المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 26 آب/تموز/2010

الجامعة 03/16-22/الظلم في الأرض
كلام الحكيم ابن داود ملك أورشليم/ولكني رأيت أيضا تحت الشمس أن في موضع الحق والعدل شرا، فقلت في قلبي: الله يدين الصديق والشرير معا، فهنا لكل أمر ولكل علم وقت،
وقلت في قلبي: البشر يتصرفون هذا التصرف ليمتحنهم الله ويريهم أنهم في حق أنفسهم كالبهائم. كيف لا، ومصير بني البشر والبهيمة واحد؟ فكما يموت الإنسان تموت هي، ولهما نسمة حياة واحدة. وما للإنسان فضل على البهيمة، لأن كليهما باطل. كلاهما يصيران إلى مكان واحد، وكلاهما من التراب وإلى التراب يعودان. ومن يعلم هل تصعد روح البشر إلى العلاء وتنزل روح البهيمة إلى الأرض؟ فرأيت أن لا شيء خير من أن يفرح الإنسان بأعماله، وهذا حظه. فمن يرجعه ليرى ما سيكون من بعده؟

إتق الله واحفظ وصاياه، فهذا فرض على كل إنسان والله سيحاسب كل إنسان على عمله، خفيا كان أم ظاهرا، وخيرا كان أم شرا.

 

السلاح هو السلاح

علي حماده     

لم تكن اشتباكات "اللون الواحد" التي عمت طوال ليل الثلثاء - الاربعاء الماضي معظم احياء بيروت مفاجئة. فما حصل كان يجب ان يحصل كنتيجة لبقاء بيروت مدينة محتلة بقوة السلاح المليشيوي. ولم يكن مفاجئا ان يتحول الامن الشرعي ممثلا بالجيش اللبناني الى لجنة امنية فكانت مديرية المخابرات في بيروت اشبه بديوان شيخ الصلح بين عشائر متناحرة. لم تعالج اسباب الانفلات الامني الذي روّع آلاف المدنيين في ليل رمضان في قلب الاحياء الاسلامية من بيروت، ولم يفرض الامن الشرعي نفسه كسلطة وحيدة على الارض إلا من خلال احياء منطق اللجان الامنية، رغم ان الطرفين المتنازعين بسلاح متوسط وأسلحة مضادة للدبابات في قلب الاحياء الشعبية اعترفا بان القضية كانت تافهة. فكيف كانت لتكون لو كانت قضية ذات بُعد سياسي؟

بالطبع لا يسعنا ان نجزم بأن ليس في الامر "لعبة" ما مدروسة لتعويم جهة في اطارها الطائفي المذهبي لأهداف تتصل بلعبة موازين القوى والمحاولة الدائرة لاعادة ابتلاع لبنان من جديد. ولا يسعنا ايضا ان نجزم بان ما حصل لا يأتي من ضمن لعبة الرسائل المتبادلة بين مرجعيات اللون الواحد. ولكن ما يمكننا الجزم به هو ان ما حصل كان اعتداء صريحا من السلاح المليشيوي على أمن المواطنين العزل وسلامتهم في عاصمة لبنان، بيروت.

لقد غرقت القوى السياسية في النقاش والسجال بشأن سلاح "حزب الله" في اطار الاستراتيجية الدفاعية، وغيب اساس المشكلة: السلاح في الداخل. وتحت لافتة "مقاومة" اختلطت الامور وصار السلاح الميليشيوي سلاحا "مقدسا" اجاز البعض لنفسه ان يستخدم السلاح لحمايته بقتل لبنانيين عزل أيضاً. تذكروا 7 و11 أيار في بيروت والجبل.

في اعقاب غزوات 7 و11 أيار ارتفعت أصوات تنادي ببيروت مدينة منزوعة السلاح، ثم اتت تسوية "الدوحة" لتذويب المطلب في عبارة جاءت في الاتفاق تنص على عدم جواز استخدام السلاح في الداخل أو لأغراض سياسية. ثم كانت المصالحات التي صيغت على عجل وكانت اقرب الى الاستسلام والقبول بالامر الواقع وصولا الى تهليل البعض له والتغني به.

هدأ الشارع وبقيت المشكلة الاساس: السلاح. بمعنى ان التمييز بين سلاح الداخل والسلاح لمقاومة اسرائيل غير ممكن بعدما رفع "حزب الله" سلاحه في وجه اللبنانيين في أيار 2008، وتهديده اياهم به باستمرار بمناسبة وفي غير مناسبة، في الاستحقاقات السياسية او الاستحقاقات القضائية. فالتهديد بحرق البلد في حال تشكيل حكومة اكثرية في 2009 استند الى السلاح. والتهديد بحرق البلد في حال صدور القرار الاتهامي استند الى السلاح. وفي الحالين لم يكن من تمييز بين سلاح مقاوم وسلاح ميليشيوي.

لا فرق بين سلاح المقاومة وسلاح الميليشيا فـ"حزب الله" متغلغل في طول البلاد وعرضها، يحتل بيروت ويجوّف الجبل وينتشر في أعالي سلسلة لبنان الغربية من تومات نيحا الى أعالي تنورين، وفي جرود عكار، ومعظم البقاع من أقصاه الى أقصاه. واسرائيل في كل هذا مغيبة.

ما لم يسحب السلاح كل السلاح أياً تكن تسميته،  وتبسط الشرعية اللبنانية سلطتها على الاراضي اللبنانية كلها جهة وحيدة تملك حق استخدام العنف تحت القانون، سيبقى لبنان يحترق على وقع حروب الميليشيات كما حصل قبل يومين. ومهما قيل تحت تأثير الخوف او التوتر تبريرا للاستسلام الى الامر الواقع سيبقى منطق الميليشيات طاغياً وسيداً في لبنان الى ان يزول الكيان او"يتصومل"!

 

سلاح لا رب له

محمد سلام،

الاربعاء 25 آب 2010

بيروت ليست عاصمة للكتاب، ولا للثقافة، ولا للحضارة، ولا لتواصل الأديان. بيروت ليست حتى عاصمة لبنان. بيروت، في قاموس العالم، هي مدينة تحتلها عصابات مسلحة، تتقاتل، تقتل، تخطف، تحرق، تفجر، تدمر، تعتدي ... ثم تجتمع لتقتسم خارطة الطريق إلى إخضاع اللقطاء العزل.

بيروت، بالتأكيد، ليست عاصمة "المقاومة". بيروت مقبرة فاسدة دفنت فيها "المقاومة" فأنبتت جيفتها ... عصابات فاجرة.

بيروت مدينة موضوعة في الحجر الصحي، لا بانتظار شفائها مما ابتليت به، بل لإبقاء الوباء ضمن بيئتها، كي تبقى نازفة بالنيابة عن وطن كانت يوما عاصمته .

بيروت، يقينا، ليست عاصمة الكرامة العربية. هي مجرد مدينة لا كرامة لها، بل مدينة حذفت مفردة كرامة من قاموسها.

بيروت، بكل تأكيد، هي جزء من أرض الصومال، أي أرض اللادولة. أو هي مدينة تختصر عبارة أرض اللا أحد، حيث الكلمة الفصل فيها ليست للقانون، ولا للأخلاق، ولا للعرف، ولا للنظام، ولا للإيمان، بل ... للسلاح.

بيروت ليست مدينة أول مدرسة حقوق في العالم. التاريخ كاذب. وبيروت ليست هي مدينة القديس جاورجيوس قاتل التنين ... التنين باق، وقد ظهر مع آذان غروب الثلاثاء في 24 آب، نفث لهيبه، أحرق المعابد، خطف كل عذارى المدينة ... وترك قطعان البهائم سائبة ترعى في شوارع لا تنبت عشبا، ولا يتساقط عليها مطر.

بيروت لا أهل لها، ولا ماض ... ولا مستقبل. وبيروت ليست أيضا حديقة فكر تزينها عناقيد قرى.

بيروت صحراء جرداء جدباء ... لا ثروة تحت رمالها ... ولا محار في بحرها.

بيروت هذه هي مدينة لوط، التي لعنها الله في كل كتبه. مخلوقاتها الممسوخة تتناكح ... بالسلاح، تلوط ذباب المقابر، تلعق نعال السفاكين ... وتفاخر بأنها ... مطيعة، فقط لأن جهلها الأعمى أفقدها بصيرة معنى مفردة خضوع.

بيروت هذه يحكمها اتحاد عصابات ... بيروت تلك كان يمثلها اتحاد عائلات.

بيروت هذه يديرها مجلس ذئاب ... بيروت تلك كانت تحتضن مجلس نواب.

بيروت هذه تقصف مئذنتها إذا نادت للصلاة ... بيروت تلك كانت أجراس كنائسها تغني للسلام ومآذنها تدعو إلى الفلاح.

بيروت هذه مدينة إفزاعي حاقد ... وبيروت تلك كانت مدينة ... الأوزاعي المحب.

بيروت هذه تزدحم ساحاتها بأشباه رجال يتزينون بالسلاح، وبيروت تلك كانت ساحاتها تشع برجال يتزينون بالفكر.

بيروت هذه قفر يديره أبالسة ... وبيروت تلك كانت جنة أرادها الله على أرضه ... فكانت.

بيروت هذه ما بها شيء يمت إلى الله بصلة ... وبيروت تلك كانت قلوب أهلها بيوتا لله.

بيروت هذه ترتكب فيها الجرائم المتعمده بحق كل الأبرياء وتتنافس عصاباتها على وصف ما جرى بأنه عمل "فردي" ... وبيروت تلك كان الاعتداء على فرد فيها هو اعتداء على المجتمع.

بيروت هذه كافرة بكل كتب الله، مجرمها يكرّم ولا يعاقب ... وبيروت تلك كانت تحكم بشرع الله "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" (قرآن كريم).

بيروت هذه كافرة، تقتل بلا ذنب في الأشهر الحرم، تماما كما كل الكفرة والزنادقة والهراطقة... وبيروت تلك كانت تحرّم القتل بلا ذنب، عملا بقوله تعالى "... من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا...".(قرآن كريم).

بيروت هذه عاهرة، تمارس الزنى جهارا نهارا، وتحاضر في العفة ... بيروت تلك كانت تزني حتما، ولكن عاهراتها كن خجولات فما تفاصحن في العفة، والعفاف، والتعفف ...

بيروت هذه يقرفص قادة عصاباتها أمام الإعلام بعد جولات اللواط المسلح ويصفون بعضهم البعض بـ"الأخوة" ... وأخوة بيروت تلك ما كانوا يقرفصون أبدا، ولا يلوطون بعضهم ... باسم الأخوة.

وبيروت هذه يحرس جيشها اللقطاء الخارجين من دور الأيتام لإزالة آثار اللواط الأخوي المسلّح ... وبيروت تلك كانت فرقتها 16 وحدها تدوس رقبة أخطر مسلح يهدد أهلها في أمنهم وبيوتهم وأعمالهم وأرزاقهم.

بيروت هذه تشحذ من العصابات عطفا لرفع غطاء عن مجرمين ... وبيروت تلك كانت قواها الأمنية الشرعية تفرض أمنها.

بيروت هذه تمارس أجهزتها الأمنية دور سرايا الإطفاء، تظهر بعد نشوب الحريق، تناشد الحارق التوقف عن الحرق، ثم تمد خراطيمها كي يتبوّل اللقطاء ذعرا ... فتنطفئ النار ... مؤقتا.

بيروت تلك كانت أجهزتها الأمنية تتعاطى الأمن، تبطل الحريق قبل نشوبه، توقف من يفكر بإشعال حريق، وكان قضاؤها يحاسب، ويعاقب.

بيروت تلك كانت منبرا للشعراء والأدباء ... بيروت هذه تحولت ماخورا تردد جدرانه صدى بذاءات السفهاء.

بيروت تلك فصل في كتاب تاريخ الإنسانية ... وبيروت هذه كتاب كامل في أجهل جاهليات الجهل.

بيروت هذه تقدّس سلاحا لا رب له ... بيروتنا تلك كان ربها هو سلاحها الوحيد. 

بيروت هذه تقتل وتزني ... بيروتنا تلك كانت تقدّس وصايا السيد المسيح العشر: ... لا تقتل، لا تزنِ...

 

حزب الله" يطارد المحكمة الدولية في الأزقة

 أحمد الجارالله

السياسة/الرصاص الذي لعلع في سماء بيروت بين فريقين متحالفين نزع الاقنعة عن الوجوه المجرمة الدميمة التي تتربص شرا بلبنان كله, و لا تريد له الخير ابداً. فالامر برمته لا يحتاج الى كثير تعقيد حتى يعرف المرء ان السلاح غير الشرعي ليس سلاحا, كما يزعم البعض, من اجل مقاومة اسرائيل, فليس موقف سيارة في منطقة وسط بيروت هو الحدود الجنوبية للبنان, وليس مبررا لأي كان أن يخزن السلاح الفردي وغير الفردي في العاصمة ليكون بالمتناول من اجل افتعال اشتباك يذهب ضحيته قتلى وجرحى ابرياء, الا اذا كان ذلك جس نبض لقدرة الجيش اللبناني على حفظ الأمن بعد الاحتجاجات المبرمجة في عدد من المناطق, ومحاولة لاشغال البلاد في قلاقل امنية تساعد على فرض شروط "حزب الله" في ما يتعلق بالغاء المحكمة الدولية في محاولة لافلات قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من العقاب الآتي حتماً على صهوة القرار الاتهامي الذي سيكشف كل الحقائق.

المقاومة كمقاومة انتهت منذ زمن, ودقت الاشتباكات الاخيرة آخر مسمار في نعش تزييف الواقع خدمة لاهداف شخصية وميليشياوية واضحة حتى لمن يتعامى عن الحقائق, و الجميع الآن في لبنان على قناعة واحدة أن شعار الحق يراد به باطل, وأن السلاح غير الشرعي أصبح وبالاً على هذا البلد الصغير, وبات على كل القوى اللبنانية ان تضع النقاط على الحروف وتقف وقفة رجل واحد في مواجهة ميليشيا التخويف والترهيب وتفرض عليها تسليم سلاحها الى الشرعية اللبنانية حتى لا ينزلق لبنان مجددا الى حروب الازقة وحروب الوكالة لتصفية حسابات اقليمية بدماء لبنانية.

هل فعلا الخلاف على ركن سيارة يشعل حربا بين حليفين, خصوصا بين من يدعي انه لن يغرق في تناقضات الشارع اللبناني, ولن يستخدم سلاحه في الداخل, ورغم ذلك يشن حربا على حليف له من اجل ركن سيارة? لا يمكن ان يحدث ذلك الا اذا كان "حزب الله" وبعد ان أسقط بيده من اشعل نار صراع مسلح اراد منه صراعاً دموياً مع حليف ان يكون فاتحة لاتفاق دوحة آخر, او لتسوية جديدة على غرار ما جرى في السابع من مايو عام 2008, وخصوصا انه تحول الى ميليشيا زواريب تماما كما كانت تمارس العصابات المسلحة اثناء الحرب اللبنانية قوتها لارهاب الناس وتخويفهم وفرض ارادتها عليهم, لكن ما لا يدركه هذا الحزب ان طريق إلغاء المحكمة الدولية لا تمر من برج ابو حيدر او قريطم او وسط بيروت, ولن تنطلي على الناس كل الألاعيب الجديدة, وليس هناك سابع من مايو آخر, حتى إذا هدد نصرالله ومن معه بسبعين على شاكلة السابع من مايو, لأن لبنان الذي قال كلمته في صناديق الاقتراع العام الماضي اسقط كل حجج طلاب الارهاب.

على حزب الله ان يقتنع ان المحكمة الدولية باتت خارج لبنان وخارج كل معادلات الازقة في بيروت, ولن يكون في مقدوره و لا في مقدرة غيره من الذين يشعلون حروبا صغيرة بدم الابرياء اللبنانيين ان يوقفوا عجلة العدالة عن الدوران. لكن للأسف رغم ذلك يحاول هذا الحزب ان يعبر عن ازمته بدماء حليفة له , الا يعني ذلك ان الطوق ضاق حول العنق فأعمى البصر والبصيرة, او ان ما جرى في بيروت الصائمة كان اطلاق مدفع إفطار التناقض بين الحلفاء الألداء ما يعني بداية لصراع على النفوذ في ازقة تلك المدينة المثقلة بتاريخ من الحروب? فالأكمة السياسية تخفي الكثير على مفترق الطرق الاقليمي الحساس, ومن السذاجة القبول ببراءة ان دما يسيل في لبنان من اجل ركن سيارة!

 

قطر تستوضح "خلاف الحلفاء" وتعرض المساعدة ... وسليمان يحذر من مغبة التوتير الأمني تحت أي ظرف أو حجة 

الاشتباكات في بيروت أثارت مخاوف من فتنة مذهبية وسط تساؤلات عن كثافة المسلحين وعمليات الخطف "المنظمة"

حزب الله" وجه ضربة قاسية جداً إلى "الأحباش" واعتقل لساعات نحو 30 من قياداتهم

المواجهات تكشف غليان الشارع والغالبية تقرأ فيها ملامح مواجهة إيرانية - سورية

بيروت - عمر البردان والمركزية: السياسة

في وقت كان كثير من اللبنانيين يعتقدون أنهم يعيشون هدنتين: هدنة القمة العربية الثلاثية في بعبدا وهدنة رمضان التي أعلنها "حزب الله" ضمناً, فتحت الاشتباكات الدامية التي وقعت بين عناصر من جمعية المشاريع الإسلامية الخيرية المعروفة ب¯"الأحباش" ومجموعات مسلحة من "حزب الله" في غرب بيروت, ليل اول من امس, الباب واسعاً أمام سيل من الأسئلة المتزاحمة عن أبعاد وخلفيات ما جرى, وما إذا كانت له علاقة بما قد يحضر لمرحلة ما بعد القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو ما قد يسبقها, كأن تكون هذه الأحداث أشبه ب¯"بروفة" ميدانية لما هو أدهى وأمر, خاصة وأن عنف الاشتباكات وتمددها إلى مناطق واسعة وانتشار مئات المسلحين وتحديداً من جانب "حزب الله" في شوارع بيروت, أمور لم تكن وليدة ساعتها, ما يعطي انطباعاً واضحاً بأن ما حصل ليس إشكالاً فردياً كما قيل, وهو ما أثار مخاوف حقيقية لدى أهالي بيروت من مغبة أن يكون هناك من يعد العدة إلى استباحتها مجدداً, كما حصل في السابع من مايو 2008 .

وتساءلت مصادر ديبلوماسية عربية عن الاسباب التي دفعت مسلحي "حزب الله" والأحباش الى الاستنفار على مستوى عال في معظم أنحاء بيروت لخوض معركة كادت تكون نسخة عن حوادث السابع من مايو مع فارق وحيد هو ان خصم "حزب الله" هذه المرة لم يكن "تيار المستقبل", وان قرار المواجهة لم يكن متخذاً من قيادته أقله في العلن, إضافة الى فارق آخر يتمثل في السرعة التي استطاع بها الجيش اللبناني احتواء الموقف مدعوماً بحركة سياسية طاولت قصر بعبدا والسراي وعين التينة والضاحية الجنوبية, وأجمعت كلها على ضرورة اخماد الحريق المذهبي الذي امتد سريعاً من برج أبي حيدر الى أحياء عدة من غرب بيروت.

بيروت منزوعة السلاح

وأجواء الاشتباكات ظللت مناقشات جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري, بعد ظهر أمس, فكان لشعار "بيروت منزوعة السلاح" الحيز الأكبر من التأييد الوزاري كوسيلة لتفادي العنف والاقتتال. وقدم وزير الداخلية زياد بارود تقريراً أولياً عما حدث مؤكداً استمرار التحقيق في القضية, فيما دعا وزير التنمية الإدارية محمد فنيش الى عدم اعطاء القضية أبعاداً سياسية وأصر وزير الزراعة حسين الحاج حسن على الطابع الفردي للحادث.

في غضون ذلك, اعتبرت مصادر في قوى "8 آذار" أن ما جرى لا يتعدى العامل الفردي, مستبعدة أن يكون "حزب الله" في وارد تفجير الوضع الأمني في هذا الوقت لسببين أساسيين: الأول أنه لا يريد الدخول في مواجهة مع العالم السني في شقيه اللبناني والعربي في وقت يجهد لاحتواء تداعيات القرار الظني, والثاني انه لا يريد تفجير الوضع عشية وصول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت قريباً.

ولم تستبعد المصادر ان يكون الحادث نتيجة لحال الاحتقان التي تسود البلاد منذ فترة أو أنه مصادفة ومجرد حادث فردي, وتالياً فهو ليس نتيجة قرار سياسي, مشيرة إلى ان ليس في الافق اللبناني من يبدو مستعداً للنزول إلى الشارع في هذا الوقت الدقيق الذي يضج بملفات عدة تبدأ بمسار المفاوضات الفلسطينية -الاسرائيلية المباشرة ولا تنتهي بالمواجهة المفتوحة التي تخوضها ايران مع المجتمع الغربي على خلفية برنامجها النووي.

مواجهة ايرانية - سورية

في المقابل, قرأت أوساط في الغالبية النيابية في الاشتباكات ملامح مواجهة ضمنية إيرانية يمثلها "حزب الله" على سنة سورية المتمثلين بالأحباش بعدما كانت المواجهة في 7 مايو 2008 ايرانية على سنة السعودية "تيار المستقبل". وسألت هل كان الحادث حقاً فردياً وسلمنا جدلا ان لا خلفيات سياسية وراءه فكيف السبيل الى استيعاب الكم الهائل من المسلحين الذي ملأوا شوارع العاصمة في دقائق مدججين بالسلاح الذي وصل الى حدود القذائف الصاروخية? وإذا كان الحادث بين اطراف الصف الواحد المتحالفين سياسياً أدى الى ما أدى إليه من قتلى وجرحى فكيف لو كان بين اطراف سياسيين لا يتشاطرون وجهات النظر ذاتها? ولعل أكثر المستغرب هو كمية السلاح التي يملكها "الاحباش" والتي حولتهم بعد الحادثة جزءاً من معادلة عسكرية وسياسية. ولاحظت المصادر أن الاشتباكات وعلى رغم تأكيد المعنيين على طابعها الفردي أعادت مجدداً هاجس الامن الى واجهة الاهتمامات بعدما تبين جليا ان مجرد اشكال بسيط من شأنه ان يهز أسس الاستقرار الذي يتمسك به اللبنانيون المكتوون بنار الحروب والذين يرون في الجيش اللبناني افضل حام للوطن ويدعون الى تسليمه زمام الامور ليتولى ضبط الامن في كل المناطق, غير ان الاوساط اشارت الى ان هذا الطلب لا ينفذ الا بقرار سياسي, اذ من غير الجائز ان يبادر الجيش الى التحرك في هذا الاتجاه من دون امر من السلطات السياسية.

الضربة القاضية

وأوضحت مصادر سياسية وحزبية ان الضربة التي تلقاها تنظيم الأحباش كانت قاسية جداً واقتربت من أن تكون قاضية. أضف الى ذلك - قالت المصادر عينها - ان التدمير الذي لحق بمدرستهم الدينية التي تتخذ من "الجامعة العالمية" اسماً لها وبالمركز الذي يلي مقر القيادة الرئيسي وبالمؤسسة التجارية الأبرز لديهم عزز المخاوف من أن تكون العملية التي تستهدفهم كانت تحتاج الى مثل هذا الحادث الذي حصل بمقتل أحد قياديي الحزب البارزين في بيروت للقيام بهذه العملية الكبيرة التي واكبتها عمليات دهم وخطف شملت معظم المسؤولين لدى الأحباش من منازلهم ولم تستثن سوى الوجوه السياسية المعروفة للتنظيم, وحيث ما وجدوا, ذلك أن بعض المسؤولين جمعوا من مواقع خارج منازلهم ما يوحي بوجود بنك معلومات يجري تقويمه بدقة لدى "حزب الله" وضعت من خلاله قيادات الجمعية تحت المراقبة اللصيقة. وتحدثت مصادر المعلومات الأمنية ان عدد المحتجزين من قيادات الأحباش وعناصرهم تجاوز الثلاثين ولم يتم الإفراج عنهم إلا على دفعات بعيد منتصف ليل اول من امس وصولاً إلى ساعات الفجر الأولى الى ان أطلق آخرهم عند الرابعة والنصف من فجر امس.

وأبدت المصادر علمها بتوجه جديد بإنهاء الوجود المسلح للتنظيم وتطويعه نهائياً, وهو ما سيظهر إمكان تنفيذه بعد الاجتماعات بين الجانبين, حيث من المتوقع أن توجه قيادة "حزب الله" الدعوة الى قيادة الأحباش الى التفاوض على سلاحهم ومراكزهم قبل السياسة. وفيما بدأ أمس تشييع ضحايا الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص, اثنان من "حزب الله" وواحد من الأحباش, بعد عودة الهدوء النسبي واستقدام تعزيزات عسكرية للجيش الى المنطقة, دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كان أجرى اتصالات مع العديد من القيادات السياسية والأمنية لمعالجة الإشكال حتى عودة الهدوء, ما حصل, وشدد "على التزام الجميع عدم الاحتكام إلى السلاح مهما كان السبب", لافتاً إلى أن أمن المواطنين فوق كل اعتبار.

ودعا القوى والأجهزة المعنية إلى توقيف مسببي الإشكال, محذراً من مغبة التوتير الأمني تحت أي ظرف أو حجة, وطالباً من الجيش والقوى الأمنية التصدي فوراً لأي محاولة من هذا النوع وقمعها. كما استوقفت الاشتباكات امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي اتصل برئيس الجمهورية ليلاً مستفسراً عما حصل ومبدياً الاستعداد للمساعدة, فطمأنه سليمان إلى ان الأمور عادت إلى طبيعتها.

 

يتعايشان قسرياً بأحياء العاصمة في ظل خلافاتهما السياسية والدينية  

"حزب الله" و"الأحباش": تاريخ من العداء المكتوم ولا جامع بينهما سوى التحالف مع سورية

 بيروت - خاص: السياسة

صحيح أن الاشتباك المسلح الواسع الذي وقع في بعض أحياء بيروت ليل الثلاثاء الأربعاء بين مسلحي "حزب الله" وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش), بدأ بإشكال فردي تافه, على خلفية ركن سيارة, إلا أن الصحيح أيضاً أن حجم الاشتباك وسرعة تطوره, وفداحة الخسائر البشرية والمادية, كشفت عن وجود احتقان شديد بين الطرفين, وعن نوايا عدائية مبيتة, على الرغم من التحالف السياسي المعلن بينهما, تحت يافطة المحور الإيراني - السوري.

وشرح مصدر حزبي مطلع ل¯ "السياسة" الأسباب السياسية والأمنية التي جعلت من حادث فردي بين التنظيمين المسلحين يتحول إلى حرب شرسة دامت ساعات عدة, أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى, وجرت خلالها عمليات خطف من داخل المنازل, والاعتداء على بعض الأملاك الخاصة والعامة.

أولاً: لم يكن للأحباش و"حزب الله" في يوم من الأيام علاقات تنسيق جدية. فالطرف الأول منذ نشأته كجمعية دينية, قبل تأسيس "حزب الله" بسنوات, في أواخر سبعينات القرن الماضي, كان يتمركز في بعض الأحياء السنية في بيروت, وخصوصاً في الطريق الجديدة, حيث كان يسكن مؤسس الجمعية الشيخ الحبشي عبد الله الهرري. ثم انتقل نشاط هذه الجمعية إلى مناطق سنية أخرى بدعم سوري. وعندما نشأ "حزب الله" في العام 1982 خاض صراعه الوجودي الأول مع طرف شيعي آخر هو حركة "أمل" في الضاحية الجنوبية. وكان من نتائج ذلك الاشتباك, الاصطدام أيضا مع الجيش السوري. ولاحقاً تمدد الحزب باتجاه بيروت على حساب حركة "أمل" أيضاً, ورغم إرادة المخابرات السورية.

ثانياً: نشأت علاقة توتر مكتوم بين الجانبين طوال فترة الوجود السوري في لبنان, ونظر الأحباش دوماً إلى تمدد "حزب الله" إلى مناطق شيعية مجاورة لمناطق انتشارهم, في أحياء البسطا وبرج أبي حيدر والنويري وزقاق البلاط وغيرها, نظرة ارتياب وترقب. ولكن مع الاتفاق الإيراني السوري على الإدارة المشتركة للوضع اللبناني في نهاية الثمانينات من القرن الماضي, وتصالح "حزب الله" مع المخابرات السورية, عملت الأخيرة على تنظيم ورعاية العلاقة بين الحزب والجمعية, بشكل منع حصول إشكالات جدية بينهما.

ثالثاً: كما في كل المناطق الممسوكة أمنياً من المخابرات السورية, تعايش في بيروت الأحباش (وهم من أبناء المدينة) مع مسلحي "حزب الله" القادمين إلى العاصمة من الجنوب والبقاع وغيرهما, تعايشاً قسرياً, خصوصاً أن الخطابين الدينيين للطرفين الأصوليين, الشيعي والسني, يتناقضان بشكل حاد. وكانت حرب المساجد التابعة للجهتين من خلال الخطب والتجمعات تغذي الاحتقان الموجود أصلاً, وتزيد من الريبة والحذر لدى هذا الجانب وذاك.

رابعاً: مع ارتفاع مطالبة قوى المعارضة اللبنانية آنذاك (لقاء البريستول), بانسحاب الجيش السوري من لبنان وانضمام تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري إليها, حركت سورية الأحباش فخرجوا في مسيرة اعتراضية قرب مسجد برج أبي حيدر (حيث جرى الإشكال الأخير) رافعين السواطير والعصي والسكاكين ومختلف الآلات الحادة, في رسالة سورية واضحة إلى الرئيس الشهيد, بأن "السواطير" هي البديل لوجود المخابرات السورية في أحياء بيروت, كما أنها كانت رسالة إلى "حزب الله" بأن البديل اللبناني لهذه المخابرات في المناطق السنية هم الأحباش وليس أحداً آخر.

خامساً: عندما أخرج "حزب الله" وحلفاؤه تظاهرة "8 آذار" الشهيرة العام 2005, وخطب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في ساحة رياض الصلح, لم يشارك الأحباش, وانكفأوا إلى منازلهم معترضين على قيادة الحزب لمعركة الدفاع عن الوجود السوري, ولشعار "شكراً سورية".

سادساً: انسحب الجيش السوري من لبنان ومعه مخابراته, فغابت الرعاية السورية للعلاقة بين "حزب الله" والأحباش, وحصلت سلسلة تطورات ساهمت في تأزيم هذه العلاقة. في العام 2005 رفض "حزب الله" دعم مرشحي الأحباش للانتخابات النيابية (خصوصاً في بيروت) في مواجهة "تيار المستقبل" وقوى "14 آذار". وفي العام 2006 أثناء حرب يوليو اجتاح النازحون من الجنوب خصوصاً مناطق نفوذ الأحباش ومعهم عناصر "تنظيمية" ل¯"حزب الله" تحت عنوان رعاية النازحين. وفي العام 2007 احتل مسلحو الحزب وحلفائه وسط بيروت في الاعتصام الشهير, وقاموا بسلسلة عمليات قطع للطرق دعماً للاعتصام, وكان الأحباش يراقبون غاضبين مناطقهم تتعرض للاعتداء, وصولاً حتى يوم 7 مايو المشؤوم في العام 2008 عندما احتل الحزب وحلفاؤه بيروت بالكامل. سابعاً: رفض "حزب الله" بشكل قاطع التحالف مع مرشحي الأحباش في الانتخابات النيابية الأخيرة, خصوصاً في بيروت, لا بل أنه طلب من الجمعية تجنيد ماكينتها الانتخابية المنظمة والقوية لدعم لائحة لقوى "8 آذار" في مواجهة لائحة الرئيس سعد الحريري في الدائرة الأولى للعاصمة.

ثامناً: يكاد رفض المحكمة الدولية يكون القاسم السياسي المشترك الوحيد بين الجانبين, إلا أن "حزب الله" لم يبادر إلى التضامن مع جمعية الأحباش عندما سجن اثنان من قيادييها بتهمة التخابر مع رموز في أجهزة المخابرات اللبنانية والسورية يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005. واليوم ترد الجمعية الجميل فتمتنع عن أي موقف متضامن مع "حزب الله" مع تحول الاتهام إلى عناصره. وخلص المصدر الحزبي إلى القول: لا شيء يجمع "حزب الله" وجمعية المشاريع سوى التحالف مع سورية, وكل شيء يفرق بينهما, من الانتماء الديني, إلى الموقف السياسي, إلى تاريخ من الصراع على بسط النفوذ في الأحياء والأزقة, وصولاً إلى الاقتتال المسلح. وقد كان لافتاً أنها المرة الأولى التي يلجأ فيها الأحباش إلى السلاح للدفاع عن مناطقهم, ولعلها إشارة إلى أن الكيل قد طفح من "حزب الله" وممارساته في بيروت, في وقت يتوعد مناصروه أهالي العاصمة بالفتنة, وفي لحظة ضعف تاريخية يعيشها الحزب نتيجة سقوط هالته وانحسار شعبيته في الأوساط غير الشيعية.

 

المقاومة السنية": الاشتباكات عرت "حزب الشيطان"

السياسة/حذر تنظيم يدعى "كتائب المقاومة الإسلامية السنية", أمس, "حزب الله" من مغبة تكرار الاشتباكات في بيروت, واصفاً إياه ب¯"حزب الشيطان". وجاء في بيان للتنظيم تلقت "السياسة" نسخة منه, "لا يكاد يندمل جرح نازف في لبنان, حتى تثخن الأيادي السوداء لكوادر حزب الشيطان, الجسد اللبناني بجروح, أكثر عمقاً وإيلاماً ونزفاً, غير آبهين بحرمة الشهر الكريم, وان الاشتباكات التي بدأها ليل أمس (أول من أمس) هؤلاء المجرمين الثملين بخمرة القوة والسلاح, وحاولوا من خلالها فرض سيطرتهم كالآمر الناهي وصاحب القرار في كل كبيرة وصغيرة, جاءت لتعري حزب الشيطان من الأقنعة التي يرتديها وتوضح الهدف الحقيقي الذي تتوجه إليه أسلحة كوادره".

وأشاد التنظيم ب¯"الأخوة الذين وقفوا بشجاعة في وجه هؤلاء الرعاع وأذواقهم الأمرين وعملوا فيهم قتلاً وجرحاً", محذراً "قادة حزب الشيطان من مغبة معاودة الكرة", لأن "أهل السنة في لبنان نزعوا رداء الخوف والوجل, ولن يكونوا بعد اليوم لقمة سائغة في فم أي كان, ولن يترددوا في رد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه التعدي عليهم أو المس بكرامتهم أو بممتلكاتهم". وتوجه التنظيم إلى "حزب الله" بالقول "ليعلم قادة حزب الشيطان بأنه مهما كان حجم سلاحهم وتمويلهم السوري والإيراني فإنه لن يستطيع تحويل لبنان إلى دمية شيعية تدور في فلك سورية أو إيران, كما تحاولان اليوم ذلك في العراق", لافتاً إلى أن "لبنان كان قبل حزب الشيطان وسيبقى بعده سيداً حراً مستقلاً, ويجهض كل المحاولات التي تستهدفه".

واعتبر أن الأوان آن كي يستعيد سنة لبنان موقعهم التاريخي والرائد في هذا البلد, ويقفون كالسد المنيع في وجه أدوات المد الشيعي القادم من إيران والمدعوم من سورية.

 

حادث فردي أم إشتباك إيراني – سوري؟

 التاريخ: ٢٥ اب ٢٠١٠ اللواء 

بعيداً عن عفوية الاشتباك الذي حصل ليل امس بين اهل البيت الواحد من جمعية المشاريع الاسلامية وحزب الله، توقفت "اللواء" الصادرة اليوم (الاربعاء) عند سلسلة تساؤلات طرحتها الاوساط السياسية والدبلوماسية عن توقيت الاشتباك وهول الاسلحة التي استخدمت قفيه فسألت، هل إن ما جرى هو تعبير عن اشتباك سوري - ايراني على خلفية تباينات ظهرت في الاسابيع الماضية وتتعلق بالموقف مما يجري في العراق والمحكمة الدولية وسوى ذلك من مواقف؟ وما هو الارتباط بين ما حصل وطلب المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار من السلطات اللبنانية الطلب الى "حزب الله" تزويده بما لديه من قرائن لأن المعلومات التي سلمها الحزب الى المدعي العام في المحكمة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مفتوحة ولا تشمل كل القرائن التي تحدث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله؟ هل ثمة صلة بين خطاب الامين العام للحزب في افطار الهيئات النسائية في هيئة دعم المقاومة، وانفجار الموقف الامني بين عناصر من حزب الله واخرين حلفاء له من جميعة المشاريع؟ هل ما جرى يشكل بداية رسالة الى من يعنيهم الامر في الخارج من ان ما جرى ليل امس في احياء العاصمة يصب في اطار الفتنة التي جرى الحديث عنها جهاراً وعلناً في الاشهر الثلاثة الماضية؟

 

مرصد الجمهورية": لتوقف السلطات عن ممارسة دور شيخ الصلح  

التاريخ: ٢٥ اب ٢٠١٠دعا "مرصد الجمهورية" السلطات اللبنانية الى التوقف عن ممارسة دور "شيخ الصلح"، مطالبا إياها إما الاضطلاع بواجباتها في قمع المعتدين على السلم الأهلي، أو مصارحة مواطنيها بعجزها عن ممارسة دورها. وتوقف "مرصد الجمهورية"، في بيان، بذهول حيال الاشتباكات التي اندلعت في شوارع بيروت ليل الثلاثاء 24 آب، فتوقف عند "تعاطي السلطات اللبنانية ممثلة بقواها العسكرية والأمنية مع الحادث لجهة رعايتها التفاوض بين المتحاربين عوض القيام بواجباتها المنصوص عليها في القوانين المرعية الاجراء".

أضاف: "زاد في ذلك إصدار وزير الدفاع الياس المر قراراً يقضي بإبطال مفاعيل رخص حمل السلاح كإجراء استعراضي وحيد ويتيم، فيما الوزير يعرف أكثر من غيره ان سلاح المتحاربين لا تحوجه رخصاً من أي نوع، فكيف بتلك الصادرة عن وزارة الدفاع اللبنانية". "مرصد الجمهورية" إذ استهجن ما حدث، ذكّر السلطات اللبنانية بـ"مسؤولياتها وواجباتها تجاه المواطنين وأول هذه الواجبات تأمين عيش مواطنيها بسلام من غير تهديد سلاح المجموعات الحزبية الخارج من عقاله"، لافتاً الى ان "هذا ما تتقاعس عنه السلطات وتتخطاه إلى أبعد من ذلك بممارسة دور شيخ الصلح بين المتحاربين الأمر الذي يتناقض مع أبسط المبادىء الدستورية والقانونية".  كما دعا السلطات المعنية الى أمر من اثنين، "إما الاضطلاع بواجباتها في قمع المعتدين على السلم الأهلي، أو مصارحة مواطنيها بعجزها عن ممارسة دورها، الأمر الذي يترتب عليه جر اللبنانيين الى السعي لحماية انفسهم بأنفسهم من غير واسطة السلطة التي غالباً ما تكتفي بالوقوف على خاطر اصحاب السلاح بدل السعي إلى فرض سلطتها".

 

بيئة حاضنة للميليشيات

عـمـاد مـوسـى، الاربعاء 25 آب 2010

توقفتُ ملياً عند مغزى الإجتماع الثلاثي الذي عُقد ليلاً في بيروت برعاية نائب مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد عباس ابراهيم والذي ضم مسؤول الإرتباط (والرجل القوي) في "حزب الله" الحاج وفيق صفا وأحد مسؤولي "الأحباش" الدكتور بدر الطبش (مرشح سابق إلى الإنتخابات النيابية)، مستذكراً إجتماعات اللجنة الأمنية في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي والتي كانت تعقد اجتماعاتها في "سبق الخيل" وكانت تضم عن الجيش العميد جان ناصيف وعن "حركة أمل" أحمد بعلبكي وعن الحزب "التقدمي الإشتراكي" المسؤول في الحزب أكرم شهيّب وعن "القوات اللبنانية" الدكتور(الراحل) جان غانم، والأخيران دخلا معاً الندوة النيابية في مطلع التسعينات.

في تلك الفترة لم تكن الإجتماعات الدورية تقدّم كثيراً أو تؤخّر في مسار الحرب العام، بل كانت تعالج بعض الخروقات وتساهم في إعادة مخطوف من هنا وتسليم رفات من هناك. وفي بعض الفترات كانت تُعقد إجتماعات إستثنائية تلي حفلة قصف أو جولة رعب يحمّل فيها كل طرف الطرف الآخر مسؤولية الخرق الأمني. ولم يكن ممثلو الأطراف يسقطون من اتهاماتهم الطابور الخامس والعناصر غير المنضبطة.

وبحسب علمي وعلم اللبنانيين المقيمين فإن الدولة أصبحت من غير شر دولة. وكم سمعنا وزراؤها وقادتها يرددون الجملة المأثورة: سنضرب بيد من حديد (بروتيز) من تسوّل له نفسه اللعب بالسلم الأهلي. لا في 7 أيار المجيد ضربت. ولا في مواجهات التبانة وبعل محسن فعلت. ولا في اشتباكات الأحياء البيروتية تمكنت من فرض هيبتها على ميليشيات العاصمة اللبنانية وعناصرها النائمة. وجدت  في البيان الصادر عن الإجتماع الثلاثي نوع من استهبال الرأي العام وأهل بيروت. فأي حادث فردي في شارع ممكن أن يروّع سكان النويري والبسطا الفوقا برج أبي حيدر راس النبع البربير؟ ماذا لو لم يكن كذلك؟ فهل كانت المواجهات ستتمدد إلى بربور والمزرعة وفردان وتتخطى حدود العاصمة اللبنانية؟ وهل كانت ستُستعمل فيها الهواوين أو الساغر أو أي صاروخ من عيلة رعد أو من تشكيلة فجر أو من آخر صواريخ خيبر النازلة إلى السوق؟ وهل من حادث فردي لا خلفيات مذهبية أو سياسية له نستعمل فيه الأسلحة الصاروخية بين العوائل المتحابة والممترسة في خندق واحد في مواجهة الأمبريالية والصهيونية والداخلة في حلف لا فكاك منه مع قوى الممانعة والتحرر؟  وهل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية جمعية بر وتقوى وعمل إجتماعي وخيري أو هي مقاومة شعبية مسلحة ومدرّبة كما جمعية "أمل" أو كشافة  "حزب الله" أو أخوية الحزب "السوري القومي الإجتماعي"؟ بـ"حادث مؤسف وفردي" وصف البيان الليلي ما حصل في بيروت وطالب البيان برفع الغطاء عن المخلين بالسلم الأهلي وأبقى البيان الإجتماعات مفتوحة "لتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر". ويا هيك البيانات يا بلا. بربكم كيف يرصفون العبارات الفارغة؟ وهل قبضت السلطات المختصة أو قوى الأمر الواقع، على مرّ الأعوام على مصطاد واحد في المياه العكر؟ أو أن الصياد يضبّ قصبته وصنارته ويهرب بعد أن يشعل إشتباكات دموية بين العوائل سواء في حي الشراونة البعلبكي أو في شوارع بيروت أو في أحياء الفيحاء؟ أمس، شعرت أننا ـ كبيارتة أولاً ـ  نعيش حقيقةً في بيئة حاضنة للميليشيات.

 

المطاوعة" في وسط بيروت! 

هيام القصيفي/النهار

حينا نسمع ونقرأ عن الشرطة الدينية (المطاوعة) من اندونيسيا الى السعودية وايران وباكستان وافغانستان... كنا نظن اننا، نحن في لبنان لا نزال في مأمن من هؤلاء. لكن ان نتواجه مع شرطة دينية في قلب فندق حديث في وسط بيروت، يملكه ماروني وباركه احد المطارنة بالمياه المقدسة حين ارتفع بنيانه، فهذا امر لم نظن مطلقا انه قد يحصل.

كنا نستعد لتناول العشاء مساء الإثنين في مطعم الفندق الحديث، وبعدما طلبنا الطعام والشراب، واصرّ النادل على نصحنا بنوعية قنينة النبيذ، لم يلبث ان عاد معتذرا بخجل ليسحب كؤوس النبيذ ويقول متأسفا "اخجل مما سأقوله، ولكن لا نستطيع تقديم النبيذ لاننا في رمضان". كانت الساعة الثامنة، والموجودون من جنسيات مختلفة في المطعم يتناولون الإفطار او العشاء. لم نستوعب للوهلة الاولى ما يقوله النادل، حاولنا الاستفهام، فأتى المسؤول عن المطعم ليقول مجددا: "احتراما لمشاعر المسلمين الموجودين، لا نستطيع تقديم النبيذ". اجبناه بـ"أننا مسيحيون، وعليك احترامنا واحترام الآخرين معا، لاننا لا نخدش الحياء ولا الذوق العام، ونحن في بلد اسمه لبنان ولسنا في بلد اسلامي". ابلغنا المسؤول ان اوامر الادارة واضحة، فخلال شهر رمضان لا نقدم الخمر، رغم ان لائحة الطعام والشراب لم تتعدل. قلنا له "اذاً علّقوا لافتة في الخارج تعلن منع الخمر في فندقكم". وحين تشبثنا بموقفنا الرافض، حاول المسؤول ايجاد مخرج اعتبره مشرفا لإدارة الفندق، اذ اقترح، بكل بساطة ان نستبدل كؤوس النبيذ الشفافة باخرى مموهة زرقاء حتى لا يظهر النبيذ بوقاحته الى العلن امام رواد المطعم، وعرض علينا "رشوة" بتقديم زجاجة النبيذ مجانا! كانت صدمة الإقتراح المموه اقوى من الرفض الاولي. خبث تجاري متستّر بالمحافظة على العيش المشترك واحترام مشاعر المسلمين. رفضنا بكل بساطة "الرشوة المحرّمة"، فإما النبيذ في كؤوسه او مغادرة المطعم. والمفاجأة ان جواب المسؤول على نيتنا المغادرة كان عجيبا، اذ قال لنا: "لم لا تتفهمون الامر، الرواد الاجانب كلهم يتفهمون؟" معه حق. لا نستطيع ان نتفهم، لاننا، بكل بساطة، ولدنا وعشنا في بلد ارسى فيه المسيحيون قواعد العيش المشترك المبنية على احترام الآخرين، ولاننا ثانيا لسنا "أهل ذمة"، لا نريد ان تنتقص حقوقنا بحجة تجارية واهية، مموهة بستار ديني وورقة توت لا تخفي المستور. فهل وصلت الشرطة الدينية الى لبنان والى قلب الوسط التجاري واجهة لبنان الحضاري وبدأت ترتدي بذلة اجنبية وربطة عنق؟ وهل الآتي اعظم؟

المصدر : النهار

 

بصدق: إشتباك برج أبو حيدر يثبت أن مقولة الدولة في لبنان مجرد...تجليطة

 الثلاثاء, 24 أغسطس 2010 /يقال نت/ بغض النظر عن خلفية الإشتباك المسلح الذي وقع في برج أبي حيد، بين حليفين "تاريخيين" هما "حزب الله" و"الأحباش"، فإن الخطر في ما حصل، هو تفلت السلاح في لبنان، بيد فئة تنتمي سياسيا الى "منبع" واحد. ما حصل في برج أبي حيدر، يثبت أن الدولة في لبنان مجرد "تجليطة" إعلامية، فالكلمة السائدة هي لحملة البنادق. حزب الله باسم المقاومة يتنقل بسلاحه، ويؤدب حتى حلفائه بسلاحه ، و"الأحباش "باسم "عدالة" انتشار السلاح، يحمله. أما الجيش اللبناني، فأثبت أنه ليس أكثر من  قوة فصل، وبيانات وزير الدفاع، ولو أنها تذكر بوجود الدولة، فهي تثير سؤالا دقيقا للغاية:هل أن من يستعملون أسلحتهم يحتاجون الى ترخيص وزارة الدفاع؟ ما حصل في برج أبي حيدر، سينتهي الى تأكيد "الخط الواحد" الذي يجمع من حوّل بيروت الى ميدان لحرب العصابات، ولكن نتائجه ستكون خطرة. "الأحباش" سيقولون لسنة بيروت إن "حمايتهم" يمكن أن تتأتى من سلاحهم "المحصن". "حزب الله" سيقول للبنانيين إنه قادر على جعل مناطقهم جحيما، حين يستاء من تصرف أو حين يقف أي كان في وجهه. السؤال: ماذا سيقول الجيش اللبناني؟ سيخبرنا طبعا عن إنجاز إعادة الهدوء، بعد إجراء اتصالات سياسية مع "أبطال"الإشتباك، ولكنه سيقف عاجزا عن المهمة المنوطة أصلا به، وهي نزع السلاح من الجميع واحالة مستعمليه الى التحقيق.

 

حركة الناصريين الأحرار/المكتب الإعلامي

بيروت /25-8-2010

الناصريون الأحرار: أحداث برج أبي حيدر مثيرة للشبهة

العجوز: أين حلفاء حزب الله السنّة من الشعارات المذهبية التي أطلقت ومن استهداف مسجد البسطا الفوقا؟

استنكرت حركة الناصريين الأحرار الأحداث الأمنية التي حصلت مساء يوم الثلاثاء في شوارع بيروت وفي منطقة برج أبي حيدر مثيرة للشبهة، معتبرة تزامنها مع موعد إطلالة أمين عام حزب الله الإعلامية أمر يدعونا لتساؤلات كثيرة. جاء ذلك في تصريح لرئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز الذي قال ، عاشت بيروت مساء الثلاثاء موجة جديدة من العنف وزرع الخوف في نفوس المواطنين الآمنين الذين تساءلوا من أين جاءت كل تلك الأسلحة ولماذا يتم التعتيم على عملية تسلح قوى الثامن من آذار خصوصاً أن الفريقين المتنازعين ينتميان إلى تلك الفئة. ورأى بأن تسلسل الأحداث وعمليات الإستنفار التي حصلت في شوارع بيروت من قبل عناصر حزب الله وحركة أمل وبشكل كثيف ومسلح أمر لا يمكن السكوت عنه.

لقد كسرت هيبة الدولة مجدداً في شوارع بيروت، وحزب الله إستغل تلك الأحداث ليبعث برسائل متعددة الإتجاهات بأن الأمر له وحده، وتساءل العجوز عن سر تزامن تلك الأحداث وهذا الإنتشار المسلح الكثيف مع موقف مدعي عام المحكمة الدولية القاضي بلمار الذي اعتبر الملف الذي قدمه حزب الله حول جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ناقصاً؟ !

وتابع، جميعنا نعيش لحظات تشنج ناتجة عن تهديد ووعيد حزب الله وأتباعه بأنهم يعملون لسابع من أيار جديد، وهم أنفسهم يطالبون بإلغاء المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور في إنتظار قوى الرابع عشر من آذار بمختلف مكوناتها وخصوصاً السنّي منها، والأخطر من ذلك هو التمهيد لعملية إنقلاب سياسية عسكربة كاملة على الدولة اللبنانية بانت أخطر معالمها مساء الثلاثاء، حيث كشف حزب الله عن حقيقة أمره فهو لا يعترف بحليف له من الطائفة السنيّة ولا يتعامل معه على المستوى ذاته بل  يتعامل بشكل تسلطي وفوقي مثير للريبة والإشمئزاز خصوصاً أن المسلحين التابعين له الذين بثوا الرعب في شوارع بيروت أطلقوا العنان لحناجرهم بإطلاق الكلمات النابية والشعارات المذهبية البغيضة ضد السنّة لنسأل حلفاء حزب الله من الطائفة السنيّة ما هو موقفهم مما حصل ويحصل؟ وهل سيجدون مبرراً لذلك؟ أم أنهم ألعوبة وأزلام تلك الزمرة التي نريد جعلهم وقوداً لمشروعهم الفئوي الطائفي  الفتني لا أكثر ولا أقل ؟؟! وتابع العجوز، لا يستطيع أحد أن يقنعنا بأن حزب الله لا يستطيع السيطرة على عناصره وبتكليف فوري وسريع ، ولكن إستمرار الإشتباكات لساعات عديدة والتعدي على بيت من بيوت الله في بيروت ألا وهو مسجد البسطا الفوقا أمر غريب ومستهجن ومستنكر ومرفوض، فأين أنتم يا من تسمون أنفسكم المعارضة السنيّة التابعة لحزب الله من ذلك؟ ألم تقشعر أبدانكم عندما سمعتم ما تعرض له مسجد البسطا الفوقا؟ وهل سنسمع منكم إستنكاراً لكل ما حدث ، أم أنكم ستكونون كالدمى تبررون لحزب الله ما يفعله؟ وختم العجوز موقفه قائلاً، نحن نأسف للضحايا الذين سقطوا في هذه الإشتباكات ولكن أسفنا الأكبر هو على سقوط هيبة الدولة أمام تسلط وسطوة وسلاح حزب الله الذي ومنعاً للفتنة لن نتحدث عن كل تفاصيل مجريات الأحداث التي حصلت التي لا تبشر بالخير أبداً.

 

 العاصمة السائبة!

ميرفت سيوفي- بيروت...الشرق

بصرف النظر عن دواعي وقوع اشتباكات في منطقة برج أبي حيدر، وبصرف النظر عن كل التفاصيل، السؤال الملحّ المفروض طرحه على المعنيين بالأمن: ماذا تفعل الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في قلب مناطق العاصمة المكتظة بالسكان؟ من يتحمل مسؤولية استهداف الآمنين بُعيد وقت الإفطار، وفي توقيت يكون فيه كثيرون في المساجد لأداء صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التراويح؟ من المسؤول عن ترويع الآمنين الصائمين في منازلهم!! أن تطلق النيران على القوى الأمنية وعلى الجيش اللبناني خلال محاولتهم تطويق الاشتباكات؟ وبمن يثق المدنيون العزل إذا ما فاجأتهم أحداث مشابهة؟ وكائناً من كان الذي يحمل الأسلحة الرشاشة والمتوسطة بين البيوت وفي الأحياء الآمنة، هذا سلاح ليس سلاح مقاومة إن كان بيد حزب، فمن يقاوم في برج أبي حيدر، وستكون مصيبة أكبر إن كانت الأسلحة الرشاشة والصاروخية بيد "أحباش" جمعية المشاريع على اعتبار أنها جمعية "دعوة" دينية!! اللبنانيون الذين صدموا بالأخبار الأمنية العاجلة مساء أمس، ولاحقاً أنباء تجدد اندلاع الاشتباكات وتوسعها نحو مناطق جديدة، وحالة الذعر التي انتابت العائلات في الاطمئنان عن بعضها البعض، من يتحمل مسؤولية تفسيرها للناس... وكل الكلام عن مخاوف إرباكات أمنية متنقلة موعود بها البلد بعد هدنة شهر رمضان، هل بدأ تنفيذ مخططها؟ هل هو وهم أم حقيقة ونوايا مبيتة؟ أمن بيروت، وناسها وأهلها مسؤولية من؟ أين نواب بيروت الذين "طبلوا" رؤوسنا مع بداية انتخابهم بالعناوين الطنانة التي تم طويها لاحقاً ووضعها في الأدراج، والأحاديث الكبيرة عن بيروت آمنة منزوعة السلاح؟ أين هؤلاء النواب الأفاضل؟ "ترستقوا" على كراسيهم وقاموا بالبروباغندا اللازمة لدخولهم الساحة السياسية، ثم "كفاها المولى"!!

 اثنان يسألهما اللبنانيون عمّا حدث بالأمس، الأول فخامة رئيس الجمهورية لأن التدهور الأمني بفعل وجود السلاح في بيروت بين البيوت يوازي بخطره ما حدث في حادثة "عديسة"، والثاني؛ هو قائد الجيش المعلق برقبته أمانة أمن الناس في بيوتها وشوارعها وذهابها إلى المساجد...

 ممنوع إشغال الجيش بإطفاء الدواليب المشتعلة وإطفاء الحرائق وأمن الحدود الجنوبية، ممنوع أن يسقط عسكريون في شوارع بيروت، ممنوع أن تطلق النيران على القوى الأمنية في زواريب بيروت، مثلما أطلق عليها الجيش الإسرائيلي في عديسة.  وممنوع "إفزاع" المواطنين في وقت إفطارهم وصلاتهم وذهابهم إلى المساجد للصلاة، اللبنانيون يريدون إجابات عاجلة، ويريدون أن يشاهدوا هذه القاذفات الصاروخية والرشاشات مصادرة، فقد اكتفى اللبنانيون من "زعرنة" و"زعران" الشوارع، واكتفت بيروت من أفضال الاعتداء عليها في رمضان وهو تقليد قديم منذ كانت مستباحة من الميليشيات، صادروا الأسلحة ولو تطلب البحث عنها في "المساجد"، فاللبنانيين مستعدون دائماً لحماية الجيش متى قرر أن يقوم بخطوة كهذه لحمايتهم من الرصاص الذي يقطع قلوب الناس والطرقات عليهم!!

 

دمار واسع وهدوء متفجّر: "القوميون" انتشروا في "الحمرا" وأسئلة حول دور سوري!

الاربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

"الشفاف"- خاص- بيروت

استفاقت العاصمة اللبنانية بيروت على هول ما جرى بالامس، من دون ان يظهر ما إذا كانت التهدئة التي تم التوصل اليها يوم امس ستدوم بعد ان تت الكشف اليوم عن هويات القتلى من الجانبين. فقتلى حزب الله هم مسؤول امن بيروت في الحزب محمد فواز ومرافقيه، وقتيل جمعية المشاريع الاسلامية هو من احمد عميرات ووالده مختار منتخب ورئيس مجلس الاعيان الكردي . وأشارت المعلومات الى ان عميرات وفواز تلاسنا قبل ايام أثناء محاولة فواز ركن سيارته بالقرب من مسجد جمعية المشاريع. حيث ركن فواز سيارته مطلقا شتائمه يمينا ويسارا. ومساء امس عاد فواز، وهو بالمناسبة ابن المنطقة ويسكن فيها، ليركن سيارته في المكان عينه، فحصل التلاسن من جديد، وتطور ليتحول الى إطلاق نار ادى فور إندلاعه الى قتل فواز ومرافقيه وإصابة عميرات بجروح خطيرة أدت الى وفاته لاحقا.

"نيران صديقة" بتعبير "الأخبار" التي نشرت هذه الصورة: أهالي المنطقة لم "يقدّروا" هذه المزحة "الصديقة"المعلومات اضافت انه وفور الشروع بتبادل إطلاق النار بين الطرفين فتحت ابواب الجحيم. فانتشر المسلحون من الجانبين فجأة في الشوارع والازقة المشتركة، وقام عناصر من حزب الله بإحراق مساجد للأحباش وتعاونية الديوان ليتطور إطلاق النار بعد ذلك الى الاسلحة المتوسطة حيث سجل سقوط اكثر من خمسين قذيفة ب 7 متسببة بتدمير للمتلكات والسيارات المركونة في الاحياء التي طالتها الاشتباكت.

إنتشار للقوميين السوريين في شارع الحمرا!

وأضافت المعلومات ان سعي الطرفين لاعطاء طابع فردي للاشتباكات ليل امس لا يتناسب مع واقع ما جرى ميدانيا على الارض، حيث تزامن انتشار مسلحي حزب الله والاحباش مع انتشار مماثل لمسلحي الحزب السوري القومي في شارع الحمراء حيث لجأوا الى قطع الانارة العامة عن الشارع الرئيسي في موازاة انتشار مسلحي كمال شاتيلا في مناطق تواجدهم علما ان مسلحي القومي وشاتيلا يصبان في خانة التحالف الاستراتيجي مع سوريا وليس ايران إضافة الى الاحباش .

دور سوري؟

واشارت المعلومات الى ان سكان العاصمة يتخوفون من التداعيات المرتقبة لاشتباكات الامس في ضوء المعطيات الميدانية التي خبرها اهالي العاصمة في سنوات الحرب الاهلية. خصوصا وان "عميرات" كردي وعائلته تسيطر منذ بدايات الحرب على المنطقة التي إندلعت فيها الشرارة الاولى للاشتباكات. فضلا عن ان قتلى حزب الله ليسوا من العناصر العادية بل مسؤول امن بيروت. وهذا ما تعتبره مصادر بيروتية حادثا مدبرا لشطب فواز اولا واخيرا. وهذا ما يثير التساؤلات التي كانت اوردتها مصادر شيعية بشأن الموقف السوري مما حصل، وما إذا كانت أصابع دمشق ظاهرة في اشتباكات الامس خصوصا وان جمعية المشاريع/ الاحباش من اكثر الجهات اللبنانية إخلاصا ووفاءا لدمشق، وان فردية الحادث لا تسوغ لاي عنصر من الاحباش بقتل مسؤول امن بيروت المركزي في حزب الله .

"الأحباش" جماعة سوريا الأسد كما يظهر من الصورة: رستم غزالة ورشيد الصلح وميشال المر في إحتفال حبشيويلاحظ في هذا الصدد تساؤل جريدة "السفير" (السورية الهوى) حول ما إذا كان "ثمة اختراق أمني او مخابراتي تسبب في تفاقم الموقف"؟

وفي ضوء ما سبق تشير المعلومات الى ان تخوف اهالي بيروت من تجدد الاشتباكات ربما يكون في محله خصوصا وان الاحباش رفضوا طلب حزب الله تسليمهم اربعة عناصر يتهمهم الحزب بقتل مسؤوله فواز، ويترقب سكان العاصمة اليوم تشييع القتلى اليوم وما سيرافقه علما ان الجانبين اعلنا عن التزامهما بالتهدئة وسحب المسلحين من الشوراع ولكان النار ما زالت تخبو تحت الرماد حسب ما اشارت المعلومات.

 

تقرير إعلامي: هكذا قرأ لبنان إشتباكات الحليفين في بيروت

 الأربعاء, 25 أغسطس 2010 13:20

يقال نت/ركزت الصحف على الإهتزاز الأمني الخطير الذي شهدته منطقة برج أبو حيدر حيث سقط قتيلان من "حزب الله" احدهما مسؤول، وثالث ينتمي الى "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية"، علما "بأن الطرفين مصنفان من حيث الخيارات السياسية الاستراتيجية في خانة واحدة!"، بحسب "السفير". لفتت "الأخبار" إلى أن المفاجأة الكبرى كانت اندلاع المواجهة بين حليفين قريبين من التوجهات السياسية ذاتها، وتربطهما علاقة خاصة بسوريا، وخصومة واحدة ضد "تيار المستقبل". لاحظت "النهار" أن حصيلة التطور الأمني المستجد رسمت أكثر من علامة استفهام عن اسباب حصولها، خصوصا أن استخدام الاسلحة المتوسطة التي ظهرت آثارها في مراكز دينية وتجارية ومنازل يكشف أن "جمراً" جاهزا تحت "رماد" أي حادث ولو وصف بأنه "فردي ولا خلفيات سياسية او مذهبية وراءه"، كما جاء في بيان مشترك صادر عن الحزب والجمعية.

خلصت "السفير" إلى أن الشارع يغلي، وأن الارض تهتز تحت أقدام استقرار هش، سريع العطب، بحيث ان خلافاً فردياً بين عناصر في تنظيمين حليفين كاد يشعل حريقا كبيرا في بيروت، فماذا لو اختلفت طبيعة المواجهة وأطرافها؟ لفتت "النهار" إلى أن الغموض لا يزال يكتنف حادث مقتل المسؤول عن "حزب الله" في برج أبو حيدر محمد فواز ومرافقه علي محمد جواد فيما كانا مع مرافقين آخرين في سيارة تعرضت لاطلاق نار. ابلغت مصادر "جمعية المشاريع" - (الأحباش) "النهار" انها لم تنفذ اي انتشار امني وقت الحادث، وان القتيل الذي سقط من جانبها ويدعى فواز عميرات هو مراهق كان يقف عند مدخل بناية وحاول العبور الى جهة مقابلة فاصابته رصاصة قاتلة. كما افادت ان شخصاً من آل كلش وابنه خطفا من منزلهما في بناية الصوان ببرج أبي حيدر. قال مواطنون اتصلت بهم "الحياة" ليلاً ان مسلحين لـ"الأحباش" من منطقة الطريق الجديدة ناصروا رفاقهم في برج أبي حيدر، فيما لوحظ انتشار مسلح في مناطق المزرعة، سليم سلام، بربور، الطريق الجديدة وأبو شاكر والبسطا، واستقدم الطرف الثاني بدوره تعزيزات وحصل انتشار مسلح كثيف في هذه المناطق وشوهد مسلحون على أسطح بعض الأبنية تردد انهم مارسوا منها أعمال القنص.

في إطار إحتواء الحادث، عقد نائب مدير المخابرات العميد عباس ابرهيم اجتماعا مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا والمسؤول في الجمعية الدكتور بدر الطبش، في حين اصدرت وزارة الدفاع مساء امس قرارا اوقفت بموجبه مفعول تراخيص حمل السلاح على كل الاراضي اللبنانية، بينما اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالات مع عدد من القيادات السياسية والعسكرية للجم الوضع الامني المتدهور في برج ابي حيدر وفرض التهدئة.

كشف مصدر أمني معني لـ"الأخبار" أن الجهات الأمنية "رصدت منذ مدة تزيد على شهرين، حركة لافتة في تلك المنطقة، وحصول تغييرات لا سابق لها في حركة واتصالات ومواقف قيادات تبيّن أنها متورّطة في الاشتباك أمس، وأن هذه التغييرات ترافقت مع المساعي غير المنظورة الى فرض حالة من التعبئة على خلفيات طائفية ومذهبية ترافق المناخات السياسية المتوترة ربطاً بالسجال حول المحكمة الدولية والقرار الظني وملف شبكات التجسس الإسرائيلية"، لافتاً "الى أهمية الانتباه لنشاط تقوم به مجموعات غير لبنانية تواجه أخيراً مشكلة في توفير الغطاء السياسي والاجتماعي لأنشطتها بعد تطوّرات العامين الأخيرين".

السؤال: حادث فردي أم إشتباك إيراني – سوري؟

بعيداً عن عفوية الاشتباك، بين اهل البيت الواحد، توقفت "اللواء" عند سلسلة تساؤلات طرحتها الاوساط السياسية والدبلوماسية عن توقيت الاشتباك وهول الاسلحة التي استخدمت:

هل ما جرى هو تعبير عن اشتباك سوري - ايراني على خلفية تباينات ظهرت في الاسابيع الماضية وتتعلق بالموقف مما يجري في العراق والمحكمة الدولية وسوى ذلك من مواقف؟

ما هو الارتباط بين طلب المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار من السلطات اللبنانية الطلب الى "حزب الله" تزويده بما لديه من قرائن لأن المعلومات التي سلمها الحزب الى المدعي العام في المحكمة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مفتوحة ولا تشمل كل القرائن التي تحدث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله؟

هل ثمة صلة بين خطاب الامين العام للحزب في افطار الهيئات النسائية في هيئة دعم المقاومة، وانفجار الموقف الامني بين عناصر من حزب الله واخرى حليفة له من جميعة المشاريع؟

هل ما جرى يشكل بداية رسالة الى من يعنيهم الامر في الخارج من ان ما جرى ليل امس في احياء العاصمة يصب في اطار الفتنة التي جرى الحديث عنها جهاراً وعلناً في الاشهر الثلاثة الماضية؟

 

الأمانة العامة لـ"14 آذار": ما حصل في برج أبي حيدر دليل جديد على خطورة فوضى الميليشيات والسلاح المستشرية 

٢٥ اب ٢٠١٠ /وكالات/عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري الاسبوعي وأصدرت البيان الآتي: إن الإشتباكات التي شهدتها منطقة برج أبي حيدر، وامتدت الى مناطق وأحياء عدة من بيروت الليلة الماضية، وسقوط القتلى والجرحى، وإلحاق الأضرار الجسيمة بالممتلكات، وحالة الهلع التي أصابت اللبنانيين، دليل جديد على خطورة فوضى الميليشيات والسلاح المستشرية، وعلى أهمية التوصل الى قرار وطني جامع يجعل من الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية والشرعية المرجعية الحصرية لامتلاك السلاح وتحريكه واستخدامه. لقد آن الأوان لأن تبادر الدولة اللبنانية إلى إتخاذ الإجراءات السريعة لإعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح والميليشيات فيتمكن الناس من العيش بسلام وطمأنينة الى حاضرهم ومستقبلهم بعيدا عن حالات الترويع والانتشار المسلح وتحويل الشوارع والأزقة إلى مربعات أمنية فنحمي دورة الحياة السياسية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية من المخاطر التي تتهددها نتيجة للانتشار الواسع للسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، الذي يذكر بحقبات سابقة أليمة تركت آثارها السلبية العميقة في المجتمع ومؤسسات الدولة. من هنا فإن المعالجات لا يمكن أن تستمر بالتراضي، ومن خلال اقتصار دور الدولة على الوسيط بين المتقاتلين، لأن على عاتق الحكومة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية تقع مسؤولية، توقيف المتسببين والمشاركين، ومعاقبتهم، والإمساك بزمام الأمور، وحماية الناس، والإستقرار، والسلم الأهلي بعيدا عن منطق التسويات التي سرعان ما تعود الى الانهيار تحت وطأة الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية من خلال استخدام القوة أو التهديد باستخدامها. إن حماية لبنان من المخاطر الخارجية توازيها في الأهمية حمايته من الأخطار الداخلية، وهو ما يتطلب إنهاء سريعا للأوضاع الشاذة المتمثلة عسكريا بمربعات أمنية وبوجود سلاح خارج الإمرة السياسية والعسكرية للدولة اللبنانية، وسياسيا بحملات التهديد والوعيد والتخوين التي تنعكس احتقانا طائفيا ومذهبيا، وصراعا على السلطة والنفوذ بعيدا عن الأصول الديمقراطية، سرعان ما ينفجر إشتباكات ومواجهات دموية.

 

محذّرا من الانزلاق السريع الى الفتنة

الزغبي: الانفلات الأمني والسياسي يُهلك أصحابه

25 – 8 – 2010

دعا عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي الى " التبصّر السريع في أسباب التردّي الأمني والسياسي والخدماتي، والسبل الطارئة للخروج منه" .

 وقال في تصريح له اليوم: "انّ السبب الوحيد هو قطع طريق الدولة ومصادرة اختصاصها ، وقيام دويلات مسلّحة في الأزقّة ، واقتطاعها مساحات جغرافية وبشرية على شكل جزر مقفلة، من الجنوب الى الضاحية وبيروت، وأنحاء في البقاع والشمال". ولفت الزغبي قيادة "حزب الله" الى " خطورة الانزلاق المتمادي في النزاعات الداخلية، بما يقضي على المهمّة التي تُعلنها في مواجهة اسرائيل، وقد غاب هذا الأساس عن حساباتها وخطاباتها في الأسابيع الأخيرة، وحلّ محلّه هم التحقيق والمحكمة وتهديد المكوّنات اللبنانية بالانتقام لما قد يصدر عنها، على خلفيّة اعتقاد باطل بأنّ تهديد الداخل يُبعد خطر الخارج. وطالب باجراء  مراجعة عاجلة لهذا التورّط الخطير، لأنّ الانفلات الأمني والسياسي سيُهلك مسبّبيه في نار الفتنة، قبل سواهم، فتدهمهم تطوّرات غير محسوبة، كما حصل أمس ، يدفع الجميع ثمنها، وفي مقدّمهم  حزب الله

 

ميرزا لـ"المركزية" أبلغت حزب الله رد بيلمار

المركزية ـ أكد النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لـ"المركزية" انه أبلغ المسؤولين في حزب الله بما طلبه مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار، لجهة تزويده كل المعلومات والقرائن التي يحوزها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ، أو تلك التي يسعه الحصول عليها. والمتعلقة بالقرائن التي قدمها السيد نصرالله في اطلالته الاعلامية الاخيرة في 3 آب الجاري. وكان ميرزا سلم لمكتب بلمار في بيروت الظرف التي تسلمه خلال لقائه في مكتبه رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق المركزية في الحزب الحاج وفيق صفا، ذلك بناء لطلب بلمار الذي كان بعث بكتاب تزويده "القرائن" التي قدمها السيد حسن نصرالله ، ليستنير بها في تحقيقاته.

 

قصة جنبلاط مع مروان وعلي حماده:زعيم المختارة لم يعد يتمرجل إلا على أهل بيته

يقال نت/الأربعاء, 25 أغسطس 2010 /منذ "استدارته" السياسية الأخيرة،لا "يتمرجل"النائب وليد جنبلاط إلا على "أهل بيته"،على الرغم من سعيهم المستمر الى "التطنيش" على ستخدامه، كقامة وطنية" ضدهم وضد الأحلام الوطنية التي ساهم هو في نسجها،حتى لا نقول إنه هو من نسجها! كانت هذه "المرجلة"مفهومة،والجميع إتفق عفوا-وليس بواسطة رسالة هاتفية قصيرة-على "تحييد"وليد جنبلاط و"التطنيش"على ما ينطق به،وذلك لأسباب كثيرة من بينها أن في جينات جنبلاط ما ليس على لسانه! إلا أن القدرة على "التطنيش"بدأت تنفد،لأن جنبلاط،على ما يبدو،مصرا على شرب كأس الإستدارة حتى الثمالة،التي تضر به قبل أن تُضير غيره! مناسبة هذا الكلام،بكل بساطة،خلفية تصريحه الأخير الذي أعلن فيه رفضه أن "تدنّس" أقلام انتهازية لليمين المتجدد والمتلون ذكرى كمال جنبلاط". ودارت الاسئلة عمن يقصده جنبلاط بكلامه. راجعنا صحف "حلفائه الجدد"،فلم نجد فيها اي "استخدام"لمسيرة الشهيد كمال جنبلاط،بل إتهاما صريحا لجنبلاط بأنه يشكل بحركته السياسية "حاضنة للعملاء المستقبليين". إذن، هو لا يعني بهجومه هؤلاء الذين يشتمونه من موقع التحالف معهم.

فتشنا أكثر،فعثرنا على مقطع ورد في مقالة الزميل علي حماده الأخيرة ،وعنوانها:"ثورة الأرز"لم تكن لحظة عابرة! جاء في هذا المقطع الآتي:

لم يسبق للبنانيين ان اتحدوا حول شهداء كما فعلوا في ظل شهداء "ثورة الارز". وقد كان هذا العامل حاسما في ضخ مشاعر الاعتراف والولاء لجميع الشهداء الذين سبقوا بمختلف انتماءاتهم المتناقضة في الماضي، من كمال جنبلاط الى رنيه معوض مرورا ببشير الجميل والمفتي حسن خالد وغيرهم. فلم يعد غريبا ان يعتبر المسلمون من خلال "مصفاة" "ثورة الارز" ان بشير الجميل هو شهيدهم ايضا، مثلما صار المسيحيون يتحسرون على كمال جنبلاط الذي قاتلهم وقاتلوه في المرحلة الاولى من الحرب اللبنانية.

راجعنا مصادر سياسية عدة،فتأكدنا أن المقصود بكلام جنبلاط هو الزميل علي حماده بالذات. سبق لجنبلاط أن استهدف حماده ،لأنه أورد كلمة واحدة في مقالة طويلة أزعجت "زعيم المختارة". يومها حاول ربط علي بشقيقه الوزير السابق مروان حماده،فهاجم الإثنين معا،محملا الشقيق السياسي مسؤولية ما يكتبه شقيقه الصحافي. تدخل "الأصدقاء المشتركون"ومن بينهم "أقرب المقربين الى جنبلاط"وجسروا الهوة بين زعيم المختارة ونائب الشوف،وسط استياء "الحلفاء الجدد"الذي يطالبون برأس مروان حماده. ولكن،فيما كان الرئيس رفيق الحريري يدافع عن الرئيس فؤاد السنيورة ويصفه،بالنظر لتاريخهما المشترك،بالخط الأحمر،إختار جنبلاط علي حماده ليضربه فيصيب علاقة بمروان عمرها 40 سنة!

 

 أقتراح أن يسحب الياس المر شهادته أمام المحكمة الدولية كبادرة حسن نيّة إتجاه القيادة السورية

الأربعاء, 25 آب 2010 /بيروت اوبزارفر

أعاد الوزير إلياس المرّ طلب وساطة أحد المقربين من سوريا لزيارة الشام، بعدما تناول الموضوع نفسه مع أكثر من طرف مقرّب من دمشق. وخلال الطلب الأخير حسب جريدة الأخبار، سأل الوسيط المرّ عما إذا كان قد سحب شهادته في المحكمة الدولية، فأجاب الوزير بأن أحداً لم يطلب منه ذلك. فاقترح مضيف المرّ أن يقدم الأخير على هذه الخطوة كمبادرة حسن نيّة يفاتح بها القيادة السورية في إطار إعادة وصل ما انقطع بين الطرفين.

 

ساركوزي لنجل الملك السعودي: جماعتكم في لبنان هم من ضغطوا لتفعيل دور المحكمة فيما تأتون أنتم اليوم لطلب التأجيل

الأربعاء, 25 آب 2010 /بيروت اوبزارفر/التقى نجل الملك السعودي، الأمير عبد العزبز بن عبد الله، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبحث معه جملة من الملفات العالقة في منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها موضوع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وطلب الموفد السعودي، حسب مع ذكرت صحيفة الأخبار، إمكان تأجيل القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة، فردّ الرئيس الفرنسي مشيراً إلى أن فرنسا لن تتدخل في هذا الموضوع، لافتاً ضيفه إلى أن «جماعتكم في لبنان هم من ضغطوا لتفعيل دور المحكمة، فيما تأتون أنتم اليوم لطلب التأجيل». 

 

إشتباكات الحليفين في بيروت و"اللغز" المعقد

 يقال نت/الأربعاء, 25 أغسطس 2010 /لم يعرف لبنان لغزا سياسيا معقدا، مثل لغز الصدام المسلح الأول من نوعه بين "حزب الله"وحليفته الدائمة"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية".

كثرت الفرضيات "البريئة"، ولكنها سقطت،حتى ضمن البيت الواحد! "حزب الله"يوحي بحصول خرق في "الأحباش"و"جمعية المشاريع" توحي بانها وقعت ضحية هجوم غير مبرر!

والواقع الميداني ينفي المقولات البريئة،على غرار "حادث فردي"، على اعتبار أن "الحادث الفردي" في حال عجزت قيادة "حزب الله" التي تتغنى بصلابتها المركزية عن ضبطه بسرعة،يستحيل أن يتطور الى عمليات خطف هنا وإلى إشتباكات متنقلة من حي الى آخر،كما حصل في بيروت. ولأن الفرضيات البريئة أسقطها القائلون بها، فإن الأسئلة عن الفرضيات "غير البريئة "كثرت جدا، واستدعت الى الساحة التحليلية كلاما عن أن هذا أول اشتباك إيراني-سوري في لبنان،وهو تمهيد لإسقاط ميداني لمفاعيل القمة اللبنانية –السورية –السعودية التي شهدها لبنان،أخيرا،وكان عنوانها حماية الإستقرار من تداعيات "خوف"حزب الله من القرار الإتهامي الذي يمكن أن يصدر "في اي وقت"عن المحكمة الخاصة بلبنان.

وتبني هذه الفرضية نفسها على "حقائق"سياسية كثيرة تتمحور كلها عما يقال عن تمايز إيراني-سوري يتنامى في الآونة الأخيرة،فإيران صاحبة مصلحة بإظهار أوراقها في المنطقة كلها على تخوم التحضيرات للقاء هو الأول من نوعه منذ صدور العقوبات الجديدة عن مجلس الأمن الدولي، مع المفوضية العليا للإتحاد الأوروبي، في أواخر أيلول المقبل.

ولم تخف إيران، في الأسابيع الماضية، انها تملك القدرة على تفجير المنطقة كلها، في حال سعى أي كان الى ضرب اي من مفاعلاتها النووية، التي دخلت الى حيز العمل، من خلال محطة أبو شهر. وفي هذا السياق، فإن طرح هذه الفرضية،يعني أن "حزب الله"سمح بتكبير "الحادث الفردي" (إحدى حروب جبل لبنان التاريخية اندلعت أيضا بسبب حادث فردي، وهو خلاف طفولي على لعب"الكلّة") لإيصال رسالة الى من يعنيه الأمر، بأن لا خطوط حمر،بما فيها السورية، أمام مصلحة "حزب الله"وإيران، وتاليا فما حصل يمكن وضعه في سياق "تقليم"أظافر "الحليف"،كتمهيد لقطع يد "الخصم". وهذا من شأنه أن يضعف قدرة الرئيس السوري بشار الاسد على أن يضمن الساحة اللبنانية في أي اتفاق يتوصل إليه مع أي قوة غربية أم عربية، وتاليا يصبح "عرّاب" حزب الله الأوحد، هو النظام الإيراني الذي اتخذ مواقف متطابقة مع مواقف الأمين العام لـ"حزب الله"السيد حسن نصرالله، وهو ما لم يفعله، على الرغم من ضجيج الحلفاء،النظام السوري. وفي الفرضيات "غير البريئة" أيضا، تصور مناقض لما سبق، ولو كانت عناصره هي ذاتها.

وفي هذا السياق ، ثمة من يرى في الإشتباك رسالة من حلفاء سوريا في لبنان،بأنهم قادرون،على زلزلة الأرض تحت أقدام "حزب الله" في حال عدم الإلتزام بالمعايير التي يجري الإتفاق عليها من خلال "الوسيط"السوري. على اي حال،ومهما كان عليه الأمر، فإن اللغز الأكبر يبقى متمحورا حول اللحظة التي ينتقل فيها الجيش اللبناني من قوة فصل بين "عصابات" ومرجعية تحكيم لمصلحة "الاكثر مظلومية"!

 

مجلس الأمن وافق مبدئيا على التمديد لـ"اليونيفيل" ولبنان لبنان رفض تشديد البنود

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة، أمس الثلاثاء، حول تمديد مهمة "اليونيفيل" لمدة عام آخر، غداة سعي أميركي لتضمين مشروع القرار المتوقع إقراره الاثنين المقبل لغة تشدد على ضرورة ضمان حرية أفراد القوة واحترام مهامها، وكذلك تجديد المطالبة باتخاذ إجراءات لوقف ما تقول واشنطن أنه استمرار تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا لصالح "حزب الله". وقال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، إن النقاش يدور حاليا حول لغة تعكس التطورات التي جرت على مدى العام الماضي، كما هو الحال في كل عام، ولكن من دون إدخال أي تعديلات على مهام القوة وقواعد الاشتباك الخاص بها. وعقب انتهاء الجلسة، جدد سلام "التزام لبنان القرار 1701"، داعياً الى "تطبيقه كاملاً بكل بنوده". وقال إن "لبنان وضع مجدداً أمام المجلس الإنتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقرار 1701، بدءاً من الإنتهاكات شبه اليومية للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وبراً. حضضنا مجلس الأمن على الضغط على اسرائيل للإنسحاب تماماً من الشطر الشمالي من الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا. كما دعونا مجلس الأمن مرة أخرى الى الضغط على اسرائيل لتقديم كامل ما لديها من خرائط لمواقع القنابل العنقودية"، مبرزاً أهمية التعاون بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل". وسئل عن التعديلات التي طلبت الولايات المتحدة ادخالها وعن تلك التي يقبلها لبنان، فأجاب: "طالبنا بتجديد ولاية اليونيفيل من دون أي تعديل في مهماتها. وهكذا أتت رسالة الأمين العام ولم يطلب أحد أي تعديل على ولاية اليونيفيل". وأضاف: "أما بالنسبة الى القرار الذي سيتم بموجبه التمديد، فلا شك في أنه سيأخذ في الإعتبار تطورات السنة الماضية". وفي ما يتعلق بحرية حركة اليونيفيل، قال "سبق للمجلس أن ناقش الأمر وأصدر بياناً صحافياً قال بحرية حركة اليونيفيل ضمن ولايتها وقواعد الإشتباك المعمول بها". وعن التحقيق في اشتباك عديسة بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية وعن اتهامات بعض الدول للبنان بالمماطلة في الإجابة عن أسئلة "اليونيفيل" في شأن الحادث، قال إن هذا التحقيق "يتابع في لبنان ومن خلال اللجنة الثلاثية... وعندما يصل الأمر الى مجلس الأمن سأعقب على ذلك"، نافياً ما يشاع عن أن لبنان يماطل في الإجابة عن أسئلة "اليونيفيل" في شأن الحادث. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا عبرتا عن قلقهما إثر الاشتباك الذي جرى بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في عديسة مطلع آب الحالي، وكذلك المواجهات التي شهدها الجنوب بين أهالي المنطقة وقوة "اليونيفيل" قبل حوالى الشهرين. وقال مصدر دبلوماسي مطلع إن الأميركيين يودون "إدخال تغييرات توصل رسالة سياسية" في نص مشروع القرار وسط تحفظات لبنانية ومحاولات لأن تقتصر أي تعديلات على الفقرات التي تأتي في مقدمة القرار، وليس في ما يعرف بالفقرات العاملة. وأوضح مصدر من البعثة اللبنانية أن نص مشروع القرار "موجود الآن في بيروت. إن الأميركيين يودون إدخال تعديلات قوية، ونحن نوافق على البعض ونتحفظ على البعض الآخر. ولكن الرد سيأتينا من بيروت". وأضاف إن الأميركيين يتولون المهمة الأساسية في طلب إدخال التعديلات، بينما "يحاول الفرنسيون مساعدتنا، وإن كان أيضا في إطار التحفظات الخاصة بهم في ضوء أن جنود البعثة الفرنسية هم الذين تورطوا في الاشتباكات مع الأهالي في الجنوب مطلع الشهر الماضي".

 

القرار 1701 لا يفوض الأمم المتحدة بترسيم الخط البحري بين لبنان واسرائيل

نهارنت/نقل ديبلوماسيون عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام آتول كاري في شأن ترسيم الخط البحري بين لبنان واسرائيل أن "لا تفويض بموجب القرار 1701 للأمم المتحدة لترسيم هذا الخط. إلاّ أن لبنان قدم في جلسة مجلس الامن لمناقشة التمديد لـ"اليونيفيل" مقترحات لأجهزة دولية مختلفة للمساعدة في تحديد هذه المسألة". وأشار الى أن "البعثة النمسوية أثارت تساؤلات عن هذا الموضوع". ونقلت صحيفة "النهار" عن مصدر نمسوي قوله "عبرنا عن قلقنا من التوتر الذي نشأ على طول الخط البحري. ونعلم أن الموضوع أثير في اجتماعات اللجنة الثلاثية" وذكر بأن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام آلان لو روا أفاد أن "هناك مشاورات جارية في شأن الخيارات المتاحة لأن اليونيفيل لا تملك تفويضاً في هذا الشأن. هذا خط أحادي من اسرائيل ولا يعترف به لبنان. لكن المهم هو تقليص التوتر بين الأطراف، وهذا هو سبب إثارتنا للموضوع". وسئل هل لدى النمسا مقترحات محددة في هذا المجال، فاكتفى بالقول: "ليس في الوقت الحاضر". ورداً على سؤال حول ما إذا كان لبنان قدم مقترحات محددة في شأن ترسيم الخط البحري بين لبنان واسرائيل، أجاب مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام: "قدمنا خرائط الى الأمم المتحدة تتضمن تحديد لبنان حدوده البحرية مع اسرائيل. لكننا جددنا اعتراضنا اليوم على الخروقات الإسرائيلية البحرية، وخصوصاً بالنسبة الى خط الطفافات الذي وضعته اسرائيل من جانب واحد. ونحن نتطلع الى أن تقوم اليونيفيل بدور في هذا المجال".

 

بلمار يطلب مواد وقرائن إضافية بحوزة نصرالله: المعلومات التي قدمها منقوصة

نهارنت/طلب مكتب مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار من السلطات اللبنانية، تزويده بكل المعلومات والقرائن التي يحوزها الأمين العام لحزب الله، أو تلك التي يسعه الحصول عليها. وقد خصّ هذا الطلب أشرطة الفيديو التي عُرضت في أثناء المؤتمر الصحفي، بالإضافة إلى أيّ مواد أخرى من شأنها أن تساعد مكتب المدّعي العام على كشف الحقيقة، وذلك إثر المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام لحزب الله في التاسع من آب2010. وأصدر المكتب بيانا قال فيه أنّ "مسؤولين في "حزب الله، سلّموا إلى النائب العام التمييزي اللبناني مغلّفًا يحتوي ستة أقراص فيديو رقمية، بناءا على الطلب المقدم من مكتب المدعي العام، وأُحيلت هذه المواد إلى مكتبه في اليوم ذاته". واكمل البيان، "شرع مكتب المدعي العام في مراجعة هذه المواد، وتبيّن إثر التقييم الأولي لأقراص الفيديو الرقمية أن جواب حزب الله منقوص، إذ اقتصرت المواد المذكورة على أشرطة الفيديو التي عُرضت في أثناء المؤتمر الصحفي، ولم تشمل بقية القرائن التي أشار إليها السيد نصر الله في خلال مؤتمره الصحفي". كما شدّد البيان على أنّ "المعلومات المستلَمة ستخضع لتقييم دقيق، ولا يمكن إتمام هذه العملية إلا بالاستناد إلى ملفّ كامل. لذا فقد طلب مكتب المدعي العام من السلطات اللبنانية تزويده في أقرب وقت ممكن بما تبقى من المواد التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله في خلال المؤتمر الصحفي الآنف الذكر". وفي غضون ذلك، تابع البيان، "يمضي مكتب المدعي العام قدمًا في تحقيقه بمثابرة ووفقًا لأسمى معايير العدالة الدولية، وسيحدّد المدعي العام موعد تقديم قرار الاتهام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية لتصديقه، كما سيحدد الأشخاص الصادر بحقّهم هذا القرار، غير أنه لن يصدر أي قرار إلا إذا اقتنع بأنه يستند إلى أدلة قاطعة، وذلك في ضوء الظروف كافةً".

 

باريس: قرار المحكمة الدولية ليس في يد لا فرنسا ولا أميركا ولا الدول الممولة للمحكمة

نهارنت/سارعت باريس إلى نفي كلام ساركوزي بأن قرار المحكمة الدولية ليس في يدنا بل في يد الأميركيين، وأوضحت مصار إعلامية في العاصمة الفرنسية نقلاً عن مسؤولين فرنسيين أن ساركوزي أكد أن المحكمة أصبحت مستقلة، ولا يمكن لأحد الضغط عليها في إتجاه تأجيل صدور القرار الإتهامي، لأن كل العناصر المرتبطة بهذا القرار ليست في يد لا فرنسا ولا أميركا ولا الدول الممولة للمحكمة. ولفتت الى أن وجهات النظر كانت متطابقة بين مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان والمسؤولين الفرنسيين لجهة أن أحدا لا يمكن أن يتدخل في عمل المحكمة كما أن أحدا لا يعلم موعد صدور القرار الظني إلا مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار بناء على المعطيات التي يملكها وبالتالي كل ما يتم تداوله عن موعد صدور القرار أو تأجيله يدخل في إطار التكهنات. وتوقعت المصادر الفرنسية أن يصدر اليوم عن الرئيس ساركوزي موقف وصفته بالمهم أمام سفراء فرنسا في الخارج الذين يستقبلهم في لقاء سنوي يعقد في الأليزيه لتحديد توجهات السياسية الفرنسية، وسيتطرق في خلاله إلى مختلف التطورات الدولية، ويخصص حيزاً لا بأس به للشرق الأوسط، ولا سيما اللبناني، إذ يؤكد ثوابت فرنسا تجاه سيادة لبنان واستقلاله ودعم استقراره ومساعدته عن مختلف المستويات

 

عـودة الهدوء الى منطقة برج ابي حيـــدر ومحيطها الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها والجيش أدخل تعزيزات

لعدم التهـاون في ملاحقـة المتورطين

المركزية - عاد الهدوء الى منطقة برج أبي حيدر وشوارعها التي انتشرت فيها قوات مكثفة للجيش اللبناني إثر الإشتباكات التي إندلعت امس بين عناصر من حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المعروفة بالإحباش أستخدمت فيها اسلحة رشاشة وقذائف صاروخية ما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم مسؤول حزب الله في برج ابي حيدر محمد فواز ومرافقه محمد علي جواد واحمد جمال عميرات من الأحباش، إضافة الى إصابة نحو عشرة أشخاص بجروح واضرار في الممتلكات والمحال التجارية التي كانت عرضة لنيران المسلحين.

ولوحظ أن عنف التراشق بالنيران، تركز في شارع سيدي حسن المتفرع من منطقة برج ابي حيدر، نزولا حتى البسطا الفوقا، حيث تضرر عدد من السيارات المتوقفة على جوانب الطريق.

وقف مفعول الأسلحة: وللجم الوضع الامني في برج ابي حيدر وفرض التهدئة، أصدر وزير الدفاع الوطني بالوكالة زياد بارود قرارا حمل الرقم 880\ود جمّد بموجبه تراخيص حمل الأسلحة (حمل سلاح، الصفة الخاصة والحيازة والإقتناء) على الأراضي اللبنانية كافة إعتبارا من العاشرة من مساء 24 الجاري وحتى إشعار آخر. وإستثنى القرار تراخيص حمل الأسلحة صفة دبلوماسبة ومرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب عندما يكونون في رفقة الشخصية فقط.

وأوضح القرار ان كل مخالفة لأحكامه تعرض مرتكلها لأشد العقوبات خصوصا الملاحقة القضائية، في حين أكد بارود الذي شارك كوزير دفاع بالوكالة في جلسة مجلس الوزراء في غياب وزير الدفاع الياس المر انه"سيقدم العرض الذي حصل عليه في موضوع برج ابي حيدر، مشيرا الى انه لم ينته من التحقيق في ما جرى.

قيادة الجيش: وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أصدرته : "ان مساء أمس، وعلى أثر خلاف فردي في محلة برج أبي حيدر، حصل إشكال أمني استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفر عن وقوع ثلاث ضحايا وعدد من الجرحى من سكان المحلة، وقد تدخلت قوة الجيش على الفور لوقف العنف، وإستقدمت وحدات إضافية لضبط الوضع.

وأجريت الإتصالات اللازمة مع الإفرقاء المعنيين الذين أجمعوا على الطابع الفردي للإشكال، وعلى ضرورة التحقيق في أسبابه، وتمكنت وحدات الجيش في ساعة متأخرة من ليل أمس من إعادة الهدوء الى المنطقة، وابقت على تمركزها فيها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لجلاء الملابسات، وملاحقة المتسببن والمشاركين في الحادث، وتوقيفهم.

ان قيادة الجيش إنطلاقا من إيمانها بحرص جميع القوى على الحفاظ على السلم الأهلي، وعلى تفويت الفرصة على المخلين بالأمن والعابثين بإستقرار السكان الآمنين، تؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة المتورطين، وردع كل من تسول له نفسه ترويع الأحياء السكنية، والإعتداء على الناس وتهديد أمنهم وإستقرارهم. وهي تدعو في الوقت نفسه الى عدم الإنجرار وراء محاولات التحريض وإثارة الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد والتحلي بالمسؤولية الوطنية، والوقوف خلف القوى العسكرية في عملها للحفاظ على الإمن والإستقرار.أنتشار الجي ش: الى ذلك، نفذ الجيش اللبناني الذي عمل على ضبط الوضع الامني انتشارا واسعا في منطقة برج ابي حيدر، وعلى المفارق المؤدية الى الاحياء الداخلية، وشارع سيدي حسن، وصولا حتى البسطة الفوقا، كما لوحظ ادخال تعزيزات عسكرية الى مناطق مار الياس وجسر سليم سلام. مباشرة التحقيق: بدورها باشرت الاجهزة الامنية المختصة تحقيقاتها في احداث برج ابي حيدر، بإشراف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. ويتم الاستماع الى شهود واجراء مسح للأضرار.

 

ساركوزي يؤكد دور اليونيفيل في استقرار لبنان وخروج المحكمة مـــن دوائر التـــــأثير

باريس - من مراسل الوكالة

المركزية - يلقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخامسة بتوقيت باريس كلمته الإفتتاحية بمناسبة انعقاد المؤتمر الثامن عشر لسفراء فرنسا في العالم، يرسم خلالها "خارطة الطريق" لعمل الدبلوماسية الفرنسية للأشهر المقبلة لجهة التعاطي مع الملفات العالمية الساخنة وطموحات فرنسا المرتبطة بترؤسها مجموعة الدول الصناعية الثماني و أيضا مجموعة العشرين بدءا من الخريف المقبل. ومعلوم أن قمتين متلاحقتين للمجموعتين ستعقدان في الربيع المقبل في مدينة نيس المتوسطية، وسيحتل هذا الجانب الأساسي من اعمال المؤتمر الذي سيختتمه وزير الخارجية برنار كوشنير الجمعة بعدما يكون السفراء استمعوا الى كلمة رئيس الحكومة فرنسوا فيون غدا.

والتقى اليوم في معهد العالم العربي في باريس سفراء فرنسا في العالم العربي والشرق الأوسط في "ورشة عمل" تركزت على دبلوماسية فرنسا وإمكاناتها والفرص المتاحة أمامها في هذه المنطقة من العالم. ومن الزاوية الشرق أوسطية، يحل مؤتمر العام الحالي على خلفية معاودة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى رغم أن المصادر الفرنسية تأخذ على واشنطن "إهمالها" دور الرباعية الدولية، إلا أنها دعمت الدعوة الأميركية لمفاوضات مباشرة. وتريد باريس "مواكبة" معاودة المفاوضات من خلال رغبتها في تنظيم مؤتمر باريس - 2 للدول والهيئات المانحة للفلسطينيين على غرار مؤتمر باريس - 1 الذي عقد في كانون الاول من العام 2007 واسفر عن مليارات دعوة من الهبات والقروض للسلطة الفلسطينية. والحال أن الإلتزامات المالية الدولية جاءت في إطار زمني من ثلاثة أعوام ينتهي في نهاية العام الجاري.

لذا "استعجال" باريس بالدعوة الى مؤتمر جديد. غير أنها ترى فيه، كذلك، وسيلة لـ"تحفيز" الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق تقدم في المباحثات التي تريد باريس منها أن تحقق نتائج سريعة تسفر في نهاية المطاف عن قيام دولة فلسطينية. وتطمح باريس كذلك الى ان تلعب دورا في الملف السوري ـ الفلسطيني ما يعكسه تعيين السفير جان كلود كوسران، أحد أفضل الملمين بالملف المذكور، من أجل "اقتراح" أفكار لحمل الطرفين على معاودة مفاوضاتهما غير المباشرة على أن تحل باريس محل تركيا التي تعتبر فرنسا أنها "أحرقت" أوراقها بسبب توتر علاقاتها مع إسرائيل منذ حرب غزة الأخيرة. لبنان: وفي الملف اللبناني، ينتظر أن يؤكد الرئيس الفرنسي على تمسك باريس بالمحكمة الدولية ويعبر عن "دعمه" إياها ما يعني التزام فرنسا استمرار تقديم حصتها من التمويل للعام 2011. وترد باريس على من يفاتحها بموضوع القرار الظني وانعكاساته الداخلية على السلم الأهلي في لبنان في حال وجه أصابع الإتهام الى حزب الله أن المحكمة "خرجت من دوائر التأثير" وأن لها "حياتها الخاصة وقوانينها" فضلا عن أن التخلي عنها يعني "ضربة" للعدالة الدولية التي تدافع عنها فرنسا. ومن المنتظر أن يتناول ساركوزي ملف "اليونيفيل" الذي تقول باريس في صدده إن الظروف الضرورية لتمديد مهمتها في لبنان "متوافرة". وتعتبر فرنسا أن لليونيفيل "دوراً أساسياً" في الجنوب وفي استقرار لبنان والمنطقة وأنها "صمام أمان" لحصر أي تفاعل يمكن أن يفضي الى حرب جديدة في لبنان. وتؤكد مصادر فرنسية أن "لا مصلحة" لآي طرف في الوقت الحاضر أن يشعل حربا جديدة، لا إسرائيل ولا حزب الله ولا إيران وبالطبع لا سوريا. لكن السؤال الذي تطرحه باريس يتناول مستوى التأثير على حزب الله بين القطبين الإيراني والسوري ونقطة التوازن بينهما.

 

الحريري الى أرمينيا في تشرين الأول محـــادثات رسمية وتوقيع اتفاقات

المركزية – يتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري في النصف الأول من تشرين الأول المقبل الى أرمينيا في إطار زيارة تستمر أياما عدة يرافقه خلالها وفد وزاري. ويتخلل الزيارة وفق معلومات "المركزية" محادثات رسمية وعرض للعلاقات الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقات في مجالات مختلفة. ومعلوم أن زيارة الحريري الى أرمينيا تتسم بأهمية خاصة كون لبنان يحتضن منذ عقود من الزمن عددا كبيرا من الأرمن الذين باتوا مواطنين لبنانيين بعد الهجرة الأرمنية في العقد الثاني من القرن الجاري. وفي سياق متصل زار بيروت الأسبوع الفائت رئيس جمهورية ناغورني كاراباخ باكو سحاكيان (وهي جمهورية لا يعترف لبنان بها) ترافقه وزيرة المغتربين في أرمينيا هرانوش هاغوبيان حيث جالا على عدد من المسؤولين السياسيين والروحيين الأرمن كما شاركا في احتفالات أقيمت في عنجر لمناسبة ذكرى تأسيس بلدة حوش موسى، قبل أن يغادرا الاثنين الفائت.

 

ابي نصر لـ "المركزية": لجمع السلاح غير الشرعي من جميع المقيمين على الارض اللبنانيــــــة

المركزية – استعجل النائب نعمة الله ابي نصر الدولة اللبنانية نزع السلاح غير الشرعي من ايدي جميع المقيمين على اراضيها، "سواء كانوا لبنانيين او فلسطينيين" الذين اعطيناهم في الامس حق العمل وبعض ما تيسر من تقديمات اجتماعية ونذكرهم بوجوب احترام واجباتهم حيال لبنان. وقال ابي نصر لـ"المركزية": ان حدود لبنان سائبة وهو معرّض لكل التدخلات الاجنبية، ولسائر انواع الخروقات، والنار تحت الرماد، وتتحول بكل اسف قضايا شخصية الى قضايا مذهبية او طائفية، وهذا امر مخز. لذلك الحل الوحيد هو في جمع السلاح من جميع المقيمين على الارض اللبنانية وفرض القانون وانتشار الجيش. اضاف: فبين خلاف فردي وبين مصالحة سقط قتلى وجرحى وازدادت سمعة لبنان في الخارج سوءاً، فعلى الدولة الضرب بيد من حديد والعمل فورا على جمع السلاح من جميع المقيمين على ارضها.

 

أبو زيد فند لقاء رئيس الحكومة والرابطة المارونية: العودة والتعيينات وتملك الأجانب واستعادة الجنسية الحريري يتفهم للهواجس وحريص علـى الاستقرار

المركزية – أعلن عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية حكمت ابو زيد أن "الرابطة طرحت أمام رئيس الحكومة سعد الحريري في لقائها معه أمس كل الهواجس والمطالب المارونية ولمست منه تفهما وتجاوبا كبيرين"، مفندا في حديث الى "المركزية" "الملفات التي طرحت في اللقاء.

وقال: في ملف المهجرين أبلغنا الى الرئيس الحريري أن "هناك مبالغ مرصودة في موازنة العام الجاري إضافة الى مبالغ سترصد في العامين المقبلين من أجل إقفال هذا الملف نهائيا، وهو إذ شدد على أهمية العودة لفت الى أن الأهم يكمن في تأمين البنى التحتية اللازمة في قرى وبلدات الجبل ليقتنع المهجر بضرورة العودة والاستقرار في بلدته وأكد أنه يركز على هذا الموضوع شخصيا في المرحلة المقبلة". وفي ملف التعيينات شدد الرئيس الحريري على "التزامه مبدأ المناصفة انطلاقا من اقتناع ضميري لديه وبعيدا من الشعارات السياسية وهو عمل وسيعمل على تحقيق المناصفة وإصلاح الخلل وأعطى أمثلة على ذلك في بلدية بيروت وقوى الأمن الداخلي".

أضاف: وأعلن الرئيس الحريري "تأييده لاستعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني ليس استنادا فقط الى إحصاء العام 1932 إنما الى إحصاء العام 1921، مؤكدا أنه سيعمل على ضمان استعادة الجنسية لكل من يُثبت بالوثائق أنه متحدر من أصل لبناني منذ العام 1921، وهو لفت الى أن الأهم العمل على استعادة المغتربين الجدد الذين هاجروا لبنان خلال الحرب ولا يزالون مرتبطين ببلدهم الأم، مشددا على أن هذا الهدف لا يتحقق إلا بتأمين فرص عمل للبنانيين في وطنهم وهذا يتطلب استقرارا لأن الاستقرار أساس الازدهار، والازدهار ينتج النمو، الذي بدوره يخلق فرص عمل لذلك يجب أن نعمل جميعا لإرساء الاستقرار لأنه نفط لبنان". وفي موضوع تملك الأجانب أعرب الرئيس الحريري عن "تفهمه الهواجس، مشيرا الى أهمية أن يحافظ اللبنانيون على أرضهم وضرورة التعاون في ما بيننا لإيجاد الوسيلة الفضلى لعدم تبديد الأرض اللبنانية وخسارتها". وشدد أبو زيد على أن "الجلسة كانت منتجة والرئيس الحريري دعا المجلس التنفيذي وجميع الأعضاء الى تقديم ملاحظات واقتراحات وأفكار يمكن أن يبنى عليها للمساعدة في تأمين الاستقرار والنمو والازدهار وتثبيت الوحدة الوطنية وأكد انفتاحه على مطالب الرابطة واستعداده للبحث فيها، قائلا: صحيح إنني سنيّ لكنني في النهاية رئيس حكومة كل لبنان وتهمني مصلحة جميع اللبنانيين".

 

اشتباكات الامس في ميزان تقويم القوى السياسية خلفيات وابعاد الجيش يحتاج الى قرار سياسي واجتماعات لضبط الوضع

قطر تستوضح "خلاف الحلفاء" وايران مستعدة لتسليح الجيش

المركزية- طغى صوت الرصاص والقذائف الصاروخية امس على صوت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تطور طرح اكثر من علامة استفهام حيال خلفيات الاشتباك المذهبي- السياسي الذي جاء في وقت كان كثير من اللبنانيين يعتقدون انهم يعيشون هدنتين: هدنة القمة العربية الثلاثية في بعبدا وهدنة رمضان التي اعلنها حزب الله ضمنا في اعقاب مؤتمر القرائن قبل نحو اسبوعين .

وتساءلت مصادر دبلوماسية عربية عن الاسباب التي دفعت مسلحي حزب الله والاحباش الى الاستنفار على مستوى عال في معظم انحاء بيروت لخوض معركة كادت تكون نسخة عن حوادث السابع من ايار مع فارق وحيد هو ان خصم حزب الله هذه المرة لم يكن تيار المستقبل، وان قرار المواجهة لم يكن متخذا من قيادته اقله في العلن ،اضافة الى فارق اخر يتمثل في السرعة التي استطاع بها الجيش اللبناني احتواء الموقف مدعوما بحركة سياسية طاولت قصر بعبدا والسراي وعين التينة والضاحية الجنوبية واجمعت كلها على ضرورة اخماد الحريق المذهبي الذي امتد سريعا من برج ابي حيدر الى احياء عدة من غرب بيروت .

واجواء الاشتباكات ظلت مناقشات جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري فكان لشعار "بيروت منزوعة السلاح" الحيز الاكبر من التأييد الوزاري كوسيلة لتفادي العنف والاقتتال وقدم وزير الداخلية زياد بارود تقريرا اوليا عما حدث مؤكدا استمرار التحقيق في القضية . فيما دعا وزير التنمية الادارية محمد فنيش الى عدم اعطاء القضية ابعادا سياسية واصر وزير الزراعة حسين الحاج حسن على الطابع الفردي للحادث.

لا لتفجير الوضع: واعتبرت مصادر في قوى 8 اذار ان ما جرى لا يتعدى العامل الفردي، مستبعدة ان يكون حزب الله في وارد تفجير الوضع الامني في هذا الوقت لسببين اساسيين :الاول انه لا يريد الدخول في مواجهة مع العالم السني في شقيه اللبناني والعربي في وقت يجهد لاحتواء تداعيات القرار الظني .والثاني انه لا يريد تفجير الوضع عشية وصول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت قريبا .

ولم تستبعد المصادر ان يكون الحادث نتيجة لحال الاحتقان التي تسود البلاد منذ فترة او انه مصادفة ومجرد حادث فردي كما اكد البيان المشترك وتاليا فهو ليس نتيجة قرار سياسي ،مشيرة الى ان ليس في الافق اللبناني من يبدو مستعدا للنزول الى الشارع في هذا الوقت الدقيق الذي يضج بملفات عدة تبدأ بمسار المفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية المباشرة ولا تنتهي بالمواجهة المفتوحة التي تخوضها ايران مع المجتمع الغربي على خلفية برنامجها النووي الايراني .

خلاف الحلفاء: غير ان اوساطا في الغالبية النيابية قرأت في الاشتباكات ملامح مواجهة ضمنية ايرانية يمثلها حزب الله على سنة سورية المتمثلين بالاحباش بعدما كانت المواجهة في 7 ايار 2008 ايرانية على سنة السعودية "تيار المستقبل". وسألت هل كان الحادث حقا فرديا وسلمنا جدلا ان لا خلفيات سياسية وراءه فكيف السبيل الى استيعاب الكم الهائل من المسلحين الذي ملأوا شوارع العاصمة في دقائق مدججين بالسلاح الذي وصل الى حدود القذائف الصاروخية ،واذا كان الحادث بين اطراف الصف الواحد المتحالفين سياسيا ادى الى ما ادى اليه من قتلى وجرحى فكيف لو كان بين اطراف سياسيين لا يتشاطرون وجهات النظر ذاتها.

ولعل اكثر المستغرب هو كمية السلاح التي يملكها "الاحباش" والتي حولتهم بعد حادثة الامس جزءا من معادلة عسكرية وسياسية .

القرار السياسي: ولاحظت ان الاشتباكات وعلى رغم تأكيد المعنيين على طابعها الفردي اعادت مجددا هاجس الامن الى واجهة الاهتمامات بعدما تبين جليا ان مجرد اشكال بسيط من شأنه ان يهز أسس الاستقرار الذي يتمسك به اللبنانيون المكتوون بنار الحروب والذين يرون في الجيش اللبناني افضل حام للوطن ويدعون الى تسليمه زمام الامور ليتولى ضبط الامن في كل المناطق خصوصا بعدما اثبت في حادثة العديسة انه اهل لها ويتحمل مسؤولياته كاملة في الزود عن الوطن والحفاظ على استقراره ،غير ان الاوساط اشارت الى ان هذا الطلب لا ينفذ الا بقرار سياسي، اذ من غير الجائز ان يبادر الجيش الى التحرك في هذا الاتجاه من دون امر من السلطات السياسية .

وتساءلت المصادر هل المطلوب في ضوء ما يجري اللجوء الى الامن الدولي بعدما كان لبنان سلم قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى المحكمة الدولية .

الضربة القاضية: واوضحت مصادر سياسية وحزبية ان الضربة التي تلقاها تنظيم الأحباش كانت قاسية جدا وإقتربت من ان تكون قاضية .أضف الى ذلك – قالت المصادر عينها - ان التدمير الذي لحق بمدرستهم الدينية التي تتخذ من "الجامعة العالمية" اسما لها وبالمركز الذي يلي مقر القيادة الرئيسي وبالمؤسسة التجارية الأبرز لديهم عزز المخاوف من ان تكون العملية التي تستهدفهم كانت تحتاج الى مثل الحادث الذي حصل بمقتل احد قياديي الحزب البارزين في بيروت للقيام بهذه العملية الكبيرة التي واكبتها عمليات دهم وخطف شملت معظم المسؤولين لدى الأحباش من منازلهم ولم تستثن سوى الوجوه السياسية المعروفة للتنظيم، وحيث ما وجدوا، ذلك ان بعض المسؤولين جمعوا من مواقع خارج منازلهم ما يوحي بوجود بنك معلومات يجري تقويمه بدقة لدى الحزب وضعت من خلاله قيادات الجمعية تحت المراقبة اللصيقة.

وتحدثت مصادر المعلومات الأمنية ان عدد المحتجزين من قيادات الأحباش وعناصرهم تجاوز الثلاثين ولم يتم الإفراج عنهم إلا على دفعات بعيد منتصف الليل وصولا الى ساعات الفجر الأولى الى ان اطلق آخرهم عند الرابعة والنصف من فجر اليوم.

وابدت المصادر علمها بتوجه جديد بانهاء الوجود المسلح للتنظيم وتطويعه نهائيا وهو ما سيظهر امكان تنفيذه بعد الإجتماعات المقررة بعد ظهر اليوم حيث من المتوقع ان توجه قيادة حزب الله الدعوة الى قيادة الأحباش الى التفاوض على سلاحهم ومراكزهم قبل السياسة.

الى ذلك من المقرر ان ترعى مخابرات الجيش اللبناني لقاء للجنة المشتركة لطرفي الصراع في مقر عمليات قيادة بيروت للمخابرات لإستئناف البحث في الوضع الناشىء عن العملية العسكرية وفي اطار التحقيق الفوري الذي باشرت به قيادة الجيش فور التثبت من قرار وقف النار قبيل منتصف الليل.

ادانة سليمان: وفيما بدأ اليوم تشييع القتلى ضحايا الاشتباكات بعد عودة الهدوء النسبي واستقدام تعزيزات عسكرية للجيش الى المنطقة ، دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كان أجرى اتصالات مع العديد من القيادات السياسية والأمنية لمعالجة الإشكال حتى عودة الهدوء،ما حصل وشدد "على التزام الجميع عدم الاحتكام إلى السلاح مهما كان السبب، لافتاً إلى أن أمن المواطنين فوق كل اعتبار، ودعا القوى والأجهزة المعنية إلى توقيف مسببي الإشكال محذراً من مغبة التوتير الأمني تحت أي ظرف أو حجة وطالباً من الجيش والقوى الأمنية التصدي فوراً لأي محاولة من هذا النوع وقمعها.

قطر تستوضح : كما استوقفت الاشتباكات امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي اتصل برئيس الجمهورية ليلاً مستفسراً عما حصل ومبدياً الاستعداد للمساعدة. فطمأنه إلى ان الأمور عادت إلى طبيعتها.

14 اذار: بدورها اعتبرت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إن "الإشتباكات وحالة الهلع التي أصابت اللبنانيين، دليل جديد على خطورة فوضى الميليشيات والسلاح المستشري، وعلى أهمية التوصل الى قرار وطني جامع يجعل من الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية والشرعية المرجعية الحصرية لامتلاك السلاح وتحريكه واستخدامه".

بري يتابع الاتصالات: من جهته الغى رئيس مجلس النواب نبيه بري مواعيده اليوم لمتابعة اتصالاته التي بدأها اثر وقوع الحادثة والهادفة الى وأد الفتنة التي ظهرت بوادرها امس وحصر ما جرى ضمن اطاره الضيق.واكد الرئيس بري ضرورة اجراء تحقيق سريع وشفاف وتسليم المتسببين بالاشكال الى القضاء .

تسليم القرائن: اما على خط المحكمة والرسائل بين المدعي العام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي دانيال بلمار وحزب الله فشددت مصادر سياسية في 14 اذار تابعت رد الامين العام لحزب الله لجهة انه غير معني بالمحكمة الدولية بعدما اعتبر بلمار معطياته ناقصة، على انه يمكن للسيد نصرالله اذا كان يملك المزيد من القرائن ويحرص كما يقول على معرفة حقيقة من نفذ الاغتيال ان يتوجه بها الى الدولة اللبنانية والسلطات المعنية لتتحرك في ضوئها ،سائلة الى اين يمكن ان توصل سياسة الامين العام المتحفظة على الادلة؟

تجاوب ايراني: اما من جانب دعوته الحكومة الى اتخاذ قرار لطلب مساعدة ايرانية لتسليح الجيش متعهدا الدعم، فقد سارعت ايران الى ابداء الاستعداد، اذ اعلن وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي "ان ايران مستعدة لمساعدة وتجهيز الجيش اللبناني"، مشددا على أن "لبنان بلد صديق والجيش اللبناني جيش صديق واذا صدر طلب من هذا البلد فإننا مستعدون لمساعدتهم".

 

وزير الدفاع الايراني: طهران مستعدة لتقديم المساعدات للجيش اللبناني

نهارنت/اعلن وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي الاربعاء ان ايران مستعدة لمساعدة وتجهيز الجيش اللبناني، كما افاد الاربعاء موقع على الانترنت والتلفزيون الرسمي.

وصرح وحيدي ان "لبنان بلد صديق والجيش اللبناني جيش صديق واذا صدر طلب من هذا البلد فاننا مستعدون لمساعدتهم". وجاء هذا العرض غداة دعوة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الثلاثاء الحكومة اللبنانية الى طلب مساعدة طهران في اطار جهودها الرامية الى تجهيز الجيش اللبناني. واوضح نصر الله ان هذا الموضوع قد يتم التطرق اليه خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان بعد رمضان. وقد اعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان في السابع من اب غداة اشتباك بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي عند حدود البلدين، انطلاق "حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبناني". ودعا "الدول الشقيقة والصديقة لمساعدة الجيش بمختلف انواع الاسلحة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان اذا كان همها قيام الدولة". ويضم الجيش اللبناني القليل عدة وعددا ويفتقر الى الوسائل العصرية والطائرات المقاتلة، ستين الف رجل. واعلن النائب الديموقراطي الاميركي هاورد برمان انه جمد مطلع اب مساعدة بقيمة مئة مليون دولار كانت مخصصة للجيش اللبناني، موضحا انه ليس واثقا من ان الجيش لا يتعاون مع حزب الله. الا ان وزارة الخارجية الاميركية اعلنت ان واشنطن لا تنوي "اعادة النظر في تعاونها العسكري مع لبنان". ومدت الولايات المتحدة لبنان منذ حرب 2006 بمساعدة عسكرية تقدر بنحو 720 مليون دولار.

 

السفير الإيراني: نجاد لم يحدد موعد زيارته لبنان

نهارنت/أوضح السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي بعد لقائه امس الثلاثاء، وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة "ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لم يحدد تاريخ زيارته لبنان بعد، لكن الأكيد أن الزيارة ستتم بعد شهر رمضان". وكان ابادي بحث مع خليفة العلاقات الثقافية بين لبنان وإيران، وخصوصاً في مجالات الصحة العامة.

وقال أبادي: "بحثنا في مختلف مواضـيع التعاون فـي الـمجال الصحي والـتعلـيم الطبي ومن ضمنها متابعة البرنامج التنفيذي بين البلدين.وسلمنا خليفة دعوة من وزير الصحة الايراني لزيارة ايران لمعاينة كل الإمكانات الكبيرة في مجال الصحة والتعليم الطبي، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التعاون بين البلدين، ومنها تبادل المنح بالنسبة الى الاختصاصات الطبية، وتصدير الأدوية إلى لبنان، وتبادل الباحثين في شؤون العلوم الطبية". والتقى خليفة السفير الصيني لدى لبنان ليو زيمنغ والسفير التركي الجديد إمام اوزيليديز.

   

4 قتلى من حزب الله والأحباش، إهتزاز خطير للإستقرار الأمني: حرب شوارع في بيروت

اللواء -  الأخبار

فرض الاشتباك الذي وقع خلال الافطار غروب امس بين عناصر مسلحة من <حزب الله> واخرى من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش) في محلة برج ابي حيدر التي تشكل نقطة تقاطع حيوية بين مجموعة من الاحياء ذات الاختلاط الشعبي والكثافة السكانية، بنداً بالغ الخطورة ومليء بالاسئلة المقلقة والانتظارات الثقيلة على اللبنانيين التي تلعب بهم وبمصائرهم الاهواء والازمات والسياسات المتضاربة من الداخل والخارج.

ولم يكن البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع عقد في مكتب مخابرات الجيش اللبناني في بيروت ورعاه نائب مدير المخابرات العميد عباس ابراهيم، وحضره مسؤول وحدة الارتباط في <حزب الله> وفيق صفا والمسؤول في جمعية المشاريع بدر الطبش، والذي وصف الحادث <بالمؤسف والفردي> نافياً اي خلفيات مذهبية او سياسية له، على ان ينهى فوراً ويفتح الجيش تحقيقاً في الحادث، مقنعاً لأحد من الذين تابعوا بأندهاش وانزعاج مجريات الاشتباكات التي توسعت لتنتشر في الاحياء المجاورة من النويري الى رأس النبع والبربير، صعوداً الى البسطة، واستخدمت فيها كل انواع الاسلحة الصاروخية والرشاشة، معيدة الى اذهان اللبنانيين والبيروتيين على وجه الخصوص مآسي الاشتباكات التي كانت تحدث في احياء العاصمة، لا سيما الاشتباكات بين الميليشيات قبل اتفاق الطائف، وقبل عودة الجيش السوري اواخر الثمانينات الى بيروت، خاصة <حرب العلمين> بين <امل> والحزب التقدمي الاشتراكي.

وبعيداً عن عفوية الاشتباك، وفرديته والذي انحصر عدد ضحاياه من القتلى بين ثلاثة واربعة وما لا يقل عن عشرة جرحى في ساعات قليلة جداً وداخل اهل البيت الواحد كما هو مفترض، طرحت الاوساط السياسية والدبلوماسية بتوقيت الاشتباك وهول الاسلحة التي استخدمت فيه، جملة من التساؤلات:

1- هل ما جرى هو تعبير عن اشتباك سوري - ايراني على خلفية تباينات ظهرت في الاسابيع الماضية وتتعلق بالموقف مما يجري في العراق والمحكمة الدولية وسوى ذلك من مواقف؟

2- ما هو الارتباط بين طلب المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار من السلطات اللبنانية الطلب الى <حزب الله> تزويده بما لديه من قرائن لأن المعلومات التي سلمها الحزب الى المدعي العام في المحكمة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مفتوحة ولا تشمل كل القرائن التي تحدث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله؟

3- هل ثمة صلة بين خطاب الامين العام للحزب في افطار الهيئات النسائية في هيئة دعم المقاومة، وانفجار الموقف الامني بين عناصر من حزب الله واخرى حليفة له من جميعة المشاريع؟

4- هل ما جرى يشكل بداية رسالة الى من يعنيهم الامر في الخارج من ان ما جرى ليل امس في احياء العاصمة يصب في اطار الفتنة التي جرى الحديث عنها جهاراً وعلناً في الاشهر الثلاثة الماضية؟

في كل الأحوال، ستكون تطورات الموقف الميداني والسياسي كفيلة بتقديم اجابات عن هذه التساؤلات، وان كان مصدر وزاري أكّد لـ <اللواء> أن الاشتباكات التي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم ستكون حاضرة على جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في السراي برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي شدّد في كلمة له على ان الاستقرار السياسي الداخلي يُشكّل في هذه المرحلة اقوى عناصر الأمان للسلطة الوطنية، لكنه لفت إلى انه لن يكون لهذا الاستقرار معنى اذا لم تتحمل الدولة مسؤولياتها الكاملة في حماية السيادة الوطنية، سواء من خلال قواها العسكرية والأمنية المباشرة، أو من خلال حقوقها تجاه المجتمع الدولي واجبار إسرائيل على تنفيذ القرار 1701.

وكانت الاشتباكات اندلعت قبيل لحظات من بدء الإفطار، نتيجة تلاسن جرى بين مسلحين من <حزب الله> كانوا في سيّارة تمر قرب مركز جمعية المشاريع الكائن في مسجد برج أبي حيدر، وبين حراس المركز، ما لبث أن تطور إلى إطلاق نار بين الطرفين ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم مسؤول <حزب الله> في المنطقة محمّد فواز ومرافقه علي جواد ونجل مختار المحلة أحمد جمال عميرات، وترددت معلومات عن قتيل رابع لم تعرف هويته وذكر أن اسمه منذر ر. وسقوط أكثر من عشرة جرحى بين المتقاتلين والمواطنين.

ولم تتمكن القوى الأمنية ولا سيما الجيش اللبناني من الدخول إلى المنطقة وفرض سيطرتها الأمنية الا قرابة العاشرة والنصف مساء، حيث سيطرت على الشوارع وعلى مركز جمعية المشاريع ومركزين اخرين في البسطة الفوقا وفرضت الهدوء ووقف النار، فيما عملت سيّارات الدفاع المدني على اجلاء وسحب الجرحى الذين سقطوا نتيجة الاشتباكات، كما دخلت سيّارة إطفاء تابعة للدفاع المدني لإطفاء حريق في مركز تابع لجمعية المشاريع نتيجة اصابته بقذائف صاروخية مباشرة.

وفي ما يأتي نص البيان المشترك الصادر عن قيادة <حزب الله> وجمعية المشاريع: <على اثر الحادث الفردي المؤسف الذي وقع عصر هذا اليوم الثلاثاء بين شباب من حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية تداعى كل من قيادة الطرفين لاجتماع عاجل في فرع مخابرات بيروت، وجرى التأكيد أن الحادث المؤسف هو فردي ولا خلفيات سياسية أو مذهبية وراءه. وقد تم الاتفاق على محاصرته وإنهائه فوراً ومنع أي ظهور مسلح بغية عودة المياه الى مجاريها الطبيعية كما كانت.، ومعالجة كافة التداعيات الناجمة عنه.

كما تقرر فتح تحقيق عاجل من قبل قيادة الجيش اللبناني ورفع الغطاء عن كل من يحاول المس بمسيرة الأمن والاستقرار الذي هو أولوية لدى الطرفين وكل الأطراف الوطنية وتم الاتفاق على إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتفويت الفرصة على كل المصطادين في الماء العكر>.

لكن المسؤول الاعلامي في <حزب الله> الحاج ابراهيم الموسوي أكد أن <حزب الله> لم يصدر أي بيان حول الاشتباك الذي حصل مساء في منطقة برج ابي حيدر، نافياً ما نشرته وسائل الاعلام من أن الحزب أعطى مهلة ثلاث ساعات لتسليم قاتل محمد فواز.

ولفت الموسوي الى أن الاتصالات تجري حالياً على الأرض لتسوية الحادث وإنهاء ذيوله.

وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من 24 صاروخاً في مناطق الاشتباكات، فيما أفادت محطةMTV عند الثانية عشرة والدقيقة العاشرة من فجر اليوم عن إطلاق قذيفة صاروخية على دورية للجيش في منطقة تعاونية برج ابي حيدر، بعدما كانت تحدثت عن امتداد الاشتباكات الى منطقة البربير ورأس النبع.

وكشف مصدر أمني معني لصحيفة الأخبار أن الجهات الأمنية «رصدت منذ مدة تزيد على شهرين، حركة لافتة في تلك المنطقة، وحصول تغييرات لا سابق لها في حركة واتصالات ومواقف قيادات تبيّن أنها متورّطة في الاشتباك أمس، وأن هذه التغييرات ترافقت مع المساعي غير المنظورة الى فرض حالة من التعبئة على خلفيات طائفية ومذهبية ترافق المناخات السياسية المتوترة ربطاً بالسجال حول المحكمة الدولية والقرار الظني وملف شبكات التجسس الإسرائيلية».

وقال المصدر إن «التحقيق المفترض أن يبدأ من قبل الجهات المعنية، سوف يعود الى مراجعة ملفات تفيد في هذا الشأن، ومن المفترض المسارعة الى عقد اجتماعات بين القيادات السياسية المعنية لاحتواء بعض المواقف المستجدة لدى مسؤولين ميدانيين في تلك المنطقة»، لافتاً «الى أهمية الانتباه لنشاط تقوم به مجموعات غير لبنانية تواجه أخيراً مشكلة في توفير الغطاء السياسي والاجتماعي لأنشطتها بعد تطوّرات العامين الأخيرين».

 

ماروني عبر MTV: حوادث الأمس شكلت دليلاً على أن حزب الله ليس وحده من يملك السلاح، ولبنان يعيش على حافة الإنفجار

موقع الكتائب/علق النائب إيلي ماروني على حوادث منطقة برج أبي حيدر، قائلا:" الموت يولد الموت، والحقد يولد الحقد، والعنف يستدرج العنف، واصفاً الأحزاب التي تملك أسلحة وتستعملها في الداخل بالميليشيات. ولفت إلى أن شوارع بيروت في الامس خلت من مواطنيها ، مشيرا إلى أن المطلوب إبقاء الناس في حالة من الذعر، معتبرا ان حوادث الأمس شكلت دليلاً على أن حزب الله ليس وحده من يملك السلاح". ماروني في حديث عبر MTV، معلقا على أن الحادث كان عفوياً، تساءل:" إذا كان هذا الحادث عفوي وأسفر عن عدد من الضحايا، فماذا لوكان محضرا مسبقاً؟، مؤكدا ان لبنان يعيش على حافة الإنفجار، آملا أن تستيقظ الدولة من نومها، متسائلا:" كيف سنجمع حزبيين مسلحيين في مكان عسكري لمصالحتهما؟"

ورأى أن لبنان الدولة هو لبنان التسويات أما لبنان الشعب هو الذي يريد لبنان الدولة. وأعرب عن خوفه من أن تكرر مثل تلك الحوادث على المدى البعيد ستشكل حافزا للكثير من الأحزاب التي تخاف على مصيرها، بإعتماد المنطق نفسه، مشددا على ان الدولة غارقة في حصصها ومساومتها. وأكد أن النواب سيقومون بدورهم وسيقولون الحقيقة مهما كان الثمن، لافتا إلى "أن حزب الكتائب حمل السلاح عندما إضطر أن يدافع عن لبنان، أما اليوم فمشروعه بناء الدولة، ولكن لن نتفرج على احد يريد ان يذبحنا"، مشيرا إلى "أنه يجب أن يكون هناك دولة قانون و دولة مساواة، وإلا سنذهب إلى حالة فلتان كبير ،" مؤكدا ان القانون لن يكون قانونا إذا لم يطبق بشمول وعادلة عند كل المواطنين .

وأكد أن وجود السلاح يؤدي إلى إشكاليات كبيرة وقتلى وجرحى، متسائلا:" هل أصبح الإنسان في لبنان كأن شيئا لم يكن؟" . وذكر بقول اللذين يحملون السلاح بأن سلاحهم مقدس وممنوع المس به، للإشارة إلى أن هذه الظاهرة تكبر اكثر فأكثر، وبالتالي ستتعمم الاحزاب المسلحة وتتعمم الفوضى وتزول الدولة. ولفت إلى أنه عندما يكون هناك فريق غير مقتنع بوجود الدولة سيكون الحوار غير مجدي، وتساءل:" بعد السنوات من الإجتماعات في طاولة الحوار أين بند تسليم السلاح الفلسطيني خارج المخبمات الفلسطينية للجيش اللبناني؟ موضحا ان قرارات طاولة الحوار يجب ان تتنتقل إلى مجلس الوزرا ء لتكون سارية المفعول. وعن حقوق الفلسطينيين، قال:" المقرارات التي أصدرها مجلس النواب هي خطوة مبطنة نحو التوطين، علما ان حقوق المدنية للفلسطينيين يجب ان تحصل على وفاق وطني." وأكد اننا "سنطرح مشاكلنا من خلال المؤسسات ربما نصل نحن واللبنانيين إلى بناء الدولة." وعن موضوع منع الخمر في بعض الفنادق في بيروت، قال:" بيروت في 2009 كانت المدينة الأولى للسهر في العالم ، والوجهة الأولى للسياحة في العالم، وهي مقصد سياحي لذا لا يجب ان نخلط الدين مع السياحة." وأشار إلى أن هذه الأمور ستعيدنا إلى عصور سابقة وستضر بالواقع السياحي، مشددا على أن بيروت هي مدينة تلاقي الحضارات، مؤكدا أنه لا يمكننا ان نمنع الناس من ممارسة حريتها، لافتا إلى أن هناك محاولات لكبح الحريات. وعن البيان الذي صدر عن مكتب بلمار بأن المعطيات التي قدمها حزب الله إلى المحكمة ناقصة، قال:" المحكمة تعنيني ويعنيني من قتل بيار الجميل وأنطوان غانم، وأريد الحقيقة التي ستشكل لدي قناعة داخلية، " داعيا إلى إنتظار القرار الظني، وعدم إستباق الأمور. وعن شهود الزور، تساءل:"كيف سنعرف من هم شهود الزور، قبل أن نعلم ما هو القرار الظني؟"

 

مفتي الجمهورية: الدولة أمام الامتحان الأكبر لبسط الأمن في الداخل اللبناني نهائيا

نهارنت/رفض مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "ظاهرة الشغب المسلح التي طالت الأحياء السكنية الآمنة في العاصمة بيروت. وقال قباني في نداء وجهه اليوم الاربعاء ان "اللبنانيين الذين ينشدون قيام الدولة العادلة الآمنة القوية، والذين يتطلعون اليوم إلى تقوية الجيش اللبناني بتسليحه تحصينا للبنان في وجه العدو الإسرائيلي، قد ضاقوا ذرعا من تقديم الضحايا من المدنيين الأبرياء في الأحياء الداخلية لبيروت، ثمنا لخصومة الأفراد الذين يستقوون خلف سلاح الأحزاب التي ينتمون إليها". ودعا إلى وضع حد لاستخدام السلاح، معتبراً بأن "الدولة والشرعية اللبنانية، هي اليوم أمام الامتحان الأكبر لبسط الأمن في الداخل اللبناني نهائيا، بعدما ظننا بأن الصفحات السوداء من تاريخنا الداخلي كانت قد طويت بانتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة وحدة وطنية في لبنان".

 

حوري: أحداث برج ابي حيدر خرق لتسوية الدوحة 

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، ان الأحداث الأمنية التي حصلت مساء أمس في منطقة برج أبي حيدر تمثل خرقا لتسوية الدوحة ولما تعاهدت عليه الاطراف السياسية لجهة عدم استعمال السلاح واللجوء إلى العنف في حل المشاكل. واستنكر في حديث عبر إذاعة الشرق اليوم (الاربعاء) ما حصل وقال "مهما كانت الحجج فإنّه من غير المقبول أن يعيش أهلنا في بيروت الساعات التي عاشوها بالأمس تحت الترويع والترهيب والشعور بالعودة إلى مرحلة سوداء من تاريخنا". اضاف "نعود اليوم الى ما طالبنا به مسبقاً وهو جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح، لأنه من غير المقبول أن يستمر الوضع على ما هو عليه، أو أن يكون الأمن بالتراضي". وشدد على ان شعار "بيروت منزوعة السلاح" لا ينتقص من قيمة أحد مؤكدا على ان لا مبرر لوجود أي سلاح غير سلاح الشرعية داخل مدينة بيروت، مطالباً الدولة والحكومة باتخاذ الخطوات الضرورية للوصول إلى تطبيق هذا التوجه. وذكر حوري بالكلام القائل بان سلاح "حزب الله" لن يُستعمل في الداخل، وان أسباب 7 أيار هي 5 أيار، إضافة إلى مقولة متكررة ان هذا السلاح وجهته فقط صوب العدو الإسرائيلي، وقال "ما حصل هذه الليلة يسقط كل هذه المقولات ويسحب البساط من تحت اقدام أصحاب "الحجّة" بغض النظر عن الانتماء السياسي لهذا الفريق أو ذاك". وشدد على أن استمرار هذا السلاح بين أيدي مدنيين خارجين عن سلطة الشرعية يمكن أن يؤدي في كل لحظة إلى سقوط أبرياء وترويعهم. وسأل حوريً "مَن هي الجهة التي ستعوض على أبنائنا في بيروت من أضرار معنوية ومادية؟" وآمل أن يبحث مجلس الوزراء من خارج جدول أعماله هذا الموضوع، وآن يأخذ المسؤولون وأصحاب على عاتقهم موضوع سحب السلاح في بيروت بجدية لترجمته إلى واقع. وتطرق حوري إلى كلام السيد حسن نصرالله البارحة وخصوصاً الشق المتعلق بموضوع المحكمة الدولية فقال "خطاب الأمس بالاطار العام هادئ لكن في المضمون تجنب السيد حسن التعليق على بيان بلمار". اضافً "ليس من السهولة على أي فريق كان أن يسحب اعترافه بالمحكمة الدولية خصوصاً أنه حصل توافق عليها من الجميع في فترة سابقة".

 

مشاهد وعبر...من أرض المعركة في برج أبي حيدر: ميليشيا حزب الله تبحث عن ثأرها 

طارق نجم /"الحمد لله على السلامة يا جماعة" كانت هذه هي العبارة التي تداولتها الشفاه في ذلك الشارع المكتظ بين منطقتي البسطة-النويري وبرج ابي حيدر. هذا الشارع له عريق سياسياً كما أن له تاريخ طويل في الإقتتال الأهلي في زمن سيادة المليشيات حيث شهد معارك طاحنة بين حركة وحزب الله في أواخر الثمانينات. رسمياً يعرف بشارع سيدي حسن، ولكن الكثير من أهل المنطقة يدعونه "طلعة فرن قلقاس". عندما بدأنا صعودنا هذا الشارع كان كل شيء عادياً وهادئاً مقارنة بالليلة الفائتة...ولكن هول المفاجأة تظهر في وسطه. زجاج السيارات المحطم كان يغطي الأسفلت الأسود. ملالة للجيش اللبناني كانت تربض فوق أحد الأرصفة مقابل محل ابو علي عيتاني المعروف في هذا الحي، وقد حطمت العامود الموضوع لمنع السيارات من الصعود إلى ذلك الرصيف.

نقترب أكثر من مسجد برج أبي حيدر (المشهور بجامع الأحباش) وهو مقر عام جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية منذ أكثر من 25 سنة، والذي رفضت الجمعية تسليمه لدار الفتوى، وأصرت على دفن مرشدها الشيخ عبد الله الهرري (الحبشي) في أحد أركانه، وقد أطلق عليه من قبل الجماعة لقب "القلعة". بإقترابنا من محيط "القلعة" بدأت تظهر أكثر فأكثر فداحة الخسائر: عشرات السيارات يمنة ويسرة أصبحت بلا زجاج، وقد مزق الرصاص هيكلها وإطاراتها، ويحاول احد الأهالي أن يقود سيارته بصعوبة وقد أصيب زجاجها بأربع طلقات أحالت الرؤيا شبه مستحيلة مخرجاً راسه من النافذة وهو يصرخ "مرقونا يا شباب".

مشهد المعركة الليلية يكتمل مع المباني المحيطة حيث تركت مئات الرصاصات بصماتها على حيطانها وعلى شرفات المنازل وحتى على المدرسة الرسمية الملاصقة للمسجد والتي كانت تشغلها من قبل إذاعة "صوت الوطن". اللوحة السوريالية المرسومة على الحيطان تتكامل مع الفجوات التي خلفتها قذائف الأربي جي الصاروخية والتي من الواضح أنها أطلقت من المهاجمين أي حزب الله. الدمار والخراب طال أيضاً مكاتب ومراكز حراسة حزب الولاء الوطني وكذلك المؤتمر الشعبي اللبناني حيث لم يفرق المهاجمون للمرة الثانية بين حلفائهم وخصومهم.

الأحباش، اللذين قضوا ليلاً طويلاً لم يغمض لهم فيه جفن، منتشرون بكثافة حول مقر جمعيتهم وطبعاً من دون سلاح، ينظرون إلى كاميرات الصحافيين الوجلة التي تلتقط الصور من بعيد بسبب رهبة مسرح المواجهة، وتسجل الأحاديث مع المارة من المدنيين.

إنضممنا إلى الزملاء الكرام في مهنة المتاعب نستطلع آراء من عاشوا تلك التجربة المرة في وقت الإفطار. أهالي بناية المصري أفادونا أنهم عاشوا ساعات رعب حقيقية كانت حياتهم مهددة فيها بشكل مباشر ناهيك عن كل ما يملكوه حين أندلعت النيران بأحد المنازل في المبنى المذكور. فنتيجة الرصاص الطائش والقذائف الصاروخية، إشتعل احد المنازل في الطابق التاسع، والمملوك من قبل سليم كجك، وبدأت ألسنة النار تهدد باقي الشقق، في حين تعذر على سيارات الإطفائية الدخول إلى الشارع بفعل كثافة إطلاق الإشتباكات، وكان على الأهالي التعامل مع النار المشتعلة بمفردهم وبقدراتهم الذاتية حيث تمكنوا من إطفائها بعد ساعتين.

عائلة أخرى قالت لنا أن إبنها الوحيد كان خارج المنطقة حين أندلعت الإشتباكات وهو في طريق عودته للمنزل من أجل الإفطار، فتعيّن عليه البقاء في الشوارع القريبة وقد أنقطع الإتصال معه وكان على العائلة وخصوصاً الأم أن تعيش ساعات من القلق القاتل على وحيدها.

تركنا منطقة المسجد "القلعة" وتوجهنا إلى مسجد آخر للأحباش هو البسطة الفوقا حيث بدت آثار النيران وقد اصابت حائط المسجد بعد أن أشعل عناصر حزب الله مكتبة تابعة للأحباش قرب الجامع. من هناك توجهنا إلى سوبرماركت الديوان في المزرعة (والمعروف أنه ملك للأحباش) والذي يبعد 200 متر عن "القلعة"، كان المشهد مخيفاً حيث سقط كل زجاج المبنى المؤلف من 10 طوابق وأصيبت المحال بأضرار بالغة نتيجة إطلاق النار. لم يكن صحيحاً أن السوبرماركت إحترق كما اشيع الليلة الماضية، ولكن كا هناك سيارة وحوالي 7 دراجات نارية متفحمة في المكان، وسط ذهول المواطنين اللذين خرجوا يتفحصون آثار المعركة غير مصدقين ما جرى.

هذه هي المشاهد الصباحية من تلك المنطقة التي تقع في وسط العاصمة بيروت، أما العبر المستخلصة مما جرى الليلة الفائتة فهي التالية:

ثبت بالدليل القاطع أنّ السلاح المنتشر في يد الجماعات المسلحة غير الشرعية، تحت أي مسمى كان، هو سلاح متفلت قد يقود البلاد الى فتنة ونزاع أهلي في أي لحظة ولأتفه الأسباب.

للأسف الشديد، كان الجيش اللبناني أعجز عن التدخل لفصل المتقاتلين وسحب السلاح من الأرض وفرض القانون والنظام، بل كان عليه أن يعقد إجتماعات مكثفة مع الأطراف على الأرض قبل أن يستطيع التدخل. فشل حزب الله، وكأي ميليشيا أخرى، في ضبط مقاتليه وعناصره في أرض المعركة التي دامت لمدة تفوق الثلاث ساعات متواصلة أطلق خلالها النار على مسلحين مثله وعلى المدنيين وعلى الجيش اللبناني. تعامل حزب الله مع قضية مقتل مسؤوله المركزي في المنطقة على أساس مافياوي وبطريقة العصابات أي "العين بالعين والسن بالسن" متناسياً الشعارات والخطابات الرنانة لمسؤوليه وأمينه العام الداعية لألتزام القانون، بحيث لم يحتكم لا للقوى الأمنية ولا للقضاء، بل إحتكم إلى قوته الذاتية في تطبيق القانون الذي يراه مناسباً. إن الثأر (او ما يعرف بالإيطالي Vendetta) كان المطلب الأساسي لحزب الله حيث شن ليلة أمس هجوماً منسقاً مثلث الأضلاع على المقرات الأساسية الثلاثة لجماعة الأحباش ولم يكتف بفتح النار على المكان الذي جرى فيها الإشكال. مما يشير إلى أن عقلية 7 أيار التي لا تزال حاضرة دائماً ومتجذرة في عقول مسؤوليه وعناصره. الدرس الأهم والأخير، إن إستمرار وضع السلاح المتفلت سيدعو باقي الطوائف والأحزاب والأفراد الى التسلح من جديد بعد أن أصبح الجميع يشعر بمدى وطأة السلاح الذي يحمله حزب الله وما يشكله من تهديد على إحساسهم بالأمان وبإعتباره خطراً على حياتهم اليومية.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

جنبلاط: قرار المحكمة الدولية هو بيد الأميركيين

نهارنت/أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في حديث إلى "المنار" أن "عنوان المرحلة الحالية هو الإنتظار، مشيراً إلى أن قرار المحكمة الدولية هو بيد الأميركيين، حسبما نقل عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمسؤول عربي كبير". وحذر جنبلاط من قيام البعض بجر البلد إلى الفتنة، مشدداً على أهمية الموقف السعودي بعد تحسين العلاقات السعودية - السورية، لكنه رأى أنه "لا يمكن التعويل على كثيراً. ورد جنبلاط على النائب نديم الجميل الذي قال في ذكرى اغتيال والده أنه "حتى لو سامح ونسي وليد جنبلاط أو تناسى نحن لا نقبل بأي مساومة"، من دون أن يسميه، داعياً الى "الكف عن التنظير والتعفف والتأفف"، مشيراً إلى أن "البلد لا يزال مجموعة من الانتماءات السياسية والطائفية المتناقضة التي لم يوافقها ما حسمه ميثاق الطائف عن عروبة لبنان بعيدا عن الكيانية الانعزالية الضيقة". ورفض جنبلاط أن "تدنس وتنجس ذكرى كمال جنبلاط من بعض الاقلام الانتهازية لليمين المتجدد والمتلون، لاسيما وأنه استشهد في سبيل القضية الفلسطينية والعروبة في مواجهة الانعزالية المحلية التي تناغمت مع الاحتلال الاسرائيلي وصعدت الى اعلى المراتب من على ظهر دباباته". أضاف: لهؤلاء الكتبة أقول، دعكم من كمال جنبلاط يرتاح حيث هو، فهو ليس في حاجة الى شهاداتكم وتوصيفاتكم وتصنيفاتكم، فالخيار السياسي والوطني والقومي الذي سار عليه لا يتماشى مع مواقف لا تميز بين العدو والصديق، وهو الخيار الحاسم الى جانب القضايا العربية والفلسطينية في مواجهة اسرائيل والصهيونية التي تحالف معها البعض في لبنان.

ودعا جنبلاط إلى التعلم من دروس التاريخ، حيث أن "بطلا من أبطال الحرب العالمية الاولى هو الجنرال بيتان قد حوكم في فرنسا لتعامله مع الاحتلال النازي، بينما نكاد نحتفل في لبنان بذكرى الغزو الاسرائيلي واحتلال بيروت، ونكاد نتأسف لخروج قوات الاحتلال من لبنان ونذرف عليها الدموع". من جهة أخرى، استقبل جنبلاط رئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور وعرض معه التطورات الراهنة.

 

صقر: لا وجود لـ"لقاء صفقة" بين الحريري ونصرالله 

رأى عضو كتلتي "نواب زحلة" و"المستقبل" النائب عقاب صقر انه ليس هناك ما يؤشر حتى الآن الى وجود نوايا لدى وزراء المعارضة او لدى اي طرف سياسي اساسي للاعتراض لاحقا على اقرار الدفعة الثالثة من عملية تمويل المحكمة الدولية، باستثناء وجود بعض التسريبات الاعلامية المغرضة التي اعتاد اللبنانيون على سماع تشدقاتها في كل محطة سياسية حساسة، كما اعتبر صقر انه، وبالرغم مما شهدته الايام الاخيرة من تشنجات على مستوى المحكمة الدولية.

ليس هناك من سبب يدعو ايا من الفرقاء اللبنانيين الى اتخاذ خطوة مماثلة وبالتالي الى التنكر لالتزامات لبنان الدولية، لافتا الى ان المحكمة الدولية جزء لا يتجزأ من البيان الوزاري وبالتالي فإن أي محاولة من اي كان لتجميد الدفعة الثالثة من تمويل المحكمة ستكون بمثابة التنكر للبيان الوزاري ولطاولة الحوار التي اقرت بالاجماع المحكمة وتمويلها، ولارادة الشعب ولهفته لمعرفة الحقيقة، معتبرا ان الكلام عن وقف الدفعة الثالثة من تمويل المحكمة لا ينتمي سوى الى ادبيات بعض المغرضين والمتوهمين في السياسة الذي يقتنصون الفرص للاصطياد في الماء العكر. مؤكدا انه عندما تطرح مسألة تجميد الدفعة الثالثة من تمويل المحكمة الدولية بشكل جدي وعلني سيكون الرد على الطرح واسبابه وحيثياته جاهزا.

وعن احتمال عقد لقاء قريب بين الرئيس الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، اكد النائب صقر في تصريح لـ"الأنباء" ان كل لقاء بين الرجلين سيكون مفيدا على المستوى الوطني حتى لو لم يأت بنتائج مباشرة وسريعة، معربا عن اعتقاده ان الطرفين يريدان للقاء ان يكون استثنائيا في ظل ظروف استثنائية، مؤكدا ان اللقاء بينهما لن يتمحور حول المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، وكيفية التعاطي مع العدالة الدولية.

انما سيكون لقاء بين زعيمين يرسم استراتيجية معينة لمواجهة التحديات الراهنة على الساحة اللبنانية وفي طليعتها ما كان يخطط للبنان من قبل اسرائيل والذي تنبه اليه وأجهضه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مبادرته، لافتا الى ان المخطط الاسرائيلي كان يقضي بدفع الداخل اللبناني الى اتون انقلاب لتسقط بعدها القرارات الدولية المعدة سلفا كالصاعقة على رؤوس اللبنانيين. مشيرا الى ان اللقاء بين الحريري ونصرالله سيتمحور حول كيفية قطع الطريق امام تلك العواصف التي حاول بعض الصبيان والكراكوزات المحلية ادخال لبنان اليها من خلال اطلاقه التصاريح التخوينية الهادفة الى تأجيج التوتر واشتعال الساحتين السياسية والشعبية، جازما في معرض رده على سؤال بأنه لا وجود للقاء صفقة بين الزعيمين حول اي عنوان او ملف كان سوى لدى بعض الوسائل الاعلامية المغرضة ولدى بعض الموتورين الحاقدين ممن يعتلون المنابر الذين تجب معالجة حالتهم خلال اللقاء بين الحريري ونصرالله. المصدر : الأنباء

  

فتفت: الخلاف حول المحكمة بدأ بعد اغتيال النائب جبران تويني    

شف النائب في كتلة الحريري الدكتور أحمد فتفت، في اتصال مع "الشرق الأوسط"، أن سلسلة اتصالات سياسية قامت بها كل الأطراف أكدت على إعادة تثبيت التهدئة، غداة رفع وتيرة الخطاب السياسي بسبب عدم التزام الفريق الآخر بجو التهدئة. ورأى في حملة شهود الزور حملة مركزة على المحكمة الدولية»وقال: لنعترف بأن الخلاف حول المحكمة بدأ بعد اغتيال النائب جبران تويني، ثم التزم حزب الله بالمحكمة لمصالحه العديدة في عام 2006 على طاولة الحوار، ولاحقا في البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية. وأوضح أنه في جلسة الحوار الأخيرة في بيت الدين، أكد البيان الصادر عن المتحاورين الالتزام بكل المقررات السابقة الصادرة عن الحوار، ومن بينها بطبيعة الحال المحكمة الدولية، لافتا إلى أننا نعتبر أن حزب الله لا يزال ملتزما بالمحكمة وكل العلاقة التي بنيت بيننا وبينه في الفترة الأخيرة قائمة على ذلك. وفي موضوع شهود الزور» أشار فتفت إلى أن المفهوم القانوني لشاهد الزور يستند إلى شخص أدلى بشهادة، تبين لاحقا أنها شهادة كاذبة، موضحا أنه على الأقل ينبغي توفر وثيقة واحدة تثبت أن أحدهم أدلى بمعلومات كاذبة أثرت على مسار التحقيق. وأضاف: «ضمون التحقيق حتى الآن لا يزال ساريا، وبالتالي لا يمكن التأكد قبل صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، لأن كل ذلك مرتبط به. وقال: «حن بالتأكيد مع ملاحقة شهود الزور إذا أثبت القرار الاتهامي تضليلهم للتحقيق.

  

بلمار يعيد الكرة إلى "حزب الله" طلباً للمزيد

آخر مطاف التعطيل: طلب من مجلس النواب إلى مجلس الأمن

النهار/سابين عويس/صحيح ان الخطاب السياسي لا يزال تحت سقف التهدئة التي فرضتها زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لبيروت برفقة الرئيس السوري بشار الاسد، ما خلا بعض المواقف المتفاوتة الرامية الى التذكير بأن البلاد لا تزال في خضمّ أزمتها، وان التهدئة المشار اليها لا تعدو كونها هدنة ظرفية لالتقاط الانفاس استعدادا للمرحلة الاقسى التي ستواكب صدور القرار الظني عن المحكمة الخاصة بلبنان، لكن لمصدر حكومي نظرة مغايرة الى هذا الانطباع تدعو الى عدم الاستخفاف بتلك الزيارة وما انتجتها من تفاهمات، وان تكن ثمارها لم تتضح بعد، باعتبار ان ثمة من لا يزال يراهن على فشل التحرك الخارجي الذي يقوم به العاهل السعودي في الاتجاه الاميركي والاوروبي من اجل تأجيل صدور القرار الظني حتى تتضح صورة المشهد الاقليمي في ضوء مقوماته الثلاث القائمة على استئناف المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية  المباشرة ومسار عملية السلام في المنطقة والتفاوض الاميركي – الايراني اخيرا بما يشمل الساحة العراقية.

وفي حين تراهن بعض الاوساط السياسية على لقاء مرتقب بين رئيس الحكومة سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يترجم اجواء قمة بعبدا ويعزز مناخ التهدئة، فان المصدر الحكومي عينه يستبعد حصول مثل هذا اللقاء قريباً، مشيرا الى ان قنوات الاتصال والتشاور القائمة بين الحريري وقيادة "حزب الله" كفيلة بتعويض الحاجة الى لقاء ثنائي، خصوصا انه ليس لدى رئيس الحكومة ما يقوله مما يرغب السيد في سماعه. وبالتالي فان لقاء الرجلين يبقى في الدرجة الاولى رهناً بما ستحمله حركة الملك عبد الله حيال المطلب السوري في شأن تأخير القرار الظني.

وفي الانتظار، تبقى الساحة الداخلية مفتوحة على ملف المحكمة من خلال عنوانين: ملف شهود الزور من جهة والفصل بين القرار الظني والمحكمة من جهة اخرى.

وفي هذا السياق، تدعو الاوساط عينها الى التمعن جيداً في مسار المواقف الصادرة عن قيادات الحزب بدءاً من كلام عضو المكتب السياسي محمود قماطي قبل ايام، والذي كشف صراحة عن هدف الحزب "تعطيل المحكمة والسعي الى الغائها"، مرورا بالحملة التي تستهدف الرئيس السابق للحكومة رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة والتي استدعت ردا مباشرا من الحريري وصولاً الى المرحلة الاخيرة من التحرك الداخلي، ومحطتها مجلس النواب.

فالحملة على السنيورة تستهدف حكومته التي فقدت "شرعيتها" بالنسبة الى قوى الثامن من آذار بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها، كما تستهدف القرارات الصادرة عنها في تلك الفترة، وأبرزها قرار انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان، والذي حظي بدعم الاسرة الدولية وتمخض عنه صدور القرار الدولي بانشاء المحكمة وهو ما يجعل قرار حكومة السنيورة في شأنها باطلا في نظر هذه القوى، ولكنّ الغاءه قد يكون متعذرا بعدما حظي بشرعية دولية غير مسبوقة. هذه العوامل مجتمعة تدفع الى الخطوة التالية التي تتمثل في التوجه نحو مجلس النواب ودعوته الى التقدم بطلب من مجلس الامن، وحضه على صرف النظر عن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وهي خطوة يعي "حزب الله" وحلفاؤه في قوى الثامن من آذار انها أكثر قابلية للتحقق من اللجوء الى طرح الامر على طاولة مجلس الوزراء، مع ما ترتّبه خطوة كهذه على الوضع الحكومي المحكوم بسقف التوافق السياسي الاقليمي وعلى رئيس الحكومة تحديدا باعتباره المعني المباشر الاول بهذا الموضوع.

هل الخطوة في اتجاه مجلس النواب مضمونة؟ تجيب الاوساط السياسية عينها بأن التوجه نحو المجلس لا يقل أخطاراً عن التوجه نحو الحكومة، باعتبار ان السقف السياسي الذي يحكم الوضع الحكومي ينسحب ايضا على السلطة التشريعية. وترى ان اي رهان على انقسام الاكثرية النيابية حيال اي موقف مطلوب لالغاء المحكمة دونه عقبات، من غير ان تقلل من اهمية هذا الرهان مع تحوّل النائب وليد جنبلاط الى الضفة المقابلة، مشيرة الى ان جنبلاط سيتحول في مثل هذه الحالة الى "بيضة القبان" والبوصلة التي تحدد رجحان مثل هذا الخيار او عدمه.

واذ تستبعد الاوساط اللجوء الى هذا الخيار قريبا نظرا الى أخطاره الكبيرة على الوضع السياسي في البلاد وما قد يرتبه من ارتدادات على المشهد الداخلي تطيح سقف التهدئة، جاء اعلان المدعي العام في المحكمة القاضي دانيال بلمار مساء امس عن ان المعلومات المقدمة من "حزب الله" الى القضاء اللبناني ومنه الى المحكمة "منقوصة"، ليرد الكرة الى الحزب طالباً منه المزيد من الادلة والقرائن التي وعد بها. وفي قراءة الاوساط السياسية عينها لبيان بلمار الذي سبق خطاب الامين العام بلحظات، وفيه اعتبار المعلومات منقوصة، اشارة واضحة الى ان ما قدم للمحكمة حتى الآن لا يكفي لتغيير مسار التحقيق او يشكل محطة مفصلية لاختراقه وتحويله في اتجاه اسرائيل، مع تأكيد المدعي العام استكمال تحقيقه والتزامه عدم اصدار قراره الظني، الا اذا اقتنع بأنه يستند الى ادلة قاطعة "وذلك في ضوء الظروف كافة"، وان لم يحدد ماهية هذه الظروف. وهذا سيدفع الحزب الى استدراج المحكمة مجددا في اتجاهين: التحقيق مع اسرائيل وشهود الزور. وهذا يعني أن أي موقف للحزب سيكون مرهوناً بما اذا كانت المحكمة ستتجه نحو التحقيق مع اسرائيل، علما ان بيان بلمار لا يعطي هذا الانطباع.

 

طهران لا دمشق

إيلي فواز، الاربعاء/لبنان الآن

غالبا ما عرف لبنان اتفاقات مفصلية بعضها اتى ثمرة جهد اقليمي ودولي كان لها التأثير المباشر على مجريات الاحداث وافضت في بعض الاحيان الى تنفيس الاحتقان ونقل البلد من مرحلة الى اخرى. منها مثلا اتفاق الطائف الذي ما يزال يمتلك محاضرها الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني والتي ان نشرت قد تضيء على حقبة مهمة من تاريخ لبنان وتساهم في فهم تعقيدات الحرب الاهلية.

كما غالبا ما تناولت العامة روايات لم يكن لها اساس من الصحة كعرض الموفد الامريكي دين بروان لرئيس الجمهورية سليمان فرنجية انذاك نقل المسيحيين بالسفن من لبنان الى كندا واميركا او لجأت الى تفسيرات للتطورات السياسية من نوع "مؤامرة كسينجر للشرق الاوسط" في محاولة لاعفاء اللبنانيين من مسوؤليتهم عن الحروب التي شاركوا فيها.

يجد لبنان نفسه اليوم في ظل المازق الذي يعيشه امام اتفاق اخر يعزى له الغالب الاعم التهدئة والاستقرار المؤقت في البلد وهو كان مهد له الرئيس بري في اكثر من مناسبة واطلق عليه تسمية السين السين التي تنادي بالتقارب السوري السعودي كمدخل لحل العالق من المشاكل بين اللبنانين منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

مما لا شك فيه ان السعي السعودي لاطفاء الحرائق في المنطقة كان ضرورة مع التأكد من ان الولايات المتحدة بقيادة الرئيس اوباما لا تملك سياسة خارجية واضحة المعالم لمنطقتنا وهي اذ تتخبط بازمة اقتصادية تنوي الانسحاب من المنطقة التي كانت سبق واشعلتها من خلال قلب نظام الرئيس العراقي صدام حسين من دون ادراك للعواقب التي قد تنتج عن هكذا انسحاب.

فالمملكة العربية السعودية تجد نفسها محاصرة بازمات منها الداخلية في محاربة القاعدة، ومنها الخارجية في كل من لبنان والعراق وفلسطين واليمن، ناهيك عن الانقسام والمواجهات داخل الصف العربي الواحد (مصر - سوريا) الذي يضعف الدور ويعدم التاثير العربي في الشرق الاوسط لصالح قوى اخرى.

لذلك تسعى المملكة الى ايجاد الحد الادنى من التعاون العربي من اجل احتواء الازمات المتنقلة في المنطقة وتفادي حروبا جديدة، وهي لذلك حرصت على تبريد الاجواء بين لبنان و سوريا وتوفير مناخ ايجابي لعودة العلاقات بين البلدين الى فترة ما قبل اغتيال الرئيس الحريري عل ذالك يساهم في تقليص النفوذ الايراني المتعاظم في المنطقة.

اعتقد اللبنانيون لوهلة ان اجواء الاحتقان بين 14 و 8 اذار ستبدد بفعل التقارب السوري السعودي كما وعدوا وان الملفات الخلافية لن تكون مادة للسجال الاعلامي  وان حكومة الوحدة الوطنية ستنصرف لمعالجة اوضاع الناس المعيشية كل ذالك بانتظار الحل الاتي ولكنهم تفاجأوا بعكس ذالك تماما اذ استعرت حملة 8 اذار على المحكمة الدولية والقوات اللبنانية والرئيس السنيورة واستمرت تلك القوى بتوتير اجواء البلد والتهديد بسبعة ايار والتلويح باسقاط الحكومة ان هي لم ترضخ لمطالبها فيما قوى اذار 14 تتفادى المساجلة تماشيا مع مرحلة التقارب العربي واتفاق السين السين .

وتساءل كثر هل يهدف التفاهم هذا إلى تسليم البلد لسوريا وحلفائها في لبنان ومحاكمة 14 اذار وقادته؟ 

يكاد القلق ان يكون في محله لو ان سوريا لم تفقد عناصر القوة التي امتلكتها على مدى عقود. فهي اولا انسحبت عسكريا من لبنان وعودتها اليه مستحيلة اذ ان ايران لن تسمح بمشاركة احد نفوذها على حزب الله او التحكم بصراعها مع الغرب واسرائيل وهي ثانيا لا تستطيع منافسة مصر في القطاع نظرا لسيطرة الاخيرة على العابر منه واليه في ظل حصار بحري حديدي تفرضه اسرائيل على غزة اما في العراق فتأثير سوريا لا يتعدى محاولة تبنيها "السنة العرب" الذين لا حولى لهم ولاقوة في رسم مصيره بالاضافة انه لا يمكنها مخالفة حليفتها ايران في مأربها العراقي. وبالتالي تصبح سوريا الحلقة الاضعف في ظل الدور الفارسي المتعاظم والطموح النيو عثماني المتجدد للمنطقة والتفوق العسكري الاسرائيلي.

هذا كله طبعا لا يضع لبنان في دائرة الامان او يقيه شر التجاذبات الاقليمية ولا ينفي حسن النية عن المسعى السعودي ولكنه يدفعنا الى اعادة النظر في مدى قدرة هذا التفاهم على التاثير على ساحتنا الداخلية والتفتيش عن كثير من الاجوبة في طهران لا دمشق.

 

جنبلاط نقطة ارتكاز « التغيير الحكومي» يقسم كتلته النيابية الى نصفين

الهدنة السياسية مستمرّة حتى منتصف أيلول : «شهود الزور» المدخل الى مرحلة الانقلاب المضاد

جوني منيّر (الديار)، الاربعاء 25 آب 2010

خلال اطلالاته المتواصلة السابقة، تطرق امين عام حزب الله الى نقطتين اساسيتين واحدة في المضمون والثانية في التوقيت.

ففي النقطة الاولى قال نصرالله بوضوح وصراحة ان ما حصل بعد العام 2005 كان غير شرعي وهو قصد في هذا المضمار ان انقلابا حصل منذ العام 2005 ما يستوجب مواجهته بانقلاب مضاد.

وفي النقطة الثانية دعا انصاره لان يذهبوا الى الصيام في شهر رمضان وان يعيدوا عيد الفطر، وبعدها «سنتحدث». وهو ما جعل البعض يعتقد ان قرار التحرك التصاعدي للانقلاب المضاد انما سيكون بعد عيد الفطر، او بتوقيت اوضح في النصف الثاني من ايلول.

وليس واضحاً تماما اسباب الهدنة السياسية التي يعيشها لبنان حالياً، فالبعض يردها الى مفاعيل زيارة الملك عبدالله والرئيس الاسد الى بيروت، والبعض الآخر يربطها باتصالات دولية تجري مع كل من دمشق وطهران بشكل منفصل بحيث تتركز الاتصالات مع الاولى لابعادها قدر الامكان عن ساحة المعركة وبالتالي ضمان عدم دعمها «حزب الله» والثانية لاغوائها وضبط اندفاعها. والبعض الثالث يتحدث عن مناخ جديد في المنطقة قوامه مفاوضات اسرائيلية - فلسطينية وترتيبات في العراق، والبعض الاخير يعزو السبب الى الحاجة لبعض الوقت بانتظار جلاء صورة صدور القرار الظني وسط ما يحكى عن تأجيل حتى آذار، وبانتظار جواب وزارة العدل اللبنانية حول مسألة شهود الزور. وربما الحقيقة تجمع كل الاسباب معا.

الا ان الواضح ان الهدوء المخادع الذي يظلل الساحة اللبنانية في هذه المرحلة هو هدنة لن تلبث ان تتبدد بعد استكمال كل عناصر المواجهة.

فالاكيد ان معظم الفرقاء داخل لبنان وخارجه يتحضر للمواجهة التي ستكون سياسية اكثر منها امنية (في حال لم تطرأ مستجدات غير محسوبة) ولكنها ستكون شرسة وقاسية وتهدف الى تغيير في المعادلات السياسية.

فمن السذاجة الاعتقاد ان ابعاد مسألة القرار الظني عن التداول الاعلامي او حتى الاخذ «بقرائن» السيد نصرالله يعني ان مرحلة اتهام حزب الله انتهت.

 ومن الغباء الاعتقاد ايضا ان حزب الله سيقف متفرجاً حتى صدور القرارالظني «ليبني على الشيء مقتضاه».

 فصحيح انه عند صدور القرار الظني الذي يتهم عناصر من حزب الله ستتفجر الحكومة اللبنانية، لكن عندها سيكون موقف حزب الله ضعيفاً كونه سيظهر وحده في مواجهة هذا القرار وسيضعه في موقف صعب. اما في حال صدور القرار الاتهامي بعد حصول تعديلات واسعة على مستوى المعادلة السياسية في لبنان ولا سيما على مستوى الحكومة اللبنانية، فان الحكومة اللبنانية الشرعية هي التي ستتولى مواجهة القرار وسيكون حزب الله في المقاعد الخلفية.

انطلاقا من هذه المعادلة فان الاستنتاج واضحا: طالما ان هنالك قراراً ظنياً «مبهماً» يجري التحضير لصدوره، فان حزب الله يجد نفسه ملزما باستكمال هجومه الاستباقي والذي ينتهي مع حكومة جديدة تحتضن توازنات مختلفة.

ورغم مكابرة البعض من خلال اعلانهم ومنذ مدة بـان لا تغيير حكومياً في الافق فان الكواليس السياسـية تضـج باخبار التغيير الحكومي. لدرجة ان البعض طرح اخيراً حلاً اعتبره اكثر مرونة ويقضي بحصول تعديل حكومي يشمل ستة وزراء. وارتكز هذا الاقتراح على ان الحقائب الاساسية التي تغير في التوازنات وهي الحقائب الامنية والعدل، تكون اساس التعديل الحكومي. واقترح مثلا ان يشمل التعديل الحكومي وزارات العدل والدفاع والداخلية والخارجية والاعلام اضافة الى الوزيرة منى عفيش.

 لكن المشكلة الاساسية التي اعترضت هذا الاقتراح كانت في الوزراء الجدد والوانهم الحزبية. فمثلا هنالك اتجاه قوي لاسناد وزارة الداخلية الى سليمان فرنجية، لكن المشكلة ستكمن في التوزيع داخل الحكومة.

لذلك يعتقد كثيرون ان فكرة التعديل قد لا تكون واقعية لا سيما ان الذين يعترضون عليها، انما يفعلون ذلك لاسباب تتعلق بتوازن الحكومة الداخلي وليس لاسباب تتعلق باسماء الوزراء او بتبادل الحقائب.

وانطلاقا من هنا، يعتقد البعض ان انتهاء شهر رمضان سيشكل نقطة الانطلاق في مسار التغيير الحكومي والطريق الى ذلك عنوانان اساسيان الاول حياتي ويتعلق بحال الامتعاض المتصاعدة لدى الناس من الخدمات المتردية لإدارات الدولة (كهرباء - ماء - المواصلات - الضمان الاجتماعي والخدمات الصحية... الخ)

والثاني ويتعلق بجواب وزارة العدل حول شهود الزور والذي سيعني حكما تفجر الحكومة.

لكن في هذه المعركة نقطة ارتكاز اساسية وهي: وليد جنبلاط الذي سمع كلاما جديا حول موقفه في حال طرح موضوع تغيير الحكومة - وبدا جنبلاط في موقع صعب بين عودته الى دمشق وحزشب الله وتحصين واقع الجبل الامني وعلاقته مع الملك السعودي، والخطر الذي يحدق به شخصيا في حال انتقاله عمليا الى الموقع الثاني ليكرس تبدل التوازنات الداخلية.

وحاول جنبلاط ان يهرب من هذه «الكأس» من خلال الضغط على سعد الحريري كي ينفذ سياسة اكثر مرونة. لكن جنبلاط يدرك ان الساحة اللبنانية امام تقاطع مصالح دول «وعند تغيير الدول احفظ رأسك». وبالتالي فإن للرغبات الداخلية هامشاً ضيّقاً بدليل ما اعلنته واشنطن بأن المحكمة باقية ومستمرة حتى ولو اعترض على ذلك سعد الحريري.

 وقيل ان جنبلاط ابلغ الحريري بأنه وفي حال وصول الامور الى مفترق التغيير الحكومي سيقسم اصوات نوابه بالتساوي بحيث سيكون هو ونوابه الحزبيون مع التغيير الحكومي ونوابه من خارج الحزب الاشتراكي (ومعظمهم مسيحيين) مع بقاء هذه الحكومة. لكن هذا الموقف سيجعل النواب الـ 64 مع التغيير والـ 64 مع بقاء الحكومة وعندها قد يشتد الصراع ويصبح سلاح الاغتيال وسيلة جاهزة لترتيب الامور. لكنه يحكى منذ الآن عن نواب سينتقلون من هنا الى هناك او على الاقل سيقفون على الحياد. في المقابل يراهن الفريق الاخر على استمالة سوريا من خلال ضغوط اميركية بحيث تقف بوجه الانقلاب المضاد. لكن لدمشق حسابات اخرى وهي تبدو رابحة في حال رست الحكومة على توازنات جديدة اذ انها ستكون من حصتها فلماذا لا تبقى بعيدة عن اللعبة طالما انها ستستفيد في نهايتها! في النصف الثاني من ايلول سيدخل لبنان عنق الزجاجة لأن الوقت ينفذ من امام الجميع.

 وباريس نصحت كبار المسؤولين في لبنان «امنوا الحماية للحكومة حتى نهاية هذه السنة وبعـدها ستكـون الامور في مسار اخر». قبل هذا الموعد كانت باريس قد نصحت المسؤولين اللبنانيين تقطيع فصل الخريف على اساس ان القرار الظني سيصدر في ايلول. انما اليوم هنالك من يتحدث عن قرار ظني في كانـون الاول ولذلك النصيحة الفرنسية «بالصمـود» حتـى نـهاية السنة.  وفي المقابل حزب الله يضع حساباته ايضا وهو يندفع في هجومه الاستباقي ما سيجعل من ايلول طرفه مبلول حتما.

 

الدائرة القانونية في "القوات اللبنانية": النيابة العامة الإستئنافية تحيل الشكويين بحق حمدان وباسيل أمام قاضي التحقيق الأول الرئيس جان فرنيني

موقع القوات/صدر عن الدائرة القانونية في حزب "القوات اللبنانية" البيان:

تعلن الدائرة القانونية أنه وبعد أن كان رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع قد تقدم بواسطة وكيله رئيس الدائرة القانونية في الحزب المحامي الدكتور سليمان لبوس، بشكويين أمام النيابة العامة التمييزية، الأولى ضد السيد مصطفى حمدان (المدعى عليه في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري) وباتريك باسيل المدير المسؤول عن الموقع الإلكتروني للتيار الوطني الحر Tayyar.org، والثانية ضد السيد مصطفى حمدان منفرداً وذلك على خلفية إطلالاته التلفزيونية في برنامج "خبر وخبرية" الذي تبثه شاشة الـ OTV ، فقد أحالت النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان الملفين أمام حضرة قاضي التحقيق الأول الرئيس جان فرنيني الذي سيبدأ تحقيقاته مع المدعى عليهما حمدان وباسيل في الملفين لإرتكابهما جرائم القدح والذم بحق الدكتور جعجع كما جرائم التحريض على إثارة النعرات وتعريض سلامة الدولة للخطر وذلك لما ارتكباه من جرائم مذكورة أعلاه خلال الزيارات العربية والدولية الناجحة التي قام بها الدكتور سمير جعجع.

 

معلنا فوز الرفيق باتريك ريشا في انتخابات رئاسة مصلحة الطلاب،

المكتب السياسي الكتائبي: نأسف لتغيير البعض مواقفهم قبل الجلسة النيابية لاقرار حقوق الفلسطينيين وللتعديلات التي ادخلت على ورقة 14 آذار ما يفتح المجال أمام إمكانية الطعن بطريقة التصويت       

 موقع الكتائب

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الاسبوعي اليوم الثلاثاء استثنائياً افساحاً في المجال امام اعضائه للمشاركة أمس في الذكرى الـ 28 لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية.

وبعد التداول في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية صدر عن المجتمعين البيان التالي:

1- اعتبر المكتب السياسي ان ذكرى انتخاب الرئيس بشير الجميل هي ذكرى تاريخية بلغ فيها أول كتائبي سدة رئاسة الجمهورية متوجاً مسيرة من النضال والشهادة من أجل لبنان الـ 10452 كلم مربع. وجاء انتصار بشير لمصلحة مفهوم الدولة على ظاهرة الدويلات والسلاح غير الشرعي. ودعا المكتب السياسي اللبنانيين الى التأمل في معاني هذه المناسبة وفي الأمل الذي ولّده بشير في نفوس الكتائبيين خاصة واللبنانيين عموماً فيدركون مكانة حزب الكتائب ويستعيدون الشعور بالكرامة الوطنية ويسعون لتحقيق حلم لبناني تركه وديعة في ضمير كل لبناني.

2- اطلع المكتب السياسي على تقرير الأمانة العامة حول مجريات عملية انتخاب رئيس مصلحة الطلاب في الحزب يوم الأحد الماضي وقد فاز فيها الرفيق باتريك ريشا على منافسه الرفيق ايلي قازان ضمن اصول المناقبية الحزبية والأخلاقية الكتائبية. واعتبر المجتمعون ان التجربة المميزة التي خاضها الحزب سمحت للقاعدة الطلابية الكتائبية باختيار هيئتها مباشرة عبر الاقتراع السري وأكدت نضوج الممارسة الديموقراطية في بناء الهيكلية الحزبية. ونوه المكتب السياسي بالتنظيم الذي وضعته الامانة العامة للعملية الانتخابية حيث صار توزيع مراكز الاقتراع على المحافظات لتسهيل مشاركة كل الرفاق في عملية الاقتراع.

3- توقف المكتب السياسي عند ردود الفعل التي تلت إقرار القوانين المتعلقة بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين تسهيلات إنسانية واجتماعية. وإذ جدد الحزب موقفه المتفهم لمعاناة الفلسطينيين، أبدى أسفه لإقدام عدد من المسؤولين على تغيير مواقفهم ووعودهم والتزاماتهم التي سبقت الجلسة النيابية، لاسيما دولة رئيس مجلس النواب الذي كان أكد على ضرورة ان يتم توافق وطني بين الأطراف اللبنانية كافة قبل إقرار المشاريع المتعلقة بالفلسطينيين.

واعتبر الحزب ان ترجمة التوافق تكون في طريقة التصويت على النصوص التي يقرّها المجلس النيابي لا سيما عندما تلامس التوطين المرفوض في مقدمة الدستور. ومن هنا كان اصرار الحزب على ضرورة ان يسري على القوانين المتعلقة بالشأن الفلسطيني ما يسري على الأصول المتعلقة بالمواد الدستورية حرصاً على المصلحة العامة والوفاق الوطني ومستلزمات العيش المشترك .

وأسف المكتب السياسي أيضاً لتعديلات أدخلت من دون توافق على ورقة 14 آذار، وللطريقة المتسرعة التي جرى فيها التصديق على القوانين وهي تثير الريبة والشك، وتفتح المجال أمام إمكانية الطعن بطريقة التصويت التي جرت في الجلسة النيابية، كما أن أطرافاً من مختلف الاتجاهات السياسية بدأت تعلن أن ما حصل ليس سوى خطوة من سلسلة مشاريع قوانين لاحقة تتضمن أمورا أخرى منها، حق التملك. ويخشى الحزب، إن لم يتفق اللبنانيون على ضوابط صارمة للتشريع في أمور تلامس التوطين، أن تشكل هذه الخطوة مرحلة متقدمة على طريق هذا التوطين.

كما جدد المكتب السياسي إستغرابه أن يتم إقرار تسهيلات للفلسطينيين وحجب حقوق عن بعض اللبنانيين ولاسيما أولئك الذين يملكون أراضٍ ومساكن ومصالح في مناطق متاخمة للمخيمات. وكان جدير بالمجلس النيابي أن يقر بنفس الوقت حق التعويض على هؤلاء اللبنانيين. كما ثمّن المكتب السياسي مبادرة رئيس الحكومة إدراج إقتراح الكتائب بهذا الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء الأخير وتكليف لجنة وزارية برئاسته لدرسه وإعداد مشروع قانون بشأنه.

4- بينما لبنان يمرّ بأصعب مرحلة من تاريخه، وهو بحاجة الى تفعيل علاقاته الدولية، يجد المكتب السياسي وضع وزارة الخارجية غير سليم ولا يمكن ان يستمر كما هو عليه اليوم. والمسألة لا تقتصر على التعيينات وحدها بل تتعداها الى وضع الديبلوماسية اللبنانية الغائبة عن الساحة الدولية من خلال الفراغات في الإدارة المركزية والتوجيهات والبعثات. ورأى الحزب ان الوزارة لا يمكن ان تبقى معطلة بهذا الشكل ويطالب الحكومة بمعالجة الخلل وحسم الموضوع لا سيما لجهة الاحجاف الحاصل بحق المسيحيين.

5- توقف المكتب السياسي عند التحركات التي تجري احتجاجاً على وضعي الكهرباء والماء وهو اذ اعتبر ان اعتراضات المواطنين على الوضع المزري الذي وصلت اليه الأمور امر مفهوم ومبرر؛ إلا انه يخشى أن يكون عدد من هذه التحركات ذات خلفية سياسية مشبوهة وتخرج عن نطاق الاحتجاجات المشروعة مما ينذر بتطورات أمنية تحت ستار الظلم الكهربائي والمائي والمعيشي.

وطالب المكتب السياسي الوزارة المعنية كما الحكومة اللبنانية بضرورة معالجة هذا الوضع المتفلت واسبابه الحقيقية بأسرع وقت ممكن، حرصاً على مصالح الناس البديهية، ومنعاً لاستغلاله لغايات اخرى.

 

سينودس الكنيسة الكاثوليكية الخاص من أجل الشرق الأوسط، المطران سويف لـ"النهار": الحضور المسيحي في الشرق ليكون فاعلا يجب أن يُبنى على الشركة      

 النهار/هو أمين السر الخاص للسينودس الخاص بالشرق الاوسط. راعي ابرشية قبرص للموارنة المطران يوسف سويف، يستعد، كما تقتضي مهمته، للحدث، متابعا التحضيرات في لبنان ومختلف الابرشيات في الشرق والفاتيكان، متنقلا من هنا الى هناك، مجريا اتصالات، متابعا من كثب، ملاحقا الامور. "دور امين السر محدود في مرحلة انعقاد السينودس، بحيث يكون في شكل اساسي الى جانب الامين العام للسينودس، يساند ايضا مقرره، اذا سُئِل ذلك، وله ايضا دور مباشر في حلقات الحوار التي من المفترض ان تتعمق في المسائل المعروضة، فيجمعها ويبوبها"، يقول في حديث الى "النهار". السينودس يطال كل الكنائس الكاثوليكية في الشرق الاوسط. وانطلاقا من هذه الشمولية، يتواصل المطران سويف مع الامانة العامة. يقول: "صحيح انني راعي قبرص، لكنني مرتبط بلبنان وطني، واستطيع بطريقة او باخرى ان انقل ما يحصل من تحضيرات فيه. وارى ان هناك تحضيرات جدية، لا سيما على مستوى كل أب من آباء المجمع. وهنا نقطة اساسية، اذ ان على كل اسقف من الاساقفة المشاركين في السينودس ان يكون مساهما في تطوير هذا العمل المجمعي وإغنائه، بخبرته الخاصة وبكنيسته وبخبرة كل الجماعات التي تنتمي اليها. وبهذا المعنى، تكون المشاركة فاعلة".

"الوقت كاف... والمقارنة لا تجوز" هل ثمة صعوبات في التنظيم او الاتصالات او التحضيرات؟ يجيب: "لا اعتقد ان هناك صعوبات بارزة. احيانا قد يقارن بعضهم ما بين هذا السينودس والسينودس الخاص من اجل لبنان. ثمة شبه بينهما، لكن ثمة ما يتميز به كل منهما. على سبيل المثال، عشنا السينودس من اجل لبنان في شكل رعوي كثيف، وقد انطلق الى مختلف الفئات المجتمعية للكنيسة، والمؤمنون ساهموا، خصوصا في مرحلة الخطوط العريضة، وابدوا آراءهم، مما أنشأ حالا جيّدة. وبالنسبة الى السينودس المقبل، وبحكم انه يشمل دولا عدة، يجب ان ندرك ان كل كنيسة تتمتع بآلية معينة وفقا لخصوصيتها. والمهم ان يدخل هذا السينودس الى معالجة الموضوع بعمق".

والموضوع هو الحضور المسيحي في الشرق. و"كي يكون هذا الحضور فاعلا، يجب ان يُبنَى على الشركة"، يؤكد. "وعندما يُبنَى على الشركة، تكون هناك شهادة. هذا هو لبّ الموضوع الذي يجب ان يعالج من بابه اللاهوتي والكنسي والرعوي والاجتماعي والثقافي والانساني، اي من بابه الواسع".

ويجرّ الحديث الى اثارة ملاحظات يبديها بعضهم على محدودية الوقت المخصص للتحضير للسينودس، واستغراب شمول الكنائس في الشرق معًا بمعالجة مشتركة في وقت تتمتع البلدان التي تنتشر فيها بخصوصيتها واوضاعها الخاصة. وعليها يرد سويف بوضوح: "اذا كانت ثمة ملاحظة على محدودية الوقت، فمردها الى مقارنة السينودس المقبل بالسينودس الخاص بلبنان. ويجب الا تحصل هذه المقارنة، وخصوصا ان التحضير للسينودس من اجل لبنان استحوذ وقتا طويلا لمعالجة قضية "لبنان الرسالة ورجاء جديد". وقولي بعدم المقارنة سببه ايضا ان السينودس ينعقد عادة من اجل منطقة كبيرة او قارة - والسينودس من اجل لبنان كان استثنائيا، لانه عقد من اجل بلد واحد - والشرق الاوسط منطقة واسعة لها اهميتها الدينية والاجتماعية وتعقيداتها الجيوسياسية والثقافية. لذلك هناك خصوصية لكل بلد. وكل كنيسة في كل بلد تجد الطريقة المناسبة للتحضير، لان الغاية هي ايصال كل اب من آباء السينودس الى المشاركة بنضج في التفكير والتعمق في الموضوع. كذلك فان الاختبار الذي يعيشه الشرق الاوسط يوميا وقت كافٍ".

نحو 350 في "عمل مجمعي"

هيكلة السينودس وموضوعاته ومحاوره باتت كلها واضحة، جاهزة. "اهمية السينودس تكمن في فكر كل شخص مشارك فيه"، يقول. "فالسينودس فسحة كنسية تعّبر عن المجمعية في الكنيسة. كل اب من آباء الكنيسة عنده الحرية المطلقة في ان ييدي رأيه وتفكيره وتطلعه خلال السينودس. وهنا اهمية هذا العمل المجمعي. فيه حرية الرأي والاختبار الانساني الشخصي الروحي اللاهوتي. وكلها يصب في معالجة هذا الموضوع تحديدا، بحيث يؤدي في النهاية الى استنتاجات عملية رعوية".

ولائحة المدعوين الى هذا "العمل المجمعي" تهتم بتفاصيلها الامانة العامة للسينودس، "والتي ترتبط بالبابا بينيديكتوس السادس عشر مباشرة، وتعبّر عن رأيه وفكره وتعليمه". وما هو معلوم حتى اليوم هو ان الدعوة موجهة الى المطارنة العاملين، "ويمكن ان تشمل ايضا مطارنة مستقيلين، وستوجه ايضا دعوات الى شخصيات اسلامية وغيرها من العلمانيين والخبراء"، يفيد سويف، متوقعا ان يصل عدد المشاركين الى نحو 350. وهذا العدد جيد".

"عيش الشركة"

المتوقع من السينودس واضح في الذهن. "عيش الشركة. هذا ما نتوقعه منه"، يقول. "السينودس هو عمل الروح القدس في الكنيسة. وعلى المستوى الاعلامي، لا بد من التركيز على السينودس بمجمله وبانطلاقته اللاهوتية الاساسية. السينودس هو استمرار للعنصرة، وايضا هو عمل كنسي. ويهمه في الدرجة الاولى والاساسية والمبدئية والنهائية موضوع الايمان الذي يرتبط بالاختبار الانساني ووجود الكنيسة في قلب العالم... المتوقع اذا هو نداء الى المسيحيين، والكاثوليك في شكل اساسي، لتجديد عيش الشركة".

دور آخر يقرنه سويف بالسينودس: "انه نوع من تقييم للذات، ونقد بناء للتطور الروحي والايماني للكنيسة والمؤمنين من اجل اكتشاف اهمية دورهم في قلب العالم ورسالتهم المسيحية". يقول: "عيش الشركة يعني انه اذا كان هناك انقسام في مكان ما في الكنيسة او بين المسيحيين، فهو ليس مقبولا، لانه يتناقض وطبيعة الكنيسة ورسالتها. والسينودس يأتي ليذكِّر بأهمية الشركة والوحدة، لانه اذا كان المسيحيون مدعويين الى تأدية شهادة، فكيف يؤدونها وهم في انقسام؟ هذه الشركة ستعاش في قلب الكنيسة الكاثوليكية وبين المسيحيين. والنص واضح في هذا الشأن، ويضع فسحا رعوية مؤسساتية لعيشها".

عيش الشركة مع غير المسيحيين نقطة اخرى مهمة يلفت اليها سويف. "لم لا يكون هذا العيش ممكنا اذا كان هناك ايمان حقيقي ولم يكن هناك تعصب؟ فالمؤمن الحقيقي هو الذي يكون منفتحا على الله. وانفتاحه هذا يؤدي تلقائيا الى انفتاحه على الآخر، ايا يكن، لان الله ابو الجميع. لذلك دور المسيحيين في الشرق الاوسط- وهم حاملو ارث الانجيل- انفتاحي على الجميع". ويشدد على اهمية هذا العيش، "في مناخ من الحوار ترعاه مؤسسات، او خارجها من خلال حوار يومي بين الناس. وبهذه الطريقة يحافظ الشرق على طبيعته ورسالته". وكيف تتمنى على المسلمين قراءة السينودس ونتائجه؟ يجيب: "آمل ان يطلعوا على ورقة العمل ويقرأوها كنص. ثم تبدأ مرحلة التفكير والتساؤل، وحتى كتابة الرأي وتوجيهه الى مسؤولين معنيين. الفكرة هي ان السينودس حدث من الكنيسة الى كل الناس، نداء الى كل ذوي الارادات الصالحة، دعوة الى التفكير والحوار واللقاء. وهذه ثوابت تطور الفكر البشري والعلاقات الانسانية".

تطبيق فاعل للنتائج التي سيخرج بها السينودس من المسائل المثارة من اليوم. ويكون "بموجب مبادرات عملية واضحة وصريحة"، يقول. "الشركة تقودنا الى التكامل والتنسيق والتعاون على مختلف الصعد. اتمنى مبادرات رعوية واضحة جدا، ليس في لبنان فحسب، انما في كل دول الشرق. ومن شأن السينودس ان يضع لها الرؤية او الخطة. الامر يحتاج ايضا الى تغيير في الذهنية. واذا كانت هناك صعوبات، فعلينا السعي دائما الى الامام".  

 

ألف شاب وشابة يريدون الاحتماء بالوظيفة العامة بفعل انحسار سوق العمل هذه هي حقيقـة أرقـام "دورة الـدرك"... وتفسـيراتها الاجتماعيـة

 كتبت كلير شكر في "السفير": كانت النيران "الصديقة" التي صوّبها رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط باتجاه دورة الدرك، كفيلة باستقطاب الأنظار باتجاه خطوة وزارة الداخلية لتطويع شبان وشابات في صفوف قوى الأمن الداخلي، وخفاياها... وحقيقة الأرقام المتداولة حولها.

قبل "القصف الجنبلاطي"، كانت التحضيرات للدورة تتمّ بهدوء تام، ولو رافقتها "حملات منظّمة" لتعبئة الشباب وخاصة المسيحيين ودفعهم باتجاه تقديم الطلبات، وهي نجحت في استقطاب أعداد كبيرة ممن هربوا من شبح البطالة طمعاً في وظيفة آمنة، ولكن لماذا "استهداف" الدورة؟ كيف نجحت في «جذب» الشاب المسيحي بعد انكفائه لسنوات طويلة عن مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والأمنية منها؟ وما هو سرّ هذه "الهجمة" وتفسيرها؟

إذا ما عدنا إلى "ألف باء" دورة الدرك، يتبيّن أن فكرتها ولدت جرّاء الحاجة لتثبيت 10637 مجنّدا ورتيبا متعاقدين مع قوى الأمن الداخلي، نتيجة انتهاء مدّة تعاقدهم، حيث أجاز القانون رقم 665 الصادر في 4 شباط 2005، تمديد خدمة هؤلاء لفترة لا تتجاوز الخمس سنوات، مع العلم أن مدّة التعاقد انتهت في 19 أيار 2010.

ويظهر، بحسب جداول هؤلاء، أن 76% منهم ينتمون إلى الطوائف الإسلامية، و33% ينتمون إلى الطوائف المسيحية، ما يعني خللاً في ميزان المناصفة المسيحية - الإسلامية، في حال تمّ تثبيتهم، ما اضطر السلطة السياسية، ممثلة في مجلس الوزراء، للموافقة على طلب وزارة الداخلية فتح باب التطويع لصالح قوى الأمن الداخلي، تكريساً للتوازن. ولذا وافق المجلس على تطويع 4000 عنصر إضافي من الذكور والإناث، "على أن يراعى في مجموع المثبتين والمتطوعين الجدد مقتضيات الوفاق الوطني".

ولما كانت الكفّة "طابشة" لصالح الطوائف الإسلامية في صفوف المتعاقدين منذ خمس سنوات حتى الآن، تمّ التوافق داخل مجلس الوزراء على أن يكون 3000 متطوع من الطوائف المسيحية، مقابل 1000 من الطوائف الإسلامية، ولا يبدو أن ثمة توجهاً لإعادة النظر بهذا التوزيع، أو رفع منسوبه، على خلاف ما أشيع خلال الأيام الأخيرة.

لم يخطر ببال القيمين على الدورة، أن يجذب "الإعلان" أعداداً كبيرة من الشباب اللبناني، وقد صدم الكثيرون بالطلبات التي تكدسّت أمام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إن على المستوى المسيحي، حيث سجّلت أرقام قياسية، لم يسبق أن لحظتها وظيفة الدركي، أو على المستوى الإسلامي، حيث تهافت الشباب على تقديم الطلبات، في ظاهرة اجتماعية بدت انعكاساً للوضع الاجتماعي - الاقتصادي المترّدي.

كانت الهجمة المسيحية مبررة بالنسبة لبعض المتابعين، لا سيما وأن ثمة جهوداً استثنائية قامت بها «لابورا» بالتعاون مع الكنائس المسيحية والأحزاب، من أجل حضّ الشباب المسيحي على التقدم إلى هذه الوظيفة.

أما «لابورا» فهي جمعية لبنانية غير حكومية لا تبتغي الربح تأسست في 2 نيسان 2008، مهمتها «الحدّ من هجرة اللبنانيين المسيحيين والإسهام في إيجاد حلول ملائمة لمشكلة البطالة، وإعادة نوعية وحجم الوجود المسيحي في مؤسسات الدولة وتفعيل الدور المسيحي العلمي والقيمي في هذه المؤسسات»، ويرأسها الأب انطوان خضره.

وتعمل "لابورا" في "خدمة المجتمع المسيحي بكلّ طوائفه" من خلال ثلاثة محاور متكاملة وهي: التوجيه المهني من خلال العمل على استكشاف الوظائف المعروضة في القطاعين العام والخاص، تدريب المتقدمين للوظائف بما يتناسب مع متطلبّات المباريات لمساعدتهم على النجاح، والعمل على تأمين وظائف في القطاعين العام والخاص.

وقد كثّفت "لابورا" حركتها بالتنسيق مع الأبرشيات، وممثلين للأحزاب المسيحية، لاستقطاب الشباب وإعادتهم إلى حضن الدولة، بعد الإعلان عن حاجة قوى الأمن الداخلي لمتطوعين. وقد نجحت في مهمتها حيث تسلمت دوائر قوى الأمن الداخلي أكثر من سبعة آلاف طلب لشبان وشابات مسيحيين، فيما تبيّن أن أكثر من 32 ألف شاب من الطوائف الإسلامية أودعوا طلباتهم المراكز المختصة، وقد بلغ العدد الإجمالي للمتقدّمين، 38969 شابا وشابة من جميع مناطق لبنان.

تلك الأرقام كانت كافية لتصدم الكثيرين، ولتثير الريبة في ذهن البعض، منهم جنبلاط الذي تخوف من تسلل ميليشوي إلى صفوف قوى الأمن الداخلي، لاسيما بين المتطوعين المسيحيين، مطالباً بإلغاء الدورة، علماً بأن المعلومات تشير إلى أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وصلته بعض الأرقام المغلوطة عن "تركيبة" المتقدّمين، وهي التي جعلته يتخذ موقفا سلبيا من خطوة وزارة الداخلية.

ولكن بين طيّات الملف الذي أعدته "لابورا" لدورة الدرك، تظهر "مساهمة" جزئية، للأحزاب المسيحية، التي شاركت في الحملة، من خلال إيفاد 388 شخصاً، بحسب "لابورا"، ليسوا بالضرورة محازبين، وهم لا يشكلون أكثر من 5% من العدد الإجمالي من المتقدمين المسيحيين، ما يبعد "تهمة" التسييس أو "المحازبة" عن مقدّمي الطلبات، الموزعين على الشكل الآتي:

ـ "التيار الوطني الحر" 159 طلباً،

ـ "القوات" 100 طلب،

ـ "تيار المردة" 82 طلباً،

ـ الكتائب 32 طلباً والنائب نديم الجميل 15 طلباً.

تخمة الطلبات تعني حسب القراءة الاجتماعية - الاقتصادية، أننا أمام ظاهرة تستحق التدقيق في حيثياتها وأسبابها. إذ أن لجوء نحو 39 ألف شاب وشابة، من مختلف الطوائف، إلى أحضان وظائف الدرك، انما يعبّر عن انحسار سوق العمل في القطاع الخاص، ما يدفع بالشاب اللبناني إلى الاحتماء بالوظيفة العامة، ومنها في صفوف قوى الأمن الداخلي التي تعتبر بالنسبة للكثيرين ممن تقدّموا بطلباتهم (نسبة كبيرة منهم من مناطق الأطراف)، ملجأ آمناً نظراً، للضمانات الصحيّة والتعليمية التي تقدّمها، علماً بأن سلّم الرواتب في الوظائف المطلوبة يبدأ من 835 ألف ليرة لبنانية.

في تقدير الباحث الاجتماعي - الاقتصادي الدكتور أحمد بعلبكي أن ما كشفه فتح باب التطويع في قوى الأمن الداخلي، يفترض الوقوف عند مدلولاته الاجتماعية، لأنه يعكس ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب بشكل مريب يفترض أن تبادر معه السلطات الرسمية الى درس أسبابه. ولفت النظر إلى أنه إذا كان معدّل البطالة يقدّر بين 10 و12 % في صفوف العاملين (من عمر 15 سنة إلى 65 سنة)، فهذا يعني أن هذه النسبة تخطّت الثلاثة أضعاف في صفوف الشباب، وفقاً لما يمكن قراءته من أرقام المتطوعين.

ويشرح بعلبكي قائلاً، إن الشباب فئتان، تلك التي تحصّل تعليمها الجامعي في الجامعات الخاصة وقد تستكمله في الخارج، والجزء الأكبر منها يفضّل فرص العمل خارج البلاد، أما الفئة الثانية فهي المتوسطة وما دون، والتي تحصّل تعليماً متوسطاً أو ثانوياً، وهي التي تتكّل على العمل في القطاعات الإنتاجية صناعية أو زراعية في الداخل اللبناني.

وهذه الأرقام ، بحسب بعلبكي، تبين أن نتائج سياسات فتح الأسواق اللبنانية على منتجات أجنبية أقل كلفة، كانت كارثية، لأنها أخرجت القطاعات اللبنانية من دائرة المنافسة، وبالتالي قلّصت فرص العمل، ورفعت نسب البطالة، ما دفع بالشاب اللبناني إلى البحث عن فرص جديدة في القطاع العام، أضف إلى الأزمات المالية المتلاحقة التي اصابت بعض دول الخليج، والتي كانت سبباً إضافياً لانحسار فرص العمل.

ويتبيّن من "العيّنة المسيحية" من المتطوعين أن أكثر من 80% منهم، هم من الذين أنهوا دراستهم المدرسية، فيما الأقلية منهم أكملت السنة الجامعية الأولى، أو السنة الثانية. كما يتبيّن أن الشريحة الأكبر هي من أبناء مناطق الأطراف، حيث سعت "لابورا" لتكثيف حملاتها في هذه المناطق، كون الوظيفة العامة ستساهم في تثبيت أبناء الأطراف في قراهم، للحؤول دون نزوحهم نحو المدن، أو الهجرة. وهو واحد من أهداف "لابورا" الجوهرية في الإبقاء على الوجود المسيحي في أرضه.

وإذا كانت الشابات هن "الدخيلات" على هذه الوظيفة، (9990 طلباً لشابات)، فإن اقتحامهن هذا المجال، له اعتباراته الاجتماعية - الاقتصادية، كما يرى الباحث الاجتماعي أحمد بعلبكي، والتي وضعت الشابة في مصاف الشاب لناحية طلب الوظيفة العامة، والتي أجبرتها على العمل في دول الخليج، وفي صفوف قوى الأمن الداخلي، وهو ما يعني ثابتة وحيدة، هي ارتفاع نسب البطالة.

في مطلع الأسبوع، حسم بيان قوى الأمن الداخلي اللغط حول إمكان إلغاء الدورة، علماً بأن المتابعين لهذا الملف يؤكدون أن السلطة التنفيذية «مرغمة» في السير بها، كونها خيارها الوحيد، على اعتبار أن تثبيت المتعاقدين مشروط بفتح باب التطويع، ولذا لا مجال للهروب من هذا القرار، لتعزيز عديد قوى الأمن الداخلي البالغ راهناً 22318 بين مثبّتين ومتعاقدين.

وستنتقل "لابورا" من مرحلة "تحميس" الشباب، إلى مرحلة "الإعداد" حيث ستنظّم دورات تدريبية مكثفة لهؤلاء، تشتمل موادها على الرياضيات، اللغة العربية والرياضة البدنية...

ولمن يريد المزيد أن يتابع ايضا نسبة المتقدمين الى الأمن العام.. وفيها أيضا يمكن التوقف عند الأبعاد الاجتماعية لظاهرة تقدم أكثر من ستة آلاف لحمل رتبة مأمور أو مفتش في الأمن العام ، بينما المطلوب فقط حوالي الـ 250 !

 

الموفد الفرنسي لتحريك المسار السوري

الاربعاء, 25 أغسطس 2010

رندة تقي الدين/الحياة

أعاد الرئيس نيكولا ساركوزي الاعتبار لأحد أكبر خبراء الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير جان كلود كوسران بتعيينه مسؤولاً عن الاتصالات مع سورية وإسرائيل من أجل تحريك هذا المسار يوماً ما. يمثل تعيين هذا السفير المعروف بخبرته الواسعة في منطقة الشرق الأوسط خطوة ذكية من الرئاسة الفرنسية التي تطمح الى المشاركة في عملية السلام على المسار السوري - الإسرائيلي وعلى المسار اللبناني - الإسرائيلي. تولى كوسران منصب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية، وكان عمل سفيراً في دمشق في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم سفيراً في تركيا والقاهرة، بعدما عمل مستشاراً في سفارات بلاده في تل ابيب وطهران وبغداد. وتولى إدارة الاستخبارات الخارجية الفرنسية ودفع ثمن الخلاف السياسي الداخلي في حكومة التعايش في عهد الرئيس السابق جاك شيراك مع رئيس الحكومة الاشتراكي ليونيل جوسبان عندما نقله شيراك من إدارة الاستخبارات الخارجية الى تولي منصب السفير في القاهرة. ثم تولى كوسران مديرية الأكاديمية الديبلوماسية في فرنسا الذي اسسها كريم آغا خان الذي تربطه علاقة جيدة بالنظام السوري. وكان ساركوزي كشف في أحد خطاباته أن آغا خان كان أحدى الشخصيات التي ساهمت في حضه على فتح صفحة جديدة مع فرنسا.

ويواصل كوسران حالياً مهمته في الأكاديمية، الى جانب مهمته الرسمية التي أوكلها اليه ساركوزي، والتي سيعلنها رسمياً في خطابه اليوم (الأربعاء) في مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج.

ولكوسران معرفة واسعة في المنطقة، فهو درس في لبنان حيث كانت والدته تعلّم في إحدى المدارس الفرنسية. ويحظى باحترام وثقة من الجانب السوري وأيضاً في إسرائيل، وخصوصاً من الإدارة الأميركية. وبالنسبة الى تركيا، لا شك في أن خطوة تعيينه للاتصالات بين الطرفين السوري والاسرائيلي قد تكون مفيدة لجس النبض، لما يمكن القيام به في وقت تراجعت العلاقة التركية - الإسرائيلية، وأصبح الوسيط التركي غير موثوق من الجانب الإسرائيلي. إلا أن الجانب السوري ما زال مصراً على أن تكون تركيا الوسيط وقد سبق لساركوزي أن عرض وساطته للرئيس السوري بشار الأسد عندما زار فرنسا، لكنه أدرك أن الرئيس السوري لن يتراجع عن الوساطة التركية. وكوسران مدرك لذلك وهو سيقوم بجولة على سورية وإسرائيل وتركيا وسيجمع المعلومات لهذا المسار. ويدرك كوسران أيضاً أهمية الدور الأميركي على جميع المسارات، فقد يلتقي باستمرار المسؤولين الأميركيين وهو يحظى من الجانب الأميركي باحترام كبير لقدرته. وكان له لقاء مع فريديريك هوف معاون الموفد الاميركي جورج ميتشيل. إلا أن على رغم قدراته الكبيرة واتصالاته الواسعة بجميع الأطراف، لا يسمح الوضع الإقليمي بالتفاؤل في مهمته. فإسرائيل غير عازمة على التقدم الحقيقي نحو السلام لا مع الفلسطينيين ولا مع سورية ولبنان. وسورية تريد الوسيط التركي والدور الأساسي لاحقاً للإدارة الأميركية حتى وإن وافقت على مشاركة أوروبية. إذاً، مهمة كوسران قد تحرك الاهتمام باتصالاته والمعلومات التي يستخلصها من كل الأطراف، لكن ينبغي ألا يُقرأ فيها تطوّر خارق على مسار معطل على جميع المسارات حالياً. ولا يعني تحسن العلاقة بين باريس ودمشق أن فرنسا ستتمكن من القيام بدور الوسيط التركي. ولكن طبيعة ساركوزي أنه لا يبقى مكتوف اليدين ويريد دائماً المحاولة، واختيار كوسران موفق لهذا الغرض.

 

طوني بطرس « سوبر عميل» جديد بمواصفات وامتيازات «إكسترا»

مُقيم في «طابق المدير» .. سيارتان لأوجيرو بتصرّفه ..وأرقام هاتفية متعدّدة

ابتسام شديد /الديار

عميلُ آخر وجديد من العملاء«السوبر إكسترا» كما يسميهم الأمنيون وقع في أيدي فرع المعلومات الذي بات يحسب له حسابات كبيرة في العمل الأمني وتوقيف العملاء ، حيث تمكن الفرع نتيجة تحريات ومعطيات من توقيفه في المنصورية كما كانت جريدة الديار الأولى في كشف الموضوع في افتتاحية أمس. العميل لمصلحة الإسرائيلين كما بات مؤكداً وفق معلومات أمنية موثوقة الموظف في أوجيرو طوني بطرس كان توقيفه سبب صدمةً لعارفيه وزملائه في العمل على غرار العملاء الآخرين الذين فوجىء محيطهم بتوقيفهم أيضاً على غرار ضباط سابقين وموظفين من درجات عالية ومسؤولين يحظون باحترام أصدقائهم وزملائهم في العمل وهم بالمطلق بعيدين عن أي شبهة أو حتى مساءلة ويحظون بثقة مديريهم وارباب عملهم .مما يؤكد مـرة جديـدةً أن العـمالة لا تنـمي الى طائفةٍ او دين أو موقع او مركز سياسي أو اجتماعي.

وفي التفاصيل أن فرقةً مؤلفة من أربعة سيارات عسكرية كانت وصلت الى سنترال المنصورية حيث يقيم الموظف الموقوف في الطابق العلوي للسنترال منذ أكثر مـن عشرين سنة الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الإثنين وقبل انتهاء دوام العمل وتوجهت الفرقة الأمنية الى حيث يقيم في عملية مداهمة واقتحام من سطح المبنى لمباغتته وتوقيفه قبل محاولته الفرار أو الإقدام على المقاومة ، وحيث يؤكد الموظفون في المكان دهشتهم لما جرى خصوصاً وأن المبنى هو تحت الحراسة الأمنية للجيش اللبناني الذي يتواجد«نقطة» مراقبة أمنية وعناصر أمنية تابعة للجيش في السنترال المذكور.

التوقيف نزل كالصاعقة على المحيطين بالموقوف ، فمنهم من لم يصدق لأنه كان شخصاً عادياً ومحترماً في عمله ، ومنهم من بدا كأنه استوعب التوقيف ، نظراً لكونه كان متكتماً في تحركاته وأعماله الخاصة . ويروي أحد زملائه أنه كان يغادر منزله في السنترال باكراً الى مكان عمله في الدكوانة ويتحاشى الدخول في التفاصيل والاحتكاك المباشر بمحيطه .وبأنه كان يحظى بامتيازات خاصة في عمله جعلت الشركة« أوجيرو» تضع في خدمته سيارتين تابعتين الى الشركة ، كما أنه كان يمتلك عدة خطوط هاتفية ،الأمر الذي كان يطرح تساؤلات لدى بعضهم عن سبب امتلاكه هذا العدد من الأرقام الهاتفية . والإمتياز الكبير الذي كان يحظى به«طوني بطرس» وهنا المفارقة أنه كان يقيم في الشقة التابعة لمدير البريد التابع لإدارة البريد أو المعروف ب« طابق المدير» منذ سنوات عديدة تعود الى نزوحه من بلدته مشغرة وحيث لم تفلح محاولات حثيثة وعلى أعلى المستويات لجعله يترك المكان الذي لا يحق له الإقامة فيه ، حيث أنه يملك شقتين سكنيتين ووضعه المادي والاجتماعي مقبول .

والموقوف عاد مؤخراً قبل نحو أسبوع من رحلة عمل الى الكونغو استمرت قرابة الشهر ، وكان تأخر في العودة مما جعل أحد أصدقائه يمازحه عند عودته«شو فكرناك مش راجع وأنك منهم في إشارة الى متعاملين محتملين».ويضيف عارفوه أنه مطلق في الثانية والستين من عمره ولديه ثلاثة أولاد منهم من يقيم في الخارج حيث كان كثير السفر بحجة زيارة أولاده كما كان يقول . وهو كان يقيم في منزله بمفرده حيث تقوم عاملة أجنبية بخدمته والاهتمام بشؤون المنزل ومؤخراً كان لجأ الى تبديل العاملة الأثيوبية بخادمة فيليبينية .

ورغم كونه متكتماً في تنقلاته وتفاصيله الحياتية ، إلا أن عارفوه ومن كان يتجاذب معهم الحديث السياسي من أطرافه ، تبين لهم أن ميوله السياسية كانت تميل الى 14 آذار لأنه كان يكره السوريين وينتقد بصورة خاصة النائب ميشال عون وطريقة حكمه وإدارته للشارع المسيحي ، في حين كان معجباً في السياسة برئيس الهيئة التنفيذية لللقوات اللبنانية سمير جعجع لكنه ليس حزبيا ولا ينتمي الى اي تيار سياسي.

بالنسبة لعارفيه في العمل فان عمله مهم وموقعه يتيح له التواصل بسهولة مع الإسرائيليين وكذلك تزويدهم بمعلومات هامة وعلى قدر كبير من الأهمية في مجال الاتصالات كونه كان مسؤولاً في الشركة ويمكنه الإطلاع على تفاصيل مهمة تفيد الإسرائيليين ، وهذا بالمؤكد يبقى رهن التحقيق الذي سيكشف حقائق الرجل الستيني وما قام به وزود الإسرائيليين به ، من دون أن تتضح الأسباب الكاملة والحقيقية للأهداف التي سعى إليها من خلال التعامل ، هل بسبب الكسب المادي والربح السريع أم لأسباب سياسية واجتماعية أخرى ... الأسئلة مفتوحة على كل الاحتمالات ، لكن لا أحد يملك الجواب بعد عن سبب وجود هذا«الكم» الكبير من العملاء الذين يتساقطون في مهلٍ زمنية ضيقة والذين يصنفون من العملاء الكبار وغير العاديين الذين تمددوا الى كل الأجهزة والمجتمعات اللبنانية .

 

رئيس الحكومة تنازل إبّان تشكيلها... لكن «الحقيقة» خط أحمر !

بعد الحملات على سليمان والحريري والمرّ وجعجع وانعطاف جنبلاط

إحتجاجات الكهرباء لإسقاط الجيش بعد العديسة... وقبل إتهام بلمار

سيمون ابو فاضل /الديار

بدا واضحا بأن حزب الله وحلفاءه في قوى 8 آذار يريدون اسقاط المحكمة الدولية ويعتبرونها موجهة ضدهم والمقاومة وبذلك فإنهم يبيحون لذاتهم كل المحرمات لطي هذا الملف تحت شعار بأن مضمون القرار الإتهامي على حد ما يتم التداول به إعلاميا سيطال عناصر من الحزب وفي منطقهم بأنه ابعد من ذلك سيؤدي الى فتنة في البلاد واستدراكا لذلك لن يوفر حزب الله وحلفاؤه اي وسيلة لإسقاط المحكمة واضعين الفريق المتمسك بها امام مجموعة ردات فعل تتوزع بين الإستقالة من الحكومة بهدف جعلها مستقيلة بعد ان يتكامل معهم كل فريق 8 آذار بما فيهم وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» وحركة «امل» واستعراضا وزير الدولة السيد عدنان السيد حسين وبين اللجوء الى ردات فعل في الشارع تكون ردات فعل شعبية او امنية.

لكن المشهد الثاني الذي يعكس خيار الفريق المتمسك بالمحكمة يؤكد على تمسكه بالعدالة على قاعدة نهاية الاعمال الاجرامية وان ردات الفعل حول القرار تكون اكثر وقعا مما حصل في 14 شباط 2005 وما تلاه من جرائم او لن يكون تأثيره الميداني اوسع مما حصل في 7 ايار 2008 وتداعياته السياسية.

فالمشهد لدى رئيس الحكومة سعد الحريـري وفـريق 14 آذار لا يبدو دراماتيكيا او مأسويا على حد ما يهدد اركان في قوى 8 آذار. فترؤس الحريري رئاسة الحكومة تشكل ضمانة لضبط الوضع الأمني من باب ترؤسه السلطة التنفيذية التي تخضع لها القوى الامنية والعسكرية.

وايضا القمة السعودية - السورية تتسع مفاعيلها لمنع الخلل الامني على الساحة اللبنانية استنادا الى ما جاء في البيان الختامي لقمة بعبدا التي جمعت رئىس الجمهورية ميشال سليمان كقائد أعلى للقوات المسلحة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد بحيث اكد البيان الختامي على اللجوء للمؤسسات ومنع الخلل الأمني والحفاظ على الإستقرار السياسي.

الى ذلك ما زال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حليفا لرئيس الحكومة سعد الحريري وهو حتى اليوم يعلن عن تمسكه بالمحكمة الدولية وصولا لمعرفة الحقيقة وليس بتطبيق العدالة اذ ان جنبلاط الذي وضع اوراقه على خط التفاهم السعودي - السوري سيكون حتما الى جانب سعد الحريري في اللحظة الحاسمة فهو يعلم بان ترك الحريري وحيدا في معركة تطبيق العدالة لن تكون لصالحه خاصة ان الزعيم السني استطاع حتى اليوم ان يستوعب الكثير من الصدمات واظهار الليونة مع الحفاظ على جوهر نظرته السياسية.

فالمنطق بالنسبة لجنبلاط ابعد من ان يسعى عن ابعاد الطائفة الدرزية عن الصراعات والتجاذبات والمواجهات وردات الفعل المذهبية. وهي ابعد من ان يكون بين مطرقة الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع بما لديهما من قواعد في اقليم الخروب والشوف وقوة انتخابية له وبين قوى 8 آذار التي في حال رجحت كفا لصالحها بعد اسقاط المحكمة ستفرض على لائحة نجله تيمور اللواء المتقاعد علي الحاج او عقيلته سمر او العميد المتقاعد مصطفى حمدان او كل من الوزيرين السابقين ماريو عون وناجي البستاني بعد ان بات موقع رئيس تيار التوحيد وئام وهاب مضمونا منذ اليوم الى جانب تيمور.

فالموضوع بالنسبة لجنبلاط هو موضوع توازنات لا يستطيع ان يعيش سياسيا من دونه لعلمه بان قوى 8 آذار ومن يقف وراءها في محور الممانعة لا يستعمل «المحاية» بل هي تحفظ ما اصابها من استهداف لتردها اليه في الوقت المناسب، لذلك يبدو ان جنبلاط في حاجة الى سعد الحريري الذي يشكل المرتكز الثالث للتفاهم بين عبد العزيز والاسد وقد بدت مواقف الحريري الرمضانية بان الرجل مستعد لكل انواع الموجهات السياسية وفي الوقت ذاته متمسك بالعدالة بهدف حماية الحياة السياسية في لبنان وان كان منطلقها كشف قتلة والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري الا انه مسؤول من موقعه المعنوي والرسمي عن حماية حقوق الشهداء والضحايا والاحياء بينهم.

وفي منطلق رئيس الحكومة ان العدالة تحصن السلم الاهلي وان وصوله الى رئاسة الحكومة من موقعه كزعيم سني في لبنان ورئيس اكبر تكتل سياسي من خلال الانتخابات النيابية بات يفرض عليه احترام مشاعر الناخبين وخياراتهم والتفريط في الشعارات وعناوين الانتخابات النيابية معناه انقلابا على العملية الديموقراطية وهو الذي قدم تنازلات على حساب العملية الديموقراطية ابان تشكيل الحكومة بهدف اشراك كل القوى السياسية بحكومة الوحدة الوطنية والذي يترأسها.

اذا ان كل هذه الاستحقاقات جعلت الحريري في منطق المواجهة الهادئة للحفاظ على مكتسبات التي حققتها قوى الرابع عشر من اذار من بينها انشاء محكمة دولية خاصة بلبنان.

وفي المقابل بدت قوى8 آذار تخوض معركة متعددة الاوجه اذ انها خاضت حملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومن ثم على الرئيس الحريري يهدف ارباكه ابان اللقاءات مع الاسد وثم على نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع دون تحقيقها اي نتائج تدفع هؤلاء للتراجع عن خياراتهم حتى اليوم في اتجاه المحكمة مباشرة.

وقد بدا واضحا بانه منذ احداث العديسة الذي خرج منها الجيش اللبناني مسجلا قدرته على مواجهة العدو الاسرئيلي تشهد البلاد عدة محاولات لضرب صورة الجيش اللبناني واسقاطه اعلاميا من خلال الحملة على وزير الدفاع ومن خلال اللجوء الى عدة احتجاجات في الشارع وقطع طرقات من باب الرهان على ان تؤدي احدى المعالجات التي يتولاها الجيش في الشارع مع المحتجين الى احتكاك ما، من شأنه ان يرتب ضحايا بما يؤدي الى شل هذه المؤسسة.

كما ان هذه التحركات الاحتجاجية تعكس الجهوزية لقوى 8 آذار بالتحرك في حال صدور القرار الاتهامي وقطع الطرقات تحت عنوان العناصر الغير منضبطة الى ان الفريق المتمسك بالمحكمة يقول ان ساعة الصفر لن تكون سهلة على احد وان كل ما يحصل حتى الان هو تحضير لمواجهة قد لا تتخطى الخطوات السياسية والاعلامية.

 

المحكمة الدولية جزء من المقاومة اللبنانية

خيرالله خيرالله/الأربعاء 25 أغسطس/ايلاف

لعل اخطر ما يهدد لبنان في هذه المرحلة بالذات الحملة على المحكمة الدولية التي يفترض ان تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الاخرى التي استهدفت تغطية جريمة العصر... وحتى الجرائم التي مهدت لاغتيال ذلك الزعيم الوطني اللبناني الذي اعاد الوطن الصغير الى خريطة الشرق الاوسط والعالم بدءا بمشروع اعادة الحياة الى بيروت.  يتبين كلما مرّ يوم ان رفيق الحريري دفع ثمن ايمانه بلبنان وبصيغة العيش المشترك وبقدرة اللبنانيين على مواجهة الهجمة المستمرة على بلدهم منذ ما يزيد على اربعة عقود. دفع ثمن ايمانه بأنّ في الامكان اعادة بناء المؤسسات اللبنانية عن طريق المثابرة من جهة والتمسك بفكرة الدولة من جهة اخرى. ربما اغتيل رفيق الحريري لأنّه آمن بالدولة ومؤسساتها وبأنّ هذه الدولة ستبتلع الميليشيات وستقضي على كل سلاح غير شرعي نظرا الى الميليشيات تساهم مع السلاح غير الشرعي في بقاء لبنان حقل اختبار وضحية للتجاذبات بين القوى الاقليمية ولحفلة التكاذب المستمرة بين العرب انفسهم وبين العرب وغير العرب في المنطقة. ما هذا التكاذب الذي يفرض السكوت عن ابقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة على الرغم من صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الامن التابع للامم المتحدة في آب- اغسطس 2006؟ ما هذا التكاذب الذي يعني ان ليس هناك من يريد قراءة نصّ القرار والاعتراف بانه يعني قبل اي شيء آخر وقف تدفق السلاح على لبنان واغلاق جبهة الجنوب واحترام "الخط الازرق" وتمكين اهله من العيش بسلام ووئام في انتظار تسوية شاملة على الصعيد الاقليمي في يوم من الايّام تضع حدّا نهائيا للمزايدات والشعارات الفارغة والمتاجرة باللبنانيين والفلسطينيين واستخدامهم وقودا في معارك لا علاقة لهم بها...

 تكشف الحملة التي تستهدف التخلص من المحكمة ان هناك من يريد تأكيد انه لم يتغيّر شيء في لبنان وان الوطن الصغير في حاجة دائمة الى وصاية اكانت سورية او سورية- ايرانية. المهم ان يظل لبنان "ساحة" لا اكثر تستخدم لتصفية الحسابات مع العرب وغير العرب واخضاع كل لبناني يتجرّأ على رفع رأسه والقول انه ينتمي الى ثقافة الحياة والحرية وكل ما هو حضاري في هذا العالم. ولذلك، تستمر حملة التهويل على اللبنانيين كي لا تظهر الحقيقة التي تكشف من اغتال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما ومن حاول قبل ذلك اغتيال مروان حماده ثم الياس ميشال المر ومي شدياق وسمير شحاده. المطلوب بكل بساطة ان يستسلم اللبنانيون للقدر وللذين يريدون منهم القول ان اسرائيل وراء كل الجرائم وانها من اغتال سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميّل وانطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج والمقدم وسام عيد والملازم سامر حنّا.

ليس سرّا ان لاسرائيل موقفا واضحا من الصيغة اللبنانية، خصوصا انها تريد احتكار الديموقراطية في المنطقة. اكثر من ذلك، لم تعترض اسرائيل يوما على اي محاولة لوضع اليد على لبنان وابقاء الجنوب خارج سيطرة الجيش اللبناني وتحويله الى بؤرة توتر تستغلها متى وجدت ذلك مناسبا لها. اسرائيل اعترضت حتى على وصول "قوات الردع العربية" وهي في معظمها سورية الى الحدود الدولية التي شكلت "خط الهدنة" بين لبنان واسرائيل. وهذا الخط كان عمليا الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين ايام الانتداب. اسرائيل كانت ترغب في بقاء "المسلحين الفلسطينيين" في جنوب لبنان نظرا الى انها كانت في حاجة الى "مناوشات" معهم بين الحين والآخر. ولكن هذا لا يعني ان على اللبناني اتهامها سلفا بالجرائم التي ارتكبت في الاعوام 2004 و2005 و2006 و2007 وحتى تلك التي ارتكبت قبل ذلك. في الامكان اتهام اسرائيل متى توافرت الادلة التي تؤكد ضلوعها في الجرائم. وحدها المحكمة الدولية قادرة على اثبات ذلك. ولذلك يجب ترك المحكمة تؤدي مهمتها وما هو مطلوب منها... بعيدا عن التشويش واطلاق الاتهامات الفارغة من اي محتوى.

يندرج ما يتعرض له لبنان حاليا في سياق محاولة انقلابية تنفّذ على مراحل. تكمن مشكلة الذين وراء المحاولة في انهم فشلوا حتى الآن في اسكات اللبنانيين ومنعهم من الادلاء برأيهم ومن استعادة جزء من حريتهم. لبنان لا يزال يقاوم واللبناني يعرف قبل غيره ان وجود المحكمة الدولية جزء من المقاومة. لولا المقاومة، لما كانت هناك محكمة ولما كان هناك من يخاف من المحكمة ويحاول الغاءها بقوة السلاح وبالكلام الكبير عن مؤامرة اميركية – اسرائيلية بغية اثارة الغرائز المذهبية بشكل مكشوف.

في انتظار القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي بلمار، ليس امام من يهاجم المحكمة الدولية سوى الانتظار وطرح سلسلة من الاسئلة من نوع: لماذا الخوف من المحكمة الدولية ومن قرار اتهامي لم يصدر بعد؟ لماذا تتدخل ايران ويهاجم المسؤولون فيها المحكمة الدولية اليست لدى ايران طريقة افضل لاثبات ان لا علاقة لـ"حزب الله" بمسلسل الجرائم التي ارتكبت في لبنان؟ لماذا لا يتخذ العرب موقفا واضحا من الهجمة التي يتعرض لها لبنان والتي تستهدف عزله عن محيطه وجعله خاضعا لميليشيا "حزب الله"، تماما كما حال غزة التي سقطت في قبضة ميليشيا "حماس"؟

الوقوف مع المحكمة الدولية جزء لا يتجزّأ من المقاومة اللبنانية. وحده كشف الحقيقة يخدم لبنان والاستقرار في لبنان في المدى الطويل. في النهاية، ليست المحكمة الدولية سوى وسيلة لمساعدة الوطن الصغير على كسر الطوق الذين يحاولون فرضه عليه لتغطية الجرائم التي استهدفت اشرف اللبنانيين واشرف العرب. انها دليل على تعلق اللبنانيين بثقافة الحياة بديلا من ثقافة الموت والجهل واللجوء الى الغرائز المذهبية لا اكثر ولا اقلّ.

 

في 8 آذار تأكيد بأنّ لا عودة إلى ما قبل تمّوز 2010

"لعبة التوتر" تكشف زيف المفاضلة بين العدالة والاستقرار

المستقبل - الاربعاء 25 آب 2010 - العدد 3751 -  وسام سعادة

التناقض المفتعل بشأن المحكمة الدوليّة بين مقام العدالة ومقام الإستقرار مدعاة لعجب كثير. ذلك أنّه يخفي التناقض الحقيقيّ، الذي نتابعه يوماً بيوم، بأمّ العين، بين مناخات "التوتّر" ومناخات "الإستقرار". وما يقترح على اللبنانيين إلى الآن من لدن 8 آذار ليسَ إلا استقراراً مسنداً بلعبة التوتّر الخطابيّ والسياسيّ والمؤسساتيّ والأهليّ وأحياناً الأمنيّ المستمرّ بين صعود وهبوط. فالإستقرار بالنسبة إلى 8 آذار يقوم على أساس التوتّر الدائم، لكن بشرط أن يكون هذا التوتر الدائم غير مستقرّ، بحيث يمكن أن يركن إلى منزلة "التهدئة" حيناً أو يباغت الجميع بتأزّم فجائيّ حيناً آخر، وأحياناً تتدخل عناصر التشويق والإثارة فيحتار الناس وهم يترقبون الإطلالات، بين من يتوقّعها "تهدويّة" وبين من يتحضّر لها على أساس أنّها "تفجيريّة".

والسؤال الملازم للعبة التوتّر الدائم غير المستقرّ هو هل تستمرّ هكذا لعبة على هذه الحال لشهور وشهور؟ هل يبدأ معدّل التوتّر بالإزدياد مجدّداً مع نهاية شهر رمضان أم انّ شبكة الأمان الإقليميّة حيويّة وناشطة بقصد الحدّ من هذا الإحتمال؟ أما السؤال المقابل فهو: ما ثمن الخروج من لعبة التوتّر الدائم، الصاعد حيناً والهابط حيناً آخر، خصوصاً إذا ما أيقن المرء أن التناقض قائم بين "التوتّر" وبين "الإستقرار" وليس بين "الإستقرار" وبين "العدالة" أو بين "الإستقرار" وبين "الإستقلال"؟ في 8 آذار من يريد أن يوحي بأنّ لا عودة إلى ما قبل معدّل التوتّر الذي تعرفه البلاد منذ شهرين، وبالتحديد أكثر منذ إثارة مسألة "القرار الظنيّ" الذي لم يصدر بعد، والذي لم يكتب بعد، والذي لم يتعيّن بعد تاريخ صدوره.

وبالفعل، فإنّ لعبة التوتّر الدائم الصاعد حيناً والهابط حيناً آخر لا مخرج تلقائياً منها، بل إنّ التفاؤل جلّه مرتبط بقدرة شبكة الأمان الإقليميّة على امتصاص الحدّة الخطابيّة الموجّهة ضدّ منظومة العدالة وضدّ المحكمة الدوليّة وضدّ الأكثرية اللبنانية المواظبة منذ خمس سنوات على رفع مطلب الحقيقة والوفاء لشهداء ثورة الأرز.

وبين التشاؤم بأنّه لا عودة إلى ما قبل تمّوز 2010 على صعيد التوتّر الداخليّ وبين التفاؤل بأنّ لا مجال لتجاوز شبكة الأمان العربيّة المتبلورة أيضاً في تمّوز 2010، يظلّ الوضع اللبنانيّ عموماً، ووضع التنظيم "الطليعيّ" في 8 آذار أي "حزب الله" خصوصاً، وضعاً مرتبطاً بجملة تحدّيات بالنسبة إلى سهولة الحركة. التحدّي الأوّل جنوبي مكرّس دوليّاً وهو القرار 1701. والتحدّي الثاني داخليّ مكرّس عربياً وهو "صلح الدوحة". في وسع "حزب الله" استنزاف الـ1701 و"الدوحة"، لكن ليس بمقدوره الخروج عليهما والإصطدام بهما. كذلك الأمر حتى الآن بالنسبة إلى المحكمة الدوليّة. يخوّنها ولا يقطع معها. وشيئاً فشيئاً هي حاله مع شبكة الأمان الإقليميّة حيث يتعامل معها بمزيج متضارب من المشاعر والمواقف.

وفي هذا السياق بالذات، تأتي لعبة التوتّر التي يقوم بها 8 آذار لتكشف زيف المفاضلة بين الإستقرار والعدالة، ولتكشف أنّ المفاضلة الوحيدة الممكنة والتي يجريها بالفعل معظم اللبنانيين هي تلك القائمة بين التوتّر من ناحية، والإستقرار من ناحية أخرى.

 

لا توازن..

المستقبل - الاربعاء 25 آب 2010 - العدد 3751 - علي نون

يطرح عليهم الرئيس سعد الحريري التهدئة، فيُقابل بالصراخ من الصارخين، والافتراء من المفترين، والشتم من الشتّامين، والسفاهة من السفهاء، وبسقط الكلام من ساقطين، وبعهر شارعي زواريبي من الذين تربّوا وشبّوا على أخلاق الشارع وزفته وتصريفاته الصحية وغير الصحية! يطرح عليهم خطاب الاستقامة الوطنية، فيردّون عليه بخطاب التشويه الذي لا يخدم إلا نواطير المقابر، وفي أعرافهم تحويل الوطن الى مقبرة جماعية، وتحويل التزوير الى أيقونة موشّاة بحبر التعمية والقطران وأوساخ المزابل، ناسين تبعاً لقصور في ذاكرتهم أن التزوير حرفة أولى في دكّانة إسرائيل منذ قيامها الى اليوم، وهم في عُجالة من أمرهم لملاقاتها في منتصف الطريق الى المصائب، غير منتبهين تبعاً لقصور في فهمهم الى مدى قدرتهم على إفادتها فيما يدّعون محاربتها! يطرح عليهم الالتفات الى هموم الناس، فيردّون باصطناع مقدمات وتبريرات لإلغاء تلك الهموم من خلال افتعال هموم أكبر وأخطر تتصل بالحياة من أساسها، وتتصل بالبقاء والمدنية والعمران والاجتماع والحداثة باعتبارها أول بنيان الحضارة النافية لبداءة التيه في مكامن التخلّف حيث يقيمون ويرتعون مرتاحين.

يطرح عليهم خطاب الابتعاد عن الهيجان المصاحب لنزق فاقد الحجة والمنطق، فيردّون عليه بتسعير خطاب الدسّ، وتعميم مفردات السلبطة والتسلّط والوعيد والتهديد..

يطرح عليهم خطاب الحوار، فيردّون بتسعير خطاب الخصام والتشظّي.. مفتعلين تذاكياً يغطّي في عرفهم المعتوه على مبتغاهم الحقيقي الناوي على إعادة عقارب الساعة الى ما قبل قمم لمّ الشمل وإنهاء القطيعة وإعادة الأمور الى نصابها التوحيدي، فيما مشروعهم من أوّله الى آخره لا يقوم إلا على الشرذمة باعتبارها مدخلاً لأحصنة تخرق طراودة العربية وتحطم سياجها من الداخل! يطرح عليهم خطاب الباحث عن حقّه بخجل وأدب، فيردّون عليه بوقاحة اللصوص الناوين على سرقة كل شيء بما فيه حق السؤال حيث المطلوب أن يبقى الجواب مقموعاً الى يوم القيامة!يطرح عليهم خطاب التسوية، فيردّون بخطاب الفتنة وفي ذهنهم أنها تقلب الآية وتنسف السكّة وتمنع قطار الحقيقة من الوصول الى محطته الأخيرة.. يردّون بخطاب الغي والإلغاء والعسف وفي ذهنهم أنها أدوات ترهيب اعتمدت في ذلك اليوم المشؤوم من أيار وأوصلت الى مبتغاهم الأخير: الفتنة ليس إلا! لا توازن في هذه اللعبة يا صاحبي.. لا توازن بين خطاب الورد وبيوت الفلّ والياسمين والحياة، وبين خطاب الكيد والشوك والفناء ومزابل الأسيد والوسخ الطافح في رأس الوسخ التزويري!

 

قتلى من حزب الله والاحباش على خلفية ركن سيارة في برج ابي حيدر

الثلاثاء, 24 آب 2010

إندلعت إشتباكات مسلّحة بين عناصر من "حزب الله"، وآخرين ينتمون الى "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" "الأحباش"، إستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى بينهم مسؤولان إثنان في "حزب الله" وسبعة جرحى

وأفادت مصادر أمنية أن "إشكالاً فردياً وقع غروب الثلاثاء في منطقة برج أبي حيدر، بين عنصر من حزب الله وآخر من الأحباش على خلفية محاولة الأول ركن سيارته بالقرب من مسجد الأحباش، فتدخل أشخاص من الطرفين ما لبث أن تطور إلى عراك بالأيدي ثم تبادل لإطلاق النار

ولفتت المصادر الى أن "مسلحي "حزب الله" طوّقوا مركز ومسجد الأحباش في برج أبي حيدر، وامتدت التوترات الى المناطق المجاورة مثل حي اللجا، المزرعة، الكولا وزقاق البلاط والبسطة الفوقا، وسمع دوي قذائف الـ"بي 7" والرشاشات الحربية في هذه المناطق

وأدت الإشتباكات إلى مقتل مسؤول "حزب الله" في بيروت محمد فواز ومرافقه محمد جواد، إضافة الى مقتل عنصر من جمعية الأحباش أحمد عميرات نجل مختار محلة زقاق البلاط جمال عميرات، وجرح 7 أشخاص

ووفق شهود عيان فإن مسلحين من "حزب الله" أقدمو على إطلاق النار على محال ومؤسسات تجارية ينتمي أصحابها الى جمعية المشاريع، ومن هذه المؤسسات سوبر ماركت "الديوان" التابعة للجمعية في منطقة النويري، كما أفاد الشهود أن مسجد برج أبي حيدر الذي يعتبر مقر قيادة الأحباش تعرض لإصابات بقذائف الـ"بي 7".

واستدعت هذه الإشتباكات إتصالات بين نواب بيروت لتدارك الوضع وسحب المسلحين من الشوارع، كما أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان إتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه بري للغاية عينها، وبعد ساعات بدأ الجيش اللبناني إنتشاراً في مناطق الإشتباكات

واصدر نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني إلياس المر قراراً جمّد خلاله تراخيص الاسلحة حتى إشعار آخر.

وجرت ايضاً إتصالات بين نائب مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد عباس إبراهيم مع مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق المركزية في حزب الله وفيق صفا ورئيس الهيئة الإدارية في جمعية المشاريع "الأحباش" بدر الطبش والنائب السابق عدنان طرابلسي

 

"بوشهر" يعمل سلمياً حتى الآن ... والعالم يستعد للأسوأ   

٢٥ اب ٢٠١٠ /  غسان عبدالقادر

يبدو حتى الآن أن المسار النووي الإيراني قد نجح في تخطي الكثير من العثرات وتجاوز حقول الألغام وتجاهل القرارات الأممية. الرياح الأقليمية والدولية تقود الآن سفينة نجاد الذرية بتوازن بعد نجاح تشغيل محطة بوشهر بالوقود النووي الروسي. هذا الأمر يعتبر مستهجناً إلى حد ما خصوصاً إذا علمنا أن إسرائيل مثلاً قد قامت بضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981 وتدمير المفاعل السوري الذي كان يُعتزم إقامته عام 2007، قبل أن يتم نقل الوقود إلى المفاعلين النوويين. حفل الإفتتاح الذي أقيم السبت الماضي، بحضور رئيس وكالة الطاقة النووية الروسية ونظيره الإيراني، جرى في المفاعل الشهير في بوشهر والذي بلغ من العمر 35 عاماً بعد أن بدأ الشاه بناءه ودمرت أجزاء منه أثناء الحرب مع العراق. ليعاد إعماره من جديد بدأً من 1995 بالتعاون مع المؤسسات الروسية. وبالرغم من الرقابة الروسية والدولية لضمان سلمية النوايا الإيرانية في المفاعل، فإن امكانية التلاعب من الجانب الإيراني قائمة عبر عدة أبواب. من هذه الأبواب الإفادة من تشغيل بوشهر لتدريب فنيين وعلماء إيرانيين داخل المفاعل، يمكن لهم نقل خبراتهم إلى مفاعلات غير خاضعة للرقابة مثل "ناطانز" و"آراك".

هذا الإعتقاد عبر عنه وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي حين حذر من أنه مع ازدياد عزلة إيران، ستعمد إلى القيام بمحاولات تهرب أكبر قائمة على المرواغة. وكان ليفي قد أجرى مباحثات مكثفة في الأسبوعين الماضيين محادثات مع مسؤولين في الإمارات والبحرين ولبنان حول العقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي على إيران بسبب برنامجها المثير للجدل.

مفاعل بوشهر قد ادخل إيران من الباب العريض إلى نادي الدول ذات الطاقة النووية وهو ما سيمكنها من أنتاج آلاف المغواط من الكهرباء، وتعويض الكثير من الخسائر الناجمة عن الحصار المالي المفروض عليها عبر تحرير ملايين البراميل من النفط الخام والغاز الطبيعي التي كانت مخصصة أصلاً لتوليد الطاقة الكهربائية. وإن إختلطت مواقف الدول من تشغيل "بوشهر" بين داعم ومترقب وحذر وشاجب، فإن الكلّ يجمع على أنّ إيران ذات الأسلحة النووية هي كيان غير مقبول تحت أية ظروف.

لماذ قبل الأمريكيون بتشغيل بوشهر...ولماذا لم يرض الإسرائيليون؟ تعليقاً على تشغيل بوشهر، جاء رد وزارة الخارجية مهادناً إلى حدّ كبير على لسان الناطق بإسمها، داربي هولاداي، الذي أعتبر تسليم روسيا لايران الوقود اللازم لمفاعل بوشهر يؤكد ان ايران ليست بحاجة لامتلاك قدرات خاصة بالتخصيب وهذا المفاعل هدفه فقط توفير طاقة نووية ذات استخدام مدني على أنه لا يعفي ذلك النظام الايراني من مسؤولياته تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أما الإسرائيليون فرفضوا عملية التشغيل ورأو فيه أمراً غير مقبولاً على الاطلاق "ان ينعم بلد ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الامن وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي بثمار استخدام الطاقة النووية بل ما يجب فعله هو زيادة الضغوط لاجبار ايران على الالتزام بالقرارات الدولية ووقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وانشاء مفاعلات، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلي، يوسي ليفي.

الواقع هو أن البيت الأبيض رضي صاغراً ببدأ العمل في بوشهر، ليس خوفاً من خطابات نجاد أو إيماناً بسلمية نوايا طهران، بل كثمن مقابل رضا الكرملين بحزمة العقوبات التي فرضت حديثاً على إيران، وربما أيضاً تأجيل صفقة صواريخ الـ"أس 300" الروسية الصنع والتي كان من المزمع تسليمها للإيرانيين منذ وقت طويل، كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأٍسبوع الماضي. ويضيف تحليل الصحيفة الأمريكية، أن تسليم هذه الصواريخ، ذات الفعالية الكبيرة في إسقاط الطائرات، من شأنه التعجيل بالضربة الإسرائيلية إستباقاً من تل أبيب لدخول الـ"أس 300" في الخدمة الفعلية.

تدرك كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الخطر المحدق والمتمثل بإيران، غير أن هذه الرؤية الموحدة لم تستطع ان تتوافق على سياسية مشتركة للتعاطي مع خطر طهران النووية. ويفضل الأمركيون في هذا الشأن التعاطي الدبلوماسي الأوبامي الذي يدفع بالعقوبات بإعتبارها عاملاً كافياً في الوقت الراهن عوضاً عن اطلاق الصواريخ المؤجلة إلى حين تقييم ادق لعواقب الضربة العسكرية خصوصاً بأبعادها العالمية.

الإسرائيليون لديهم وجهة نظرهم في هذا الشأن. فعلى سبيل المثال رأى الجيش الإسرائيلي نفسه قد حقق نصراً في عملية الرصاص المصبوب التي شنها على غزة (2009 – 2010) والدليل على ذلك هو ان الجبهة الجنوبية هادئة بنسبة 99% منذ ذلك الحين حتى الآن. من هنا لا يزال نتانياهو يصر على القيام بحل ولو مؤقت من وجهة نظر الأمريكيين عبر شلّ جزئي للقدرات النووية الإيرانية.

روسيا:عين "كيريينكو" على سوء النية الإيرانية

روسيا التي تحاول اللعب على الخطوط الدبلوماسية، حاولت الافادة من دورها في تشغيل بوشهر في سبيل ثني طهران عن امتلاك اسلحة نووية. فقد أشتكى الإيرانيون طوال السنوات الماضية من تأخر أعمال البناء في المحطة ورفضوا الأعذار التي قدمها الروس على أعتبار أنهم يحابون الغرب. أما الروس فقد قدموا حجج مختلفة كتأخر مدفوعات العملاء الايرانيين، ووجود مشاكل في دمج معدات عفا عليها الزمن موجودة في بوشهر مع تكنولوجيا حديثة، بالإضافة إلى مشاكل لوجستية تسببت بتوقف العمل.

هذا التوجه الروسي لم يعد خافياً على أحد. فقد أصرت روسيا على مسألة عرقلة استخدام ايران لمفاعل بوشهر لتحقيق طموحاتها النووية، حين أصر المفاوضون الروس وبعناد ان يتم إستعمال الوقود الروسي الصنع للمفاعل ، بدلاً من انتاجه على اراضيها، وكذلك بإعادة قضبان الوقود المستخدم الى روسيا (لأنه قد يشكل مادة قد تستخدم لصنع اسلحة نووية). ووفق صحيفة The Diplomat المتخصصة بالشؤون الدولية، أن الروس لا يعتقدون أنه من المنطقي للإيرانيين القيام بإنتاج وقودهم الخاص لأنه مكلف جداً وبالتالي لا يوجد غاية من وراء القيام بمثل هذا الإنتاج إلا نية إيرانية مبيّتة للشروع ببرنامج سري لانتاج الأسلحة النووية. وهذا بحد ذاته كان دافعاً أساسياً لدى الروس لقبولهم بالعقوبات الأخيرة على إيران.

الموقف الروسي يبدو صلباً بعد أصرارهم على القيام بإشراف لصيق من جانبهم ومن جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من يمسك حالياً بالملف ويعتبر العين الساهرة على رعايته هو سيرغي كيرينكو، رئيس روساتوم Rosatom، مؤسسة الطاقة النووية الروسية. ويصنف كيريينكو على أنه سياسي محنك، شغل منصب رئيس الحكومة في عهد الرئيس السابق بوريس يالتسين، وأعتبر من أبرز الإصلاحيين الشباب المناوئين للشيوعية والمقربين من الغرب، حتى أن لديه العديد من الأملاك والإستثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكجزء من الصفقة حول بوشهر، يسمح للوكالة بمراقبة عمليات المنشأة من خلال القياس عبر أجهزة استشعار وكاميرات مع امكانية إجراء عمليات تفتيش في موقع بوشهر من حين لآخر. كما حذرت روساتوم، التي سيكون لها فنيون تحت صفة المدربين في بوشهر، ان أي محاولة لإساءة استخدام إيرانية للمنشأة لتحويلها مفاعلا لصنع قنابل من شأنه أن يؤدي إلى قطع العلاقات بين روسيا وإيران.

بوشهر يعمل سلمياً ولكن...والخليج يستعد ويتسلح !

الغريب في أنّ "سلمية" المشروع النووي الإيراني تواكبت مع حملة تسلح في إيران ودول الجوار. فغداة الافتتاح في بوشهر، حرصت طهران على كشف النقاب عن طائرة "كرار" وهي قاذفة للقنابل من دون طيار، طويلة المدى، ومحلية الصنع.

جيران إيران أعربوا عن قلقهم على مستويين. فالكويت، وهي أقرب البلدان للمحطة، صرحت على لسان وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان "قلق الكويت ناتج من تخوفها في حال حدثت اي تسربات نتيجة عوامل طبيعية تحمل تداعيات مستقبلية". وبحسب ما نقلت وكالة أ.ف.ب.، طالب نواب كويتيين باتخاذ تدابير احترازية للتعامل مع احتمال حصول اي تسرب اشعاعي، خصوصا ان المحطة تقع مباشرة على الخليج، فيما تعتمد الكويت بنسبة كبيرة على تحلية مياه الخليج لسد احتياجاتها من المياه.

هذه المخاوف لها ما يبررها مع إستذكار كارثة "تشيرنوبيل" عام 1986، التي أدت إلى حدوث تلوث واسع النطاق مع الإشارة أن تكنولجيتها كانت روسية. وبحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الرياح السائدة والتيارات البحرية في شمال الخليج العربي تعني أن أي تسرب إشعاعي من مفاعل "بوشهر" سيصل بسرعة إلى جنوب العراق، والكويت، ومناطق معينة في المملكة العربية السعودية. إن أضرار الزلازل المحتملة تشكل هي أيضاً مصدر قلق؛ كما أن هناك العديد من خطوط الصدع الكبرى في إيران التي تغطي 90 في المائة من تلك البلاد.

لكن هناك مستوى ثان للتخوف الخليجي، ترجمته الكويت عملياً من دون أن تصرح به. فقد عقدت دولة الكويت مع الولايت المتحدة اتفاقية لشراء ما يقارب من 209 صواريخ باتريوت حديثة الطراز Patriot Pac 2 بقيمة 4.4 مليون دولار لكل منها. كما أنه لدى الكويت صواريخ باترويت من طراز Pac2 القادرة على أسقاط الصواريخ البالستية فقط ورصدها عن بعد مئات الكليومترات وتدميرها ضمن نطاق 20 كيلومتر، وفق موقع Strategy Page المتخصص بالشؤون العسكرية والأمنية.

وفي نفس اليوم الذي أفتتح به بوشهر وأعلن عن إطلاق طائرة الكرار، كما أعلن عن صفقة شراء أسلحة موسعة بين الحكومة الأميركية والحكومة السعودية تقدر بحوالي 60 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وقد روت صحيفة الوال ستريت جورنال عن مصدر رسمي أميركي، أنّ هذه الصفقة جاءت ضمن الخطة الرامية لتسليح دول الخليج العربي في ظل تعاظم القوة العسكرية الإيرانية واستمرار الجدل حول طبيعة برنامجها النووي الذي قد يتخذ طابعاً عسكرياً. وتتضمن الصفقة 84 طائرة مقاتلة من طراز F-15بقيمة 30 مليار دولار وكذلك تجديد سبعين طائرة هجومية من طراز إف15 إس. كما أشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن الصفقة ستتوسع لتشمل طائرات وستين مروحية هجومية من طراز أباتشى إيه إتش46 دي مع تحديث عشرين طائرة "أباتشى إيه إتش64 إيه" بالإضافة إلى تحديث 69 مقاتلة رايثيون باتريوت أمريكية.

المصدر : خاص موقع 14آذار