المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 19 آب/تموز/2010

 

الجامعة 01/1-11/

أية فائدة للإنسان من كل تعبه، هذا الذي يعانيه تحت الشمس. جيل يمضي وجيل يجيء، والأرض قائمة إلى الأبد. الشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق.
الريح تذهب جنوبا وتدور شمالا،تدور وتدور في مسيرها. وإلى مدارها تعود الريح
. الأنهار كلها تجري إلى البحر،والبحر لا يمتلئ. فتعود إلى الموضع الذي جرت منه، إلى هناك تعود الأنهار لتجري أيضا. كل شيء ممل،والإنسان لا يكل عن الكلام، والعين لا تشبع من النظروالأذن لا تمتلئ من السماع. ما كان فهو الذي سيكون، وما صنع فهو الذي سيصنع فما من جديد تحت الشمس. خذ أي شيء يقال فيه: أنظر هذا جديد، فتجده كان في الزمان قبلنا. ما سبق لا يبقى ذكره،ولا يبقى ذكر ما سيتبع عند الذين يجيئون من بعد.

 

سليمان التقى بارود وفرعون وماروني ووفدا من سرجبال: للمقر الصيفي رمزيته والحضور اليه لتثبيت العيش المشترك والحوار

وطنية - 18/8/2010 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، وعرض معه الوضع الأمني وعمل وزارته.

فرعون

واستقبل وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، وبحث معه في مسار الملفات والمشاريع المحالة من الحكومة على مجلس النواب.

ماروني

كذلك التقى رئيس الجمهورية النائب إيلي ماروني، وعرض معه التطورات السياسية الراهنة.

وفد بلدة سرجبال

واستقبل الرئيس سليمان وفدا من بلدة سرجبال برئاسة رئيس البلدية أنطوان أبو رجيلي الذي رحب بوجود رئيس الجمهورية في بيت الدين، عارضا ل"بعض المطالب، وأهمها معالجة الصرف الصحي وموضوع المياه".

من جهته، رحب الرئيس سليمان بالوفد، مشيرا إلى "رمزية المقر الرئاسي الصيفي"، وقال: "المجيىء إلى هنا هدفه تثبيت العيش المشترك والحوار والديموقراطية، وإن انعقاد مجلس الوزراء اليوم وهيئة الحوار غدا يعكسان الإصرار على بناء الدولة والحفاظ على ما بناه الاجداد بالعرق والدم من تأسيس للوحدة الوطنية".

 

القاضي صقر وافق على تسليم جثة امير "فتح الاسلام" ورفيقه

وطنية - 18/8/2010 وافق مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر اليوم، على تسليم جثتي امير "فتح الاسلام" عبد الرحمن عوض ورفيقه الى ذويهما، بعد ان انتهت الفحوص الطبية الضرورية.

 

مجلس الوزراء كلف وزير العدل متابعة موضوع "شهود الزور" وعين عدنان مرعب أمينا لمجلس الدفاع ووافق على زيادة مخزون القمح

سليمان ترأس الجلسة في المقر الصيفي للمرة الاولى منذ السبعينيات: الجيش اللبناني مارس دوره بالتصدي الشجاع لغطرسة اسرائيل في عديسة

لمتابعة تنفيذ الخطة الاساسية لتسليحه كما جاء في البيان الوزاري

على ان تبحث في المجلس الاعلى للدفاع مع الخطة المرتكزة على المساهمات

وضع المقاومة قدراتها بتصرف الجيش يؤسس لاستراتيجية دفاعية تحمي الوطن

القمة الثلاثية وزيارة امير قطر جددت الالتزام بوثيقة الطائف واتفاق الدوحة

للسير في موضوع التعيينات ووفقا للآلية المتفق عليها في الحكومة

وطنية - 18:8/2010 ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جلسة لمجلس الوزراء في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين، وهي اول جلسة لمجلس الوزراء تعقد في المقر الصيفي منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، في دلالة لها رمزيتها وتشير الى انفتاح الافرقاء اللبنانيين على مناقشة اي موضوع وفي اي مكان يكرس الشرعية اللبنانية، تعبيرا عن حضور الدولة في مختلف مؤسساتها الدستورية والرسمية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية.

واستهل الرئيس سليمان الجلسة بالقول:"كما اسس اجدادنا بالعرق والدم، في هذه الربوع، نواة الوطن الموحد الجامع، يحدونا الواجب والوفاء للاجداد وللاحفاد، ان نحافظ بالارادة والعزيمة والحب على ما بنوا، وان نواصل حمل رسالة بلدنا، وامانة الحفاظ على هذا الوطن".

واكد الرئيس سليمان "ان الجيش اللبناني مارس دوره بالتصدي الشجاع لغطرسة اسرائيل في عديسة"، داعيا "الى متابعة تنفيذ الخطة الاساسية لتسليح الجيش كما جاء في البيان الوزاري والتي ستبحث في المجلس الاعلى للدفاع والى وضع خطة مساعدة ترتكز على مساهمات الدول واللبنانيين الراغبين في دعم جيشهم الوطني"، منوها ب "مبادرة المقاومة وضع قدراتها بتصرف الجيش وهذا ما يؤسس لاستراتيجية دفاعية تحمي الوطن"، معتبرا "ان القمة الثلاثية وزيارة سمو امير قطر جددت الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني الطائف واتفاق الدوحة"، مجددا "الدعوة الى السير في التعيينات ووفقا للآلية التي اتفق عليها في الحكومة".

وقرر مجلس الوزراء الطلب الى وزير العدل متابعة موضوع شهود الزور لا سيما على الصعيد القانوني، للحصول حسب الاصول على ما يتوفر من معلومات على ان ترفع الى مجلس الوزراء فور تلقيها.

كما وافق على تعيين العميد الركن عدنان مرعب امينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع.

المقررات الرسمية

وعقب انتهاء الجلسة اذاع وزير الاعلام الدكتور طارق متري المقررات الرسمية الآتية: "عقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الرئاسي الصيفي في بيت الدين يوم 18 آب 2010 برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر.

في بداية الاجتماع قدم عرض سمعي بصري عن قصر بيت الدين الذي أصبح عام 1943 مقرا صيفيا لرئاسة الجمهورية.

ولفت فخامة الرئيس النظر الى رمزية هذا المكان وقيمته التاريخية والتراثية. ثم هنأ فخامة الرئيس اللبنانيين بشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والتسامح.

وتحدث فخامة الرئيس عن القمة الثلاثية في لبنان في ظرف حساس وبظل مخاطر تحدق به. وذكر بالبيان المهم الصادر عنه والذي اكد التزاما عربي بالحفاظ على لبنان واظهاره نموذجا للتنوع في ظل المشاركة الديمقراطية وهو ما يناقض النموذج الاسرائيلي.

اضاف فخامة الرئيس: ان القمة وزيارة امير دولة قطر تحت علامة مواصلة دعم لبنان جددت الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني في الطائف واتفاق الدوحة.

ثم اشار فخامة الرئيس الى ما جرى في العديسة حيث كان الجيش في موقف التصدي الشجاع لغطرسة اسرائيل التي تمادت في حملة تشكيك بالجيش وبالدعوة الى عدم تسليحه.

اضاف: ان الجيش مارس دوره بشجاعة بما يتناسب مع القرار السياسي للحكومة اللبنانية مدعوما من التفاف المواطنين حوله. وفي هذه السياق نوه فخامة الرئيس بمبادرة المقاومة وضع قدراتها بتصرف الجيش ثم دعا لمتابعة تنفيذ الخطة الساسية للتسليح كما جاء في البيان الوزاري والى وضع خطة مساعدة ترتكز على مساهمات الدول واللبنانيين الراغبين في دعم جيشهم الوطني. كما تتضمن هذه الخطة، اي خطة المساعدة، حملة سياسية واعلامية مضادة لحملة اسرائيل. وقال: ان خطة التسلح سوف تبحث في المجلس الاعلى للدفاع وهو الذي سيتخذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ السياسة الدفاعية كما حددها مجلس الوزراء.

واشار فخامة الرئيس الى المهام الكثيرة التي يضطلع بها الجيش والى الترابط الوثيق بينها، لا سيما على صعيد حماية الحدود والدفاع عن الوطن وحفظ الامن ومكافحة اعمال التجسس وملاحقة العملاء ومحاربة الارهاب.

وشدد على دعوة الجيش والقوى الامنية للقيام بواجباتها كاملة في معالجة الحوادث الامنية، لا سيما تلك التي وقعت في بعلبك الهرمل.

ثم رحب فخامة الرئيس بما اقره مجلس النواب بشأن الحقوق الانسانية والاجتماعية للفلسطينيين، ورأى انها مقدمة لمعالجة مشكلات اخرى كما نوه باقرار قانون النفط، وتمنى ان ينجز مجلس النواب اقرار الموازنة لهذا العام، وان ينظر في قانون الانتخابات البلدية، وقانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.

وفي معرض الدعوة الى تفعيل العمل الوزاري اشار فخامة الرئيس بايجابية الى قرار تعليق تصدير القمح من قبل الوزيرين المعنيين والى قرار دمج المدارس الرسمية الذي اتخذه وزير التربية والتعليم العالي.

وجدد الدعوة الى السير في التعيينات وفقا للآلية التي اتفقنا عليها في الحكومة، مؤكدا ان لا داعي لانتظار ما يسمى سلة التعيينات، وتحدث عن اهمية تعيين وسيط للجمهورية وعن تنفيذ القانون الذي يسمح للبنانيين المقيمين خارج لبنان الاقتراع في انتخابات 2013 النيابية، وعن ضرورة النظر بسرعة في قانون استعادة الجنسية.

وختم حديثه بالاشارة الى حاجة قصر بيت الدين للترميم.

وبعد مناقشة، قرر مجلس الوزراء تكليف مجلس الانماء والاعمار متابعة هذا الامر، بالتنسيق مع الوزارات المعنية بحسب اختصاص كل منها.

بدوره، ضم دولة الرئيس صوته إلى صوت فخامة الرئيس في تهنئة اللبنانيين في شهر رمضان المبارك، وكرر دعوته إلى الهدوء والكلمة الطيبة والحوار صونا للوحدة الوطنية وحفاظا على مصلحة لبنان، ونوه بإجازات الجيش والقوى الامنية في التصدي لاسرائيل وملاحقة عملائها ومكافحة الارهاب.

قضية "شهود الزور"

ثم أثار عدد من الوزراء قضية "شهود الزور" فجرت مناقشة سادها الحرص على التخاطب بموضوعية وهدوء وعلى الحوار في كل المسائل مهما كانت صعبة أو حرجة. كما اجمع كل الوزراء الذين شاركوا في المناقشة على أولوية السعي إلى معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وغيرهم من الشخصيات اللبنانية وعدم استبعاد أي معطيات أو تساؤلات.

وبعد التداول، قرر مجلس الوزراء الطلب إلى وزير العدل متابعة الموضوع، لا سيما على الصعيد القانوني للحصول حسب الأصول على ما يتوافر من معلومات بهدف الاجابة على عدد من الاسئلة التي طرحت على أن ترفع هذه المعلومات إلى مجلس الوزراء فور تلقيها.

ووافق مجلس الوزراء على زيادة مخزون القمح وأجاز باستيراد مئة ألف طن من القمح على دفعتين واعطاء سلفة ستين مليار ليرة لهذا الغرض.

ووافق مجلس الوزراء على تعيين العميد عدنان مرعب أمينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع ابتداء من تاريخ احالة اللواء سعيد عيد على التقاعد في 23 آب 2010.

ووافق مجلس الوزراء على اقتراح وزير العمل القاضي بإطلاق حملة دبلوماسية لدعم حق العودة والاستفادة من عضوية لبنان غير الدائمة في مجلس الامن لوضع خطة عمل تهدف الى دفع الدول المانحة الى زيادة مساهماتها في وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في لبنان. كما اقترح العمل على عقد اجتماع في لبنان للدول المانحة للبحث في كيفية توفير الحاجات المالية للأونروا، خصوصا في ما يتعلق بتحسين البنى التحتية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتجديد الخدمات الاستشفائية والتربوية وزيادتها لهم، ناهيك باستكمال تأمين تمويل اعادة اعمار مخيم نهر البارد، بما يؤمن حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين تحت سيادة الدولة اللبنانية وحتى عودتهم الى ديارهم في فلسطين.

ثم ناقش مجلس الوزراء بقية البنود الواردة على جدول أعماله واتخذ في شأنها القرارات الملائمة.

حوار

ثم دار بين الوزير متري والصحافيين الحوار التالي:

سئل: هل تم تحديد مدى زمني لوزير العدل في ما يتعلق بشهود الزور؟

اجاب: "لم يحدد مدى زمني، لكن وزير العدل علق بالمتابعة والاسراع في ذلك. وفور تلقيه المعلومات المطلوبة للاجابة على الاستفسارات سيعرضها على مجلس الوزراء".

سئل: هل يمكن القول بعد هذه الجلسة إن الهدوء سيستمر سائدا الى حين صدور القرار الظني وما بعده لمواجهة أي اعتداء اسرائيلي؟

أجاب: "لا أدخل في تكهنات حول مواعيد، الاهم من هذا وذاك وذلك، هو ان تسود روحية الحوار والتخاطب العقلاني والهادىء بين اللبنانيين وحرص جميع القوى السياسية وجميع اللبنانيين على الوحدة الوطنية ومصلحتنا وخيرنا المشترك، هذا أهم من التواريخ والتكهنات عن امور لا نعرف فيها الكثير".

سئل: هل اتفق على آلية أو صندوق حول مسألة الحملة الوطنية لدعم تسليح الجيش اللبناني وتجهيزه؟

اجاب: "تحدثنا عن وضع خطة، ولكي لا يقع أي منا في التباس، هناك خطة لتسليح الجيش يضعها المجلس الاعلى للدفاع، تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء. والامر الثاني هو المساعدات الاضافية التي يتلقاها الجيش وهي خطة مساعدة، الخطة الاساسية هي تلك التي قررتها الحكومة ويفصلها المجلس الاعلى للدفاع. لم نتحدث عن فتح حساب في مصرف لبنان خلال هذه الجلسة لكن هذا أمر تفصيلي، الفكرة هي ان هناك امكانية لمساعدة الجيش عن طريق تأمين الدعم له من افراد ومجموعات او دول، ولكن هذا سماه فخامة الرئيس خطة مساعدة. الخطة الاساسية هي التي اقرتها الحكومة ويضع تفصيلها المجلس الاعلى للدفاع".

سئل: هناك قطع طرق وصرخات للمواطنين من جراء أزمة الكهرباء. هل بحث مجلس الوزراء في خطة طوارىء أو الاستعانة بدول شقيقة أو صديقة لحل الازمة؟

اجاب: "لا خلاف داخل مجلس الوزراء على الاطلاق لجهة أهمية المعالجة السريعة لمشكلة الكهرباء، لكن في هذه الجلسة لم يقدم إلينا اقتراح محدد، واعتقد ان وزير الطاقة يعمل على مجموعة من الاقتراحات، وسبق له أن قدم خطة على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وقد شرعنا في هذه الجلسة لاقرار سلفة خزينة للمباشرة بالعمل على تنفيذ هذه الخطة. كل ما طلبه وزير الطاقة أخذ على محمل الجد وبأقصى الجدية والسرعة، لكننا لم نناقش في هذه الجلسة تدابير عملية، لكن مجلس الوزراء مستعد لذلك ووزير الطاقة يسعى لمعالجات على المدى القصير لحل هذه المشكلة، ويمكن سماع أخبار مهمة ابتداء من الغد".

سئل: وزير الدفاع أعلن السبت الماضي انه في جلسة مجلس الوزراء ستتم مناقشة قانون البرنامج لتسليح الجيش، ولكن لم نسمع اليوم بمناقشة هذا الموضوع.

اجاب: "وزير الدفاع تغيب عن هذه الجلسة".

قيل له: لكن وزير الدفاع قال إن مختصين من قيادة الجيش سيحضرون خلال مناقشة الموضوع لتقديم شروح ولم يحضروا.

أجاب: "وزير الدفاع لم يكن موجودا ولا غيره، هناك الكلام الذي قاله فخامة الرئيس والذي قلت لكم إن مجلس الدفاع الاعلى سينعقد ويضع خطة تفصيلية لتسليح الجيش بناء على ما اقره مجلس الوزراء".

اجتماع سليمان والحريري

وقبيل الجلسة، اجتمع سليمان مع الحريري وتم عرض الاوضاع العامة وآخر المستجدات.

 

أمين الجميل: إقرار حقوق الفلسطينيين خرج عن أمور اتفق عليها

كنا قررنا إنشاء صندوق خاص مستقل لعدم تعريض صندوق الضمان لمخاطر عدة

لم يأخذ المعنيون أملاك اللبنانيين المصادرة قرب المخيمات في الاعتبار

لوضع حد للمعالجات السريعة فهناك جهود دولية لتكريس توطينهم حيث هم

لماذا اضطر النواب الى الاجتماع من أجل موضوعين لا صفة مستعجلة لهما؟

وطنية - 18/8/2010 رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل قبيل انعقاد اجتماع استثنائي للمكتب السياسي الكتائبي، "أن البلد والمنطقة ككل يمران في مرحلة دقيقة في ظل مخاطر واستحقاقات"، وقال: "كنت أفضل في هذا الظرف أن تصب الجهود لدرء المخاطر، لكن وضعت مجموعة من القضايا الخلافية على بساط البحث، والتي قد تشكل بعض الانقسام على الساحة اللبنانية، ومن هذه المواضيع الحقوق الانسانية للفلسطينيين وما جرى في مجلس النواب أمس".

وأشار إلى أن "الكتائب من المدافعين عن القضية الفلسطينية وتأمين حقوقهم، وإن مؤتمر المصالحة والمصارحة الذي عقد في بيت الكتائب هدفه الانطلاق بعلاقة جديدة مع الفلسطينيين"، وقال: "هذه القضية ميثاقية وليست سياسية، والموضوع الفلسطيني وفاقي بامتياز، وقد نص الدستور على منع التوطين ومعالجة هذا الموضوع بالتوافق".

ولفت إلى "ما وعد به رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بحل القضايا المتعلقة باللاجئين بالوفاق وإقرارها في مجلس النواب بتوافق الكتل النيابية والقادة السياسيين".

أضاف: "على ضوء هذا الوضع المستجد والمقترحات المقدمة بالطريقة المتسرعة كأنها تفرض على اللبنانيين، وقف حزب الكتائب في وجه هذا الفرض لأن هذا الموضوع يستوجب الدرس والمشاورات بين القادة والأحزاب للوصول إلى وفاق يحقق مصلحة البلد والشعب الفلسطيني على أرض لبنان".

وكشف عن "اتصالات واجتماعات وتواصل حصل مع جميع الأفرقاء للمعالجة الوفاقية والتشاور"، وقال: "عقدت اجتماعات في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة مع مجموعة من القوى السياسية للوصول إلى ما يحقق مصلحة البلد وعرضت قضايا عدة:

أولا: إن موضوع حقوق الفلسطينيين حساس، ويقتضي الإجماع الذي يكون بالتصويت في مجلس النواب بالثلثين لتقر هذه المواضيع المطروحة بثلثي الأصوات.

ثانيا: توقفنا عند موضوع الضمان الاجتماعي ومشاركة الفلسطينيين بصندوق الضمان الاجتماعي، الذي يعاني أصلا من مخاطر عدة. لذلك، كنا مصرين على معالجة هذا الموضوع بدقة وبإنشاء صندوق خاص إذا أراد بعضهم الحصول على ضمان نهاية الخدمة، لئلا يخلط بين الصندوقين ويتعرض بذلك الضمان الاجتماعي اللبناني إلى مزيد من المخاطر".

ثالثا: ما اقترحناه أيضا هو أنه من غير العادل إعطاء حقوق لغير اللبنانيين، بينما تصادر حقوق اللبنانيين الذين يتعرضون لمصادرة أملاكهم في أراض قريبة من المخيمات أو ضمنها من دون الحصول على تعويض أو استملاك، مما يعتبر انتهاكا للدستور".

أضاف: "على ضوء هذه القضايا، إضافة إلى قضايا أخرى، حصلت اجتماعات تم التوافق فيها عشية جلسة مجلس النواب على مجموعة من القضايا، ولكن المؤسف أن بعض القضايا لم تنفذ، وما حصل في مجلس النواب جاء معاكسا لما توافقنا عليه في مكتب الرئيس السنيورة".

وتابع: "الأمور تمت من دون توافق، وباعتراض وبتحفظ نحو 30 نائبا، وهم: نواب حزب الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر والمستقلين، مما يعني أنه لم يحصل إجماع أو وفاق حول هذا الموضوع، وتم الخروج عن أمور كثيرة اتفق عليها مما يثير مخاوفنا وتحفظاتنا وقلقنا مستقبلا في ما يتعلق بالتشريع والموضوع الفلسطيني. كذلك، اتفقنا على إنشاء صندوق خاص مستقل يهتم بتعويضات نهاية الخدمة للفلسطينيين ويكون بإدارة شركات التأمين. وانما اعتبر مديرو هذه الشركات أن ذلك صعب التحقيق، فتقرر إنشاء صندوق خاص مستقل بادارة صندوق الضمان الاجتماعي، وهذا لم يحصل مما نعتبره خروجا عن الاتفاق وتعريض صندوق الضمان الاجتماعي لمشاكل عدة ومخاطر كبيرة. وبالنسبة إلى اللبنانيين الذين صودرت أملاكهم بالقرب من المخيمات، فلم يأخذ المعنيون هذا الموضوع بالاعتبار".

ولفت إلى "مبادرة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بطرح هذا الملف على مجلس الوزراء"، مثمنا "موقف الحريري في هذا الإطار"، وقال: "كنا نفضل بحثه في مجلس النواب لئلا يتم التأجيل على ضوء التطورات التي قد تحصل في المنطقة".

وتابع: "هذه الامور كلها اقلقتنا واضطررنا الى الاعتراض بعدما كان يفترض ان يكون هناك تضامن في ما يتعلق بالامور المتفق عليها عشية استحقاقات دقيقة".

ورأى ان "ما اقر امس حصل من دون ضوابط تمنع التوطين" معبرا عن قلقه "من الانطلاق بهذه الطريقة المتسرعة والمتجاوزة لمبدأ التوافق الوطني وعدم الاخذ في الاعتبار الناحية الميثاقية". وقال: "هذا الأمر يترافق مع اصوات كثيرة سمعناها من قبل مجموعة من نواب وغير نواب تقول: حققنا خطوة اولى "والخير لقدام"، نحن مستمرون بقضية تملك الفلسطينيين واعطائهم مزيدا من الحقوق". وعبر الرئيس الجميل عن خشيته "من الطريقة المتسرعة التي حصلت فيها الامور امس والمقلقة للمستقبل، فنكون قد حققنا امس خطوة متقدمة باتجاه التوطين الذي يحتاج الى الصد في الوقت الحاضر".

وأعلن "التمسك بسقف بكركي وكل خروج عنه خطر على مستقبل البلد ووحدته". وذكر بتجربة اتفاق القاهرة عام 1969 "التي دفع لبنان غاليا ثمنها وقد تم الغاؤها عند توليه رئاسة الجمهورية لكونها تمس بسيادة البلد".

وقال: "لم نزل على تواصل مع الجميع ونعتبر ان ما حصل لا يخدم مصلحة البلد وسنستمر في معالجة الوضع مع كل شركائنا لأن هذا وضع دقيق. لذلك، نتمنى ان يتم وضع حد لهذا المنحى بالمعالجة السريعة وضبط الايقاع للوضع الفلسطيني في لبنان لأن ثمة مسعى وجهودا ومبادرات على صعيد الدول لتكريس توطين الفلسطينيين حيث هم، فنخشى ان تصب اي خطوة في خدمة اسرائيل وذلك بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الدولية التي تدرك ان حق العودة غير مضمون اضافة الى مساع لتكريس التوطين في شكل عام".

وإذ دعا الى "وقفة مسؤولة في موضوع يهم كل اللبنانيين"، اعتبر ان "ثمة نقطة استفهام عن توقيت طرح هذا الملف وفي هذا الشكل" مشيرا الى انه "كان يمكن لهذه القضايا ان تنتظر".

واكد انه "يجب ان يكون موضوع التوطين هما وطنيا شاملا"، متمنيا "وجود تعاون مع الاطراف جميعها خصوصا انه تبين في عملية التصويت الحاجة الى جمع الجهود اكثر للتوافق".

واعتبر ردا على سؤال، أن "التوطين ومزيد من الخطوات في هذا الإتجاه يشكلان خطرا على وحدة البلد".

سئل: لماذا إصرار النائب وليد جنبلاط على هذا الموضوع وعلى التملك بشكل خاص؟

أجاب: "لا اعرف اذا كان وليد بك وحده يتكلم بهذا الإتجاه. وعلى كل، موقفنا واضح وسقفنا سقف بيان بكركي واتمنى ان يعي الجميع مخاطر ما يحصل. القضية ليست فقط بالأساس وانما الشكل هو جزء من الأساس، فالطريقة التي نعالج بها الأمور بهذا التسرع تخيفنا، ويمكن ان تطرح مستقبلا مواضيع اخرى في مجلس النواب وتصدق بالطريقة نفسها".

سئل: اعتبرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ان ما اقر لا يكفي، فما ردكم؟

أجاب: "نقبل الملاحظة من اي كان شرط ان يشعر بمسؤولياته تجاه البلد الذي يستضيفه. ويجب ان يفهم الجميع ان على الفلسطينيين واجبات تجاه هذا البلد وان يرحموه من هذه التصرفات، إن في ما يتعلق بالسلاح او مصادرة الممتلكات او السيادة".

سئل: ما هو الثمن الذي حصلت عليه القوى السياسية لتتم الموافقة على هذه المواضيع في سلة واحدة؟

أجاب: "لن أدخل في التفاصيل، تحدث الإعلام كفاية عن ترابط الموضوعين مع بعضهما. في عز الصيف، في 17 آب والمجلس في ورشة، إضطر النواب الى الإجتماع خارج القاعة العامة من أجل موضوعين لا صفة مستعجلة لهما، لا اعتقد ان النفط سيهرب من امامنا ولا القضية الفلسطينية هي بصفة الإستعجال، هذه نقطة استفهام وتزيد قلقنا. لا اريد الإسترسال أكثر ففي فمي ماء".

وردا عن سؤال عما اذا كان يتهم اي طرف في الخروج عن الاتفاق، قال: "المكتوب يقرأ من عنوانه".

سئل: هل تتهم تيار المستقبل انه اخل بالإتفاق؟

أجاب: "لا اتهم احدا. ثمة وقائع. كنا متفاهمين على ورقة معينة وتم التصرف بهذه الورقة ونحن اعترضنا على هذا الأمر.

 

قهوجي استقبل الجميل والملحق العسكري البلجيكي مودعا ومعزين

وطنية - 18/8/2010 استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، رئيس الجمهورية السابق الشيخ أمين الجميل، والامين القطري لحزب البعث الوزير السابق فايز شكر، والوزير السابق كريم بقردوني، حيث قدموا التعزية بالعسكريين الذين استشهدوا خلال التصدي للعدو الاسرائيلي في منطقة العديسة، مؤكدين دعمهم للمؤسسة العسكرية.

كذلك التقى الملحق العسكري البلجيكي العقيد جان فان جيلس في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وقدم فيها خلفه العقيد غي كلايس.

 

العثور على صدفة نادرة تحتوي على 9 حبات لؤلؤ في بحر صور

وطنية - 18/8/2010 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حيدر حويلا، عن العثور على صدفة كبيرة تحتوي على تسع حبات من اللؤلؤ في بحر صور، وهي صدفة تعتبر من الاصداف النادرة، بحسب ما اكد ابراهيم قهوجي الذي عثر على الصدفة اثناء قيامه بالغطس في منطقة جل البحر على الشاطئ الشمالي لمدينة صور. وهو ايضا يملك متحفا للأصداف البحرية في المدينة. وأوضح قهوجي، الذي يعمل في تصميم الازياء والفن التشكيلي، ان "بحر صور يحتوي على انواع كثيرة من الاصداف كالموركس الذي عثر عليها الفينيقيون قبل ثلاثة الاف عام واستخرج منها الصبغ الارجواني، وهذا النوع من الاصداف يحتوي على حبات اللؤلؤ". ولفت الى ان "هذه الصدفة يعود عمرها الى مئتي عام نظرا الى ما تحتويه من طبقات تشكل غلافا على حبات اللؤلؤ"، مؤكدا انه "سيعمل على ضمها الى متحف الاصداف البحرية الذي يضم آلاف الانواع من الاصداف والمرجان والحيوانات والنباتات البحرية المحنطة في مركز باسل الاسد الثقافي في صور".

 

الزغبي:الضجيج حول القرار الظني العتيد في غير مكانه

وطنية - 18/8/2010 رأى عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي في تصريح اليوم أن " كل الضجيج حول القرار الظني العتيد هو في غير مكانه، ولا يؤدي الى تحقيق رغبة من يريد تجميد المحكمة أو اسقاطها". وقال: " ليطمئن حزب الله ومن معه الى أن الوسيلة الوحيدة لاضعاف المحكمة وتفشيلها هي صدور قرار ظني هزيل غير مسند الى أدلة ووقائع دامغة، بما يسهل للمحكمة وفريق الدفاع تفنيده واثبات ضعفه وعدم صدقيته". اضاف:" لذلك ، يجب أن تهدأ ثورة الثائرين اذا كانوا فعلا واثقين من براءتهم ، وأن يسلكوا طريق المحكمة بثقة وليس بطريقة مواربة، مثل ارسال "القرائن " الى المحقق الدولي والاستمرار في رفضه".

 

قوى 14 آذار جددت تمسكها بالمحكمة: نريد الحقيقة والعدالة والإستقرار معا وجميعا

سعيد: لا تسليح للجيش الا ضمن استراتيجية دفاعية

وطنية - 18/8/2010 عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري الاسبوعي، في حضور النائبين عمار حوري وسيبوه كالباكيان، والنواب السابقين: سمير فرنجية، الياس عطاالله، مصطفى علوش وفارس سعيد، آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، نصير الأسعد، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي ونوفل ضو.

وعلى الأثر أصدرت الامانة العامة بيانا تلاه سعيد، جددت فيه تمسكها ب"المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كمرجعية حصرية للنظر وإصدار الحكم في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الجرائم ذات الصلة. وهي، أي هذه المحكمة، إنطلاقا من التفويض الذي حازته من الحكومة اللبنانية فضلا عن مجلس الأمن، إنما تمارس عملها بحرفية عالية وحصانة تامة، بعيدا عن أي مناورات يمكن أن تحرفها عن مقاصدها لجلاء الحقيقة وإقامة العدالة في قضية يتوقف عليها مستقبل لبنان".

وأشارت الى ان "قوى 14 آذار تريد الحقيقة والعدالة والإستقرار، معا وجميعا، حماية لجميع اللبنانيين وحماية لسلمهم الأهلي الذي تشكل العدالة مرتكزه الأساس، ذلك أن ما يجب أن يخشاه اللبنانيون هو طمس الحقيقة لا جلاؤها، وأن وضعهم أمام معادلة العدالة أو الإستقرار هو أقصر الطرق إلى خراب لبنان. وما على المعترضين أو المشككين سوى تقديم ما لديهم من مستندات إلى هذه المحكمة بالذات، وبالطرق القانونية، كي تنظر فيها وتقرر مدى صلاحيتها".

وشددت الامانة العامة "عشية الجولة الجديدة من اجتماعات هيئة الحوار الوطني، على أهمية أن يلج المتحاورون صلب جدول أعمالهم المؤلف من بند وحيد هو الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الأخطار التي تتهدده. وقد أظهرت التطورات العسكرية والأمنية الميدانية الأخيرة في الجنوب، والمواقف السياسية المحلية والديبلوماسية العربية والدولية المتعلقة بها، ضرورة بت هذه المسألة بأسرع وقت ممكن بعيدا عن كل المحاولات الهادفة الى ابتداع بنود جديدة عشية كل جولة من جولات اجتماعات هيئة الحوار الوطني".

ولفتت الى ان "المجتمعين توقفوا عند إقرار مجلس النواب القانون الخاص بتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للفلسطينيين في لبنان، ورأوا في الاجتماعات التي مهدت لهذا الإقرار، وفي المواقف التي رافقته دلائل على صدقية قوى 14 آذار وقدرتها على مقاربة الملفات الحساسة بما تقتضيه المسؤولية الوطنية من قرارات تجمع بين سيادة الدولة وحقوق الإنسان، ومصلحة اللبنانيين وإدارة شؤون المقيمين على أرضهم".

إضافة الى ذلك، سجل اليوم النائب انطوان زهرا في أمانة سر مجلس النواب اقتراح قانون معجل مكرر يقضي بإدارة والتعويض على اصحاب الأملاك التي تشغلها المخيمات الفلسطينية منذ العام 48، أي ان المخيمات الفلسطينية موجودة على أملاك تعود للبنانيين وانهم أصحاب حقوق، يجب ايضا ان تلتف الحكومة اللبنانية والدولة الى تنظيم إدارة هذه الأملاك والتعويض لهؤلاء عن كل الأراضي المشغولة منذ العام 48".

حوار

ثم رد سعيد على اسئلة الصحافيين فسئل: كيف تقرأ الامانة العامة خطوة وزير الدفاع الياس المر بفتح حساب للجيش وإعاده تسليحه؟

أجاب: "ان تسليح الجيش خطوة باتجاه العبور الى الدولة وهي خطوة 14 آذارية بامتياز، كيفية تمويل الجيش اللبناني يعود لحكومة لبنان، وهي التي ترى كيف يمكن أن يتمول الجيش، انما الملاحظة الوحيدة هي ان لا إمكانية لتسليح الجيش اللبناني الا ضمن استراتيجية دفاعية لهذا الجيش وللدولة اللبنانية بسياستها العامة، أي لا تسليح للجيش بمعزل عن بت الإستراتيجية الدفاعية، هل هناك إمكانية لتسليح الجيش وأن يبقى جيش آخر على أرض لبنان، يجب أن يكون تسليح الجيش اللبناني جزءا من الإستراتيجية الدفاعية التي يتفق عليها جميع اللبنانيين".

سئل: هل الإحتجاجات الشعبية التي تحصل كل يوم على خلفية انقطاع الكهرباء مقدمة لإسقاط الحكومة؟

أجاب: "الجميع يدرك المرحلة السياسية التي نتواجد فيها، هناك تصريح اليوم لأحد مسؤولي "حزب الله" يقول بأن الهدف هو إلغاء المحكمة الدولية، وإلغاء هذه المحكمة غير ممكن، ليس فقط على المستوى التقني لكنه غير ممكن لأن هناك فريقا من اللبنانيين ونحن على رأسهم متمسكون بمفهوم العدالة، هذه العدالة ليست أساسا لتصفية حسابات أو لبت مسائل حدثت في الماضي بين ال2005 وال2008، مستقبل لبنان يتعلق بمفهوم العدالة، هل يمكن ان تعيش أنت أو عائلتك في لبنان إذا كان المجتمع اللبناني لا يرتكز على مفهوم العدالة؟ وهل ممكن ان نقول لشرطي سير ان لا ينظم محضر ضبط ضد سيارة مخالفة، إذا العدالة الكبيرة لم تنفذ؟، هل نستطيع تنفيذ العدالة الصغيرة؟ هل من الممكن بناء دولة يكون غائبا عنها مفهوم العدالة؟ طبعا هناك ازمة كهرباء واحتجاجات شعبية، ولكن حذار استغلال كل هذه النقمة المعيشية التي يعيشهاالمواطن اللبناني من اجل توظيفها تحت العنوان الذي أعلن عنه اليوم "حزب الله" بوضوح وغير ملتبس، ان المعركة هي معركة إلغاء المحكمة الدولية، لا يريدون إعطاء الحظ لبلد عاش 15 سنة حربا أهلية ووضع يد سوريا على لبنان وحصلت فيه اغتيالات بالجملة والمفرق ذهب ضحيتها 20 الف شهيد منهم قضاة ورؤساء حكومات وصحافيون، وحصلنا لمرة واحدة على الإهتمام من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم، نرى من يقول نريد هذه الجرائم أن تستمر لإلغاء المحكمة الدولية".

سئل: حصل الفلسطينيون على حقوقهم وفي المقابل هل سيدفعون الضرائب المتوجبة عليهم والكهرباء وغيرها؟

أجاب: "عليهم دفع الكهرباء والضرائب ويجب أن يكون السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مع الدولة ويجب بسط سيادة الدولة على كامل المخيمات الفلسطينية، هذا شيء والحقوق الإنسانية شيء آخر، وهي حقوق أخلاقية، نحن كلبنانيين لا نستطيع تجاوزها".

 

فتفت: طعنتان وجهتا الى الاصول التشريعية أمس

لم أصوت على قانون البترول لأنني لم أطلع على تفاصيله

وطنية - 18/8/2010 اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت في حديث إلى محطة "ANB" اليوم أن "طعنتين وجهتا إلى الأصول التشريعية أمس خلال جلسة مجلس النواب العامة. الاولى جدول اعمال الجلسة الذي لم يمرر لهيئة مكتب المجلس، والثانية حصول توافق سياسي في موضوع قانون الموارد البترولية"، موضحا أنه "عندما أثار رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري قانون الموارد البترولية، قلت له إن هذا قد يؤدي إلى الطعن به إذا إلتقى عشرة نواب، والمجلس الدستوري سيلاحظ أن مشكلة حصلت بالشكل، هي أن النظام الداخلي للمجلس لم يحترم". ولفت الى أنه لدى وصوله إلى المجلس النواب وجد "اتفاقا جديدا، كناية عن 30 أو 40 صفحة من القانون، فقرأته بسرعة ووجدت أنه يختلف عما اتفقنا عليه في اللجان المشتركة، وإعتراضي كان على الشكل، إذ لم يتسن لي الإطلاع على القانون، ولم أرض التصويت على قانون لم أستطع الإطلاع على تفاصيله. أمس حصل طعن لطريقة النقاش في مجلس النواب وطريقة وضع جدول الأعمال، وهذا مرفوض بالشكل لأن فيه طعنا للحياة البرلمانية".

ودعا إلى "تكوين الهيئة الناظمة لقطاع النفط بسرعة، والتي عليها وضع الشروط القانونية بالتعاون مع الوزير للتفاوض مع الشركات التي تنقب عن النفط". ورأى ان "الهيئة قادرة على أن تتألف خلال شهرين أو ثلاثة أشهر"، مشددا على أن "الأساس في تشكيلها هو الكفاية العلمية والخبرة عن طريق الإستعانة باللبنانيين الموجودين في الخارج".

وعن انضمام الجميع الى حكومة وحدة وطنية، قال: "ما من بلد في العالم يمكن أن يدير حكومة وحدة وطنية بشكل متواصل، لأنه في المنطق الدستوري والقانوني والأعراف السياسية والديموقراطية هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض"، مشددا على ان "هناك مسؤوليات على كل الاطراف لكي تسهل عمل حكومة الوحدة الوطنية التي كان من المفترض ان تجهز الموازنة العامة خلال شهر". ورأى انه "ما دام هناك إمكان أن يستعمل طرف سياسي السلاح، فهذا السلاح سيبقى عنصرا في اللعبة السياسية"، منتقدا المواقف الاخيرة للوزير السابق وئام وهاب.

وكرر "أن موقفنا من القرار الظني واضح من اللحظة الأولى، ولا نعرف ما يتضمنه التحقيق ولا نعلم متى يصدر القرار الظني. فنحن نبحث عن الحقيقة فقط". واعتبر أن "صندوق التبرعات لتسليح الجيش أمر رمزي للتبرع، لكن إذا جمعنا 20 أو 50 مليون دولار فهذه الاموال لا تشتري إلا دبابات عدة". ودعا إلى "إنهاء موضوع الاستراتيجية الدفاعية لمعرفة كيفية التسلح. فالاستراتيجية الدفاعية مهمة لنعرف الفكر الاستراتيجي في لبنان ودور الجيش والاسلحة التي يجب ان يمتلكها، والاهم أن يكون قرار الحرب او السلم في يد الدولة".

 

المكتب الاعلامي لعون: لا حركة اعتراضية لاهالي كسروان على زيارته

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون البيان الآتي: "أوردت وكالة "الأنباء المركزية" في تحليلها السياسي يوم الثلاثاء 17/8/2010 اشاعة مفادها أن "حركة اعتراضية على زيارة العماد عون إلى كسروان هي قيد الإعداد، وأن مشاورات تجري لتنسيق أطرها وتظهيرها إلى العلن بعد تصريحات عون الأخيرة التي تحدث فيها عن البيئة الحاضنة للعمالة والتي غمز فيها من مسيحيي 14 آذار"، وفق ما جاء في التحليل السياسي الذي سارعت إلى نقله مواقع حزبية متعددة، وعليه، يهم المكتب الإعلامي للعماد عون أن يوضح ما يلي:

1- ليس هناك من حركة اعتراضية لدى أهالي كسروان، بل العكس صحيح تماما، وفي عودة الى أرشيف التلفزيونات للأول من آب تجدون الخبر اليقين. والحديث عن هكذا حركة، وعن "معلومات" عن مشاورات لإعدادها وتنسيقها وتظهيرها كما ورد في التحليل السياسي، يدل على أن المحلل السياسي في وكالتكم هو إما مروج اشاعات وإما مشارك في الإعداد والتحضير لعمل تشويشي على زيارة العماد عون إلى كسروان.

2- من المفترض بالمحلل السياسي لوكالة إخبارية لها تاريخها ك "المركزية" أن يكون مطلعا على تصاريح الشخصيات السياسية الهامة في البلد، خصوصا إذا كانت تلك الشخصيات بحجم العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله، فلا يخلط بين تصاريحهما ولا ينسب كلاما من شخص لآخر. فالسيد نصرالله هو الذي تحدث عن البيئة الحاضنة للعملاء وقد وردت للمرة الأولى في كلمته في يوم الجريح المقاوم بتاريخ 16 تموز 2010، ثم عاد وشرح ما يعنيه بها في مؤتمره الصحافي بتاريخ 12/7/2010.

3- أما في موضوع المياه والكهرباء فنأسف أن يكون التجني في هذا التحليل قد بلغ هذا الحد من تشويه الحقائق، فقليل من الذاكرة يفيدكم أن أزمة الكهرباء في لبنان عمرها عشرون عاما، وان الوزير باسيل هو أول من قدم خطة لحل هذه الأزمة وانه يعمل بإصرار لإنجاحها رغم كل العراقيل والتجني الإعلامي الذي يصيبه يوميا. أضف الى ذلك، لا شك انكم تعلمون أن الكهرباء والمياه هي مصالح مستقلة وأن سلطة الوزير عليها هي سلطة وصاية فقط، وبقليل من البحث يمكن للمحلل السياسي أن يعرف الفرق ومن يتحمل المسؤولية.

4- إن المكتب الإعلامي للعماد عون يأسف أن تتحول وكالة "الانباء المركزية" إلى مروجة للاشاعات بدل أن تبقى كما عهدناها وكما يفترض بها أن تكون، مصدرا موثوقا للأخبار وناقلا أمينا للأحداث".

 

زهرا: جلسة مجلس النواب مثمرة وعكست الواقع السياسي

قوى 14 آذار متمسكة بمشروع إستكمال بناء الدولة ومؤسساتها

لسنا في وارد الموافقة على حق التملك للفلسطينيين

وطنية - 18/8/2010 - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث لمحطة"ANB" اليوم "ان جلسة مجلس النواب امس كانت مثمرة ومنتجة وعكست الواقع السياسي، وفي الأوراق الواردة طرح موضوع دعم الجيش اللبناني وسبل تأمين إحتياجاته"، وأكد "التأييد الكامل للجيش اللبناني"، مشيرا "الى انه لا مبرر ليقوم احد بمهاجمة خطوة الوزير الياس المر لناحية تأسيس صندوق تبرعات لدعم تسليح هذا الجيش".

وأسف "لكون رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يجد تبريرات لما يقوم به كل حلفائه"، وقال:"إن كل ما حصل يشكل تطورا جديا وكبيرا يصدر عن جوقة محدودة وهو كإنذار مبكر". أضاف "لقد سألت الحكومة أين هيبة الدولة عندما تصدر تهديدات، وقد رد معالي وزيرالعدل بأن هناك فرقا بين حرية الرأي والإعلام وبين الجرم الجزائي الذي يصل الى حد تهديد السلم الأهلي وان الدولة ستتحرك في هذا المجال، ونحن ننتظر تحركها لنرى نتائجه ومفاعيله".

وأشار إلى أن "كل مرحلة لها طابعها المعين التهديدي حيث يبدأ أول جرس انذار عبر رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ويتبعه أجراس أخرى"، وقال:"المؤسف أن عون أصبح من هذه الأصوات التي تلعب دورها في المرحلة الثانية بعد النائب السابق ناصر قنديل ووهاب، وقبل الموقف الحازم من قبل حزب الله".

وإذ وصف "القمة الثلاثية التي انعقدت في بيروت بقمة الأسبرين، وأن مفاعيلها تبدأ في نهاية شهر رمضان المبارك حيث قد يحصل تطور باتجاه تهدئة أكثر، على الرغم من أن هذه القمة لم تقدم أي حلول جذرية آنية"، رأى زهرا أن "هناك طلب إستسلام مقدم لقوى 14 آذار وفي طليعتهم رئيس الحكومة".

وقال:"عندما يتكلم وهاب عن 50 أو 60 سيتم وضعهم في الصناديق فإنه يتحدث عن أخصامه السياسيين".

وعما ستفعله قوى 14 آذار في المواجهة رد زهرا "بأن هذه القوى تواجه بالموقف الحازم المتمسك بمشروع واحد هو إستكمال بناء الدولة ومؤسساتها".

وعن المحكمة الدولية، أكد زهرا أن "هذه المحكمة لن تقدم خدمات سياسية لأي فريق، وإذا تحولت الى أداة لتطمين فريق معين تفقد مصداقيتها، ولكن حتى الآن لم يظهر عنها أي شيء يدل على ذلك". أضاف:"كل المحاكم الدولية تمثل دول مجلس الأمن التي فيها مساءلة ومحاسبة إذا تورطت بفساد ما، وليس كما يحصل في دول العالم الثالث"، ورأى أن "كل ما يقال اليوم لا يمت إلى المحكمة بصلة، ويهدف إلى إنهاء عملها، ولكن لن يتمكن الفريق الآخر من ذلك".

وعن جلسة مجلس النواب قال:"قلت للرئيس نبيه بري إنني أسجل لك إدارتك لمجلس النواب ولأننا نسجل لك الكثير اليوم أسجل عليك أن ما يجري في الجلسة يتم من دون العودة الى هيئة مكتب المجلس، فأجابني معك حق في الشكل ولكن ليس في الوقائع".

وردا على سؤال، قال زهرا:"لسنا في وارد الموافقة على موضوع حق التملك للفلسطينيين، والأستاذ وليد جنبلاط حر في أن يطرح ما يريد".

وعن الكلام الذي يصدر عن النائب وليد جنبلاط بحق رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أجاب زهرا:"لا سبب يدعونا إلى الرد على وليد بك، وإذا تعرضنا إلى أضرار جانبية في طريق استعادة الدولة فكل شيء آخر لا يهم". وقال:"اذا جرى امر مشابه ل7 ايار فذلك يكون عدوانا من فريق مسلح تجاه فريق لا يملك السلاح". وعن تسليح الجيش قال: "من غير المفيد فرض الشروط، وقد نذهب الى امكانياتنا المادية الخاصة لعدم جعل الجيش مكشوفا"، معتبرا "ان طلب عون بكشف اسعار الاسلحة التي سيزود بها الجيش غير مبرر".

اضاف:"ان المواجهة في العديسة تمت بين جيش شرعي وجيش عدو، ولدى البعض نية بان يصل الى مرحلة يقول فيها ان لا امكان لتسليح الجيش الا من قبل دول ستخرج يوما لتقول لنا نحن سلحنا لكم الجيش"، معتبرا "انه لا يمكن لتسليح الجيش ان يكون مشروطا بعدم استعماله على الحدود".

ولفت "الى ان من حق (الوزير) المر الدفاع عن نفسه وعن مؤسسة الجيش اللبناني"، مشيرا الى "ان هناك فرقا بين الحرية الاعلامية وابداء الرأي وبين التحريض على الاشخاص ونشر اشاعات عن ان هناك اشخاصا مشبوهين". وعن العلاقات مع سوريا، قال زهرا "نسعى الى علاقة مؤسسات بين لبنان وسوريا ولذلك لا نرى اي مبرر لعلاقات ثنائية بين القوات اللبنانية ودمشق"، مشددا على "ان هناك محاولة لعزل القوات اللبنانية، لكن لن يكون هناك خاصرة رخوة لضرب القوات". وأكد ان ذكرى "شهداء القوات اللبنانية سيقام كما عهدناه سنويا وهذا موعد بيننا وبين دم طاهر أهرق من اجل كرامة هذا الوطن وللحفاظ على تاريخه ومستقبله ولا يمكن لنا ان نتخلى عن هذا الموعد". وعن الخوف الذي ابداه المطران ايلي حداد من استمرار عملية بيع اراضي المسيحيين، ايد زهرا المطران حداد في هذا الطرح، وناشد المسيحيين عدم الإقدام على هذه الخطوة وذكرهم بأن الأرض تبقى واما ثمنها فيتبخر"، وسأل زهرا "هل هناك احد يبيع ارض ليس في جوارها قبور لأهله وأجداده؟ وهو يبيع ذكرياته وتاريخه وتراثه مع بيع أرضه"، مشددا "على انه ما دام المسيحي موجودا فلا أحد يستطيع إقتلاعه".

 

 الجبهة الشعبية- القيادة العامة تستحدث معسكرا جديدا!

في معلومات خاصة بموقع "القوات اللبنانية" أن الجبهة الشعبية- القيادة العامة تعمل على استحداث موقع جديد لها على تلة تقع بين قوسايا وكفرزبد. وقد شوهدت الجرافات والحفارات تعمل على القيام بالحفريات اللازمة، كما سمعت أصوات انفجارات بعد ظهر الثلثاء 17 آب ناجمة عن استعمال الديناميت في عمليات التفجير.

 

مصادر دبلوماسية لـ"المركزية": السعودية سدّدت حصتها في المحكمة ودول عدة مسـتعدة للتمويــل إذا امتنع آخرون

المركزية- كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان المملكة العربية السعودية سسدت حصتها المتبقية من تمويل المحكمة للسنة الثانية التي تنتهي في آذار 2011، مؤكدة ان موضوع موازنة المحكمة لن يؤخر في مسار عملها. واشارت الى أن دولاً أبدت استعدادها لتسديد ما يتوجب عليها، في حال امتناع اي دولة عن تسديد حصتها في تمويل المحكمة.

تجدر الاشارة الى ان عدداً من الدول العربية والأجنبية يسهم في تمويل المحكمة وتبلغ حصة لبنان – المعني الأكبر – 49 في المئة في حين توزعت الـ51 في المئة على بقية هذه الدول بنسب متفاوتة. ويعود تحديد نسبة حصة لبنان الى رفض القرار الدولي ان يكون لبنان متحكماً بقراراتها. وقال مصدر في الغالبية لـ"المركزية" ان موضوع تمويل المحكمة الذي راهن البعض عليه لتطييرها لن يشكل عقدة لأن هناك دولاً عدة مستعدة للمساهمة في التمويل من أجل معرفة الحقيقة".

 

دير الاحمر تتهيأ لاستقبال صفير بعد 72 سنة على اخر زيارة بطريركية  

موقع القوات/اثنان وسبعون سنة تفصل بين اخر محطة خطت فيها اقدام بطريرك الموارنة ارض ابرشية بعلبك ودير الاحمر التي دخلت في قتال طويل ومرير حفاظا على الوجود وترسيخا للمسيحيين وبين زيارة سيد بكركي البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الجمعة المقبل . حقبة تاريخية شهدت فصولا طويلة من النضال المسيحي تستعيد مع زيارة صفير بعضا من وهجها المفقود بفعل حركة النزوح التي افرغت المنطقة من شبابها الذين سيتوجهون الى بلداتهم بعد غد للمشاركة في الحدث الديني البالغ الاثر في نفوسهم.

وعلى رغم ان مساحة الوقت المخصص للزيارة لا تتعدى الساعات الا ان الاستعدادات والتحضيرات الجارية لاستقبال أب الطائفة الروحي توحي وكأنها تمتد اياما حيث ازدانت شوارع المنطقة وطرقاتها باقواس النصر ولافتات الترحيب ومعالم الزينة واعد برنامج حافل بالمحطات كما خصت الرعايا ورؤساء البلديات البطريرك بلفتة مميزة تجلت بسيارة للبطريرك اطلق عليها اسم "Patriarche Mobile" ستقله في تنقلاته .

البرنامج: وفي برنامج الزيارة :الوصول في التاسعة صباحا الى نقطة في اعالي الجرد الفاصل بين ابرشيتي بشري ودير الاحمر يرافقه من الديمان راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للموارنة المطران سمعان عطالله ويستقبله رؤساء بلديات المنطقة ولفيف من كهنتها وفاعلياتها الروحية والاجتماعية .

وبعد محطة سريعة ينتقل البطريرك الى بلدة عيناتا التي تستقبله رسميا وشعبيا وبعد احتفال صغير يتوجه الى كنيسة البلدة للمباركة ،ويلقي رئيس البلدية كلمة مقتضبة ثم يقدم اليه هدية باسم ابناء البلدة .وبعد تفقد عدد من المشاريع الانمائية يصل الى المشيتية حيث يستقبله رئيس مركزية مسيحيي المشرق طلال المقدسي والاعضاء فيبارك احدى برك المياه التي امنتها "المركزية" لابناء المنطقة ، ويتوجه منها الى البليقة –الزرازير وبعد استقبال اعده رئيس واعضاء البلدية يسلك الموكب طريق دير الاحمر وصولا الى كنيسة مار مخايل حيث اعد حفل استقبال مركزي حاشد فيستقل الـ""Patriarche Mobile" وسط الحشود الشعبية وتقدم له عروض مسرحية روحية مستوحاة من الانجيل المقدس ومشاهد ايمائية وصولا الى ساحة سيطلق عليها اسم ساحة البطريرك صفير .وعند كنيسة مار يوسف يقدم اليه رئيس البلدية مفتاح البلدة ويلقي كلمة للمناسبة .

ومن دير الاحمر ينتقل صفير الى شليفا وتحديدا الى دار العجزة التابع لراهبات الصليب ثم الى مركز كاريتاس حيث اقيم مشروع للانتاج الزراعي، ومنه الى دار المطرانية الذي يدشنه فيقص الشريط ويبارك المبنى بالمياه المقدسة .يلي ذلك استقبال في صالون المطرانية وحفل غداء للشخصيات الرسمية من وزراء ونواب المنطقة ورؤساء الطوائف الروحية وبعض رؤساء العشائر .وعلم في هذا المجال ان عددا من المدعوين اعتذر عن الحضور بسبب صيام شهر رمضان فيما تأكد مشاركة اخرين في الاستقبال من دون الغداء ومن بينهم الرئيس حسين الحسيني.

وبعد الغداء الذي يتخلله كلمة للمطران عطالله واستراحة قصيرة يتوجه البطريرك الى مستشفى سعت المطرانية الى انشائه بالتعاون مع جهات وطنية واجنبية وهو الاول من نوعه في المنطقة في البصيلة ومنه الى سيدة بشوات، حيث يقام استقبال تليه زيارة الى مزار بشوات وتكريس لمذبح كنيسة تم ترميمها حديثا يرأس بعدها القداس الالهي في الهواء الطلق والذي ينقل مباشرة على الهواء يعود بعده الى الديمان.

عطالله: وللمناسبة تحدث المطران عطاالله لـ"المركزية" فاكد ان الزيارة ترتدي طابعا مهما كونها تشكل اعترافا باهمية وضرورة وجود الكنيسة في هذه المنطقة ودورها على صعيد الحوار والشهادة وانماء المنطقة المهملة ودعوة المسيحيين الى العودة الى جذورهم ومناسبة لتوعيتهم على دورهم ورسالتهم .

واضاف: كما تأتي الزيارة في مناسبة يوبيل 1600 سنة على رقاد مار مارون التي نتمنى ان تشكل نقلة نوعية على صعيد الشهادة والحضور والانفتاح على الاخر لتكوين مجتمع يعيش ابناؤه بأمان وسلام خصوصا اننا في منطقة حدودية يتوجب دعمها من الجميع لتشكل سياجا روحيا وفكريا وثقافيا لتحقيق رسالة العيش المشترك في لبنان.

وختم : كنا نتمنى زيارة طويلة تشمل كل الابرشيات بدءا من رياق وصولا الى الحدود الا اننا نأمل ان تكون هذه الزيارة فاتحة لسلسلة زيارات اخرى.

 

 الحجة الإسرائيلية.

إيلي فواز/ لبنان الآن

تقوم بعض انظمة الجوار التوتاليتارية منها، على معادلة سياسية دقيقة جدا، تدعي فيها ان التطرف سببا مباشرا لوجود اسرائيل وان النظام القائم ليس هو نتيجة لوجود التطرف.

وعلى هذا يعفي الحكام انفسهم من تطبيق الديمقراطية - اذا عنت هذه التداول السلمي للسلطة والحفاظ على الحريات العامة وحقوق الانسان - متذرعين بالخطر من استيلاء التطرف المعادي للغرب على الحكم وتغيير وجه منطقتنا، ويبررون التضييق على الحريات العامة وحرية الصحافة وحرية الرأي والتعدي على حقوق الانسان وقمع المعارضة والاعتقالات التعسفية وتعليق الدستور وتطبيق قوانين الطوارىء، على اساس انه لحماية الامن القومي ولدرء الخطر "الصهيوني" عن الامة، او للجم التطرف في بعض الاوقات. وعلى هذا يستطيع الحكام وضع اي تصريح او وثيقة او تحرك او اعتراض في خانة العمالة والخيانة خدمة "للعدو" الاسرائيلي.

لبنان ظل بمنأى عن هذا المنطق نسبيا حتى دخول "حزب الله" المعترك السياسي الداخلي مباشرة بعد التحرير عام 2000. حينها تسألت بعض الاوساط اللبنانية عن جدوى بقاء سلاح "حزب الله" في يد مقاتيليه، فقيل لهم لاستكمال تحرير مزارع شبعا، وعندما تبين ان مزارع شبعا لا تدخل في القرار 425 وان الامم المتحدة تعتبرها اراض سورية قيل ان السلاح هو لحماية الوطن، وعندما قال كثر انها مهمة الجيش الللبناني حصريا، استدعى "حزب الله" ساعتئذ العامل الاسرائيلي واتهم تلك الاصوات بالعمالة والخيانة. وكرت السبحة منذ ذالك الوقت حتى طالت المحكمة الدولية وقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. مع العلم ان "حزب الله" بالذات كان قد وافق في وقت سابق على طاولة الحوار التي جمعت قيادات الصف الاول في آذار 2006 ولاحقا داخل مجلس الوزراء على انشاء المحكمة الخاصة بلبنان.

المهم ان التوظيف للعامل الاسرائيلي بات ثابتة في العمل السياسي لـ"حزب الله" وحلفائه. فهو تارة يتهم اسرائيل بترويج المخدرات في مجتمعاتنا مثلا، وبتشجيع شبابنا على التعاطي، وهذا من شانه ان يسخف من خطورة الموضوع وطرق معالجته، ثم يعود تارة اخرى ويتهم المطالبين ببسط نفوذ السلطة على المربعات الامنية المنتشرة على الأراضي اللبنانية، من أجل تمكينها الجباية او ملاحقة مطلوبين للعدالة، بخدمة العدو الصهيوني. واستطرادا أين أصبحت حملة "النظام  من الايمان" التي انطلقت عام 2009 في الضاحية؟

وها هو الان ينقض على القضاء الدولي ويتهمه بأنه اداة بيد اسرائيل يعمل فقط من اجل النيل من سمعة الحزب. ذالك طبعا لا يخدم الوصول الى الحقيقة، ولا يحمي السلم الاهلي، والسؤال هل نسى من يتهم قيادات 14 آذار بتضليل التحقيق والتغطية على اسرائيل انه هو نفسه كان مهد لسيناريو المتطرفين من "القاعدة" واعوانهم غداة الانفجار الذي اودى بحياة الرئيس رفيق الحريري و18 عشر شهيدا، ثم عاد اليوم وعدل عن هذا الاتهام؟ هل نسينا "ابو عدس" وظهوره على شاشات الجزيرة، ثم بعدها قضية الحجاج اللبنانيين الاستراليين الذين غادروا لبنان غدات الانفجار وعلى ثيابهم آثار المتفجرات؟

مع العلم ان المحكمة الخاصة بلبنان برهنت عن مهنية وعدم انحياز في اكثر من مناسبة، اولها إطلاق سراح الضباط الاربعة، وثانيها الاستماع في جلسة علنية إلى اللواء جميل السيد بشأن طلبه "الحصول على المواد الثبوتية الخاصة بالادلاءات التشهيرية والاحتجاز التعسفي" وآخرها طلب المدعي العام دانيال بلمار الحصول على ما يدعيه "حزب الله" من "قرائن" حول الجهة التي اغتالت الرئيس الحريري.

 من الواضح ان التوظيف للعامل الاسرائيلي في مفاصل الحياة السياسية اللبنانية يهدف الى الانقلاب على مفاعيل ثورة الارز، ومنها القرار الدولي 1559 والمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي تشكلت تحت أحكام البند السابع، وإلا كيف نفهم نصيحة نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم للبنانيين بأنه "كلما اتهمنا اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري كلما أبعدنا الفتنة الداخلية"؟.

حتى التساؤل عن دافع اسرائيل في اغتيال سمير قصير او جبران تويني لن يمر بعد اليوم من دون اعتباره سببا لاتهام  صاحبه بالعمالة؟

سيأتي من يقول ان هذه السطور تدافع عن اسرائيل او تتجاهل حروبها وعدوانيتها تجاه لبنان على مدى عقود، ولكن لا باس لان ما تريده هذه السطور هو التنبيه من استعمال "قوى الممانعة والصمود" الحجة الاسرائيلية ليصار من خلالها إلى التعدي على حرية التعبير والصحافة والعمل للقضاء على لبنان آخر معاقل الحرية في شرقنا العربي. كل هذا على وقع عمل عسكري يطيح بحكومة "الوفاق الوطني" ويسترد وزارة العدل، بعد ان كان حصل على وزارة الاتصالات، ويهدف إلى حماية لبنان من "فتنة" يحملون مسؤوليتها بالتأكيد لرئيس الحكومة سعد الحريري لانه تجرأ واعتقد ان لا استقرار في العالم من دون عدالة. ألم نسمع المنطق نفسه في يوم مجيد من ايار؟

 

بان يوصي بالتمديد لـ"اليونيفيل": الأجواء المستقرة نسبياً في الجنوب يمكن أن تتغير

نهارنت/أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون مجلس الأمن في رسالة وجهها الى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بتمديد ولاية القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل 12 شهراً تنتهي في 31 آب 2011، معبراً عن "القلق العميق" من "الحادثة المأسوية" التي وقعت مطلع الشهر الجاري قرب بلدة عديسة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي. ولفت بان الى أن الأشجار التي كان الجيش الإسرائيلي يحاول قطعها تقع جنوب الخط الأزرق، وأن القوات المسلحة اللبنانية أطلقت الطلقة الأولى، غير أنه أشار الى أن "اليونيفيل" لم تحدد بعد الجهة التي بدأت النيران المباشرة. وحذر من أن هذا الإشتباك "دليل على أن الأجواء المستقرة والآمنة نسبياً... يمكن أن تتغير بسرعة".  وإذ عرض للإشكالات التي تعرضت لها القوة خلال الأشهر الأخيرة، حمل السلطات اللبنانية مسؤولية الحفاظ على حرية حركة "اليونيفيل". وأكد أنه طبقاً للقرار 1701 "يجب على اسرائيل" الإنسحاب من قرية الغجر ووقف انتهاكاتها الجوية التي "تساهم في التوتر".  وصف مساعد الأمين العام للشؤون السياسية اوسكار تارنكو، مواجهة عديسة بأنها "كانت الأكثر خطورة منذ اعتماد القرار 1701"، مشيراً إلى أن قوة "اليونيفيل" تواصل إعداد تقريرها النهائي عن الحادث وسيتم تقديم ملخص له لأعضاء مجلس الأمن في جلسة خاصة، غالباً الأسبوع المقبل.  كما انتقد تارنكو في التقرير الذي تقدمه الأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن في جلستهم الشهرية المخصصة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، استمرار الخروقات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية بشكل شبه يومي، وقال إن ذلك يمثل انتهاكاً للقرار 1701 ولسيادة لبنان.

ونقلت صحيفة "السفير" عن مصادر دبلوماسية اشارتها إلى احتمال ان تقدم الأمم المتحدة تقريرها بشأن واقعة الاشتباك في جلسة تشاورية يعقدها مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، لمناقشة تمديد مهمة قوة "اليونيفيل" لمدة عام. ولكن المتحدث باسم بعثة المكسيك رودريغو بينتادو قال للصحيفة عينها إن أعضاء المجلس قرروا عقد جلسة منفصلة لمناقشة اشتباك عديسة، وأن تتركز جلسة الثلاثاء المقبل فقط على تمديد مهمة "اليونيفيل".  ومن المقرر أن يعتمد مجلس الأمن القرار الخاص بتمديد مهمة "اليونيفيل" في 30 من الشهر الحالي، وأشار تارنكو في تقريره إلى أن مجلس الأمن تلقى خطاباً من رئاسة الحكومة اللبنانية في 20 من الشهر الماضي يطالب بتمديد مهمة "اليونيفيل" لمدة عام آخر "من دون اي تعديل" في مهام القوة.

ومن المقرر أن يعقد اليوم ممثلو الدول المساهمة في "اليونيفيل" اجتماعاً مغلقاً لمناقشة أهم التحديات التي تواجه القوة، خاصة في وقت طفـت فيه انتقادات اوروبية، وخاصة فرنسية، لقائد القوة الاسـباني البرتو أسارتا واتهامه بانعـدام الحسم اثر المواجهة التي جرت بين الأهالي وأفراد القوة الفرنسية في الجنوب قبل شهرين.

واطلع تارنكو المجلس كذلك على مقتل القيادي في "فتح الاسلام" عبد الرحمن عوض وأحد أعوانه أبو بكر مبارك، وكذلك على اجتماع مجلس النواب أمس الذي بحث الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين.

 

 حزب الله:لا نعبأ بأي قرار ظني لأن اغتيال الحريري استهداف لنا

نهارنت/اعتبر عضو المجلس السياسي ل"حزب الله" الشيخ خضر نور الدين، خلال حفل تأبيني في البقاع الغربي، "اننا لا نعبأ بما يسمى بقرار اتهامي وقرار ظني على الاطلاق لاننا نعتبر انفسنا مظلومين وطلاب حق وحقيقة ونحن كنا مستهدفين بقتل الرئيس الحريري". اضاف: "ان الهدف من قتل الرئيس الحريري هو النيل من المقاومة والاغتيالات التي حصلت كانت الوسيلة".  واعتبر اننا "ننظر الى المستقبل نظرة تفاؤلية ونرى لبنان لكل اهله وابنائه على رغم الاميركيين واعوانهم في الداخل، فهو لبنان العيش المشترك والكلمة الواحدة والمسيحي والمسلم والمحبة والسلام".

 

 قماطي: مطلبنا هو الغاء المحكمة الدولية وإلغاء مفاعليها واستبدالها

نهارنت/دعا عضو المكتب السياسي لـ"حزب الله" محمود قماطي إلى التحقيق مع شهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن ذلك "سيؤدي إلى الوصول إلى الحقيقة"، مشيراً إلى أنه "أن هذا الموضوع سوف يتم التركيز عليه، وسُيطرح داخل مجلس الوزراء". وقال قماطي في حديث على محطة "المنار": "ما أعلنته المحكمة الدولية بأنها غير معنية بقضية شهود الزور، يدفعنا إلى دعوة الحكومة اللبنانية إلى محاكمة هؤلاء الشهود الزور، لأنهم ارتكبوا جرماً بحق الوطن، كاد يطيح بالبلد وبالاساءة للعلاقة مع الشقيقة سوريا"، متسائلاً: "أفلا يجوز على الدولة أن تحاكم هؤلاء.  وشدد قماطي على أن "المطلوب من مجلس الوزراء، أن يعيد الامور إلى نصابها بإقرار قرار ينص على أن يتولى القضاء اللبناني أمر شهود الزور"، معتبراً أن "هذا لا يتعارض مع نظام المحكمة الدولية، وهذا ما يجب أن يتم التوصل اليه داخل الحكومة، وإذا اضطر الأمر داخل البرلمان".

وحول تسليم "حزب الله" القرائن التي بحوزته إلى المدعى العام القاضي سعيد ميرزا، أوضح قماطي: "إن ما تم هو تلبية لطلب القضاء اللبناني، وتمن من الرئيس سعد الحريري، وليس تلبية لطلب المحكمة الدولية أو المدعي العام في المحكمة القاضي دانيال بلمار"، كاشفاً أنه ما تم تسليمه "هو الوثائق الكاملة للمقتطفات التي أوردها سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي".  وجدد في هذا المجال عدم ثقة "حزب الله" بالمحكمة الدولية، وقال "هذا موقفنا من قبل، وهذا لا دخل له بموقفنا من معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فنحن مع الوصول إلى الحقيقة، لكن الطريقة التي تم بها العمل، والتركيز عليه، حولت الأمور إلى الاستفادة من الجريمة"، لافتاً إلى أن "المعركة الآن سلاحها الفتنة"، وأضاف أن "معركتنا في هذا اثبات التوجه السياسي للمحكمة، وما يمكن أن تجره على البلد من فتنة".

وأكد أن "المضاد للفتنة هو الوحدة الوطنية، وما نقوم به اليوم هو تلقيح للرأي العام اللبناني والعربي والاسلامي، لكي نشكل مناعة ضد الفتنة، لأني لا أنتظر من فارس سعيد أو سمير جعجع أن يتحركوا بموضوعية للنظر فعلاً ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت هذه الجريمة"، وأضاف: "نحن لا نعول على هؤلاء، هم مجرد موظفين لدى جهات خارجية لا تريد الخير لهذا البلد".  وختم قماطي: "لا اعتراف بالمحكمة من قبلنا، وهذا الأمر بحكم المنتهي لدينا، لأنها غير نزيهة ومسيسة منذ البداية، شكلت تلبية لمصالح، وليس لكشف الحقيقة بل لطمسها، ولهذا، فمطلبنا هو الغاء المحكمة الدولية واستبدالها، والغاء مفاعليها، والغاء المعاهدة القائمة بشأنها".

 

قاسم: من يراهن على خلاف بين سوريا و"حزب الله" واهم

لبنان الآن/رأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة اليوم في لبنان ليست مجموعة عسكرية، بل هي هذا الشعب الذي يلتف حولها"، مؤكداً في سياق آخر أن "لا أحد يستطيع، مع القرائن التي قدّمها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أن ينفي اتهام إسرائيل في اغتيال الرئيس الشهيد فيق الحريري، فآثار هذا الاتهام ستكون مدوّية أخذوا بالقرائن أو لم يأخذوا، وستثبت الأيام والأشهر القادمة أن إسرائيل التي دخلت إلى كل مفاصل لبنان تجسساً واغتيالاً واعتداءاً لا يمكن أن تكون مستبعدة عن اغتيال الرئيس الحريري".

قاسم، وفي كلمة ألقاها في حفل إفطار "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" في دمشق، أضاف: "نحن كـ"حزب الله" سنتابع هذا الاتهام، وسنعمل على أن يكون له الحظ الأوفر، يبقى هل سيحصل تجاوب أم لا؟ وسيكون الشعب العربي والإسلامي في كل المنطقة هو الذي يرى وهو الذي يحسم الموقف"، لافتاً الى أن "من لا يتكتل ضد إسرائيل يكون إسرائيلياً وعميلاً حتى لو لم يرفع علم إسرائيل". وقال قاسم: "نسمع كثيراً من خلال بعض التسريبات الإعلامية وبعض السفراء أن هناك سعيًا حثيثًا لإيجاد شرخ بين سوريا و"حزب الله"، فيضغطون على سوريا حتى لا تعطي تسهيلات لـ"حزب الله" من أجل محاصرته  من ناحية، ولمنع سوريا من أن تكون صاحبة امتداد قوي يتعاون مع المقاومة ويكون في خندق واحد لقوة الجماعة في وحدة وتعاون"، فأكد في المقابل أن "من يراهن على خلاف بين سوريا و"حزب الله" واهمٌ لأن العلاقة الإستراتيجية بين سوريا و"حزب الله" معمدة بالدم والعطاء وهي مستمرة أفضل مما كانت". وختم قاسم بالقول: "نحن نعدّ العدة بشكل مناسب ونختار بأفضل طريقة، نختار أصغر وأفضل سلاح، وندرب أفضل تدريب، ونختار أفضل المهندسين وخبراء مجاهدين عندهم اختصاصات عالية جداً، لأن المعركة الثانية بعد حرب تموز 2006 إن حصلت في يوم من الأيام، لن تكون هزيمة لإسرائيل كهزيمة تموز، بل ستكون أقوى بكثير وستؤثر على تركيبة الكيان من أوله إلى آخره".

 

ضابط إسرائيلي سابق يطلب اللجوء السياسي إلى لبنان: لديّ معلومات تتعلق بما جرى في 14 شباط 2005

نهارنت/كشفت صحيفة "الديار" أن "شاهدا في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إدعى انه درزي ومحامي وانه كان ضابطاً في الجيش الاسرائيلي، قصد السفارة اللبنانية في براغ طالباً اللجوء السياسي الى لبنان عبر السفارة، وقال إن لديه معلومات من داخل اسرائيل ومن لبنان عما جرى في 14 شباط عام 2005 في ما يتعلق باغتيال الحريري، وهو مستعد للادلاء بما لديه من معلومات عن التفجير الذي حصل في يوم 14 شباط قبالة "أوتيل السان جورج". وطلبت السفارة اللبنانية في براغ منه، ودائماً بحسب "الديار"، المغادرة فوراً، والتقدم بطلب اللجوء السياسي في لبنان.  وأرسلت السفارة المعلومات التي توافرت لديها عنه إلى لبنان عبر القائم بالأعمال في السفارة بالوكالة نديم صوراتي، الذي أرسلها إلى وزارة الخارجية اللبنانية طالباً الإطلاع عليها، وهو ينتظر التوجيهات بخصوصها، إلا أن أمين عام وزارة الخارجية حولها إلى وزارة الداخلية، وقد ارتأى مدير الشؤون الخارجية تحويلها الى رئاسة الحكومة، لكن الأمين العام السفير أبو حبيب شطب التحويل الى رئاسة الحكومة واكتفى بتوجيهها إلى وزارة الداخلية.  وتنقل "الديار" عن الضابط "إنه يريد عقد مؤتمر صحافي للإدلاء بكل المعلومات التي لديه بعدما طلبت منه السفارة اللبنانية في براغ أنه إذا كان يريد اللجوء السياسي فليتوجه بهذا الطلب إلى الدولة اللبنانية".

 

 الخارجية اللبنانية تأسف لحادثة براغ وترجح أن يكون الشخص مختلاً

نهارنت/أبدى أمين عام وزارة الخارجية وليم حبيب أسفه للطريقة التي نشرت بها جريدة الديار التقرير حول الشخص الذي حضر إلى السفارة اللبنانية في براغ وادعى أن لديه معلومات عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. و أضاف حبيب في مداخلة لـ"LBC" " تسلمنا في وزارة الخارجية من بعثة لبنان في براغ بتاريخ 9 آب 2010 تقريراً بأن شخصاً اتى الى السفارة وادعى ان لديه معلومات عن جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق الشيخ رفيق الحريري وأبدى استعداده للادلاء بما لديه من معلومات. مؤكداً "أن الخارجية وفور تسلمها التقرير أبلغت كل المسؤولين بمضمونه بمن فيهم رئاسة الحكومة".  وأشار حبيب إلى أن "هذا الشخص لم يقبل ان يكشف عن اسمه أو ان يقدم معلوماته"، وقال إن المسؤولين في السفارة رجحوا ان يكون هذا الشخص مختلاً عقلياً او تحت تأثير المخدرات أو الكحول، لأن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها".

 

الجسر: تسليم قرائن "حزب الله" الى القضاء يشكل نوعاً من الإعتراف بالمحكمة

نهارنت/أكد النائب سمير الجسر أن تسليم "حزب الله" القرائن التي قدمها الأمين العام للحزب للقضاء اللبناني، أمر طبيعي بعد كشفها على الرأي العام"، مشدداً على "عدم قدرة القضاء اللبناني بحكم نظام المحكمة البت في هذه المعلومات". واعتبر الجسر في حديث لاذاعة "صوت لبنان" اليوم الاربعاء ان تسليم الحزب القرائن التي بحوزته يشكل نوعاً من الإعتراف بالمحكمة الدولية.  واشار إلى أن "موضوع التغيير الحكومي لا يتم الا من خلال استقالة ثلث الحكومة أواستقالة رئيس الحكومة، أو إذا طرحت الثقة في المجلس النيابي"، معلنا "أن أيا من هذه الأمور ليست مطروحة اليوم"، وواضعا الحديث عن التغيير الحكومي في اطار التهويل. كما شدد على ضرورة اعتماد الهدوء.  ورأى أن "أزمة الكهرباء لا تحل في الشارع"، مؤكدا ضرورة مواجهة الناس بالحقيقة، ولافتا الى "أن مشكلة الكهرباء ناتجة عن نقص في الانتاج الذي لا يمكن تعويضه الا من خلال بناء محطات جديدة ".

 

تأخير القرار الظني محطة في مسار تعطيل المحكمة وصمت الحريري حفاظاً على مسارها وتقليل الأضرار

سابين عويس/النهار

بعدما بات منع صدور القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان الهدف الاول لاستراتيجية عمل "حزب الله"، هل ينجح الحزب في المرحلة المتقدمة من المواجهة التي بلغها في استدراج رئيس الوزراء سعد الحريري الى قول ما يساهم في تحقيق هذا الهدف؟

مبعث السؤال الحملة السياسية والاعلامية المركزة  التي تستهدف رئيس الوزراء وتتجاهل أحياناً سقوف التهدئة، لدفعه الى الخروج عن صمته حيال المعطيات التي قدمها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله متهما اسرائيل باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ودفعه الى تبني موقف مماثل يستبق فيه مسار التحقيق بحجة ان اي موقف مغاير يخدم مصلحة الدولة العبرية ويمعن في اتهام المحكمة بالتسييس. لكن الحريري الذي يعي خطر التدخل في مسار عمل المحكمة، وتاليا صدقيتها آثر الصمت صونا لمناخ التهدئة من جهة واحتراما لاستقلالية المحكمة من جهة اخرى، علما ان ثمة من يرى ان موقف رئيس الحكومة لا يتسم بكثير من البراءة، اذ يصف صمته بانه استدراج لـ"حزب الله" لاخراج كل ما لديه حتى يتسنى في نهاية المطاف العودة الى لغة العقل والمنطق واسقاط لغة التخوين والتخويف.

وهو عكس في كلماته الرمضانية الاخيرة منحى ايجابيا، وكذلك فعل بحسب مقربين منه في لقائه المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل وقد ساهمت هذه الاجواء في موافقة الحزب على تسليم قرائنه الى القضاء اللبناني. واذ توقعت مصادر سياسية قريبة من السرايا ان يطول صمت سيد القصر الحكومي في انتظار الوقت المناسب للكلام المباح، لم تستبعد ان تشتد الحملة السياسية والاعلامية على المحكمة من ضمن الاستراتيجية الموضوعة، والهادفة اولا واخيرا وفق هذه المصادر الى تعطيلها وليس تأخير القرار الظني كما يعتقد البعض، مشيرة الى ان "ما رايناه في الاشهر الاخيرة وتحديدا منذ الخطاب الاول للسيد نصرالله وما نراه اليوم وسنراه في الاشهر المقبلة يسير في اتجاه تأخير صدور القرار الظني، لكن كسباً للوقت، باعتبار ان قيادة الحزب تعي الحاجة الى مزيد من الوقت لانجاز استراتيجيتها وتحقيق هدفها.

ورأت هذه المصادر ان عناوين الحملة، وبعد اتهام اسرائيل مباشرة وعلناً، ترتكز على اكثر من محور محلي وخارجي:

- فعلى الصعيد الخارجي دعت المصادر الى رصد مواقف الحزب والقوى الحليفة له من المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار الذي باتت الكرة في ملعبه بعدما وافق الحزب على تسليم ما لديه الى القضاء. وقد بات من مسؤوليته بدء التحقيق مع المسؤولين الاسرائيليين واستجوابهم واذا لم يعمد الى ذلك سيتهم عمله بالتسييس.

- وسيترافق ذلك في رأي المصادر مع مزيد من العمل على الرأي العام المحلي والعربي والاسلامي تحديدا في اتجاه اتهام اسرائيل، وخصوصا ان موضوع المحكمة لم يعد معرفة قتلة الرئيس الحريري بقدر ما صار اتهام اسرائيل مباشرة بالاغتيال من منطلق العداء العربي المطلق والعقائدي لها.

وثمة محور خارجي آخر هو استباق ما قد يسفر عنه المشهد الاقليمي والتحسب له مع توقع استئناف مفاوضات السلام في وقت قريب جدا.

- اما على الصعيد الداخلي، فتوقعت المصادر ان يستمر استهداف رئيس الحكومة تمهيدا لدفعه الى الخروج من صمته.

ولكن هل يقلل الصمت حجم الاضرار المتوقعة من اي كلام يخدم "حزب الله" في معركته ضد المحكمة؟

تجيب المصادر انه بقدر ما يسعى الحزب الى قتل المحكمة وتعطيل قرارها الظني، يسعى رئيس الحكومة بصمته الى الحفاظ على استمرار عملها كشفاً للحقيقة وتحقيقا للعدالة ولذلك فهو لا ينوي تناول اي فرضيات لا تصدر عن المحكمة الدولية وبات في عهدتها، التي يعود اليها النظر في الاتهامات ومطالعات الادعاء والدفاع. وهي المرحلة التي ترى المصادر انه ببلوغها يمكن الحكم على صدقية المحكمة واستقلاليتها، مشيرة الى المرحلة التي بلغتها المحكمة لم تعد في يد لبنان ولا تعمل بالتالي وفق معاييره المحلية بل بالمعايير التي يتبعها القاضي بلمار، والتي ستخضع بدورها وعند اصداره قراره الظني لقاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين، الذي سيعود اليه خلال مهلة شهر وبعد درس حيثيات القرار وقرائنه ومعطياته ان يقرر فتح المحاكمة او اعادة القرار لمزيد من الدرس. وترى المصادر ان كل الفرضيات تبقى قائمة حتى صدور القرار الاتهامي، مشيرة الى انه عند بدء التحقيق الدولي اخذت كل الفرضيات بما فيها الفرضية الاسرائيلية في الاعتبار ومع تقدم التحقيق ووفق التقارير الصادرة عن المحققين بدأت فرضيات تتقدم على حساب اخرى انطلاقا من العناصر الاساسية لاي تحقيق: الدافع والامكانات وصولا الى الادلة والقرائن. ولفتت الى انه بوصول التحقيق الى ادلة او قرائن غير قابلة للشك يتعذر العودة الى فرضيات سابقة الا اذا توافرت ادلة دامغة تقلب مسار التحقيق مستبعدة ان تكون هذه هي الحال الآن مع الادلة التي قدمها "حزب الله" باعتراف قيادته. وتمنت المصادر اخيرا ان تتاح الفرصة امام التئام المحكمة للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لانها تؤمن تكافؤ الفرص لكل الاطراف من الادعاء الى الدفاع لكنها لم تكثر خشيتها مما لا يزال ينتظر مسار المحكمة مما هو غير معلن ويجري تحضير المناخ السياسي له، مشيرة الى انه قد يشكل في حال حصوله رصاصة الرحمة للعدالة في لبنان.

سابين عويس     

 

كي لا تضيع فرصة الغاز للبنان

رندة تقي الدين/الحياة

بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، وجدت شركة «نوبل» للنفط الأميركية التي تعمل على التنقيب في حقل بحري للغاز شرق شاطئ المتوسط قرب حيفا أن الاحتياط من الغاز الموجود في هذه المنطقة قد يكون أكثر بـ 40 في المئة مما كان متوقعاً. إلا أن الشركة الأميركية «نوبل»، ومركزها هيوستن، نفت ما ورد في الصحيفة كاشفة أن الأعمال الزلزالية الأخيرة التي بدأت في حزيران (يونيو) تشير الى احتمال يقدّر بـ 55 في المئة، باكتشاف 20 الى 23 تريليون قدم مكعب من الاحتياطي من الغاز.

بكل أحوال هذا يشير الى أن حقل تامار الغازي الذي يقع قرب شاطئ حيفا، غير البعيد من شاطئ جنوب لبنان واعد، والى انه حان الوقت أن تقر الحكومة اللبنانية القانون النفطي ليستفيد البلد إذا كان لديه احتياط من الغاز. فمشكلة لبنان أنه بسبب خلافاته السياسية العقيمة يفوّت فرص قد تكون مفيدة لاقتصاده. الحقل الغازي البحري الإسرائيلي قد ينتج في 2012 كميات من الغاز تساهم في تزويد هذا البلد بنسبة كبيرة من حاجاته الداخلية التي تلبيها حالياً كميات مستوردة من الغاز المصري. فإسرائيل تنوي الاستمرار في استيراد الغاز المصري في حين أن «نوبل» الأميركية ناشطة في التنقيب في مياه مجاورة للبنان.

لا أحد يعرف بعد الكميات الموجودة في المياه اللبنانية، لأن الشركات العالمية لا تأتي للعمل في التنقيب إلا بعد أن يكون أُقر قانون النفط، وبعد ذلك تحتاج الشركات الى جو استثماري وجو عمل يسهل لها الدخول في مثل هذا النشاط. والسؤال مطروح عن كون الجو السياسي الحالي سيسمح لمثل هذه الشركات بالتقدم بعروض للدخول في عملية تنقيب قد تستغرق سنوات قبل التوصل الى الإنتاج. فالطبقة اللبنانية السياسية تضيّع باستمرار فرص جيدة للبلد بسبب خلافاتها.

اكتشاف وإنتاج الغاز في لبنان قد يكون فرصة للبلد في سبيل توسيع الطاقة الكهربائية في بلد بحاجة ماسة إليها. صحيح أن موقع المنطقة البحرية التي قد تحتوي على احتياط من الغاز تقع على الحدود مع إسرائيل وأن الاحتمال كبير في أن إسرائيل تسعى الى الضخ من الجانب اللبناني إذا تم اكتشافه. لكن قبل ذلك علينا أن نرى إذا كانت مكونات الحقل اللبناني واعدة. فالخلافات داخل الحكومة بدأت منذ إثارة الموضوع على طريقة المثل الشعبي الذي يقول: «الحديث عن الولد قبل أن تكون المرأة حامل».

من بين الشركات التي أبدت اهتماماً في الموضوع «شل» العالمية وغيرها، لكن الجو السياسي السائد يفشّل مساعي هذه الشركات كون لبنان ليس بلداً نفطياً أو منتجاً للغاز. فالعراق مثلاً حيث الخلافات السياسية وعدم تشكيل حكومة والأوضاع الأمنية لم تستقر بعد يضيّع فرص بالإسراع في توسيع طاقته الإنتاجية، ولكن احتياطه النفطي الضخم الثاني بعد السعودية أثار اهتمام الشركات العالمية التي تنافست بقوة للدخول إليه. أما لبنان فسرعان ما ستؤدي خلافاته الداخلية الى عدول الشركات الكبرى عن الاهتمام بالعمل في بلد صغير احتياطه قد يكون بحجم لا يستحق الجهود. لقد حان الوقت أن يضع المسؤولون اللبنانيون خلافاتهم جانباً قبل تفويت الفرصة.

 

ترضى الضحية وليس يرضى الجلاد

النهار/عبد الوهاب بدرخان     

ليس معروفاً تماماً ما الذي انتظروا سماعه من سعد الحريري بعد افطار السبت الماضي، ولماذا كانوا متأكدين انه سيقول ما يتوقعونه. وليس معروفاً أيضاً لماذا لم يقل. أساساً لا أحد يعرف إذا كان ما نسب اليه، تسريباً، صحيحاً أو غير صحيح. قد يكون صحيحاً وغير معدّ للنشر، لكن تسريبه أفسد القصد. وقد لا يكون صحيحاً، لكن الجهة التي تريده أن يقول شاءت تقويله او الاشارة اليه بما يجب أن يقال. هذا نمط معروف، وسبق ان اتبع مع آخرين قبيل "التوبة" وبعدها، في ظروف مختلفة، ولأهداف لا تشبه المتوخى من رئيس الحكومة. اذ ان "القرائن" و"المعطيات" رمت في ما رمت اليه احراجه، فما دامت اسرائيل اصبحت "متهمة" باغتيال والده، فما عساه ان يفعل غير أن يزكي هذه الفرضية، وكفى المؤمنين شر انتظار القرار الظني من لاهاي. عملياً، لم تتغير اللعبة، وتكاد مفاعيل التلطيف التي أعقبت القمة الثلاثية تفقد صلاحيتها. فما بدأ قبل القمة استمر بعدها، بلهجة أقل حدّة شكلاً وأكثر حدّة مضموناً. أي أن السيناريو الذي أثار المخاوف لا يزال ماضياً ومتوجهاً الى الهدف، إلا إذا حصل تغيير جوهري قادر على ايقافه. فالمطلوب هو البصم على رفض قرار ظني لم يصدر ولا يعرف أحد معطياته التي قد يتهم عناصر من "حزب الله" على أساسها، وبالتالي البصم على مجموعة قرائن ومعطيات بأنها اتهام واضح ومؤكد لاسرائيل.

ليكن واضحاً، بالمنطق السليم والنظيف، أن ما عرضه السيد حسن نصر الله مدعاة للاهتمام والبحث والاستقصاء. لم نعرف طبعاً لماذا جاءت هذه المعطيات متأخرة خمسة اعوام، ولماذا لم تستحق الضحية ولو تلميحاً او حتى معطيات اولية (لا تكشف فيها اسرار عسكرية) لإفادة التحقيق، ولماذا لم يحرك حدث بهذه الخطورة لبنانياً ذلك الكنز من المعلومات، ولماذا اعتبر اصحاب هذا الكنز انهم غير معنيين بمن اغتيل ولماذا وكيف اغتيل، هل لأن التحقيق الدولي طُرح باكراً جداً، وهل لأن الاتهام وجه باكراً الى سوريا علماً بأن هذا سبب كاف للدخول على الخط ولو من قبيل محاولة تغيير المزاج الشعبي ان لم يكن من أجل المصلحة العامة؟

أسئلة كثيرة، وهناك الكثير غيرها، لكن لا بأس بتجاوزها الآن للقول بأن المعطيات التي طرحت يجب ان يكون لها مرجع يحسم لا في صدقيتها فحسب وإنما في مدى صلاحيتها لتوجيه اتهام صريح وناجز. هذا المرجع لا يمكن ان يكون إلا المحكمة الدولية، لأن الاسباب التي حتمت الاعتماد عليها في 2005 لا تزال قائمة، بل تفاقمت. وليكن واضحاً، هنا أيضاً، وبالمنطق السليم والنظيف، ان اللبنانيين لا يستطيعون ان يعتبروا هذه المحكمة مسيّسة ومنحازة وغير نزيهة إلا بعد أن يروا ويسمعوا ويعوا ما عندها. فلا احد يعتبرها محكمة ملائكة او محكمة شياطين، وانما الكل يريد ان يتعرف الى ما توصلت اليه، وعندئذ سيصدر الحكم عليها هي نفسها.

لعل أسوأ ما يمكن ان يُطرح على اللبنانيين، بعدما وضع "حزب الله" اتهام اسرائيل على الطاولة، انهم اذا لم يأخذوا بـ"القرائن" والمعطيات" على انها قرآناً كريماً منزلاً فلا بد ان يعني ذلك أنهم مشتبهون بـ"تبرئة اسرائيل". هذا اجحاف بحق الناس ولا بد من الاقلاع عنه، فليس هذا هو الجدل المجدي المطلوب للبلد، هذا جدل مستحيل يُدعى فيه المواطنون الى مفاضلة باطلة ولا معقولة بين "اتهام اسرائيل" و"اتهام حزب الله". لا يمكن قبول هذا المنطق، ولو كان للانفعالات العاطفية ان تجرّم او تبرئ لما كان التحقيق أصلاً ولما كانت المحكمة.

الأمر الجيد ان هناك معطيات جديدة يمكن ان تفيد التحقيق، والأمر الجيد ان المدعي العام الدولي يريد التعامل مع هذه المعطيات، وبالتالي مع اصحابها الذين ليست لديهم أسباب مقنعة لعدم الاجابة عن اسئلته، فهو ليس ديتليف ميليس،  وليس معروفاً باستدراج "شهود الزور" او باطلاق الاحكام المسبقة. ومن شأن هذا المسار الجديد ان يطلق التحقيق في الاتجاه المنشود، لأنه سيطرح علامات استفهام كثيرة يريد المحققون اجابات عنها من الاسرائيليين، اذ يفترض ان هذا هو الملف من عرض الصور الجوية وكشف الاشخاص الذين قيل انهم عملاء للموساد زرعوا في محيط مسرح الجريمة. سيكون من الخطأ، بل الخطأ الفادح والمريب، دفع معطيات تخص التحقيق، مع الاستمرار في تسفيه هذا التحقيق والتشكيك به، او حتى المطالبة بتحقيق محلي معروف سلفاً أنه سيكون تحت ضغوط هائلة، فضلاً عن أنه لا يملك كل المعطيات التي توصل اليها التحقيق الدولي. للأسف، لا يبدو أن الملف الذي عرضه "حزب الله" مهتم بإفادة التحقيق وانما بارباكه، تأخيراً للقرار الظني ومواصلة للضغط والتهديد بأزمة داخلية لمنع صدور هذا القرار. ولذلك يتوقعون، او لعلهم موعودون، بأن موقفاً من سعد الحريري سيكون مفيداً كمقدمة للشروع في "قتل" المحكمة الدولية. وقد يرضى الحريري بالتضحية درءاً للفتنة، لكنهم في الواقع يريدونه ان ينتحر سياسياً.

 

وئام وهاب قريباً وراء القضبان...وهذه هي الأسباب! 

١٨ اب ٢٠١٠

  :: طارق نجم ::

لا يزال الكثير من اللبنانيين يجهلون أن قانونهم الوطني يجرم كل من يلقي خطابات وتصريحات تؤدي إلى خلق الفتن الأهلية، وان القانون قادر على أن يلجم تلك الابواق المأجورة وبسلطة القانون فقط. وكي لا ننحدر بمستوى المواطن اللبناني إلى مستوى المدعو "وئام وهاب" وإلى لغة الـ"صرامي" "والدعوسة" الخاصة به والتي أتقنها وتفوق بها واقترنت بإسمه فلا تُذكر إلا ويُذكر معها، فنحن نرأب بالمواطن اللبناني ونحتكم للقانون كأي مواطن شريف.

فقد ورد في المادة 317 من قانون العقوبات اللبناني ما يلي: : "كل عمل وكل كتابة وكل خطاب يقصد منها او تنتج منها اثارة النعرات المذهبية او العنصرية او الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الامة، يعاقب عليها بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات وبالغرامة من مئة ألف الى ثمانمئية الف ليرة".

ومن المفارقات أن هذه المادة القانونية لم تطبق أبداً منذ اقرارها عام 1954 لو لمرة ومن ثم بعد تعديلها عام 1993، مع العلم أن جميع المتابعين للشأن السياسي يدركون تماماً حدة الخطابات السياسية والإتهامات المتبادلة المشبعة بالطائفية والمذهبية طوال نصف قرن من الحياة السياسية اللبنانية.

ولا يقتصر فعل التحريض الذي قام به المدعو وئام وهاب على التحريض الطائفي والمذهبي وبث النعرات فحسب فقد شرع بما يسمى بالجريمة المستحيلة. ففي الفقه والقانون، اصطلح على التفرقة بين الجريمة المستحيلة والجريمة التامة. فالجريمة التامة هو تحقق الغاية من فعل الجريمة كالقتل والسرقة مثلاً، اما الجريمة المستحيلة فتأتي ضمن سياق استحالة التنفيذ. كما تتشابه الجريمة المستحيلة مع الجريمة الخائبة في أن الجاني يبذل كل ما في وسعه، ويستفرغ كامل النشاط لتحقيق النتيجة التي يصبوا إليها. كما قد تسمى الجريمة المستحيلة في بعض الأحيان بالجريمة الموقوفة، والجريمة الوهمية في أن كل منهما مما يستحيل تنفيذه. فالبرغم من الجهد الذي يبذله المدعو وهاب على جميع الشاشات، تبدو أحلامه وأوهامه بعيدة عن الواقع وحتى مستحيلة ولا يمكن أن تخرج من إطار "جاهليته"، ومع ذلك فإنه يمكن مسائلته، على اساس انه يحمل الجنسية اللبنانية، أمام النيابة العامة وفق المادة 569 / 218 من قانون العقوبات اللبناني لجهة التحريض على خطف وحجز حرية حين قال "حين نضعهم في صناديق السيارات" والتي قد تصل عقوبتها بموجب القانون من 3 سنوات إلى 15 سنة من الأشغال الشاقة خصوصاً إذا كانت دوافع الجريمة طائفية او حزبية أو ثأراً من المجني عليه، وفق النص القانوني.

وبالعودة إلى اتهام آخر وجهه وهاب وهو التعامل مع استخبارات دولة أجنبية هي الولايات المتحدة الأمريكية حين قال" كل كلب عند الـ"سي.آي.إي" سنريه شيئا لم يره من قبل " فإن هذا يندرج في خانة الإتهام بالعمالة والتخابر مع دولة أجنبية. وبناء عليه، وحيث ان المادة 403 من قانون العقوبات اللبناني تنص صراحة في موضوع اختلاق الجرائم والكذب وتنص في فقرتها الاخيرة على ما يلي: اذا أفضى الافتراء الى حكم بالاعدام او بعقوبة مؤبدة فلا تنقص عقوبة الاشغال الشاقة عن عشر سنوات ويمكن ابلاغها الى خمس عشرة سنة. وحيث ان الافتراء هذا والجرائم المختلقة تتطابق مع المادة المذكورة, لذا يتوجب تطبيق المادة المذكورة بحق المدعو وئام وهاب لأنه وجه اتهامات صريحة قد تؤدي الى الاشغال الشاقة المؤبدة وحتى الأعدام وفق المادتين 274 و275 من قانون العقوبات اللبناني" كل لبناني دسَّ الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتصلَ بها ليدفَعها إلى مباشرة العدوان على لبنان، أو ليوفِّر لها الوسائل إلى ذلك، عوقِب بالأشغال الشاقة المؤبدة. وإذا أفضى فعلُه إلى نتيجة عوقِب بالإعدام" وكذلك "كل لبناني دس الدسائس لدى العدو أو اتصل به ليعاونهُ على أيِّ وجهٍ كان على فوز قواتِه عوقِب بالإعدام. "

اما فيما خص واجب النياببة العامة التحرك فوراً لإقاف المدعو وهاب عند حده بناء على أحكام القانون فإننا نستشهد بما ورد في المواد 8 و475 و476 من قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني "للنيابة العامة حق الادعاء في الأحوال التي عينها القانون، والأحوال المتعلقة بالنظام العام عند حدوث وقائع أو أفعال من شأنها المساس ". وكذلك للنيابة العامة حق إقامة الدعوى في الحالات المبينة في المادة 8، ويكون لها في هذه الحالات ما للخصوم من حقوق. وأخيراً، فإنه يجوز تدخل أو إدخال النيابة العامة في الدعاوى المنصوص عليها في المادة 8. وفي أية حالة كانت عليها المحاكمة فتصبح عندئذ خصماً أصلياً في النزاع.

وبناء على روح الدستور ومع تضافر جميع هذه الموجبات القانونية وبلغة حقوقية فإنه على النيابة العامة التحرك فوراً لإلقاء القبض على المدعو وئام وهاب وتوقيفه ومحاكمته وفق نصوص قانون العقوبات اللبناني وإصدار مذكرة توقيف بحقه بالإضافة لإلزامه دفع العطل والضرر الذي يقدره القضاء المختص ناهيك عن رسوم ومصاريف وأتعاب المحاماة.

بكل بساطة ما نريد أن نراه هو وئام وهاب في قفص الاتهام وبالقانون...وكفى!

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 

أيالون يحذّر من "طمس مسار الخط الأزرق" عند الحدود مع لبنان    

١٨ اب ٢٠١٠

  حذّر نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون من "قيام اية جهة لبنانية" بما أسماه "طمس مسار الخط الازرق عند الحدود الشمالية مع لبنان".

أيالون وبعد اجتماعه مع مبعوث الامم الى لبنان مايكل وليامز، طالب بـ"العمل على ضمان منع طمس الخط الازرق الذي يعتبر الخط الحدودي المعترف به دولياً بين اسرائيل ولبنان"، مشدداً على "حق" بلاده في "العمل جنوبي الخط الازرق".

يذكر ان لقاء وليامز بنائب وزير الخارجية يأتي في اعقاب المواجهات التي شهدتها الحدود الشمالية مطلع الشهر في المنطقة المحاذية لبلدة العديسة.

 

 هل رُفع الغطاء عن كرم... فأوقف؟

داني حداد /ليبانون فايلز

لم تعد قضيّة توقيف العميد المتقاعد فايز كرم تحتلّ أولويّة في الإعلام اللبناني وانحسرت التسريبات عن مجريات التحقيق معه، من دون أن تتوقّف نهائيّاً خصوصاً في بعض الصحف العربيّة، حيث تكاد تنسج روايات يوميّة عن نتائج التحقيق مع كرم، القيادي في التيّار الوطني الحر، علماً أنّ هذه الروايات تكاد تتمحور كلّها حول تأثير هذا التوقيف على العلاقة التي تربط التيّار الوطني الحر بشريكه في وثيقة التفاهم حزب الله.

تُجمع مصادر في التيّار وفي الحزب على التقليل من أهمّية المعلومات التي يمكن لكرم أن يكون قدّمها للإسرائيليّين. "هو لا يعرف الكثير، بل، بتوصيفٍ أدقّ، لا يعرف إلا ما هو معلن أو شبه معروف" يقول قيادي في التيّار الوطني الحر، جازماً أنّه، في حال ثبوت التهمة على كرم، فإنّ المعلومات التي كان يقدّمها للإسرائيليّين لا تتعدّى إطار التحليل مع القليل من المعلومات التي لا تبلغ مرتبة الحسّاسة.

أمّا على جانب حزب الله، فيسمع كلام واقعي وصريح. "لم يفاجئنا كثيراً خبر شبهة العمالة على العميد فايز كرم. كنّا ندرك أنّ مرحلةً سابقة شهدت ولادة خطوط بين قياديّين في أكثر من حزب وتيّار وبين إسرائيل، خصوصاً أنّ تعرّض البعض للملاحقات والسجن ولّد لديهم نقمة ربما تكون استغلّت من قبل الموساد الإسرائيلي للتواصل معهم. ولكن عنصر المفاجأة لا يغيب عن وجود علاقة ما تزال مستمرّة بين قيادي في التيّار الوطني الحر، الذي يبدو موقفه من العدو محسوماً وواضحاً، وإسرائيل حتى الآن". إلا أنّ المصدر نفسه يسارع الى التأكيد على أنّ عمالة كرم، لو ثبتت، لن تفسد العلاقة مع الحليف البرتقالي. من جهة أخرى، سيكون مؤكّداً، ولو أعلن العكس، أنّ العلاقة بين الحزب والتيّار سيشوبها حذرٌ إضافي في المستقبل، حيث سيكون أكثر من مسؤول في التيّار في دائرة الشكّ، خصوصاً من يصنّفون في خانة أصدقاء كرم، وعانوا ما عاناه من سجنٍ ونفي. على صعيدٍ آخر، علم أنّ البطاقات المسبقة الدفع التي كان يستخدمها كرم للإتصال بمن يفترض أن يكونوا مشغليه الإسرائيليّين في فرنسا كانت الباب الذي تمكّن من خلاله فرع المعلومات أن يضع كرم في دائرة الشبهة ويعمد الى وضعه وخطّه الهاتفي تحت المراقبة من قبل الفرع، حيث كان يستخدم بطاقات تنتمي الى السلسلة نفسها من البطاقات التي كان يستخدمها بعض المتهمين الآخرين بالعمالة الذين سبق أن ألقي القبض عليهم. ولم يستبعد مصدر مطلع لموقعنا أن تكون إسرائيل هي التي عمدت الى رفع الغطاء عن كرم للإيقاع به، خصوصاً أنّه لم يعمد، في حال ثبت اتّهامه، الى الفرار الى الخارج ولو بحجّة العمل، بعدما لمس أنّ الكثير من العملاء وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، ما يعني أنّه تلقّى تطميناتٍ الى عدم القدرة على الكشف عنه. واعتبر المصدر أنّ المشغلين الإسرائيل لكرم ربما اكتشفوا أنّ ما يقدّمه إليهم من معلومات ليس بذات أهميّة، فعمدوا الى رفع الغطاء عنه في محاولة لخلق توتّر في العلاقة بين حزب الله والتيّار الوطني الحر.

يبقى أنّ ما يرد من معلومات وتسريبات عن العميد المتقاعد فايز كرم يبقى رهن الإجراءات القضائيّة التي ستتّخذ بحقّه وثبات تهمة التعامل مع إسرائيل عليه.

 

صقر إدعى على العقيد ابو جودة بجرم التعامل

المركزية- إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على العقيد انطوان ابو جودة "بجرم التعامل مع مخابرات العدو، ودس الدسائس لديه، والاجتماع بضباطه في الخارج منذ العام 2006 حتى تاريخ القبض عليه، وإعطائه معلومات امنية يجب ان تبقى سرية عن المقاومة والجيش اللبناني، سندا الى المواد 274 - 275 و278 عقوبات و124 - 129 قضاء عسكري، وهي مواد تنص عقوبتها القصوى على الاعدام، واحاله مع الملف الى قاضي التحقيق العسكري الاول".

 

ايران: اسرائيل تحاول مجددا زعزعة الامن في لبنـــان

المركزية- أکد وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي "أن الكيان الصهيوني هو مصدرالتوتر والفتنه المستمره في المنطقه"، مشيراً إلى أن هذا "الكيان يشعر بالقلق إزاء أي هدوء واستقرار في لبنان". واضاف في مقابلة اجرتها معه صحيفة "الوفاق" الايرانية: "يعتقد الكثير من المحللين أن الكيان الصهيوني حاول من وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري إثارة الفتنه داخل لبنان، ولكن الحوادث التي تلت ذلك وتشكيل حكومه جديده تدعو للوحدة والتضامن والهدوء في لبنان، احبطت المخطط الصهيوني، واليوم فإن هذا الكيان يحاول مره أخرى زعزعه الامن والاستقرار الحالي في لبنان".  وأضاف وحيدي "أن التحرك الاخير الذي قام به الكيان الصهيوني في العديسة استهدف إثارة أزمة جديده في المنطقه، ولكن موقف الجيش اللبناني اثبت ان الاخير استعاد ثقته بنفسه وصموده امام الاعداء بعدما شهد الهزيمه المروعه للكيان الصهويني على يد المقاومة الاسلاميه في لبنان"، معرباً عن تقديره للجيش اللبناني "بسبب صموده ومقاومته للدفاع عن ارضه".

 

"يديعوت احرونوت": اسرائيل ستدفع ثمن التهرب من السلام مع سوريــا

المركزية- كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان جريمة الحرب التالية التي سترتكبها إسرائيل باتت مؤكدة، إذ أن فشلها في تجنب مثل هذه الحرب هو جريمة في حد ذاته، قائلة: نقول هذا لأننا نتجه الآن نحو حرب حتمية مع سوريا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار دروس التاريخ وتجارب إسرائيل السابقة. فأي فراغ دبلوماسي يمكن أن يؤدي للحرب اذا لم يشهد تحركات للسلام. إن هذا قانون طبيعي وهو يتفق مع ما يجري في عالم كرة القدم، فحينما تفشل في الاستفادة من الفرص المتاحة لتسجيل الهدف تأكد عندئذ أن الفريق الآخر سينجح على الأرجح في النهاية بتسجيل هدف لنفسه. وتساءلت: وماذا عن إسرائيل؟ من الملاحظ أن الرئيس السوري بشار الأسد يبعث منذ عام 2003 بمؤشرات عن استعداده للسلام، وتراوغ إسرائيل بالرد عليها تحت ستار عدد من الأسباب، ففي البداية تذرعت بأنه ضعيف ولا جدوى من التعامل معه. لكن ما إن أصبح الرجل قوياً حتى قدمت إسرائيل عذراً آخر بالقول: إن نوايا الأسد غير صافية، وهكذا انصرفت حكومات إسرائيلية وجاءت أخرى، ولم يتقدم أي شريك إسرائيلي لسورية لبدء التفاوض. والسؤال: كيف في مقدور إسرائيل الاستمرار في موقفها الرافض هذا؟ فكل ما تريده وما حلمت به من قبل بات متوافراً. واضافت "يديعوت احرونوت": ألم يعلن الأسد في كل فرصة أنه يتطلع لـ "سلام شامل"، وأنه على استعداد للدخول في المفاوضات "دون أية شروط"؟ بل هو لايزال يُعرب عن الأسف لعدم وجود أي استجابة من الجانب الإسرائيلي.

إذاً، هل إصرارنا على هذا الموقف حتى الآن مجرد خداع؟ وهل كانت كل الكلمات والتصريحات التي أطلقها الإسرائيليون طوال السنوات الماضية مجرد مغامرة؟ لقد بددت إسرائيل وقتاً ثميناً منذ أن منع الأمريكيون شارون وأولمرت من المبادرة والسير على طريق السلام. وتابعت: والآن يجري تبديد الفرصة الراهنة لأن صناع القرار في إسرائيل لا يؤمنون بهذا السلام. إننا جميعاً نتذكر كيف طالب الأسد تماماً قبل وقوع كارثة حرب لبنان الثانية بالسلام لتأتي تلك الحرب العبثية والمأساوية وتحرق بنيرانها كل جسور السلام.

نحن لا نفهم إلا لغة القوة: الحقيقة أن السبب الأساسي لموقف الحكومة الإسرائيلية الراهن في عدم القيام بأي شيء هو غياب ضغط الرأي العام الإسرائيلي عليها لقبول التحركات السلمية السورية. فمن الواضح أن السلام مع سوريا لا يحظى بالشعبية في إسرائيل. لماذا؟ لأن الصواريخ السورية لم تنطلق بعد في اتجاهنا. فما لم تسقط هذه الصواريخ على منشآتنا ولا يحدث أي ضرر، لماذا علينا مبادلة مرتفعات الجولان بكرومها وخيولها ومنحدرات التزلج الثلجية فيها بسلام مشكوك فيه؟

وذكرت الصحيفة الاسرائيلية: لكن مثل هذا الموقف سرعان ما سيتغير عندما تبدأ آلاف الصواريخ بالتساقط على إسرائيل. فمثلما أدت موجات العنف الفلسطيني الى دفع معظم الإسرائيليين للابتعاد عن الضفة الغربية وغاب الارتباط بأرض الـ «أجداد» فوراً، سوف يبتعد الإسرائيليون عن مرتفعات الجولان عندما تنطلق موجات الصواريخ نحوها.

وهنا سوف يحل محل السؤال القائل: لماذا نحتاج الى السلام مع سوريا؟ السؤال الآتي: ما حاجتنا الى الجولان؟ هكذا تجري الأمور في إسرائيل وتبين أننا لا نفهم سوى لغة القوة.

 

"الانباء" الكويتية: "فتح الإسلام" بين الحل والانضمام الــــــى "عصبة الأنصار"

المركزية- ذكرت مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة، ان تنظيم «فتح الاسلام»، لم يختر خليفة لأميره المقتول عبدالرحمن عوض، خلافا لما ذكرت بعض الصحف الخليجية، وان اسامة الشهابي الذي قيل انه اختير خليفة له موقوف في احد السجون اللبنانية لقيامه بأعمال ارهابية. واضافت ان عدد عناصر فتح الاسلام الباقين في حي الطوارئ بالمخيم، وهم من أقارب عوض لا يزيد عددهم على 90 شخصا، وان مباحثات تجري بينهم وبين "عصبة الانصار" المسيطرة في هذا الحي للانضمام اليها، وبالتالي حل تنظيم فتح الاسلام في لبنان. وتابعت المصادر: وحتى جلاء مصير التنظيم، يبقى مقتل في ساحة شتورا بعد استدراجه من مخيم عين الحلوة رهنا لتساؤلات عدة:

1 - هل كانت العملية الامنية التي نفذتها مخابرات الجيش معدة لتوقيف عوض حيا وقتل لأسباب «ميدانية» بعدما اكتشف انه وقع في «الفخ» وبادر الى استخدام سلاح في حوزته؟! أم يمكن الحديث عن خطأ تنفيذي حصل في مكان ما وأدى الى حسم الامر على هذا النحو؟ مهما يكن من أمر، فإ‍ن مقتل عوض شكل انجازا أمنيا للجيش ومخابراته في سياق حرب مفتوحة مع فتح الاسلام منذ معارك نهر البارد، وقوبل بثناء أوساط ديبلوماسية عربية واوروبية مهتمة ومعنية بـ "مكافحة الارهاب".

2 - من يخلف عوض في امارة فتح الاسلام في عين الحلوة؟

عبدالرحمن عوض والملقب بـ "أبومحمد شحرور" كان أحد أبرز المطلوبين للعدالة اللبنانية لأنه واحد من اخطر الارهابيين في مجموعة "فتح الاسلام" المرتبطة باغتيالات وعمليات كثيرة بينها اغتيال اللواء فرنسوا الحاج وتفجيرات ضد ناقلات الجيش في طرابلس، كان عوض يعتبر خليفة "شاكر العبسي" وشريكا لـ «عبدالغني جوهر» وينتمي الى مجموعتهما غازي عبدالله الملقب بـ "أبوبكر مبارك" الذي قتل مع عوض في شتورا، ويعتبر العقل التنفيذي في العمليات الارهابية اعدادا وتفجيرا، فيما يعتبر جوهر العقل المدبر والرأس المخطط. ولكن تبرز اسماء اخرى مثل ماجد الماجد وتوفيق طه ونعيم عباس "أبو اسماعيل" (نفذ عملية اغتيال اللواء الحاج) ومحمد احمد الدوخي (خردق)، ولكن الاسم الابرز هو اسامة الشهابي المرشح لخلافة عبدالرحمن عوض أميرا لـ "فتح الاسلام". الشهابي الملقب بـ "أبو الزهراء" (فلسطيني مواليد 1972، مخيم عين الحلوة) يعتبر العقل الديني لتنظيم "فتح الاسلام" ويعطي عناصر التنظيم دروسا دينية، كما يصدر فتاوى دينية تحض على الجهاد وتكفير الانظمة.

3 - كيف سترد "فتح الاسلام" على اغتيال عوض؟

الوضع في مخيم عين الحلوة هادئ ولم يتأثر بمقتل عوض ولم تسجل فيه أي مظاهر توتر، ذلك ان تنظيم فتح الاسلام لا يشكل حالة سياسية - شعبية وانما هو تنظيم أمني ارهابي محدود (40 عنصرا)، يمارس عمله من خلال خلايا ومجموعات صغيرة، واذا كان من رد فإنه سيكون أمنيا وانتقاميا عبر عملية تفجير أو اغتيال.

ولكن قدرة "فتح الاسلام"، على تنفيذ عمليات ارهابية باتت محدودة كونها موضوعة تحت رقابة مشددة وأصابها التشتت والتضعضع، يضاف الى ذلك ان حركة فتح اتخذت اجراءات أمنية مشددة لضبط الوضع في مخيم عين الحلوة وهي التي باتت لها سيطرة أقوى على الارض بعد تسلم محمد عيسى "اللينو" قيادة الكفاح المسلح من العقيد منير المقدح، في حين ان سيطرة عناصر "فتح الاسلام" تنحصر في منطقة "حي الطوارئ" و"حي الصفصاف" عند تخوم المخيم وعلى مقربة من "حي التعمير" المنطقة العازلة بين الجيش والمخيم.

 

"البعث": من يستهدف المقاومة يعمل ضد الاستقرار والسلام

المركزية- اشارت صحيفة"البعث" السورية الى "ان مع تعدد مبادرات السلام في المنطقة وإقبال العرب عليها، وانتصار الشرعية الدولية لها بقرارات عدة منذ نصف قرن، قابلت إسرائيل هذا بمزيد من العدوان والاحتلال والتهويد والاستيطان. وقد أعقب كل خطوة في اتجاه السلام حصاد مرّ، ومزيد من الغطرسة والقتل والجرائم الإسرائيلية، وضغط وتهديد ووعيد".

وشددت على "ان السلام في المنطقة لم يعد لعبة، أو مراوغة، صار هدفاً وطريقاً مكشوفين، واستحقاقاته ليست ملك النظام الرسمي، إنه قضية شعب وكرامة أمة"، مؤكدة ان خيار المقاومة يغدو التزاماً بالسلام، وحضوراً فاعلاً في معادلة موازين القوة التي تحقق السلام العادل والشامل، وما دام في المعجم السياسي المعاصر حضور للصهيونية، فسيبقى حضور المقاومة خياراً استراتيجياً عربياً".  واعتبرت"البعث" ان "من يستهدف المقاومة في أشكالها ضد الاحتلال والتآمر والتخلف سواء إسرائيل أم أصدقاؤها، فهو يعمل ضد الاستقرار والسلام والكرامة والحقوق، ليكرّس مزيداً من التوتر والاضطراب في المنطقة والعالم، لأن مقاومة الاحتلال حق وواجب، والنضال في سبيل تحرير الأرض وعودة الحقوق واجب أيضاً وشرف".

 

هآرتس: أي حرب مـع لبنـــان ستجر على اسرائيل عواقب وخيمة

المركزية- قال المحلل العسكري عكيفا الدار في تقرير له في صحيفة «هآرتس»، ان «هناك رهبة وخوفا من ان تتدهور الأوضاع وتكون الحادثة المقبلة على الحدود بين اسرائيل ولبنان طريقا الى حرب شاملة كما يحذر خبراء دوليون»، مؤكداً ان «محادثات سلام جوهرية فقط بين اسرائيل وسوريا ولبنان قد تمنع الانفجار». وتابع ان «الحادثة الاخيرة على حدود لبنان تبين أن شجرة واحدة قد تنقض التهدئة في المنطقة الشمالية. في هذه المرة، كلفت المواجهة حياة ضابط اسرائيلي، وجنديين لبنانيين وصحافي».

ويحذر تقرير جديد كتبه خبراء من «مجموعة الازمة الدولية» (اي سي جي)، من أن «الأمر قد ينتهي في المرة المقبلة على نحو مختلف تماما. وخلصوا الى استنتاج ان الهدوء السائد في الساحة الاسرائيلية - اللبنانية منذ نهاية حرب لبنان الثانية يقوم على أسس هشة، مع عدم وجود جهد لعلاج جذور الصراع، يكفي خطأ في تقدير احد الطرفين ليفضي الى انفجار مكلف على مستوى الخسائر البشرية. وعلى ذلك اختاروا تتويج تقريرهم المهم الشامل بعنوان «طبول الحرب: اسرائيل ومحور المقاومة». وأضاف: "ان الباحثين كشفوا في مقابلات أجروها في الاشهر الاخيرة مع مسؤولين رفيعي المستوى من «حزب الله» ومن سوريا واسرائيل، أن «السد الرئيسي امام حرب اخرى هو خوف كل واحد من اللاعبين من أن تكون المواجهة المقبلة أوسع من سابقاتها وأكثر دمارا. وقال قادة حزب الله ان الصواريخ التي يمتلكونها ستصد اسرائيل عن مواجهة اخرى، لانها تثبت لها الكلفة العالية لهجوم عسكري على لبنان، في حين قدر عنصر في حزب الله ان الحرب محكومة».

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى أن «المدنيين سيكونون في المواجهة المقبلة معرضين للاصابة، وانا أومن بأن حزب الله سيوجه ضربة مؤلمة إما في بدء القتال وإما في أثنائه. وقد تزعم اسرائيل ردا على ذلك أن عليها أن ترد الصاع صاعين، وأن تستعمل ضغطا على حكومة لبنان وعلى السكان المدنيين ايضا».

 

أوساط نيابية : تحرّكات بري وجنبلاط الأخيرة

تُطوّق «مأزق» المحكمة وتُبعده عن المزايدات السياسية

فادي عيد /الديار

ترتدي الساعات الـ 48 المقبلة طابعا بالغ الاهمية كونها ستحدد مسار المقاربة الداخلية والتباينات حول ازمة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعدما ارتسمت تسويات متعلقة باستحقاقي النفط داخل المياه الاقليمية والحقوق المدنية للاجئىن الفلسطينيين. وقد توقفت اوساط نيابية مطلعة عند اجواء الترقب المحيطة بملف المحكمة حيث لم تتوقع حصول اي تطور نوعي على هذا الصعيد، في ظل اللقاءات الجارية والتي تركز على تطويق الاحتقان الذي يتصاعد منذ المؤتمر الصحافي الاخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وكشفت الاوساط نفسها ان تفاهما سياسيا قد تكرس وستتم بلورته في جلسة الحوار المقبلة التي ستعقد يوم غد الخميس، ويقضي بالحد من التصعيد السياسي المتعلق بالتحقيق الدولي وبالتوجهات الدولية في القرار الظني والمحكمة وارساء مناخ هادئ يسمح بالحد من تداعيات الازمة الناشئة على خلفية الانقسام حول ما عرضه الامين العام من ادلة تشير الى ضلوع اسرائىل في جريمة اغتيال الرئىس الشهيد رفيق الحريري. واضافت ان مناخ التسوية الذي ساد ساحة النجمة بالأمس سينسحب على طاولة الحوار يوم غد التي ستساهم في الحد من الضجيج السياسي وتخطي الخلاف الداخلي، خصوصا وان مسار المحكمة الدولية غير مرتبط باللقاءات المحلية، وكذلك تغيير مسارها الذي يستند فقط الى الادلة والقرائن الجديدة التي كشف النقاب عنها وما زالت في عهدة «حزب الله».

واذ كشفت الاوساط ان ملف المحكمة بات بمثابة المأزق السياسي لكل الاطراف الداعمة لها او المعارضة على حد سواء.

اكدت ان كل ما سجل من تحركات ولقاءات محلية واقليمية وحتى القمم العربية المتلاحقة ما زالت غير قادرة على احداث اي تغيير في مسار المحكمة الدولية الا اذا تمكنت الحكومة من تسليم الادلة الجديدة الى التحقيق الدولي لإطلاق مسار اتهامي جديد يؤمن الاجوبة على كل التساؤلات المشكّكة بجدوى المحكمة وصدقيتها، ويبعد عن لبنان شبح المأزق الداخلي الخطير وسيناريو «الانقلاب» الامني الذي كثر الحديث عنه منذ مطلع آب الجاري. واضافت ان سياق الحركة السياسية التي يقودها كل من رئىس المجلس النيابي نبيه بري ورئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يشير الى إمكان تكريس معادلة داخلية تفصل بشكل حاسم ما بين المسار السياسي لأزمة المحكمة والمسار القضائي بحيث يتم التركيز على إقامة توافق بين اركان الحوار على دراسة القرائن والأدلة الجديدة من الجانب القضائي البحث والحصري وسحبها من التداول السياسي كما هو حاصل الآن للحد من عملية المزايدة التي تعكس رغبة في إجراء تغييرات نوعية في الطبقة السياسية تحت عنوان تفادي مأزق المحكمة الدولية.

 

الحسن استدرج كرم من زغرتا الى الذوق

فريق تولّى إحضار مختاري الذوق وفتّش المنزل بحثاً عن المستندات

ابتسام شديد /الديار

أن يقوم فرع المعلومات بتوقيف مشتبه بهم في قضايا معينة فالموضوع يبدو للوهلة الأولى عادياً وفي السياق الطبيعي لجهازٍ يقوم بعمله الأمني وقد بات في رصيده اليوم عدد من الإنجازات التي تسجل على خانته في توقيف عدد من العملاء، لكن عندما يقوم فرع المعلومات باعتقال وتوقيف قيادي في التيار الوطني الحر بحجم ومكانة فايز كرم بغض النظر عن الأسباب والخلفيات والتهم ومن دون الدخول في متاهات ما نسب أو لم ينسب إليه بعد فإن للموضوع وجهة نظر، وعندما يأخذ رئيس فرع المعلومات «على عاتقه» المهمة الكبيرة للإيقاع بـ«صديق - جنرال» من خلال الخطة الذكية التي جعلته يأتي الى التحقيق بسهولة فتلك ايضاً مسألة أخرى.

قضية فايز كرم وتفاصيلها لا تزال تشغل قسماً من الرأي العام وإن طغت حادثة العديسة وإطلالات الأمين العام لحزب الله مؤخراً وتقديمه قرائن وبراهين عن دورٍ محتمل لإسرائيل في اغتيال الرئيس الحريري على غالبية المشهد السياسي في الآونة الأخيرة، فالروايات تعددت ولا تزال تنسج قصص منذ اللحظة الأولى لحادثة التوقيف رغم «تمنيات» المسؤولين عن التحقيق وتحذيراتهم من التدخل والتشويش على التحقيق، إلا أن الرواية الحقيقية لبعض ما جرى تبقى ملك الدائرة الضيقة اللصيقة بالمعلومات وعائلة «الجنرال الموقوف». وفق ما يتسرب من تلك الدائرة، فان العلاقة الشخصية بين الحسن وكرم لعبت دوراً في تسهيل المهمة من خلال الاتصال الهاتفي لرئيس فرع المعلومات بعيد منتصف الليل بالجنرال للتباحث في موضوع أمني لا يحتمل التأجيل، الاتصال جرى على أساس أن ينزل كرم من زغرتا الى الزوق من أجل اجتماعٍ عاجل فكان أول الواصلين قبل أن يطلب منه الحسن التوجه الى السيارة حيث كان رجال فرع المعلومات في انتظاره ، فيما تولى فريق آخر بعد إحضار مختاري الزوق دخول المنزل للتفتيش عن أدلةٍ ومستندات.

تلك كانت واقعة التماس الأول المباشر بين التيار البرتقالي والمعلومات، لكنها بالمؤكد قد لا تكون الأخيرة، خصوصا وأن العلاقة بين المعلومات والتيار لم ترتق ابداً الى مصاف العلاقة الجيدة والطبيعية. والتفتيش في سجالات التيار والفرع المذكور لا يتسم بالإيجابية فبالنسبة الى البرتقاليين المآخذ كثيرة على الجهاز الذي انتزع صلاحيات ومهام اجهزة أخرى ولا يتسم بالقانونية في تأليفه وطريقة عمله. المأخذ الأساسي ليس لمجرد أنه جهاز ينفذ سياسة رئيس الحكومة او وزير الداخلية بل لأنه «يعمل ضدنا». ولا يتوانى العونيون في انتقاداتهم للفرع أن من أهم انجازاته: تهريب مجموعة الـ 13او اعتقال وليد مرعي وتأويله ما لم يقله أبداً والعديد العديد من شهود الزور و... والفتور في العلاقة ليس وليد اليوم بل يعود الى سنوات على خلفيات سياسية وغيرها من الأسباب، ولطالما لم تنجح المحاولات والمساعي في رأب الصدع الذي أصاب العلاقة أو في تقريب وجهات النظر. «الفيتو» كان دائماً يأتي من الرابية التي لا تتناغم مع السياسة الأمنية التي ينتهجها الجهاز المذكور. المفارقة أن الموقوف لدى المعلومات اليوم كان أحد عرابي «التفاهم» الذي لم يحصل بين التيار والمعلومات، واقتصر نجاح المهمة التي حمل لواءها كرم على التنسيق مع الحسن في الملفات الأمنية التي تعني التيار. ويروي العونيون أن رئيس تكتل الإصلاح والتغيير لطالما كان يرفض طلب كرم لقاء رئيس فرع المعلومات أو الاجتماع به بغية كسر الحواجز النفسية وتقريب وجهات النظر، كما يؤكد هؤلاء ان رئيس الحكومة سعد الحريري سأل النائب ميشال عون في إحدى المرات عن موانع وأسباب رفضه لقاء الحسن.

اللافت اليوم أن الرابية لم تصدر موقفاً سلبياً من الفرع المذكور إزاء قيام المعلومات بتوقيف القيادي العوني وتسليمه الى القضاء المختص ثم إعادته الى الفرع لأسباب تتعلق باستئناف التحقيقات. القريبون من الرابية يردون الموقف الى التريث في انتظار جلاء الموقف، فالجنرال لن يصعَد حتى لا يدفع الموقوف الثمن سياسياً، لكن بالمؤكد فان الرابية لن تتخذ أي قرار بحق القيادي الموقوف إلا بعد انتهاء التحقيق وفي حال ثبات الإدانة الواضحة والكاملة.

القريبون من الرابية لا ينكرون صداقة الحسن وكرم الذي كان العوني الأكثر إلتصاقاً بالفرع وهي صداقة نمت على خلفية التنسيق في بعض الملفات الأمنية بين أمنيين متمرسين بالأمن باختلاف مواقعهما وظروفهما. وهذه الصداقة تفرض تساؤلات كما تقول الأوساط، فإذا ثبت عامل البراءة فتلك مشكلة للفرع، وإذا تبين التعامل بالوقائع والبراهين الحسية فتلك مشكلة أخرى، إذ كيف يمكن لرئيس جهاز أمني أن يرتبط بعلاقة عشوائية مع أشخاصٍ دون الإستقصاء عنهم وتكوين ملف عن يومياتهم وتحركاتهم؟ هكذا شكك المقربون من التيار الوطني.

 

طرح وزير الدفاع خطوة إستباقية إيجابية تزيد من إمكانات الجيش من دون فرض أي شروط عليه

مصدر ديبلوماسي: المساعدات الأميركية للجيش مستمرّة... والمقاومة باقية الى جانبه

الحساب المصرفي يدلّ على عدد اللبنانيين الذين يريدون جيشاً قوياً

دوللي بشعلاني/الديالا

ناقش مجلس الأمن الدولي أمس «الحالة في الشرق الأوسط»، هذا الموضوع الذي يُبحث شهرياً لكثرة ما يحدث من تطوّرات في البلدان المعنية بعملية السلام. ويمكن القول أنّ اعتداء بلدة العديسة الحدودية الذي وتّر الوضع بين الجيش اللبناني وإسرائيل بشكل واضح للعيان، وذلك للمرة الأولى منذ حرب تموز ـ آب 2006 التي انتهت باتخاذ القرار 1701 بهدف «وقف الأعمال العدائية بين الجانبين توصّلاً الى وقف شامل لإطلاق النار»... أعاد هذا الإعتداء طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية للبنان من كلّ اعتداء أو عدوان عليه والذي لم يأخذ بعد طريقه الى التوافق بين أقطاب هيئة الحوار الوطني، كما موضوع تسليح الجيش بصفته المدافع الأول والأخير عن أمن واستقرار البلاد الى جانب المقاومة التي دعمتها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري.

أمّا إعلان وزير الدفاع الوطني الياس المرّ عن فتح حساب في «مصرف لبنان» لدعم الجيش وتجهيزه وتبرّعه بمبلغ مليار ليرة لبنانية لتشجيع المتموّلين اللبنانيين على القيام بخطوة مماثلة، وذلك في خطوة استباقية لكلّ ما جرى تداوله بأنّ الولايات المتحدة الأميركية سوف توقف المساعدات العسكرية لتسليح الجيش اللبناني لا سيما بعد حادثة العديسة، فقد جاءت خطوة إيجابية لناحية بدء لبنان بالإعتماد على نفسه، سواء تلقّى مساعدات من أميركا أو سواها، على ما يرى مصدر ديبلوماسي مطلع، كما تسمح له بالإكتفاء الذاتي وتُبعد عنه الشروط التي قد تفرضها عليه بعض الدول المانحة.

ويضيف بأنّ تسليح الجيش، بحسب رأي بعض السفراء الغربيين لا علاقة له بسلاح «حزب الله» لأنّ الهدف الأساسي منه أن يصبح لبنان سيد نفسه فعلاً وقادراً على اتخاذ قرار السلم والحرب لا أن يُفرض عليه مثل هذا القرار من قبل حزب أو جهة أو دولة. وبالتالي يصبح مؤهّلاً لحفظ السلم والأمن الدوليين دون الحاجة لقوات «اليونيفيل»، ولا سيما بعد التوافق على حلّ عادل وشامل في المنطقة وإحلال السلام». ولهذا فإنّ أوساط غربية عدّة أفادت عن مضي الولايات المتحدة الأميركية في برنامج مساعداتها للجيش اللبناني كما هو مقرّر، مشيرة الى أنّ حادثة العديسة لم تؤثّر على هذا البرنامج المعدّ سلفاً والذي له أهداف معروفة أوّلها رؤية لبنان كبلد قوي بإمكانه الإعتماد على نفسه عسكرياُ كما سياسياً.

ويجد أنّه من الممكن أيضاً بحسب رأي السفراء أنفسهم أن يطلب لبنان بعد ذلك من «حزب الله» نزع سلاحه ووضع كلّ إمكاناته العسكرية في متناول الجيش كمساهمة إضافية الى المساعدات التي يحصل عليها حالياً، وحفظ مكانته لأحد الأحزاب التي تُمارس السياسة في البلد.

أمّا الآن، على ما يرى المصدر الديبلوماسي، فيبدو أنّ المقاومة باقية ما دامت تملك السلاح الأقوى، ولأنّها وعدت في أن تستخدمه في وجه العدو الإسرائيلي وليس في الداخل، خصوصاً وأنّ أحداً لا يشاء 7 أيار جديدة، الى حين تسليح الجيش على النحو الذي يوازي تسلّح المقاومة، أو تسلّح جيش أي دولة في العالم.

وعمّا طرحه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في هذا السياق عن «أنّ اعتماد سياسة التقشّف يمكن أن يوفّر للمؤسسة العسكرية إعتمادات مالية تتيح لها أن تشتري السلاح والعتاد والتجهيزات التي تعزّز قدراتها العسكرية واللوجيستية»، ربما للقول إنّه لا حاجة لفتح الحساب الذي أعلن عنه الوزير المرّ، يقول المصدر «إنّ فتح الحساب يجعل الأفراد يتبرّعون أكثر من الدول التي لا تلجأ عادة الى هذه الطريقة للمساعدة بل عن طريق برنامج محدّد تضعه حكوماتها، ولهذا سوف تتلمّس الحكومة عبر هذا الحساب كمّ من اللبنانيين من أصحاب رؤوس الأموال في الداخل أو في بلاد الإغتراب يريدون رؤية الجيش مسلّحاً بما يليق به ويحافظ على حياة جنوده وضبّاطه»...

أمّا سياسة التقشّف فهي تعود للحكومة، على ما يضيف، ولكن يمكن القول أنّ هذه السياسات التي اعتمدتها حكومات سابقة لم ينتج عنها إغداق الأموال على خزينة الدولة بل على العكس أثبتت فشلها في الحفاظ على هذه الأموال، في حين زاد بعض المسؤولين من ثرواتهم.

وشدّد المصدر على أنّ تسليح الجيش بأي طريقة، إن عبر المساعدات الخارجية أو التبرّعات الداخلية والخارجية من أجل شراء المعدّات العسكرية اللازمة، لا يحدّد للبنان البندقية التي يريد استخدامها، فتقديم المساعدة أمر يخصّ كلّ دولة، أمّا ضد من سوف يستعمل لبنان سلاحه فهذا أمر آخر، تقرّره الحكومة اللبنانية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من ينتهك أرضها ويخرق جوّها وبرّها أو يعتدي على حدودها أو ثرواتها الطبيعية. والكلّ يعلم بأنّ الجيش في كلّ بلدان العالم يقوم بالتصدّي لأي محاولة إعتداء أو عدوان عليه، وهذا ما فعله الجيش اللبناني في العديسة بالتعاون والتنسيق مع قوّات «اليونيفيل»، وقد وقفت المقاومة الى جانبه جاهزة للتدخّل في حال طلب منها ذلك.

وفيما يتعلّق بنزع الشرعية عن سلاح المقاومة خصوصاً وأنّ الجيش قد أظهر قوة واستبسال عناصره، يقول المصدر: «إنّ مثل هذا الأمر لا يحصل بهذه السهولة، لا سيما وأنّ الحكومة الحالية تدعم المقاومة وسلاحها، وهذه الأخيرة لم تقل يوماً أنّ سلاحها يحلّ مكان سلاح الجيش الشرعي لكنها تجد أنّ الحكومة شرّعت سلاحها عندما دعمت وجودها ووجوده ما دام جيش العدو رابضاً في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر».  ويرى بأنّ الجيش كما المقاومة، لا تنقصه القدرات البشرية وقد ظهر ذلك جلياً في اعتداء العديسة الأخير إنّما المعدات الحربية ولهذا كان لا بدّ من إيجاد أفكار مناسبة لتسليح الجيش.

 

واشنطن تُواصل إقناع الكونغرس بجدوى المساعدات

ولن تسمح بحصول أيّ فراغ أمني في لبنان ودول المنطقة

جنى عساف - واشنطن /الديالا

كرّرت الإدارة الأميركية تمسكها بإستمرار التعاون مع لبنان في شأن المساعدات التي تقدّم للجيش اللبناني على الرغم من الضغوط التي تتعرّض لها من قبل الكونغرس من أجل وقف المساعدة المقررة للجيش وهي بحدود مئة مليون دولار ومخصصة من ضمن ميزانية العام ألفين وأحد عشر.

وتشير مصادر ديبلوماسية رسمية إلى أن الحوار مستمر بين الخارجية الأميركية والكونغرس في سبيل معالجة القلق من تداعيات الحادث الأخير الذي وقع عند نقطة الحدود، وتعتبر المصادر أن هذا الحوار يرتكز بشكل رئيسي على سحب إقتراح وقف المساعدة المقرّرة للجيش، في مقابل إقناع الكونغرس بالأهمية القصوى التي ترتديها عملية إستمرار مساعدة لبنان في سبيل تمكنه من بسط سلطته على كامل أراضيه ومنع أي محاولات لزعزعة الإستقرار في هذا البلد، وتكشف المصادر أن الإدارة الأميركية ستنبه أعضاء الكونغرس إلى العواقب التي يمكن أن ترتبها مسألة وقف المساعدات.

وفي هذا السياق كان لافتاً ما أعلنه المتحدث بإسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن آخر ما تفكر به الولايات المتحدة هو مجرّد حصول أي فراغ أمني في أي مكان في الشرق الأوسط. معتبراً أن هذه المسألة ليست بالأمر المفيد للولايات المتحدة ولا للأمن في المنطقة.

وتوضح المصادر الديبلوماسية أن ما ذهبت إليه الإدارة الأميركية من الإعلان صراحة عن أنها بصدد مراجعة برامج المساعدة الأمنية للبنان، هو في سياق إجراء روتيني تقوم به في كل برامج المساعدات الموقعة مع معظم الدول، وهي من هذه الزواية ستبلغ أعضاء الكونغرس أن تلك المراجعة ستتضمن بالتحديد ليس وقف المساعدة العسكرية للبنان وإنما تحديد أهداف هذه المساعدة بدقة من دون أن يرقى ذلك إلى مستوى وضع الشروط المسبقة من أجل منح المساعدة.

وبحسب المتحدث بإسم الخارجية الأميركية فإن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد بأن المساعدة الأمنية للبنان هي في مصلحة الولايات القومية، وهذه النقطة بالذات تقول المصادر الديبلوماسية تشكل المدخل الرئيس لتغيير الإنطباع الذي تولد لدى بعض أعضاء الكونغرس منذ وقوع الحادث عند نقطة الحدود وحتى أيضاً قبل حصول الإشتباك. ووفق تأكيد الخارجية الأميركية فإن المساعدة الأمنية للبنان تأتي في سياق مصلحة الأمن الإقليمي في المنطقة. وتبعاً لذلك الإعلان فإن المصادر الديبلوماسية تشير إلى أن الإدارة الحالية حريصة على عدم حصول أي تطورات دراماتيكية قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطقة لا سيّما في الفترة التي تبذل فيها جهوداً مضنية من أجل تحقيق تقدّم في عملية السلام، وخصوصاً على المسار الفلسطيني الإسرائيلي.  وتشير المصادر الرسمية الأميركية إلى أن الإدارة تجهز ردودها على أسئلة الكونغرس في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية للبنان، إنطلاقاً من الثوابت التي تؤكد عليها في سياستها تجاه معظم دول المنطقة ومنها لبنان، وهي تبعاً لذلك لا تفكر مطلقاً في المدى المنظور بأي وقف للمساعدات المخصصة للبنان.

 

النقاش الممنوع في العقيدة الدينية ورحلة العودة الى القرون الوسطى

اسعد بشارة /الديار

بغض النظر عن المصدر الذي انتج فيلم السيد المسيح والتوقيت الذي عرض فيه وقنوات التلفزيون التي بثته فإن ردة الفعل الكنسية والشعبية على هذا الفيلم تعبر عن الشعور بالمساواة والتوحد بين الاديان السماوية وكل دين في آليات الدفاع الذاتي التي غالباً ما تمارس من هذا الطرف او ذاك حيناً بابداء مظاهر الهلع والخوف على ذوبان الهوية واحياناً بالذهاب الى الدرجات القصوى من ممارسة العنف الفكري والمادي بحق الآخر عقاباً له على رأي او وجهة نظر مختلفة ابداها.

وحتى لوكانت وجهة النظر هذه مخالفة لعقيدة الآخر فانها تبقى وجهة نظر وهي من الناحية العملية فكرة لا يمكن مقاومتها الا ضمن سياق صراع الأفكار الذي هو الوجه الحقيقي لحوار الأفكار.  وقد تبدو الكنيسة في لبنان محقة ظاهرياً في معارضة بث هذا الفيلم لكنها في العمق مارست حقاً لا تنطبق عليه الا صفة الطرف الخائف غير القادر على تقبل الرأي الآخر حتى لو طال جوهر العقيدة الدينية الا باتباع اسلوب الضغط لمنع ظهور هذا الرأي وهو اسلوب فيه من موروثات الماضي وتراث بعض الحاضر وفيه استنساخ لمعادلة حقبة القرون الوسطى حتى ولو جاء الاعتراض مسالماً وحضارياً، كما فيه استهانة لقوة العقيدة وصلابتها وامكان صمودها امام موجات الافكار التي لها اجنحة تطير كما جاء في فيلم المصير ليوسف شاهين، أي ببساطة فإن فيلم المسيح الذي تم منعه ربما لا يكون الاخير في سلسلة البحث عن الحقائق واذا استطاعت العقيدة المسيحية ان تصمد فانها تكون جديرة بأن تبقى واذا لم تستطع فان منطق التاريخ يكون قد سلك مجراه العادل.

وقد يقول قائل: وماذا لو بث تلفزيون النور التابع للكنيسة فيلماً يتبنى الرواية المسيحية للاسلام ويتناقض مع النص القرآني وسيرة النبي محمد؟

وقد يضيف: ألا تشتعل الارض عندها وألا تتم محاربة هذا الفيلم ليس بالمنع فقط بل بالعنف الكلامي والمادي الذي ستقوم به جماعات اسلامية؟

والجواب أن هذا الامر سيحصل ولكن بالتأكيد سيكون هذا السيناريو اثباتاً جديداً على أن هناك تماثلاً الى حد التطابق بين الاسلام والمسيحية في منع التطرق ولو بالتلميح الى جوهر العقيدة الدينية وهذا لا يستخلص منه الا امر واحد: الشرق يعيش في عصر القرون الوسطى وما زال يحتاج الى وقت طويل للبدء بعصر انواره ولازالة التحريم للنقاش حتى في المقدس ومن يغامر ويتجرأ على التفكير بشكل مختلف يقتل او بأسوأ الاحوال تطفئ شاشته ويغلق فمه باسم عدم المس بالمقدسات.

وقد يسأل ايضا: هل ان قناتي المنار والـNBN هما الجهة الصالحة لبث فيلم المسيح الذي يقدم رؤية مختلفة للمسيحية؟ بالطبع يمكن للمنار والـ NBN ان يفعلا ذلك ولكن فقط بعد ان تقرر الجهات القيمة عليهما بث الرأي الآخر في بحث تاريخية الاسلام وعقيدته وهذا يبدو ضربا من الخيال فالفكر الواحد لا ينتج الا سلوكا متسما باغلاق دائرة حرية التفكير ومنع الرأي الذي يناقش بالمقدس وما تعرض له بعض المتنورين في مطلع الثمانينات لا يزال شاهداً.

 

مصادر مطلعة : صمت الحريري إزاء قرائن نصرالله

يكتسب دلالات سياسية خاصة ولا يلغي دوره

هيام عيد/الديار

في الوقت الذي تنشغل فيه الاوساط السياسية بقراءة ما وراء خطاب رئىس الحكومة سعد الحريري حول المستجدات في التحقيق الدولي بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضوء القرائن التي أعلنها السيد حسن نصرالله حول دور اسرائيلي في هذه الجريمة، كشفت مصادر سياسية مطلعة ان ما قاله الرئيس الحريري في الايام الماضية لن يخرج عن سياق قراره بالتزام الصمت ازاء ما طرحه السيد نصرالله من جهة والتعاطي المحلي معه من جهة أخرى مروراً بالجانب القضائي في هذه القضية حيث ما زال «حزب الله» يتريث في الاستجابة لمطلب القضاء اللبناني في تسلم القرائن والادلة المعلنة يوم الاثنين الماضي. واوضحت المصادر ان مساحة التهدئة في الحملات السياسية التي فرضها شهر رمضان ستمتد على فترة هذا الشهر فقط ليعود بعده الحراك الذي اطلقه «حزب الله» وعنوانه مواجهة الحملة الدولية وخصوصاً الاسرائىلية التي يتعرض لها تحت عنوان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. واضافت ان هدف هذا الحراك ليس الضغط من اجل تأخير صدور القرار الظني بل مواجهة ما وراء هذا القرار والحيلولة دون صدوره بحسب الفرضيات التي يتم تسريبها عن مضمونه وانهائه، مشيرة الى أن الحزب يرى ان اسرائىل تقف وراء الاتهامات التي تعدها المحكمة الدولية لحزب الله في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. واستدركت المصادر السياسية ان الحزب ليس منفرداً في مواجهته مع المحكمة الدولية وان حلفاءه المحليين كما الاقليميين يدعمون قضيته خصوصاً وان مسار التحقيق الدولي استبعد منذ اليوم الاول للاغتيال احتمال ضلوع اسرائيل في هذه الجريمة وبالتالي فإن الحزب ليس منفرداً في معركته الهادفة الى اسقاط الانحياز الى اسرائىل وخطتها لاسقاط المقاومة والانتقام لخسارتها في لبنان في حرب تموز 2006.

وفي هذا الاطار فان الحركة المحلية التي انطلقت بعد المؤتمر الصحافي الاخير للسيد نصرالله ما زالت مستمرة من حيث اللقاءات التي تتم في الكواليس السياسية على الرغم من «هدنة رمضان» وذلك لمقاربة المستجدات في التحقيق الدولي بعد القرائن التي أعلنها السيد نصرالله، وبالتالي فان صمت رئيس الحكومة عن التعليق على هذه المستجدات له دلالات سياسية هامة لأنه الطرف المعني بشكل أساسي في هذه القضية انطلاق من موقعه ومن تداعيات اي تطور في هذا الملف على الساحة الداخلية بشكل عام وليس على طرف سياسي معين فقط، على حد قول المصادر نفسها التي اعتبرت ان هذه القرائن قد وضعت امام كل القوى السياسية وامام القضاء اللبناني ومن الطبيعي صدور مواقف مرتبطة بها وليس الاكتفاء بما اعلنه القاضي دانيال بلمار لأن طلبه الى الحكومة بالحصول على هذه القرائن لا يعفي الاطراف الاخرى من دورهم ازاء التعاطي معها على اكثر من صعيد سياسي وقضائي، والسعي كي لا تبقى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اسيرة التسييس الدولي والاسرائيلي.

 

سينودس الكنيسة الكاثوليكية الخاص من أجل الشرق الأوسط

دعا إلى عقده في أيلول 2009 وسلم وثيقته في حزيران 2010

البابا لمسيحيي الشرق: تلعبون دور فَعَلة السلام في مسيرة المصالحة

ولي رجاء بأن تحترم حقوقكم ولا تعانون أبداً من أنواع التمييز

النهار/قرر البابا بينيديكتوس الـ 16، السبت 19 ايلول 2009، الدعوة الى سينودس خاص بالشرق الاوسط في 2010. وقال البابا، خلال لقائه بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية في مقره في كاستيل غاندولفو في ضاحية روما، "لا انسى الدعوة الى السلام التي اودعتموني اياها، وعند الحديث عن السلام فان التفكير يتجه اولا الى مناطق الشرق الاوسط". واضاف: "انتهز اذا هذه الفرصة لاعلان الدعوة الى سينودس لاساقفة الشرق الاوسط يعقد بين 10 و24 تشرين الاول 2010، وسيعقد تحت عنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: مشاركة وشهادة". وهذا السينودس سيكون الاول المخصص تحديدا للشرق الاوسط. ويضم مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك بطاركة الكنائس المارونية والملكية والسريانية والكلدانية والارمنية، اضافة الى بطريرك القدس للاتين.

وفي ما يلي الكلمة التي وجهها البابا لبطاركة الكنائس الشرقية:

السادة الكرادلة

اصحاب الغبطة البطاركة ورؤساء الاساقفة الاجلاء!

احييكم بحرارة واشكركم على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء: اتقدم من كل منكم بقبلة سلام اخوية. احيي الكاردينال ترشيسيو بروتوني، امين سر دولة حاضرة الفاتيكان، والكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، كما احيي ايضا ا مين السر والمعاونين في المجمع.

نرفع الشكر لله على هذا اللقاء الذي يتيح لنا فرصة الاصغاء الى صوت الكنائس التي تخدمونها بانكار للذات مثير للاعجاب، وفرصة تعزيز اواصر الشراكة التي تربطها بالكرسي الرسولي. لقاء اليوم يذكرني بلقاء 24 نيسان 2005 عند قبر القديس بطرس. عندها، مع بداية حبريتي، اردت القيام بحج الى قلب الشرق المسيحي: حج يشهد اليوم خطوة مهمة اخرى، نمضي فيها قدما. اعربتم في مناسبات مختلفة عن رغبتكم في تعزيز التواصل مع اسقف روما، لتعزيز شراكة كنائسكم مع خليفة بطرس، وللبحث معا بقضايا ذات اهمية خاصة. اقتراح تجدد خلال جمعية مجمع الكنائس الاخيرة، وخلال الجمعيات العامة لسينودس الاساقفة.

من جهتي، اشعر بأنه واجب علي تعزيز الروح السينودسية العزيزة جدا على قلب الاكليزيولوجيا الشرقية والتي قدرها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. انني اتقاسم التقدير الذي خص به المجمع كنائسكم في "مرسوم في الكنائس الشرقية"، والذي شدد عليه سلفي الموقر يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي "نور الشرق"، كما واتمنى ان تزدهر الكنائس الشرقية الكاثوليكية لتتمم بنشاط رسولي متجدد الرسالة المنوطة بها... تشجيع الوحدة بين كل المسيحيين، وبخاصة الشرقيين، طبقا لمرسوم المسكونية..." (مرسوم في الكنائس الشرقية، 1). ان الافق المسكوني يرتبط غالبا بأفق الحوار بين الاديان. الكنيسة جمعاء تحتاج في هذين المجالين الى خبرة التعايش التي انضجتها كنائسكم منذ الالفية المسيحية الاولى.

ايها الاخوة الاجلاء، ستسلط مداخلاتكم، خلال هذا اللقاء الاخوي، الضوء على المشكلات التي تعانون منها، والتي يمكن العمل على ايجاد حل لها في المراكز المختصة. اؤكد لكم بأنكم على الدوام في افكاري وفي صلاتي.

ولا انسى بنوع خاص النداء من اجل السلام الذي سلمتموني اياه في ختام سينودس الاساقفة في تشرين الاول الماضي. وفي الحديث عن السلام، يتجه تفكيري بدرجة اولى الى مناطق الشرق الاوسط. اغتنم هذه الفرصة لاعلن عن انعقاد الجمعية العامة لسينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، من 10 ولغاية 24 تشرين الاول 2010، حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة: "وكان جماعة الذين آمنوا قلبا واحدا ونفسا واحدة (اعمال الرسل 32/4).

اتمنى ان يأتي هذا اللقاء بالثمار المرجوة، والتمس شفاعة مريم الكلية القداسة، مانحا اياكم وجميع الكنائس الشرقية بركتي الرسولية.

ومما قاله البابا في قبرص في حزيران الفائت خلال تسليمه بطاركة الشرق وثيقة عمل السينودس: "للشرق الاوسط مكانة مميزة في قلب جميع المسيحيين، لانه هناك بالتحديد، اظهر الله ذاته لآبائنا في الايمان. منذ ان خرج ابرهيم من ارض اور للكلدان، مطيعا دعوة الرب، وحتى موت وقيامة يسوع، تم عمل الله الخلاصي بواسطة اشخاص وشعوب من اوطانكم. ومنذ ذلك الحين، انتشرت رسالة الانجيل في العالم اجمع، ولكن المسيحيين في كل مكان، لا يزالون ينظرون الى الشرق الاوسط بتبجيل مميز، بفضل الانبياء والبطاركة والرسل والشهداء الذين نكن لهم بالكثير، ورجال ونساء اصغوا الى كلمة الله وشهدوا لها، وسلموها لنا نحن المنتمين الى عائلة الكنيسة الكبيرة.

الجمعية الخاصة لسينودس الاساقفة، التي تنعقد بطلب منكم، ستحاول تعميق علاقات الشراكة بين اعضاء كنائسكم المحلية، كما والشراكة بين هذه الكنائس نفسها ومع الكنيسة الجامعة. هذه الجمعية تود ايضا تشجيعكم في الشهادة لايمانكم بالمسيح، التي تقدمونها في بلدان ولد فيها هذا الايمان ونما. ومن المعروف ايضا ان بعضا منكم يمرون بمحن كبيرة بسبب الاوضاع في المنطقة. الجمعية الخاصة هي مناسبة لمسيحيي باقي العالم ليقدموا دعمهم الروحي وتضامنهم مع اخوتهم واخواتهم في الشرق الاوسط.

انها مناسبة لتسليط الضوء على قيمة الحضور والشهادة المسيحيين في بلدان الكتاب المقدس، ليس فقط بالنسبة للجماعة المسيحية على الصعيد العالمي، بل ايضا لجيرانكم ومواطنيكم. انكم تساهمون وبطرق متعددة من اجل الخير العام، من خلال التعليم والعناية بالمرضى والمساعدة الاجتماعية على سبيل المثال، وتعملون على بناء المجتمع. انتم ترغبون في العيش بسلام وتناغم مع جيرانكم اليهود والمسلمين. غالبا ما تلعبون دور فعلة السلام في مسيرة المصالحة المعقدة. انكم تستحقون الاعتراف بهذا الدور الذي لا يقدر بثمن. ولي رجاء بأن تحترم حقوقكم، بما فيها الحق في حرية العبادة والحرية الدينية، وان لا تعانوا ابدا من اي نوع من التمييز.

اصلي لكيما تساعد اعمال الجمعية الخاصة على لفت انتباه الجماعة الدولية على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط، الذين يتأملون بسبب ايمانهم، من اجل ايجاد حلول عادلة ومستدامة للصراعات التي تتسبب بالمعاناة الكثيرة. وفي ما يتعلق بهذا الوضع الخطر، اجدد ندائي الشخصي من اجل جهد دولي ضروري وملح لحل النزاعات السائدة في منطقة الشرق الاوسط لا سيما في الارض المقدسة، قبل ان تؤدي هذه النزاعات الى المزيد من اراقة الدماء. بهذه الافكار، اقدم لكم نص ورقة عمل الجمعية الخاصة لسينودس الاساقفة من اجل الشرق الاوسط. فليبارك الله عملكم! فليبارك الله جميع شعوب الشرق الاوسط!

 أحد رئيسَي السينودس تكلّم على الاستعدادات والتوقعات والآمال

 البطريرك يونان: حقنا بأن يكون هناك فصل بين الدين والدولة

وحدة الإيمان تجمعنا بالأرثوذكس ولا نركّز على خلافاتنا

هالة حمصي

لدى بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان آمال عديدة يعلّقها على السينودس الخاص من اجل الشرق الاوسط. "سنغرف منه ايجابيات كثيرة، وسيكون له وقع، ليس على الكنائس الكاثوليكية فحسب، انما ايضا على كل المسيحيين في الشرق الاوسط، ولا سيما اخوتنا المسلمين، وبالتأكيد اليهود"، يقول في حديث الى "النهار". عن الاستعدادات للسينودس، و"الشراكة والشهادة"، موضوعيه الرئيسيين، والتوقعات، تكلم يونان الذي تنتظره في الفاتيكان مهمة خصّها به البابا بينيديكتوس السادس عشر مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليورناردو ساندري: رئاسة السينودس. "دوري يقضي بترؤس الجلسات وادارتها، بالتناوب مع الرئيس الآخر الكاردينال ساندري". وفي تعيين البابا له لهذه المهمة، يرى "فضلا كبيرا وفعل سخاء وتقدير لنا".

اقتراحات و4 مداخلات

كنيسة السريان الكاثوليك حضرت للسينودس، اكان من خلال الخطوط العريضة، ام ورقة العمل. وقد اقامت "اعمالا مشتركة على نطاق الابرشية"، على قول البطريرك يونان، "اي ان المطران الابرشي دعا الكهنة والعلمانيين الى التفكير في النقاط المثارة واعطاء اقتراحات وتوصيات". وهذه الاقتراحات ارسلت الى الامانة العامة في الفاتيكان "التي وضعتها في تصرف اللجنة التحضيرية، ومن ثم دخلت في ما يسمى الاوراق الممهدة لوضع ورقة العمل".

موضوع السينودس ناقشه ايضا "مجمعنا الاسقفي، وتشاورنا فيه حول طريقة المشاركة في اعمال السينودس، ولا نزال نتداوله، لان المشاركة، كي تكون مجدية، عليها ان تركز على بعض النقاط المعروضة المقدمة الينا في ورقة العمل، كي لا نضيع في متاهات، او تكون هناك تكرارات".

حتى اليوم، لا تزال الكنيسة تجهّز رأيها في مواضيع عدة سيثيرها السينودس. ويفيد البطريرك "انه ستكون لي 4 مداخلات، الاولى عن الشراكة بين الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، الثانية الحضور المسيحي في الشرق الاوسط وعلاقته بالغالبية المسلمة، الثالثة هجرة المسيحيين ونتائجها والكنيسة في عالم الانتشار، والرابعة الحضور المسيحي في البلدان التي تجتاز ازمات او خطرا على وجودها".

المداخلات تدخل صلب الموضوع المثار في السينودس، والكنيسة، في رأيه، "مهتمة خصوصا بشهادتنا المسيحية في هذا المجتمع ذي الغالبية المسلمة، ومن ثم نحاول ان نكتشف كيف نقدم هذه الشهادة بامانة لروح الانجيل، بالانفتاح واحترام الآخرين، وبالمحبة".

خلفية الدعوة البابوية الى السينودس، في هذا الزمن تحديدا، يعيدها البطريرك الى "طلب الكنائس الشرقية من اعوام عقده، بعد انعقاد السينودس الخاص من اجل لبنان. لكن لم تكن هناك فرصة الا هذه، بعدما عقد السينودس الاخير عن "كلام الله"، والذي جمع ممثلين لكل الاساقفة في العالم. وقد ارتأى البابا ان الوقت حان لعقد السينودس من اجل كنائس الشرق الاوسط، واعلنه خلال لقائنا اياه في ايلول الماضي".

"قصر الوقت" للتحضير للسينودس "في الشكل الذي نتمناه"، امر يدركه جيدا البطريرك، "لكن ان يكون الشيء موجودا افضل من الا يكون، كما يقولون، ولو ان ذلك يستدعي منا جهدا اكبر كي نلاحق السينودس ونحضره ونحققه". مبادرة البابا "مشكورة"، يقول، والامل يتجه حاليا الى "ان يكون هناك حوار حقيقي بين اعضاء السينودس، اكان على مستوى الافكار، ام في التطلعات نحو المستقبل. وسنغرف من السينودس ايجابيات كثيرة، وسيكون له وقع، ليس على الكنائس الكاثوليكية فحسب، انما ايضا على كل المسيحيين في الشرق الاوسط، ولا سيما اخوتنا المسلمين، وبالتأكيد اليهود الذين لا بد من ان نتطرق الى علاقتنا بهم في الاراضي الفلسطينية واسرائيل، حيث لدينا مقدساتنا ولا نستطيع تجاهلها".

كاثوليك وأرثوذكس... و"عيش المحبة"

"الشركة والشهادة" هما الموضوعان الرئيسيان للسينودس. في الشركة، "على المسيحيين الشرق اوسطيين ان يكونوا امناء لتعليم الانجيل، لانه لا يمكن ان نعيش مسيحيتنا اذا لم نكن نشارك اخوتنا في الايمان بروح المحبة والانفتاح"، يقول. "اليوم، يجب ان نعرف ان ننسى الماضي ومآسيه والخيبات والتجاوزات المؤلمة والسيئة والخاطئة التي ارتكبها بعض المسيحيين تجاه اخوتهم المسيحيين، في ما نسميه الانقسامات والانشقاقات في القرون الاولى. علينا ان نعرف اليوم اننا نعيش في هذا الزمن، وفي هذه المنطقة، وعلينا ان نعيش روح الوحدة معا، مع احترام تنوعنا الطقسي والليتورجي وبعض القوانين الوضعية، ونقدم معا الشهادة في محيطنا".

بالنسبة الى البطريرك، "الشركة والشهادة" مترابطتان. "لا يمكن ان نقدم الشهادة، اذا لم نكن نعيش بالفعل الشركة الحقيقية"، يشرح. "وبوجودنا في هذه المنطقة، لكون الله ارادنا ان نكون هنا، يجب ان نعرف كيف نكون رسل الانجيل، اي رسل السلام والمحبة، وايضا الانفتاح، بروح الحق، وليس بالتمويه او تغطية الامور كي نقول "نمشّيها". فاذا لم نعش روح الحق مع الآخرين الذين يشكلون الغالبية، فهذا يعني اننا نموّه على انفسنا، ولا نكون نساعد تلك الغالبية كي تعيش هي ايضا الحقيقة بأبعادها، على مستوى الانسان المنشد الحق من الله".

تفعيل الشركة بين المسيحيين. هذا ما يتوقعه البطريرك من السينودس. "بين الكاثوليك، هناك شركة، في ظل تنوع طقسي فقط. وبقية الامور العقائدية والقانونية هي نفسها. اما الشركة مع اخوتنا الارثوذكس، فيجب ان تكون نابعة من انجيل المحبة. ولا يمكن ان ندّعي اننا مسيحيون اذا لم تكن فينا المحبة، واذا ركزنا على اختلافاتنا ونسينا وحدة الايمان التي تجمعنا".

وهل يتوقع ان يجد عند الارثوذكس آذانا صاغية لهذه الشركة او قلوبا منفتحة عليها؟ يجيب: "من دون شك، لان اخوتنا الارثوذكس يطالعون الانجيل نفسه ويقرأونه ويتأملون فيه. وليس ممكنا ان نقول اننا مسيحيون اذا كنا نعيش بروح الكراهية والنفور والتفرقة والشكّ ورفض الآخر. بالتأكيد اخوتنا في الكنائس الارثوذكسية يفهمون ان كل كنيسة اليوم لها نظامها وخصوصياتها، لكن لا يمكن اطلاقا تجاهل اننا مدعوون الى عيش المحبة. ومع كل هفواتنا واخطائنا، علينا ان نعرف ان نصحح بعضنا البعض، بروح المحبة".

مطالب برسم المسلمين

والمسلمون هم ايضا معنيون. ويقول البطريرك ان "اخوتنا في الديانة الاسلامية يعرفون اليوم اننا، كمسيحيين في الشرق الاوسط، لم نكن الا عناصر خير وسلام، وسنبقى دوما كذلك. والنزاعات التي حصلت بعد الفتح الاسلامي لم تكن الا بين الشرق والغرب. وكمسيحيين اصبحنا اقلية في الشرق، لكننا من اساس هذه المجتمعات الشرق اوسطية، ونحن نواة للحضارات الشرق اوسطية. ونبذل جهدنا لنعيش مع الآخرين بروح الحق والمحبة والسلام".

وما يطلبه البطريرك من "اخوتنا المسلمين" امر واضح وصريح: "ان يقرّوا بوجود المسيحيين في شكل كامل. لسنا مستوردين، او عابري طريق في هذه المنطقة اتينا اليها كي نعمل، ولا نسعى الى قلب انظمة او فرض ديانتنا على الآخرين او الاستعلاء عليهم. نحن موجودون معهم في هذه المنطقة، كي نبني مجتمعاتنا واوطاننا على اسس سليمة". ويتدارك: "المطلوب منهم، وهم يشكلون الغالبية، ان يعطونا حقوقنا المدنية كاملة. وما نسميه "البعض المعتدل" من اخوتنا المسلمين الذي يكرر لنا هذه الآية: لا اكراه في الدين، نطالبه اليوم بان يتعمق في ما يقوله، وبان يحترم المسلمون الآخرين، حتى لو كان دينهم يختلف عن الدين الاسلامي، ويعملوا كي يكون كل المواطنين متساوين".

ومسألة "الشهادة في الايمان" يوضحها البطريرك. "لا نقصد بها ان نجذب الآخرين الى ديانتنا، او ان نفرضها عليهم. لكن حقنا ان نعيش بحرية ايماننا، وحقنا ان نطالب في المجتمعات التي فيها غالبية مسلمة في الشرق الاوسط بان يكون هناك فصل بين الدين والدولة، كي تؤمن حرية الضمير. واذا لم يكن هناك فصل، فهذا يعني ان هناك فئة من المواطنين ليست لديها الحقوق الكاملة كما للغير".  ان يرفض بعضهم "هذا الطلب"، امر متوقع بالنسبة اليه. "لكننا نأمل من البعض الآخر المنفتح، او ما نسميه الاسلام المعتدل المتنور الذي يحاول ان يقدم الديانة الاسلامية بالطريقة الصحيحة، ان يعطي نوعا من الاهتمام لهذا الطلب، لاننا لا نطالب بامتيازات للمسيحيين ونحرم آخرين منها، بل نطالب بحقوق".

اصدار البابا ارشادا رسوليا هو النتيجة الاولية العملية للسينودس. وسؤال البطريرك عن تطبيق فاعل له يجيب عنه بالاشارة الى ان "هذا الارشاد سيكون موجها الى المسيحيين عموما، والكاثوليك خصوصا، لانه لا يستطيع ان يفرض ذاته على الآخرين. والسينودس ليس ندوة حوار بين الاديان، بل مجمع اسقفي لكنائس كاثوليكية تسعى الى التفكير في حضورها في واجب الشركة بينها، وايضا في رسالة الشهادة في المجتمع الشرق الاوسطي. ولا نستطيع ان نقول ان هذا الارشاد يتوجه الى كل مواطني الشرق الاوسط، كأنه توصية او قرارات تخصهم. كل ما هنالك هو اثارة انتباه الآخرين الى ان هناك مواضيع نقاط حياتية وانسانية واجتماعية ودينية، والمفروض ان يفكروا فيها ايضا، ويجدوا جوابا عنها، وفق اقتناعاتهم".

محطة إيجابية في مسيرة العلاقات الإسلامية - المسيحية

بقلم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني

في الأساس لا تعتبر دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المشكلات التي تواجهها بعض المجتمعات المسيحية في الشرق، مشكلات مسيحية، إنما مشكلات قومية ووطنية، وبالتالي فان التصدي لها هو مسؤولية مشتركة إسلامية - مسيحية.

وفي الأساس أيضا، ان أي أذى يلحق بالحضور المسيحي في المنطقة يصيب الحضور الإسلامي أيضا اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً، وبالتالي فان الضرر المترتب عن الهجرة المسيحية من بلدان الشرق هو ضرر شامل واخطاره تصيب الجميع، مسلمين ومسيحيين.

من هنا ان دار الفتوى تنظر باهتمام وبإيجابية إلى المبادرة التي دعا إليها البابا بينيديكتوس السادس عشر لعقد مؤتمر مسيحي عام – سينودس - عن مستقبل مسيحيي الشرق. وكما كان السينودس من أجل لبنان الذي دعا إليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني محطة إيجابية في مسيرة العلاقات الإسلامية – المسيحية على مستوى لبنان، فإننا نأمل أن يكون السينودس المقبل محطة إيجابية أيضاً في مسيرة العلاقات الإسلامية – المسيحية على مستوى المنطقة العربية كلها.

فوثيقة الإرشاد الرسولي "رجاء جديد من أجل لبنان" التي صدرت عن السينودس الأول تشكل قاعدة وأساساً لدور لبناني بناء في إضاءة شعلة ثقافة احترام التنوع الديني، الذي هو في جوهره عنصر من عناصر هوية المنطقة العربية وركن أساس من أركان شخصيتها؛ وتلك هي رسالة لبنان، بل وأساس وجوده أيضاً.

من أجل ذلك فإننا ننظر بالإيجابية ذاتها إلى المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية للحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة، ليس في منطقتنا العربية فحسب، إنما في العالم كله. ولقد كان لقاء خادم الحرمين الشريفين مع البابا بينيديكتوس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان قبل إطلاق مبادرته، مؤشراً إيجابياً الى الحرص على التعاون الإسلامي – المسيحي من أجل دور مشترك يكون في خدمة الإنسانية كلها ويساعد على إرساء قواعد السلام والعدل في العالم.

SYNOD

تعود الاصول اللسانية لكلمة SYNOD الى اللغتين اليونانية واللاتينية، وهي مرادفة لاجتماع رسمي يضم البطاركة والمطارنة ويتم في حضور البابا رأس الكنيسة للبحث في قضايا تهم المسيحيين، سواء ايمانية او اخلاقية، ويمكن تخصيص سينودس لقارة او لقضية قائمة في ذاتها، كما في حال مناقشة اوضاع المسيحيين العرب الآنية.

والسينودس بهذا التعريف يختلف عن المجمع المسكوني، الذي يتداعى اليه جميع رجالات الكنيسة في العالم لمناقشة شؤونهم الدينية والدنيوية، ويعقد في فترات زمنية متباعدة، وكان آخر مجمع من هذا النوع هو "المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني" الذي عقد في روما في خريف عام 1962، واختتم أعماله في شتاء عام 1965، وقبله المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول، الذي عقد في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي (1869 - 1870).

ـالمشاركون: الكاثوليك حتماً إلى الأرثوذكس والمسلمين واليهود

السينودس الخاص من اجل الشرق الاوسط "استثنائي". يقول رئيس اللجنة البطريركية المارونية للتحضير المطران بولس منجد الهاشم انه "الاول من نوعه في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، لتخصيصه بمنطقة جغرافية معينة، في وقت تخصص السينودسات عادة من اجل قارة".

وتضم لائحة المشاركين في السينودس بطاركة ومطارنة ورؤساء عامين كاثوليك من مختلف بلدان الشرق الاوسط وخبراء، اضافة الى ممثلين لطوائف مسيحية غير كاثوليكية، من روم وسريان وارمن ارثوذكس وانجيليين وانغليكان وغيرهم، ومسلمين ويهود. ويشير الهاشم الى ان "هؤلاء مدعوون الى المشاركة كمراقبين، بما يتضمن ذلك من تعبير عن رأيهم والقاء مداخلات، وايضا حضور الحلقات الدراسية"، على قوله.

وردا على سؤال عن المشاركة اليهودية، يبدي اعتقاده ان "ممثلا واحدا او اكثر للديانة اليهودية سيدعى الى المشاركة في السينودس كمراقب، نظرا الى وجود اليهود في المنطقة وتأثير اسرائيل فيها. ويجب التمييز ما بين الديانة اليهودية وبين اسرائيل".

ويرجح ان يراوح عدد المشاركين من 270 الى 300 شخص.

سينودس الشرق الأوسط

تواكب "النهار" الأعمال والتحضيرات المتعلقة بالسينودس الخاص من أجل الشرق الأوسط ابتداء من اليوم وكل أربعاء.

 

نواة التحقيق الجنائي ومحكّه مسرح الجريمة وليس طبيعة العدو

الاربعاء, 18 أغسطس 2010/الحياة

وضاح شرارة *

 دانيال بلمار السيد حسن نصر الله نهج مسبوق في فهم الاستقصاء يزدري مادة الجريمة

يخوض «حزب الله» «معركة الصورة (و) معركة الرأي العام»، على قول خطيبه المأذون، بأسلحة ماضية ومجربة. فهو يتهم اسرائيل باغتيال رفيق الحريري قبل خمسة أعوام ونصف العام. ويدخل الاغتيال في باب «مشروع سياسي بدأ بعد العام 2000 وله علاقة بالمنطقة كلها، لبنان وسورية وفلسطين كانوا حلقة من حلقات هذا المشروع السياسي الكبير الذي أدى الى اجتياح بلدان في العراق وأفغانستان (و) أدى الى عمليات اغتيال بحجم اغتيال الرئيس الحريري». ويتخطى الإحصاء اسرائيل الى الولايات المتحدة، بديهة، ويلم بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وبحواشٍ عريضة من السياسات الدولية. وما السياسات الدولية الاّ المسرح الذي يدعو الخطيب الراوي جمهوره المعتاد والمألوف الى الصولة والجولة في جنباته وبين متونه. ويتوسط المسرح «بطلان» يتقاتلان «كأنهما جبلان»، على قول القصص الشعبي القديم، ويطارد واحدهما الآخر براً وجواً وبحراً.

الإجماع «الشعبي» وتهمة اسرائيل - أمام جمهور لبناني وعربي مسلم - وهي تقاتل (الـ) لبنانيين ويقاتلها (الـ) لبنانيون وتقاتل «عرباً» ويقاتلها عرب على صور القتال الكثيرة والمتشابكة منذ 1967 وقبلها وغداتها، ويُسأل القتال هذا عن كوارث لا تحصى - هذه التهمة رابحة سلفاً، أو ينبغي أن تكون رابحة سلفاً. فالتاريخ الطويل من القتال المرير، وهو تخللته اجتياحات وحملات كبيرة وصغيرة وهجرات قسرية واغتيالات واعتقالات وأعمال خطف ووشايات، هذا التاريخ لا يغص بحادثة مثل اغتيال رفيق الحريري، على رغم عسر ابتلاعها، شرط إحسان المداواة بالمحبة. ولا ينقص الطبيب «المداويا»، على قول مجنون ليلى، الاعتداد بالنفس، ولا الخبرة في مثل الميدان الاستخباري هذا. ومن شمائل توجيه التهمة الى ذراع اسرائيل الاستخبارية والعسكرية وفضائله حضور الرد على المتحفظ أو المشكك أو المتيقن من ثبات التهمة على أذرع استخبارية وسياسية أخرى قريبة أو لصيقة.

وفي أثناء الخطبة الطويلة الأخيرة، وما لا يحصى من الخطب والتصريحات والبيانات، لم يعدم الخطيب، ولا عدم أصحابه إعمال الرد على المتحفظين والمتشككين، والمتيقنين (بثبات التهمة أو رجحانها)، وهو تهمة هؤلاء بموالاة العدو، والميل معه ومواطأته. فقال نائب خطيب الحزب الخميني المسلح، شارحاً خطبة صاحبه قبل يوم واحد: «سينزعج البعض كثيراً... من توجيه التهمة لإسرائيل، هم لا يريدون أن تكون اسرائيل متهمة...». ويغمز الأمين العام نفسه من قناة «البعض» الذي «كان يتعاطى أن الإسرائيلي ليس له نشاط عملياتي على الساحة اللبنانية، وهو غير معني وغير متهم أصلاً بأي عملية اغتيال تجري على الساحة اللبنانية...». ويذهب صاحب الخطبة الى أن المتلكئين في تهمة اسرائيل باغتيال الحريري حابسون ألسنتهم وظنونهم واستدلالهم عن تهمتها بأعمال الاغتيال كلها، وفيها اغتيال علي ديب وغالب عوالي (أو عوالة على ما يكتب موقع «المنار» كذلك). وهذا من قبيل تعميم المنفعة المتوقعة من تجريم التحفظ. وهو يفترض أن لجنة التحقيق الدولي هي، شأن «البعض» المغطي والمتواطئ، في صف المغضين المتواطئين. فيسأل: «هل جاءت لجنة التحقيق الدولي (...) لتسأل محمود رافع (الضالع في قتل الأخوين مجذوب بصيدا في 2006) عن هؤلاء الإسرائيليين الذين كان يدخلهم الى الأراضي اللبنانية... ماذا كانوا يفعلون؟».

وعلى هذا، فإدراج اغتيال رفيق الحريري في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي تطاولت الى جنود المنظمة الخمينية المسلحة في لبنان، وبعض جنود منظمات فلسطينية أخرى، يُدخل القتيل في باب معروف اعتاد الإجماع «الشعبي» والرسمي العروبي، أو نبض الشارع العربي على القول السوري الإذاعي والتلفزيوني، التسليم به، والنزول له عن بحث مرهق ومربك في مرتكبين آخرين محتملين، ومعروفين على رؤوس الأشهاد في بعض الأحيان. ويضمن الإدراج في الباب الإسرائيلي رداً ينبغي أن يخرس المتردد المتحفظ، أو يعقل لسانه على أضعف تقدير، ويدعو المتحفظ الى طلب السلامة. وقد يفترض الخطيب وأصحابه ربما أن «تبني» رفيق الحريري قتيلاً وشهيداً، بعد الطعن فيه وعليه وتهمته (سياسياً) حياً وفاعلاً، ينبغي أن يحمله أنصار الحريري على وجوه التكريم، والبراءة من المطاعن السابقة كلها، والإشراك في الصف «الوطني» الواحد. وهي مقدمات ضرورية للعودة الى «العصر الذهبي» والفردوسي الذي أخرج طيُّه القوات السورية ورصدها واستطلاعها من لبنان، وأفقد «المقاومة» وولايتها الوكالة والسند العربيين المرغمين والشجاعين.

ويعول الوكيل الخميني المسلح والأمني، بعد تعويله على قبول تهمة اسرائيل في الشاردة والواردة، على خبرته، وخبرة فريقه الأمنية الطويلة والعريضة. وخطبته الأخيرة (في 9 آب/ أغسطس) تتعمد صوغ الخبرة في ما يشبه أصول المهنة أو الحرفة ومبادئها الأولى العملانية. وأوّل الأصول أصل نفسي. و «التحليل» النفسي، والإلمام بالارتباك والتخبط والهستيريا و «تصدير المشاكل»، من الأمور التي يشغف بها «الكوادر» شغفاً عظيماً. وفي تقديم «المعطيات» يصدر الخطيب المنظَّم سرده برواية «تمكن الإسرائيلي منذ البداية من أن يزرع في أذهان كثيرين (أولهم رفيق الحريري نفسه - الكاتب) وجود مؤامرة وهمية». وهذه المؤامرة تولى أحمد حسين نصرالله، ويعرفه المحقق تعريفه الجامع والمانع «عميل اسرائيلي»، تلفيقها أولاً. وهي تزعم أن عماد مغنية وعلي ديب (أبو حسن سلامة) ينويان قتل رفيق الحريري بعد استدراجه الى زيارة صيدا للتعزية بشقيقته، بهية.

ويروي أمين عام القوم أن «العميل الإسرائيلي (استطاع) أن يزرع هذه التلفيقة وهذه التركيبة». وأين زرع أحمد نصرالله «التلفيقة»؟ هذه يجيب الأمين العام: «هذا شاهد على بدايات التلفيق وإشباع ذهن الرئيس الحريري بهذا الامر». ومعنى هذا أن ذهن الرئيس الحريري، في 1993، «أشبع» بمزاعم عن نية «حزب الله» اغتياله. ودليل المتكلم على «الإشباع» بعد «الزرع» أن غازي كنعان أوقف علي ديب بعنجر، و «طحن عظامه» قبل ارساله الى دمشق، بناء على «إخبار» من رفيق الحريري نقلاً عن جهاز أمنه، نقلاً عن أحمد نصرالله. ويتابع من لا قرابة بينه وبين «العميل»: «بطبيعة الحال لنا أن نفترض أن الرئيس الشهيد لم يبلغ فقط اللواء غازي كنعان، بل أبلغ بقية الأصدقاء في سورية، أبلغ الطاقم المحيط به، له أصدقاء فرنسيون وسعوديون وخليجيون وأوروبيون وآخرون». ويختم صاحبهم برهانه القطعي، بل واليقيني منتصراً: «وهكذا تمكن الإسرائيلي منذ البداية من أن يزرع في أذهان كثيرين وجود مؤامرة وهمية من هذا النوع». وينبغي أن يفهم الجمهور، سامعين، مشاهدين أو قراء، أن الجرثومة الاستخبارية الإسرائيلية انتقلت، من طريق الزرع فالإشباع فالتبليغ فالعدوى الوبائية في «بيئات حاضنة» ملائمة (قصر الإحصاء على الفرنسيين والسعوديين... وترك «آخرون» معلقين)، الى المحققين الدوليين في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وليست تهمة اليوم المفترضة والمقدرة إلا رجع صدى «البداية» المطمورة في مثاوٍ أربعة: مثوى علي ديب ورفيق الحريري وغازي كنعان وعماد مغنية، الى ملجأ أحمد نصرالله المتواري. وهذا أصل استخباري متين يستعير مثاله من شرح ابن أبي الحديد وتعقبه رؤوس العلل ومصادر الزيغ.

والأصل الاستخباري الثاني ينص عليه الخطيب الخبير على سبيل الذكر أو التذكير: «يجب أن أذكر بأن الاستطلاع الميداني هو خطوة متقدمة تسبق التنفيذ، لأنه بها يستكمل الملف... ويلحقه تأمين الإمكانات وتنفيذ العملية». وينبه الخطيب الى الأصل الاستخباري الثاني في أعقاب «تقرير» يتناول فيليبوس حنا صادر وتقصيه جوار منزل «فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان»، وأحوال يخت «قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي». وعلى هذا فـ «المعلومات (هذه) تنفيذية»، وليست لـ «الفكهنة»، على قول الرجل مسترسلاً. والمقصود بالصفة التنفيذية أن الاستطلاع هو، قطعاً وعن خبرة وعلم، «من أجل التحضير لتنفيذ عملية اغتيال في تلك المنطقة». وفي ضوء عملية أنصارية - لوبية ثبت أن «عملية الاستطلاع (الجوي) المؤدية الى هذا المكان كانت تمهيداً لعملية أمنية». وفي أحوال أخرى لدى الجماعة العتيدة «نماذج عديدة من عمليات استطلاع جوي اسرائيلي كانت تحضر لعمليات اغتيال».

والقاعدة الاستخبارية (أو الأصل) هذه تقبل بل تشترط مرونة تنفيذية زمنية، ولا يجوز التسرع في تأويلها تأويلاًَ وشيكاً: «التصوير ليس معناه أنه بعد يومين أو ثلاثة ستكون العملية، أحياناً قد يستمر هذا الأمر لأشهر وأحياناً قد يستمر لسنوات». واقتضى اغتيال الأخوين محمود ونضال المجذوب «8 سنوات من العمل الدؤوب». والثابت في المهنة والخبرة اللتين يصدر عنهما المحقق والنائب العام والضابط العدلي والقاضي والمنفذ أحياناً(؟)، (وهو الخطيب الجماهيري)، هو الرابط الضروري والطبيعي، على معنى الفيزيائي، بين التقصي وبين القتل، أو بين جمع المعلومات وبين التنفيذ. وهذه «الفكرة» هي عمود القضية الاتهامية. ويصوغها المحامي المرافع في «محكمة» الصورة والرأي العام على شاكلة قياس يحسبه محكماً، أو يريد أن يحسبه الجمهور محكماً. وخلاصة «القياس»: كل جمع معلومات يترتب عليه اغتيال عاجل أم آجل، والاستخبارات الإسرائيلية جمعت معلومات عن رفيق الحريري، فالاستخبارات الإسرائيلية هي من اغتال رفيق الحريري.

ويفصِّل الخطيب (المقتل) عناصر «القياس» تدريجاً. فبعد عامل الوقت، يُدخل التخصيص على الاستعلام والاستطلاع والتصوير، فينبه، في اطار استباق التنفيذ، الى مكانة «المنعطفات»، والى تصويرها «بشكل محدد ومن زوايا متعددة وفي أماكن متعددة» (والجزء الأخير من الجملة غامض أو هو استطراد خطابي). ويستدعي البرهان الخبراء مرتين في فقرة واحدة. ويحتج بخبرة شخصية، موكبية، في معرض اثبات ما يعرفه ركاب السيارات العمومية والبوسطات و «الفانات» جميعاً منذ ركوبهم هذه أو تلك، وهو إبطاء السيارة سيرها عند المنعطفات. ويختم كلامه التعليمي والتربوي، والإشراكي التجريبي والشخصي، بالإسم أو التسمية: «وهذا يسمونه المقتل». وعلى «المنطق» الإسمي نفسه، وهو منطق الأشباه والنظائر، يحشر المحقق العدو في مقتل التحقيق: «لماذا كان (الإسرائيلي) يقوم بتصوير هذه الأماكن، ويقوم بالتركيز عليها في أوقات متعددة ومن زوايا متعددة».

والسلاح الثالث الماضي الذي يعمله أمين عام الجماعة الخمينية المسلحة في الجمهور، وهو مسرح «معركة الصورة والرأي العام» ومناطها وغنيمتها، هو شهوة الحكاية أو القصص. فإلى التعويل على استجابة «الرأي العام» العروبي و «الإسلامي» تحميل «أصل الشر» التبعة عن تناسل الشرور، والى التسلح بالخبرة الاستخبارية العملية والتلويح بها ونصبها «علماً» ضرورياً، يشهر الخطيب المحدث والقاص قصصه وأخباره ومصادره ووثائقه ورواياته. ويوكل إخراجُ المشهد القصصي والتلفزيوني الى أجزاء وثائقية «حية»، بعضها صور جوية وبعضها اعترافات وبعضها تعريفات أو «فيش»، قطع رتابة كلام الفرد أو الواحد. ويغرف الراوي من ذاكرة أرشيف منظمته وتحقيقاتها وتقصيها، وأرشيف القضاء اللبناني المصور، والقصاصات الصحافية، أخباراً وشواهد وأسانيد يخلطها بتأويل مضمر أو معلن، ويحضر هو نفسه بعضها. وينقل «زوايا» المشاهد أو الروايات و «أبطالها»، ويجمعها ويفرقها من «علو» 20 سنة كاملة، ومن «عرش» مخاطِب الرؤساء ومخاطَبهم (ولو كتابة، وهذه تميز حافظ الأسد من ابنه وخالفه). وهو، في هذا كله وغيره وفوق هذا وغيره، مرجع مقاتلين مجاهدين، لصيقين بالأرض وخبيرين بها، ومنكبين على فك ألغاز العدو والتعلم من الاختبارات والمحن والانتصارات، ومتقلبين بين جوانب عالم حدّاه المباشران والماثلان الحياة (القوية) والموت (البطولي).

وهذه المواقع والمحال تتيح لصاحبها، سماحة الأمين العام، كشف الغطاء عن «الأسرار»، سراً سراً، والوعد بأسرار آتية، والتلويح والوعيد بـ «كلام كثير» يهتك الحجب، و «يبقر» العلم، على ما قيل في أحد «أجداد» الخطيب. ويحصل هذا كله على مسمع الجمهور ومرأى منه. فيدخل الجمهور العريض، وهو دوائر الأهل القريبة فالأبعد فالأبعد، «الكساء» العائلي والرحمي، ويُستقبل في ديوان المضرب استقبال أهل الدار، ويشرَك في صناعة الحوادث والانتصارات العظيمة إشراكاً تبدو الانتخابات النيابية والبلدية في ضوئه المتوهج إيماءً تافهاً وأجوف، وتبدو «الديموقراطية» وهيئاتها سعدنة سخيفة. وعلى رغم الوقت الداهم، على الدوام، يتعمد صاحب القوم تعقب التفاصيل، تثبيتاً للحجة، وتقوية للبرهان، وإعلاء للخبرة والعلم. وعلى هذا، يتعقب الخطيب، على مسمع الجمهور وفهمه، طريقين كان يتنقل رفيق الحريري عليهما «أكثر من غيرهما... بين مجلس النواب وقصره»، بمحلة قريطم. ومحطات الطريق الأولى، البحرية، هي السان جورج ومسبح الجامعة الأميركية فالمنارة - الحمام العسكري، فدبيبو ثم مفرق محل وجبات الدجاج الجاهزة (كانتاكي فرايد شيكين) فشارع شاتيلا بحذاء السفارة السعودية والكوليج وبروتستان المفضي الى القصر.

وأما الطريق الثاني فـ «يمر عبر شارع بلس وصولاً الى النادي الرياضي مقابل الحمام العسكري ليكمل من هناك على نفس المسار مع الطريق الأول الى منطقة الحريري وقصر الحريري، (ويلي الوصف تعليق مستفيض على صور جوية لمنعطف المنارة الجديدة وكوع دبيبو). والحق أن «الطريق الثانية» لا تستوفي المقارنة مع الطريق الأولى، لا من قريب ولا من بعيد. فبين مجلس النواب، منطلقاً مفترضاً، أو قصر قريطم منطلقاً مفترضاً آخر، من جهة، وبين شارع بلس بموازاة مباني الجامعة الأميركية وبواباتها (من مرأب المستشفى شرقاً الى مبنى السفارة السعودية القديم والمركز الثقافي الألماني («غوته إنستيتيوت») غرباً، من جهة ثانية، محطات ومراحل كثيرة تبطل المقارنة المفترضة. ولا يسع الموكب، من قريطم، بلوغ بلس، واتجاه سيره إلزامي وواحد من الشرق الى الغرب على خلاف كورنيش المنارة، إلا إذا يمّم الموكب صوب أوتيل البريستول وانعطف شمالاً الى شارع عبدالعزيز وبلغ نهايته قرب بوابة حرم الجامعة الأميركية («ميديكيل غايت» في رطانة قوم الجامعة)، مطلع بلس. والطرق كلها هذه مكتظة بالسيارات والناس في ساعات النهار كلها. وأما بلوغ بلس من ساحة النجمة فيفترض اجتياز باب إدريس الى ستاركو والوادي (القديم) فالهوليداي إن، أو أطلاله الى عين المريسة مروراً بمحطتي الداعوق والديك القديمتين، وليس من طريق كليمنصو، على خلاف «شرح» الخطيب. وأما ما يصفه الخطيب بنبرته الجازمة والواثقة الواحدة فهو دوران الموكب المفترض على نفسه في دائرة حلزونية أو أفعوانية («بركيلية»، على قول المير طلال أرسلان، أحد حلفاء الأمين العام المقربين وأحد زوار «العتبات»، في... رفيق الحريري).

البداية والنهاية

والداعي الى المقارنة هو تشبيه الدقة والخبرة والإلفة، والتسليم لشهوة «العلم» والإحاطة، وتلبية نهم الجمهور الى فك الألغاز وجلاء الأسرار. فحاجة الخطيب الى الاستواء في محل الخبرة الاستقصائية والاستطلاعية والاستخبارية، ماسة وملحّة. وتكثير التفاصيل والدقائق العائدة الى طريق الموكب ومحل الانفجار والاغتيال (وهو طريق منفرج يبلغ انفراجه 150 درجة تقريباً من 180، وعليه فهو ليس منعطفاً ولا كوعاً، وهو وصلة ضعيفة الانحناء أو «بريتييل» ولا تقارن بكوع دبيبو ومنعطفه في العتبه)، تكثير التفاصيل هذه يحرف الانتباه عن «مقتل» التقرير الذي قرأه أمين عام الجماعة الشيعية المسلحة. فالتقرير ينتهي، موقتاً على قول ملقيه وقارئه، الى تناول مسرح الجريمة، بين أطلال السان جورج وأوتيل النورماندي أو «عظم» بنائه وهيكله. ويقتصر التناول على رسم الطريق، والمقارنة المفتعلة والمشبِّهة، وعلى الصور الجوية المنتخبة أو المتاحة اتفاقاً، وغير المؤرخة والطيران الإسرائيلي اليومي (منذ عملية شريط شبعا في خريف عام 2000 وبعد تعليق دام من 24 حزيران (يونيو)، يوم الانسحاب والجلاء، الى غداة العملية).

ويبلغ «التحقيق» في القضية الإسرائيلية مسرح الجريمة في ختام قصص طويل ومتعرج «يثبت» على وجه قاطع ان الاستخبارات الإسرائيلية تتعقب كوادر «المقاومة الإسلامية» (الشيعية الخمينية) وتجزيهم عن عملهم وقتالهم قتلاً واغتيالاً، ما وسع يديها القتل والاغتيال.

* كاتب لبناني

 

تكتل التغيير والإصلاح في اجتماعه الأسبوعي

موقع عون 17/08/10

عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية، وبعد الاجتماع تحدث العماد عون الى الصحفيين عن أبرز المواضيع التي نوقشت في الاجتماع وأولها عدم الالتزام بنصوص القوانين بعد أن يكون قد تم الاتفاق عليها، وشدّد على ضرورة التحلّي بالأمانة إذ "لا يمكن لأحد أن يكون ناطوراً على العاملين في التشريع" وأكد أنه "لا يحقّ لأحد التلاعب بنص قانون بعد أن يكون قد تمّ الاتفاق بشأنه". وفي موضوع التباطؤ في التصديق على الحدود البحرية مع قبرص سأل "لمصلحة من عدم تحديد الحدود؟؟" وأعلن أن أحد نواب التكتل سيوجه الى الحكومة سؤالاً عن هذا الموضوع. أما في موضوع فتح حساب للتبرعات لتسليح الجيش فأكد أن "مجلس الوزراء هو المخول بفتح حساب التبرعات، لأنه ليس حساباً شخصياً" وأن "التبرعات لا يمكنها أن تسلّح الجيش". وفي موضوع صندوق البلديات قال إن وزارة المالية ألغت هذا الصندوق وتصرفّت بأمواله كما لو أنها ضرائب، وحمّل مسؤولية استعادته الى وزير الداخلية. وفي موضوع الكهرباء والمياه قال إنهم يريدون تحميل المسؤولية لوزير الطاقة وكأنّه هو الهدف، بينما الواقع هو أن شركة الكهرباء وشركة المياه هي مصالح لها إداراتها بينما سلطة الوزير عليها سلطة وصاية فقط. ورأى أن الحل يقوم من خلال تحديد المسؤوليات وإعطاء الإمكانات الإدارية والمالية لهذه المصالح أو يعطى الإشراف المباشر عليها للوزير. وفي رد على سؤال حول قول الرئيس الحريري إنه يريد العدالة التي لا تولد الفتنة قال: : العدالة الشّفّافة لا تولّد الفتنة ولكن العدالة المنتقصة والتي تحتوي على الكثير من الزواريب هي التي تولّد الفتنة. وشدد على ضرورة معرفة من يقف وراء شهود الزور.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة العماد عون والحوار مع الصحفيين

بحث التكتل اليوم موضوع التلاعب بنصوص القوانين بعد أن يكون قد تم الاتفاق عليها في اللجان أو في الحكومة، وهذا ما حصل في جلسة مجلس النواب اليوم أثناء تقديم قانون يتعلق بعمل الفلسطينيين، فجاء النص مغايراً للنص المتفق عليه في لجنة الإدارة والعدل ، وهذه ليست المرّة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الأمور. فقد حصلت سابقاً عندما توافقنا في الحكومة على قانون البلديات وتمّ تطييره في لجنة الإدارة والعدل على رغم أنّ الأحزاب كانت كلّها ممثّلة . اللعبة الآن حصلت بالعكس فالإدارة والعدل قدّمت القانون، واحدهم قام بتعديله ثم أُعيد تقديمه في شكل مغاير الى الإدارة والعدل. صحيح أنّهم عادوا وعدّلوه، ولكن ما حصل لم يكن مستحبّاً ولا يجوز.

لا يمكن لأحد في مجلس النواب ان يكون ناطوراً على من يعملون في التشريع ومن يقدّمون النصوص التشريعيّة، إذ يُفترض وجود أمانة تفرضها أخلاقية المهنة، وأخلاقية التمثيل والأخلاق العامّة، مما يعني انّ الزملاء في المجلس، ولو كانوا مختلفين لناحية الرأي، لا يحقّ لأحد منهم التلاعب بنص قانون بعد أن يكون قد تمّ الاتفاق بشأنه، ولا يحق لأحد أن يقدّمه مختلفاً عمّا اتُفق عليه وان يظهر هذه التغييرات في اللحظة الأخيرة قبل التصويت ويقول هذا هو النص الجديد الذي تقدّمنا به ونريد الموافقة عليه. التوصل الى اتفاق يعني أن نقاشات طويلة قد حصلت.

نأسف أن تحصل مثل هذه الأمور، وهي ليست المرّة الأولى، إذ دائماً تحصل مداخلات تخالف الأصول في اللحظة الأخيرة. وحصلت فضائح اخرى في الإجابات على أسئلة طرحها بعض النواب، إذ لا يحصل النائب على الجواب الحقيقي بعدما يكون قد طرح سؤاله. أحدهم يغيّر جواب الوزير على الطريق. كلّها مشاكل ستُطرح حيث يجب أن تطرح، وستطلّعون عليها، فإمّا أن يكون هناك حد ادنى من الصدقيّة ومن الأخلاق المهنيّة في مجلس النواب وإمّا فإننا نريد معرفة مع من نتعاطى.

وتابع العماد عون: ثمّة أمر نريد أن نكرّر سؤال الحكومة عنه، (ومن الآن فصاعداً سنبدأ بإرسال أسئلة خطيّة): لماذا لم تُرسل حتى الآن الى مجلس النواب الحدود البحرية التي تمّ تحديدها مع قبرص للتصديق عليها؟ ما هي المصلحة من عدم التحديد بينما المصالح كلّها تتضرّر من عدم تحديد الحدود؟ لكن ما هي المصلحة الأكبر التي تتضرّر فيما لو صدّقنا عليها؟ نريد شرحاً من الحكومة، وسيتولى أحد النواب سؤال الحكومة رسمياً لماذا لم تُحدّد حتى الآن الحدود البحرية وما هي العوائق. إن المسؤولين مرغمون على إطلاع الرأي العام على الموضوع لأنّنا نؤكّد وجود ضرر في عدم إقرار هذه الحدود.

وفي موضوع التبرّعات للجيش وفتح حساب لهذا الموضوع قال العماد عون: نحن نعرف انّ السلطة التي أطلقت مشروع فتح الحساب لا يحق لها فتح حساب، مجلس الوزراء هو المخول بفتح حساب التبرعات، لأنه ليس حساباً شخصياً. حتى الوزير في وزارته لا يمكنه فتح حساب لوزارته بل يُفتح بأمر من الحكومة. هذا اولاً ، أما ثانياً، فالتبرّعات لا تسلّح الجيش، لا اعرف كم "جنزير دبابة" يمكن للمبلغ الذي سيُجمع من التبرّعات ان يشتري. لذلك لا لزوم لهذه "الخضة الطويلة العريضة". وأعتقد أنّه بدفع الضرائب التي يجب ان يدفعها البعض، من دون ذكر أين وكيف، يتسلّح الجيش بالفرق الذي يذهب الى الخزينة في شكل محترم. لن أضيف أكثر ولكن لاحقاً إذا ما اضطررنا نعطي الدلائل الكافية لما نقوله الآن فسنعطيها.

وفي موضوع صندوق البلديات قال: نحن نطالب بتطبيق القانون وليس تصحيح القانون، فالقانون ينصّ على إنشاء صندوق بلديات مستقلّ في وزارة الداخليّة. وبعدما تحدّثنا كثيراً عن هذا القانون ولفتنا النظر الى هذا الموضوع مرات عدّة بات يحق لي القول أن هذا الصندوق سرق من الداخلية الى المالية التي ألغته وتصرفت بأمواله إذ أنّها وضعت حساب الصندوق المستقلّ في حساباتها، أي أنّها أخذت الأموال وكأنّها ضرائب وتصرّفت بها مرات عدّة.

لذلك، نتمنّى لا بل نطالب وندين الحكومة التي تماطل في تصحيح المرسوم التنظيمي وإعادة الصندوق إلى وزارة الداخلية، ونحمّل المسؤولية الى وزير الداخليّة لأنّه مجبر على المطالبة بحقوقه كوزير وهذه مسؤوليته.

وهناك مواضيع اخرى كالمصالح أو السلطات المُعطاة الى رؤساء المصالح ووضع وصاية للوزارات عليها مثل اوجيرو ومصالح المياه التي أعطيت بعض الصلاحيات إداريّة كي تتمكّن من العمل وتركوا الوصاية للوزير. والآن عندما تنقطع المياه يعودون الى وزير الموارد ووزير الموارد لا سلطة له على المؤسسة، سلطة الوصاية لا سلطة لها على الأشياء التنفيذية ميدانياً. مصلحة كهرباء لبنان مصلحة مياه جبل لبنان.. عندما تُقطع المياه أو الكهرباء فليتوجّه المواطنون الى المدير العام في هاتين المصلحتين كي يشرح لهم بنفسه أين مكمن الخلل وأين مكمن التقصير خلال عشرين عاماً ، هل التقصير منه شخصياً أو من الحكومة؟ هل تسمح له بالتوظيف أو تحسين المشاريع؟ نعرف ان بعض المصالح عاجزة لكن ّ مصالح أخرى تملك المال. فليسأل المواطنون لماذا شبكات المياه تنفجر عندما "تُدار فيها المياه"؟ ولماذا تذهب نصف كميّة المياه هدراً على الطرقات، ونخسرها قبل ان تصل الى المستهلكين؟ كل ذلك يحتاج الى إجابات والى إعادة نظر. وعلى الدولة ان تعطي الصلاحيّة اللازمة للمصلحة وتحاسبها أو فلتعطِ السلطة الحقيقية للوزير لكي يتابع الأعمال. ولكن أن تعطي السلطات صلاحيات للمصالح ثم تحرمها منها أو لا تعطيها القدرة على التنفيذ فهذا غير مقبول. فعلى سبيل المثال يتلاعبون بالنظام المالي ويتلاعبون بنظام التوظيف في الحكومة... هذه المصالح بحاجة الى أشخاص يعملون فيها والحكومة تمنع التوظيف فكيف ستسير المصلحة إذاً؟؟ يقولون مصلحة الكهرباء عاجزة لكنّ الحكومة لا تسمح لهم بتعديل الأسعار في شكل يغطي الكلفة أو تعطي إعفاءات من دفع فواتير الكهرباء. من يتلاعب؟ ومن يتحمّل المسؤوليّة؟ يحملّون المسؤولية لوزير الطاقة وكأنّ وزير الطاقة هو الهدف، أي يريدون تسليط الضوء عليه وليس على المخطئين الأساسيين. والخطأ الأساس هو إمّا داخل الحكومة أو داخل المصلحة وليس عند الوزير. الحكومة لا تسمح للمصلحة بممارسة صلاحياتها ولا صلاحية للوزير لممارسة عمل المصلحة. لذلك يجب إعادة النظر في تحديد المسؤوليات وإعطاء الامكانات الإدارية والمالية لهذه المصالح لتعمل تحت إشرافها المباشر او بإشراف الوزير أي تحت سلطته كما باقي المؤسسات.

س: في موضوع تسليح الجيش اللبناني، وبحكم تجربة عسكريّة سابقة لكم، هل توافقون الرّأي الذي يقول أنّ الجيش بحاجة لأسلحة دفاعيّة وليس أسلحة هجوميّة؟

ج: من المؤكّد أنّ لبنان لن يحتلّ دولة مجاورة. ولكن من المعقول ان يتمّ الإعتداء عليه من دولة مجاورة. ولكن، ما الفرق بين الأسلحة الدفاعية والهجوميّة؟ فالأسلحة هي نفسها، وتُستعمل للدفاع كما تُستعمل للهجوم. لست أفهم علام يستندون ليميّزوا بين الأسلحة الدفاعية والأسلحة الهجوميّة؟ فلكلّ جيش نظام دفاعي خاصّ به، ويمتلك أسلحة دفاعيّة كما يمتلك طائرات وأسلحة مضادّة للطائرات أيضاً. الطائرة هي عبارة عن سلاح يتوجّه لأبعد مدى، وسلاح الدفاع الجوّي يتألّف من الطيران الذي يعترض الطائرات المهاجمات، ومن أسلحة أرض-جوّ تُطلق على الطائرات. كلّ الأسحلة تكمّل بعضها البعض. ولكن في خيار نظام الدّفاع يمكن اختيار نظام الأسلحة المراد استعمالها، فيتم التركيز على جزء من الأسلحة، وذلك بحسب الطاقة الإقتصاديّة، ولكن لكي يكتمل الجهاز الدفاعي فهو يحتاج لجميع أنواع الأسلحة.

 

س: وزارة الدفاع هي من افتتحت الصندوق الذي اعتبرته حساباً شخصياً، هل هذا ردّ غير مباشر على ما تناولك به وزير الدفاع في مؤتمره الصحافيّ الأخير، حين نعتك بـ"المعلّم".

ج: أولاً، كلمة "معلّم" هي كلمة شرف. فقد أُطلقت على السيّد المسيح، كما أُطلقت على العظماء في التاريخ، وقد لا نستحقّ أن تُطلق علينا حتّى الآن. ثانياً، ما قلته عن التبرعات ليس ردّاً، فأنا لا أردّ على هذا الكلام، وقد تمنّيت على وسائل الإعلام التي تستمع لرأينا أن تمتنع عن الرد، فهل أردّ عليه أنا شخصيّاً؟

موضوع التبرعات يختلف تماماً. وهو لا يمكن أن يؤدّي إلى تسليح الجيش. إسرائيل تحصل كلّ عام على مبلغ ثماني مليارات دولار، وهذا المبلغ يضاف على الميزانيّة التي تضعها من أجل تحصين الدفاع لديها. أريدكم أن تطلّعوا على المبلغ الذي سيجمعه الصندوق.

س: كيف تصف العلاقة مع آل المرّ ؟

ج: لا يهمّني هذا الموضوع الآن. إطرحوا أسئلة تتعلّق بالسياسة العامّة. علاقتي بالأشخاص لا تمتّ بأيّ صلة لهذا الموضوع. إنّني أتكلّم عن موضوع يتعلّق بتسليح الجيش وقد تكلّمت عنه سابقاً، فمنذ زمن، في السبعينيات، كنت قائد كتيبة يومها، قالوا بأنّهم خصّصوا مئتي مليون ليرة لتسليح الجيش، وبدؤوا بتحضير الرّأي العام العام قائلين بأنّهم خصّصوا ميزانيّة كبيرة للجيش اللبناني وبات جاهزاً للدفاع، فكتبت تقريراً للرّد على ما قيل، وما كتبته لم يكن ليكتبه أيّ أحد، وقد حمّلوني مسؤوليّة ما كتبت ونلت عقوبة، فقد كتبت "أنّ مبلغ المئتين مليون ليرة الذين تقولون أنّه بواسطته جهّزتم الجيش اللبناني بالأسلحة، لا يكفي لطلاء أسلحة الجيش الإسرائيلي، فعن أيّ سلاح تتكلّمون؟" لا نريد أن نضخّم قوّة الجيش ومسؤوليّاته عند الرأي العام من دون أن يكون ما نقوله صحيحاً. على الشعب أن يعلم الحقيقة.

عندما نتكلّم عن الإستراتيجيّة الدفاعيّة نقول أنّه يجب أن تضمّ المقاومة والجيش النظامي، وهذه الإستراتيجيّة تعتمدها الدول الفقيرة ضدّ الدول الثريّة. طريقة الدفاع المشتركة بين الجيش النظامي وإلى جانبه المقاومة هي استراتيجيّة دفاع تعتمدها الدول الفقيرة، ولذلك تضع الإنسان مقابل الآلة الحربيّة. هذه حربنا وهكذا يجب أن تكون. طاقتنا البشريّة محدودة، طاقتنا الإقتصادية محدودة... وكلّ فترة يأتينا من يقول "عملوا لمّة يا شباب". ليس الموضوع بجمع التبرّعات. فهل يعلم أحد ما هي الكلفة؟ هل من أحد يعلم ما هو سعر طائرة الـ"F15"؟ لن نشتري هذا النّوع من الطائرات، ولكن هل يعلمون ما هي تكلفة دبابة حديثة تتمتّع بإمكانيّة التّصدي لدبّابة تقابلها؟ هل من أحد يعلم لائحة الأسعاراسعار؟ لا أريد أن يعيش الشعب اللبناني في أوهام عن إمكانيّة تسليح الجيش من خلال التبرّعات. فما من أحد سيدفع نقوده للجيش، لذلك فليتوقّف هذا الإعلان المضخّم.

س: ما هي برأيك الطريقة المثلى لتسليح الجيش اللبناني، ويصبح بعد ذلك قادراً على الدفاع عن الوطن وحيداً؟

ج: أوّلاً يجب أن يتمّ درس هذا الموضوع بدقّة، ولكن المبدأ الأوّل هو أن نضبط حساباتنا وضرائبنا، لنرى كم نستطيع أن نقتطع منهم لتسليح الجيش اللبناني، وليس ان يبحث كلّ منّا عن الطريقة التي تعفيه من الضرائب، لأنّ من يربحون في لبنان لا يدفعون الضرائب، لأنّ كلّ الضرائب التي يجمعونها هي ضرائب غير مباشرة وهي تسري على الجميع. أنا والأكثر ثراءً في البلد ندفع نفس القيمة. وبالطبع الثريّ يدفع من دون أن يشعر بذلك، في حين انّه عندما ندفع نحن "ينسلخ جلدنا".

س: حُكي عن تغيير للحكومة في هذه المرحلة، والوزير وليد جنبلاط يقول أنّه ما من مشكلة إذا حصل تغيير للحكومة على أساس ألاّ يكون هناك فتنة، هل من الممكن برأيك أن يحصل هذا التغيير؟

ج: قد يحصل أو لا، فما من شيء مستحيل. ما دام أنّ نظامنا يسمح بتغيير للحكومة في حالات معيّنة فلا بأس من أن تتغيّر الحكومة. ولكن لا أستطيع أن أقول انّ هذا الأمر سيحدث أو لا، فلم يتمّ طرح الموضوع حتّى الان بشكل جدّيّ. ولكن الإحتمال وارد في أيّة لحظة.

س: بالنسبة لموضوع المحكمة الدوليّة، برز في خطاب الرّئيس الحريري في الإفطار الأخير أنّه يقوم على معادلة أساسيّة هي معادلة الحقيقة التي لن تولّد الفتنة. برأيك، إن استمرّت المحكمة بالوجهة التي تمّ الإعلان والتسريب عنها وهي اتّهام جهة سياسيّة لبنانيّة، هل هذه المعادلة قابلة للتّطبيق في لبنان أم أنّه يستند على الرّعاية العربيّة التي ظهرت مع الزيارة السوريّة والسعوديّة؟

ج: العدالة الشّفّافة لا تولّد الفتنة ولكن العدالة المنتقصة والتي تحتوي على الكثير من الزواريب هي التي تولّد الفتنة. كما تعلمون أنّه مرّ شهود في السّابق على المحكمة وأعطوا إفادات كاذبة وحاولوا تضليل التّحقيق. ما من أحد يتبرّع بتضليل التحقيق من دون مقابل، فالموضوع ليس هواية ، فهناك عشرة شهود حاولوا تضليل التحقيق. فلنفترض على سبيل المثال أنّنا وصلنا في نهاية التحقيق للقول إن المسؤولين هم أفراد غير منضبطين من التّيار الوطني.. سأفترض أنّه لدينا عناصر في التيار غير منضبطة، وقد اتُّهموا بالإغتيال. ولكن السؤال المهم هل عمل هؤلاء لوحدهم أو ارتبطوا بأحد آخر؟ بمن ارتبطوا قبل قيامهم بالجريمة؟ لا يكفي أن نقول "عناصر غير منضبطة"، نريد أن نعلم بمن ترتبط هذه العناصر. تبيّن للقاضي طريقٌ فرعيّ يؤدّي إلى الإرتباط الآخر، لأنّه من الممكن أنّ الذين حاولوا تضليل التحقيق أرادوا أن يمنعوا القاضي من الوصول إلى العناصر غير المنضبطة. فمن يقول أنّ شهود الزور لا يرتبطون مع العناصر غير المنضبطة؟ هذا ما يجب توضيحه قبل أن نصل إلى أيّ مكان آخر في التحقيق حيث لا يكون هناك ارتباط بينهم. "هذه اللعبة ليست نظيفة".

أضف الى ذلك أنّ طريقة إقرار المحكمة كانت خاطئة، فقد تمّت على شكل عمليّة تهريب بين رئيس الحكومة يومها أي النائب فؤاد السنيورة حالياً، وبين مجلس الأمن الدولي، شروط الطلب لم تكن متوفّرة، فلبنان لم يكن يومها يتخبط في مجازر ولم يكن أبناؤه يتقاتلون فيما بينهم، بل كانت الحكومة قائمة ومجلس النواب موجوداً، فلو تمّ تحويل المحكمة إلى السلطات الدستوريّة التي يجب أن تمرّ من خلالها، أي رئيس الجمهوريّة ومن بعده مجلس النواب، لكان الأمر قانونياً، ولما كانت لتُقرّ وفقاً للفصل السابع، ولكنّي لا أعرف ما هي القوّة القاهرة التي أدّت إلى الفصل السابع... ما أدّى إلى الفصل السابع هو الإغتيالات، الواحدة تلو الأخرى، ففي كلّ مرّة يوشك مجلس الأمن على اتّخاذ قرار، تقع جريمة سياسيّة في لبنان. من ارتكب هذه الجرائم؟ من استفاد منها؟ مجلس الأمن الذي أقر المحكمة، والحكومة التي تريد إقرار المحكمة.

هذه ليست رواية، هذه وقائع وأحداث عشناها جميعاً. إفتحوا أعينكم فترون أنّه في كلّ مرّة يوشك أن يصدر قرار دوليّ كان يسقط شهيد في لبنان قبل أربع وعشرين ساعة

من ناحية أخرى فإن الدول التي كانت الأكثر حماساً للمحكمة الدوليّة لم تتعاون مع التحقيق. ما هو السبب؟ هناك عشرة دول لم تتعاون مع المحكمة الدوليّة.. كيف تكون متحمّسة للمحكمةولا تعترف بالقضاء الدولي؟ هذه الدول هي الأكثر حماسةً للقضاء الدولي، ولكن لا تعترف به، ولا تتعاون معه، ولكنها تريده أن يتابع عمله!! كلّ ذلك يدفعنا للقول أنّنا نشكّ بالمحكمة وأنها فقدت صدقيّتها. يجب ان يعملوا بجهد ليعيدوا صدقيّتهم، فالشفافيّة هي الأفضل. يجب ألاّ يتلاعبوا، فهناك مسار معيّن ويجب أن يتابعوه.

س: جنرال، قرأ البعض من فريق 14 آذار في المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصرالله مغامرات لجايمس بوند وأفلاماً مدبلجة، كيف تقرأ ردّة فعلهم في السياسة؟

ج: هم أحرار في أن يتخيّلوا ما يشاؤون. ليس لي أيّ علاقة بهم، وكلّ تصريحاتهم لا تعنيني. هناك محكمة، وأنا أتوجّه للمحكمة وأقول بأنّ هناك شهود زور، لمَ تمّ تخطّيهم من دون محاولة معرفة ارتباطاتهم ومن قام بالـ"manipulation"؟ من تلاعب بهم ومن أقنعهم بالقيام بما قاموا به؟ أنا معنيّ فقط بالمحكمة.

قد يقوم أحدهم باتّهامي. فليقل ما يريد، هذه مشكلته، أمّا أنا فمشكلتي مع المحكمة وليس مع هؤلاء. أنا أريد أجوبة عمليّة من المحكمة كي أؤمن بها. أنا أوّل من طالب بالمحكمة المختلطة الدوليّة، وبعد ذلك أعطى رأيه رئيس الوزراء سعد الحريري وقال "إذا كان هناك ضرورة، لا بأس من يكون هناك محكمة". لم يكن طلب المحكمة له، بل كان لنا، ولكن كنّا "مغشوشين". أنا أقول الآن بأنّني كنت "مغشوشاً"، وقد استفقنا "في ليلة ما فيا ضو قمر" كما يقول اللبنانيون، استفقنا لنجد أنفسنا من دون حصانة قانونيّة تجاه محكمة لا نعرف من هي الجهات التي تسيّرها. من قام بالإتّفاقيّة مع المحكمة؟ جاءت المحكمة في الأساس لتدعم وتساعد لبنان في التحقيق، ثمّ رُمي لبنان خارجاً ، ولم يعد بمقدوره النظر في محكمة تخصّه..

كلّ هذه الاشياء بحاجة لأن يتمّ شرحها. أين وزير العدل؟ هل قدّم الإتفاقيّة التي قام بها لمجلس الوزراء؟ من صدّق عليها؟ هل تمّ تمريرها على مجلس النواب؟ هناك الكثير من التفرّد.

في خطوة سـياسـية – أمنية لافتة "فتح" في "مليتا" بدعوة من "حزب الله"

المركزية– في خطوة لافتة زار وفد كبير من حركة "فتح" في رئاسة مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان العميد الركن صبحي أبو عرب معلم مليتا السياحي في اقليم التفاح علما أن حزب الله يعترض على سياسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ما يتعلق بالمفاوضات مع اسرئيل.

وكشف مصدر في الوفد الذي ضم 35 ضابطاً وقائد سرية من مخيمات لبنان لـ"المركزية" أن "الزيارة جاءت تلبية لطلب من حزب الله فلبيناها، خصوصا أن للجنوب والمقاومة ديناً علينا من خلال احتضان الثورة الفلسطينية"، مشيرا الى أن هذه "الزيارة تفتح قنوات الاتصال والتشاور بين "فتح" وحزب الله وتسهم في تحسين العلاقة بين الطرفين بعدما اسهمت المقاومة من خلال كتلتها النيابية في البرلمان اللبناني بدعم مطالب الشعب الفلسطيني لإقرار قانون العمل كخطوة أولى وإن كانت ناقصة، لكنها تأتي على طريق حصول الفلسطيني على حق التملك ومزاولة المهن الحرة".

 

ماروني لـ"نور تايمز": المغتربين هم ثروة لبنان الحقيقية وعليهم الأمل لبناء الإقتصاد والوطن، لكن يجب علينا كدولة إعطائهم حقوقهم وليس فقط مطالبتهم.        

 نور تايمز

18 Aug. 2010   

شكّل وزير السياحة اللبناني السابق النائب ايلي ماروني حالة جديدة وممّيزة داخل المجلس الوزاري عند تسلّمه أمانة السياحة في لبنان وانتشارها وتطوّرها ضمن حكومة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، حيث سلّط الضوء على السياحة الدينية، البيئية، الثقافية والطبيعية، ولم يفرّق بين شمال وجنوب وبقاع وجبل وبيروت، بل أكثر من ذلك، فقد قضى على الروتين الإداري، مسرّعاً في إجراءات منح التراخيص للمنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم، موقّعاً العديد من الإتفاقيات السياحية التي ساهمت في إنعاش الحركة الإقتصادية في لبنان، ضمن إطار التوجّه نفسه لتعزيز السياحة، توصّلا الى إعادة وضعها كأولوية إقتصادية استراتيجية. النائب ايلي ماروني اليوم والوزير السابق بالأمس، مازالت أمنيته أن يبقى حاملاً أحلام الشباب بوطن جميل، حالماً إنقاذ لبنان وإعادته، بل إبقائه على الخارطة السياحية العالمية، مؤكداً أنه «أينما كان يعمل، في الوزارة أو خارجها، فهو يعمل من أجل لبنان..» ولأنه أحبّ لبنان وساهم في إنماء سياحته، استحق اليوم عن جدارة واستحقاق ترؤس مهمة عربية تسويقية جديدة في إطار السياحة. فماذا يقول ايلي ماروني عن رحلته السياحية طوال أعوام، ولأعوام مديدة على ما يبدو؟ ماذا يقول عن منصبه الجديد وأهميته واختياره هو بالذات لترؤس هذا المنصب، في هذا اللقاء الذي أجرته «نور تايمز» مع رئيس «المجلس العربي للتسويق والترويج السياحي في المنظمة العربية للسياحة»؟

شهدت سنة 2009 العصر الذهبي للسياحة في لبنان.. ما كان دوركم في هذا المجال وماذا تتوقعون لمستقبل السياحة في لبنان ؟ لبنان بلد سياحي بامتياز من حيث غناه بالتاريخ، فالآثار تنتشر في كل مناطقه وكل منطقة منه تحمل مرحلة تاريخية عريقة بالأمجاد، ليس هذا فحسب، فلبنان غنيّ بحسن ضيافته وقدرته على جذب السائح بمحبة أهله ومطاعمه المشهورة بالمذاق الشهيّ لانتاجها، كما أن لبنان ساحة ومساحة دينية، فأرضه أرض قداسة وملتقى لكل الأديان السماوية وهو جاذب للسياحة الدينية، كما يتمتع بلدنا بطبابة واستشفاء جعلاه مقصداً للسياحة التجميلية والطبية. كل هذه العوامل وغيرها جعلت من لبنان نقطة سياحية استراتيجية على خارطة الدول، أرفقناها بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات مع الصين والمكسيك والكويت ومصر ورومانيا ومنظمة السياحة العربية ومنظمة السياحة العالمية كما وقّعنا مع الحكومة الإسبانية وغيرها اتفاقيات روّجت للسياحة فحصلت بيروت سنة 2009 على لقب بيروت مدينة السهر الأولى في العالم وفنادقها الأفضل في العالم ومطاعمها ونشرت الصحف العالمية كالنيويورك تايمز تقارير مفصّلة عن الحياة السياحية في لبنان.

جلنا في كل لبنان وجلنا في دول عالمية كبيرة وظهرنا على الشاشات الفضائية نروّج لكل قرية ونقطة سياحية لبنانية وأطلقنا الأفلام الترويجية لوطن الأرز وأحببت السياحة لأنها ثروة لبنان، فلا بترول ولا صناعة ولا زراعة كافية وليس لنا إلاّ السياحة فرصة عمل وفرصة لتحقيق نمّو اقتصادي، من هنا أطلقت شعاري « بتحب لبنان ساهم بإنماء سياحتو« .

الحكومة اللبنانية مدركة لأهمية دور لبنان السياحي والعمل على مواكبة التطوّر في هذا المجال ؟

أدخلنا أثناء حكومتنا بنداً في البيان الوزاري يدعو إلى إنماء السياحة وتأمين التسهيلات في مختلف المجالات كذلك فعلت الحكومة الحالية. لكن ليس من ميزانية قادرة على مواكبة التطوّر العالمي والسياحة ليست في وزارتها إنّما في كل الوزارات فهي تحتاج الى طرقات وكهرباء ومياه وتخفيف زحمة السير ومراقبة للفنادق والمطاعم، كما شركات ترعى برامج سياحية داخلية وخارجية وتنسيق مع المنظمات السياحية العربية والعالمية. وحبّذا لو تعلن حالة طوارىء سياحية في لبنان يشترك فيها كل المعنيين في وضع استراتيجية نعمل كلنا في إطار عمل كل مسؤول لتحقيق لبنان الفريد من نوعه حيث طرحت تحويله إلى ساحة للسياحة محيّد عن الصراعات الداخلية والمحاور الاقليمية لنحقق لأهله فرص عمل ونعيد كل مغتربيه إلى الديار لكن أحلامنا أين؟ ووضعنا السياسي أين؟

ما هي العقبات التي تحول دون ذلك؟

كثيرة أولها الوضع الأمني، فالإستقرار الأمني أساس لأي تطوّر سياحي والعبث بالأمن والسياحة يقضي على أيّ رحلة سياحية إلى لبنان. ثانيها، الوضع المالي الذي يحتاج إلى خطة إنقاذ في الوطن والمشاريع الحديثة القادرة على جذب الإستثمارات ومنح التسهيلات للمغتربين والسيّاح كحافز أساسي لقدومهم الى لبنان واستثمار أموالهم، الله منحنا نعمة وأخشى أنّ بعض اللبنانيين لأسباب عديدة أهمها الأنانية حوّلوها الى نقمة والله خلقنا في أجمل بقعة جغرافية ونحن نضيع فرصة أن يكون لبنان جنة فيها إزدهار ونمّو وحياة ميسّرة.

ألم يتمّ وضع برامج مدروسة تطويرية للسياحة؟

وضعت بالتعاون مع خبراء أكاديميين وتجارب مسؤولين سابقين برنامجاً أسميته «رؤية لصناعة السياحة في لبنان»، تضمّن خبرات وأحلام وإنجازات وبرامج قريبة وسريعة المدى، وفي حال طبقنا هذا البرنامج لجعلنا لبنان ثابتاً على سكة السياحة الدائمة لـ 365 يوماً. كذلك فعل وزير السياحة الحالي فادي عبود، لكن تطبيق البرامج يحتاج إلى إرادة ودعم ورغبة في إنجاح المسيرة التطويرية للبنان.

ما هو دور المغتربين في هذا المجال ؟

دور كبير جداً لأن المغتربين هم ثروة لبنان الحقيقية وعليهم الأمل لبناء الإقتصاد والوطن، لكن يجب علينا كدولة إعطائهم حقوقهم وليس فقط مطالبتهم.

وعلينا تشجيعهم للمجيء والإكثار من الرحلات الى كل الدول ودعوتهم لتسجيل زواجهم و أولادهم في السجلات اللبنانية في السفارات. وأنا مع إعادة وزارة المغتربين إلى قائمة الوزارات كونها مهمة جداً.

ماذا يشكّل القطاع الفني والاعلامي بالنسبة الى السياحة؟

الفن في لبنان ركيزة أساسية لإنجاح القطاع السياحي، فالفنانين الحقيقيين عبارة عن رُسل وسفراء للبلد في الخارج يضفون صورة جميلة الى الوطن والإعلام. الفن صوت لبنان إلى العالم لإعطاء الحقيقة، لكن للأسف بعض الإعلام تفلّت، خصوصاً الإلكتروني منه وأساء إلى لبنان،أحياناً عن سؤ نية وأحياناً عن حسن نيّة. برأيي تتكامل السياحة مع الفن والإعلام، خصوصاً مع الكبار في كل مجال فيهم.

ما هي المشاريع التي كنت تتمنى متابعتها؟

منذ رحلتي إلى المكسيك وتوقيعي اتفاق سياحي مع وزير سياحتها، لفتني في أحد المعارض مشروع «الأرزة في البحر» لشركة «نور الدولية القابضة» ورأيت فيه مشروعاً سياحياً متكاملاً قادراً على تطوير المنطقة التي سيُزرع فيها، خصوصاً توفيره عملاً إلى 50 ألف عامل. لقد التقيت في لبنان رئيس مجلس الشركة الدكتور محمد صالح وتعاونت معه كثيراً وهنأته مراراً على المشاريع التي قام ويقوم فيها، سواء في البقاع الغربي في إطار خطة الإنماء المتوازن للقرى والمناطق اللبنانية، إضافة إلى مشاريع مناطق أخرى كعرمون واللقلوق وخلدة وعزّة وبطاليم وحاريصا وصوفر وغيرها، التي أصبحت قيد التنفيذ، وبقي مشروع الأرزة لنتابعه من مواقعنا الجديدة لأننا نرى فيه حاجة ضرورية للسياحة والاقتصاد. بالمناسبة شركة «نور الدولية القابضة» أصبحت عالماً مميّزاً، بل معلماً إقتصادياً لبنانياً من خلال مجلة «نور تايمز» التابعة لها، ومن خلال القناة التي رأت النور حديثاً. ولا أبوح سراً إن قلت أننا انتهينا من إنجاز عقد التعاون بين الشركة والمنظمة العربية للسياحة عبر رئيسها وعبري حيث موقعي فيها ومع قيّمين على القطاع السياحي، كما أنّ الدكتور محمد صالح يستحق التنويه والتهنئة.

الرحلة المميّزة خارج لبنان والتي تركت لديكم انطباعاً وأثراً عملياً وخاصاً؟

كانت رحلتي بالتحديد الى المكسيك حيث دعيت الى «المعرض اللبناني الأول في المكسيك» 2008 مع مشاركة لبنانية لافتة. تعرّفت من خلال زيارتي الى المكسيك إلى لبنانيين مغتربين كانوا فخورين أن يكون وزير سياحة بلدهم الأم بينهم، بما أنهم تواقين الى معرفة الكثير عن وطنهم لبنان، حيث كنت الوزير الأول منذ سنة 1972 الذي يزور المكسيك بصفة رسمية. خلال زيارتي إلى المكسيك لبيت دعوات كثيرة من الجالية اللبنانية، منها دعوة النادي اللبناني حيث تفانوا في إظهار محبتهم للبنان، كما تعرّفت إلى أغنى رجل في العالم كارلوس سليم وابنه ووقعّت في السفارة اللبنانية مع وزير السياحة المكسيكي اتفاقية للترويج السياحي بين البلدين وسط فرحة كل الحاضرين الذين اعتبروا ان الوطن عاد اليهم، مع تنويهي بسفيرنا في المكسيك المميّز. أعتبر أن التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب يجب أن يستمر ويتكثف بإعادة اللحمة إلى صفوف اللبنانيين وحث المغتربين على العودة إلى لبنان وتشجيع استثماراتهم في الوطن.

ماذا شملت الاتفاقية التي تمّ توقيعها مع الجانب المكسيكي؟

شملت الإتفاقية كل ما له علاقة بالقطاع السياحي، من تبادل خبرات وتشجيع وتبادل رحلات سياحية وتبادل المعطيات وافتتاح مكاتب سياحية بين البلدين، وكذلك التعاون في مجال بعض الدراسات والمعرفة للإطلاع على المقوّمات السياحية في كل من البلدين.

مؤخراً تمّ إعلانك رئيس «المجلس العربي للتسويق والترويج السياحي في المنظمة العربية للسياحة «في بيروت وقد أتى حفل الاعلان مفاجئة في اللحظات الأخيرة لإقفال عدد «نور تايمز».. ما هو عمل هذه المنظمة؟

هي إحدى منظمات العمل العربي المشترك التابعة لجامعة الدول العربية وتصبّ إنجازاتها في سبيل ترويج السياحة العربية وتنسيق العلاقات بين بعض الدول العربية. وقد وقّعت عدداً من الإتفاقيات تخدم القطاع السياحي العربي، ويضمّ مجلسها بعض القيادات وأصحاب المعالي على امتداد العالم العربي.

قال الشيخ « بندر بن فهد» أن المنظمة لم تجد أفضل من ايلي ماروني للمنصب.. كيف تلقيت العرض وهل تردّدت في قبوله بما أنه مسؤولية كبيرة وهامة؟

لم اتردّد أبداً في قبولي للمنصب لأنني اعتبرته فخراً للبنان، ولا سيما أن المنظمة لاتهتم بالتناحرات السياسية وإنما بإبراز جمال الدول وحضارتها، ومن هنا كانت موافقتي. بإذن الله سيكون مقرّ الرئاسة في بيروت بعد شهر رمضان.

منطقة زحلة ما دورها في تكوين شخصيتك؟

زحلة الشعر والجغرافيا والطبيعة وحسن الضيافة والعلاقات العائلية...

زحلة لبنان السيادة والحرية والكرامة، فيها ولدت وترعرعت وفيها أموت مشبعاً بحبها وتعاليمها وعاداتها. لا أستطيع أن أصف لك مدى فخري ببلدي وقريتي عندما شاهدت صورتي، أنا ابن زحلة، معلقة على مدخل المقرّ الجديد لمنظمة السياحة العربية في جدّة عندما شاركت الشيخ بندر بافتتاحه العام الماضي.

ايلي ماروني: بيروت مدرسة ومستشفى

الشرق ستعود رائدة للسياحة

أكّد النائب ماروني على الشعار الذي رفعه «ساهم في انماء السياحة، تساهم في إنماء لبنان».

وذكر بدعواته عندما كان وزيراً للسياحة لتحويل لبنان الى ساحات للمهرجانات والحب، وإبعاده عن الحروب الأهلية وغيرها، وقال «لم ينته دوري، وقد شاركت عضواً في لجنة السياحة النيابية، وتقدمت باقتراح لتصبح لجنة مستقلة بعد فصلها عن لجنة الزراعة». وأشار إلى «توقيع 12 اتفاقية دولية ومع عدد من الدول الكبرى، وكنت فخوراً بأن لبنان بين هذه الدول التي تعترف بقدرته ومقوماته، وقد حصل لبنان عام 2009 على لقب لعاصمته بيروت كأفضل مدينة للسهر، وكذلك افضل الفنادق». وتمنى ماروني أن تكون مغارة جعيتا بين مواقع عجائب الدنيا.

وتطرّق ماروني إلى لقاءاته مع «بن فهد» وما لمسه لديه من حب للسياحة على المستوى العربي، «حيث تابعنا طريقنا والتقينا في الكويت وقطر ومصر، من أجل سلة عربية موحدة، إذ بإمكاننا الاستفادة من السائح في كل المنطقة العربية».

وأعلن ماروني عن قبوله منصب رئيس المجلس العربي للتسويق والترويج، معتبراً إياه «فخراً للبنان»، كما شكر «بن فهد» على ثقته، مؤكداً أن مركز المجلس سيكون في بيروت، مدرسة ومستشفى الشرق وستعود لتكون رائدة في السياحة، لافتاً إلى «التواصل مع الوزير فادي عبود والتعاون معه». ثم عرض فيلم سياحي، تبعه تقديم هدايا من رئيس مؤسسة خان الصابون في طرابلس «بدر حسون» للشيخ «بن فهد» والنائب «ماروني» والحضور.