المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 02 /تموز/2010

إنجيل القدّيس لوقا 19/01-10

ثُمَّ دَخَلَ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها، وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا. وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة. فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا. وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا. وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ». أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم. فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

 

ثمن ضرب محكمة لبنان: تطيير المحاكم الدولية الأخرى

النهار/علي حماده/سيناريوات غير معقولة يجري تداولها، منها أن موقف "حزب الله" من القرار الظني الذي لم يصدر بعد، و"تفهم" سوريا ودعمها الموقف يمكن أن يغيرا مسار التحقيق، ثم القرار الظني فالمحكمة. وأهم من يروّج أن "حزب الله" الذي يتهدد اللبنانيين بالحديد والنار يمكنه أن يردّ على اتهام أفراد او مسؤولين منه (اذا حصل الامر) والاكتفاء باتهام التحقيق والقرار الظني والمحكمة بأنها ادوات اسرائيلية، وبالتالي يتم التأجيل او التعطيل، مما يجر البلاد الى واقع اشد صعوبة مما يظن. فلجنة التحقيق ثم المحكمة منبثقان من قرارات اتخذت في مجلس الامن بالاجماع، وتحت الفصل السابع بناء على تصنيف محدد لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى لقادة "ثورة الارز"  حيث هناك رابط، على انها جريمة ارهابية تواجه بالتعاون الدولي والوسائل المنصوص عليها في جميع القرارات المتصلة، بدءاً من القرار 1373 الذي جاء في اعقاب هجمات 11 ايلول في نيويورك وواشنطن.

ثم هناك نقطة شديدة الاهمية يعيرها كثيرون اهتماما كافيا، فالمحكمة الخاصة بلبنان هي واحدة من المحاكم الدولية الناظرة في قضية ارهابية محددة، وثمة محاكم دولية أخرى ناظرة في قضايا مثل الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وهناك محكمة الجزاء الدولية. ومن القضايا الكبرى التي تجري ملاحقتها في المحاكم الدولية المختلفة جرائم رواندا وسييراليون ويوغوسلافيا السابقة ودارفور حيث اقتيد عدد من المسؤولين عنها الى المحاكمات، ويلاحق آخرون. هذه نقطة تفيد أن تعطيل المحكمة الخاصة بلبنان قبل القرار الظني أو بعده سيكون له أثر سيء يؤدي الى ضرب هيبة العدالة الدولية وهذه المؤسسات الدولية المستقلة التي أسّسها المجتمع الدولي من خلال قرارات في مجلس الامن مترابطة في ما بينها، مما يعني أن ضرب إحدى هذه المحاكم لاسباب سياسية او خضوعا لابتزاز أمني تمارسه حكومات او فصائل مسلحة يؤدي الى انهيار بناء المحاكم الدولية برمته وفقا لقانون الدومينو.

إذا، من الصعب بل من المستحيل أن يتخيل قادة "حزب الله" أو غيرهم ممن يبيعونهم اوهاما في ما يخص المحكمة الدولية والقرار الظني الذي لم يصدر بعد، أن الضغط الامني على حياة اللبنانيين، وتهديدهم بالطريقة التي تتم على شاشات التلفزيون منذ انطلاق حملة السيد حسن نصرالله سيدفعان مجلس الامن والمجتمع الدولي الى قبول اتهامات تطلقها "بروباغاندا" حزب، اعضاؤه الامنيون ملاحقون  في معظم بلدان العالم، و الانهزام امامه "حقنا لدماء شعب لبنان" الذي صار رهينة في يد "حزب الله" .

ثمة  من يقول انه لن يقبل بتأجيل القرار الظني، وان المطلوب انتهاء المحكمة. ولكن من قال ان تأجيل اصدار القرار الظني ممكن اصلا؟ ومن قال ان الانتهاء من المحكمة يحصل بمجرد ان يتفوه به قائد عربي او مسؤول حزبي مدجج بالسلاح على شاشة تلفزيون لبنانية؟

اكثر من ذلك، فإن من يعتبر أن التحقيق اسرائيلي يفترض أن يقدم شواهد على ما يقول، فأين الشواهد والادلة والقرائن؟ ولعل الناظر الى تاريخ المحاكم الدولية الاخرى يكتشف أن كل هذه المحاكم تعرّضت لحملات شبيهة بتلك التي تتعرض لها المحكمة الخاصة بلبنان، ولكنها واصلت أعمالها من دون الالتفات الى الوراء. 

ان طرح سيناريوات لحلول تقوم على الخوف من غضب "حزب الله"، يضرّ بالحزب نفسه لأنه يحمل اتهاما ضمنيا له لا يواجهه الحزب إلا بالتهديد بقتل رهائن (اللبنانيون). فمطالبة اللبنانيين برفض القرار الظني (قبل الصدور) والمحكمة (قبل بدء اعمالها) أمر غير ممكن، لأنه لو حصل سيكون بمثابة الاستسلام الكامل امام التهديد بالسلاح، بما سيفتح الباب واسعا لمسلسل لا ينتهي من الابتزاز وانتزاع التنازلات على كل المستويات. 

في اختصار شديد، فإن حملة "حزب الله"، أو حتى قيامه  بتنفيذ تهديداته بتدميره البلاد فوق رؤوس اللبنانيين، لن يؤديا الى اقناع مجتمع دولي يضع بند محاربة الارهاب في أعلى سلّم أولوياته بالانهزام لتعلو راية  "حزب الله".

 

المتحدث باسم نتانياهو: الحديث عن تورط اسرائيل في اغتيال الحريري كلام فارغ ومبني على مبدأ المؤامرة

ومن يقف وراء الاغتيال وهو معروف يريد التهرب من القضاء

المصدر: الراي الكويتية

اعلن أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل لم تعلن ابداً مسؤوليتها عن اغتيال عماد مغنية، مؤكداً "نحن نأخذ في الاعتبار امكان ان يغتال "حزب الله " مسؤولاً اسرائيلياً بارزاً او سفيراً او مواطناً اسرائيلياً في الخارج او ان يتم خطف رجل اعمال اسرائيلي او ضابط او موظف حكومي كبير (في الخارج)"، ومشدداً على "اننا سنعتبر ذلك اعلان حرب، ونحن نأخذ هذا التهديد بكل جدية". وقال جندلمان في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية "نحن قلقون من تسلح "حزب الله" بصواريخ بعيدة وقصيرة المدى، ونحن قلقون من ازدياد القوة السياسية لحزب الله داخل الساحة اللبنانية".

واذ لفت الى ان اسرائيل ليست معنية بشن اي حرب على لبنان، اعلن "اننا نستمع جيدا الى الاصوات التي تعلو من بيروت ومن كوادر رفعية المستوى في "حزب الله" وتهدد بقصف المدن الاسرائيلية وضرب منشآتنا وقتل مواطنينا"، ومشدداً على "اننا نتهيأ لاي طارىء، ولبنان كله سيدفع الثمن اذا هاجم حزب الله اسرائيل".

كما سئل عن ان البعض يرى ان اسرائيل تدخل بخبث على الملف اللبناني مثل حديث اشكنازي عن ان القرار الظني في اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيتهم عناصر من حزب الله.، فاوضح ان "اسرائيل لا تتدخل في الشؤون اللبنانية وما يهمنا هو فعلا الحفاظ على الامن والاستقرار في حدودنا الشمالية والقلق الاسرائيلي الوحيد هو من احتمال شن حرب من "حزب الله" علينا، لذلك ناخذ الحيطة والحذر ونهيء جيشنا لاي طارىء".

ورداً على سؤال، اعتبر "ان الحديث عن وجود ضلع لاسرائيل في اغتيال الحريري هو كلام فارغ ومبني على مبدأ المؤامرة"، وقال: "الكل يعلم مَن يقف وراء اغتيال الحريري، واسرائيل لم تكن ابدا متورطة بذلك وهي لا تتدخل ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. طبعا مَن قال ذلك والاوساط التي قالت ذلك يريدون تسليط الاضواء على اسرائيل، او ان من يقف وراء الاغتيال يريد ان يتهرب من مسؤوليته ومن القضاء". وفي حين اكد "ان اسرائيل تفضّل المسار الديبلوماسي لحل الازمة النووية الايرانية"، قال: "اذا فشلت هذه الجهود الدولية الرامية الى نزع ايران من اسلحتها النووية او من وقف ايران من تطوير هذه الاسلحة فان كل الخيارات موجودة على الطاولة، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات والخيارات والسيناريوات".

ورداً على سؤال، اوضح انه "لا توجد اي مفاوضات مع سورية مباشرة او غير مباشرة"، وقال: "ما نطلبه من دمشق هو الاهتمام فعلا بنبذ دعم المنظمات الارهابية الفلسطينية واللبنانية اي "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" ووقف تزويد حزب الله بالصواريخ والمعدات العسكرية، ونبذ الحلف الاستراتيجي مع ايران". واضاف: "الاقوال السورية فعلا هي مزدوجة. فمن ناحية يقول الرئيس (بشار) الاسد انه يريد السلام وعلاقات طبيعية مع اسرائيل ومن ناحية ثانية يهدد اسرائيل بشن حرب اذا لم تلبي مطالبه وهذا امر مرفوض. ومن يرد السلام يدعو اليه ولا يهيأ نفسه وجيشه للحرب". وعما اذا كانت ستعود القناة التفاوضية التركية مع سورية، ذكر المتحدث "اعتقد انه طرأ تغيير في السياسة التركية حيال اسرائيل وبالتالي صار هناك تغيير في السياسة الاسرائيلية تجاه تركيا. واذا كانت هناك حاجة لوسيط بيننا وبين سورية، فالمطلوب وسيط امين موثوق به من الطرفين، وتركيا فقدت هذه المكانة وفقدت الثقة التي كانت تتمتع بها في اسرائيل. وكانت هناك اقتراحات من دول اخرى بما فيها فرنسا للوساطة بيننا وبين سورية. واذا وصلنا الى مرحلة التفاوض مع سورية سنأخذ هذا في الاعتبار، ولكن يبدو ان الاقتراح التركي للوساطة ليس مطروحاً الان من اسرائيل".

 

مسؤول إسرائيلي:  زيارة الأسد خطوة للانفصال عن "حزب الله"

تل أبيب - وكالات: رأى الإسرائيليون في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان "خطوة اولى في طريقه نحو الانفصال عن إيران و"حزب الله" من جهة, ولدفع خطته لإعادة السيطرة على لبنان من جهة اخرى". وقال مسؤول اسرائيلي إن "السيطرة السورية على لبنان قد تُفشِل خطة الإيرانيين في استغلال لبنان كقاعدة ستراتيجية متقدمة في حالة مواجهة عسكرية أو الهجوم على اهداف في ايران", مضيفاً "رغم الحلف الستراتيجي الوثيق والتعاون الأمني بين إيران وسورية, فإن الايرانيين ملوا من الرئيس الأسد, ولو استطاعوا لكانوا صرفوه من الحكم ونصبوا مكانه ناشطاً من حركة الاخوان المسلمين السورية". ورأى المسؤول الاسرائيلي ان "وصول الاسد, في هذه الفترة بالذات, حيث التوتر الداخلي في لبنان بكل ما يتعلق بلجنة التحقيق في اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري, يعكس جانبا من خطة الاسد ومساعيه في اعادة السيطرة على لبنان, وهذا جانب يُقلق الايرانيين من الأسد, كما يقلقهم تحسن الوضع الاقليمي لسورية في اعقاب التحالف مع تركيا والمصالحة مع السعودية".

 

القرار الظني لم يستثن أحدا من قيادات حزب الله

الأحد, 01 أغسطس 2010 /وكالات

في ضوء التوترات الحاصلة على خلفية التسريبات الحاصلة في موضوع المحكمة الدولية و القرار الظني المرتقب علمت «الأنباء» ان هجوم حزب الله، قيادة وكوادر على القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري مردود الى ان المعلومات المتوافرة لدى الحزب تفيد بأن القرار لم يستثن احدا من قياداته و ليس كما يتداول أنه سيتهم قلة من العناصر المنتمية إلى حزب الله  كما افادت بعض المصادر الصحفية نقلاً عن مصادر مطلعة أنها لن تستبعد إذا شملت ورقة بلمار الكثير من الاسماء وصولاً حتى لرأس الهرم

 

مبارك وبيريز يشددان على ضرورة المضي قدماً في عمليّة السلام

الاحد 1 آب 2010/وكالات/أجرى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك تركزت على السبل الكفيلة بالإنتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأشارت "الإذاعة الإسرائيليّة" إلى أن الرئيسين مبارك وبيريز أكدا في مستهل الإجتماع ضرورة المضي قدماً في عملية السلام وعدم إضاعة المزيد من الوقت"، مضيفة إن "البحث بين الرئيسين المصري والإسرائيلي تطرّق أيضاً إلى سبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل ومصر وملف الجندي الإسرائيلي المخطوف غلعاد شاليط والملف النووي الإيراني".

 

امير قطر بحث مع جعجع مساعي السلام والوضع اللبناني

وطنية- 1/8/2010 صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ما يلي: استقبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مكان اقامته في فندق فينيسيا في بيروت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع تُرافقهُ النائب ستريدا جعجع ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية. دام اللقاء حوالي ساعة من الوقت، وتناول المجتمعون الأوضاع في المنطقة، مستعرضين القضية الفلسطينية ومساعي السلام الحالية. كما تطرقوا الى الوضع اللبناني انطلاقاً من القمة الثلاثية التي حصلت في قصر بعبدا والتي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان.

 

حبيب: سنواصل التصدي لمحاولات البعض خطف الدولة ورهن قرارها

يحاولون اللعب على الاوتار الطائفية وخلق الفتن ثم اتهام الاخرين بها

حملة عون على القوات سببها خوفه من تناميها مقارنة مع تقلص حجمه

وطنية -الكورة- 1/8/2010 أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب، خلال رعايته حفل العشاء السنوي لمكتب "القوات اللبنانية" في كوسبا، في حضور النائب نقولا غصن ورئيس بلدية كوسبا عقل جريج وفاعليات، "ان القوات اللبنانية تجدد دائما العزم على متابعة مسيرة النضال لبناء الدولة وتحريرها ورفع القيود الخارجية عنها، وانها لا تزال في غمار التصدي لمحاولات البعض خطف الدولة ورهن قرارها والحاقها بمعسكرات اقليمية لا صلة ولا مصلحة للبنان بها، محاولات تقود لبنان الى مواجهة مباشرة مع هيئة الامم ومجلس الامن الدولي، والتي كان اخرها محاولة الانقلاب على المحكمة الدولية تحت عنوان المحكمة مشروع فتنة اسرائيلية، وذلك من خلال فرضيات وهمية وسيناريوهات عسكرية يتخيلها من اعتقد واهما ان خلفيته العسكرية تستحق التقدير، لا سيما واننا شهدنا في ما مضى كيف اخرجت تخيلاته وسيناريوهاته تلك الدور المسيحي من المعادلة السياسية طيلة سنوات حكم الوصاية والنظام الامني الذي عادت واخرجته ثورة الارز في العام 2005".

وقال: "يحاولون تارة اللعب على الاوتار الطائفية والمذهبية، وطورا خلق الفتن وابتكار اسبابها وتهيئة الاجواء لها، ومن ثم اتهام الاخرين بها بهدف تبرير ما قد يقدمون عليه من تحركات سياسية او شعبية او عسكرية لشل البلاد مجددا، على غرار ما سبق واقدموا عليه من احتلال الساحات في الوسط التجاري وغزوة بيروت في السابع من ايار 2008 واحداث 23 و25 كانون. لقد باتت توجهاتهم واهدافهم مكشوفة وعارية من كل ستر وغطاء، وجعبتهم غنية بالاساليب الحائلة دون قيام الدولة الحقيقية، ففي كل مرة تخرج البلاد من ازمة افتعلها هؤلاء، يخرجون من جعبتهم، بتوجيهات خارجية، سببا آخر للابقاء على حالة التوتر السياسي والشعبي، وذلك كله بهدف ممارسة الضغط على المجتمعين العربي والدولي لحماية النظام الايراني، وبالتالي لانقاذ ما تخطط له السياسة الفارسية على حساب الدولة اللبنانية، حكومة وشعبا ومؤسسات".

اضاف: "ان سخرية القدر قضت بان يتحفنا جنرال الرابية مؤخرا بمطالعة قانونية، وهي طبعا من مخزون تخيلاته التحريضية المسمومة والمريضة، تقضي باستدعاء حكيم المسيحيين ولبنان الدكتور سمير جعجع للتحقيق معه ومساءلته فيما لو حل هذا الجنرال الوهمي مكان مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، فازاء ذلك نقول له، ان القضاء الذي حررته ثورة الارز من الاملاءات البوليسية المخابراتية، والتي تسعى الى تحصينه عبر وزير القوات البروفيسور ابراهيم نجار، لا ولن يستعين يوما بخدمات من يحاول امثاله زرع فتنة حقيقية بين اللبنانيين، من خلال الايحاء بتحركات عسكرية قد يقدم عليها فريق مسيحي في البيئة المسيحية تزامنا مع تحرك اسرائيلي في الجنوب للقضاء على المقاومة، لان في ايحاءاته وسيناريوهاته تلك تحريض صريح وواضح ضد كل من لا يصفق من المسيحيين له ولعمالته المأجورة للسياسة الايرانية ولغيرها من السياسات الاقليمية، ناهيك عن تمنيه على حزب الله قلب المعادلة في لبنان، وبالتالي الاطاحة بالحكومة اللبنانية، وذلك اعتقادا منه انه بقلب حزب الله للمعادلة يستطيع بقوة سلاح معلميه الانقلاب على الدولة والوصول بالتالي الى قصر بعبدا حلمه الوهم".

تابع: "ليس غريبا ان تصبح القوات اللبنانية الشغل الشاغل للعماد عون ولكل من يخاصمها من حلفائه المسيحيين، فقد باتت الهم الاكبر ان لم يكن الاوحد لديهم، يخافون من تناميها مقارنة مع تقلص حجمهم ودورهم، يرتعبون من مصداقية قائدها الدكتور جعجع ومن قدرته على التحاور مقارنة مع تملقهم ومزاجيتهم وعصبيتهم في وجه الاعلاميين، يرتعدون من حريته حين يتكلم مقارنة مع ارتهان خطابهم للعمالة الخارجية، فبات دور القوات اللبنانية وسياستها وجمهورها وحجمها يقض مضاجعهم ليل نهار، مما حدا ويحدو بهم الى تنظيم وبرمجة حملات مسعورة ضدها بمعاونة رموز النظام الامني السابق من عيار رواد القمع والاعتقالات والخطف والتصفيات الجسدية امثال مصطفى حمدان وجميل السيد، وبمشاركة من أطفأت الثورة التحررية قنديله وبوق الوهاب اللاهث وراء المنابر الاعلامية لتمرير الرسائل والكثير الكثير من سعاة البريد الذين تمرسوا بلغة الشتم ودس السموم والتحريض، علهم يسترضون بذلك معلميهم خارج الحدود ويستعيدون دورا ولو جانبيا على الساحة السياسية اللبنانية".

وختم: "نؤكد لكم ونعاهدكم بان كل محاولاتهم لاقصاء القوات اللبنانية وبالتالي للانقلاب على الدولة سوف تبوء بالفشل وستسقط الواحدة تلو الاخرى كما سقطت سابقا امام قلعة صمودكم وتضحياتكم، ونطمئنكم ان لبنان سيبقى سيدا حرا مستقلا بفضل حكمة الحكيم وسائر القيادات الحرة في قوى 14 اذار".

 

ماروني لـ"الأنباء": ما حصل في قصر بعبدا مجرد مأدبة غداء لمجلس رئاسي لبناني

"الكتائب" يدعو للقاء لمسيحيي قوى 14 آذار في بكركي للتباحث في تغييبهم عن القمة      

اعتبر عضو كتلتي "زحلة" و"الكتائب" النائب إيلي ماروني أن التفاتة العرب الدائمة نحو لبنان جيدة من ناحية حرصهم على ترسيخ الاستقرار والسلم الأهلي فيه، والتأكيد على عدم لجوء حزب الله إلى استعمال العنف كلغة لحل الأزمات والخلافات العالقة بين اللبنانيين، معتبرا في المقابل أن تلك الالتفاتة كرست التدخلات العربية في الشأن اللبناني لاعتبارهم (اي العرب) ان اللبنانيين مازالوا غير راشدين وليس لديهم القدرة على معالجة قضاياهم الداخلية، وبالتالي وضعت لبنان في موقع من يحتاج دائما إلى عناية عربية ودولية كي يتمكن اللبنانيون من اتخاذ قرار يتعلق بمصير بلدهم.

ماروني في تصريح لصحيفة "الأنباء" علق على ما أسماه الـ"مزاجية" في توجيه الدعوات لحضور اللقاء الثلاثي بين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد في القصر الجمهوري، متسائلا ما إذا كان اللبنانيون قد اجادوا استثمار الزيارات العربية الى لبنان لجمع شملهم في القصر الرئاسي، وما إذا كان موجه الدعوات يرى أن المشهد السياسي قد اكتمل في ظل تغييب الرؤساء الروحيين ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقين ورؤساء الاحزاب واستبدال حضورهم بحضور وزراء ونواب حاليين وسابقين، كما تساءل ايضا عن الجديد الذي طرأ على بروتوكول القصر كي يتم تعمد تغييب لون أساسي عن الحضور، مؤكدا ان اسئلة كثيرة سوف يتوجه بها حزب الكتائب لاحقا الى رئاسة الجمهورية لتوضيح القصد من تغييب قيادات أساسية في المعادلة اللبنانية عن المشاركة في القمة الثلاثية، لافتا الى ان المشهد اللبناني الوطني والجامع لم يكتمل في ظل تغييب المظلة المسيحية الأكبر البطريرك صفير وفي ظل تغييب الزعامات المسيحية في قوى 14 آذار، وبالتالي فإن ما حصل في قصر بعبدا كان مجرد مأدبة غداء لمجلس رئاسي لبناني لا أكثر ولا أقل. هذا ودعا النائب ماروني بناء على ما "ارتكبه" برتوكول القصر الجمهوري من أخطاء فادحة بحق فريق أساسي على الساحة اللبنانية، الى عقد لقاء موسع لمسيحيي قوى 14 آذار في بكركي تحت مظلة البطريك صفير، للتباحث في موضوع التغييب المتعمد للزعامات المسيحية عن اللقاء الثلاثي واتخاذ الموقف الموحد منه.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القمة الثلاثية وبالشكل الذي اتت عليه ستثمر نتائج ايجابية تخفف الاحتقان في الداخل اللبناني، اعرب النائب ماروني عن شكوكه باستطاعة قمة دامت لمدة ساعتين حل مشاكل مزمنة على الساحة اللبنانية، مستدركا بالقول انه ايا تكن نتائج القمة لا يمكن المس بمسار المحكمة الدولية لان الشريحة الاكبر من اللبنانيين وعلى رأسهم ذوو الشهداء متمسكون بمعرفة حقيقة من اغتال القيادات اللبنانية، معتبرا ان احدا من اللبنانيين لم يتهم حزب الله او عناصر منه بالضلوع في جرائم الاغتيال، انما حزب الله هو الذي سارع الى اتهام نفسه قبل صدور القرار الظني بشكل يشير وكأنه يعرف هوية الفاعلين وبدأ بعملية دفاعية استباقية غير مبررة قد تكون خلفياتها ابعد مما يعلنه.  

   

قاووق في احتفال لمناسبة ذكرى مجزرة قانا: المعارضة حسمت معركة هوية لبنان

المقاومة لا تخشى التهديدات لكنها تقرع جرس الانذار لتفادي الاسوأ

وطنية -1/8/2010 أقام "حزب الله" احتفالا حاشدا في بلدة قانا لمناسبة الذكرى الرابعة لمجزرة قانا التي ارتكبها العدو الصهيوني ابان عدوان تموز 2006 والتي راح ضحيتها آنذاك عشرات الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء، في حضور مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق، وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، لفيف من العلماء، فاعليات، شخصيات، وحشد من الاهالي وعوائل الشهداء.

بعد آيات من القرآن الكريم والنشيدين اللبناني والحزب، أدت فرقة من مجاهدي السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي القسم للشهداء، والعهد على متابعة طريق المقاومة.

عطية

ثم، تحدث رئيس بلدية قانا محمد عطية، فطالب باسم اهالي الشهداء وذويهم بمحاكمة العملاء وإنزال أشد العقوبات بهم حفظا وصيانة لكرامة الوطن واستقلاله.

حمود

من جهته، اعتبر حمود ان "الذين يسيرون في المؤامرة الجديدة على لبنان وقعوا في نقطتي ضعف، اولها انهم لا يزالون حتى اللحظة يتحدثون عن عدل المحكمة ونزاهتها متجاهلين شهود الزور، وهم يعلمون من فبركهم وعلمهم واخرجهم الى الاعلام، بحيث لم يعد هناك حياد في رفع لواء المحكمة الدولية التي وصفها "محكمة الزور والعدوان على المقاومة"، وثانيها محاولة التشكيك بصدقية الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي يقول عنه الصهاينة انفسهم ان صدقيته بين الصهاينة انفسهم اشد من صدقية قادة العدو بينهم".

قاووق

ثم، تحدث قاووق فرأى في الزيارة التاريخية للرئيس بشار الأسد إلى لبنان "تأكيد على صوابية رؤية ومواقف المعارضة الوطنية اللبنانية، وتأكيد على فشل مسلسل التحريض والأكاذيب طيلة 5 سنوات"، معتبرا أن "المعارضة الوطنية اللبنانية حسمت معركة موقع ودور وهوية لبنان من أن يتأثر بأية وصاية أميركية".

وأكد أن "المقاومة التي تحمي انجازات ايار 2000 وتموز 2006، لا تخشى التهديدات الدولية والمناورات السياسية والاتهامات الزائفة، ولكنها تقرع جرس الانذار لتفادي الأسوأ ولتحمي لبنان والمنطقة وتقفل الأبواب أمام أي تسلل اسرائيلي او اميركي للعبث في الداخل اللبناني واثارة الفتن"، مشددا على "العزم لقطع الطريق أمام أي مشروع فتنة داخلية والتصميم على حماية الوطن وانجازات المقاومة إلى أقصى حد".

وقال: "ان "معسكر تموز" نفسه بقواه الدولية والاقليمية والادوات المحلية يعمل مجددا على استكمال العدوان العسكري ضد المقاومة في تموز2006، محاولا استهداف قوتها ومكانتها وصدقيتها عبر فتنة داخلية بعدما عجز عن استهدافها عسكريا".

وشدد على "أننا لا نخشى اي مواجهة لمشاريع الفتنة او لمشاريع عسكرية عدوانية، لان المقاومة استطاعت بعد تموز 2006 ان تثبت معادلات جديدة فرضتها على العدو الاسرائيلي، وجعلت الإسرائيليين لا يجدون مكانا يهربون اليه في اية حرب قادمة"، معتبرا ان "اسرائيل لجأت الى اثارة مشاريع الفتنة الداخلية تعويضا عن عجزها العسكري، وهي تعرف تماما نقاط ضعف العدو مقابل اوراق القوة التي تمتلكها"، مؤكدا ان "المقاومة لن تفرط بدماء الشهداء وكرامات كوادرها، وانها تدرك تماما ان هدف البعض في هذه المرحلة اضعاف المقاومة وارباكها لإشغالها عن واجب التصدي لأي عدوان اسرائيلي، وان المقاومة ستقطع الطريق من اوله على اي فتنة".

وفي ختام الحفل، توجه الحضور يتقدمهم قاووق لتلاوة الفاتحة على اضرحة الشهداء.

 

الحريري نفى ما يحكى عن أجواء مشحونة وتمنى البقاء مع قطر يداً واحدة

نهارنت/أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن الاوضاع في لبنان طبيعية جداً، نافياً ما يحكى عن أجواء مشحونة. وشدد في حديث الى صحيفة الوطن القطريةعلى أن قطر قدمت الكثير للبنان على أكثر من صعيد ونوه الحريري بالعلاقات القطرية – اللبنانية متمنياً البقاء مع قطر يداً واحدة كما نحن اليوم لصد كل التهديدات الاسرائيلية للبنان. 

 

خلوة بين الحريري وأمير قطر في "بيت الوسط"

نهارنت/بعد مأدبة غداء في المصيلح اقامها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعشاء في السرايا اقامه رئيس الحكومة سعد الحريري، كان لافتاً انتقال الرئيس الحريري وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في سيارة واحدة الى "بيت الوسط" حيث عقدا اجتماعا ثنائياً. واتى هذا الاجتماع غداة اجتماع مماثل جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الحريري في "بيت الوسط"، وهو ما اعتبره المراقبون خطوة غير مسبوقة. وقبل اللقاء اشاد الحريري في تصريح له بدور الشيخ حمد الى جانب الملك عبدالله والرئيس الاسد ضمن "الجهد العربي الموحد لمواجهة مخططات اسرائيل وضمان استقرار لبنان". إذ أكد الحريري في كلمة القاها ترحيبا الشيخ حمد خلال مأدبة عشاء أقامها على شرفه أنّ "علاقة لبنان بقطر الشقيقة، قصة حب متبادل ووفاء راسخ. فقد كان القطريون من أوائل الأخوة العرب الذين إكتشفوا لبنان وجهة إصطياف وسياحة وطبابة وتحصيل جامعي. فكانت لهم إستثمارات مبكرة في إقتصادنا وجعلوا من لبنان، بالفعل، وطنهم الثاني". وذكّر الحريري أنّ "قطر، وعندما هب جنون الحرب الأهلية على بلدنا، فتحت أبوابها لعشرات آلاف اللبنانيين، من كل المناطق والطوائف، الذين ما زالوا حتى يومنا هذا يشكلون إحدى أنجح جاليات الإنتشار اللبناني في العالم، ويشعرون بأنهم ما زالوا في بلدهم برعاية سامية ومشكورة ومباشرة من ضيفنا الكبير سمو الشيخ حمد". كما أضاف الحريري: "عندما أطلق الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشروعه لإعادة إعمار لبنان بعد الطائف كانت قطر سباقة، بمؤسساتها الحكومية وقطاعها الخاص إلى المساهمة في التمويل والتنفيذ وإعلان الإيمان ببلدنا وبمستقبله، وبقدرة أبنائه وبناته على العودة به إلى ما هو عليه اليوم"".

وأشار إلى أن "هذا المجهود تعرّض إلى إعتداءات إسرائيلية متكررة وفي كل مرة كانت قطر تعمل على وقف العدوان وعلى محو آثاره في جميع المناطق تماما كما شهدنا اليوم جميعًا، في زيارة سمو ضيفنا الكبير إلى جنوبنا الحبيب". من جهة أخرى، رأى الحريري أنّه "فيما تعود إسرائيل إلى تهديدنا، وفيما تهدد التعقيدات الإقليمية بمناخات قد يستغلها البعض لضرب استقرارنا الداخلي لا سمح الله، نجد سمو الشيخ حمد بن خليفة، ينخرط بنشاط الشباب الذي لا يكل، إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس بشار الأسد، في الجهد العربي الموحد لمواجهة مخططات إسرائيل وضمان إستقرار لبنان". أمّا في الشأن السياسي الداخلي، فقد شدّد الحريري على أنّ "هذا الإستقرار، الذي كانت الدوحة قبل عامين من اليوم مكانًا لترسيخه وترسيخ التفاهم عليه بإشراف مباشر وتدخل شخصي من سمو الشيخ حمد، الذي نحفظ له جميعًا قدرته على تقريب وجهات النظر إنطلاقًا من قناعة اللبنانيين التي إحتضنها العرب جميعًا، أن الأساس يجب أن يكون دائما، حفظ السلم الأهلي والإستقرار وإعطاء لبنان الفرصة للخروج من الفراغ الرئاسي الخطير الذي كان يعاني منه في حينه". وفي ختام كلمته توجه الحريري "بالشكر العميق والعرفان المقيم لسمو الشيخ حمد بن خليفة، ولحكومة قطر وشعبها، ونؤكد إلتزامنا الدائم بإحباط أي إمكانية للفتنة وحفظ الإستقرار وصون السلم الأهلي والعيش المشترك، والوحدة الوطنية في مواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي للبنان، ولكل العرب".

 

كلام جديد لنصرالله عن القرار الظني بمهرجان "النصر الالهي"

نهارنت/افادت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" ان الامين العام للحزب السيد نصرالله ستكون له "اطلالة جديدة في مهرجان النصر الالهي" الثلثاء المقبل حيث سيكون له "جديد الكلام عن القرار الظني ومقدماته وخلفياته". هذا وتحدثت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية عن معلومات تفيد بأن السيد نصرالله سيقوم في الأيام المقبلة بزيارة سرية إلى دمشق يبحث خلالها مع الرئيس السوري بشار الاسد نتائج المباحثات التي أجراها مع الملك السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. 

 

السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي: نؤيد التقارب السوري ـ السعودي الذي يعزز المقاومة في لبنان

نهارنت/أكد السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي إن بلاده "تؤيد التقارب السوري ـ السعودي الذي يعزز المقاومة في لبنان"، واعتبر القمة الثلاثية التي شهدتها بيروت يوم الجمعة "مشهدا للتلاحم العربي والإسلامي الذي ترحب وتفرح به إيران لمواجهة العدو الصهيوني". وأضاف في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، ردا على ما يقال إن من شأن التقارب السعودي ـ السوري أن يؤثر سلبا على العلاقات السورية ـ الإيرانية، ان "ما بين سورية وإيران ليس تحالفا وإنما علاقات استراتيجية قامت بين البلدين منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران وكانت لها ثمار هائلة وكبيرة على المستوى الإقليمي والدولي". وشدد على اعتزاز بلاده بهذه الثمار، مؤكدا على أن العلاقات السورية ـ الإيرانية "لن تتغير".

وعما إذا كان التقارب السوري ـ السعودي يعني على نحو ما تقاربا إيرانيا ـ سعوديا، قال السفير الإيراني إن"التقارب السوري ـ السعودي هو بلا شك تقارب إيراني ـ سعودي، وإن إيران تؤكد دائما على التلاحم العربي والإسلامي وكل الدول الحرة ومن لديه ضمير حي في مواجهة العدوان الصهيوني". كما اعتبر السفير الإيراني القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت "داعمة" للموقف الإيراني. وأضاف مؤكدا أن الدول المسلمة وغير المسلمة وكل دول العالم الحر تعر"من هو العدو ومن هو الصديق وأنهم في إيران يشعرون بالمواقف الإيجابية التي تؤكد على استقرار وهدوء لبنان وهو ما تؤكد عليه إيران دائما". وقال: "نحن نشهد تأسيس أرضية للاستقرار في المنطقة وبالأخص في لبنان وبين الدول العربية وبشكل خاص بين سورية والسعودية في مواجهة العدو الصهيوني" متهما إسرائيل بأنها هي من "يقلق المنطقة". وقال إنها "لا تتحمل أن ترى المنطقة وبالأخص لبنان مستقرا، وفي أي مرحلة تشهد تقدما باتجاه الاستقرار والهدوء تدخل على الخط وتحدث بلبلة وغوغائية". وأضاف مؤكدا على أن "التجربة أثبتت أن الحكمة والدراية والوعي لدى الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية ستفشل كل هذه المحاولات". وردا على اتهام إيران بأنها تحاول من خلال دعمها لحزب الله أن تحدث بلبلة في لبنان والمنطقة، قال السفير الإيراني: "هذا كلام إسرائيلي ومشهد الالتحام العربي والإسلامي سيفشل كل المحاولات". وحول موقف إيران من الدور التركي، قال السفير الإيراني إن بلاده "تقف إلى جانب قضايا الحق والمستضعفين في العالم وترحب وتستقبل وتفرح وتعتز بأن تقف كل دول العالم إلى جانب القضية الفلسطينية". وأضاف مؤكدا: "إيران ترحب بدور تركي وغير تركي من أجل قضايا الحق والقضية الفلسطينية". كما نفى السفير الإيراني أن يكون الرئيس محمود أحمدي نجاد قد أجل زيارته إلى بيروت. وقال إن الموعد لم يحدد بالأساس متوقعا أن يكون بعد عيد الفطر.

 

عدوان : كلمة المحكمة يجب أن تقترن بأدلة ونحن سنكون لها بالمرصاد

نهارنت/شدّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على أنّ "المحكمة الخاصة بلبنان هي محكمة دولية، تضع أمام العالم كله الوقائع والقرائن والإثباتات والشهود، ولا يمكنها أن تركّب سيناريو، وأن ننطلق نحن من هذا السيناريو لنوجه الإتهامات"، مضيفا أنّ "كل كلمة تقولها هذه المحكمة يجب أن تكون مقترنة بأدلة، ونحن سنكون لها بالمرصاد".

وسأل عدوان في حديث الى قناة "MTV": "إذا اندلعت الفتنة غدا، ستكون بين مَن ومَن مِن اللبنانيين"؟ مؤكّدا أن "لا أحد يتهم الآخر، وإذا كان فريق يريد اللجوء إلى السلاح، فمشكلته ليست معنا، فنحن فريق سياسي نبدي رأينا ونلتزم بالحرية والهدوء والديمقراطية وحريتنا، وبالتالي مشكلة هذا الفريق ستكون مع الدولة اللبنانية وليس مع أي طرف آخر". 

 

كيروز خلال احتفال للقوات في القبيات: لا يوجد نصف حق ولا نصف استقلال وحرية وعدالة

حبيش: لن نقبل بمعادلات تخيرنا بين العدالة أو الاستقرار

وطنية - عكار - 1/8/2010 أحيت القوات اللبنانية في القبيات ذكرى انطلاقتها بعشاء سنوي، شارك فيه النائب ايلي كيروز ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أعضاء كتلة المستقبل النيابية النواب: هادي حبيش، رياض رحال ونضال طعمه، أمين السر العام في "القوات" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا وعدد كبير من الشخصيات وممثلي قوى الرابع عشر من آذار. بعد النشيدين الوطني والقواتي، الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء، ثم ألقى مسؤول "القوات" في القبيات الدكتور ايلي زريبي كلمة تحدث فيها عن أهداف القوات وخطة عملهم في هذه المرحلة والتي ترتكز على اعادة زرع روح المقاومة في ضمير المجتمع المسيحي بعد سنوات من الوصاية والانحطاط النضالي والاستسلام للاحباط وكأنه القدر المكتوب، كذلك العمل على اذكاء روح ثورة الأرز وربيع بيروت واعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح بعد ظاهرة تسونامي 2005 والاصطفاف الطائفي الخاطئ.

حبيش

بدوره، أشار النائب حبيش إلى "اننا لاحظنا في الأيام الأخيرة زحمة في توافد رؤساء الدول الصديقة إلى لبنان، فأهلا وسهلا بهم في الوطن السيد، الحر، المستقل، لبنان، أهلا بكل من يريد مساعدة لبنان وشعبه ومؤسساته المدنية والأمنية، وبكل من يريد المحافظة على استقراره ومساعدته للوصول إلى حقيقة اغتيالاته" .

وقال: "نحن أصحاب الحق، نحن المعتدى علينا ولسنا المعتدين، نريد أن نعرف من قتل رفيق الحريري وبيار الجميل وجبران تويني ووليد عيدو وأنطوان غانم وكل الشهداء الأبرياء. نريد الحقيقة والعدالة، لا نريد الثأر والانتقام من خلال المحكمة الدولية لأن الثأر والانتقام لا يعيدان لنا شهداءنا، نريد الحقيقة بكل أدلتها وقرائنها ونرفض التسييس بكل أشكاله وألوانه إذا حصل" . واكد ان "الحقيقة تجعلنا نطمئن في هذا الوطن ووحدها العدالة تجعلهم يرتاحون في تراب الوطن، فلا لن نقبل بمعادلات تخيرنا بين العدالة أو الاستقرار، فنحن طلاب عدالة واستقرار وكلاهما معا شاء من شاء وأبى من أبى، فالتهديدات لا تخيفنا والتخوين لا يعنينا، فلن يحصل أكثر مما حصل، واستمررنا في نضالنا وبقينا على قناعاتنا" .

كيروز

ثم القى النائب كيروز كلمة قال فيها: "تتعرض القوات اللبنانية اليوم لحملة غير مسبوقة لا لشيء إلا لأنها ترفض المساومة على الثوابت اللبنانية وتتمسك بالمواقف المبدئية، وهي لا تطلب براءة ذمة من أحد، بل ان صمودها المستمر هو الصك الذي تشهره في وجه كل أعداء لبنان، وأما التعرض لشخص سمير جعجع فهو ليس إلا تكرارا بائسا يائسا لمحاولات النيل منه والتشكيك بصدقيته ووطنيته، وأما الجواب فبسيط: من لم تهزه احدى عشرة سنة من الاعتقال تحت الأرض لن يهزه اليوم تطاول أو افتراء بعض أصحاب الوجوه الكالحة" .

اضاف: "نحن في مرحلة دقيقة وخطيرة، وإذا حذرنا من اللعب بالنار والتلويح بالفتنة فلأننا أهل الدار والمعنيون مع الآخرين بسلامتها واستقرارها، فأيهما أخطر وأدهى، أن نلفت إلى المخاطر المحدقة وندعو إلى التهدئة والتعقل أو أن نطرح سيناريوهات وتركيبات حول تحركات مسلحة ومواجهات ومعارك ونحرض في الخارج والداخل على قلب الطاولة وتغيير المعادلات" .

وسأل: "أي صدقية تبقى لمن كان يطرح سلطة الدولة شعارا، ولمن كان يعتبر أن جيش الدولة هو الحل، بينما هو يناصر اليوم جيشا آخر ويدافع عن سلاح آخر، ولما العجب طالما أن المطلوب هو الدفاع عن حزب الله، وتأمين التغطية لسلاحه ولو على حساب الوحدة اللبنانية والسلم الأهلي نكاية بالمجتمع الدولي ورفضا للمحكمة الدولية".

واشار الى ان "موقف حزب الله من المحكمة الدولية من خلال اطلالات أمينه العام المتكررة في الفترة الأخيرة لم يفاجئني لأنه لا يعبر عن موقف جديد نتيجة معطيات مستجدة في الاعلام والسياسة، بل هو استمرار لنهج سلبي في التعاطي منذ البدايات مع التحقيق الدولي ومن ثم المحكمة الدولية، فلقد اعترض حزب الله في الأصل على المحكمة الدولية، أي على ما أسماه أمينه العام انهاء سيادة القضاء اللبناني، وتحول هذا الاعتراض إلى استقالة احتجاجية من الحكومة، ثم اشترط الأمين العام لحزب الله احالة مشروع المحكمة الدولية على الحكومة التي تقوم على الأساس الذي يراه هو، أي حكومة الوحدة الوطنية بالثلث المعطل أولا ثم تناقش المحكمة الدولية، وانتقل الحزب إلى وضع ما يسمى ملاحظات على نظام المحكمة، ملاحظات ليست سوى نسف للمحكمة من اساسها" ولفت كيروز إلى أن "الحزب كان دائما ومنذ 14 شباط 2005 ضد قيام المحكمة الدولية فسعى إلى اجهاضها ضمن المسالك الدستورية اللبنانية وإلى اغلاق كل المنافذ في وجه محاولات التصديق على نظامها، لقد أراد أن تستسلم الحكومة وأن يستسلم مجلس النواب لتعطيل المحكمة. لم يتوان الحزب عن المطالبة باطلاق الضباط الأربعة الموقوفين قيد التحقيق رغم جريمة التقصير أو التنكيل بالناس أيام الوصاية، ولم يتوان أيضا عن ممارسة ضغط معنوي على القضاء اللبناني في هذا الاطار، مخيراً القضاء بين النجاح أو السقوط، ثم حرص الحزب على الاهتمام بتهنئة الأخوين عبد العال لاطلاقهما وذهب بعيداً في الاستطراد وقال مبكراً أن الموالاة تريد استخدام المحكمة كورقة ضغط على المعارضة" . وختم:" مواقفنا ليست بحاجة إلى مراجعة لأننا في القضايا الكبرى لا نخطئ وفي المنطق لا يوجد نصف حق ولا نصف حرية ولا نصف استقلال ولا نصف سيادة ولا نصف عدالة ولا نصف موقف" .

 

ياغي: المحكمة اداة اسرائيلية اميركية والمقاومة لن تقف مكتوفي الايدي ازاء المؤامرة عليها

وطنية - بعلبك - 1/8/2010 أحيا "حزب الله" ذكرى الخامس عشر من شعبان في احتفال على مرجة راس العين في مدينة بعلبك، بحضور النائب مروان فارس، مسؤول منطقة البقاع في الحزب الحاج محمد ياغي،اعضاء المجلس البلدي ومخاتير المدينة. واعتبر ياغي ان "الاديان السماوية اتفقت جميعها بانه في آخر الزمان يظهر رجلا مخلصا للبشرية مما تعانيه من ظلم وجور وعدوان وجبروت". وتابع:"الحرية الحقيقية لا تعطى من مجلس الامن والامم المتحدة، وانما هي بزوال التسلط والطغيان والعدوان عن الامم والشعوب ".

وقال:" دفعنا آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين وفقدنا قادة عظماء في هذه المسيرة دفاعا عن بلدنا وعزتنا وكرامتنا، وحققنا الانتصارات على العدو الصهيوني الذي حاول التسلل بعد الهزيمة من النوافد بواسطة شبكات الجواسيس والخونة والعملاء، وآخرهم كبار موظفي شركة الخليوي الذين كانوا يراقبون الاتصالات ويزودون العدو بالمعلومات، واننا نحمل هؤلاء مسؤولية قصف البيوت والمراكز التي استهدفت في حرب تموز". اضاف:"اليوم وبعدما عجزوا من النيل من المقاومة بالحرب والتجسس يطلعون علينا بموضوع المحكمة الدولية. وفي كل فترة ينسبون قضية اغتيال الرئيس الحريري الى جهة ما او الى دول ما ويثبت بعد ذلك ان هناك تركيبات يركبها الاميركي والاسرائيلي، فهذه المحكمة وراءها الادارة الاميركية والكيان الصهيوني الذي يتحدث اليوم عن امور يريد الصاقها بالمقاومة وبحزب المقاومة". واعلن: "نحن احرص الناس على هذا البلد ودفعنا دماء زكية لتحريره، واننا نرفض رفضا قاطعا بان يشار الى احد منا في هذا الموضوع او غيره، نحن اشراف هذه الامة، والعدو الصهيوني والادارة الاميركية يريدون ايقاع الفتنة في هذا البلد". ورحب ياغي بأي "موقف عربي لجمع الشمل وللخروج من هذه المهزلة، ولكننا لسنا ضعفاء ولا نتوسل احدا. ومن يريد ان ينال من مقاومتنا وقيادتها يتحمل المسؤولية كاملة مهما علا كعبه وفي اي موقع كان، فهذه المقاومة صنعت عز ومجد هذه الامة، ولن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى المؤامرة تكبر وتستهدفها في سمعتها ووجودها".

 

الموسوي: القرار الظني المرتقب محاولة للقضاء على المقاومة

للمقاومة الحق في الدفاع عن نفسها بانتظار ترجمة المبادرات العربية

وطنية - 1/8/2010 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال بذكرى ولادة الامام المهدي وذكرى انتصار تموز 2006 في بلدة بليدا، أن "القرار الظني المرتقب عن المحكمة الدولية هو أحد تجليات محاولة القضاء على المقاومة في لبنان بموازاة السعي المحموم لفرض تسوية تقضي على حلم الشعب الفلسطيني بالعودة الى ارضه واقامة دولة مستقلة قابلة للحياة". ونوه بزيارة "أي شقيق عربي للبنان"، وقال: "العبر تكون في النتائج التي ستخلص اليها المبادرات الآيلة الى حماية لبنان مما يتهدده من قرار ظني ظالم، والحكم على الزيارات والنتائج يكون فيما ستسفر عنه عمليا وواقعيا وفعليا لمعرفة عما اذا كانت المحكمة الدولية ستستمر كأداة لضرب المقاومة في لبنان كما كانت طوال السنوات الماضية حين استخدمت ضد سوريا ام ان ثمة من التفت الى خطورة النفق الذي يجر اليه نفسه قبل ان يجر اليه لبنان ومن فيه، ورفع "حزب الله" الصوت مسبقا في مواجهة القرار الظني المرتقب من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو من باب الحرص على ألا يستخدم لبنان ساحة للاجهاز على تربة امتنعت على الجبروت الاسرائيلي واذلته، ولمنع تحويلها الى مستنقع قاس للاقتتال الداخلي، وثمة من في العالم العربي من انتبه الى خطورة الامر واستجاب لنداء الامين العام ل"حزب الله" الذي حذر من ذهاب البلد الى مواضع خطرة وحصلت الزيارات وبات المطلوب الآن الاستجابة العملية على النحو الذي يجنب لبنان فعلا مكامن الخطر". أضاف: "حتى تكون الاستجابة العربية في موضعها الصحيح يجب ان تمنع استخدام ما يسمى المحكمة الدولية كأداة لطعن لبنان من خلال إلقاء هذا الخنجر في صدر المقاومة، وتجنيب لبنان مكامن الخطر لا يكون بتوهم إمكان غل ايدي المقاومة في الدفاع عن لبنان وعن مجاهديها بل تكون بغل ايدي الاتهام الامريكي الاسرائيلي الظالم للمقاومة وللبنان". وختم: "بانتظار أن تترجم النتائج عمليا، للمقاومة الحق في الدفاع عن نفسها بكل ما تراه مناسبا في مواجهة أي حملة ظالمة تستهدفها في سمعتها وسمعة مجاهديها او شهدائها، ولا يمكن لأحد ان يغل ايديها في الدفاع عن لبنان لان استهداف المقاومة هو استهداف للبنان".

 

سقوف "حزب الله"

بقلم/الياس الزغبي

إكتملت السقوف التي وضعتها التطوّرات والعلاقات والمواقف فوق "حزب الله"، بالسقف العربي السعودي – السوري المشترك، واكتملت الجدران التي انتصبت حوله، بمساهمة غير مقصودة منه، وبسبب تراكم أخطائه وسوء حساباته المرقّمة على الجدول الايراني.

السقف الأوّل كان نتاج حرب 2006 والقرار 1701، فتحوّل "حزب الله" الى مجرّد حارس جوامد (بحسب لغة الحقوقيّين)، أو أمين مخزن صواريخ، وظيفته ضمان حالة جولانية في الجنوب تجاه اسرائيل، والارتداد نحو الداخل اللبناني لتغيير موازين النظام. وقد جرّب محاولته الأخيرة ضدّ "اليونيفل" لقلب قواعد اللعبة فباءت بالفشل، وعادت حركته للانتظام تحت سقف الامتناع عن الممانعة، خلافا لخطاب تدمير اسرائيل. وفي حين باتت الممانعة شعارا بدون مضمون، تحوّلت "حربه المفتوحة" الى اقتناص المواقف المفخّخة للمسؤولين الاسرائيليين وتوظيفها في حساباته اللبنانية والعربية، وكأنّهم يرصدون لحظات ضعفه وتعثّره فيرفدونه بتسريب عن المحكمة أو سواها، أو بتصريح مناسب ومنعش عند الحاجة، وهو لا يقصّر في تلقّف الاسناد، ولا يتردّد في التباهي بتقاطع المعطيات معهم.

السقف الثاني كان في ترويض ارتداده الى الداخل، عبر امتصاص حركته الانقلابية المسلّحة في 7 أيّار 2008، وتقنينها في اتفاق الدوحة والحكومة وطاولة الحوار. وكما قام بتجربته الجنوبية الخائبة، سعى الى نسف روح هذا الاتفاق، ومدّ يده الى أساسه، أي اتفاق الطائف، وخابت محاولته أيضا، وسقطت "النصيحة" بتغيير قواعد اللعبة الداخليّة.

وقد جاء تثبيت هذا السقف في البيان الرسمي الختامي لقمّة بعبدا اللبنانية - السورية – السعودية ليضع حدّا لطموحه، وهو سقف مسلّح باتفاق سعودي – سوري متين، ومعزّز بغطاء عربي واقليمي (تركي) ودولي. وأبلغ ما في البيان تركيزه على رفض اللجوء الى العنف، وعلى المرجعية الشرعية والدستورية، والاحتكام الى الطائف والدوحة. هو بمثابة دعوة حاسمة الى "حزب الله" للخروج من مشروعه الانقلابي والدخول في مشروع الدولة والمشروعية العربية.

ويبقى السقف الثالث المنصوب فوقه، وهو المحكمة الدولية. يسعى "حزب الله" الى خرق هذا السقف، بل تدميره، ولو على رأسه ورؤوس اللبنانيين، تحت شعار طهرانيّة محازبيه وعفافهم كامرأة قيصر، وحجّة أنّ المحكمة "مشروع اسرائيلي" (ألا تقدّم له اسرائيل اسنادا بعد اسناد لتأكيد "حجّته")؟

والمشكلة أنّه، هذه المرّة، لا يناطح فقط شريكه اللبناني والاسرائيلي، بل الشرعية الدولية، ويريد من اللبنانيين والعرب (سوريا والسعودية تحديدا) أن يخوضوا عنه المعركة، ويرفعوا سيف القانون الدولي والعدالة الامميّة عن عنقه، ويسعوا الى الغاء القرار الظنّي وليس فقط تأجيله، بل الغاء المحكمة نفسها،  والاّ، فانّه سيهدم الهيكل عليه وعلى "أعدائه"!

انّ من عجز عن تهديم السقفين الأوّلين، وهما الأسهل، يعجز عن اسقاط السقف الأصعب، خصوصا أنّ من يستنجد بهم لا يملكون الوسيلة، ولا الرغبة والارادة. وليست المحكمة الدولية خيمة بدو عربية لدفع الديّة، أو لعقد صلح عشائري. أمّا الخيمة الايرانية، وهي اليتيمة الباقية، فلا تحمي من قَرّ أو حَرّ، في غمرة العصف النووي، وتحت وطأة العقوبات المتصاعدة.

واضح أنّ قيادة الحزب غير مرتاحة للسقف العربي الجديد، لسبب وحيد هو الانخراط السوري في رفعه. ولم تكن تطمينات الأسد والمعلّم وشعبان في بعبدا كافية، بل كانت أشبه بالتبليغ وليس التطمين، فزاد توجّسه من انعطاف القيادة السورية، ونذائر انفصال التوأم الدمشقي عن الشقّ الايراني.

وواضح أيضا أنّ السقوف الثلاثة تكبح جموح "حزب الله" وتضبط حركته اللبنانية والاقليمية، وتلجم قدرته على انتهاج العنف في وجه أيّ قرار دولي، وتدفع في اتجاه ابعاد الخطر عن لبنان. لكنّ امتلاك قوّة فائضة، مع الاعتداد بالنفس والاستعلاء، والترويج للاحساس بالظلم، تشكّل عوامل مجازفة تدور في روع القيادة المأزومة. لذلك، لا بدّ من ترتيبات وتوليفات تنتشلها من حرجها وارتباكها وهوس ركوب المغامرة، بدون المسّ بثابتتين: الشرعية اللبنانية والعدالة الدولية.

انّ مساعدة "حزب الله" على الخروج من مأزقه تصبّ في مصلحته وفي انعاش الدولة واحياء الدور العربي، وتعيد الى الطائفة الشيعيّة انتماءها الأصيل، وتحرّرها من اقليميّتها القاتلة. وانّ ما بعد ثلاثية بعبدا ليس كما قبلها.

ولا بدّ من أن يأتي الكلام الموعود للسيّد حسن نصرالله تحت الخطوط المرسومة، ومن وحي هذه "الثلاثيّة"، فيعقلن خطابه ويهدّئه بعد طول احتباس، وفقا للرسائل والحقائق اللبنانية والعربية والدولية الجديدة، لأنّ مناطحة السقوف الواطئة تُدمي الرؤوس الحامية، والحكمة تقضي بحفظها عند تبدّل الدول. فهل هناك من لا يزال يشك بالتبدّل الحاصل؟

اطلبوا الحقيقة عن السياسة السورية في العراق وفلسطين واليمن ولبنان، ومع السعوديّة والخليج وتركيّا والغرب، واطلبوا معرفة أسباب الضيق الايراني... تجدوا الجواب.

 

فيروز

شربل بركات

أن تغني فيروز اليوم وفي العقد السابع مهم جدا لنا جميعا. فهي ربما تودّع الغناء وقد تكون هذه الاطلالة الأخيرة لها على خشبة المسرح، من يدري؟ وفيروز آخر الأعمدة في ثالوث اسطورة المحبة التي سميت الأخوين رحباني. ماذا يريد منا الشر وهو أخذ كل شيء؟ فهل يريدنا أن نعترف له بالقدرة حتى على منع صوت فيروز من أن ينطلق؟

لقد خسر لبنان كل جميل أتحف العالم به في مرحلة العز السابقة وهو بدا لهذا العالم وكأنه يرفض كل ماضيه الجميل، كل ما أعطى من مثل وتعاليم وكل ما أنتج من حكايات قد تؤثر إيجابيا في سير البشرية نحو التعاون المجدي. لم يخف اللبنانيون من العيش مع الآخر كائنا من كان هذا الآخر لأنهم كانوا اعتادوا العيش بجانب بعض، بالرغم من تلونهم وتنوعهم، وبالرغم من كل التجارب القاسية عبر تاريخهم، هم عاشوا في ظل دولتهم الفتية والمستقلة بكل محبة واحترام حتى قيل بأن هناك مثالا حيا لتعايش الأمم يمكن اختباره في لبنان، ولذا كانت الحرب التي بدأت تفصل بالقوة وتمنع بالتقنيص ذلك التواصل. حاولوا الفرز فلم ينجح، وحاولوا العزل فلم يفد، فجاؤوا بالإرهاب وعملوا على قلة ليلبسوا البذل والتضحية التي تنتج عن أعلى مستوى من المحبة والانفتاح وجه الانتحار الذي يجسّد أقسى أنواع الحقد والانغلاق، وصار الدفع نحو التباعد مهمة اعلانية يستعمل من أجلها وسائل حديثة وتصرف عليها أموال أكثر من السلاح وينادي بها حتى من يجب أن يبشّر بالعدل ويدعو للرحمة. ويوم لم ينجحوا في عزل المسيحيين قاموا بعزل الشيعة واستعمالهم لفرض العنف حتى يصبح اسم لبنان مساوي للإرهاب. ماذا يريدون اليوم أن يقولوا لنا؟ هل يجب أن تصرّح فيروز بأن كل صور وأحلام التعاون الرحبانية غير موجودة أصلا؟ وأن المجتمعات وحتى داخل العائلة الواحدة يجب أن تكون "مدينة حديد" لا دليل فيها سوى "المحامي"؟

قال منصور مرة على لسان "قرنفل"، في مسرحية "صح النوم"، "رميت السعادة للناس زهّرت بإيدي..." فأين السعادة اليوم وأين تلك اليد التي ترميها للناس؟

قد تكون الحاجة، صحيح، سببا للمشاكل ولكن أين الحاجة اليوم من درّاجتي عاصي ومنصور اللتان استعملاهما للذهاب إلى عملهما كل صباح؟ وهل كانت نمت العبقرية الرحبانية الممزوجة بالنقاوة ووضوح الرؤية لولا ذلك الجهد اليومي الذي أطلق العنان للعطاء الرحباني؟ وهل نسي "الورثاء" بأنهم لم يرثوا المال والحقوق فقط بل يجب أن يكونوا ورثوا معهم الروح الرحبانية؟ وأن كل علمهم وآلاتهم والأجهزة والتمويل لن يعطوا مرة "حبيتك والشوق نقال وليلات الحلوة عل البال" لأن الحب لا يشرى والشوق لا يباع بل يزهر كلاهما في أرض طيبة ترعاها أيادي الفلاحين البسطاء أو على دروب خيّرة تزينها أقدام الرعاة الحافية وألحانهم المنبعثة من منجيرات بدائية.

حزين بلدنا اليوم لا لأنه لم يبلغ من القوة أو الثراء مبلغا ولكن لأنه يتخلى عن خصائصه وجماله ليستجدي الغمّ ويستجلب صراعات الآخرين إليه.

فويل لأمة لا تعرف أن ترى عطايا الله لها، وويل لشعب يرمي في النفايات أحلام البشرية وآمال الأمم، التي عشعشت في دياره وشكلت أجمل ألوانه التي حسده عليها الكل، ليستبدلها بالزائل من المتاع والرخيص من المظاهر.

لا نريد أن "نحكم بالعدل" كما قال الرحابنة على لسان فخر الدين و"لنحكم بالصداقة" لا بل بالمحبة، ولما لا، فكلنا عائلة واحدة والكل سائر إلى ربه بدون استثناء ولو اختلفت التوارخ. فلنترك التصارع للسياسيين ولننسى القسمة والميراث ولنتعرف على جمال الرحابنة بصوت فيروزهذه المرة لأننا قد نستفيق من الحلم فلا نجد من هذا التراث الرحباني شيئا كما أفقنا ولم نجد من لبنان الذي عرفناه أية معالم.

فرحمة بالأجيال القادمة لا تشوّهوا وجها حضاريا بأوساخ المادة التي لا تدوم ولا تثمر في مجالات الحضارة الحقيقية تلك التي تستمر لتنتقل عبر الأجيال. واعلموا أن ما يبقى في الذاكرة الجماعية أغلى بكثير مما ينتقل في أرصدة البنوك، وأن الصور الجميلة حساسة جدا وهي كالزجاج لا تتحمل أي خدش. فهل من سميع مجيب أم أن الآذان كما العيون والقلوب قد صمها الطمع وأعماها الجشع وأثقلتها الأنانية التي بعدت كثيرا عن فن الرحابنة وانتاجهم المتكامل؟ ويا رب هل بعد كل هذا مزيدا من القصاص لنا نحن اللبنانيين؟ وهل هناك من أمل في تغيير صورتنا البائسة التي طمستها محاولات التجميل وزيادة الألوان واختراع المستحضرات ومزج الحلول حتى باتت لا تشبهنا أبدا فكيف بها أن تتشبه بك وأنت الوحي والجمال؟ وإلى متى يبقى لبنان الذي كان يوما هيكلا لك وملاذا لكل مضطهد ساحة لصراعات الآخرين ومركزا لتصفية الحسابات؟ وكيف سنجتاز هذه المرحلة الصعبة من الحقد التي بلغت بيوتنا وفسّخت أعمدتنا ولم تترك لنا مثالا نتشبه بعطائه ولا صورة نعتز بتكاملها؟ وهل نقول وداعا لتلك الأسطورة الرحبانية التي عاشت في مخيلتنا زمنا طويلا، لمن رفض التفرد حتى بالأسم وأختار دوما المشاركة كرمز للتعاون المجدي؟ وداعا يا فيروز؟... أم إلى اللقاء مع كل العائلة الرحبانية متماسكة كما الآباء؟...

 

ايها اللبنانيون... تحرّكوا رفضاً لمنطق "إما ان تنسوا شهداءكم... أو يصبح لبنان شهيدا"!! 

ايها اللبنانيون...موعدنا يوم الثلثاء في ساحة سمير قصير...دعماً للمحكمة

١ اب ٢٠١٠ /سلمان العنداري/موقع 14 آذار

" أيها اللبنانيون ... بات من الواضح أن المحكمة الخاصة من أجل لبنان تتعرض لشتى أنواع الضغوطات والتهديدات لمنعها من تحقيق العدالة ومعاقبة المجرمين والقتلة. فكل هذه الخطابات والتصريحات والبيانات التي ظهرت في الآونة الأخيرة تضع اللبنانيين والمجتمع الدولي أيضاً أمام خيارين: إما إفتعال حرب أهلية ـ إقليمية وإما التنكر للعدالة وموجباتها. بل إن هذه الحملة تساهم، عن قصد أو عن غير قصد، في حماية المجرمين والقتلة، عدا عن استخفافها بمشاعر الشعب اللبناني الذي ينشد باستمرار، وخصوصاً منذ إنتفاضة الإستقلال، العدالة والسلام، (...)، إن ما يجري اليوم من حملات ضد المحكمة الدولية هو بطبيعته تهديد خطير لمسيرة بناء الدولة والسلم الاهلي، وهدفه مقايضة اللبنانيين وابتزازهم: إما "سبعين مرة 7 ايار" وإما طمس الحقيقة وتغييب العدالة... أو كما قال احدهم: "إما ان ينسى اللبنانيون شهداءهم أو يصبح لبنان شهيدا"ً.

بهذه الكلمات، وتحت عنوان "نعم للمحكمة الدولية من اجل للسلام"، دعا تجمّع "ملتزمون" الشعب اللبناني الى المشاركة في تحرك يقام يوم الثلاثاء المقبل الساعة السادسة مساءً في حديقة سمير قصير وسط بيروت، اذ يُتوقع حضور اهالي الشهداء الذين سقطوا في الاغتيالات والانفجارات التي طالت البلاد في السنوات الخمس الماضية، كما يُتوقع حضورمجموعة كبيرة من الاعلاميين والوجوه الاجتماعية والشبابية والشخصيات السياسية تأكيداً على ضرورة قيام العدالة "فلا افلات من العقاب بعد اليوم"، على اعتبار ان "قيام المحكمة الخاصة من أجل لبنان وفق أرقى المعايير الحقوقية، كان استجابة حضارية وعقلانية للتصدي لمسلسل الإغتيالات الذي ضرب لبنان منذ أوخر العام 2004 وهو المسلسل نفسه الذي طغى بكل قسوته وعنفه على لبنان طوال 30 عاماً، وكان يجب أن يتوقف".

يعتبر الاستاذ نجيب زوين المنسق العام للتجمع المدني (غير المنتمي لأي حزب او طرف سياسي) " ان المحكمة الدولية مطلب وطني رسمي وشعبي، لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة لكشف قتلة القادة السياديين الاحرار ومئات المواطنين الابرياء، ولهذا فمعرفة الحقيقة هي السبيل الوحيد من أجل قيام المصالحة وتحقيق التسامح ونشر السلام". ويسأل: "هل المطلوب إعادة لبنان إلى حقبة مؤلمة حين كان مرتعاً للقتلة والمنظمات الإرهابية، وحين كانت الدولة الشرعية غائبة وعاجزة عن معاقبة المجرمين؟ هل من المقبول ان يبدو لبنان للعالم كبلد يختلف فيه مواطنوه حول تطبيق العدالة ومحاربة الإرهاب؟. وهل يحق لبعض اللبنانيين ولغايات خاصة الوقوف في وجه إحقاق الحق وتطبيق العدالة؟".

التجمّع يعود الى الشارع من جديد "لأن دفع الاثمان والفواتير الباهظة واعتبار لبنان الساحة الاساسية لتصفية الحسابات الخارجية هي امور لم تعد مقبولة لشعب عانى وضحى وجُرح مرات عديدة في سبيل قضايا خارجية لا شأن له بها، وهجوم السيد نصرالله يأتي في اطار هذا الانزعاج الايراني من الضغوط التي تمارس على طهران، ولهذا يُنظم التحرك السلمي في زمن "الهجوم غير المسبوق على المحكمة" لايصال رسالة واضحة مفادها ان الشعب لن يسكت على اي تجاوزات، وسيكون الرأي العام بالمرصاد لاي محاولة لاعادة البلاد الى اجواء الحرب والانقسام المذهبي، اضافةً الى ذلك التذكير بان العدالة امر اساسي لا بد ان يتحقق من اجل ايقاف عملية الاغتيال السياسي ومعاقبة الفاعل اياً تكن هويته.

وفور انتهاء المؤتمر الصحفي الذي وجّه الدعوة للمشاركة، امتلأت صفحات الموقع الاجتماعي "فايس بوك" بمئات الرسائل والآراء والمواقف الداعية الى المشاركة الكثيفة تأكيداً على ان المحكمة لا يمكن اسقاطها والقضاء عليها بعد كل تلك النضالات التي خيضت بالدم على مدى سنوات وسنوات خلت، اذ جهدت السيدة دينا لطيف، المنسقة الاعلامية للتجمع في حثّ الشباب من كل الاطياف والفئات على المشاركة في التحرك يوم الثلثاء المقبل، في حين اعتبرت الدكتورة مي شدياق والمعنية بهذا الملف ان الحضور ضروري للتأكيد على مبدأ العدالة فدعت "جميع من يؤيد المحكمة الدولية إلى التجمع يوم الثلاثاء وذلك قبل ساعتين من خطاب السيد حسن نصرالله الذي سيطلق خلاله مواقف جديدة من المحكمة الدولية وذلك بهدف أن نقول لا كبيرة لمن يريد إلغاء المحكمة كي يعلم المجتمع الدولي والإعلام العالمي أن معادلة "إما فتنة و إما محكمة" ليست مقبولة بل وأكثر من ذلك نحن لن نرضى أن يتم إسكات الحقيقة من خلال هذه الأساليب الملتوية.

السيدة كوليت توما، احدى الناشطات في "ملتزمون" دعت بدورها كل لبناني الى الصمود وعدم الخوف او الاستسلام امام الاصوات العالية التي تخرج من كل حدب وصوب من اجل تدمير هذه الارادة وتغييب او قتل العدالة في مهدها على بعد خطوات من تحققها، "ولهذا سنبقى ملتزمين بحماية لبنان والدفاع عنه على اعتبار ان العدالة والحقيقة تقودنا الى السلام الحقيقي والوحدة الوطنية وليس العكس". وتمنت السيدة توما على كل الناس المشاركة المساهمة في انجاح هذا التحرك "مع علمنا المسبق ان كل الناس تعبت وملّت هذه المهاترات السياسية وهذا الواقع المضحك المبكي الذي يغزو يومياتها".

بدورها شددت السيدة سهام الخازن على استقلالية التحرك " كونه نابعاً من نبض الشارع ومن خوف كل ام وكل اب على مستقبل اطفالهم وعائلاتهم، فالبلاد امانة باعناقنا ولا يمكن السكوت بعد اليوم على التجاوزات والحملات التي تساق بوجه المحكمة، ولا يمكن التغاضي عن الحملات المرفوضة التي لا تساهم سوى بتأجيج منطق التباعد وبتدمير مؤسسات الدولة وارادة الشعب وطموحاته، وذلك عبر الاصابع المرفوعة والتهديدات والتهويلات المباشرة على الهواء، وعبر التشكيك بقدرة المحكمة على تحقيق العدالة ومحاسبة القاتل الحر الطليق".

وعلى وقع حملات "إسقاط" المحكمة والمستعرة في كل مكان، يُنتظر ان يشكّل يوم الثلثاء فرصة مهمة لإيصال الصوت او الصرخة الى كل مسؤول او مواطن يجد نفسه على وشك الاستسلام او التسليم بأنه لا يمكن للبنان ان ينعم بالعدالة والامن معاً، لتقول له: " نعم للمحكمة الدولية من اجل السلام... من اجل لبنان... نعم للحقيقة... نعم للعدالة... نعم لتطبيق الدستور والقوانين على الجميع... نعم للدولة السيدة والحاضنة لكل ابنائها". الى ذلك يبقى الموعد "الثلاثاء 3 آب 2010 الساعة السادسة مساء في حديقة الشهيد سمير قصير وسط بيروت...". 

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

صفير ترأس قداس الأحد والتقى وفودا وهنأ الجيش بعيده: مهامه تسهم إسهاما فاعلا في تحصين مسيرة السلم وتعزيز الوحدة

وطنية -الديمان- 1/8/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في الديمان عاونه فيه المونسنيور فيكتور كيروز والمونسنيور فؤاد بربور، وخدمته جوقة رعية حدشيت في حضور القائم باعمال السفارة الاوسترالية بدروس ادوارد ورئيس بلدية باراماتا الاوسترالية بول جيرارد وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل ألقى صفير عظة بعنوان "الحكم بهلاك يسوع" جاء فيها: "آمن به كثير من اليهود، غير ان سواهم ذهبوا لتنبيه الاحبار الذين اجتمعوا فورا وعقدوا مجمعا. وكلما كانت الاعجوبة واضحة، بدا لهم هذا الاقاك مخيفا، وازدادوا عنادا في تصميمهم على القضاء عليه. لان هذا الناصري، الذي له قدرة عجيبة، لا يمكنه الا ان يصبو الى السلطة العليا، ويستدعي بذلك على اورشليم انتقام روما. ولم يكن بيلاطس يحب اليهود وكان يده ثقيلة عليهم. وهم ليسوا لاهوتيين تسيء اليهم تجاديف نبي مزيف، بل سياسيون، وأناس يرون في البعيد ويأخذون حيطتهم. وقيافا، كبير الكهنة، ونبي دون ان يدري، يرى انه خير ان يموت رجل واحد من ان تهلك الامة كلها".

وقال: "الرب الذي كان له في المجمع اخصاء (ربما نيقوديموس)، وكان يعرف ما ينتظره من هلاك، لم يكن سوى انسان يتعقبه خصومه فاختبأ في طرف المدينة. وافرائيم، في شمالي - شرقي القدس، كانت له ملجأ. ولكم كان قريبا عيد الفصح. ولا يجوز لنبي ان يعفي نفسه من الصعود الى الجبل. ويكفي اعداءه ان يصبروا بعض الوقت. واذا كان ليسوع بعض المخبرين بين اعضاء المجمع، فللاحبار رجلهم بين الاثني عشر. وهذا ما زادته قيامة لعازر غضبا على الاقاك الذي لا يصلح ذاته، والذي له على القضية سلطة كبيرة، وهو لا يستعلمها الا لهلاكه واهلاك اتباعه. وليس هناك اي عذر لهذه الهزيمة، وهزيمة اتباعه. لا ليس من عذر لهذه الهزيمة. ورجل اسخريوط يجهل حتى الآن كيف، في الدقيقة الاخيرة، سينسحب من اللعبة: ان يسوع يقترب من المصيدة. واذا به يخرج من مخبئه ويسير على طريق أريحا، وحده، ووراءه، الاثنا عشر، وجمهور صغير مهووس يناقش بصوت منخفض حظوظ المجازفة، ولم يكونوا قد فهموا شيئا بعد. متى ترى تنفتح عيونهم؟ هذه المرة، لم يجاملهم المسيح، وبدفعة واحدة نزع القناع:"هوذا نحن صاعدون الى اورشليم، وسيسلم ابن الانسان الى رئيس الكهنة، والكتبة. وسيحكمون عليه بالموت، وسيسلمونه الى امم ليهزأوا به، ويجلدوه، ويصلبوه، وسيقوم في اليوم الثالث".

وسأل: "هل كل ينتظر احتجاجات؟ الصفا الذي يذكر انه وصف بالشيطان، حافظ على الصمت. ولربما شعروا بانهم اقل قلقا:ان الذي أقام لعازر هو رب الحياة.ماذا عليهم ان يخافوا؟ ولم تكن أحاديثه تبدو لهم دائما واضحة:هذا الجلد؟ هذا الصلب؟ هي صور ولا شك. وعلى كل، فهو في حاجة الى ثلاثة ايام ليجخل في مجه، ولن يدخله وحده. وهذا ما قاله القديس لوقا بوضوح:"لانه كان بالقرب من القدس، ظن الشعب ان ملكوت الله سيظهر عما قريب".

وتابع: "طلب ابني زبدى. اجل ان اصدقاءه سينتصرون معه، وأقربهم اليه اولا. والمقلق انهم اثنا عشر:وبما انهم يحبون بعضهم بعضا، يريد كل منهم ان يتأكد، وأقربهم خاصة اليه، يريد ان يضمن لنفسه أحسن مكان في الملكوت الآتي. وابنا زبدى يناوران. يوحنا كان عليه ان يهمس ليعقوب: في الحقيقة، انه يفضلني على الصفا، وانت انك اخي.."ويعقوب:" أساله لكي يكون لكل منهم عرش الى جانبه" ولكن يوحنا:"انا لا اجرؤ".اذذاك تدخلت امهما صالومي،فقال:"اني انا سأجرؤ! وظن ان وشوشاتهم كانت تسمع، وهذه الام الطموح انفصلت عن الجمهور. وركعت امام رجلي المعلم، فقال لها:" ماذا تريدين؟".فاجابت: مر ان يجلس احد ولدي هذين عن يمينك، والآخر عن يسارك في ملكوتك". وبأي غضب وبخ ابن الانسان هؤلاء الثلاثة! ولكن الآن انتهى الصراخ ولم يبق له الكثير من الوقت لاضاعته.ومهما صنعوا، ان الرب يعامل اصدقاءه حتى النهاية برقة لا يمكن يوضاس عينه ان يلويها.وتنهد اذن، كرجل سيعدم غدا، بشفقة خارقة(والتفت خاصة الى الذي هو اقرب الى قلبه): -استتطيعان ان تشربا الكأس التي يجب علي ان اشربها؟ ولم يكونوا يعرفان ما هي هذه الكأس، وأجابا بصوت واحد، وبكل قواهما، وبحدة استأهلت لهما ان يدعوهما الرب"ابني الرعد"،واجاب ابنا زبدى:اجل نستطيع ولا شك!".

أضاف صفير: "ستشربان هذه الكأس. وهناك انواع عديدة للشرب من الكاس والاستشهاد الذي ذاقه يعقوب حوالي سنة 44 هو واحد منها. ولكن هناك انواع اخرى ممضة. ولا ندري ما اذا كانت هذه الكأس بالنسبة الى يوحنا. ولكنه شرب منها بكثرة. وتوجه المعلم فوقهم الى غيرهم جميعا- بكلام واضح نه يجب الآن ان يكون لكل كلمة صداها. متى يفهمون انه يجب على اصدقائه ان يهربوا من المتكأ الاول، على مثال ابن الانسانالذي اتى ليخدم، وليس ليخم. هذه الخدمة الاخيرة، التي اتى ليقوم بها، والتي حمله اياها قيافا اخيرا في المجلس، فقد كشفها لهم اخيرا وهي:ان ابن الانسان قد اتى ليهب حياته فداء عن كثيرين".

وتابع: "الدخول الى اريحا. شفاء برطيما. ماذا يريد ان يقول؟ هوذا قد أتوا الى مشارف أريحا. وهي مدينة ليهرودس، تسقيها مياه الجبل. وازحم هناك جمع غفير. الاعمى برطيما، وقد سمع جلبة، سأل من الآتي؟وعندما قيل له انه يسوع يمر من هناك، هرع اليه، وهو يصرخ:"يا ابن داود ارحمني"! ولما حاولوا اسكاته، ازداد صراخا. فقال يسوع:"استدعوه".فاستدعوه وقالوا له:"ثق، انه يدعوك". فألقى برطيما وشاحه عنه، ونهض في قفزة واحدة،وأتى اليه:"ماذا تريد ان اصنع لك؟" قال يسوع فقال الاعمى:" يا معلم ان أرى".فقال له يسوع:"اذهب، ايمانك خلصك".

أضاف: "زكا. قد يظن ان ابن الانسان قد يبدد في كل اتجاه، قبل موته، كنز النعم التي أتى بها الى العالم. بعد هذا الشفاء، وقد تكاثر الجمع عليه، بحيث ان رئيسا للعشارين غنيا يدعى زكا، قصير القامة، اضطر الى تسلق جميزة ليراه. وكان يسوع يعرف قلب هذا المخلوق المحتقر، ورفع عينيه ودعاه:"زكا،انزل،عاجلا، لاني سأذهب الآن الى بيتك"وسارع زكا الى النزول، واستقبله في بيته فرحا. وهوذا اعداؤه يشكونه منذ ثلاث سنوات انه يعاش الخطأة. وفي النهاية، فهو اخيرا غتبط بالذين فضلوه على اوساخهم".

وختم صفير: "هذه الروايات الثلاث: الحكم بالقضاء على يسوع، وطلب ابني زبدى ليجلس احدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، في يوم الدينونة، وقصة زكا العشار، فيها امثولات تجب الافادة منها:الامثولة الاولى:هي ان الحسد يذهب بعيدا في مطالبه حتى القضاء على المحسود، والامثولة الثانية هي ان طلب ام ولدي زبدى يدل على انها لم تفهم ما هو ملكوت الله، فطنته ارتفاعا في المقامات، والامثولةالثالثة هي ان زكا العشار الذي علق قلبه بالمال، عندما استضاف يسوع يعتقد انه غير مجرى حياته".

استقبالات

بعد القداس التقى صفير المشاركين في القداس، فاستقبل جيرارد في حضور ادوارد وكان عرض لدور الجالية اللبنانية في الحياة الاقتصادية والسياسية الاوسترالية.

ثم استقبل الدكتور عصام معلوف، الدكتور جوليان لحود، وفدا من نادي الاتحاد الديماني في هاليفاكس - كندا برفقة الخوري خليل عرب، يزور اعضاؤه لبنان للمرة الاولى. وتحدث الوفد عن وضع شجرة الارز التي غرسها صفير امام مركز نادي الديمان خلال زيارته الراعوية إلى المنطقة، ونقل الوفد تحيات الجالية اللبنانية وتعلقها بشخص البطريرك وبمقامه الروحي والوطني.

ومن الزوار وفد نقابة مستخدمي وعمال المستقبل لصناعة الانابيب في عكار برئاسة النقيب عباس ابراهيم البضن، عرض "للصرف التعسفي الذي طال 160 موظفا ثابتا و250 عاملا بذريعة الخسائر التي تتكبدها الشركة الامر الذي تنكره النقابة بدليل زيادة رواتب الموظفين قبل شهرين من الصرف، وهذا يدل على ان الشركة ليست واقعة تحت اي عجز". وطلب الوفد من البطريرك التدخل لدى المراجع المعنية ولا سيما وزير العمل لحل هذه المشكلة التي تشرد مئات العائلات. ووعد البطريرك الوفد بمراجعة المعنيين بالموضوع.

والتقى صفير الوزير السابق ابراهيم الضاهر الذي قال بعد اللقاء: "تطرقنا مع البطريرك الى المواضيع الآنية ولا سيما زيارة الملك السعودي والرئيس السوري وامير دولة قطر. نشكر لهم اهتمامهم بلبنان ودورهم وغيرتهم على الوفاق اللبناني ونأمل في المستقبل ان تكون زياراتهم للبنان لدرء الاخطار والازمات وان تكون هذه الزيارات حافزا لتدعيم الوحدة الوطنية التي هي الحل الوحيد لما يتخبط به الوطن، وخارج هذه الوحدة لا خلاص للبنان من الخارج ولا من الداخل".

من الزوار أيضا وفد من مصلحة الانتخابات في "القوات اللبنانية" برئاسة المهندس دانيال سبيرو، هنأ البطريرك بعيد الجيش، وتمنى ان "يؤسس هذا العيد لقيام دولة فعلية ديموقرادية قادرة". ويقوم الوفد بتفقد الاماكن المقدسة في وادي قنوبين ومحيطه.

كذلك استقبل صفير رئيس كاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح.

عيد الجيش

وهنأ البطريرك الجيش في عيده وحياه قيادة وافرادا على المهام التي يضطلع بها على الصعيد الوطني، وقال امام الوفود التي التقاها بعد القداس في الديمان: "نحيي الجيش اللبناني في عيده، ونهنئه قيادة وافرادا على المهام الوطنية التي يضطلع بها، والتي تسهم إسهاما فاعلا وأساسيا في تحصين مسيرة السلم الاهلي وتعزيز الوحدة الوطنية".

أضاف: "نتمنى لجيشنا ان يظل مظفرا في كل المهام التي يتولاها في الداخل وعلى الحدود في مواجهة أي اخطار تهدد الوطن، ونتمنى ان يظل مدرسة الوحدة والانصهار الوطني، يجمع اللبنانيين على ثوابتهم وتطلعاتهم المشتركة الى مستقبل العدالة والسلام".

 

رئيس الجمهورية في احتفال عيد الجيش:ادعو قادة الراي الى الالتزام بنهج التهدئة وعدم التحريض المذهبي واللجوء الى العنف

سيبقى لبنان يدافع عن رفض التوطين وحق الفلسطينيين بالعودة

وطنية - 1/8/2010 اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كلمة في احتفال عيد الجيش ان جامعات لبنان خرجت دفعات جديدة من الطلاب بقدراتهم الفنية في مجالات الانماء محصنين بالعلم من اجل حريتها واستقلالها.

وقال: "اليوم تطلق المدرسة الحربية حزمة جديدة ترفد المؤسسات الامنية بخبرات وتدعم مسيرة الجيش على طريق الشرف والوفاء".

وتوجه الى الضباط قائلا: "ايها الضباط انتم مطالبون بالوفاء ذودا عن لبنان ودفاعا عن علمه ليس فقط كافراد بل ايضا كاعضاء في مؤسسة نريد لها ان تبقى صورة حية للوطن ونموذجا للعمل. انه من دواعي الفخر والاعتزاز ان يستحق الجيش صفة المؤسسسة الوطنية الاولى التي بتضافر جهودها مع المؤسسات الاخرى رسخت ثقة المواطن".

وقال: "سيبقى لبنان يدافع عن رفض التوطين وحق الفلسطينيين بالعودة الى بلدهم".

وتابع: "استطعنا منذ اتفاق الدوحة تحقيق العديد من الأهداف التي التزمنا بها بخطاب القسم، بالاضافة الى الاستقرار الداخلي حرصنا على الالتزام بجميع المواعيد الدستورية واطلقنا هيئة الحوار وانتهينا من اقرار الموازنة بما يؤسس لمعالجة مشكلاتنا الاقتصادية، وتمكن لبنان من جذب المزيد من السياح والمستثمرين وتحقيق نسب نمو مرتفعة، وفي هذا السياق سنمضي قدما في ورشة اصلاح على كافة المستويات، ونضع خططا لتطوير الانتاج لا سيما في مجالات النفط والكهرباء، والانماء المتوازن يستوجب حسم امر اللامركزية الادارية والاسراع في اجراء التعيينات، وعلى التيارات السياسية الالتزام بالممارسة الديموقراطية بما ينص عليه الدستور، وبانتظار حسم قانون الانتخاب، لا بد ان يتشكل وعي ان مطلب الاصلاح السياسي مطلب وطني صرف. عملنا على درء العدوان الخارجي لا سيما الالتزام بالقرار 1701 والسعي لالزام اسرائيل بالالتزام به، والسعي للتوافق على استراتيجية دفاعية، مجددين العزم على تجديد مناعتنا وقوتنا للدفاع عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الجيش واليونيفيل وسط الالتزام بقواعد الاشتباك كضمان لحفظ تنفيذ المهمة الموكلة للقوات الدولية، ونجح الجيش وقوى الأمن من تفكيك عشرات شبكات التجسس وسيتم التعاطي مع الجواسيس بأقصى درجات التشدد، وعرضنا قضيتنا اللبنانية بمواجهة اسرائيل وعدوانيتها في المنابر الدولية، محتفظين بحقنا باسترجاع اراضينا بكامل الوسائل المشروعة".

وقال: "استطعنا ابراز قناعتنا المتعلقة بحوار الأديان. سيبقى لبنان مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني لا سيما حقه بالعودة الى ارضه ورفض التوطين، وبالرغم من المسيرة التي امنت الاستقرار الداخلي فقد بتنا نجد انفسنا امام حالة من القلق المتنامي جراء مواقف وتسريبات ضغطت على الموقف وخلقت حالة من الارباك لا يمكن للدولة ان تتجاهلها، من هنا عمدت الى اجراء مشاورات واسعة سعيا لاحتواء اجواء التشنج وتعزيز التهدئة، والدولة ستضطلع بمسؤولية الحفاظ على التهدئة والأمن ولا بد من القوى السياسية ان تعي اهمية المرحلة والاخطار التي تهددنا، لذا كرئيس للبلاد ادعو القادة السياسيين الى الالتزام بنهج التهدئة الاعلامية والسياسية والابتعاد عن لغة التحريض بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي وعدم اللجوء الى العنف والاحتكام الى الشرعية اذا ما طرأت اي خلافات وبما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية وفقا لاتفاق الدوحة الذي اتفق عليه افرقاء الحوار برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي يشرفنا بمشاركته في هذا الاحتفال والذي عمل ولا يزال لمساعدتنا مع القادة العرب وعلى رأس هؤلاء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد اللذين قاما بزيارة مهمة الى لبنان اكدت حرصهما على لبنان والاستقرار فيه. ادعو كل المواطنين الا ينجروا الى اي شكل من الاستفزاز والعنف ويفوتوا على العدو فرصة الابتهاج بتشرذمنا، فلا توجد اي مشكلة عصية عن الحل، واثبتت التجارب ان العنف الداخلي لم يولد سوى العنف".

 

لبنان: الغطاء والالتزام

عبدالله اسكندر/الحياة

التطبيق الانتقائي، في لبنان، لاتفاق الطائف أدى الى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وما تبعه من أزمة سياسية كبيرة وتوترات ونزاعات تضمنت اغتيالات لشخصيات أخرى وللجوء الى استخدام السلاح. وجاء اتفاق الدوحة ليضع حداً لهذه الأزمة وانتخاب رئيس جديد توافقي، ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني، على أمل أن يمهد الوضع الجديد لاستكمال اتفاق الطائف ولارساء صيغة التعايش التعددي، سياسياً وطائفياً.

الاتفاقان حظيا بغطاء عربي ودولي، ورعاية خاصة سعودية وسورية. وتجدد الغطاء والرعاية من خلال القمة الثلاثية في بيروت وزيارة أمير قطر للبنان. وقبلهما خلال محادثات الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شرم الشيخ ودمشق. وبدا ان تجديد الغطاء بات ضرورياً، بعدما لاح في الافق إمكان العودة مجدداً للتوتر الأمني والتلويح باستخدام القوة في الداخل.

وهنا بيت القصيد في المعادلة اللبنانية الحالية. إذ ان أحد البنود الاساسية في اتفاق الدوحة هو الامتناع عن اللجوء للسلاح لحل الخلافات الداخلية. واليوم مع تجديد القمة الثلاثية التزام السلم الاهلي وحماية الاستقرار، يطرح السؤال مجدداً عن التطبيق الانتقائي لاتفاق الدوحة الذي، رغم انه وضع لمرحلة انتقالية، بات جزءاً من معادلة التسوية الداخلية.

والتهديد الذي استدعى زيارة خادم الحرمين والرئيس الأسد، معاً، الى بيروت يأتي من التطبيق الانتقائي لاتفاق الدوحة. إذ ان أحد طرفي النزاع، قبل التوصل الى الاتفاق، لم يلتزم بنوداً فيه تتعلق بالتهدئة السياسية وبعدم اللجوء الى السلاح أو التهديد به.

ويبدو ظاهرياً ان التصعيد مرتبط بالقرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والهجوم الاستباقي الذي شنّه «حزب الله» على المحكمة، انطلاقاً من الاشتباه بأن التقرير يتهم أعضاء في الحزب. لكنه في العمق يعني ان ادارة الدولة لقضايا البلد، بما فيها المحكمة الدولية، ينبغي ان تستند الى موقف الحزب. إذ ان أي تعارض مع هذه الادارة يتحول مؤامرة على المقاومة، ومن لا يؤيد الحزب في خلافاته مع الآخرين يتحول الى طرف معاد، إن لم يكن متعاملاً مع اسرائيل. وذلك بعد اقتطاع سلسلة من المسؤوليات المنوطة بالدولة وفرض الاعتراف بحق الاقتطاع هذا. لتتقلص مساحة مسؤوليات الدولة وأدواتها الرسمية وتتسع مساحة الاقتطاع منها لمصلحة الحزب. وهذه العملية المستمرة، والمتناقضة مع اتفاقي الطائف والدوحة بما هما من أدوات حل لأزمة داخلية وتنظيم للاستقرار، تنطوي على خطورة أخرى تتعلق ببدء ترسيخ «شيطنة» مكونات في البلد، بما يضرب عميقاً في جذور التعددية اللبنانية السياسية والطائفية، وصولاً الى ترسيخ اللون السياسي الواحد. في القمة الثلاثية، حقق كل من أطرافها ما يعتبره هدفه، وإن كان في البيان الختامي تركيز على مصلحة الاستقرار والسلم الاهلي كهواجس مشتركة. لكن المشكلة ليست في القناعات العربية والدولية العامة بضرورة انقاذ لبنان من احتمال الانزلاق مجدداً الى العنف، وإنما في تمسك الطرف الأقوى على الارض، وهو هنا «حزب الله»، باستخدام كل الوسائل عندما يعتبر نفسه مهدداً، وباعتبار ان كشف مرتكبي الجرائم السياسية في لبنان، عبر المحكمة الدولية، هو بالضرورة مؤامرة على الحزب.

واستناداً الى ما تسرب في الصحف اللبنانية عن المحادثات السورية - السعودية في دمشق، والمحادثات الثلاثية والثنائية في بيروت، لم يعط الحزب أي ضمانات أو أجوبة عن مدى التزامه بكل بنود اتفاق الدوحة، وتالياً يبقى التطبيق الانتقائي لهذا الاتفاق مفتوحاً. ويوم أمس، جاء إخراج جولة أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، مصحوباً بأركان الدولة اللبنانية، على البلدات اللبنانية الجنوبية وكأن الجميع حلّوا ضيوفاً على «حزب الله» في هذه المنطقة.

 

قمّة "عودة" سوريا ؟

النهار/سمير منصور     

سيمر وقت طويل قبل ان يتوقف الحديث عن القمة الثلاثية التي استضافها لبنان قبل يومين والتي شكلت بالفعل حدثاً مفصليا يمكن وصفه بالتاريخي شكلا ومضمونا، وقد جاءت في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد. في الشكل، بمجرد ان يأتي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، يدا بيد من دمشق الى بيروت، وعلى متن الطائرة الملكية، فهذا يعني انهما متفقان على رؤية واحدة اقله في ما يتعلق بلبنان. وفي المضمون يعني انهما يدركان دقة المرحلة وخطورة ألسنة اللهب اذا ارتفعت في لبنان، على كل دولة عربية. وثمة امثلة ووقائع كثيرة ليست في العراق وحده. انه المشروع الجهنمي المزمن اياه الذي اشعلته "لعبة الامم" في غير منطقة من العالم، مع التركيز في العقدين الاخيرين - ويا للمصادفات - على افغانستان وباكستان والعراق طبعا، ودائما ومنذ 62 عاما على فلسطين، لب القضية واساسها. وقد بات الهدف من هذه اللعبة التي غالبا ما تحمل عنوانا اسرائيليا، وعمرها من عمر الكيان الاسرائيلي، مكشوفاً ويختصر بافتعال حروب طائفية تارة، ومذهبية طورا في هذا العالم، لتصفية القضية الفلسطينية. وقد يكشف التاريخ ذات يوم ان تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 ايلول 2001 والتي "قسمت العالم الى فسطاطين" كانت احدى محطاته المدوية...

ومن السذاجة الفصل بين هذا المشروع وما جرى في لبنان منذ ما قبل "حرب السنتين" قبل ثلاثة عقود ونصف من الزمن، مرورا بالاجتياحات الاسرائيلية على اختلافها وبحروب الزواريب والميليشيات في محطات كثيرة، وصولا الى حوادث مشبوهة لا تعد ولا تحصى ودائما تحمل بصمات المشروع نفسه: تعددت الاسباب والموت واحد!

وفي زمن استهداف لبنان - وهو لم يتوقف يوماً بأشكال متعددة – والدخول الاسرائيلي شبه اليومي على خط الازمة الاخيرة وصب الزيت على النار، جاءت القمة الثلاثية لمنع الحريق قبل نشوبه. ومن "التذاكي" والسخف اعتبارها مصادفة، او "ضمن جولة سنوية تعوّد العاهل السعودي القيام بها" كما يحلو لبعض "المنظّرين" ان يعتقدوا!

وهذه القمة التي تأتي بعد مصالحة تاريخية لرئيس الحكومة سعد الحريري مع القيادة السورية والرئيس بشار الاسد، تبدو في مكان ما، كأنها تشكل "عودة" سوريا "رسمياً" الى لبنان، برعاية سعودية، بل بمباركة الملك عبدالله المعروف بعلاقة شخصية تاريخية مع دمشق منذ ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد، ولطالما نوه كثيرون بفروسيته وبمواقفه الوطنية والقومية، ولم يكن آخرها في الكويت في 19 كانون الثاني 2009 عندما وضع حدا لخلاف مستجد مع سوريا بعد الخطاب "الشهير" للرئيس بشار الاسد. وكان الى جانب عبدالله والاسد خلال "قمة الكويت الاقتصادية" في ذلك الحين الرئيس المصري وامير قطر وملك الاردن ورئيس السلطة الفلسطينية. وكان لأمير الكويت دور فاعل للدفع في اتجاه المصالحة.

ولا تعني "عودة سوريا" هنا عودة عسكرية او استخباراتية تشكل "نقزة" او حساسية لدى اللبنانيين، ولا تعني ايضا عودة الى زمن تراكمت فيه الاخطاء والخطايا ويتحمل مسؤوليتها الجميع، لبنانيين وسوريين، او عودة الى زمن "الهيمنة" و"الوصاية" وما الى ذلك من عبارات كان يستخدمها خصوم سوريا، بل انها عودة مختلفة في الشكل والمضمون. ولعل صورة الرئيس بشار الاسد الى جانب الملك عبدالله والرئيس ميشال سليمان اثلجت صدور اللبنانيين، وعلى الارجح جميع اللبنانيين، شاء المكابرون ام أبوا، بعد مرحلة من التعب والارهاق والاخفاقات الداخلية أنهكت قواهم، وباتوا معها يسلّمون بـ"عودة سوريا" للتدخل "بالتراضي" ومن باب مؤازرة لبنان في التخلص من مشاكله الداخلية، وبشعور هو اقرب الى الاستسلام يمكن اختصاره بعبارة: بين عودة سوريا وخراب البلد فلتكن هذه العودة!

واما عن المسؤول عما آلت اليه الامور وللوصول الى هذا الشعور لدى اللبنانيين، فحديث يطول ولا لزوم له، لأن فيه الكثير من نكء الجروح. وهذا الواقع ان دل على شيء، فعلى فشل ذريع على الجميع في لبنان، الاقرار به...

ومن الضروري الاشارة هنا الى تطور لافت في ادارة العلاقات اللبنانية - السورية، بدءا من اداء راق على مستوى السفارتين في بيروت ودمشق. وقد ساهم السفير السوري علي عبد الكريم علي في احداث نقلة نوعية في هذا الاتجاه، تحدث عنها "الخصوم" قبل "الحلفاء" وفي تصريحات علنية وفي حفلات تكريم، وبديهي القول ان الرجل يعمل بتوجيه من قيادته وليس "فاتحا على حسابه"، وهذا ما حدا بالطرفين الى الحديث عن مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية - السورية.

ومع "تحقيق" القمة السعودية - السورية - اللبنانية عاد الامل بمرحلة جديدة تبعث على التفاؤل بتحسن سياسي واستطراداً امني، يمكن ان يتحول امانا واستقرارا اذا احسن اللبنانيون ادارة شؤونهم، وبعيداً من الحسابات الفئوية والشخصية. واصبح في الامكان التفاؤل بامكان التوصل الى صيغة للخروج من المأزق الذي زجت به البلاد نتيجة التسريبات المتتالية حول القرار الظني المتوقع للمحكمة الدولية، والدخول الاسرائيلي المستمر على خط هذه التسريبات، واصبح في الامكان توقع لقاء في المدى المنظور بين الرئيس سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

ويبقى السؤال الكبير: هل ينجح العاهل السعودي في الضغط على دوائر القرار الدولي لتأجيل القرار الظني للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي النأي بالمحكمة عن التسريبات العشوائية والاتهامات التي تركزت في الفترة الاخيرة على "حزب الله"؟

والسؤال الاكبر: هل ينجح الجميع في لبنان، في التوصل الى صيغة ما في اطار "تصويب" عمل المحكمة الدولية والنأي بها عن التسريبات التي تجلب لها الاتهامات؟ وكيف؟

تلك هي المسألة!

 

البروتوكول "المشترك"..

عــمــاد مــوســـى

لبنان الآن/غداً أو بعد غد. بعد شهر أو اثنين. سنة على الأكثر ويزور الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان العاصمة السورية يرافقه وزير الخارجية الدكتور علي الشامي وأمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري ووفد إستشاري ويستقبل الرئيس اللبناني على أرض مطار دمشق الرؤساء الثلاثة السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد ورئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش وهيئة مكتب المجلس السوري ورئيس الحكومة السورية الدكتور محمد ناجي العطري وسفراء الدول العربية المعتمدة.

ويتوجه الرئيس اللبناني إلى قصر المهاجرين في زيارة تاريخية حيث تُقام على شرفه مأدبة غداء تحضرها شخصيات سورية ولبنانية. وفي سيناريو الزيارة لنتخيل معاً، أكثرية وأقلية، أن لبنان، وعبر مدير القصر الجمهوري، أو ما يعادل الدكتورة بثينة عندنا، وقبل 48 ساعة من وصول الرئيس اللبناني إلى مطار دمشق تقدم بطلب واضح (وحازم) وفحواه أن الرئيس اللبناني يتحفّظ على وجود مفتي سورية العام سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون بين المدعوين إلى الغداء، ويرفض مصافحة معالي الوزير ميشال سماحة أحد أبرز وجوه الممانعة السورية في القطرين اللبناني والسوري، أو أن فخامة الرئيس سليمان يشترط إستبعاد الدكتورة نجاح العطار عن الغداء الرئاسي، ما يجعل دوائر قصر المهاجرين تعمد إلى ابتداع صيغة، تستثني من الدعوة إلى قصر المهاجرين النساء ممن تخطين السبعين حولا ورجال الدين وكل من يحمل إسم ميشال باستثناء الضيف اللبناني الكريم.

غدا أو بعده. في المستقبل القريب جداً سيستضيف الرئيس السوري الرئيس اللبناني في قمة سريعة، ثلاث أو أربع ساعات، وذلك بسبب ازدحام مفكرة الرئيس اللبناني، فلنتخيل ورود خبر أول في صحيفة "تشرين" أو في "الثورة" أو في "الوطن" المستقلة فيه أن فخامة الرئيس اللبناني إختلى لربع ساعة بدولة الرئيس محمود الأبرش لتكليفه بمهمة إيجاد صيغة لملف يتعلّق بمسألة سورية داخلية حساسة مثمناً دوره الإيجابي في التصدي لما يُحاك للأمة العربية من مؤامرات. أو أن الدكتور علي الشامي عقد اجتماعاً مع رئيس كتلة نواب الجبهة الوطنية التقدمية في مجلس الشعب السوري (167 من أصل 250) كي يبلغهم وقوف القيادة في لبنان أمام أي محاولة تستهدفهم وتستهدف دورهم القومي في الحياة الوطنية السورية.

فلنتخيّل.. أن البروتوكول السوري، وقبيل ساعات من الزيارة الرئاسية العاجلة "مبلبش بحاله" لأن لدى الرئيس اللبناني خطوطاً حمر وثوابت وعلى أساسها يفتح قلبه للمسؤولين والأخوة في سورية. وكل من يلتقي مع فخامة الرئيس في توجهاته تكون أبواب بيروت مفتوحة أمامه وبالتالي لا مانع من حضوره إلى الغداء.

فلنتخيّل.. أن تطلع أصوات في دمشق منتقدة "الخطأ" البروتوكولي الفاضح ومسايرة سورية للرئيس اللبناني بهدف إنجاح القمة ومساعدة سورية على تجنب الفتنة الناجمة عن القرار الظني.

فلنتخيل.. أن محمود الأبرش ينتظر خارطة الطريق من بعبدا لإيجاد المخارج التي تصون وحدة سورية ومقاومتها الإسلامية.

فلنتخيل.. أن في سورية حزباً أقوى من دولة. وأصابع تهدد على 17 شاشة. والقيادة اللبنانية لا حول ولا...

لنعد إلى الواقع: في العلاقة بين البلدين الشقيقين وتبادل الزيارات لا شيء اسمه بروتوكول لبناني. هناك بروتوكول لبناني ـ سوري مشترك، وبفجاجة أكثر هناك أخ كبير كبير وأخ صغير صغير.

 

عون جال في فتوح كسروان ووضع اكليلا على نصب الرئيس فؤاد شهاب في غزير:

يبقى الجيش الحاضن الوحيد للوحدة الوطنية مع تقديرنا ومحبتنا ودعمنا للمقاومة

نستنهض المجتمع للتغيير والاصلاح لاعادة مؤسسات الرقابة على الدولة لعملها الصحيح

لا يمكن للمحكمة الدولية ان تصدر قرارا ظنيا قبل معرفة حقيقة الشهود الزور

نساعد الفلسطينيين ليعودوا ونحافظ على حقوقهم لكن امكاناتنا لا تسمح باستيعابهم

وطنية - 1/8/2010 زار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في جولة تفقدية، بعض قرى فتوح كسروان، بدءا من بلدة غزير حيث توجه فور وصوله الى نصب الرئيس اللواء فؤاد شهاب ووضع إكليلا من الزهور تكريما لاول قائد للجيش، ثم انتقل الى ساحة الامير بشير الشهابي الكبير حيث وضع باقة من الزهور امام مزار الطوباوي الاب يعقوب الحداد الغزيري، وكان في استقباله المسؤولون في كوادر "التيار الوطني الحر" وحشد من المناصرين، وازدانت شوارع البلدة بيافطات الترحيب والاعلام اللبنانية.

الحداد

وألقى رئيس بلدية غزير الدكتور ابراهيم الحداد كلمة قال فيها: "يا من بمسيرتك النضالية كللت بالغار هاماتنا، وبمواقفك الوطنية اعليت راياتنا. يا رجل العزم والحزم، الذي لا يستسلم، ولا يهون مهما اشتدت الصعاب، وقويت الاخطار، وتعددت المؤامرات والفتن. انك الزعيم المقدود الارادة، من هذا الجبل الاشم الذي ركع المجد على اقدامه، ولم يركع هو لغاصب او محتل. وانك القائد المجبول بالحكمة والشجاعة، الذي ينتصر للحرية والسيادة، بقوة الحق والعدل لمصلحة الوطن والشعب. وانك صاحب المروءات التي يمتاز بها الرجال الشرفاء، بصدق الولاء، وإشاعة المودة، والوفاء للعهد والوعد. والحزم عندك دليل ثقة المرء بنفسه، وايمانه بصواب رأيه واستقامة مبدئه، واخلاصه للعقيدة التي نذر حياته لها. ومن هنا كان بعد رؤيتك في تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك من خلال ترسيخ روح التفاهم والوئام بين ابناء الوطن الواحد. اني انوه بدوركم المشرف الذي هو الحدث المهم بحيث توجهون جهودكم الى رعاية اخوان لنا في هذه البقعة المشرقية من الارض، بعدما وقف الكثيرون متفرجين على الخطر المحدق بهم، وقد استسلموا الى الضعف والتردد والتخاذل، فيما أقدمتم انتم بجرأتكم المعهودة، وبعد استراتيجيتكم التي نؤمن بها، الى تبني قضيتهم، قضيتنا، والدفاع عن حقهم، حقنا، في الوجود والمصير، انطلاقا من ايمانكم المسيحي العميق، ومن رسالة لبنان المتميز بمفاهيمه الروحية عبر العصور، فأثبتم انكم حقا عماد لبنان وسائر المشرق".

عون

بدوره ألقى النائب عون كلمة أشار فيها الى "ان أعز ايام حياته هو عيد الجيش اللبناني"، وقال: "نكرم ايضا اللواء فؤاد شهاب قائد المؤسسة اللبنانية الاولى ومحاولته تكوين مؤسسات الجمهورية اللبنانية، ولتكريمه وجهان، وجه الجيش اللبناني الذي هو حضن لبنان ودرع المجتمع للحفاظ على وحدته، ويوم الذي تخلى عنه اللبنانيون وظنوا انه باستطاعتهم الحفاظ على امنهم واستقلالهم وسيادتهم حلت الكوارث في لبنان، والذين واكبوا هذه الاحداث يجب عليهم توعية الجيل الصاعد انه لا بديل للجيش اللبناني الذي هو حاضن المجتمع ووحدته ورمز سيادته".

اضاف: "وان كانت موازين القوى فرضت وجود مقاومة تدافع عن الحدود اللبنانية، يبقى الجيش اللبناني الحاضن الوحيد للوحدة الوطنية، مع تقديرنا ومحبتنا ودعمنا للمقاومة التي هي ضرورية بالظروف الحاضرة، يبقى الجيش الحاضن للوحدة الوطنية والمحفاظ عليها، وعليكم الانتباه من الدعوات الشاذة من حين الى آخر كالامن الذاتي والامن الفائض والامن الاضافي، جميعها لا توفر الامن، وكلفتنا الكثير من الخسائر، علما بان المؤسسات الاخرى التي أرساها اللواء فؤاد شهاب للتكامل مع مؤسسة الجيش، وهذه المؤسسات هي كالبيوت الجميلة يجب الاعتناء بها، وهذه المؤسسات هي اليوم بعيدة عن سبب وجودها واصبحت مثل الهياكل العظمية مجردة من كل جمالية، لذلك نحن اليوم نستنهض المجتمع اللبناني للتغيير والاصلاح في اعادة مؤسسات الرقابة على الدولة الى عملها الصحيح في استقامة الامور في الجمهورية".

يحشوش

ثم انتقل عون والوفد المرافق له الى بلدة يحشوش، وشارك في القداس في كنسة مار سمعان العمودي حيث ترأس الذبيحة الالهية الاب حنا عواد عاونه فيها الابوان الياس بركات ويوسف ابي غانم.

وبعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس، القى الأب عواد عظة قال فيها: "يستقبلك اليوم الفتوح العالي العاصي بالفرح بالعز والافتخار، في يحشوش البلدة العريقة بماضيها والحاضر، نستقبلك على ضفة نهر ابراهيم القورشي وعلى مشارف وادي ادونيس الاسطورة، وفي رحاب هذه الكنيسة الجديدة المباركة، وفي ظل هذه السنديانة التاريخية، وانت يا جنرال السنديانة الكبيرة الصامدة، صمدت وجابهت العواصف ولم تلتو يوما.. انت الواعد بالكثير في ايام الجفاف المتأججة وارض الوطن مشتاقة اليك وارض الوطن مشتاقة الى الحرية والى التغيير والاصلاح".

اضاف: "نستقبلك في يوم غال على قلوبنا، يوم عيد الجيش، يوم عيدك ايضا ايها القائد العظيم، نحيي فيك اليوم جيشنا الباسل الذي يصون الوطن ويوطد وحدة اللبنانيين ويقدم التضحيات لتحقيق الامن والاستقرار، وقافلة الشهداء الخالدين، شهداء الوطن، شهداء الحق، الذين كتبوا بالعرق والنار صفحة مجيدة في تاريخ لبنان، وقد اخترت لوحة الانجيل التي ترمز الى تدنيس هيكل الرب وتاريخية، هيكل اورشليم، وكأنها تمر في ذاكرتنا جميعا مراحل ومحطات تاريخ لبنان القديم والحديث، الباعة والتجار والسماسرة الذين توالوا على تدنيسه وخرابه، وكأنك انت يا جنرال المنقذ والبطل، حاولت في المرة الاولى قبل 13 تشرين الاول 1990 إعادة بناء هيكل لبنان، فتجمهر عليك الاعداء من الداخل والخارج وأبعدتم، وعدتم سنة 2005 وعاودتم اعادة بناء الهيكل، واجهتم وتواجهون تعددية الولاء، التكاذب الوطني والاستهتار والفوضى، العصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية، غياب الدولة العادلة القديرة، الدولة الشركة لا دولة الوطن والقانون، الفساد والهدر والاختلاس والافلاس والبطالة، تسخير الادارة في الحكم لمصالح السياسيين والزعامات الطائفية، التدخل السياسي في القضاء والادارة، السيطرة على الحكم بواسطة قانون انتخابات مفصل على قياسات اجسام مصالحهم، عدم الاتفاق على جوهر لبنان وكيانه وديمومته، استفحال الغلاء والمعيشة، والانتشار اللبناني في العالم الذي اصبح انشطارا، فالجاليات اللبنانية في الخارج تعكس وضعنا الداخلي".

تابع: "لقد اخذت الكرباج فدخلت هيكل الوطن، حاولت طرد الباعة والتجار.. شعارك الاصلاح والتغيير، تعلمت من المدرسة العسكرية معاني السلطة والهيبة والنظام والنزاهة، واخذت معاني الحرية والكرامة والعمل والجدية.. انك رجل مواقف كبيرة، تبوأت السلطة برؤية اجتماعية اوحاها اليك الواقع اللبناني، ناديت بالحرية الحقة مع تسلمك مهامك العسكرية والوطنية، خطك السياسي دولة ولاؤها واحد للبنان الواحد، شعبها واحد بايمان للبنان الواحد، دولة القانون الواحد يتساوى فيها ابناؤها في الحقوق والواجبات، دولة علمها واحد يخفق فوق ارضها الواحدة، جيشها واحد يدافع عن حدودها ضد كل عدو في الداخل والخارج، دفاعا عن الهوية اللبنانية ودولة الارض المضمخة بدم الشهداء والقديسين، والحرص على لبنان وصيغته الوطنية والانسانية والحضارية".

ختم عواد: "نتطلع الى نظام ديموقراطي حقيقي يرتكز على تنظيم حزبي وقانون انتخاب عصري يساعد على بلورة المطالب الشعبية وعلى قيام اكثرية نيابية منطلقة الى مستقبل لبنان ومصلحته الحقيقية، حرية العمل والمعتقد والتعليم كلها مكاسب انسانية تكمل بعضها بعض، ولا ينقذ لبنان الا الحكم القوي العادل وجعله مقرا دوليا للحوار بين الاديان والثقافات والحضارات. ايها الجنرال لا تترك صوت الحق يصمت، صوبه الى الصدور العابقة بالحقد والعمالة والخيانة، اطرد من هيكل لبنان من حوله الى ورشة حرب".

عون

بعد الانتهاء من مراسم القداس، القى النائب عون كلمة استهلها بقوله: "نحن اليوم في لقاء فرح معكم، وأكرر بان الجيش هو الحاضن للوحدة الوطنية، وهو الاساس في المحافظة على السيادة وعلى الاستقرار في الوطن، ونحن اليوم نعيش مظاهر ازمة اساسية على مستوى الوطن، كما يشرفني تمثيل شعب كسروان الفتوح الذي اعطى سياسة جديدة ومفهوما جديدا للوطن، سياسة التفاهم والانفتاح والتحاور، لا سياسة التصادم، ونحن اليوم على وشك ان نواجه مؤامرة جديدة نبهت عنها منذ اسابيع واليوم تتفاعل، واذا انفجرت لن نتمكن من ايقافها، والذين يتابعون الاخبار الدولية يعرفون بان اسرائيل تخطط لنا المشاكل والشر حتى يعود لبنان مشاعا، وتفرض عليه جميع الحلول والقرارات الدولية على حساب وجودنا وسيادتنا واستقلالنا، وعلينا ان نصغي فقط الى العقل، ولا يمكن ان يكون هناك جريمة دون عقاب، ولا يمكن ان تلبس جريمة الى بريء، وتعرفون مواقفنا بالنسبة الى الازمة الحالية، وان التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مر بعدة مراحل، والكل يعلم ان في المحكمة الدولية شهود زور، وهؤلاء، من تلاعب بهم وارسلهم الى المحكمة، هو من يحاول تحويل التحقيق باتجاه البريء، ونسأل اللبنانيين والعرب والعالم، اذا أردتم ان تساعدوننا بتطبيق العدالة، اتبعوا شهود الزور فيدلونكم الى المجرم، لانه هو الذي ارتكب جريمته ويريد الباسها الى انسان آخر".

اضاف: "لا يمكن للمحكمة ان تصدر قرارا ظنيا قبل معرفة حقيقة الشهود الذين حاولوا تحوير التحقيق، وكيف ان على ارضنا جرائم كبيرة ارتكبتها اسرائيل ومن ارتكب الجرائم محكوم عليه بالاعدام، لماذا هناك حرم ان يستدعى الجواسيس وان يسألوا عن علاقاتهم واتصالاتهم، ولماذا حصروا التحقيق بالدائرة اللبنانية وبشهود سوريين، هذه الحقائق لا يمكن ان يقتنع بها اللبنانيون، ولا يمكن ان نتهم احدا سواء كان مؤسسة او مقاومة او حكم او فرد، قبل ظهور كل الحقائق حول مجريات التحقيق، ولماذا وصل الى هذه المرحلة، ونحن نشكر كل سعي عربي او دولي لمساعدتنا في إظهار الحقيقة، ولكن ليس لإلباس الجريمة للابرياء او لاناس آخرين، لماذا لبنان معرض دائما لهزات امنية"؟

تابع: "ان من يطلع على السياسة الدولية والاقليمية يعرف ان هناك شعبا فائضا هو الشعب الفلسطيني الذي انتزعت ارضه منه، ويريدون توطينه بغير ارض على حساب الآخرين، وليس باعادته الى ارضه واعطائه حقوقه، نحن في هذه الحالة نساعد الفلسطينيين ليعودوا، ولحين عودتهم نحافظ على حقوقهم، لكن لا كثافة السكان عندنا ولا مواردنا الطبيعية ولا امكاناتنا المادية تستطيع ان تستوعب وتدمج الكم من هذا الشعب، لذلك يجب ان يعود الى ارضه والى حقوقه".

وقال: "لقد قلت في السابق للاميركيين عندما جاؤوا يفرضون علينا حلا معينا، وقلت ان اسرائيل بامكانها ان تسحقني ولكنها لا تستطيع ان تفرض علي الحل الذي تريده، لا نقبل ان يعلمنا احد الديمقراطية وحقوق الانسان وهو الذي لا يحترمها، عليهم باحترام حقوقنا الانسانية، لا ان يعطوننا اياها نظريات ومساعدات بالدولار محدودة وعتاد غير صالح للجيش اللبناني لكي يدافع به عن نفسه. منذ 62 سنة واسرائيل تعتدي علينا، ولدينا شعور بالذنب كأننا نحن من يعتدي عليها، جسور كسروان لماذا هدمت؟ هل كانت اهدافا عسكرية لان الصواريخ تنطلق من تحتها؟ ولم نعد نفهم سياسة من يزورنا ولا يريد ان يقول كلمة الحق، نحن مسيحيون تربينا على قول كلمة الحق وليس غير الحق، والمسيحي عنده قدوة واحدة هي السيد المسيح الذي قبل ان يحمل صليبه قال كلمته امام بيلاطس "انا ما ولدت وجئت لهذا العالم الا لاشهد للحق"، وسنشهد للحق".

ثم توجه عون والوفد المرافق الى دارة السيد كرم عازار في بلدة عرمون تلبية لدعوة غداء.

 

عون خلال جولته في كسروان: لا بديل عن الجيش رمز سيادة لبنان واستقلاله

وطنية - 1/8/2010 استهل النائب العماد ميشال عون جولته في كسروان بوضع إكليل على ضريح اللواء فؤاد شهاب، ثم انتقل إلى مبنى بلدية غزير حيث كان في استقباله وفود شعبية تلوح بأعلام التيار وتزغرد مبتهجة بلقاء زعيمها. وألقى رئيس بلدية غزير ابراهيم حداد كلمة ترحيب بالعماد عون، مشيرا إلى أن غزير وفية له منذ كان في بعبدا، ونوه بدوره المشرقي قائلا: "في حين أن غيركم وقف متفرجا ومستسلما للضعف والتخاذل، أقدمتم بجرأتكم المعهودة وإستراتيجيّتكم التي نؤمن بها إلى تبني قضية المشرقيين-قضيتنا، وحقهم-حقنا في الوجود والمصير إنطلاقا من إيمانكم المسيحي وإيمانكم برسالة لبنان. لقد أثبتم يا عماد أنكم عماد لبنان وسائر المشرق".

عون

بدوره، ألقى العماد عون كلمة مقتضبة اشار فيها الى أن وجوده في كسروان ليس صدفة، وقال: "هذا اليوم من أحب الأيام إلى قلبي لأنه يصادف عيد الجيش، ونحن نكرم اليوم اللواء فؤاد شهاب الذي أسس الجيش...، ولا بديل عن الجيش الذي هو رمز سيادة لبنان واستقلاله" . وعلى وقع أجراس الكنائس، تابع العماد عون جولته متوجها من غزير إلى كنيسة مار سمعان في يحشوش للاحتفال بالذبيحة الإلهية، فاخترق أقواس النصر وقرأ اللافتات المرحبة وأبرز ما جاء فيها: "كسروان تاريخ ومسيرتكم تكملة للتّاريخ" "هم أبناء عائلاتهم وأنت ابن عائلاتنا" "كما علّمتنا نخوض التجارب واقفين واقفين" "نكبر بك يا كبير لبنان" كما ترجل العماد عون من موكبه في كل من جديدة غزير، هرهريا، القطين، الكفور، الغينة، غبالة،... وحيا الجماهير التي احتشدت على الطرق لتستقبله بالفل والورود والزغاريد، كما زينت المنطقة بالبالونات البرتقالية.

 

رئيس الجمهورية وامير قطر وبري والحريري حضروا عيد الجيش ال65 في المدرسة الحربية - الفياضية

سليمان دعا السياسيين الى الالتزام بنهج التهدئة الإعلامية والابتعاد عن لغة التخوين والتحريض المذهبي والسياسي:

للتصدي للعدو ووأد الفتنة التي يحيكها لشعبنا ووطننا والتعاطي مع الجواسيس والعملاء بأقصى درجات التشدد

قهوجي: نقف بالمرصاد بالتضامن مع مؤسساتنا الامنية الاخرى لتفكيك شبكات العملاء والتصدي لمخططات العدو الارهابية

وطنية - 1/8/2010 دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الجيش اللبناني والقوى الامنية كافة الى "التصدي للعدو المتربص بالوطن ووأد الفتنة التي يحيكها لشعبنا كبديل عن حرب انتقامية يشنها، ولإسقاط تجربتنا الديموقراطية التي تتناقض مع فلسفة كيانه الغاصب". وإذ أكد أن لبنان سيمضي قدما، رغم التجاذبات، في ورشة إصلاح على المستويات كافة، فإنه اشار الى أن مطلب الإصلاح السياسي مطلب وطني صرف، تتوازن عنده الواجبات والمسؤوليات مع الصلاحيات المناسبة للقيام بها. وجدد الرئيس سليمان العزم على تمتين وحدتنا الوطنية وتعزيز مجمل قدراتنا القومية، من ديبلوماسية وعسكرية واقتصادية لحماية لبنان والدفاع عنه، مؤكدا في هذا المجال استمرار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وفقا لقواعد الاشتباك المتفق عليها. وإذ لفت الى نجاح الجيش والقوى الأمنية المعنية في تفكيك عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية فإنه شدد على أنه سيتم التعاطي مع الجواسيس والعملاء بأقصى درجات التشدد، في ضوء ما سيصدر بحقهم من أحكام صارمة من قبل القضاء اللبناني. ودعا الرئيس سليمان القادة السياسيين وقادة الرأي إلى الالتزام بنهج التهدئة الإعلامية والسياسية ومنطق الحوار، والابتعاد عن استعمال لغة التخوين والتحريض السياسي أو المذهبي وعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية والاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية.

مواقف الرئيس سليمان جاءت في خلال رعايته وحضوره العيد الخامس والستين للجيش اللبناني واحتفال تقليد السيوف لضباط دورة "شهداء نهر البارد" بدعوة من قائد الجيش العماد جان قهوجي وذلك صباح اليوم في ثكنة شكري غانم في الفياضية، بحضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزراء ونواب وسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والدولية المعتمدين في لبنان، والملحقين العسكريين وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب إضافة الى ضباط القيادة ورئيس فريق مراقبة الهدنة، وممثلي المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية ورؤساء السلطات القضائية وقادة الاجهزة الامنية ونقباء المهن الحرة، وممثلي وسائل الاعلام الرسمي والخاص وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وكبار ضباط الجيش اللبناني والقوى الامنية وأهالي الضباط المتخرجين.

وقائع الاحتفال

مع إنتهاء وصول المدعوين، وصل تباعا علم الجيش، رئيس أركان الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر وأقيمت مراسم الاستقبال المناسبة. وعند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة، وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وأديت له المراسم المناسبة، ووصل عند الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة رئيس مجلس النواب نبيه بري وأديت له أيضا المراسم المناسبة. وعند الساعة التاسعة إلا دقيقة وصل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واقيمت له المراسم اللازمة، ثم وصل عند الساعة التاسعة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ثم وضع الرئيس سليمان إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الاركان وقائد المدرسة الحربية، وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردد تلامذة المدرسة الحربية عبارة " لن ننساهم أبداً" ثلاث مرات على إيقاع الطبل. ثم توجه الرئيس سليمان الى الملعب الاخضر واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. ولدى مروره من امام أهالي الضباط المتخرجين علا التصفيق حيث حيا رئيس الجمهورية الاهالي ليأخذ مكانه على المنصة الرسمية.

تسمية الدورة

ثم مرت تشكيلات جوية من الطوافات ونفاثات هوكرهنتر في سماء العرض وحملت بعض الطوافات الاعلام اللبنانية واعلام الجيش، ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية، ثم تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية وطلب تسمية الدورة قائلا: "بإسم هؤلاء الفتيان أطلب تسمية دورتهم دورة "شهداء نهر البارد". ورد الرئيس سليمان قائلا: "فلتسم دورتكم دورة "شهداء نهر البارد".

قراءة المراسيم وتسليم السيوف

وتلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية الضباط الاختصاصيين وتلامذة ضباط قوى الجيش وتلا وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والامن العام.

بعدها قام الرئيس سليمان بتسليم السيوف للضباط الاختصاصيين ثم الضباط المتخرجين الجدد. وبعد إنتهاء تسليم السيوف تقدم علم الجيش امام رئيس الجمهورية ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة واقسم اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم ان أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان". وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".

كلمة الرئيس سليمان

ثم ألقى رئيس الجمهورية كلمة في المناسبة، هنا نصها: سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، أيّها الضبّاط المتخرّجون، على هذه الأرض المضرّجة بعرق الشرفاء الأوفياء، والحاضنة لنخبة من شبابنا الميامين، تجمعنا في الأوّل من آب مناسبة يجد فيها اللبنانيون جميعاً عيداً وطنياً تتردّد أصداؤه على امتداد الوطن، مناسبة يتجدّد فيها أمل الأجيال الطالعة بمستقبل آمن وواعد. لقد خرّجت جامعات لبنان بالأمس دفعات جديدة من الطلاب والطالبات الذين سيضخّون شرايين الوطن بقدراتهم الفتيّة في مجالات البناء والإنماء، محصّنين بالعلم والقيم والولاء للأرض التي شهدت تفتّح أحلامهم، والتي من أجل حريتها وعزّتها واستقلالها بذلوا الكثير من الجهد والتضحيات. واليوم تُطلق المدرسة الحربيّة حزمة جديدة من الطاقة الشبابيّة الملتزمة، استقبلتها منذ أعوام ثلاثة، آتية من أرجاء الوطن كافة، ومن مختلف مكوّناته الاجتماعيّة، فدمجت مفاهيمها وصقلت قدراتها ودفعت بها كما في كلّ عام، طاقة متجدّدة ترفد المؤسسات الأمنيّة بخبرات واعدة وتدعم مسيرة الجيش على طريق الشرف والتضحية والوفاء. أيّها الضبّاط المتخرّجون، أنتم مطالبون بالوفاء للقسم الذي أديتموه، ذوداً عن لبنان ودفاعاً عن علمه؛ وعلى أكتافكم تقع مسؤوليّة صيانة المسيرة، ليس فقط كأفراد بل أيضاً كأعضاء في مؤسسة نريد لها أن تبقى كما كانت على الدوام، صورة حيّة للوطن ونموذجاً في العمل الملتزم بقضاياه.

إنّه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يستحقّ الجيش صفة المؤسسة الوطنيّة الأولى، التي بتضافر جهودها مع المؤسسات الأخرى المعنيّة بفرض الأمن وقمع الجريمة، رسّخت ثقة اللبنانيين ببلدهم ومستقبلهم. وهي مدعوّة للتصدّي للعدو المتربّص بالوطن ووأد الفتنة التي يحيكها لشعبنا كبديل عن حرب انتقاميّة يشنّها، ولإسقاط تجربتنا الديمقراطيّة التي تتناقض مع فلسفة كيانه الغاصب.

أيّها اللبنانيون، لقد استطعنا منذ اتفاق الدوحة وخلال السنتين الماضيتين، تحقيق العديد من الأهداف التي التزمنا بها في خطاب القسم، وينتظرنا المزيد من الجهد كي نتلاقى مع المزيد من مواعيد النجاح. فإضافة إلى الاستقرار الداخلي الذي تمكنا من إرسائه والمحافظة عليه، فقد حرصنا على احترام جميع الاستحقاقات الدستورية وفقا لمقتضيات الديمقراطية، ولمبدأ تداول السلطة، وأطلقنا هيئة الحوار الوطني، ووضعنا آلية للتعيينات الإدارية وانتهينا من إقرار الموازنة العامة، بما يؤسس لمعالجة مشكلاتنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وقد تمكن لبنان، بفضل هذا الاستقرار الذي ينعم به ويحرص عليه، من جذب المزيد من السواح والمستثمرين، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة شهدت له تقارير المنظمات المعنية المحلية منها والدولية. وفي هذا السياق، سنمضي قدما، رغم التجاذبات، في ورشة إصلاح على المستويات كافة، ونجهد لوضع الخطط المناسبة لتطوير قطاعات الإنتاج والخدمات، ولا سيما في مجالات النفط والغاز والمياه والكهرباء والبيئة ... فالإنماء المتوازن يستوجب حسم خيارنا في اللامركزية الإدارية، والإصلاح الإداري والمالي ينتظر خيارنا في قوانين تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وفي الإسراع في إجراء التعيينات على قاعدة الكفاءة والنزاهة، والممارسة الديمقراطية الصحيحة، التي لا يمكن أن تتناقض مع متطلبات ميثاق العيش المشترك، والتي تفرض على الأحزاب والتيارات السياسية الالتزام بما تؤكد عليه مقدمة الدستور وبخاصة البند (ي)، تنتظر حسم خيارنا في قانون الانتخاب وما يرتبط به من قوانين ترعى حقّ الشباب والجنسيّة وحقوق المغتربين. ولا بد أن يتشكل وعي لدى الجميع في لبنان، بأن مطلب الإصلاح السياسي مطلب وطني صرف، تتوازن عنده الواجبات والمسؤوليات مع الصلاحيات المناسبة للقيام بها، وأن ما يملي البحث فيه بعيد كل البعد عن أي مصلحة خاصة أو امتياز طائفي محدود. إلى ذلك، عملنا على درء العدوان الخارجي، ولا سيما من خلال الالتزام بالقرار 1701 والسعي لإرغام إسرائيل على تطبيق كامل مندرجاته، وخلق شبكات أمان إقليمية ودولية، وتعزيز مجمل طاقاتنا الوطنية الرادعة، والسعي للتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية. أقول ذلك ونحن نستعيد اليوم الذكرى الرابعة لعدوان تموز 2006، الذي تمكن لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته من صده والانتصار عليه، مجددين العزم على تمتين وحدتنا الوطنية وعلى تعزيز مجمل قدراتنا القوميّة، من دبلوماسيّة وعسكريّة واقتصاديّة، لحماية لبنان والدفاع عنه. وفي هذا المجال، فإن استمرار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وفقا لقواعد الاشتباك المتفق عليها، ضمان لحسن تنفيذ المهمة الموقتة الموكولة إلى القوات الدولية في جنوب لبنان منذ إنشائها عام 1978، والتي يحرص عليها لبنان شديد الحرص، من ضمن التزامه بموجباته الدولية وبما يخدم مصالحه الوطنية. وقد نجح الجيش، وقوى الامن الداخلي في تفكيك عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية الهادفة الى اضعاف لبنان وزعزعة الاستقرار فيه، وسيتم التعاطي مع الجواسيس والعملاء بأقصى درجات التشدد في ضوء ما سيصدر بحقهم من أحكام صارمة من قبل القضاء اللبناني. هذا وقد عرضنا قضيتنا اللبنانية في مواجهة عدوانية إسرائيل وتهديداتها على منابر العالم، وفي مجلس الأمن الدولي بالذات، الذي فزنا بمقعد غير دائم فيه، محتفظين بحقنا في تحرير أو استرجاع كامل أراضينا بجميع الوسائل المتاحة والمشروعة. إن انتخابنا للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، فرصة أمامنا كذلك، للدفاع عن القضايا العربية العادلة في أرفع محفل دولي، سعيا لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام في جميع مندرجاتها. وفضلا عن تعزيز موقعنا على الساحة العالمية، فإن حضورنا الدولي أتاح لنا الإضاءة على تجربتنا الديمقراطية المرتكزة على المشاركة والميثاقية وقناعاتنا المتعلقة بحوار الأديان، بديلا من صراع الحضارات الذي يتغذى من العصبيات المتحجرة والظلم والانغلاق وبمقدرتنا على أن نعيش معا، كطوائف وكمذاهب، في إطار صيغة ميثاقية توفر أفضل بيئة مؤاتية للحرية والديمقراطية ولأجواء الانفتاح المحفزة للتقدم. وسيبقى لبنان، في جميع الأحوال، مدافعا عن حقوق شعب فلسطين الثابتة، ولاسيما حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية ورفض توطينهم، وفي مواجهة ممارسات إسرائيل التعسفية والإجرامية في غزة وفي مجمل الأراضي المحتلة ومساعيها المدانة لتهويد القدس. وستمضي الدولة قدما في سعيها لبلورة التوافق بموضوع الشؤون الإنسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفقا لمندرجات البيان الوزاري، دون أن تغفل الموجبات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي بالذات، المسؤول بالدرجة الأولى عن تأمين المتطلبات المعيشية والحياتية للاجئين من خلال وكالة الأونروا التي أنشئت تحديدا عام 1948، من أجل غوث وتشغيل هؤلاء اللاجئين. وبالرغم من هذه المسيرة التي أمنت الاستقرار الداخلي وحالت دون حصول عدوان خارجي ووفرت ظروف النمو الاقتصادي، فقد بتنا نجد أنفسنا هذه الأيام أمام حالة من القلق المتنامي لدى المواطنين، جراء مواقف وأحداث وتسريبات طغت على المشهد السياسي خلال الأسابيع الماضية، وخلقت حالة من الإرباك لا يمكن للدولة اللبنانية أن تتجاهلها أو تتغاضى عنها. من هذا المنطلق، عَمَدْتُ إلى إجراء مشاورات واسعة مع الشخصيّات السياسيّة وأعضاء هيئة الحوار الوطني، سعياً لاحتواء أجواء التشنّج وتعزيز مناخات التهدئة. وإذا كانت المحافظة على الأمن والاستقرار مسؤوليّة الدولة بالدرجة الأولى، وهي ستضطلع بهذه المسؤوليّة بكلّ حكمة وحزم، فإنّ المحافظة على السلم الأهلي أمانة في أعناق جميع القوى السياسيّة التي لا بدّ لها من أن تعي دقّة المرحلة وأهميّة الأخطار التي تتهددنا. لذا، ومن باب مسؤوليتي كرئيس للبلاد مؤتمن على أمنها واستقرارها، وفي هذا الظرف بالذات، فإنّي أدعو القادة السياسيين وقادة الرأي إلى الالتزام بنهج التهدئة الإعلاميّة والسياسيّة ومنطق الحوار، والابتعاد عن استعمال لغة التخوين والتحريض السياسي أو المذهبي بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي والوحدة الوطنيّة، وعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أيّ مصلحة فئويّة، والاحتكام إلى الشرعيّة والمؤسسات الدستوريّة، إذا ما طرأ من خلافات، أيّاً كانت هذه الخلافات، وتحت أيّ ظرف كان، بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنيّة. ذلك وفقاً لمندرجات اتفاق الدوحة، الذي تراضى وتفاهم أفرقاء مؤتمر الحوار الوطني اللبناني عليه، برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، الذي يشرّفنا بمشاركته في هذا الاحتفال اليوم، والذي عمل وما يزال لمساعدتنا على الصعيد الثنائي، ومع القادة العرب المخلصين. وعلى رأس هؤلاء القادة، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس بشار الأسد، اللذين قاما منذ يومين بزيارة مشتركة بالغة الأهميّة إلى لبنان أكّدت حرصهما على تعزيز أسس الوفاق الوطني ودعائم الاستقرار والنموّ في ربوعه. كما أدعو المواطنين، إلى أي طائفة أو مذهب أو معتقد انتموا الى عم الاستماع إلا إلى صوت الحكمة والعقل، والى عدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال الاستفزاز أو العنف، وأن يفوّتوا على العدوّ الإسرائيلي فرصة الابتهاج بضعف جبهتنا الداخليّة وبأي انقسام أو تشرذم. ذلك أنه ليس هناك من مشكلة عصية على الحل، إذا ما خلصت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية لحلها. لقد أثبتت تجارب التاريخ اللبناني، القديم والحديث، أن العنف الداخلي لم يولد سوى العنف والخسارة لجميع الأطراف، وأن الحل الوحيد جاء دوما عن طريق الحوار والتوافق.

ولنتذكر أن متطلبات الوفاق منبثقة من الميثاق الوطني لعام 1943، وكرسها اتفاق الطائف عام 1989، وأكدها اتفاق الدوحة عام 2008، وثبّتها البيان الوزاري الذي منحت على أساسه حكومة الوحدة الوطنيّة ثقة المجلس النيابي عام 2009، ومجمل البيانات التي صدرت عن هيئة الحوار الوطني.

أيها العسكريون، كما كُتب عليكم في الماضي بذل التضحيات الجسام في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي التصدّي للإرهاب وفي قمع الفتن ومكافحة الجريمة، كذلك سيكون عليكم في المستقبل، تقديم المزيد منها، ولن تبخلوا. أدعوكم بمناسبة عيدكم الخامس والستين، الى أن تستفيدوا من الإجماع الوطني حولكم ومن مستوى الاستقرار السياسي والأمني لتعيدوا تجهيز وحداتكم وتنظيمها، وتُرجّحوا اعتمادها على قوة الرجال وإقدامهم، وعلى عمق إيمانهم بأرضهم وتفانيهم في الدفاع عنها. لقد أثبتم بالممارسة أنّكم حماة الوحدة الوطنيّة والديمقراطيّة، ولم يعل صوت الفتنة يوما فوق جباهكم المرفوعة. ولكم يا أحبائي أهالي شهداء نهر البارد وأهالي كل الشهداء، في هذا اليوم المطبوع على المجد، من الوطن وأهله، الشكر وباقات المحبّة. أمامكم نتعهّد جميعاً ويقسم هؤلاء الرجال، قسم الوفاء للوطن، حفاظاً على تضحيات شهدائه الأبرار" .

عرض التحية

ثم أمر قائد العرض القوى المشاركة ببدء عرض التحية والذي شارك فيه تباعا: موسيقى الجيش، أعلام الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والجمارك العامة، البيارق والرايات، الضباط المتخرجون، تلامذة السنتين الثانية والاولى في المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، قوى الامن الداخلي، الامن العام، أمن الدولة، الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل، فوج المغاوير. ثم مرت تشكيلات جوية في سماء العرض، ثم سار الضباط الاختصاصيون، ثم الدورة المتخرجة ينشدون نشيد الجيش ورموا القبعات عن رؤوسهم.

الصورة التذكارية

وبعد انتهاء العرض توجه الرئيس سليمان والشيخ حمد وكبار المسؤولين الى ساحة الشرف حيث صافحوا ضباط المدرسة الحربية وأخذت الصورة التذكارية. ثم دخل الجميع الى ردهة الشرف إضافة الى طليعي دورتي الضباط الاختصاصيين و"شهداء نهر البارد" مع مدعويهم حيث سلم قائد المدرسة السيف الهدية الى رئيس الجمهورية الذي قدمه الى طليعي الدورة.

السجل الذهبي

ثم وقع كل من رئيس الجمهورية وأمير قطر السجل الذهبي للمدرسة الحربية حيث دون الرئيس سليمان الكلمة الآتية: " دفعة جديدة تتخرج اليوم من مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، المؤسسة الوطنية الجامعة تحمل سيوف الحق والذود عن الوطن والقيم والاخلاق. كونوا مثالا لرسالة لبنان وأوفياء لها ولا تهابوا حجم المسؤوليات والمخاطر لأنكم رمز الثقة وعنوان الاطمئنان الى الحاضر والمستقبل. هنيئا للجيش في عيده وللمدرسة الحربية في عطائها على درب الوطن وعنفوانه وكرامته".

ثم دون أمير قطر كلمة هنا نصها: "يسرني أن اشارك اليوم في الاحتفال بعيد الجيش اللبناني الباسل ونعرب عن كل التقدير لتضحياته الجسام من أجل حماية لبنان وشعبه العزيز الذي نتمنى له كل الخير والامان".

ثم وقع على السجل الرئيسان بري والحريري، ثم وقع الوزيران المر وبارود ثم قائد الجيش. وبعد ذلك قطع الرئيس سليمان قالب الحلوى، ورفع قائد الجيش الكأس لشرب نخب رئيس الجمهورية والامير الضيف. ثم صافح كبار المدعوين رئيس الجمهورية وأمير قطر قبل أن يغادرا الاحتفال وسط مراسم التكريم اللازمة. هذا ورفعت على طول الطريق المؤدية الى المدرسة الحربية اللافتات التي تحيي رئيس الجمهورية وأمير قطر وتشيد بتضحيات الجيش، كما رفعت الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش

قيادة الجيش

وبعد انتهاء الاحتفال في الفياضية، إنتقل الرئيس سليمان الى قصر بعبدا حيث استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة.

كلمة قائد الجيش

وألقى العماد قهوجي الكلمة الآتية: " فخامة الرئيس لم يكن الجيش يوما إلا أبا للتاريخ، وهو في أحيان كثيرة صانع له، محرك لمسيرته عبر العصور، من هنا فنحن نقيم الوزن الكبير لعيد جيشنا، وفي اليقين أن ذلك ليس مجرد إحتفال بمناسبة من المناسبات العابرة، إنما تأكيد موقف، وتجديد عهد، وإحياء همم وعزائم. إننا نرى في المهمات المتلاحقة التي توكل الى مؤسستنا، ثقة بدورها الوطني والانساني، وايمانا برسالتها وإجلالا لدماء شهدائها، وتكريما لبنيانها كمؤسسة جامعة للوطن، بكامل أبنائه وجميع مناطقه ومواكبة لوضع طبيعي نشأت عليه، وهو العمل المتواصل والسهر الدائم والنجاح غير المحدود، بشهادة القريب والبعيد من المواطنين ومن المراقبين في العالم، على السواء.

فخامة الرئيس، لقد كانت مسيرتكم حافلة وافية في المؤسسة العسكرية، قدّمتم خلالها الكثير من الجهد والعرق والعلم والمعرفة، وتركتم آثارا لا تنسى، وعرفتم من أي المعادن نسجت عروق سواعد جنودنا، ومن أي القيم والمبادئ نشأت عقيدتهم العسكرية والوطنية، كما لمستم الارادة الصلبة والقدرة على التعويض عن النقص المادي بالجهد المميز والاندفاع غير المحدود. إن هناك ثقة كبيرة لدى وحداتنا المنتشرة على امتداد مساحة الوطن، بأنكم تبذلون الجهد المشكور كي تؤمنوا لها السلاح المقدم الذي يمكّنها من حماية الارض، وصون الكرامة الوطنية، ومواجهة أطماع العدو الاسرائيلي، والتصدي لمخططاته الخبيثة الساعية الى النيل من صمودنا وتضامننا وإرادتنا في التقدم والازدهار، وأساليبه الدنيئة للعبور عبر بعض أصحاب النفوس الضعيفة الى نسيجنا الاجتماعي، وكياننا المتماسك، ونحن نقف بالمرصاد لإفشال تلك المحاولات، بالتضامن مع مؤسساتنا الامنية الاخرى، التي نتقاسم وإياها محاربة الارهاب وتفكيك شبكات العملاء، في ظل رعايتكم المخلصة وارشاداتكم الصائبة الحكيمة. أتقدم منكم مهنئا، يا فخامة الرئيس، ولكم تحية جيش البلاد ضباطا ورتباء وأفراداً. دمتم راعيا للوطن، حريصا على وحدته، ضامنا لتطوره وازدهاره".

الرئيس سليمان

من جهته، هنأ الرئيس سليمان الجيش بعيده، لافتا الى أن الامل عند اللبنانيين يتجدد كل سنة بهذا العيد، مشيرا الى دوره الاساسي عند اشتداد الازمات.

لواء الحرس الجمهوري

واستقبل رئيس الجمهورية أيضا قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وعددا من ضباط اللواء.