خدمته". وشكر خاص لتلفزيون ال MTV ، ومؤسسات الإعلام والإعلاميين الذين يواكبوننا اليوم.

 

مقتل اربعة شبان لبنانيين بحادث سير في نيجيريا  

قتل اربعة شبان لبنانيين في حادث سير مفجع وقع مساء امس الجمعة في كانو بنيجيريا، وهم: حسن حسين الحاج، حسن علي حمود، خضر محمد عكر وعباس علي ديب، وستوارى جثامين ثلاثة منهم الثرى في نيجيريا باستثناء جثمان حسن علي حمود الذي سينقل الى لبنان قريبا. وقد اجرى المدير العام للمغتربين هيثم جمعة اتصالات هاتفية للتعزية باسمه وباسم وزارة الخارجية والمغتربين، واتصل بالقنصل الفخري هناك محمد علي فضل الله وكلفه تقديم التعازي شخصيا باسم الوزارة.

 

قتيلة صدما في عمشيت  

افادت معلومات ان صهريجا للمياه يقوده ضاهر صالح من التابعية السورية، صدم في عمشيت المواطنة لوريس سمعان جبرايل مواليد 1939 عمشيت فتوفيت على الفور ونقلت جثتها الى مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل. وسلم السائق نفسه الى قوى الامن الداخلي

 

تدهور سيارة على طريق القاسمية ومقتل سائقتها  

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان المواطنة سمية محمد ناصر (51 عاما) من قعقعية الجسر قضت اثر انحراف سيارتها على طريق القاسمية الواقعة بين ضفتي نهر الليطاني والمؤدية الى بلدات قضاء النبطية، وقد نقلت جثتها الى مستشفى جبل عامل في صور.

 

 مجدل عنجر: المداهمات متواصلة وكذلك التحقيقات مصدر امني: الحادث مكمن انتقامي نصبه متطرفون

المركزية - لليوم الثالث على التوالي بقيت منطقة مجدل عنجر في دائرة الضوء، في وقت يتابع الجيش اللبناني إجراءاته لتوقيف كل المتورطين في جريمة قتل الرائد في المخابرات عبدو روكز جاسر والمعاون الاول زياد شومان الميس خلال مهمة كان الجيش ينفّذها بحثاً عن عسكريين فارين من الخدمة، وفي وقت يواصل التحقيق العسكري تحقيقاته مع الموقوفين في الحادثة وعددهم الى الآن 20 شخصا. وفي هذا الإطار، اعلنت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان ما تعرّض له جاسر والميس في السيارة التي كانا يستقلانها في مجدل عنجر فيما كانت دورية من الشرطة العسكرية متوجهة إلى منزل الجندي الفار حسين محمود عجاج في حي العقيبة، لم يكن وليد ساعته بل "مكمن انتقامي" نفّذته عناصر متطرّفة، ومن بقايا تنظيم فتح الإسلام وأرادت الثأر لمقتل امير التنظيم عبد الرحمن عوض في شتورا عندما استدرجته قوة من الجيش اللبناني بينما كان ينتظر احدى السيارات الآتية من مجدل عنجر لتهريبه عبر الحدود السورية للوصول الى العراق.

مواقف: الى ذلك تتواصل مواقف وردات الفعل الإستنكاراية للحادث، فدان عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة، "الإعتداء الاثم على الجيش اللبناني في مجدل عنجر" وقال: "إننا إذ نتقدم من وزير الدفاع وقائد وقيادة الجيش وذوي الشهيدين بأحر التعازي ندعو في الوقت نفسه الى دعم هذه المؤسسة بكل المستلزمات لآنها أثبتت قدرة على المواجهة مع العدو الإسرائيلي وسجل عناصرها بطولات في مكافحة الإرهاب وحفظ أمن المواطنين من الشمال الى كل المناطق اللبنانية، ما يستوجب الإلتفاف حولها لآنها تعتبر سياج الوطن ولاسيما في الظروف الراهنة ولأن كل المراحل والتجارب التي شهدها لبنان تؤكد ضرورة الوقوف الى جانب الجيش اللبناني الذي هو خشبة الخلاص.

وفي التحركات: زار وفد من تيار المستقبل في رئاسة منسقه في البقاع الغربي وراشيا العميد المتقاعد محمد قدورة مركز الجماعة الإسلامية في بر الياس وكان في إستقبالهم المسؤول السياسي للجماعة في البقاع علي أبو ياسين وأعضاء اللجنة السياسية وتم عرض للشؤون الوطنية والبقاعية وأصدروا البيان الاتي:

- إدانة الحوادث الإمنية الأخيرة لاسيما ما حصل في مجدل عنجر والإعتداء على الجيش والنيل منه.

- ضرورة التنبه لما يحاك من فتن تنال من أمن البلد وإستقراره وتأكيد ضرورة مواجهة أي فتنة والعمل على تحصين الساحة من أي إختراقات أخرى.

- تثمين الدور العربي الفاعل الذي تقوم به سوريا والمملكة العربية السعودية لحماية لبنان وإستقراره.

- ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك والمحاكمة العادلة لمنفذي جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري من خلال المحكمة الخاصة غير المسيسة.

 

رسالة مفتوحة من أصدقاء وعائلة طلال قاسم

اللواء/طلال قاسم، عمره 17 سنة، كان في طريقه الى المدرسة بالقرب من فندق موفنبيك Movenpick نهار الثلاثاء، عندما صدمته سيارة مسرعة حين عبوره للشارع· توفي على الفور نتيجة الحادث· تهدر حياة أطفالنا اليافعة نتيجة التهور واللامسؤولية· كم مزيد من الوفيات يجب علينا ان نتحمل قبل إتخاذ الإجراءات وفرض القوانين ضد السائقين المستهترين لإيقاف قتل الأبرياء على طرقاتنا؟ كفى! لقد حان الوقت للعمل ورفع مستوى الوعي حول هذه الحالة من انعدام القانون والإفلات من العقاب·تخليداً لذكرى عزيزنا وحبيبنا طلال قاسم، وغيره من ضحايا حوادث الطرقات، ندعو الجميع للإنضمام الينا والسير معنا على خطوات طلال الاخيرة· وسوف يكون مكان اللقاء امام منزل طلال، مقابل العجمي في الرملة البيضاء، على شاطئ البحر، هذا الاحد 24 تشرين الاول 2010 الساعة 10 صباحاً· الرجاء الحضور بلباس ابيض وعدم التردد في احضار اي شعارات او يافطات تحمل رسالتكم التي تدعو لإتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذه الحالة من غياب القانون على طرقاتنا وقتل الضحايا الأبرياء·

أصدقاء وعائلة طلال قاسم

 

صدق او لا تصدق  

الشراع/ بشروط النظام السوري وحزب الله لإبقاء سعد الحريري رئيساً للوزراء هي طلبه رسمياًً من الأمم المتحدة الغاء المحكمة الدولية وسحب القضاة اللبنانيين منها، اي الطلب اليهم تقديم استقالاتهم والقبول بمحكمة لبنانية للقضية والبدء بمحاكمة شهود الزور. وصف سياسي عريق هذه الشروط بأنها تعجيزية، وان على سعد الحريري اما المقاومة حتى الاستشهاد او الانتحار

 

تيار المستقبل" يأسف عما قاله العطري بوصفه لحركة 14 آذار بأنها هيكل كرتوني

اصدر تيار المستقبل البيان التالي:نقلت صحيفة الرأي الكويتية عن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري وصفه لحركة 14 آذار بأنها هيكل كرتوني. ان تيار المستقبل يأسف ان يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب بحق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءاً لا يتجزأ منها، خصوصاً وانه يشكل تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية.

 

منظمة العفو تحض سوريا على الإفراج عن رجل الدين الشيعي اللبناني الشيخ حسن مشيمش أو توجيه الاتهام إليه

الجمعة 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

لم تعلن السلطات السورية أي سبب للقبض على الشيخ حسن مشيمش

20 أكتوبر 2010

حضت منظمة العفو الدولية السلطات السورية على الإفراج عن رجل الدين الشيعي اللبناني المحتجز بمعزل عن العالم الخارجي منذ أكثر من ثلاثة أشهر عقب القبض عليه وهو في طريقه إلى مكة لأداء مناسك العمرة.

حيث كان العضو السابق في "حزب الله" الشيخ حسن مشيمش يسافر بالسيارة مع زوجته ووالدته إلى المملكة العربية السعودية عندما قبض عليه "الأمن السياسي" السوري على الجانب السوري من نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان في 7 يوليو/تموز.

ولم تعلن السلطات السورية على الملأ أي سبب للقبض عليه، أو تكشف عن مكان احتجازه أو عما إذا كانت قد وجهت إليه أي تهم. ومن المعروف جيداً أن أجهزة الأمن السورية تمارس التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.

وفي هذا السياق، قال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "يتعين على السلطات السورية الكشف فوراً عن مكان احتجاز حسن مشيمش، وإما الإفراج عنه أو توجيه تهمة جنائية معترف بها إليه".

"ويتعين على السلطات، طالما ظل في حجزها، اتخاذ التدابير التي تكفل عدم تعرضه للتعذيب أو لغيره من ضروب سوء المعاملة، والسماح له بتلقي الزيارات من عائلته، وكذلك الاتصال بمحام من اختياره."

وبحسب ما ورد على لسان عائلة الشيخ حسن مشيمش، كتبت وزارة الشؤون الخارجية اللبنانية عدة مرات إلى السلطات السورية منذ القبض عليه طالبة منها توضيح أسباب القبض عليه. ولم تتلق بعد أي رد على طلباتها.

كما نشرت عائلة الشيخ حسن مشيمش ثلاث مناشدات في الصحف اللبنانية دعت فيها رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الضغط على السلطات السورية كي تكشف عن مصيره.

والتقت العائلة بممثلين عن المسؤولين الثلاثة الذين وجهت إليهم المناشدات، حيث أبلغها هؤلاء بأنهم لم يتلقوا أي رد على طلبات مدهم بالمعلومات من السلطات السورية.

وكان حسن مشيمش عضواً في "حزب الله"، المنظمة السياسية والعسكرية ذات النفوذ في لبنان المدعومة من سوريا وإيران، وترك المنظمة في 1998 بناء على خلافات داخلية.

وقام بعد ذلك بإنشاء وتحرير مجلة شهرية على الشبكة (http://difaf.org) كتب فيها مقالات حول التسامح بشأن الخلافات ما بين الطوائف الدينية في لبنان، ودعا فيها إلى فصل الدين عن السياسة.

وفي أغسطس/آب 2009، أسس مع عدد من الشخصيات الدينية الشيعية اللبنانية "اللقاء العلمائي المستقل"، وهو منظمة غير حكومية تدعو إلى احترام التنوع الفكري والديني.

و"الأمن السياسي" واحد من عدة فروع لقوات الأمن السورية، التي عرف عنها جميعاً اعتقال الأشخاص على نحو منتظم لأقل اشتباه بمعارضتهم للحكومة.

وفي 2009، ورد أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص توفوا نتيجة تعرضهم لانتهاكات أثناء احتجازهم في سوريا. ولم تتخذ السلطات أية تدابير للتحقيق في هذه المزاعم.

كما تُستخدم "الاعترافات" التي يتم انتزاعها بالإكراه من المعتقلين بصورة منهجية كأدلة ضدهم في المحاكم السورية، بينما لم يجر في أي وقت من الأوقات تقريباً فتح تحقيق في ادعاءات المتهمين بأنهم قد تعرضوا للتعذيب أو لغيره من صنوف سوء المعاملة.

ALI EL REDA MESHIEMESH

DEVLOPMENT STUDIES & MARKETING

TEL: 00961 3 04 63 02 LEBANON

00212 61 44 57 47 MOROCCO

00201 19 03 1888 EGYPT

 

سليمان التقى ساركوزي وشارك في افتتاح القمة الفرانكوفونية

وطنية - 23/10/2010 التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في مقر اقامته في مونترو في سويسرا ظهر اليوم. وجرى البحث بينهما في وضع عملية السلام في الشرق الاوسط، والعلاقات الثنائية بين البلدين ومواصلة تعزيزها على المستويات كافة وفي شتى المجالات. وكان رئيس الجمهورية وعقيلته السيدة وفاء سليمان، قد حضرا قبل ظهر اليوم، الجلسة الافتتاحية للقمة الفرانكوفونية ال13 التي انعقدت في قصر المؤتمرات في مونترو، في حضور ممثلين عن الدول الاعضاء في المنظمة الفرانكوفونية الناطقة كليا او جزئيا باللغة الفرنسية وممثلين عن دول بصفة مراقب. ورافق الرئيس سليمان وعقيلته الى الجلسة الافتتاحية: نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزيرا الخارجية والمغتربين علي الشامي والثقافة سليم وردة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم.

تحية لوتارد

وكانت رئيسة الاتحاد السويسري دوريس لوتارد، يرافقها الامين العام للمنظمة الفرانكوفونية عبدو ضيوف، توجهت صباحا الى فندق مونترو بالاس، مقر اقامة رئيس الجمهورية، حيث ألقت التحية على رؤساء الوفود المشاركة، وفي مقدمهم الرئيسان سليمان وساركوزي وعقيلات الرؤساء المشاركين.

الجلسة الافتتاحية

ثم انتقل الحضور الى قصر المؤتمرات حيث افتتحت اعمال القمة في قاعة اوديتوريوم سترافنسكي، فكانت كلمة لرئيس وزراء كندا ستيفن هاربر استعرض فيها ما انجزته بلاده خلال فترة رئاستها 2008 - 2010، قبل ان يتم التسليم والتسلم بين كندا، الرئيسة السابقة للقمة، والاتحاد السويسري، الرئيس الحالي، الذي القت باسمه لوتارد كلمة رحبت فيها بالوفود المشاركة، مطلقة برنامج ترؤس بلادها للقمة للسنتين المقبلتين. كذلك كانت كلمات للرئيس الفرنسي والامين العام للمنظمة الفرانكوفونية وعدد من رؤساء الوفود.

صورة تذكارية وغداء

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، انتقل رؤساء الوفود الى المبنى المجاور لانعقاد المؤتمر PETIT PALAIS، حيث تم التقاط الصورة التذكارية، ومن ثم أقام، الأمين العام للمنظمة الفرانكوفونية غداء رسميا على شرفهم.

 

رئيس الوزراء السوري أكد عدم ممانعته زيارة بيروت المدينة التي يحب... لكن الأمر يرتبط بالبرامج التي سيتم الاتفاق عليها

عطري لـ «الراي»: إذا فكرت اسرائيل أن تعتدي يوما على لبنان أو سورية فإن الرد سيكون مؤلما بكل ما تعنيه الكلمة

 حوار غادة عبدالسلام/الراي

وصف رئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري فريق الرابع عشر من مارس اللبناني بانه «هيكل كرتوني»، مشيرا الى ان سورية لا تنظر بشكل جدي الى هذا التصنيف، ومشددا على ان المذكرات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية لا تؤثر في العلاقات بين البلدين.

وقال عطري في لقاء مع «الراي» ان اللبنانيين يختلفون في الصباح ويلتقون «على الاركيلة» في المساء، داعيا الى الجهوزية الدائمة للتعامل مع اي حرب اسرائيلية محتملة على لبنان.

واستبعد عطري شن حرب ضد إيران على خلفية برنامجها النووي معتبرا ان نتائج مثل هذه الحرب ستكون كارثية»، متسائلا «هل ستتحمل اسرائيل هزيمة كاسحة تنهي وجودها في المنطقة؟».

وأكد رئيس الوزراء السوري ان «عروبة العراق خط احمر»، لافتا الى ان دمشق اكدت لممثلي الكتل العراقية الذين زاروها ضرورة ان يتمثل جميع اطياف الشعب العراقي في حكومة وحدة وطنية.

وفي ما يتعلق بنتائج قمة سرت العربية رأى عطري ان الخلافات التي شهدتها القمة امر مؤسف، داعيا الى معالجة هذه الخلافات من خلال الحوار.

واشار الى ابداء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حرصا كبيرا على ان تأخذ المصالحات العربية التي جرت على هامش قمة الكويت الاقتصادية طريقها الى التنفيذ، كما لفت الى موقف سموه بضرورة ان يشكل التعاون الاقتصادي اساسا لنجاح القاعدة السياسية.

واشاد عطري بالعلاقات السورية - الكويتية قائلا ان بلاده تبذل جهودا من اجل ترسيخ ثقة المستثمرين فيها.

وفي ما يلي نص الحوار:

نبدأ معكم هذا الحوار من حيث انتم في الكويت كيف تقيمون نتائج زيارتكم هذه؟ والى اي مدى ساهمت في ترجمة ما انتهت اليه القمة السورية - الكويتية في دمشق؟

- الانطلاقة كانت من خلال لقاء الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد مع سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد حيث كان هناك تنسيق واتفاق على ما نسميه «اعادة الحرارة والدفء» الى العلاقات السورية - الكويتية.

فهذه العلاقات كانت متميزة عبر التاريخ بين الشعبين الشقيقين وكانت هناك رؤية موحدة بين قيادتي البلدين بانه يجب ان نبذل كل الجهود لاعادة الدفء الى هذه العلاقات.

وطبعا كلمة اعادة الدفء تعني انه طالما العلاقات السياسية بين البلدين، والعلاقة الاخوية بين القيادتين علاقات استراتيجية قوية، هنا يكون واجب الحكومتين الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية وهذا كان احد المحاور الاساسية والاهداف الرئيسية للزيارة.

واذا ما تساءلنا كيف نستطيع ان نصل الى تحقيق الهدف في تعزيز العلاقات الاقتصادية ففي سورية من خلال التنمية الحديثة لبناء سورية على أسس قوية وثابتة، وضعنا الخطط الخمسية العاشرة والحادية عشرة لتشمل مفرداتها جميع القطاعات على مبدأ الاولويات التي وضعناها ولنؤمن المناخ الايجابي لها كان لابد من اعادة النظر في التشريعات والقوانين وتأمين عنصر الثقة للمشاركين في تمويل الخطة.

قي يسأل سائل من سينفذ هذه الخطة؟ هناك واجب ومسؤولية على الدولة من خلال الاعتمادات المرصودة لها، اضافة الى وجود شريك استراتيجي مهم يتمثل في القطاع الخاص بمفهومه القومى والوطني، اي العربي والسوري، ولنعطي الثقة لهؤلاء المستثمرين كان لابد من تأمين المناخ اللازم، فعندما يكون هناك مناخ ايجابي يستطيع من خلاله المستثمر ان يقوم بتنفيذ المشاريع التي تنادي بها الدولة.

• هناك استثمارات كويتية كبيرة في سورية ما الخطوات لجذب المزيد منها؟

- في هذا السياق طرحنا موضوع التشاركية ما بين القطاعين العام والخاص، فالدولة تنفذ 50 في المئة من الخطة والخمسون في المئة الاخرى ينفذها القطاع الخاص العربي والدولي والوطني وفي نهاية الخطة تم تقييم النتائج التي تمخضت عن الخطة وكانت اكثر مما كنا نتوقع، وكانت هناك استجابة كاملة نعزوها الى موضوع الثقة التي استطعنا استرجاعها، والشفافية عنصر مهم سواء من خلال التشريعات او المتابعة والتطبيق، وكذلك تحديث البنى التحتية ليشعر المستثمر بوجود جهود لاقامة بنى تحتية للمشاريع.

لقد تم بناء أربع مدن صناعية في سورية من قبل الدولة وهذه المدن كانت عبارة عن أحلام مرسومة على الورق، أما حالياً فهي موزعة على المناطق الشمالية والجنوبية والوسطى عدا القائم في دمشق وفي حلب ودير الزور.

وتمثلت الاستجابة بتشييد 6 آلاف منشأة صناعية باستثمارات كبيرة وأنواع صناعات مختلفة، هندسية وكيميائية، وغيرها من الصناعات التي سحبت معها فرص عمل لما يتجاوز الـ 100 ألف عامل كانوا ينظرون الى ايجاد فرص عمل لدى الدولة، وبالتالي حمل القطاع الخاص عن الدولة مسؤولية ايجاد فرص عمل وكل هذه العوامل افرزت نتائج ارتفع معها الميزان التجاري من خلال التصدير، واقتحمت المنتجات السورية الاسواق سواء في الدول المجاورة أو الدول العربية والافريقية والدولية ومثال على ذلك دخول الصناعات الدوائية السورية ما بين 40 الى 45 دولة واستطاعت ان تحظى بالكفاءة والمواصفات كما انها منافسة حتى بالأسعار.

ولكن هناك شما يستلزم هذه الاندفاعات من متابعة فإنشاء 6 آلاف منشأة صناعية يحتاج للطاقة ما وضع تحديا أمام الحكومة في ايجاد مصادر الطاقة لتشغيل هذه المنشآت، وتم وضع خطة لتأمين حوالي 5 آلاف ميغاواط لتلبية المتطلبات التي اصبحت ملحة خصوصاً مع ارتفاع الطلب على الطاقة بما يعادل 10 في المئة سنوياً من الطاقة المولدة (الثيروليك) وهذا أعطى مؤشراً بضرورة بناء محطة توليد سنوياً بانتاج يتراوح بين 500 و600 ميغاواط وهذا كان أحد أوجه التعاون التي تحدثنا عنها خلال لقاءاتنا مع المسؤولين الكويتيين من خلال الصندوق الكويتي ومن خلال الصندوق العربي الانمائي والاجتماعي.

لقد كان لهذين الصندوقين مساهمات كبيرة في تمويل العديد من المشاريع في قطاع الكهرباء ومشاريع الري والبنى التحتية والمياه.

ومباحثاتنا التي تمت بتوجيه سمو أمير البلاد وسمو رئيس الوزراء ومؤازرتهما لبناء هذه المشاريع العملاقة والضخمة، وأحد هذه المشاريع المهمة يتمثل في جر مياه دجلة باتجاه المنطقة الوسطى في سورية، وهذا المشروع كلفته حوالي ملياري دولار، ودراسته شبه جاهزة والآن يتم تحديث هذه الدراسة بمبادرة من قبل الصندوقين الكويتي والعربي وسيؤدي هذا المشروع الى استصلاح أراض بمساحة 180 ألف هكتار ويساعد في مواجهة الآثار السلبية لتغيير المناخ خلال السنوات الثلاث الماضية.

ولكن بالرغم من جميع الصعوبات إلا أننا ما زلنا في الجانب الآمن، فإنتاجنا الزراعي يكفينا وبالرغم من عدم تصدير القمح حالياً إلا أن انتاجنا يكفينا استراتيجياً لمدة عامين مهما كانت الظروف المناخية.

من المعلوم أن المصالحة العربية انطلقت من الكويت على هامش القمة الاقتصادية هل تطرقتم إلى هذا الموضوع خلال محادثاتكم مع القيادة السياسية الكويتية؟

- سمو أمير الكويت أبدى حرصاً كبيراً خلال اجتماعاته على ان تأخذ المصالحات العربية طريقها الى التنفيذ والرئيس الأسد أعلن وبشكل واضح أن سورية مع التضامن العربي بكل ما يعني ذلك من معنى.

وفي سورية هناك ما نسميه بالثوابت الوطنية والقومية، بما يعني اننا كنا ننادي بالوحدة التي فشلت فتكلمنا عن الاتحاد الذي لم يسمحوا لنا به، فتركنا الاتحاد لننادي بالتنسيق العربي.

ان مجالات العمل العربي إما الوحدة او الاتحاد او التنسيق او التضامن او اللقاء، وهذه جميعها بمفردات اللغة العربية اتضح ان هناك من يعمل على افشالها ضمن منطق «فرق تسد» ونضرب امثلة بما يجري الآن في العراق والارهاصات التي شهدتها الساحة العراقية والتي نأمل لأشقائنا في العراق ان يتغلبوا عليها ليعود موحداً أرضاً وشعباً وتعود له سيادته الوطنية على أرضه، وفي السودان ما يجري من أمور بين الشمال والجنوب ودارفور، وكذلك في المغرب العربي وما يجري من حالات مماثلة، وما يثار الآن على الساحة اللبنانية الداخلية فإن الغاية من كل ذلك تنفيذ شعار «فرق تسد»، وأرض الواقع اثبتت هذه الحقيقة.

وسمو أمير الكويت كان يلح من خلال الحوار على انه يجب ان نتفق وان القاعدة الاقتصادية هي التي تشكل نجاحاً للقاعدة السياسية عندما تلتقي الشعوب مع بعضها في مصالح مشتركة، ومهما يكن هناك من اختلاف بين القاعدة في وجهات النظر في ما يتعلق بأمور سياسية محددة، وعندما يلتقون اقتصادياً وتلتقي مصالح الشعوب فنستطيع الاسراع في عملية التضامن العربي وتوحيد ما أمكن من المواقف.

هناك قضايا مصيرية لا يختلف اي مواطن في العالم العربي على اهميتها، كالقضية الفلسطينية المركزية والاساسية والآن على الساحة الفلسطينية نبذل الجهد في سورية لتحقيق المصالحة بين فئتين نأمل ان تزول الخلافات بينهما وان تعود فصائل الثورة الفلسطينية لتتوحد جميعها حول رؤية واحدة.

وكذلك موضوع النظرة الى العدو الصهيوني يجب ان نتفق بالبوصلة ونحدد من هو العدو ومن هو الصديق، لأننا كعرب نشعر بهذا الخطر على جميع اجنحة الامة العربية لأن هذا الخطر الاسرائيلي لن يقف عند حدود بل لديه القنابل النووية التي تهدد السلام العالمي ولكن من يحمونه يستثنونه من المعادلة الموجودة.

نقول بإخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل، فيقولون «اسرائيل لا تقربوها»! هذا يشكل خطرا على كل دول الجوار المحيطة بالاراضي المحتلة، وهذا الموضوع يرجعنا الى البوصلة لتحديد من هو العدو ومن هو الصديق، واذا كنا متأكدين بأن لا امل بإسرائيل رغم كل المحاولات التي نبذلها في اطار الشرعية الدولية لإعادتها الى رشدها، وان تنصاع لإرادة السلام... الا اننا على الارض لا نجد مقابلا، فهم الآن يطرحون يهودية اسرائيل ومشروع تهجير الفلسطينيين الذين هم ضمن الخط الاخضر، لأن من لا يقسم بالولاء للدولة اليهودية سيتم اخراجه وهذا ضمن مخططات يسعون من خلالها الى اخراج عرب الـ 48 وإضفاء الثوب العنصري الفاشي على النظام في اسرائيل.

هذا موضوع مقلق وما نلاحظه ان النفس الطويل الذي اعطي لإسرائيل خلال الفترة السابقة من خلال المفاوضات غير المثمرة وغير المجدية، ونحن نفاوض من؟ ومن هو الوسيط النزيه؟

لدينا في الجولان حقوق وهي ارض عربية سورية، هذا الموضوع لا يساوم عليه ولا يخضع للتفاوض، بل تعاد هذه الحقوق باعتراف اسرائيل بأنها اراض عربية سورية وكذلك بما تبقى من الاراضي العربية في لبنان وفي الاراضي الاخرى.

كل هذه المؤشرات تشكل هموما سياسية يجب علينا ان نتفق حول آلية معالجتها.

• في هذا الاطار وبالامس القريب تركت قمة سرت جرحا جديدا في جسد التضامن العربي بدلا من ان تعمل على تضميد جروحه السابقة، وما موقف دمشق من نتائج القمة على هذا الصعيد في ظل رفض العديد من الدول العربية وبينها الكويت لهذه النتائج؟

- خلال مؤتمر الكويت الاقتصادي كانت كلمة للرئيس بشار الاسد أكد فيها اننا «قد نختلف ولكن علينا ان نتفق على طريقة ادارة هذه الخلافات».

وهذه الكلمة تعتبر مفتاحا في ظل وجود وجهات نظر متباينة ومطروحة من هذا الفريق او ذاك، ولكن المهم ألا تخرج هذه الخلافات الى مرحلة التناقض، فهناك فرق بين ان نختلف او نتناقض في المواقف السياسية وان تكون ساحة الحوار بين الاشقاء العرب مفتاحا لإيجاد حلول للمشاكل.

ولكن اذا اختلفنا ووصلنا على التناقض فهذا سيؤدي بدوره الى القطيعة ماذا نستفيد من الامر؟

ادارة الاختلافات هي الطريقة الصحيحة لمواجهة التحديات بالرغم من ان ما جرى في قمة سرت من خلافات في الصف العربي مؤسف، ونحن نقول بوحدة الموقف العربي والصف العربي وعلينا معالجة الخلافات من خلال الحوار.

• في تصريح سابق اعتبرتم ان هناك مؤشرات غير مطمئنة في ما يتعلق باحتمال شن حرب على ايران هل زادت هذه المؤشرات؟ وهل تخشون ضوءا اخضر اميركيا لإسرائيل من اجل توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الايراني؟

- لا اعتقد بأن هناك حربا لأنه وبقناعتي الشخصية فإن اسرائيل اذا كانت رأس الحربة في اشعال الحرب فإن الحرب ستؤدي الى نتائج كارثية عليها، لأن الفعل سيقابله رد فعل ومن سيتحمل هذا الرد؟ وهل تتحمل اسرائيل هزيمة كاسحة تنهي وجودها في المنطقة؟ كما ان اي انسان عاقل يتساءل عن الثمن الذي سيجنيه مقابل الحرب على ايران.

وبالنسبة الى الولايات المتحدة فلا اعتقد انه في منظورها او في تفكير الرئيس أوباما شن حرب جديدة بعد ان وقعوا في المستنقع العراقي وانتقلوا الى المستنقع الافغاني، وهم يصرحون ليلا ونهارا بأنهم يريدون الخروج من هذه الصراعات الموجودة.

كل هذه المؤشرات لا اعتقد ان تلمح الى وجود حرب مقبلة، ثم ان ايران بماذا تطالب، انها تطالب بحقوق استعمال الطاقة النووية للغايات السلمية بتوليد الطاقة وهذا حق للجميع وكل الدول تجري الآن دراسات لإنشاء محطات نووية، في مصر وتركيا وغيرها من الدول وجميعها لغايات سلمية، والمشاريع الايرانية على نفس هذه الصورة الا ان الضغوط التي تمارس على ايران سببها الرئيسي هو حماية اسرائيل وكل ما يجري من اجل اعطاء ضمانات لحماية اسرائيل.

• بالحديث عن احتمالات الحرب في منطقتنا، نود ان نسأل عن تقديركم للوضع في جنوب لبنان واحتمالات وقوع حرب جديدة هناك؟

- ما يخطط له العدو الصهيوني علينا دائماً ان نكون جاهزين له والجهوزية تعني ان نتوقع لأنهم (الاسرائيليين) دائماً، يحاربون خارج حدودهم.

• وهل اذا استعملوا هذه الطريقة في جنوب لبنان سيتحملون ردود الافعال التي ستنجم عن افتعالهم للحرب؟

- نحن علينا مسؤولية كقوى مساندة للمقاومة تجاه الشعب اللبناني الشقيق بأن نؤمن جميع السبل لمواجهة مثل هذا الاحتمال، وهذا ما يصرح به الاخوة اللبنانيون عبر تصريحات متعددة بأنهم يحمون لبنان من أي اعتداء قد تفكر به إسرائيل في مرحلة ما.

وهذا الأمر ينطبق على سورية ايضاً، فإذا فكرت إسرائيل في يوم ما ان تعتدي سواء على لبنان أو سورية - فسيكون الرد مؤلماً بكل ما تعنيه الكلمة، وهل ستتحمل إسرائيل الرد؟ هذا هو السؤال.

• بالحديث عن العلاقات اللبنانية - السورية يرى البعض ان المذكرات القضائية السورية الأخيرة بحث شخصيات لبنانية أمنية وقضائية وسياسية قد تكون لعبت دوراً لا يتلاءم مع محاولات اعادة ترميم هذه العلاقات... ما ردكم؟

- إذا كنا نريد الحديث عن السياسة فإن هذا شيء، وعن القضاء شيء آخر، فهذا موضوع قضائي بحت وليس له اي انعكاس على العلاقات السورية - اللبنانية.

ودائماً ما تكون هناك اتصالات بيني وبين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للحديث عن عدد من الأمور، وقد يكون الجانب القضائي حول الشكوى المقدمة من اللواء جميل السيد الى القضاء السوري والمشمول بها عدد من السوريين، وبالتالي فإن قاضي التحقيق يدقق وباصدار استنابات تحقيق يدعو إلى الاستماع للرأي وفي حال رفض المسؤول فإن للقضاء كلمته. وبالتالي فإن الزوبعة التي قامت حول هذا الموضوع لا معنى لها وفي العلاقات الاخوية المتطورة بين البلدين فليس لهذا الموضوع من مكان.

• حملت سورية سراً وعلانية من قبل فريق 14 مارس وعلى مدى سنوات المسؤولية عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هل استطاعت دمشق تجاوز هذا الاتهام؟ وهل تخشون من سيناريو مماثل يطول «حزب الله»؟

- نحن لا ننظر إلى 14 و15 و16 مارس، فهذه الهياكل كرتونية.

نحن ننظر الى الشعب اللبناني والى أمن سورية ولبنان والعلاقات بين الجانبين استراتيجية ولبنان عبر التاريخ... وحدنا الجبل والنهر والسهل، وكل هذه الأمور هي أساسية أما في 14 مارس و15 مارس فمن هم هؤلاء؟ لقد ظهروا علىالساحة كمجموعة لهم وجهات نظر يعبرون عنها كما يشاؤون بالطريقة الموجودة.

أما سورية فلا تنظر الى هذه التسميات بعين من الجدية والرئيس الاسد قال إننا ننظر الى اللبنانيين من مسافة واحدة ولجميع الفرقاء.

ونحن حريصون على كل شقيق لبناني مؤمن بالعلاقة الوثيقة مع سورية ويعمل على تجسيدها، اما الذي يعمل ضد هذه العلاقة فهذا شأن آخر.

• رغم الحديث عن المظلة السورية - السعودية لحماية الاستقرار في لبنان، فإن حلفاءكم في بيروت لوحوا مراراً وتكراراً بـ «قلب الطاولة» لرد «عدوان» القرار الظني الا يحرجكم ذلك؟

- الموضوع اننا لا نعمل مع فرقاء بل مع الدولة اللبنانية، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وهناك توجهات عمل متفق عليها وهي ما نعمل على أساسهما.

أما الصراعات على الساحة اللبنانية بين الفرقاء والاخوة فتزول وهناك حالة لدى الاشقاء اللبنانيين انهم يختلفون في الصباح ويتقاتلون، وفي المساء يجتمعون على «الأركيلة».

• زار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دمشق 5 مرات ولم نرك في بيروت لماذا؟

- لا مانع من زيارة بيروت، انما الأمر يرتبط بالبرامج التي سيتم الاتفاق عليها، وانا سأكون سعيداً جداً بزيارة المدينة التي أحبها بشكل شخصي، وهي ستترجم نتائج زيارة الرئيس الحريري الى دمشق والتي وقعنا من خلالها على عدد كبير من الاتفاقات.

والآن فإن عدداً كبيراً من الوزراء اللبنانيين والسوريين يلتقون مع بعضهم وبشكل دوري.

• كيف تقرأون المشهد السياسي العراقي اليوم؟ وما دور دمشق على هذا الصعيد، علماً ان هناك من يطالب بتعريب العملية السياسية العراقية بدلاً من أقلمتها؟

- حضر الى دمشق مختلف ممثلي الكتل العراقية وابلغتهم سورية برسالة مفادها ان أطياف الشعب العراقي يجب أن تكون ممثلة في اي حكومة مقبلة، وبالتالي تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، فوحدة العراق أرضاً وشعباً وموضوع عروبة العراق خط أحمر لدينا في سورية.

«الراي» الغنية والممتلئة

رفيقتي في لحظات الراحة

أشاد رئيس الوزراء السوري بجريدة «الراي»، مبديا حرصه على متابعتها يومياً ومعتبرا ان ما يميز «الراي» هو تنوعها واحتواؤها على مواضيع سياسية واجتماعية ورياضية واقتصادية.

وأكد ان «الراي» صحيفة ممتلئة، ولذلك فهي رفيقتي في لحظات الراحة، استمتع من خلالها بجميع المواضيع وبقراءة ما يجري على الساحة الكويتية خصوصاً، وعلى الساحتين الاقليمية والدولية عموماً.

 

وحدة اغوز الإسرائيلية... كابوس حزب الله

الراي الكويتية/تسلط الماكينة الإعلامية الإسرائيلية الضوء على وحدة «اغوز» الخاصة في الجيش حيث تصف الصحافة وحدة «اغوز» الخاصة او وحدة «النخبة» المختصة بالحرب في جنوب لبنان بأنها «كابوس حزب الله الحقيقي» رغم ان جنود الوحدة الذين اشتركوا الاسبوع الماضي في التدريب الذي اقيم على منحدرات جبال الكرمل لا يعرفون حرب لبنان الثانية الا من خلال الصور التي عرضتها شاشات التلفزة المختلفة. وذكر موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني الذي القى نظرة فاحصة على ميدان تدريب الوحدة المذكورة ونقل صورة عن تدريبات جنود الوحدة: «في حرب العصابات ضد حزب الله تصبح كل نبتة او شجرة شيئا مشبوها ويثير الريبة والجنود يتدربون على القتال من مسافة قصيرة «.

وتابع: «حتى بعد مسير عسكري بلغ طوله 35 كيلومترا استمر نحو 48 ساعة من دون نوم او راحة، وفي ظل درجات حرارة بلغت 30 درجة ومع احمال تجاوز وزنها عشرات الكيلوغرامات حملها الجنود على ظهورهم... حافظ جنود وحدة «اغوز» على لياقتهم وتركيزهم الكامل على المهمة التي انيطت بهم وحين تعرضوا لانفجار عبوة ناسفة اصابت معظمهم لم يتردد من بقي سالما منهم من القيام بالتصرف الصحيح فحملوا المصابين على اكتافهم واستمروا بالسير الى الامام».

 

اطاحة المحكمة سقطت

النهار /اعتبرت أوساط قيادية في قوى 14 آذار في حديث إلى صحيفة "النهار" ان موقف رئيس الحكومة سعد الحريري يتميز بالصلابة من حيث عدم التخلي عن المحكمة الدولية ، وأن أي ضغوط تمارس عليه لن تجدي نفعاً .

وأشارت الأوساط القيادية في 14 آذار إلى ان مرحلة اطاحة المحكمة والقرار الاتهامي الذي سيصدر عنها قد سقطت بالضربة القاضية ولم يعد في مقدور أي طرف التأثير على المحكمة، وتاليا فان الامر المتاح هو ايجاد التسوية المناسبة لتثبيت الاستقرار الذي يرتكز على نقطتين:

1 – ان القتلة لا هوية طائفية او سياسية أو حزبية لهم.

2 – اننا الآن في مرحلة الاتهام والظن وعلينا انتظار الحكم النهائي .

ولفتت الى ان زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان كانت مفصلية، ولبنان بعد الزيارة ليس كما كان قبلها بدليل الحراك العربي والدولي الذي حصل بفعلها فعاد لبنان الى دائرة الاهتمام , وبما ان أمر المحكمة أصبح محسوما، فان الممنوع عربيا ودوليا هو ان يصبح لبنان قاعدة ايرانية على المتوسط

 

ضغوط سورية على سليمان لتأييد 8 آذار

السياسة الكويتية/ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان مضمون النشرة التوجيهية لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إلى العسكريين قبل أيام, والذي تضمن صرامة في قرار التصدي للفتنة, ترك ارتياحاً في أوساط المسؤولين السوريين الذين ترددت على ألسنتهم عبارات المديح لقهوجي والدور الإيجابي الذي يقوم به.

واضافت الصحيفة ان قهوجي أصبح في موقع مميز في سوريا منذ فترة, وكذلك لدى حزب الله , نتيجة أدائه الذي يتناغم مع التوجهات الستراتيجية لسورية في موضوع العداء لإسرائيل والحملة التي نظمها بجرأة لكشف الاختراقات الإسرائيلية للجيش اللبناني, والقبض على ضباط برتب عالية في الجيش كانوا يتعاملون مع إسرائيل من دون أي تردد أو خوف من انعكاس ذلك على صورة الجيش اللبناني. واشارت الصحيفة إلى ان القيادة السورية ترتاح إلى وضوح العماد قهوجي ومواقفه التي لا تحتمل التأويل وليس فيها أي تردد, خلافاً لنظرتها الملتبسة إلى القائد السابق للجيش العماد ميشال سليمان الذي انتقل إلى رئاسة الجمهورية نتيجة تسوية إقليمية دولية كبرى قبلت بها سورية على مضض, ولاسيما وأنها تعتبر أن سليمان لعب دوراً أساسياً في تسهيل انتفاضة "14 آذار" عندما خالف آنذاك قرار الحكومة بمنع التظاهرات في ساحة الشهداء وسمح بحصول ذلك التجمع الذي ساهم في دفع رئيس الحكومة آنذاك عمر كرامي إلى تقديم استقالته, ما سهل على قوى "14 آذار" تسلم السلطة.

وإلى اليوم لا تزال سوريا , بحسب الصحيفة , توّجه انتقادات غير مباشرة إلى سليمان بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية, فهي ترى أنه لا يتخذ مواقف حازمة وحاسمة وسرعان ما يتراجع عن أي موقف يمكن أن يصب في مصلحة التناغم مع الستراتيجية السورية , لافتة إلى ان دمشق لا تتفهم إصرار سليمان على لعب دور وسطي في هذه اللحظة السياسية التي ترى فيها دمشق أن المطلوب من كل الأطراف حسم مواقفهم لأن الأمور والمواجهة السياسية الدائرة في لبنان والمنطقة لا تحتمل التردد في أي موقف.

لكل ذلك, فإن دمشق وبحسب مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع لا تتعامل مع رئيس الجمهورية الحالي على أنه رجل المرحلة, وهي راهنت على أن تكون المصالحة مع رئيس الحكومة سعد الحريري فرصة لدفع سليمان إلى الاقتراب أكثر من الرئيس السوري بشار الأسد, لكن الرئيس سليمان لم يغتنم الفرصة, والمصالحة مع الرئيس الحريري عادت لتشهد تأزماً ساهم في تجميد مسار تطور العلاقة بين الرئيس الحريري والرئيس الأسد, بينما الرئيس سليمان مستمر في سياسة السير بين النقاط ومسايرة كل الأطراف لحماية موقعه الحيادي.

وبرأي هذه المصادر, فإن سوريا تريد من سليمان في هذه المرحلة مواقف محددة وواضحة تتناغم مع سياستها من مسألة ملف الشهود الزور وقضية المحكمة الدولية, لكنها قد تضطر أيضاً إلى موقف من الرئيس سليمان بشأن الحكومة الحالية ومصيرها وإمكانية تشكيل حكومة جديدة أو حتى احتمال التخلي عن الرئيس الحريري في موقع الرئاسة الثالثة لصالح رئيس حكومة يكون قادراً على تنفيذ الستراتيجية السورية التي تريد إسقاط المحكمة الدولية بسيناريوهات داخلية طالما أن الاتصالات العربية والدولية لم تفلح في إسقاط هذه المحكمة.

 

هل تسقط حكومة الحريري؟

البلد /رسم مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى صورة قاتمة للوضع في لبنان، في ورقة أصدرها في شأن الضغوط التي يتعرض لها الموقف الداخلي في لبنان لإنهاﺀ الدعم الرسمي اللبناني للمحكمة الدولية. وأشار الى ان هدف إنهاﺀ أي دعم رسمي لبناني للمحكمة هو هدف مهم لحزب الله، والمسرح السياسي في لبنان يبدو مهيئا لمواجهات قد تكون عنيفة جدا. ومن الممكن أن تتخذ تلك المواجهات سيناريوهات متعددة". ومنها أن يتنازل رئيس الوزراﺀ سعد الحريري ويعلن تبرؤه من المحكمة الدولية. إلا أن ذلك لن يؤثر كثيرا في مسار الأمور ذلك أن طبقا للقرار الدولي الرقم 1737 فإن في وسع أعضاﺀ آخرين في الأمم المتحدة أن يمولوا المحكمة. وقد أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما دعمها الحازم لمحكمة واستعدادها لتمويل عملها. فضلا عن ذلك فإن قضاة المحكمة معينون من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومن ثم فإنهم بعيدون عن محاولات التأثير فيهم لعوامل داخلية في لبنان".

أما السيناريو الثاني فقد لخصته الورقة تحت عنوان "انسحاب حزب الله من الحكومة"، قائلة "إن ذلك قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة إذ إن للحزب عشرة وزراﺀ من 11 وزيرا تلزم موافقتهم على الانسحاب من الحكومة لإسقاطها. واعتبرت ان "في وسع حزب الله أن يحصل على دعم الوزير الذي يحتاج اليه لإسقاط الحكومة إذا وافق وليد جنبلاط على ذلك أو إذا صوت الوزير عدنان السيد حسين لمصلحة قرار الانسحاب. وإذا ما حدث ذلك فإن من شأن تلك الخطوة أن تصيب لبنان بالشلل وأن تدفع به إلى أزمة جديدة".

أما السيناريو الثالث فهو أن يلجأ حزب الله إلى الشارع إذا ما واصل الحريري رفض مطالبه ويمكن لذلك أن يسبب حالا من الاضطراب وعدم الاستقرار ما يؤدي إلى وضع المزيد من الضغوط على رئيس، الوزراﺀ وفي تلك الحالة قد يلجأ الحزب إلى تكرار ما حدث في 7 أيار 2008 حين سيطر على بيروت عسكريا مما سيؤدي إلى تدخل قوى إقليمية لمنع تدهور الموقف، وفي ذلك الوقت يستطيع حزب الله "أن يطلب التوصل إلى اتفاق من شأنه إسقاط المحكمة الدولية أو وضعها تحت سيطرة لبنانية أكبر.

 

جعجع رد العطري: "الهيكل الكرتوني" أسقط نظام الوصاية عام 2005 على رأسه وأخرجه

وطنية - 23/10/2010 ذكر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الذي وصف فريق 14 آذار بأنه "هيكل كرتوني" بأن "هذه الهياكل الكرتونية هي التي اسقطت نظام الوصاية السورية في لبنان عام 2005 على رأسه وأدت الى خروجه من لبنان".

وقال في حديث صحافي: "يبدو ان العطري لم يتنبه فعلا الى ما قاله، وتاليا ليس في مصلحته أبدا ان تكون 14 آذار هياكل كرتونية، وإذا كانت كذلك فعلا فكيف سيكون حال نظام الوصاية الذي اسقطته؟ اما حديثه عن العلاقات الثنائية من دولة الى دولة، فكل ما شاهدناه في الاشهر الثمانية الاخيرة على الرغم من الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري يبين عكس ذلك، اجتماعات سوريا معهما يبدو انها اجتماعات شاي وتسلية، فيما الاجتماعات الجدية للأخوان السوريين تعقد مع جماعاتهم في لبنان ومع فرقاء لبنانيين آخرين، إذ يمضون ساعات وساعات معهم والكلام الجدي يكون خلال هذه الاجتماعات وليس خلال الاجتماعات الرسمية. من هنا نرى ان حلفاءهم يعودون من دمشق، كما حصل اخيرا في المؤتمر الصحافي الشهير للواء المتقاعد جميل السيد، ويدلون بالمواقف الحقيقية".

وعن قول العطري ان "هم سوريا هو أمن لبنان وصحة العلاقة بين الدولتين"، قال: "نرى ان خطوات بسيطة مطروحة منذ سنوات هي في متناول القيادة السورية، لكن يا للأسف لا تتم، مثل موضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية والمعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات وقرارها في يد الاخوان في سوريا، الى ما هنالك من ملفات. فآسف لتصريح العطري واتمنى ان يكون أدق في وصفه للامور". وعزا جعجع الحملة السورية على قوى 14 آذار في سياق "الحملة على رئيس الحكومة سعد الحريري"، مؤكدا ان "مذكرات التوقيف السورية ماتت قبل ان تولد والذين طاولتهم سيردون عليها في القانون".

 

الحريري استقبل وزير العمل ورجال أعمال ارمن

حرب: على الحكومة القيام بأعمال ينتظرها منها الناس

كلام العطري لا يخدم التوجه اللبناني في تحسين العلاقات

وطنية - 23/10/2010 استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في بيت الوسط وزير العمل بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "زيارتي للرئيس الحريري اليوم كانت لوضعه في جو الزيارة التي سأقوم بها إلى مصر لبحث العلاقات اللبنانية - المصرية ولا سيما على صعيد وزارة العمل وإعادة النظر بالاتفاقية التي كانت قد عقدتها الحكومة اللبنانية مع الحكومة المصرية والمتعلقة بالعمالة المصرية والتي جاءت نتائجها بخلاف ما كنا نتوقع، فألحقت أضرارا باليد العاملة اللبنانية. هذا ما دفعنا إلى التوجه إلى مصر للبحث في إمكان إعادة النظر في هذه الاتفاقية في إطار المحافظة على أطيب العلاقات وأفضلها بين لبنان ومصر".

أضاف:"كذلك كانت مناسبة للبحث في الشؤون العامة والقضايا العالقة والاستحقاقات التي تداهمنا والمشاكل التي ما زلنا نراوح مكاننا فيها ولا نستطيع حلها، وفي المواقف المتصلبة التي تواجهنا ومحاولة دفع البلاد نحو أجواء من المواجهة والتوتر، فيما البلاد تحتاج إلى أجواء من الهدوء لكي نتمكن من تلبية حاجات الناس وحل مشاكلهم التي التزمنا حلها في البيان الوزاري. وكانت مناسبة لتأكيد ضرورة بذل كل الجهود لكي تقوم الحكومة بالأعمال التي ينتظرها الناس منها، وألا تغرق في الجدليات والنقاشات والسجالات التي لا تفيد، بل على العكس تعطل أمور الناس وتؤدي إلى تأزيم الأوضاع الإعلامية والنفسية والسياسية وبالتالي الاقتصادية. كل هذا ينعكس سلبا على حياة الناس، وهذا ما يتناقض كليا مع مضمون البيان الوزاري الذي التزمناه تجاه الرأي العام والذي أخذنا الثقة في مجلس النواب على أساسه".

ورأى أن "هناك الكثير من الجهود التي يجب أن تبذل، إنما المطلوب من كل الأطراف، ولا سيما الأطراف المتواجدة حول طاولة مجلس الوزراء أن يرتفعوا عن صغائر الأمور وينصرفوا لشؤون الدولة، للمصلحة العليا للوطن، وللعمل الدؤوب للمحافظة على الوحدة الوطنية التي تشكل الحصن الحصين لحماية لبنان والنظام اللبناني ولتأمين حياة أفضل للبنانيين".

سئل: إلى أين تسير العلاقات اللبنانية - السورية في ظل تصريح رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري أمس؟ أجاب:"أود أن أؤكد أننا لبنانيا، مصممون على علاقات ممتازة ومتساوية وندية مع سوريا، فيها الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ولحرية الشعوب في تقرير مصيرها، فلا نتدخل بشؤون بعضنا البعض الداخلية، وفيها التصميم على أن تكون هذه العلاقات جدية. نحن نبذل كل الجهود في هذا الاتجاه، وأعتقد أن ما قام به الرئيس الحريري وما قامت به الحكومة وما قام به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو في الحقيقة خطوات متقدمة جدا لتسهيل وتعبيد الطريق لهذه العلاقات اللبنانية - السورية كما نرغب أن تكون. إنما ما يستدعي الاستغراب في الحقيقة أننا نخطو خطوات إلى الأمام ولا نجد أن سوريا تخطو الخطوات ذاتها، بل نرى مواقف تكون مشجعة في بعض الأحيان وصادمة في أحيان أخرى. وأعتقد أن التصريح الذي صدر بالأمس عن رئيس الوزراء السوري لا يخدم التوجه اللبناني الذي يجب أن يلاقيه توجه سوري في تحسين العلاقات اللبنانية السورية وإعادة بنائها على أسس سليمة، لكي لا نعود إلى ما كنا عليه في الماضي والشكوى والممارسات السيئة التي كانت تحصل".

سئل: هل تعتقد أن ملف الشهود الزور سيتجه نحو المزيد من التهدئة أو التأزيم؟ أجاب: في المرحلة الأولى حين طرح هذا الملف، كان شعوري أن هناك رغبة بأن يوضع هذا الملف بيد القضاء اللبناني، ونحن لم نكن ضد هذا المبدأ بل من طلابه، فإذا كانت هناك فائدة من ملاحقة الشهود الزور، وإذا كان هناك من جرائم ارتكبت في موضوع شهادة الزور، فإنه يجب أن يلاحق من أدلى بشهادة زور قد تلحق ضررا بالتحقيق أو حاولت تضليل التحقيق، لذلك كان موقفنا إيجابيا. ولكن فجأة انتقلنا من عملية وضع يد القضاء اللبناني على قضية شهادة الزور إلى قضية إحالة المسألة إلى القضاء العدلي دون أن نفهم لماذا، علما أن القضايا التي تحال إلى المجلس العدلي محددة بقانون إنشاء المجلس العدلي، وبالتالي لا يمكن أن نضيف عليها أي جرم جديد باعتبار أن المجلس العدلي هو محكمة استثنائية تسقط حق المدعى عليه في الدفاع عن نفسه لناحية اللجوء إلى أكثر من درجة من درجات المحاكمة، وهذا اعتداء على حقوق الإنسان لا يمكن أن يفسر توسيعا بل يجب أن يفسر ضمن المبادىء القانونية حصرا وبشكل ضيق، مما لا يجعل أي مجال لإضافة جرم كشهادة الزور أو غيرها من الجرائم التي للمجلس العدلي صلاحية النظر فيها. والحقيقة أننا واجهنا الهجمة التي حصلت في مجلس الوزراء على هذا الموضوع بالموقف المبدئي، فنحن طلاب حقيقة. إلا أنني لاحظت أنه في الجلسة الأخيرة وكأن هذا التوجه وتلك الهجمة خفت حدتهما، وآمل أن تؤدي الاتصالات الجارية إلى الاتفاق فيما بيننا جميعا على إحالة هذه القضية إلى القضاء اللبناني دون أن نخالف الدستور وحقوق الإنسان والقوانين التي أنشأت المجلس العدلي وأن نضيف إلى صلاحية المجلس العدلي صلاحية غير موجودة لديه. فإذا سرنا في الاتجاه الذي أتحدث عنه نكون قد حققنا العدالة ولاحقنا من أدلى بشهادة زور ولم نخالف القواعد التي يقوم عليها نظامنا القضائي، وهذا ما يجب العمل عليه. نحن لا نسير في أي مخالفة لهذا التوجه لأن موقفنا حاسم في هذا الموضوع، نريد الحقيقة وملاحقة الشهود الزور ونعتبر القضاء اللبناني صالحا لملاحقتهم إذا تبين أن هناك شهادة زور، لكننا نعتبر أن القضاء الجزائي العادي هو المرجع الصالح وليس المحاكم الاستثنائية والمجلس العدلي. هذا هو موقفنا ونحن لن نعود عنه إلى الوراء بل سنبقى عليه ونأمل أن يلاقينا الفريق الآخر، وإن كنا، يجب أن نكون فريقا واحدا في لبنان، نأمل من أصحاب وجهة النظر الأخرى أن يلاقونا إلى المبادىء لأننا ندعو إلى احترام المبادىء".

رجال أعمال ارمن

كذلك استقبل الرئيس الحريري وفدا من رجال الأعمال الأرمن ضم مصرفيين وأصحاب مؤسسات إعلامية في حضور الوزير عدنان القصار والمستشار آرا سيسريان، وكان عرض للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

 

تأجيل القرار الظني إلى آذار

الأخبار/كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الأخبار" أن جهات لبنانية بارزة تبلغت خلال الأيام القليلة الماضية أن المدّعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القاضي دانيال بلمار، بصدد تأجيل إضافي للقرار الاتهامي الأول المنوي إصداره، وذلك حتى الربيع المقبل.

وقد تزامن ذلك مع تشديد الولايات المتحدة لعدد كبير من حلفائها في لبنان والمنطقة على أهمية عدم الدخول في أي نوع من المساومة على ملف المحكمة الدولية.

وأوضحت المصادر ان حزب الله من بين الجهات التي تبلغت الأمر، وان الحديث يدور حول رسالة نقلتها السعودية الى دمشق بصورة شبه رسمية قبل فترة وجيزة تفيد بأن الأجواء في مجلس الامن وفي المحكمة الدولية تشير الى أن بلمار لن يصدر قراره الاتهامي قبل آذار المقبل، وأن مزيداً من الأبحاث التي سيجريها فريق التحقيق التابع له تتطلب وقتاً إضافياً.

وأشارت الصحيفة إلى ان هذه المعلومات تأتي وسط تسريبات هي الاولى من نوعها صادرة عن جهات استخبارية عربية وغربية بارزة، بينها الاستخبارات الأردنية، ترى أنّ فرضية وقوف أصوليّين مقرّبين من فكر القاعدة خلف الجريمة أقوى بكثير من اتهام حزب الله، رغم أنّ جهات عربية وغربية أخرى ما زالت تصرّ على أن عناصر غير منضبطة من حزب الله قد تكون وراء العملية بعدما اخترقتها استخبارات دولة إقليمية بارزة

 

فيلتمان التقى الحريري في الرياض

الأخبار/علمت صحيفة "الأخبار" أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عقد اجتماع عمل مع رئيس الحكومة سعد الحريري خلال وجود الاخير في الرياض، وجرى التباحث في ملف الاتصالات الجارية بشأن المحكمة الدولية. وبحسب الصحيفة , شدد فيلتمان خلال الاجتماع على أنه أبلغ المسؤولين في السعودية ومصر أن واشنطن لا ترى موجباً لأي نوع من التفاوض مع سوريا أو مع غيرها على ملف المحكمة الدولية، وأن من الافضل للجميع الصبر وانتظار المزيد من الوقت. وأشارت المصادر إلى ان فيلتمان أبلغ الامر نفسه لقيادات عدة من فريق 14 آذار خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت ، وشدّد على أنه لا وجود لأي ضغط يوجب التنازل والتراجع. كما أبلغ فيلتمان الرئيس ميشال سليمان ان بلاده تنظر الى المحكمة كجزء من الاستراتيجية العامة لتحقيق العدالة في العالم، وان واشنطن تأمل في أن يكون سليمان الى جانب المحكمة وأن يدعم الخطوات الهادفة الى المحافظة عليها. أمّا بشأن الاجتماع مع جنبلاط، فقد أبلغت المصادر "الأخبار" أن المسؤول الاميركي شدد على أمرين : الاول يتعلق بالمحكمة والشهود الزور، وأن على جنبلاط الاخذ في الحسبان أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعم المحكمة ولن تسمح لأحد بإدخال أي تعديل على مسارها , ونصحته بالتالي بعدم الذهاب في خيار من شأنه إيذاء المحكمة مباشرة أو من خلال ملف الشهود الزور. أما الأمر الثاني، فيتعلّق بالوضع الإجمالي لفريق الغالبية النيابية، حيث شدد فيلتمان على أهمية أن يظل جنبلاط في موقعه الحالي وألا ينتقل الى الموقع الآخر بصورة إجمالية، لأن واشنطن سوف ترى إلى أي تغيير في معادلة الاغلبية والاقلية في البرلمان على أنه أمر سلبي جداً.

 

لهذه الأسباب تكتسب محكمة لبنان الصدقية

اللواء/يشعر الاعلاميون الذين استمعوا وشاهدوا وتعرفوا إلى مكاتب وتجهيزات واستعدادات المحكمة الخاصة بلبنان باطلاق محاكمة الاشخاص المسؤولين عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تخطيطاً وتنفيذاً واشتراكاً، ان القرار الاتهامي قاب قوسين أو أدنى من الصدور، وهو غير متأثر لا بتوقيت سياسي ولا بضغوطات أو اعتبارات خارج القانون الذي يحتم على المحكمة الخاصة والاتفاقية المعقودة مع الحكومة اللبنانية ومعايير تحقيق العدالة الدولية. وأفادت أوساط المشاركين في المنتدى الاعلامي حول المحكمة الذي اختتم جلساته ان لا قيمة في لاهاي وفي أروقة المحكمة لاجواء الترهيب والترغيب، وان دوائر المحكمة تعمل بسرعة، وان القيمين عليها لديهم قناعات قاطعة بأن المجرمين المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لن يكون في مقدورهم الافلات من العدالة. ويستند هؤلاء إلى تجارب المحاكمات الدولية في كل من ليبريا ورواندا ويوغوسلافيا السابقة.

وتوقفت هذه الأوساط عند جملة من المعلومات والحقائق يمكن اجمالها بالآتي:

1- ان لا تأثير على التمويل على عمل المحكمة الخاصة بلبنان وان هذه الورقة ساقطة سلفاً، والدليل ان محكمة يوغوسلافيا السابقة بدأت بـ250 ألف دولار. أما موازنتها الحالية فتتعدى الـ 300 مليون دولار.

2- ان العبث بمسرح الجريمة لا ينطوي على اعتبارات خطيرة، وهو ليس بشأن في اعاقة اكتشاف الجريمة، ولمحققي وقضاة المحاكم الدولية خبرة في التعامل مع مثل هذه الأوضاع، ذلك ان محكمة يوغوسلافيا تمكنت من ملاحقة جريمتين، والقاء القبض على الذين اقدموا على ارتكاب هاتين الجريمتين وسوقهم أمام المحكمة رغم العبث بمسرح الجريمتين وإزالة الأدلة.

3- تشكل الاتصالات الهاتفية أدلة ظرفية، لكنها غير كافية، ومن شأنها ان تشكل المعبر إلى الأدلة الصلبة.

4- من الأدلة في مثل هذا النوع من الجرائم DATA الاتصالات، وهي تعتبر من الأدلة المهمة والمعتبرة. وقد استطاع فريق الحقيق الدولي كشف أهم شبكة ارهابية في أوستراليا، وجلب افرادها إلى العدالة بواسطة هذه التقنية.

5- لمس الاعلاميون اللبنانيون الذين كانوا من المشاركين في المنتدى ان لا أدلة سياسية ولا اتهامات سياسية واردة أصلاً على لسان أحد من مسؤولي المحكمة أو في عمل فريق التحقيق، فالقرار المرتقب مبني على أدلة صلبة.

ولاحظ هؤلاء ان المحكمة الخاصة بلبنان من أهم المحاكم الدولية في العالم تجهيزاً، وهي تراعي جميع معايير المحاكمات العادلة والحفاظ على حقوق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، فضلاً عن تجهيزها بأحدث التقنيات، واعطاء الحق لذوي الضحايا بالحضور والأدلاء بملاحظاتهم من دون ان يكون لهم الحق بالاستئناف.

واذا كانت لمحكمة الخاصة بلبنان تمضي في انجاز استعداداتها بعيداً عن الصخب السياسي والاعلامي في بيروت، فإن ثمة تكتماً حول هوية المتهمين أو هوية الشهود المقبولة شهاداتهم والذين تقتنع المحكمة بصدقياتهم، والذين يخضعون لنظام حماية لا يشمل ما يسمى في لبنان بشهود الزور.

ولم يتمكن الصحافيون، خلال حواراتهم مع المسؤولين عن المنتدى الاعلامي، من انتزاع أي معلومات ذات طبيعة سياسية، وسط اصرار ملحوظ على التكتم بكل ما يتصل بالقرار الاتهامي الذي قد لا يكشف عنه، بل يجري اخطار الأعضاء المتهمين به، وضرورة مثولهم أمام المحكمة للدفاع عن أنفسهم.

 

جنبلاط يزور قيادات بعد انقطاع

الديار /ذكرت صحيفة "الديار" ان لقاءات رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مع المرجعيات السياسية ستشهد نقلة نوعية خلال الايام المقبلة بحيث سيزور قيادات لم يسبق ان زارها منذ فترة طويلة وتحديدا بعض افرقاء 8 و14 آذار. وتعزو اوساطه الاسباب الى دقة المرحلة ووضع الجميع امام مسؤولياتهم. كما عُلم انه خلال الاجتماع الاخير للقاء الديموقراطي قال جنبلاط للنواب المسيحيين: اترك لكم الحرية كالعادة في التصويت حول مسألة المحكمة الدولية لكن تأكدوا ان هذه المرة الامور خطرة جدا فأتمنى عليكم عدم الانزلاق في العواطف والالتزامات الانتخابية والشعبية لان الاوضاع تتخطانا جميعا وسترون ذلك عما قريب.

 

ضاهر : الدعوة السورية لإسكاتنا تحريض مباشر

السياسة الكويتية /رد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب خالد ضاهر على الدعوات السورية لإسكاته وعدد من نواب كتلة "المستقبل", فقال ل¯"السياسة": "نحن كلنا نتكلم بمنطق السلم الأهلي واحترام المؤسسات والالتزام بالدستور وضد استخدام العنف والسلاح ومن أشد القوى السياسية نبذاً للفتنة بين اللبنانيين". ووصف ضاهر الكلام السوري بأنه يتضمن افتراءً وإساءة إلى المناطق الإسلامية السنية, وهو يحمل تحريضاً مباشراً ضدنا, ليس لسبب سوى أننا نؤيد الدولة ونرفض البؤر الأمنية. وقال: "إن ما نسمعه اليوم منطق غير طبيعي, بعد أن أصبح الفريق الذي سقط منه الشهداء والضحايا هو المتهم, والفريق الذي يحمل السلاح ويهدد الناس بالحرب هو المظلوم". وفي سياق متصل, أكد ضاهر "أننا لن نقبل بديلاً عن الدولة ومؤسساتها", مشدداً على "أن طرابلس مفتوحة أمام الشرعية, وليس فيها شارع مغلق وهي ليست قندهار". وقال إن الكلام على التسلح هو لتبرير سلاحهم, لافتاً إلى "أن حزب الله" يحاول اختراق الشارع الطرابلسي, وهذا أمر لم يعد يُخفى على أحد". ونفى الضاهر كل الكلام عن انقسام في تيار "المستقبل", مثنياً على مواقف فريق 14 آذار الملتزم الدستور والمؤسسات الشرعية, ولافتاً في الوقت عينه إلى "أنه في لبنان فريق يربط مصيره مع الخارج". وقال: "إن ما قام به الرئيس سعد الحريري لا يستطيع أحد القيام به, وهو أعلن حرصه على العلاقات الودية مع سورية, ولا أعتقد أن الباب مقفل, والقضية أن الحريري قدم أكثر مما يجب", معتبراً أن قضية شهود الزور" قنابل دخانية للتعمية على القضية الأساسية.

الطفل المعجزة

 

عوني الكعكي/الشرق

أكثر ما ينطبق على الوزير جبران باسيل المثل السائر: "اقرأ تفرح.. جرّب تحزن"، واللبنانيون الذين فرحوا لما كانوا يسمعونه من كلام له قبل توليه المسؤولية وزيراً في حكومتين متتاليتين الحالية والسابقة، صدمتهم نتيجة وجوده في الحكم.

لقد رافقت توزير باسيل ضجة كبيرة، حتى خُيّل للبنانيين أنه آتٍ الى الوزارة ليحل المشكلات المستعصية المزمنة في مرافق أساسية وحسّاسة أُسندت إليه... وبعضها أدّى الإصرار على تمسك تكتل "التغيير والاصلاح" الى حدّ تأخير تشكيل الحكومة أسابيع طويلة، وتعريض البلاد الى فراغ في الحكم إكراماً لعيون الصهر العزيز.

وعُيّن باسيل وزيراً في وزارتين مهمتين تمسّك بهما التكتل، فماذا كانت النتيجة؟ تسلم باسيل وزارة الطاقة والمياه، وما زال يتسلمها؟ فما الذي تحقق غير التنظير والمشاريع الوهمية؟ لأن ما يهم اللبنانيين ليس كثرة الكلام عمّا سيفعله الوزير، بل عمّا أنجزه؟ فهل تحسّن وضع الكهرباء؟ وهل ازدادت ساعات التغذية بالتيار أم العكس صحيح؟

اما في شأن المياه، وكذلك شأن النفط، فيبدو أن الدنيا وجوه وأعتاب: فالماء ينضب في البيوت والآبار الارتوازية وحتى في مطر السماء... أما أسعار النفط فالتهبت عالمياً، وهذا كان حظ اللبنانيين مع هذا الوزير. ومن قبل تسلم وزارة الاتصالات، فكانت النتيجة كما هي اليوم مستمرة مع زميله في التكتل تشابكاً في الخطوط، وانقطاعاً في التخابر، وأصواتاً تراوح بين الزعيق والصفير، لا يعرف من أين تأتي، وكيف تمتزج مع أصوات المتحادثين. فهل يكفي جبران باسيل ميزةً أن يكون صهراً للجنرال ميشال عون... فما ذنب اللبنانيين حتى يستحقوا هكذا وزيراً لمجرّد أنه تزوّج ابنة عون؟ ولماذا علينا أن نتحمّل هذه المعاناة الطويلة في مرافق حياتية أساسية فقط لكي يشغل الصهر المعزّز الوزارات ذات الوصاية عليها؟

لقد صحّ فينا مع الصهر المدلل القول الشهير: "اسمع كلامك يعجبني، أشوف أفعالك استعجب".

 

الحركة الدولية رسالة لدعم المحكمة

ثريا شاهين (المستقبل)، أعاد المجتمع الدولي خلال الأيام الأخيرة التأكيد على دعم الاستقرار في لبنان ودعم عمل المحكمة الخاصة بلبنان. ولوحظت مواقف أميركية وفرنسية متتالية صبت في هذا التوجه قبل زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان إلى لبنان الأحد الماضي. وبعدها من خلال مواقف الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي، وصولاً إلى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ومن ثم الاتصالات التي يجريها فيلتمان في باريس حالياً وتلك التي أجراها قبل ذلك في الرياض.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، أن كل هذه الحركة الدولية تقصد توجيه رسالة من المجتمع الدولي إلى كل من يهمه الأمر في لبنان وخارجه حول أن الدول لن تتراجع عن دعم المحكمة، وانه عندما وجدت أن هناك جهة أو جهات تعمل من أجل محاولة تقويض عمل المحكمة، أعيد التركيز على عملها ومسارها وعلى القرارات الدولية ذات الصلة بالوضع اللبناني.

وترى المصادر أن الجميع فهم الرسالة ومغزاها ومدلولاتها خصوصاً وأن للمحكمة مساراً مستقلاً وتعمل بعيداً من السياسة والأضواء. وقد طلب الأميركيون في مجلس الأمن ان يتم التأكيد على عمل المحكمة في مناسبة اجتماع المجلس في جلسة مشاورات حول الشرق الأوسط الاثنين الماضي. واستجابت لهذا الطلب كل من فرنسا وبريطانيا. على أن دولاً أخرى اتخذت الموقف نفسه في المجلس مثل تركيا والنمسا وروسيا الاتحادية، وهذا كان مهماً جداً.

ولفتت المصادر إلى التنسيق الجاري بين واشنطن وباريس بشأن الوضع اللبناني في سياق التنسيق بينهما حول الملفات العربية وشؤون الشرق الأوسط. ويبحث فيلتمان في باريس الخطوات التنسيقية حول الوضع اللبناني وفقاً لمعادلة الاستقرار والعدالة، على أن يساعد اللبنانيون أنفسهم في البداية وملاقاة ذلك بتشجيع أميركي فرنسي بالتعاون مع كل الدول الأوروبية والعربية المهتمة بالشأن اللبناني والتي تكرست جهودها عبر التهدئة والاستقرار المعمول بهما حتى الآن، ما يعني أن المبادرة يجب أن تكون في الأساس من اللبنانيين والتي تصب في خانة معادلة الاستقرار والعدالة.

إنه الدعم للبنان مجدداً، وحيث تدعو الحاجة بغض النظر عن الحوارات الدولية الإقليمية، وحيث التفاوت في النظرة بين الرئيس باراك أوباما وسلفه جورج بوش. فالأول يقول بضرورة الحوار مع من لا يوافقه في السياسة لإقناعه بها، خلافاً للثاني الذي كان يقول بأن لا حوار مع من لا يوافقه في سياسته. فالأهم عدم تسليم لبنان أو التخلي عنه، وهذا ما تؤشر إليه الرسائل الدولية الحالية حول الوضع اللبناني. إذ ليس جديداً أن يكون للمجتمع الدولي علاقات غير جيدة مع بعض الأطراف أو انعدام للعلاقات مع أطراف أخرى.

وهذا الدعم هو ما يستطيع المجتمع الدولي تقديمه والإصرار عليه بغض النظر عن الظروف الدقيقة التي تمر بها السياسة الأميركية في بعض المواقع في المنطقة. انما تبقى هي القوة العظمى، وتبقى فرنسا الدولة المهمة ذات المرجعية في السياسة الدولية.

وتتضمن رسالة الدعم المتجدد ما مفاده دعم هذا التوجه في معالجة القضايا الدولية لا سيما المتصلة بالإرهاب. والمحاكم الدولية مسار أنشئ وتم اللجوء إليه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. وأي تخلٍّ عن المحكمة، يعني تخلياً عن هذا النمط من معالجة الجرائم أو القضايا المشابهة. فالأمر لا يتصل بلبنان فحسب، وأي خلل في إتباعه سيضع جميع الدول أمام تساؤلات اذا ما حصلت جرائم مشابهة بحيث يمكن من الصعب اللجوء إليه إذا ما توقف المجتمع الدولي عن مواصلة دعمه.

فضلاً عن هذا، فإن المساومة على أي محكمة سيجعل الأمر مفتوحاً أمام كل المحاكم. وهذا لن يحصل. ثم إن المحكمة تجعل المجتمع الدولي قادراً على تبرير مواقفه وثوابته، لا سيما ما يتصل مثلاًُ بمنع الإفلات من العقاب، في أي مكان في العالم، لذا لن يتم التخلي عنها.

وبالنسبة إلى مسألة التمويل، فإن أي معوقات لبنانية في هذا المجال، لن تقف حائلاً أمام المجتمع الدولي في متابعة تمويلها، ولن يسمح بأن تسقط المحكمة ما دام داعماً لها بسبب موضوع التمويل. فهناك قدرة على تجميع مساهمات من الدول مباشرة، وعلى طرح الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعود به إلى اللجنة الخامسة. وفي كلا الحالتين القرار الدولي بدعم المحكمة هو الأساس في تأمين الأموال لها.

 

سعيد: العطري تكلّم بحقد استثنائي... المحكمة خارج إطار التأثير ولا تسقط الا بقرار مجلس الأمن  

حزب الله جزء من الآلية السياسية والأمنية والعسكرية لايران 

اخبار اليوم

رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن رئيس الحكومة السوري محمد ناجي العطري تكلّم بحقد استثنائي تجاه مليون ونصف مليون لبناني واصفاً إياهم بأنهم رجال كرتون، في حين أن هؤلاء رجال وحّدوا لبنان وانتزعوا استقلاله مما أدى الى خروج الجيش السوري في نيسان 2005.

وفي معرض تعليقه على موقف العطري المنشور اليوم في بعض الصحف، قال سعيد: إن هذا الكلام أولاً مردود الى أصحابه، وثانياً نطلب من رئيس الوزراء السوري إعادة حساباته بعد زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، وبدلاً من التلهّي بوصف مليون ونصف مليون لبناني بلغة بائدة وخشبية بأنهم رجال كرتون، فعليه أن يدرك بأن نفوذه ونفوذ حكومته في لبنان قد أصبح كرتونياً بعد زيارة نجاد الى بيروت.

ولفت سعيد الى أن رئيس الحكومة سعد الحريري يقوم بواجباته – كرئيس حكومة لبنان – من أجل تصحيح العلاقات بين بيروت ودمشق، معتبراً أن الفريق السوري هو الذي يحاول العرقلة في هذا المجال، وهو تارة يُصدر مذكّرات توقيف بحق لبنانيين وطوراً يصف نصف اللبنانيين بهياكل كرتون.

وأضاف: الأجدى بالفريق السوري إعادة قراءة الوضع الإقليمي والوضع اللبناني بعد زيارة أحمدي نجاد، وان يدرك بأن نفوذه أصبح كرتونياً، إذ أن نجاد يدّعي انه يضم لبنان الى جبهة الممانعة وهو الذي يستدرج العروض من أجل التحاور مع الفريق الخارجي انطلاقاً من نفوذه في لبنان.

وأبدى سعيد اعتقاده انه عندما قررت قوى 14 آذار فتح صفحة جديدة مع سوريا، كان ذلك بناء على قناعة استثنائية وبوضوح كامل تحت عنوان تنقية العلاقات العربية – العربية.

وقال: أردنا أن نفتح صفحة جديدة مع سوريا ظناً منّا، ولا نزال نحاول، ان تعود الى الموقع العربي واحترام سيادة واستقلال كل بلد عربي وان تعود الى العائلة العربية الكبيرة لأننا كنا ندرك انه في لحظة ما سيأتي نفوذاً اسلامياً خارج عن النظام العربي والعالم العربي ليدّعي ويقول انه يهيمن على هذه المنطقة.

وأشار سعيد الى أن ما قاله العطري يدلّ الى غشاوة في القراءة الإقليمية من قبل دمشق، والى عدم الإدراك بأن سوريا التي إدعت أنها قادرة على التأثير في العراق وتتدّعي انها قادرة على التأثير في لبنان وفلسطين أصبحت محصورة ومعزولة، ومن يتحاور باسمها وباسم كل ما يسمّى فريق الممانعة ومواجهة اسرائيل هو أحمدي نجاد.

وتابع سعيد: عندما يتهم العطري نصف اللبنانيين بأنهم رجال كرتون عليه أن يدرك انه يترأس حكومة كرتونية نفوذها في لبنان كرتوني.

من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول ملف شهود الزور، أكد سعيد أنه أصبح لدى كل السياسيين المحليين والإقليميين والدوليين قناعه بأن المحكمة الدولية خارج إطار دائرة التأثير السياسي، وبالتالي المحكمة الدولية التي صدرت بقرار عن مجلس الأمن تسقط بقرار منه، ولا تسقط بأي تدابير أخرى أكانت لبنانية أو عربية أو دولية.

ولفت الى أن هذه المحكمة لا تسقط إذا أحيل ملف شهود الزور الى المجلس العدلي او الى القضاء العادي، معتبراً أن الإدعاء على الشخصيات والحديث عن شهود الزور لن يغيرا شيئاً في مسار المحكمة الدولية.

وأشار سعيد الى أنه وبعد زيارة نجاد لا يوجد لبناني يصف "حزب الله" بأنه فريق لبناني يتعاطى برزنامة لبنانية سواء أكان ملف شهود الزور أو حتى سوكلين... وقال: فبعد هذه الزيارة لقد انكشف المستور، وهذا الفريق الذي جهد خلال سنوات وسنوات لإقناع اللبنانيين بأنه فريق لبناني يمتلك السلاح من أجل تحرير الأرض اللبنانية، أتى نجاد ليقول أن هذا الفريق هو جزء من الآلية السياسية والأمنية والعسكرية التي تستخدمها الجمهورية الإسلامية في ايران، وبالتالي مواجهة المحكمة الدولية لا علاقة لها بالأسباب الموجبة والمعلنة بل لها علاقة بالرزنامة الايرانية التي تحاول ان تستدرج العروض وأن تحسن شروط مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، وهي كما تستخدم "حزب الله" في مواجهة المحكمة الدولية تستخدم حماس في مواجهة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتستخدم نفوذها لتقول أنها تهدّد أمن الخليج وتقول أنها حاضرة في العراق من خلال دعمها لنوري المالكي...

وكل هذه المواضيع تشكّل أجزاء من الموضوع الأهم والأبرز والأوضح بأن الرئيس الايراني استطاع بأن يخلق جبهة أعلن عنها وحددها جغرافيا من جنوب لبنان، وقال بأنها تضم ايران والعراق وسوريا ولبنان وتركيا، وحدّد نجاد انه انطلاقاً من جنوب لبنان هناك وظيفة "متواضعة" – كما وصفها نجاد – وهي أولاً:

إسقاط نظام الاستكبار العالمي، وثانياً: زوال اسرائيل، وثالثاً: استمرار النضال من أجل المستضعفين والفقراء في العالم.

وختم سعيد معتبراً أن هذا يدل على أن الكلام عن شهود الزور ورفض "حزب الله" للمحكمة الدولية... كلّه مرتبط بقضايا المنطقة. وايران هي التي تحاول القول للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي "أنا أرفض كل ما يصدر من قرارات عن مجلس الأمن"، وبالتالي المحكمة الدولية صادرة بقرار عن مجلس الأمن فمرفوضة، كذلك المبادرة العربية للسلام مرفوضة كونها صادرة عن رغبة عربية دولية اوروبية من أجل التوصّل الى حل. وايران بالتالي ترفض كل ما لا يناسبها ولديها أدواتها الخاصة للتفاوض.

 

موسم البازار الايراني: قلق سوري وضعف والأسد يشكو نجاد للملك عبدالله

حسن صبرا/الشراع

*غابت صورة حافظ الاسد عن استقبال حزب الله لأحمدي نجاد رغم ان الرئيس السوري الراحل هو الذي دعم المقاومة لتحرير الجنوب المحتل والبقاع الغربي حتى عام 2000

*لماذا رفضت واشنطن دعم الطلب السوري لقرض من صندوق النقد الدولي؟

*الأسد أول من يعلم استحالة الغاء المحكمة الدولية لأنها صدرت بقرار دولي، ولا تلغى إلا بقرار مشابه

*مذكرات التوقيف السورية رد فعل سوري على فشل كل محاولات إلغاء او تأجيل القرار الظني

*لماذا تجاهل نجاد الأسد وهو في طريقه الى لبنان وتواصل مع الملك السعودي قبل الزيارة؟

*المذكرات السورية تدخُّل في عمل المحكمة الدولية.. وله عواقبه

هذه هي المرة الثانية التي يذهب فيها الرئيس بشار الأسد الى الرياض شاكياً ايران من سوء تعاملها معه ومع الوضع الدقيق في سوريا.. وفي لبنان.

المرة الاولى كانت عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم 14 شباط/فبراير حين اشتكى الرئيس السوري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عمليات التشييع التي تمارسها ايران في سوريا خاصة بين العلويين.. ثم ضمن المسلمين السنة أنفسهم.

المرة الثانية كانت في الزيارة الأخيرة للرئيس الأسد الى الرياض للقاء الملك عبدالله، بعد زيارة رئيس جمهورية ايران محمود احمدي نجاد.

اشتكى الأسد من ان التظاهرات الشيعية الضخمة التي استقبلت رئيس ايران الفارسية في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي بنت جبيل لم تكتف برفع أعلام ايران وصور نجاد والقيادات الدينية الايرانية كالإمام الخميني وعلي خامنئي.. بل انها لم ترفع اي صورة للرئيس الراحل حافظ الاسد ولا لنجله بشار، رغم ان التحريرين اللذين تمّـا للجنوب ولبلدة بنت جبيل تحديداً التي اطلق عليها حزب الله اسم مدينة النصر والتحرير تمّا بمساعدة مباشرة ودعم سياسي وأمني ولوجستي من الجيش والأمن السوري حين كان حاكماً في لبنان.

لقد حزّ في نفوس السوريين ان جهدهم وتضحياتهم وعلاقاتهم مع حزب الله وحمايته وتكريس كل الوطن اللبناني ومؤسساته وسياسته وإدارته، لم تشفع في ان يرفع شيعي واحد في كل لبنان صورة لحافظ الاسد رغم جهده المميز في حماية المقاومة الاسلامية.

رحل حافظ الاسد في حزيران/يونيو 2000 بعد نحو اسبوعين فقط من تنفيذ رئيس وزراء العدو الصهيوني يهودا باراك لوعده الانتخابي الذي أطلقه في تموز/يوليو 1999، بأنه اذا جاء رئيساً للوزراء بعد انتخابات الكنيست في ذلك العام، فإنه سينسحب من لبنان من جانب واحد.. مما شكّل نصراً لدعم حافظ الاسد لحزب الله، وأحد ابرز مظاهر هذا الدعم ايضاً بعد ما اوردناه سابقاً.. كان فتح معسكرات الجيش السوري لاستقبال وتوريد الاسلحة الايرانية الى الحزب في لبنان، وفتح معسكرات التدريب للآلاف من شباب الحزب، ثم حمايتهم في لبنان نفسه وتسخير الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وتوجيهات في خدمته، بل ان حافظ الاسد كتب في سجل اميل لحود كقائد للجيش دوره في حماية المقاومة ومساندتها، مما جعله ينجح في امتحان الولاء ليكون بعد ذلك رئيساً للبنان عام 1998.

ومع هذا لم يرفع حزب الله.. ولا حركة أمل صورة واحدة لحافظ الاسد.

في المرة الاولى اشتكى بشار من مشاريع التشييع الايراني داخل الاراضي السورية حتى وصل الأمر الى اتهام عماد مغنية نفسه بأنه نجح في تشييع عشرات ضباط الامن العلويين الذين سجنوا بعد كشف امرهم.. وقبل اغتيال مغنية بفترة بسيطة على ايدي عناصر الموساد الصهيوني يوم 12/2/2008.

لكن بشار الاسد ابلغ رئيس حكومة لبنان في سحورهما الرمضاني في دمشق وبحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، انه أصدر قراراً بإقفال الحوزات الدينية التي انشأها الايرانيون في كل سوريا للتشييع وإعادة كتابة تاريخ سوريا الاسلامي من الزاوية الفارسية.

انها الآن المرة الثانية.. فماذا سيفعل الرئيس بشار الأسد؟

لم يذهب الأسد الى الرياض فقط ليشكو هذا الأمر الايراني المستفز لسوريا قبل غيرها، والمتجاهل لتضحياتها من اجل المقاومة وحزب الله.

لم يذهب الأسد الى الرياض ليؤكد لخادم الحرمين الشريفين التـزامه الاتفاق معه حول دعم الحكومة اللبنانية التي يرأسها سعد الحريري.. فقط.

لم يذهب بشار الأسد الى الرياض ليؤكد الموقف السوري بحفظ التوازن الذي ترعاه المملكة العربية وسوريا في لبنان بين قواه السياسية والطائفية والمذهبية فقط.

بشار الأسد في الرياض للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرة الثانية خلال شهرين تقريباً من أجل هذا ومن أجل ما هو أبعد أيضاً.

إنها حالة القلق التي يعيشها النظام السوري، والتي لم يبددها حاضر المصالحة العربية التي قادها خادم الحرمين الشريفين منذ عام وسبعة اشهر (آذار/مارس 2009 في قمة الكويت الاقتصادية).

القلق أولاً من القرار الظني في المحكمة الخاصة بلبنان وقد اعلن رئيسها انطوني كاسيزي بأن تقرير ديتليف ميليس الاول للأمم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2005، الذي سمى مسؤولين سوريين كباراً متهمين في جريمة اصدار أوامر بقتل رفيق الحريري ما زال هو القاعدة التي بني عليها القرار الظني الذي قدمه دانيال بلمار الى امين عام الامم المتحدة، في آذار/مارس 2010 ويجري تأخير اعلانه حتى الآن لتجنب لبنان زلزالاً سياسياً – امنياً بسبب ما يتضمنه من وقائع تطال على الاقل 150 شخصية وفرداً لبنانياً وسورياً في المشاركة بشكل او بآخر في ارتكاب هذه الجريمة.

القلق السوري ناتج عما سمعه المسؤولون السوريون مباشرة او عبر وسطاء او مسؤولين عرب ومنهم لبنانيون ليس آخرهم النائب وليد جنبلاط، باستحالة تأخير صدرو القرار الظني أبعد من عدة اسابيع قادمة.. واستحالة بدء المحكمة الخاصة بلبنان اعمالها، واستحالة تجاهل اي دولة او اي منظمة او حزب لطلبات المحكمة بخصوص احضار مواطنيها او عناصرها للمثول امامها ومواجهتهم بما تملك المحكمة من وقائع وأدلة واثباتات مباشرة بحضور عشرات من شهود الحق الذين استطاعت المحكمة ضمن ميزانيتها المعروفة تأمين انتقالهم الى اماكن آمنة.. خوفاً من الغدر بهم او تصفيتهم او تعريض اي من افراد عائلاتهم لأي أذى.

قد تستغرق اعمال المحكمة سنوات عديدة بعد بدء اعمالها، كما حصل في محكمة يوغوسلافيا، ومحكمة كمبوديا ومحكمة رواندا.. وكما يتم الآن مع المحكمة الجنائية الخاصة بالرئيس السوداني عمر البشير.

ولكن راقبوا كيف نقلت الامور من دولة السودان التي يرأسها البشير الآن من دارفور الى الجنوب الى الشرق.. بما يهدد بتحويل السودان الى مجموعة دويلات على غرار الصومال.. طالما ظل البشير على عناده ومكابرته بمنازلة الامم المتحدة والمحكمة الجنائية التي اصدرت أمراً باعتقاله.. وهو ينجو منه حتى الآن.

وعلى سبيل الطرفة نذِّكر بما أعلنه رئيس جمهورية جنوب افريقيا عندما اعلن انه وجه دعوة للبشير للمشاركة في افتتاح فعاليات دورة كأس العالم لكرة القدم في بريتوريا.. لكنه اذا حضر فإن سلطات جنوب افريقيا ستعتقل البشير وستسلمه الى الأمم المتحدة!!!.

قد تطول المحكمة وأعمالها.. لكنها ستصل الى مبتغاها حتماً.. والرئيس بشار الاسد يعلم ذلك، ويعلم كثيراً استحالة الغاء قرار تشكيل المحكمة الصادر عن مجلس الامن رقم 1757، الا بقرار آخر صادر عن المجلس نفسه.

وكيف لمجلس الامن ان يلغي قراراً كهذا، اذا لم يتم تنفيذه وتحقيق الهدف الذي شكلت المحكمة لأجله.. او على الأقل اذا ثبت ان أمراً أعظم يمكن انجازه مقابل هذه المحكمة.

ما هو هذا العمل؟

إذا كان القرار الظني سيسمي عناصر من حزب الله شاركت في جريمة قتل الحريري، وهذا يعني حسب ما سمعه سعد الحريري من حسن نصرالله، ان حزب الله ليس فيه عناصر غير منضبطة وان اي اتهام يطال اصغر عنصر من الحزب في ارتكاب هذه الجريمة هو اتهام لحسن نصرالله نفسه.. وهذا يعني ايران او علي خامنئي لأن نصرالله اعلن اعتـزازه بأنه ينفذ تعليمات ولي الفقيه العادل والقوي والقادر والحكيم والعليم وآخر الاسماء الحسنى لمرشد ايران الفارسي.

إذن،

ايران وحزب الله الى جانب مسؤولين سوريين كلهم في القرار الظني وتحت المقصلة.

ايران لديها الأمر الأعظم وهو ملفها النووي.. في المحكمة ومع بدء اعمالها سيوضع الملف النووي على الطاولة في كفة ميزان وقرارات المحكمة في كفة اخرى وعلى ايران ان تختار.

قد تضحي ايران بحزب الله وكل ما ومن فيه.. لكنها لن تضحي بملفها النووي.

قد تضحي ايران بعلاقتها وحتى بحمايتها ودعمها للنظام السوري.. ولكنها لن تضحي بملفها النووي.

لقد انشأت وحمت ودعمت كل هؤلاء من اجل هذا الملف وهي مستعدة لفتح حرب في لبنان وفي غزة وربما في سوريا لحماية ملفها.. ولن تتراجع.

وهذا ما يقلق الرئيس بشار الاسد.

لقد قيل ان الملك عبدالله تعهّد سابقاً للرئيس السوري ببحث أمر القرار الظني والمحكمة الخاصة بلبنان مع المسؤولين الاميركيين والفرنسيين، لكن نتائج المحاولات السعودية هنا وهناك لم تنجح الا بتأخير بسيط لصدور القرار الظني.. وساعد امين عام حزب الله بمؤتمره الصحافي الشهير الذي قدم فيه معطيات وقرائن تدين اسرائيل في تأخير صدور القرار عدة اسابيع فقط.

والسيف ما زال مسلّطاً.

وهذا ما يفسِّر استجابة النظام السوري لأحد أدواته في لبنان جميل السيد لإصدار مذكرات توقيف بحق 33 شخصية لبنانية، كثيرون منهم محسوبون سياسياً على رئيس الحكومة سعد الحريري.. وهي رسالة غضب سورية من بشار الأسد نحو السعودية والمجتمع الدولي نفسه.. خاصة وان كثيراً من الشخصيات اللبنانية ساعية لإحقاق العدالة ومحاكمة مرتكبي جرائم قتل الحريري وكل الذين سقطوا معه وبعده.

مذكرات التوقيف الإستعراضية السورية موجهة ايضاً ضد المحكمة الخاصة بلبنان، لأنها اعتمدت لإصدار قرارات التوقيف المضحكة التدخل المباشر في شأن المحكمة الخاصة بلبنان بما يجعل المحكمة في لاهاي مالكة الحق في اتهام سوريا رسمياً بأنها تتدخل في شؤون المحكمة وانها تضلل التحقيق وتحاول حرف المحكمة عن مسارها الطبيعي والحيادي بزعم وجود متهمين لبنانيين (وسوريين) بتدبير مسألة مختلقة اسمها شهود زور لكأن القضاء السوري الذي يخضع بمجمله لتوجيهات ضباط الاستخبارات السورية بات هو نفسه محكمة دولية لمحاكمة الذين يطالبون بالعدالة والاقتصاص من القتلة.

القلق السوري مستمر من ان الادارة الاميركية لم تستجب حتى الآن للطلبات السورية، التي اتت كمحاولة جس نبض سورية لاستعداد واشنطن للتجاوب السياسي العام معها حول القضايا الوطنية التي تهم النظام نفسه في دمشق.

لقد طلب وزير خارجية سوريا وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد من المسؤولين الاميركيين وعلى رأسهم وزيره الخارجية هيلاري كلينتون اثناء استقبالها للمعلم مؤخراً، ان تسهل واشنطن حصول دمشق على قرض بـ 500 مليون دولار لاستيعاب حركة النـزوح التي شهدت زحف مئات آلاف المواطنين السوريين من شمالي شرق البلاد الى الساحل السوري ودمشق نفسها، بسبب القحط الذي اصاب مناطقهم، لكن صندوق النقد الدولي رفض منح سوريا مثل هذا القرض.

نعم،

تستطيع دمشق ان تحصل على مثل هذا القرض من المملكة العربية السعودية او من ايران (العلاقات القطرية – السورية ليست اليوم في احسن حالاتها) لكن دمشق ارادت هذا القرض من صندوق النقد الدولي، لتراقب الموقف الاميركي منها.. وقد ادارت واشنطن ظهرها للطلب السوري في رسالة غضب اميركية على السياسة السورية، خاصة في لبنان وفي التحالف مع ايران.

ثم انه،

اذا كانت واشنطن رافضة لمساعدة النظام السوري في استيعاب هذه المسألة الانسانية التي تهدد بتغيير طبيعة الديموغرافيا البشرية على الساحل السوري (معظم المهاجرين عرباً واكراداً من السنة الى الساحل ذي الاغلبية العلوية) فكيف يمكن لدمشق ان تنتظر مساعدة اميركية في المسألة الوطنية وهي استعادة الجولان السوري المحتل؟

انه،

القلق السوري هذا الذي يعكس نفسه سياسة ارتباك في كل الاتجاهات:

1- ترفض دمشق دوراً فرنسياً لبدء مفاوضات جديدة مع اسرائيل حول الجولان، وما زالت تنتظر تصحيح العلاقات التركية مع اسرائيل، بل وتطلبه بالحاح كي تتمكن انقرة من تأدية دورها في استئناف المفاوضات بين البلدين التي توقفت اثر العدوان الصهيوني على غزة أواخر 2008 اوائل 2009.

يلتقي الرئيس بشار الاسد زميله الايراني محمود احمدي نجاد مرات عدة، لتوكيد التحالف الاستراتيجي بين بلديهما، ثم يذهب شاكياً نجاد هذا الى الشريك العربي الاكبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسبب زيارته للبنان.

يزور احمدي نجاد لبنان ويخاطب في طريقه اليه خادم الحرمين الشريفين كأنها رسالة يستأذنه فيها بأنه لن يستفز السعودية في زيارته للبنان، ويتعمد زيارة سعد الحريري في منـزله ثم ينتظر مجيء رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري لملاقاته في منـزل رئيس الحكومة في سابقة لم تحصل بين الدول ولا في لبنان.

كل هذا ولم يكلف نجاد نفسه الاتصال بالرئيس بشار الاسد لا اثناء توجهه الى لبنان، ولا خلال زيارته الاستعراضية المستفزة ولا بعد عودته.

يؤكد الأسد تحالفه مع السعودية، ثم يغضب من عدم قدرتها على إيقاف المحكمة الخاصة بلبنان، لكأن السعودية هي التي قتلت ابنها رفيق الحريري، أو انها هي التي أنشأت هذه المحكمة، أو ان السعودية رفضت قصف واشنطن وباريس بالصواريخ بسبب تمسكها بالمحكمة التي ستحاكم قتلة الحريري وتثبيت مبدأ عدم مرور جرائم الاغتيال السياسية في لبنان دون عقاب.

يصدر قضاء الأسد مذكرات توقيف ضد الذين يجمعهم حرص على استمرار تحقيق العدالة الدولية والاقتصاص من المجرمين، وبينهم مستشار الحريري الإعلامي لصيقه الدائم هاني حمود، ثم يعلن انه إذا ثبت مشاركة أي سوري في قتل الحريري فإنه سيحاسبه بتهمة الخيانة العظمى.

يريد بشار الأسد أفضل العلاقات مع واشنطن وأفضلها مع إيران وأفضلها مع السعودية، ويريد أن يحلق بجناحين لبنانيين هما حسن نصرالله وسعد الحريري، ثم تخرج في لبنان حملة مسعورة ضد السعودية وسعد الحريري والمحكمة الخاصة بلبنان من يتامى الاستخبارات السورية في الأراضي اللبنانية.

يغضب بشار الأسد من عدم الوفاء الذي رافق زيارة نجاد إلى لبنان وغياب صورة والده أو صورته هو في أي مكان أثناء هذه الزيارة ويشكو همه للرياض، ولا يسأل جماعاته في لبنان أين كنتم خلال هذا كله، وهل بدأ موسم البازار الإيراني في لبنان على حساب سوق الحميدية في دمشق؟

انه موسم القلق السوري.. الذي يعكس ضعفاً يحاول تصديره خوفاً إلى اللبنانيين تحت عنوان انه يمسك بخيوط اللعبة، ويبدو ان المباراة بدأت من دونه أو هو على وشك الاستبعاد..   

محللون سياسيون في 14 اذار/مارس يقرأون مرحلة ما بعد زيارة احمدي نجاد بيروت:اعادت الاهتمام الدولي باستقلال وسيادة لبنان  

 

يا قضاء لبنان كيف تقبل دعاوى هذا الموتور؟

حسن صبرا/الشراع

لأننا مواطنون لبنانيون نريد وطننا محفوظاً برعاية المؤسسات، وعلى رأسها القضاء بصفته إحدى السلطات الأساسية في لبنان وفق الدستور الذي نحترم ونطبق. ولأننا نحترم القضاء ونحتكم إليه، كما كل الباحثين عن العدل في وطننا. ولأننا نقرأ في تاريخ القضاء وحاضره رجالات تنحني لها الهامات احتراماً وتقديراً لرفعة مكانتهم ونطق ألسنتهم بالحق، وخشية في الله وعدلاً بين البشر. ولأننا نريد وطناً تسود فيه شرعة القوانين لا شريعة الغاب، يعتمد مقاييس العدل لا مطارق الظلم، ننحني فيه لمساواة التطبيق، لا للخوف أو الخجل أو العصبية أو الغرائز.. لكل هذه القيم والمعايير وغيرها الكثير فإننا نتوجه إلى القضاء اللبناني أن يظل ممسكاً بحقه في المرجعية التي منحه إياها الدستور وجموع المواطنين ومنطق العدل الإلهي والقوانين الوضعية التي اختارها البشر للتقاضي وإحقاق الحق وتسييد العدالة.

نحن لا نريد أن ندافع عن القضاء أكثر من دفاعه عن نفسه، ولا نريد أن نرى قضاءنا عرضة للتطاول والتعدي على كرامات رجاله، من أي كان.

لذا، نحن ندعو القضاء اللبناني ان ينتفض لكرامته وأن يقف وقفة رجل واحد يدافع عن الأمانة التي يحملها، والمسؤولية التي وضعها اللبنانيون في أعناق رجاله ونسائه، وأن يبحث في أعماقه ونشوئه وتاريخ كل ساع للحق فيه عن الوسيلة التي تضمن هذه الكرامة وتجعل المتطاولين في ذل الخوف من الحساب والعقاب.

رجالات القضاء في لبنان لن يكونوا مضغة للساقطين والموتورين والمرعوبين من العدالة، فالعدالة هي أدعى أن تُحترم وان تُخشى وأن تُعتبر أما الخارجون عن القانون فهؤلاء لهم الفارون من العدالة لحمايتهم، أو الميليشيات وعصاباتها أو سرايا اللصوص وأصحاب السوابق للاحتفاء بهم. يا قضاء لبنان، كرامتكم فوق كل اعتبار، والادعى والحد الأدنى ألا تقبلوا من خارج على القانون مطلوب للعدالة مثل جميل السيد أن يتطاول عليكم.. وأن تصمتوا حتى لا يستمر في غيّه. يا قضاء لبنان،

كيف يقبل ضمير أو شرف أو قسم أي منكم بالولاء للعدل دعوى قضائية من هذا الموتور، وهو يشتم فيكم النخوة ويتطاول على الكرامة، ويمزق قوانينكم ويدوس أحكامكم ويهدد أشرف رجالاتكم علناً، ويشتم ويسب بالبذيء من الكلام؟ أي عار يلحق بأي قاضٍ بينكم يرضى قبول دعوى من هذا الموتور الذي يحتمي بصواريخ حزب الله، واستخبارات دمشق التي كان وما زال أجيرها منذ عشرات السنين طمعاً في مركز، وهو ليس إلا أداة رخيصة، سيرمونه في سلة القاذورات حين ينتهي عصره؟

كيف يصدق أي قاضٍ لبناني ان جميل السيد هذا يحترمه ويلجأ إليه شاكياً من كلمة كتبت ضده، وهو أي هذا الموتور يتطاول على القضاء ويحتكم إلى السلاح ليهرب من المثول أمام قاضٍ؟ كيف يتعامل القضاء اللبناني مع جميل السيد إذا كان يذهب إلى قضاء آخر ليقاضي لبنانيين شرفاء لا مكان لجميل السيد بينهم، ولا يعرف قيمة عن أخلاقياتهم ولا يطال حفنة من هاماتهم العالية. مكان جميل السيد هو السجن لأنه يتطاول على القضاء ويحتكم الى الميليشيات ضد القانون ويلجأ الى قضاء غير قضاء لبنان، ويتطاول على لبنانيين شرفاء عُزل، لا يملك معظمهم سوى القلم كتابة او تطبيق القانون حماية.

فكيف لشخص مثل جميل السيد ان يشتم القضاء ثم يلجأ اليه ليعاقب من يواجهه اذا تعدى على القانون؟

بربكم يا قضاة لبنان لو ان اي انسان سوي عاقل وطني خرج عن طوره وشتم اياً منكم الا يكون مكانه السجن؟

يا رجال القانون: نحن ندافع عنكم فلا تتركوا لمن يتطاول عليكم فرصة التنكيل بكم وبنا، او ان يضرب بعضنا بعضاً من أجل اشفاء غليله، فله في شفاء الغليل مصحات نفسية او عيادات طب متخصصة. واجب القضاء اللبناني لحماية نفسه او قوانينه او مسؤولياته ان يبحث عن وسيلة قانونية لسحب الجنسية اللبنانية عن هذا المعتدي على شرف الوطن لا ان يقبل دعوى قضائية منه ضد الشرفاء الخاضعين للقانون المسلّمين امرهم لله ومن بعده للموكلين باحقاق الحق، ومن لنا غير قضاء بلادنا بعد الله بحثاً عن العدل، طالما ان جميل السيد يبحث تطبيق شريعة الغاب عبر الميليشيات المسلحة والتطاول على كرامات الشرفاء ورجالات الوطن؟

يا قضاة لبنان، اتركوا الهرم جالساً على قاعدته ولا توافقوا هذا الموتور على قلب الحقائق ليجلس الهرم على رأسه، فتأبى الطبيعة كما الاخلاق كما الحق.

ابحثوا في وسيلة لحماية مسؤولياتكم وأدواركم ونحن معكم، لأنكم جزء اساسي من حقيقة الوطن وحياته الطبيعية، وسلطاته الشرعية، ومؤسساته الدستورية، وكلها حقائق مهددة بالعصيان الميليشيوي، والولاءات المعادية لركائز الوطن والمجتمع والتاريخ والجغرافيا ومنطق الاشياء.. ولن تكونوا مساهمين مع هذا العصيان سواء بالصمت او بالانصياع او بالرضوخ لما يريده ويلجأ اليه جميل السيد عندكم فيجلدكم بسوطكم ويجلد الشرفاء بقوانينكم. لا ترضخوا امام موتور، ولا تتراجعوا امام متطاول، ولا تخشوا في الحق لومة لائم، واجعلوا مرجعكم الضمير وخشية الله، لا خشية اي عبد من عباده.. هذا اذا كان هذا العبد صالحاً، اما الموتورون فلهم جهنم وبئس المصير

 

محللون سياسيون في 14 اذار/مارس يقرأون مرحلة ما بعد زيارة احمدي نجاد بيروت:اعادت الاهتمام الدولي باستقلال وسيادة لبنان

*نصير الاسعد: زيارة نجاد منحت 14 آذار/مارس مزيداً من الدعم الدولي والاقليمي

*محمد سلام: هناك من يريد اتفاق طهران بعد اتفاق القاهرة ليعود بنا 50 سنة الى الوراء

هدى الحسيني/الشراع

*نوفل ضو: لبنان لن يكون جزءاً من المنظومة الايرانية

كيف يقرأ المحللون السياسيون مرحلة ما بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان وما بعد الزيارة التي طرحت تساؤلات عدة وأثارت جدلاً واسعاً محلياً وإقليمياً ودولياً. فهل ثمة معادلات جديدة أرسيت بعد الزيارة وخاصة بعد خطابيه في الضاحية الجنوبية ((ملعب الراية)) وفي الجنوب ((بنت جبيل))؟ هل سيكون هناك وجه إيراني للبنان؟ وكيف ستكون إرتدادات الزيارة على لبنان والمنطقة بعد ان أعلن نجاد عن قيام محور يضم إيران، العراق، تركيا، فلسطين، سوريا ولبنان.

نصير الأسعد

يرى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل والكاتب الصحافي نصير الأسعد أن ما بعد زيارة الرئيس نجاد يؤكد ما كانت قوى 14 آذار/مارس تقوله قبل هذه الزيارة، وبمجيئه الى لبنان كانت مجموعة من الوقائع التي لا يمكن القفز فوقها:

أولاً: ان ((حزب الله)) في لبنان أعلن انتقاله من التحالف مع إيران الى علاقة الإنتماء الى إيران، وما كان يقال على ألسنة البعض أكده أمين عام ((حزب الله)) السيد حسن نصر الله في مهرجان ((ملعب الراية)).

ثانياً: أظهر نجاد خلال الزيارة نظرته الى لبنان كموقع استراتيجي للمحور الذي اعلنه، إذ إعتبر لبنان رأس حربة في جبهة مقاومة الشعوب، كما سمّاها، بعدها قال لبنان هو رأس حربة هذا المحور، واستطاع نجاد أن يمون على دول ضمّها الى هذا المحور ليس فقط لبنان، أي لبنان الرسمي الذي كان رئيس جمهوريته يعلن مواقف مختلفة ومتناقضة معه، بل استطاع أن يمون على تركيا ايضاً بأن اعتبرها ضمن هذا المحور.

ثالثاً: ما بعد زيارة نجاد كشف ان هذا السلاح الذي يملكه ((حزب الله)) لا وظيفة له إلا بوصفه جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية، إذ اعتبر الرئيس الإيراني ان هذا السلاح هو لتحرير فلسطين ولإزالة إسرائيل من الوجود، ولكسر المشروع الأميركي في المنطقة، اي انه حدّد له وظيفة فوق لبنانية، ايضاً بدون رأي اللبنانيين ووفاقهم أولاً.

هذه النقاط الثلاث الرئيسية التي أظهرتها زيارة الرئيس الإيراني جعلت النقطة المركزية للصراع في لبنان، موقع لبنان، هوية لبنان ودوره وبالتالي حتى عنوان المحكمة الدولية الذي كان مُثاراً قبل الزيارة، وتجدد هذا الامر بعدها، هو عنوان متفرّع عن عنوان أصلي هو أين لبنان وموقعه في إطار الصراع العربي- الإسرائيلي؟ هويته: هل هو بلد عربي أم هو ولاية إيرانية؟ دوره :هل هو في إطار العمل العربي المشترك أم هو في إطار استراتيجية إيرانية؟ وهذا كان جوهر الصراع، ولكن الآن جرى تظهيره على نحو لافت وبارز.

ويعتقد الأسعد ان الحوار الوطني الذي كان يدور في لبنان منذ ما بعد اتفاق الدوحة، حول ما يسمّى بـ((الاستراتيجية الدفاعية للبنان)) بات يستوجب بحثاً في مبرر وجدوى استمراره، وعلى الأقل بهذا العنوان، ويضيف، لسنا أمام سلاح يملكه حزب لبناني خارج نطاق الدولة، ويؤدي وظائف لبنانية ولو من خارج الدولة، بل أصبحنا أمام سلاح مُعلن انه سلاح إيراني ووسيلة من وسائل النفوذ الإيراني في لبنان، وأداة ضمن الاستراتيجية الإيرانية. ويتساءل الاسعد: ما معنى ان نجلس حول طاولة الحوار الوطني في لبنان ونناقش استراتيجية دفاعية ليس لنا فيها رأي، طالما ان أصحاب هذا السلاح الذين نناقشهم ليس فقط يمعنون في رفض نقاشه بحجج لبنانية والمقاومة وغيرها، بل نناقش سلاحاً بات مجرّد سلاح إيراني، وعلى لسان الرئيس الإيراني وبموافقة أصحاب هذا السلاح ومن غير موافقة الدولة، التي قال رئيسها ميشال سليمان بحضور الرئيس الإيراني ((ان لبنان يلتزم مبادرة السلام العربية ويلتزم القرارات الدولية))، فإن لم تكن مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية هي عناوين ارتكاز الاستراتيجية الدفاعية، فماذا تكون هذه العناوين عندما يجري إلحاقنا رغماً عنا كلبنان وكلبنانيين باستراتيجية لا هي عربية ولا هي لبنانية ولا شرعية.

وعن كيفية مواجهة قوى 14 آذار/مارس لمرحلة ما بعد زيارة نجاد وما أعلنه الاخير من مواقف يؤكد الأسعد ان الزيارة بتظهيرها هذه المعاني كانت بالغة الأهمية لجهة المزيد من الإيضاح للرأي العام اللبناني، حيث كانت هناك التباسات أو ما سوى ذلك، ويضيف، أعتقد ان الصورة اليوم باتت أوضح بكثير مما كانت عليه قبل زيارة نجاد، كانت أحكام نحن في 14 آذار/مارس نعلنها بتحليل لوعي معيّن وها هي اليوم مُعلنة على لسان أصحابها.

أعتقد ان زيارة نجاد بقدر ما حركّت الرأي العام اللبناني، مواقف ومشاعر ووعي لما يُحاك لهذا البلد، أطلقت حراكاً واسعاً على الصعيد العربي والإقليمي والدولي ايضاً، حيث أُعيد الإهتمام العربي والإقليمي والدولي بلبنان، وليس خافياً أن هذا الإهتمام بلبنان كان قد خف منذ فترة ما قبل الزيارة وصولاًً الى الزيارة، وليس خافياً ايضا ان الزيارة بحد ذاتها وما أُطلق من مواقف، وما يمكن أن يكون لها من تداعيات، حرّكت دينامية عربية ودولية واضحة و أعادت الإهتمام الدولي والعربي.

ويعتبر الأسعد القمة السعودية - السورية التي أعقبت زيارة نجاد ان مُحركها الأساسي ودافعها الأساسي هو تلك الزيارة وما أنتجته من معطى جديد على الخارطة، إذ يرى ان تركيا كطرف أدخله الرئيس الإيراني قسراً في المحور، تقوم باتصالات وتحركات، وان الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى دمشق هي جزء من وعي ما يمكن لهذه الزيارة أن تعطيه من معطيات.

ويضيف ان محاولة إسقاط لبنان في القضية الإيرانية ليس أمراً بسيطاً بالنسبة الى المجتمع الدولي، والى الشرعية الدولية التي تخوض صراعاً مع إيران، حول القرارات الشرعية الدولية لا سيما في مجال آخر هو مجال السلاح النووي. وأعتقد ان هذه المعطيات بالغة الأهمية، وأقول ان 14 آذار/مارس تستقوي بها، ولكن أسمح لنفسي بأن أقول، ان هذه الزيارة اعتقاداً وما أُظهرت من وقائع، أعادت تظهير القضية التي تحملها 14 آذار/مارس التي كادت تُمحى بالتفاصيل التي أُستدرجنا إليها في الأسابيع والشهور الماضية، شهود زور من هنا ومجلس عدلي من هناك وقرار ظني من هنالك، أعادت الإعتبار لقضية 14 آذار/مارس وهي قضية إستقلال وسيادة وإنتماء لبنان الى التضامن العربي، والإستراتيجية العربية تمت إعادة تظهير هذه القضية، وتم إعادة وضع المحكمة الدولية في نطاقها الصحيح وهذه المحكمة من وجهة نظرنا هي قضية عدل وعدالة وحق وحقيقة، ولكن الأساس هو مستقبل لبنان.

وعما اعتبره البعض ان زيارة نجاد جاءت لتقول وداعاً للمحكمة يقول الأسعد: هو أتى ليقول ذلك، ولكن أتى ليقول أيضاً ان لبنان الآن في الجيب الإيرانية وضمن الأجندة الإيرانية، أنا برأيي هذا أدى الى تخزين المزيد من الوعي لدى اللبنانيين لن يتأخر أن يُترجم نفسه بشكل أو بآخر، ومنح القوى السياسية في 14 آذار/مارس القدرة على المزيد من الصمود، والمزيد من وحدة الموقف. وأسجّل الى جانب ذلك عودة القضية الى التبلور، والى استدراج أو الدفع باتجاه المزيد من الدعم العربي والإقليمي والدولي لهذه القضية التي تبنتها 14 آذار/ارس.

محمد سلام

الكاتب الصحافي والمحلل السياسي محمد سلام قدم من خلال تحليله لمرحلة ما بعد زيارة نجاد مشهداً بانورامياً لكل ما يجري في المنطقة معتبراً ان لبنان يعيش اليوم المرحلة الأولى لارتدادات ما أسماها ((المغامرة الحمقاء)) التي ارتكبها نجاد في لبنان.

وقال : ان الزيارة كان ربعها مخصصاً للبنان، وبالتالي استثمر هذا الجرء عبر الترحيب اللبناني كي يستغله لتغطية إعلانه الوقح بقيام محور في المنطقة تقوده إيران يضم لبنان، سوريا، فلسطين، الاردن، العراق وتركيا، ووضع قادة هذه الدول في مواجهة سؤال منطقي وموضوعي وشرعي من قبل أي إعلامي أو أي مواطن. يعني أُحرج رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، على سبيل المثال، بأن أنبري وأسأله أنت قائدك احمدي نجاد أم أنت رئيس لبنان؟ والسؤال نفسه يطرحه المواطن السوري على الرئيس بشار الأسد، والمواطن الأردني على الملك عبد الله، وهكذا سؤال يطرحه أيضاً المواطن التركي على اردوغان، ولذلك سمّيتها مغامرة حمقاء، وبالتالي أصبح عندنا ردان: الرد العربي والرد التركي، فتركيا مطلوب منها ان تقول انه تجاوز تركيا بمفهوم الدولة، اما في ما يتعلق بالشق العربي السؤال مطروح ومطلوب موقف للإجابة عليه: هل إيران هي زعيمة ست دول عربية بقيادتها وشعوبها لخرق العالم العربي؟ وبالتالي كي تصبح إيران ميدانياً الشريكة في العالم العربي ووليّة عليه.

ويعتبر سلام ان أهمية هذا السؤال تجاه هذا الواقع الميداني تنطلق من لحظة إسقاط الدولة العراقية في الـ2003، وبالتالي إسقاط ما يسمّى ببوابة صدام، ((لأننا نحن اللبنانيين نحب بوابة فاطمة وبوابة ماريكا وبوابة انجليكا))، ويضيف: لقد كان يوجد في العراق بوابة اسمها بوابة صدام عرضها 1281 كلم، كان صدام في ذلك الوقت يسمّيها البوابة الشرقية للعالم العربي، فعندما أسقطها الأميركي المحافظ الجديد في اميركا دخلت إيران عبر هذه البوابة الى ما نسمّيه نحن العالم العربي.

كما يرى ان القراءة الأكثر عمقاً تظهر ان إيران دخلت الى ما تعتبره إسرائيل أرضها تاريخياً، إسرائيل تقول أرضها تمتد من النيل الى الفرات، لذلك عندما وقّع أنور السادات السلام مع إسرائيل وأرادت الأخيرة فتح سفارة في مصر لم تختر مكانها في القاهرة، بل اختارت محافظة الجيزة اي ليس على النيل لأنها لا تريد أن تكون سفارتها على الأرض التي تعتبرها أرضها. وبالتالي الصراع اليوم قائم بين الأمبراطورية الفارسية والدولة اليهودية على أرض العرب، ودخل علينا احمدي نجاد ومن بعده مسؤوله المحلي عندنا حسن نصرالله لأن نأخذ موقفاً في حرب بين عدوين، بحيث نتحول في النهاية في الجانبين ،إذا كان هناك جانبان، الى عملاء لإيران أو عملاء لإسرائيل. طبعا لا يوجد عملاء لإسرائيل بالمعنى السياسي للكلمة، بل هناك ظواهر عملاء، وأفهم أن يكون هناك جواسيس، لكنه يطرح هذه الفكرة، وهي انه إذا لم تكن مؤيدا لإيران فهذا يعني انك عميل لإسرائيل، بمعنى انه مطلوب من المواطن العربي أن يكون عميلا إما لإيران وإما لإسرائيل، ومن ثم يدخل في حروب أهلية في بيئته بين معسكرين عميلين في عملية تذويب كاملة للهويات الوطنية والإنتماء القومي، فالمسألة خطيرة جداً وكبيرة جداً.

هذا يعني برأي سلام ان إيران أصبحت هي قائد المقاومة في كل المنطقة، ولكن يطرح سؤال عن أي مقاومة تريد إيران؟ ليجيب: نحن نعتبر إسرائيل عدوا وهذا لا نقاش فيه ولا غبار عليه، نحن أبناء المدرسة أباؤنا أسسوها وتعلمنا فيها ورضعناها مع الحليب وناضلنا فيها ولا أحد يمكنه أن يزايد علينا، ولكن الفارسي يحشرني اليوم، فإما أن أكون تابعاً له وإما أن أكون عميلاً إسرائيلياً. أنا لست عميلاً إسرائيلياً، لكن في الوقت نفسه لا أقبل أن أكون عميلاً لفارس على أرض العرب.

ويضيف سلام ان السوري يطرح ما يسمّيه الرئيس نبيه بري وغيره معادلة السين- سين، مع الأسف بتقديري ان هذه المعادلة أصبحت مثل الدواء المنتهية مدته، انا مع معادلة ع-ع اي عربية - عربية برعاية سعودية، وبرعاية مثلث عربي كبير هو السعودية - مصر- سوريا، لكن ليس س - ع، يعني إذا كنت لا أريد أن أكون فارسياً يجب أن أعترف بدور مميز لسوريا في بلدي، وبالتالي سأكون تابعاً لسوريا وليس للعرب كلاً، لأني أؤمن بالموقف العربي الجماعي عبر المثلث العربي الكبير السعودية- مصر – سوريا.

ويقول سلام ان السوري اليوم يطرح مقايضة وبالتالي يوجد مشكلة، فعندما بدأت المصالحة العربية التي قام بها الملك عبدالله بن عبد العزيز في الكويت، طُرح على السوري قراءة واقعية للمشهد على الأرض العربية وهي أن يقوم بمهمة معيّنة في العراق تُختصر بالتالي: حماية الأقلية السنية في العراق، ودعم الوجه العربي- العراقي عبر الشيعة العرب والسنة العرب في العراق، يعني إعادة الهوية العربية الى العراق الذي اسمه اليوم دولة العراق وأصبح رئيسه كردياً وحالته بالويل مع احترامي للأكراد كشعب.

هنا أراد السوري ان يأخذ مقابل هذه المهمة مكافأة في لبنان، من دون ان يحقق المطلوب منه في العراق، بل ذهب وعمل من خلف الستار مع إيران وغيّر كل شيء، وبالتالي لا تفسير لدعمه لرئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، خصوصا إذا تذكرنا إتهام المالكي لسوريا بالتفجيرات التي حصلت في العراق، وبالتالي عقد صفقة مع الإيراني وطلب دور في لبنان. المطلوب من السوري في لبنان هو أن لا يقوم بدور ولن يكون له دور.

وعن الكلام الذي يردده البعض من انه لو لم يكن هناك توافق إيراني - أميركي في العراق لما كانت زيارة احمدي نجاد الى لبنان وإعلان ما أعلنه من لبنان؟ يجيب سلام هذا توافق اميركي- إيراني ولكن أنا لبناني عربي ما علاقتي بهذا الموضوع. من قال انه بالنسبة لي إيران خصم وأميركا ليست خصماً؟ من قال انه إذا لم أكن مع إيران فأنا مع أميركا؟ انا لبناني عربي.

لو كانت أميركا موافقة على زيارة نجاد فلماذا أوفدت مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان الى لبنان ليجول على كل الناس ويحذرهم؟ فأين هذه الموافقة؟ أعتقد ان هذا مناخ التضليل الموجود عند الإيرانيين في لبنان ويديره حسن نصرالله.

ويعود سلام للحديث عن الموقف السوري إذ يرى ان عليه إما أن يقوم بالمهمة الموكلة اليه في العراق وهي حماية الاقلية السُنية وإعادة الوجه العربي الى العراق، وإما ستواجهه مشكلة لان نظام المنطقة اختل منذ سقوط النظام والدولة في العراق، وبالتالي عندما تسقط الأقلية السُنية في العراق ويقبل العرب السُنة بالإحتكام الى الديموقراطية التي هي حكم الأكثرية تحت عنوان عربي، يعني هو يعترف ان الشيعة أكثرية في العراق، ولكن شيعة العرب وليس شيعة فارس وشيعة احمدي نجاد، شيعة النجف وليس شيعة قم، وبالتالي لا يمكن تأمين هذا التعويض عبر نظام هو الوحيد الموكلة اليه هذه، مما يخلق حالة في الشارع العربي المسلم السُني تطالب بالتعويض على الخسارة السُنية في العراق تحت عنوان احترام الديموقراطية، تعويض سُني الى حيث السُنة أكثرية عبر احترام الديموقراطية بالعنوان نفسه. وهذه هي الغلطة التي وقع فيها النائب وليد جنبلاط ولم يعرف متى يستثمرها، وذهب وطلب من الأميركيين تغيير النظام السوري على اعتبار ان التعويض يكون من هذه الناحية.

ويضيف ان السوري عندما دخل لبنان عام 76 تماماًً تحت عنوان حماية الأقلية المسيحية، وهي مبررات غير موجودة لأنه لا توجد أقلية تطلب حماية، فمن صالح السوري كي يحمي نظامه ويثبت نظامه أن ينفذ المهمة في العراق ولا يمكن أن ينال على ذلك مكافأة في لبنان، وبتقديري ان السوري يلعب على الحبل بحيث يضع قدماً هنا وقدماً هناك، ولكي يتحسن وضعه هو مستعد أن يضع قدماً ونصف القدم في السعودية، ولكن هذا لم يحصل بعد. فالوضع في الإقليم كله خطير جداً، أي في المنطقة حيث يحاول العرب تقرير ماذا سيفعلون في إيران وإسرائيل اللتين تتقاتلان على أرض العرب، وبلحم العرب، وباستقرار العرب وباقتصاد العرب وبثروات العرب وبمستقبل العرب. الإيراني يسرق منا هوية الصراع كي يمنعنا من أن نكون طرفاً في الحل، وبالتالي برأيي كإنسان بدأت مشاكلنا في لبنان عندما تخلينا عن سيادتنا تحت العنوان العروبي خدمة للقضية، وكان يومذاك اتفاق القاهرة، الآن هناك من يريد اتفاق طهران الذي يمكن أن يدخلني في خمسين سنة أو مئة سنة أخرى من الصراعات، وانا هنا لا أتحدث في حدود هذا الوطن الصغير بل هو يدخل كل المنطقة في الصراع.

نحن في حقبة طرح تسوية سلام مع إسرائيل، بينما هو يعيدنا الى زمن إلقاء اليهود في البحر، انا لا أقول ان اليهود أولاد عمي وأوادم، لكن هناك موازين قوى ولا أفهم كيف ما زال لدى البعض القدرة على الدفاع عما قام به احمدي نجاد في لبنان.

نوفل ضو

من جهة اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى 14 اذار/مارس والمحلل السياسي الصحافي نوفل ضو ان مرحلة ما بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان لم تستقر بعد على صورة معيّنة، لكنه يؤكد ان الزيارة استتبعت جملة تحركات إقليمية ودولية. خاصة وان نجاد، بحسب رأيه، جاء بخلفية المحور الذي تحدث عنه اي الإيراني- التركي- السوري- الفلسطيني- اللبناني.

ورأى ان أول ردّة فعل مباشرة، كانت من رئيس الحكومة سعد الحريري،الذي اكد خلال لقائه مع كتلته النيابية وفي البيان الذي صدر عن الإجتماع، بأن هذا المحور لا يمر عندنا لاعتبارات داخلية عدة تتعلق بالوفاق الوطني اللبناني، واعتبارات إقليمية تتعلق بانتماء لبنان الى جامعة الدول العربية والتزامه بالمبادرة العربية للسلام، كذلك لاعتبارات دولية تتعلق بالتزام لبنان بالأمم المتحدة وبالقرار 1701، وان ذلك مسّ بموضوع الوفاق الوطني الداخلي، وأكثر من ذلك إذا كنتم تريدون ذلك، فيجب أن يمر ذلك بالدولة اللبنانية وليس بـ((حزب الله)) ونحن في النهاية لم يفاتحنا أحد كدولة بهذا الأمر. هذا الكلام قاله الرئيس الحريري مباشرة لأحمدي نجاد بحسب البيان الصادر عن اجتماع ((كتلة المستقبل)) الذي اعقب الزيارة، وتأتي في هذا السياق زيارة الرئيس الحريري الى مصر التي أكدت ان لبنان ليس على استعداد لكي يكون في هذا المحور، وبعدها زيارته مباشرة الى السعودية والقمة السورية - السعودية التي عُقدت التي ننتظر لنرى في النهاية ما هي نتائجها.

وانتقد ضو ما جاء على لسان المعارضة من الآن ان السعودية أرسلت بطلب الرئيس بشار الأسد لإبلاغه قرار السعودية بإلغاء المحكمة، وان السعودية تتكفل بالإخراج مع الرئيس سعد الحريري، وهذا ما لاحظناه في إعلامهم معتبراً إياه كلاماً غير منطقي.

إذاً كل هذا المشهد، إضافة الى زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى لبنان ، يجعل ضو يعتقد ان الرئيس نجاد جاء ليحاول تمرير صورة معيّنة، وبالتأكيد هذه المحاولة لن تمر وذلك بحسب قوله للأسباب التالية:

أولاً: يجب أن نرى المعادلة الإقليمية التي ستتم بمواجهته، فالكلام عن محور إيراني- تركي- سوري- فلسطيني- لبناني لن يسير به التركي، يضاف الى ذلك ان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز أرسل بطلب الرئيس السوري بشار الأسد ليسأله عن الذي حصل، وليبلغه ان هناك اتفاقاً مُخالفاً لما يحصل. فإذا كان الإيراني استطاع فرض أمر واقع على التركي وعلى السوري الذي يتجاوز السعودي في هذا الموضوع، فبالتأكيد ستكون المرحلة المقبلة ان ((حزب الله)) سيضع يده على جزء جديد من البلد، وان كان لن يستطيع أن يقضم كل البلد في النهاية، ولكن ستكون مسيرة القضم مستمرة، وربما في لحظة من اللحظات نصل الى أمر واقع عسكري على الأرض، يؤدي الى تراجع سياسي إضافي لقوى 14 آذار/مارس على الأرض.

ثانياً: علينا الآن أن ننتظر القرار الآتي من الخارج، ومفاده ان الأمور مستمرة وان القرار الظني سيصدر، والعملية غير مرتبطة بقرار ظني، بل مرتبطة بسياسة محاور يتحدث عنها الإيراني، ويبدو ان الموقف الأميركي تم إبلاغه الى السعودية، والمعلومات تفيد ان فيلتمان إتصل بالمملكة العربية السعودية بهذا الشان.

وعما إذا كان هناك رهان على الموقف الأميركي من قبل 14 آذار/مارس يؤكد ضو ان المسألة ليست موقفا اميركيا، بل إذا ما كان المحور العربي المسمّى محور الإعتدال، سيتخذ موقفا حاسما ويبلًغ الإيراني بأن سياسته لن تمر في المنطقة، أم ان الإيراني سوف يستقوي على هذا المحور بما ان الأميركي مُتراجع في المنطقة.

وعن الموقف الذي ستتخذه قوى 14 آذار/مارس حيال ذلك يقول ضو ((إذا كانت زيارة نجاد هي لإعادتنا الى ما قبل الـ2005 بصيغة إيرانية هذه المرة وليس بصيغة سورية، فهذا لن يمر، فأقلّه ان 14 آذار/مارس ستتخذ قرارا بأنها لن تسمح لذلك أن يمر.

ورداً على سؤال هل تستطيع ذلك ام لا يجيب ضو: هناك طريقة واحدة للمواجهة هي المواجهة بالسياسة، ماذا يمكن أن نفعل غير السياسة، فما قاله الرئيس الحريري ان هذا المحور لن يمر، ومواجهة إسرائيل نحن قمنا بها قبلكم، ولكن نريد مقوّمات للمواجهة، هو رسالة سياسية محورها ان لبنان لن يكون جزءاً من المنظومة الإيرانية في المنطقة، ولن يكون جزءاً من المحور الذي تحاول إيران إقامته في المنطقة. أما كيف تكون المواجهة؟ فيكون ذلك بالدبلوماسية ومحاولة البحث عن الموقف العربي المشابه لموقفنا، والموقف الدولي المشابه لموقفنا، والموقف اللبناني المشابه لموقفنا.

وما إذا كانت زيارة نجاد كرّست الإنقسام العمودي في البلد بين 14 و8 آذار/مارس، وبالتالي لم يعد هناك مجالاً للتلاقي يؤكد ضو ذلك من خلال ما حصل ولكن يعتبر ان القضية ليست في موقف 14 و8 آذار/ مارس، إنما ما بين منطق الدولة ومنطق اللادولة في البلد. وهنا يلفت الى أمر عدم مشاهد صورة للرئيس ميشال سليمان خلال الزيارة لا على طريق المطار، ولا على طريق الجنوب، ولا على طريق الضاحية.

ويضيف: ان قادة الدول أثناء زياراتهم تكون بحماية الحرس الجمهوري، وعندما نقول الحرس الجمهوري فهذا يعني انه ممنوع وجود أي قوى أخرى على الطريق، حتى وحدات الجيش الأخرى تختفي من الطريق عندما يتولى الحرس الجمهوري حماية وضع معيّن. وهنا سوف أُعطي مثالاً على ذلك من خلال ما حصل أثناء القداس الذي أقامته ((القوات اللبنانية)) حيث ان الجيش منع الحرس الشخصي لرئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع من التواجد، وأبلغهم ان الأمن بعهدة الجيش اللبناني، ومنع ظهور أي واحد منهم. وهنا اتكلم عن مناسبة داخلية محلية، فكيف بالأحرى عندما يتعلق الأمر برئيس دولة يقوم بزيارة رسمية الى لبنان، هم يقولون ان أمير قطر حظي أيضاً باستقبالات شعبية، فلماذا تنتقدون احتفالات استقبال نجاد؟ ولكن أمير قطر استقبله رئيس الجمهورية على المطار، واستقلا معاً السيارة نفسها، ولم يكن هناك أي احتفال أو مناسبة إلا وكان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة . أما في كل الإحتفالات التي أُقيمت لنجاد الى جانب الزيارة الرسمية حصل العكس، حتى سيارة رئاسة الجمهورية التي أرسلت الى المطار أُعيدت خالية، وأقلته سيارة أخرى، ولم يحصل في تاريخ العلاقات بين الدول ان يحيى الزائر بمفرده شعب دولة أخرى، وحتى ان قداسة بابا روما عندما جاء الى لبنان في زيارة للمسيحيين في لبنان، لم يقبل أن يقف في السيارة المكشوفة بمفرده من دون أن يقف الى جانبه رئيس كنيسة لبنان غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

ويطرح ضو السؤال التالي: لماذا إذا كان التوافق الأميركي مع الدولة اللبنانية والأكثرية التي هي 14 آذار/مارس تكون مؤامرة، وإذا كان التوافق الأميركي مع الإيرانيين من تحت الطاولة بأن يبلعوا لبنان أو أن يبلع السوري لبنان يصبح ذلك إنجازاً؟

وعن مشهد المحكمة الدولية وسط كل ما حصل يقول ضو جاء نجاد ليقول ان المحكمة مسيّسة ولكن هل القرار بيده؟ وبالتالي قبل أن يقول وداعاً للمحكمة، فليقل وداعاً لقرار العقوبات على إيران، وقبل أن يُسقط المحكمة الخاصة بلبنان، فليذهب ويُسقط قرار العقوبات في مجلس الأمن ((إذا كان عنتر)).

وعن عودة الحديث عن شهود الزور والمجلس العدلي بعد إنتهاء زيارة نجاد وماذا ستفعل قوى 14 آذار/مارس يقول ضو: هناك قانون ودولة ومجلس أمن دولي بالنسبة لإحالة الموضوع على المجلس العدلي، لنفترض اننا وضعنا الشق القانوني جانباً ووصلنا الى إحالة الملف الى المجلس العدلي، هذا الأمر يستوجب ثلثي مجلس الوزراء، 14 آذار/مارس ضد هذه الإحالة، فإذا اعتبرنا ان وليد جنبلاط خارج الموضوع، ورئيس الجمهورية خارج الموضوع، فإن قوى 14 آذار مُنفردة تُعطّل الإحالة على المجلس العدلي.

أيضاً هناك مسار قضائي يجب على ((الجماعة)) احترامه، فإذا قال القضاء اللبناني انه لن يتعاطى بهذا الموضوع قبل صدور القرار الظني، فلا يستطيع ((حزب الله)) فرض الأمر بالقوة، وبالتالي لم يعودوا يرغبون فقط بتدخل القضاء، بل يريدون القضاء اللبناني أن يتدخل وأن يفرضوا على المحكمة الدولية، بما ان القضاء تدخل في لبنان فيجب أن توقفوا مسار التحقيق، والقرار الظني، وأن يصدر القرار عن القضاء اللبناني، مما يعني ان تنتظر المحكمة الدولية أربع أو خمس سنوات ريثما يقرر القاضي اللبناني أن يحكم أو لا يحكم.

وماذ إذا تم الكشف عن الحقيقة ؟ يجيب ضو: ان مشكلة التنفيذ ليست على عاتقنا، نحن كلبنانيين نريد أن نعرف ان فلان قتل الرئيس رفيق الحريري، وفلان قتل المجموعات الأخرى التي سقطت، صحيح انه من الناحية التنفيذية تقع على لبنان مسؤولية، ولكن أيضاً هناك مسؤولية على الأمم المتحدة وعلى الدول العربية، كما تقع المسؤولية على كل اللبنانيين، فهل سيقولون هذا فلان مطلوب من المحكمة ولا نريد تسليمه؟ ماذا إذا ذهبت المحكمة الدولية بعد صدور الحكم الى مجلس الأمن وقالت ان لبنان دولة مارقة لا تنفذ القانون؟ فماذا سنفعل إذا فرضوا عقوبات على الدولة اللبنانية في حال لم تسّلم هؤلاء المتهمين؟ وماذا ستفعل سوريا في حال تبيّن ان أفراداً من ((حزب الله)) أو أي شخص آخر له علاقة في مكان ما؟ وهذا عمر البشير هناك 21 دولة عربية معه ومُمسك بالسلطة، ويقول لا أعترف بالمحكمة الدولية، والمحكمة مستمرة في عملها. طبعاً المسألة ليست بالسخونة النتي نتحدث عنها، ولكن أيضاً ليست بالسهولة التي يعتقدونها.

 

هيكل كرتوني!

الكاتب ميرفت سيوفي /الشرق

منذ انطلق قطار تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية، واللبنانيون يواكبون الكلام الجميل الذي يصدر عن طرفي العلاقة والذي يُكرر الحديث عن علاقات من دولة الى دولة" تحكمها أصول العلاقات بين الدول المتجاورة، و"حبة مسك" زيادة و"كفة طابشة" للإخوان السوريين لوشائج العلاقات اللبنانية الوطيدة اجتماعياً وإنسانياً وسياسياً واقتصادياً أيضاً، ولكن.. كل ما يصدر في لبنان عن فريق 8 آذار الذي ربما تجد فيه سورية "هيكلاً فولاذياً" يوحي بعكس ذلك، ولن يعجز الجواب الديبلوماسي المعتاد منذ ثلاثين عاماً: "نحن مع ما يتفق عليه اللبنانيون"، وكأننا أمام معادلة تعني: "ما تخلوهن يتفقوا"!!

المواطن اللبناني العادي ينظر إلى الأمور من زاوية تجربة مريرة عمرها ثلاثين عاماً، بل ربما من عمر لبنان.

وما يعيد اللبنانيين إلى مربع التشاؤم من أن تقوم علاقة ندية حقيقية صادقة بين لبنان وسورية يتأكد بألف صورة وتصريح يومياً، منذ الحديث المتكرر ولازمة أن المحكمة شأن داخلي لبناني على مدى سنوات خمس، إلى انزلاق ودخول "غير قانوني" على خط المذكرات الـ 33 التي توصف بأنها "شأن قضائي بحت" والذي تطاول فيه مجموعة من القيادات الأمنية والقضائية والسياسية - والدولة اللبنانية ابتلعت "الموسى الأخوي" وصمتت - وبصدق يتساءل المواطن اللبناني: هل يجرؤ القضاء في لبنان على التعامل بالمثل مع هذه المذكرات، ألا يقوم العرف بين الدول على ما يسمى التعامل بالمثل؟!

وجاء بالأمس تصريح رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، حيث وصف فريق الرابع عشر من آذار بأنه "هيكل كرتوني"، ليوحي بأن شيئاً لم يتغير منذ حديث "المنتج الإسرائيلي" وفريق "السابع عشر من أيار"، ترفض سورية حتى اليوم أن تصدّق أن مشهد 14 آذار 2005 كان مشهداً لبنانياً شعبياً، وأن هذا الفريق السياسي يمثل أكثر من نصف الشعب اللبناني الذي أعاده بالانتخاب أكثرية إلى المجلس النيابي على رغم كل المحاولات التي جهدت لإطاحته من السلطة.

هذا الكلام يترك أثره على الشعب اللبناني وليس على السياسيين المحكومين بسقف اللعبة التي تستدعي "التطنيش" و"التسنيح" والتزام الصمت، لكن المليون ونصف الذين احتشدوا في ذلك النهار معيارهم لا علاقة له بالمعايير التي تقتضيها اللحظة السياسية التي يُقال أنها محكومة بمصالحة عربية...

تتحدث سورية عن عدم تدخلها في الشأن اللبناني، ثم تطلق تصريحات مسؤوليها لترسم خط "قسمة" الشعب اللبناني بين من هم معها - بحسب الطريقة القديمة - والذين مع علاقات طبيعية وصحية بين دولتين - فلا تعير هؤلاء اهتماماً - هذه الصورة الرابضة على المشهد اللبناني - السوري تُحزن كثيرين من اللبنانيين الذين يريدون وبصدق علاقات صحية مع الدولة والجارة والشقيقة، ولكن... جاءت بوادر حديث رئيس مجلس الوزراء السوري أمس لتؤكد أن كل المحاولات المبذولة لم تغير حرفاً واحداً مما كان...

وعندما يُستعاد رسمياً كلام التشنج الشديد في العلاقة، والذي لا يرغب أحد في أن يسمع مجدداً كلاماً يُعيد العلاقة إلى الوراء، فما مناسبة هذا الهجوم الرسمي على فريق لبناني ما دامت العلاقة من دولة إلى دولة، ما الذي يستدعي كلاماً رسمياً بهذا الاستخفاف بنصف الشعب اللبناني وأكثر:"نحن لا ننظر إلى 14 و15 و16 آذار، فهذه الهياكل كرتونية، بل ننظر الى الشعب اللبناني والى أمن سورية ولبنان والعلاقات الإستراتيجية بين الجانبين، فكل هذه الأمور هي أساسية، أما في 14 آذار و15 آذار فمن هم هؤلاء؟ لقد ظهروا على الساحة كمجموعة لهم وجهات نظر يعبرون عنها كما يشاؤون بالطريقة الموجودة"... مَن هم هؤلاء؟ هؤلاء يمثلون نصف الشعب اللبناني لا أكثر ولا أقل.

وعندما يوصف مسؤول سوري نصف الشعب اللبناني وقياداته بأنهم هياكل كرتونية لا يُفسر هذا التصنيف إلا برغبة دائمة في تصنيف الشعب اللبناني بين حلفاء وعملاء، وينفي تماماً الحديث غير المتجانس عن علاقة من دولة إلى دولة.. أمر واحد يتمناه اللبنانيون، أن تصدق سورية الجارة القريبة أن اللبنانيين يريدون بحق وبصدق وبشفافية وبمحبة أفضل العلاقات معها، فمتى تُشعرهم أنها فعلاً راغبة بذلك، بدلاً من إعادتهم إلى انطباع أن عليهم أن يقبلوا صاغرين بلعب دور "التابع الذليل"، وهذا أمر لن يقبل به الشعب اللبناني أبداً، فالماضي مضى، ولا يريدون له أن يعود!!

 

الرئيس الأسبق أمين الجمل يرد زيارة لم تحصل للسفير الايراني!

السبت/الشفاف

بيروت: وجدي ضاهر

فجأة، ومن دون مقدّمات، وصل رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق امين الجميل الى مقر السفارة الايرانية في بيروت ملبياً دعوة عشاء الى مائدة السفير غضنفر ركن ابادي.

ومن دون تفسيرات وتبريرات، إنبرى عدد من قيادات حزب الكتائب لايجاد الذرائع لهذه الزيارة غير المبررة لا بروتوكولياً ولا ديبلوماسياً. فرئيس جمهورية لا يزور سفارة، خصوصا ان السفير الايراني لم يقم بزيارة الرئيس الجميل لا في منزله ولا في مكتبه، أقله لكي تأتي زيارة الجميل ردا لزيارة.

إذاً، ما الذي أراد الجميل أن يقوله من زيارته غضنفر؟

المتتبعون لمواقف الرئيس الجميل منذ استشهاد نجله، وربما منذ تولي الرئيس الجميل رئاسة الجمهورية، لم يستغربوا قيام الجميل بهذه الزيارة. فهو درج على إحراج نفسه وحزبه ومن يعتبرهم "حلفاء"، هذا إذا كان الجميل الرئيس يقر بوجود أشخاص آخرين ليتحالف معهم، خصوصا على الساحة المسيحية.

ويشير هؤلاء أن الجميل وإثر إستشهاد نجله الوزير بيار زاره وفد من "حزب الله" معزيا ! ولأن فخامته حريص على الأصول، بادر بعد ثلاثة ايام من زيارة الوفد الحزب اللهي الى رد الزيارة الى مقر امين عام حزب الله حسن نصرالله لشكره على مواساته في مصابه الأليم! من دون ان تتوضح تفاصيل زيارة الرئيس الاسبق، ومن قاد به السيارة في دهاليز الضاحية، ومربعاتها وهل كانت عيناه معصوبتان، ام أن السيارة التي كانت توصله الى مقر الامين العام كانت مقفلة النوافذ!

وفي الانتخابات النيابية الاخيرة، تسبب الرئيس الاسبق بأكثر من مأزق في غير دائرة إنتخابية مطالبا بحصة حزب الكتائب! لكأن الحزب الذي ترأسه الجميل مؤخرا هو نفسه الذي ورثه عن والده وعمه موريس وشقيقه الرئيس الراحل بشير الجميل!

أول مأزق إخترعه الجميل كان بخوض معارك مع الحلفاء من أجل تأمين إيصال نواب كتائبيين على حساب الحلفاء في قوى 14 آذار في دوائر طرابلس عن المقعد الماروني ومقعد عاليه ومقعد زحله ومقعد الاشرفيه. وتسببت إدارته للمعركة الانتخابية في الدوائر المسيحية بخسارة فادحة في المتن حيث نجا نجله من الرسوب بأعجوبة مثيرة للجدل، كما مني سجعان قزي بخسارة مدوية في دائرة كسروان.

ويشير هؤلاء الى ان الكتائب من دون الحلفاء تستطيع تأمين وصول نائب كتائبي واحد الى المجلس وهو النائب نديم الجميل، لما أظهر من تمايز عن سياسة عمه ووضوح وثبات في المواقف السياسية وواقعية سياسية لا تنطلق من انتفاخ وَرَمي في الرأس ومن دون استنساخ ماضٍ لم يعد يجد له أرضية في الواقع.

الرئيس الاسبق يختار معارك دونكيشوتية ويستسيغ تعميمعها على الحلفاء لجعلها قضايا وطنية على غرار معركة استرداد منصبه كرئيس لحزب الكتائب بعد ان صادر المركز النائب الاسبق الراحل جورج سعاده الذي أطلق مقولة "من حزب المؤسس الى حزب المؤسسة" ومن بعده كريم بقرادوني. وعلى الرغم من ان رئاسة حزب الكتائب شأن حزبي داخلي، أراد الجميل جعلها معركة وطنية سياسية بامتياز ليتربع على كرسي رئاسة الكتائب!

والمعارك الدونكيشوتية للرئيس الاسبق لا تتوقف عن حدود استرداد الحزب، بل امتدت الى إذاعة صوت لبنان التي يريد استردادها ايضا. وعلى طريقة استرداد الحزب، يريد من الجميع التدخل لصالحه ليسترد "صوت لبنان"!!

ولأنه لا ينفك يمارس منطق "خالف تُعرف"، قرر سحب ممثلي الكتائب من الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار من دون مقدمات، متهما الامانة بتلقي مساعدات مالية يريد إقتسامها معهم. ولما اكتشف ان لا اموال ترد الى الامانة العامة، وجد حجة أخرى مفادها أن آداء الامانة العامة لا ينسجم وضرورات المرحلة وتطلعات حزب الكتائب!! من دون ان يعطي اي تفسير لموقفه.

ولدى تشكيل الحكومة عاد الورم الانتفاخي الى رأس الرئيس الجميل. فأراد ان يستأثر بحصة المسيحيين او بغالبية الحصة او بوزارة سيادية ليقبل لاحقاً بوزارة الشؤون الاجتماعية ولكن، بعد ان زار الرئيس سعد الحريري بيت الكتائب المركزي في الصيفي ليرضي غرور الرئيس الجميل، من دون ان يستطيع إرضاء النائب سامي الجميل الذي كان صوته عاليا ويصدح في أرجاء البيت المركزي مهددا ومتوعدا ومزمجرا يريد حصة معتبرة للكتائب في الحكومة. فما كان من والده إلا أن أوعز لعدد من الكتائبيين بإبعاد سامي عن الصالة المركزية ومدخل البيت المركزي كي لا يصل صراخه الى مسامع ضيوف البيت.

إنها، ببساطة، بعض نماذج من التصرفات غير المفهومة للرئيس الاسبق للحمهورية اللبنانية امين الجميل الذي كرّس بزيارته السفارة الايرانية سابقة بروتوكولية تحتم على سائر السفارات التأسيس عليها. وتاليا أصبح لزاما على الرئيس الاسبق ان يلتقي الديبلوماسيين الاجانب والسفراء في مراكز عملهم او على غداء عمل او على عشاء عمل في اي سفارة.

فلا يمكن للرئيس السابق ان يعتب على السفيرة الاميركية إذا إستدعته الى عوكر، او السفير الصيني او السفير الروسي او السفير الهندي او اي سفير آخر معتمد رسميا في لبنان، في حال أرسلوا له دعوة للقائهم في مقرات عملهم. فالسفير الايراني لم يزر بكفيا ولا الصيفي ولا سن الفيل في حين ان باقي السفراء زاروا الجميل، وهو اليوم عليه ان يرد لهم الزيارة التي قاموا بهاـ بدلا من رد زيارة للسفير الايراني لم تحصل.

 

عندما "بهدل" عون إبراهيم كنعان

كشف مصادر سياسية لـ"البناء"(منشور تابع لأسعد حردان)، أنه في أثناء إحدى جلسات لجنة المال والموازنة التي يترأسها النائب إبراهيم كنعان، وحين كان النقاش محتدماً بين نواب 14 آذار و نواب 8 آذار حول بند تمويل المحكمة الدولية، وفيما كان كنعان يميل صوب الموافقة على ما يطالب به نواب 14 آذار من مسألة التصويت على هذا البند، جاءه اتصال هاتفي من رئيس تكتل"التغيير والاصلاح" ميشال عون الذي علم بالأمر من أحد النواب الحاضرين، ودار حوار ساخن بين عون وكنعان، أسمع خلاله رئيس تكتل التغيير والإصلاح، رئيس لجنة المال والموازنة، كلاماً جارحاً "من العيار الثقيل".

 

الهدنة والمحكمة

علي حماده /النهار

ليس مفاجئا ان تقف دمشق بجانب "حزب الله" في الحملة على المحكمة. بل ليس مفاجئا ان يكون قرار تكليف "حزب الله" فتح الحملة على مصراعيها وايصال البلاد الى حافة الهاوية سورياً في جانب منه باعتبار ان من يروج فكرة خروج سوريا - الحكم من دائرة الاشتباه بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يخلط بين ما هو اتهام سياسي، وقد جرى سحبه، وما يمكن ان يتضمنه القرار الاتهامي من ادلة وقرائن ومعطيات حول الموضوع. فهل استبعد الحكم السوري او افراد منه من دائرة الاشتباه؟ هذا ما لا نعرفه. وهذا ما سيتبينه لبنان وسوريا والعالم عند صدور القرار الاتهامي في الجريمة. وعليه فإن الزعم ان ثمة من وجه اتهامات سياسية الى طرف ثم اعلن سحبها يشكل تبرئة مسبقة وتامة هو مغالطة كبرى. فمع وضع الاتهام السياسي جانبا يعود الجميع الى مربع البراءة حتى تثبت الادانة. هذا ما ينطبق على السوريين لغاية صدور القرار الاتهامي وفي ما بعده المحاكمات اذا ما جرى توجيه تهم الى مسؤولين سوريين.

 بالنسبة الى "حزب الله" المندفع في حملة داخلية تكاد تضع البلاد على شفير الانفجار، فإنه بمطالبته المسبقة بنسف المحكمة برمتها، وبوضعه دفتر شروط غير معقول محاولا فرضه على القوى الاستقلالية، فإنه يتجاهل حقيقة اساسية هي ان اي اتهام لم يوجه الى عناصر منه، وان عرقلة المحكمة بدءا من تأجيل القرار الظني ليس في متناول اي فريق لبناني عربي او حتى دولي، علما ان الموقف الدولي لم يتغير لناحية حماية المحكمة، في حين ان الموقف العربي الذي جرت خلخلته ببيع الاوهام هنا وهناك عاد الى مربع الدفاع عن المحكمة والدعوة الى التعامل مع النتائج. و"حزب الله" يبدو هنا جهة تعيش خارج هذا الزمن، وتتوهم ان الاستقواء بالسلاح على اللبنانيين العزل يتيح لها نسف النظام الدولي برمته بدءا من مجلس الامن. حقا حبذا لو يتواضعون قليلا.

لقد طرحت في الآونة الاخيرة فكرة التنازل طوعا عن معرفة حقيقة من قتل الحريري ورفاقه وبقية شهداء الاستقلال على قاعدة حفظ سلامة الوطن وحمايته والعيش المشترك فيه. والحق ان هذا الطرح بالتحديد ينطوي على اعتراف مبطن بهوية الجهة او الجهات التي اغتالت الحريري والآخرين. والسؤال هل المطلوب القبول بالتفريط بالحقيقة وبالعدالة على قاعدة موازين القوى؟ وكيف يمكن رفض حق القوة الذي فرضته اسرائيل ستين عاما ومقاومته، في وقت يجري منع قوة الحق من ان تسود مجتمعاتنا العربية؟

ان من يدّعون المقاومة لاستعادة الحقوق المسلوبة في لبنان وفلسطين والجولان، حري بهم الا يقفوا في وجه ادنى الحقوق الانسانية لمواطنيهم، فلا تبقى جريمة من دون حساب، ولا يبقى مواطن عربي مسلوب الارادة والكرامة والحرية والحق بالعدالة. ومن يرفض العدالة بين اهله لا يبحث عنها عند الآخرين.

 

تقرير من واشنطن : 3 سيناريوهات أمام لبنان تهيّئ للإنفجار

إسقاط المحكمة الدولية ــ إنسحاب وزراء الشيعة ــ اللجوء إلى الشارع

الديار/رأى «مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى» في ورقة اعدها حول لبنان ان هناك صورة قاتمة للوضع في هذا البلد، وذلك في تحليله للضغوط التي يتعرض لها الموقف الداخلي في لبنان لانهاء الدعم الرسمي اللبناني للمحكمة الدولية. واعتبر المركز في الورقة ان هدف انهاء اي دعم رسمي لبناني للمحكمة هو هدف مهم لحزب الله، معتبرا ان المسرح السياسي في لبنان يبدو مهيئاً لمواجهات قد تكون عنيفة جدا، ومن الممكن ان تتخذ تلك المواجهات سيناريوهات متعددة واعتبر المعهد ان تنازل رئيس الوزراء سعد الحريري واعلان تبرؤه من المحكمة الدولية هو احد هذه السيناريوهات، لكنه لن يؤثر كثيرا في مسار الامور ذلك ان طبقا للقرار الدولي الرقم 1737 فإن في وسع اعضاء آخرين في الامم المتحدة ان يمولوا المحكمة. ولفت الى ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلنت عن دعمها الحازم للمحكمة واستعدادها لتمويل عملها، فضلا عن ذلك فإن قضاة المحكمة معينون من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومن ثم فإنهم بعيدون عن محاولات التأثير فيهم لعوامل داخلية في لبنان.

اما السيناريو الثاني فقد لخصته الورقة تحت عنوان «انسحاب حزب الله من الحكومة»، متابعة ان ذلك قد يؤدي الى اسقاط الحكومة اذ ان للحزب عشرة وزراء من 11 وزيرا تلزم موافقتهم على الانسحاب من الحكومة لاسقاطها. ورأت الورقة انه في وسع حزب الله ان يحصل على دعم الوزير الذي يحتاج إليه لاسقاط الحكومة اذا وافق رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط على ذلك، او اذا صوت الوزير عدنان السيد حسين لمصلحة قرار الانسحاب، واذا ما حدث ذلك فإن من شأن تلك الخطوة ان تصيب لبنان بالشلل وان تدفع به الى ازمة جديدة. اما السيناريو الثالث، فهو ان يلجأ حزب الله الى الشارع اذا ما واصل الحريري رفض مطالبه، ويمكن لذلك وفق المعهد، ان يسبب حالا من الاضطراب وعدم الاستقرار ما يؤدي الى وضع المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء، وفي تلك الحالة قد يلجأ الحزب الى تكرار ما حدث في 7 ايار 2008 حين سيطر على بيروت عسكريا ما سيؤدي الى تدخل قوى اقليمية لمنع تدهور الموقف، وفي ذلك الوقت يستطيع حزب الله ان يطلب التوصل الى اتفاق من شأنه اسقاط المحكمة الدولية او وضعها تحت سيطرة لبنانية اكبر.

 

اسرائيل كشفت استعدادتها لخوض معارك واسعـة ضد حزب الله وحماس

مراجع دبلوماسية لا تستبعد اقدام تل ابيب على خربطة اوضاع المنطقة في مواجهة اميركا والمفاوضات      

المركزية/لا تستبعد مراجع دبلوماسية غربية اقدام تل ابيب على عملية عسكرية تعيد خربطة الاوضاع القائمة في المنطقة في حال فشل المفاوضات مجددا الجارية مع الجانب الفلسطيني او حتى في حال اقدام الراعي الاميركي على الضغط على اسرائيل لقبول حلول لا تحظى بتأييد المكون الاسرائيلي وخصوصا المتشدد منه.

وتقول ان القيادة الاسرائيلية سواء كانت في غالبيتها من الليكود او العمل لم تمض يوما الى المفاوضات الا وكانت تستعد في الوقت نفسه للحرب والشواهد على ذلك كثيرة.

وتؤكد المراجع ان الاسرائيليين مواطنين وقوات أمنية وعسكرية معبأون منذ ما بعد حرب تموز العام 2006 لحرب تستعيد فيها اسرائيل قرار الحرب والسلم التي خسرت بعضا منه في تلك الحرب، والذي بات شريكا فيه كل من الامم المتحدة ولبنان جيشا ومقاومة بفعل الترتيبات العسكرية التي قامت.

وفي تقرير ورد الى المراجع نفسها، ان الجيش الاسرائيلي كثف من استعداداته وتدريباته للدخول في معارك واسعة ضد حزب الله او حركة حماس في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

وان قيادة القوات البرية قررت زيادة عدد مراكز التدريب على المعارك قرابة النصف في المناطق المأهولة بالسكان. وان الجيش الاسرائيلي يتدرب حاليا في 15 مركزا من هذا النوع موزعة في مناطق مختلفة على الاراضي الاسرائيلية أكبرها موجود في صحراء النقب ضمن منشآت قاعدة "تزيهليم" العسكرية.

ويلحظ التقرير ان اثنين من مراكز التدريب الجديدة مجهزة بمنشآت تحت الارض لتدريب الجنود على تنفيذ مهمات عسكرية في داخل الانفاق في جنوب لبنان وقطاع غزة. وانه في الاطار نفسه ينتظر ان تفرض قيادة القوات البرية قريبا تخصيص 25% من مهمات التدريب لجنود المشاة على المعارك في داخل المناطق المأهولة بالسكان.

وان تقارير لجهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلي لحظت ان حزب الله والمقاومة في لبنان وحركة حماس في فلسطين قاموا بعمليات تفخيخ لعدد كبير من المنازل في داخل القرى والبلدات، خصوصا تلك غير المأهولة بالاضافة الى حفر عشرات الكيلومترات من الانفاق لتسهيل تحركات عناصرهم في حال اندلاع الحرب.

ويشير التقرير الى ان مراكز التدريب الاسرائيلية الجديدة جهزت بشوارع عريضة بما يسمح للدبابات والمدرعات الثقيلة بالمشاركة في التدريبات.

ويؤكد على صعيد آخر، ان العديد من وحدات المشاة الاسرائيلية قد تسلمت في الفترة الاخيرة حوائط قتالية متعددة الاستخدامات تصنع من مادة (رغوة) خاصة من قبل شركة TGM الاسرائيلية. وان طول الحائط من هذا النوع يبلغ قرابة مترين، ويمكن وصل بعضه ببعض بسهولة مما يسمح بإقامة مركز للتدريب على حرب العصابات في المدن بسرعة.

ويفيد التقرير نقلا عن شركة TGM الاسرائيلية ان تركيب الحوائط لا يستغرق سوى عشر دقائق لاقامة مدينة وهمية للتدريب على معارك المدن بما فيها الالتحام الجسدي.

  

الثلث المعطل في لبنان يتهيأ لتعطيل حكومة الوحدة الوطنية

سليم نصار * الحياة

خلال الفترة الرمادية من ولاية الرئيس إلياس الهراوي – أي من مطلع 1990 حتى آخر 1992 – شهدت الحدود اللبنانية – السورية فراغاً أمنياً استغلته سفارة إيران في دمشق لتمرير أعداد كبيرة من المتسللين الى لبنان. وسعى مركز الأمن العام في «المصنع» الى ضبط التجاوزات فلم يفلح، وذلك بسبب تساهل مركز «جديدة يابوس» السوري مع المتسللين الإيرانيين من دون تأشيرات دخول. وظل هذا الوضع المسيب قائماً طوال المدة التي تولى فيها علي أكبر محتشمي عملية دعم «حزب الله» عبر دمشق بالمدربين والخبراء العسكريين. صحيح أن خلفه السفير محمد حسن اختري أمضى 14 سنة في العاصمة السورية... ولكن الصحيح أيضاً أن محتشمي كان له الفضل الأكبر في تنظيم علاقة طهران بـ«حزب الله» عبر سورية.

وزير الخارجية اللبناني فارس بويز، كان يطلع يومياً على تقارير الأمن العام. واضطر آخر الأمر الى استدعاء سفير إيران لإبلاغه احتجاج الحكومة على الممارسات المسيئة لعلاقات البلدين. ووعده السفير بنقل ملاحظاته الى وزير الخارجية علي أكبر ولايتي.

وبعد أسبوع وجه ولايتي دعوة رسمية للوزير بويز متمنياً عليه قبولها من أجل إرساء علاقات سليمة على المستوى السياسي والديبلوماسي. ولما أجابه الوزير بالإيجاب أصدرت طهران بياناً أشارت فيه الى أهمية تمتين العلاقات بين لبنان وإيران. وقد عبر الوزير بويز عن هذه الأهمية بالرجوع الى اتفاقية فيينا التي تنظم العلاقات بين الدول عبر القنوات الديبلوماسية. وطلب من ولايتي أن تراعي إيران حساسية الوضع اللبناني فلا تنحاز الى تيار أو طائفة أو مذهب لأن المكونات الطائفية ارتبطت بعقد التوافقية. واستناداً الى هذا التوافق، رأى بويز أن علاقة الدولة الإيرانية يجب أن تنحصر بالعلاقات المباشرة مع الدولة اللبنانية الممثلة لكل أطياف المجتمع.

بعد شهرين لبى الوزير ولايتي دعوة بويز الذي رتب له برنامجاً رسمياً غطى كل مؤسسات الدولة، بدءاً برئاسة الجمهورية وانتهاء بمجلس النواب. ولكن البرنامج الخاص الذي وضعته سفارة إيران كان مختلفاً بحيث انه شمل لقاءات مع الجماهير الشعبية في الضاحية الجنوبية، إضافة الى كوادر تابعة لـ«حزب الله».

ويبدو أن الممارسات التي قام بها ولايتي على المستوى الشعبي هي الصورة الحقيقية المعبرة عن توجهات الجمهورية الإسلامية في طهران. وقد ظهرت في شكل بارز أثناء مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية الذي عقد في «فندق الاستقلال» في طهران خريف 1991. واتخذت في ذلك المؤتمر قرارات مهمة أيدها أربعمئة مندوب جاؤوا من لبنان وفلسطين وغانا ونيجيريا وتايلاند وبورما والسودان. ومع أن هاشمي رفسنجاني حاول في ذلك المؤتمر تبريد حرارة المتحمسين، إلا أن علي أكبر محتشمي، سرق منه زمام المبادرة وأعلن أنه في صدد بناء جيش إسلامي مؤلف من مليون مقاتل. وبعدما أعلن صراحة انه المؤسس والأب الروحي لـ «حزب الله»، طالب المندوبين باختيار الموقع المفضل لنشر مليون مجاهد، مثلما فعلت الثورة الجزائرية التي نشرت قوات جيش التحرير على حدود تونس.

وفي البيان الختامي، قرر الحاضرون معارضة مؤتمر السلام في مدريد ومواصلة الجهاد ضد الصهيونية وأصدقائها وحلفائها في المنطقة والخارج. ومع أن البيان تضمن فكرة بناء «جيش إسلامي» مؤلف من مليون مقاتل، إلا أن الممثلين عجزوا عن اختيار الموقع الملائم له.

بوحي من توصيات ذلك المؤتمر، جرب الرئيس محمود أحمدي نجاد أن يمثل دورين مختلفين أثناء زيارته للبنان: الدور الرسمي الذي يرضي الدولة والحكومة والبرلمان... والدور الشعبي الذي يرضي «حزب الله» وأنصاره من المذاهب الأخرى. لهذا تعاطت الصحف العربية والأجنبية مع هذا الدور بكثير من التناقض. ففي مصر مثلاً نشرت صحيفة «روز اليوسف» شبه الرسمية، العنوان التالي: «اليوم الذي أصبحت فيه بيروت إمارة شيعية» وفي إسرائيل اختصرت «هآرتس» عناوين الجرائد الأخرى كالتالي: «زيارة نجاد للجنوب... رسالة الى واشنطن لتعرف من يسيطر على لبنان. ورسالة الى إسرائيل لتعرف أن حزب الله سيدافع عن إيران في حال تعرضها لهجوم خارجي. ورسالة الى اللبنانيين بأن يحذروا من اتهام المحكمة الدولية لحزب الله باغتيال رفيق الحريري».

وحول الموضوع ذاته، كتبت «معاريف» تقول إن لبنان بعد زيارة نجاد أصبح محمية إيرانية. وكانت بهذا التلميح المبطن تشير الى الصمت الذي تعاملت به سورية مع الزيارة. وربما لم يكن صمتها من قبيل التجاهل المتعمد، علماً بأنه يبعث على الشكوك كون الصحف السورية انشغلت عن نجاد بتغطية زيارة رئيس وزراء العراق نوري المالكي.

بعض المراقبين يؤكد أن صمت سورية عن الزيارة يقابله على الطرف الآخر صمت نجاد عن دور سورية في لبنان. فلا هي تحدثت عنه، ولا هو تحدث عنها في كل خطبه. وهناك من يقول إن لبنان لا يزال تحت المظلة السورية، وإن دمشق ترفض مشاركة إيران في هذا الفضاء السياسي الواسع. ومن هذا المنطلق يعرف سر التحالف الإيراني – السوري، على اعتبار أن كل دولة منهما تحترم مجالات سيطرة الدولة الأخرى. ومعنى هذا أن خطب نجاد خضعت لاستشارة سورية. تماماً مثلما خضعت زيارة المالكي دمشق. أي لاقتسام النفوذ في العراق الجديد، على أن تكون السيطرة السياسية الأمنية بيد إيران، بينما تأخذ سورية حصتها من غاز العراق ونفطه.

يقول المراقبون الدوليون إن إيران حريصة على وضع العراق تحت وصايتها بحيث تحول دون قيام جارة قوية تمنعها من التمدد في المنطقة. ومثل هذا التوجه ليس حكراً على جمهورية الخميني، وانما ولد في عهد الشاه عام 1957. وكان في حينه المؤسس والمنظر باقر الصدر الذي خاصم عبدالكريم قاسم طوال مدة حكمه.

ولما نجحت الثورة تبنت شعارات «حزب الدعوة» واحتضنت زعماءه وبينهم الدكتور إبراهيم الجعفري ونوري المالكي. وهي حالياً تنشط لدعم المالكي باعتباره يمثل امتداداً لطموحاتها الشيعية، مثلما كان يمثل اريك هونيكر في ألمانيا الشرقية امتداداً لطموحات بريجنيف الشيوعية!

اللقاء الذي تم في مطار قاعدة الرياض بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، أعطي من التفاسير السياسية ما لم يكن في الحسبان. والسبب انه جاء خلال فترة حرجة يمر بها لبنان والعراق والقضية الفلسطينية.

وذكرت مصادر سورية أن القمة تناولت العمل على تبريد الأجواء في لبنان بهدف نزع فتيل أزمة المحكمة الدولية، خصوصاً أن زيارتهما المشتركة لبيروت عززت روح التعاون لدرء مخاطر الفتنة المذهبية. وحول جدية هذا التعاون أعلن سفير المملكة في لبنان علي بن سعيد عواض عسيري، أن بلاده في عهد الملك عبدالله تنتهج سياسة التعقل والاعتدال وكل ما يجنب الأشقاء عوامل الخلاف والتفرقة. وعليه صدرت تحليلات توحي بأن الأزمة اللبنانية قد تتفاعل داخلياً لتصبح أزمة إقليمية تجذب كل اللاعبين الى ساحتها، وتحاشياً للسقوط في هذا المطب اندفع الرئيس نبيه بري عقب اجتماعه بالرئيس بشار الأسد، في إحياء خط التهدئة بين أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، خصوصاً بعدما سرت إشاعات في الأندية السياسية تتحدث عن دنو ساعة الصفر لنسف حكومة الوحدة الوطنية بواسطة الثلث المعطل. ويقال في هذا السياق إن موضوع شركة «سوكلين» في مجلس الوزراء، لم يكن أكثر من «بروفة» لفرط عقد حكومة الحريري.

وحول هذه المسألة الخطيرة، يتردد في أوساط «حزب الله» أن الجناح المتشدد يطالب بإسقاط حكومة الحريري مثلما أسقطت حكومة فؤاد السنيورة.

علماً بأن الحكومة الحالية تشكلت بموافقة الحزب ومشاركته. كما انتهجت سياسة رسمية أعطت بموجبها «حزب الله» كل القرارات المتعلقة بالحرب والسلام.

يبقى السؤال المتعلق باحتمال مقايضة دعم سورية لنوري المالكي في رئاسة الحكومة العراقية مقابل إطلاق يدها في لبنان؟!

المعروف أن العلاقات السورية – العراقية قد تعرضت للاهتزاز بعد سلسلة من التفجيرات عام 2009 واتهام المالكي سورية بإيواء بعثيين متورطين بافتعالها. وأدت تلك الاتهامات الى سحب سفيري البلدين، والى مساندة دمشق لاياد علاوي ضد منافسه المالكي. ويبدو أن الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد لطهران قد غيرت مواقف سورية اثر اجتماعه بالمرشد علي خامنئي الذي منحه الوسام الأعلى للجمهورية الإسلامية. وقيل في حينه إن الوسام كان الثمن السياسي الذي دفعه خامنئي لدمشق مقابل موافقتها على تشكيل حكومة نوري المالكي.

إضافة الى هذه المتغيرات، فان تأييد الزعيم العراقي المقيم في إيران منذ ثلاث سنوات مقتدى الصدر، قد خدم مصالح طهران في العراق عندما ساند موقف المالكي الذي بدأ يتعامل مع الأمر كأنه مصادقة على دوره الجديد. ويزعم الصدريون أن المالكي وعدهم بسبع وزارات، وبملء ألف وظيفة في الإدارات الرسمية. كما أطلق لهم منذ أسبوعين أعداداً كبيرة من المعتقلين. ومن المؤكد أن مرشد الثورة الإيرانية كان الضمانة التي أقنعت مقتدى الصدر بمصالحة المالكي بعد مواجهات البصرة ومدينة الصدر عام 2008.

والطريف أن الأميركيين الذين خسروا أكثر من 4500 جندي، إضافة الى تريليونات الدولارات، وعدوا بالضغط على الأكراد لتأييد المالكي أيضاً. وهذا ما يجعل نوري المالكي مرتهناً لأكثر من جهة، في حين يبقى الممثل الحصري لسياسة إيران في العراق!

* كاتب وصحافي لبناني

 

ندم دوليّ» لعدم تمكّن المحكمة من إصدار القرار الظنّي بشكل مُفاجىء ومُباغت

أجواء بيروت تُشير إلى أنّ الهدنة قصيرة... والآتي أعظم...

باريس مُطمئنّة... إقتراح بتشكيل لجنة تدرس حيثيّات القرار الظنّي

باريس ـ جوني منيّر /الديار

لم تؤثر حركة الاضرابات والاحتجاجات الواسعة في فرنسا في اهتمامات المسؤولين الفرنسيين بالملف اللبناني. فمساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان استفاض في نقاشه مع المسؤولين الفرنسيين حول المف اللبناني من زاوية وقف الاندفاعة الايرانية. والرئيس الفرنسي يتحضر لجلسة محادثات مع نظيره اللبناني على هامش قمة الدول الفرنكفونية، والاهم تبقى زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى باريس حيث يعوّل المسؤولون الفرنسيون على دور متمايز لبري عن حزب الله يؤدي في نهاية المطاف الى حصر قوة حزب الله في زاوية ضيقة. ولا شك أن المسؤولين الفرنسيين حضروا جدول اعمال متشعب مع الرئيس بري بهدف ختم نقاش كامل حول التفاصيل المعقدة لجوانب الأزمة السياسية الحادة التي يمر بها لبنان.  وتبدو هذه القراءة ضرورية لفرنسا رغم الكلام الموجود في كواليس السياسة الداخلية لفرنسا بأن الرئيس الفرنسي يستعد لانجاز تعديل حكومي سيطيح وزير الخارجية برنارد كوشنير وسط ترجيحات بأن تحل محله وزيرة الدفاع الحالية اليو ماري.

لكن سياسة فرنسا تجاه لبنان موجودة بيد رئيس الجمهورية حصراً منذ ايام جاك شيراك، اي بما معناه ان القنوات الديبلوماسية التقليدية لا تحمل كلمات السر السحرية.

فالقرار يبقى في قصر الايليزيه وسياسة فرنسا واضحة في هذا المجال: الازمة السياسية تبقى في اطارها السياسي، ولا تكريس لأي انقلاب من خلال اسقاط الحكومة.

وتعتقد المصادر الفرنسية أن «قطوع» الانقلاب لم يعد وارداً بنسبة 70%، وان المحكمة باقية، والمشكلة تبدو في ايجاد مخارج مقبولة ما بين هذين الحدين.

وتستند الاوساط الفرنسية ربما الى كابح الـ(س.س.)، لكنها تستند بالتأكيد الى الموقف الاميركي، وما يُحكى عن تواصل في الكواليس بين واشنطن وطهران حول مختلف الملفات المتنازع عليها مثل النووي والعراق ولبنان وفلسطين.

لا بل ان هذه الاوساط تتحدث عن ضغوط اميركية على سوريا لضمان استقرار الساحة اللبنانية وتروي ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كانت حازمة في هذا الشأن خلال لقائها الأخير بوزير الخارجية السورية وليد المعلم. وتتناقل هذ ه الاوساط بأن لدى تطرق المعلم للوضع في لبنان، جزمت كلينتون بما لا يقبل الجدل وقالت: ان استقرار الساحة اللبنانية من مسؤوليتكم واي خربطة امنية تتحمل دمشق المسؤولية المباشرة عن ذلك.

وتضيف هذه الاوساط في معرض تأكيدها لهذه المعلومات، الرسائل التي وجهتها واشنطن من خلال زيارة فيلتمان الى بيروت والكلام الذي عادت واعلنته كلينتون في هذا المجال.

وتضيف هذه الاوساط ان المحكمة الدولية وجدت لتبقى، ولا يمكن احداث سابقة بالغاء المحكمة لان ذلك سيؤدي الى الاخلال بالاستقرار العالمي لاحقاً وسط العديد من القضايا. لكن الاوساط الفرنسية تعود وتردد همساً: لم يعد هنالك من سلاح للضغط على حزب الله ولجمه سوى المحكمة الدولية. فالقرار 1559 اصبح من الماضي والجيش الاسرائيلي ضربت هيبته في تموز 2006 لذلك المحكمة باقية مهما حصل.

اما بخصوص القرار الظني فتهمس الاوساط نفسها بالقول بات معروفا ان القرار الظني سيطال عددا من الاسماء لدى «حزب الله» لكن المسألة ستقف هنا، ولن تذهب الامور باتجاهات ابعد، تماما كما حصل مع قضية لوكربي، حيث ادين ضابطان ليبيان من دون الوصول الى رأس الدولة.

واذا قيل للفرنسيين ان حزب الله لن يقبل بذلك وهو اعلن ذلك، عندها لا يمكن الا ان ينفّذ ضربته على طريقة «عليّ وعلى اعدائي يارب» فماذا ستفعلون في هذه الحالة؟

تجيب الاوساط الفرنسية بشيء في الارتباك ان حساباتنا تتوقف هنا. انت تقول ان حزب الله قد يتحرك على طريقة حماس في غزة. وبصراحة ليس لدينا حتى الساعة اي تصور لذلك. لكن واشنطن وباريس تعتقدان ان حزب الله لن يقدم على هذه الخطوة لان لا افق لديه ولبنان يختلف بتركيبته عن غزة ولا تخفي هذه الاوساط ندمها لعدم صدور القرار الظني بشكل مفاجئ ومباغت.

وتضـيف هـذه الاوسـاط بأن قناعتها بأن حزب الله في خـطوته الحالية يسعى لأكثر من مواجهة القرار الظني فهو يريد ان يصل لفرض معادلة سياسية جديدة شـاملة عـلى انقـاض اتفاق الطائف ولكن المرحلة الحالية يبقى سقفها اتفاق الطائف حتى اشعار اخر. لذلك فإن المجتمع الدولي يرفض حصول اي تغيير حكومي حتى ولو تطلب ذلك بقاء الحكومة الحالية مشلولة ومعطلة.

وتضيف هذه الاوساط لا بد لحزب الله ان يقتنع انه وصل الى الذروة وانه يجب ان يحسب من الان وصاعدا حساب التخفيف من الخسائر وليس تحقيق المزيد من الانتصارات.

وبدت هذه الاوساط وكأنها تلحظ لسوريا دورا اخر تحتمه مصالحها. فصحيح انها تدرك بأن التحالف السوري - الايراني يسـتند علـى عـدة نـقاط قـويـة الا ان الاوساط الفرنسية تعتقد ان مصالح سوريا تختلف في بعض اوجهها عن المصـالح الايـرانية في لبنان وبالتالي فإن المجتمع الغربي سيتعاطى مع هذا «التمايز» بكثير من الحنكة.

وتتحدث الاوساط الديبلوماسية في باريس بأن هنالك اقتراح حل يجري التداول فيه بعيدا عن الاضواء يقضي بتشكيل لجنة قضائىة مستقلة مهمتها تفحص المعطيات التي يستند اليها القرار الظني والتأكد من جدية وصحة حيثياتها. لكن هذا الاقتراح يصطدم برفض القاضي دانيال بلمار له، لأنه اعرب عن معارضته لوجود هيئة تراقب اعماله.

وفي بيروت تبدو الاجواء متفقة مع الاوساط الفرنسية بأن لبنان يمر حاليا بهدنة لكنها تختلف معها لأن هذه الهدنة موقتة لا بل قصيرة. فالاجواء البيروتية تعتقد ان هذه الهدنة قد لا تتجاوز العشرة ايام وان بعدها سيكون هنالك خطوة جذرية قوية ليس بالضرورة امنية لكنها بالتأكيد سياسية. وهو ربما ما سيضع العالم الغربي امام الواقع الجديد.

وحول موقف سوريا هناك في بيروت من يقول: لا تحسبوا خطأ فسوريا ليست وسيطا ولا اطفائية.

 

أميركا تخسر لبنان للمرة الثالثة كساحة لها تدير منها وتصنع الشرق الأوسط

قلق وتوجّس من زيارة نجاد فحضر فيلتمان واتصلت كلينتون للترغيب والترهيب

كمال ذبيان /الديار

هي المرة الثالثة التي تخسر الولايات المتحدة الاميركية لبنان، كساحة لها، تدير من خلالها عملياتها السياسية والامنية في المنطقة، وهي تعتبر هذا البلد الصغير في رقعته الجغرافية الطبيعية، مؤثراً في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ألم يكن مركزاً متقدماً للمخابرات البريطانية، التي كانت لها مدرسة في شملان (قضاء عاليه) لتدريب وتخريج مسؤولين فيها، كما أن فرنسا اعتمدت بلد الارز، نقطة انطلاق لنفوذها وبوابتها الى العالم العربي، وان اميركا حوّلته في منتصف الخمسينات، ما سمي بـ«النقطة الرابعة» لاهميته في مشروع رئيسها آنذاك دوايد ايزنهاور، لمحاربة تمدد النفوذ الشيوعي في الشرق الادنى، وأدخل الرئيس كميل شمعون في عهده لبنان في هذا المشروع، كما سعى الرئىس الاميركي السابق جورج بوش، ان يكون لبنان المنطلق لمشروعه «للشرق الاوسط الجديد»، فاطلق منه «ثورة الارز» بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لتعميم الديموقراطية في المنطقة.

وقبل هذه المحطات، كانت هناك محطة هامة في العام 1982 واثناء الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان، ارسلت الولايات المتحدة برئاسة رونالد ريغان قواتها الى لبنان، لحماية الشرعية اللبنانية ومساندتها، في عهد الرئىس امين الجميل، بعد اغتيال شقيقه بشير الذي كان انتخب قبله رئيساً للجمهورية، كي لا ينهار الوضع في لبنان ليكون الدولة العربية الثانية التي توقع الصلح مع اسرائيل، بعد مصر التي قام رئيسها انور السادات بتوقيع اتفاقية كامب دايفيد مع مناحيم بيغن، لكن لبنان تصدى للمحاولة الاميركية ـ الاسرائيلية بفضل مقاومته وجبهته الوطنية ودعم سوريا له واسقط اتفاق 17 ايار، وعطل مفعول وافرازات الاجتياح الاسرائيلي سياسياً وامنياً، ثم انهاه عسكرياً بتحرير الارض اللبنانية منه.

وبعد خمس سنوات على «ثورة الارز»، في لبنان وسبع سنوات على احتلال العراق، وتسع سنوات على احتلال افغانستان، ترى الولايات المتحدة، انها تفقد مواقع استراتيجية لها في العالم، لاسيما القريبة من منابع النفط والممرات المائية، ويصعد في مقابل ذلك دول اقليمية كبرى، ترسم هي خارطة منطقة الشرق الاوسط، وفي طليعة هذه الدول ايران، التي اصبحت لاعباً رئىسياً، في كل قضايا المنطقة بتحالفها مع سوريا وتعزيز علاقاتها مع تركيا، بحيث باتت تملأ الفراغ الذي يحصل في اي منطقة في هذا الشرق.

من هنا بدأت اميركا تتخوف على مصالحها ونفوذها وتأثيرها في العالم، وهي التي فقدت آحاديتها القطبية له، وجاءت زيارة الرئيس الايراني الى لبنان، والاستقبال الرسمي والشعبي الذي لقيه، والانفتاح الذي ابداه امام كل القوى اللبنانية، وتمييز خطابه الرسمي بالعقلانية والهدوء والتوازن، ورعايته مع الرئيس ميشال سليمان توقيع 17 اتفاقية بين البلدين، ما اثار قلق الادارة الاميركية، التي استعجلت ارسال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى بيروت بزيارة سريعة وخاطفة، ناقلاً رسالة دعم وتأييد للبنان، وان بلاده لن تتخلى عنه، وتحت عنوان واحد، هو عدم الارتماء او الالتحاق في «محور الشر»، وفق الزعم الأميركي، اي المحور السوري ـ الايراني، اذ تحدثت المعلومات عن ان الديبلوماسي الاميركي حمل رسالة ترغيب وترهيب، للمسار الذي اخذته العلاقات الرسمية ـ اللبنانية ـ الايرانية، والتي كانت تحت رصد بلاده، لجهة حجم الاتفاقات الاقتصادية، والاستعداد الايراني لتسليح الجيش، ثم في الزيارة التي قام بها الرئيس محمود احمدي نجاد الى بنت جبيل، التي بنظر واشنطن هي خرق للقرار 1701 طالما ان السلاح الايراني ما زال يصل الى «حزب الله» عبر سوريا منتقلاً الى لبنان.

فالزيارة الايرانية الى لبنان، لم ترق للمسؤولين الاميركيين والاسرائيليين، اذ اعتبرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، اقتراب لبنان من ان يكون في الدائرة الايرانية بكامله، ونظر اليها القادة الصهاينة، على انها «الجولة التي تسبق الانقلاب»، وتم تحميل رئىس الحكومة سعد الحريري المسؤولية عن «شرعنة زيارة نجاد».

فالضغوط الاميركية ستتصاعد على لبنان، من باب المحكمة الدولية، التي سيتم استخدامها كاداة تفجيرية بعد ان تحوّل وفق ما يقول بيان الامانة العامة لقوى 14 آذار قاعدة ايرانية جاء نجاد لتفقدها، وبالتالي، فسيتم التعاطي من قبل الادارة الاميركية مع لبنان على انه اصبح خارج وصايتها التي بدأ انهيارها عليه منذ حرب تموز 2006، التي انتهى معها مشروع «الشرق الاوسط الجديد»، الذي حاولت رسمه ادارة بوش بدماء اللبنانيين وتدمير منازلهم.

وحده النائب وليد جنبلاط انتبه الى فشل المشروع الاميركي، بعد زيارته الى واشنطن في نهاية تشرين الاول 2006، فعاد من هناك بمقولته الشهيرة على طاولة التشاور في مجلس النواب متوجهاً الى المعارضة السابقة، فشل مشروعنا ونجح مشروعكم، وهو منذ ذلك الوقت يحاول الاقتراب من سوريا والمقاومة وتغيير سلوكه الذي ثبته في 2 آب 2009 وهو مستمر. يبقى على الرئيس سعد الحريري ان يغير السلوك، وهو قد بدأ مع زيارة سوريا ومصالحته مع رئيسها بشار الاسد واعترافه بشهود الزور وما سببوه من اضرار واساءات وتخريب. اذا خطى رئيس الحكومة الخطوات الباقية، باجتثاث ما تبقى من المرحلة السابقة من الوصاية الاميركية، يكون لبنان دخل مرحلة الاستقرار.

 

استمرار التهدئة مرتبط بمصير عدد من الاستحقاقات

نتائج الصراع بين المحورين الأميركي والإيراني ترسم وجه المنطقة

النهار/اميل خوري     

إلى متى تستمر التهدئة التي يعيش لبنان في ظلها بفضل معادلة الـ"س – س" وغيرها من المعادلات الخفية، وما الذي يحصل اذا اهتزت هذه المعادلة وما الذي يمكن أن يهزها؟

تقول أوساط سياسية إن جعل لبنان ساحة مفتوحة على صراعات المحاور وتصفية الحسابات المحلية والعربية والاقليمية والدولية على ارضه وانقسام اللبنانيين فريقين وأكثر حيال هذه الصراعات، بحجة أن موقعه الجغرافي يحتم ذلك وكأن دولاً عربية أخرى مثل سوريا والاردن ليست في مثل موقعه لتكون ساحة مشابهة له سوى انها تختلف عنه بوجود دولة قوية قادرة على مواجهة شتى التحديات والتحولات والمتغيرات وهو ما يفتقده لبنان منذ سنوات طويلة.

لقد بات مصير التهدئة في لبنان يحكم وضعه الشاذ هذا مرتبطاً بمصير الاستحقاقات التي تعني كثيراً من الدول العربية والاقليمية والاجنبية. ومن هذه الاستحقاقات الآتي:

أولا: المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية التي تفتح الباب لمفاوضات شاملة تحقق السلام في المنطقة اذا ما نجحت، أو تقفل هذا الباب اذا ظلت تدور في حلقة مفرغة ليصبح مشرعاً على كل الاحتمالات بما فيها عودة اعمال العنف المتبادلة بين العرب والفلسطينيين من جهة واسرائيل من جهة أخرى، وساحة هذه الاعمال لبنان وفلسطين المحتلة تحديداً.

ثانيا: نتائج الانتخابات الاميركية وهل تأتي لمصلحة الرئيس أوباما وحزبه، أم لمصلحة سواه فيصبح عندئذ عاجزاً عن ممارسة سياسة الضغط الكافي للوفاء بما وعد به وهو اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب الدولة العبرية، ووضع هذا الحل على الطاولة وتحت طائلة اتخاذ موقف من الجهة التي ترفضه سواء خارج مجلس الامن أو داخله.

ثالثا: تشكيل الحكومة العراقية، وهل تكون حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل القوى السياسية الاساسية أم تكون حكومة الاكثرية وذات اللون الواحد، فيبقى الوضع الامني والسياسي والاقتصادي في العراق مضطرباً وغير مستقر وساحة مفتوحة للصراعات والتجاذبات.

رابعا: مراقبة الوضع المربك في السودان وفي اليمن مخافة أن يكون استمراره بداية تفكيك دول المنطقة واقامة دويلات مذهبية وعرقية فيها، يصب قيامها في خدمة اسرائيل التي تستطيع عندئذ ان تعطي لنفسها مبرر قيام "الدولة اليهودية".

خامسا: متابعة نتائج الصراع بين المحور الايراني ومن معه والمحور الاميركي ومن معه في المنطقة ومن منهما سيقيم الشرق الاوسط الجديد بمواصفاته، اذ على نتائج هذا الصراع يتوقف الكثير من المصائر والتوصل الى حلول لكثير من المشكلات لا بل للتحالفات القائمة ولمصير بعض الانظمة وحتى لمسار السلام. فانتصار المحور الايراني ومن معه يغير وجه المنطقة ويأخذها في اتجاه، وفشله يأخذها في اتجاه آخر. وعندما يبلغ الصراع بين المحورين حدّه، يتعين على الدول المعنية أن تتحدد خياراتها ولا تبقى على الحياد أو في المنطقة الرمادية، او منفتحة على الجميع، بحيث لا تكون مع هذا ولا مع ذاك.

ونتائج الصراع بين المحورين الايراني والاميركي هي التي تحدد مصير كثير من المشكلات في المنطقة وتحسم الخلافات حولها سواء في العراق أو في اليمن أو في افغانستان وفي مفاوضات السلام مع اسرائيل وفي لبنان حيث الخلاف يدور في الظاهر حول المحكمة ذات الطابع الدولي وفي جوهره حول السلطة وما المحكمة سوى جسر عبور اليها. فمن من الطرفين المتصارعين 8 و14 آذار يربح معركة المحكمة كي يربح السلطة، ومن من المحورين الايراني والاميركي سيخرج من ساحة الصراع منتصراً؟!

قبل سنوات، توقع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أن تكون هزيمة اميركا في لبنان، محذراً من ان هناك "مؤامرات سياسية" لتقليل انتصار "حزب الله" على اسرائيل خلال الحرب التي شنت على لبنان بين 12 تموز و14 آب 2006، واعلن "وجود احتمال كبير في التخطيط لهذه المؤامرات من قبل أميركا والكيان الصهيوني"، واكد استعداد الشعب والمقاومة الاسلامية في لبنان لمواجهة جميع الاحتمالات، واعتبر ان "الارضية لهذا الانتصار توافرت من خلال الاتحاد والتعاطف بين "حزب الله" وحركة "أمل" وينبغي ان يتوصل ذلك وتتعزز هذه الوحدة والتلاحم أكثر مما مضى"، مؤكداً ان "لبنان سيكون بمثابة مكان لهزيمة أميركا والكيان الصهيوني، وان التطورات السياسية في المنطقة والعالم تؤكد بداية مرحلة جديدة" وهو يقصد بذلك أنها بداية تفتت الامبراطورية الاميركية، وان ايران ستكون القوة الرئيسية في المرحلة الجديدة، وما زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان سوى اعلان هذه البداية...

والسؤال المطروح هو: من من المحورين سيكون له الانتصار ويتغير معه وجه المنطقة؟ لقد استطاعت ايران ان تصمد في وجه كل انواع العقوات التي فرضت عليها وان تظل على موقفها الثابت من برنامجها النووي، وان ترد على التصريحات الاميركية بالمثل لا بل بأشد منها. وتقول وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "ان ايران تقترب من ديكتاتورية عسكرية دينية وان اميركا ستظل تواصل قيادة العالم". ويرد الرئيس نجاد موجهاً كلامه الى الرئيس اوباما: "انتبه من السير على خطى بوش، فردّنا سيكون عنيفاً، وقول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن: "لا أساس للثقة بإيران وماضون في مسار العقوبات". ورد نائب الرئيس الايراني: "سنقطع أرجل من يفكر في الاعتداء على سوريا ولبنان". وتكثر التصريحات المتبادلة العنيفة حيناً والهادئة حيناً آخر كقول الوزيرة كلينتون: "نستخدم العصا والجزرة مع ايران ونحاورها مباشرة". ولم تبق فرنسا بعيدة، عن ذلك اذ اعلن الرئيس ساركوزي ان "ايران تغذي العنف والتطرف في المنطقة وهي القلب في قوس الازمات"، مؤيداً قول الوزيرة كلينتون "ان ايران راعية ايديولوجية الرفض والعنف في الشرق الاوسط".

الى أين ستنتهي الحرب الكلامية حتى الآن معها مرحلة العقوبات؟ هل ستنتهي بتسوية ام بصفقة أم بحرب؟

هذا هو السؤال الذي لا جواب عنه حتى الآن مع شعور البعض بان الخطر قادم من ايران وان الطموح الايراني يسير نحو الاصطدام بالخطوط الحمر، وان ايران تحاول تغيير المعادلة في لبنان والمنطقة، ومفتاح الحرب او التسوية هو في العلاقات الاميركية – الايرانية اذ لا استقرار في لبنان قبل حل المشكلات مع ايران، وان لا شيء يكبح هجمة ايران سوى تحقيق سلام شامل في المنطقة، وطريق السلام يمر عبر ايران... وان عدم استقرار ايران قد ينسحب على المنطقة والعالم، وايران تكرر التأكيد أن "فلسطين ستحرر وان الصهاينة الى زوال"، فيما يعتبر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو "ان لبنان تحول تابعاً لايران"... ويرى الرئيس أوباما ان "العمل العسكري ضد ايران ليس الطريقة المثالية... لكنه على الطاولة". ومن أهم ما قيل في هذا الوضع هو الوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل: "ان  غياب الدور العربي خلق فراغاً الاستراتيجياً تستغله دول مجاورة".

 

الولايات المتحدة تعيد لبنان مجدّداً بنداً في العلاقات مع سوريا

الاستقرار شرط موجب لعدم مواجهة المجتمع الدولي

روزانا بومنصف/النهار

أعادت واشنطن في الايام الاخيرة من خلال التحرك مباشرة في اتجاه بيروت وعواصم اخرى اوروبية وعربية وضع لبنان مجددا بندا من بنود تصحيح العلاقات الاميركية - السورية في حين اعاد القرار 1559 التذكير بضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا معلنا الضوء على نقاط عالقة بين البلدين. وكان هدأ على نحو كبير الكلام العلني على لبنان بين الولايات المتحدة وسوريا في ظل حرص الجهتين على التكتم على طبيعة تطور العلاقات بينهما في محاولة لانجاحها. الا ان مصادر اميركية معنية تكشف ان لبنان يبقى احد ابرز المواضيع التي لا تزال تناقشها واشنطن مع دمشق وانها لم تتراجع في القضايا السياسية كما في المسائل التقنية كترسيم الحدود وما الى ذلك ولو انها لم تعد تعلن ذلك كما في السابق حين كانت العلاقات متوترة بين الطرفين. اضف ان سوريا لا ترتاح الى تذكيرها بوجوب احترام حدود معينة في علاقتها بلبنان. وهذه النقاط خرجت الى العلن بعد استشعار الولايات المتحدة خطرا على الوضع في لبنان كان قائما ولكنه اخذ منحى آخر جديدا بعد اصدار دمشق مذكرات قضائية في حق شخصيات لبنانية، وقد اعتبر المسؤولون الاميركيون ان هذا الامر لا يساهم في تحسن العلاقات بين لبنان وسوريا، وكذلك الكلام على التحضير لانقلاب على الوضع في اطار السعي الى ضرب المحكمة الدولية.

وهناك من يقول ان الولايات المتحدة كانت ابتعدت عن لبنان بسبب اولوياتها المختلفة وسياسة مد اليد التي اعتمدتها الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما الى درجة اعتبر غيابها او انسحابها من الواجهة انتصارا لقوى 8 آذار او المحور الذي تنتمي اليه بدليل ترجيح ميزان القوة السياسي لمصلحة هذا المحور واستمرار المحاولات لتثبيت ذلك. وليس اهتمام الولايات المتحدة حاليا الا لكون لبنان على الحدود مع اسرائيل التي يشكل امنها احدى ركائز السياسة الاميركية في المنطقة. وقد ساهمت زيارة الرئيس  الايراني محمود أحمدي نجاد في زيادة هذه المخاوف بحيث لم يترك الاميركيون مناسبة الا علقوا على هذه الزيارة وتاليا فان التهديد بقلب موازين القوى في لبنان في اتجاه ما يعتقد انه يمكن ان يشكل خطرا على المصالح الاميركية المتمثلة بامن اسرائيل هو بمثابة الخط الاحمر الذي لا يسمح بتجاوزه. وتشكل التحركات الديبلوماسية الاميركية في المنطقة والتي شملت لبنان والاجتماع الذي عقد في باريس وضم الى الولايات المتحدة وفرنسا السعودية ومصر بمثابة تحذير ضمني من ان اي تطور من النوع الذي يلوح بحصوله بذريعة اطاحة المحكمة الدولية. وهذا التحذير مفاده ان المعنيين به مباشرة او رعاته سيواجهون المجتمع الدولي على عكس ما جرى في مراحل سابقة في حين ترفض مصادر على اتصال بواشنطن هذه النظرية من زاوية عدم تغير السياسة الاميركية ازاء لبنان وان تبدل اسلوب التعاطي عن اسلوب الادارة السابقة وانه لم يكن من حاجة سابقا الى التذكير باستمرار هذا الاهتمام وبوجود خطوط لا يسمح بتجاوزها. لكن المسألة بدت مقلقة في الآونة الاخيرة ولم يتردد المسؤولون الاميركيون في الإشارة الى ذلك واجروا الاتصالات مع كل من يلزم لهذه الغاية.

ومع ان التحرك الاميركي الاخير لم يقتصر على الوضع في لبنان  بل شمل في شكل اساسي مسألتي فلسطين والعراق، فقد لاحظ المراقبون اتصالا متجددا للرئيس الايراني بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هو الثاني له في هذا الإطار في مدة محدودة فصلت بينهما زيارة للرئيس السوري بشار الاسد للرياض. وهذه الحركة الاقليمية الدولية هي التي يجب قراءتها في التهدئة السياسية النسبية التي عادت اليها الامور وليس تطورا معينا من دون سواه علما ان المسألة مرتبطة ايضا بمجموعة اتصالات بينها ما قد يحمله معه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى باريس من محادثاته في دمشق ومن اقتراحات اخرى او يلمسه من اجواء ايضا.

هل ان التحذيرات والاتصالات يمكن ان تؤدي غرضها في عدم انزلاق الوضع الى حيث لا يرغب فيه كثر؟

يقول مراقبون ان الحركة الكثيفة الاقليمية الدولية اتت في وقت يرتبط حكما بالتطورات الداخلية في لبنان التي وصلت الى حدود خطيرة لكنه يوجه رسالة تفصح بعدم التعويل على الوقت الضائع المتمثل بانشغال الادارة الاميركية بالانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي التي تجرى بعد اسبوعين. ويعتقد هؤلاء ان ايران تظهر حرصا في اتصالاتها على الطمأنة على التهدئة في لبنان في حين لا يعتقد ان في مصلحة سوريا مواجهة المجتمع الدولي مجددا علما انها كانت حققت تقدما كبيرا مع الرئاسة الفرنسية تحديداً وكذلك مع السعودية. وليس سهلا ان تعود الامور الى الوراء في ضوء ما اظهره اجتماع في باريس قبل يومين علما انه لم يرتب على عجل بل كان مدروسا ومحضر له منذ بعض الوقت. لكن هذا لا يعني غياب المواجهة السياسية بكل الوسائل. وهو ما يتوقع استمراره.

روزانا بومنصف     

 

أ ف ب: شيعة البحرين يجرون حملة انتخابية مشابهة لحملات حزب الله اللبناني 

وسط شعارات شيعية واناشيد وطنية واحتفاليات شديدة التنظيم، خاضت حركة الوفاق ابرز حركة سياسية شيعية معارضة في البحرين حملتها للانتخابات التشريعية التي تنظم السبت، بطريقه تذكر بتجمعات حزب الله اللبناني. وتجمع حوالى ثلاثة الاف من انصار جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في ساحة الحي الغربي للمنامة، رافعين هتافات دينية في استقبال الامين العام للجمعية الشيخ علي سلمان الذي اتى ليختتم حملة 18 مرشحا من حزبه ينافسون 109 مرشحين من مختلف التوجهات على 35 مقعدا في مجلس النواب. واستمع الحشد المؤلف من رجال ونساء جلسوا في ناحيتين منفصلتين على مقاعد موزعة بانتظام، ثم رد بصوت واحد على الخطباء بشعارات تشيد برجال الدين الشيعة او بذكرى الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة. والتهب حماس الحشد ما ان بدأ الشيخ سلمان بتعداد نقاط الخلاف مع النظام السني المتهم بالتمييز بحق شيعة البلاد. ويؤكد سلمان ان السلطة تسعى من خلال سياسة التجنيس الى تغيير التركيبة الديموغرافية في البحرين حيث الاكثرية من الشيعة حاليا. وقال الشيخ سلمان "لا يجوز ان تبقى السلطة حكرا على عائلة واحدة ولها الاحترام والتقدير" وهي عائلة آل خليفة التي تحكم البحرين منذ 1783، ما اثار تصفيقا عارما من الحضور الذين نهضوا رافعين قبضاتهم. ويشبه هذا المشهد التجمعات الشعبية التي ينظمها حزب الله اللبناني والحليف الرئيسي لايران في المنطقة العربية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهذا التشابه يثير مخاوف السلطات التي تشتبه في عمل ايران على تغذية التوتر الطائفي في الخليج. ورفعت صورة ضخمة للشيخ علي سلمان على واجهة مبنى مقابل للمنصة رفرفت فوقه رايات حزب الوفاق وعلم البحرين. وبدا العلم الوطني طاغيا، ليشكل رسالة واضحة الى الذين يتهمون شيعة البحرين بالولاء لايران. المصدر : أ ف ب

 

تورط الحكومة العراقية في الحروب والتمويل ايراني

المصدر الشرق الاوسط /كشف موقع «ويكيليكس» عن أن مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الأميركية في العراق وأن الجيش الأميركي تستر على أعمال التعذيب التي تمارسها قوات الأمن العراقية حسبما أفادت قناة الجزيرة أمس نقلا عن وثائق سينشرها الموقع.

وقدمت الجزيرة وفق بيان صحافي وصلت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «أهم الاستخلاصات» الواردة في وثائق سيقوم الموقع، المختص بتسريب الوثائق العسكرية، بكشفها في الساعات المقبلة وتغطي الفترة بين بداية عام 2004 ونهاية عام 2009.

وأبرز هذه الاستخلاصات، بحسب البيان، قيام الجيش الأميركي بـ«التستر على أعمال التعذيب» التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين، وأفادت وثائق «ويكيليكس» بأن «الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه، لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل».

كما كشفت الوثائق عن أن «مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الأميركية» وذلك على الرغم من أن التصريحات الرسمية الأميركية تنفي ذلك.

وأضافت الجزيرة أن «عدد القتلى المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلن». وقالت: إن وثائق «ويكيليكس» تشير إلى «تورط» رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي «في إدارة فرق الاعتقال والرعب».

ورد عبد الهادي الحساني عضو ائتلاف القانون الذي يقوده المالكي على الاتهامات بقوله، في قناة «الجزيرة»، إن أهل مكة أدرى بشعابها، والشعب العراقي واع لما يحدث في العراق، وهناك محاولة للتشويش على العراقيين ومحاولة لتأجيج الطائفية، والتأثير على نجاحات نوري المالكي، وإنها حرب على العراق وبروباجندا وأموال مسخرة ضد المشروع العراقي، وتأتي التسريبات في وقت التقدم الأمني العراقي. وإن هذه التسريبات أكاذيب، ولها أبعاد وأبرزها ترشح المالكي لتشكيل الحكومة العراقية، وإن حزب المالكي لا يقبل باستخدام العنف ونحن نعرفه، وهو قائد القوات المسلحة ولا يحتاج لمثل هذا وخلط الأوراق لا ينطلي على شعبنا، لأن المالكي والمشروع العراقي ترسخا في العراق، من أجل توحيده بعيدا عن الطائفية.

ويرد الحساني على اتهام المالكي بالمسؤولية عن إشرافه على فرق رعب بالنفي التام، بل يقول إن الهدف هو تشويه صورة المالكي الذي أحبه العراقيون، خصوصا في الوقت الذي يبذل فيه جهدا من أجل تشكيل الحكومة، والهدف هو تمزيق المشروع الذي يقوم به المالكي لضمان وحدة العراق، وهو جهد تبذل ضده أموال وفتاوى من دول معلومة لتشويه صورة المالكي.

وتكشف الوثائق العسكرية الأميركية أيضا عن «دور إيراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية».

ووفقا لموقع قناة «الجزيرة»، ترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأميركيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته شخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرق الرعب.

أما إيران، حسب البيان الذي وضعته «الجزيرة»، فكانت حاضرة في المشهد العراقي، ولكن على نحو سري؛ عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها، وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلى تنظيم سياسي وفق ما هو معلن.

واللافت أن التقارير السرية حسب الوثائق المسربة في حالة إيران، تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.

كما يكشف «ويكيليكس»، بحسب الجزيرة، عن وثائق جديدة عن ضحايا الشركة الأمنية الأميركية الخاصة «بلاك ووتر» من المدنيين.

وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أمس، من أن الوثائق العسكرية السرية التي يستعد موقع «ويكيليكس» لنشرها قد تشكل تهديدا للقوات الأميركية والعراقيين المتعاونين معها.

وبينما كانت هناك حالة ترقب لبث موقع «ويكيليكس» 400 ألف وثيقة عن حرب العراق في التاسعة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش، أدانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مساء أمس، بأشد العبارات أي تسريب لمعلومات يسبب ضررا للأميركيين. وقال مسؤولون أميركيون، أمس، إنهم يسابقون الزمن من أجل احتواء الضرر المتوقع، بينما قال قائد «الناتو»، فوغ راسموسن، إن كشف هذه الوثائق سيخلق وضعا غير مريح. وفي الاتجاه نفسه قال متحدث باسم «البنتاغون» إن الوثائق المسروقة ستضع حياة جنود في خطر. وفي بغداد امتنع المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، والكولونيل باري جونسون المتحدث باسم القوات الأميركية عن التعليق مساء أمس.

وأعلن موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المتخصص في المعلومات الاستخباراتية أمس أنه سيصدر «إعلانا مهما» في أوروبا اليوم رغم تحذير حلف شمال الأطلسي من نشر معلومات تتعلق بالحرب في العراق.

وجاء في الرسالة التي نشرت أمس عبر حسابه في موقع «تويتر»: «إعلان مهم عن ويكيليكس في أوروبا في العاشرة صباح الغد» أي اليوم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية لم يوضح الموقع أين سيتم الإعلان في أوروبا والتوقيت بالنسبة لساعة غرينتش.

وكان الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن حذر أمس في برلين من تسريبات جديدة لموقع «ويكيليكس» الإلكتروني الذي أشارت الصحف إلى أنه يعتزم نشر آلاف المستندات العسكرية السرية قريبا. ورد راسموسن لدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «هذه التسريبات مؤسفة للغاية» وإنها «يمكن أن تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر». وكانت كريستين هرافنسون المتحدثة باسم «ويكيليكس» أعلنت الاثنين الماضي أن الموقع يستعد لنشر مستندات لكن من دون أن تحدد ماهيتها. واكتفت بالقول: «كل ما يسعني قوله هو أن ويكيليكس سينشر أمرا ما قريبا جدا».

 

ويكيليكس ينشر أكثر من 400 ألف وثيقة عن "حقيقة حمام الدم" في العراق وقريباً عن أفغانستان ويكشف تفاصيل حرب الظل بين واشنطن وطهران

السبت, 23 أكتوبر 2010

واشنطن - ا ف ب

اعلن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج السبت في مؤتمر صحافي عقده في لندن، ان الوثائق الـ 400 الف السرية للجيش الاميركي التي نشرها الموقع، تكشف "حقيقة" الحرب في العراق. وقال اسانج في مؤتمر لم يعلن عن عقده حتى اللحظة الاخيرة، في فندق كبير بوسط العاصمة البريطانية، ان "نشر الوثائق يستهدف كشف الحقيقة".

واعتبر موقع ويكيليكس ان نشر 400 الف وثيقة للجيش الاميركي يشكل "اكبر عملية تسريب وثائق في تاريخ الجيش الاميركي".

واضاف مؤسس ويكيليكس "في زمن الحرب، تبدأ الهجومات على الحقيقة قبل بداية الحرب وتستمر بعدها"، وذلك في اشارة الى تكتم الجيش عن حالات التعذيب وحصيلة العمليات، وانتقادات البنتاغون والحلف الاطلسي لتسريب الوثائق السرية "التي من شأنها تعريض حياة الجنود للخطر"، كما قالا.

واوضح اسانج "نأمل في تصحيح بعض الهجومات على الحقيقة التي حصلت قبل الحرب وخلال الحرب والتي تستمر بعد انهاء الحرب بصورة رسمية".

واشار اسانج الى ان التدقيق في التقارير التي جمعها الجيش الاميركي تتيح التوصل الى "حصيلة مفصلة لحوالى 109 الاف قتيل منهم 66 الف مدني".

وقال ان "مقتل شخص هنا واثنين هناك تسفر في نهاية المطاف عن عدد كبير للقتلى في العراق".

من جهته قال فيل شينر المحامي الذي يمثل منظمة بابليك انترست لويرز للدفاع عن الحقوق المدنية، في المؤتمر الصحافي ان القوات البريطانية في العراق يمكن ان تكون قد تورطت "في عدد من التجاوزات الموثقة ... التي من شأنها تبرير الملاحقات امام المحاكم البريطانية".

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، اعلن المتحدث باسم ويكيليكس كريستن هرافنسون عن نشر وثائق عسكرية اميركية جديدة قريبا حول الحرب في افغانستان هذه المرة.

وقال هرافنسون ان "ويكيليكس لم يستثمر الا حوالى تقرير واحد من ستة من الوثائق المتعلقة بافغانستان تمهيدا لدرسها والتدقيق فيها ... وبات هذا العمل منتهيا والتقارير ستنشر قريبا"، موضحا ان عدد الوثائق الجديدة سيبلغ 15 الفا.

وكان موقع ويكيليكس نشر حوالى 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول الحرب في العراق تتحدث عن "حمام الدم"، على حد تعبير مؤسسه اسانج.

وبعد اسابيع من الترقب، بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية مساء الجمعة بنشر 391 الفا و831 وثيقة في ما اعتبر "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".

وقال الموقع في بيان ان الوثائق تؤكد "عددا كبيرا من جرائم الحرب التي تبدو واضحة ارتكبتها القوات الاميركية مثل القتل المتعمد لاشخاص كانوا يحاولون الاستسلام".

وتحدث الموقع عن سلوك الجنود الاميركيين الذين "فجروا ابنية بكاملها لان قناصا يقف على سطحها".

وكشف الموقع عن "اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسرى". واحصى اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية.

وردا على سؤال للشبكة الاميركية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات تنقل صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان.

وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان -- القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".

وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالى 109 آلاف شخص بين 2004 و2009 -- مقابل عشرين الفا في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.

وقال اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقيا بالمقارنة مع افغانستان".

وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل +قتل كثيرون في الفلوجة+ بل تتحدث عن كل وفاة مع احداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص".

واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".

واطلعت وكالة فرانس برس على قسم من الوثائق في لندن قبل نشرها عبر الانترنت.

وقال الموقع ان قسما كبيرا من الوثائق نشر بدون اسماء لانها تشكل خطرا على بعض الاشخاص.

وسلم موقع ويكيليكس وثائقه مسبقا الى عدد كبير من وسائل الاعلام الدولية مثل صحيفتي نيويورك تايمز الاميركية والغارديان البريطانية ودير شبيغل الالمانية وقناة الجزيرة القطرية التي كانت اول من كشف عن محتواها.

واشارت الجزيرة الى قيام الجيش الاميركي ب "التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحيانا".

من جهتها، تحدثت صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان عن تفاصيل حرب في الظل تجري على ارض العراق بين القوات الاميركية وايران.

واشارتا خصوصا الى استخدام طهران ميليشيات لقتل او خطف اميركيين.

ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثا وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول/سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة صواريخ على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية.

واطلق الجنود الاميركيون النار من رشاش على الجندي الايراني وقتلوه، حسب التقرير.

وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب موت تضم عراقيين لشن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين.

واوضحت الصحف نقلا عن الوثائق انه يشتبه بان الحرس الثوري الايراني لعب دورا حاسما في هذا المجال.

وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن الوثائق ان الهجمات التي تدعمها ايران تواصلت بعد تولي باراك اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2009، موضحة انه ليس هناك اي اشارة الى ان لهجته التصالحية ادت الى تغيير في دعم طهران للميليشيات.

واكدت واحدة من هذه الوثائق ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب الغارديان.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الوثائق السرية الاميركية التي حصل عليها موقع ويكيليكس تكشف ان الاميركيين الثلاثة الذين اوقفوا العام الماضي على الحدود بين العراق وايران اوقفوا في الجانب العراقي من هذه الحدود.

وتتضمن الوثائق احداثيات مكان اعتقالهم. وقالت الصحيفة انها تدل على انها في الجانب العراقي.

واعتقل الاميركيون الثلاثة في 31 تموز/يوليو 2009 بعدما عبروا الحدود مع العراق بطريقة غير مشروعة، حسبما تؤكد ايران.

وافرجت ايران في ايلول/سبتمبر الماضي عن ساره شورد (32 عاما) بعدما دفعت كفالة تبلغ حوالى 500 الف دولار. لكن خطيبها شين باور وصديقهما جوش فتال ما زالا معتقلين في طهران.

وتصف الوثائق اعتقال الاميركيين الثلاثة بانه عملية "خطف" سياح اميركيين. وتؤكد الوثائق انهم كانوا يزورون المنطقة لكنهم لا يعملون لحساب اي جهاز استخبارات اميركي خلافا لما تؤكده طهران.

وقالت صحيفة الغارديان ان مصدر ويكيليكس هو على ما يبدو "المحلل المنشق عن مخابرات الجيش الاميركي" الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانستان.

ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الجمعة بشدة اي تسريب معلومات يشكل تهديدا لحياة الاميركيين، بالموازاة مع نشر قناة الجزيرة لوثائق ويكيليكس .

وفي بغداد، صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية لوكالة فرانس برس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجأة".

وقال الموقع في بيانه ان الوثائق السرية تغطي الفترة من الاول من كانون الثاني/يناير 2004 الى 31 كانون الاول/ديسمبر 2009.

وتكشف الوثائق الاميركية السرية تفاصيل حرب في الظل تجري على ارض العراق بين القوات الاميركية وايران وخصوصا استعمال طهران ميليشيات لقتل او خطف اميركيين.

والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها موقع ويكيليكس، نشرتها خصوصا صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان.

والمعلومات حول قيام ايران بتدريب وتسليح ميليشيات شيعية ليست جديدة. ويتهم المسؤولون الاميركيون وبينهم قادة عسكريون منذ فترة طويلة طهران بمحاولة نشر العنف لتقويض نفوذ الولايات المتحدة واضعاف حلفائها في بغداد.

ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثا وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول/سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة صواريخ على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية. واطلق الجنود الاميركيون النار من رشاش على الجندي الايراني وقتلوه، حسب التقرير.

واضاف ان الوحدة الاميركية كانت موجودة في تلك المنطقة "لكشف طرق مهمة للتسلل" يسلكها الايرانيون لنقل اسلحة الى العراق.

وقالت الوثيقة ان الوحدة الاميركية كانت لديها توجيهات بالبقاء على بعد كيلومتر واحد عن الحدود في كل الظروف، بسبب "الطابع الحساس للمنطقة في ما يتصل بعقوبات الامم المتحدة" المفروضة على ايران "ومخاوف ايران من ان تكون الولايات المتحدة تستعد لغزوها".

وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلّحت بها ايران ودربت كتائب موت تضم عراقيين لشن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين.

واوضحت الصحف نقلا عن الوثائق انه يشتبه بان الحرس الثوري الايراني لعب دورا حاسما في هذا المجال.

وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن الوثائق ان الهجمات التي تدعمها ايران تواصلت بعد تولي باراك اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2009، موضحة انه ليس هناك اي اشارة الى ان لهجته التصالحية ادت الى تغيير في دعم طهران للميليشيات.

وتحدثت الوثائق عن اعتقال متمرد واكتشاف مخابىء عديدة لاسلحة ايرانية، تثبت  نوايا طهران.

واكدت واحدة من هذه الوثائق ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

واضافت الغارديان ان تقريرا آخر يتحدث عن خطط لاستخدام ايران صواريخ مزودة بعناصر "مسببة شلل الاعصاب".

ويتحدث تقرير، يعود الى تشرين الثاني/نوفمبر 2005، عن عثور حرس الحدود العراقي في البصرة على "معدات لانتاج قنابل"، خصوصا متفجرات تستخدم في صنع العبوات التي توضع على حافة الطريق، سلمتها ايران حسبما تؤكد الولايات المتحدة.

واليوم السبت، اعلن كرستين هرافنسون المسؤول في موقع ويكيليكس، خلال مؤتمر صحافي في لندن، ان الموقع سيبث قريبا وثائق جديدة سرية للجيش الاميركي حول الحرب الجارية في افغانستان.

 

د. وليد فارس مستشار المجموعة النّيابية لمكافحة الإرهاب في الكونجرس الأميريكي:ايران تمتلك القرار القّومي العربي في لبنان
http://www.siyese.com/audio-interviews/dr-walid-phares-23-10-10/

الدّكتور وليد فارس الأميريكي اللبناني، مستشار المجموعة النّيابية لمكافحة الإرهاب في الكونجرس الأميريكي و البروفيسور في جامعة الدّفاع الوطني، مدرّس مادّة الإستراتيجيات العالمية في أكثر من جامعة في العاصمة واشنطن، مستشار أعضاء البرلمان الأوروبي، مؤلّف لأكثر من كتاب حول الإرهاب و شؤون الشّرق الأوسط بما فيها الحرب العالمية ضد الجهاد، يتكلّم لموقعنا عن استراتيجيات ايران دوليًا و اقليميًا، و موقف العالم الغربي و الإدارة الأميريكية من هذه الإستراتيجيات و تأثيرها المحتمل على المنطقة بشكل عام و على لبنان بشكل خاص. يلخّص موقف الإدارة الاميريكية في حال استمرار ايران بسياسة الممانعة و الإقدام على أي خطوة عسكرية في المنطقة.

حاوره: نقولا شحّود

أكّد الدّكتور وليد فارس أن الحديث على صفقة ايرانية أميريكية ليس إلا شبح تخلقه مجموعة ضغط تابعة للقوّة الايرانية النّفطية على مع بعض المواقع الإعلامية المؤيّدة لها في الغرب، من أجل ذلك ترى بعض الإعلام الغربي يتكلّم على هذا الشّبح الذّي لا وجود له بلّ يروّج فقط لما تسعى اليه ايران و نظامها .ففي ظلّ العقوبات المفروضة على ايران و تصاعد وتيرتها، و مطالبة الكونجرس الحالي بزيادتها و الأحاديث و الإحصاءات الدّائرة حول هويّة الكونجرس الجديد الذّي سيتكّون في غضون أسابيع و التّي تقول أنّه مهما كانت سياسته، لن يتخلّى عن العقوبات ضدّ ايران لا بلّ سيطالب “أوباما” بزيادتها، كلّ تلك المؤشّرات تتناقض و الأحاديث الدّائرة حول وجود مثل تلك الصّفقة الأميريكية الإيرانية لإحداث تغيير جذري في ميزان القوى في الشّرق الأوسط.

أما عن الإتيان بأكثرية متشدّدة في الكونجرس الأميريكي المقبل، و احتمال اعتماد الخيار العسكري و اندلاع حرب أميريكية ايرانية، فقد أكّد الدكتور فارس أن سياسة اليد الممدودة التّي اعتمدها الرّئيس الأميريكي “باراك أوباما” تجاه ايران منذ مدّة و التّي انتقده معارضوه بشدّة بخصوصها، بدأت نافذتها تغلق شيئًا فشيئ و أفقها بدأ يُحدّ يومًا تلو الآخر في ظلّ معاندة ايران للقرارات الدّولية و إهمالها لهذا الإنفتاح و متابعة التّحصن و سياسة الممناعة و دعم حزب الله المنظمة التّي تعتبرها أميركا من الأوائل على لائحة الإرهاب، فكلّ ذلك يترتّب عليه حذر أميريكي شديد يضع على أهبة الإستعداد كلّ المخطّطات الموضوعة سلفًا لعزل ايران لكن أيّ قرار لشنّ حرب ضد ايران، هو حتْمًا بيد الخامنئي و النّظام الإيراني و حكومته، فإن قرّروا الحرب عبر أيّ محور كان إمّا أفغانستان أمّ الخليج أمّ العراق أمّ لبنان، فالعالم الغربي الذّي يراقب بحذرٍ شديدٍ سياسة ايران التّوسعية و أميريكا التّي ترصد كلّ تحرّكات النّظام الإسلامي، لن يقفون دون حراك إزاء أيّ خطوة عسكرية قد تخطوها ايران هنا أو هناك.

أمّا عن زيارة أحمدي نجاد للبنان، فقد صرّح دكتور فارس أنّ رأي الإدارة الأميريكية كان واضحًا حيث اعتبرت الزّيارة خرقًا ديبلوماسيًا و نوعًا من تصعيدٍ و تهديدٍ للتّوازن و الإستقرار الإقليمي و نوع من سيطرة على القرار اللبناني، كما اعتُبرت ارتباطًا استراتيجيًا بين ايران و تنظيم حزب الله فأيّ عمل سيقوم به حزب الله على العرب المعتدلين ستكون ايران مسؤولة عنه والعكس صحيح .رسالة أحمدي نجاد التّي ركز فيها أنّ حدود ايران هي حدود لبنان الجنوبية، هذه الحدود المحمية دوليًا لا تجوز أنّ تجري فوقها حروب و إعلانه هذا و بالأخصّ من على هذه الأرض، يُعتبر خرقًا للقرارات واضعًا نفسه موضع المواجهة و الرّسالة الثّانية هي رسالة داخلية للبنان و حسم مسألة السّيطرة عليه من قبل ايران و بواسطة حزب الله و ذلك أتى بإعلانه مبادئ الثّورة و وجوب تطبيقها كسياسة دفاعية في لبنان. الأمر الذّي يشكّل بالتّالي خرقًا فاضحًا و تدخّلا للسّيادة اللبنانية بشكل واضح . فهو يقول لمصر والسّعودية و الجامعة العربية المعتدلة أنّ لبنان خرج من هذا المحور المعتدل الى محور القوة الإيرانية

و الرّسالة الثالثة هي للإدارة الأميركية، إذ أراد القول أنّ كلّ العقوبات المفروضة و العزل الإقتصادي ليس مهمّا فزيارة لبنان المحمي دوليًا و توقيع الإتقافيات معه، أهم من كلّ العقوبات لا بلّ تنفيها و تخفف مفاعيلها و هذا الأمر يدفع أميريكا الى تصعيد العقوبات على ايران و كلّ من يتعامل معها.

التّقية السّياسية ، نهج الإدارة الايرانية!!!

في ظلّ ” التّقية السّياسية” التّي يعتمدها النّظام الإسلامي في ايران، و عدم نفع العقوبات لعزلها، يقول الدكتور فارس و من خلال سنوات طويلة تعاطى خلالها مع الإستراتيجية الإيرانية خصوصًا عندما نشر كتابًا عن الثّورة الإسلامية عام 87 من بيروت نلاحظ أنّ ما كانت تسعى اليه منذ ذلك الوقت وصلت اليه اليوم خصوصًا باعتمادها نظرية” التّقية” التّي حسبها، “تفعل بخلاف ما تقول”، نرى أن في الغرب مشكلة كبيرة، البراغماتية أيّ الواقعية التّي تتعاطى مع ايران حتّى يثبت لها وجوب عكس ذلك و جماعة ايران ماهرة بكسب الوقت و المناورات كيّ يتمكّن حزب الله من التمدّد في لبنان، ميليشيات ايران في العراق، و لتتمكن القيادة الدّفاعية في ايران ليس من اتمام الجهوزية النووية، بلّ الأهمّ، منصّات الصّواريخ المختلفة الأبعاد، فالآن أصبح الإقتناع بأنّ السّباق ليس على النّووي بلّ على اكتساب ايران تلك القوّة الدّفاعية عبر الصّواريح و منصّاتها.

المسألة ليست فقط في فهم المصالح الايرانية، فهناك تكتّلات اقتصادية كبيرة في الغرب تتعاطى مع هذه المصالح ،هناك شركات أوروبية على تحالف مع ايران و بالتّالي فالمصالح الإقتصادية هي التّي تؤخّر و تضع ضغطًا على الحكومات الأوروبية التّي تميّع قرارات أميريكا. لكن السؤال الذّي يطرح نفسه :”هلّ سنتظر تغيير هذه المصالح كيّ تتغيّر الاوضاع و تنطلق القرارات؟ فنحن نتّكل على الوعي المتزايد لدى الإستراتيجيين و المحللين في أمور الشّرق الأوسط،و الذّين أصبحوا يفهمون معنى” التقية السّياسية” التّي تقول بعكس ما تفعل و في الأشهر المقبلة سيترجم هذا الفهم على الأرض. و الدّور الأبرز للبنانيين الأحرار و الإغترابيين و العرب الإصلاحيين و الإيرانيين التّابعين للثّورة الخضراء يتلخّص في بذل ما أمكنهم من جهد لإفهام الإدارة الأميركية و الرّأي العام ما تعنيه التّقية السّياسية التّي تمارسها ايران.

دور اللوبي اللبناني في أميريكا و العالم في ظلّ اقتحام حزب الله المطار و اقتراب صدور القرار الظّني

ذكّر الدّكتور فارس بقوّة الضّغط اللبنانية في العالم و في الولايات المحتدة التّي أنجزت قانون محاسبة سوريا و بعده 1559 و أشاد بعمل هذه القوّة الحالي و بقدر المستطاع، على اقناع الكونجرس و إلتماس منه ما يؤكّد عدم وجود تغيير جذري في ميزان القوى في لبنان و الإستمرار بدعمه في شتّى الميادين..لكن الإدارة الاميريكية ترى أن وضع يد حزب الله على مطار بيروت، يظهر لبنان بموضع الدّولة غير الحاضرة للتّدريب و المساعدة العسكرية في الوقت الذّي يرزح فيه البلد تحت سيطرة حزب تعتبره الولايات المتّحدة إرهابيًا.

فحزب الله بدأ الإنقلاب منذ 2008 و هو متصاعد و القرار الظنّي سيدفع الحزب الى اتّخاذ خطوات دراماتيكية وقد يتخطّى بتنفيذها بعض الحدود المفروضة دوليًا، سيلمس تغييرات جذرية تجاهه خصوصًا بعد الحديث الذًي دار قبل أيّام في مجلس الأمن و الذّي صرّحت كلّ الدّول من روسيا و الصّين و المكسيك و اليابان بوضوح كبير برفضها لأيّ تحدّ للمحكمة الدّولية.

أمّا عن موقف الإدارة الأميريكية من مواقف الرّئيس سليمان التّي تنحى يومًا بعد يوم منحى دعم المقاومة و التّصدي لكلّ من يمسّها، فقد قال و بصريح العبارة أنّ الأمريكيين ليسوا على راحة و اطمئنان كبيرين تجاه الرّئيس سليمان خصوصًا في ظلّ الحديث عن أن تصريحاته تذهب علنيا للتّحالف مع تنظيم إرهابيّ خطير لكن حتّى الآن لم تُصدر هذه الإدارة أيّ تقرير يحرج الرّئيس سليمان لكن الأمر ملاحظ و بشكلٍ كبير