المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 22 أيلول/10

رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس الفصل 03/الأيام الأخيرة

واعلم أن أزمنة صعبة ستجيء في الأيام الأخيرة، يكون الناس فيها أنانيين جشعين متعجرفين متكبرين شتامين، لا يطيعون والديهم، ناكري الجميل فاسقين، لا رأفة لهم ولا عهد، نمامين متهورين شرسين أعداء الخير، خائنين وقحين، أعمتهم الكبرياء، يفضلون الملذات على الله، متمسكين بقشور التقوى رافضين جوهرها. فابتعد عن هؤلاء الناس. ومنهم من يتسللون إلى البيوت ويغوون نساء ضعيفات مثقلات بالخطايا، منقادات لكل أنواع الشهوات، يتعلمن دائما ولا يمكنهن معرفة الحق أبدا. وكما أن ينيس ويمبريس قاوما موسى، كذلك هؤلاء أيضا يقاومون الحق. هم أناس عقولهم فاسدة لا يصلحون للإيمان، ولكنهم لن يتوصلوا إلى شيء لأن حماقتهم ستنكشف لجميع الناس كما انكشفت حماقة ينيس ويمبريس.

 

"احتلال المطار خطوة في هذا الاتجاه" "الوطن" الكويتية: حزب الله يخطط لانقلاب يضع كل لبنان تحت سيطرته

المركزية – كتبت صحيفة "الوطن" الكويتية ان تصعيد حزب الله خلال الساعات الاخيرة واقتحام 15 سيارة جيب سوداء منزوعة الارقام مطار رفيق الحريري من دون موافقة رسمية لاستقبال اللواء المتقاعد جميل السيد المدير العام السابق للامن اللبناني العام، يمثل في رأي مصادر لبنانية مطلعة المرحلة من الانقلاب العسكري الذي اعده حزب الله للانقضاض على الدولة واسقاط الحكومة في حال لم تنصع لمطالبه بالغاء المحكمة الدولية، مؤكدة ان مسلسل التهديد والتهويل الذي ينتهجه لن يتوقف الا اذا نجح بوقف صدور القرار الظني.

واضافت ان تصرفات حزب الله وتحركاته خلال الاسابيع المنصرمة تبعث برسالة الى الداخل والخارج تفيد انه وفور اعلان القرار الظني سيقوم بالنزول المسلح الى الشوارع والسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة وتدمير وسائل الاعلام التابعة للقوى الديموقراطية مثلما كان فعل في 7 ايار عند احتلاله بيروت العام 2008.

وكشفت المصادر ان انقلاب حزب الله سيبدأ باستقالة ممثليه في الحكومة واحداث ازمة سياسية ووطنية كبرى ومن ثم اجتياح المناطق كلها ومحاصرة القصر الرئاسي في بعبدا وفرض امر واقع جديد بالطريقة نفسها التي تصرفت بها حماس في غزة، وقالت ان هناك خطة تصاعدية وضعها الحزب مع حلفائه لتحقيق هذا الهدف وتتضمن التفاصيل الآتية:

- السيطرة السريعة على العاصمة بيروت اي بيروت الغربية بالمعنى المعترف به وتأمين السيطرة على الطريق المؤدية من بيروت الى الجنوب مرورا بساحل الشوف واقليم الخروب وصيدا، من دون ان يواجه بمقاومة لان وليد جنبلاط سيكون في الحد الادنى على الحياد وحتى لو حصلت اي مقاومة فإن الحزب سيكون قادرا على استيعابها سريعاً، ولكنه سيسعى من اجل السيطرة على اي مقاومة قد تحصل في منطقة «الناعمة» السنية، وسيكلف حلفاءه السنة في صيدا السيطرة على الوضع مدعومين منه وهم اسلاميو صيدا الموالون له مثل الشيخ ماهر حمود والتنظيم الشعبي الناصري برئاسة اسامة سعد.

- انتهاج سلوك مغاير في المناطق المسيحية كونه غير قادر على الدخول اليها والبقاء فيها، لكنه سيحتفظ ببؤر مهمة ابرزها في المتن والفنار، كما ان وجودا كثيفا في القرى الشيعية في جبيل سيؤمن له وسيمنحه الفرصة والامكانية لاقامة جسر يستطيع من خلاله السيطرة على الطريق الساحلية التي تربط الشمال ببيروت عند مدينة جبيل بكامله بأعالي الجبال وصولا الى البقاع الشمالي وبعلبك.

- الاتكال في المناطق المسيحية على الجنرال عون وتياره في قمع اي مقاومة من القوات اللبنانية والكتائب، ومن ثم قيام الجيش بتسلم هذه المنطقة والانتشار فيها بشكل يؤمن الحرية له ولحلفائه في المنطقة.

- خلق مناطق في المناطق السنية لحلفائه عبر تفكيك منظومة تيار المستقبل في احياء بيروت وخاصة في منطقة الطريق الجديدة، فيما سيكون تركيزه في الشمال على المنطقة العلوية وعلى بعض الاحياء الطرابلسية التي زرع فيها خلايا لحلفائه وجهزهم بالاسلحة والذخيرة ومنحهم الاموال وابرزهم "حركة التوحيد الاسلامي" و"جبهة العمل الاسلامي" وهؤلاء يكلفون السيطرة على طرابلس.

- في البقاع سيعمل حزب الله على منع البلدات السنية مثل تعلبايا وسعد نايل من قطع الطريق بين البقاع الشمالي والجنوبي وسيحاول مع اقل قدر من الخسائر ان يسيطر على البقاع الاوسط في مجدل عنجر الى شتورا وقب الياس وسعد نايل وبالتالي يصبح البقاع كله تحت السيطرة.

 

جيروزاليم بوست تعليقا على زيارة نجاد: يريد الهيمنة على سياسات لبنان

المركزية – كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان في الأسابيع المقبلة تشكل أحدث خطوة في محاولته إعلان احتكاره لما يصفه بنضال العالم الإسلامي ضد إسرائيل. واضافت: إذا كان من غير الممكن بعد تأكيد صحة التقارير التي نشرتها صحيفة "الخليج"، وذكرت فيها ان زيارة نجاد ستشمل أيضاً منطقة حدود لبنان الجنوبية، فإن هذا الجانب فيها يبين، اذا ما تحقق، أهمية الاستراتيجية الإقليمية التي ينتهجها نجاد وأولئك المحيطون به، كما تشكل أحدث مؤشر الى ان لبنان بأكمله ينجر الآن على أساس الأمر الواقع ليصبح عضواً في محور إقليمي بقيادة إيران. وتابعت الصحيفة الاسرائيلية: وربما يؤدي هذا الى إطلاق مبادرة رئيسية جديدة لتزويد القوات اللبنانية المسلحة بالمعدات والأسلحة. إذ على الرغم من أن الإيرانيين لا ينتمون الى العالم العربي لأنهم ليسوا عرباً، وليسوا سنّة كمعظم سكانه، يريد نظام طهران أن يجعل من نفسه القوة المهيمنة في المنطقة، قائلة: ومن الواضح أن ثمة عاملا مهما يساعد الإيرانيين على اللعب في ساحتها هو القضية الفلسطينية التي لاتزال قضية العرب السياسية الأولى.وهنا نجد الإيرانيين قد أسسوا حزب الله وأحاطوه بالرعاية ليمنحوا أنفسهم من خلاله دوراً في الصراع ضد إسرائيل.

واوضحت جيروزاليم بوست ان طهران جبهتين نشيطتين في الصراع بين إسرائيل والإسلام في رأي إيران هما غزة وجنوب لبنان.

ومن الواضح أن بدء محادثات السلام من جديد الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين بات يشكل فرصة طيبة للإيرانيين ليذكروا العالم والمنطقة باستراتيجيتهم المعارضة التي تستند الى الاستمرار في المقاومة، مشيرة الى ان زيارة نجاد تؤكد من جديد محاولة طهران الهيمنة على عالم السياسة في لبنان. فبعدما ساد شعور بالتفاؤل لفترة قصيرة في هذا البلد عقب انسحاب السوريين منه في 2005، وكان الكثيرون فيه يأملون في أن ينجح في تطوير مؤسساته الديمقراطية ويعود الى الوضع الذي كان فيه مرة مركزاً للتجارة في الشرق الأوسط، واجهت هذه الرؤية من البداية تحدياً بديلاً تمثل في طموح مستوحى من إيران يرى لبنان كدولة مواجهة في صراع أبدي مع إسرائيل.

وتابعت: من المتوقع ان يستغل نجاد زيارته المقبلة ليعلن عن خطوات عملية أخرى في محاولة إيران دخول الساحة وجعل نفسها مورداً رئيسياً من السلاح للجيش اللبناني.

وفي وقت تحدثت عن الصعوبات التي يواجهها الرئيس الايراني وذكرت أن المشكلات التي يواجهها لا يضارعها سوى قلق حزب الله من القرارات الظنية التي ستصدرها المحكمة الدولية، والتي يمكن ان تستهدف بعض أعضائه المتورطين في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. لذا يسعى الحزب الآن الى إثبات أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، ويصور المؤيدين للتحقيق في هذه القضية كأعداء للمقاومة المناهضة لإسرائيل.

ومن المؤكد ان نجاد سيدلي بدلوه في حملة الحزب هذه من خلال بعض التصريحات النارية وتركيز الانتباه على العدو الصهيوني المكروه.

 

الوطن" السعودية: الحريري هدأ نوابه ودعاهم الى تحاشي التصعيد

المركزية – كشفت صحيفة "الوطن" السعودية أن أجواء ساخطة سادت الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري بأعضاء كتلة نواب المستقبل لدراسة الأوضاع المأزومة، مشيرة الى ان آراء متعددة طرحت فيه كان أكثرها أهمية دعوة الحريري إلى التزام التهدئة وعدم تصعيد الموقف إلا في الحالات القصوى. وذكرت المصادر أن "المجتمعين اعتبروا أن المستهدف من الهجوم الذي يشنه "حزب الله" هو الدولة ومقوماتها، والنيل من المحكمة الدولية وقضيتها المركزية كشف حقيقة من اغتال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري".

 

"الراي" الكويتية: القاهرة لا تعطي وزناً للسيد والجهات التي تدعمـه

المركزية – اعلنت مصادر ديبلوماسية مصرية مطلعة أن القاهرة لا تعطي وزنا لمدير الأمن العام اللبناني السابق اللواء جميل السيد في ما صدر عنه من تصريحات في حقها، واصفة اياها بأنها "تراهات وأكاذيب دحضتها السفارة المصرية في بيروت في حينه". ونفت المصادر في تصريح لصحيفـة "الراي" الكويتية وجود اتجاه لدى القاهرة لملاحقة السيد عن تلك الاتهامات، التي طاولت أحد الدبلوماسيين المصريين العاملين في السفارة المصرية في بيروت، والتي طالب فيها بإبعاده". وأعربت المصادر عن اعتقادها بوجود "جهات تقف وراء جميل السيد وتوفر له الدعم والمساندة، وأن هذه الجهات كانت وراء كيله هذه الاتهامات والادعاءات هنا وهناك"، مشددة على أن "القاهرة لن تعطي هذه الجهات سواء كانت دولا أو جماعات الفرصة لتخريب علاقات مصر مع لبنان".

 

الامم المتحدة قلقة حيال الاستقرار في لبنان ومصرة على الحوار سليمان يركز في نيويورك على رفض التوطين

والتمسك بـ"مدريد" والثوابت مجلس الوزراء يختبر صلابته اليوم في مواجهة العاصفـة

المركزية- يبدو من الصعوبة في مكان الركون الى أي توقعات، اياً يكن مصدرها، في شأن المناخ الذي سيحكم جلسة مجلس الوزراء عصر اليوم، روهي الاولى بعد عاصفة التوتر المحموم، نظراً الى التقلبات السريعة في بعض الاجواء التي اتسمت سابقاً بتفاؤل ما لبث ان بددته موجات التصعيد والاتهامات المتبادلة على خط "المستقبل – حزب الله ، فضلاً عن بروز تعارض في معطيات اخرى ضمن الفريق السياسي نفسه. واذا كان من عامل ثابت برز الى واجهة المشهد الحكومي، فهو "اختناق" الجهود الحثيثة لاستعجال اعادة الامور الى نصابها التهدوي وسحب فتيل التوتر الذي بلغ ذروته مع "مشهد المطار" الذي وضع هيبة الدولة على المحك، على رغم الدخول العربي المباشر على مسار الاتصالات الداخلية والاقليمية لاعادة تصويب البوصلة الى ما تحت سقف التفاهم العربي الذي ارسته قمة بعبدا الثلاثية.ولعل ابرز ما يستوجب هذه الاندفاعة نحو تكريس مناخ الوفاق والعودة الى لغة العقل والمنطق هو ضرورة الامساك بمفاصل المشهد السياسي اللبناني عشية سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى نيويورك غدا للمشاركة في اعمال الدورة 65 للجمعية العامة للامم المتحدة بحيث تنشط الاتصالات من اجل احتواء الوضع وضبطه على ايقاع ضرورات ومستلزمات المرحلة اقليميا ودوليا.

كلمة سليمان: وقبيل مغادرته بيروت غدا رأس سليمان اليوم اجتماعا لفريق مستشاريه تحضيرا للزيارة. وعلمت "المركزية" ان سليمان سيلقي كلمة لبنان في الامم المتحدة الجمعة المقبل وهي تركز على ثلاثة مفاصل اساسية :

- التمسك بمؤتمر مدريد للسلام بكل مندرجاته وما تلاه والمبادرة العربية للسلام كاساس واطار لاي حل في المنطقة.

- رفض التوطين تحت اي شكل من الاشكال ودعم حق العودة مؤكدا ان لبنان لا يمكنه تحمل تبعات الوضع الفلسطيني.

- التأكيد على الثوابت اللبنانية القائمة منذ تسلمه الحكم والتي تتجلى في الوفاق الداخلي والوحدة الوطنية .

واشارت المعلومات الى ان رئيس الجمهورية اجرى ويجري حركة اتصالات محلية وخارجية لاعادة الاوضاع الى وضعها السابق الذي تحكمه مظلة الوفاق العربي، ونقلت عن زواره دعوته "الجميع الى وقف الانتحار الجماعي وتهشيم الوطن ومؤسساته والعودة الى الشرعية والقانون لان لا مناص لنا جميعا الا من خلال الدولة ومؤسساتها واعتماد الخطاب المعتدل .

انخفاض تدريجي: وفي سياق متصل، لاحظت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" انخفاضا في منسوب اللهجة التصعيدية مع تمسك كل طرف بثوابته اعتبارا من بعد ظهر امس وتحديدا عقب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت وجولته على الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وما نقل عنه من مواقف تؤكد الانفتاح على التعاون ومد اليد والتمسك في آن بالحق والحقيقة وبلاءات اربعة: "لا تراجع عن المحكمة الدولية -لا تراجع عن الانفتاح في العلاقة مع سوريا من دولة الى دولة- لا تراجع عن التمسك بحلفاء 14 آذار ولا عن الانحياز الكامل الى الدولة والشرعية والتزام التفاهم العربي الداعم لمنطق الدولة والمؤسسات الذي يحصنه القضاء والعدل .

واشارت الى ان الحريري وانطلاقا من موقفه الداعم لمنطق المؤسسات والدولة كان اوعز عند اثارة المعارضة ملف شهود الزور باحالته الى الوزير المختص لاتخاذ الاجراء المناسب ضمن الاطر المؤسساتية، كما انه حرص على زيارة الرئيس بري امس تأكيدا على سياسة مد اليد من موقع الحق والعدالة لا الضعف او الاستسلام.علما انه اجتمع تباعا في ساعات ما قبل ظهر اليوم مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومنسق الامانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجيه.

ووصفت المصادر ما جرى من تصعيد ب"عراضة" مواقف من قبل الطرفين لتلمس الفعل ورد الفعل والمدى الممكن ان تبلغه الامور ،ولما تبين انها ذهبت بعيدا في الخطورة التي كادت تهدم السقف على رؤوس الجميع عادت تدريجا لغة التهدئة لتحكم الخطاب السياسي المتوقع ان يخفت وصولا الى عودة الامور الى نصابها تماما كما في مرحلة ما قبل مؤتمر اللواء المتقاعد جميل السيد، مؤكدة دور الاتصالات العربية ولا سيما السعودية –السورية التي شهدت تحركا عبر موفد سعودي الى دمشق بعيدا من الاضواء ما اسهم في ترطيب الاجواء ولو نسبيا. الا ان المصادر لم تسقط من حساباتها امكان تجدد جولات العنف الكلامي باعتبار ان ما حتمها ليس موقفا داخليا وانما عنصران اساسيان اولهما استئناف المفاوضات وثانيهما مرتبط بالمحكمة الدولية ومتفرعاتها.

ولم تغفل المصادر في هذا المجال الاشارة الى اهمية زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه للعاصمة السورية امس ولقائه الرئيس بشار الاسد.

فرنجية ودمشق: وفي هذا الاطار، رفض مصدر عليم في تيار "المردة" إدراج زيارة فرنجية "الايجابية" في خانة "الوساطة"، "لأنه لا يتّقن دور الوسيط وهو بعيد كل البعد عنه خصوصاً بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واعتبر أنه يلعب في شكل أو في آخر دور صمام الأمان".

وقال لـ"المركزية" أن سوريا الحريصة على الوفاق في لبنان لم تعد تلعب الدور الذي لعبته في المرحلة الماضية أي التدخل المباشر، وهي بعدما فتحت أبوابها أمام الجميع تقف على مسافة واحدة من الافرقاء اللبنانيين وتأمل في أن يتوصلوا الى اتفاق في ما بينهم ولا سيما في ظل وجود حكومة الوحدة التي تضم الجميع.

وأكد المصدر ضرورة إفادة اللبنانيين من الموقف السوري الداعي كما السعودي أو المصري أو الايراني الى تحصين الوضع اللبناني غير المستقر والتوصل الى توافق ينأى بالساحة عن الصراعات الاقليمية والدولية ليثبتوا بذلك قدرتهم على ادارة شؤون بلادهم وانهم غير عاجزين عن التوصل الى حد أدنى من التوافق.

تمايز لا خلاف: الى ذلك، اوضح المصدر ان اعتبار البعض "سكوت" النائب فرنجية نوعاً من الحياد ليس دقيقاً، مشيرا الى ان فرنجية سيشدد خلال اطلالته الاعلامية الخميس المقبل على شاسة المؤسسة اللبنانية للارسال على أن المعارضة جسم واحد ورؤية واحدة وهناك توافق على مختلف القضايا ولو تمايز بعضهم في الأسلوب أحياناً، ولكن هذا التمايز لا يعكس لا تبايناً ولا خلافاً بل على العكس فالأيام المقبلة ستثبت أن المعارضة لا تزال هي هي ولو كان يطيب للآخرين أن يسجلوا ملاحظة من هنا اوهناك.

قلق اممي: وسط هذه الاجواء، برز موقف اممي لافت على اتصال بالتصعيد الداخلي عبر عنه المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي ابدى قلقا حيال الاستقرار في لبنان واكد عقب زيارة لوزير الخارجية والمغتربين علي الشامي عشية توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوزير الشامي الى نيوريورك غدا ،اصرار الامم المتحدة على حل اي اختلاف عبر الحوار الهادئ والعقلاني وعبر المؤسسات في الدولة.

الحريري والسيد: وفيما كان خط الاتصالات يشهد زخما ملحوظا في اتجاه التهدئة، اعاد اللواء السيد تصويب بوصلة الاتهامات في اتجاه رئيس الحكومة، معتبرا "أن الاساءات والتجريح والافتراءات الشخصية التي طاولته طيلة الاسبوع الماضي والتي قد تصدر مستقبلا من قبل نواب تيار "المستقبل" وصحيفته وتلفزيونه ومواقعه الالكترونية، إنما صدرت عن الرئيس الحريري وبإيعاز مباشر منه شخصيا. طالبا منه الإيعاز لأولئك النواب بتقديم اعتذار علني أو تقديم معلوماتهم التي افتروا بها على اللواء السيد الى القضاء والا وفي حال عدم وقف هذه الحملة، وفي حال عدم الاعتذار منه علنا أو عدم تقديم دعاوى قضائية ضده من قبل النائبين جمال الجراح وعقاب صقر، فإنه سيجد نفسه آسفا ومضطرا الى توجيه ردوده حاليا ومستقبلا نحو الرئيس سعد الحريري وعائلته شخصيا باعتباره مسؤولا عنهم، ولكن رده لن يكون الا بالوقائع المؤكدة وليس بالافتراءات الشخصية ".

المطار في المجلس: وقبل ساعات على التئام شمل مجلس الوزراء في قصر بعبدا التي سيغيب عنها وزير العدل ابرهيم نجار بفعل وجوده في المستشفى، وتاليا مطالعته حول شهود الزور بحيث يسهم عدم طرحها في ظل الاجواء المشحونة في سحب فتيل توتر اضافي كان مرشحا للتفاعل قالت مصادر في الغالبية لـ "المركزية" ان بعض وزرائها سيطرحون قضية ما جرى في المطار يوم السبت الفائت ودور الجيش ومهمة جهاز امن المطار ازاء الحاصل وعما اذا كان حديث حزب الله عن تنسيق مع هذا الجهاز صحيحا ،ذلك ان ما حصل يشكل ضربة قاضية للثقة التي بنيت بالمطار طوال السنوات الاخيرة.

المذكرة والمقابل: الى ذلك، كشفت اوساط سياسية مواكبة لاتصالات التهدئة عن ان التركيز منصب راهنا على ايجاد مخارج كفيلة بمعالجة اسباب الازمة محليا في ضوء مطالبة فريق 8 اذار بسحب مذكرة تبليغ السيد باعتبارها فتيل الازمة فيما تصر قوى 14 اذار على التمسك بها احقاقا للحق وارساء لمنطق القانون فوق الجميع وتاليا فإن اي تراجع سيهز هيبة الدولة ليكرس قوة الدويلة ،مشيرة الى ان البحث جار في صيغ عدة مطروحة . وفي هذا المجال سأل مصدر في الغالبية عن البديل الذي ستقدمه 8 اذارالتي اعتادت الاخذ من دون مقابل في حال تم التراجع عن مذكرة التبليغ، مشددا على عدم القبول بمساومات بعد اليوم لان الايام اثبتت ان هذا الفريق يستنزف الدولة وقدراتها لمصلحة دويلته الخاصة ولمشاريع اقليمية تستخدم الساحة اللبنانية كورقة ضغط في خضم الانهماك الدولي بمفاوضات السلام.

 

زياد القادري في الذكرى 21 لاغتيال والده: واهم من يظن اننا قد نفرط بشهدائنا

المركزية – في الذكرى الحادية والعشرين لاغتيال النائب ناظم القادري، اصدر نجله النائب زياد القادري بيانا قال فيه ان "والده كان شهيد الثوابت التي ندافع عنها اليوم" لافتا الى ان تمسكه بالمحكمة ليس للثأر والانتقام بل لمعرفة الحقيقة. واعتبر انه "واهم من يظن اننا قد نفرط بدماء شهدائنا مهما عظمت الصعوبات وكبرت التحديات"، وقال في بيان: "في مثل هذا اليوم، اغتيل والدي برصاص حاقد، في سياق مسلسل لم ينتهِ بعد، عنوانه إغتيال لبنان، وإغتيال كل من يخدم مصلحة لبنان وشعبه. كان المصاب أليماً، وكان الجرح كبيراً، ولكن ما كان يعزينا كعائلة، ويعزي أهلنا في البقاع، أن والدي استشهد من أجل لبنان وحريته وسيادته واستقلاله، وكان شهيد الثوابت التي ندافع عنها اليوم، وسنبقى ندافع عنها كل يوم، شهيد الوحدة الوطنية، وشهيد العيش المشترك، وشهيد السلم الأهلي، وشهيد العروبة الحقة والمعتدلة. ما أود أن أقوله اليوم، إن والدي أقوى من أن تستطيع رصاصات الغدر أن تغيبه. وأنا على خطاه في خدمة الوطن أمشي، مواطناً ومحامياً ونائباً، كما كان، مع كل الأوفياء الذين ترك لي ولهم حلم الجمهورية القوية، وحلم الوطن الحاضن لكل أبنائه. كان هذا الحلم الذي يضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار القاسم المشترك الذي يجمعه بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل المخلصين، فكانوا هدفاً لكل الحاقدين والمتآمرين على لبنان، وكان قدرهم أن يفدوا الوطن بدمائهم الطاهرة، كي يبقى حراً وسيداً ومستقلاً. نجدد الحلم اليوم مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وسائر أبناء الشهداء، نحمله أمانة في أعناقنا، كما نحمل دماء كل شهدائنا أمانة في أعناقناً أيضاً، واهم من يظن أننا قد نرضى التفريط بها، مهما عظمت الصعوبات وكبرت التحديات. في ذكرى والدي الشهيد أقول، لن نقبل أن يبقى القاتل مجهولاً. ومن هنا جوهر تمسكنا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لا للثأر والإنتقام، بل لمعرفة من اغتال رفيق الحريري وسائر الشهداء، من أجل حماية الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان.

 

الطفيلي: لبنان الى فتنة ودمار شامل

المركزية_ أكد الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي ان" تطورات الايام القليلة السابقة هي جزء من عقلية قديمة وحديثة في لبنان"، مشيرا في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" الى ان القيادات في لبنان لا تحمل في ذهنها مشروع دولة وليس في لبنان من يفكر بالانضباط في أطر القوانين"، ولفت الى اننا لذلك نتخبط في ويلات"، قائلا: "في لبنان مؤسسات ودستور ويفترض ان يتلقفه الجميع". ولفت الى ان "لبنان قبل العام 2005 لم يكن دولة بل كان عصابات، مشيرا الى ان" الجميع يعلم ان" البلد ذاهب الى دمار شامل وما يجري تمزيق له." واعرب الطفيلي عن اعتقاده "اننا ذاهبون نحو الفتنة، مشيرا الى انها فتنة حقيقية، ولا نتوقع أنها تغلب المصلحة الللبنانية"، مشيرا الى انه لا يحق لنا ان نأمل من الخارج في أي شيء".

واعتبر ان"لبنان بؤرة حيوية ومغرية لتزكية الصراع الشيعي - السني، مشيرا الى ان" موضوع الخلاف في لبنان ليس بسبب"شهود الزور"، مؤكدا ان"سلاح "حزب الله" مقدس ومن المصائب ان يتحول الى صدور الناس في بيروت بدل ان يكون ضد اسرائيل". وشدد على ضرورة وضع القوانين قائلا: لا نستطيع ان نقول اننا في مأمن ومفروض ان يكون السلاح في يد الدولة وان يكون تمويله لبنانيا وان يصار الى تشريع قوانين تجعل المقاومة رسمية وقرارها رسمي وانظمتها رسمية.

 

وفد من الاتحاد الاوروبي في الخارجية

المركزية – بحث الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة السفير وليم حبيب مع وفد من الاتحاد الاوروبي في رئاسة رئيس وحدة الامن النووي في مكتب التعاون والمساعدة الاوروبية للحد من مخاطر المواد الكيميائية والنووية والبيولوجية والمشقّة في تعزيز القدرات وتدريب الخبراء واهمية مشاركة لبنان فيه. كما عرض حبيب مع وفد آخر من جمعية رجال الاعمال اللبنانية – الكندية في رئاسة ارسلان سنو لموضوع زيارة الجمعية المرتقبة لكندا والمشاريع التي سيطرحونها هناك.

 

صفير استقبل سفير تركيا ومخزومي ووفدا من "مؤسسة الامام الحكيم": نؤكد أهمية التعاون بين المرجعيات الاسلامية والمسيحية لاحقاق السلام والامن

الصايغ نقل رسالة من الحريري تؤكد "الثوابت الوطنية والحرص على المحكمة

من ضمن التزامات كل الاطراف على طاولة الحوار وفي البيان الوزاري "

شمعون: عدم احترام الدولة والقوانين لا ينفع احد لاننا لا نعيش في غابة

وطنية - 21/9/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير النائب دوري شمعون، الذي سلمه دعوة للمشاركة في احتفال ازاحة الستار عن تمثال الرئيس الراحل كميل شمعون الذي سيقام في دير القمر بتاريخ 9/10/2010, كما جرى عرض للمستجدات والتطورات على الساحة المحلية.

وقال شمعون بعد اللقاء: "تناولنا بعض المواضيع السياسية المطروحة، ولا سيما الاستقبال العظيم الذي اقيم في المطار، ولكن لسوء الحظ ان الدولة غير موجودة في المطار حيث اقيم استقبال من هذا النوع لشخص مطلوب من قبل العدالة، وهذا ما لا افهمه ابدا. كنت اتمنى على الاشخاص الذين ذهبوا الى المطار لاستقبال جميل السيد ان يكونوا قد توصلوا الى درجة من الفهم والاستدراك ان اي عمل من هذا النوع سيؤدي الى نتائج سلبية على البلد بأكمله، وهذه النتائج السلبية كما تضر بالبلد ستضر بهم ايضا، لان عدم احترام الدولة والقوانين لا ينفع احد لاننا لا نعيش في غابة، واذا كان هؤلاء يظنون انهم يعيشون في غابة فليذهبوا ليعيشوا في مكان آخر، وليتخلوا عن الوظائف والمسؤوليات التي لديهم في الدولة، فإما ان يكونوا مسؤولين ويحترموا القوانين والانظمة او ان يكونوا غير مسؤولين".

سئل: الى اين سيصلون برأيك؟

اجاب: "هم لا يعرفون الى أين سيصلون، وبرأيي انا لست متخوفا من موضوع السلاح رغم ان العديد من الاشخاص يتخوفون منه. والذين استعملوا السلاح في الماضي فهموا جيدا ان لا احد يرضى باستعمال السلاح في الداخل، وفي كل مرة يستعملون قوتهم ويبرزون عضلاتهم، في ظل السلاح الموجود لديهم على انه للمقاومة ضد اسرائيل، فان اسطورتهم هذه تنكشف ويتبين انها "خلط بخلط"، وان العملية بأثرها هي التسلط على لبنان والحكم".

سئل: هل من لقاء سيجمع قوى 14 اذار مع الرئيس الحريري؟ اجاب: "لم اتبلغ اي امر بهذا الخصوص، انما من الضروري ان يحصل في اقرب وقت ممكن لانه منذ فترة لم يحصل لقاء موسع، وقد حان الوقت لهذا اللقاء".

سفير تركيا

ثم استقبل صفير سفير تركيا اينان اوزيلديز في زيارة بروتوكولية تعارفية، وتم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.

"اوكسيليا"

كما التقى رئيس جمعية "اوكسيليا" الدكتور اسعد نصر الذي اطلعه على نشاطات الجمعية، خصوصا في بلدان الاغتراب حيث يجري العمل على افتتاح ثلاثة مكاتب جديدة في بلجيكا وسويسرا ونيجيريا.

"مؤسسة الامام الحكيم"

واستقبل صفير وفدا من "مؤسسة الامام الحكيم" في لبنان برئاسة امين عام المؤسسة السيد علي الحكيم الذي نقل اليه تحيات المرجعية الدينية في النجف وقم واهتمامها بالوجود المسيحي في المشرق وحرصها على التعاون مع المرجعيات الدينية المسيحية في لبنان والعراق والفاتيكان من اجل حماية هذا الوجود. كما عرض الوفد آفاق التعاون بين مؤسسة الامام الحكيم والبطريركية المارونية من اجل تعزيز الحوار الاسلامي - المسيحي وتشكيل لجان مشتركة في هذا الاطار.

وسلم الحكيم البطريرك صفير نسخة من مجلة "العراق اليوم" التي تضمنت ملفا خاصا عن الوجود المسيحي في الشرق الذي تم اعداده عشية انعقاد السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الاوسط.

من جهته رحب البطريرك صفير بالوفد وشكر المؤسسة والمرجعيات الدينية في العراق اهتمامها بالواقع المسيحي، واكد "اهمية التعاون بين جميع المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية لاحقاق السلام والامن في مختلف بلدان المنطقة".

الصايغ

والتقى بعد ذلك المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور داوود الصايغ الذي نقل اليه صفير رسالة من الرئيس سعد الحريري "تؤكد الثوابت الوطنية التي كانت ولا تزال المرتكز الاساسي للعلاقة بينهما، وفي طليعتها الحرص على العيش المشترك وعلى السلم الاهلي والاعتدال والحوار وعلى تحصين الدولة الحاضنة للجميع ودعم مؤسساتها لكي تكون المرجعية الوحيدة للبنانيين".

كما نقل الصايغ للبطريرك صفير "ان دولة الرئيس اذا كان حريصا اشد الحرص على صون الاستقرار والوحدة الداخلية والوفاق، فان حرصه على المحكمة الدولية واستمرار عملها هو من ضمن الالتزامات التي اجمع عليها كل الاطراف على طاولة الحوار وفي البيان الوزاري، فالمحكمة الدولية هي ضمانة للعدالة ولكل من يريدها كونها اقرت من اعلى مرجع دولي، وهي تعمل وتصدر بياناتها واحكامها على مرأى ومسمع من العالم كله. فالعنف بمختلف اشكاله هو نقيض كل ما يمثله لبنان من مركز طبيعي لحوار الاديان والثقافات ومن رسالة الى العالم، وان جهود غبطته في هذا السبيل في الثبات على المواقف اياها هي خير مرشد لطريق العمل الوطني الصحيح".

وقد استبقى غبطته الدكتور صايغ الى مائدة بكركي.

مخزومي

واستقبل صفير رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي، الذي أعلن "أن المطلوب حاليا تعزيز أدوار المؤسسات الدستورية ومواجهة الأزمة السياسية المتصاعدة داخل مجلس الوزراء وعبر المؤسسات وتكريس الوحدة الوطنية سقفا ضروريا للحفاظ على السلم الأهلي، فضلا عن توحيد القرار السياسي تحت لواء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أجل حماية المؤسسات"، مثنيا على "الجهود المبذولة من قبل الرئيسين سليمان ونبيه بري، فضلا عن المساعي التوفيقية المشكورة لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط".

ودعا مخزومي رئيس الحكومة إلى "تفعيل حراكه السياسي في ما بين جميع القوى السياسية لما يمثله ترؤسه حكومة الوحدة الوطنية من فرصة للم الشمل"، مثنيا على "حفاظه على خط الإعتدال والوسطية".

وتناول مخزومي الغداء على طاولة غبطته، ووضعه في أجواء محادثاته الأوروبية في كل من فرنسا وبريطانيا، حيث كانت له مباحثات مع كبار المسؤولين ومناقشات حول سبل إرساء الإستقرار في لبنان والمنطقة.

 

سليمان اطلع من وليامز على عمل اليونيفيل في الجنوب ويترأس جلسة مجلس الوزراء عصرا وعلى جدول أعمالها 59 بندا

وطنية - 21/9/2010 يرئس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا عصر اليوم جلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعمالها 59 بندا إضافة إلى الأوضاع العامة السائدة على الساحة اللبنانية.

مايكل وليامز/واستقبل الرئيس سليمان قبل الظهر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي أطلعه على عمل اليونيفيل في الجنوب والتنسيق القائم مع الجيش اللبناني في إطار حفظ الأمن ومواصلة تطبيق القرار 1701.

 

زوار الحريري نقلوا عنه تمسّكه بدور حكومة الوحدة ومعالجة الأمور الحياتية للمواطنين

نهارنت/إستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الكبير اليوم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد. كما استقبل منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية في حضور السيد نادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود، وعرض معهما الأوضاع العامة والمستجدات. كما بحث الحريري مع الرئيس التنفيذي لنقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي معروف بكداش مطالب النقابة وشؤونها وخصوصا ما يتعلق بموضوع إنشاء المسلخ الحديث في منطقة الكرنتينا، والتعويضات لمزارع المواشي في منطقة الشويفات وموضوع تشجيع إقامة مزارع كبيرة لتسمين وإنتاج المواشي، إضافة إلى مسألة الأملاك في منطقة المدور. وأوضح بكداش بعد اللقاء "أن الرئيس الحريري أبدى تفهما للمطالب المطروحة من قبل النقابة، ووعدنا بالاهتمام بها ودراستها مع المعنيين".

واستقبل الرئيس الحريري ظهرا النائب تمام سلام الذي قال على الأثر: "لمسنا لدى دولة الرئيس حرصا كبيرا لمتابعة شؤون الدولة وشؤون الناس والاستحقاقات والقضايا السياسية إلى جانب القضايا الحياتية والمعيشية للمواطن، وبالتالي أن يكون للدولة ومؤسساتها ومسؤوليها الموقع المتقدم في معالجة الأمور وفي وضعها في نصابها حرصا على المواطن وعلى واقع الحياة اليومية لهذا المواطن وعلى تبديد المخاوف والقلق واليأس الذي تكون في الفترة الماضية".

كما نقل سلام أن الحريري يعول كثيرا على دور الحكومة ودور مجلس الوزراء، كما كان ذلك في الفترة الماضية، "وسيستمر في هذا الاتجاه، نعم صدقية ودور مجلس الوزراء، إذا أراد كل الفرقاء السياسيين المشاركين في هذا المجلس أن يقوموا بتسديد ما عليهم من قسط تجاه حكومة الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمور في لبنان في إطارها الصحيح، عليهم جميعا القيام بدورهم الصحيح من خلال مجلس الوزراء وليس من خارجه، فكل ما نشهده على مستوى ما حصل وما يحصل من ضجيج وتجاوزات وحتى تعديات خارج إطار مجلس الوزراء سيكون حتما على حساب الوطن والمواطن مهما اعتقدت فئة من هنا أو هناك أن هذا الأمر يعود لصالحها أو لنفوذها أو لموقعها أو لتفوقها على غيرها من الفئات في البلد". 

 

توقيف لبناني في شيكاغو بعدما زرع قنبلة وهمية

نهارنت/اعتقلت السلطات الأميركية في مدينة شيكاغو الاميركية اللبناني سامي سمير حسون البالغ من العمر 22 عاماً بتهمة وضع كيس اعتقد انه يحتوي على متفجرات في المدينة، ولأنه تحدث عن نيته تسميم بحيرة ميتشيغن وتفخيخ ناطحة مشهورة وحتى اغتيال رئيس البلدية ريتشارد دالي. وقال مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" في شيكاغو إنه وجهت إلى حسون تهمة محاولة استخدام أسلحة للدمار الشامل ومحاولة تفجير عبوة ناسفة. وأضاف ان حسون اعتقل في وقت مبكر الأحد بعدما زرع متفجرة وهمية سلمه إياه عميل سري في "الاف بي آي".

وأوضح ان عملية الاعتقال جرت بناء على تحقيق يعود الى ثلاثة أشهر. وقد مثل حسون أمس أمام القاضي سوزان كوكس في شيكاغو قائلاً لها انه يفهم الاتهامات الموجهة اليه.

 

كتلة المستقبل: التمسك بالاجماع اللبناني الذي قام حول المحكمة الدولية ورفض الاتهامات وتضليل التحقيق  

وكالات/عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الدوري الأسبوعي عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وقد استعرضت وناقشت التطورات الراهنة في البلاد وأصدرت بيانا تلاه النائب سمير الجسر في ما يلي نصه:

أولاً: وسط الغبار المسيطر على البلاد الذي يثيره الصخب السياسي والإعلامي خلال الفترة الراهنة يهم كتلة المستقبل النيابية العودة إلى التأكيد على الثوابت التالية:

1- إن لبنان السيد الحر المستقل وطن نهائي لجميع ابنائه قائم على العيش المشترك الإسلامي- المسيحي وهو عربي الانتماء والهوية يرتكز نظامه على الديمقراطية البرلمانية وهو بلد الحريات واحترام الآخر وتداول السلطة بالطرق السلمية وعبر الوسائل الديمقراطية وبالتالي، لا أفضلية للبناني على لبناني إلا بقدر الالتزام بهذه المبادئ التي تقوم عليها الدولة اللبنانية وقوانينها بكل مؤسساتها لرعاية جميع المواطنين.

2- لقد شكل الميثاق الوطني الذي توافق عليه اللبنانيون في الطائف بكل مندرجاته منطلق تجديد التعاقد اللبناني ومنطلق ترسيخ صيغة العيش اللبناني المشترك والقائمة على بسط وتعزيز سلطة الدولة ومؤسساتها على كامل الأراضي اللبنانية ورفض ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي ورفض التوطين للفلسطينيين وترسيخ العلاقات اللبنانية- العربية عموما، وعلى وجه الخصوص العلاقات المميزة مع الشقيقة سوريا القائمة على الاحترام المتبادل لاستقلال وسيادة البلدين الشقيقين. وعلى ذلك تؤكد كتلة المستقبل النيابية تمسكها والتزامها الكامل باتفاق الطائف بمندرجاته كافة وبأهمية التقدم المستمر على مسارات تطبيقه.

3- لقد شكلت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار والإغتيالات السياسية اللاحقة لإغتياله، نقطة إجماع لدى اللبنانيين للتأكيد على التمسك بالاستقلال والسيادة والحرية والنظام الديمقراطي، والاتفاق على العمل للكشف عن الحقيقة و تحقيق العدالة بإماطة اللثام عن هذه الجريمة عبر المحكمة الدولية بما يسهم أيضاً في الحد من تكرار مثل هذه الجرائم بحق أي من اللبنانيين وقياداتهم ولا يعود لبنان بالتالي مسرحا لارتكاب الجرائم السياسية دون أي وازع بسبب بقاء المجرمين في منأى عن العقاب ولا يطالهم حكم القانون. وقد تم الإجماع على هذه القناعة في هيئة الحوار الوطني الذي شددت الحكومة اللبنانية على تبنيه والزمت الحكومات اللبنانية المتعاقبة نفسها به بما فيها الحكومة الحالية عبر البيانات الوزارية وهي الحكومات التي حصلت على ثقة نواب الأمة على أساس منه.

4- إن كتلة المستقبل النيابية رفضت وترفض من الأساس أي اتهام لأي طرف، وتعتبر أن الكشف عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه هي مهمة منوطة حصراً بهذه المحكمة. كما رفضت من الأساس أي عمل ومن أي جهة كان، لإعاقة سبيل المحكمة في سياق بحثها عن الحقيقة لتحقيق العدالة. وعلى ذلك فأن كتلة المستقبل النيابية تعيد التأكيد على تمسكها بنقاط الإجماع اللبنانية التي توافق عليها اللبنانيون والتزمت به الحكومات اللبنانية وعلى وجه الخصوص قيام المحكمة الدولية ودعم عملها توصلاً لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة.

ثانياً: يهم الكتلة ان تأكد على مواقفها المبدئية اليوم في الذكرى السنوية لإغتيال الشهيدين النائب ناظم القادري والنائب أنطوان غانم والتي تجعلنا اكثر ايمانا وثباتا على رفض واستنكار وادانة الجرائم السياسية والإصرار على حق اللبنانيين في الحرية والعدالة سبيلا لحياة آمنة ومستقرة.

ثالثاً: توقفت كتلة المستقبل أمام العراضات الأمنية والسياسية والإعلامية التي ظهرت في مطار رفيق الحريري الدولي ومحيطه وحرمه وبعض شوارع العاصمة يوم السبت الماضي من قبل حزب الله مما روع المواطنين وأعطى عن لبنان صورة مقلقة أمام اللبنانيين وأمام العالم بشأن ضعف استقراره وتلاشي صورة دولته. ان ما حصل من ممارسات يؤكد مضمون السؤال عن الغاية من هذه التصرفات ودوافعها وأهدافها المستنكرة والمرفوضة كما ويعيد طرح السؤال أمام اللبنانيين وأمام الرأي العام: ماذا يفعل سلاح وأمن المقاومة على مدارج المطار وفي صالون شرف وقاعات مطار رفيق الحريري الدولي، وما هو ذلك الهدف النبيل الذي يقف خلف اقتحام حرم المطار وصالاته؟

إن كتلة المستقبل النيابية التي تستنكر هذه الممارسات والمظاهر تعيد التأكيد على التمسك بتطبيق القانون والنظام واحترام أحكام وقرارات السلطة القضائية، وعلى أهمية دعم ومساعدة مؤسسات الدولة الأمنية من أجل الحفاظ على سيطرتها وسلطاتها في إطار القوانين المعمول بها. كما تكرر الكتلة مطالبتها بالدعوة إلى قيام وتحقيق بيروت مدينة منزوعة السلاح مقدمة لتحقق هذا المفهوم والمبدأ في كل المناطق اللبنانية.

رابعا: في ضوء احتدام المساجلات وتدن مستواها والاستسهال الذي يمارسه البعض في التهجمات واطلاق التهم ومن استعادة الخطاب التخويني والتهديدي الذي يدفع بالبلاد إلى المزيد من التشنج ونحو الانقسامات الطائفية والمذهبية، وبالنظر إلى المخاطر التي تحيط بلبنان، فإن الكتلة تهيب بالجميع الاتعاظ من التجارب المريرة التي عانت منها البلاد وعانى منها المواطنون وتشدد بالتالي على العودة إلى اعتماد الخطاب الوطني الذي يخدم البلاد ويصون وحدتها ويضمن لها مستقبلها.

 

 جوني عبده: ليس هناك اي مذكرة قضائية في حقي على الاطلاق

وطنية - 21/9/2010 صدر عن السفير السابق جوني عبده اليوم البيان الآتي: "صورت بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، وعن قصد، في معرض دفاعها عن سلاح غير شرعي اجتاج مطار رفيق الحريري الدولي،أن السفير السابق جوني عبدو دخل لبنان عنوة بحماية رسمية رغم وجود مذكرات قضائية في حقه، وذهب البعض الى نعتها بمذكرات توقيف.

حيال ذلك، يهم السفير جوني عبده إيضاح ما يأتي:

أولا - ليس هناك أي مذكرة قضائية في حقه على الإطلاق.

ثانيا -إن الحكم الغيابي الذي أصدرته محكمة المطبوعات برئاسة الأستاذ روكز رزق، قد ألغي وجوده وانتهت كل مفاعيله، بمجرد تقديم اعتراض قانوني من قبل وكيل السفير عبدو المحامي الأستاذ فؤاد شبقلو، وقد عينت المحكمة المختصة جلسة لبدء المحاكمة من جديد.

ثالثا -إن السفير السابق جوني عبده لا ولن يخالف القانون ولا ولن يستعين بقوة غير شرعية لتأمين حمايته.

رابعا - يرجو السفير عبده من وسائل الإعلام التأكد من وزارة الخارجية إذا كان يحق لسفير سابق دخول البلاد عبر صالون الشرف. كما من جهاز أمن المطار مما إذا كانت الحماية الشرعية التي واكبت السفير عبدو قد دخلت الى حرم المطار،ام بقيت خارجه.

خامسا -الرجال-الرجال هم الشهداء الكبار الكبار،الأحياء منهم والأموات، قد غابوا وغيبوا معهم الإبداع والألمعية في استنباط الحلول الوطنية تاركين للصغار الصغار الكذب والنفاق، ليبقى مصدر رزقهم".

 

وليامز التقى بري: الخلافات يجب أن تحل بهدوء ومن خلال الحوار الوطني

نهارنت/لفت المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، الى أننا "تناولنا قضايا عديدة محلية واقليمية والقرار الدولي رقم 1701". وأشار وليامز الى أننا "بحثنا مع بري الوضع المحلي في لبنان وتأثيره على القرار 1701، مشددا على أن الخلافات يجب أن تحل بهدوء ومن خلال الحوار الوطني، وبالتشديد على مؤسسات الدولة على جميع اللبنانيين أن يعملوا على حماية هذه المؤسسات التي هي اساس الاستقرار في اي في بلد بما في ذلك لبنان، وان الحوار وحده يمكن ان يدفع البلاد الى الامام، بالاضافة الى الحفاظ على استقرار، وانا اعتقد ان على الجميع العمل لهذا الحوار". وكان وليامز قد لفت بعد لقائه وزير الخارجية علي الشامي الى أهمية مشاركة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية في الجمعية العامة لأنها تمثل فرصة هامة جداً للبنان ولبحث القرار 1701، مشيراً الى التدهور الأخير والتوتر الحاصل الذي ولد الشعور بالقلق حيال الاستقرار في لبنان. وأكد وليامز أن الأمم المتحدة ما تزال تصر على أن أي اختلاف يجب أن يحل عبر الحوار الهادئ والعقلاني بين كل الفرقاء ومن خلال عمل المؤسسات.

واستقبل بري بعد ذلك السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان مورا كونالي في حضور الساحلي وحمدان في زيارة بروتوكولية، تم خلال الحديث في المستجدات الراهنة.

وبعد الظهر، استقبل سفير فرنسا دوني بييتون، في حضور الدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي، وعرض معه التطورات الراهنة. من جهة أخرى، تلقى بري برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبرقية مماثلة من نائبه رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وتلقى أيضا برقيات تهنئة بعيد الفطر من كل من رئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد الراضي، رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين التونسي عبد الله القلال.

 

اللواء جميل السيد: الافتراءات في حقي من قبل نواب "المستقبل" صدرت بإيعاز مباشر من الحريري

نهارنت/صدر عن المكتب الاعلامي للواء الركن جميل السيد بياناً، أشار فيه إلى أنه "عطفاً على المداخلة التي قام بها المحامي الاستاذ فؤاد شبقلو، في برنامج "بكل موضوعية" على محطة تلفزيون MTV بتاريخ الأمس، وتطرق فيها الى اللواء جميل السيد بإيجابية وموضوعية، بما يشكل اعتذاراً ضمنياً لائقاً عن اساءات سابقة كان قد وجهها اليه على محطة تلفزيون "المستقبل"، فقد أوعز اللواء السيد الى محاميه بالتراجع عن دعوى التشهير والقدح والذم في حق الاستاذ شبقلو واعتبار هذا الموضوع منتهياً".

وأضاف البيان: "من جهة أخرى، أوضح اللواء السيد بأنه ليست هنالك خصومة بينه وبين أي من نواب تيار "المستقبل"، سوى الخصومة السياسية، في حين أن خصومته هي شخصية وسياسية مع دولة الرئيس سعد الحريري بسبب ممارسات عدة استهدفت اللواء السيد في السنوات الخمس الماضية، وعلى رأسها قضية شهود الزور والاعتقال السياسي واهانة كرامات ضباط خدموا في السابق بأمرته في المديرية العامة للأمن العام". ولفت إلى انه بناء عليه، يرى اللواء السيد أن الاساءات والتجريح والافتراءات الشخصية التي طاولته طيلة الاسبوع الماضي والتي قد تصدر مستقبلا من قبل نواب تيار "المستقبل" وصحيفته وتلفزيونه ومواقعه الالكترونية، إنما صدرت عن الرئيس سعد الحريري وبإيعاز مباشر منه شخصياً.

وأوضح أنه "على هذا الأساس يطلب اللواء السيد من الرئيس سعد الحريري الإيعاز لأولئك النواب بتقديم اعتذار علني أو تقديم معلوماتهم التي افتروا بها على اللواء السيد الى القضاء الذي يدعون الايمان به، ليبنى على الشيء مقتضاه القانوني". وفي هذا المجال يخص اللواء السيد بالذكر، "النائب جمال الجراح في افترائه بالقول إن اللواء السيد قد اشترى منزله في البقاع بعد ابتزاز اصحابه من آل مبارك بتهمة التعامل مع اسرائيل. ويخص بالذكر أيضا النائب عقاب صقر في افترائه بالقول ان اللواء السيد قد ابتز آل الشاغوري، وأنه ابتز شركة Virgin لتنفيذ عقد لصالح ابنه المحامي مالك السيد، وأنه سعى الى بيع قضية شهود الزور الى سعد الحريري بواسطة سمسار، وغير ذلك من الاساءات". وختم البيان: "ويأسف اللواء السيد أنه في حال عدم وقف هذه الحملة الدنيئة، وفي حال عدم الاعتذار منه علنا أو عدم تقديم دعاوى قضائية ضده من قبل النائبين الجراح وصقر، فإنه سيجد نفسه آسفاً ومضطراً الى توجيه ردوده حالياً ومستقبلاً نحو الرئيس سعد الحريري وعائلته شخصياً باعتباره مسؤولاً عنهم، ولكن رده لن يكون الا بالوقائع المؤكدة وليس بالافتراءات الشخصية الدنيئة". 

 

انتصار الدويلة الايرانية على لبنان

خيرالله خيرالله/ايلاف

هذه محاولة اخرى وليست اخيرة للقضاء على الدولة اللبنانية من منطلق ان لبنان لا يمكن ان يعيش من دون وصاية وانه وطن لا يستحق الحياة. في مطار بيروت الدولي، مطار رفيق الحريري، انتصرت دويلة "حزب الله"، وهو لواء في "الحرس الثوري" الايراني، على الدولة اللبنانية وكأن الانتصار على لبنان بديل من الانتصار على اسرائيل. الانتصار ليس نهائيا بعد، بل هو اقرب الى معركة في سياق حرب طويلة يتعرض لها الوطن الصغير منذ العام 1969 تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم وحتى قبل ذلك عندما بدأ السلاح غير الشرعي الفلسطيني وغير الفلسطيني يتدفق على لبنان عن طريق جهة معروفة.

 كثيرون مرّوا على مطار بيروت... ثم رحلوا. لم تكن تلك المرة الاولى التي تجتاح فيها احدى الميليشيات المطار لتأكيد انها تتحكم بمفاصل الدولة وببوابة لبنان على العالم. سبق للمسلحين الفلسطينيين ان فعلوا ذلك على طريقتهم وان ببعض الخفر والحياء. كذلك سبق للسوريين، كنظام وليس كشعب طبعا، ان فعلوا ذلك واستخدموا كل الرموز، بما في ذلك الحواجز الامنية التي تدقق في هويات المسافرين اللبنانيين، لتأكيد ان المطار تابع لهم. رفعوا لمدة طويلة الصور والشعارات التي تشير من دون لبس الى ان المطار خاضع للسيادة السورية وانه مطار تابع، او ملحق بمطار آخر ليس الاّ.

لا جديد، اذا، في ما يخص المطار. كل من يريد وضع يده على الدولة اللبنانية فعل ذلك انطلاقا مما هو متوافر لديه. في هذه الايام، المتوافر ضابط لبناني متقاعد موضوع في الواجهة في المعركة التي يخوضها "حزب الله" ومن هم وراءه في دمشق وطهران مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. المهم وسط كل ما يجري، ان المطار رسالة موجهة الى كل من يهمه الامر فحواها ان على المجتمع الدولي التعاطي مع "حزب الله" في شأن كل ما له علاقة بالمحكمة الدولية وان المعادلة المطروحة في غاية البساطة : اما لبنان واما المحكمة الدولية. لن يكون وجود للبنان والمؤسسات اللبنانية في حال تابعت المحكمة الدولية، التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي سبقت الاغتيال وتلته، القيام بالمهمة المنوطة بها.

بعد غزوة المطار بحجة ان من الضروري ان يكون ضابط سابق هدد رئيس مجلس الوزراء فوق القانون، يمكن القول ان "حزب الله" اقدم على خطوة تصعيدية جديدة تندرج في سياق تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية وتاجيج الفتنة الطائفية والمذهبية في الوقت ذاته. ما يفترض بكل لبناني ان لا ينساه ان تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية مستمر منذ ما قبل اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005. فرفيق الحريري مُنع من الاقدام على اي خطوة تصب في خدمة بناء المؤسسات بما في ذلك السعي الى ارسال الجيش اللبناني الى جنوب لبنان في مرحلة معينة. فجأة وبعد حرب صيف العام 2006 واستنجاد "حزب الله" بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الشرعية، وهي حكومة مقاومة حقيقية، صار ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ضرورة وطنية ولم يعد الجيش "حارسا" للحدود مع اسرائيل لتبرير منعه من تأدية مهمته الوطنية... وهي المهمة التي وجد من اجلها اصلا.

من سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي جاءت مباشرة بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وصولا الى الاحداث الاخيرة في الجنوب اللبناني حيث بات ممنوعا على القوة الدولية، بواسطة ما يسمّى "الاهالي"، تنفيذ مهماتها بموجب القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الامن، مرورا بافتعال حرب صيف العام 2006 لتمكين اسرائيل من تدمير جزء من البنية التحتية للبلد ثم الاعتصام في وسط بيروت وتعطيل الحياة فيها لاستكمال ما عجز العدوان الاسرائيلي عن القيام به، هناك خيط رفيع يجمع بين كل هذه الاحداث. انه الخيط ذاته الذي يربط بين احداث مخيم نهر البارد وغزوة بيروت والجبل الدرزي في السابع والثامن والتاسع والعاشر من ايار- مايو 2008 وصولا الى غزوة المطار وقبلها الصدامات ذات الطابع المذهبي الفاقع والمستهجن في منطقة برج ابي حيدر. هذا الخيط اسمه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

 لم تعد هناك اسرار في الوطن الصغير. اللعبة صارت مكشوفة. هناك حرب متجددة على لبنان من اجل الغاء المحكمة الدولية. السؤال هل يستمر الشعب اللبناني في مواجهة الحرب وحده، ام هناك بين العرب من هو على استعداد لقول كلمة حق، بما في ذلك ان المعركة معركة عربية ايضا، بل معركة عربية بامتياز؟

 ما يتعرض له لبنان حاليا ليس امرا طبيعيا يمكن المرور عليه مرور الكرام. انها عملية وضع يد من الدويلة الايرانية القائمة داخل الارض اللبنانية على الدولة اللبنانية. تشمل هذه العملية تدمير المؤسسات الواحدة تلو الاخرى مع تركيز خاص على القضاء وعلى الاجهزة الامنية. ينفذ هذه العملية حزب لديه امكانات مالية ضخمة وميليشيا قادرة على اجتياح مناطق لبنانية واسعة وادوات كثيرة لا تحصى بينها اداة مسيحية اسمها النائب ميشال عون. هذا النائب الذي لا يخجل من وضع نفسه في تصرف من اقدم على غزوة مطار بيروت وتوفير غطاء لكل من يخرق القانون. الادهى من ذلك كله، ان كل ما نشهده اليوم في لبنان يصب في خدمة فتنة مذهبية يمكن ان تؤدي الى تفجير المنطقة كلها. تكفي نظرة الى ما تتعرض له الكويت والبحرين والعراق، على سبيل المثال وليس الحصر، لادراك مدى خطورة الوضع الاقليمي الراهن. اكثر من ذلك، تكفي نظرة الى كيفية توظيف الخلافات المذهبية في تهميش العرب، للتأكد من ان الحرب على لبنان حرب على العرب ايضا. نعم هناك حرب على لبنان. هناك من هو على استعداد لالغاء لبنان في حال لم تلغ المحكمة الدولية. لماذا لا يكون هناك موقف عربي واضح، ولو لمرة واحدة، يسمي الاشياء باسمائها ويقول ان من المعيب ترك لبنان وحده في مواجهة من يعتبرون ان منطق الدويلة اقوى من منطق الدولة وان مسلسل الاغتيالات الذي بدأ في العام 1977 بكمال جنبلاط يجب ان يستمر من دون حسيب او رقيب وان منطق العدالة لا وجود له في بلاد الارز...

 

يا سعد الحريري.. لا تمد يدك لمن يريد قطع أيدي سنة لبنان 

بقلم : خالد أبوظهر /القناة 

بينما أكد النائب عقاب صقر أن يد الرئيس سعد الحريري مازالت ممدودة رغم كل الإساءات التي تلقاها من حزب الله وحلفائه ، فإن حزب الله أكد بدوره قطع كل يد تمتد إلى اللواء السابق جميل السيد المطلوب للاستجواب أمام العدالة بسبب تهديدات علنية وجهها الأخير إلى الحريري وغيره من القيادات اللبنانية.

ومازال الرئيس الحريري متمسكاً بموقفه التوافقي رغم كل التهديدات في محاولة للوصول إلى أرضية مشتركة تنقذ لبنان من الانزلاق إلى فتنة داخلية مدمرة ، ولكن هذا الموقف يقابل بتصعيد كلامي من حزب الله وحلفائه، إضافة إلى تصعيد على الأرض وصل إلى ذروته بتحدي الدولة والقضاء عندما أرسل حزب الله عناصره المسلحة لاقتحام مطار بيروت الدولي لتأمين حماية اللواء السيد من أن تطاله يد العدالة وهو عائد من الخارج ، ووفر له حماية مسلحة حتى في محيط منزله بحيث انضم المطار إلى محمية حزب الله.

وسياسة قطع الأيدي التي يهدد بها حزب الله وينافسه فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوجهها الحزب أيضا إلى إسرائيل والصهيونية، ولكنه في الحقيقة لا يمارسها إلا ضد سنة لبنان وقيادات السنة في لبنان، وذلك من ضمن خطته لإلغاء الوجود السني من النظام اللبناني والهيمنة على هذا النظام خدمة لأهداف إيران. وأمام إصرار حزب الله على سياسة قطع أيدي السنة فإننا نربأ بالرئيس الحريري من أن يواصل سياسة اليد الممدودة لمصافحة من يريد أن يقطع أيدي السنة ويقضي على الدولة اللبنانية ، فالمطلوب إذاً ومن الآن التخلي عن أسلوب رد الإساءة بقبلة فالسنة ليسوا ضعفاء وليسوا (مكسر عصا) لكل من هب ودب فهم قادرون على حماية أنفسهم وحقوقهم ولكنهم يتطلعون إلى قياداتهم ليصدر عنهم الموقف القوي الذي يحمي كرامة السنة ويدافع عن حقوقهم. وعندها لن يستطيع أحد بأن يهدد بقطع أيدي السنة بل هم يستطيعون أن يقطعوا ألسنة كل من يتطاول عليهم.

 

حزب الله نزل إلى المطار لكسر كلام جعجع

بيروت أوبزارفر/رداً على الإنتقادات التي رافقت نزول حزب الله الى المطار لاستقبال اللواء السيد، قالت أوساط في المعارضة لصحيفة الديار ان هذا النزول جاء «لكسر» كلام الدكتور سمير جعجع عندما قال سيجري توقيف اللواء جميل السيد، اضافة الى ان النزول جاء للتأكيد للقضاء اللبناني ان المعارضة لن تسمح بعد اليوم لأي تجاوز للقانون وهي بذلك تفتح ملف القضاء في لبنان، كذلك فان الاوساط في المعارضة تضيف ان نزول حزب الله تأكيد إضافي ان لا تراجع في قضية شهود الزور مهما كانت النتائج لأن الحزب أبلغ من يعنيهم الأمر من مرجعيات عليا في البلاد أن التسويف والمماطلة هما سيد الموقف في عمل وزارة العدل بعد تكليف نجار في تحضير الملف

 

غازي يوسف :حزب الله مجموعة خارجة على القانون والأعراف

بيروت اوزارفر/اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف أن الكتلة بحثت الاثنين الجو السياسي القائم في البلد بكل جوانبه، مؤكداً أن هناك ثوابت أرساها الرئيس سعد الحريري ومنها ما عبّر عنه في حديثه لـ"الشرق الأوسط"، لجهة طي صفحة الخلاف مع سوريا والتعاطي معها بطريقة العقل والمنطق التي تعاطى فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس بشار الأسد. كما أكد في حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط"، ان هناك ثابتة أساسية لن يتخلّى عنها فريقه وهي المحكمة الدولية واستمرارها، معتبراً ان الصراع الآن يدور بين فريق يريد الدولة والمؤسسات، ومجموعة خارجة على القانون والأعراف "حزب الله" وتعتبر نفسها هي الدولة والشرعية، وتنقلب على الحياة الديمقراطية وما أفرزته الانتخابات من أكثرية وأقلية

 

الكويت تسقط جنسية مرجع شيعى لتطاوله على السيدة عائشة 

الكويت - وكالات/اعتمد مجلس الوزراء الكويتى مشروع مرسوم بإسقاط الجنسية عن رجل الدين الشيعى ياسر الحبيب، القريب من المرجع الشيعى العراقى آية الله السيستانى، والذى تقول الكويت إنه وجه إساءات بالغة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة زوجة الرسول عليه السلام. واستعرض مجلس الوزراء الكويتى تقريرا من وزير الداخلية الشيخ جابر خالد الصباح، أوضح فيه أن الحبيب صدر ضده العديد من الأحكام القضائية فى شأن جرائم تنطوى على التطاول على الرموز الدينية والمساس بالمصلحة الوطنية، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية. وقال تقرير وزير الداخلية إن هناك إجراءات تمت (فى شأن التعميم على المرجع الشيعى عربيا ودوليا بناء على طلب من النيابة العامة، وكذلك مخاطبة الإنتربول الدولى بهذا الشأن وعدم تجديد جواز سفره). ونشرت الوكالة: (بناء على المادة 13 من المرسوم بقانون لسنة 1959 فى شأن الجنسية الكويتية وتعديلاته وتلبية لمقتضيات المصلحة العليا للبلاد، فقد اعتمد المجلس مشروع مرسوم بسحب الجنسية الكويتية من المدعو ياسر يحيى عبدالله حبيب غلام الحبيب، وممن اكتسبها معه بطريقة التبعية). 

 

ريفي زار شعبة المعلومات مهنئا بإنجازاتها: لمزيد من الجهود في سبيل سلامة مواطنينا وحماية لبنان

وطنية - 21/9/2010 زار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ظهر اليوم شعبة المعلومات، في مقرها في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حيث إجتمع بضباطها في حضور رئيس الشعبة العقيد وسام الحسن، "تقديرا لجهودهم"، وهنأهم على "الإنجازات التي حققوها على الصعد كافة، من خلال قيامهم بالواجبات المناطة بهم بشكل احترافي ومشرف، لا سيما في مكافحة الجرائم الإرهابية وإماطة اللثام عن جرائم مهمة، اضافة إلى الإنجاز النوعي والتاريخي غير المسبوق في الصراع العربي ـ الإسرائيلي من خلال تفكيك 23 شبكة تجسس منذ بداية العام 2009 وتوقيف العديد من العملاء، مما ساهم في القضاء على البنية التجسسية للعدو الإسرائيلي في الداخل بامكانات متواضعة في العديد والعتاد".

وأشار اللواء ريفي إلى "العمل على تأمين المتطلبات اللازمة لتقوم الشعبة بواجبها على أكمل وجه، ووعد بمكافأة الضباط والعناصر على الإنجازات النوعية التي قاموا وسيقومون بها"، معتبرا "انجازاتها هي أوسمة شرف على صدور رجال قوى الأمن الداخلي التي يفخر بها كل المواطنين". وحث اللواء ريفي الضباط على "بذل المزيد من الجهود، وتقديم التضحيات لتحقيق إنجازات جديدة في سبيل سلامة مواطنينا وحماية لبنان".

 

قاضي الامور المستعجلة أصدر قرارا يمنع الموقع المسمى باسم "حزب الله" ببث اخبار سامي الجميل لشهرين

وطنية - 21/9/2010 صدر عن المكتب الإعلامي للنائب سامي الجميل البيان الآتي: "بوكالة المحامي مارك حبقة عن سعادة النائب الشيخ سامي الجميل، قدم في تاريخ 18/9/2010 إستدعاء لدى حضرة قاضي الأمور المستعجلة في بيروت القاضي نديم زوين المتضمن منع الموقع الإلكتروني ل"حزب الله" من بث أي خبر له علاقة بالنائب سامي الجميل ورفع الضرر عن هذا الأخير المتمثل بالتعرض للنائب الجميل ولعائلته عبر القدح والذم والتحقير والتهديد بالقتل والتحريض على كل هذه الجرائم، وعليه، وفي تاريخ 20/9/2010، صدر القرار القاضي بمنع الموقع الإلكتروني المذكور من بث أو نشر أي خبر له علاقة بالمستدعي النائب سامي الجميل لمدة شهرين قابلة للتجديد فورا تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها ثلاثون مليون ليرة لبنانية عن كل يوم مخالفة للقرار المذكور، علما أن المحامي مارك حبقة قد تقدم أيضا بشكوى جزائية لدى النيابة العامة التمييزية في حق الموقع المذكور ومن يشرف على إدارته بغية إجراء المقتضى القانوني ومحاسبة كل من تعرض للنائب سامي الجميل عبر كل الجرائم المذكورة أعلاه". ولاحقا افاد المكتب الاعلامي ل"حزب الله" في اتصال مع الوكالة الوطنية للاعلام ان الموقع المذكور هوwww.hezbullah.org ويبث من خارج لبنان ولا علاقة له ب "حزب الله" او موقعيه الالكترونيين.

 

"ألفية" الأمم المتحدة.

زياد ماجد، /لبنان

إنعقدت في نيويورك (في الساعات الماضية) عدة اجتماعات بهدف تقييم ما تحقّق من سياسات تنموية في العالم بعد مضيّ 5 سنوات على إقرار 189 دولة-عضواً في الأمم المتحدة خطة "الألفية" للتنمية. في الأسطر التالية عرضٌ لخلاصة التقييم في نقاطه الثماني (وفي العرض هذا ما قد يُخرج القرّاء لدقائق من يومياتهم اللبنانية التي تجتاحها القباحات، وآخرها مشهد الضابط ومستقبليه في مطار بيروت).

أولاً: تقليص معدّلات الفقر عالمياً الى النصف

تراجع الفقر (مُحدّداً بدخل يقلّ عن دولار وربع في اليوم) منذ العام 1990، إذ يُقدَّر عدد الفقراء في العالم اليوم بمليار و400 مليون شخص، بعد أن كان ملياراً و800 مليون شخص قبل عشرين عاماً. على أن تقدير التراجع هذا عُرضة لمساءلة تنطلق من ضرورة البحث في انعكاسات النموّ على الاسعار والقدرة الشرائية في عدد من البلدان، أبرزها الهند والصين حيث معدّلات النمو الأسرع، وحيث الخلل والفروقات تزداد توسعاً (وهذا قد يعيد رفع الرقم الحالي بعض الشيء).

ثانياً: تطوير قدرة الناس في الحصول على المياه

تراجعت نسبة الذين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب من 23 في المئة من سكان المعمورة عام 1990 الى 13 في المئة عام 2010. على أن التراجع هذا لا يكفي، وبناء مضخّات وشبكات مياه ما زال أولوية في الكثير من البلدان الفقيرة.

ثالثاً: تقليص معدّلات وفيّات الأطفال

تقلّصت معدّلات وفيات الأطفال في العقدين الماضيين بنسبة 28 في المئة. لكن التقلص هذا يتطلّب أعمالاً ليتواصل. فتعزيز القدرة على الحصول على الأدوية والرعاية الصحية ما زالت أولوية، لأن 43 في المئة من وفيات الأطفال هي نتيجة أربعة أمراض: الالتهاب الرئوي والإسهال والسيدا (الإيدز) والحمى الاستوائية، وهي أمراض يمكن مكافحة إثنين منها من خلال بعض العلاجات والوقاية. كما أنها جميعها تتطلّب إنشاء المزيد من الأجهزة الطبية للحدّ من انتشارها في العديد من البلدان النامية.

رابعاً: تقليص معدّلات وفيّات الأمهات

توفيت في السنة الماضية 340 ألف أمّ في العالم خلال الحمل أو في الأسابيع الستة التالية للولادة. وفي ذلك تراجع طفيف (بنسبة 1 في المئة فقط) عن أرقام العام 1990. والتراجع المذكور غير مرضٍ، خاصة وأن بعض العناية الصحية أو الحضور الى جانب الأمهات يحدّ من وفياتهن بنسبة 80 في المئة.

خامساً: مكافحة السيدا (الأيدز)

سجّل العام الماضي مليونان وسبع مئة ألف إصابة جديدة بالسيدا في العالم، مقابل أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون إصابة عام 1990. ومن بين المصابين، تبلغ نسبة الأفريقيين جنوبي الصحراء 72 في المئة. وتكفي أحياناً بعض التوعية للحدّ من انتشار المرض ونقل إصاباته.

سادساً: تأمين التعليم في المرحلة الابتدائية

انخرط 89 في المئة من الأولاد في العالم في التعليم الابتدائي عام 2008. وتبدو المصاعب الأكبر للوصول الى نسبة 100 في المئة قائمة في نقص الجهاز التعليمي – خاصة في أفريقيا – وفي نقص الموازنات الوطنية المخصّصة له. وهذا يتطلّب سياسات جديدة ودعماً دولياً يخصّص للتعليم.

سابعاً: إلغاء التمييز بين الجنسين في التعليم

سجّلت النسبة العالمية لانخراط الإناث في التعليم تقدّماً، بحيث صارت 95 أنثى موجودة في التعليم الثانوي مقابل كل 100 ذكر (في حين كانت النسبة 88 فتاة مقابل كل 100 فتى منذ عقد). ولبلوغ المساواة الكاملة، ينبغي تخصيص منح لدعم تسجيل الإناث في الثانويات.

ثامناً: تأمين موازنات إضافية للتنمية

لا تخصّص الدول المتقدّمة (الغنية) سوى 0,31 في المئة من ناتجها القومي لدعم صناديق التنمية. والمطلوب بحسب أهداف الألفية رفع النسبة الى 0,7 في المئة لكي تكون النتائج أفضل وتحقيقها أسرع.

يمكن طبعاً إضافة الكثير من المعطيات الى هذه الأرقام والبحث في معوّقات التنمية وأسبابها داخل كل دولة أو في سياق العلاقات والمصالح الدولية. ويمكن أيضاً البحث في ضرورة تحميل الشركات المتعدية الجنسية مسؤوليات في تغذية صناديق تخصّص للتنمية. لكن هذه الأمور المطلوبة تبقى مكمّلة للجهود المبذولة اليوم بإيجابياتها وإنجازاتها (وبما قد يرافق بعضها من شوائب). ومحطة التقييم القادمة وإجراء المقارنات الجديدة ستحلّ عام 2015، ويُفترض أن تكون بعض المؤشرات فيها قد تحسّنت.

 نأمل ذلك...

 

كذبة رفض المحكمة

راشد فايد (النهار)، يعرف "حزب الله"، ومن خلفه وقدّامه، أن إسقاط المحكمة الدولية ليس قرار اللبنانيين، وأن شأنها أكبر منه ومن لبنان، ولا تدخل في ما ملكت أيمانه بحكم ترهيب السلاح، أو الوعد بالنصر أو الغيب الديني. ويعرف الحزب إياه أن ما يتولاه من تسلط على الحياة العامة لم يكن ليكون لولا ديموقراطية انتفاضة 14 آذار وجبنها أمام عمادة الدم التي كانت لتقع لو ترك جمهورها يقتحم قصر بعبدا ويسقط رئيس الجمهورية عام 2005. فما نشهده اليوم من استقواء الحزب، وآله أجمعين، ليس سوى ثمن متأخر لحرص غبي ـ في حينه ـ لدى 14 آذار على عدم المس بدستورية الرئاسة الأولى، لكأن ما شهدته منذ أول أيام الوصاية على لبنان، كان ينضح بالمراعاة والاحترام.

ويعرف الحزب عينه أنه يستخدم بالضد اليوم الظروف التي أدت إلى التحالف الرباعي ـ السيئ الذكر ـ في انتخابات 2005. يومها كان يتيماً مقطوعاً عن أبوة الوصاية، وعصبه قابلاً للاسترخاء، ومضطراً إلى أن يكون ديموقراطيا. فيما هو اليوم يجهر برهبة سلاحه ليفرض على الديموقراطيين منهجه.

ولأن الحزب يعرف كل ذلك، لا يمكن تفسير هجمته الحالية إلا بأنها انقلاب سياسي مسلّح، على تفاهم الدوحة، وعلى لقاء بعبدا الثلاثي، وعلى الوفاق الوطني عموماً.

وهو ليس انقلاباً بالصيغة المزروعة في وعينا السياسي، بل هو انقلاب بوضع اليد وئيداً على السلطة من طريق الترهيب والمنع والقمع، وتفكيك المؤسسات.

هو حال تمارس بتؤدة وبالهوينا منذ أظهرت قوى 14 آذار حرصها على الديموقراطية والشورى، وفهم الحزب ومؤازروه لينها ضعفاً، وحرصها تردداً، وسعوا برهبة السلاح وباستغلال رمزية المقاومة الى فرض نظرتهم الحولاء للأمور: مماشاة سوريا في البحث عن حلّ ديبلوماسي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا عمالة، ووضع استراتيجية دفاعية توحّد سلاح المقاومة مع الجيش تآمر، ومد شبكة هاتف خاصة عمل مقاوم، واختلاق مشكلة "شهود زور" قضية، كما كان احتلال وسط بيروت لسنة ونصف سنة اعتراضاً شعبياً، وحصار السرايا ممارسةً مدنية، وزرع المسلّحين في القرى والدساكر شمالاً وبقاعاً وجبلاً تحضيراً لصدّ عدوان، وخطف مواطنين آمنين حرصاً على الوطن، تماماً كالدعوة الى تفكيك فرع المعلومات الذي كشف شبكات التجسّس والعملاء، وتنبّه الى ما لم تجهد أجهزة مؤازري الحزب في البحث عنهم أيام الوصاية.

النظرة الحولاء لا ترى في تسمية "المقاومة الإسلامية" تطييفاً، ولا في رصاص "الدفاع" عن انتخاب رئيس مجلس النواب مذهبة، بينما رفض تهديد ضابط متقاعد لرئيس الحكومة فتنة مذهبية، والتمسك بالمؤسسات تصلب طائفي. من بين ما يعرفه الحزب وبين ما يحاول بناءه لدى الرأي العام من صور المظلومية، ينسل اقتناع بأنه ثبت على نفسه تهمة لم يعلنها قرار اتهامي ولا تداولتها غير أوساطه، و"يكحّلها" بادعاء استحالة خرق صفوفه، وتالياً تورط عناصر منه في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويشي كل ذلك بموقف فج: سيّان عنده تأكيد براءته (تحديداً عناصر منه) وعدمها، فسلاحه يسمح له بأن يكون دائماً على حق. تحت هذا الشعار تصبح مواجهة المحكمة الدولية وإسقاطها كذبة، ويصير الكلام الحقيقي هو ما قيل عن قرار السعي إلى مسح السنوات الخمس السابقة وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لاستئناف زمن مضى ويستحيل أن يعود... ولو بترهيب السلاح، أو لإطلاق زمن لن يحل برغم السلاح. الشرق الاوسط الاميركي سقط. الشرق الاوسط الايراني لن يقوم على أنقاضه، تحديداً في لبنان.

 

شهود الزور» نقطة الارتكاز في المواجهة السياسية الراهنة

الحريري يرسم سقفاً لخطواته... ويتمسّك بالمحكمة وتحالفاته 

خضر طالب (السفير)، قد يحتدم النقاش ويتشعّب حول خلفيات الأزمة السياسية الراهنة، ومن السهل أن ترمى تهمتها على الوقائع الإقليمية «الناشطة» دفعة واحدة حول ملفات ثلاثة ليس لبنان من ضمنها: فلسطين والعراق والملف النووي الإيراني. لكن رمي الإنزلاق اللبناني إلى السخونة السياسية في «شرايين» المفاوضات الإقليمية المحتدمة، فيه ما يكفي من عناصر الإقرار بأن لبنان لم يعد جزءاً من المعادلة الرئيسة في المنطقة، وأن الواقع اللبناني أصبح خارج الاهتمامات الكبرى.

على هذا يمكن البناء للإستنتاج أن أبعاد الأزمة الراهنة تكمن في إعادة «ترتيب البيت» اللبناني بتوزيع «أجنحته» على الأطياف و«الألوان» اللبنانية، في سياق خطة مدروسة لرسم صورة مختلفة عن تلك التي جرى تعليقها على جدران الأعوام السابقة منذ العام 2005 داخل إطار السلطة والحكم، ولكن فيها الكثير من مكوّنات ما كان سائداً قبل محطة خروج الجيش السوري من لبنان، لتعود عجلة التاريخ في لبنان إلى الوراء وتستدرك أخطاء الماضي لصياغة حاضر بعنوان جديد ومضمون قديم.

لكن «العبور إلى الوراء» سياسياً لا بد أن يؤدي إلى التخلّص من «أحمال» خمس سنوات «اعتراضية» في هذا المسار التاريخي، وهو ما يضع كثيراً من العناوين على الطاولة لبحث مصيرها، وفي مقدّمها آليات السلطة التي «انتزعت» من النظام السابق ووضعت في خدمة مرحلة سياسية كانت تقودها حسابات دولية كبرى للمنطقة انطلاقاً من لبنان.

ولهذا فإن جوهر الخلاف القائم حالياً يتركّز على العناوين التي ظلّلت النقطة المحورية التي أسّست للتحول السياسي في 14 آذار من العام 2005، والتي بات النقاش علنياً في تصنيفه للتاريخ بين توصيفين: «ثورة الأرز» أو «الإنقلاب»...

أما النقطة المحورية المتعلّقة بالاتهامات السياسية التي سيقت لسوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإنها ارتكزت إلى ما ورد على ألسنة شهود صاغوا حبكة سيناريوهات تفصيلية حول هذا الاتهام الذي أودى بكل ركائز البنية السياسية ـ الأمنية للنفوذ السوري في لبنان، وسجن رموز تلك البنية كي يسهل الانقضاض بعد ذلك على ما بقي من حضور سوري... حتى على المستوى السياسي. ولذلك فإن نقطة الارتكاز في العودة عن «الخطأ» في اتهام سوريا الذي «اعترف» به رئيس الحكومة سعد الحريري، يكون بالرجوع إلى تلك المحطة بالذات، بحيث يرفع الغطاء عن أولئك الشهود الذين كانوا السبب بالوقوع في تلك «الخطيئة» التي ارتكبت بحق سوريا لـ«تعويضها» والتأكيد على الإعتذار منها. وهنا تحديداً تكمن خلفيات السجال السياسي الذي طفا على سطح التحوّل الجديد في لبنان، خصوصاً بعد أن قال الرئيس الحريري كلمته ومشى تاركاً خلفه فريقه وحلفاءه يتخبّطون في نزاع حول كيفية التخلّي عن كل ما حقّقته المرحلة السابقة لهم.

ومع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت بتأكيدٍ على ما قاله للزميلة «الشرق الأوسط»، فإن النقاش الساخن الذي كان يراقبه عن بعد ويرصد ارتفاع وتيرته إلى الذروة بعد أن يكون كل الأطراف قد استنفدوا ما لديهم من تعابير تراشقوا بها، ليبدأ في عملية ترجمة مبسّطة لمضمون تصريحه الشهير، ولهذا فهو احتاج أخيراً إلى توجيه كلمة إلى الرأي العام اللبناني، وإلى جمهوره على وجه الخصوص، كان قفز فوق الحاجة إليها بعد باكورة زيارته إلى دمشق ولقائه الأول بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.

ما الذي يمكن أن يقوله الرئيس الحريري للبنانيين؟ وما هي الكلمات التي سيتوجّه بها إلى جمهوره تحديداً لإقناعه بصوابية وأهمية ما قام به من خطوات منذ انتهاء الانتخابات النيابية في العام 2009 وتسلّمه رئاسة الحكومة؟

مبدئيا، لا يملك الرئيس الحريري سوى التحصّن بمنطق «رئيس حكومة كل لبنان» كمبرر يمكن أن يستخدمه جسر عبور إلى الجمهور المعترض على اعتذاره من سوريا وعلى رفع الغطاء عن شهود الزور الذين تسببوا بخطأ اتهام دمشق، انطلاقاً من حرصه كـ«رئيس حكومة كل لبنان» على العلاقة مع سوريا لما فيها من أهمية حيوية وضرورية للبنان.

لكن الحريري الذي سيقدّم شهود الزور كبش فداء لإصلاح ما ارتكب من خطأ مع دمشق، لن يتقدّم خطوة واحدة في اتجاه أي تعديل على موقفه المتمسّك بالمحكمة الدولية التي يعتبر انها حجر الزاوية في كشف حقيقة قضية اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فضلاً عن قناعته أن أي تنازل في هذا الصدد لن يكون مردوده إيجابياً على كل المستويات.

كما أن الحريري يبدو كمن رسم خطاً فاصلاً يضع حدّاً للخطوات التي سيقوم بها، وهي تؤكّد موقعه السياسي داخل بيئة قوى 14 آذار، مما يعني بالتالي أنه متمسّك بتحالفاته، وخصوصاً مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب وباقي المكونات المسيحية في 14 آذار، وهذا ما قد يشكّل استمراراً للهوّة بينه وبين حلفاء سوريا في لبنان، بل وربما يؤدي إلى استمرار فجوة في علاقته بدمشق التي يبدو أنه مصرّ على دخولها بـ«جواز سفر سعودي»، وهو ما يبقي الحذر قائماً لدى دمشق ويعرقل مشروع بناء جسور الثقة بين الحريري وسوريا التي لا يبدو أنها أحكمت إطمئنانها بالكامل إلى خطوات الحريري «النظرية»، لأنها تنتظر الترجمة العملية لها من خلال تنفيذ أجندة عمل محدّدة تزيل رواسب المرحلة الماضية وما علق منها في مسار العلاقة مع لبنان. كل ذلك يعني أن انحسار التوتّر السياسي خلال الساعات الماضية قد لا يكون سوى «استراحة محارب»، ويفتح الباب أمام احتمال عودة هذا التوتّر في الأيام المقبلة من دون ضابط إيقاع إقليمي يمنع الانزلاق نحو تغيير «قواعد» الاشتباك وشكله وآلياته الإعلامية، إلى ما هو «أفعل» و«أكثر» تأثيراً على الطرفين...

 

الخير لموقعنا: كلمة "الحريري" للبنانيين ستؤكّد التمسك بالمحكمة وعدم التخلي عن الحلفاء... 

موقع 14 آذار/ناتالي إقليموس

وصف عضو تكتل لبنان أولاً النائب كاظم الخير ما تشهده الساحة السياسية "بالبروفا للإنقلاب" على الدولة، في ظل مساعي التهدئة المحلية التي يديرها الرؤوساء المحليين اللبنانيين سليمان بري والحريري، وزعماء إقليميين مثل الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، من أجل تهدئة الوضع". كما إعتبر الخير: "أن أي إنقلاب سينفذه حزب الله سرعان ما سيرتد سلباً على الوطن بكامله، وخصوصاً على من بادر القيام بهذا الإنقلاب، بالتالي صورة حزب الله ستتشوه كلياً".

الخير وفي حديث خاص إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني قال: "لبنان لا يقوم إلا من خلال دولة مؤسساتها متمكنة وقوية، وإذا انتهكت هيبة الدولة لا يبقى شيئاً مما بنيناه". وتابع الخير موضحاً: "مقابل إبطال ملف المحكمة الدولية، حزب الله مستعد لخوض غمار التأويلات والإشاعات، ولو أنها تقود لبنان إلى إنعدام الثقة بين اللبنانيين". وأضاف الخير: "برأيي هذه المحكمة وجدت لوضع حد لسلسة الإغتيالات، في حين نرى أن المقاومة تشن حرباً إستباقية على أي قرار إتهامي، مع العلم أن الحكومة مجتمعة قد سبق لها أن وافقت في بيانها الوزاري على بند المحكمة". أما بالنسبة إلى كيفية التصدي للتصعيد السياسي الذي تشهده الساحة الداخلية، قال الخير: "لا بد من التحلي بالعقلانية، والتمسك بالاسلوب السياسي الذي يتبعه الرئيس سعد الحريري عبر الحوار، التشاور، اليد الممدودة منعاً لأي فتنة بين الطوائف والمذاهب كافة". أما عن العناوين الكبرى التي ستتمحور حولها كلمة الرئيس الحريري إلى اللبنانيين في الساعات القليلة، قال الخير: "لا شك أن دولته سيشدد على بعض الثوابت، منها: عدم التراجع عن المحكمة الدولية، وتأكيد المضي بها، بصرف النظر عن أي خلاف لبناني داخلي. وكذلك عدم التخلي عن الحلفاء، والحفاظ على أجواء التهدئة التي أرستها القمة الثلاثية اللبنانية مؤخراً".

وعلى ضوء الدور الإيجابي الذي يؤديه النائب وليد جنبلاط، قال الخير: "نثني على دور الذي يؤديه جنبلاط وكذلك الرئيس بري والرئيس سليمان عراب التوافق. في شتى الأحوال نشجع النقاشات الداخلية، أفضل من الخلافات التصعيدية الإعلامية". وأضاف الخير موضحاً: "نأمل أن تثمر مساعي جنبلاط إيجابياً، سيما وان لا مصلحة لأحد في إشعال فتيل الفتنة".

 

كرامي لموقعنا: استباحة "حزب الله" للمطار مرفوض... واستخدام السلاح سيوصلنا الى الفتنة 

موقع 14 آذار /سلمان العنداري

اسف عضو كتلة "التضامن" النائب احمد كرامي على "الكلام غير الموزون وغير المقبول" الذي يُقال في حقّ رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والذي يستهدف القضاء والمؤسسات الامنية، داعياً القوى المعنية "الى الخروج من هذا المنطق"، وممارسة السياسة ضمن الاطر الديمقراطية وضمن الحدود المعقولة، لأن الهجوم الحاد هو على مواقع مهمة واساسية في الدولة لا يجوز ان يتم التعرض لها، ومن غير المقبول ان يُطلق عليها النار السياسي بأي شكل من الاشكال".

كرامي وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني، ورداً على سؤال، وصف "استباحة" فريق المعارضة بقيادة "حزب الله" لمطار رفيق الحريري الدولي بأنها "غير محبّذة ومرفوضة"، اذ ان الرسالة التي اراد ارسالها الحزب من خلال تأمين الحماية الامنية للواء جميل السيّد بدت واضحة للجميع وكنا نتمنى عدم الانزلاق الى هذا الدرك وهذا المستوى الخطير الذي وصلنا اليه". واعتبر كرامي "انه في النهاية يتحتّم على كل القوى اللبنانية ان تخضع للتسوية، لأنه لا يمكن لأي طائفة او فئة ان تستولي وتسيطر على هذا البلد، اذ يتحتم علينا ان نعيش معاً تحت عنوان التسوية"، متوقعاً "الاتجاه الى تسوية جديدة بين الافرقاء اللبنانيين على غرار اتفاق الدوحة المستمر حتى اللحظة رغم الاحداث المتسارعة التي تعصف بالبلاد في الآونة الاخيرة". ورفض كرامي "الانقلاب الذي يقوم به "حزب الله" اذا جنح الى استعمال السلاح واغراق البلاد بالويلات"، متمنياً عليه "ان لا يعيد تجربة العام 2008، لأن استعمال السلاح سيوصل البلاد الى فتنة لا تحمد عقباها"، داعياً اياه الى "ممارسة السياسة ضمن الاطر المسموحة في النظام الديمقراطي، والى عدم الخروج عن القواعد العامة في تحركاته".

وعن الاتفاق السعودي السوري، قال كرامي ان "سوريا والسعودية على تواصل مستمر وعلى تشاور متواصل في ما يختص بالتطورات اللبنانية، ولا شك ان كل من الرياض ودمشق لن تتخليا عن لبنان ولن تسمحا بأي زعزعة للاستقرار والامن في البلاد، اما المواقف السعودية السورية من الاحداث الاخيرة فلا شك انها ستتمظهر في الايام القليلة المقبلة وستخرج الى العلن". وتمنى كرامي ان لا تتّسم جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها يوم غد بالحدية والحماوة "على ان تكون الاجواء مبرّدة وهادئة لأن الناس تعيش على اعصابها ولا يجوز استمرار هذه الاوضاع الشاذة في البلاد، ولم يعد مقبولاً اي انجرار وراء الفتنة والمذهبية والتعصّب والشرذمة".

  

أكد ان ما جرى في المطار انتهاك لسيادة القانون

منيف حمدان: اذا أُبلغ السيد ولم يحضر فهو فار من وجه العدالة

ريما زهار /ايلاف

سألت إيلاف المحامي منيف حمدان عن المجرى القانوني المتبع في حال أُبلغ اللواء جميل السيد ولم يحضر الى التحقيق، فقال ان السيد لم يبلغ حتى الآن وفي حال حصول ذلك ولم يحضر يعتبر فارًا من وجه العدالة، كما سألته كيف يقيِّم قانونيًا الذي جرى في مطار بيروت مع مجىء السيد ومواكبته لاعضاء من حزب الله.

ريما زهار من بيروت: يقول المحامي منيف حمدان لإيلاف ان القضاء لم يدعي حتى الآن بحق اللواء جميل السيد، كل ما جرى ان وزير العدل طلب الى النيابة العامة التمييزية وفق المادة 14 من الاصول الجزائية ان تجري التحقيقات، وتتم الملاحقة لهذا الطلب، ولكن اذا رجعنا الى المادة 14 تحدد الشروط وكل المعطيات التي تلحظ هذه الواقعة بالتمام، ومنها انه يحق للنائب العام ان يحقق بنفسه، او ان يكلف الشرطة القضائية بهذا التحقيق، ولكن دون حق الإدعاء، ونحن امام واقعة لم يتم الادعاء على السيد حتى الآن انما طلب للتحقيق وهذا من حق النيابة العامة باسم القانون وحكمه، ومن حق وزير العدل ان يطلب هذا الطلب.  وردًا على سؤال في حال عدم امتثال السيد للتحقيق، ما هي الإجراءات القانونية المتبعة؟ يجيب:" ان اي شخص يطلب الى التحقيق ويمتنع بعد إبلاغه وفقًا للقانون والاصول اما شخصيًا واما بوساطة احد افراد عائلته الراشدين المقيمين معه، ولم يلبي الدعوة الى التحقيق يعتبر فارًا من وجه العدالة. ولدى سؤاله هل يعتبر السيد اليوم فارًا من وجه العدالة؟ يجيب: "لم يتم ابلاغه حتى الآن على ما علمنا، ونتابع في وسائل الاعلام، هناك بعض الإجتهادات تقول انه تكلم عن هذه الدعوى وعلم بها ويعتبر مُبلغًا، ولكن من الناحية القانونية الصرف لا يعتبر مبلغًا حتى الآن، في هذه الحالة لنفترض انه تبلغ ولم يحضر، واتكلم عن القانون اذ لا ضمان لنا كلبنانيين في كل مواقعنا الا القانون، هو الذي يحمي المؤسسات والافراد وجميع الناس، اذًا قانونًا وفق لما هو وارد في وسائل الاعلام لم يبلغ حتى الآن، ولنفترض انه تبلغ ولم يحضر، النيابة العامة التمييزية ترسل الاوراق الى النيابة العام الإستئنافية المعنية، وهي النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، وهذه الاخيرة امام واقعة عدم الإمتثال رغم التبليغ تدعي بحق الشخص الذي اعتبر فارًا من وجه العدالة، وفقًا للمواد التي ينطبق عليها فعله. واطلعت لمامًا على الموضوع فوجدت ان بعض الجرائم المدعى بها ضد اللواء جميل السيد، بعضها جنائي والبعض الآخر جنحي، وبالتالي لا بد في هذه الحالة، اذا لم يمتثل للتحقيق ان تدعي النيابة العامة اذا رأت معطيات الأدلة كافية، امام حضرة قاضي التحقيق الاول في بيروت".

ولدى سؤاله هل طلب التحقيق معه كان يستوجب توقيفه في المطار؟ يجيب: "انه مدعو الى التحقيق، ولم يكن هناك وفقًا لوسائل الاعلام التي اطلعت عليها، لم يكن اي قرار بتوقيفه، كان مطلوبًا للتحقيق معه".

اذًا لم يكن يستوجب كل ما جرى في المطار كان من الممكن ان يصل بطريقة عادية؟ يجيب:"بشكل طبيعي، وانا حزين جدًا لما حصل في المطار، لانه انتهاك لسيادة القانون لحرمة مؤسسات الدولة، ولانه اضر كثيرًا بحزب الله كحزب مقاوم لاسرائيل، وبهيبة حزب الله وسلوكيته وتاريخه، وكنت اتمنى الا يحصل هذا الامر على الإطلاق، أضَّر بصورة جميل السيد لان الكل يجمع من يحبه ومن لا يحبه، انه كان مميزًا في المدرسة الحربية اذ نال معدلات لم ينلها اي ضابط من قبله او بعده، وعندما تسلم زمام الامور كمدير عام للامن العام، حوَّل مؤسسة الامن العام صراحة الى مؤسسة مثالية من حيث احترام القانون وانجاز المعاملات في الوقت الحاضر من دون السماح لاي شخص بالتدخل بوساطة او غير وساطة وباي طرق التي نشكو منها في المؤسسات الآن، وتمكن من انشاء مركز للامن العام نعتز به، اذ حوَّل الامن العام الى ادارة مميزة جدًا، وانا حزين جدًا، رغم انني لا اعرف اللواء السيد مباشرة، ان يكون بالطريقة التي استقبل فيها بالمطار قد اساء الى القانون، نحن جميعًا تحت سقف القانون، وقام باجراء معين في ما يتعلق بقضية الرد، وهذا امر له شروط محددة، واعتقد ان محاميه وهو من خيرة المحامين، قد قام بكل ما يجب لهذا الامر، وعلينا ان نحتكم الى المؤسسات، واذا رأى المرجع المختص بان مدعي عام التمييز يجب ان يرد فيكون القانون قد فرض هيبته وسلطته، وكلنا نحن مسؤولين وغير مسؤولين، كلنا تحت سقف القانون، واي فئة من الفئات تتجاوز القانون، تكون حفرت حفرة لنفسها في التاريخ وصفحاته".

ولدى سؤاله بان البعض يعتبر اليوم بان القضاء مسيسًا، يجيب: "إن القضاء اللبناني قبل الحرب، كان صاحب صفحة مجيدة، وكنا نعتز امام دول العالم في مصاعب تاريخ القضاء، واثناء الحرب بقي هذا القضاء محافظًا على وحدته ومنعته، وجرأته في وجه كل الميليشيات التي أرادت ان تستبيح هذا القانون، ونحن اليوم نسمع لسوء الحظ بين الحين والآخر، ان القضاء مسيس، وهذا الكلام على إطلاقه غير مقبول، لان القاضي بينه وبين نفسه لا يمكن ان يحكم الا سيادة القانون، هناك بعض التسييس عندما نخصص هذا المركز للطائفة الدرزية وذلك المركز للطائفة المارونية، وغيره لكل الطوائف من طوائفنا ال18، هنا قد يكون هناك بعض من السياسة، اما عندما يختلي القاضي بينه وبين نفسه، حتى يبت بقضية من القضايا تعرض عليه، لا اعتقد ان قاضيًا يحمل هذا اللقب في تصرفه ورسالته، ان يقبل بان تدخل السياسة، لان القاضي عندما يبدأ باتخاذ القرار يرتفع عن مستوى الارض، وينسى الجميع ويبقى بينه وبين ضميره والقانون. القاضي المسيّس والمرتشي والجاهل ليس قاضيًا".

 

إذا صدر القرار الظني ضدّ «حزب الله»... المعارضة ستأخذ البلد سريعاً «بالقوّة أو بالهيّن» ومهما كانت «عواقب العالم»

السّوريون حذّروا الحريري من بعض المحيطين به فردّ بتعيين غطاس خوري مستشاراً له

رئيس الحكومة حاجة عربية ودولية لتعميم «الإعتدال السنّي»...

رضوان الذيب /الديار

لا حلول في الافق الا بمعالجة جذرية لملف شهود الزور مهما تعاظم حجم الحملات، وهذا الامر بحث في القمة الثلاثية، وكان خادم الجرمين الشريفين واضحاً خلال القمة بقوله: «اذا رفضت الدول الكبرى تأجيل القرار الظني، فان الحل عند الشيخ سعد» وعلى الاثر زار الملك السعودي بيت الوسط وابلغ الحريري مضمون الاتفاق. وهذا ما ابلغه الرئيس الاسد لقيادتي حزب الله وأمل.

فـملف شـهود الـزور يـجب حـله جذرياً كمدخل للتهدئة في البلاد، وبدون ذلك فان الامور مفتوحة على كل الاحـتمالات، فالمـعارضة سـتأخذ الـبلد «بالقوة او بالهين» اذا صدر اي اتهام لحزب الله من قبل المحكمة الدولية باغتيال الحريري. وهذا القرار واضح وضوح الـشمس ولا لبـس فيـه، ولـن يتم التراجع عنه لو دخلت كل قوى الارض. والخطة وضعت وابلغت الى عواصم العالم بدءاً من دمشق وصولاً الى واشنطن، وعلى فريق الاكثرية عدم التقدير الخاطئ للامور السياسية لانه اذا صـدر القرار الظـني ضـد حـزب الله «فالعـوض بسلامتـكم على البلد» والامور أكبر من 7 أيار وكل استحقاقات البلاد.

وتقـول المعـلومات «ان الاميـركيين يعـرفون جيداً هذا المنـحى التصعيدي، وبالتالي حاولوا عبر السفارة الامـيركية والديبـلوماسيين العرب والاجانب وقوى اقليمية معرفة موقف قيادة الجيش اللبناني في حال اقدم حزب الله والمعارضة على أخذ البلد رداً على اي قرار عن المحكمة الدولية، وجاء الاجماع بأن الجيش سيكون على الحياد ولن يدخل في اي «مشاكل امنية»، مع اي فريق لبناني. وهذا ما ادى الى انقسام الجيش في السابق وضـياع البلد» حتى ان الديبلوماسيين الاجانب وتحديداً في السفارة الاميركية تستخفون من تقارير وصلتهم من احزاب لبنانية موالية عن ضرورة درس التباين السوري الايراني الظاهر في احداث برج ابي حيدر والذي سيمنع حزب الله من الاقدام على اي خطوة تصعيدية. وقد تعاملت السفارة الاميركية باستخفاف مع هذه التقارير وحذرت من البناء عليها في ظل التوافق السوري الايراني الكامل على الملف اللبناني وان حزب الله والمعارضة لن يقدما على اي خطوة دون تغطية كاملة من سوريا وايران. وتقول المعلومات: «الطابة» عند رئيس الحكومة كليا، وعليه ايجاد المخرج، وحديث صحيفة الشرق الاوسط ليس كافياً ليشفي غليل المعارضة، وكما قال النائب سليمان فرنجية فان سياسة «رجل بالبور ورجل بالفلاحة» لا تصل الى اي نتيجة.

وتؤكد المعلومات «ان الرئيس بشار الاسد كان واضحاً جداً في «سحور دمشق» مع الرئيس الحريري وشجعه على خطواته الانفتاحية والتأكيد على دعم حكومته، وحذره من بعض المحيطين به الذين يعملون على «فرملة» حركته الانفتاحية الاخيرة، واوحى الحريري بموافقته على كلام الرئيس السوري» لكن المفاجأة تمثلت بأن الحريري بمجرد وصوله الى بيروت وفي اليوم التالي أصدر قراراً بتعيين غطاس خوري مستشاراً له كرسالة تشجيعية لفريق 14 آذار على الاستمرار بحملته ضد دمشق، وهذا ما اثار انزعاج سوريا، لان الامور لا تدار بهذه الطريقة حتى ولو برر بأن التعيين بروتوكولي.

فسوريا وحسب المعلومات حريصة كل الحرص على الرئيس الحريري ونجاح حكومته وتقدر دوره وبأنه لا بديل عنه في المرحلة الحالية، وتدرك جيداً حاجة المجتمع الدولي للاعتدال السني الذي يمثله الحريري بمواجهة الاصولية السنية المتطرفة، وتدرك جهد المجتمع الدولي ايضاً لتعميم نموذج حزب العدالة والتنمية التركي على دول المنطقة السنية، وهذا ما يترجم بدعم تركي للرئيس الحريري وتشجيعه على خطواته الانفتاحية لان اي بديل عن الحريري حاليا في لبنان سيتم تعبئته من الاصوليين. هذا بالاضافة الى ان الدول الكبرى تريد تعميم نموذج الاعتدال السني في لبنان ومصر والاردن وكل دول المنطقة في ظل حربها في افغانستان وباكستان «المتبعثرة» ولكي تؤكد للعالم بأن «النموذج» الذي قدمته للمنطقة في هذه الدول هو «نموذج الاعتدال» المعارض للتطرف وللحرب على أميركا، والقول للشعب الاميركي «لقد انتصرنا في الحرب». وتضيف المصادر «ان كل العوامل تصب لمصلحة الحريري، لكن عليه استغلال الدعم الدولي والعربي لتثبيت حكمه في لبنان والتعامل مع الملفات الكبرى «كرجل دولة» من الطراز الاول، وتقول المعلومات ان الاقتراح الاخير الذي قدمه جنبلاط لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية باجماع وطني خلف سعد الحريري لوأد الفتنة، هو المخرج الامثل.

الامور في لبنان دقيقة جدا وخطيرة، والتشنج المذهبي لا تعممه على الارض اية قرارات دولية وعربية، في حال انفلات الامور جراء حادثة فردية في ظل «المناخات الموبوءة» السائدة مع ظهور السلاح والمسلحين وعمل اطراف خارجية، لذلك تؤكد المعلومات «بأن على لبنان ان يستغل الدعم العربي والدولي وان يلاقي هذا الدعم الى منتصف الطريق. فهناك «موائد» دسمة، تحضر في المنطقة في ظل الاحاديث عن تذليل العقبات التي تعترض قيام الحكومة العراقية والتي ستبصر النور قريباً برعاية سورية بعد ان رفع الجميع «القبعة» لدمشق في العراق واقتناعهم بأنها الجهة الوحيدة القادرة على الحل، وقد جاءها نور المالكي وفريقه اخيراً «ليبصم» على ما تقرره دمشق والذي هو في النهاية لصالح العراق وعروبته ووحدته بعد الاحاديث العربية واللبنانية عن التغطية السورية للممارسات الايرانية في العراق، لكن «عروبة العراق» ستنتصر في النهاية بدعم سوري مطلق». وهذا المنحى العربي في العراق حققته دمشق بصمودها ودون «منة» من الاخرين كما ان التطورات المتلاحقة على صعيد التسوية والمفاوضات المباشرة تفرض تحصين الوحدة الداخلية.

«فالمالكي» بما يمثل جاء الى دمشق طالبا المساعدة، وعلى قوى 14 آذار «الاتعاظ والتواضع، كي لا يذهبوا فرق عملة» وكما حمت دمشق عروبة العراق فستحمي عروبة لبنان ومقاومته، وهذا هو الاساس عند دمشق والباقي تفاصيل، وكل ما يسيء للمقاومة وجمهورها يسيء لدمشق، والخطاب المذهبي الاخير لفريق المستقبل قوبل بامتعاض واستهجان في دمشق التي تطلب ايضا توضيحات وحلول في ملف شهود الزور قبل صدور الاستنابات القضائية بالتوقيفات وتعميمها عبر الانتربول الدولي، فدمشق اعطت الفرصة وعلى الحريري و14 آذار تلقفها، وشرطها الاول حماية المقاومة والاستقرار ووحدة الدولة.

 

المعارضة ترفع وتيرة التهويل بالفتنة لفرض شروطها»

مصادر نيابية «أكثرية» : لا تسوية إلّا عبر المؤسسات ورفع الظلم عن «ضحايا شهود الزور» لا يُلغي العدالة

هيام عيد/الديار

ربطت مصادر نيابية في فريق الاكثرية بين السجال الحاد على محور شهود الزور بين المعارضة وقوى 14 آ ذار وبين زحمة التطورات الاقليمية وعجقة الموفدين والزوار من قيادات وفاعليات ديبلوماسية الى كل من العاصمتين السورية واللبنانية. ورأت بما لا يقبل التشكيك ان سياق التجاذب الذي بدأ مع انطلاقة التفاوض المباشر على المسار الفلسطيني في واشنطن ثم التحرك الاميركي الميداني في المنطقة وتصاعد مع اكتمال حلقة الضغط الاميركي والفرنسي على الاطراف المعنية بالتسوية للانخراط في الفرصة الأخيرة المتاحة امام التسوية او الذهاب الى التصعيد في الصراع مع اسرائىل تزامناً مع تصعيد على محاور اقليمية اخرى في المنطقة.و في هذا المجال وجدت المصادر النيابية ان هذا السياق لا ينفصل عن اللقاءات التي تشهدها دمشق وكان آخرها لقاء القمة بين الرئيسين بشار الاسد وأحمدي نجاد والذي تضمن مراجعة المستجدات على صعيد التسوية بين الفلسطينيين واسرائيل والازمة العراقية وتحولات الواقع السياسي على الساحة اللبنانية من دون اغفال تداعيات الحصار الغربي لايران وخلافها مع واشنطن بسبب برنامجها النووي. وبالتالي فان النتائج المباشرة لحلقات التوتر الاقليمي ارتسمت في المشهد الداخلي وبرزت تعقيداته بشكل جلي في الايام القليلة الماضية وتحديداً مع اعلان «حزب الله» التغطية السياسية والقانونية والامنية للواء المتقاعد جميل السيد في هجومه على القضاء والمؤسسات الامنية على حد قول المصادر نفسها التي نبهت من عودة تطبيق معادلة استخدام لبنان مجدداً كساحة لتصفية الحسابات العربية ـ العربية من جهة والاقليمية من جهة أخرى، خصوصاً في المرحلة الانتقالية التي تمر بها عملية التسوية في المنطقة والتي وصلت الى مفترق حاسم وخطير نظراً لاستمرار اغفال الادارة الاميركية كما اسرائيل للثوابت الاساسية لاطلاق التسوية بل بالعكس مواصلة الدعم العسكري الاميركي لاسرائيل وممارسة الضغط على الطرف الفلسطيني والعواصم العربية للوصول الى تحقيق تقدم في عملية التسوية تؤمن لهذه الادارة نقاطاً ومكتسبات سياسية هي بحاجة اليها مع حلول الخريف على الصعيد السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية.

وازاء هذا الواقع الدقيق يرتسم مشهد لبناني متوتر قوامه معركة سياسية حادة بين فريقين مختلفين على المحكمة الدولية وتحديداً حول احد عناوينها الاساسية بالنسبة لقوى 8 آذار وهو ملف شهود الزور الذي تقدم على ما عداه من ملفات وفي مقدمها ملف جرائم الاغتيال السياسي مع العلم ان هذه المعركة تحمل وجهاً مختلفاً عن كل المعارك السابقة اذ تستخدم فيها المؤسسات كأدوات واسلحة للمواجهة السياسية التي تشبهها شخصيات معارضة بأنها مثل المواجهة التي سبقت أحداث 7 أيار وادت الى اتفاق الدوحة. واذ استبعدت مصادر الاكثرية ان تكون في الأفق ملامح تشير الى تكرار هذه التجربة سواء بالنسبة للنزول المسلح من قبل المعارضة الى الشارع او «اتفاق دوحة» جديد، تحدثت عن مسعى لتكبير الصورة الحقيقية ورفع وتيرة التهويل من «الاتي الاعظم» فيما لو لم تصل قيادات المعارضة الى أهدافها وهي تقوم على اسقاط المحكمة الدولية وفي صفحة الاغتيالات وبدء مرحلة سياسية جديدة تقوم على رفع الظلم عن «ضحايا شهود الزور» ووقف مجرى العدالة وملاحقة مرتكبي الاغتيالات في لبنان من خلال الانقلاب على السنوات الخمس الماضية مع كل ما تحملها هذه المرحلة من تغييرات وتحولات على المستويين السياسي والأمني.

وتخوفت هذه المصادر من أن تؤدي هذه المعطيات الى تعقيد المشهد السياسي مجدداً فيما لو وصلت مساعي التسوية الضرورية الى حائط مسدود بفعل تصعيد «حزب الله»، واكدت ان ما من مجال لتجنب اي فتنة داخلية يجري التهويل بها من قبل الحزب نفسه الا بالعودة الى المؤسسات وملاقاة طروحات رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يستعد لاطلاق تحركات تصب في هذا السياق فور وصوله الى بيروت، وإفساح المجال امام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عبّر عن قلقه من الازمة السياسية لكنه ركز على أهمية الاحتكام الى القوانين والمؤسسات وبالتالي العودة الى تنظيم حوار وطني حقيقي يهدف الى تحصين البلد بوجه كل الخطط الخارجية وفي مقدمها ما يراه «حزب الله» من خطة اسرائيلية لضرب المقاومة.

 

ترفض أي محاولة للتغيير وزعماء الطوائف يستمدّون قوّتهم من الشارع

الطبقة السياسية تسخر من ورش قانون الإنتخاب وجهود «الداخلية»

كلام جنبلاط يُؤشّر إلى اتّجاه لـ «سلق» القانون مجدّداً بالتكافل والتضامن

ايلين عيسى/الديار

عبّر النائب وليد جنبلاط عن حقيقة النظرة التي تلتزمها الطبقة السياسية ازاء قانون الانتخاب، ومن خلاله الى مجمل العملية الديموقراطية، فرئيس «اللقاء الديموقراطي» ابتسم عندما سئل في مقابلته التلفزيونية الاخيرة عن رأيه في الورش التي يقيمها اكاديميون وحقوقيون ومسؤولون برعاية وزارة الداخلية بشخص الوزير زياد بارود وقال ما معناه: بلا هالمزح! واصرّ على موقفه الذي يقلّل من اهمية هذه الورش حول قانون الانتخاب عندما تكرّر السؤال المطروح عليه مرارا.

هذه النظرة الى قانون الانتخاب وفق شخصية حقوقية لها موقعها ودورها في هذا المجال تختصر المأزق الذي تعيشه الحياة السياسية في لبنان منذ عهد الاستقلال حيث الطبقة التي تمسك بزمام الامور ترفض اي محاولة للتغيير الحقيقي. فالزعماء في الطوائف يستمدّون قوتهم من السيطرة على الشارع الذي يتولون تحريكه. وهم على رغم نزاعاتهم الدائمة يعقدون تحالفا موضوعيا لاستمرار تقاسم السلطة ومكاسبها. واول مجال يجدر تعطيله لتأمين هذا الهدف هو قانون الانتخاب.

فالنائب جنبلاط كان الدافع الابرز في ذروة انطلاق «ثورة الارز»، وهو كان رأسها الاكثر حدة، الى عقد تحالف رباعي مع خصومه في فريق «8 آذار» تقاسم فيه الجميع مغانم السلطة. ونتج من ذلك احياء قانون غازي كنعان ولم يشعر ابطال «14 آذار» في ذلك الحين، سواء في «تيار المستقبل» او النائب جنبلاط او بعض القوى المسيحية ذات التمثيل الضعيف بأن هناك خطأ ديموقراطيا يدشنون به عهد «استعادة الحرية والقرار المستقل» بعد خروج سوريا العسكري في نيسان 2005 وان هذا الخطأ يضرب تماما كل الشعارات والنظريات التي اطلقها هؤلاء في «ثورة الارز». وضمن هذا المنظار يمكن فهم الاستهتار التام بالجهود التي بذلها فريق الوزير السابق فؤاد بطرس لإنتاج مسودة قانون انتخاب يزاوج الاكثري والنسبي ويراعي في آن واحد ثوابت الطروحات الفئوية والحاجة الى التغيير. وحتى العودة الى قانون 1960 في الانتخابات النيابية الاخيرة جاء استجابة الى مطلب بعض القوى المسيحية باعتباره افضل الممكن. لكن من المؤكد ان هذه القوى كانت تخلّت عن هذا القانون الذي لم يعد صالحا بعد نصف قرن، لو اتيح مشروع قانون عصري وعادل ويحترم تمثيل الفئات اللبنانية على اختلافها. ويبدو وفقا لكلام جنبلاط الاخير ان قانون الانتخاب سيترك مرحلة جديدة للقضاء والقدر بحيث يجري «سلقه» في اللحظات الاخيرة ومباغتة الجميع به من رأي عام ومرشحين محتملين، فلا ينجو منه الاّ اصحاب الشأن الذين «طبخوا» هذا القانون بالتكافل والتضامن منعا لأي تغيير في الحياة السياسية. وهذا مظهر اساسي من مظاهر المأزق اللبناني المستدام.

 

عقارب الساعة في طرابلس وعكار عادت الى الوراء

كبارة يقود الشارع والمعارضة لا حركة واضحة لها

جهاد نافع /الديار

من يتابع حركة الشارع في طرابلس وعكار يوم الاحد الماضي يلاحظ ان عقارب الساعة قد عادت الى الوراء والى ما قبل السابع من ايار، حيث امتلأت شوارع طرابلس وعكار والضنية بالشعارات واللافتات المنددة والمستنكرة لما ورد في مؤتمر اللواء جميل السيد الذي اقام الدنيا ولم يقعدها حتى الان..

مدينة طرابلس اكدت من جديد نهجها وولاءها لتيار المستقبل ولرموزه كما اكدت المدينة وفاءها لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي ارتفعت صورا عملاقة له وشعارات محيية ومؤيدة مواقفه في كل انحاء المدينة، عدا عن المسيرة الشعبية العفوية التي انطلقت باتجاه دارته لتعلن وقوفها الى جانبه.

لكن، المشهد السياسي في طرابلس اثبت من جديد انه منقسم عاموديا ما بين 14 و8 اذار مع متغيرات طفيفة طرأت على المشهد من خلال مواقف الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي عدا عن غياب موقف للرئيس عمر كرامي من التطورات المستجدة على الساحة السياسية حيال ما حصل بدءا من مؤتمر السيد مرورا باستقباله في المطار وصولا الى السجال السياسي الحاد ما بين تيار المستقبل وحزب الله.

فالشارع الطرابلسي استثير من جديد يقوده هذه المرة النائب محمد عبد اللطيف كبارة الذي بادر الى تنظيم مهرجان شعبي في ساحة التل كان لافتا مشاركة وجوه سلفية معروفة بتشددها اضافة الى فاعليات محلية من مختلف انحاء المدينة وتخلل هذا المهرجان هتافات وشعارات نافرة طالت حزب الله وجميل السيد وقوى المعارضة. كما كان لافتا في كلمة كبارة النبرة العالية التي توسلها لتهديد من اسماهم «اعداء الحقـيقة والعـدالة حزب ايران وملحقاته» الى درجة انه هدد «بتهذيب لسان من يتعرض لرئاسة الحكومة وزعيم السنة، بتهذيب لسانه، لكن لن يكون التهذيب بيدها حتما»، حسب قوله..

هذا الخطاب استعاد في طرابلس ما شهدته شوارعها في السنوات التي مضت بينما قوى المعارضة لم تبد حركة واضحة في المدينة حيال ما حصل. لكن برأي اوساط طرابلسية مطلعة ان التحرك الشعبي الذي شهدته المدينة لم يكن على المستوى نفسه من الحشد الذي كان يحصل في السنوات السابقة لكن يمكن اعتبار ما حصل "بروفه" وجس نبض جديد للشارع الطرابلسي في عملية استنهاض له، ازاء مخاوف من انقلاب في المشهد الطرابلسي بعد وسطية الرئيس ميقاتي وحيادية الوزير الصفدي.

في ظل هذه الاجواء التي يسودها التوتر السياسي بدا ان دورا بارزا سيلعبه الشمال في المرحلة القبلة كمنطقة داعمة بما تشكله كخزان بشري يرفد قوى 14 اذار باعتـبار ان الثقل السني يتمركز في طرابلس ومحيطها المنية والضنية وعكار في مواجهة قوى المعارضة وعلى رأسها حزب الله وملحقاته حسب التسمية التي أطلقها كبارة كما أطلقها النائب خالد الضاهر في المؤتمر الذي انعقد ايضا في عكار بالتزامن مع مهرجان كبارة. وقد تحول المؤتمر في عكار ايضا الى مهرجان شعبي رفعت فيه شعارات منها «نعم للدولة.. لا للدويلة»، حيـث جابـت سيارات شوارع عكار باتجاه مركـز تيـار المستقبـل تأكيد مـن المناصرين على وفائهم وولائهم للرئيس سعد الحريري.

ورغم وجود شخصيات سياسية معارضة لم يلحظ تحركها الفاعل سوى مراقبة الحدث ومتابعته عن بعد وعلى شيء من الترقب والحذر لحفظ مياه وجوههم، وفي متابعة لمشهد التطورات السياسية ومقارنتها مع مشهد السنوات السابقة ومدى انعكاس تداعيات التطورات على الواقع المستجد في الساحة.

 

الإنشقاق الثالث «الثقافية في العالم» أصاب مبادرة رئيس الجمهورية بنكسة و«الخارجية» بصفعة

بري دخل على خط الحفاظ على شرعيّتها واستمراريّتها ولجنة إنقاذ برئاسة حجل تطرح حلولاً

كمال ذبيان/الديار

الإنشقاق الثالث الذي ضرب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بانتخاب ألبير متى رئيساً وعاطف عيد أميناً عاماً، اصاب مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتوحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بنكسة، كما تلقت وزارة الخارجية والمغتربين صفعة كبيرة لانها طلبت التأجيل من رئيس الجامعة الشرعية أحمد ناصر، وقبل ساعات من انعقاد المؤتمر العالمي الرابع عشر الذي كان مقرراً في 17 ايلول الجاري، وقد تجاوب مع رسالة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، بارجاء المؤتمر. وقد برّره بأن لجنة دراسة أوضاع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، قد قطعت مراحل ايجابية على مسار توحيد الاغتراب اللبناني، وخاصة الجامعة، كما جاء في رسالة جمعة التي حملت الرقم 613/2010 تاريخ 16 أيلول، ولفتت عناية ناصر «الى ضرورة المساهمة في نجاح العملية الوفاقية التوحيدية، حيث ان اي تغيير في الوقائع قد يؤدي الى تأخير او عرقلة المسار الذي تعمل عليه اللجنة، حيث طلب مدير عام المغتربين من الرئيس العالمي للجامعة، «عدم إجراء انتخابات جديدة بانتظار عقد المؤتمر التوافقي الموحد».

تلقى ناصر رسالة جمعة عشية انعقاد المؤتمر، وبات في حيرة من أمره، فهو مع اجراء الانتخابات في موعدها، وهو بدأ يشعر أنه «ضيف ثقيل» في رئاسة الجامعة، بعد ان انتهت ولايته قانوناً في العام 2007، وقد سعى الى عقد مؤتمر في العام 2008، الا ان الظروف السياسية والأمنية في لبنان، والانقسام الذي يعيشه اللبنانيون وانعكاسه على المغتربين، لم يسمح بانعقاد المؤتمر الاغترابي الثالث عشر، وتم إرجاؤه الى آذار الماضي، الذي انعقد في قصر الأونيسكو، ولم تحصل فيه الانتخابات، نزولاً عند رغبة رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية أيضاً، حيث لم يتمكن اعضاء الهيئة الادارية من الوقوف ضدها، فأرجأوا المؤتمر الرابع عشر والانتخابات الى 17 ايلول، لكن التمنيات عادت من جديد، وبدأت الاتصالات مع رئيس الجامعة من أجل ارجاء الانتخابات، فعقد لقاء بين ناصر ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الاغتراب.

السفير بهجت لحود قبل اكثر من شهر في القصر الجمهوري وجرى البحث بضرورة ارجأ المؤتمر وافساح المجال امام اللجنة المكلفة من قبل الرئىس سليمان ووزارة الخارجية والتي تضم الى السفير لحود كل من السفيرين سمير حبيقة ولطيف ابو الحسن لكن ناصر ابلغ المستشار الرئاسي، ان ثمة استحالة لإرجاء الانتخابات، لأن الوضع لا يتحمل ذلك، مع الوضع التنظيمي، كما ان المبادرة التوحيدية لم تتقدم كما قال ناصر الذي قرر الاستمرار في انعقاد المؤتمر بموعده وحصول الانتخابات الى ان رسالة مدير عام المغتربين وضعته مع اعضاء المجلس العالمي للجامعة امام موقف حرج فبين تجاهل الرسالة والوقوف بوجه المبادرة الرسمية التوحيدية وبين انعقاد المؤتمر العالمي قرّ الرأي ان يؤجل المؤتمر فصوّت 7 من اصل عشرة مع الارجاء والذي لم يكن له صدى ايجابيا عند المندوبين الذين حضروا يوم الجمعة الماضي في قصر الاونيسكو.

فالارجاء الذي قامت به الهيئة الادارية قوبل بموقف سلبي وكان الاخطر ان عددا من رؤساء الفروع والمجالس في الولايات المتحدة ودول اخرى قدر عددهم بحوالى عشرين شخصا، عقدوا جلسة انتخاب في فندق فينيسيا مستندين الى المادة 225 في النظام الداخلي التي حددت ولاية الرئيس بسنتين فقط غير قابلة للتجديد، كما ان انتخاب الرئيس في المؤتمر العالمي من بين اعضاء المؤتمر العالمي بالاكثرية المطلقة للاعضاء الحاضرين، وقد كان انعقاد هذا المؤتمر بمثابة ضربة لوحدة الجامعة، اذا انشق عنها مجموعة ثالثة، مما اعطى للرافضين لارجاء المؤتمر مادة دسمة ليقفوا بوجه من تسرع بقرار التأجيل من اعضاء الهيئة الادارية، واعتبر رؤساء فروع ومجالس وطنية وقارية، انه قرار غير لائق ولم يحترم الاصول القانونية والادارية والاخلاقية، حتى ان الامين العام للجامعة بيتر الاشقر، فوجئ ببيان الارجاء الذي صدر باسم الامانة العامة ودون علمه، وكاد ان يعلن ذلك في بيان لولا اتصالات معه.

في هذا الجو الانقسامي الذي تصاعد في داخل الجامعة، قررت مجموعة من المغتربين الاعضاء تشكيل لجنة متابعة لانقاذها برئاسة مسعد حجل، وبدأت بعقد اجتماعاتها حيث ابلغت الرئيس الحالي احمد ناصر انها ليست ضده، وهي تتفهم الوضع الذي فرض عليه، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الواقع الذي يهدد كيان الجامعة، ولا بدّ من عمل انقاذي، حيث اجتمع حجل وناصر من اجل دراسة ما جرى بعد قرار التأجيل، وكيف يمكن مواجهة المرحلة القادمة، حيث اكد ناصر انه غير متمسك بموقعه، وهو سبق له وقدم استقالته مرات عدة، لكن اتصالات رسمية واغترابية، كانت تتمنى عليها ارجاءها، وهو بات في موقع حرج، ويسعى مع عدد من المغتربين للحفاظ على وحدة الجامعة.

ولم يغيّب ناصر المسؤولين في الدولة عن اتصالاته، بعد ان وعدوه بعقد مؤتمر اغترابي موحد، فاذا بفريق يعقد مؤتمره على مرأى ومسمع الدولة التي لم تحرّك ساكناً، كما فعلت مع الجامعة الشرعية، وان متى الذي انتخب رئيسا للشق الثالث صعد الى بكركي مع عيد وآخرين، لنيل بركة البطريرك صفير، مما اعطى لهذا الشق طابعاً مسيحياً، كما يحاول البعض اصباغ الطابع الشيعي على الجامعة برئاسة ناصر، وهي غير ذلك، لانها تحظى بحضور فاعل للقوميين الاجتماعيين فيها، الذين تخطوا الحالة الطائفية، ولكنهم اصيبوا ايضاً بحالة من الاحباط، للوضع الذي وصلت اليه الجامعة، وكانوا يسعون للوصول بشخصية اغترابية هي مسعد حجل، الذي يمكنه ان يعمل على وحدة المغتربين، وهو ليس بعيداً عن مبادرة الرئيس سليمان ولا تحرك وزارة الخارجية، لكن الارجاء نسف هذه المحاولة، وحشر القوميين في موقف صعب، مع التشرذم الذي اصاب الجامعة، والتي بدأت تنخر فيها العصبيات الطائفية والمذهبية، والبعض انشق عن الجامعة لاهداف سياسية تخدم تنفيذ القرار 1559، لا سيما بعض المغتربين في الولايات المتحدة الاميركية الذين تجندوا من اجل ذلك، وكانت لهم مواقف تصب في صالح اسرائيل.

وامام وصول الجامعة الثقافية الى المأزق الذي وصلت اليه، بدأت عملية الترميم، للحفاظ على الجامعة الشرعية، وقد اجرى الرئيس نبيه بري اتصالات لهذه الغاية، حيث ذكرت مصادر اغترابية، ان رئيس مجلس النواب اتصل بالامين العام بيتر الاشقر، وحثه على الاستمرار في العمل من اجل ضمان استمرارية الجامعة.

كما ان لجنة المبادرة للانقاذ التي يترأسها حجل، ستقوم بطرح مبادرة، تقوم على الدعوة لعقد مؤتمر وانتخاب هيئة جديدة، على ان تتكامل مع مبادرة رئيس الجمهورية.

 

ثورة مضادة" في بيروت: الإنقلابيون يتظاهرون بصور ريفي والحسن وميرزا!

الاثنين 20 أيلول (سبتمبر) 2010

"الشفّاف"- بيروت

في جديد الانقلاب الذي بدأ تنفيذَه حزبُ الله وأتباعه من التيار العوني واللواء جميل السيد وسائر قوى 8 آذار، ما أشارت اليه المعلومات من العاصمة اللبنانية بيروت حيث يعتزم الحزب الالهي التظاهر في وسط العاصمة في مشهد معكوس لما حصل في 14 آذار من العام 2005: فسيرفع انصار الحزب الالهي وقوى 8 آذار صور اللواء أشرف ريفي والمقدم وسام الحسن والمدعي العام سعيد ميرزا مطالبين باستقالتهم او إقالتهم ومحاكمتهم.

فبعد استباحة امن المطار واحتلاله من قبل مسلحي حزب الله يوم السبت الماضي تعتزم قوى 8 آذار الى الاستمرار في محاولتها الانقلابية نحو قضم الدولة ومؤسساتها تدريجيا من خلال تصعيد الحملة على قادة الاجهزة الامنية من غير الموالين لها، ومعهم المدعي العام التمييزي! وتستند هذه القوى الى المنطق الذي استطاعت فرضه عقب اتفاق الدوحة من خلال الزام قوى 14 آذار التنازل عن مكتسباتها الواحد تلو الآخر وصولا الى تنفيذ "انقلاب" غير معلن.

وأشار مراقبون في بيروت الى ان الحزب استفاد من ردة الفعل السلبية التي اعقب غزوة العاصمة في السابع من ايار من العام 2008، وهو لن يكرر التجربة ثانيةً بل سيعمل على حصد النتائج التي ترتبت على غزوة 7 ايار تدريجاً، وبالقطعة. فهو اثبت ان المطار يقع ضمن "مربعاته الامنية"، والخطوة التالية ستكون إسقاط الرموز "السنية" في النظام: اللواء ريفي، والعقيد الحسن، والقاضي ميرزا.

المدّعي العام التمييزي سعيد ميرزاالمجتمع الدولي يسأل: من يُمسِك مطار بيروت؟

وفي سياق متصل حذر المراقبون من خطورة ما جرى يوم السبت الماضي في حرم مطار بيروت مذكرين بواقعة تحويل طائرة وزير الخارجية الاميركية الراحل هنري كيسنجر في العام 1973 الى مطار رياق لتعذر استقباله في مطار بيروت الدولي حينها بسبب التظاهرات التي اندلعت منددة بزيارة كيسنجر.

الضابط الشهيد وسام عيد: هل يرفع حزب الله وجميل السيد صوره؟واشار المراقبون الى ان استباحة المطار من قبل مسلحي حزب الله وضعت الحكومة اللبنانية في موقف حرج، بحيث هي اليوم موضع مساءلة من المجتمع الدولي عن وضع المطار، ومن يتولى مسؤولية الامن فيه، وهل حزب الله هو من سيحدد من يدخل الى لبنان ومن يخرج منه!

قواعد الحزب الإشتراكي ترفض "حياد" جنبلاط!

واستباحة مطار بيروت من قبل عناصر ومسلحي حزب الله وضعت الطوائف الاخرى في موقع الريبة والشك بحيث فشل رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مرة جديدة في إقناع انصاره والحزبيين الاشتراكيين، في الجمعية العامة لوكالة داخلية الشوف في الحزب الاشتراكي، بالوقوف على الحياد في اي مواجهة قد تقع في الداخل اللبناني. وجاءه رد الاشتراكيين ان ذيول غزوة 7 ايار على الجبل لم تنته بعد، وانهم لن يكونوا على الحياد إطلاقا في اي مواجهة من اي نوع مع ميليشيات حزب الله وقوى 8 آذار.

جنبلاط شدد على دور الدولة وقال لانصاره: "نحن نريد الدولة وهي موجودة في مناطقنا واذا كان هناك من لا يريد الدولة فهذا شأنه".

من جهة ثانية يترقب اللبنانيون كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في 25 أيلول/سبتمبر في احتفال إحياء ذكرى شهداء القوات اللبنانية، حيث اعتبر مراقبون ان كلمة جعجع ستعكس المزاج المسيحي العام من مجريات الاحداث التي تعصف بالبلاد.

 

بسبب فيديو على "يوتيوب"كندا تعزز المراقبة الأمنية لمنع صعود المنتقبات إلى الطائرات

  جميع الركاب عليهم إظهار وجوههم بالكامل للمراقب الجوي 

  أوتاوا - ا ف ب/عززت كندا المراقبة الأمنية خلال الصعود إلى الطائرات، من أجل تصحيح "خطأ"، أتاح صعود منتقبة إلى الطائرة، حسب ما أعلنت وزارة النقل، الثلاثاء 21-9-2010. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريز دوريت إن الوزارة أصدرت في 20 آب(أغسطس) "مذكرة عاجلة" حول المراقبة خلال الصعود إلى الطائرة بحيث يتوجب على "المراقب الجوي أن ينظر إلى وجه الراكب كاملا". واتخذ هذا الإجراء بعد نشر فيديو على موقع يوتيوب يظهر أن نساء منتقبات كليا، قد صعدن إلى طائرة دون أن يكشفن عن وجوههن لموظف "اير كندا"، الذي كان يدقق بهويات المسافرين. والتقطت هذه الصور من قبل أحد البريطانيين في مطار "بيار اليوت ترودو" في مونتريال خلال رحلة بين مونتريال ولندن.

وردا على الجدل الذي خلفه هذا الفيديو، أكد وزير النقل الكندي جون بايرد مطلع أب (أغسطس) أنه إذا كانت السياسات الحالية في مجال الأمن اعتبرت غير كافية فإن حكومتنا ستتخذ الإجراءات الضرورية لتأمين أمن الركاب. ورفع اقتراح قانون لتعديل القانون الساري المفعول ولكن بانتظار تصديقه فإن المذكرة الطارئة التي صدرت لمدة أسبوعين سيتم تجديدها، حسب المتحدثة باسم وزارة النقل.

 

الحريري يعود "صلباً ومتماسكاً" ورافضاً التحريض: لن أكون رهينة لأحد ومعركتنا مع المحكمة

سابين عويس/النهار

رغم ان الحركة الداخلية التي قام بها رئيس الوزراء سعد الحريري فور عودته من الرياض بعد اجازة طويلة فرضتها الحاجة الى توسيع دائرة الاتصالات لاحتواء مفاعيل التصعيد السياسي لـ"حزب الله" وقوى المعارضة في اتجاهه، احيطت بالصمت اذ لم يصدر اي موقف عن الحريري او عن كتلة المستقبل التي رأس اجتماعها في بيت الوسط امس او بعد لقاءيه الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، فان ما رشح عن مداولات الكتلة وتولى بعض النواب فيها الحديث عنها حدد ما يشبه خريطة الطريق التي رسمها الحريري لأعضاء كتلته وللتوجه الذي سيعتمده في المرحلة المقبلة للرد على من تناوله في المعركة السياسية المفتوحة على المحكمة الدولية.

وفي الخلاصة التي خرج بها النواب من لقائهم رئيس كتلتهم مجموعة من الثوابت والتوجهات التي ستكون عنوان التحرك في المرحلة المقبلة. وفي هذا السياق نقل نواب عن الحريري الذي بدا "صلباً ومتماسكاً" وحاسماً في مواقفه كما لاحظ هؤلاء الآتي:

- ان القراءة التي خرج بها الحريري للحملة التي استهدفته اخيرا من  "حزب الله" وقوى المعارضة تشي بأن المعركة هي ضد المحكمة وان رد رئيس تيار "المستقبل" سيكون بخوض المعركة مع المحكمة وشرعيتها واستقلاليتها. ولما سأل بعض النواب عن كيفية خوض هذه المعركة وأي ادوات وبأي خطاب  وخصوصا اذا ما استهدف الشركاء في الحكم، كان الحريري واضحا بابدائه استياءه من التصريحات التي صدرت عن هؤلاء في معرض حملتهم على المحكمة او في تعاملهم مع المؤتمر الصحافي  للواء المتقاعد جميل السيد وعودته الى بيروت وهو تعامل اتسم بتخطي القوانين والانظمة وتجاوز اسس الديموقراطية والتعبير الحر مذكرا بأنه كان ثمة توافق سياسي حول المحكمة ضمن حكومة الوحدة الوطنية وقد تجلى في البيان الوزاري وعلى طاولة الحوار التي شارك فيها الامين العام لـ"حزب الله" شخصيا فما هو الداعي الى اطاحة هذا التوافق اليوم والمعارضة لم توفر وسيلة لاسقاط المحكمة مما عطل البلاد وجرها الى خطاب سياسي مذهبي . وقد أكد الحريري لنوابه رفضه التحريض الدائر ودعوته الى تهدئة الخطاب السياسي "من دون ان يعني ذلك اننا ضعفاء فنحن لسنا ضعفاء بل اقوياء بالحق والحقيقة التي نطالب بها ويجب الا تفهم لغتنا الهادئة والعاقلة خطأ وبأنها دليل ضعف".

- لا استقالة للحكومة والضغوط التي تمارس على رئيسها لدفعه نحو مواقف تنازلية غير وارد " فأنا رئيس حكومة  ولن اكون رهينة لأحد ووجودي على رأس الحكومة هو لحماية لبنان وتحصينه" على ما نقل النواب الذين اضافوا ان الحريري أكد انه يعتزم اثارة هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء اليوم  وسيدعو اعضاء الحكومة الى وقف السجالات السياسية واحترام ما التزمته الحكومة في بيانها الوزاري مع تأكيده على رفض كل كلام يثير مشاعر التحريض على الفتنة ولا سيما التحريض المذهبي. وهو ابدى استياءه لما شهدته جلسة لجنة المال والموازنة التي ادى  درس بند تمويل المحكمة فيها الى مواجهة حادة بين نواب المستقبل ونواب حزب الله انتهت بانسحاب نواب المستقبل فيما بقي 6 نواب ينتمون الى الطائفة الشيعية الى جانب رئيس اللجنة الذي بدا محرجا في طرح المسألة على التصويت. وسأل الحريري في هذا الاطار لماذا توضع الطائفة الشيعية في خانة اسقاط المحكمة عندما لا يبقى للتصويت الا نوابها؟ وهل هذا ما يريده الشيعة في لبنان؟ 

- ان سقف التهدئة يبقى محكوماً بالتفاهم السعودي السوري الذي لا تزال مفاعيله جارية لتحصين السلم الاهلي الداخلي. وهذا ما يستدعي العودة الى لغة العقل. وان التصعيد الاخير لا يصب الا في خانة التهويل ولا يمكن ان يبلغ حد ادخال البلاد في فتنة لا تحمد نتائجها.

- التمسك باتفاق الطائف وبالنظام البرلماني اللبناني والحريات العامة ومنطق الدولة ورفض التعرض للمؤسسات.

- استمرار العمل وتعزيز العلاقات مع سوريا وتحييدها عن المواجهة السياسية الداخلية القائمة وعلى عدم التراجع عن اي من المواقف التي اطلقها الحريري في حديثه الى "الشرق الاوسط" السعودية. ونقل عنه في هذا المجال:" لن اتراجع عن كل ما قلته بالنسبة الى الاتهام السياسي لسوريا وقد اسيء فهمه" مذكرا بأن الرئيس بشار الاسد وبعد خروج قواته من لبنان اشار الى اخطاء ارتكبت في المرحلة السابقة. وهذا لا يعني انه اذا كانت ثمة اخطاء اننا لا نتراجع عنها او نعترف بها. فالعلاقات مع سوريا يجب ان تكون وثيقة اما الكلام على الشهود الزور فهناك محكمة وهناك تحقيق ومدع عام وليترك للمحكمة ان تتخذ قرارها في هذا الشأن.

- التوجه الى مخاطبة اللبنانيين لشرح الموقف والاضاءة على الجوانب التي اسيء فهمها او شرحها في مواقف رئيس الحكومة على قاعدة اعتماد الخطاب الهادىء والرصين ولكن الحاسم والمتمسك بالثوابت الوطنية.

وبدا اخيرا من مواقف الحريري  رفضه أي مساومة على دماء والده وليترك للمحكمة ان تقوم بعملها.

ولوحظ انه الى جانب تحييد الحريري لسوريا عن المواجهة الدائرة، قوبلت مطالب اللواء السيد ببرودة اذ رفض الحريري الرد على كلامه او مطالبه لأن الدولة بذلك تسجل سابقة لكل من يدعي الخصومة مع القضاء.

في أي حال ينتظر ان تتبلور مواقف الحريري وتوجهاته المقبلة في جلسة مجلس الوزراء اليوم والقرارات التي ستصدر عنها وخصوصا وان الى جدول اعمال الجلسة ملفين حيويين هما مشروع موازنة 2011 ومشروع قانون قطع حساب الاعوام الثلاثة الماضية. فيما يتوقع ان تتكثف  الاتصالات الداخلية والخارجية في اطار اعادة مفاعيل التهدئة ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يكون للحريري زيارة قريبة لدمشق في هذا السياق.

 

مساعي التهدئة تتسارع رئاسياً ... واختبار النوايا في مجلس الوزراء اليوم

جنبلاط لـ«السفير»: رسالة إيجابية من نصر الله إلى الحريري

رئيس الحكومة يدعو لسحب الخطاب المذهبي ويتمسّك بالبيان الوزاري وبكلامه عن شهود الزور

السفير/مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من عطلته الطويلة، إلى بيروت، توزع المشهد السياسي بين سعي رئيس الجمهورية ميشـال سليمان، لتمرير جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، اليوم، بأقل قدر من التوتر السـياسي، قبل سفره غداً إلى نيويورك والمكسيك، وبين «مسعى توفيقي» للنائب وليد جنبلاط بين قيادة «حزب الله» والرئيس الحريري، أثمر «رسـالة ايجابية» من السيد حسن نصرالله إلى الرئيس الحريري، كما كشـف جنبلاط لـ«السفير»، من دون أن يفصح عن مضمونها.

على أن اللافت للانتباه في عودة الحريري، اقترانها بتأكيد حرصه على مناخ التهدئة واستمرار الاحتضان العربي للبنان، وقوله إن التواصل السعودي ـ السوري مستمر في هذا الاتجاه كما لتثبيت حكومة الوحدة الوطنية، مبدياً تمسكه بمجموعة ثوابت، أبرزها المحكمة والعلاقة مع سوريا، مشدداً على إبعاد دمشق عن الاستهداف السياسي والإعلامي، معلنا تمسكه بمضمون مقابلته الأخيرة مع صحيفة «الشرق الأوسط» إن لجهة الاعتراف بالاتهام السياسي الخاطئ لسوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو تأكيده وجود شهود زور ضللوا التحقيق واساؤوا إلى عائلة الشهيد.

وأعلن الحريري خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لكتلة المستقبل في منزله في وادي أبو جميل التزامه بالبيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية، في رد غير مباشر على تصريحات بعض أعضاء كتلته حول التنصل من المعادلة الثلاثية (الجيش والشعب والمقاومة)، وفي الوقت نفسه أعلن تمسكه بجميع حلفائه وعلى وجه الخصوص مسيحيي قوى «14 آذار».

وكشف الحريري انه بصدد توجيه كلمة إلى الرأي العام خلال الساعات الأربع والعشرين او الثماني والأربعين المقبلة، وإجراء جولة من اللقاءات مع بعض القيادات السياسية وفي مقدمها قيادات «14 آذار» أو الدعوة لاجتماع موسّع. ودعا الحريري أعضاء كتلته الى سحب الخطاب المذهبي من التداول نهائياً، وشدد على مضي الدولة في خيار مذكرة استدعاء اللواء جميل السيد.

وتحضيراً لجلسة مجلس الوزراء اليوم، زار الحريري، بعد ظهر أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا. كما زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وقال مصدر وثيق الصلة برئيس الحكومة لـ«السفير» إن الحريري عائد بروحية «مد اليد والتعاون من أجل تخطي كل الصعاب التي يشهدها البلد».

وفيما نقلت اوساط بري تشديده على ضرورة سيادة الهدوء ولغة الحوار، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» «إنه تم الاتفاق خلال اللقاء بين الرئيسين سليمان والحريري على نقطتين أساسيتين» وهما:

أولاً، الارتقاء بالخطاب السياسي وتالياً الإعلامي الى مستوى المسؤولية.

ثانيا، الاحتكام إلى المؤسسات الدستورية في معالجة القضايا المطروحة، لا سيما نقل الاختلاف في وجهات النظر لكي تناقش داخل المؤسسات.

وأضافت المصادر انه «تم الاتفاق على وجوب الإسراع في التخفيف من حدة التشنج الإعلامي بما يمهد الأجواء المريحة لطرح الأمور في مجلس الوزراء في إطار من الحوار البناء».

ولفتت المصادر الانتباه الى ان «رئيس الجمهورية أجرى في الساعات الماضية مروحة واسعة من الاتصالات والمشاورات ظلت بعيدة عن الاعلام لتهدئة الأجواء، واضعاً جميع الأفرقاء أمام مسؤولياتهم الوطنية في الحفاظ على الاستقرار وعدم دفع الأمور الى مزيد من التصعيد، مذكراً الجميع بما تمّ التوافق عليه بالإجماع خلال جلسات الحوار لجهة الالتزام بالتهدئة السياسية والإعلامية».

وأشارت المصادر الى ان «هناك سقفاً عربياً للوضع في لبنان لا يمكن لأي طرف تجاوزه وهو أن مسألة الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان خط أحمر، وهذا ما يجعل الأفرقاء أمام خيار وحيد وهو الحوار للوصول إلى تسوية للأمور المطروحة». وأوضحت المصادر أن رئيس الجمهورية على تشاور مستمر مع القيادة السورية.

يذكر أن رئيس الجمهورية التقى ليل أمس الوزير وائل أبو فاعور في إطار المسعى التبريدي لجلسة مجلس الوزراء اليوم، وحمّله رسالة بهذا الصدد إلى النائب جنبلاط.

جنبلاط: رسالة من

السيد الى الحريري!

وعلى الخط نفسه، استقبل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل امس الاول، وزير الاشغال غازي العريضي موفداً من قبل جنبلاط، الذي قال لـ«السفير» إنه أوفد العريضي للقاء نصرالله، وقد حمـّل العريضي «رسالة ايجابية» من الأمين العام لـ«حزب الله» الى رئيس الحكومة.

وقال جنبلاط: لقد وصلنا الى حالة مؤسفة، فعلاً انها حالة غريبة، والبلد ذاهب الى تدهور منهجي، بالخطاب السياسي الذي ينعكس على السياسة وعلى الأمن وعلى نفوس الناس ومعنوياتهم، وهناك كثيرون بدأوا يسألون هل نسافر أو نبقى.

اضاف جنبلاط: لا بد من موقف مشترك وموحـّد من كل اللبنانيين ومن كل القيادات اللبنانية لمواجهة القرار الظني ودرء مفاعيله التدميرية، والبلد لم يعد يحتمل المكابرات والمزايدات، فكفى مكابرة وبتنا الآن في حاجة اكثر من أي وقت مضى الى مواجهة العصبيات والغرائز قبل ان تجتاح الجميع، وقبل فوات الاوان وساعتئذ لا ينفع الندم.

وتابع جنبلاط: كلنا مسؤولون عن البلد، والرئيس الحريري خطا خطوة جبارة في جريدة «الشرق الاوسط»، لكن هذا الهجوم المضاد لم يكن له ما يبرره أبداً. والواضح انهم وقعوا في الفخ، ونحن سبق وحذرنا من الانجرار الى الفتنة.

وأكد جنبلاط ان المطلوب اليوم قبل كل شيء هو وقف الخطابات الرنانة التي اوصلت الى 7 ايار.

واشار رداً على سؤال الى ان هناك فرقاء في «14 آذار» لا يريدون العلاقة مع سوريا، ولا يريدون حلولا مشتركة، وبدون حل مشترك حول المحكمة والقرار الظني نحن ذاهبون الى الهاوية.

وانتقد جنبلاط بشدة اصحاب المنطق المذهبي الذي ظهر مؤخراً وقال: للذين يريدون اثارة تلك الغرائز من خلال توجههم الى الرئيس سعد الحريري على انه زعيم السنة، نقول ان الرئيس الحريري هو رئيس حكومة كل لبنان، فكفى لعباً على الالفاظ والعبارات.

أما الوزير العريضي فقال لـ«السفير» ان زيارته تندرج في سياق مسعى توفيقي للنائب جنبلاط يهدف الى اعادة الامور الى نصابها والعمل ضمن المؤسسات وأن تجلس الناس مع بعضها البعض تحت سقف الدولة، معتبراً ان كل ما يجري من تصعيد يؤدي الى الفتنة، «وهذا ما يجب ان نتجنبه ونبتعد عنه».

وسط هذه الاجواء، يعقد مجلس الوزراء عصر اليوم، جلسة عادية في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس سليمان لمناقشة جدول اعمال عادي. وفيما رجحت مصادر وزارية محايدة غياب العناوين الخلافية عن الجلسة، نظراً لغياب وزير العدل ابراهيم نجار لدواع صحية، على اعتبار انه المعني بملفي شهود الزور وقضية استدعاء اللواء جميل السيد، فإن الوزير بطرس حرب اكد ان وزراء 14 آذار وهو شخصياً سيثيرون ما اعترى قضية اللواء جميل السيد وصولاً الى التظاهرة الأمنية التي قام بها «حزب الله» في المطار.

وأكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن لـ«السفير» ان بند شهود الزور هو بند دائم بالنسبة الينا، وسنكمل فيه للنهاية في مجلس الوزراء وفي خارج مجلس الوزراء على اعتبار انه احد ابواب الوصول الى الحقيقة. وفي كل الحالات نحن نعتبر ان التصعيد السياسي لن يغطي على جريمة شهود الزور وضرورة محاسبتهم ومحاسبة من فبركهم، هذا الأمر هو قضيتنا.

على صعيد آخر، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد، امس، رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية برفقة نجله طوني، واستعرض معه الوضع العربي والإقليمي وخصوصاً على الساحة اللبنانية.

وقالت اوساط فرنجية لـ«السفير» إن الاجواء جيدة بشكل عام، وثمة متابعة سورية للاوضاع في لبنان، وقد شدّد الرئيس الأسد عن وقوف سوريا الى جانب لبنان، وعلى ضرورة تمتين التوافق الداخلي وتحصين الاستقرار.

  

 الجيش الإسرائيلي يبني أنفاقاً موازية لأنفاق "حزب الله" ويكشف خطط المواجهة المقبلة

 كتبت آمال شحادة في "الحياة": ليس بالذخيرة الحية فقط يكثّف الجيش الإسرائيلي تدريباته هذه الأيام. فانطلاقاً من قناعة عسكريين وأمنيين، وكما أكّد قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي سامي تورجمان، بأن حرباً قريبة ستشتعل في المنطقة بين إسرائيل والأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط، أي "حزب الله" وسوريا و "حماس"، حدّث الجيش نوعية تدريباته، براً وبحراً وجواً. ووضع الى جانب التدريبات بالذخيرة الحية سلسلة تدريبات نوعية أبرزها تدريب وحدات خاصة على ما سماها "حرب عصابات داخل الأنفاق".

وفي خطوة لم يقدم عليها الجيش حتى تجاه الفلسطينيين الذين يقلقون الإسرائيليين بنشاطاتهم المكثفة في الأنفاق، حفر أنفاقا على مساحة طويلة وبعمق عشرين متراً تحت الأرض على الأقل، وزودها بمختلف الوسائل والمعدات الشبيهة بتلك التي تدعي تقارير استخبارية اسرائيلية بأن "حزب الله" أقامها في الجنوب اللبناني، والتي – بحسب تلك التقارير – "أكبر بعشرات المرات من تلك التي استخدمها الحزب خلال حرب تموز" وبأن هذه الأنفاق تمتد على مساحة شاسعة في 160 قرية شيعية.

وحاول الجيش الإسرائيلي بتقسيمه وهندسته هذه الأنفاق ان يضع وحدات الجيش أمام وضعية هي الأقرب لحقيقة الأنفاق التي يضعها الإسرائيليون في تقاريرهم لاستعدادات "حزب الله" للمواجهات مع اسرائيل. وقد تعمد الحديث عن هذه التدريبات وتفاصيلها بصراحة بالغة وذكر تفاصيل عدة حولها، وكأنه يوصل بذلك رسالة الى "حزب الله" من خلال الإعلام الإسرائيلي.

داخل الأنفاق وضع الجيش في مساحة غير قليلة معدات وأجهزة الكترونية للتنصت والاتصالات الهاتفية، وتتوقع الأجهزة الأمنية أن يكون "حزب الله" قد طور شبكته لتفوق بقدرة عملها ونجاحها تلك التي استخدمها في حرب تموز، أضعاف المرات. ويرى الجيش الإسرائيلي ان عناصر "حزب الله" ستعتمد إعداد المفاجآت ونصب الكمائن في الحرب المقبلة.

وفي مثل هذه الأجواء خاض الجيش تدريبات الأنفاق فوضع بين المسافة والأخرى نافذة صغيرة نصفها مفتوح والآخر مغلق. وكما يقول حاييم دان، نائب قائد مدرسة "حرب العصابات" في قيادة الشمال، فإن "حزب الله" يضع مثل هذه الستائر ككمين لقواتنا في محاولة منه لتصعيب مهمة الجيش في ملاحقة مقاتليه وفي المقابل تتيح مثل هذه الستائر أو النوافذ الإمكانية أمام عناصر "حزب الله" للاختفاء من وجه الجيش لدى اقتحامه هذه الأنفاق، على حد قول حاييم دان.

ويضيف غابي اليميلخ، قائد قسم التدريبات في وحدة "غيفي"، التي تشارك في هذه التدريبات، انها "تدريبات على حرب الأنفاق ستساعد الجيش على التفوق". ويضيف: "الأنفاق التي سنضطر الى اقتحامها في حال وقوع مواجهات مع حزب الله، هي مواقع أقامها عناصر الحزب وهم يعرفونها جيداً لأنهم بنوها. وهذا يجعل دخولنا اليها كالضيوف تماماً لدى حزب الله أثناء المواجهات. وهذا امر غير مريح واذا لم نتدرب على معرفة وضعية مثل هذه الأنفاق ومواقع المواجهة فإن تنفيذ مهمتنا سيكون صعباً لذا، نحن نتدرب جيداً على احتمال حرب الأنفاق لأن هذه التدريبات كفيلة بأن تجلب لنا التفوق وتحقيق الهدف".

توقعات الجيش الاسرائيلي ان يتواجد في كل موقع داخل الأنفاق ما لا يقل عن 15 عنصراً من "حزب الله"، مزودين بمختلف المعدات الحربية المتطورة والحاجات الضرورية والطعام والشراب بما يساعدهم على الصمود والبقاء لمدة شهر على الأقل داخل الأنفاق. وبناء على هذه التوقعات اعد الجيش خطة التدريبات واستخدم فيها جهاز "الاي بو" وهو واحد من اجهزة الكترونية متطورة استحدثها الجيش الإسرائيلي بعد حرب تموز وطورها بعد حرب غزة الأخيرة في محاولة منه لمنع مفاجأة الجيش داخل الكمائن والمخابئ ، كما حصل معه في الحربين المذكورتين وكلّفته ثمناً باهظاً.

و "الاي بول" وهو جهاز على شكل كرة يمكن رميه الى داخل الأنفاق او المخابئ ومن شدة صغر حجمه لا يكون سهلاً على المقاتل مشاهدته. يحتوي الجهاز على معدات لاقطة للصوت والصورة. فبعد أن يرميه الجندي الى المكان المقرر أن تدخله الوحدة لمواجهة المقاتلين، ينقل الجهاز الى الحاسوب الذي يحمله الجندي صورة عن الموقع من الداخل والحديث الذي يدور بين المقاتلين. وهذا، بحسب الجيش، يساعد في شكل كبير الوحدة العسكرية على معرفة ما قد تواجهه في الداخل. وبناء على معطيات هذا الجهاز يقرر قائد الوحدة كيفية إدارة المواجهة مع المقاتلين داخل النفق او المخابئ.

وضمن محاكاة عنصر المفاجأة والكمائن في المواجهات المقبلة أقام الجيش نموذجاً للقرية اللبنانية بُني استخلاصاً من حرب تموز والصورة التي رسمتها الوحدات العسكرية التي خاضت المعارك أمام عناصر "حزب الله". أما في سلاح البحرية فقد استحدث الجيش سفينة من دون ركاب أطلق عليها اسم "ستينج ريي" ويتم التحكم بها عبر أجهزة إلكترونية من داخل مراكز المراقبة. وبحسب الجيش الإسرائيلي فهي مزودة بأجهزة إلكترونية ومعدات حربية وكاميرات ورادارات مراقبة في الليل والنهار الى جانب اجهزة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية. السفينة، والى جانب امكان تنفيذها المهمة وحدها يمكن استخدامها أيضاً الى جانب سفن أخرى تشارك حالياً سلاح البحرية في تدريباته العسكرية.

وعلى رغم التقارير الاستخبارية للجيش التي تعترف ضمناً بالقدرات الفائقة لـ"حزب الله" والتي طورها في شكل كبير خلال السنوات الأربع الاخيرة، اختار تورجمان سياسة التهديد بقوله:  جيشنا يمتلك قدرات قتالية واسلحة متطورة لا يعرفها أعداؤنا بعد. فهم لا يعرفون كفاءاتنا في القتال المباشر وآن الأوان لأن يتعرفوا إليها حتى يتوقفوا عن إطلاق تصريحاتهم التي يوهمون فيها أنفسهم بالقدرة على هزيمتنا"، بحسب قوله.

معدات الكترونية ومركبات

تنفيذ عملية اختطاف بعد تسلل عبر الحدود الشمالية - واحد من الاحتمالات التي يرى الجيش الإسـرائيلي انها قد تـشعـل المنـطـقة مـن جـديـد. و"اقتلاع الـشـجرة" الـتـي قـام بـهـا الـجـيـش الإسرائيلي مطـلع الـشهر الـمـاضي بـالـقـرب مـن بـلدة عـديـسـة وكادت تؤدي الى تدهور عسكري كبير في المنطقة، جاء تعبيراً عن تلك المخاوف. ويعمل الجيش على تنظيف المنطقة المحاذية للحدود لضمان عملية المراقبة التي يقوم بها على مدار اليوم ويكثفها خلال الفترة الأخيرة مستخدماً الى جانب دورياته اجهزة الكترونية حـديثة وضـعـهـا عـلـى مـسـافـات طويلة في منطقة الحدود وتضمن المراقبة ونقل صور لتحركات اللبنانيين في الجهة الأخرى المحاذية للحدود.

وضمن محاولاته لمنع تنفيذ الاختطاف استبدل الجيش في مناطق عدة عند الحدود مركبات جيشه ودورياته بمركبات غير مأهولة بالركاب أطلق عليها اسم "كربان بايلوت" تضم معدات متطورة وأجهزة رادار قادرة على استهداف فوري للهدف وإطلاق النار، كما يؤكد الجيش. وكما يقول ايرز بيلد، مدير عام شركة غيونس للصناعات العسكرية والإلكترونية، فإن المركبة تحتوي على جهاز قادر أيضاً على جمع معلومات دقيقة، وفي الرادار مجسات تقوم بالمهمة التي يقوم بها الجنود، والأهم انه يضمن للجيش تحقيق الهدف، على حد قوله.

وعلى رغم ان معدي هذه المركبات يؤكدون قدرتها على جمع المعلومات الدقيقة الا ان الجيش يكثف من نشاط كتيبة "869" لجمع المعلومات. وتعمل الكتيبة في شكل سري على طول الحدود الشمالية وقد زودها الجيش بمختلف الوسائل التقنية المحكمة وتركز نشاطها في كشف ومراقبة مراكز "حزب الله" الى جانب رصد الحدود لمنع حدوث أعمال تسلل إلى داخل المنطقة الإسرائيلية. وضمن استعداد الجيش لمواجهات مع "حزب الله" يتم تدريب هذه الوحدة ايضاً على كيفية ضبط عناصر "حزب الله"، حيث يتقمص بعض الجنود دور عناصر الحزب لتكون مهمة بقية الوحدة المشاركين في التدريب كشف هؤلاء العناصر وإحباط العملية التي ينوون تنفيذها.

وضمن التدريبات يسير عناصر الوحدة لمسافات طويلة وهم يحملون أوزاناً تصل حمولة الواحدة منها الى حوالى اربعين في المئة من وزن الجندي الذي سيحملها.

وفي وضعه سيناريواتِ المواجهات المتوقعة يتناول الجيش في أبحاثه تقرير معهد كارنيغي الاميركي الذي يتحدث عن تصاعد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين الحزب وإسرائيل بعد ورود تقارير عن نقل صواريخ متطورة الى الحزب. وبحسب معدي التقرير فإن "حزب الله" يستعد في شكل مكثف لمثل هذا السيناريو ببناء الدفاعات وحفر الخنادق وتجميع ترسانة صاروخية قوية.

 

ضو في جولة تشمل البحرين والامارات

وكالات/لبنان يشهد فصلا جديدا من فصول المحاولة الانقلابية المتمادية وصل عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار وعضو المكتب التنفيذي ل"القاء المستقل" نوفل ضو الى دبي آتيا من البحرين في إطار جولة تشمل في محطتها الثالثة أبو ظبي، وتتضمن سلسلة من اللقاءات مع رسميين معنيين بالوضع اللبناني، ومع أبناء الجاليتين اللبنانيتين في كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأوضح ضو في لقاءاته حقيقة ما يشهده لبنان منذ أيام من تجاوز لقواعد عمل النظام السياسي، ومخالفات للدستور، وخروج على القوانين، وتهديد للسلم الأهلي والاستقرار، وتطاول على رموز الدولة اللبنانية ومسؤوليها، وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية، واعتداءات على المواقع والمؤسسات الشرعية، وعلى المرافق الحيوية وآخرها استباحة مطار بيروت الدولي على يد حزب الله وحلفائه. واعتبر ضو أن لبنان يشهد هذه الأيام فصلا جديدا من فصول المحاولة الانقلابية المتمادية التي تتعرض لها الشرعية المنبثقة من انتخابات ما بعد الخروج العسكري السوري من لبنان في دورتي العامين 2005 و2009، لإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل انتفاضة 14 آذار.

وأشار الى عملية تزوير منهجي للوقائع، يتولاها حزب الله وحلفاؤه من خلال الادعاء بأن الحملة الراهنة على المؤسسات الشرعية والدستورية تهدف الى إلغاء مفاعيل ما يسميه الإنقلابيون سيطرة قوى 14 آذار على السلطة مستفيدة من الاتهامات التي وردت في إفادات أدلى بها بعض الأشخاص أمام القضاء الدولي والتي وجهت الى مسؤولين في النظام الأمني اللبناني - السوري الذي كان ممسكا بالوضع، بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005.

وشدد ضو خلال لقاءات مع مجموعات مؤيدة لقوى 14 آذار في الجالية اللبنانية على أن الشعب اللبناني هو الذي بادر الى توجيه الاتهام السياسي باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الى رموز النظام الأمني اللبناني – السوري، بعد ساعات على الجريمة من خلال التظاهرات التي سارت في شوارع بيروت وأحيائها تنديدا بجريمة العصر، مستبقا بذلك مواقف قادته السياسيين ومسؤوليه الحزبيين وعمل كل مراحل التحقيق الدولي بدءا بلجنة تقصي الحقائق برئاسة فيتزجيرالد وصولا الى العمل الراهن للمدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بيلمار, ورأى أنه في ضوء هذه الوقائع فإن السعي الى الغاء الاتهام السياسي المشار اليه يكون بإقناع الشعب اللبناني بعكس ما دفع به الى تكوين هذه القناعة من تصرفات وعمليات ترهيب تولاها ضباط وسياسيون من رموز المرحلة السابقة، وليس بضغوطات على المسؤولين السياسيين والرسميين لإرغامهم تحت التهديد بضرب السلم الأهلي والاستقرار، على الإدلاء بمواقف لم تقنع اللبنانيين، بل ساهمت من جديد في إشعارهم بالقهر وفي التأسيس لحالة من الاحتقان والفرض بقوة السلاح، تزيد من الشبهات حيال الساعين الى تبرئة أنفسهم من الاتهامات الموجهة اليهم سياسيا، ومن المؤشرات على امكان شمولهم بالاتهامات القضائية من خلال القرار الظني المرتقب صدوره عن المدعي العام في المحكمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بيلمار.

وشدد ضو على أن لا علاقة لمن يوصفون اليوم ب"شهود الزور" بتغيير موازين القوى السياسية في العام 2005 في لبنان وبسقوط النظام الأمني اللبناني – السوري، مذكرا في هذا الإطار بأن حكومة الرئيس عمر كرامي التي ترافق تشكيلها مع القرار المفروض بالتمديد قسرا للرئيس السابق إميل لحود سقطت بعد أيام على جريمة الاغتيال تحت وطأة التظاهرات التي سبقت أي تحقيق دولي وأية إفادات في الجريمة. كما ذكر بأن صور الضباط الأربعة رفعها اللبنانيون في التظاهرات الى جانب صور مدعي عام التمييز السابق عدنان عضوم ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان رستم غزالة والرئيسين اميل لحود وبشار الأسد، قبل أي تحقيق دولي.

وذكر أيضا بأن الإنتخابات النيابية عام 2005 التي فازت فيها قوى 14 آذار سبقت توقيف الضباط الأربعة، وبأن قوى 14 آذار جددت فوزها في انتخابات العام 2009 على الرغم من أن هذه الإنتخابات حصلت في ظل قانون فرضه حزب الله بقوة السلاح من خلال احتلال بيروت في 7 ايار 2008، وعلى يد حكومة كان للحزب وحلفائه فيها الثلث المعطل للقرارات، وبعد أسابيع قليلة على قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إطلاق سراح الضباط الأربعة، مما يؤكد أن حكم اللبنانيين على رموز النظام الأمني اللبناني السوري وممارساتهم، هو وليد قناعة راسخة لديهم بالتجربة، وليس وليد أجواء مختلقة سياسيا، وشائعات مروجة إعلاميا، كما يحاول الإنقلابيون الإيحاء به للرأي العام المحلي والعربي والدولي.

 

جميل المقفع 

موقع تيار المستقبل/يتباهى "السيد" المفوه في دفاعه عن قضية يعتبرها حقاً، ويروح يكيل الشتائم والألفاظ النابية بحق من يعتقد أنهم وراء ظلم يزعم أنه لحق به على حد تعبيره.

ولا يتوانى هذا "الحالم في اليقظة" عن استخدام العبارات التي إن أردنا تفحّصها والتدقيق بها لوجدنا أن قاموس الصرف والنحو العربي يصنّفها في خانة السباب أو اسماء الحيوانات وهي حتماً ليست في القاموس السياسي. رحم الله أبا بشر عمرو بن عثمان بن قنبر البصري المعروف سيبويه الذي له الفضل في تعليمنا أصول الصرف والنحو.

ورحم الله أبا محمد عبد الله المعروف بابن المقفع الذي برع في استخدام لغة الحيوانات في كتاب "كليلة ودمنة" لإيراد الأمثلة والحكم في مجال وصف ما يسود المجتمعات من عادات وتقاليد وممارسات. لعل السيد نهل الكثير من قراءة كليلة ودمنة وغفل عن استيعاب أصول الصرف والنحو لأنه لم يفوّت مناسبة إلا واستخدم العبارات الشائنة والأوصاف "الحيوانية" مقابل لجوئه في الخطابة إلى اللغة "العامية" لجهله الفاعل من المفعول به. والأنكى أنه حين يرد عليه، يتهم من يفنّد مغالطاته وافتراءاته باستخدام الشتائم والسباب.

يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره، هذا مثل شائع وقد يكون السيد متحصناً به، لكن ما أجازه لنفسه أخطر مما يعتقد وقد يوصل البلد إلى شفير الهاوية.

على السيد أن يكف عن قراءة كليلة ودمنة والعودة إلى أصول النحو والصرف.. والأدب.

 

العائلات البيروتية" دانت التهجم على الحريري: للتنبه من محاولات تهميش الدولة وسلبها سلطتها وسيادتها

وطنية - 21/9/2010 دان "إتحاد جمعيات العائلات البيروتية" في بيان اليوم، "تهجم اللواء جميل السيد على دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والرئيس الشهيد رفيق الحريري والقيادات القضائية الأمنية"، وأسف من "انزلاق الخطاب السياسي الى لغة التهديد والوعيد". واستهجن "المواقف الداعمة لجميل السيد، ومنع الأجهزة القضائية من الإستماع الى أقواله، الأمر الذي ينال من هيبة الدولة والقانون ويرفع منسوب التوتر والإحتقان ويعيد البلاد الى اجواء مجها المواطنون". رافضا "استهداف رئاسة مجلس الوزراء والمحكمة الدولية"، داعيا "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة والمجلس النيابي الى التنبه من محاولات تهميش الدولة وسلبها سلطتها و سيادتها".

 

عون بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل "التغيير والاصلاح" : لا يطلبن احد منا التهدئة فنحن هادئون ونطالب بثورة فكرية مسالمة

المطلوب العودة إلى العقل وعلى السنة أن يهبوا لنجدة الحق والقانون

لمثول شهود الزور أمام القضاء ومن يمنع استجوابهم تقع عليه الشبهة

وطنية - 21/9/2010 قال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون عقب الاجتماع الاسبوعي للتكتل، "لا يطلبن احد منا التهدئة فنحن هادئون، نطالب بثورة فكرية ثقافية حضارية مسالمة لتحسين البلد ضمن الأطر القانونية والدستورية، ولماذا لا تواكبوننا، نحن نريد إصلاح الجمهورية، ومن لا يريد إصلاح الجمهورية يريد أن "يأكلها، فلا حصانة لمن يتجاوز القانون أو لا يحترمه ويرتكب المخالفات".

وفي ملف "شهود الزور" سأل:" لماذا لا يمثل شهود الزور أمام القضاء، والسياسي الذي يمنع وصولهم إلى التحقيق أو القاضي الذي يمنع استجوابهم تقع عليه الشبهة كما السياسي، من له مصلحة بعدم وصولهم الى القضاء الا المشتركين بفبركتهم.على الشعب اللبناني أن يعي أنهم لا يأخذونه على طريق الخلاص، ويجب الإقتصاص من المجرم ومن المنفذ، إلا أنه إذا تبين أثناء المحاكمة وجود شاهد زور، يمكن عندها تأخير الحكم حتى يحقق ويحاكم معه، ولا يمكن اعطاء حكم بقضية تبين أنه يوجد افتراء في الشهادات".

اضاف: "نريد أن يتسنهض سنة لبنان من أجل حقوقهم، ومن "يفوجر" هم مستفيدون من الوضع الشاذ، فلم نهاجم السنة وأنا بدأت الحلقة من نابيه وطرحت أسئله على رئيس الجمهورية وأربع وزراء مسيحيين، وعندما لم يتجابوا قلت إنهم كانوا مذنبين ولا يحق لأحد أن يتكلم كما حكي في طرابلس، فكيف يحمل السلاح في طرابلس دعما لمدير قوى أمن الداخلي، كما أريد ان اعرف هل هو موجود بإرادة مجلس الوزراء أو بإرادة من يتظاهر في طرابلس، نحن نحترم المؤمنين ولا نخشى المتعصب ولا يمكن ان يبتزنا أحد، لا بنزعة طائفية ولا بنزعة مسلحة ولا أحد يخوفنا". وتابع: "لا نخشى مواجهة أي ضابط ونحن نطرح أسئلة دقيقة، وفرع المعلومات غير شرعي ويرتكب كل التجاوزات التي ترتكب في الدولة، واليوم يجب حله، ويجب محاكمة مسؤوليه، فمع من يتعاون لاتعطائه ميزانية ومن أين يأخذ أوامره وأين مرسوم انشائه؟ فهو قوة فالتة على ذوقها".

وقال: "المطلوب العودة إلى العقل، فهل طلب من السنة أن يهبوا لنجدة الخطأ؟ يجب أن يهبوا لنجدة الحق والقانون وهذا واجب.لا نريد أن نظل نغني مثل فيروز "لا تندهي ما في حدا" لأننا نكون ننادي عندها أمواتا وليس أحياء كما أنادي أنا اليوم". وفي موضوع اموال البلديات قال: "بعد اقتطاع مبالغ طائلة ل "سوكلين" اكملوا المبالغ للبلديات للعام 2008 والصندوق البلدي يجب ان يعود الى الداخلية ويجب الا ينسوا المبالغ عن العام 2009".

 

الحريري عرض مع ريفي الاوضاع الامنية في البلاد وبحث مع فارس سعيد وسمير فرنجية التطورات والمستجدات

سلام: وجدنا لديه حرصا على تبديد المخاوف والقلق واليأس

وطنية - 21/9/2010 - إستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الكبير اليوم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد. واستقبل الرئيس الحريري منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية في حضور السيد نادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود، وعرض معهما الأوضاع العامة والمستجدات.

واستقبل ايضا الرئيس التنفيذي لنقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي معروف بكداش، وبحث معه مطالب النقابة وشؤونها وخصوصا ما يتعلق بموضوع إنشاء المسلخ الحديث في منطقة الكرنتينا، والتعويضات لمزارع المواشي في منطقة الشويفات وموضوع تشجيع إقامة مزارع كبيرة لتسمين وإنتاج المواشي، إضافة إلى مسألة الأملاك في منطقة المدور.

وأوضح بكداش بعد اللقاء "أن الرئيس الحريري أبدى تفهما للمطالب المطروحة من قبل النقابة، ووعدنا بالاهتمام بها ودراستها مع المعنيين".

واستقبل الرئيس الحريري ظهرا النائب تمام سلام الذي قال على الأثر: "لقائي اليوم مع الرئيس الحريري في رحاب السراي الكبير، هذه المؤسسة الوطنية العريقة، تناول المستجدات والوضع العام في البلد، والكل يعلم أن الأسبوع المنصرم حفل بالتشنج والخضات والوضع غير المريح، والذي ترك أثرا ما زال عند كل الناس من عدم الارتياح والقلق وإلى حد ما من اليأس. لا نستطيع تجاهل هذا الواقع، ففجأة صار البلد وكأنه في دوامة من المجهول ومن الأمور التي لا تبني وطنا ولا مستقبل، فمن البديهي أن يصار إلى معالجة ومواجهة هذا الوضع المستجد، ونحن ما زلنا نتابع مع العديد من المسؤولين والقيادات ما يحتاجه هذا الوضع من كلمة طيبة وموقف مسؤول ومنحى معتدل يستوعب التباينات والتشنجات والضجيج والصراخ الحاصل في البلاد خلال الفترة الماضية".

واضاف: "لمسنا لدى دولة الرئيس حرصا كبيرا لمتابعة شؤون الدولة وشؤون الناس والاستحقاقات والقضايا السياسية إلى جانب القضايا الحياتية والمعيشية للمواطن، وبالتالي أن يكون للدولة ومؤسساتها ومسؤوليها الموقع المتقدم في معالجة الأمور وفي وضعها في نصابها حرصا على المواطن وعلى واقع الحياة اليومية لهذا المواطن وعلى تبديد المخاوف والقلق واليأس الذي تكون في الفترة الماضية".

سئل: سمعنا من طالب مؤخرا بتغيير هذه الحكومة، فما هو الموقف الذي سمعته من دولة الرئيس في هذا الشأن؟

أجاب: "حصل الكثير من الكلام والمطالبات والطروحات، منها ما هو قصير المدى ومنها ما هو بعيد المدى، منها ما يتناول أمورا صغيرة ومنها ما يتناول أمورا أكبر، لكن في رأيي أن الأمر الحقيقي والواقعي الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار جديا هو أن الدولة ومؤسساتها قائمة والنظام الديمقراطي عبر في السنوات الماضية، ولا سيما في السنتين الماضيتين شوطا كبيرا في توطيد وتركيز دوره وأدائه خدمة للنهوض بالبلد وحل مشاكل المواطنين ومعالجة القضايا التي تواجهنا على مستوى وحدة البلد".

وأكد "ان الوحدة الوطنية التي نتطلع إليها جميعا من خلال حكومة الوحدة الوطنية يجب أن تمارس، وأن يعطى لها فرصة لتقوم بدورها كما يجب، وفي رأيي أن الحكومة تمكنت حتى اليوم من تحقيق العديد من الإنجازات، فلماذا الحديث عن حكومة أخرى؟ إلا أذا كان عند بعض الجهات أو القيادات بعض الهواجس من هنا أو هناك أو بعض الأطماع أو الأحلام، ولكن الهاجس الأكبر في رأيي عند المواطن هو أن تقوم هذه الحكومة وهذه الدولة بدورها كاملا في كل مجال وفي كل جانب لمواجهة ما جرى ويجري من محاولات لضعضعة وإضعاف هذه الدولة أو التشكيك بمؤسساتها وبهذه الحكومة بالذات".

سئل: هل سيتمكن مجلس الوزراء من ضبط موجة التصريحات الحاصلة؟

أجاب: "في رأيي أن مجلس الوزراء تمكن من معالجة الكثير من الأمور والقضايا وأبرزها وآخرها مثلا كان موضوع شهود الزور الذي احتل مساحة واسعة من النقاش السياسي والمواقف السياسية في البلد، ومن هنا وجدنا أن مجلس الوزراء تأهب واستعد واستوعب هذا الموضوع ووضعه في نصابه الصحيح، فلماذا التشكيك بقدرة مجلس الوزراء؟ في رأيي أن المجلس هو المكان الصالح على مستوى القرارات المتعلقة بالسلطة التنفيذية والإجرائية في البلد لاستيعاب كل الأمور ووضعها في نصابها الصحيح، وأعتقد أن مجلس الوزراء اليوم سيتمكن من امتصاص الكثير من الضجيج والتباين ومن الفلتان السياسي والخطابي الذي حصل في الأيام الماضية، ونعم للتباحث بشكل ناضج ومسؤول في إطار هذا المجلس كما حصل في الماضي في مواجهة القضايا العديدة، وأي قضية أخرى ستكون محط علاج مسؤول في مجلس الوزراء، حتى ما يوضع اليوم في خانة التعدي على الدولة أو تجاوزها أو استباحة القوانين من هنا أو هناك، لا بد أن يكون في مجلس الوزراء مجال واسع لوضع الأمور في نصابها".

سئل: هل ستنسحب هذه الأجواء على جلسة مجلس الوزراء اليوم؟

أجاب: "في تقديري أن الرئيس الحريري يعول كثيرا على دور الحكومة ودور مجلس الوزراء، كما كان ذلك في الفترة الماضية، وسيستمر في هذا الاتجاه، نعم صدقية ودور مجلس الوزراء، إذا أراد كل الفرقاء السياسيين المشاركين في هذا المجلس أن يقوموا بتسديد ما عليهم من قسط تجاه حكومة الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمور في لبنان في إطارها الصحيح، عليهم جميعا القيام بدورهم الصحيح من خلال مجلس الوزراء وليس من خارجه، فكل ما نشهده على مستوى ما حصل وما يحصل من ضجيج وتجاوزات وحتى تعديات خارج إطار مجلس الوزراء سيكون حتما على حساب الوطن والمواطن مهما اعتقدت فئة من هنا أو هناك أن هذا الأمر يعود لصالحها أو لنفوذها أو لموقعها أو لتفوقها على غيرها من الفئات في البلد". وختم سلام:" في رأيي ان كل فئة يجب أن تدرك أن هذا البلد لن تقوم له قيامة ولن نشهد له نهوضا إلا إذا تم جمع كل الفرقاء، كما هو الحال اليوم في هذه الحكومة، ووضعهم أمام مسؤولياتهم لتؤخذ القرارات السليمة والصحيحة والمسؤولة بعيدا عن التشنج والتفلت الذي شهدناه في الفترة الماضية".

 

بري التقى سفيري الولايات المتحدة وفرنسا وتلقى برقيات تهنئة بعيد الفطر من رئيس الامارات ومسؤولين

وليامز: متفاهمان بالكامل على أن الخلافات يجب حلها بالحوار

وطنية - 21/9/2010 - إستقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ظهر اليوم، المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان، وعرض معه للتطورات الراهنة.

وبعد اللقاء قال وليامز: "كان لقاء جيدا للغاية مع الرئيس بري، وقد تناولنا قضايا عديدة محلية واقليمية والقرار الدولي رقم 1701، وقد التقيت هذا الصباح فخامة الرئيس سليمان ومعالي وزير الخارجية علي الشامي، وقد ابدينا كل التمنيات الحارة لفخامته ومعاليه ودعمنا لزيارته غدا الى الامم المتحدة، واللقاء مع الامين العام، وحضوره الجمعية العامة للامم المتحدة، وكذلك لزيارته المهمة للغاية، وهي الاولى لرئيس لبناني للمكسيك، وان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يتطلع للقائه مع الرئيس سليمان من اجل بحث تطبيق القرار 1701 وكذلك قضايا المنطقة". اضاف: "خلال محادثاتي مع الرئيس بري اليوم بحثنا ايضا الوضع المحلي في لبنان وتأثيره على القرار 1701، وقد تشاركنا في الرأي مع الرئيس بري حول قلقي من التطورات الاخيرة، وازدياد حدة التوتر، والرئيس وبري وانا بتفاهم كامل على ان الخلافات يجب ان تحل من خلال بهدوء ومن خلال الحوار الوطني، وبالتشديد على مؤسسات الدولية على جميع اللبنانيين ان يعملوا على حماية هذه المؤسسات التي هي اساس الاستقرار في اي في بلد بما في ذلك لبنان، وان الحوار وحده يمكن ان يدفع البلاد الى الامام، بالاضافة الى الحفاظ على استقرار، وانا اعتقد ان على الجميع العمل لهذا الحوار".

واستقبل الرئيس بري بعد ذلك السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان مورا كونالي في حضور الساحلي وحمدان في زيارة بروتوكولية، تم خلال الحديث في المستجدات الراهنة.

وبعد الظهر، استقبل بري سفير فرنسا دوني بييتون، في حضور الدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي، وعرض معه التطورات الراهنة.

من جهة أخرى، تلقى بري برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبرقية مماثلة من نائبه رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وتلقى أيضا برقيات تهنئة بعيد الفطر من كل من رئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد الراضي، رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين التونسي عبد الله القلال.

 

مؤتمر صحافي ل"أصدقاء جورج حاوي" في ذكرى انطلاقة المقاومة

حاوي: إفراغ المقاومة من مضمونها ومقصدها مقتل لها وسبب لعزلتها

وطنية - 21/9/2010 عقدت جمعية "أصدقاء جورج حاوي" مؤتمرا صحافيا بمناسبة ذكرى انطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"، في مقر الجمعية في بيروت. حضره ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير عبدالله عبدالله، النائب السابق الياس عطاالله، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي دريد ياغي، العميد محمود الجمل، ممثل منسق تيار "المستقبل" في بيروت احمد الحريري، رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" نديم عبدالصمد، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، عائلةالشهيد جورج حاوي وأعضاء الجمعية وعدد من الحضور. افتتح المؤتمر رئيس الجمعية فؤاد شبقلو الذي رحب بالحضور، وخصوصا "اولئك الذين واكبوا انطلاقة الجبهة"، مذكرا ب"الأهمية التاريخية لهذا الحدث".

ثم القى النقيب بعلبكي كلمة أكد فيها "اهمية الحدث الذي أوصل الى تحرير لبنان من المحتل، وضرورة أن تكون المقاومة شاملة كل اللبنانيين"، وقال: "ان شهادة جورج حاوي وتضحياته ونضاله كانت في سبيل المجتمع اللبناني والمجتمع العربي وفي خدمة القضية المركزية، قضية فلسطين"، واكد ان "استشهاده وموته هو لتحرير لبنان وفلسطين. وهو نموذج للمناضل الذي يجمع النضالات المطلبية الوطنية والعربية"، واعتبر ان "اسرائيل الى الزوال لأنها قائمة على الظلم".

والقى نائب رئيس الجمعية بهيج حاوي كلمة اعتبر فيها ان "محاولة إفراغ المقاومة من مضمونها ومقصدها بتجويفها وتفريغها وتعريتها مناطقيا وطائفيا، هو مقتل لهذه المقاومة وسبب عزلتها عن الناس". مشددا على ان "سلاح المقاومة يجب أن يتوجه حصرا بوجه الإسرائيلي الذي هو العدو الوحيد"، محذرا من "خطر الإنقسام الحاصل بين فئات المجتمع اللبناني، الذي أصبح عميقا يضرب في الجذور نتيجة الهيمنة الفئوية للبعض وممالأة البعض الآخر خدمة لمصالح إقليمية ودولية".

وقال: "اننا نتطلع الى مضبطة اتهام المدعي العام الدولي، لتوفير قواعد الحقيقة والعدالة وهي آفاق ترسيخ الإستقرار عند اللبنانيين والعدالة، لأن ذلك يعزز السلم الأهلي وليس بتجاهل الحقيقة وتناسي الشهداء، وان التهرب من معرفة الحقيقة والإبتعاد عن قيم العدالة يعني عودة شريعة الغاب الى لبنان إضافة الى إلغاء أسس العدالة، ولا يصح التشكيك في الوقت نفسه بالعدالة الوطنية والعدالة الدولية".

 

حوري: رحب بعودة لغة التخاطب الهادئ: بيان "حزب الله" الدفاعي عن السيد فجر الوضع

وطنية - 21/9/2010 رحب النائب عمار حوري، في حديث الى محطة "الجديد" اليوم، بعودة لغة التخاطب الهادئ، مذكرا بأن بيان "حزب الله" الذي صدر على "خلفية إصدار مذكرة جلب بحق جميل السيد هو الذي كان الشرارة التي فجرت الأمور". وقال حوري :"نحن منذ البداية لم نبادر إلى أي تصعيد، وإذا عدنا بالذاكرة إلى الماضي القريب، فقد سمعنا الكثير بدءا من المؤتمر الصحافي لجميل السيد وللتعليقات التي لحقت به من دون أن نحرك ساكنا". وأضاف: "إلى أن صدر يوم (الجمعة) الماضي البيان الشهير ل"حزب الله" الذي دعم فيه جميل السيد، وهذه كانت الشرارة التي فجرت الأمور، ودخلنا إلى هذه الوتيرة من النقاشات الحادة"، مؤكدا "نحن دعاة هدوء وحوار وتنظيم الإختلاف مع الآخر، ونرحب بعودة لغة التخاطب إلى اللغة الهادئة". وفي معرض رده، على أن البعض أخذ على خطابه أنه لم يكن خطاب تهدئة، حينما تحدث عن "شخص شيعي يهدد زعيم السنة في لبنان"، قال: "لقد حصل تحريف وتزوير لما قلناه في ذلك الوقت، وأكرر قلنا توصيفا ليس متعلقا بجميل السيد، بل متعلق بالبيان الذي صدر عن "حزب الله"، ونبهنا إلى مخاطر كبيرة قد تنجم من خلال إصدار هكذا بيان، وأعتقد أن الأخوة في "حزب الله" تيقنوا سوء التقدير الذي ارتكبوه". وتابع: "أنا لم أتحدث عن مذهب جميل السيد لا من قريب ولا من بعيد، بل أنا تحدثت عن خطورة هكذا بيان في إطار معين، البعض أراد أن يأخذ الكلام إلى مكان آخر، لكن لم ولن نكون مذهبيين، ولم ولن نطرح أي طرح غير وطني، لكن نبهنا إلى خطورة هذا البيان، واعتبرنا أن من أصدره كان عليه أن يدرك مخاطره وإلى أين يمكن أن يؤدي، فأخذ البعض تحذيرنا من هكذا منزلق وكأننا ندعو إليه، وهذا غير صحيح". وإعتبر أن "الغريب في الموضوع، أن الفريق الآخر يتقن هذه اللعبة، إذ يفتعل وضعا معينا ثم يناقش ردات الفعل عليه، وكنا نأمل أن نسمع من "حزب الله" كلمة واحدة تعليقا على ما قاله جميل السيد بحق رئيس مجلس الوزراء وبحق شركاء "حزب الله" في الوطن، لكنه لم ينطق ببنت شفة". ورأى أنه "كان على "حزب الله"، بما نعرفه عنه من تأني في أخذ المواقف أن يدرك أن هكذا بيان لا يفيد بشيء في هكذا ظرف".

وعما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي لدى عودة جميل السيد، ومقارنته بما حصل لدى عودة السفير السابق جوني عبده إلى المطار، رأى حوري "أنه افتعال لوضع لا أساس له من الصحة".

 

الريس: لننتظر تقريـر وزير العدل بري وجنبلاط يعملان لحماية الوحدة

المركزية – اعلن مفوّض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس في بيان اليوم أن "لا مفر من العودة الى التهدئة كسبيل وحيد لمعالجة الملفات الخلافية التي تعصف بالبلاد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة"، داعياالى "العودة الى الحوار الهادىء والعقلاني والمباشر بين القوى السياسية ومن داخل المؤسسات الدستورية وليس عبر الوسائل الاعلامية لأن ذلك لن يؤدي الا الى المزيد من التوتر والاحتقان في الشارع من دون أي إمكانية لتوليد أية حلول عملية". وذكر مختلف الاطراف السياسيين بأن "كل القوى داخل مجلس الوزراء سبق ان توافقت على معالجة ملف شهود الزور من خلال وزارة العدل وتم تكليف الوزير إبراهيم نجار هذا الملف، فلماذا هذه الحملات الاعلامية قبل إنتظار تقريره الكامل حول هذا الموضوع الحساس". ورأى أن "مواجهة كل الاخطار المحدقة بلبنان سواء من التطورات الاقليمية وإنسداد الافق في المنطقة بفعل التعثر المتوقع للمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية والممارسات والتهديدات الاسرائيلية، أو من خلال الهواجس التي يملكها أطراف لبنانيون من القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، يتطلب البحث المعمق في سبل مواجهتها وتداركها في شكل مشترك وعلى قاعدة أوسع تضامن وطني عريض بدل تقاذف الاتهامات عبر وسائل الاعلام وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية من خلال الخطابات المتوترة من هنا وهناك".

وأكد "أن محاولات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري لرأب الصدع تصب في إطار السعي المشترك لحماية الوحدة الوطنية والسلم الاهلي لأن الحفاظ عليهما أغلى من أي أثمان سياسية ممكن أن تسدد في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".

 

شمعون لموقع 14 آذار: "حزب الله" لم يتعلم من ماضيه... يبحث عن دفع الثمن مجدداً وإنقلابه "مفلّس"  

 ٢١ ايلول ٢٠١٠ / ناتالي إقليموس

على ضوء الإستقبال والحفاوة التي يبديها حزب الله تجاه تصعيد اللواء جميل السيد، وصف النائب دوري شمعون إستقبال السيد بعد عودته من فرنسا أشبه "بإحتلال للمطار"، فقال: "أظن أن حزب الله لم يعد مقاومة، إنما بات دوره يقتصر على المشاغبة ومقاومة الدولة بهدف وضع اليد على الحكم".

شمعون وفي حديث خاص إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني، قال مستغرباً: "مهما حاول حزب الله إثبات أن كلمة الفصل له، لن يفلح بذلك، ولن يصل إلى مبتغاه. غريب كيف أن هذا الحزب لم يتعلم من ماضيه، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه مقابل أخطائه".

وعلى ضوء الدعم الذي يمدّ به النائب عماد عون السيد حسن نصرالله، قال شمعون: "هناك بعض الذين لا يستحقون أن نأسف عليهم، فلا العماد عون ولا حتى من معه يستحق منا التأسف، ففي ظل أحداث 7أيار عجز الجنرال عن حماية طريق الحازمية، نستغرب كيف يلقى موافقة جمهوره". وأضاف شمعون: "البعض يشير إلى أننا نعيش في مرحلة إنقلابية على الدولة، إلا انني على ثقة بأن إنقلاب حزب الله لن يبصر النور، إنقلاب من أساسه "مفلّس" يفتقرإلى الحد الأدنى من الحقيقة والصواب".

وفي هذا الإطار أكّد شمعون: "مهما صعّد حزب الله مواقفه لن يتمكن من وضع حد للمحكمة الدولية، ولا حتى الدفاع عن اللواء السيد في ما لو إستدعته هذه المحكمة. لذا أقصى ما يمكن أن يقوم به حزب الله هوتكرار محاولات فاشلة، أقرب إلى المناورة، كمن يغرق محاولاً السباحة بأي طريقة للبقاء على قيد الحياة".

من جهة اخرى، رأى شمعون أن "لا مشكلة لدى إسرائيل في رؤية لبنان مقسماً مشرذماً إلى دويلات طائفية لحصولها على عذر ومبرر لقيام الدولة اليهودية على أرضنا". وفي هذا السياق، لم ير شمعون أن حزب الله سينجح في الإستيلاء على لبنان وقال: "يمكن له بسط سيطرته على مربع ما، أو منطقة محددة، ولكن يبقى لبنان عصياً على أن يحتكره أحد".

كما أوضح شمعون "ان قوى 14 آذار ليست بصدد البحث عن مكاسب شخصية، إنما عن سبل بناء دولة القانون والمؤسسات". وتابع شمعون مذكراً: "لا ننسى أن 14 آذار تضم العديد من الأفرقاء المتنوعين من حيث الخصوصية والشخصية، إلا أنهم في الوقت عينه متحدين حول عناوين كبرى. لذا لا أجد من مناسبة لتوجيه اللوم بقساوة في وجه قوى 14 آذار".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" ميشال خوري: المطار "مخطوف" و"ساقط" من قبضة الدولة ... واجتماع قريب "يلمّ شمل" قوى 14 آذار استعداداً "لمواجهة الانقلاب" 

٢١ ايلول ٢٠١٠ /سلمان العنداري

اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" ميشال خوري بأن انقلاب "حزب الله" وحلفاءه كان منتظراً على الساحة اللبنانية، خاصةً بعد رسمه لخطة طريق مفصّلة ومدروسة للانقضاض على المؤسسات السياسية والامنية والقضائية في البلاد، باعتباره متضرراً من الديناميكية الايجابية التي تميّزت بها الحركة السياسية في الفترة الاخيرة، خاصةً بعد الزيارات المتعددة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى العاصمة السورية، وبعد عودة العلاقات بين البلدين الى السكة الصحيحة، الا ان هذا الحزب قرر على ما يبدو تنفيذ مآربه عبر تحويل الحكومة ومؤسسات الدولة الى مؤسسات مشلولة، فاستباح المطار الدولي، وتبنّى كلام اللواء السابق جميل السيّد الذي هدد القيادات السياسية والامنية والقضائية علناً".

خوري وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني، رأى ان "المشكل اليوم ليس مرتكزاً على اساس مذهبي بين السنة والشيعة، اذ ان الانقلاب الذي يقوم به "حزب الله" تخطّى كل الخطوط الحمر في استهدافه للدولة بكل مكوناتها، وبتبشيره بأن المعركة في الايام والاسابيع المقبلة ستكون طويلة وضاغطة وصعبة ومقلقة، وهو انقلاب واضح باتجاه اسقاط وتطيير المحكمة الدولية والغائها من المعادلة السياسية عبر تفجير ما يسمى بقضية الزور - ان وجدت".

ورفض خوري مشهد "احتلال" مطار رفيق الحريري الدولي من قبل "حزب الله" وفريقه السياسي والامني "الذي حوّل هذا المرفق الحيوي الى بؤرة امنية والى "سوق حرّة" مفتوحة على كل الاحتمالات"، واضاف: "المطار مخطوف واضحى منطقة ساقطة من قبضة الدولة وواقعة بيد "حزب الله"، لأن دخول قافلة من السيارات الامنية الى ارض المطار واستقبال حليفه المأجور جميل السيد في صالون الشرف، ومرافقته بحماية امنية امر معيب يعني ان الامن مستباح ومنتهك وغير موجود، فهل يرضى الحزب نفسه ان يقوم "حزب الكتائب" او اي طرف لبناني آخر بهذه العراضة في حرم المطار؟".

ورأى ان "المجلس النيابي بات بحكم المعطّل اضافةً الى حكومة الوحدة الوطنية" سائلاً: " هل عدنا الى نغمة تعطيل المؤسسات من جديد؟". كما لفت خوري الى ان "اتفاق الدوحة الذي وُقّع عام 2008 بعد احداث 7 ايار انتهت مفاعيله بشكل كلّي بعد احداث برج ابي حيدر المسلّحة التي وقعت منذ اسابيع قليلة".

وعن موقع رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلته من الاحداث المتسارعة في البلاد، اعتبر خوري انه "بالرغم من تشديد كتلة "التحرير والتنمية" على ضرورة التعقّل، فإن المطلوب من الرئيس بري اتخاذ موقفاً واضحاً حيال الانقلاب الحاصل اليوم، مع الاشارة الى انه عندما سُئل النائب نواف الموسوي عن سبب عدم تواجد اي نائب من "حركة امل" في خلال استقبال اللواء السيد اجاب بأن "حزب الله" يمثّل "الحركة"، فلم يصدر بعدها اي بيان او توضيح من "الحركة" نفسها".

وعن الموقف من الامانة العامة، قال: " على مدى خمس سنوات كنت ممثلاً لحزب الكتائب في الامانة العامة لقوى 14 آذار، وقد كان لنا العديد من الملاحظات على ادائها الاداري والتقني، وان تعليق مشاركتنا في اجتماعاتها الدورية لا يعني اننا خارج 14 آذار، لأننا لم نزل في صلب هذا التحالف رغم كل الضبابية التي اتّسمت بها المرحلة السابقة، اذ ان الاحداث المتلاحقة على الساحة الداخلية اعادت توحيد هذه القوى واعادتنا الى مرحلة 14 شباط 2005".

وكشف خوري عن "اتصالات مكثفة تجري حالياً بين قيادات وفعاليات 14 آذار لاعادة لمّ الشمل وتوحيد الموقف حتى تتمكن هذه القوى من مواجهة الانقلاب الشرس على الدولة من خلال وحدتها وصلابتها، لأن المواجهة "بالمفرّق" لن تنجح بأي شكل من الاشكال، ولهذا فالكتائب وكل الحلفاء في انتفاضة الاستقلال سيواجهون بقوة مشروع الانقضاض على الجيش والقضاء والامن وكرامة لبنان". خوري الذي شدد على متانة وايجابية العلاقة التي تربط الكتائب برئيس الحكومة سعد الحريري و"تيار المستقبل"، قال: "سنعمل موحدين كقوى 14 آذار على تحقيق شعار "العبور الى الدولة" الذي رفعناه خلال الانتخابات النيابية الاخيرة لمواجهة انقلاب "حزب الله" ومضيه قدماً في قلب الامور رأساً على عقب، والكتائب تشكّل رأس الحربة في هذا المشروع، وقد قدمنا العديد من الشهداء والتضحيات". ودعا خوري "حزب الله" الى "اعادة حساباته جيداً، والى الانخراط في الدولة وفي الجيش اللبناني، لانه بهذه الممارسات الشاذة فإنه حوّل نفسه الى ميليشيا بدل ان يكون مقاومة شريفة نقدرها ونحترمها على امل ان يكًف عن معادلة "جيشين في دولة ودويلة داخل دولة".

 

اقتحام الدولة

الياس حرفوش/الحياة

دعونا لا نكذب على بعضنا. نحن اليوم في لبنان نعيش في مرحلة ما قبل قيام الدولة. الدولة تكون فيها عادة مؤسسات يلجأ اليها الناس فتحميهم وتوفر لهم حقوقهم وتفرض عليهم الواجبات بالتساوي. في مرحلة ما قبل الدولة، أي في المَزارع فقط، يستقوي القوي على الضعيف، فيفعل ما يشاء من غير اعتبار لقيمة او حرمة او قانون.

لهذا لا نستغرب ان يصبح القضاء في لبنان، وهو بالمناسبة واحدة من المؤسسات، بضاعة معروضة في سوق المزايدات. ولا نستغرب كذلك ان يصبح الأمن خاضعاً للتراضي، حيث اصحاب القوة والنفوذ هم الذين يفصّلون الأمن على قياسهم، فيما يلجأ الضعيف الى من يحميه بين ابناء عشيرته او بين ابناء الحارة المجاورة، طالما ان المؤسسات الأمنية لا تعتبر ان حماية الناس هي من بين وظائفها.

قيل الكثير في الأيام الماضية عن فلتان الأمن وعن سطوة القوة على القانون وعلى المؤسسات، تعليقاً على ما حصل في مطار بيروت خلال استقبال الضابط المتقاعد اللواء جميل السيد، المطلوب للتحقيق معه بتهمة تهديد رئيس الحكومة. لكن ما لم يُقل، وما لم يكن مفترضاً أن يثير الاستغراب، هو ان تلك الحادثة، وهي فعلاً كذلك، ليست سوى عارض ظهر فجأة على الجسم المريض، لكنه مجرد عارض لداء متفاقم، اسمه غياب الدولة. ذلك انه لم يكن سراً ان الفريق الذي «اقتحم» المطار، بحسب وصف بعض وسائل الإعلام، لم يكن وليد البارحة. ولم يكن سراً كذلك ان اجهزته الأمنية والقضائية، فضلاً عن الإعلامية والحزبية، هي اجهزة مقيمة على حدود الدولة، أي خارجها، وتملك الأدوات التي تخولها الانقضاض عليها، اذا دعت الحاجة، او اذا كانت هناك ضرورة لتوجيه رسالة معينة، مثلما حصل من خلال تلك الحادثة.

قبل ذلك، كان هناك «الاستنساب» القضائي، الذي اشاعه حديث رئيس الحكومة سعد الحريري عن شهود الزور والدور «السلبي» الذي لعبوه في تحقيقات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. كل ما فعله ذلك الحديث، بدل ان يُبلغ الرسالة التي كان ينوي ايصالها، انه صب زيتاً اضافياً على نار التشكيك بعمل تلك المحكمة، وأدخل القضاء، المحلي منه والدولي على السواء، في دائرة التساؤلات، خصوصاً أن الفريق الذي يفترض أن يحسم عادة في مسألة شهود الزور وغيرها من المسائل القانونية، ليس الفريق المعني بالتسويات السياسية، اي الفريق الحاكم، وليس حكماً الفريق المتضرر من الجريمة، اي فريق «ولي الدم».

حيث تقوم الدولة بالمعنى الحقيقي لها، ينفصل عمل المؤسسات عن بعضها. فيتولى القانونيون شؤون القضاء ويتولى الأمنيون شؤون الأمن ويتولى السياسيون شؤون السياسة. اما ما يحصل اليوم في لبنان فهو يهدف الى ابلاغ من لا يزال في حاجة الى ابلاغ ان شؤون القضاء والأمن والسياسة كلها خاضعة في مكان ما للصفقات وللتسويات. ولهذا لا يعود منطقياً الطلب الى من «يقتحم» المطار بالامتناع عن «اقتحامه»، فيما الدولة كلها مشلولة وعاجزة ومنقسمة على نفسها. اجهزتها مقتَحَمة من الوريد الى الوريد، بالقوة والعنف تارة، وبسطوة النعرات الطائفية والمذهبية تارة اخرى، وبالانحناء امام املاءات الخارج ومصالحه في كل المرات

 

حزب الله»: ملتزمون اتفاق الطائف ومَن قتل الحريري يريد قتل المقاومة وتحريض اللبنانيين على بعضهم بعضا

بيروت - «الحياة»

دعا وزيرالصحة اللبناني محمد جواد خليفة الى «اعتماد الحوار والتلاقي لمناقشة كل الأمور الخلافية واللجوء الى المؤسسات وإلى مجلسي الوزراء والنواب وإلى طاولة الحوار التي يرعاها الرئيس ميشال سليمان المؤتمن على الدستور»، منتقداً «الخطاب الطائفي والمذهبي». ولفت وزير الشباب والرياضة علي حسين عبد الله «الى «ان لغة الشوارع لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان الذي من الممكن ان يفجر الوضع»، داعياً الى «أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها في تصحيح الشوائب».

ودعا في حديث الى «وكالة الأنباء المركزية»، الى «الجلوس الى طاولة مجلس الوزراء ووضع النقاط على الحروف ومحاسبة المخطئين والمخلين والمتآمرين»، مشيراً الى انه «اذا اعترفنا بخطأ ما سابقاً، علينا معالجته وألا نساهم في استمراره وتطوره».

ودعا الى «مقاربة الأمور في المعالجة الهادئة والتصرف بحكمة ومسؤولية مثلما يفعل الرئيس نبيه بري كرجل دولة»، لافتاً الى انه «عندما دعا الى محاسبة شهود الزور تحدث من موقع حرصه على امن واستقرار الوطن ومعرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

ووجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «نداء إلى السياسيين اللبنانيين للحفاظ على الهدوء والبعد عن التشنج والتعصب».

ودعا قبلان المسؤولين الى «ان يكونوا عقلاء، ولا يجوز ان نحول الخلافات السياسية إلى مذهبية وطائفية، وعلى اللبنانيين ان يتحلوا بالإنصاف والحقيقة والاعتدال، نحن نريد الحقيقة ولا نريد عداوة احد ونرفض الاتهامات». وقال: «علينا التفنن في تبريد الرؤوس الحامية والملتهبة التي تريد ان يلتهب هذا البلد، وأن يحترق اللبنانيون».

وسأل: «لماذا استحضار كل ما يثير الغرائز والعصبيات؟ وقال: «لا نريد اوطاناً في وطننا ولا نريد قبائل في شوارعنا، نريد دولة تؤمن الرعاية والحماية للمواطنين، نحن صمام امان الدولة ومؤسساتها ولم ننقلب عليها في السابق كي ننقلب الآن»

وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني، «اننا في حاجة الى اعادة تكوين معيار واضح ومحدد لجميع اللبنانيين»، وقال: «بكل صراحة كل ازماتنا تنتهي الى ضرورة الحاجة الى مثل هذا المعيار، ألم تنته الحرب الأهلية التي امتدت طوال اكثر 16 عاماً بالتوافق على معايير محددة حول اتفاق الطائف؟ أين هي هذه المعايير؟».

وأضاف: «من موقعنا، كجهة سياسية تمثل طرفاً في هذا الوطن، نطمئن جميع اللبنانيين ونقول نحن ملتزمون اتفاق الطائف حرفاً ونصاً وبنداً وروحاً، فتعالوا لنطبقه من دون استنسابية ومن دون انتقائية. لدينا ملاحظات كثيرة على اتفاق الطائف، لكن نحن ارتضينا ان نلتزم التطبيق الكامل له دون استنسابية او انتقائية، تعالوا لمرة واحدة نعقد ميثاق شرف سياسي بين كل القوى السياسية في البلاد ونقول اتفاق الطائف يجب ان ينفذ بنداً بنداً من دون اي استنساب».

وقال: «اليوم، اهم نقطة نختلف عليها هي كيف نواجه العدو الإسرائيلي. البعض يريد ان يعيدنا الى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف ليتماهى بعلاقته بالإسرائيليين وتعاونه معهم».

وأكد رعد «ان مصلحة اللبنانيين في ان نصل الى حقيقة من اغتال الرئيس الحريري»، وقال: «هذه المسألة والمعادلة لا نقاش فيها على الإطلاق. كفى ضحكاً على الناس، وأن نتذاكى ونحرض الناس ضد بعضها البعض. فمن قتل رفيق الحريري هو الذي يريد قتل المقاومة ويدرك ان السبيل لتحريض اللبنانيين بعضهم ضد بعضهم هو في اغتيال هدف مثل رفيق الحريري. تعالوا نفتش عمن هو غريمنا، نحن وافقنا بالإجماع على طاولة الحوار، على المحكمة الدولية وتأييد الوصول الى الحقيقة الكاملة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري... ممنوع على المحكمة الدولية ان تفكر باتهام اسرائيل وأن تحقق مع ضابط اسرائيلي. اذا كان ممنوع اتهام الإسرائيلي فأين تصبح الحقيقة؟».

وأكد ان «هذا البلد يحمينا كلنا، واجبنا ان نحميه ونحمي وحدتنا الوطنية. نحن نستشعر بأننا مقبلون على حفلة جنون جديدة في السياسة، ولكن لا ندري الى اين تصل عندما تتصاعد الأمور ويصبح الصخب هو الذي يحمي الحوار بين القوى السياسية. من يريد ان يلم وضعنا هو نحن، لا احد يراهن على قوى شقيقة او صديقة او دولية تأتي لتلم وضعنا. الناس تعبت منا والدول اصبح عندها قضايا شغلتها عنا، لا اللغة المذهبية تفيد ولا اللغة المصلحية ما يفيد هو استشعار مخاطر وجودية على هذا البلد والحاجة الى ضرورة التوحد بين جميع اللبنانيين. تعالوا نتفق على معايير موحدة وادخلوا المخطىء والمرتكب الى السجن، ونحن من يساعد في ادخاله السجن لكن لا يجوز ان تكون هناك معايير مزدوجة».

وأعلن عضو الكتلة ذاتها النائب علي فياض ان «أخطر ما نواجهه اليوم هو الخطاب الطائفي والمذهبي التحريضي الذي يستخدم القضاء كأداة في الصراع السياسي لترهيب الأخصام السياسيين»، قائلاً في حديث الى «المركزية»: «استخدموا الخطاب الطائفي دفاعاً عن زعامة طائفية وحرفوا السجال السياسي الى خطاب طائفي على أساس سياسي وقضائي وما نسمعه يدفع الوضع الى ما لا تحمد عقباه». ودان «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» «تصاعد الخطاب المذهبي عند بعض نواب كتلة «المستقبل» بما يعيد الذاكرة الى أجواء الحرب الأهلية»، داعياً الرئيس الحريري الى «وضع حد لهذا الانفلات في تياره وإلى ضبط ايقاع فريقه انسجاماً مع خطابه السياسي في مسألة شهود الزور وفي الالتزام الوطني بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وفي تأكيده العلاقات الجيدة والمتينة مع سورية».

 

الراي» سألت عن «خفوت» دورهم مع استفاقة «العملاق» الإيراني وتنامي النفوذ الشيعي

ماذا عن سنَّة لبنان وخياراتهم السياسية بعد الاغتيال المزدوج لرفيق الحريري ومشروعه؟

 الراي/بيروت - من ريتا فرج

لا يقل المشهد السياسي في لبنان حِراكاً من التحولات في الشرق الأوسط، وسط تنامي الدور الايراني وامتداداته وتراجع دور «العرب الكبار»، بعدما خاضوا معاركهم الوحدوية التي بدأت بالضمور منذ فشل الناصرية.

ففي ظل صعود «العملاق» الايراني الباحث عن أمجاد الامبراطورية الفارسية الغابرة عبر استنهاضه للشيعة، واعلانه وقوفه في وجه السياسات الأميركية في المنطقة، بات شيعة لبنان يملكون رؤية سياسية واضحة عمادها المقاومة والانخراط التدريجي في السلطة والرابط الايديولوجي مع ايران الثورة.

في الضفة الأخرى، تتراجع طروحات سُنّة لبنان لجهة الاعداد لمشروع تضامني، بعدما كانوا من طليعة المناصرين للتضامن العربي من المحيط الى الخليج. وحين يتبنى «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري شعار «لبنان أولاً»، وهو التيار الذي يشمل أكبر فئة من سنة لبنان، فان ذلك يؤشر الى تحول في خريطة أولوياتهم. فهل هذا يعني انهم يتجهون نحو مزيد من الكيانية، أم ان للشعار حيثيات أخرى فرضتها هذه المرة المتغيرات الاقليمية وفشل العرب في الوصول الى الوحدة، وأين دور السعودية ومصر من الفراغ الراهن في ظل الصراع التركي الايراني على مناطق النفوذ، وهل يملك الايرانيون أوراقاً أكثر فاعلية لتثبيت طموحاتهم عبر الشيعة الموالين لـ «حزب الله» في لبنان، و«التيار الصدري» في العراق، وحركة «حماس» في فلسطين المحتلة؟

أسئلة كثيرة يمكن طرحها والبناء عليها، لكن الأهم ان غياب ما يسمى دول الطوق العربي، وهو مصطلح أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الستينات، عن خريطة المواجهة مع اسرائيل باستثناء سورية ولبنان، ساهم أيضاً في تغييب الاستراتيجية التي تجمع العرب. وما ان خرج العملاق الشيعي الايراني من «غفوته» التاريخية، على وقع تكوين هلال شيعي نادى به شاه ايران ثم دشنه آية الله الخميني، حتى أمد شيعة لبنان والعالم العربي بجرعة من الصحوة اتخذت مسارات مختلفة، وجعلت من كانوا خارج السلطة «طائفة الطوق» الأشد حضوراً.

اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 كان وقعه قوياً على السُنّة، الباحثين عن قائد ينقذهم من الفراغ العربي. فالرجل كان له مشروعه السياسي والاقتصادي، ورغم انه كان من القوميين العرب، الا انه لم يتبن أهدافاً وحدوية تتخطى لبنان، وتجيب عن القلق الذي يمر به أبناء طائفته، على عكس ما يحدث اليوم مع «حزب الله»، الذي تبدو ايديولوجيته أكثر وضوحاً، رغم ان الحريري الابن أعلن شعار «لبنان أولاً» الذي أثار انتقاد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، مع انضمام الأخير الى لواء الممانعين في ظل انسداد افق التسوية، والحديث عن حروب قد تغير المعادلات الاقليمية وتعيد خلط الأوراق.

ويبقى السؤال: هل يمر سُنّة لبنان بحال من الفراغ السياسي بسبب غياب مشروع جامع لهم، وهل يعكس هذا الفراغ فشل تجربة الوحدة على مستوى العالم العربي، وما معنى ان يتخذ «تيار المستقبل» شعار «لبنان أولاً» ويتبنى في الوقت نفسه «ديبلوماسية المقاومة»؟

«الراي» طرحت هذا الملف على كل من مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، والدكتور وجيه كوثراني، والأمين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي وعضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» محمد السماك.

خليل الميس: مفهوم التضامن العربي سقط مع غياب الدور المصري

يرى الشيخ خليل الميس ان سُنة لبنان لا يملكون في الوقت الراهن مشروعاً سياسياً نتيجة فشل تجارب الوحدة في العالم العربي. ويلفت الى ان فشل الناصرية تسبب بفراغ لدى العرب السنُة، معتبراً ان رفيق الحريري امتلك «مشروع أمة» ولكن سرعان ما تمّ اغتياله. واذ ينوه بأهمية دور السعودية كمرجعية للسُنة، يؤكد انها تفتقر الى رؤية سياسية.

مع غياب مشروع تضامني عربي، أين سُنّة لبنان اليوم من الفراغ السياسي على مستوى العالم العربي؟

- السُنة في العالم العربي هم مشروع الدولة، والمعروف ان الدولة الاسلامية قامت منذ اللحظة الأولى على ما يعرف بأهل السنة والجماعة، وما سوى ذلك يسمون الفرق التي أشار اليها الحديث الشريف «وتتفرق أمتي الى ثلاثة وسبعين فرقة». اليوم، مشروع الأمة مغيّب عن الساحة العربية، والذي ينهض ويتفاعل هو مشروع الفرقة، وغالبية انظمتنا الراهنة يسودها الاحتكار السلطوي، وليس البيعة، وبذلك تحول مفهوم الخلفاء الى الامراء، وهناك فرق كبير بين الوالي والخليفة، في الفقه الاسلامي. مشكلة دولنا العربية انها تأسست على نظام التجزئة منذ معاهدة سايكس بيكو، وقد حاول البعض لمّ شمل الأمة على أساس الوحدة، وأعني تجربة الوحدة بين مصر وسورية التي كادت تصل الى اليمن، ولكنها فشلت بفعل عوامل متعددة. وعليه، لدينا من المنطلق الديني والفقهي دويلات لا دولة، وأمراء لا أولياء أمر. بعد سقوط الخلافة، تكوّن ما يعرف بمنظومة الدول العربية تحت عنوان جامعة الدول العربية، فرفع شعار العروبة، ولكن سرعان ما شعر العرب بان هذه المنظومة لا تكفي، فبادروا الى ايجاد حلقة جديدة في ما عُرف بـ «منظمة المؤتمر الاسلامي» ومع ذلك لم ينجم عن هذا التنظيم شيء يذكر. وهذا الواقع جعل المواطن العربي يعيش في حال ضياع نتيجة غياب ثقافة عربية جامعة. فلماذا لم نفلح في بناء الوحدة، ولماذا نجحت شعوب أخرى في تحقيق وحدتها؟ أوروبا على سبيل المثال دمرت نفسها بنفسها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستطاعت خلال أربعة عقود ان تسقط تاريخها الدموي وتعيد بناء الدولة، في حين ان العرب لا دماء بينهم ومع ذلك ليس هناك كيان سياسي في مستوى طموحات الانسان العربي. اسرائيل تزداد تمسكاً بالارض فيما النظام العربي الى مزيد من الوهن والضعف. ونحن لا للعروبة انتمينا ولا الى الاسلام احتكمنا. هذا هو المآل المؤلم الذي انتهت اليه التجربة العربية ما بعد السلطنة العثمانية، ونسأل الى متى سيستمر هذا الوضع، ومن يتحمل أمانة الأمة، وهل نحن نعمل بقوله تعالى «ان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدوني»، هل تعبد هذه الأمة ربها، وهل هي أمة واحدة؟ هناك عبادة فرد وليس عبادة أمة، علماً بان الاسلام رسّخ في أذهاننا مفهوم الوحدة. في العالم العربي محظور علينا ان نكون أمة واحدة وكل التسهيلات لأهل الفرق، وربما نقول للخوارج. وجيلنا في الستينات عاش حلم الوحدة العربية، ولا يزال الحلم يراودنا. واذا أردنا ان نفتح نافذة على التاريخ لنقرأ واقع أهل السُنّة في لبنان، فانهم مشروع الأمة ولا أمة، بينما التمكين بكل تجرد وواقعية هو للفرق. دور أهل السنة ينحصر اليوم في الاسترضاء اذا كانوا أغنياء، والاستجداء اذا احتاجوا.

• هل توقيع انور السادات لـ «اتفاق كامب ديفيد» شكل العامل الأهم لافشال المشروع العربي؟

ان احراج مصر، وأقولها بصراحة، يقع على عاتق الدول الخليجية، لان مصر خاضت أكثر من حرب وقدمت آلاف الشهداء ودُفعت مكرهة لتوقيع ذلك الاتفاق مع العدو الاسرائيلي. ولما خرجت من منظومة المواجهة سقط المشروع العربي، لان لا حرب بلا مصر، ولا سلام بلا سورية. ولا شك ان غياب دور مصر عن ساحة المواجهة، منذ غياب الناصرية، أحدث حالاً من الانقسام على مستوى الشارع السُنّي في لبنان.

• هل السعودية قادرة على سدّ الفراغ السياسي على المستوى العربي، وهل تشكل مرجعية لسنّة لبنان بعد فشل التجربة الناصرية؟

لا شك ان المملكة العربية السعودية تتطلع اسلامياً خارج حدودها، ولكن ليس الى مستوى الوحدة الاسلامية نظراً الى طبيعة نظامها. فهي يمكن ان تشع دينياً لا سياسياً، لان النظام الملكي مقتصر في حدوده الجغرافية، بينما النظام الجمهوري متطلع الى خارج حدوده. وبناءً عليه، فان السعودية في تعاملها مع لبنان مشكورة لدعمها المادي، ومع كل احترامي للمملكة فقد تحولت مشروع جمعيات خيرية في حين ان المطلوب مشروع سياسي، وهنا يكمن الخطر. العقلية الملكية تعطي، ولكنها لا تبني، ونتمنى على خادم الحرمين الشريفين، وهذا شعار أعتز به، الا يكون خادماً للحرمين فقط، بل للأمة الاسلامية، وهذا ليس انتقاصاً من دور المملكة وانما نرجو ان يكون للمملكة مشروعها السياسي الذي يخدمه الدعم المالي. وأقول بشيء من الصراحة الجارحة ان لايران دعمها المادي لمشروعها السياسي، والمملكة دعمها مادي لكن مشروعها هو المواساة أكثر من البناء.

اغتيال الرئيس رفيق الحريري أحدث صدمة عند سُنّة لبنان، والحريري كان يملك مشروعاً سياسياً واقتصادياً. أين سعد الحريري من والده، وهل للسُنة اليوم مشروعهم السياسي؟

كل ما قدمناه من عرض يتلخص في شخصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، وهو الفرد الذي سرعان ما تحول مشروع أمة، ولذلك قتل هذا الرجل الذي علّم الجميع ومنح هوية حضارية لما يزيد على ثلاثين ألف طالب وطالبة، وأراد ان يبني الوطن بعقول أبنائه قبل ان يبني بمال الآخرين، فأعطى ولم يأخذ، وبنى ولم يهدم، وحاول ان يعطي لبنان موقعه في العالم.

• الى أي مدى يعتبر الشعار الذي تبناه الحريري الابن تحت لواء «لبنان أولاً» ردّ فعل على غياب مشروع سياسي واضح للسُُنّة في لبنان؟

المفهوم السياسي التضامني العربي سقط مع غياب الدور المصري، ولبنان بوابة العالم العربي الى الغرب، ومطلوب منا اليوم ان نحافظ على هذا الدور الحضاري والمقاوم، والاّ فان اسرائيل ستكون مدخلاً لكل الأعداء. من باب الانتماء والولاء للأرض علينا ان نحافظ على لبنان ودولته وشعبه وان نجنبه مزيداً من المزالق، اذ لابد ان يبقى لبنان ضماناً لأمن العالم العربي كي نجنب ديارنا مزيداً من التجزئة، لان العالم العربي تسيطر عليه جماعات وملل ومذاهب قد تؤسس للدويلات، كما هي الحال في السودان الذي يتعرض للتجزئة في حين ان العالم خارج مجالنا يعمل على الوحدة.

• بعض الشيعة في لبنان ينادون بمشروع سياسي قوامه المقاومة والوقوف في وجه السياسة الأميركية في المنطقة وبناء الدولة العادلة. ما الأسباب التي سمحت لشيعة لبنان بامتلاك مشروع كهذا، وهل تعتقد انهم اليوم في حال من الصحوة مقارنة بالسُنّة؟

صحيح ان الشيعة لديهم مشروع المقاومة، ولكن ألم يكن كل اللبنانيين مشروع مقاومة؟ وهنا اسأل: من كسر ذراع المقاومة الوطنية في لبنان، ومن دعم المقاومة الحالية؟ وهذا لا ينفي ان للمقاومة الاسلامية جهداً مباركاً في مسيرة التحرير، ولكن من عزل الآخرين من ميدان مقاومة العدو الاسرائيلي؟ لقد قاتلنا منذ الاربعينات، ولنا تاريخ طويل نعتز به على صعيد النضال، ولكن في ما بعد جُرّد الجميع من السلاح. الآن بعد غياب جمال عبد الناصر لا مشروع للأمة العربية. عبر التاريخ حكم المماليك، والشيعة اليوم لديهم مشروع وان كانوا من الأقلية، ولكنهم يبرزون على الساحة الاسلامية لانهم ينادون بمشروع، في حين ان العرب السُنّة لا يملكون أي رؤية تجمعهم لا على المستوى السياسي، ولا على المستوى الوحدوي.

وجيه كوثراني: العرب يفتقرون إلى ثقافة الجماعة ... ويمارسون القبلية

يرى وجيه كوثراني أن مفهوم الدولة القطرية ترسخ في الوعي التاريخي عند العرب، معتبراً أن السُنة في لبنان وخارجه ما عادوا يطالبون بالوحدة. وإذ يلفت إلى أهمية بناء مشروع الدولة الحديثة، يؤكد أن الطائفيات السياسية هي التي تتحكم في السلطة بصرف النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي.

• يفتقر العالم العربي إلى مشروع سياسي تضامني. ما أبرز العوامل التي ساهمت في إحداث هذه الفجوة، وما مؤثراتها على سُنة لبنان؟

- هناك أسباب عدة لتراجع المشروع الوحدوي العربي، أولها أن الدول القطرية ترسخت كمؤسسات ودخلت في الوعي التاريخي ككيان مقبول، لا على مستوى القانون الدولي فحسب، وإنما على مستوى وعي الناس لأنفسهم كمواطنين. ففكرة المواطنَة لدولة ذات سيادة على أرض وشعب، أصبحت راسخة في الوعي الفردي، وعلى مستوى الانتماء لضرورات اجتماعية واقتصادية وسياسية. فالمواطنَة أضحت حقاً وضرورة لا غنى عنها بسبب واقع التشكل التاريخي للدولة القطرية، ما جعل من الدول القطرية في الوطن العربي ظواهر تاريخية مكرسة. الآن، مشروع التضامن العربي يجب أن ينطلق من هذا الأمر الواقع، أي من أفق البحث عن المصالح المشتركة بين هذه الدول. لا شك أن مصالح هذه الشعوب تقتضي البحث عن صيغة من صيغ هذا التضامن، قد تبدأ بمشروع السوق العربية المشتركة، أو بصيغة تعاون ثقافي وتعليمي وتربوي. والسؤال: لماذا غياب هذا الوعي للمصالح المشتركة؟ هناك تفسيرات عدة لهذا الغياب، ويمكن أن نذكر مثلاً خلافات الحدود بين الدول القطرية، عدا عن أن الجماعات داخل كل دولة قطرية، اكتسبت بفعل مكوِّناتها الخاصة سمات فئوية تدفع أكثر فأكثر بالنخب نحو التخلف والتقوقع حول مؤسسات دولتية، إلى جانب اختلاف الاقتصادات بين هذه الدول، فضلا عن أنظمة الزبائنية السياسية، ما شكل نواة دولة الفئات الناقدة للمشروع التضامني والوحدوي. كل ذلك يضاف اليه دور السياسات الدولية وسياسات المحاور التي تتخندق فيها هذه الدول هنا وهناك كما حصل في مرحلة الحرب الباردة، حين انقسمت الدول العربية بين خندق الغرب الرأسمالي والخندق السوفياتي. واليوم، ينقسم العرب على مستوى استراتيجياتهم حول مشروع الحل الفلسطيني. العرب يفتقرون ايضا الى ثقافة الجماعة، ثقافة التوحيد التي يتحدث العرب والمسلمون عنها كثيراً، ولكنهم عملياً يمارسون ذهنية العصبية والقبلية، والطائفية، والفردانية الانانية، وليس الفردانية المواطنية. في ظل هذه العوامل، غاب المشروع الوحدوي الذي كان له تأثير على كل العرب باختلاف انتماءاتهم الدينية.

بعض السُنّة في لبنان ما عادوا يطالبون بالوحدة العربية كما في السابق، وهذا المؤشر ظهر في شكل أوضح بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هل ترى ان السُنّة يتجهون اليوم نحو الكيانية بسبب الفراغ السياسي العربي الراهن؟

- السنة كما الشيعة كما غيرهم ما عادوا يطالبون بالوحدة العربية، منذ انكفاء مشروع الوحدة العربية الذي حملته الناصرية. ذلك أن الطوائف الاسلامية في لبنان انتظمت في صيغة الدولة القطرية - اللبنانية منذ زمن، أي منذ تشكل الميثاق الوطني اللبناني، والنزعة العربية كانت مجرد نزعة ايديولولوجية، عاطفية، والمصالح والمواقع كانت تنشد واقعياً الانتظام في صيغة الانتماء للدولة، في حين بقي شعار الوحدة ايديولوجياً، لا يترجم نفسه في البرامج السياسية. البرامج اليوم هي للطوائف اللبنانية من السُنة والشيعة والمسيحيين، التي تتصارع كلها على مواقع السلطة والنفوذ في أجهزة الدولة. أما مسألة الوحدة فلم تتأسس إلاّ عبر الشعور العاطفي زمن الناصرية، وفي مرحلة الثورة الفلسطينية، وهذا التعاطف كان وسيلة من وسائل الصراع على السلطة. ازدياد الانكفاء نحو الكيانية اللبنانية يرتبط طبعا بغياب المشروع الوحدوي العربي، ويضاف الى ذلك أن النخب الحاكمة لا تعبر إلاّ عن مصالحها. والشعارات التي حملها السنة منذ العام 1958 تتجلى في صراع المشاركة في السلطة، وقد لبيّت مطالبهم في ميثاق الطائف عبر تعزيز مجلس الوزراء على حساب رئاسة الجمهورية، وكذلك شعار الحرمان عند الشيعة تمت تلبيته بإعطائهم دوراً أكبر في رئاسة مجلس النواب.

• في ظل تراجع المشروع العربي الوحدوي أيهما أقوى في المعادلة الاقليمية، شعار «لبنان أولاً» الذي تبناه سعد الحريري أم ما يدعو اليه «حزب الله» تحت عنوان المقاومة؟

- استكمالاً لما ذكر، فإن كل الطوائف في لبنان تتنافس وتتصارع من أجل السيطرة على الدولة لا بناءها، سواء عند السُنّة أو الشيعة أو الطوائف الاخرى. فهؤلاء جميعهم يغيب عنهم مشروع بناء الدولة الحديثة، أي دولة كل المواطنين، والأحزاب الطائفية تعمل وفقاً لهذا النظام الطائفي القائم على توزيع الحصص وعلى الزبائنية السياسية. لا أحد يريد بناء دولة تلغى فيها الطائفية وتعتمد فيها العلمنة التي تعطي للمواطن حقه. وفي رأيي ان الطائفيات السياسية تتساوى في هذا المعيار، ويأتي غياب المشروع العربي الموحّد ليساهم في الانعزالية القطرية أو في الارتهان للقوى الاقليمية. والانعزال والرهان على الخارج وجهان لعملة واحدة، والكل يعمل من أجل طائفته أولاً.

محمد السماك: مسلمو لبنان لا يزالون جزءا من المجموعة العربية وشعار «لبنان أولاً» غايته بناء الدولة وتأكيد العيش المشترك

يؤكد محمد السماك أن دعوات التجزئة تشكل خطراً على كل الدول العربية، معتبراً أن المسلمين السنّة كانوا ولا يزالون من دعاة الوحدة والقومية. ويشدد على أن شعار «لبنان أولاً» لا يعني الانعزالية، والغاية منه بناء الدولة وتأكيد العيش المشترك.

• هل هناك مشروع سياسي جامع للسُنّة في لبنان؟ والى اي مدى تأثروا باتجاهات التفتيت في العالم العربي بعدما كانوا من أبرز المنادين بالوحدة العربية؟

- إذا نظرنا الى واقع العالم العربي الذي نشكل جزءاً منه، وجدنا أن ظاهرة التفتيت تأخذ أبعاداً خطيرة في مشرق العالم العربي ومغربه، وتتمثل في استعداد السودان للانقسام دولتين شمالية وجنوبية في الاستفتاء المقبل، وتعرض العراق للتفتيت المذهبي والعرقي والديني، وتصاعد التوجه الانفصالي في اليمن في موازاة حركة الحوثيين، إضافة إلى ظهور حركات ذات طابع شوفيني في المغرب العربي من الصحراء العربية إلى حركة الامازيغ. هذه الظاهرة تدل على أمرين أساسيين: الاول، وجود مشروع لتجزئة العالم العربي، والثاني، غياب مشروع عربي معاكس يحفظ الحدّ الادنى من التضامن العربي. طبعاً، لا ننسى أبعاد ما يجري في شرق افريقيا وخصوصا في الصومال، من انتعاش لحركات التطرف التي تستغل هذا الواقع المأزوم. مسألة التجزئة ليست جديدة، وتعود أصولها الى العام 1978، عندما وضع المستشرق الاميركي البريطاني برنارد لويس، وهو بالمناسبة من أنصار الحركة الصهيونية ويهودي، دراسة بناءً على طلب وزارة الخارجية الاميركية، ونشرها في النشرة الخاصة التي تصدر عن البنتاغون، مقترحا إعادة النظر في الخريطة السياسية من باكستان حتى المغرب، على أساس أن يكون لكل جماعة دينية ومذهبية وعرقية كيان سياسي خاص بها. وقد اعتبر ان اعادة النظر هذه تحقق ثلاثة أمور استراتيجية: الاول، تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تشكل مصدراً مهما للطاقة لاميركا والعالم، والثاني، ربط ولاءات الكيانات الجديدة المصطنعة بالولايات المتحدة، والثالث، تأمين الأمن الاستراتيجي لاسرائيل على قاعدة جعلها الدولة الاقوى وليس فقط الدولة الدينية الوحيدة في الشرق الاوسط. هذا الطرح التي تقدم بها لويس حاولت اسرائيل تطبيقه عبر اجتياحها للبنان العام 1982، ولكنها فشلت رغم احتلال بيروت، ورغم الدور الذي أدته في انتخاب رئيس جمهورية في ذلك الوقت. ولكن هذا الفشل لم يدفع اسرائيل الى التخلي عن هذا الهدف، فوجدت باباً لها في شمال العراق وفي جنوب السودان. أردت من هذا العرض أن أبين أنه في الوقت الذي تتوافر فيه عناصر التجزئة، ليس هناك مشروع عربي تضامني. وهنا يأتي دور لبنان الذي يتألف من 18 طائفة ويمثل مؤشراً الى قوة العالم العربي او ضعفه. ومتى نجحت صيغة التعايش في لبنان سيكون لها انعكاس على العالم العربي، حيث هناك تعدديات من أنواع مختلفة. ولكن إذا فشلت الصيغة اللبنانية وسقطت جراء ضربات المشروع الاسرائيلي، فإن سقوط لبنان سيكون بمثابة حجر الدومينو الذي يؤدي الى تداعي الأحجار كلها. وفي اعتقادي أن الاهتمام العربي بلبنان يقوم على ادراك هذه الحقيقة.

• هل كان الرئيس رفيق الحريري يؤسس لمشروع سياسي؟ والى أي مدى شكل غيابه نكسة بالنسبة الى أبناء طائفته؟

- مسلمو لبنان في الاساس ليسوا أصحاب مشروع طائفي أو مذهبي. انهم جزء من المجموعة العربية. وثقافة مسلمي لبنان هي ثقافة قومية عربية، لذلك لم يكن وليس هناك حتى هذه اللحظة، من ينادي بالتجزئة الطائفية. في العام 1920 عندما أعلن الجنرال غورو ولادة لبنان الكبير، وقف المسلمون ضد هذا المشروع لأنهم اعتبروه عملية انفصالية عن الجسد العربي الكبير، ولم يتأقلموا مع الوضع الجديد إلاً متأخرين جداً، بعدما تكرست أوضاع مماثلة في العالم العربي. المسلمون في لبنان هم أصحاب الشعار الوطني القومي، وكانوا في مقدم من رفعوا الشعار عالياً ضد الاجتياح الصدامي للكويت، وقبل ذلك ايدوا المشروع القومي للرئيس جمال عبدالناصر. وهم اليوم يقفون الى جانب المبادرة التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موضوع الحوار بين الأديان والثقافات. وإذا اجرينا دراسة لمواقف مسلمي لبنان، وجدنا أنهم يلتحقون بمبادئ المصالح القومية واحترام التعدد والتزام ثقافة احترام الاختلاف، فهذه من ثوابت الشخصية الاسلامية في لبنان التي اكتسبوها من العيش المشترك مع المسيحيين، من دون أن يديروا ظهرهم للقضايا القومية الكبرى، وخصوصا أن مسيحيي لبنان كانوا على مدى التاريخ جزءاً من هذه القضايا القومية العربية ومن المدافعين عنها.

مقارنة بالحريري الأب، أين سعد الحريري من بناء الدولة التي شدد عليها دائماً، وهل دعم مؤسسات الدولة قد يمهد لبناء ثقافة وطنية جامعة؟

- الرئيس سعد الحريري يركز على مسألتين أساسيتين: الاولى، بناء الدولة، والثانية، تكريس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. والتركيز على بناء الدولة يعكس مخاوف من محاولات تجري للالتفاف على مؤسسات الدولة عبر إقامة مؤسسات بديلة، ما يضعف لبنان ويعطل وحدته ويعرضه للخطر. فالحرص الذي يبديه الرئيس سعد الحريري على لبنان الدولة، يعكس حرصه على كيان لبنان ودوره في المنطقة والعالم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلاّ على قاعدة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. لذلك يؤكد دائماً التمسك بالمناصفة التي أقرها «اتفاق الطائف». وفي الأساس، لبنان لا ينهض إلاّ بالعيش المشترك بين أبنائه.

• لماذا يتبنى تيار المستقبل شعار «لبنان أولاً»، وأين مفاهيم الوحدة العربية والقومية من هذا الشعار؟

- شعار لبنان أولاً يرفع ولا يزال في موازاة مشروع لبنان الدولة ولبنان العيش المشترك. وعندما نقول أولاً، نعني أن لبنان يجب أن يتقدم على كل فئوية وطائفية ومذهبية، فهو يعلو على كل هذه الحسابات، ويجب ألا يتناقض هذا الطرح في المحصلة مع مصالح أي فئة تطمح الى دعم مؤسسات الدولة. وعندما تكون هناك محاولات توحي بالالتفاف على الدولة وتجاوزها، فهذا يعني أنه لا بد من دعم هذا الطرح والعمل عليه.

هل يبدو أن الشيعة الموالون لـ «حزب الله» أصحاب مشروع سياسي أوضح يتعدى كل الطوائف؟

- القادة الروحيون الشيعة من الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين والعلاّمة الراحل محمد حسين فضل الله حتى الشيخ عبدالأمير قبلان، رددوا مراراً أنه ليس للشيعة مشروع خاص في لبنان، وأن مشروع الشيعة هو مشروع الوطن بالشراكة مع بقية مكوِّناته. الآن، هناك «حزب الله» الذي يقول انه حركة مقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وليس مشروعا سياسيا تغييريا. البعض يربط حزب الله بالمشروع الايراني الاقليمي، ولا شك أن لإيران مشروعها، وهي تحاول تثبيت قواعدها عبر اثارة الحمية المذهبية لتوظيفها في هذا المشروع، الأمر الذي يسيء الى العلاقات بينها وبين بعض الدول العربية. وأن يكون لإيران مشروع إقليمي لا يعني بالضرورة أن الشيعة في لبنان والدول العربية يريدون أن يكونوا جزءاً من هذا المشروع.