المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 28 آب/تموز/2010

إنجيل القدّيس لوقا 16/9-17

وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟ لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال». وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله. دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ. ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة.

 

صدام "الأحباش"-"حزب الله":قراءات في السياسة والتكتيك العسكري و"التأديب"الإلغائي ولغة جمهور ...المقاومة

الجمعة, 27 أغسطس 2010

يقال.نت

يحاول "حزب الله"ان يعيد هجومه على المحكمة الخاصة بلبنان وعلى "الفريق الضحية"إلى الواجهة، ولكن ما اقترفه في بيروت، بدءا بمحلة برج أبي حيدر، طغى على ما عداه، نظرا لتقديم "حزب الله" دليلا إضافيا على توافر جهوزية كاملة لديه، للإنقضاض على الداخل اللبناني، في اللحظة التي يراها مناسبة.

ولعل هذه الحقيقة، يمكن تجسيدها بمشهدين، الأول تمثل بإرجاء جميل السيد لمؤتمر صحافي كان مقررا أن يعقده بمناسبة الذكرى السنوية لتوقيفه، بفعل تراجع "الإهتمام" بمقولات "حزب الله" الخاصة بالتحقيق الدولي وبما يسمى "شهود الزور"، أما الثاني فتزايد الإهتمام بما ينطق به وئام وهاب من تهديدات للداخل، وصلت الى حد استعمال عبارات "رجال العصابات" عندما تحدث، وهو يصحّح لوزير حزب الله محمد فنيش معلوماته عن توجهات حزب الله، عن خطة موضوعة لرمي 40 أو 50 شخصية لبنانية في صناديق السيارات لتخليص البلد منهم!

ولا يمكن فهم الموقف الرسمي من تفلت سلاح"حزب الله" مجددا في الداخل، على الرغم من تعهده في الدوحة بالإقلاع عن ذلك، سوى في استمرار كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية في لبنان على استقبال وهاب، من دون محاسبته، الأمر الذي يفسّر، بوضوح، تأخر الجيش اللبناني في الدخول لمنع تصاعد وتيرة الإشتباكات، وترك الأمور على غاربها لساعات عدة، كانت كافية لتمكين "حزب الله" من ممارسة سياسته التأديبية تجاه كل من يمكن أن يمس به، وهكذا تمكن من حرق ما حرقه وترويع من روّعه وخطف من خطفه!

وإذا كان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد نجح في استصدار مواقف عالية في مجلس الوزراء مع إعادة الإعتبار لشعار سبق طرحه، ويتعلق بجعل العاصمة منزوعة السلاح، إلا أن "حزب الله"، بدا بعد ساعات على رفع الصوت بهذا الشعار، مستخفا به، متشبثا بأن سلاحه "مقدس"على امتداد الجغرافيا اللبنانية.

وكانت سوريا، بعيد هذه الإشتباكات، محط أنظار المراقبين، لأن "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" هي "سورية الهوى"، وحظيت برعاية مخابراتية إستثنائية، منذ ظهورها على الساحة اللبنانية في العام 1983، واعتبر كثيرون أن مسارعة المسؤولين السوريين إلى استقبال وفد من "الأحباش"، غداة "معركة الحرق الإنتقامي"بمثابة رسالة إستياء لـ"حزب الله" الذي لم يشن حملة مباشرة على "الأحباش" ولكن حلفاءه هم من تولوا هذه المهمة، مع بروز كلام خطر للغاية صدر عن جمهور "حزب الله" على منتديات هذا الحزب الإلكترونية التي يتم إدراجها من ضمن "الإعلام الحربي".

وكان واضحا أن لجوء "حزب الله"مجددا الى "فائض القوة" المعترف بتوافره لديه أصلا، قد انقلب عليه، بحيث بدأت الأوساط السنية والمسيحية المتحالفة معه، تتحدث عن أن "حزب الله" لا يراعي حلفاءه إلا بالكلام والرشى الفارغة، ليبرز وجهه المستقبلي في سلوكيته العدائية تجاه أي خطأ يمكن أن يقترف بحقه.

وهنا بدأت هذه الأوساط، في حلقاتها المثقفة سياسيا، تستذكر كيف صفّت "الثورة الإسلامية في إيران" حلفاءها، بمجرد أن انتصرت على نظام الشاه!

ولأن"حزب الله"، بدأ يحصي اضراره من استعماله لـ"فائض القوة"، في زمن كان يحتاج فيه الى "ثوب الضحية" وليس الى "طبيعة الذئب"،ع لى اعتبار توافر إقتناع لديه بأن المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار، يُنهي تحقيقات من شأنها أن توجه اصابع الإتهام،رسميا، الى مجموعة منه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وربما،باغتيال غيره ايضا.

وعلى هذا الاساس، وجد "حزب الله" مخرجا باتهام "طابور خامس" بالدخول على الخط، وأن ما "اضطر" إلى فعله، لم يكن يستهدف "الأحباش الحلفاء"، إنما من يمكن أن يكون قد اندسّ بينهم من "عملاء الداخل". ولكن هل تستقيم هذه المحاولة؟

ثمة من يعتقد بأن التحقيق في المؤسسة العسكرية لن ينتهي الى نتائج "تُزعج"حزب الله، خصوصا أن شيئا لا يضطرها الى ذلك مع انكفاء "الأحباش" السريع الى شعار" قلب الصفحة "، واكتفاء الأطراف الأخرى المعنية بما حصل في طلب رد المظلومية عنها!

إلا ان تحقيقات ميدانية، جرت ووفّرت ثبات قناعة البيروتيين خصوصا بـ"إذية"حزب الله!

ماذا في هذه التحقيقات؟

كانت "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، تقيم افطارا لـ"حركة امل"، ولدى ازاحة بعض السيارات من أجل ركن سيارات "الضيوف"، مرت سيارة يستقلها مسؤول القطاع السادس في "حزب الله" محمد فواز،الملقب "أبو تراب"، ومعه مرافقه الذي تلاسن مع شباب المشاريع المولجين بالتنظيم وجرى تدافع وأطلقت شتائم، إنتهت الى مقتل فواز.

وبفارق زمني قصير للغاية، سبق وواكب كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إفطار نسائي تحدث فيه بجزم أن ليس في "حزب الله" عناصر "غير منضبطة" أو "مخترقة"، شُنّ "حزب الله" هجوما صاعقا على "الأحباش" قارب "الإلغاء".

وفي ساعات سبقت دخول الجيش اللبناني على الخط واتصالات أجرتها الأجهزة السورية المختصة، كان "حزب الله" قد دمر وحرق وأنجز الآتي:

1-مسجدين من مساجد المشاريع (كلياً أو جزئياً)

2-منشأة الديوان الاستهلاكية

3-مؤسسة التعليم الديني التابعة للمشاريع المرتبطة ببروتوكول تعاون علمي مع جامعة الأزهر في مصر

4-متاجر يملكها "مشاريعيون"

5-خطف "مشاريعيين"من منازلهم، بالإستناد الى لوائح معدة مسبقا، ولم تستثن سوى الوجوه السياسية المعروفة للتنظيم.

 ويقول خبير يعرف المنطقة التي بدأ فيها الإشتباك، أن مجموعات من "حزب الله" انطلقت من شارع المأمون ومتفرعاته ليتجه بعضها غرباً لمهاجمة مسجد برج أبي حيدر وإدارة المشاريع ومنزل رئيس المشاريع، ويتجه بعضها غرباً لمهاجمة مسجد البسطة الفوقا، وقد ساندتهم مجموعة ثالثة لمهاجمة استهلاكية الديوان.(أنظر الخارطة).

ويجزم هذا الخبير بأن وجود طرف ثالث في المنطقة التي انطلقت منها مجموعات العدوان -شارع المأمون الذي بريط برج أبي حيدر بالبسطة- لا يصدقه من يعلم خصائص تلك المنطقة.

في هذا الوقت، واكب "الإعلام الحربي" العملية العسكرية، ففيما غابت "المنار"عن الصورة حضرت منتديات "حزب الله" الإلكترونية ومنها على سبيل المثال، "شبكة الدفاع عن حزب الله"، وإليكم نماذج عما قاله أعضاء هذا المنتدى الذين يطلق على كل واحد منهم لقب "مقاوم"مرفق برقم، ويحمل كل منهم إسما من أسماء المعارك او الأئمة الشيعة، مع نشر صور لهم تمتد من عماد مغنية الى الإمام الخميني، في تعبئة غير مسبوقة جرت محاولة استيعابها لاحقا، بعد تدخل "وسطاء التهدئة".

وفي هذه النماذج جاء الآتي:

1-من اين لهم السلاح هؤلاء الاوباش

لعنة الله عليهم.

2-الله يرحموا والله سنأخذ بثأرك ولو طال الزمان

3- اكيد هي جمعية مشاريع صهيونية داخلية فتنوية

4- انظروا الى زعيمهم سيماه في وجهه... انه المدعوا عبد الله الهرري، تفه!!!!!!!!!!! شو مقزز

5- ارادوا حربا فوالله نحن لها سنهدّ بيروت على رؤوسهم

6- اوباش

7- الله يلعن هالاحباش المتصهينين ويكب كيدهن في نحرهن

8- من تجرّأ على هذا الفعل سيعاقب ويكون عبرة لغيره , هذا عهد ووعد تلامذة الشهيد القائد.

9- شكلن الاحباش ما تربو من 7 أيأر ولازم نربيهن من اول وجديد

10- بإختصار جمعيىة المجارير او ما يسمى بالمشاريع جمعية تكفيرية من الطراز الاوّل.

11- ما أقدم عليه الأوباش الأحباش هو حقد قديم وقديم جدا" مُخزّن في قلوبهم فقط لأننا شيعة

 

يوم مجيد.. آخر

علي الرز

لبنان الآن/الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فرغم بشاعة ما حصل في اشتباكات برج ابي حيدر الا انها "كشفت لنا أشياء كثيرة وسيناريوات وبروفات" على تعبير رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد الذي اضاف مصراً على ربط كل ما يحصل على الارض برباط قدسي: "لعل الله أراد من خلال ما حدث أن ينبّه الناس جميعاً الى مخاطر الإستدراج والإندفاع دون أن تكون الحسابات دقيقة ومدروسة".

يوم 24 آب بهذا المعنى هو ايضا "يوم مجيد" لانه كشف لاصحاب السلطة الحقيقية اشياء كثيرة. كانت ارادة الله ولم تكن همجية شباب مسلح بكل انواع العصبيات المنفلتة. كانت درساً ربانياً لتنبيه الناس الى مخاطر الاستدراج ولم تكن نتيجة طبيعية لتخصيب الفتنة المذهبية في مفاعلات الدولة الحقيقية الموازية للدولة الوهمية... وكانت اشارة قدسية الى ضرورة ان تكون الحسابات في المرة المقبلة دقيقة ومدروسة ولم تكن "بروفة" لسيناريو إسقاط العاصمة اذا لم يسقط القرار الظني.

لن تعدم السلطة الحقيقية الحاكمة في لبنان (حزب الله والجبهة الوطنية التقدمية الدائرة في فلكه) اي فرصة لاثبات قدرتها على إرسال إشارات تصاعدية حول المدى الذي يمكن ان تصل اليه رداً على المحكمة الدولية و"أي مؤامرة خارجية"، ويخطىء كثيرا من يظن ان هذه السلطة تأبه للشكليات و"البرستيج" وردود الفعل في حال انفلش مقاتلوها المقنّعون او السافرون بين الاحياء قاتلين مروّعين هادمين مخرّبين، ويخطىء اكثر من يرى ان تطور الامور الى الاسوأ يسمح بتنفيذ شعارات وردية مثل "بيروت منزوعة السلاح".

كشفت لهم الاشتباكات "اشياء كثيرة"؟ طبعا، فقد ارتكب نواب "المستقبل" فعل المطالبة بعاصمة منزوعة السلاح بعد سقوط اربعة قتلى وعشرات الجرحى، وغدا مع سقوط المزيد من القتلى قد يتجرأون اكثر فيطالبون بسيادة الجيش على مقادير الامن، وبعد غد قد يذهبون الى مطالبة القوى الامنية بدهم مخازن الاسلحة التابعة للميليشيات المختلفة. هذا ما انكشف عندهم في علم التبريرات لما حصل ... لكن ما خفي كان أعظم.

كشفت سيناريوات وبروفات؟ اكثر من صحيح، فالفتنة تحتاج الى اطراف عدة كي تُترجم عملاً ميدانياً على الارض وليس الى طرف واحد يهدّد ويتوعّد. ومع استمرار تلقي من يهمهم الامر رسائل من "المستقبل" واهالي بيروت بأن احداً لن يحمل "شفرة" في مواجهة الراغبين "بسبعين سبعة أيار"، وان من ينشد الحرب عليه ان يتحمل مسؤولياته محلياً وعربياً ودولياً، كان لا بد من الاستعانة بصديق لاجراء بروفة تمهّد لاحقاً لتحويل السيناريو عملا حقيقيا ثلاثي الابعاد. تريد صديقاً سنياً؟ موجود. شيعياً؟ موجود. درزياً؟ موجود. مسيحياً؟ موجود وغير موجود. فلسطينياً؟ موجود... "جود من الموجود" وليكفّ تيار المستقبل عن تهديدنا بأن احداً لن يرفع سلاحاً في وجه المقتحمين.

هذه هي البروفة الحقيقية ولو غطّتها عشرات التحليلات. فخروج الف مسلح دفعة واحدة، وفتح مخازن الاسلحة الخفيفة والثقيلة، ومنع الجيش من اداء مهمته، ورمزية الاماكن التي دارت الاشتباكات في نطاقها، وغزارة النار والقذائف الصاروخية، وحديث الإعلام الموالي للحزب الحاكم وجبهته الوطنية عن انتشار "مقاتلي المستقبل" في الشوارع. كلها تذكّر بأن غالبية المشاريع الاقليمية مرت على ركام تقاتُل ابناء البيت الواحد والصف الواحد ... من حرب المخيمات الى حرب العلمين مرورا باقليم التفاح.

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، فالاندفاعات المقبلة ستكون حساباتها دقيقة ومدروسة... اسألوا الحاج محمد رعد.

 

صفير استقبل وفودا اغترابية وشعبية

وطنية - 27/8/2010 اقتصر نشاط البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان على استقبال وفود شعبية وأخرى اغترابية جاءت مودعة قبل العودة الى أوستراليا او اميركا او اوروبا. واستقبل البطريرك صفير الاستاذ في المعهد الدولي في الجغرافيا السياسية في باريس الدكتور خطار ابو دياب الذي أشار الى "ان الزيارة لتأكيد الايمان بلبنان من خلال هذا الصرح الكبير". وشدد على ان "الجاليات اللبنانية تقدر دور صاحب الغبطة الوطني ولا سيما لجهة دعمه لقيام الدولة عبر دعم اتفاق الطائف وترسيخ السلم الاهلي".

 

سليمان: الدولة لا يمكن أن تسمح بتكرار الأحداث في شوارع العاصمة

كلمة سليمان خلال افطار بعبدا مساء الخميس

ألقى رئيس الجمهورية كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، متمنيا لهم ولجميع اللبنانيين "استكمال أيام رمضانية هادئة غنية بالتقوى والتأمل وعمل الخير".

وقال: "إذ نستلهم معاني الرحمة والتسامح والمحبة في أيام الصوم المبارك نلتقي في هذه الأمسية لنؤكد على إيماننا بحياتنا الوطنية المشتركة والتزامنا بالقيم الروحية والإنسانية التي تميز لبنان في فرادته وتعدديته. لقد أطلقْتُ الدعوة لعقد هيئة الحوار الوطني بمناسبة الإفطار الذي جمعنا في هذه القاعة بتاريخ 9/9/2008. وقد أثبتت الهيئة أهميتها وفائدتها ليس من حيث سعيها المستمر الى صياغة استراتيجية وطنية لحماية لبنان والدفاع عنه فحسب، بل لأنها أرست نهجا بين أعضائها وتجاه الرأي العام يعزز منطق الحوار والتوافق. فواكبت استحقاقات دستورية ووطنية كبرى وساهمت في ترسيخ مناخات التهدئة وتثبيت الاستقرار الذي لا هناء للشعب اللبناني دونه ولا إصلاح ولا تنمية اقتصادية واجتماعية".

اضاف: "كما لا يغيب عن بالنا أن جهد الدولة الإنمائي والعمراني يبقى محفوفا بالمخاطر في ظل التهديدات الإسرائيلية المتمادية ضد لبنان ومؤسساته وبنيته التحتية مما يستوجب علينا المضي قدما في بناء قوة دفاعية وردعية ذاتية، إلى جانب سعينا الموازي لتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته وتحصين الوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب وتفكيك شبكات التجسس وإقامة شبكة أمان سياسية وديبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. من هنا دعوتي لتسليح الجيش بعيد تصديه البطولي للعدوانية الإسرائيلية في العديسة مدعوما بجاهزية المقاومة واحتضان الشعب مما يؤسس لاستراتيجية دفاعية وطنية متكاملة تعتمد على مجمل قدراتنا الوطنية".

واكد ان "البرنامج الأساسي لتسليح الجيش يقع على عاتق الدولة. وسنعمل على إقراره في الأسابيع المقبلة. وتبقى الحاجة إلى مساعدات الدول الصديقة والشقيقة لتمكين الجيش بعيدا عن أية شروط عليه من تعزيز ثوابته المتمثلة بعقيدته العسكرية وتمسكه بالقيم الديموقراطية وتصديه للتعصب والإرهاب"، معتبراً أن "مساهمات المواطنين الطوعية تهدف في ما تهدف إلى إظهار التفاف الشعب حول جيشه مع ما يستتبع ذلك من تعزيز للشعور الوطني ومن بلورة لأطر تأثير معنوي وسياسي ايجابي في هذا المجال على حكومات الدول".

واشار الى أن "الأسابيع الماضية حفلت بالأنشطة والأحداث التي أكدت أن نهج الحوار والتوافق هو السبيل الوحيد الكفيل بوقف التشنج وتثبيت السلم الأهلي ودرء الأخطار وإيجاد المقاربات الهادئة والمناسبة لمعالجة المسائل أو المشكلات الطارئة"، لافتاً الى أن "رسالة التلاقي بين اللبنانيين على تعدد معتقداتهم الدينية من خلال التفاعل بين الأديان والمذاهب تؤهل وطننا للقيام برسالة حضارية في الشرق والغرب على نقيض النموذج الإسرائيلي الممعن في انتهاك حقوق الإنسان والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعلى نقيض العقائد المتطرفة الرافضة للآخر".

واوضح أن "التحدي الذي يجب ان نرفعه على الدوام هو ان نثبت ان طوائف متعددة يمكنها ان تشترك معا في صلب نظام سياسي وديموقراطي وفقاً لما هو الحال في لبنان وليس فقط ان تعيش في ظل نظام ديموقراطي لا مجال لها او لبعضها للمشاركة فيه".

وشدد على أنه "لم يعد من الجائز أن نسمح لأي طرف أو ظرف أو حدث أن يدفع باللبنانيين نحو الفتنة الطائفية والمذهبية أو نحو طرق عيش تحجز المواطنين في غرف مقفلة ومنفصلة تحجب الرؤية، تخنق الصوت والذاكرة، وتعمم الخوف من الآخر والسعي الى النيل منه وإلغائه"، مؤكداً انه "لا يمكن للدولة ان تسمح لمثل الاحداث التي حصلت منذ يومين في شوارع العاصمة بأن تتكرر في اية بقعة من بقاع لبنان. فالى جانب المسؤوليات التي تقع على عاتق القيادات السياسية لتخفيف الاحتقان وتغليب نهج التهدئة، فإن القوى الامنية ستقوم بدورها بمؤازرة الجيش لمواجهة اعمال العنف وفرض الامن بصورة متشددة وصارمة وإحالة المرتكبين على المحاكم المختصة".

وقال: "ان الخوف لا يصنع وطنا ولا دولة. وهو خوف مفتعل ومصطنع في جوهره في مطلق الأحوال. فإلى مزيد من الثقة ببعضنا البعض وبأنفسنا وبمقدرتنا على تخطي الصعاب وحل المشكلات الطارئة عن طريق الحوار والاحتكام إلى المؤسسات".

ولفت الى أن "المجلس النيابي تمكن منذ أيام من إقرار مشاريع قوانين مهمة كمشروع قانون النفط الذي يفتح آفاقا جديدة على صعيد قدراتنا الوطنية، ويحيي لدى اللبنانيين آمالا مشروعة بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ومشروع القانون الخاص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين"، مؤكداً أنه "آن الأوان كي تكون علاقة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع الدولة ومع الشعب اللبناني علاقة سليمة وهادئة. وهذا يتطلب توفير مستلزمات منها ما بوشِر بمعالجتها في المجلس النيابي بعيدا عن اي توجه قد يساعد على التوطين، ومنها ما نصت عليها مقررات مؤتمر الحوار الوطني بشأن إنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجة قضايا الأمن والسلاح داخل المخيمات واحترام السيادة والقوانين اللبنانية النافذة".

ورأى أنه "علينا أن نأخذ دوما في الاعتبار المسؤولية الرئيسية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي في مجالين اثنين: أولاً في مجال توفير الحاجات الحياتية والإنسانية الأساسية للاجئين الفلسطينيين أولا من خلال دعم ميزانية وكالة "الأونروا" التي أنشئت خصيصا لهذه الغاية في العام 1948. وثانيا من خلال إيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط وجوهرها قضية فلسطين يؤكد على حق العودة وذلك استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام في جميع مندرجاتها، علما بأن لبنان لن يوافق على أي حل قد يتم التوصل إليه في هذا المجال إذا ما حصل بمعزل عنه او بصورة متعارضة مع مصالحه الوطنية العليا".

ودعا الجميع في هذا الشهر المبارك إلى "متابعة الجهد والعمل في ورشة الداخل والتقدم نحو الإصلاح وبناء الدولة والمؤسسات وإنجاز ما تم اعتماده في البيان الوزاري لحكومة الائتلاف الوطني بالتعاون مع المجلس النيابي"، معتبراً أنه "في غمرة النقاش السياسي لا يمكننا أن ننسى بالطبع أن لأبناء الوطن علينا حق الاهتمام اللصيق بهمومهم اليومية والحياتية الملحة حاضرا ومستقبلا في الخبز والدواء والمسكن والماء والكهرباء والكتاب ونظافة البيئة وسلامة الطرقات، خصوصاً وأن هناك مجموعة خطط ومشاريع إنمائية وقطاعية تنتظر التنفيذ ضمن الإمكانات المتوافرة وتعيينات إدارية باتت ملحة وقد وضعت لها معايير واضحة تعتمد الأحقية والكفاءة".

أضاف: "إذا كان اللبنانيون قد اتفقوا على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، فقد آن الأوان كي يعتبروا أن السلم الأهلي حالة دائمة ونهائية في لبنان تكفلها الممارسة الديموقراطية والميثاق الوطني وتغليب المصلحة الوطنية على أية مصلحة شخصية أو فئوية والاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية واعتماد منطق الحوار والتوافق بعيدا من منطق العنف الذي لم يجلب للبنان واللبنانيين سوى الدمار والهجرة والتخلف والعوز".

وختم: "أدعوكم من موقع مسؤوليتي كرئيس للبلاد في هذه المناسبة الخيرة للعمل الجاد كي يصبح التوافق في لبنان توافقا دائما لا ظرفيا ومؤقتا، ولينبع من قناعات لبنانية ذاتية لا أن ينتج فقط عن احتضان ودعم أخويين مشكورين ويصبح العيش المشترك فعل إيمان متجدد ونهج حياة مستمر، فنحفظ الوطن ويتعلق به أبناؤه ويتشبثون بأرضه الطيبة ويعود إليه مغتربوه بسعادة وفخر. هذا ما أدعوكم إليه بكل ثقة واندفاع وعزم".

 

سليمان عرض والمر خطة تسليح الجيش تمهيدا لدرسها في مجلس الدفاع وبحث مع ريفي الوضع الامني في بيروت والخطوات الآيلة الى منع تكرار الحوادث

وطنية - 27/8/2010 - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في المقر الرئاسي الصيفي الموقت في بيت الدين، مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر للوضع الامني ولخطة تسليح الجيش التي سيدرسها المجلس الاعلى للدفاع قريبا، اضافة الى شؤون وزارته.

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق الياس حنا، وتناول معه الاوضاع الراهنة على الساحة الداخلية.

واطلع رئيس الجمهورية من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على الوضع الامني عموما وفي بيروت خصوصا والخطوات الآيلة الى منع تكرار الحوادث التي حصلت منذ بضعة ايام.

وزار قصر بيت الدين سفير قبرص كيرياكوس كوروس مودعا لمناسبة انتهاء مهمته في بيروت.

وتقديرا لدوره في تعزيز العلاقات اللبنانية - القبرصية، منحه الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية، متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.

واستقبل الرئيس سليمان وفدا موسعا من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من قرى عدة من الجبل، ووفدا من جمعية تجار الشوف للترحيب به في بيت الدين ولعرض بعض المطالب الحياتية والانمائية والاقتصادية الاساسية، ثم رئيس "جبهة الحرية" فؤاد ابو ناضر.

 

سليمان يزور محمية الشوف ويتعشى في المختارة وجنبلاط وإرسلانس يزوران رئيس الجمهورية غداً

المركزية- يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم محمية الارز في الشوف يرافقه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، على ان يقوم بعدها بزيارة عائلية الى المختارة ويتناول طعام العشاء الى مائدة جنبلاط. وكانت اعدت التحضيرات اللازمة لتأمين استقبال لائق لرئيس الجمهورية في القرى التي يمر فيها.

من جهة أخرى يزور جنبلاط غدا السبت 28 الجاري رئيس الجمهورية في مقره الصيفي في بيت الدين على ان يلاقيه رئيس كتلة وحدة الجبل النائب طلال ارسلان يرافقه النائب ناجي غاريوس. وفي هذا الاطار قالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" أن هذه الزيارة تأتي في سياق دعم مسيرة رئيس الجمهورية الوطنية والدعوة الى تثبيت السلم الاهلي، وهي رسالة يوجهها الزعيمان جنبلاط وارسلان الى اللبنانيين جميعاً، ومفادها أنه عندما يتعلق الامر بالحفاظ على السلم الاهلي واتمام المصالحات الوطنية الشاملة وتحقيق العودة الراسخة لسكان الجبل المسيحيين، يجب الاداء بشكل منسق ومتضامن ومتكامل، وتاليا هذا هو الهدف ان يظهر الحزب التقدمي والحزب الاشتراكي والقوى السياسية كافة العاملة في هذا الجبل والتيار الوطني الحر وكافة النواب بما فيهم نواب حزب الله، بشكل متكافل ومتضامن في هذه الزيارة، التي هي الزيارة الرسالة الى كل اللبنانيين لدعم هذه المسيرة الوفاقية، ورمزية هذه الرسالة والرسائل التي اراد الزعيمان جنبلاط وارسلان توجيهها الى الرأي العام اللبناني انما تتخطى بأشواط البروتوكول المتعلق بالواجب الاجتماعي والادبي الذي يجب ان نقوم به تجاه رئيس الجمهورية خلال اقامته الصيفية في بيت الدين. ولفتت المصادر نفسها الى ان الرئيس سليمان مرحّب به على كل رقعة من الاراضي اللبنانية لانه هو السيد الامر والناهي على كل شبر من الاراضي اللبنانية، وهو اليوم في منزله وفي داره وفي محميته الطبيعية ارز الباروك التي صانها اهل الجبل واهل الشوف برموش الاعين

حفاظا على التنوع البيولوجي الذي يشبه التنوع الاجتماعي الذي يمتاز به لبنان، وهذا غنى لنا. واشارت المصادر الى ان زيارة رئيس الجمهورية في بيت الدين غداً هي زيارة حصرية لنواب كتلتي اللقاء الديموقراطي وحدة الجبل اضافة الى نواب عاليه والشوف وبعبدا غير المنتمين الى الكتلتين. ولفتت الى ان من المحتمل ان ينضم ممثل "التيار الوطني الحر" في لجنة متابعة ملف عودة المهجرين ناصيف قزي والنائب السابق مروان أبو فاضل الى الوفد.

 

جعجع لـ <اللواء>: أحداث برج أبو حيدر لإستنزاف <البيئة الحاضنة> للمحكمة 

اللواء/وضع رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع الإشتباكات الاخيرة بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) في إطار <عملية الإستنزاف المبرمجة لرئيس الحكومة سعد الحريري و<للبيئة الحاضنة> للمحكمة الخاصة بلبنان ولمنطق العدالة الذي هو منطق إنساني عام لا دين ولا طائفة ولا مذهب له بل منطق كل الساعين الى بناء وطن ودولة نهائيين لكل اللبنانيين>·

ورأى جعجع في تصريح خاص لـ <اللواء> <ان مثل هذه الاعمال لن تنجح في مسعاها الى رفع كلفة التمسك بالعدالة وإرهابنا وارهاب الرئيس الحريري وإخضاعه للمنطق الراغب في تذويب كل تضحيات إنتفاضة الإستقلال وإنجازاتها وعلى رأسها إنجاز المحكمة الدولية التي نحمد الله ان لبنان بإصرار مؤسساته الشرعية نجح في تجاوز كل أفخاخ التعطيل بإتجاه فرضها أمراً واقعاً على الجميع التعامل معه كي نضع حداً للقتل السياسي في لبنان>·

ودعا جعجع السلطة السياسية ممثلة برئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الى التعامل مع أحداث برج ابو حيدر <بأقسى درجات الحزم السياسي وتوفير قرار سياسي واضح للجيش للتدخل وحسم اي اشكالات مقبلة قد تقع لا سمح الله>· ورفض جعجع مقولة <ماذا يستطيع ان يفعل الجيش> معتبراً أن <هذا الجيش الذي ارتقى الى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى في مواجهة العديسة من المهين له أن نقول أنه عاجز عن مواجهة بعض الصبية المسلحين ومثيري الشغب والرعب في شوارع بيروت وغير بيروت>···

ورد جعجع على المتسائلين عن جدوى توريط الجيش في مثل هذه الاحداث بالقول <إن هذا المنطق يدعو الى توريط اللبنانيين بدم بعضهم البعض وتحييد الجيش عن مهمته الاساس وهي حفظ الأمن> رافضاً <ان يتحول اللبنانيون الى اي جهة انتموا الى درع لحماية الجيش إذ أن الجيش هو المسؤول عن حماية الجميع لأنه بندقية وموقع يجمع عليهما اللبنانيون>

وذكّر جعجع بان <القوى الأمنية إستطاعت أن تحسم بساعات قليلة وان تستوعب تداعيات حادثة ظهر العين التي قتل فيها شابين من تيار المردة في ايار الماضي <على الرغم من اننا كنا آنذاك في لحظة إنتخابات ومنافسة ورؤوس حامية، وفي هذه الحادثة نحن امام فريقين سياسيين في موقع الخصومة ومع ذلك تم استيعاب ما حدث بسبب التسليم الكامل من قبل الجميع لمنطق الدولة>···في سياق آخر كشف جعجع أن لدى القوات اللبنانية <معطيات جدية حول اعمال رصد حثيثة تتم للمنزل ولمقر الهيئة التنفيذية في معراب من قبل مجموعة محددة من الأفراد في سياق التحضير ربما لإستهدافنا> مشدداً على ان <القوات (اللبنانية) تأخذ هذه المعطيات بجدية بالغة وتعمل على استكمال كل العناصر المرتبطة بهذا الملف قبل تقرير الخطوات التالية>·

 

كيف توصف اشتباكات صاروخية تمددت إلى أكثر من منطقة حادثًا فرديًا؟"

شمعون: المليشيات أصبحت تفرض أمرًا واقعاً على الارض في ظل انعدام هيبة الدولـة وتقاعس السلطات الامنية عن القيام بواجباتها

جمال العيط، الجمعة 27 آب 2010/لبنان الآن

شدد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على أنّ "الحوادث الأمنية المتكررة في بعض المناطق اللبنانية، وبالأخص الإشتباكات التي حصلت قبل أيام في منطقة برج أبي حيدر وإمتدت الى أحياء ومناطق في بيروت، سببها إستشراء السلاح بكافة أنواعه بيد الميليشيات اللبنانية"، معربًا عن أسفه لكون "هذه المليشيات أصبحت تفرض أمرًا واقعاً على الارض في ظل انعدام هيبة الدولة وتقاعس السلطات الامنية عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها في مقابل من تسول له نفسه العبث بالاستقرار والسلم الاهلي والاعتداء على المواطنين الآمنين وممتلكاتهم". شمعون، وفي حديث لموقع "nowlebanon.com"، أضاف: "منذ سنوات طويلة كانت لدينا ميليشيات ومسلحين، ولكن بنتيجة اتفاق الطائف الذي وضع حدًا للسلاح غير الشرعي قمنا بحل هذه الميليشات وسلمنا السلاح"، مشدداً في هذا السياق على وجوب أن "يقتنع حزب الله وغيره بأنّ السلاح خارج اطار الشرعية اللبنانية يعرقل مسيرة بناء الدولة ويمس بالسلم الاهلي والاستقرار العام". وإذ أعرب عن عدم تفاجئه من إشتباكات برج أبي حيدر "لأنّ هكذا أحداث في ظل ظاهرة تفشي السلاح المليشياوي في الأحياء والمناطق اللبنانية، هي أحداث متوقع حدوثها في أي وقت وزمان"، إستغرب شمعون "كيف يمكن أن يصف البعض ما جرى بالحادث بالفردي، في حين أنه شهد اشتباكات صاروخية تمددت إلى أكثر من منطقة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وألحقت دمارًا وخرابًا في عدد من ممتلكات المواطنيين"، متسائلاً في مقابل "من يسعى لإيجاد التبريرات لوجود السلاح بيد فئة معينة من اللبنانيين: هل يمكن لعاقل أن يقبل باستعمال السلاح الثقيل والصاروخي بهذا الشكل الذي حصل في الأحياء الآمنة من العاصمة؟".

شمعون الذي طالب "بنزع السلاح غير الشرعي، ليس فقط في بيروت بل في كل لبنان"، شدد في هذا المجال على وجوب أن تكون "حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الرسمية، لأن هذا هو المدماك الأساس في بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة"، وأضاف شمعون: "كفى تضليلاً للرأي العام اللبناني، فالسلاح الذي يستخدم في الداخل هو خرق واضح وصريح لاتفاق الدوحة الذي وافق عليه جميع الافرقاء السياسيين في لبنان"، مشيرًا الى أن "هناك جهات لا تزال تعمل بجهد على عرقلة مسيرة بناء الدولة لأنها تعمل على بناء دويلتها الخاصة"، وجدد شمعون التعبير عن رفض مبدأ طاولة الحوار "لأنها تأخذ مكان المؤسسات الدستورية من حكومة وبرلمان، وأصبحت جلساتها مع مرور الوقت مضيعة للوقت ليس إلا".

في مجال آخر، لفت شمعون الى أن "تسليم حزب الله القرائن والمعطيات التي بحوزته إلى القضاء اللبناني ومن ثم إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يشكل بحد ذاته تعاوناً مع التحقيق الدولي"، معربًا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن "هذه المعطيات والقرائن لا تقنع أحداً". إلى ذلك، إستنكر شمعون "الحملة الشعواء على المحكمة الدولية تحت عنوان شهود الزور" متسائلاً في المقابل: "من يصنف الشهود إذا كان شهود حق أو زور، أليست المحكمة الدولية"؟، موضحاً أنّ "القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية يجب أن يتضمن إثباتات وأدلة وقرائن، والا فإننا سنكون أول من يعتبره بلا معنى".

 

شمعــــون خاطب نصرالله عبر "المركزية": اعقل وتعلم من اخطاء غيرك ووفر علينا حروباً وتعال لنبني معاً لبنان العلم والثقافة والحضارة

المركزية - وجه رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون عبر "المركزية" كتابا مفتوحا الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعاه فيه "الى التعقل والتعلم من أخطاء غيره وتجنيب البلاد مصائب ومشاكل وحروب مدمرة، كما دعاه للسعي سوياً إلى رفع لبنان إلى المستوى الذي يليق بأبنائه، لبنان الانسان، لبنان العلم والثقافة والحضارة والحريات." وهنا نص الكتاب:

صبيحة يوم "معركة" برج أبي حيدر كنت في دردشة مع أحد أصدقائي حول الوضع في لبنان وخصوصا حول الطائفة الشيعية الكريمة وإلى أين "أخذها" حزب الله واخذ لبنان الوطن معها.

قلت لصديقي انني أود أن أوجه لكم كتاباً مفتوحاً عبر الإعلام لكي اعبر لكم في كل صراحة وصدق وشفافية عن رأيي ورأي أكثرية الشعب اللبناني في حزبكم وسلاحكم ومقاومتكم. أجابني صديقي ـ وهو إعلامي مخضرم في الحياة السياسية ـ أن علي أولاً أن أسألكم إلى أين تأخذون الشيعة " هذه الطائفة الكريمة التي منذ إعلان إستقلال لبنان لم تحد سطراً واحدا عن مبادئ الدستور اللبناني، وأن تعلقها بأرضها لا يضاهيه سوى تعلق الماروني بجبله".

فكرت ملياً في الأمر، وبعد ذهاب صديقي، أُخبرت انكم ستطلّون على الشاشة في المساء، فتريثت في إرسال الكتاب، لربما كان هنالك من جديد. وعند المغيب لعلع الرصاص ودوت انفجارات القذائف، عندها عاودتني ذكريات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما كنا في الحزب وسائر احزاب المنطقة نضم مسلحين ونقتني أسلحة على انواعها.

وكيف كان الشباب عندما تهدأ الجبهات مع أعداء لبنان يومها...فإن غريزة المقاتل لا تفتر ولا تتوقف وإذا بأفواه البنادق تدار إلى الداخل، سواء لتعزيز نفوذ بعض الأبطال في شوارعهم وازقتهم، أو أنهم يُستغلون من قيادتهم لمكاسب سياسية محدودة كما فعلتم يا للاسف في ايار 2007.

وللتاريخ والحقيقة نذكر الرئيس الكبير الراحل كميل شمعون كان أول من شعر بخطورة هذه الظاهرة وبادر إلى حل ميليشيا حزبه الذي كان يضم باقة من اخواننا الشيعة، قيادة وقاعدة.

الملفت، المضحك المبكي كان ظهوركم وخطابكم الهادئ، بل البارد، المتعالي عما يحصل على الأرض، فتحدثتم عن أمور أنتم شخصياً مسؤلون عن تأخير أو عدم إمكان معالجتها لأن حربكم سنة 2006 كانت الكارثة الاقتصادية والمالية الكبرى التي لولا افتعالها لأنجزت مشاريع انمائية كبرى عدة في حقل الكهرباء والماء وغيرهما. قبل أن نبلغ النووية والذريات.

تعقل بربك يا سيد حسن وأنزل الى هذه الأرض المسكينة التي قضى ابناؤها قرابة أربعين عاماً يتخابطون مع كل الطامحين فيها المتعدين عليها، سواء عسكرياً أو سياسياً ليحافظوا على وطنهم سيداً حراً مستقلاً.

يا سيد حسن هل يجوز أن يتحول ولاء جزء كبير من الشيعة، وبقيادتكم إلى أوطان وسياسات وأهداف لا علاقة لها بوطن الأرز؟

هل يجوز أن في الضاحية وغيرها أعلاماً وصوراً لقيادات وقادة ايرانيين... وهل يجوز أن تكون مصلحة إيران في أولويات أهداف حزب الله وفوق مصالح رفاقهم في الوطن؟

ومن ثم... إلى أين؟ إلى جمهورية إسلامية شيعية تقسم المنطقة إلى دويلات طائفية وتبرر أكثر فاكثر وجود الدولة العبرية المغتصبة؟

يا سيد حسن، مهما صرفت من أموال ونظمت وكودرت، لن يكون في إمكانك أن تقيم دويلة كهذه في لبنان وعلى حساب اللبنانيين الأخرين.

اعقل يا سيدي وتعلم من أخطاء غيرك ووفر علينا مصائب ومشاكل وحروب مدمرة، وتعال لكي نسعى سوياً إلى رفع لبنان إلى المستوى الذي يليق بأبنائه، لبنان الانسان، لبنان العلم والثقافة والحضارة والحريات.

حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي: تعوّد اللبنانيون ان يحمّلوا الغير دائماً مسؤولية النكبات التي تحلّ بهم من وقتٍ إلى آخر، فتارةً يقولون انها نكبات من صنع القدر ولا بُدّ من الإستسلام لها إذ لا طاقة لهم على مواجهتها، وتارةً أخرى انها من صنع دول كبرى على شكل مؤامرات خارجية حاكها ضدّهم الأعداء في غفلةٍ منهم.

 هذا الكلام فيه شيء من الحقيقة وليس كل الحقيقة، حيث تعرّض لبنان بالفعل وما يزال لمؤامراتٍ خارجية كثيرة متداخلة ومتشعّبة. فالغزو الفلسطيني للبنان في منتصف سبعينات القرن الماضي كان مؤامرة فلسطينية ـ عربية ـ دولية كاملة الأوصاف، وهدفها كان حَلّ مسألة الشرق الأوسط على حساب هذا البلد، ولكن الحقيقة الكاملة ان هذه المؤامرة ما كانت لتمُرّ لولا التأييد الواسع الذي لاقته من قِبَل العديد من الزعامات المحلية السياسية منها والروحية، وما كانت لتنوجد أصلاً لولا الجريمة الكبرى التي ارتكبتها حكومة بشاره الخوري في العام ١٩٤٨ يوم سمحت لعشرات الألوف من الفلسطينيين باللجؤ والإقامة على أرضنا من دون التنبّه إلى الأخطار الديموغرافية والأمنية الجسيمة التي تشكلها هذه الأعداد الهائلة على مستقبل البلاد ومصيرها.  وما ان اندحر الغزو الفلسطيني على يد المقاومة اللبنانية، حتى سارع زعماء لبنان، وبخاصةٍ الموارنة منهم، إلى الترحيب بالغزو السوري وتقديم الدعم اللازم له للبقاء ثلاثين عاماً جاثماً على صدرنا بكل ثقله وطغيانه.

 وما ان أفل نجم النفوذ السوري في العام ٢٠٠٥ حتى هرع عدد من قادة البلاد إلى الترحيب بالنفوذ الإيراني وتأمين التغطية المريحة له لتحويل لبنان إلى جرمٍ يدور في فلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية... ونحن على يقين انه فور زوال هذا النفوذ، سنجد حتماً نَفَراً من السياسيين اللبنانيين يفتّش عن قوة خارجية بديلة لإستقدامها إلى لبنان والإستقواء بها لتعزيز مكانته السياسية ومحاربة خصومه المحليين.  قصَدنا من هذه المقدمة ان ندل على مكمن الداء، وان نؤكد ان مرض لبنان داخلي بامتياز، والرياح الغريبة التي تعصف به باستمرار هي نتيجة طبيعية لهذا المرض العضال، وان العلّة الأساسية في كل مآسيه ونكباته تكمن في نفسية سياسييه الرخيصة، وميلها الغريزي إلى الإرتماء في أحضان الغرباء، واستسهال الخيانة، وسرعة تبديل المواقف تبعاً للمصالح الشخصية.  غير ان هذا لا يعفي اللبنانيين من مسؤولية هذا الإهتراء السياسي الذي وصلنا إليه، أولاً، لأن معظمهم يهوى تملّق الزعماء ولو كانوا على خطأ مما يشجعهم على التمادي في الضلال. ثانياً، لانهم لم يبادروا مَرّة إلى محاسبتهم حتى في عز المحن، بل إلى تبرير خياناتهم بشتّى الحجج والأعذار. ثالثاً، لانهم ما زالوا ينساقون كقطيعٍ من الغنم إلى صناديق الإقتراع لتجديد الولاء لهم.  من المستحيل ان تستقيم الأوضاع في بلدٍ ما في العالم إلا إذا تعلّم الشعب كيف ومتى يحاسب مسؤوليه... وإلا سيظل يدفع غالياً من دمه وعرقه ثمن استكانته وسكوته المتواصل عن جلاّديه.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

 

حماده يتصل بجنبلاط للمرة الأولى منذ أشهر: مسافر في إجازة لعلّها تريحك

الجمعة, 27 آب 2010 /اوردت الديار أن اتصل النائب مروان حماده وقبل مغادرته الى باريس في رحلة استجمام قد تطول مدتها اتصل برئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط عبر الهاتف وابلغه بانه مسافر في رحلة الى باريس، وهذا الامر قد «يريحك يا وليد بك» ،وانتهى الاتصال بين الرجلين علماً انه الاول منذ شهور حيث امتنع جنبلاط عن الرد على اتصالات حماده حتى انه طلب من «عمال السنترال» في كليمنصو والمختارة عدم الرد على اتصالات حماده وابلاغه بانني غير موجود وكان جنبلاط قال لمسؤولين محليين واقليميين، بان مروان اصبح في موقع آخر، لم يقتنع بطروحاتي، «مفكر العالم كله معو»، لكنني لا اريد ان اخسره وسابقى احاول اقناعه بشتى الوسائل، في مجال آخر يشاهد وبشكل مستمر النائب جنبلاط والسفير السوري يتناولون الغداء سوية في مطاعم العاصمة واحيانا برفقة العائلة، حيث تطورت الامور بين جنبلاط والسفير السوري الى درجة العلاقة «المتينة»، ويتم التطرق فيها الى مختلف الشؤون السياسية في البلاد مع كلام لجنبلاط رافض بالمطلق لطروحات حماده وتوجهاته المنحازة بالمطلق الى قوى 14 آذار فالضغوط التي يمارسها جنبلاط على حماده ربما دفعته الى رحلة الاستجمام الى فرنسا لانه لا يريد تبديل مواقفه وربما كان الامر مخرجاً للرجلين في حين يدافع جنبلاط بقوة عن الوزير اكرم شهيب وباقي المسؤولين الاشتراكيين المنحازين الى 14 آذار ويعتبر جنبلاط هذا الامر مسألة عابرة ويمكن حلها، في ظل التزام هؤلاء «بمواقفي» ولا يخرجون من تحت عباءتي

 

 

"الدار" الكويتية: حزب الله يخضع معركة بيـــروت لدراسة دقيقة

المركزية_ نقلت صحيفة " الدار" الكويتية عن مصادر قريبة من المقاومة الاسلامية أن "ما جرى يخضع لتقييم دقيق من قبل الحزب الذي يدرس فرضية دخول طابور خامس على الخط، عمد إلى صب الزيت على النار، بهدف استدراج الحزب إلى مواجهة لم يكن يريدها". لكن المصادر شددت على أن "حزب الله" يعي جيداً حجم الاستهداف السياسي والأمني الذي يتعرض له، وما حصل في برج أبو حيدر تم تجاوزه بعد خروجه عن نطاق السيطرة. وذكرت الصحيفة أن وزيري "حزب الله" محمد فنيش وحسين الحاج حسن شددا خلال جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، على أن "الحزب لا يبرر ما حصل لأنه مرفوض، ويجب ألا يتكرر."وأكدا على ضرورة عدم استغلال الحادثة سياسياً بل التضامن من أجل عدم تعميق الجرح بين أبناء العاصمة، والعمل على احتواء ذيول الاشتباكات التي لم نكن نريدها لا مع الحليف ولا مع أي طرف آخر.

 

الاحرار":المواجهة المسلحة انذار جدي للدولة ومؤسساتها

لا مبرر للسلاح وقدر حامليه الإحالة أمام القضاء لتلقي العقاب

وطنية - 27/8/2010 -استنكر المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، "المواجهة المسلحة بين عناصر ميليشيوية والتي أوقعت ثلاث ضحايا وعددا من الجرحى، وخلفت خرابا كبيرا في أحياء العاصمة الآمنة في زمن الصوم الرمضاني الذي يجب أن يشكل مناسبة للتوبة والمحبة والسلام"، معتبرا انها "إنذار جدي للدولة ومؤسساتها، وهي تقف على مفترق بين أن تثبت وجودها فتكون كما كل الدول وكما يجب أن تكون، أو تتخاذل وتتخلف عن القيام بواجباتها فتخط بعجزها صك استسلامها للميليشيات وسلاحها".

أضاف البيان: "لا نجد موجبا ولا مبررا للسلاح والمسلحين، لا في بيروت ولا في أي بقعة من الوطن، فوحده السلاح الشرعي في أيدي الجيش وقوى الأمن الداخلي يجب أن يظهر وكل ما عداه مصيره المصادرة، وقدر حامليه الإحالة أمام القضاء لتلقي العقاب الذي يستحقون". واعتبر انه "حسنا فعل مجلس الوزراء بوضع يده على ملف الأحداث المثقلة بالمعاني، إلا أن عليه أن يعي مسؤولياته والتداعيات التي ستنجم عن إحجامه عن الذهاب في الموضوع إلى نهايته، عنينا البدء بجعل العاصمة خالية من السلاح غير الشرعي، ولا مجال لذرائع وحجج من هنا وهناك كما أتحفنا أحد وزراء الدولة الذي حاول تبرير سلاح أحد طرفي صدامات برج أبي حيدر خلافا للقانون والمنطق وتحديا لمشاعر المواطنين واقتناعاتهم. وعليه أيضا أن يعلم أن الرأي العام اللبناني خصوصا والخارجي عموما يراقب عن كثب كيفية تعاطي الأجهزة الأمنية والقضائية مع الاشتباكات الميليشياوية. ونأمل في أن تكون المعالجة جدية وجذرية وتشكل مدخلا إلى التزام كل القوى السياسية اللبنانية الدستور والقوانين وحصرية السلاح الشرعي، مما يحقق المساواة بين اللبنانيين، ويضع حدا للاستقواء بالسلاح وبتوظيفه في المعادلات الداخلية والإقليمية". ورأى "ان في طلب المدعي العام الدولي دانيال بلمار تزويده كل القرائن التي كان أدلى بها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أداء للواجب وبرهانا عن حرفية مشهود له بها، ونفيا لادعاء ختم التحقيق وتحديد تاريخ صدور القرار الظني. ونسجل بديهية مرور الجانبين المعنيين بالنيابة العامة التمييزية كسبيل وحيد للتواصل، ونضع جانبا مقولة عدم اعتراف حزب الله بالتحقيق الدولي وبالمحكمة الخاصة بلبنان". وجدد الحزب مناشدته قيادة "حزب الله" "المضي قدما في المسار الذي سلكته ما دامت لا تدع مناسبة إلا وتؤكد براءة عناصرها، وتصب جام غضبها على المحكمة الواقعة في التسييس وإلى ما هنالك"، مذكرا "في هذا المجال باستحالة إسقاط المحكمة من الناحيتين القانونية والعملية، ناهيك عن الإجماع اللبناني الذي تحقق حولها بما فيه تأييد "حزب الله" في أكثر من مناسبة، سواء في البيان الوزاري أو حول طاولة الحوار أو في الخطابات والتصريحات الصادرة عن مسؤوليه". وأعلن ان "الإصرار على لعب ورقة شهود الزور، استباقا للقرار الاتهامي المفترض استناده إلى أدلة قاطعة وبراهين صلبة، لا تأثير قانوني له إذ أنه، وهذا من النافل، يعود للمحكمة وحدها الحكم بشهادة الزور على خلفية إعطاء شهادة كاذبة بقصد تضليل العدالة والحيلولة دون تحقيقها". وأكد "ان العدالة لم تكن يوما سببا للفتن بل على العكس، وان الظلم وعدم المساءلة هما اللذان يهددان العدل والمساواة والسلم الأهلي، وإن ذروة الظلم تكمن في إبقاء المرتكب حرا طليقا بينما تقبع ضحيته في برودة الأرض".

 

الحريري ترأس اجتماعا لكتلة "المستقبل" وأدى والسنيورة الصلاة في جامع محمد الامين وزارا الضريح

وطنية - 27/8/2010 ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية جرى خلاله عرض للتطورات السياسية الراهنة.

وبعد الظهر، استقبل رئيس "مؤسسة الشهيد المفتي حسن خالد" سعد الدين حسن خالد، وعرض معه الاوضاع العامة. على صعيد آخر، أدى رئيس مجلس الوزراء والرئيس فؤاد السنيورة ظهر اليوم، صلاة الجمعة في جامع محمد الامين، في حضور حشد من المواطنين، ثم انتقلا الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرآ الفاتحة عن روحه وأروح رفاقه الشهداء.

على غرار تفجيرات لندن عام 2005

 

تقرير أمني يحذر بريطانيا من موجة هجمات إرهابية جديدة

لندن – وكالات/العربية

حذر تقرير أفصح عنه معهد خدمات السجون في بريطانيا الجمعة 27-8-2010 أن المملكة المتحدة تواجه مخاطر التعرض لموجة جديدة من الهجمات "الإرهابية" أشبه ، بتلك التفجيرات التي ضربت العاصمة لندن في السابع من تموز (يوليو) 2005 وأسفرت عن مقتل 52 شخصا وإصابة العشرات. وأكد التقرير أن هذه الهجمات قد ينفذها "أشخاص مدربون تدريبا ضعيفا ولكنهم متحمسون لما يقومون به"، مؤكدا أن "الفكر الجهادي" ينتشر في السجون البريطانية بمعدلات عالية، وأن "كل الظروف مهيأة لهجمات قد تحدث في أي لحظة". وبحسب التقرير فأن سيكون من الصعب على الأجهزة الأمنية في بريطانيا تحديد الإرهابيين المحتملين لأنهم يعملون بشكل فردي وليسوا على علاقة بالتنظيمات الإرهابية. ويقول مدير المعهد وأحد معدي التقرير ان تحويل السجناء الى متشددين يجري بوتيرة سريعة في السجون، خاصة في السجون مشددة الحراسة التي يوجد بها مدانون بالارهاب. الا ان وزارة العدل تنفي ازدياد وتيرة التشدد في السجون. وترفع بريطانيا مستوى الخطر من التهديد الى ثاني أعلى مستوى وهو "حاد" مما يعني ان من المحتمل بشكل كبير التعرض لهجوم ارهابي ويقول تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة ان بريطانيا لديها ما يدعوها للخوف اكثر من الدول الغربية الاخرى من الارهاب المحلي

 

منظمة اوروبية: "اضطهاد جماعي" للمسيحيين      

AFP  26 Aug. 2010   

أظهر تقرير قدمته منظمة أوروبية أن "مائتي مليون مسيحي يحيط بهم الخطر في العالم، فـ75% من بين كل من يقتل لأسباب دينية هم من المسيحيين، حيث يواجهون الاضطهاد اليوم في 50 بلدا، 30 منها مسلمة" حسب النص. وفي التقرير الذي قدم من قبل ماريو ماورو من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لمكافحة العنصرية ومعاداة الأجانب، في إطار لقاء ريميني بايطاليا، التجمع سنوي "للصداقة بين الشعوب"، الذي تنظمه حركة شركة وتحرر، أشار إلى أن "البلد الذي يتصدر هذه القائمة المحزنة هو كوريا الشمالية"، وأن "المسيحيين رهينة في أيدي جماعات متطرفة تريد أن تظهر بعملها هذا أنها الأكثر ولاء لتعاليم الإسلام"، وأستعان ماورو بمثل العراق، مبينا أن "في مدن مثل الموصل وكركوك ينشر المتطرفون صورا لإعمال عنف واضطهاد خضع لها المسيحيون بهدف إكراههم على الهجرة، وهم في واقع الأمر يزعزعون الاستقرار في البلاد" حسب قوله. وأضاف ممثل منظمة الأمن والتعاون أن "هناك مئات من الكهنة والأساقفة ورجال الدين والمواطنين المسيحيين قتلوا في العراق"، مؤكدا أن "ما خيب آمالنا فضلا عن العنف هي النسبية التي تتحرك بها المؤسسات التي ينبغي أن تسعى جاهدة لتجنب ما يحدث"، وأستطرد "لقد استغرقت الهيئات الأوروبية 10 أعوام قبل أن تبدأ بالحديث عن اضطهاد المسيحيين" وفق تعبيره. وخلص ماورو إلى القول إن "المسألة تتعلق بالحرية الدينية، ليس من ناحية اعتناق دين معين فقط بل التحول من ديانة لأخرى أيضا"، وفي هذا السياق "ينبغي على المؤسسات إصدار أحكام على أساس الوقائع الموضوعية والسعي لمساعدة الضعفاء والأقليات" على حد قوله.  

   

 باريس: لبنان وراء تأخير تسليح طيرانه بصواريخ فرنسية

 الجمعة, 27 أغسطس 2010 02:45 /كشف مصدر فرنسي رسمي واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» عن أن وزير الدفاع الفرنسي، هيرفيه موران، بعث في شهر مايو (أيار) الماضي برسالة إلى نظيره اللبناني إلياس المر، عبر رئيس الأركان الفرنسي الذي زار لبنان حينها، يبلغه فيها أن باريس «مستعدة» لتسليم لبنان مائة صاروخ من طراز «هوت» تركب على طائرات الهليكوبتر من طراز غازيل (فرنسية الصنع) التي يملكها لبنان وفيما ذكر هذا المصدر أمس لـ«الشرق الأوسط» أن إسرائيل «احتجت» على القرار الفرنسي وأن واشنطن أبدت «تساؤلات» حوله نفى «نفيا قاطعا» أن تكون باريس «خضعت لضغوط» ما حالت دون إتمام الصفقة مع لبنان وأنحى المصدر باللائمة على الجانب اللبناني بسبب «التخبط» الذي تعاني منه الإدارة اللبنانية فيما خص الشؤون الدفاعية

 

نتنياهو طلب من بوتين إلغاء صفقة صواريخ "كروز" مع سوريا

الجمعة 27 آب 2010/لبنان الأن/أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم تنفيذ الصفقة التي ستبيع روسيا بموجبها صواريخ كروز متطورة لسوريا، والعمل على إلغاء الصفقة المبرمة بين موسكو ودمشق بهذا الشأن. وأوضح نتنياهو، في سياق مكالمة هاتفية أجراها مع بوتين، ان الصواريخ التي قامت روسيا بإمداد سوريا بها في الماضي نقلت الى "حزب الله" في لبنان واستخدمت لمهاجمة اسرائيل. ومن المقرر أن يكون هذا الموضوع في صلب المحادثات التي سيجريها وزير الدفاع إيهود باراك مع نظيره الروسي خلال زيارته المرتقبة لموسكو بعد أسبوع.

 

وزير الدفاع الفرنسي يبلغ المر أن باريس مستعدة لتسليم لبنان مائة صاروخ من طراز "هوت"

نهارنت/بعث وزير الدفاع الفرنسي، هيرفيه موران، في شهر أيار الماضي برسالة إلى نظيره اللبناني إلياس المر، عبر رئيس الأركان الفرنسي الذي زار لبنان حينها، يبلغه فيها أن باريس "مستعدة" لتسليم لبنان مائة صاروخ من طراز "هوت" تركب على طائرات الهليكوبتر من طراز غازيل وهي فرنسية الصنع والتي يملكها لبنان، بحسب ما نقلت صحيفة"الشرق الاوسط" عن مصدر فرنسي رسمي واسع الاطلاع. وفيما ذكر هذا المصدر أن إسرائيل "احتجت" على القرار الفرنسي وأن واشنطن أبدت "تساؤلات" حوله نفى "نفيا قاطعا" أن تكون باريس "خضعت لضغوط" ما حالت دون إتمام الصفقة مع لبنان. 

 

المشنوق: الاشتباكات أفقدت نزعت عن السلاح ما يسمى بـ"قدسية السلاح"

نهارنت/أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق "إننا لن نتراجع عن المقاومة السلمية والمدنية لإعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح»، معتبرا أن "هذا حقنا وواجبنا وهو ليس مطلبا طائفيا أو مذهبيا". وشدد المشنوق في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" على أنه "ليس بإمكان أحد أن يدعي أنه يقاوم في بيروت أو يصلي أكثر من غيره»، مجددا الإشارة إلى أن «هذا المطلب حق طبيعي لكل سكان بيروت الإدارية، بمختلف طوائفهم ومذاهبهم". واعتبر المشنوق أن الاشتباكات أفقدت كل منطق وشرعية لوجود السلاح، ونزعت عنه ما يسمى بـ"قدسية السلاح"، مؤكدا الاستمرار في المطالبة بحق إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح بشكل مدني وحضاري للدفاع عن حق الناس، بعيدا عن فلكلور الاجتماعات الحزبية مع الجيش الذي يذكر بمرحلة الحرب.

 

بارود: نراهن على المعالجة المؤسساتية وعلى تجاوب سياسي مع اللجنة الوزارية

نهارنت/رأى وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ان اللجنة الوزارية التي تضم الى جانبه وزيرَ الدفاع الياس المر، هي الحد الادنى الواجب على الحكومة في هذا الموضوع، ومن أبسط واجبات الدولة واية حكومة ان تقدم لمواطنيها هذا الحد الادنى بمعزل عن الصعوبات التي يري البعض انها كبيرة الى درجة تمنعها من مقاربتها". واضاف بارود في حديث لصحيفة "النهار": "هذه اللجنة لن تحل مشاكل السلاح بصورة جذرية، ولكن المطلوب منها ان تقدم مقاربة جريئة لموضوع السلاح من زاوية ضبط تفشيه وتنظيم حيازته واستعماله، وفي ذلك حماية للمقاومة ولسلاحها الذي يبحث فيه على طاولة الحوار. ومجلس الوزراء كان مجمعا يوم الاربعاء على هذا الكلام. ورئيس الحكومة الذي بادر الى اقتراح تشكيل هذه اللجنة يعرف الصعوبات، لكنه يعرف ايضا مطالبات المواطنين بسلامتهم واستقرارهم. وكلام الرئيس سليمان مساء الخميس واضح لناحية منع تكرار المشهد الذي رأيناه". وأوضح بارود انه يراهن على "المعالجة المؤسساتية وهي حد ادنى لا تستطيع الحكومة الا ان تقاربه"، كما يراهن على "تجاوب القوى السياسية التي من مصلحتها مجتمعة ان يدخل السلاح المنتشر حيز التنظيم والضبط، لان الجميع يتضررون من استعمال السلاح في غير موقعه الطبيعي، وكل لبنان يتضرر من اية نقطة دم تسقط خارج ساحات المواجهة مع العدو".

 

الجراح: السلاح يجب أن يكون موجهًا ضد العدو وليس في الداخل  

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ان "حجم السلاح الذي استعمل (في اشتباكات برج أبي حيدر) والخراب الذي حصل يدعو الى التساؤل لماذا هذا السلاح في بيروت؟ ولماذا استعماله هكذا في بيروت؟"، وأضاف: "إشكال فردي بسيط استخدم فيه هذا الكم من السلاح ومن المسلحين وأدى الى النتائج الكارثية على الناس، فلماذا هذا الاستسهال باستعمال هذا الكم من السلاح؟". الجراح، وفي حديث لـ"صوت لبنان"، أكد ان "السلاح يجب أن يكون موجهاً الى العدو الإسرائيلي وليس الى أي أحد، ويجب ألا يكون موجوداً في الداخل بالأساس"، لافتاً الى ان "مجرد وجود السلاح بيد الناس واستعماله بهذه السهولة يؤدي الى ما أدى اليه". وطالب بأن تكون "بيروت منزوعة السلاح كما يجب أن يكون كل لبنان عبر بسط السلطة الشرعية". الجراح رأى انه "يجب على كل الاطراف التي تملك السلاح ان تأخذ قراراً بتسليم السلاح الى الجيش وبشكل طوعي، ويجب ان تصل الى قناعة بأن لا لزوم لهذا السلاح ان يستعمل في الأزقة وبين الناس". وقال: "على الأطراف أن تعي ضرورة تسليم الأسلحة إلى الجيش اللبناني، لكن لا أعتقد أن هناك استجابة واضحة في هذا الموضوع لذلك يجب معالجته، وسنبقى نطالب بسحب هذا السلاح".

 

كلام سوري غير مألوف: لماذا لم يبلّغنا الحزب أن طيران إسرائيل استطلع الموقع النووي السوري؟

الخميس 26 آب (أغسطس) 2010"الشفّاف"- بيروت- خاص

سمع الزوار اللبنانيون الى العاصمة السورية دمشق من المسؤولين السوريين كلاما جديدا وعتبا للمرة الأولى على حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله .

ونقل هؤلاء الزوار ان العتب مرده الى القدرات الاستخباراتية للحزب وامكاناته في خرق شيفرة طائرات الاستطلاع الاسرائيلية من دون طيار والتي تصور المواقع والاراضي اللبنانية. (وكان السيد حسن نصرالله عرض، في خطابه قبل أسبوعين، أفلاماً قال أنها أفلام التقطها الحزب من طائرات التصوير الإسرائيلية التي كانت تحلّق فوق لبنان).

ونقل هؤلاء عن مسؤولين سوريين قولهم طالما ان الحزب يملك هذه الامكانات وهو يرصد حركة الطائرات الاسرائيلية على طول الحدود اللبنانية السورية، الم يكن بإمكانه ان يبلغ دمشق بأن إسرائيل تستطلع الموقع النووي المزعوم قبل ان تقصفه الطائرات الاسرائيلية؟!!!

صورة لموقع "الكبر" السوري وزعتها الحكومة الأميركية في 24 أبريل 2008، أي بعد 8 أشهر من العملية الإسرائيليةالحزب "يستفرد" بلبنان!!

وأضاف هؤلاء ان العتب الشديد على الحزب ينطلق ايضا من معطيات أخرى مردها الى ان الحزب يستفرد بالساحة اللبنانية ويفرض إيقاعه عليها غير عابيء بالمصالح السورية. وان العمل على زعزعة الاستقرار في لبنان في هذه المرحلة لا ينسجم على الاطلاق مع المصلحة السورية التي تجنح نحو التهدئة بعد خمس سنوات من العزلة الدولية القاتلة على دمشق. وان الديبلوماسية السورية عملت جاهدة على محاولة فك هذه العزلة والعودة الى حضن المجتمع الدولي من دون ان تتخلى عن ثوابت النظام، وهي تاليا غير مستعدة بجهود ديبلوماسية مضنية لخمس سنوات من اجل اجندات الحزب الداخلية خصوصا التهديدات والتخوين، "عالطالع والنازل"، بسبب او من دون سبب.

واضاف هؤلاء ان دمشق تريد في هذه المرحلة المحافظة على إمساكها بالعصا من الوسط. فهي لا تريد ان تدخل في مواجهة مع حزب الله، ولكنها في الوقت نفسه لا تستطيع السماح للحزب او لأي طرف آخر من حلفائها بالعبث بالأمن والإستقرار في لبنان، خصوصا بعد ان بدأت العلاقات السورية مع الحكومة اللبنانية ورئيسها سعد الحريري تأخذ منحى تصالحيا وعلاقات سوية بين دولتين. وتالياً، فإن دمشق لن تألو جهداً في محاولاتها الوقوف في وجه محاولات زعزعة الامن لحساب اي جهة كانت.

مشهد من "حرب تحرير منطقة أبو حيدر" البيروتية من سكانها الآمنيناللهجة الحاسمة للمسؤولين السوريين اوحت لزوار العاصمة بأن دمشق لن تتهاون مع أي محاولة لبنانية لضرب استقرار لبنان، وهي تاليا تحقق مصالحها من جهة لأن "أمن لبنان من أمن سوريا" والعكس ايضا، ولأن استقرار لبنان يكسب دمشق اوراقا إضافية لجهة التزاماتها الدولية والعربية في عدم التدخل السلبي في الشؤون اللبنانية ويساهم في إزاحة كاهل العقوبات والحصار عن كاهل الاقتصاد السوري الذي يعاني من صعوبات عدة. فضلا عن تسجيل نقاط إيجابية في خانة الديبلوماسية السورية نحو تحقيق مزيد من الإنفتاح على دمشق من العرب والمجتمع الدولي.

كلام إيجابي عن البطريرك صفير، وميشال عون.. "إيراني" وليس "سوري"!

كما سمع زوار العاصمة السورية للمرة الأولى كلاما إيجابيا عن رئيس الحكومة سعد الحريري وتفهما للظروف التي أحاطت بتوليه المسؤوليات السياسية عقب إغتيال والده وكذلك البطريرك الماروني نصرالله صفير وكلاما محايدا عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية ، في حين سمع هؤلاء ما يفيد بأن النائب ميشال عون اكثر انحيازا في الشأن الداخلي اللبناني الى جانب المصالح الايرانية منه الى المصالح السورية.

وقال هؤلاء إن سوريا ستدعم الجيش اللبناني في اي وقت وفي اي مواجهة يخوضها في تعقيب على اشتباك العديسة كما ان دمشق تنظر بعين الرضى الى العلاقة القائمة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان.

 

موسم إنزال صور نصر اللّه" في "الأخبار": "الإقرار بالذنب أجدى من الحديث عن مؤامرات وبروفات وسسياريوات"

الجمعة 27 آب (أغسطس) 2010/الشفاف

 بعد "غزوة 7 أيار المجيدة" نشر مفتي صور السيد علي الأمين قصيدة "اعتذار من بيروت"، في حين كان السيد حسن نصرالله يوزّع القتلى بين "شهداء" من حزبه و"ضحايا" من "عموم اللبنانيين"! لكن غطرسة الحزب، أو "استكباره" كما في نعت يُطلق على الأميركيين ودولتهم، جعل جريدة "الأخبار" التابعة لحزب الله تقترح على حزبها تقديم إعتذار لأهالي أبو حيدر وبيروت بعد ما حصل قبل يومين!!

نحن بانتظار "قصيدة" حزب الله بعنوان "عذراً أبو حيدر". وفي رأينا أن "القصيدة" الموعودة ستكون أفضل من كلام بعض مسؤولي الحزب وبعض أنصاره البعثيين بأن "الكلام المسموم" عن إشتباك أبو حيدر "أخطر من إطلاق النار"! الكلام المسموم لم يقتل أحداً، خصوصاً أنه جاء بعد "غزوة أبو حيدر"، وليس قبلها. نحن مع "الأخبار": إعتذروا من الناس بدل إطلاق التهديدات بحق "بعض الأقلام"!

في ما يلي بعض جواهر مقال فداء عيتاني في "الأخبار"، مع الرابط لمن يودّ قراءة المقال كله:

موسم إنزال صور نصر اللّه

فداء عيتاني

ما تسمعه من القيادات السياسية من تأكيد لطيّ صفحة الاشتباك لا ينطبق على ما تسمعه في الشارع، وبخاصة من أنصار المقاومة بين أبناء شوارع سنية الطابع، حيث يقول أحدهم: «نحن عائلة دفعنا الكثير من أجل الخط الوطني والقومي، لكن ابني، أمس، أنزل صورة حسن نصر الله عن جدار غرفته وحطّمها».

في الأعوام القليلة الماضية يروي مشاريعيون أن عناصر تابعين لحزب الله وبعض مسؤوليه في الأحياء المحيطة كانوا يستفزّون العناصر المكلفين بحماية المقر الرئيسي ومنزل رئيس الجمعية القريب، وأحياناً كانت الإشكالات تتطور إلى حدود التلويح بالسلاح، وبالتالي فإن ما جرى ليل الثلاثاء ليس غريباً ولا وليد ساعته.

قياديّو المشاريع يشيرون الى أنهم سلّموا عناصر الشرطة العسكرية المكلفة بالتحقيق نسخة عن تسجيلات كاميرات المراقبة التي تظهر بوضوح ما جرى. وفي المقابل، فإن قياديين في الحزب يؤكدون أن من يظهره التحقيق سيسلّم فوراً من أي جهة كان.

من ناحية حزب الله، فإن الدخول إلى الزواريب يكرر بالنسبة إليهم مشهداً كانوا الى زمن قريب خارجه، وهو مشهد ميليشيات الحرب الأهلية، ولا يكفي القول إن تدخلات من قوى أخرى، ومن زعران يقودون دراجات ويتناولون المخدرات أدت الى انفجار غير متوقع.

ولأن حزب الله هو الطرف الأكبر والأقوى في المعادلة، وهو من مارس، أو من يتحمل مسؤولية ما مورس من كثافة نارية، ونظراً إلى أنه أكبر الخاسرين، فلا شيء يمنع الحزب من التقدم من سكان المنطقة وبيروت برسالة اعتذار رسمية، وهي ضرورية وبغضّ النظر عمّن بدأ بإطلاق النار، أو من مات أولاً، أو من المسؤول عما حصل في أزقة بيروت..

لكن الإقرار بالمسؤولية والذنب، والتعامل مع المتضررين من الطرفين بصفتهم ضحايا أبرياء، كما جرى التعامل مع المتضررين من حرب تموز، وتعويضهم، ربما كان أجدى من الحديث عن مؤامرات ورسائل وبروفات وسيناريوات. في كل الأحوال، فإن ما جرى إنذار حقيقي. فهل من ينتبه؟

 

النائب الأسبق مصطفى علوش يرى في حديث لـ"النشرة" أن التعليقات بعد إشكال برج أبي حيدر تبين أنه قد لا يكون فرديا ويعتبر أن "حزب الله" لا يهتم لو مات الناس في الشارع وكل ما يهمه هو المحكمة الدولية

27 آب 2010 - النشرة

علق عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب الأسبق مصطفى علوش على الإشكال الذي حصل بين "حزب الله" و"جمعية المشاريع الخيرية" (الأحباش) في برج ابي حيدر، فرأى أن شرح الأمور يظهر الإشكال وكأنه فردي، ولكن تعليقات المسؤولين في الحزب والجمعية بعد الإشكال تظهر احتمال أن لا تكون المسألة فردية.

وأسف علوش، في حديث خاص لـ"النشرة"، لأن أرواح الناس في النهاية هي التي تعرضت للخطر والناس هم الذين تعرضوا للخوف، معتبرا أن السبب في كل هذا هو استمرار انتشار السلاح والمسلحين في المناطق والمدن والأحياء والأزقة، داعيا الى سحب السلاح من داخل المدن بشكل فوري. وشدد على أن هذا لا يعني سلاح "حزب الله" وحده بل كل من يملك سلاحا داخل المدن.

وتطرق علوش في حديثه لـ"النشرة" الى موضوع الهم المعيشي اليومي وأولويات المواطنين، مشيرا الى أن الحكومات في لبنان تشكل على أساس سياسي وليس خدماتي، مشيرا الى أن حل مشاكل الناس يكون عبر تقديم الوزراء المختصين خطط المعالجة التي يجب أن يتم العمل على أساسها، داعيا الحكومة لأن تقوم بواجباتها في هذا المجال.

وعما يحكى حول تغيير حكومي ممكن، أكد علوش أن هذا التغيير تتم المطالبة به تحت عناوين سياسية وليس خدماتية بالطبع، مشيرا الى أن البعض قد يتلطى خلف التحركات المطلبية للمطالبة بإسقاط الحكومة، ولافتا الى أن قوى 8 آذار والمحيطين بـ"حزب الله" والوزير الأسبق وئام وهاب هم أكثر من يطالبون بهذا التغيير.

وذكر علوش بما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في حديثه الآخير عن أن الحزب قادر على إسقاط الحكومة في البرلمان دون اللجوء الى الشارع، قائلا: "إذا أرادوا أن يسقطوها فليسقطوها، ولكن ما هو الأفق بعدها؟".

وشدد على أن "حزب الله" لا يهمه هموم الناس ولا أن تموت العالم بالشارع، بل كل ما يهمه اليوم هو المحكمة الدولية، معتبرا أنهم قد يلجؤون الى إسقاط الحكومة من أجل المحكمة، ومشددا في الوقت عينه على أن أحدا لا يقدر أن يغير أي شيء في القرار الاتهامي الذي سيصدره المدعي العام دانييل بيلمار، مؤكدا أن رئيس الحكومة سعد الحريري غير قادر على تغيير أي شيء لأن الموضوع لم يعد حقا خاصا بل أصبح بيد المجتمع الدولي.

ولم ير علوش أي منطق في تحريك موضوع المحكمة الدولية من قبل "حزب الله" في هذا التوقيت وبالطريقة التي تمت، معتبرا أن المعلومات والقرائن التي قدمها السيد نصرالله موجودة معه منذ سنة على الأقل، متسائلا: "لماذا لم يقدمها قبل الآن؟".

وردأ على سؤال، أوضح علوش أن اتهام 14 آذار لسوريا باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري كان "اتهاما سياسيا"، مذكرا بأن المحكمة الدولية لا تأخذ به، لأنها لا تأخذ بسيناريوهات، بل تأخذ بأدلة جنائية ومادية وبناء عليها تبني السيناريو.

 

علوش: السلطة تفقد هيبتها بالتقسيط  

رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لـ"الأنباء الكويتية"، ان "اشتباكات "برج أبي حيدر" ما كانت لتحدث لولا انتشار السلاح غير الشرعي بين أيادي المليشيات المختلفة، وهو ما كانت تحذر منه قوى "14 آذار"، ومن انتشار الفوضى الأمنية كنتيجة طبيعية لانتشار هذا السلاح على جميع الأراضي اللبنانية"، لافتا الى ان "مجرد وجود سلاح ومسلحين لـ"حزب الله" ولغيره من المليشيات على الأرض يثبت ان هذا الأخير لم يعر الداخل اللبناني أية أهمية على مستوى الاستقرار الأمني، وبالتالي فإن مسؤولية ما حدث ويحدث تقع على عاتقه، كونه أثبت من خلال أعماله بأن سلاحه ليس فقط لمقاومة اسرائيل انما أيضا لمقاومة الداخل اللبناني. وذكّر بالتقرير الذي قدمه أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال مؤتمره الصحافي الأخير والذي اعترف فيه بأن "حزب الله" منتشر أمنيا على مختلف المناطق اللبنانية، معتبرا ان "حزب الله" يتخذ من كل لبنان ساحة له. وتعليقا على موقف الجيش والقوى الأمنية من أحداث "برج أبي حيدر" أعرب علوش عن خشيته من ان يكون الجيش مازال تحت تأثير أحداث "الشياح – مارمخايل"، ومن ان تكون قوى السلطة واقعة تحت الابتزاز والخوف من استهدافها فيما لو تدخلت لقمع أعمال الشغب واعتقال المسلحين المنتشرين داخل الشوارع والأزقة، لافتا الى ان السلطة اللبنانية تفقد دورها وهيبتها بالتقسيط أمام مجموعات مسلحة تعبث ساعة تشاء وعلى هواها بالأمن والاستقرار دون رادع أو وازع لها، ما قد يؤدي لاحقا الى فقدان ثقة المواطنين على وسع الأراضي اللبنانية بالقوى الأمنية ولجوئهم بالتالي الى اعتماد مبدأ الأمن الذاتي والحزبي. ولفت إلى أن ما يجري من أحداث أمنية مسلحة في مناطق سيطرة "حزب الله" يشير الى وجود سياسة "صيف وشتاء تحت سقف واحد"، فـ"حزب الله" يصول علنا بسلاحه داخل الأراضي اللبنانية كافة ويجول بحرية مطلقة ويتجرأ مسلحوه ومسلحو مليشيات أخرى على مواجهة الجيش اللبناني دون ان يصار الى اعتقال أحد من المسلحين أو المشاغبين، في وقت لا يتهاون فيه الجيش مع الفئات الأخرى من اللبنانيين غير المسلحين الذين يحترمون الجيش ويهابونه ويطالبونه بضرورة ممارسته لدوره الشرعي والدستوري.

 

"اليسار الديموقراطي": بيروت خالية من السلاح هو الحد المقبول

وطنية -27/8/2010 رأت حركة "اليسار الديموقراطي" في بيان اليوم "ان اخطر ما حملته اشتباكات بيروت ليل الثلاثاء والاربعاء او غيرها انها كانت مرتقبة، واخطر من ذلك انها تؤشر بقوة الى احتمالات تكرارها وتحويل العاصمة الى مدى مستباح يذكر بأيام سوداء غابرة،ايام المربعات الامنية". واشارت الى ان "بيروت تعج بمشاريع تكون مليشيات الاحياء وتعميم السلاح وتصنيف المناطق، وهذا حال سيولد اياما وليالي سوداء قادمة". وشددت على ان "بيروت خالية من السلاح بيروت، خالية من المليشيات، هو الحد الوحيد المقبول لوجود المدينة وسكانها ودورها الثقافي والاقتصادي والسياحي والحياتي وخصوصا السياسي. وقالت :"نريد بيروت آمنة مسالمة هادئة لا هويات عسكرية وامنية لاحيائها ولا سبيل لذلك الا ان تبادر ادوات الشرعية الى القضاء على من يحاول الغاء دورها، وبالتلازم مع ذلك او بدونه لا بد من حركة، من انتفاضة، من مقاومة مدنية سلمية يحدد لها مكان وزمان للانطلاق". وختمت: "لنعمل من اجل تحويل خيارنا المدني الى فعل محدد مرتبط بزمان ومكان، ولنكن مبادرين وفق آليات عمل محددة".

 

مفتي الجمهورية تفقد مسجد البسطا الفوقا بعد تعرضه للحريق:

دار الفتوى سوف تقوم بترميم وتأهيل المسجد و"جمعية المقاصد" ستساهم

ليس هناك خلاف بين السنة والشيعة في لبنان او بين المسلمين والمسيحيين

من واجبنا توحيد كلمتنا ورص صفوفنا وإصلاح ذات بين المتخاصمين من الإخوة

التفريط بأمن المواطن جريمة كبرى تنطوي تحتها إثارة الفتن وإشاعة الفوضى

الوحدة الوطنية عمدة وطننا والعدو الإسرائيلي المستفيد من تأجج أوضاعنا

وطنية - 27/8/2010 تفقد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني مسجد البسطة الفوقا اثر تعرضه لحريق أثناء الأحداث الأخيرة التي حصلت في بيروت.

والقى المفتي قباني خطبة الجمعة، وأم المصلين فيه، وكان في استقباله ممثلون عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في بيروت الشيخ عبد القادر فاكهاني والدكتور بدر الطبش، وحضر إلى جانب مفتي الجمهورية ممثل رئيس كتلة المستقبل النائب عمار حوري، والنواب: عماد الحوت، محمد قباني، محمد الحجار ورئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، رئيس جمعيات اتحاد عائلات بيروت محمد خالد سنو، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في دار الفتوى الشيخ خلدون عريمط، مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ محمد الجويدي، شيخ قراء بيروت الشيخ محمود عكاوي، مدير إذاعة القران الكريم الشيخ جهاد الأمير، رئيس "حركة المرابطون" محمد درغام وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ومخاتير وقضاة شرع وعلماء وحشد من المواطنين.

وجاء في خطبة مفتي الجمهورية: "الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وله الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا رسول الله، نبي الرحمة والهدى، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن عمل بشريعته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين، يوم القيامة والحساب، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه، والله رؤوف بالعباد".

أضاف: "لقد دار الزمن دورته بعد عام كامل، وعاد إلينا شهر رمضان هذا العام، عاد إلينا شهر رمضان هذا العام بعد أن نسينا كثيرا، وبعد أن سبحنا في شئون دنيانا سبحا طويلا، ترى هل يطول بنا العمر حتى نلقى رمضان في عام قادم؟ أم هل يسبق الأجل؟ فلا نلقاه بعد عامنا هذا؟ وكل نفس ذائقة الموت، ألا من اتخذ منكم عند الله عهدا، أنه سيطيل له في عمره، أو يؤخر له في أجله، فليبطئ ما شاء له أن يبطئ، وليسوف وليؤجل، أما وأن القدر مستور محجوب، والأجل قد ينتهي في لمحة، والساعة لا تأتي إلا بغتة، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير، فالواجب علينا إذن والحالة هذه، أن نقف قليلا مع بداية هذا الشهر الكريم، وأن نلتفت التفاتة يسيرة إلى الوراء، لنحصي على أنفسنا سقطاتنا وزلاتنا، وأن نمحو بماء الندم ما مضى من تقصيرنا في حق ربنا، وأن نصمم على الاستقامة في مستقبل أمرنا، وتلك هي حقيقة التوبة والاستغفار، الذي جعله الله ضمانا للأمن والأمان في هذه الدنيا، ويوم القيامة، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم * وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

وتابع: "والعاقل من يتفكر في عواقب الأيام والليالي، وفي عاقبة أمره فيها، وما تعود به عليه هذه العاقبة، من خير وشر، ونجاح وفشل، وطاعة ومعصية، وحزن وسرور، وثواب وعقاب، فهو إن ذهبت أيامه في هذه الدنيا لا تعود ليصلح ما أفسده فيها، والسعيد من تدارك نفسه وفاز بطاعة الله تعالى ورضوانه فيها، والشقي من خرج منها ولم يحظ بغفران الله تعالى له فيها، فالأيام تمضي، والشهور تمضي، والسنوات تمضي، والعمر كله يمضي، وكل شيء هالك إلا وجهه، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وإذا أردتم فاسألوا أنفسكم؟ أين الآباء والأمهات؟ أين الأجداد والجدات؟ أين الأعمام والعمات والأخوال والخالات؟ أين الملوك والرؤساء؟ لقد مضوا إلى ربهم، وكل يوم نودع غاديا ورائحا إلى الله، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون، والعاقل أيضا من يعرف قيمة الوقت والزمن، ففيه يقع ربحه وخسرانه، وفوزه وحرمانه، فعن معقل بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من يوم إلا هو ينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وأنا فيما تعمل في عليك شهيد، فاعمل خيرا أشهد لك به، فإني لو مضيت لن ترني، ويقول الليل مثل ذلك"، وقال الإمام الحسن البصري: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام في هذه الدنيا، كلما ذهب منها يوم ذهب بعضك"، وعن الحسن البصري أيضا أنه مر في شهر رمضان بقوم يضحكون ويعبثون، فقال: "إن الله عز وجل، جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه (أي ميدانا لخلقه)، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب، للضاحك اللاعب، في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء (أي الحجاب عن البصر وعاين الإنسان الحقيقة)، لاشتغل المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته"، أي لكان سرور المقبول عند الله يشغله بالطاعة عن اللعب وتمضية الوقت فيما لا نفع عند الله، ولكانت حسرة المردود عند الله تسد عليه باب الضحك والفسوق والعبث".

وأكد "ان الجراح التي ألمت بمدينتنا بيروت بالأمس لا يسر لها إنسان، ولا يرضى عنها الله عز وجل، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، كيف الرضا والأحياء تفقد أمنها؟ كيف الرضا والأرزاق تشهد ضياعها؟ كيف الرضا والأنفس تخسر أنفسها؟ كيف الرضا والمساجد تنتهك حرمتها؟ والأشياء لا بد أن تسمى بمسمياتها، كشفت البيوت والشوارع، وأصبحت عرضة لنيران القتل الغادرة، وأصاب التدمير الممتلكات، وسقط الجرحى، وسال الدم البريء، أهذه هي بيروت التي أردنا؟ أهذه بيروت التي نريد؟ لا والله، إن العاصمة التي نريدها لا تشبه بيروت على تلك الصورة، ولبناننا، ليس لبنان برداء القتل والتدمير ذاك".

وشدد قباني على "ان الدولة اللبنانية، رؤساءها ووزراءها ونوابها، وأمنيوها وعسكريوها، مطالبون اليوم، بالقيام بتمام واجبهم في حفظ أمن المواطن، في وطننا لبنان، واتخاذ الإجراءات العملية، لضمان أمنه نهائيا، لاسيما الآن بعد تكرر مظاهر كانت، في سنوات ظننا أنها مرت ولن تعود، ولا بد لنا من محاسبة المقصرين متى قصروا، والعابثين بالأمن متى تجرأوا، فإن التفريط في أمن المواطن جريمة كبرى، تنطوي تحتها إثارة الفتن، وإشاعة الفوضى، وإرهاب الأطفال والنساء والشيوخ، والدمار في الأموال والأنفس. ولابد للبنان أن يشهد الأمن الحقيقي في داخله، وأن توجه البنادق جميعها نحو العدو الإسرائيلي، ذلك الصهيوني المتربص بنا وبوطننا الشرور، وأن نكون جميعا يدا واحدة في وجهه ومواجهته، عملا بقوله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) ، وعملا بقول الله تعالى أيضا: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا). والوحدة الوطنية هي عمدة وطننا، وصمام أماننا، وسر قوتنا، وإن العدو الإسرائيلي وغيره من الطامعين بوطننا، ومن المستفيدين من تأجج أوضاعنا الداخلية، لطالما راهنوا ويراهنون على الفتن الداخلية في وطننا لبنان، لتحقيق غاياتهم، ولكنهم لا يعلمون بأننا اليوم قد حصنا أنفسنا ووطننا في وجه الفتن الداخلية، حصيلة الأعوام الثلاثين الأخيرة من تاريخ لبنان، ونحن أعلم اليوم بالجسد اللبناني أكثر من أي وقت مضى، وأعلم بحال أنفسنا، وإن أي رهان سيقوم على فتنة داخلية في لبنان سيكون خاسرا إن شاء الله تعالى، وإن أية محاولة لتوظيف أي حادث في فتنة داخلية، مذهبية أو طائفية، سيفشل بإذن الله تعالى، فليس هناك خلاف بين السنة والشيعة في لبنان، ولا خلاف بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، وإن اللبنانيين سيكونون دوما وحدة لا تتجزأ في الكيان والمصاب، ولابد لنا أن نبقى دوما المثل الذي يحتذى به بين الأمم".

وقال: "أما الخلافات السياسية فهي مشروعة في نظامنا الديموقراطي، ولكن لا بد لها من أن تبقى في حدود السياسة والسياسيين، وأن يحيد الشارع عنها، وعسى أن تتحمل وسائل الإعلام مسؤولياتها في التخفيف من حجم أي توتر سياسي قد يطرأ، وإن من واجبنا في توحيد كلمتنا ورص صفوفنا، إصلاح ذات بين المتخاصمين من الإخوة في الوطن الواحد، عملا بقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)، وعلينا جميعا بلين الجانب والتآخي والتصافي، والتراحم ومناصرة كل عمل يؤدي إلى وأد الفتنة في كل زمان ومكان، فأحسنوا رحمكم الله صلتكم بربكم، وصحبتكم لهذا الشهر المبارك، وحببوا طاعة الله إلى قلوب أولادكم وأهليكم، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا)، وقال أيضا في القرآن الكريم: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسن*أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده)،تقبل الله منا ومنكم، الصلاة والصيام والقيام، وصالح الأعمال، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وتوبوا إلى الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".

وأعلن مفتي الجمهورية أن دار الفتوى سوف تقوم بترميم وتأهيل مسجد البسطة الفوقا ليعود في أبها حله وتقام فيه الصلوات الخمس.

وابلغ رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق مفتي الجمهورية بتبرعه بمبلغ عشرة آلاف دولار من حسابه الشخصي مساهمة في مشروع ترميم وتأهيل المسجد.

 

آغا زار الجميل: المهم الا يبقى سلاح خارج القوى الشرعية

وطنية - 27/8/2010 - زار رئيس "الحركة اللبنانية" بسام خضر آغا الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا اليوم، وبحثا في الأوضاع العامة. واعلن آغا في بيان انه "تم خلال اللقاء تداول القضايا التي تعني لبنان، وقد وافقنا رؤية فخامته حول الواقع الفلسطيني في ما يتعلق بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين التي لا خلاف عليها، إنما كان على المعنيين أن يشبعوا هذا الموضوع درسا قبل إتخاذ أي قرار من اجل الا تكون هناك ثغر قد تؤدي يوما الى التوطين". واضاف: "أكدت عدم قبولنا بشيء اسمه استراتيجية دفاعية في بلد له مقومات الدولة فليجدوا الصيغة التي يريدون، المهم الا يبقى أي سلاح خارج القوى الشرعية فلا يمكن بناء وطن في ظل وجود جيش وميليشيات مسلحة خصوصا بعد ما حصل في برج أبي حيدر. اما لناحية اللغط الحاصل حول المحكمة وشهود الزور، فإنني أنصح بعدم تداول هذا الموضوع لسببين: الأول أنه مهما قيل عن التسييس وغيره فلن يغير المعادلة شيء لأن الحقيقة بالنسبة الى المحكمة هي الأساس وصدقيتها عالمية". ودعا "من يرفض المحكمة الى ان يقتدي بما صدر عن السلطات السورية التي أبدت استعدادها لمواصلة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية".

 

المرعبي: إشتباكات بيروت خطأ جسيم ما كان يجب ان تحصل

وطنية - 27/8/2010 إعتبر النائب السابق طلال المرعبي، في تصريح اليوم، "ان ما حصل في العاصمة بيروت من اشتباكات مسلحة خطأ جسيم ما كان يجب ان تحصل، ولا يجوز ان يمر دون معالجة جذرية تمنع حصول مثل هذه الأحداث التي تثير الفتن وتضرب مسيرة الأمن والاستقرار". وقال المرعبي "ان الكلام عن أنه حادث فردي غير مقبول ولا بد من اجراء تحقيق جدي ودقيق يحدد المسؤوليات ويعاقب كل مسبب أو مشترك أو متدخل"، مشيرا الى "ان السلم الأهلي ليس العوبة بيد أحد ولا بد من اتخاذ تدابير تمنع وجود السلاح ضمن العاصمة الى اي فئة انتمى وتحول دون تكرار ما حصل". واضاف: "لا شك ان المسؤولين الامنيين على اطلاع على كل ما يجري، وعليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم لوضع حد لأي فلتان ولعدم تكرار ما حصل تحت اي ظرف، نحن نعلم ان الوضع في المنطقة غير مستقر وان العدو الاسرائيلي يتربص بنا لإيقاع الفتن، فهل يجوز ان يحصل ما يؤجج نار الفتنة والعملاء يتهاوون الواحد تلو الآخر". وطالب الحكومة والقيادات السياسية بإتخاذ تدابير وقائية تجنب بيروت اي خضة أمنية، ونزع كل سلاح يسيء الى مسيرة الأمن والاستقرار خاصة في العاصمة".

 

سياسة "اللقاء المستقل" توقف عند الحوادث الاخيرة في بيروت: نطالب بلبنان منزوع السلاح غير الشرعي ونتمنى تسبيق موعد الحوار

وطنية - 27/8/2010 عقد المكتب التنفيذي ل"اللقاء المستقل" في كسروان - الفتوح إجتماعا استثنائيا قبل ظهر اليوم، في حضور الأعضاء: نوفل ضو، ميشال أبي عبدالله، أنطوان بشارة، طوني المير، بهجت سلامه، منصور مهنا، غسان دحداح والهام الجر. وخصص الاجتماع "للبحث في الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي شهدتها مناطق برج ابي حيدر وكورنيش المزرعة والكولا ورأس النبع وغيرها من أحياء بيروت وشوارعها، وفي تداعياتها السياسية والسياحية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية".

وأصدر المجتمعون على أثره بيانا جاء فيه: "إن شعار "بيروت مدينة منزوعة السلاح غير الشرعي" الذي رفعه بعض النواب والقوى السياسية حلا لعدم تكرار الاشتباكات المسلحة، يبقى على أهميته شعارا منقوصا، لا يفي بالغرض المطلوب، لأن المطلوب هو "لبنان منزوع السلاح غير الشرعي". لقد شهدت منطقة الفنار في قلب جبل لبنان، قبل أسابيع قليلة اشتباكات مسلحة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية امتدت ليومين في قلب المناطق السكنية وعلى بعد مئات الأمتار من كليات تابعة للجامعة اللبنانية ومدارس خاصة كانت تعج بالطلاب في زمن امتحانات نهاية العام الدراسي والجامعي، من دون أن تكلف أي جهة رسمية نفسها عناء شرح ما يجري للمواطنين، ومن دون الإعلان عن توقيف أي كان، أو عن أي دهم لمصادرة ترسانات السلاح المكدسة في الأحياء السكنية. كما أن مدينة بعلبك تشهد بشكل دوري اشتباكات تنعكس سلبا على صورتها السياحية وعلى الاستقرار فيها. وقد آن الأوان، بعد نحو من عشرين عاما على اتفاق الطائف وقرار حل الميليشيات، أن تعلو أصوات تدعو الى وضع حد للتفسيرات والاجتهادات والاستثناءات التي يستغلها بعض الأفرقاء اللبنانيين وغير اللبنانيين من أجل الاحتفاظ بسلاح يبقى غير شرعي بالمفهوم الدستوري والقانوني والميثاقي مهما أعطي من أوصاف وتبريرات".

واضاف: "إن المعالجات التي تولتها الجهات اللبنانية الشرعية، تبقى معالجات قاصرة ودون مستوى خطورة ما يجري على أرض الواقع. وهي معالجات تذكر بإداء الدولة اللبنانية ومؤسساتها في مطلع السبعينيات، عندما حولت الخلافات والتباينات السياسية دور الجيش والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية من دور ضابط الأمن وفارضه الى دور ضابط الارتباط وراعي لجان الإتصالات التي أفقدت المؤسسة العسكرية هيبتها وقدرتها على فرض الأمن والإستقرار".

وتابع: "إن اللبنانيين التواقين الى رؤية دولتهم القوية تفرض نفسها بمنطق القانون على الجميع، لا يمكن أن يفهموا كيف يمكن الدولة التفريق بين منطقة وأخرى، وبين فئة من اللبنانيين وأخرى، في معالجة حوادث أمنية تحصل وفي ملاحقة المسؤولين عنها. فإطلاق نار في الهواء في منطقة يعرضها للتطويق ولاعتقال العشرات من شبانها والتشهير بهم، وتوجيه الاتهامات الى أفرقائها السياسيين والحزبيين بالضلوع فيها، ومعارك كالتي شهدتها بيروت وبعلبك والفنار، يسقط فيها القتلى والجرحى، وتدمر السيارات والمنازل والمؤسسات والصروح الدينية تعالج بوساطات ومصالحات واجتماعات ولقاءات، وتوصف بالحادث الفردي. إنه اداء أقل ما يقال فيه انه لا يدعو الى الثقة والارتياح".

واضاف: "يتمنى "اللقاء المستقل" على فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، راعي الحوار الوطني، المبادرة السريعة الى تسبيق موعد الجولة المقبلة للحوار المقررة في منتصف تشرين الأول، إلى أقرب موعد ممكن، والضغط على المتحاورين لوضعهم أمام مسؤولياتهم، ولاتخاذ قرار بتسليم كل السلاح غير الشرعي الى الدولة اللبنانية، ولوضع القسم الموجود بيد "حزب الله" منه تحت الإمرة السياسية لمجلس الوزراء، والإمرة العملانية لقيادة الجيش . ذلك أن حماية لبنان من الاخطار الخارجية لا يمكن أن تتم بمعزل عن وضع حد للأخطار الداخلية. والاستراتيجية الدفاعية يجب أن تضع السبل الكفيلة الدفاع عن لبنان من الأخطار الداخلية والخارجية على حد سواء".

وختم: "ما يدعو فعلا الى الاستغراب مجددا هو السكوت المطبق لمعظم النواب والوزراء الحاليين والسابقين، ولا سيما الذي مثلوا ويمثلون مناطق كسروان - الفتوح والمتن وجبيل وبعبدا وغيرها من أقضية جبل لبنان، وكأن ما يجري لا يعنيهم. إن الأمن في لبنان هو كل لا يتجزأ. والتحالفات وأوراق التفاهم والمصالح السياسية لا تبرر التعامي عن الحقيقة والدفاع عنها. كما أن استرضاء بعض الداخل والخارج للحفاظ على المقاعد النيابية والوزارية او العودة اليها، يجب ألا يكون على حساب مصالح اللبنانيين وكرامة الدولة ومؤسساتها".

 

حفل تكريمي لرئيس الجامعة الثقافية في العالم

الشدراوي:الاغتراب داعم أساسي للبنان ويضخ 8 مليار دولار سنويا

وطنية - 27/8/2010 - أقام عضو مجلس الامناء في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني شديد وعقيلته ، حفلا تكريميا على شرف رئيس الجامعة عيد الشدراوي، تخلله عشاء في فندق "لو رويال" - الضبية ، حضره مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب وفاعليات. بداية القى رئيس مكتب لبنان طوني قديسي، كلمة ترحيبية تحدث فيها عن "دور الاغتراب اللبناني في العالم".

ثم ألقى الشدراوي كلمة وصف فيها صاحب الدعوة بانه "من الاعمدة الاساسية للجامعة"، منوها بكل ما يقوم به في عالم الاغتراب "من اجل خدمة لبنان وابنائه والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم". وقال: "نحن كجامعة أمام مشوار طويل وتحديات كبيرة لكي نثبت للعالم وللجميع بأن الاغتراب هو الداعم دائما للبنان، صحيح لدى لبنان جيش وقوى أمنية ولكن عنده ايضا جيش قوي في الاغتراب أيضا، ألا وهو الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. إن الاغتراب اللبناني سند أساسي للبنان وهذا فخر لنا فنحن لا نضحي بالمال فقط من أجل وطننا بل نفتديه أيضا بدمائنا". وتحدث عن "دور الاغتراب اللبناني في ضخ الاموال الى لبنان والتي تصل الى ثمانية مليارات دولار في السنة، مما يساعد في تنمية العجلة الاقتصادية والمالية"، معتبرا أنه "لولا هذه الاموال منذ العام 1975 حتى اليوم لكان لبنان بيع بالمزاد العلني"، وهذا الفضل يعود للاغتراب اللبناني الذي يفكر دائما بوطنه وارضه وأرض أجداده التي هي أرض مقدسة".

وفي الختام كانت كلمة لصاحب الدعوة، رحب فيها بالحاضرين.

 

نائبان بريطانيان جالا على قيادات في 14 آذار وشددا على دعم المؤسسات وتفعيل الديموقراطية في لبنان

وطنية - 27/8/2010 واصل النائبان البريطانيان دانيال كوزنسكي وأندريه روزيندال جولتهما على القيادات اللبنانية بدعوة من منظمة "ايمان لحوار الاديان والحضارات" يرافقهما رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن، وزارا مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار حيث كان في استقبالهم النائب السابق مصطفى علوش وجرى عرض للتطورات.

وشدد الوفد حسب بيان اصدره "التيار الشيعي الحر" على "أهمية دعم دور المؤسسات السياسية لينعم لبنان بالإستقرار والأمن،وضرورة تفعيل الديموقراطية في بلد كلبنان"، لافتا إلى "الدور الذي ينبغي أن تلعبه القيادات اللبنانية في صناعة قرارها وعدم الوقوع في وحول الإنقسامات والفتن" . بعدها زار الوفد الوزيرة السابقة نائلة معوض وعرض معها الأوضاع العامة. واشارت معوض الى "الأحداث التي تعرض لها لبنان، وكيف اغتيل الرئيس رينيه معوض وصولا إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ومن تلاه من قيادات ثورة الأرز"، مشيرة الى ان "الرهان دائما كان على تمسك اللبنانيين بحريتهم وإرادتهم في الحياة" . وزار الوفد ايضا النائب نديم الجميل في الأشرفية واستمع إلى رؤيته للمستقبل، حيث أكد الجميل "أن قيام الدولة لا يكون في ظل سلاح منتشر يهدد العملية الديموقراطية ، ولا بد من إيجاد حل لموضوع السلاح وحصره بيد الجيش اللبناني" .

 

منطاد تجسس اسرائيلي حلق فوق بعلبك ليل امس

وطنية - 27/8/2010 - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه اليوم البيان الاتي: "عند الساعة 19,40 من يوم امس، وفي انتهاك جديد للسيادة اللبنانية حلق منطاد تجسس نوع (بومباردير) تابع للعدو الاسرائيلي فوق مدينة بعلبك وبلدتي نحلة ويونين وسلسلة جبال لبنان الشرقية".

 

بلدية برمانا وأهلها وعائلاتها طالبوا بمعاقبة مروجي تهمة "العمالة" في حق رئيس بلديتهم بيار الاشقر

وطنية - 27/8/2010 - صدر عن مجلس بلدية برمانا واهالي وعائلات برمانا بيان اليوم، نفوا فيه ما وصفوه ب"الخبر الكاذب المدسوس الوارد في بعض الصحف والمواقع الالكترونية هذا الصباح، عن ان رئيس بلديتنا السيد بيار الاشقر قد اوقف بتهمة عمالة، هو عار عن الصحة جملة وتفصيلا". اضاف البيان: "كون الخبر هذا يمس، ليس فقط بكرامة بيار الاشقر، انما بنا جميعا اعضاء مجلس البلدية وافراد عائلات برمانا واهاليها كافة، الذين اعطوا الثقة التامة الساحقة لرئيس بلديتهم للمرة الثالثة وباجماع يفوق التسعين في المئة، وهم لا يزالون يمنحونه هذه الثقة التامة، فإننا نعلن اليوم، ان بيار الاشقر لم ولن يتوارى عن الانظار، وهو يمارس اشغاله واعماله اليومية في فنادقه ومؤسساته ودار البلدية كالعادة، وكان الاجدر على اصحاب هذا الخبر الكاذب ومذيعيه ان يتحققوا من صحة الخبر قبل نشرهم اكاذيب وافتراءات، وكان على اصحاب هذه المؤسسات الصحافية والاذاعية والمواقع الكترونية، ان تتحقق هي ايضا بدورها عن صحة هذه الاخبار الكاذبة المدسوسة التي تطالها القوانين المرعية الاجراء، فكرامات الناس والقيادات والمسؤولين ليست ملك احد وخاصة ليست ملك بعض عديمي الاخلاق والوطنية والكرامة". وختم البيان مطالبا بان "تتخذ اشد الاجراءات في حق اصحاب هذا الخبر الكاذب، سواء بطردهم او احالتهم الى المحاكمة، والا اعتبرناهم جميعا مشاركين في الجرم القانوني مصنفيهم بدورنا انهم، هم العملاء وليس نحن ومن يمثلنا خير تمثيل السيد بيار الاشقر".

 

قدامى القوات": الكيان والصيغة على كف عفريت

وطنية - 27/8/2010 دعت "هيئة قدامى القوات اللبنانية" في بيان بعد اجتماع برئاسة جو اده المجلس الدستوري الى "وضع يده على الخرق الفاضح لمقدمة الدستور بأن " لا توطين ولا تقسيم"، والذي تجلى باقرار مجلس النواب لقانون بدء اجراءات التوطين وسط خنوع نيابي اكثري ومعارض لا مثيل له" . اضاف البيان "بما انه لم يتقدم عشرة نواب بالمراجعة المطلوبة، فان للمجلس الدستوري الحق في وضع يده على اكبر عملية خرق للدستور اللبناني اذا لم تأت مراجعة من حامي الدستور بنفسه رئيس الجمهورية" . ورأى البيان "ان الكيان والصيغة على كف عفريت، ولا يمكن السكوت على ما اثاره النواب في يوم تعتبره الهيئة يوم حداد

وطني" .

 

المطران خضر نفى ما نسب اليه على قناة "القاهرة والناس"

وطنية - 27/8/2010 - اعلن مكتب الاعلام لمتروبوليت جبل لبنان للروم الاورثوذكس المطران جورج خضر الاتي: "ورد في حلقة مع نضال الاحمدية على قناة القاهرة والناس لقاء مع عبدو وازن يقول فيه (عرفنا ان منصور الرحباني قدم ملفا الى المطران جورج خضر اراد ان يطلق عاصي من فيروز وان هذا الملف حوى من الكلام المزور حتى ان المطران خضر رمى الملف وعاتب منصور. ان كل هذا الكلام عن لقاء بين سيادته والمرحوم منصور الرحباني وتسليم هكذا ملف الى المطران بشأن طلاق بين المرحوم عاصي والسيدة فيروز عار كليا عن الصحة".

 

مجدلاني: الجيش لم يعط أوامــر للتدخل وبيروت ليست عاصمة للسلاح والميليشيات

المركزية –أعلن عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني "ان بيروت ليست مدينة للمسلحين والميليشيات، مؤكدا ان بيروت منزوعة السلاح ليس شعاراً بل اصرار منا على تنفيذ هذا المطلب"، ورفض في حديث الى "اخبار المستقبل" "ترويع المواطنين الآمنين وتهجيرهم من منازلهم، ووجود السلاح في يد الميليشيات لأن أهالي بيروت لن يسمحوا بتكرار ما حصل بعد الآن". واذ شدد على "دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في إفطار بعبدا القوى الامنية الى تحمل مسؤولياتها ومنع المسلحين وتوقيفهم"، قال: "إذا لم تفرض الدولة هيبتها ستبقى الساحة في بيروت وباقي المناطق ساحة اقتتال"، مذكراً بأن كتلة" المستقبل النيابية طرحت في بيانها الأخير اسئلة عدة عن مسؤولية الاجهزة الامنية وسبب حياديتها".

وهل أعطى قائد الجيش العماد جان قهوجي اوامر للجيش اللبناني بالتدخل ولجم المسلحين، قال: "مجرد وقوف الجيش جانبا يعني أنه لم يعط اوامر بالتدخل، وهنا تقع المسؤولية على قيادة الجيش"، سائلا: "اين هي هيبة الدولة والقانون ومن يؤمن امن المواطن؟". وشدد مجدلاني على ان "العناصر غير المنضبطين موجودين عند كل الأطراف والأحزاب"، مشيرا الى أن "هناك من يسعى الى فتنة، علما أنها تستلزم فريقين" وأوضح إن هناك اغتيالا سياسيا لمشروع الرئيس الشيهيد رفيق الحريري بخطوات بطيئة"، لافتا الى ان "الامور تتطور وهناك سعي الى تشتيت قوة تيار المستقبل ورئيس الحكومة سعد الحريري". وأكد ان "اهل بيروت من سنة ومسيحيين وشيعة ودروز يريدون السلام، ويؤمنون بالانفتاح والعيش الواحد والتعاطي مع الآخر وقبوله، وهم لم يحملوا السلاح أبدا لأنهم يؤمنون بأن السلاح لا يشكل الحل لبناء حياة راقية وآمنة".

 

ابو زينب: يستغلون حوادث بيروت لاعادة صياغة مشروع سياســي

المركزية - أكد عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب ان "هناك فريقا يحاول الاستفادة من أحداث برج ابي حيدر لاعادة صياغة مشروع سياسي دأب عليه"، مشدداً على ان "المطلوب هو الحفاظ على الامن والسلم الاهلي في كل لبنان وليس في بيروت فقط". ولفت في حديث إذاعي الى ان "الجيش اللبناني والقوى الامنية يقومان بما يملي عليهما واجبهما الوطني"، موضحاً ان "التحقيق بدأ لمعرفة اسباب الحادث وتطوره". وعن تسليح الجيش، قال ان "المطلوب اقران القول بالفعل"، متسائلا "هل ستتصل الحكومة بايران للمساعدة في تسليح الجيش بعدما اعلن السفير غضنفر ركن ابادي استعداد بلاده لهذا الامر"، مشيرا الى "إمكان أن تمارس اميركا ضغوطا داخلية عبر حلفائها وخارجية للحؤول دون تسليح الجيش وتقويته".

وشدد ابو زينب على ان "حزب الله غير معني في شكل مباشر بالمحكمة الدولية، والمسائل المتعلقة بها يتداولها مع السلطات اللبنانية والقضاء اللبناني".

 

وليامس التقى الصايغ: قلق من حوادث بيـروت ونشجع المبادرات التي يطلقها سليمان والحريري

المركزية - رئس وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور سليم الصايغ عند التاسعة والنصف من صباح اليوم الإجتماع الأول للهيئة الوطنية الدائمة لرعاية شؤون المسنين في لبنان بعد اعادة تشكيلها بحضور اعضائها ممثلي وزارت الشؤون الإجتماعية، التربية والتعليم العالي،الصحة، الداخلية والبلديات، العمل، إدارتي الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي والإحصاء المركزي. بالإضافة الى ممثلي المجلس الوطني لقدامى الموظفين، الجمعيات والهيئات المتخصصة من القطاعين الأهلي والخاص.

خصص الإجتماع للبحث في خطة العمل للعام المقبل والبرامج المنوي القيام بها بالإضافة الى احياء الأيام الإقليمية، العربية والدولية الخاصة بكبار السن.

واكد الوزير الصايغ خلال الإجتماع على ان الوزارة تولي ملف كبار السن اهتماما خاصا يوازي الإهتمام بالملفات الأخرى المعنية بالشؤون الأسرية والأطفال والمسنين والمرأة وغيرها. وقال ان من حق كبار السن علينا ان نعطيهم ما يستحقونه من رعاية وعناية يحتاجها كثيرون منهم على اكثر من مستوى اجتماعي وطبي ونفسي.

ولذلك طلب الوزير الصايغ العمل سريعا على اعادة النظر بالإحصاءآت الخاصة بالمسنين وإجراء مسح شامل لكبار السن على مستوى لبنان ككل، تزامنا مع العمل الجاري لتحديد المعايير الخاصة بالجمعيات والهيئات وبيوت ودور الراحة والأندية النهارية التي تعنى بشؤونهم وتيويمها لتكون صالحة للنظر باوضاعهم في افضل الظروف فلا يستثنى احد من المستحقين اي مساعدة او عناية يحتاجونها.

وبعد مناقشات تناولت سلسلة من المبادرات والأفكار التي تتضمنها روزنامة العمل للعام المقبل قرر الوزير الصايغ تشكيل لجنة خاصة مهمتها تحديد البرامج الخاصة باليوم العربي للمسن الذي يصادف اول يوم من آخر اسبوع من ايلول المقبل واليوم العالمي لكبار السن الموافق في الأول من تشرين الأول المقبل.

سفير تركيا: وعند الثانية عشرة ظهرا التقى الوزير الصايغ في مكتبه سفير تركيا الجديد في لبنان السيد اينان اوزلديز في زيارة هي الأولى من نوعها. وبعد التعارف جرى استعراض للوضع الإجتماعي في لبنان وما يمكن القيام به لتعزيز كل اشكال العلاقات بين لبنان وتركيا على مستوى المشاريع التنموية والإجتماعية التي تقوم بها الوزارة بالتنسيق مع الهيئات الإقليمية والدولية المانحة.

مايكل وليامس: وعند الثانية بعد الظهر التقى الوزير الصايغ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السفير مايكل وليامس وعرض معه آخر التطورات على الساحة اللبنانية من جوانبها المختلفة السياسية والأمنية بعد احداث العديسة في الجنوب وصولا الى برج ابو حيدر في بيروت ومدى انعكاساتها على التطورات في لبنان والمنطقة. وخصوصا تلك المتصلة بالتجديد للقوات الدولية المعززة في الجنوب المطروح حاليا على مجلس الأمن الدولي والمحكمة الدولية ، وقضايا أخرى متصلة بالشؤون الإجتماعية والمشاريع التي تقوم بها الوزارة بالتنسيق والتعاون مع الهيئات والجهات الدولية المانحة.

وقدم الوزير الصايغ خلال اللقاء عرضا شاملا للمشاريع التي تقوم بها الوزارة على المستويين الإجتماعي والتنموي ودور الهيئات الدولية والدول المانحة.

وبعد اللقاء تحدث وليامس فقال: كان اللقاء جيدا مع الوزير الصايغ حيث ناقشنا الأوضاع السياسية والتطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية ومن ضمنها تطبيق القرارات الدولية والقرار 1701 منها. وبالمناسبة تكلمنا عن الأحداث العنيفة التي شهدتها بيروت وعبرت عن قلقي من هذه الأحداث.

أضاف: ارحب بالجهود التي بذلها الجيش اللبناني والقيادات على اختلافها لإعادة الهدؤ الى لبنان. وان الأمم المتحدة تشجع الحوار الوطني الذي يرعاه ويديره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والدعوات التي يطلقها رئيس الحكومة سعد الحريري لتفادي ما يؤدي الى اية احداث كالتي حصلت في بيروت والتي يمكن ان تنعكس مزيدا من التوتر. أضاف: تحدثنا عن عمل المؤسسات الرسمية المكلفة تثبيت الأمن والإستقرار في لبنان. كما تحدثنا عن القضايا الإجتماعية والإقتصادية التي تهم اللبنانيين.

الوزير الصايغ: اما الوزير الصايغ فقال: كان اللقاء ايجابيا ومهما طرحنا خلاله مختلف المشاريع التي تقوم بها وزارة الشؤون على جميع المستويات وخصوصا تلك الجاري تنفيذها بالتنسيق وبتمويل من المنظمات الدولية برعاية الأمم المتحدة. وما كان مهما اننا تطرقنا الى مختلف العناوين السياسية. وشرحت للسيد وليامس وجهة نظر حزب الكتائب منها، إن على مستوى المحكمة الدولية او موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان وصولا الى احداث بيروت في ضؤ طرحنا امام مجلس الوزراء ضرورة ان تكون بيروت مدينة منزوعة من السلاح وتحت سيطرة القوى الأمنية والجيش اللبناني من دون اي شريك آخر.

أضاف الصايغ: طبعا التطورات على الساحة اللبنانية تمت مقاربتها وفهمت من السفير وليامس استمرار التزام الأمم المتحدة بسيادة لبنان ودعمها للحكومة الشرعية وقراراتها. واكدنا نحن ايضا التزام هذه الحكومة بالقرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701.

وقال: ما زال الرهان لدى المنظومة الدولية قائما على قدرة لبنان في ان يكون له حكومة قادرة وفاعلة. وهم يتطلعون الينا بالكثير من الدقة وعلينا ان نظهر امام المجتمع الدولي باننا قادرين على حكم انفسنا بانفسنا في دولة ديمقلراطية تحترم الحريات والخصوصيات اللبنانية.

* هل تطرق البحث الى موضوع التجديد للقوات الدولية في الجنوب؟.

- لم نتطرق الى هذا الملف الذي يبقى مطروحا على المراجع المعنية به، وانا لست السلطة المخولة التي تبحث في ملف التجديد للقوات الدولية المعززة في لبنان.

* تعرض موقفك في مجلس الوزراء الى الإنتقاد على خلفية احداث برج ابو حيدر، ما هو ردكم على ذلك ومن الدعوات الى بيروت منزوعة السلاح؟

- ما اعلنته في مجلس الوزراء من مواقف هو نفسه الموقف الذي اجمعت عليه الغالبية الوزارية الساحقة. وهذا هو الموقف الذي يعبر عنه اليوم نواب بيروت وابناؤها، وكل مواطن فيها. وكل انتقاد الى هذا الموقف يكون موجها الى أهالي بيروت وكل الشعب اللبناني.

* كيف تنظر الى زيارة وفد الأحباش الى دمشق ولقائهم مع اللواء رستم غزالي؟.

- حلفاء يزورون بعضهم بعضا، ويلتقون سويا ويشرحون مواقفهم لبعضهم البعض. ونحن نأسف ان تكون الزيارات الى سوريا ما زالت خارج اطار المؤسسات والسلطات والمراجع اللبنانية المعنية. واعتقد ان هذا السؤال يوجه الى السفير السوري في لبنان والسفير اللبناني في سوريا.

 

بري عرض وبارود للوضــع الأمنــي والتقى مساعد وزيرة الخارجية والاميركية

المركزية- التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في الثانية بعد ظهر اليوم في عين التينة وزير الداخلية زياد بارود واطلع منه على مسار التحقيق في حادثة برج ابي حيدر وللوضع الراهن في البلاد والتطورات الأخيرة.

وكان الرئيس بري استقبل نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جاكوب والسن، ومم عرض للتطورات.

واستقبل السفير جورج سيام، فالوزير السابق ابراهيم حلاوي.

وبعد الظهر استقبل وفد نقابة بائعي الصحب في رئاسة محمد جميل حمود واطلع على أوضاعهم.

وتلفى بري برقبيات تهنئة بحلول شهر رمضان من كل من: الرئيس العراقي جلال الطالباني، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس المجلس الوطني السوداني أحمد ابراهيم الطاهر.

 

عون يزور وسط كسروان قريبا

المركزية – علمت "المركزية" أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون واستكمالا لجولته الكسروانية سيزور قريبا بلدات وقرى وسط كسروان من دون أن تتحدد حتى الساعة تفاصيل البرنامج.

 

تعيين مرعب امينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع

المركزية – اعلنت قيادة الجيش في بيان اصدرته ان بموجب المرسوم الرقم 4785 تاريخ 23/8/2010، عين العميد الركن عدنان مرعب امينا عاما للمجلس الاعلى للدفاع بدلا من اللواء الركن سعيد عيد الذي احيل على التقاعد اعتبارا من 24/8/2010، وبموجب المرسوم الرقم 4891 تاريخ 26/8/2010، رقي العميد الركن مرعب الى رتبة لواء ركن. ووزعت القيادة نبذة عن سيرة مرعب الذاتية جاء فيها الآتي:

- ولد في بلدة البيرة – قضاء عكار بتاريخ 7/4/1954.

- يحمل شهادة البكالوريا اللبنانية – القسم الثاني، وهو يتقن اللغتين الفرنسية والانكليزية، اضافة الى العربية.

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 1/10/1973.

- تخرج من المدرسة الحربية برتبة ملازم اعتبارا من 1/7/1976، وتدرج في الترقية حتى رتبة عميد ركن اعتبارا من 1/1/2004.

- تابع دورات دراسية عدة في الداخل وفي الخارج، ابرزها دورة اركان في المملكة العربية السعودية، ودورة دفاع وطني في جمهورية مصر العربية.

- تولى وظائف قيادية مختلفة خلال خدمته العسكرية منها: قائد كتيبة، رئيس قسم الانضباط والقضاء العسكري في اركان الجيش للعديد، قائد لفيف الدروس والعمليات في المدرسة الحربية، رئيس جهاز المراسم في اركان الجيش للعديد.

- نال اوسمة عدة اضافة الى تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عديدة.

- متأهل وله خمسة اولاد.

 

قراقيرة لنصر الله: بيتي بيتك... ولن نكون خنجراً في خاصرة المقاومة

«بيروت منزوعة السلاح» تحايل على سلاح «حزب الله» أم حماية له؟ 

عماد مرمل (السفير)، الجمعة 27 آب 2010

ما زالت صدمة الثلاثاء الدامي تلقي بظلالها على «حزب الله» و«جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» اللذين لم يجدا بعد تفسيرا واضحا وحاسما لما جرى. تختلف روايتا الطرفين لمقدمات معركة برج أبي حيدر، لكن ما يجمعهما هو البحث عن الحلقة المفقودة التي يمكن ان يقود اكتشافها الى فك شيفرة ذاك اليوم الغامض.

يشعر كلا الطرفين بأنه كان ضحية «لحظة تخلٍّ». لا يتهم «حزب الله» قيادة «المشاريع» بالوقوف خلف مقتل اثنين من كوداره في العاصمة، وهو يعرف جيدا ان لا مصلحة لها في ذلك، لكن سؤالا كبير يحيره: هل إطلاق النار جاء نتيجة انفعال شخصي، أم بقرار؟ ومن اتخذه: مطلق النار نفسه، أم تلقى أمرا؟ ومن هو الذي أعطى ذلك الأمر، وهل يصح الافتراض ان بيئة «جمعية المشاريع» مخترقة أمنيا، وان افرادا مدسوسين في صفوفها هم من صوّبوا مباشرة، بنية القتل العمد، على رقبة مسؤول الحزب في برج ابي حيدر، وعلى مسؤول إحدى المجموعات؟

لا يجادل «حزب الله» في ان ما حصل خلّف أضرارا سياسية، إلا انه يدعو في الوقت ذاته الى عدم تحميله أكثر مما يحتمل. بطبيعة الحال، فإن الحكمة السياسية كانت تقتضي ان يلجم أفراد الحزب انفعالاتهم ويسيطروا على عواطفهم بعد سقوط الضحيتين، ولا سيما ان كل عنصر في «حزب الله» هو «سفير» للمقاومة، حيث يحل.

من منظار الحزب، هذا صحيح على المستوى النظري، غير انه يرى انه من الضروري الاخذ في الاعتبار ان مقتل الكادرين، بهذه الخفة، لا بد من ان يُولّد هزات ارتدادية، إنما من دون ان يكون الاستثناء هو اداة القياس، لأن القاعدة التي يجب الركون إليها هي سلوك الحزب بعد مجرزة ثكنة فتح الله، وبعد مجزرة طريق المطار، وغيرهما من المحطات التي أظهر فيها قدرا عاليا من ضبط النفس.

ولئن كانت الاشتباكات قد انتهت بالمعنى الميداني، إلا ان تداعياتها السياسية مرشحة للتفاعل، فكل طرف يحاول ان ينتهز اي فرصة سانحة لتسجيل نقاط على خصمه، وهذا ما باشرته قوى 14 آذا بالجملة والمفرق في محاولة لحشر «حزب الله» ولإعادة إحياء مقولة بيروت منزوعة السلاح، بالتزامن مع التهديد بإطلاق المقاومة المدنية.

لم يفاجَأ «حزب الله» بردود الفعل تلك. المهم بالنسبة إليه ان تجربة برج ابي حيدر تخضع للقراءة والمراجعة الضروريتين. أما الضجيج السياسي والاعلامي الذي يثار فلن يفيد سوى في إعادة إنتاج أجواء التحريض والاحتقان التي كانت بيروت قد خرجت نسبيا منها، مع ما يرتبه ذلك من مخاطر في مرحلة ترقب صدور القرار الظني.

صحيح ان شعار «بيروت منزوعة السلاح» هو شعار جذاب وجماهيري من حيث المبدأ، إلا ان تنفيذه يواجه صعوبات موضوعية لا يمكن القفز فوقها. يعتقد «حزب الله» ان ما يطرحه البعض في 14 آذار على هذا الصعيد «هو كلام حق يراد به باطل»، أي ان هناك من يريد لعب البليار مع «حزب الله»، مفترضا انه يستطيع ان يصيب سلاحه من خلال الشعار المذكور.

ثم ان التمعن في معادلة «بيروت منزوعة السلاح»، يدفع الى التساؤل عما إذا كان متاحا سريان مفعولها على المخيمات الفلسطينية الواقعة ضمن العاصمة، وهل من إمكانية واقعية في هذا الظرف المحلي والاقليمي لاخراج السلاح الموجود فيها، علما بأن قرار طاولة الحوار بنزع السلاح الموجود خارجها لم يطبق بعد!

يقول أحد ابرز دعاة سحب السلاح من بيروت النائب نهاد المشنوق، ان طرحه يتراوح بين حد اقصى يشمل سحب السلاح من كل التنظيمات، وبين حد أدنى يتمثل في منع ظهوره في الشارع، وبالقوة إذا استلزم الامر، مشيرا الى ان السلاح الفلسطيني يجب ألا يكون مستثنى، لان لا وظيفة موضوعية ومقنعة له، متسائلا عما يفعله في مخيمات بيروت منذ 28عاما؟

ويلفت المشنوق الانتباه الى ان سبب التركيز على العاصمة ينبع من كونها تضم ثلث الشعب اللبناني و75 في المئة من مقومات الاقتصاد الوطني، وتحوي أهم مؤسسات الدولة ولا تقع على الحدود، ولا تتواجد فيها قيادات للمقاومة او مواقع عسكرية. وبالتالي، فإن نزع السلاح من بيروت لن يترك آثارا سلبية على جسم المقاومة.

وإذ يؤكد ان ما يطرحه لا يمس سلاح المقاومة بتاتا ولا يستهدفه، يشير الى ان «حزب الله» سيكون أحد أكثر المستفيدين من جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح، لان من شأن ذلك تعزيز السلم الاهلي وقطع الطريق على أي فتنة، متسائلا: ألم يكن الحزب هو المتضرر الاكبر مما جرى في برج ابي حيدر؟ ويشدد المشنوق على انتفاء أي طابع مذهبي او طائفي للتحرك، موضحا ان الهيئات البيروتية التي يتواصل معها تضم مختلف تلاوين العاصمة، لان الجميع على اختلاف انتماءاتهم هم أصحاب مصلحة في ان تكون مدينتهم آمنة.

في المقلب الآخر، يكاد قياديو «جمعية المشاريع» لا يصدقون ما جرى. يروون بذهول كيف ان وفدا من «حزب الله» لبى الخميس الماضي دعوتهم الى إفطار رمضاني، وكيف انه كان من المقرر ان تلبي قيادة الجمعية دعوة الحزب الى إفطار مماثل امس الاول، قبل ان يلغى بفعل الاشتباكات الدامية.

يستغرب قياديو «المشاريع» السرعة التي تطور فيها الاشكال الفردي ليتخذ هذا الحجم الدراماتيكي. يجزم هؤلاء بأن شباب «المشاريع» كانوا في موقع الدفاع عن النفس وانهم أطلقوا النار في الهواء بداية، ثم اضطر حراس المراكز الى استخدام محدود للأسلحة الخفيفة بعد الهجوم العنيف التي تعرضوا له، قبل ان تأتي الاوامر الصارمة بوقف إطلاق النار كليا، آخذين على «حزب الله» تأخره في ضبط عناصره، «وهو أمر غير مألوف»، وينفي قياديو «الاحباش» ان يكون مطلق النار على الكادرين القتيلين في «حزب الله» بالضرورة عنصرا في الجمعية، «ومن هنا دعوتنا لانتظار نتائج التحقيق».

وعلى الرغم مما حصل، يؤكد «الاحباش» ان شيئا لن يتغير في ثوابتهم الاستراتيجية، وفي طليعتها الالتزام بخيار المقاومة وسلاحها. وللدلالة على تجذر هذا الموقف، يستعيد أحد قياديي «الاحباش» الزيارة التي قام بها رئيس الجمعية الشيخ حسام قراقيرة للسيد حسن نصر الله، عشية «حرب تموز»، ويروي ان قراقيرة خاطب نصر الله بالقول: بيتي هو بيتك. ونحن لن نكون في يوم من الايام خنجرا في خاصرة المقاومة.

 ويختم القيادي المذكور «أخبرني والد الضحية جمال عميرات (المنتمي الى «الأحباش»)، انه خلال تفحصه جهاز الهاتف الخلوي العائد الى ابنه، اكتشف انه يحوي أناشيد للمقاومة وصورا للسيد نصر الله.

 

قراءة اولية في كلمة الرئيس سليمان

عوني الكعكي/الشرق

لم يعد من الجائز السماح لأي طرف أو ظرف أن يدفع باللبنانيين نحو الفتنة الطائفية أو المذهبية.

 هذا ما أكده رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمته خلال الافطار السنوي الذي أقامه غروب أمس في القصر الجمهوري، والموقف وإن كان لم يعلن للمرة الاولى، إلا انه هذه المرة له صداه الكبير ودلالاته، خصوصاً بعد أحداث برج ابي حيدر، وما تردد حول ماهية الحادث والطرفين اللذين تقاتلا بالحديد والنار والقذائف الصاروخية.

ورئيس الجمهورية جزم بأن الدولة لا يمكن أن تسمح بتكرار ما حدث، وإن القوى الامنية ستقوم بمؤازرة الجيش لمواجهة المخلين بالأمن، والذين يروعون البلاد والعباد، والموقف يأخذ أهميته لأنه يصدر عن رئيس كل البلاد، وهو رئيس كل السلطات، ما يؤكد أن أعمال العنف ستتم مواجهتها، وأن الدولة ستفرض الامن بصورة متشددة وصارمة، وهذا على وجه التحديد ما أشار إليه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عندما أكد أن اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء برئاسته ستتخذ قرارات جدية بوضع حد لفوضى السلاح غير الشرعي، مؤكداً أن أحداً لن يتجرأ على مواجهة قرار الحكومة.

هذا ما يريده المواطن من دولته، حتى يصبح آمناً على نفسه وعائلته ومستقبل أبنائه، وهذا مطلوب كي يعم الاستقرار وتحقيق سيادة القانون على كامل الارض اللبنانية، إذ لا ازدهار من دون وضع أمني هادئ وسليم، ولا وطن من دون استقرار، ولا يمكن معالجة المعضلات المعيشية إلا بوجود دولة حامية للجميع وقادرة على منع الفلتان بأشكاله كافة.

والرئيس ميشال سليمان كان دقيقاً في كلمته، خصوصاً لجهة دعوته للعمل الجاد كي يصبح التوافق في لبنان توافقاً دائماً لا ظرفياً وموقتاً، على أن ينبع من قناعات لبنانية ذاتية، لا أن ينتج فقط عن احتضان ودعم اخويين مشكورين.

والحقيقة انه قد حان الوقت كي يأخذ اللبنانيون زمام أمورهم بأنفسهم من خلال بناء قاعدة للتفاهم والتوافق عصية على الاختراق، إذ لم يعد مقبولاً انه كلما اختلفنا أن ننتظر من الاشقاء حل مشاكلنا، فعندهم ما يكفيهم من المشاكل، والدعم الاخوي من الاشقاء يجب ألا يكون لإجراء المصالحات اللبنانية - اللبنانية، بل اننا في هذا البلد يجب أن تكون قياداتنا السياسية تملك القدرة على عدم تحويل الخلافات السياسية أو التباين في الرأي الى صراع، والتجارب علمتنا اننا قادرون على التفاهم والحوار اذا اردنا، وهذا ما أشار إليه فخامة رئيس الجمهورية في كلمته بقوله، إن التحدّي الذي يجب أن نرفعه على الدوام هو أن نثبت أن طوائف متعددة يمكنها أن تشترك معاً في صلب نظام سياسي وديموقراطي، كما هو الحال في لبنان، وليس فقط أن نعيش في ظل نظام ديموقراطي لا مجال لها أو لبعضها للمشاركة فيه، داعياً الى حل المشاكل الطائفية عن طريق الحوار والاحتكام الى المؤسسات.

ولم يفت فخامة الرئيس التطرق الى مسألة تسليح الجيش، والتي يجب أن تأتي في إطار توفير متطلبات مواجهة التهديدات الاسرائيلية المتمادية ضد لبنان، وفي مقدم المتطلبات المضي قدماً في بناء قوة دفاعية وردعية ذاتية، الى جانب السعي الموازي لتنفيذ الـ1701، وتحصين الوحدة الوطنية، ومحاربة الارهاب، وتفكيك شبكات التجسس، وإقامة شبكة أمان سياسية وديبلوماسية على الصعيدين الاقليمي والدولي.

خطة استراتيجية دفاعية اختصرها رئيس الجمهورية بجمل، ولكنها متكاملة، ويمكن الاعتماد عليها لوضع المسألة الدفاعية في نصابها الحقيقي.

صحيح أن ما هو مطلوب دعم الدول الشقيقة والصديقة، وقد تحدث رئيس الجمهورية عن الحاجة لمساعدتها لتمكين الجيش من تعزيز قدراته بعيداً من أي شروط، ولكن الصحيح أيضاً انه فهم من كلام رئيس الجمهورية ان الدولة قد بدأت فعلياً بوضع خطة متكاملة لتسليح الجيش، وانها بصدد الطلب من الدول الصديقة والشقيقة مساعدتها من دون أي شروط.

إنها قراءة أولية للمواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية، ويستنتج منها انها نهج لخطة عمل متكاملة يصح تبنيها، والبدء بتنفيذها لما فيه مصلحة هذا الوطن الذي يجب أن يتم البدء فعلياً وعملياً بحل كل معضلاته.

 

 "تفشي... الحكي"

الشرق/ميرفت سيوفي

جاء الإعلان عن تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وعضوية وزيري الدفاع والداخلية "لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين في كل المناطق لاسيما في بيروت"، على أن "ترفع اللجنة اقتراحاتها إلى مجلس الوزراء في جلسة ستعقد قريباً"، ليشكل إعلاناً صادماً للبنانيين، فالجهات التي تمتلك السلاح وتقتنيه ويحمله جماعاتها ومتوافر بين أيديهم، هي جهة معروفة للجميع، وهي جهة لا تمتلك سلاحاً خفيفاً بل تمتلك جميع أنواع الأسلحة والذخائر، فعن عن أية ظاهرة تتحدث الحكومة وأي "تفشي" ستبحث وتدرس، وهل يتناسب هذا العنوان أن يتدارسه وزيران ورئيس حكومة، هذا إن كان هناك ظاهرة أساساً؟

 وبالطبع - بلا زغرة - بمن تضمهم اللجنة ماذا سيفعلون إزاء ظاهرة القصف المدفعي المتبادل بين عائلتين إذا ما اختلفتا في حي الشراونة في بعلبك؟ ليس مقنعاً ما أعلنت عنه الحكومة عندما طُرِحَ على طاولة انعقادها موضوع اشتباكات برج أبي حيدر، بل هو أشبه بسياسة هروب إلى الأمام حتى لا تفرط الحكومة إذا ما اضطرت إلى إعلان موقف من الأحداث وأحد أطراف هذه الاشتباكات الفاعلة هو طرف في الحكومة وميليشيا في أزقة بيروت، ومقاومة في الجنوب، وحاكم بأمره في الملفات الكبرى، وهو طرف قادر على اجتياح لبنان من أقصاه إلى أقصاه وعلى حكمه بالحديد والنار، لم تكن الحكومة - مع كامل تأييدنا لها ولرئيسها - مضطرة للحديث عن لجنة تذكر اللبنانيين باللجان "المخصية" طوال سنوات الحرب الأهلية في لبنان!!  بالأمس، صدر أيضاً "كلام جميل" و"كلام معقول" لا نقدر أن "نقول حاجة عنو" عن فخامة رئيس البلاد في مائدة الإفطار الجامع في قصر بعبدا، فقد أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان: "أن الدولة لا يمكن أن تسمح لمثل الأحداث التي حصلت منذ يومين في شوارع العاصمة أن تتكرر في أية بقعة من بقاع لبنان، مشدداً على أن القوى الأمنية ستقوم بدورها بمؤازرة الجيش لمواجهة أعمال العنف وفرض الأمن بصورة متشددة وصارمة وإحالة المرتكبين إلى المحاكم"، وهذا الكلام "الجميل والمعقول" يستدعي أسئلة ملحة نطرحها وتحتاج إلى إجابة، وعلى رأسها سؤال طويل عريض: كم مرة سمع اللبنانيون هذه الجملة من فخامة الرئيس؟ وكم عدد المرات التي قد يسمعونها فيه لاحقاً ويضطرون أن يتظاهروا بأنهم يصدقون أن القوى الأمنية ستفرض الأمن بصورة متشددة، وأنها ستحيل المرتكبين إلى المحاكم؟!

 والسؤال الثاني: كم هو عدد المرتكبين الذين تبخروا بعد اعتدائهم على القوى الأمنية وعلى الجيش اللبناني، أو الذين ألقي القبض عليهم لـ"تنفيس الشارع" المحتقن، منذ أول حدث دموي جرى في عهد الرئيس سليمان في "عائشة بكار" والموقوفين الذين أطلق سراحهم لاحقاً، أو الشباب الذين كانت أعصابهم مستنفرة فقتلوا الطيار في الجيش اللبناني، ثم وبالتكليف الشرعي اعترف أحدهم بالواقعة "فض مجالس" ثم أطلق سراحه بكفالة مالية وطوي الأمر ولم يعد اللبنانيون يسمعون عنه شيئاً!!

 والسؤال الثالث الواضح والصريح والمباشر: متى تصارحنا الدولة بأنها عاجزة عن حماية العزل والأبرياء والآمنين، بدلاً من سياسة النعامة التي تواصل اعتمادها في مخاطبة اللبنانيين عندما تدفن رأسها في رمل الزواريب كلما كان الأمر متعلقاً بفلتان سلاح "المقاومة" في الأحياء الآهلة بالمدنيين؟ وهل "تسترجي" هذه الدولة أن تسلب واحداً من هؤلاء قاذفة آر بي جي، بدلاً من انتظار المرة المقبلة للتعامل بشدة مع الحادث المقبل!!

 في خطاب القسم قال رئيس البلاد: "إن الشعب أولانا ثقته لتحقيق طموحاته، وليس لإرباكه بخلافاتنا السياسية الضيقة. ولعلّ أخطر ما برز في السنوات الأخيرة، خطاب سياسي يرتكز على لغة التخوين، والاتهامات المتبادلة، ما يمهد لحالة التباعد والفرقة، خصوصاً بين الشباب، لذا وجب الإدراك والعمل على تحصين الوطن، والعيش الواحد عبر التلاقي، ضمن ثقافة الحوار، وليس بجعله ساحة للصراعات"، ألم يزل الحال على ما كان عليه منذ ما قبل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية ومرور عامين ويزيد على عهده؟

 وفي خطاب القسم قال رئيس البلاد:" إن الدولة لا يمكنها التغاضي عن أي عبث بالأمن والسلم"، وقال أيضاً: "أن الأحداث الأمنية الأخيرة (أحداث 7 أيار) خلفت شعوراً بأن القوى المسلحة لم تقم بالأداء الكامل المأمول منها لذلك فالحفاظ على الحد الأدنى من الوفاق، وبالتالي توفير الغطاء السياسي المطلوب يساهمان في تدارك الأمر مستقبلاً"، وقال أيضاً:" مواصلة العدو الإسرائيلي لتهديداته وخروقاته للسيادة، يحتم علينا إستراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازماً مع حوار هادئ، للاستفادة من طاقات المقاومة، خدمة لهذه الإستراتيجية. فلا تُستهلك انجازاتها في صراعات داخلية، ونحفظ بالتالي قيمها وموقعها الوطني"، كل هذا الكلام مر عليه عامان ويزيد ولبنان واللبنانيون مطرحك يا واقف!!

 أحداث برج أبي حيدر المرعبة تؤكد لنا أن لا شيء تغير وأن الأسوأ قد يحدث وأن الدولة عاجزة إلاّ عن الوعود والكلام، فهل اللبنانيون مضطرون أن يصدقوا لجنة حكومية تضحك على عقولهم بدراسة ظاهرة تفشي السلاح، وهي تعرف جيداً من يستورد ويملك ويحمل حصرياً كل أنواع السلاح من الرصاصة إلى الصاروخ فعلى من "تغطية السموات بالقبوات" و"تضييع الشنكاش"؟! أما خطاب رئيس البلاد في إفطار أمس، فسنضمّه زيادة في العتب، والتعب من الكلام فقط إلى خطاب القسم الذي إذا ما راجعناه اكتشفنا أن حرفاً واحداً منه لم يدخل بعد حيز التنفيذ، "بليز" يا جماعة كفى ضحكاً على عقول اللبنانيين وإمعاناً في تركهم نهبة للقلق والخوف على مستقبلهم، أعلنوا عجزكم حتى نرتاح ونريحكم!!

 

"حادث فردي"

خليل الخوري/الشرق

يواصل طرفا الصراع المسلّح الذي شهدته العاصمة ليل الثلاثاء - الاربعاء التأكيد على أن الاشتباك بينهما بالبنادق والرشاشات والقذائف الصاروخية كان مجرّد حادثٍ فردي.

 ولقد يكون كذلك، بل هو كذلك.  ولكن من السهل ان نطرح التساؤلات المبسّطة مثل:  إذا كان حادثاً فردياً فكيف جرى استخدام هذا الكم الهائل من الأسلحة المتوسطة وشبه الثقيلة؟!.

 وإذا كان حادثاً فردياً فلماذا توسّع نطاق المعارك ليشمل أحياء عديدة من القطاع الغربي من العاصمة بيروت؟!.  وإذا كان حادثاً فردياً فكيف تمكّن مئات المسلحين من الحضور فوراً الى منطقة الاشتباكات؟!.  وإذا كان حادثاً فردياً كيف وقعت هذه الأضرار في أماكن العبادة والمنازل والمحال التجارية، ناهيك عن الشوارع وما فيها من سيارات ودراجات تحوّلت حطاماً؟!.

 طبعاً، والأخطر: كيف سقط ثلاثة قتلى (بينهم قيادي ومساعده ومختار منطقة) في حادث فردي؟!.  وقصة "حادث فردي" قصة! بتنا نتوقعها إثر أي اشتباك بين قبيلتين أو عائلتين أو خصمين أو "حزب" و"جماعة"...  فيكاد لا يمر علينا أسبوع من دون أن نستمع الى ناطق من هنا وناطق من هناك (والأدهى الناطقون بإسم المؤسسات والأجهزة الرسمية) يتحدث عن "حادث فردي".  فإذا كان الحادث الفردي بهذه الشراسة، فكيف بــ"الحادث الجماعي"؟!.

وإذا كانت الأمور العفوية، التلقائية، بنت ساعتها، التي ابتكرها "الشيطان" في "لحظة تخلٍ" يترتب عليها مفاعيل لا حصر لمضارها، فكيف لو كان الأمر مدبّراً، ومدروساً، ومخطّطاً له بعناية ودراية وتكتيك، وأيضاً استراتيجية؟!.  وإذا كانت مفاعيل السلاح الفردي والمتوسط وشبه الثقيل تفعل هذا الفعل، فكيف ستكون النتيجة في حال دخول السلاح الثقيل، وهو متوافر بشكلٍ أو بآخر؟!.  ولا بأس من استمرار الأسئلة:  ل يقتصر دور الناطقين الرسميين (من القصور العالية الى الثكنات فالدوريات على الأرض) على التأكيد على "الحادث الفردي"؟!. أو أنه مطلوب منهم أن يأمروا بكشف المتسبّبين، وتحديد الفاعلين ومطاردتهم حتى اعتقالهم جميعاً وإحالتهم أمام المحاكم وإنزال أشد العقوبات بهم، وبسرعة قضائية "طارئة".

 إن الإساءة الى لبنان التي تسبّب بها أصحاب "الحوادث الفردية" في مختلف المناطق تفوق التصوّر: ذلك أن الحادث الفردي الأخير الذي "نعمنا" به ليل الثلاثاء - الاربعاء قضى على ما كان متبقياً من موسم سياحي "نجحنا"، أصلاً، في دفعه الى الترنّح تحت ضربات الجشع والطمع والكذب والرياء... فقد كان فريق غير قليل من السياح، وبعضهم خليجي بالطبع، قد حجز للحضور الى بيروت لتمضية عطلة الفطر السعيد في ربوعنا... فإذا بــ"الحادث الفردي" يطيح حتى هذا "الملحق" من فصل الصيف الذي لم يكن هذا العام موفقاً بفضل سوء تعاملنا مع السائح، وقد كنا روّاداً في هذا المجال، وبعدما كنا أسيادها صرنا نطبّل في عرسها.  والحوادث الفردية مرشّحة لأن تستمر عندنا ما دمنا نقيم الأمن بالتراضي، وما دمنا منقسمين على كل كبيرة وصغيرة، وما دمنا لا نتفق حتى على رغيف الخبز، وما دمنا، باختصار شديد، لا نستحق هذا الوطن الذي كان جمالاً فحوّلناه قبحاً، وكان أخضر فحوّلناه أجرد، وكان قدوة فحوّلناه واقفاً في آخر الصف، وكان مزدهراً فحوّلناه شحّاذاً، وكان معلّماً فحوّلناه تلميذاً بليداً.  وليكن في علمنا، جميعاً، إننا ماضون الى أن نرسف في قعر العالم الثالث ما دمنا (وليؤذن لنا أن نقولها بالفم المليان) لا نعيد الدور الوطني الى جهة لبنانية بعينها... فتقوم العدالة وتكافؤ الفرص بين اللبنانيين جميعاً على قدم المساواة، لأن تاريخ هذا الوطن علّمنا أن ما من غالب إلا يصبح مغلوباً... ألا رحم الله صائب بك سلام صاحب الشعار الوطني الأثير: "لا غالب ولا مغلوب"!.

 

 أبو ملحم ما مات

الهام ناصر/الشرق

أما حان أن تتعلم يا أبا ملحم أنه ليس كل شيء يتم حله بالتراضي وبأسلوب تبويس اللحى؟  ألا تعلم يا صاحب العقل الراجح وصاحب أطول صبر بعد أيوب بأنه أحيانا وربما في أغلب الأحيان يحتاج الأمر إلى موقف حازم وقوي يحمي البيت من السقوط؟  إن ابتلي ربّ البيت بأبناء زعران وأبناء لا يردهم وازع ديني ولا أخلاق حميدة ودوما يُعرّضون سَلامة باقي أهل البيت للخطر ويظلمون جرّاء أفعالهم الشنيعة بقية إخوانهم وُجب على هذا الأب أن يتّخذَ قراره الصائب تجاه هؤلاء الخارجين على القانون وعلى كلّ عُرف حميد حماية لبقية الاسرة..؟!

 هؤلاء الناس لم يعد يتحمل اللبناني رعونتهم واستخفافهم بحياته وحياة أبنائه، ولم يعد يملك صبرا عليهم وعلى استهتارهم وترويعهم للآمنين.  دولة أبو ملحم تُكرّر نفسها، ولم تتعلم من ماضٍ مرير مَرّ بهذا البلد، وما كان ليصير هذا الماضي لو أن أبو ملحم اتخذ الموقف المناسب حينها تجاه من أخلّوا بأمن البلد وجرّوه إلى فتنة أهلية أكلت الأخضر واليابس ..

 لم تقم هذه الدولة يومها بإخراج الجيش من ثكناته ليقوم بواجبه خوفا عليه من الإنشقاق،  وبقي هذا الجيش أسير ثكناتهِ حتى تعرّض لإهتزاز كبير جرّاء تأثُّر عَسكَرييّه بالأحداث التي تجري بين أهله خارج الثكنات ..!  اليوم جيشنا يملك الإصرار والعزيمة وقد خَبر مثل هذه الاحداث ويهمه أمن البلد، ولكن للأسف لازال أبو ملحم يُكبّل يديهِ برغم وجودَه خارج ثكناته، يُشاهد ما يفعله هؤلاء المجانين بينما أهل هذا الجيش" المواطنون " أسرى بيوتهم يروعهم ما يحدث من حولهم..!  لماذا يا أبو ملحم أنت مُصِر على أن يَكون دوركَ إقامة اجتماعات نصائحية وتصالُحية بين الميليشيات..؟! في حين أنّه عليكَ ان توكِل للجيش فرض الأمن بالقوة وليس بالتراضي، وسيلقى جيشنا بكل تأكيد مؤازرة وتأييد من الناس وسيحمونه برموش العين وسيقتلعون عيون من ينظر اليه بعين عجز .

 حان الوقت يا فلذات أكبادنا أن تحمونا وترُدّوا عن أبنائنا ضيم زعران الشوارع.

 

قوى 8 آذار أمام حلّ من اثنين : التصعيد أو الالتزام بالتهدئة

إنسحاب الوزراء المعارضين بهدف تعطيل الحكومة وارد في أيّ حين واشتباكات برج أبي حيدر تُنذر بعواقب وخيمة إذا تكرّرت

صونيا رزق /الديار

تؤكد قراءة المستجدات على الساحة اللبنانية بأن لبنان مقبل في المرحلة القادمة على تطورات لا يمكن معرفة نتائجها وعواقبها، وعلى الرغم من المواقف العقلانية التي يطلقها معظم السياسيين اللبنانيين من خلال تشديدهم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار، فهذه الثوابت تبدو اليوم في خطر، والمطلوب بذل الجهد الكافي لتحصين الوضع المؤسساتي الشرعي للوقوف ضد كل من يهدد او يُخوّف الفريق الاخر، خصوصاً ان عقدة الخوف من الفتنة لم ُتحسم بعد بين اللبنانيين في هذه الفترة التي تتحدث عن صدور القرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لذا تبدوالصورة ضبابية حيال القرار المرتقب لانه السبب في المنازعات والتوترات السياسية القائمة، كما يبدو السجال خفياً بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله على المحكمة الدولية، لان الاول وعلى ما يبدو سيبقى صامتاً الى اجل غير مسمى بهدف الالتزام بالتهدئة ، خصوصاً بعد مطالبة مسؤولين في حزب الله بإلغاء المحكمة الدولية مما أثار استياء رئيس الحكومة وعدم ارتياحه فكرّر في امسياته الرمضانية أن لا تنازل عن العدالة وبأن قضية اغتيال والده اصبحت قضية لبنان والعرب ولم تعد قضية آل الحريري فقط ، وهذا يعني بأن لا مجال إطلاقاً للتفاعل مع طرح مصير المحكمة من قبل حزب الله .

وسط هذه الأجواء تشير مصادر سياسية الى ان معلومات بدأت تتأكد وهي تشبه التهديدات من نوع آخر، اي انسحاب وزراء المعارضة من الحكومة تمهيداً لطرح تشكيل حكومة جديدة مما يؤدي الى المزيد من العرقلة والسجال السياسي حول المحكمة الدولية، وتحديداً قبل صدور قرار ظني يتهم عناصر في حزب الله بالاغتيال، والذي يؤكد هذه المعلومات كلام رئيس تيار« التوحيد » وئام وهاب بأن وزراء المعارضة سيستقيلون من الحكومة إذا تماهت مع أي قرار صادر عن المحكمة، ورأى أن حكومة الرئيس سعد الحريري لن تعيش طويلا في حال لم تسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة وتوقف تمويلها، وعاد وأكد أن الحريري أبلغ الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله بأن القرار الظني سيتّهم حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

كما ان الكلام الاخير لنصرالله « بأن المعارضة تستطيع الان أن ُتسقط الحكومة في البرلمان ولا تحتاج إلى الشارع»، يعني ان كل الحلول مباحة، معتبراً« ان أي جهة اذا رأت أن هذه الحكومة باتت غير قادرة على المضي قدماً سيكون رئيس الحكومة أوّل من سنبعث له برسالة نقول له فيها إننا غير قادرين أن نكمّل طريقنا في هذه الحكومة».

الى ذلك برزت مسألة الاشتباكات التي حصلت في منطقة برج ابي حيدر في بيروت بين عناصر من حزب الله وآخرين من جمعية المشاريع الخيرية المعروفة بالأحباش، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى من الجانبين بينهم مسؤول المنطقة في حزب الله ومساعده وهذا ينذر بعواقب وخيمة في حال تكرر.

وسط كل هذه المخاوف تتطلب المرحلة السياسية الآنية الكثير من التريث خصوصا ان قوى 8 آذار وبحسب مصادر سياسية مقربّة امام حليّن اما التصعيد والمواجهة واما الالتزام بالتهدئة، لكن عامل الوقت سيلعب دوراً اساسياً قبل تحديد الحل المناسب الذي ينتظر الموقف المرتقب اولاً من رئيس الحكومة.

والى ان يتقرر الحل يبدو ان العاصفة قادمة وتتطلب قبل حدوثها على الاقل سحب السلاح من العاصمة بيروت، لأن ما شهدته العاصمة خلال اشتباكات برج ابي حيدر والمناطق المجاورة لم يكن في مواجهة مع الجيش الاسرائيلي لكنه بدا كذلك نظراً الى الاسلحة التي ظهرت بسرعة البرق ومنها الاسلحة الصاروخية، لا سيما وان البلد يعيش لحظات دقيقة ، لذا من الضروري ان تعمل الحكومة بجهد هذه المرة قبل فوات الاوان لإيجاد حلول عملية جذرية ، وأن تستعيد الدولة هيبتها ويضع الجيش يده على بيروت اذ لا يمكن ان يبقى الفلتان الأمني سائداً وكأننا لسنا في دولة شرعية ، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة بعد كل تلك المشاهد « ماذا تفعل القذائف الصاروخية في قلب العاصمة ووسط الاحياء السكنية؟ ومن يتحّمل مسؤولية استهداف المواطنين الآمنين الذين يدفعون الثمن دائماً ومن دون اي رادع »؟.

 

أوساط عربية من دول الاعتدال: «حزب الله» لا يخشى القرار الظني

هشام يحيى /الديار

فيما تستمر مفاعيل هدنة رمضان العربية كتحصيل حاصل لنتائج قمة بعبدا الثلاثية التي عقدت في 30 تموز الماضي و التي فتحت ولو بخجل الباب أمام الحوار والتهدئة كسبيل لحماية الإستقرار الداخلي، إلا إن المخاطر المحدقة بالبلاد تبقى مستمرة وقائمة دون تبديلا، طالما أن الرهانات والحسابات الداخلية بأبعادها الإقليمية والدولية ما زالت متباعدة ومتناقضة على النحو الذي يبقي ابواب الفتنة مشرعة أمام أسوأ الأحتمالات والسيناريوهات على أطلاقها.

وفي هذا الإطار، تشير أوساط عربية واسعة الإطلاع من دول الاعتدال لـ الديار بإنه وعلى الرغم من تسليم حزب الله ما ادلى به امينه العام السيد حسن نصر الله من قرائن ومعطيات حول جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مدعي عام المحكمة التميزية سعيد ميرزا الذي بدوره قام بتسليمها إلى المدعي العام الدولي دانيال بلمار، إلا إن تشكيك و رفض حزب الله المطلق للقرار الظني ما زال قائماً... ليس هذا وحسب بل إن القوى السياسية المعنية في لبنان وخارجه باتت على يقين بإن مواقف حزب الله المعلنة والمتدرجة صعوداً لا تهدف فقط إلى مجرد الضغط لإبطال وتعطيل مفاعيل القرار الظني للمحكمة الدولية الذي وبحسب التسريبات المتعددة المصادر سيتهم عناصر من حزب الله بالمسؤولية عن جريمة اغتيال الحريري. بل إن الهدف الواضح والثابت لهذه المواقف هو بالغاء هذه المحكمة الدولية ومفاعيلها والمعاهدة القائمة في شأنها.. وهذا ما يؤكد على إن الأزمة الراهنة في لبنان ستبقى مستمرة وستتدرج رويداً رويداً نحو المزيد من التصعيد من الآن وحتى الربيع القادم موعد تجديد الحكومة لتعهداتها والتزاماتها المالية تجاه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وموعد صدور القرار الظني المرتفب الذي بات بحكم المرجل من الخريف إلى ربيع عام 2011 بحسب أكثر من مصدر دبلوماسي مطلع.

و عبرت هذه الأوساط عن خشيتها الكبيرة من أن يكون الهدف غير المعلن لحزب الله من وراء هذا التصعيد المنهجي والمنتظم ليس فقط تعطيل المحكمة الدولية التي في الواقع و في الحسابات الموضوعية والدقيقة والاستراتجية لا يخشى منها ولا من قرارها الظني تنظيم عقائدي ومنظم ومسلح كحزب الله... بل الوصول إلى مواجهة يريدها حزب الله مع رئيس الحكومة سعد الحريري ومع ما تبقى من قوى 14 آذار لتوفير المناخ الذي يسمح للحزب من شن حملة للسيطرة السياسية لإحكام القبضة على كافة المؤسسات الدستورية ليصبح شعار المقاومة والدولة متلازمان، لأن الحزب يدرك جيداً بأن المواجهة الجديدة مع اسرائيل قادمة لا محالة، وبالتالي يمتلك قوة وقدرة على إحباط و إفشال أي عدوان اسرائيلي واسع وكبير محتمل على لبنان.

وترى الأوساط بأنه في هذه الحالة تكون اسرائيل أمام المجتمع الدولي والعربي لا تشن عدوانها على حزب الله وحسب بل على الدولة اللبنانية ذات السيادة. وبالتالي القضاء على حزب الله من قبل العدو في هذه الحالة سوف يتطلب من جيشه التمدد واحتلال مساحات كبيرة من الأراضي اللبنانية لفترة ليست قصيرة لقلب المعادلة السياسية في لبنان، وهذا ما سيؤدي إلى شد ومضاعفة جهود وطاقات قوى الممانعة في لبنان والمنطقة التي ستتصدى للمشروع الإسرائلي لإسقاط اي اتفاق 17 آيار جديد في لبنان وفي مقدمتهم سوريا... كما إن التمدد الإسرائيلي في العمق اللبناني لفترة طويلة سوف يمكن فصائل المقاومة من انزال خسائر بشرية ومادية أكبر في جيش العدو الأمر الذي سيفاقم من أزمته ويفتح الابواب أمام أمكانية حدوث هزيمة نكراء جديدة لإسرائيل تتجاوز بأضعاف نتائج وتداعيات حرب تموز 2006.

وتلفت الأوساط العربية من دول الاعتدال بإنه ضمن هذا السيناريو سيكون وضع حزب الله في البلد مشابهاً لوضع حركة حماس قبل العدوان الإسرائيلي الكبير لقطاع غزة حيث خاضت حركة حماس تلك المواجهة ليس كفصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية وحسب بل أيضاً كسلطة أمر واقع تملك زمام القرار الرسمي المطلق في كافة المؤسسات الدستورية والأمنية والسياسية الموجودة في قطاع غزة وهذا ما ساهم إلى حد كبير في احباط وافشال العدوان الإسرائيلي عسكرياً وسياسياً على غزة بالرغم من كل الإجرائم التي ارتكبتها اسرائيل بحق المدنيين وبالرغم من الفرق الواسع والشاسع في الإمكانات والعتاد والسلاح بين جيش العدو وحركة حماس .

وتعتبر الأوساط بإنه لا يختلف اثنان بإن مسار التهدئة الرمضانية إلى حدٍ ما قد يخفف من تسارع وتيرة التصعيد لا سيما إن هذه التهدئة تأتي التزاماً بالأجواء الإيجابية التي فرضتها القمة الثلاثية بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس اللبناني ميشال سليمان مؤخراً إلى بيروت... وبالتالي فإن مفاعيل هذه القمة انعكس على الخطاب السياسي الذي يأتي تحت سقف المسعى السعودي - السوري لمنع تفاقم الأمور بسرعة نحو الأسوا في ظل انتظار ما سوف تقود إليه المساعي التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع المجتمع الدولي وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في محاولة لإبعاد وتأخير صدور القرار الظني الذي وبحسب التسريبات المشبوهة عن بعض الدوائر الغربية والصهيونية سوف يتهم عناصر قيادية من حزب الله بالقيام بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005.

وتؤكد الأوساط نقلاً عن مصادر موثوقة «بإن هناك قوى داخلية يمكن وصف موقعها الجديد في المعادلة اللبنانية بالوسط، تسعى وبمباركة عربية لإبقاء القنوات مفتوحة بين كافة القوى الأساسية لمنع أي تصعد ولمواجهة التحريض الذي تحاول بعض القوى المحلية الدفع باتجاهه لإحراج كل من رئيس الحكومة سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من خلال إثارة التكهنات والتحليلات والاجتهادات السلبية حول نوايا ومواقف كل منهما... خصوصاً إن المظلة العربية الراعية لحماية أمن واستقرار لبنان تدرك جيداً في ظل تسارع التطورات و المتغيرات الداخلية والخارجية بإن التهدئة المصطنعة و الهشة الحالية لا يمكن أن تصمد طويلاً وهي لا تكفي وحدها لحماية البلاد من المخاطر المحدقة، بل إن الأمر يتطلب مبادرات تؤدي إلى الخروج بتسوية قد تتطلب تضحيات متبادلة من الجميع لا سيما ولي الدم و رئيس الحكومة سعد الحريري»...

 

احتجاجات الكهرباء ربط نزاع لإسقاط المحكمة الدولية  

حسن صبرا / الشراع

لم يعد سراً، ان عنوان المرحلة التي يعيش اللبنانيون هواجسها، هو ربط نزاع مع القرار الظني المنتظر صدوره قريباً موجهاً للمحكمة الخاصة بلبنان، والذي يتضمن أسماء الذين شاركوا بقتل الرئيس المظلوم رفيق الحريري ورفاقه ونخبة من قادة البلاد، فضلاً عن الوقائع والحقائق والأدلة الدامغة التي تثبت هذه المشاركة، إلى الذي أصدر الأمر والذي مهد والذي نفذ والذي ضلل.. ربط النـزاع هذا بلغ ذروته في خطب وإعلانات ومؤتمرات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، والذي بادر بنفسه إلى إعلان ان القرار الظني يتضمن توجيه اتهامات لعشرات من عناصر حزبه بالمشاركة في هذه الجريمة الإرهابية.

ولربط النـزاع هذا أدوات وعناصر وحقائق في البيوت وعلى الأرض وفي أسلاك الكهرباء ومواسير المياه، ومقاعد الدراسة، ومحطات الخلوي إلى أمواله المجمدة في وزارة الاتصالات، والحرائق المتنقلة، واستنـزاف الجيش وقوى الأمن الداخلي، بمشاكل داخلية لتبرير سحب قطعاته من الجنوب التي انتشرت بموجب القرار 1701 تمهيداً لدفن القرار وقد بدأ الحفر له بالتحرشات الحزبية بقوات ((اليونيفيل)) في قرى الجنوب وكثير من هذه الاستحقاقات التي قد يقال في التحرك لأجلها كلام حق يراد به باطل.. أليست تجارة الباخرة مريم السياسية نحو غزة كلاماً معسولاً عن فك الحصار على غزة لفرضه على كل لبنان؟

في الصيف القائظ الذي بلغ معدل ارتفاع الحرارة فيه درجات قياسية لم يشهدها لبنان في تاريخه، وفي شهر رمضان الذي تضيق فيه الصدور من الغلاء إلى انعدام وسائل التبريد بسبب انقطاع الكهرباء، إلى الجوع والعطش ومشاكل الناس اليومية، يجري التحضير لتفجيرات قد يكون لمعظمها أسبابها الموضوعية، وقد تكون في معظم الأحيان ((فشة خلق)) عن الانفجار العظيم وقد يكون وقود هذه الانفجارات أعصاب الناس البريئة وربما زنود الشباب وحناجر النساء.. لكن هذه التفجيرات التي تحمل صواعق مدموغة بالقرار الظني، وما يحمله من مفاجآت لم تعد كذلك بسبب كثرة التسريبات، وانبهار البعض بمقولة يكاد المريب أن يقول خذوني.. لم يعد لها سوى هم واحد وهو إشعال الوضع الراهن في وجه الحكومة وتحديداً في وجه رئيسها سعد الحريري فهو على حد وصف نصرالله ((ولي الدم)) ويا ولي الدم إذا لم تطالب بإلغاء القرار الظني والمحكمة الخاصة بلبنان فتحمّل ما سنرميه بوجهك منذ الآن!

حتى وزير الكهرباء صهر ميشال عون جبران باسيل يقول في مؤتمر صحفي عقده من أجل الكهرباء: ((من حق الناس القيام باعتراضات شعبية ضد انقطاع الكهرباء، لكن الاعتراضات سياسية، وهناك من يحركهم من جهات سياسية، والذي حصل حتى اليوم واضح بأن هناك حركات اعتراضات عند السنّة والشيعة، وحتى الآن ينقصها ان تتحرك في الشارع المسيحي، لأن أحداً لم يقل للمسيحيين ان ينـزلوا إلى الشارع)).

ماذا يقول باسيل؟ هل هو اتهام سياسي بتحريك الشارع الإسلامي (السني والشيعي)؟ أم هو دعوة للمسيحيين أن يتحركوا وإلى قادتهم أن يعطوهم الأمر بالنـزول إلى الشارع؟ ولماذا وما هو الهدف؟

الناس مهيأة لانفجار مطالب محقة، وتوقيت الانفجار ينقصه كي يكون بريئاً أمران:

الامر الاول: ان يكون عفوياً سلمياً هادفاً الى الحصول على الكهرباء والمياه على الاقل قبل كل شيء.

الامر الثاني: ان لا تتدخل القوى السياسية المحلية والاقليمية لاستثماره وفق برامجها الكبرى والخطيرة.

حتى الآن لا شيء يشير الى عفوية ما يتم التحضير له، لأن السياسة تطغى فيه على كل ما عداها، لأنه انفجار في وجه سعد الحريري فقط، بينما المشكلة هي في منـزل حليف حزب الله ميشال عون، فوزارتا الكهرباء والمياه والاتصالات كلها في جدران تياره السياسي صهره باسيل ومنظّره الاقتصادي شربل نحاس، والذي يحتفظ بـ 860 مليون دولار كافية وحدها لانجاز 50% من مشروع باسيل الكهربائي.. وهو مشروع طويل الامد على الناس المستفزة من كل شيء والمهيأة للانفجار.. فلماذا لا يبدأ العلاج من منـزل عون بدل التهديد بإشعال البلد في وجه الحريري؟

اما استثمار هذه الحالة الشعبية من قبل قوى محلية واقليمية فساحاته لا تنتهي، لتبدأ بإرعاب الناس من شمول القرار الظني اسماء عناصر وأطر في حزب الله، والارعاب هو لدفع الناس الى الخيار اما 77 أيار/ مايو جديد في كل لبنان، واما الضغط على سعد الحريري للتنازل عن دم ابيه والمطالبة المستحيلة بالغاء المحكمة الخاصة بلبنان!

هذا فضلاً عن تصاعد الكلام بالمواجهة العسكرية بين ايران والمجتمع الدولي الذي يطالبها بالالتزام بقرارات الامم المتحدة ووكالة الطاقة الدولية بنقل تخصيب اليورانيوم الى الخارج (روسيا او تركيا (كما ارادت هي) او فرنسا..) وهي ترد بالمزيد من التحضير العسكري للمواجهة في تهديد لا ينتهي ليس لاسرائيل بل للبلاد العربية من العراق الى لبنان واليمن وكل دول الخليج العربي.

ثم ان بدء المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والعدو الصهيوني في واشنطن بمشاركة عربية وتفويض عربي يوم 2/9/2010 هي ساحة جديدة لمن يريد ربط نزاع عربي – دولي – اقليمي عنوانه قضية فلسطين وجهاز تفجيره مشحون بربط نزاع القرار الظني عن المحكمة الخاصة بلبنان، ووقوده التحرك الاحتجاجي في شوارع لبنان، وشعاره إما اسقاط سعد الحريري وإما اسقاط القرار الظني او المحكمة الدولية.

لقد كانت خطوة تسليم قرائن حزب الله ومعطياته عن اتهام العدو الصهيوني بقتل الحريري الى المحكمة الدولية عبر القضاء اللبناني فرصة لكسب وقت لتأجيل شحن الساحة اللبنانية بعناصر التفجير المباشرة في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر المقبلين، لكن استحقاقات المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية وتصعيد الكلام الملتهب بين اسرائيل وايران عن ملف الاخيرة النووي.. تؤكد بأن ترابط المسائل بين العقوبات الدولية على ايران واحتمال اتهام حزب الله بجريمة قتل الحريري، واحتمال مسار نشط للمفاوضات الفلسطينية – الصهيونية وغيرها كلها اشارات علاقة جدلية بين قطع الطرقات في شوارع بيروت او الجنوب او الشمال وبين كل هذه الاستحقاقات.. واسهلها الدعوة الى اسقاط حكومة سعد الحريري تمهيداً للمجيء بأدوات يخرجها حزب الله من المجهول كي يحكم بها الوطن المنكوب.

  

ماذا تفعل الاسلحة في بيروت بل لماذا تدخلت اسرائيل بين جماعات سوريا؟  

الشراع/ما ان سمع اللبنانيون في اي مكان في وطنهم انباء الاشتباكات التي دارت بين جمعية المشاريع (الاحباش) وحزب الله في منطقة برج ابي حيدر وانتشرت في جزء كبير من بيروت الغربية، حتى كان لسان حالهم جميعاً يقول: ((وماذا تفعل اسلحة ((المشاريع)) والمقاومة في شوارع بيروت؟ وأيهما كان يقاتل اسرائيل قبل 25 دقيقة من موعد افطار رمضاني وفق التوقيت السني او قبل 33 دقيقة وفق التوقيت الشيعي؟ والمفارقة ان الاشتباكات بدأت وجمعية ((الاحباش)) كانت تتهيأ لإفطار سني لحركة أمل الشيعية توكيداً للوحدة الاسلامية، التي تعمدت قبل الافطار بدم مقاتلين سنة وشيعة تقاتلوا لأن احدهم نظر شزراً الى الآخر!! غريب أمر اسرائيل ولعبتها المكشوفة، حيث تريد ان تفتن بين السنة والشيعة اثناء الاستعداد للاستماع الى كلمة امين عام حزب الله حسن نصرالله الرافضة للمحكمة الدولية التي انشئت لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري السني، والتي يبدو ان حزب الله الشيعي يظن نفسه متهماً فيها! وتفتن اسرائيل ايضاً، حين يحاول السنة والشيعة اللقاء في بيروت على مأدبة رمضانية لتوكيد وحدتهم الاسلامية، فتسيل دماؤهم التي وجدت في عروقهم لمقاتلتها.

وتفتن اسرائيل هذه المرة وتقتتل مجموعات مسلحة اسلامية كلها محسوبة على سوريا، بعد ان قتلت سابقاً رفيق الحريري ورفاقه وقيادات سياسية واعلامية وأمنية.. وكلهم كانوا مكروهين من النظام السوري.

ورغم ان المستفيد الوحيد من هذه الفتنة هو اسرائيل، كما يظهر امامنا، فإن هناك من يقول لينقذ اسرائيل من الاتهام، بأن طرفاً ثالثاً قتل مسؤول حزب الله ومرافقه وقتل الفتى الكردي ابن مختار المصيطبة الحبشي.. من هو؟ ربما طرف كان مغتاظاً لأن ((الاحباش)) لم يدعوه الى الافطار الذي اقاموه تكريماً لحركة ((امل))، او ربما طرف اعتبر تحرش ((حزب الله)) بـ((الاحباش)) اثناء تكريمهم لـ((امل)) اهانة للأخيرة التي يجمعها مع ((الاحباش)) حبهم وولاؤهم للنظام في سوريا.

او ربما هناك طرف ثالث دخل على خط تصعيد المواجهة بين ((حزب الله)) و((تيار المستقبل)) حول القرار الظني، فالحزب يريد الغاء القرار قبل صدوره و((تيار المستقبل)) ينادي بالحقيقة والعدالة، والطرف الثالث يرى ان الأمر يحتاج الى دفعة مأسوية (دراماتيكية).

ولأن اسرائيل تعرف ان ((الاحباش)) سنة وجمهورهم يتعاطف مع جمهور ((المستقبل)) السني، فإن الاشتباك مع ((حزب الله )) سيظهر ان السنة يردون على الشيعة المتهمين بقتل الحريري، انتقاماً.

واسرائيل التي تعتبر ان ((تيار المستقبل)) عجز عن مقاتلة ((حزب الله)) في 7 ايار/مايو 2008، تدعم الآن ((الاحباش)) كي ينتقموا لهزيمة ((المستقبل)) في ذلك العام وتظهر ان السنة اصبح لهم الآن انياب مجسدة بقوة ((الاحباش))!!

على كل اياً يكن المتهم وراء الاشتباك الأخر وربما ليس الآخر، فإن هناك ربط نـزاع مستمر بين القرار الظني وتوابعه او تداعياته.. والاضافة، هنا اشتباكات متنقلة لمزيد من التدهور ولمزيد من التخويف، ولمزيد من النماذج التي يمكن ان يشهدها لبنان، اذا ما صدر قرار ظني يتهم هذا ويبرىء ذاك.. وفي جميع الحالات فإن هذه الاشتباكات ستنتقل وستدفع لسحب المزيد من الجيش اللبناني من الجنوب وتعطيل القرار الدولي 1701 وآخر ألويته المرسلة مؤخراً بالكاد استقرت في قواعدها

 

أخطار إسرائيلية على سوريا، ونظام دفاعي مشترك سوري إيراني استعداداً للحرب       

 النهار / عبد الكريم ابو النصر

"حذر مسؤولون غربيون رفيعو المستوى جهات عربية رسمية من وجود احتمالات جدية لنشوب حرب جديدة بين لبنان واسرائيل اذا لم تتبدل المعطيات الراهنة جذرياً، وامتنعوا عن تحديد موعد بدء العمليات العسكرية، لكنهم أكدوا أن الحرب المقبلة ستكون اكثر شراسة واتساعاً وخطورة من حرب صيف 2006 للأسباب الرئيسية الآتية:

أولاً - الحرب المقبلة لن تنحصر بين لبنان واسرائيل وحدهما بل ستشمل سوريا، ذلك ان الاسرائيليين وضعوا خططاً لمهاجمة قواعد ومواقع ومنشآت عسكرية سورية وخصوصاً تلك المرتبطة بعمليات تسليح "حزب الله".

ثانيا - الحرب المقبلة ستتخذ شكل مواجهة جدية مع النظام السوري الذي تتهمه اسرائيل ودول كبرى على رأسها أميركا بتعزيز القدرات القتالية والعسكرية لـ"حزب الله" بتزويده أسلحة وصواريخ متطورة و"تشجيعه" اللبنانيين على ابقاء بلدهم ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية ودول أخرى.

ثالثا - الحرب المقبلة ستكون أكثر شراسة ودموية من حرب 2006 من جهة لأن "حزب الله" يملك صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى أكثر تطوراً من تلك التي كان يملكها سابقاً وتصيب مدناً وأهدافاً ومنشآت في قلب اسرائيل، ومن جهة ثانية لأن القيادة الاسرائيلية مصممة على الحاق خسائر فادحة وأضرار جسيمة بالحزب وبقدراته الحربية ومنشآته وقواعده الشعبية وكذلك بمؤسسات الدولة اللبنانية.

رابعاً - الحرب المقبلة ستكون جزءاً أساسياً من معركة اسرائيل والدول الكبرى مع ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، وسيكون أحد أهدافها اضعاف قدرات حلفاء الجمهورية الاسلامية اللبنانيين والسوريين على ضرب اسرائيل اذا تعرضت المنشآت النووية الايرانية لهجمات عسكرية اسرائيلية أو أميركية في مرحلة لاحقة.

خامساً - تنوي الدول الكبرى المعنية بالأمر استغلال أي حرب جديدة لوضع حد لعمليات تسليح "حزب الله" انطلاقاً من الأراضي السورية. كما أن اسرائيل لن تكتفي بوقف القتال كما جرى في حرب 2006 بل انها تخطط لاحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية والبقاء فيها الى أن تفرض رقابة دولية مشددة على الحدود اللبنانية - السورية لوقف تهريب الأسلحة عبرها الى "حزب الله" وتنظيمات فلسطينية مرتبطة بدمشق".

هذا ما قالته مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على الاتصالات الدولية - العربية الجارية في بشأن تطورات هذه القضية. وتجرى هذه الاتصالات في الوقت الذي صدر تقريران مهمان، الأول دولي والآخر أميركي يركزان على تزايد احتمالات نشوب حرب جديدة لبنانية - اسرائيلية ذات أبعاد اقليمية.

التقرير الأول أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" ويحمل عنوان "طبول الحرب: اسرائيل ومحور المقاومة"، ويستند في معلوماته الى حصيلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين ودوليين وسوريين ولبنانيين واسرائيليين. ويشدد هذا التقرير في نصه الكامل على الأمور الآتية:

أولاً - ان الاجراءات العسكرية المختلفة الرادعة التي تتخذها اسرائيل من جهة وسوريا وايران و"حزب الله" و"حماس" من جهة أخرى لمنع نشوب الحرب على أساس ايجاد "ميزان رعب" أو "توازن رعب" بين الأطراف المعنيين بالأمر، قد تؤدي، في الواقع، الى نتيجة معاكسة أي الى نزاع مسلح لبناني - اسرائيلي - اقليمي واسع النطاق، سواء نتيجة أخطاء في الحسابات أو نتيجة عوامل أخرى.

ثانياً - تنوي اسرائيل خوض الحرب المقبلة "بشراسة أشد من السابق ومن دون الحصول على دعم دولي مسبق لها" وعلى أساس تطبيق "قاعدة الضاحية" بحيث "يتم تدمير كل قرية أو مبنى أو موقع تنطلق منه النيران". وفي المقابل، ان "حزب الله" مستعد لمواجهة مثل هذا الاحتمال وهو ينوي الرد عليه بالمثل "مما يعني أن المدنيين من الجانبين سيدفعون ثمناً باهظاً في حال اندلعت الحرب".

ثالثاً - ستشن اسرائيل غارات وهجمات على مواقع لــ"حزب الله" في البقاع وليس فقط في الجنوب لأن الحزب أنشأ "خط دفاع ثانياً له" في هذه المنطقة حيث عزز وجوده العسكري فيها. ونقل التقرير عن مسؤول في "حزب الله" قوله ان اسرائيل "قد تشن هجوماً برياً واسع النطاق داخل الأراضي اللبنانية يشمل مناطق في البقاع" مما يشكل "تحدياً صريحاً" للنظام السوري، استناداً الى التقرير.

رابعاً - تنوي اسرائيل أن تحمل الحكومة اللبنانية فعلاً مسؤولية "أي أعمال عدوانية" يقوم بها "حزب الله" ضدها من منطلق انه "لم يعد ثمة تمييز بين الدولة اللبنانية والحزب" ومن أجل "افهام الحكام اللبنانيين انهم سيخسرون نتيجة تبنيهم مشروع حزب الله"، كما قال مسؤول اسرائيلي لواضعي التقرير.

الحرب على سوريا

وأفاد التقرير الدولي أن الحرب الاسرائيلية المقبلة ستشمل سوريا وذلك استناداً الى العناصر والمعطيات الأساسية الآتية:

أولاً - ان سوريا تزود "حزب الله" الأسلحة والصواريخ المتطورة وتشكل أراضيها قاعدة لوجستية أساسية له.

ثانياً - ان النظام السوري ينتهك قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي يحظر نقل الأسلحة الى أي تنظيم مسلح في لبنان يعمل خارج سلطة الدولة.

ثالثاً - ان الحدود اللبنانية - السورية ليست خاضعة لرقابة مشددة وفعالة مما يسهل نقل الأسلحة الى "حزب الله". وقد أكد مسؤولون أميركيون واسرائيليون لواضعي التقرير أن "حزب الله" تلقى عبر هذه الحدود كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة منذ انتهاء حرب 2006 الى اليوم.

رابعاً - توصلت القيادة الاسرائيلية الى اقتناع مفاده أن "حزب الله" سيظل يتلقى الأسلحة السورية والايرانية الصنع لتعزيز قدراته الهجومية "ما لم يدفع نظام الأسد ثمن دعمه للحزب" كما جاء في التقرير.

خامساً توصل مسؤولون اسرائيليون الى اقتناع بأن ضرب لبنان وحده ليس كافياً لوضع حد لـ"خطر" "حزب الله" على اسرائيل كما أثبتت التجارب السابقة، ولذلك يجب الذهاب أبعد من ذلك وتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا لأنها تشكل مصدر الدعم العسكري الأساسي للحزب. ونقل التقرير عن مسؤول اسرائيلي قوله "اننا نستطيع أن نلحق بنظام الأسد أذى أكبر من الأذى الذي نلحقه حزب الله، لذلك يجب استهداف سوريا في "الحرب المقبلة". ولم يستبعد التقرير أن تشمل الهجمات الاسرائيلية المقبلة منشآت عسكرية ومراكز تدريب سورية ومواقع تحتوي على أسلحة لـ"حزب الله" وأهدافاً أخرى.

ونقل التقرير عن ديبلوماسي اسرائيلي ان "في اسرائيل مسؤولين يريدون فعلاً الدخول في مواجهة عسكرية واسعة مع سوريا من أجل اضعاف نظام الأسد والقضاء على التحالف السوري - الايراني. واذا ما ردّ النظام السوري على أي هجمات اسرائيلية قد يتعرض لها فانه سيرتكب حينذاك الخطأ الأكبر اذ ان مثل هذا الرد سيعطي المسؤولين الاسرائيليين الذريعة لخوض مواجهة واسعة مع سوريا". ونقل التقرير أيضاً عن مسؤول عسكري اسرائيلي سابق قوله: "في حال نشوب حرب جديدة يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي لاسرائيل العمل على اسقاط نظام الأسد. ويجب أن توجه اسرائيل منذ الآن تحذيراً واضحاً الى المعنيين بالأمر تؤكد فيه انها ستعمل على اسقاط النظام السوري اذا ما تعرضت لهجوم بالصواريخ من الشمال أي من لبنان. ومثل هذا التحذير يجب أن يدفع النظام السوري الى وقف ارسال الأسلحة الى "حزب الله".

وكشف التقرير أن الاسرائيليين كادوا أن يهاجموا مطلع 2010 قافلة من الشاحنات تنقل صواريخ من سوريا الى "حزب الله" ثم امتنعوا عن تنفيذ هذا الهجوم ربما لاتاحة المجال أمام الجهود الديبلوماسية لمعالجة هذه القضية.

وأكد مسؤولون أميركيون، وفقاً للتقرير، وجود "اقتناع متزايد" لدى قيادات اسرائيلية بأن مصلحة اسرائيل لم تعد تقضي باستمرار وجود وبقاء نظام بشار الأسد وذلك نظراً الى علاقاته الوثيقة مع ايران و"حزب الله و"حماس".

وتحدث التقرير عن تطور خطر في العلاقة السورية - الايرانية اذ نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم ان السوريين يعززون تعاونهم العسكري مع حلفائهم الى حد أنهم يقومون بدمج أنظمتهم العسكرية والدفاعية مع أنظمة ايران و"حزب الله" وعلى مستويات لا سابق لها، استعداداً لمواجهة شاملة مقبلة ومحتملة مع اسرائيل. وهذا التطور المهم والخطر لم تشهده العلاقات السورية - الايرانية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وأضاف المسؤولون الأميركيون "ان هذا التطور في علاقات سوريا مع حلفائها قد يؤدي الى اقحامها في نزاع مسلح جديد مع اسرائيل". واستناداً الى التقرير لم يستبعد مسؤول عسكري اسرائيلي احتمال مشاركة سوريا في الحرب المقبلة مع اسرائيل الى جانب "حزب الله"، كما لم يستبعد "أن يسمح النظام السوري في ظروف معينة باطلاق قذائف من أراضيه على أهداف اسرائيلية. والدولة العبرية مستعدة لمواجهة هذا الاحتمال".

الحرب والقرار الظني

التقرير الثاني أصدره "مركز العمل الوقائي" في "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي ويحمل عنوان "حرب لبنان الثالثة" وأعده دانيال كيرتزر السفير الأميركي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط وقد نشرت "النهار" نصه في عددها الصادر الاثنين الماضي. وقالت ديبلوماسية غربية مطلعة ان هذا التقرير مهم للأسباب الآتية:

أولاً - انه ليس مجرد تقرير أكاديمي نظري بل يعكس الأجواء الأميركية الرسمية تجاه تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا واسرائيل لأن كيرتزر مقرب من ادارة الرئيس أوباما وتربطه علاقات وثيقة بالمسؤولين عن ملف الشرق الأوسط.

ثانياً - هذا التقرير يعكس فعلاً وجود قلق جدي لدى الادارة الأميركية من نشوب حرب لبنانية - اسرائيلية - اقليمية بقرار يتخذه أطراف اقليميون وتعجز واشنطن عن منعه. وهو ما أشار اليه كيرتزر اذ قال ان الحرب قد تنشب بمبادرة من "حزب الله" نتيجة ضغوط ايرانية عليه أو نتيجة خطأ في الحسابات أو لأسباب أخرى. لكنه أضاف أن الحرب قد تنشب نتيجة قرار اسرائيلي ومن أجل تدمير قدرات "حزب الله" العسكرية واضعافها الى أدنى حد ممكن، اذ ان الدولة العبرية ترى، وفقاً للتقرير، أن امتلاك الحزب صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى ومتطورة وصواريخ أرض - جو يشكل "تهديداً استراتيجياً للاسرائيليين". وقد تمهد هذه الحرب لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية. كما ان اسرائيل قد تقوم بغزو بري لبعض المناطق اللبنانية لمحاولة تحقيق أهدافها.

ثالثاً - يعكس التقرير الانزعاج الأميركي الرسمي من الدعم العسكري الذي يقدمه النظام السوري لـ"حزب الله" ويضع سوريا في دائرة الخطر الشديد اذ يقول ان الحرب المقبلة قد تشمل مهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية في الأراضي السورية وخصوصاً منشآت تابعة لـ"حزب الله" أو مستودعات تخزين أسلحة للحزب.

رابعاً - يطرح التقرير احتمالاً تدرسه ادارة أوباما جدياً، وفقاً للمصادر الغربية المطلعة، وهو "تدويل" قضية امدادات الأسلحة السورية والايرانية لـ"حزب الله" وطرحها في مجلس الأمن. اذ ان كيرتزر يدعو في تقريره ادارة أوباما الى ممارسة ضغوط ديبلوماسية واسعة على نظام الرئيس الأسد بالتعاون مع دول أخرى لوقف امداد "حزب الله" بأسلحة "تزعزع الاستقرار".

واذا فشلت هذه الجهود فان التقرير يقترح "أن تكشف الولايات المتحدة على الملأ المعلومات الاستخبارية المناسبة وتجري مشاورات في نيويورك في شأن قرار يصدر عن مجلس الأمن وينص على القيام بعمل وقائي ضد سوريا. ومن المستبعد اعتماد قرار كهذا، لكن الجهود الديبلوماسية المحيطة بمحادثات نيويورك ستوجه رسالة قوية الى دمشق". ويستبعد تقرير "مجموعة الأزمات الدولية أن يفجر "حزب الله" حرباً مع اسرائيل اذا أصدر المدعي العام الدولي دانيال بلمار قراراً ظنياً يتهم فيه بعض عناصر الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ويقول التقرير ان "حزب الله" لن يشعل الحرب مع اسرائيل بسبب المحكمة الخاصة بلبنان "لأن الحزب لن يكون بعد حرب جديدة ومدمرة في موقع أقوى لمواجهة الضغوط الداخلية والدولية التي ستمارس عليه" سواء في ما يتعلق بالمحكمة وبجريمة اغتيال الحريري" أو في ما يتعلق بمصير سلاحه وبدوره في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية.  

   

الحكومة أمام استحقاق التعيينات الادارية مجدداً

مصدر وزاري مطلع : تركيز على أزمتي الكهرباء والضمان وتوجّه نحو ملء الشواغر في الإدارة على دفعات

هيام عيد /الديار

وسط حال التشنج السياسي المرتبط بعناوين داخلية واقليمية يستعيد مجلس الوزراء مجدداً الملفات الادارية بغية مقاربة الازمات الاجتماعية في سياق تقني للاحاطة بكافة جوانب التقصير في اداء المؤسسات الرسمية وخصوصاً الخدماتية منها. وقد كشف مصدر وزاري مطلع ان ازمة الكهرباء قد فتحت الباب واسعاً امام تظهير الثغرات في الاداء الخدماتي وبالتعاطي مع الواقع الاجتماعي بشكل غير فاعل، كذلك فان واقع الضمان الاجتماعي وحركة اصحاب المستشفيات الاعتراضية وتحمل المواطنين مسؤولية تردي العلاقة بين الطرفين، كشف المشاكل الضخمة المتراكمة امام الحكومة الحالية وصعوبة التصدي لها في وقت قريب وفي لحظة داخلية متوترة وحافلة بالسجالات. واضاف المصدر انه ازاء هذا الواقع المتدهور باشرت الحكومة سلسلة تدابير استثنائية للمعالجة انطلاقا من تصميمها على معالجة ازمة الكهرباء بالدرجة الاولى منعاً لمحاولات تسييس هذا الملف، وتماشيا مع بيان الوزاري ووعودها بتصحيح الواقع الاداري ومعالجة الفساد وتجديد هذا الواقع من اخلال اقرار التعيينات اللازمة في اكثر من ادارة شاغرة.

وفي هذا السياق لفت المساعد الوزاري الى ان ملف التعيينات الادارية ما زال ضمن اولويات الحكومة وذلك بمعزل عن التعيينات الامنية،واوضح انه بعد انجاز مجلس الخدمة المدنية تصوره للآلية الخاصة التي سيتم بموجبها تحديد المرشحين الى المراكز الشاغرة وغالبيتها مواقع قيادية، فان الحكومة باتت امام استحقاق فتح هذا الملف بشكل جدي يضمن المعالجة السريعة خصوصا ان الصيغة القانونية اللازمة قد باتت امام الوزراء ولم يبق سوى النقاش السياسي والاتفاق على اختيار المرشحين.

ولم يحدد المصدر الوزاري موعدا لطرح التعيينات في الجلسة الحكومية المقررة اليوم مشيرا الى انه جرى التطرق لهذه القضية في عدة جلسات وزارية سابقة وتقرر التوافق على مقاربة هذه التعيينات من زاوية قانونية وعبر المراجع المختصة لمجلس الخدمة المدنية الذي حدد المراكز الشاغرة على مستوى الفئة الاولى وقدمها الى مجلس الوزراء. وأضاف ان الانشغال الحكومي بالشؤون السياسية والامنية لا يلغي اولوية الشأن الاجتماعي كما الشأن الإداري وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزا على العناوين الإدارية من خلال عودة ملف التعيينات الإدارية الى واجهة الاهتمام، بينما يواجه مجلس الوزراء اليوم ملفي الكهرباء والضمان الاجتماعي. لكنه استبعد صدور اي قرارات وشيكة بتعيين مسؤولين في المراكز الشاغرة وخصوصا في مستوى المديرين العامين وذلك خلال دفعة واحدة وتوقع ان يتم التعيين على دفعات وفي مراحل متلاحقة انطلاقا من تلازم شرطي الكفاءة والتوافق السياسي على اي عملية تعيين كما بات معلوما من كل الاطراف والقوى السياسية.

 

محمد الصفدي مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة بعد إسقاط سعد الحريري

حسن صبرا/الشراع

كان العدوان الصهيوني على لبنان في ذروته صيف عام 2006، وكان فؤاد السنيورة رمز المقاومة السياسية كما وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان حزب الله رمز المقاومة المسلحة ضد العدو، وكان الشعب اللبناني رمز الصمود والكبرياء والتضحيات، حتى بلغ عدد الذين سقطوا نتيجة عدوان إسرائيل 1200 قتيل وآلاف الجرحى، وتجاوزت خسائر الوطن ومؤسساته 12 مليار دولار، ودمر نحو 800 ألف وحدة سكنية في كل لبنان عدا الجسور والمرافق والمؤسسات.

كان الوطن يغلي غضباً، والدماء تسيل وحمم العدو وقنابله الذكية القادمة من مشيخة قطر حليفة حزب الله تصلي أجساد الأطفال في الملاجىء ناراً وحرائق.

في هذا الوقت كان وزير الاشغال محمد الصفدي يلاحق مشروع إنشاء شركة طيران خاصة به كي ينافس بها الشركة الوطنية طيران الشرق الأوسط.

ومن غرائب الأمور وأكثرها قبحاً وبشاعة ان الصفدي حصل على ترخيص إنشاء شركته حين كانت إسرائيل تقفل مطار رفيق الحريري الدولي، وتعطل طيران الشرق الأوسط، ليصبح محمد الصفدي رمزاً لمقاومة استمرار هذه الشركة الوطنية ونحو 40 ألف إنسان وأكثر يعتاشون من طيرانها وإدارتها ومهندسيها وطياريها وموظفيها وكل العاملين فيها.

وكان محمد الصفدي بدأ عهده كوزير وصاية على مرفق المطار الدولي بتأسيس شركة خدمات بإسم زوجه التي لا تحمل اسم عائلة الصفدي للتمويه وأولاده كي ينافس فيها شركة ((MEAS)) للخدمات التي تجمع أطياف السياسة المختلفين في ظل شركة يستفيد منها الجميع، وهو – أي الصفدي – يريد من خلال شركته الجديدة للخدمات أن يسيطر على هذا القطاع واعداً حزب الله بأن يكون له النصيب الأكبر في خدماتها، لذا وجد أعضاء لجنة الاشغال العامة النيابية تناغماً وتنسيقاً بين الصفدي ونائب حزب الله عن طريق المطار علي عمار الذي من شدة دعمه للصفدي أثار حفيظة النائب يومها عن بيروت أمين شري الذي لم يتمالك نفسه من السخرية من هذا التناغم بين الصفدي وعمار والغريب في الأمر كان في مسارعة الصفدي لنفي حصوله على التأسيس والعمل أساساً مما دفع جريدة ((النهار)) إلى نشر صورة تأسيس الشركة في أحد اعدادها رداً على نفي الصفدي.

وما زلنا في المطار لنرى استقتال الصفدي لاستغلال موقعه الوزاري كي يسيطر على صالون المطار (VIP. Launge) للطائرات الخاصة حيث اقتطع منطقة كبيرة خاصة لشركته داخل المطار لتقديم خدمات ((الطعام)) والوفود والتشريفات والتسهيلات لهذه الطائرات ومالكيها..

كثيرون أرادوا النيل من شركة طيران الشرق الأوسط من داخلها ومن خارجها، من داخل الوطن ومن خارجه.. ولم يكن أحد يتصور ان يصل الأمر بوزير لبناني، شاءت الاقدار أن تجعله وزير الوصاية على المطار، كمرفق تابع لوزارة الأشغال التي يديرها أن ينال من الشركة بالإفادة من قرار الفضاء المفتوح لينافسها لحسابه الخاص.

كانت ((طيران الشرق الأوسط)) سفارات لبنان في الخارج فعندما كان المطار مقفلاً والوطن في حرب أهلية، وكانت طيران الشرق الأوسط هي لبنان بكل ما يحمله من تنوع وتعدد وتمثيل جغرافي وسياسي وطائفي ومذهبـي وثقافي، وفعل حضاري في المحيط العربي والإقليمي، ونموذجاً يحتذى به وإدارة يشهد لها الجميع بالإنجاز والكفاءة والنـزاهة.. فكان من الطبيعي أن تصطدم الشركة كمجتمع لبناني مصغر بهذا الوزير الذي يدفعه جموحه لأن ينافس الوطن الصغير بأجنحته المتعددة.

لذا، عندما تصدى رئيس شركة طيران الشرق الأوسط ابن الأوادم محمد الحوت لمحمد الصفدي، فوجىء البعض بما حصل لكن الذين يعرفون من هو محمد الصفدي ابتسموا وقالوا.. أنتم لم تروا شيئاً بعد. رجالات الوطن الكبار، أمثال رفيق الحريري وعصام فارس ونسيب لحود.. آثروا مع بدء عملهم السياسي في لبنان أن يوقفوا كل نشاط تجاري أو اقتصادي أو مالي في لبنان، وان يتفرغوا داخله للخدمة العامة، لقطع الطريق على أي خطأ أو هفوة أو إشارة إلى إمكانية استغلال مواقعهم السياسية في الترويج لأعمالهم التجارية أو الاقتصادية أو المالية أو الانشائية، وهي مواقف أخلاقية مشهودة. أما أمثال محمد الصفدي فإنه بعد عودته من السعودية حيث جمع ثروته من نشاطات تجارية مختلفة منها السمسرة، فإنه سارع إلى استغلال موقعه السياسي كوزير كي يزيد من ثروته عبر القفز على مؤسسة الطيران الوطنية (طيران الشرق الأوسط) ومطار رفيق الحريري الدولي..

من السمسرة إلى الوزارة

ليس لمحمد الصفدي أي تاريخ سياسي لا معروف ولا مجهول.. لكنه في عهد الرئيس المظلوم رفيق الحريري، انضم محمد الصفدي القادم من عالم التجارة والسمسرة إلى جوقة التنكيل برفيق الحريري، والالتحاق بجوقة الكيدية اللحودية بالرجل الكبير، فبات محمد الصفدي مع موريس الفاضل ورياض الصراف وغيرهم، معروفين في عاصمة الشمال بمجموعة إميل لحود، ومنها جاء لحود بنجل رياض يعقوب الصراف محافظاً لبيروت، خلفاً لمحافظها نقولا سابا المحسوب على رفيق الحريري، ثم جاء به وزيراً ثم سحبه من الوزارة يوم احتجّ وزراء حزب الله (ومعهم أمل) على طلب الحكومة اللبنانية قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري.

سعى إميل لحود لإحاطة نفسه برجال أعمال متمولين، نكاية برفيق الحريري وغيرة منه، فكان هؤلاء دائمي التأييد له وأيضاً نكاية بالحريري وغيرة منه، وكان لمحمد الصفدي جموح آخر وهو جموح عززته إيحاءات بعض المحيطين بلحود في نفس الصفدي وهم يرددون أمامه:

أنت أيضاً لديك ثروة كما الحريري.

وأنت أيضاً كنت في السعودية وأقمت علاقات هناك مع أمراء فيها.

وأنت أيضاً سني ومن عاصمة لبنان الثانية طرابلس.. وهو أي الحريري سني من عاصمة لبنان الثالثة وهي صيدا.

أنت.. أنت.. حتى ركبت في رأس الصفدي.

وعندما جاء إميل لحود لوضع حجر الأساس للجامعة اللبنانية في عاصمة الشمال، وشكلت لجنة لترتيبات الحفل حاول محمد الصفدي أن يتحدث باسم اللجنة لكن أعضاءها وجهات أخرى رفضوا أن يقوم هذا المجهول بالنسبة للرأي العام بإلقاء كلمتها، وقد ردد أحد الاعضاء كلمة بحضور الصفدي قائلاً لا يكفي يا أستاذ.. أن يكون معك شوية مصاري حتى تكون أنت الخطيب، فألقى رئيس الرابطة الثقافية رشيد جمالي كلمة اللجنة في الاحتفال، وهي رابطة ذات شأن ثقافي ومعنوي ذي قيمة في طرابلس والشمال.

وعندما دعا محمد الصفدي لإقامة مأدبة غداء لخمسة آلاف شخص بعد انتهاء الحفل جاءه الأمر أن لحود لن يحضر المأدبة فألغى الدعوة وأصابته صدمة الرفض المتكرر لكل محاولاته للبروز.

على كل، يعرف الجميع ان وضع حجر الأساس لمباني الجامعة لم يكن إلا صورياً، لأن الأرض التي وضع فوقها الحجر هي ملك لوزارة الدفاع، ولم يكن هناك أي مخطط عملي لإقامة الجامعة، فلا يوجد لها خرائط ولم تتوفر لها أي ميزانية، والأرض كانت أساساً لمصفاة نفط العراق في الخمسينيات وقد استعادتها الدولة لتصبح بقرار حكومي تحت تصرف وزارة الدفاع.

الصفدي ينقل البارودة

اغتيل رفيق الحريري يوم 14/2/2005، واشتعلت النفوس في لبنان غضباً وحماساً لمتابعة مشواره، وانفجرت العصبية الوطنية الاسلامية والمسيحية كراهية ضد من حمّلتهم الناس مسؤولية الاغتيال، وكان البيان الذي تلاه باسم السبع في دارة الحريري في قريطم بعد ساعات من اغتيال الرجل الكبير بحمل المسؤولية للنظام الأمني اللبناني – السوري، وسارت جنازة رفيق الحريري المليونية في كل البيوت والمدن والقرى والساحات قبل أن تنـزل ساحة الشهداء لتجدد البيعة.

غلت طرابلس كما غلت بيروت وصيدا والبقاع وكل الشمال، ولم يلتفت الناس إلى من كان معها، بل وجهت سهام غضبها إلى من كان دائماً ضد رفيق الحريري.. لتفاجأ بأن محمد الصفدي الذي كان دائماً ضد رفيق الحريري وضمن جوقة لحود في صفوفها يهتف معها فاعتبرت ان هذا الوافد الجديد.. ربما تاب وجاء يكفّر عن ذنبه وهو أراد أن يكون كذلك.

ففي 14 آذار/مارس 2005 بعد شهر واحد من اغتيال الحريري ورداً على تحدي حسن نصرالله وحزبه لذكرى المظلوم بتحية الوفاء للنظام الأمني الذي كان ما يزال يربض على صدور اللبنانيين، وفي ساحة الشهداء وعند ضريح المظلوم تحدث الخطباء وتباروا في المواقف الوطنية والشعبية وكان عريف الاحتفال النائب فيما بعد الياس عطا الله يختم المهرجان المليوني.. عندما خطف محمود طبو مكبر الصوت من يد عطا الله ليقدم محمد الصفدي خطيباً، وكانت المرة الوحيدة التي تحدث فيها محمد الصفدي إيجابياً عن رفيق الحريري، منذ مجيئه إلى لبنان إلى يوم اغتياله عندما قال أمام الجماهير المليونية المستعدة للمغادرة: أبو بهاء اشتقنالك.

كان محمد الصفدي يبيع الماء في حارة السقايين، ولكنه أراد استلحاق نفسه، فقد جاء بعد ذلك نائباً تحت عباءة الحريري الأب ثم الابن، وجماهير طرابلس الإسلامية السنية الوفية لرفيق وسعد الحريري، منحت صوتها لمحمد الصفدي بصفته أحد أعضاء كتلة الحريري، واكتسحت لوائح الحريري الشمال كله بـ28 نائباً مما مكنها من الحصول على الاغلبية النيابية التي أوكلت لفؤاد السنيورة رئاسة أول حكومة في عهد الاستقلال الثاني ويشاء القدر أن يكون محمد الصفدي النائب عن طرابلس بأصوات جمهور الحريري وزيراً في حكومة رفيق رفيق الحريري.

كانت مشكلة محمد الصفدي مع شركة طيران الشرق الأوسط ومحاولة تصفيتها، الفاتحة العلنية المعروفة إلى جانب شركة الخدمات وصالون الشخصيات المهمة..

كان سلوك الصفدي هذا يصل إلى الرأي العام وطبعاً قوى 14 آذار/مارس فيطالب كثيرون بطرده من 14 آذار/مارس أو محاسبته أو فضحه بسبب ما يفعله في المطار وكان الجميع في هذه القوى يقول ((طولوا بالكم نحن لا نريد أن نخسر صوتاً أو أكثر في هذه الأغلبية، ألا يكفي عمليات القتل التي تلاحقنا، وتضطر نوابنا إلى التخفي حتى اللجوء إلى مصر والإمارات والسعودية وفرنسا لحماية النفس محافظة على الأغلبية))؟

ولم يجد الصفدي في صمت 14 آذار/مارس عليه إلا فرصة لمزيد من التمادي، فنسج علاقة مع ميشال عون المنقلب على 14 آذار/مارس عبر ريا الداعوق، وهي السيدة التي تعيش حالة حقد أبدية على رفيق الحريري نتيجة تأسيسه لشركة اعمار الوسط التجاري لبيروت المعروفة باسم سوليدير.

وكانت علاقة الصفدي الأسرية بمؤسس وصاحب محطة ((الجديد)) تحسين الخياط حيث تزوج الصفدي أرملة شقيق تحسين الذي كان رفيق الحريري وقف إلى جانبه عندما تعرض لأزمة كبيرة في المملكة العربية السعودية، باباً كي يحمل الصفدي كل المشاكل والأزمات التي كانت وما تزال بين خياط والراحل الكبير رفيق الحريري ونجله الرئيس سعد، ليتبناها ضمنياً وليهيىء نفسه لما يعتبره طموحاً مشروعاً له للاعتبارات السابقة.. وكثيرون يقولون ان تحسين خياط يعزز هذا الطموح في نفس الصفدي، ويفتح له أبواباً مغلقة ويسحبه معه إلى حساباته ضد الحريري أباً وابناً.

ماذا فعل

محمد الصفدي بطرابلس؟

يحلم محمد الصفدي برئاسة الوزراء في لبنان.. عن أي طريق أتت، من حزب الله وحلفه السري معه، إلى علاقته العلنية القوية مع ميشال عون أو سليمان فرنجية، أو سيره في ركب كل ما تدعو له قوى 8 آذار/مارس ضمناً..

يحقد الصفدي على الرئيس نجيب ميقاتي لأنه جاء رئيساً للوزراء ودخل هذا النادي وهو مؤهل لأن يدخله ثانية وثالثة.. يعادي محمد الصفدي الرئيس عمر كرامي، لأنه يعتبره ابن عائلة سياسية أنجبت ثلاثة رؤساء وزارة في لبنان وقد قرأنا كيف يخضع الصفدي لمعادلة أنت.. أنت.. تشبهاً برفيق الحريري وحلماً برئاسة ثالثة.

كنائب عن طرابلس ثم كوزير أرادت قوى 14 آذار/مارس تمثيل طرابلس به رغم ان كثيرين كانوا يرون ان محمد عبد اللطيف كبارة أولى منه بالوزارة، ويرى الطرابلسيون ان ابا العبد أكثر التزاماً بنهج رفيق الحريري ومشروعه بما لا يقاس بالصفدي فإن الصفدي اعتقد بقدرته على احتكار قرار طرابلس رغم التنوع والتعدد المميز داخلها.

وقف محمد الصفدي ضد تعيين د. خالد زيادة سفيراً في القاهرة والجامعة العربية، رغم ثقافة وكفاءة زيادة، لأن الصفدي كان يريد تعيين أحد خاصته سفيراً.

وقف الصفدي ضد تعيين نقيب المحامين السابق رشيد درباس محامياً عن الدولة في شركة الاتصالات الخلوية، رغم ان درباس كان ربح للدولة دعوى في مرفأ بيروت ردت على خزينتها مئات ملايين الدولارات.

حاول الصفدي ترشيح نسيبه خلدون نجا في لجنة الرقابة الرسمية على الانتخابات ولم ينجح مما جعله يهدد ويثور بعد ان خسر موقعاً للسنّة في التقسيمات بمجيء النقيب جورج موراني الماروني من عكار.

يحاول الصفدي الإمساك بقرار طرابلس واحتكاره.. دون جدوى حتى كانت الطامة الكبرى في مرفأ طرابلس.

الصفدي ومرفأ طرابلس

خلال معركة تأسيس لبنان الكبير عام 1920 أصر البطريرك الحويك أن تكون مدينة طرابلس ضمن الوطن الجديد لأنه كان يرى ان مرفأ طرابلس مؤهل عملياً لمنافسة مرفأ بيروت.

عندما جيء بمحمد الصفدي وزيراً للأشغال حيث تعتبر المرافىء من اختصاصات وزارته، كان مرفأ طرابلس في عهد الوزير الآدمي عمر مسقاوي لزم لشركة صينية، وكانت الهيئة المشرفة هي هيئة الاستشارات (حاتم) فحصل خلاف بينها وبين الشركة الصينية على المواصفات والاسعار بعد ارتفاع مواد البناء وعلى كفاءة المعدات مما ادى الى رفع الامر الى دار الهندسة لاعداد تقرير حسب طلب مجلـس الانماء والاعمار، وجاء التقرير يفصل طريقة العمل الانسـب في المرفأ بعمل رصيف بطول 900 م (طول رصيف مرفأ بيروت 500 م) وبعمق 15 م (عمق مرفأ بيروت 2/1 15 م) ومساحة لمنطقة حرة من جراء ردم بمساحة مليون متر مربع.

اهمية مرفأ طرابلس حين انجازه بالكامل انه سيخفف الضغط والزحام على مرفأ بيروت فيقلص فاتورة التجار والمستهلكين ثم انه سيخفف الزحام على الطريق الدولي بين بيروت، ودمشق وباعتماد مرفأ طرابلس الاقرب الى اسواق العراق، سيوفر على لبنان الكثير.

تقرير دار الهندسة ظل في مجلس الانماء والاعمار في عهد الصفدي لثلاث سنوات حتى جاء الوزير غازي العريضي الى الاشغال فحمله الى مجلس الوزراء وسرع عملية التلزيم وبدء العمل وبمتابعته الحوار مع سفير الصين والشركة الصينية هذه ادخلت الى مرفأ طرابلس حفارة عملاقة تميزت بسرعة الانجاز، حتى ان هناك وعداً بتسليم المرفأ كاملاً خلال فترة لا تتجاوز السنة وربما عشرة اشهر من تاريخه.

عندما جاء العريضي الى طرابلس لافتتاح العمل في المشروع رفعت لافتات ترحب به في طرابلس، فتم نزعها في ليل وقيل ان جماعات محسوبة على الصفدي استاءت من ان يتم الانجاز في عهد غيره.

وعندما جاء وفد عربي خليجي لوضع حجر الاساس لمركز الخدمات اللوجستية لشركة البتروكيماويات في طرابلس قاطعه الصفدي علماً بأن هذا المشروع سيقام على مساحة 2000 م2.

وتحت غطاء الجمعية التي اسسها محمد الصفدي يحصل كثير من الاسلاميين على دعم منه مقابل تأييدهم له في مشروعه السياسي، علماً بأن معظم هؤلاء الاسلاميين هم من القوى المرتبطة بحزب الله وأجهزة الاستخبارات السورية، دون ان نغفل ان حزب الله، بات يضم بين هذه الجماعات الاسلامية مجموعات مسلحة تنتشر في الاحياء الفقيرة، وهي بمثابة خلايا جاهزة للتحرك في اي وقت تحت عناوين الاستحقاقات الاجتماعية او سوء الخدمات كالانقطاع المستمر للكهرباء وتفشي حالة الفقر والعوز المخيفة في عاصمة لبنان الثانية.

كثيرون يعتبرون ان هناك حقداً على طرابلس لمنعها من اخذ مكانتها عاصمة ثانية للبنان، ومرفأ اساسياً على ساحل البحر الابيض المتوسط، وواسطة عقد بين العالم ودول الخليج العربي، وحاضنة للعمل الوطني والقومي الديموقراطي والحر، وان احتضانها لمشروع رفيق الحريري زاد في عقابها حتى وصلت الامور الى حد اصطناع حالة كحالة محمد الصفدي ليكون مرشح حزب الله ومن وراءه بعد اسقاط حكومة سعد الحريري.. قبل او بعد او خلال تلاوة القرار الظني في جريمة اغتيال رفيق الحريري.

بين ميقاتي والصفدي

لقد أدرك الرئيس نجيب ميقاتي ان هناك معادلة لها تأثير حاسم في مسألة رئاسة الوزراء في لبنان، وتسمية جالسها، وأعمدة هذه المعادلة الجديدة التي برزت في الفترة الأخيرة هي المملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا مؤخراً (كان لمصر وجهة نظر أخرى فات أوان تطبيقها لكنها مؤيدة بشدة للحريري الآن).

وإذا كانت الرياض وأنقرة اعتمدتا سعد الحريري رئيساً للوزراء رمزاً للمسلمين السنّة، فإن دمشق انضمت إلى هذه المعادلة، بعد طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز المصالحة العربية، في قمة الكويت في آذار/مارس 2009، وهناك متفائلون مغالون يرون ان هذه المصالحة هي التي أعطت لدمشق فرصاً عديدة في لبنان، منها إثبات نوع من الحيادية التي سمحت لسعد الحريري أن تكون له الأغلبية في المجلس النيابي.

ميقاتي يقرأ هذه المعادلة جيداً ولا يعاديها، وهو سياسي واقعي وعملي، وهو يدرك عقم التحرك للمنافسة في ظل ثباتها وان تغييرها أو تغيير وجهتها ستفتح له الطريق تلقائياً وهو المبرز بعد سعد الحريري بين سنّة لبنان لرئاسة الوزراء.

أما محمد الصفدي الذي جاء من يشرح له هذه المعادلة، فهو يرفضها وبشدة مكابرة ويتحرك لمحاربتها، بل ولطرح نفسه بديلاً عنها، متأثراً – ربما - بميشال عون الذي يرفض معادلة القوة السنية العربية والإسلامية المؤثرة بلبنان، ويراهن على المعادلة الإيرانية – الشيعية، لذا نرى محمد الصفدي يراهن لكسر هذه المعادلة التي يمكن أن تستمر طويلاً، على حزب الله، ومن خلفه إيران علها توصله إلى رئاسة الوزراء.

ومثلما تبتز إيران وحزب الله ميشال عون بمواقف سياسية تقسم المسيحيين طمعاً برئاسة الجمهورية، مع وعد من إيران والحزب بتسهيل وإيصال عون إليها، كذلك تبتز إيران وحزب الله محمد الصفدي بمواقف سياسية تقسم المسلمين السنّة طمعاً برئاسة الوزراء مع وعد من إيران والحزب بتسهيل وإيصال الصفدي إليها.

وحتى لا نحصر علاقة الصفدي بحزب الله وإيران وحدهما، فإننا نرى الصفدي مصمماً على فتح نوافذ على كل القوى التي تناصب سعد الحريري العداء، متوهماً بأنه مع إعلانه انه مستمر في قوى 14 آذار، يستطيع أن ينفتح على القوى المعادية لها.. وكلها في 8 آذار وبهذا يرى نفسه ((مستقلاً)) وهو يستمع جيداً إلى محمد رعد وميشال عون وسليمان فرنجية وريا الداعوق

 

تقريران دوليان: أخطار إسرائيلية على سوريا

نظام دفاعي مشترك سوري - إيراني استعداداً للحرب

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

النهار

"حذر مسؤولون غربيون رفيعو المستوى جهات عربية رسمية من وجود احتمالات جدية لنشوب حرب جديدة بين لبنان واسرائيل اذا لم تتبدل المعطيات الراهنة جذرياً، وامتنعوا عن تحديد موعد بدء العمليات العسكرية، لكنهم أكدوا أن الحرب المقبلة ستكون اكثر شراسة واتساعاً وخطورة من حرب صيف 2006 للأسباب الرئيسية الآتية:

أولاً - الحرب المقبلة لن تنحصر بين لبنان واسرائيل وحدهما بل ستشمل سوريا، ذلك ان الاسرائيليين وضعوا خططاً لمهاجمة قواعد ومواقع ومنشآت عسكرية سورية وخصوصاً تلك المرتبطة بعمليات تسليح "حزب الله".

ثانيا - الحرب المقبلة ستتخذ شكل مواجهة جدية مع النظام السوري الذي تتهمه اسرائيل ودول كبرى على رأسها أميركا بتعزيز القدرات القتالية والعسكرية لـ"حزب الله" بتزويده أسلحة وصواريخ متطورة و"تشجيعه" اللبنانيين على ابقاء بلدهم ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية ودول أخرى.

ثالثا - الحرب المقبلة ستكون أكثر شراسة ودموية من حرب 2006 من جهة لأن "حزب الله" يملك صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى أكثر تطوراً من تلك التي كان يملكها سابقاً وتصيب مدناً وأهدافاً ومنشآت في قلب اسرائيل، ومن جهة ثانية لأن القيادة الاسرائيلية مصممة على الحاق خسائر فادحة وأضرار جسيمة بالحزب وبقدراته الحربية ومنشآته وقواعده الشعبية وكذلك بمؤسسات الدولة اللبنانية.

رابعاً - الحرب المقبلة ستكون جزءاً أساسياً من معركة اسرائيل والدول الكبرى مع ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، وسيكون أحد أهدافها اضعاف قدرات حلفاء الجمهورية الاسلامية اللبنانيين والسوريين على ضرب اسرائيل اذا تعرضت المنشآت النووية الايرانية لهجمات عسكرية اسرائيلية أو أميركية في مرحلة لاحقة.

خامساً - تنوي الدول الكبرى المعنية بالأمر استغلال أي حرب جديدة لوضع حد لعمليات تسليح "حزب الله" انطلاقاً من الأراضي السورية. كما أن اسرائيل لن تكتفي بوقف القتال كما جرى في حرب 2006 بل انها تخطط لاحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية والبقاء فيها الى أن تفرض رقابة دولية مشددة على الحدود اللبنانية - السورية لوقف تهريب الأسلحة عبرها الى "حزب الله" وتنظيمات فلسطينية مرتبطة بدمشق".

هذا ما قالته مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على الاتصالات الدولية - العربية الجارية في بشأن تطورات هذه القضية. وتجرى هذه الاتصالات في الوقت الذي صدر تقريران مهمان، الأول دولي والآخر أميركي يركزان على تزايد احتمالات نشوب حرب جديدة لبنانية - اسرائيلية ذات أبعاد اقليمية.

التقرير الأول أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" ويحمل عنوان "طبول الحرب: اسرائيل ومحور المقاومة"، ويستند في معلوماته الى حصيلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين ودوليين وسوريين ولبنانيين واسرائيليين. ويشدد هذا التقرير في نصه الكامل على الأمور الآتية:

أولاً - ان الاجراءات العسكرية المختلفة الرادعة التي تتخذها اسرائيل من جهة وسوريا وايران و"حزب الله" و"حماس" من جهة أخرى لمنع نشوب الحرب على أساس ايجاد "ميزان رعب" أو "توازن رعب" بين الأطراف المعنيين بالأمر، قد تؤدي، في الواقع، الى نتيجة معاكسة أي الى نزاع مسلح لبناني - اسرائيلي - اقليمي واسع النطاق، سواء نتيجة أخطاء في الحسابات أو نتيجة عوامل أخرى.

ثانياً - تنوي اسرائيل خوض الحرب المقبلة "بشراسة أشد من السابق ومن دون الحصول على دعم دولي مسبق لها" وعلى أساس تطبيق "قاعدة الضاحية" بحيث "يتم تدمير كل قرية أو مبنى أو موقع تنطلق منه النيران". وفي المقابل، ان "حزب الله" مستعد لمواجهة مثل هذا الاحتمال وهو ينوي الرد عليه بالمثل "مما يعني أن المدنيين من الجانبين سيدفعون ثمناً باهظاً في حال اندلعت الحرب".

ثالثاً - ستشن اسرائيل غارات وهجمات على مواقع لــ"حزب الله" في البقاع وليس فقط في الجنوب لأن الحزب أنشأ "خط دفاع ثانياً له" في هذه المنطقة حيث عزز وجوده العسكري فيها. ونقل التقرير عن مسؤول في "حزب الله" قوله ان اسرائيل "قد تشن هجوماً برياً واسع النطاق داخل الأراضي اللبنانية يشمل مناطق في البقاع" مما يشكل "تحدياً صريحاً" للنظام السوري، استناداً الى التقرير.

رابعاً - تنوي اسرائيل أن تحمل الحكومة اللبنانية فعلاً مسؤولية "أي أعمال عدوانية" يقوم بها "حزب الله" ضدها من منطلق انه "لم يعد ثمة تمييز بين الدولة اللبنانية والحزب" ومن أجل "افهام الحكام اللبنانيين انهم سيخسرون نتيجة تبنيهم مشروع حزب الله"، كما قال مسؤول اسرائيلي لواضعي التقرير.

الحرب على سوريا

وأفاد التقرير الدولي أن الحرب الاسرائيلية المقبلة ستشمل سوريا وذلك استناداً الى العناصر والمعطيات الأساسية الآتية:

أولاً - ان سوريا تزود "حزب الله" الأسلحة والصواريخ المتطورة وتشكل أراضيها قاعدة لوجستية أساسية له.

ثانياً - ان النظام السوري ينتهك قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي يحظر نقل الأسلحة الى أي تنظيم مسلح في لبنان يعمل خارج سلطة الدولة.

ثالثاً - ان الحدود اللبنانية - السورية ليست خاضعة لرقابة مشددة وفعالة مما يسهل نقل الأسلحة الى "حزب الله". وقد أكد مسؤولون أميركيون واسرائيليون لواضعي التقرير أن "حزب الله" تلقى عبر هذه الحدود كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة منذ انتهاء حرب 2006 الى اليوم.

رابعاً - توصلت القيادة الاسرائيلية الى اقتناع مفاده أن "حزب الله" سيظل يتلقى الأسلحة السورية والايرانية الصنع لتعزيز قدراته الهجومية "ما لم يدفع نظام الأسد ثمن دعمه للحزب" كما جاء في التقرير.

خامساً توصل مسؤولون اسرائيليون الى اقتناع بأن ضرب لبنان وحده ليس كافياً لوضع حد لـ"خطر" "حزب الله" على اسرائيل كما أثبتت التجارب السابقة، ولذلك يجب الذهاب أبعد من ذلك وتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا لأنها تشكل مصدر الدعم العسكري الأساسي للحزب. ونقل التقرير عن مسؤول اسرائيلي قوله "اننا نستطيع أن نلحق بنظام الأسد أذى أكبر من الأذى الذي نلحقه حزب الله، لذلك يجب استهداف سوريا في "الحرب المقبلة". ولم يستبعد التقرير أن تشمل الهجمات الاسرائيلية المقبلة منشآت عسكرية ومراكز تدريب سورية ومواقع تحتوي على أسلحة لـ"حزب الله" وأهدافاً أخرى.

ونقل التقرير عن ديبلوماسي اسرائيلي ان "في اسرائيل مسؤولين يريدون فعلاً الدخول في مواجهة عسكرية واسعة مع سوريا من أجل اضعاف نظام الأسد والقضاء على التحالف السوري - الايراني. واذا ما ردّ النظام السوري على أي هجمات اسرائيلية قد يتعرض لها فانه سيرتكب حينذاك الخطأ الأكبر اذ ان مثل هذا الرد سيعطي المسؤولين الاسرائيليين الذريعة لخوض مواجهة واسعة مع سوريا". ونقل التقرير أيضاً عن مسؤول عسكري اسرائيلي سابق قوله: "في حال نشوب حرب جديدة يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي لاسرائيل العمل على اسقاط نظام الأسد. ويجب أن توجه اسرائيل منذ الآن تحذيراً واضحاً الى المعنيين بالأمر تؤكد فيه انها ستعمل على اسقاط النظام السوري اذا ما تعرضت لهجوم بالصواريخ من الشمال أي من لبنان. ومثل هذا التحذير يجب أن يدفع النظام السوري الى وقف ارسال الأسلحة الى "حزب الله".

وكشف التقرير أن الاسرائيليين كادوا أن يهاجموا مطلع 2010 قافلة من الشاحنات تنقل صواريخ من سوريا الى "حزب الله" ثم امتنعوا عن تنفيذ هذا الهجوم ربما لاتاحة المجال أمام الجهود الديبلوماسية لمعالجة هذه القضية.

وأكد مسؤولون أميركيون، وفقاً للتقرير، وجود "اقتناع متزايد" لدى قيادات اسرائيلية بأن مصلحة اسرائيل لم تعد تقضي باستمرار وجود وبقاء نظام بشار الأسد وذلك نظراً الى علاقاته الوثيقة مع ايران و"حزب الله  و"حماس".

وتحدث التقرير عن تطور خطر في العلاقة السورية - الايرانية اذ نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم ان السوريين يعززون تعاونهم العسكري مع حلفائهم الى حد أنهم يقومون بدمج أنظمتهم العسكرية والدفاعية مع أنظمة ايران و"حزب الله" وعلى مستويات لا سابق لها، استعداداً لمواجهة شاملة مقبلة ومحتملة مع اسرائيل. وهذا التطور المهم والخطر لم تشهده العلاقات السورية - الايرانية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وأضاف المسؤولون الأميركيون "ان هذا التطور في علاقات سوريا مع حلفائها قد يؤدي الى اقحامها في نزاع مسلح جديد مع اسرائيل". واستناداً الى التقرير لم يستبعد مسؤول عسكري اسرائيلي احتمال مشاركة سوريا في الحرب المقبلة مع اسرائيل الى جانب "حزب الله"، كما لم يستبعد "أن يسمح النظام السوري في ظروف معينة باطلاق قذائف من أراضيه على أهداف اسرائيلية. والدولة العبرية مستعدة لمواجهة هذا الاحتمال".

الحرب والقرار الظني

التقرير الثاني أصدره "مركز العمل الوقائي" في "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي ويحمل عنوان "حرب لبنان الثالثة" وأعده دانيال كيرتزر السفير الأميركي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط وقد نشرت "النهار" نصه في عددها الصادر الاثنين الماضي. وقالت ديبلوماسية غربية مطلعة ان هذا التقرير مهم للأسباب الآتية:

أولاً - انه ليس مجرد تقرير أكاديمي نظري بل يعكس الأجواء الأميركية الرسمية تجاه تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا واسرائيل لأن كيرتزر مقرب من ادارة الرئيس أوباما وتربطه علاقات وثيقة بالمسؤولين عن ملف الشرق الأوسط.

ثانياً - هذا التقرير يعكس فعلاً وجود قلق جدي لدى الادارة الأميركية من نشوب حرب لبنانية - اسرائيلية - اقليمية بقرار يتخذه أطراف اقليميون وتعجز واشنطن عن منعه. وهو ما أشار اليه كيرتزر اذ قال ان الحرب قد تنشب بمبادرة من "حزب الله" نتيجة ضغوط ايرانية عليه أو نتيجة خطأ في الحسابات أو لأسباب أخرى. لكنه أضاف أن الحرب قد تنشب نتيجة قرار اسرائيلي ومن أجل تدمير قدرات "حزب الله" العسكرية واضعافها الى أدنى حد ممكن، اذ ان الدولة العبرية ترى، وفقاً للتقرير، أن امتلاك الحزب صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى ومتطورة وصواريخ أرض - جو يشكل "تهديداً استراتيجياً للاسرائيليين". وقد تمهد هذه الحرب لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية. كما ان اسرائيل قد تقوم بغزو بري لبعض المناطق اللبنانية لمحاولة تحقيق أهدافها.

ثالثاً - يعكس التقرير الانزعاج الأميركي الرسمي من الدعم العسكري الذي يقدمه النظام السوري لـ"حزب الله" ويضع سوريا في دائرة الخطر الشديد اذ يقول ان الحرب المقبلة قد تشمل مهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية في الأراضي السورية وخصوصاً منشآت تابعة لـ"حزب الله" أو مستودعات تخزين أسلحة للحزب.

رابعاً - يطرح التقرير احتمالاً تدرسه ادارة أوباما جدياً، وفقاً للمصادر الغربية المطلعة، وهو "تدويل" قضية امدادات الأسلحة السورية والايرانية لـ"حزب الله" وطرحها في مجلس الأمن. اذ ان كيرتزر يدعو في تقريره ادارة أوباما الى ممارسة ضغوط ديبلوماسية واسعة على نظام الرئيس الأسد بالتعاون مع دول أخرى لوقف امداد "حزب الله" بأسلحة "تزعزع الاستقرار". واذا فشلت هذه الجهود فان التقرير يقترح "أن تكشف الولايات المتحدة على الملأ المعلومات الاستخبارية المناسبة وتجري مشاورات في نيويورك في شأن قرار يصدر عن مجلس الأمن وينص على القيام بعمل وقائي ضد سوريا. ومن المستبعد اعتماد قرار كهذا، لكن الجهود الديبلوماسية المحيطة بمحادثات نيويورك ستوجه رسالة قوية الى دمشق". ويستبعد تقرير "مجموعة الأزمات الدولية  أن يفجر "حزب الله" حرباً مع اسرائيل اذا أصدر المدعي العام الدولي دانيال بلمار قراراً ظنياً يتهم فيه بعض عناصر الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ويقول التقرير ان "حزب الله" لن يشعل الحرب مع اسرائيل بسبب المحكمة الخاصة بلبنان "لأن الحزب لن يكون بعد حرب جديدة ومدمرة في موقع أقوى لمواجهة الضغوط الداخلية والدولية التي ستمارس عليه" سواء في ما يتعلق بالمحكمة وبجريمة اغتيال الحريري" أو في ما يتعلق بمصير سلاحه وبدوره في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية.

 

حزب الله في دائرة الاستهداف والاستنزاف

أنطوان الحايك - النشرة"

انتهت احداث برج أبي حيدر لتبدأ تداعياتها بالظهور تباعا في ظل توظيف سياسي متقن طاول الى حزب الله القوى الامنية التي يأخذ عليها البعض انها لم تسارع الى التدخل في الوقت المناسب، بل تركت الامور لتأخذ مجراها وفق ما تؤكد اوساط نيابية بيروتية، خصوصا ان جلاء غبار الاشكال اظهر فداحة الخرق وسرعة التحرك الميداني، كما حجم السلاح وفاعليته وجهوزيته الدائمة.

واذا كان الكلام عن بطء حركة القوى الامنية قابلا للنقاش والمتابعة، فان الثابت الاكيد والمؤكد هو ان حزب الله بات خارج هذا التأويل، لا سيما ان كل ما يحصل منذ ما بعد حرب تموز يندرج في اطار حرب الاستنزاف السياسي والامني الموجهة ضده، فنظرة سريعة الى احداث وتطورات السنتين الاخيرتين اي منذ ما بعد تداعيات السابع من تموز مرورا بالاشكالات الامنية المتنقلة بين انصار المقاومة في الجنوب وقوات الطوارئ العاملة هناك، ومن ثم سيف المحكمة الدولية المسلط بقوة على الحزب وقياداته، وليس انتهاء بالحملات الاعلامية المنظمة واحداث برج أبي حيدر وما خلفته من ردود فعل، تظهر بوضوح ان الحزب هو من يدفع في السياسة في ظل محاصرة اعلامية وسياسية تكاد تكون الاعنف التي يواجها الحزب.

وفي حين اجمعت القراءات على مختلف مصادرها ان ما حصل في بيروت يشكل واحدا من اوجه الصراع او التباين الايراني - السوري، تعرب مصادر مراقبة عن خشيتها من ان يتحول هذا الاشكال اذا جاز التعبير الى مسار دائم، خصوصا ان ثمة من يقرأ في التطورات الميدانية العراقية اختلافا واضحا في وجهات النظر بين دمشق وطهران حول كيفية التعاطي مع المستجدات الناجمة عن الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، وذلك في ظل واقع فرضته الاحداث وهو ان الاولى باتت تمسك بغالبية الاوراق السنية هناك، على عكس الثانية التي تستأثر بالورقة الشيعية في مشهد متناقض يصعب التعاطي معه بايجابية دائمة.

وفي حال صحة هذه القراءة التي يصفها المصدر بالمنطقية، فان الكثير من علامات الاستفهام يمكن ان تزول، كما ان اي تطور مستقبلي على غرار اعادة تسليط الضوء على السلاح الفلسطيني خارج او داخل المخيمات او عودة التوترات المتنقلة لن يعود مفاجئا، لاسيما ان كباش الامس القريب حسم الجولة الامنية الاولى لمصلحة الحزب الذي تمكن من انهاك حليفه وانهائه في ساعات قليلة، وبشكل يقرب الى القضاء عليه وليس الى تأديبه او اعادته الى رشده. وهذا ما يؤكد ان حزب الله شعر بخطر كبير يقارب جرس الانذار، والا لما كانت ردة الفعل بهذا الحجم.

واللافت في هذا السياق ان ردة فعل الموالين لسوريا كانت اقرب الى مواقف رفع العتب، فيما استفاد تيار المستقبل من نتائج الحادثة، ففتح النار السياسي على سلاح الحزب في وقت لم يسارع الحزب الى تبرير استعماله، وتصرف على قاعدة الصمت وانطلاقا من الحرص على السلم الاهلي، ما يوحي بان الامر كان اشبه ببروفة لا يمكن التكهن بنتائجها وبتداعياتها.

وتخلص الاوساط الى التأكيد بان حزب الله كاد ان يخسر في السياسة ما كان قد ربحه في الميدان، ولذلك فان الحملة السياسية والاعلامية الموجهة ضده، والتي يمكن وصفها بالناجحة، يمكن ان تستمر باوجه ظاهرها سياسي وباطنها حرب استنزاف ممتدة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.

 

متفرقات - المجلس المذهبي الدرزي دعا الى تحييده عن الصراعات: الأوقاف هي لعموم الموحدين وترتيب البيت يبقى ضمن أهل البيت

وطنية - 27/8/2010 رأى المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيان لمكتبه الإعلامي، انه "منذ فترة وتطالعنا عبر وسائل الإعلام وبين الفينة والأخرى ادعاءات ومزاعم وافتراءات تتصل بعمل المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز والأوقاف الدرزية العامة بخاصة. ولوضع حد لهذه المغالطات والافتراءات ولوقف عملية التشويش على عملنا وإقحام الأوقاف بصراعات لا تمت إليها بصلة ومركز حلها ليس في وسائل الإعلام ولا بالتعرض للأوقاف وللقائمين عليها بل هي أو يجب أن تكون بالتشاور والحوار توصلا إلى صيغ واتفاقات تعيد الجو الداخلي إلى هنائه. لذلك وانطلاقا من قناعاتنا أن هذه الافتراءات قد تكون بداعي قلة المعرفة والجهل بحقيقة الأمور في الحد الأدنى أو وليدة محاولة تشويه الحقائق عن قصد لقطف ثمار مركز أو موقع في حده الأعلى، ترانا ونحن المؤتمنين على أمانة الوقف نعرض آلية عملنا والإنجازات التي تحققت بعد عشرات السنين من تسيب الأوقاف وحدة الصراع حولها مما جعلها فريسة سهلة للمعتدين لاستغلالها بنفع خاص".

وقال :"لا بد أن ندعو ونناشد أولي الأمر في طائفتنا إلى ضرورة تحييد المجلس المذهبي والأوقاف عن الصراع والالتفاف حول المهمة التي نقوم بها بكل ضمير حي وتفان وفي سبيل تحقيق النفع العام والمصلحة العامة والفئة المستهدفة من إرادة الواقف التي أوقفت الأوقاف لمصلحتها وهم رجال الدين والمساكين والفقراء وذوو الحاجات. والسكوت سابقا عن التصدي للحملة المغرضة على المجلس والأوقاف وعدم الرد ليس دليل ضعفنا بل رغبة أكيدة في عدم تذكير اللبنانيين والموحدين الدروز منهم خصوصا بأيام حسبناها انقضت من السجالات التي كان ضررها يصيب الطائفة وأفرادها ولا ينفع الوطن ولا اللبنانيين. فالأوقاف هي لعموم الموحدين، وسبيلنا النفع العام ووسائلنا العلم والاختصاص والأمانة وأن حل الإشكالات لن يتم عبر وسائل الإعلام وان ترتيب البيت يبقى ضمن أهل البيت، وأن الحل هناك وليس في أي مكان آخر".

وتابع: "لقد ظننا أن عدم الرد قد يحمل إشارة بضرورة الامتناع عن متابعة تحميل الذمة والضمير بالمزيد من الاتهامات والافتراءات. لكن ذلك لم ينفع حتى تمادى البعض واستمر يسوق الاتهامات التي لا تليق حتى بمطلقيها. إننا نعد هذا الرد ليس رغبة في الدخول بالسجال الذي لا طائل تحته بل حتى لا يعلق في ذهن المواطنين المتتبعين صحة الأخطاء والإدعاءات التي يروج لها منذ فترة، وحتى تظهر للملأ الحقيقة التي لا تشوبها شائبة ورد المفترين في خيبتهم. لقد تسلمت لجنة الأوقاف أمانتها منذ شهر تشرين الثاني 2006 ولتاريخه تعمل كلجنة وكمجلس مذهبي وكمديرية أوقاف وفق الأنظمة التي أقرها المجلس وكذلك سائر اللجان والمديرية العامة والهيئة العامة وتتخذ القرارات ضمن الأصول القانونية والنظامية ويتم التنفيذ وفق الآليات المقررة وتتم الجباية والإنفاق بشفافية مطلقة وتنشر في نهاية كل سنة البيانات المالية التي تظهر الواردات ومصدرها والنفقات وأوجه استعمالها، وكان الأولى بالمنتقدين أن ينتقدوا الأوضاع السابقة التي شهدتها الأوقاف خلال فترة الفراغ، لا التعرض لمحاولتنا التنظيم بعد استتباب الوضع القانوني في الطائفة، فهناك فرصة للأوقاف للتنظيم والضبط قد لا تتكرر في المستقبل فلا تدخلونا في الصراع".

وختم: "أما عن الأعمال التي يقوم بها المجلس بلجانه كافة ومنها الأوقاف فهي تندرج ضمن خطة تعدها اللجان ويوافق عليها المجلس المذهبي ويصار إلى تنفيذها تدريجيا ضمن أصول وبنود الموازنة العامة التي تقرها الهيئة العامة للمجلس المذهبي وتمسك القيود المحاسبية وتخضع للتدقيق الداخلي بواسطة مدقق داخلي كما تخضع الحسابات في آخر السنة إلى التدقيق بواسطة المدقق الخارجي، وتطلع الهيئة العامة على هذه البيانات وتقارير المدققين وتناقشها وتصادق عليها. أعد المجلس المذهبي تقريرا عاما منذ بداية أعماله وحتى تاريخ 30/6/2010 وسيعمل على توزيعه إن شاء الله لأكبر عدد ممكن من أبنائنا في القريب العاجل ويمكن لمن يرغب الاطلاع عليه مراجعة الصفحة الإلكترونية للمجلس المذهبي www.mouwahidoundruze.gov.lb.نأمل أن نكون قد أوفينا الموضوع حقه وسبيلنا النفع العام ومصلحة أبناء طائفة الموحدين الدروز. والله من وراء القصد".

 

لا تنفيس متوقعاً للاحتقان مع استمرار التجاذب حول المحكمة

الاشتباكات تهدّد ببلوغ مرحلة اللعب السياسي حافة الهاوية 

روزانا بومنصف (النهار)، الجمعة 27 آب 2010

تقول مصادر سياسية في بيروت ان الاشتباكات التي وقعت في شوارع العاصمة الثلثاء الماضي اثارت مخاوف من ان تكون نذيراً لما يمكن ان يشهده لبنان في المرحلة القريبة المقبلة. اذ ان الكثير من اجواء التوتر التي تسود منذ بعض الوقت ساهم في تحضير المسرح السياسي كما الناس لمناخات تتخطى اطار التصعيد الى ما هو ابعد. ولا تزال بعض المواقف تساهم في اذكاء هذه الانطباعات او التوقعات في شكل او في آخر. وهي تؤخذ على اساس انها مؤشر سياسي لا يجوز اهماله ولو انه يصدر عن اشخاص غير اساسيين في اللعبة السياسية الدائرة. لذلك ان السؤال الاولي فور اندلاع هذه الاشتباكات يتصل بما اذا بدأت هذه التوقعات تجد طريقها الى التنفيذ ام ان ما يجري هو خارج هذا السياق او مقدمة له.

وتخشى هذه المصادر في المقابل ان تكون الاشتباكات التي كانت شوارع العاصمة مسرحاً لها قد انهت عملياً سريان التهدئة ومفاعيلها والتي ساهمت في ارسائها القمة الثلاثية في بيروت وان التوافق الذي حصل قد اسقطته هذه الاشتباكات التي أدخلت البلاد في مرحلة جديدة مختلفة عما قبلها. وتعتبر هذه المصادر انه يجب التعاطي مع الامر على انه مؤشر خطير جداً ينبغي التوقف عنده والخشية من فصول لاحقة محتملة يعبر عنها في شكل او في آخر من خلال توترات آنية متفرقة ومتباعدة نسبياً. وما لا يجوز اسقاطه هو احتمال وقوع اشتباكات مماثلة في ظل عوامل مساعدة داخلية وخارجية تبدأ من احتقان مذهبي تساهم في تسعيره من حيث المبدأ وظاهرياً المواقف المتبادلة حول موضوع المحكمة وتنتهي في انفجار الوضع المذهبي في العراق بحيث يخشى من تعميم الفتنة في المنطقة. وهي ترى وجوب ان يدرك المسؤولون حقيقة الامور ولا سيما المعنيون منهم مباشرة بالوضع على الارض ان كان رئيس الوزراء سعد الحريري من موقعه كرئيس للحكومة او زعيماً للتيار السني الاكبر في لبنان او الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ومسؤوليته عن التعبئة القائمة في موضوع المحكمة علماً أن ما يمكن ان يحصل لن يقتصر على فريق دون آخر، فاللعب على حافة الهاوية قد يؤدي الى الوقوع فيها، ذلك ان المسألة وان تكن مرتبطة بجمعية مرجعيتها السياسية اقليمية كما هو معروف وينبغي ان يوجه السؤال الى هذه في انفلات او ضبط عناصر هذه الجمعية، فان الفتنة المذهبية حين تقع تغيب فيها تسمية الجهات المعنية مباشرة بها وفي اي صف سياسي هي لتكتسب هذا الطابع اكثر من سواه.

فهل ستشكل هذه الاشتباكات دافعاً من أجل مراجعة بعض المنحى الذي كانت تسير فيه الأمور لجهة المواقف السياسية العالية السقوف وخصوصاً بعد التوافق في مجلس الوزراء على ان الاحتقان يوفر بيئة مناسبة لوقوع مثل هذه الحوادث ام ان اعتبار الاشكال فردياً من دون خلفيات وتولي معالجة دمشق الاشكال مع "جمعية المشاريع الاسلامية" سيشكل مبرراً لمتابعة العزف على الوتيرة السياسية نفسها من التصعيد السياسي؟

تقول هذه المصادر ان هذا هو الامتحان في الايام المقبلة لمعرفة ما اذا كانت هذه الاشتباكات ستشكل نقطة تحول ايجابية تساهم في العمل على انحسار اجواء التوتر ولو بقي كل واحد على مواقفه السياسية. اذ حتى اشعار آخر فان الوضع سيكون شبيهاً اكثر بالاحداث التي تقع في الجنوب والتي وان تكن تهدأ بعد حين يستمر المعنيون في اعتبار ان الوضع يبقى هشاً. وهذا الوضع يسري حالياً على الواقع في العاصمة، لأن سقوط قتلى يخلف مرارات واحقاداً لن تتبدد بسهولة حتى ولو عولجت الأمور في السياسة وفي الأمن فوراً. وليس واضحاً ما اذا كانت هذه الاشتباكات ستعجل في تفجير الخلافات على الارض او ستؤجلها لان الكثير مما يجري على صعيد المواقف السياسية والمطالبة باجراءات وما شابه يصب في خانة كسب الوقت في انتظار الوصول الى شيء ما. لكنها تتساءل اذا كان اصرار "حزب الله" على الطابع الفردي للاشتباكات وعلى انها من دون خلفيات مسبقة يصب في خانة عدم رغبته في تخفيف حدة مواقفه ازاء المحكمة في الحملة التي يشنها في الاتجاهين المحلي والدولي وخصوصاً ان معركته ضد المحكمة تسير وفق وتيرة تصاعدية مستمرة من دون مهادنة وهو يرغب في الاحتفاظ بحقه في مواصلة هذه المعركة من دون هوادة.

أما أسباب الخشية الكبيرة الأخرى فهو وجود اقتناع كبير بان الأمور قد تخرج عن قدرة الجيش اللبناني عن ضبط الامور فوراً لاعتبارات متعددة حتى لو اتخذ موقفاً قوياً حاسماً من زعزعة الوضع على اثر هذه الاشتباكات لكنه سيكون في وضع لا يحسد عليه. فضلاً عن ان موضوع جعل بيروت منزوعة السلاح يبدو محفوفاً بالشك الكبير اذ سبق ان عاشت الاحزاب التي لا تزال في غالبيتها موجودة في بيروت تجارب مماثلة ايام الحرب من دون ان تسجل اي نجاح فضلاً عن التسليم الموضوعي والواقعي بوجود سلاح بين ايدي التنظيمات تقول مراجع في بيروت انه من المستغرب الاشارة اليه وكأنه موضوع جديد في حين ان الميليشيات التي امتلكت السلاح ايام الحرب احتفظت بسلاحها الخفيف وربما عززته بعد تسليمها الثقيل منه الى الجيش وهي لا تزال تحتفظ بهذا السلاح في حين ان المعالجة او التهدئة السياسية تبدأ في مكان آخر وعلى مستويات مختلفة يضعها البعض في خانة لقاء ضروري بين الرئيس الحريري والسيد نصر الله.

 

بيروت مدينة منزوعة السلاح... الآن

٢٧ اب ٢٠١٠ /سلمان العنداري

لا شكّ ان "حرب برج ابي حيدر الصغيرة" التي وقعت بين جمعية "المشاريع الخيرية" و"حزب الله"، والتي استعملت فيها مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والرشاشة وحتى تلك الصاروخية من نوع ار بي جي، تطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة التي لا يزال قسماً كبيراً منها غامضاً حتى هذه اللحظة.

هذه الحرب البشعة والخاطفة، توسّعت رقعة نيرانها وانتقلت الى احياء اخرى من بيروت، فأعادت الى الاذهان مشاهد تلك الاشتباكات الميليشياوية ابان الحرب الاهلية وبعض الاحداث الدموية الاخرى، والتي كان اخرها "بطولات" السابع من ايار عام 2008، عندما احتلت العاصمة واعتدي على سكانها، وعندما كانت الكلمة الفصل لعصابات القتل المتنقل بين الازقة والاحياء... واليوم ها هي اشتباكات برج ابي حيدر تسلط الضوء من جديد على مسألة السلاح غير الشرعي المتنشر في كل بيت من بيوت تلك "المدينة الملعونة" التي تلاحقها روائح النار والدخان ولا يفارقها طعم البارود.

"بيروت مدينة منزوعة السلاح "... شعار يجب ان يُردد في كل بيت، وعند كل زاوية من زوايا تلك المدينة التي تُعاني من الممارسات "البلطجية" المتكررة في شوارعها ودهاليزها وساحاتها، فهل يجوز تكرار الاخطاء والمشاهد الدموية وترك الامور على حالها، في وقت ضاق اهالي العاصمة ذرعاً من عودة هذا الفلتان الميليشياوي المسلّح الى الاحياء الداخلية من عاصمتهم، ليهدد استقرارهم ووجودهم وممتلكاتهم، وليزرع في نفوسهم الشكّ والترقّب والاضطراب؟.

هل يُعقل ان تُحرم بيروت من السلام والطمأنينة، فتراها تعيش كل يوم على وقع انتظار المجهول واستقبال رصاصات النار ووابل القنابل والصواريخ الحارقة بين الاهل والاخوة والجيران؟ ولماذا استمرار المسلحين بفرض سلطتهم في ظلّ وجود دولة يُقال عنها انها قادرة وقائمة بمؤسساتها؟ والى متى هذه المعالجات التي لا تحسم ولا تجزم ولا تضرب بيدها على الطاولة، اذ يتم الاكتفاء بعد كل حادث او اشتباك ببعض البيانات والشعارات وبعض اللجان الشكلية والصورية التي تغيب بعد ايام عن الانظار وعن السمع؟ فهل يجوز ان تبقى بيروت "ست الدنيا" مدينة الميليشيات وعاصمة "للتوتر الدائم"؟

ما حصل في برج أبي حيدر يوم الثلثاء يؤكد ضرورة ان تكون بيروت خالية من السلاح والميليشيات، وان يكون للقوى الشرعية من الجيش اللبناني والقوى الامنية مهمة ضبط الامن والحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار في المدينة، ومنع اي مخالفات او انتهاكات واعتداءات يمكن ان تحصل، فهل يعقل ان تُترك "ارتال" السلاح مكدّسة بين ايدي بعض الشلل والشبّان لتستعمل في كل اشكال فردي او حزبي او ميليشيوي؟ والى متى استمرار الفوضى والفلتان في لبنان؟ والى متى الامن بالتراضي والمسايرة والواسطة؟

لا يجوز بعد اليوم الاختباء تحت ستار كثيف من التبريرات والاسئلة والمخاوف، ولتتحمل الدولة مسؤوليتها الكاملة، ولتتخذ اجراءات وخطوات جريئة وواضحة لحلّ هذه المعضلة المتفاقمة، تماماً كما قال دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري, الذي اكد ان انتشار السلاح في كل شارع وحيّ لم يعد مقبولاً، مشيراً الى ان اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح " ستتخذ القرارات الجريئة، ولنر بعد ذلك من سيقف في وجه هذه القرارات حين نتخذها"، ومطالباً كل القوى السياسية بضبط الشارع ورفع الغطاء عن المخلين بالامن والاستقرار". ولهذا لا بد من خطوات تعاقب وتحاسب وتردع اي مخل بالامن من الاعتداء مجدداً وترويع الناس. خاصة وان الاشتباكات الاخيرة كادت ان تشعل النار من تحت الرماد وان تؤدي الى فتنة مذهبية جديدة من شأنها ان تغرق البلاد باكملها في المجهول.

مسؤولية كلّ من فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل القوى السياسية والامنية كبيرة جداً واساسية كي لا يبقى "بيروت مدينة منزوعة السلاح" مجرد شعار لا اكثر ولا اقل، اذ ان المطلوب بذل جهود مضاعفة لاستدراك الامر قبل وقوع الكارثة.

نريد بيروت مدينة منزوعة السلاح اليوم قبل الغد، على ان لا يكون في شوارعها اي مسلح، سوى القوى الشرعية، وان يُمنع اي ظهور مسلح فيها، وان تتم مداهمة الاماكن التي يوجد فيها سلاح ثقيل ومستودعات اسلحة داخل الاحياء السكنية ومصادرتها. وإلا فحمام "الدم الرخيص" سيبقى يغدر بنا إلى ما لا نهاية.

ليس جديداً اعتبار سلاح المقاومة و"حزب الله" ساقطاً في شوراع بيروت منذ استخدامه في 7 ايار 2008 حيث قتل المواطنين وانتهاك حريتهم وحرمة عيشهم. كما ان اي انتشار غير شرعي للسلاح من شأنه ان يُنذر بعواقب وخيمة تؤثر على الاستقرار وتقلب الامور رأساً على عقب وتعيد البلاد الى فترات سوداء نحن بغنى عنها، (مع الاشارة الى ان الاشتباك الاخير وقع بين حليفين مفترضين في السياسة)، وبالتالي يجب على حزب الله المتضرر الاكبر من حادثة برج ابي حيدر ان يعيد حساباته وان يثبت وجهة هذا السلاح نحو الجبهة الجنوبية بدل التهديد به والتلويح فيه كل فترة من الفترات، وان يكف عن الاستقواء بهذا السلاح في سبيل تنفيذ اجندات خارجية اقليمية، وفي سبيل عرقلة قيام الدولة الحرة والسيدة. ومن جهة اخرى، على كل النتظيمات الاخرى التي تتغنى بسلاحها وتستعرض عبره العضلات ان تعي ان الدولة وحدها تحمي كل القوى والاحزاب والمواطنين، وان لا استمرارلأي سلاح لا شرعي بوجود القوى الامنية والجيش والمؤسسات، فأين قرار الدولة يا ترى؟ ومتى يُتّخذ القرار الجريء الذي يُعلن بيروت عاصمة منزوعة السلاح؟ ام اننا سنبقى نعيش وسط غابة من الجيوش والقبائل والعشائر؟...

المصدر : خاص موقع 14آذار

 

شراسة المعـــارك هل تعكس تبايناً سوريا – ايرانيا؟ الاكثرية تتحرك لنزع السلاح من بيروت والاقلية تتحفظ الحقيقة ضائعة حتى الآن ومواقف مرتقبــة لبري الليلة

المركزية - حوادث الرابع والعشرين من آب حجزت مكانا متقدما في محطات امنية بارزة ترسخت في ذاكرة بيروت ليس اولها حرب العلم وحروب المخيمات وليس آخرها حرب السابع من ايار، لكنها هذه المرة لا تجد فريقا مسلحا واحدا يجرؤ على تبني ما حدث او حتى تبريره، لا في فريق حزب الله ولا في فريق "الاحباش"، في وقت تجهد السلطات الامنية للدخول الى زواريب العاصمة الجريحة بحثا عن حقيقة ضائعة حتى الآن او محظورة على الاقل. وما جرى في غرب بيروت كان اخطر مما يمكن للقمة الثلاثية ان تتغاضى عنه وكان اوسع مما يمكن للسلطة السياسية ان تحيد عنه، واكثر دلالة مما يمكن للمسار الاقليمي ان يتستر عليه او يتفلت منه.

مصادر دبلوماسية عربية: وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان المعارك التي وقعت بين فريق يوالي ايران وآخر يوالي سوريا ما كان يجب ان تتخذ هذه الحدة وهذه الشدة لو ان الجو السياسي بين طهران ودمشق على حاله من التماهي والتنسيق، مؤكدة ان الامر ربما يتعلق بتحول ما في استراتيجية احداهما او الاقل في صراع السلطة في لبنان.

ولاحظت المصادر العربية ذاتها ان الشراسة التي ابداها مسلحو الاحباش في شوارع بيروت تؤشر بدورها الى امرين: ان سوريا تمكنت من انشاء ميليشيا سنية قوية في قلب العاصمة تستطيع بها خلق توازن في مواجهة الثقل السياسي لتيار المستقبل، وآخر في مواجهة الثقل العسكري لحزب الله ، ما يعني عمليا ان ايران لم تعد وحدها الطرف الذي يملك قوة عسكرية في الداخل اللبناني تستطيع به تحقيق مكاسب سياسية وامنية على حساب مصالح دمشق وموقعها الحصري في لبنان.

خربطة زيارة نجاد: مصادر سياسية في الاقلية ذكرت ان ما جرى ربما يهدف الى واحد من امرين: اما انه يريد خربطة الاجواء الامنية في لبنان لمنع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من زيارة بيروت بعد نحو اسبوعين، واما حزب الله الى معركة داخلية تزيد من احراجاته داخل المجتمع السني عشية صدور القرار الظني الذي يتردد انه يشير الى تورط الحزب في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لكن مصادر سياسية في الاكثرية ذكرت ان الطريقة التي انتشر بها مسلحو حزب الله في برج ابي حيدر وعدد من الاحياء الاخرى والسرعة التي ميزت هجماته على مواقع الاحباش، تؤكد ان احدا لم يأخذ حزب الله على حين غرة، بل تؤكد انه في حال جهوزية كاملة وانه قادر على التصرف عسكريا حتى من دون تلقي اوامر مباشرة من قيادته العليا.

ولعل هذه الاجواء هي التي دفعت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى تحذير من يهمه الامر ان الدولة لن تسمح بتكرار حوادث العاصمة بيروت في اي بقعة ، كما دفعت كتلة المستقبل الى عقد اجتماع آخر لها اليوم في رئاسة الرئيس سعد الحريري ذلك بعد اربع وعشرين ساعة فقط على اجتماع الكتلة في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة حيث اصدرت بيانا شديد اللهجة رافعة شعار "مدينة بيروت منزوعة السلاح ".

السلاح و"رموش العين": وردت مصادر في الاقلية على هذا الموقف بالقول لـ"المركزية": هذا رأيهم وهم احرار في طرح ما يريدون لكننا نعلن تمسكنا بسلاح المقاومة . اضافت: بعض من في الداخل والخارج يتربص شرا بهذا السلاح، فبعدما فشل العدو في الثأر من هذا السلاح في العامين 200 و2006 أوكل الى غيره في الداخل اللبناني وفي الخارج العربي والدولي القيام بهذه المهمة، ولفتت الى ان حوادث بسيطة تبيّن هذه الامور وقالت: حصل حادث فردي في برج ابي حيدر ولم يكن مخططا له لكن الدخول على الخط كان مخططا له، ناس جهزت نفسها سواء في المشاركة اواذا احتاجت اكثر من مشاركة، او في التصريحات والمواقف السياسية في الاعلام، وهذا ما سمعناه. فسلاح المقاومة هو السلاح الذي قهر العدو الصهيوني وحرر الارض وتصدى للعدوان في الـ2006 والذي يجعل اسرائيل تتردد كثيرا قبل الاقدام على عدوان جديد، فلا يجوز مساواته في اي سلاح آخرلا بل يجب المحافظة عليه برموش العين . وسألت المصادر: من قال ان بيروت في منأى عن مخاطر العدو الصهيوني؟ ورحبت بكل من يحمل السلاح من اجل المقاومة اما من يحمله لاغراض اخرى فغير مرحب به. لا سلاح يعلو فوق سلاح المقاومة ومن غير الجائز مساواته بسلاح آخر.

واذ تمنت المصادر ان تصل التحقيقات في حوادث برج ابي حيدر الى نتائج شفافة قالت ان كل اللجان التي شكلت هي عادة مقابر لكل شيء.

14 آذار: اوساط في قوى 14 آذار اشارت الى ان ما جرى هو خرق لاتفاق الدوحة، وتجاوز لبنوده القائمة على حل الخلافات بالحوار وبعيدا عن اللجوء الى العنف واستخدام السلاح. واكدت على ان بيروت تحولت الى "خزان سلاح" وقد ظهرت كثافة المسلحين والسلاح الثقيل في حادث فردي كما وصفه طرفا الاشتباك وطالبت بأن يتم وضع حد لهذه الآفة، وان يتم التعامل معها بقوة وليس بالتراضي فالامن يفرض ولا يستجدى. ورفضت هذه الاوساط مقولة التسلح تحت عنوان المقاومة لأن ذلك قد يفسح في المجال امام بعض الجهات المحلية للاتجاه الى قوى اقليمية لها وزنها وثقلها في المنطقة لتسليح عناصرها الامر الذي يحول لبنان الى ساحة صراع "لمقاومات اقليمية" بعدما تبين ان ايران وسوريا يتوليان تسليح المقاومة واحزاب 8 آذار.

قوى الاقلية: وتستغرب قوى الاقلية ما جرى وقد فوجئت احزابها بشراسة القتال وسرعة انتشار المسلحين، وهذا ما يحمل على الاعتقاد ان ما حصل لا يمكن ان يكون صدفة او عملا فرديا بل هو مخطط له، ويستهدف المقاومة في محاولة لاستدراجها الى صراع شوارع وادخالها في زواريب العاصمة وهذا ما قد تتجنبه وهذا ما اشار اليه النائب محمد رعد عندما قال ان ما جرى سيكون مجال تقويم دقيق من قبلنا.

الاحتجاجات الشعبية: وفي المعلومات التي نقلتها اوساط في الغالبية الى "المركزية" ان نواب وفاعليات بيروت عازمون على التحرك تحت عنوان "بيروت مدينة منزوعة السلاح" والبدء بوضع آلية من اجل الوصول الى ذلك وتحرير طرقات العاصمة من طريق المطار من هيمنة المسلحين وعدم استخدامها كأوراق ضغط في السياسة او من اجل احتجاجات حياتية. وتشير هذه الاوساط الى ان الاحتجاجات الشعبية لانقطاع التيار التي ظهرت في الايام الاخيرة هي احتجاجات على خلفية سياسية بدليل انه بعدما دعا الامين العام لحزب الله المحتجين الى التوقف توقفت هذه الاحتجاجات، وهذا يؤكد انها كانت توظف لأغراض سياسية.

لملمة الذيول: في غضون ذلك، لا يزال ما جرى محل متابعة وتقويم ، وتواصل مناطق مسرح الحوادث لملمة ما خلفته ايدي المسلحين واسلحتهم فيما يتابع المسؤولون لملمة الذيول واطلاق المعالجات السياسية والميدانية لاحتواء ما حصل والحؤول دون تكرارها.

وتعاظمت ردود الفعل على ما جرى وفي هذا الاطار توقفت مراجع مطلعة عند الزيارة التفقدية التي قام بها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني على مناطق الاشتباكات وتفقده الاضرار التي لحقت بالمنشآت التابعة لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية، على رغم كل الخلافات القائمة بين دار الافتاء وهذه المراكز التي كانت تعتبرها دار الفتوى خارجة عن ارادتها وادارتها.

وقالت مصادر نيابية بيروتية ان الزيارة رفعت من نسبة الجهوزية الى السعي من اجل الدعوة الى "بيروت مدينة منزوعة من السلاح".

وفي الاطار عينه، وضعت هذه المصادر اللقاء المزمع عقده بعد ظهر اليوم في فندق "الريفييرا" والذي سيضم وزراء بيروت ونوابها وممثلي عائلاتها في اطار التركيز على بند واحد على جدول الاعمال :"ردات الفعل على حوادث برج ابي حيدر" بحيث سيكون هذا البند موضع نقاش تفصيلي وسط حديث عن سلسلة من الافكار والمقترحات المطروحة منها الدعوة الى الاضراب لمدة يوم واحد او لساعات والى التظاهر تحت شعار السعي الى "بيروت مدينة خالية من السلاح".

مواقف لبري: اخيرا، ترصد الاوساط السياسية المواقف التي سيعلنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في كلمته غروب اليوم في الافطار الذي تقيمه واحة الشهيد اللبناني في البيال يتطرق فيها الى الاوضاع السياسية والامنية ويحدد وجهة نظره منها.

ويعرض الرئيس بري في كلمته للمساعي التي قادها في اليومين الاخيرين للملمة ذيول الاحداث التي شهدتها منطقة برج ابي حيدر وبعض شوارع العاصمة والمساعي التي كان يقودها قبل اندلاع هذه الاحداث للمحافظة على الاستقرارين السياسي والامني وتجنيب الشارع انزلاقات الفتن المذهبية والطائفية.

ويتوقف الرئيس بري في كلمته عند الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة وضرورة معالجتها قبل انحرافها عن مسارها خصوصا بعد بروز مؤشرات في الشارع تلوح الى امكانية ذلك. اما الكلمة الاهم والاشمل للرئيس بري فستكون في المهرجان المركزي الذي تقيمه حركة "امل" في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين في الواحد والثلاثين من آب الجاري في مدينة صور بمشاركة سياسية وروحية. ويستحضر الرئيس بري في كلمته في هذه المناسبة الوطنية الجامعة العناوين التي رفعها الامام الصدر بدءا من نهاية الوطن مرورا بالسلم الاجتماعي والداخلي وصولا الى المقاومة وسيستفيض الرئيس بري تحت هذه العناوين وما حملت وتحمل في طياتها من ابعاد ولما انحرافها عن مسارها الصحيح من خطورة على الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

أمين عام حزب الوطنيين الأحرار الياس أبو عاصي:كان على نصرالله أن يفجر القرائن كقنبلة داخل المحكمة  

حوار: ماجدة صبرا  /  الشراع

*عدالة المحكمة الدولية ليست عشائرية وقضاتها ليسوا أناساً آليين

*اسأل نصرالله: هل قام الإسرائيليون بالعبث بمسرح الجريمة واختراع أبو عدس؟

*شريعة الغاب ستسود إذا قلنا لا للمحكمة الدولية

*المطالبة بإلغاء المحكمة كالمطالبة بإلغاء النظام الشيوعي في كوريا

يرى الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الياس أبو عاصي ان كل اللبنانيين يتمنون أن تكون إسرائيل وراء عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل عمليات الاغتيال التي حصلت فيما بعد، فليس أفضل من أن يتوحد الرأي العام اللبناني خلف رأي واحد، معتبراً ان الوصول إلى الحقيقة يستحق أكثر من أن يكون الأمر لطرف واحد يدلي بالأحكام ويصدرها وعلينا التصفيق.

عن القرار الظني المنتظر صدوره كانت بداية اللقاء:

# هل سيصدر القرار الظني؟ علماً ان معلومات صحافية تحدثت هذا الاسبوع عن ان رئيساً أوروبياً توقع صدوره في كانون الأول/ديسمبر وليس في أيلول/سبتمبر كما كان متوقعاً؟

- هنيئاً لمن يعرف، اعتقد ان المسألة أصبحت بحاجة لتوقعات ميشال حايك، وبرأيي ان هذا يعتبر تشويشاً على عمل لجنة التحقيق فما زال المدعي العام دانيال بلمار هو من سيأخذ على عاتقه إصدار القرار الظني استناداً إلى ما توافر لديه من قرائن وأدلة وبراهين. فإذا كان رئيس أوروبي يعرف مضمونه وكثيرون أعلنوا ماهية القرار فهنيئاً لهم. المسألة ليست بحاجة للتشاطر أو التذاكي لا أحد يعرف غير بلمار ذلك وطبعاً القرار سيصدر بالقرائن وسيسمي لمن سيوجه الظن.

# هناك معلومات أشارت إلى ان العاهل السعودي الملك عبدالله أرسل وفداً إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي لإرجاء صدور القرار الظني لكن الرئيس الفرنسي أشار للوفد ان القرار ليس في يده فاتجه الوفد إلى الرئيس الأميركي، لأن العاهل السعودي يخشى على لبنان من الانفجار أو من حرب مذهبية، ما رأيك؟

- إذا كانت هذه المعلومات أشارت إلى ان القرار ليس بيد الرئيس الفرنسي، وهذا ما أشرت إليه، فإنه أيضاً ليس بيد الرئيس الأميركي، فتصوير المسألة بهذه البساطة والتعاطي معها وكأنها عدالة عشائرية لا يجوز، فالأمور لا تقاس هكذا، هناك أكثر من قاض شارك ويشارك في التحقيق، هم يصورونهم وكأنهم إنسان آلي يتحرك بالأوامر الصادرة إليه، إلى هذه الدرجة يجب أن يكون الانسان بسيطاً كي يصدق هذه الأقاويل؟!

الشق الثاني من السؤال، في ما يخص العاهل السعودي، فبالعودة إلى ما كنا نقوله في قوى 14 آذار/مارس فإن الاتهام الموجه إلى سوريا كان سياسياً، كنا نقول ان النظام الأمني القضائي اللبناني – السوري المشترك هو المسؤول، أو قد يكون أي طرف يدور في هذه الحلقة من حلقات النفوذ السوري، انطلاقاً من الاتهامات السياسية الموجهة إلى سوريا أو إلى أحد حلفائها الذي قد يكون تورط أكثر من غيره قد تكون هذه الاتهامات السياسية خلقت شكوكاً لدى العاهل السعودي فحاول منع الانفجار، هذا ما اعتقده.

قرائن نصرالله

# هل اقتنعتم بالقرائن التي قدمها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله؟

- شخصياً لديّ ملاحظات أذكر منها ثلاث نقاط، الأولى فيما يتعلق بتصوير الطائرات الإسرائيلية للمناطق والطرق التي كان يسلكها موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فكلنا نعرف ان إسرائيل تصور كل شبر في لبنان، ففي كل يوم تطالعنا بيانات مديرية التوجيه في الجيش اللبناني عن الخرق الجوي الذي تقوم به الطائرات الإسرائيلية وهذا يعني انها تصور. هذا المعطى قد يكون صحيحاً إنما لا يُعتدّ به كبرهان قاطع، السيد نصرالله يقول ان المقاومة استطاعت الاختراق والحصول على الصور التي تلتقطها الطائرات وهناك أكثر من طائرة لم تستطع حل شيفرة صورها، إذن التصوير مستمر وليس انتقائياً.

النقطة الثانية، يقول السيد نصرالله ان إسرائيل باغتيالها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قصدت إحداث فتنة مذهبية سنية – شيعية، ثم استدرك قائلاً بما ان اغتيال الرئيس الحريري لم يحدث الفتنة كما توقع الإسرائيليون فإنهم وضعوا عبوة في الزهراني تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري فربما رد الفعل الشيعي يخلق هذه الفتنة. إذن القرينة إحداث فتنة سنية – شيعية وهذه نعرفها، المحققون أدلوا بأن بعض الجرائم في لبنان قد يكون لها ارتباطات بجريمة اغتيال الرئيس الحريري وان من ارتكب هذه الجريمة ارتكب الجرائم الأخرى، لكننا نعرف ان أكثرية الذين طالتهم يد الغدر والاغتيال كانوا من الشخصيات والقيادات المسيحية، فأين الفتنة المذهبية هنا؟!!

النقطة الثالثة والتي اعتبر السيد نصرالله بأنها قوية، تتعلق بالعملاء والجواسيس، وهنا نطرح سؤالاً من الذي عبث بمسرح الجريمة وغيّر معالمه وهذا ما أشار إليه أول محقق دولي أسندت إليه مسألة التحقيق فيتزجيرالد الذي قال ان هناك من عبث بمسرح الجريمة، وهذا يورط القيمين على المحافظة على الأمن أي الاجهزة الأمنية.

إضافة إلى قضية شريط فيديو أحمد أبو عدس الذي يعترف فيه بارتكابه لهذه الجريمة ونتذكر كيف ان أحد الضباط الأربعة حاول أن يظهر ان القصة كلها لدى أبو عدس، أين أصبحت قضية أبو عدس، التحقيق الدولي طال دولاً عربية وأخرى غير عربية وكان كل محقق دولي يعقد مؤتمراً صحافياً ويدلي بآخر ما توصلت إليه لجنة التحقيق، وكان هناك تحليل الحمض النووي (D.N.A) فمن الذي فبرك قضية أبو عدس وكيف تم تصوير الشريط وبثه عبر الفضائيات في الوقت المحدد. أما العملاء فصحيح ان هناك عملاء وتم كشف عدد منهم وركز على الضابط غسان الجد، إنما هل العملاء هم من قام بكل هذه الأمور، إذاً الإسرائيليون عبثوا بمسرح الجريمة وفجروا أبو عدس وحرّفوا التحقيق عن مساره؟ هذه الأسئلة هي نوع من محاكمة الوجود الأمني السوري، لأنه لو صحت ان الإسرائيليين قاموا بكل هذه الأمور فهذا يعني ان البلد كان فالتاً عكس ما كان يشاع بأنه آمن في ظل الوجود الأمني السوري.

هناك الكثير من النقاط قدمت على انها قرائن وتستحق التوقف عندها وان يوليها التحقيق الاهتمام إنما لم تكن بالصلابة المطلوبة. صدقيني ان كل لبناني كان يصلي كي تخلص هذه العملية ويتمنى أن تكون إسرائيل هي التي ارتكبت هذه الجريمة. وهل هناك أفضل من هذا الاقتناع ان يصطف خلفه كل اللبنانيين موحدين على رأي واحد، ولكن من سيكشف هذا الأمر أم نكتفي كما قال السيد الأمر لي هو يدلي بالأحكام ويصدرها ونحن علينا أن نصفق، الحقيقة تستحق أكثر.

# لماذا توجهت الاتهامات فجأة إلى حزب الله خصوصاً بعد المقال الذي نشرته المجلة الألمانية ((دير شبيغل)) وقيل ان من قام بتسريب المعلومات هو ميشال سماحة وهو من المقربين إلى سوريا؟

- أريد هنا أن أكون بمنتهى الموضوعية احتراماً لذاتنا ولأهلنا ولكل عائلة طالها مصاب الاغتيال والتفجيرات التي حصلت منذ العام 2005، فكم وكم من التحقيقات تبدأ بمكان وتنتهي في مكان آخر وكم من الاشخاص أمضوا أعواماً في السجن ثم ظهرت براءتهم، التلفزيون الفرنسي عرض قضية حقيقية لشخص أمضى في السجن 32 عاماً وهو يقول انه بريء إلا ان الشهود أثبتوا انه كان في مسرح الجريمة عند وقوع حادثة القتل، إلى ان أطلق سراحه أخيراً بعدها ثبتت براءته، لأن علم الجريمة تقدم وفحوصات الـ(D.N.A) اثبتت براءته.

الاتهامات انطلقت لأن حزب الله حليف سوريا فهل يمكن الفصل بين حليفين علاقتهما وثيقة ان كان بالخير او بغيره، لماذا لا ننتظر القرار الظني بما يقدمه من ادلة وبراهين فإذا كانت واهية فالدفاع عليه ان ينقضها، فالمحكمة لن تتبع القرار الظني كيفما اتفق والا تكون صفعة للعدالة، فإذا لم تقتنع المحكمة بالقرار الظني ومتابعة النيابة العامة فتعمل حسب الاصول، وهناك درجتان في المحكمة، محكمة درجة اولى يتقدم المدافعون والمرافعون بشفافية اليها واذا لم تقتنع تذهب الى الاستئناف فالقرار الظني يختلف عن الحكم، قد يصدر قرار ظني والدفاع يستطيع تهشيمه امام المحكمة، اما ان اقول لا للعدالة الدولية ولا للشرعية الدولية فهذا يعني ان هناك مشكلة ما وتسود شريعة الغاب وتتحكم موازين القوى بالبلد، نحن نريد للقانون ان يحكم.

تجريد الحزب من سلاحه

# هل الهدف من اتهام حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تجريده من سلاحه وتطبيق القرار 1559 كما قال النائب وليد جنبلاط؟

- لا اجد ان هذا الارتباط قائم بين المسألتين، وسأعطي مثلاً واعتذر سلفاً عن التشبيه فأنا لا أريد تشويه احد، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، فلنفترض سوياً ان هناك قراراً اتهامياً وثبتت التهمة على عناصر من حزب الله فما علاقة حزب الله وسلاحه بذلك، عندما اوقف فايز كرم القيادي في التيار الوطني الحر، ماذا قال ميشال عون، قال ان السقوط من طبيعة البشر واذا سقط احدهم فهو يسقط لوحده، لم نسمع ان احداً قال لميشال عون كي يحل حزبه لأن هناك قيادياً في التيار متهم بالعمالة لاسرائيل. فاذا صدر القرار الظني واتهم افراداً ولم يصدر حكماً بعد فكيف يكون الهدف سلاح حزب الله. فإذا ثبتت التهمة – لا سمح الله – فهل يحاكمون الافراد أو ينتـزعون من الحزب السلاح. انا لا ارى رابطاً بين هذين الموضوعين وكأن هناك عملية مقايضة، المسألة مختلفة تماماً، فتسليم حزب الله لسلاحه اهون بكثير، فلتعترف سوريا بلبنانية مزارع شبعا ونقدم الخرائط والوثائق ونسترجعها بالوسائل الدبلوماسية، والا فكلنا مقاومة، نحن لا نريد تحرير النظام العالمي من اميركا او ندافع عن مصالح ايران فهي اقدر على الدفاع عن مصالحها، نحن بالكاد نقوم بواجباتنا، فالربط بين الموضوعين غير مقنع فلا ارى رابطاً بين حكم محكمة على افراد او حتى على قيادة بسلاح حزب الله، فالسلاح يتعلق باسترجاع كل الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي.

# مسؤولون في حزب الله يطالبون بالغاء المحكمة الدولية وكأنها لم تكن، هل يمكن حدوث هذا الامر؟

- هذا الامر شبيه بمن يطالب بالغاء النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، فالقرار 1757 لانشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اتخذ من مجلس الامن باجماع اعضاء المجلس وتحت الفصل السابع من ميثاق منظمة الامم المتحدة، فالمسألة ليست اننا غيرنا رأينا فجأة، فهناك استحالة مادية لأنها اصبحت جزءاً لا يتجزأ من القانون العام والشرعية الدولية.

وهنا لا بد ان نذكر بأن حزب الله كان من مؤيدي قيام المحكمة واحقاق الحق وتحقيق العدالة، والبيان الوزاري الاخير للحكومة اكد هذا الامر، الجميع توافق عليه حتى المتحاورون في طاولة الحوار عام 2006، ونحن نربأ بحزب الله ان يغير رأيه بمجرد ان تصدر اخبار صحافية مثل تلك التي صدرت في المجلة الالمانية، وان يتوجس وأكاد اقول اتهام الذات، الحزب توجس من هذه المحكمة بعد ان وافق على اقرارها، سواء افرادياً او كممثلين للحزب في الحكومة او في طاولة الحوار. وفجأة تغير موقفه من المحكمة 180 درجة، لماذا؟ هذا السؤال نطرحه. وبالمناسبة لدي نصيحة للحزب اوجهها له بكل شفافية وموضوعية، كنت اتمنى ان يجمعوا كل القرائن ويفجروها كقنبلة داخل المحكمة ومن خلال المحامين الذين يتولون الدفاع اذا صح ان القرار الظني موجه اليهم علماً ان ليس هناك معطيات تجعلنا نجزم بهذا الامر، وانا ليس لدي يقين ان الاتهام سيطال الحزب، واعتقد انها مجرد هواجس.

حوار: ماجدة صبرا   

     

عضو كتلة ((لبنان أولاً)) عقاب صقر:مبادرة الملك عبدالله خلّصت لبنان وحزب الله من ورطة كبيرة  

 حوار: هدى الحسيني

الشراع

عضو كتلة ((لبنان أولاً)) عقاب صقر:مبادرة الملك عبدالله خلّصت لبنان وحزب الله من ورطة كبيرة

*اي إنقلاب عسكري لن يكون بسبب المحكمة بل اكبر من ذلك بكثير وخطاب الحريري التهدوي لمنعه البلد من قطوع الفتنة ودخل حالة التفاهم وصدور القرار الظني مستبعد الآن

*علينا تشكيل رأي عام ضاغط بوجه إسرائيل لكي تستجيب الى قرارات المحكمة الدولية

*هل يجوز حرق البلد في حال طلب التحقيق مع عدد من الأشخاص؟

*نزعنا فتيل الإنفجار ولكن ما زالت الطريق مزروعة بالأشواك

*الإتصالات في لبنان ((بتسوى فرنكين ايام الغلا)) ووزير الاتصالات أفشل وزير في تاريخ الوزارة

يكشف عضو كتلة ((لبنان أولاً)) النائب عقاب صقر في هذا الحديث مع ((الشراع)) عن إحباط مخطط كبير كان يعد للبنان بهدف تحويله الى غزة ثانية كما يكشف ان مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز هي التي احبطت هذا المخطط، وان خطاب التهدئة الذي يعتمده رئيس الحكومة سعد الحريري هو إدراك منه لمخاطر ذلك المخطط ولتفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي من الدخول الى لبنان من باب المحكمة الدولية والقرار الظني الذي هو لغاية الآن قرار في عقول الإسرائيليين.

ويستبعد صقر صدور القرار الظني قريباً مؤكداً ضرورة تشكيل رأي عام لبناني ضاغط بوجه إسرائيل من أجل قبولها بقرارات المحكمة التي يعتقد انها ستدين إسرائيل.

وفي ما يأتي نص الحوار مع النائب صقر.

# كيف تصف المرحلة التي نعيشها، هل هي مرحلة انتظار أم مرحلة تأسيس يبنى عليها في الأيام القادمة، هل نحن في هدنة أم هدوء ما قبل العاصفة؟

- أنا أخالف الرأي الذي يقول اننا في مرحلة هدنة أو تهدئة، فما حصل في القمة العربية بمبادرة الملك عبدالله، التي أعتبرها مبادرة تشبه مبادرته للسلام، فوّتت سيناريو كبيراً تم إعداده من أجل إعلان لبنان دولة فاشلة ووضع اليد عليه، في الوقت الذي كان فيه الإسرائيلي يحرّض ويؤكد ان قراراً ظنياً سيطال ((حزب الله))، كان في ذلك يستدرج ((حزب الله)) الى رد فعل يعتبر ان كل ما يتعلق بالقرار الظني والمحكمة هو إسرائيلي، وان التعاطي مع المحكمة سيكون كتعاطيه مع الإسرائيليين، وبالتالي يقوم حزب الله بعملية إنقلاب في البلد الأمر الذي يمكن إسرائيل من إعلان لبنان دولة كقطاع غزة، يسيطر عليها حزب إرهابي وهذا يؤدي الى صياغة قرارات دولية محاصرة وصولاً الى إعلان لبنان دولة فاشلة ويتم وضع اليد عليها.

من هنا تنبّه السعودي الى هذا الخطر الكبير وجاء ليحذّر السوري و((حزب الله)) وكل الناس بأنكم إذا كنتم تعتبرون القرار 1559 قراراً صعباً فأنتم أمام عشرات القرارات الشبيهة بالقرار 1559 في حال أقدمتم على أي خطوة فيها، ما يشي للمجتمع الدولي بأن هناك إنقلاباً في لبنان سياسياً أو غير سياسي. وأنا برأيي ان السوري تفهّم الأمر، وكذلك ((حزب الله)) والناس صارت تسأل ما هو المقابل؟ فالمقابل اننا خلصّنا البلد من مشكلة كبيرة، وكذلك ((حزب الله)) نجا بنفسه من ورطة كبيرة كان سيذهب إليها.

إذاً المقابل لم يكن المحكمة، لأن من يقول ان السعودي مقابل المحكمة فهو مخطىء، إذ ليس لدى السعودي القدرة على تغيير المحكمة، وبالمقابل كان السعودي يعد بأنه يسعى الى منع أي تسييس قد يطال عمل المحكمة، والقول إذا كان هناك أي تسييس سيكون هو بالواجهة. فلذلك انا سميّتها مرحلة تسوية كبرى، وقد مررنا بقطوع كبير جداً اسمه فتنة وقرارات دولية، ودخلنا في حالة من التفاهم على أمن البلد أولاً وعلى عدم تسييس المحكمة ثانياً.

# هل خرجنا فعلاً من هذا المأزق أم ان هذا قد يحدث في الأيام القادمة؟

- أنا أقول ان هناك مرحلة قطعناها وتجاوزناها بالمبادرة السعودية وانتهت. أما العودة إليها برأيي لا ترتبط بالمحكمة الدولية، لأن الفخ كان يُنصب لـ((حزب الله))، فإذا عدنا إليها فهذا يعني ان هناك قراراً أكبر من لبنان للدخول في حالة صراع داخلي لا تتعلق بالمحكمة، لأنه لو كان الموضوع موضوع المحكمة فقد تبيّن لـ((حزب الله)) من خلال الطرح السعودي والطرح العربي مدى خطورة الذهاب الى إنقلاب رداً على المحكمة الدولية، وبالتالي إذا تم الذهاب الى إنقلاب فهذا يعني ان الإنقلاب ليس رداً على المحكمة بل ان هناك أهدافاً أكبر بكثير من موضوع المحكمة.

# هل تراهن على قبول ((حزب الله)) بأي قرار ظني يدينه؟

- صدور القرار الظني مستبعد الآن، لذلك أولاً يجب العمل على قرائن السيد حسن نصرالله واستكمالها حتى نشكّل رأياً عاماً ووجهة نظر تتبنى هذا الطرح بشكل جدي وتفعّله في كل المنابر، فإذا كان له أي شرعية قانونية وحاول القاضي دانيال بلمار الدخول إليه يكون لدينا رأي عام لبناني وعربي ودولي ضاغط على إسرائيل لكي تستجيب الى قرار المدعي العام، وبالتالي لا يجب على من قدم الأدلة له الإستمرار في التشكيك بالمحكمة، وبالتالي كيف سيستجيب الإسرائيلي لبلمار ما دمنا نحن نشكّك بالمحكمة، لذلك علينا تشكيل رأي عام ضاغط على المحكمة لمتابعة ملف إسرائيل الى النهاية.

# ماذا يعني تسليم ((حزب الله)) قرائن السيد حسن نصرالله الى القاضي سعيد ميرزا؟

- هذه القرائن ذهبت الى المحكمة، مما يعني ان ((حزب الله)) مقتنع بطريقة غير مباشرة ان هذه المحكمة هي الوحيدة القادرة على الوصول الى نتيجة، فكيف يتم التصويب على المحكمة؟

# لكن ألا يعني ذلك ان ((حزب الله)) يقبل بالمحكمة إذا أدانت إسرائيل، ولكن ضدها إذا أدانته؟

- أولاً يجب ان نقبل بالمحكمة لأنها هي التي ستدين إسرائيل، ولا يمكن أن أقول للمحكمة عليك ان تقومي بهذا ولا تقومي بذاك، وإلا بذلك نكون نعمل على تسييسها، فلذلك يجب أن نمشي مع المحكمة وندعمها ونعزّزها ونزيح العوائق من أمامها، لكي تصل الى الحقيقة، وبالتالي ان أي قرار سيصدر سيكون معلّلاً ومبّرراً وواضحاً وصريحاً، ومهما كانت نتيجته ستكون أخف من أن نطلق النار على المحكمة.

# حتى إذا كانت نتيجته إدانة ((حزب الله))؟

- مهما كانت نتيجته بالتأكيد، إذا كان هناك خطأ في نتيجته واحد بالألف فإن أي إنقلاب سيضاعف الخطأ مليوناً بالألف. وأنا هنا عندي سؤال: لنفترض ان القرار الظني طلب ثلاثة أو أربعة أشخاص للتحقيق معهم فهل يجوز أن نحرق البلد؟

# ولكن ما هو منتظر الآن ليس التحقيق فقط بل قرار ظني اتهامي؟

- القرار الظني ليس حكماً بل هو قرار يظن بأي مشترك في الجريمة ولا نعرف بمن سيظن، ولكن بالتأكيد مهما كان وأياً كان من سيظن به القرار لا يستدعي ذلك أن نحرق البلد، لكن إذا حصلت أي عملية ستكون أكبر من المحكمة الدولية وأبعد من القرار الظني ولأسباب مختلفة تماماً.

# ما هي هذه العملية التي تتكلم عنها ومن سيقوم بها؟

- حينها سيكون هناك سيناريو للمنطقة بأكملها، ولمواجهة كبيرة في المنطقة تستدعي تغيير معادلات وطنية. يمكن أن يكون هناك مسرح كبير في المنطقة تحصل فيه عمليات واسعة من التبديلات السياسية والأمنية والعسكرية تستدعي تغيير بعض المعادلات الوطنية.

# تتكلم عن حرب عالمية ثالثة؟

- ان تداعيات الحرب الباردة الدائرة في المنطقة ربما تستدعي إذا كانت ستتحول من حرب باردة الى حرب حامية، ربما تستدعي تغييرات وطنية.

مشروع إسرائيلي للتفتيت

# يعتمد الرئيس سعد الحريري خطاباً هادئاً ولكنه لا يجيب على تساؤلات حزب الله علماً انه كان ينتظر عودته من الخارج لإعلان موقف ما، فإذ به هادىء ، وهذا لم يكن مطلوباً؟

- الرئيس الحريري يدرك تماماً السيناريو الخطير الذي كان يتم تحضيره للبلد، وهو عاش كل تفاصيل المرحلة وتابع الجهد السعودي الإستثنائي لإفشال ذلك المخطط، وهو بالتالي إذا ما رأى اليوم طرفاً يحاول الحرتقة واستجاب له يكون بذلك قد صعّد في المواقف ودفع بالأمور الى الهاوية وبالتالي تم تأدية الغرض الذي كان لبنان يستدرج إليه من قبل إسرائيل، لذلك فإن الرئيس الحريري هو المعني الأول بالتهدئة لمنع مخطط عنوانه إنقلاب في البلد سعى السعودي والسوري لإيقافه، وبالتالي لا يمكن للرئيس الحريري أن يجعل هذا المخطط يمر من خلال إثارة حرب سجالية في البلد. ولاحظنا ان السجال عندما كان قائماً دخل الإسرائيلي على خطه، لذلك الرئيس الحريري يعتبر انه ليس بحاجة الآن لفتح سجال لإعادة إدخال الإسرائيلي على خط الداخل، خاصة واننا لاحظنا ان الإسرائيلي عندما أقررنا حقوق الفلسطيني يقول هذا توطين، وعندما نقول نريد المحكمة يوحي بأنه يعرف نتائجها، وإذا قلنا هناك معلومات بصدور قرار ظني فيقول الإسرائيلي ان هذا القرار سيولّع البلد، ولذلك ولكي نقطع هذا الخط الذي يعمل عليه الإسرائيلي يجب وقف السجال، وهذا ما يقوم به الرئيس الحريري، وإلا فإن الرئيس الحريري غير قاصر عن الرد يومياً على ((حزب الله))، ولكن عندما يدخل العامل الإسرائيلي على الخط سيغيّر كل المعادلة الوطنية في البلد، فكيف سيسمح الرئيس الحريري بذلك؟

ثانياً: إذا دخل الرئيس الحريري الآن في سجال فإذا قال مثلاً ان هذا القرار الظني أريده ضد إسرائيل، فيكون بذلك يسيّس المحكمة، وإذا قال انه يريده كما هو هذا القرار يقول ((حزب الله)) الحريري لا يوقف القرار، وبالتالي مهما قال الرئيس الحريري سيُفسّر كلامه بطريقة مختلفة. فالرئيس الحريري يعمل بطريقة انه يترك من يريد أن يتكلم ليتكلم ويعتبر ان أي كلام في هذا الموضوع يحوّل المحكمة الى مادة سجالية ويفسح المجال للخارج للدخول على الخط، فتارة نسمع بمصدر غربي وتارة مصدر اميركي وتارة مصدر إسرائيلي، وهذا يعني إعطاء القدرة للخارج للعب على التناقضات وتكبير الشرخ، وفي الوقت نفسه لا يؤثر على المحكمة الدولية ولا على القرار الظني ولا يدعنا نشكّل جبهة واحدة لنعزز الإتهام ضد إسرائيل بالأدلة، بل يستنـزف قوانا بالدخول في ما بيننا في معركة جانبية داخلية ليس لها أي معنى ومن يدخلها سيكون خاسراً، سواء هاجم الطرف الآخر أو تهجم الطرف الآخر عليه.

# هل تعتبر ان كل ما هو حاصل في البلد اليوم سببه المحكمة الدولية؟

- برأيي المحكمة هي جبل جليد ونحن نرى ان ما تحت المحكمة وما أمامها هو أخطر وأكبر بكثير، لذلك نقول لا تلعبوا بهذه المحكمة لأن ذلك يجر علينا ويلات كبيرة.

# هل ترى ان هناك مشروعاً لتفتيت للبنان؟

- مشروع تفتيت للبلد وإعلانه دولة فاشلة.

# من تتهم هل تتهم الإيراني بأنه وراء هذا المشروع؟

- كلا، أنا أعتبر ان الإسرائيلي وراء هذا المشروع، أما الإيراني فلا أعرف بماذا يفكّر، لقد سمعنا الإيراني يحيي الجهد السعودي -السوري في لبنان، ولكن نحن نريد أن يكون ذلك عملياً وليس بالكلام، أي أن يبذل جهداً لذلك.

# هل ترى ان البلد بحاجة الى تسوية شبيهة بالدوحة أم ان المبادرة السعودية - السورية كانت قريبة من تسوية الدوحة؟

- برأيي مبادرة الملك عبدالله نزعت فتيل أزمة كبيرة جداً أخطر من الأزمة التي كانت قائمة في 7 أيار/مايو 2008، وقد نزعتها قبل حصولها، بمعنى ان الملك عبدالله لم ينتظر حتى وقوع الواقعة للقيام بطائف أو دوحة، بل أتى ونزع الفتيل قبل حصول الإنفجار.

# هذا يعني ان ((حزب الله)) سار في مسار مبادرة الملك عبدالله؟

- بالتأكيد والسيد حسن نصرالله قال نحن ملتزمون ولكن نعتبرها تسوية، وليست تهدئة، وليست هدنة، ونقول تسوية لأن هناك فتنة دفنّاها، فعندما نقول هذه هدنة فهذا يعني ان الفتنة قائمة، ومن يقول هذه هدنة فإنه لا يريد دفن الهدنة بل يريدها أن تنام مؤقتاً، ومن يقول تهدئة فهو يريد أن ((تروق)) الفتنة وليس قطع دابرها، ولكن نحن نقول إنها تسوية كبرى لأننا قطعنا دابر الفتنة ولم نقل إنها تهدئة أو هدنة.

# أنت تقول ان مبادرة الملك عبدالله أوقفت ما كان يحدث ولكن ماذا عن ما هو آتٍ؟

- المبادرة أوقفت الفتنة ويفترض أن يتم أي شيء آخر بالحوار، وبطريقة إيجابية بعيداً عن الفتنة، بمعنى اننا نزعنا فتيل الإنفجار ولكن ما زالت الطريق مزروعة بالأشواك، بمعنى اننا كنا في طريق مليء بالألغام والأشواك فأتى السعودي وفكك هذه الألغام، ولكن بقي الشوك، فهل يجوز انه تحت شعار وجود الشوك أن نزرع الألغام من جديد وأن نحوّل الشوكة الى لغم؟

# هل تبنون هذه القصة على معلومات أو على تحليلات؟

- كان هناك تحليلات ومعلومات والواضح ان الإسرائيلي كان يريد أخذ لبنان الى شبه غزة، بحيث يرمي النار على زيت القرار الظني ويشعل النار بالقرار الظني لإجبار لبنان على اتخاذ موقف، فهذا الموقف يصبح شبيهاً بموقف غزة بأن يحوّل لبنان الى غزة، والسيد نصرالله دائماً يقول لبنان ليس اوكرانيا، ولكن لبنان ليس غزة أيضاً.

الإسرائيلي كان ينوي انه بمجرد أن ((حزب الله)) قام بهذا الإنقلاب ووضع يده سياسياً وعسكرياً على جزء من البلد سيعلن لبنان دولة إرهابية، ومن ثم دولة فاشلة تُحاصر كما تحاصر غزة وامتداداً الى حصار إيران أو حينها سيحصل طلب وصاية، والبعض يطلب الوصاية، وحينها يصبح لبنان ضفة وغزة. الضفة وفيها أطراف معينة تحت وصاية دولية، وغزة فيها ((حزب الله)) ونكون بذلك قد ساهمنا بتفتيت البلد النموذج في المنطقة الذي مُفترض أن يكون نموذجاً للعراق.

إذاً الإسرائيلي يريد تحويل لبنان الى غزة، ونحن نرى كيف انه ليس بالإمكان إدخال باخرة مساعدات الى القطاع، فكيف سيكون الحال في لبنان فيما لو نجحت إسرائيل في مخططها التدميري هذا.

الحريري لمّع صورة حزب الله

# لكي يتنازل الرئيس سعد الحريري عن المحكمة يجب ان يكون هناك مقابل ولكي يقبل حزب الله بقرارات المحكمة أيضاً يجب ان يكون هناك مقابل، ما يعني الدخول في لعبة الأثمان هل هذا وارد وما الثمن الذي يريده كل فريق؟

- الرئيس سعد الحريري لا يريد أي ثمن وهو دفع من جيبه لوقف الفتنة، ودفع أثماناً كبيرة لمنع أي شبهة حول القرار والمحكمة، ودفع أثماناً كبيرة لمنع أي إساءة الى ((حزب الله)).

# ما هي هذه الأثمان التي دفعها؟

- برأيي أولاً ان الرئيس سعد الحريري لمنع الإساءة عن ((حزب الله)) من 7 أيار/مايو وصاعداً كان بإستطاعته ان يتعاطى بسلوك مختلف مع ((حزب الله)) وأن يجيّش كل الغرائز الطائفية لا أن يذهب الى السيد نصرالله ويلتقيه أكثر من مرة أو أن يستقبل موفدي ((حزب الله)) وأن يخوض معهم في الإنتخابات البلدية، وأن يدخلهم معه ويخوض معهم الإنتخابات النيابية أو أن يدخلهم في الحكومة، وبالتالي كل هذه أثمان شعبية ونحن نعرف كم كان السّنة مجيّشين على ((حزب الله)) وبالتالي الرئيس الحريري دفع الكثير ودفع الثمن من رصيده الشعبي، و((حزب الله)) يعرف هذا الأمر وهو أقر للرئيس الحريري بذلك.

أيضاً دفع الرئيس سعد الحريري الثمن عندما قال الإسرائيلي ان دخول ((حزب الله)) يعني ان حكومة كل لبنان إرهابية، فانبرى الحريري وقال سأسعى لزيادة عدد وزراء ((حزب الله))، وبذلك تحدى إسرائيل التي أعلنت ان حكومة لبنان ورئيسها مسؤولين عن تصرّفات ((حزب الله))، بمعنى انه حوّل نفسه الى شخص مع ((حزب الله)) في الوقت الذي كان ((حزب الله)) قد قام بـ7 أيار/مايو وما أدراك ما 7 أيار/مايو، أليست كل هذه أثمان دفعها لتلميع صورة ((حزب الله))؟ أيضاً عندما ذهب الى السيد حسن نصرالله وقال له إذا صدر قرار يتهم ((حزب الله)) انا سعد الحريري سأقف وأقول انا لا أتهم ((حزب الله))، أليست هذه أثماناً كان يدفعها أيضاً؟

# لكن بالنهاية استعمل ((حزب الله)) والسيد حسن نصرالله هذا الأمر ضده؟

- لا يهمني كيف استعملها ((حزب الله)) ولماذا استعملها، ولكن أنا أريد العبرة، ألم يدفع سعد الحريري أثماناً للدفاع عن ((حزب الله))؟ وحتى خلال أزمة صواريخ السكود عندما قال ((كلام الأميركيين كله أكاذيب مثل أكاذيبهم في العراق))، وهذا الكلام أثار ضجة مع الولايات المتحدة الأميركية، واستاء منه الرئيس الأميركي، وبالتالي أليس هذا دفاعاً عن ((حزب الله))؟

لو كان سعد الحريري يهيـىء لضربة ضد ((حزب الله)) لما كان ليدافع عنهم ولا أن يتصالح معهم بعد 7 أيار/مايو، ولا أن يشركهم في حكومة وحدة وطنية، ولما كان ليدافع عنهم بوجه إسرائيل وبوجه الأميركيين وبوجه كل العالم، ولما كان ليجعل من نفسه سفيراً لهم الى الخارج، بل كان قام بعكس كل ذلك، وباعتقادي سيكون عند ((حزب الله)) أزمة ضمير وأزمة وفاء إذا لم يرد هذا الشيء لسعد الحريري، وإذا لم يرد الجميل للمملكة العربية السعودية التي خدمته خدمة استراتيجية تستدعي منه وقفة وفاء لعشرات السنين.

# لكن قبل صدور القرار الظني لا يمكن ان ننتظر أي شيء من حزب الله؟

- أنا أقول خدمته لأنه كان سيذهب الى فتنة ستطيح برأسه وأن تحولّه الى حزب إرهابي.

# لكن يمكن أن ننتظر أي شيء؟

- الخدمة التي قدمتها أُنجزت وقطع الفتنة التي كانت تحضّر لها إسرائيل أُنجز.

# هل كان هناك 7 أيار/مايو ثانٍ؟

- أنا أقول كان سيدخل في فتنة، ولكن إذا كان "حزب الله" يريد معاودة 7 أيار/مايو وأنا أستبعد ذلك، تكون المسألة ليست مسألة محكمة دولية ولا قراراً ظنياً، إنما يكون قد دخل في عملية استجابة للرغبة الإسرائيلية بسبب رغبات أخرى تريد إشعال المنطقة.

# البعض يقول ان ((حزب الله)) قد يعمد في مرحلة ما للإنسحاب من الحكومة؟

- يكون ((حزب الله)) بذلك يرتكب أكبر خطأ تاريخي، أكبر من الخطأ الذي ارتكبه أول مرة عندما خرج من الحكومة وتحوّلت المحكمة من محكمة لبنانية الى محكمة تحت الفصل السابع.

# في هذه الحالة ماذا يحصل وماذا ستفعلون إذا سحب وزراءه؟

- يكون قد ارتكب أكبر خطأ، فالقرار الظني قد سلك طريقه ولم يعد بذلك لدينا قدرة لتشكيل جبهة لبنانية لدعم القرائن التي قدمها السيد حسن نصرالله، ولم يعد أمامنا القدرة لمواجهة تداعيات أي قرار ظني قد يصدر، ولم تعد عندنا الحصانة الداخلية التي ستعود إسرائيل للعب على وترها، ونكون بذلك قد رجعنا الى حالة الشرذمة التي تمكّن الخارج من أن يكون قادراً على التدخل في شؤوننا.

# هل تعتقد ان العاهل السعودي الملك عبدالله كما أوردت بعض صحف المعارضة، قام باتصالات دولية بهدف تأجيل القرار الظني أو العودة عن اتهام ((حزب الله))؟

- أنا أستبعد هذا الأمر، وأنا أعرف ان المملكة تعمل لما فيه الإستقرار والهدوء في لبنان وتحول دون أي قرار مسيّس يستهدف أي طرف عربي أو لبناني.

عار ان نصدق اشكينازي

# ولكن إذا ما صدر القرار بإدانة ((حزب الله)) هل ممكن لقوى 14 آذار/مارس أن تقف وتقول انا ضد هذا القرار؟

- أنا أنتظر القرار الظني حتى يصدر ومن الآن وحتى صدوره ولا نعرف متى، لا أريد أن أتكهن.

# بالتأكيد ليس في ايلول/سبتمبر، لأن البعض يقول انه في تشرين سيتم تمثيل الجريمة في مدينة بوردو في فرنسا؟

- كل المواعيد التي ضُربت مواعيد إسرائيلية والتي أكدها وعمل عليها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي وصدّقوه، وهذا عار أن نصدّق توقيت اشكينازي وأن نبني عليه قراراً سياسياً يغيّر البلد بناء على أقوال إسرائيلية، وباعتقادي لو ان أحداً من 14 آذار/مارس قام بذلك لكان اتهم بأنه عميل، وأنا لا أعرف كيف وقع ((حزب الله)) في هذه الغلطة إلا اذا كان قد إنجر الى هذا الأمر، وباعتقادي انه انجر، ولكن ما أقوله ان هذا القرار حتى الآن لم يحدد ولم يتم تأجيله.

قضية الشهود

# الواضح ان ((حزب الله)) الآن يركّز عبر إعلامه على شهود الزور وانتم تقولون لا شيء في القانون يسمّى شهود زور بينما ((حزب الله)) يصر على محاكمة هؤلاء؟

- أنا أقول لنترك القانون يحكم، والقضية وُضعت بيد وزير العدل، ونحن نتبنى أي مطالعة قانونية تصدر عن وزير العدل بعد استشارة كل المراجع والهيئات القانونية التي بالطبع سيلجأ اليها، ونحن سوف نحتكم الى هذه المطالعة وأتمنى أن يأخذ وزير العدل كل الوقت الكافي وكل الجهد لكي يطلع بقرار لا تشوبه شائبة وبعدها نبني على الشيء مقتضاه، فإذا كان هؤلاء شهود زور يجب محاكمتهم، وإذا لم يكونوا كذلك سنرى ماذا سيسمّون. وفي حال كانوا شهود زور، سنرى من هم شهود الزور وكيف تتم ملاحقتهم وما هو تأثيرهم على المحكمة وعلى التحقيق، وهل يفيد شهود الزور التحقيق في شيء؟ وهل هم أثّروا وغيّروا وبماذا أثّروا وغيّروا وكيف؟ لننتظر كل ذلك.

# لكن يُقال أنه تم توقيف الضباط الأربعة بناء على شهادات شهود الزور؟

- سوف نرى ما اذا كانوا قد أوقفوا بناء على شهادات هؤلاء ومن فبركهم وكيف تمت فبركتهم وما هو السبب والأهداف، ونبحث بالأمر وملاحقتهم.

# بعض صحف المعارضة يقول ان هذا الملف قد يوصل الى قريطم؟

- لا يهم الى اين يصل هذا الملف، ولكن أنا لن أرد على صحف تعيش على الإرتزاق وتكتب للإرتزاق. ولكن أقبل ذلك من جرائد محترمة. أنا أعود وأقول وأؤكد وهذا ما أتمناه على ((حزب الله))، البلد يحتاج الى مقامات لا الى كراكوزات ولا الى مهرجين ولا الى مرتزقة، لأننا في مرحلة يجب أن يتوقف فيها الإرتزاق فمن يريد أن يرتزق فليفعل ذلك ويجلس جانباً، ومن يريد التهريج فليفعل ذلك في بيته، ولكن لا أن نطلع ونهرج ونرتزق على حساب أمن اللبنانيين وعلى دم اللبنانيين وعلى كرامات اللبنانيين، فهؤلاء يجب تأديبهم ويجب على ((حزب الله)) أن يوقف خيطان الماريونات التي يعمل بها، وان يوقف بعض المأجورين في الإعلام لأنهم يسيئون اليه أولاً، ويسيئون للبلد ثانياً، ويقدمون خدمات مجانية لزارعي وصانعي الفتنة. هناك أبواق وغربان تنعق يجب أن تتوقف، وإلا إذا استمرت سياسة الأكاذيب والضخ في الإعلام ويظهر بعض المهرجين والكراكوزات لكي يتحدثوا ويهددوا اللبنانيين فنكون بذلك نساهم بخلق مناخ دخول فتنة، ونعزز الفتنة بعد شعار اننا لا نريد الفتنة. إذا كان حزب الله لا يريد الفتنة فليقفل أبواق الفتنة التي تأتمر بأوامره، أو التي ترتزق منه حتى لو كانت لا تأتمر به فباستطاعته أن يأمرها، كذلك إسكات أقلام الفتنة التي تأتمر به وترتزق منه لأنها تسيء الى ((حزب الله)) وتؤدي الى الفتنة، وخلاف ذلك يكون ((حزب الله)) كمن يغض الطرف عن الفتنة ونشر مناخاتها، وإذا كان ((حزب الله)) لا يريد شهود زور فلا يجب أن يطلع هسام هسام على شاشة ((المنار)) فلا أفهم كيف انه ضد شهود الزور وفي الوقت نفسه يفرد مساحة إعلامية لشاهد زور.

# ربما هذا ليؤكد ان هذا شاهد زور؟

- ولكن ماذا فعل ((حزب الله)) هل عرضه على شاشته ليأخذ منه رأياً لإدانة فريق، فإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني هو يستعمل شاهد زور، وبالتالي هو يشارك بالتزوير، وهذا تزوير على تزوير، فهل يعقل أن من يريد مواجهة قضية شهود الزور أن يظهرهم على شاشاته أم أن يطلب محاكمتهم؟.

# لماذا لم يتم مقاربة هذا الموضوع من قبل الحكومة إلا بعد طرحها من قبل السيد نصرالله وليس قبل خمس سنوات؟

- لأن القضاء الدولي كان يقول ان الأمر ليس من اختصاصه والقضاء اللبناني يقول سلم الأمر للقضاء الدولي، فهنا حصلت منطقة فراغ وهذه المنطقة كان يلزمها اجتهاد واليوم الوزير نجار وجد ان هناك اجتهاداً لملء هذه المنطقة في حال ثبت ان هؤلاء ينطبق عليهم قانونياً صفة شهود الزور، لأن أي شخص تتم ملاحقته يجب أن يكون لديه توصيف قانوني وتحت التوصيف القانوني نرى أين الثغرة في عدم ملاحقته، ونبحث عن الإجتهاد الذي يمكن أن يقفل هذه الثغرة، ولنر كيف ممكن محاسبتهم أو ملاحقتهم وما هي إمكانيات ذلك، فكل هذه الأمور يلزمها بناء مرحلة بعد مرحلة، لا أن نرمي الأمور ونرشقها رشقاً في الإعلام.

لبنان خارج المحكمة

# هل يمكن ان يتخلى لبنان عن المحكمة الدولية؟

- كلا لبنان خارج المحكمة، يعني لا يؤثر فيها ولا يُسيّس عليه، ولكن أن يتخلى لبنان عن المحكمة فهذا يعني ان الحكومة اللبنانية تتخلى عن بيانها الوزاري، وطاولة الحوار تتخلى عن الإجماع في مكوناتها، وكل القوى اللبنانية تلحس كلامها عن تأييد المحكمة في كل المنابر من الحكومة الى طاولة الحوار، وهذا يعني تلكؤ لبنان عن متابعة قرار دولي وتلكؤ لبنان عما أجمع عليه اللبنانيون في فترة من الفترات، وهذا يعني ان الزعماء الذين كانوا يقولون انها كانت تهريباً فهذا يعني انهم كانوا مهرّبين، ومن يقول انها مؤامرة دولية فيعني انه مشارك في المؤامرة.

أنا أقول ان اكثر كلام عاقل قاله الوزير وليد جنبلاط لن نقبل التسييس بالقرار الظني، ولكن لا نتخلى عن المحكمة، لأنه يعرف ان التخلي غير وارد وليس بمقدور لبنان ان يوقفها.

# لكن جنبلاط في مكان ما نصح الرئيس الحريري بالتخلي عن دم والده مثلما تخلى هو عن دم أبيه ؟

- قال له عندما يصدر القرار ان يسامح ولم يقل بايقاف المحكمة، ولكن أنا أقول لوليد بك جنبلاط ان السيد نصرالله يتهم إسرائيل فلماذا سيكون القرار لبنانياً، ربما كان إسرائيلياً ولماذا يطلب الآن من الرئيس سعد الحريري أن يسامح.

# لأن البلد كله بات يقول ((حزب الله))؟

- للأسف هذا بسبب الأخطاء المتراكمة من قبل الإدارة غير السليمة وغير السوية من قبل ((حزب الله)) التي أدت الى هذا الأمر، فالرئيس الحريري لم يكن يقبل ولا يقبل أن يصدر هذا الكلام الى العلن، ولا يفكر باتهام ((حزب الله)) وحتى الآن هو لا يفكر باتهام ((حزب الله)).

# نسمع في الإعلام كلاماً من الطرفين وفجأة في الليل نرى لقاءات بين الرئيس الحريري ومعاون امين عام حزب الله الحاج حسين خليل؟

- لأن الرئيس الحريري حريص على أمن البلد وتفويت الفرصة على الفتنة وحريص على الهدوء والحوار والتوصل الى ما يخدم البلد، ونحن نعتقد ان المرحلة ستكون هادئة والهدوء والروية سيؤديان الى خلاص لبنان من مشاكل كبيرة جدا وانه لا معنى لهذا التهويل الذي نراه الآن، بالأمس القريب كنا نقول يمكن أن نسير بالعدالة والمحكمة والوحدة الوطنية فكان يُقال لنا لا يمكن ذلك، فكان ان ظهر السيد وقال إسرائيل مدانة، فلو افترضنا ان ما قاله السيد قد ثبت فنكون قد مشينا بالمحكمة والعدالة والوحدة الوطنية.

دائماً نجد انه يتم وضع اللبناني أمام خيار مقفل وهذا غير صحيح، الخيار غير مقفل والأفق ليس مسدوداً والصراع ليس حتمياً وانفجار البلد ليس قضاء وقدراً هو من صنع أيدينا، والهدوء ايضاً من صنع أيدينا ونحن نعتبر اننا لسنا في مرحلة الخطر الشديد والمحكمة ستسير والوحدة الوطنية لن تهتز، هذا رأينا وتقديرنا والباقي كله تهويل.

# الى جانب التصويب على المحكمة ،يتم التصويب اليوم على الحكومة ويصدر كلام عن عدم انتاجيتها خاصة في ما يتعلق بالأمور الحياتية ؟

- برأيي ان التصويب على الحكومة فيه افتراء وسذاجة حتى لا أقول كلمة اكبر من كلمة سذاجة، فعندما نسمع وزيراً يقول لا يحق للحكومة أن تقول لا تريد ان تمّول الكهرباء فأنا أسأل هذا الوزير: أليس هو جزءاً من هذه الحكومة؟ وأليس هو موظفاً عند الشعب اللبناني ووزيراً جزءاً مكوّناً من هذه الحكومة يرأسه رئيس حكومة وحدة وطنية، فهل يعقل وهذا الوزير موظف عند الشعب اللبناني ان نسمعه يقول ان لا علاقة له بالحكومة، إذاً فليستقل. كيف يمكن أن يقول هذا الوزير ان لا عذر للحكومة، ومن قال له انه يستطيع أن يقرر عن بقية الحكومة، مثلاً سمعنا وزير الكهرباء يصنّف الناس طائفياً شيعة وسنة لا يدفعون والمسيحي يدفع، أنا أسأل هذا الوزير هل هو ممثل تيار وطني حر أم تيار طائفي مسيحي؟.

# النائب علي عمار حمل المسؤولية للصحافي الذي سأله سؤالاً عن الكهرباء فيما كان حديث الوزير مخصصاً للكلام عن النفط؟

- من اليوم وصاعداً يجب أن لا يسأله الصحافي او ان يتم وضع الأسئلة للصحافيين مسبقاً لكي لا يتفاجأ الوزير ويلحق صفة السرقة بطائفة بأكملها، أيضاً هذا الوزير يقول لا تضغطوا عليّ بل إضغطوا على الحكومة، فهل يعتبر ان الحكومة شيء آخر مختلف عنه.

أنا أعتبر ان هذا التصرّف يقع بين السذاجة والفشل والخطأ، فباعتقادي عندما يقول وزير مثل هذا الكلام عليه إما أن يستقيل أو انه ساذج ويتساذج وهذا الأمر غير مقبول.

فعندما نسمع الرئيس الحريري يقول نحن كحكومة مسؤولون ويأخذ الأمر في صدره، هل يعقل أن يطلع وزير الكهرباء وينتقد الحكومة، ايضا نسمع وزير الإتصالات الذي لا علاقة له بالكهرباء وهو فاشل في وزارته وأفشل وزير في تاريخ الوزارة نسمعه ينتقد ويتحدث عن الكهرباء.

# تقصد الوزير شربل نحاس؟

- الحمدلله نحن عندنا اتصالات ((بتسوى فرنكين)) في أيام الغلاء ونحن عندنا أسوأ قطاع اتصالات في العالم. أنا برأيي هذا الفشل المتراكم وأكثر وزراء ((ينقّون)) هم أفشل وزراء.

# ليس الا وزراء عون ((ينقون))؟

- وهم أكثر وزراء فاشلين لأنهم حتى الآن يعالجون فشلهم بكلام طائفي أحياناً أو يعالجون فشلهم بالإعتداء على صلاحيات غيرهم تارة على وزارة المال وتارة على وزراء آخرين.

# لكن أرجو أن لا تقول انك انزعجت لأن جبران باسيل اتهم جماعة ((حزب الله)) الشيعة في الضاحية بأنهم لا يدفعون فواتير الكهرباء لانني سأشك بانزعاجك؟

- نعم زعجت كثيراً أنا أعتبر ذلك درساً ولكن أنا ضد كل هذا الخطاب، أنا ضد كل خطاب طائفي، ويصنّف الناس طائفياً بالدفع وغيره، يمكن أن نتحدث عن مناطق لا تدفع لا عن طوائف لا تدفع.

# ألا تتحمل الحكومة مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي؟

- بلى الحكومة تتحمل، ولكن لا يعقل ان نسمع رئيس الحكومة يقول، الحكومة تتحمل وتقوم بكذا وكذا، وفي الوقت نفسه نسمع وزيراً يطعنه بخنجر في الخاصرة.

# ماذا أنتجت الحكومة حتى الآن؟

- فلتُنجز الميزانية حتى تنتج الحكومة، نأتي لمناقشة الموازنة فيضعوا بوجهها خمسة آلاف عقبة، وفي الوقت نفسه يسألون لماذا لا تسيّرون أمور الناس؟.

أنا واحد من الناس الذين لديهم مليون ملاحظة على الموازنة إذا أردت أن أضعهم أمامها أعرقل أمور الناس وبين من يتفلسفون بالموازنة للإدعاء انهم يوفّرون الف دولار هنا و30 الف دولار هناك وأن يقوموا بتأخير الموازنة وتضييع ملايين الدولارات على البلد، أفضّل أن أمرر الموازنة لأننا في حالة استثنائية.

# هل ترى ان الحكومة أثبتت فشلها لأنها حكومة وحدة وطنية ولأن هناك فريقاً معارضاً داخلها؟

- هذا ما كنا نحذّر منه ونطالب بأن يكون هناك معارضة وحكومة ولكنهم لم يقبلوا وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون نريد معارضة، عادوا ليقولوا لا نريد معارضة، نريد حكومة وحدة وطنية، لكن حكومة الوحدة الوطنية لها ثمن وكنا نعرفه وقلناه لهم، ولكن هم يريدون حكومة وحدة وطنية ولا يريدون أن تكون في البلد معارضة وحكومة تسيّر أمور البلد، وبالتالي، أما تكون هناك معارضة وحكومة وتسير الأمور بشكل أسرع أما أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية وعلينا أن نتحملها، ونحن تحملناها، ولكن رضي القتيل ولم يرض القاتل فنحن نتحملها، وبالتالي عليهم هم أن يتحملوها، لذلك نحن نقول لهم هذه حكومة الوحدة الوطنية بطيئة هي تعمل لكن طبيعتها بطيئة وبطؤها الإضافي هو بمن نسميهم الوزراء الشاذين الذين يشذون عن القاعدة، لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن وزير شاذ عن الحكومة، وفي الوقت نفسه نتحدث عن عمل حكومي ملتزم ومتزن، ولا يمكن أن نتحدث عن حكومة وحدة وطنية بدون صراع، أو نحمّل مسؤولية الوحدة الوطنية، كما يقول رئيس الحكومة انه يتحمل مسؤولية كرئيس كل الحكومة ويدافع عن كل وزرائه وليس أن يطعنه وزراؤه أو بعض الوزراء في خاصرته، والقول انهم في حكومة وحدة وطنية فمن جهة يتنعمون بمحاسن حكومة الوحدة الوطنية ومن جهة يسيئون الى هذه الحكومة بشكل عام.

# البعض يقول ان هناك معادلات قادمة على البلد ستغير في معادلات الحكومة؟

- لن يغيّر القرار الظني في حال صدوره أي معادلة لا حكومية ولا غير حكومية، وكل ما نسمعه هو مجموعة تهويلات ومجموعة أصوات هامشية لا قيمة لها.

# هل هناك من حرب إسرائيلية على لبنان؟

- أنا أتخوّف من حرب إسرائيلية، لأن إسرائيل بعدما فشلت في تمرير الفتنة حتى الآن وبفعل وجهد سعودي استثنائي، وبحكمة كبيرة من الرئيس الحريري، وبتدخل سوري إستثنائي فشلت الفتنة التي كانت تُعد لها ربما تلجأ الى تسخين الجبهة كما حصل في العديسة لأنها تريد تنفيذ أهدافها بتفتيت البلد وهي لم تستطع ذلك بالفتنة ستحاول ذلك بالحرب، لذلك يجب أن نكون يقظين مثلما فوّتنا الفتنة أن نفوّت إمكان الحرب الإسرائيلية على لبنان، ويفترض بالسوري أن يكون معنا في تفويت الفرصة على إسرائيل، والسوري قال انه اذا كان هناك أحد السوريين مداناً من المحكمة الدولية ستتم محاكمته كخائن، وبالتالي يفترض بالسوري أن يكون من ضمن هذه التوجهات، وعندما لا يكون من ضمنها يكون كمن برتكب الخطأ بحق نفسه أولا، وأنا أعتقد ان السوري حتى الآن هو في هذا التوجه، لأن الخطر علينا وعليه جميعا، ومن يعتقد ان الخطر سيقع على طرف واحد فهو مخطىء ونحن نعي هذا الأمر ونتجنب الخطر، والرئيس الحريري مُصر على عدم مواجهة أي نازع من نوازع الخطر ولا يريد ان يطلق أي شرارة تستفيد منها إسرائيل، ولا يريد فتح أي طاقة يدخل منها أي تسرّب خارجي لإيجاد بذور الفتنة في الداخل، وهذا دليل على انه مسؤول ويعي مسؤولياته ويريد أن يحمي البلد، ويفترض بالسوري أن يحمي البلد لأن حماية لبنان هو جزء من حمايته لنفسه، وألا نكون نلعب ونرجع لهؤلاء المهرجين والكراكوزات وإدخال البلد في بوابة السخافة، والعبثية لا تؤدي الى شيء سوى الى تغذية البغضاء والضغينة، وبالعكس تقدّم خدمات مجانية لمن يريد من الخارج ان يدخل ليفتتنا.

أنا هنا أقول هناك عملاء مدفوعو الأجر، وللأسف هناك عملاء متطوعون وعملاء جاهلون لا يعرفون انهم عملاء، فليس العميل فقط هو الذي يخدم إسرائيل وتعطيه الأموال، إنما هناك أشخاص يقدمون خدمات مجانية بسذاجتهم، وهناك أشخاص دورهم يحتم عليهم ذلك، لأنهم لن يكونوا موجودين أذا لم يقدموا على هذا العمل، وبالتالي دورهم يستدعي أن يكونوا في خدمة هذا المشروع التفتيتي الخارجي، وللأسف يذهبون ويتمسحون بـ((حزب الله)) وينزلون تحت عباءته حتى يبيّضوا صورتهم.

 

إستقيلوا..

حازم الأمين

الجمعة 27 آب 2010

لا بأس، انه حادث فردي، ولا خلفيات سياسية أو طائفية له... ما علينا الا ان نصدقهم، وإلا فماذا نستطيع ان نفعل. ثم ان ما حمله هامش الخبر في صحف اليوم التالي من تفاصيل صغيرة من نوع ان "عناصر الحزب في منطقة برج أبو حيدر، وما ان عرفوا بحقيقة مقتل مسؤولهم حتى قطعوا اتصالهم بقيادتهم التي كانوا على يقين من أنها ستضغط عليهم لمنعهم من القيام برد فعل"، حملنا بدوره على استعادة أيام خوال كنا فيها نسمع بخبر مشابه في أعقاب كل اشتباك.

هل علينا ان لا نتذكر بعد قراءتنا هذه التفاصيل ما كنا نكابده في سنوات الفوضى؟ وكيف لنا ان نفعل ذلك؟ فعبارة "حادث فردي" اذا ما قرنت بعبارة "قطعوا اتصالاتهم بقيادتهم" لا يمكن ان ينجم عن اجتماعهما غير استعادتنا لقاموس تلك الأيام!

استجمعوا ذاكرتكم جيداً، وأعيدوا تركيب المشهد في أذهانكم، فلن تحصلوا عندها على غير مشهد "حرب العلمين"، لكننا في ذلك الوقت لم نكن لنخوّن اذا ما تذمرنا، اذ كان السلاح في حينها مدنس، وهو اليوم مشرع. نعم مشرع، وإلا لكان وزيرا الدفاع والداخلية قد وضعا استقالتهما على طاولة مجلس الوزراء بعد ان انتهكت مهمتهما في منع السلاح غير المشرع. وأن يقول أحدهما ان السلاح في أيدي الناس كلهم في بيروت، مبرراً تخاذل السلطات، فهذا غير صحيح على الإطلاق، اذ إننا كنا مساء الثلثاء أمام أحزاب مسلحة، ولم نكن حيال سلاح فردي. ثمة قذائف صاروخية أطلقت، وظهر مطلقوها في الصور التي نشرتها الصحف. ثمة حاجز أقيم في منطقة البسطة، وكاتب هذه السطور عاينه بأم عينه.

كل هذا لم يحرك بوزراء السيادة الوطنية دافعاً الى الاستقالة. النساء والأطفال الذين هربوا من منازلهم في تلك الليلة لم تحرك شيئاً، والخسائر التي مني بها المواطنون أيضاً. زهقت أربعة أرواح، من دون ان يتحرك الحق العام... وكيف يتحرك هذا الحق في ظل القداسة التي يتمتع بها السلاح.

المسلح الذي أوقفني أمام محطة الضناوي في كركول الدروز عند الساعة الثامنة مساء كان سلاحه مقدساً وأنا حاولت تدنيسه بنظراتي الخائفة وباستعدادي لتوسله في حال قرر إيقافي. هذه أيضاً حال وزراء السيادة الوطنية الذين لا يقل خوفهم عن خوفي في لحظة كهذه. على هذا النحو رحت أفكر في تلك الليلة، اذ كيف لي ان ألومهم وأنا من شعر بالخوف من ذلك المسلح، فهم بشر مثلي. لكن بعد وقت قصير تذكرت أنني لست وزيراً، وهم أختيروا وزراء لأسباب كثيرة من المفترض انها غير متوافرة في رجل مثلي (أو في امرأة مثلي)، منها انهم من المفترض ان لا يخافوا. إستقيلوا يا وزراء السيادة الوطنية، فأي عاصمة في العالم تشهد في شوارعها حرباً بين حزبين شرعيين ويبقى وزراء السيادة فيها في مناصبهم؟. الاستقالة هنا هي جزء من المهمة الموكلة إليكم، اذ انها وعلى رغم مضمونها السلبي لكنها قد توصل رسالة باسمنا.

 

 

شعـار "بيروت منزوعة السلاح" على طريق التنفيذ الهيئات المنتخبــة تجتمع انطلاقــا من "الدوحة" تحركات شعبية ورسمية سلمية حتى تحقيق المطالب

المركزية – وضعت الاشتباكات التي شهدتها أحياء بيروت بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأصبع على جرح كبير في خاصرة بيروت بدأ ينزف منذ أحداث 7 أيار 2008 ولا يزال، فلا تكاد العاصمة تلملم ذيول معركة حتى تنطلق أخرى كان آخرها بين حليفين في السياسة استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة المتوسطة ما دفع البيروتيين الى التساؤل هل تحولت العاصمة جبهة مع العدو الاسرائيلي وما كان سيحصل لو وقعت الاشتباكات بين فريقين متخاصمين سياسيا في ضوء الخطابات التوتيرية والتصعيدية الأخيرة على خلفية القرار الظني للمحكمة الدولية؟

الى ذلك طرحت أحداث الأيام الأخيرة تساؤلات حول مصير اتفاق الدوحة وهشاشة التسوية التي أرساها بعد أحداث 7 أيار ومدى تمسك القوى السياسية بالحوار كأساس لفض النزاعات الداخلية بعيدا من الاحتكام الى السلاح والعنف، فإذا بهذا الاتفاق يخرق بشكل فاضح بما وصف بـ7 أيار مصغر، ما أطلق تحركا على المستويين السياسي والرسمي تمثل بتشكيل لجنة وزارية في رئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وعضوية وزيري الدفاع والداخلية الياس المر وزياد بارود "لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح"، واكبتها مواقف متتالية دعت الى جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح، رافضة العودة الى منطق الأمن بالتراضي واللجان الأمنية وتحول الجيش الى وسيط بين المتنازعين عوض أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه اللعب بامن المواطنين وسلامتهم. وانطلاقا من اتفاق الدوحة يسعى نواب بيروت وفاعلياتها الى تثبيت شعار "بيروت منزوعة السلاح" الذي رفع منذ أكثر من سنة من دون أن يلقى طريقه الى التنفيذ، وفي هذا الإطار تعقد الهيئات المنتخبة في بيروت إجتماعا في الثالثة بعد ظهر اليوم في فندق "الريفييرا" يبحث في كيفية وضع أطر عملية وتقديم اقتراحات تنفيذية كخطوة أولى وضرورية للمجتمع المدني في اتجاه "بيروت منزوعة السلاح"، على أن ترفع الى اللجنة الوزارية لدرسها قبل أن ترفع اللجنة تقريرها الى مجلس الوزراء مجتمعا ليأخذ القرارات المناسبة في هذا الشأن بعدما أظهرت كل القوى السياسية وفي مقدمها حزب الله استعدادا للتعاون مع اللجنة لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح ليس فقط في بيروت إنما في كل المناطق اللبنانية.

وأفادت أوساط كتلة المستقبل النيابية "المركزية" أن "الاجتماع سيبحث في الأحداث التي شهدتها العاصمة أخيرا وظاهرة تفشي السلاح واستسهال استعماله ضد المواطنين العزل والممتلكات، وسيطرح سلسلة سيناريوهات للوصول الى خطوات عملية على طريق تنفيذ شعار "بيروت منزوعة السلاح"، مؤكدة أن كل "الخطوات المنوي اتخاذها لن تخرج عن الطابع السلمي وقد تشمل تحركات شعبية ضاغطة في اتجاه أن تتحمل الدولة مسؤوليتها وتضرب بيد من حديد جميع المخلين بالقانون الى أي جهة انتموا، على أن تكون القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي مخولة وحدها الحفاظ على الأمن والاستقرار". وشددت على أن "أهالي بيروت ونوابها وفاعلياتها لن يقبلوا بعد اليوم أن يبقى شعار "بيروت منزوعة السلاح" حبرا على ورق لأن استباحة المدينة عند كل مفترق طرق لم يعد مقبولا خصوصا أن السلاح موجود لمواجهة العدو الاسرائيلي لا لاستعماله في الداخل وبالتالي على حزب الله أن يدرك هذا الأمر ويقرن الأقوال بالأفعال بعدما أعلن استعداده للتعاون مع اللجنة الوزارية المكلفة معالجة ظاهرة تفشي السلاح خصوصا أن حلفاءه والمقربين منه بدأوا يقتنعون بأهمية هذا التوجه لمصلحة السلم الأهلي".

 

اللبنانيّون تحرّروا من "خوف 7 أيّار" ودخلوا في خوف جديد

حرب الشوارع خروج على القانون

المستقبل - الجمعة 27 آب 2010 - وسام سعادة

يشترط بأيّ تشخيص بارد لطبيعة الإشتباك الدامي بين "حزب الله" و"جمعية المشاريع" إعادة الحدث إلى سياقه العام. عندئذ يبرز الإصطدام كأكبر اهتزاز من نوعه للوضع الأمنيّ المفروض على العاصمة وأبنائها بنتيجة عملية 7 أيّار التي لم تخف يوماً طبيعتها "الفئويّة" المتعارضة بالعمق مع ألفباء البلد الميثاقيّ.

إنّ خطورة مشهديّة "حرب الشوارع"، على خطورة إستعادتها كما جرى لليلة كاملة في أحياء برج أبي حيدر وخط النويري والبسطة الفوقا وحي فتح الله وشارع المأمون ومنطقة رأس النبع والبربير ينبغي ألا تخفي أنّها أعادتنا إلى الواقع، بل أعادت الواقع إلى صورته الكاملة بعد أن كان محكوماً علينا أن نراه مجتزأ في السنتين الماضيتين. هذا الواقع يقول إنّ 7 أيّار لم يكن انقلاباً شاملاً ومطلقاً، وإنّ نصف إنقلاب أمنيّ لا يمكن استكماله بنصف انقلاب سياسيّ متمّم له، وإنّ ثمّة دائماً ثمناً سياسياً وأمنياً يدفعه الطرف الذي يبادر إلى نصف انقلاب والذي لا تتيح له طبيعته ولا الظروف أن يمضي إلى انقلاب كامل. كانت السيطرة الأمنيّة على بيروت بنتيجة عملية 7 أيّار سيطرة فاصلة، لكنها بقيت مع ذلك سيطرة نسبيّة، غير مثبّتة، وبقيت بعيدة عن التحوّل إلى هيمنة مطبقة. الإصطدام الدامي الأخير يعيد التذكير بهذا الواقع كاملاً، ومن هذه الناحية فقط يمكن أخذ العبرة، بل أكثر، يمكن إعداد العدّة للتحرّر من الخوف الجاثم في الصدور منذ 7 أيّار. من الآن فصاعداً ينبغي التمييز بين الدعاية التي يقوم بها الطرف المسيطر عن نفسه وعن مدى سيطرته وعن مدى قدرته على توسيع سيطرته وبين الواقع، سواء الواقع القائم الذي يشي بحدود لهذه السيطرة ليس من السهل تجاوزها، كما بمشاريع "إستكماليّة" تدغدغ رأس الطرف المسيطر فتوتّره حيناً وتفرض التوتير على الجميع حيناً آخر.

في المقابل، فإنّ مصدراً جديداً للخوف بثّته الإشتباكات الأخيرة. ذلك أنّه أكبر اهتزاز من نوعه للإستقرار الأمنيّ في العاصمة منذ 7 أيّار، وأوسع ابتعاد عن صيغة ومفردات "إتفاق الدوحة"، كما أنّه الإختبار الميدانيّ الحقيقيّ لوجوب الفصل بين مسألتين: سلاح التنظيمات الذي ينبغي سحبه كليّاً، من بيروت أولاً ثم من جميع المحافظات اللبنانيّة، وتسليمه إلى الدولة اللبنانيّة. والسلاح الذي انوجد في مواجهة العدوّ الإسرائيليّ والذي ينبغي تسوية الخلاف حوله على طاولة الحوار من خلال وضع قراره في إمرة الدولة اللبنانيّة أوّلاً، تمهيداً لوضعه ككل في إمرة الدولة لاحقاً، ولدمجه في أجهزة الدولة في مرحلة ثالثة.

الخوف هنا من تفشّي حالات انعدام الإستقرار ومن تطبيع مشهديّة تحارب فصيلين مسلّحين وتدخّل الدولة للفصل بين المتحاربين، بدلاً من أن تكون الدولة جهازاً قمعيّاً لكلّ المخلّين بالأمن، والمخلّ بالأمن قانوناً هو من يحمل سلاحاً يمكن أن يستدرج سواء من طريق الفعل أو من طريق ردّ الفعل إلى أيّ من مناخات حرب الشوارع، وبالذات في مدينة مفترض فيها تعميق ثقافة إدانة حرب الشوارع.

بعكس كل العنتريات التي سمعناها في السنتين الأخيرتين، فإنّ منطق حرب الشوارع يميل إلى "التعادل الإستنزافيّ" بين جميع الفصائل التي تخوض هذا النوع من الإقتتال، وهو بالتالي منطق يتعارض مع استسهال "الإنقلاب الشامل" إنطلاقاً من مشهدية مفردة ومجتزأة من حرب الشوارع الخاطفة، والمخاضة من جهة واحدة كما في 7 أيّار. في الوقت نفسه فإنّ وجود أرضيّة خصبة لحرب شوارع جديدة هو أمر يرعب المواطنين اللبنانيّين، ويستدعي أن تنبري الدولة من أعلى هرمها وبكامل مؤسساتها إلى تحمّل مسؤوليّتها، إنطلاقاً من جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح ومن ثم سحب المسلّحين من كافة الشوارع والأحياء على مدى الخارطة اللبنانيّة.

بمعنى آخر، بعد الإصطدام الداميّ ثمّة عنصر تفاؤليّ يرتبط بنهاية نوع من الخوف كان مفروضاً على الصدور منذ 7 أيّار، ويتصل بانبعاث نوع من الخوف من انتشار الفوضى، ومن تداخل هذه الفوضى مع لعبة المحاور داخل وخارج لبنان، وبشكل أساسيّ من إندراج هذه الفوضى ضمن مخطّطات الطرف الذي يرفع شعار "الإستقرار بدل العدالة". هذا في حين أن الواقع البيروتي يظهر بوضوح خطل هذا الشعار. فلا استقرار إلا على قاعدة العدالة القضائية من ناحية، وعلى قاعدة اعتبار التقاتل في الشوارع خروجاً عن القانون من ناحية أخرى.

في المقابل، ليس هناك من مستند واقعيّ للتحليل الذي يرى أنّه يمكن لهذا النوع من الأحداث أن يستدرج صعوداً للمناخات المتطرّفة على حساب المناخات المعتدلة، وتحديداً الإعتدال والإنفتاح والشراكة في الوسط السنّي، ممثلاً بـ"تيّار المستقبل". مثل هذا التحليل يحاول أن يلبس عباءة "السوسيولوجيا" لكنه أقرب إلى الخطاب الشعبويّ، ذلك أنّ طبيعة الإنقسام المذهبيّ في لبنان تتقاطع مع انقسام بين اعتدال وغلوّ، بحيث إنّ الوعي التاريخيّ الذي أوجدته الطائفة السنيّة لنفسها خصوصاًً بعد الحرب، وبالإرتكاز إلى الظاهرة الإستثنائيّة التي جسّدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان وعي أنّها الطائفة المعتدلة، الطائفة التي تجد في الإعتدال قوّتها وشخصيّتها ودورها، بحيث أنّه إعتدال متعدّد المستويّات بالضرورة: إعتدال تقريبيّ بين المسلمين على الصعيد المذهبيّ، وإعتدال تشاركيّ تناصفيّ بين المسلمين والمسيحيين على الصعيد اللبنانيّ العام، وإعتدال متّصل بالإعتدال الرسميّ العربيّ على صعيد المحدّدات الإستراتيجية الأساسية في المنطقة وبالذات في ما يتعلّق بالصراع العربيّ الإسرائيلي وفي ما يتعلّق بالعلاقات بين الدول العربية، وإعتدال متّصل بالتراث الليبراليّ على الصعيد العالميّ.

وعندما يكون الإعتدال مطابقاً لوعي طائفة لنفسها، بل لوحدة هذه الطائفة على الصعيد الوطنيّ العام، لا يمكن الإسترسال في التخوّف من انتشار بيئات "مقفلة" أو "متطرّفة" بل على العكس، يصبح من الممكن تماماً أن يصير الإعتدال مؤثّراً حتى في البيئات "الأيديولوجيّة" أو "الحركيّة" ضمن هذه الطائفة.

على قاعدة هذه المقاربة، يمكن القول إنّ الإصطدام الأخير هو فرصة تاريخية أيضاً أمام الإعتدال ليؤكد مشروعيّته إنطلاقاً من ثابتة أن حرب الشوارع خروج على القانون، وعلى الدولة تحمّل مسؤولياتها بمعية قواها الشرعيّة.