المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 27 تموز/10

إنجيل القدّيس متّى23/13-15

أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

 

إنجيل القدّيس متّى .15-13:23

أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون. أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

 

 

صفير التقى في الديمان زوارا روحيين ويترأس السبت قداس اليوبيل ال16 لوفاة مار مارون

وطنية - 26/7/2010 - يترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداسا احتفاليا في كنيسة الكرسي البطريركي الاثري في سيدة قنوبين، يوم السبت المقبل لمناسبة اللقاء الكهنوتي العام الذي تنظمه لجنة اليوبيل المئوي السادس عشر لوفاة مار مارون.

وقد دعت اللجنة جميع المكرسين الموارنة من كهنة ورهبان وراهبات الى المشاركة في هذا النهار الذي يبدأ بالتجمع في محلة مار اليشاع، عند الساعة الثامنة صباحا ومن هناك ينطلق الجميع الى دير سيدة قنوبين بينما تتوجه مجموعات اخرى سيرا من الديمان حيث حديقة البطاركة الى الوادي، عبر طرق المشاة ومن حوقا باتجاه قنوبين.

وبعد القداس، يعقد لقاء بين البطريرك والمشاركين تتحدث خلاله الام كليمانص حلو عن روحانية الكنيسة المارونية من عام 1440 وحتى اليوم، في الوادي المقدس وتقيم الراهبات الانطونيات المسؤولات عن دير قنوبين غداء تراثيا تعده سيدات من الوادي للمشاركين.

ويتخلل هذا النهار جولة للبطريرك صفير على مجمل معالم الوادي الروحية انطلاقا من الديمان نزولا الى سيدة الكرم ومار سمعان ومحيط دير مار آبون وصولا الى الكرسي البطريركي في سيدة قنوبين ومنه الى مدافن البطاركة في مزار القديسة مارينا وصلاة على نية تطويب البطريرك الدويهي.

نشاط الديمان

وكان البطريرك صفير قد استقبل وفدا من راهبات المحبة للقديسة "جان انتيد" Besancon اللواتي يقمن بزيارة حج الى الوادي المقدس، ثم التقى مدير العلاقات العامة في المركز الصحافي والاعلامي الدولي جوزيف محفوض الذي سلمه دعوة المنتدى البلدي الثاني الذي سيقام في السادس من آب المقبل في بلدة عاليه بالتنسيق مع مركز الدراسات والابحاث البلدية والقروية بهدف استمرار التواصل البلدي سعيا للوصول الى اللامركزية الادارية.

كذلك، اجتمع البطريرك صفير مع النائب البطريركي العام على الجبة المطران فرنسيس البيسري يرافقه الشماس ميلاد الكورة لاخذ بركته من اجل السيامة الكهنوتية التي ستتم في 28 آب المقبل في كنيسة الصرح في الديمان.

 

سليمان عرض مع الحسيني ومكاري الاوضاع على الساحة الداخلية وإطلع من وليامز على المشاورات في مجلس الامن لتطبيق القرار 1701

رئيس الجمهورية أوفد الخوري للاطمئنان الى صحة الحص في "الاميركية"

وطنية - 26/7/2010 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا، اليوم، مع الرئيس حسين الحسيني للتطورات السياسية الراهنة، والسبل الآيلة إلى التهدئة واعتماد الحوار سبيلا للتفاهم وإيجاد الحلول.

مكاري

كذلك تناول رئيس الجمهورية مع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الأوضاع العامة السائدة على الساحة الداخلية.

وليامز

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان مايكل وليامز الذي نقل إليه تحيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واطلعه على المشاورات الجارية في مجلس الأمن بخصوص تطبيق القرار 1701، وكذلك على الاوضاع في الجنوب اللبناني والتعاون القائم بين الجيش وقوات الطوارئ الدولية لتطبيق هذا القرار.

الجماعة الإسلامية

وزار القصرالجمهوري وفد "الجماعة الإسلامية" برئاسة رئيس المكتب السياسي عزام الايوبي، وتناول اللقاء شؤون الساعة وعددا من الملفات المطروحة.

إطمئنان إلى صحة الحص

على صعيد آخر أوفد الرئيس سليمان مستشاره السياسي ناظم الخوري إلى مستشفى الجامعة الأميركية للاطمئنان بإسمه إلى صحة الرئيس الدكتور سليم الحص. وكانت مناسبة تم في خلالها التشاور بالأوضاع والتطورات الراهنة على الساحة.

 

أبو الغيط: مسألة التلويح باستخدام القوة في الداخل اللبناني ليست مقبولة

وكالات/أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان "الوضع اللبناني سيتصدّر المواضيع التي سيبحثها الرئيس حسني مبارك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة شرم الشيخ بعد غد الأربعاء". وإذ أشار الى "وجود تنسيق مصري سعودي مستمر في هذا الشأن"، لفت أبو الغيط الى ان "تطورات الوضع في لبنان تحظى بأهمية كبيرة لدى مصر من منطلق اهتمامها باستقرار لبنان وعدم تعرضه لما يهدد السلم الأهلي فيه". أبو الغيط، وفي بيان صحافي وزعته الخارجية المصرية، أضاف ان "مسألة التلويح باستخدام القوة في الداخل اللبناني من جانب أي طرف ليست مقبولة"، مؤكداً انه "لا يجب السماح بتكرار ما حدث في السابع من أيار 2008"، وأوضح في الوقت عينه ان "استقرار لبنان ليس لعبة يمكن أن يتلاعب بها أي طرف، ولا يجب أيضاً أن يكون أداة لتصفية مسائل إقليمية أو دولية"، لافتًا إلى أن "مصر تابعت إنشاء وتشكيل وعمل المحكمة الدولية منذ البداية"، وأن بلاده "تؤمن بأهداف المحكمة وبضرورة معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة". وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن "الأجدى هو ألا يستبق أحد الأحداث أو عمل المحكمة، حيث سبق للمحكمة أن أطلقت سراح بعض الأشخاص وهذا أمر يُحسب لمصداقيتها"، مشدداً على ضرورة "عدم التسرع والتخمين والقفز الى استنتاجات تقوض من الاستقرار اللبناني الداخلي". وقال: "لا أعتقد ان هناك طرفاً دولياً قادراً في هذه المحكمة على تعديل مسار عملها"، مشيراً الى أن "مصر ستستمر في دعمها للبنان بمؤسساته بما فيه مصلحة اللبنانيين والدفاع عن مصالحهم واستقرارهم والحيلولة دون تبلور أي تهديدات تؤثر على تماسك جبهتهم الداخلية".

 

الإتحاد الأوروبي يتبنّى عقوبات مشددة على إيران

الاثنين 26 تموز 2010/أقرّ وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي حزمة عقوبات "مشدّدة" ضد إيران بسبب برنامجها النووي، تستهدف خصوصاً قطاعها الغازي والنفطي، وفق ما صرّح مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس". وأوضح المصدر أن "بند العقوبات على إيران أُقرّ من قبل الوزراء المجتمعين في بروكسل، وهي تحظّر أي استثمار جديد أو مساعدة فنية أو نقل للتكنولوجيا وخاصة في مجال تكرير النفط وتسييل الغاز، كما تحدّ هذه العقوبات كثيراً من نطاق عمل قطاع نقل البضائع الايراني سواء بحراً أو جواً، وتجعل أيضاً المبادلات التجارية أكثر صعوبة مع حظر نشاط عدد متزايد من البنوك الإيرانية وتوسيع قائمة الأشخاص الممنوع حصولهم على تأشيرات وخاصة عناصر الحرس الثوري". ومن المقرر أن يبدأ سريان معظم هذه العقوبات اعتباراً من الثلاثاء مع نشرها في الجريدة الرسمية للإتحاد الأوروبي.(أ.ف.ب.)

 

الحريري عزّى بالأسعد.. وعاد الحص في المستشفى

وكالات/زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه النائب السابق غطاس خوري والمستشار هاني حمود، منزل رئيس مجلس النواب الراحل كامل الأسعد في تلة الخياط، وقدم التعازي إلى أفراد عائلته، وقد أكد الحريري أن "وفاة الرئيس كامل الاسعد في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان حاليًا تشكّل خسارة وطنية لزعيم سياسي بارز ترك بصمات مميزة في الحياة البرلمانية اللبنانية، وكان مدافعاً قوياً عن النظام الديمقراطي الحر والصيغة اللبنانية، في مواجهة كل محاولات استهدافها والنيل منها في أصعب الظروف وأقساها".

وأضاف الحريري: "إن لبنان سيفقد بوفاة الرئيس كامل الأسعد شخصية سياسية، في الوقت الذي يحتاج الى امثاله للتغلّب على جميع التحديات والصعاب التي تواجه وحدته واستقلاله وصيغة العيش المشترك بين أبنائه". ولاحقًا زار الحريري الرئيس سليم الحص في مستشفى الجامعة الأميركية مطمئناً إلى صحته.

 

صفير في دير الاحمر في 20 آب

المركزية-علمت "المركزية"، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفي اطار جولاته الرعوية على المناطق اللبنانية سيزور منطقة بعلبك – دير الاحمر في 20 آب المقبل. وفيما تواصل الدوائر المختصة اعداد برنامج الزيارة علم ان بلدة دير الاحمر ستخصه بمجموعة احتفالات تكريمية. على ان يتخلل الزيارة جولات على بعض قرى المنطقة .

 

تشرين" تدعو الى الهــــدوء وتنتقد الحملـــة على عــون

المركزية- اعتبرت صحيفة "تشرين" السورية ان ثمة رؤية مشتركة عند اللبنانيين تفيد أن العمل جار على تحضير الأجواء الملائمة لتفجير الوضع في لبنان ، قائلة "ان المضحك المبكي فعلاً هو أن الرد على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الذي حذر من وجود مؤامرة على لبنان وطالب كل اللبنانيين بالتفاهم على وسيلة لمواجهتها جاء حرباً شعواء عليه اتهم خلالها بارتكاب كل الموبقات وتهديد الوحدة الوطنية للبلاد". وأكدت "ضرورة الحفاظ على الهدوء وضمان الاستقرار وتصويب النقاش في اتجاه تحقيق المصلحة الوطنية العليا مع التمسك بالثوابت الوطنية والقومية للأمة وفي مقدمها الحفاظ على المقاومة وتأكيد قدسية سلاحها القادر وحده على تحرير الأرض واستعادة الحقوق".

 

مصادر سعودية لوكالة "أكـي" الايطالية: قفزة نوعيةفي العلاقات مع سوريــــا

المركزية- توقعت مصادر دبلوماسية سعودية في دمشق أن "تشهد العلاقة بين البلدين قفزة نوعية جديدة عقب زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدمشق، مشيرة إلى "أن المنطقة تمر بمرحلة انتقالية حساسة تقتضي العمل الحثيث والمشترك بين الدول العربية" . وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء" ان "كل لقاء قمة يجمع العاهل السعودي مع الرئيس السوري بشار الأسد هو لقاء مهم جداً"، مشيرة إلى أن "التواصل السعودي ـ السوري لم يتوقف في الاشهر الأخيرة". ولم تدل المصادر المذكورة بالمزيد حول موعد وتوقيت زيارة الملك عبد الله للعاصمة السورية والمتوقعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وفيما تناقلت بعض وسائل الإعلام اللبنانية والسورية غير الرسمية أن التحضيرات بدأت عبر القنوات المعنية في دمشق وبيروت استعداداً للزيارة ، المقررة في الثلث الأول من الشهر المقبل قبل شهر رمضان، لم تؤكد سوريا رسمياً بعد موعدها، ولم يصدر بيان رئاسي في هذا الخصوص حتى الآن. وتعلّق وسائل الإعلام السورية واللبنانية غير الرسمية أهمية بالغة على زيارة الملك السعودي للمنطقة، مشيرة إلى أنها "ستعطي إشارة بالغة الدلالة الى المنحى الإيجابي والمتطور الذي تسلكه العلاقة السعودية ـ السورية، وللبنان الحصة الكبرى من تلك الإيجابيات" .

 

جعجع: من يتحدث عن الفتنة هو من يحضر لها

وكالات/إلتقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الكبير رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي قال بعد اللقاء: "كنت أتمنّى أن نكون جميعًا نهتم بأمور أخرى سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى الدفاع عن لبنان على المستوى الخارجي، لكن في خضمّ ما شهدناه من همروجة خلال الأيام العشرة الأخيرة، أكدت للرئيس الحريري على نقطة واحدة بالفعل رئيسية فقط لا غير، وهي ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، فكلّ واحد منّا حرٌّ أن يكون عنده الموقف الذي يريده، وأن يأخذ الإتجاه الذي يريده، ولكن لا أحد منّا لديه الحرية على الإطلاق بأن يجرّب اللعب بشكل من الأشكال بالسلم الاهلي"، لافتًا في هذا السياق إلى أن "السلطات الشرعية من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة يشكّلون السلطة التنفيذية، وهم مولجون مع الإدارات والمؤسسات الشرعية اللازمة بالحفاظ على السلم الأهلي بكل الظروف ومهما بلغ التشنج السياسي من تصعيد".

وإعتبر جعجع أن "من يتحدث عن فتنة هو من يحضّر لها، وإذا كان لدى احد اي معطيات ان شيئاً ما يحضّر للبنان عليه تبليغ ذلك الى المراجع المعنية بدلاً من ان يحاول ان يصنع منها، مضيفًا: "لا نريد بطولات في وسائل الإعلام، فهناك أجهزة امنية عديدة ومنها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهكذا يتم وأد أيّ فتنة ممكن ان تكون في طور التحضير، ولكن ما أراه أن من يتحدث عن الفتنة لا أحد غيره يقوم بها". ولفت جعجع إلى أن "الجميع يتحدث بالمحكمة الدولية، والجميع أصبحوا خبراء في المحكمة الدولية، مثلاً هم يقولون إن هذه المحكمة الدولية هي محكمة إسرائيلية ووُجدت من أجل ايجاد الفتنة في لبنان، وهنا أسأل، من يبدأ بقيام الفتنة في لبنان؟ هم من يقومون بالفتنة في لبنان إذا صح قولهم ان المحكمة وجدت لصنع فتنة في لبنان"، داعيًا "الجميع إلى الإقتراب من بعضنا بعض دون التعابير والاتهامات التي يتلفظ بها البعض، في وقت وكأن الشباب خصوصا في "حزب الله" يعملون على تحقيق الهدف الذي افتراضاً ان المحكمة موجودة من اجله وهو إثارة الفتنة".

وتابع جعجع: "إذا أراد أحد من الخارج أن يقوم بفتنة فلا يستطيع القيام بها اذا نحن لم نقم بها، فكل فريق 14 اذار والحكومة لا يتحدثون عن فتنة، وكل ما نفعله هو تنفيس الأجواء في البلد، وما نقوله انه مهما يكن القرار الظنّي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، لا احد سينتقم، ولا احد منّا دعا الى شهر السيوف للانتقام، ولا اي شيء من هذا القبيل، كلنا نقول بأي قرار ظنّي يصدر عن المحكمة، لا حول ولا قوة الا بالله، ونكمل به في المحكمة دون ان يكون له اي انعكاسات على نفسيتنا او وضعنا الداخلي".

وعن زيارتي العاهل السعودي وأمير قطر إلى لبنان، أجاب جعجع: "إن زيارة الملك عبدالله الى لبنان، تأتي في سياق جولة عربية أكبر، وهي للمواضيع الإقليمية الكبرى المطروحة، ويمكن ان يتطرق الى الوضع الداخلي في لبنان، ومعروفة نظرته بالنسبة للموضوع، وهي انه لا يجب اللجوء الى العنف في اي حال من الأحوال، ويجب تجنب الفتنة من خلال عدم الكلام عن الفتنة، وعدم تحدي الآخرين، ويجب التمسك بالسلم الأهلي والمؤسسات الشرعية فقط".

ولدى سؤاله عن خشيته على السلم الأهلي، ردّ جعجع: "من خلال ما نراه ونسمعه من كبيرهم إلى صغيرهم بالحجم، يتكلمون جميعاً بنبرات عالية، واذا هم يعتبرون ان المحكمة الدولية مؤامرة فلماذا يتحدّون الداخل؟ أنا لا افهم ذلك. نحن عندنا رأينا وأحرارٌ به، ونحن حتى إشعار آخر نعتبر المحكمة الدولية هي من ارفع المراجع القضائية الدولية، وحتى الآن ليس عندنا اي شيء يدل ان هذه المحكمة يتدخل بها احد، وليس لدينا اي أدلة ملموسة تدل ان هناك اي تلاعب بعملها، ونحن ننتظر، فهم لا يستطعيون تغيير رأينا بالقوة وهذا الأمر لا يجوز، نحن مواطنون لبنانيون نعيش في ظل الدولة اللبنانية".

 

بييتون: انتشار وحدة كاملة من الجيش اللبناني في الجنوب تطوّر إيجابي

نهارنت/ أكد السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون ان التطوّر الذي أعلنه مجلس الوزراء اللبناني بانتشار وحدة كاملة من الجيش اللبناني في جنوب لبنان ابتداءً من اليوم الإثنين هو تطوّر إيجابي، سيلقى تقدير شركاء لبنان الذين يشاركون في قوات اليونيفيل. وأضاف بييتون بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الكبير في حضور المستشار محمد شطح: "هذا الخبر الذي كنا نتمنى سماعه لأنه من المهم زيادة عديد القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، وفقاً لما ورد في القرار 1701 لدى إقراره". كما تناول اللقاء الوضع الإقليمي وإمكان حصول زيارات مهمة لرؤساء دول من المنطقة الى بيروت، وكانت جولة أفق عامة.

 

تركيا تدخل على خط التوتر اللبناني وحديث عن قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ـ قطرية

نهارنت/تتواصل التحضيرات في بيروت لاستقبال أربعة قادة عرب هم الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. كشفت أوساط مطلعة لصحيفة "السفير" أن القيادة التركية دخلت مباشرة على خط التوتر اللبناني الداخلي، وهي شرعت في إجراء مشاورات دولية وإقليمية، وهناك حركة موفدين أتراك في أكثر من اتجاه، خاصة باتجاه دمشق يوم الأربعاء المقبل. وبينما سرت توقعات حول إمكان عقد قمة ثلاثية لبنانية ـ سورية ـ سعودية او قمة رباعية بمشاركة أمير قطر، أبلغت الأوساط عينها انه يجب عدم الاستعجال في إطلاق التوقعات، مشيرة إلى أن لا شيء نهائياً وحاسماً على صعيد تحديد سيناريوهات اللقاءات التي ستتم في قصر بعبدا، خصوصاً أن زيارة الملك عبد الله ستكون قصيرة ولن تتجاوز حدود الخمس ساعات.

ولفتت الأوساط الانتباه إلى ضرورة رصد نتائج زيارة الملك السعودي الى شرم الشيخ حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك قبل توجهه الى دمشق ومنها الى بيروت. وأوضحت الأوساط أن الكثير يتوقف على ما سيسمعه الرئيس الأسد من الملك عبد الله بخصوص مباحثاته مع مبارك وبشأن الموقف السعودي من القرار الظني الذي تعده المحكمة الدولية.

وبناء على هذا المناخ، نصحت الأوساط بعدم التسرع في الربط بين زيارات القادة العرب الثلاثة الى لبنان ووضعها في خانة إيجاد شبكة أمان إقليمية للوضع اللبناني، مشيرة إلى أن الواقع هو أكثر تعقيداً. هذا ونقلت صحيفة لـ"النهار" عن اوساط سياسية مطلعة تأكيدها ان الوضع التصعيدي الناشئ عن مواقف الامين العام لـ"حزل الله" السيد حسن نصرالله من المحكمة الدولية زاد اهتمام "الدول الراعية" للتسوية الداخلية منذ اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودفع هذا الوضع الى اعلى سلم اولوياتها في ضوء المخاوف الجدية التي بات يشكلها التصعيد السياسي على الاستقرار الداخلي.

وقالت الأوساط ان بعض الزيارات لزعماء هذه الدول لبيروت هذا الاسبوع كان مبرمجاً قبل نشوب الازمة، غير ان تصاعد الازمة قلب اولوياتها في ضوء مشاورات جارية منذ ايام بين العواصم المعنية وستشهد بيروت ترجمة للكثير من آفاقها في الايام المقبلة. وفي هذا الاطار بدأت الاستعدادات والترتيبات في قصر بعبدا لاستقبال العاهل السعودي الجمعة المقبل، وكذلك امير دولة قطر في اليوم عينه. ولم تؤكد الاوساط المعنية في قصر بعبدا امس الأحد المعلومات التي تحدثت عن امكان قيام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة لبيروت في اليوم عينه بحيث تعقد قمة لبنانية – سورية – سعودية للنظر في الازمة الناشئة، وقالت ان قصر بعبدا لم يتبلغ اي شيء رسمي عن الموعد النهائي للزيارة المرتقبة للرئيس السوري لبيروت.

غير انها اكدت ان الترتيبات جارية لاستقبال العاهل السعودي الذي سيقيم رئيس الجمهورية ميشال سليمان مأدبة على شرفه ظهراً في قصر بعبدا، كما اكدت ان الرئيس سليمان سيقيم مساء اليوم نفسه مأدبة عشاء على شرف امير قطر الذي يبدأ زيارة مقررة لبيروت لثلاثة ايام ابتداء من الجمعة. ولم تجزم الاوساط المعنية بامكان حصول لقاء يجمع العاهل السعودي والامير القطري في بعبدا. وكشف مصدر رسمي لصحيفة "اللواء" ان الرئيس سليمان، بالتنسيق مع الرئيس الحريري وسائر الاطراف المعنية في ازمة التوتر الراهنة، يعوّل على توفير كل الاجواء لان تكون زيارة القادة العرب الثلاثة: الملك عبد الله، والرئيس الاسد، والشيخ حمد تحظى بكل الاهتمام، ومحاطة بكل مظاهر الضيافة والتهدئة، حتى يصار لبحث المناخ المتشنج الناجم عن احتمالات القرار الاتهامي للمحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأعلن مصدر وزاري لبناني أن الملك عبد الله سيكون في دمشق الخميس في 29 الجاري، ينتقل بعدها إلى لبنان ليبحث مع كبار المسؤولين في سبل تعزيز الاستقرار. وكشف المصدر الوزاري أن ممثلين عن كافة المجموعات والتيارات والكتل سيشاركون في مأدبة غداء تقام على شرف الملك عبد الله.

 

السفير السوري: بلادي ترى بالمقاومة تحصيناً لسيادتها كما هي تحصين للبنان وسيادته

نهارنت/رأى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أن "الأخطار المتربصة بنا تحتم علينا احتضان المقاومة"، مؤكداً ان بلاده "ترى في المقاومة تحصيناً لسيادتها كما هي تحصين للبنان وسيادته وكرامته بل هي حصانة للامة العربية". كلام السفير السوري جاء خلال حفلة تكريم أقامها لها نواب «تكتل بعلبك - الهرمل» في بعلبك .

وقال علي في "المقاومة التي نحن في حضرة رجالاتها ونعتز بأننا في ارضها، شكلت وتشكل وستشكل، الحصانة للكرامة العربية والاسلامية"، مضيفاً: "نحن ولبنان أخوة علينا ان نتوحد تجاه الاخطار المحدقة بنا، والمصالح التي لا يمكن ان نفكها بعضها عن بعض. فلبنان يقوى بسورية وسورية بلبنان ولا توجد عائلة الا وهي منقسمة بين بلدين مستقلين".

وتابع: "هذه الاخطار التي تتربص بنا وتتكاثر تحتم علينا أن نحتضن المقاومة، وهذا ما قاله الرئيس الراحل حافظ الأسد، والرئيس الدكتور بشار الأسد، وسورية مع المقاومة وهي مقاومة وترى في المقاومة تحصيناً لسيادتها كما هي تحصين للبنان".

 

تيار المستقبل يدعو الى المقاومة الدبلوماسية لتحرير مزارع شبعا

نهارنت/دعا "تيار المستقبل" في توصيات مؤتمره التأسيسي التي أعلنها الإثنين الى اعتماد "المقاومة الدبلوماسية" لتحرير مزارع شبعا، مكررا تمسكه بالمحكمة الدولية لكشف قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وأعلن الأمين العام المنتخب لتيار المستقبل احمد الحريري بعيد ظهر الاثنين في مؤتمر صحافي التوصيات السياسية والاقتصادية للمؤتمر التأسيسي للتيار الذي انعقد يومي السبت والأحد. وجاء في التوصيات ان تيار المستقبل "لا يرى بديلا من تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا وخراج الهبارية والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بالمقاومة الدبلوماسية التي تقوم بها الدولة وقدرتها العسكرية إن دعت الحاجة ما يحيلنا الى تصميم دولة الرئيس سعد الحريري على توفير التسلح اللازم للجيش اللبناني".

وجاء في التوصيات عن المحكمة الدولية ان تيار المستقبل "يؤمن بأن لا تعارض ولا تناقض بين العدالة والسلم الأهلي بل يؤمن بأن السلم الأهلي تصونه العدالة، وبأن العنف والإكراه نقيضان للإستقرار والسلم ويشكلان تدميرا للوطن والدولة". وتضيف هذه التوصية ان تيار المستقبل "يؤكد أن لا مساومة على العدالة، التي تمثل التزاما مبدئيا واخلاقيا ووطنيا امام الشهداء وعائلاتهم وكل اللبنانيين ويدعو إلى التوقف عن التهويل وإلى تعاون الجميع من أجل الحقيقة للجميع من أجل لبنان".

 

اللجان المشتركة حددت صلاحيات وزير الطاقة بموضوع النفط وتتابع الخميس

نهاؤنت/أنجزت اللجان المشتركة بعد اجتماعها اليوم الاثنين لمناقشة اقتراح قانون التنقيب عن النفط، المواد من 11 الى 26، وقال مقرر اللجان النيابية المشتركة النائب محمد قباني بعد الاجتماع " أن تقدما بشكل ملموس حصل في هذه الجلسة وبالتالي تخطينا ثلث المواد الموجودة في هذا الاقتراح". وأضاف: "لا يوجد تطابق كامل في الآراء ولكن في هذه الجلسة تم التوافق على الكثير من الأمور وأبرزها موضوع دور وعلاقة الوزير المختص بالهيئة المسماة "هيئة إدارة قطاع البترول"، لافتا الى أن "هذه الهيئة تضع قراراتها أو توصياتها أو ما تتفق عليه وترفعه الى الوزير الذي إذا وافق على المضمون يُرفع الأمر الى مجلس الوزراء للإقرار النهائي، وإذا كان للوزير رأي مختلف عن رأي الهيئة فيصعد بالموضوع الى مجلس الوزراء الذي يطلع على رأي الهيئة ويطلع على رأي الوزير ثم يقر مجلس الوزراء القرار النهائي باعتباره السلطة الإجرائية المعنية بكل هذه الأمور. وأشار قباني الى أن المواد التي أقرت تشمل رخصة الاستطلاع، دورات التراخيض، الدعوة لتقديم طلبات الترخيص، الطلبات الجماعية، المؤهلون تقديم الطلبات، الإجراءات اللاحقة لتقديم الطلب، اختيار المؤهلين للتفاوض، اتفاقية الاستكشاف والانتاج، تعديل أو تبديل المشغل، تمديد مدة اتفاقية الاستكشاف أو الانتاج، حق الغير بوضع المنشآت، الموارد الطبيعة الآخرى، التخلي عن المساحات ثم التنازل عن اتفاقية الاستكشاف والانتاج، واعتبر أن من أبرز الأمور التي تم التوافق عليها والتي كانت في السابق غير محددة هي المادة 14 التي تنص على أن المعلومات الناتجة عن عملية الاستطلاع تصبح ملكا للدولة. ولفت الى أن اللجان ستتابع درس هذا الاقتراح بلجنة تعقد يوم الخميس المقبل.

 

خطاب الحريري في البيال لا ينسجم مع المحادثات التي أجراها مع الأسد

نهارنت/قال مواكبون للمحادثات التي أجراها الحريري مع الأسد مؤخراً لصحيفة "السفير" إن بعض المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة في خطابه في "البيال" أمس الأول السبت توحي بأنه لم يلتقط جيداً إشارات الرئيس بشار الأسد الذي التقاه ثلاث مرات خلال زيارته الأخيرة الى دمشق. واعتبرت المصادر أن ما ذكره الحريري حول استمرار تحالفه مع قوى "14 آذار"، قاصداً بشكل ضمني رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لا ينسجم مع روحية المحادثات التي أجراها مع الأسد، كما أن العديد من جوانب كلامه بخصوص المحكمة الدولية ليس هو الكلام المنتظر منه في هذه المرحلة. 

 

علوش: "مسلسل" نصر الله الخطابي لم يطرح جديدا 

المصدر: ANB/لفت النائب السابق مصطفى علوش، إلى أن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يتصرف في هذه الأيام "كالحاوي" الذي يخرج كل يوم قضية جديدة ليتحدث عنها وليفاجئ الجميع فيها. وقال "أعتقد ان هذا المسلسل الخطابي لم يسفر عن أي شيء جديد حتى الآن، وأهم ما يطالب به اللبنانيون اليوم هو الوصول إلى الحقيقة، وإذا كان هناك داع من خلال طرح البيان الاتهامي ان يكون هناك لجنة تحقيق أو غيرها لجنة قضائية وكل ما يلزم من أجل أن نصل إلى الحقيقة فلا مشكلة في ذلك، ولكن علينا أولاً انتظار البيان الاتهامي الذي سيصدر وعندها نبني على الشيء مقتضاه". ونفى علوش في مداخلة عبر محطة anb علمه بشهود الزور، لافتا الى ان البيان الاتهامي لم يصدر الى الآن و"لذلك لن يكون هناك في الوقت الحاضر أي بناء لأي كلام متداول في هذا الشأن، وعندما يظهر البيان الاتهامي ويعلن عن شهود الزور عندها نذهب إلى المطالبة بمحاكمة شهود الزور، أما في الوقت الحالي فعلينا انتظار صدور البيان الاتهامي حتى نعرف مَن هو الذي حاول تضليل التحقيق ومنع الوصول إلى الحقيقة". وطالب علوش نصرالله أن يتعاون مع التحقيق الدولي وقال "سنكون سنداً بالتأكيد لكل متهم بريء". ووصف كلام نصرالله عن ان "حزب الله" لن يجلس مع أي طرف على اساس انه متهم بالجريمة، بأنه كلام يستهلك "للتهويل" ولن يوقف البيان الاتهامي، اضاف "حتى عدم التعاون مع المحكمة لن يخفف الحكم عن المتهمين والمهم بالنسبة لنا ان نصل إلى الحقيقة، وكل الأمور والضغوطات السياسية والعسكرية لن تغير في الواقع وفي إصرارنا على ذلك". ونفى علوش علمه بمحاولات تأجيل القرار الظني، واضعا ذلك في خانة الكلام الإعلامي. وتطرق علوش إلى المؤتمر التأسيسي لـ"تيار المستقبل" فقال "تمكنا من أن نصل إلى جزء من الطموحات التي نراهن عليها في مسيرة التيار ونحن ننطلق اليوم تحت عنوان "تيار المستقبل" عريض ولكن في الوقت نفسه بنواة صلبة تبدأ بالمكتب السياسي وبالقيادة، ولا تنتهي بالعلاقة مع الناس ومع المحازبين". اضاف "ما نسعى إليه في المستقبل القريب هو أن نتمكن من الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع اللبناني".

 

8 آذار ترى ان مطلب نصرالله يحول دون تفاقم الوضع و14 آذار ترى فيه محاولة للتعجيز

نهارنت/تعليقاً عن الاقتراح الذي تقدم به الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتشكيل لجنة لبنانية تتولى مسألة "شهود الزور اعتبرت اوساط في قوى "8 آذار" في حديث لصحيفة "النهار"، ان "الحد الادنى المقبول لاضطلاع المؤسسات اللبنانية الدستورية والسياسية والقضائية والامنية بمسؤولياتها باعادة الازمة الى القنوات اللبنانية واسماع المحكمة الدولية والمجتمع الدولي صوتها بما يحول دون تفاقم الوضع وتصعيده". فيما رأت اوساط في قوى "14 آذار" ان ثمة "محاولة اضافية للتعجيز وممارسة مزيد من الضغوط والتهديدات من خلال هذا الاقتراح، ذلك ان هناك استحالة موضوعية لاعادة وضع اليد اللبنانية على التحقيق الدولي ومساره وعمل المحكمة كلاً اللذين هما من المسؤولية الكاملة للمحكمة الخاصة بلبنان المنشأة بقرار من مجلس الامن، وحتى لو استجيب مطلب السيد نصرالله فإن هذا الامر غير قابل للتنفيذ وفقاً للاعراف والاصول الدولية التي ترعى عمل المحكمة".

 

الديار": عون يدرس إعتصاما قرب العدلية لسحب قضاة لبنان من المحكمة الدولية 

الديار/ذكرت صحيفة "الديار" الصادرة اليوم (الاثنين) ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يسعى لترجمة المواقف الرافضة للمحكمة الدولية وهو درس مع قيادييه خطة تقضي بالدعوة من جانبه للاعتصام امام مبنى وزارة العدل ونقابة المحامين، بحيث يحمل، هذا التحرك في الساحة ذاتها، رسالة مشتركة اولاً تجاه وزارة العدل بهدف سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية، والهدف الثاني للضغط على نقابة المحامين لعدم اعطاء الاذونات الضرورية التي تمكن المحامين من اداء دورهم في لبنان او خارجه

 

المر بحث مع مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الأمن الدولي المساعدات المقررة للجيش

نهارنت/بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر مع مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الأمن الدولي الكسندر فيرشبو، في إستكمال برنامج المساعدات المقررة للجيش اللبناني، في مكتبه في الوزارة قبل ظهر اليوم الاثنين. اللقاء تم في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ميشيل سيسون

 

جعجع بعد لقائه الحريري: من يتحدث عن الفتنة هو "حزب الله" وهو البادئ من خلال تهجمه المستمر عليها 

وكالات/استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الكبير رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي قال بعد اللقاء:

" النقطة الرئيسية التي طرحتها مع الرئيس الحريري هي انه في خضم ما نشهده على المستوى الداخلي، كنت اتمنى ان نكون جميعا نهتم بأمور أخرى سواء على المستوى الداخلي او على مستوى الدفاع عن لبنان على المستوى الخارجي، ولكن في خضم ما شهدناه من همروجة خلال العشرة أيام الأخيرة، أكدت له على نقطة واحدة بالفعل رئيسية فقط لا غير، وهي ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، فكل واحد منا حر ان يكون عنده الموقف الذي يريده، وان ياخذ الاتجاه الذي يريده. ولكن لا احد منا لديه الحرية على الإطلاق بان يجرب اللعب بشكل من الإشكال بالسلم الاهلي. وفي هذا الخصوص فان السلطات الشرعية من رئاسة الجمهورية الى الحكومة بالأخص لأنهم يشكلون السلطة التنفيذية هم مولجون مع الإدارات والمؤسسات الشرعية اللازمة بالحفاظ على السلم الأهلي بكل الظروف ومهما بلغ التشنج السياسي من تصعيد.

سئل: فيما تؤكد على ضرورة الحفاظ على السلم الاهلي هناك من يوجه الاتهام لك وللرئيس فؤاد السنيورة وللنائبة بهية الحريري بافتعال الفتنة، فما ردك؟

اجاب: هذا رأيهم، وهناك الكثير من الكلام له قيمة، والكثير من الكلام لا قيمة له، وهناك كلام اليوم لا يرتكز الى اي وقائع، ومن يتحدث عن فتنة فهو من يحضر لها، واذا كان لدى احد اي معطيات ان شيئا ما يحضر للبنان عليه تبليغ ذلك الى المراجع المعنية بدلا من ان يحاول ان يصنع منه بطولات في وسائل الاعلام، فهناك اجهزة امنية عديدة ومنها الجيش اللبناني وقوى امن داخلي. هكذا يتم وأد اي فتنة ممكن ان تكون في طور التحضير. ولكن ما اراه ان من يتحدث عن الفتنة لا احد غيره يقوم بالفتنة. يتكلمون بفتنة غير موجودة وهم يحضرون اجواء لفتنة غير موجودة أيضا، وبالتالي هم الوحيدون الذين يعيشّون البلد في أجواء فتنة. وقد لفتتني نقطة كنت اظن إنني مخطئ في تصورها ولكن تبين لي العكس. فمثلا واحدة من النقاط التي تثار، لا احد يتحدث الا عن موضوع المحكمة الدولية والتي هي موضة في هذه الأيام، ولا احد يتحدث عن البطاطا ولا عن الموسم الزراعي ولا بالسياحة ولا بالصناعة، بل الجميع يتحدث بالمحكمة الدولية، والجميع أصبحوا خبراء في المحكمة الدولية، مثلا هم يقولون ان هذه المحكمة الدولية هي محكمة إسرائيلية ووجدت من اجل ايجاد الفتنة في لبنان، وهنا اسأل، من يبدأ بقيام الفتنة في لبنان، هم من يقومون بالفتنة في لبنان، واذا صح قولهم ان المحكمة وجدت لصنع فتنة في لبنان، فانه علينا جميعا ان نقترب من بعضنا البعض، ولا احد يتلفظ بالتعابير والاتهامات التي يتلفظ بها، في وقت وكأن الشباب خصوصا في "حزب الله" يعملون على تحقيق الهدف الذي افتراضا ان المحكمة موجودة من اجله وهو إثارة الفتنة، ونحن نرى كل يوم تهجمات. فإذا أردنا الابتعاد عن الفتنة نستطيع ان يحتفظ كل واحد منا برايه، ولكن نبقى في حدود اللباقة واللياقة، ومن لديه معطيات اكثر من ذلك( مثلا انه عندما دعا الجنرال عون السيد نصر الله واذا اراد التحرك عسكريا عليه ان لا ينسى المناطق المسيحية تحت حجة معينة) فمن لديه معطيات غير ذلك عليه ان يعطيها الى المراجع المسؤولة.

سئل: هل سألت الرئيس الحريري عن صحة الكلام الذي أعلنه السيد نصر الله ان الرئيس الحريري ابلغه بالقرار الظني؟

أجاب: في الحقيقة لم نتطرق الى هذا الموضوع، ولكن رايت ان هناك توضيحا صدر على عدة مراحل من عدة مصادر في تيار المستقبل نفت جملة وتفصيلا هذا الموضوع، ووضعوه في سياق انه "اذا الاجواء تقول هكذا"، واذا حصلت المفروض ان نتناولها بهذا الشكل.

سئل:كيف تطمئن المواطن اللبناني بعد أجواء التشنج الحالية وتوقعات إحداث في أيلول وغيره وبعد صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية؟

أجاب: اذا اراد احد من الخارج ان يقوم بفتنة فلا يستطيع القيام بها اذا نحن لم نقوم بها، فكل فريق 14 اذار والحكومة لا يتحدث عن فتنة، وكل ما نفعله هو تنفيس الأجواء في البلد، وما نقوله انه مهما يكن القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، لا احد سينتقم، ولا احد منا دعا الى شهر السيوف للانتقام، ولا اي شيء من هذا القبيل، كلنا نقول باي قرار ظني يصدر عن المحكمة، لا حول ولا قوة الا بالله، ونكمل به في المحكمة دون ان يكون له اي انعكاسات على نفسيتنا او وضعنا الداخلي، ولكن المؤسف ان الفريق الأخر هو الذي يجيّش للفتنة، ونرى ان الاوركسترا أصبحت كاملة بدءا من وجيه البعريني الى الجنرال عون وما بينهما، ان هذا القرار سيحدث فتنة، ونحن نقول يا شباب انتم من يقوم بالفتنة، واذا لم تقوموا بها انتم فمن سيقوم بها؟ فعندما يصدر القرار الظني اذا لم يكن مسندا، لستم انتم من لا يقبل به، بل نحن لن نقبل به. واذا كان القرار الظني مسندا فعليكم القبول به كما هو، واذا كانت لديكم ادلة وبراهين أخرى قدموها إلى المحكمة الدولية والى الرأي العام وفي ضوء ذلك يقبل الراي العام هذه النظرية او تلك.

سئل: كيف تنظر الى زيارتي العاهل السعودي وأمير قطر إلى لبنان وفي اي إطار تندرجان؟

أجاب: ان زيارة الملك عبد الله الى لبنان، تأتي في سياق جولة عربية اكبر، وهي للمواضيع الإقليمية الكبرى المطروحة، ويمكن ان يتطرق الى الوضع الداخلي في لبنان ، ومعروفة نظرته بالنسبة للموضوع، وهي انه لا يجب اللجوء الى العنف في اي حال من الأحوال، ويجب تجنب الفتنة من خلال عدم الكلام عن الفتنة، وعدم تحدي الآخرين، ويجب التمسك بالسلم الأهلي والمؤسسات الشرعية فقط.

سئل: هل تتخوف على السلم الأهلي؟

أجاب: من خلال ما نراه ونسمعه من كبيرهم إلى صغيرهم بالحجم، يتكلمون جميعا بنبرات عالية، واذا هم يعتبرون ان المحكمة الدولية مؤامرة لماذا يتحدون الداخل؟ فانا لا افهم ذلك . نحن عندنا رأينا وأحرار به، ونحن حتى إشعار آخر نعتبر المحكمة الدولية هي من ارفع المراجع القضائية الدولية، وحتى الان ليس عندنا اي شيء يدل ان هذه المحكمة يتدخل بها احد، وليس لدينا اي أدلة ملموسة تدل ان هناك اي تلاعب بعملها، ونحن ننتظر، فهم لا يستطعيون تغيير رأينا بالقوة وهذا الأمر لا يجوز، نحن مواطنون لبنانيون نعيش في ظل الدولة اللبنانية .

 

سعيد: ليس عليهم سوى التوجه الى الامم المتحدة لاستبدال المحكمة الدولية بمحكمـة لبنانية ونتمنى لهـم التوفيق  

وكالات/تعليقا على الاطلالات الكثيفة لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للحديث عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ذكّر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، ان قوى 14 آذار دعت حزب الله وقوى 8 آذار الى المشاركة في بناء محكمة لبنانية ذات طابع دولي من اجل كشف الحقيقة في الجرائم التي طالت قادة انتفاضة ثورة الارز وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكان الجواب على مدى 3 سنوات من خلال احتلال الساحات واقفال مجلس النواب منعا لاعطاء الفرصة للبنانيين لانتاج هكذا محكمة.

وقال سعيد: وبالتالي كانت النتيجة ان المحكمة اصبحت تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وفي عهدة الامم المتحدة. وأضاف: فليس على حزب الله الا ان يتوجه الى الامم المتحدة من خلال الوسائل الديبلوماسية والسياسية لمطالبة المجتمع الدولي باستبدال المحكمة الدولية بمحكمة لبنانية، وتابع: ونحن نتمنى له التوفيق. وردا على سؤال حول الحركة العربية بإتجاه لبنان، قال سعيد: هذا الحشد العربي يصب في خانة تقوية موقف رئيس جمهورية لبنان كحامي الدستور وحامي النظام في لبنان امام التهديدات المبطنة والعلنية لوضع اليد على البلد.اخبار اليوم

 

علوش انتقد "مسلسل التشويق": من لديـه معطيات عـن المحكمة فليعرضها بشكل مباشر  

وكالات/قال عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علّوش: من لديه معطيات تدين المحكمة لماذا يعرضها في "مسلسل تشويق"، بل عليه عرضها بشكل مباشر حتى نفهم ما هو صحيح وما هو غير صحيح. ورأى علّوش أن ما عرضه حتى الآن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يبدو غير صحيح لا سيما في مسألة الحديث الذي نُسب الى رئيس الحكومة سعد الحريري. وأضاف: أما إذا كانت هناك معطيات أخرى أشدّ وقعاً فيجب أن تتعدى الإطار التلفزيوني والمسرحي لنصل الى حقائق واقعة.

وتابع: لا يكفينا ان يقول (الوزير السابق) وئام وهاب أو السيد نصرالله أن لديهما معطيات، بل نريد أن نرى ما هي هذه المعطيات وإن كانت موثّقة أم لا. وسأل: إذا كانت موثّقة، لماذا ينتظر ويترك البلد في جدل طويل عريض، قائلاً: فليعرضها ونحن نكون معه وندافع عنه. ورداً على سؤال حول مصلحة السيد نصرالله نقل عن الحريري أموراً لم يقلها، أجاب علّوش: رئيس الحكومة كان واضحاً حين قال لا مساومات على المحكمة الدولية، كما إنه كان واضحاً في افتتاح المؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل السبت الماضي حول هذه القضية.

وأضاف: ما يهمنا ان الرئيس الحريري لا يريد ان يُدخل البلد في متاهات الجدل ولا يريد ان يدخل في سجال حول هذا الموضوع بالذات حتى لا يؤجج الأمور.

ورداً على سؤال، رأى علوش أن من يهدّد بالفتنة ومن يقول أنها قادمة هو من يتحدث عنها، مشدداً على أنه لا يوجد أحد في لبنان يتّهم حزب الله.

واعتبر أنه إذا كان نصرالله يريد ان يتحاور على هذا المستوى فإن القنوات مفتوحة، لافتاً الى أن طاولة الحوار مخصصة لبند واحد هو الإستراتيجية الدفاعية وكيفية وضع سلاح حزب الله في إطار شرعية الدولة. ورداً على سؤال حول موقف النائب وليد جنبلاط من المطالبة بمحكمة دولية في جريمة اغتيال والده كمال جنبلاط، قال علوش: هل أدى تغاضي جنبلاط عن المطالبة بالعدالة الى إستقرار في لبنان أو أوقف الاغتيالات، فالجواب واضح: استمرّت الحرب الأهلية على مدى 13 سنة واستمرت الإغتيالات حتى يومنا هذا. وخلص علّوش الى القول: ان التغاضي عن القاتل او عن الجريمة يؤدي الى تمادي القاتل في جريمته والى استسهال منطق القتل. وشدّد على أن ما نريده من المحكمة هو أن نوقف القتل لا أن ننتقم.

ورداً على المعلومات عن أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز سيُبلغ الرئيس الحريري بضرورة إرجاء صدور القرار الظني، أبدى علوش اعتقاده أن الملك السعودي أو غيره من الزعماء لا يمونون على المحكمة الدولية، مشيراً الى أنه إذا كان هذا الأمر مطروحاً فيعود الى مجلس الأمن، معتبراً أن كل الطروحات الجانبية بعيدة عن المنطق.

وختم سائلاً: هل يؤدي عامل الوقت الى أن يتحوّل المجرم الى بريء؟ وإذا كان المتهم نفسه، فماذا يغيّر تأخير الوقت؟!

أخبار اليوم

 

 أحمد الحريري يعلن توصيات المؤتمر التأسيسي: التزام مدرسة الرئيس الشهيد ومشروعه لبناء الدولة  

وكالات/أعلن الامين العام المنتخب لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ان المؤتمر التأسيسي لـ "تيار المستقبل" قرّر تبنيّ الكلمة الإفتتاحية لرئيسه سعد الحريري وإعتبارها وثيقة أساسيّة من وثائقه، وتبني التقرير السياسيّ المقدم إليه واعتباره وثيقةً عن مرحلة في عمر التيّار. واعلن الحريري، في مؤتمر صحافي عقده ، الواحدة بعد ظهر اليوم (الاثنين) في مقر "التيار" لاعلان التوصيات السياسية والاقتصادية للمؤتمر التأسيسي، التصميم على التزام مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه، وعلى مواصلة مشروعه من أجل بناء الدولة السيّدة القوية العادلة، وخدمة قضايا الناس، واستقرار الوطن وازدهاره، وتثبيت انتماء لبنان إلى العروبة وإلى الإعتدال العربي.

واكدّ أن "تيّار المستقبل" لا يرى بديلاً من قيام الدولة المؤسّسة هي نفسها على مبدأ المواطنة، ومن تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا وخراج الهبارية والجزء اللبناني من قرية الغجر وذلك بالمقاومة الديبلوماسية. وبشأن المحكمة الدولية شدد الحريري على أن لا مساومة على العدالة، التي تمثل إلتزاماً مبدئياً وأخلاقياً ووطنياً أمام الشهداء وعائلاتهم وكل اللبنانيين. ودعا إلى التوقف عن التهويل وعن افتراض السيناريوهات.

ورحب بالمرحلة الجديدة التي تمر بها العلاقات من دولة إلى دولة بين لبنان وسوريا. واعلن دعمه توجهات وخطوات رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري باتجاه فتح صفحة جديدة بين دولتين. وبخصوص قضية فلسطين قال "بقدر ما هي قضية وطنيّة للشعب الفلسطيني هي قضيّة لكلّ العرب، وأنّ الحلّ العادل الذي يتضمّن قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة عاصمتها القدس وحق العودة للفلسطينيين، هو مفتاح السلام في المنطقة. وفي التوصيات الاقتصادية اعلن الحريري موافقة المؤتمر التأسيسي على التقرير الاقتصادي باعتباره يتضمن المبادئ العامة والتوجهات التي نعتمد عليها في إطار الحكومة في المرحلة الراهنة. ودعا وزراء التيار إلى بلورة برنامج عمل يتضمن الأهداف المرحلية التي سنعمل على تحقيقها خلال العام المقبل.

وفي ما يأتي النص الحرفي للبيان الصحافي

أنهى "تيار المستقبل" مؤتمره التأسيسي الأول، تحت عنوان "شهيدنا أساسنا"، بانتخاب "دولة الرئيس" سعد الحريري رئيساً للتيار بالتزكية، ثم جرى انتخاب أعضاء المكتب السياسي الذين انتخبوا السادة باسم السبع، انطوان اندراوس، وسمير ضومط نواباً للرئيس، وأحمد الحريري أميناً عاماً للتيار.

 

المقداد: لن نقبل بأن يتهم "حذاء" اي عنصر من حزب الله باغتيال الحريري ونريد للمحكمة السياسية والاسرائيلية ان تهدّم    

وكالات/رأى عضو كتلة حزب الله النائب علي المقداد ان الهدف من استهداف المقاومة عبر المحكمة الدولية تقسيم لبنان الى كانتونات طائفية ومذهبية بعد قطع رأس حزب الله. واكد عبر المنار ان في حزب الله لا يوجد عنصر غير منضبط معتبرا ان الحديث عن اتهام عنصر غير منضبطة باغتيال الرئيس رفيق الحريري في طياته يحمل من السوء اكثر من اتهام قيادة حزب الله. وقال المقداد:"لا نقبل بأن يتهم حذاء اي عنصر من حزب الله بموضوع اغتيال الحريري ". وشدد على ان هذا المخطط لن يمر ببساطة وتوجه الى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول:" نرى ان الفتنة تطل برأسها بشكل مخيف ولكي نقطعها عليك الخروج الى اللبنانيين والقول ان لا علاقة لحزب الله لا من قريب او من بعيد بالاغتيال وهذه فبركات سياسية تريد الايقاع بالمحكمة" لافتا الى ان قول الرئيس سعد الحريري" اننا ام الصبي" يرتّب عليه مسؤوليات كبيرة. واشار المقداد الى ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وصّف في خطاباته المتلاحقة الواقع ولم يعلن قرار الحزب حتى الآن بشأن التعامل مع المحكمة. واضاف المقداد:" نريد للمحكمة السياسية والاسرائيلية ان تهدّم ونطالب بأن تكون المحكمة قضائية بحتة".

 

هل يتصاعد الضغط لسحب القضاة ووقف التمويل؟ 

روزانا بومنصف/ النهار

تكشف مصادر ديبلوماسية ان السياق الذي عرضه الامين العام لـ"حزب الله" ألسيد حسن نصرالله لمسار المحكمة حول صدور قرارين ظنيين او قرار ظني على مرحلتين انما هو مبني على ما قاله المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار امام لجنة الادارة المتابعة لها. ولم يكن ما قاله سرا على رغم انه يفترض عدم كشفه، ووجود مرحلتين او اكثر للقرار الظني انما هو مبني على الاتجاه الى ايراد اسماء المتهمين بالتنفيذ على الارض أي الذين كانوا على صلة مباشرة بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفق ادلة موثقة وثابتة على ان تتضمن المرحلة الاخرى هوية المخططين والمنفذين والممولين، لكن من دون الاشارة الى اي افراد من الحزب متهمين او يحتمل اتهامهم او تبرئة آخرين.

لكن الاسئلة التي اثارها موقف الامين العام للحزب تتصل بحملته الاستباقية على المحكمة وما الذي يريده من هذه الحملة وهل هي لوقف صدور القرار الاتهامي او تأجيله او الضغط محليا وخارجيا من اجل وقف مسار المحكمة كلها علما ان ثمة خطوات متصلة بعضها ببعض بصرف النظر عن وسائل الضغط الذي يستخدمها من اجل ذلك؟

وتعتقد مصادر سياسية وديبلوماسية ان الهدف هو منع صدور القرار الاتهامي المتوقع من حيث المبدأ في ايلول او تشرين الاول مع ان هذا الامر صعب جدا كون المحكمة كيانا قضائيا مستقلا يتعين عليه متابعة مهمته. والقيمون على المحكمة لم يسقطوا في وقت سابق صدور ضجة كبيرة وضغط كبير ايضا يرافق ذلك لاعتبارات عدة.

وبحسب هذه المصادر فان القطار قد انطلق ويصعب وقفه حتى لو نجح الضغط المحلي والدولي في وقف صدور القرار الاتهامي. ذلك انه يتعين على المدعي العام للمحكمة ان يقدم تقريرا نهائيا الى الامم المتحدة عما توصل اليه يضمنه خلاصات عمله ويكون معلنا. ولهذا التقرير الالزامي مفاعيل القرار الاتهامي حتى لو لم يعلن هذا الاخير مع فارق ان التقرير ينهي الامر عند هذا الحد في حين يحمل صدور القرار الاتهامي احتمالين: الاول المتابعة وصولا الى المحاكمة او وقف المحكمة نتيجة الضغوط بوقف تمويلها. ويشار الى ان موضوع التمويل سيطرح في ايلول على نحو مبدئي على ان يقر ذلك قبل نهاية السنة. ووقف التمويل، في حال حصوله انطلاقا من لبنان اولا والبعض يقول من الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية سيترك انعكاساته على الدول الغربية التي لن تكون ملكية اكثر من الملك في هذه الحال. لكن حتى لو اوقف التمويل، فان ذلك لن يحصل هذه السنة.

ولا يستبعد بعض المصادر ان يسعى "حزب الله" في اطار خطواته التصعيدية على المحكمة الى الضغط في اتجاه ان يسحب لبنان مساهمته القانونية في المحكمة عبر استدعاء القضاة اللبنانيين الاعضاء في هيئة المحكمة. وهذا الضغط يتوقع حصوله عبر الحكومة بمساعدة حلفاء الحزب الذين تبنوا موقفه كليا وفق ما بدا من مواقفهم الاخيرة اضافة الى سعي الحزب الى رفع سقف ضغوطه عبر وقف التمويل علما ان هناك اموالا تترتب على لبنان للمحكمة لهذه السنة ايضا. لكن المسألة تعود لتنتهي في خلاصتها عند الزامية صدور تقرير نهائي يحدد خلاصات التحقيق حتى الآن. اذ ان هناك التزاما دوليا معنويا وأموالاً ضخمة خصصت لانطلاق المحكمة ووضعها قيد العمل. ولن يكون سهلا اطلاقا خضوع المجتمع الدولي للضغط عبر اخضاع الداخل اللبناني للضغط وفق الاسلوب الذي يعتمده "حزب الله" حتى الآن. فعواصم عدة تعتقد ان ثمة اقتناعا ليس بكشف قتلة الرئيس الحريري ورفاقه فحسب، بل بضرورة ان تشكل المحكمة رادعا نهائيا لكل جرائم القتل في لبنان بحيث ان اي جريمة لن تمر في المستقبل من دون تبعات كبيرة.

ومع ان المصادر تجزم بعدم توافر معلومات عمن ارتكب جريمة الاغتيال وان بلمار يحتفظ بهذه المعلومات لنفسه، فان الامر يفتح الباب على تساؤلات حول ما اذا كان هناك استدراج لتسوية ما في حال صحت التوقعات عن اتهام عناصر الحزب في هذا الاطار. والتساؤلات مفتوحة من ضمن هذه المعطيات، حتى لو جزم السيد نصرالله علنا بعدم طلبه اي شيء لنفسه باعتبار ان السياسة في الكواليس هي غيرها في العلن. وقد يكون هناك مصلحة على اكثر من مستوى بوقف المحكمة عن مواصلة عملها والانتقال الى المرحلة الثانية من القرار الظني التي تتخطى المنفذين المباشرين على الارض الى الجهات المتهمة بتولي التخطيط وهو امر يرتبط بمصير تمويل المحكمة، لكن ما لم يعد في الامكان تجاوزه هو صدور القرار الاتهامي او التقرير النهائي لما توصل اليه التحقيق.

وبحسب هذه المصادر فان كل الاسئلة مشروعة بعدما فتح الامين العام للحزب الحملة على المحكمة على مصراعيها. اذ ان توقيت الحملة قبل شهرين من صدور القرار الاتهامي وفق ما هو مفترض يطلق دعوة في اعتقاد بعض هذه المصادر لبذل جهود محلية واقليمية في ضوء الحرص على استقرار الوضع الداخلي من اجل وقف صدور القرار الاتهامي بعد وقف التمويل. فهل يحصل هذا الامر وبأي شروط في حال كان ذلك واردا بمسعى اقليمي وربما دولي ايضا انطلاقا من الحرص على الاستقرار في لبنان؟

 

 نصر الله وتبرئة سوريا! 

٢٥ تموز ٢٠١٠

ناصرحميد

بالتأكيد حسن نصر الله، زعيم "حزب الله"، أكثر الناس ملاحظة أن عدد اللقاءات التي تمت بين الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مؤخراً، تفوق حجم لقاءات الحريري نفسه بنصر الله، أو حتى بوليد جنبلاط الذي منحه حسن نصر الله صك الغفران السياسي، لأنه راجع مواقفه الأخيرة، كما يقول نصر الله. جنبلاط الذي من المتوقع أن يقول في حال اتهام "حزب الله"، ولو في داخل نفسه، فليذهب "حزب الله" غير مأسوف عليه، خصوصاً لو اشتم جنبلاط مباركة سوريا على ذلك.

وعليه، فإن خطاب نصر الله الأخير ليس تهديداً، وهذا غير مستغرب منه، بقدر ما أنه تعبير عن صدمة وتخوف من قرار ظني قادم قد تصدره المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري وتتهم فيه أعضاء من حزب الله، مما يعني اتهام الحزب نفسه، وبالتالي تبرئة سورية، بحسب ما قاله نصر الله، ولذا فإن ثناء نصر الله على تبرئة سوريا، وبشكل مبالغ فيه، دليل على قلق الحزب أكثر من سعادته، كما أظهر نصر الله، وعلى طريقة "كاد المريب أن يقول خذوني"، فزعيم حزب الله من الذكاء لاستيعاب ما ذكرناه سلفاً، عن أن زيارات الحريري ولقاءه بالرئيس الأسد باتت متكررة بشكل كبير؛ ولذا فحديث نصر الله عن ترحيبه بزيارة الأسد للبنان، وضرورة التسريع بها، وضرورة الاعتذار لسورية، مزايدة واضحة لإخفاء قلق الحزب من تبرئة دمشق وإدانة رفاق نصر الله.

ومن هنا يمكن أن نقول إن نصر الله قلق من أن تكون سورية قد تركته وحيداً هذه المرة ليواجه طوفان محكمة الحريري، وهذا أمر غير مستبعد، فما يجمع دمشق بـ"حزب الله" ليس وحدة مصير وإيماناً بالمقاومة كما يقال لنا كل يوم، وليس موقفاً استراتيجياً، بل هو تكتيك مرحلي، استمراره لا يعزى لذكاء "حزب الله" أو إيران، بل للغباء الإسرائيلي، وقصر النظر الأميركي في رؤية أهمية إنجاز السلام السوري - الإسرائيلي، وبالتالي الانسحاب من الجولان، كما أن العلاقة السورية - الإيرانية، التي يستفيد منها "حزب الله"، مرتبطة بقوة إيران، أكثر من كونها موقفاً استراتيجياً سورياً أيضاً، ومع أزمة طهران الخارجية والداخلية، نستطيع أن نفهم لماذا تدفع دمشق بالأتراك في كل ملفات المنطقة، فلا يمكن لدمشق التي يقول رئيسها صراحة إن ما يشغله هو ترسيخ العلمانية في المجتمع السوري والحفاظ عليها، (وهذا ليس تصريحاً للاستهلاك الخارجي، بل ها هي دمشق تحظر النقاب في الجامعات والمعاهد العلمية)، أن تكون، أي دمشق، حليفاً لحزب ديني في لبنان، مثل "حزب الله"، أو نظام إسلامي متطرف مثل الجمهورية الإيرانية التي تحدد لشعبها ملبسه، وقَصة شعره.

وبالتالي، فإن من يتأمل أفعال سورية، لا أقوالها، يستطيع فهم قلق "حزب الله" وحسن نصر الله، من محكمة الحريري، وغيرها، سواء في العراق، أو الموقف من تركيا، أو عدد لقاءات الحريري المتكررة مع الرئيس الأسد مؤخراً.

ومن هنا نقول إن ما يقلق نصر الله ليس اتهام بعض من أعضاء حزبه فقط، وإنما تبرئة دمشق في الوقت نفسه، وذلك يعني خطراً على "حزب الله"، يدرك مغزاه نصر الله جيداً.

المصدر : الشرق الأوسط

 

أخطر ما في "الجنرال"

حازم صاغيّة/لبنان الآن/أوجه الخطر في ما مثّله، ويمثّله، الجنرال ميشال عون كثيرة ومتفاوتة. لكنّ أهمّها يكمن في فهمه للمسألة الطائفيّة وفي تعاطيه معها. البُعد الظاهر في هذا الكلام يجسّده استخدام عون للطائفيّة في تعبيرها الأكثر غريزيّة وبدائيّة، وهذا واضح لا تعوزه الأمثلة والبراهين. لكنّ البُعد الضمنيّ هو الأسوأ، وهو تحديداً ما نقصده هنا. فإلى جانب سلبيّات الطائفيّة التي لا تُحصى، هناك إيجابيّة واحدة لهذه الظاهرة هي تعطيلها كلّ إجماع يفضي إلى الاستبداد. لهذا السبب عرف اللبنانيّون، على مدى تاريخهم الحديث، كلّ أشكال الانحطاط والتردّي والاحتراب باستثناء شكل واحد هو الحكم العسكريّ الديكتاتوريّ النافي للحريّات، ممّا تحفل المنطقة بأمثاله. ويمكن القول، بقليل جدًّا من المخاطرة، إنّ عون، وفي وقت واحد، يستخدم سلبيّات الطائفيّة إلى الحدّ الأقصى، تحريضاً وتوتيراً، بينما يعمل على تعطيل الإيجابيّة الوحيدة التي تملكها الطائفيّة. هذا ما يوضحه كامل السجلّ الذي يمتدّ منذ توقيع "التفاهم" الشهير بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"حزب الله" حتّى اليوم: فهو يمنح الغطاء العابر للطوائف لمشروع ولحزب دينيّين وطائفيّين معاً، فضلاً عن كونهما مشروعاً وحزباً توتاليتاريّي التركيب والعقيدة، تتعارض عسكريّتهما الفائضة مع الحياة المدنيّة الديموقراطيّة. لقد عملت دائماً الإيجابيّة الوحيدة للطائفيّة على كبح ظاهرات كهذه، وهكذا استمرّت الحال إلى أن غيّر ميشال عون هذا "القانون". فالقوى والأحزاب التي امتلكت بُعداً شبه عسكريّ، كحزب "الكتائب اللبنانيّة" و"الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ" في مراحل المواجهات الأهليّة، بقيت أحزاباً لطوائف بعينها، أمّا الذين أيّدوها أو التفّوا حولها من غير تلك الطوائف فلم يمتلكوا من الأوزان الشعبيّة ما يُعتدّ به. ويصحّ الأمر نفسه في "حركة أمل" التي بقيت شيعيّة بقدر ما الكتائب مارونيّة والحزب الاشتراكيّ درزيّ. أمّا الأحزاب غير الطائفيّة ذات التركيب التوتاليتاريّ، كـ"السوريّ القوميّ الاجتماعيّ"، فحيل بينها وبين قضم المجتمع والسلطة: هكذا اندرج الانقلابان القوميّان في 1949 وفي 1961 – 1962 في هامشيّة لا تُعدم أوجهاً كوميديّة. هذا "القانون" هو الذي عطّله عون حينما جرّ كتلة شعبيّة واسعة أحبطتها سنوات مرحلة الوصاية إلى موقع تابع لـ"حزب الله"، ثمّ ذهب أبعد من ذلك محرّضاً الأخير على بعض تكوينات الاجتماع والسياسة في لبنان، غير آبه بالحساسيّات التي يثيرها ذلك. وهذا السلوك يملك في السياسة أسماء ونعوتاً يصعب أن تكون مدعاة لفخر أحد.

 

جنبلاط: كنّا نتحاور في أوج الانقسام السياسي فلماذا لا نعود للتحاور اليوم؟

وكالات/تساءل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عن "الخطأ في أن تُجري القوى السياسية مراجعاتٍ نقدية لخطابها وتجاربها ومواقفها في مراحل معينة"، مشيرًا إلى أن "هذه هي طبيعة العمل السياسي الذي يتطوّر بشكل مستمر وتتبدل ظروفه وعناصره ومعطياته". وأضاف جنبلاط: "لو إستطاعت كل القوى السياسية ان تترفّع بعض الشيء وتتواضع قليلاً لتُجري هذه المراجعة الضرورية لانتظام الحياة السياسية والوطنية، ولنبتعد جميعاً عن التكرار الببغائي لشعارات وعبارات لا طائل منها".

جنبلاط، وفي موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" ينشر غدًا، قال: "للذين ينسون أو يتناسون، فلنتذكر أننا كنا نتحاور مع بعضنا البعض في أوج الانقسام السياسي ومرحلة التوتر الشديد. فلماذا لا نعود للتحاور اليوم وقد شُكِّلت حكومة وحدة وطنية وعدنا رويداً رويداً الى المؤسسات الدستورية وهيئة الحوار الوطني التي يرأسها رئيس الجمهورية؟"، مشدّدًا على أن "العودة الى الهدوء والحوار هي مسؤولية جماعيّة كي نوفر على لبنان الانزلاق مجدداً نحو الانقسام والتوتر الطائفي والمذهبي، والقدرة على العودة الى الحوار ممكنة إذا ما توفرت الارادة السياسية لذلك". في مجال آخر، رأى جنبلاط أن "الزيارة التي قام بها وفد رجال الدين من عرب دروز فلسطين الى لبنان خلال الأسبوع الفائت مهمة جدًا، وتمّ خلالها تعزيز حركة التواصل التي كنّا باشرنا بها منذ العام 2001، وقد بدأت تؤتي ثمارها وهي تؤكد على الهوية القومية والتاريخية لأبناء الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة وفي أي موقع آخر، وتتماشى مع المسار التاريخي لهذه الطائفة في مواجهة الاستعمار والانتداب والاحتلال"، مؤكّدًا أن "هذا كان الخط البياني لطائفة الموحدين الدروز وهكذا سيبقى الى جانب الحق في مواجهة الباطل".

وأثنى جنبلاط على "الدور المركزي الذي لعبته المملكة الاردنية الهاشمية منذ أن فتحت عمّان أبوابها لاستقبال أول لقاء مع العرب الدروز في فلسطين المحتلة سنة 2001"، كما على "التعاون السوري الكبير الذي قدمه الرئيس بشار الاسد ما أتاح للوفد الوصول الى لبنان والمشاركة في المؤتمر الاغترابي الدرزي الأول". جنبلاط نوّه بكلمة "الشيخ عوني خنيفس في المختارة التي أكّدت على البعد العروبي والقومي للمعروفيين الدروز في فلسطين وهو الذي ذكّر في كلمته بأعلام الدروز من أمثال سلطان باشا الأطرش وشكيب أرسلان وكمال جنبلاط، وهم الذين رسموا الموقع التاريخي للطائفة في المنطقة ودورها في المقاومة والتصدي والصمود".

 

تقرير إخباري من اللواء

المستقبل وحزب الله وقرار المحكمة

خلاف على الثوابت·· والنتائج والإحتمالات

من المهم جداً، أن يلمس اللبنانيون، وقائع ثقة، ومعطيات محمولة على وجه صحيح، ومعلومات ذات صدقية عالية، وهم يقاربون واحدة من أصعب القضايا، التي عرفها تاريخهم الحديث، ألا وهي جدارتهم بحياة واحدة، ونظام واحد، ومجتمع واحد، وإن كان متعدّد الأوجه والثقافات والإنتسابات··

مناسبة هذا الكلام، ما يحوم فوق فضاء العيش المشترك من أحاديث <فتنة>، ومنع الفتنة، وتهدئة، وحماية الإستقرار·

ولعلّ مناسبة المناسبة ما يتردّد، لأنه لم يحصل فعلاً بعد، عن صدور قرار إتهامي عن المدعي العام القاضي دانييل بيلمار المدعي في المحكمة الخاصة بلبنان، التي أُنشئت بعد العام 2007، لكشف الحقيقة ومحاكمة أولئك الأشخاص أو المجموعات المتورّطة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وسائر أولئك الشهداء الذين سقطوا بعد 14 شباط 2005، يتهم في القرار المحكى عنه، أفراداً من <حزب الله> اللبناني بالإضطلاع بتنفيذ الجريمة

·· الطرفان المعنيان مباشرة، بما يدور، في الأفق، هما <حزب الله> وتيار المستقبل، الذي تحوّل الى حزب في الساعات الثماني والأربعين الماضية، وعلى رأس هذين الحزبين - التيارين، الكبيرين، سعد رفيق الحريري، على رأس حزب المستقبل، رئيساً ورئيساً لحكومة الوحدة الوطنية، التي توفّر استقراراً حالياً، ومعوّلاً عليها أن توفّر استقراراً دائماً، لا سيّما وأن الجانبين يتمسكان بحماية الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية، والعيش المشترك بين اللبنانيين··

وكلما اقترب التاريخ من شهر أيلول المقبل، كلما بدا أن لبنان، إمّا يقترب أو يندفع الى الأزمة، أو ما اصطلح على تسميته <بالفتنة> وبصورة تحديدية الفتنة الإسلامية - الإسلامية، أو الشيعية - السنّية··

هل فعلاً كُتب القرار الاتهامي بحق عناصر من حزب الله؟ وهل فعلاً جرى الحديث الذي نسبه السيّد نصر الله الى الشيخ سعد الحريري، ومفاده أن القرار سيصدر في أيلول أو تشرين، أو، ويتهم عناصر غير منضبطة بالجريمة؟

وماذا عن السيناريو، الذي رسمه العماد ميشال عون أو تخيّله، بصرف النظر عن مصادر الخيال، أو مصادر السيناريو؟

من الثابت، حتى الآن:

1- أن حزب الله شديد التوجّس من صدور القرار في لحظة سياسية، تتناسب مع خطة تستهدف الحزب، والحزب على ثقة بأن القرار الاتهامي سيتضمّن تهماً بدرجات مختلفة لعناصر من الحزب، صعوداً الى ملفات أوسع، وصولاً الى ملفات أضيق، الى القيادة·· بالمقابل لا يبدو تيار <المستقبل> على ما يبدو، يشاطر الحزب توجّسه، بل ينتقد علناً، ما يصدر عن الحزب نواباً وقيادة وكوادر من حديث <شبه يقيني> عن فتنة محدقة، أو عن قرار ناجز وقطعي، ويتحدث حزب تيار المستقبل عن أن أيّ قرار يصدر عن المحكمة، لا يتمتّع بقوة قاطعة، وإثباتات قوية، سوف لن يتردّد في رفضه، وعدم التسليم به··

2- من الثابت أن تبايناً لا يرقى إليه الشك في النظرة الى المحكمة· فحزب الله ومعه حليفه ميشال عون، يريان أن المحكمة ما دامت لم توجّه الاتهام الى إسرائيل، فهي على الأقل، منحازة سلفاً، ولا تتمتّع بالصدقية الكافية لإصدار قرارات وبالتالي لمحاكمة مشتبه بهم، وأن قرار الاتهام لحزب الله ما هو إلا قرار اسرائيلي - أميركي لتصفية الحساب مع المقاومة·· في حين أن تيار المستقبل، ومعه قوى 14 آذار المسيحية من <القوات> الى الكتائب والكتلة والأحرار يرى أن المحكمة ما تزال تتمتّع بالصدقية الكاملة، وأن قضية المحكمة هي قضية مبدئية، لا تقبل المساومة ولا التشكيك، وأن قضية الرئيس رفيق الحريري هي قضية عربية ودولية··

3- يثير حزب الله الضجة من أجل إيجاد مناخات من شأنها أن تضع المعنيين عربياً، ولبنانياً ودولياً في دائرة ما تسميه أوساط الحزب <المسؤولية> لمنع وصول لبنان مجدداً الى الفتنة، وذلك قبل صدور القرار، أياً يكن القرار·· في حين يرى <المستقبل> أن لا معنى ولا موجب لهذه الضجة، فما دام القرار الاتهامي لم يصدر، فلا حاجة لكل الغبار السياسي الذي يُثار··

من الثوابت الآنفة الإشارة، يتبيّن أن لا إجماع حالياً على المحكمة، ولا إجماع سياسياً، أو حتى طائفياً على ما يمكن أن يصدر عن هيئتها الإتهامية من قرارات··

ولا غرو، أنه في ظل غياب الإجماع، فإن انهيار وحدة الموقف، ترتّب عليه، وسيترتّب عليه كذلك انهيار في وحدة المعالجة، والنظرة، والأداء الداخلي··

هل تقتصر الضجة السياسية، على بيان من هنا، أو انتقاد من هناك، وعن مهرجان خطابي، أو مؤتمر صحفي؟

العارفون بالأمور، يُجيبون بالنفي·· لماذا النفي؟

الجواب بسيط، أن صدور القرار الاتهامي، على النحو، الذي بات <شبه مضمون> في مضمونه من شأنه أن يرفع من وتيرة التأزم··

وأن لا تبقى المؤسسات المشتركة، لا سيّما الحكومة، والأجهزة الأمنية بمنأى عمّا يجري··

وإذا ما طرح أحد سؤال؟ متى يمكن للأزمة أن تتفاقم؟ وهل استطراداً، هذا التفاقم حتمي، وقطعي، ولا بدّ منه؟

لا شيء في السياسة، ثابت وقطعي·· خاصة إذا كان من نوع الإستبصار أو الإستطلاع والإستكشاف·· ولكن وقائع التاريخ، والوظيفة السياسية، لما يجري· من شأنه أن يُعطي للمخاوف من حدوث فتنة موقفاً واقعياً، إن لم نقل صحيحاً··

أمّا الحديث عن دور عربي، يمكن أن يوفّر الحماية للاستقرار اللبناني، فهذا أمر من الأهمية والصدقية بمكان·· والتجارب تدل أن التسوية المقبلة تكون عربية أو لا تكون··

وبانتظار مجيء أمير قطر،و خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري يصحّ السؤال الملحّ: أيهما يسبق الآخر: التسوية أو الفتنة؟

 

الخبير الدستوري حسن الرفاعي: اتمنى ان يصمت الحص قليلا ليفكر قبل اصدار اقتراحات تؤدي الى فتنة كبرى

موقع القوات/ تمنى الخبير الدستوري الدكتور حسن الرفاعي على الرئيس سليم الحص أن يخفف من تصريحاته واقتراحاته في هذه الايام، وأن يفكّر طويلا قبل ان يصدر اقتراحات غير محمودة. وقال الرفاعي ردا على سؤال لـ"المركزية" عن اقتراح الرئيس الحص بتشكيل لجنة لبنانية لمساءلة "شهود الزور" انه من المؤسف ان يصدر عن رجل مارس الحكم سنوات طويلة وفي سدة المسؤولية الكبرى مثل هذه الاقتراحات، قائلا ان الاقتراح بتشكيل لجنة من الوزراء في مجلس الوزراء ومن فريقين، احدهما يعلن انه متمسك بالمحكمة وآخر لا يعترف لا بوجودها ولا بقراراتها، عدا كونه بدعة دستورية غير مسبوقة فانه يؤدي الى فتنة كبرى أرجو ان لا يكون الرئيس الحص قاصدها. واعرب الرفاعي عن امله في ان يخفف الرئيس الحص من تصريحاته واقتراحاته في هذه الايام، وهو الذي قال انه لا يعمل في السياسة وانما يعمل في القضايا الوطنية فالقضايا الوطنية يا دولة الرئيس توجب عليك ان تقترح ما يؤلف في ما بين المختلفين خدمة للوطن وتأمينا لسلامة المواطنين. وختم: أمنيتي ان يصمت الرئيس الحص قليلا ليفكّر قبل ان يصدر اقتراحات غير محمودة ، حتى لا اقول اكثر."

 

حوار صريح مع الوزير السابق للداخلية وعضو كتلة المستقبل حول المحكمة والتجاذبات

فتفت لـ<اللواء>: أخشى من إنقلاب عسكري يقوم به حزب الله

نسأل السيد نصر الله: هل إفتعال التوتر بسبب زيادة العقوبات على إيران؟  

النائب الدكتور أحمد فتفت تولى مهام وزارية عدة وتحمل أعباء وأخطاء بعض ضباط قوى الامن ابان عدوان 2006 عندما كان يتولى حقيبة الداخلية، والدكتور فتفت المعروف بمواقفه الصلبة رافق الرئيس فؤاد السنيورة بصموده إبان محاصرة السراي الكبير لأكثر من سنة ونصف، كما ان مواقفه عادة ما تثير جدالاً واسعاً لدى الفريق الآخر، بالمقابل من يختلف معهم الدكتور فتفت لم يوفروا جهداً او مناسبة إلا واستثمروها للنيل من سمعة ودور نائب الضنية·

<اللواء> التقت الوزير السابق الدكتور احمد فتفت واجرت معه هذا الحوار، والذي طال حالة التجاذب القائمة حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقرارها الإتهامي·

فقال: <استغرب ان يضع حزب الله نفسه في دائرة الاتهام وهو ليس متهماً، فالمحكمة الدولية تتهم وتحاكم اشخاصا وليس احزابا او دولا>·

وأعلن <لا احد سوى القاضي دانييل بلمار يعلم مضمون القرار الظني او متى سيصدر لا رئيس المحكمة ولا الرئيس سعد الحريري>· وقال: <حزب الله يخوّن المختلفين معه بالجملة وهذا يؤدي الى الفتنة واذا كان قرار المحكمة اسرائيلي، مؤتمر الحوار الوطني في نيسان 2006 وافق عليها بمشاركة السيد حسن نصر الله>·

وتساءل: <كيف يمكن التشكيك بدور فرع المعلومات الذي اكتشف 22 شبكة تجسس اسرائيلية؟ وإذا كانت اسرائيل تستطيع ان تتلاعب <بالداتا> لماذا لم تمحو جزءاً منها لحماية عملائها؟>·

وقال: <الضباط الاربعة متهمون بالتقصير بحماية الرئيس رفيق الحريري إبان سلطتهم منذ بداية التسعينات، كما انهم لم يكتشفوا شبكة تجسس واحدة لمدة خمسة عشر عاماً من سلطتهم>·

وقال: <قرارات 5 أيار كانت وطنية ولكنها غير ملائمة سياسياً ووليد جنبلاط لديه المعطيات كاملة حولها>·

وقال: <ما أعلنه ميشال عون من سيناريو خطير وتحريض على الفتنة ولكن لا أخشى من اشتباكات مسلحة داخلية لان من يملك السلاح هو فريق واحد فقط، وانما أخشى من انقلاب عسكري يقوم به حزب الله>·

الحوار مع النائب احمد فتفت كان ساخناً ومتنوعاً وجاءت وقائعه على الشكل التالي:

حوار: حسن شلحة

حزب الله يخوّن من يختلف معهم بالجملة وشد عصبيات الناس يؤدي الى الفتنة

مؤتمر الحوار في 2006 بدعوة من بري وحضور نصر الله وافق على المحكمة الدولية

لا أحد يعلم مضمون القرار الإتهامي ولا موعد صدوره سوى بيلمار

الضباط الأربعة متهمون بالتقصير بحماية الرئيس الشهيد وفي عهدهم لم تكتشف شبكة عملاء واحدة

قرارات 5 أيار كانت وطنية وجنبلاط لديه المعطيات الكاملة حولها

ما أعلنه عون من سيناريو للإشتباكات الداخلية خطير وتحريض على الفتنة

كيف يمكن التشكيك بدور فرع المعلومات وهو من إكتشف 22 شبكة تجسس لإسرائيل

- التوتر ليس وليد اليوم، فمنذ عدة اشهر، بعد تأليف الحكومة بدأت حالة توتر في الساحة الداخلية وبدأ فتح ما سمي <بالمعاهدة الأميركية> مع الولايات المتحدة والتي هي اتفاقية مع السفارة، لا اكثر ولا اقل· ثم حُكي بموضوع الاتصالات بشكل عام ثم بموضوع الـ11 ملياراً· وإذا لفتنا النظر الى ان كل هذه الملفات أُقفلت ونسيها النّاس بسرعة، وصولاً إلى المحكمة وفتح حديث المحكمة·

لقد استغربت كثيراً أن يضع السيّد حسن نصر الله و?<حزب الله> أنفسهم بموقع المتهم، وهم ليسوا متهمين، ولن يكونوا متهمين···

لماذا؟·

فالمحكمة لا تُحاكم لا دول ولا أنظمة ولا منظمات· المحكمة تحاكم فقط أشخاص وبالتالي لم يصدر أي قرار ظني بحق لا حزب ولا منظمة ولا نظام ولا دولة ولكن بحق أشخاص·

ثانياً، حتى الآن ليس هناك قراراً ظنياً، واستطيع أن اؤكد جازماً انه ليس هناك من أحد باستثناء قاضي التحقيق الدولي دانيال بلمار يعرف كل دقائق التحقيق، أو ماذا يمكن أن يتضمن القرار الظني، أو متى سيصدر القرار الظني، حتى رئيس المحكمة السيّد كاسيزي أعلن أن ليس له أي علم بأي شيء، فإذاً ما تفسير هذا؟ هل مجرد كلام نشرته <ديرشبيغل> منذ 15 شهراً نبني عليه اتهاماً؟!·

ماذا فعل <حزب الله> ولماذا فعل ذلك؟ هذا هو السؤال الكبير؟ وهذا السؤال اطرحه ولا أحد يمكنه الإجابة عليه سوى <حزب الله>·

أن نقوم باتهام مُسبق، من دون أن يكون هناك قرار ظني، ومن دون أن تكون هناك محكمة، فهذا يعني اننا نرفض المحكمة ذات الطابع الدولي كلياً ونقول بأن المحكمة إسرائيلية·

وهذا يعني في الوقت نفسه أن <حزب الله> تراجع عن اتفاق كبير عقده في مؤتمر الحوار الوطني عام 2006 بالاعتراف بالمحكمة· ويعني تراجعاً عن البيان الوزاري الاخير الذي يتضمن التزاماً بالمحكمة· وهذا أمر خطير جداً ويزعزع أركان التوافق الداخلي وأركان السلم الأهلي·

وترافق الموضوع ليس فقط مع هجوم على المحكمة، بل بهجوم على الساحة السياسية الداخلية بعودة الاتهامات التخوينية وعودة التهديدات· دائماً <حزب الله> يطرح الموضوع انطلاقاً من مقال في <دير شبيغل> أو مقال في جريدة <اللوموند> أو مقال في جريدة <السياسة> الكويتية أو ما قاله اشكينازي، فهذه هي المراجع التي دائماً تُطرح، إذا كانت هناك معلومات إضافية أخرى ومعلومات دقيقة أخرى فليطلعنا عليها السيد حسن نصر الله وممكن ان نقف معه·

لقد قلنا كلاماً واضحاً جداً في تيّار المستقبل، وهو : <لن نقبل بقرار ظني غير مستند الى أدلة علمية ومهنية· ولن نقبل بمحكمة لا تعتمد الأصول المهنية في اتهاماتها>·

إذا كانت الأمور <سياسة في سياسة> فسنقف ضدها قبل وبعد، نحن نبحث عن العدالة والحقيقة ولا نبحث عن الانتقام·

والعدالة من وجهة نظرنا ليست عدالة من أجل دم رفيق الحريري فقط، بالتأكيد سعد الحريري وآل الحريري هم اولياء الدم، كما قال، ولكن دم رفيق الحريري ليس مُلك عائلته ولا شخصي، بل هو ملك المكتسبات السياسية للشعب اللبناني·

ما نبحث عنه نحن في هذه المحكمة هو الحقيقة والعدالة من أجل حماية الحياة السياسية اللبنانية، حتى لا تعود الاغتيالات سبباً أو نتيجة لتصفية الاغتيالات السياسية· هناك مثل فرنسي يقول: <الخوف هو مستشار سيئ جداً>· وحسب وجهة نظري ليس مبرراً·

لماذا التوتر؟

هذا التوتير لم يأت بمعزل عمّا سبقه، فهو يُسجّل في خانة من الاثنين: إذا حيدنا موضوع المحكمة، لماذا هذا التوتر على السيّد حسن نصر الله؟ ويبقى موضوعان مهمان جداً، اما موضوع المنطقة التي بدأت مع <اليونيفل> ووصلت إلى المحكمة مروراً بالأمن والأجهزة الأمنية أي انه مرتبط بالملف النووي الإيراني·

وكأنه مطلوب نتيجة العقوبات التي فُرضت على إيران، أن نوتر الأجواء كلها، ربما لإعطاء نوع من دعم للسياسة الإيرانية في المنطقة، وهذا يُسهل عليها بشكل أو بآخر ان تحصل ربما على مكاسب سياسية بموضوع العقوبات·

أخطر من ذلك، أنا لدي شك، فقد سمعت كلاماً في <سان كلو> في فرنسا من أحد مندوبي <حزب الله> وقال كلاماً صريحاً: <إن <حزب الله> يريد أن يكون الناظم الأمني في لبنان>· أي من يملك الإمكانات للسيطرة على الأمن في لبنان وبالتالي يفرض شروطه السياسية والاقتصادية التي يريدها·

ربما <حزب الله> شعر بأن هناك أماكن في الدولة اللبنانية لا يملك السيطرة الكافية عليها·

التخوين

لماذا هذا التصعيد، لدرجة وصفه قرار إنشاء المحكمة بقرار إسرائيلي؟·

- ليس فقط كذلك، بل هو وصف المحكمة بأنها إسرائيلية ووصف قرارات 5 أيّار بأنها إسرائيلية، أي انه خوّن مجموعة سياسية كاملة، للأسف اعتقد أن <حزب الله> أصبح ضحية اللغة السياسية التي يستعملها بشكل مستمر· وأصبح التخوين بنظرهم يشد عصب جمهورهم، فعندما نُخوّن كأننا نكفّر وهذا لا يجوز سوى بحالة واحدة، وهي إذا كانوا يملكون الدليل الشرعي أو الحسي·

إذا كان لدى السيّد حسن نصر الله دليل بأن هناك خائناً كبيراً أو صغيراً، فليعط الدليل إلى السلطات القضائية، وهي تهتم بهذا الموضوع· اما إذا كان لا يملك الدليل فأنا اتوخى جداً لأن كلامه سيؤدي إلى فتنة ويعرّض النّاس للاغتيالات والقتل <والفتنة أشدّ من القتل>، وبالتالي يصبح هو مسؤولاً عن الفتنة إذا ما حصلت في الداخل والفتنة لا تخدم الا <اسرائيل>·

الداتا وإسرائيل

السيّد نصر الله شكك بـ?<الداتا> في الاتصالات، بسبب وجود عملاء في <ألفا>؟

· - سؤالي إلى السيّد حسن وأتمنى أن يرد عليه: <اذا كانت الداتا مخروقة بهذا الشكل من قبل <اسرائيل> وبأنها تقدر على تصنيع داتا جديدة وتُدخلها في النظام، فإذا من الأسهل عليها أن تمحي بعض الداتا الموجودة وتحمي عملاءها، بينما الداتا اسقطت شبكة كبيرة من العملاء>!!·

وهناك سؤال إضافي وأخطر: <نحن باتهامنا السياسي للضباط الأربعة باغتيال رفيق الحريري، قلنا بأن هناك ما هو أكثر من اتهام سياسي، فنحن نعتبر أن هؤلاء الضباط والقيمين على الأجهزة الأمنية اللبنانية تقاعسوا عن حماية رئيس الحكومة اللبنانية في وقتها>·

واليوم السيّد نصر الله يضيف اتهاماً جديداً لهم، فهو يقول بأن هؤلاء العملاء من 15 سنة، فإذاً هؤلاء الضباط وهذه الأجهزة الأمنية اللبنانية تقاعست أيضاً عن محاربة عملاء إسرائيل، فلماذا اذاً لا يُسائل هؤلاء الذين كانوا قيمين على الأجهزة الأمنية والذين كانوا يتبجحون بالسيطرة على الأمن·

بينما عليه أن يُمجّد الأجهزة الأمنية الحالية ويمجّد الحكومات كحكومة الرئيس السنيورة التي دعمت المعلومات ومخابرات الجيش وأمّنت لهما الالمكانيات المالية والتجهيزات الكافية·

قصة إنشاء المحكمة

وموافقة نصر الله من وافق على قرار المحكمة ومن رفضه؟·

أولاً، فور اغتيال الرئيس الحريري بدأت النّاس تطالب بتحقيق دولي· أتت لجنة تقصي الحقائق، القاضي فيتزجيرالد، وقدمت تقريراً اولياً في مجلس الأمن، وذكرت فيه أن الأجهزة القضائية في لبنان، إما هي غير قادرة او غير راغبة بكشف الحقائق، ويجب أن يكون هناك تحقيق دولي، واتُخذ قرار في مجلس الأمن بالتحقيق الدولي·

على اثر اغتيال جبران تويني، ارادت الحكومة أو توسّع نطاق التحقيق الدولي ليشمل كل الاغتيالات· وهنا بدأت أوّل مشكلة واعترض وزراء <حزب الله> وحركة أمل، واعتكفوا لمدة 7 أسابيع عن المشاركة بالحكومة ثم عادوا إلى الحكومة، وعلى اثرها أخذت الحكومة قراراً بالموافقة على المحكمة الدولية· ثم عُقد <مؤتمر الحوار الوطني> وكان بنداً اساسياً في ربيع 2005 بعدما كانت حكومة الرئيس السنيورة بغياب وزراء حركة <امل> و?<حزب الله> وافقت على المحكمة ذات الطابع الدولي·

وفي الحوار الذي دعا إليه الرئيس برّي حضره السيّد حسن نصر الله شخصياً، وتمت الموافقة على المحكمة ذات الطابع الدولي، وذلك في نيسان 2006، فاذاً هذا الموضوع عليه توافق وطني ووفاق وطني·

هذا مبني على أساس إيمان بالعدالة الدولية وعلى أساس أن الأجهزة القضائية اللبنانية لم تكن قادرة ولم تكشف أي جريمة من قبل، ورغم ذلك نحن نطلب بمصداقية كل ما تقوم به المحكمة الدولية·

5 أيّار

وجنبلاط ونصر الله

هناك غموض في 5 أيار، الحكومة أخذت القرار وهذا القرار أدى إلى مشاكل أمنية؟·

- الحكومة اللبنانية هي التي أخذت هذا القرار، ولقد قلت للسيد حسن نصر الله إذا كان يريد معرفة خلفياتها فاليوم كان عنده حليف وصديق هو وليد جنبلاط وكان شريكاً، فليسأله· خلفيات القرار بالنسبة للحكومة في حينها كانت خلفيات وطنية مائة بالمائة·

هل هي قرارات ملائمة أو غير ملائمة سياسياً؟ اخطأنا بالتأكيد بالملاءمة السياسية ولكن بالتأكيد ما زلت مصراً على أن قرارات 5 أيّار كانت وطنية ولكن غير ملائمة سياسياً

· دعم الأجهزة الأمنية

لمواجهة التجسس

لماذا الحملة على شعبة المعلومات؟·

- هذه قصة مستغربة، فشعبة المعلومات كانت أوّل جهاز اسقط الخلايا الإسرائيلية في لبنان، لماذا فجأة ظهرت هذه الفعالية؟

افنا افتخر شخصياً في العام 2006 بأن هذا القرار اتخذ في حين كنت وزيراً للداخلية وفي الحكومة اللبنانية دفعنا مساهمة كبيرة جداً للامكانيات المادية لفرع المعلومات ولمخابرات الجيش وسمحنا لهم بأن يتجهزوا بتقنيات كبيرة جداً عبر الأصدقاء في أوروبا والولايات المتحدة·

هذه الأجهزة والإمكانيات سمحت لمخابرات الجيش وفرع المعلومات بأن يتطورا ويصبحا قادرين على التصدّي للمخابرات الإسرائيلية وينتصرا عليها·

هل سأل السيّد حسن نفسه: لماذا لم يكن هناك قبل الـ2005 نية لدعم الأجهزة الأمنية اللبنانية بشرياً ومادياً وتقنياً لتتصدى للأجهزة الإسرائيلية؟!·

نحاس والروتين

هل اقتنعت بالتبرير الذي صرّح به الوزير شربل نحاس بخصوص الروتين الإداري الذي هو السبب بتأخير الاذن لفرع المعلومات بخصوص العميل شربل قزي؟·

- لا يجوز هذا الكلام· عندما يريد فرع المعلومات اذناً للاطلاع على <الداتا> يبعث بالاذن إلى المدير العام الذي بدوره يرفعه إلى وزير الداخلية، ومن ثم إلى رئاسة الحكومة وبعدها إلى الوزير نحاس الذي يرفعه بدوره إلى الشركة المختصة والشركة المختصة ترد والوزير المختص يرده··· وهذه الدورة الكاملة لا تتطلب أكثر من 24 ساعة، إذا كانت هناك نوايا حسنة·

الشركة كانت تعطي النتيجة للوزير نحاس في اليوم ذاته أو على أبعد تقدير في اليوم التالي· وكانت تبقى في مكتب الوزير نحاس 15 يوماً قبل أن ترجع· وهذا أمر خطير جداً، إذا كان الروتين سيمعنا من كشف مخابرات إسرائيلية فليبحثوا عن العمالة في مكان آخر·

اليوم، هناك سؤال نيابي وجهه النائب خالد زهرمان إلى الوزير نحاس ليوضح لنا ما هو الروتين الإداري الذي يُشكّل هذه الثغرة الكبيرة·

هل أنت خائف على الاستقرار في البلد؟·

- إذا كان المقصود بالخوف، الخوف من أن يحدث أمر أمني فهذا يقسم قسمين، وأنا أكيد انه لن تكون هناك صدامات داخلية لبنانية لسبب بسيط وهو أن هناك فريقاً واحداً يملك السلاح، وفريق آخر لا يملك السلاح، وبالتالي ليس هناك صدامات مسلحة، وقد تكون هناك انتفاضة مسلحة وتكون نوعاً من انقلاب عسكري او أمني يقوده <حزب الله> أو بما يسمى المقاومة، لأنه عندما تصبح بالداخل لا تعد مقاومة· بالتأكيد نحن لا نملك القدرة للتصدي له امنياً، لأننا نعتبر بأن المولج الوحيد لحماية أمن المواطن هي القوى الشرعية الأمنية اللبنانية من قوى امن أو جيش لبناني، ومن هذا المنطلق اقول بأن هناك إمكانية لانقلاب وليس لفتنة وصدامات في الداخل، ولكن هذا الانقلاب سيؤدي الى انهيار البلد وتدميره بالكامل·

سيناريو عون

ولكن ميشال عون طرح سيناريو لاشتباكات داخلية؟·

- ما طرحه ميشال عون، هو سيناريو سينمائي ناجح جداً، فميشال عون يعرف أن ليس هناك اسلحة في الداخل اللبناني الا لدى <حزب الله> ومن اعطاهم <حزب الله> صفة ملحقين بالمقاومة، فإما أن يكون عون نبياً أو يكون شريكاً في التخطيط لهذا السيناريو لكي يعرف به·

انا اربأ أن يكون الجنرال عون شريكاً في هذا السيناريو، ومن المؤكد أن الجنرال عون ليس بنبي·

اذاً، هذا الكلام خطير جداً، وهو تحريضي وفتنوي، وغير مبني على أي منهج علمي في السياسة، ولهذا ارفض هذا الكلام رفضاً كاملاً وأعتبر أن النقاش فيه هو نقاش غير جدي·

أسباب التوتر

بتقديرك لماذا هذا التوتر، هل لأن المحكمة الدولية قرارها خارجي؟·

- انا أرى أن التوتير بدأ منذ عدّة أشهر، أي منذ أوائل السنة، ومرتبط بالملف الإقليمي ومرتبط أكثر بمحاولة السيطرة الداخلية· معارضي المحكمة ارتكبوا خطأ تاريخياً واستراتيجياً عندما رفضوا عام 2007 أن يصوت مجلس النواب على المحكمة واقفلوا المجلس النيابي، لماذا؟ لأنه لو صوت مجلس النواب على المحكمة في وقتها لكانت صدرت بقانون، وكان بإمكان المجلس النيابي - إذا توفّرت الأكثرية - أن يلغيه·

هذا الخطأ الاستراتيجي الذي رمى بالمحكمة عند مجلس الأمن، اعتقد انهم نادمون عليه كثيراً·

المعلومات واكتشاف

22 شبكة تجسس

هل فرع المعلمات هو جهاز للمسلمين <السنّة>؟·

- هذا كلام مؤسف، الجميع يعرف انه في قوى الأمن الداخلي كما في الجيش هناك تساو في الضباط، الآن هناك تساو بالكامل وشركاء بالكامل على كل المستويات والمسيحيين هم أكثر المدافعين عن فرع المعلومات·

لنفترض أن فرع المعلومات هم مائة بالمائة من المسلمين السنة، واكتشف 22 شبكة إسرائيلية هل نكافذه بهذه الطريقة··· بطريقة التخوين؟!·

لو كان الهدف مجرّد صراع مع <اسرائيل> كانت تهون ولكن الصراع هو على السلطة في الداخل اللبناني·

من هنا، التهديد والتخوين والهجوم على الأجهزة الأمنية بهذا الشكل هو استعمال للسلاح في الداخل، لأن <حزب الله> لو لم يكن مالكاً للسلاح لما كان بإمكانه توجيه هذا الكلام التخويني والتهديدي·

فاذاً أصبحت السلطة في الداخل هي الهدف، وأنبه من هذا الأمر كثيراً، لأنه عند ذلك ستفقد المقاومة عنوانها المقاوم، وستصبح محاولة سيطرة ميليشياوية على الحكم في لبنان ويؤدي ذلك إلى الكثير من التساؤلات

· بما يتعلق بالعلاقة مع دمشق؟·

- الانطباع السائد هو أن النتائج جيدة والعلاقة تطورات إيجاباً بين الرئيس الحريري والرئيس الأسد واللقاءات الأربعة هي دليل على ذلك·

لا تهمني أن تصبح العلاقة جيدة مرحلياً، بل يهمني أن تصبح العلاقة ممتازة ومميزة بشكل مستمر وان نؤمن الاستمرارية لهذه العلاقة·

ولكي تستمر هذه العلاقة ولا <تُخض> عند اول هزة في المنطقة وعند أوّل تغيير سياسي في لبنان، يجب أن تُبنى على كامل الثقة المتبادلة، وليس بين الزعماء بل بين الشعبين اللبناني والسوري· وهذا يتطلب جهداً اضافياً من قبل الجهتين، من القيادة السورية أن تبعث برسائل الى الداخل اللبناني بأنها تحترم هذه الدولة وسيادتها واستقلالها

· هل هناك تغيير حكومي؟·

- من وجهة نظري، لا إمكانية لتغيير حكومي، فأي إسقاط للحكومة الآن ممكن أن يترك البلد في شلل لسنوات

· اعتقد أن الضغط على حكومة سعد الحريري ليس لاسقاطها ولكن للحصول على المزيد من المكاسب الداخلية·

الحملة على السنيورة

لماذا الحملة مستمرة على الرئيس السنيورة؟·

- لأنه ربما البعض اعتقد أن الرئيس فؤاد السنيورة خرج من الحياة السياسية ويكتشفون بأنه موجود بقوة بالحياة السياسية اللبنانية، فالرئيس السنيورة يمثل جزءاً كبيراً جداً من قناعات وضمير الشعب اللبناني·

بعضهم يحاول أن يعتبر مرحلة الرئيس السنيورة هي مرحلة <ساقطة> حتى بالمعنى الأخلاقي بينما الشعب اللبناني بقسم كبير منه مؤيد لمرحلة الصمود التي كوّنها الرئيس السنيورة بمساعدة فريقه·

وإذا كانوا يعتبرون أن حملة سياسية من هذا النوع ستؤدي إلى نتيجة سلبية فهم مخطئون جداً·

 

تشّدد اليونيفيل في الجنوب يعود إلى مجريات القرار 1701

واشنطن تدعم عمل المحكمة الدولية وإستبعاد أي تصعيد عسكري في الجنوب

24 تموز 2010 /جنى عساف ـ واشنطن

في خضم كثرة التوقعات لما بعد صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري تقف الولايات المتحدة في منتصف الطريق بين تأييدها لعمل هذه المحكمة من دون أن توحي مطلقاً أنها تتدخل في شؤونها أو أنها تؤثر فيها لا من قريب ولا من بعيد، وفي الضفة المقابلة تكرّر الإدارة الأميركية الحالية كما الإدارة السابقة تمسكها بتطبيق كل القرارات الدولية ذات الصلة بالوضع اللبناني وهذا التمسك بهذه القرارات يكرره أكثر من مسؤول أميركي في غير مناسبة.

هذان الخطان المتوازيان هما اللذان يتحكمان بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه لبنان، كما تقول مصادر دبلوماسية هنا في واشنطن، حيث تعتبر أن الولايات المتحدة تابعت بقلق شديد ما جرى في الأيام الماضية على الساحة الجنوبية لجهة التعاطي مع قوات الطوارئ الدولية، وهنا تعتبر المصادر ذاتها أن الوضعية الدقيقة التي تتحكم بعمل القوات الدولية تتحمل مسؤوليتها الدولة اللبنانية وتحديداً الحكومة التي كانت موجودة خلال حرب صيف العام ألفين وستة، ولا تخفي هذه المصادر خيبة أمل عدد من الدول الكبرى ولا سيّما الولايات المتحدة وفرنسا من تغيير الموقف اللبناني لجهة رفض إدراج أن يكون تنفيذ القرار الدولي المذكور تحت صلاحية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي الإستعاضة عن ذلك بما قدمته الحكومة من بنود عرفت تحت إسم النقاط السبع.

وفي هذا السياق تكشف مصادر رفيعة مطلعة في واشنطن كيف أن باريس وواشنطن إستقبلتا بعدم إرتياح كلي مشروع النقاط السبع الذي وضعته حكومة فؤاد السنيورة وتوضح هذه المصادر أن هاتين العاصمتين عملتا بالفعل لإبقاء صلاحية القرار 1701 تحت مظلة الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية، إلا أن الوزير طارق متري وهو كان وزيراً للخارجية بالوكالة وأرسلته الحكومة إلى نيويورك لمتابعة الإجتماعات في مجلس الأمن الدولي قبل صدور القرار المذكور أبلغ المعنيين في المنظمة الدولية بموقف الحكومة وهو أمر إعتبرته بعض الدول بأنه كان مفاجئاُ لأنه بدلاً من أن يقبل لبنان هذه المساعدة الدولية الكبيرة كما قبلت به معظم الدول ولا سيما في أوروبا الشرقية التي عانت حروباً وإجتياحات قامت الحكومة بالإكتفاء بطرح النقاط السبع مما شكل خيبة أمل كبرى لدى فرنسا والولايات المتحدة اللتين رآتا حينها أن الحكومة وقعت تحت ضغط مطالب حزب الله وبرّرت رفضها إدراج لبنان تحت صلاحية الفصل السابع بما يمكن أن يؤدي ذلك من آثار وإنعكاسات على الوضع الداخلي، بينما كانت تنظر الدول الكبرى في هذا الأمر على أنه المدخل الأساس لمساعدة الدولة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وضبط أوضاع حدودها.

وإزاء خيبة الأمل هذه سمعت المصادر المتابعة يومها كلام المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة السفير جون بولتون الذي أبلغ عدداً من أعضاء اللوبي اللبناني الذين كانوا في نيويورك بأن الحكومة اللبنانية ومعها قوى الرابع عشر من آذار تنهي نفسها بنفسها جرّاء رفضها الفصل السابع والقبول بالنقاط السبع، وهي بالتالي تدلل صراحة أنها غير قادرة على تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن أرضها وشبعها في المرحلة المقبلة. ووفق هذه المعلومات فإن بولتون توقع منذ ذلك الحين أن يؤدي القبول بالقرار 1701 كما أرادته الحكومة اللبنانية آنذاك إلى إضعاف قوى الأكثرية وأنه يظهر عدم فهمها للمشكلة في الأساس. وبالتالي تعتبر المصادر أن المسؤولية تقع هنا على حكومة فؤاد السنيورة لأنها قبلت بأن يساهم حزب الله في وضع مشروع النقاط السبع، وأن ما دفع الحزب للقبول بهذه النقاط هو إدراكه بخطورة الوضع بعدما لمس حقيقة توجه الدول الكبرى نحو إدراج القرار 1701 تحت صلاحية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولذلك جاء هذا القرار لمصلحة قوى المعارضة أكثر من قوى الرابع عشر من آذار خصوصاً مع القبول بالعدد المخفض من القوات الدولية.

وهنا تعيد المصادر الدبلوماسية التأكيد أن التشدد الفرنسي قبل أيام والتمسك بحرية الحركة للقوات الدولية في نطاق منطقة عملها إنما يعود إلى خيبة الأمل الأصلية في العام ألفين وستة من أداء الحكومة اللبنانية وتعاملها مع القبول بمجيء القوات الدولية وفق هذا العدد الضئيل، بدلاً من أن يكون عددهم اليوم بحدود الثلاثين ألفاً لو تمّ إبقاء القرار 1701 تحت صلاحية الفصل السابع.

وفي هذا الإطار أيضاً تكشف المصادر المتابعة أن أحد أبرز أعضاء اللوبي اللبناني إتصل يومها بأحد قياديي قوى الرابع عشر من آذار ليبلغه بخيبة الأمل الفرنسية والأميركية إلا أن هذا القيادي أبلغه بأن الحكومة لا ترى فرقاً بين البنود أو النقاط السبع وبين الفصل السابع وهنا إنتهى الحديث عند هذه النقطة الخلافية.

وبرأي المصادر الدبلوماسية أن القوات الدولية لا تستطيع التحرّك من دون صلاحية تعود لها وفق الفصل السابع لأن الدوائر الدبلوماسية في الأمم المتحدة ترى أن القرارات العادية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي فيما يخص الأوضاع في الجنوب اللبناني سمحت لقوى الأمر الواقع في الجنوب بإستغلال القوات الدولية لصالح خلق الستاتيكو الموجود منذ مطلع الثمانينات وكأن هذه القوات هي شاهد زور على التطورات التي حصلت والتي قد تحصل من دون أن يكون لها القدرة على التحرّك.

ولا تتوقع المصادر الدبلوماسية أي تطور نوعي في وضعية القوات الدولية في الجنوب طالما أن الدولة اللبنانية تتمسك بهذا الحجم وهذا الدور لهذه القوات، وهنا تفيد المصادر المتابعة بأن الإجتماعات الأخيرة لوفد المجلس العالمي لثورة الأرز مع عدد من البعثات الدولية في الأمم المتحدة خلصت إلى فهم موقف المنظمة الدولية والدول الكبرى من الوضع اللبناني في المرحلة المقبلة، لجهة أن الأمم المتحدة قدمت أقصى ما يمكن أن تقدمه من مساعدة على مختلف الصعد في ما يتعلق بترتيب الأوضاع في الجنوب، وحول زيادة التعاون مع الجيش اللبناني في شتى المجالات، وأن أي تعديل في مهمة القوات الدولية أو أي زيادة على نوعية عملها ومنها على سبيل المثال ضبط الأوضاع على كل الحدود اللبنانية ولا سيّما البرية منها، إنما مرتبط بموقف الدولة اللبنانية التي يتوجب عليها أن تطلب من الأمم المتحدة توسيع نطاق عمل القوات الدولية، وفيما عدا ذلك فإن الأمم المتحدة لن تقدم على أي خطوة في هذا السياق لوحدها من دون أن تتحرك الحكومة اللبنانية.

في أي حال وفي حين تستبعد المصادر الدبلوماسية أي تصعيد عسكري في المرحلة المقبلة في الجنوب، ترى أن إسرائيل تكتفي اليوم بما حققته من نتائج واقعية بحدها الأدنى من خلال القرار 1701 لجهة تراجع عناصر حزب الله إلى ما وراء جنوب نهر الليطاني، وبالتالي تسليم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولية الأمن في المنطقة وصولاً إلى الحدود الدولية وأيضاَ مشاركة القوات الدولية في مساعدة السلطات اللبنانية على ضبط الأوضاع في منطقة الجنوب.

==================================================================================================

السيد نصرالله :لن نسمح بتشويه مقاومة هي أغلى ما عندنا وسنحافظ عليها ونواصل الطريق
 المنار/ 25/07/2010 أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أعداء الأمة يريدون أن يستغلوا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري لتشويه صورة المقاومة. لافتا الى ان "الجميع في لبنان يريد معرفة حقيقة من قتل الرئيس الحريري"، مضيفا ان "قضية اغتيال الحريري لم تبقى قضية عائلة الرئيس الحريري وانما هي قضية وطن وشعب بأكمله لذلك نحن نطالب بإجراء العدالة"، داعيا "كل اللبنانيين للتعاون على هذا الامر لان الجميع قد تضرروا من هذ الاغتيال".
  
ورأى السيد نصر الله ان "منشأ الجدل كان الجهة التي أنشأت هذه المحكمة من امريكا وبريطانيا والمحققون فيها يكون على صلة بالموساد الاسرائيلي وعمل لجنة التحقيق الدولية قبل ان نصل لمرحلة الادعاء"، سائلا "هل استبعاد كل الفرضيات الممكنة امر مقبول او حتى حصر الامر بفرضية واحدة فقط حتى يومنا هذا"، مضيفا "هل المسار الذي اخذته المحكمة الدولية هو مسار يوصل للعدالة والحقيقية"، معتبرا ان "هذا الاسلوب بالعمل هو الاغتيال الثاني للرئيس الحريري لانه يضيع الحقيقية"، مؤكدا ان "العدالة هو معاقبة من قتل الرئيس الحريري وليس معاقبة من لم يقتله".
  
واضاف السيد نصر الله "هل سلوك المحكمة والمدعي العام الدولي يوصل الى الحقيقية"، داعيا "للتحقيق مع شهود الزور ومن يقف ورائهم"، متسائلا "اليس العدالة ان نحقق مع شهود الزور لمعرفة من ضلل التحقيق الذي بني عليه كل ما بني"، داعيا "لمعاقبة من صنع شهود الزور او بالحد الادنى طردهم من صفوف بعض الجهات السياسية".
  
وفيما قال السيد نصر الله إن "البعض سيتكلم في الغد ان السيد يوتر البلد"، سائلا "هل من يقول الحقيقة يوتر البلد"، مضيفا "نحن لا نطلب اجوبة على هذه الاسئلة لاني اعرف الاجوبة وانما فقط لكي تتسائل الناس ولكي القي الحجة على الآخرين".
  
ورفض السيد نصر الله ان "يطلب احد منه ان يجلس معه لاتهام عناصر من حزب الله ومن ثم يبحث معه عن مخرج او عن تسوية لهذا الموضوع"، مؤيدا "طرح موضوع المحكمة لبحثها في مجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار او تشكيل لجنة لبنانية للجلوس او التحقيق مع شهود الزور"، لافتا الى "تقاطع المعلومات التي تتداول في البلد مع معلومات لدى الحزب ان القرار الظني الذي سيصدر لاتهام عناصر من الحزب بهدف تشويه صورة حزب الله والمقاومة".
  
من جهة ثانية شدد السيد نصر الله على ان "شهداء المقاومة وعائلاتهم كانوا على مدى 30 عاما من اهم عناوين هذا الوطن والامة"، لافتا الى ان "هؤلاء الشهداء هم الذي صنعوا تاريخ هذا الوطن وتاريخ ومجد هذه الامة"، واضاف ان "هؤلاء الشهداء كانوا اغلى ما عندنا فنحن كحركة مقاومة قدمنا اغلى ما عندنا"، مؤكدا ان "المقاومة التي قدمنا أغلى ما عندنا لاجلها هي اغلى ما عندنا ولن نسمح لاي كان في هذا العالم ان يمس شيئا من كرامتها".
  
واشار السيد نصر الله الى ان "المقاومة اسقطت كل المشاريع التي حيكت للبنان والمنطقة منذ 1982 الى يومنا هذا مرورا بالانتصار في العام 2000 وهزيمة العدو في 2006 الذي اسقط مشروع الشرق الاوسط الجديد وما سخر له من امكانات على صعيد المنطقة والعالم وتقاطعت فيه قوى دولية واقليمية ومحلية "، وتابع ان "هذه المقاومة هي التي اسقطت هذه المشاريع بدماء الشهداء الذكية وآلالام الجرحى وتضحيات المجاهدين والشعب الصامد".
  
واكد السيد نصر الله ان "مجاهدي المقاومة الاسلامية وشهدائها الذي قضوا في حرب تموز 2006 اثبتوا ان العدو الاسرائيلي اوهن من "بيت العنكبوت"، واشار السيد نصر الله الى ان "العدو كان يسعى خلال عدوان تموز ان يحتل منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان والوصول الى مكان اقامة احتفال النصر في 25 ايار من العام 2000 ليقول للمستوطنين الصهاينة ان الكيان الصهيوني من فولاذ".
  
وقال السيد نصر الله إن "من خلال صمودها وانتصاراتها حجزت المقاومة لنفسها مكانا متقدما لنفسها في لبنان والعالم مكانة سياسية ومعنوية كبيرة"، مشيرا الى انه "إذا كان للبنان مكانة في العالم واذا كان احد يزور لبنان والمسؤولين اللبنانيين يزورون العالم فإنه بفضل ارادة المقاومة الموجودة في لبنان"، لافتا الى ان "مشكلتهم مع حزب الله انه يرفض اي يأتي احد ويفرض عليه ارادته بما يحقق مصالح العدو".
  
واكد السيد نصر الله ان "العدو والعالم جاء الى لبنان ليسحقوا صورة المقاومة فسحقت جبروتهم"، وتوقع ان "الحرب على المقاومة ستستمر"، مشيرا الى "الأمريكيين يسلمون ان مشروعهم في لبنان فشل وقد لجأوا الى تشويه صورة المقاومة وصورة الحزب"، مؤكدا ان "نتيجة ذلك كان الفشل لان مشروع المقاومة في تصاعد في المنطقة ورموز المقاومة تزداد شعبيتهم بين الناس مما يعني ان مشروع المقاومة يتقدم".
  
كلام السيد نصر الله جاء خلال احتفال اقيم اليوم الاحد تكريما لأبناء الشهداء الذين وصلوا الى سن الاعتماد على النفس. وقد اطلق على الحفل اسم "الشهيد احمد جربير" الذي قضى شهيدا في مثل هذا اليوم(25 تموز 2006) خلال العدوان الصهيوني على لبنان في مواجهات عيناتا البطولية في جنوب لبنان.
  
وهنا نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل التكريم المركزي الأول لأبناء الشهداء الذين وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس والذي أقيم يوم الأحد 25/7/2010 في قاعة شاهد:
  
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين, السادة والسيدات الأخوات والأخوة.. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله بركاته.
 
أود أن أبدأ في هذه المناسبة الجليلة من حديث شريف قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في وصيته وهو على فراش الموت موت الشهادة, رواية يرويها عن رسول الله (ص) ويقول: فقد سمعت رسول الله (ص) وهو يقول:"من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله له لذلك الجنة, كما أوجب لآكل مال اليتيم النار".
 
اليوم نحن نلتقي في مناسبة جليلة وغالية, عندما نجتمع في حفل التكريم الأول وهذا يعني أن هذا اللقاء هو لقاء تأسيسي إن شاء الله ويبنى عليه للسنوات المقبلة حفل التكريم المركزي الأول لأبناء الشهداء الذين وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
 
يعني مرحلة "حتى يستغني" التي وردت في الحديث الشريف,انتخاب هذا الموعد وهذا التوقيت من قبل إدارة مؤسسة الشهداء هو انتخاب موفق له رمزية كبيرة ودلالات مهمة جداً على المستوى الفكري والثقافي والتعبوي والنفسي والروحي والكثير من التعبيرات الأخرى, لأن هذا اليوم، يوم 25 تموز، هو يوم استشهاد شاب تربّى في عائلة فقدت الأب والمعيل في طريق المقاومة, عاش هذا الشاب في رعاية والدته وأهله وعائلته وفي مساندة مؤسسة الشهيد ومعها كل من يساند هذه المؤسسة وعندما بلغ مرحلة الاستقلال والاستغناء وبذل الجهد هو الذي اختار طريقه، لم يلزمه أحد بأن يكون مجاهداً في المقاومة ـ وهذه ميزة مجاهدي المقاومة, دائماً كنا نقول (ما في تجنيد إجباري), ميّزة مجاهدي المقاومة أنهم اختاروا طريقها، طريق الجهاد والشهادة والنصر بملء إرادتهم ووعيهم وإدراكهم في مقتبل العمر ـ إلى أن قضى شهيداً في مواجهات عيناتا البطولية، ونحن نعرف أن مواجهات عيناتا في حرب تموز كانت جزءاً لا يتجزأ من المعركة الكبرى التي خاضتها عدة كتائب إسرائيلية من أجل احتلال مدينة بنت جبيل والوصول إلى ملعب احتفال النصر في 25 أيار 2000 ليأتي أولمرت أو قائد الأركان أو قائد المنطقة الشمالية ويخطب هناك ويعلن أن إسرائيل هي بيت الفولاذ, ولكن الشهيد أحمد جغبير وكل أخوانه من الشهداء والمقاومين في 2006 جددوا مقولة وأكدوا مقولة أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.
 
الشهيد أحمد الذي تم اختيار يوم استشهاده بأن يكون يوماً سنوياً لمثل هذا التكريم هو ابن الشهيد حسن جغبير, في لبنان ينسون سريعاً, وأحيانا يُجحفون بحق الشهداء, الشهيد حسن من قادة المقاومة وأنا أعرفه شخصياً، (هو) من ليوثها وأسودها، وكان قائد عملية الريحان التي كانت تستهدف ـ على ما أ ظن عام 93 ـ أسر جنود إسرائيليين من أجل إطلاق سراح المعتقلين في معتقل الخيام والمعتقلات الإسرائيلية. قضى الشهيد حسن المقاتل المقاوم القائد الليث البطل شهيداً وتربّت عائلته وأبناؤه على هذا الطريق، فكان أحمد الشهيد الابن الشهيد للأب الشهيد, كما استعرضتم قبل قليل ولست بحاجة ـ وإن كان يشرفني كثيراً أن أكرر وأن أردد أسماء الآباء الشهداء من مجاهدينا وأسماء أبنائهم الشهداء، لكن تم استعراض الأسماء والصور وقام أخواني الأعزاء ببعض الواجب من واجب التذكير والتكريم لعائلات هؤلاء الشهداء .
 
اليوم نحن نلتقي هنا ويحتضن حفلنا ما يقارب 220 شاباً وشابة من أبناء وبنات شهدائنا وفي هذا تتويج مرحلة الرعاية والعناية والكفالة, هذه المرحلة تآزرت عليها وتعاونت جهود وبالتالي هي متعددة الفضل والأوجه. لو أردت أن أرتب لأقول: بداية الفضل يعود لزوجات الشهداء، يعني أمهات أيتام الشهداء وكثير من هذه الزوجات كنّ في ريعان الشباب، في زهرة الشباب عندما استشهد أزواجهن وكثير منهن أصررنَ على أن يتحملنَ هذه المسؤولية الكبيرة في غياب المعيل وهي تربية هؤلاء الأيتام وإعالة هؤلاء الأيتام. وأم الأيتام، يعني زوجة الشهيد هي من مصاديق الحديث الشريف الذي تحدثت عنه وذكرته قبل قليل, وأنا أعرف الكثير من الزوجات المباركات الكريمات وكم تحملنَ وضحّينَ من أجل أن يحفظن هؤلاء الأيتام من شباب وشابات، من أطفال وبنين وبنات، وبالتالي ليتم تقديمهم لهذه الأمة ولهذا الشعب وللمسؤوليات الجديدة. العائلة والجد والجدة ومحيط العائلة أيضاً هم يأتون أيضاً في نفس الدرجة ولا أريد أن أضع (ترتيباً) أول وثاني وثالث وهذا صعب ولأنه أيضا الموضوع يتفاوت، فهناك أجداد تحملوا مسؤوليات في بعض الحالات وقد تكون أكبر, وليس هناك شك أنه لما يستشهد الزوج هناك مسؤولية خاصة ومسؤولية مشتركة، وأستطيع أن أقول بحسب متابعتنا الاجتماعية أنها مسؤولية معقدة، لكن إخلاص الأجداد والزوجات استطاع أن يربي هذه الأجيال.
 
المؤسسة، مؤسسة الشهيد ومن بداية تأسيسها (لعبت دوراً)، ويجب أن نذكر الفضل هنا للمؤسس الأول لفرعها في لبنان، لسماحة السيد عيسى طباطبائي حفظه الله، والذي دائما أنا اعبر عنه بأنه والد عطوف وودود وحنون وخدوم ويعمل بعيداً عن الأضواء، نذكره في هذه المناسبة وكل المدراء والمسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة هذه المؤسسة وكل الأخوة والأخوات الذين عملوا في إداراتها ولجانها وتشكيلاتها خلال هذه السنوات الطويلة أيضا هم شركاء في هذا العنوان ولهم الشكر، و(أيضاً) الكفلاء الذين قدموا الدعم والمساندة.
 
في مقدمة الداعمين والمساندين كان الوالد الأكبر الإمام الخميني قدس سره الشريف , مؤسس مؤسسة الشهيد واستمرت هذه الرعاية مع سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله) والى جانب هذا الدعم المتواصل من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران الذي نفخر به ونعتز به وهو دعم معلن لرعاية إنسانية واجتماعية وجهادية وليس لتشويه صورة أحد, إلى جانب هذه المساندة الكريمة كان هناك أعداد كبيرة من الكفلاء، هذا طبعا مصطلح متبّع وهو مصطلح ديني، وطوال التاريخ كان هناك في سيرة الأنبياء سلام الله عليهم كفلاء الأيتام: زكريا عليه السلام كان كفيلا لليتيمة مريم عليها السلام والله عز وجل هو الذي كفّلها زكريا, وعبد المطلب رضوان الله عليه كان كفيلا لمحمد (ص) وبعده أبو طالب رضوان الله عليه, هذا أمر موجود في الثقافة الدينية والإنسانية منذ قديم الزمان, الكفلاء أنا أشهد هنا إنهم كانوا على درجة عالية من الحب والإخلاص والكرم والعطاء.. ويعود لهم الفضل الكبير في مساندة برامج مؤسسة الشهيد وخصوصا فيما يتعلق بأيتام الشهداء خلال كل السنوات الماضية.
 
دائماً كانت السياسة والتوجه العام أننا نريد أن يظل أيتام الشهداء في البيوت وفي عائلاتهم وأن لا يذهبوا إلى مدارس داخلية، وطبعا هذا لا ينتقص من المدارس الداخلية شيئاً وهي خيار لا بد منه نتيجة الظروف المعيشية والاجتماعية ويجب أن يقدم لها كل الدعم وكل المساندة، لكن من الناحية النفسية والتربوية والعاطفية ودائما وأبداً ـ وهذا ما تؤكد عليه الشرائع السماوية وخصوصا الإسلام والعلم الحديث في هذا الاختصاص ـ أن يعيش الابن والبنت في كنف أمه وفي جوار أخوانه وأخواته وفي رعاية الجد والجدة والعائلة والأرحام. دائما كان هذا هو الهاجس وكل الذين ذكرتهم قبل قليل تساعدوا وتعاونوا لتنجح هذه السياسة، بمسؤولية زوجات الشهداء، يعني أمهات الأيتام، والأجداد والجدات والمؤسسة والكفلاء تمكنّا من تطبيق هذه السياسة بنسبة كبيرة جداً جداً، ولذلك عندما نقدم اليوم جيلاً من أيتام الشهداء نقدم جيلاً من الشباب والشابات الذين يمتلكون كامل المواصفات الطبيعية بل المتقدمة، وهذا يمكن معرفته (...) فهؤلاء الأيتام أبناء الشهداء وبنات الشهداء الذين بلغوا هذه المرحلة أين هم الآن، وماذا يفعلون، وماذا يقدمون لمجتمعهم ولشعبهم ولأهلهم ولبلدهم، وحصلنا على هذه النتيجة الممتازة، أصبح لدينا جيل من أبناء الشهداء وبنات الشهداء يكبرون ويدرسون وينجحون ويتخرجون ويعملون ويواصلون حياتهم الطبيعية ويكملون المسير.
  (...) أضيف إلى الحديث الذي قرأته في البداية حديثين آخرين مرويين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم للتأكيد أنّ الرعاية والكفالة والعناية التربوية والكفالة المالية هي جزء من مشاركة الجهاد وجزء من العمل المقاوم وهي من الأعمال التي لها مكانتها العظيمة عند الله سبحانه وتعالى ولها عاقبتها الجليلة يوم القيامة.
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "من عالَ ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله (كمقام العابد المجاهد) وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أنّ هاتين أختان (وأشار بيده إلى السبابة والوسطى)". تصوروا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول لنا جميعاً من أراد أن يكون في مقام العابدين المجاهدين، من أراد أن يكون أخي في الجنة وفي جواري في الجنة فعليه إعالة ثلاثة من الأيتام ولم يكثّر علينا وقال عشرة أو عشرين أو ألف، هذه بشرى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكل الكفلاء.
  
وحديث آخر فيه بركات أخرويّة، ويدلنا رسول الله على طريق البركات الدنيوية الشخصية، جاء رجل إلى رسول الله يشكو قسوة قلبه (...)، فقال رسول الله فيما يروى عنه: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يَلِنْ قلبك وتدرك حاجتك"، هذا طريق تربوي وفي هذا العالم العلوم العصرية المتخصصة لا زالت تحب حبواً ولا زالت في البدايات، وهذا الكلام منذ 1400 سنة ... يكفي للكفلاء والرعاة هذه البشرى من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
  
كلمة أخرى للأبناء والبنات، في سياسة المؤسسة في مرحلة سابقة كانت الكفالة تأتي من شخص إلى شخص محدد، أنّ فلاناً يكفل اليتيم الفلاني من ذكر أو أنثى، وكان الأخوة في المؤسسة يقيمون علاقة معينة بين الكافل وبين اليتيم من لقاءات وزيارات وتبادل رسائل وما شاكل، وطبعاً كان هذا يعبّر عن رغبة عدد كبير من الكفلاء، ونحن دائما نعمل مراجعة ـ ومش بس ندعو الناس ليعملوا مراجعات ـ بكل شيء في السياسة والعمل الاجتماعي والعمل الثقافي وفي المقاومة وفي التنظيم... هذا الموضوع عملنا مراجعة له قبل سنوات وخرجنا بمحصّلة، فهذا الموضوع ليس فقط المؤسسة تحمل مسؤوليته وأنا واحد من الأشخاص الذين كانوا في هذه المراجعة وأصروا على هذا التعديل الذي يقول: لنجعل كفالة اليتيم بدون اسم، فلا داعي لِمَنْ يريد كفالة يتيم أنّ يقول أنا أكفل فلاناً، لأنّه أحياناً نتيجة المعرفة والشهرة وفي الموضوع الإعلامي لا يكون هناك أحيانا إنصاف أو قدرة إنصاف فهناك قصور أو تقصير، فقد تنصبّ الكفالات على أيتام دون أيتام آخرين وهذا فيه إجحاف.
  
وثانياً، وجدنا من الناحية التربوية والمعنوية والأخلاقية والنفسية أن لا يشعر أي يتيم في مقابل كفيله كأنّه يمنّ عليه، مَنْ يكفل يتيماً يصنع لدنياه ولآخرته، عندما نرعى هؤلاء الشهداء من أيتام الشهداء وأيتام غير الشهداء إنما نقوم ببعض الواجب الملقى على عواتقنا. فوجدنا أنّ الأليق والأسلم والأحفظ هو أن يتحول البرنامج إلى أنّ يتكفل الكفلاء يتيماً أو يتيمين أو ثلاثة أيتام ويترك للمؤسسة أن تقوم بعملية التوزيع والتصنيف لنضمن العدالة ونحفظ كامل الآثار المعنوية والنفسية والتربوية التي نريد مراعاتها. لذلك أنا آمل من السادة الكفلاء والأخوات الكفيلات جميعاً أن يتفهموا إن شاء الله هذه السياسة وهذا أحسن لهم لأنّ فيه نوعا من صدقة السر، هذا أقرب إلى الله وإلى الآخرة منه إلى الحسابات الدنيوية والاعتبارات الدنيوية.
  
للأبناء والبنات أقول لهم كلمة مختصرة (...)، ميّزتكم أنتم أنكم أبناء شهداء وبنات شهداء وهذه ميزة مهمة، وهذا يرتب عليكم مسؤولية أكبر، دائما عندما يعطي الله ميزات يرتب مسؤوليات وعندما يزداد الإنسان علماً تزداد مسؤوليته وعندما يزداد غنىً تزداد مسؤوليته وعندما يزداد سلطة تزداد مسؤوليته وعندما تكبر مكانته بين الناس تزداد مسؤوليته وهكذا، كل شيء له ميّزة إضافية من الله مقابله مسؤولية وهذه الدنيا مركبة هكذا: "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، وبالتالي هناك مسؤولية أكبر عليكم لأنّكم تنتسبون لهذه الشريحة والفئة الطاهرة النقية المضحية المعطاءة التي هي في أعلى الدرجات عند الله سبحانه وتعالى، درجات الشهداء، وبالتالي أنتم معنيون أن تحافظوا على شرف الانتساب، والحفاظ على شرف الانتساب ليس فقط أن لا نرتكب ما يسيء إلى هذا الشرف بل أن نفعل ما يؤكد وما يعزز هذا الشرف وهذا الانتساب.
  
أهداف آبائكم الشهداء وقضية ورسالة آبائكم الشهداء هي مسؤولية في أعناقكم، الطريق الذي سلكه آباؤكم الشهداء والحفاظ على هذا الطريق هي مسؤوليتكم وهي مسؤولية عامّة، سيدنا ومولانا وأستاذنا سيد شهدائنا السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه ترك لنا الوصية الواضحة، وصيّته كانت حفظ المقاومة وهذه وصية كل الشهداء كما هي وصية سيد شهداء المقاومة، وجميعاً نحن معنيون بأن نحفظ هذه الوصية، وبالتالي أغلى وصايا شهدائنا هي هذه المقاومة . تعلموا واعملوا وانطلقوا إلى الحياة بروح المحبة والانفتاح والمسؤولية والعمل وكونوا الجيل الذي يحقق آمال وأهداف آبائكم الشهداء.
  
أن يكون الإنسان يتيماً، أن يولد يتيماً أو أن يصبح يتيماً لا يمكن (لهذا الأمر) أن يشكل عائقا أمام تقدمه وتطوره بل رقيّه في الكثير من الدرجات العالية، ولنا في التاريخ أمثلة : محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وُلِدَ يتيم الأب وبعد مدة وجيزة من الزمن أصبح يتيم الأم، يعني فتى يتيم الأبوين ولكن هذا اليتيم الذي آواه الله وكفله جده أصبح وبات أعظم مخلوق وسيد الأنبياء والرسل والكائنات.
 
ونأخذ مثلاً نسائياً: السيدة مريم يتيمة، وعاشت في كنف أمها وكفلها زكريا وترقّت وأصبحت سيدة نساء العالمين والله تعالى اختارها واصطفاها، واختارها لمقام ولمسؤولية جليلة وعظيمة جداً فليست أي امرأة أو أي سيدة تستطيع في المقام الذي يلقى عليها كلمة الله لتكون والدة للسيد المسيح عليه السلام، وفي فهمنا الديني الإسلامي ـ وكما تثبت العلوم المعاصرة ـ المرأة أو الأم ليست مجرد وعاء، الأم هي المصنع الحقيقي الذي يصنع الله سبحانه وتعالى فيه جسداً وروحاً وجينات وأخلاق وكل شيء. في الواقع المعاصر الإمام الخميني ومن عجيب التقديرات أن يولد يتيماً أيضاً بعد أن يقتل أبوه ويمضي شهيداً ثمّ تتوفى والدته بعد سنوات قليلة فيرعاه أخوه الأكبر، ومن هذا اليتيم يخرج أعظم شخصية وصانع أعظم ثورة في القرن العشرين.
  
إذاً اليتم ليس عائقاً وليس مشكلة أمام إرادة الإنسان وعزم الإنسان وإيمان الإنسان. أقول للشبان والشابات ولعائلات الشهداء ولآباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء: هؤلاء الشهداء وخلال ثلاثين عاما هم من أهم رموز وعناوين هذا الوطن ومن أهم رموز وعناوين هذه الأمّة، هم صنّاع نصرها وصنّاع تاريخها وهم الذين حفظوا وجودها وحفظوا كرامتها.
 
من خلال هذا الحفل أريد أن أقول لكم ولكل من يسمع: هؤلاء الشهداء كانوا أغلى ما عندنا. يعني نحن حركة مقاومة قدّمت أغلى ما عندها من آباء ومن أبناء ومن أحبة ومن أعزّة ومن أخوة ومن نساء ومن أطفال. كل واحد منّا من عوائل الشهداء ومَن على صلّة عاطفية بعوائل الشهداء وعلى صلة جهادية بعوائل الشهداء، عندما ينظر إلى نفسه يقول نحن في هذه المسيرة قدمنا أغلى ما عندنا. وهنا يمكن كلنا أن نتفاوت نتيجة طبيعة العلاقة، مثلا أنا في هذه المسيرة فقدت أغلى ما عندي في طريق الشهادة والجهاد في سبيل الله أستاذي السيد عباس الموسوي، إخوة كُثُر، رفاق كُثُر وأغلى هؤلاء الأخوة الحاج عماد مغنية. كلنا يشعر بهذا المعنى ويدركه ويحسه.
  
وبالتالي المقاومة بالنسبة إلينا هي ليست فقط مشروعاً فكرياً أو ثقافياً أو جهادياً أو سياسياً، هذه المقاومة، هذا الإنجاز مجبول بدمائنا، بعرقنا، بدموع عيوننا، بآهاتنا، بسهرنا، بتعبنا، بتضحياتنا. ومن هنا أقول لكل العالم: إنّ المقاومة التي قدّمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا، هذه المقاومة هي أغلى ما عندنا ولن نسمح لا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامتها.
  
هؤلاء الشهداء في يوم تكريم أبنائهم يوجهون نداء إلى الشعب اللبناني وإلى الشعوب العربية والإسلامية لا ليتفضلوا على الناس بل ليذكروهم بنعمة الله وليقولوا لهم اذكروا ماذا قدمت دماؤنا لهذا الوطن ولهذه الأرض ولهذا الشعب ولهذه الأمة، ثم تصرفوا وتحملوا مسؤولياتكم، هذه رسالة الشهداء اليوم.
 
هؤلاء الشهداء هم جوهر المقاومة وروحها الصافية وإرادتها الصلبة وعطاؤها الذي لا ينضب وقلبها الذي لا يتعب وأملها المتوّج ونصرها الساطع، وبدمائهم أُسقطت كل المشاريع الكبرى خلال ثلاثين عاماً كانت تهدد لبنان وفلسطين والمنطقة بأكملها منذ عام 82 ولا أود التكرار، لطالما تحدثنا في المناسبات المختلفة، كلكم تعرفون ما كان المشروع عام 82 على مستوى لبنان والمنطقة وأسقطته المقاومة. وعام 2000 المقاومة أجهزت على أهم مشروع في المنطقة وهو مشروع إسرائيل الكبرى ودقت المسمار الأخير في نعش مشروع إسرائيل الكبرى عندما فرضت عليه ان يخرج من أرضنا اللبنانية بلا قيد وبلا شرط.
 
وفي 2006 مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير، المشروع الأمريكي الذي أنفقت من أجله مليارات الدولارات وسخّرت من أجله أعظم ماكينات سياسية وإعلامية في التاريخ البشري، لا أتحدث عن لبنان بل أتحدث عن المنطقة، وشُنّت من أجله حروب في المنطقة على افغانستان والعراق وهُددت دول في المنطقة بالحرب كإيران وسورية وتقاطع فيه قوى دولية وإقليمية ومحلية. المقاومة هي التي أسقطت هذا المشروع في 2006 بهذه الدماء الزكية، بهذه الدماء الطاهرة، هؤلاء الشباب (أعمارهم) 18 عاماً و19 عاماً و20 عاماً و25 عاماً ومعهم الجرحى والشهداء ومعهم الأسرى، معهم المجاهدون، معهم هذا الجمهور الشريف والكريم والمضحي والصابر وبالتالي استطاعت هذه المقاومة ومن خلال تضحياتها وصدقها وعطائها وجودها الذي لا حدود له أولا. ومن خلال انتصاراتها وإنجازاتها أيضا أن تحجز لنفسها مكاناً متقدماً في العالم وفي لبنان في المنطقة وفي العالم، هي مكانة معنوية، مكانة نفسية تعبّر عن مستوى الاحترام والتقدير والقبول، بالتحديد مقاومة حزب الله استطاعت أن تحجز هذه المكانة وتخترق كل الحواجز فهي المقاومة الإسلامية التي يحترمها المسيحي، وهي المقاومة التي في أغلب قاعدتها وأرضيتها شيعية التي يحترمها العالم السني، وهي اللبنانية التي يحترمها بقية العرب وهي العربية التي يحترمها كل المسلمين من غير العرب وهي المقاومة التي ينظر إليها كل مظلوم ومضطهد في شعوب العالم الثالث وعلى امتداد العالم على انها تمثل القوة والنموذج والأمل.
 
هذه المكانة لم تحصل عليها مقاومتكم بالمجان ولا بالدعاية ولا بالخطابات ولا بالإعلان ولا بالمزايدات ولا بالشعارات وانما بالدماء والتضحيات والدموع والصبر والانجازات والانتصارات الكبرى، واستطاعت أن تحجز لنفسها وللبنان مكاناً متقدما في المعادلة الإقليمية. وهذا ليس له سابقة. لبنان دائما هو المتلقي، أصحاب نظرية حروب الآخرين على أرضنا (يقولون إن) لبنان متلقي، لبنان القابل وليس الفاعل، وان قلنا القابل نكون نحترم ونستخدم مصطلحات محترمة. المقاومة هذه، ولا تعني حزب الله فقط بل تعني كل المقاومين وكل من ساندها، هذه المقاومة هي الوحيدة في تاريخ لبنان ـ وأود الإدعاء بتاريخ لبنان لأني أقرأ عن تاريخ لبنان منذ عدة أشهر ـ التي تجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية، تجعله فاعلاً وحاضراً ومؤثراً وليس قابلاً ومتلقياً ومفعولاً به.
 
هذا لم يحصل لا بنظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في مشاريع الآخرين ولا نتيجة الاستقواء بالآخرين. هناك أيها الإخوة والأخوات فارق بين الأستقواء بالآخرين وبين أن تأخذ عوناً ومدداً من الآخرين، سورية ساعدت المقاومة في لبنان، إيران ساعدت المقاومة في لبنان، كثيرون من الشرفاء ساعدوا المقاومة في لبنان ولكن المقاومة في لبنان هي التي قاتلت، أنتم الذين قاتلتم وأنتم الذين صبرتم وأنتم الذين صنعتم الإنجاز. ولذلك المقاومة أعطت للبنان هذا الموقع.
 
للأسف الشديد إن أعداء لبنان يدركون قيمة ما لدى لبنان أكثر من بعض اللبنانيين ولذلك هم يتآمرون ويخططون لينتزعوا هذا الشيء الذي يملكه لبنان، هذا الشيء الذي يجعله عصيّاً على كل الزلازل والأعاصير التي جاءت إلى المنطقة أو يمكن أن تأتي إلى المنطقة. هذا الشيء الذي يجعله حاضراً في المعادلة الإقليمية، هذا الشيء الذي يجعله محترما أمام العالم كله. ليس إذا كان هناك أحد في العالم يأتي إلى لبنان، بل إذا كان هناك أحد في العالم يستقبلكم خارج لبنان فلأن في لبنان مقاومة ولأن في لبنان شعباً مقاوماً ولأن في لبنان إرادة مقاومة. وأعود وأؤكد لا أقصد بالمقاومة حزباً محدداً وإنما كل هذا الحضور وكل هذا الجمهور وكل هذا الشعب وكل هذه الإرادة.
 
هم يعرفون جيداً قيمة هذا الشيء الذي تملكونه، قد يساومونكم على الغاز في البحر ويقبلون معكم بتسوية، وقد يساومونكم على النفط في البحر، ولكن لن يساوموكم على المقاومة، لن يساوموكم على أن تكونوا أقوياء، أصحاب إرادة، أصحاب شموخ، أصحاب رؤوس مرتفعة في مواجهة العدو وفي مواجهة من يصنف نفسه في معسكر العدو. أما أمام الأهل والأحبة، أنتم المتواضعون وأنتم المتنازلون وأنتم الحريصون وأنتم المحبون. هم يعرفون ما لديكم ولذلك يريدون أن ينتزعوه منكم. حاولوا في حرب تموز (إن شاء الله نتحدث في الاحتفال بالمناسبة.. نحن كنا ننوي أن نقيم الاحتفال في الثلاثين من تموز لأننا نقيمه عادة في الرابع عشر من آب، لكن الرابع عشر من آب يكون في شهر رمضان، ونحن لا نودّ مزاحمة الناس فبحثنا واخترنا ثلاثين تموز الذي يقع بين تموز وآب، نحفظ لتموز اسمه ونطل منه على آب، لكن نزولا عند رغبة فخامة رئيس الجمهورية باعتبار أن الجمعة يبدو أن هناك ضيوفاً كباراً قد يأتون إلى هذا البلد، ونحن بلد مضياف، وفخامة الرئيس لديه برنامج للضيوف الكبار ويريد اهتماماً إعلامياً فيه رضينا بأن نؤجل الاحتفال إلى الثالث من آب يوم الثلاثاء بدلا من الجمعة) في ذلك اليوم نتحدث أكثر، لكن في تلك الحرب كانوا يريدون سحق المقاومة وليس نزع سلاح المقاومة، ليس طرد المقاومة من جنوب الليطاني، ليس أخذ إمكانية الصواريخ من المقاومة، لا والكل يعرفون، الصغار والكبار، طبعاً هذا بلد يضحك، هناك مسألة الكل يعرفها والكل يتحدث بها في مجالسه والكل يبنون عليها سيناريوهات، وعندما تأتي وتتحدث بها يقولون لك "مين قال لك ما في شي منو، مش صحيح". الكل كان يعرف أن هدف حرب تموز كان سحق المقاومة لكنهم عجزوا عن سحق المقاومة، جاءوا في حرب تموز ليسحقوا المقاومة فسحقت جبروتهم وسحقت مشروعهم.
 
واضح أن المشروع بعدها هو تشويه صورة المقاومة. حزب الله ما هي مشكلتهم معه، ليست مشكلتهم مع حزب الله انه حزب سياسي، ونحن مقبولون كحزب سياسي ويلتقي معنا الأوروبيون والآسيويون والعرب، وهناك ناس لا يوجد لقاءات بيننا وبينهم لأننا نحن لا نريد الجلوس معهم وليس لأنهم لا يريدون، حتى الأمريكيون سعوا كثيراً ليجلسوا معنا ونحن لم نجلس معهم. والآن هناك محللون سياسيون يظهر معهم أن هناك نقاشاً في أمريكا ويودون الفتح على الحزب لا ما يعذبوا حالهم، ولقد سعوا عام 2000 ليفتحوا علينا ونحن قفلنا (باب الحوار)، قفلنا لأنه برأينا أمريكا هي إسرائيل، هي داعمة إسرائيل ومتبنية إسرائيل وحامية إسرائيل ومسلّحة إسرائيل وموظفة إسرائيل. والذي قام بالحرب في تموز هي أمريكا، وإسرائيل نفذت.
 
في كل الأحوال، نحن مقبولون كحزب سياسي ولدينا نواب في المجلس ولدينا وزراء في الحكومة ومقبولون في الحياة السياسية وموجودون في الحوار الوطني وكل ما تريدون.
 
مشكلة العالم ليست أن حزب الله حزب سياسي بل بالعكس، حتى الأمريكيون رغبتهم أن يصبح حزب الله حزباً سياسياً بالكامل. هذا موجود في أدبياتهم. وليست مشكلتهم أن حزب الله هو حركة إسلامية، لا، هناك بعض الحركات الإسلامية لديها علاقات وصداقات مع اميركا.
 
المشكلة مع حزب الله انه مقاومة، المشكلة مع حزب الله ومن هو على شاكلة حزب الله أنه يرفض أن يكون وطنه لبنان ضعيفاً، أنه يرفض أن تكون حمايته لوطنه مستعارة، أنه يرفض أن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروط مذلة.
 
هذه مشكلتهم مع حزب الله، أنه يرفض هذه التسوية الأمريكية الإسرائيلية التي تريد أن تصادر الأرض وتحرم شعباً بكامله ـ ملايين الفلسطينيين ـ من العودة إلى ديارهم وإلى بيوتهم وإلى حقولهم وأن يعيشوا بكرامة.
 
هذه المشكلة مع حزب الله، وهذه المشكلة ليست قابلة للتسوية. منذ الآن أقول لكم: هذه لا تسوّى، لذلك الحرب على هذه المقاومة بأشكالها المختلفة ستستمر. كلنا سمعنا ونحن لا نخترع شيئاً، فيلتمان (بعظمة لسانه) كان مضطراً أن يتحدث لأن هناك كونغرس يحاسب ويسأله: مئات ملايين الدولارات التي أنفقتها في لبنان أين صرفتها ما هي النتيجة التي خرجت بها. الآن الأمريكيون ألم يسلّموا بأن مشروعهم في لبنان فشل؟ فشل وهناك لذة أن يعترف الشخص بعدوه، بالإسرائيلي وبالأمريكي ، عندما يخسرون يقولون لك خسرنا ومكان الفشل يقولون لك فشلنا. طبعاً في لبنان والعالم العربي لا أحد يخسر ولا أحد يفشل ولا أحد ينهزم، كله منصور. هذه نقطة إيجابية في أعدائنا. مثلاً في حرب تموز، إسرائيل مجمعة على أنها هزمت وعلى أنها فشلت وعلى أنها خاب أملها، مجمعة بقضّها وقضيضها، سياسيوها وعسكريوها وشعبها وأحزابها وإعلامها وحكومتها وكنيستها (كنيست) وصحفها ورجال دينها وكلهم مجمعون. لكن في العالم العربي كيف نريد التسليم بأن هناك مقاومة في لبنان هزمت إسرائيل وهذا مثل ما هو محرج لإسرائيل هو محرج لبعض العرب، الإسرائيليون قبلوا تحمّل الإحراج ويقومون بمراجعة، لكن بعض العرب ليسوا جاهزين لتحمل الإحراج والقيام بمراجعة، فلجأوا إلى العنوان الجديد وهو تشويه الصورة، وفيلتمان قال نحن دفعنا 500 مليون دولار لنشوّه صورة الحزب ولكن ما هي النتيجة؟
 
الآن أنا أود الإجابة لأن هذا كلام نود البناء عليه لنقول لماذا نحن لسنا خائفين؟ لأننا لسنا خائفين لا على أنفسنا ولا على صورتنا، لكننا خائفون على البلد وعلى كل المناخات التي يريد البعض أن يوجدها في هذا البلد.
 
النتيجة كانت الفشل طبعاً، هذه ليست المرة الأولى. منذ عام 82 إن عدتم إلى التاريخ سترون ما الذي كان يكتب في أمريكا واوروبا والعالم حتى في العالم العربي نحن لسنا خلال أربع سنوات نُجلد في العالم، نحن منذ خلقنا نُجلد ومنذ عام 82 نُجلد ويساء إلى صورتنا وإلى سمعتنا وإلى كرامتنا لكن وقتها لم يكن لدينا إمكانات للدفاع عن أنفسنا، ليس لدينا تلفزيون ولا إذاعة ولا يوجد إنترنت، حتى الفضائيات العربية وقتها لم تكن موجودة، ومستوى السيطرة على وسائل الإعلام كان مركزياً وشديداً، لكن الآن الظروف اختلفت. (أمريكا) أنفقت ليس 500 مليون دولار على (مدى) 28 عاماً، أنفقت مئات ملايين الدولارات لتشويه صورة هذه المقاومة والمقاومة في فلسطين ولكن النتيجة ما هي؟
 
ولا داعي لأطيل أكثر من ذلك.. لقد قام الامريكيون باستطلاعات رأي في العالم العربي والإسلامي دائما المقاومة هي الأولى ورموز المقاومة في المنطقة هي الرموز الأولى الرؤساء المقاومون في المنطقة هم في الصفوف الأولى هذا مزاج المنطقة ومناخ شعوبنا وامتنا.
 
إذا يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم وأنفقوا من أجل هذا الإطفاء مئات ملايين الدولارات ومليارات الدولارات وما زالوا ينفقون لكن دائما كانت تأتي النتائج عكسية. اليوم يريدون أن يدخلوا من باب جديد وهذا الذي دعانا إلى إثارة هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية. يريدون أن يدخلوا من خلال المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة وإنسانية وعاطفية ومجمع عليها لبنانيا وعربيا وإسلاميا وعالميا هي قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
 
قيل الكثير وأنا لست في مقام أن أرد على أحد وإنما في مقام استكمال ما كنت أنوي أن أقوله منذ البداية لأنني منذ اليوم الأول قسّمت (أفكاري): يوم الجريح والمؤتمر الصحافي ويوم تكريم أبناء الشهداء ويوم احتفال حرب تموز وختام الجولة مؤتمر صحافي قبل بداية شهر رمضان انتظروه قبل الحادي عشر من آب. وأنا قسمت الذي أود أن أتحدث به حول هذا الملف وهذا الموضوع لأن (الحديث عنهم) كلهم دفعة واحدة لا يحملهم البلد.
 
لأنني حريص على هذا البلد وحزب الله حريص على هذا البلد سأتحدث على دفعات حتى نصل إلى هدف حماية البلد وحماية المقاومة لأنه ليس لأي أحد هدف آخر.
 
كلنا في لبنان يريد معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا موضوع غير طائفي، غير حزبي، غير مناطقي، هذا عليه إجماع وطني، وبالتالي تكراره كلنا نؤيد هذا التكرار، كلنا في لبنان نُجمع. هذه ليست مسألة عائلية، وأنا أقول: لم يطلب أحد من عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا من زوجته الفاضلة ولا من أبنائه وبناته الكرام أن يتركوا الحقيقة هذه ويتجاهلوها وأن ينسوا هذا الملف.
 
أبداً. هم لن يفعلوا ذلك ولم يطلب أحد منهم ذلك ولن يطلب منهم أحد ذلك، وقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تعد قضية عائلة لتتنازل عنها أولا تتنازل عنها. إذاً هي قضية وطن وشعب. وأنا تحدثت في المؤتمر الصحافي أن تداعيات هذا الاغتيال دفعنا كلنا في لبنان والمنطقة ثمنها بنسب متفاوتة. كلنا يريد معرفة الحقيقة أولاً وكلّنا يريد إجراء العدالة. عندما نعرف الحقيقة أقول لكم من الآن نحن نطالب بإجراء العدالة وليس بالعفو، هذه ليست مزايدة، نحن لدينا رؤية حول ما حصل وحول ما يمكن أن يحصل، على هذا يجب أن يتعاون اللبنانيون جميعاً وأن يتكاتفوا.
 
أصل الجدل الذي حصل في لبنان في موضوع المحكمة الدولية وقبلها في موضوع لجنة التحقيق الدولية منشأه من البداية: هل لجنة تحقيق دولية يؤلّفها الأميركيون والحكومة البريطانية والدولة الفلانية والفلانية ويكون ضباط التحقيق فيها ضباط يؤتى بهم من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الاسرائيلي ونأتمن لجنة التحقيق على قضية بهذا المستوى، هذا كان موضع سؤال وتساؤل من قبلنا في البداية: هل هذا يحقق الغاية أم لا يحقق الغاية؟
 
المسار الذي أخذته لجنة التحقيق منذ البداية هل هو مسار يوصل إلى الحقيقة، وبالتالي يؤدي إلى العدالة، لأن هناك مرحلتين، فالعدالة مبنية على معرفة الحقيقة، وأي شيء يبنى على غير الحقيقة هو ظلم، هو عدوان، هو اغتيال ثانٍ للرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنه يضيّع القتلة ويعاقب المظلومين، وبالتالي المرحلة المهمة والأساسية هي مرحلة معرفة الحقيقة. هل سلوك وأداء لجنة التحقيق الدولية قبل تشكيل المحكمة وتحولها إلى مدعٍ عام هو سلوك كان يؤدي إلى معرفة حقيقة؟
 
كلا، ولدي شواهد وأدلة وسأتحدث عنها، ولم تكن هذه اللجنة مؤهلة لأن تصل إلى الحقيقة. الذي يوصل إلى الحقيقة كما كنا نقول دائماً هو تحقيق نزيه تقني شفاف علمي، والتحقيق الذي يتمتع بهذه الصفات يضع الفرضيات كلها حول من يمكن أن يكون قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من يملك الدافع والمصلحة والقدرة نضع فيهم لائحة. إذاً لدينا مجموعة فرضيات أذهبوا وعملوا على أساسها، لكن لجنة التحقيق لم تعمل في أي يوم على هذا النهج، أقول هذا لكل من أحترم وأصدّق أنه يطالب بمعرفة الحقيقة. لجنة التحقيق لم تعمل بهذا الأسلوب ولا في يوم من الأيام، وإنما ذهبت من أول الطريق إلى فرضية واحدة. في التحقيق تضع فرضيات وتحقق، لكن الذي فعلوه أنهم ركبوا اتهاماً وحكماً وذهبوا يبحثون له عن أدلة. لا أحد يعمل بهذه الطريقة، وهذا الذي ما زال قائماً ومستمراً حتى الآن.
  
إذا لم يتم الوصول إلى الحقيقة لن تكون هناك عدالة، سيكون هناك ظلم، نحن نطالب بالعدالة، العدالة هي أن يعاقب قتلة الرئيس رفيق الحريري، أمّا أن يعاقب من لم يقتله فهذا قمة الظلم وهنا الجدال والنقاش. هل تريدون معرفة الحقيقة؟ نحن كنا نقول دائماً أننا جاهزون للتعاون، لكن هل سلوك بعض القوى السياسية في لبنان وسلوك لجنة التحقيق الدولية وسلوك المدعي العام الحالي وسلوك المحكمة هو سلوك من يريد معرفة الحقيقة؟
 
لدي شاهدان، الأول شهود الزور والثاني من صنّعهم؟
 
تفضل يا (مدّعي عام) واجلب شهود الزور وحاكمهم وحاسبهم لأنهم ضللوا التحقيق.
 
أولاً، لا يوجد نقاش في البلد أن الشهود كانوا شهود زور، وهذه المسألة انتهت ولا يوجد أحد يناقش فيها. شهود الزور المتداولة أسماؤهم أربعة ومن لا يزال متخفياً ولم يعترف ويقوم بإكمال اللعبة هو محمد زهير الصديق، أما أولئك الثلاثة فقد صرحوا وسجلوا وتحدثوا بمعزل عن مكان وجودهم. تفضل استدعِ شهود الزور وحقق معهم. هو لا يريد ذلك بحجة أنه ليس من اختصاص المحكمة والتحقيق. أليس من اختصاص التحقيق معرفة الحقيقة؟ أليس من اختصاص التحقيق أن يعرف من ضلل التحقيق؟ أليس من طرق معرفة الحقيقة أن نبحث عمّن ركّب شهود الزوّر لنعرف هل له صلة بالقتلة أما لا ؟ كل الدنيا تعمل بهذه الطريقة إلا لجنة التحقيق. تفضل يا قضاء لبناني، فيجيب ليس من اختصاصي ولا من شغلي ، تفضلوا يا أجهزة أمنية لبنانية، فيجيبون ليس من اختصاص ولا من شغلي.
  
شهود زور ضللوا التحقيق أربع سنوات وبني عليه ما بني ليس من اختصاص أحد أن يسألهم أو يحقق معهم أو يعاقبهم أو يحاسبهم! هذه عدالة!؟ هل من يسعى إلى العدالة يتصرف بهذه الطريقة؟ هل من يطلب معرفة الحقيقة يتصرف بهذه الطريقة أيضاً؟
 
هل شهود الزور جاءوا من تلقاء أنفسهم وشهدوا؟ لا. ثلاثة بالحد الأدنى غير زهير الصديق تحدثوا في مؤتمرات صحافية ولديهم تسجيلات ويقولون: فلان جاء بنا، فلان أعطانا مالاً، فلانا أخذنا إلى الشقة الفلانية، فلان قال لنا ماذا نقول، وهؤلاء كلهم لبنانيون، وشارك في فبركة الشهود وتعليم الشهود بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الأجانب باعتراف هؤلاء الأشخاص أنفسهم. أليس من حق اللبنانيين والشعب اللبناني ومحبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يطالبوا بجلب أولئك الذين فبركوا شهود الزور ليضللوا التحقيق حتى نعرف لماذا فعل هؤلاء ذلك؟ لماذا ضيّعوا التحقيق أربع سنوات؟ من هم هؤلاء؟ اكشفوهم، حاسبوهم، ألا تريدون محاسبتهم ومعاقبتهم! في الحد الأدنى، اطردوهم من صفوفكم، في الوقت الذي لا زال أحد شهود الزور يعيش على أموالكم وعلى مساعداتكم وفي حمايتكم. في الوقت الذي كل الذين فبركوا شهود الزور ما زالوا في موضع الرعاية والاهتمام والتبني.
 
هل هكذا يمكن الوصول إلى معرفة الحقيقة؟ هناك من سيخرج ليقول إن السيد خطب خطاباً متوتراً حتى يوتّر البلد، لكن هل قول الحقيقة يوتر البلد؟ لماذا؟ من لديه منطق لمناقشتي في هذا السؤال فليتفضل. هل هؤلاء الشهود أتوا من السماء أم هناك من صنّعهم؟! من صنّعهم؟ فلنذهب ونحقق معه؟ فلنذهب ونسأله بأي خلفية صنّعهم؟ يمكن أن نخرج بشيء. ألا يساعد هذا في معرفة الحقيقة؟! إفعلوا ذلك، لماذا لا تفعلون ذلك؟ أنا أطرح أسئلة لا أطلب عليها أجوبة، أنا أعرف أجوبتها، أنا أقوم بطرح الأسئلة فقط لأدفع الناس لأن يتساءلوا، وعندما أطلب شيئاً لا أطلبه ليتحقق وإنما لإقامة الحجة؟ هل تريدون وضوحاً أكثر من هذا؟
 
الآن، هناك نقاش في البلد. اليوم دولة الرئيس سليم الحص الذي نحترمه جميعاً، والذي أسيء إليه كثيراً في من أسيء إليهم خلال أربع خمس سنوات، اليوم كان عنده نداء، لديه توصيف وتوزيع للمسؤوليات، أنا احترم أي شيء يقوله الرئيس الحص سواء اتفقت معه على التوصيف أم لم أتفق، لكن الفكرة صحيحة، أنا أؤيدها، حزب الله يؤيدها، الطبيعي عندما تكون المقاومة سيعتدى عليها وسيفتح من خلالها باب الاعتداء على لبنان أن هناك مجلس وزراء فليتحمل مسؤوليته، هكذا طرح الرئيس سليم الحص، أو هيئة الحوار الوطني، أنا أؤيد، أنا لم أدعُ للقاء، لكن الرئيس الحص يدعو للقاء، أقول الأمر جيد، نحن نتجاوب. إذا دعي إلى مجلس وزراء ليناقش هذا الموضوع نحن متجاوبون. إذا دعي لهيئة حوار وطني لمناقشة هذا الموضوع نحن متجاوبون، نحن متجاوبون لأننا حريصون على البلد وعلى المقاومة، نقول يا ناس هناك مؤامرة كبيرة على البلد وعلى المقاومة تفضلوا لنتحاور، لا لنبحث عن مخرج، لا، أنا قلت في المؤتمر الصحافي وأعيد القول: أي أحد في هذه الدنيا إذا أراد أن يجلس معنا ليناقشنا على قاعدة أن أحد من عندنا متهم ونريد أن نبحث عن مخرج لا أجلس مع أحد. إذا أحد يريد أن يجلس معنا على قاعدة أن هناك أحد من عندنا متهم ونريد أن نعمل تسوية لا نجلس معه. وإنما على قاعدة أن هناك شيئاً يعد تعالوا لنرى كيف نواجه كلنا معاً على مباني حق وعدل وقانون ومسؤولية ومصلحة عامة وحرص، نحن جاهزون، نحن أكثر جهة حريصة على هذا البلد، وأن يكون هناك حكومة وحدة وطنية واستقرار وأمن.. ولذلك إذا حصل اجتماع من هذا النوع للحكومة نحن نوصي وزراءنا وإذا في هيئة الحوار هذا الحاج أبو حسن رعد موجود ونوصيه. تريدون التعاون، فمن الشروط الجدية اعمدوا إلى تشكيل لجة لبنانية، "شو بدي ببلمار والتحقيق الدولي وبالمحكمة الدولية حطوهم على جنب"، نحن لبنانيون، ألسنا نحن جهة يرّكب لها تهمة، ليس لثلاثة أفراد من حزب الله، والذي يقوله الإعلام الإسرائيلي صحيح، متقاطع مع معلوماتنا، والمعلومات الإسرائيلية من قلب التحقيق ومن قلب مكتب بلمار ومن قلب المحكمة الدولية، ونفس المعلومات الإسرائيلية التي تحدثوا عنها في وسائل الإعلام قبل عدة أيام تحدث بها مسؤولون أمنيون في لبنان أن القرار الظني الأول (يطلبون) ثلاثة والثاني بعد مدة خمسة والثالث عشرين والرابع خمسين، نحن على مين عم نلعب وعامين عم نضحك. صدفت بالزمانات خرجت كوندوليزا رايس تقول للإسرائيليين اصمتوا وانتم تخربون علينا في لبنان. يبدو الآن انه ما حدا بيمون على حدا وهم يتحدثون عن معلوماتهم الإسرائيليين مش أنا عم إتبنى المعلومات ولكن كثيراً مما قالوه يتقاطع مع معلوماتنا ونحن لدينا معلومات وليس لدينا تحليل وكلام جرائد وصحف ويأتي يوم تظهر فيه كل هذه الحقائق.
 
نحن بماذا سنوصي؟ تعالوا وانشئوا لجنة لبنانية، إما لجنة برلمانية إما لجنة قضائية إما لجنة وزارية أو لجنة أمنية أو لجنة مختلطة تأتي بهؤلاء الشهود الثلاثة وتذهب إلى الصديق أينما كان وهم يعرفون أين هو لأنهم يدفعون نقلياته ومعاشه وبيته ويؤمنون له الحماية ويمكنهم الوصول إليه، ويجلسون معهم ويسألونهم من قال لكم، ومن دلّكم، ومن علّمكم ومن "فبرككم" ومن أخذكم إلى التحقيق وعندما تعودون يستمع منكم ماذا جرى ويزودكم بالمعلومات الجديدة التي يجب أن تتحدثوا بها بحسب حبل الكذب قصير.
 
إذا كنا فعلياً نود القيام ببداية جدية، هذه بداية جدية تفضلوا، هذا ليس شرطاً، أنا لا أتحدث عن شروط حتى نتعاون في البلد نحمي البلد والمقاومة. ليس لدينا شروط لكن لدينا طروحات وأفكار ومن يود أن يثبت انه حريص على معرفة الحقيقة ويود تحقيق العدالة عليه أن يبدأ من هنا. لازم عندما ينظر إلى وجوه السياسيين والإعلاميين والأمنيين والقضائيين الشركاء في فبركة شهود الزور ما يتحمل أن ينظر إلى وجوههم.
 
هذه البداية الطبيعية، نحن حريصون على هذا البلد، منفتحون على كلما يحمي هذا البلد ويحمي هذه المقاومة ويحفظ وحدة البلد وأمنه واستقراره. نحن مع كل اللبنانيين نريد معرفة الحقيقة، نحن مع كل اللبنانيين نريد إقامة العدالة ولكن نحن أيضاً لن نسمح بتشويه مقاومة هي أغلى ما عندنا، والذي صنعها، من أجل أن تُصنع، قدمنا أغلى ما عندنا. هذه هي أمانة الشهداء هذه هي وصية الشهداء نحن وأنتم إن شاء الله سنحافظ عليها وسنواصل الطريق.
 
تحية لكم جميعاً آباء وأمهات الشهداء أبناء وبنات الشهداء الحضور الكريم الكفلاء الكرام وأهل المحبة والجود وفقكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.