المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 04 تموز/10

إنجيل القدّيس يوحنّا 3/13-36

أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

 

المحكمة الدوليّة

نصير الأسعد، السبت 3 تموز 2010

في الآونة الأخيرة، قام فريق 8 آذار الإقليميّ والمحليّ، و"حزب الله" بشكل خاص، بما يعتقد أنّها خطّة "مبكّلة" للهجوم المضاد على المحكمة الدوليّة. وتوقيتُ هذا الهجوم المضاد، ذو علاقة بالمُعلن من جانب المحكمة عن التقدّم في عملها وعن إقتراب موعد صدور القرار الإتهاميّ عن الإدعاء الدوليّ في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذو علاقة بتقدير الفريق المذكور أنّ موعدَ قرار الإتهام بات وشيكاً في غضون أسابيع قليلة، وأنّه سيتضمّن توجيهاً للأصابع نحو هذا الفريق المحدّد.

ومِن الواضح أنّ خطّة الهجوم المضاد هذه، تمحورت حولَ أربعة عناوين ـ مفاصل لم يتأكّد للمراقبين والمتابعين أنّها مترابطة إلاّ في الأيّام القليلة الماضية، وأنّها تترابط بالضبط عند موضوع المحكمة الدوليّة. وذلك من دون إنكار حقيقة أنّ كلّ عنوان من العناوين الأربعة قابلٌ للتوظيف في مواضيع أخرى.

العنوان ـ المفصل الأوّل، كانَ الحملة "الفجائيّة ـ في حينها ـ على "إتفاقيّة الهبة الأميركيّة" إلى قوى الأمن الداخلي، والتي إختُرعت لها تسميةٌ مزوّرة، فقدّمها فريق "حزب الله" على أنّها "إتفاقيّة أمنيّة" لبنانيّة ـ أميركيّة. ولم يكُن خافياً ـ ولا للحظة ـ أنّ هذا الفريق الذي "لا يرتاح" إلى مؤسّسة قوى الأمن، و"يتذكّر" أنّ "شعبة المعلومات" فيها تعاونت بمهنيّة وجديّة عاليتَين مع التحقيق الدوليّ ما كلّف "الشعبة" أثماناً دامية، إنمّا كان ـ فريق "حزب الله" ـ يتطلّع من وراء حملته هذه إلى إحاطة مؤسّسة قوى الأمن بـ"شبهات" وإلى تعريض صدقيتها، وإلى زعزعتها بالمحصّلة الأخيرة. وبطبيعة الحّال، لم يجنِ الهجوم المضادّ في مفصله الأوّل هذا ثماراً، سوى أنّه أحدث ضجيجاً صوتيًّا عالياً وشغل البلد في سجال سياسيّ حادّ، إذ تبيّن أنّ "إتفاقيّة الهبة" سليمة ودستوريّة ومفهومة.

العنوان ـ المفصلُ الثاني، إنطلق من كلام قاله مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة جيفري فيلتمان في إحدى لجان الكونغرس. وممّا قاله فيلتمان إنّ بلاده قدّمت مساعدات إلى لبنان وفيه بقيمة 500 مليون دولار في إطار سياسة أميركيّة هادفة إلى "مواجهة التطرّف" وإلى "الحدّ من جاذبيّة حزب الله لدى الشباب اللبنانيّ".

إعتبر "حزب الله" كلام فيلتمان "شحمة على فطيرة". لكنّه ـ أي "حزب الله" ـ أقدم على "تقويل" فيلتمان ما لم يقله. ذلك أنّ "الحدّ من جاذبيّة حزب الله" شيء في "لغة الضاد"، في حين أنّ "تشويه سمعة حزب الله" كما فسّر الحزب شيء آخر. والحال أنّ ما قاله المسؤول الأميركيّ مفهوم و"طبيعيّ"، مِن منطلق أنّه يرى أنّ "مواجهة التطرّف" تكون بدعم الدولة اللبنانيّة وبدعم مشاريع تنمويّة، وأنّ نجاح الدولة والتنمية تالياً يحدّان من "جاذبيّة حزب الله" (تُرى فيلتمان يعترف بأنّ لحزب الله "جاذبيّة"!). وأخذاً للأمور كما هي، ينبغي التذكير هنا بأنّ كلام فيلتمان أتى بعدَ فترة وجيزة من إعلان مسؤول آخر في "مجلس الأمن القوميّ" الأميركيّ انّه وإنطلاقاً مِن ضرورة تحوّل "حزب الله" إلى "حزب سياسيّ" كما قال، فإنّه إلتقى أشخاصاً من "الجناح" السياسيّ لهذا الحزب، وإنّه يشجّع على مثل هذه الإتصالات. إنّه اذاً موقفٌ أميركيّ مبنيّ على توجّه معيّن، وهو ذو هدف معنوَن بـ"الحدّ من جاذبيّة حزب الله" ولا علاقةَ لأحد في لبنان به. وليس سراً على أيّ حال، أنّ لفريق من اللبنانيين ـ 14 آذار ـ رأياً يعبّر عنه حيال "حزب الله" وعلاقته بلبنان الكيان والدولة أياً تكن مواقف وآراء الأطراف الخارجيين.

إذاً، إنطلق "حزب الله" من كلام جيفري فيلتمان مصّراً على أنّ هذا الأخير عنى "تشويه صورة الحزب"، وزعمَ أنّ المساعدات الأميركيّة التي تمرّ بالدولة وبمصارف لبنان (تُرى هل يمرّ تمويل الحزب بالمصارف اللبنانيّة وكيف؟)، إنمّا تموّل عمليّة تشويه سُمعة. وإنقضّ في حملةٍ لا توّفر شيئاً، حتّى ذهبَ الأمرُ بأحد مسؤولي "حزب الله"، بذريعة أنّ الولايات المتحّدة تقدّم مساعدات، إلى حدّ الحديث عن "جمعيّات أهليّة وهميّة"، وعن شكّه بما سمّاه "مجموعات وشرائح" كثيرة.. أي أنّه ذهبَ إلى حدّ إصدار حكم ضدّ "المجتمع الأهليّ" أو "المجتمع المدنيّ" في لبنان، وذلك بعد أن أعلنَ المسؤول الحزبيّ نفسه أنّ كلّ شيء في لبنان مخترق.. أميركياً لحساب إسرائيل، معدّداً قطاعات الإتصالات والإعلام والثقافة والتربية والتعليم!.

العنوانُ الثاني المتضمّن إتهاماً لـ"المجتمع" برمّته وترهيباً له بانّه "يقبض من أميركا" ضدّ "حزب الله" (!) لم يُنتج طحيناً. والعنوانان الأوّل والثاني هادفان بدون شكّ إلى تصوير أنّ لبنان في ظلّ "إجتياح" أميركي وأنّ ثمّة "متعاونين" مع هذا الغزو، وهادفان في الوقت نفسه إلى تهديد الداخل. فهل يستطيع "حزب الله" فعلاً أن يدّعي بأنّ البلد "مخطوف" على هذا النحو مِن قبل الولايات المتحدّة فيما واقع الأمر أنّه هوَ من يخطف البلد ويأسره ويهدّده لحساباته السياسيّة الخاصّة؟.

أمّا العنوان ـ المفصل الثالث، فكانَ ذا مقاصد مباشرة أكثر. أُعلن توقيف موظّف في شركة "ألفا" للهاتف الخلويّ بتهمة التجسّس لحساب إسرائيل. وإذ لم يكن مضى على إعلان توقيفه لدى القضاء العسكريّ سوى يومَين، جرى في وسائل إعلاميّة تابعة لـ8 آذار الإقليميّ والمحليّ، تسريبُ "خطّة" تجسس" المتهمّ بمعلومات تفصيليّة! (هل كان موقوفاً في "مكان ما" قبلَ توقيفه "رسمياً"؟). وفي ما جرى تسريبه، "معلومة" تقول إنّ هذا "الجاسوس" الذي بدأ تجسّسه مِن أيّام شركة "سيليس" (قبل إغتيال الرئيس الحريري والإنسحاب السوريّ من لبنان) كانَ يستخدم "وهمياً" هواتف فعليّة تخصّ أشخاصاً فعليين من غير قدرة لهؤلاء على معرفة الأمر. وهنا بيت القصيد. سارع أحد أحزاب 8 آذار بعد ذلك مباشرة إلى تلخيص المطلوب: إنّ كلّ ما إستند التحقيق الدوليّ إليه في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد، إسرائيليّ المصدر! وواكبَ 8 آذار "كلّه" الموضوع بالحديث عن أنّ الإتصالات موجودة في قبضة إسرائيل!.

المسألةُ هنا إذاً ليست مسألة تجسّس تستدعي إجماعاً لبنانياً على إدانته والتشدّد بشأنِه. فهي مسألة بناء ملّف إتهام المحكمة الدوليّة بأنّها بنت تحقيقاتها على "داتا" إسرائيليّة وبأنّها هي نفسها إسرائيليّة.. وأميركيّة. غيرَ أنّ ما فاتَ واضعي خطّة الهجوم المضادّ المشار إليه، هو أنّ من حقّ المحكمة الدوليّة التي تُرمى تحقيقاتها بتهمة الإستناد إلى معلومات إسرائيليّة، بل من طبيعة واجبها أن تطلب الإستماع إلى الموقوف وأن تطلب تسليمه لها. فاذا كانت لدى واضعي خطّة الهجوم المضادّ هذا الجرأة فليوافقوا إذاً على "مواجهة" المحكمة بالموقوف!.

والعنوان ـ المفصل الرابع، كانَ ما يُسمّى "إعتراض الأهالي" على تدريبات لقوّات من "اليونيفيل" في عدد من قرى الجنوب.

"كان" الإعتقاد السائد لدى شطر أساسيّ مِن الإجتماع السياسيّ اللبنانيّ أنّ "إعتراض الأهاليّ (!) يحصل "ربمّا" للحؤول دون قيام "اليونيفيل" بمراقبة الوضع في منطقة عملها وبموجب تفويضها المحدّد في القرار 1701، أو هو "ربمّا" عشيّة صدور التقرير الدوليّ للأمين العام للأمم المتحّدة بان كي مون حول الـ1701 تهديد كي لا يتضمّن إشارات لا تعجب "المعنيين"، أو هو "ربمّا" تهديد لـ"اليونيفيل" كي لا تقوم بدورها البحريّ تفتيشاً للسفن الإيرانيّة بموجب قرار العقوبات الرقم 1929، أو هو "ربما" إحتجاجٌ على فرنسا ومواقفها عبر جنود كتيبتها (التركيز اللافت لـ"إعتراض الأهالي" على الفرنسيين) الخ..

يستمّر الإعتقادُ بكلّ الإحتمالات الآنفة.. لكن مع ملاحظة أنّ "أحدهم" قالها على المكشوف: إنّ قوّات "اليونيفيل" ستتعرّض لـ"الغضب" إذا اتهمّ "حزب الله" أو "ورّط" في جريمة 14 شباط. وهذا الـ"أحدهم" ذو باع أو لسان طويل في مهاجة "اليونيفيل" وإعتبار قوّاتها أهدافاً.. علماً أنّ السؤال يطرح نفسه: ما علاقة "اليونيفيل" والقرار 1701 بالمحكمة الدوليّة؟.

الجواب عن هذا السؤال أتى من صحيفة "تشرين" السوريّة الرسميّة قبل أيّام. وهو أتى مكمّلاً لما يقوله "حزب الله".

قالت الصحيفة إنّ ثمّة "مؤامرة إسرائيليّة ـ أميركيّة تهيّء لأمر ما في لبنان"، مضيفة أنّ هدفها "إشغال المقاومة". وفي معرض تعداد عناصر "المؤامرة"، ذكرت "تشرين" أنّ "ثمّة تواطؤاً بين اليونيفيل وإسرائيل في قضم أراض لبنانيّة وفي تغيير معالم الخطّ الأزرق". واللافت أنّه في يوم صدور هذه الإفتتاحية، أعلن مسؤول بارز في "حزب الله" أنّ هناك عمليّة بيع وشراء لأراضٍ ويحصل طلب لصحف عقاريّة في مناطق توجد فيها قوّات أجنبيّة".

الجواب إذاً من جانب واضعي خطّة الهجوم المضادّ هو أنّ "اليونيفيل" إسرائيليّة!.

إكتملت الخطّة وجرى "تبكيلها": كلّ ما ومن هو غير سوريّ أو حزب اللهّي، هو إسرائيليّ ـ أميركيّ.. والمحكمة الدوليّة أوّلاً.

فهل ثمّة ما هو أوضح وأصرح من ذلك كلّه؟.

نعم، إنّ هذه المفاصل المترابطة، تترابط بوهَن وعلى توتّر ظاهر، إذ كيف لا يكون واهناً ومتوتّراً من يضع نفسه دفعة واحدةً في مواجهة الجميع: المؤسّسات والقوى السياسيّة .. و"المجتمع" .. والعالم؟!.

 

التحرشات ضد "اليونيفيل"

علي حماده/النهار     

في جنوب الليطاني، وبالاخص في منطقة عمليات القوات الدولية "اليونيفيل"، ليس هناك شيء اسمه "الاهالي". هناك فقط "حزب الله" الذي يدير الارض وتحديداً في ما يتصل بالتحرشات التي تعرضت وتتعرض لها القوات الدولية في شكل مبرمج ومنظّم. وتعرف قيادة "اليونيفيل" والامانة العامة للامم المتحدة وحكومات الدول المشاركة انها تحرشات مقنّعة ينفذها الحزب بالواسطة. اسباب التحرشات معروفة في مجملها، ولا سيما من خلال تركزها ضد القوة الفرنسية في شكل شبه حصري:

- انها رسالة متزامنة مع صدور تقرير الامين العام للامم المتحدة بشأن القرار 1701.

- وهي رسالة ايرانية احتجاجية الى الحكومة الفرنسية بشأن تصلّب باريس في الملف النووي، وتصدّرها الحملة الدولية الى جانب الاميركيين لفرض عقوبات في مجلس الامن، وخارج مجلس الامن بواسطة الاتحاد الاوروبي. وقد جرى فرض عقوبات اوروبية اضافية على ايران.

- ورسالة سورية احتجاجية على الرسائل السياسية الفرنسية التي وجهت لبنانياً من خلال نشر مضمون لقاءات وفد برلماني فرنسي مع المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية الذي شكا من استمرار دمشق في نسج علاقات مباشرة مع القوى السياسية، وعدم قصرها على الجهات الرسمية اللبنانية. ولا يغيب عن البال استقبال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي اطلق من العاصمة الفرنسية سلسلة مواقف اعادت ضبط "الساعة اللبنانية" على وقع خلاف جوهري حول سلاح "حزب الله" واسلوب دمشق في التعامل مع لبنان.

- ورسالة تحذيرية من "حزب الله" وسوريا وايران معاً تتعلق بتقدم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اذ يشاع ان القرار الظني الذي اعده مكتب المدعي العام دانيال بلمار قد انجز ويمكن ان يعلن في غضون اسابيع. وتتصرف الجهات الثلاث المشار اليها وكأن اتهامات ستوجه حتماً في اتجاه معسكرها. والتحرش بالقوة الدولية يصيب هدفاً آخر يتمثل في وضع حد لتحركها على الارض لمنعها من رصد التعزيزات التي يستقدمها "حزب الله" الذي يبقي خيار الهروب من المحكمة الى الحرب مفتوحاً.

هذه رسائل يجري تحميلها لما يسمى "الأهالي"، وهؤلاء يُستخدمون في سياق اجندة ينفذها "حزب الله" الذي نجح في تعطيل فاعلية الجيش اللبناني في كل مكان بدءاً من الجنوب. والسؤال هنا: هل يتحمل "الأهالي" انسحاب قوات "اليونيفيل"؟

يأتي ذلك في اطار توتير داخلي يمارس في كل اتجاه من اتفاق التدريب الامني اللبناني – الاميركي، الى المساعدات الاميركية والاوروبية، فـ"جاسوس الاتصالات"، حيث يُقال كلام كبير في حق الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني، وحيث تساق نظريات في العمالة والبيئة الحامية لها. والحال ان العمالة في لبنان تحتاج حقاً الى تعريف جدي. والسؤال: من هو العميل؟ هل هو عميل اسرائيل وحده دون سواه؟

اياً يكن من امر، فإن الظاهر من كل ما تقدم هو ان ثمة جهة متوترة لم يخفف توترها كل هذا التملّق المستجد الذي ينهمر عليها يمنة ويسرة. وتوترها هذا يعكس سلوكاً لا يسلكه الا المذنبون... معاذ الله!

 

السياسة": ارتفاع أسهم "التشويش" على التحقيق الدولي  

أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ"السياسة" الكويتية أن الإشكالات المتكررة التي حصلت في الجنوب بين الأهالي والقوات الدولية "مقلقة وترسم أكثر من علامة استفهام بشأن أبعادها والغاية منها، لاسيما أنها لا تبدو بريئة مطلقاً، ما يحمل على الاعتقاد بأن هناك من يعمل على التحريض ضد "اليونيفيل". ووصفت الأمر بأنه في "بالغ الخطورة، لأنه سيفسح المجال لفقدان الثقة نهائياً بين سكان جنوب لبنان وقوات الطوارئ، ما يهدد الوضع الميداني برمته"، مشيرة إلى أن حصول ذلك "يفسح المجال أمام إسرائيل لتحقيق هدفها الأول والأخير، وهو استغلال الفرصة لإعلان الحرب على لبنان". في المقابل، لاحظت مصادر في قوى "14 آذار" أن "الحملة القوية على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد ارتفعت أسهمها للتشويش على التحقيق الدولي". وقالت: "إن الفريق الأخر حاول أن يظهر انقساماً مسيحياً - إسلامياً في موضوع الحقوق الانسانية للفلسطينيين، ثم حاول تفريغ القرار 1701 من مضمونه بغية خلق أزمة ثقة بين القوات الدولية والجيش، كما أنه يحاول التشويش على ما سيصدر عن المحكمة من خلال القول أن ما بني على باطل هو باطل وأن المعلومات التي ارتكزت عليها لجان التحقيق هي معلومات خطأ". وشددت على أن هذه الادعاءات "لن تؤدي الى أي نتائج تذكر، لأن لجان التحقيق لا ترتكز فقط على حركة الاتصالات في لبنان، وعندما سيصدر القرار الظني سيكون قرارا مشبعاً بالثوابت والقرائن والبراهين والادلة". واعتبرت المصادر عينها أن "كل هذا التوتر يدل على مدى التخبط الذي يعيشه "حزب الله" في لبنان وعلى حالة القلق التي تساوره جراء الاستحقاقات المقبلة وبالتالي هو يحاول، استباقا لكل ما سيجري، القيام بخطوات والتهويل والقول إنه قادر على الانقلاب على الأوضاع بينما يدرك الجميع أن أحداً غير قادر على ذلك".

 

لمن تتبع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني؟

 كتبها يُقال.نت

الجمعة, 02 يوليو 2010 11:01

http://youkal.net/index.php?option=com_content&view=article&id=6683:2010-06-30-09-02-20&catid=3:2009-11-15-22-49-31&Itemid=109

سؤال تفرضه أدبيات "حزب الله"التي توحي بأن هذه المديرية ليست جهازا من أجهزة الحكومة،فمن يجرؤ على تقديم الجواب؟

كلّما نجحت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بتوقيف شخص يشتبه بتعامله مع العدو الإسرائيلي،تبدأ ماكينة "حزب الله" بوعظ الحكومة اللبنانية ومؤسساتها،عن وجوب أن تضرب بيد من حديد العملاء والجواسيس في لبنان،لا بل تذهب "جوقة الوعظ"إلى ما هو أبعد من ذلك،من خلال التركيز على التقصير والإستخفاف!

وأمام هذه الوقائع المتكررة،إسمحوا لنا بالسؤال:لمن تتبع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني؟

أليست هذه المديرية هي جهاز من أجهزة الدولة الرسمية؟

ألا تتبع هذه المديرية للمؤسسة العسكرية الخاضعة للقرار الحكومي في لبنان؟

أليس الشعب اللبناني،بكل فئاته،هو الذي يدفع رواتب ضباطها وعسكرييها ومخصصاتها العلنية والسرية؟

هل توجّه هذه المديرية أعمالها من "رأسها"أم أنها تستلهم الوظيفة التي منحتها إياها قوانين جرى تشريعها ،ولا تزال تحظى بتأييد الحكومة اللبنانية؟

هل مكافحة العمالة والجاسوسية  في هذه المديرية ،هي عمل موسمي أو كيفي،أم هي مهمة منوطة بها،تحت طائلة مساءلتها عن التقصير؟

في واقع الحال،نحن واللبنانيون لا ننظر إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، إلا من هذا المنظار،وتاليا فهي، في كل ما تُقدم عليه تزيد رصيد اللبنانيين،كل اللبنانيين، في مقاومة إسرائيل وفي حماية لبنان،كل لبنان!

ولكن يبدو أن ل"حزب الله"وجهة نظر أخرى.

هو يعتبر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني فصيلا تابعا لجهاز الأمن لديه،ولذلك هو يضع في خانته كل إنجاز تقوم به المديرية المذكورة، ويحرم عموم اللبنانيين منه، تماما كما يحرم الدولة اللبنانية المركزية !

حتى اليوم،لم يتسن لنا أن نفهم سبب هذه النظرة الخاصة ل"حزب الله"إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني،فهل هو يموّلها،ونحن لا ندري؟وهل ضبّاطها تابعون له ،ونحن لا ندري؟وهل هو من يقوم بالعمل عنها،ونحن لا ندري؟

ثمة حاجة إلى أجوبة شافية!

طبعا الأجوبة مطلوبة من "حزب الله"وليس من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني،لأن المسؤولين عن هذه المديرية لم يعلنوايوما تمردهم، على قرار الشرعية اللبنانية،اللهم إلا في زمن الثنائي أميل لحود-جميل السيد،لأنه كان زمن الإنقلاب، الذي اعترف السيّد أن فكرة الإنقلاب كانت تتفاعل في ذهنه!

أما المطلوب الوحيد من مديرية المخابرات فهو الضغط من أجل احترام عملها!

المطلوب منها أن تكف عن السماح لأي كان بأن يستعمل تعبير "مصدر أمني"من أجل شنّ حملة من الدعاية السياسية السوداء،التي من شأنها،تسميم العقول!

المطلوب منها أن تخبرنا كيف تسترت وسائل إعلام بهذا "المصدر الامني"لتروي لنا مخططا،لم تكتشفه هي،لاغتيال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير،في زحلة!

المطلوب منها أن تخبرنا عمّن يعطي الحق لوسائل إعلام يحركها "حزب الله"،لتوحي بأنها تجري بثا مباشرا لتحقيق أولي سري، يجري في مكاتب هذه المديرية!

إيحاء يبدو أخطر من جرم التعامل مع إسرائيل،لأن فيه روحية جرمية تستهدف اغتيال التحقيقات التي تجري في قضايا شهداء كبار من لبنان!

 

تحضيرات لاستقبالات شعبية لاردوغان 

سباق تركي -سوري- إيراني على طرابلس

بيروت - "السياسة": لوحظ أن مسؤولين أتراكاً من مستويات مختلفة تكرر زياراتهم إلى عدد من المناطق اللبنانية, وخصوصاً المناطق ذات الأغلبية السنية, حيث التقوا عدداً من القيادات والجمعيات. لكن اللافت أن معظم هذه الزيارات تحصل بعيداً عن الإعلام, علماً أن هؤلاء المسؤولين يقدمون مساعدات في بعض المناطق فضلاً عن لقاءات وندوات لشرح الموقف التركي. ووفقاً للمعلومات المتوافرة, فإن النشاط التركي يتركز في بيروت والبقاع الغربي, لكنه يشهد كثافة متزايدة في مدينة طرابلس ومناطق عكار والضنية والمنية. وترجح المعلومات أن تشهد الحركة التركية مزيداً من الزخم خلال الأسبوعين المقبلين اللذين يسبقان زيارة رئيس الحكومة التركية رجب الطيب أردوغان إلى لبنان, والتي لن تقتصر على المستوى الرسمي, وإنما ستتخللها زيارات شعبية إلى عدد من المناطق لافتتاح مشاريع سياحية أو مشاريع قامت الحكومة التركية بالمساعدة في ترميمها وتأهيلها. ورجحت تلك المعلومات أن تحصل استقبالات شعبية منظمة لرئيس الحكومة التركية في مناطق الشمال خصوصاً, حيث تشهد هذه المناطق منذ فترة رفع الأعلام التركية, خصوصاً بعد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية. وتشير المعلومات إلى أن مسؤولاً رفيعاً في السفارة التركية في بيروت يقوم بزيارات دورية أسبوعياً إلى عدد من مناطق الشمال, برفقة عدد من الأشخاص من أبناء المنطقة. لكن اللافت أن الحركة التركية باتجاه طرابلس وعكار تبعتها حركة سورية باتجاه طرابلس عندما زارها السفير السوري علي عبد الكريم علي, كذلك الزيارة المفاجئة للسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي إلى طرابلس والتي جال فيها على معظم الفعاليات السياسية, ما أوحى أن هناك تسابقاً بين تركيا وسورية وإيران على منطقة الشمال, وتحديداً المناطق السنية.

 

الاتصالات تنجح في تحييد الجيش عن السجالات السياسية

بيروت - "السياسة": عبرت مصادر قريبة من قائد الجيش العماد جان قهوجي عن انزعاجها الشديد من انتقادات سياسية تعرضت لها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني, مشيرة إلى أن العماد قهوجي استغرب هذه الانتقادات التي أتت من نائب قريب من رئيس الحكومة سعد الحريري هو النائب عقاب صقر.

لكن مصادر سياسية رأت أن هجوم النائب صقر على مخابرات الجيش تستهدف ضابطاً محدداً فيها مرشح للانتقال إلى موقع آخر, مشيرة إلى هناك غطاء سياسياً خلف هذه الحملة لا يقتصر على رئيس الحكومة, وإنما أيضاً على مراجع رسمية عليا غير متحمسة لتولي هذا الضابط الكبير مسؤولية حساسة محسوبة على طائفة معينة في لبنان, وأن هذه المراجع ترغب بأن تتولى وحدها تسمية الشخص لهذا الموقع. وتحدثت المصادر عن تقاطع بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في استبعاد الضابط المذكور, لكن الرئيسين يختلفان على إسم من سيتولى هذا المنصب الحساس. أما المقربون من قائد الجيش فيعتبرون أن هذه التجاذبات يجب إبعادها عن الجيش اللبناني, وإبقاؤها في إطار سياسي من دون إقحام المؤسسة العسكرية فيها. وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات المكثفة نجحت في سحب هذه التجاذبات من العلن وفي عزلها عن الجيش اللبناني, ما منع حصول أي رد على الانتقادات التي وجهها النائب صقر إلى مديرية المخابرات. وبحسب المعلومات فإن الرئيس سليمان دخل على خط هذه الاتصالات مع كل من رئيسي المجلس النيابي والحكومة ومع قائد الجيش من أجل عدم تطور الموقف وضبط المواقف السياسية, على اعتبار أن أي قرار تعيين هو قرار سياسي ولا يجب وضع الجيش في دائرة الاستهداف.

 

تحويل محادثات التقارب إلى محادثات مباشرة سيكون المحور الرئيسي في لقاء الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي 

نتانياهو: تل أبيب لن تعتذر لأنقرة والبناء سيتواصل بعد انتهاء التجميد

 جنود إسرائيليون يعتقلون متظاهرا إسرائيليا خلال مشاركته الفلسطينيين في تظاهرة ضد جدار الفصل قرب بيت لحم في الضفة الغربية (ا.ب)

عبدربه: المفاوضات غير المباشرة تسير ببطء ولم تحرز أي تقدم

مصادر تركية تكشف عن مضمون اللقاء بين أوغلو وبن أليعازر

عواصم -وكالات: أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالمحادثات السرية الجارية في انقرة لتحسين العلاقات بعد الهجوم الاسرائيلي على "أسطول الحرية", لكنه استبعد اي اعتذار من الدولة العبرية على هذا الهجوم.

وقال نتانياهو في مقابلة مع القناة العامة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي, مساء أول من أمس, ان "اسرائيل لا يمكنها الاعتذار لأن جنودها اضطروا الى الدفاع عن انفسهم للإفلات من عملية ضرب حتى الموت من جانب حشد", مضيفاً "نأسف لسقوط ضحايا بشرية".

وجاءت تصريحات نتانياهو بعد يومين من محادثات سرية اجراها وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في بروكسل لخفض حدة التوتر بين البلدين, حيث اشاد نتانياهو بهذه المحادثات, قائلا إن "هذا اللقاء بحد ذاته مهم, ومن المهم لتركيا ولاسرائيل على حد سواء عقد اجتماعات كهذا لمنع تدهور العلاقات بينهما".

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية براق اوزوجرجين صرح ان داود اوغلو قال لبن اليعازر ان تركيا تريد اعتذارا عن الهجوم وانه على اسرائيل دفع تعويضات لعائلات الضحايا والموافقة على اجراء تحقيق دولي في الهجوم, لكن نتانياهو قال انه لم تناقش اي تعويضات, واصر على ان اللجنة التي شكلتها اسرائيل للتحقيق في الهجوم "تلبي مطالب" الاسرة الدولية بإجراء تحقيق.

وقال ان "هذه اللجنة تلبي طلبات المجتمع الدولي لأنها تضم خبيرين اجنبيين معترفا بهما", مضيفاً ان "هذه اللجنة طلبت صلاحيات واسعة ووافقنا على طلبها لأنه ليس لدينا ما نخفيه".

من جهة أخرى, قال نتانياهو ردا على سؤال عن التجميد الجزئي لأعمال الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة الذي ينتهي في 26 سبتمبر المقبل "اتخذنا قرارا ولم يتغير", مضيفاً ان "هذا القرار اتخذ لتشجيع الفلسطينيين على القيام بمفاوضات سلام مباشرة مع اسرائيل, ولم يقوموا بذلك حتى الآن".

وأوضح أن سيسعى خلال لقائي مع الرئيس الأميركي باراك اوباما الى "بذل ما في وسعه لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي وتعزيز عملية السلام" مع الفلسطينيين, مضيفاً أنه "لتحقيق هذا الهدف, نتحرك بالتشاور مع الولايات المتحدة ودول أخرى". وفي أنقرة, كشفت مصادر ديبلوماسية تركية عن مضمون ما جرى في اللقاء السري بين أوغلو وبن اليعازر.

وقالت المصادر لصحيفة "حريت" التركية, إن الجانب التركي تقدم بخمسة مطالب خلال اللقاء, وهي تقديم اعتذار إسرائيلي رسمي, وتقديم تعويضات لأسر الضحايا, والقبول بتشكيل لجنة تحقيق دولية, ورفع الحصار عن غزة, وإعادة السفن الثلاث التي لاتزال إسرائيل تحتجزها منذ الهجوم على "أسطول الحرية" في 31 مايو الماضي.

وأضافت المصادر, أن بن اليعازر وجه خلال اللقاء 4 رسائل للجانب التركي, أولها أن إسرائيل تعرب عن أسفها جراء فقدان حياة المواطنين الأتراك التسعة على ظهر السفينة "مافي مرمرة", والثانية أن إسرائيل توصلت إلى حقيقة أن عددا من القتلى لهم صلة مباشرة مع حركة "حماس", لذا لا يمكنها تقديم تعويضات لعائلات جميع الضحايا, فيما كانت الرسالة الثالثة أن إسرائيل شكلت لجنة تحقيق للتوصل لحقيقة الموضوع, وإذا رغب الجانب التركي, يمكن لإسرائيل أن تزوده بمعلومات موسعة عن بنية ومهام لجنة التحقيق.

وفي ما يتعلق بالرسالة الإسرائيلية الرابعة, فهي أن تل أبيب ترغب في الاستمرار في الحوار, من خلال فتح الطرق الديبلوماسية لمناقشة جميع الموضوعات العالقة وأنها مستعدة لعقد جميع أنواع اللقاءات.

في غضون ذلك, أكد كبير المختصين في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي للرئيس اوباما, دانييل شابيرو أن تحويل محادثات التقارب بين إسرائيل والفلسطينيين إلى محادثات سلام مباشرة, سيكون محل التركيز الرئيسي في اللقاء المرتقب بين اوباما ونتانياهو. ونسبت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إلى شابيرو قوله "إن المبعوث الاميركي إلى الشرق الاوسط جورج ميتشل عاد من الجولة الخامسة لمحادثات التقارب ونحن نشعر انه بالفعل تم تضييق الفجوات في فترة وجيزة على مدى شهر", مضيفا "أن غزة ستكون على اجندة الاجتماع ايضا". من جهته, اعتبر البيت الابيض ان محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الاوسط التي تدعمها واشنطن, تحقق تقدما بالرغم من الانتقادات الفلسطينية التي تؤكد ان اسرائيل تراوح مكانها. واعرب مسؤولون اميركيون كبار عن املهم في الانتقال قريبا الى محادثات مباشرة بين الطرفين, ومع ذلك لم تعط هذه المصادر التي كانت تتحدث الى الصحافيين قبل ايام من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن, اية تقديرات حول الوقت الذي سيتطلبه هذا الانتقال. في المقابل, أكد أمين سر اللجنة التنفيذية ل¯"منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عبدربه أن المحادثات غير المباشرة تسير ببطء ولم تحرز أي تقدم يبرر بدء مفاوضات مباشرة. وقال عبدربه في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي", "إن الجانب الفلسطيني هو الطرف الأساسي في هذه القضية, وعندما يحدث تقدم في مسار المفاوضات يجب أن يلمسه".

 

بشأن محكومين بالإعدام منظمة العفو تدعو طهران إلى شفافية تامة

 لندن, طهران - ا ف ب: دعت منظمة العفو الدولية, أمس, السلطات الايرانية الى "شفافية تامة" بشأن وضع رجلين حكما بالاعدام لتورطهما المفترض في وفاة ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين معتقلين في سجن كهريزاك جنوب طهران الصيف الماضي. وأعربت المنظمة عن رغبتها في معرفة "كل نقاط التحقيق بشأن التعذيب وغيره من اصناف سوء المعاملة المرتكبة في كهريزاك وتفاصيل التهمة والادلة" الموجهة الى المتهمين, مؤكدة أن "الشفافية اساسية من اجل احترام الحق في الحقيقة والعدالة". ودعت المنظمة, التي تشك في أنهما "ضابطان من رتب متدنية ليسا سوى كبش فداء نظام تعذيب كبير", طهران إلى كشف "اسمي المتهمين والدور الذي أدياه اثناء وقوع احداث كهريزاك وتوفير تفاصيل محاكمتهما".

وأفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية, الاربعاء الماضي, أن محكمة عسكرية حكمت على شخصين بالإعدام بتهمة "ممارسة العنف عمداً ما أدى الى مقتل محمد كمراني وامير جوادي فار ومحسن روح الامين", من دون توضيح صفة المدانين ولا تاريخ صدور الحكم. من جهة أخرى, أفادت صحيفة "كيهان" الايرانية المحافظة, أمس, عن بتر يد رجل دين بالسرقة تنفيذاً لحكم اصدرته محكمة في غرب ايران. وذكرت الصحيفة أنه "بناء على قرار القضاء بترت يد سارق في مالاير" احدى مدن ولاية همذان (غرب), من دون توضيح ما إذا كان الحكم نفذ على الملأ أو في السجن وهل حضر أطباء عملية البتر, مكتفية بالإشارة إلى أن اللص اعتقل ودين مرارا قبل أن يقرر القاضي بتر يده.

 

 الجيش الإسرائيلي يتدرّب على احتلال "محميات حزب الله" في جنوب لبنان  

تدرب الجيش الإسرائيلي على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان من اجل السيطرة على "محميات حزب الله" لمنع إطلاق صواريخ "كاتيوشا" قصيرة المدى في اتجاه شمال إسرائيل، على رغم ان التقديرات الحالية تشير الى ان جميع الأطراف ليسوا معنين بنشوب حرب جديدة هذا الصيف. وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هارئيل ان "نجاحاً للجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة ينبغي ان يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها بحثاً عن صواريخ "حزب الله" وملاجئه، بقدر ما يسمح الوقت، وضرب المواقع المهمة لحزب الله وحكومة لبنان". وأضاف هارئيل أن "هذا المنظور العسكري هو جزء من العبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي من إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية التي نشبت في 12 تموز 2006"، موضحًا في هذا السياق ان "الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك أخيرا ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان على رغم ان ضباطاً في الجيش الاميركي أشاروا الى ضرورة القيام بذلك لدى لقائهم ضباطاً إسرائيليين عقب الحرب".

وذكرت هآرتس" ان "جنود كتيبة الجوالة التابعة للواء غولاني أجروا تدريبات على احتلال المناطق التي تقوم فيها "محميات" الحزب في جنوب لبنان في منطقة جنوب جبال الكرمل بعد تغيير قسم من معالم المكان ليصير شبيها بجنوب لبنان. كما أجرت الكتيبة التدريبات طوال 13 أسبوعاً نُقل في ختامها الجنود بمروحيات إلى هضبة الجولان للمشاركة في تدريب شاق آخر ساروا خلاله مسافة 15 كيلومترا في منطقة وعرة جداً وكان كل منهم يحمل معدّات وسلاحاً وحاجات أخرى وزنها 30 كيلوغراماً".

وصرح قائد الكتيبة المقدم أورن كوهين قائلاً: "نعرف اليوم أكثر بكثير ممّا كنا نعرف عن المحميات قبل خمس سنوات، ولو أرسلنا الكتيبة إلى أماكن كهذه عام 2006 لتكبّدنا ثمنا باهظاً. صحيح ان الخلايا المحلية التابعة لحزب الله موجودة هناك منذ سنوات وتُعِدّ نفسها لصدّ اجتياح للجيش الإسرائيلي لمنطقة معينة، ولكن في نهاية المطاف يتلقى هؤلاء الأشخاص تأهيلا مدة شهرين ونصف شهر بينما جنودنا مدربون أكثر، ومع ان مواجهة كهذه ستكبدنا خسائر في الأرواح، فإن المهمة ستنفّذ وأنا أشعر الآن بأمن أكثر مع المقاتلين الموجودين في الأسفل"، في إشارة الى الملاجئ في جنوب جبال الكرمل.

واستناداً الى الجيش الإسرائيلي، فقد نقل "حزب الله" مركز ثقله من "المحميات" الطبيعية في مناطق مفتوحة الى مواقع داخل القرى والبلدات بجنوب لبنان "انطلاقاً من فرضية ان إسرائيل ستتردد في قصف مناطق آهلة". وتابع هارئيل في "هآرتس" يقول: "يبدو ان إسرائيل تجمع اليوم معلومات استخبارية ذات نوعية عالية عما يحصل في لبنان وهي تجمع معلومات عن المحميات المدنية الواقعة داخل القرى والبلدات، ولكن الى جانب ذلك جرى تطوير عقيدة الضاحية في إشارة إلى القصف الإسرائيلي المكثف للضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت". ولفت الى ان "سوريا ولبنان ليسا معنيين الآن بحرب جديدة في الصيف الحالي وكذلك إسرائيل، لكن جيش إسرائيل يلوّح بزيادة احتمالات نشوب حرب كهذه اذا نجح حزب الله في تنفيذ هجوم على هدف إسرائيلي داخلي أو خارجي انتقاماً لاغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية".

 

اجتماع بين الجيش واليونيفيل وحزب الله لإنهاء تداعيات إشكال تولين وقبريخا

أفاد مندوب "nowlebanon.com" في الجنوب أن الوضع بين عناصر الكتيبة الفرنسية وعدد من شبان بلدتي قبريخا وتولين توتّر إثر قيام عناصر من الكتيبة الفرنسية بتصوير المنطقة الواقعة بين تولين وقبريخا بواسطة هواتفهم الخاصة وكاميرات، الأمر الذي أدّى الى محاولة منعهم من قبل الأهالي، فتطور الأمر الى عراك بالأيدي بين الطرفين، ما دفع جنود الكتيبة الفرنسية الى اعتقال أحد المواطنين من قبريخا، ولدى توجّههم به الى تولين أقدم عدد من الشبان على رشق آليات الكتيبة بالحجارة فأصيبت دبابة "بنهارد" للقوات الدولية وتحطّم زجاجها فضلاً عن تحطّم زجاج عدد من الآليات الأخرى، إضافة إلى أن الدورية الفرنسية وأثناء مرورها على طريق قبريخا تولين اصطدمت بعدة سيارات مدنية على جانب الطريق ما ساهم في زيادة حفيظة الأهالي. الى ذلك، عمد عدد من الشبان على تجريد عدد من عناصر الكتيبة من أسلحتهم بعد اطلاق أحدهم النار في الهواء لتفريق الشبان، الأمر الذي دفع شبان تولين للتجمّع على مدخل البلدة، حيث تعرّضت أيضاً قوة معزّزة فرنسية جاءت للمساندة، الى الرشق بالحجارة. وتوجّهت ظهراً الى تولين قوة معززة من الوحدة الايطالية، قوامها 10 آليات، تمركزت على طريق مجدل سلم – تولين. في غضون ذلك، تدخّل الجيش اللبناني وحلّ الاشكال بين الأهالي والكتيبة الفرنسية وأعاد الأسلحة لجنودها والهواتف الخاصة التي صوّروا بها كذلك. وقد عزّز الجيش من تواجده في تولين وقبريخا، ويُعقد في هذه الأثناء لقاء في تولين بين ضباط من الكتيبة الفرنسية ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور ومدير مخابرات الجيش في بنت جبيل  العقيد عدنان غيث وقائد قطاع بنت جبيل في الجيش العقيد صادق طليس، ومسؤول اللجنة الأمنية في "حزب الله" حسين عبدالله والأهالي في تولين لإنهاء تداعيات ما حصل.

 

القبس": أصابع تقف وراء احتجاج الأهالي "واليونفيل" تتهم الجيش بالتباطؤ  

أملت جهات جنوبية بعيدة عن "حزب الله" وحركة "أمل" في أن تأخذ الدول المشاركة في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" بالاعتبار التراكمات المأساوية لدى الجنوبيين الذين امتلأت مقابرهم بضحايا الحروب الإسرائيلية، لكنها أكدت أن ذلك لا يعني تحويلها إلى "مكسر عصا"، لاسيما أنها تقدم العديد من الخدمات الأمنية والإنسانية لسكان الجنوب. وسأل أحد ضباط القوات الدولية، عبر "القبس" الكويتية، ما إذا كانت هناك جهة ما تمنع "التفاعل" بين الأهالي و"اليونيفيل؟"، مؤكداً أن للقوات "هدف نبيل هو حفظ السلام، من دون إثارة المشاكل مع هذا الطرف أو ذاك". ورأى أن ما يحدث يشير إلى "أن هناك أصابع تحرّك، ويبدو أن هدفها هو أبعد بكثير من الازعاج". من جهتها، نفت مصادر في "حزب الله" أن "تكون هناك أي خطوات مبرمجة للتعرض لـ"اليونيفيل"، طالبة العودة إلى القرارات الدولية التي تحدد عملها، ولتؤكد أن أن الصحيفة تحدثت عن مهمتها هي مؤازرة الجيش لا التصرف بمفردها، وأحياناً القيام بمناورات بين المنازل. إلا أن الصحيفة تحدثت عن توجيه "اليونفيل" اتهامات معينة الى الجيش، كقيامه بتباطؤ متعمد عندما يتعلق الأمر بعملية دهم وتفتيش عن أسلحة، أو عندما يحصل انفجار ما، وبعبارة أخرى، البعض في القوات الدولية يعتبرون أن "الجيش يريد التغطية على "حزب الله" أو أنه يأخذ الوقت اللازم لكي يتولى الحزب أمر المخازن المستهدفة". وعلمت "القبس" أن اتصالات على مستوى عال جرت أمس وشاركت فيها المراجع العليا للدولة من أجل التأكيد على تمسك لبنان الحاسم بالقوات الدولية، وكذلك التأكيد على العلاقة الوثيقة بين هذه القوات والأهالي، حتى أن أحد المقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد أن الأخير رفض بشكل قاطع قيام خط أزرق بين الأهالي والقبعات الزرق.

 

التوتر ينتقل الى تولين واجتماع عسكري لمنع التصعيد جريحـان فرنسيان بعد اشتباك مع الأهالــي

مصادر ديبلوماسية: الاستهداف لمنع تغيير قواعد اللعبة

المركزية – لم تكد تطوى صفحة التوتر التي عاشتها المناطق الحدودية قبل أيام قليلة نتيجة الاحتكاكات التي حصلت بين قوات اليونيفيل والأهالي حتى فتحت صفحة أخرى اليوم تزامنت مع تحذيرات دولية للبنان من الاستمرار في التعرض لقوات "اليونيفيل".

وأشارت المعلومات الى أنّ الأهالي حاولوا منع عناصر تابعين لدورية فرنسية من تصوير المنطقة الواقعة بيت بلدتي تولين وقبريخا بواسطة هواتفهم الخاصة وكاميرات، فتطور الأمر الى عراك بالأيدي، ما دفع جنود الكتيبة الفرنسية الى اعتقال أحد المواطنين من قبريخا، ولدى توجّههم به الى تولين أقدم عدد من الشبان على رشق آليات الكتيبة بالحجارة فأصيبت دبابة "بنهارد" للقوات الدولية وتحطم زجاجها وزجاج عدد من الآليات الأخرى، إضافة إلى أن الدورية الفرنسية وأثناء مرورها على طريق قبريخا تولين اصطدمت بسيارات مدنية عدة على جانب الطريق ما أسهم في زيادة حفيظة الأهالي.

الى ذلك، حاول بعض الشبان تجريد عدد من عناصر الكتيبة من أسلحتهم بعدما اطلق أحدهم النار في الهواء لتفريقهم، ما دفع شبان تولين الى التجمّع على مدخل البلدة، حيث تعرّضت أيضاً قوة معزّزة فرنسية جاءت للمساندة الى الرشق بالحجارة. وتوجّهت ظهراً الى تولين قوة معززة من الوحدة الايطالية، قوامها 10 آليات، تمركزت على طريق مجدل سلم – تولين.

في غضون ذلك، تدخل الجيش اللبناني وحلّ الاشكال بين الأهالي والكتيبة الفرنسية وأعاد الأسلحة والهواتف الخاصة الى جنودها. وعزّز تواجده في تولين وقبريخا، وعقد لقاء بين ضباط من الكتيبة الفرنسية ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور ومدير مخابرات الجيش في بنت جبيل العقيد عدنان غيث ومسؤول اللجنة الأمنية في "حزب الله" حسين عبدالله والأهالي في تولين لإنهاء تداعيات ما حصل.

وأفادت المعلومات عن تحطم إحدى سيارات "اليونيفيل" وتسجيل إصابتين طفيفتين في صفوف الدورية.

وفي هذا المجال، تخوفت مصادر ديبلوماسية من تواصل الاعتداءات على القوة الدولية، مشيرة الى ان امر معالجتها هو في الخارج وليس في الداخل وعبر المسعى المحلي، داعية الجيش اللبناني الى تحمّل مسؤولياته وزيادة عناصره الى 15 الفا كما وعد بعدما انخفض العدد الى أربعة آلاف.

ولفتت الى ان استهداف الفرنسيين والالمان يخفي نية بعض القوى المحلية في ابقاء مهمة هذه القوة وفق مندرجات القرار 1701 ومنع تغيير قواعد اللعبة وصلاحيات هذه القوة خصوصاً ان التقرير الفعلي للأمين العام للامم المتحدة يشير الى ذلك من خلال الدعوة الى توفير حرية الحركة لعناصر القوة الدولية، وقد اعتبرت جهات سياسية الامر بداية لمشروع تغيير قواعد اللعبة في الجنوب وهذا ما انطوت عليه المواقف التي اطلقها الرئيس نبيه بري بعد اجتماعه مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز اذ اكد التزام مندرجات القرار 1701 وكذلك فعل النائب محمد رعد والشيخ نعيم قاسم.

الشيعي الحر: وفي المواقف دان رئيس التيار الشيعي الحر عضو التجمع القومي الموحد الشيخ محمد الحاج حسن حادثة الإعتداء على قوة فرنسية تابعة لليونيفل في جنوب لبنان، معتبرا الحادث "منسقا ومدروسا وتقف خلفه جهة حزبية تريد استخدام الناس صندوق بريد".

وأضاف: "إن استهداف القوات الدولية بين فترة وأخرى والتمرد على القرارات الدولية ما هو إلا ذريعة للسير في محاور قد لا تكون مشجعة، مؤكدا ان سخونة الوضع في الجنوب تزداد وعلى الدولة أن تتخذ موقفا رسميا حازما يضع حدا لمهزلة الإعتداءات المتكررة، لأن وجود جنود اليونيفيل هو لتأمين الحماية والإستقرار للشعب الذي سئم مغامرات الحرب والقتل والتهجير، فإذا كنا أجمعنا على عداوة إسرائيل فهذا لا يعني إطلاقا شرعنة الفريق المسلح في الداخل اللبناني، والشعب يريد أن يكون الجيش مظلته الأمنية والملاذ الحامي والآمن له، داعيا القضاء الى التحرك واعتقال المعتدين وإحالتهم الى المحاكمة والمحاسبة وعدم تغطيتهم سياسيا".

 

فياض: البعض يريد لـ"اليونيفيل" التحرك بعيداً من الجيش

المركزية - أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "الأهالي والجيش والحكومة وحزب الله يفهمون أن دور اليونيفيل هو مساعدة لبنان على بسط سلطته وتعزيز وجوده ومنع الاعتداءات الاسرئيلية عليه، ولذا كان على القوات الدولية ألا تقدم على خطوتها الأخيرة في الجنوب بهذا الشكل، إنما أن تصحب تحركها دوريات للجيش"، معتبراً في حديث الى "أخبار المستقبل" أن "ما حصل في الجنوب مبالغ فيه، ولا علاقة للمسألة بتحرك "اليونيفيل" داخل القرى وبقواعد الاشتباك التي تفرض أن تكون "اليونيفيل" مصحوبة بتحركها مع الجيش".

وقال: "يبدو أن هناك من يريد لليونيفيل التحرك بمفردها، وهذا يخالف القرار 1701"، مؤكداً أن "هناك تعايشا بين الأهالي واليونيفيل على قاعدة القرار 1701 وعلى قاعدة أن مهمة اليونيفيل ليست مساعدة اسرائيل بل مساعدة لبنان وحمايته"، مستبعدا "أي حرب في المدى المنظور، لكن هناك حالة توتر تشيعها اسرائيل، ما يجعل الوضع قابلا للتدهور نتيجة "البلطجة" الاسرائيلية".

 

سامي الجميل: "الحركشة" بـ "اليونيفيل" ستكلفنا غاليـا رعد يصادر الدولة وحزب الله يتحول الى "غستابـــو"

المركزية - اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل أن "كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يجب أن يحرك النيابة العامة لو كانت هناك دولة وقضاء"، معتبرا أن "حزب الله يتحول الى غيستابو جديد". وأمل في حديث متلفز "الانتهاء من الملفات السيادية للاهتمام بالملفات الانمائية والمعيشية"، معتبرا ان مقاربة الوضع الاقتصادي في شكل عام غير طبيعية وملاحظاتنا كثيرة على طريقة تعاطي الدولة مع الملف الاقتصادي في ظل غياب اي خطة".

ولاحظ ان هناك عوامل عدة تعطل حياة اللبنانيين الكريمة مثل قانون تملك الاجانب قائلا: في حين يستطيع الاجنبي اقتناء شقة هذا الامر يستحيل هذا الامر لدى اللبناني ذي الدخل المحدود"، ولفت الى "أن حجم بيع الاراضي للاجانب في لبنان كبير جدا بالنسبة الى سائر البلدان ولاسيما ان ارض لبنان صغيرة ونحن في حاجة الى اراضينا ومن واجب القانون والمشرّع ضبط هذه العملية ووضع اطار لها وهذا ما نحاول القيام به في مجلس النواب من خلال القانون المطروح على لجنة الادارة والعدل".

وعن الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، أوضح الجميل ان طريقة طرح الموضوع من النائب وليد جنبلاط تتضمن اخطاء في الشكل والمضمون فالموضوع لا يمكن ان يقر في ثلاثة ايام ونحن نرفض التصويت "عالعمياني"، معتبرا أن "اندماج اللاجئ في مجتمعه مطلب اسرائيلي - اميركي لان ذلك يريح اسرائيل ويعفيها من حق العودة"، واعتبر الجميل ان "هناك سعيا لشد الخناق على الاونروا والحد من موازنتها بهدف رمي المسؤولية على الدولة اللبنانية". سائلا: الا يسمى اعطاء الحقوق والتملك والعمل والضمان للاجئين اندماجا؟ الا يمكننا ان نخشى من التوطين؟ وكيف نقنعهم لاحقا بالعودة الى ارضهم بعد ان نكون أمنا لهم رفاهية العيش؟".

ووصف الكلام على عدم حصول التوطين بالجميل ولكن الواقع على الارض مختلف". لافتا الى "أننا تخطينا الجرح مع الفلسطينيين واعتذروا عما قاموا به ولا نزال ننتظر من السوري الاعتراف نفسه". واقترح انشاء صندوق مستقل ممول من الاونروا والدول العربية لتأمين ضمان اللاجئ الفلسطيني بما ان لبنان عاجز عن الامر"، قائلا:" سنطرح ورقة عمل شاملة في موضوع حقوق اللاجئين على اللجان المشتركة ولجنة الادارة والعدل".

ولفت الى ان "نواب حزب الكتائب لم توجه اليهم الدعوة للمشاركة في الاجتماع الذي عقد عند الرئيس فؤاد السنيورة للبحث في حقوق اللاجئين"، موضحا أن "اختلافنا مع التيار الوطني الحر في ملفات المحاور وسلاح حزب الله وسوريا لا يمنع تلاقينا في مواضيع اخرى ونحن على اتصال مع نواب التيار للتنسيق".

اضاف: كم جميل ان يقف المسيحيون معا وكنا نتمنى لو كانت الجلسة التشريعية منقولة مباشرة ليرى اللبنانيون التوافق المسيحي الذي حصل في موضوع حقوق الفلسطينيين"، سائلا:"هل نحن فقط ممنوع علينا التوحد فيما الآخرون يقومون بالاحلاف؟".

واستغرب الجميل كيف يحمل البعض الدولة المسؤولية في الموضوع الفلسطيني فيما لا نسأل عن حقوق الدولة وسط المناطق المدججة بالسلاح وفي وقت تشكل المخيمات مسرحا لمعارك بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة وكأن الامر يحصل خارج لبنان"، متمنيا على "النائب سمير الجسر ان يكذب الكلام الذي نقل عنه عن امكان طرح موضوع حقوق اللاجئين على التصويت فهذا الكلام أكبر من النائب الجسر ولا يجب أن يقال، وإذا كان يعتبر أنه يمكنه أن يغض النظر عن شريحة أساسية من اللبنانيين ويسير في منطق الأكثرية والاقلية فهذه ليست من عاداته".

وفي ملف التنقيب عن النفط، قال: "نأسف لانه عندما يظهر "الدولار" في الأفق يدب الخلاف في الداخل، فلنلغ كل الوزارات ما دامت هناك صناديق محاصصة بين المسؤولين كمجلس الانماء والعمار ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين "، مطالبا بالشمولية في الموازنة كون القروض لا تدخل في ضمنها".

وردّ الجميل على كلام النائب محمد رعد الذي قال "ان حزب الله سيلاحق العملاء"، سائلا: "هل يستوعب اللبنانيون مثل هذا الكلام الذي يعني ان حزب الله سيتحوّل الى "غيستابو" اي الشرطة الالمانية على ايام هتلر" التي كانت "تلم" المواطنين من بيوتهم لمحاسبتهم؟".

ورأى ان رعد وضع الجيش والقوى الامنية جانبا مضيفا:" لا اعرف هل سيتعامل القضاء اللبناني مع مثل هذا الكلام الذي يحمل تحديا للاعراف والدستور والسيادة والقوانين اللبنانية والدولة"، ملاحظا ان رعد "يعترف بهذه الطريقة ان لديه شبكة امنية يستخدمها في الداخل وكلامه يجب ان يحرك النيابة العامة لو كانت هناك دولة وقضاء".

وعن التعرض لليونيفيل في الجنوب، اكد الجميّل ان "من يتحرك ضد اليونيفيل في الجنوب هم حزب الله قائلا: التلطي بكلمة "اهالي" امر مضحك والحزب لا يعترف بالشرعية الدولية من الاساس ومن هنا تهجمه على المحكمة الدولية". اضاف: اهالي الجنوب يملكون "ثوبين" عسكري ومدني ولكن بعد حرب تموز لبسوا الثوب المدني ولكن العسكري لا يزال موجودا في الخزانة"، معتبرا ان استمرار "الحركشة" باليونيفيل ستكلفنا غاليا".

وشدد على ان "القرار الدولي 1701 لن يتغير ولا سيما ان الوكالة من مجلس الامن واضحة"، محذرا من ان الخروج عن القرار يفتح الجنوب الى مغامرات غير محسوبة".

وشدد على أن "المحكمة الدولية دواء كبير لجميع اللبنانيين لقطع الطريق على جرائم مستقبلية وللتأكيد انها لن تمر مرور الكرام، وهي الامل الوحيد ولاسيما انها معروفة بمصداقيتها وأعطت نتائج محقة في يوغوسلافيا وغيرها"، مضيفا: ان المجتمع الدولي لم يمش في الكثير من الفترات كما تريد الولايات المتحدة وبالتالي يجب الا نشكك في الشرعية الدولية اذا كان الوضع لا يناسبنا وعلينا ان نثق بالمحكمة ولن نقبل بأي تسييس لها او التراجع عنها ".

ورفض اتهام اي شخص قبل صدور القرار الاتهامي، مشيرا الى ان التحقيق مع حزب الله لا يعني انه من ارتكب الجريمة ".

وعن علاقته بحزب الله، قال: "هناك خلاف سياسي كبير بيننا ولا تواصل ابدا لاننا لسنا من النوع الذي يقوم باتصالات من تحت الطاولة والاتصالات سابقا حصلت في مجلس النواب امام الاعلام"، لافتا من جهة أخرى الى أن الحياد امر واقع انطلاقا من امتناع لبنان عن التصويت على العقوبات ضد ايران".

وعن العلاقة مع سوريا، أكد "اننا مع ان تكمل العملية مسارها في هذا الشكل لكن هناك ملفات أساسية غائبة عن البحث وهي المعتقلون وترسيم الحدود والمجلس الاعلى اللبناني السوري الذي يعد انتهاكا صارخا للدستور اللبناني ونوعا من الكونفدرالية ".

 

الصايغ: لا مصلحة للبنان في انسحاب "اليونيفل"

المركزية- أوضح وزير الشؤون الإجتماعية سليم الصايغ، انه "ليس متفاجئا بكل ما يجري على الأرض بين قوات الطوارىء الدولية وأهالي البلدات الجنوبية"، معتبرا ان "ما يحصل يفتح النوافذ على هشاشة الإستقرار في الجنوب". ولفت في حديث تلفزيوني الى أننا "من الأساس اعترضنا على البند السادس في البيان الوزاري واردنا فقط السلطة للجيش وللدولة واليوم يريد البعض ان تعترض الدولة فقط على أداء اليونيفيل، فيما نرى غيابا تاما لها في الجنوب وكما هو ظاهر ان الساحة "فلتانة". ونعرف ان هذه القضايا ليست عفوية وخصوصا جنوب الليطاني. وهذا الفلتان لا يفيد أحدا ولكنه يفيد في التكتيك". وإعتبر أن "المسار الإنحداري الذي نسير به في الجنوب هو مسار الدولة وعليها أن توضح أين أخطأت اليونيفيل في تحركها، لا أن تترك المجال مفتوحا أمام تحركات أخرى"، لافتا الى ان "لا مصلحة للبنان في انسحاب اليونيفيل من لبنان"، مؤكدا "وجوب الحفاظ على القرار 1701 وتنفيذه".

كما أكد "حاجتنا الى الأمم المتحدة واليونيفيل في لبنان". وتساءل "لماذا ممنوع على اليونيفيل ان تتحرك في منطقة الجنوب". وفي ملف التجسس رأى أن "هناك حماية تقنية وسياسية ومعنوية ودبلوماسية ومن ثم أمنية وعسكرية للبنان"، مستدركا ان "لبنان سيبقى مشرعا لكل جواسيس العالم طالما انه ليس دولة مؤسسات".وعن إعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين، لفت الوزير الصايغ الى ان "الحقوق الأنسانية والإجتماعية للبنانيين ليست متوافرة"، وأوضحنا للأونروا اننا جاهزون لإعطاء المعوق الفلسطيني حقه ولكن من سيدفع التكلفة؟". وأوضحنا اننا نسعى الى تأمين كامل الحقوق الإنسانية للفلسطينيين ولكننا نخشى الدمج الإجتماعي". أما عن خطوة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في طرح الحقوق المدنية للفلسطينيين، فوضعها في اطار التنافس الدعائي الإعلامي لبعض الأحزاب".

 

تكتل القوات اللبنانية من معــــراب: دعم "اليونيفيل" ورفض التهويل والتخوين

المركزية - جدّد تكتل "القوات اللبنانية" "تمسكه بالقرار الرقم 1701 ودعمه وجود قوات "اليونيفل" في الجنوب لما لها من دور فعّال تلعبه في اطار المهام الموكلة اليها حسب القرارات الدولية، وتوقف طويلاً عند الأوضاع الحياتية والمعيشية للأخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بعد اطّلاعه من رئيس الهيئة التنفيذية على مجموع الاتصالات والمشاورات التي تجري في شأن هذه المسألة مع جميع أطياف 14 آذار وخصوصا مع تيار المستقبل.

واضاف: ان الاتفاق تم على "استمرار هذه المشاورات للتوصل الى مقاربة موحّدة لجميع قوى 14 آذار تأخذ في الاعتبار من جهة الحاجات الإنسانية والحياتية للأخوة الفلسطينيين، ومن جهة اخرى التمسك بحق العودة والحفاظ على مناخاتها ضمن امكانيات الدولة اللبنانية".

وثمّن التكتل "الجهود التي تبذلها الأجهزة الامنية بكل فروعها والتي أدت الى ضبط وتفكيك وتوقيف سلسلة من شبكات التجسس العاملة لمصلحة العدو الإسرائيلي وآخرها قضية الموظف في شركة "ألفا" لكنه في الوقت ذاته استغرب عملية التسريب في التحقيقات"، رافضاً "الارهاب الفكري وأساليب التهويل والتخوين وآخرها تهديد الحكومة في حال استمرار التعاون مع المحكمة الدولية او اقامة علاقات دولية واتفاقات لا تخدم توجهات المهددين، ودعا المراجع القضائية المختصة الى التصدي لكل من يقوم بتعكير الجو العام وتهديد السلم الأهلي او المس بأي من المؤسسات الشرعية اللبنانية.

هذه المواقف جاءت في اجتماع تكتّل القوات اللبنانية اليوم في معراب، في رئاسة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وفي حضور الوزيرين: ابراهيم نجار وسليم ورده ورئيس كتلة نواب زحلة النائب طوني ابو خاطر والنائبين جوزف معلوف وشانت جنجنيان، والنواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، انطوان زهرا، فريد حبيب وايلي كيروز، اضافة الى الوزير السابق طوني كرم.

عقب الاجتماع، تلا النائب انطوان زهرا البيان، وهنا نصّه:

أولاً: اطّلع المجتمعون من رئيس الهيئة التنفيذية على اجواء الجولة الخارجية الأخيرة ومباحثاته مع المسؤولين الذين التقاهم على كافة المستويات، فنوه المجتمعون بأهميتها السياسية للبنان وللقوات اللبنانية، خصوصاً في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة حالياً، كما أثنوا على الحفاوة والاهتمام اللذين لقيهما رئيس الهيئة التنفيذية والوفد المرافق له في كل من جمهورية مصر العربية وفرنسا واسبانيا.

ثانياً: جدد التكتل تمسكه بالقرار 1701 ودعمه لوجود قوات "اليونيفل" في الجنوب لما لها من دور فعال تلعبه في اطار المهام الموكلة اليها حسب القرارات الدولية. وفي ضوء ما جرى ويجري من تصرفات عشوائية واخرى منظمة بحق قوات حفظ السلام هناك، طالب المجتمعون ان يتم التعاون مع هذه الأخيرة عبر القنوات الرسمية والاشخاص المختصين الذين من مسؤولياتهم تولي هذه المهمة لا عبر ترك فريق من اللبنانيين يتعاطى مع الوضع ويتدخل في امر ليس من مهامه اصلاً، وانطلاقاً من خلفيات لا تخدم المصالح اللبنانية العليا.

ثالثاً: ثمن المجتمعون الجهود التي تبذلها الأجهزة الامنية بكل فروعها والتي أدت الى ضبط وتفكيك وتوقيف سلسلة من شبكات التجسس العاملة لمصلحة العدو الإسرائيلي وآخرها قضية الموظف في شركة "ألفا"، وهم يؤكدون ضرورة توفير كل الدعم لهذه الأجهزة للإستمرار في عملها لتحصين الساحة اللبنانية نهائياً.

وتوقف المجتمعون عند التسريب الذي ترافق مع عمليات التوقيف الاخيرة والذي اقترن باستغلال في بعض وسائل الإعلام يسيء الى مجريات التحقيق ويخالف المبادىء القانونية المرعية التي يرتكز عليها التحقيق وطالب المجتمعون المراجع القضائية بإجراء المقتضى في هذا الشأن.

رابعاً: توقف المجتمعون مطولاً عند الأوضاع الحياتية والمعيشية للأخوة اللاجئين الفلسطنيين في لبنان، واطلعوا من رئيس الهيئة التنفيذية على مجموع الاتصالات والمشاورات التي تجري حول هذه المسألة مع كافة أطياف 14 آذار وبالأخص مع تيار المستقبل. واتفق المجتمعون على استمرار هذه المشاورات للتوصل الى مقاربة موحدة لجميع قوى 14 آذار تأخذ بعين الاعتبار من جهة، الحاجات الإنسانية والحياتية للأخوة الفلسطينيين، ومن جهة اخرى التمسك بحق العودة والحفاظ على مناخاتها، ضمن امكانيات الدولة اللبنانية.

خامساً: توقف المجتمعون عند اشاعة اجواء توتر جديدة تستهدف من جهة القرار 1701 ومن جهة اخرى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولا توفر محاولة ضرب أسس قيام الدولة في لبنان، في وقت يعيش اللبنانيون ، ومنذ فترة، استقراراً معقولاً آملين بتحويله استقراراً دائماً وازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً في ظل استكمال بناء الدولة بكل مؤسساتها السيادية.

وعليه يرفض المجتمعون الارهاب الفكري وأساليب التهويل والتخوين وآخرها تهديد الحكومة بالذات في حال استمرار التعاون مع المحكمة الدولية او اقامة علاقات دولية واتفاقات لا تخدم توجهات المهددين. لذلك يطلب المجتمعون من الجميع الإقلاع عن هذه الممارسات الخارجة عن الأداء السياسي الوطني السليم كما يدعون المراجع القضائية المختصة الى التصدي لكل من يقوم بتعكير الجو العام وتهديد السلم الاهلي او المس بأي من المؤسسات الشرعية اللبنانية.

 

هاشم: ما هي أسباب تجاوز اليونيفيل لصلاحياتها في تولين؟

وطنية - 3/7/2010 رأى النائب قاسم هاشم في تصريح اليوم ان "ما حصل في تولين يستدعي السؤال عن الاسباب التي دفعت بقوات اليونيفيل الى تجاوز حدود الصلاحيات والمهام التي رسمها القرار 1701 للتعاطي مع المواطنين كرجال شرطة"، متسائلا: "هل لما حصل علاقة مع تقرير الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أتى منحازا للعدو الاسرائيلي؟".

وقال: "اننا اذ نبدي كل الحرص على استمرار العلاقة الطيبة والجيدة مع قوات اليونيفيل، والتي نشأت منذ ثلث قرن، وتطويرها نحو الافضل، متمنين الالتزام بموجبات القرار 1701، وان تعمل القوات الدولية على تنفيذ هذا القرار وإجبار العدو الاسرائيلي على تنفيذه بإرساء قواعد الامن والاستقرار اللذين يقوضهم الاحتلال الاسرائيلي مشكلا الخطر والتهديد والاستفزاز الدائم وهو أساس كل الإشكاليات في لبنان والمنطقة".

 

ريفي وجزيني وشخصيات في بعبدا

موسى: توقعات الحرب مضخمة لكن الحذر واجب

المركزية - رأى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في توقع الحرب الاسرائيلية على لبنان قريبا مبالغة كبرى من دون اسقاط أهمية توخي الحذر في حال كانت الحسابات خاطئة، من الحسابات والاستعداد لمواجهة ما قد يستجد. عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع موسى لآخر التطورات على صعيد منطقة الشرق الاوسط وللعلاقات العربية – العربية الراهنة. وفي اعقاب اللقاء، قال موسى:

" سعدت بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وانه لامر جيد جدا ومفيد التحدث دائما معه لان لديه اطلاعا واسعا على ما يجري في لبنان وحوله، وكان النقاش في الموضوع الاقليمي لان الظروف معقدة ومركبة ومتطورة دائما، والتطورات سلبية اكثر منها ايجابية. كما كان الحديث متشعبا من الوضع في الجنوب الى الوضع العام في لبنان الى موضوع السلام الذي لا يتحقق في اطار القضية الفلسطينية او النزاع العربي الاسرائيلي".

* هل لديكم بعض المعطيات بعد لقاء الرئيس مبارك مع الوزير سيرغي لافروف حول المؤتمر المتعدد الاطراف المقترح عقده في موسكو لحض اسرائيل على الدخول في المفاوضات؟

- بما اعرفه عن هذا اللقاء، وبعد لقاء جرى بعده بيني ولافروف وآخر سابق تم منذ عشرة ايام في روسيا بيني والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ان المؤتمر موجود على قائمة التطورات المقبلة، انما يعتمد على ظروف محددة، والمسألة لا تكمن في مؤتمر يعقد في موسكو ومن ثم يبحث في تاريخه وترتيباته بل في متى وكيف وعلى اي اساس يعقد. ان المؤتمر لا يعقد الا على اساس ان تقدما ما قد حدث، وبالتالي فان الزخم الدولي مطلوب لدعم هذا التقدم، واقصد التقدم الحقيقي وليس اي تقدم آخر والذي يشرح عنه في القاموس من دون ان يكون مجرد نبضات من هنا وهناك او خطوة بسيطة يجري تضخيمها. ان التقدم الحقيقي يمكن ان يؤدي الى الاحتياج الى هذا المؤتمر، وهذا هو الموقف الروسي وليس الموقف العربي فحسب. واعلم من الرئيس ديمتري ميدفيديف انه مستعد للدعوة الى هذا المؤتمر فور حدوث تقدم يشعر به الجميع.

* استبعدتم نشوب حرب اسرائيلية ضد لبنان، الى ماذا استندتم في ذلك، هل من معطيات او تطمينات؟

- في مثل هذه الامور، هناك شعور عام في لبنان بالخطر ليس مستندا الى معلومات. لدي تحليل للموقف، استبعد طبقا له ان يكون هناك خطر حالي انما الخطر مستمر وقائم، والحذر مطلوب، ولكني لا ارى الحرب على الابواب، وارى في توقع ذلك مبالغة كبرى، ولكن هذا لا يستدعي ابدا ان نطمئن الى واقع الحال، فهذا لا يصح، ويجب ان نكون حذرين لما قد يحدث، ربما تكون الحسابات خاطئة، وقد تكون هناك رغبة في الاعتداء او في احداث اضطراب في المنطقة لاسباب اخرى.

* تقوم اسرائيل باستحداث مواقع على الحدود مع لبنان تحاكي مواقع حزب الله للتدريب على اي مواجهة محتملة معه، الا يعني ذلك ان اسرائيل تستعد لحرب قريبة على لبنان؟

- لذلك اقول انه يجب توخي الحذر ومتابعة الامور انما من دون المبالغة فيها لانه ليس مطلوبا ان نحدث توترا لدينا، فاسرائيل تقوم بذلك واكثر، ويجب ان نكون دائما على حذر والاستعداد لمواجهة ما قد يستجد.

واطلع الرئيس سليمان من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على الوضع الامني والتدابير التي ستبدأ قوى الامن تنفيذها اعتبارا من الاثنين المقبل لحل مشكلة السير، وضبط المخالفات والحد منها ومن حوادث الطرقات.

واستقبل رئيس الجمهورية المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني واطلع منه على شؤون المؤسسة واحتياجاتها والتدابير المتخذة على المعابر والمرافق لتسهيل وصول الوافدين الى لبنان خلال موسم السياحة والاصطياف.

وزار القصر الجمهوري مجلس نقابة اطباء الشمال برئاسة الدكتور فواز البابا الذي عرض لرئيس الجمهورية سلسلة مطالب نقابية.

ومن زوار بعبدا المدير العام لشركة "دياجو" في العالم بول وولش مع وفد.

 

بري التقى مومبارتي ورئيس حكومة ولاية فكتوريا موسى: لانسحاب اسرائيل من الاراضي العربيــة ومستعدون للمساعـــدة في الملف النفطـــي

المركزية - التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يرافقه ممثل الامين العام في لبنان السفير عبد الرحمن الصلح والسيد طلال الامين في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي.

ولفت موسى الى ان البحث تناول احداث غزة وما يتعلق بالوضع المتوتر في أكثر من مكان في العالم العربي حتى في جنوب لبنن وتبادلنا وجهات النظر وبعض المعلومات، وأنا سعيد جداً بهذا اللقاء المهم، مضيفا، لا نزال نتابع التطورات السلبية في المنطقة وسوف نستمر في التشاور سويا خصوصا انه لا يوجد نتائج حتى الآن في إطار السلام ما جعل كثيرا من الساسة العرب ومنهم الرئيس بري وأنا يشعرون بالكثير من الإحباط وعدم الارتياح للموقف السياسي العام في المنطقة".

وعن رأيه في الأقاويل التي تطرحها اسرائيل عن الانسحاب من القسم الشمالي من قرية الغجر اعتبر ان "طالما ان الأمر مجرّد أقاويل فالأمر لا يستأهل تعليقا. وعلى اسرائيل ان تنسحب ليس فقط من الجزء الشمالي من الغجر ولكن من كل الاراضي العربية، ويجب ان نكون واضحين في إصرارنا من دون أي تردد او تراجع.

قبل ظهر اليوم في عين التينة وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور دومينيك مامبرتي والسفير البابوي في لبنان غبريال غوردانو كاتشيا، بحضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان. وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

وعن دور الجامعة العربية لحماية ثروة لبنان النفطية لا سيما في ظل الأطماع الاسرائيلية بها؟ قال: "ما أفهمه أولا ان هناك في لبنان دراسة لهذا الموضوع، وأنا لست مطلعا على التفاصيل، إنما هناك قانون يحكم هذه الامور، ولكن لا تطمئنوا كثيرا لهذا القانون الدولي، فطالما هناك من يخرقه لانه محصّن وأقوى من الآخرين، عليكم من الآن ان تدرسوا كيفية الحفاظ على حقوق لبنان، خصوصا ان هذه الثروة تتداخل في الحدود الاقتصادية لاكثر من دولة، ويجب ان أكون واضحا ان الدول العربية يجب ان تجتمع لبحث هذه النقطة، ونحن جاهزون للعمل القانوني والسياسي لدعم الحقوق المشروعة للبنان ولسوريا ولأي دولة عربية قد يكون لها نصيب في هذا الأمر".

وكان الرئيس بري استقبل رئيس حكومة ولاية فكتوريا السابق اللبناني الاصل ستيف براكس ورجل الاعمال فادي الزوقي ووزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مومبارتي

 

فتفت: تسخيف البعض لمعنى العمالة طعن للمقاومة ومس بثقافتنا السياسية

تضخيم موضوع العميل الاسرائيلي في شركة اتصالات التفاف على عمل المحكمة الدولية

نريد الحقيقة ولن نقبل بعد اليوم ان يكون هناك دس وفتن وراء الامن في لبنان

وطنية -الضنية- 3/7/2010 اعتبر النائب الدكتور احمد فتفت خلال اللقاء الحواري الشهري الذي عقده في دارته ـ سير الضنية في حضور منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، ان "هجومااعلاميا كبيرا نشهده منذ عدة ايام يتخذ احيانا منحى امنيا واحيانا منحى مخابراتيا واحيانا منحى تخوينيا، انما بإتجاه واحد،الغاء المحكمة الدولية، وهذا ليس بجديد".

واستغرب ان "يجري تضخيم موضوع القبض على عميل اسرائيلي في شركة اتصالات، تبين انه تقني يعمل في هذه الشركة، وهو بالتأكيد يبدو وفق ما تسرب من التحقيق انه عميل اسرائيلي، ويجب ان يعامل ويحاكم على هذا الاساس ، كما يجب ان ننتهي من التحقيق وان تصدر المحكمة المختصة العقوبة المتوجبة وان ينال عقابه، انما هناك تساؤلات حول هذا الموضوع خاصة انه تحقيق تقوم به جهة امنية".

وسأل: "هل التسريبات التي ظهرت هي صحيحة ام غير صحيحة؟ ان كانت صحيحة فهو لأمر خطير، ما يعني ان هناك اختراق للجهاز الامني من قبل بعض الاعلاميين، وهذا مناف لاصول التحقيق وفق القانون اللبناني. فأين هي سرية التحقيق ؟ اين السرية المتوجبة للعمل على كشف ملابسات القضية والتوصل الى جميع الافرقاء المتعاملين مع هذا الجاسوس الاسرائيلي ؟ واما اذا ما كانت هذه الاخبار المسربة ملفقة فهذا اخطر، علما انه لم يصدر حتى الآن تكذيبا واحدا في الاعلام لما نشر ما عدا وزير الدفاع اللبناني بتوضيحاته المشكورة".

واشار الى "ان البعض ربما يحاول ان يربط منذ الآن بين هذه القضية وبين ملف الاتصالات في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما لم نقبل به"، رافضا "هذا الاسلوب، فهو يعود الى الاسلوب القديم، الى الاسلوب التخويني والى اسلوب تجهيل الفاعل".

وتابع النائب فتفت:"سمعنا اليوم مقولة انه اذا ما حصلت اغتيالات في الايام القادمة فبالتأكيد هي اسرائيلية، وكأننا نحضر الجو لاغتيالات سياسية جديدة، علما ان اسرائيل دائما متهمة بأي اغتيال يحصل في لبنان، ولكننا لا نريد ان نستثني ابدا الاغتيالات ذات الطابع السياسي التي حصلت في السابق، والتي من الممكن ان تحصل في اي وقت على الساحة الداخلية. يجب ان تكون الامور واضحة جدا، التزمنا منذ اللحظة الاولى بما سيصدر عن المحكمة ذات الطابع الدولي ولا يمكن ان نسمح لأحد ان يقوم بتشويه هذه العملية، فكل ما يريدونه تشويه الحقيقة وتجهيل الفاعل" سائلا "هل يعتقدون ان لبنان سيهدأ وسيستكين اذا لم تعرف الحقيقة تماما، فلنطمئن الجميع ان هذا الامر ليس واردا ابدا في مفهومنا السياسي، ليس لاننا نريد الانتقام او تصفية الحسابات، بل لاننا نريد حماية الحياة السياسية اللبنانية، لكي لا تعود الاغتيالات وسيلة لتحقيق مكاسب على الساحة الداخلية".

وشدد على انه "لن نقبل بعد اليوم ان يكون هناك دس وفتن تختبئ وراء الامن في لبنان، نريد كل الحقائق"، لافتا الى ان "التساؤل الذي يطرح لماذا هذا الاختراق الاسرائيلي الكبير؟ بكل صراحة ووضوح ان المسؤول عن هذا الاختراق الكثيف هو من عمل على "تسخيف الخيانة" ووزع تهم الخيانة على كل معترض على سياسته. إذا ما قال احد منا نحن لا نوافق على هذا التوجه يقولون له انه خائن وعميل، اذا ما قال احد منا نحن لا نقبل بالوضع الحالي للسلاح في الداخل اللبناني، قالوا له بكل بساطة انت عميل، اذا ما قال احد منا لا نقبل بهذا القرار او ذاك قالوا هذا عميل. سخفوا العمالة لدرجة لم يبق قيمة للوطنية"، مضيفا "انه موضوع خطير وحساس، لانه يمس الثقافة السياسية للشعب اللبناني، وإذا لم يدركوا هذا الامر معنى ذلك انهم يطعنون المقاومة في الظهر وفي البطن وفي القلب لانهم يطعنون فكر المقاومة لدى الشعب اللبناني عندما يسخفون معنى العمالة لهذه الدرجة".

وتابع النائب فتفت:"هناك اكتشاف لعدد كبير من الجواسيس الاسرائيلية في الداخل وهذا امر جيد، ونشكر عليه الاجهزة الامنية اللبنانية، من جهاز المعلومات الى مخابرات الجيش اللبناني. وفي هذا السياق، اعتقد ان التجهيزات الكبيرة والتدريبات المهمة التي تأمنت لهذين الجهازين بالتعاون مع الدول الصديقة كانت وراء هذه الاكتشافات ما يجعلنا نستغرب ان يستمر البعض بالهجوم على جهاز المعلومات والامن الداخلي ويتناسى انهما اول من كشف شبكة الجواسيس الكبيرة في ربيع 2009. هل يعقل بالتناسي ان نخدم العدو الاسرائيلي من اجل ان نحقق مكاسب تذهب احيانا في بعد آخر؟ ما يجري هو مرفوض تماما، وخاصة انه يتوافق مع تشويه للحقيقة، وهذا ما حصل في زحلة، اذ وقع انفجار في محل تجاري تبين انه يتعلق بالتأمين، فوصف بعملية ارهابية، وبدأ الحديث ان المقصود منها غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير" سائلا "هل هناك من فتنة اشد وقعا من الفتنة التي ارادوها؟، استمر الحديث خلال عشرة ايام ان هناك من يقصد البطريرك صفير وتبين في نهاية المطاف ان لا عملية ارهابية ولا تفجير ولا ما شابه ذلك . لماذا صمتوا على الشائعات خلال عشرة ايام؟ لماذا سمحت الاجهزة الامنية بهذا التفلت الاعلامي الذي يهدف الى الفتنة، و"الفتنة أشد من القتل ". يريدون شيئا واحدا ، هو ان ننسى ملف المحكمة الدولية ولا اعتقد ان هذه النية موجودة لدى لبناني شريف بنسيان المحكمة الدولية، التي تتمتع بالشفافية الكاملة، نحن لا نعلم ماذا يجري في التحقيق الدولي، ولكن تبين ان القضاء اللبناني خلال اربعة عقود لا يستطيع الكشف عن اي جريمة اغتيال سياسية فإلى من نلجأ؟ هل نخفي الحقائق ونقبرها، ويستمر الاغتيال والفتنة ؟".

وختم النائب فتفت: "كل ما تشاهدونه على الساحة الداخلية يهدف الى محاولة التفاف على المحكمة الدولية، حتى الاعتداءات على اليونيفيل فيها رائحة من هذا القبيل، قوات اليونيفيل تحمي الجنوب وتقدم الخدمات لأهله ان كان على الصعيد الاجتماعي او الصحي او حتى المدرسي، وبالرغم من ذلك هناك من يفتعل الفتن بوجهها وكأنه يريد ان يقول للمجتمع الدولي لدي رهينة اسمها "قوات اليونيفيل"، إذا ما تجرأتم وقلتم شيئا ما في ما يخص المحكمة الدولية فنحن نستطيع ان نتصرف، اتساءل لماذا هذا الخوف من المحكمة الدولية؟ لننتظر ونرى القرار الاتهامي ولنتابع المحاكمات واذا ما كانت غير عادلة وغير شفافة فسننتفض جميعنا عليها، اما الانتفاض المسبق يشعرنا احيانا ان هناك من يفضل ربما ان يقال "كاد المريب ان يقول خذوني". كما كان نقاش مع الحضور حول التطورات في تيار المستقبل، ثم قدم النائب احمد فتفت تقييما لأداء مكتبه خدماتيا وانمائيا.

 

اللقاء المسيحي - السني لنواب الغالبية مطلع الاسبوع بعبدا: الحقـــــوق تبحث لبنانيا بعيدا من السياسة

المركزية - يستأنف اللقاء المسيحي - السني لنواب الغالبية اجتماعاته مطلع الاسبوع المقبل لمتابعة البحث في ملف حقوق الفلسطينيين من اجل الوصول الى صيغة مشروع مشترك لنواب الغالبية المسيحيين والسنة يقدمونه الى مجلس النواب لمناقشته، للتأكيد على وحدة الموقف داخل 14 آذار وعلى الوحدة المسيحية - الاسلامية وعدم الاعتراض المسيحي بالمطلق على الحقوق.ونقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان معلومات مفادها ان موضوع الحقوق الفلسطينية يجب ان يبحث من الزاوية الانسانية من دون ربطه بأي موضوع آخر، واكدوا ان موضوع بسط الدولة سيادتها على كامل اراضيها بما فيها المخيمات حق للدولة وواجب على الفلسطينيين تسهيل المهمة حتى لا تبقى هذه المخيمات خارج سيطرة الدولة وملجأ للهاربين من وجه العدالة مؤكدة انه لا يجوز الربط بين حق الدولة ببسط سلطتها والحقوق الفلسطينية.

وفي سياق متصل قال مصدر سياسي في الغالبية ان سوريا التي خرجت من لبنان تحاول ان تستغل الملف بحيث تمتلك ورقة المخيمات وورقة حزب الله، والورقتان تعززان الموقف السوري في المفاوضات. من جهتها اتهمت مصادر في قوى 14 آذار سوريا بالايعاز الى حلفائها في لبنان بتحريك موضوع الحقوق الفلسطينية بعدما تمكنت من "تطيير" لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي كانت بقيادة السفير خليل مكاوي، ومن تعطيل مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة التي كانت احرزت تقدما في البحث والاتصالات.

وبعدما تم تعطيل المبادرة التي قام بها السنيورة دخلت جهات لبنانية على الخط في عملية مزايدة، ووضع الموضوع في اطار الخلاف السياسي. وتحاول قوى 14 آذار إخراج هذا الملف من مسرح المزايدات وبحثه بعيدا من أي كباش سياسي ووضعه في إطاره الانساني على أن يتم تقديم المشروع لحل الملف من قبل نواب مسيحيين ومسلمين في قوى 14 آذار وفي وقت قريب لتأكيد التعاون اللبناني لمعالجة هذا الملف وإبعاد الصيغة الطائفية عنه بعدما حاولت قوى في الأقلية أن تشير إليها بعد توافق النواب المسيحيين في 14 آذار.

 

العودة الى الجذور" زار أمانة 14 آذار

المركزية - في اطار نشاطات الاكاديمية الصيفية "العودة الى الجذور"، زار وفد طلابها الأمانة العامة لقوى 14 آذار والتقى منسقها العام النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي شرح لهم عن حركة 14 آذار ومراحلها ودورها في الإستقلال الثاني في العام 2005، مذكراً بتضحيات شهداء المسيرة الإستقلالية.

وأضاء سعيد على مسيرة الشهداء رابطاً شهادتهم بخيارهم وهو خيار الحريّة والرأي الحر وبناء الدّولة. متطرقا الى مواضيع مختلفة تعنى بالحياة السياسية اليومية في إطار نقاش مفتوح مع الوفد، وشدد على دور الشباب اللبناني والمغترب في مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال، دعيا إياهم الى الاستفادة من هذه الاكاديمية للتعرف اكثر الى تاريخهم وتراثهم وتقاليدهم اللبنانية وأن يكونوا سفراء لوطنهم لبنان في الاغتراب وحثهم على العودة نهائياً الى وطنهم الأم للمساهمة والمشاركة في بناء الدولة. وكان الوفد جال على منطقة بيروت وعين المريسة مرورا بمطعم "الدروندي" حيث تناول الغذاء ليعود ويتابع جولته على المنطقة.

 

تدشين مشاريع في بشري بدعم كويتي

كيروز: التوازن أساسي في بناء لبنان الصادقي: نعمل للحدّ من الهجرة الداخلية

المركزية - دشن النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز مشاريع الري ومياه الشفة في قرى وبلدات قضاء بشري في حضور ممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الدكتور محمد الصادقي. وجالوا يرافقهم رئيس اتحاد بلديات الجبة ايلي مخلوف ونقيب المهندسين في الشمال جوزيف اسحاق ورؤساء البلديات والمخاتير في بلدة برحليون حيث شرح الصادقي الاهداف من اقامة المشروع والمدة المقررة لانجازه وأقيم احتفال في قاعة كنيسة البلدة حيث شكر سعد شيبان كرم "دولة الكويت لإخراج البلدة من حال الإهمال الذي تعيشه ولجعجع وكيروز متابعة تنفيذ المشروع خطوة خطوة بتوجيه من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع".

كيروز: بعدها القى كيروز كلمة عدد فيها سلسلة المشاريع مؤكدا "ان لا نهضة حقيقية الا بالدولة ومؤسساتها، تأكيدا على الانماء المتوازن الذي يشكل ركيزة دستورية اساسية في بناء لبنان وتأمين استقراره الاجتماعي والاقتصادي". ولفت الى ان "هذه المشاريع تدل الى التزامنا الثابت رفع الحرمان والاهمال عن جبة بشري التي عانت ما يكفي طوال عقود عدة، نتيجة شطبها من معادلة الاهتمام الرسمي وطغيان بعض المصالح الخاصة عوض التركيز على المصلحة العامة"، معتبرا "ان الكويت تشبه لبنان في نواح كثيرة، ولم تبخل يوما بالدعم المشكور ولم تتردد في الوقوف الى جانب لبنان على مختلف الصعد من دون تمنين او شروط، مقدمة المثال الحقيقي على الاخوة العربية الصادقة".

وقال: ندشن اليوم قنوات الري التي انتهت الاعمال فيها في كل من حدشيت وحصرون، كما نضع الحجر الاساس لمشروع مياه الشفة لبلدات برحليون وعبدين وبلا والمغر والحجر الاساس لتنفيذ شبكة توزيع وحيطان الدعم في بقاعكفرا، آملين في استكمال كل المشاريع بدعم الصندوق الكويتي واهتمام وعناية كل المؤسسات اللبنانية المعنية في القطاعين العام والخاص".

الصادقي: من جهته أكد الصادقي "عمق العلاقة بين لبنان والكويت"، مشيراً الى ان الهدف الاساسي لهذه المشاريع تثبيت المزارعين وابناء الريف في قراهم وبلداتهم والحد من الهجرة الداخلية من الريف الى المدينة وتعزيز الارث الثقافي مما يسهم في تثبيت ابناء الوطن بتاريخ ابنائهم والحفاظ على ارث الاجداد والاباء"، مضيفا: تعتبر مشاريع المياه من المشاريع التي يوليها الصندوق الكويتي أهمية بالغة لما لها من آثار ايجابية على ضمان الصحة العامة وحماية البيئة والموارد الطبيعية للبلاد. وقد خصص الصندوق الجزء الاكبر من التمويل لمعالجة وتعزيز الاحتياجات في قطاع المياه، واؤكد ان الدعم مستمر لتطوير وتحسين هذا القطاع الحيوي في سياق ايمان الصندوق الكويتي الراسخ بدعم جهود التنمية الشاملة في لبنان. ونحن من خلال اسهامنا في المسيرة التنموية في لبنان، انما نشارك شعبا شقيقا في اعادة بناء اقتصاده بعد معاناة قاسية يتخطاها بإرادة صلبة وجهود مخلصة.

وبعد ازاحة الستار عن لوحة اطلاق مشروع مياه الشفة لبلدات برحليون وعبدين وبلا والمغر انتقل الجميع الى جرود بلدة حصرون عند سفح جبل المكمل حيث تم تدشين مشروع مجاري المياه الزراعية الذي انتهى العمل به.

وبعد استراحة عند نبع الرأسين انتقل الجميع الى بلدة بقاعكفرا والقى رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف كلمة شكر فيها دولة الكويت عطاءاتها.

ثم انتقل الجميع الى جبال حدشيت حيث ألقت جعجع كلمة قالت فيها: "نحن ودولة الكويت بيننا قواسم مشتركة عدة بدءا بما مرت به الكويت وصولا الى ما مر به لبنان وسيكون هناك ان شاء الله المزيد من المشاريع.

 

سفير ايران جال على فاعليات الشمال

أبادي: ندعم من يؤيد لبنان "شعبا وحكومة ومقاومة"

المركزية - أكد سفير ايران لدى لبنان غضنفر ركن ابادي وقوف بلاده الى جانب لبنان بمختلف طوائفه ومذاهبه وانتماءاته السياسية ما دام ان هؤلاء الاطراف هم الى جانب لبنان شعبا وحكومة ومقاومة. جال أبادي اليوم على عدد من القيادات الشمالية فزار صباحا الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في طرابلس في حضور النائب أحمد كرامي والقائم الجديد بأعمال السفارة الايرانية في لبنان مهدي شوشتري والقائم بالاعمال الحالي السيد مير مسعود حسنيان والسيد محمد آغا الفاضل.

بعد اللقاء قال السفير الايراني: سررت اليوم ببدء هذه الجولة في مدينة طرابلس من دارة الرئيس ميقاتي، حيث سنلتقي كل الفاعليات السياسية والاقتصادية والمراجع الدينية الاسلامية والمسيحية، وهذا الامر يصب في خانة تأكيد موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية باقامة علاقات ممتازة مع الجميع والوقوف الى جانب كل لبنان بمختلف طوائفه ومذاهبه وانتماءاته السياسية، طالما ان هذه الاطراف هي الى جانب لبنان شعبا وحكومة ومقاومة.

أضاف: هذه الجولة التي نقوم بها تهدف ايضا الى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والسياحية والعلمية والجامعية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية، والاستفادة من الطاقات المتوافرة لدى كل القطاعات، والنشاط الكبير للتجار والصناعيين والفاعليات الاقتصادية الموجودة في طرابلس. اننا نحضر ايضا لاقامة لقاء كبير بين كبار التجار والفاعليات الاقتصادية الايرانية الذين سيأتون الى لبنان قريبا، وبين نظرائهم اللبنانيين خاصة في مدينة طرابلس.

عند الجسر: ثم توجه أبادي الى دارة عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر وعرض معه للتطورات.

اثر اللقاء قال السفير غضنفر: "من دواعي سروري أنني في طرابلس اليوم، وأقوم بجولة على المرجعيات الدينية والفعاليات السياسية والإقتصادية كافة، لأجل التأكيد على موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز العلاقة مع الجميع ومع كل الذين ميزوا موقف الحق، وان صدر الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفتوح أمامهم وتعتز بهذا الموقف".

أضاف: "لأجل ترجمة الأقوال بالأفعال، ومن أجل تعزيز العلاقات التجارية والإقتصادية والسياحية والأمنية والجامعية مع لبنان، ومن أجل اتخاذ الخطوات الجبارة كافة، سيأتي وفد من كبار الفعاليات الإقتصادية والتجارية من ايران الى لبنان، وان زيارتنا الى طرابلس اليوم تصب أيضا في هذا المجال، وذلك للاستفادة من الطاقات المتوافرة في المدينة".

الجسر: من جهته رحب النائب الجسر بالسفير الإيراني وقال: " أكد لنا السفير رغبة ايران في التعاون مع لبنان في كل الميادين العسكرية والثقافية والسياسية والعلمية والإقتصادية، كما ذكرنا بمشروع المسلخ في طرابلس، حيث كانت جمهورية ايران قد وعدت بتنفيذه، وأنه سيتم اعادة النظر به من جديد".

أضاف: "في كل الأحوال هذه الزيارة جيدة، وان كل تواصل مع كل الأطراف هو أمر في غاية من الأهمية، وان المشكلة تكمن في الإنقطاع، فبالتواصل تتبدد كل الأوهام وكل الغيوم التي عادت تخيم في الأجواء".

وردا على سؤال عن ذكرى اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، قال: "نحن ضد كل عملية اختطاف، وكنا ولا نزال نرفض مبدأ العنف، ونتمنى أن تحل كل قضايا المخطوفين الإيرانيين واللبنانيين والعرب والأجانب، ونتمنى عودتهم جميعا الى أهاليهم وأوطانهم".

وعن فرض العقوبات على ايران، قال النائب الجسر "أن موقف الحكومة اللبنانية كان واضحا جدا، وأنه في موضوع فرض العقوبات على ايران في الأمم المتحدة، نحن أمام قرارين، اما الموافقة أو الرفض، الذي يأخذ صيغتين، الرفض الصريح والرفض الضمني، وان لبنان اتخذ قرار الرفض الضمني المتمثل بالإمتناع والذي يعني في النهاية الرفض، وان السفير الإيراني في الأمم المتحدة شكر السفير اللبناني على موقف لبنان، فهذا بالنسبة الينا واضح وأكيد. وقد اختار لبنان الرفض الضمني نظرا لخصوصيته وعدم قدرته على مجابهة المجتمع الدولي الذي هو بحاجة اليه من أجل مواجهة الطغيان الإسرائيلي، لذلك جاء الرفض الضمني والديبلوماسي المتمثل بالإمتناع".

زيارة الصفدي: ومن مركز الصفدي الثقافي والرياضي حيث اجتمع الى السيد أحمد الصفدي أعلن السفير الايراني ان الملحقية الثقافية في السفارة تتمتع بإمكانات هائلة في مجال الثقافة وقال: وجدنا ان مركز الصفدي الثقافي لديه آفاق واسعة للتعاون المشترك في المجال الثقافي واللغوي. وأبدى إعجابه بالدور الذي يضطلع به المركز مشددا على ان التعاون سيأخذ طريقه الى التنفيذ في وقت قريب.بدوره رحب السيد أحمد الصفدي بالسفير ابادي وقال: نقدر للسفير الايراني إصراره على زيارة مركز الصفدي الثقافي وأطلعناه على الامكانات المتوافرة فيه، كما تبادلنا الافكار حول آفاق الاستثمار في مدينة طرابلس، نظرا لما تتمتع به من مرافق اقتصادية ومن ميزات تفاضلية.

وأضاف: ان التعاون بين الشعوب في المجالات الاقتصادية والثقافية يعزز ثقافة السلام ونحن نعمل دوما لما فيه خير طرابلس ومصلحة أهلها.

كما شملت جولة ابادي راعي ابرشية طرابلس للموارنة المطران جورج ابو جوده ومطران طرابلس والكورة للروم الارثوذكس افرام كرياكوس ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

 

قباني اتصل بصفير وفضل الله

وطنية- 3/7/2010 أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالاً بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير هنأه فيه بجائزة مؤسسة الرئيس الياس الهراوي التقديرية، وتمنى له التوفيق الدائم في خدمة لبنان. كما أجرى المفتي قباني اتصالاً بالسيد محمد حسين فضل الله اطمأنّ فيه إلى صحته وتمنى له من الله الشفاء العاجل.

 

الأنباء": البطريرك صفير استخدم عبارة "ما يسمّى بحزب الله" انطلاقًا من معيار لغوي وديني  

نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن قريبين من البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير تأكيدهم أن "الاجتهادات التي سمعها البطريرك تعليقًا على قوله في باريس عبارة "ما يسمى بحزب الله" تجاوزت ردود الفعل المعقولة والمقبولة إلى استعمال عبارات وإطلاق نعوت لا يجوز ان تكون مادة للتساجل في هذه الظروف، لاسيّما ان البطريرك صفير لم يقصد الاساءة الى الحزب أو إنكاره أو الاستهانة به، لأن مقاربة سيد بكركي مع هذه العبارة انطلقت من معيار لغوي واعتبار ديني، بعيداً عن اي خلفية سعى البعض الى احاطتها بموقف البطريرك".

وأوضح القريبون من البطريرك أنفسهم أن "المعيار اللغوي يستند الى كون عبارة "ما يسمى" هي للدلالة المعنوية، لاسيما ان حزب الله هيئة معنوية لها اسمها الخاص بها وهو يوضع بين مزدوجين حيث يرد في وسائل الاعلام، وعندما يكون الحديث شفهياً يستعاض عن المزدوجين بعبارة "ما يسمى"، وهو ما قصده البطريرك في الشق اللغوي من أسباب استعماله هذه العبارة. أما في المعيار الديني والروحي وهو الأهم، فإن عبارة "الله" لها مكانتها الخاصة عند الجميع، لاسيما عند رجال الدين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية، وبالتالي ليس لدى الله "حزباً" يحمل اسمه، أو انه جماعة مؤمنة من دون أخرى، أو لحزب معين من دون بقية الاحزاب".

 

الجميل: لو هناك دولة لكان من المفروض على النيابة العامة ملاحقة رعد لمساءلته    

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أن "طريقة طرح موضوع الحقوق الفلسطينية من قبل (رئيس اللقاء الديمقراطي النائب) وليد بك (جنبلاط) يوجد فيها أخطاء في الشكل وفي المضمون ومن كافة النواحي"، لافتاً الى أن "المطلوب من قبل بعض الدول اندماج الفلسطينيين في المجتمع اللبناني"، وأضاف: "اذا كان هذا الموضوع صحيحًا فلا يمكن لأحد أن يقول لنا لا تخافوا من التوطين".

الجميل، وفي حديث الى قناة "lbc"، قال: "نحن نريد أن نحسّن الوضع الانساني للفلسطينيين، ولكن مع المحافظة على سياسة الملف أي حق العودة"، داعياً الى أن "تعطي الدول العربية التي هي بحاجة الى يدّ عاملة الأفضلية في سوق العمل للفلسطينيين بدلاً من العمال الأجانب".

وحول التنقيب عن النفط، اعتبر الجميل أنه "في اللحظة التي يظهر فيها دولارًا في الأفق يدبّ الخلاف بين اللبنانيين"، سائلاً: "لماذا الصناديق، هل للمحاصصة؟ وماذا يكون دور الوزارات؟"، مشدداً على أن "هناك وزارات يجب تقويتها، وخصوصاً انها الوحيدة التي يمكن مراقبتها ومحاسبتها". من جهة ثانية، أكد الجميل على "وجوب أن تشمل الموازنة كل شيء لكي يعرف المواطن اللبناني حقيقة الوضع الاقتصادي".

وعن كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الأخير، لفت الجميل الى أن "هذا كلام خطير، هو كلام تحدٍّ للقانون وللدستور وللحريات"، معتبراً أنه "بهذا الكلام فإن "حزب الله" يتحوّل الى "كيستابو" لبناني جديد مثل البوليس الألماني على عهد هيتلر". وأضاف: "هذا الكلام يعني أنّ "حزب الله" سيلاحق الناس اذا كان لديه الشك في أنّهم عملاء، ونسأل اذا لم يكن فعلاً هذا الشخص عميلاً فماذا ستكون النتيجة؟"، وختم: "لو كان هناك دولة لكان من المفروض على النيابة العامة ملاحقة الحاج محمد رعد لمساءلته عن كلامه".

 

ضاهر: اصوات النشاز أمثال "وهّاب" لن تهزّ المحكمة الدولية  

٣ تموز ٢٠١٠  سلمان العنداري

اكد عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب خالد ضاهر ان "القرار 1701 واستقدام قوات الطوارىء الدولية الى لبنان في العام 2006، جاء نتيجة جهود عديدة بذلتها حكومة المقاومة السياسية آنذاك بقيادة دولة الرئيس فؤاد السنيورة، وجهود اصدقاء واشقاء لبنان للاتيان بهذه القوات لحماية البلاد من الاعتداءات الصهيونية، وكلنا يعرف ان العدو الاسرائيلي لا ينفذ كل بنود هذا القرار ونراه يخرق مراراً وتكراراً الحدود اللبنانية عبر طيرانه الحربي او بالقيام بعمليات استفزازية معينة".

ورأى ان " المطلوب منا الحفاظ على هذا القرار والسعي الى تطبيقه، وعدم السماح للعدو باستغلال اية اخطاء نرتكبها، وبالتالي يجب اعتبار هذه القوات الدولية جاءت لحماية لبنان بناءاً على توافق داخلي كامل بين الحكومة والمقاومة وبين جهود اصدقاء لبنان في الخارج".

ضاهر في مقابلة خاصة لموقع "14 آذار" الالكتروني، اعتبر ان ما جرى في منطقة الجنوب بين الاهالي واليونيفل يجب ان يتم توضيحه للرأي العام، فالقوات الدولية كما قالت انها تقوم باعمال واجراءات روتينية كعادتها، وما جرى من احتجاجات عليها قد تكون ناتجة عن سوء فهم، والمطلوب من الجيش اللنباني الذي اخذ علماً باجراءات اليونيفل ان يوضّح بدوره هذا الامر حتى لا يكون هناك اي التباس بهذا الاطار".

وعن الانزعاج الاوروبي من طبيعة هذه الاحتجاجات، واعتبار الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز ان الاشكالات الاخيرة كانت منظمة وغير عفوية، رأى ضاهر "انه لا بد اولاً من اعتماد الشفافية في هذا الموضوع الحساس، وذلك يكون بضرورة حسم الشك والملابسات التي رافقت الاشكالات من قبل الجيش اللبناني على ان يقرن هذا الامر بالوقائع، حتى لا يكون هنالك اي مبرر جديد لاحتجاجات وممارسات اخرى قد تسيء الى لبنان، و تكون ذريعة للعدو الصهيوني، ولا تؤدي الى شعور القوات الدولية بالتهديد وبأنها غير مرغوب فيها بلبنان، بما يكشف البلاد امام قوى عالمية ودولية واقليمية اخرى".

وعن امكانية عودة الاعمال العدائية بين "حزب الله" واسرائيل في حال استمرار التوتر بينهما (كما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون)، قال ضاهر: " العدو الصهيوني المجرم يسعى الى النيل من لبنان في كل زمان وفي كل مكان وهو ليس بحاجة الى ذرائع، ولكننا نبدي خشيتنا من ان يكون هنالك فريق لبناني يسعى الى استفزاز هذا العدو وكشف البلاد امام كل الاحتمالات، ولهذا نطالب "حزب الله" و كلّ القوى اللبنانية باتخاذ موقف صلب بخصوص هذا الموضوع، وان لا نترك اي ثغرات تنفذ منها اسرائيل نحو المجهول، كما علينا طمأنة القوات الدولية وحمايتها حتى لا تستغل تل ابيب الشكوك الصادرة من اليونيفل".

وعن الحملات الداخلية المتزايدة التي تستهدف المحكمة الدولية، وكان آخرها قد صدر من الوزير السابق وئام وهاب، قال: "الجريمة الكبيرة التي طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما سبقها وما تلاها من جرائم بحق قيادات ووزراء ونواب واعلاميين وعسكريين ومواطنين، كلها تحتاج الى كشف الحقيقة. وطالما ان هنالك محكمة دولية معروفة بكفاءة وقدرات المسؤولين فيها، وخروجها من التداول المحلي الى النطاق الدولي المستقل، اعتقد ان هذا الامر يجب ان يكون مدعاةً الى حرص كل اللبنانيين لكشف المجرمين والقتلة".

واضاف: "لا شك ان كل لبناني غيور وحريص على معرفة الحقيقة والعدالة، وبالتالي فإنه يريد لهذه المحكمة ان تقتص من المجرمين وان تكشفهم وان تفضحهم وان يطبق عليهم الحكم العادل، اما محاولات التشكيك وذر الرماد في العيون فهذه امور لن تجد نفعاً، مع التأكييد اننا نرفض اي تسييس واستغلال للمحكمة، والدليل ان اهل الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري خصوصاً، اضافةً الى كل عوائل الشهداء الذين سقطوا في لبنان، لا يريدون الا الحقيقة والعدالة لا الثأر، وسيكون لهذه المحكمة قرار واضح مبني على ادلة وبينات، وبالتالي لن يكون القرار الاتهامي سياسياًَ او استغلالياً كما يسوّقعه البعض، بل ستكون الامور شفافة وواضحة امام الرأي العام".

وعن مواقف وهّاب التي طالت المحكمة الدولية ، قال: "ان بعض اصوات النشاز من امثال وئام وهاب لن تغير من موازين الامور، ولن تؤدي الى اي نتيجة سلبية، وبالنتيجة نحن نعتبر ان لبنان قوي بوحدته الداخلية وهذا لا يتم الا بان يكون الجميع مع العدالة ومع كشف القتلى ومن ورائهم، وان نقف مع المظلوم، لا ان تعتبر الجرائم التي حصلت وكأنها شربة ماء، الا ان هذه التصريحات غير المسؤولة والرجعية لا تعبر سوى عن حقد مرفوض بكل الاشكال".

وعن قضية موقوف شركة الاتصالات الخلوية "ألفا" المتعامل مع العدو الاسرائيلي، قال: " كل بلاد العالم اليوم تعتمد على المعلومات في كشف مواقع الخصوم والاصدقاء، ونحن امام العدو الصهيوني لا نتوقع الا ان يقوم بكل المحاولات التي تهدف الى اختراق الساحة الداخلية وزرع شبكات التجسس فيها، ومن واجبنا كلبنانيين ان نواجه هذه الاعمال الدنيئة، وان نقوي الاجهزة الامنية وندعمها في مهمتها لكشف هذه الشبكات".

وتوجّه ضاهر بالتحية الى مخابرات الجيش وفرع المعلومات "التي ساهمت في كشف العديد من هذه الشبكات والعملاء، ونحن نشد على ايدي هذه المؤسسات الشرعية، وهو امر يريحنا ويطمئن الشعب اللبناني بان هناك اجهزة رسمية تعمل بجد وكد لكشف هذه الامور. اما محاولة استغلال وجود عميل او شبكات تجسس للاستفادة منها في الواقع الداخلي فهو امر مرفوض وغير مقبول، اذ يفترض ان تتركز الجهود على كشف مزيد من هذه الشبكات اضافةً الى دعم القوى المختصة بذلك".

وتعليقاً على

كلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وتوقعه لعمليات اغتيال جديدة قد تضرب البلاد، قال: "لا معلومات لدينا في هذا الخصوص، ولكن الواقع اللبناني، والاخطار المحدقة والغيوم الملبدة في ساحتنا الاقليمية تولد خشية حقيقية من امكانية انفجار الوضع، خاصة بعد الاحداث التي حصلت في الجنوب من تسخين للاجواء تزامناً مع الطروحات التشكيكية بالمحكمة الدولية، وطروحات اخرى تهدف الى اثارة الواقع والانقسامات الداخلية". واضاف: "بعض اصوات النشاز التي تطلق مؤخراً تهدف الى ضرب الاستقرار والجو الامني المستتب، وهذا ما يجعلني ابدي توجساً وخشية من امكانية تفاقم الاوضاع، وان يكون هذا التدحرج ناتج عن اهداف خارجية تريد تسخين الواقع الداخلي لجعل لبنان ساحة مفتوحة عبر اذكاء الصراعات الداخلية".

وعن الكلام عن امكانية تغيير حكومي في المدى القريب، رأى ضاهر ان "هنالك اصوات ولكنها قليلة تتكلم عن تغيير حكومي، ولكني اعتقد ان اي تغيير مرتبط بموازين القوى الاقليمية، وبمن يدعم استقرار لبنان والحرص عليه، في وقت نرى فيه المملكة العربية السعودية وسوريا واكثرية الدول العربية والغربية داعمة لاستقرار لبنان، وبالتالي لا اعتقد ان التغيير الحكومي قد يكون في المتناول، مع الاشارة الى ان هناك بعض الاطراف لها مصلحة في ذلك بهدف زرع المشاكل والانقسامات داخل لبنان، وبالتالي يجب التيقظ والاستفادة من الواقع الاقليمي الداعم لحماية هذا البلد، خصوصاً بعد الجولات الخارجية التي قام بها فخامة الرئيس ميشال سليمان ودولة الرئيس سعد الحريري التي طالت العديد من الدول من اجل تأمين سلامة البلاد وحمايتها من اي اعتداء او اهتزاز".

وعن الدور العربي في المنطقة رأى ضاهر " ان طروحات الرئيس باراك اوباما بعد استلامه الرئاسة في اميركا كانت غايةً في التقدمية تدعو الى الاستقرار في المنطقة والى التعاطي مع العالم العربي والاسلامي بروح جديدة معاكسة لاسلوب سلفه المتطرف جورج بوش، الا ان التعنت الصهيوني عاكس هذه التوجهات الجيدة والايجابية وفرملها الى حد كبير". واضاف: " المرحلة الماضية شهدت تطورات مهمة على الصعيد الاقليمي، من خلال الدور التركي الايجابي في المنطقة والذي كشف العدو الصهيوني اكثر من اي بلد آخر، وهو دور يدعو الى الاستقرار، وساهم بتحريك الدور العربي خاصةً بعد مجزرة اسطول الحرية، اذ برز جو عربي مستفيد من الجو التركي على ان يكون الدور العربي اكثر فاعلية في المستقبل القريب، ويتحقق ذلك عبر تعاون عربي بين كل من مصر وسوريا والسعودية وسائر الدول الاخرى، مما يؤدي الى تعزيز التضامن والتعاون وتفعيل الموقف الموحد على مستويات عدة". 

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

حرية التعبير عند عون غيرها في الدستور والقوانين؟ 

٣ تموز ٢٠١٠

الشرق/الفرد نوار

عندما كان ميشال عون جنرالا ورئيسا للحكومة العسكرية "مارس حرية السلطة" بمعزل عن حرية التعبير، لاسيما يوم حظر على الاعلام استخدام تعبير "رئيس الجمهورية" في مجال توصيف الياس الهراوي. وبلغ به حد الافتئات على الحرية التي صانها الدستور انه منع توزيع صحف ومجلات في مناطق سيطرته لمجرد انها استخدمت عبارة الرئيس الياس الهراوي!

وليس من ينسى ماذا فعل "الجنرال" ايام اغتصابه السلطة كيف اصدر قرارا حظر بموجبه على النواب العودة الى منازلهم ومناطقهم "لانهم شاركوا في مؤتمر الطائف وتوصلوا الى ما فهمه عون يومها بانه ابعاد عن رئاسة الجمهورية بعدما صدق مناداة البعض به "فخامة الرئيس" وبعدما انساق وراء خدعة "يا شعب لبنان العظيم"!

اما الخطيئة العظمى التي ارتكبها رئيس "الحكومة العسكرية المزيفة" فهي استمراره على رأس سلطة تفتقر الى الميثاقية، بعدما رفض وزراء الطوائف الاسلامية الانضمام الى حكومته، وهم اللواء محمود طي ابو ضرغم والعميد نبيل قريطم والعقيد لطفي جابر. حيث اكتفى عون انذاك بوزير واحد هو العقيد عصام ابو جمرة، اضافة الى اختراع وزير مسيحي ثانٍ هو العقيد ادغار معلوف ، مع علم من علم ومن لم يعلم ان "انقلاب دولة الرئيس ميشال عون على السلطة جاء بمستوى تخطي الاصول والقوانين والاعراف، ومن غير ان يرى في تصرفه خروجا على الدستور، ربما لان من كان يحمي نفسه بهم ساهموا بطريقة او بأخرى في ابقائه قابضاً على السلطة الى حين تقرر اسقاطه بالقوة وبالتالي فراره الى السفارة الفرنسية في محلة مارتقلا (الحازمية) تاركا اركانه وجنوده وعائلته في مرمى النار، باستثناء خياره الحفاظ على رأسه وعلى رأسي زميليه المسيحيين في الحكومة ابو جمرة والعقيد ادغار معلوف (...)

كذلك، ليس من ينسى كيف طارد "دولة الرئيس" ميشال عون الصحافيين ونكل بهم وفرض على القضاء العسكري وعلى مخابرات الجيش ملاحقة كل من خرج على اسلوبه في السلطة، بما في ذلك وضع صحافيين في السجون، على خلفية اتهامهم بانهم نشروا تصريحا للسفير اللبناني في العراق حكمت عواد جاء فيه ان "جيش عون يستند الى قوة عسكرية ضاربة تملك صواريخ "فروغ" بوسعه استخدامها في قصف خصومه خارج لبنان؟!

هذه الخدعة من جانب عون قد مررها عبر السفير عواد لغايتين: الاولى افهام كل من تقبل مشروع اتفاق الطائف المدعوم من السعودية ومن سورية انه قادر على "ضرب دمشق" في حال استخدمت القوة لاسقاطه، اما الغاية الثانية فهي افهام الاميركيين والسعوديين والسوريين ان اتفاق الطائف يحتاج الى اكثر من رعايتهم الادبية للحل في لبنان، خصوصا بالنسبة الى "حل المناصفة المسيحية - الاسلامية في السلطة"!

المفارقة بين 22 ايلول 1988 وبين 25 تشرين الثاني 1989 (عمر عون في اغتصاب السلطة الرئاسية في بعبدا)، زائد اصداره قرار حل مجلس النواب "عقابا للنواب الذين اقروا اتفاق الطائف من غير ان يصدقوا كذبة "يا شعب لبنان العظيم". هذه المفارقة تضاعفت سلبياتها في هذه الايام، جراء مناداة "التيار الوطني" بحرية التعبير بالنسبة الى "شتم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسبه في عبارات يندى لها الجبين"، فيما لم يجد "رئيس الرابية" فيها خروجا على الحرية طالما ان المقصود هو من قطع عليه طريق الوصول الى بعبدا على رغم تصديق عون انه الاوفر حظا في تولي الرئاسة لمجرد انه "زعيم الاكثرية المسيحية". وهذا التأويل اللادستوري اللاقانوني شبيه الى حد بعيد بخطيئة الجنرال العظيمة "يوم تربع على عرش بعبدا من اي شريك مسلم"!

هذه الايام، فتح "الجنرال" عون "باجوقه" على الرئاسة الاولى، كما لم يقصر اتباعه في انتقاد رئيس الجمهورية وهذا رأس الدولة قد فهم الحملة عليه من الزاوية الشخصية وليس من زاوية حرية التعبير وثمة فرق شاسع بين الحرية وبين "كلام يندى له الجبين"، الا في حال كان التيار الوطني لا يعير للجبين حدودا بقدر ما يعير الى توصيف "الجنرال" اهمية حتى ولو اقتضى الامر اثبات الوجود عبر التهديد بالتحرك في الشارع وتحديدا في منطقة "مارمخايل" جراء شعوره بأنها لن تخذله بعدما سدد فواتيره كاملة من غير حاجة الى تذكيره بما يندى له الجبين؟!

 

لئلا يغدو مصير الـ 1701 كمصير غيره من القرارات

أي إجراءات سيتخذها مجلس الأمن لضمان تنفيذه كاملاً؟

النهار/اميل خوري     

هل يمكن القول ان تنفيذ القرار 1701 يواجه ما واجهه القرار 425 الذي بقي تنفيذه مجمداً سنوات الى ان فرض على اسرائيل الانسحاب من الجنوب بقوة المقاومة، وما واجهه ايضا القرار 1559 الذي لم ينفذ تنفيذاً دقيقاً وكاملاً حتى الآن؟

لقد مضى على صدور القرار 1701 ما يقارب الاربع سنوات ولم ينفذ منه سوى انتشار القوات الدولية الى جانب قوات الجيش اللبناني ووقف الاعمال القتالية، بينما تعذر تنفيذ ما تبقى منه مثل: "بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الاراضي اللبنانية وفق احكام القرارين 2004 و1680 والاحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، وان تمارس سيادتها الكاملة حتى لا تكون هناك أي اسلحة بدون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطتها وانشاء منطقة بين الخط الازرق ونهر الليطاني خالية من اي افراد مسلحين، ونزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان عملا بما قرره مجلس الوزراء اللبناني بتاريخ 27 تموز 2006 ومنع مبيعات او امدادات الاسلحة والمعدات ذات الصلة الى لبنان عدا ما تأذن به الحكومة اللبنانية، وترسيم الحدود الدولية للبنان لا سيما في مناطق الحدود المتنازع عليها او غير المؤكدة بما في ذلك معالجة مسألة منطقة مزارع شبعا تمهيدا لوضعها في عهدة الامم المحتدة".

لكن اسرائيل واصلت خرق القرار 1701 ولا سيما بتحليق طائراتها الحربية في الاجواء اللبنانية بحجة انها تراقب دخول السلاح الى "حزب الله"، ويستمر دخول هذا السلاح خرقاً لهذا القرار رداً على خرق اسرائيل. ولبنان المغلوب على امره لا يستطيع وقف الخروق الاسرائيلية ولا الخروق الناجمة عن دخول الاسلحة الى "حزب الله"، ولا القدرة على طلب مساعدة قوة الامم المتحدة لتنفيذ ما لا يستطيع تنفيذه وحده وخصوصا ما يتعلق بضبط الحدود اللبنانية – السورية، لان داخل حكومة ما يسمى "وحدة وطنية" من يرفض هذا الطلب بدعوى ان الموضوع هو شأن لبناني – سوري ولا علاقة لأي طرف آخر به. وهكذا ظل الوضع على الحدود مفتوحاً لدخول الاسلحة الى "حزب الله" وظلت اسرائيل من حينها تخرق بطائراتها الحربية الاجواء اللبنانية.

وعندما عدد الوفد العسكري اللبناني في نيويورك الخروق الاسرائيلية بلائحة مفصلة، وكانت الحكومة وجهت رسالة الى مجلس الامن حول هذه الخروق، رد الجانب الاسرائيلي بأن خروقا تحصل للقرار 1701 بوقوع اعتداءات على قوات "اليونيفيل" وتحرشات بها وتهريب اسلحة الى "حزب الله" وعدم توصل هيئة الحوار الوطني الى اتفاق على استراتيجية دفاعية.

ولا بد حيال هذا الوضع المعقد من انتظار صدور تقرير الامين العام للامم المتحدة حول القرار 1701 وما سيتضمنه في شأن الخروق التي يتعرض لها هذا القرار من كل الاطراف المعنيين وما سيقترحه في هذا الشأن، ولا سيما ما يتعلق بضرورة التنسيق الجدّي بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل" بعدما ظهر بعض الخلل فيه.

ولا تستبعد مصادر ديبلوماسية طلب ادخال مزيد من التحسينات لدى التمديد للقوات الدولية في الجنوب واتخاذ خطوات من شأنها ان تساهم في تنفيذ وقف دائم لاطلاق النار وايجاد حل طويل الأجل، هو ما لم يتمكن الوفد العسكري اللبناني من التوصل اليه بسبب موقف اسرائيل الرافض وبحجة ان الاسلحة تدخل عبر الحدود السورية – اللبنانية الى "حزب الله".

لقد طرح الديبلوماسي الاميركي دنيس روس على اثر صدور القرار 1701 في مقال له في "الواشنطن بوست" السؤال الآتي: "هل يمكن تطبيق كامل شروط قرار مجلس الامن الدولي 1701 من دون ان تشكل سوريا طرفاً في المعادلة؟". ويجيب عن هذا السؤال بالآتي: "ان تطبيق هذا القرار سيكون وبدرجة كبيرة رهنا بالسوريين الا في حال استطاعت القوة الدولية المنتشرة مع الجيش اللبناني منع اي عملية لاعادة تجهيز "حزب الله" ودعم الجيش اللبناني معا، بحيث يتمكن من تنفيذ المهمة المحددة له بحسب القرار".

ويضيف روس: "ان سوريا التي هي اكثر عزماً على احباط القرار 1701 لا بد أن تواجه بقدرة اكبر للقوة الدولية وبتفويض اكثر عدوانية لوقف اي محاولات لمد "حزب الله" بالاسلحة ولمنع استعادته لقوته القتالية"، وتساءل: "هل ستكون للقوة الدولية القدرة على التفتيش المركز والمكثف، وهل تنتشر على كل الطرق بين سوريا ولبنان كي تكون قادرة على تفتيش كل حركة للناقلات على هذه الطرق، وهل ستقيم هذه القوة نقاط تفتيش على طرق العبور بين الشمال والجنوب من لبنان للقيام بذلك، وهل سيمنع "حزب الله" من تدريب عناصره واعادة بناء تحصيناته في المنطقة ما بين الليطاني وحتى الحدود الاسرائيلية؟". ورأى روس في مقاله "ان القوة الدولية لن تكون قادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة وان الحكومة اللبنانية والجيش ما زالا في وضع هش وفي استطاعة سوريا استغلال التباينات المذهبية المتصاعدة باستمرار للحؤول دون ذلك".

ويختم بالقول: "ان التاريخ متخم بالقرارت الجيدة في شأن لبنان والتي لم تجد اي تنفيذ لها لان السوريين يمسكون بالقدرة على اعاقتها، وعندما يصف الرئيس السوري بشار الاسد انتصار حزب الله (حرب تموز) بأنه هزيمة لمخططات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، وتعلن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان تنفيذ القرار 1701 سيشكل عقبة استراتيجية للنظام السوري، فهل هذا يعني ان سوريا ستغير في سلوكها لكي تجعل مصير هذا القرار مختلفا عن مصير غيره من القرارات السابقة؟".

الواقع ان "حزب الله" استطاع اعادة تجهيز نفسه بالاسلحة وتمكن من اعادة بناء قوته العسكرية بحيث تصبح "القوات الدولية" غير محصنة وعرضة للهجوم، وسوريا تعتبر "حزب الله"، في رأي روس، ورقة ضغط يمكن استغلالها ليكون لها دور في المنطقة او المتاجرة بها في الظروف الملائمة. وما لم تتأكد سوريا انها ستخسر كثيرا في حال عدم عزلها لـ"حزب الله" وان لديها ما يفيدها كثيرا في تغيير مسارها، وانها ستدفع ثمنا اذا اعاقت تطبيق القرار 1701، فانها لن ترى مصلحة لها في تنفيذه خصوصا اذا اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بالقول: "ان السوريين يعرفون ما يجب عليهم فعله". الى ذلك، فان استئناف عملية السلام بين سوريا واسرائيل بشأن مرتفعات الجولان وبين لبنان وسوريا بشأن ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، هما الحل العملي والمنطقي ويشكل تنفيذا كاملا للقرار 1701 ولغيره من القرارات ويعطي سوريا المبرر لاحتساب مصالحها وتقويمها بشكل مختلف،  أو أن تعطى للقوة الدولية في الجنوب مهمات حقيقية لا رمزية بحيث تزود الوسائل اللازمة التي تمكنها من تنفيذ هذه المهمات والا تحولت قوة مراقبة كتلك التي كانت في الماضي ولم تمنع اسرائيل من اجتياح الجنوب غير مرة.

 

ماذا وراء الدعوات الغربية إلى الحوار مع "حزب الله" و"حماس"؟

محاولة لتغيير المشهد الإقليمي والتخفيف عن إسرائيل

النهار/روزانا بومنصف     

كثر في الاسابيع الاخيرة التعبير علنا عن افكار وآراء تناقش في دوائر القرار في واشنطن وبعض العواصم الاوروبية حول فائدة الحوار مع التنظيمات الاسلامية في المنطقة كحركة "حماس" و"حزب الله". وهذا التعبير اخذ شكل دراسات كان آخرها ما نشرته مجلة "فورين بوليسي" الاميركية عن تقرير وضعه ضباط اميركيون في هذا الاطار. وقبلها كان موقف السفير الاميركي السابق في لبنان ريان كروكر امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي وكذلك دراسة اخرى في المنحى نفسه لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. والموقفان الاخيران ركزا في شكل اساسي على وضع "حزب الله" في لبنان في حين ان الموقف الابرز الذي تناول حركة "حماس" كان للحزب الديموقراطي الاشتراكي الالماني المعارض قبل يومين وقد رأى ان على المجتمع الدولي ان يسعى الى المفاوضات مع الحركة في حال اراد الوصول الى حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية. وهذا الموضوع بالنسبة الى "حماس" ليس جديدا ما دامت بعض الدول وعدد لا بأس به من الديبلوماسيين الاوروبيين عمدوا منذ حرب غزة الى محاولة فتح حوار مع الحركة لكن دون الاعتراف الرسمي والشرعي بها.

ويختلف الوضع بين "حزب الله" وحركة "حماس"، وان كان الاثنان مدرجين في لائحة التنظيمات المصنفة ارهابية، اذ ان للحزب ممثليه في الحكومة والمجلس النيابي في لبنان وهو يعتبر جزءاً من هاتين المؤسستين من حيث المبدأ على رغم الاعتراض على سلاحه او مواقفه وحتى سياسته، في حين ان الحركة التي احكمت سيطرتها على غزة العام 2007 تتنافس مع السلطة الفلسطينية ويشكل الاعتراف بها، إضعافا لهذه السلطة، بينما ترفض الحركة المصالحة مع السلطة وفقا للمسعى المصري القائم منذ اشهر طويلة ولا تبدي اسرائيل استعداداً للتفاوض معها في موضوع السلام وليس لدى الحركة في المقابل استعداد للقيام بالمثل، اقله وفق ما استنتج ديبلوماسيون كثر ممن التقوا ممثليها في دمشق.

وتبدو الدعوة الى الحوار او تسريب الانباء في شأنها بديلا تكتيكياً وليس استراتيجيا في محاولة إحداث تغيير ما في المشهد السياسي في الشرق الاوسط انطلاقا من منطقتين مقلقتين احداهما لبنان والاخرى غزة. وهي سياسة براغماتية ولا تعبر عن اقتناع في العمق بأن هذا هو الخيار الحاسم بل البديل او الذي يستحق التجربة. وثمة زوار لبيروت طرحوا مثل هذه الاسئلة في ضوء تجربة قامت بها بريطانيا بمعاودتها الحوار مع "حزب الله" بعدما اعلنت انها تميّز بين الشق السياسي للحزب والشق العسكري، وهو المنطق الذي رفضته واشنطن اكثر من مرة. والاسئلة تناولت ما اذا كان الحوار البريطاني المتجدد مع الحزب، باعتبار انه كان قائما قبل سنوات ايضا، قد ساهم في إحداث فارق في اداء الحزب او في اسلوب تعاطيه. والسؤال شمل ايضا بعثات ديبلوماسية تجري اتصالات بالحزب. ولم تكن الاجوبة قاطعة او حاسمة في شأن ادخال الحزب تعديلا على ما ترغب هذه الدول في الحصول عليه من هذا الانفتاح، لكن الايجابية طالت عنصرين: احدهما ان الاتصال المباشر يسمح على الاقل بايصال الافكار او الآراء او اي امر على نحو مباشر من دون وسطاء، فيعي الحزب، وفق ما يقول هؤلاء ، الامور على حقيقتها ووفق ما تشكله من وطأة او ثقل او ما شابه. والآخر ان الاتصال المباشر ساهم في حل مشكلة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وساهم في تبادل الاسرى بين الحزب واسرائيل.

وهناك تناقض الى حد ما في ترجمة هذه الافكار الداعية الى الانفتاح لاسباب استيعابية او اسباب اخرى بين الاعتقاد ان الحوار يمكن ان يكون له اثره في تبديل معطيات ما على الارض في لبنان بدفع الحزب الى ان يكون حزبا سياسيا من دون آلته العسكرية التي يمكن ان تستوعبها الاجهزة العسكرية للدولة اللبنانية، والاقتناع السائد لدى الديبلوماسيين الغربيين ان سلاح الحزب ليس سلاحا من اجل الداخل اللبناني بل هو "سلاح ايراني" ولاهداف اقليمية بحيث لا يملك الحزب ان يتخلى عنه بسهولة في ما لو اراد ذلك. ولذلك لا يدخل هؤلاء في الاثمان التي يحتمل ان تدفع او من يدفعها لاجل هذه الغاية. لكن الواضح هو الرغبة في ابتكار حلول تخفف الثقل الذي يشكله الوضع في كل من لبنان وغزة على اسرائيل في الدرجة الاولى ثم على المجتمع الدولي مع اختلاف نسبة الاهتمام والاهمية بين الولايات المتحدة واوروبا.

وتقول بعض المصادر ان الحوار مع "حماس" ادى الى إحداث تقدم نسبي في مواقفها، من بينها تلك التي اشارت فيها الى حدود 1967 بالنسبة الى قبولها بالدولة الفلسطينية وبمفاوضات سلام تتولاها السلطة الفلسطينية شرط اخضاعها لاستفتاء. وكان ذلك نتيجة زيارة الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر للعاصمة السورية ولقائه مسؤولي الحركة . لكن المشكلة بالنسبة الى الاعتراف بالحركة هي إضعاف السلطة الفلسطينية في ظل عدم قبول الحركة بالمصالحة معها وان تكون جزءا منها. وتاليا يسود اقتناع ان الاعتراف بالحركة وليس الحديث معها يفرض اثمانا باهظة يتعين على المجتمع الدولي دفعها. ولا يبدو الوقت ملائما لها في الوقت الراهن في حين يختلف الوضع بالنسبة الى "حزب الله" لهذه الجهة، اذ ان الحظر عليه هو اميركي في الدرجة الاولى ووضع الحركة يماثل وضعه لهذه الجهة ولا يعتقد ان الادارة الاميركية يمكن ان تتولى حوارا مباشراً، اذ ثمة عوائق كثيرة واثمان ينبغي ان تدفع في الاتجاهين. 

روزانا بومنصف     

 

"تـــــحـــــــت الـــضـــــــغــــــط"

النهار/تحت عنوان "تحت الضغط" كتب شمعون شيفر في صحيفة "يديعوت احرونوت":

"انظروا ماذا يحصل هنا. أربع سنوات أمضاها جلعاد شاليت في السجن. سبعة اشهر مرت منذ قدمت حكومة نتنياهو الاقتراح الى حماس. في كل هذا الزمن لم يكن لنتنياهو أمراً ملحا ان يقف حيال شعب اسرائيل وان يشرح تفاصيل الصفقة. اما الان، عندما تقترب مسيرة عائلة شاليت من القدس، فان نتنياهو يشعر بالضغط. في خطوة غير سليمة اختار الوقوف امام كاميرات التلفزيون وتالياً ان يضع نفسه جبهوياً ضد عائلة شاليت المتألمة.

 كان ممكناً ان نتوقع من نتنياهو سلوكاً اكثر ضبطا للنفس من ذاك الذي أظهره (اول من ) امس. كان يكفي لو كان اكتفى بقول صارم عن المسؤولية التي تقع على عاتقه كرئيس للوزراء، في اللحظة التي يكون فيها مطالبا بان يتخذ قرارات قاسية وأليمة من شأنها أن تعرض للخطر حياة كل الاسرائيليين الذين هو مسؤول عنهم.

ولكن لا، في الحرب مثلما في الحرب، وفي الصراع ضد عائلة شاليت جند نتنياهو (اول من) أمس كل الادوات التي في تصرفه. وكان ملموسا عدم الارتياح عليه حين اختار ذكر سقوط شقيقه يوني واصابته هو في عملية سابانا، ولا سيما حين قارن بين ابنه، الجندي لدى الناطق العسكري والذي يحظى بحراسة ثابتة، وجلعاد شاليت الذي خطف بينما كان يخدم مقاتلاً في مواجهة قطاع غزة.

مدى أشهر امتنعت الحكومة عن نشر تفاصيل الصفقة التي نسجها الوسيط الالماني غيرهارد كونراد مع حماس، والتي تستند الى الصيغة التي كادت تستكمل في الايام الاخيرة لحكومة اولمرت. الان، في مناسبة الصراع مع عائلة شاليت، مسموح أيضا نشر ما كان سر دولة حتى قبل بضعة ايام. المشكلة الاساس في خطاب نتنياهو هي أنه سيدفع حماس الى تشديد شروطها وفي نهاية المطاف سيستدعي ضغوطا اخرى على نتنياهو.

احد أسباب الخلاف المركزية في الصفقة هو موضوع النفي. وقد أعرب نتنياهو عن موافقته على نفي عدد آخر من السجناء من القائمة التي تقدمت بها حماس. وكان مبرر نتنياهو أن هكذا يضمن عدم عودة المخربين الثقلاء الى المس بالاسرائيليين. حماس تعارض، وفي الاساس بسبب الضغط الذي يمارسه سجناء حماس الذين ابعدوا في 2003 من كنيسة المهد.

"النفي"، كما يقولون، "أقسى من الموت". وهم يروون انه في ايرلندا وفي اسبانيا تقيد سلطات الامن خطاهم، وهم يعيشون هناك في فقاعة منعزلة تماما.

وزير المخابرات المصرية عمر سليمان درج على ان يناشد الجانب الاسرائيلي التنازل عن فكرة النفي. "دعوهم يعودون الى الضفة. لديكم اجهزة امن قوية. واذا ما عاد السجناء المحررون بعد عودتهم الى الضفة لرفع الرأس، عندها اقتلوهم".

 

فخامة الرئيس وتربية "الفايسبوك"

النهار/بقلم جوزف ب. أبي راشد      

تُتداول، منذ أيام، بين المواطنين وعند رجال التحقيق والقضاء، تداعيات كلام "الفايسبوك" المنسوب الى ثلاثة شبان، لم تعرف تفاصيله عند أكثر اللبنانيين، ولكن يبدو أنه تخطى الخطوط الحمر التي تسمح بها الديموقراطية والتربية والسياسة وأوضاع الاحزاب بشكل لم نعهده من قبل.

نبدأ أولا بشخص فخامة الرئيس ثم بمركزه. إن شخص فخامة الرئيس، بحسب ما يعرف عنه، عسكري منضبط، منزّه، عادل، جمع، الى قيم القرية وصفاتها وأخلاقها، طول أناة وهدوءا تجاه العواصف، وبُعد نظر ورويّة قبل اتخاذ القرار، وهو كرئيس للجمهورية رمز الدولة والمثل الاعلى للشعب الذي يحترمه ويجلّه.

أما التربية التي أدت الى كلام "فايسبوك" يقع تحت طائلة القانون، فمردها الى:

إن معظم الاحزاب اللبنانية قد خانت مبادئها الاخلاقية النظرية التي بنيت عليها، والتي من أجلها انجذب الشباب اللبناني الى الانضواء تحت لوائها، وقد ساعد ذلك على شعورهم بالفراغ والخيبة والتشاؤم من تحقيق مثل وقيم نشأوا عليها في مدارسهم، وكتب التنشئة المدنية والتربية الوطنية، وعلى اتخاذهم مثالا بعض أساتذتهم ومعلميهم ومدرّسيهم ممن أصبحوا اليوم نقدا نادرا بين حجارة الوطن ومن المداميك البنّاءة في هرمه الاجتماعي والثقافي والفني والحضاري.

إن معظم الاهل لا يؤسسون لتربية بيتية مثالية، ولا يستكملون، كما يجب، رسالة بعض المدارس، إن وجدت، بل يسقطون على اولادهم ميولهم وانتساباتهم وسياساتهم، بدون تمحيص وتوجيه ونقد وتقييم، او يهملون تنمية حسهم النقدي في الدرس والمراقبة والتجربة والمقابلة والاستخلاص لمعرفة الغث من السمين، وللتأكد ممن يستحق، في هذا الوطن، ان يتنافس المنتسبون او المحبذون في سبيل قيادته الحزبية او السياسية، وعندما يصطدم الشبان بالخواء المؤلم عند رؤية السياسي يمارس ما تأباه الاخلاق والوطنية: من سمسرة وكذب وذل وتغيير بواريد من اليمين الى اليسار وبالعكس، وستر المكاسب الخاصة بأهداف وتضحيات عامة، والاستماتة في سبيل المراكز والثروات المحرّمة، ويرون المحازبين بين يديه، لجهلهم، كالخاتم في الاصبع، يقتتلون مع أعداء اليوم، وأصحاب الامس، او ضمن العائلة الواحدة، يصيبهم اليأس ويفتشون عن طاقة نور عند أعلى المؤتمنين على مستقبلهم وبقائهم في هذا الوطن.

إن قسما من شباب لبنان الذين أصابتهم هذه الويلات، وبالرغم من كونهم لا يملكون المعطيات الوطنية والسياسية والدولية اللازمة التي تجعلهم في مستوى معرفي سياسي ووطني، - لا طبقي – يستطيعون بواسطته مساءلة رموز الحكم عن تصرفاتهم، وبخاصة فخامة الرئيس، لجأوا الى مخاطبة رمز الوطن المثالي لاعتقادهم اليقين أنه لا يزال في منأى عن كل هذه الموبقات التي ذكرناها، ولكنهم أخطأوا الطريقة: فلبنان في حريته يؤمن لكل فرد نقد من يريد عن طريق تقديم التمنيات والاقتراحات والدراسات ضمن القوانين والاصول والاخلاق والتربية. ونقد الرموز لا يكون نقدا للشخص، وانما للاعمال فقط، وبأسلوب يزينه التهذيب والاحترام، وصاحب البيت والسلطات التي تعاونه، ونظرا الى امتلاكها معظم المعطيات السياسية واطلاعها على مجريات الاحداث العامة، أدرى الناس بالاعمال والتصرفات والوطنية.

واذا كان هناك تفسير لسبب ما قام به الشبان (بالرغم من جهلنا محتواه، وعدم معرفتنا بأي منهم، وعدم تدخلنا في تقييم ما نسب اليهم لأنه من عمل القضاء، وانما نستشف أسبابه تربويا ووطنيا كما أوردنا) فقد يكون تصرفا متسرعا وفق تحزّب ناقص الثقافة غير ناضج وغير مسؤول، او نتيجة تربية أفقدتها المدنية بعض اخلاقها، او وزرا حملوه لاشعوريا من اسقاطات أهلهم، أو غيرهم، عليهم، او جوا ضاغطا متأثرا بسلوك معظم السياسيين الذين قدموا في السنوات الاخيرة مثالا عاطلا ورديئا عن التعامل مع الغير، اذ أطاحوا بالحدود والمستويات والقيم وتصرفوا عكس  ما تفرضه الالتزامات والمستوى النقدي، التي تحترم الغير في شخصه وتمثيله. وهي ضوابط كثيرا ما درج فخامة الرئيس سليمان على التأكيد عليها بصفته المسؤولة والأبوية، وسيربح الجولة، كالعادة.

 فلنُصلِح التربية في البيت بتكثيف الثقافة وبناء حرية النقد البنّاء، وفي المدرسة بخدمة المثل العليا العملية وليس النظرية فقط، وفي الحياة السياسية بردها الى الاصالة والتهذيب والاحترام، يصلح المواطن ويتعامل بمستوى لائق مع الجميع.

abirached joseph@gmail.com

بقلم جوزف ب. أبي راشد    

 

خلفيات الهجمة السورية على زيارة جعجع الخارجية

محمد حرفوش /النهار      

شكّلت زيارة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والوفد المرافق لكل من مصر وفرنسا واسبانيا وغيرها من الدول، منعطفاً مهماً وتحولاً اساسياً في دور القوات والنظرة اليها، حتى يمكن القول ان ما قبل هذه الزيارة غير ما بعدها، وذلك للأسباب الآتية:

اولاً: أظهرت الزيارة الغنية بتنوعها ولقاءاتها والمواقف الصادرة عنها ان للقوات، وخلافاً للانطباع السائد، شبكة علاقات عربية ودولية، ومعلوم ان الدول الغربية خصوصاً لا تقيم علاقات مع قوى واطراف ان لم تكن هذه الاطراف وازنة ومؤثرة في بلادها وتتقاسم معها قيماً انسانية واخلاقية ومفاهيم دولتية ومؤسساتية.

ثانياً: أظهرت ان علاقة القوات بالخارج هي علاقة مباشرة لا بالواسطة، اي على رغم تحالفها الوثيق مع تيار المستقبل ضمن اطار 14 آذار، تمكنت من نسج علاقاتها بمعزل عن المستقبل، وذلك انطلاقاً من حيثيتها السياسية وتشبثها بثوابت "ثورة الارز" وتمسكها بدور لبنان تحت سقف الشرعيتين العربية والدولية، مما يدفع تلقائياً الدول العربية والغربية الى دعم القوات اللبنانية في مساعيها لاعادة الدولة في لبنان دولة طبيعية تساهم في تعزيز فرص السلام في المنطقة بدلاً من استمرارها ساحة تفجيرية للحلول السلمية.

ثالثاً: اظهرت ان القوات استطاعت ان تحاكي العقل العربي والغربي من خلال اثارتها قضايا تدخل في صميم اهتمامات المجتمعين العربي والدولي وهمومهما من القضية الفلسطينية الى السلاح النووي وما بينهما ارساء السلام في المنطقة، الذي يعيد الاعتبار الى الاستقرار والدينامية الى المجتمعات التوّاقة الى البحبوحة الاقتصادية والديموقراطية السياسية.

رابعاً: أظهرت هذه الجولة ومن خلال الاستقبال الحار والحفاوة المميزة التي حظي بها رئيس الهيئة التنفيذية من جانب الرئيس المصري والقيادة المصرية ان القوات هي الاجدر بمقاربة ملف المسيحيين المشرقيين والاضطلاع بالدور المحوري في هذا الموضوع الحيوي وملاقاة مساعي الكنيسة الكاثوليكية في هذا المجال، نظراً الى العلاقات الوثيقة التي تمكنت القوات من نسجها مع معظم القيادات العربية، وانطلاقاً من تمسكها بالتحالف المسيحي – الاسلامي والشراكة المسيحية – الاسلامية وايمانها بالتجربة – النموذج التي كان لها الدور الاساس في اعادة احيائها عبر الدور الطليعي الذي قامت به في محطتين تأسيسيتين: اتفاق الطائف وانتفاضة الاستقلال.

خامساً: اظهرت القوات ان بتكاملها مع بكركي اعادت الى المسيحيين دوراً محورياً افتقدوه في العقود الثلاثة الاخيرة.

لقد بددت القوات اللبنانية تدريجاً ومنذ الانتخابات النيابية الاخيرة تحديداً الى اليوم النظرة التي حاول البعض البناء عليها من اجل ضرب فكرة 14 آذار القائمة على التقاء الارادتين المسيحية والاسلامية حول ثوابت وطنية مشتركة ابرزها قيام الدولة اللبنانية، وهذه النظرة مفادها ان مسيحيي 14 آذار وفي طليعتهم القوات ملحقين بتيار المستقبل وذلك تبريراً لالتحاق مسيحيي 8 آذار بـ"حزب الله" وضربا في آن فكرة التجربة اللبنانية والتعايش المسيحي - الاسلامي والمناصفة المسيحية – الاسلامية. ومن هنا يمكن تفسير خلفيات الهجمة السورية القديمة – الجديدة على القوات والتي يمكن تلخيص أسبابها بالآتي:

أ – إن الهدف الاساس من وراء تصوير المسيحيين ملحقين بهذا المحور او ذاك هو اخراجهم من تحالفاتهم واعادة تركيب الاصطفافات من وطنية الى طائفية خدمة للأهداف السورية بأن لبنان وطن غير قابل للحياة من دون ادارة خارجية له، وخصوصا ان تجميع المسيحيين يجعلهم الطرف الاضعف، الامر الذي يدفعهم الى طلب حمايات مشبوهة تستبيح السيادة الوطنية وتستخدمهم لأغراضها الخاصة ومطامعها الذاتية.

ب – إن بناء القوات شبكة علاقاتها العربية والدولية القائمة على أولوية المصلحة اللبنانية يريح تيار المستقبل من الضغوط السورية المتواصلة عليه للفك عن القوات او للتأثير عليها بغية امتثالها لسقف التفاهم السوري – السعودي، الذي قضى بتجميد الوضع اللبناني والتسليم بشعار "لا غالب ولا مغلوب"، بينما سوريا تسعى لتوظيفه في خدمتها وتصويره بأنه انتصار لها.

ج – إن البعد الخارجي للدور القواتي معطوفا على دورها الداخلي يفسح في المجال امام عملية توزيع الادوار بينها وبين تيار المستقبل حينا والتكامل في ما بينهما أحيانا، مما يضمن استمرار انتفاضة الاستقلال ويؤكد متانة التحالف الـ14 آذاري المسيحي – الاسلامي.

د – إن توفير القوات الدعم العربي والدولي للقضية اللبنانية يخرج هذه القضية من خطر وضع اليد عليها أو المقايضة على رأسها. ففي حال قضت ظروف موضوعية معينة، على سبيل المثال، بانكفاء فريق معين مع احتفاظه بخياراته الوطنية، يقتضي بفريق آخر أخذ المبادرة لمتابعة المواجهة تحقيقا لمشروع الدولة.

هـ – إن استعادة القوات قدرتها على الوصل مع الخارج يكشف الحالة العونية التي تحولت منذ توقيعها وثيقة التفاهم مع "حزب الله" الى حالة معزولة عربيا ودوليا، بعدما اقتصرت علاقة التيار بدمشق وطهران، والعلاقة مع هذين النظامين، كما هو معلوم، هي علاقة توظيفية واستخدامية.

لعل مجرد التصويب السوري على زيارة الدكتور جعجع الخارجية يعني ان الزيارة حققت الاهداف المرسومة لها. فالدكتور جعجع صار بعد جولته الخارجية، بالنسبة الى السوريين، متفلتا من أي ضوابط او كوابح سورية، باستثناء حرصه على مراعاة الحريري منعا لأي استغلال سوري لتفاوت السقوف السياسية بين الرجلين. كما ان دمشق تدرك جيدا ان معادلة عام 1994 التي أدخلت الدكتور جعجع المعتقل السياسي مختلفة جذريا عن معادلة ما بعد عام 2005، وأن عزل سمير جعجع مستحيل التحقق بعدما تحول الى حاجة دولية وعربية لابقاء لبنان تحت سقف الشرعيتين الدولية والعربية، خصوصا بعد اعادة تموضع النائب وليد جنبلاط نتيجة أحداث ايار 2008، وانفتاح سعد الحريري على دمشق نتيجة التفاهم السوري – السعودي.

وعلى هذا الاساس، لا يمكن النظر الى زيارة ميشال عون المفاجئة والخاطفة لسوريا إلا على تقاطع الانزعاج السوري – العوني من الحراك السياسي الخارجي للبطريرك الماروني ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، وكأن لقاء الرئيس السوري واستذكار مسيحيي الشرق كافيان لاعادة الاعتبار الى عون. فالهجوم غير المسبوق من جانب البطريرك صفير أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي، في لقاء استمر حوالي ساعة، على العماد ميشال عون ليس  أمرا تفصيليا او عابرا، لأنه يعري عون سياسيا ويواصل اضعافه شعبيا ويزيد عزلته خارجيا. وقد رفع بمواقفه الغطاء الكنسي كليا عن العماد عون حيث قال إن للأخير طموحات سياسية وهو لم يجد حليفا له سوى "حزب الله"، متسائلا عن جدوى هذا التحالف وفائدته على الساحة المسيحية، ومشيرا الى ان عون لم يعد قوياً بما يكفي مسيحياً، والى تراجع كبير في شعبيته بسبب طموحاته البعيدة عن المصالح المسيحية في لبنان والمنطقة.

واكثر ما يقلق سوريا و"حزب الله" ان اي تراجع لعون يعني تلقائياً تقدماً لجعجع، وبالتالي ما بين مواقف صفير والحراك الخارجي لجعجع صار عون في وضع لا يحسد عليه، باعتبار ان اعلان رأس الكنيسة المارونية بشكل واضح وصريح عن استيائه من تحالفات عون وطموحاته التي تتحكم بتحالفاته وسياساته البعيدة عن ثوابت الكنيسة المارونية، ينعكس سلباً على صورته الخارجية وعلى شعبيته التي تشهد تراجعات مستمرة، وهذا بالاضافة الى ان الحراك الخارجي لجعجع سيمنحه تفوّقاً نوعياً على عون لسببين على اقل تقدير:

السبب الاول: مرده الى ان القسم الاكبر من المسيحيين يرى تاريخياً في المجتمع الدولي الضمان الاساسي لوجودهم واستقرار دولتهم، وهذا ما سيجعل جعجع بنظرهم هو المؤتمن على مصيرهم ومستقبلهم.

والسبب الثاني: عائد الى ان البعدين المحلي والخارجي في شخصية جعجع سيضاعفان شعبيته وحضوره مقابل استمرار انحسار الحالة العونية التي تستند حصراً على البعد المحلي لعون.

واذا كان تراجع عون يقلق السوريين، فإن خطاب جعجع السياسي في المحافل العربية والدولية يربكهم، لان اقصى طموحهم هو ان يستمر الخطاب المسيحي، مشدوداً الى الماضي، ومتقوقعاً على نفسه، ومتوجساً من كل ما يطرح من حوله، بينما القول بأن حل القضية الفلسطينية يشكل مفتاح الاستقرار في المنطقة، ومناشدة الرأي العام الدولي فك الحصار عن غزة بمعزل عن الموقف السياسي من "حماس" وارتباطها بأجندة ايرانية، انما لانه من غير المسموح في القرن الحادي والعشرين محاصرة الناس وتجويعهم، كما مناشدة الرأي العام نفسه الضغط على اسرائيل لابرام التسوية مع الفلسطينيين، وانتقاد "حزب الله" من زاوية رفضه الانخراط في مشروع الدولة وعدم وضعه القرار الاستراتيجي في يد السلطة التنفيذية إبعاداً لشبح الحرب عن لبنان، وتأييده التنسيق الامني مع سوريا شرط ان يصب في مصلحة الطرفين، وعدم ممانعته اعطاء الفلسطينيين تسهيلات في حياتهم شرط الا تصب في التوطين (...).

لا شك في ان هذا السياق من المواقف يقلق السوريين، لانه يصعب عليهم دحضه ومواجهته، كما يخرج المسيحيين من ماضيهم وغرائزهم معيداً اليهم دورهم الطليعي في المبادرة والدفاع عن الحريات والعمل من اجل السلام والتفاعل مع قضايا ابناء منطقتهم وهمومهم ومشكلاتهم. فدور المسيحيين هو في الدفاع عن كل قضية عادلة، وفي توظيف قدراتهم وعلاقاتهم بغية المساهمة مع المجتمع الدولي في ايجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا.

لقد قيل الكثير عن جولة الدكتور سمير جعجع الخارجية، ومن المؤكد ان هذه الجولة ستحظى بمزيد من الرصد والمتابعة والتحليل والتمحيص، ولكن الثابت في هذه المسألة ان وضع القوات والنظرة اليها، كما دور الدكتور سمير جعجع وحركته وديناميته، اي كل ما تقدم، يفضي الى خلاصة اساسية مفادها ان ما قبل الزيارة غير ما بعدها حتماً.

صحافي.

بقلم محمد حرفوش •      

 

 اسرائيل: لا اساس للمطالب اللبنانية بحقوق الغاز والنفط في البحر

الشرق/كشفت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي انه "بعد التهديدات من لبنان في ما يتعلق بمخزون الغاز في البحر المتوسط تنوي اسرائيل سن قانون يفصل حقوقها في البحر خصوصا في ما يتعلق باستثمار حقول الغاز المكتشفة حيث يعتقد خبراء بالقانون الدولي انه لا يوجد اي اساس للمطالب اللبنانية بحقوق وهم يعتقدون ان هذه القضية لن تنتهي سريعا".

 وقال الخبير الاسرائيلي بالقانون الدولي دانييل رايزنر للتلفزيون انه "طالما لم يبرز معطى دقيق حول حجم الحقل وتكون هناك ادلة ان الحقول تصل الى منطقة في المجال اللبناني بشكل مؤكد فلا يوجد لهم حق".

 

الشرق» تنشر نص رسالة لبنان الى مجلس الامن: خروقات اسرائيل برا وبحرا وجوا وجواسيس فرجت مع الاساتذة وتعقدت مع اولياء الطلبة < عمرو موسى: لا حرب < وليامز: ضرورة احترام حرية حركة "اليونيفيل"

اهتمامات اللبنانيين تنوّعت بين الهم الامني الوطني عبر خروقات اسرائيل بشبكات التجسس، والهم المعيشي من خلال توقع زيادات على أقساط المدارس بعدما ارتفعت أصوات المعلمين في المدارس الخاصة تطالب بمساواتهم بمعلمي القطاع الرسمي، ما يعني زيادة حتمية في الاقساط المدرسية المرتفعة أساساً فوق طاقة ذوي الطلبة... وثمة مشكلة مزمنة ناجمة عن ازمة السير عموماً وحوادث السير المميتة تحديداً التي تلتهم الابرياء بمعدّل ضحيتين يومياً!

جنوباً، تواصل الاخذ والرد حول التحركات "الشعبية" التي استهدفت قوات اليونيفيل أخيراً، وهذا الموضوع كان مدار بحث في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وممثل الامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز الذي اكد من عين التينة ان مندرجات القرار تشكل ضمانة لعدم عودة الصدام، معتبراً ان اليونيفيل هي عامل أساسي بوجودها وانتشارها في الجنوب، ومشدداً على ضرورة ان تكون حرية حركتها محترمة بشكل كامل، وقال إن التدريبات التي تجريها هي من ضمن مهمتها وعملها.

 كلام وليامز يأتي بعد التوتر جنوباً في وقت كان نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يؤكد ان اليونيفيل باتت معنية في ان تتنبه الى ما تقوم به، وأن تدرك ان التجاوزات تراكم قلقاً، وأن بعض السلوك لا يبني عناصر ثقة بينها وبين الاهالي.

 > محاولة استدراك

 وقد حافظت المواقف مما تعرضت له الوحدات التابعة لقوى الطوارئ الدولية في القطاع الشرقي من الجنوب، على شيء من الحدة والتباين على رغم كل ما تردد عن اتصالات لتبريد الأجواء لا سيما بعد الكلام على امتعاض دولي عام وفرنسي خاص جراء استهداف الوحدة الفرنسية في سهل ابل السقي، فضلاً عما أثاره الحادث من هواجس لدى الجنوبيين.

 وعقد اجتماع موسع امس ضم ضباطاً في "اليونيفيل" حضره قائمقاما مرجعيون وحاصبيا وفاعليات جنوبية خلص الى الإعراب عن التمسك بعمل قوة الطوارئ بما في ذلك منع تطور أي تباين الى مشكلة تؤثر على التفاهم القائم بين الاهالي و"اليونيفيل". (صفحة 5)

 > موسى: لا حرب

 الى ذلك، أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان "لا حرب على الابواب" ووصف الحديث المتداول عن قرب حصول حرب بأنه يعكس مبالغة في الخوف (...) والمهم في نظره ان نكون على حذر؟!

 > الشكوى اللبنانية

 وكانت الحكومة قد شكت اسرائيل الى مجلس الامن الدولي، فعددت تجاوزاتها وخروقاتها ودعت المجتمع الدولي الى الضغط عليها، وأكدت عدم تسلل السلاح جنوب الليطاني. المذكرة التي تنشر "الشرق" نصها كاملاً في الصفحات المحلية، جاء فيها:

 > يعيد لبنان التأكيد على التزامه بالتنفيذ الكامل للقرار 1701 ويدعو المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل من اجل حملها على الالتزام بالتطبيق الكامل لهذا القرار.

 > واصل جيش العدو الاسرائيلي، منذ التقييم الاخير، خرقه لسيادة لبنان منتهكاً بذلك موجبات القرار 1701 (2006)، وقد تضمنت هذه الخروقات ما يلي:

 - استمر جيش العدو الاسرائيلي، خلال الفترة قيد الاستعراض، بخرق الاجواء والاراضي والمياه الاقليمية اللبنانية وقد بلغ حجم هذه الخروقات 347 خرقاً جوياً، 23 خرقاً بحرياً و75 خرقاً برياً وذلك في انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية ولمندرجات القرار 1701.

 - إطلاق تهديداتها ضد لبنان بوتيرة متصاعدة وصلت الى مستوى التهديد بالتدمير الكلي لبناه التحتية، وهي التي تملك اكبر ترسانة عسكرية في الشرق الاوسط بما فيها السلاح النووي.

 - انتهاك اسرائيلي صارخ لقرارات مجلس الامن الدولي وأهمها القرارين 425 و1701 وفي تحد للشرعية الدولية.

 - لبنان يدعو المجتمع الدولي الى بذل كل جهد ممكن من اجل وضع حد للتهديدات الاسرائيلية المتكررة، ولحمل اسرائيل على الإقلاع عن سياسة التهديد والوعيد والكف عن العمل على زعزعة استقرار لبنان.

 - يعتبر لبنان بأن شبكات التجسّس المدارة بشكل مباشر من قبل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والتي قامت الاجهزة الامنية اللبنانية بكشفها تشكل انتهاكاً صارخاً للقرار 1701. وقد جرى الكشف عن 12 شبكة تجسّس تعمل في المناطق اللبنانية الواقعة داخل وخارج منطقة عمليات اليونيفيل وتم إثر ذلك توقيف 46 شخصاً ينتمون الى هذه الشبكات.

 - واصل الجيش الاسرائيلي القيام بدوريات بواسطة الزوارق بصورة غير قانونية داخل المياه الاقليمية اللبنانية.

 - يواصل الجيش اللبناني تعزيز التعاون الميداني والاستراتيجي مع اليونيفيل.

 - يؤكد لبنان على انه لم يشر أي تقرير من تقارير الامين العام للامم المتحدة حول تنفيذ القرار 1701 الى وجود اي دليل على تهريب اسلحة الى منطقة عمليات اليونيفيل.

 - إن ادعاء اسرائيل بوجود عملية تخزين اسلحة وإقامة منشآت عسكرية في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في جنوب لبنان لا يمت الى الحقيقة بصلة ويرمي الى تسهيل استهداف اسرائيل للمدنيين اللبنانيين الابرياء وتبرير قتلها وترهيبها لهم.

 

الخفّة السياسية في لبنان

الجمعة, 02 يوليو 2010

وليد شقير/الحياة

يتعامل بعض الوسط السياسي اللبناني مع الأحداث الكثيرة التي يشهدها لبنان بخفّة ما بعدها خفّة، فيخلط الغث بالسمين، ويسخّف القضايا الكبرى ويصغّرها ويقزّمها، ويضخّم القضايا الصغرى ويجعل من «الحبة قبة» كما يقول المثل الشعبي ويغوص في سجالات لا طائل منها، فيصبح معها هذا خبيراً في الأمن وذاك فهيماً في النفط والآخر ضليعاً في العلاقات الدولية، في وقت لا تشي هذه المظاهر إلا بأن وراء الأكمة ما وراءها من أهداف شخصية أو فئوية أو مصالح أو مناورة في التعاطي مع ملف لاستهداف ملف آخر لا علاقة له بالأول.

تنطبق الخفة في التعامل على الكثير من العناوين، فتُنسبُ اعترافات لموقوف مشتبه بتعامله مع العدو الإسرائيلي من أجل استهداف المحكمة الدولية والإنقاص من رصيدها ومن النتائج التي يكون التحقيق الدولي قد توصل إليها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحيث يبدو الأمر قابلاً للتأويلات من كل صوب وجهة. ويفعل من يقوم بالاختلاقات ذلك من دون أن يتنبه الى أن هذا يؤدي الى التعمية على الأعمال الفعلية التي يمكن أن يكون قام بها هذا المشتبه به في إفادة إسرائيل لاختراق الأمن اللبناني لاستهداف البلد والمقاومة فيه.

وهكذا أيضاً يعلو الصراخ حول الثروة البترولية اللبنانية (المفترضة) وتكبر الاتهامات من هذا والردود من ذاك، ويوضع بعضهم في خانة العمل لمصلحة إسرائيل، بعد أن تلصق به صفة التأخير في استخراج النفط والغاز، في استسهال لا مثيل له لاستخدام موضوع تجنح الدول المعنية به الى البحث فيه بخفر وتكتم، نظراً الى أنه يمس الأمن القومي والاقتصادي فيها ومصالحها البعيدة المدى. ثم يخفت الصوت وتذهب الاتهامات أدراج الرياح بعد أن يختلط التقني بالسياسي وبالشعارات الرنانة، ليصبح النقاش حول صندوق مالي، وحول أيّ الطوائف يكون لها النفوذ عليه بينما الصيد الثمين ما زال بعيد المنال.

وينزلق كبار القوم الى هلوسات صغارهم، والى ردود الفعل الغرائزية والحسابات الطائفية والمصالح الضيقة ويملأ ضجيج المزايدات الأثير في مناقشة موضوع يدّعي الجميع وجود إجماع عليه (كما على غيره من مواضيع هي خلافية بامتياز)، مثل موضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان، لتخفت الحملات بعدها ويقبل من يزعم أبوة شعار حقوق الإنسان بأن الأمر يحتاج الى الحد الأدنى من النقاش الهادئ بعيداً من الإثارة... نظراً الى عمق وجدية الملف كحاجة لبنانية وإقليمية وأمنية واقتصادية.

ويتعاطى الوسط السياسي، وبعض الوسط الرسمي مع موضوع المواجهات بين قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان وبين الأهالي على أنه موضوع تقني يفقد الحوادث اليومية المتراكمة التي تحصل أبعادها السياسية والأمنية والعسكرية، بحيث تغيب الشفافية والصدقية عن علاقة لبنان مع القوات الدولية، فيؤثر ذلك سلباً على مواقف 13 دولة عضو في الأمم المتحدة، لديها وحدات على الأرض اللبنانية يفترض أن يساهم وجودها في حماية لبنان من أي مغامرة إسرائيلية جديدة ضد أراضيه، هذا في حين تستغل إسرائيل الأمر للتغطية على فقدانها الصدقية نتيجة الحملة الدولية عليها بسبب تعرضها لأسطول الحرية قبل شهر، وبسبب استمرار حصارها قطاع غزة ومواصلتها سياسة تهويد القدس ومضيّها في بناء المستوطنات في المدينة وحولها... ويتناسى بعض السياسيين أن حوادث من هذا النوع تؤثر على مناقشات تقرير مجلس الامن حول تطبيق القرار 1701 والتجديد لـ «يونيفيل» في آخر الشهر المقبل.

قد يتفهم المرء أن الساسة اللبنانيين أو بعضهم يشعر بالملل والضياع لأن الكثير من الأمور الكبيرة في البلد الصغير، بات حلها مرتبطاً بالملف النووي الإيراني، ونتائج المواجهة بين طهران والدول الكبرى وبما ستؤول إليه محاولات إدارة باراك أوباما لاستئناف مفاوضات السلام، وارتباط كل ذلك بالانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي. وأن ما يمكن أن يصدر في القرار الظني لمدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار ما زال مجهول المضمون والتوقيت، وسط الحديث عن مواعيد تتأجل مرة بعد مرة... إلا أن كل ذلك لا يبرر هذا القدر من الخفة التي باتت تستدعي من الكثيرين من السياسيين اللبنانيين أن ينظروا الى أنفسهم في المرآة قبل أن يدلوا بأي تصريح، ليكتشفوا أن الاهتمام بقضايا الناس ومعيشتهم، أي بالقضايا «الصغرى»، أفضل من تصغير القضايا الكبرى.

 

في فن الجاسوسية

السبت, 03 يوليو 2010

الياس حرفوش/الحياة

روقوا يا شباب! الدول تتجسس على بعضها، خصوصاً اذا كانت بينها حالات عداء، مثل الحالة القائمة بين لبنان وإسرائيل. لذلك استغرب ان يكون بين مسؤولينا من يرى ان قيام اسرائيل بتجنيد عملاء لها في لبنان هو «عمل عدواني خطير»! أليس هذا ما يُفترض ان تقوم بها عدوتنا اسرائيل؟ أوليس مفترضاً فينا في المقابل ان نسعى اذا استطعنا الى تجنيد عملاء لنا داخل صفوف العدو ايضاً؟

منذ ايام كشفت اسرائيل عن شبكة من فلسطينيي 1948، بينهم ضابط في الجيش، كانت تتجسس لحساب «حزب الله»، بحسب الاتهامات الاسرائيلية، ويقال انها قدمت الى الحزب معلومات امنية مهمة تتعلق بحجم وعديد القوات الاسرائيلية على الحدود مع لبنان، باعتبار ان هذا الضابط الدرزي كان يعمل في قيادة الجبهة الشمالية.

ماذا حصل في اسرائيل؟ احيل الضابط الى المحكمة العسكرية بتهمة الخيانة و «الاتصال مع عميل اجنبي»، وأُحيل اعضاء الشبكة المدنيون الخمسة الى محكمة مدنية في عكا. ولم يخرج اي صوت في اسرائيل يستهجن قيام «حزب الله» بتجنيد عملاء له في اسرائيل، واعتبار ذلك عملاً معادياً، لأنهم يعرفون في اسرائيل ان هذا الحزب تنظيم معادٍ لهم، وأن من الطبيعي ان يقوم بالتجسس عليهم كلما استطاع ذلك.

هذا بين الأعداء، لكن التجسس عمل تقوم به الدول على كل حال بحكم مسؤولياتها الطبيعية عن حماية أمنها، حتى لو كانت العلاقات في ما بينها علاقات اكثر من طبيعية. هناك اجهزة رسمية للاستخبارات الخارجية لها موازناتها الخاصة التي تنفق منها على هذه النشاطات. عملاء اسرائيل يتجسسون على الولايات المتحدة، حاميتهم وراعيتهم. عملاء جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية (أس في أر) الذي خلف الـ «كا جي بي» اعتقل منهم عشرة هذا الاسبوع في الولايات المتحدة، بتهمة محاولة السعي للحصول على معلومات عن الاسلحة النووية الاميركية وعن سياسة واشنطن حيال ايران وطريقة عمل الاستخبارات الاميركية، وهذا بين دولتين تقيمان اليوم علاقات تعاون جيدة في اكثر من مجال، بعدما اقفلتا صفحات الحرب الباردة. قام الاميركيون بملاحقة هؤلاء الجواسيس باعتبارهم «عملاء غير قانونيين لحكومة خارجية». لكنهم لم يعتبروا الامر استثنائياً أو مدهشاً، والأرجح ان استخباراتهم تفعل الشيء نفسه في موسكو، وإن لم يكن قد اعتقل اي من عملائها بعد.

في لبنان تحولت مسألة اعتقال شربل قزي، الموظف في شركة «ألفا» للاتصالات، الى همروجة سياسية وفرصة لعرض العضلات الوطنية في الصحف وعلى الفضائيات، وعلى ألسنة خبراء ظهروا فجأة على الشاشات، ليكشفوا لنا وللمشاهدين المساكين معلوماتهم عن مخاطر التجسس على شبكات الهاتف الخليوي على الامن القومي وانكشاف لبنان بنتيجة ذلك امام العدو.

ايها السادة. رحمة بعقولنا. هذا بلد مكشوف منذ اليوم الذي ولد فيه. اسراره السياسية والعسكرية في الصالونات وعلى صفحات الصحف. من تجنّد فيه للتجسس مقابل المال يعتبر «ذكياً»، لأن الاكثرية تقوم بذلك مجاناً. والسبب ان مشاعر الولاء الوطني التي تردع المواطن عادة عن ارتكاب الخيانة تحتاج في وطننا (هذه المشاعر) الى جرعات كثيفة من المنشّطات لإنعاشها. نقول هذا ليس من باب الدفاع عن اي عميل او متهم بالتجسس، ولكن لنقول ان الساحة مكشوفة، وان البحث يجب أن يجري عن ألف «ألفا» في اكثر من مكان ولدى اكثر من جهة. فالتجسس بحسب تعريف الكلمة يعني نقل اي معلومة تتعلق بالامن الوطني وبأسرار البلد الى اي كان، خارج حدود الوطن. لو طبّقنا هذا الوصف على ما يقوم به كثيرون في بلدنا، ترى كم هي نسبة المواطنين العاديين الذين سيبقون خارج نطاق الملاحقة بتهمة «التجسس»؟ هل تريدون ان تقولوا لنا ان الأسرار الوحيدة التي تنكشف في بلدنا وتتسلل الى خارج الحدود هي فقط تلك التي تلتقطها هواتف شركة «ألفا»؟

 

نجاد ونتنياهو.. هل شاهدتما الصورة؟

  طارق الحميد

الشرق الأوسط اللندنية

طرفان يستفزهما دون شك الحضور السعودي اللافت على المستوى الدولي، خصوصا عندما يكون التمثيل على مستوى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وهذان الطرفان هما إيران وإسرائيل. وقمة الاستفزاز لهؤلاء هي رؤية العاهل السعودي ممثلا للعالم العربي في قمة العشرين التي عقدت قبل أسبوع في مدينة تورونتو بكندا، وبعدها رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يستقبل بحفاوة كبيرة، وإطراء لافت، ومستحق، من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال إنه يقدر تماما آراء الملك وحنكته، خصوصا أن الملك عبد الله، كما هو معروف عنه، طرح أمام مضيفه الأميركي عدة أمور مهمة، اتفقت عليها الرياض وواشنطن، وهي التأكيد على حق الدولة الفلسطينية، وتمسك السعودية بالمبادرة العربية، وبالتالي بعملية السلام، وضرورة التزام إيران بالمقررات الدولية، والدعوة لسرعة تشكيل الحكومة العراقية.

وكل ذلك يعد نقاطا ليست في مصلحة إيران، أو إسرائيل. لذا رأينا الرئيس الإيراني يصرح من طهران مع نهاية قمة العشرين في كندا، وقبل لقاء الملك عبد الله بالرئيس أوباما في واشنطن، بتصريحات غير دقيقة حول علاقة بلاده بالسعودية، على أمل إحراج السعوديين، والضغط عليهم أمام الرأي العام.

واليوم نرى التسريبات في إحدى المطبوعات الفرنسية، قبل 4 أيام وفي توقيت متزامن مع تصريحات نجاد، التي نفاها مسؤول سعودي، تقول إن الملك عبد الله يقول إن إيران وإسرائيل لا تستحقان الوجود، وهي تصريحات تهدف إلى التشويش على زيارة العاهل السعودي، ويبدو أنها تأتي كرد فعل على ما تم نقاشه في واشنطن بين الملك عبد الله وأوباما حول قضية السلام. وهنا علينا أن نتذكر أن الإسرائيليين كانوا يخططون لإطلاق حملة دولية ضد السعودية قبل أشهر قليلة.

وعليه، فلا يمكن لعاقل أن يصدق مثل هذا الكلام، المنسوب للعاهل السعودي. فهذه ليست لغة الملك عبد الله بن عبد العزيز. بل كيف تكون لغته وهو الرجل الذي قاد التقارب بين الرياض وطهران أيام كان وليا للعهد، حين كان هاشمي رفسنجاني رئيسا لإيران، كما أن العاهل السعودي هو الزعيم الذي أطلق مبادرة السلام التي باتت تسمى اليوم بالمبادرة العربية، فكيف له أن ينهج أي نهج يدعو للحروب، أو التصعيد والأزمات.

وكما أسلفنا، فإن حجم التشويش الذي انطلق في أعقاب جولة خادم الحرمين الشريفين بين كندا وأميركا، يظهر أن أكثر المستفزين هما إيران وإسرائيل. لذا، يبدو أن الرئيس الإيراني، ومثله نتنياهو، لم يشاهدا صور خادم الحرمين الشريفين في كل من تورونتو وواشنطن جيدا، وإن شاهداها فيبدو أن الاستفزاز قد أعمى طهران وتل أبيب عن فهم المغزى الواضح الصريح، وهو أن السعودية دولة حقيقية، وبحضور حقيقي ومؤثر، ودولة ساعية للسلام، وتحترم القوانين الدولية، وليست دولة ضجيج، وفلاشات إعلامية، أو راعية لميليشيات، أو دولة تتهرب من مستحقات السلام. وهذا ما تظهره جيدا صور قمة العشرين، وصور الملك مع الرئيس الأميركي. وصحيح أن الصورة تساوي ألف كلمة، والدليل أن كثيرين قد فقدوا أعصابهم من رؤية تلك الصور.

 

الدبلوماسية الغربية تحاول تحت عنوان استقلالية اليوينفيل تعديل قواعد الإشتباك 

محمد علوش -موقع قناة المنار  

 03/07/2010 بدأت ملامح  تظهر لمحاولة دولية لتعديل قواعد الاشتباك الملتبسة أصلاً مع الجيش اللبناني في جنوب لبنان وهو الأمر الذي ظهر في أكثر من عبارة تضمنها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبيان وزارة الخارجية الفرنسية حول استقلالية "اليونيفيل وعدم حاجتها للتنسيق مع الجيش اللبناني أو إبلاغه مسبقا عن تحركاتها في جنوب الليطاني".

 رعد: نرحـب بقـوات الطـوارئ مـا دامـت تلتـزم مهمتهـا

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني محمد رعد اكد "إن القاعدة التي تحكم موقفنا من تحركات وأداء قوات الطوارئ تنطلق من موقفنا الأساسي الذي يعتبر أن هذه القوات مرحب بها في اطار التزامها بتنفيذ مهامها تحت سقف القرار 1701.

  وأكد رعد  لصحيفة السفير اللبنانية "ان اليونيفيل ليست قوات مطلقة الصلاحية ولا قوات انتداب، بل هي قوات حفظ سلام في اطار القرار 1701، محددة المهام والصلاحيات بما يتلاءم مع كونها قوة مؤازرة للجيش اللبناني.

 ولفت رعد الانتباه الى "ان ما جرى قبل يومين لا ينبغي ان يثير أسئلة سياسية حول مستقبل هذه القوات في لبنان، بل يجب ان يدفع في اتجاه اعادة تصويب أداء القوات ضمن مهامها المنصوص عنها في القرار 1701 لا اكثر ولا اقل".

 وأكد رعد ان اهالي الجنوب أثبتوا انهم يستطيعون التعايش مع قوات اليونيفيل، وهم واعون تماما لمهام هذه القوات ومتيقظون ايضا لمصالحهم، وليس لديهم موقف سلبي من اليونيفيل.

 وليامز قلق

 من ناحية اخرى أعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز عن قلق الأمم المتحدة مما وصفه بانتهاك حرية الحركة لقوات اليونيفل في الجنوب،موقف وليامز جاء بعد لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس في عين التينة.

 بري : السبب هو عدم تنسيق اليونيفل مع الجيش

 من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنَّ اثارة الغبار حول العلاقة بين اليونيفيل والجنوبيين هدفها التغطية على الخروقِ الصارخة التي تُرتكب من قبل اسرائيل سواء جواً أو براً أو بحراً،واعتبر بري أن ما جرى مؤخراً بين الأهالي وقواتِ اليونيفل في الجنوبِ سبَبُهُ الاوحدُ عدمُ التنسيقِ بين هذهِ القواتِ والجيش اللبناني.

فرنسا: حرية الحركة لليونيفل يجب أن تكون مضمونة

 بدوره اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أنَّ حرية الحركة لقوات اليونيفل يجب أن تكون مضمونة،وقال إنَّ الإحتجاجات الأخيرة للأهالي تثير عدم تفهمنا وقلقنا.

وفي نيويورك،قال مصدر غربي إنَّ فرنسا نقلت الى الحكومة اللبنانية استياءها مما وصفته بالاعتداء الذي تعرض له جنود فرنسيون من قوة اليونيفل، وطالبتها بتوفير المزيد من الحماية للقوة. وقال المصدر الغربي إنَّ الفرنسيين لم يتحدثوا عن أزمة كبيرة بشأن اليونيفل، ولكنهم أكدوا قناعتهم بأنه لم يكن المطلوب أساساً أن تحصل القوة الدولية على أي إذنٍ للتحرك في منطقة عملياتها وفي اطار الصلاحيات الممنوحة لها بموجب القرار 1701.

 الجيش اللبناني يتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية

 وفيما تجاهل الجيش اللبناني الاتهامات الاوروبية بعدم تعاونه مع "اليونيفيل وإعاقة حركتها في بعض الأحيان" ، قالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـصحيفة السفير اللبنانية "ان درجة التعاون والتنسيق مع اليونيفيل يحددها الجيش اللبناني، بحسب ما تقتضيه مصلحة لبنان ومنطوق القرار 1701 لا وفقا لمزاجية بعض الدبلوماسيين او وفقا لما تقتضيه سياسات ومصالح بعض الدول . ورفضت المصادر إعطاء وزن لاتهام الجيش بعدم نشر القوة المطلوبة (15 ألفاً) جنوب الليطاني، وقالت إن قيادة الجيش هي المعنية وحدها بتقدير حجم الوحدات التي يفترض انتشارها ووجودها في أية بقعة من لبنان، وبالتالي لدى الجيش عدد كاف من العسكريين في الجنوب، ويقومون بمهمتهم على أكمل وجه، ومن دون أية ثغرات.

وتبقى هذه الهواجس الغربية الغير بريئة حيال لبنان  وهذا التدخل السافر بكيفية عمل الجيش اللبناني من قبل الدبلوماسيين الغربيين يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل المنطقة وما ستشهده من تطورات .

 

حديث تل أبيب عن الإنسحاب بقي من دون إجراءات على الأرض

مشكلة الغجر: الأرض لبنانية والسكان سوريون مع جنسيات إسرائيلية

إبراهيم عوض من بيروت ايلاف

السبت 3 يوليو / صادق المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية على سحب قوات الجيش من الشطر الشمالي لقرية الغجر الحدودية وإعادة الوضع في القرية الى ما كان عليه قبل حرب تموز على لبنان 2006، إلا أن مصدرًا شكك بتطبيق الإنسحاب على أرض الواقع خصوصًا وانه ليس بجديد ولا يعدو كونه مناورة إسرائيلية.

بعد مرور أكثر من ثماني وأربعين ساعة على إعلان إسرائيل قرارها بالإنسحاب من الجزء الشمالي لبلدة الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية في الجنوب، إثر إجتماع عقدته اللجنة الوزارية المصغرة في تل أبيب لهذه الغاية، كرّر كلّ من الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) عدم تلقيه اي معلومات بهذا الشأن، فيما شكك مصدرعسكري لبناني مسؤول بما صدر عن إسرائيل قائلا لـ "إيلاف" إنه لا يمكن الركون الى ما تقوله الحكومة الإسرائيلية عن إنسحاب مزعوم من بلدة الغجر قبل رؤية إجراءات وتحركات عسكرية ملموسة على الأرض، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة.

وإعتبر المصدر الذي إلتقى مسؤولين في "اليونيفل" أبلغوه بدورهم عدم إطلاع قيادتهم على القرار الإسرائيلي أو رؤية نشاط غير عادي للقوات الإسرائيلية المتمركزة داخل البلدة، ان عودة الحديث عن الإنسحاب الإسرائيلي من الغجر تأتي بالتزامن مع كشف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للعميل الإسرائيلي - اللبناني شربل قزي "المزروع" داخل شبكة " الفا " للتخابر الجوال في لبنان، وكأن الغاية منه التغطية على هذا الإنجاز اللبناني الكبير الذي يفضح المخططات الإسرائيلية العدوانية تجاه لبنان، وحجب الأنظار عن تداعيات المجزرة التي إرتكبتها بحق ناشطين أتراك مشاركين في "أسطول الحرية" ورفضها تشكيل لجنة تحقيق دولية بالحادث.

وذكر المصدر العسكري اللبناني ان الكلام الإسرائيلي عن الخروج من الجزء الشمالي للغجر ليس بجديد ولا يعدو كونه مناورة جديدة، إذ سبق لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية وقبلها حكومة ايهود اولمرت أن أعلنتا اكثر من مرة عن إتخاذهما قرارًا بالإنسحاب من الغجر، ليتبين لاحقًا عدم صحة ذلك، مع الإشارة الى انه يمكن إحصاء ما يقارب اكثر من اثني عشر قرارًا بالإنسحاب منذ العام 2006 وحتى يومنا هذا بقيت جميعها حبرًا على ورق ومن دون تنفيذ، لافتًا الى ان المشهد نفسه الذي نشهده اليوم جرى مثله قبل أكثر من شهرين.

وفي هذا السياق ذكّرت أوساط سياسية متابعة بما قاله وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس خلال زيارته الشهر الماضي الى لبنان بأنه تلقى وعدًا من اسرائيل بالإنسحاب من القسم الشمالي لبلدة الغجر مع نهاية الشهر الماضي ما يعني ان على المسؤول الإسباني متابعة هذا الموضوع حرصاً على مصداقيته خصوصاً، ان مجيئه الى لبنان وسوريا كان بهدف معالجة الوضع المتوتر الناجم يومها عن اتهام اسرائيل لسوريا بتزويد حزب الله صواريخ سكود.

هذا و من المعلوم ان الجزء الشمالي من بلدة الغجر كان في عهدة السلطة اللبنانية قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز/يوليو العام 2006، حيث أعادت إسرائيل إحتلالها له بعدها، كما ان هذا الجزء يشكل ثلثي المساحة التي تقوم عليها البلدة فيما الثلث الباقي أرض سورية تم إحتلالها مع إستيلاء إسرائيل على الجولان في حرب العام 1973.

ويقطن في بلدة الغجر حوالى خمسة الاف نسمة جلهم من السوريين الذين منحوا الجنسية الاسرائيلية، الأمر الذي يتيح لهم الإستفادة من جميع الخدمات التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية لمواطنيها بما في ذلك الطبابة والتعليم والكهرباء والماء والمتطلبات الإجتماعية والحياتية الأخرى، وهذا ما إستغله الإسرائيليون للقول إن ابناء الغجر متمسكون ببقاء الإحتلال في الوقت الحاضر.

 ويشكل توزع مئات العائلات السورية داخل شطري الغجر مشكلة في حال تم الانسحاب من القسم الشمالي للبلدة، لذلك جرى التفاهم بين قيادة "اليونيفيل" والقوات الاسرائيلية وبمعرفة قيادة الجيش اللبناني على إبقاء حركة التواصل بين سكان الجزئين عبر السماح لقاطني الجزء الشمالي وحدهم بالعبور الى الجزء الآخر الذي هو بالحقيقة امتداد للجزء الاول فرضه تزايد عدد السكان والتوسع في بناء المساكن. وذكرت معلومات ان قوات الطوارئ الدولية ستتولى الاشراف على الانسحاب الاسرائيلي اذا ما حصل بالفعل ان تتولى في مرحلة اولى المساعدة في ادارة شؤون البلدة ريثما يتم تسليمها الى الجيش اللبناني واعادة وضعها بالتالي في عهدة السلطة اللبنانية التي تعيد ترتيب اوضاعها بشكل يراعي الحالة الانسانية اولا على الا يتعارض ذلك مع سيادة الدولة على اراضيها.

 

إدارة مؤسساته إلى أبنائه والعائلة أما المرجعية فلا تورث

حال فضل الله يثير الجدل في مرضه الشديد كما في عافيته

إيلي الحاج من بيروت /ايلاف

GMT 11:30:00 2010 السبت 3 يوليو

يواصل فريق طبي متخصص بذل الجهود في محاولة لوقف النزيف الداخلي الذي يعاني منه المرجع الشيعي السيد محمد حسين فض الله، ووصفت  إدارة المستشفى وصفت حالته في بيان بأنها "مستقرّة نسبيا.

 اصيب العلامة محمد حسين فضل الله، المرجع الشيعي الكبير، السبت بنزيف داخلي جديد، بحسب ما افاد مكتبه الاعلامي.

وقال مسؤول في المكتب الاعلامي ان "النزف عاوده (فضل الله) صباح اليوم (السبت)، وهناك محاولات من الفريق الطبي لمعالجة الوضع".

واضاف "تحسن وضعه مساء الجمعة قبل ان يصاب بالنزف الجديد"، نافيا في الوقت نفسه الشائعات التي ترددت حول وفاة العلامة فضل الله.

وتتسرع بعض المواقع الإلكترونية في لبنان في إعلان وفاة السيد محمد حسين فضل الله في الساعات الماضية،  في حين يرقد الرجل في غرفة العناية المركزة في مستشفى بهمن بالضاحية الجنوبية لبيروت، الذي غصت قاعاته بالشخصيات والوفود التي جاءت للإطمئنان إلى صحة المرجع البالغ من العمر خمسة وسبعين عاما ، ولا يزال  الفريق الطّبي الذي يعالجه يبذل جهوداً متواصلةً لمعالجة آثار النّزف الداخلي الحاد الذي تعرّض له والمضاعفات النّاجمة عنه. علما أن إدارة المستشفى وصفت حالته في بيان بأنها "مستقرّة نسبيا" ، ونفت صحّة الأخبار عن أنّ حالته باتت سيّئةً جدّاً أو ميؤوساً منها، والإشاعات الّتي ذهبت إلى أبعد من ذلك.

وكانت الشائعات المشار إليها ذكرت إن فضل الله توفي بعد إصابته بغيبوبة تامة، وإن إعلان الوفاة تأخر في انتظار إنهاء ترتيبات الدفن في النجف بالعراق حيث ولد عام 1935 ، وكان والده السيد عبد الرؤوف فضل الله هاجر إلى هناك لتلقي العلوم الدينية. وفي النجف أيضا سار الإبن على خطى الوالد، فتلقى علومه الدينية في سن مبكرة بدءاً من التاسعة وأصبح استاذا للفقه والأصول في الحوزة العلمية الكبرى، ليعود عام 1966 إلى  لبنان حيث أسس حوزة "المعهد الشرعي الاسلامي". عن ذلك الإنتقال قال السيد محمد باقر الصدر : "كل من خرج من النجف خسر النجف إلاّ السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسره النجف". وفي الحوزة بضاحية بيروت واظب على إلقاء دروس فقهية يحضرها نحو مئة طالب  من اللبنانيين والعراقيين وغيرهم، ودرس على يديه العديد من المشايخ والأئمة  وأساتذة الحوزة،  كما واظب على التدريس كل سبت وأحد  في حوزة المرتضى في دمشق حيث كان يحضر العديد من الطلاب أساتذة الحوزة من العراقيين والخليجيين المقيمين في جوار السيدة زينب، وله العديد من الفتاوى والتقارير في مسائل النكاح والرضاع والوصية والمواريث والقضاء وغيرها، بالإضافة إلى مئات أشرطة التسجيل الصوتي في الأبواب الفقهية والأصولية المتنوعة. وعرف بامتلاكه الجرأة العلمية على طرح نظريّاته الفقهية عندما يتوصل إلى قناعة ثابتة بها، ولذا أفتى بطهارة كلّ إنسان، وبجواز تقليد غير الأعلم، وباعتماد علم الفلك والأرصاد في إثبات الشهور القمرية، وغير ذلك من القضايا والمسائل التي أثارت جدالات ، وقد قال بعض من عارضوه، في معرض الإشارة إلى عدد من الفتاوى إنهم توصلوا إلى النتائج نفسها ، والفرق أن "السيّد كان أجرأ منّا".

عندما أعلن السيد فضل الله نفسه مرجعية عام 2003 ثار لغط شديد من حوله في لبنان والعراق وإيران ، حيث أيده علماء كبار في الدين وعارضه علماء آخرون، وربما يكون العربي الوحيد الذي يعتبر مرجعية لدى الشيعة، ولهذه المرجعية أصول فلا يحق لأي يكن أن يتقدم لها، وأول هذه الأصول أن يكون راسخا متبحرا في العلوم الدينية . وبصرف النظر عن الحسابات المعقدة النتيجة من طبيعة علاقات رجال الدين الشيعة والسلطة والسياسة بعضهم ببعض في إيران والعراق ولبنان، تمكن السيد فضل الله من تثبيت مرجعيته أمرا واقعا متجاوزا اعتراضات وصلت في بعض المراحل إلى حد توزيع منشورات في الضاحية الجنبية لبيروت تعارضه وتتهجم على مرجعيته، واستطاع أن يتجاوز مستويين من العوائق، مستندا إلى رؤية شاملة تتجاوز النطاق المحلي المكاني، مع تمسكه بإيمانه بالأمة الإسلامية، وإلى اعتقاد أكيد لديه بضرورة أن تتخلى المرجعية عن حالتها التقليدية في الميل إلى الوسط الحوزوي بعيداً عن الاهتمامات العامة في حياة المسلمين، وكان لا يفتأ يردد أن "لا بد للمرجعية أن تطلّ على قضايا العالم السياسية والثقافية والاجتماعية المعاصرة".

والبديهي إن المرجعية لا تورث ولا تأتي عفوا ، وقد تمر عشرات السنوات قبل أن تظهر شخصية دينية بمواصفات علمية وأدبية ودينية بمثل ما تمتع به السيد فضل الله لتتقدم إلى إعلان نفسها مرجعية . عند بدء بروز اسمه في الثمانينات من القرن الماضي خصوصا واظبت الولايات المتحدة ودول الغرب عموما على وصف فضل الله بأنه "المرجع الروحي لحزب الله" ، لكنه لم يؤكد ذلك يوما ولم ينفه ، وإن كان يحرص على إعلان ارتباطه والحزب بعقيدة ورؤية مشتركتين . ومنذ السبعينيات أنشأ الرجل عددا كبيرا من الجمعيات التربوية والإعلامية والإجتماعية والتجارية والسياحية  تتغذى بتبرعات من مريديه داخل لبنان وخارجه عبر وكلاء لمرجعيته، وهذه الجمعيات التي تضمها "مؤسسات المبرات الخيرية" تعتني بآلاف المعوزين والمرضى والأيتام والفقراء. وسيدير هذه المؤسسات من بعده على الأرجح نجله السيد علي محمد حسين فضل الله ونجله الآخر السيد جعفر، علما أن للمرجع أبناء آخرين لم يظهروا مرة إلى الإعلام . كما أن شقيقه السيد محمد باقر فضل الله يتولى المسائل الإدارية في "المبرات " بمعاونة فريق من أعضاء مجلس الأمناء. فالحياة تستمر لكن الفاعلين فيها الذين يطورون ويغيرون ويؤثرون في مسارها قليلا ما تجود بهم العصور . 

 

بان كي مون: لبنان وإسرائيل لم يقوما بما يكفي لتنفيذ الـ1701 كاملاً

 يقال نت/الجمعة, 02 يوليو 2010 07:40

إعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "تعهد لبنان وإسرائيل بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، لم يمنع وقوع عدد من الخروقات بين الجانبين، خصوصاً أنه لم يسجّل أي تقدم بشأن الالتزامات الأساسية الواردة في هذا القرار".

بان، وفي تقريره الدوري الثالث عشر حول تنفيذ القرار 1701، لفت إلى أنه "وسط المزاعم بشأن مواصلة نقل الأسلحة إلى "حزب الله"، في ما يشكل خرقاً للقرار 1701، فإن الفترة التي يغطيها التقرير قد شهدت تصاعداً ملحوظاً في التوتر بين الطرفين... ما قد يؤدي الى استئناف العمليات العدائية، بما لذلك من نتائج مدمرة محتملة للبنان والمنطقة".

واعتبر بان كي مون أنَّ "الجانبين اللبناني والإسرائيلي "لا يقومان بما يكفي، من أجل التنفيذ الكامل للقرار"، محذراً من أن "الفرصة التي يوفرها وجود قوات الـ"يونيفيل" في جنوب لبنان لتأمين الهدوء لا يمكن الحفاظ عليها إلى الأبد، ما يستدعي قيام الطرفين بما يلزم لخلق مسار يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وذلك من خلال التنسيق الوثيق مع قائد قوات اليونيفيل".

وفي إشارة إلى عدم تلقي الأمم المتحدة أي إخطار رسمي إسرائيلي بشأن الانسحاب من شمال قرية الغجر، شدد بان كي مون على "وجوب سحب إسرائيل قواتها من شمال الغجر، ومن منطقة محاذية لها شمال الخط الأزرق وفقا للقرار 1701"، مؤكداً أنَّ "قوات اليونيفيل على استعداد دائم لتسهيل هذا الانسحاب"،  وأعرب عن قلقه "حيال استمرار الخروقات الإسرائيلية الجوية والبرية للسيادة اللبنانية بشكل يومي تقريباً"، محذراً من أن "ذلك قد يؤدي الى تصعيد في الموقف الأمني".

وعن الإشكالات التي وقعت مؤخراً بين قوات الـ"يونيفيل" وأهالي عدد من القرى والبلدات الجنوبية، دعا بان الحكومة اللبنانية إلى "العمل من أجل ضمان تمتّع القوات الدولية بالحركة الكاملة في منطقة عملياتها"، مرحباً من جهة ثانية بـ"التحسن الواضح في العلاقات بين لبنان وسوريا"، وأمل في أن "يترجم ذلك عبر تحقيق تقدم في القضايا الثنائية المرتبطة بتنفيذ القرار 1701". وأشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة "تتلقى بانتظام تقارير واتهامات محددة بأن "حزب الله" يحتفظ بترسانة كبيرة وقدرات عسكرية بارزة"، لكنه أوضح أن المنظمة الدولية "لا تملك الوسائل الكافية للتأكد من هذه المعلومات بشكل مستقل".

 

معركة الحريات» إنكشفت بعد استقبال رئيس الجمهورية أهالي الموقوفين

سليمان: هل تقبلون أن يشتم أولادكم آباءهم بهذه النعوت ؟

الديار/أزمة ما يُعرف بمعركة الحريات التي تخوضها المؤسسات الاعلامية خصوصاً المرئية، والتي تعتبر ان اعتقال الشبان الذين نشروا عبر المواقع الالكترونية كلاماً سيئاً بحق أرفع مسؤول في الجمهورية اللبنانية، فإن هذه المسألة أخذت حيزاً كبيراً واهتماماً واسعاً، خصوصاً بعدما قررت الدوائر الاعلامية في القصر الجمهوري أن تنشر الكلام المسيء بكامل تفاصيله على «السايت» الخاص برئاسة الجمهورية.

عندها تأكد للرأي العام اللبناني أن القضية ليست قضية حريات عامة، بل كلام مسيء أطلقته مجموعة من الشبان ثبت لاحقاً أن من دافع عنهم وضع الموضوع في اطاره السياسي، وبالتالي اشترك بطريقة غير مباشرة بتوجيه هذه الاساءة الى رئاسة الجمهورية.

وفي التفاصيل أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أثبت ان لا خلاف شخصياً مع هؤلاء الشبان، والدليل أنه وافق على استقبال أهاليهم لرفع ما يُعرف «بظلامة» أبنائهم، لكن أثناء الحوار مع الرئيس سألهم سليمان هل تقبلون ان يصف أبناؤكم بهذه النعوت آباءهم؟

فأنا إذا اعتبرتموني أباً لجميع اللبنانيين فإنني أب لهؤلاء المضللين. عندها ردّ الاهالي بأن احترامهم لمقام رئاسة الجمهورية هو خيارهم واعتذروا عن الاساءة التي حصلت واعتبروا ان بعض القوى السياسية اقحمتهم في هذا الصراع وبقيت القوى السياسية خلفهم.

اليونيفيل وتطويق الإشكال

برزت في الساعات الماضية الاتصالات واللقاءات المستمرة في شأن تطويق ما حصل بين بعض أهالي القرى الجنوبية وقوات اليونيفيل على خلفية المناورة التي كانت باشرت بها في الجنوب.

والبارز، كان اللقاء الذي جرى بين الرئيس نبيه بري والممثل العام للامم المتحدة مايكل وليامز، حيث نقل المسؤول الدولي قلق الامم المتحدة وبعض الدول المشاركة في اليونيفيل مما جرى، وهذا ما استدعى من الرئيس بري شرحاً مفصلاً حول اجواء وتفاصيل واسباب ادت الى حدوث هذا الاشكال، مع التأكيد على تمسك الجنوبيين بالعلاقة المتميزة والمثمرة مع قوات اليونيفيل.

وأكد بري لوليامز حسب أوساطه ان السبب لما جرى هو عدم التنسيق اللازم بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، مشدداً على ضرورة عدم اعطاء ما حصل حجماً او تفسيراً آخر تُغطى من خلاله الخروقات الصارخة التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل.

وعلمت «الديار» أن الرئيس بري دخل في تفاصيل جوانب ما جرى قبل حصول الحادثة بين الاهالي وقوات اليونيفيل، وقالت المصادر المطلعة أن هناك سببين اساسيين اديا الى ذلك، وهما: أولاً، عدم تنسيق قوات اليونيفيل مع الجيش بالشكل المطلوب.

ثانيا: مبادرتها الى البدء بالمناورة من دون اخذ رأي الجيش وبطريقة متسرعة، مع العلم أنه جرت في الماضي أعمال ميدانية لهذه القوات بالتنسيق مع الجيش ولم تحصل مثل هذه الحوادث.

وحسب المعلومات فانه نتيجة الجهود التي بذلت في الثماني والاربعين ساعة جرى احتواء الموقف، وان اتصالات ستجري لاستكمال معالجة ذيول ما حصل، ومنها لقاءات عديدة بينها لقاء بين الرئيس بري وقائد قوات اليونيفيل قريباً.

مصادر في المعارضة، ذكرت ان تقرير بان كي مون اظهر حقيقة ما ارادته القوات الدولية من وراء مناوراتها في اليومين الماضيين لجهة التجاوب مع المطلب الاسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك في منطقة عمل هذه القوات، وهذا ما اشار اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من خلال دعوته لاعطاء الحرية الكاملة لهذه القوات في كل ما تريد القيام به في منطقة مجال عملها.

واستغربت المصادر كيف ان تقرير بان كي مون لا يرى إلا بعين واحدة، خصوصا عندما يتحدث عن تنامي قدرة حزب الله العسكرية مقابل تجاهل ما تقوم به اسرائيل من خروقات يومية برية وبحرية وجوية.

واشارت المصادر الى ما اطلقته اسرائيل من تهديدات على خلفية مساعي لبنان للتنقيب عن النفط في المياه اللبنانية، حيث ان تقرير الامين العام للامم المتحدة لم يتناول هذا الموضوع كليا.

كما لاحظت المصادر ايضا ان التقرير يحاول التغطية على خروقات اسرائيل، بل حتى على اعتداءاتها ضد لبنان.

في مجال آخر ابدت المصادر قلقها من الحملة التي انبرى إليها البعض في فريق الاكثرية ضد الجيش والاجهزة الامنية على خلفية ما نشر من معلومات حول العميل ش.ق في شركة ألفا ولاحظت المصادر ان هذا البعض يحاول التغطية على الدور الخطير الذي قام به هذا العميل من خلال استهداف الجيش والقوى الامنية.

حقوق الفلسطينيين

الى ذلك، من المتوقع ان يعود موضوع حقوق الفلسطينيين الى الواجهة الاسبوع المقبل، في ضوء اعداد قوى 14 اذار لمذكرة بهذا الاطار، وكذلك مسعى رئيس الحكومة تمرير بعض الحقوق في مجلس النواب.

وقالت مصادر في 14 اذار لـ«الديار» ان الاجتماع الذي رعاه الرئيس السنيورة والذي ضم نواباً من 14 اذار وخصوصاً المسيحيين منهم، اسس لبداية وضع ملف الحقوق الاجتماعية والانسانية للفلسطينيين على السكة الصحيحة. واضافت ان هذا الاجتماع ارسل رسالة لكل الذين يحاولون استعمال هذا الملف لاغراض سياسية وابرزهم النائب جنبلاط، مفادها ان هذا الملف لن يكون عنواناً لخلاف اسلامي - مسيحي.

وكشفت الاوساط ان ممثلي القوات في الاجتماع قاموا وبتكليف من الدكتور سمير جعجع بوضع أسس عملية وافكار سوف يعتمدها فريق 14 اذار مجتمعاً كخطة للوصول الى اعطاء الفلسطينيين كامل حقوقهم من دون ان يشكل ذلك اي خطر على التوطين.

 

هل تحتمل الأوضاع الراهنة الدخول في غمار التغيير الحكومي...؟

الديار/هشام يحيى

رأت مصادر وزارية بارزة لـ الديار بإن الساحة اللبنانية لا تزال متأثرة بارتدادات أجواء حالة الحرب و اللاحرب المخيمة على الاوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط و التي تتطلب دلالاتها الرمادية قراءة مسؤولة وواقعية للتحولات والمتغيرات الجارية مع ما يمكن أن تحمله من اهتزازات محتملة يحتاج البلد للنأي عن تداعياتها تعزيز التضامن والتماسك الحكومي الذي تمكن حتى الآن بفضل الدور التوافقي لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي حافظ على تثبيت وضبط توازن ميزان القوى داخل مجلس الوزراء من تجاوز العديد من الالغام التي كادت في العديد من الإستحقاقات أن تفجر حكومة الإتحاد الوطني التي تبقى حاجة ضرورية لحماية الإستقرار السياسي والامني والاقتصادي الهش ، لا سيما إن هذه الحكومة تشكل الإطار المتقدم للتفاهم العربي - العربي لا سيما السوري - السعودي الحريص على إتفاق الطائف ببعده الداخلي والخارجي وعلى عدم عودة الأوضاع الداخلية في وطن الارز والمقاومة إلى دوامة السنوات الخمس الماضية غير الطبيعية التي أخذت لبنان إلى حافة الفتنة الداخلية التي كادت تطيح بإنجازات السيادة والحرية والإستقلال و الإنتصار على العدو الصهيوني، وبكل مقومات مؤسسات الدولة وقوة البلد في مواجهة المشـاريع الخطيرة الخارجية المعروفة التي تريد من لبنان ان يبقى الساحة الاولى لصراعاتها ومشاريعها» .

وعبرت هذه الاوساط عن خشيتها البالغة من بعض المؤشرات التي تدل بأن هناك بعض الاطراف الرافضة والمتضررة من الواقع الحالي في لبنان تسعى بدعم وبمؤازرة من قوى خارجية إلى الإنقلاب على التوازن الداخلي من خلال تعطيل اتفاق الـ سين - سين الذي شكل حجر الزاوية للتخفيف من حدة التأثيرات الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية و الذي لا تزال مفاعيله سارية على كافة عناوين الاستحقاقات الداخلية وهو ما يمنع تجاوز الخلاف حولها حدود السقف المسموح أي القواعد التي أنتجت حكومة الوفاق الوطني وبيانها الوزاري وحالة التوافق والهدوء السائدة حالياً في لبنان».واعتبرت «بإن طرح التغيير الحكومي في ظل هذه الأجواء من التوتر الإقليمي والدولي لن يكون سوى قفزة في المجهول، كما إن تداعيات هذه المغامرة غير المحسوبة ستكون وخيمة على الأوضاع الداخلية التي لا تحتمل أي نكسة من هذا العيار الثقيل، لا سيما إن هذه الخطوة تعني العودة إلى حالة استنزاف البلد وانكشافه أمنياً وعسكرياً في ظل مخاطر حقيقية تتهدده، كما تعني العودة إلى حالة الجمود والفراغ والتعطيل التي تؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي والمعيشي والإجتماعي للناس الذي لا قدرة لديه على تحمل أية أوضاع انقسامية جديدة على النحو الذي يعيد البلاد إلى أجواء الصراع التي شهدته الأعوام الخمس الماضية».

مشيرة من جهة أخرى « بإنه لا مصلحة في هذه المرحلة لأي من القوى المشاركة في حكومة الوفاق الوطنية بالذهاب نحو أزمة حكومية في الوقت الراهن على خلفية أي إنقسام إزاء الملفات المطروحة لا سيما ان الجميع يدركون بأن إعادة تشكيل حكومة جديدة يعتبر وفي ظل ازدياد المخاوف والتكهنات من قيام إسرائيل بحماقة ما في المنطقة وفي لبنان تحديدا،لا سيما بعد ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية المستمرة و التي تتوزع بين المباشرة التي يوجهها كبار قادة العدو،وتلك غير المباشرة التي تصل بالتواتر إلى لبنان من خلال النصائح الديبلوماسية التي تتضمن تحذيرات من مغبة أن يتسبب حزب الله بتدهور الأوضاع على الحدود الجنوبية، يدل على إن التطمينات الدولية والإقليمية التي تعطى للدولة اللبنانية بأن اسرائيل لا تسعى للعدوان على لبنان لا تكفي ولا تلغي استمرار خطر العدوان الإسرائيلي على البلد ، لا سيما أن كل بوادر ومسببات اندلاع الحرب لا تزال موجودة فاسرائيل لا تزال متسلحة بالدعم الأميركي المطلق لها سياسياً وعسكرياً وأمنياً وهي من خلال هذا الدعم المنحاز لا زالت تحتل أجزاء من الاراضي اللبنانية وتنتهك يومياً السيادة اللبنانية من خلال الخروقات الجوية والبرية والبحرية وشبكات الجواسيس وبالتالي وترفض الامتثال للقرارات والقوانين الدولية التي يأتي القرار 1701 في طليعتها.

وبغض النظر عن التحرك الخارجي للدولة اللبنانية في سبيل تأمين اوسع شبكة امان دولية وإقليمية للبنان تقيه المخاطر المحدقة به جراء التهديدات الاسرائيلية المتواصلة، إلا إنه يبقى المطلوب من كافة القيادات اللبنانية أن تدرك بإن الاوضاع الراهنة لا تحتمل مزايدات عبثية ولا حسابات خاطئة أو قراءة مغلوطة للواقع السياسي الداخلي والاقليمي والدولي، وهذا ما يستدعي من الجميع وقبل فوات الأوان مراجعة كافة أخطاء المرحلة الماضية على قاعدة أن يعترف الجميع دون مكابرة بأنهم كلهم قد ارتكبوا الأخطاء التي سمحت للخارج باستغلال الخلافات الداخلية وتوظيفها في مسار لعبة الأمم التي كادت أن تشعل الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان، وليكن إستقاء العبر من أخطاء المرحلة الماضية عنوان المرحلة المقبلة كمنطلق لمقاربة القضايا والملفات الداخلية من زاوية تحقيق مصالح لبنان الوطنية بعيدا عن سياسة الإرتهان للخارج الذي يتعاطى مع القوى السياسية الداخلية انطلاقاً من مصالحه فقط التي تتبدل وتتغير دائماً بحسب الظروف والوقائع».

 

طهران "تجاوزت خطوطاً حمراً" في افغانستان وموسكو تخشى تمدّد "الطالبان" إلى "فضائها الامبراطوري"

"طائرة" العلاقات الروسية ـ الإيرانية في منطقة مليئة بـ"المطبات الجوية"

المستقبل - السبت 3 تموز 2010 - اسعد حيدر

تمر "طائرة" العلاقات الروسية الإيرانية في منطقة مليئة "بالمطبّات الجوّية". "الطائرة" ليست معرّضة للسقوط، ولكن للكثير من المتابعة والقلق على كافة "شاشات الرادار" في العالم، خصوصاً في واشنطن. الملف النووي عنوان كبير لما يحدث، "المطبّات" نتيجة مباشرة لأجواء أكثر تعقيداً. العلاقات الروسية الإيرانية لم تصل أبداً منذ مطلع الثورة في إيران، إلى حالة من التحالف، لكن موسكو وطهران نجحتا في العقدين الماضيين، في طيّ صفحة "لا شرقية ولا غربية" من مسار العلاقات بينهما، وفتح صفحة من التعاون الحقيقي في مجالات كثيرة أبرزها العسكري والنفطي معاً. التعاون النووي جاء تكملة، لكن ذلك لم يكن الأساس. مع الزمن والتطورات تحوّل إلى "واسطة العقد" في العلاقات. موافقة موسكو على بناء مفاعل بوشهر عام 1994 فتح مساراً دقيقاً وحساساً في الوقت نفسه. موسكو قدّمت وطهران استوعبت. موسكو طلبت، وطهران قدّمت. وصل الأمر أنّه تم بناء "مدينة روسية" يعيش فيها نحو ثلاثة آلاف خبير روسي، في قلب "إيران إسلامية". لم يدخل إليها الإيرانيون، لكن الروس تمتّعوا ويتمتّعون بممارسة حياتهم طبقاً لأسلوبهم وطباعهم. كل ذلك مقابل أن ينهي الروس بناء محطة بوشهر النووية.

الروس أجّلوا مراراً إكمال بناء المحطة، لكنهم بالمقابل شاركوا وساهموا في بناء وتقديم ما يحتاجه الإيرانيون من مواقع وتجهيزات نووية مباشرة أو بواسطتهم من دول أوروبية لا يمكن للإيرانيين الحصول منها على ما يريدون. صبر الإيرانيون على الأعذار الروسية. استكمال باقي النشاطات النووية بمساعدة موسكو، استحق هذه التضحية. بالنهاية طهران بدت مطمئنة لحصولها على مفاعل بوشهر كاملاً، فلا داعي للخلافات. منذ أشهر تسرّبت المياه تحت "جسر الثقة" بين الروس والإيرانيين، حتى وصلت نتائج هذه الحالة إلى ذروتها مع انضمام موسكو إلى الاقتراع في مجلس الأمن لمصلحة القرار 1929 الذي يتضمن تشديداً للعقوبات لم يكن يقدّر أحد حصول ذلك.

موسكو استاءت كثيراً من طهران لأنها "قفزت فوقها"، واستعانت بالبرازيل في ملف التخصيب. موسكو عرضت كثيراً كما تقول من الحلول على طهران، ولم تسمع مرة واحدة كلمة نعم واضحة وعلنيّة، لذلك أحرجتها أمام واشنطن والأوروبيين. جاءت البرازيل من خلف المحيطات، لتجتاح سنوات من الجهود والعلاقات مع الجار الروسي. أكثر من ذلك بين ليلة وضحاها أجابت طهران بنعم كبيرة على الوساطة البرازيلية التركية، في خطوة وُصفت بأنّ القصد منها إحداث انقلاب استراتيجي في العلاقات الدولية. من ذلك وضع الجنوب في مواجهة الشمال من جهة، والاستقواء بتركيا والبرازيل على موسكو والأوروبيين من جهة أخرى. موسكو ردّت التحيّة بأحسن منها فصوّتت إلى جانب القرار 1929، فأرضت واشنطن والدول الأوروبية، ولم تخسر طهران حتى الآن، لأنّ عقود التعاون ما زالت مفتوحة. موسكو حالياً تعمل على تحصيل أكثر ما يمكنها من الأميركي تحديداً، مع المحافظة على الإيراني. اللعبة معقّدة جداً، لكن "الحاجة أم الاختراع".

طهران تضغط حالياً على موسكو لتنفيذ تعهّداتها السابقة خصوصاً في قطاع السلاح المتطوّر. نظام الصواريخ أس-300 للدفاع الجوّي نقطة شد وجذب دقيقة جداً للطرفين. السؤال: هل تجد موسكو ثغرة في آلية تنفيذ القرار 1929 فتنفذه، أم أنها تجد في القرار نفسه وسيلة للتخلص من تنفيذ هذا العقد المربك؟

أيضاً هل تشارك موسكو في عمليات تفتيش السفن الإيرانية أو حتى تعتبر أي عملية من هذا النوع مشروعة؟ هذا "مطب جدّي" قوي جداً، خصوصاً وأنّ طهران كما تقول "لديها خيارات مختلفة للرد بالمثل". هذا "المطب" ليس روسياً فقط، إنه دولي ايضاً، لأنّه يعني كل الدول التي تراودها فكرة تنفيذ هذا البند الذي تعتبره طهران "غير شرعي".

كل هذه "المطبّات"، لا تصنع موقفاً روسياً منحازاً إلى واشنطن وأوروبا. "المياه التي تسرّبت وسالت تحت جسر الثقة الروسي الإيراني"، من ذلك:

[ موسكو تتفهّم محاولة طهران حشر واشنطن في افغانستان، هذا الوضع في صلب المواجهة الواسعة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية. من الطبيعي أن يستثمر كل طرف "الأوراق" القويّة التي يملكها لتحقيق ما يسعى إليه أو بعضه. لكن ما أزعج موسكو في الأشهر القليلة الماضية، أنّ طهران قفزت كما يبدو فوق كثير من "الخطوط الحمراء". من ذلك أنّها همّشت بقوّة "تحالف الشمال" في افغانستان الذي يضم الطاجاكيين والاوزبكيين، وقوّت حليفها قلب الدين حكمتيار الذي في أساسه بشتوني لن يتغاضى كثيراً عن ضرب البشتون "الطالبان". ما رفع من منسوب الموقف الروسي الاحتجاجي، أنّ الوضع في الجمهوريات الإسلامية السابقة في الاتحاد السوفياتي التي تقع في "فضاء الامبراطورية" الروسية. جاءت الأحداث في قيرغيزستان لتؤكد مخاوفها من تمدّد "الطالبان" إلى هذا "الداخل الروسي". لذلك طوّر الروس موقفهم من افغانستان، فلم يكتفوا بفتح طرقات برّية وممرّات جوّية للأميركيين ولحلف "الناتو" باتجاه افغانستان بل عمدوا مؤخراً إلى تقديم طائرات نقل جوّي تساهم في المجهود العسكري للناتو مباشرة. هزيمة حلف "الناتو" في افغانستان أصبحت من سخريات القدر هزيمة لروسيا. لذلك تريد روسيا تعديلاً إيرانياً واضحاً وحقيقياً من الحرب في افغانستان.

[ موسكو وجدت مؤخراً "أصابع" إيرانية في جورجيا وغيرها، وحتى في التطوّر الأمني السلبي بين أرمينيا وأذربيجان. علماً أنّ مثل هذا التطوّر لم يثبت بعد وإن كان موضع متابعة ومراقبة فعلية.

مدير المخابرات المركزية الأميركية ليون بانيتا عمل على تسخين المخاوف الروسية، بالإعلان عن اقتراب موعد تحوّل إيران إلى قوّة نووية تملك وسائل نقل لأسلحتها النووية. هذا التطوّر إذا حصل خلال عامين يعني نشوء "جارة" نووية على تخوم موسكو. وزير الخارجية الروسي عمل على تخفيف "منسوب القلق" فأشار إلى أنّ طهران تملك أصلاً أكثر من 2000 كلغ من الاورانيوم القليل التخصيب الذي يكفي لصنع قنبلتين، مع ان الفرق كبير جداً بين امتلاك إيران لسبعة عشر كلغ من الاورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة وثلاثة ونصف بالمئة. المسألة من أي جهة تنظر بالمنظار إلى الوضع.

مرور "طائرة" العلاقات الروسية الإيرانية بسلام من الأجواء المليئة بالمطبّات الجوّية الكثيرة ليس أمراً مستحيلاً، لكنه بالتأكيد صعب ويحتاج إلى الكثير من الصبر خصوصاً وأن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد الكثير من الاستحقاقات والاختبارات التي بعضها مصيري بلا شك.

 

 حين يغضب الأهالي

عـمـاد مـوسـى

السبت 3 تموز 2010

في مسرحية "شي فاشل" لزياد الرحباني يقتصر الضرر الناجم عن غضب الأهالي على  تمزيق الشراويل الصفر أما في قرى الجنوب فغضب الأهالي له ارتدادات خطيرة تهدد السلم الإقليمي الواقف على شوار. وفي كل مناسبة غضب يحتضن "حزب الله" عفوية الأهالي التي تُترجم ميدانياً قطعاً للطرقات ورشقاً للحجارة وصيحات استنكار وإنتشار تكتي، وكل ذلك يندرج في إطار التعبير السلمي "يا قباري". في موسم الإنتخابات النيابية الأخيرة غضب الأهالي على تيار الإنتماء اللبناني وعلى صور رياض الأسعد وعلى مناوئي الحزب وأمل، مع أن قادة الثنائي الشيعي بذلوا المستحيل لإقناع الأهالي بأن الجنوب يتسع للجميع فلم يفلحا.

وغضبَ الأهالي ذات يوم في بئر السلاسل إعتراضاً على مداهمة قوة من المستعمرين الفرنسيين بيتاً اشتُبه بوجود أسلحة فيه بعدما كان الهدف بيتاً آخر. وبسرعة تشكلت وحدات من الأهالي وهاجمت وحدة الإستكبار العالمي بالحجارة من كل الأعيرة موقعة في صفوف قوات اليونيفيل إصابات مباشرة ربت على الـ14.

وفي الأمس القريب جداً قفز الوضع الجنوبي إلى الواجهة بفعل غضب الأهالي على القوات الفرنسية والأسبانية العاملة في اليونيفيل، بسبب مناورة أزعجت الأهالي في العديسة وخربة سلم وقلاويه وعيتا الجبل وبئر السلاسل ـ تبنين ـ كفردونين وعدد من القرى الأخرى، فقاموا بكل روح ديمقراطية بقطع الطرقات ومنعوا قوات اليونيفيل من القيام بأي نشاط ضمن المناطق المأهولة، وهاجموا بعض دورياتها بالحجارة، وبدلاً من الرد على حجارة بضربة  بكف أو بقنبلة دخانية أو بطلقتي رصاص في الأعالي... أو حتى بشمطة أذن مراهق أرعن له قراءة خاصة للقرار 1701 إنسحبت مكتفية بجرحى سقطوا في المواجهة بحجارة الأهالي.

وقد تفهّم النائب علي فياض ما قام به الأهل ولم يتساءل عن سبب عدم مراجعة الأهالي المراجع العسكرية اللبنانية أو على الأقل مراجعة "الناقورة" وتقديم شكوى بحق من يسيء تطبيق القرار 1701. ربما ـ وهذا اجتهاد شخصي ـ  شاء الأهالي، وهم من الشعب الوارد ذكره في البيان الوزاري الحصيف، أن يثبتوا أن لهم دوراً إلى جانب المقاومة والجيش.

المقاومة تضرب بيد من حديد. الجيش يساندها والأهالي "يُشولفون" حجارة بتنسيق ميداني منظم، يستدعي التقدير والإحترام. وهذا التنظيم والتناغم الجميل بين الأهالي أشار إليه مايكل وليامز. الحزب من جهته، وليس من حزب سواه، نفى أي علاقة له بالإحتجاجات الجنوبية، ونقلت بيض الصحائف عن  مرشد الجمهورية من يعنيهم الأمر "إننا إذا أردنا الاعتراض، "نقبّ" الجنوب كله". وعندما يقول المرشد يفعل. وذهب مسؤول آخر في الحزب إلى تحذير  الحكومة اللبنانية من أنها "إذا لم تتمكن من حماية أهالي القرى الحدودية في الجنوب فيصبح لهم أن يبحثوا عن سبل حمايتهم".

لكن من يحمي الحكومة إن أخطأت التصرف؟ الأهالي أو اليونيفيل؟

الأهالي بحسب الوقائع والمعطيات ليسوا بحاجة إلى حماية من أحد. فلديهم حق الإعتراض على حركة اليونيفيل وحق إقفال الطرقات بوجهها ولديهم حق الرجم. لديهم حقوق مطلقة وأسلحة وعنفوان وما ينقصهم فقط أن يتمثلوا على طاولة الحوار، إلى جانب المقاومة والدولة و14 آذار، وأن يقف الأمين العام للأمم المتحدة على خاطرهم قبل كتابة أي تقرير على صلة بتطبيق الـ1701! والخشية اليوم، كل الخشية، بعد خسارة البرازيل المونديال أن تفوز إسبانيا، فالأهالي بهذه الحال سيغضبون غضباً شديداً.

 

رسالة 14

عدد –68 -الجمعة  02 تموز 2010

تلفت الرسالة اليوم إلى الموضوعات الرئسية الآتية: 

1.      التقرير الدوري الثالث عشر للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار 1701:

       إن التقرير يتضمن مجموعة من الإشارات المهمة جداً.

       يدعو إلى "تحاشي الاستفزاز لاسيما من الجانب اللبناني".

       وإذ يرى أن "الوضع في الجنوب سيبقى هشاً ما لم يطبق القرار 1701 بكامله"، وأن "مكوث اليونيفل (في الجنوب) لا يمكن ضمانه إلى ما لا نهاية".

       يُعرب بان عن أمله بحصول "خطوات ملموسة على صعيد ترسيم الحدود اللبنانية – السورية" ويطالب بـ"إحكام السيطرة على هذه الحدود".

       ويدعو الحكومة اللبنانية إلى "العمل من أجل ضمان تمتع اليونيفيل بالحركة الكاملة في منطقة عملياتها".

       في المقابل يطلب الأمين العام من إسرائيل "الانسحاب من بقية الأراضي المحتلة ووقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية".

       ويشدد على "ضرورة أن تنسحب إسرائيل من شمال الغجر بدون تأخير تطبيقاً للقرار 1701".

       وقال إن "الأمم المتحدة تتلقّى تقارير عن تلقّي حزب الله المزيد من السلاح لكن ليس لديها وسائل تؤكد هذا الأمر".

       إنّ هذا التقرير المتوازن والهادئ يتضمّن بـ"أقصى" لغة ديبلوماسية ممكنة إشارات إلى أنّ الخروق للـ1701 تحصل من الجانب اللبناني أيضاً.

       وفيه دعوة صريحة إلى واجب لبنان في احترام مندرجات القرار الدوليّ، لاسيما ترسيم الحدود وضبطها.

       وفيه تأكيد على حرية حركة "اليونيفيل" وواجب لبنان في توفيرها وضمانها.

       أي إن التقرير يشكل بمضامينه سنداً شرعياً دولياً لنا، لتمسّكنا بالـ1701 وإشاراتنا المتكررة إلى مكامن عدم الإلتزام اللبناني (من جانب "حزب الله" ويتجاهل الدولة) بهذا القرار.

 

2.      التقرير في السياق اللبناني الراهن:

       تكمن أهمية التقرير في كونه يأتي في مرحلة هجمة سياسية و"ميدانيّة" من جانب "حزب الله" على القوّات الدوليّة.

       وكان لافتاً اليوم حديث نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم في "الأخبار" لجهتين.

       جهة اتهام بان كي مون و"اليونيفيل" بمخالفة قواعد العمل!.

       ولجهة التحذير الصريح لها بأن "عودتها" إلى قواعد عملها هي ما يضمن سلامة العلاقة بينها وبين الجنوبيين.

       وهذا ما واكبه فيه "البوق" ناصر قنديل في اتهام "اليونيفيل" بالقيام بما سمّاه "تحركات مشبوهة لتغيير وظيفة القرار 1701"، ثم مطالبته الدولة بـ"الطلب إلى قيادة اليونيفيل والدول المعنية سحب الضبّاط الاستفزازيين والمشتبه بعلاقتهم مع إسرائيل".

       أي أن الهجمة الحزب اللهية والسوريّة (افتتاحية "تشرين" قبل يومين التي تتحدث عن تواطؤ بين "اليونيفيل" وإسرائيل)، ستتواصل في محاولة لـ"شلّ" القوات الدوليّة "ما أمكن".

       ومسؤوليتنا تأمين المظلّة السياسية لـ"اليونيفيل" وحماية الـ1701 .. حماية للبنان.

 

3.      المحكمة الدوليّة:

       في هذا المجال وعطفاً على كلّ الرسائل السابقة، التي ربطت بين أربعة عناوين ـ مفاصل لهجمة "حزب الله" وفريقه على المحكمة: اتفاقية الهبة الأميركيّة إلى قوى الأمن الداخلي، المساعدات الأميركيّة، "التجسّس" في الخلويّ، و"اعتراض الأهالي" (!) على "اليونيفيل".

       نود أن نلفت إلى أن هذه الحملة، لاسيما في مفصلها المتعلق بـ"الموظف" المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، وما تفرع عنها من اتهام للمحكمة الدولية بأنها تستند إلى معلومات إسرائيلية، إنما تقع – أي الحملة – تحت مساءلة المحكمة الدولية.

       يجب أن يكون مطلبنا تسليم المتهم إلى التحقيق الدولي لسؤاله عما نُسب إليه في التسريبات.

       لا كما قال "البوق" ناصر قنديل اليوم "إبلاغ المحكمة نتائج التحقيقات وتحذيرها من اعتماد بيانات الاتصالات الإسرائيلية" (!).. فهل حصلت التحقيقات القضائية وهل انتهت؟ ولماذا لا تحقق المحكمة الدولية؟.

       هذا مطلبنا.. ومما لا شك فيه أن المحكمة (تحقيق وادعاء عام) ستتحرك في هذا الاتجاه.

       في سياق متصل، تؤكد المعطيات القانونية لـ"رسالة 14" أن الجلسة العلنية التي تقررت في 13 الجاري للاستماع إلى جميل السيد بشأن طلبه حول ما يسميه "شهود الزور" وإفاداتهم، إنما هي جلسة ينبغي ألا نرتاب منها.

       خاطب السيد ووكيله رئيس المحكمة كاسيزي أولاً، فرأى كاسيزي أن ما يطلبه السيد ووكيله ليس من اختصاصه، وكان بإمكانه رمي الطلب في سلة المهملات.

       لكن كاسيزي أراد أن يغتنم فرصة إثبات صدقية المحكمة.. فأرسل الطلب إلى المدعي العام دانيال بلمار لاستمزاج رأيه، فقال بلمار إن السيد "غير ذي صفة" وما يطلبه ليس من صلاحيات المحكمة.

       ومع ذلك، وتأكيداً على الصدقية، أحيل الطلب إلى قاضي الإجراءات التمهيدية فرانسن الذي قرر – كما كاسيزي –اقتناص الفرصة.

       فقرر عقد جلسة علنية 20 دقيقة منها للسيد أو وكيله و20 دقيقة لبلمار (ليس كمدعى عليه كما روّج إعلام "حزب الله").

       "وظيفة" الجلسة: سؤال السيد لماذا يعتبر أنه يحق له مخاطبة المحكمة والطلب منها الحصول على إفادات من ضمن إطار التحقيق، وسؤال بلمار لماذا لا يحق للسيد.

       الجلسة إذاً إدارية. وبعد الجلسة ليس ما يلزم فرانسن بوقت محدد، لكنه لا بد أن يعلن قراره.

       والمرجح ألا يخرج السيد بـ"أوراق".

       هذا في حين يواكب إعلام "حزب الله" ("المنار") الأمر، على أساس أن الجلسة محسومة النتائج، وأن السيد سيحصل على ملف الإفادات، وإن كل الشهود هم "شهود زور" وأن المحكمة انتهت.

       ويواكب بالترهيب – شبه الضمني – بان كل من شهد أو سيشهد هو سلفاً شاهد زور.

       والحال أن الحزب – وفريقه ومن ضمنه جميل السيد – متوتر من اقتراب صدور الاتهام .. ويضغط.

 

4. "الحقوق الفلسطينية":

       تود الرسالة أن تنوه بالاجتماع الإسلامي – المسيحي الذي انعقد أمس في مكتب رئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، تحت عنوان بلورة موقف موحد إسلامي – مسيحي لـ 14 آذار من هذا الملف.

       وتؤكد أن هذا ليس فقط التجسيد لحقيقة 14 آذار (الشراكة) بل هو الطريق الجدي لمقاربة هذا الملف.

       بحيث يأتي الموقف آخذاً في الاعتبار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين وحقوق الدولة اللبنانية وهواجس الجميع.

 

الجنوب في دائرة التوتر الميداني والقلق الغربي والرسائل الاقليمية اتصالات ديبلوماسية وبرنامج تحرك واجتماعات امنية لاحتواء الوضع تقرير لجنة الحدود البحرية مقدمة لتثبيتها في مجلس الامن

المركزية- قفزت الاحتكاكات بين بعض الجنوبيين في القرى الحدودية وقوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان الى واجهة الاهتمامات الداخلية وعبرها الدولية متخطية بأشواط ما عداها من ملفات يضج بها المسرح السياسي اللبناني وكواليسه، بعدما تحولت من مجرد مناوشات محلية ضيقة الى قضية يخشى معها تورط لبنان في لعبة اقليمية قد تصيب شظاياها اسس الوفاق ومسار التهدئة. ولعل أخطر فصول "اللعبة" يكمن في المضي في افتعال مناخ الاضطراب والتوتر على رغم المنحى التحذيري الذي سلكته المسألة على المستوى الاممي في ضوء ما اورده التقرير الثالث عشر للامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في شأن تنفيذ القرار 1701، ولا سيما لجهة اشارته الى ان بعض الديبلوماسيين الغربيين يقولون ان افراداً من "حزب الله" يشجعون مثل هذه المواجهات ويشاركون فيها وتخوفه "من ان اي حسابات خاطئة من اي طرف قد تقود الى استئناف العمليات الحربية، مع ما قد يعني ذلك من نتائج مدمرة على لبنان والمنطقة".وعلى رغم الجهود السياسية المبذولة عبر قنوات رسمية في اكثر من اتجاه لاحتواء توتر الاوضاع ، وقع اشكال اليوم لعله الابرز بين دورية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة ضمن الـ"يونيفيل"، وشبان في بلدة تولين تطور الى اطلاق نار في الهواء ومهاجمة الدورية وسحب الأسلحة الرشاشة منها فتدخّل الجيش اللبناني وأعاد الأسلحة الى جنود الدورية والهواتف الخاصة التي صوّروا بها. واستدعى الامر لقاء بين كبار ضباط الكتيبة الفرنسية والجيش اللبناني ومسوؤلين عن حزب الله في المنطقة.

اجتماعات ديبلوماسية: وعلمت "المركزية" ان التطورات الاخيرة استدعت حركة اتصالات كثيفة بين سفراء الدول المشاركة في "اليونيفيل" افضت الى الالتقاء عند ضرورة عقد اجتماعات في ما بينهم الاسبوع المقبل في مقر احدى السفارات وتحديد برنامج تحرك في ضوء معلومات مقلقة تجمعت لدى مصادر ديبلوماسية غربية ولا سيما لدى بعض اجهزة الاستخبارات حول الوضع وامكان تفاقمه وجاءت حادثة اليوم لتعزز المخاوف، مشيرة الى ان السفراء عقدوا سلسلة اجتماعات مع قيادات امنية على صلة مباشرة بالوضع واطلعت منها على تفاصيل ما يجري. ونقلت المصادر عن احد الديبلوماسيين الاوروبيين ان هذه القوات هي مصدر قوة وغنى للبنان على اكثر من مستوى ومن غير الجائز مقابلتها بهذا النوع من التعاطي. وقالت ان على لبنان ان يتفهم حجم ودور القوات الدولية وأهميتها على الاراضي اللبنانية في ظل وضع سياسي رفضت فيه اسرائيل منذ اللحظة الاولى لاحتلالها فلسطين وجود اي جندي دولي على اراضيها .وانطلاقا من هذه النقطة اعربت المصادر عن قلقها ازاء اي توجه يخلق نفورا بين الجنود الدوليين والاهالي باعتبار ان ذلك يسيئ الى لبنان قبل اساءته الى "اليونيفل" .

ايران منزعجة وسوريا محتقنة: وفي قراءة لخلفيات "الحركة" الجنوبية اعتبرت اوساط ديبلوماسية غربية انها مجموعة رسائل ايرانية وسورية لطالما اعتادت الدولتان توجيهها الى من يعنيهم الامر عبر الساحة الجنوبية البالغة الحساسية، ذلك ان ايران المنزعجة من موقف بعض الدول جراء تصويتها على العقوبات ضدها وتحديدا فرنسا تبعث رسائلها هذه تاكيدا على حضورها الفاعل على المسرح الجنوبي حيث تتواجد الكتيبة الفرنسية .اما دمشق فتستخدم الجنوب لتنفيس احتقان تسببت به وعودها والتزاماتها تجاه فرنسا بالنسبة الى العلاقات مع لبنان ولاسيما لجهة ترسيم الحدود واعادة النظر في المجلس الاعلى اللبناني السوري. ولا تخفي الاوساط الارتباط الوثيق بين المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والقرار الظني المرتقب صدوره مطلع الخريف المقبل وبين مجموعة الحوادث مؤكدة اهمية اضطلاع الجيش اللبناني بدوره في هذا المجال.

الضحية والجلاد: في المقابل، شددت مصادر في الاقلية على اهمية المزيد من التنسيق لوضع حد لما يحصل ،ليس على مستوى الاهالي والجيش فحسب وانما على مستوى الدول المشاركة في قوات الطوارئ والسلطة اللبنانية الممثلة بالجهات المعنية. واضافت: اعتاد اللبنانيون نغمة كلما دق كوز التمديد لليونيفيل بجرة الامم المتحدة ،يحصل التباس في طريقة العمل، ربما لان الاسرائيلي غير راغب في تواجد شاهد على اعماله العدوانية والاجرامية فيعمد الى تحريك الموضوع في مجلس الامن بوسائل مختلفة للاضاءة على وضع معين لقوات الطوارئ في لبنان. واعتبرت ان بيان بان كي مون يساوي بين الجلاد والضحية ويعكس مدى خضوع الغرب للارادة والرغبة الاسرائيلية ويعزز اكثر فاكثر دور المقاومة كحل وحيد لاستعادة الحقوق.

بعبدا والحقوق: وفي ملف حقوق الفلسطينيين الذي ابتعد عن الاضواء ودخل حيز المعالجات الفعلية ،فقد نقل زوار بعبدا معلومات مفادها ان هذا الموضوع يجب ان يبحث من الزاوية الانسانية ،وهذا حق، من دون ربطه بأي موضوع اخر .واضاف هؤلاء ان موضوع سيطرة الدولة على كامل اراضيها بما فيها المخيمات حق الدولة وواجب على الفلسطينيين تسهيل المهمة كي لا تبقى المخيمات خارج سيطرة الدولة وملجأ للهاربين من العدالة والمجرمين مع تأكيد عدم جواز الربط بين الحقوق وبسط سلطة الدولة.

الحدود المائية: الى ذلك، وفي سياق متصل بالملف النفطي ،علمت "المركزية" ان الامانة العامة لمجلس الوزراء عممت على الوزراء امس نسخة عن التقرير الذي اعدته اللجنة الوزارية التي شكلت لوضع الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة . واكد التقرير ان مجلس الوزراء الذي اتخذ قرارا في 30 /6 /2010 وحمل الرقم 15 اكد اهمية البت بهذا الموضوع عندما ناقش قرارا سابقا يحمل الرقم 51 في 13/5/2009 حيث تضمن موافقة لبنانية على التقرير الذي وضعته اللجنة ورفعه اليها المدير العام للنقل البري والبحري. وبذلك يكون مجلس الوزراء خطا خطوة اضافية في اتجاه الانتهاء من ملف الحدود الاقتصادية للمياه اللبنانية تمهيدا للبت بالحدود الجغرافية ورفع الملف الى مجلس الامن الدولي لتثبيت هذه الحدود.

اقتراح باسيل: اما اقتراح وزير الطاقة والمياه جبران باسيل اسناد ادارة ملف النفط في القانون المقترح الى رئيس الجمعهورية العماد ميشال سليمان فكان موضع متابعة في ضوء بروز مواقف متباينة ازاءه .وفي هذا المجال قالت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"المركزية" ان الامر ما زال مجرد اقتراح لكن لا نعتقد ان الاليات متوافرة في هذا الشأن ،علما اننا على يقين بمدى حرص الرئيس سليمان على لبنان بكل موارده غير ان الامر يحتاج الى ادارة عامة مشرفة مباشرة واستشارات قانونية محددة ، اما اذا كان الموضوع مطروح من الزاوية السياسية فهذا شأن اخر. واضافت: الرئيس سليمان لكل لبنان ويملك الصلاحيات كافة التي تمكنه من تولي الحكم، وفق الدستور، فاذا كان من مؤسسة عامة او ادارة معنية او لجنة خاصة تستلم الملف فانها ستكون خاضعة لرئاسة الجمهورية، وتساءلت :هل يمكن ان يرئس رئيس الجمهورية ملف الجامعة اللبنانية مثلا ؟ وختمت: لا نعرف هل من ذلك جعل رئيس الجمهورية الذي يحظى بثقة الاطراف كافة وزيرا للنفط، وكيف ذلك طالما انه رئيس كل الوزراء والمؤسسات؟

 

دافيد عيسى مخاطباً جنبلاط: لا يمكنك "تمرير" ملف الفلسطينيين متى يحلو لك ولا "إلزام" المسيحيين بقراراتك 

٣ تموز ٢٠١٠/ناتالي إقليموس

مع عودة الصيف الحار إلى لبنان، يرتفع عدد الملفات الساخنة ومعها الرسائل المتعددة الإتجاهات، بدءاً من ملف حقوق الفلسطينيين، مروراً بإلقاء القبض على "الموظف العميل" في شركة ألفا، وصولاً إلى إحتجاجات الأهالي على تحركات اليونيفل في الجنوب، وإستكمال دراسة مشروع قانون الموارد البترولية.

على وقع ما يحمله هذا الموسم من غيوم سياسية ملبّدة، كان لموقع "14 آذار" الإلكتروني حديث خاص مع الكاتب والسياسي دافيد عيسى المدافع عن "رئاسة الجمهورية أياً يكن الرئيس". بداية رأ ى عيسى انه لا يمكن تجاهل ردة فعل العونيين الذين انبروا للدفاع عن الشبان الثلاثة ومهاجمة القاضي سعيد ميرزا، "يتعاطى العونيون بعهر مع القضايا اللبنانية، كما يسعون على الدوام إلى إبتزاز القضاء والضغط عليه، فمن العار عليهم السماح لأي كان بالتطاول على رئيس الجمهورية". من جهة اخرى، اثنى عيسى على دور رئيس الحريري "المطمئن" للمسيحيين، "حسن فعل دولته بسحب ورقة الحقوق الفلسطينية من يد النائب جنبلاط، قاطعاً بذلك أي محاولة سياسية لتحريك هذا الملف". أما بالنسبة إلى عودة الإحتكاكات بين الأهالي واليونيفل، إستبعد عيسى وجود أي نيات مبيتة، "تلك الإحتجاجات نتيجة ردة فعل عفوية من الأهالي، لا صلة لحزب الله بها". كما لم يتوقع عيسى أن يتحول "النفط" إلى ذريعة جديدة لإحتفاظ حزب الله بسلاحه، معتبراً ان "لا طاولة الحوار ولا الحزب نفسه قادر على البت بمصير هذا السلاح. وعندما لا يعود هناك من حاجة إليه سياسياً، وبعد إتفاق أميركي إيراني، سيقدم حزب الله على تسليم سلاحه".

لمعرفة المزيد من التفاصيل، إليكم الحوار الذي دار بيننا:

لماذا في معظم كتاباتك تحمل لواء الدفاع عن الرئيس "ميشال سليمان"؟

- اراهن كثيراً على رئيس الجمهورية، فهو حاجة ماسة للأطراف اللبنانية التي تتنافس في ما بينها على إستمالته. فقوى 8 آذار تراهن على أن يكون سليمان من حصتها، أما 14 آذار تنتظر سماع منه ما يعجبها. بالمقابل، فخامته لا يمكن إلا أن يكون توافقياً على مستوى القضايا الداخلية، أما على صعيد المسائل الكبرى فموقفه واضح ومحسوم، على سبيل المثال لا يساوم على حرية لبنان وسيادته.

دعونا نتصور لو لم يقل سليمان عن المقاومة "منحميها برموش العين" ماذا كان ليحصل في البلد؟ لم يتفوه فخامته عن عبث بهذه العبارة، إنما هدف إلى قطع الطريق على كل المزايدات الخارجية باتجاه المقاومة. ولكي يوفر سليمان الرعاية الكافية لمختلف أبناء الوطن بشكل متكامل، هو في حاجة إلى هامش من التحرك الكافي وألا يقف مع أحد من الفرقاء على حساب الطرف آخر.

لا شك انني احب الرئيس عن قناعة، في طبيعة الحال قبل أن احب الرئيس، أؤمن شخصياً بأهمية الرئاسة التي يمثلها، والموقع الذي يديره، بصرف النظر عن الشخص الذي يشغره، فكيف بالحري لو كان الرئيس هو سليمان. صداقة قوية تربطني به، فهو صديق نادر، لا يطعن بالآخرين، لذا لا أنزعج من الذين يهمسون انني "محسوب على الرئيس".

هل أفهم حكماً انك من المطالبين بمحاسبة الشبان الثلاثة بتهمة قدح وذمّ الرئيس؟

أفهم تماماً حرية التعبير التي نتغنى بها في لبنان، ويمكن لأي كان معارضة مواقف الرئيس السياسية، ولا يحق لأحد منعه. لكن كيف نتفهم شباب خصصوا صفحات إلكترونية فقط لشتم سليمان تحت عنوان "الرئيس الخبيث". منذ شهر أيار يتم تغذية الموقع بكلمات نابية بحق سليمان وعائلته، لذا أعتبر أن النيابة العامة تأخرت في تحركها . وفي هذه المناسبة، لا يمكنني تجاهل ردة فعل العونين الذين انبروا للدفاع عن الشباب ومهاجمة القاضي سعيد ميرزا. في طبيعة الحال، طالما أنّ صدر العماد عون رحب إلى هذا الحد، أي "خواجة"، ويؤمن بحرية الرأي لماذا سبق ورفع شكوى ضد فريد هيكل الخازن حين عقد مؤتمراً للردّ على إتهامات عون؟ لماذا يتعاطى التيار مع القضاء بشكل إنتقائي، إستنسابي؟ متى سيبتعد العونيون عن سياسة "الفاجر يأكل مال التاجر"؟ من الواضح أن العونيين يتعاطون بعهر مع القضايا اللبنانية، كما يسعون على الدوام إلى إبتزاز القضاء والضغط عليه، من العار عليهم السماح لأي كان بالتطاول على رئيس الجمهورية. من جهة اخرى، فلنكن واضحين، بدأ مستوى الخطاب السياسي يتدنى ويفقد قيمته مع عودة العماد ميشال عون، فكلماته في شتى تصاريحه تشهد على ذلك. ونذكر جيداً يوم خاطب الرئيس أمين جميّل، قائلاً له: "... ما بتوصل لتحت زنّاري". وبالعودة إلى مصير الشبان الثلاثة، لا يمكن للرئيس التدخل حالياً، بإنتظار صدور نتيجة القضاء، عندها بإمكانه التدخل ومساعدتهم.

هل ترى من نيات مبيتة وراء عودة الإشتباكات بين الأهالي واليونيفل في الجنوب؟

- على ضوء المعطيات التي توفرت حول عودة الإحتكاكات بين الأهالي وقوات الطوارئ الدولية، أعتبر ما حصل مجرد نتيجة ردة فعل عفوية من الجنوبيين ضد المناورات التي قامت بها اليونيفل بالقرب من منازلهم. لذا أستبعد وجود يد لحزب الله وراء تحرك الأهالي. في شتى الأحوال، ليس بالضرورة أن تُحرّك أنامل حزبية سياسية كل نقمة شعبية. ولو إفترضنا أن من مصلحة حزب الله إفتعال الإحتكاك مع اليونيفل، لكان إكتفى بإستخدام عنصر واحد من حزبه، ولم نكن لنسمع هذه الصرخة الشعبية العارمة.

يشهد لبنان وإسرائيل مرحلة من الكشف المتبادل للعملاء، هل إنتقلنا إلى حرب من نوع آخر، غير معلنة مع العدو؟

- رغم أنني لا أرى أي طرف سياسي على إستعداد لتحمل خوض غمار حرب جديدة، كوننا لا نزال حتى الآن نلملم جراحات الحروب المنصرمة. إلا ان الحرب بين إسرائيل وحزب الله مفتوحة، ولن يتردد أحد منهما في إستغلال أي فرصة لإزالة الطرف الآخر. من هنا لا أستغرب سعي إسرائيل لتجنيد عملاء للتجسس في لبنان. وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله الذي بدوره سيتجسس على العدو الصهيوني. ستستمر الحالة بالشكل الذي هي عليه، ما لم نتوصل إلى حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي. لذا تبقى مختلف الإحتمالات مطروحة.

ماذا لو تم التأكد من أن حزب الله أول من إكتشف أمر الموظف العميل في "ألفا"، وحقق معه قبل تسليمه إلى مديرية المخابرات، وفق ما أشارت له مصادر إعلامية؟

- وسط التجاذبات الإعلامية والتسريبات التي رافقت قضية إلقاء القبض على الموظف في شركة الإتصالات، ما يعنينا كلبنانيين هو الكلام الصادر عن المرجع الرسمي، وزير الدفاع الياس المر ودعوته إلى عدم تضخيم ما حدث. لذا لا يجب التسرع والإستسلام إلى التأويلات الإعلامية، فلنتريث حتى صدور نتائج التحقيق. قد سمعنا التحليلات التي سبقت التحقيق في الإنفجار الذي حدث عشية زيارة غبطة البطريرك إلى البقاع، وتبين لاحقاً أنها غير صحيحة ومفبركة. لذا أعتقد أنه على القضاء أن يحسم أمره ويعاقب كل من يسرب أخبار. أما بالنسبة إلى ما تناولته الصحف، لن اقحم نفسي بها حتى يتم التأكد منها.

كيف تفسر رعاية الرئيس سعد الحريري اللقاء الأول للجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني في السراي الحكومي، حيث أكّد ان الحقوق الفلسطينية غير خاضعة للنقاش؟

- لاشك أن الرئيس الحريري يلعب الدور المطمئن لشريحة كبيرة من المسيحيين، وعلى الشركاء المسلمين تفهم هذا الأمر. بقاء الفلسطيني في لبنان في هذا الشكل غير المنظم، يسبب خللاً ديموغرافياً كبيراً يثير الذعر في نفوس المسيحيين، لذا من البديهي الا يُمرر ملف حقوق الفلسطينيين بهذه السهولة، وبغفلة من الزمن. هذا الموضوع في حاجة إلى دراسة وإلى تقديم التطمينات للشريك المسيحي. وهنا اشير إلى أهمية توحد مختلف التيارات والأحزاب السياسية المسيحية مؤكدة رفضها تمرير المسألة الفلسطينية بالشكل المطروح فيه. كما اننا لسنا "اليمين الغبي" بل نحن شركاء أساسيين في هذا الوطن، والسؤال البديهي: لماذا لم يُمرر موضوع حقوق الفلسطينيين في زمن الوصاية؟ هل لأنه الآن بات الأمر يحلو لجنبلاط بطرحه في هذا الشكل؟ من أخبره أن بإمكانه تسيير الشعب اللبناني في الإتجاه الذي يريد؟ ربما بإمكانه أن يفرض رأيه على أنصاره في الحزب التقدمي الإشتراكي إلا ان المسيحيين ليسوا من مناصريه ليلزمهم بقراراته". حسن فعل الحريري في سحب ورقة الحقوق الفلسطينية من يد جنبلاط، قاطعاً الطريق على أي محاولة لتحريك هذا الملف سياسياً. أرى الحريري رجل دولة بإمتياز، يتعاطى مع القضايا اللبنانية بشكل صائب، كما أنه يدرك تماماً هواجس المسيحيين وقلقهم.

قريباً هيئة ادارة قطاع النفط وصندوق عائدات الموارد النفطية تبصر النور، هل تتخوف من ان يتحول النفط إلى ذريعة لإحتفاظ حزب الله بسلاحه؟

- من جهتي أرغب في أن يستلم ملف النفظ رياض سلامة الذي إستطاع أن يحمي النظام المالي اللبناني رغم الأزمات المالية العالمية، فهو رجل صاحب رؤية، قادر على إدارة الملفات بشكل علمي دون الدخول في الزواريب السياسية المظلمة. كما أنه يحظى بتقدير وثقة مختلف الجهات الرسمية. من جهة اخرى، لا يمكن ان يتحول النفط إلى ذريعة جديدة بيد حزب الله للإحتفاظ بسلاحه. كما لا طاولة الحوار ولا الحزب نفسه قادر على البت بمصير هذا السلاح. عندما لا يعود هناك حاجة إلى هذا السلاح سياسياً، وبعد إتفاق أميركي إيراني، يقدم حزب الله على تسليم سلاحه. وعلى ضوء المستجدات المتلاحقة، مصير هذا السلاح ليس مطروحاً الآن ضمن التسويات الشاملة في المنطقة، لذا كل ما يمكن أن نتفق عليه مع حزب الله في الظروف الراهنة، فقط الا يتم توجيهه نحو الداخل اللبناني.

 

عضو المكتب السياسي الكتائبي سجعان قزي:جنبلاط طلب من 14 آذار/مارس الصبر عليه حتى الخريف وينتظر موعداً لزيارة واشنطن

الشراع

*نطالب بحياد لبنان لحمايته من الداخل وليس من الخارج

*نعيش وضعاً حيادياً من دون الاعلان او الاعتراف به وآخر مظاهره قرار اللاقرار بصدد العقوبات على ايران

*هل وضع اللبنانيين في النبعة وباب التبانة وجبل محسن والمهجرين افضل حالاً من وضع فلسطينيي المخيمات؟

*المسيحيون في لبنان يعيشون أزمة وجود

*قرار توزيع لاجئي 1948 على الدول العربية متخذ

*جنبلاط حاول تمرير مشاريع القوانين الاربعة بإيحاء خارجي وداخلي

*البطريرك صفير لا يحب السياسيين الموارنة ولا هم يحبونه

*رئيس الجمهورية ضائع في تحديد دوره على الصعيد المسيحي

*لا احد يستطيع ان يأخذ مكان ((الكتائب)) وهو لديه امتداد اسلامي وعربي ودولي

*((الكتائب)) بصدد وساطة لمعالجة الجفاء بين فرنجية وجعجع

شرح عضو المكتب السياسي في حزب ((الكتائب)) سجعان قزي دعوة الرئيس أمين الجميل الى الحياد واعتبرها نظاماً دستورياً لا علاقة له بقوة الدولة او بضعفها، ورد على النائب وليد جنبلاط الذي وصف اليمين في لبنان بأنه غبي ويكرر أخطاء الماضي، وكشف قزي عن أن جنبلاط طلب مؤخراً موعداً من الادارة الاميركية لزيارة واشنطن، وشرح بإسهاب سبب معارضتهم اعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق المدنية وتساءل هل ان وضع اللبنانيين في بعض المناطق اللبنانية المحرومة أفضل من حال سكان المخيمات الفلسطينية.

مواضيع عديدة ناقشتها ((الشراع)) مع قزي في هذا الحوار:

# أليست دعوة الرئيس أمين الجميل إلى الحياد استعادة لمنطق لبنان في ضعفه التي لم تنجح وأدت إلى اندلاع سلسلة حروب في لبنان وقيام إسرائيل باعتداءات متكررة ضده؟

- الحياد نظام دستوري لا علاقة له بقوة الدولة أو بضعفها. فهناك دول غير حيادية ضعيفة ولا تملك استراتيجية دفاعية كالعديد من الدول العربية طوال العقود الخمسة الماضية، وهناك دول حيادية قوية وتملك استراتيجية دفاعية كسويسرا. إن الحياد يوجب الدفاع المستميت عن الوطن في وجه أي اعتداء. لذلك، إن القوة العسكرية هي أحد عناصر ضمان الحياد. لا يمكن لدولة محايدة أن تحافظ على حيادها بالاتكال على دبلوماسيتها فقط. وأساساً، إن محرِّك فكرة تحييد لبنان ليس رغبة اللبنانيين بعدم التضامن مع قضايا محيطهم العربي، فهذه رسالة لبنان، بل هو الخشية على وحدة لبنان، وهذه نقطة ضعفه.

لو كان الانحياز في لبنان موقف الدولة، لهان الأمر بغض النظر عن وجهة الانحياز، لكن الانحياز في لبنان تعددي وتناقضي، إذ أن كل طائفة أو مذهب أو حزب ينحاز نحو محور خارجي، فننقسم ونتقاتل وتذوب الدولة وتتعطل الشرعية وتترنح صيغة الحياة المشتركة. من هنا، إن فكرة حياد لبنان هي لإنقاذ لبنان من الداخل وليس من الخارج. وطلبُ الحياد هو محاولة أخيرة للحفاظ على وحدة وطن وكيان ودولة. فالدول التي اختلف شعبها وتعرضت لاحتلال ولم تعتمد الحياد، تقسمت أو استمر احتلالها، فيما تلك التي اعتمدت الحياد تحررت وتوحدت (بلجيكا، سويسرا، النمسا، أيسلندا، لاوس، إلخ...).

والحياد الإيجابي في إطاره الدستوري والسياسي والدبلوماسي يحمي، بدوره، القوة العسكرية للدولة، فالدول لا تبني قوتها العسكرية لتحارب فقط، بل لتمنع الحرب. فلا الدبلوماسية وحدها تقي من كل الأخطار، ولا القوة العسكرية وحدها، مهما عظُمت، قادرة على الصمود أمام كل الحروب. وأبرز دليل على ذلك التجربة الأميركية من فيتنام إلى العراق مروراً بأفغانستان. فرغم كل ترسانتها العسكرية والتكنولوجية، اضطرت أميركا، الدولة العظمى والأقوى في العالم، للاستنجاد بدبلوماسية باراك أوباما لإنقاذ عسكريتارية جورج بوش.

إن الحياد هو طرح وطني صادق، وهو ليس موجهاً ضد فريق ما، بل من أجل وطن معين هو لبنان، لبناننا جميعاً. ومنذ عهد أول خلافة إسلامية، مروراً بإمارة الجبل والمتصرفية، وصولاً إلى دولة لبنان الكبير، تمحَّور الوجود اللبناني على مبدأ عدم الانحياز. فجلّ ما كان يطلبه الفتح الإسلامي على تنوعه: الراشدي والأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني من اللبنانيين، هو الهدوء وعدم الانحياز نحو الغرب أو نحو طرف عربي أو إسلامي آخر ضد الحكم المهيمن. وأتى الاستقلال اللبناني سنة 1943 ليثبت فكرة الحياد الإيجابي.

الحياد مطبق

# هل الحياد ممكن في لبنان مع كل الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط؟

- شرعنة الحياد ليست قريبة، لكننا اليوم نعيش وضعاً حيادياً بدون إعلان عنه وبدون اعتراف به، وآخر مظاهره قرار اللاقرار في مجلس الوزراء (9 حزيران/يونيو 2010) بصدد موضوع العقوبات على إيران (قرار مجلس الأمن رقم 1929). فقرار اللاقرار اتخذ بهذا الشكل لكي لا يعترف مجلس الوزراء بسياسة الحياد، مع أن الامتناع كان نتيجة تسوية لبنانية وعربية وإقليمية. إن لبنان اليوم محيَّد قانونياً وعملياً وعسكرياً منذ حرب 2006.

لبنان محيَّد قانونياً من خلال قبول جميع الأطراف اللبنانيين، بمن فيهم حزب الله، بالقرار الدولي الملزِم ذي الرقم 1701، وهو محيَّد عملياً من خلال التزام حزب الله اتفاق الهدنة وعدم قيامه بأي عمل مقاوِم رغم آلاف الخروقات الإسرائيلية منذ سنة 2006، وهو محيَّد عسكرياً من خلال انتشار القوات الدولية والجيش اللبناني للسهر على تطبيق الهدنة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.

ولبنان محيّد وطنياً على صعيد الحكم من خلال ما يُسمى الديموقراطية التوافقية، وهي للتذكير فكرة اشترطها فريق 8 آذار/مارس للمشاركة الجَماعية في إدارة شؤون البلاد وتخطّي ديموقراطية الأكثرية والأقلية النيابيتين. إن الديموقراطية التوافقية تعني أن القرارات ذات الطابع المصيري تتخذ بالتوافق طالما أن الحكم توافقي. والتوافق يعني الوصول إلى تسوية يقبلها الجميع. والتسوية هي أن لا غالب ولا مغلوب، وهذا مظهر يكرّس الحياد بمفردات لغوية أخرى.

ولبنان محيَّد من خلال هيئة الحوار الوطني التي يتمثل فيها الأطراف الأساسيون بأحجامهم اللبنانية و/أو العربية والإقليمية والدولية. وغني عن التذكير أن توصيات هيئة الحوار لا تتخذ إلا بالإجماع أي بالتوافق، أي بعدم الانحياز.

وعلى الصعيد العربي فالدول العربية تلتزم موقف الحياد تجاه الصراع العربي ـ الإسرائيلي. منها من حيدت نفسها باتفاقات سلام، ومنها باتفاقات هدنة، ومنها باتفاقات أمنية ومنها بالتطبيع... حتى أن أصحاب القضية الفلسطينية أنفسهم وقّعوا اتفاقات سلام وإنشاء دولة فلسطينية. وخلافهم في ما بينهم هو على السلطة لا على السلام، وخلافهم مع إسرائيل هو على الحدود وليس على الوجود.

أما سوريا فتعيش حالة حياد عسكري مستقر مع دولة إسرائيل عبر الجولان المحتل منذ اتفاقية فصل القوات سنة 1974 أي منذ 36 سنة. كما أنها لم تشارك في صد أي عدوان إسرائيلي على لبنان لا سنة 1978 ولا سنة 1982 ولا سنة 1996 ولا سنة 2006 رغم وجودها كقوات ردع ثم كقوات أمن ضمن معاهدة الصداقة والأخوة وميثاق الدفاع.

لا أسرد ذلك من زاوية الانتقاد بل لإعطاء نماذج عينية تكشف عن أن من يرفضون الحياد هم الذين يلتزمون به أكثر منا. لذا حان الوقت للخروج من وراء الستار ووضع الشعارات جانباً لنبحث بمحبة وروح وطنية متبادلة عن سياسة دفاعية مركبة من قوة عسكرية وديناميكية دبلوماسية وترعاها سياسة حياد إيجابي.

# ما هو ردك على وصف النائب وليد جنبلاط اليمين في لبنان بأنه غبي ويكرر أخطاء الماضي؟

- آخر سياسي يميني في لبنان هو وليد بك جنبلاط. أما كـ ((كتائب))، فلسنا معنيّين بكلام جنبلاط، إذ لسنا حزباً يمينياً. نحن حزب ديموقراطي اجتماعي نتناغم مع اليسار الحديث. نحن معنيون باقتراحاته ومواقفه التي تشكل خطراً على وحدة لبنان وهويته. في كل الأحوال إن وليد بك يمر في مرحلة خاصة، وطلب من حلفائه السابقين في 14 آذار/مارس أن يصبروا عليه حتى الخريف المقبل، حيث يَنتظر تطورات تسمح له بالعودة إلى مواقف سنة 2005. وفي هذا الإطار أُعلمك أن جنبلاط طلب مؤخراً من الإدارة الأميركية أن يزور واشنطن.

قنبلة متفجرة

# لماذا عارضتم إعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق المدنية؟ فالبعض يعتبر أن إبقاء الوضع الفلسطيني على هذا الحال هو قنبلة موقوتة، ما رأيكم بهذا التوصيف؟

- بداية، إن الوضع الفلسطيني لم يعد قنبلة موقوتة بل هو قنبلة متفجرة دورياً. والوضع الفلسطيني المتفجر لا علاقة له مباشرة بالحقوق المدنية والإنسانية وغيرها، بل بالصراعات الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية التي تستخدم الشعب الفلسطيني وقوداً وضحايا.

نحن اليوم أمام حقين: حق الإنسان الفلسطيني في الحياة الكريمة، وحق لبنان في الحفاظ على ما بقي من صيغة التعايش. وهذان الحقّان يولِّدان مأساة إنسانية ومأساة وطنية. فإذا لم يعش الفلسطيني في لبنان كأي إنسان فهذه مأساة إنسانية. وإذا أعطاه لبنان امتيازات مدنية جديدة وحقَّ التملك وقعت الكارثة الوطنية في لبنان.

إذن، نحن أمام صراع وجداني وإنساني ووطني أيضاً يتخطى الحق الفلسطيني والواجب اللبناني إلى المسؤولية العربية والدولية. فنكبة فلسطين ما كانت لتحصل لولا التواطؤ العربي مع المخطط الصهيوني والمؤامرة الدولية.

عملياً الفلسطينيون يطلبون خدمات من الدولة اللبنانية في حين أنهم كانوا تحت سلطة الأونروا بين 1949 و 1967 ومن ثم صاروا أيضاً تحت سلطة منظمة التحرير وسائر التنظيمات الفلسطينية العسكرية. واليوم مع ضعف إمكانيات الأونروا والشرذمة الفلسطينية، يتوجه الفلسطينيون نحو الدولة اللبنانية في حين لم يبق من هذه الدولة إلا القشرة والهيكل الخارجي مع عجز مالي يتجاوز 55 مليار دولار، وعجز متفاقم في كل مؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية، وارتفاع نسبة البطالة في مختلف القطاعات من الزراعة إلى البناء وصولاً إلى الهندسة والطب. فهل وضع لبنانيي النبعة وباب التبانة وبعل محسن والمهجرين اللبنانيين من الطوائف كافة، أفضل حالاً من وضع فلسطينيي المخيمات.؟؟؟ لا أريد أن أقارن البؤس بالبؤس، لكن هناك وقائع وأرقام وأولويات. لبنان دولة وليس جمعية خيرية.

إعطاء الفلسطينيين امتيازات مدنية في لبنان يفرض التفاوض مع مرجع شرعي، فهل تعترف المراجع الفلسطينية ببعضها بعضاً لتحاور سلطة فلسطينية واحدة الدولة اللبنانية؟ الدليل على التمزق الفلسطيني أن وفد حماس أتى وحده يزور القادة اللبنانيين وليس مع وفد السلطة الفلسطينية. فلا حقوق فعالة من دون وحدة فلسطينية شرعية.

بعد اتفاق القاهرة وحرب السنتين والوضع الفلسطيني الفوضوي داخل المخيمات وبعد اتفاق الطائف والهجرة المسيحية ومرسوم التجنيس، عذراً لن نقبل بأي تنازل بإسم أي شعار. إن الكلام المعسول الذي يدلي به المسؤولون الفلسطينيون اليوم تجاه لبنان سبق أن قالوا مثله وأكثر قبل سنة 1975. نحن المسيحيين نعيش أزمة وجودية في لبنان. ولا نخجل في إعلان ذلك، ففي 23 آب/أغسطس 2008، في غداء أقامه على شرف السفير السعودي، قال مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار: نحن السُنة لا نعيش أزمة معيشية، بل معركة وجود، الوجود السُني الإسلامي وهويتنا مهددة بالأفول.

نحن المسيحيين، لدينا هذا القلق أيضاً. وغالبية الطوائف والمذاهب تتوجس مثلنا من هذه المشاريع الجديدة، وقد بدأت تأخذ طابع الفرض بالقوة من خلال التجمعات والتظاهرات وبيانات التهديد، والآتي أخطر. ويأتي كل ذلك في سياق مجموعة أحداث مشبوهة لبنانية وفلسطينية وإسرائيلية:

*لبنانياً، حصل تهجير مسيحي أثناء الحرب وهجرة، ومصادرة بيروت، ونمو سريع لتملك الأغراب والالتفاف على قانون تملك الأجانب، وشراء العقارات بالجملة في مناطق صيدا والجنوب والبقاع وضواحي بيروت والمتن وكسروان وجبيل مع التركيز على أراضي المسيحيين.

*فلسطينياً، نرى تصفية القضية الفلسطينية حيث بات المطروح اليوم مصير قطاعٍ ومدينةٍ وقريةٍ (غزة، رام الله، أورشليم، نابلس)، وليس قضية الشعب الفلسطيني، ونسمع بمشروع سحب الجنسية الإسرائيلية من فلسطينيي 48، ونلمس انسداد آفاق الحل السلمي على الصعيد الفلسطيني - الإسرائيلي على الأقل. كنا في دويلة فلسطينية شرعية صرنا في دويلتين تتنازعان الشرعية، كنا في محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين صرنا في مفاوضات غير مباشرة ومتوقفة.

*وإسرائيلياً، لا أخفي أننا لا نبرىء طارحي هذا الاقتراح بهذا التوقيت من نية إشاحة الأنظار اللبنانية والدولية عن السياسة العدوانية الإسرائيلية ضد القضية الفلسطينية. فالاقتراح يأتي ليشيح الأنظار عن: الخلاف الأميركي ـ الإسرائيلي، الخلاف الإسرائيلي ـ التركي، حصار غزة، المفعول الإعلامي لتنظيم السفن نحو غزه، تهويد أورشليم، ازدياد الاستيطان الفلسطيني (مشروع ((غان حاميليش)) وبناء 1600 وحدة استيطانية في أحياء ((رامات شلومو)) و((بزغات زئيف))) في أورشليم والضفة الغربية والجولان، وأضيف أيضاً هدفين آخرين، هو إلهاء الرأي العام عن العقوبات القاسية المفروضة على إيران، وعن الاستعدادات الإسرائيلية لشن حرب إسرائيلية محتملة.

لذا وبصراحة، إن ما رفضناه منذ ستين سنة لن نقبل به اليوم. وما تصدينا له سنة 1975 حين منعنا التوطين والتقسيم لن نقبل به اليوم. وألفت الانتباه إلى إن المواطنين اللبنانيين لم ينالوا حقوقهم الإنسانية والاجتماعية والصحية والتربوية من خلال الدولة، بل من خلال طوائفهم: فأبناء الطائفة الشيعية تمكنوا من تجاوز حرمانهم بواسطة حزب الله وإيران والمغتربين، والسُنة من خلال مؤسساتهم السُنية الخاصة وبعض الدول العربية، والمسيحيون فعلى الله. إن الدولة اللبنانية غير قادرة على توفير الضمانات الضرورية لمواطنيها. وحتى في الغرب، نرى الدول الأوروبية غير قادرة على توفير كل حاجات المواطنين، فولدت فكرة التضامن. وفي أميركا، منذ شهر فقط، تمكن الرئيس أوباما من تعديل قانون الضمانات الصحية.

التوطين حاصل

# هل ترون أن هناك مخططاً لتوطين الفلسطينيين؟ ومن الضالع فيه؟

- التوطين حصل واقعياً، ويجب العمل على إلغائه لا على تثبيته. أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أعلن في الثالث من كانون الثاني/يناير الماضي: ((إن مشروع توطين الفلسطينيين في لبنان هو جدّي جدًا جدًا، وأن لدَّي أدلة وقرائن على ذلك، وأن جهودًا تُبذل من أجل الانتهاء من الموضوع الفلسطيني)).

وبالمناسبة، أفهم أن يُطرح موضوع إعطاء حقوق للفلسطينيين في لبنان بعيد النكبة، لكن أن يُطرح الموضوع بعد 61 عاماً، فيعني أن الأمل بالعودة فُقد وبدأ العمل على إبقائهم حيث هم من خلال تشريعات تُقَر تباعاً حتى يأتي يوم ويُزاح الستار عن التوطين الفلسطيني مكتملاً..

لو كان مشروع العودة ممكن التحقيق، لماذا لم يتم استيعاب فلسطينيي الشتات بين سنتي 1948 و1967 أي بخلال 19 سنة في الضفة الغربية الفسيحة قبل أن تحتلها إسرائيل في حرب 1967؟ عدم حصول هذا الأمر يعني أن قرار توزيع لاجئي سنة 1948، أي فلسطينيي النكبة، على الدول العربية، خارج فلسطين، متخذٌ سلفاً في إطار مخطط أو مؤامرة. وبالتالي إذا كانت كل الضفة الغربية التي كانت تحت حكم فلسطيني وعربي صرف لم توفِّر حق العودة لفلسطينيي 1948، فهل جزء صغير من الضفة اليوم في ظل شبه سلطة فلسطينية تخضع لشروط إسرائيلية صارمة ومجحفة تتسع لفلسطينيي 1948 و1967 وغيرهم من اللاجئين الذين طردتهم إسرائيل لاحقاً وتباعاً؟

لذلك، أقترح سحب مشاريع القوانين الأربعة التي حاول تمريرها وليد جنبلاط بإيحاء خارجي وداخلي، وان يُصار إلى دعوة اللجنة اللبنانية المولجة معالجة الوضع الفلسطيني في لبنان على أساس توصيات مؤتمر الحوار إلى الاجتماع والتفاوض مع ((الأونروا)) لتقييم حسن تطبيق حقوق الفلسطينيين الممنوحة لهم من مختلف النواحي. وواجب هذه اللجنة أن تنكبَّ مع ((الأونروا)) على تطبيق ما لم يُطبق وتحسين ما طبق خطأ. وفي هذا الإطار، إذا وجدت هذه اللجنة أن تطبيق القوانين السابقة يحتاج إلى آلية تطبيقية، فلا بأس من سن قوانين جديدة تسهل تنفيذ القوانين المعمول بها بشكل ناقص. وبموازاة هذا الأمر تنفذ الدولة القرارات الأمنية داخل المخيمات وخارجها. نحن لا نقبل أن يبقى اللاجئ الفلسطيني يعيش في الأكواخ والأزقة بدون ماء وكهرباء ونظافة وبيئة صحية، وبدون علم وتنشئة وعمل وسكن لائق. من يصدق أن اللبنانيين يفضلون العمال من بنغلاديش والفيليبين وسريلانكا على العمال الفلسطينيين. المسألة تتطلب تنظيماً لا تشريعاً.

الخلافات المسيحية

# كيف تنظرون إلى الانقسامات المسيحية، ما هي أسبابها الحقيقية، وما مدى تأثيرها على الساحة المسيحية خصوصاً واللبنانية عموماً حالياً وفي المستقبل؟

- القادة المسيحيون يعيدون أسباب الخلافات في ما بينهم إلى الاختلاف الوطني، والشارع المسيحي يرجعها إلى المصالح الشخصية للقادة المسيحيين. والحقيقة أن الانقسام السياسي المسيحي ليس ظاهرة جديدة، فهو ملازم للوجود المسيحي عموماً، والماروني خصوصاً في لبنان. يوجد، تاريخياً، عدة اتجاهات داخل المجتمع الماروني. هناك الديني والعلماني واللبناني والعروبي، وهناك الحساسية بين موارنة جبل لبنان الأوسط وموارنة جبل لبنان الشمالي. وهناك خيار التحالف مع سوريا حصراً أو مع الدول العربية عموماً أو مع الغرب. وأضيف أخيراً الاختلاف حول أفضلية التحالف مع السُنة أو مع الشيعة. ورغم هذه الاتجاهات المختلفة، كان يمكن للانقسام أن يُنظَّم لو تحلى القادة المسيحيون بحس رفيع للمسؤولية في هذه المرحلة المصيرية. لكن نزعة السلطة والتفرد تغلُب لدى بعض القادة الموارنة على نزعة العمل الجماعي والتنسيق. وما يعقّد الأمور أكثر هو وجود ((أنهر دماء)) بين مختلف الأحزاب والتيارات المسيحية، والمارونية تحديداً: انتفاضات القوات على الكتائب، وحرب عون وجعجع، وأحداث الشمال الحزينة، وتجارب النفي والسجن، إلخ..

كان يمكن للبطريرك الماروني أن يؤدي دوراً حاسماً لمصالحة القادة الموارنة، لكن بعضهم لم يتجاوب معه، وهو لم يبذل الجهد الكافي. ما قام به أتى في إطار رفع العتب لإدراكه بالنوايا. ثم حوّل بعض القادة الموارنة البطريرك فريقاً في الصراع عوض أن يبقوه فوق كل الصراعات. ولا ننسى أيضاً سوريا الممتعضة من مواقف البطريرك العنيد والصامد، فأثّرت على تصرفات بعض القادة الموارنة تجاه المقام البطريركي. والحق يُقال أن البطريرك لا يحب السياسيين الموارنة ولا هم يحبونه.

أما رئيس الجمهورية، فهو ضائع في تحديد دوره على الصعيد المسيحي. فتارة يفكر في الحلول مكان الزعامات المسيحية، وتارة في إجراء مصالحة في ما بينهم. كما أن البعض ينصحه في الإفادة من الخلافات بين القادة الموارنة لتعزيز سلطته في بعض المناطق عبر مقربين منه. وهي نصيحة تضرّ بالعهد، ومن يسديها يفكر بمصالحه الانتخابية الخاصة لا بمصلحة رئيس الجمهورية وموقع الرئاسة.

اليوم، واجب القادة الموارنة تخطي كل الخلافات التي تفرقهم ووضع مصلحة الوجود المسيحي فوق المصالح الشخصية لأن انتصار أي فريق مسيحي على آخر هو مرحلي ولا قيمة له على المدى المتوسط والبعيد. كما أن دور المسيحيين في لبنان ليس مصالحة بعضهم بعضاً، بل العمل على ضمان صيغة التعايش المسيحي الإسلامي، إذ لا قيمة للدور المسيحي في لبنان ما لم يرفد في الدور الوطني العام. ولكي يرفد في الدور الوطني العام لا بد للقادة المسيحيين من إعادة النظر في تموضعهم المغلق في 8 أو 14 آذار/مارس. هذه هيكليات تخطتها الأحداث الداخلية والخارجية.

# القوات اللبنانية ماضية في اتجاه الإمساك بالقرار المسيحي على حساب الكتائب، أين أنتم في ظل هذا التنافس؟

- ليس لدى الكتائب هذا الشعور. ولا أحد يستطيع وحده الإمساك بالقرار المسيحي، ولا أحد يستطيع أن يأخذ مكان الكتائب. هذا زمن ولّى. إن حزب الكتائب متجذِّر في ضمير المسيحيين منذ نحو خمس وسبعين سنة. كما أن ما يميز حزب الكتائب هو امتداده على الصعيدين الإسلامي والعربي والدولي، ووجود قبول لدوره وتقدير لتضحياته وسياسته وانفتاحه، لاسيما في ظل رئاسة الشيخ أمين الجميل. وفي مختلف الأحوال يوجد تنسيق بين حزبي الكتائب والقوات، ونتمنى أن ينسحب الأمر على علاقاتنا مع التيار الوطني الحر والمردة أيضاً. ولا ننسى أمراً أساسياً أن الكتائب لا تعمل انطلاقاً من نظرة زمنية محدودة بل من منظار تاريخي ومستقبلي. لقد دخلت التاريخ لتبقى في الحاضر وتصنع المستقبل.

# كيف تنظرون إلى تدهور العلاقة بين تيار المردة وحزب القوات اللبنانية. وفي هذا الصراع إلى من يميل حزب الكتائب؟

- من ناحية الخط السياسي، يوجد التقاء وطني بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية. لكن هذا لم يمنع حصول حوار جدي ومنتظم مع حزب المردة. والكتائب تأسف لتدهور العلاقات بين سمير جعجع وسليمان فرنجية، وإننا بصدد التفكير بوضع خطة لمعالجة هذا الجفاء. لكننا لن نشرع بهذه الوساطة ما لم نضمن حداً معيناً لنجاحها.

الوضع الكتائبي مستقر

# يظهر إلى العلن أن حزب الكتائب اليوم يعاني من صراع نفوذ على السلطة، ماذا يحدث؟

- على صعيد السلطة يمر حزب الكتائب في أكثر المراحل استقراراً. فالرئيس الشيخ أمين الجميل هو زعيم الحزب ورئيسه والحاضن لكل أجياله. لكن هذا لا يمنع الحزب من احترام دورة الأجيال ودور الأجيال الصاعدة التي تناضل وتضحي في سبيل تقدم الحزب. وأظن أن الرأي العام لاحظ في السنوات الأخيرة عملية تحديث الحزب بشكل سلمي وانضباطي وديموقراطي. إن حزب الكتائب يتسع لكل الطاقات، ويفتح ذراعيه لكل الآتين إليه كما يفتح المجال أمام المنضوين إليه لتحمل أي مسؤولية من دون أي احتكار لمنصب أو وظيفة حزبية.

# بين محاولات الرئيس الجميل توطيد سلطة نجله سامي داخل الحزب وبين رافضي هذه المحاولات، يدور صراع تظهر ملامحه بين الحين والآخر. هل أصبح سامي الجميل فعلاً قادراً على إدارة الحزب، أم أن تسليمه مقدرات الحزب تزيد المشاكل؟

- هذه تكهنات تقف عند عتبة البيت المركزي الكتائبي في الصيفي. الأمر غير مطروح. لدينا رئيس حزب هو الشيخ أمين الجميل، أدام الله عمره. ولا يوجد أي تفكير في نقل السلطة إلى أي كان. وإذا كان اللبنانيون يلاحظون صعود نجم الشيخ سامي، فالأمر طبيعي بعد انتخابه نائباً عن المتن الشمالي وبحكم كونه منسق اللجنة المركزية في الحزب منذ سنة 2008 ويقوم بنشاطات مميزة على الأصعدة الحزبية والبرلمانية والوطنية والشعبية.

# ما هي قصة الخلاف بين حزب الكتائب وإذاعة ((صوت لبنان))، وكيف سيحل هذا الخلاف؟

- الخلاف هو على ملكية المؤسسة. والقضية ستجد حلها الطبيعي في الخريف المقبل. وأتمنى أن يتم الحل ودياً لأننا كلنا أبناء هذا الحزب وأحباء ((صوت لبنان))، صوت الكتائب، صوت الحرية والكرامة.

# أين أنتم اليوم من قوى 14 آذار/مارس، وهل تشاركون في اجتماعات الأمانة العامة؟

- لا يشارك الحزب في اجتماعات الأمانة العامة، أما بالنسبة إلى التجمع فننتظر إعادة تجمّعه وتنظيمه وعودته إلى الجذور.

# بانوراما حول الانتخابات البلدية، ماذا حقق حزب الكتائب؟

- خاض الحزب الاستحقاق البلدي على أساس إنمائي أكثر منه سياسي. ورفع شعاراً لمشاركته: ((كثير من الإنماء وقليل من السياسة وكثير من التوافق وقليل من المعارك)). وحقق حزب الكتائب فوزاً في كل محافظات لبنان ودوائره عبر محازبيه أو أصدقائه. إن الأعضاء الكتائبيين في المجالس البلدية والاختيارية منتشرون من النهر الكبير حتى الناقورة، إي على مدى ألــ 10452 كلم مربع.

حوار هلا بلوط   

     

 

النائب جورج عدوان لـ ((الشراع)):نحن مع تحييد لبنان عن المحاور والصراعات وضد حياده في الصراع العربي مع اسرائيل

الشراع

*نعتبر القضية الفلسطينية أولى قضايانا ولولا مقاومة القوات لوقع التوطين

*الغائب الأكبر في لبنان هو الإنسان المواطن

*بري رئيساً لمجلس النواب ويجب الا يختصر دوره

*عندنا حكومة تفاهم الحد الأدنى وليس الأقصى وكل وزير حكومة مستقلة

*نتعرض منذ سنوات للعزل بسبب برنامجنا

*نحن نتوق الى حوار مع حزب الله ولا عدو لنا إلا إسرائيل

*قد نختلف بالرأي مع رئيس الجمهورية ولكن ندعمه ونحترمه

*عودة الزمن السوري ضد مصلحة لبنان وسوريا ونريد زمناً لبنانياً – سورياً منظماً

ليس من السهل ان يحاور الصحافي بطريق ((ظلفة)) سياسياً مهذباً، فهو يكون بذلك يلبس ثوباً غير ثوبه، ولكن هكذا هي مقتضيات المهنة، اسئلة ((خارجة عن المعتاد)) للحصول على أجوبة ((خارجة عن المعتاد)). ولكن قلة هم السياسيون الذين يحافظون على لياقتهم في معرض توجيه الإتهامات التي اعتاد الصحافيون على تلطيفها بـ((يقال)) و ((قيل)) حتى النهاية، ولكن هكذا هو النائب اللائق جورج عدوان وهكذا كان في هذا الحوار الذي اعتبره في تعليق له انه نوعي واستراتيجي وليس تكتيكاً.

حوار شامل مع ((الشراع)) قال فيه عدوان ما لم يقله من قبل خاصة في ما يتعلق بـ((القوات اللبنانية)) ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

# بداية سأبدأ بحديث البلد، ما هي حقيقة مشكلة النفط التي كادت تصل الى حرب طائفية مذهبية والبعض ربطها بقضية السلاح، بمعنى بقاء السلاح للدفاع عن مزارع شبعا ونفط لبنان ؟

- الجواب عن هذا السؤال ينقسم الى قسمين: الاول: علمي وواقعي والثاني: سياسي فولكلوري والقسمان لا يتعلقان ببعضهما.

في القسم العلمي، نسمع منذ عشرات السنوات عن التنقيب عن النفط وما الى ذلك، والسؤال هل كان يجب على لبنان ان ينتظر نشر هذا الموضوع في مجلة او أن تتحدث عنه لكي يقوم بواجباته ويطلب، وهذا حقه، ترسيم الحدود الدولية في هذا الموضوع، برأيي الأمر العملي اليوم، والذي تحدث عنه لبنان متأخراً، هو الحدود البحرية والقانون الدولي البحري، وهذا واضح المعالم، وبالتالي نحن لا نتحدث عن أمور غامضة، لذلك على لبنان أن يتقدّم بطلب الى الأمم المتحدة التي بدورها تقوم بما عليها ومن هنا يجب ان يكون تحديد اُطر هذا الموضوع واضح المعالم ويجب علينا كدولة ان نكون جاهزين هذا في الشق العلمي.

أما في الشق السياسي الفولكلوري فنحن نخوض في المهاترات الخطابية بدل القيام بعملنا بجدية والذي هو من مهام السلطة التنفيذية، اي على الحكومة ان تقوم به في حين ان دور مجلس النواب هو دور تشريعي ورقابي على الحكومة. فإذا قامت الحكومة بتشريع خاطىء او لم تقم بواجبها تُدعى الى المحاسبة في مجلس النواب، ولكن في الأمور القانونية والدستورية نرى اليوم ان كل شخص اصبح يفسّر الدستور على هواه وهذا أخطر الامور التي يمكن ان يصل اليها النظام. فالبنية التي تقوم عليها الأنظمة هي المؤسسات والقوانين التي ترعى المؤسسات، أي الدستور ولكن عندما يفسّر كل شخص اليوم الدستور على هواه وكما يريد، ويطبقه كما يشاء تكون النتيجة تفتت عمل المؤسسات والدولة ونحن اليوم أمام احدى الظواهر الواضحة لضعف الدولة وتفتتها . والمعروف ان الدولة تفرض هيبتها وتظهر سيطرتها من خلال أمرين:

1- فرض سلطتها على كامل ترابها بقواتها الخاصة وهذا الأمر غير مطبّق بوجود سلاح ((حزب الله)).

2- تطبيق الدستور والقوانين التي ترعى هذه الدولة، وفي هذا المجال نحن نشهد منذ سنوات ان كل شخص يطبّق الدستور كما يريد، وباعتقادي ان خطأ اُرتكب ولم يصحح في اتفاق الطائف عام 1991 حيث نصت المادة 19 منه على ان تفسير الدستور يتم في المجلس النيابي. وهذا خطأ لأن تفسير الدستور يجب الا يكون عرضة لأكثرية وأقلية في مجلس النواب او عرضة للسياسة.

ان تفسير الدستور في كل دول العالم هو أمر قانوني تقني وليس سياسياً وكان يجب ان يكون في المجلس الدستوري، ولكن في ذلك الوقت كنا في مرحلة الوصاية السورية لذلك ارتضينا ان يكون تفسير الدستور في المجلس النيابي. وبرأيي يجب اناطة هذا الأمر بالمجلس الدستوري .

الآن وفي ما يتعلق بالمجلس النيابي نجد اننا في كثير من المرات نقع في نوع من اللغط الذي يلزمه ايضاً التصحيح وهذا اللغط هو ان الرئيس نبيه بري هو رئيس المجلس النيابي بمعنى ان المجلس هو الذي يتخذ قرارات، والرئيس بري يرأس المجلس النيابي ولا يختصره أو يحل مكانه وقد رأينا في آخر جلسة مناقشة عندما قدّمت لجنة الاتصالات تقريرها الى الرئيس بري الذي بدوره رفع توصية الى رئيس الجمهورية، فيما كان يجب على لجنة الاتصالات ان تقدم تقريرها الى المجلس النيابي، أي للهيئة العامة.

من جهة ثانية نحن لسنا اليوم امام مجلس وزراء بل هي حكومة تفاهم الحد الادنى الوطني وليس الأقصى. ففي كل بلاد العالم عند وجود خلافات تؤلف الحكومات على اساس برنامج بينما لا نجد ان لهذه الحكومة برنامجاً، ونحن نرى الآن كيف نختلف على كل أمر يطرأ كالموازنة وغيرها، وبالتالي كل بند في مجلس الوزراء هو موضوع مشكلة والأخطر من ذلك هو وجود شيء اسمه وحدة الحكومة والإلتزام بالبيان الوزاري، بينما نجد ان كل وزير في الحكومة هو حكومة بحد ذاته بمعنى ان كل وزير سيّج وزارته وجعلها حكومة مستقلة.

طبعاً هناك ظروف اقليمية والقضية الفلسطينية والصراعات والملف النووي الإيراني، كل هذه المسائل موجودة ولكن نحن لا نتعاطى بجدية مع قضايانا الداخلية ولا شيء يمنعنا من ان نتصرّف في قضايانا الداخلية وفقاً للدستور وللمسؤولية .

انا هنا أريد ان أطرح السؤال : اذا وضعنا تفسير الدستور في المجلس الدستوري فما علاقة هذا الأمر بالحرب الإقليمية والدولية والمؤامرة الكونية على لبنان؟

اذا قلنا انه من اجل رقابة أفضل فلنفصل الوزارة عن النيابة ماذا يحصل؟ المضحك المبكي هو ان مجلس الوزراء الذي يضم كل القوى السياسية يستغرق في مناقشة الموازنة ستة اشهر، ثم تحال هذه الموازنة الى مجلس النواب حيث يتم درسها ، وكأنه فعلاَ وُضع للقوى السياسية في وقت ان كل هذه القوى موجودة في هذه الحكومة، وبالتالي هذا هو وضع بلدنا وهذا هو الوضع الوطني الذي نعيشه، بحيث ان كل السياسيين يربطون كل الأمور بمحطات بدل الإهتمام بالهم الأول، ومثال على ذلك انه تم التهليل لخطة الكهرباء بينما القسم الأكبر من هذه الخطة كان وضعها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهل سمعنا احداً يسأل لماذا لم يتم تطبيقها بعد عشر سنوات في وقت ان القانون موجود منذ العام 2001؟ وهل من سأل لماذا اضعنا عشر سنوات ومن هو المسؤول ومن يجب ان يُحاكم؟.

باعتقادي ان الغائب الأكبر في لبنان هو الانسان المواطن.

الوقائع اجهضت الاتهامات

# تقول ان الاحزاب ليس لها برامج هل ((القوات)) لديها برنامج وما هو الدور الذي يمكن ان تؤدوه كـ((قوات)) في عملية الاصلاح ؟

- نحن بسبب برنامجنا نتعرض منذ سنة لعملية عزل حيث تُجمع مجموعة من القوى وبشكل دائم تحاول ان تظهرنا بأننا الشر الأكبر هذا كله بسبب برنامجنا. دعينا نقرأ هذا الأمر بموضوعية، كـ((قوات اللبنانية)) بدأنا عام 2005 نسمع اننا نتسلح واننا نريد العودة الى الحرب وهناك تدريب في المخيمات، ولكن الآن بعد مرور سنوات أين كل ما ادّعوه؟

# لكن التهمة ما زالت موجهة اليكم ؟

- لا بأس ولكن من العام 2005 حتى اليوم نسمع هذا الكلام، وبرغم كل الأحداث التي وقعت لم تظهر عندنا اي قطعة سلاح تمّ استعمالها. إذاَ هذا الملف ورغم انف من طرحه، الوقائع أجهضته . واليوم بدأ الحديث عن ملف آخر بأننا سياسياَ نغرّد خارج السرب فلننظر الى هذا السرب ونبحث في كل جزء بجزئه فلنبدأ بالسرب الخارجي حيث هناك ثلاثة امور هي:

1- العلاقة مع سوريا: نحن خضنا الانتخابات على اساس مواضيع محدّدة منها سلاح ((حزب الله)) والعلاقة مع سوريا والمحكمة الدولية، بمعنى اننا خضنا الانتخابات على أساس برنامج سياسي وهذه اول انتخابات في لبنان خيضت على أساس برنامج سياسي.

# لكن ما تصفه بالبرنامج السياسي كانت المعارضة تعتبره تحريضاً طائفياً؟

- لا بأس سنتحدث عن هذا الموضوع لاحقاً لكن منذ العام 1990حتى العام 2005 جرت انتخابات عدة لكن ولا مرة واحدة تمت على أساس برنامج. إذاَ انتهت الانتخابات وفازت الأكثرية على أساس المبادىء، ولكن كانت النتيجة انه بُذلت الجهود لإلغاء نتائج الإنتخابات حيث عدنا الى تطبيق صيغة 15+10+5 وهذا اول إلغاء لنتيجة الانتخابات.

# ولكن وافقتم على هذه الصيغة في الدوحة ؟

- في الدوحة وبسبب 7 أيار/مايو كان هناك اتفاق محدّد ومؤقت، وتم الاتفاق في الدوحة على اجراء انتخابات وليختر اللبنانيون الأكثرية والأقلية وانا اذكر النقاشات في المجلس النيابي بعد الدوحة عندما قلت في احدى خطاباتي اذا فزنا نحن بالأكثرية فلنحكم، وإذا فازت المعارضة فلتحكم، وقد هلّل الطرف الآخر لذلك.

# ايضاً هذا كان رأي السيد حسن نصرالله؟

- كنت أنا أول من طرح هذا الأمر ومن بعدها السيد حسن طرح هذا الموضوع لأنهم كانوا أكيدين من الفوز بالإنتخابات. إذاً انتهت الإنتخابات ولكن ماذا حصل؟ أول شيء ((الغيت)) الأكثرية وذهبت السعودية الى سوريا، ثم بدأت الطروحات بأن السلاح الذي خضنا الإنتخابات على أساسه هو خارج التداول في وقت ان موضوع السلاح هو المشكل الأساسي في لبنان، وبالتالي كيف نقبل بسحبه من التداول وكيف سنواجه جمهورنا الذي انتخبنا على أساسه، والذي بسببه حصلت احداث 7 أيار/مايو وذهبنا الى الدوحة وخربت المسكونة.

في هذه الحالة جاءت ((القوات اللبنانية)) لتقول انها تريد مع سوريا علاقات طبيعية بين دولتين، نحن نريد الشيخ سعد الحريري ان يذهب الى دمشق كرئيس حكومة، وأن تذهب الحكومة الى سوريا، حضرنا احتفال ((البيال)) لكي نشجّع سوريا على العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، نحن اليوم كـ((قوات)) نشجع الى حد أقصى أي عمل يتعلق بالحكومة وبرئيس الجمهورية وبالمجلس النيابي مع سوريا وندفعه حتى النهاية، يعني نحن نشجع الحكومة على أفضل العلاقة مع سوريا، ولكن نحن كـ((قوات لبنانية)) لا نريد علاقات أفرقاء مع سوريا، بمعنى أننا لا نريد أن يكون لسوريا حلفاء في لبنان وأعداء، أي هي من تصنّف الحلفاء والأعداء. وهنا أعطي مثلاً على ذلك: ما هو رأي السوريين لو كان هناك فريق في سوريا غير الفريق الحاكم، اعتبرناه كـ((قوات لبنانية)) بأنه حليفنا؟

نحن وزراؤنا في الحكومة متكافلون متضامنون، ويدعمون أولاً رئيس الجمهورية بعلاقاته مع سوريا، ويدعمون سعد الحريري كرئيس حكومة والحكومة بعلاقاتهم مع سوريا، ولكنهم يحاولون عزلنا بسبب موقفنا هذا، لماذا؟ لأن كل تجربة الماضي مع سوريا يجب العودة إليها، يعني الجميع يعتبر ان الزمن السوري عاد. إنما نحن نقول انه ضد مصلحة سوريا و لبنان، عودة الزمن السوري كما كان، بل نريد زمناً لبنانياً وسورياً جديداً منظماً، وهذا أحد أسباب عزلنا.

السبب الثاني لعزلنا هو اننا نعتبر ان هذا السلاح مشكلة ونحن نقول ان ما يعيق قيام الدولة اليوم بالبند الأول هو وجود سلاح خارج الدولة، هناك سلاح فلسطيني وسلاح لبناني، لكن نحن لا نشّبه السلاحين لبعضهما، ولكن هذين السلاحين يعيقان قيام الدولة وهذا سبب عزل آخر.

أما السبب الثالث فهو ان ((القوات اللبنانية)) التي خاضت معركة الدفاع عن لبنان منذ العام 1975حتى 1990 وكانت معنية مباشرة، وكانت تقاوم حسب قناعاتها، هذه ((القوات)) جاءت في العام 2005 ودخلت الى مرحلة جديدة وجدت فيها ان لبنان لا يمكن ان يستقل إلا بوحدة المسلمين والمسيحيين. وكان المطلوب يوم استقلال لبنان فك التحالف بين المسلمين والمسيحيين، وتحديداً بين ((تيار المستقبل)) و((القوات اللبنانية)) والمطلوب اليوم إقناع سعد الحريري وإقناع كل الناس بعزلنا، لماذا يعزلوننا؟ لأنه لولا اغتيال رفيق الحريري الذي أدى الى الإنصهار المسيحي - الإسلامي، لما كان هناك استقلال ثان، ومن أجل تطيير هذا الإستقلال المطلوب العمل على هذا الإنفصال وإلغاء هذا التنسيق الوطيد بين ((المستقبل)) و((القوات اللبنانية)) وإلغاء دعمنا لسعد الحريري كرئيس حكومة بعلاقاته مع سوريا.

# لكن هذا الإنصهار الوطني لا يقوم فقط على ((المستقبل)) و((القوات)) بل يقوم أيضاً على ((تيار عون)) و((حزب الله))؟

- أنا أعتقد ان الإنصهار القائم بين ((التيار الوطني الحر)) و((حزب الله)) جيد، ولكن نحن نتحدث عن الإنصهار الذي أدى الى الإستقلال الثاني، ويجب ألا ننس ما حصل في 8 آذار/مارس 2005 والشكر الذي وجه الى سوريا، ودعوتها الى البقاء في لبنان. ولكن الإنصهار الذي تم في 14 آذار/مارس هو الذي أدى الى خروج السوري، يعني كان منحى طرف أن يكون لبنان بدون وصاية سورية ومنحى طرف آخر مختلف.

# البعض يرى ان ((القوات اللبنانية)) بالرغم من هذا الإنصهار مع ((تيار المستقبل)) وما تسميه بالإنصهار المسيحي - المسلم هي في مكان ما تعود الى ((مسيحيتها)) لكي لا أقول مارونيتها؟

- تستطيعين أن تقولي لي ما تشائين، ولكن ما أقوله هو ان عمق هذا التحالف هذا معناه، وأكثر من ذلك نحن نتوق كـ((قوات لبنانية)) إلى ان يتوسع هذا الإنصهار لكي يضم الطائفة الشيعية بمكوناتها الأساسية .

# سؤالي هو انه بالرغم من هذا الإنصهار ((القواتي)) ((المستقبلي)) في لحظة مسيحية حساسة اختارت القوات مسيحيتها عن انتمائها ل 14 آذار/مارس والتحالف مع المستقبل، والدليل عدم الموافقة على إعطاء الحقوق للفلسطينيين وكذلك ما حصل في انتخابات نقابة الأطباء؟

- بالنسبة لنقابة الأطباء فإن المسألة تقنية ولم يكن هناك خلاف بالعمق لأننا اتخذنا قراراً بتأييد سكاف، ولكن تنفيذ القرار لم يتم حيث انه كان هناك في نقابة الأطباء خلل إداري وليس خللاً في التفاهمات.

# لكن الكلام كان من قبلكم بأنه ليس ((المستقبل)) من يحدّد الموقع الماروني بل ((القوات)) هي التي تحدّده؟

- هذا الكلام غير دقيق. أما بالنسبة للموضوع الفلسطيني فأنا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أصرّح يومياً بأننا مع إعطاء الحقوق الإنسانية للفلسطينيين، ولكن الخلاف في المجلس النيابي وقع لأن القانون ورد بصيغة معجل مكرر وتبيّن اننا محقون، فقد ورد خلال ثلاثة أيام أكثر من أربعة قوانين بصيغة معجّل مكرر، مع كل ما لهذه القوانين من تفاعلات مع القوانين الموجودة ودقّة دراستها وحدود تطبيقها، يعني القانون المتعلق بالضمان قام الوزير بطرس حرب بتوضيحه بشكل مهم جدا، ونحن والوزير حرب متفاهمون عليه، وبالتالي انتهينا منه.

المشكلة كانت انه هكذا قوانين لا تمر بصيغة معجّل مكرر، فهذا معني بها إدارة الضمان، وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ووزارة الصحة ووزارة المال، أي لها انعكاسات قانونية لأنه باعتقادي وطنياً ان كل الناس وكل اللبنانيين مقتنعون، وأعتقد ان لدى الفلسطينيين ما يكفي من الوعي بأن هذا التوطين قاتل للبنان وللقضية الفلسطينية، وبالتالي لا يمكن المزايدة في هذا الموضوع.

# هل هذا يعني انه كان على النائب وليد جنبلاط أن يطرحه من قبل وزرائه في الحكومة؟

- باعتقادي انه كان إما يجب أن تطرحه الحكومة أو أن يعرض على مجلس النواب بشكل عادي، وأنا أعتبر ان الأسابيع القادمة ستبيّن ما هو الموقف الحقيقي، لأن المسألة كانت موضوع المعجّل وليس موضوع الجوهر، لأنه غداً ربما سنختلف على التفاصيل، إنما الأمر الأكيد ان هناك إرادة بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية من منطلقين حسب قناعة القوات:

المنطلق الأول: إنساني. أما المنطلق الثاني: نحن كـ((قوات)) نعتبر ان القضية الفلسطينية اليوم هي أولى قضايانا أيضاً نسأل لماذا؟ لأنه حتى العام 2005 كان المسيحي يعتبر ان نهائية الكيان اللبناني تتعارض مع عروبته، والمسلم كان يعتبر ان عروبة لبنان تتعارض مع نهائية كيانه، ولهذا السبب حصل اللغط حول لبنان أولاً لأنه يجب أن يقوله المسيحيون ويردّدوه.

اليوم نحن كـ((قوات لبنانية)) مرتاحون لبعدنا العربي ومطمئنين له ونشعر اليوم بأن الإحاطة العربية لنا كلبنانيين عنصر قوة للبنان.

# لكن لماذا الطرف الآخر لا يصدّق ان ((القوات)) فعلاً تعنيها القضية الفلسطينية، وتاريخ ((القوات)) في الذاكرة دائماً تاريخ عمالة؟

- لسبب مهم هو ان المصلحة السياسية للذين يريدون عزل ((القوات)) تقضي بذلك، ولذلك نرى انه قامت القيامة بسبب ان رئيس الهيئة التنفيذية لـ((القوات اللبنانية)) اجتمع مع رئيس أكبر دولة عربية، وكذلك بسبب علاقاتنا الجيدة والممتازة مع السعودية والكويت، ولأن علاقاتنا مع الفلسطينيين أصبحت جيدة.

# القيامة قامت بسبب ما يقولونه عن ان علاقتكم مع إسرائيل جيدة وتنفذون أجندتها؟

- بكل وضوح نحن نعتبر اليوم ان إسرائيل عدو ونعتبر ان كل مشاكل لبنان والمنطقة اليوم هي بسبب إسرائيل، ونعتبر ان إسرائيل دخلت في عزلة بسبب سياستها العدائية وتعنتها وما تقوم به وما لا يقبله عقل، وهذه العزلة تزداد قوة.

# هل كان المطلوب من القوات تلاوة فعل الندامة عن ماضيها ولماذا لم تفعل؟

- برأيي ان ((القوات اللبنانية)) تفتخر بالمقاومة التي قامت بها لأنها تعتبر انه لولا مقاومتها لوقع التوطين، وثانياً ما تقوم به ((القوات اللبنانية)) وما تخوضه من أجل قيام الدولة. نحن اليوم ميزاننا في أي عمل هو انه عندما تُعرض علينا أي قضية نقرّر ما إذا كنا مع أو ضد إنطلاقاً من ميزان هو قيام الدولة فإذا كانت تصب في خانة قيام الدولة ندعمها وإذا لا تصب نعارضها.

الحوار مع حزب الله

# عززتم علاقاتكم بالخارج ولم تعززوها بالداخل؟

- نحن منفتحون على كل اللبنانيين في الداخل بدون استثناء ولكن مقابل هذا الإنفتاح هناك طرف يقول انه لا يحاورنا إلا إذا سلمنا بمبادئه، ولنأخذ مثالاً على ذلك ((حزب الله)) نحن نتوق ونريد ونحب أن يكون هناك حوار بيننا وبين ((حزب الله)) ولكن ماذا يعني الحوار؟ الحوار يعني ان نجلس ونناقش في الأمور المختلف عليها.

# يلاحظ ان المشهد الداخلي يشير الى ان المعارضة و14 آذار/مارس هم أخصام بينما ((حزب الله)) و((القوات)) هم أعداء، لماذا برأيك هذه الصورة؟

- أولاً نحن لا نعتبر انه يمكن أن يكون هناك عداء بيننا وبين أي فريق لبناني، وهذا مستحيل لأنه بالنسبة لنا العداء لا يمكن أن يكون الا مع العدو، وأنا قلت ان إسرائيل عدونا، أما نحن و((حزب الله)) فهناك خلاف أساسي يتعلق بسلاحه حيث انه في كل المفاهيم وكل الدساتير وفي كل التاريخ هناك دولة، أما المقاومة فتولد عندما تنهار الدولة، فلا يوجد في أي مفهوم تاريخي دولة وفريق مسلح أقوى من الدولة.

# كل أركان 14 آذار لديهم المطلب نفسه بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية ولسلاح ((حزب الله)) ولكن لا أحد من هؤلاء الأركان علاقته حادة الى هذا المدى مع ((حزب الله)) كعلاقتكم؟

- ربما الصراحة التي نطرح فيها الموضوع هي التي تخلق هذا التوتر، إنما أنا أعتقد ان من يريد الوصول الى التفاهم مع الآخر عليه أن يصارحه لا أن يكذب عليه، ويكذب على نفسه، نحن في النهاية كلبنانيين محكومون بأن نتفق وليس لدينا أي خيار آخر.

# هناك خيار الحرب؟

- ونحن لا نريد هذا الخيار وقد قررنا ان هذه الصفحة طُويت الى غير رجعة.

# أنتم كـ((قوات)) قررتم ذلك مع ((المستقبل))؟

- نحن بالنسبة لنا رهاننا هو وجود الدولة ودعمها لكي تحل المشاكل وأن يكون هناك قانون وهذا القانون يلزمه وقت لكي يكون لأنه ايضاً أنا أقول ان احد تقهقرات الدولة هي القضاء، بمعنى انه لدينا قضاة، بعض القضاة جيد ولكن بصراحة القضاء في حالة يُرثى لها. هناك مشكلة عندنا على مستوى القضاء ذات شقّين: شق واجبنا نحن كسياسيين تعزيز القضاء وكيف يكون ذلك؟.

# يكفي ان ترفعوا اليد عنه؟

- هناك شقان بأن نرفع يدنا عنه ولكن علينا تعزيز القضاء بالإمكانات، بمعنى ان القاضي يجب أن يرتاح مادياً وأن لا يكون تحت ضغط الحاجة في حياته اليومية، ومن جهة ثانية، هناك تدابير صارمة جدا يجب اتخاذها ويجب دائماً أن لا نبدأ بالصغار بل نبدأ بالكبار، فهناك مشكلة عند الكبار في القضاء وليس في الصغار.

# زيارة الدكتورسمير جعجع الى مصر أثارت الكثير من التساؤلات عن مغزى الرسالة التي وجّهها جعجع الى الداخل، و الرسالة التي وجهها الرئيس حسني مبارك للدول العربية من وراء هذا اللقاء؟

- أولاً يجب أن نفهم أين تندرج هذه الزيارة؟ هذه الزيارة تندرج في البعد العربي الذي نراه لعلاقاتنا، وفي اعتبار ان الدعم العربي اليوم أساسي للبنان وتندرج في إطار ان لبنان يجب ألا يكون داخل سياسة المحاور، يعني كلنا اليوم نعرف ان هناك انقسامات عربية أو بعض الإنقسامات العربية.

# لكن الزيارة فُسّرت على انها دخول جعجع في محور ضد الآخر؟

- ما سأقوله لك مهم جداً، فبسبب السجال الذي حصل حول حياد أو تحييد لبنان، نحن مع تحييد لبنان، يعني عدم جعله ساحة وصندوق بريد ومكاناً كلما أراد احدهم توجيه رسالة الى إسرائيل أو لمفاوضتها يرسلها من هذا المكان.

أيضاً مع تحييد لبنان من أن يكون ساحة المواجهة الوحيدة لأن الجميع اليوم يعيشون بسلام ويسمعوننا الخطابات ولبنان هو الوحيد الذي يجب أن يبقى خرباً. نحن مع تحييد لبنان عن المحاور والصراعات، ولكن نحن ضد حياد لبنان في الصراع العربي-الإسرائيلي حيث اننا في هذا الصراع مع جامعة الدول العربية ومع العرب ونعتبر انه لدينا مشكلة مع إسرائيل، يعني نحن مع التحييد عن الصراعات والمحاور إنما نحن لسنا مع الحياد.

الآن أنا أعتقد ان من يريد بقاء لبنان ومسيحيي لبنان منعزلين عن العالم العربي تزعجه علاقتنا بمصر أكبر دولة عربية، كما تزعجهم علاقتنا مع الكويت ومع السعودية والإمارات وكل الدول العربية. نحن نرى ان في ذلك مصلحة للبنان نقوم بتطويرها وسنستمر في تطويرها، وهنا أطمئن الجميع ان هذه العلاقة ربما خرجت الآن الى العلن، إنما هي مستمرة منذ سنوات مع كل البلدان العربية، وذاهبة باتجاه التطوّر أكثر وأكثر لأنها تخدم لبنان.

# أنتم ضد فكرة علاقات أفرقاء مع سوريا فلماذا أنتم لديكم علاقة مع مصر؟

- كنت انتظر منك هذا السؤال، أنا كلياً ضد علاقة أفرقاء مع سوريا و السبب ان علاقة لبنان بسوريا مرّت بالوصاية و بوضع اليد السورية على السياسة في لبنان، بينما السعودية لم تفرض في تاريخها وصاية على لبنان أو هيمنت على الوضع، او دخلت في قضايا النيابة والوزارة. وبالتالي عندما نستفيد من تجربة العلاقة الماضية السيئة مع سوريا ونذهب الى علاقات طبيعية مع سوريا التي نتوق اليها بين الدولتين، عندها فإن أي علاقة لا يعود طابعها على انها موضوعة في خانة استعداء اللبناني الآخر او استعداء فريق، وهذا ما هو حاصل اليوم إذا اردنا قول الحقيقة.

# هل صحيح ان الزيارة كانت محاولة لكسر العزلة وان سوريا انزعجت والسعودية انزعجت قليلاً وانها رسالة الى سعد الحريري بالتحديد؟

- إذا كنا سنقيس جدياً هذه العزلة التي استطاعوا إيجادها لـ((القوات)) من سنة حتى اليوم ونتائجها سواء بالنسبة للشارع أو بالنسبة للوطن أو بالنسبة للمحيط، فأنا أتمنى ان يكملوا محاولة عزلنا لأنهم إذا كانوا بهذه الطريقة يعزلون ((القوات)) انا أدعوهم الى استكمال هذا المنحى.

في لبنان لا يمكن لأحد أن يعزل الآخر والكل يجب أن يدرك ان مستقبل لبنان لا يمكن ان يُبنى الا بتفاهم اللبنانيين، ولا يستطيع أي طرف أن يفرض بالقوة ما يريده على الآخر مهما قوي أي فريق من الأفرقاء هو بحاجة للآخرين.

# هل تمت تسوية علاقاتكم مع رئيس الجمهورية على خلفية تصريحاته بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية وسلاح ((حزب الله))؟

- أولاً علاقتنا اكثر من جيدة مع فخامة رئيس الجمهورية، نحن نعتبر ان قيام الدولة هو قيام المؤسسات وقيام المؤسسات من بينها رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية، وبالتالي نحن ندعم قيام المؤسسات وندعمه ولكن هناك أماكن قد نختلف فيها بالرأي مع رئيس الجمهورية، ولكن نستمر في احترامه وفي دعمه وفي تأييده أما الأمور والمواضيع التي نختلف فيها معه نُبدي رأينا بها.

# أنت كـ((قواتي)) ماروني هل تخشى فعلاً على نفسك من سلاح ((حزب الله)) أم تخشى من سيطرة ((الشيعة)) على البلد في مكان ما؟

- في لبنان، كل مكوّن يعتقد انه يستطيع السيطرة على بقية المكونات، وكل المكوّنات مرت في هذه التجربة بأشكال مختلفة وبظروف مختلفة، ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة كانت عكسية أدت الى إضعاف هذا المكوّن وهذه التجربة خضناها. لبنان بلد تعدّدي توافقي قائم على مكوّنات طائفية وعندما يفقد تعدديته وتوافقيته وهذه المكوّنات على الدنيا السلام.

# هل نحن ذاهبون الى حرب؟

- كلا في الوقت الحاضر برأيي تحليلياً أنا لا أرى أننا ذاهبون الى حرب، لأنه عملياً لا أحد يمكن أن يعرف وكل من يدّعي انه يعرف يكون مدّعي علم. أنا أقول تحليلياً وفي الظروف الراهنة لسنا ذاهبين باتجاه حرب، لأن هناك مخاضًا طويلاً عريضاً ما زال قائماً، ملفات عدة لم تصل الى أفق مسدود.

حوار هدى الحسيني   

 

نسخة إضافية من لعبة الأمم

جمهورية الهواء إذ تصبح جمهورية النفط

إسرائيل تقرع طبول الحرب ومياهها الإقليمية داخل صيدا

هل يغيّر الغاز اللبنانيين مزاجياً و... إيديولوجياً؟

صراع حول هوية المرجعية أم حول هوية التنقيب؟

الدولتشي فيتا اللبنانية: عودة العتابا والميجانا؟

المحرر العربي

لمن قال إن لبنان، مع النفط والغاز، سيتحول إلى نرويج الشرق الأوسط. لعبة الكريستال بدل لعبة الدم!

الفارق في الجدلية أيضاً. الفايكنغ ظلوا يتطورون حتى أصبحوا أبرع من يمارس (أو يخترع) ديبلوماسية الورود. الفينيقيون ظلوا يتطورون حتى أصبحوا فايكنغ هذا الزمان. ألا تلاحظون كيف أن اللبنانيين يتحاورون بالأسنان. ثرثرة مدمرة. الأزمة تستخرج تلو الأزمة من قبعات السحرة. كثيرون يقصدون لبنان. من تيد كوبل وإلى آلان غريش... مروراً بطبيعة الحال بروبرت فيسك وأريك رولو - يسألون عن تلك الدولة العجيبة (لا العجائبية) هنا...

كونفديرالية المذاهب

... وحتى عندما يثار موضوع مثل تحسين أوضاع الفلسطينيين في المخيمات، ولو تعلّق الأمر برش مبيدات الحشرات في مخيم شاتيلا حتى لا يأكل الذباب وجوه الأطفال، يستيقظ منطق الكانتونات (الذي لم يغمض عينيه قط) هنا، تحت هذا الكلام، فوق هذا الكلام، كونفديرالية الطوائف، لا، لا، كونفديرالية المذاهب...

شاء اللبنانيون أم أبوا (ومتى توقف دبيب القناصل؟)، فإن النفط، ومعه الغاز، يخضعان للعبة الأمم. هل يستطيع لبنان أن يتحمل نسخة إضافية من لعبة الأمم؟

ثمة نصيحة تصل الآن تباعاً: الأفضل لكم أن تكتفوا بتلك الثروة التي قلما يوجد مثيل لها في الشرق الأوسط: الهواء...!

جمهورية الهواء

البعض يتعاطى - إيديولوجياً - مع هذه النصيحة. الهواء هو الذي جعل الجمهورية عالقة في الهواء. وفي أحيان كثيرة في النار. ماذا إذا ظهر النفط؟

الطريف أن يقال الآن إن النفط وحده هو الذي يوحد أحفاد الفينيقيين الذين كانوا يبيعون زيت الزيتون في شبه الجزيرة الإيبيرية على أنه ماء الخلود. حينذاك لا يعود أي سياسي »مضطراً« لكي يقبض راتبه الشهري من »سعادة القنصل« وسواء كان القنصل يعتمر القبعة أم العمامة...

لا، لا، حينذاك لا تعود السياسة بمثابة الكوليرا اليومية، ولا يعود الساسة مهراجات الطوائف والمذاهب، ولا تعود اللغة السياسية صفراء تماماً كما لون الموت...

لكن اللبنانيين، وعلى جري عادتهم، اختلفوا على المرجعية النفطية حتى قبل التنقيب عنه. هذا يعني أن المسألة جدية فعلاً. النفط (والغاز). يا لسحر الكلمة التي تفعل فعل السحر. الكل يتحدث الآن عن »الدولتشي فيتا« على الطريقة اللبنانية، وعن عودة الميجانا والعتابا إلى الديار بعدما حلت محلها تصريحات أنطوان زهرا ونوّار الساحلي...

لبنان ينتج... اللبنانيات

ذات يوم، قال سفير فرنسي في بيروت »إن لبنان ينتج اللبنانيين«. وبعد ظهور هيفاء وهبي ونانسي عجرم ورولا سعد وميريام فارس (وهلمجراً)، بات الناس يقولون »إن لبنان ينتج اللبنانيات«. أين أصبح اللبنانيون؟ ومن في حضرة أصحاب المقامات المقدسة...

اللبنانيون لم يعودوا يفاخرون باللبنانيين (باللبنانيات... أجل). الشاشات للفايكنغ. مضحك جداً، ومبك جداً، الكلام عن الهاجس الاسكندنافي. هنا ناس يأكلون بعضهم البعض حتى من أجل منصب مدير عام الانتاج الحيواني..

لندع الفنان الشهير وجيه نحلة يقول »هي دولة سلفادور دالي«. هذا سحرها أم هذا ضياعها. يا جماعة اللبنانيون غابة من عيدان الثقاب، فكيف إذا صببت على هذه الغابة النفط والغاز؟

المسألة أبعد بكثير من أن تكون سوسيو - بوليتيكية. النفط اللبناني يتاخم النفط الإسرائيلي. بل ويتداخل معه. ومن يقرأ ما يكتب في الدولة العبرية يسأل ما إذا كانت المياه الإقليمية الإسرائىلية تصل جنوباً، إلى ساحة النجمة في صيدا. وزير البنى التحتية عوزي لانداو أرغى وأزبد. لا بل إنه قرع طبول الحرب، وبعدما تم إطلاق تسميات توراتية على حقول الغاز مثل »تمار« و»لفيتان«. أجل الحرب...

ذات يوم قرر لبنان إقامة سد لنهر الليطاني، فقصف الإسرائيليون المعدات ولاذ المهندسون والعمال بالفرار. القرار كان عربياً آنذاك. العرب لاذوا بالصمت العميق (ثم بالنوم العميق). انتهى الأمر، وراحت مياه النهر تذهب إلى البحر ولا تزال. إنه هذا إنقاذ بحر الأبيض المتوسط الذي تغور مياهه شيئاً فشيئاً..

من بحر إلى بحر

هذا ما يفعله الإسرائىليون عندما يتعلق الأمر بالماء الذي في داخل لبنان، فكيف إذا ما تداخل النفط مع النفط؟

الحدود البحرية ضائعة حتى الآن. بدا من الانزال العسكري على متن »أسطول الحرية« أن البحر الأبيض المتوسط بحر إسرائىلي. هذا هزّ حتى يوري أفنيري الذي سأل ما إذا كان الجنرالات حلوا محل الأنبياء. لم تعد حدود إسرائىل الكبرى تمتد من نهر إلى نهر (الفرات والنيل) بل من بحر إلى بحر. من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي أم إلى المحيط الأطلسي..

»حزب الله« تحرّك. يا للمصادفة أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وفي كلمته في عيد التحرير، تحدث عن حرب السفن، أي أن المواجهة يمكن أن تنتقل من البر إلى البحر... الآن، بدأت التهديدات بالرد الصاروخي على أي محاولة لانتهاك المياه (والثروات) اللبنانية، وعلى أساس أن المقاومة لم تنشأ للدفاع عن بساتين الزيتون فحسب، وإنما عن حقول الغاز أيضاً....

اللهم. نجّنا من الآتي. الآتي أعظم..

صراع حول التنقيب

انتبهوا، عندما يندلع الخلاف حول المرجعية النفطية داخلياً، فلربما كان هذا لحجب الصراع حول الجهة التي ستتولى التنقيب: أميركية، إنكليزية، روسية، صينية، هندية، إيرانية. هذه المسألة لها أهميتها الكبيرة. إذاً، أزمة النفط، بل أزمات النفط، حتى قبل أن يطفو على سطح الماء..

النرويج شيء آخر (واللافت أن الشركة التي قالت بوجود النفط والغاز في المياه اللبنانية هي نرويجية) مناخ جليدي حتى في المحيط. سياسات جليدية أيضاً، وبشر يعرفون كيف يعيشون، فيما في لبنان يتعارك الشباب بالعصي والسكاكين من أجل البرتغال ومستعمرتها السابقة البرازيل. إذا أصبح لبنان دولة نفطية، فإما أن تزول الجمهورية أو نكون أمام الجمهورية الثالثة. لا يعود لبنان واللبنانيون يعتاشون من هذا المال أو ذاك. المثير أن هناك من يعتبر أن ظهور النفط والغاز سيغيّر كثيراً في أمزجة الناس. قد »يقبلون« بأن يصبحوا، فعلاً، مثل النرويج وحيث الإنسان هو الإنسان، وليس مجرد »راقص على باب جهنم« كما في إحدى مسرحيات النرويجي هنريك إبسن (بيت الدمى).

إشكاليات..

إذاً، الطائفية في خدمة النفط أم النفط في خدمة الطائفية؟ من الآن بدأ الحديث عن الإشكاليات السياسية والسوسيولوجية. كيف سيكون لبنان وكيف سيكون اللبنانيون؟ البعض يقول »في هذه الحال يمكننا أن نصنع استراتيجية دفاعية خلال خمس سنوات«. جيش بطائرات حديثة، ودبابات متطورة، ويستطيع أن يواجه إسرائيل، ولكن إذا ما تذوق اللبنانيون، بمن فيهم جماعة الإيديولوجيا نكهة الغاز، فهل تبقى كلمة »الحرب« على شفاههم كما لو أنها قطعة من الحلوى؟

المجتمع يتغيّر. الدولة تتغير. المزاج يتغير. كيف؟ أحدهم في تل أبيب اقترح كونسورتيوم لبناني - إسرائىلي للنفط والغاز. كونسورتيوم للماء أيضاً. ماذا عن »كونسورتيوم الأدمغة« الذي دعا إليه أبا إيبان في يوم من الأيام؟

بقدر ما يشعر اللبنانيون بالأمل يشعرون بالخوف. اللعب مع إسرائىل معقد جداً. هل يستبقى الغاز نائماً؟ الإسرائيليون على وشك أن يبدأوا الحفر. لا مجال للنوم بعد الآن. قلق..