المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 06 أيلول/2010

انجيل يوجنا 15م1-16/يسوع الكرمة الحقيقية

أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام. كل غصن مني لا يحمل ثمرا يقطعه، وكل ما يثمر ينقيه ليكثر ثمره. أنتم الآن أنقياء بفضل ما كلمتكم به. أثبتوا في وأنا فيكم. وكما أن الغصن لا يثمر من ذاته إلا إذا ثبت في الكرمة، فكذلك أنتم: لا تثمرون إلا إذا ثبتم في.  أنا الكرمة وأنتم الأغصان: من ثبت في وأنا فيه يثمر كثيرا. أما بدوني فلا تقدرون على شيء. من لا يثبت في يرمى كالغصن فييبس. والأغصان اليابسة تجمع وتطرح في النار فتحترق. إذا ثبتم في وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تشاؤون فتنالونه. بهذا يتمجد أبي: أن تحملوا ثمرا كثيرا فتكونوا تلاميذي. أنا أحبكم مثلما أحبني الآب، فاثبتوا في محبتي.  إذا عملتم بوصاياي تثبتون في محبتي، كما عملت بوصايا أبي وأثبت في محبته. قلت لكم هذا ليدوم فيكم فرحي، فيكون فرحكم كاملا.  هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا مثلما أحببتكم. ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه. وأنتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به. أنا لا أدعوكم عبيدا بعد الآن، لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيده، بل أدعوكم أحبائي، لأني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي. ما اخترتموني أنتم، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتثمروا ويدوم ثمركم، فيعطيكم الآب كل ما تطلبونه باسمي.  وهذا ما أوصيكم به: أن يحب بعضكم بعضا.

 

يعقد في وزارة الخارجية برئاسة فيلتمان  

مؤتمر في واشنطن لتوجيه رسالة حازمة إلى "رؤوس الفتنة" في لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

دعا مستشار وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جفري فيلتمان كبار الفاعليات اللبنانية الاغترابية في الولايات المتحدة لحضور مؤتمر موسع يشمل عددا كبيرا من رؤوس الادارة الاميركية والجاليات العربية والاجنبية عنوانه "العلاقات اللبنانية - الاميركية".

وقال المهندس طوم حرب رئيس "اللجنة اللبنانية - الاميركية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" واحد قياديي "المجلس العالمي لثورة الارز" لـ "السياسة" في اتصال به في لندن امس ان المؤتمر الذي سيعقد الاربعاء المقبل في مبنى وزارة الخارجية بحضور سفيرة اميركا الجديدة في لبنان مورا كونيللي ومستشار الامن القومي دان شابيرو ومساعد وزير الدفاع كولن كاهل وفعاليات لبنانية وعربية من دول اخرى ومكاتب ابحاث اميركية مشتركة وكذلك مستشار مجلس النواب في الكونغرس الدكتور وليد فارس, سيبحث في التطورات الدراماتيكية الحاصلة في لبنان على ايدي جماعات ايران وسورية "حزب الله" ومحاولاتها تفجير فتنة داخلية بعد اشهارها عداءها العلني للولايات المتحدة وللحكومة اللبنانية ورئيسها سعد الدين الحريري وللمحكمة الدولية التي ستباشر جلساتها خلال الاشهر القليلة المقبلة والمتوقع ان تطلب جلب عدد من قادة "حزب الله" ورؤساء كوادره الامنية والاستخبارية الذين تم استجوابهم بواسطة قضاة دوليين خلال الفترة الاخيرة. وسيفتتح فيلتمان الذي عمل سفيرا في لبنان منذ مطلع الالفية الثالثة وشهد عمليات الاغتيال التي تعرض لها رفيق الحريري ومجموعة من الشخصيات السياسية والحزبية والاعلامية اللبنانية الاجتماع الموسع في وزارة الخارجية ويدلي بآرائه في اوضاع لبنان والدول المحيطة به هو والسفيرة الجديدة ومستشار الامن القومي الذي كان زار بيروت اكثر من مرة والتقى قادتها وزعماءها السياسيين والعسكريين. وقالت اوساط في وزارة الخارجية بواشنطن ان دعوة فيلتمان وترؤسه هذا الاجتماع "النادر" حول بلد من بلدان الشرق الاوسط يعطيان انطباعا بان الادارة الاميركية متمسكة بدعم لبنان وحكومته وجيشه ونظامه حتى النهاية في وجه محاولات الفتنة والتخريب والاغتيال والاعتداء على المواطنين المدنيين الابرياء كما انها تريد ان توصل رسالة جديدة وضحة بان ادارة اوباما لن تتأثر بالعوامل الخارجية المحيطة بلبنان التي تحاول فصله عن السياسة الغربية وخصوصا الاميركية لعزله واستفراده وجذبه بالقوة الى محور التصدي والحروب والشر. واكدت الاوساط ان السفيرة الجديدة كونيللي ستطرح افكارها حول عملها في لبنان في هذه الظروف الدقيقة المحتقنة ضد المجتمع الدولي وخصوصا واشنطن وبعض دول اوروبا بحيث يمكن من خلال كلمتها استشراف الحدود الاميركية السياسية والامنية الجديدة الموضوعة اخيرا للبنان لمنع سقوطه في ايدي المتطرفين والارهابيين. 

 

إف.بي.آي" تسلم بلمار خلال أيام ملفاً بالوثائق والصور والاعترافات بشأن تشابه ظروف العمليات 

سيارات "حزب الله" المتفجرة على حدود المكسيك مستنسخة عن متفجرات الحريري

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

تستعد ادارة التحقيقات الفيدرالية الاميركية (اف.بي.آي) في واشنطن لتسليم مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار عبر الامم المتحدة في نيويورك, خلاصة تحقيقاتها خلال الاشهر الاربعة الماضية بشأن استخدام عناصر من "حزب الله" اللبناني سيارات مفخخة متفجرة على الحدود المكسيكية - الاميركية, اجرت السلطات الاميركية مقارنتها مع عدد من السيارات المفخخة التي قتلت عددا من من الشخصيات اللبنانية السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية, وتبين ان الوسائل واحدة وحتى نوع بعض المتفجرات المستخدمة للانفجار بواسطة الرموت كونترول واحد تقريبا. وكشفت الصحافية الاميركية "سو ميريك" في جريدة "واشنطن تايمز" النقاب الاربعاء الماضي النقاب عن ان محكمة المنطقة الجنوبية الفيدرالية في نيويورك اكدت في آخر الشهر الفائت "وجود صلة قوية بين "حزب الله" اللبناني احد اذرع ايران الخارجية والمنظمة الارهابية الدولية, وبارونات المخدرات الذين ينتهكون سيادة الحدود الاميركية والمكسيكية عن طريق تهريب اطنان المخدرات".

وقالت الصحافية انها بعثت برسالة الى وزيرة الداخلية الاميركية تطلعها فيها على معلومات موثقة واشرطة مصورة للتعاون بين "حزب الله" وبارونات المخدرات في المكسيك "وذلك قبل ايام فقط على اعلان السلطات المكسيكية اعتقال جميل نصر حامل الجنسية المكسيكية وهو عضو فعال في "حزب الله" في لبنان, كان ارسل من بيروت قبل اشهر لإنشاء قاعدتين ايرانيتين استخباريتين في جنوب اميركا والولايات المتحدة هدفهما شن عمليات ارهابية ضد المصالح الاسرائيلية والاميركية هناك".

الا ان تحقيقات ال¯"اف.بي.آي" والاجهزة المكسيكية مع عدد من مفجري السيارات المفخخة على الحدود الاميركية المكسيكية بدءا من السابع والعشرين من اغسطس الماضي, وهي ظاهرة لم يستخدمها اباطرة المخدرات الاميركيون الجنوبيون حتى الآن, اكدت انها ادخلت على عالم تهريب المخدرات بواسطة عملاء لحزب الله يبلغ عددهم عدة مئات بعدما تحققت السلطات الاميركية في بيروت من ان تفجيرها تم بواسطة الرموت كونترول وبكميات مشابهة من المتفجرات المربوطة الى مقابل يدوية او قذائف "ار.بي.جي" تماما كسلسلة التفجيرات التي ادت الى مقتل العشرات من اللبنانيين القياديين منذ اواخر العام 2004 حتى العام .2009

كذلك اكدت التحقيقات الاميركية والمكسيكية ان مجموعات من "حزب الله" تقوم بتدريب عناصر تابعة لبارونات المخدرات التي تتجمع في المكسيك على الحدود الاميركية من اميركا اللاتينية والجنوبية, وتتقاضى رواتب مرتفعة جدا على شكل شحنات من الهيرويين والكوكايين التي تشحن لحساب "حزب الله" في لبنان او لعملاء له في بعض دول اوروبا والشرق الاوسط. وركزت التحقيقات الفيدرالية الاميركية على المقارنة بين اربع سيارات مفخخة انفجرت على الحدود المكسيكية - الاميركية اخيرا بواسطة التفجير عن بعد واتهامات عناصر من "حزب الله" بجرائم اغتيال رفيق الحريري والشخصيات اللبنانية الاخرى, بحيث جمعت ملفا كاملا بالوثائق والصور والاعترافات "حول تشابه ظروف متفجرات بيروت (لبنان) ومتفجرات الحدود المكسيكية التي ادت هي الاخرى الى مصرع عدد من المستهدفين من بارونات المخدرات, سيجري تسليمه هذا الاسبوع الى الادعاء العام الدولي الذي كان استجوب نحو 20 قياديا من "حزب الله", ويتجه على الاثر, الى تضمين قراره الاتهامي المقبل اتهامات لعدد منهم رغم تهديدات حسن نصرالله ونائبه وجماعاته وابواقه".

 

إلى متى لبنان دولة مع وقف التنفيذ

 مهى عون/السياسة

أصبح لبنان ساحة بديلة لكل صراعات المنطقة منذ تشريع السلاح الفلسطيني فيه في سبعينات القرن الماضي

أنصاف حلول, وتهدئة, وتمييع وتشكيل لجان لمسح الأضرار... وتهرب من تقديم حلول ناجعة ونهائية, وهجوم متعمد ومركز على الناس المطالبة بحقوقها المدنية الأولية, ألا وهي العيش بسلام وأمان, والدعوة للفلفة و"ضبضبة" الأحداث الأخيرة على عجل وزغل, وبمعنى "عفا الله عما مضى", بحجة حقن الدماء وتفادي الأسوأ, وعلى أساس أن هذه الأحداث الدامية التي اندلعت في أحد أحياء بيروت, ليست سوى غيمة صيف عابرة, ومجرد أحداث محدودة قد تحصل بين الاخوة أو الجيران, أو بين قاطني الحي الواحد أو المنطقة. تلك هي بالمختصر رؤية وقراءة الأمين العام ل¯ "حزب الله" السيد حسن نصر الله للأحداث الأخيرة والتي جاءت في خطابه المتلفز بمناسبة ذكرى يوم القدس.

 في الحقيقة كل هذه الأقاويل والتبريرات ليست سوى تحايل ومراوغة, للتهرب من مواجهة العقاب والمحاسبة. لقد مل المواطن اللبناني سماع هذه الحجج والتبريرات للتنصل من المسؤولية وللهروب من وجه العدالة والقانون. في الحقيقة مل اللبنانيون, ليس فقط سماع هذه الأقاويل, بل ملوا أيضاً غياب القوة والحزم بالمقابل. سئم اللبنانيون نغمة تشكيل لجان مسح الأضرار بهدف تقديم التعويضات.يطالب اللبنانيون بالسلطة, وبيد حازمة وصارمة تضرب عندما يجب. وهل هذا مطلب مبالغ فيه? أليست من بديهيات حقوق المواطن العيش بأمان وسلام, بعيداً عن هاجس الخوف والقلق, مع العلم والتذكير بأن هذه الهواجس لا تخص المواطن اللبناني اليوم, بل هي لسان حال اللبنانيين على مدى العقود الماضية. في الحقيقة هذا الضيق وهذا القلق من انسداد الأفق, زائد شعور سائد من ارتداد القريب أو الجار في أي وقت, وأي زمان, شكلت مجتمعة طابع أزمة مستعصية استحكمت بتاريخ هذا البلد الصغير وتحولت مع الوقت إلى مرض عضال مزمن.

مَن المخلِّص وكيف الخلاص؟ لا يتوقع المواطن العادي اليوم, عندما تسأله, أي احتمال للخلاص ولا يرى أي نهاية للنفق الأسود. فقدان الأمل هو متأتٍ بنسبة كبيرة من فقدان احتمال المراهنة على الأجيال الجديدة الكفوءة, الواعدة والتي تراهن عليها الشعوب عادة من أجل إحداث التغيير والإصلاح. العقول والقدرات الواعدة, بل غالبية الجيل الجديد الذي كان من الممكن التعويل عليه غادر إلى غير رجعة, ملأ نفسه اليأس والاشمئزاز من استحكام أبدي لمافيات العائلات والطائفية بمصير البلاد. كل جيل الحرب في لبنان يكره العودة إلى ربوع الوطن. لا تحدثه عن العودة لإحداث النهضة والنفضة المطلوبة. هو مستعد لإرسال الأموال والعون المادي للأهل, ولكن لا تكلمه عن العودة. وبالتالي هل من الممكن انتظار انبلاج فجر جديد في بلد يقوم على مجموعة محدودة من أولاد العائلات والزعماء الذين خلقوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب, لم يدركوا يوماً ضرورة التحصيل العلمي, ولا الجدية في العمل السياسي, بل لم يتكلفوا في غالبيتهم هذا العناء ما دامت الوظيفة والمركز النيابي والوزاري مؤمن لهم منذ الولادة. أي تغيير منتظر من هؤلاء

كيف السبيل إذا وعلى من الاتكال لتحقيق وتنفيذ حلم "العبور إلى الدولة" الذي يكثر الكلام عنه? شعار جميل ولكن من يحمله? هل تحمله القدرات العادية أو الأدنى وهل يمكن المراهنة على طبقة سياسية مؤلفة من رجالات وأولادهم وأحفادهم تنقصهم روح ومحرك الطموح للتغيير. الطموح هو ميزة الساعين للتغيير نحو الأفضل, والراغبين في قلب الأوضاع ونفض المعايير والأطر البالية. فلما يقوم بذلك شخص مرتاح على وضعه ومؤمنة له وظيفته ومركزه? هو يفضل طبعاً الأوضاع القائمة. يمكنه أن يخبرك أخباراً وروايات عن مشروع العبور إلى الدولة إلى آخر الأزمنة. وأنت كمواطن يمكنك أن تصدقه وتنتظر وصول قطار التغيير في محطة فيروز الوهمية. في كل الأحوال مهم أن يدرك بعض الأوادم من حاملي هذا الشعار بأن مشروع بناء الدولة لم يبدأ بعد, ومهم أن يحلموا بالعبور إلى الدولة, رغم انسداد الأفق بالنسبة للقدرات المؤهلة لإحداث واستكمال مشروع هذا العبور. ولكن هل نظل نراهن على الأحلام وإلى متى

لا تنشأ الدول عادة من الفراغ, ولكنها تنشأ عندما تكتمل وتتطور انطلاقاً من عقد اجتماعي وعلى أسس ثابتة وارتكازاً على دستور نهائي, ولكن الى أين. والدول الطبيعية تتطور ويمكن لدستورها أن يواكب التطورات الحاصلة. ولكن قليلة هي الدولة التي تراوح المقلب الآخر أي مقلب عدم اكتمال الصيرورة, والتي يهون عليها كل مدة تحميل دستورها مسؤولية المراوحة والتقهقر, وتستسهل رمي الاتهام عليه وتسعى لنفضه أو تعديله, وكل ذلك من دون أي جدوى فعلية. ماذا نسمي هذه الدول التي تتواجد في مكان ما على خريطة العالم, ولكنها لا تستطيع أن تتخطى مرحلة الصيرورة الكيانية? ماذا نسميها, هل هي دول ناشئة أم دول فاشلة?

منذ السبعينات من القرن الماضي, ومذ تم تشريع حمل السلاح للفلسطينيين على الأراضي اللبنانية بموجب "اتفاق القاهرة", وهذا البلد الصغير يشكل ساحة بديلة لكل أزمات المنطقة. ولقد دأبت واعتادت غالبية المحللين والمراقبين رد ذلك لطبيعة أهله, وللتعصب الطائفي والمذهبي الذي يشكل سمتهم. ومنذ سنة 1975 , تاريخ اندلاع الحرب الأهلية, تتوالى وتتعدد أسباب الأزمات والاشتباكات والحروب, والأمر الثابت هو نفسه, السعي الدائم والممل والرتيب وعلى يد مختلف المسؤولين والزعماء المتعاقبين على السلطة, للفلفة الأمور بحجة ما بات يسمى بال¯"التهدئة", حتى تحولت "التهدئة" إلى شعار يلصقه على جبينه أي مسؤول قبل تسلمه أي مركز أو وظيفة في هذه الدولة العتيدة.

     ولما "التهدئة" دائماً وأبداً? لأن المسؤول لا حول له ولا قوة... فهو كالمواطن متلقِ وغير مقرر.وبعد كل اشتباكات مسلحة دامية يقرر المحرك الخارجي بأن "الآن كفى", حيث أن الرسالة التي كان يهدف لإيصالها والموجهة عبر الاقتتال في شوارع العاصمة اللبنانية, وصلت إلى العنوان أو العناوين المطلوبة, يبقى على المسؤول اللبناني مهمة واحدة... وهي "التهدئة". استغرب في بداية الأحداث الدامية الأخيرة سكان الحي الآهل من المسلمين في بيروت هذا التقاتل الذي سموه تقاتلا بين الأفرقاء المنتمين إلى الصف الواحد والسياسة الواحدة, وبين متقاتلين يتلقون السلاح من مصدر واحد. وما لم يدركوه ربما هو أن هذا المرجع كان بحاجة لتوجيه رسالة معينة إلى جهة ثالثة عازمة على المباشرة في برنامج مفاوضات سلمية مباشرة.لم يأبه إلى كون المتقاتلين من حلفائه أم من انتماءات متناقضة. تفصيل أهمله ولم يتوقف عنده, أما الرسالة لمن يهمه الأمر على الصعيدين الإقليمي والدولي, فكأن فحواها: أنا أقرر متى أضرم النار وأنا أقرر متى أطفئها, وهذه الزواريب, أي هذه الساحة, ما زالت تشكل ورقة في يدي, ويمكنني التحكم بها وصولاً إلى التفاوض مستقبلاً عليها.

وبما أن الطرف المحرك والذي يمسك بالخيوط من بعيد ليس بالواقع سوى سورية. فمن الطبيعي أن يتوقف التقاتل فتؤلف لجان توافق وتهدئة وأخرى لإحصاء قيمة الخراب الحاصل في الماديات والأرواح عندما تصدر الأوامر بذلك كما كان يحصل في الماضي. أما المنسي وربما المغيب, وهو الأخطر, والذي لا يمكن حصره ورصده من أجل الاحتياط له ومنه, فهو ما أصاب النفوس, وما حركت هذه الأحداث من ضغائن نائمة, وما تركت من أحقاد دفينة. هذا إذا قدرنا وقيمنا الأضرار الحاصلة في النفوس من منظور اللبنانيين القلقين على المصير والمتسائلين عن كيفية المضي في التعايش السلمي في المستقبل تحت سقف الوطن الواحد. أما من منظور محرك الخيوط, فلا بأس, فليكن, ولتكن هذه الضغائن وسيلة لتحريك الساحة مرة أخرى عندما تدعو الحاجة.

 *  كاتبة سياسية لبنانية

 

المقاومة الإيرانية تؤكد تصعيد نشاطها حتى إسقاط النظام 

رجوي: ولاية الفقيه إرهاب يفتي بقتل المواطنين وترويع المنطقة

السياسة/أكدت زعيمة منظمة "مجاهدي خلق" مريم رجوي, أمس, أن نشاط المقاومة لن يستكين حتى يتمكن الشعب الإيراني من إسقاط "الفاشية الدينية" التي تبث الرعب والإرهاب في العالم وفي الشرق الأوسط على الخصوص, معتبرة أن نظام ولاية الفقيه هو الإرهاب الحكومي الذي يفتي بشرعية القتل وهو نفسه المتورط في جرائم تشهدها فلسطين والعراق ولبنان.

وفي اجتماع نظمته اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن سكان معسكر أشرف في شمال العراق حيث يقيم 3500 من عناصر المنظمة, أشارت رجوي إلى أن هذا النظام يستغل الاسلام للحفاظ على سلطته وارتكاب الجرائم باسمه, ولذلك, فإن الدستور يمنح للولي الفقيه جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والعسكرية والاقتصادية من اجل تكريس سلطته واستمرار نظامه قائماً. وأضافت رجوي في الاجتماع الذي شاركت فيه شخصيات نيابية وسياسية وممثلين عن منظمات حقوقية وانسانية وسياسية عربية ودولية, ان حكام ايران يسعون لتشويه حقيقة الاسلام من خلال التطبيق والترويج لولاية الفقيه للتغطية على عمليات القتل والترويع التي يمارسها ضد الشعب الايراني التي تتصاعد بالمقابل مقاومته للنظام من خلال انتفاضاته المستمرة وخروجه بين الحين والاخر في تظاهرات ومواجهات ضد النظام في العاصمة طهران ومدن اخرى.

وأكدت أن النظام الايراني لا يتورع عن استخدام أبشع الأساليب وأكثرها شيطانية باسم الاسلام للحفاظ على سلطته التي تتهاوى بفضل نضال الشعب الايراني الذي لم يسكت عن ترديد نداء "لتسقط ولاية الفقيه" والهتاف ضد سياسات القمع والسجون والاعدامات المستمرة. وشددت على ان ولاية الفقيه كانت ولا تزال هي اساس الظلم ضد الايرانيين منذ ثلاثة عقود حتى يصح القول ان "أي جهة في العالم لم تقتل من المسلمين كما فعل النظام الايراني", مشيرة إلى أن منظمة "مجاهدي خلق" تمكنت من فضح فاشية النظام الايراني للشعب ولذلك فهو يحاول القضاء على معسكر اشرف التابع للمنظمة شمال شرق بغداد. وقالت إن نظام طهران يمارس اعمال الحصار والتقتيل والتعذيب النفسي ضد هؤلاء السكان إدراكاً منه أن هذا المعسكر يمثل سدا امام المد الديني الفاشي المنطلق من ايران نحو العراق.

ودعت رجوي الامم المتحدة والحكومات والشعوب العربية والاسلامية وفي بقية انحاء العالم الى العمل على رفع الحصار عن اشرف وان تؤكد المنظمة الدولية مجددا بأن سكان المعسكر محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وترفض ترحيلهم او ممارسة اي نشاطات ضدهم, كما شددت على ضرورة قيام الولايات المتحدة بحماية سكان اشرف تنفيذا للاتفاق الذي وقعته معهم بعد سقوط النظام العراقي والذي تعهدت فيه بحمايتهم مقابل تخليهم عن أسلحتهم.

 

دمشق تعيد تمركزها سياسياً في لبنان: إعادة الإمساك بالحلفاء وإخضاع الخصوم

السياسة/ عكست حادثة برج أبي حيدر بصدق الواقع السياسي اللبناني, بكل تشعباته الوعرة, وتعقيداته المذهبية. وبينت مدى هشاشة التركيبة التي تتحكم بالسياسة في لبنان. وبالتالي شكلت طريقة معالجة الحادثة نموذجا للعجز اللبناني الذي يفتح الباب واسعاً لتدخل خارجي, سوري في هذه الحالة, لرأب الصدع موقتاً, بانتظار إشكال جديد وتدخل آخر.

وقال مصدر سياسي محايد إن ما جرى كشف أموراً عدة تخص كل فرقاء النزاع اللبنانيين, كما بين واقع أن النفوذ السوري, الذي غاب لسنوات (أقله عن الواجهة الإعلامية) عاد بقوة إلى المشهد اللبناني, بطلب من الجميع, وهنا تكمن خطورة حادث برج أبي حيدر. وفي هذا الإطار:

أولاً: ترك الانسحاب السوري المفاجئ في العام 2005 حلفاء دمشق يتامى سياسياً, وافتقدوا لفترة طويلة المرجعية التي كانت تدير أمورهم اليومية والتفصيلية. وإذا كانت المسائل الستراتيجية ظلت موضع متابعة "عن بعد", من خلال زيارات دورية لمسؤولي "8 آذار" إلى دمشق, إلا أن الكثير من التفاصيل الهامة غيبت عن الراعي السوري. وشهدت الأحزاب والتنظيمات الموالية أو الحليفة للنظام السوري في السنوات الماضية تبدلات في تركيبتها وعلاقاتها واتصالاتها الخارجية. والأهم من ذلك أنها شعرت بشيء من الاستقلالية في اتخاذ القرار. في حالة "حزب الله" يبدو ذلك بوضوح, الذي انتقل في العام 2005 من موقعه كأحد حلفاء سورية, إلى موقع قيادي لكل التركيبة الحزبية السياسية والمالية والأمنية التي خلفتها القوات السورية وراءها. أما في حالة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش), فإن هذا التنظيم شعر باليتم أكثر من غيره لأنه على المستوى السياسي والأمني كان في الأساس صنيعة دمشق, التي وجدته جمعية دينية بسيطة وحولته إلى تنظيم سياسي وأمني تابع كلياً لها.

وحولت سنوات الغياب السوري المباشر الجمعية, بالإضافة إلى عامل ذاتي, تمثل بغياب مؤسسها الشيخ عبد الله الهرري (الحبشي) بسبب مرضه لفترة طويلة, إلى مجموعة من التيارات المتعايشة داخلها. ويقال إن بعض هذه التيارات نسجت علاقات رديفة للعلاقة مع السوري, كان من نتائجها تعدد المرجعيات القيادية في إدارة اشتباك برج أبي حيدر.

في الحالتين توجب على السوريين التدخل بقوة للجم الحليفين, فزار وفد من "المشاريع" دمشق بعد ساعات قليلة من الاشتباك, وفتحت قنوات الاتصال مع "حزب الله", بتدخل إيراني مباشر. واستطاع السوري العودة إلى دوره المعهود, كما في أيام الوصاية, بضبط التناقضات ولجمها وحصرها في إطار مسيطر عليه, ولكن من دون معالجة جذر المشكلة. وهكذا يمكن القول إن طرفي النزاع التزما التهدئة, ولكن عامل الانفجار بينهما ما زال قائماً.

هذا في الظرفي, أما في الوضع الدائم, فإن دمشق ستعمل على إعادة تنظيم علاقاتها بالطرفين لاستعادة زمام قيادة قوى 8 آذار من "حزب الله", ولإعادة اكتساب ولاء الأحباش لها دون سواها.

ثانياً: في المقلب الآخر, أي جبهة "14 آذار", تختلف نوعية العلاقة, ولكن الهدف السوري لا يتغير. فالعلاقة مع فريق الأكثرية خلافية ونزاعية في الأساس. إذ أن هذا الفريق تشكل وبلور قوته الشعبية والسياسية في جو من حالة العداء مع سورية. وقد شكلت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الأولى إلى دمشق تدشيناً لمرحلة جديدة يغلب الالتباس على طابعها العام. ففي حين يذهب الحريري إلى تطبيع تدريجي لهذه العلاقة, يواجهه المسؤولون السوريون في كل زيارة جديدة بمطالب جديدة, تخص بالدرجة الأولى نوعية الخطاب السياسي لفريقه الخاص, "تيار المستقبل", أو فريقه العريض المتمثل بقوى "14 آذار".

لقد وجد هذا الفريق في "حزب الله" هدفاً مناسباً لانتقاده والهجوم عليه, بديلاً من النظام السوري. فتحول خطاب "14 آذار" من محاربة المحور الإيراني السوري إلى محاربة "السلاح غير الشرعي". ولا شك أن ثمة ما يبرر هذا الخطاب, وقد كان للخطاب السابق (ضد النظام السوري) أيضاً ما يبرره. والخطابان محقان في المبدأ. ولكن تغيير الأولويات لا يمر من دون ثمن. أولاً إرباك الجمهور وتضييعه في متاهات السياسة الضيقة, وثانياً الخضوع لمنطق جديد في العلاقة مع سورية.

حادث برج أبي حيدر شكل ترجمة لكل ذلك. خاضت قوى "14 آذار" معركة نزع السلاح الشرعي من بيروت, على الأقل, ثم تراجعت عن ذلك بالقول إن هكذا مطلب شعبي محق لا يمكن أن يتم إلا بالتفاهم والحوار مع "حزب الله". وأسوأ ما خرج به متحدثو "14 آذار" قولهم "إن المطلوب نزعه هو سلاح الأزقة والزعران وليس سلاح المقاومة في بيروت".

لا شيء يبرر هذا التراجع سوى العلاقة مع سورية, فالخطاب بدأ تصعيدياً ضد السلاح, وبعد سحور الحريري مع الرئيس بشار الأسد, خفت, ثم انتهى إلى شرعنته بصورة أو بأخرى. وبطبيعة الحال فإن الموقف المبدئي لقوى "14 آذار" لم يتغير, ولكن تكتيك تجنب المواجهة أملى عليه هذا السلوك.

وخلص المصدر إلى القول: اللاقرار داخلياً, وإعادة النفوذ السوري هما سمة المرحلة. أما حادث برج أبي حيدر فكان فاتحة عهد جديد من الاضطراب في لبنان, عنوانه التدخل السوري المباشر, وتفاصيله إشكالات متنقلة هنا وهناك. ودمشق ماضية في مسعى إعادة الإمساك بالحلفاء, وإخضاع الخصوم, مهما تطلب الأمر من رصاص ودماء.

 

قضية مشيمش او قصة الانتقام/مرجع أمني: قضية مشيمش بدأت بعدما قام حزب الله بتقديم ملف عنه وطالب باعتقاله - تعذر اعتقاله من قبل الاجهزة اللبنانية بسبب ضعف الملف المركّب فاستدرج الى سورية 

علي الامين/بالعودة الى قضية اعتقال امام بلدة كفرصير الشيخ حسن مشيمش من قبل الاجهزة السورية في 7 تموز الماضي على معبر جديدة يابوس، لم تصدر اي جهة رسمية لبنانية او سورية اي بيان يشير الى اسباب هذا الاعتقال. علما ان عائلة الشيخ مشيمش كانت طالبت الجهات اللبنانية الرسمية خصوصا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري بالتحرك للكشف عن مصيره واسترجاعه. وفي ظل هذا الغموض والتكتم بدأت حملات التشويه تطال الشيخ مشيمش: العمالة لاسرائيل ، قرار اعدام معنوي من دون اي مقدمات ومن دون اي حق بالدفاع، لا بل من دون معرفة جرم العمالة، والانكى من ذلك كله ان اي جهة رسمية معنية لم تصدر ما يؤكد او ينفي ذلك. لكن ذلك لم يمنع بعض الجهات الحزبية اللبنانية من ان تتكفل، باحتراف وحقد، نشر وترويج التهمة واشاعتها من دون ان يرفّ لاصحابها جفن، وهم يغرزون السكين في جرحه وجرح عائلته: "إنهم وضعوا ملحاً في الجرح بل وضعوا ملحاً على السكين وغرزوها". على ما ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عتابه للحريري.

هكذا يبدو الانتقام جليا: سيف العمالة وتهمتها يستخدمان ولا يسلان فقط، يستخدمان لما هو اشد من القتل: القتل المعنوي، فان تصدر حكما بالعمالة للعدو لمن هو مختلف او مخالف لك في السياسة او في الفكر، لهو اشد من القتل. لم يكن اعتقال الشيخ مشيمش على الحدود السورية هو البداية، اذ كان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قد اعتقل قبل اربعة شهور نجله وشقيقه وابن شقيقه، وحقق معهم على خلفية معلومات تبين انها ليست ذات شأن، تتصل بكون الثلاثة يعملون في افريقيا.... وبعد نحو اسبوع افرج عنهم بعدما تبين ان لا علاقة لهم باسرائيل، كما اشيع، اثناء اعتقالهم، من قبل جهة حزبية. يقول مرجع امني كبير ان قضية الشيخ مشيمش بدأت بعدما قام حزب الله بتقديم ملف يتضمن معلومات عن الشيخ مشيمش وعائلته. هذا الملف اخذ في الاعتبار وعلى اساسه تم التحقيق مع شقيقه ونجله. وبعد تدقيق في كل ما تضمنه الملف ونتائج التحقيقات تبين ان ما قدم لا يستند الى قواعد تجعل منه ملفا ذا مصداقية تبرر الاعتقال الذي كان يصر حزب الله على ان تبادر اليه الاجهزة الامنية اللبنانية. ولم يكف الحزب عن سعيه رغم ان التحقيقات والمتابعة لم تكشف اي تورط للشيخ مشيمش بالعلاقة باسرائيل. اما وجود اتصالات مع مؤسسات عربية وغربية موجودة في بيروت وخارجها، فذلك لا يبرر الاعتقال باعتبار ان هذه الذريعة قد تؤدي الى اعتقال كل اللبنانيين بمن فيهم قيادات وعناصر حزب الله. ولم تستبعد مصادر متابعة، كما تؤكد اوساط عائلته، ان هذا الملف المركب ، قد وصل الى اكثر من جهاز امني بواسطة حزب الله ولكن ايا من هذه الاجهزة لم يجد في هذا الملف ما يبرر الاعتقال. ولم تستبعد هذه الاوساط بعدما تبين ان ما يقدم من معلومات لا يبرر الاعتقال، ان يكون الشيخ مشيمش قد استدرج الى سورية بواسطة رحلة لاداء مناسك العمرة في مكة والمدينة. اوساط العائلة التي تتحرك في الاتجاهات كلها من اجل الافراج عن الشيخ مشيمش، تشير الى انها عمدت الى الاتصال بالرؤساء الثلاثة وبالمرجعيات الدينية وبالاحزاب السياسية وغيرها، وفي هذا السياق تردد ان اتصالا بالاجهزة الامنية السورية قامت به جهة امنية رسمية بتكليف من مرجع رسمي، وكان الطلب واضحا الافراج عن مشيمش وتسليمه الى لبنان. كان جواب الجانب السوري واضحا ايضا: نفرج عنه بشرط ان ينقل الى السجون اللبنانية واللا يتم الافراج عنه. 

المصدر : صدى البلد

 

المر يرد على عون: التطاول على شخص الرئيس لا يبني وطنا

الاثنين, 06 أيلول 2010 بيروت ابوزارفر

أسف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر للتطاول على شخص رئيس الجمهورية من شخص كان من المفترض ان يدعم موقع الرئاسة ويساهم في تحصين هذه المرجعية الاولى، خصوصا وان الرئيس العماد ميشال سليمان هو الاحرص على مصالح لبنان وهو المؤتمن الامين على الدستور والمترفع عن التجاذبات والانفعالات والانانيات، بحسب قوله.

كما أسف الوزير المر لمحاولة البعض التهجم على مقام الرئاسة واعادة السجال والتوتر الى الساحة السياسية فيما تنصب الجهود على التهدئة ووأد اي فتنة محتملة، واعتبر أن التطاول على شخص الرئيس لا يبني وطنا ولا يحقق اصلاحا، داعيا من يرى في نفسه كفاءة ومقدرة وحرصا على البلد واهل البلد، الى أن يضع امكاناته في تصرف وحكمة الرئيس.

وقال:"اما فيما يعود للبكاء، فالصحيح ان كل اللبنانيين وعلى رأسهم فخامة الرئيس يبكون اسفا على رؤية البعض يتصرف بما يدمر الموقع المسيحي الاول في لبنان وينسف منطق الدولة

 

الحريري: تسرعنا باتهام دمشق وارتكبنا أخطاء وشهود الزور ضللوا التحقيق وألحقوا الأذى بسورية ولبنان وسيسوا الاغتيال

الاثنين, 06 أيلول 2010 /أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن العلاقات بين بلاده وسورية «علاقات تاريخية». وفي حوار مع «الشرق الأوسط» هو الأول مع الإعلام منذ الاجتماع الثالث بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أقر الحريري بالمراجعة الذاتية التي أجراها للعلاقة، معلنا أنه عندما يذهب إلى سورية يحس نفسه «ذاهبا إلى بلد أخ وصديق». وتكلم الحريري أيضا للمرة الأولى عن قضية ما يعرف بـ«شهود الزور»، معتبرا أن هؤلاء «ضللوا التحقيق» في اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وقال الحريري: «فتحت صفحة جديدة في العلاقة مع سورية منذ تأليف الحكومة». وتابع: «يجب على المرء أن يكون واقعيا في هذه العلاقة لبنائها على أسس متينة، كما عليه أن يقيم السنوات الماضية، حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة. ومن هنا، نحن أجرينا تقييمنا لأخطاء حصلت من قبلنا مع سورية، مست بالشعب السوري، وبالعلاقة بين البلدين. علينا دائما أن ننظر إلى مصلحة الشعبين والدولتين وعلاقتهما، ونحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء؛ ففي مرحلة ما اتهمنا سورية باغتيال الرئيس الشهيد، وهذا كان اتهاما سياسيا».

وعن موقفه من قضية «شهود الزور»، قال الحريري: «حكي الكثير عن موضوع شهود الزور. هناك أشخاص ضللوا التحقيق، وهؤلاء ألحقوا الأذى بسورية ولبنان.. وشهود الزور هؤلاء، خربوا العلاقة بين البلدين وسيسوا الاغتيال». وعن محكمة الحريري، قال: «لا أريد أن أتكلم كثيرا عن المحكمة، لكني سأقول فقط إن للمحكمة مسارها الذي لا علاقة له باتهامات سياسية كانت متسرعة».

إلى ذلك، أشاد الحريري بالدور الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في استقرار لبنان والمنطقة. وقال «إن الخطوات التي يقوم بها تساهم إلى حد كبير في استقرار المنطقة، وهذه سياسة حكيمة عودنا عليها، وتشكل شبكة أمان للواقع اللبناني والعربي.. من دون أن ننسى فضل المملكة في لبنان في المساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب».

وفي ما يأتي نص الحوار:

* هل تعافت العلاقات اللبنانية - السورية من تأثيرات ما حصل في السنوات الماضية؟

- العلاقات بيننا علاقات تاريخية، ونحن أشقاء. وكما تعلمون، فتحت صفحة جديدة في العلاقة مع سورية منذ تأليف الحكومة، وقد توجتها بزيارة إلى دمشق بعد التأليف، وكان الكلام هناك صادقا وواضحا لجهة أننا نريد استمرارية علاقات الأخوة التاريخية، ونريدها مبنية على الصراحة والوضوح، وعلى ما فيه مصلحة الشعبين والدولتين.

يجب على المرء أن يكون واقعيا في هذه العلاقة لبنائها على أسس متينة، كما عليه أن يقيم السنوات الماضية، حتى لا تتكرر الأخطاء الماضية. ومن هنا، نحن أجرينا تقييمنا لأخطاء حصلت من قِبلنا مع سورية، مست بالشعب السوري، وبالعلاقة بين البلدين. علينا دائما أن ننظر إلى مصلحة الشعبين والدولتين وعلاقتهما، ونحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء. ففي مرحلة ما، اتهمنا سورية باغتيال الرئيس الشهيد، وهذا كان اتهاما سياسيا، وهذا الاتهام السياسي انتهى، وهناك محكمة موجودة وتقوم بعملها، وعلينا أن ننظر في هذه الأمور وإجراء مراجعة لها.

هناك إيجابيات حصلت في العلاقة بين البلدين، منها إعادة النظر في الاتفاقات بين البلدين التي جرت خلال زيارتي ما قبل الأخيرة، ويجب علينا أن نستثمر العلاقات الجيدة التي نبنيها، سواء في القضايا الاقتصادية التي اتفقنا عليها، أو من خلال الاتفاق الذي جرى على ترسيم الحدود بين البلدين، بالإضافة إلى الاتفاق على تسهيل الإجراءات الحدودية بين البلدين وتخفيف النقاط الحدودية بما يسهل أمور الناس، ويخفف الإجراءات مع الحفاظ على سيادة البلدين.

* ما موقفكم من قضية «شهود الزور»؟

- حكي الكثير عن موضوع شهود الزور. هناك أشخاص ضللوا التحقيق، وهؤلاء ألحقوا الأذى بسورية ولبنان، وألحقوا الأذى بنا كعائلة الرئيس الشهيد، لأننا لا نطلب سوى الحقيقة والعدالة، ولم نطلب أكثر من ذلك. وشهود الزور هؤلاء، خربوا العلاقة بين البلدين وسيسوا الاغتيال. ونحن في لبنان، نتعامل مع الأمر قضائيا.

* ما نظرتك الشخصية للعلاقة مع سورية؟

- العلاقة بين البلدين بالنسبة إلي، علاقة استراتيجية سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو أمنيا أو دفاعيا أو سياسيا، خصوصا في القضايا الإقليمية وفي ظل التعنت الإسرائيلي. وهذا ما يفرض علينا حماية لبنان والمنطقة، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون لدينا وضوح في الرؤية في كيفية مقاربة الأمور ضمن الإجماع العربي انطلاقا من المبادرة العربية للسلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين، ووافق عليها العرب جميعا. والتنسيق بين الدول العربية واجب، فكيف الحال بين دولتين تواجهان عدوان إسرائيل واحتلالها لأراضيهما وتتعرضان للتهديد المتواصل من قبلها.

وبالنسبة إلي، وهذا ما سمعته أيضا من الرئيس الأسد، التعاون بيننا حيوي ويجب أن يكون متواصلا. وعدم الاستقرار في لبنان هو عدم استقرار في سورية، والعكس صحيح، لذلك فإن أمن سورية من أمن لبنان، وأمن لبنان من أمن سورية. أنا لا أقول هذا الكلام اليوم، إلا لأني أريد أن يعرف الناس، وأن نوضح لهم كيف يفكر سعد الحريري وكيف ينظر إلى الأمور بعد كل هذه السنوات. كما أني كرئيس لحكومة لبنان، أنظر إلى مصلحة البلد. وعلينا أن نحدد ماذا نريد من سورية وماذا تريد منا. هناك أمور علينا أن نوضحها في ما يتعلق بالماضي، وننظر إلى المستقبل في ما يتعلق بهذه العلاقة. فنتعلم من الماضي ونأخذ منه العبر، لنبني على مستقبل يرتاح فيه الشعب اللبناني والشعب السوري والدولتان. ومن هذا المنطلق كانت الحوارات التي تجري مع الرئيس الأسد.

* صفحة جديدة؟

- نحن نسعى لإراحة هذه العلاقة بين البلدين، وهذا نابع من قناعة، وليس اقتناعا ظرفيا فقط، ولا عودة عن الانفتاح عليها. نحن ننظر إلى مستقبل أفضل للعلاقة ولن يعيدنا أحد إلى الوراء. سورية تمثل لنا بوابة الأسواق العربية، وتمثل سوقا عربية مهمة جدا، فما بالك لو أرحنا هذه العلاقة بالسياسة، والمصلحة بيننا مشتركة؟

* ماذا عن سعد الحريري، نجل الرئيس الراحل ورئيس تيار المستقبل؟

- نحن جميعا في تيار المستقبل لا نخرج عن الثوابت التي أقررناها. وهذا ما قلته في المؤتمر العام للتيار، هناك بعض وجهات النظر، لكن عندما نأخذ قرارا في السياسة، فالكل يلتزم، ولا أحد يغرد خارج السرب. ومن يفعل، فهناك أصول للتعامل معه كما في أي حزب أو تيار سياسي. الناس بحاجة إلى إقناع، أنا أرى أن قناعة بدأت تتكون عند الناس والمحازبين، والناس عرفت أهمية وجود علاقة مميزة بين لبنان وسورية.

* ومن الحلفاء؟

- حتى الحلفاء في «14 آذار»، هم يشجعوننا على إقامة هذه العلاقات من دولة إلى دولة. عندما تكون الأمور واضحة بين الدولتين لا تكون هناك مشكلات، فعدم الوضوح هو الذي يخلق الالتباسات. ونحن اليوم، مع الرئيس بشار الأسد، مرتاحون إلى الوضوح القائم في العلاقة.

* والعلاقة الشخصية؟

- أما العلاقة الشخصية، فأنا أحس بأنني ذاهب إلى بلد أخ وصديق، ولا أحس بأني ذاهب إلى مكان كانت لدي معه مشكلات.

* ماذا عن قضية المحكمة، سمعنا في وسائل الإعلام الكثير من الاتهامات التي بدأت نحو سورية، ثم اتجهت إلى حزب الله؟

- أنت قلتها.. في الإعلام. هذا الكلام نسمعه في الإعلام فقط. لا أريد أن أتكلم كثيرا عن المحكمة، لكني سأقول فقط إن للمحكمة مسارها الذي لا علاقة له باتهامات سياسية كانت متسرعة. هناك تحقيق ومحكمة، وهذا أمر لا علاقة له بما أفكر أنا أو غيري فيه. فالمحكمة لا تنظر إلا في الدليل، وهناك إجراءات قانونية معروفة من ادعاء ودفاع وغيرها.

* تسرُّع؟

- الاتهام كان سياسيا، وانتهينا منه، وفي عداد شهود الزور اثنان في السجون اللبنانية، وآخر مطلوب للقضاء اللبناني بتهمة المشاركة في اغتيال الرئيس الشهيد.

* قيل إنك قادر على تغيير اتجاه القرار الظني؟

- لا أعرف ما في هذا القرار، ولا أستطيع أن أتدخل فيه، ولا أحد يستطيع ذلك. كل ما أطلبه هو الحقيقة والعدالة.

* كيف تنظرون إلى المرحلة الراهنة مع انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن؟

- المرحلة جد خطيرة، صحيح أن مفاوضات بدأت في واشنطن، وهذه أرى فيها إيجابيات لأن عدم الضغط على إسرائيل لإنشاء دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وعودة اللاجئين وأن تكون القدس عاصمة لها كان يتسبب في الكثير من المشكلات. اليوم إسرائيل تحت ضغط كبير، أميركي وأوروبي. نحن مع مبادرة السلام العربية التي تنص على هذه الثوابت، على أساس مرجعية مؤتمر مدريد. والفشل في هذا الموضوع يشجع الإسرائيلي على التطرف أكثر. ونحن نريد أن نظهر للناس هذا التطرف.

* هل تشعر بإمكانية تحقيق شيء ما من خلال هذه المفاوضات التي انطلقت؟

- المسألة ليست مسألة شعور. هناك ضغط دولي على إسرائيل، لكننا لا نعرف إلى أي نتيجة قد يفضي. وأنا أحذر من أن عدم الوصول إلى نتائج يعني عدم الاستقرار.

* هناك انقسام فلسطيني قد يكبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذه المفاوضات؟

- قد يكون هناك انقسام سياسي، لكن لا يوجد انقسام فلسطيني، حول القدس وحول حدود عام 1967 وعودة اللاجئين. هذه أمور أقرت منذ أيام الرئيس ياسر عرفات. الانقسام هو حول طريقة إدارة المفاوضات فقط.

* هذه الوحدة مطلوبة عربيا؟

- لا بد لي من أن أشيد بالدور الذي لعبه خادم الحرمين الشريفين في الاستقرار في لبنان والمنطقة، فهو قبل أن يأتي إلى لبنان، قام بجولة عربية، ثم زار دمشق ومنها إلى بيروت، حيث عقدت القمة الثلاثية التي ضمته إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية والرئيس الأسد. إن الخطوات التي يقوم بها تسهم إلى حد كبير في استقرار المنطقة، وهذه سياسة حكيمة عودنا إياها، وتشكل شبكة أمان للواقع اللبناني والعربي، ونحن لدينا دور كدولة في أن نكون جزءا من شبكة الأمان، من دون أن ننسى فضل المملكة في لبنان من المساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. هناك طريق واضح هو الاستقرار العربي والوحدة العربية. في بعض الأحيان، نشعر في لبنان بوجود وحدة وطنية، عندها يكون لبنان في قمة قوته، فما بالك إذا كانت هناك وحدة قومية عربية في مسائل فيها مصلحة لكل العرب

 

دام إنشاء منطقة خالية من السلاح في الجنوب متعذراً

مصير القرار 1701 قد يكون كمصير القرارين 425 و1559

 النهار/اميل خوري     

هل يمكن القول إن مصير القرار 1701 ، الذي مضى على صدوره اربع سنوات ولم ينفّذ كاملاً، كمصير القرار 425 الذي لم ينفذ الا بالمقاومة وبعدما مضى على صدوره ما يقارب 22 سنة، وكمصير القرار 1559 الذي مضى على صدوره ست سنوات ولم ينفّذ كاملاً ايضاً، وغيرها من القرارات المتعلقة بلبنان (520 و1655 و1680 و1697) ولا تزال حبراً على ورق؟

لقد توقف تنفيذ القرار 1701 عند نشر قوة من الجيش اللبناني وقوات اضافية من قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان مع انسحاب الجيش الاسرائيلي خلف الخط الازرق، وتم وقف تام للاعمال القتالية ولا شيء غير ذلك. فلا الحكومة اللبنانية استطاعت بسط سيطرتها على جميع الاراضي اللبنانية وفق احكام القرار 1559 والقرار 1680 والاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، ولا استطاعت ممارسة كامل سيادتها حتى لا تكون هناك اي اسلحة بدون موافقة الحكومة ولا سلطة غير سلطتها.

ولم يتم التوصل ايضاً الى الانتقال من مرحلة وقف الاعمال القتالية الى مرحلة وقف دائم لاطلاق النار وحل طويل الاجل استناداً الى احترام تام للخط الازرق من جانب الطرفين اللبناني والاسرائيلي، واتخاذ ترتيبات امنية لمنع استئناف الاعمال القتالية بما في ذلك انشاء منطقة بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من اي افراد مسلحين او معدات او اسلحة بخلاف ما يخص حكومة لبنان وقوة الامم المتحدة. ومذ ذكّرت التقارير التي صدرت عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بكل ذلك ولا سيما ما يتعلق بانشاء منطقة منزوعة السلاح، لكن الاطراف المعنيين لم يستجيبوا ما تضمنته تلك التقارير ولا مجلس الامن قرر اتخاذ الاجراءات التي تجعل التنفيذ كاملاً.

ولم يتم التوصل ايضاً الى التنفيذ الكامل للاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان حتى لا تكون هناك اي اسلحة او سلطة في لبنان عدا ما يخص الدولة اللبنانية، عملاً بما قرره مجلس الوزراء في 27 تموز 2006، ولا تم منع مبيعات او امدادات الاسلحة والمعدات ذات الصلة الى لبنان.

والقرار 1701 طلب من الامين العام للامم المتحدة من خلال الاتصال بالعناصر الفاعلة الرئيسية الدولية والاطراف المعنيين وضع مقترحات لتنفيذ الاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك نزع السلاح وترسيم الحدود الدولية للبنان لا سيما من مناطق الحدود المتنازع عليها او غير المؤكدة، بما في ذلك معالجة مسألة منطقة مزارع شبعا، وعرض هذه المقترحات على مجلس الامن في غضون ثلاثين يوماً. وقد مرّ على صدور القرار 1701 اربع سنوات ولم ينفّذ شيء من ذلك. ولم تتم بموجب هذا القرار مساعدة قوة الامم المتحدة على ممارسة سلطتها في جميع انحاء اراضي لبنان بحيث يؤذن لها باتخاذ جميع ما يلزم من اجراءات في مناطق نشر قواتها، وحسب ما تراه، في حدود قدراتها لكفالة ألا تستخدم منطقة عملياتها للقيام بأنشطة معادية من اي نوع ولمقاومة محاولات منعها بالقوة من القيام بواجباتها بموجب الولاية الممنوحة من مجلس الامن ولحماية موظفي الامم المتحدة ومرافقها ومنشآتها ومعداتها، وكفالة امن وحرية تنقل موظفي الامم المتحدة والعاملين في المجال الانساني ولحماية المدنيين المعرضين لتهديد وشيك بالعنف البدني"، لكن ما حصل هو خلاف ذلك في عدد من المناطق الجنوب، ولم يقم الامين العام للامم المتحدة من جهته بتنفيذ تدابير "تكفل لقوة الامم المتحدة في لبنان القدرة على القيام بالمهام المنصوص عليها في هذا القرار" (1701).

ولم تتمكن الحكومة اللبنانية رغم ما نصّ عليه القرار 1701 من تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول لمنع دخول الاسلحة او ما يتصل بها من عتاد الى لبنان من دون موافقتها، ولم تطلب الحكومة بموجب الفقرة 11 من القرار ذاته مساعدة قوة الامم المتحدة لها على اتخاذ خطوات ترمي الى انشاء منطقة منزوعة السلاح بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من اي افراد مسلحين او معدات او اسلحة ومنع مبيعات او امدادات الاسلحة والمعدات، ومساعدتها ايضاً على تأمين الحدود لمنع دخول الاسلحة او ما يتصل بها من عتاد. لكن لا الحكومة اللبنانية استطاعت بمفردها تنفيذ كل ذلك ولا استطاعت ان تطلب مساعدة الامم المتحدة لئلا يثير ذلك خلافاً بين اعضائها يهدد مصيرها...

وكان الامين العام السابق كوفي انان قد ذكر في تقريره للامم المتحدة تاريخ تشرين الاول 2006 حول تطبيق القرار 1559 "ان لبنان يواجه تحديات ذات احجام لم يعرفها منذ نهاية الحرب وان تحويل "حزب الله" حزباً سياسياً هو عنصر مهم واساسي لاستعادة السيادة الكاملة".

لكن كل الحكومات عجزت عن تطبيق كامل بنود القرار 1559 والقرار 1701 كي تستعيد سيطرتها على كل الاراضي اللبنانية وقيام دولة قوية لكل لبنان وتعزيز السلطات المركزية بدلاً من اضعافها، وان تحتكر الدولة من دون سواها الاستخدام المشروع للسلاح وللقوة على اراضيها كاملة لان الدول المجاورة لم تتقيد بحظر السلاح كما هو منصوص عليه في القرار 1701، ولم يطبق من جهة اخرى قرار "مؤتمر الحوار الوطني" نزع سلاح التنظيمات الفلسطينية خارج المخيمات في مهلة ستة اشهر، بعد ان قرر مجلس الوزراء انشاء لجنة مهمتها متابعة تطبيق الاتفاق على ذلك، وقد انتهت تلك المهلة التي بدأت في العام 2006 ولم ينفّذ شيء حتى الآن.

ولا بد هنا من التذكير بموقف وزير السياحة السابق في تلك الحكومة جوزف سركيس ممثلاً "القوات اللبنانية" فيها عندما تحفّظ عن قرار نشر الجيش في الجنوب الى جانب القوات الدولية، وهو تحفّظ اقتضته ايضاحات طلبتها قيادة الجيش عن ثلاث مسائل اساسية هي: ضرورة اعلان الجنوب منطقة عسكرية وتحديد حدود الخط الازرق. وهل يشمل مزارع شبعا المحتلة، وما هو مصير سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني في وقت يتحدث القرار 1701 عن منطقة لا يوجد فيها سلاح الا سلاح الشرعية اللبنانية لئلا يصبح في منطقة الجنوب سلطتان امنيتان عسكريتان: واحدة ظاهرة هي للجيش واخرى مخفية هي لـ"حزب الله". واقترح الوزير سركيس وضع سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني في الجنوب بإمرة الجيش، وان لا يتم تحرير مزارع شبعا بالطرق العسكرية كي لا يتحوّل الجنوب الى فخ للجيش.

وتبيّن عند مناقشة الموضوع في مجلس الوزراء ان جعل الجنوب منطقة عسكرية يحتاج الى قانون يصدر عن مجلس النواب، وبالنسبة الى الخط الازرق وحدوده، فإن الجيش ينتشر في قضاءي حاصبيا ومرجعيون وان مزارع شبعا تقع في قضاء حاصبيا، اما السلاح خارج الدولة فإن للجيش حق مصادرته اذا عثر عليه... لكن الوزير سركيس ظلّ على تحفظه معتبراً ان في الامر ازدواجية في السلاح، فإما تكون السلطة هي المرجعية والجيش هو اداتها التنفيذية في بسط سلطتها بالتعاون مع "اليونيفيل" وتكون هي المسؤولة عن امن الوطن والمواطن والا فلا حل نهائياً. لافتاً الى ان هناك في الجنوب دولة عليها ان تبسط سلطتها ولا يجوز ان يكون هناك سلاح غير سلاحها. وختم بالقول: "نحن في "القوات اللبنانية" كنا نملك العسكر والصواريخ والدبابات والنظام العسكري وارتأينا الدخول الى الدولة، ونحن اليوم نطالب بهذه الدولة بعدما تمت استعادة الاستقلال وخروج الجيش السوري، على ان تكون الدولة لكل اللبنانيين وتكون قوية تطبيقاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف".

 

أبعد من مسألة تشكيل حكومة لبنانية

الرأي الكويتية

خيرالله خيرالله

ما يحصل في لبنان أكثر من طبيعي... مطلوب العودة إلى نظام الوصاية لا أكثر مع فارق أن الوصاية يجب أن تكون هذه المرة مشتركة. لا يستطيع الإيراني القبول بوصاية تقتصر على النظام السوري كما كانت الحال في الماضي. يصرّ الإيراني هذه المرة على أن يكون شريكاً فاعلاً في لبنان، لن يقبل بأن تكون هناك حكومة لبنانية لا يوافق عليها، ولن يقبل حتى أن تكون الحكومة اللبنانية نتيجة توافق سوري- سعودي. تبين بما لا يقبل الشك أن السوري لا يستطيع تجاوز الإيراني، ولا يستطيع التفاهم مع أي طرف عربي من دون الضوء الأخضر الآتي من طهران.

نجح الإيراني إلى حد كبير في إقامة دويلته في لبنان معتمداً خصوصاً على سياسة تعتمد النفس الطويل مستمرة منذ ثلاثين عاماً. لعل أبرز نجاحين حققهما النظام الإيراني في لبنان، فضلاً بالطبع عن أخذه الطائفة الشيعية الكريمة رهينة، وراثة الوجود المسلح الفلسطيني في جنوب لبنان خصوصاً، ثم وراثة الوجود المسلح السوري في معظم الأراضي اللبنانية ابتداء من السادس والعشرين من ابريل 2005 عندما اضطرت دمشق تحت ضغط الشعب اللبناني إلى سحب وحداتها العسكرية من الأراضي اللبنانية. عرفت طهران كيف تملأ الفراغ الذي خلفه الانسحاب السوري أكان ذلك من الناحية العسكرية أو الأمنية. لم تكتف بذلك، عملت كل ما تستطيع من أجل تغيير التوازنات السياسية في لبنان. كانت طهران وراء افتعال حرب صيف العام 2006 التي استغلتها إسرائيل لتدمير جزء من البنية التحتية اللبنانية وإعادة البلد أعوام إلى خلف. سمّت الانتصار على لبنان «انتصارا الهياً»!

كذلك كانت طهران وراء أحداث الثالث والعشرين من يناير 2007 التي استهدفت وضع بيروت كلها وجبل لبنان كله تحت وصاية «حزب الله» عبر أدواته المحلية على رأسها الأداة المسيحية. لكن اللبنانيين أفشلوا تلك المحاولة عندما صمد المواطنون المسيحيون العاديون خلف قياداتهم التاريخية ومنعوا أزلام ميشال عون من وضع يدهم على المفاصل الأساسية لشبكة الطرقات في بيروت والجبل. مارس اللبنانيون في ما كان يسمى المنطقة الشرقية فعل مقاومة حقيقيا عندما تصدوا للهجمة التي استهدفت فرض ثقافة الموت عليهم وعلى مناطقهم.

كانت طهران أيضاً وراء الاعتصام في وسط بيروت بغية شل الحركة الاقتصادية في البلد وتهجير أكبر عدد ممكن من اللبنانيين من بلدهم وتولت تغطية الإرهاب الذي استهدف الجيش اللبناني انطلاقاً من مخيم نهر البارد الفلسطيني الذي سيطرت عليه عصابة «فتح الإسلام» السورية. من يتذكر كلام السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ «حزب الله» عن أن مخيم نهر البارد «خط أحمر»؟

لا يمكن للنظام الإيراني بعد كل ما استثمره في لبنان القبول بأقل من أن يكون شريكاً في تشكيل الحكومة اللبنانية. استطاع الحزب يوم السابع من مايو 2008 السيطرة على بيروت في غضون ساعات مؤكداً أنها مدينة إيرانية تطل على المتوسط. واستطاع في الوقت ذاته تهديد الجبل الدرزي الذي قاوم جحافل الغزاة بكل بسالة. لكن الهلع ما لبث أن دب بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي أدرك أن مدفعية الحزب الإيراني تستطيع تهجير قرى درزية بكاملها مجرد صدور تعليمات بذلك من طهران...

يمكن اعطاء عشرات الأمثلة على مدى التورط الإيراني في لبنان، ذلك أن ما سبق الإتيان على ذكره في هذا المقال غيض من فيض يعتبر كافياً لاعطاء فكرة عن الهجمة التي يتعرض لها الوطن الصغير. أنها هجمة تصب في عملية التخلص من الصيغة اللبنانية وجعل المسيحيين والدروز في وضع يشبه إلى حد كبير وضع أرمن سورية وأرمن أيران. أما أهل السنة، فيبدو مطلوباً تذكيرهم في كل وقت أن مرجعيتهم خارج لبنان، أي في دمشق وطهران وأن المدن الكبرى التي يعيشون فيها تحت رحمة السلاح الإيراني وغير الإيراني، وأن هذا السلاح أقوى من النتائج التي تخرج من صناديق الاقتراع.

المسألة ليست إذاً مسألة تشكيل حكومة. أنها تتعدى ذلك بكثير. أنه وطن يقاوم عودة الوصاية، وطن يستطيع أن يقول للنظامين السوري والإيراني أن ليس لديهما ما يقدمانه للبنان سوى تهديد السلم الأهلي فيه عن طريق قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، وإثارة النعرات المذهبية والطائفية. أليس هذا النوع من التهديدات ذروة الإفلاس، هل من إفلاس أكبر من ذلك الذي نشهده حالياً في إيران نفسها، حيث الشعب في واد والنظام في واد آخر، هل من إفلاس أكبر من ذلك الذي يعاني منه النظام السوري الذي لا يتجرأ قول كلمة في حق تركيا عندما تجري مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما لا يجد حرجاً في شن الحملات على كل من يمتلك حداً أدنى من الشعور الوطني في لبنان؟

 

قداس في بكفيا في الذكرى ال26 لغياب مؤسس الكتائب

أمين الجميل: حزب الكتائب باق للدفاع عن الثوابت ولو وحيدا

نؤكد استمرارنا في خط بيار الجميل للوقوف بوجه التوطين

ماذا يفعل السلاح في برج ابي حيدر وفي جرود صنين وبسكنتا؟

نطالب بحصر السلاح بيد الدولة وهذا منطق حق في اي دولة في الكون

وطنية - 5/9/2010 أقام "حزب الكتائب اللبنانية" قداسا في كنيسة مار مخائيل الرعائية في بكفيا، لمناسبة الذكرى ال26 لغياب الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل. وعلى وقع الأناشيد الكتائبية والوطنية، انطلقت المسيرة من دارة الرئيس الجميل، تقدمها حملة الاعلام من قسم بكفيا الكتائبي، وتوجهت سيرا على الاقدام الى الكنيسة حيث احتفل بالقداس.

تقدم المسيرة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، رافقه نائب الرئيس الأول شاكر عون، النائب الثاني الوزير سليم الصايغ، الأمين العام وليد فارس، منسق اللجنة المركزية النائب سامي الجميل، النواب: نديم الجميل، سامر سعاده، فادي الهبر وايلي ماروني، المستشار السياسي للرئيس الجميل سجعان القزي، المستشاران جوزيف ابو خليل وساسين ساسين، رئيس مجلس الشورى في الحزب الدكتور ابراهيم ريشا وكامل اعضاء المكتب السياسي الكتائبي ووفود كتائبية ضخمة من مختلف الأقاليم الكتائبية.

حضر القداس رئيس الحزب السابق الدكتور ايلي كرامة، السيدة جويس امين الجميل، السيدة صولانج بشير الجميل، عائلة الوزير الشهيد بيار الجميل: السيدة باتريسا بيار الجميل، الكسندر وأمين، السيدة نيكول الجميل مكتف واولادها، الآنسة يمنى بشير الجميل، السيدة لولا أنطوان غانم.

كما حضر النائب فريد حبيب عن كتلة "القوات اللبنانية"، الامين العام ل"حزب الوطنيين الاحرار" الياس ابو عاصي، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور أنطوان صفير.

ترأس الذبيحة الإلهية رئيس دير مار ميخائيل الأب أنطوان الأشقر، عاونه لفيف من الكهنة، وبعد الإنجيل القى الأشقر عظة ركز فيها على "مسيرة الرئيس المؤسس وقدرته على انشاء اكبر الأحزاب ليس فقط في لبنان بل في الشرق"، كما ركز على معنى الشهادة "في سبيل الوطن والكنيسة، خصوصا ان الرئيس المؤسس قدم الشهداء من ابنائه واحفاده على مذبح لبنان". كما إستذكر "يوم غياب الرجل العظيم منذ 26 عاما وكيف ان الناس في لبنان وبلدان الاغتراب وفي كل العالم رفعوا الصلوات في يوم غيابه لما تركه من بعده من شعلة ما زالت حتى اليوم مضاءة"، وإستذكر "المراحل التي اجتازها الوطن والصفحات التي طويت منذ رحيل الشيخ بيار الجميل".

ثم تولى كل من اعضاء المكتب السياسي ابو خليل وريشا وفارس تلاوة النوايا.

الجميل

وفي ختام القداس كانت كلمة للرئيس الجميل قال فيها: "مع مرور ستة وعشرين عاما على غياب الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل، نجده موجودا معنا اليوم في مبادئه. لقد بنى مدرسة مشيدة على الصخر لأنها تأسست على ميثاق واضح وعلى المناقبية والمحبة، ولهذا السبب إستمر حزب الكتائب 75 سنة وما زال موجودا وبقي متجذرا في الأرض، وانتم خير شهود على ديمومته وقد كتبتم تاريخ لبنان بدماء آلاف الشهداء".

اضاف: "بيار الجميل باق معنا يشهد له الألوف من الذين آمنوا بمدرسته، لم تكن عقائده معقدة أو رنانة، لقد بنى مدرسته بحبه للبنان وبايمانه انقذ الوطن في عدة مراحل من 1967 الى 2010 والى 2020 سنبقى نعمل على تحقيقها. العملاق قال كلمات بسيطة ومضى: هو اول من قال في الخمسينات ان لبنان هو رسالة، وكان اول من قال "لبنان اولا"، والآن يردد هذه المقولة السواد الأعظم من اللبنانيين. 75 عاما من النضال ومن الجهد المستمر لنبقى مجتمعين اليوم ورأسنا مرفوع نتغنى بلبنان الأبدي السرمدي، مهما كانت المخاطر والتحديات سيبقى لبنان بيار الجميل الذي خرج من هذه البلدة ومن هذه الجبال التي اندمج بها ومعه تجاوب كل لبنان".

تابع: "لقد امت بكفيا اليوم وفود من رميش وعين ابل وعكار وزحلة، لبنان بأكمله جاء ليشهد لهذا الرجل العملاق بايمانه. بيار الجميل اسس المقاومة الحقيقية وواجه من خلال الحزب الذي قدم الشهداء مشروع لبنان البديل للفلسطسنيين. اسس المقاومة الشريفة والمنزهة عن كل مصلحة والتي لم تؤمن الا بمصلحة لبنان للوقوف بوجه التوطين. نحن اليوم نؤكد استمرارنا في خط بيار الجميل للوقوف بوجه التوطين المرسوم من اسرائيل اولا ومن قبل كل من له مصلحة في تحقيق هذا المشروع وكل من يتعاون لتحقيق هذا الهدف الذي يصب في مصلحة اسرائيل. هنالك العديد من الدول تدعم هذا المشروع وهنالك مفاوضات تجري اليوم لتوطين الفلسطينيين حيث يتواجدون. نضالنا اليوم للوقوف في وجه هذا المشروع المدمر للكيان اللبناني. ولهذا وقفنا مؤخرا لنرفع الصوت. نحن كلبنانيين انسانيون الى اقصى الحدود ولن نقبل ان يكون اي شخص موجود على ارضنا وانسانيته وكرامته منتهكتان. نحن مع الشعب الفلسطسنين ولا نقبل ان يستمر اسلوب الحياة التي يعيشها الفلسطنيون في المخيمات، ولكن ليس بتلك الوسائل تعالج هكذا مسائل، فننتقل من معالجة مشكلة انسانية الى خلق مشكلة انسانية في مكان آخر".

وقال: "المشكلة الحقيقية تكمن في الطريقة التي انزلت فيها هذه المشاريع. لقد رفضنا المشاريع المتسرعة التي تفتقد للدراسات والاحصاءات والتي لم تأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية. اخشى ان يؤدي هذا المسار، اذا ما استمر، الى التوطين، وهذا ما ستتصدى له الكتائب بكل قوتها. نخشى من التوطين المقنع الذي تحدث عنه وزير الخارجية اللبنانية في الثمانينات ومن ان يتم تهريب المشاريع وان نستيقظ يوما لنرى التوطين امرا واقعا. الكثير من المسؤولين واللبنانيين يؤكدون ان المسألة المطروحة هي مسألة ميثاقية وتتطلب التوافق والإجماع وهذا ما لم نشهده حتى اليوم. نحن نطالب ان يترجم التوافق في النصوص، ونصر ان يصار في القوانين التي تلامس التوطين الذي ترفضه مقدمة الدستور، الى اعتماد الثلثين في التصويت".

اضاف: "بيار الجميل دافع عن سيادة لبنان وهي تشمل ايضا القرارات السيادية، اي ان تكون الدولة مؤتمنة على قرار السلم والحرب وعلى المفاوضات مع الدول الخارجية. ومن هنا نطالب بأن يكون السلاح محصورا في يد الدولة اللبنانية دون سواها وهذا المنطق هو منطق حق في اي دولة في الكون. ولمن يقول ان السلاح الموجود اليوم خارج الشرعية هو للدفاع عن لبنان، نسأل: "ماذا يفعل السلاح في برج ابي حيدر، وقد تسبب في سقوط الضحايا، وماذا يفعل السلاح في المنطقة المؤتمنة الى الجيش والقوات الدولية في الجنوب، وماذا يفعل في جرود صنين وبسكنتا حيث ظهر في ظروف لا تزال ملتبسة الى اليوم، هذا عدا عن تواجده في المربعات الأمنية في كل لبنان".

تابع: "هذا هو كلام بيار الجميل عندما وقف يتحدث عن السيادة، هذه هي رسالة بيار الجميل منذ الانتداب الفرنسي الى اليوم، وقد تأكدت صوابيتها. واكبر دليل على ذلك ان من وقف يخون بيار الجميل ساعدني في مجلس النواب على الغاء اتفاق القاهرة".

ختم الجميل: "بيار الجميل هو ضمير الوطن والشعب وهو اليوم باق من خلالكم انتم الذين تشهدون لمدرسة بيار الجميل، واعاهدكم ان حزب الكتائب باق للدفاع عن الثوابت ولو وحيدا، ومدرسة بيار الجميل هي المنتصرة".

 

قداس في طبرية لراحة أنفس شهداء المقاومة المسيحية

الاب شربل: الشهادة لا تعرف ذاتها الا اذا تحررت من الألوان والمذاهب والاحزاب

وطنية -جونيه- 5/9/2010 بدعوة من جمعية مار اسطفان- كنيسة الشهيد،ن اقيم قداس لراحة أنفس شهداء المقاومة المسيحية في كنيسة الشهيد في طبرية. ترأس القداس الاب جوزف شربل من الرهبانية اللبنانية المارونية، وعاونه الخوري يوحنا مارون، في حضور النائب الأول لحزب الكتائب شاكر عون ممثلا الرئيس امين الجميل، النائبين نديم بشير الجميل وشانت جنجيان،امين سر القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبة قاطيشا ممثلا الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب الأسبق الدكتور ايلي كرامة، رئيس هيئة الشؤون الإجتماعية في "القوات" ايلي ابي طايع، رئيس اقليم كسروان الكتائبي سامي خويري، رئيس القطاع العام في "القوات" بيار بعيني، باتريسيا بيار امين الجميل، وفد من جبهة الحرية. وقد اعتذر الدكتور فؤاد ابو ناضر عن الحضور لأسباب صحية، عضو أمانة سر 14 آذار ميشال مكتف، قدامى رفاق الرئيس الشهيد بشير الجميل وحشد من المناصرين والمصلين.

العظة

وبعد تلاوة فصل من الإنجيل المقدس، القى الاب جوزف شربل عظة قال فيها: "هذه وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا كما أنا احببتكم. ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه، فإن عملتم بما أوصيكم به كنتم أحبائي.. لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا فتثمروا ويبقى ثمركم، فيعطيكم الأب كل ما تسألونه باسمي. ما أوصيكم به هو: أحبوا بعضكم بعضا، إذا أبغضكم العالم، فاعلموا انه أبغضني قبل أن يبغضكم. لو كنتم من العالم، لأحب العالم ما كان له، ولكن، لأنكم لستم من العالم، إذ إني اخترتكم من بين العالم، فلذلك يبغضكم العالم. إذا اضطهدوني، فسيضطهدونكم ايضا. ومن أبغضني أبغض أبي ايضا. قلت لكم هذه الأشياء لئلا تتعروا. سيفصلونكم عن المجامع، بل تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يؤدي لله عبادة، وسيفعلون ذلك لأنكم لم يعرفوا ابي، ولا عرفتوني. وقد قلت لكم هذه الأشياء لتذكروا اذا أتت الساعة، أني قلتها لكم". حقا والآمان لجميعكم" .

اضاف: "أيها السيد المسيح، يا شهيد الحب اللامحدود واللامشروط، يا شهيد الإنسان على الجلجلة الذي أعطيتنا من على صليبك مثال التضحية الحقيقية، وشئت في كل عصر ومكان أن تعطينا أمثلة حية لهذه التضحية بشخص أصفيائك ومختاريك وشهدائك، أعطنا الآن ما نلتمسه بواسطة شهدائك وشهداء الوطن والمقاومة اللبنانية الحقة، ان تزهر دماءهم حرية وكرامة وازدهارا لوطننا الحبيب لبنان، وشجاعة وعزما وأملا في قلوب أبنائه، فيتجذروا في حب وطنهم ويبقى هذا الوطن وطن القداسة والحرية والإنسان، كل إنسان، فيتمجد اسمك وتعتز كنيستك، ويتوطد الأيمان في لبنان وفي هذا الشرق الذي أؤتمنا على أن نكون الرسالة فيه وله تمجيدا لك. امين".

وتابع: "ليس المهم أن نحب، إنما أن نعرف كيف نترجم ونعبر عن هذا الحب. الحياة مسيرة جهاد وكفاح دائم، هي صراع ومقاومة. ليس في الأرض إنسان كامل وإنما إذا اردنا الكمال فيه، فعلينا ان نحبه لنراه كاملا كالأسطورة، وان ننظر اليه من القلب وليس من العيون. الإنسان العظيم قد لا يحدث تاريخ مولده ضجة تذكر، ولكن تاريخ رحيله يصير صخبا في ذاكرة الأجيال، الخوف على الذات والكرامة يولد المقاومة" .

واشار الى ان اكبر عدو للانسان هو ارادته الضعيفة، وأصعب مقاومة هي مقاومة الإنسان لذاته، ومن أعظم المصائب: فقدان الإرادة. وقال: "شهداؤنا لم يخافوا الموت، إنما حاربوه لئلا يأتيهم قبل أن يحققوا طموحاتهم وآمال أخوتهم ابناء الوطن الواحد" . واكد "ان الحرية تقدر بالدم، والوطنية بالتضحية، والخلود بالإيمان، فالإنسان والكرامة توأمان، الحرية هي كرامة الإنسان عندما يستعملها للخير العام" . وقال: "الزعماء الصغار قادرون بامتياز على هدم أوطان كثيرة، ولكنهم عاجزون عن بناء وطن واحد سيد حر مستقل. وما أشقى أن يغسل قائد يديه أمام سلاسل محبيه الأبرياء فيسلمهم الى الخيبة والسقوط، فبسبب خلافات المسؤولين على أمور غير وطنية، يسقط الوطن" . ورأى "ان تشجيع الطاقات الفكرية الشبابية يساهم في المحافظة على الإنسان وتشجيعه على الإنتاج في وطنه"، مؤكدا "ان نجاحنا في الحياة يتوقف على قرار المثابرة نحو هدف واضح وسام" . وتابع: "من أخطر الأمور أن يتحول الحلم عندنا الى وهم، لا تستهتروا بالفرص، فهي ليست مصادفات، إنما علامات مستقبل ترسمه يد السماء" . ودعا الى "عدم الخوف لأن الخوف يجعل منا حطبة في حقول الحياة، مهما طال عمرها لا تصلح الا للنار" . واكد ان "الشهادة لا تعرف ذاتها الا اذا تحررت من كل الألوان والمذاهب والاحزاب فتتخطى المحدود لتكون على مدى الألوهة والقداسة، تركوا الدنيا في مكان معين وفي زمان محدود وفي ظروف خاصة لكنهم أصبحوا فوق الزمن والمكان والألوان" . وختم: "نصلي ونطلب من شهدائنا ومن اجل الأهل الذين سلخت أكبادهم بفقدانهم، من أجل الشباب العاملين في هذا المكان الذين فقدوا أجنحتهم بفقدانهم ولكنهم بجهدهم وتعبهم جعلوا من هذا المكان واحة نلتقي فيها بكل شهيد، تاركين لهم بصمات حفرت على صخور هذا الوطن وتجذره مع جذور الأرزات التي حملت أسماءهم" .

 

صفير ترأس قداس الاحد في الديمان والتقى وفدا زحليا وفاعليات

وطنية -الديمان - 5/9/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة سيدة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المونسينيور فؤاد بربور والخوري خليل عرب، وحضره وفد زحلي على رأسه نواب المنطقة: طوني ابي خاطر، جوزف المعلوف وشانت جانجنيان وحشد من المؤمنين من المناطق كافة.

العظة

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة تابع خلالها الحديث عن حياة يسوع المسيح كما جاء في كتاب فرنسوا مورياك "حياة يسوع ما من تحد. دونما شك "، وقال:" لم يكن بعد قد عرف، كان يتردد. في عمق كيانه، كان هناك صراع يمزقه، صراع ميؤوس منه، في كل ما للكلمة من معنى وهناك كثيرون من المسيحيين يعرفون: عندما تكون النفس مجروحة حتى الموت، وهي تتخبط، تعرف انها في النهاية ستواجه الغلبة. هذا اليسوع، احبه يهوذا، وهو ربما يحبه الآن، رغم خيباته، وحقده، ورغبته في ألا يكون متضامنا مع الضعيف. وان الثلاثين قطعة من الفضة لها قيمة خاصة كعلامة لتحالفه مع الحكومة. وعلى كل، كان يسوع المسيح ضائعا. وشعر يهوذا بالانهيار. ولم يكن يتظاهر بالقلق عندما سأل:"يا معلم، أأكون أنا"؟ وحده هو من سمع الجواب الذي اعطي بصوت منخفض جدا، والذي صنفه الى الابد:"انت من قلت".

وتابع:" مجددا باح المعلم بسره، بلهجة ممزقة، لانه فقد أحد صغاره، ذلك ان يهوذا كان احد صغاره الذين اختارهم، وقد كان محبوبا اقل من سواه، ربما، ولكنه طوال هذه السنين الثلاث، كان يجب ان يكون بينهما، في بعض الظروف، كلمات رقيقة متبادلة، ومسامحة ممنوحة ومقبولة. وذهب ابن الانسان بحسب ما كتب. ولكن الويل للرجل الذي سيخون ابن الانسان، كان خيرا له لو لم يولد. وفي الصمت الثقيل الذي تبع ذلك، ان بطرس الذي كان في آخر مركز قام باشارة الى يوحنا المستلقي الى كتف يسوع، ليسأله:"عم يتكلم"؟ لم يكن ليوحنا الا ان يرفع عينيه ويحرك شفتيه، ليكون مفهوما:"من هذا يا سيد"؟.

اضاف:"ربما حاذر يسوع ان يفضي بذلك الى آخر. ولكنه، وقد بلغ آخر حياته، في هذه الوقفة الاخيرة، ماذا يمكنه ان يخبي عن هذا الذي يسمعه يتنفس لآخر مرة (وكم هذا الرأس هو خفيف، والصليب ثقيل!)وهمس له اذن: - انه الذي أقدم له قطعة الخبز التي سأغمسها.وبعد ان غمس الخبز في الصحيفة، ناول يهوذا اللقمة. وهذا كان جالسا الى الجهة المقابلة وسمع، وعلى الاقل رأى رأس المسيح ينحني على رأس من كان يفضله. وفي هذه اللحظة بالذات:" داخله الشيطان". ويهوذا، وقد جن جنونه من الحسد، كان أذكى من الا يفهم انه أبقي الى جانب، وانه اذا كان يوحنا هو الاحب، كان هو دائما الاقل محبوبية، والبغضاء التي عصفت بهذا التاعس، فجأة وهي بغضاء ملائكية، لم يكن ابن الانسان في حالة تمكنه من قبولها، وهو الذي كان عليه ان يتحمل ايضا كل الآلام. هذا الوجود الحقيقي، الجوهري، للشيطان في نفس مخلوقة للمحبة، تعدت ما بقي له من قوة.وتوسل اليه اذن: - ما انت عازم عليه، افعله عاجلا. وظن الباقون انه سيرسله لتوزيع الحسنات، او لشراء ما ينبغي للعيد. ونهض يهوذا وقد جننه الغضب. ولان المعلم أرسله الى مصيره، لماذا تراه يقاوم، وهو الذي لم يلق يوما ربما صدره على أي كتف. وقلب يسوع لم يخفق ابدا في أذنه. وقد لاقى من الحب ما جعل خيانته غير مقبولة. وكان حقده يخنقه. وفتح الباب ودخل في الليل".

الافخارستيا

وهؤلاء الرسل الذين لم يعرفوا شيئا أحسوا بان الجو كان خفيفا. ربما ترك يهوذا الباب مفتوحا نصف فتحة. وخفض المعلم عينيه، وكان الجميع ينظرون الى هذا الوجه الأليف، ولم يكونوا ليعرفوه، ولم يكن هو عينه، لانه كان دائما تعجنه وتعجنه مشاعر غير معروفة، وغير انسانية. وكان يمسك بكسرة خبز بين اصابعه.فكسرها، بيديه المقدستين، المحترمتين، ووزع عليهم كسرها قائلا: - "هذا هو دمي، دم العهد الجديد الذي يراق من اجل عدد كبير. الحق اقول لكم لن أشرب من عصير الكرمة حتى اليوم الذي سأشربه مجددا في ملكوت الله".

ماذا تراهم فهموا هؤلاء الذين شاركوا في هذا الجسد وهذا الدم؟ كان ابن الانسان هناك، مضطجعا امام منتصف المائدة، وفي الوقت عينه، وكان كل منهم يشعر بانه يرتجف في داخله، ويخفق، ويشتعل كلهبة لم تكن سوى شراب طري عذب. ولاول مرة في هذا العالم تمت الاعجوبة:امتلاك ما تحب، التجسد فيه، الاغتذاء منه، ان تكون واحدا معه بجوهره، وتتحول الى محبته الحية".

وتابع:" يمكننا ان نقيس المحبة، التي يطفح بها التلاميذ، بالكلمات التي تلفظ بها يسوع فورا. لانه يدعوهم :" يا أبنائي الصغار"، هؤلاء الرجال الاشداء، وفي مقتبل العمر، وكجرعة دماء، جرت الرقة فجأة من هذا القلب الذي ستفتحه الحربة: - يا اولادي الصغار، اني لست معكم سوى وقت قليل. وستطلبونني، وكما قلت لليهود، انه لا يمكنهم المجيء الى حيث أذهب، اقوله لكم الآن. اني اعطيكم وصية جديدة، وهي ان يحب بعضكم بعضا، ما انا أحببتكم. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي، اذا أحببتم بعضكم بعضا".

والآن توجه الى سمعان. ان اركون هذا العالم سيثور هذه الليلة. وهم، الاولاد المساكين، سينتقون وسيكون بطرس، بعد زوال المحنة، هو من سيثبت اخوته..

وبحدة قاطعه الرسول:انه مستعد للذهاب مع يسوع، الى السجن، والموت. وميز يسوع فيه، في تلك الدقيقة،أمر نقطة من الكأس التي سيشربها. هذا الرجل الاقوى من الجميع، والذي يصرخ، تحت تأثير المحبة والثقة، في فجر النهار، سيكفر به ثلاث مرات. ونبهه يسوع الى ذلك ثلاث مرات بتؤدة. ولكن بطرس، وقد خرج عن صوابه، ألح: - اني لن أنكرك، ولو كان علي ان أموت معك.

واحتج الجميع مع الصفا. وكانوا قد تركوا المائدة، وأحاطوا بهذا اليسوع الذي كان نظره، الذي انزلق فوق رؤوسهم، مسمرا على هذه الشجرة العارية المنتصبة في وسط ليل العالم، هذه المقصلة التي كأنها في الوقت الذي بلغ نهايته. وفهم الاحد عشر انه انتهى الضحك، واثارة اعجاب اليهود بالعجائب. ودونما جهد، تظاهروا بانهم شجعان: "ولكن هناك ايضا سيفان" ورفع يسوع كتفيه:" لا شك، في ان ذلك حسن!" وهو ليسوا في حاجة الى سيوف، بل الى ايمان:"لا يضطرب قلبكم" وكانوا يعرفون الى اين يذهب ويعرفون الطريق وارتفع صوت توما البسيط: - لا يا رب، لا نعرف الى اين تذهب، فكيف نعرف الطريق؟ وحتى النهاية، يأخذون كل كلمة في معناها المادي. وقال له يسوع : - انا هو الطريق، والحق، والحياة، ولا يذهب احد الى الآب الا بي . ولما كان فليبس قطع عليه الكلام:"ارنا الآب وحسبنا" أجاب يسوع: - اني انا معكم منذ زمن، ولا تعرفونني؟ من رآني، يا فليبا، فقد رأى الآب.ايضا.

ولم يستشط غيظا من عدم الفهم الذي لم يتمكن من التغلب عليه، ولكن الروح سيتغلب عليه. وتلاه القطيع الصغير حوله، وكجميع الناس الذين يخشون الموت، فليسوا سوى اولاد يخيفهم الليل. وابن الانسان الذي فاض حبه قديما بعبارات قاسية ومرة، وقد تحطم، وانكسر قبل اول صفعة، وقبل اول ضربة عصا، اخذهم تحت جناحه، ودفأهم بكلمات، كشف الانسان والله بها معا مداورة عن نفسه:يا لها من رقة وقدرة! وأدخلهم في سر الاتحاد".

اضاف:" لن اترككم يتامى، سآتي اليكم، قليلا والعالم لن يراني. ولكنكم سترونني، لاني حي وستحيون. وفي ذلك اليوم، ستعرفون اني في أبي، وأنتم في، وأنا فيكم. من يحفظ وصاياي، أني أحبه ومن يحبني، يحبه أبي، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتي. من يحبني، يحفظ كلمتي، وأبي يحبه، واليه نأتي ، ونقيم عنده.وسادهم هدوء كبير، وانتفى عنهم الخوف. فهم اصدقاء يسوع، متحدون به وفيه. وهم يتوقون الآن بوفرة الميراث الذي وعد به:هذا السلام الحار".

وختم بالقول:" في حياة يسوع على الارض امثولات كثيرة، وقد حاول ان يرتقي برسله الى تفهم بعض ما خفي عليهم من حياة الله. ويجب ان يكون الانسان الله لكي يفهم من هو الله، على ما قال احد اللاهوتيين. يا رب أعن ايماننا، آمين". استقبالات بعد القداس استقبل البطريرك صفير المشاركين بالذبيحة الالهية ووفد زحلة ونوابها الذين شكروا له زيارته لمدينة زحلة وما تضمنته كلمته من إرشاد وتوجيه للمؤمنين وتأكيد على المحبة والعيش المشترك وحسن الجوار. وكانت مناسبة تم خلالها تقديم هدية رمزية من القوات اللبنانية - زحلة الى غبطته تؤرخ للزيارة وترمز الى عنقود عنب من الكريستال مركز على مجسم خشبي.

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها للوفد الزحلي والنواب "زيارتهم الى الديمان، كما شكر لاهالي زحلة الاستقبال والحفاوة اللتان خصا بها غبطته اثناء الزيارة الى مدينتهم، ودعا للجميع بالتوفيق ولكي تبقى زحلة دائما مزدهرة وتنمو باستمرار وتبقى عروسا مزينة برجالها".

ابي خاطر

بعد ذلك تحدث النائب ابي خاطر فقال:" جئنا بزيارة حج الى هذا الصرح والوادي المقدس، وشكر غبطته على زيارة مدينة زحلة، ونحن نعتبر ان هذا الوادي المقدس وادي الشهداء هو رمز للايمان والصلاة وقد جاء الشباب المؤمنون في "القوات اللبنانية" لشكره وتم تقديم درع تقديرية للصلاة التي يقوم بها دائما لكي يهدي الله المسؤولين ليكونوا على مستوى المسؤولية في الحكم، وان يحكموا بعدل لان الوطن يمر بمراحل عسيرة، ولهذا ليس لنا الا الايمان والصلاة للخروج من هذه الايام الصعبة التي نمر بها".

زوار

وزار الديمان رئيس نادي الصحافة الزميل يوسف الحويك ونائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة اسعد النخل. وقد اطلع الحويك، كما قال، البطريرك صفير على "حيثيات واقع نقابة المحررين التي أصدرت قرارا غير ذي قيمة قانونية بفصله منها، خصوصا ان دعوى قضائية امام محكمة الدرجة الاولى في بيروت مرفوعة في وجه مجلسها لعدم قانونيته، وقدمت اليه ملفا كاملا عن الموضوع".

ثم استقبل المحامي ناضر كسبار في حضور امين عام "كاريتاس" الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح. وكان بحث في شؤون نقابية تتعلق بنقابة المحامين في بيروت.

وقال كسبار عقب اللقاء:"ان الهدف من الزيارة كان لاخذ بركة صاحب الغبطة للمضي في ترشيحي الى انتخابات عضوية نقابة محامي بيروت المقررة في تشرين الثاني المقبل".

 

نديم الجميل متفاجىء من التناغم العوني الكتائبي ومن محاولات للانفتاح على سوريا يقوم بترتيبها مستشار عمه

الأحد, 05 أيلول 2010

ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان التناغم على المستوى النـيابي بين تكتل الاصلاح والتغيير (ابراهيم كنعان) وكتلة الكـتائب (سامي الجميل) انسحب تناغما حكوميا بين وزير التكتل (جبران باســيل) ووزير الكتائب (سليم الصايغ). هذا وفوجئ النائب نديم الجميل بمعلومات وصلته عن العلاقات الوثيقة التي ينسجها حزب الكتائب مع التيار الوطني الحر، وباللقاءات والاجتماعات المتواصلة بين الطرفين. واطلع الجميل , بحسب الصحيفة , على محاضر الاجتماعات والأحاديث التي دارت. واعتبرت أوساط مقربة من النائب الجميل ان هناك محاولات كتائبية للانفتاح على سوريا يقوم بترتيبها أحد مسؤولي الحزب ومستشار الرئيس السابق أمين الجميل

 

يمتلك 15 ألف صاروخ على الحدود»

إسرائيل: «حزب الله» حوّل قرى بكاملها إلى معسكرات مسلحة

 واشنطن - ا ف ب - قال السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورين، ان «حزب الله حوّل قرى بكاملها الى معسكرات مسلحة ويمتلك نحو 15 الف صاروخ على طول الحدود مع اسرائيل». واشار الى ان «كل مدن اسرائيل، بما فيها ايلات، في اقصى جنوب الدولة العبرية، باتت في مرمى هذه الصواريخ، والتي من المتوقع ان عددها يبلغ حاليا اربعة اضعاف ما كان عليه خلال الحرب بين اسرائيل ولبنان في صيف العام 2006». وتابع خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان «الكثير (من هذه الصواريخ) كانت منصوبة في الهواء الطلق (...). وهي الان موضوعة تحت مستشفيات ومساكن ومدارس، لان حزب الله يدرك جيدا اننا فيما لو سعينا الى الدفاع عن انفسنا منها، ستتم معاملتنا على اننا مجرمو حرب».

 

ساركوزي يصر على موقفه و يرفض لقاء جنبلاط و عون و أمير قطر يتدخل للوساطة

الأحد, 05 أيلول 2010 ذكرت الديار أنه بعد الزيارة «الاميركية» الأهداف للنائب وليد جنبلاط الى العاصمة الفرنسية حيث فشل في عقد لقاء مع الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي لأسباب تعود الى ان الإدارة الفرنسية وجدت في مواقف جنبلاط الاخيرة بعض الاهتزاز في مصداقيته واليوم يكثر الحديث عن زيارة متوقعة لرئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون الى العاصمة الفرنسية بعد الدعوة التي تلقاها من الدوائر الفرنسية التابعة للإدارة الفرنسية وعندما فشل «التجمع من اجل لبنان» من تأمين موعدا للعماد عون مع الرئيس الفرنسي، حاول امير قطر الدخول على خط المصالحة، لكن دوائر الايليزيه شرحت بإسهاب للأمير بأن الرئيس الفرنسي لن يتدخل في الصراعات المحلية اللبنانية وبأن اللقاء مع الجنرال عون يترك حساسيات لدى اللبنانيين مما يعيق الدور الديبلوماسي الفرنسي في لبنان

 

اليونيفل: فريق من المحققين الدوليين تفقد مكان حادث الشهابية والجيش يتعاون

نهارنت/أكد الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة جنوب الليطاني نيراج سينغ أن "اليونيفيل تتابع ما جرى في بلدة الشهابية". وقال في حديث لصحيفة "المستقبل": "بعيد وقوع الحادث هناك توجهت دوريات للقوات الدولية الى تلك المنطقة، كما قام قائد القطاع الغربي في اليونيفيل الجنرال جوزيبي توتا بتفقد المنزل الذي وقعت فيه الحادثة ليل أمس الأول". وأشار الى ان "القوات الدولية تواجدت طوال أول من أمس الجمعة هناك في ظل تعاون وثيق وملحوظ يبديه الجيش اللبناني". كما لفت الى ان "فريقاً من المحققين الدوليين التابعين لليونيفيل تفقد مكان الحادث وقام بتفتيش المكان واجراء ما يلزم من دون اي مشاكل او معوقات"، وان "التحقيق لا يزال مستمراً ونحن لا نستطيع تأكيد أي شيء قبل انتهاء التحقيقات التي يجريها الفريق التابع لليونيفيل على الارض".

 

العجوز رداً على نصرالله وقاسم: نحن الذين ما زلنا نتلقى طعنات خنجركم العشوائية 

الخناق ضاق على من لهم صلة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

وكالات/تعليقاً على كلام أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله خلال احتفال يوم القدس الذي تطرق خلاله إلى اشتباكات برج أبي حيدر، رأى رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين الأحرار" الدكتور زياد العجوز بأن "نصرالله ما زال يحاول المناورة في هذا الموضوع للإبتعاد عن حقيقة الأمر".

وتساءل العجوز في بيان عن "أي خنجر وملح وطعنة في القلب يتحدث نصرالله؟ أليس ما حدث في شوارع بيروت هو طعنة من طعنات الغدر من قبل حزب الله فطعن أهلنا في كرامتهم وفي كيانهم وفي قلبهم وفي ظهرهم؟ إن الخنجر المملح الذي تحدث عنه أمين عام حزب الله هو خنجر حزب الله الذي ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما زلنا نتلقى طعناته العشوائية في كل مكان فكفى تباكياً على أخطاء أنتم ارتكبتموها وتحاولون إلصاقها بالغير".

أما في موضوع نعيم قاسم وتطاوله وإهانته لبيروت وأبنائها، قال العجوز إنه "لمن سخرية القدر أن يصبح أبناء العاصمة الأصيلون غرباء عن مدينتهم، مهجرون منها بفعل مؤامرة دنيئة بدأت تتكشف معالمها بوضوح مع توالي الأحداث والتصريحات، فنائب الأمين العام لحزب الله خرج عن طوره ليقول بأن بيروت ليست ملكاً لأهلها ويحق لحزب الله أن يفعل ما يشاء فيها، ونقول للشيخ نعيم قاسم ولغيره بأن بيروت التي احتضنت وما زالت الجميع لا تتكبر ولا تستكبر على أحد، بيروت العروبة والمقاومة الحقيقية تفتخر بتلريخها وتراثها ونضالها، وتعتز بأهلها وعائلاتها . بيروت يا شيخ نعيم ليست عاهرة ليتناوب عليها من يريد، بيروت يا شيخ نعيم كانت على مر التاريخ عبرة لمن يريد أن يعتبر، فلا داعي لتذكيركم بتاريخها المشرفّ المضيء لأنكم ستلمسون ذلك قريباً. بيروت هي الشرف وهي الكرامة وهي العزة والإباء ،بيروت لقنت أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة ألا وهي ترسانة العدو الصهيوني درساً في النضال والتاريخ والصمود والمقاومة حيث لم يكن لحزب الله أي حسّ أو وجود . بيروت هي عنوان الوحدة الوطنية الحقيقية. أي نعم أنها عاصمة كل الوطن ولكن لا أحد يستطيع إلغاء حقيقتها من الوجود مهما تسلط وتكبر وتجبر". وفي رده على الإهانات التي أطلقها الوزير الشتام وئام وهاب ضد رئيس الحكومة سعد الحريري، قال العجوز: "لا نستغرب هذه الحملة المبرمجة ضد الرئيس سعد الحريري، فالخناق ضاق على من لهم صلة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباتوا يخشون من قرار سيفضحهم بالقرائن والأدلة المدمغة وإلا لماذا هذا الخوف وهذه الحملات ضد المحمكمة وضد الرئيس سعد الحريري؟ ماذا يريدون من الرئيس سعد الحريري؟ أن يستسلم لهم ولأهوائهم أم يسّلم ويتنحى عن العمل السياسي؟".

وختم: "صبراً أيها الوزير الشتام ،صبراً فعندما تتطاول على جمهورية مصر العربية وعلى رئيسها فما عليك من اليوم وصاعداً إلا أن تنتظر الردود السياسية بما يليق بك وبشتائمك التي ستكون نقطة في بحر وسيل الردود المتوجبة على أمثالك".

 

الحريري: ملتزمون الكلمة الطيبة والحوار الهادئ وننادي بالوحدة الوطنية

نهارنت/أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مجدداً "التزام الكلمة الطيبة" و"مواصلة العمل في سبيل الحوار الهادئ والارتفاع بمستوى الخطاب السياسي". جاء ذلك في الكلمة التي القاها الرئيس الحريري مساء امس بعد الافطار الذي اقامه في قريطم على شرف عائلات من طرابلس والميناء والقلمون حضره الوزيران محمد الصفدي وريا الحسن والنواب سمير الجسر، محمد كبارة، أحمد كرامي وبدر ونوس ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وسفير كوريا الجنوبية وعدد من رؤساء البلديات وجمع من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية وأولاد من مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية. تحدث الرئيس الحريري في المناسبة قال: "اشتقنا الى طرابلس، واشتقنا الى اللقاء والإفطار في طرابلس. فكل رمضان وأنتم جميعا بخير، وأهلاً وسهلاً بكم في بيت حبيب طرابلس، بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن شاء الله، ستكون لنا، مناسبات مماثلة، في رمضان وغير رمضان على أرض طرابلس وفي كل الشمال. وتابع الحريري: "ليلة الجمعة أيها الإخوة والأخوات، كان هناك حكي سياسي، لم نكن نرغب في الوصول إليه، وصباح اليوم السبت نقلت وسائل الإعلام أجواء لم تكن مريحة مع الأسف، وهناك من تصوّر ان النقاش السياسي عاد إلى النقطة الصفر، وان التراشق الكلامي والإعلامي سيتجدد بين القوى السياسية. نحن من جهتنا، لا نرغب ولا نريد ولا نخطط لعودة النقاش إلى نقطة الصفر. وقلنا ما قلناه ليلة أمس... ونقطة على السطر، إنما ما قيل من هنا أو هناك، يبين بوضوح، تأثير الخطاب السياسي على الرأي العام، لأن من شأن كلمة واحدة، أن ترفع من ضغط البلد، أو أن ترسم حدوداً لهذا الضغط.

وأوضح انّه "لذلك أعلنا الالتزام بالكلمة الطيبة، وسنواصل العمل في سبيل الحوار الهادئ، والارتفاع بمستوى الخطاب السياسي، إلى المرتبة التي تليق بالحياة الديموقراطية، وتعزز من فرصَ الاستقرار في البلاد"، معتبراً ان التشنج السياسي، جسر نعبر عليه إلى شحن النفوس، وقد حان الأوان، كي نتعلم، أن لا طائل من ذلك، وان اللغة الهادئة والرصينة، كفيلة بتحقيق الغاية التي نريدها. ورأى الحريري ان هناك أمور تستحق الاهتمام، أكثر من هذا الجدل اليومي حول قضايا يجب أن تكون من اختصاص الجهات القضائية والأمنية، وقد سبق أن قطعنا شوطاً على هذا الصعيد، سواء في مجلس الوزراء، أو في مجلس الدفاع الأعلى. والمسؤولية تفرض علينا جميعاً، مساعدة السلطات المختصة، على الإمساك بزمام الأمور، وتجنب العودة إلى أي جدل عقيم. وأضاف: "ما حصل بالأمس قد حصل، ولكني من الآن فصاعدا ألتزم الكلمة الطيبة والتهدئة. فالكلمة الطيبة هي الأساس في هذا البلد لأننا مجتمع متداخل، ولبنان عبارة عن 10452 كيلومتراً مربعاً، وجميعنا يعيش على هذه الأرض، وإذا أردنا التصعيد بالخطاب السياسي فإلى أين سنصل؟ إلى أعلى قمة في لبنان؟ فهل نريد الوصول إلى هذه القمة؟.

وختم الحريري باقول: "في النهاية هذه الأرض أرضنا والوحدة الوطنية في هذا البلد هي الوحيدة التي ستحمينا. نحن ننادي بالوحدة الوطنية وهناك الكثير من الأمور التي تجمعنا وهي التي سنركز عليها. من هذا المنطلق علينا التفكير في الخطاب السياسي لأن كل كلمة تخرج من فم أي منا لا تعود ملكا له، لذلك الكلمة اللازمة هي الهدوء والروية".

 

الحاج حسين خليل اتصل بالحريري وشكره باسم نصر الله على التزام التهدئة

نهارنت/ذكرت معلومات صحافية أن المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل اتصل ليل السبت-الاحد برئيس الحكومة سعد الحريري شاكرا له بإسم السيد حسن نصر الله على التزام التهدئة. وكانت صحيفة "الحياة" قد أفادت أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا اتصل بأحد المقربين من رئيس الحكومة سعد الحريري وأبلغه أن "حزب الله" قرر عدم الرد على أي تصريحات وأن التعليمات أعطيت لقادة الحزب ونواب الكتلة لوقف السجال. وبحسب المعلومات نفسها فإن "تعليمات مماثلة أعطيت لقادة ونواب كتلة المستقبل لوقف السجال أيضا". وفي المقابل طلب رئيس الحكومة سعد الحريري من نوابه وقف الاشتباك الكلامي مع نائب الامين لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، لأن هذا الاشتباك أخرجه النواب عن حدوده اللائقة بحسب ما أفادت صحيفة "الديار".

 

رعد: نحن في زمن نحتاج فيه لكل إمكانية وطاقة على كل المستويات

نهارنت/رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أننا في زمن نحتاج فيه إلى كل إمكانية وطاقة على كل المستويات وبخاصة في مجتمعنا المستهدف على كل الصعد"، مؤكدا "حاجة جباع وقرى منطقة إقليم التفاح إلى جهد كبير لأنها تتعرض للحصار فضلا عن إهمالها".

وقال خلال الإفطار السنوي لجمعية البر والإحسان الإسلامية: "هذه المنطقة تزداد تألقا حين يكون الإنماء عاما وشاملا في جوارها ونشهد أن هناك عوائق كثيرة تحول دون هذا الإنماء"، لافتاً إلى "المبادرات الخيرة من بعض الوزراء المعنيين التي تفيض علينا بجهود تحتاج إليها وبخاصة أن هذه المنطقة من المعالم الجميلة والمميزة في جنوبنا المضحي والمقاوم ولعلها من المناطق الفريدة في هذا الجنوب".

ورأى رعد انّ: "الطريق الرئيسية إلى قرى إقليم التفاح ومنها بلدة جباع تحتاج إلى توسيع وتأهيل، والبنى التحتية تحتاج إلى أن تواكب ما تختزنه هذه المنطقة من إمكانات سياحية وإستثمارية وإستشفائية واعدة في المستقبل".

وتابع: "مشروع واحد كبير إستثمرت فيه الملايين على مقربة من هذه البلدة على الرغم من إيجابياته، إلا أننا شعرنا بالفضيحة على مستوى البنى التحتية الإستثمارية ولم تعد الطرقات تتسع لسيارات الزائرين لهذا المعلم السياحي الذي أفتتح في مليتا هذا العام، فأين الإستراحات والفنادق والأماكن التي يرتاح إليها الزائر، فكل هذه المنطقة تحتاج إلى بنى تحتية خاصة".

وأمل بمتابعة هذا الموضوع الحساس، وقال: "نعتبره من أول مسؤولياتنا في هذه الفترة ونمد أيدينا لنتعاون مع الجميع من قوى سياحية وحكومية لتحقيق هذا الأمر".

 

حرب: ليس هناك من مبرر اطلاقا لوجود السلاح في ايدي مواطنين تغطيهم احزاب

نهارنت/اعتبر وزير العمل بطرس حرب أن حياة الحكومة لا تستقيم اذا لم تحترم قاعدة التعاون مشيرا الى انها تسعى بأعضائها للالتزام بما وعدت به في بيانها الوزاري، معتبرا أن ما يحصل على الأرض يؤثر سلبا على عملها وعلى اجواء جلساتها معتبرا أن هذا النوع من الحكومات لا يمكن أن يحكم إلا إذا تخلى الفرقاء السياسيون عن التشنجات والعمل على خدمة المواطن وعدم الدخول الى الحكومة بعدة ومواقف جاهزة.

لفت حرب في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، الى أن أجندة الحكومة هي البيان الوزاري، ورأى أن كل وزير لديه عمل يجب أن يقوم به، لافتاً الى أن جو مجلس الوزراء ايجابي ومقبول والوزراء يتعاملون مع بعضهم بطريقة ايجابية رغم وجود بعض الشواذ والاستثناءات وأضاف: "في الواقع نرى ممارسات تتناقض مع ما كان يجب ان تكون عليه الممارسة الوفاقية للحكومة الحالية". وعن التحقيقات في أحداث برج أبي حيدر، أكد وقوفه ضد مبدأ تبويس اللحى وضبضبة الملفات على حساب دماء الناس ، داعيا الى القاء القبض وانزال العقوبات بالذين قاموا بالأحداث وسأل:"هل الامن يكون بالتراضي وهل تفشي السلاح بات ظاهرة طبيعية في البلد؟" منتقدا تخوين من يطالب بنزع السلاح فيما "الزعران فالتون" في الاسواق ويقتلون الناس. و شدد على وجوب عدم إبقاء الحالة كما هي عليه اليوم، "اذ لا يزال هناك من يعتبر ان المطالبة بنزع السلاح من الداخل هو تعدّ على المقاومة وعمالة لاسرائيل".

وعن اعتبار السيد حسن نصرالله ان ملف حادثة برج ابي حيدر طوي، اكد حرب أن "ضبضبة" الملف سياسيا وأمنيا لا يعني طيّه قضائيا، وهذا ما عناه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله سائلا: "ما الذي يمنع أن تتكرر الحادثة في شارع ثان أو مدينة ثانية؟".

واكد حرب انه من حق المواطنين معرفة من قتل وماذا حدث مشيرا الى ان التحقيقات لم تنته وحتى الآن "لم يأتينا اي تقرير عما بلغته هذه التحقيقات".

وسأل: لماذا هناك تغطية للسلاح وكأنه منظومة معينة تخص هذا الحزب أو ذاك؟، معتبرا أن ليس هناك من مبرر اطلاقا لوجود السلاح في ايدي مواطنين تغطيهم احزاب بحجة او بأخرى وقال:"على الدولة حماية امن المواطن في المدن والقرى " مؤكدا ان المقاومة لا تكون في برج ابي حيدر او في جبل محسن او في طرابلس او في اية ضيعة.

هذا وتخوف حرب من "أن وجود السلاح بأيدي البعض سيدفع المواطنين نحو التفكير بتقسيم البلد، فإذا كان هناك من يقبل بانتشار السلاح بين الناس فهناك من لا يقبل هذا الأمر، الذي سيدفع من يريد تقسيم لبنان إلى إعادة طرح هذه الفكرة"، وعن المحكمة الدولية، وصف حرب ملفها بالساخن، سائلا: "كيف سنحقق العدالة في ظل وجود فريق في لبنان يرفض المحكمة الدولية؟"، مؤكدا أن هذا الملف لن يطوى طالما أن المحكمة ما زالت عالقة وأن ملف شهود الزور لم يغلق بعد، وتخوّف من أن تكون هذه المحكمة سببا لمشكل يعيد لبنان الى الحالة نفسها التي كان فيها عندما قرر أن يشكل محكمة دولية محذرا من سيناريو شهدناه سابقا اذا استمر النهج المتّبع مع المحكمة.

واكد انه لا يمكن لرئيس الحكومة سعد الحريري ان يتراجع عن المحكمة الدولية داعيا الدولة الى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف دون ان تكون في مواجهة المجتمع الدولي.

وعن التعيينات، اكد حرب ان ليس هناك من خلاف على تعديل المراكز بين الطوائف وقال:"اذا تعيّن اليوم خمسة مسلمين فهذا يعني انه سيتم غدا تعيين خمسة مسيحيين" واصفاً الحديث عن هدر حقوق المسيحيين في التعيينات بالتجارة السياسية.

وعن تعيين القاضية ماري دنيز المعوشي رئيسة لهيئة التشريع والاستشارات في قصر العدل ومعارضة الوزير جبران باسيل للمسألة، لاحظ حرب ان البعض حاول الدخول في عملية محاصصة وهذا ما قد يعطّل بعض التعيينات لاحقا.

وعن التعدي على منزل كاهن رعية البترون بيار صعب من قبل فريق الملاحظة في كهرباء لبنان والقوى الامنية، شجب حرب الاعتداء على حرمة منزل الكاهن من دون اي سبب وربما لاعتبارات شخصية في حين ان المعروف عن هذا الاب انه صالح مشيرا الى انه لا يزال ينتظر إجراء تحقيق لمعرفة من المسؤول عن هذا الامر.

ولفت الى ان المداهمين كانوا يقصدون منزل الكاهن شخصيا علما ان الاشتراك في الكهرباء باسم زوجته منتقدا سياسة "البهدلة" التي اتّبعت.

وقال حرب: "التعامل مع كاهن محترم ومعروف على أنه قاطع طريق مستغرب، ويتطلب أن يبلغونا سبب الحادث". وأضاف: "لا زلت انتظر أن أعرف لماذا حصل هذا الأمر، فكيف يمكن التعرض للناس بهذا الشكل؟ علماً أن مدير عام الكهرباء قال لي لو أرادوا أن "يترازلوا" عليه لكانوا لعبوا بساعة الكهرباء عنده، فأجبته بالقول: "والله طمأنتني" وبالتالي كيف يمكن لمسؤول أن يتصرف بهذه الطريقة ويتكلم بهذا الشكل".

وفي المجال الحياتي، اكد حرب انه على الرغم من التعقيدات غير المبررة فان مشروع الضمان الذي اعدّه لن يتوقف وإن تأخر، واصفاً المشروع بأنه لمصلحة المواطن، ومشيراً الى انه لن يقبل بالتلاعب بحق المواطن في ضمان الشيخوخة.

وقال:"لا اخشى الحركة المطلبية ومن واجبات الدولة ان تكون على تواصل مع هذه الحركة لتفادي تحويل المطالب الى ازمة اجتماعية ".

وعن السجال الذي حصل في اليومين الماضيين بين رئيس الحكومة سعد الحريري والسيد حسن نصرالله، لفت الى ان الامور كادت تنفلت بعد كلام نصرالله عن "السكين والملح والجروحات" لكنه لاحظ ان الامور ذاهبة باتجاه اللملمة وتفادي اتخاذ المواجهة منحى شخصيا.

 

 علينا ترجمة قمة بعبدا على أرض الواقع بطرح سياسي يجمع ولا يفرّق"

خريس لـ"NOW Lebanon": يجب الإتفاق على فصل سلاح المقاومة عن ملف السلاح المنتشر بالداخل.. ولا داعي لوجود الأسلحة في الأزقة والشوارع

جمال العيط، الاحد 5 أيلول 2010

رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس أن "الطائفيّة السياسيّة هي علّة العلل في لبنان ولا بد أولا وأخيرًا من إلغائها تجنبًا للمزيد من الإنقسام"، وأكد في هذا السياق أنّ "تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية هو موضوع أساس لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري وسيظل متابعا له بدقة من اجل انقاذ لبنان من مشاكله الطائفية المستفحلة"، معتبرًا أنّ "تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية لا يلغي احدا بعكس ما يجري ترويجه، فهذه الهئية لا تلغي طائفة ولا مذهب نظرًا لكونها لا تقر أي مسألة إلا بعد أن تنال إجماع كل الأطراف". خريس وفي حديث لموقع “nowlebanon.com”، أكد أن "حادثة برج أبي حيدر مؤسفة للجميع ويجب ألا تتكرر"، داعياً إلى "طيّ هذه الصفحة لأن المصلحة والوحدة الداخلية تقتضي ذلك". أما في ما خص معالجة ملف السلاح المتفشي في البلد، فقد لفت خريس إلى أنّ هذا الملف يحتاج إلى اتفاق بين جميع الأفرقاء، مع وجوب فصل سلاح المقاومة عن هذا الملف بصفته سلاحًا مقدسًا يدافع عن لبنان ويحميه في مواجهة العدو الإسرائيلي"، مشيرًا في المقابل إلى وجوب أن يصار إلى "اتفاق معين حول السلاح المنتشر في الداخل اللبناني سواء في بيروت او غيرها في المدن والمناطق والاحياء، إذ لا داعي لأن يبقى السلاح منتشراً في الأزقة والشوارع".

إلى ذلك، طالب خريس مجلس الوزراء "بوضع آلية معينة من أجل تنفيذ ما اتفق عليه عام 2006 على طاولة الحوار الوطني بشأن موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "المطلوب أن نعي جميعاً بأن مصلحة لبنان ومصلحة السلم الأهلي يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات الأخرى".

خريس الذي لفت إلى أن "القمة الثلاثية السعودية – السورية - اللبنانية في قصر بعبدا ما زالت تومّن غطاء الإستقرار العام في البلد"، طالب في المقابل "اللبنانيين بترجمة نتائج هذه القمة على أرض الواقع، من خلال لقاءاتهم وحواراتهم ومواقفهم ومن خلال الطرح السياسي الهادئ الذي يجمع ولا يفرّق"، مذكرًا في هذا المجال بأنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري يراهن منذ سنوات على معادلة "س-س"، وهو كان سبّاقًا في عملية لمّ شمل اللبنانيين في كل المراحل الصعبة التي مرّ بها لبنان". ووصف خريس كلمة الرئيس بري خلال ذكرى تغييب الامام موسى الصدر بأنها "كلمة جامعة ضمّنها عناوين عدة تهدف إلى حماية العيش المشترك وصون السلم الاهلي والاستقرار العام في البلد".

في الملف الفلسطيني، رأى خريس في المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية "مضيعة للوقت، ولن تجدي نفعًا لسبب واضح يكمن في ان إسرائيل لا تريد السلام ولا عودة اللاجئين إنما الإستيطان وطرد ما تبقى من فلسطينيي العام 1948"، معتبرًا في المقابل أن "الإدارة الأميركية أرادت من خلال مشهد المفاوضات أن تبرهن للعالم بأنها ما زالت قادرة على استئناف عملية المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، ودعا خريس "الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية بكل فصائلها الى التوحد في مواقفهم من أجل المصلحة الوطنية الفلسطينية".

 

طعمة: نحن أهل فكر وقلم ولسنا من حملة السكاكين 

الاحد 5 أيلول 2010/لبنان الآن

أكّد عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة "أهمية تهدئة النفوس والتناغم الشعبي مع مواقف الرئيس سعد الحريري، لتأكيد أننا من أهل الفكر والقلم ولسنا من حملة السكاكين والطامحين إلى تحويل الدولة إلى مزارع ودكاكين". طعمة، وخلال إستقباله وفوداً شعبية في بلدته في تلعباس، إستغرب "محاولة البعض، بمناسبة وبغير مناسبة، إلصاق تهمة التطرف والتسلح بأهل عكار في حين أن هذا البعض ما وطئت قدماه أرض عكار، ليدرك تحرر أبنائها من لوثة الطائفية، وليعاين العيش الواحد الحقيقي، في أكثر من مكان، الذي يمكن أن يعاين بوضوح، من دون أن يحجبه ضجيج المدينة، أو يتفوق على هدوئه حفيف الأشجار فوق قرميد الأحياء الراقية التي يقطنها بعض النافذين". وختم طعمة بالدعوة إلى "الإسراع في إقرار الموازنة"، مضيفاً: "إذا كان البعض يرنو إلى بعض التوفير فهذا التوفير قد ينعكس أضعافاً مضاعفة نتيجة التعطيل وهدر المزيد من الوقت".

 

أين كارلوس؟

عـمـاد مـوسـى

 الاحد 5 أيلول 2010/لبنان الآن

يطيب للرئيس نبيه بري، في مناسبات مختارة، أن يدعو صادقاً إلى تطبيق ما تبقى من بنود الطائف وفي باله إلغاء الطائفية السياسية أولاً، متجاوزاً فصل "بسط سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني" والخطوط العريضة للخطة الأمنية المنوي تطبيقها في خلال سنة (قبل عشرين سنة) والمتضمنة في بندها الأوّل "الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني وانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وإقرارالإصلاحات السياسية بصورة إستثنائية".

لم يسم إتفاق الطائف ميليشيا الحزب التقدمي الإشتراكي، وميليشيا القوات اللبنانية وميليشيا أفواج المقاومة اللبنانية والتتنظيمات الناصرية وجناحي القومي ومنظمة البعث وميليشيا المردة ويستثني ميليشيا حزب الله أو الجهاد الإسلامي في بيروت، أو ميليشيا  فتح الإنتفاضة أو ميليشيا المناضل الأممي في تلال الناعمة أحمد جبريل.

وكيف لرئيس مجلس النواب أن يقفز فوق نص صريح ثم يغض الطرف عن كلام تهديدي بسبعين 7 أيار إن صدر قرار إتهامي في غير الإتجاه الذي يريده حزب الله: إسرائيل أو لا أحد.

كيف لرئيس مجلس النواب ألاّ يشعر بوجود حالات ميليشيوية متنامية في العاصمة وغير العاصمة؟ وهل للرئيس بري ما يضيفه على التصريح البليغ الصادر حديثاً عن قائد ميليشيا الجبهة الشعبية- القيادة العامة أحمد جبريل ( مع حفظ الألقاب والرتب) وفي التصريح تأكيد "على أن وجود السلاح مهم جداً لحماية حق العودة ومنع التوطين" وهو يقصد سلاح ميليشيا الجبهة الشعبية – القيادة العامة في تلال الناعمة والبقاع. وقد ذهب القائد الفلسطيني الفذ المقيم في دمشق إلى القول إن «في لبنان جواسيس من كبار السياسيين يجتمعون في شكل دائم مع الإسرائيليين في أوروبا» فهل من قضاء سأل جبريل عن مصدر معلوماته؟ وهل من سلطة تحترم نفسها تقبل بإهانة سياسييها من دون أي إثبات أو مساءلة؟ ألم يستوقف مثل هذا الكلام أحداً ممن وقعوا على مقررات فولكلور الحوار الأول وما تلاه من لقاءات أثمرت زنزلختاً. يشعرني الرئيس بري وهو يتحدث عن الإصلاحات السياسية أنني أعيش في مدينة لوزان أو في جمهورية بافاريا أو في "نص فيينا". لا جرائم سياسية معلّقة. لا قوى أمر واقع أقوى من الدولة. لا من يهزأ بالقرارات الدولية ولا من يخوّن نصف اللبنانيين. وفي المقابل يشعرني قادة حزب الله ومرشد الجمهورية بشكل أخص أن عليّ أن أعتذر لأن المكيّف شغال في غرفتي وأن أولادي مرفّهون فيما المجاهدون يعدون العدة للإنتصار الأخير على العدو الغاصب وإعادة فلسطين إلى حدودها بين النهر والبحر. ويشعرني كل هذا الهدير بضرورة دعم إنشاء "الهيئة الوطنية العليا لنزع سلاح المليشيات (اليوم قبل الغد) لأن كل حديث عن تطوير بظل وجود هذا السلاح انما هو حديث عن تطويع " وهذا ما جاء في أحد بيانات حزب الكتلة الوطنية في كانون الثاني الفائت. فأين أنت سيد كارلوس؟ الرجاء ممن يعرف عن العميد كارلوس إده شيئاً إبلاغه تحيات مواطن يشعر أن البلد معطوب في دماغه.

 

الحريري يرسم قواعد الاشتباك مع نصرالله.. ويبلّغ جنبلاط

سيمون ابو فاضل/ (الديار)

يفضل «حزب الله» اعادة ملف المحكمة الدولية والقرار الاتهامي الغامض الوقائع والمعطيات ومجهول تاريخ الصدور من قبل القاضي دانيال بلمار، الى واجهة السجال السياسي والاعلامي، على حساب انحسار المطالبة بتنظيم دور سلاحه ووجهته بعد الاشتباكات التي حصلت بينه وبين «جمعية المشاريع الخيرية»، وقد اتى انفجار الشهابية ليسرع في وتيرة هدف الحزب لطي هذا الملف وتقديم ملف شهود الزور مجدداً الى الموقع الذي كان عليه عشية احداث برج ابي حيدر.

وقد دفعت حسابات «حزب الله» هذه بأمينه العام السيد حسن نصرالله، في كلامه الاخير، للقول «.. انا ادعو للتهدئة والهدوء، والامور اخذت وقتها وانتهينا.. هناك اناس يحبون الاكمال «يصطفلوا» انا اليوم اعلن مبادرة من طرف واحد وانا «مش عامل اتفاق مع حدا»... لكن قبل هذا الكلام كان له الموقف المباشر في اتجاه رئيس الحكومة سعد الحريري واتهامه «بوضع الملح على السكين... ووضعته في قلبنا واخذت تحركها... وليس هكذا يتصرف رجال الدولة...».

في المحصلة، قصد امين عام «حزب الله» طي هذا الملف على قاعدة شروطه بأن يكون صاحب الكلام الاخير في هذا الموضوع، الذي طواه من جانبه عملاً بمعادلة امتلاكه قرار المواجهة او التهدئة، مسجلاً من موقعه كقائد للمقاومة ملاحظات جوهرية على رئيس الحكومة تصل في طياتها الى حد يقارب «الاقامة الجبرية» من زاوية تعليقه على جولته في الاحياء التي شهدت الاشتباكات وتفقده المسجد الذي تم احراقه.. في المقابل، لم يسلم رئيس الحكومة بقواعد فك الاشتباك معه، بعد الانقضاض عليه، في الكلام ذاته للسيد نصرالله، فكان الموقف الرافض لقواعد التهدئة الفوقية، من زاوية الكلام، بالنسبة الي اذهب حيثما اشاء، كما انني، لست انا من يحمل السكين... فأنا لا اعرف ان احمل سكيناً... بل احمل قلماً واعطي كتاباً واعلم اناساً... انا انسان متواضع وسأبقى متواضعاً باذن الله... انا ابن رفيق الحريري والشهيد الحريري هو رجل الدولة...» وايضا في المحصلة لابعاد هذا الكلام، بأن الرئيس الحريري، لن يخضع لشروط العزل والتطويق، مؤشراً بوضوح الى المفارقة بين توزيع الكتب وتوزيع السلاح الذي هو موضوع حوار واضح في البلد، وصولاً الى الكلام المبطن عن التواضع، على قاعدة من يريد ان «يفهم ليفهم»، ملمحاً بذلك مباشرة، الى ضرورة تفاعل السيد نصرالله مع واقع القواعد الشعبية ومقاربتها، وجس نبضها والاستماع الى هواجسها، من خلال دعوته الامين العام لاعتماد هذا النمط، بدلا من المخاطبة المتلفزة التي تبقي على مسافة بينه وبين الشرائح الشعبية وتطلعاتها...

وتنطلق دوافع الرد لدى رئيس الحكومة من ضرورة ارسائه قواعد الضوابط للاشتباكات السياسية التي تشهدها البلاد، وضرورة امتلاك الدولة الموقف الواضح منها، لكن في شق من خطواته التي تلت احداث برج ابي حيدر، بان الحادث وتداعياته واحراق الجامع امورا تتطلب «لململة»، وان زعامته للطائفة السنية تمكنه من تطويق «ردات الفعل» قبل استثماره من الحالات المتطرفة او الاصولية وصولاً الى «القاعدة» والى ذلك هو نائب عن العاصمة ورئيس نوابها في الوقت ذاته. ومن الطبيعي ان يلجأ لخطوات حاملة معاني الاستيعاب والطمأنة... والا كيف يكون رجل الدولة مسؤولا اذا ما غاب عن استيعاب نتائج الاحداث الدموية. وبداية ظهور حالات لميليشيات في العاصمة، اظهرت ذاتها بوضوح مدافعة عنها في مثل هكذا صراع، على حساب دور الدولة والمؤسسات العسكرية والامنية.

وقد اتى الاتصال الذي اجراه الرئيس الحريري مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، حاملا عبثيا على ما اعلنه السيد نصرالله خصوصاً ان رئيس الحكومة ما زال متمسكاً بمواقفه الداعية للتهدئة والحوار واعتماد الكلمة «الطيبة» على ما ظهر واضحا منذ بداية شهر رمضان، واذا به يشهد خطابا مواجها تصاعديا تجاوز الموقف السياسي وصولا الى تناول المقامات والاشخاص. ورغم ان النائب جنبلاط سيدخل على خط تهدئة الخطاب السياسي، فان الجديد في معادلة التهدئة منذ اليوم، باتت تحمل سؤالا وهو اي جانب يمثل قرار المواجهة والتهدئة، لا سيما ان رئيس الحكومة رسم قواعد مواجهة تحت سقف البيان الذي تلى القمة اللبنانية - السعودية - السورية في وقت يطلق «حزب الله» مواقف تتجاوز هذا السقف الذي شاركت في رسمه حليفته سوريا.

 

خلفيات وأبعاد حملة "حزب الله" على الحريري

باسم الجسر/ (الشرق الاوسط)

الهدوء الذي قابل به رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الحملة الظالمة والشرسة التي تشن على المحكمة الدولية وعليه، يدعو إلى الإعجاب والتقدير لموقفه الوطني، وكرجل دولة. ولا نظنه سيتخلى لا عن هدوئه ولا عن شعوره بمسؤوليته الوطنية وينجر إلى ما يحاول بعض المعارضين (الحاكمين) جره والبلاد معه إليه، وإن كان، بعد أن اشتدت الحملة عليه، قد قام بزيارة دمشق، وأكد «أن القانون فوق الجميع» و«أن الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن الأمن».

كلا، إن ما حدث في بيروت منذ أيام، ليس حادثا فرديا. وحتى لو لم يكن مخططا له يبقى حدثا خطيرا من حيث حجمه ومعانيه وأبعاده. ولا يخفف من خطورته كونه وقع بين «جماعات متقاربة سياسيا»، كما قال البعض، بل يزيد ذلك من خطورته، إذ إنه يكشف عن أمرين: الأول هو وجود هذه الكمية من الأسلحة والمقاتلين في أحياء بيروت السكنية، والثاني هو الطابع المذهبي الذي ارتداه، والأعمال التخريبية الانتقامية التي رافقته، ومنها إطلاق القنابل على المنازل وإحراق أحد المساجد السنية في البسطا.

وأقل ما يمكن لنواب بيروت وممثليها، ومعظم اللبنانيين معهم، طلبه من «السلطات» هو أن تكون قوى الأمن والجيش أكثر حضورا وجهوزية للتدخل عند حدوث أعمال عنف، واستطرادا إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح. وكم كان رد «البعض» ضحلا في معارضته إبعاد السلاح عن بيروت: «إن إسرائيل يمكن أن تهاجم لبنان والضاحية من البحر ومن بيروت»؟! ولم لا من جونيه والبترون وطرابلس، لتبرير نقل مراكز المقاومة وأسلحتها إلى كل مدن لبنان؟!

وعلى الرغم من «حيرته» بين مراعاة شعور أبناء بيروت وتبنيه لشعارات فريق 8 آذار، فقد أصاب الرئيس سليم الحص صلب الحقيقة حين قال: «إنني أخشى على المقاومة من وجود أو استخدام السلاح في بيروت».

لو أن هذا الذي حدث وقع في فترة استقرار سياسي ووئام وطني، لقلنا مع القائلين إنه عابر، وإن «تبويس اللحى» بين الذين تقاتلوا ينهي الأمر. ولكنه وقع في هذا الجو «المسموم» الذي يستبد باللبنانيين، منذ إعلان حزب الله والمعارضين المتحكمين بالحكم، الحرب على المحكمة الدولية واتهامها بالتبعية للولايات المتحدة ولإسرائيل ومطالبتهم بإلغائها. وهم يعرفون أن قرار إنشائها وإلغائها ليس في يد الحكومة اللبنانية ولا الرئيس سعد الحريري، وأن طمس جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والسياسيين اللبنانيين الآخرين، مسألة ليس من السهولة «بلعها»، لا وطنيا ولا عربيا ولا دوليا. فهل قدر حزب الله ما قد تؤول إليه هذه الحرب التي أعلنها على المحكمة ورئيس الحكومة والدول الكبرى والمجتمع الدولي؟

قد تؤدي هذه الحملة إلى إرجاء صدور القرار الاتهامي، لا سيما إذا أراد المحقق التوسع في تحقيقه على ضوء «القرائن» التي عرضها أمين عام حزب الله، وسلمت إليه عن طريق النيابة العامة اللبنانية. ولقد بات واضحا أن وزراء حزب الله وحلفاءه لن يوافقوا على تسديد الحكومة اللبنانية لحصتها في موازنة المحكمة الدولية، عند استحقاق القسط التالي، وقد ينسحبون من مجلس الوزراء أو يستقيلون، الأمر الذي سيدخل لبنان في أزمة سياسية ووطنية جديدة، لا سيما أنه لا حكومة دستورية في ظل المجلس النيابي الحالي، يرأسها زعيم سياسي سني غير سعد الحريري. ومما زاد في طين الوضع السياسي بلة، هو ما قيل عن تردد الولايات المتحدة وفرنسا في مد الجيش اللبناني بأسلحة دفاعية متطورة، واستعجال إيران في عرضها تسليح الجيش، مما يطرح أكثر من سؤال حول الاستراتيجية الدفاعية التي ما زالت تحت الدرس على طاولة الحوار، وموقف الدول الكبرى وإسرائيل من لبنان، ومن القرار 1701، إذا أصبحت إيران هي المصدر الأساسي لتسليح الجيش وحزب الله؟! لا شك في أن هدوء أعصاب الرئيس سعد الحريري ساعد ويساعد كثيرا على عدم تفجير الأزمة التي يعدها البعض، بسبب المحكمة الدولية، وأن «الفتنة» التي يهددون بها تتطلب فريقين مسلحين، لا فريقا واحدا. وليس في لبنان حزب أو طائفة تحمل السلاح الثقيل غير حزب الله. ولكن من الراهن، أيضا، أن عملية «قضم الحكم» تدريجيا تمهيدا لنقض اتفاق الطائف، ما زالت مستمرة، سرا وعلنا. وأن بناء الدولة وتحقيق الاستقرار في لبنان، وطمأنة اللبنانيين على أرواحهم ومستقبلهم، ليست بأولوية عند جميع اللبنانيين. كلمة أخيرة: إن زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق تحمل معها نوعا من الاطمئنان نظرا لـ«مونة» دمشق على «أصدقائها» في لبنان وفي طليعتهم حزب الله. وإن زيارة الملك عبد الله والرئيس الأسد المشتركة الأخيرة كانت مشجعة على التفاؤل باستقرار الأوضاع السياسية في لبنان. فما الذي حدث، حقا، حتى يفجر حزب الله هذه الحرب على الحكومة والمحكمة الدولية؟ الجواب ليس سهلا تكتيكيا، وإن كان معروفا.. استراتيجيا.

 

مراجع أمنية اسرائيلية: انفجار الشهابية حلقة أخرى في سلسلة الانفجارات في مخازن أسلحة سرية لحزب الله تقع داخل او بجوار مبان سكنية

موقع الكتائب/نقلت اذاعة اسرائيل عن مراجع أمنية اسرائيلية تأكيدها ظهر اليوم ان الانفجار في مخزن الأسلحة التابع لحزب الله في بلدة الشهابية قضاء صور في جنوب لبنان أول أمس – الجمعة يشكل حلقة أخرى في السلسلة الطويلة من الانفجارات في مخازن أسلحة سرية تابعة لحزب الله تقع داخل قرى ومناطق مجاورة لها في الجنوب اللبناني.

وأشارت مصادر لبنانية الى ان حزب الله حاول في جميع هذه الحالات التغرير بالسكان اللبنانيين واللعب عليهم من خلال عرض سلسلة الانفجارات وكأنها حوادث لم تنتج عن تخزين وسائل قتالية تعود الى الحزب. وفي هذا السياق نبّهت المصادر الى الحادث الأخير الذي ادّعت فيه مراجع حزب الله بانه يعود الى وقوع تماسّ كهربائي في مولّد مما اسفر عن انفجار خزان للمازوت –على حد زعم حزب الله.

هذا وذكرت صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية اليوم ان حزب الله لا يزال متكتما حيال تفاصيل الانفجار الذي شهدته بلدة الشهابية في قضاء صور، جنوب لبنان، أول أمس - الجمعة، في مبنى مؤلف من 3 طبقات، تطابقت المعلومات حيال استخدامه من قبل الحزب. واضافت الصحيفة انه لا معلومات إضافية رشحت من جانب حزب الله باستثناء البيان المقتضب الذي أصدره حزب الله بعد إطلالة أمينه العام حسن نصر الله يوم الجمعة ، والذي نفى فيه وقوع جرحى أو قتلى، تعليقا على ما نقلته وسائل إعلام في بيروت بعد وقوع الانفجار.

ولفتت (الشرق الاوسط) الانتباه الى انه فيما لم يؤكد بيان الحزب أو ينفي وجهة استخدام المبنى وعلاقته به، غاب الخبر بالكامل عن الموقع الإلكتروني لتلفزيون «المنار» أمس، ولم تتضح أي معلومات جديدة، مع استمرار الجيش اللبناني في إقفال المداخل المؤدية إلى موقع الانفجار.

ويشار الى ان عناصر حزب الله قد فرضوا طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار فور وقوعه وباشروا بإخماد النيران لأكثر من ساعتين مستخدمين المياه والتراب، كما عمد عناصر الأمن التابعون لحزب الله إلى منع أي شخص من الاقتراب من الموقع للحيلولة دون اكتشاف خروقات حزب الله في مجال مخازن الاسلحة في جنوب لبنان التي تنتهك قرار مجلس الامن 1701. واللافت ان دورية لقوات اليونيفيل راقبت ما يجرى في الشهابية من تلّة تشرف على البلدة، وشوهد عناصرها يلتقطون الصور للحريق فيما نشر الناطق بلسان جبش الدفاع صورا لانفجار الشهابية التقطت بواسطة طائرة اسرائيلية صغيرة بدون طيار.‏

واكدت المراجع الامنية الاسرائيلية ان انفجار الشهابية كشف مجددا عن الواقع الذي يلجأ فيه حزب الله الى استخدام السكان اللبنانيين المحليين دروعا بشرية حيث يضع الحزب مخازن اسلحته داخل مبان سكنية تعود لهؤلاء السكان وداخل أماكن عامة وذلك مع تجاهل الاخطار الحقيقية التي سيتعرض لها السكان في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع اسرائيل.

واوضحت المراجع الامنية الاسرائيلية من جهة أخرى مجددا انه في حال تدهور الأوضاع العسكرية فسيقوم جيش الدفاع مسبقا بإنذار السكان المدنيين اللبنانيين - الذين قام حزب الله بتخزين صواريخه ووسائله القتالية في مستودعات ومخازن سرية داخل منازلهم او بالقرب منها – وسيمنح جيش الدفاع هؤلاء السكان فسحة من الوقت لترك منازلهم وذلك لافساح المجال امام جيش الدفاع بشن هجوم مباشر ومركز على مخازن حزب الله وقواته في هذه الأمكنة والمواقع.

 

خطاب السكاكين والملح

الأحد, 05 سبتمبر 2010

داود الشريان/الحياة

تعليقاً على رد فعل «تيار المستقبل» في لبنان على حادث برج أبي حيدر، ومطالبة قياداته بأن تكون بيروت منزوعة السلاح، اتهم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، رئيس الوزراء سعد الحريري، من دون أن يسميه، بالمكابرة، وقال، إنه وضع ملحاً في الجرح بل وضع ملحاً على السكين وغرزها. فرد سعد الحريري على نصرالله، ومن دون أن يسميه أيضاً، وقال: «لست أنا من يحمل السكين، فأنا لا أعرف أن أحمل سكيناً، بل أحمل قلماً وأعطي كتاباً وأعلم أناساً». هذا السجال الحاد واللاذع بين الحريري ونصرالله جديد عليهما، ويعبر بوضوح عن حال الاحتقان المتزايد الذي يعيشه لبنان. هذا الاحتقان ليس جديداً. فقد نشأ خلال أحداث 7 أيار (مايو) 2008، يوم احتل «حزب الله» بيروت، وردع الحكومة، وأجبرها على التراجع عن قراراتها، وأوجد حالاً يشبه الانقلاب العسكري، وفرض ما يريد بقوة السلاح. في تلك الأيام شعر أهل بيروت بالاهانة والغبن والضعف، وتصرف الحزب ورجاله بجبروت المتعالي، ونشوة المنتصر. انتهت الأحداث بهذه النتيجة. ومرت الأيام من دون أن يتم علاج التأثيرات التي خلفتها تلك الأزمة الموجعة. وعوضاً عن أن يتحول احتلال بيروت مناسبة للعبرة، والتعايش وفعل التجاوز، صار وسيلة لاذكاء المكبوت في النفوس والصدور. الأسبوع الماضي استعاد اللبنانيون أجواء التوتر الطائفي والمذهبي. عاودتهم مشاعر 7 أيار. تحدث السيد نصرالله من منبر المنتصر، الذي يملي على الناس ما يقولون ويفعلون. ورد الحريري من موقع المغبون، الرافض لاستمرار لغة التعالي والتهديد. بات من الواضح ان العلاقة بين الطرفين تمضي نحو مزيد من التباعد والتأزم. ما يعني أن احتلال بيروت معركة مستمرة، وإن أُزيلت متاريسها الترابية، وشعاراتها السياسية. لا شك في أن حزب الله يعيش قلقاً وخوفاً، على رغم لغة التعالي. ولهذا يمضي، وبسرعة لا يحسد عليها، الى تغيير دوره، وتحويل مشكلة السلاح من أزمة إقليمية الى حاجة داخلية، وهو أصبح من حيث يدري أو لا يدري، وكيلاً لتعميم الخوف على الجميع، وتسليح الشعب اللبناني، وتهيئة البلد لتصفية حسابات مذهبية موحشة.

 

طهران المفاوض الرابع!

الياس حرفوش/الحياة

لم تكن ايران «حاضرة» يوماً الى طاولة مفاوضات الشرق الاوسط مثلما هي حاضرة اليوم. فعلى رغم غياب طهران عن تلك الطاولة، كان احمدي نجاد وحلفاؤه على الحدود الاسرائيلية، شمالها وجنوبها، جالسين هناك في مواجهة محمود عباس وبنيامين نتانياهو وهيلاري كلينتون وجورج ميتشل، ذلك المفاوض المنكوب بهذه الوظيفة، والذي لم يكن يستحق نهاية كهذه لحياته الدبلوماسية الحافلة.

واوراق طهران الى تلك الطاولة كثيرة. فبقدر ما يفتقر المتفاوضون الثلاثة، الاميركي والفلسطيني والاسرائيلي الى اوراق الحل، تملك هي اوراق التعطيل: شروط الفريق الاسرائيلي التي أعلنها نتانياهو، حتى قبل بدء جولة التفاوض، وعجز الفريق الاميركي الذي أكدته هيلاري كلينتون باعلانها ان ادارتها لن تفرض حلاً على أحد، وتفكّك الفريق الفلسطيني الذاهب الى واشنطن رغماً عنه، كل هذه، الى جانب الصواريخ وعمليات التفجير، هي اوراق التعطيل التي تملكها طهران ولا يملك المتفاوضون رداً عليها سوى تأكيد نوايا غامضة في تحقيق السلام، نوايا لم تفلح في نشر أي سلام على مدى عقدين من الزمن، اي منذ بدأ تجريب هذه الوصفة السحرية لحل النزاع المديد في منطقة الشرق الاوسط.

وهكذا وبمعنى ما، تبدو المفاوضات التي تعيد ادارة اوباما احياءها، وكأنها جولة اخرى من جولات المواجهة بينها وبين النظام الايراني. ففي هذا الصراع بين الديبلوماسية التي ترعاها واشنطن والمواجهة المسلحة المستمرة ضد اسرائيل، التي دعا اليها احمدي نجاد كرد على المفاوضات، تشعر طهران ان اي تقدم ديبلوماسي ترعاه الولايات المتحدة من شأنه ان يلحق الهزيمة بمشروعها في المنطقة، وان يشكل ضربة قاضية لامكانات تمددها، سواء على الجبهة الفلسطينية، او على جبهتي سورية ولبنان. وهو ما دفع القادة الايرانيين الى رفع اصواتهم عالية في «يوم القدس»، مرددين، بلغة مشتركة مع قادة «حماس» و»حزب الله»، ان المفاوضات «ولدت ميتة» وان المشاركين فيها من الفلسطينيين لا يمثلون شعبهم ولا تلزم قراراتهم احداً. ولأن طهران تملك سلاح القدرة على التعطيل، فانها عملياً لا تخسر شيئاً في هذه المفاوضات. اذا فشلت المفاوضات، كما هو متوقع، تكون طهران رابحة. واذا نجحت المفاوضات في تحقيق شيء، وهو رهان بعيد الاحتمال، تكون عدّة طهران للقضاء على ذلك النجاح جاهزة من خلال اتهام المفاوض الفلسطيني بالخيانة و»بيع القضية». ذلك ان اي «نجاح» لهذه المفاوضات، مهما كان متقدماً في تحقيق الرغبات الفلسطينية، لن يؤدي الى «القضاء على اسرائيل»، مثلما يشتهي القادة الايرانيون، وسيكون بالتالي «حلاً انهزامياً» في نظرهم.

من هنا يمكن القول ان المفاوض الفلسطيني سوف يكون الخاسر الوحيد في هذه المفاوضات، اياً كانت نتيجتها. اذ ما هي قدراته على تحصيل حد معقول من حقوقه العادلة، وهو يقف في الوسط بين المشروعين المتطرفين لكل من اسرائيل وايران، ولا يملك غير الاعتماد على السند الاميركي، وهو السند الذي اثبت في اكثر من فرصة عجزه عن تحقيق اي حل يتفق مع الشرعية الدولية؟ اذا حصل هذا، مثلما يتخوف كثيرون، يعود نتانياهو الى تل ابيب لاستكمال بناء مستوطناته وتهويد «عاصمته الابدية»، ويعود اوباما الى الكونغرس لاستثمار المصالحة مع اسرائيل وتحقيق النجاح الذي يسعى اليه في الانتخابات النصفية، ويعود ابو مازن الى رام الله، لحصاد ثمار صراع قاس مع «الاخوة» في غزة، صراع تكون ادارة اوباما قد جرّته اليه رغماً عنه، من دون أن توفر له اي طوق للنجاة. عسى ان يكون هذا التخوف في غير محله!

 

من يومياته المتصاعدة هجوماً على المحكمة.. وهاب للحريري: "حلّ عنا بقا" مات النبي وانحلت القصة 

وهاب يدعو الحكومة إلى وقف تمويل المحكمة الدولية وإنسحاب القضاة اللبنانيين منها

صحف لبنانية/إعتبر رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب أنَّ "من هو مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو مع مشروع إسرائيلي، ولو كان نصف اللبنانيين معها"، موضحاً أنَّ هجومه على المحكمة الدولية "ليس لأنَّ هناك ثأراً معها"، وأضاف: "أنا لست مطلوباً لديها، إنما هي باب يأتي منه الريح التي ستقتلع الكثير من الأشياء في العالم، فلنغلق هذا الباب، ومن يريد المحكمة الدولية ليذهب لعندها".

وهاب، وفي حديث إلى قناة الـ"OTV"، دعا الحكومة اللبنانية إلى "وقف تمويل المحكمة الدولية"، معتبراً أنَّه "إذا لم تبادر إلى وقف التمويل، فستدخل في مغامرة وخطة إسرائيلية"، وناشد "وزراء المعارضة للخروج من الحكومة إذا استمرت بتمويل المحكمة"، كما طالب "القضاة اللبنانيين بالإنسحاب من المحكمة وإلا ينفذون بوجودهم مخططاً أميركياً ـ إسرائيلياً".

وفي السياق نفسه، تابع وهاب: "الكذاب (المدعي العام للمحكمة دانيال) بلمار أجّل على ما يبدو القرار الظني الى آذار نتيجة تدخل سياسي"، داعياً إلى "إقفال أبواب الفتنة وتلك التي يأتي منها النار، فلبنان لا يحتمل أن يكون لاعباً في اللعبة الكبيرة لأنَّ الصغير هو دائماً ضحية"، متمنياً على الحريري أن "يكون رئيس حكومة لكل اللبنانيين وليس لزاروب ".

وتوجه وهاب إلى الحريري بالقول: "أنت (الحريري) كنت في فترة من الفترات شاهد زور ومن حولك جميعهم شهود زور"، معتبراً أنَّ "الزمن الذي يرد فيه أحد مثل (رئيس مجلس الوزراء) سعد الحريري على (أمين عام "حزب الله" السيد) حسن نصرالله الذي أعاد كرامة العرب، هو زمن رديء".

وعن "الفتنة السنية ـ الشيعية"، رأى وهاب أنَّ "قرار الفتنة السنية ـ الشيعية هو أكبر من الجميع"، مضيفاً: "نحن يمكن أن نكون ضحايا وليس لاعبين، فهذا القرار أتى مع إحتلال العراق والقرار 1559، ومشهد باكستان الذي لا يزال قائماً أمامنا يمكن أن ينتقل إلى لبنان".

وفي موضوع سلاح "حزب الله"، اعتبر وهاب أنَّ "الحزب باق والسلاح باق، ومن لا يقبل بهذا الواقع فلـ"يبلط البحر"، ومن هو قادر على نزع هذا السلاح ليتفضل وينزعه، لأنَّه لو اجتمع كل العالم لما قدر على حزب الله".

واعتبر وهاب أنَّ "الحريري يهرب من مناقشة مشاكل الكهرباء والمياه إلى مناقشة سلاح "حزب الله" والمحكمة الدولية". وأوضح أن "وجود الفلسطينيين بحد ذاته على أرضنا هو إعتداء إسرائيلي وبالتالي سلاح المقاومة باقٍ حتى يقولوا لنا كيف نحل مسألة عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وإزالة هذا الإعتداء"، مجدّداً التأكيد أنه "عندما يسمح الأميركي بمناقشة عودة الـ500 ألف فلسطيني الموجودين على أرضي إلى بلادهم يمكن أن أبحث حينها فقط بسلاح "حزب الله"، كما انَّ المقاومة موجودة طالما إسرائيل موجودة ومعتدية على لبنان".

وفي سياق منفصل، إعتبر وهاب أن "لبنان مزرعة وليس دولة وهو وطن ولكنه لم يصل إلى مرحلة قيام الدولة، إذ لا يوج قضاء أو أمن أو حكومة أو مجلس نواب يناقش"، مضيفاً: "دولة ماذا لدينا في لبنان ولماذا نكذب على بعضنا ونصدق الكذبة بأنَّ هناك إشاعة إسمها دولة؟".

 

سعيد: نصرالله يتحسس بأن المحكمة الدولية والقرار 1701 يحدّان من طموحاته 

الملفت هو مطالبة أحزاب المعارضة المسيحية بإلغاء المحكمة الدولية

أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد لصحيفة "السياسة" الكويتية أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن السيد نصر الله يتحسس أمام كل قرارات الشرعية الدولية، وهو يعتبر بأن القرار 1701 يحد من طموحاته من خلال التهويل بأنه قادر على إغراق إسرائيل في مشروع الأرض المحروقة، وأن المحكمة الدولية أيضاً تحد من طموحاته ولذلك يسعى بشتى الطرق لتعطيلها وإلغاء دورها، وإن حركته الأخيرة تندرج ضمن هذا الإطار، فمن جهة يحاول أن يقول بأنه قادر على تهديد أمن إسرائيل، ومن جهة ثانية يقول بأنه قادر على تهديد أمن لبنان. وأشار إلى أن الملفت في كل ما يجري أن تتقدم أحزاب المعارضة ومن ضمنها الأحزاب المسيحية المنتمية إليها، مطالبة بإلغاء المحكمة الدولية، وقد تقدموا بمذكرة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز ولم يكتفوا بذلك، فتقدموا بالمذكرة نفسها إلى سفارتي الصين وروسيا، في مسعى جدي لإلغاء هذه المحكمة.

وأضاف أنه في ما يخص مداخلة نصر الله وانتقاده للرئيس الحريري، فهي لم تكن متوقعة بهذا الشكل، ما استوجب رداً مماثلاً من الرئيس الحريري. وأمل سعيد أن تنتهي الأمور عند هذا الحد، مستبعداً حصول حوادث أمنية في الوقت القريب، لأن "لحظة الانفجار" لم يحن موعدها بعد. وتمنى على الذين يقومون بالوساطة وتقريب وجهات النظر بين قريطم وحارة حريك، أن تتكلل مساعيهم بالنجاح.

 

عون و"معاونوه":قصة "عمالة"تبدأ بغسان الجد

 يقال نت/الأحد, 05 سبتمبر 2010

إلى يسار "العقيد" آنذاك ميشال عون في عملية تسلم محور المتحف من الجنرال الإسرائيلي أمير دروري، في العام 1982، يظهر"المقدم" يومها غسان جرجس الجد، الذي وبعد اتهام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله له بالتعامل مع إسرائيل، أصدر القضاء العسكري مذكرة توقيف غيابية بحقه وأرسلها النائب العام التمييزي، في تدبير إستثنائي في ملفات مماثلة، إلى الأنتربول الدولي! وغسان الجد الذي تفيد المعلومات أنه موجود حاليا في الولايات المتحدة الأميركية،عمل، لفترة غير قصيرة مع العماد ميشال عون، وكان في فترة الاجتياح الإسرائيلي معاونا له. ويأتي الكشف عن العلاقة "المتجذرة" بين عون والجد،لتضيف سؤالا عن "معاوني" عون وخياراتهم، بعد عملية التوقيف التي تعرض لها أحد أبرز كوادر عون العميد فايز كرم، التي تلتها إصدار مذكرة توقيف وجاهية  بجرم التعامل،بحق الضابط في الجيش أنطوان أبو جودة الذي كان يجاهر بقربه من عون. وتروي مصادر على اطلاع قوي بوقائع تجري في الرابية أن عون أصيب بنوبات من الانهيار العصبي الحاد، عندما تلاحقت أنباء التوقيفات، وكان أعنفها توقيف كرم. وبدأ "التيار الوطني الحر"، قبل أيام حملة لمصلحة كرم، بداعي عدم قانونية التحقيقات التي تجري معه في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ويتحدث عون والمقربون منه أن توقيف كرم يهدف إلى إطاحة "صدقية"عون. إلا أن المراقبين يجمعون على أن علاقة عون بـ"حزب الله"لن تتأثر سلبا، على اعتبار أن قيادة الحزب، في تقييمها العام لعون، لا تسأل عن "وطنيته" و "تاريخه" و "محيطه" في عملية الصراع مع إسرائيل، بل تراهن على مزيد من "استخدامه" في  تغطية مسار "السيطرة" على القرار اللبناني.

 

إلغاء زيارة صفير الى جبة المنيطرة تثير تساؤلات بعد تقاذف المسؤوليات

سعيد يشك بأوساط سليمان وبعبدا تحمّله المسؤولية وبكركي لا تريد الإنقسامات

انطوان سعد/اللواء

أثار قرار البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير إلغاء جولاته الرعوية، المتعلق ضمناً بإلغاء زيارته المقررة، في الحادي عشر من أيلول الجاري، إلى جبة المنيطرة في جرد قضاء جبيل بالتحديد، الكثير من التساؤلات عن مغزاه، والأسباب الكامنة وراء، وبخاصة بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس منسق عام قوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد، في منزله في قرطبا· ففي هذا المؤتمر، عكس نائب جبيل السابق خيبة أمله من القرار ولكن من غير أن ينتقده أو ينحو باللائمة على صاحبه، وإن حرص على التشديد على ثلاث نقاط أراد من خلال استعراضها أن يؤكد اعتقاده بأنه كان الأفضل أن تحصل· وهي:

< حاجة المنطقة <المهمشة في السياسة والإنماء إلى التفاتة أرفع وأكبر شخصية وطنية معنوية في لبنان وسائر المشرق>·

< استعداده، غير المباشر، للتخلي عن دعوة سيد بكركي إلى الغداء في منزله في قرطبا إذا كان ذلك <من شأنه ان يثير الحساسيات>·

< <الفريق السياسي المناهض لم يكن يريد مقاطعة هذه الزيارة>، أي التيار الوطني الحر·

رد سعيد على أسئلة الصحافيين الحاضرين في المؤتمر، وأولئك الذي اتصلوا به لاحقاً، لكنه أحجم عن الاستفاضة في توضيح الأسباب الكامنة وراء إلغاء زيارة البطريرك إلى جبة المنيطرة، خصوصاً في ضوء تأكيده أنها غير أمنية· غير أن ما لم يقله نائب جبيل السابق، بحسب مصادر قريبة منه، هو أنه يعتقد أن <الزيارة ألغيت لأن ثمة من قال للبطريرك إن موقع رئيس الجمهورية الخاص في قضاء جبيل لم يؤخذ بالاعتبار في شكل كاف من جانب من أعدوا الزيارة، وبخاصة في شقها المتعلق بتناول طعام الغداء في منزل الدكتور سعيد>·

غير أن للأوساط القريبة من الرئيس ميشال سليمان، قراءة مختلفة· وهي تعتقد أن ثمة من أوضح للبطريرك صفير أن الدعوة التي وجّهها النائب السابق فارس سعيد على رأس وفد من فاعليات جبة المنيطرة لزيارتها في الحادي عشر من أيلول أتت بعدما حدّد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الثاني عشر منه موعداً لزيارة المنطقة· وبالتالي، <حرص هذا البعض على عرض الوقائع أمام سيد بكركي في شكل يظهر الزيارة في اليوم السابق، كأنها محاولة لسرق الضوء عنها، وتهميشها، وتصويرها على أنها تحرش بالعماد عون· فما كان من البطريرك صفير إلا أن ألغى الجولة الجبيلية، خصوصاً بعدما أرخت الإشكالات التي وقعت بين شبان مسيحيين وشيعة أجواء عكرت صفو التحضيرات لاستقباله>·

القريبون من البطريركية المارونية كانوا لمسوا ميل البطريرك لإلغاء الزيارة ابتداء من نهاية الأسبوع الماضي· فهو قد اسر أمام بعضهم يوم السبت الفائت بأنه يميل إلى الإحجام عن قبول الدعوات لزيارة المناطق في المرحلة الراهنة التي تتميز بالتوتر في صفوف المواطنين، بحيث باتوا يسيّسون كل تحرك أو موقف أو نشاط ويسعون إلى استخراج خلفيات غالباً ما لا تكون موجودة· ومساء أمس، أكد مصدر بارز في البطريركية المارونية للّواء أن <اهتمام السيد البطريرك الأول هو جمع الناس وتقريبهم من بعضهم بعضاً، وحيثما يكون هناك طرف مع وطرف ضد، أو احتمال وقوع تسابق أو خصام، يفضّل سيد بكركي البقاء في صرحه المفتوحة أبوابه أمام الجميع دون استثناء>· وفي هذا الإطار، تستعيد الأوساط القريبة من البطريرك إلغاء مشروع زيارة إلى زغرتا كان يجري الإعداد لإتمامها في العقد الأول من تموز الماضي، بسبب الخلافات بين سياسيي المنطقة·وعلى صعيد التساؤل الذي طرح أمس حول الصيغة التي صدر بها بيان المطارنة الموارنة عن اجتماعهم قبل يومين، بعدما اعتادوا أن يوجهوا نداء في شهر أيلول من كل سنة، ابتداء من العام ألفين، أكد المصدر المشار إليه: <لقد اعتبرنا أن ليس ثمة ما يستدعي اعتماد صيغة نداء هذه السنة، علماً بأن البيان الذي أعده غبطة البطريرك شخصياً، تطرق في شكل مباشر إلى القضيتين الأساسيتين المطروحتين حالياًَ، وهما قضية انتشار الأسلحة واستعمالها في الأحياء السكنية، وضرورة التصدي له، والمسألة الثانية هي استئناف المفاوضات من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحاجة لبنان إلى البقاء على اضطلاع تام على مجرياتها حتى لا تأتي النتيجة على حسابه، وقد أقرينا هذين البندين كما وردا في مسودة التي عرضها صاحب الغبطة>·

 

الموسوي حذر من نهج التسوية مع اسرائيل والنهج التكفيري

وطنية- 5/9/2010 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي "أن خيار الحرب بالنسبة للعدو الإسرائيلي خيار صعب ومر ولا يمكن الذهاب اليه لانه بات يشبه خيار الانتحار، وأن العدو الصهيوني هو في اسوأ ظروفه منذ قيام الكيان والى الآن بينما نحن في افضل لحظة من لحظات تاريخ الصراع معه بعد ان كان القادة الاسرائيليون يشعرون بسبب تفوقهم العسكري ان خيار الحرب هو اقل كلفة والاكثر عائدية وربحية، فكانوا يذهبون اليه بكل سهولة بيد اننا وبفضل النهج الذي سلكناه في زيادة القدرات تمكنا من احداث نقلة استراتيجية تجعل الكيان الصهيوني في كل مناطقه تحت دائرة الاستهداف". واعتبر الموسوي الذي كان يتحدث خلال حفل الافطار الذي اقامته التعبئة التربوية في حزب الله لمندوبي المؤسسات التربوية في تجمع المعلمين في لبنان - فرع الجنوب في منتزه العرايش في البازورية، "أن نقطة الضعف في العالم العربي تتمثل في نهجين متكاملين في اثارهما متآزرين على نحو مباشر وغير مباشر في الكثير من المناطق: نهج التسوية مع اسرائيل، والنهج التكفيري القتّال"، موضحا"ً ان نهج التسوية الذي يسعى إلى التخلي عن الحقوق أمام العدو الإسرائيلي يستخدم أقصى أشكال القوة في مواجهة نهج المقاومة، ويؤمن بيئة حاضنة للنهج التكفيري القتال والذي يستفيد من إمكاناته وسلوكه هذا النهج ويرمي بظلاله على لبنان".

 

سلّة الصدمات 

الياس الزغبي

الاحد 5 أيلول 2010

لم يعد سرّا أنّ "حزب الله" دخل مرحلة الخسائر بالجملة، وليس "خسارة صافية" واحدة، وفق ما رأى أمينه العام السيّد حسن نصرالله في "حرب" برج أبي حيدر .

إنّها سلّة خسائر "صافية" لم يتخلّلها أيّ ربح أو انجاز .

من الجنوب، حيث لم تُنتج حركة "الأهالي" قبل بضعة أسابيع في وجه "اليونيفل"، أيّ ثمرة ميدانية أو سياسية، لحسابه مع المحكمة الدولية، أو لحساب ايران مع فرنسا والمجتمع الدولي .

الى بيروت، حيث انهارت نظريّتا شهود الزور وأسرلة القرار الظنّي والمحكمة، ما جعل نصرالله في اطلالته الأخيرة يتجاهل ما وعد به من معلومات وأدلّة وقرائن جديدة (اتّضح أنّه لا يملكها)، ويسكت عن تأكيد بلمار أنّه لم يكتب بعد القرار، ويكتفي برفض المدّعي العام والمحكمة، على طريقة من تعوزه الحجّة ويُعييه الردّ، فيكتفي بالقرار السهل: هذا هو موقفي، وافعلوا ما تشاؤون !

الى بيروت أيضا، في "ميني أيّار" جديد، حيث خرج يجرّ أذيال "الخسارة الصافية"، الوحيدة التي لم يكابر في الاعتراف بها، لكنّه حاول أن يستخرج منها صورة الضحيّة المطعونة في القلب بسكّين "مالحة"، وغاب عن ذاكرته أنّ فريق السكاكين والبلطات والصواريخ هو فريقه بالذات .

إلى خط دمشق – طهران الخائف عليه من الانسداد، بعد ظهور تشقّقات فيه أثارت قلقه، فسعى الى اقناع نفسه بمتانة الحلف الثنائي، وحاول أن يُبدّد هاجس حصول الاختبار الناري الأوّل للأثمان المدفوعة لسوريّا، في "تمايزها" عن ايران.

ومحصّلة الخسائر التي جناها "حزب الله"، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، جعلته مكشوفا في الداخل والخارج، وأشدّ هذه الخسائر ايلاما كانت تهافت حلفائه وأنصاره في الطوائف الأخرى :

- لدى المسيحيّين خبا وهجه حتّى كاد ينطفىء. ومن بقي منهم في ركابه يلتزم ارتباطا غير سياسي، قبض ثمنه مرّة، ودفع أثمانه مرّات، كان أحدثها الانتخابات البلديّة وقبلها النيابيّة والنقابيّة. ومن يعاين هذا الفريق المسيحي يلمس بقوّة مدى ارتباكه وضيقه، وهلعه على تقلّص مؤيّديه، وقد كانت له صدمات وخيبات في جولاته المناطقيّة الأخيرة، وأعاد النظر في جولات أخرى مقرّرة، فعدّل بعضها وألغى بعضا آخر .

- لدى الدروز ، كسب "حزب الله" تحوّلا سياسيا (نظريا) من فوق، وفشل في اختراق التحفّظ والتوجّس من تحت. قد يكون وليد جنبلاط نجح في أخذ بعض حزبه وطائفته نحو سوريا، ويجهد في استمالة البعض الآخر. لكنّه لم ينجح في أخذهما نحو "حزب الله"، فأيّار 2008 حفر عميقا في الوجدان .

 - أمّا لدى السنّة، فلم تكد جروح أيّار تبرد قليلا حتّى عاودها الالتهاب بفعل عاملين: خطاب الاستكبار على المحكمة، والاستقواء على أحياء بيروت بالسلاح. وقد أعاد "حزب الله" من حيث لا يدري خلط أوراق السياسيين السنّة، ووحّد قلقهم، وكرّس زعامتهم، وخسر بعض من قرّبهم .

وأشدّ ما يثير مخاوف الطوائف الثلاث من "حزب الله" ما سمعوه على لسان نصرالله أخيرا، حين رفض حلّ مسألة السلاح غير الشرعي ونزعه من العاصمة أوّلا، بحجّة أنّها مسألة مزمنة ومعقّدة ولا يمكن حلّها بسهولة. فهو قد ألغى بموقفه كل مرحلة ما بعد الحرب، وقفز فوق التحوّل التاريخي سنة 2005، وضرب اتفاقين أساسيّين: الطائف والدوحة، وهما يتقاطعان عند قضيّة جوهرية هي نزع سلاح المليشيات ومنع اللجوء الى العنف في الخلاف السياسي .

الطوائف الثلاث، مع شرائح متنامية من الطائفة الشيعيّة، تريد الدولة وتسعى الى بنائها منذ سنوات خمس، و"حزب الله" يريد دولته فقط. وهذا هو محور الأزمة. 

لقد أعاد نصرالله الأزمة اللبنانيّة الى بدايتها: فوضى السلاح. وفي اعتقاده أنّ وجود قوى مسلّحة سواه يبرّر بقاء سلاحه، بعد سقوط حجّة المقاومة في أزقّة المدن. ولا يستغربنّ أحد أن يكون مستعدّا، مثلا، لحماية سلاح "الأحباش" برموش العيون .

هي "خسائر صافية" يراكمها، وسلّة صدمات .

ومن تكون حاله كذلك يجد نفسه بين خيارين صعبين :

امّا تدوير الخسائر والصدمات نحو توتّر أكبر يوصل الى الغرق في فتنة غير محسوبة، على قاعدة تحويل الهزائم انتصارات شمشونيّة.

أو مراجعة عاجلة للحسابات، والتراجع عن خطوط النار، والقبول بترتيبات أمنيّة وسياسيّة تحت عنوان ضبط السلاح وانعاش العمل السياسي  .

والخيار الثاني أقرب الى التطبيق. ففي شؤون الدنيا وشجونها، لم يندم عاقل.  

 

أرسلان في عشاء على شرف العائلات المسيحية في الشويفات: لحماية الوجود المسيحي في الشرق معتمدين الارشاد الرسولي كركيزة

مطر: لا كرامة لأخي دون كرامتي ولا كرامة لي دون كرامته

خضر: قادرون على إحكام العقل والتخاطب بالعقل والتعامل بالقلب

وطنية - الشويفات - 5/9/2010 أقامت بلدية الشويفات "عشاء العيش الواحد"، على شرف عائلات المدينة المسيحية، في حضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان وعقيلته زينة، النائب السابق مروان بو فاضل، متروبوليت جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران جورج خضر، رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، قائمقام عاليه منصور ضو، رئيس المجلس البلدي ملحم السوقي والاعضاء، مدير الداخلية في الحزب الديمقراطي لواء جابر، فاعليات حزبية، اجتماعية ومخاتير المدينة.

بداية النشيد الوطني، ثم ترحيب من المسؤول الإعلامي في بلدية الشويفات الأب الياس كرم الذي تحدث عن معاني المناسبة وأهمية اللقاء بين مختلف شرائح مدينة الشويفات ووجه تحية لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على دعمه للكنيسة في الشويفات وتشديده على الحفاظ على الوجود المسيحي في المدينة، وحيا النائب أرسلان مثنيا على دوره الريادي في مسيرة السلام والعيش الواحد وعلاقته المتينة بالمسيحيين في الشويفات بخاصة ولبنان بعامة، واستذكر مواقف العيش المشترك لبطل الاستقلال الأمير مجيد ارسلان. السوقي

وتحدث رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي مرحبا، فشكر حضور المطارنة وأرسلان، واستذكر مواقف الامير مجيد ارسلان الوطنية "أرسى قواعد العيش الحقيقي لا المصطنع"، وقال: "هذا العشاء مع العائلات المسيحية، أبناء مدينة الشويفات، فعل إيمان بالتاريخ والجغرافيا، وإنه فعل رجاء بغد مشرق يعيد لمدينة الشويفات بضع ما خسرته في العقود السابقة".

وأشاد ب"التوافق والتفاهم بين الزعيمين الأمير طلال ارسلان ووليد بك جنبلاط على تحصين الوضع العام في الجبل مع كافة المرجعيات والقيادات المسيحية، وبتوجيه ورعاية كبيرة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فلهذا الجبل نكهة خاصة على صعيد التعايش الدرزي المسيحي، ولن نقبل نحن وإياكم أن نكون أهل ذمة لا في الجبل ولا في لبنان".

وأكد أنه "وضعنا العزم والنية لأن نكون في البلدية ممثلين لكل عائلة ولكل فرد من الشويفات من كافة الطوائف والتيارات السياسية، وأنا اليوم أعلن للجميع بأن بلدية مدينة الشويفات ستعمل وإياكم على تفعيل التواصل معكم لنعيد إلى مدينتنا رونقها القديم، وهنا ادعوكم الى تفعيل تواصلكم مع الشويفات، في كافة المناسبات، فالشويفات بدون الوجود المسيحي لا نكهة لها ولا لون، فالحديقة الجميلة تتزين بكافة أنواع الأزهار، ..والبلدية داعمة لكل خطوة تخطوها الكنيسة في الشويفات في سبيل تحفيز المسيحيين على العودة أو أقله على تثبيت دعائم التواصل مع بلدتكم الأم، ونحن على استعداد لدعم كافة الخطوات البناءة".

وختم واعدا بلقاء موسع بمشاركة العائلات الدرزية، على تيراس كنيسة المدبر في ربوع مدينة الشويفات بعد الأنتهاء من الأعمال فيه.

أرسلان

ورأى ان "ثقافة الكراهية تعمي البصائر"، ودعا الى "التمسك بالمحبة التي لا معنى للحياة من دونها"، وأسف ل"عدم اهتمام الإعلام بالبيان الذي أصدره"، مستنكرا "الحملة الشعواء على الكرسي الرسولي والديانة المسيحية حيث طالب باطلاق حملة تضامن واسعة مع الفاتيكان تبدأ من لبنان"، وقال: "لو أطلقت تصريحا عصبيا متعصبا لكان الإعلام والناس اهتموا به وتحزبوا له او عليه... هذه عينة مما تفعله بنا ثقافة الكراهية، هذه الثقافة التي فوتت علينا نحن اللبنانيين فرصة تطبيق الإرشاد الرسولي الموجه لكافة اللبنانيين والاستقواء به لردم الهوة والإنقسامات الوطنية لنقوي مناعتنا، لأن هذا الارشاد الرسولي هو مصدر قوة لكل لبنان ودليل عمل للإنقاذ السياسي والاقتصادي والثقافي والوطني، وثقافة الكراهية جعلتنا أيضاً نفوت على انفسنا فرصة اعتماد الفقه الفاتيكاني الصادر عام 2008 والذي يصنف تلويث البيئة والظلم الاجتماعي والغنى الفاحش والاتجار بالمخدرات في خانة الخطايا المميتة المفروض علينا ان ننبذها".

وتابع: "لو كان الأمر معكوسا كأن نكون كلبنانيين بعامة قد اعتمدنا الارشاد الرسولي والفقه الفاتيكاني، لكنا أرسينا ثقافة المحبة والايجابية والانفتاح الكفيلة وحدها بأن تجعلنا نتصرف بمنطق وعقل فننجو بأنفسنا من هذا التخلف الذي نتخبط فيه".

وأضاف: "انها مسؤولية الجميع على اختلاف أوضاعهم ومواقعهم بما في ذلك الذين قلت عنهم يا سيادة المطران خضر "أشقياء ككل الناس".

وكرر الدعوة لحماية وتحصين الوجود المسيحي في الشرق "معتمدين الارشاد الرسولي كركيزة اساسية وبوصلة ثابتة في تحركنا وان نوثق علاقة لبنان مع الكرسي الرسولي بواسطة التفاعل اليومي والالتزام العملي فنحدث عبر الفعل تلازماً وثنائية مع الكرسي الرسولي ومع البطريركية المسكونية ورئاسة الكنيسة الروسية في ورشة انقاذ الوجود المسيحي الذي يشكل حجر الزاوية في حضارتنا المشرقية وثقافتنا وديانتنا وتاريخنا وتراثنا، فلا ننسى أو نتناسى البعد المسيحي في القرآن الكريم والذي يجعلني أردد دوما ان إسلام المسلم لا يكتمل من دون مسيحيته"، واستشهد بقول للإمام علي بن أبي طالب: طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الارض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن شعارا والدعاء دثارا ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح".

وطالب ب"الاستماع للغة المحبة والاستقامة الاخلاقية والنزاهة العقلية لمواكبة الفقه المسالم المنبعث من الكرسي الرسولي، فانتصار هذا الفقه في الغرب يضع حداً لنهج استباحة الشعوب ويوقف مسلسل الحروب الدائمة، ويبعد الكثير من الاخطار عن لبنان، وانتصاره في الداخل اللبناني من شأنه الاسهام في بناء الوحدة المعنوية للشعب اللبناني والتي من دونها لا يمكن ان تقوم قائمة لما يسمى الوحدة الوطنية".

وشدد على أن "التغيير مطلوب وهو حاجة ماسة لوضع حد لنهج المتاجرة بالأديان، والطوائف والمذاهب، فهذه المتاجرة هي طعن للدين في الصميم وهي كفر وفسق وإلحاد، فقد حولنا الدين رداء نغطي به الاعمال الشنيعة وأول هذه الاعمال تحويل الطوائف والمذاهب الى ثكنات ومعسكرات اعتقال خلافاً لطبيعتها الاساسية ولمهمتها ولمبرر وجودها، ونحن كلبنانيين بعامة أمعنا في المتجارة بهذا الموضوع حتى وصلنا الى الحالة البائسة الني نحن فيها فلم يعد نظامنا قادراً على انتاج شيء غير الفتن والقلائل، لقد سقط النظام ولا يجوز ان تسقط معه الدولة فتجر في سقوطها الكيان، وأنا إذ تربيت في مدرسة بطل الاستقلال ورجل المحبة والاعتدال والحوار والدي الأمير مجيد أرسلان لا استطيع ان ارى في لقائنا الا لقاء بين الأهل، ووحدها ثقافة المحبة توقف الانهيار الكبير وتغير المفهوم الوطني الذي وثناه وهو الذي حكم ويحكم موقعنا من مأساة الهجرة والمهجرين في الأساس".

مطر

وتحدث مطر، فقال: "الموحدون الدروز اهلي ومحبتي لهم بدأت منذ نشأت في الناعمة بين الشويفات وبعورتة وبعقلين"، وشكر مبادرة البلدية، وراى فيها رسالة مباركة للعودة للتعاون "بعضنا مع بعض ودعوة من الدروز لأخوانهم المسيحيين: تعالوا لنبني معا لبنان".

وأضاف: "في الناعمة نذكر محبة الامير مجيد ارسلان عام 1975 حيث مرت على المسيحيين ظروف صعبة من قبل المسلحين غير اللبنانيين، فقد جاؤوا اليه فاحتضنهم واهل الشويفات وبعقلين من الموحدين الدروز وأمن لهم كل ما يلزم حتى عودتهم لديارهم، وهذه هي ثقافة الامير مجيد ارسلان تتجسد اليوم بنجله الأمير طلال أرسلان".

ولفت إلى أنه "في العالم اليوم حضارتان تتنازعان: حضارة المحبة المحبة وحضارة الاستقواء، وليس لنا خلاص بالاستقواء والعنف، وفي لبنان هناك محاولات بناء جدران تفصل الناس عن الناس، لتعيش كل جماعة كانها ضد الآخرين، هذا ليس بوطن، وطننا وطن هدم الجدران والتشابك بالأيدي، انجيلنا علمنا ان المسيح هدم العداوة بين الناس، وان كنا نريد ان نتبع المسيح الذي هو ليس فقط للمسيحيين بل لكل الناس وكلنا أهل أخوة ولبنان لجميع اللبنانيين والتلاقي والحرية لجميع اللبنانين، علينا ان ندرك ان لا كرامة لأخي دون كرامتي ولا كرامة لي دون كرامته، واذا صفا لبنان على هذا الاساس، نبني وطنا".

وقال: "نحن ذاهبون الى الفاتيكان في تشرين الاول بدعوة من قداسة البابا للبحث في مصير المسيحيين في الشرق، وعطوفة الامير رسم الطريق "المسيحيون مندرجون في هذا العالم بمحبتهم وثقافتهم لكل العالم العربي انطلاقاً من لبنان، مصيرنا مرتبط بمصير اخواننا، مصيرنا واحد وهكذا تعلمنا منذ فخر الدين من الدروز الأشاوز الذي بنوا لبنان ومعهم المسيحيين والمسلمين، هكذا سيعود لبنان ان شاء الله بفضلكم يا بني معروف وجميع اللبنانيين ومبادرتكم هذه نزلت في القلب وهي بداية للبنان التلاقي والخير".

خضر

وتحدث خضر فشكر الكلمات الطيبة، التي نادت بالمحبة، وتوقف عند خطاب الامير طلال ارسلان " تلقيته برنامجا روحيا أولا وبرنامجا وطنيا وسياسيا ثانيا".

وقال: "القضية هي ان نحيا هذه الكلمات وان نحب الحقيقة التي تتضمن والقضية ان نجعل التاريخ يذكر اننا شعب طيب مسالم مضياف يوحد الناس على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، يجب ان نؤكد للناس هنا وللعرب وللأجانب اننا قادرون على احكام العقل والتخاطب بالعقل والتعامل بالقلب، وأن نقنع اللبنانيين بأن ديانتهم هي المحبة، وانا اعتقد أن المسيح عابر لكل الديانات من جهة المحبة، واليوم تعلمنا من الامير انه عليكم ان تقرروا ما تريدونه للبنان، انتم قادرون على تحقيقه من الآن طالما رجحنا العقل وتمسكنا بما امرنا يسوع الناصري ان نحب بعضنا بعضاً، سنقول لكل اخواننا في الوطن: دعوة المسيح هي اليكم جميعاً، ولكن لا بد أن تسمعوا موعظة اقتبستها من آية من رسالة يوحنا الانجيلي تقول "الله محبة" وافتتحت تفسيراً قلت فيه: "ليست المحبة صفة من صفات الله بل الله ذاته هو المحبة.."، وان كنتم تظنون انكم تنجذبون وتنتمون الى الله تقررون منذ الليلة انكم تحبون بعضكم بعضا على المدى الف سنة القادمة".

بعدها، قدم المطرانان خضر ومطر درعا تذكارية عربون شكر وتقدير من رعية الشويفات الأرثوذكسية والرعية المارونية للبلدية، وكان حفل عشاء ولقاء ودي بين الفاعليات

 

السلطة الفلسطينية ترد بقوة على هجوم إيران

أبو ردينة: أحمدی نجاد لا يمثل إيران وسرق الحكم في بلاده

نبيل أبو ردينة/  العربية

لندن - رمضان الساعدي

ردا على تصريحات أحمدي نجاد الأخيرة بشأن المفاوضات المباشرة، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينيه نبيل أبو ردينة الأحد 5-9-2010 إن "أحمدي نجاد لا يمثل إيران وأنه زور الانتخابات و متورط بقمع الإيرانيين". وكان أحمدي نجاد خلال احتفالية "يوم القدس" الجمعة الماضية قد انتقد بشدة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبو مازن) بعد بدء مفاوضات عملية السلام المباشرة التي جرت في واشنطن، حين أشار إلى عباس متسائلا "من هو الذي يمثل الشعب الفلسطيني؟ ومن خوله هذا التمثيل حتى يتكلم باسم الشعب الفلسطيني؟"

وجاء في بيان أبو ردينة الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم" أنه لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيراني، والذي زور الانتخابات وقمع الشعب الإيراني وسرق السلطة أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيس فلسطين أو عن التمثيل الفلسطيني". و سبق أن انتقدت السلطة الفلسطينية الحكومة الإيرانية على ما اعتبرته تدخلات إيران في الشؤون الفلسطينية. وأضاف أبو ردينة في هذا البيان أن "الرئيس أبو مازن هو رئيس منتخب بانتخابات حرة ونزيهة شارك فيها أكثر من ألفي مراقب دولي وعربي بصورة ديمقراطية ونزيهة ومشاركة عربية ودولية كبيرة، ولم تقمع شعبها كما فعل النظام الإيراني بقيادة نجاد". وتابع الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينيه أن "أبو مازن والقيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي تعرف كيف تدافع عن حقوقه ولن تسمح لأحد بالتطاول على وطنية الرئيس أو على شرعية منظمة التحريرالفلسطينية". وتنتقد إيران جميع المفاوضات الرامية إلى السلام مع الحكومة الإسرائيلية معتبرة أن المقاومة هي الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية . كما قال رئیس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قبيل مفاوضات واشنطن إن المقاومة الفلسطينية ستقطع أيدي دعاة التسوية مع إسرائيل." ولاتخفي حكومة احمدي نجاد دعمها لحركة حماس والجهاد الإسلامي المنافسين للسلطة الفلسطينية.

 

سامي الجميّل للبلد : أفتخر أن أنتمي الى حزب يقول لا لأخطر مشروعين يواجهان لبنان: سلاح حزب الله ومشروع التوطين   

البلد / اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان طرح ملف الحقوق الفلسطينية“ أتى تمهيد ًا للمفاوضات المباشرة ومقدمة للتوطين، لافتا الى أن لبنان لا يستطيع أن يستوعب العبء الفلسطيني ان في مؤسسة الضمان الاجتماعي أو في سوق العمل. ورأى أن أخطر ما يواجهه لبنان هو الملف الفلسطيني وسلاح حزب الله مؤكدًا أن ”الكتائب لن تسكت عن هذا السلاح وقد تأتي ظروف دولية واقليمية مناسبة لتسليمه“.  يعاني المسيحيون في لبنان ظروف ً ا صعبة ويتجه معظمهم الى الهجرة، والسبب الأساسي لهذه المعاناة شراء شقة والطبابة والتعليم، وتتمتع الكنيسة بنفوذ واسع في هذه المجالات الثلاثة وتستطيع أن تساعد رعيتها اذا أرادت.

هل تجدون أن الكنيسة تقوم بما يجب عليها لتثبيت المسيحيين في أرضهم؟

هناك تقصير واضح من قبل الكنيسة في هذا الموضوع، ولا نستطيع أن نختبئ وراء اصبعنا وننفي وجود المشكلة. الا أننا على تواصل دائم مع الاكليروس في هذا الشأن والكنيسة تسعى الى القيام بشيء إن على صعيد السكن أو الطبابة ولكن ما تقوم به ليس على قدر طموحنا ونتمنى من خلال التواصل المستمر تحقيق الأهداف المرجوة.

دعت قوى ” 14 آذار“ عقب أحداث برج أبي حيدر الأخيرة، إلى إعلان بيروت منزوعة السلاح، فيما رأى حزب الله في هذا المطلب استهداف ً ا مباشر ًا له.ما تعليقك؟

هذا شعار ضروري الا أنه غيركاف. نحن مع اعلان لبنان دولة منزوعة السلاح، ونحن حريصون على المناطق كافة وليس بيروت فقط. لا يجوز وجود سلاح خارج اطار الشرعية وهذا ما نطالب به منذ 75سنة. و“ 14 آذار“ موقفها معروف والجميع وافق على هذا الشعار الا أن بعض أطرافها يجدونه غيركاف ويذهبون أبعد منه ويطالبون بلبنان منزوع السلاح. أما اعتبار حزب الله ذلك استهداف ً ا له فأمر طبيعي لأننا لا نتفق مع حزب الله، فنحن ضد السلاح.

 تطالبون دوم ً ا بنزع السلاح، هل لبنان يستطيع أن يبت في هذه المسألة؟ ف ” 14 آذار“ خاضت أخير ًا الانتخابات النيابية تحت شعار لا سلاح خارج اطار الشرعية، وبعد الانتخابات تغير الخطاب. لماذا الاستمرار في طرح شعارات غير قابلة للتطبيق؟

من واجبنا تكرارالمبادئ التي نؤمن فيها، وفي حال كنا غير قادرين على القيام بشيء يغير هذا الواقع، فهذا لا يمنعنا من قول قناعتنا. نحن لم نكف عن المطالبة بخروج الجيش السوري حين كان العالم بأسره يدعم هذا الوجود، وهذا لم يمنعنا من المطالبة بما وجدناه يهدد السيادة اللبنانية والاستقلال.واليوم لدينا مشكلة سلاح حزب الله، نحن لا نريد حصول حرب أهلية لنزعه الا أننا ضد وجوده وهذا رأينا، ولن نسكت عن هذا السلاح وقد تأتي ظروف دولية واقليمية مناسبة لتحقيق هذا الهدف.

هل تعتقدون أن طاولة الحوار قد تتوصل الى وضع استرايجية دفاعية وحل لمشكلة السلاح؟

لا أعتقد أن طاولة الحوار ستصل الى نتيجة وهي لا تجتمع الا مرة في الشهر، ونحن ندعمها من باب دعم أي محاولة للتوصل الى اتفاق.

ربطم بين المطالبة بالخروج السوري من لبنان ونزع سلاح حزب الله الا أن حزب الله فريق لبناني؟

الأمران متشابهان الأول ينتهك استقلال لبنان والثاني سيادة الدولة على أراضيها. سلاح حزب الله ينتهك السيادة، فهناك مناطق في لبنان لا تخضع لسلطة الدولة اللبنانية ومجموعات لا تبالي بوجودها. هناك حلول سهلة يمكن اعتمادها للسلاح اذا أبدى حزب الله استعداده للتعاون في بناء الدولة، والحل الصعب هو أن نبقى في دائرة المواجهات المفتوحة في انتظار حدوث تغيرات اقليمية وتطورات معينة تدفع حزب الله الى تسليم سلاحه.

 أقر المجلس النيابي بعض الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، في حين أبدى حزب الكتائب اعتراضه على المقررات. لماذا يخرج المسيحيون في صورة المعارضين للحقوق الفلسطينية؟

الدستور اللبناني يحرم توطين الفلسطينيين ولسنا نحن من وضع الدستور، ولا نقبل بالظروف المعيشية السيئة للفلسطينيين في لبنان وندعو الى تحسين أوضاعهم، الا أن القوانين التي طرحت هي مقدمة للتوطين، فعندما يدخل الفلسطيني في مؤسسة الضمان الاجتماعي كاللبناني ويأخذ حق العمل والتملك كالمواطن اللبناني فهذا توطين مقّنع ومخالف للدستور. كما يجب أن نأخذ في الاعتبار قدرة لبنان على استيعاب حاجات الفلسطينيين، فالعجز في مؤسسة الضمان أوصلها الى شفير الافلاس، فهل تستطيع أن تستوعب العبء الفلسطيني؟ أما بالنسبة الى سوق العمل، فتناهز نسبة البطالة في لبنان ال 24 في المئة فكيف يمكن أن نفتح هذا السوق أمام الفلسطينيين فيما تضيق فرص العمل أمام اللبنانيين؟ وكيف يمكن السماح للفلسطيني بمزاولة أي مهنة من دون القيام بدراسة تكشف واقع سوق العمل؟ من هنا لدينا جملة ملاحظات.

 يعيش اللاجئ في ظروف معيشية صعبة جعلت المخيمات مرتع ً ا للارهاب. ما تعليقك؟

ليست الظروف المعيشية الصعبة مسببا للارهاب، بل غياب بسط سلطة الدول على هذه البقع ووجود السلاح داخلها هو الذي يعزز تفشي الحركات الأصولية والارهابية. من هنا علينا أن نناقش السلا ً حالفلسطيني الذي يشكل خطرًا كبيرا على المخيمات والدولة اللبنانية. فغياب الدولة عن هذه المساحات الجغرافية يدفع الفلسطينيين الى البحث عن جهة تحميهم داخل المخيم، فتكون السلطة في المخيم عبارة عن مجموعات ارهابية وفصائل مسلحة تمسك في زمام الأمور ويلجأ اليها الفلسطينيون. السلاح مسألة خطيرة يجب معالجتها، الا أن أحدًا لا يعمل على ايجاد الحل لأن المعادلة تقوم على أساس ”سلاح يحميني وآخر يهدد وجودي“.

هل تعتقد أن مفاوضات واشنطن المباشرة ستحقق شيئ ً ا وكيف ستنعكس على لبنان؟

المجتمع الدولي مشتت ولا يدري ما يجب فعله، وبند اللاجئين هو أساسي على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأجد أن طرح مسألة الحقوق للفلسطينيين يأتي تمهيدًا للمفاوضات المباشرة، لأن منح لبنان هذه الحقوق يعني أنه يستطيع أن يستوعبهم، وهنا على الفريق الآخر أن يكف عن المواربة وأن يقول علن ً ا إنه يريد التوطين بدًلا من اتهامنا بالعنصرية عندما نعترضعلى القوانين. ولفتني تصريح رئيسالحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اذ اعتبر أن المفاوضات ستتوج انجاز 100 عام من الصراعات، وهذا التصريح الايجابي يخيفنا، فلا أحد يتحدث عن انجاز قبل أن يتحقق من هنا لم أعد متفائلا.

ماذا بعد المفاوضات؟

تطغى 4 استحقاقات في لبنان والمنطقة: موضوع النووي الايراني، والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، الوضع الداخلي اللبناني بين الأقلية والأكثرية، والمحكمة الدولية. هذه الملفات الأربعة ستكون لها انعكاساتها على لبنان سلب ً ا أم إيجاب ً ا، وعلى اللبنانيين أن يعملوا معً ا لاستيعاب هذه التطورات وصون الداخل من تداعياتها.

اعتبر العماد ميشال عون أن”شهداء كثيرين سقطوا في لبنان ولم نعرف الحقيقة، فأمن 4 ملايين نسمة أهم من حقيقة مشكوك في أمرها“ ما تعليقك؟

لا نوافق اطلاق ً ا على هذا الكلام، في حال لم نشهد اهتمام ً ا دولي ً ا بنا في المرات السابقة لماذا لا نستفيد منه اليوم لوقف مسلسل الاغتيالات، ليس ”نكاية“ في الذراع اليمنى نقطع اليسرى. هذا ليس عذرًا، فنحن أمام فرصة تاريخية لمعرفة الحقيقة ووضع حد للاغتيالات السياسية ومحاسبة المجرمين.

ماذا عن ملف شهود الزور والشهادات المضللة للتحقيق؟

استبعدت المحكمة ما يقارب ال100 شهادة اتضح أنها مزورة في قضية اغتيال الرئيسالحريري. من هنا تهدف اثارة هذا الموضوع الى تسييس المحكمة وأخذها الى مكان آخر وضرب مصداقيتها. من جهة ثانية، للمتهم الحقيقي مصلحة في فبركة شهود الزور لابعاد الشبهات عنه وضرب مسار التحقيقات.

لماذا توقفت الإغتيالات اليوم؟

توقفت الاغتيالات بعد اتفاق الدوحة وما نتج منه، بعدما حصلت المعارضة على الثلث المعطل وفرضت تركيبة معينة ولم يعد البلد ممسوك ً ا من الأكثرية.

 قمتم بمروحة لقاءات في الساحة المسيحية لتقر يب وجهات النظر ووضع حد للقطيعة الحاصلة. كيف هي علاقتكم اليوم بالتيار الوطني الحر؟

هدفنا كان كسر الحواجز ومد جسور التواصل بين الجميع.والاختلاف السياسي طبعً ا قد يحول دون تحقيق بعض ا لمكتسبات في الملفات الخلافية، الا أن هذا التواصل أثمر نتائج جيدة، اذ أوقف الملف الفلسطيني وفي موضوع تملك الأجانب أيضً ا ستكون لنا كلمة موحدة. فالهدف كان وضع حد للتشنجات والقطيعة والتكلم مع الخصم السياسي بشكل حضاري. وهناك تواصل مستمر مع نواب في التيار الوطني الحر وتعاون كبير في مشروع قانون الموازنة، الا ان في ما يتعلق بالمحكمة ”هني بدني ونحنا بدني“. وملف تملك الأجانب أساسي لأنه يؤثر على حياة اللبنانيين وبفضل المضاربات ارتفع ثمن الشقق ولم يعد الشاب يستطيع أن يتملك ويتزوج ويؤسس لحياة مستقرة.

يحكى عن صراع أجنحة داخل حزب الكتائب ويقال انك لست راضي ً ا عن أداء المكتب السياسي؟

ما من صراع داخل البيت الكتائبي، هناك مكتب سياسي يناقش القرارات ويصوت عليها والقرار الذي يصدر عن المجلس نلتزم به سواء أعجبنا أم لم يعجبنا. وصدرت قرارات كثيرة لم أكن مقتنعً ا بها ووافقت عليها ومنها تشكيل الحكومة. والحملة التي تشن على الحزب سببها تثبيت مواقف لا يمكن للحزب الا التمسك بها ومنها الموضوع الفلسطيني حيث كان من المتوقع التزام موقف ” 14 آذار“، وهذا الموقف أزعج البعض وكانت له دلالات على مصداقية الحزب وتمسكه في مبادئه. وأنا أفتخر أن أنتمي الى حزب يقول لا لأخطر مشروعين يواجهان لبنان: سلاح حزب الله ومشروع التوطين.

ماذا يستطيع لبنان أن يقدم في هذا الخصوص؟

السؤال المطروح: هل يستطيع اللبنانيون التحرر من الوصايات الخارجية، ومن الرعاية الأجنبية؟ نحن كحزب كتائب، حسمنا موقفنا ولبنان يبقى لدينا أو ًلا وآخر ًا، ولا نحظى بأي دعم خارجي ونتكل على اللبنانيين وعلى قاعدتنا الشعبية في كل المحطات التاريخية. وكان هدفنا الدائم الحفاظ على استقلال لبنان، ودعمنا بعض الخارج في مطلبنا فرحبنا بهذا الدعم. في العام 1975 طرح مشروع توطين ا لفلسطينيين فعا رضنا ه و قبلنا مساعدة الخارج في هذا المجال. وفي مرحلة لاحقة دخل الجيش السوري الى لبنان وكناضد وجوده، وساعدنا الاسرائيلي لمواجهة سورية وقبلنا دعم اسرائيل ولسنا خجولين بذلك، فالمهم دعم لبنان.

 

الجوزو: ماذا فعل نجاد لتدمير اسرائيل ومحوها عن الخريطة؟

يقال نت/استغرب مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو دعوات الرئيس الايراني احمدي نجاد الى القضاء على اسرائيل ومحوها من الخريطة من دون ان يفعل شيئا لترجمة ذلك.

وقال في تصريح اليوم: "تظاهر احمدي نجاد في يوم القدس، وتظاهر معه المتظاهرون، وهدد بالقضاء على اسرائيل ومحوها من الخريطة. أضرب يا احمدي نجاد صواريخك ومدافعك وقنابلك ودمر اسرائيل وامحها من الخريطة، وامح معها العرب في فلسطين اذا شئت وانقذنا من اسرائيل ونحن معك. منذ أمد بعيد وانت تهدد بمحو اسرائيل ولم تفعل شيئا حتى الآن، وهكذا تبدو الاقوال غير الافعال وتبدو عاجزا عن التنفيذ. وهذا "حزب الله" قاعدتك الامامية في لبنان والذي رفع رأس العرب عاليا حتى لم يبق لهم رأس، وحقق أعظم الانتصارات الالهية التي دمرت البنية التحتية في لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وتسبب بدمار الجنوب والضاحية، ها هو يقف جامدا منذ العام 2006 ولم يطلق صاروخا واحدا على اسرائيل ويتعامل بكل أدب مع القرار 1701، ومع ذلك فهو لا يفتأ يمن علينا بالنصر الالهي ويتعامل معنا بفوقية وغرور ويسيء الى المرجعيات ويتطاول عليها، الاعتراف بالخطأ فضيلة وقد اخطأتم كثيرا. مظاهرات، وهتافات وشعارات وقبضايات وعنتريات وحروب مذهبية وطائفية على كل ارض عربية واسلامية وأقوال بدون أفعال" .

وسأل:"الى متى التجارة بالقضية الفلسطينية، وبدماء الشعب الفلسطيني؟ والى متى هذه المظاهرات والمعارك الوهمية التي تريد ان تظهر في الاعلام والاعلام فقط لتسيء الى العرب وتخدم الفرس ومشروع الفرس في المنطقة" . وختم: "كفانا عنتريات وكفانا مزايدات ودعوا الشعب الفلسطيني يحل قضيته بنفسه، ولا تتدخلوا في شؤونه، فقد تسببتم في زيادة معاناته، دون ان تفعلوا شيئا يذكر على ارض فلسطين. لم يسقط فارسي واحد على هذه الارض المقدسة، بل ان جميع الابطال الذين سقطوا على هذه الارض المقدسة ورووها بدمائهم من العرب، قبل ثورة الخميني وبعدها، وقبل حزب الله ومن لف لفه من المطبلين والمزمرين والمغرورين وبعده" .

 

عون: ماذا يفعل رئيس الجمهورية بعد خطابه الدستوري غير البكاء؟ 

الاحد 5 أيلول 2010

لبنان الآن/رأى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن "هذا البلد شاغل العالم لأنّه مستهدف، وللأسف لم يتعلموا من التاريخ ولو رجعنا الى التاريخ لوجدنا أنفسنا نعاود نفس الأخطاء، وهناك أشخاص لا يريدون إعادة النظر بمواقفهم"، مشدداً على أن "أهميتنا هي امتدادنا في المشرق والبحر ليس لهجرتنا، وسأتوجّه برسالة الى السينودس وسأعرض فيها موضوع المسيحيين".

عون، وفي كلمة ألقاها بعد القداس الاحتفالي بعيد القديس مخائيل في نابيه، قال: "لقد وجدتُ في زيارتي أن مار مخايل واحد في الكنائس الثلاث (المارونية، الأورثودكسية، الكاثوليكية) التي زرتها، وبالتالي نحن كنيسة موحّدة فعيشوا وحدتكم"، قائلاً "هناك الكثير منكم يساوره القلق، وخاصة مع وجود هذه السجالات على جميع المستويات". وأضاف: "لقد قرأتُ تصريحاً لأحد نواب المتن يقول فيه إنّهم يريدون لبنان منزوع السلاح أي أن يرفع يديه كي لا نقول "رافع اجريه" ويفرضوا عليه كل القرارات"، متسائلاً: "ما معنى أن يكون لبنان منزوع السلاح والى جانبنا دولة تريد توطين الفلسطينيين؟".

وأوضح عون أنّه "أول ما أقرينا بعض الحقوق الفلسطينية قالوا إنها خطوة نحو التوطين، إن لبنان لا يستطيع استيعاب 500 ألف فلسطيني وهو يحتلّ المرتبة الخامسة في العالم من ناحية كثافته السكانية، أرضنا محدودة وضيّقة ومواردنا ضيّقة"، مؤكداً أن "هناك استحالة انسانية للفلسطينيين، نقول لهم انتبهوا للتوطين ويقولون هذه فزيعة، كلا، هذه أصبحت عمالة". وأضاف: "تصوروا ساقية تجري فيها ماء اذا جفّ النبع، نسمع أن لبنان منزوع السلاح، في حين أن لبنان منزوع بصحافته بسياسييه، لبنان منزوع الا من السلاح"، مشدداً على أن "السلاح لا يقتل وما يقتل هو ارادة القتل، والشعوب تثور عندما يكون هناك حكم فاسد لا يحترم القوانين".

وأشار عون الى "أننا منذ مدّة نلفت نظر الحكومة الى أنّها تأخذ اجراءات مخالفة للقانون وكأنهم لا يسمعون، وهذه المرة "سنفخٍت أذنيهم" ليسمعوا"، لافتاً الى أن "هناك أجهزة أمنية غير شرعية تخطف أناساً لشهور، ولكي تغطي عدم شرعيتها على الأقل تحترم القوانين، وأعني شعبة المعلومات، هي فرع غير شرعي لا قانون له، ولقد بات ذلك أمراً واقعاً ولكن بأمر من". وشدد على ان "هذا الفرع يبث الشائعات باسم الأشخاص"، سائلاً: "هذا الفرع مسؤول أمام من؟"، ومضيفاً "إذا قلنا إنّه تابع لقوى الأمن فنحن لفتنا نظر وزير الداخلية الى هذا الأمر فهل هو نائم؟ نعم هو صديق، لكن الصداقة تقف عند التعرّض لكرامات الناس". وسأل: "أين وزير العدل، وهو المسؤول عن سرية التحقيق وكل يوم نسمع شائعات؟ أو وزير الاعلام الذي يسهر على تسيير الشائعات، أو وزير الدفاع الذي لا يتحرك الا عندما تطاله شخصياً؟، كلّ هؤلاء الوزراء ماذا يفعلون، نائمون؟". وإذ شدد على "ضرورة معرفة ماذا يفعلون وماذا ينتظرون ليستقيلوا"، اعتبر أنّ "هؤلاء لا يستطيعون عيش الاستقلال لأنهم ليسوا أسياداً".

وسأل عون: "أين الأموال التي صرفت؟ أين قطع الحساب؟ مديرية المحاسبة ووزارة المال ورئيس الحكومة ماذا يفعلون؟ أين رئيس الجمهورية وماذا يفعل بعد خطابه الدستوري غير البكاء؟"، مؤكداً "ضرورة أن نرى من اليوم وصاعداً اقالات واستقالات". وقال: "حاسبوا الناس الذين مرّوا عليكم ومازالوا كيديين، البلد لا يحمل حرتقات، والبلد بخطر من اسرائيل"، مضيفاً "إنّني أتكلّم لأقول لجميع اللبنانيين كيف سنؤمّن لقضاء يحمي شهود الزور، كيف نؤمّن لقضاء لا يقوم بواجباته".