المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 13 تموز/10

البشارة كما دوّنها لوقا/الفصل11/1-13/الصلاة الربانية

وكان يسوع يصلـي في أحد الأماكن، فلما أتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه: يا رب، علمنا أن نصلي، كما علم يوحنا تلاميذه. فقال لهم يسوع: متى صليتم فقولوا: أيها الآب لـيتقدس اسمك لـيأت ملكوتك أعطنا خبزنا اليومي واغفر لنا خطايانا، لأننا نغفر لكل من يذنب إلينا. ولا تدخلنا في التجربة، ثم قال لهم يسوع: من منكم له صديق ويذهب إليه في نصف الليل، ويقول له: يا صديقي، أعرني ثلاثة أرغفة، لأن لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي أقدم له، فيجيب صديقه من داخل البيت: لا تزعجني! الباب مقفل، وأولادي معي في الفراش، فلا أقدر أن أقوم لأعطيك. أقول لكم: إن كان لا يقوم ويعطيه لأنه صديقه، فهو يقوم ويعطيه كل ما يحتاج إليه لأنه لج في طلبه. لذلك أقول لكم: إسألوا تنالوا، أطلبوا تجدوا، دقـوا الباب يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدق الباب يفتح له. فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حـية؟ أو طلب منه بيضة أعطاه عقربا؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون كيف تحسنون العطاء لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه؟

 

نتانياهو: لا يمكن السماح لإيران "اللاعقلانية" بحيازة سلاح نووي

واشنطن - رويترز: شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على ضرورة عدم السماح "لأنظمة لا عقلانية" مثل ايران بحيازة أسلحة نووية, معتبراً ان من الخطأ الاعتقاد بأن في الامكان احتواء طموحات طهران النووية. وقال نتانياهو الذي اجتمع مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي خلال زيارة لواشنطن ونيويورك ,في حديث لمحطة "فوكس نيوز", ان ايران "تمضي قدما في جهودها" لتطوير أسلحة نووية, وهو احتمال وصفه بأنه "خطير جدا جداً. وعما اذا كان بالامكان احتواء ايران في حالة حصولها على أسلحة نووية, قال "لا أظن وأعتقد أن هذا خطأ واعتقد ان الناس وقعوا في سوء فهم", مضيفاً "لا أعتقد ان بإمكانكم الاعتماد على ايران, ولا يجب ان نسمح لانظمة لا عقلانية مثل ايران بحيازة أسلحة نووية, انه التهديد الارهابي الاساسي اليوم". ورفض نتانياهو الافصاح عما اذا كان لديه أي موعد نهائي للسماح للجهود الديبلوماسية بأن تأخذ مسارها مع ايران, قائلاً "نحن نحتفظ دائماً بالحق في الدفاع عن أنفسنا", في تكرار لسياسة اسرائيل الجوهرية التي لا تؤكد أو تنفي اعتقادات سائدة على نطاق واسع بأنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.

وقال نتانياهو "هناك مرة واحدة أوقفت فيها ايران فعليا البرنامج وهي عندما خشيت من التعرض لعمل عسكري أميركي, ولذلك فإنه عندما يقول الرئيس (باراك اوباما) انه عاقد العزم على منع ايران من تطوير أسلحة نووية وان جميع الخيارات مطروحة فانني اعتقد بان هذا هو التصريح المناسب الممثل للسياسات".

 

النووي الإيراني... صحوة روسية متأخرة

 أحمد الجارالله/السياسة

إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف ان ايران باتت قريبة من امتلاك وسائل لتصنيع سلاح نووي ليس متأخرا فقط, بل إنه - كما يقول المثل العربي "الأذان بعد خراب البصرة", فالمجتمع الدولي حذر عشرات المرات من السعي الايراني الى انتاج أسلحة دمار شامل, الا ان موسكو لم تلق بالا لكل تلك التحذيرات, ولم يفد في هذا السياق كل محاولات ذر الرماد في العيون التي مارسها نظام طهران, وبتغطية من موسكو التي تشرف على بناء المفاعل النووي في بوشهر الذي لم يعد موعد تشغيله بعيدا. فطوال السنوات الماضية كانت الديبلوماسية الروسية تعمل على دعم المساعي الايرانية وتعرقل كل محاولات المجتمع الدولي لمنع حدوث الكارثة, لكن يبدو ان أبغض الحلال الروسي - الايراني الذي تسببت به الصحوة المتأخرة لموسكو قد فتح الابواب على مصراعيها من أجل وضع كل الحقائق أمام العالم بعد ان أيقن الكرملين أن لا مفر من السير في الركب الدولي, والتخلي عن سياسة رفع شأن الاستفادة من الظروف على حساب المصالح الستراتيجية.

الدول تخطىء كالاشخاص تماما لأن من يصنع سياستها هم ناس أيضاً تتحكم فيهم العواطف والمصالح, ولهذا حين عملت موسكو بمبدأ "كثير منقطع خير من قليل دائم" كانت تعمل عكس الحقائق التاريخية, لأن العلاقات الدولية ليست مقامرة, او مجرد انتهاز لفرص عابرة, بل هي سلسلة من المصالح المتداخلة مع الكثير من الدول, وبالتالي لا مكان للندم في مواقف تلك الدول إن أخطأت, وخصوصا في الحالة الايرانية القائمة على فكر توسعي يتخفى خلف الدين الاسلامي كقناع, و هنا كان على روسيا ان تنظر الى جوهر الفكرة التي يقوم عليها ذلك النظام الرامية الى العودة لأمجاد الامبراطورية الفارسية القديمة التي لم تسلم منها دول القوقاز المؤلف منها حاليا الاتحاد الروسي.

ما قاله الرئيس الروسي, ليس تلاوة لاعتراف متأخر فقط, إنما هو مؤشر خطير على مستقبل المنطقة في ظل وجود نظام توسعي النهج متطرف السلوك, تتحكم به مجموعة من الازمات الداخلية التي ترخي بظلالها على سلوكه مع الخارج, في الوقت الذي يسعى فيه الى إحياء امبراطورية اندرست, و يتوهم ان اثارة القلاقل في محيطه الستراتيجي تؤهله كي يكون لاعبا أساسيا في السياسة الدولية, و في هذا المجال لن تكون روسيا بعيدة عن التهديد الايراني, ليس فقط في حال امتلاك طهران لسلاح دمار شامل, إنما من خلال اللعب على التناقضات التي يعاني منها الاتحاد الروسي, في محاولة لأخذ مكان موسكو في المنطقة, و لتتحول طهران الى قطب الرحى في المستقبل, وخصوصا في ظل تزايد الحديث عن المستقبل النفطي الواعد لدول بحر قزوين, والسعي الايراني المحموم من أجل الفوز بالحصة الأكبر في المشاريع النفطية الجديدة في تلك الدول. ان اليقظة الروسية تأخرت كثيرا, ولا يمكن البكاء على اللبن المراق الان, إنما المطلوب ألا تعود موسكو الى سابق عهدها في العلاقة مع طهران, وتعرقل أي عملية جراحية لاستئصال الدمل الايراني قبل ان يتحول سرطانا يستشري في جسد المنطقة ككل.

 

مطار رينه معوض

النهار/علي حماده

يُقال ان قضية الشاب الذي تمكّن من اختراق حرم المطار واللحاق بطائرة سعودية والتعلّق بعجلاتها ليصل الى الرياض جثة، فتحت ملف المطار. هذا ليس صحيحاً، وخصوصاً اذا جرى ربط الموضوع باستياء رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير من الحملة التي أثيرت. والحق ان حادثة الشاب الذي اخترق امن المطار ليست ذات اهمية اذا ما قورنت بحوادث اخرى تحصل في مطارات العالم قاطبة. ومن هنا لا تستأهل القضية كل ما اثير من غبار سياسي حولها، لكونها ليست القضية الاساسية التي تتعلّق بالمطار.

القضية الاساسية هي سيطرة "حزب الله" التامة على حرم المطار داخلاً وخارجاً، وهذا لا يقلل من كفاءة العميد شقير العسكرية، بل يرتبط بما هو اكبر من انضباط ضابط او مناقبيته، او في حالة اخرى التزامه السياسي جهة داخلية. وعليه، لا نرى موجباً لتنحي شقير اذا كان المطلوب محاسبة جهة على اختراق لحرم المطار، بل المطلوب البحث في امن المطار من جميع زواياه. من زاوية الحرم الواقع في قلب مربع امني وعسكري، ومن زاوية سيطرة امن "حزب الله" و"عيونه" من جميع الاختصاصات والمراتب على حركة المطار والمسافرين. والاهم من ذلك سيطرة "حزب الله" على طريق المطار بصرف النظر عن تمركز قوى الجيش، بحيث ان قطع الطريق او التعرّض لاي شخص او ملاحقته امر متاح بكل سهولة تحت اعين السلطات الامنية الرسمية التي لا تفعل سوى تأمين حراسة رسمية لممارسات يمكن ان تحصل بقرار بسيط يتخذ في حارة حريك. اننا ننصح وزير الداخلية برفض استقالة وفيق شقير، وبفتح ملف المطار من كل الزوايا وليس من زاوية ضيقة تتعلق باختراق ما كان يجب ان يحصل، وهذه ليست نهاية العالم. ان ملف المطار يجب ان يبحث من زاوية وقوعه في قلب مربع امني – عسكري غير خاضع للدولة. هذا ما يطرح، وسيطرح في المستقبل موضوع ايجاد بدائل عند حدوث ازمات تشهد نزولاً على الارض لميليشيات مسلحة على طريق المطار او في حرمه على النحو الذي حصل خلال غزوات ايار 2008. وما من شيء يمنع البحث في تشغيل مطار رينه معوّض في القليعات اياً تكن الظروف، اقله في اطار محدود في البداية. لا يجوز ان يبقى لبنان اسير فئة مسلحة لها حساباتها وقرارها الامني والعسكري الذي تفرضه بالقوة على اللبنانيين، ولا يجوز ان يبقى المسافرون اللبنانيون من كل الفئات اسرى مطار واحد يعمل في ظل سيطرة محكمة وتامة من "حزب الله" خارجاً وداخلاً. لا تنتظروا حدوث أزمة جديدة، تقطع فيها طرق المطار حتى تتذكروا مطار رينه معوض في القليعات، بادروا الى واستبقوا الأزمات، لأن الازمات لن تنتهي قبل زوال السلاح من خارج الدولة. انسوا موضوع جهاز أمن المطار فهو واقع في باب التفاصيل الصغيرة، ووسعوا الخيارات امام اللبنانيين بتشغيل مطار رينه معوض في شكل من الاشكال.

  

مصادر امنية:  البديل عن شقير في المطار سيرضي "حزب الله" مجدداً 

اكدت ان حزب الله قادر ان يقوم ب7 ايار جديد لكن الظروف قد ترتد سلباً عليه اكثر من العام2008

١٣ تموز ٢٠١٠ /خاص موقع 14 آذار

اكدت مصادر امنية متابعة لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان حادثة فراس حيدر غير مقبولة على الاطلاق وهي تشكل خرقاً امنياً لمطار رفيق الحريري الدولي بغض النظر عن دوافع هذا الشخص الذي كان قادراً ان يزرع عبوة في الطائرة او ان يقوم بعمل ارهابي. واشارت المصادر الامنية الى ان مطار بيروت يقع عملياً تحت سيطرة حزب الله وان بصورة غير مباشرة وغير مفضوحة فجهاز الامن المسؤول عنه ينسق مع الحزب من الناحية الفعلية حيث يدرك المتابعون ان للحزب وسائله لادخال واخراج ما يريد عبر المطار من دون ان تعرف الدولة والاجهزة الرسمية باي شيء. وحسب المصادر المذكورة فان حيدر تسلل الى المدارج من الاماكن التي لحزب الله السيطرة الفعلية عليه بمعنى آخر من حيث لا تملك السلطات الشرعية اي سيطرة واشراف عمليين في هذا المرفق العام. من هنا تابعت المصادر ان هذه الحادثة احرجت الدولة اللبنانية الا ان الاحراج الاكبر كان على رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير الذي كان احد العناوين المعلنة لاحداث السابع من ايار مما دفع به الى وضع استقالته بيد وزير الداخلية زياد بارود.

في مطلق الاحوال دائماً حسب المصادر الامنية فان الوزير بارود محرج امام ما حدث خصوصاً وان اختيار البديل عن شقير يعني ارضاء حزب الله وحركة امل والا فان هذين الاخيرين قد يعقدان الامور وقد تنشب مشكلة لبنان بغنى عنها في الوقت الحاضر.

وبتقدير المصادر ان شقير قد استقال لا لسبب الا للاحراج الذي بلغه امام الجميع بعد حادثة حيدر مشددة على ان مجلس الوزراء قد يبقي شقير في منصبه وقد يتم التوافق على ضابط بديل عنه سيكون مرضياً عنه من حزب الله في نهاية المطاف وستتم مراعاة الاعتبارات الامنية المتعلقة بالمقاومة بالاهمية نفسها مثلما درجت عليه العادة.

من ناحية ثانية اشارت المصادر الى ان المواجهات التي وقعت اخيراً جنوب الليطاني بين قوات اليونيفيل والاهالي اكدت ان القرار الفعلي على المستويين السياسي والامني في لبنان بات بيد حزب الله الذي بعث بالرسائل التي يريد في اتجاهي الداخل والخارج سواء في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان ام السياسات الايرانية وما لها من تداعيات من جراء علاقاتها الدولية.

واكدت المصادر ان حزب الله قادر يوماً بعد آخر ان يفرض ما يريد حتى ان المجتمع الدولي قبل بالمصالحات العشائرية اذا جاز التعبير فتاجلت المواجهة الا ان مجلس الامن سينظر الى الواقع اللبناني بمزيد من التشدد وان حزب الله يدفع بلبنان الى مخاطر اضافية ستظهر بمرور الوقت.

واوضحت المصادر الامنية ان الجيش وقوى الامن الداخلي سيبذلان المزيد من الجهود لتفكيك الشبكات المتعاملة مع اسرائيل باستمرار وقد تحققت نجاحات كبيرة من هذا القبيل.

واذ اشارت الى ان شربل قزي موقوف بتهمة التعامل مع اسرائيل الا ان المصادر الامنية اكدت انه لن يكتب النجاح لسعي قوى 8 آذار الى استغلال هذه الحادثة لتنفد من عنوانها الى القول علناً ان كل ما ستستند اليه المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيكون كناية عن تلفيق اسرائيلي واميركي ضد المقاومة.

ورأت المصادر ان المحققين الدوليين يملكون ما يكفي من الخبرات ليكونوا على يقين من كل معلومة تردهم ومن كل واقعة يحصلون عليها فهم قادرون على التأكد مما هو صحيح او لا بالتالي فانه لن يكون صعباً عليهم ان يعرفوا ما اذا كانت الاتصالات صحيحة او مخروقة مع انه يستحيل القيام بعمل من نوع تركيب الاصوات والدخول على الشبكات للتأليف والفبركة اسوة بما تشيع له قوى 8 آذار وهو لا يعني ان ليس لاسرائيل عملاء هنا وهناك.

وفي مطلق الاحوال تابعت المصادر فان مسار المحكمة قد انطلق ولن يكون سهلاً على اي كان ان يوقفه سواء في لبنان ام في خارجه فالعدالة الدولية اخذت طريقها ولن يعطلها طرف من هنا او صفقة من هناك. وعما اذا كانت الدولة اللبنانية ستتمكن من القيام بواجبها بعد ان يصدر القرار الاتهامي عن المدعي العام دانيال بلمار قبل نهاية العام الجاري وفقاً للتوقعات قالت المصادر المذكورة: من غير المستبعد ان يصدر هذا القرار في الاشهر المقبلة وهو قد يشير الى تورط عناصر امنيين في حزب الله سواء لناحية المشاركة في صنع قرار اغتيال الحريري ام في تنفيذ هذه الجريمة. واضافت المصادر: في هذه الحالة ستلعب الدولة دورها القانوني والطبيعي وهي ستحاول ان تجلب امام المحكمة من قد يتم استدعاؤهم والا فانها ستبلغ المحكمة بان الاشخاص هؤلاء قد تواروا وهنا ستستمر المحاكمات سواء العلنية ام تلك الغيابية وفي الحالتين كلتيهما فان الراي العام سيتاكد اكثر فاكثر ان الاتهام السياسي لم يكن مخطئاً على الاطلاق. وعما اذا كان حزب الله سيقوم بعملية مشابهة لاحداث 7 ايار مثلما يشاع هنا وهناك اكدت المصادر ان الحزب قادر ان يقوم بذلك الا ان الظروف قد ترتد سلباً عليه هذ المرة اكثر من العام 2008.  

 

فرنجية: أمام الدولة بضعة أشهر لإثبات نفسها وإلا ذاهبون الى كارثة 

١٢ تموز ٢٠١٠ /اعتبر النائب السابق سمير فرنجية أن "الدولة "المعلّقة" غير قادرة على تحمّل مسؤولياتها بالحدّ الأدنى، وهناك شعور بأن مصيرنا الوطني ليس في يدنا".

وقال فرنجية في حديث لقناة "أخبار المستقبل" إن "وجود القوات الدولية الـ"يونيفيل" في الجنوب عامل إيجابي يحمي لبنان، ولكن هذا العامل غير كاف،ٍ فقرار الحرب والسلم في لبنان ليس بيد الدولة، ولا شك بأن إسرائيل تستطيع شن هجوم على لبنان بالوقت الذي تريد".

ورأى أن "ما تشهده طاولة الحوار هو أن تكرار ممل لما نقرأه في الصحف صباح إجتماع هيئة الحوار، وليس هناك من جديد، طبعاً رئيس الجمهورية مشكور على دعوته لانعقاد جلسات الحوار".فرنجية لفت إلى أن "الجميع ربط معاركه الداخلية بمعارك خارجية، واليوم ليس هناك عصبية كعصبيات الماضي المغلقة التي تعتبر أن مشروعها هو مشروع إلغاء الآخر، إلا أن من بقايا هذه المرحلة السابقة هي تجربة "حزب الله" الذي يقوم بما قام به غيره قبلاًً، فيتحول من حزب سياسي لعب دوراً في حقبة ما، في مرحلة التحرير، إلى إدخال لبنان بمنظومة إقليمية لم يخترها اللبنانيون". فرنجية أعاد عدم تمكّن الأكثرية النيابية من الحكم بعد الإنتخابات، إلى أن موضوع السلاح الموجود مع "حزب الله" عطّل هذه الإحتمالية"، وقال: "نحن أمام انكشاف داخلي فظيع وخطير، وخارجياً يُعامل لبنان من الدول العربية وكأنه دولة المواجهة الوحيدة، بينما هناك الجولان السوري الذي مازال تحت الإحتلال، وقد دخلت سوريا في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل"، وقال "سمعتُ بأن الرئيس السوري بشار الأسد طالب تركيا بألا تقطع العلاقة مع إسرائيل كي يتابع هو المفاوضات معها".

وخلص فرنجية إلى القول: "يجب ألا نحمّل لبنان مشروعاً إيرانياً مفاده الإعتراف الدولي بأنها قوة نووية في العالم"، وأضاف "نحن لسنا جزءاً من هذا المشروع ولا نقبل بذلك، وليس مسموحاً لنا بأن نعبّر عن رأينا، هناك سياسة معيّنة تقول: إما أن نسير بها وإما نحن خوََنة، ولكن لا يحق للبناني أن يلزم لبنانياً آخر بخيارات معينة".

وختم فرنجية "اليوم لدينا أسابيع أو أشهر، فإما أن يدخل هؤلاء بمشروع الدولة لتثبت نفسها، وإما نحن ذاهبون الى كارثة".

 

فن التطويع

راشد فايد/النهار  

قرر "الأهالي" وقيادة "اليونيفيل"  في الجنوب أن يحب أحدهما الآخر، بعد روايات متعددة، تفاوتت بين زعم دخول القوات الدولية بيوتا، والقول بمطاردة دراجات لمجموعة منها قبل تطويقها ورشقها بالحجارة. انتهت "المواجهة" بمشهد تحوّل حضور الجيش فيه الى دور "شيخ صلح" بين القوات الدولية  و "الأهالي" المستغضبين (أي الذين ينسب اليهم غضب ليس منهم. وهي كلمة منحولة عن مستضعفين، وهم الذين ينسب اليهم ضعف ليس فيهم). خلاصة القصة القصيرة التي شهد الجنوب فصولها الآتي:

- صار الجيش اللبناني في الجنوب راعياً لتفاهم الطرفين الآخرين.

- بات "الأهالي" هم الندّ للقوات الدولية في عملها.

يفترض ان هاجس القوات الدولية، من الآن فصاعداً، مراعاة خاطر "الأهالي" في أدق التفاصيل، وان تتحضر لقبول اضافات الى لائحة "الممنوعات" التي فرضت عليها.

واقعياً، شهدت منطقة جنوب الليطاني، عملية تطويع حققت ما عجزت عنه محاولة بذلها "حزب الله" بعد حرب تموز 2006، حين ادعى ان وزراءه في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة إبان تلك الحرب، لم يوافقوا على البنود السبعة التي حملها خطابه في روما، وتضمنها، لاحقاً، القرار 1701.

 كان الادعاء سقط حين كذّبته الصورة والصوت متلفزين. كان المطلوب التحرر من البنود المذكورة، وتحميل الحكومة (من دون وزراء الثنائية الشيعية) مسؤولية مجيء القوات الدولية الاضافية، بدورها الجديد. ما حدث اخيراً هو محاولة ضبط القوات المذكورة والدور المحدد لها، وتحقيق موارب لما لم يتحقق بشكل مباشر.

التطويع ليس أمراً طارئاً في استراتيجية من يقف وراء لافتة "الأهالي". فذلك كان دأبه منذ زمن، ومن أبرز محطاته "العامة" "التحرك الشعبي" المستغضب في الأول من تموز 2006 في مناطق عدة في بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع احتجاجاً على تناول البرنامج الفكاهي "بس مات وطن"، والذي يعدّه شربل خليل، عبر "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، شخصية الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في شكل هزلي وتهكمي. فبعد إذاعة البرنامج قبيل التاسعة مساء اندفعت حشود الى شوارع الضاحية في اتجاه طريق المطار وجادة الرئيس حافظ الأسد، حيث قطعت الطرق وأحرقت إطارات السيارات.

وسرعان ما امتدت مظاهر الاحتجاج، التي قيل إنها عفوية وغير منظمة، الى بعض أحياء بيروت وشوارعها، وكذلك الى الجنوب وبعلبك وحارة صيدا والنبطية وصور، فيما روّج ان الاتصالات انهالت على قيادة "حزب الله" وتلفزيون "المنار" واذاعة "النور" مطالبة بالرد على "الاهانات" التي وجهت الى نصر الله. وأعلنت قيادة الحزب عن اجراءات عاجلة بالتعاون مع الجيش، واقام عناصره حزاماً امنياً حول كنيسة مار مخايل في الضاحية، فيما قام مسؤولون فيه بجولة في المناطق التي شهدت تظاهرات وطلبوا الى المناصرين التحلي بالهدوء.

واضطر رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بيار الضاهر الى إذاعة بيان علني يتضمن اعتذاراً عما جرى، وأذاع معدّ البرنامج بياناً مماثلاً.

في بداية العام التالي، وتحديداً في العاشر من كانون الثاني، نفذ الاتحاد العمالي العام "بتأثير من المعارضة" إضراباً، احتجاجاً على السياسة الاقتصادية للحكومة. وبعد ثلاثة أيام نفذت هذه المعارضة اعتصاماً أمام قصر العدل. وفي 23 من الشهر نفسه لبت مناطق لبنانية عديدة دعوة المعارضة الى الإضراب، وحصلت اشتباكات متنقلة أدت الى سقوط ثلاثة قتلى ومئة وخمسين جريحاً، وقطع طرق وإشعال اطارات. ولفّ الدخان الأسود العديد من الأحياء في العاصمة والمدن الأخرى. وبعد يومين، سقط أربعة قتلى وعدد كبير من الجرحى في اشتباكات في محيط جامعة بيروت العربية التي تحولت الى ساحة مواجهات.

في العام التالي، ومن دون التوقف عند حوادث محدودة المدة والنتائج، شهد كانون الثاني 2008 مظاهر احتجاج على تقنين الكهرباء، اتخذت ارضاً لها الشارع الفاصل بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، وشهدت اطلاق نار، تعددت الروايات في صدده بين مؤكد ان مصدرها مضرمو النار، وقائل بأن قوة الجيش المتمركزة هي من بادر.

في النتيجة، أحيل ضباط الجيش على المحكمة العسكرية، وكانت شهادة واضحة على آثار ذلك حوادث 7 أيار 2008 وما تردد عن سلبية القوى العسكرية امام تفلّت حملة السلاح في شوارع العاصمة وتعدياتهم على الناس، وسقوط اكثر من 50 شهيداً من المواطنين العزّل، عدا انتهاك الكرامات.

صورة أخرى يمكن ايرادها، هي استشهاد النقيب الطيّار سامر حنا في سجد، وخروج المتهم باغتياله بكفالة مالية.

من "بس مات وطن" الى  "المستغضبين" في الجنوب "خيط تطويع" يربط الفن ببيوت جنوب الليطاني، مروراً ببيروت وتحليقاً فوق سجد.

 

أين توقيع الرئيس على الاعدام من توقيع لبنان مع الاتحاد الأوروبي بعدمه ؟

بقلم سيمون عواد/النهار

نحن نفهم أن يكون الاقتصاص من العملاء عبرة لسواهم، لأن الخيانة فعل "إسخريوطي" يستوجب الانتحار. فكيف اذا كانت هذه الخيانة خيانة شعب ووطن؟! غير إن ما لا نفهمه هو الموقف الإستباقي غير المسبوق لرئيس الجمهورية بإبداء إستعداده لتوقيع الحكم بالإعدام إذا صدر في حق هؤلاء الخمسين متعاملاً !

في جميع الديانات السماوية لا يحق لأي بشري أن يتصرف بعطية الحياة التي وهبها الله جميع البشر، كما أن دول العالم المتقدمة لم تعد تؤمن بمبدأ السن بالسن والعين بالعين الذي هو من تراث ديني معاد.

ولا أعتقد أن رئيس البلاد قد أخذ في الاعتبار في "سهوة" كلامه على الإعدام توقيع لبنان مع الإتحاد الأوروبي عدم السماح بالإعدام، ناهيك بالمحكمة الدولية التي أبدى الرئيس السابق العماد إميل لحود إستعداداً لعدم اللجوء اليه في حالة "شاهد الزور" زهير الصديق شرط تسليمه الى القضاء اللبناني ليلقى محاكمة عادلة.

هذا لا يعني أننا نتعاطف مع قضية التسامح في الخيانة العظمى.

ففي المبدأ عندما حدث إنقلاب الحزب السوري القومي الإجتماعي في رأس سنة 1961 على النظام الشهابي، كان الأمر في المفهوم القانوني "خيانة عظمى"، ومع ذلك لم يشأ الرئيس الحكيم اللواء فؤاد شهاب أن يبلل يديه بقطرة دم لبنانية بغض النظر عن الظروف والأسباب.

وعندما زرته مع الصديق السفير محمد علي حماده في منزله التقاعدي الأول في الزوق قبل أن ينتقل الى دارته في وسط جونيه بهدف البحث معاً في كتابة مذكراته من جانبنا، سألته عن تلك المرحلة وعن العوامل التي تحكمت بقرار "صفحه". فكان جوابه: أنا لا أتعامل مع حزب من منطلق شخصي في قناعاته، بل هي الإعتبارات الإنسانية والوطنية التي أملت عليّ في لحظة وجدانية هذا الصفح الذي ينسجم مع إيماني المسيحي.

طبعاً لا تجوز المقارنة بين "خيانة سياسية" إذا شئنا أن نسميها وخيانة لمصلحة عدو لبلدنا كإسرائيل مهما كان "التغرير" الذي إستغل نقاط الضعف في هؤلاء.

نحن هنا في صدد قضية أرواح فقدت كرامتها عندما سلمت نفسها وشعبها لعدو يشتري ويكتري. فإذا أردنا أن نحاكم فعلينا أن نحاكم أيضاً الكبار الذين ارتهنوا للمصالح الخارجية غير عابئين بالنتائج الوخيمة على وطنهم وتسببوا في كل مراحل مأساتنا الوطنية باغتيالات وضحايا بالآلاف الآلاف من اللبنانيين الأبرياء ناهيك بالهجرة التي أدت الى تفريغ لبنان من خيرة أبنائه وشبابه وشاباته.

ولكم كان يحلو لميخائيل نعيمة أن يردد على مسمعي: "بلاد قلّ طيرها قلّ خيرها" فكم إذا هجرتها هذه الطيور من الأبناء والى غير رجعة!

 

بعد أربع سنوات على حرب تموز: النزاع لا يزال مفتوحاً

أ. ف. ب. /2010 الإثنين 12 يوليو

كادت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين في الذكرى الرابعة لاندلاع حرب تموز/يوليو 2006 بين حزب الله واسرائيل تجمع على ان الحرب لم تنته وعوامل النزاع لا تزال قائمة.

بيروت: كتبت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية والمناهضة لحزب الله من جهتها في افتتاحية بعنوان "العد العكسي"، "اسرائيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى: يلهث لبنان ويعد اشهر الصيف واسابيع موسمه السياحي وكأنه يقوم بعد عكسي". واضافت "انها ممارسة متعبة، مقلقة، تتجدد من دون رحمة كل سنة، منذ شهر تموز/يوليو 2006 المشؤوم". وخلصت "لحسن الحظ اننا في لبنان لا نزال نؤمن بالعجائب". واشار الكاتب اميل خوري في مقال له في صحيفة "النهار" المؤيدة للاكثرية النيابية، الى ان القرار الدولي 1701 الذي وضع حدا للنزاع في صيف 2006 "كأنه صدر لتنفيذ البند الاساسي منه الا وهو وقف كل العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله"، و"لم يتم حتى الآن، ورغم مرور ما يقارب الاربع سنوات على صدور هذا القرار، الانتقال الى مرحلة وقف شامل للنار". وكتب طلال سلمان، ناشر صحيفة "السفير" المؤيدة للاقلية النيابية وابرز اركانها حزب الله، افتتاحيته تحت عنوان "تموز الخامس، الجبهة تزداد اتساعا". وقال "ها نحن في السنة الخامسة من الحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان، بل على الامة العربية جميعا، والان على المسلمين ايضا عبر تركيا، بعنوان فلسطين"، مضيفا ان "المعركة مفتوحة بعد، في الداخل وعلى المستوى العربي عموما". وكتبت صحيفة "الاخبار" المؤيدة لحزب الله على صفحتها الاولى "حرب تموز لم تنته". واعتبرت الاخبار في مقال تحليلي على صفحتين في الداخل ان "المساحة الفاصلة بين الهدوء المتفجر القائم حاليا (في جنوب لبنان) والحرب الشاملة التي يتوعد بها الطرفان هي جد ضيقة، بحيث يصعب الاعتقاد انها تتسع لمواجهات محدودة". واضافت ان في المشهد بعد اربع سنوات على الحرب "جبهات متوثبة للاشتعال على مستوى القدرات المتراكمة كما على مستوى الحوافز الاولية لدى طرفي النزاع". واندلع النزاع الاخير عندما اقدم حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين في منطقة حدودية، ما دفع الجيش الاسرائيلي الى الرد بحرب مدمرة استمرت 33 يوما وتسببت بمقتل 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي. وسلم الجنديان في وقت لاحق الى اسرائيل جثتين في عملية تبادل شملت مئات الاسرى اللبنانيين والعرب الموجودين في السجون الاسرائيلية. وارتفعت نسبة التوتر خلال الاشهر الاخيرة على الحدود نتيجة تقارير اسرائيلية عن استمرار تسلح حزب الله.

 

ملاحظات النائب نديم الجميّل على مسودّة اقتراح القانون المتعلق باللاجئين الفلسطينيين

أولاً: تحدد المادة الأولى من المشروع نطاق تطبيق أحكامه بما يشمل من أسمتهم اللاجئين الفلسطينيين غير المسجلين في قيود الأونروا ووزارة الداخلية، والحاصلين استثنائياً على بطاقة تعريف من المديرية العامة للأمن العام، تمنح بعد موافقة مجلس الوزراء. السؤال الأول الذي يثيره هذا النص هو هل يمكن تسمية هؤلاء الأشخاص باللاجئين، في حين أنهم ليسوا من اللاجئين بالمعنى الذي تعطيه الأونروا. والغاية أصلاً من المطالبة بتسوية أوضاعهم هي الاعتراف بوجودهم وليس الاعتراف لهم بصفة اللاجئين. والسؤال الثاني هو حول الغاية من تشريع أوضاع هذه الفئة عبر إدراجها في نص قانوني سيعرض على مجلس النواب، الغاية منه ظاهراً هي إقرار بعض الحقوق وليس تشريع وجود فئة من الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية. وإذا كان مطلوباً فعلاً تشريع أوضاع هؤلاء، فإن ذلك يجري بموجب أحكام قانونية خاصة بهم تدرس من منظار التسوية المطلوبة وليس في إطار آخر أو في مناسبة أخرى، بما يوحي بأن الغاية الحقيقية أو الأساسية على الأقل هي تمرير تشريع وجود الفلسطينيين فاقدي الأوراق الثبوتية.

والسؤال الثالث والأهم هو لماذا الإصرار على اعتماد هذا الحل الوحيد لتسوية أوضاع فاقدي الأوراق الثبوتية، في حين أنه يتعارض مع المنطق السليم ومع مصالح الدولة اللبنانية، ولا يتم بحث الحلول الأخرى المنطقية والطبيعية، وهذه الحلول هي التالية:

1-مطالبة السلطات الأردنية و المصرية بتحمل مسؤولياتها:

معظم الفلسطينيين غير الحاملين أوراقاً ثبوتية هم من الذين دخلوا لبنان بين العامين 1970 و1982 وذلك إما بواسطة جواز سفر أردني او وثيقة مصرية، وهؤلاء هم من بقي بعد ترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982 (بحسب موقع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الإلكتروني).

هؤلاء الأشخاص بمعظمهم قدموا من الأردن و مصر وكانوا يحملون أوراقاً ثبوتية صادرة عن الدولتين المذكورتين. إذا كانت تلك الأوراق الثبوتية تدلّ على كونهم لاجئين فلسطينيين لدى كل من مصر أو الأردن أو كانت تدل على أنهم من حاملي الجنسية الأردنية أو المصرية، في كلا الحالتين إن الحلّ يجب أن يأتي من جانب الدولتين المذكورتين و ليس من جانب لبنان.

فبالعودة إلى قرارات جامعة الدول العربية حول اللاجئين الفلسطينيين نجد بأن القرار الصادر عن الجامعة في دورتها 52 المنعقدة في 11 آذار 1970 ينص صراحةً على أنه لا يحق لأية دولة عربية أن تجرّد أي لاجئ فلسطيني من وضعه كلاجئ بغضّ النظر عن السبب الذي قد يدفعها إلى القيام بذلك.

أي أن مصر والأردن ملزمان بموجب قرارات جامعة الدول العربية بإعادة منح هؤلاء الفلسطينيين الأوراق الثبوتية التي تثبت أنهم لاجئون على أراضيها، أو بإعادة منحهم جوازات سفر أردنية أو مصرية إذا كانوا قد حملوا جنسية إحدى هاتين الدولتين قبل مجيئهم إلى لبنان، لأنه لا يجوز لأية دولة في العالم أن تسقط مواطنها من جنسيته إلاّ في حالات حصرية يخرج ذكرها عن إطار البحث.

لذلك يقتضي أولاً مطالبة السلطات المصرية و الأردنية بالاعتراف بهؤلاء ومعالجة أوضاعهم وفقاً لما تقدم، على أن يعترف لبنان حينها بوجودهم ويمنحهم بطاقات للإقامة على أراضيه إذا شاؤوا وذلك وفقاً للقوانين النافذة المتعلقة بإقامة الأجانب مع الأخذ بالاعتبارلخصوصية أوضاعهم.

2-مطالبة السلطة الفلسطينية بالقيام بواجباتها تجاه مواطنيها:

أقرّ القنصل العام في السفارة الفلسطينية محمود الأسدي، في حديث للجزيرة-نت، بأن عدداً من الفلسطينيين غير الحاملين أوراقاً ثبوتية قد حصلوا على جوازات سفر من السلطة الفلسطينية، وهذا يعني بأن هذه الإمكانية موجودة، وهي في الأساس الحل الصحيح لمشكلة الفلسطينيين فاقدي أوراقهم الثبوتية. لا سيما أن لبنان أصبح مؤخراً يعترف بجوازات السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية ( كما يتبين من الموقع الالكتروني للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني).

وعلى أساس هذه الجوازات يمكن للأمن العام اللبناني أن يمنح حامليها بطاقات إقامة قانونية وفقاً للقوانين اللبنانية ذات الصلة.

فالفارق بين منحهم جوازات سفر من السلطة الفلسطينية وبين منحهم وثائق لبنانية كبطاقة التعريف موضوع البحث، فارق أساسي يكمن ليس في أهمية أو مصداقية الوثيقة أو الجواز، بل يكمن الفارق في الكتلة البشرية التي سيضمّ إليها هؤلاء. هل هي كتلة لاجئي لبنان أم كتلة الفلسطينيين المنتمين رسمياً إلى السلطة الفلسطينية و المقيمين في خارج أراضي السلطة؟ والذين يعتبرون قد عادوا من الناحية القانونية إلى فلسطين لأن وثائقهم تكون قد صدرت عن سلطتهم الشرعية على أرض فلسطين. الفارق إذاً هو بين إبقائهم لاجئين، وفي لبنان تحديداً، وإن كان ذلك تحت تسمية أخرى غير تسمية اللاجئين التقليدية، وبين منحهم حق العودة القانونية.

3-إلزام السلطات الفلسطينية بأن تمارس الحدّ الأدنى من مسؤولياتها في حال تم الإبقاء على خيار منحهم بطاقات تعريف:

في حال عدم القدرة على التوصل إلى أحد الحلّين السابقين، أو عدم الرغبة بذلك، ينبغي التمسك بالحدّ الأدنى من الجدية من الجانب اللبناني وعدم اعتماد حلول تمسّ بالسيادة اللبنانية و قد تهدد الأمن كما حصل منذ حوالي السنة حين بدأ منح بطاقات التعريف استناداً إلى إفادة من المختار حيث بدأ التزوير فوراً ما دفع وزير الداخلية إلى تجميد منح البطاقات المذكورة.

وينبغي بالمقابل إلزام الجانب الفلسطيني بأن يعدّ لائحة إسمية بفاقدي الأوراق الثبوتية، وهذا يعني بأن هؤلاء وإن لم يحصلوا على جوازات فلسطينية (كما ينص الحل الثاني أعلاه) إلا أنهم ما يزالون في عهدة سلطتهم الوطنية ولم ولن يصبحوا في عهدة الدولة اللبنانية إلا لجهة إقامتهم المؤقتة على الأراضي اللبنانية، ويبقى طبعاً للدولة اللبنانية حق مساءلة الجانب الفلسطيني عن أي خطأ أو تزوير أو انتحال هوية.

كما ينبغي إالزام الجانب الفلسطيني بأن يعطي إفادات تثبت هوية الفلسطينيين ذوي العلاقة، وهذا أقل ما يمكن أن يتحمله الجانب المذكور من مسؤولية، وهو يغني عن الوسائل الأخرى التي كانت مطروحة كالإفادة من المختار أو شهادة شاهدين أمام الكاتب العدل وغيرها، لثبوت الميل إلى إساءة استعمال هذه الوسائل.

والجدير ذكره أن النص المقترح (المادتان الأولى والثانية) يرفع من أهمية الموضوع شكلياً فقط وذلك حين يتطلب موافقة مجلس الوزراء لمنح بطاقة التعريف دون أن يسبق ذلك إجراءات تدقيق وضبط كافية على الأرض ودون الإشارة إلى دور الجانب الفلسطيني في هذا التدقيق والضبط.

ثانياً: بالنسبة للعمل ليس هناك ما يمنع من السماح للفلسطيني بالعمل في القطاع الخاص، علماً بأن العمل في الوظائف العامة محصور أصلاً باللبنانيين ولا حاجة للإيحاء بأن منع الفلسطينيين من العمل في القطاع العام هو نوع من الإنجاز.

أما في ما يتعلق بالمهن الحرة المنظمة بقوانين، المحاماة والطب والصيدلة والهندسة، فإنه من غير المعقول فتح المجال أمام كتلة بشرية تفوق عُشر(1/10) تعداد الشعب اللبناني بأن ينتسب من يرغب منها إلى المهن الحرة المذكورة دون دراسة مدى حاجة السوق اللبناني ومدى تأثير ذلك على أصحاب هذه المهن اللبنانيين.

ثالثا:  أما بالنسبة للضمان الاجتماعي فإنه ينبغي أن يسبق إقرار نص مماثل إعداد دراسة من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حول مدى تأثير انضمام كتلة بشرية بحجم الفلسطينيين في لبنان إلى الصندوق وما إذا كان بإمكانه أن يتحمل تسديد التقديمات للأجراء الفلسطسنيين و أفراد عائلاتهم. كما ينبغي أن يكون هذا الانضمام على دفعات كما حصل عند إنشاء الصندوق حيث جرى تطبيق أحكام القانون على دفعات.

بيروت، في 12/7/2010

 

الكتائب تعارض سلاح «حزب الله» وتسعى لمحالفة حليفه وتُمسك العصا من وسطها وتنتقل الى موقع ضبابي

نديم الجميل يعترض والمكتب السياسي معبر إجباري لاي قرار

اسعد بشارة/الديار

ينتقل حزب الكتائب شيئا فشيئاً من موقع لآخر دون ان يستطيع الى الآن تحديد الاسباب الواضحة لهذا الانتقال او دون ان يحدد معالم الموقع الجديد.

والابرز في تصريحات رموز الحزب ومنهم منظرون على درجة عالية من الحرفية السياسية كسجعان قزي على سبيل المثال لا الحصر يحاولون الايحاء بان حزب الكتائب لا يزال في مكانه اي في ثورة الارز فيما اطراف 14 آذار الآخرين تنكروا لهذه الثورة وساوموا عليها.

والواضح ان حزب الكتائب يواجه تحديات البعض في داخله يجعلها اصعب فاصعب من خلال الاصرار على ترويج معادلتين لا يمكن وضعهما في اناء واحد وهما معادلتا التمسك بمفهوم 14 آذار من جهة ومحاولة احياء خطاب مسيحي يصلح للاستعمال في اوقات لم تعد متوائمة مع عصر ثورة الارز من جهة اخرى.

المعادلة الثانية خطيرة وهي تنطلق من اعتبار ان المسيحيين مستهدفون من الجميع في كل مكان وزمان مستهدفون من الطائفة الشيعية ومن الطائفة السنية ومن النائب وليد جنبلاط ومن سوريا والسعودية ومصر وان المؤامرة عليهم مستمرة وينظر اصحاب هذه المعادلة لنظرية ان 14 آذار هي ملك للسنة و8 آذار ملك للشيعة وان وجود المسيحيين في الموقعين خاطئ ويجب بالتالي العمل على الانسحاب منهما لصالح تحالف مسيحي يضم مسيحيي 14 آذاروالعماد عون لان في ذلك الوسيلة الوحيدة لحماية المسيحيين.

من الصعب القول ان المؤمنين بهذه المعادلة داخل الكتائب قد حققوا تقدما كبيرا ففي المكتب السياسي الكتائبي كما قال النائب نديم الجــميل في حديث تلـفزيوني سيحسم الاتجاه الحقيقي الذي سيسـلكه الحزب فاما ان ينسحب كليا من 14 آذار مع ما يعنيه ذلك من ذهاب الى الموقع المجهول او ان يحذو حذو بقية مسيحيي 14 آذار ويبقى في موقعه (الذي من اجله استشهد بيار الجميل علما ان المنادين بخروج الكتائب من 14 آذار يبنون آمالا على ان يشكل هذا الخروج حافزا للعماد ميشال عون كي يأخذ مسافة عن «حزب الله» وهذا بحد ذاته حلم في مصاف الاحلام المستــحيلة التحقق فــــضلا عن ان هذا الحلم بالنسخة العونية يهدف الى سحب الكتائب من 14 آذار وليــس ملاقاتها في منتـصف الطريق بين 8 و14 آذار.

واذا كان حزب الكتائب غير مرتاح في موقعه الـ 14 آذاري لألف سبب وسبب فإن طريقة معالجة هذا اللارتياح من قبل بعـض قيادييه باتت تشـبه الطريقة العونية التي اعتمدت بعد العام 2005 وهذه الطريقة اعتمدت اسلوب الانقلاب على الثوابت من دون روادع ردا على محاولة اضعاف العماد عون داخل 14 آذار. اما حزب الكتائب فإنه لم يصل بعد الى هذه المرحلة لأن مهندسي تموضعه الجديد يحاولون امساك العصا من وسطها فهم يتمسكون في آن بمبادئ 14 آذار في القضايا الاساسية وابرزها سـلاح حزب الله ويسعون للتحالف مع حليف حزب الله. وهذا ما يشكل تناقضا يعجز اكثر المنتظرين حرفية وعمقا عن ردم فجواته.

 

فتفت: حادث الطائرة السعودية خطير ويجب اتخاذ اجراءات جدية

وطنية - 12/7/2010 اعتبر النائب أحمد فتفت ان "حادث الطائرة السعودية "خطير جدا لأن هناك ثغرة بهذا الحجم في مطار رفيق الحريري الدولي، وهذه مسؤولية كبيرة على المسؤولين عن أمن المطار". وقال في اتصال مع قناة "أخبار المستقبل"اليوم، "في أي دولة في العالم يتم اتخاذ إجراءات فورية في حق المسؤولين الذين قصروا في هكذا حادث عند حصوله".

ورأى ان "الخطورة تكمن في أن يتمكن شخص من الوصول إلى طائرة اثناء اقلاعها، وهذا الأمر يؤثر كثيرا على سمعة لبنان الأمنية ، وسنسمع الكثير من الكلام القاسي في الساعات المقبلة بعد أن تتبين نتيجة التحقيقات". ودعا إلى "اتخاذ إجراءات سريعة وجدية". على صعيد آخر، أشار فتفت إلى "ان ملف حقوق الفلسطينيين يتضمن الحقوق الانسانية البحتة غير حق التملك". وقال: "ما يجري بحثه الآن لا يتحدث مطلقا عن حق التملك على أساس أن هذا الموضوع مطروح أمام لجنة الإدارة والعدل النيابية". أضاف: "كل اللبنانيين لديهم هواجس قاسية جدا بشأن موضوع التوطين في الوقت الحالي، وتبين أنها موجودة ايضا في الأردن ومطروحة بالحدة عينها". وشددعلى "أن هناك إجماعا لبنانيا ضد التوطين"، متمنيا أن "تتم مناقشة هذا الموضوع خارج نطاق الهواجس اللبنانية الشاملة". وفي موضوع التملك، ذكر بأن "هذا الحق كان موجودا حتى العام 2002، ولم تحصل أي هجمة كبيرة على شراء العقارات وبقي العدد محدود جدا". لافتا إلى ان "هناك نظرة انسانية وأخلاقية في هذا الموضوع، فهناك قسم من الفلسطينيين غير قادرين على توريث أبنائهم، ولا يوجد أي شريعة انسانية أو دينية يمكن أن ترضى بهذا الأمر".

 

حادث الطائرة السعودية يفتح ملف المطار الحريري يرأس إجتماعا أمنيا وزاريا وشقير يسـتقيل التحقيقات متواصلة والوقائع تثبت ان حيدر ليس مختلا

المركزية- في اليوم الثالث على حادثة العثور على بقايا جثة فراس حيدر في صندوق منظومة العجلات في طائرة تابعة لشركة "ناس" السعودية، والذي تبين انه دخل تسللا، بقيت قضية أمن المطار في دائرة الملاحقة الرسمية، حيث يترأس غدا رئيس الحكومة سعد الحريري إجتماعا وزاريا أمنيا موسعا في المطار دعا اليه الوزراء المختصين والموظفين الكبار في الوزارات المعنية بالشق الإداري والأمني ، إضافة الى المدير العام للطيران المدني حمدي شوق ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الذي تقدم بكتاب خطي الى وزير الداخلية المحامي زياد بارود طلب بموجبه اعفاءه من مهامه في المطار.

وفي وقت سلكت القضية مسارها القضائي، أعلن وزير العدل ابراهيم نجار ان هوية الشاب الذي عثر على جثته السبت عالقة في عجلة الطائرة السعودية التي اقلعت من مطار بيروت الى الرياض, تحددت بعدما تعرف اليه افراد العائلة من خلال الصورة. ويدعى فراس حسين حيدر من مواليد 1990 من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان برج البراجنة، مشيرا في حديث صحافي ، الى وجود تقارير تفيدبانه كان غير مستقر نفسيا.

التحقيقات: وفي التحقيقات مع شقيقه علي الذي حضر الى الجهات الامنية المختصة في المطار وتعرّف الى شقيقه فراس من الصورتين المرسلتين من السلطات السعودية, وقال ان حيدر كان تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام وهو كان يعاني توترا عصبيا ونفسيا وتغيرا واضحا في سلوكه منذ ستة أشهر. وقد نقل هذه المعلومات الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية.

الى ذلك بدأت اليوم أخذ كل الإجراءات الرامية الى التأكد من هوية حيدر من خلال أخذ عينات من ذوية لإجراء فحوص الحمض النووي "دي .أن.إي" من قبل السلطات اللبنانية المختصة لإثبات كامل هويته.

مصادر أمنية: وفي هذا الإطار أفادت مصادر أمنية متابعة للقضية ل"المركزية ان "على رغم الإصرا ر على أن حيدر مختل عقليا فأن جانبا من التحقيق بدأ يتناول موضوعين اساسيين الأول يتعلق بمسألة المقص الحديدي الذي كان في حوزتة والذي سقط من الحقيبة التي كانت في حوزته قبل تسلقه صندوق منظومة العجلات، وعثر عليه على مدرج المطار. والثاني يتعلق بموضوع إزالة حيدر فيلتري سيجارتين لإستخدامها في سد أذنية لحمايتهما من أصوات الطائرة عند أقلاعها، الأمر الذي يعتبر انه يدرك سلفا ما يفعل ويقدم عليه وليس مختلا.

وقالت المصادر ان "الطائرة كانت تقل شخصيات سعودية وضباط.""

أمن المطار: وبعد حادثة يوم السبت ، والتي تعتبر حادثةمن جملةحوادث تحصل داخل حرم المطار، قرر عدد من النواب إثارة موضوع "أمن المطار" وسلامة حركة الطيران في لبنان علما ان فصل الصيف واعد وهناك تدفق للسياح والمغتربين الى لبنان، وهذا يتطلب إجراءات امنية في المطار إستثنائية للوقاية وتوفير الأمن بعدما تبين ان هناك حوادث تحصل في حرم المطار تؤكد على عدم وجود عوازل تمنع اي شخص منالتسلل الىحرمه والى مدارجه، واليوم قال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا ان "هناك مشكلة في العمليات في مطار بيروت وهناك خلل في الأمن"، متسائلا "كيف دخل هذا الشخص الى أرض المطار".

 

 

العميد وفيق شقير طلب إعفاءه من مهامه 

بيروت- العربية

بعد أيام من حادثة العثور على أشلاء جثة تعود لشاب لبناني على إحدى عجلات طائرة متجهة في رحلة بين بيروت والرياض، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، الاثنين 12-7-2010، أن رئيس جهاز أمن مطار بيروت وفيق شقير قدم طلب إعفائه من مهامه.

وكان مراسل "العربية" في بيروت أفاد أنه تم تحديد هوية الشخص الذي عثر على جثته، بعد أن تعرف أفراد العائلة إليه من خلال الصورة.

وتبيّن أن الشخص المدعو "فراس حيدر"، والذي اختبأ في غرفة عجلات الطائرة لدى إقلاعها من مطار بيروت الدولي، يبلغ من العمر 17 عاماً، وهو من قضاء مرجعيون جنوب لبنان، ويقيم في منطقة برج البراجنة، وذكر شقيق القتيل أنه كان يعاني خللاً نفسياً وعقلياً، وهو متغيب منذ ثلاثة أيام. وعثر عاملو الصيانة في مطار الرياض، السبت الماضي، على جثة عالقة في صندوق إحدى عجلات طائرة تابعة للشركة الوطنية للخدمات الجوية السعودية (ناس). ورجحت هيئة الطيران السعودية أن يكون الشاب حاول الاختباء في صندوق منظومة العجلات أثناء إقلاع الطائرة من مطار بيروت. وأفاد وزير العدل اللبناني ابراهيم نجار، لوكالة فرانس برس، أنه تم تحديد هوية الشاب بعد أن تعرف أفراد العائلة عليه من خلال صور أرسلتها السلطات السعودية.

وأثار الحادث تساؤلات حول أمن مطار بيروت. وقال النائب أحمد فتفت من الأكثرية بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري الاثنين أن الحادث "خطير جدا (...) والخطر يكمن في أن يتمكن شخص من الوصول إلى طائرة أثناء إقلاعها".وأضاف أن "هذا الأمر يؤثر كثيرا على سمعة لبنان الأمنية"، داعيا إلى اتخاذ "إجراءات سريعة وجدية".

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام نقلت السبت عن ركاب كانوا على متن الطائرة السعودية أنهم شاهدوا شخصا يحمل حقيبة صغيرة على ظهره ويرتدي قبعة يركض في اتجاه الطائرة وهي تهم بالإقلاع، وأضافت أن "الركاب والمضيفات أعلموا قائد الطائرة بذلك إلا أنه لم يتخذ أي إجراء وأقلع بالطائرة من دون إبلاغ السلطات المختصة في المطار".

 

الجثة التي عثر عليها عند عجلة الطائرة السعودية للبناني فراس حسين حيدر والعائلة تفيد أنه مصاب بأمراض عصبية

  وكالات- صحف/بعد اهتزاز مطار بيروت بقضية العثور على جثة إنسان معلقة بطائرة شركة "ناس" السعودية بعد إقلاعها من مطار بيروت الدولي ووصولها إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، تبين أن هذه الجثة تعود للسيد فراس حسين حيدر البالغ 20 عاما من مواليد 1990 من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان برج البراجنة.

وكشف الوزير ابراهيم نجار لـAFP ان هناك تقارير تفيد بأن فراس حسين حيدر، المتسلل إلى الطائرة السعودية"، كان غير مستقر نفسياً، مشدداً على ان ذلك لم يتأكد بعد.

شقيقه علي:

وبناء على تحقيقات اجريت مع شقيقه علي، الذي حضر الى الجهات الامنية المختصة في المطار حيث عرضت عليه الصورتان المرسلتان من السلطات السعودية، أعلن شقيقه ان فراس كان قد تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام، وهو كان يعاني من توتر عصبي ونفسي وتغير واضح في سلوكه منذ فترة الستة اشهر الاخيرة.

وابلغ النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية بهذه المعلومات، حيث أطلق سراح علي بعد الاستماع الى افادته.

الوزير العريضي:

وأكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن الجهات الرسمية المعنية بمتابعة القضية لا تستبعد أي فرضية من الفرضيات المحتملة للحادث وأسبابه والهدف منه، مشيراً إلى ان العمل جار للتحقق من كل الاحتمالات الممكنة، بما فيها الإرهاب.

العريضي، وفي حديث لصحيفة "السفير" أوضح ان لم يحصل أي جديد حتى مساء الأحد في الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها في لبنان، وقال إن لبنان ينتظر نتائج التحقيقات التي تجريها المملكة العربية السعودية، ونتائج فحص الحمض النووي للجثة، وكذلك المعطيات المتوافرة عن معلومات قائد الطائرة والركاب وكل ما يتعلق بالقضية.

السفير:

وأشارت بعض المصادر إلى أن الجثة بقيت كاملة، على عكس ما تم تداوله عن تحوّلها إلى أشلاء. وقد وقعت الوفاة بسبب عوامل الطقس والضغط الجوي.

وعلمت "السفير" أن تحقيقاً قد فتح من قبل الضابطة الإدارية في جهاز أمن المطار والنيابة العامة في جبل لبنان لمعرفة هوية الرجل الذي دخل إلى المدرج الشرقي لمطار رفيق الحريري الدولي، من أجل معرفة أسباب ارتكابه لهذا العمل الذي أودى بحياته. وأكدت مصادر رسمية متابعة للتحقيق أن معرفة هويته كفيلة بوضع حد لكل التكهنات، علماً أن الاتجاه لا يميل إلى اعتبار أن هناك عملاً تخريبياً أو إرهابياً وراء الحادث.

إلى ذلك، استبعدت مصادر أمنية أن يكون الرجل قد تسلل من داخل المطار لكونه مضطراً للمرور عبر ست أو سبع نقاط أمنية قبل الوصول إلى المدرج، مرجحة تسلله عبر السياج، خصوصاً أنه لا توجد كاميرات مراقبة لهذه الجهة من المطار، أي ناحية السياج، مشيرة إلى أن وقوع المطار في قلب الأحياء السكنية يسهل عملية التسلل: "فليس من مطار في العالم تحيط به المنازل كما مطار بيروت".

وأشارت المصادر إلى أن تم العثور على قبعة المتسلل بعدما سقطت عن رأسه إثر وقوعه، كما وجدت بقرب القبعة سيجارتان من دون فلتر (يرجح أن يكون قد وضعهما في إذنيه ظناً منه أنهما تجنبانه الضجيج والضغط)، بالإضافة إلى آلة لقطع الأسلاك (قطاعة). ونفت المصادر ما تداولته بعض وسائل الإعلام من وجود صورة لشخص ديني أو سياسي في حقيبة المتسلل.

ولفتت مصادر متابعة إلى ان الشركات العاملة في المطار لم تبلّغ حتى الآن عن أي غياب أو اختفاء موظفين أو عمال لديها، علماً أن التحقيقات على هذا المستوى لم تنته، لوجود عمال مياومين في المطار، و"الانتهاء من كل السجلات يحتاج إلى وقت".

وأكدت مصادر ذات صلة بالتحقيق لـ"السفير" انه يجري حالياً التحقق من بعض المعلومات التي أدلى بها أحد المواطنين ويدعى ح. ن.، حول مشاهدته، ومنذ شهر تقريباً، لشاب يجول بشكل شبه يومي حول سياج المطار. ورجح ح. ن. للجهة التي حققت معه، وعرضت عليه صورة الجثة التي أرسلتها الرياض، أن يكون الرجل المعلق بصندوق عجلات الطائرة هو نفسه الذي كان يشاهده يجول في محيط المطار.

ولفتت مصادر رفيعة لـ"السفير" أنه تجري أيضاً حالياً متابعة لحادثة قديمة قبض خلالها جهاز أمن المطار على احد الأشخاص وهو يتسلل عبر سياج المطار إلى حرمه. ويومها، قصد والد الشاب، وكان يدعى هيثم (مواليد 1988)، الجهات الأمنية وأكد لها أن ابنه غير متوازن نفسياً وعقلياً، وعليه، تم الإفراج عنه بعد التحقق من ذلك.

واستبعدت المصادر العمل التخريبي لكونه لم يتم العثور على أي نوع من المتفجرات لا على ارض مطار بيروت الدولي، ولا في مطار الملك خالد في الرياض. كما أن الرجل المتسلل وصل إلى الطائرة، ولو قصد تفجيرها، لفعل ذلك قبل أن يموت في الجو بعد إقلاعها، مشيرة إلى حدوث حالات مشابهة في أكثر من مطار في العالم، حيث يعمد بعض الناس إلى محاولة الانتقال من بلد إلى آخر بهذه الطريقة، ظناً منهم أنهم سوف ينجون ويصلون إلى وجهتهم.

ودعت المصادر إلى انتظار نتائج التحقيق الذي يجري بين لبنان والسعودية على أكثر من مستوى امني وإداري، ونتائج الفحص التشريحي والجيني للجثة، مشيرة إلى أن الثابت هو أن ركاب الطائرة ابلغوا قائدها بوجود شخص يجري قرب الإطارات في أثناء إقلاع الطائرة، لكنه لم يتوقف ولم يبلغ برج المراقبة في مطار بيروت بذلك، وفضل لأسباب مجهولة إكمال الرحلة.

الشرق الأوسط:

وكانت مصادر مطلعة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض كشفت لصحيفة "الشرق الأوسط" عن وجود تنسيق واتصالات بين الجهات المختصة في كل من السعودية ولبنان لمحاولة التعرف على هوية الجثة التي عثرت عليها سلطات المطار السبت في إحدى عجلات طائرة تعود للخطوط الجوية السعودية كانت قادمة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وأكدت المصادر أن التحقيقات ما زالت قائمة حتى الآن من قبل لجنة مكونة من عدة إدارات لرفع المعلومات إلى الجهات المختصة بهدف الوصول إلى تفاصيل الوقائع، مشيرة في الوقت نفسه إلى عدم اتضاح أي شيء حول تلك الحادثة بعد.

كذلك، توقعت المصادر المسؤولة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض خلال احتمالية انتهاء التحقيقات في ملابسات الحادثة خلال الأسبوع المقبل، غير أنها أبانت في الوقت نفسه أن مثل تلك الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى نتائج دقيقة.

من جهته أوضح الدكتور سعيد الغامدي رئيس الطب الشرعي في وزارة الصحة بالرياض لـ"الشرق الأوسط" ، أن تم حفظ الجثة في الثلاجة بعد تسجيلها كرقم باعتبارها مجهولة، لافتا إلى أن لم يتم التوجيه بعرضها للطب الشرعي حتى الآن، ومشيرا إلى ألا يمكن الكشف عنها إلا بتوجيه رسمي، حيث لم يتلق أمرا حتى الآن بتشريحها أو دفنها أو ترحيلها أو تسليمها لذويها.

النهار:

من ناحية أخرى، كشفت معلومات لـ"النهار" عن ان الاجهزة الامنية اللبنانية تمكنت من معرفة هوية الشخص الذي عثر على جثته في صندوق منظومة عجلات طائرة سعودية تابعة لشركة "ناس" بعد هبوطها السبت في الرياض آتية من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث أوضحت المعلومات إمكان أن يكون وفّر لصاحب الجثة التسلل الى مدرجات المطار.

في غضون ذلك، ينتظر التحقيق نتائج فحوص الحمض الريبي النووي من عينات رفعت عن اشلاء الجثة.

وذكرت المعلومات ان الرجل كان يعاني خللاً نفسياً وعقلياً. وفيما تتواصل التحقيقات لجلاء تفاصيل الحادث، فهم ان الجثة لم تتعرض للتشويه وان عقبي سيجارتين وجدتا في اذني الرجل ما يرجح انه وضعهما تجنباً لصوت محركات الطائرة لدى تسلله الى حجرة عجلاتها، كما أفيد ان عدداً من الركاب اكدوا مشاهدتهم شخصاً يهرول خلف الطائرة لدى استعدادها للاقلاع من مطار بيروت، وسارعوا الى ابلاغ المضيفين، لكن قائد الطائرة اقلع بها من دون توقف.

وتركز التحقيقات على معرفة الثغرة التي تمكن عبرها صاحب الجثة من اختراق الاجراءات الامنية داخل حرم المطار والنفاذ الى المدرجات وركوب حجرة العجلات في الطائرة، وهي سابقة تحصل للمرة الاولى في مطار بيروت.

 المصدر: وكالات- صحف

 

نقولا: المطار اللبناني "فالت" وأين كاميرات المراقبة؟

المصدر: OTV/رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا ان المطار في لبنان "فالت"، معتبراً انه كان ينادي بالموضوع منذ وقت. وسأل: "كيف دخل الشاب إلى المطار؟ ألم يسأله أحد؟ وأين كاميرات المراقبة؟"، كاشفاً انه سيعتبر هذا الأمر بمثابة إخبار. وفي حديث إلى محطة OTV، أكد نقولا انه لن يحضر جلسات الموازنة طالما لم يعرف أين ذهبت الـ 12 مليار دولار، متمنياً من باقي النواب أن يقاطعوا الجلسات أيضاً. وفسّر ذلك بقوله: "أنا أعتبر ان كل شخص لا يريد بحث هذا الموضوع متآمر على الشعب اللبناني في هذا الموضوع.

ورداً على سؤال، أجاب نقولا: "أنا نائب، أعليّ أن أدخل الى موقع الكتروني لأطلع على أرقام الموازنة بالتفصيل؟ اليس السنيورة "مجبور غصب من عنو يقلي كيف طيّر المصريات"؟

وإلى ذلك، فتح نقولا النار على السياحة في لبنان، مشدداً على انه "لا يرى سياحة" في لبنان، وقال: "سواح؟ أي سواح؟ عن أي سواح يتكلمون؟ من هم السواح الذي يأتون الى لبنان؟ كم واحد لبناني معتر اشتغل 3 أو 4 سنين جمع قرشين، بيحطن تيشوف أهلو. هؤلاء هم الذي يأتون الى لبنان". وتابع: "أين ينزل الخليجيون؟ في فنادق يملكونها. يأتون بسياراتهم وأكلهم وكل ما يلزمهم. السائح الوحيد في لبنان هو اللبناني الذي يأتي ليرى أهله وأقربائه".

 

اجتماع وزاري أمني يرأسه الحريري بالمطار غداً

الإثنين, 12 يوليو 2010

بيروت - «الحياة»

يرأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري غداً اجتماعاً أمنياً وزارياً-إدارياً في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، للبحث في حادث العثور على جثة في إطارات طائرة تابعة لشركة سعودية خاصة، أقلعت من بيروت إلى الرياض قبل منتصف ليل أول من أمس. ويشارك في الاجتماع الوزراء المعنيون والمدير العام للطيران المدني حمدي شوق ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير ورؤساء أجهزة، وسيتركز البحث إضافة الى الحادثة، على أوضاع المطار كافة من النواحي الأمنية والتجهيزات والصيانة خصوصاً أن لبنان على أبواب موسم سياحي واعد، في ضوء نفي أصحاب المكاتب السياحية وشركات الطيران والقطاع الفندقي ما أشيع أخيراً عن تراجع الحجوزات بنسبة 33 في المئة.

وكذلك سيبحث المجتمعون في بعض الأمور التنظيمية الخاصة بقطاع الطيران وتحديداً مسألة تشكيل الهيئة العليا الناظمة للطيران المدني في لبنان، علماً أن هذا المشروع موجود ولم يبت به بعد. وأظهرت الإحصاءات الرسمية التي وزّعت أمس، أن عدد الركاب عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ارتفع خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي 8,06 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت. كما ازدادت حركة الطائرات التجارية 14,24 في المئة، وبذلك ترتفع نسبة الزيادة في أعداد الركاب الذين استخدموا المطار خلال النصف الأول من العام الحالي الى 16,38 في المئة ليبلغ عددهم مليونين و429 ألفاً و405 ركاب، مقابل مليونين و87 ألفاً و440 راكباً في نهاية حزيران 2009.

إلى ذلك، رفض وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الحديث عن «خرق أمني قبل انتهاء التحقيق في حادثة الجثة التي وجدت في عجلة الطائرة السعودية». وقال لـ «صوت لبنان»: «الموضوع قد يكون أصغر من خرق أمني بكثير لا سيما أن المدرج يكون عليه عادة عمال لهم علاقة بالشركات التي على أرض المطار».

وأشار الى أن «التحقيق ليس إدارياً فقط لأن القضاء يتولاه أيضاً وهناك ضمانة بأن يستكمل حتى النهاية»، مؤكداً أن «كل المعنيين من رئاسة المطار الى جهاز أمن المطار والمديرية العامة للطيران المدني يشاركون في التحقيق، وهناك أجوبة يجب أن تعطى للناس حول ما حصل، ولكن لغاية الآن لا جواب حاسماً لدي أنطلق منه لإعطاء تطمينات داعيا الى انتظار استكمال التحقيق». ودعا عضو «تكتل لبنان أولاً» النائب خالد زهرمان إلى «فتح تحقيق جدي وشفاف وفوري لتحديد المسؤوليات في حادثة الطائرة»، معتبراً «أنها سابقة وتعني وجود خلل ما في تأمين أمن المطار». وقال زهرمان في تصريح أمس: «يجب على كل مقصر في تأمين المطار أن تتم محاسبته فوراً، ففضيحة كهذه وإن مرت على سلامة هذه المرة لا يجوز لفلفتها كما باقي الملفات كي لا تتكرر من جديد». 

 

متسلل الطائرة السعودية هو فراس حيدر... والحريري يرأس اجتماعا في المطار لبحث الموضوع

نهارنت/أفادت المعلومات ان الشخص الذي عثر على بقايا جثته في صندوق منظومة العجلات في طائرة تابعة لشركة "ناس" السعودية يدعى فراس حسين حيدر ويبلغ من العمر 20 عاما وهو من بلدة مركبا قضاء مرجعيون ومن سكان برج البراجنة. وبناء على تحقيقات اجريت مع شقيقه علي، الذي حضر الى الجهات الامنية المختصة في المطار حيث عرضت عليه الصورتان المرسلتان من السلطات السعودية، وافاد شقيقه "ان فراس كان قد تغيب عن منزل ذويه منذ ثلاثة ايام، وهو كان يعاني من توتر عصبي ونفسي وتغير واضح في سلوكه منذ فترة الستة الاشهر الاخيرة". وقد تم ابلاغ هذه المعلومات الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم الذي يشرف على التحقيق الجاري في هذه القضية.

وقد أطلق سراح علي بعد الاستماع الى افادته، إشارة الى ان الصورتين كانت قد التقطهما السلطات السعودية للجثة التي وجدت في منظومة العجلات.

وكانت صحيفة "النهار" قد أفادت ان الاجهزة الامنية اللبنانية تمكنت من معرفة هوية الشخص الذي عثر على جثته في صندوق منظومة عجلات طائرة سعودية تابعة لشركة "ناس" بعد هبوطها اول من امس في الرياض آتية من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وتبين، بحسب "النهار"، ان الشخص الذي عثر على جثته هو لبناني يبلغ من العمر عشرين سنة ويقيم في منطقة برج البراجنة على مقربة تماماً من مطار بيروت الامر الذي يرجح ان يكون وفّر له امكان التسلل الى مدرجات المطار. واضافت المعلومات انه امكن التعرّف على صاحب الجثة بعدما ارسلت السلطات السعودية صورته الى السلطات اللبنانية وتعرفت الاجهزة الامنية عليه من طريق عائلته. في غضون ذلك، ينتظر التحقيق نتائج فحوص الحمض الريبي النووي من عينات رفعت عن اشلاء الجثة. وذكرت المعلومات ان الرجل كان يعاني خللاً نفسياً وعقلياً. وفيما تتواصل التحقيقات لجلاء تفاصيل الحادث، فهم ان الجثة لم تتعرض للتشويه وان عقبي سيجارتين وجدتا في اذني الرجل مما يرجح انه وضعهما تجنباً لصوت محركات الطائرة لدى تسلله الى حجرة عجلاتها.

وافيد ان عدداً من الركاب اكدوا مشاهدتهم شخصاً يهرول خلف الطائرة لدى استعدادها للاقلاع من مطار بيروت، وسارعوا الى ابلاغ المضيفين، لكن قائد الطائرة اقلع بها من دون توقف. وتركز التحقيقات على معرفة الثغرة التي تمكن عبرها صاحب الجثة من اختراق الاجراءات الامنية داخل حرم المطار والنفاذ الى المدرجات وركوب حجرة العجلات في الطائرة، وهي سابقة تحصل للمرة الاولى في مطار بيروت. وكانت سلطات الطيران المدني اللبناني، بناء على توجيهات وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، تابعت اتصالاتها مع سلطات الطيران المدني السعودي وشركة "ناس" لإبلاغها بكل التقارير الرسمية حول الحادثة، ولا سيما المعلومات عن الجثة من الناحية الجنائية وتقارير عن التحقيقات مع العاملين في الشركة المعنية بالموضوع والإفادة الواردة من ركاب الطائرة بموجب التقارير بذلك من أجل استكمال التحقيقات لمعرفة هوية الشخص وكيفية حصول هذه الحادثة.

وفي إطار المواقف الصادرة في بيروت، أكد العريضي: "إننا نتحمل المسؤولية في حادثة الجثة والإجابة عن كل الأسئلة التي طرحت من قبلنا على مستوى المديرية العامة للطيران المدني، وجرت تحقيقات محلية"، مشددا على أن "التواصل والتعاون والتنسيق مستمر ولا نستطيع الحديث قبل الوقوف على كل العناصر المتعلقة بهذا الأمر".

ولفت إلى أن "التحقيق يشمل الجميع وبرج المراقبة، وما صدر هو في حدود المعلومات ونحن في انتظار التحقيق السعودي وفحص الـ(DNA)". وقال: "بعض المعلومات صحيحة وأخذت بعين الاعتبار، وثمة مسائل، وكثرت التحليلات والأقاويل كما في أي موضوع".

ودعا إلى "عدم ربط الأمور ببعضها في ما خص حادثة الطائرة الإثيوبية وقضية الطائرة التابعة للخطوط السعودية"، مؤكدا أن "لبنان لا يتحمل أي مسؤولية في ما يتعلق بالطائرة الإثيوبية". إلى ذلك، رفض وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الحديث عن "خرق أمني قبل انتهاء التحقيق في حادثة الجثة التي وجدت في عجلة الطائرة السعودية". وقال لإذاعة "صوت لبنان": "الموضوع قد يكون أصغر من خرق أمني بكثير لا سيما أن المدرج يكون عليه عادة عمال لهم علاقة بالشركات التي على أرض المطار".

وأشار الى أن "التحقيق ليس إدارياً فقط لأن القضاء يتولاه أيضاً وهناك ضمانة بأن يستكمل حتى النهاية"، مؤكداً أن "كل المعنيين من رئاسة المطار الى جهاز أمن المطار والمديرية العامة للطيران المدني يشاركون في التحقيق، وهناك أجوبة يجب أن تعطى للناس حول ما حصل، ولكن لغاية الآن لا جواب حاسماً لدي أنطلق منه لإعطاء تطمينات داعيا الى انتظار استكمال التحقيق". هذا ويرأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري غداً اجتماعاً أمنياً وزارياً-إدارياً في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، للبحث في حادث العثور على جثة في إطارات طائرة تابعة لشركة سعودية خاصة، أقلعت من بيروت إلى الرياض قبل منتصف ليل أول من أمس.

ويشارك في الاجتماع الوزراء المعنيون والمدير العام للطيران المدني حمدي شوق ورئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير ورؤساء أجهزة، وسيتركز البحث إضافة الى الحادثة، على أوضاع المطار كافة من النواحي الأمنية والتجهيزات والصيانة خصوصاً أن لبنان على أبواب موسم سياحي واعد، في ضوء نفي أصحاب المكاتب السياحية وشركات الطيران والقطاع الفندقي ما أشيع أخيراً عن تراجع الحجوزات بنسبة 33 في المئة. وكذلك سيبحث المجتمعون في بعض الأمور التنظيمية الخاصة بقطاع الطيران وتحديداً مسألة تشكيل الهيئة العليا الناظمة للطيران المدني في لبنان، علماً أن هذا المشروع موجود ولم يبت به بعد.

 

ميدفيديف: ايران تقترب من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي

نهارنت/أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اليوم الاثنين أن ايران تقترب من امتلاك وسائل صنع سلاح نووي، بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء. 

 

شقير يطلب اعفاءه من مهام قيادة جهاز امن المطار  

١٢ تموز ٢٠١٠ /موقع 14 آذار

افادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان قائد جهاز امن المطار العميد الركن وفيق شقير تقدم بكتاب خطي الى وزير الداخلية المحامي زياد بارود طلب بموجبه اعفائه من مهام جهاز امن المطار

 

صفير التقى عبدالله ووفداً من كندا: لتعميق العلاقات والروابط بين لبنان المقيم والمغترب

نهارنت/أعلن البطريرك الماروني نصرالله صفير أنه "يجب العمل كل من موقعه على تعميق العلاقات والروابط بين لبنان المقيم والمغترب، وتوفير الظروف المواتية لعودة المغتربين الى أرض الأباء والأجداد، وإلى مشاركتهم في الحياة اللبنانية الوطنية". وأضاف صفير بعد لقائه وفد رعية الديمان الذي ضم مجموعة اغترابية من "هاليفاكس" كندا، إنه "كما يجب ان تترسخ في نفوس الشباب المولودين في ديار الانتشار المتحدرين من أصل لبناني محبة تراث لبنان الروحي والوطني، وان تحافظ الهيئات المعنية على هذا الامر في أوساط المنتشرين لانهم جزء لا يتجزأ من لبنان"، آملا في "ان تساعد ظروف لبنان وأوضاعه السياسية والامنية على عودة المغتربين وإقامتهم ولو موقتا لتمضية فصل الصيف براحة وإطمئنان وإزدهار موسم الاصطياف". وقدّر "الجهود التي تبذلها الهيئات الحكومية والاهلية المعنية بالحفاظ على التراث والهوية الاصلية في أوساط اللبنانيين المنتشرين".

كما التقى صفير ممثل منظمة "التحرير الفلسطينية" في لبنان عبدالله عبدالله، الذي قال يعد اللقاء: "تحدثنا في البيان الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة الأسبوع الماضي وكان بيانا نعتبره شكل خطوة ايجابية متقدمة وتناقشنا في المشروع المتفق عليه بين بعض القوى البرلمانية والذي سيعرض على المجلس النيابي في جلسته المقبلة في 15 تموز والمتعلق بدرجة اساسية بحق العمل للاجئين على الارض اللبنانية، وحماية العامل الفلسطيني من استغلاله بحجة انه غير مسموح له فيتم تشغيله في ظروف غير صحية وغير ملائمة مع ما تطرحه قوانين العمل على الساحة اللبنانية". واضاف عبدالله:" لقد تحدثنا ايضا في مشاكل اخرى يعاني منها اللاجىء الفلسطيني على هذه الارض وغير مشروع حق العمل الذي سيطرح على المجلس النيابي"، مشيرا الى انه وجد "كل تفهم لدى البطريرك، وقدمت له كل التطمينات التي استفسر عنها، وانا واثق ان بركة البطريرك ودعمه للمطالب الانسانية والمحقة التي نطلبها للمقيمين اللاجئين على هذه الارض اللبنانية ستؤدي الى نتائج ايجابية في القريب العاجل".

 

نتانياهو قد يقدم على مغامرة ضد حماس او حزب الله

نهارنت/قد يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على مغامرة عسكرية غير محسوبة ضد حركة "حماس" في غزة أو "حزب الله"، في ظل الضغوط الهائلة التي يتعرض لها في قضية الجندي الاسير في قطاع غزة جلعاد شليط او زيادة تسلح "حزب الله" وتهديداته الاستراتيجية لأمن إسرائيل بحسب ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية . واشارت مصادر عسكرية لاذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان خيار توجيه ضربة عسكرية الى إيران تراجع بصورة دراماتيكية في ظل رفض أميركي قاطع لتوجيه اي ضربة الى طهران، وتنامي اتجاهات إسرائيلية داخلية يتزعّمها رئيس الدولة شمعون بيريس ترفض اي عمل عسكري وتود اعطاء الفرصة للجهود الديبلوماسية المتعلقة بالضغط على إيران عبر الحصار.

وأشارات المصادر الى ان خيارات نتانياهو للتخلص من الضغوط اصبحت محدودة وتتجه نحو القيام بعمليات نوعية في غزة او توجيه ضربة الى مراكز اساسية لـ"حزب الله".

وكشفت ان اسرائيل بدأت عمليا إعداد الرأي العام الإسرائيلي لخياراتها مع "حزب الله".

 

الغموض يكتنف مسار سفينة "الأمل" وإسرائيل تضغط لتحويلها إلى مصر

نهارنت/اكدت اسرائيل أمس الاحد تصميمها على منع اي محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، بالوسائل الديبلوماسية وحتى بالقوة، وذلك بالتزامن مع محاولة سفينة "الامل" التي استأجرتها مؤسسة القذافي للتنمية الليبية الابحار نحو القطاع. وتبذل اسرائيل جهودا ديبلوماسية مكثفة لتحول السفينة التي ابحرت من اليونان وترفع علم مولدافيا، مسارها الى مصر، مهددة في الوقت عينه باعتراضها اذا واصلت طريقها الى غزة. وتأمل الدولة العبرية في تجنب تكرار الهجوم الدامي الذي شنته قواتها في المياه الدولية على "اسطول الحرية" الذي كان يبحر الى غزة في 31 ايار، مما اثار موجة من التنديد في ارجاء العالم. وصرحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي بان "البحرية الحربية على أهبة الاستعداد" وتتابع عن كثب مسار السفينة المنتظر وصولها في غضون ثلاثة او اربعة ايام الى قبالة غزة او الساحل المصري. وحتى ساعات الليل كان الغموض لا يزال يكتنف الوجهة النهائية للسفينة. فقد اكدت اثينا انها تلقت ضمانات من ليبيا ان سفينة الشحن لن تتوجه الى غزة بل الى ميناء العريش المصري، فيما اكد الناطق باسم مؤسسة القذافي ما شاءالله زوي ان السفينة لم تغير وجهتها ولا تزال متجهة الى القطاع. وقال: "نحن متوجهون الى غزة ولن نغير وجهتنا".

واعلن ان السفينة كانت خلال منتصف النهار "في مكان قريب من جزيرة كريت اليونانية وقد تصل الى قطاع غزة خلال يومين"، مشيراً الى ان المؤسسة لا تسعى الى "المواجهة او الاستفزاز" في حال تعرض اسرائيل لها.

وفي حديث الى شبكة "فوكس نيوز"، شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ان اسرائيل لن تخاطر بترك اسلحة تدخل غزة. وقال: "اننا نعمل على فرض احترام الحصار، لمنع دخول اسلحة ومعدات حربية الى غزة". واضاف: "لقد رفعت الحصار المدني ... سياستي واضحة. الاسلحة خارجاً، وكل ما عدا ذلك يدخل".

وحذر الوزير بلا حقيبة يوسي بيليد من تكتل "ليكود" الذي يتزعمه نتنياهو من ان "اسرائيل لن تسمح لسفينة الشحن بتفريغ حمولتها مباشرة في مرفأ غزة". وقال ان سابقة كهذه "ستكون لها نتائج بالغة الخطورة من وجهة النظر الامنية" لاسرائيل، إذ ان فتح مرفأ غزة يمكن ان يسمح بادخال كميات كبيرة من الاسلحة الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية "حماس". ووصف وزير الدفاع ايهود باراك في بيان ليل السبت - الاحد، المحاولة الجديدة لكسر الحصار بانها "استفزاز غير مجد". وقال: "ننصح منظمي هذه الرحلة بان يقبلوا بمواكبة سفن البحرية الحربية الى مرفأ اشدود "اسرائيل" او التوجه مباشرة الى ميناء العريش "المصري". وكانت مؤسسة القذافي للتنمية اعلنت ان سفينة الشحن تحمل الفي طن من المساعدات الانسانية من اغذية وادوية. وقال الوكيل البحري لـ"الأمل" ان السفينة ستحمل، الى 12 من افراد الطاقم، تسعة اشخاص، هم ستة ليبيين ونيجيري ومغربي وجزائري. وكلفت لجنتان اسرائيليتان التحقيق في الهجوم: "لجنة عامة مستقلة" تضم مراقبين دوليين اثنين وتعمل على الجوانب القانونية، واخرى داخلية في الجيش يفترض ان تقدم استنتاجاتها اليوم.

وعشية صدور تقرير اللجنة العسكرية برئاسة الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند ، طالب ضابط كبير في سلاح البحرية الإسرائيلية بأن يقدم قائد السلاح الاميرال اليعازر ماروم استقالته على خلفية الأحداث الدموية التي رافقت "أسطول الحرية". ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن الضابط، الذي يحمل رتبة بريغادير في الاحتياط وتولى في الماضي المسؤولية عن كل العمليات التي ينفذها سلاح البحرية الإسرائيلي، إنه "لا تتم السيطرة على سفينة بهذا الشكل"، في إشارة إلى الطريقة التي تمت فيها السيطرة على سفينة "مافي مرمرة" التركية، مشيراً إلى أنه "لا يجوز في حال من الأحوال إنزال جنود على سطح سفينة مزدحمة بالركاب". ورأى أن عنوان "الإخفاق" في السيطرة على السفينة هو ماروم وأنه "حتى في ظل غياب استنتاجات شخصية (في تقرير آيلاند) يجب ان يدفع الثمن المسؤول الأعلى في السلاح".

 

اسرائيل تكثف دورياتها في الجيوب الواقعة بين الشريط الحدودي والخط الأزرق

نهارنت/تحدث تقرير إسرائيلي أمس عن تكثيف الجيش الإسرائيلي دورياته في الجيوب الواقعة بين الشريط الحدودي مع لبنان و"الخط الأزرق" وهو الشريط الحدودي الجديد الذي رسمته الأمم المتحدة بين الجانبين عقب انسحاب إسرائيل من لبنان منذ العام 2000. وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "الجيش الإسرائيلي ينفذ دوريات مكثفة في الاشهر الأخيرة في الجيوب الواقعة وراء الشريط الحدودي"، وأن "الحديث يدور عن جيوب بعرض 100 متر تقريباً بين الحدود والخط الأزرق". وأضافت إن الجيش الإسرائيلي امتنع تماماً تقريباً عن الدخول علناً إلى الجيوب بين الشريطين الحدوديين بين العام 2000 وحرب لبنان الثانية في تموز 2006 تنفيذاً لسياسة ترسيخ الهدوء في هذه المنطقة وتجنب وضع أهداف لـ"حزب الله". وأشارت الى أنه من الناحية الفعلية، نشط "حزب الله" في هذه الجيوب "على رغم أنه لا نقاش في أنها أرض إسرائيلية. وذكرت ان "الجيش الإسرائيلي غيّر سياسته عقب حرب لبنان الثانية وزاد دورياته العلنية والسرية في منطقة الجيوب، كما أنه يعمل بالتعاون مع القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان الـ"يونيفيل" على وضع براميل زرقاء لترسيم الحدود الرسمية". ومن جهته، أفاد ضابط كبير في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي إنه "مسموح للجيش الإسرائيلي أن يصل حتى آخر متر للخط الأزرق، وفرضية العمل لدينا هي أن الجيش الإسرائيلي هو الدرع الواقية للمواطنين، ولذلك فإنه عندما تكون هناك بلدة عند الحدود فإننا نعمل خلف الحدود، و"حزب الله" كان هناك، أي في الجيوب، في الماضي والآن نحن ندخلها". ويتعامل الجيش الإسرائيلي مع الدوريات التي تقوم بها قواته في الجيوب الحدودية على أنها عمليات عسكرية ويسبقها بـ 24 ساعة استعداد للقتال ويصادق عليها قائد اللواء في المنطقة التي ستدخل الجيوب فيها وقائد فرقة الجليل العسكرية ويجري تسيير أية دورية بمشاركة ثلاث سيارات على الأقل. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي انه لا يتوقع حصول تصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" قريباً، وأن "تصريحات مسؤولين في الحزب بأن التأهب في أوجه، نابع من حاجة الحزب إلى التعليق على المعلومات التي نشرها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عن مخازن أسلحة أقامها الحزب داخل القرى والبلدات في جنوب لبنان".

 

 وليامز: لا أزمة ثقة مع "حزب الله" ولا دور لسوريا أو إيران 

١٢ تموز ٢٠١٠ /موقع 14 آذار

أبدى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، مايكل وليامز، ارتياحه للتسوية بعد الأزمة الأخيرة بين اليونيفيل والجيش و"حزب الله"، مشيراً إلى أنه "ما يتعيّن أن يكون واضحاً في نظر الجميع هو أن للقرار 1701 مبدأين، أوّلهما التنسيق مع الجيش، وثانيهما حرية حركة اليونيفيل. لا تصادم بين المبدأين، بل انسجام". وليامز وفي حديث لصحيفة "الاخبار" قال: "إن شاء الله انتهى ما حدث أخيراً. لكن من الضروري التأكيد أنه لا يمكن وضع ذلك في نطاق أزمة، وأنا أصف ما حدث بأنه أحداث جدّية. لم نصل إلى مرحلة تجعلنا نصف ما جرى بالأزمة. كان مثيراً للاهتمام أنّ كل الأفرقاء نظروا إلى ما حصل، واتخذوا خطوات إيجابية. وكانت الاجتماعات التي عقدتها مع الرئيس سعد الحريري ومع (مسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله") عمّار الموسوي، لتهدئة الأجواء، وكذلك جولات الجنرال ألبرتو أسارتا واتصالاته وجهوده، وانتهى الأمر إلى إعادة التزام كل الأطراف القرار 1701". وحول التحرك الفرنسي المستعجل لدى مجلس الأمن لإصدار بيان يدعم مهمة القوة الدولية في الجنوب، ويدين التعرّض لها، رأى وليامز أنه "ربما كانت لدى فرنسا مخاوف على جنودها، فضلاً عن أنها عضو دائم في مجلس الأمن، فيما إسبانيا وإيطاليا ليستا كذلك". وأضاف: "في اعتقادي أنّ مجلس الأمن كان ينتظر موقف الحكومة اللبنانية، الذي عبّر عنه قرار مجلس الوزراء، وقد أتى هذا القرار كي يساعد على حلّ ما حدث في الجنوب".

وحول ما اذا كان يرى أن الحلّ، الذي اقترحه الجيش بالعودة بالوضع في الجنوب إلى ما قبل الحوادث الأخيرة، مثّل مخرجاً مناسباً للجميع، أجاب المسؤول الدولي: "أعتقد أنّ قرار مجلس الوزراء اللبناني كان مهماً للغاية بنشر اللواء الرابع، وهذا سيساعد على خفض التوتر هناك". وأضاف: "كذلك أتت الحوادث الأخيرة كي تؤكد أهمية التعاون الوثيق والقوي بين الجيش واليونيفيل"، مشيراً إلى أنه في المحادثات التي أجراها مع "حزب الله"، ومع وزراء ومسؤولين، "أدركت شعورهم بخطورة ما حدث. الآن أنا مقتنع بأنّ الوضع تحسّن تماماً، وهناك فرصة كي لا يتكرّر ذلك" ولفت إلى أنّ "الاجتماع مع "حزب الله"، والسيد الموسوي، ساعد كثيراً على خفض التوتر"، مستبعداً أن يكون هناك "أزمة ثقة مع الحزب، بل أدّى دوراً إيجابياً في الأيام الأخيرة لخفض التوتر". كما استبعد أي دور لسوريا في ما حدث جنوبي نهر الليطاني، وقال: "لم أرَ أيّ أدلّة على هذا الموضوع"، إلا أنه رأى أن "هناك توتراً إقليمياً هو أحد العناصر التي أسهمت في ما حصل، قد تكون منها القدرات النووية لإيران وقرار مجلس الأمن فرض عقوبات عليها. لكنني أشكّك كثيراً في هذا التقويم، ولا أظنّ أنّ إيران كانت أحد أسباب ما حدث".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يرى رابطاً بين الصدام مع "اليونيفيل" والمحكمة الدولية من خلال الضغط على القرار 1701، والاستقرار جنوب نهر الليطاني؟، قال وليامز: "لا أعتقد ذلك. لم يحصل شيء في المحكمة الدولية بعد. لا أوافق أبداً الرأي القائل إنّ المشكلة صغيرة، أو إنّ ما حدث كان أزمة كبيرة. أعود وأؤكّد أنّ الحوادث كانت جدّية، وكان من الممكن أن تتطوّر كي تصبح أزمة. لهذا السبب نشطت و(قائد قوات الطوارئ الدولية) الجنرال البرتو أسارتا لدى المسؤولين والجهات اللبنانية المعنية. وعملنا في اجتماعاتنا الأخيرة على الحؤول دون تحوّل الموضوع أزمة. وهذا في ذاته هدف ناجح".

 

نصرالله عرض مع مشعل لآخر المستجدات السياسيّة في لبنان والمنطقة

نهارنت/إستقبل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل يرافقه القياديان في "حماس" أسامة حمدان وعلي بركة، بحضور الحاج حسن حدرج، حيث قدّم الوفد العزاء بوفاة السيد محمد حسين فضل الله. وتمّ التباحث بآخر الأوضاع والمستجدات السياسيّة على مستوى لبنان وفلسطين والمنطقة. 

 

شمعون يرفض ورقة "14" آذار حول الحقوق الفلسطينية ويطالب بالواجبات 

١٢ تموز ٢٠١٠ /  أكد النائب دوري شمعون تعليقاً على موضوع الحقوق الفلسيطينة، أن "هناك أيضاً واجبات مع الحقوق"، مبدياً رفضه لورقة الاقتراحات التي تقدمت بها بعض "قوى 14 آذار" والمتعلقة بهذه الحقوق. شمعون وفي حوار مع الـ"LBC" لفت إلى أن "الوضع قد يتحسن انسانياً، ولكن تحت ضرسنا طعمة مُرّة، سببها ما قام به الفلسطينيون في الماضي"، مبدياً استهجانه لتوقيت طرح هذا الموضوع من جانب رئيس "اللقاء الديمقراطي" وقال: "ما بعرف شو عقصو لوليد بك ليدخل الى هكذا موضوع ... ولكن وليد بك... وليد بك، الا أنه لا يعني أنه على حق". وفي سياق متصل، أكد شمعون أن "لا اتصال شخصياً حالياً مع وليد جنبلاط"، وأضاف: "ماذا؟ .. تجلس مع شخص لتختلف واياهاه"، موضحاً بالقول: "نحن متفقون مع وليد جنبلاط حول الامور في الجبل، ولكن في السياسة، جنبلاط مكوع هذه الايام، لكننا ننتظره، لأنه سيعود ويكوع".

وتساءل: "لا اعرف لماذا نحن كلبنانيين علينا أن نحمل عبء هذا الموضوع كله، فهناك ضمان الشيخوخة لدى اللبناني قبل الضمان للفلسطيني"، مطالباً "القوى الامنية من جيش وأمن داخلي بضبط الأمور داخل المخيمات". وحول خوف الفلسطينيين من تكرار صبرا وشاتيلا إذا سلموا اسلحتهم، قال شمعون: "ما حصل هو بسبب تصرفاتهم الشنيعة، ولو تصرفوا بشكل جيد لما كان هناك ردة الفعل هذه"، متسائلاً : "ماذا فعل السلاح الفلسطيني غير "العنتريات" على الشرعية وعلى الدولة اللبنانية. ولماذا كمب الناعمة موجود، وما دوره في تحرير فلسطين".

وحول الوضع الحكومي رأى شمعون أن "ليس هناك انسجام وثقة كافية بين الوزراء داخل مجلس الوزراء، وهذا ما يؤدي إلى عدم تعاون كاف"، لافتاً إلى المدة التي استغرقها مجلس الوزراء لاقرار الموازنة. ورداً على سؤال حول طاولة الحوار، اعتبر شمعون أن هذه الطاولة "ليست قانونية ولا دستورية"، متسائلاً: "لماذا نجعل من طاولة الحوار مؤسسة دستورية؟ وأين دور مجلس الوزراء ومجلس النواب؟"، مشدداً على أن هذا الطاولة "لن تتوصل إلى حل في موضوع سلاح "حزب الله"، لان الدولة اللبنانية، وجراء ضعفها تعترف بالمقاومة، وعلى الرغم من أن البيان الوزاري حبر على ورق، فالمسايرة ثمنها باهظ". واعتبر أخيراً أن ما حصل للقوات الدولية في جنوب لبنان "تقع مسؤوليته على "حزب الله"، وختم: "أسأل "حزب الله" ما سيحدث لو أن قوات "اليونيفيل" قررت الانسحاب من لبنان؟".

 

الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي يشتكون من عنصرية المستوطنين

نهارنت/ازدادت مؤخرا في صفوف الضباط والجنود العرب في الجيش الإسرائيلي الشكاوى المقدمة ضد مستوطنين يحرضون ضدهم ويعاملونهم بازدراء بسبب أصلهم العربي.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن ضباطا وجنودا من العرب الدروز الذين يخدمون في شرطة حرس الحدود والإدارة المدنية في منطقة نابلس بالضفة الغربية "يشتكون" في السنة الأخيرة من تصاعد التحريض ضدهم من قبل المستوطنين. ووزعت عناصر يمينية متطرفة مؤخرا منشورات في صفوف بعض الجنود اليهود في منطقة نابلس تحرضهم فيها ضد زملائهم الدروز، وكتب في أحد هذه البيانات مثلا أن "الشرطي العربي ليس نذلا.. فهو يهتم بالعرب"، وذلك في إشارة إلى الحالات التي تقوم فيها شرطة حرس الحدود بإخراج المستوطنين من منطقة حوارة جنوب نابلس. وأقر الضباط الدروز بذلك، وقال أحدهم إنه عندما يصل إلى مواقع المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين تكال له الشتائم بصورة خاصة من قبل المستوطنين، ومن بين ما يسمع الضابط من شتائم: "أنت عربي قذر"، و"عُد إلى قطاع غزة". واعترف الضابط أن هذه الشتائم كادت أن تؤدي إلى مواجهات عنيفة في عدد من الحالات.

وقال ضابط آخر يخدم في صفوف قوات الاحتلال في الضفة الغربية إنه وصل في إحدى المرات إلى نقطة مواجهة بين قوات الجيش والمستوطنين، فتوجه إليه أحد المستوطنين بالقول: "لا تقلق.. سيكون لك مكان في القطار الذي سينقل العرب إلى خارج دولتي". فرد عليه الضابط بالقول: "يبدو أنك لست يهوديا.. لو كنت كذلك لما تحدثت عن القطارات".

وأثار التقرير غضبا في إسرائيل، وطلب وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونيفتش من مفتش الشرطة العام ومن النيابة العامة، الشروع في التحقيق ضد نشطاء اليمين المشتبه فيهم بالتحريض على أفراد قوات الأمن من أبناء الطائفة الدرزية. أما عضو الكنيست مجلي وهبة من حزب كديما، فقد دعا وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، إلى العمل على وقف قيام مستوطنين بإهانة الجنود الدروز الذين يراقبون تطبيق الأمر بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك.

كما طلب وهبة من زعماء المستوطنين استنكار هذه الظاهرة. وحسب القوانين الإسرائيلية فإن الخدمة في الجيش الإسرائيلي للدروز إجبارية، ومقابل هذه الخدمة يحصلون على الامتيازات التي يحصل عليها الجندي اليهودي. ويشكو الدروز في الجيش الإسرائيلي منذ زمن من بعض العنصرية، وينادي بعضهم علنا برفض الخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي.

 

النائب غازي يوسف: لا خوف على المحكمة إنما من ردّات الفعل على قرارها  ١٢ تموز ٢٠١٠

أعرب النائب غازي يوسف عن عدم استغرابه من مهاجمة المحكمة الدولية من قبل بعض السياسيين السابقين والحاليين واطلاقهم التصاريح المفعمة بعبارات نابية ومهينة بحق القيمين على مجريات التحقيق في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبراً "أن هؤلاء يصرون، وبشكل اعتباطي، على استباق القرار الاتهامي المرتقب صدوره خلال الأشهر القليلة المقبلة، الأمر الذي يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول تصرفاتهم واستماتتهم في مهاجمته". وأكد،أن "كل ما يشهده الوسطان الاعلامي والسياسي من هجمات على المحكمة الدولية لن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على مجريات التحقيق ولن يثنيها عن الاستمرار في متابعة مسارها حتى الوصول إلى الكشف عن الحقيقة"، واصفاً ما يتسرب من معلومات عن مسار التحقيق والقرار الاتهامي بـ"عملية التبصير وبالتكهنات غير المبنية على وقائع ومستندات رسمية خاصة بالمحكمة، وهي مشابهة للإشاعة التي رميت مؤخرا في الوسط الاعلامي بأن قوى 14 آذار تزود الاسرائيليين بمعلومات عن المحكمة الدولية". وشدد يوسف على أن "لا خوف على المحكمة الدولية، إنما الخوف هو مما قد يصدر عن البعض في الداخل اللبناني من ردات فعل للدفاع عمن قد يكون وراء الجرائم التي شهدتها الساحة اللبنانية"، متمنياً على الفرقاء اللبنانيين كافة التعاون مع المحكمة الدولية للمساهمة في الكشف عن الحقيقة كاملة ومن دون أي التباس بدلا من التصعيد ضدها".

المصدر : الأنباء

 

المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون

استعرض المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون في اجتماعه الدوري ما تعرضت له قوات اليونفيل في الجنوب على يد "اهالي" حزب الله واعتبر ان تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها البديهية واستلام زمام الامور كاد ان يعرض السلام في لبنان للخطر، واصدر البيان التالي:

1.يستهجن المجلس ما تتعرض له قوات حفظ السلام في الجنوب من مضايقات وتحرشات على يد مؤيدي حزب الله لاسباب لم تعد خافية على احد وجلها مرتبط بطريقة او باخرى بمصالح خارجية. يرفض المجلس ان يبقى لبنان ساحة مشرعة امام التدخلات الخارجية واللبنانيون راس حربة في مواجهات لا ناقة لهم بها ولا جمل. ان القرار 1701 يؤمّن السلام والحماية لابناء الجنوب ويحد من امكانية نشوب حرب جديدة اذا وقعت ستكون نتائجها ابشع واكبر من نتائج حرب 2006. فهل المطلوب جر المنطقة الى حرب جديدة؟؟؟ ان الحفاظ على السلام والعمل على استعادة الحقوق المسلوبة بالطرق السياسية والدبلوماسية يبقى خيار اغلبية اللبنانيين. 

2. ان اليونفيل وجد في الجنوب تنفيذا للقرار 1701 بهدف "منع استئناف الأعمال القتالية" و "إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، خالية من أيّ أفراد مسّلحين أو أسلحة بخلاف ما يخصّ حكومة لبنان وقوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (..)". وهذا ما يتعارض مع سياسة واهداف حزب الله الذي يحاول فرض سيطرته والامساك بالقرار العسكري من خارج السلطة الشرعية. ان تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته والانتقال من  "منع استئناف الاعمال القتالية" الى "وقف اطلاق للنار" يضع حدا للتجاوزات الاسرائيلية ويسحب فتيل المواجهة.  

3. على السلطة اللبنانية التعاطي مع القرار 1701 بكل جدية ومسؤولية وطنية وعدم الخضوع للابتزاز والضغوطات للحد من افتعال احداث مشابهة مع قوات اليونفيل. فالمطلوب اليوم وقبل الغد، بعد ان انتهت الانتخابات، اعادة الوضع في الجنوب الى ما كان عليه ورفع عديد الجيش لعدم الوقوع في فخ إفراغ القرار 1701 من مضمونه وتقييد حركة القوّات الدوليّة. 

4. يتوجه المجتمعون بالتحية الى ضباط وجنود قوات اليونفيل لحسن تصرفهم ولرباطة جأشهم تجاه ما تعرضوا لم من تحرشات مشبوهة، ولدورهم في حماية لبنان والسلام في المنطقة. كما يدعو المجلس الدول المشاركة في قوات حفظ السلام لليقظة وعدم الوقوع في مخطط جر المنطقة الى حروب ومواجهات خطيرة فاغلبية اللبنانيين تدعم جهودهم ومساعيهم في احلال العدل والسلام.

5. وفي الختام يتوجه المجلس الى اخوتنا الجنوبيين طالبا منهم عدم الانجرار وراء الشعارات الفارغة والزائفة والتي لن تجلب لهم وللبنان الا الدمار والخراب والقتل والركون الى السلطات الشرعية التي تؤمن الحماية والامان للجميع. هل قدر اللبنانيين ان يدفعوا الثمن دوما من حريتهم وارواحهم وممتلكاتهم خدمة لبعض الخارج وبعض الداخل؟؟؟ ان محاولة "اهالي" حزب الله لتقييد حرية تحرك اليونفيل او دفعها للانسحاب من الجنوب "سيفسح" في المجال امام اسرائيل لشن حرب جديدة ومدمرة على لبنان، كما حدث العام2006، فهل هذا ما يريده ابناء الجنوب؟؟؟ ان الدولة اللبنانية، مدعومة من المجتمع الدولي ومن جميع اللبنانيين، مدعوة لاستعادة زمام المبادرة واخذ الامور بجدية وعدم السقوط بفخ الابتزاز لان النتائج ستكون كارثية على الجميع.

12  تموز 2010                              

المنسق العام 

نجيب سليم زوين

للمراجعة: 263648/03

 

الجاسوسية المضادة لحزب الله: حرب الأعصاب المتواصلة! 

١٢ تموز ٢٠١٠ /طارق نجم/موقع 14 آذار

في ظل الصمت المخيم على الجبهات القتالية في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة ولأن أفضل الطرق للدفاع هي الهجوم، هناك من لا يهدأ في ارض لا تهدأ على جانبي الحدود. هي الحرب السرية التي تجري بعيداً عن الأضواء والتي ستلعب الدور الحاسم لاحقاً في اي مواجهة عسكرية قادمة. إن كانت القاعدة الأولى للتجسس هي تجنب الوقوع في قبضة العدو، فإن مكافحة التجسس تكمن في التأكد من رصد عمليات العدو الجاسوسية واحباطها.

التحليل الإستخباراتي يشير إلى أنّ المحصلة العامة لحرب حزب الله الجاسوسية ضد الإسرائيليين كانت إلى حدّ كبير مخيبة للآمال رغم النقاط التي تم تحقيقها في المرمى الإسرائيلي خصوصاً في مجال التشويش الألكتروني والتنصت حتى الآن في ضوء الجهود المبذولة في هذا المجال والأموال المدفوعة والتجهيزات المرصودة والتي تعدّ هائلة. وكتقييم لتجربة الحزب في هذا المجال، يبدو أن الضعف في جهود الحزب المضادة للجاسوسية يظهر من خلال تفكيك شبكاته العاملة في داخل فلسطين المحتلة بعد فترات قليلة على تشكيلها. بالمقابل يبدو أن الإسرائيليين ما زالوا متقدمين في هذا المجال لأن شبكاتهم التي تمّ إختراقها كانت تعمل في لبنان لفترة طويلة جداً مما يرجح وجود شبكات مماثلة وما زالت فاعلة.

أمر آخر يضاف الى ذلك هو إعتماد الحزب بشكل كبير على عصابات مخدرات في جمع المعلومات وهذه العصابات لا يستبعد أن تعمل في بعض الأحيان كعميل مزدوج مع الموساد والإستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" لتزويد الحزب بمعلومات مغلوطة وتضليلية أو لجره نحو فخ معيّن. بالمقابل فالأجهزة الإسرائيلية تمكنت من إختراق المجتمع اللبناني من خلال تجنيد عملاء لها سواء من المدنيين أو العسكريين السابقين أو الحاليين ومن اللذين يعيشون في داخل المناطق التي يسيطر عليها حزب الله ومن المقربين منه.

أمر ثالث يشكل عائقاً حقيقياً أمام نجاح الجاسوسية المضادة للحزب هي إنعدام مقدرته على تجنيد جواسيس في صفوف اليهود الإسرائيليين حيث يعتمد بشكل أساسي على العرب خصوصاً البدو، وهذه الفئة من الإسرائيليين عادة ما توضع تحت رقابة شديدة من قبل اليهود داخل الجسم العسكري الإسرائيلي ولا تعتبر موضع ثقة من الأجهزة الأمنية هناك، وبالتالي تجعل هذه الفئة محدودة الحركة ولا تتمتع بإمكانية كبيرة للوصول إلى المعلومات الحساسة.

وأخيراً، ما يمكن تبيانه في الجواسيس اللذين جندهم حزب الله حتى الآن هو إفتقارهم للكفاءة والإحترافية اللازمة حيث أعتمد على أشخاص لا يتمتعون بالخلفية الأمنية اللازمة والخبرة الكافية بل كان بعضهم في عدة أحيان يقع بسهولة كبيرة في أيدي المخابرات الإسرائيلية ويستعمل طرقاً بدائية للتواصل مع حزب الله. أما بحسب ما تبيّن من خلال العملاء اللذين كشفوا في لبنان، فإن معظمهم تلقى تدريباً متقدماً سواء من خلال التكتيكات الإستخباراتية أو بالنسبة لإستعمالهم آلات التجسس المتطورة.

عندما جن جنون حزب الله وأتهم كل أجنبي بأنه جاسوس!

في الأوساط المقربة من حزب الله، هناك العديد من الشائعات التي تقول أن السيد حسن نصرالله لم يستعمل الهاتف مطلقاً منذ أن تولى الأمانة العامة عام 1992! كما نقل عن نصرالله قوله لأحد مساعديه بعد الحرب عندما سأله عن مخبأه خلال المعارك "حتى أنا لم أكن أعرف أين أتواجد"، وفق ما نقلت تقارير لصحيفة Asia Times في تشرين الأول 2006.

لا تبدو هذه المعلومات بعيدة عن التصديق خصوصاً أنّ الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي قتل بسبب وجود جاسوس أعلن عن مكانه وعن موكبه قبل أن يتم قصفه. وقد شكل ذلك الدرس الأقسى في حينه بالنسبة لحزب الله، مما دعاه إلى إنشاء جهاز خاص بمكافحة التجسس والجاسوسية المضادة وتفعيل الأجهزة الأمنية الموجودة أصلاً. وقد عملت الأجهزة الأمنية لدى الحزب على تأمين شبكة إتصالات ذات تكنولوجية متطورة لتفادي أن يقوم أي من عناصره بإستعمال خطوط الإتصال المعتادة والتي يمكن أن تكون مرصودة من قبل الإسرائيلي بعد سلسلة من الإستهدافات لمسؤوليه في الجنوب خلال فترة التسعينات. ويؤكد هذا التوجه ما تناقلته الألسن في الجنوب أنه حين أضطر عناصر الحزب لإستعمال هواتفهم الخليوية خلال حرب تموز، تم رصدهم وضرب اماكن تواجدهم بالطيران الإسرائيلي وقتل كل من كان في تلك الأماكن.

حالة الحيطة والحذر لم تجد نفعاً مع القائد العام العسكري لحزب الله، عماد مغنية، الذي قتل في إنفجار استهدفه في قلب العاصمة السورية دمشق في شباط 2008. لكن حزب الله الذي فضل اظهار التماسك والجلد بعد إغتيال مغنية، إجتاحته موجة جنون وهلع أثر إغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، على يد مجموعة تحمل جوازات سفر مزورة في مدينة دبي مطلع هذا العام، خصوصاً أنه تزامن مع إنفجار آخر إستهدف مكاتب لحماس وللجهاد الإسلامي داخل المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية. عند ذلك إنتشر الإرتياب في الأوساط الأمنية المرتبطة بحزب الله والتي تأكد لديها أن هناك إختراقات أمنية في صفوفها. وقد أعلن في حينها نائب حزب الله نواف الموسوي أنّ كل حامل لجواز سفر أجنبي يجب أن يتم التعامل معه على أساس أنه جاسوس محتمل. ويبدو أن الأمر محيراً حيث لا يخفى على أحد في لبنان النفوذ الذي يمارسه الحزب على المطار الدولي الوحيد في البلد الأمر الذي أكدته المعلومات الأمنية الخاصة التي تشير إلى أنّ العديد من الشخصيات تخرج وتدخل من المطار بجوازات سفر مزورة ومن دون تفتيش.

التشويش الألكتروني...ودور الإيرانيين وسفارتهم في نشر شبكات الألياف الضوئية

حتى تاريخ 12 تموز 2006 ، كانت إسرائيل تعتبر نفسها قوة متطورة في مجال أنظمة الحرب الالكترونية ومكافحة التجسس الألكتروني. لكن الأمر تتطلب ثلاثة أيام من المعارك كي يدرك الإسرائيليون أنّ محاولاتهم للتشويش الألكتروني على اتصالات وشبكات الهاتف بما فيها الهواتف المحمولة التي يملكها حزب الله قد باءت بالفشل. وقد خلص خبراء الحرب الإلكترونية الأمريكيون والإسرائيليون، الذين زاروا منطقة القتال، ان ايران قررت على الارجح اللجوء إلى استخدام الصراع في لبنان باعتباره اختباراً لقدراتها العسكرية والاستخباراتية وقدراتها الإلكترونية تحضيرا لأي اشتباك مستقبلي مع الولايات المتحدة واسرائيل.

وفي ذروة الحرب، أعلن البريجادير جنرال جال هيرش، قائد الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي، بتاريخ 25 تموز ان قواته وجدت غرف كاملة من المعدات الإيرانية الصنع أثناء معركة بنت جبيل، والتي جهزت بأدوات تنصت شملت أجهزة الكمبيوتر ومعدات اتصالات متقدمة، وتضمّ خرائط عسكرية حديثة ومفصلة للأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، وحتى قوائم بأرقام هواتف داخل إسرائيل. وقد فوجئ خبراء الحرب الإلكترونية بالنوعية العالية للمعدات التي وجدت، والشبكة التي تربطهم بالمناطق، والتي أستعملت فيها ألياف ضوئية غير معرضة للتشويش الإلكتروني.

وكان من العناصر الرئيسية، والتي كشفتها الإستخبارات الإسرائيلية والحليفة لها، هي الطرق التي تمكن من خلالها الخبراء الايرانيون من إستعمال سفارتهم في بيروت كمركز تجسسي متقدم وصعب الاختراق. ووفق تصريح للكولونيل ديفيد إشيل في مجلة Defense Update في شهر تموز 2009، ذكر أن هناك تقارير تؤكد وجود غرفة الحرب في مخبأ تحت الارض في السفارة، وضعت في تصرف حسن نصر الله ومعاونيه، بعد أن دمر مخبأ الاتصالات المركزي لحزب الله بسبب القصف الاسرائيلي للضاحية.

كما جاء في دراسة أعدها مركز الدراسات الأمريكية الأوروبية RIEAS حول حرب الإتصالات الإستخبارية المعاصرة، أن حزب الله استغل تعلق الجنود الإسرائيليين بهواتفهم الخليوية والتي أحتفظوا بها في جعبهم وفي جيوبهم وكانوا يستعملونها بإستمرار خلال المعارك لإتصال بعائلاتهم وبإصدقائهم. وقد أكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شلومو بروم أنّ الحزب اللبناني تجسس على المخابرات الهاتفية التي كان يجريها هؤلاء الجنود خلال فترة المعركة كما رصد أماكن إنتشارهم من خلالها. ومن الجدير ذكره أنه أثناء القتال في تموز، تلقى حزب الله دعماً مباشراً من المخابرات السورية من خلال استخدام البيانات التي تم جمعها بفضل فرق روسية وسورية تعمل في المحطات المزروعة في الجانب السوري من مرتفعات الجولان، وتنسق بصورة مشتركة مع ايران وقد جاءت عقب إتفاقات وقعت بين موسكو ودمشق، بحسب ما أشار زئيف شيف محرر صحيفة هآرتز الإسرائيلية.

جواسيس حزب الله الإسرائيليون...عصابات وتجار مخدرات وغير محترفين

أحدى الأمثلة البارزة على تجنيد حزب الله لإسرائيليين كانت الشبكة التي أدارها عمر اللهيب، وهو إسرائيلي بدوي شغل منصب ضابط برتبة كولونيل في جيش الدفاع الإسرائيلي. فحزب الله الذي لم يعدم وسيلة للتجسس، لجأ إلى استخدام تجار المخدرات اللبنانيين وثيقي الصلة به من منطقة البقاع لنقل عشرات الكيلوغرامات من المخدرات، والهيرويين بالتحديد، لشبكة اللهيب بالإضافة إلى آلاف الدولارات. وبالمقابل أسند حزب الله للهيب وشبكته مهمة جمع المعلومات عن المواقع العسكرية الإسرائيلية، وفق صحيفة الواشنطن بوست. وأشار محللون اسرائيليون، أنه بفضل هذه المعلومات التي تسربت نجح حزب الله بإطلاق صواريخ دقيقة الإصابة على المنشآت العسكرية الإسرائيلية، مثل قصف القوة الجوية على محطة رصد جبل ميرون، والتي تعرضت لهجوم في بداية الحرب خلال تجمع قوات مشاة فيها، والتي لم تكن لتتوفر لولا تقارير المخابرات المحلية.

لكن حالة شبكة عمر اللهيب جرى رصدها قبل حرب تموز 2006، لأنه تمت محاكمته في حزيران من نفس العام وحكم عليه بالسجن 15 عاماً. وفي آب عام 2009، هزّ خبر آخر الكيان العسكري الإسرائيلي عندما كشف النقاب عن أن حزب الله كان يبحث عن فرصة لقتل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، ثأراً لمقتل رئيس اركانه عماد مغنية. فقد أقرّ الشاب الإسرائيلي ذو الأصول العربية راوي سلطاني والبالغ من العمر 23 عاماً، أنه التقى في المغرب بمسؤول في حزب الله يدعى سلمان حرب وسلمه معلومات تتعلق بتحركات غابي أشكينازي وظلّ خلال فترة طويلة على إتصال بحرب من خلال الهاتف وشبكة الأنترنت، وفق معلومات أوردتها الجيروزالم بوست. وعاد سلطاني للقاء مسؤول آخر من حزب الله في بولندا لتسليمه معلومات تتعلق بقواعد وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.

وفي شهر حزيران المنصرم، ألقت الشرطة الاسرائيلية القبض على ضابط آخر في الجيش الإسرائيلي لتوريده معلومات عن إجرآت الأمن على طول الحدود اللبنانية، لصالح عصابة تهريب المخدرات المحليين. هذا الضابط الذي عمل على صيانة المركبات في قاعدة للجيش شمال إسرائيل، قدم أسماء سبعة من المدنيين المحليين، خمسة تمّ القبض عليهم، وهم يعملون لحساب عصابة المخدرات؛ على علاقة مع حزب الله. ووفق مركز Strategy Page المتخصص بالقضايا الأمنية والعسكرية، فقد قدم هذا الضابط معلومات عن المراكز الحدودية التي كانت لديها مشاكل مع معدات المراقبة، أو غيرها من المعدات، وعن جداول الدوريات لديها التي كانت تنقل لاحقاً عبر عصابة المخدرات الى حزب الله وتعتبر معلومات ذات قيمة عالية. وقال ضابط الصف الاسرائيلي انه فعل ذلك من أجل المال النقدي الذي كان يدفع له.

حالة أخرى لشخص تورط بالتجسس لصالح حزب الله جاءت مع المعلومات التي بدأت تتسرب في أيار الماضي مع كشف النقاب عن محاكمة كل من أمير مخول وعمر سعيد وكلاهما ناشطين سياسيين وإجتماعيين بين عرب إسرائيل. ومخول، وهو شقيق عضو كنيست سابق ورئيس لتحالف من الجمعيات الأهلية، تم إتهامه بإيصال معلومات حساسة واستراتيجية عشر مرات على الأقل حول مواقع عسكرية إسرائيلية. وقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذه المعلومات الحساسة تم إيصالها لحزب الله خلال زيارات قام بها مخول للدانمارك وقد تضمنت تفاصيل عن مراكز جهاز الأمن الداخلي "الشين بيت"، منشآت شركة رفائيل العسكرية، ومكاتب الموساد في شمال فلسطين المحتلة. وقد فشل مخول في الحصول على معلومات طلبها الحزب حول موكب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ومنزل رئيس "الشين بيت". وتعتبر طريقة العمل التي تصرف بها مخول بعيدة عن الإحتراف حيث عرضه أسلوب عمله للكشف المبكر بالرغم من قيام الحزب بوضع أجهزة تشفير للرسائل في جهاز الكمبيوتر الخاص به.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مواجهة علنية غداً في لاهاي بين اللواء جميل السيد والقاضي دانيال بيلمار

قضية شهود الزور "ضيف ثقيل" على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

إبراهيم عوض من بيروت

 2010 الإثنين 12 يوليو

تعقد غدا في لاهاي جلسة علنية للبت في طلب اللواء الركن جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام في لبنان الحصول على الوثائق والمستندات المتعلقة بشهود الزور الذين اتخذ رئيس المحكمة الأول القاضي الالماني ديتلف ميليس من اقوالهم وإفاداتهم ذريعة لتوقيف السيد ورفاقه الضباط الثلاثة الذين أوقفوا ثلاث سنوات وتسعة أشهر في سجن رومية.

تتجه أنظار اللبنانيين غداً الى مقر المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لاهاي، حيث تعقد جلسة علنية عند الساعة الثالثة بتوقيت بيروت للبت في طلب اللواء الركن جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام في لبنان الحصول على الوثائق والمستندات المتعلقة بشهود الزور الذين اتخذ رئيس المحكمة الأول القاضي الالماني ديتلف ميليس من اقوالهم وإفاداتهم ذريعة لتوقيف السيد ورفاقه الضباط الثلاثة الآخرين اللواء الركن علي الحاج المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، والعميد ريمون عازار المدير السابق لمديرية المخابرات، والعميد مصطفى حمدان القائد السابق للواء الحرس الجمهوري. وكان هؤلاء الضباط امضوا ثلاث سنوات وتسعة أشهر قيد التوقيف في سجن رومية الى ان اطلق سراحهم في شهر مايو – أيار العام الماضي في الجلسة الأولى التي عقدتها المحكمة الدولية بعد تشكيلها في لاهاي واعلنت خلالها براءة الضباط من كل ما نسب اليهم من اتهامات وافتراءات.

وتأتي الجلسة العلنية الثانية التي تعقدها المحكمة غداً لتشكل منعطفاً مهماً في خط سير هذه المحكمة والذي سيتبين من خلالها المنحى الذي سيتخذه التحقيق في جريمة الاغتيال وسط انباء ومعلومات تتردد عن وجود اتجاه لديها باصدار قرارها الظني في الخريف المقبل متضمناً اتهامات لعناصر من "حزب الله" بالمشاركة في الجريمة في وقت ينفي فيه الحزب وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أي علاقة له بالجريمة المذكورة محذراً من اقحامه فيها وتبعات ما قد ينتج عن ذلك، علماً انه أبدى تجاوباً مع طلبها الاستماع الى افراد في الحزب كشهود معبراً في ذلك عن رغبته في التعاون معها شرط الا تنحرف في عملها عن الأصول التي عليها اعتمادها والتي تجعل منها محكمة حرة ونزيهة وعادلة، لا ان تتحول الى اداة ضغط في يد جهات دولية معينة لتشويه الحقائق وتزويرها لهدف الضغط على هذا الطرف أو ذاك كما حصل طيلة السنوات السابقة حيث وجهت اصابع الاتهام الى سوريا ثم عدلت عن ذلك فيما بعد.

هذا ويعد انعقاد جلسة المحكمة الدولية غداً انتصاراً أولياً للواء السيد بعد محاولاته الحثيثة لاقامة الدعوى في لبنان واخفاقه في ذلك نتيجة اعلان السلطات القضائية في بيروت عدم صلاحيتها النظر في هذه القضية بعد ان انتقل الملف برمته الى لاهاي. وكان السيد قد حمل بعنف اكثر من مرة على عدد من كبار المراجع القضائية في لبنان مطالباً بمحاكمتهم متهماً اياهم بالحؤول دون اطلاق سراحه رغم تلقيهم تقارير من رئيس المحكمة الدولية السابق البلجيكي سيرج برامرتز وخلفه القاضي دانيال بيلمار تفيد بصلاحية الجانب اللبناني النظر في قضية الضباط الأربعة ورفع اي تحفظ من قبلها على ابقائهم قيد التوقيف.

وقد أدى الرفض اللبناني لطلب السيد الى لجؤ الأخير الى فرنسا أولاً ثم الى سوريا قبل الوصول الى لاهاي أخيراً.

ففي باريس تمكن السيد من اصدار القضاء الفرنسي مذكرات لاستجواب كل من المدير السابق للمخابرات اللبنانية العقيد جوني عبدو، والقاضي ديتليف ميليس ومساعده غيرهار ليمان بتهمة المشاركة في فبركة شهود الزور. وفي دمشق وانطلاقاً من الاتفاق القضائي المبرم بين لبنان وسوريا والمعدل في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري رفع السيد دعوى امام المحقق الأول فيها متهماً كل من نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وشهود الزور السوريين الثلاثة زهير الصديق الملقب بـ "الشاهد الملك" وهسام هسام وإبراهيم جرجورة الادلاء بشهادات مزورة ضده وتضمنت الدعوى اسماء عدد من الشخصيات اللبنانية بينهم وزيران سابقان ونائب حالي وقيادات أمنية وعسكرية وقضائية ومستشارون واعلاميون. وقد بعث القضاء السوري الى نظيره اللبناني باستنابات يطلب فيه حضور الاشخاص الواردة اسماؤهم في الدعوى للاستماع الى افاداتهم الا ان بيروت ردت هذه الاستنابات الى مصدرها الذي اعاد ارسالها من جديد مؤكداً على طلبه الأول وملوحاً بمحاكمة المدعى عليهم غيابياً بعد ابلاغهم لصقاً على ابواب قصر العدل في سوريا.

واذا كانت دعويا السيد في باريس ودمشق تسيران ببطء فان ما حققه أخيراً في لاهاي يعد انتصاراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مجريات القضية معرض البحث. فبعد مراسلات عدة استمرت أشهراً بين السيد والقاضي بيلمار المعترض على طلب الأول الحصول على المستندات الخاصة بشهود الزور قرر قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانيال فرانسين عقد جلسة خاصة للمحكمة بعد ظهر غد للفصل بين طلب السيد واعتراض بيلمار، حيث من المقرر ان يدلي كل واحد منهما بمطالعة لا تتعدى الوقت المخصص لها وهو ثلاثون دقيقة، وفي تصريح ادلى به اللواء السيد لـ "إيلاف" قبل توجهه الى لاهاي قال ان عدم استجابة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري لمناشدته لهما عرض شكواه أمام المحاكم اللبنانية خدمه وجعله يتوجه الى لاهاي خصوصاً بعد قول الحريري "ان على من يود البحث في قضايا تخص المحكمة الدولية ان يدق رأسه في لاهاي". وأكد السيد انه يعمل بنصيحة الحريري لافتاً الى ان حصوله على الوثائق الخاصة بشهود الزور من شأنه ان يغير الكثير من مجريات الأمور في لبنان بما في ذلك ادانة طاقم سياسي بأكمله.

وإذا ما اخفق في ذلك فهذا دليل على ان التسيس يتحكم في عمل هذه المحكمة التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في وضع محرج سواء تجاوبت مع طلبي أو رفضه.