المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 آب/تموز/2010

إنجيل القدّيس لوقا 01/46-55

فقالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد، كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

 

طالبوا الحكومة بضمان حرية العبادة 

مئات الاندونيسيين يحتجون على هجمات تستهدف الكنائس

 جاكرتا - ا ف ب, رويترز: شارك مئات الاندونيسيين في صلاة أمس, مطالبين الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو بالعمل على وقف الهجمات التي يشنها اسلاميون متطرفون على الكنائس المسيحية في البلاد. وقام نحو 500 متظاهر وغالبيتهم من المسيحيين بتلاوة الصلوات وانشدوا التراتيل الدينية وهم يحملون أعلاما اندونيسية منكسة, ورددوا هتافات مثل "حرية العبادة.. حرية لكل الديانات". وأشار منسق سهرة الصلاة جوديانتو سيمانجونتاك إلى أن الرئيس والحكومة انتهكا الحقوق الدستورية للأقليات في ممارسة شعائر ديانتهم بكل حرية", مضيفا "أنهما رضخا لضغوط الجماعات الاسلامية وسمحا بإغلاق الكنائس وباستمرار الهجمات, ونطالب الرئيس بأن يكون مسؤولا ويضمن حرية العبادة".

من جانبه, قال المتحدث باسم "منتدى تضامن الحرية الدينية" ساور سياغيان "تحلينا بالصبر لفترة كافية بسبب أحداث العنف والوحشية التي وقعت في الاونة الاخيرة حتى ضد النساء والاطفال, لقد أبلغنا الشرطة بهذه الممارسات الاجرامية ولم نجد رد فعل حاسما تجاه المهاجمين". وأضاف "اذا تصاعد هذا الامر فربما يؤدي الى وضع أكثر خطورة ويمثل خطرا حقيقيا على هذا البلد, وحتى الان لم يتخذ الرئيس أي اجراء حاسم". وكان مدافعون عن حقوق الانسان دعوا في أواخر يوليو الماضي السلطات للتحرك بحزم ضد تزايد الهجمات على اماكن العبادة المسيحية منذ سنتين, إذ أكد معهد "سيتاره للديمقراطية والسلام" أن "مجموعات عنيفة تستهدف المسيحيين" انتهكت 28 مرة الحرية الدينية منذ بداية السنة فيما سجلت 17 حالة خلال العام 2008 و18 في 2009 . واضاف المعهد, ومقره في جاكرتا, ان اعمال العنف هذه التي تنفذها غالبا منظمات اسلامية متطرفة, ادت الى تدمير جزئي او كلي لكنائس واغلاق عدد كبير اخر منها. وقال مساعد مدير المعهد بونار تيغور نايبوسبوس إن "مثل هذه الاحداث تنتهك القانون وحقوق الانسان, لقد لزم الرئيس والحكومة الصمت الى حد كبير بشأن هذا الموضوع ولم يضمنا سلامة المواطنين المعنيين", مضيفاً أنه "لا يجوز ترك مثل هذه الاعمال تستمر وتهدد الهدوء في هذا البلد". وفي الاونة الاخيرة طالب برلمانيون الحكومة بمنع "جبهة المدافعين عن الاسلام", وهي ميليشيا متطرفة تثير الخوف بسبب عملياتها العنيفة ل¯"فرض الاخلاق" ومحاربة "التبشير المسيحي". يشار إلى أن الدستور المستمد من الشريعة يكفل حرية العبادة في اندونيسيا التي تعد اكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان.

 

قبل أن يدخل لبنان دوامة اغتيالات جديدة وسط مخاوف من اشتعال الحريق في كل زواياه 

دعوات غربية إلى بلمار للتعجيل في إصدار القرار الاتهامي

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة/اتفق رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" الشيخ سامي الخوري من واشنطن امس مع عدد من المسؤولين الاميركيين والاوروبيين, على دعوة مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار الى "الاسراع في اصدار قراره الاتهامي "في اغتيال رفيق الحريري وقيادات حزبية ونيابية واعلامية وعسكرية اخرى "قبل ان يستأنف القتلة والمجرمون مخطط اغتيالاتهم السابق حسب معلومات متناقلة عن جهات لبنانية ودولية امنية". وعزا رئيس الاتحاد الماروني هذه المعلومات الى مصادر اميركية رفيعة المستوى وديبلوماسية دولية في الامم المتحدة ابدت مخاوفها من تأخير صدور القرار الظني الدولي نزولا عند ما اسمته "ألاعيب حزب الله والنظام السوري من ورائه ومناوراتهما الاخيرة وتدخلات دول عربية واجنبية منعا لحدوث فتنة يهدد بها الامين العام حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم وبطانتهما البرلمانية والامنية علنا, اذ ان اي تأخير متعمد سيؤدي الى عودة الاغتيالات لبلبلة مسار المحكمة وصرفها باتجاه احداث دموية جديدة تشغلها عن الجرائم السابقة الى البحث عن مجرمين جدد". واعرب مسؤولون فرنسيون واميركيون في باريس وواشنطن في اعقاب انتهاء القمة الثلاثية في بيروت الاسبوع الاسبق عن خشيتهم من ان "يكون خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد غير قادرين على اجتراح معجزة تهدئة حاسمة وطويلة الامد على الساحة اللبنانية لأنهما لا يمونان كليا على "حزب الله" او ايران اللذين وجدا في هذه القمة محاولة عربية لكسب الوقت بانتظار صدور القرار الاتهامي للمحكمة الذي يعتقد الحزب وطهران جازمين انه سيوجه الاتهام الى عدد من عناصرهما وكوادرهما في لبنان لضلوعهم في الجرائم السياسية المرتكبة منذ نهاية العام 2004".

ووصف مسؤول فرنسي امس القمة الثلاثية اللبنانية هذه ب¯"طاولة بثلاث قوائم تنقصها القائمة الرابعة كي تستقر, وهي القائمة الايرانية التي قد يكون الرئيس السوري تعمد عدم اضافتها الى القوائم الثلاث بعدم دعوة محمود احمدي نجاد اليها وإلزامه مواقفها ومقرراتها لأن سورية - حسب المسؤول الفرنسي - ليست بعيدة عن اتهامات "حزب الله" اذ هي الاخرى معنية بالقرار الظني الدولي الذي قد يتهم مسؤولين سوريين بالمشاركة في الجرائم". وقال المسؤول "انه اضافة الى مواقف سورية غير المعلنة اخيرا من القرار الظني الدولي ومخاوفها من نتائجه, فإنها لم تعد في نظر "حزب الله" ذلك الوسيط النزيه والحليف الستراتيجي القوي, وان مجرد التحاق بشار الاسد بالملك عبدالله في زيارته بيروت يعني تغييرا دراماتيكيا في البوصلة السورية في اتجاه لا يتناسب كثيرا والتوجه الايراني في المنطقة حيال الداخل اللبناني واسرائيل والمجتمع الدولي". واكد نائب في الكونغرس الاميركي ان "تأخير دانيال بلمار اكثر في اصدار قراره الظني بعد نهاية اغسطس الجاري او سبتمبر المقبل قد يرتب على لبنان واللبنانيين ومسؤولي الحكم القائم وربما الجيش والقوى الامنية اعباء خطيرة جدا اذا ما قرر "حزب الله" والجماعات السورية المضي قدما في محاولات اسقاط المحكمة الدولية التي لا يمكنهم المساس بها الا بالضغط على لبنان امنيا واشعال الحرائق في كل زواياه, خصوصا وان احدا لا يمكنه احتواء قرارات هذه المحكمة او التدخل في سيرها". وقال البرلماني الاميركي ل¯"السياسة" في لندن امس "ان القمة الثلاثية العربية في بيروت حسب معلوماتنا, لم تستطع حسم الامور لصالح عدم تفجير الاوضاع او ضبط "حزب الله" عن ارتكاب اي مغامرة قد تشعل الحرب الاهلية في لبنان مجددا, خصوصا ان الطرف الداعم لجماعات حسن نصرالله وهو ايران, لم تجر استشارته ولا التحدث معه في امور المحكمة الدولية, وهو قد يكون من جهة اخرى يستعد لأسبابه الشخصية النووية لفتح معركة داخل لبنان او مع حدوده مع اسرائيل لأخذ فسحة من الزمن تبعد عنه شبح العقوبات القوية او الضربة العسكرية المنتظرة".

 

صرخة طارق عزيز بلغت جدران الكونغرس والبنتاغون وسط مخاوف من مخطط إيراني تقسيمي 

إدارة أوباما تتجه نحو تأجيل الانسحاب الأميركي من العراق

مقاتلات من "حزب العمال الكردستاني" في سلسلة جبال قنديل شمال العراق (ا.ب)لندن - كتب حميد غريافي:

قال ديبلوماسي بريطاني في لندن امس ان تصريحات وزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز الاسبوع الماضي لصحيفة »الغارديان اللندنية« بشأن تمزق العراق واحتراقه في حال انسحاب القوات الاميركية منه هذا العام او العام المقبل, لاقت »قلقا واضحا« لدى شريحة واسعة من قادة الاحزاب العراقيين الذين اكدوا ان هذا الانسحاب اذا حصل قبل عشر سنوات من الان, اي العام ,2020 فان العراق سيسقط في ايدي الايرانيين المستعدين لاجتياح الجنوب والشرق العراقيين لما بعد العاصمة بغداد, اي المناطق الشيعية التي يطالبون بحصولها على استقلال شبه ذاتي عبر مقولة »انشاء الاقاليم« على غرار الاجتياح التركي لجزيرة قبرص العام 1974 الذي قسمها الى شطرين: تركي قبرصي ويوناني قبرصي بعد نزاع طويل بين الطائفتين الاسلامية والمسيحية. وقال الديبلوماسي البريطاني ان ادارة باراك اوباما قد ترضخ اخيرا لاصوات قوية في الكونغرس وفي الشارع الاميركي تطالبها ب¯ "التأني" في مسألة انسحاب القوات الاميركية من العراق كي لا تضيع جهود السنوات السبع الماضية منذ العام 2003 التي بذلتها القوات المسلحة الاميركية للخلاص من مفاعيل اسقاط نظام صدام حسين واقامة نظام ديمقراطي على انقاضه , بسبب التدخلين الايراني من الشرق والسوري من  الغرب, ومازال يواجه يوميا عمليات تفجير وانتهاكات طاولت عشرات الاف الضحايا العراقيين من مختلف المذاهب والمشارب السياسية". واكد الديبلوماسي ان لدى ايران سيناريوهات مختلفة لاحتلال العراق متى انسحبت القوات الاميركية والدولية منه وتقسيمه الى دولتين شيعية وسنية "الدولة السنية تنقسم ايضا الى جزئين احدهما كردي في اقصى الشمال" في محاولة لوصول الدبابات الايرانية الى تخوم دول مجلس التعاون الخليجي واخذ بعضها رهائن عبر تهديدها المستمر كما فعل صدام حسين دائما, إلا ان الايرانيين سيكونون اشد سوءا واعنف فتكا بعرب الخليج من النظام العراقي البعثي السابق".

وكشف الديبلوماسي النقاب عن ان "صرخة" طارق عزيز "سمعت جلية في لندن وباريس وواشنطن وخصوصا بين جدران الكونغرس والبنتاغون والبيت الابيض ما قد يدفع الى تأجيل اي انسحاب عسكري اميركي واوروبي ودولي من العراق لما بعد تصفية البرنامجين النووي والصاروخي في الايرانيين اللذين تشير كل الاستعدادات الى انهما سيتعرضان للحرب والتدمير خلال الاشهر الستة المقبلة".

 

صفير ترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء وسألها مع ابنها يسوع المسيح "ان يجنبنا ما يتهددنا من اخطار"

وطنية - الديمان - 15/8/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران شكر الله حرب والمونسينيور فيكتور كيروز في حضور حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان:"يا سلطانة الانتقال صلي لأجلنا"، تناول فيها معاني هذا العيد ودور السيدة العذراء في حياة المسيح. وقال: "نحتفل اليوم بعيد انتقال أمنا وسيدتنا مريم العذراء الى السماء. وهو من أعيادنا الكبرى. ويذكرنا هذا العيد بان العذراء لم تمت كسائر الناس، بل انتقلت بنفسها وجسدها الى السماء، بعد ان تحول جسدها الى جسد روحاني، على ما يقول بولس الرسول في رسالته:"يكون زرع الجسم بفساد، والقيامة بغير فساد.يكون زرع الجسم بهوان، والقيامة بمجد، يكون زرع الانسان بضعف، والقيامة بقوة. يزرع جسد بشري فيقوم جسما روحانيا".

اضاف:" مصير الانسان بعد الموت، كمصير العذراء، اذا كان من أهل التقى والصلاح. فالجسد يعود حتما الى التراب الذي أخذ منه، والنفس تعود الى خالقها لتنعم بسعادته الأبدية. وهذا ما شرحه بولس الرسول بقوله:" يكون زرع الجسم بهوان، والقيامة بمجد. يكون زرع الجسم بضعف، والقيامة بقوة، يزرع جسد بشري، فيقوم جسدا روحانيا".

وتابع:"قد أبان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني دور العذراء في حياة المسيح العامة، فقال:"وفي حياة يسوع العلنية، تظهر أمه ظهورا جليا، وأول ما تظهر في قانا الجليل، عندما أخذتها الشفقة فحملت بوساطتها يسوع المسيح على صنع أولى آياته( في تحويل الماء خمرا) وهكذا سارت العذراء الطوباوية على طريق الايمان محافظة بأمانة على اتحادها بابنها حتى الصليب، حيث وقفت وقفة لم تكن بمعزل عن تدبير الله. وتألمت مع وحيدها أشد الالم وشاركت بعاطفة الام بذبيحته، راضية عن حب بموت الضحية المولودة من لحمها، وأخيرا أودعها المسيح يسوع، وهو يموت على الصليب، لتلميذه أما بهذه الكلمات:" يا امرأة، هذا ابنك". اضاف:" قد تأصل تكريم مريم العذراء لدى المؤمنين، فأقبلوا على تكريمها في الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية، ونذروا لها اولادهم، واستشفعوها في الضيقات، وطلبوا منها حمايتها بقولهم لها في صلاتهم" تحت ذيل حمايتك نلتجىء، يا والدة القديسة". وذلك لانها أقرب المؤمنين الى ابنها يسوع المسيح، وأقدرهم على نيل نعمه وبركاته. وهي، على ما يقول القديس امبروسيوس:"قدوة للكنيسة في الايمان والمحبة والاتحاد التام بالمسيح". ففي سر الكنيسة، التي تدعى هي ايضا بحق أما وبتولا، تأتي العذراء الطوباوية مريم في المقام الاول قدوة سامية وفريدة للأم والعذراء". وتابع:" كانت العذراء دائما ملجأ للمؤمنين في حياتهم الخاصة وحياتهم العامة. فهم في مصائبهم العائلية يهرعون اليها وينذرون لها ابناءهم، وفي حياتهم الوطنية، يلتمسون حمايتها ويطلبون شفاعتها، وغالبا ما كانت تستجيب نداءاتهم". وختم بالقول:" فلنقبل على العذراء مريم، أم الله، في يوم انتقالها بالنفس والجسد الى السماء، ولنقتد بمثل آبائنا وأجدادنا الذين كانوا يجتمعون في مثل هذا اليوم في قنوبين للاحتفال بفضائلها، بعيد انتقالها بالنفس والجسد الى السماء، وخاصة بطهارتها، ولنسألها ان تسهر على عيالنا، وتسأل ابنها يسوع المسيح، ان يجنبنا ما يتهددنا من أخطار، ويقود خطانا الى ما فيه رضاه ونيل بركاته.آمين".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المشاركين في الذبيحة الالهية، فوفد جماعة الصلاة المريمية برئاسة جوني عبود، وألقت اليان عون كلمة باسم الوفد شكرت لغبطته هذا الاستقبال، لافتة الى ان "الظلمة لن تدركنا طالما ان صاحب الغبطة صلب في مواقفه ويجسد الخدمة والمحبة".

وقد منح البطريرك صفير الوفد بركته، متمنيا له زيارة حج مباركة الى وادي القديسين. 

 

امين الجميل استقبل نائبا كنديا ووفودا شعبية: الخلط بين الجيش و"حزب الله" يربك المؤسسة العسكرية ويؤثر على صدقية الدولة

وطنية - 15/8/2010 استقبل رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا النائب في البرلمان الكندي محمد عميري يرافقه الاب ميشال صياح، وتم التطرق لشؤون الجالية اللبنانية التي تضم حوالى 40 الف شخص يتبوأون مراكز مهمة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويحظون بتمثيل في البرلمان.

وامام وفود شعبية من مختلف المناطق امت بكفيا أبدى الرئيس الجميل قلقه على الوضع الراهن وخشيته من أن "يتفاقم على الساحة الداخلية ويؤثر على علاقات لبنان الخارجية بسبب الأزمات المتعددة التي تتخبط بها البلاد، بالاضافة الى الازمة الناشئة من موقف "حزب الله" وحلفائه بخصوص المحكمة ذات الطابع الدولي والقرار الظني المرتقب صدوره وانعكاساته على الوضع الامني والحكومي في البلاد". ولفت الى ان "هناك تخوفا من انعكاسات مواقف بعض السياسيين الرسميين التي تثير وتبرر الازدواجية في المسؤولية الدفاعية عن الوطن بين الجيش وحزب الله". أضاف:"هذه الازدواجية في المسؤولية والقرارات السيادية من شأنها أن تربك السلطة الشرعية اللبنانية تجاه الحكومات الخارجية والمؤسسات الدولية لأنه من غير المنطقي والمألوف على الصعيد الديبلوماسي والقانون الدولي الخلط بين القرارات والممارسات ذات الطابع الرسمي والحكومي والممارسات ذات الطبع الثوري وغير الشرعي".

وتابع قائلا: "هناك تناقض واضح من جهة ما بين مطالبة الحكومة اللبنانية بالمظلة الدولية أكان من الحكومات الصديقة والشقيقة أو من المؤسسات الدولية كلما تعرض لبنان لإعتداء أو إنتهاك لسيادته، ومن جهة اخرى أن تعطي الحكومة اللبنانية وبعض الرسميين اللبنانيين الغطاء العلني لتصرفات وقرارات فئوية لها إنعكاس على علاقاتنا الخارجية وتصدر عن جهات على الارض اللبنانية لا تتمتع بأي شرعية وطنية بمنظار العرف والقانون الدوليين عطفا على أنها غير دستورية ولا تحظى بالاجماع الوطني."

وشدد الرئيس الجميل على أن "الخلط ما بين الجيش و"حزب الله" ووضع الحزب بمصاف الجيش في مسؤولية التعاطي بالأمور الدفاعية على الصعيد الوطني يشكل إرباكا للجيش وخطرا كبيرا على أمنه وسلامة عسكرييه، وصدقية الدولة اللبنانية على الصعيد الداخلي كما في علاقاتها الدولية". ولفت الى مطلب بعض النواب الاميركيين إعادة النظر بشحنات الاسلحة الاميركية الى لبنان بعد أحداث العديسة وبحجة الازدواجية في المسؤولية السيادية اللبنانية ما بين الجيش وحزب الله، وراى انه "على الديبلوماسية اللبنانية الاسراع في معالجة الامر قبل تفاقمه أكان على الصعيد الأميريكي أو على الصعيد الدولي بصورة عامة".

 

مطر ترأس قداسا على نية فرنسا وأولم لشابير: لبنان يشبه مركبا تتلاطمه الأمواج وأصدقاؤنا يأتون من كل ميل لنجدتنا

قيمة لبنان الكبرى تكمن في كونه بلد التعايش المسيحي- الإسلامي

شابير: على الجميع احترام عمل العدالة ضمن ذهنية غير منحازة متمسكون بالتطبيق الكامل والتام للقرار 1701 وندين الخروقات

وطنية - 15/8/2010 احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ظهر اليوم، في مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، وكما جرت العادة في كل سنة، بالقداس الإلهي على نية فرنسا في حضور القائم بالأعمال الفرنسي ديدييه شابير، وأركان السفارة الفرنسية في لبنان، في كنيسة السيدة في المقر الصيفي لمطرانية بيروت المارونية في عين سعاده، بمشاركة النائب العام المونسنيور جوزف مرهج والنائب الأسقفي المونسنيور منصور لبكي ولفيف من الكهنة. كما شارك في الذبيحة الالهية ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المنظمة الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيدة كريستيان كمرمان والنواب: فؤاد السعد، غسان مخيبر، ابراهيم كنعان، سليم سلهب، ايلي عون، نديم الجميل، ناجي غاريوس وحكمت ديب، الوزيران السابقان الشيخ ميشال الخوري وابراهيم الضاهر، رئيس مؤسسة الانتشار الماروني الوزير السابق الاستاذ ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونيةالدكتور جوزف طربيه، نقيب المحامين الاسبق عصام كرم، عضو المجلس الدستوري القاضي أنطوان خير، أمين عام لجنة الحوار المسيحي الاسلامي الامير حارث شهاب ولفيف من المؤمنين.

العظة

وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة بالفرنسية جاء فيها: "في هذا اليوم بالذات، حيث نلتقي في هذه الكنيسة المشيدة على اسم العذراء، ومعنا وجوه كريمة من أبرشية بيروت لنصلي على نية فرنسا، يجتمع في مدينة بوي-أن-فوليه، Puy-en-Velay، في فرنسا، حول مريم، سيدة بوي، أكثر من عشرين أسقفا وعشرين ألف مؤمن لإحياء الذكرى المئة والخمسين لإقامة تمثال العذراء على الصخرة التي تطل على تلك المدينة". أضاف:"الاحتفال "بالصوت وبالأضواء" يخبر عن تاريخ ذلك المكان المقدس الذي يعود إلى سنة 430- أي عاما واحدا قبل مجمع أفسس- عندما ظهرت العذراء إلى المدعوة (فيلا) وقدمت نفسها أما لله، طالبة منها أن يقوم الأسقف المحلي بتشييد كنيسة على اسمها. إنها سيدة فرنسا التي ركع أمامها كل من مرغريت دو بروفانس، زوجة القديس لويس، وجان دارك، شفيعة فرنسا، ووالدة خوري آرس، شفيع الكهنة في العالم. لقد تركت الثورة آثارها على المكان غير أن التقوى الشعبية قد جعلت منه واحة صلاة ومنطلقا للحجاج، سيرا على الأقدام، نحو مزار القديس جاك دو كومبوستيل. وإذ أسمح لنفسي بسرد هذه الوقائع التي جرت في فرنسا، ابنة الكنيسة البكر، فلكي أذكر أن مريم لا تترك أولادها أبدا. فليس ثمة شعب في العالم لا يكرم "سيدته". فما سر هذه العبادة الشعبية لولا ثقة الشعب الأكيدة بأن مريم الكلية الجمال والقدرة- والتي تمجدت بأقانيم الثالوث، ابنة للآب وأما للابن وعروسا للروح - هي السيدة المطلقة التي لا يمكننا ذكرها إلا بالصلاة؟ أوليست هي المختارة بين المخلوقات لتكون أما لله وللبشر؟ وهل من أمر أكثر تقديرا وإعجابا من هذا؟ إنها عطر الأناشيد الفواحة، وقلب التهاليل وإشعاعها، وهي موضوع الأوصاف والصور الكتابية الشعرية التي وضعتها الكنيسة في ليتورجيتها المريمية".

وأردف:"إن حياة مريم، البسيطة والمجيدة، تأخذ من أمومتها للاله عظمة ونبلا استثنائيين. لذا ندرك أنها كانت مصدر وحي للعباقرة، شعراء ورسامين وموسيقيين... وكيف يمكن تجاهل جمالها، وهي الفريدة بجمالها الروحي الطاهر وبجمالها البشري أيضا؟ لقد كان لمريم في فرنسا ظهورات لا تحصى، بالإضافة إلى ظهوراتها في سائر أنحاء العالم. ولن أتوقف إلا عند ثلاث منها، عزيزة على قلوب اللبنانيين. وإن المحظيين برؤية هذه الظهورات، المدعوين إلى نقل رسائلها، قد نجحوا في تحديد شكل العذراء ولونها والبهاء دون التفاصيل. فها هي كاترين دي لابوري، في شارع باك في باريس، مأخوذة بالأطلس الأبيض لثوب العذراء، وها هم أولاد بونتمان، Pontmain، يمضون في تفصيل طرحتها ولون ثوبها اللازوردي المزين بالنجوم والصليب الذي تضمه إلى صدرها كما نلاحظه في سيدة بشوات في البقاع، وكأن بشوات هي بونتمان، Pontmain، لبنان. وها هي برناديت في لورد تصف زنارها الأزرق كالسماء، وثوبها الأبيض البسيط وسبحتها المتلألئة والورود الذهبية التي تزين قدميها الحافيتين... بعضهم يرونها باكية، وبعضهم ضاحكة... ولكن أي عيون تبكي؟ وأي ثغر يضحك؟ وإلى أي شكل بشري تنتمي صورة وجهها؟ لقد نقلت برناديت مشاهداتها إلى نحات، هادئ وورع، ليترجم بالحجر صورة تلك الزائرة السماوية، غير أنها خابت لدى رؤيتها التمثال المنحوت: "... إنه ليس هي"... وكأن على الفنان الذي ينقل رؤية من السماء أن يأخذ ريشته من جناح ملاك. كما قال هنري غيون، Henri Ghéon".

وتابع مطر:"يطيب لي أن ألاحظ أن كبار الشعراء الفرنسيين قد تركوا في كتاباتهم مكانا مختارا لتلك التي كانت تحاكيهم في ساعاتهم الهادئة والعصيبة، وتعطيهم من قلبها الكلمات المطمئنة: أمثال كورناي، هيغو، بودلير، فرلين، ريمبو، كلوديل، بيغي، وماري نويل... وهي السيدة ذاتها التي يغنيها اللبنانيون ويكرمونها منذ ألفي سنة. لقد كرس لها البطاركة الموارنة مراكزهم البطريركية التي اختاروها أو ألزموا بالإقامة فيها، مثل إيليج، وحوقا، وقنوبين، والديمان وبكركي... وهي "أرزة لبنان" المدعوة إلى حماية إيمان هذا الشعب الذي يبقي أمينا رغم المحن والاضطهادات. وفي هذه السنة، التي نحتفل فيها بالمئوية السادسة عشرة لوفاة القديس مارون، شفيع كنيستنا، لا بد من التذكير بأن الأحبار الأعظمين استمروا، من خلال رسائلهم، منذ القرن السابع حتى اليوم، في دعمنا وتقديرنا لحفظنا وديعة الإيمان سليمة، مع ما كلف ذلك من تضحيات إلى حد شهادة الدم أحيانا. "أنتم الوردة بين الأشواك"، و"أنتم الصخرة وسط الأمواج"، هذه تعابير محفورة في ذاكرتنا الجماعية، وكأنها تعطينا دفعا مستمرا لانطلاقات جديدة. إن هذا الإخلاص لإيمان الرسل ندين به إلى مريم التي رسمت لنا الطريق وسارت عليه وقادتنا وراءها. أما جوابها للملاك "لتكن مشيئتك" فهو دعوة لكل منا إلى كلمة "نعم" نقولها لصوت الروح الساكن فينا. وأما تدخلها في عرس قانا فهو يعلمنا بأن لا أعجوبة تتم في حياتنا ما لم نصنع ما يأمرنا به الرب. إن حضورها وتصرفها عند أقدام المصلوب يعطياننا المثال على ما يجب أن نكون عليه في حالات المحن، لأن كل صليب نحمله بإيمان ورجاء يصبح مصدر حياة لا تموت ومشاركة للمسيح ولأمه في خلاص العالم. وكما ثمرة الصليب الممجد تقطفها مريم، مع الرسل الأوفياء، في العنصرة، كذلك آلامنا تثمر حصادا وفيرا، وكذلك انتقال مريم إلى السماء بجسد ممجد رآه الراؤون فإنه يصبح تصورا لما ستكون عليه أجسادنا نحن أيضا".

وقال:"ان لبنان، كما تلاحظون، يشبه مركبا تتلاطمه الأمواج. وإن أصدقاءنا الكثيرين يأتون من كل ميل لنجدتنا. لكن على اللبنانيين أن يظهروا قدرتهم على مواجهتها وأن يعرفوا كيف يذللونها. ولكي يحفظوا لهذا "الوطن الرسالة" ألوان الرجاء، فالأمر يتعلق بمدى وحدتهم ورغبتهم في استعمال مواهبهم وغناهم ومعرفتهم وذكائهم. ومن سوى مريم الأقدر على دفعنا إلى ذلك، وهي المكرمة من كل مكونات شعبنا؟ ألم تصدر حكومتنا في هذا العام قرارا باعتبار عيد بشارة العذراء عيدا وطنيا للجميع؟ معكم نصلي لها اليوم لكي تتدخل لدى ابنها كما في قانا لئلا تفرغ أبدا في لبنان خوابي العيد. ففي هذا الوطن نريد الحياة، والصلاة، والرجاء، والحب والموت. وإن مريم هي من تحفظ له حريته كما كانت عبر الأجيال حيال شعبنا المؤمن بالله. إننا نجدد إيماننا، وهو إيمان يتلألأ من خلال شفعائنا القديسين والطوباويين الذين قدمهم إلى السماء وطننا الصغير هذا. هم يحملون مع مريم قضية هذه الأمة التي غنى أبناؤها مريم بأجمل الأناشيد، ومنهم الطوباوي أبونا يعقوب الذي ترجم أناشيد لورد وجعلها في متناول عامة الشعب... واللبنانيون حين يحجون إلى لورد يشعرون وكأنهم يصلون في معبد سيدة لبنان في حريصا، وهكذا فإن مريم توحد شعوب الأرض بالمحبة التي تجمعها بأبنائها وبالتعبير البشري لهذا الحب الذي لا يخيب".

وختم مطر بالقول:"بالإيمان الذي يعتمر قلوبنا، وبالاتحاد مع التي تملأ قلوب المؤمنين، نصلي على نية فرنسا التي نحب وعلى نية لبنان، "شقيقها الصغير"، كما تطيب تسميته. فلتحم مريم، مليكة فرنسا وسلطانة لبنان، بلدينا ولتلهم المسؤولين في كل منهما إلى ما فيه خير شعبينا والسلام. آمين.

مأدبة غداء

وبعد القداس لبى شابير وأركان السفارة الفرنسية وضيوف مطرانية بيروت دعوة المطران مطر الى مأدبة غداء تكريمية ألقى خلالها كلمة جاء فيها:

"في ما كتبته الكونتيسا دي برتوي، De Parthuis، عن "رحلاتها إلى الشرق"، ما بين 1860 و1862، أشارة إلى القداس القنصلي الذي يقيمه رئيس أساقفة بيروت على نية فرنسا، حكومة وشعبا. وها نحن، بعد قرن ونصف من تلك الشهادة، نتابع بإخلاص ما أسسه أسلافنا تقديرا لصداقة راسخة جمعت، منذ حوالي ألف سنة، "الأمة المارونية"، "بالأمة الفرنسية". وإني أسارع إلى القول أن تعبير "الأمة المارونية" الملحوظ مع "الأمة الفرنسية" ليس من اختراعي، بل استعرته من نص معاهدة وقعت سنة 1936 بين الكي دورسيه وبطريركيتنا، وضع بموجبها البيت اللبناني -الفرنسي والكنيسة الملاصقة الشهيرة في شارع أولم، Rue d'Ulm، بتصرف كنيستنا المارونية في باريس لفترة مئة سنة. وإذا مضينا في عمق التاريخ نقرأ القديس الملك لويس التاسع يحيي من على الشواطئ الشرقية للمتوسط الموارنة كإخوة له في الإيمان. ولم يتوان بعده فرنسوا الأول عن تثمير تحالفه مع الأمبراطورية العثمانية لصالح أصدقائه موارنة لبنان والشرق الأوسط. وفي القرن السابع عشر كتب الملك لويس الرابع عشر إلى قنصله المعتمد، وهو من آل الخازن، أنه يعتبر الموارنة كرعايا فرنسيين؛ أما الأمبراطور نابوليون الثالث فقد بذل جهودا كبيرة، مدنية وعسكرية، للمساعدة على التهدئة في جبل لبنان الذي اضطرب في منتصف القرن التاسع عشر، بسبب أحداث أذكى نارها الخارج. وبعد الحرب العالمية الأولى، نسجل تجاوب كليمنصو مع نداء البطريرك الماروني بإقراره أمام عصبة الأمم وإعلانه لدولة لبنان الكبير. وكذلك فإن الجنرال ديغول لم يتردد في رفع صوته عاليا ليعرب عن غضبه بوجه إسرائيل التي دمرت طائراتنا المدنية في غارة لها على مطار بيروت الدولي، وها هو الرئيس ساركوزي يؤكد مجددا أمام بطريركنا الذي استقبله مؤخرا في قصر الإليزيه تعلق فرنسا الدائم بسيادة لبنان واستقلاله. حيال كل هذه الوقائع لا يبدو مستغربا إصرار فخامة الرئيس الفرنسي وغبطة البطريرك الماروني على تحية الصداقة العميقة التي تربط فرنسا بلبنان، لأن لبنان - للفرنسيين كما للموارنة - هو أساس مصلحتهم المشتركة. فالموارنة يتماهون كليا وعلى الدوام مع المشروع اللبناني وفرنسا ترى صورة قيمها من خلال صداقتها لكل اللبنانيين الذين يجمعهم مشروع وطني يعبر عن وحدتهم وهويتهم المشتركة. وهكذا فإن لبنان هو الذي يعطي لصداقتنا معناها واتجاهها. وباستطاعتنا القول في هذا الصدد أن اتخاذ الصداقة الفرنسية-اللبنانية سبيل الصداقة الفرنسية المارونية يدعونا حقا إلى الافتخار بقدر ما يحملنا أيضا من المسؤولية".

وتابع مطر:"بيد أن لبنان ليس بلدا عاديا، ولا هو بلد كسواه مع أن له الحق في أن ينعم مثل كل البلدان بحياة طبيعية وهادئة. ولئن تميز عن أقرانه من دول الجامعة العربية إلا أنه ليس أقل التزاما بكل قضاياهم العادلة ومصالحهم العليا. وهو لا يريد أن يكون محايدا إزاء العدو في حين أن حياده هذا مطلوب حيال نزاعات الأخوة لأن عنده تجاههم دعوة تقضي بأن يكون في ما بينهم عامل مصالحة وتوحيد. لكن قيمة لبنان الكبرى تكمن في كونه بلد التعايش المسيحي- الإسلامي حيث يقبل أبناؤه بعضهم بعضا في إطار من المساواة والحرية والمواطنية الكاملة. بهذا المعنى اعتبره البابا يوحنا بولس الثاني رسالة للشرق كما للغرب، وقد أطلق قداسته هذا الشعار عن معرفة تامة بدور لبنان لأنه يصعب في الشرق، وفي الغرب كذلك، تحقيق مواطنية كاملة بين أبناء طوائف وثقافات مشتركة بشكل يؤمن للجميع المشاركة الفاعلة في الحكم. من هنا تبدو التجربة اللبنانية رائدة للإنسانية كلها. وستكون مؤسفة حيادية العالم تجاه لبنان، تماما كما هي حيادية لبنان تجاه عالم يعاني من نقص في قيم العدالة والأخوة الشاملة".

وأكد مطر أنه "بوسع لبنان أن يدافع عن نفسه تجاه عدوه. وهو يتكل في ذلك على إرادة شعبه ودعم أخوته وعلى الهيئات الدولية المعنية. لكن اهتمامه يجب أن ينصب أيضا على وحدته الداخلية، وعلى الحوار القادر على قيادة أبنائه نحو الوفاق على جوهر دعوتهم وأيضا على طريقة إدارتهم للشأن العام. لم يشك اللبنانيون مرة بعيشهم المشترك ولا بانتمائهم إلى جسم سياسي واجتماعي واحد. والأمة اللبنانية هي ثمرة تاريخ مشترك خلق روحا جامعة لشعب بكامله وأعطاه معنى عميقا للكرامة والحرية والتضامن. لكن هذا التعايش ليس بمنأى عن المشاكل اليومية التي تحصل بين الأخوة، كبيرة كانت أم صغيرة. وهذا ما يتطلب الاحترام المتبادل وإعادة الثقة عند كل محنة، وأن أي هيمنة لأحد منهم ليست بناءة لأي كان. لذا عملنا على تطوير ديمقراطيتنا فأعطيناها صفة التوافقية، على أن هذا النمط يحتاج الى اضافات مستمرة. كما ينبغي علينا جميعا أن نسعى ليكون الجميع مرتاحا، ولا يشعر أحد بأنه مهمش. ولئن كان من المفارقات أن بلدا مهما كلبنان يبدو سريع العطب، فإننا نفسر ذلك بأن مسألة التركيبة اللبنانية هي على شبه مع موضوع التوافق المطلق بين الفرد والجماعة وهو الموضوع الذي كرس له أفلاطون جزءا من كتاباته. غير أننا نجد دعما معنويا في حالتنا الوطنية في تلك الآية الإنجيلية التي تشير إلى أن الروح مستعد غير أن الجسد ضعيف".

واردف:"إن لبنان قادر على تجاوز صعوباته شرط أن يعيش بحسب الروح، روح الجماعة بل أيضا روح الله الذي يوحد الجميع. في هذه المناسبة السعيدة التي تجمع عددا من شخصيات أبرشيتنا حول شخصكم، سعادة القائم بالأعمال، ومعاونيكم، نؤكد أن لبنان يبقى بحاجة لأخوته ولأصدقائه المخلصين وفي طليعتهم فرنسا التي كانت في قداسنا هذا الصباح موضوع صلاتنا. منذ السنوات الألف التي نعرف فيها بعضنا البعض، كانت فرنسا معنا بدون تردد، وبدون مقابل. ونحن بدورنا أحببنا فرنسا في حالات مجدها كما في حالاتها العصيبة. ولقد تقاسمنا معا قيما مشتركة للانسانية، والعدالة والحق والحرية".

وتابع:"لقد كانت فرنسا دائمة الحضور لدعمنا في كل أزماتنا. وها هي اليوم معنا من باريس إلى نيويورك، ومن بيروت إلى جنوبي لبنان. وإننا لممتنون لها ولمواقفها الثابتة تجاهنا، أمس واليوم وغدا. وفي هذه المناسبة التقليدية التي تجمعنا اليوم وأنتم تشاركوننا فيها للمرة الثانية، اسمحوا لي، يا سعادة القائم بالأعمال، أن أؤكد تعلق لبنان والكنيسة المارونية وأبرشيتنا في بيروت ببلدكم النبيل والغالي، راجيا نقل مشاعرنا الصادقة إلى فخامة الرئيس ساركوزي، وإلى حكومتكم الكريمة، وإلى سعادة السفير دوني بياتون، الموجود في باريس لضرورات وطنية. أرفع كأسي لتحيتكم وللتمني لفرنسا وللبنان بحياة دائمة".

كلمة السفارة الفرنسية

ثم ألقى القائم بأعمال سفارة فرنسا ديدييه شابير كلمة جاء فيها: "نحتفل اليوم بعيد انتقال السيدة العذراء، والقداس المقام بهذه المناسبة على نية فرنسا يشكل إطارا للقاء دافئ وعميق ولتبادل روحاني بين الطائفة المارونية وفرنسا. اسمحوا لي، يا صاحب السيادة، أن أقول لكم كم يسعدني ويشرفني أن ألتقي بكم مجددا وأن أحضر إلى هنا على رأس الوفد الفرنسي" مضيفا "إن استقبالكم وعاطفتكم تجاهنا والصلوات التي رفعتموها للتو على نية فرنسا تؤثر بنا أشد تأثير وأنا أشكركم عليها من صميم قلبي".

وقال:"ان اختيار هذا التاريخ، أي الخامس عشر من شهر آب، حافل بالمعاني والرموز بالنسبة إلينا نحن الفرنسيين. منذ زمن بعيد، عام 1638 على وجه التحديد، قطع الملك لويس الثالث عشر عهدا بتكريس فرنسا إلى العذراء مريم، بعد أن ولد له ابن أصبح في ما بعد لويس الرابع عشر، وهو الذي قام بعد بضعة أعوام بتجديد معاهدة المتياز الموقعة بين فرانسوا الأول وسليمان القانوني من أجل حماية مسيحيي الشرق. وهكذا بقي يوم 15 آب يوم عيد وطني في فرنسا حتى عام 1880.

ولكننا لم نأت إلى هنا اليوم لنستذكر تاريخ فرنسا، بل لنشهد على علاقات المحبة القديمة والعميقة التي ربطت على مر الزمان ولا تزال، بين الشعبين الفرنسي واللبناني في جميع مكوناتهما. الجميع يعرف، في لبنان كما في فرنسا، الروابط التاريخية التي تجمع ما بين بلدينا، كما أن الجميع يدرك الدور الذي تؤديه الطائفة المارونية في توطيد هذه العلاقات وهي علاقات لم تضعف أبدا منذ قرون عديدة".

وأضاف:"وقد شهدت الزيارة التي قام بها غبطة البطريرك الكاردينال نصرالله صفير الى فرنسا من 14 الى 18 حزيران الماضي على تمسك فرنسا بالكنيسة المارونية. فقد عبر كل من رئيس الجمهورية ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية، عن بالغ تقديرهم للحوار مع غبطة البطريرك الذي يقدم تحليلات هي موضع اعتراف وتقدير نظرا إلى حكمتها. وبالإضافة إلى التأكيد على صداقة فرنسا التي لا تتزعزع والى الإشادة بدور البطريرك الشخصي، خص مسيحيي فرنسا والجالية اللبنانية غبطة البطريرك باستقبال حار.

بعيدا عن شؤون السياسة وشجونها، تجذرت العلاقة بيننا في اللغة الفرنسية التي نتشاطرها والتي تدافعون عنها، شأنكم شأن كنيستكم وطائفتكم الكريمة، بكل شغف في مدارسكم وجامعاتكم. إن هذه المؤسسات هي مركز إشعاع وتميز للغتنا وثقافتنا. ستبقى فرنسا على التزامها بتعليم الفرنسية، وبالتعليم باللغة الفرنسية على الصعيدين المدرسي والجامعي. وهذا ما أكده رئيس الجمهورية السيد نيكولا ساركوزي للبطريرك نصرالله صفير. وأنتم يا صاحب السيادة تعملون على تفعيل تعليم الفرنسية والتعليم بالفرنسية وتساهمون في الجهود الهادفة إلى المحافظة على هذه اللغة، التي تحمل في طياتها قيما أساسية، كجسر ما بين شعبينا وثقافتينا".

واشار الى ان الفرنكوفونية في لبنان "تتمتع بحيوية كبيرة، ومن المتوقع أن يكون لبنان أول دولة عضو في المنظمة الدولية للفرنكوفونية توقع ميثاقا لغويا، خلال قمة مونترو في شهر تشرين الأول المقبل. كذلك، بعد نجاح معرض " فرنسا في لبنان " وانعقاد المؤتمر الإقليمي للمسؤولين في وكالة "كامبوس فرانس" التي تعنى بتحفيز التعليم العالي الفرنسي، بحضور الوزير المسؤول عنها، السيد ايريك بيسون، من شأن معرض الكتاب الفرنكوفوني أن يشهد على حيوية لبنان ودوره المحوري في تنظيم أحداث فرنكوفونية ذات بعد دولي.

لقد عاش لبنان يا صاحب السيادة منذ لقائنا في 15 آب 2009 سنة حافلة بالأحداث. فقد قام دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري بتشكيل حكومة في شهر تشرين الثاني الماضي وقدم بيانا وزاريا تبناه مجلس النواب بتاريخ 4 كانون الأول الماضي. ومنذ ذلك الحين، تعمل حكومة الوحدة الوطنية على انجاز الإصلاحات الضرورية لتحديث البنى التحتية والدولة اللبنانية. يجدر التنويه بأن الحكومة وافقت على الموازنة وينتظر الآن إقرارها من قبل مجلس النواب. وقد قام معالي وزير الداخلية السيد زياد بارود بتنظيم انتخابات بلدية تنظيما ناجحا مرة أخرى، وقد أتاحت هذه الانتخابات تجديد الهيئات المحلية تحضيرا لقانون اللامركزية بعد ذلك.

إلا أن هذه الخطوات العديدة التي تظهر التقدم الحاصل، والتي كان يصعب تخيلها منذ عام، بدأ يعكرها مناخ الريبة الذي أخذ يحيط بالمحكمة الخاصة بلبنان. أود أن أذكر هنا بأن تشكيل المحاكم الدولية يتطلب، كشرط أساسي، اتخاذ قرار بهذا الشأن من جانب المجتمع الدولي. وفي ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان، أدى القرار 1757 هذه الغاية. في ما بعد، تصبح هذه المحاكم آليات مستقلة، ولا يتوقف عملها إلا عند تحقيق العدالة. لذا، تدعو فرنسا كافة الأطراف اللبنانية إلى احترام عمل العدالة في سعيها إلى إجلاء الحقيقة، ضمن ذهنية غير منحازة قائمة على الوفاق والتهدئة. يتعين على الجميع أن يعملوا لتحقيق هذا الهدف من دون التشهير المتبادل، بل على العكس في جو من المسؤولية والسعي للحفاظ على المصلحة الوطنية".

وتابع:"على الصعيد الإقليمي، إن زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى دمشق في 22 كانون الأول 2009 فتحت الباب أمام إقامة علاقة مؤسساتية بين دمشق وبيروت، تمت ترجمتها على أرض الواقع في 18 تموز الماضي لدى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية إلى دمشق برفقة 13 وزيرا وتوقيع 17 اتفاقا ثنائيا. وقد شكلت زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت بتاريخ 30 تموز مناسبة لعقد قمة ثلاثية مع الرئيس سليمان. وقد كان هذا اللقاء مؤشرا قويا لتجنيد الطاقات الاقليمية من أجل الحفاظ على استقرار لبنان. شكلت هذه القمة نجاحا أكيدا للرئيس سليمان ورئيس مجلس الحكومة، كما أدت الى تمتين حكومة الوحدة الوطنية.

بعد الحادث الخطير الذي وقع في العديسة في الثالث من شهر آب، أود أن أعيد التأكيد على التزام فرنسا باستقرار جنوب لبنان. لقد كثفنا اتصالاتنا الأسبوع الماضي مع كافة الأطراف، داعين اياهم إلى التحلي بالمسؤولية واحترام الخط الأزرق. يجب بذل كافة الجهود من أجل تجنب تكرار مثل هذه الأحداث وتجنب أي تصعيد للعنف من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة. إن كل الجهود التي نبذلها في اتصالاتنا مع السلطات اللبنانية والاسرائيلية تذهب في هذا الاتجاه، ونحن ننتظر التقرير النهائي لليونيفيل خلال الأيام المقبلة، الذي سيتيح تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات المناسبة.

سيتم نشر هذا التقرير قبل بضعة أيام من النقاش في مجلس الأمن بشأن التجديد لليونيفيل، علما أن فرنسا تبقى من المساهمين الأساسيين فيها. في هذا السياق، أود أن أذكر بأن فرنسا تتمسك بالتطبيق الكامل والتام للقرار 1701 كما أنني أعيد التأكيد على إدانتنا لكافة الخروقات للقرار 1701، بما في ذلك الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية والاحتلال الاسرائيلي للقسم الشمالي من بلدة الغجر، ولكن أيضا الأحداث التي تعرضت لها اليونيفيل في شهري حزيران وتموز الماضيين. وأعيد التأكيد هنا على أن مبدأ حرية الحركة لليونيفيل ضروري ولا جدل فيه.

في هذا السياق المضطرب، من الأهمية بمكان، أكثر من أي وقت مضى، أن يتم أخذ كافة التدابير الضرورية من أجل جمع كافة المجموعات اللبنانية حول مشروع مشترك. وأنا أعرف جهودكم وجهود مجلس الأساقفة والكنيسة المارونية بأسرها من أجل أن يبقى هذا "البلد الرسالة"، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، مثالا للتعايش السلمي، وهنا تكمن كل فرادة لبنان وغناه. فلطالما شجعت الكنيسة المارونية كافة الأفرقاء، أيا كانوا، على تقديم المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر. وقد عمدتم يا صاحب السيادة إلى تكرار رسالة التسامح والكرامة هذه على مسامع الجميع في لبنان وخارج حدوده، على مسامع الجالية المارونية في الخارج التي تنبض حيوية ودينامية".

وتابع:"أغتنم هذه الفرصة التي سنحت لي اليوم لأذكر بدعم فرنسا لفخامة رئيس الجمهورية، السيد ميشال سليمان، ولكافة المؤسسات اللبنانية وقد تم التعبير سياسيا عن هذا الدعم منذ مطلع السنة من خلال العديد من الزيارات، وأذكر بعضها على سبيل المثال: بعد افتتاح رئيس الوزراء السيد فرانسوا فيون لدورة الألعاب الفرنكوفونية، عرف السيد جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ، كيف يخاطب قلوب اللبنانيين ويؤثر فيهم في الصميم. وتبعه بعد ذلك رئيس الجمعية الوطنية ووزراء الدفاع، الخارجية والشؤون الأوروبية، الهجرة والهوية الوطنية. وجاء استقبال رئيس الجمهورية بتاريخ 10 آب لدولة الرئيس سعد الحريري في مكان إقامته خلال إجازته ليشهد على التزام فرنسا الدائم والثابت إلى جانب المؤسسات اللبنانية. علاوة على هذا الدعم السياسي، نحن نستمر في مساعدة السلطات اللبنانية في عملها الرامي الى تعزيز المؤسسات. ففي أثناء زيارة دولة الرئيس سعد الحريري الى فرنسا في شهر كانون الثاني المنصرم، أكد رئيس الجمهورية السيد نيكولا ساركوزي على استعداد فرنسا لتقديم كافة التجهيزات الضرورية للجيش اللبناني. كما واقترح وزير الدفاع الفرنسي السيد هيرفيه مورين خلال زيارته إعادة تجهيز المروحيات اللبنانية وتقديم 100 صاروخ أرض-جو. بالإضافة إلى ذلك، تبقى فرنسا بكل عزم وتصميم منخرطة في تطبيق مقررات مؤتمر باريس 3 ، ومن شأن الجهود اللبنانية المتعلقة بالإصلاحات في مجال الاتصالات والكهرباء أن تتيح دفع المساعدات الموعودة".

وشدد على ان فرنسا تبقى إلى جانب اللبنانيين، وتستمر في الاصغاء لهم جميعا. رسالتها هي هي: نبذ العنف بمختلف أشكاله، وتشجيع الحوار الداخلي اللبناني وتمكين كافة المؤسسات من أن تمارس عملها على نحو طبيعي ومن دون عوائق. وهذا هو الموقع الذي نجدكم فيه. أود بهذا الصدد أن أستشهد بخطاب الجنرال ديغول في بايو: "بعد المحن ظهرت الدولة من جديد. وهي الدولة الشرعية، لأنها ترتكز على مصلحة الوطن وما يشعر به. الدولة المصانة حقوقها وكرامتها وسلطتها وسط العوز والمخططات، الدولة المحصنة من التدخلات الأجنبية، القادرة على إرساء الوحدة الوطنية من حولها وجمع مختلف القوى الموجودة في البلاد واستكمال إنجاز النصر والتعامل على أساس من الندية مع باقي الدول الكبرى في العالم والمحافظة على النظام العام وضمان تحقيق العدالة وإطلاق عملية إعادة الإعمار."

وختم قائلا:اسمحوا لي مجددا باسم السفارة الفرنسية أن أتوجه من سيادتكم بالشكر الجزيل لاستقبالكم لنا وأن أحيي كافة الشخصيات المرموقة التي يشرفنا وجودها اليوم معنا. أشكركم".

 

الموسوي: التقليل من شأن معطيات "حزب الله" مرافعة مجانية عن المتهم الاسرائيلي

ملاحقة شهود الزور امر اساسي ونرفض توجيه اي اتهام لنا بل نحن من نتهم الذين تآمروا على لبنان

مواجهة العديسة أكدت ضرورة التكامل والتآزر بين المقاومة والجيش

وطنية - 15/8/2010 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال الإفطار السنوي ل"هيئة دعم المقاومة الإسلامية" في فندق "بلاتينيوم" في صور، "أن ما قدمه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله من القرائن والمعطيات هو أقوى من ناحية كونه قرينة مما قدمه ديتليف ميليس وغيره، في حين أن فرضيات اقل من ذلك بكثير استدعت التحقيق مع ضباط سوريين ومسؤولين لبنانيين، وزجت أربعة ضباط عسكريين وأمنيين كبار في السجن على مدى أربع سنوات"، داعيا إلى "خطوات عملية في مجال التحقق من فرضية وقوف الإسرائيليين وراء اغتيال الرئيس الحريري"، معتبرا "أن البعض في لبنان لم يمارس استخفافا بل كان مسفا حينما استهزأ بالقرائن المقدمة من حزب الله، لأنه لم يعكس إلا حاله التي تدعو إلى الاستهزاء ولأنه خفيف لا يحسب له حين احتساب الكبار".

وأكد "أن التقليل من شأن المعطيات والقرائن التي قدمت في مجال اتهام إسرائيل او التوهين بها، هو مرافعة مجانية عن المتهم الإسرائيلي، وأن التصرف على بديهية استبعاد اسرائيل عن اغتيال الرئيس الحريري هو اساءة إلى صورته".

واعتبر "أن المباشرة في ملاحقة شهود الزور ومحاكمتهم هو أمر أساسي، لا يجوز فيه للقضاء اللبناني أن يتقاعس عن القيام بمسؤولياته وواجباته تحت أي ظرف من الظروف"، داعيا الى "ملاحقة شهود الزور ومن آواهم ومولهم ووضع لهم رواياتهم المضللة، وفي حين لم يحصل ذلك فلن يكون هناك حقيقة او عدالة".

ورفض "اي توجيه لاصابع الاتهام إلى حزب الله ان كان في قضية اغتيال الرئيس الحريري او غيرها، لان حزب الله هو الذي يرفع أصابع الاتهام في وجه الذين تآمروا على لبنان وشعبه وعلى الرئيس الحريري في حياته ومماته، وهو الذي بذل الدم غاليا من اجل القضايا الوطنية، وهو الامين على مسيرة طويلة من الشهداء لا تزال تضم عشرات الآلاف من المجاهدين الأباة والأبطال الذين كتبوا بسواعدهم سطور الانتصار في زمن امة كان فيها الانتصار سراب بقيعة".

من ناحية ثانية، اعتبر الموسوي "أن الاقتصار على امكانات الدولة وحدها في مواجهة العدوان الإسرائيلي هو أمر غير ممكن لان الاجهزة الرسمية "السلطة" بحاجة إلى تدخل مباشر من المجتمع الاهلي "ركن الشعب" لينخرط ويقف إلى جانبها، وهو العنوان الذي يشكل الركن الثاني من أركان معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" بعدما اقر به من كان لا يزال منكرا له حتى الآن"، مشيرا إلى "أن مواجهة العديسة أكدت ضرورة التكامل والتآزر بين المقاومة والجيش على مستوى الإمكانات القائمة وتبادل الخبرات الممكنة والاصطفاف جنبا إلى جنب في مواجهة العدوان الإسرائيلي". ورأى "ان مواجهة العديسة أظهرت أن سلاح المقاومة ليس مستهدفا بوصفه سلاحا غير منخرط في اطار مؤسسات الدولة الرسمية، بل بوصفه إرادة تصد للعدوان الإسرائيلي"، لافتا الى "انه في الوقت الذي شهر فيه الجيش اللبناني سلاحه الشرعي والرسمي في مواجهة العدو الاسرائيلي، قامت قائمة العالم الغربي لتستنكر على الجيش هذا الأمر، في حين دعت بعض الأصوات إلى محاكمة جنوده وضباطه الذين أطلقوا النار على الإسرائيليين بينما نجد ان هذا العالم تلقى، وبسعادة بالغة، حفل تقديم الشاي للجنود الإسرائيليين حين دخلوا ثكنة مرجعيون إبان عدوان تموز 2006". ورأى "ان الحملة على الجيش اللبناني والتلويح بمنع تسليحه ووقف المساعدات العسكرية له هو رسالة واضحة تفيد أنه بحسب الدول الغربية والادارة الاميركية ممنوع ان يكون في لبنان اي سلاح يمكن ان يتصدى لمواجهة العدوان الاسرائيلي، اكان سلاحا للمقاومة أو للجيش اللبناني"، معتبرا "أن المشكلة ليست في حوزة من يكون السلاح وإنما إلى أي وجهة يتم توجيهه".

 

عدالة واستقرار

علي حمادة/النهار

منذ  اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من فضيحة شريط ابو عدس، وانفجار المطالبات بلجنة تحقيق دولية، ثم بمحكمة دولية لكشف الحقيقة ومقاضاة المسؤولين عن هذا الاغتيال والاغتيالات الاخرى التي أمكن التحقق من ترابطها، طرحت معادلة العدالة او الاستقرار. ومع تزايد الاغتيالات  التي اصابت فريقا واحدا محددا في المسرح السياسي اللبناني، كان هناك من يحذر من ان مواصلة النضال من اجل كشف الحقيقة، ثم احقاق العدل بواسطة المحكمة الدولية هو بطاقة عبور لمزيد من القلاقل والاغتيالات وصولا الى الفتن. وفي هذا المجال انطلقت معركة العدالة منذ اليوم الاول الذي اعقب جريمة اغتيال الحريري، فقد طرحت فكرة لجنة تحقيق عربية بديلا من لجنة تحقيق دولية، ثم انطلقت معركة تحويل لجنة تقصي الحقائق برئاسة المحقق بيتر فيتزيرالد الى لجنة تحقيق دولية تحمل تفويضاً من مجلس الامن، ثم تطور الموقف مع تطور التحقيقات وتأكد المجتمع الدولي أن ما جرى وخرج من التحقيقات يعتدّ به من اجل الشروع في إنشاء محكمة دولية تعمل في اطار سلسلة قرارات دولية تبدأ بالقرار 1373 المتعلق بمكافحة الارهاب، وذلك بعدما صنفت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري جريمة ارهابية وجب على المجتمع الدولي ان يتعاون لايجاد آليات لكشف حقيقة الجريمة، والمتورطين فيها ثم سوقهم الى محكمة دولية في ظل عجز لبنان عن تحقيق العدالة.

 لم تنطلق معركة العدالة مع بدء السيد حسن نصرالله مطالعاته التلفزيونية، بل في كل محطة سياسية او امنية (اغتيالات) كانت العدالة محور المعركة وقلبها. من اغتيال سمير قصير، الى اغتيال جبران تويني، وصولا الى اغتيال بيار الجميل. ولعل محاولة اغتيال المقدم سمير شحاده، ثم اغتيال النقيب وسام عيد، أتتا في سياق الحرب التي شنت على المحكمة.

وقد كانت حرب تموز في احد جوانبها جزءا من الخطة لقلب الواقع السياسي في لبنان وتعطيل مسار التحقيق والمحكمة، ثم كانت الازمة الحكومية وانسحاب وزراء "حزب الله" و"امل"  واغلاق مجلس النواب بشكل غير دستوري لا سابق له لمدة 16 شهرا ونيف، جزءا مكملا  للحرب على العدالة في لبنان. الى ان انتهت الامور بغزوات 7 و11 ايار 2008.

في الفصل الاخير من الحرب على العدالة، انتقال من المواجهة الاقليمية للمحكمة التي لم يعد من الممكن استمرارها علنا، الى مواجهة محلية بقوى داخلية مسلحة قادرة على طرح خيار العدالة او الاستقرار، وفي الوقت عينه التملص من الضغوط الدولية التي تسهل ممارستها على الدول بفعل تكوينها المحلي المستند الى واقع شعبي لبناني لا يرقى اليه شك. هكذا انتقل لبنان من واقع ان العدالة تدمر العلاقات اللبنانية - السورية، الى واقع ان العدالة تفجر الفتنة الداخلية في لبنان، وخصوصا ان تنظيما مسلحا ملاحقاً في معظم دول العالم هو الطرف المعني بطرح المعادلة. وهو متغلغل في طول البلاد وعرضها ومستعد لجر البلاد نحو فوضى يتغذى منها. عندما اغتيل كمال جنبلاط طرحت معادلة العدالة او السلامة، وقد اختيرت السلامة. وتتابعت الاغتيالات وجلها من مصدر واحد، وباسم المصلحة العامة والسلامة جرى تناسي العدالة. الى ان اغتيل الرئيس رفيق الحريري. فتغير المعطى. اليوم يقولون اتهموا اسرائيل فتبتعد الفتنة وتسلموا. وجوابنا: عين الفتنة  ظلم ذوي القربى، وان تستمر الجريمة السياسية الارهابية في لبنان من غير محاسبة!

 

تدريبات إسرائيلية على حرب العصابات في بيئة تشبه جنوب لبنان

نهارنت/أجرى الجيش الإسرائيلي امس تدريبات عسكرية في بيئة حرجية يفترض ان تشبه جنوب لبنان، في اطار مناورة عسكرية على الحدود مع جنوب لبنان وسوريا، وهي الأولى من نوعها يجريها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشماليّة . وعرضت القنوات التلفزيونية الاسرائيلية مشاهد من تدريبات على حرب العصابات في قواعد عدة، وتحاكي المناورة احتلال قرية مشابهة لتلك التي قد يعمل فيها الجيش في كل من لبنان وفلسطين وافغانستان والعراق. وبثت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي للمرة الاولى صوراً لجنود من مشاة البحرية الاميركية "المارينز" في مناورة مشتركة مع جنود اسرائيليين في اطار دورة قادة خلايا لاحد الوية المشاة في الجيش الاسرائيلي. وتهدف المناورة التي تجري في قاعدة "تساليم" الى السيطرة على قرية في النقب مشابهة لمناطق قد يقاتل فيها الطرفان في اطار استفادتهما من خبرتيهما في مواجهة حرب العصابات داخل المدن بناء على التجربة التي راكماها في كل من لبنان وفلسطين وافغانستان والعراق. وأشارت المحطة الى ان القوات الاميركية التي تشارك في المناورة تستعد للانطلاق للقتال في افغانستان. وقالت إن العلاقة بين الجيشين الأميركي والاسرائيلي لن تقتصر على التدريب "فربما يجد الجنود انفسهم يحاربون جنباً الى جنب ضد عدو مشترك إذا أجبرتهم تقلبات منطقة الشرق الاوسط على ذلك". واوردت مصادر صحافية أنّ المناورة الاسرائيلية الجديدة تشمل 132 مدينة وبلدة في الأراضي الفلسطينية، وتنصّ على سيناريو التعرض لهجمات صواريخ مزوّدة رؤوساً كيميائية تشنّها سوريا على تلّ أبيب وقذائف صاروخيّة فلسطينية على محطة كهربائية في عسقلان وهجوم على مدرسة ومطاردة انتحاري، كما سيتم تدريب المستشفيات على استقبال خمسة آلاف شخص.

 

شتروغر أكّد أنّ الوضع في الجنوب هادىء: لبنان وإسرائيل لا يريدان الحرب ومتمسكان بالقرار 1701

نهارنت/أكّد مدير الشؤون المدنية والسياسية في "اليونيفيل" ميلوش شتروغر أنّ "الوضع في الجنوب هادىء"، مشدّدا على أنّ "الجانبين اللبناني والاسرائيلي أبلغا "اليونيفيل" أنّهما لايريدان الحرب ولا الاستمرار بالتوتر، وانهما متمسكان بالقرار 1701 والتعاون مع القوات الدولية". شتروغر قال في حديث الى قناة "NBN" أن "لا معلومات لدينا عن تحركات كبيرة للإسرائيليين على الحدود مع لبنان بعد حادثة العديسة، فلم نر منشآت إسرائيلية جديدة، وما يفعله الجيش الإسرئيلي من تمرينات هو أمر عادي"، لافتاً الى أن "قوات "اليونيفيل" بنت علاقات جيدة، خاصة مع الجيش اللبناني، والتعاون القوي بين "اليونيفيل" والجيش أثمر هدوءاً على الأرض". كما شدّد شتروغر على "ضرورة أن نأخذ بجدية ما يقوله جميع الأطراف، ولكن الأساس يبقى القرار 1701 الذي وافقت عليه كل الأطراف، وهو المفتاح الذي يُبقي الأوضاع هادئة". وأكّد على أن لا تواصل ل"اليونيفيل" مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مشيرا الى انه لا يعرف ماذا سيحصل فيما لو اتهمت اسرائيل باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

 

آسارتا اكد التعاون مع الجيش وعودة الامور الى طبيعتها على طول الخط الازرق

نهارنت/أكد قائد قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" الجنرال البيرتو آسارتا التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني من اجل استمرار الهدوء على طول الخط الازرق حيث الوضع طبيعي وعادي في ظل استمرار قوات اليونيفيل تقديم الخدمات وإنجاز المشاريع الانمائية والخدماتية للسكان المحليين في مناطق عمل هذه القوات.

ورفض آسارتا، خلال رعايته افتتاح طريق في الجنوب، التطرق الى احداث العديسة الاخيرة التي أدت الى استشهاد جنديين لبنانيين والصحافي عساف ابو رحال مكتفيا بالقول ان التحقيقات ما زالت مستمرة لجلاء الحقيقة، وان الامور عادت الى طبيعتها في هذه النقطة وعلى طول الخط الازرق حيث الاستقرار والهدوء يعم المنطقة بأكملها. 

 

بيضون: لدى حزب الله سيناريو سلمي وسيناريو حربي للمرحلة المقبلة

 يقال نت/الأحد, 15 أغسطس

كشف النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث الى اذاعة "الشرق" "ان فريق المعارضة يتهيأ لتقديم عشرة نواب عريضة بناء على اطروحة وزير العدل السابق عدنان عضوم تشكك في النظام الاساسي لإنشاء المحكمة الدولية وتقول انها غير دستورية، وهذه فكرة سطحية".

وقال: "إن موضوع المحكمة كان يمكن البحث فيه منذ 5 سنوات بالطريقة التي تمكن من كشف هوية من اغتال الرئيس الحريري ومن هدد الاستقرار في لبنان وليس بعد 5 سنوات وبعد سنة ونصف سنة على عمل المحكمة الدولية، وهذا الأمر لا يقنع احداً". واعتبر ان كلام السيد نصرالله ان المحكمة اسرائيلية لا يقنع احداً". وانتقد الهجمة على وزير الدفاع إلياس المر، داعياً "حزب الله" الى إدارة الامور "بشكل منطقي ومختلف وممارسة عمله بوسائل عمل ديموقراطية وليس بوسائل ارهابية". وكشف "ان لدى حزب الله سيناريو سلمياً في المرحلة المقبلة، كما لديه سيناريو حربي، والسيناريو السلمي هو اذا لم يستجب الحريري للانسحاب من الحكومة يلجأ الى الضغط على جنبلاط للانسحاب ويشكّل حكومة من دون سعد الحريري"، مشدداً على ان احداً من الطائفة السنية لن يجرؤ على تجاوز دم الرئيس الحريري، ووليد جنبلاط مهما قالوا عنه ومهما اخضعوه للتهديد والإرهاب لن يتجاوز موقف السعودية، وفي حال نجاح هذا السيناريو ستدخل البلاد في أزمة تشكيل حكومة ربما تمتد سنوات وتتبعها انهيارات امنية واقتصادية". واعتبر ان "من غير الممكن ان يكون جنبلاط التقى فيلتمان في باريس من دون التشاور مع سوريا ومع حزب الله، والحزب يعتمد في المرحلة المقبلة على مبادرة جنبلاطية او مبادرة مشتركة مع الرئيس بري، وأن سكون الرئيس بري وكتلته في موضوع المحكمة يأتي منسجماً مع الموقف السوري".

 

مقتل "أمير فتح الإسلام": خطوة ايجابية لتصفية بقايا "فتح الاسلام" رغم الاسرار التي دفنت معه

نهارنت/تمكنت مخابرات الجيش امس من النيل من عبد الرحمن عوض الذي شغل منصب أمير تنظيم "فتح الاسلام" بعد شاكر العبسي. وفي التفاصيل، ان عوض ومساعده غازي فيصل عبدالله الملقب "أبو بكر مبارك" وقعا في مكمن أعدته لهما مخابرات الجيش في شتوره فيما كانا يحاولان مغادرة لبنان الى سوريا بهويات مزورة. وما إن أدركا أنهما وقعا في الفخ حتى بادرا الى اشهار مسدسيهما واطلاق النار، فرد عناصر المكمن عليهما بالمثل مما أدى الى مقتلهما على الفور. وأفادت صحيفة "النهار" ان عوض الذي نشأ في مخيم عين الحلوة سقط في عملية استدراج محكمة ومتقنة، وإن لم تكن ناجحة مئة في المئة، اذ ان المطلوب كان اعتقاله حياً لأخذ كل المعلومات المتعلقة بملف "فتح الاسلام". وبعد الانباء عن مقتله بقي الوضع في المخيم هادئاً وطبيعياً. وتردد ان أحد اشقائه محمود لاملقف "ابو نزار" توجه مع عناصر امنية الى شتورة للتعرف الى هوية شقيقه. وقالت مصادر مواكبة لملف "فتح الاسلام" لصحيفة "النهار" ان القضاء على عوض هو "خطوة ايجابية تتمثل بتصفية بقايا "فتح الاسلام" باعتبار ان عوض هو الرأس الاخير لهذا التنظيم بعدما حل مكان المسؤول السابق شاكر العبسي. في المقابل، ذكرت صحيفة "الحياة" انه "واذا تم التأكد من مقتل عوض، ستكون اسرار كثيرة قد دفنت معه". فالى ورود اسمه في مذكرات كثيرة تتعلق بتفجيرات دموية والتخطيط لاعمال ارهابية، اشارت محطات تلفزيونية لبنانية امس الى افادات عناصر اصولية معتقلة على ذمة اعمال راهابية عدة تضمنت ان هؤلاء سمعوا ان عوض تحدث عن اغتيال النائب وليد عيدو واللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد. وكانت المعلومات التي توافرت لمخابرات الجيش منذ ثلاثة اسابيع ان عوض ينوي مغادرة مخيم عين الحلوة في اتجاه العراق عن طريق سورية براً، بعدما ضاقت به سبل الحياة، خصوصاً انه ملاحق باستمرار وعلى خلاف مع حركة "فتح»" و "عصبة الانصار" وخاف على نفسه من ان يبيعه اقرب الناس اليه لتسليمه الى الاجهزة الامنية اللبنانية، ومنذ ذلك الحين استعدت هذه الاجهزة لاحتمال مغادرته المخيم سراً.

وأفادت صحيفة "الحياة" ان مديرية المخابرات في الجيش خططت لإلقاء القبض عليه حين علمت بمغادرته المخيم امس السبت، برفقة فلسطيني آخر في اتجاه البقاع، وفي العاشرة والنصف قبل الظهر، ولدى توقف المطلوبين ويحملان هوية باسم حسين علي حمزة وأخرى باسم شحادة الجوهري في ساحة شتورة، كان الاتفاق بأن تتوقف لهما سيارة اجرة من نوع "مرسيدس" زيتية اللون من نوع 230 قديمة الصنع. ولدى وصولهما الى داخل السيارة ادركا وقوعهما في كمين مسلح لدى تقدم عناصر مخابرات الجيش التي عرّفت عن نفسها. عندها اخرج المسلحان مسدسين كانا يخبئانهما في الجوارب وأطلقا النار، ما دفع عناصر مخابرات الجيش الى الرد فأردوا المطلوبين ولم يصب احد منهم بأذى.

ونقل القتيلان الى مستشفى الياس الهراوي الحكومي في زحلة، وسارعت وحدات من الجيش والقوى الامنية الى فرض طوق امني حول مكان الحادث وغيرت اتجاه السير، فيما حضرت الادلة الجنائية والشرطة العسكرية التي باشرت تحقيقاتها. واضافت الصحيفة عينها ان الطبيب الشرعي علي سلمان كشف على الجثتين وتبين له ان احدهما مصاب بتسع رصاصات والآخر بثلاث. وسحبت عيّنات من دمهما لاخضاعها لفحص الحمض النووي (دي أن إي). واكتفت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أمس بالإعلان عن "تعقب اثنين من الإرهابيين وعندما حاولت دورية توقيفهما في ساحة شتورة قبل الظهر بادرا الى إطلاق النار باتجاه عناصر الدورية الذين ردوا بالمثل ما أدى الى مقتل الإرهابيين ونقلت جثتهما الى أحد المستشفيات وصودرت الأسلحة المستخدمة والهويات المزورة التي كانت بحوزتهما".

 

عيساوي: لا يوجد جدول زمني لصدور القرار الظني

نهارنت/شددت المتحدثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فاطمة العيساوي، على أنه "لا يوجد جدول زمني لصدور القرار الظني أو مواقيت محددة"، مشيرةً الى ان "المحكمة الخاصة بلبنان تعمل وفق قواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بها والتي وضعها قضاتها بالتوافق مع أرقى معايير العدالة الدولية، وأن توقيت عملياتها أو قراراتها محكوم فقط بهذه الإجراءات وبقوة الدليل وليس بأي عامل خارجي". واعتبرت عيساوي في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" أنه "من غير المفيد لمؤسسة قضائية مثل المحكمة الخاصة بلبنان أن تروج للتكهنات أو أن تكون طرفا في جدال سياسي إذ إن ذلك من شأنه فقط أن يلهينا عن المهمة الأساسية المناطة على عاتقنا وهي محاكمة المسؤولين عن الاعتداء الإرهابي في 14 شباط 2005 فضلا عن اعتداءات أخرى في لبنان بين الأول من تشرين الأول 2004 و12 كانون الأول 2005 أو في الفترة اللاحقة في حال توافر الشروط المطلوبة".

وشددت على أن "التحقيق مشمول بالسرية كما أن هنالك نهجا ثابتا لدى مكتب المدعي العام وهو عدم التعليق على مضمون التحقيقات أو وجهتها وعدم الخوض فيها في المنابر الإعلامية".

وقالت العيساوي: "الأفراد عادة يخشون أو يشككون فيما يجهلونه ونأمل أن تثمر جهودنا في التواصل معهم في تعزيز الثقة بعملنا. نحن نبذل جهودا مكثفة للتعريف بآليات عملنا وشرحها وتوفير أقصى قدر ممكن من المعلومات عن التفويض الخاص بالمحكمة للرأي العالم اللبناني والعربي والعالمي". وردا على سؤال "لماذا لا تضعون حدا للتسريبات الصحافية المتتالية لمضمون القرار الظني وهل صمتكم يعني صحة ما يشاع؟" قالت العيساوي: "فيما يتعلق بما يسمى بـ"التسريبات"، نؤكد أن المحكمة الخاصة بلبنان تأخذ الادعاءات بوجود تسريبات على محمل الجد عندما تكون مستندة إلى أدلة ووقائع كما أن لدينا كامل الثقة في إجراءاتنا الداخلية التي تتيح مراقبة أي سلوكيات تشكل خرقا لقواعد عملنا". وأضافت: "أود أيضا أن أشير إلى أن الجهة الوحيدة التي تملك معلومات دقيقة حول التحقيق هي مكتب المدعي العام. التكهنات من شأنها أن تثير التشويش لدى الرأي العام حول مهام المحكمة وأدائها".

 

السيد حسين: الحكومة لا تستطيع ان تقوم مكان المحكمة الدولية

نهارنت/رأى وزير الدولة عدنان السيد حسين أن على الحكومة درس كل القرائن التي قيلت والتي يمكن ان تُقال حول جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ولكنه لفت الى ان الحكومة لا تستطيع ان تقوم مكان المحكمة الدولية. واشار السيد حسين، في حديث لتلفزيون "أخبار المستقبل"، الى انه في البيان الوزاري هناك فقرة حول تسليح الجيش ووضع خطة لذلك، معتبرا ان الاحداث التي تمر تؤكد ضرورة تسليح الجيش، مشددا على ان هذا الموضوع سيكون محل اجماع وطني. ولفت الى "اننا نريد سلاحا دفاعيا للجيش ودون شروط مسبقة اي انه عندما نقبل سلاحا بشروط نكون نتناقض مع مبدأ السيادة"، مشيرا الى ان "الجيش اللبناني عندما كانت تتاح له الفرص كان يتصدى للعدوان الاسرائيلي". وعن امكان مناقشة قضية شهود الزور خلال جلسة الحكومة المقبلة، اعتبر وزير الدولة انه يمكن ان يُطرح من خلال جدول العمل اي نقطة عند موافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري".

 

الشاهد هسام يعاود الظهور فجأة ويعد بكشف مزيد من المعلومات ومحاميه ينفي أقواله

نهارنت/عاد فجأة إلى الظهور أمس السبت هسام هسام، الذي اعتبره المحقق الدولي الثاني في اغتيال رفيق الحريري، ديتليف ميليس، شاهدا أساسيا في اغتيال الحريري، قبل أن يتراجع عن إفادته ويقول إنه أدلى بإفادة مزورة. وقال هسام طاهر هسام في تصريح لتلفزيون "المنار" التابع لحزب الله أمس، من سوريا حيث يقيم، أن "العميل غسان الجد الذي تحدث عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان بالفعل موجودا وقت الانفجار قرب مصرف (HSBC)، الذي يبعد 400 متر فقط عن موقع الانفجار". وأضاف هسام أيضا في تصريحه، أنه "سيكشف في اليومين المقبلين وفي مؤتمر صحافي، أمورا أخرى تختص بالمحكمة وبالتحقيق الدولي آن وقتها الآن بعد أن وصلت إلى سوريا وأصبحت في مأمن". وقال محامي هسام في قضية اغتيال رفيق الحريري، عمران الزعبي لصحيفة "لشرق الأوسط" إن موكله قام بمداخلة على قناة "المنار" اللبنانية، "بمبادرة شخصية منه". وحول موعد المؤتمر الصحافي الذي قال هسام هسام إنه سيتم خلال يومين وسيكشف فيه مزيدا من المعلومات، قال المحامي عمران الزعبي إنه لا توجد حاليا أي معطيات حول ذلك، إذ لم يتقرر عقد مؤتمر صحافي، مكتفيا بالقول: "عندما يحدد موعد سنخبركم". وكان هسام هسام قد ظهر لأول مرة في دمشق في تشرين الثاني 2005، في مؤتمر صحافي، وقال إنه هرب من لبنان بعد أنه تورط بشهادة زور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري على حد قوله.

 

قاسم: ما فعله "حزب الله" هو معالجة تقصير المحكمة

نهارنت/أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: ان ما فعله "حزب الله" هو معالجة تقصير المحكمة، وقد أصبحنا الآن في مرحلة قرائن جديدة تتهم إسرائيل، وليرنا المعنيون كيفية الاستفادة والوصول الى نتيجة بهذه القرائن. وقال قاسم خلال إفطار امس السبت: "لو كان هناك من عمل جدي للوصول الى نتيجة يتوجب استدعاء الموساد وأعضاء الحكومة الإسرائيلية ومشغلي العملاء وهؤلاء جميعهم يجب أن يحضروا الى المحكمة ويثبتوا أدلتهم وبراءتهم وليقدموا براءاتهم ونحن لن نستبق الامور سننتظر ونرى اذا كانت اسرائيل ستقدم هؤلاء الى المحكمة". ورأى أن هناك من لا يعجبهم أن تتهم اسرائيل ويفسرون التصوير بقضايا قانونية وتقنية وليترك لأصحاب الشأن أن يفصلوا هذه القرائن. أضاف: "الكل مقتنع أن إسرائيل متهمة ولا بد من سلوك الطريق القانوني وعلى هؤلاء أن ينتظروا حتى يروا النتائج معا، والحمد لله قد أزاح المؤتمر الصحافي هذه الغشاوة والموانع واصبحت اسرائيل متهمة وشهود الزور ومعرفة من وراءهم لأنهم لم يضيعوا الحقيقة بل وجهوا الأمور الى الفتنة والمخاطر، وعلى الحكومة أن تكشف هؤلاء ومن وراءهم من العملاء المشغلين من أجل استكمال التحقيق، وبذلك لا يمكن كشف الحقيقة ومخطئ من يحاول اقفال هذا الملف، ونحن سنتابع ونتهم اسرائيل وصولا الى الحقيقة". وقال: "بعد المؤتمر تهمة حصرية ومكشوفة جدا، وقبل المؤتمر تعمية واغفال تام لاتهام اسرائيل. وما فعله "حزب الله" هو معالجة التقصير الذي وقع فيه المسؤولون والمعنيون بالمحاكمات، و"حزب الله" ليس مسؤولا بالبحث عن المتهم أو تقديم المعطيات للمحكمة وهي المعنية بالبحث عن الأدلة وحزب الله لم يتدخل بتقديم القرائن الا بعد استبعاد اتهام اسرائيل ولو عملت المحكمة وكل المتحالفين معها ومن هم تحت تصرفها لوصلت منذ سنوات الى الحقيقة". ورأى "أن المصائب التي تعانيها الأمة الإسلامية والعربية هي بسبب اسرائيل والداعمين، وفي الدوائر احتمال اعتداء اسرائيلي على لبنان أو غزة أو سوريا أو إيران، ويمر هذا العنوان بشكل طبيعي ولو كان أحد من هؤلاء يهدد إسرائيل لاجتمعت الدنيا بينما اسرائيل تهدد ولا أحد يثنيها، وبعد التجربة اكتشفنا أن الحل الوحيد هو المقاومة ولا حل الا بالمقاومة". وراى "ان هدف إسرائيل اسقاط المقاومة والممانعة لفرض شروطها، وكل القرارات الدولية منحازة وتخدم أميركا ومن معها وهي تدخل لعبة الأمم سيطرة القوي على الضعيف ولا محل للشعوب المستضعفة سوى الضغط عليها بقرارات منحازة، والرادع الوحيد لهؤلاء هو المقاومة والذين "يوسطون " أميركا على أنها وسيط نزيه يخدعون أنفسهم كالنعامة. وختم: "ما الفرق بين العميل أو الفهيم اذا كانت النتيجة واحدة وانتصار ال 2006 لن يكون الأخير ولو حصلت معركة سننتصر".

 

عباس هاشم: الإزدواجية في إدارة الحريري لم تعد مقبولة والسكوت ضرره أكبر أحياناً 

الاحد 15 آب

إعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب عباس هاشم أنَّ "أحداً لم يمل على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أي شيء"، مضيفاً: "إنَّ كل ما حصل هو أنَّ صحيفة "السفير" رغبت في نشر ما سربه أحد المقربين من الحريري عنه، وإذ بنا نجد أنَّه حتى الإيحابية رفضت من قبل المحيطين به على ما يبدو، ولم يتحملوا حتى مثل هذا الكلام الذي نشر في "السفير" وأسقطوه ببيانات رسمية"، متوقعاً من الحريري أن "ينتفض على متعددي الولاءات والإلتزامات ممن حوله". وفي حديث إلى قناة "النار" سأل هاشم: "من يخاطب الحريري؟ فإذا كان يخاطب المعارضة فهي ليست الجهة الصالحة، وإذا كان يخاطب جماعته فليوجه الكلام مباشرة"، وقال: "الصمت أحياناً مفيد إلا أنَّ ضرره أحياناً أكبر بكثير، وما نفع سكوت الحريري وكل من حوله يتكلمون؟"، داعياً الحريري إلى "العودة لنمط أداء والده وعمله الذي كان يفهم تركيبة لبنان الداخلية وعلاقاته الإقليمية والدولية"، معتبراً أنَّ "على الحريري تجسيد شهادة والده عبر ذلك".وإذ رأى أنَّ "الإزدواجية في إدارة الحريري وكتلته النيابية لم تعد مقبولة"، أكد هاشم أنَّه "لا يمكن للرئيس الحريري أن يستأثر ويستفرد عن طريق هذا الكم من المغالطات".

هذا، واعتبر هاشم أنَّ "حزب الله أصبح شريكاً في التحقيق الدولي حول قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولم يعد متهماً وعلى هذا الأساس لا بد من إيجاد صيغة تفاهم بين الحزب والقضاء اللبناني تؤمن العدالة المطلقة"، لافتًا في مجال آخر إلى أنَّ "كل التحقيقات التي حصلت خلافاً لمنطق تعددية الفرضيات خصوصًا"، معربًا عن تمنيه بأن "تتوصل الحكومة اللبنانية إلى تسوية في هذا الموضوع قبل موعد الجلسة المقبلة". وفي سياق متصل، دعا هاشم إلى "تشكيل لجنة برلمانية وزارية لبنانية يشارك فيها ممثلون عن المؤسسات الأمنية بالإضافة إلى مشاركة عربية فاعلة، يبدأ عملها بشهود الزور، بالإضافة الى رؤى السيد نصرالله، وبالتالي ترفد المحكمة الدولية بمعطيات مدعومة باثباتات". وعلل هاشم مطالبته هذه بـ"سقوط المحكمة منذ نشأتها ومن خلال ممارستها"، معتبراً أنَّ "هذه المحكمة فقدت عذريتها"، وقال: "علينا معرفة من قتل الرئيس رفيق الحريري من منطلق الواجب الوطني والشرعي، ويجب الاستمرار بالعمل من اجل الوصول الى هذه الحقيقة وصولاً إلى إنهاء مسألة الحكم بوسائل غير شرعية

 

وهاب دعا الحريري للاستقالة سنة: بلمار "كاذب" وعلى وزراء المعارضة سحب تمويل المحكمة او الاستقالة

نهارنت/وصف رئيس تيار "التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار بـ"الكاذب والمحتال"، معتبراً أنَّّ "بلمار يغش الناس بطلب المعطيات التي قدمها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، ومشدداً في السياق نفسه على أنَّ "التحقيق الدولي مسيس".

طالب وهاب، في حديث لتلفزيون "الجديد"، وزراء المعارضة بطرح سحب تمويل المحكمة الدولية، اما اذا لم يوقف التمويل فيجب عليهم الاستقالة، مشيرا الى انه اذا اوقف لبنان تمويل هذه المحكمة فهي ستتوقف. واعلن وهاب ان الجهاز الامني اللبناني الذي سيتفاعل مع القرار الظني للمحكمة "سيُهان ويتكسر وتندعس رقبتو"، معتبرا ان اتفاقيات التعاون مع المحكمة الدولية هي "معاهدات مزورة هرّبها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزير العدل السابق شارل رزق". ورأى الوزير الأسبق ان "القرار الظني المُعد هو انقلاب سنرد عليه بانقلاب ولكن تغيير الحكومة ليس انقلاب"، معلنا ان "مؤسسات الامم المتحدة هي الأسيرة لدينا ولسنا نحن الأسرى عندها". وانتقد وهاب غياب رئيس الحكومة سعد الحريري وسفره في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان، معتبرا انه بات اسير بعض الشعارات، داعيا اياه للاستقالة والرحيل لسنة ويعود بعدها لأن لا مشكلة معه ولديه شرعية في الطائفة السنية. واعلن وهاب انه "اذا عاد الاقتتال الى لبنان ستعود الدبابات السورية اليه"، مشددا على ان هذا رأيه الشخصي، مشيرا الى عودة الوصاية الاقليمية والدولية الى لبنان.

 

 قاسم: ما فعله "حزب الله" هو معالجة تقصير المحكمة

نهارنت/أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: ان ما فعله "حزب الله" هو معالجة تقصير المحكمة، وقد أصبحنا الآن في مرحلة قرائن جديدة تتهم إسرائيل، وليرنا المعنيون كيفية الاستفادة والوصول الى نتيجة بهذه القرائن. وقال قاسم خلال إفطار امس السبت: "لو كان هناك من عمل جدي للوصول الى نتيجة يتوجب استدعاء الموساد وأعضاء الحكومة الإسرائيلية ومشغلي العملاء وهؤلاء جميعهم يجب أن يحضروا الى المحكمة ويثبتوا أدلتهم وبراءتهم وليقدموا براءاتهم ونحن لن نستبق الامور سننتظر ونرى اذا كانت اسرائيل ستقدم هؤلاء الى المحكمة". ورأى أن هناك من لا يعجبهم أن تتهم اسرائيل ويفسرون التصوير بقضايا قانونية وتقنية وليترك لأصحاب الشأن أن يفصلوا هذه القرائن.

أضاف: "الكل مقتنع أن إسرائيل متهمة ولا بد من سلوك الطريق القانوني وعلى هؤلاء أن ينتظروا حتى يروا النتائج معا، والحمد لله قد أزاح المؤتمر الصحافي هذه الغشاوة والموانع واصبحت اسرائيل متهمة وشهود الزور ومعرفة من وراءهم لأنهم لم يضيعوا الحقيقة بل وجهوا الأمور الى الفتنة والمخاطر، وعلى الحكومة أن تكشف هؤلاء ومن وراءهم من العملاء المشغلين من أجل استكمال التحقيق، وبذلك لا يمكن كشف الحقيقة ومخطئ من يحاول اقفال هذا الملف، ونحن سنتابع ونتهم اسرائيل وصولا الى الحقيقة". وقال: "بعد المؤتمر تهمة حصرية ومكشوفة جدا، وقبل المؤتمر تعمية واغفال تام لاتهام اسرائيل. وما فعله "حزب الله" هو معالجة التقصير الذي وقع فيه المسؤولون والمعنيون بالمحاكمات، و"حزب الله" ليس مسؤولا بالبحث عن المتهم أو تقديم المعطيات للمحكمة وهي المعنية بالبحث عن الأدلة وحزب الله لم يتدخل بتقديم القرائن الا بعد استبعاد اتهام اسرائيل ولو عملت المحكمة وكل المتحالفين معها ومن هم تحت تصرفها لوصلت منذ سنوات الى الحقيقة". ورأى "أن المصائب التي تعانيها الأمة الإسلامية والعربية هي بسبب اسرائيل والداعمين، وفي الدوائر احتمال اعتداء اسرائيلي على لبنان أو غزة أو سوريا أو إيران، ويمر هذا العنوان بشكل طبيعي ولو كان أحد من هؤلاء يهدد إسرائيل لاجتمعت الدنيا بينما اسرائيل تهدد ولا أحد يثنيها، وبعد التجربة اكتشفنا أن الحل الوحيد هو المقاومة ولا حل الا بالمقاومة".

وراى "ان هدف إسرائيل اسقاط المقاومة والممانعة لفرض شروطها، وكل القرارات الدولية منحازة وتخدم أميركا ومن معها وهي تدخل لعبة الأمم سيطرة القوي على الضعيف ولا محل للشعوب المستضعفة سوى الضغط عليها بقرارات منحازة، والرادع الوحيد لهؤلاء هو المقاومة والذين "يوسطون " أميركا على أنها وسيط نزيه يخدعون أنفسهم كالنعامة.

وختم: "ما الفرق بين العميل أو الفهيم اذا كانت النتيجة واحدة وانتصار ال 2006 لن يكون الأخير ولو حصلت معركة سننتصر".

 

توقيف كرم "وفق ارقى الاساليب الحضارية": عون "استنفر" نصرالله والاخير نصحه بالتروي

نهارنت/كشفت مصادر أمنية لصحيفة "النهار" ان اعتقال القيادي البارز في "التيار الوطني الحر" العميد المتقاعد فايز كرم جرى وفق ارقى الاساليب الحضارية، اذ تم استدراجه الى لقاء مع رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن الذي كان يتلقى اتصالات هاتفية من كرم. وفي آخر اتصال بينهما طلب الحسن من كرم الحضور الى مكتبه حيث واجهه بملف تعامله مع اسرائيل ثم جرى لاحقاً وبمرافقة مختار المنطقة التي يقع فيها منزل كرم، تفتيش المنزل. وحاول رئيس تتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "استنفار" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمواجهة توقيف كرم، الا ان الأخير نصحه بالتروي باعتبار ان خطوة شعبة المعلومات لا يمكن ان تكون متسرعة. وهذا ما دفع عون الى التروي وعدم التسرع في ردة الفعل.

  

الجميّل: الخلط بين الجيش و"حزب الله" يربك الجيش ويؤثر على صدقية الدولة 

الاحد 15 آب 2010/لبنان الآن/أبدى رئيس "حزب الكتائب" الرئيس أمين الجميل قلقه على الوضع الراهن وخشيته من أن "يتفاقم على الساحة الداخلية ويؤثر على علاقات لبنان الخارجية، بسبب الأزمات المتعددة التي تتخبط بها البلاد"، خاصًّا بالذكر "الأزمة الناشئة من موقف "حزب الله" وحلفائه بخصوص المحكمة ذات الطابع الدولي والقرار الظني المرتقب صدوره وإنعكاساته على الوضع الأمني والحكومي في البلاد".  الجميّل، وأمام وفود شعبية من مختلف المناطق، لفت إلى أنَّ "هناك تخوفًا من إنعكاسات مواقف بعض السياسيين الرسميين التي تثير وتبرر الإزدواجية في المسؤولية الدفاعية عن الوطن بين الجيش وحزب الله"، مضيفاً: "هذه الإزدواجية في المسؤولية والقرارات السيادية من شأنها أن تربك السلطة الشرعية اللبنانية تجاه الحكومات الخارجية والمؤسسات الدولية لأنَّه من غير المنطقي والمألوف على الصعيد الديبلوماسي والقانون الدولي الخلط بين القرارات والممارسات ذات الطابع الرسمي والحكومي والممارسات ذات الطبع الثوري وغير الشرعي". وشدّد الجميّل على أنَّ "الخلط ما بين الجيش و"حزب الله" ووضع الحزب بمصاف الجيش في مسؤولية التعاطي بالأمور الدفاعية على الصعيد الوطني، يشكّل إرباكًا للجيش وخطرًا كبيرًا على أمنه وسلامة عسكرييه، وصدقية الدولة اللبنانية على الصعيد الداخلي كما في علاقاتها الدولية". ولفت إلى "مطلب بعض النواب الأميركيين إعادة النظر بشحنات الأسلحة الأميركية إلى لبنان بعد أحداث العديسة وبحجة الإزدواجية في المسؤولية السيادية اللبنانية ما بين الجيش وحزب الله"، ورأى أنه "على الديبلوماسية اللبنانية الإسراع في معالجة الأمر قبل تفاقمه أكان على الصعيد الأميركي أو على الصعيد الدولي بصورة عامة".

 

جماهير العلاقات المميزة

عـمـاد مـوسـى

لبنان الآن/السبت 14 آب /نحن، مدمني الرياضة، متابعةً وليس ممارسة، تفرحنا وتمتّعنا المباريات النظيفة على ملاعب كرة القدم والسلّة والطائرة وسائر الكرات المستديرة.

ونحن المتعبين من ضغط السياسة ومن منظري القضايا "القومية" الكبرى وحاملي مشاريع التصدي للمؤامرات باسم الأمة وكأنها أمهم وليست أمنا، نحن أيضاً نريد أن نطلق حماستنا لثلاثية من وسط الملعب. نحن الباحثين عن وقت مستقطع  بين حلقة بوليسية وحلقة تخوينية، لنا الحق أن نفرح ونصفق ونصرخ وننحاز إلى منتخب لبنان السلوي ضد أي منتخب آخر يريد أن ينافسنا على كأس الأمين العام السابق للإتحاد الدولي لكرة السلة بوريسلاف ستانكوفيتش. فكيف إذا وُجد منتخبنا في مواجهة منتخب الجمهورية العربية السورية، وبين بدينا وشائج وصلات وعلاقات مميزة يترجمها الجمهوران متى سنحت الفرص موشحات شتائم نابعة من قلوب محبّة.

وفي لقاء الدور الأول من كأس النخبة الآسيوية، إنسحب الفريق السوري إحتجاجاً على موشحات الجماهير اللبنانية التي استقبلت الفريق السوري بضغط إستباقي، فوجدها المنتخب الشقيق مناسبة ذهبية للإنسحاب احتجاجاً، وتغطية لعدم أهليته الحالية لمقارعة المنتخب اللبناني في هذه الدورة على الرغم من وجود لاعب بحجم ميشال معدنلي في صفوف المنتخب الشقيق.

وجاء إنسحاب المنتخب السوري من مباراته مع المنتخب اللبناني "شحمة على فطيرة" الإعلام المتحفّز لتضخيم الوقائع حفاظاً على الوجه الحضاري للرياضة والملاعب وتبييضاً للوجه مع خط الممانعة السياسية... والرياضية.

في المبدأ لا أحد تطربه الشتائم ولا التعابير السوقية الإيقاعية. ولا أحد يستلذ بمتابعة عراك على المدرجات بين المجموعات السياسية والطائفية، وفي الواقع لا يختلف جمهور الرياضة في  لبنان عن أي جمهور عربي آخر أو حتى أوروبي. فالشريحة الكبرى من متابعي الألعاب الشعبية، ككرة السلة وكرة القدم، لم يدوزن شبابها آذانهم على أصابع بيانو يوهان سباستيان باخ، ولا اعتادوا سذاجة كرة الغولف وبلادة رياضات النخب. تضم شريحة الجمهور السلوي فئات متعددة تجد في الملعب متنفساً لتفجير طاقاتها... بلغتها وليس بلغة شعراء الأطياف والملاءات والأحلام والسنوبيسم. غداة انسحاب المنتخب السوري، واحتسابه خاسراً بنتيجة 20 إلى صفر، بحسب القوانين المرعية الإجراء حمَل بعض الإعلام على من وصفهم بالموتورين (طابور خامس) الذين عكّروا صفو العلاقات المميزة بين الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية وبالغوا في التنديد والإستنكار، علماً أن الجمهور نفسه أعد الإستقبال نفسه للمنتخب القطري ومنتخب كازخستان ومنتخبَيْ الفيليبين والأردن... ولم يندد أي وزير بالتصرفات المشينة وبرعونة المتطفلين على الجمهور الرائع الذي ينام على تشايكوفسكي ويصحو على خرير المياه في حنفية من ذهب. نحن مدمني الرياضة النظيفة، نعرف أن "الروح الرياضية" لا تشمل الجماهير الهائجة والمائجة وأن ضبط  ألف لسان في مواجهة سلوية طاحنة شبه مستحيل، لكن ذلك يصبح ممكناً لو كانت العلاقات فعلاً مميزة بين القطر والمقطور.

 

الأعجوبة غير المطلوبة 

النهار/  احمد عياش

القاسم المشترك عند الاسلام والمسيحية ان السيد المسيح كان يتمتع بالقدرة على اجتراح الأعاجيب مثل احياء الموتى واعادة البصر الى العميان و شفاء من يعانون امراضا مستعصية. وهذا من المفيد التركيز عليه اليوم بعد تسوية الخلاف الذي نشب على المسلسل التلفزيوني الايراني الذي بدأت قناتا "المنار" والـ"ان. بي. ان" بعرضه ثم توقفتا بعد احتجاج رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بشارة الراعي والمركز الكاثوليكي للاعلام. ولعله من اعاجيب السيد المسيح ان يتوصل اللبنانيون المعنيون سريعا الى حل للخلاف على المسلسل في وقت يعجزون عن حل الكثير من الخلافات على قضايا اقل شأنا او اكثر اهمية. لذا فان الامر يحتاج الى وقفة تأمل.

وفي يوم تسوية الخلاف على المسلسل الايراني، ولدت اعجوبة لكن لا صلة للسيد المسيح بها، بل هي من صنع "حزب الله" الذي اوفد قيادييه الكبار الى العماد ميشال عون ليؤكد متانة العلاقات بينهما بعد زلزال اكتشاف امر القيادي البارز في "التيار الوطني الحر" العميد المتقاعد فايز كرم الموقوف حالياً بتهمة التعامل مع اسرائيل. وما ينشر هنا و هناك يلتقي عند القول ان اسرار لقاءات عون والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والتي توافرت لكرم صارت عند اسرائيل. وهكذا نحن امام اعجوبة لـ"حزب الله" الذي استطاع احياء علاقة بينه وبين زعيم "التيار الوطني الحر" بعدما خيّل الى كثيرين انها على شفير الموت علما ان العماد عون استخدم واقعة من خانوا المسيح ليقارب حالة القيادي العوني المتهم بالتعامل مع اسرائيل. عند هذا الحد تتوقف الاعاجيب الجديدة. والامور تعود الى سياقها البشري. ومنها كشف "حزب الله"

سراً ثميناً لديه يتعلق بالاستطلاع الاسرائيلي الجوي للطرق التي كان يسلكها الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده في 14 شباط 2005. فالقضية الجديدة لا تحتاج الى اعجوبة لفهم خفاياها بل تحتاج الى خبراء المحكمة الدولية الذين في امكانهم التمييز بين المعطيات الجدية وتلك الزائفة ليبنوا عليها كي يتمكن المدعي العام دانيال بلمار من اعداد القرار الظني الذي ستنطلق معه اعمال المحكمة. ولن يؤدي تمهل "حزب الله" في تسليم الوثائق التي اذاعها السيد نصرالله بعدما طلبها القاضي بلمار الى تغيير حقيقة المحكمة. والا فان "حزب الله" ينتظر اعجوبة ليبلغ هذا الهدف.

في عالم البشر هناك تقنية تتعلق بامكانات ارجاع المشاهد التي تسجلها الاشرطة سواء أكانت تلفزيونية او سينمائية أو غيرها. فلو طبقت اليوم على كل ما يسجل منذ 14 شباط 2005 لكان في الامكان اعادة الزمن الى الوراء عند المرحلة التي كان الرئيس رفيق الحريري لا يزال على قيد الحياة.

وهنا، اذا حصلت اعجوبة وثبت الزمن عند ما قبل الجريمة التي زلزلت لبنان والعالم سيطل الحريري مجددا فيرد على احد الصحافيين الذي يحمل اليه معلومات من "حزب الله" تفيد أن طائرات الاستطلاع الاسرائيلية ترصد الطرق التي يسلكها وأن عليه اخذ الحيطة والحذر قائلا: "اذا كان هذا الكلام دقيقاً فلن يغير في واقع الامر شيئا. فاسرائيل شنت حربين على لبنان منذ اصبحت رئيسا للوزراء.

الاولى عام 1993 والثانية عام 1996. لكنها لم توقف عجلة اعادة اعمار لبنان. كما سمحت بولادة "تفاهم نيسان" بعد الحرب الثانية والذي منح "حزب الله" شرعية دولية في مقاومته الاحتلال الاسرائيلي وذلك بفضل الاتصالات الدولية والعربية التي اجريتها ان كل أذى ستلحقه اسرائيل بلبنان اتعهد أن اقلبه لمصلحة لبنان".

بالتأكيد لن تحصل مثل هذه الاعجوبة. لكن استشهاد الرئيس الحريري اعطى لبنان الاستقلال الثاني وهكذا يستمر الزمن في السير الى الامام. اما الشريط الذي يصوّر الطلعات الجوية الاسرائيلية فهو واحد من مسلسل اشرطة بدأت مع شريط احمد ابو عدس. ومن سيقول كلمته النهائية فيهاهو المحكمة التي لن تنتظر اعجوبة تعاون "حزب الله" معها كي تصل الى لفظ الحكم. المصدر : النهار

 

خبراء حزب الله.. وعزيزي صاهود

الوطن الكويتية/أحمد محمد الفهد

بعدما وجهت اسرائيل اتهاماتها لالياس صعب وهو احد اكبر قواد حزب الله اللبناني.. واتهمته باغتيال الشهيد رفيق الحريري، دافع السيد حسن نصر الله عن حزبه، وعن الياس صعب الذي اتهم بتفجير موكب امير القلوب رحمه الله..وقال – السيد حسن نصر الله - لدي ادلة تثبت تورط اسرائيل في الاغتيال، وساكشفها في مؤتمر صحافي..وقلنا آمنا بالله، ولكن لماذا تاخرت في كشفها طيلة الخمس سنوات الماضية يا «سيد حسن»؟! هل كنت تدرسها كل ليلة، وتمسك بيدك «فرشة» شعرها رقيق، مثل التي يمسكها علماء البحث عن الاثار، اثناء التنقيب عن الاثار في الارض، وكنت تمسح عنها التراب والغبار كي تقدمها للمحكمة باحسن حالة؟!

ثم وبعد اسبوع من تصريحة الاول، اقام السيد حسن نصر الله مؤتمرا صحافياً، في دائرة تلفزيونية مغلقة، كشف فيه قرائن، وليست ادلة – والقرائن لا يجوز الاعتماد عليها في الجنايات، انما يستأنس بها فقط – هذه القرائن تثبت تورط اسرائيل في الاغتيال؟! وآمنا بالله مرة ثانية..لكن ما هي القرائن يا سيد حسن؟! «خذ عندك»..تصوير جوي لطائرة تجسس اسرائيلية، لمواقع القصر الرئاسي، وقصر الحكم..والطريق الذي يسلكه الشهيد رفيق الحريري، بالاضافة لخونة كانوا بالقرب من الشهيد!! كلام جميل يا سيد حسن ويعيطك العافية..وانا اؤمن بان لديك في الجنوب خبراء في تركيب «الستلايت» وعلماء في «برمجة الريسيفر»! استطاعوا تفكيك شفرة طائرة التجسس الاسرائيلية، وسجلوا «اللقطات» التي عرضتها على «المقامرين» الذين حضروا المؤتمر الصحافي؟! لكن السؤال الذي يطرح نفسه عليك يا سيد حسن هو: ماذا كنت تتوقع ان تصور طائرة التجسس الاسرائيلية، هل كنت تتوقع ان تصور السواح العرب والخليجيين، وهم يلتقطون الصور التذكارية في بعلبك مثلا؟! ام كنت تتوقع ان تصور الصبايا وهم بياخذو تان وبالبكيني؟! واذا كانت هذه اللقطات كشفها حزب الله..قبل اغتيال الحريري، لماذا لم يبلغ احد نواب حزب الله..يبلغ الحكومة اللبنانية، او يتصل على وزير الداخلية، فور وقوع الاغتيال من باب «انصر اخاك ظلما او مظلوما»، ومن باب «ولا تكتموا الشهادة»؟! ولماذا لم تعرض قناة العالم – التابعة لحزب الله – هذه اللقطات فور وقوع حادث الاغتيال، وتدخل عالم الفضائيات المحترمة بهذا الاكتشاف؟! واذا كانت هذه الطائرة قرينة على اشتراك اسرائيل في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فلماذا لم تتهم يا سيد حسن اسرائيل بالمشاركة في اغتيال «بي نظير بوتو» في باكستان، والسيد محمد باقر الحكيم في النجف، وعبد المجيد الخوئي في العراق..فاسرائيل لديها اقمار صناعيه متطورة جداً، وتصور العراق وايران وباكستان وسورية ولبنان يوميا..هل لان فنيي تركيب الستلايت وبرمجة الريسيفر لم يلتقطوا شفرة هذه الاقمار الصناعية بعد، ولا يجوز اتهام اسرائيل بدون قرائن؟! نورنا الله ينور قبرك.

 

مع جنبلاط في "شانزليزيه": حديث الصدفة...ليس صدفة

كتبها فارس خشّان/يقال نت

 على غير العادة، جمعتني الصدفة،هذه المرة، برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط! سابقا، لم يكن يزور وليد جنبلاط باريس، ويصادف وجودي فيها، إلا ونلتقي، فـ"نتمشى" معاً، و"نتعشى"، ونقوم ببعض الزيارات (الاجتماعية) معاً! هذه المرّة، أخذت الصدفة وظيفة الهاتف! قبل أيام، وأثناء مروري بجادة "شازليزيه" في باريس، تقاطع دربي مع درب جنبلاط الذي كان"يتمشى"هناك، محاطاً بـ"الوريث" تيمور و"الدمث" أصلان! أقر، بأنني عانيت بعض الارتباك، فوليد جنبلاط، ومنذ اتّخذ القرار بـ"إعادة التموضع"سياسيا، انقطع عني، لا بل ثمة من أقنعني بأنه يفضل عدم التعاطي معي، لأن "لكل مرحلة رجالها"، ونحن في هذه الحقبة من مساره السياسي، وَضعنا "على الرف".

إلا أن "برهة الارتباك"، سرعان ما أزالتها الذكريات الطيّبة، على اعتبار أن العلاقة الإنسانية شيء والعلاقة المهنية التي تتلبس، من دون قصد، لبوس العلاقة السياسية، شيء آخر!

ومع وضوح الرؤية، اقتربتُ من الـ"ترويكا الجنبلاطية" للسلام، أكثر منه للكلام! بدا زعيم المختارة، ودوداً وهو ينظر إلى وجه مألوف من "الصفحة المطوية"! على غير عادته، لم يسألني عن أحوالي وصحتي وعائلتي، بل بادرني بعبارة لا أزال "أتمعَّن" في أبعادها، في ظل خوف من أن أفسّرها، وفق تمنياتي. قال لي، وتلك الابتسامة التي تٌضفي على جنبلاط المسحة "الخجولة"، ترتسم على محيّاه:"عَجَبَك"! لم أفهم ما قصده بهذه "الافتتاحية". حسبتُ-ربما تمنيتُ-أنّه يأسف لاضطراره إلى أن يكون اليوم حيث هو!

رددتُ، حتى أُبقي جسر التواصل قائما، كلمات بلا معنى، لأنّ كل "مادتي الرمادية" كانت مشغولة في تفسير"الافتتاحية". أعتقد بأنّه التقط "تيهي التحليلي"، فقرر انتشالي إلى الواقع كما هو!

قال لي: "أنشأنا المحكمة، لتكون قنبلة موقوتة تُهدّد البلد!" علّقت بسؤال استفساري يُخفي واقعة اقتحمت عقلي، وتعود إلى يوم أقرّ مجلس الأمن الدولي  إنشاء المحكمة بموجب الفصل السابع. يومها، وكنتُ أيضا في باريس، تلقيتُ اتصالاً من "وليد بك" هنّأني فيه،على نشوء المحكمة التي "كان لكل منا مساهمته فيها"، على ما قال لي يومها!

السؤال الاستفساري كان :"المحكمة...قنبلة؟" أجابني جنبلاط الذي يبدو أن ما يجتاحني من ذكريات مشتركة،  يجتاحه هو الآخر: "صحيح أنني شاركتُ في صناعة هذه القنبلة، ولكن هذا لا يعني أنها لن تنفجر بالبلد." قلتُ له:"ولكن لماذا نسمح لها أن تنفجر بالبلد، فلتنفجر حصرا بالقتلة؟" ردّ عليّ:"لا،يا عزيزي،فأنت مخطئ." وسألتُه:"لماذا يذهب "حزب الله" إلى التطرف في مواجهة المحكمة ومطلوب منكم الطاعة؟" رد عليّ:"لا يا عزيزي أنت مخطئ."

وسألته: "ما هو المعروض على اللبنانيين المعنيين بالعدالة حتى يساهموا بتعطيل المحكمة، فهل هناك، على سبيل المثال لا الحصر تعهدات بوقف القتل مهما تباينت المواقف السياسية، وعدم العودة إلى استعمال السلاح بالداخل، لتحقيق أهداف سياسية، و..." لم يدعني أُكمل. ردّ بسرعة: "لأقتل أنا وسعد الحريري، المهم أن يبقى البلد."

وقبل أن أعلّق على مقولته هذه، سألني:"بالأمس كنا نتهم سوريا، والآن برّأنا سوريا ونتهم "حزب الله"، فلماذا نرفض الفرضية الإسرائيلية؟ لماذا نرفض أن تكون إسرائيل هي التي ارتكبت الجريمة؟"  وببلاهة، جرّتني لاحقا إلى الضحك على نفسي، قلتُ له: "الآن،عرض السيد حسن نصر الله لمعطياته التي تتهم إسرائيل، وقرر دانيال بلمار التحقيق فيها، فلنسلّم بمرجعية المحكمة، لأنها الوحيدة القادرة على الدخول إلى إسرائيل ،للتفحص والتدقيق، وحينها..."مرة جديدة قاطعني وليد بك،على طريقة من يريد إفهامي لا مناقشتي:"اسمح لي، فهذه محكمة إسرائيلية، يديرها تيري رود لارسن."

وكررتُ إخفاء الذكريات التي راحت "تهاجمني" بتجديد طرحي لسؤال استفساري: "تيري رود لارسن، يدير المحكمة؟" أجابني:"نعم، تيري رود لارسن."هنا، شعرتُ أن لا جدوى من النقاش، فأنا في وضعية من يجب أن يتلقى لا أن "يتفاعل". كنتُ انوي أن أحدثه عما نُقل عنه من اتهامات وجهها إلى السفير جيفري فيلتمان.لم أفعل. وحسنا فعلت، لأنه في اليوم التالي كان مجتمعا به، ليس للنقاش، إنّما لتبليغه بما بلّغني إياه، وليصدر عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"بيان يحمل في طيّاته نفيا لما هو منسوب لجنبلاط، من خلال إبرازه تأكيدات، مفادها أن الأميركيين (ومن ضمنهم فيلتمان، طبعا) والفرنسيين لا يتدخلون في التحقيق الجاري أمام المحكمة الخاصة بلبنان!

وتملّكني صمت كبير. أدركتُ في هذه اللحظة سبب مجيء وليد جنبلاط إلى باريس. هو، انتظر انتهاء المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصر الله، وطار إلى العاصمة الفرنسية، ليبدأ عملية "تفكيك" المحكمة، من حيث يعتقد بأنه كان قد بدأ في عملية "تشكيلها". ولكنه خرق الصمت بعبارة فيها هجوم على "تيار المستقبل". قال :"ليس هناك في "تيار المستقبل"، من يرضى أن يسمع كلمة واحدة عن اتهام إسرائيل، باغتيال الحريري." ابتسمتُ له وصافحتُ الـ"ترويكا الجنبلاطية "مغادرا، وأنا أردد: "كل ما أعرفه أن ليس هناك خصم من خصوم "المستقبل" يرضى أن يسمع كلمة واحدة عن مرجعية المحكمة الدولية".

 

نصرالله: أنا الدولة اللبنانية والدولة أنا!

خير الله خير الله

مرّة أخرى، يبدو الانتصار على لبنان واللبنانيين بديلاً من الانتصار على إسرائيل. فما قاله السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ «حزب الله» في مؤتمره الصحافي الأخير مساء الإثنين الماضي لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة إلى التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى التي ارتكبت في لبنان. على العكس من ذلك، جاء كلامه ليصبّ في عملية لا هدف لها سوى تقويض الاستقرار في الوطن الصغير. لم يأت نصرالله بأي جديد بالنسبة إلى التحقيق إلا إذا كان المطلوب استغباء اللبنانيين والعرب والعالم عن طريق برنامج «غوغل إرث» الذي يسمح لأي إنسان يمتلك جهاز كمبيوتر بمشاهدة ما تنقله الأقمار الاصطناعية من صور عن هذا المنزل في هذا الشارع أو ذاك، أو هذه المنطقة أو تلك في أي دولة من دول العالم. هل اكتشف الأمين العام لـ «حزب الله» برنامج «غوغل إرث» حديثاً أم أنه يعتقد أن لا احد غيره في لبنان على علم به وبما يقدمه للمستخدم العادي لجهاز الكمبيوتر؟

قبل كل شيء، ان اللبنانيين ليسوا بالغباء الذي يتصوره السيد نصرالله. على العكس من ذلك انهم يعرفون أن لدى الأمين العام لـ «حزب الله» هماً واحداً هذه الأيام يتمثل في الانتهاء من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي شكلها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد اغتيال رفيق الحريري.

لا يختلف شخصان على أن إسرائيل معنية بإثارة القلاقل في المنطقة كلها، وأنها ليست بعيدة عن إثارة النعرات المذهبية نظراً إلى أن ذلك يبرر وجودها كدولة عنصرية تسعى إلى الحصول على اعتراف عالمي وعربي وفلسطيني بها كـ «دولة يهودية». هذا شيء والجرائم التي ارتكبت في لبنان شيء آخر بما في ذلك جريمة السابع من مايو 2008 عندما اجتاح مقاتلو «حزب الله» بيروت وأذلوا أهلها ثم اتجهوا صوب الجبل الدرزي من أجل اخضاعه. هنا لا يعود السؤال عن دور إسرائيل في إثارة الغرائز المذهبية التي يشكو منها السيد نصرالله بمقدار ما أن السؤال يصبح مرتبطاً بالدور الذي يلعبه الحزب على صعيد الاستمرار في الانقلاب الهادف إلى إلحاق لبنان بالمحور الإيراني- السوري وتكريسه «ساحة» لهذا المحور لا أكثر ولا أقلّ... حتى لو تطلب ذلك إثارة كل أنواع الغرائز المذهبية والطائفية والمناطقية.

تشكل المداخلات الأخيرة للسيد نصرالله، وهي مداخلات تركز على المحكمة الدولية، حلقة في المسلسل الذي بدأ في سبتمبر 2004 بالتمديد لاميل لحّود. مطلوب بكل بساطة أن يعلن لبنان استسلامه أمام القضاء والقدر وأن تتوقف المحكمة الدولية عن البحث عن الحقيقة انطلاقاً من الجهود التي تبذلها لجنة التحقيق التي باشرت نشاطها بعد أسابيع قليلة من وقوع جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه.

إلى الآن، لم يتوقف عمل لجنة التحقيق برئاسة المدعي العام الكندي بلمار. كذلك، تتابع المحكمة المهمات المنوطة بها وهي برئاسة القاضي الايطالي كاسيزي الذي تصدى للمافيا في بلاده واستطاع مواجهتها رغم من أن حياته كانت مهددة يومياً. واللافت أن السيد نصرالله خرج بكل أنواع الاستنتاجات، واستبق التحقيق والقرار الظني في غياب أي دليل على طبيعة الاتجاه الذي يسير فيه التحقيق. انها محاولة أخرى لالغاء لبنان والقضاء على صمود اللبنانيين في وجه الحملة الشرسة التي يتعرضون لها منذ ما يزيد على أربعة عقود، أي منذ توقيع «اتفاق القاهرة» المشؤوم في العام 1969 وهو الاتفاق الذي كرس تخلي الدولة اللبنانية عن جزء من سيادتها على أراضيها. ما يحدث اليوم استكمال لعملية اخضاع الدولة اللبنانية عن طريق طرد العدالة الدولية من لبنان. هناك بكل بساطة ميليشيا مسلحة تعمل على الأرض اللبنانية وتقيم «مربعات أمنية» وتعتبر نفسها فوق القانون اللبناني وفوق قرارات مجلس الأمن بما في ذلك تلك التي صدرت تحت البند السابع وبينها قرار انشاء المحكمة الدولية.

من أجل تبسيط الأمور أكثر وربما بشكل أفضل، يبدو مطلوباً حالياً الغاء المحكمة الدولية، كون هذه المحكمة فاجأت بمجرد قيامها اولئك الذين لعبوا دوراً في تنفيذ جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم الأخرى التي تلتها. في الواقع، فشلت كل الجرائم في تغطية جريمة الرابع عشر من فبراير 2005. فشلت حرب صيف العام 2006 في ذلك، كذلك الاعتصام وسط بيروت الذي استهدف تعطيل الحياة في العاصمة وفي لبنان كله ومنع انتخاب رئيس للجمهورية. وفشلت جريمة خلق فتنة لبنانية- فلسطينية عن طريق افتعال أحداث مخيم نهر البارد. وفشلت أيضاً غزوة بيروت والجبل في تحقيق كل أهدافها، علماً أن قسماً من الأهداف تحقق خصوصاً الجانب المتعلق باستيعاب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ونقله من ضفة إلى أخرى.

حصل كل ما حصل على أرض لبنان من أجل أن تتوقف المحكمة. كان مطلوباً بكل بساطة تنظيف مسرح الجريمة وانصراف المواطنين إلى أعمالهم بعد أيام من اغتيال رفيق الحريري. استمرت المحكمة التي يحاول كثيرون التشكيك بها ومن بين هؤلاء الأداة المعروفة التي اسمها الجنرال ميشال عون الذي يتأكد يومياً أنه ليس أكثر من نكتة سمجة...

السؤال الآن ما الذي سيفعله «حزب الله» بعدما تبين أن المطالعات القانونية لأمينه العام لم تأت بالنتائج المرجوة رغم من استعانته بـ «غوغل إرث» وبشهادات لعملاء من الدرجة العاشرة خانوا وطنهم وتنكروا لأهله؟ الجواب المرجح أن الحملة ستشتد على حكومة سعد الحريري من أجل اسقاطها في حال لم تنضم إلى الحملة على المحكمة الدولية. يحدث كل ذلك رغم أن المحكمة لم تنبس حتى الآن ببنت شفة وأن لجنة التحقيق تتابع مهماتها من دون ضجيج.

هل مطلوب الوصول إلى مرحلة يقول فيها «حزب الله» ان الانقلاب اكتمل وأن مصير لبنان مرتبط باستمرار المحكمة الدولية وأن على العالم الاعتراف بأنه الدولة اللبنانية والناطق الوحيد باسمها؟ لم يكن ينقص المؤتمر الصحافي للأمين العام لـ «حزب الله» سوى إعلانه: أنا الدولة والدولة أنا... أنا المحكمة والمحكمة أنا!

* نقلا عن "الراي" الكويتية