المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 24 تموز/10

رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية08/18-30

وأرى أن آلامنا في هذه الدنيا لا توازي المجد الذي سيظهر فينا. فالخليقة تنتظر بفارغ الصبر ظهور أبناء الله. وما كان خضوعها للباطل بإرادتها، بل بإرادة الذي أخضعها. ومع ذلك بقي لها الرجاء. أنها هي ذاتها ستتحرر من عبودية الفساد لتشارك أبناء الله في حريتهم ومجدهم. فنحن نعلم أن الخليقة كلها تئن حتى اليوم من مثل أوجاع الولادة. وما هي وحدها، بل نحن الذين لنا باكورة الروح نئن في أعماق نفوسنا منتظرين من الله التبني وافتداء أجسادنا. ففي الرجاء كان خلاصنا. ولكن الرجاء المنظور لا يكون رجاء، وكيف يرجو الإنسان ما ينظره؟

أما إذا كنا نرجو ما لا ننظره، فبالصبر ننتظره. ويجيء الروح أيضا لنجدة ضعفنا. فنحن لا نعرف كيف نصلي كما يجب، ولكن الروح يشفع لنا عند الله بأنات لا توصف. والله الذي يرى ما في القلوب يعرف ما يريده الروح، وكيف أنه يشفع للقديسين بما يوافق مشيئته. ونحن نعلم أن الله يعمل سوية مع الذين يحبونه لخيرهم في كل شيء، أولئك الذين دعاهم حسب قصده.

فالذين سبق فاختارهم، سبق فعينهم ليكونوا على مثال صورة ابنه حتى يكون الابن بكرا لإخوة كثيرين. وهؤلاء الذين سبق فعينهم، دعاهم أيضا، والذين دعاهم بررهم أيضا، والذين بررهم مجدهم أيضا.

 

أبلغ موقفه إلى نصر الله   جنبلاط "يرفع الغطاء" عن نائب في كتلته!

كشفت مصادر مقربة من "حزب الله" ل¯"السياسة", أمس, أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط "رفع الغطاء" عن عضو في "اللقاء الديمقراطي" الذي يرأسه, وأبلغ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله, خلال لقائهما قبل أيام, أنه لم تعد له علاقة سياسية أو تنظيمية بهذا العضو, ولا يمانع ملاحقته أمام القضاء في حال ثبوت أي شيء ضده.

وربطت المصادر بين موقف جنبلاط وبين ما أعلنته المحامية مي الخنسا, القريبة من "حزب الله", الأسبوع الماضي, حيال عزمها على عقد مؤتمر صحافي, خلال الأيام القليلة المقبلة, تكشف خلاله بالوثائق والأدلة ضلوع نائب حالي ووزير سابق, لم تسمه, بالتعامل مع إسرائيل.

 

نصائح إلى الأسد بعدم زيارة لبنان في أجواء الاحتقان وتعبئة شاملة في المناطق المسيحية والسنية بعد تهديدات نصر الله

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

نصحت قيادات اغترابية لبنانية في الولايات المتحدة والبرازيل واستراليا وكندا واوروبا امس الرئيس السوري بشار الاسد ب¯ "عدم زيارة لبنان في اجواء الاحتقان المعبأة ضد سورية وايران وما لم يكن يحمل في جيبه حلولا للمفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سجونه, وفي الجيب الاخر اعترافا سوريا موقعا بلبنانية مزارع شبعا لتقديمه الى الامم المتحدة, وما لم يعتذر للبنانيين عن ارتكابات جيشه خلال عهد الوصاية على لبنان ضد المدنيين والعسكريين ورجال الدين من كل المشارب والطوائف, خصوصا بعد اجتياح قواته المناطق المسيحية واحتلال القصر الرئاسي ووزارة الدفاع وانشاء قبور جماعية في اماكن مختلفة من البلاد".

وحذرت القيادات الاغترابية التي تداعت لعقد اجتماع في واشنطن امس لبحث المخاوف المتزايدة من وقوع فتنة في لبنان يقودها "حزب الله" ضد القرار الظني للمحكمة الدولية المتوقع صدوره قبل نوفمبر المقبل, الرئيس الاسد من ان "اللبنانيين الاحرار لن يعدموا وسيلة للانتقام لشهدائهم وكراماتهم التي انتهكت على ايدي الاف العناصر الجاهلة وشبه الامية من القوات المسلحة السورية التي عاثت في المناطق اللبنانية فسادا وافسادا طوال ثلاثة عقود من الزمن وهي قوات ليست في مستوى الشعب اللبناني ثقافيا وحضاريا وسياسيا".

وسخرت القيادات الاغترابية في بيان ارسلته الى "السياسة" في لندن من دعوة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اول من امس الى "اعادة الضباط اللبنانيين الاربعة (الذين سجنتهم السلطات اللبنانية بطلب من المحققين الدوليين الذين تعاقبوا على لجان التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري طوال اربع سنوات) الى مناصبهم ولو لسنة واحدة ردا للاعتبار" من دون ان يكون على دراية بمحتوى القرار الاتهامي الذي سيصدره مدعي عام المحكمة دانيال بلمار بشأن هؤلاء الضباط استنادا الى شهادات عدد من الشهود الموثوقين".

ونقل البيان عن ممثلي هذه القيادات في اوروبا واميركا اللاتينية والولايات المتحدة والدول الخليجية تأكيدهم ان عشرات الاف الحجوزات الجوية لزيارة لبنان خلال موسم الصيف الراهن قد الغيت بسبب استمرار نصر الله وجماعته في "قصف الدولة وقياداتها السياسية والامنية والعسكرية بتصريحات مجرحة وبلغة مسخة لم تكن موجودة في قاموس التخاطب السياسي اللبناني قبل ظهور هذا الحزب الايراني ومؤيديه من جماعات سورية, ما شكل مخاوف لدى السياح العرب والاجانب وخصوصا اولئك الذين هم من اصل لبناني من انفجار الاوضاع الداخلية في لبنان او وقوع حرب اسرائيلية عليه قبل انتهاء موسم الصيف الراهن".

وقال البيان ان عشرات الالاف من هؤلاء السياح تحولوا الى المغرب وتونس ومصر واسبانيا وشمال فرنسا وبريطانيا وبعض الدول الاوروبية الشرقية بعدما كانوا يستعدون للسفر الى لبنان وذلك وسط دعايات مناوئة لحزب الله من "انه يسيطر على مطار بيروت وعلى الطرقات المؤدية من الى المناطق السياحية وقد يذهبون الى لبنان لكنهم سيعجزون عن مغادرته اذا اندلعت الاحداث الداخلية او الحرب الاقليمية".

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير اعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اول من امس "ان الوضع الامني في لبنان سيكون ساخنا الخريف المقبل" طالبا من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان "التزام الحياد وعدم الانخراط في اي قتال مع اي فئة "لبنانية" بعدما كان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي تنبأ ب¯ "خريف مشتعل في لبنان بعد نشر القرار الظني للمحكمة الدولية".

وفي سياق متصل كشفت اوساط برلمانية لبنانية تزور لندن راهنا النقاب عن ان "هناك تعبئة شاملة في المناطق المسيحية خصوصا والاسلامية في بيروت وصيدا وصور وطرابلس والبقاع الغربي بدأت اثر تهديدات حسن نصر الله برفض المحكمة الدولية التي وصفها ب¯ "المشروع الاسرائيلي" ملوحا بالسابع من مايو جديد اذا تكرر الخامس منه (الغاء الحكومة شبكة اتصالات الحزب ونقل مدير عام مطار بيروت) واثر تحريض ميشال عون له بوجوب "تغيير قواعد اللعبة مع المسيحيين" المناوئين له والذين قال عون انهم "سيقتلونك مرة اخرى يا سماحة السيد".

 

مشددة على اهمية تعيين السفير الجديد بدمشق 

واشنطن : ما زال لدينا قلق بشأن تحركات سورية في المنطقة

لندن- يو بي آي - أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية كاثرين فان دي فيت امس أن واشنطن ما زال لديها قلق بشأن تحركات سورية في المنطقة وان من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون لديها سفير يمثل الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في دمشق لمعالجة هذا القلق .ونوهت بأهمية الدور الذي تلعبه سورية في منطقة الشرق الأوسط, قائلة "إن قرار اعادة سفيرنا إلى دمشق هو مثال ملموس على التزام الرئيس أوباما باستخدام كافة الوسائل لدينا , بما في ذلك الحوار, لمعالجة مخاوفنا". واضافت ان "من مصلحة الولايات المتحدة وجود سفير لها في دمشق , ونحن نشكر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لتصديقها على تعيين فورد , وهو ينتظر الآن موافقة الكونغرس بكامل أعضائه على تعيينه". وقالت فان دي فيت "لا يزال لدينا قلق بشأن تحركات سورية في المنطقة, ونتوقع أن يقوم سفيرنا بمعالجة هذا القلق بعد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه . واكدت ان دمشق "تلعب دوراً هاماَ في منطقة الشرق الأوسط ونأمل أن تمارس حكومتها دوراً بناءً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة". واضافت "نريد أن نرى بوضوح تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط, والذي من شأنه أن يقود إلى احداث تقدم على المسار السوري ¯ الاسرائيلي فضلاً عن المسارات الأخرى". وقالت إن مفاوضات السلام "لا يمكن أن تنجح بدون دعم من دول الجوار, وهناك حاجة إلى تدابير بناء الثقة لطمأنة الدول المجاورة بأن جميع الأطراف جادة في هذا السعي" , مضيفة "أن هدفنا في النتيجة لا يزال التوصل إلى سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط". وكان أوباما عين في فبراير الماضي روبرت فورد سفيراً جديداً لدى دمشق خلفاً للسفيرة مارغريت سكوبي التي سحبها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش من هناك إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير العام 2005 , لكن السفير الجديد لم يحظ حتى الآن على موافقة الكونغرس الأميركي

 

قراءة لـ 14  في كلام نصرالله يوم الخميس

الجمعة 23 تمّوز 2010

كرّر نصر الله في مؤتمره الصحافّي مقولة إنّ القرار الظنيّ (القرار الإتهامي) مكتوب ومعدّ سلفاً وسيصدر قريباً ويتضّمن إتهاماً لعناصر من "حزب الله". لكن نصر الله أضاف هذه المرة أنّ "القرار الظنيّ" يبرئ سوريا والضبّاط الأربعة . طبعاً القرار الإتهامي لا يبّرئ ولا يدين ... بل يتّهم . وطبعاً أيضاً لا نستبق القرار الإتهامّي الفعلي . لكن المضمون السياسي للمؤتمر الصحافي لنصر الله يبدأ من هذه النقطة (نقطة انّ " القرار الظنيّ " المزعوم يبّرئ سوريا) . فإذا جمعنا ما قاله نصر الله أمس إلى ما كان قاله الأسبوع الماضي لجهة أنّ "المحكمة مشروع إسرائيلي"، فمعنى ذلك أنه يقول إنّ  "براءة" سوريا مصدرها إسرائيلي . وهذا من جديد في الخطاب الحزب الإلهي – الإيراني -  تجاه سوريا: الإتهام بـ" الأسرلة"

قال نصر الله إن "القرار الظنيّ" يبّرئ سوريا، ثمّ إنتقل من ذلك للقول إن 14 آذار هي من بّرأ سوريّا! وشن علينا هجوماً تحت عنوان مطالبتنا بإجراء مراجعة نقديّة لمواقفنا من سوريّا.

في تقدير الرسالة أنّ لهجوم نصر الله علينا عدة وظائف. طبعاً هناك وظيفة التعبئة ضدّنا ، وتحريض جمهورنا علينا بفرضّية مفبركة أننّا بّرأنا سوريّا وإنّ سياستنا تجاه سوريّا إنقلبت رأساً على عقب ! وهناك وظيفة تحريض سوريّا ضدّنا في المقابل (تذكير سوريّا بإتهاماتنا ومواقفنا) .وهناك وظيفة محاولة الظهور بمظهر من "يأخذ لسوريّا حقها من 14 آذار" . وهناك وظيفة تذكير سوريّا بـ"أفضاله" (نصر الله) على سوريّا . ومهم أيضاً ملاحظة أنّ وظيفة كلامه عن قرار ظنيّ خالٍ من أيّ إسم سوري هي إعلان الشكّ بأن سوريّا رتبت صفقة ما تجعل "حزب الله" وحيداً في دائرة الإتهام .إن القصد من كل المقدمات السالفة هو التشديد على الجديد بين إيران – "حزب الله" من جهة وسوريا من جهة ثانية. وذلك دون التقليل بداهة من الصراع ضدّنا الذي يمضي "حزب الله" فيه.

السؤال تالياً هو: ما سرّ هذا الجديد؟

كما قلنا مراراً ونؤكد اليوم إن إيران محشورة بفعل العقوبات عليها وتزايدها. ومحشورة لأن المجتمع الدولي الذي يعاقب إيران ويحاصرها ، يريد إستدعاءها إلى التفاوض لاحقاً تحت ضغط "آلام العقوبات والحصار" كي يخضعها لشروطه. بإزاء هذه "الحشرة"، تريد إيران إستخدام "حزب الله" للتوتير، للعب على حافة الهاوية أو الهاوية ذاتها علها تعّدل ظروف التفاوض . فلا تبقى مستدعاة إستدعاء بل تصبح مطلوبة ومرجوّة ...فينسى المجتمع الدولي ّ العقوبات والملف النوويّ لينصرف إلى التشارك معها. إذاً لبنان ضمن خطة شفير الهاوية او الهاوية الإيرانية . بالنسبة إلى سوريّا هناك حسابات مصالح لها مصلحة "الآن" في أن تبدو طرفاً في استقرار لبنان . ولها مصلحة في ان تبدو أكثر تعقلاً .. ثم إن الهاوية بما هي الحرب مع إسرائيل ستشمل سوريّا إذا لم تنتبه. ولذلك تبدو سوريّا الآن عاملةً على شبكة حماية ركناها الأساسيان هما المملكة السعودية عربيّاً وتركيا إقليمياً .

أي انّ سوريا لا تلبي الهاوية الايرانية . السؤال السابق كان: ما سّر الجديد بين إيران – "حزب الله" وسوريّا.

السؤال التالي بعد الجواب عن الأول: كيف نحدّد موقع سوريّا الآن؟ سوريّا حليفة لإيران ولا تريد الفك عنها لكنها تريد الحفاظ على نظامها ومصالحها في المقابل ولا تحتمل التهّور الإيرانّي.أي أنّ سوريّا "كانت" تريد أن تلعب "على الزيح" ، لإستدراج تعاط دولي معها ... لكن إيران تحشرها وتزركها. إذاً ، ان المؤتمر الصحافي لنصر الله أمس هو رسالة إنذار إيرانية لسوريّا بان لا تعزف لوحدها. ولما كانت سوريا إمتنعت كما ذكر عن دعم خطة "حزب الله" تجاه "اليونيفيل" وتجاه التوتير في وجه الحكومة. فقد أخرج الحزب – وإيران – عنوان المملكة الدولية. وفي تقدير الرسالة هنا ان "حزب الله" يفترض أن المحكمة عنوان إبتزازيّ لسوريّا : نخرج معاً أو نغطس معاً!. لا نقول إن نصر الله أعلن الحرب على سوريّا أمس ، لكننا ندعو إلى ملاحظة " الإنذار " و " الإبتزاز ". وبطبيعة الحال، لا نريد ان نصل إلى استنتاج ان مخاوفنا وهواجسنا من "حزب الله" صارت وراءنا.

لكن الانتباه مفيد إلى المعادلات السياسيّة.

 

فرنسا "لا تملك مؤشرات" عن القرار الظنّي.. وتشدد على "استقلالية" المحكمة الخاصة بلبنان

الجمعة 23 تموز 2010/لبنان الآن/أعلنت فرنسا أنّها "لا تملك مؤشرات" عن مضمون القرار الظنّي المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إذ شدد الناطق بإسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو على "ضرورة استقلالية" المحكمة، متجنّبًا التعليق مباشرةً على حديث أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، واكتفى بالقول في مؤتمر صحافي: "لا نودّ التعليق على تصريح هذا الطرف أو ذاك". كما جدّد فاليرو "تمسّك فرنسا بثلاث نقاط تتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان"، لافتاً الى أن "فرنسا تريد كشف كل ملابسات اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الحريري ورفاقه، وتدعم اللبنانيين في رفضهم للإفلات من العقاب، وتدعم عمل المحكمة الخاصة بلبنان"، مشدداً أيضًا على "تمسك فرنسا بضرورة تمكن المحكمة من مواصلة عملها باستقلالية تامة وبهدوء". وردًا على سؤال، رفض فاليرو الحديث عن القرار الظنّي المتوقع صدوره، وجدد القول: "ليس لدينا أي مؤشر حول مضمون الملف والقرار، لأننا نتمسك باستقلالية المحكمة".

 

إســرائيـل تهــدّد باعتـراض السفن اللبنانية المبحرة إلى غزة

كررت إسرائيل، أمس، تحذيراتها للبنان من أنها ستمنع بالقوة وصول أي سفينة تنطلق منه لكسر الحصار على قطاع غزة. وقالت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف، في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومندوب نيجيريا جوي اوغوو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، أن الدولة العبرية «تحتفظ بحقها في استخدام كل الوسائل لمنع هذه السفن من انتهاك الحصار البحري» المفروض على غزة. وأضافت «لا يمكن استبعاد أن تكون هذه السفن تحمل أسلحة أو أشخاصا لديهم نيات عدائية». وطالبت المجتمع الدولي باستخدام نفوذه لمنع السفن من الإبحار من لبنان، معتبرة أن هذا الأمر قد يمنع «أي تصعيد محتمل» في التوتر القائم بين لبنان وإسرائيل. (ا ب، رويترز)

 

حنين دعـــا حزب الله الى مراجعة ذاتية: نصرالله يريد من 14 أذار تأييده سيــاسيا

المركزية- أعلن النائب السابق صلاح حنين أن "المقصود بالكلام الذي وجهه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى قوى 14 اذار هو دعوة الأخيرة الى مراجعة الماضي معه سياسياً، مشيرا في حديث متلفز الى ان "14 آذار حددت اهدافا ولم تعرف كيف تصل اليها كما لم تعرف كيف تعبر لتبني الدولة من خلال شعارها "لبنان اولا". وقال: اذا لم تحدد 14 اذار اهدافها من المفروض ان تصل بالناس الى بر الامان، وهذا الأمر يحتاج الى مراجعة كبيرة"، مشددا على ضرورة "أن يقوم "حزب الله" بالمراجعة نتيجة الحرب الاخيرة في تموز 2006 وتعطيل وسط المدينة وأحداث 7 ايار".

وأكد حنين ان "الوجود السوري مرتبط بالطائف"، موضحا أن "أي تحقيق للمحكمة الدولية لم يسم بل جمع أدلة". ولفت الى أن "القضاء اللبناني سلم ملفاته للمحكمة الدولية التي قررت اخلاء سبيل الضباط الاربعة واتى قاض واستمع واعطى وقته للواء جميل السيد وموضوع اخلاء السبيل ما يزال في الخانة الدولية والمحكمة لم تخطىء بحق الموقوفين".

 

هآرتس: الحريري يخفف من دور حزب الله خوفا من حرب أهلية او من الاغتيـــال!

المركزية - كتبت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية "أنّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، يخفّف من الدور المحتمل لـ"حزب الله" في جريمة اغتيال والده لتفادي حصول حرب أهلية أو أنه يخشى أن يلاقي المصير الذي لقيه والده في حال دعم التحقيق الدولي"، معتبرة أنّ الحريري مقتنع بأن صموده السياسي يتوقف على تأييد حزب الله "ويبدو ذلك أهم بالنسبة اليه من كرامة عائلته". وحسب الصحيفة الاسرائيلية"، فقد كان متوقعاً أن يخصّص الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله معظم أجزاء مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس لنفي تورط حزبه في جريمة اغتيال الحريري الأب لكن ما لم يكن متوقعاً بذات الحجم هو قوله أنّ الحريري الابن هو من أبلغ اليه أنّ المدعي العام الدولي قرّر اتهام عناصر في حزب الله بالتورط في الجريمة". ونسبت "هآرتس" للسيد نصرالله أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغ اليه ان المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار لم يجد أدلة كافية تدين سوريا أو حزب الله كمنظمة بل وجد أدلة الى تورط ثلاثة أو أربعة عناصر من حزب الله فقط. وتوقفت أيضاً عند قوله أنّ الحريري طمأنه أيضاً الى أنه مقتنع بأنّ حزب الله كمنظمة ليس متورطاً في الجريمة".

وكتبت الصحيفة الاسرائيلية: إذا كان ذلك صحيحاً، فهو يدلّ الى أنّ السياسة أسمك من الدم"، موضحة أنّ الكل يعلم الهيكلية المتينة لـ"حزب الله" ومشاركة المسؤولين الكبار فيه في كل القرارات التي تتخذ على الصعيد الميداني. وخلصت إلى أنّ ذلك يعني أن من المستبعد في شكل كبير أن يتورط عناصر من الحزب في حادث من هذا النوع من دون معرفة القيادة الرئيسية في الحزب". ولكنّ الصحيفة أردفت أنّ "الصمود السياسي للرئيس الحريري يتوقف على موافقة حزب الله، وهو أمر يبدو أكثر أهمية بالنسبة اليه من كرامة عائلته". وأشارت "هآرتس" إلى "أنّ الحريري قد يكون توصل الى افتناع بأن في حال دعم التحقيق الدولي، فسيشارك والده الراحل المصير نفسه أو أقله سيدخل البلد في متاهة حرب أهلية بين حزب الله وفريق 14 آذار، وفي هذه الحال، سيكون النصر حليف حزب الله. وبناء على ذلك، أعربت الصحيفة عن اعتقادها أن الحريري يحاول حلّ الأزمة من خلال التمييز بين العناصر غير المنضبطين والحزب كمنظمة".

 

صفير تلقى دعوة الى مؤتمر "المنظمة العالمية لحوار الحضارات" وشـدد على دور لبنان في تقارب الأديان

المركزية- أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان اعمال الخير يجب ان تتم من دون تبجح او منة ،داعيا الى جعل المحبة عنوانا اساسيا لعمل الخير .

استقبل صفير، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وفدا من رابطة "كاريتاس لبنان" - اقاليم الشمال وأعضاء المكاتب برئاسة رئيس "كاريتاس لبنان" الخوري سيمون فضول، في حضور المشرف العام على كاريتاس المطران فرنسيس البيسري والامين العام المحامي فادي ابراهيم ومرشد اقليم طرابلس المونسنيور بطرس جبور.

وألقى الخوري فضول كلمة باسم الوفد شكر فيها "صاحب الغبطة على رعايته لأعمال كاريتاس وتوجيهاته". واكد ان "الرابطة تعمل بهدي التعليم الاجتماعي للكنيسة"، سائلا "بركة صاحب الغبطة للوفد ولما تقوم به كاريتاس على كل الاصعدة في كل المناطق".

ورد البطريرك بكلمة هنأ فيها الرابطة على ما تقوم به، وقال: "اعمال الخير التي تقوم بها كاريتاس في كل المناطق من دون تبجح او منة من احد. ان ما يدفعها اليها هو الايمان ومحبة الخير. واننا نرجو لكم كل توفيق، وندعو الله ان يوفقكم وتعرفون ما يقول الانجيل: "من سقى كأس ماء بارد لأحد اخوتي هؤلاء الصغار فأجره لا يضيع". وأجركم عند الله كبير".

"شفعاء الحمل": ثم استقبل راعي أبرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعادة ترافقه رئيسة مؤسسة جمعية "شفعاء الحمل" في الولايات المتحدة الاميركية الأم نادين براون بصحبة الاخت جاين والمغترب اللبناني جو عساف. وقال المطران سعادة عقب اللقاء: "ان الام نادين طلبت بركة غبطة البطريرك صفير وسألته امكان اقامة مركز للجمعية في لبنان وأبدت تأثرها لعمق الايمان عند أبناء الطائفة المارونية بعدما زارت ديري كفيفان وجربتا والمطرانية المارونية في كفرحي". وخلص:" بارك غبطته الام نادين وتمنى لها التوفيق في رسالتها القائمة على تعاليم الانجيل المقدس".

والتقى البطريرك الماروني وفد فريق العمل الرسولي لمنطقة حدث الجبه الذي يقيم مخيمه السنوي الرسولي الرابع والعشرين في المركز البطريركي القديم في الديمان، في حضور المطران البيسري والمسؤولين عن المخيم.

وألقى الاب فريد صعب كلمة تحدث فيها عن "جوهر العمل الرسولي في منطقة الجبه وعن التنشئة التي يخضع لها عدد وافر من شبيبة المنطقة ما يوفر لهم التسلح بتعاليم الكنيسة والكتاب المقدس قبل الانطلاق الى الرسالة في الرعايا".

ورد البطريرك بكلمة فيها: "نرحب بكم ونسأل الله ان يوفقكم وهذا عمل خير لأنه يجب ان يكون هناك فريق جديد يهتم بالأمور الدينية وبالتنشئة الدينية، وهذا ما تقومون به على ما فهمناه من حضرة الاب الجليل، وانكم تنشرون الايمان بين أهلكم وفي مناطقكم، ونسأل الله ان تكونوا قدوة لغيركم من الناس بالايمان وبالتمسك بعادات آبائكم واجدادكم وهي عادات قيمة جدا. ونسأل لكم البركة من الله".

منظمة "حوار الحضارات": ثم التقى وفدا من "المنظمة العالمية لحوار الحضارات في العالم" ورئيس جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة الدكتور الشيخ مخلص الجدة، ومركزها بيروت. وضم الوفد شخصيات ثقافية وتربوية واعلامية وقدم الى البطريرك صفير مجموعات من الكتب والمحاضرات والابحاث الفلسفية والدينية والاجتماعية والمجلات.

وخلال اللقاء، سلم الشيخ الجدة البطريرك الماروني دعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الذي ستقيمه "المنظمة العالمية لحوار الحضارات في العالم" في بيروت في الرابع من آب المقبل في قصر الاونيسكو.

وقال الجدة بعد اللقاء: "شدد غبطة البطريرك امام الوفد على أهمية حوار الحضارات وتفاعل الاديان وكل ما يحقق السلام ويقرب بين الشعوب ويوفر العدالة والامان والسلام لكل المجتمعات. واشار الى أهمية دور لبنان في مجال التقارب بين الاديان والحضارات والثقافات لكونه البلد الفريد في تجربة التعايش بين مختلف الطوائف والاديان".

واضاف: " نتقدم بالشكر الجزيل الى صاحب الغبطة على الترحاب المفعم بالمحبة والتفاهم المبني على اساس لقاء الاديان كافة وحوارهاـ وان غبطته يعد رمزا شامخا لتعايش الاديان والمذاهب كافة وهي رسالة السماء ألا وهي المحبة، وهو رجل محبة ومودة وحوار".

والتقى البطريرك صفير الدكتور بديع ابو جوده الذي قدم اليه كتابه "ابونا يعقوب الحداد الكبوشي" واعدا بإصدار كتاب جديد "الله يراني" يتحدث فيه عن سيرة الطوباوي الاخ اسطفان نعمة.

"التيار الشيعي الحر": ثم التقى رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن يرافقه نائب رئيس منظمة "ايمان" لحوار الأديان في لندن حنيف العديل. وقال الحاج حسن بعد اللقاء: "غبطة البطريرك مرجعية وطنية نعتبرها حصنا لجميع اللبنانيين وكانت هذه الزيارة لاطلاعه على اجواء جولة وفد منظمة "ايمان" لحوار الحضارات والاديان البريطانية. وتطرقنا في زيارتنا الى الوضع العام في لبنان ولا سيما التهديدات الإسرائيلية التي تجتاح المنطقة والتهديدات الداخلية التي باتت تشكل خطرا على السلم الأهلي وعلى كل اللبنانيين الذين يؤمنون بسيادة الدولة ومشروعها، لأننا نرفض العودة الى ما يحكى عن 7 أيار جديد وإغراق البلد في مشاكل إذا حصل أمر ما في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، من هنا، كانت دعوتنا واضحة وصريحة ان لا خيار أمامنا الا مشروع الدولة ولا يمكن أن نستسلم لقوى الأمر الواقع التي تريد فرض قناعاتها ونظامها وأمنها على المجتمع اللبناني، وهذا أمر مرفوض".

اضاف: "أما بالنسبة الى المحكمة الدولية والقرار الظني، فلا خيار أمامنا الا التسليم بما سيصدر عنها لأنه مطلب حق لمعظم اللبنانيين ولا يحق لأحد أن يتماشى بهذا الأمر من باب تخوين أي فريق في لبنان، ولا نريد الإستمرار في ثقافة التخوين، وندعو الى طرح الأمور في حوار علني ولنرى من يشكل خيانة للوطن؟ هل الذين يقدمون الدم للحفاظ على الوطن أو الذين يرهنون البلد لمشاريع خارجية. كفانا أن نبقى رهينة مشاريع خارجية وبات الأمر لا يطاق وان نكون وقودا لأي مشروع خارجي إيرانيا أم غير ذلك، وأذا اراد احد ان ينفذ مشروعه الخاص، فليس على حساب لبنان فهو ملك لأهله اللبنانيين ولا يحق لأحد التلاعب باستقراره وخصوصا بالعيش المشترك، وفي حال وصلنا الى هذا الأمر فهناك جيش لبناني وقوى أمنية، ونحن مطمئنون الى انهم لن يسمحوا بأي تعد على أي فريق من اللبنانيين. وفي الختام، وجهنا الشكر الى فرع المعلومات الذي يجهد لكشف شبكات التجسس الإسرائيلية، ويكفينا فخرا ان يكون عندنا في لبنان جهاز مثل هذا الجهاز لنعيش، ولو أياما قليلة، مطمئنين في بيوتنا".

ومن زوار الديمان خادم رعية مار روكز ومار شربل في قاع الريم الخوري الياس سلوم.

 

رؤساء الطوائف والاحزاب الارمنية في بعبدا سليمان :لا خلاص للبنان الا بوحدة ابنائــه خاتشريان: التفافنا حول الرئيس واجب وطني

المركزية- اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان لا خلاص للبنان الا بوحدة ابنائه وتفاهمهم ووحدة موقفهم خصوصا في القضايا الوطنية التي تشكل العمود الفقري للاستقرار السياسي والامني في البلاد. كلام الرئيس سليمان جاء امام وفد رؤساء الطوائف والأحزاب الأرمنية الذي زاره اليوم وضم مطران الأرمن الأرثوذكس كيغام خاتشريان، مطران الأرمن الكاثوليك فارطان أشقريان، ممثل الطائفة الإنجيلية القس صوغومون كيلاغيبيان، أمين عام حزب الطاشناق هوفيك ميختاريان، رئيس حزب الهانشاك مارديك جامكوجيان، رئيس حزب الرامغافار أوديس داكيسيان.أكد المطران خاتشريان وحدة الطائفة الأرمنية في الامور الوطنية والتفافها حول رئيس البلاد، لافتاً إلى ان هذا واجب وطني لكل العائلات والطوائف اللبنانية كي تكون جميعاً داعمة له وحاضرة لتأدية الواجب كلما دعت الحاجة.

حردان: وفي اطار لقاءاته مع القيادات السياسية ورؤساء الاحزاب تناول الرئيس سليمان مع رئيس الحزب القومي النائب أسعد حردان التطورات الراهنة على الساحة الداخلية.

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الأمني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.

ثم استقبل رئيس مجموعة محامين من 9 دول أوروبية بيار سيباستيان تيل ورئيس مجموعة محامي المشرق إميل كنعان اللذين وضعاه في صورة التعاون والشراكة القائمة بين المجموعتين والمشاريع التي تدرسها وتحضر ملفاتها القانونية، إضافة إلى تبادل الخبرات.

وفود إغترابية: وزار بعبدا وفد المؤتمر الإغترابي الأول للمجلس المذهبي الدرزي الذي ضمّ ممثلين عن نحو 35 دولة إغترابية ووضع رئيس الجمهورية في أجواء التوصيات الصادرة عنه. وشدد الرئيس سليمان امام الوفد على وحدة الاغتراب التي تمثل رسالة النموذج اللبناني إلى العالم في التلاقي والحوار، داعياً المغتربين إلى توسيع دائرة مؤتمراتهم ومخيماتهم التي تقام في لبنان بما يعكس صورة هذه الرسالة، وإلى إبقاء التواصل قائماً مع وطنهم الأم وزيارته سنوياً لأنه بحاجة إليهم وإلى كفاءاتهم.

كما استقبل وفداً موسعاً من المخيم العاشر للشباب اللبناني المغترب برفقة مدير عام المغتربين هيثم جمعة الذي ألقى كلمة اشار فيها إلى ان هذا الحضور المغترب المتنوع يعكس التجاوب الاغترابي مع دعوات رئيس الجمهورية في خلال زياراته للخارج إلى المغتربين كي يبقوا على تواصل مع الوطن الأم.

 

زهرا: نصرالله طلب من 14 آذار التراجع لا المراجعة

المركزية - اعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا أن "كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، يظهر وكأن الحزب لن يقبل بالمحكمة الدولية"، معربا عن إعتقاده أن "السيد نصرالله لم ير شيئاً إيجابياً من جهة "14 آذار" وتناسى زمن الوصاية السوريّة". وأشار في مداخلة متلفزة إلى أن "السيد نصرالله وضع سلسلة شروط يطلب فيها من "14 آذار"، ليس المراجعة وحسب بل التراجع وهذا كلام غير مقبول بالنسبة إلينا". مضيفا: "هم طالبوا الحكومة في الأمس بوقف عمل المحكمة الدولية في حال استهدفت "حزب الله"، لكننا نشدد كـ"قوات لبنانية" على أننا لن نقبل أن يصدر القرار ويكون ظالما لبعض الأطراف في لبنان". وعن كلام النائب وليد جنبلاط عن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ذكّر زهرا بأن "جنبلاط هو أول من لفت إلى إمكان حدوث إغتيالات"، لافتا الى أن "المطلوب فرط عقد 14 آذار وإبعاد "القوات" عن تيار المستقبل، والهدف ليس فقط عزلنا إنما أيضا عزل رئيس الحكومة". وحيا "الرئيس سعد الحريري وحكمته وقدرته على تحمّل كل ما يصدر عن سوريا حتى الآن، والمعروف أن حلفاء سوريا في لبنان يحققون أهدافها وهم ليسوا حلفاء لها فقط بل لإيران أيضا، إضافة الى أن حلفاء سوريا يتبّرعون بتحقيق أهدافها في لبنان".

 

الأحرار دعا "حزب الله" الى نزع سلاحه ورأى في خطاب نصرالله حالاً إنقلابيـة

المركزية- دعا حزب الوطنيين الأحرار "حزب الله" الى وضع سلاحه في تصرف الدولة وبناء شراكة وطنية على قاعدة المساواة والمسلمات اللبنانية وأخذ على أمينه العام السيد حسن نصرالله نبرته المرتفعة ورأى فيها حالاً انقلابية.

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

توقفنا أمام تصريحات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وندلي بشأنها الملاحظات الآتية:

1 - جاءت تصريحاته مرتفعة النبرة من دون أن تخرج عن إطارها العادي المعروف، من تهويل وتشكيك وتهديد وتخوين، ووفق التقدم المبرمج في خطة القضم ومحاولة تطبيع الأمر الواقع التي ينفذها حزب الله تحت عنوان المقاومة والممانعة.

2 – عكست عمق فكر مطلقها وحزبه وقناعاتهم وفي مقدمها الإزدراء بالدولة والاعتراف بها والتعاطي معها فقط في ما يخدم مصلحة دويلته كشريك مضارب، في انتظار ظروف ملائمة لإعلانه أنه في حلّ منها إذا لم تكن تحت امرته او أقله أداة طيعة في يده.

3 – أثبتت صدقية ما حرصنا دائماً على التحذير منه بالنسبة إلى الحالة الانقلابية التي انطلقت في شكل منهجي بعد حرب صيف 2006، وتوضّحت مع الاعتكاف ثم الاستقالة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي قدمت الغطاء الشرعي لحزب الله في المفاوضات للتوصل إلى وقف النار، وولوج التهدئة مع القرار 1701 الذي أعلن الأخير موافقته غير المشروطة عليه. وتوالت فصولاً مع احتلال وسط بيروت وتطويق السراي بواسطة حزام أمني في شكل معسكر، ثم تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال مجلس النواب وصولاً إلى أحداث 7 أيار التي فرضت تسوية الدوحة. وتصاعدت بعدها الوتيرة مع الالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية، وفرض الثلث المعطل من خلال حكومة الممكن التي أوقعت قسراً في المحظور مع الأحجية الهجينة وقوامها الشعب والجيش والمقاومة كورقة التوت التي تخفي العجز عن مجابهة الحالة الانقلابية القائمة بقوة السلاح وبدعم الحلف الإقليمي.

4 – أثبتت خصوصاً ان ما يفرضه المستقوون بالسلاح من اتفاقات على حساب الثوابت الوطنية والمبادئ الديمقراطية كاتفاق الدوحة، ما هي إلا تسويات ظرفية تسمح بتثبيت ما يكون تم وضع اليد عليه بالقضم وبفرض الرأي والتوجه للانتقال إلى تحقيق هدف جديد. وهذا ما هو حاصل اليوم من جراء الهجوم العشوائي الذي اتخذ تسريبات صحافية على علاقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ذريعة، ليرفع لهجة التهديد فيطيح ما تم التوافق عليه حول طاولة الحوار وما ورد في البيان الوزاري للحكومة الحالية، ويضرب الاستقرار الضامن الأول لنجاح موسم الاصطياف والاستثمار، ويرفع منسوب التوتر والتشنج وكأن المطلوب استفزاز اللبنانيين غير الخاضعين للدويلة ودفعهم إلى حيث لا يريدون.

5 – أوحت باستغلال الأقاويل والأخبار، التي تظل كذلك ما دام القرار لم يصدر بعد، في موضوع القرار الظني واستبقته لضرب صدقية المحكمة بالادعاء انها وليدة مؤامرة إسرائيلية. علماً انه يستحيل استغباء كل الناس بإيهامهم بأن التحقيق المستمر منذ مهمة فايتزجيرالد وبعده ميليس وبراميرتز وبلمار وعشرات المحققين المساعدين من جنسيات متعددة، وصولاً إلى نظام المحكمة وهيئتها بما فيها الدفاع كلهم ينفذون مؤامرة يصعب كشفها إنما يسهل التصويب على المحكمة بادعاء وجود مثل هذه المؤامرة.

6 – أفصحت عن تحسس وعداء مستشري للقوانين والمنظمات الدولية والاكتفاء من العلاقة بها، كما بالنسبة إلى الدولة، بما يخدم المصالح حتى ولو أدى ذلك إلى حماقات كالظهور مظهر المتهم الذي يدل إلى نفسه، رغم الحجج التي قدمها في مؤتمره الصحافي بينما لم يصدر اتهام رسمي موثق بحقه، وانه في حال صدور مثل هذا الاتهام وثبوته بأدلة قاطعة يجب إحقاق الحق ورفع راية العدالة لأنها صنو الحقيقة ومن دونها لا مصالحة تدوم ولا وحدة وطنية تترسخ، وايضاً لان المحكمة والعدالة والحقيقة مطلب السواد الأعظم من اللبنانيين وكل أحرار العالم.

7 – بررت، بربطها بين المحكمة، كمشروع اسرائيلي مزعوم، وكشف المتعاملين مع إسرائيل وتصويرها انكشاف كل لبنان من خلال شبكة الاتصالات الخليوية، الإصرار على الاحتفاظ بشبكات اتصالات الدويلة وسلاحها من جهة، والقيام بأي عمل عسكري قد يفرضه تطور الملف النووي الإيراني من جهة أخرى، ما دامت إسرائيل هي الجامع المشترك في كلتي الحالتين. مع التذكير بمواقف قادة حزب الله من أي اعتداء على ايران وهذا ما يجاهرون علناً به.

8 – وضعت الدولة في موقف حرج يحاول رئيس الجمهورية التخفيف من وطأته بالمشاورات التي يجريها والتي تواكبها اجتماعات أمين عام حزب الله مع حلفائه الذين يعزفون على الوتر نفسه كل على طريقته. وفي هذا السياق نأسف شديد الأسف لما ذهب إليه العماد عون في كلامه عن المسيحيين والمناطق المسيحية والذي سيجعله في موقع المساءلة من قبل كل فرد منهم . لأن الحد الأدنى لهذا الكلام يترجم ضغطا ً لتغيير الاقتناعات قسراً وتحت التهديد والترهيب، أما حده الأقصى فتحريض فاضح على القتل والأذى واستباحة الكرامات، وهذا ما لا يمكن القبول به أو السكوت عنه.

نقول أخيراً للذي يطالب خصومه السياسيين بمراجعة مواقفهم وتغييرها انه لم يكن لقوى 14 آذار يوماً سوى مشروع الدولة الحرة السيدة المستقلة الديمقراطية التعددية التي يحكمها الدستور والقانون، وتستند إلى المؤسسات الشرعية، ولا تقبل شريكاً أو منافساً بمعنى مرجعيتها الحصرية في كل الأمور. وهي تدعو حزب الله إلى وضع سلاحه بتصرف الدولة وبإمرتها وبناء شراكة وطنية حقيقية على قاعدة المساواة واستناداً إلى المسلمات اللبنانية.

 

القوات: لتحرك الدولة ضد تهديدات وهاب

المركزية – لفتت الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية في بيان الى أن "رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب أطلق خلال استقباله وفدا من حزب الله أمس الخميس، تهديدا علنيا وصريحا لأجهزة الدولة الرسمية القضائية والعسكرية، متوعدا إياها بدفع الثمن إن تعاملت مع أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية"، مضيفة: "تستغرب القوات اللبنانية أن يهدد مواطن لبناني دولته ومؤسساتها لا سيما منها القضائية والعسكرية متحديا هيبة وسلطة القانون، وتدعو النيابة العامة التمييزية الى التحرك لأن وهاب ارتبك بكلامه التهديدي والتحريضي هذا جناية واقعة على أمن الدولة الداخلي يعاقب عليها القانون".

 

عن خطابه الأخير حنين يؤكد ضرورة المراجعة للجميع

علوش: لهجة نصرالله ذاتها وتتحدث عن قلب الطاولة

ريما زهار / الجمعة 23 يوليو

تحدثت إيلاف الى كل من النائبين السابقين مصطفى علوش وصلاح حنين حول خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير وسألتهما إن كانت ستقوم قوى 14 آذار بالمراجعة كما دعاها، وإن كانا في حصيلة المناخ القائم يتوقعان فتنًا في المستقبل أو يمكن احتواء الوضع الحالي.

ريما زهار من بيروت: يقول النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لإيلاف ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال كلامًا البارحة اخف اللهجة لكن المضمون لا يزال ذاته، وهو عمليًا من خلال ما قيل ومن خلال المؤتمر الصحافي والاسئلة التي طُرحت، يحمل اللهجة ذاتها التي تتحدث عن قلب الطاولة في حال صدر البيان الاتهامي، وهو يحاول ان يوجه رسالة الى الداخل والخارج.

وردًا على سؤال بان نصرالله دعا قوى 14 آذار/مارس الى المراجعة، فهل انتم بصدد مراجعة كما دعاكم؟ يجيب:"نحن دائمًا في حالة مراجعة لاننا تيار ليبرالي وحر ونعتبر ان المراجعة اليومية هي مسألة أساسية في العمل السياسي، وهذا ما يخالف مبدأ الأحزاب الجامدة التي تحمل إيديولوجيات جامدة تريد أن تخدم فقط هدفها الإيديولوجي، لذلك فنحن دائمًا في مراجعة لمواقفنا.

ولدى سؤاله في حصيلة المناخ القائم هل تتوقع فتنًا في المستقبل ام يمكن احتواء الوضع برأيك؟

يجيب:" المسألة مرتبطة بعدة امور وليس فقط بمسألة القرار الظني، فالمنطقة بأكملها في حالة حراك شديد الخطورة على خلفية الجمود في عملية السلام والملف النووي الايراني من جهة اخرى، خصوصًا بعد العقوبات التي فرضت على إيران، لذلك فإن القضية ليست مرتبطة بموضوع واحد بل بجملة مواضيع قد تؤدي إلى انفجار الوضع او الى التهدئة.

وردًا على سؤال ماذا لو صدر القرار الظني وجاء فيه ما اعلنه نصرالله؟ يجيب: "نحن نسعى لأن نرى بيانًا اتهاميًا معللاً ومبنيًا على وقائع مادية وحسيّة وثابتة، ونحن قبل حزب الله لا نريد ان نرى متهمًا وهو بريء، سوف نأخذ المواقف المناسبة على هذا الأساس، اما ردة الفعل الآخر المتهم او غير المتهم، فهذه مسألة متروكة له، ولا يمكن ان اتكهن في الوقت الحالي ماذا سيكون هناك من ردود.

ولدى سؤاله بين التوصل الى الحقيقة والفتنة برأيك ماذا سيختار رئيس الحكومة سعد الحريري؟ يجيب:" نحن وصلنا الى قناعة بناء لما حصل على مدى 40 عامًا في لبنان وهي ان التغاضي عن الحقيقة ومعاقبة المجرمين لن يؤدي الى الاستقرار في اي وقت من الاوقات، فمنذ الايام الأولى للإغتيالات التي حصلت في لبنان، استمرت الحرب الأهلية واستمر عدم الإستقرار، ونرى ان الوصول الى الحقيقة هو العنصر الأساسي للإستقرار.

اما هل هناك من لقاء مرتقب بين نصرالله والحريري؟ يجيب :"قد يكون هناك شيء يحضر ولكنني لا املك المعلومات عن الموضوع.

حنين

بدوره تحدث النائب السابق الدكتور صلاح حنين واعتبر ان خطاب نصرالله بالامس كان هادئًا ولم يكن هناك من نبرة تحد، ولكن كان هناك دعوة للمراجعة لقوى 14 آذار/مارس، ودعاهم الا يدخلوا الى مشاريع اكبر من البلد، وهذه الدعوة يجب ان تكون لقوى 14 آذار و8 آذار/مارس ايضًا، حيث عليها ايضًا ان تراجع ما جرى في 7 آيار/مايو وحرب تموز/يوليو، وللاعتصام في ساحة الحرية، وعندما يتحدث عن مشروع 14 آذار عليه ايضًا ان يتحدث عن مشروع حزب الله الذي هو ايضًا كبير واكبر من لبنان.

ويضيف: "اللهجة كانت هادئة والطرح ايضًا وكان يحاول ان يكون غير حاد، بالشكل وبالمضمون ايضًا كنت اتمنى ان ما ينصح به قوى 14 آذار ان ينصح به نفسه.

اما هل يتوقع فتنًا في المستقبل؟ يجيب: "التوقع صعب ولكن ما اقوله في موضوع المحكمة الدولية المرتبط بهذا السؤال، المفروض ان نعطي ثقتنا للمحكمة لانه لا بديل عنها ولا يمكن ان نخضع للجريمة وان تكون بأي رقابة وحساب، ويقع ذلك ضمن النظام الديمقراطي.

ولا يمكن القول ان المحكمة الدولية مسيسية، لانها تحتوي على اكثر من 150 شخصًا في إدارتها، والقضاة فيها على نزاهة عالية، وفيها مكتب الدفاع وادلة كلها ستظهر، وهناك الاتهام والمدعي العام والمحامون.

والقرار الظني سيكون ناتجًا عن كل هذه الامور، وبرأيه يجب ان نثق بالمحكمة وهي ستقول كلمتها.

 

الراعي التقى مجلس الاساقفة الكاثوليك لبريطانيا: ما يحاك وراء الكواليس يشكل خطرا على التوازن الديموغرافي

 وكالات/أكد المطران بشارة الراعي ان "لا أحد يعارض" الواقع الانساني للفلسطينيين، لافتاً إلى تداخل السياسة ومصالح الدول بامتياز في هذه المسألة، وإلى ما يحاك من وراء الكواليس على حساب لبنان، "ما يشكل خطرا على التوازن الديموغرافي والطائفي لهذا البلد الصغير". وأمام وفد من مجلس الاساقفة الكاثوليك للمملكة المتحدة البريطانية، زار دار مطرانية جبيل في عمشيت، تحضيرا للسينودس الخاص بالشرق الاوسط الذي سيعقد في الفاتيكان في تشرين الاول المقبل، لمساعدة ومساندة لبنان وكنيسته امام الرأي العام والمسؤولين السياسيين الدوليين لا سيما امام الكنيستين في بريطانيا والاتحاد الاوروبي، تطرق الراعي الى "الحضور المسيحي وما تقوم به الكنيسة الكاثوليكية في لبنان تحضيرا للسينودس، ولا سيما مع سائر الكنائس في المنطقة وعلاقة الكنيسة الكاثوليكية مع بقية الكنائس الاخرى، وبالتالي الحوار بين الاديان والثمار المرجوة منه على صعيد الاحترام المتبادل وحرية التعبير وممارسة الشعائر الدينية بحرية"، مثنيا على "المبادرة في احياء عيد البشارة واعتباره عيدا وطنيا مشتركا بين المسيحيين والمسلمين". وختم الراعي مشددا على ان "لبنان يحصد نتيجة السياسات الخارجية على ارضه"، مشيرا الى ان الحضور المسيحي في الشرق مهم جدا ليبقى علامة مميزة في المنطقة."

 

سياسة عون تساهم بتنفيذ مشروع حزب الله المطروح منذ العام 1985"

شمعون: المحكمة الدولية بعيدة عن الشبهات.. وانفعال "حزب الله" تجاهها ينطبق عليه المثل القائل "اللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو"

كريستينا شطح، الجمعة 23 تموز 2010

أعرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون عن ثقته بأنّ "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتمتع بنزاهة عالية، نظراً لكون القيّمين عليها من مختلف دول العالم وبعيدين كل البعد عن الشبهات والتدخلات والوساطات على الطريقة اللبنانية".

شمعون وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” رأى أنّ "الانفعال المبكّر لدى حزب الله تجاه المحكمة الدولية ينطبق عليه المثل القائل: "اللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو"، إذ إنه انفعال يشير إلى تخوف مسبق من نتائج هذه المحكمة"، متسائلاً في المقابل عن موجب هذا الانفعال "طالما أنّ حزب الله يؤكد أنه ليس ضالعاً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟".

وفي سياق متصل اعتبر شمعون أن "اتفاقية مارمخايل (وثيقة التفاهم) الموقعة بين التيار الوطني الحر وحزب الله عززت موقع "حزب الله" ودوره كحزب مسلح، وليست حادثة 7 أيار سوى دليل على ذلك حيث استعمل سلاح المقاومة في الداخل ففرض "حزب الله" نفسه على اللبنانيين بالقوة، وكان الجنرال ميشال عون من أوائل المصفقين لهذا النهج مع احترامي لفلسفته العسكرية"، منبهًا عون إلى أنه "يخطىء كثيراً لأنه من خلال سياسته هذه يساهم في تنفيذ مشروع "حزب الله" المطروح منذ العام 1985 والهادف الى إقامة جمهورية إسلامية في لبنان".

 

الجميل: لن نسمح لنصرالله التصرف بالبلد  

٢٣ تموز ٢٠١٠

ردّ عضو كتلة حزب الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميّل على كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واكد في مداخلة عبر MTV ان خيارات قوى الرابع عشر من آذار لبنانية بامتياز وركيزتها "لبنان اولا". وقال:"ان نصرالله يطالب بمراجعة خطابنا لانه غير راض عنه ويطالب بخطاب سوريا اولا او ايران اولا وهذا شيء مرفوض وغير مقبول كليا ".

واعتبر الجميل ان حزب الله يحاول بعد خروج سوريا من لبنان في العام 2005 ان يلعب دور الوصاية السورية التي كانت سائدة في الماضي .

ولاحظ انّ السيد حسن نصرالله يطالب قوى 14 آذار بالاعتذار لانها لا تسير بخطه ولانها تقفل له الطريق امام مخططه علما ان حزب الله موضوع في موقع ليس جيدا بالنسبة له ويحاول قلب الآية اي بدل ان يكون في موقع الدفاع يصر على ان يكون في موقع الهجوم. وأشار الجميل إلى أن أي حزب سياسي أو حركة سياسية أو تجمع سياسي بحاجة لإعادة نظر أو إلى نوع من التشاور في استراتجيته السياسية ليرى ماذا حقق وماذا يجب أن يحقق في المستقبل، لافتا إلى "أنه في حزب الكتائب طالبنا بإعادة النظر بكل ما حققناه، وما يجب تحقيقه. وقال:" كان على 14 أذار الإجتماع ببيعضها البعض للتشاور في كل الأمور التي حصلت مؤخرا منها إقتراحات القوانين في موضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين، وخطاب السيد حسن نصر الله ، وكان من المفترض أن تجتمع طاولة البريستول لتقييم الوضع والإستراتجية المعتمدة في المستقبل." وعن كلام السيد حسن نصر الله في الأمس، قال الجميل:" كلام السيد نصر الله أتى بلغة التهديد، ولن نسمح له بتخريب البلد، مثل ما فعل في تموز 2006 والحرب الداخلية عام 2008، اللتيين أدتا إلى خراب الإقتصاد والثقة بين اللبنانين."  وختم :" لن نقبل أن يتحول أي قرار دولي إلى فتنة داخلية، وأي جهة معينة قامت بعملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عليها تحمل المسؤولية، فنحن نريد الحقيقة مهما كانت" .

 

انزعاج ايراني - حزب الهي من "التحولات السورية" ...والحريري لن يُضحي بـ "دماء الشهداء" 

٢٣ تموز ٢٠١٠

تتساءل اوساط مطلعة ما اذا كان التصعيد الذي اطلقه السيد حسن نصرالله منذ اسبوع هدفه المحكمة الخاصة بلبنان والقرار الاتهامي المرتقب ان يصدر عنها او ان سوريا هي المقصودة بذلك من خلال رسالة ايرانية بالغة الدقة والحساسية والتعبير.

وتشير الاوساط في حديث الى موقع "14 آذار" الإلكتروني، انه بات مسلماً به ان المحكمة ستصدر هذا التقرير في غضون الاسابيع او الاشهر المقبلة والى انها اصبحت العنوان الذي يصوب اليه السيد نصرالله والسقف الذي سيتم استخدامه للمعركة المتوقعة في الامد المنظور.

وتستغرب الاوساط ان يكون نصرالله قد فتح النار بقوة على المحكمة مما جعل المراقبين يزدادون شكاً في ان يكون المتهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري على علاقة بحزب الله مع ان لا احد يعرف ما سيرد في التقريرالاتهامي.

غير ان الاوساط تتوقف عند عوامل عدة تترك تداعياتها على الساحتين اللبنانية والاقليمية في آن معاً في طليعتها ان ايران تتجه يوماً بعد آخر الى التصعيد وانسداد افق التسوية بينها وبين المجتمع الدولي وصولاً الى المواجهة المحتملة وعنوانها الملف النووي.

وتعتبر الاوساط في هذا الاطار ان تقاطع المصالح استراتيجي بين ايران واسرائيل اللتين تبحثان عن مبرر للهروب الى الامام من اي التزام بما تتم مطالبتهما في الملفات المأزومة التي تطرح على مختلف الصعد.

من هنا تضيف الاوساط فان الايرانيين والاسرائيليين يذهبون ناحية تعقيد الامور والتصعيد خصوصاً وان دخول تركيا على مسرح المنطقة لاعباً بارزاً في الصراع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية قد احرج تل ابيب وسحب من طهران ورقة وعناوين براقة كانت تستطيع ان تستغلها الى ابعد الحدود مع الاطراف كافة.

وتعتبر ان الاوساط ان مشهداً مخالفاً بدا في الصورة التي التقطت للرئيس الاسد مع الرئيس الحريري ووزير خارجية تركيا في دمشق عن صورة اجتماع الاسد والرئيس الايراني والسيد نصرالله منذ اقل من عام تقريباً.

وتقول الاوساط المذكورة ان حزب الله يراقب عن كثب طبيعة التحولات التي راحت تطبع السياسات السورية في الاشهر الاخيرة بعدما تأكدت دمشق من ان الانفتاح على الغرب والدول العربية المعتدلة نتيجته جني الكثير من الفوائد الا ان لكل شيء ثمنه وهو ما لا يتم الا بموجب اجندة واضحة على قاعدة خذ واعط وكانت من الدلائل ان الغرب اوقف حواره مع السوريين عندما اوقفوا الاندفاعة ناحية الاستجابة للمطالب المرفوعة اليهم.

بالتالي تتابع الاوساط فان سوريا باشرت التحول فهي قد اعطت على المستويين العربي والاقليمي وبدأت النتائج تظهر في العلاقة مع الحكومة اللبنانية اذ للمرة الاولى اطلق نقاش حول الملفات المتعلقة بالاتفاقيات الثنائية وحصر التعاطي بين البلدين بالمسؤولين الرسميين الحكوميين مما يقدم صورة مغايرة عن تجارب السنوات الماضية مع ان الجميع يدركون ان الصعوبات كبيرة جداً وان لا مقدرة على تلمس حقيقة النوايا الا بالممارسة.

وترى الاوساط ان سوريا بعثت برسالة بليغة في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان من خلال تاكيدها ان اي مسؤول سوري يثبت تورطه باغتيال الرئيس الحريري سيحاكم امام القضاء السوري ووفق القوانين السورية الامر الذي يعني ان دمشق تعترف بوجود المحكمة بحدود معينة وهي ستتعامل معها بواقعية على الطريقة السورية وانها لن ترفض اي تقرير اتهامي سيصدر عن المدعي العام دانيال بلمار.

وتشير الاوساط الى ان مصادر مصرية رفيعة اكدت اخيراً ان سوريا اظهرت وللمرة الاولى رغبة في التحول والتعامل مع التطورات بواقعية ومرونة اكبر من الماضي.

اما حزب الله فقد تعامل مع المحكمة باسلوب عدائي ينبع من التخوين التام مما يعكس خلفية خطيرة دفعت بالمراقبين الى اعطاء موقف السيد نصرالله في هذا الاطار بعداً ابعد بكثير من موضوع المحكمة ليصل الى عمق المسألة المطروحة اقليمياً التي تقوم على التحول السوري وعدم الارتياح الايراني ومن قبل الحزب لكل ذلك.

وتعتبر الاوساط المذكورة ان حزب الله لم يعد مرتاحاً الى الاداء السوري والى حقيقة النوايا التي تعتمدها دمشق منذ بضعة اشهر بعضها معلن وبعضها الآخر لا يزال قيد التداول والدراسة او الكتمان.

ولا تستبعد الاوساط المذكورة ان يكون السيد نصرالله قد استقبل حلفاءه وحلفاء سوريا وعلى رأسهم العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه لا لسبب الا ليؤكد لهم ان المقاومة مستمرة الى نهاية المطاف في معركتها والاهم ليستفسر منهم ما سيكون عليه موقفهم في هذه الحالة وقد يكون يغمز من قناة دمشق ليتلمس حقيقة التوجهات السورية في هذا المجال او ذاك.

وتشير الاوساط الى ان ايران وحزب الله يريان بام عيونهما ان آفاقاً جديدة فتحت امام سوريا سياسية واقتصادية ودبلوماسية وامنية من خلال العلاقات مع تركيا والسعودية وما ستجنيه سوريا اذا ما انفتحت اكثر على الدول العربية والغربية وتجاوبت بجد مع المطالب والتوجهات الدولية على مستويي لبنان والمنطقة.

وتؤكد الاوساط ان سوريا باتت امام واقع جديد يفرض عليها التعامل بواقعية مع التطورات فايران تتجه الى الصدام وجارتاها الكبيرتان هما تركيا والسعودية وهما اقرب من ايران كيف اذا كانت السياسات ستفضي الى تبدلات وتفتح آفاقاً عريضة ومديدة على مخلف الصعد.

وتقول الاوساط ان نصرالله يصعد ليبعث برسائل ايرانية الى دمشق والى المجتمع الدولي اضافة الى ان حزب الله يريد ان يقطع الشك باليقين لناحية ان التيقن المطلق من انه سيد الساحة في لبنان ومن يقرر رسمياً وفعلياً عن كل اللبنانيين ساعة يشاء اما المحكمة فهي تبقى العنوان الذي يستخدم للمعركة.

وتؤكد الاوساط ان نصرالله يهدف ايضاً الى فرض امر واقع بسرعة مما يرجح ان يتجه حزب الله الى تنفيذ خطته الانقلابية سريعاً اي في غضون اسابيع.

وترى الاوساط ان حزب الله لا يحتاج الى القيام بتحركات ميدانية وهو قادر ان يسقط الحكومة وان يفرض تشكيل حكومة اخرى موالية له برئاسة شخصية سنية مقربة منه وهي ستكون على استعداد لتعطيه كل ما يريد الامر الذي سيدفع بالرئيس سعد الحريري الى الاستقالة والى حوض المواجهة على طريقته التي تمتاز بالهدوء والانفتاح وعدم الاستعجال مع الثبات والقوة والتوازن وعدم التنازل ورفض الاتبزاز.

وفي مطلق الاحوال تميل الاوساط الى احتمال ان يسرع حزب الله في انقلابه والى ان قوى 14 آذار ستواجه ذلك بقوة وباساليب ديمقراطية ومدنية وسلمية كان تنظم تحركات شعبية ومدنية تحت عنوان رفض اسقاط المحكمة الخاصة بلبنان والدولة والمؤسسات.

ويدور الجدال حول ما اذا كان الحزب سيكتفي باسقاط الحكومة باسلوب سياسي ضاغط او انه سيستخدم السلاح ويلجأ الى الميدان سواء في العاصمة ام في مناطق اخرى.

وتؤكد الاوساط ان الرئيس سعد الحريري سيسلك سلوكاً يحافظ فيه على كل ما يراه ملائماً لصون مصالح لبنان العليا من دون ان يفرص بالسيادة والاستقلال اوان يتنازل عن الدولة والقانون وعلاقات لبنان مع كل الاشقاء والاصدقاء او ان يقر بالواقع المرفوض او ان يضحي بدماء الشهداء.

وتشير الاوساط الى ان تيار المستقبل يتجه الى ابراز كل هذه التوجهات بدءاً من مؤتمره العام غداً السبت حيث سيستلم الصقور اذا جاز التعبير مراكز قيادية في طليعتهم احتمال انتخاب الرئيس فؤاد السنيوره اميناً عاماً للتيار واحمد الحريري نائباً له.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 ماروني عبر أخبار المستقبل: السيد نصر الله كان محامياً غير ناجح بالأمس، حاول الدفاع عن المعارضة السابقة وكأننا نحن المخطؤون منذ عام 2005 وهم على صواب، والمشكلة هي في عدم صدور القرار الظني وليس العكس

علّق الوزير السابق النائب ايلي ماروني على المؤتمر الصحافي الذي عقده أمين عام حزب الله بالأمس، لافتاً الى انها قراءة شخصية وليست حزبية "لان المؤتمر عُقد ليلاً ولم نلتق في الحزب بعد". وقال "كان السيد نصر الله بالأمس محامياً غير ناجحاً عن قضية لم نتمكن حتى الان من معرفة القتلى، فمن الذي قتل القيادات في ثورة الأرز ولماذا كانوا من لون سياسي واحد؟"

ماروني وفي اتصال لكلام بيروت عبر أخبار المستقبل، لفت الى ان السيد نصر الله حاول بالأمس الدفاع عن المعارضة السابقة والعماد عون والأطراف الأخرى "وكأننا نحن المخطئون منذ عام 2005 وهم كلهم على صواب".

وعلّق ماروني على سؤال السيد نصر الله "الى اين أخذت قوى 14 اذار البلد؟، فرد عليه "نحن أخذناه الى الحرية والاستقلال والى التحرر من الاحتلال و"الوصاية السورية" على لبنان"، مشيراً الى ان أحداً لا يستطيع إبعاد قوى 14 اذار عن بعضها البعض في ما يتعلق بالأمور الوطنية العريضة.

ولفت الى ان أمين عام حزب الله قد اعترف سابقاً بوجود عناصر غير منضبطة في الحزب "لكنه قال انه لن يسلّم أحداً".

وتابع قائلاً "لقد حاول السيد نصر الله وضع اللوم على جمهور 14 اذار رغم ان هذا الأخير هو الذي نزل الى الساحة وطالب بالحرية، وبالتالي يجب تهنئته على صموده"، مضيفاً "هو يحمّلنا المسؤولية بدل البحث معنا عن الحقيقة" معتبراً ان المشكلة تكبر في لبنان اذا لم نتمكن من معرفة من قتل القيادات.

وأكد ان المشكلة ستكون بعدم صدور القرار الظني وليس بالعكس، مشيراً الى ان المحكمة الدولية تابعة للأمم المتحدة "وهي لن تسمح بعدم صدور القرار الاتهامي".

واشار ماروني الى ان سوريا جسمها لبّيس، آملاً من السيد نصر الله عدم نسيان الانتهاكات السورية لحقوق الانسان في لبنان "اذ ان الجميع دفع ثمن هذه الانتهاكات ومن هنا أتى الاتهام السياسي لسوريا".

استغرب ماروني لماذا أتت الاتهامات على القرار الظني قبل صدوره، مشدداً على وجوب ان يقدّر السيد نصر الله جهود الرئيس الحريري والوفد الوزاري الذين تعالوا عن جروحهم وذهبوا الى سوريا كمحاولوة دؤوبة لبناء علاقات لبنانية سورية مبنية على الاحترام المتبادل"، معتبراً ان "نصر الله ظهر بالأمس وكأنه يوعي جراحاً بين اللبنانيين والسوريين ما كان بمثابة إشارة لعدم رضاه على العلاقة اللبنانية السورية".

 

شبكة الأمان اللبنانية – السورية

الجمعة, 23 يوليو 2010

وليد شقير/الحياة

دخلت العلاقة اللبنانية – السورية مرحلة الجدية في صوغ مستقبل التعاون بين البلدين، وفي رسم موقعهما المشترك في الإطار الإقليمي الواسع، إضافة الى صوغ طبيعة العلاقة الثنائية الخاصة، مع كل تعقيداتها التاريخية والجغرافية وموروثاتها السلبية والإيجابية على السواء.

أوحت الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدمشق ودسامة المواضيع التي تناولتها، وتوسع اللقاءات التي تخللتها لتشمل اجتماع الحريري الى الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، بأن ما ينتظر البلدين من تحديات وصعوبات على الصعيد الإقليمي يحتاج من كل منهما أن يتعاطى مع الآخر على أنهما ساحة إقليمية واحدة، فيتأثر كل منهما بالتعقيدات المطروحة على الآخر.

والأرجح أن مرحلة الاختبار التي مرت بها عملية استعادة العلاقة بين البلدين منذ زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان دمشق صيف 2008 ثم زيارة الحريري الأولى آخر العام الماضي أتاحت لكل منهما حسم التوجه نحو إرساء العلاقة الثنائية على أسس جديدة مبنية في الدرجة الأولى على شبكة المصالح بعد أن تمرّن كل منهما على التخفف من أثقال الماضي. وقد تحتاج قيادتا البلدين الى المزيد من التمرين على نمط جديد من التعاطي الثنائي، على رغم أنهما قطعتا شوطاً لا بأس به في التعلّم من الماضي، لكن التأسيس لنهج جديد بات يسمح لكل منهما الاستناد إليه للتفرغ لاستحقاقات مصيرية إقليمية تقض مضجعهما.

وإذا كانت دمشق تضطلع في هذه المرحلة بدور سياسي محوري على الصعيد الإقليمي في ما يخص معالجة أزمة تأليف الحكومة في العراق فلأنها تتمتع بعلاقة متعددة الأطراف مع دول معنية بهذه الأزمة، تبدأ من إيران، وتمرّ بالمملكة العربية السعودية ولا تنتهي بتركيا بل تتعداها الى الدول الكبرى المهتمة بما ستؤول إليه الحال في بلاد الرافدين. ولا حاجة للتذكير بدور سورية على الصعيد الفلسطيني والحاجة إليها في تحقيق المصالحة الفلسطينية... الخ. وهي كلها أوراق تسعى القيادة السورية الى توظيفها في سياق الانفتاح الغربي عليها.

إلا أن هذه الأدوار كلها، التي تثبّت موقع دمشق المحوري على الصعيد الإقليمي، تبقى ناقصة من دون الارتقاء بعلاقتها الثنائية الطبيعية مع لبنان الى توافق على مواجهة تحديات إقليمية قد يقود الفشل فيها الى إفقاد بعض أدوارها الإقليمية الأخرى فعاليتها، ومثلما احتاج لبنان الى المصالحة مع سورية من أجل العودة الى حد أدنى من الاستقرار الذي افتقده البلد منذ صيف 2004، فإن استقرار لبنان بات حاجة الى سورية كي تحافظ على دورها المحوري الإقليمي، لأن شظايا أضرار تهديد الاستقرار فيه ستصيبها بهذه الطريقة أو تلك. وعليه، فإن تداعيات حرب إسرائيلية على لبنان و «حزب الله» فيه لن تكون سورية بمنأى عنها. وهي، مثل حليفها «حزب الله»، تستعد لمواجهة هذا الاحتمال، لكنها تريد إبعاده لئلا يطيح بما حققته من إنجازات في عملية امتلاكها الأوراق.

وإذا كانت مواجهة تقويض الاستقرار عبر الحرب هي التحدي الأول، فإن التحدي الثاني يكمن في مواجهة التكهنات والمخاوف من تداعيات صدور قرار ظني عن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يتهم أفراداً من «حزب الله»، على الوضع اللبناني الداخلي في شكل يقود الى فتنة تطيح بالاستقرار، هذا فضلاً عن احتمال أن يصيب هذا القرار سورية بطريقة أو بأخرى.

وفي وقت تسعى إسرائيل الى حماية نفسها في الحرب عبر «القبة الحديدية» لاعتراض صواريخ «حزب الله»، الذي يتّكل بدوره على قوته الصاروخية رادعاً لخيار الحرب الإسرائيلية، فإن دمشق ومعها لبنان، يتكلان على شبكة العلاقات الإقليمية والدولية لضمان الأمان من الحرب. وثمة من يعتقد أن رقعة المساحة الإقليمية والدولية المشتركة التي يقف عليها لبنان وسورية تتيح لهما المراهنة على الإفادة منها كشبكة أمان لإبعاد شبح الحرب وتداعيات قرار المحكمة الدولية. حتى الجزء الرمادي من هذه الرقعة يمكن لكل منهما أن يفيد الآخر فيها بحسب اختلاف موقعه. فالأسد والحريري لعبا دوراً أساسياً في تطوير وتحسين علاقاتهما مع روسيا وتركيا. ومقابل علاقة لبنان الجيدة مع أوروبا فإن انفتاح الأخيرة على دمشق لا يقل أهمية. ومع حرص أميركا على دعم لبنان في مواجهة النفوذ الإيراني فإن حوار سورية مع واشنطن يتقدم باضطراد على رغم العثرات، وإذا كانت علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية خاصة ومميزة فإن علاقة دمشق بالرياض تغوص في تنسيق متواصل وعميق حول اليمن والعراق ومصر. وبينما يستمر التحالف الاستراتيجي بين سورية وإيران فإن لبنان يتهيأ لانفتاح جديد على الأخيرة. ولكل من هذه الدول دوره في علاقته مع أحد طرفي الثنائي اللبناني – السوري يلعبه في مواجهة تحدي الحرب وتداعيات المحكمة. فبعضها أقدر على ثني إسرائيل عن الحرب، وبعضها أقدر على معالجة تداعيات المحكمة.

 

حسن نصرالله واضح في ما يريده...

خيرالله خيرالله /ايلاف

GMT 12:35:00 2010 الجمعة 23 يوليو

 من يستمع هذه الايام الى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي تحدث مرتين في اقل من اسبوع عن المحكمة الدولية، يكتشف ان الرجل واضح في ما يريد، خصوصا انه يعتبر ان القرار الظني في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري صدر... قبل ان يصدر. فحوى القرار، من وجهة نظر الامين العام للحزب، ان لا علاقة للنظام السوري بجريمة اغتيال الرئيس الحريري وان الاتجاه الى توجيه اتهامات الى عناصر من "حزب الله". وهذا امر لا يمكن القبول به. من قال ان لا علاقة من بعيد او قريب لعناصر سورية ما بالجريمة؟ لماذا هذا الاستباق لنتائج التحقيق والسعي في الوقت ذاته، عبر سؤال غير بريء، الى تمرير رسالة تتضمن دعوة الى التعاطي مع "حزب الله" بالطريقة نفسها التي جرى التعاطي بها مع النظام في سوريا، اي ان ما ينطبق على النظام السوري يجب ان ينطبق ايضا على "حزب الله"؟

قبل الانتقال الى تحديد ما يريده نصرالله، لا بدّ من الاشارة الى ان مداخلتيه الأخيرتين حفلتا بالتهديدات المبطنة الى اللبنانيين مشيدا بالتحول الذي قام به الزعيم الدرزي السيد وليد جنبلاط الذي خرج من صفوف الرابع عشر من آذار واستسلم لـ"حزب الله" ولسوريا. يبدو مطلوبا من اللبنانيين الآخرين ان يحذوا حذو جنبلاط الذي يمكن تفهم مواقفه، من دون فهم طريقة تصرفه التي تتسم بمقدار كبير من العشوائية والاستخفاف بالآخر، وذلك في ضوء ما تعرضت له طائفته الصغيرة على يد ميليشيا "حزب الله" في مطلع ايار- مايو من العام 2008. بالنسبة الى الزعيم الدرزي، الذي كان الى ما قبل فترة قصيرة زعيما وطنيا، الاولوية هي لحماية الطائفة مهما بلغ الثمن السياسي والمعنوي. لا هاجس لدى وليد جنبلاط سوى ان لا يكتب التاريخ يوما ان الدروز هُجروا من جبل لبنان في ايام وليد كمال جنبلاط.

بالنسبة الى حسن نصرالله، يمثل وليد جنبلاط المثل الاعلى الذي يفترض بالطوائف اللبنانية الاخرى السير على خطاه. ربما على السيّد نصرالله ان يعيد حساباته في هذا المجال لسبب واحد على الاقل. في اساس هذا  السبب ان السنّة في لبنان ليسوا طائفة صغيرة خائفة على مستقبلها مثل الدروز. وذلك ليس عائدا الى ان عدد ابناء الطائفة يتساوى مع عدد ابناء الطائفة الشيعية، وربما يزيد عنه، فحسب. بل انه عائد ايضا الى الانتشار السني في لبنان، خصوصا في المدن الكبرى واقليم الخروب في الشوف وعكّار في الشمال.

كذلك، يفترض في الامين العام لـ"حزب الله" ان يأخذ في الاعتبار ايضا ان المسيحيين في لبنان ليسوا على شاكلة النائب ميشال عون الذي ليس في نهاية المطاف سوى اداة لا تريد ان تتعلم من دروس الماضي القريب. اهم هذه الدروس ان كل سلاح خارج سلاح سلطة الشرعية اللبنانية، اكان فلسطينيا او ايرانيا او سوريا... او لبنانيا، ليس سوى سلاح في خدمة اسرائيل. لا لشيء سوى لأنّ مثل هذا السلاح يصب في خدمة ضرب مؤسسات الدولة اللبنانية التي يمكن ان تسهل عملية بناء سياسة واقعية وعاقلة في الاطار العربي، تحظى باجماع كل الطوائف والمناطق والفئات الاجتماعية، سياسة تحافظ على مصالح لبنان واللبنانيين ومستقبل ابنائهم في وجه اي اطماع ايا يكن مصدرها.

هذا ما يفسر اشادة حسن نصرالله بميشال عون الذي هجّر، عندما كان في قصر بعبدا بين العامين 1988 و1990 اكبر عدد ممكن من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم، من لبنان. كل ما يفعله ميشال عون حاليا، هو متابعة التحريض على مؤسسات الدولة اللبنانية تعبيرا عن احقاد قديمة لضابط احترف الفشل لم ينتصر في اي معركة في حياته باستثناء تلك المعركة التي يشنها على مؤسسات الدولة اللبنانية بهدف اضعافها.

ولكن ما الذي يريده الامين العام لـ"حزب الله" في نهاية المطاف؟ من يتمعن في مداخلتيه الاخيرتين يكتشف ان همه الاول يتمثل في اجبار الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها على التبرؤ من المحكمة الدولية واتهام اسرائيل بجريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وبالجرائم الاخرى التي تلتها والتي لم يأت السيد حسن على اي ذكر لها، علما انها استهدفت اشرف اللبنانيين العرب.

 من يدعو شعب الرابع عشر من آذار الى الانقلاب على قياداته انما لا يعرف ان المواطن اللبناني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب افضل من قياداته وهو متقدم عليها من ناحية استيعاب الخطورة التي يشكلها سلاح "حزب الله" على مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى ثقافة الحياة في لبنان. وهذا الامر لا يقتصر على المسيحيين والسنة فقط، بل يشمل الدروز والشيعة الذين اظهروا في مناسبة الانتخابات البلدية الاخيرة انهم على راس المتعلقين بثقافة الحياة والرافضين لما يمثله "حزب الله" وتوابعه المعروفين وغير المعروفين.

كل ما في الامر، في حال المطلوب اختصار المشهد اللبناني، ان الذين اغتالوا رفيق الحريري اخطأوا في حساباتهم. كانوا يعتقدون ان الجريمة ستمر مثل غيرها من الجرائم التي بدأت باغتيال كمال جنبلاط وصولا الى تفجير الرئيس رينيه معوّض. ظن هؤلاء انه يكفي تنظيف مسرح الجميلة، وهذا ما طلبه اميل لحود في مجلس الوزراء بحجة ان الناس يجب ان تنصرف الى اعمالها، كي ينسى اللبنانيون ما حصل. هنا كانت بداية الخطأ في الحسابات. لم تنفع كل المحاولات التي بذلت منذ العام 2005 في تغطية الجريمة. مطلوب الآن من لبنان كله، بدءا بحكومة سعد الدين رفيق الحريري، المشاركة في هذه التغطية... والاّ تعود الحرب الاهلية. مرة اخرى انها حسابات خاطئة، تماما مثل حسابات تظاهرة الثامن من آذار 2005 التي كان هدفها اخافة اللبنانيين وارهابهم. كان الرد في الرابع عشر من آذار وبسلسلة من المواقف وصولا الى الانتخابات النيابية الاخيرة قبل ثلاثة عشر شهرا.

 مهما قيل ويقال، وعلى الرغم من كل الضغوط المتنوعة التي يتعرض لها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لن يستسلم اللبنانيون امام الحسابات الخاطئة... صمدوا في الماضي. لماذا لا يصمدون ويتابعون مقاومتهم الآن؟

 

أسرار "يقال"الخاصة

 كتبها يُقال.نت

الثلاثاء, 13 يوليو 2010 06:06

23/7/2010

نقلت صحيفة "الراي"الكويتية عن مصادر أميركية رفيعة أن "أوساط دمشق"هي التي سربت الى الصحافي في مجلة دير شبيغل الالمانية اريك فولاث،روايته عن التحقيق الدولي.

وقالت المصادر إن فولاث غالبا ما يتباهى بصداقته مع الاسد، ان حزب الله هو المتورط في مقتل الحريري، وان سورية بريئة".وتقول المصادر ان الهدف من نشر القصة في مجلة «دير شبيغل» كان محاولة من سورية وحلفائها "لوضع (رئيس حكومة لبنان سعد) الحريري امام مفترق طرق، اما يدين المحكمة لاتهامها الحزب، واما يوافق على تورط الحزب، ما يضعه في موقف مواجهة معه."أعلن،بطريقة غير رسمية، أن الوزير السابق ناجي البستاني أضحى مستشارا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان

لفت انتباه المراقبين إصرار الأمين العام لquot;حزب الله"السيد حسن نصرالله على الدعوة الى عدم الثقة بتعهدات يقطعها لأنه أحيانا يتخذها مضطرا :"سكوته"على موضوع إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان. ومعلوم أن نصرالله أيد المحكمة على طاولة الحوار ومن ثم في البيانات الوزارية المتتالية.

لوحظ أن وزراء رئيس الجمهورية يصرون على إعلان تأييدهم للمحكمة الخاصة في لبنان، فيعد الوزيرة منى عفيش قال الوزير عدنان السيد حسين إن "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ليست محل خلاف بين اللبنانيين"، وأكد أن "الدولة ملتزمة بها"، مذكراً في هذا المجال بأن "المحكمة الدولية تشكل إحدى فقرات البيان الوزاري، بالإضافة الى وجود التزام مسبق بهذه المحكمة ورد في أحد قرارات هيئة الحوار عام 2006".

 

حسن نصرالله الخائف و...المخيف

فارس خشّان

الجمعة, 23 يوليو 2010 09:08

قراءة "غير هادئة" في خلفيات المؤتمر الصحافي الأخير لأمين عام "حزب الله"وتداعيات الإذعان لمطالبه أو مقاومتها

عندما خرج الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله عن النص "المتفق عليه مع الأخوة في الحزب"،كشف أن التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري يتلف أعصابه!

قال نصرالله :"ليصدروا القرار الظني(طبعا هو يعني القرار الإتهامي)وخلصونا بقا."

هذا "النداء"يذكّر المتابعين بأقوال مشابهة يهتم لأمرها علم النفس،على غرار،إقتلني وريّحني!أو يهتم لأمها المتحكمون بالحزازير،على غرار"كعيت"!أو يهتم لأمرها لاعب البوكر المحترف في مواجهة خصمه،وهو يراه يندفع يائسا من حظه،طارحا"صولده"على المائدة الخضراء!

ومن يربط هذه "التنفيسة"النفسانية لنصرالله بما أتى بعدها،يدرك أن الرجل "مستعجل"لاستعمال فائض القوة التي يملكها حزبه في التعاطي مع الداخل اللبناني.هو يؤكد ان صدور القرار الإتهامي،وفق صيغة تكشف تورط مجموعة من "حزب الله"،من شأنها وضعه والرئيس سعد الحريري في موقف "صعب"،ولكن بناء على سلوكية "الطرف الآخر"سوف يتحدد مستقبل الشراكة في البلد،فلا بحث في الوضع الحكومي الحالي،وفق ما قاله،إلا بعد صدور القرار "الظني".

فائض القوة هنا يعني أن نصرالله،وفي حال لم يحمه "أهل الشهداء"من تداعيات التهمة،سوف يطيح بالحكومة وسوف يواجه الحريري،المطلوب منه،كما يفهم من كلام الأمين العام ل"حزب الله"التحرك دوليا لمنع صدور القرار الإتهامي، ولشل المحكمة الخاصة بلبنان ،كخطوة لا بد منها ،من أجل تطييرها،وإلا فعليه أن يواجه مصيره السياسي!

وسيناريو "حزب الله"التهديدي جاهز للتطبيق في حال وقف الحريري، الى جانب القرار الإتهامي،من خلال الدعوة الى تعاون نصرالله مع المحكمة الخاصة بلبنان:إطاحة الحريري والحكومة الحالية،تشكيل حكومة جديدة من قوى الثامن من آذار بعدما انضم اليها،عمليا،النائب وليد جنبلاط موفرا لها الأكثرية النيابية المطلوبة،العودة الى ما كان عليه الوضع قبل الرابع عشرمن شباط 2005،سواء بالشخصيات المطلوب ترئيسها وتوزيرها أو تسليمها الأمن اللبناني،تحت شعار إعادة الإعتبار إلى "مظاليم"زمن الإتهام السياسي للنظام الأمني اللبناني-السوري!

هل المطلوب من المعنيين ب"تنفيسة"نصرالله النفسانية أن يخافوا،من هذا السيناريو؟

لا شك أن "حزب الله"يراهن على خوف هؤلاء،بعدما قدّم لهم في السابع من ايار 2008 انوذجا عما يمكن أن يقوم به،كلما شعر بالخطر المعنوي.وهو على يقين أن الخط الذي سار عليه النائب وليد جنبلاط،بعد استخلاص عبر تلك الغزوة،يصلح ان يكون "المسار –القدوة"لرفاقه السابقين!

وعلى هذا الأساس،ولأن "حزب الله"لا يملك ،عمليا،في مواجهة اللبنانيين "الآخرين"سوى فائض القوة،رفض نصرالله أن ينفي إمكان لجوئه الى القيام ب"سبعين 7 ايار".

وهكذا،يظهر أن نصرالله،لا يراهن،في مواجهة ما يمكن أن يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان، على مفاجآت دولية إيجابية،بل هو يتكئ على "هواجس" الرهائن :اليونيفيل في الجنوب و"الفريق الآخر"في الداخل!

وهذا السلوك "التخويفي" الذي يضعه نصرالله في خانة "حق الدفاع عن النفس"،على الرغم من دلالاته الجنائية،يستدعي التأمل في تداعيات "الإذعان"له ،قبل الذهاب الى "الرجفان"من إرهاصات التصدي له!

لنتأمل في نتائج "الإذعان"،من خلال تبسيط الأمثلة.

*الإذعان ل"قبضاي"الحي،يعني تسليمه القدرة على زعزعة يومياتنا!

*عجز إدارة المدرسة أمام "مشاغب"الصف،يعني تسليمه إدارة التلاميذ،بكل ما لذلك من انعكاسات على المستوى العلمي والنفسي للتلامذة!

*الرضوخ للأقوى في السجن يعني الموافقة على التحوّل الى خدم له أو مموّلين لرغباته وغرائزه!

 خطاب نصرالله،بمناسبة قرب صدور "القرار الظني"،لا يسمح باستشراف مصير آخر للبنانيين،اللهم إلا إذا"انتحروا"جميعهم-على طريقة "الفار من الجحيم"فراس حيدر-في سياق مساعيهم للتحرر،من كابوس سطوة "الفتوة".

وهذا "الإذعان"لحزب يرفض أن يدافع عن مجموعة فيه،عندما يصدر قرار الإتهام،أمام المرجعية المختصة،يعني عمليا،إعطاءه الضوء الأخضر،من أجل تحويل جميع القيادات اللبنانية الى جثث محروقة ومرمية على قارعة الطريق،كحال رفيق الحريري في ظهيرة ذاك اليوم الإرهابي المشؤوم.

وهنا،وبغض النظر عن صحة وجود دور ل"حزب الله"في جريمة الرابع عشر من آذار 2005 ،يكون اللبنانيون قد أجازوا لكل قوي أن يتحكم بمصيرهم ،من دون أي خوف من اي عقاب،على اعتبار أن كل جريمة يمكن تغطيتها، بالترهيب من  احتمال وقوع جريمة ...أكبر!

وبذلك،لا تسقط العدالة،إنما يسقط الهدف الذي من أجله استشهدت كوكبة من رموز ثورة الأرز،أي إنشاء محكمة دولية،هدفها منع الإستمرار في عمليات اغتيال اللبنانيين،بسبب مواقفهم السياسية وتطلعاتهم الوطنية!

في المقابل،ماذا يمكن أن يحصل في حال تقررت مقاومة هذه السلوكية؟

المشهد ليس معقدا جدا!

فيما سينكب اللبنانيون على قراءة معمّقة لقرار إتهامي يستحيل ان يأتي "ضحلا"او "سطحيا"،سوف تجوب الشوارع تلك الدراجات النارية التي جابته،يوم الإعتراض على ذاك الكاريكاتور التلفزيوني الذي مسّ ب"مقام"نصرالله!

بعد ساعات طويلة من الشغب ضد لبنانيين آمنين جالسين في منازلهم،منهمكين بقراءة الطريقة التي اغتيل فيها الرئيس رفيق الحريري،سوف يطل نصرالله،داعيا جمهوره الى "الإنضباط"!

ينضبط "الجمهور"،كدليل على "هالة" القائد،وتبدأ القلاقل في مناطق الإحتكاك السني –الشيعي،مع العثور على عبوات صغيرة متفرقة هنا وهناك،مع صدور بيانات،مكتوبة على طريقة تنظيم القاعدة،ضد "قوى الإستكبار التي تحتل جنوب لبنان."

وتبدأ المساعي السياسية لاحتواء الإضطراب الأمني الذي "تسبب"به القرار الإتهامي،وسط حملة إعلامية مركزة مفادها أن "المؤامرة"حققت الهدف الإسرائيلي،من خلال اللعب على "الوتر الطائفي"لدى المسلمين السنة في لبنان!

يتم الضغط على الرئيس سعد الحريري،بصفته "أم الصبي"لزيارة السيد حسن نصرالله،حيث تصدر دعوة مشتركة الى الهدوء،وترك مسألة ما ورد في القرار الإتهامي لمعالجته على مستوى القيادات!

تُشن حملة سياسية مركزة على مضمون القرار من كل قوى الثامن من آذار،وسط صمت مطلوب من كل الناطقين "المنضبطين"في "تيار المستقبل"،وتسجّل خروقات محدودة على مستوى بعض الأحزاب المنضوية في قوى الرابع عشر من آذار!

يطلب من القيادة السورية المرتاحة للإنفتاح العربي والدولي عليها،من خلال تركيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية،أن تلعب دورا في احتواء الوضع في لبنان!

تهدأ الامور،ويبدأ "حزب الله"في استيعاب ما حصل،شيئا فشيئا،على قاعدة توفير ضمانات له،أن سقف الإتهامات توقف عند هذا الحد!

وتبدأ مرحلة التعامل مع المحكمة الخاصة بلبنان.لا يتم العثور على المطلوبين.يمكن للجيش اللبناني،في احسن الأحوال،أن يداهم تحت كاميرا مديرية التوجيه هنا وهنا،فلا يعثر على أحد!

تكبر لائحة المطلوبين المنتمين الى "حزب الله"قليلا.

عماد مغنية عاش قائدا في "حزب الله"لعشرات السنوات،بأسماء بديلة ...الجدد يتماثلون به !

يُطلق "حزب الله"لاحقا حملة لاستيعاب ما حصل.يغيّر قليلا في سلوكياته الداخلية،يقدم بعض الهدايا لعموم اللبننانيين.يحاول أن يجعل صورة مستقبله اجمل من تلك الصورة المتوافرة له في القرار الإتهامي!

إذا كان الإتهام وليد مؤامرة،تسقط المؤامرة،على اعتبار أن القرار الإتهامي لم يُنه "حزب الله"(وهو لن ينهيه بمطلق الأحوال،لانه مشروع إقليمي اكبر من قياداته جميعهم)فيتوقف القتل!

وإذا كان الإتهام وليد حقيقة،يتوقف القتل لأن العدالة ،ولو كانت عرجاء،تبقى قادرة على منع الجريمة من تحقيق مفاعيلها!

وهكذا،وعلى قاعدة مقارنة الخيارين اللذين يضعهما نصرالله امام اللبنانيين عموما والرئيس سعد الحريري،تأخذ مداها تلك الحكمة القائلة بأن الخوف من الموت هو الموت بعينه!

هواجس حزب الله وسيناريوهات "المؤامرة" الاسرائيلية – الغربيــة نصرالله ينتظر اجابات وتحركات الحريري وسوريا قبل كشف المستور

المركزية- أبعد من مضمون كلام الامين العام حزب الله السيد حسن نصرالله انه جاء في غمرة متغيرات متسارعة الوتيرة على المستوى الاقليمي توحي بمسار جديد ستتجه نحوه المنطقة من دون ان تتضح معالمه بعد.

وابعد من كلام نصرالله ايضا وقوعه في عز الضجيج السياسي والصخب الاعلامي حيال قرار مرتقب للمحكمة الدولية قد يصدر او لا يصدر في وقت قريب، لكن الثابت الوحيد هو ان الجهات التي وجهت اصابع الاتهام نحوها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري مباشرة،اقله على المستوى السياسي، سحبت تدريجا من سوق التداول، ان بالنسبة الى سوريا او بعض الجهات الاسلامية المتطرفة لتتركز دفعة واحدة على محور "حزب الله" من زاوية "العناصر غير المنضبطة"، بغض النظر عن صحة او عدم صحة هذا الاتهام، كما قالت اوساط سياسية في الاقلية.

والابعد من مواقف السيد نصرالله مجموعة الرسائل الموجهة الى اكثر من جهة محلية واقليمية مغلفة بعتب لعدم رد الجميل والخروج على مبدأ المعاملة بالمثل ومطالبة بتحديد مواقف واضحة مما يجري .

ومواقف الامين العام على اهميتها لم تحجب ما وراءها من مضامين عكستها الاطلالات المتكررة له والتي لا تكون عادة الا في المناسبات الكبرى أوعند الضرورة، فما الذي اوجبها راهنا وكيف يقاربها المراقبون السياسيون؟

تؤكد اوساط سياسية قريبة من الاقلية ان مجموعة هواجس تعتري قيادة حزب الله نتيجة لاقتناع يتملكه بمخطط تحيكه قوى خارجية لمصلحة اسرائيل من بوابة المحكمة الدولية للالتفاف على الحزب وتطويقه والانقضاض عليه بعدما فشلت الوسائل العسكرية في تحقيق هذا الهدف .وتشير الى ان محاور المخطط ترتكز على اتهام الحزب، وان بطريقة غير مباشرة لحصر المفاعيل في اضيق دائرة ممكنة،من خلال حصر الاتهام ببعض العناصر غير المنضبطة من الحزب، بحيث يتحول الأخير من حزب مقاوم الى ارهابي مع ما تفترض هذه الصفة من مستتبعات ليس اقلها قطع علاقات بعض الدول الحليفة معه وينحرف عن دور الممانع الاساسي في المنطقة الى دور مشكك فيه يسهم في خلق توتر في العلاقات السنية - الشيعية في العالم العربي لتكتمل بذلك فصول السيناريو الاسرائيلي – الغربي، وصولا الى تذويب الحزب والقضاء عليه.

وتضيف الاوساط ان نصرالله الضنين بمثل هذه المؤمرات يعي خلفيات ما يحاك وهو للغاية ينتظر مواقف بعض المعنيين وفي مقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري وتحركه في الاتجاه الصحيح لافشال المؤامرة والتحرك على خط قطع الطريق على الفتنة الداخلية، والا،في حال العكس فانه سيجد نفسه مضطرا للتصعيد وكشف المستور في خطابه المقبل والمناسبات كثيرة هذه المدة .

وفي السياق نفسه، تؤكد الاوساط ان نصرالله يتوقع خطوة مماثلة من سوريا تحدد فيها موقفها مما يجري، ولا سيما بعدما اكد وزير خارجيتها وليد المعلم ان اي سوري يتهم من قبل المحكمة سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى امام المحاكم السورية وهو ما يعني عمليا الاعتراف بهذه المحكمة التي اعتبرها هو مشروعا اسرائيليا.

نصرالله في بعبدا: وازاء هذا الواقع، تكشف الاوساط عن مساع تبذل لترتيب زيارة لنصرالله الى القصر الجمهوري للاجتماع مع الرئيس ميشال سليمان والتشاور معه في المستجدات، وهو الذي لم يزر الرئيس منذ انتخابه، الا انها تشير الى اعتبارات عدة يأخذها العاملون على خط الزيارة منها الامني ومنها السياسي،ما يستوجب دقة وروية في التعاطي معها.

14 اذار: في المقابل، تتلقف اوساط في قوى 14 اذار التي ركز الامين العام هجومه الاخير عليها وخصوصا المسيحية منها مواقفه بكثير من الهدوء وتحيل دعواته اليها الى البيان الذي اصدرته في ايار 2007 عقب اقرار المحكمة الدولية والذي تضمن دعوة صريحة الى كل اللبنانيين من دون استثناء للانخراط في الدولة والاقرار باستحالة بنائها على منطق الثنائيات والثلاثيات الطائفية والمصالحة مع التاريخ وتوحيد انجاز التحرير مع انجاز الاستقلال تحت راية الدولة. وتدعو حزب الله الى الانخراط في مشروع الدولة بعد الاستمرار في الخروج عليها والتعاطي معها من موقع القوي القادر الخارج على كل قوانينها واعرافها.

 

عدد المستقيلين وصل الى عشرة تساؤلات تحيط بطريقة تسرب المعلومات عن المحكمة الدولية

المركزية- إزاء استمرار مسلسل الاستقالات الفردية المتتابعة والمتعاقبة والمتقاربة زمنياً وأكثرها حصل في مدّة سنة وثلاثة أشهر من عمر المحكمة الخاصة بلبنان والمكلفة النظر في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري التي ولدت في شكل رسمي في الأوّل من آذار 2009، وصل عدد الإستقالات الى عشرة مع انضمام رئيس وحدة الإعلام والتواصل الكندي بيتر فوستر إلى قافلة المستقيلين بعد أقل من شهرين على استقالة المساعد القانوني لمدعي عام المحكمة برنار كوتيه الكندي الجنسية أيضاً.

وفي وقت أعلنت المتحدثة بإسم المحكمة فاطمة العيساوي ان أسباب إستقالة فوسترتعود الى إنتقاله الى مهمات أخرى حيث تنتظره تحديات جديدة، أوضحت انه كان انضم الى فريق العمل في المحكمة ليتولى عملية إنشاء وحدة التواصل والإعلام في المحكمة الخاصة بلبنان، وعندما أتم تلك المهمة قرر الرحيل واختار أن ينتقل الى مهمات جديدة.

وفي هذا الإطار سأل مصدر متابع لشؤون المحكمة في حديث لـ"المركزية" "كيف تحمي المحكمة التحقيق من التسريب ومن التلاعب به ما دامت الغاية الأولى التي تبدو لهؤلاء الموظّفين المستقيلين هي الحصول على مراكز أكثر أهمية" ؟ وأكد " ان هذه الإستقالات تؤثّر سلباً في معنويات عمل المحكمة وتطرح الكثير من الأسئلة حول الدوافع والغايات".

وقد توالت الاستقالات حسب شخصياتها على النحو التالي: المستشار القانوني للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السويسري نيكولا ميشال، ثم رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس، فرئيس قلم المحكمة والمسجّل العام القاضي البريطاني روبن فنسنت الذي تنحى في 21 نيسان 2009 وبديله المحامي الأميركي ديفيد تولبرت الذي إستقال بعد تسعة أشهر في 12 كانون الثاني 2010 وعضو المحكمة القاضي البريطاني هاورد موريسن في 14 آب 2009، والناطقة باسم المحكمة، الفلسطينية سوزان خان في 6 آب 2009، ورئيس قسم التحقيق في مكتب بيلمار الأسترالي من أصل مصري نيك( نجيب) كالداس في السابع من كانون الثاني 2010، والناطقة الرسمية باسم بيلمار التونسية راضية عاشوري في أيار الفائت، والمساعد القانوني لبيلمار الكندي برنار كوتيه وأخيرا فوستر.

 

أبو جمرا: لقرار ظني قائم على الوقائع

المركزية- اعلن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة "ان التحليلات الاستباقية التي تستند الى فرضيات خيالية في شأن قرار المحكمة الدولية وما سيتبعه من اضطرابات وحروب، اذا صدرت عن خبراء في هذا المجال، هي في حد ذاتها دافع فتنة، تؤدي في لبنان اليوم الى الفوضى وتنتج عنها مشاكل استباقية لا تحمد عقباها سواء أخطأت هذه التحليلات او صدقت.  وقال في تصريح: "بعد سنوات من التحقيقات في محكمة دولية، وما نتج عنها وما تسرب منها، نتمنى ان تستنفذ مراحل الاستهداف السياسي باسم العدالة ويأتي القرار الظني مستندا الى وقائع مؤكدة وحيثيات مقنعة في توجيه الاتهامات في شأن الجرائم التي وقعت في لبنان وتنظر فيها هذه المحكمة ويتم تحديد المسؤوليات على كل الاصعدة، خصوصا من يطاولهم هذا القرار الاتهامي، حتى لا نقول على العدل السلام، وتتحول بعده ارض لبنان الى بركان متفجر تستباح فيه ارواح البشر من دون حساب الا حساب الوصول السياسي.

 

فرعون دعا الى إبعاد المحكمة عن الاستغلال: نتفهـم هواجس "حزب الله" في ظل التهديدات 14 آذار أخلصت لالتزاماتها على عكس 8 آذار

المركزية- أبدى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون تفهمه "هواجس حزب الله الذي يبدو مستهدفا من أكثر من جهة خصوصا من إسرائيل التي تستهدف لبنان كله"، مؤكدا "ضرورة الحرص على عمل المحكمة الدولية التي نتجت من طلب وإجماع لبناني تكرس في هيئة الحوار وفي البيان الوزاري، خصوصا أن اغتيالات سياسية عدة شهدها لبنان في السابق ولم يتمكن القضاء اللبناني من التوصل الى معرفة مرتكبيها ومحاسبتهم".

ولفت الى أن "الحكومة التي تملك شرعية ديموقراطية وتجسد الوحدة الوطنية حريصة على هذه الوحدة وعلى تجنب الفتنة، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها المنطقة"، مشددا على "ضرورة عدم استباق قرارات المحكمة ذات الطابع الدولي، خصوصا أنها تخضع للمحاسبة الدولية إذ أنها تشكلت بفعل قرار دولي، مع ضرورة عدم تسييس عمل المحكمة القضائي ولو كان للظروف التي تحيط بها ونتائج أعمالها جوانب سياسية".

وعن دعوة الامين لحزب الله السيد حسن نصرالله فريق 14 آذار الى إعادة النظر في توجهاته، أعلن فرعون "أن 14 آذار اختارت في المرحلة السابقة الجلوس الى طاولة الحوار وإعادة تنظيم العلاقات مع سوريا والسير في تسوية مؤتمر الدوحة الذي شكل انطلاقة جديدة للتواصل بين فريقي 8 و14 آذار، والمشاركة في حكومة وحدة وطنية، والإصرار على سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وبحث الاستراتيجية الدفاعية، علما أننا كنا نأمل في أن تتيح الظروف الإقليمية الفرصة لجميع الأفرقاء اللبنانيين لتقويم المسار الذي سلكوه في السنوات الأخيرة، وهو أمر يعتبر حاجة، والمهم اليوم المحافظة على الإجماع حيال مقررات هيئة الحوار وتسوية الدوحة، خصوصا لجهة عدم التخوين"، مؤكدا أن "فريق 14 آذار بقي مخلصا لالتزاماته الوطنية على طاولة الحوار ومؤتمر الدوحة والبيان الوزاري، في وقت انقلب فريق 8 آذار على هذه الالتزامات في أكثر من محطة".

وعن إشارة السيد نصرالله الى أنه سيكشف عن معلومات خطيرة في المستقبل، قال: "لا نملك هذه المعلومات لنحدد موقفنا منها، إلا أننا حرصاء على السلم الأهلي وعلى تحقيق العدالة، مع تفهمنا لهواجس جميع الأفرقاء، خصوصا في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة، من هنا تقع المسؤولية على الحكومة لامرار هذه المرحلة الحرجة بأقل أضرار ممكنة"، مشيدا "بما شهدته جلسة مجلس الوزراء الأخيرة من "نقاش هادئ ومسؤول، إذ إن المرحلة الراهنة تستوجب منا التمتع بروح المسؤولية، والتصرف من منطلق المصلحة الوطنية العليا، بعيدا من لغتي التحريض والتخوين، وتحصين التزامنا القرار 1701 ورص الصفوف أمام التصعيد الإسرائيلي وبقاء المحكمة ذات الطابع الدولي بمنأى عن الاستغلال السياسي لأي طرف، لا سيما الإسرائيلي، الذي يريد الفتنة والقضاء على قدرة لبنان على المواجهة".

 

نائب رئيس الأركان الإيطالي تفقد قواته في الجنوب

المركزية- تفقد نائب رئيس الأركان في الجيش الإيطالي الجنرال كارلو جيبللينو، اليوم، الوحدة الإيطالية العاملة في إطار القوة الدولية المعززة في الجنوب "اليونيفيل" في مقرها في شمع – قضاء صو، حيث كان في إستقباله قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال الإيطالي جوزيبينيكولا توتا، وعدد كبير من قادة الوحدات المشاركة في "اليونيفيل": الفرنسية، والغانية، والكورية الجنوبية، والسلوفينية، والماليزية والبروناي. واستمع جيبللينو خلال زيارته القطاع الغربي الى الجنرال توتا عن سير المهمة وعن النشاطات والخدمات التي تقوم بها الوحدات في الجنوب، وجال على الشريط الحدودي،, تحديدا المنطقة التي يقوم فوج الهندسة التابع للوحدة الإيطالية بنزع الالغام فيها، خصوصا الأمكنة الحساسة التي حددت ووضعت فيها العلامات الزرق والتي تحدد بدقة الخط الأزرق. وأعرب "عن إرتياحه وإعجابه بما تقوم به الوحدة الإيطالية من نشاطات ومشاريع لمصلحة السكان المحليين، "خصوصا للمهمة الدقيقة والشاقة لفوج الهندسة في نزع الألغام في الجنوب."

 

انشغال بتحليل وقراءة أبعاد خطاب الأمين العام لحزب الله موقف مرتقب للحريـــري غداً واجتماع لقيادات 14 آذار

المركزية- يمكن القول ان الساحة المحلية والعربية والدولية انصرفت اعتبارا من مساء امس الى تحليل وقراءة ابعاد المواقف التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي ستكون مالئة الدنيا وشاغلة الناس حتى موعد صدور القرار الظني للمحكمة الدولية والذي استعجل صدوره الامين العام بدوره بعدما حذّر أنه تم ادخال لبنان في مرحلة حساسة جداً من باب المحكمة والقرار الظني مشيراً الى ان هناك مخططا كبيراً يستهدف المقاومة.

لكن يبدو ان الرياح جرت على عكس ما اشتهت السفن، اذ ان السيد نصر الله الذي حاول التحدث بنبرة هادئة كان له عكس ما اراد فدفع كلامه الامور الى الامام وبات الجميع متخوفا من وضع البلاد على شفير الحرب الاهلية ، على حد وصف اوساط سياسية مراقبة التي لاحظت غياب التصعيد عنده لكن في الوقت نفسه حافظ على العناصر التي تسمح له بالتصعيد في اي لحظة . وقالت ان مضمون المؤتمر الذي عقده امس لم يكن يستدعي ان يقدم موعد كلامه اياما، لقد فعل ذلك لاحتواء الجو الضاغط عليه الذي استهدفه نتيجة مواقفه الاخيرة.

وسط هذه الاجواء، واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساعي التهدئة لليوم الثالث على التوالي والتقى رئيس الحزب "السوري القومي الإجتماعي" النائب اسعد حردان، والطوائف الارمنية على ان يلتقي مساء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.، ثم لاحقا سائر المكونات السياسية في البلاد.واكد سليمان ان لا خلاص للبنان الا بوحدة ابنائه وتفاهمهم ووحدة موقفهم خصوصا في القضايا الوطنية.

كتلة المستقبل: بدوره، رأس الرئيس الحريري قبل ظهر اليوم في بيت الوسط اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، عرض خلاله لمجمل التطورات السياسية في البلاد.

وأكدت مصادر الكتلة ان الرئيس الحريري شدد خلال الإجتماع على ضرورة كشف الحقيقة في ملف اغتيال والده بعيدا من الإستغلال السياسي للمحكمة الدولية، مشددا على أهمية الحوار والتهدئة بين اللبنانيين".

ورفضت المصادر"الدخول في متاهات ما يجري مشيرة الى عدم امتلاك اي معلومات عن موعد صدور القرار الظني او اي شيْ عن مضمونه. داعية الى ترك العدالة الدولية تأخذ مجراها.

واوضحت مصادر في الكتلة ان الرئيس سعد الحريري قد يكون له غدا خطاب في اختتام اعمال مؤتمر تيار المستقبل الذي سيعلن خلاله عن قيام حزب المستقبل وسيضمنه مواقف اساسية من كل المواضيع بما فيها المحكمة وما تم التطرق اليه في الاونة الاخيرة حول بعض تفاصيل المحكمة والقرار الظني، اضافت المصادر انه بسبب خطاب الحريري غدا لم يصدر اليوم اي بيان عن اجتماع الكتلة.

14 آذار: وفيما علمت "المركزية" ان الامانة العامة لقوى 14 آذار تتجه للدعوة الى اجتماع عاجل وموسع لقيادات 14 آذار ، اكدت مصادر هذه القوى ان ليس المطلوب استسلام اي فريق لاي فريق آخر في لبنان بل المطلوب استسلام حميع الافرقاء لمنطق الشرعية والدولة، واكدت انه اذا كان لـ14آذارميليشيا فعلى الدولة حلّها ، واذا كان لحزب الله ميليشيا فعلى الدولة ايضا حلها وعلى الجميع الاستسلام لمنطق الشرعية اللبنانية والعربية والدولية.

وقالت مصادر قوى 14 آذار ان السيد نصر الله بموقفه امس استبق حكم المحكمة الدولية واعتبر ان الحكم صدر وانتهى الموضوع وسوريا لا علاقة لها باغتيال الرئيس رفيق الحريري ، ووضعت كلامه في اطار محاولة استدراج الفرقاء السياسيين في لبنان الى اصدار حكم مسبق نيابة عن المحكمة، في وقت يتطلب ترك المحكمة تقوم بعملها ودراسة كل خطوة كي يبنى على الشيء مقتضاه.

وتوقفت المصادر عند دعوة السيد نصر الله قيادات 14آذار الى مراجعة ومحاسبة ذاتية عن السنوات الخمس التي تلت اغتيال الرئيس الحريري على غرار النائب وليد جنبلاط ، وقالت ان كل فريق سياسي يقوم باعادة قراءة سياسية بين مرحلة واخرى لأدائه والنائب جنبلاط لم يفعل ذلك وانما نفّذ انقلابا على نفسه، واذا كان السيد ثصر الله يراهن على ان قوى 14آذار ستنقلب على نفسها فهو مخطىء، فلا احد ينقلب على قناعاته ، فهل مطلوب منا ان نقول كما قال:"لو كنت أعلم"؟

ولفتت المصادر الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري ليس مدعيا شخصيا في جريمة اغتيال والده بل هناك قرار مجلس الامن الدولي.

التيار الوطني الحر: في المقابل، وصفت مصادر في التيار الوطني الحر كلام الامين العام لحزب الله بالصادق والمعبّر خير تعبير في استعراضه للمحطات المريرة التي مرّ بها لبنان في السنوات الاخيرة. لكنها نبّهته الى ان من يطالبهم باجراء مراجعة نقدية ليس عندهم فضيلة الاعتراف بالخطأ والاعتذار من الشعب اللبناني ، وشكرت الله على وجود قيادات سياسية لديها ما يكفي من الوعي والحكمة لتمنع انجراف البلد الى الهاوية.

مصادر الاقلية: في سياق آخر، تخوفت مصادر في الاقلية من ان تشهد الساحة اللبنانية مؤامرة خارجية تقف وراءها اسرائيل وتستهدف حزب الله بحيث يصار الى اتهام عناصر الحزب بجريمة ما للنيل منه والصاق تهمة الارهاب به ونزع صفة المقاومة عنه، وعندها يصبح عرضة لكل الاتهانات، كون عناصر في الحزب شاركت في اغتيال الحريري والتي هي جريمة ارهابية وفق القرار الدولي. وعزت المصادر لهجة نصر الله امس الى وجود معطيات لديه تشير الى ان هناك من يحاول استغلال المحكمة الدولية لاغراض سياسية، لذلك طالب بأدلة ثابتة وبراهين وليس الاستناد الى تحليل البيانات الهاتفية وشهود الزور.

واثنت هذه المصادر على رئيس الجمهورية وسعيه الى لجم التدهور مشيرة الى ان تحركه يساعد في تخفيف حدة التدهور.

زيارة الاسد: اخيرا ، توقعت مصادر سياسية ان يزور الرئيس السوري بشار الاسد بيروت مباشرة بعد زيارة امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني والذي سيصل في 30 الجاري على ان تستغرق زيارته ثلاثة ايام.

 

 

 

المواقف من مضمون المؤتمر الصحفي للسيد نصر الله 

موقع المنار -احمد شعيتو  عدد القراء : 2325 

 

 

 

23/07/2010 توالت المواقف من مختلف الاطراف اللبنانية من كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في مؤتمره الصحفي. واذ اكدت مواقف اطراف وشخصيات المعارضة انه وجه رسالة وطنية المضمون، تفاوتت تقييمات 14 آذار في مستوى الانتقاد.

 

 

رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص وفي ضوء كلام السيد نصر الله حول مضمون القرار الظني المفترض الذي سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ناشد المحكمة ان تعيد النظر في قرارها فيما اذا كان هناك شيء من ذلك اولا التزاما بالحقيقة المجردة عن اية ضغوط دولية، ومراعاة لاوضاع لبنان الدقيقة للغاية.

 واضاف الحص: سمعنا تصريحا مهما لرئيس وزراء لبنان ينفي فيه اي احتمال لنشوب صدام في لبنان لأن الصدام يفترض وجود طرفين متصارعين وليس هناك طرفان متصارعان في لبنان. نحن نضيف ان لعبة تفجير فتنة بين السنة والشيعة اضحت مستهلكة ومرفوضة باجماع الفريقين وليس بين المسلمين من سنة وشيعة من يسمح لنفسه بشهر سلاح في وجه اخيه المسلم في اي ظرف من الظروف وبصرف النظر عن اي اعتبار مفتعل. واكد ان صراع لبنان المصيري مع عدو لبنان والعرب اسرائيل ولن يكون فرصة للعدو الصهيوني لان يحيك مكيدة اجرامية تفجر فتنة في لبنان تصرف قوة الوحدة الوطنية عن جبه عدوانها المستمر عليه.

 

ورأى المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد في حديث اذاعي  "أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يريد أن يفرض وجهة نظره على قيادة الرابع عشر من آذار وعلى جميع اللبنانيين بأن يلتحق جمهور 14 آذار بنظرته حيال المحكمة الدولية بمعنى انها محكمة اسرائيلية".

 

واعتبرسعيد ان "الذي يخلص لبنان من فتنة داخلية هو عودة حزب الله الى الدولة اللبنانية بشروط الدولة اللبنانية وذلك من خلال نقاط الاجماع التي اتفق عليها اللبنانيون أولها المحكمة الدولية والتعامل مع قراراها بكل جدة اضافة الى التسليم باتفاق الطائف الذي يعتبر أن لا سلاح خارج اطار الشرعية والتسليم بالقرارات الدولية" كما قال.

 

واعتبر النائب السابق مصطفى علوش في حديث اذاعي أنه في حال صدور القرار الظني ننتظر المعطيات المادية من خلال اتهام معلل ومبني على اسس مادية ووقائع لاخذ الموقف المناسب على المستوى السياسي اما اذا كان القرار الظني ضعيفا فسيكون لتيار المستقبل موقف آخر، رافضا اتهام بريء في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

 ورأى علوش ان نبرة السيد حسن نصرالله كانت أقل حدة مقارنة بالتوتر البالغ الذي أتسم به الخطاب السابق  للسيد حسن نصرالله الا انه اعتبر أن المحتوى هو نفسه"،  معتبرا أن "أجوبة السيد نصرالله أكدت على أن احتمال الذهاب الى النهاية في مواجهة المحكمة الدولية هو المطروح".

 وقال انه "من الواضح ان الرئيس سعد الحريري طرح مسألة التهدئة من قبل من خلال الحديث مع السيد حسن نصرالله، وتأكيدا على نهج التهدئة سيحاول الرئيس الحريري العودة الى تهدئة الامور مع السيد نصرالله".

 

 

ورأى عضو تكتل اولاً النائب عماد الحوت في حديث اذاعي اليوم أن "جميع اللبنانيين يدركون مخاطر القرار الظني للمحكمة بغض النظر عن مضمونه على الواقع السياسي والاستقرار في لبنان".

 وأكد أن "الحكمة والمسؤولية تقتضيان التعامل مع هذا القرار من خلال مؤسسات الدولة بعيدا عن الاعلام التشنجات بين اللبنانيين وبين القوى السياسية اللبنانية".

 وشدد الحوت على أن "الطريقة الوحيدة لتلافي مخاطر هذا القرار هو التضامن المشترك من خلال الحكومة اللبنانية والتعامل مع هذا الملف بشكل رسمي وهادئ".

 

 

بدوره ثمن أمين الإعلام في "تيار التوحيد" هشام الأعور في بيان اليوم كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "بما تضمنه من عناوين تمثلت في كشف المستور عما يحاك للبلاد من مؤمرات عن طريق المحكمة الدولية".

 

وتوقفت الأمانة "عند خطورة الدور الذي تؤديه قوى 14 آذار وسعيها الى استثارة جو من الإنقسام بين اللبنانيين عن طريق المحكمة الدولية. تمهيدا لضربة إسرائيلة محتملة". ورأت ان المؤشرات التي تحصل حاليا ليست بريئة ولا سيما عندما يبشرون اللبنانيين بالقرار الظني للمحكمة الذي يراد منه كما يرغب هؤلاء الانقضاض على المقاومة وتشويه صورة رموزها الذين شكلوا مصدر فخر وإعتزاز الأمة".

 

واعتبر رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي في تصريح اليوم "أن الحقائق التي عرضها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمام الرأي العام اللبناني بما يتعلق بأسلوب التعاطي مع "لعبة الأمم" تستدعي من بعض القوى السياسية فعليا إعادة النظر بأسلوب التعاطي مع "لعبة الأمم" والكف عن استجداء الخارج من أجل تغيير موازين القوى الداخلية" محذرا من أن "إدخال المقاومة اللبنانية في آتون اللعبة الدولية عبر المحكمة الدولية يشكل خطرا على لبنان وحريته وسيادته على أراضيه التي حررتها سواعد المقاومين ويشكل فرصة للعدو الصهيوني للانقضاض على لبنان مجددا".

 

 

رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني رأى في تصريح اليوم ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه بالأمس نداء وطنيا مخلصا عندما دعا قيادات بعض قوى 14 آذار وكل الغافلين عن المشروع التآمري الأميركي والصهيوني الذي يريد نشر الفوضى في لبنان ودول عربية أخرى تمهيدا للتقسيم وإقامة الكانتونات كي يتمكن من السيطرة عليها. واشار الى ان هؤلاء الأعداء الذين فشلوا في المواجهة المباشرة يريدون تنفيذ مؤامراتهم بأساليب مخابراتية وجاسوسية.

اضاف البعريني : أرى نفسي مع كل المخلصين في موقع نشترك فيه مع السيد حسن نصرالله في ندائه وندعو جميعا هؤلاء المتغافلين أو الغافلين إلى مراجعة مواقفهم رحمة بالوطن وبالمواطنين ومن أجل أن نحفظ الإستقرار والسلم الأهلي ونحفظ معادلة الجيش والشعب والمقاومة لنردع العدو الصهيوني ونحرر أرضنا المحتلة.

 

من جهته رأى النائب دوري شمعون "ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عكس ما كان متوقعا بأنه سيكون ناريا وهجوميا.

وقال شمعون  " المحكمة الدولية كانت حققت مع بعض المسؤولين في حزب الله ولكن الى أين سيؤدي ذلك فهذا من عمل المحكمة الدولية إذا كانت المعلومات كافية لإتهام أفراد من حزب الله ولا أحد يملي على المحكمة عملها".

 

وقال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية انطوان زهرا إن "كلام السيد حسن نصر الله بنى كلامه على أساس ان المحكمة آداة للتآمر والنيل من الحزب"، مضيفا ان "هذه ليست رؤية أي فريق آخر ولا هو المنتظر وليس هناك ما يؤكد هذه الفرضية"، واعتبر  ان "كلام السيد نصر الله غير مقبول بالنسبة الى 14 آذار وليس هذا ما حصل خلال الي 5 سنوات"، مدعيا ان "قوى 14 آذار حققت إنجازات إيجابية جدا على طريق بناء الدولة ومنها الحصول على المحكمة ذات الطابع الدولي التي تسعى لإظهار الحقيقة وكشف من إغتال القيادات السياسية" .

 

كما رد النائب نديم الجميل على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قائلا إن "خيارات قوى الرابع عشر من آذار  لبنانية بامتياز وركيزتها لبنان اولا"، مضيفا ان "السيد نصر الله يطالب بمراجعة خطابنا لأنه غير راض عنه"، وتابع "لن نقبل أن يتحول أي قرار دولي إلى فتنة داخلية وأي جهة معينة قامت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عليها تحمل المسؤولية فنحن نريد الحقيقة مهما كانت".

 

 

يريدون قتلكم مجدّداً يا سماحة السيد«!!

»الجنرال« يحرض نصرالله على تغيير قواعد اللعبة واجتياح المناطق المسيحية

دعوات داخلية واغترابية متصاعدة لـ »طرد عون من الهيكل«

ورفض واسع لتطبيق أحكام الإعدام مهما كانت التهمة والمذهب

هل أحيلت شبكة اتصالات »حزب الله« إلى »المعاش« أمام شبكات التجسس الأخرى؟

 لندن - بيروت - »المحرر العربي«:

أبدت أوساط روحية مسيحية قريبة من بكركي، وسياسية قريبة من قوى 14 آذار المسيحية والإسلامية »ذهولها واستغرابها« مما نشرته إحدى الصحف التي تمثل وجهة نظر »حزب الله« ومن يدور في فلكه يوم الجمعة الماضي على لسان النائب ميشال عون من »تحريض نصرالله خلال لقائهما قبل يوم واحد (الخميس - 15 تموز/ يوليو الجاري) على »الاستعداد لتغيير قواعد اللعبة الداخلية باتجاه تصعيد عسكري شبيه باجتياح بيروت والجبل في أيار/ مايو 2008، وخصوصاً هذه المرة حيال ما أسماه عون »مجموعات عسكرية في الداخل اللبناني وخصوصاً في البيئة المسيحية من أجل فرض واقع جديد في المناطق المسيحية يلتقي مع حرب إسرائىلية لوضع »حزب الله« داخل فكّي كماشة«، محرِّضاً الأمين العام للحزب الإيراني بقوله »يريدون قتلكم مجدَّداً يا سماحة السيد«.

وقالت الأوساط المسيحية إن عون »يدعو »حزب الله« إلى اجتياح بعض المناطق المسيحية المؤيدة لـ»القوات اللبنانية« و»حزب الكتائب« والمجموعات المسيحية المناوئة له، وهو أمر يمكن وصفه بـ»الخيانة« ويجب إحالة قائله على التحقيق والسجن بتهم الحضّ على الفتنة الطائفية والحرب الأهلية ومناصرة الغريب الإيراني على الشقيق اللبناني«.

واتهمت الأوساط الروحية المارونية ميشال عون بمحاولة »تدمير لبنان عن طريق جرِّ حليفه الشيعي المرتبط بدول خارجية إلى حرب داخلية يعتقد أن النّصر فيها سيكون لذلك الحليف بحيث تتعاظم حظوظ ترشّحه لرئاسة الجمهورية والتربّع على كرسيّها، وهو الحلم الذي يسعى إلى تحقيقه من دون نتيجة منذ أواخر الثمانينات قبل أن يلجأ إلى فرنسا تاركاً البلاد وراءه للوصاية السورية وقمع الاستخبارات المحلية والخارجية والسيطرة المنظمة على الدولة والشعب قبل إنهاء هذه الوصاية على يد »ثورة الأرز« عام 2005«.

دعوة اغترابية لمحاكمة عون

وفي سياق متصل دعا رئيس »الاتحاد الماروني العالمي« الشيخ سامي الخوري من مقره في ميامي الأميركية البطريرك صفير إلى عقد اجتماع طارئ مع أساقفته بحضور السفير البابوي في لبنان وأركان الرابطة المارونية للبحث في تحريض ميشال عون »حزب الله« ومن معه من الطائفة الشيعية على فتح معركة عسكرية مع المسيحيين في مناطقهم الآمنة ممّن هم ضد سياساته التابعة للخارج، وخصوصاً لإيران وسورية. ولكن قبل أن يتمكّن عون من إقناع حسن نصرالله بوجهة نظره المغرضة والملفّقة، بحيث يمكن أن يلجأ هذا الأخير إلى إحدى مغامراته الجديدة التي تشعل الحرب الطائفية والمذهبية على كامل التراب اللبناني تزامناً أو استباقاً لصدور القرار الاتهامي من مدعي عام المحكمة بأنها »مشروع إسرائيلي« يكشف خلفيات التحقيقات التي أجريت مع حوالى 18 من قياديي حزبه أخيراً حول دورهم في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وأن هذه التحقيقات أجريت على أساس أنهم »شهود« لا »متهمون« كما قال، إلا أن حملته العنيفة الاستباقية على المحكمة تعطي انطباعاً بأن المحققين الدوليين مع جماعته قد يكونون وصلوا إلى قعر البئر التي يختبئ القتلة والمشاركون في الجريمة في ظلمائها«.

لا إعدامات

وحذر رئيس »الاتحاد الماروني العالمي« في اتصال بـ»المحرر العربي« في لندن الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري من »توقيع أي قرار بالإعدام (الجواسيس الإسرائيليين) كما طالب نصرالله، لأن لبنان سيثير العالم الحُرّ عليه ولأنه ليس دولةً شموليةً يمكن لحكّامها التصرف حسب أهوائهم، وأن أوروبا التي تدعم لبنان وشعبه بكل قوتها ألغت عقوبة الإعدام«.

وقال الخوري إن على »البطريركية المارونية، بطريركاً وأساقفةً، مسؤوليةً كبرى ومصيرية في منع أي مسؤول من إعدام أي شخص في لبنان مهما كان ذنبه سواء كان مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً، لأن التاريخ سوف يسجَّل عليهم نقطة سوداء في سجّلهم الكنسي والإنساني. والغريب في الأمر أن نصرالله دعا إلى إعدام الجواسيس فوراً فيما تجاهل هو »إعدام« ثلاثة من قياديي حزبه قدّم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إثباتات له على أنهم عملاء إسرائيليون متورطون مباشرة في التجسس عليه وعلى حزبه«.

والجدير ذكره أن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص رفض خلال آخر ولايته التوقيع على إعدام أحد المجرمين العُتاة، لأنه من مناصري إلغاء عقوبة الإعدام.

الشبكة العتيقة

وفي سياق متصل بدأ »حزب الله« تضميد جراحه الثخينة الناجمة عن اختراقات عملاء الاستخبارات الدولية والإسرائيلية العسكرية (أمان)، والخارجية (الموساد) شبكة اتصالاته الهاتفية الثابتة والخلوية المثيرة للجدل التي نشرها في أرجاء لبنان كافة من جنوبه إلى حدوده الشمالية والشرقية مع سورية، والتي كانت هي السبب في غزوه بيروت السنّية في أيار/ مايو 2008 حفاظاً عليها بعدما ألغتها الحكومة السابقة وهدّدت بملاحقة المسؤولين عنها.

وتعتقد الاستخبارات الألمانية والبريطانية والمصرية المتنامية والقوية على الساحة اللبنانية أن شبكات التجسّس الإسرائيلية الاثنتين والعشرين التي اكتشفتها أجهزة الأمن والاستخبارات اللبنانية وتلك التابعة لـ»حزب الله« خلال الأشهر الثمانية الماضية وكان آخرها الشبكة الثنائية داخل إحدى شركات الخلوي الأسبوع الفائت، »قد تكون نقطة« في بحر شبكات التجسس الإسرائيلية الموازية التي تُحصي على »حزب الله« أنفاسه سواء على صعيد شبكة اتصالاته التي باتت كل حيثياتها لدى الإسرائيليين والأميركيين والفرنسيين وبعض الجهات العربية المعادية لإيران، أو على صعيد مفاصله الأمنية القائمة على آلاف عدة من الصواريخ المنتشرة في مختلف أنحاء الجنوب والبقاع وحتى سلسلة الجبال الغربية اللبنانية التي تفصلهما عن البحر، أو القابعة في مستودعات ومخازن بعضها بُني على عجل ويفتقر إلى صمامات أمان بدليل انفجار بعضها في جنوب الليطاني وشماله وفي البقاع الشمالي حيث تجمّعات معسكرات التدريب ومخازن الصواريخ بعيدة المدى والأسلحة التقليدية كمضادات الدروع والدبابات والمضادات الجوية التي لم يُحسم أمر وجودها لدى حسن نصرالله حتى الآن«.

 

صارت عبئاً عليه

 

وذكرت جهات ديبلوماسية في حلف شمال الأطلسي في بروكسل لـ»المحرر العربي« أن »حزب الله« أدرك خطأه الفادح في أيار/ مايو 2008 بعد مهاجمته تيار رئيس الحكومة (سعد الحريري) السنّي الواسع ومحاولته اقتحام الجبل الدرزي بسبب محاولة الدولة اللبنانية إلغاء شبكة اتصالاته، إذ كشف لاستخبارات الغرب والشرق وخصوصاً إسرائىل الأهمية التي يعلّقها على هذه الشبكة المتطورة في قلب الشرق الأوسط، لمراقبة إسرائىل والداخل اللبناني، وحتى أجزاء من غرب سورية، ما حمل تلك الجهات الدولية على الإسراع في التركيز عليها وكشف أبعادها ومواجهتها بشبكات مضادة حدّت بنسبة 85 في المئة من فاعليتها، بل تمكّنت من مراقبة كل ما تنطوي عليه من اتصالات ومعلومات شلّت زخمها في عدد من المناطق وخصوصاً في بيروت وضواحيها وجنوب الليطاني وصولاً إلى الخط الأزرق الفاصل مع إسرائىل حيث نصبت الفرق الهندسية العسكرية العبرية أبراج مراقبة عملاقة للتنصت والتشويش امتداداً من غرب القطاع الأوسط من الجبهة اللبنانية وصولاً إلى شرق مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، ناهيك عن الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيارين.

ووصفت الجهات الديبلوماسية الأطلسية في اتصال بها من لندن حال شبكة اتصالات »حزب الله« حالياً بعد محاصرتها وضبطها بعشرات الشبكات الأكثر تطوراً بأنها »باتت أقرب إلى الخردة لو لم يجر بين الحين والآخر إدخال بعض التعديلات التكنولوجية المستحدَثَة عليها والممنوحة من إيران أو المشتراة من بعض أسواق أوروبا المفتوحة، وأن قيادة حسن نصرالله تعاني اليوم من انكشاف خطير لعمق أسرارها على كل الصعد، وخصوصاً على الصعيد الأخطر وهو أمنه الشخصي وأمن قياداته العسكرية والسياسية على أبواب حرب متوقعة في أي وقت«.

 

 

خشية ردود الفعل على القرار الظني..

10 بلايين دولار لإسرائيل إذا قرّبت موعد حربها

مع وعد باعتراف إقليمي أوسع بها بعد إنجاز المهمة..

 

 واشنطن - لندن - »المحرر العربي«:

 

قد تكون إسرائيل بحاجة سريعة إلى حوالى بليون دولار لتغطية معظم مدنها الهامة وقواعدها العسكرية وبناها الاقتصادية التحتية بحوالى 40 قبة فولاذية مضادة لصواريخ »حزب الله« من شمالها وصواريخ حركة »حماس« من جنوبها في حال حدوث مفاجآت لبنانية أو إيرانية أو إذا صممت الدولة العبرية على »تقديم مواعيد حروبها التي لا مفرّ منها« حسب أحد جنرالات الجيش في تل أبيب »أي قبل نهاية هذا العام«.

وإذا كان مبلغ المئتين وخمسين مليون دولار الذي منحه الكونغرس الأميركي بطلب من أوباما في أيار/ مايو الماضي إلى حكومة بنيامين نتنياهو من خارج الميزانية السنوية المخصصة لها من الإدارة الأميركية والبالغة حوالى ثلاثة مليارات و600 مليون دولار، استطاع المساعدة على نشر تسع قبب فولاذية سبع منها في مناطق الجليل الأعلى قبالة الحدود اللبنانية لصد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، فإن قيادة سلاح الجو التي وضعت تلك القبب تحت قياداتها بحاجة ماسة إلى حوالى 750 مليون دولار أخرى لنشر القبب الثلاثين الأخرى في صحراء النقب لحماية المفاعلات النووية وفي قلب الدولة العبرية حيث مختبرات التجارب ومراكز تخزين الرؤوس الذرية التي يمكن استخدامها في صواريخ توماهوك العابرة (كروز) أميركية الصنع والأكثر دقة حتى الآن في العالم، وكذلك في صواريخ إسرائىلية جديدة بالستية جرى تصنيعها بمشاركة الأميركيين.

 

مفاوضات ناجحة!

 

ويبدو من مصادر نيابية بارزة في الكونغرس الأميركي أن معضلة تمويل نشر القبب الفولاذية الإسرائىلية الثلاثين وربما عشرات القبب الأخرى، قد جرى حلها عندما كشفت تلك المصادر النقاب أول من أمس في واشنطن لديبلوماسيين عرب عن أن جهات إقليمية ودولية أجرت مفاوضات سرية مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال زيارته الأخيرة قبل حوالى ثلاثة أسابيع للولايات المتحدة من أجل »وضع حد نهائي وسريع لترسانتي »حزب الله« الصاروخية والتقليدية في لبنان قبل نهاية هذا العام والقضاء التام على قوته العسكرية قبل أن يلجأ إلى افتعال حرب طائفية أو مذهبية دفع بها إلى واجهة أولوياته في خطابه المتلفز الأسبوع الماضي، يسيطر بنتيجتها على مفاصل البلاد السياسية والعسكرية والاقتصادية في غياب دور مبهم ردعي وفاعل للقوى العسكرية الحكومية المسلحة التي تؤكد التقارير الديبلوماسية الدولية والعربية أنها ستقف مرة أخرى على الحياد كما وقفت في اجتياح بيروت السنية في أيار/ مايو 2008 ومحاولة اقتحام الجبل الدرزي«.

 

»مكافأة« 10 بلايين دولار!

 

وقالت الجهات الديبلوماسية العربية لـ»المحرر العربي« في اتصال بها من لندن إن »مبعوثاً يمثل دولاً شرق أوسطية وآخر يمثل دولاً أجنبية التقيا إيهود باراك في واشنطن سراً مرات عدة خلال أربعة أيام مع اثنين من مستشاريه ناقلين إليه اقتراحاً موحداً ينطوي على تقديم خمسة بلايين دولار إلى حكومته التي تستعد أصلاً للحرب في أيلول/ سبتمبر المقبل أو بعد اكتمال نشر منظومة القبب الفولاذية في تشرين الأول/ أكتوبر أو الثاني/ نوفمبر، من أجل تقديم موعد هذه الحرب إلى ما قبل نهاية هذا الصيف، والمباشرة الفورية في نشر ما يمكن من قبب فولاذية أخرى يتكفّل هذا المبلغ الضخم بتغطية تكاليفها البالغة ما بين 800 مليون وبليون و200 مليون دولار استناداً إلى الدعم الأميركي بمبلغ 250 مليوناً لنشر القبب التسع«.

وقالت الجهات الديبلوماسية إن »أحد كبار رؤساء اللجان النيابية في الكونغرس كان وسيطاً ناجحاً في تأمين عقد الاجتماعات الأربعة بين المبعوثين الشرق أوسطي والأوروبي ووزير الدفاع الإسرائيلي، أبلغها أن مبلغ البلايين الخمسة من الدولارات هي لتعويض إسرائىل عن جزء من خسائرها العسكرية في أي حرب مقبلة والتي تقدّرها إدارة أوباما بما بين 700 مليون وبليون دولار يومياً، على أن تحصل إسرائىل على مبلغ مماثل (خمسة بلايين أخرى) بعد انتهاء الحرب لتعويض خسائر الأرواح والممتلكات التي قد تنجم عن استخدام ناجح للصواريخ ضد المدن والقرى والبنى التحتية العسكرية والاقتصادية في الدولة العبرية«.

 

.. ودعم مضاعف ضد إيران!

 

وأكد الديبلوماسيون لـ»المحرر العربي« أن هذه التطورات التي »تُعتَبر الأشد إثارة وخطورة منذ احتلال العراق العام 2003« أن المبعوثين الشرق أوسطي والأوروبي »وعدا إيهود باراك بأمرين غير مسبوقين أولهما تقديم دعم مضاعف لإسرائىل في حال قررت القضاء على البرنامج النووي الإيراني قبل تجاوز نظام نجاد - خامنئي الخط الأحمر لصناعة القنبلة الذرية، سواء شنّت الحرب منفردة أو بمشاركة أميركية أو أطلسية، وثانيهما تضمن الدول الداعمة الاعتراف العلني الكامل بالدولة العبرية بعد انتهاء الحرب سواء سقط نظام الملالي في طهران أو لم يسقط«. وقال الديبلوماسيون إن الدولة العبرية صاحبة الشأن الأول في هذه العروض المغرية للإسرائيليين المستعدين للحربين على »حزب الله« وإيران بدعم إقليمي - دولي أو من دونه »تأكدت قبل الرد على المبعوثين إيجاباً من أن قادة القرار في إدارة أوباما اطّلعوا على عروضهما قبل تقديمها إلى إيهود باراك وباركوها في حال كانت إسرائىل مصممة فعلاً على الحرب قبل نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل مستغلّة بذلك مغامرة جديدة قد يقوم بها »حزب الله« ضد خصومه الداخليين والدولة ككل عشية أو بُعيد صدور القرار الاتهامي لمدعي عام المحكمة الدولية دانيال بيلمار. وأكد الديبلوماسيون لـ»المحرر العربي« في لندن أن المبعوثين الشرق أوسطي والأوروبي للقاء إيهود باراك في واشنطن »اشترطا تحييد المؤسسات الاقتصادية اللبنانية والمباني الحكومية والمناطق الآهلة بالسكان الأبرياء«.

 

سيناريو عون من الكونغرس؟

 بيروت - »المحرر العربي«:

من أين هبط ذلك السيناريو الخطير على الرابية، وحمل رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون على طلب موعد عاجل وملح من الرئيس السوري بشار الأسد لكي يضعه في تفاصيل ذلك السيناريو الذي يحمّل أعضاء في »حزب الله« مسؤولية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مع استغلال الوضع الذي ينشأ داخلياً من قبل حكومة بنيامين نتنياهو لكي تشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحزب. والمعروف أن النائب عون قطع، تدريجاً، كل علاقاته الدولية منذ أن وقّع ورقة التفاهم مع الحزب المذكور في 6 شباط/ فبراير 2006، وهذا ما يجعل مصادر معلوماته محدودة للغاية.. بيد أن مصدراً في التيار يشير إلى أن »الجنرال« حصل على تفاصيل السيناريو من أحد أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة والذي أقام معه علاقة وثيقة منذ أن أدلى نائب كسروان بشهادته الشهيرة في الكونغرس لدى درس قانون محاسبة سورية واستعادة لبنان سيادته. ويؤكد المصدر أن عضو مجلس الشيوخ هو من زود الرابية بالمعلومات التي سمعها من مسؤول أميركي بارز جداً، لينقلها النائب عون إلى كل من الرئيس الأسد والأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله.

 

 "الشرق الأوسط" عن مصادر قانونيّة: هناك من يخطط لتقويض القرار الإتهامي قبل أن يصدر  

٢٣ تموز ٢٠١٠

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر قانونيّة إستغرابها "توقيت التسريبات عن التحقيق الدولي والتكهن بما سيتضمنه القرار الاتهامي، وبالتالي البناء على نتائجه المزعومة سيناريوهات سوداويّة باتت مصدر خوف دائم لدى الناس". وأشارت هذه المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أنَّ "المعلومات والسيناريوهات والإستنتاجات التي يضخّها البعض بمنسوب كبير في الإعلام، تفتقد إلى المصداقيّة، كونها غير مستندة إلى حقائق أو معطيات أكيدة، لأنَّ من يعرف بلمار وطبعه وقدرته على التكتم وإحاطة عمله بسريّة تامة وطريقة تعاطيه مع ملفه، يدرك أنَّ التسريبات ليس مصدرها فريق التحقيق الدولي، وهي بالتالي غير موضوعيّة". المصادر القانونية رأت أنَّ "ما يروّج حاليًا يدعو إلى الدهشة لأنَّ هناك من بدأ يخطط لمواجهة القرار الإتهامي ويحاول تقويضه حتى قبل أن يبصر النور وقبل أن يعرف مضمونه، وبالتالي يحاول إنهاء المحكمة الدوليّة ومنعها من محاكمة منفذي الاغتيالات في لبنان".

 

علوش: إذا كان القرار الظني ضعيفاً سيكون لـ"المستقبل" موقف آخر  

٢٣ تموز ٢٠١٠

أكد القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أنَّه "سيتم انتظار المعطيات المادية في حال صدر القرار الظني، التي تجعل الإتهام معلّلاً ومبنياً على أسس مادية ووقائع، ومن بعدها يؤخذ الموقف المناسب". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أضاف علوش: "في حال كان القرار الظني ضعيفاً فسيكون لتيار المستقبل موقف آخر، فالمهم ألا يُتّهم بريء في هذه الجريمة". وحول كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في خلال مؤتمره الصحافي بالأمس، اعتبر علوش أنَّ "النبرة كانت أقل حدة وهادئة مقارنةً بالخطاب السابق، إلا أنَّ المضمون يبقى ذاته، والأجوبة على أسئلة الصحافيين أكّدت أنَّ احتمال الذهاب إلى النهاية في مسألة المحكمة الدولية هو المطروح". هذا، ولفت علوش إلى أنَّ "الرئيس الحريري طرح مسألة التهدئة، وسيعيد الأمر مع السيد نصر الله، كونه رئيس الحكومة".

 

شمعون: شعرنا من كلام نصرالله بنوع من الإيعاز السوري بترطيب الأجواء  

٢٣ تموز ٢٠١٠

رأى النائب دوري شمعون في حديث الى "اذاعة الشرق"، "ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عكس ما كان متوقعا بأنه سيكون ناريا وهجوميا، إنما شعرنا بنوع من الإيعاز من الخارج، والملاحظ أنه تكلم كثيرا عن سوريا وأصدقاء سوريا، وكأن هناك من إيعاز سوري بترطيب الأجواء".

وحول كلام السيد نصر الله بأن الرئيس الحريري أبلغه بوجود نوع من الإتهام على أفراد من حزب الله قال شمعون : "الدليل أن المحكمة الدولية كانت حققت مع بعض المسؤولين في حزب الله ولكن الى أين سيؤدي ذلك فهذا من عمل المحكمة الدولية إذا كانت المعلومات كافية لإتهام أفراد من حزب الله ولا أحد يملي على المحكمة عملها".

وعما إذا كان الرئيس الحريري عنده علم بمضمون القرار الظني قال شمعون :" أكيد لا، إنما عنده استنتاج".

وحول علاقة إسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قال: "المحكمة الدولية لا تسمح لأحد بأن ينحاز بشكل غير قانوني، وبإمكانك إطلاق الإتهامات كيفما تشاء وعلينا أن لا نستبق قرارات المحكمة الدولية ونتائجها". وعن دعوته قيادات 14 اذار الى إجراء مراجعة حقيقية ونقد ذاتي كما فعل النائب جنبلاط ، قال : "لو تحدث غير ذلك أكيد سأكون متعجبا، فنحن لا نعجبه ولا يعجبه حديثنا ولا رأينا في مواضيع عدة ويريد إعطاءالنصائح". وعن العلاقات السورية اللبنانية قال: اذا كان يريد إعطاءالسوريين براءة ذمة فهذا شأنه، اما نحن فنريد علاقات جيدة مع سوريا ولكن حسب الأصول". وحول كلام السيد نصر الله بإعادة الإعتبار للضباط الذين فصلوا أو وضعوا في السجن قال شمعون: "هذا غير وارد إطلاقا ونحن لم نعتدى عليهم ، وكان هناك موضوع قانوني ولا يجوز أن نستنسب القوانين". وحول التعويض عن العمال السوريين الذين تضرروا من فترة التوتر في العلاقات السورية اللبنانية قال: "إذا كان من أحد يريد تعويضات من سوريا فهو الشعب اللبناني".

 

 جنجنيان: كلام نصرالله لذر الرماد في العيون وعليه البدء بقراءة ومراجعة ذاتية  

٢٣ تموز ٢٠١٠

رأى عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان ان كلام نصرالله هو "لذر الرماد في العيون في خضم ما تمر به المنطقة، ونطلب منه البدء بقراءة ذاتية ومراجعة ذاتية، وهناك العديد من الملفات التي يجب على 8 آذار مراجعتها والإعتذار من الشعب اللبناني عليها، كحرب تموز، 7 ايار وتعطيل الحكومة". جنجنيان لفت الى انه بعكس 8 آذار، في 14 آذار هناك ديمقراطية وتعدد أفكار وخطابات متفاوتة ولكن بالنسبة للمبادئ لم يتغير أي شيء. وفي حديث لـ"الجديد" شدد جنجنيان على أن المحكمة الدولية هي لتحقيق العدالة وليس للإنتقام وسنستمر في المطالبة بالحقيقة في موضوع اغتيال الشهيد الحريري والشهداء الذين سقطوا. وعن المفقودين في السجون السورية، طالب جنجنيان بحل الموضوع وراء الأضواء وليس في الإعلام، ومن خلال وزارة العدل.

 

سعيد: "حزب الله" بدا مربكاً ومنزعجاً من التقارب اللبناني ـ السوري  

٢٣ تموز ٢٠١٠

إعتبر منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد أنه "إذا كان من أمر يطالب به أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، فلا يطالب "14 آذار" بالاستسلام، كما أنَّه لا يجب استخدام هذه النظرة الإستعلائية"، مضيفاً: "ما يطلبه نصرالله من قياداتنا هو الإستسلام وليس المراجعة، وكلامه غير دقيق ومرفوض من قبلنا ومن غالبية الللبنانيين الذين اتهمهم بالعمالة لمجرد مطالبتهم بالمحكمة الدولية".

وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، رأى سعيد أنَّ "حزب الله بدا مربكاً في هذا الخطاب ومنزعجاً من التقارب اللبناني – السوري"، مشدداً على أنَّ "هناك شيئاً واحداً يُخلّص لبنان هو عودة "حزب الله" إلى الدولة اللبنانية وبشروط هذه الدولة".

ورأى سعيد أنَّه "يجب على حزب الله التسليم بثلاثة أمور وهي المحكمة الدولية، اتفاق الطائف والقرارات الدولية"، معتبراً أنَّ "المحكمة دولية ويجب الا تختلط علينا الأمور، وعندما يصدر القرار الإتهامي، هناك مصلحة في التعالي على الجراح والتعاون".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقاء عون ـ نصرالله يكشف المستور: عون يُحذّر ورهانه الأخير «تغيير قواعد اللعبة وإلاّ..»  

٢٣ تموز ٢٠١٠

   الديار

فادي عيد

رأت مصادر قريبة من «الحكماء الاربعة» ان قائد التيار العوني العماد ميشال عون يعيش اليوم مأزقاً حقيقياً مزدوجاً بعدما سلط خصومه في الداخل والخارج سهامهم في وجهه، واندفعوا كل من موقعه الى محاسبته بغية تسديد فواتير قديمة عجز عن سدادها لهؤلاء. فمن جهة اضطر الاسبوع الفائت الى زيارة السيد حسن نصرالله لمعرفة تصوره للمرحلة المقبلة، فما كان الا ان سمع أجوبة لا توحي بالاستقرار والطمأنينة في بحر متوسطي هائج حيث تتكدس الملفات الشائكة المعقدة التي تستقر على برميل من البارود، سواء تلك المرتبطة بالملف النووي الايراني، أم تلك المتعلقة بنفط الساحل اللبناني ـ الاسرائيلي، أم ما له علاقة بالمحكمة الدولية حيث لـ «حزب لله» هواجس شتى ازاءها. وتابعت المصادر انه واثر انتهاء الزيارة وجّه العماد عون ما يشبه العتب والزعل الى السيد حسن مطالباً إياه فيها بـ«تغيير قواعد اللعبة»، ما فهم منه ان عون غير راض على سياسة حلفائه الحالية التي تنزل به ضرراً جسيماً وتلحق به الخسائر السياسية والانتخابية، هذا الى حد اعتبره البعض لوماً من عون على السيد حسن بترك التيار يتخبط في مآزقه وحيداً ويتلقى الصفعات الموجعة على التوالي.

أما المأزق الداخلي التنظيمي تابعت المصادر نفسها، فلم يكن اقل إيلاماً من الخارجي بعدما وعد عون منذ شهرين باجراء «نفضة» أعلنها في آخر يوم من ايار الفائت عند انتهاء الانتخابات البلدية، لكن سرعان ما عجز عن اتخاذ اي قرار بتعيين احد من كوادره، مكتفياً بقبول الاستقالات الجماعية مما اوقع التيار في فراغ كبير حتى بات يقال اليوم انه في ظل هذه «المعمعة» وخلط الأوراق، فإن التيار اليوم يضم العماد عون وحده دون سواه في مقابل حملة قوية ينظمها «رفاق دربه» في الامس وخصومه اليوم «حكماء التيار» والكوادر المتعاطفون معهم، والتي تكاد وسائل الاعلام المختلفة لا تخلو يومياً من نشر حملاتها دون ان تلقى ا ي رد او تعليق من جانب عون مما يشبه صمت المتهمين في قفص الاتهام. واشارت الى انه عوض ان يلجأ عون الى تبرير ما يجري وشرح ملابساته وموقفه امام الرأي العام، كان يقع في الاخطاء تباعاً حيث انصرف الى الاعداد لزيارات وجولات كشفت عمق الهوة بينه وبين قواعده، فكانت زيارة الشوف الفاشلة قبل الانتخابات دون الحاجة لشرح وقائعها، وكذلك الامر بالنسبة لزيارة كسروان، فزحله المزمع القيام بزيارتها مع ما يرافقها من ردود وردود على الردود ما يوسع الشرخ مع فاعليات المدن والقرى والقواعد، ويكشف الهوّة أكثر فأكثر في حين ارتسم سؤال كبير في حزيران يوم إعلان تطويب الأخ اسطفان نعمه: أين من يدعي قيادة الصف المسيحي في مناسبة كهذه وهل أولى من حضور قداس احتفالي شارك فيه قادة البلاد مسيحيين ومسلمين مع ما تمتع به من امتياز لرعايته فاتيكانيا في كفيفان، بل هل بات الرئيس سعد الحريري المسلم السني أشد حرصاً لحضور هذه المناسبة الجليلة ممن اعتبر نفسه ممثل الموارنة في الشرق؟

وختمت المصادر بالقول: انها لحظات تاريخية تعبّر عن نفسها ولا حاجة لشرح ملابساتها في حقبة من تاريخ لبنان حيث تدق طبول الحرب المحلية والاقليمية، فيما ينشغل قائد مسيحي، ارتضى ان يسمى هكذا، بإنقاذ خطة سياسية فشل في فرضها يوماً فكان منه ان توجه الى حلفائه يبحث عن خشبة الخلاص، ولربما لم يشف احد غليله حتى اتى بجواب يحذر خلاله بـ«تغيير قواعد اللعبة» والا... دون ان نعرف كيف ومتى وعلى أي أرض أم منطقة أم قضاء، وعلى يد من، عسى أن لا تشبه اللعبة المستبدلة بلعبة كادت ان تطيح السلم الأهلي يوماً والتعايش بين اللبنانيين، فهل يعمد السيد الى الاستجابة الى حليفه الجديد، أم يتركه وحيداً في لعبة قد يكون ضحيتها هذه المرة بعدما فقد كل الأوراق التي حاول اللعب بها ومن بينها خطف الشارع المسيحي والاستيلاء على قراره السياسي ؟

 

 

 

 

 

 

مواقف "حزب الله" من المحكمة: أمر العمليات صدر بإسقاطها أم مناورة تخفي حشرة الحزب في مواجهة مع الداخل والخارج؟  

   الجريدة الكويتية

٢٣ تموز ٢٠١٠

نوفل ضو

قاربت التحليلات السياسية والتقارير الدبلوماسية في بيروت المواقف الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله ومسؤولي الحزب ونوابه ووزرائه من المحكمة الخاصة بلبنان، ومن اللبنانيين المؤيدين لهذه المحكمة والمراهنين على نتائج عملها للكشف عن المسؤولين عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، من زاويتين مختلفتين تماماً:

- فهناك من اعتبر أن "حزب الله" قد وصل إلى نقطة اللاعودة في معركة إسقاط المحكمة ولو اضطره الأمر إلى مواجهة داخلية جديدة على المستويات السياسية والإعلامية، وربما الأمنية والعسكرية إذا اقتضى وصول الحزب إلى أهدافه ذلك. ويذهب هؤلاء إلى حد تأكيد أن "أمر العمليات" قد صدر بالفعل عن السيد حسن نصرالله إلى هرميته الحزبية من جهة، وإلى حلفائه على الساحة اللبنانية ومنها المسيحية من جهة مقابلة، وأن الأمور قد وصلت إلى نقطة اللاعودة وهي تهدف إلى انتزاع موقف لبناني رسمي وسياسي يقضي بالتخلي عن المحكمة الدولية، من خلال سلسلة من التدابير تبدأ بإعلان لبنان رسمياً عدم تجاوبه مع مسار عمل المحكمة وعدم استعداده لتلبية أي من طلباتها مستقبلاً، وتمر بإبلاغ الأمم المتحدة موقفاً رسمياً بهذا المعنى، وبإعلان لبنان أنه لم يعد معنياً بتمويل المحكمة، وبالتالي الامتناع عن دفع ما سبق أن تعهد بدفعه كحصة في تمويل المحكمة (49 في المئة من موازنتها)، وصولاً إلى إلغاء كل الاتفاقات التي تنازل لبنان بموجبها إلى المحكمة الخاصة بلبنان عن حقه في التحقيق في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه، وغيرها من الجرائم التي لحقت بها.

- في المقابل، فإن هناك من يرى أن التصعيد السياسي والإعلامي لـ"حزب الله"، والنبرة العالية لأمينه العام حسن نصرالله لا تعكس حقيقة قرار الحزب من هذه المرحلة. وفي اعتقاد هؤلاء فإن الحزب يتصرف في العلن خلافاً لقراره الضمني. ويقرأ بعض المحللين "تصعيد" نصرالله على أنه محاولة تهويل تهدف إلى إخفاء "عجز" حزب الله عن القيام بتحرك ميداني فاعل من شأنه رفع سيف المحكمة الدولية المصلت فوق رأس بعض عناصره ومحازبيه بمعزل عن مستويات مسؤولياتهم التنظيمية.

وفي اعتقاد بعض المراقبين، فإن نصرالله لن يكون قادراً على الذهاب بعيداً في استحضار تجربة 7 أيار 2008، لفرض واقع سياسي جديد على لبنان بقوة السلاح ومن خلال نسف موازين القوى السياسية عبر فرض واقع ميداني ترى الحكومة، رئيساً وحلفاء لرئيس الحكومة، نفسها معه مضطرة إلى الخضوع لأمر واقع جديد بحجة تلافي مواجهات وصراعات داخلية من شأنها تفجير لبنان من الداخل.

ويذهب هؤلاء في قراءتهم إلى حد تأكيد أن رئيس الحكومة سعد الحريري ربما يكون نجح في خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا في التوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، يقضي بأن تساعد سوريا من خلال نفوذها على حلفائها اللبنانيين في احتواء أي ردة فعل يمكن لـ"حزب الله" أن يقوم بها رداً على القرار الظني أو استباقاً له.

ويلفت المراقبون إلى أن تطورات إقليمية شهدتها الأيام القليلة الماضية ربما تكون الصورة الثلاثية التي جمعت في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير الخارجية التركي محمد داود أوغلو، هي التي ستظلل بمعانيها السياسية الوضع اللبناني في المرحلة المقبلة، بعدما حلت هذه الصورة محل الصورة الثلاثية الشهيرة التي جمعت قبل أشهر الرئيس السوري بشار الأسد مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله. ويلفت هؤلاء إلى أن سوريا في الصورة الأولى بدت ملتزمة بالموقف الإيراني من الوضع الإقليمي، خصوصاً بالنسبة إلى الصراع العربي-الإسرائيلي والوضع في لبنان وغزة والعراق، كما بدت في موقع من يتعاطى مع لبنان من خلال نصرالله، في حين أن دمشق بدت في الصورة الثانية ملتزمة بالموقف "التركي الوسيط" بالنسبة إلى الصراع العربي- الإسرائيلي، وبالتعاطي مع لبنان من خلال حكومته الشرعية ومؤسساته الدستورية لا من خلال "حزب الله" ومقاومته، علماً بأن الصورة الثلاثية الجديدة ترافقت مع صورة اجتماع في دمشق عقد بين السيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي السابق والمرشح لرئاسة الحكومة أياد علاوي، في محاولة لحلحلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بمعزل عن الرأي الإيراني في هذه المسألة.

 

قرار المحكمة سيحدث اضطراباً في لبنان  

٢٣ تموز ٢٠١٠

النهار/علي بردى

حذر ديبلوماسي رفيع المستوى في نيويورك من أن القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" المعززة لن تقبل بأن تصير "قوة دمية" يصيبها "الشلل والإهانة" على غرار ما تعرضت له "اليونيفيل" الأولى. وإذ طالب الحكومة اللبنانية بنشر ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي اضافي من الجيش اللبناني في الجنوب، أكد أنه إذا كان اللبنانيون "يفضلون البقاء وحدهم في مواجهة اسرائيل، فيمكنهم أن يقولوا لنا ذلك لإستخلاص العبر". وحمل بشدة على اسرائيل، مطالباً اياها بـ"اخلاء" الشطر الشمالي لبلدة الغجر ووقف طلعات طائراتها الحربية فوق لبنان.

ورأى الديبلوماسي الرفيع في الأمم المتحدة، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن لبنان سيصاب بـ"لحظة تخبط واضطراب" حين يصدر المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار دعواه القضائية في الخريف. وقال إن هناك "رسالة وجهها حزب واحد" يعتقد أن بعض أعضائه يمكن أن يتعرضوا للمقاضاة بأن "لديه الوسائل للقيام برد فعل" ضد قوات الأمم المتحدة في الجنوب.

وفي جلسة مع عدد محدود من الصحافيين، أفاد الديبلوماسي أن "رد الفعل القوي" على ما حصل مع "اليونيفيل" سببه أنه "كان لدينا انطباع، بل كنا نعلم، أن هذه الحوادث مدبرة ومنظمة" من جهة لم يسمها "حركت أناساً، وبالطبع بينهم نساء وأطفال في المقدمة" لرشق "اليونيفيل" بالحجارة و"لتوجيه رسالة مفادها أنه يمكنكم المجيء الى هنا، ولا يمكنكم المجيء الى هناك". وتابع: "في لبنان شبحاً يحوم، وهو ما نسميه اليونيفيل الأولى التي شلت وأهينت من الطرفين، ولكن خصوصاً من الإسرائيليين"، مضيفاً أن الأمم المتحدة "أرسلت كتائب معززة عام 2006 ولن نقبل بأن تتعرض كتائبنا للمعاملة ذاتها" التي تعرضت لها "اليونيفيل" الأولى "كائناً من كان الذي يقوم بذلك".

وأوضح الديبلوماسي أنه بعد الحوادث الأخيرة "كان علينا أن نقول للناس على الأرض: حقاً أنه من مصلحتكم أن تبقى اليونيفيل"، بيد أنه استدرك قائلاً: "لن نبقى هناك بأي ثمن"، مشيراً الى أن بعض الدول المساهمة في "اليونيفيل" شهدت قبل ارسال قواتها الى لبنان عام 2006 "نقاشاً حقيقياً" عما إذا كان عليها ارسال جنود الى جنوب لبنان.

وشدد على أن مسألة وجود هؤلاء الجنود "خيار الطرفين المعنيين" اسرائيل ولبنان، و"اذا كان اللبنانيون يفضلون البقاء وحدهم أمام دولة اسرائيل، فيمكنهم أن يقولوا لنا ذلك لنستخلص العبر". لكن الأهم "أننا لن نبقى كقوة دمية على الأرض". وذكر أن الدول المشاركة في "اليونيفيل" "ارسلت إشارة الى أننا لا نريد نوعاً من التدهور البطيء والمتدرج للوضع في الجنوب"، آملاً في أن "تؤخذ رسالتنا في الإعتبار. وإذا لم تكن هذه هي الحال، أعتقد أنه في غضون أشهر قليلة علينا أن نقوّم الوضع".

وتوقع الديبلوماسي أولاً أن ينشر الجيش اللبناني مزيداً من جنوده في الجنوب "نشراً حقيقياً"، لافتاً الى أنه خلافاً "للعدد الرسمي، نعلم جميعاً ما هو العدد الحقيقي، وهو ما بين ستة آلاف وستة آلاف وخمسمئة جندي منتشرين في الجنوب". ووصف الإعلان الذي أصدره مجلس الوزراء اللبناني بأنه "جيد، ولكن نريدهم أن ينشروا فعلاً... ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي لبناني إضافيين في الجنوب".

وانتقد الديبلوماسي بشدة عدم انسحاب اسرائيل من الشطر الشمالي لبلدة الغجر، قائلاً: "نحن ببساطة لا نفهم كل هذه اللعبة والمفاوضات والوعود. أخبرنا الإسرائيليون خمس مرات أن القرار السياسي اتخذ. يجب على اسرائيل أن تخلي الغجر. وطبعاً هناك موضوع طلعات الطيران. نحن نثير هذا الموضوع مع الإسرائيليين".

وفي إشارة ضمنية الى "حزب الله" ومن غير أن يسميه، قال: "نحن لا نقبل أن يفرضوا القواعد علينا. هناك تفويض محدد في القرار 1701. ونحن لسنا سذجاً. نحن نعلم أن الطرفين لا يمتثلان للقرار 1701". وأكد أن وجود القوات في جنوب لبنان "لا يعبر عن مصالح ضيقة. القوات الدولية تريد ببساطة تفادي العودة الى الحرب كما كان الأمر عام 2006".

وسئل عن التكهنات بأن المحكمة الخاصة بلبنان ستتخذ قراراً ما قريباً وعن العواقب المحتملة على "اليونيفيل"، فأجاب أن "الشائعات تروج منذ مدة طويلة بأن قرارات ما ستصدر بالفعل عن المحكمة في الخريف". وكشف أن المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار وعدداً آخر من العاملين الكبار فيها "أطلعوا أخيراً اللجنة الإدارية للمحكمة في نيويورك على عمل المحكمة"، في حضور مندوبي الدول الممثلة في اللجنة الإدارية، بمن في ذلك المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام. وقال إن المسؤولين الكبار في المحكمة أبلغوا اللجنة أن "هناك تحركاً الى الأمام. من الواضح أنهم سيكونون قادرين على اعلان دعوى قضائية رسمياً في الخريف. لا نعلم متى ولا نعلم من. لدينا فكرة من أي قطاع"، من غير أن يدلي بايضاحات. ورأى أن هذه ستكون "لحظة تخبط واضطراب في لبنان لأسباب واضحة".

وعن الإجتماعات التي عقدت مع بلمار في نيويورك، قال: "نعم هو جاء مراراً واجتمع مع غالبية السفراء. وقال إنه لا يعلم بالتحديد متى. عليه بالتأكيد أن ينهي عمله. هذا أمر تقني جداً... ومعقد جداً" ويتعلق بـ"اقتفاء الإتصالات الهاتفية... هناك ملايين المحادثات الهاتفية التي تحلل". ونقل عن بلمار أن "عليه أن تكون لديه قضية جيدة تقدم الى المحكمة في الخريف، لكنه لا يعلم ما إذا كان سيفعل ذلك في تشرين الأول أو تشرين الثاني أو كانون الأول".

وسئل هل لديه انطباع عن وجود علاقة بين الحوادث التي تعرضت لها "اليونيفيل" وما يمكن أن تصدره المحكمة الخاصة بلبنان، فأجاب: "الصحافة اللبنانية - وهي مليئة بالتخيلات، نقلت رسالة وجهها حزب واحد يعتقد أن بعض أعضائه يمكن أن يتعرضوا للمقاضاة. هذا الحزب يوجه رسالة بأن لديه الوسائل للقيام برد فعل على حساب الأمم المتحدة حين يحين الوقت. هذا ما تفيده الصحافة اللبنانية وما قاله لنا بعض المعلقين. هذا تحليل".

ونفى الديبلوماسي علمه بما نشرته صحيفة فرنسية عن استعداد خبراء المحكمة لإجراء تفجير في فرنسا يحاكي ذلك الذي استهدف رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في لبنان.

 

 

الحريري لـ«الحياة»: الأسد لم يطلب مني شيئاً في الداخل ... التشنج لا يريح دمشق وعلاقتي بحلفائي لا تعوق تعميق العلاقة معها

الجمعة, 23 يوليو 2010

بيروت - غسان شربل ووليد شقير ومحمد شقير

Related Nodes: الحريري في حواره مع "الحياة".jpg

قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إن اجتماعه الأول مع الرئيس السوري بشار الأسد أدى الى كسر الجليد الذي كان موجوداً لمرحلة طويلة مع أن طابعه كان صعباً في البداية، «لكن اليوم يزور أحدنا سورية وهو يشعر، في مكان ما، بأنه يزور بلداً شقيقاً وصديقاً جداً». وأضاف في حديث الى «الحياة» أن الرئيس الأسد يبدي كل إيجابية في التعاطي والتعامل، «وهناك علاقة شخصية بنيت بيني وبينه». وأعترف بأنه أجرى مراجعة صريحة ونقدية للسنوات الخمس الأخيرة «لأن الذي ينطلق من أنه لم يرتكب أي غلطة يكون يرتكب أول غلطة، ليس هناك إنسان لا يخطئ إن في العمل أو في السياسة أو في حياته الشخصية، فما بالك حين نتعامل مع قضية بهذا الحجم، أي بالعلاقة مع سورية. من المؤكد أن هناك أخطاء ارتكبت وأن أموراً صحيحة قمنا بها، لكن الآن يجب أن نتعلم من الماضي لنبني المستقبل وإذا عشنا على أطلال الماضي ومآسيه فلن نتقدم. ولا رجوع عن فتح صفحة جديدة مع سورية».

 

ولفت الحريري الى أنه لا يرغب في القول إن زيارة عدد من السياسيين اللبنانيين سورية تعتبر تدخلاً في شؤون لبنان، وقال: «لنكن واقعيين، أحياناً يكون لهذا التدخل أثر إيجابي، وحين حصل التوافق السوري - السعودي، لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا التوافق أدى الى حكومة وحدة وطنية، أليس هذا تدخلاً إيجابياً؟».

 

ورأى الحريري أن غياب الحوار كان وراء التشنجات التي حصلت أخيراً، وقال: «ما يمكنني قوله إن استقرار لبنان وعدم التشنج فيه يريح سورية، ولا أفهم لماذا الوصول الى هنا بهذه الصيغة من التشنج ما دامت الأبواب مفتوحة للحوار في كل الأمور. والمشكلة أننا نضيّع الإنجازات التي نحققها في بعض الخلافات الداخلية، ولا أظن أن في لبنان شخصين اثنين يختلفان على أن عملاء إسرائيل هم عملاء خانوا بلدهم وهذه العمالة لا يجوز أن تستمر أكان في الاتصالات أو في غيرها. ومن المؤكد أن الاتصالات أمر مهم جداً لكل اللبنانيين ومعروف أن المقاومة تحمي نفسها بشبكة اتصالات خاصة بها، وهذه حماية لكل اللبنانيين».

 

وقال الحريري: «حين أعرف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سأتصرف بصفتين: في قلبي كسعد بن رفيق الحريري وبشخصي كرئيس وزراء لبنان. وفي الوقت نفسه سأرى ما هي المصلحة الوطنية، والمصلحة الوطنية هي الحقيقة». مشيراً الى أنه تحدث في هذا الموضوع مع الرئيس الأسد «لكن لن أدخل في التفاصيل».

 

وشدد الحريري على أن اللبنانيين قادرون على تجنب الفتنة والقرار عندهم، وقال: «لا أحد يقول لي إن الفتنة قادمة ولا نستطيع فعل شيء حيالها. هذا كلام مرفوض ونحن نضع أقدارنا بأفعالنا».

 

وبالنسبة الى استهداف «حزب الله» من قبل إسرائيل قال: «التهديد قائم على كل اللبنانيين وكلنا في الهوا سوا، أعرف نفسي أني مهدد وليس لدي شك في أن السيد حسن نصرالله مهدد، والحوار من أجل تحصين الداخل هو الطريق الوحيد لمواجهة أي تهديدات أو حماقة إسرائيلية أو عدوان على لبنان، أما الفتنة الداخلية فهي مرفوضة، وأقول للبنانيين لا تخافوا لا توجد فتنة أو حرب والمسلمون السنّة والشيعة سيكونون بالمرصاد لإسرائيل، واللبنانيون مسلمين ومسيحيين أيضاً سيكونون بالمرصاد وهذه اللعبة لن تمر في لبنان واحد وعدوه واحد هو إسرائيل».

 

ورداً على سؤال أكد الحريري أن الأسد لم يبحث معه في التغيير الحكومي ولم يطلب شيئاً في الداخل.واعتبر رداً على سؤال آخر ألاّ سبيل للاستقرار في المنطقة إلا بالسلام وبالتمسك بمبادرة السلام العربية.

 

وأكد أنه سيذهب عاجلاً أو آجلاً الى إيران، كاشفاً أنه كان يود زيارتها هذا الشهر لكنه ارتأى تأجيلها بعدما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أنه سيأتي الى لبنان. وقال: «هناك مساعٍ لحوار جدي مع إيران في شأن الملف النووي».

 

ولاحظ الحريري أن هناك حواراً متواصلاً بين أميركا وسورية خلافاً لما يكتب وخلافاً للانطباع السائد لدى الناس.

 

وأشاد الحريري بالعلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية وقال: «لا ننسَ أن سبب استقرار لبنان هو اتفاق الطائف مع أن هذه العلاقات لم تبدأ معه، لكنه إحدى ثمارها وهو أنهى الحرب الأهلية في لبنان».

 

وكانت «الحياة» أجرت الحوار مع الحريري في «بيت الوسط» فور انتهاء جلسة مجلس الوزراء ليل أول من أمس الأربعاء، وبدا عليه الارتياح الى الأجواء التي سادت الجلسة وقال: «خلافاً لكل ما أشيع، إن الجلسة كانت هادئة». وهنا نص الحوار:

 

> هل من تبدل بين زيارتيك الأولى والرابعة لدمشق، على المستويين الشخصي والسياسي؟

 

- تعرفون أن أول زيارة لي لسورية حصلت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وكانت الزيارة التي تحدثنا فيها بكل صراحة ووضوح وبكل انفتاح، إن من قبل سيادة الرئيس بشار الاسد أو من قبلي. وهذه كانت بداية مرحلة جديدة لعلاقة بيني وبين الرئيس الأسد حتى يتم كسر الجليد الذي كان موجوداً لمرحلة طويلة.

 

وبين أول زيارة وآخر زيارة هي التي عدت منها، لا شك في أن العلاقة تطورت من كل النواحي، إن كان العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية او على الصعيد الشخصي بين سيادة الرئيس وبيني شخصياً. وفي اللقاءات بيني وبين سيادة الرئيس تعمّ الصراحة والتي تفيد في رأيي أكثر حين يقول كل منا كيف ينظر الى الأمور وأين مصلحة لبنان بالنسبة إليّ وأين مصلحة سورية بالنسبة الى الرئيس الأسد.

 

ومن هذا المنطلق يتم البحث في الأمور ومن المؤكد اننا نبحث في أمور المنطقة التي تهمنا كدولتين والتي تواجه صعوبات كبيرة، ولا سيما لجهة التعنت الإسرائيلي. وأنا أقول لكم أمراً من منطلق شخصي وهو أنه لا شك في أن الزيارة الأولى تضمنت كما يمكننا القول طابعاً صعباً في البداية، لكن اليوم يزور الواحد سورية وهو يشعر أنه في مكان ما يزور بلداً صديقاً جداً والرئيس بشار الأسد يبدي كل ايجابية في التعاطي والتعامل، وهناك علاقة شخصية بُنيت بيني وبين سيادة الرئيس وتشعر أنك ذاهب الى بلد شقيق وأنهم يستضيفونك بكل انفتاح وقناعة إن على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الوطني والقومي.

 

> هل ما زالت العلاقة تحتاج الى رعاية أم أن خط التشاور المباشر المفتوح كاف؟

 

- لا، خط التشاور المباشر مفتوح. وفي رأيي انه الذي يبني الثقة، أي التشاور المباشر والصريح والصادق الذي يحصل في كل الأمور إن كانت عادية أو حساسة. الصراحة هي التي تبني هذه العلاقة. ورأيي أننا متجهون نحو علاقة جدية وصحيحة وأخوية.

 

مراجعة

 

> إذا اعتبرنا ان سورية أجرت مراجعة لتجربتها السابقة في لبنان، هل أجريت مراجعة لسنوات القطيعة حتى لا نقول المواجهة؟

 

- أنا أجريت مراجعات عدة لأقول لك بصراحة، لأنني أقول دائماً إن ما أنجزه رفيق الحريري ربما القليل من رؤساء الوزراء في العالم تمكنوا من انجازه، خصوصاً أن لبنان خرج في حينه من مرحلة حرب. حين جاء رفيق الحريري لم تكن هناك كهرباء ولا طرقات ولا مياه ولا مطار ولا عناية طبية والمدارس متواضعة. لكن كل هذه الأمور أنجزت وكانت سورية في لبنان. وبالتالي، فإن هناك أموراً على المرء أن ينظر اليها، فالإنجازات التي قام بها رفيق الحريري قام بها أثناء وجود سورية، ويجب أن نعترف بذلك، في المراجعة أيضاًَ أنه خلال السنوات الخمس الماضية يبدو للمرء أنه كان هناك الكثير من الاحتقان في لبنان والعالم العربي، ولا شك في ان هذا الاحتقان الذي انخفض، على صعيد العالم العربي وفي لبنان، أسبابه الانفتاح، ومن هذا المنطلق أرى أن الذي ينطلق من أنه لم يرتكب أي غلطة يكون يرتكب أول غلطة. ليس هناك انسان لا يخطئ إن في العمل أو في السياسة أو في حياته الشخصية أو في تعامله مع صديقه، فما بالك حين تتعامل مع قضية بهذا الحجم بالعلاقة مع سورية. من المؤكد أن هناك أخطاء ارتكبت وأن أموراً صحيحة قمنا بها. لكن الآن يجب أن نتعلم من الماضي ولا يمكننا إلا أن نبني للمستقبل، لأننا إذا بقينا ننظر الى الماضي فلن نتمكن من بناء شيء للمستقبل. وإذا عشنا على أطلال الماضي ومآسيه فلا نتقدم. وأنا من خلال انتقالي من المكان الذي كنت أعمل فيه، الى المعترك السياسي، تعلمت الكثير من الأمور خلال هذه السنوات الخمس. والأمر الأساسي الذي تعلمته هو أن أهم شيء أن يكون المرء صادقاً مع نفسه ومع الناس. وأنا لم أعتد أن أكون غير صادق مع الناس، بل أن أكون صريحاً وواضحاً. وأنا اعترفت سابقاً بأننا ارتكبنا أخطاء قبل أن أكون رئيساً للحكومة، بل كتيار (المستقبل). وحين أرتكب أخطاء كتيار ولم أرتكب أخطاء في الشؤون المتعلقة بالعلاقة مع سورية أقول إننا في بعض الحالات ارتكبنا بعض الأخطاء. لكن نريد التطلع الى المستقبل، وهو الأساس. ونحن نبني مستقبلاً أفضل للبنان وسورية والمنطقة. وهذا الشيء الوحيد الذي يخرجنا من الدوامة التي نعيشها.

 

> عندك شعور بأنك والرئيس الأسد أخذتما قراراً لا رجوع عنه بأن هناك صفحة جديدة؟

 

- أكيد، وأنا قلت للرئيس الأسد إنني ما دمت وضعت يدي بيدك فإننا سنكمل نحو مستقبل أفضل بإذن الله.

 

> وهل قال لك الشيء نفسه؟

 

- نعم.

 

> هناك فريق من اللبنانيين يعتبر ان المراجعة السورية غير كافية وأن هناك تدخلاً في الشؤون الداخلية لكنه يتم بأساليب أخرى قياساً الى السابق، وسورية ما زالت تستقبل قيادات لبنانية لا صفة رسمية لها ويستقبلها الرئيس الأسد. ألا يدل ذلك على ان المراجعة السورية ناقصة؟

 

- اعتبر اننا نكون ظالمين في هذه العلاقة الجديدة مع سورية اذا اعتبرنا أنهم إذا التقوا أحد السياسيين في سورية يكونون يتدخلون. وفي رأيي ان الكثير من السياسيين اللبنانيين يجولون في كل العالم وليس في سورية فقط. هل يعتبر هذا تدخلاً في الشؤون اللبنانية؟ أنا لا أرغب في قول ذلك، كثيرون من حلفائي حتى والقريبين إليّ يسافرون الى دول عربية عدة، هل هذا تدخل؟ ولنكن واقعيين. احياناً هناك تدخل ايجابي. فحين حصل التوافق السعودي - السوري، لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا التوافق أدى الى حكومة وحدة وطنية. أليس هذا تدخلاً ايجابياً؟

 

ربما أن لدى بعض اللبنانيين هواجس ونحن يجب أن نعالج كل هذه الهواجس ويجب أن يحصل الحوار في شأنها. وفي الاجتماع الأخير حين نراجع الاتفاقات، فإن مجرد المراجعة هي العودة الى مرحلة بكاملها. وحين تحكي بترسيم الحدود، فهل أنا سعد الحريري أريد أن أبني سوراً أو جدراناً بين لبنان وسورية؟ بالعكس نحن نريد أن نهدم أي هواجس عند اللبناني أو عند السوري في شأن لبنان كدولة مستقلة وسورية كدولة مستقلة. إنهما بلدان مستقلان يحترمان بعضهما بعضاً ويتعاملان باحترام متبادل دائم وأخوة.

 

> هل سنرى الرئيس الأسد قريباً في لبنان؟

 

- لا أعرف إذا كان قريباً أو لا. لكن الرئيس ميشال سليمان حكى مع الرئيس الأسد في الموضوع وأنا كذلك وهو يرغب في المجيء الى لبنان الذي هو عزيز على قلبه أيضاً.

 

تعديل الاتفاقات والمجلس الاعلى

 

> زيارتك وصفت بأنها تأسيسية في حين ان التعديلات على الاتفاقات جاءت طفيفة أو أنها لم تعدّل ولم يتم تغيير تركيبة المجلس الأعلى كما سبق أن قيل أنه سيتغير.

 

- البعض يرغب في تغيير كل شيء. لا نستطيع أن نغير كل شيء، فهل نريد تسجيل نقاط على بعضنا بعضاً، أم نريد التشاطر؟ أنا لدي اتفاقات مع تركيا. هل ستوافق على اتفاق ليس في مصلحتها أو يأخذ مصلحتي أكثر من مصلحتها؟ ألا ينطبق هذا على قبرص وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر؟ هناك اتفاقات تمت مراجعتها ورأينا نحن أين المصالح اللبنانية وأين نرى أنها تحتاج الى تعديل وعدلناها. وهناك اتفاقات كانت مطروحة للتعديل ولم نتوافق وكانت هناك وجهة نظر سورية في شأنها ولم يمشِ الحال في شأنها فأجّلناها وقلنا اننا نذهب الى جولة ثانية من المشاورات والمحادثات حتى نصل الى حل لهذه الأمور. لكن هذه هي روحية المفاوضات.

 

> الاتفاقات التي لم توقّع في مجالي الأمن والسياسة الخارجية أين المشكلة فيها؟

 

- لا أرى ان هناك تعثراً فيها، وبالعكس التفاصيل هي المهمة أحياناً، وهي تأخذ وقتاً. ونحن لا نجتمع كل يوم لحلّها. ورأيي أننا سنجد حلاً لها عاجلاً أم آجلاً. وهي ليست تفاصيل يصعب ايجاد حل لها.

 

وعلينا ألا ننسى أن هناك سفيرين بين البلدين في العلاقة الجديدة، وأنا أقول إن هذا أمر مهم وكبير. في العيد الوطني تفتح السفارة اللبنانية أبوابها وتستقبل الناس وكذلك السفارة السورية في بيروت، فهذا أمر لم يكن يحصل. وهو خطوة الى الأمام، فلماذا لا ننظر الى هذه الأمور؟ ولا تنسوا أننا نبني علاقات وليس هناك قوات سورية على الأراضي اللبنانية. وهذه مرحلة جديدة يجب أن ننتبه اليها.

 

> في التصريحات التي تلت البيان المشترك، حول عدد من العناوين التي بحثت أو القضايا العالقة، لم يتم التطرق إلى موضوع الطلب من سورية المساعدة في إنهاء ما يسمى «السلاح الفلسطيني خارج المخيمات»، هل أثير هذا الموضوع؟

 

- ثمة أمور لا أفضل التحدث فيها في الإعلام، لأنها أمور دائماً تأخذ طابعاً أو يأخذها كل واحد الى المكان الذي يريد أن يأخذها إليه. في كل المرحلة السابقة لم أود التحدث عن كل شيء لأنني أرى أن هذا الكلام يقال على نار هادئة وفي هدوء لكي نتوصل الى قواسم مشتركة. من هذا المنطلق، موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات أمر يعنينا، ونحن أيضاً كلبنانيين علينا حل المشكلات التي عندنا، ودائماً لدينا ميل إلى رمي كل مشكلاتنا على العالم، بينما هناك أمور يمكننا أن نحلها وحدنا، ولا أتحدث فقط عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بل هناك أمور كثيرة تجدنا نلوم أميركا أو العرب أو هذه الدولة أو تلك أو سورية أو سواها. هذه الأمور أنا دائماً أتجنب التطرق إليها، وأنتم تعرفونني وربما اكون أقل رؤساء الحكومات كلاماً.

 

> تعددت الانطباعات في التسريبات، حول موقف القيادة السورية من التشنج السياسي الأخير الذي شهده لبنان عشية زيارتك دمشق، منهم من قال إنها استغربته ومصادر أخرى أشارت الى استغراب الجانب السوري موجة التوتر التي انطلقت مع مواقف الأمين العام (لـ «حزب الله») من المحكمة الدولية وموضوع الجواسيس في قطاع الاتصالات، ما هي حقيقة الموقف السوري من التشنجات؟

 

- لا أستطيع أن أقول لك حقيقة الموقف السوري من التشنجات، بل ما يمكنني قوله إن استقرار لبنان او عدم التشنج فيه يريح سورية. من هذا المنطلق، أنظر الى الامر. لكن التطورات التي حصلت في الأسابيع الماضية أرى أن سببها غياب الحوار اللبناني - اللبناني، وهذا ما يجب ألا يحصل. لا أفهم لماذا يجب ان نصل الى هنا بهذه الصيغة من التشنج ما دامت الأبواب مفتوحة للحوار في كل الأمور، وكلنا متوافقون على ضرورة معرفة الحقيقة، ولا أظن أن في لبنان شخصين اثنين يقولان إنهما لا يريدان معرفة حقيقة من قتل رفيق الحريري، أو كل شهداء الثورة.

 

لا أظن أن في لبنان شخصين اثنين يختلفان على أن عملاء إسرائيل هم عملاء خانوا بلدهم ويجب أن يعاقبوا على ذلك. أعتقد ان المشكلة هي أننا نضيّع الانجازات التي نحققها في بعض الخلافات الداخلية في مكان ما والتي تخدم، في رأيي، الانقسام اللبناني وليس وحدة اللبنانيين. وهذا أكبر خطأ عندنا نكرره نحن اللبنانيين. أمسك عميل في الاتصالات، لكن هناك عملاء في أجهزة عسكرية أمسكوا أيضاً، أيهما أخطر؟ أليس عملاء الأجهزة العسكرية أخطر؟ هناك عملاء في المقاومة أمسكوا، أليس هؤلاء أخطر؟ هناك عملاء في مصارف أمسكوا، أليس هذا الأمر خطيراً؟ كلها خطيرة وكلنا متوافقون على أن هؤلاء العملاء وهذه العمالة لا يجوز أن تستمر، وعلينا ملاحقتها حتى آخر عميل في لبنان. في الاتصالات وغير الاتصالات. الاتصالات جهة. أكيد أن الاتصالات أمر مهم جداً لكل اللبنانيين، ولكن ليس كل اللبنانيين لديهم شبكة الاتصالات الخاصة بهم. معروف أن المقاومة تحمي نفسها بشبكة اتصالات خاصة بها، ومن هذا المنطلق هذه حماية لكل اللبنانيين.

 

> تحدثت عن غياب الحوار، وأعتقد أن لديك سلاحاً وحيداً هو الاستقرار في لبنان وهذا السلاح ترفعه في وجه الكل، أي الاستقرار والتهدئة والاهتمام بأمور الناس، لماذا يتأخر الحوار أو لماذا في بعض الأحيان الوزير (السابق سليمان) فرنجية مثلاً مع آخرين، يعتمدون وتيرة متصاعدة في وجه الحوار ثم فجأة تتراجع، ما هو السبب؟

 

- لا يوجد سبب...

 

> هناك كثير. مثلاً تراجعت اللقاءات مع «حزب الله»، لم تلتقِ السيد حسن نصرالله منذ فترة، وكذلك العماد ميشال عون، هناك تباعد زمني في اللقاءات.

 

- بالنسبة إليّ الباب مفتوح، وليس لدي مشكلة في أن أتحاور مع أي شخص في أي لحظة وأي وقت وأتحدث في أي هاجس لدى أي انسان. في الكبيرة والصغيرة. في أي موضوع كان، لكن أنا أرفض أن أطرح أي حوار عبر الإعلام، مع كل احترامي للإعلام ومحبتي له، بل إن أردنا التحاور نتحاور بين بعضنا بعضاً. لذلك أرى أموراً كثيرة تطرح في الإعلام يجب ألا تطرح فيه، بل يجب أن تطرح في مجلس الوزراء لكي نحل الأمور في شكل مفيد للبلد. لكن الانقطاع، لا سبب لعدم لقاء الجنرال عون. أحياناً أذهب إليه مرتين أو يأتي إليّ. أحياناً نعم لأنني سافرت 5 أو 6 سفرات. لو نظرت ماذا فعلت خلال الشهرين الماضيين لم يبق مكان لم أذهب إليه، والانسان لديه طاقة يحاول استثمارها قدر ما يستطيع، خصوصاً أن التصعيد الاسرائيلي كان يستدعي تحصين الوضع في وجه أي اعتداء عسكري محتمل.

 

وهذا كان يتم دائماً بالتنسيق. كل السفرات التي قمت بها كانت تتم بالتنسيق مع كل القوى السياسية، اذ كنت أقول في مجلس الوزراء ما حصل، والكل يعرف ما الهدف من كل هذه الزيارات.

 

الحقيقة هي المصلحة الوطنية

 

> حين تعرف الحقيقة في اغتيال والدك، كيف ستتصرف؟ هل تتصرف بوصفك ابن رفيق الحريري، بوصفك رئيس وزراء لبنان، هل يتم البحث معك في كيفية التعامل مع الحقيقة لئلا تنفجر الحقيقة في وجه لبنان واللبنانيين؟

 

- أنا أتصرف بصفتين: في قلبي كسعد ابن رفيق الحريري، وبشخصي كرئيس وزراء لبنان. وفي الوقت نفسه سأرى ما هي المصلحة الوطنية. والمصلحة الوطنية هي الحقيقة. ولو لم تكن الحقيقة هي المصلحة الوطنية، لماذا أنشئت المحكمة؟

 

> هل كان هذا الموضوع أساسياً في لقائك مع الرئيس الأسد؟

 

- نعم، تحدثنا فيه بهدوء وموضوعية ولا أريد أن أدخل في التفاصيل. هذه أمور لا أريد أن أدخل في تفاصيلها أكثر.

 

الفتنة وتجنّبها في يدنا

 

> هل شمل النقاش السيناريوات التي كتب عنها في الصحف اللبنانية وتقلق قادة لبنانيين منهم العماد عون، والتي تشمل حدوث فتنة وحرب اسرائيلية إثر صدور القرار الظني. هناك من يحذّر من هذه السيناريوات...

 

- دعني أقول لك أمراً ولا يخبرك أحد قصة ثانية: الفتنة عمل الكل معاً، عمل السياسيين اللبنانيين، لا يبرّئوا أنفسهم من تاريخهم السياسي الذي مرّ في الحروب الأهلية. الفتنة أصحابها يستطيعون أن يتحكموا فيها. الفتنة في يد كل واحد له قرار سياسي واضح إن كان يريد الدخول في الفتنة، فهو قادر على أن يدخل، واذا أردنا أن نتجنب الفتنة فإننا قادرون على تجنبها. لا أحد يقول لي إن الفتنة قادمة ولا أحد يستطيع فعل شيء حيالها. هذا كلام بالنسبة إلي مرفوض. نحن نصنع أقدارنا بأفعالنا.

 

> «حزب الله» لديه قلق بأنه مستهدف من الاسرائيلي والأميركي، ولديه خصوم في الداخل يخاف من أن تتقاطع علاقاتهم مع هذه القوى التي تستهدفه، وفي الوقت نفسه يوجد هذا السيناريو الذي حذّر منه العماد عون، بماذا تستطيع أن تطمئن «حزب الله» وماذا يمكن أن تفعل في هذا المجال، ماذا تستطيع ان تقول للسيد حسن نصرالله تحديداً؟

 

- ما يمكنني قوله هو أنه منذ شهرين وثلاثة وأربعة، ومنذ أسبوع أو 10 أيام... هدد (رئيس الاركان الاسرائيلي غابي) اشكينازي أو رئيس حكومة اسرائيل (بنيامين نتانياهو)، رئيس حكومة لبنان شخصياً، وهدد الحكومة اللبنانية وكل لبنان. أنا عندما يُهدد كل لبنان أو حزب أو فلان، فكل لبنان مهدد. عندنا ننظر إلى تهديد فريق ما، فهذا الفريق ليس ظلّ لبنان. أنا بالنسبة إليّ كلنا في الهوا سوا. التهديد قائم على كل اللبنانيين. عندما هُددت شخصياً بالاسم من قبل اسرائيل، لم تقم حملة دفاعاً عني، أو لم أقم بحملة لأنني أعرف نفسي أنني مهدد، وأنا ليس لدي شك في أن السيد حسن مهدد. كلنا مهددون في لبنان، واسرائيل تقول بكل وضوح إن هذه المرة لبنان كله مهدد. وأنا عملي كرئيس حكومة لبنان هو أن أجنّب لبنان أي مواجهة مع اسرائيل. كيف أفعل ذلك؟ أولاً أنزع الفتيل، ثم أتحاور بهدوء مع كل الفرقاء وأطمئنهم. هذه هي الطريق الوحيدة التي يقوى فيها لبنان في وجه أي تهديدات اسرائيلية، إضافة الى الجولات التي نقوم بها في كل العالم أكان العربي أم الغربي، من اجل مصلحة واحدة وهي أن نجنّب لبنان ونحميه من أي تهديدات أو حماقة إسرائيلية أو عدوان اسرائيلي على لبنان. وفي هذا الإطار أيضاً تأتي جولات رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والحوار والاتصالات التي قام بها مع عدد من الدول، وهي أيضاً أساسية ولها نتائج.

 

> ذكرت أن الفتنة بيد السياسيين حصولها أو عدم حصولها، سعد الحريري كرئيس حكومة وزعيم سياسي...

 

- هو هو عندما استشــــهد رفيق الحريري رحمه الله، أثير كثير من الشكوك في لبنان باحتمال حصول فتـــنة، لكنها لم تحصل لأنه كان في يدنا نحن عائـــــلة الشهيد رفيق الحريري، أننا لا نقبل بحصول فتنة في لبنان.

 

> الناس خائفون شئنا أم أبينا، ماذا يمكن أن يقول الرئيس الحريري للبنانيين؟

 

- أقول لهم: لا تخافوا. لا تخافوا، لا توجد فتنة ولا حرب وكل هذا التهويل من قبل اسرائيل هو مجرد تهويل. وإن ارادت اسرائيل أن تدخل الفتنة في لبنان بين المسلمين السنّة والشيعة، فأنا أقول لك من الآن إن السنّة والشيعة سيكونون بالمرصاد لإسرائيل. لا أحد يفكر أنه يمكن في لحظة من اللحظات، أياً تكن اللحظة ومهما تكن صعوبتها، لن نكون إلا مسلمين ومسيحيين واقفين لها بالمرصاد في وجه اسرائيل. ثلاثة ملايين ونصف المليون لبناني أو أربعة ملايين في وجه اسرائيل. هذه المسلّة، ليخيط بها الاسرائيليون في مكان آخر. هذه اللعبة لن تمر في لبنان. هذا لبنان واحد والعدو واحد وهو اسرائيل.

 

> في محادثات دمشق تطرقتم الى الوضع الاقليمي، خصوصاً أن دمشق تؤدي دوراً في غير ملف، هل القيادة السورية قلقة من احتمال حدوث حرب؟

 

- في رأيي لا يوجد أحد ليس لديه قلق حتى في المجتمع الدولي، لكن لا نراه. أقول لك بصراحة، لا أرى أن هناك حرباً. القلق من التعنت الإسرائيلي. حين ترى موضوع غزة بعد استشهاد بعض الأخوان الأتراك وآخرين من جنسيات أخرى في اسطول الحرية، شن المجتمع الدولي هجوماً على اسرائيل بسبب هذا العمل، والآن نرى أن موضوع غزة سُحب الفتيل منه والمساعدات تدخل الى غزة والحصار ينكسر وأصبح كحائط برلين الذي يفرط كله معاً. مؤكد لأن الحصار «فرط» يبحث الاسرائيليون عن مكان آخر للتوتر وهو الساحة اللبنانية، ونحن لن نسمح لهم بذلك.

 

نحن بحثنا كثيراً مع الرئيس الأسد، في عملية السلام وكيف تتقدم المبادرة العربية في عملية السلام، لأنه في النهاية لا سبيل للاستقرار في المنطقة إلا بالسلام، إلا بأن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحق العودة للفلسطينيين. لا استقرار إلا بعودة الجولان إلى سورية، الى حدود 4 حزيران 1967. لا استقرار إلا بعودة مزارع شعبا وكفرشوبا إلى لبنان.

 

أنا دائماً أقول: تصوّر للحظة أننا اليوم عائشون لحظة سلام في المنطقة، هل يكون هناك هذا البعد؟ المشكلة التي نواجهها في المنطقة، هي أنه بدلاً من أن يكون تركيزنا على بناء المدارس والطرق والكهرباء والماء والمستشفيات والعمل لمصلحة المواطنين، يختلقون لك مئة قصة وقصة حتى يبعدوا العرب عن الاقتصاد العالمي. هذه برأيي المشكلة الأساسية والتي فهمتها تركيا بكل حذافيرها، ولذلك السياسة التركية هي صفر مشكلات مع المحيط، مع الجوار. لماذا؟ لأنهم يريدون أن يركزوا على الاقتصاد وبناء مستقبل أجيالهم المقبلة. نحن نريد أن نقوم بالعمل نفسه. نحن واجبنا كحكومة أن نبني وأن نعمل على الأمور التي ذكرتها وكذلك النفط والزراعة وغيرهما من المشكلات. لكن السلام لا يمكن أن يكون حقيقياً إذا لم يكن وفق مرجعية مدريد.

 

> تحدثت عن النفط، هل يوجد نفط أو غاز في لبنان؟

 

- نعم يوجد. أجرينا 3 مسوحات ثلاثية الأبعاد، وكل الدراسات أظهرت وجود غاز ونفط في لبنان. من هذا المنطلق ترى الحكومة أن القانون هو الاساس ونعمل عليه لإرساله الى المجلس النيابي، وكذلك المجلس النيابي يقوم بعمل يصب في هذا الإطار ولا يضر.

 

> هل بحثتم مع الرئيس الأسد في المخاطر التي قد تنتج من النزاع الغربي - الايراني على لبنان، وهل هذا يزيد احتمالات الحرب؟

 

- لا شك في أن الملف الايراني من الملفات الأعقد في المنطقة.

 

ولا شك في أنه يحق لكل دولة امتلاك طاقة نووية سلمية. وفي رأيي، يجب بدء الحوار بين الغرب وإيران، وبحسب المعلومات، هناك مساع لحوار جدي مع ايران بالنسبة الى الملف النووي. وكذلك يجب أن تكون كل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي.

 

> متى ستزور ايران؟

 

- صراحة، كنت أريد زيارتها هذا الشهر، ولكن الرئيس أحمدي نجاد أعلن أنه سيأتي (إلى لبنان) فارتأينا أن الأفضل أن يأتي هو ثم نذهب نحن لاحقاً. عاجلاً ام آجلاً سأذهب الى ايران، وهذه الزيارة ضرورية وأساسية بالنسبة إلى العلاقة بين الدولة اللبنانية والجمهورية الاسلامية الايرانية.

 

> في المحادثات مع (وزير الخارجية التركي احمد داود) أوغلو في دمشق، حكي عن تعزيز التعاون السوري - اللبناني - الاردني - التركي، وفي الوقت نفسه هناك طموح عند الجانب السوري وعندك بأن يشمل ذلك العراق، هل نحن أمام تحضير لقيام محور اقليمي جديد؟

 

- اقتصادي وليس سياسياً. نحن نركز على الاقتصاد، وعندما تربط الناس بالاقتصاد والتجارة...

 

> سوق مشتركة؟

 

- نعم. هناك السوق العربية المشتركة، إذا أدخلنا تركيا إليها فنكون كبّرنا هذه السوق. بين سورية وتركيا هناك اتفاق تجارة حرة. وبين الاردن وتركيا هناك كذلك اتفاق وبيننا وبين وسورية وقّعنا الاتفاق نفسه وكذلك مع الأردن، والآن نجري مباحثات مع تركيا لنوقّع هذا الاتفاق. اذا استطعنا ان نوقّع هذا الاتفاق، فهذا لا يعني أن الدول الاربع لديها الاتفاقات نفسها، فعلينا أن نعدّ اتفاقاً واحداً للدول الاربع، بما يجعل التجارة بيننا أسهل، وهذا يسمح لكل بلد، لديه صناعته وتجارته وخدماته، بأن يخدم البلد الآخر في اقتصادات عدة وأمور تفيده، وبالتالي نفتح الاسواق. لبنان سوقه ثلاثة ملايين ونصف المليون، ألن يستفيد من سوق الـ 70 مليوناً؟ ألن نستفيد حين يأتي السائح إلى تركيا أسبوعين، فيمكث فيها 10 أيام ثم ينتقل الى سورية ولبنان والأردن، والعكس أن يأتي الى لبنان ثم ينتقل الى سورية والاردن وتركيا؟

 

العلاقة السورية - الأميركية

 

> في موضوع العلاقة مع سورية، المعروف اننا لسنا معزولين عن الازمات المحيطة بالمنطقة. كثير من المراقبين يعلقون أهمية على تحسن العلاقة بين واشنطن ودمشق والتي تجمدت في الآونة الاخيرة من أجل ضمان تجنيب لبنان وسورية السيناريوات السيئة من جانب اسرائيل. أنت زرت واشنطن في أيار، ودمشق قبل زيارتك واشنطن وبعدها، ماذا تتوقع على صعيد العلاقة السورية - الأميركية؟

 

- هناك حوار متواصل بين أميركا وسورية، خلافاً لما يكتب وخلافاً للانطباع السائد عند الناس. هناك علاقة تبنى على عوامل عدة، بناء الثقة بين سورية وأميركا، وبرأيي العلاقة تسير في الطريق الصحيح. لاحظ مثلاً كم مسؤولاً أميركياً زار سورية، إن كان السيناتور ميتشل أو جون كيري او غيرهما. العلاقة تبنى والحوار جار بين اميركا وسورية.

 

> كيف تجد العلاقة اللبنانية - السعودية؟

 

- العلاقة اللبنانية - السعودية تاريخية، والسعودية وقفت مع لبنان في السراء والضراء في كل مرحلة من المراحل. والمملكة العربية السعودية أعطت لبنان ما لم تعطه لأي شعب آخر، من دون شروط أو قيود. ولبنان كان المستفيد من هذه العلاقة، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدأ المصالحة العربية التي لا أعرف أين كنا لنكون لولاها، إن كان على صعيد الشارع العربي او العلاقات في المنطقة. أنا ارى ان الملك عبدالله قام بمبادرات جريئة جداً، إن كانت المصالحة او حوار الاديان الذي بدأه، كل هذه الامور وغيرها... ثم هناك النقلة الاقتصادية الكبرى، والاستثمار في التعليم العالي والجامعات في المملكة العربية السعودية كبير جداً. ولا ننس ان سبب استقرار لبنان هو اتفاق الطائف. العلاقة بين لبنان والسعودية لم تبدأ مع الطائف، لكن احدى أهم ثمار العلاقة اللبنانية - السعودية اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية.

 

> هل تستطيع دولة الرئيس أن تواصل تحسين علاقتك بسورية، وفي الوقت نفسه تحتفظ بعلاقتك مع بعض حلفائك؟

 

- نعم، لأنني رئيس حكومة كل لبنان.

 

> وبالمعنى السياسي؟

 

- وبالمعنى السياسي، أنا لا أرى أين يجب أن نتناحر الا بالطرق الديموقراطية. في السياسة، يسأل كثيرون: لماذا صعّد فلان (خطابه) الى هذه الدرجة؟ لكن، وجهة نظري مختلفة، وأقول إن لكل شخص الحق بذلك. إما اننا في بلد ديموقراطي، وإما لسنا كذلك. احياناً يقولون إن الإعلام اللبناني موجّه. إذا كان إعلامنا موجهاً، فماذا نقول عن الإعلام عند غيرنا، وفي أوروبا وغيرها مثلاً، حيث يتدخل الإعلام في الحياة الشخصية والعائلية والكبيرة والصغيرة. برأيي نحن قادرون (على الجمع بين تحسين العلاقة مع سورية والحفاظ على التحالف) كفرقاء سياسيين، وبتحالفي مع كل حلفائي إن كان أمين الجميل او سمير جعجع او كل 14 آذار او حلفي مع وليد جنبلاط الذي تميّز عن 14 آذار. وبما أنني في حكومة وحدة وطنية اليوم، ألست متحالفاً مع حركة «أمل»، و «التيار الوطني الحر» و «حزب الله»؟ اذا كنت في حكومة وحدة وطنية، ألا يعني هذا انني في حلف؟ في رأيي، هناك امور كثيرة تجمع اللبنانيين.

 

< ثمة سؤال يتردد حالياً، وكلام عن أن سورية تطلب منك الابتعاد أو تقترح عليك الابتعاد من سمير جعجع؟

 

- أقول لك أمراً واحداً. سورية لم تطلب مني أي شيء في ما يخص الملف الداخلي اللبناني، ونقطة على السطر. هم يريدون أن يتعاملوا مع الجمهورية اللبنانية، مع الحكومة اللبنانية.

 

> هل فاتحك احد بتغيير الحكومة؟

 

- لا

 

> أليس الامر مطروحاً على الاطلاق؟

 

- لا

 

> في كلمتك في المجلس النيابي حين نالت الحكومة الثقة، قلت ان قيام الائتلاف الوطني لا يعني اغلاق الديموقراطية في البلد؟

 

- هذا ما أقصده. انا اليوم في الحكومة، عندما آخذ قراراً، هل هذا يعني ان من في البرلمان لا يحق لهم أن يناقشوا بعض الامور، مع ان كل الفرقاء السياسيين موجودون في الحكومة؟

 

> نعم، لكن ثمانية اشهر مضت بسبب هذا الوضع الداخلي المعقد، من دون أن يظهر أي من انجازات الحكومة؟

 

- وجود ثلاثة ملايين سائح أو ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح في لبنان، ويمكن أكثر من ذلك. ثم هناك زيادة 7 ونصف في المئة في النمو. كيف لا تكون هناك انجازات. هذا اضافة الى الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان، أليست هذه انجازات؟ مشكلتنا في لبنان اننا نرى الانجازات ولا نعترف بأنها انجازات. مثلاً، عندما تفتح التلفزيون وتراهم ينتقدون تنفيذ الأشغال على الطرق، ويقولون ان الوقت ليس وقت تنفيذ الأشغال... حسناً، اذا لم يكن الآن وقت الأشغال، فمتى وقتها، بحلول الشتاء والمطر؟ متى يبنون الجسور ويصلحون الكهرباء. الحكومة تعمل. هل تعرف عدد المرضى المستفيدين من موازنة وزارة الصحة والذين يدخلون الى المستشفيات على حساب الحكومة؟ مستشفى رفيق الحريري الحكومي يستقبل في السنة 22 ألف حالة. الجامعة الأميركية في بيروت تستقبل 23 ألفاً و500. وهذا بالموازنة نفسها (لوزارة الصحة) التي كنا نصرفها قبل ثلاث سنوات وأربع سنوات وخمس سنوات.

 

> يقال إن هذه الحكومة تأخذ من رصيدك، لأنها محكومة بالجمود؟

 

- رصيدي هو ان اعمل للناس وأكون صادقاً معهم. اذا لم اكن صادقاً مع الناس وأؤمّن لهم الاستقرار، فما هي وظيفتي؟ كرئيس حكومة أعتبر ان اهم عمل أقوم به هو الاستقرار.

 

> اذا كان عمر الشخص 40 سنة وكان رئيساً لحكومة وإبناً لرفيق الحريري ومليارديراً، ألا يصاب بالغرور؟

 

- إن شاء الله، في اللحظة التي تراني فيها أصبت بالغرور، اطلب منك أن تأتي إليّ وتقول: يا سعد الحريري انت بدأت تصاب بالغرور.

 

> هل يقبل سعد الحريري أن يأتي أحد مستشاريه ويقول له انه اخطأ اليوم... بهذه البساطة؟

 

- انا لا اقبل منه إلا ان يقول لي ذلك.

 

> هل ندمت في وقت من الاوقات على أنك اصبحت رئيساً للحكومة؟ يعني أنت مررت بلحظات صعبة واتخذت قرارات صعبة، هل أقفلت الباب على نفسك مرة وتمنيت لو انك لم تدخل نفسك بكل هذه الحلقة؟

 

- انا اقول ان الانسان في بعض الاوقات يتخذ قراراً (صعباً)، وبخاصة إن كان ذلك في المرحلة السابقة عندما كنت رئيساً لتيار، وما زلت، وكان عملي مختلفاً عن اليوم. مرت أيام كانت صعبة جداً عليّ، لكن ما كان يشجعني على ان اكمل الطريق أنني كنت اعرف أن هذا البلد في حال تأمين الاستقرار له، قادر على أن يقوم بما لا يمكن أي بلد في العالم القيام به. ومن هذا المنطلق، هناك اوقات تستيقظ في الصباح وتجد مشكلاً في وجهك، يمكن مع الممارسة ان يصير المرء قادراً على استيعاب الامور بطريقة افضل.

 

> مثلاً ماذا تعتبر أصعب ما واجهته خلال الأشهر الثمانية الماضية؟

 

- اصعب ما واجهته أنني جلست مع عائلات ضحايا الطائرة الاثيوبية التي سقطت في البحر، وكنت أحاول أن أخفف من وقع الكارثة عليهم. أما ان ينتقدني سياسي مباشرة، فأنا لا اراه امراً مهماً، بل اجده تحدياً جديداً، اعمل على حلّه.

 

> هل تكره الصحافيين الذين يكتبون ضدك؟

 

- لا اكرههم، كل شخص له وجهة نظر وتوجه سياسي احياناً. برأيي الصحافة اللبنانية غنية. (الرئيس) الشهيد في مقابلة عام 2001 او 2002 سألته وردة (الزامل): يا دولة الرئيس عندما تفتح الصحف صباحاً وتقرأ عن المشاكل هنا وهناك، ألا تشعر بالضغط عليك؟ أجابها: يا وردة عندما تطالعين الصحف في كل المنطقة، ستجدين الخبر نفسه يومياً. لكن في لبنان تجدين مئة مشكلة، وهذا يجب ان ننظر اليه على انه عطر لبنان وميزته وحلاوته. هل احلى من ان أجد اليوم في جريدة ضدي، عشر صفحات تنتقدني، ثم أجد في صفحة واحدة ما ينسف الصفحات العشر، ويحكي عن انجازات وزير ما. وهذا اختلاف في الرأي.

 

> أيهما اصعب دولة الرئيس: أن تقل شعبيتك او أن تقل ثروتك؟

 

- أن تخف محبة الناس لي.

 

> دولة الرئيس، سعد الحريري، كرئيس «تيار المستقبل» عندما دخلت الى العمل السياسي في داخل المؤسسات، الى أي حد صدمتك الطبقة السياسية؟

 

- الطبقة السياسية في لبنان بكل تناقضاتها تبقى طبقة سياسية موجودة ويجب ان نتعامل جميعاً مع بعضنا بعضاً، لأن ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا. وفي بعض المراحل تمكنّا من الوصول الى كثير من الامور المشتركة. مثلاً، وهذا اكثر ما ترك حسرة في قلبي من السياسيين وآسف عليه، هل من الضروري ان يموت شخص مثل رفيق الحريري ليتوحد لبنان حول الجريمة، وهل ضروري ان يستشهد الواحد فينا لنعرف قيمته؟

 

عندنا قيم كثيرة علينا أن ندافع عنها برموش عيوننا، وهذه الطبقة السياسية هي نفسها التي وقفت وبكت ووحدت لبنان.

 

هذه الطبقة السياسية، ويمكن ان اكون انا منها، لأن ليس كل الناس تشهد لسعد الحريري، هناك اناس يقولون ان سعد الحريري شايف حاله.

 

«يونيفيل» وموقف فرنسا

 

> في موضوع قوات «يونيفيل»، قيل إن الازمة التي نشبت اخيراً كادت تضع دولاً أمام احتمال الانسحاب، وأن بعض الدول منها فرنسا لم تكن مرتاحة لموقفك مما حصل؟

 

- هذا الكلام عن ان فرنسا لم تكن مرتاحة لموقفي غير صحيح، لأن موقفي هو موقف الحكومة اللبنانية، وليس موقف سعد الحريري. وصحيح أنه صارت هناك مشكلة، وعالجتها الحكومة وفخامة الرئيس عقد اجتماعات وقيادة الجيش استدعيت وتم وضع اجراءات جديدة، وفي 26 تموز الجاري سيدخل اللواء الثامن في الجيش الى الجنوب، ويتمركز في صور وينهي انتشاره في 29 منه. هذا لواء جديد ينتشر في الجنوب، كما اننا ندرس موضوع تعزيز القوى العسكرية اللبنانية في الجنوب اللبناني.

 

نحن لا نرضى، وكذلك لا يرضى اي طرف سياسي في لبنان بأن يمس أي عنصر من عناصر «يونيفيل»، لأنهم جاؤوا الى لبنان لحمايته من العدوان الاسرائيلي. حصل نوع من عدم التنسيق والأخطاء بين قيادة «يونيفيل» وقيادة الجيش، لكن تمت معالجة هذه الامور في شكل علمي. والقرار 1701 يجب ان نطبقه وننفذه. والاهم من ذلك ان تنفذه اسرائيل لأنها هي التي تخرق الأجواء اللبنانية والمياه الاقليمية اللبنانية، والأخطر من ذلك زرعها العملاء في الاراضي اللبنانية. هذه قنابل موقوتة يمكن إسرائيل أن تستعملها في أي لحظة من اللحظات.