المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  السبت 19 حزيران/06/10

تشرشل: إن الحقيقة ثمينة جداً، ولذلك يجب أن تُحاط بسور من الأكاذيب

 

البطريرك صفير عاد من باريس بعد زيارة رسمية استمرت أياما: ليأخذ كل إنسان حقوقه ولكن لبنان لا يمكنه أن يتحمل المزيد من السكان

نتمنى أن تكون العلاقات مع سوريا وغيرها من الجيران ودية وصافية

وطنية - 18/6/2010 عاد الى بيروت الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير آتيا من باريس بعد زيارة رسمية استمرت أياما تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وكان في استقباله في المطار ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزير الثقافة سليم ورده، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، والقائم بالاعمال الفرنسي في لبنان ديديه شابير، والمسؤول الاعلامي في السفارة فرنسوا ابي صعب، ورئيس مؤسسات البطريرك صفير الدكتور الياس صفير والمحامي فيليب طربيه وشخصيات.

وأدت ثلة من قوى الامن الداخلي التحتية الرسمية للبطريرك، ثم دخل صالون الشرف.

وسئل: هل لنا أن نبدأ هذه المقابلة بعبارة "بارخمور" أي بارك هذا اللقاء؟

أجاب ضاحكا: بالسريانية نقول "موريوم بارخوخ"، أي أنا أبارككم وأبارك هذا اللقاء".

سئل: كيف تلخص نتائج اللقاء مع الرئيس ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين؟

أجاب: "النتائج تظهر لاحقا، ولكن معروف عن الرئيس ساركوزي وعن غيره من الفرنسيين الرسميين وغير الرسميين أنهم يحبون لبنان وأنهم كانوا الدولة المنتدبة هنا، ولا تزال العلاقات قائمة بين لبنان وفرنسا، وهم مستعدون لمساعدتنا في أي مجال يتاح لهم".

سئل: من خلال هذا الكلام الذي نعلق عليه الآمال، هل يمكن إحياء دور فرنسا في لبنان كي نعتبرها الام الحنون التي تدعمه؟

أجاب: "الادوار تتغير بتغير الازمان، وزمن الانتداب ولى، والآن أصبح لبنان دولة مستقلة، ولكن هذا لا ينفي أن يكون بينه وبين بعض الدول علاقات ودية، ونتيجة هذه العلاقات مساعدة لبنان كي يبقى بلدا حرا سيدا مستقلا، وهذا الدور تقوم به فرنسا".

سئل: ماذا قال الرئيس ساركوزي؟ وماذا طلبتم منه؟

أجاب: "نحن طلبنا أن تبقى العلاقة بيننا وبين فرنسا وأن تظل الروابط كما هي اليوم، متينة ووثيقة".

سئل: هل طلبتم منه أو تمنيتم عليه دعم لبنان لوقف التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية، وبالتالي الضغط على اسرائيل لفك الحصار عن قطاع غزة؟

أجاب: "نحن طلبنا منه على وجه الاجمال أن تبقى هذه الصداقة الفرنسية-اللبنانية قائمة، وأن تتدخل فرنسا في كل أمر يبعد الشر عن لبنان".

سئل: كان لافتا اللقاء بينكم وبين تيري رود-لارسن في باريس، فهل كان مصادفة أم كان مرتبا بحسب موعد سابق؟

أجاب: "لم يكن هناك موعد سابق، وإنما عرفنا أنه يريد أن يقابلنا وقابلناه".

سئل: هل سألتموه عن التهديدات الاسرائيلية للبنان؟

أجاب: "أصبحت معروفة ولا حاجة الى تردادها كل يوم".

سئل: قلدتم الرئيس عصام فارس وساما بابويا، الى أي حد اكتسب هذا الموضوع أهمية أمام الرأي العام الفرنسي والدولي؟.

أجاب: "البابا قلد الرئيس فارس هذا الوسام نظرا الى الخدمات العديدة التي قام بها للبنان واللبنانيين على وجه الاجمال".

سئل: لاحظنا انه كانت هناك برودة في تغطية الاعلام الفرنسي لهذه الزيارة، في حين كان الاعلام اللبناني نشطا ومهتما، ما سبب ذلك؟

أجاب: "لم يتسن لنا أن نشاهد كل المحطات الفرنسية، ولا قرأنا الصحف، لا اللبنانية ولا الفرنسية".

سئل: هناك عتب من "حزب الله" على غبطتم، إذ قلتم في أحد تصريحاتكم في فرنسا عبارة "ما يسمى بحزب الله"، علما ان الحزب له وزراء ونواب، فهل من توضيح؟

أجاب: "ليس لي توضيح. قلنا ما يسمى بحزب الله، وهي عبارة تقال عن كل الامور التي ترد على فكر الانسان، وهو حزب موجود طبعا ولا يمكن إنكاره".

سئل: زار وفد من "حزب الله" السفارة البابوية في بيروت برفقة الوزير السابق وديع الخازن، وهناك وفد رفيع سيزور السفارة البابوية قريبا، فكيف تفسر هذا الانفتاح على السفارة البابوية مع "حزب الله"؟

أجاب: "نحن نرحب به، وعلى كل حال السفارة البابوية موجودة وأبوبها مفتوحة وهم ينصتون الى كل من يزورهم".

سئل: هناك أخذ ورد على الساحة اللبنانية حول حقوق الفلسطينيين، وقد تطرقت الى الموضوع هيئة الحوار في بعبدا، هل تؤيد إعطاء الفلسطينيين حقوقا مدنية وإنسانية في لبنان؟

أجاب: "إن الذين تولوا هذا الحوار لهم آراؤهم طبعا، ولكن نحن نريد أن يحصل كل إنسان على ما له من حقوق".

سئل: هل هذا يشمل الفلسطينيين في لبنان؟

أجاب: "يشمل كل الناس، وحقوق الناس أمر لا يمكن لأحد أن يحتكره".

سئل: هل يؤدي هذا الموضوع الى تخوف من التوطين؟

أجاب: "لا أدري، فلبنان بلد صغير ولا يمكنه ان يتحمل المزيد من السكان".

سئل: من خلال تصريحاتكم في فرنسا، لوحظ تلطيف الاجواء مع سوريا، هل يمكن القول إن الطريق أصبحت سالكة وآمنة بين بكركي وقصر المهاجرين في دمشق؟

أجاب: "القاعدة هي أن تكون العلاقات بين دولتين جارتين، سليمة وودية ومخلصة، وهذا ما نتمناه، أن تكون العلاقات مع سوريا وغيرها من الجيران ودية وصافية".

سئل: هذا كلام جديد نسمعه من غبطتكم؟

أجاب: "وهل تريدني أن أهاجم؟"

سئل: كيف ترى الوضع المستقبلي في لبنان؟ وهل أنت متفائل بهذا الوضع؟

أجاب: "نتفاءل، فتفاءلوا بالخير تجدوه كما يقول المثل، وهذا متعلق باللبنانيين وبطريقة ادائهم لما عليهم من واجب".

سئل: على عتبة فصل الصيف، هل من رسالة للمغتربين اللبنانيين الذين يودون زيارة وطنهم الام؟

أجاب: "ندعوهم مثل غيرنا ومثل رجال الحكومة الى ان يعودوا الى لبنان ويقضوا فصل الصيف على الاقل في ربوعه".

الى بكركي

ومن المطار انتقل البطريرك صفير الى بكركي يرافقه الوزير ورده، ودخل الكنيسة لصلاة الشكر، وألقى الكلمة الآتية:

"إننا نحمد الله على انه اتاح لنا ان نقوم بزيارة فرنسا البلد الصديق، بناء على دعوة وجهها الينا سيادة الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية، وقد قابلنا كلا من اركان الدولة الفرنسية، رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية الذي أقام لنا مأدبة عشاء تكريمية، وكانت لنا مع جميع المسؤولين الفرنسيين محادثات مفيدة.

وقد اجتمعنا الى نيافة كاردينال باريس اندره فانت تروا وبعض معاونيه، وقلدنا، باسم قداسة الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر، وساما بابويا رفيعا لدولة نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق السيد عصام فارس، الذي استضافنا استضافة كريمة.

ونشكر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الذي انتدب معالي الوزير فادي عبود، وزير السياحة، لمرافقتنا الى مطار بيروت في الذهاب، ومعالي الوزير سليم ورده وزير الثقافة في الاياب.

ونحمد الله على أن هذه الزيارة كانت موفقة، وإنا نشكر لكم استقبالكم ايانا سائلين الله بشفاعة سيدة لبنان، ان يبقيكم على ما أنتم فيه من صحة وعافية، وان يبقى لبنان وطن الاخوة والحريات المسؤولة والاستقلال".

 

صفير رسم تساؤلات حول تحالف عون و"حزب الله" وعلاقات طوائف مع دول

ساركوزي تحدث عن "لقاء عائلي" في قصر الاليزيه:

حريص على الحرية في ممارسة الأقليات معتقداتها

النهار/يختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زيارته الرسمية لفرنسا اليوم، ويعود بعد الظهر الى بيروت.

والأبرز في هذه الزيارة، كان اللقاء الذي عقده مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاربعاء، وهو لقاء اتسم بسمة الصداقة، بل ذهب الرئيس الى أبعد من ذلك فوصفه بأنه "لقاء عائلي"، نظرا الى معرفة سابقة بين الاثنين تعود الى اعوام، وتحديدا الى عام 2004 عندما كان ساركوزي وزيرا للداخلية وبدا ان الرئيس الفرنسي حرص على اضفاء مغزى "سياسي" على اللقاء.

وفي معلومات جديدة لـ"النهار" عن اللقاء بين ساركوزي وصفير، ان الرئيس الفرنسي أظهر احتراما واضحا للبطريرك واستقبله والوفد المرافق عند مدخل قصر الاليزيه. وأصغى كثيرا الى موضوع الاقليات وسأل مرارا عن تفاصيل دقيقة وأبدى حرصه على تمكنهم من "العيش في حرية وممارسة معتقداتهم في حرية، واحترام مواطنيهم لهم". وشدد على "دور الموارنة في المجتمع اللبناني ومحيطه الشرقي". كذلك شدد اكثر من مرة على حرص فرنسا على دعم لبنان في كل قضاياه وفي كل المحافل.

ومن مظاهر التكريم اللافتة ايضا، ان الامين العام لرئاسة الجمهورية كلود غيان، استقبل البطريرك في باحة قصر الاليزيه، بدل مدير المراسم لوران ستيفانيني. علما أن غيان يكلف دائما مهمات بارزة، وهو زار سوريا مرات وآخرها قبل 15 يوما، ويعتبر المحاور الفرنسي الاساسي مع سوريا. اما ساركوزي فاستقبل البطريرك كما يستقبل رؤساء الدول على الدرج امام مدخل القصر.

ووجه البطريرك دعوة الى الرئيس الفرنسي لزيارة بكركي خلال زيارته للبنان ووعد بتلبيتها.

والى الرئيس الفرنسي، شملت الزيارات الرسمية للبطريرك، رئيس مجلس النواب برنار أكواييه وررئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، ووزير الخارجية برنار كوشنير الذي أولم على شرف البطريرك صفير واستقبله بترحيب حار قائلا له: "... وأخيرا... رأيناك عندنا"، علما ان كوشنير زار البطريرك صفير في بكركي مرات عدة. كذلك شرب وزير الخارجية الفرنسي نخب البطريرك اكثر من مرة خلال العشاء.

وخلال لقاء مع عدد من الصحافيين في مكتبه في الكي دورسيه قال كوشنير: "رغم معرفتنا بالشؤون اللبنانية لا نزال في حاجة الى دروس عن الواقع اللبناني، وهذا ما هو مهم من خلال هذا اللقاء". أما في شأن العلاقات اللبنانية – السورية فقد "حصل تقدم غير انه لا يزال غير كاف، مشيرا الى انه سيزور لبنان لمتابعة زيارة البطريرك لفرنسا".

ولاحظ كوشنير ان جوا عاما من التعصب موجود في الشرق الاوسط حاليا، ولكنه غير موجود في لبنان"، موضحا ان فصل الصيف يبدو جيدا، فالمصارف تعمل والوضع الاقتصادي جيد، غير ان المستقبل في حاجة الى مزيد من الوعي والحكمة السياسية".

وجاء في خطاب كوشنير: "اسمحوا لي أن أعرب اليوم عن فرحتي باستقبالكم في الكي دورسيه، في هذا المكان الذي تعرفونه جيدا، وانتم منذ سنوات عديدة صديق لفرنسا. هذا العشاء هو فرصة لتذكيركم بصداقة فرنسا الثابتة للطائفة المارونية والى لبنان بأجمعه.

ان لبنان موزاييك ثقافي وديني وهذا ما يمثل غناه. ولا يمكننا سوى أن بهر امام قائمة الطوائف التي تشكله. لبنان اليوم علبة جواهر للطوائف، والثقافات والمعتقدات التي ما زالت حية. ان رغبة العيش معا تجمع اللبنانيين رغم المعاناة وتقلبات التاريخ التي مزقت بلدكم، غير انها لم تتمكن من تدميره.

صاحب الغبطة، كأسلافكم لم تتوقفوا عن العمل كبطريرك لبناء الجسور بين الطوائف، وجمع الرجال والنساء المتعلقة بوطنها والدفاع عن فكرة لبنان الموحد في تنوعه، لبنان الذي تتعايش فيه 18 طائفة.

لعبت الطائفة المارونية دورا بارزا في تاريخ لبنان، ولا تزال أحد أعمدة الهوية اللبنانية.

يعلم الجميع هنا كما في لبنان الروابط التاريخية التي تربط بين بلدينا (...)

نحن نتشاطر الرؤية نفسها للبنان. دولة متعددة الاديان حيث للجميع مكانهم. لبنان سيد ومستقل ومستقر. لبنان ديموقراطي مسالم ومزدهر. وأعلم ان هذه الرؤية يتقاسمها العديد من اللبنانيين، متخطين الحدود الطائفية والانقسامات السياسية التي كثيرا ما، ويا للأسف، تشل عمل المؤسسات (...).

انكم تعلمون فرنسا ستواصل دعمها للوحدة الوطنية والاستقلال والسيادة وسلامة الاراضي اللبنانية. ولن نساوم حول هذه المبادىء.

وتمشيا مع الالتزامات التي قطعت خلال اقرار مجلس الامن القرار 1701 لا تزال فرنسا من المساهمين الرئيسيين في قوات اليونيفيل، وستواصل كما فعلت دائما دعوة الاطراف الى الالتزام الكامل للقرار.

بعد خمس سنوات من انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية رحبت فرنسا باقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا يجب ان تستند هذه العلاقات على التعامل بالمثل والاحترام المتبادل. ورافق الرئيس ساركوزي عودة المجتمع الدولي التعامل مع سوريا. وهذه اليد الممدودة ستدعم السيادة اللبنانية الكاملة والاستقرار في المنطقة. على كل حال هذا ما نطمح اليه.

وتحدث البطريرك عن الوضع العام من مختلف جوانبه، واوضح رداً على سؤال "ان المصالحة المسيحية صعبة، لان الاطراف منقسمون وهم يجاهرون بانقسامهم، بينما بقية الاطراف المسلمين، لديهم تباينات في الرأي الا انها غير معلنة".

مع لجنة الشؤون الخارجية

وكان صفير عقد لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة اكسيل بونيا توفسكي، شارك فيه نحو 40 نائباً من كل الاحزاب سألوه عن مختلف القضايا لمدة ساعة. واعتبر ان من مصلحة لبنان "ان تجمعه علاقة جيدة مع كل جيرانه ولا سيما سوريا لانها تقع على حدود"، مشيرا الى ان هذه العلاقات "ليست ثابتة دائما وهي تشهد تقلبات".

ولفت الى "ان هناك صعوبات مع ايران التي تدعم "حزب الله" في لبنان. واعتبر "ان حزب الله لديه وجهات نظره الخاصة عن لبنان ولديه جيشه الخاص ويتلقى مساعدات من جيرانه الذي يزودونه الاسلحة". وأكد صفير انه يحاول التدخل لجمع كل اللبنانيين، مشيرا الى ان بعض الطوائف تحرص على علاقاتها مع بلدان اخرى اكثر من ابناء الوطن. واعتبر "ان للعماد ميشال عون طموحات سياسية وانه لم يجد حليفا له سوى حزب الله".

وسأل: "الى اين سيؤدي التحالف بينه وبين حزب الله؟". ورأى ان لعون "حزبه الخاص وهو قوي، لكن ليس بالقوة المعلنة اذ انه تراجع في الآونة الاخيرة، وان تأثيره كان اكبر في الماضي".

شيراك

وختام الزيارة السياسية للبطريرك، كان اجتماعه بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي زار "صديقه" البطريرك بعد الظهر في مقر اقامته في فندق "رافاييل"  في وسط باريس.

وعرضا الاوضاع من كل جوانبها، وجدد شيراك دعمه للبنان و"لدوره النموذجي" في المنطقة. واستمر اللقاء نصف ساعة. وكان شيراك بادر البطريرك صفير لدى وصوله الى مدخل جناحه في الفندق: "صاحب الغبطة، نحن نشيخ وانت تبدو اكثر شبابا. هذا مذهل".

قداس سيدة لبنان

وفي السابعة، الثامنة بتوقيت بيروت، ترأس البطريرك قداسا في كنيسة سيدة لبنان في باريس، عاونه فيه المطران رولان ابو جودة والمونسنيور سعيد سعيد، يحوطهم ممثلون للكنائس من كل الطوائف ولفيف من الكهنة.وادت الخدمة جوقة سيدة لبنان، بقيادة السيد جورج دكاش، وادت الانشاد المنفرد الاخت ماري كيروز.

وشارك في تنظيم الاحتفال كشافة لبنان في باريس.وحضر السفير اللبناني بطرس عساكر ومندوبة لبنان لدى الاونيسكو السفيرة سيلفي فضل الله، وسفير فرنسا دوني بييتون، ومندوب الجامعة العربية في فرنسا السفير ناصيف حتي وممثل النائب السابق لرئيس الوزراء عصام فارس العميد وليم مجلي، والوزير السابق سليم الجاهل، ورئيس مجلس ادارة البيت اللبناني – الفرنسي الوزير السابق ابرهيم الضاهر، وممثلون للسلطات الفرنسية اضافة الى الدكتور طوني غزال والسيدة كريستيان خليفة والدكتور هاني كنعان والسيد كريستيان لوشان، ومدير مكتب "الميدل ايست" في باريس ريمون خطار والسيد مارسيل فرنجيه، ومدير مكتب وزارة السياحة اللبنانية سيرج عقل.

وبعد الانجيل القى المونسنيور سعيد كلمة رحب فيها بالبطريرك والرسميين والحضور، وشكر السلطات الفرنسية على سعيها الى انجاح زيارة البطريرك، خاصا بالشكر الرئيس ساركوزي ومذكرا بالصداقة اللبنانية – الفرنسية في ضوء مواقف الجنرال ديغول تجاه لبنان عموما والمسيحيين خصوصا.

عظة صفير

والقى البطريرك عظة قال فيها: "ما من احد يجهل ما يعانيه لبنان اليوم، وهناك اكثر من مليون لبناني تركوا لبنان الى بلدان قريبة او بعيدة. وما من احد يعرف ما اذا كانوا سيعودون ام سيظلون حيث هم. وهذه خسارة كبيرة للبلد الذي شاركوا هم وآباؤهم واجدادهم في بنيانه.

لا شك في ان هناك صعوبات كثيرة يعانيها بلدنا لبنان، وتتهدده اخطار لا يمكن تجاهلها. ولكنه تعود منذ زمن بعيد ان يعيش في قلب الخطر. وعلى كلّ فانه لا يحدث شيء الا باذن الله وعلمه، ولكن هذا لا ينفي عنا الحذر واليقظة والانتباه الى الاخطار التي تحيط بنا، ويبقى اننا نحن بيد الله فلنسلم امرنا اليه، ونحن حالنا بالنسبة اليه حال الولد مع والده، لذلك علّمنا ان ندعوه: "ابانا الذي في السماوات". وإنّا اذ ندعو لكم جميعا باطراد التوفيق، نرجو لكم اقامة مريحة حيث انتم الآن، ولكننا نأمل مثلكم ومعكم، ان نلتقي يوما في ظلال الارز في لبنان. كان الله معكم، وتولاكم بحفظه وبركاته الى اطول الاعمار". ويعود البطريرك الى بيروت بعد ظهر اليوم.

وكان البطريرك استقبل الوزير السابق غسان سلامة، ووفدا من "تجمع المثقفين في باريس"، وتحدث الى عدد من وسائل الاعلام.

باريس – من حبيب شلوق     

 

شدد على ضرورة أن يكون السلاح بيد الجيش

البطريرك نصر الله صفير: النفوذ السوري لا يزال قائماً في لبنان

 الكاردينال مار نصر الله صفير متحدثاً إلى داود الشريان 

  دبي - العربية.نت/اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله صفير أن النفوذ السوري لا يزال قائماً في لبنان، موكداً أن هناك بعض الفئات اللبنانية لا تزال على علاقة وثيقة به. جاء ذلك في حواره ضمن برنامج "واجه الصحافة". وفي سؤال بشأن سلاح حزب الله، أكد البطريرك صفير على ضرورة أن يكون السلاح في لبنان بيد الجيش.

أما في ما يخص موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان، فاستبعد البطريرك صفير توطينهم، موضحاً أن الأمر صعب لأن لبنان يكاد لا يتسع لأبنائه. يذكر أن العلاقات اللبنانية السورية شهدت تحسناً في الفترة الأخيرة، بعد أن استقبل الرئيس السوري بشار الأسد عدداً من المسؤولين اللبنيانيين بعد سنوات من القطيعة، كان أهمها زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى دمشق. وستعرض المقابلة مع البطريرك الماروني نصر الله صفير ضمن برنامج "واجه الصحافة" مع داود الشريان، وذلك يوم الجمعة في الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، الحادية عشرة بتوقيت السعودية. جدير بالذكر أن الكاردينال نصر الله بطرس صفير ولد في مايو 1920، وهو البطريرك الماروني السادس والسبعين في سلسلة البطاركة الموارنة. ويشغل منصب رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان منذ عام 1986. وولد صفير في بلدة ريفون في قضاء كسروان في لبنان، وأتم دراسته الإبتدائية والتكميلية في عرمون قضاء كسروان، ثم درس الثانوية في المدرسة الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير كسروان ثم في المعهد الإكليريكي الشرقي التابع للجامعة اليسوعية، حيث درس الفلسفية واللاهوتية.

 

الأغلبية في 20 دولة يرفضون امتلاكها القنبلة 

الرأي العام الغربي بات أكثر تأييداً لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران

 واشنطن - ا ف ب: أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد أميركي ونشرت نتائجه, اول من امس, أن الرأي العام في الغرب كما في بعض الدول الاسلامية بات أكثر قبولاً لفكرة توجيه ضربة عسكرية الى ايران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.

وبين الاستطلاع, الذي اجراه معهد "بيو ريسيرتش سنتر" في 22 دولة, ان الرأي العام في 16 من هذه الدول مؤيد بغالبيته للجوء الى الخيار العسكري ضد طهران.

وبحسب الاستطلاع, فإن الأميركيين هم من اكثر الشعوب تأييداً للجوء الى الخيار العسكري ضد ايران, إذ أعرب 66 في المئة ممن يرفضون منهم حيازة ايران السلاح النووي عن تأييدهم لتوجيه ضربة عسكرية اليها, ولم يسبقهم في هذه النسبة إلا النيجيريون (71 في المئة).

أما في الدول الأوروبية, فكانت الآراء أكثر تبايناً, إذ أعرب 59 في المئة في فرنسا عن تأييدهم الخيار العسكري مقابل 41 في المئة ضده, يليهم الألمان (51في المئة مع و39 في المئة ضد) ثم الإسبان (50 في المئة مع و34 في المئة ضد) وأخيراً البريطانيون الأكثر انقساماً (48 في المئة مع و37 في المئة ضد).

كذلك أظهر الاستطلاع أن قسماً كبيراً من الرأي العام في العديد من الدول الاسلامية التي شملها يؤيد حل ازمة الملف النووي الايراني عن طريق اللجوء الى القوة, كما في مصر (55 في المئة مع و16 في المئة ضد) والاردن (53 في المئة مع و20 في المئة ضد) ولبنان (44 في المئة مع و37 في المئة ضد).

أما الاتراك فرأيهم مخالف (37 في المئة ضد الخيار العسكري و29 في المئة معه).

في المقابل, أبدت اكثرية الباكستانيين تأييدها لحيازة ايران القنبلة النووية (58 في المئة مع وفقط 10 في المئة ضد حصولها على السلاح الذري).

ومن بين الباكستانيين الرافضين لامتلاك ايران القدرات العسكرية النووية, أكد 34 في المئة منهم ان الاولوية يجب ان تكون لتجنب حصول نزاع مع ايران في حين وافق 21 في المئة فقط على الخيار العسكري.

وفي هذا الاستطلاع, ظهر الروس الأكثر انقساماً حيال استخدام القوة ضد ايران, إذ أيد هذا الامر 32 في المئة منهم وعارضه 32 في المئة أيضاً, فيما أيد 43 في المئة من الصينيين تجنب حصول نزاع عسكري مع ايران مقابل 35 في المئة أبدوا موافقتهم لتوجيه ضربة عسكرية, في حين دعت أغلبية اليابانيين (55 في المئة) الى تجنب النزاع العسكري واقلية لا بأس بها (34 في المئة) الى عدم استبعاد الخيار العسكري.

وفي كل الدول التي شملها الاستطلاع كان الرأي العام مؤيداً بغالبيته لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي, باستثناء الهند وباكستان.

كذلك اظهر الاستطلاع ان صورة ايران سلبية في جميع الدول التي شملها, سيما في ألمانيا (86 في المئة) وفرنسا (81 في المئة). وحدهما باكستان واندونيسيا تنظران بإيجابية الى الجمهورية الاسلامية.

وأجري الاستطلاع في الفترة الممتدة بين 7 ابريل و8 مايو الماضيين على عينة من أكثر من 24 ألف شخص.

 

مقتل سبعة جنود عراقيين قرب الحدود مع سوريا 

الجمعة 18 حزيران 2010  أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل سبعة جنود وإصابة آخر بجروح قرب مدينة القائم الحدودية مع سوريا. وقالت ان "مجموعة من المسلحين هاجمت جنوداً متمركزين بين مدينة القائم (350 كلم غرب بغداد) وعكاشات، فقتلت سبعة منهم وأصابت ثامناً بجروح بليغة"، مضيفة "ان المسلحين هاجموا الموقع عند الثالثة عصراً (12,00 ت غ)".

(أ. ف. ب.)

 

البطريرك صفير: حالة "حزب الله" شاذة.. ويمكنه السيطرة على لبنان مستقبلاً

الجمعة 18 حزيران 2010

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله صفير على "أن لبنان ليس البلد المناسب لتوطين الفلسطينين"، مبرراً ذلك بأنه "بلد صغير بالكاد يتسع لسكانه". وطالب البلدان العربية الأخرى بالقيام بذلك لما تمتلكه من إمكانيات، نافياً في الوقت نفسه "أن تكون هناك أية ممارسات تدفع الفلسطينيين لمغادرة لبنان".

صفير، الذي كان يتحدث ضمن برنامج "واجه الصحافة"، تطرق إلى موضوع السلاح في لبنان وأكد أنه "يفترض أن يكون في يد الحكومة وجيشها النظامي". واعتبر حالة "حزب الله" في لبنان أمراً "شاذاً" قياساً على الأوضاع الدولية حيث يكون لكل دولة جيش نظامي، مطالباً "حزب الله" أن يكون "وطنياً" أكثر من إنجذابه إلى إيران، ومؤكداً على أن "الروابط الدينية تتحول لتصبح روابط سياسية، وأن السلاح في يد "حزب الله" ممتدة مخاطره على لبنان كله حيث يمكنه توجيهه إلى حيث يشاء". وحول مستقبل سلاح "حزب الله"، لم يستبعد أن يحاول "حزب الله" السيطرة على لبنان مستقبلاً. وفيما يخص لقاءه مع السيد حسن نصر الله، أكد أنه "لا مانع لدي إذا سمحت الظروف من لقائه، فقد سبق والتقينا".

وفي إشارة إلى العلاقات اللبنانية الفرنسية، قال صفير أن الفرنسيين مازالوا يؤكدون صداقتهم مع لبنان، متمنياً على الأخيرة وسوريا أن تكونا جارتين حقيقيتين. واعتبر أن "النفوذ السوري في لبنان ما يزال قائماً"، مؤكداً أن "البعض يوثق علاقاته مع سوريا على حساب لبنان". وعما إذا كان يعتزم زيارة سوريا، قال: "قمنا في الماضي بعدة زيارات، ولكن لا جدوى لا للبنان ولا لسوريا من أي زيارة يمكن أن أقوم بها في الفترة الحالية". وحين سؤاله عن الأوضاع المتقلبة في لبنان، أجاب: "لم تأت بجديد، في الماضي كان السوريون يعينون الحاكم في لبنان أو يتولون الحكم". وعن مستجدات قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال: "ننتظر الحكم الذي ستصدره المحكمة الدولية".

كما هاجم صفير إسرائيل وسياستها، وقال: "الكيان الصهيوني ينفذ ما جيء به لأجله"، معتبراً أن "إسرائيل هي السبب الأول في تأجيج الخلافات بين فلسطين وجاراته". وفيما أثنى على الدور التركي الأخير في مساندة القضايا العربية، قائلاً: "هو أمر مرحب به"، وصف الموقف الإيراني بأنه "إذا كان يضم مطامعاً ومخططات، فذلك أمر يختلف قطعياً ولا يمكن تفسيره بالرغبة في السلام".

 وعن تدخلاته في الشؤون السياسية، أكد صفير ان "السياسة إذا دخلت الدين أفسدته، وعلى السياسي ورجل الدين أن يلزم كلا منهما مساره الذي اختاره"، معتبراً أن "نفوذ المسيحيين لم يتأثر بتناقص أعدادهم وأن ذلك لا يجب أن يؤدي "لانحسار نفوذهم" برغم الشكل الجديد للقوى السياسية وتبدل التكتلات"، وأنه "مازال لهم صوت مسموع لدى حكام لبنان"، وان "الكنيسة من جانبها ستستثني كل مايعود على لبنان بالخير ولن تقف في وجه ذلك". وبرر لحضوره السياسي بالقول: "نعلن آرائنا، ولكن السياسة ثانوية بالنسبة لنا، و دورنا السياسي يهدف لتهذيب النفوس بواسطة الدين ".

وحول الخلافات بين الطوائف، اعتبر صفير أن "إصرار كل طائفة على آرائها أوقف الحلول في مكانها، مشيراً الى أن "عدد المسيحيين في تناقص ويقابل ذلك تنامي أعداد المسلمين". كما علّق أيضاً على قضية تعدد الزواج بالقول: "لا يمكن في شرعنا السماح بالزواج الثاني في ظل وجود الزواج الأول".

وفي الجانب الذي يتعلق بالمسيحيين في الخليج، أكد صفير ان "اهتمامنا بالمسيحيين في الخليج يأتي ضمن اهتمامنا بإحياء المشاعر الدينية وهذه من مسؤولياتنا، وليس كل المسحيين في الخليج عرب أو مواطنين"، مشيداً بدعوة العاهل السعودي لحوار الأديان، معتبراً القضية "ضرورة ومطلباً للتقارب بين تنافر الحضارات"، متمنياً أن يشمل السلام الجميع .

 

التيار الوطني الحر" ينهي الهدنة معه بعد حديثه عن تراجع شعبية عون 

صفير: لبنان يعاني أخطاراً كبيرة ولا دافع لزيارتي دمشق راهناً

بيروت, باريس - وكالات: اختتم البطريرك نصر الله بطرس صفير زيارته الى فرنسا, أمس, بقداس ترأسه في كنيسة سيدة لبنان في باريس, مُجدداً تأكيده في العظة أن "لبنان يعاني من صعوبات كبيرة وأخطار لا يمكن تجاهلها", ولفت الى "وجود بعض التحفظات بالنسبة للعلاقات اللبنانية - السورية, آملاً "في أن تُزال هذه التحفظات وأن تعود الأمور الى طبيعتها".

البطريرك صفير, وفي حديث إلى "إذاعة الشرق", أكد أنه "لا دافع وشروط حقيقية لزيارة دمشق في هذه الظروف", وأضاف: "لا اعتقد أن قيامنا بهذه الزيارة ستساعد على تمتين العلاقات".

وشدد على ضرورة أن "يكون أبناء الوطن الواحد سواسية أمام القانون وعلى ضرورة أن يكون السلاح فقط بيد الدولة لا بيد فئات معينة, وهذا لا يحصل في لبنان", مؤكداً أن "موضوع السلاح يخص اللبنانيين فقط لا غيرهم".

ورأى أنه "لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تقوم به اسرائيل, فهي عندما تريد الهجوم على لبنان ستهاجم", موضحاً انها "هاجمت من قبل ولم تنجح وهذا ما سيجعلها تفكر جيداً قبل شن حرب على لبنان".

وبعيد عودته إلى بيروت, قال صفير ان نتائج زيارته إلى فرنسا ستظهر لاحقاً, "ومعروف عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسائر المسؤولين الفرنسيين دعمهم الدائم للبنان".

وفي حديث إلى قناة "العربية" الفضائية بثته ليل أمس, اعتبر صفير أن النفوذ السوري لا يزال قائماً في لبنان, مؤكداً أن هناك بعض الفئات اللبنانية لا تزال على علاقة وثيقة به, كما جدد موقفه حيال ضرورة أن يكون السلاح في لبنان بيد الجيش.

أما في ما يخص موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان, فاستبعد البطريرك صفير توطينهم, موضحاً أن الأمر صعب لأن لبنان يكاد لا يتسع لأبنائه.

وتعليقا على مواقف البطريرك خلال زيارته فرنسا خاصة لجهة تساؤله عن جدوى ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" واعتباره ان شعبية النائب العماد ميشال عون تتراجع مسيحياً, قالت أوساط في "التيار الوطني الحر" ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان "بكركي (حيث مقر صفير) ليست شركة إحصاء أولاً, وثانياً كنا نتمنى على البطريرك ان يشرح اين وكيف تراجعت شعبية العماد عون مسيحياً, وثالثا من حق البطريرك الطبيعي ان ينتقد ما يشاء ولكنه لم يعط مرة حلولا من اجل الخروج من المأزق الذي يتخبط فيه لبنان. فهل المخرج في رأيه هو الاستعانة بفرنسا لتعود وتتخلى عنا عند التقارب السوري - الفرنسي المقبل"?

وأضافت الأوساط "في معنى آخر تريد فرنسا اليوم "زكزكة" سورية عبر المسيحيين, من هنا جاء استقبال الرئيس نيكولا ساركوزي للبطريرك صفير وللدكتور سمير جعجع لكن عندما تعود العلاقة الفرنسية ¯ السورية قريبا سوف ينتسى دور المسيحيين, لقد جربنا في السابق سياسة التخلي عن محيطنا ورأينا ماذا كانت النتيجة, فهل من الضروري اليوم تكرار هذه المحاولة"? واعتبرت أن "على البطريرك ان يكون أباً لجميع المسيحيين وليس لفئة واحدة ويبدو انه مصر على مواقفه لذلك من الآن وصاعداً, وفي السياسة, نحن في حل من كل وعد قطعناه في السابق وسنرد على مواقفه بعدما أنتجنا سياسة الهدوء والروية معه, بناء على طلب اكثر من اسقف ومطران ووسيط, ومن له أذنتان سامعتان فليسمع".

 سعيد: حزب الله يؤم السفــارة البابوية محاولا الالتفاف على البطريرك الماروني

المركزية - اكد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد "ان حزب الله "لم يتعلّم من خلال تقاربه مع "التيار الوطني الحر" الا مقولة "الكنيسة القريبة ما بتشفي". وقال لـ"المركزية" في معرض تعليقه على زيارة الحزب للسفارة البابوية: "ها هو الحزب تحت عنوان الانفتاح على الجو المسيحي يحاول الالتفاف على الكنيسة المارونية اللبنانية الوطنية العربية وفتح قنوات اتصال مع السفارة البابوية من اجل تسجيل شكوى ضد البطريرك الماروني على خلفية القضايا التي تثيرها الكنيسة المارونية وفي مقدمها موضوع سلاح "حزب الله". فنستغرب ان يعود من ادّعى احتكار صداقة المسيحيين من خلال ورقة التفاهم معهم ، ليؤكد أن هذه الورقة وهذا التحالف غير كافيين من اجل التواصل مع المسيحيين. كما نستغرب ان يسلك حزب الله سلوك السوريين في مرحلة الوصاية الذين كانوا يوفدون شخصيات لبنانية ومارونية الى الفاتيكان ليشتكوا على البطريرك الماروني. ونستغرب كذلك ضعف معرفة غالب ابو زينب بالوسط المسيحي كونه يحاول ايهام نفسه وحزبه بأن الالتفاف على بكركي ممكن. فنحن نؤكد له بأن هذه الكنيسة المارونية التي كانت على رأس عقد القمة الروحية الاسلامية - المسيحية في العام 1993 في مواجهة الاعتداء الاسرائيلي، كما انها فتحت أديارها ومدارسها لأهلنا في الجنوب خلال حرب عناقيد الغضب.

كما انها وامام اتهام حزب الله بالارهاب اجابت مرارا بأن ما تعرفه عن الحزب بانه كان حركة مقاومة خلال الاحتلال الاسرائيلي يتعامل معها حزب الله بهذا الشكل، هذه الكنيسة هي محور الحياة السياسية والوطنية وجزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية وتاليا لا يستطيع احد الالفاف عليها".

 

باراك: لبنان مسؤول عن كل سفينة تبحر الى غزة

الشرق/حذر وزير الدفاع الاسرائىلي ايهود باراك امس لبنان من انه سيكون مسؤولاً عن اية سفينة تبحر من مرافئه بإتجاه قطاع غزة.  واكد باراك في بيان «اقول للحكومة اللبنانية بوضوح: انتم مسؤولون عن السفن التي تبحر من مرافئكم ونيتها المعلنة محاولة كسر الحصار البحري المفروض على غزة».  ويتوقع ان تغادر لبنان «قريباً جداً» الى قطاع غزة سفينة على متنها عشرات الناشطات ومساعدات، كما اعلنت في بيروت احدى منظمات هذه الرحلة.  واضاف باراك «ان الحكومة اللبنانية (..) تتحمل مسؤولية منع تحميل اسلحة وذخائر ومتفجرات وامور اخرى من هذا النوع والتي قد تؤدي الى مواجهة عنيفة وخطرة في حال رفضت السفينة التوجه الى اشدود»، في اشارة الى المرفأ الاسرائىلي الذي اقتيدت اليه السفن السابقة التي كانت تحمل مساعدات الى غزة وتم اعتراضها.  وكانت اسرائيل قد اعلنت انه سيتم اعتراض السفينة قبل وصولها الى غزة كما حصل مع سفينة لبنانية في 2009.

 

هأرتس": جيش اسرائيل يتهيأ لايقاف سفن قد تنطلق من شواطئ لبنان الى غزة

18 حزيران 2010 /أفادت صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية ان التوجيهات التي تلقاها أمس جيش الدفاع الاسرائيلي من المستوى السياسي تقضي بالتصدي للسفن اللبنانية وإيقافها مع اللجوء الى استخدام القوة إذا دعت الضرورة الى ذلك. وتقول هأرتس ان الدوائر الأمنية المختصة لا تملك مرحليا معلومات أكيدة عن موعد إبحار السفن اللبنانية نظرا لورود معلومات منتاقضة من لبنان بهذا الشأن.ونسبت الصحيفة الى مصادر أمنية قولها الليلة الماضية إن الافتراض الأرجح ان تنطلق السفن من لبنان بعد غد الأحد غير ان الأمور قد تتغير.

وأوضحت هذه المصادر انه في حال لاقى مغاوير البحر - افراد الصاعقة البحرية مقاومة على ظهر السفن اللبنانية فانهم سيلجؤون الى طرق وأساليب مشابهة جدا لتلك التي كانوا استخدموها على ظهر سفينة "مرمرة" في ال -31 من الشهر الماضي. ونقلت هأرتس عن المصادر الأمنية قولها: "حتى الآن بعد الأحاديث والأقوال والانتقادات كافة لم تتم بلورة طريقة بديلة لإيقاف السفن. وإذا كان هناك أحد لديه حل مغاير – فمن المستحسن أن يقوله الآن." وترى بعض المحافل في الدوائر الامنية انه مع الأخذ بالحسبان القرار المتبلور لدى المجلس الوزاري المصغر تخفيف الطوق حول غزة الى حد كبير – فمن المفاجئ عدم قيام المستوى السياسي بإعادة النظر في جوهر القرار القاضي باللجوء الى القوة لإيقاف السفن.

 

قواعد بحرية سرية تابعة لحزب الله على امتداد الساحل اللبناني من بيروت الى جنوب صيدا

السياسة الكويتية/نقلت اوساط اللوبي اللبناني في واشنطن الذي قام قادته في مطلع هذا الاسبوع بجولة واسعة على المسؤولين الاميركيين والامانة العامة للامم المتحدة في نيويورك ان مستشارية الامن القومي الاميركي تمتلك معلومات خطيرة عن وجود قواعد بحرية سرية تابعة لحزب الله على امتداد الساحل اللبناني من بيروت الى جنوب صيدا، تم الحصول عليها من مصادر مختلفة في بيروت وتل ابيب بعد تهديد حسن نصر الله الشهر الماضي بضرب البحرية الاسرائيلية اذا دخلت المياه الاقليمية اللبنانية

واعلن مسؤول في المستشارية ان هذه المعلومات تتحدث عن وجود ما بين خمسة او ستة ثغور بحرية ممتدة على نحو 100 كلم من بيروت الى الجنوب، يستخدمها "حزب الله" لاخفاء زوارق حربية ايرانية تسلم قطعها على دفعات عدة خلال العامين الماضيين واعاد جمعها وتجهيزها للانطلاق متى دعت الحاجة وبعضها مزود بصواريخ بحر - بحر اضافة الى صواريخ "سيلكورم" الكورية الشمالية التي كان الحزب استخدم احدها لتدمير الزورق الحربي الاسرائيلي قبالة شاطئ بيروت خلال حرب 2006

واكدت المعلومات ان لدى "حزب الله" عددا اخر من الزوارق الحربية الايرانية المزودة بالصواريخ راسية في احد احواض ميناء طرطوس السوري تقدر بما بين ثمانية واثني عشر زورقا يشرف عليها عناصر من الحزب بقيادة ثلاثة من الحرس الثوري الايراني

وحذرت المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الاسرائيلية ايضا من ان تكون الزوارق الحربية التابعة للحرس الثوري الايراني التي هدد مرشد الثورة علي خامنئي بارسالها لحماية باخرتي الحرية الايرانيتين الى غزة ليست سوى زوارق "حزب الله" المخفية على الشاطئ اللبناني، مما قد يؤدي ضربها الى اشعال الحرب الجديدة بين اسرائيل ولبنان

 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية البيان التالي:

عاد البعض من أصحاب الأمزجة المتقلّبة والمواقف المشبوهة إلى طرح موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمطالبة بمنحهم حقّ العمل والتملّك والرعاية الصحية تحت ستار الحقوق الإنسانية والإجتماعية والمدنية لهؤلاء اللاجئين. وسرعان ما تحوّل هذا الموضوع إلى مادة خلافية دسمة بين السياسيين المختلفين على كل شيء إلاّ على خراب البلد.

من حيث المنطق نبدأ بتوجيه الأسئلة التالية إلى أصحاب الشأن والغيارى على مصلحة الفلسطينيين:

كيف يجوز للدولة الموافقة على تأمين الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين قبل تأمينها لمواطنيها؟

أو فتح أسواق العمل أمامهم فيما اللبنانيون يهاجرون بالجملة بحثاً عن لقمة العيش؟

أو توفير الرعاية الصحية لهم وصندوق الضمان عاجز عن توفير الحدّ الأدنى لحاجات اللبنانيين الصحية، والخزينة مثقلة بالعجز والديون غير المسبوقة؟

اما بخصوص التملّك، فأين حاجة اللاجئين الملحّة إلى شراء الأراضي اللبنانية والعقارات، اللهمّ إلا إذا كانوا يسعون إلى التوطين سرّاً ويرفضونه علناً؟

اما من حيث الواقع فالمعادلة واضحة وهي كالتالي:

بقاء زهاء ٤۰۰ ألف لاجىء فلسطيني على أرض لبنان يعني زوال الكيان اللبناني على المدى القريب أو المتوسط على أبعد تقدير.

وعليه نعود ونؤكّد ان رفض التوطين أصبح مسالة حياة أو موت، وقراراً قومياً كتبناه بالدم ودفعنا ثمنه غالياً منذ ان ألقيت أوزار المشكلة الفلسطينية في العام ۱۹٦۹ على كاهل لبنان وحده دون غيره بسبب جبانة حكامه وضعفهم وقصر نظرهم، وارتهان معظم احزابه وسياسييه وإعلامييه للخارج.

إذاً الحل الوحيد لهؤلاء اللاجئين يقوم على أحد أمرين، وكلاهما يتطلّب جهوداً ديبلوماسية حثيثة ومكثفة.

الأول، تأمين عودتهم إلى ديارهم، وإذا تعذر، فالثاني يقضي بتوزيعهم على أشقائهم في الدول العربية الشاسعة الواسعة وبخاصةٍ دول النفط الشديدة الثراء التي تدّعي نصرة القضية الفلسطينية، إضافة إلى الدول الكبيرة القادرة على استيعابهم كالولايات المتحدة وكندا وأوستراليا ونيوزيلندا وروسيا وغيرها.

اما مسألة رعايتهم بانتظار ترحيلهم فيجب ان تكون من اختصاص الدولة اللبنانية بعيداً عن توطين مبطّن تحت ستار الإعتبارات الإنسانية والإجراءات المؤقتة، خصوصاً في ما يتعلق بحتمية نزع سلاحهم من خارج المخيمات وداخلها، وبالتالي تولّي القوّات المسلحة الشرعية مسؤولية أمن المخيمات وحدها لا شريك لها.

وأخيراً نقول لمن لا يفهم بعد ولم يعتبر ولم يتعلم، وانطلاقاً من الوفاء لشهدائنا وشعبنا وأمّتنا اللبنانية، ان لا حلّ للمشكلة الفلسطينية على حساب لبنان مهما تآمر المتآمرون وتواطأ المتواطئون، وكفى مزايدات خصوصاً إذا كانت من النوع الرخيص.

لبيك لبنان

أبو أرز

في ۱۸ حزيران ٢٠۱٠

 

حزب الله يمنع هيفاء وهبي من المشاركة في سفينة "مريم" إلى غزة بسبب التعري والاسفاف

ليبانون اوبزارفر/كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـصحيفة السياسة الكويتية أن كوادر رفيعة في"حزب الله" رفضت بشكل قاطع الطلب الذي تقدمت به الفنانة هيفاء وهبي بالانضمام إلى السفينة النسائية "مريم" التي من المقرر أن تنطلق خلال الأيام القادمة من لبنان حاملة للمساعدات لسكان قطاع غزة المحاصر

وأضافت المصادر أن سمر الحاج, زوجة اللواء السابق علي الحاج, تلقت طلب وهبي وتشاورت بخصوصه مع منظم الرحلة رئيس حركة "فلسطين الحرة" رجل الأعمال الفلسطيني المقيم في سورية ياسر قشلق, حيث أبلغ الأخير قيادة "حزب الله" بهذا الطلب, فتم رفضه بشكل قاطع تحت ذريعة "أن التعري والإسفاف والظهور بملابس غير محتشمة سيضرب بسمعة كل النسوة المشاركات في الرحلة ويوجه الأضواء نحو الفنانة وهبي, ويحول الأنظار عن الهدف الرئيسي للرحلة." وقالت المصادر أن "حزب الله" طلب من قشلق أن يرفض طلب وهبي بديبلوماسية ولباقة عن طريق سمر الحاج بدون أن يذكر اسم "حزب الله" بتاتاً في هذا الإطار خشية أن يفتضح أمر دعم وتمويل وتنظيم السفينتين "ناجي العلي" و"مريم" من قبل الحزب

 

إعادة نظر جذرية في نظام الدفاع الصاروخي

غيتس: إيران قادرة على إطلاق مئات الصواريخ على أوروبا

وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس 

  واشنطن - أ ف ب

أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن إيران قادرة على شن هجوم على اوروبا بواسطة "عشرات او حتى مئات" الصواريخ، الأمر الذي دفع بواشنطن الى اجراء اعادة نظر جذرية بنظامها الدفاعي المضاد للصواريخ، نقلاً عن تقرير إخباري الجمعة 18-6-2010. وكان البيت الأبيض قرر في ايلول (سبتمبر) التخلي عن مشروع لإقامة درع صاروخية في اوروبا الشرقية تهدف بشكل رئيس للتصدي لخطر الصواريخ الايرانية البعيدة المدى، لصالح منظومة دفاعية تحمي حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي من خطر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وقال غيتس أمس الخميس خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان "احد العوامل التي (زودتنا بها) الاستخبارات والذي ساهم في اخذ القرار (بتغيير نظام الدفاع المضاد للصواريخ) كان الاخذ في الاعتبار انه في حال ارادت ايران شن هجوم صاروخي على اوروبا، فإن الامر لن يكون مجرد صاروخ او اثنين او حتى حفنة من الصواريخ".

وأضاف "سيكون على الارجح وابلاً من الصواريخ، حيث قد يكون علينا التعامل مع عشرات او حتى مئات الصواريخ"، مضيفاً أنه يدعم المشروع الجديد "القادر على حماية قواتنا وقواعدنا ومنشآتنا وحلفائنا في اوروبا". وسعى غيتس ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس الى اقناع مجلس الشيوخ بأن معاهدة "ستارت" الجديدة لنزع الاسلحة النووية لن تضعف خطط الدفاع الصاروخي الامريكية. وتنص معاهدة "ستارت" على خفض كبير في ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا من الاسلحة النووية والاستراتيجية. غير ان روسيا اعلنت انها تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذه المعاهدة اذا ما واصلت واشنطن اقامة انظمة دفاعية مضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية بطريقة لا ترضى عنها موسكو.

 

نديم الجميل عاد الى بيروت

المركزية- عاد الى بيروت بعد ظهر أمس النائب نديم الجميّل بعد جولة رسمية على الولايات المتحدة استمرت أياماً، زار خلالها عدداً من المسؤولين في الامم المتحدة وعدداً من أعضاء الكونغرس الاميركي ومسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع. وفور عودته الى بيروت، زار الرئيس أمين الجميّل ووضعه في أجواء الزيارة ونتائج مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين في الادارة والكونغرس، وكذلك في وضع اللبنانيين المنتشرين في الولايات المتحدة وضرورة توحيد جهودهم لدعم القضايا الوطنية.

 

النائب نديم الجميل اطلع الرئيس الجميل على نتائج مباحثاته مع المسؤولين الاميركيين

وطنية - 18/6/2010 عاد الى بيروت، النائب نديم الجميل بعد جولة رسمية الى الولايات المتحدة استمرت أياما، زار خلالها عددا من المسؤولين في الامم المتحدة ومن أعضاء الكونغرس الاميركي ومسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع. وفور عودته الى بيروت، زار الرئيس أمين الجميل ووضعه في أجواء الزيارة ونتائج مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين في الادارة والكونغرس. كما أطلعه على "وضع اللبنانيين المنتشرين في الولايات المتحدة وضرورة توحيد جهودهم لدعم القضايا الوطنية".

 

المكتب الاعلامي للرئيس الحريري: لبنان يتعاطى مع مسألة ترسيم الحدود مع سوريا في اطار المقاربة الايجابية من الجانبين

وطنية - 18/6/2010 - صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيان التالي:

"نشرت صحيفة "النهار" في عددها الصادر اليوم كلاما منسوبا للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد مايكل وليامس، عن حصوله على تأكيدات سورية بتقدم متوقع على صعيد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا.

إن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يرى أن مثل هذا الكلام على لسان السيد وليامس من شأنه أن يولد التباسا لدى الرأي العام اللبناني حول هذه المسألة. وتفاديا لمثل هذا الإلتباس، يهم المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أن يؤكد أن لبنان يتعاطى مع هذه المسألة بصفتها مسألة بين جارين عربيين شقيقين، وأن بحثها يجري بعيدا عن التصريحات الإعلامية، وفي إطار المقاربة الإيجابية المطلقة من الجانبين اللبناني والسوري للمساحة الواسعة من المصالح المشتركة التي تجمعهما. وهذا ما اقتضى التوضيح"

 

جعجع التقى في اسبانيا وزير خارجيتها ورئيس مجلس الشيوخ وتوافق على ضرورة ان "تمسك الحكومة اللبنانية بالقرار الاستراتيجي"

موراتينوس: متمسكون بسيادة واستقلال لبنان ونظامه الديموقراطي الحر

روخو: مستمرون بالمساعي لحماية لبنان وتحييده عن الصراعات الدائرة

وطنية - 18/6/2010 استقبل وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس صباح اليوم، رئيس الهيئة التنفيذية في حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع يرافقه النائب ستريدا جعجع، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمه، ممثل الحزب في فرنسا بيار بو عاصي، على مدى ساعة وربع الساعة. كما حضر من الجانب الاسباني المدير العام لمكتب موراتينوس ومستشار شؤون الشرق الاوسط.

ووضع الوزير موراتينوس جعجع والوفد المرافق في "اجواء العقوبات الاضافية التي اقرها الاتحاد الاوروبي على ايران". كما شرح "أن الهدف من هذه العقوبات هو دفع ايران الى الجلوس بجدية الى طاولة الحوار مع المجتمع الدولي بغية ايجاد حل للنزاع القائم".

وتوافق المجتمعون على ان "هذه العقوبات قد تؤدي الى مزيد من التوتر، من هنا فإنه يتعين على الحكومة اللبنانية بأن تمسك تماما بالقرار الاستراتيجي في لبنان مخافة ان تؤدي اي خطوة غير مدروسة الى ما لا تحمد عقباه".

كما اكد موراتينوس تمسك بلاده "بسيادة واستقلال لبنان الكاملين وبنظامه الديموقراطي الحر المتميز في الشرق الاوسط".

وتطرق المجتمعون الى "موضوع مشروع الاسطول الجديد الذي يجري تحضيره الى غزة فأبدى الوزير الاسباني تخوفه من تعقيدات جديدة في المنطقة قد تنتج عن ذلك، خصوصا وان الاتحاد الاوروبي كان توصل مع اسرائيل الى الاتفاق على التخفيف من الحصار على غزة، ولهذا السبب قد يؤدي ارسال اسطول جديد الى احباط تلك المساعي".

ثم طلب جعجع من الوزير موراتينوس "دعم بلاده والبلاد الاوروبية الصديقة وممارسة مزيد من الضغط على اسرائيل لتحييد لبنان عن دائرة الصراع".

روخو

الى ذلك، استقبل ظهر اليوم رئيس مجلس الشيوخ في اسبانيا خافيير روخو جعجع والوفد المرافق. وفور وصول الوفد الى مجلس الشيوخ، دعا الرئيس روخو جعجع الى "طاولة الشرف فوقع على السجل الذهبي"، ثم قدم روخو هدية تذكارية الى جعجع واخرى رمزية الى عقيلته، معلنا "أن جعجع هو الشخصية اللبنانية الثالثة بعد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التي تزور اسبانيا رسميا".

وشكر جعجع رئيس مجلس الشيوخ على الاستقبال و"الحفاوة المميزة التي احاطته والوفد المرافق في زيارتهم الى اسبانيا، ثم عرض "لتاريخ العلاقة التي تربط اسبانيا بلبنان وما يجمع الشعبين والبلدين من قواسم وقيم ثقافية مشتركة".

من جهته، اشاد روخو ب "حكمة اللبنانيين ودرايتهم في معالجة مشاكلهم على الرغم من تعقيدات الوضع في المنطقة وصعوبته، بهدف بناء دولتهم ومؤسساتهم".

واكد روخو "دعم اسبانيا للبنان في الظروف كافة، معلنا "أن حكومته ستستمر بممارسة المزيد من المساعي لحماية لبنان وتكثيف الضغوط على اسرائيل لتحييده عن الصراعات الدائرة في المنطقة"، داعيا كلا من "اسرائيل وايران وسوريا وجميع الدول المعنية في المنطقة الى عدم استعمال لبنان كساحة للصراع كما كان يحصل في السابق"، مضيفا ان "من غير المقبول بعد الآن ان تبنوا وان يهدم الآخرون ما بنيتموه".

 

سليمان عرض ونظيف للعلاقات الثنائية واهمية التضامن في وجه التحديـــات

المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رئيس وزراء مصر احمد نظيف الذي زار بعبدا قبل ظهر اليوم مع وفد وزاري للعلاقات الثنائية بين البلدين على المستويات كلها وفي شتى المجالات، واطلع منه على الهدف من زيارته لبنان وهو التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون بين البلدين خصوصا في المجال الاقتصادي في اطار اللجنة العليا المشتركة اللبنانية- المصرية. وتناول اللقاء العلاقات العربية – العربية ووجوب تعزيز التضامن العربي لتمتين الموقف لمواجهة التحديات المطروحة راهنا، وكذلك اهمية حصول مصالحة فلسطينية فلسطينية لما فيه مصلحة جميع الفلسطينيين من خلال تقوية موقعهم التفاوضي مع اسرائيل.

وابدى رئيس الوزراء المصري ارتياحه الى الاستقرار السائد الساحة اللبنانية سياسيا وامنيا، منوها بادارة رئيس الجمهورية لهيئة الحوار وانعكاس ذلك ايجابا على المستوى الداخلي ناقلا اليه تحيات الرئيس حسني مبارك. من جهته، نوه الرئيس سليمان بالتعاون القائم بين لبنان ومصر، مشددا على وجوب توسيع دائرة التضامن العربي، محملا بدوره الرئيس نظيف تحياته الى الرئيس مبارك وتمنياته لمصر وشعبها الشقيق بالازدهار والاستقرار.

مؤتمر الجامعات الفرنكوفونية: واستقبل رئيس الجمهورية بعد ذلك وفد رؤساء الجامعات الفرنكوفونية في منطقة الشرق الاوسط لمناسبة انعقاد مؤتمرهم في بيروت، واطلع من رئيسة الوفد السيدة هند حنفي على اهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يؤمن التواصل بين الشباب الجامعي من خلال الفرنكوفونية.

ورحب الرئيس سليمان باعضاء الوفد متمنيا النجاح للمؤتمر، مشيرا الى اهمية العمل المشترك على المستوى الجامعي وتأمين التواصل بين الطلاب والجامعات ومؤسسات القطاع الخاص بهدف تعزيز دور الجامعات في الشأن الاقتصادي. وهو امر جيد على مستوى الدول العربية بحيت يسهم مستقبلا في توظيف القدرات من اجل اعلاء شأن البلدان وتحسين معيشة المواطنين.

الجمعية الكشفية العربية: وزار بعبدا وفد من الجمعية الكشفية العربية في صحبة وزير الشباب والرياضة الدكتور علي العبد الله الذي اطلع رئيس الجمهورية على هدف الاجتماع الذي يعقده الوفد في بيروت وهو التحضير لاطلاق الاحتفالية المئوية للحركة الكشفية العربية انطلاقا من لبنان في اتجاه العالم العربي في العام 2012 طالبا رعاية رئيس الجمهورية الذي رحب بأعضاء الوفد منوها برسالة الحركة الكشفية من خلال رمزية التطوع والايفاء بالوعود والخدمة واحترام البيئة.

مدير الادارة في الجيش: واطلع رئيس الجمهورية من مدير الادارة في الجيش اللواء عبد الرحمن شحيتلي الذي سيرئس الوفد العسكري الى الامم المتحدة على ابرز العناوين والمعلومات والمعطيات عن الخروقات الاسرائيلية للقرار الرقم 1701 الواردة في التقرير الذي يعبر عن وجهة النظر اللبنانية والذي سيرفعه الوفد الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عشية اعداد تقريره المتعلق بتنفيذ هذا القرار.

لجنة حقوق المرأة: واستقبل الرئيس سليمان وفدا من لجنة حقوق المرأة في رئاسة ليندا مطر التي اطلعته على نشاطات اللجنة.

 

رئيس الوزراء المصري اختتم زيارته الى بيروت وعاد الى القاهرة

وطنية - 18/6/2010 غادر رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، عصر اليوم، على متن طائرة خاصة إلى القاهرة، بعد زيارة الى لبنان استمرت يومين، التقى خلالها كبار المسؤولين ووقع 18 اتفاقا وبرنامجا تنفيذيا بين مصر ولبنان . وكان في وداعه في المطار ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الوزير عدنان القصار والسفير المصري أحمد البديوي واركان السفارة.

 

الموسوي: معادلة الجيش والشعب والمقاومة وراء الاســــتقرار الذي أعقب حرب تموز

المركزية- أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب السّيّد حسين الموسويّ، "أنّ إسرائيل كيان قائم على الغصب والعدوان ويستمرّ بهما،فهي لا تريد السّلام ولا تستطيع الاستمرار إلاّ بالحرب، فهي الدّولة الّتي تقفز فوق القوانين الدّوليّة وفوق كلّ القيم، في عقيدتها ووجودها وسلوكها إلغاء للآخر، وإذا كان للعنصريّة من تجسيد حيّ فهي الصّهيونيّة، وإذا كان للعدوان من نموذج فهو إسرائيل الّتي لا شيء يشجّعها إلاّ الدّعم الغربيّ وخاصّة الأميركي"ّ. كلام الموسويّ جاء تعليقا على الجلسة العاشرة لهيئة الحوار الوطنيّ حول الإستراتيجيّة الدّفاعيّة،مشيرا إلى أنّ الاستقرار الّذي يعيشه لبنان منذ آب 2006 ،ليس منّة من إسرائيل ولا المجتمع الدّوليّ،إنّما بفضل معادلة الجيش والشّعب والمقاومة. واستغرب كلام البعض، في الدّاخل والخارج،عن حزب اللّه والمقاومة"، داعياً هؤلاء إلى استعادة الحدّ الأدنى من السّلوك الوطنيّ والاقتدار السّياسيّ،بدل الإستقواء بالخارج، متسائلا: لماذا يستسهل هؤلاء الكلام على المقاومة،ويتغاضون عن الوصيّ الأميركيّ الّذي استباحنا منذ خمس سنوات ونشر الفوضى عندنا بالسّياسة والأمن والحرب الإسرائيليّة"؟ وشدد الموسويّ على أهمّيّة موضوع الحوار حول الإستراتيجيّة الدّفاعيّة، داعياً إلى إدارة الاختلاف اللّبنانيّ،بعيدا عن تبادل الاتهامات الّتي تزيد الانقسام بين اللّبنانيّين، مؤكّدا أنّ وحدة الموقف اللّبنانيّ المنطلقة من الثّوابت الوطنيّة هي الّتي تحفظ لبنان وتحميه، وتمكّنه من دحر العدوان.

 

"الاحـرار" ينتقد بطء التطبيع مع سوريا: قد يحددون الجو والبحر قبل البــــر

المركزية – رفض حزب الوطنيين الاحرار اقحام ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في بازار السجالات والمزايدات داعيا الى تركه في عهدة الدولة ومؤسساتها بالتعاون مع السلطة الفلسطينية الشرعية. وابدى خشيته من البطء والمراوحة في العلاقات اللبنانية – السورية ولا سيما في مسألة ترسيم الحدود وتركيز دمشق على ترسيم الحدود البحرية "والله اعلم اذا لم يكن في ذهن السوريين الانتقال الى ترسيم الحدود الجوية قبل البرية، كجدول اعمال القمة المقبلة".

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي في رئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، واصدر البيان الآتي:

1- نرى إمكانية التوفيق بين ضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية للفلسطينيين في لبنان، انطلاقا من حقوقهم الإنسانية البديهية، وواجب المحافظة على الثوابت الوطنية بما فيها حق عودة الفلسطينيين ورفض التوطين وصون ملكية الأرض، من خلال الضوابط القانونية وشفافية عمليات البيع والشراء، وبقدر ما يجب الحرص على حسن التعاطي مع واقع الفلسطينيين غير المقبول في المخيمات، يقتضي التعاطي الجاد، الذي لم يعد يقبل المماطلة أو الخفة، مع أخطار حقيقية يحلو للبعض تصويرها هواجسا غير مبررة. وعليه فإن هذه المسألة هي من الدقة والحساسية بحيث يفترض درسها بعمق ومسؤولية في ضوء الإمكانات وعلى أساس المتابعة والرقابة المستمرين كشرط أول بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، لتفادي الثغرات غير المحمودة العواقب، كما حصل في مرسوم التجنيس الذي كان أشبه بعملية تهريب ممنوعات، والذي يبقى ضاغطا بكل تداعياته، ناهيك عن حال التهجير التي لا يزال يعانيها عدد كبير من اللبنانيين وبعضهم منذ منتصف السبعينات، ونؤكد رفضنا إدخال هذا الموضوع بازار السجالات والتجاذبات والمزايدات وتركه في عهدة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، بالتعاون والتنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية.

2- نبدي مجددا قلقنا من دوران الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية في حلقة مفرغة، ليصبح حوارا للحوار، علما انه يحظى رغم ذلك بمؤيدين، بذريعة جدواه كبديل - يقول بعضهم بلهجة لا تخلو من التحذير - من الصراع في الشارع، وهذا القول مستهجن ومردود إذ انه يستغيب الدولة وأقله يستخف بها، والرد عليه يأتي طبيعيا بالسؤال عن المانع الذي يحول دون قيام حوار تحت قبة المجلس النيابي، الذي يضم أوسع تمثيل لقوى المجتمع وكل تلاوين السياسة اللبنانية، كما يمكن الرد عليه استثنائيا من خلال الإشارة إلى تجربة الحكومة الحالية، على عواهنها، وهي كناية عن برلمان مصغر، علما ان الحوار سبق وقام بين المرجعيات الدينية، والجميع يقر بضرورته خصوصا في مجتمع تعددي ووطن محاط بالتحديات والأطماع.

ولعل مصدر قلقنا الأول يكمن في إحجام المعنيين المباشرين بالسلاح وبالتفلت من عقال الدولة وقوانينها عن تقديم نظرتهم واكتفائهم بتلميحات على هامش تصريحات مسؤوليهم، وبمواقف فوقية استكبارية لا تتوانى عن تخوين من لا يرى رؤيتهم ولا يذهب مذهبهم، ويلاقي سلوكهم، هذا رهان البعض على إمرار مقولة الشعب والجيش والمقاومة كأحجية، وهي في الحقيقة غطاء للسلاح غير الشرعي وأصحابه، وانحياز إلى عقيدتهم ومشروعهم ومحورهم الإقليمي.

3- نرحب بانعقاد القمة اللبنانية - السورية وبالعلاقات الجديدة بين الدولتين السيدتين"، وندعو إلى مأسستها وتعميقها بما يحفظ استقلال كل من لبنان وسوريا وسيادته وخصوصيته، ويخدم مصلحة الشعبين ويرسخ روابط حسن الجوار، والتنسيق حول القضايا المشتركة في المحافل الإقليمية والدولية، الا ان ما نخشاه هو البطء والمراوحة اللذين يوحيان بعدم وجود رغبة سورية حقيقية في التجاوب مع المطالب اللبنانية المحقة، ولقد كان لافتا على هذا الصعيد تركيز دمشق المستجد على الحدود البحرية، في تراجع فاضح لا يمكن إغفاله، في حين ينصب اهتمام لبنان على ترسيم الحدود البرية، ونقول نحن بدءا من الجنوب لو أرادت سوريا تقوية موقع لبنان في مواجهة إسرائيل من خلال تكريس لبنانية مزارع شبعا، وقبوله بانطلاق عمليات الترسيم من الشمال وفقا للالحاح السوري، والله اعلن اذا لم يكن في ذهن السوريين الانتقال إلى ترسيم الحدود الجوية قبل البرية، كجدول أعمال القمة المقبلة، ناهيك بالصمت القاتل بالنسبة إلى ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والمخفيين قسرا، والذي يشكل إقفاله مدخلا إلى علاقات ثقة بين الدولتين والشعبين.

 

"حزب الله" تلطى وراءنا هرباً من الإحراج سامي الجميل يحذر من مخطط إسـرائيلي لتوطين الفلسطينيين في دول الشــتات

المركزية- حذر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل من مخطط إسرائيلي لاستيعاب الفلسطينيين حيث يتواجدون معتبرا ان بعض الاطراف ومنهم حزب الله كان ربما راضيًا عن تأجيل اقرار الاقتراحات بشأن حقوق الفلسطينيين المدنية في مجلس النواب وتلطى وراءنا لانه لا يريد طرح الموضوع بنفسه".

واكد ان هذا الاندماج "كان سيؤدي الى التوطين بوعي" أو بغير وعي معتبرا ان ما يطرح هو مطلب اسرائيلي ولم يبق من هذا الاندماج الا اعطاء الجنسية والحق السياسي في التصويت والترشح للفلسطينيين".

عقد الجميل مؤتمرًا صحافيًا في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، اوضح فيه ملابسات ما جرى في الجلسة التشريعة الاخيرة، فقال: "كنا نفضل الا يكون موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مدار مزايدات كما كان منذ سنوات والاستفادة من مأساة الشعب الفلسطيني لغايات سياسية او شخصية". واكد الحرص التام على وضع اللاجئين الفلسطينيين الانساني في لبنان لافتا الى الظروف الانسانية غير المقبولة التي يعيشونها، مشيراً الى أن حزب الكتائب كرر هذا المطلب مرارا، لكن الاعتراض في مجلس النواب لم يكن على تحسين الوضع الانساني للفلسطينيين وانما على امور عدّة.

واعتبر ان هذا الملف الذي يعمّر اكثر من ستين عاما سبّب ازمات عدة ونقاشات طويلة لا يمكن حسمها في ثلاثة ايام. اذ قدمت الى النواب اربعة اقتراحات قوانين قبل اربعة ايام من الجلسة العامة تتضمن أمورًا مصيرية ومهمة جدًا للبنان وللاجئين الفلسطينيين فيه. فطلب من النواب اقرارها من دون نقاش او اقتراحات او درس، واصفًا ذلك بغير المقبول لأن هذه المواضيع شائكة" وأكد الجميل ان هذه الطروحات همجية مستشهدا بـ" موضوع الضمان الاجتماعي في لبنان الذي يعاني مأساة كبيرة، إذ إن هذا الصندوق واقع في عجز مالي يقارب الـ500 مليون دولار، وهناك تقريبا 356 مليار ليرة لبنانية متأخرات منذ العام 2008 للمستشفيات الخاصة في لبنان ، اضافة الى 300 مليار مستحقات لصندوق الضمان من الدولة اللبنانية العاجزة عن تأمينها. ولفت الى أن 43% من اللبنانيين لا يستفيدون من اي ضمان صحي، كما ان ثمة فئات اخرى من المجتمع اللبناني مثل المزارعين وعمّال البناء، يطالبون بالاستفادة من الضمان الاجتماعي ولم يتمكنوا من ذلك".

واضاف:"امام هذا الواقع يُطرح ضم اللاجئين الفلسطينيين الى الاستفادة من الضمان الاجتماعي. فنحن نؤيد هذا الطرح ليستفيدوا ايضًا من التغطية الصحية والتربية المجانية فهي مطالب محقة وانما الضمان الاجتماعي اللبناني وخزينة الدولة اللبنانية والمديونية، لا تفسح كلها في المجال أمام ذلك ويفترض ان يكون اصحاب هذا الطرح مدركين جيدًا له".

واعتبر "أن من شأن زيادة 300 الف لاجئ فلسطيني على الضمان الاجتماعي ضمانة بعدم استفادة الطرفين اللبناني والفلسطيني منه وبالتالي سيقفل. إذ إن الدولة اللبنانية حتى اليوم لا تؤمن الامور البديهية للبنانيين وبالتالي فإن الطرح الذي تقدموا به في مجلس النواب كان سيقضي نهائيا على أي ضمان صحي للبنانيين والفلسطينيين معا. لذلك فإن ما اقترحناه في مجلس النواب هو التفكير في طريقة تؤمن الحقوق الانسانية للفلسطينيين من دون ضرب مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين معا".

وقال: "في جعبتنا اقتراحات عدّة متعلقة بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ورغبنا في طرح صندوق مستقل يكون ممولا من الاونروا وجامعة الدول العربية يخصص للاجئين الفلسطينيين في لبنان لتلبية حاجاتهم الانسانية والاقتصادية، ويجب التفكير في طريقة اخرى لمساعدة هؤلاء".

واعتبرأن مسؤولية مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، هي مسؤولية عربية ودولية قبل ان تكون لبنانية فقط، لأن الدولة اللبنانية مضيفة وليست المسؤولة عما حصل مع الشعب الفلسطيني".

واضاف: "احببنا ان يفسح في المجال أمامنا لطرح هذا الموضوع في اللجان النيابية والا يرمى علينا للتصويت والتصديق عليه في شكل غير مقبول، لاننا لسنا موظفين عند احد ولا تابعين، ولا تفرض علينا امورا مثل هذه. نحن نواب منتخبون من الشعب اللبناني تقع علينا مسؤولية النظر في مصلحة هذا الشعب والشباب اللبناني. ولا نقبل برمي هذه الاقتراحات لبتها بعد بضعة ايام، كما لا نقبل باتهامنا بالانعزال اذا طلبنا شهرًا لدراستها".

وسأل الجميل اللبنانيين كم من مرة احتاجوا الى الاستشفاء ولم يستطيعوا تأمين كلفة استشفائهم، وهل اللبنانيون يؤمنون حقوقهم من خلال الدولة اللبنانية؟ وقال:" كيف نستطيع كممثلين عن الشعب اللبناني غض النظر عن هذه المأساة اللبنانية وان نقر قوانين من دون دراستها، ونحن الذين ندرك معاناة اللبنانيين ونلمسها يوميًا".

سوق العمل: وفي ما يتعلق بفتح سوق العمل امام 300 الف من اللاجئين الفلسطينيين، قال:"لسنا في المبدأ ضد ان يعملوا في اي حقل من الحقول، وانما هل من المنطق طرح مشروع من هذا النوع من دون التحدث مع النقابات واتحادات العمال واستشارتها والنقاش معها؟".

واشار الى أن الاولوية في كل دول العالم تكون لصالح المواطنين قبل الاخرين لذلك من الطبيعي ان تكون هذه الامور مدار نقاش ودراسة واستقصاء مع النقابات والاتحادات قبل اقرار القوانين.

وعن قانون التملك، قال: "ثمة لجنة حوار لبناني فلسطيني في مؤسسة مجلس الوزراء، فلماذا لا نستشيرها وهي الموكلة من قبل الشعب اللبناني للبحث في هذه المواضيع وقد قدمت الكثير من الاقتراحات؟".

وتابع:"هذه اللجنة قدمت طرحًا لهيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل يقوم على مبدأ الحيازة الذي يشكل حلا وسطًا بين التملك والايجار من اجل تأمين اقامة لائقة ودائمة للفلسطينيين من دون الدخول في معضلة التملك المتعلقة بموضوع تملك الاجانب في لبنان".

واستغرب كيف يطرح موضوع العمل من دون العودة الى النقابات، والتملك من دون استشارة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وكيف يطرح موضوع الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة من دون النظر الى الوضع المادي والمالي لهذه الصناديق. واضاف:" طرحت هذه المواضيع للمزايدات والحسابات الشخصية والسياسية ومن طرحها يعمل على رمي المسؤولية على الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ويضعونها كلها في مواجهة الحقوق الانسانية للفلسطينيين في لبنان".

وسأل المزايدين في هذا الاطار، "في الاعوام الخمسة عشر الماضية، لم تكن هذه الاحزاب ممثلة في مجلس النواب، فلماذا لم تطرح هذه المشاريع في تلك الفترة في غياب الاطراف التي اعترضت على هذه الاقتراحات؟"

وردًا على الاتهام بالعمالة لاسرائيل، استند النائب الجميل الى حوار فلسطيني - اسرائيلي، طرح فيه حزب العمل الاسرائيلي خطة اسرائيلية من اجل التخلص من اللاجئين الفلسطينيين عبر استيعابهم بالدول التي يتواجدون فيها، معتبرا ان اندماج الفلسطينيين في المجتمع اللبناني سيؤدي الى ضرب مبدأ العودة وانهائه، وهذا مطلب اسرائيلي.

وتمنى النائب الجميل معالجة هذا الموضوع بتروّ ومن دون مزايدة إذ يحق لممثلي الشعب اللبناني النظر في هذا الملف بهدوء والنظر الى كل المعطيات بعيدًا من المزايدات والانفعالات.

واعتبر أنه لا يجوز تحت عنوان المزايدات ادخال لبنان والدولة اللبنانية في دوامة لا يحتملها الشعب اللبناني ولا الدولة اللبنانية.

مصداقية جنبلاط: وردا عن سؤال عن مواقف النائب وليد جنبلاط ، قال: فقد كل المصداقية تجاه الشعب اللبناني وتجاه نفسه وبالتالي كل ما يقوله لا يستأهل الاجابة عليه".

وذكّر بأن حزب الكتائب يدعو دائما الى الكف عن تأجيل المشكلات اللبنانية والمواضيع الاساسية والمهمة لمستقبل لبنان، داعيًا الى طرح هذه المواضيع المصيرية في مؤتمر وطني تناقش فيه المواضيع التي تحتاج الى مناقشة واعادة نظر ودراسة وتأن، مثل اللاجئين الفلسطينيين والنظام السياسي والدستور، معتبرًا أن هذا النقاش لا يكون بالطريقة الهمجية التي حصلت. واشار الى أن حكومة الوحدة الوطنية قادرة ان تلعب هذا الدور والانتقال من معالجة المشكلات الى قيام بناء ثابت يتضمن رؤية لبنانية الى المستقبل وبالتالي الكف عن توريث اولادنا مشكلات لم تكن لدينا الجرأة لطرحها سابقا.

وردا عن سؤال قال: "بعض الاطراف كان راضيا عن تأجيل اقرار هذه الاقتراحات في مجلس النواب وتلطى وراءنا ربما لانه لا يريد طرح هذا الموضوع بنفسه وقد يكون هذا البعض حزب الله".

اضاف: "يتهموننا بالعدائية مع الفلسطينيين فيما نحن لا نخوّن أحدا وانما ما نقوله هو ان هذا الاندماج كان سيؤدي الى التوطين بوعي أو بغير وعي وما يطرح هو مطلب اسرائيلي والتصاريح الاسرائيلية في هذا الاتجاه كثيرة. ولم يبق من هذا الاندماج الذي يطرح الا اعطاء الجنسية والحق السياسي بالتصويت والترشح للفلسطينيين".

وختم ردا عن سؤال: "لا اعرف عن اي يمين يتحدثون اذ ربما لا يزالون يعيشون في زمن جدار برلين؟؟".

 

مصادر كتائبية تنتقد التسريبات المشوهة لمواقف الجميل في الحوار: طلب رأيا استشاريا دوليا في معاهدة تتناقض بنودها مــع القانون واستثنى النزاع مع اسرائيل من صيغة الحيـــــاد الايجابـــي

المركزية– استغربت مصادر كتائبية ردات الفعل التي نقلها بعض الصحف ازاء الطرح الذي تقدم به الرئيس أمين الجميل على طاولة الحوار في موضوعي المعاهدة اللبنانية – السورية ودعوته الى الحياد الايجابي انطلاقا من نظرته الى اعتبار ذلك من مقتضيات "عناصر السلام الداخلي اللبناني".

وقالت المصادر لـ "المركزية" ان بعض التسريبات المشوهة لموقف الرئيس الجميل لا تنم عن تعاطي البعض بالملفات الوطنية الكبرى في جدية بقدر ما تتعاطى معها باستخفاف قل نظيره، فنشر المواقف في شكل مجتزأ يسيء الى الوسيلة الاعلامية وقرائها والى "ابطال المواقف" هواة التسريب.

واضافت ان الرئيس الجميل عندما تحدث عن معاهدة الاخوة والتعاون بين البلدين اشار الى الظروف غير الطبيعية التي ولدت فيها الاتفاقية والصعوبات التي واجهها لبنان ولا تزال في ذاكرة كل الناس، مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الاسد سبق له في اكثر من مناسبة ان ابدى استعداده لإجراء قراءة جديدة للعلاقات بين البلدين في ضوء تجارب الماضي وملاحظات البعض التي وضعت على معايير حيادية ومستقلة.

من هنا، لفت الرئيس الجميل حسب المصادر، "الى ان من الافضل استشارة هيئات دولية مثل الهيئات الاستشارية المعتمدة لدى المراجع الدولية والمحكمة الدولية في لاهاي مؤكدا طلب رأي استشاري بما يعني اجراء مراجعة غير ملزمة وكل ذلك بعدما اعتبر أن بعض البنود فيها تتناقض ومفهوم القانون الدستوري والقانون العام وبالتالي مع مستلزمات القانون والدستور اللبناني والمصلحة اللبنانية العليا.

ولفتت المصادر الى ان الرئيس الجميل طالب بحوار شفاف وعلني وان يكون الرأي العام على بينة من كل ما يجري على مستوى العلاقات بين البلدين فلا تكون هناك اتفاقيات غير معلنة ولا حوارات سرية، ذلك ان من حق اللبنانيين ان يطمئنوا الى علاقات سليمة بين الدولتين ما داموا جميعا يطالبون بمثل هذه العلاقات الا اذا كان احدهم يريدها مغلفة بمصالح شخصية وفئوية.

ولفتت المصادر الى ان عضو طاولة الحوار البروفسور فايز الحاج شاهين لم ينتقد الرئيس الجميل بل قدم مطالعة شاءها "رأيا" قانونيا سريعا حول المعاهدة واشار الى سلتين واحدة ايجابية واخرى سلبية.

ففي الايجابيات قال ان المعاهدة قدمت اعترافا سوريا مهما بتأكيد سيادة لبنان واحترام نظامه العام على جميع المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها وهو ما كان ليتم قبل ذلك في ظل الحديث عن قطر شقيق لا عن دولة جارة لها سيادتها واستقلالها.

وفي السلبيات تحدث البروفسور الحاج شاهين عن خروقات دستورية ومخالفات تقتضي معالجتها حرصا على مصداقية هذه الاتفاقية ودستوريتها عملا بمضمون الدستور اللبناني والقانون الدولي.

وتحدث عن امثلة عدة اختارها من عناوين مختلفة قبل ان يقاطعه رئيس الحكومة ليتحدث عن اعمال اللجنة الوزارية المولجة البحث مع السوريين في الاتفاقات بين البلدين في دمشق والاشارة الصريحة الى ان "الامور الحساسة تعالج بعيدا من الاضواء وبالحوار وبكل ايجابية..."

اما في الشق الثاني المتصل بدعوة الرئيس الجميل الى الحياد فلفتت المصادر الى ان الرئيس الجميل قدم لطرحه عن هذا الموقف بالحديث عن عناصر "السلاح الداخلي اللبناني" ومقومات الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومنها ما يعزز التفاهم الوطني متوصلا الى صيغة "الحياد الايجابي الخلاق" تداركاً لنتائج وترددات الصراعات الاقليمية والدولية، مشددا على استثناء "النزاع مع العدو الاسرائيلي" تحديدا.

واعتبر الرئيس الجميل بوضوح ان قرار مجلس الوزراء الذي انعكس "بعدم التصويت" في مجلس الامن الدولي على قرار العقوبات بشأن الملف النووي الايراني هو الدليل الى ان حياد لبنان عن الصراعات الكبرى الاقليمية والدولية هو الافضل له، ولذلك فقد اثنى الرئيس الجميل على الموقف اللبناني ،كما وافقه في ذلك كثيرون حول العالم ، كونه وفر على البلاد صراعا سياسيا وحكوميا لم يكن لأحد ان يتصور ما ستكون عواقبه على الوضع في البلاد.

وقال: جربنا كل اشكال الحلول الى اليوم وتطورات الازمات في لبنان من سيء الى اسوأ ولم نوفر الحماية الضرورية له، فلماذا لا نجرب هذا الحل في الشكل والمضمون والذي يبدو انه يلائم لبنان في ادق الظروف كالتي عبرناها اخيرا.

ورفضت المصادر الرد على بعض التعليقات التي نقلتها بعض الصحف اليوم تحت عناوين عدة ومنها ما نسب الى محاضر جلسات هيئة الحوار واعتبرت ان بعضها جاء على ما يبدو بعد انتهاء اعمال الطاولة وردات الفعل على ما جرى تسريبه عنها في شكل مجتزأ وغير دقيق.

ورأت المصادر في بعض التسريبات جوانب تتصل بالتمنيات وبمنطق "لو انتبهنا بساعتها لقلنا كذا وكذا".

واكدت المصادر ان الرئيس الجميل رد على ملاحظات النائب جنبلاط بدقة متناهية وقدم له جردة بمواقفه في السنوات الاخيرة ودعواته الى الحياد الايجابي في اكثر من مناسبة وعبر محطات التلفزيون العربية والمحلية والدولية ومنها ما تضمن موقفه من الحياد في حديث نشرته النهار في 23 شباط 2007 عندما نادى "بحياد لبنان عن الصراع العربي – الاسرائيلي" وقال حرفيا يومها: "بعد ثلاثين سنة من الحروب والخراب، وخصوصا في الجنوب... ألآ يحق لنا القول، كفى!!؟"

وفي موضوع مزارع شبعا قالت المصادر ان النائب جنبلاط قدم جديده على طاولة الحوار بالقول: "ان لا خيار الا بالالتحام مع قوى الرفض والممانعة في المنطقة والعالم". وتسائل: كيف يمكن ان نتجاهل حق لبنان في مزارع شبعا والتنازل عنه!؟، وكيف يمكن تحييد للبنان عن الصراع مع اسرائيل؟!

ولذلك ، قالت المصادر، رد الرئيس الجميل، مذكرا بكلام لجنبلاط على طاولة الحوار حين كانت "للتشاور" في مجلس النواب عندما قال: ان السيادة اللبنانية على مزارع شبعا غير موجودة. وحذر يومها من "التمسك بلبنانية المزارع" لكون ذلك سيؤدي الى الويلات على لبنان.

 

مصير الموازنة العامـــة يبت اليـــوم المختارة تستقبل غدا علي وحلفاء سوريـا "التيار الوطني" ينهي "الهدنة مــع صفيـر

المركزية - ساد الهدوء الحذربعد صخب سياسي رافق الاسبوع على خلفية ملفات ومحطات عدة ولا سيما مسار العلاقات اللبنانية ـ السورية وتحديدا ترسيم الحدود، والحقوق المدنية للفلسطينيين التي ارجىْ ملفها الى جلسة 13 الجاري ، ومناقشات طاولة الحوار الذي رحّل ملف الاستراتيجية الدفاعية الى آب المقبل.

وفي الانتظار، ينصرف المسؤولون الى ملء الوقت المستقطع بملاحقة المطالب الاجتماعية ويعقد مجلس الوزراء جلسة عصرا لمتابعة مناقشة مشروع الموازنة وتوقعت مصادر مطلعة ان يقر المشروع في جلسة اليوم ان لم يحصل اي شيء ليس في الحسبان، لكن معلومات اخرى اشارت الى ان بحث الموازنة لن ينتهي اليوم لوجود مواد تحتاج الى نقاش معمق.

السفير السوري ضيف المختارة: ويطبع المشهد السياسي نهاية الاسبوع حدثان لافتان بحيث تتجه الانظار الى الجبل غدا حيث سينزل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ضيفا على قصر المختارة وتحديدا على مائدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وفيما اوضحت مصادر مقربة من النائب جنبلاط ان الاخير درج على دعوة السفراء الاجانب والعرب الى المختارة وقد وجه دعوة الى السفير السوري اسوة بسائر الدعوات، قالت مصادر مقربة من دمشق لـ"المركزية" ان الزيارة الى المختارة بروتوكولية وعادية وتأتي في اطار التواصل مؤكدة ان الامور بخير وسجلت تقدما في العلاقات اللبنانية ـ السورية. واكدت ان باب سوريا مفتوح دائما على الجميع ولم يقفل في وجه احد وقد اثبتت الايام ذلك.

تواصل شيعي ـ فاتيكاني: في غضون ذلك، كشف اليوم عن زيارة قريبة لحزب الله الى السفارة البابوية غداة لقاء اولي انعقد اخيرا بين عضو المكتب السياسي في الحزب غالب ابو زينب والسفير البابوي. وادرجت مصادر الحزب لـ"المركزية" هذه الخطوة في اطارالتواصل مع السفير البابوي مؤكدة حرص الحزب على ايصال وجهة نظره ورؤيته للامور والتفاعل مع الآخرين والوقوف على وجهة نظرهم، منوهة بالانفتاح والاجواء الايجابية للقاء الذي اتسم بالصراحة والشفافية في النقاش الذي تناول الاوضاع الداخلية ووجهة نظرنا حيال ما يجري في المنطقة وامورا تتجاوز السياسات اللبنانية الآنية. وابدت المصادر ارتياحها الى اللقاء الذي ستعقبه لقاءات اخرى. قائلة: "نحن مؤمنون بالانفتاح والتعاون والعيش المشترك والمصير الواحد وفي ضوء هذا الايمان سنكمل".

مصادر مواكبة للزيارة نفت لـ"المركزية" ان تكون طرحت في اللقاء اي مواضيع ضيقة وشخصية. وقالت ان الوفد حضر الى السفارة البابوية من أجل الآتي:

اولا: الطلب من الفاتيكان بدوائره كلها المساعدة في تطبيق القرارات الدولية وخصوصا المتعلق منها بانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وسواهما.

ثانيا: التأكيد على حرص حزب الله والمقاومة على الصيغة اللبنانية بمكونها النموذجي والمتنوع أجمع.

ثالثا: التأكيد على وحدة لبنان وعيشه المشترك والعلاقة الجيدة القائمة بين الطوائف اللبنانية وتحديدا بين المكونين الشيعي والمسيحي كما بين المكونات الاخرى.

رابعا: التأكيد على تسليم السلاح للدولة والاجهزة المعنية بعيد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان وتسليم اسرائيل بمبدأ السلام الشامل.

وعلى الضفة المقابلة، ادرج منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد زيارة حزب الله السفارة البابوية في اطار تسجيل شكوى ضد البطريرك الماروني على خلفية القضايا التي تثيرها الكنيسة المارونية وفي مقدمها موضوع سلاح "حزب الله".

التيار الوطني الحر ـ بكركي: في سياق آخر، اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير زيارته الفرنسية وعاد الى بيروت اليوم لاستكمال تحضيرات لزيارة زحلة بعد غد الاحد. وقد استأثرت المواقف التي اطلقها في باريس بالاهتمام لا سيما لجهة تساؤله عن جدوى ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله واعتباره ان شعبية النائب العماد ميشال عون تتراجع مسيحيا. وهو اليوم أكد أن "لا دافع ولا شروطا حقيقية لزيارة دمشق في هذه الظروف"، مشددا على ضرورة أن "يكون أبناء الوطن الواحد سواسية أمام القانون وعلى ضرورة أن يكون السلاح فقط في يد الدولة لا في يد فئات معينة، وهذا لا يحصل في لبنان"، مؤكداً أن "موضوع السلاح يخصّ اللبنانيين فقط لا غيرهم".

اوساط في التيار الوطني الحراستغربت كلام البطريرك وقالت لـ"المركزية" في النهاية ان بكركي ليست شركة احصاء اولا وثانيا كنا نتمنى على البطريرك ان يشرح اين وكيف تراجعت شعبية العماد عون مسيحيا وثالثا من حق البطريرط الطبيعي ان ينتقد ما يشاء ولكنه لم يعط مرة حلولا من اجل الخروج من المأزق الذي يتخبط فيه لبنان. فهل المخرج في رأيه هو الاستعانة بفرنسا لتعود وتتخلى عنا عند التقارب السوري - الفرنسي المقبل؟

اي في معنى آخر تريد فرنسا اليوم "زكزكة" سوريا عبر المسيحيين من هنا جاء استقبال الرئيس نيكولا ساركوزي للبطريرك صفيروللدكتور سمير جعجع لكن عندما تعود العلاقة الفرنسية ـ السورية قريبا سوف ينتسى دور المسيحيين . لقد جربنا في السابق سياسة التخلي عن محيطنا ورأينا ماذا كانت النتيجة، فهل من الضروري اليوم تكرار هذه المحاولة؟

وقالت : "على البطريرك ان يكون ابا لجميع المسيحيين وليس لفئة واحدة ويبدو انه مصر على مواقفه لذلك من الآن وصاعدا ، وفي السياسة، نحن في حلّ من كل وعد قطعناه في السابق وسنرد على مواقفه بعدما انتجنا سياسة الهدوء والروية معه، بناء على طلب اكثر من اسقف ومطران ووسيط.ومن له اذنتان سامعتان فليسمع".

 

الاتحاد السرياني: وماذا عن حقوقنا؟

المركزية - على وقع مطالبة بعض السياسيين اللبنانيين بضرورة اعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقا مدنية وغيرها من الحقوق الانسانية في لبنان، أعلن رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد ان هذا الملف انساني مطالبا "الدولة اللبنانية بضرورة تحسين الوضع الانساني للفلسطينيين ولكن ضمن توافق تام وأطر معينة لا تؤدي الى ترسيخ وجودهم وتوطينهم فيلبنان". وقال: "كنا نتمنى لو ان القيمين على النظام في لبنان يفكرون في حقوق أبناء بلدهم وتحسين اوضاعهم السياسية والاجتماعية قبل الضيوف، كالتفكير مثلا في درس مطالب الطائفة السريانية وإعطائها حقوقها في الادارات العامة وفي المجلسين النيابي والوزاري وليس الاكتفاء بتخصيص اربعة مقاعد بلدية صودر اخيرا مقعد منها وأصبحت حقوقها في كل لبنان ثلاثة مقاعد بلدية وأربعة مقاعد اختيارية".

 

النائب الموسوي علق على الجلسة ال 10 للحوار: الثوابت الوطنية تحفظ لبنان وتمكنه من دحر العدوان

وطنية - 15/6/2010 علق عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي على الجلسة العاشرة لهيئة الحوار الوطني حول الإستراتيجية الدفاعية، فاكد "أن إسرائيل كيان قائم على الغصب والعدوان ويستمر بهما"، ولفت الى انها "لا تريد السلام ولا تستطيع الاستمرار إلا بالحرب، وهي الدولة التي تقفز فوق القوانين الدولية وفوق كل القيم".

ورأى ان "في عقيدتها ووجودها وسلوكها إلغاء للآخر، وإذا كان للعنصرية من تجسيد حي فهي الصهيونية، وإذا كان للعدوان من نموذج فهو إسرائيل التي لا شيء يشجعها إلا الدعم الغربي وخصوصا الأميركي". واشار إلى "أن الاستقرار الذي يعيشه لبنان منذ آب 2006 ليس منة من إسرائيل ولا من المجتمع الدولي، إنما بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

واستغرب "كلام البعض في الداخل والخارج عن "حزب الله" والمقاومة"، داعيا هؤلاء إلى "استعادة الحد الأدنى من السلوك الوطني والاقتدار السياسي، بدل الإستقواء بالخارج"، متسائلا: "لماذا يستسهل هؤلاء الكلام على المقاومة، ويتغاضون عن الوصي الأميركي الذي استباحنا منذ خمس سنوات ونشر الفوضى عندنا بالسياسة والأمن والحرب الإسرائيلية؟".

وشدد على أهمية موضوع الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية، داعيا إلى "إدارة الاختلاف اللبناني، بعيدا عن تبادل الاتهامات التي تزيد الانقسام بين اللبنانيين"، مؤكدا أن وحدة الموقف اللبناني "المنطلقة من الثوابت الوطنية هي التي تحفظ لبنان وتحميه وتمكنه من دحر العدوان".

 

تستهدف قطاع النفط.. وأثارت استياء موسكو

الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات أقسى على النظام الإيراني

 بروكسل - أ ف ب/قرر قادة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إيران بسبب ملفها النووي أقسى من تلك التي قررتها الأمم المتحدة، وتستهدف خصوصاً قطاع تكرير النفط الحساس، الامر الذي اثار استياء روسيا، بحسب تقرير إخباري الجمعة 18-6-2010. واستعرض القادة الأوروبيون، الذين عقدوا قمة في بروكسل أمس الخميس، بالتفصيل سلسلة من القطاعات التي سيتخذ الاتحاد الأوروبي بحقها تدابير جديدة لمعاقبة طهران على عدم تعاونها في ما يتعلق ببرنامجها النووي المدني الذي تشتبه الدول الكبرى في أنه غطاء لطموحات عسكرية.

ويريد الاتحاد الأوروبي حظر الاستثمارات الجديدة وعمليات نقل التكنولوجيا والتجهيزات والخدمات في قطاعي النفط والغاز، لاسيما تلك المرتبطة بتقنيات تكرير النفط وتسييل الغاز.

ويصيب هذا الأمر مسألة بالغة الحساسية بالنسبة الى اقتصاد ايران الغنية بالمواد الاولية ولكن التي تعاني من نقص هائل في قدرات التكرير.

وفي قطاع التجارة، ستركز الاجراءات خصوصاً على المنتجات الحساسة التي يمكن تحويلها لأغراض عسكرية، وعلى قيود اضافية في مجال التأمين على التعاملات التجارية.

ويقترح الاوروبيون ايضاً، انسجاماً مع ما تدعو اليه الامم المتحدة، فرض عقوبات على الشركة الايرانية للنقل البحري (آي آر آي اس ال) او توسيع لائحة الاشخاص الذين تطالهم عقوبة تجميد الاصول او حظر منح عناصر الحرس الثوري تأشيرات دخول. وورد ايضاً في لائحة العقوبات الاوروبية قطاع الشحن الجوي، وفي المجال المالي هناك تجميد اصول مصارف ايرانية وفرض قيود في قطاعي البنوك والتأمين. وسيقوم وزراء الخارجية الاوروبيون بتحديد تفاصيل هذه الاجراءات في 26 تموز (يوليو).

وأعلنت الحكومة الامريكية الاربعاء الماضي أنها وضعت هي الاخرى قيد التطبيق العقوبات الجديدة التي قررتها الامم المتحدة ضد ايران، وذلك عبر توسيع لائحتها السوداء التي تضم الأشخاص الطبيعيين او المعنويين الايرانيين الذين تم تجميد اصولهم المحتملة في الولايات المتحدة. وترمي الاجراءات الاوروبية والامريكية الى مواكبة قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر الاسبوع الماضي. لكن خيار الاوروبيين والامريكيين في الذهاب ابعد من الامم المتحدة، واجه انتقاد موسكو الخميس. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان روسيا تشعر بـ"خيبة امل" من العقوبات الاحادية الجانب الامريكية والاوروبية ضد ايران، محذراً من انها قد تؤثر في تعاون موسكو في الازمة النووية.

 

جنبلاط يتجاوز حدود الخصومة السياسية واللياقة

 فؤاد ابو زيد/الديار

اعترف بأن انتقاد النائب وليد جنبلاط، واستعمال كلمات ومفردات قاسية في هذا الانتقاد يسببان لي الانزعاج والاحراج على السواء، نظراً للعلاقة الطيبة الطويلة التي كانت تربط والدي بقصر المختارة ايام الست نظيره، وانتقلت بعد وفاتها الى ولدها المعلم كمال جنبلاط وتشاركنا فيها عائلياً حتى استشهاده، ولم تسمح ظروف الحرب بتجديد هذه العلاقة مع الاستاذ وليد، انما كنا نغرف من معجن العلاقة القديمة لنواكب حركة وريث زعامة قصر المختارة، التي مع الأسف لم تكن دائماً بغنى وقيمة ما ورثه وليد جنبلاط، ولكن ما الحيلة اذا كان الزعيم اليساري اليوم، اليميني بالامس، الدرزي دائما، يتناول خصومه في السياسة، واحيانا حلفاءه، بنعوت والفاظ، تحت لافتة التبرير الدائم، بأن هذا هو أسلوب وليد جنبلاط، وكأن الناس ملزمة بقبول اسلوب جنبلاط والخضوع له، وما يثير الاستهجان في خطاب جنبلاط انه اذا خاصم الدكتور سمير جعجع او العماد ميشال عون، او غيرهما من الموارنة، يتحوّل الموارنة بكاملهم الى «جنس عاطل» و«انعزاليين» و«عملاء» ومؤخراً الى «يمينيين اغبياء» وكأنه اعطي حقاً الهياً او دستورياً بتصنيف الناس وغربلتهم، في حين انه في خطابه هذا يسيء اكثر ما يسيء، الى ذكرى والده الشهيد المعلم كمال جنبلاط، ولم يتعلم من مواكبته شيئاً، خصوصاً في أدب الكلام والمخاطبة.

كان جنبلاط منذ حوالى السنة أو اقل، قبل ان ينقل البارودة من كتف الى كتف، ولو كان لهذه الاكتاف فم، لنطقت بوجعها من كثرة تنقّل بارودته بينها، يتهم خصوم الامس، مثل حزب الله، والقوميين السوريين، والمردة، والتيار الوطني الحر، وحلفاء سوريا، بأنهم يشتمون ويتهمون ويخوّنون، ويرفضون الآخر ولا يحاورون، وهو اليوم يسير على خطاهم، واحياناً يتجاوزهم، دون ان يفهم اللبنانيون حتى الآن اسباب تجاوز جنبلاط حدود الخصومة واللياقة، علما بأن طائفة الموحّدين الدروز معروفة ومشهورة باللياقة وعفّة اللسان.

ما قلناه، كان انتقاداً في الشكل. امّا في المضمون، فان الف علامة استفهام ترتفع فوق مشروع قانون اعطاء الفلسطينيين حقوقاً مدنية، تخفف من تعاسة تكدسهم في مخيمات لا تليق بالانسان. علامة الاستفهام الاولى تتساءل، لماذا لم يتم فتح هذا الملف طول الفترة التي كان فيها جنبلاط وفريقه «الوطني» والطائفي، الذي يذرف اليوم دموع التماسيح على الفلسطينيين، متحكماً بالسلطة والحكم والقرار. وكان المسيحيون اليمينيون «الاغبياء» امّا في السجون او القبور او المنفى؟

علامة الاستفهام الثانية، كيف يمكن في جلسة لمجلس النواب ان يقرّ قانون بهذه الاهمية في دقائق، لمشكلة مزمنة تختزن العديد من العقد والخلفيات والتفاصيل التي قد تكون سبباً في انفجار مستقبلي وليس العكس. الاستفهام الثالث، هل من المنطقي والمعقول ان يحمل لبنان وحيداً اعباء مالية واقتصادية وديموغرافية بهذا الحجم المطلوب لاكثر من 450 الف فلسطيني دون توفير الامكانات غيرالمتوفرة اساساً للشعب اللبناني الذي يئن تحت ازمة اقتصادية واجتماعية خانقة.

الاستفهام الرابع، اين تنفيذ مقررات طاولة الحوار الاولى حيث اجمع المتحاورون، وجنبلاط في طليعتهم، على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وعلى تنظيمه باشراف الدولة داخلها. الاستفهام الخامس، اذا كان القصد هو مدّ يد العون والمساعدة الى اللاجئين الفلسطينيين فحسب، فلماذا لم يطرح هذا المشروع على طاولة مجلس الوزراء التي تضم جميع التيارات والاحزاب والطوائف، ويترك للمجلس الوقت الكافي للخروج بمشروع قانون يحظى بتوافق اللبنانيين جميعهم، يكون خير رسالة للفلسطينيين اولاً وللعالم ثانياً، الا اذا كان القصد احراج المسيحيين الذين على ما يبدو، يظهرون حرصاً على مصلحة لبنان وعلى مصلحة الشعب اللبناني كلّه، اكثر من غيرهم.

الاستفهام السادس، قيل ان النائب جنبلاط لم يقصد تحديداً المسيحيين عندما نعت اليمين بالغباء، فهل يصح القصد عندها ان جنبلاط شمل ايضاً قادة الدول العربية بتهمة الغباء وبعضهم من اصدقائه المقرّبين، وأخذ في طريقه ايضاً جميع من يتحالف معهم اليوم، لانهم كلهم يمينيون، ولم يكونوا في يوم يساريين، باستثناء الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي.

الاستفهام السابع والاخير، اذا كان النائب وليد جنبلاط بتسرّعه في تقديم مشروع القانون هذا، وهو العارف بدقته وحساسيته، اراد توصيل رسالة ما الى اكثر من جهة، فليرسلها عن غير طريق اهانة المسيحيين، او محاولة دق اسفين بينهم وبين السنّة، ويا ليته يتذكر يوم 14 آذار 2005 وقسم الشهيد جبران التويني، والوحدة الوطنية التي قامت بين المسيحيين والمسلمين، لأن سلوكه الجديد، الذي هو حق من حقوقه في المفهوم السياسي، انما في مفهوم خطابه المتفلّت من كل ضابط، هو تفتيت لأنقى وأطهر وأصدق حركة في تاريخ لبنان.

 

القبض على أمين سر مكتب برسا-الكورة في "القوات" على خلفية مقال على الفايسبوك 

١٨ حزيران ٢٠١٠ /  ألقت مديرية المخابرات في الجيش في الشمال القبض اليوم على أمين سر مكتب برسا – الكورة في "القوات اللبنانية" الرفيق ماريو ملكون بسبب مقالاً كتبه على صفحة الفايسبوك Facebook وتم حجزه من الثامنة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر، منها ثلاث ساعات في السجن في مركز مخابرات الجيش في القبة – طرابلس.

 المصدر : موقع القوات اللبنانية 

 

اطلاق نار ليلا في محلة تحويطة الغدير وجرحى في الرويس بسبب خلاف على تجارة مخدرات

 الجمعة, 18 يونيو 2010

ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام انه وقرابة منتصف الليل ادخل بصفة عاجلة الى مستشفى الساحل في منطقة بئر حسن الشاب (محمد حسن رمضان - والدته رجاء 18 عاما) لاصابته بطلق ناري في خاصرته اليمنى. وقد ادخل الى غرفة العمليات لاستئصال الرصاصة. وبعدها نقلت المواطنة (حياة خزعل 26 عاما والدتها ليلي ) مصابة بطلقين ناريين وزوجها( حسين ركان نصرالدين 32 عاما والدته سكنة ) وهو مصاب بدوره بطلقات . وتبين من التحريات والاستقصاءات ان خلافا نشب بين الجرحى الاخرين في محلة الرويس عند جسر بئر العبد تطور الى اطلاق نار لخلاف على تجارة مخدرات وتوزيع المغانم والاموال مع اخرين . وقد ضبطت في بقعة اطلاق النار سيارة نيسان لون موف تحمل لوحة تأجيرية رقم ( 651137/م ) تبين انها تعود لشركة ماستر لتأجير السيارات . وتم وضع حراسة امنية على الجرحى بناء لاشارة القضاء المختص، على ان يصار الى الاستماع لافاداتهم فور ان تسمح حالتهم الصحية لمعرفة الجهة التي زودتهم بالمخدرات والجهة التي تبادلوا معها النار . الى ذلك سجلت التقاريرالامنية ان رشقات نارية من اسلحة رشاشة خفيفة سمعت قرابة منتصف الليل في محلة تحويطة الغدير امام محلات عصير جابر تبين ان مطلقيها كانوا يستقلون سيارة مجهولة النوع والرقم، وقد غادرت المنطقة دون تسجيل اصابات .

وقد سيرت دوريات في المنطقة في محاولة لمعرفة هوية مطلقي النار تمهيدا لتوقيفهم بناء لاشارة القضاء .

 

الحريري تعليقاً على كلام وليامس: مسألة الحدود يتم التعاطي معها بصفتها بين جارين عربيين شقيقين

الجمعة 18 حزيران 2010/أوضح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رداً على ما نشرته صحيفة "النهار" في عددها الصادر اليوم حول حصول الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد مايكل وليامس، على "تأكيدات سورية" بتقدم متوقع على صعيد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، أوضح أنَّ مثل "هذا الكلام على لسان السيد وليامس من شأنه أن يولد التباساً لدى الرأي العام اللبناني حول هذه المسألة". الحريري، وفي بيان لمكتبه الإعلامي، أكد أنَّ "لبنان يتعاطى مع هذه المسألة بصفتها مسألة بين جارين عربيين شقيقين، وأن بحثها يجري بعيداً من التصريحات الإعلامية، وفي إطار المقاربة الإيجابية المطلقة من الجانبين اللبناني والسوري للمساحة الواسعة من المصالح المشتركة التي تجمعهما".

 

اليمين الغبي وجنبلاط الذكي!

عـمـاد مـوسـى

لبنان/الخميس 17 حزيران 2010

يستسهل وليد جنبلاط إطلاق الأوصاف غير اللائقة على كل من يخالفه الرأي وعلى كل طرح مضاد يرد من الجهة الأخرى، والجهة الأخرى يمثّلها اليوم مسيحيو 14 آذار بشكل خاص وتيّار "المستقبل" على تقطّع. فكل طرح ينادي بثوابت 14 آذار الوطنية، وباحترام التعددية السياسية، وبرفض الدولة التابعة لدويلة ودولة، هو طرح سخيف بنظر وليد بك الداخل بكليته في منظومة الحزب الشمولي وأدبيات الممانعة ومثلّث الشعب والدولة والمقاومة ولغة يسار السبعينات الخشبية.

وإن تمايز وليد جنبلاط عن حلفائه الجدد، كما حصل ساعة تبنى ـ بعقلانية ـ وقوف لبنان على الحياد بمسألة التصويت على العقوبات ضد إيران فإنه سارع إلى التبرير وتقديم كل موجبات الإلتزام والإذعان كي لا يشتمّ من موقفه خروجاً على التموضع النهائي.

لم يقل أحد، من اليمين اللبناني، عن وليد جنبلاط إنه "سخيف" في تقلباته ومفرداته الخشبية  "الغبية" وفي تظهير غرامه المتأخر جداً بشخصية الرئيس إميل لحود، وفكر عاصم قانصو التنويري وثقافة سليمان بك القومية، وألمعية أحمد جبريل حارس فلسطين الحبيبة على أبواب الشوف وحكمة العقيد أبو موسى.

لم يصدر عن أي يميني عبارة تقول: «لا يوجد أغبى من اليسار اللبناني» لمجرّد أن اليسار، ببعض تلاوينه المتلاشية، مشى خلف إيديولوجيا طائفية ورومانسية "خالصة مدتها" وزايد على الفلسطينيين واللبنانيين في آن. وحده وليد جنبلاط يقول ما يقول بسلاطة لسانه المعهودة، متخطياً أبسط قواعد التعامل مع الآخر وحتى مع الحليف. وبمثل هذا التهذيب الديمقراطي يتعاطى جنبلاط مع جماعته الخلُص الذين يجدون أنفسهم محشورين بالبك المتوتر القلِق العائد إلى الأحضان بشوق النادم على تحرره.

لمجرد أن اعترض نواب في كتل نيابية مسيحية على إستعجال وليد بك إقرار حقوق مدنية فلسطينية سلقاً وفرضاً وبما يشبه التهريب، من دون تمحيص ودراسة حتى "طلع بخار" تفوقّه واصفاً «كل يمين في العالم غبيّ، بما فيه اليمين اللبناني" وقفز البك إلى التلويح بأن الأصولية آتية لمجرد أن اليمين لم يبصم على مقترحات أربع كما وردت، وبتهذيبه الموصوف قال لنواب زملاء: "إنتو شو؟ بتخسروا؟ إنتو ما بتخسروا شي، منبعت الجيش ليموت، ومنرجع منوعد بالإعمار. هل هيدا هو المطلوب؟ ما شفت أغبى من اليمين اللبناني، ما شفت أغبى من اليمين اللبناني». فكأنما الأصولية الفلسطينية هي نتاج واقع إجتماعي فلسطيني يتعاطف معه جميع اللبنانيين وكأنما لمجرد دخول الفلسطيني في الضمان الإختياري يتحوّل "جند الله" عن الله، وتنصرف  "فتح الإسلام" إلى فتح المؤسسات والمعامل ولا تعود تهتم إلاّ بتأمين المعاش والحياة الرغيدة على الأرض. لم يسمع وليد جنبلاط ما قيل من جانب المعترضين. سمع كلمات متقاطعة من هنا وهناك. وسمع نفسه بوضوح يشتم اليمين ويسخّف حق الإعتراض ويصف اللجان النيابية بالـ"بلا طعمة" ونوابه أعضاء فيها، وفي المساء تذكر أن اليمين هو أيضاً إنعزال. ونظره قصير. عوينات وتُحلّ المشكلة نظر اليمين إلى البعيد. هذا هو وليد جنبلاط في آخر عرض برلماني، حتماً هناك من يجده اليوم ذكياً. صار دورهم في مدح البك. نحن امتدحنا وأكلنا الضرب.

 

من حالة الجنرال لحالتنا

حازم الأمين/لبنان الآن

الجمعة 18 حزيران 2010

لطالما أغرتني فكرة إعادة تقييم موقفي من الجنرال ميشال عون! ففي محطات عدة خاطب الرجل بعضاً مما يُساورني، إذ انه ومقابل تزمته الحزبي تلوح أحياناً في تياره سعة يتفوق فيها على عُصب الجماعات اللبنانية الأخرى، من نوع انكشاف الوضع الداخلي لتياره على النقاش العام. وفي مقابل اعتقادي بتردي الموقع السياسي الذي اختاره عون، لا بل ببؤس هذا الموقع، لا يساورني شك بنضارة الموقع الاجتماعي الذي يُمثله، فهو يمثل جزءاً واسعاً من الطبقة الوسطى المسيحية، التي لطالما شكلت معنى وجوهراً عولت عليه تعويضاً عن عنجهية ورثاثة تتخبط بهما شرائح اجتماعية موازية.

ودأبي الدائم لإعادة النظر في حكمي غير الإيجابي على عون وعلى العونية، مرده أحياناً الى ضيقي بمنافسيه وخصومه المسيحيين وغير المسيحيين، وأحياناً أخرى ميلي الى مراجعة يحتاجها واحدنا ليُجنب نفسه زلل الانزلاق الى الأحكام المنحازة والضيقة. فقبل الانتخابات البلدية الأخيرة كنت قد أصدرت حكماً أن عون في طريقه الى الذواء وان المزاج المسيحي لم يتقبل مسعى الجنرال لنقله الى موقع غير منسجم مع مسار تاريخي لطالما وجد نفسه في صلبه.

نتائج الانتخابات البلدية لم تؤكد استنتاجي، هي لم تنفه على نحو قاطع، لكنها لم تؤكده. خسارة عون في هذه الانتخابات لم تكن مزلزلة، لا بل كانت أقل من الخسارات التي مني بها خصومه، سواء المسيحيين كحزب الكتائب، أو المسلمين كتيار المستقبل.

لكن الصد الذي كان يُقابل به سعيي لمراجعة مواقفي من عون والعونية لم يكن سياسياً بالدرجة الأولى، إنما شخصي وشعوري، إذ كيف لي أن أجري تقييماً غير سلبي لموقع رجل سياسي لم أشاهده يوماً إلا ورافعاً سُبابته في وجهي! سُبابته التي تكاد تخرج من شاشة التلفزيون لتشطب عيني. هذا الأمر كان يسبق أي اعتبار سياسي في إعادة تقيمي السياسي للجنرال ميشال عون. وهذا باعتقادي أمر جوهري لا يقل عن السياسة أهمية، وعلى المشتغلين على صورة الجنرال إدراكه، فالرجل لا تستقيم صورته في وعي اللبنانيين من دون الصراخ الذي يُصاحبها، وهو صراخ موجه لمشاهده وسامعه، إذ إن الرجل لا يبذل جهداً لتجنيبك حدة صوته وغضبه. فهو مثلاً عندما يرغب بمهاجمة القضاء مستعيناً بصوته وغضبه، يُرفق غضبه على القضاة بغضب مواز على الناس الذين لا يستجيبون دعوته للنزول الى الشارع محتجين ومُهددين، ثم يُتبع غضبه على القضاة وعلى الناس بغضب على الصحافي الجالس في مواجهته لأنه لم يتورع عن سؤاله. كثيرون ممن يعرفون ميشال عون شخصياً ينفون عنه هذه الصورة في لقاءاتهم الشخصية معه، لا بل إن خصوماً له يتحدثون عن دماثة شخصية واجتماعية! إذاً صورة الجنرال صارخاً ومقرعاً أمر مقرر ومدروس وليست من خصال الرجل التي لا يستطيع تفادي الوقوع فيها.

أمام هذه المعادلة يجب استبعاد الجانب الشخصي من ضائقة الجنرال، والتفكير في السبب وراء تعمد صورته صارخاً في وجهنا، خصوصاً أن خسائره من جرائها لم تكن فادحة. فعندما يُقرر سياسي أن علاقته بجمهوره ومُخاطَبيه يجب أن لا تخلو من تقريع وصراخ، وأن لا يكون مخطئاً في ذلك، فعندها يجب أن ننقل تأملنا من حالته الى حالة المُخاطَبين... والى حالتنا.

 

متسبباً بسباق نووي محموم في الشرق الأوسط.. البرنامج النووي الإيراني يدفع الدول النووية للكشف عن مخزوناتها

لندن تعلن عن امتلاكها 225 قنبلة نووية لأول مرة

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت بريطانيا، الدولة الثانية في الاتحاد الأوروبي التي تمتلك ترسانة أسلحة دمار شامل إلى جانب فرنسا، وإحدى الدول الخمس ذات العضوية الكاملة في مجلس الأمن الدولي التي لها حصرية استخدام حق النقض (الفيتو)، النقاب فجأة عن أنيابها النووية لأول مرة في تاريخ حيازتها السلاح النووي قبل أكثر من ستة عقود من الزمن، وذلك مدفوعة »بسببين جوهريين أولهما - حسب أحد نواب حزب المحافظين الحاكم في لجنة الشؤون الدفاعية - إفهام النظام الإيراني المتشدّد في طهران أن مساعيه الدؤوبة ولهاثه الشديد لامتلاك سلاح نووي يهدّد به جيرانه في الشرق الأوسط وبعض أطراف آسيا، ويلوّح به في وجه قسم من دول أوروبا، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا، لن تُفضي إلى أي نتيجة بوجود 225 رأساً حربياً نووياً بريطانياً وعدد مشابه من القنابل النووية الفرنسية وأعداد مضاعفة من الرؤوس النووية الأميركية المنتشرة في البحار والأجواء المحيطة بإيران«.

وقال البرلماني البريطاني لـ»المحرر العربي« في لندن أمس، إن »السبب الآخر لكشف وزير الخارجية البريطاني الجديد وليام هيغ حجم القوة النووية البريطانية في أعقاب مؤتمر الحدّ من انتشار الأسلحة الذرية الذي انعقد الأسبوع الماضي في جنيف، هو إغراء إسرائيل »حبيّاً« بوضع برنامجها النووي على طاولة التشريح، والبوح بكمية مخزونها من الرؤوس الحربية النووية، بعدما كانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا فعلت ذلك، فيما أماط توقيع معاهدة »سالت -2« بين واشنطن وموسكو الشهر الماضي لخفض الرؤوس الحربية الذرية في البلدين، اللثام عن حجم الترسانة الروسية بأدقّ تفاصيلها«.

وأكد النائب البريطاني أن بريطانيا »لن تتجاوز عدد الـ225 رأساً نووياً على الإطلاق، إذ إنها ليست بحاجة إلى أكثر من 160 رأساً محمولاً على متون أربع غواصات نووية أميركية الصنع من نوع »ترايدانت« تجوب بحار العالم الآن و65 رأساً موجوداً في المخازن جرى تطوير العدد الأكبر منها«.

ونقل النائب عن وزراء في حكومة كاميرون الجديدة تأكيدهم أنهم »ينتظرون في أي وقت الآن أن توضح وزارة الدفاع البريطانية الظروف التي ستحمل بريطانيا على استخدام أسلحتها النووية بعدما طَمْأنَتْ دول العالم إلى أنها لن تُستخدم ضد أي دولة غير نووية على الإطلاق، كما أن كشف الحجم النووي البريطاني الآن لا يشكّل أي تأثير على الأمن القومي للبلاد وإنما يأتي في سياق مواجهة الحقائق الدولية الطارئة التي حملت دولاً مثل الولايات المتحدة على انتهاك سريتها النووية حيث أعلنت في نهاية الشهر الماضي أنها تمتلك 5113 رأساً نووياً بالإضافة إلى عدة آلاف أخرى بانتظار إتلافها«.

وقال النائب البريطاني في لجنة الدفاع إن تحديد بريطانيا والدول الغربية الأخرى أحجامها النووية »هو سعي آخر لتشجيع دول مثل الهند وباكستان وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تمتلك التكنولوجيا النووية وموادها المشعّة، على الإفصاح عما لديها دونما نقصان، كما أنه قد يكون حافزاً لامتناع كوريا الشمالية عن القيام بأي خطوة مجهولة ودراماتيكية لاستخدام سلاحها النووي ضد جارتها الجنوبية أو اليابان أو أي مكان آخر«.

وكشف النائب المحافظ البريطاني لـ»المحرر العربي« النقاب عن أن »تداعيات البرنامج النووي الإيراني والمخاوف الناجمة عنه، سرّعت البدء بسباق في الشرق الأوسط لامتلاك أسلحة نووية تلوح بداياتها، مقتصرة على مفاعلات للاستخدام المدني كتحلية المياه ومضاعفة الطاقات الكهربائية والاستشفائية والزراعية، لكنها تتحول بسرعة إلى عامل عسكري هدفه حماية الدول والشعوب المعتدلة في المنطقة من شرور دولة متطرفة غير مسؤولة مثل إيران«.

وقال إن دولاً مثل مصر وتركيا والمملكة العربية السعودية وسورية »قد تكون من الدول الأكثر ترشّحاً للحصول على برامج نووية دفاعية إلى جانب إسرائيل التي يقال إنها تمتلك ما بين 200 و400 رأس نووي، تؤكد الولايات المتحدة ودول المحور الأوروبي أن لديها ضمانات منها (إسرائىل) بعدم استخدامها إلا ّ في حالة تعرّضها للزوال بفعل هجوم خارجي أو أعمال إرهابية نووية داخلية«.

 

الجنرال في سوق الحميدية... الحكيم في خان الخليلي

جعجع لا يتحول... يتحول؟!

دمشق استقبلت حتى جنبلاط الذي بدا »مورّد الخدين«

لماذا لا يحب اليهود موارنة لبنان؟

»حلف استراتيجي« بين القاهرة ومعراب لمنع وصول فرنجية؟

عروبي على طريقة زكي الأرسوزي وآخر على طريقة طه حسين

لبنان لم يعد الورقة الذهبية... الخشبة في مكان آخر

سمير جعجع في القاهرة. متى في دمشق؟

المحرر العربي/أورشليم خرجت من المعادلة. تلك كانت مرحلة اضطرارية وانتهت. اليهود هم اليهود. يقول أحد المطارنة »... تحديداً لا يحبون موارنة لبنان ليس فقط لأن هذه الأقلية هي التي بنت أو أطلقت فلسفة التعايش، وليس فقط لأن الطائفة أنتجت نجوماً في الثقافة العربية التي، وبعد العهد العثماني، كانت بحاجة إلى من يوقظها وبرؤية حديثة، وديناميكية، للعالم، وإنما أيضاً لأن الموارنة، وهم أبناء الجبال، لا يستطيعون الارتهان، حتى لتخالهم، أحياناً، وكأنهم يعيشون على سطح القمر..«.

حصة المصريين وحصة السوريين

لكن الأيام غيّرت أشياء كثيرة. لا، لا، عودوا إلى ذلك السجال الذي كان يحدث بين بشارة الخوري، وكان يُحتَسب من حصة الإنكليز، وبين إميل إده الذي كان يحتسب من حصة الفرنسيين. كل الكلمات الحادة، والفظة، وكل الاتهامات، استخدمت آنذاك، الشيء نفسه يتكرر بين جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، وإن بات يقال الآن إن الأول من حصة المصريين والثاني من حصة السوريين...

الجنرال في سوق الحميدية والحكيم في خان الخليلي. والطريف أن تسمع أن عون أصبح عروبياً على طريقة زكي الأرسوزي، وجعجع أصبح عروبياً علِى طريقة طه حسين...

الزمن التركي

لا ريب أن مصر شيء وسورية شيء آخر. يقتلهما الحب حيناً وتقتلهما البغضاء حيناً آخر. هذا غالباً ما انعكس على لبنان. لقاؤهما أدى إلى »ثورة« 1958، وفراقهما أشعل الحرب الأهلية عام 1975. زمن صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس، وما بينهما من تقاطع (كما لو أنه التقاطع المصري - السوري) انتهى. زمن آخر يتشكل في المنطقة. الزمن التركي، فالكثيرون في بيروت يصفون مصر الآن بـ»الرجل المريض«، والكثيرون أيضاً يعتبرون أن نصف سورية تحت العباءة الإيرانية ونصفها الآخر تحت العباءة التركية، وإن قال لنا وزير الإعلام محسن بلال إن القائلين هذا لا يفهمون سورية ولا يفهمون السوريين...

لا حروب صغيرة

في كل الأحوال، ثمة قناعة عامة بأن لبنان لم يعد بالورقة التكتيكية ولا بالورقة الاستراتيجية. لا مجال للحروب الصغيرة والمبرمجة. الحرب الكبرى مستحيلة إلا إذا حدثت بالصدفة وإلا إذا تغيّر المشهد لسبب أو لآخر، خصوصاً وأن هناك في بيروت من يعتقد أن العقوبات »الإضافية« ضد إيران لا تفتح ردهة المفاوضات بل إنها تشق الخنادق كونها تلامس مصالح إيرانية بالغة الحيوية. وأي حرب لن تبقى داخل حدودها إلا إذا كانت »الجراحة« صاعقة ولا سبيل فيها لأي رد...

لم يقل السوريون أنهم لا يستقبلون جعجع. هم استقبلوا وليد جنبلاط الذي قيل لنا في دمشق إنه في زيارته الأخيرة كان مرحاً و»مورّد الخدين« كما أي شخص يستعيد أو يعود إلى منزله القديم الذي يهجره منذ سنوات..

إذا تحوّل...

الكلام الذي قاله جنبلاط، والكلام الذي قيل فيه، لم يقله جعجع ولم يُقَل فيه أيضاً. ثم إن السياسة لا تعرف عدواً إذا »تحوّل«. هاكم إيلي حبيقة الذي كان وجعجع في غرفة واحدة، وفي خندق واحد، لا بل إنه كان رجل إسرائىل داخل »القوات اللبنانية« فإذا به يصبح رجل سورية. تقول لك المستشارة الإعلامية لجعجع أنطوانيت جعجع (هي من بلدة القدّام البقاعية وهو من بلدة بشري الشمالية، لكن العائلة واحدة) إن »الحكيم« لا يتحول ولو تحوّلت الدنيا...

هذا كلام يقال، عادة، في القديسين، وجعجع نفسه تواضع كثيراً حين قلنا له إنه يتبع خطى قسطنطين الأكبر. ليس قديساً. هو يقول ذلك. أما خصومه. أما أعداؤه فيستخدمون في وصفه مفردات من الوزن الثقيل.

والسؤال الآن: هل تستطيع القاهرة أن تلعب، عبر جعجع، على الساحة اللبنانية كما تلعب دمشق عبر عون؟ سؤال غير منطقي لأن المعادلات تغيّرت كثيراً. يؤخذ على المصريين الآن أنهم يتعاملون مع لبنان برؤوس أصابعهم. يقال أكثر، إن المصريين، وبعد اتفاقية كامب ديفيد، لم يعودوا معنيين بأي قضية عربية (وهل هناك من قضية عربية حقاً؟). في اللاوعي المصري هناك حذر. طلب الضباط السوريون الوحدة معهم وعندما قامت انقض عليها الضباط أيضاً، وحين ساندوا انقلاب عبدالله السلال في اليمن، وقع الجنود في قبضة القبائل. ماذا عن حرب حزيران/ يونيو 1967؟

جمهورية معراب

هل يعني أن جعجع اختار المكان الخطأ ليثبت أن ثمة امتداداً عربياً لـ»جمهورية معراب«؟ وهل صحيح أنه بعد التجارب الكثيرة لا أحد في لبنان يستطيع أن يكون زعيماً أو لاعباً (أو حتى دمية) إلا إذا تعمد بمياه بردى، وإن جفت مياه النهر الجميل، ولم يعد لكلمة »بردى« في قصائد نزار قباني وعمر أبو ريشة وسليمان العيسى أي معنى..

لا، لا. القاهرة تظل القاهرة. الإعلام في لبنان يلعب لعبته. ها إن سمير جعجع يلتقي الرئيس حسني مبارك، أي إن الرجل ليس معزولاً، كما أن »القوات اللبنانية« ليست معدة لـ»الذبح«، وبعدما رفض رئيسها المقعد النيابي الذي تركه لزوجته ستريدا، والمقعد الوزاري من أجل أن يتفرغ لإعادة بناء الحزب الذي لا شك أنه الأكثر فاعلية في الساحة المسيحية، فيما يبدو حزب الكتائب وكأنه أصبح أثراً بعد عين، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية. أما التيار الوطني الحر فيرى فيه الكثيرون »سحابة صيف«. لم يعد عون على تألقه السابق. ابتعد كثيراً عن المزاج المسيحي الذي لا يميل إلى دمشق، فكيف له أن يميل إلى طهران؟

رفاق السلاح ابتعدوا

رفاق السلاح ابتعدوا أيضاً. لا أحد استطاع إقناعه بأنه ليس نابليون بونابرت، ولا شارل ديغول، كما أن لبنان ليس فرنسا، وأن حرب التحرير التي خاضها ضد »الاحتلال السوري« لم تكن شبيهة أبداً بما فعلته حكومة فرنسا الحرة ضد الاحتلال النازي..

ويقال أيضاً أن جعجع هو صاحب الأمر، ولا أمر لسواه، لكن شخصيته بقدر ما هي معقدة، وحيث تجمع بين »لاهوت التحرير« وبين الولاء المطلق للكنيسة، أو بالأحرى لبكركي، هي بسيطة أيضاً. بتهذيب جمّ يستقبل الزائر. يختار كلماته بدقة. مع الإعلاميين يتعاطى بأريحية حتى لتخاله صديقك منذ ألف عام. أما عون، فعليك أن تكون حذراً في أسئلتك. حذراً في طريقة جلوسك، وإلا فقد تتعرض لإطلاق النار في الحال. في عام 1989 قال لي في قضاء بعبدا »أيُّ مخابراتٍ بعثَتْ بكَ إليّ«. وحين بُثت المقابلة من التلفزيون الذي كان بإمرته، لم يظهر سوى كتفي طوال البث، فيما ظهرت صورة زميل وزميلة كانا معي بالكامل...

الأسلوب هو الرجل؟

الفرنسيون يقولون »الأسلوب هو الرجل«. هذا ليس صحيحاً. أحياناً يكون رجل ما حديدياً في الداخل وحريرياً في الخارج. هذا لا ينطبق دوماً على جعجع الذي يقول خصومه إنه، بتصريحاته الصارخة، إنما يفعل ما يفعله رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ونجله النائب سامي الجميل، أي أنه يخوض معركة البقاء (البقاء في الضوء)..

لكن أوساط »الحكيم« تستغرب هذه المقارنة. يتم تذكيرنا بأن الرجل أمضى 11 عاماً في الزنزانة، وكان باستطاعته لو ساوم ليس أن يصبح وزيراً بل رئىساً للجمهورية. هو يشبه ريمون إده، لكن عميد حزب الكتلة الوطنية الراحل خرج من بيت أرستقراطي. أبوه كان رئيساً للجمهورية، ومائدة الطعام في المنزل كما لو أنها مائدة الطعام في بلاط لويس الخامس عشر. أما »الحكيم« فهو ابن الجندي الآدمي والذي لا يفوته أي قداس فريد جعجع الذي له في قلب ابنه حب كبير. ألهذا انتفض على العائلة (عائلة الجميّل) في حزب الكتائب؟

هجوم..

من الآن وصاعداً ، الهجوم عليه سيكون أشد، وأشد تركيزاً. شوهد »متلبساً« في القاهرة، أي أنه استقر في المحور الآخر (أي محور؟). ولكن ألم يطلب من »البعض« أن يتوقفوا عن »مطاردته« لأنهم بذلك يعملون على تقويته، فالناس دائماً مع الضحية. استطراداً، لا تجعلوا من جعجع ضحية. بالتالي لا تجعلوا منه  قديساً... لعله في القاهرة أيضاً، شعر أن لبنان القديم انتهى. المشهد الاستراتيجي تغيّر، حتى آلاف الصواريخ التي في الصوامع لم تعد تستخدم إلا للصراخ. الخشبة في مكان آخر! الوقت لا يزال مبكراً جداً ليقال إن سمير جعجع أقام »حلفاً استراتيجياً« مع مصر كي يقطع طريق القصر على سليمان فرنجية. حتى عام 2014 تمر مياه كثيرة تحت الجسر (لم نقل دماء كثيرة)...

 

لقاء حميم بين »لبنان الصغير وفرنسا الكبيرة«

ساركوزي تعهّد لصفيرعدم ترك لبنان عرضة للنزاعات

المحرر العربي/توّج البطريرك مار نصرالله بطرس صفير زيارته لباريس يوم أول من أمس بلقاء الرئيس ساركوزي الذي استقبله بعد ظهر الأربعاء الماضي في قصر الإليزيه. ونقل البطريرك عن الرئيس الفرنسي »تأكيده أن فرنسا لا تتأخر عن مساعدة لبنان بما لديها من وسائل«. وتمنى »أن تبقى هذه العلاقات دائماً مثلما كانت سابقاً بين لبنان الصغير وفرنسا الكبيرة«. وأوضح أن البحث في اللقاء تناول موضوع مسيحيي الشرق، مشيراً إلى أن »عددهم يتناقص ولكن نأمل في أن تستتبّ الأحوال ويعود بعضهم«. وقال صفير إن ساركوزي »وعد بأنه سيكون داعماً إلى جانب لبنان في كل قضاياه«. وقد تعهدت فرنسا عدم ترك لبنان يغرق مجدداً في بحر الخلافات والنزاعات الدولية والإقليمية التي تطل في الأفق. كذلك استمع البطريرك إلى شرح مفصل للموقف الفرنسي ووعده الرئيس ساركوزي بدعم لبنان في شتى المجالات وخصوصاً في المحافل الدولية بالإضافة إلى ما تقدمه فرنسا من مساعدات إلى لبنان في مجالات مختلفة. وعرض البطريرك بدوره وجهة نظره ومخاوفه من بعض التطورات، مشدداً على ضرورة المساعدة على إيجاد المناخ الملائم لانطلاق الدولة وترسيخ سلطتها بقواها الذاتية الرسمية بحيث يتأمن الاستقرار وتخف الهجرة التي تطاول جميع اللبنانيين ومنهم المسيحيون »لأن للمسيحيين دوراً يلعبونه على صعيد لبنان الرسالة وعلى صعيد الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بكامله«.

 

وفود اغترابية تجول على إدارة أوباما بموازاة زيارة صفير لباريس

تحرّك لبناني على ضفّتي الأطلسي لتجنيب لبنان الحرب

أكرمان: على الحكم اللبناني تغيير خطابه السياسي ومنع المساس بالأمن

 باريس - واشنطن - »المحرر العربي«: تدور مروحة واسعة من الاتصالات اللبنانية الداخلية والخارجية شملت في مطلع هذا الأسبوع ضفّتي المحيط الأطلسي بوصول البطريرك الماروني نصرالله صفير إلى باريس بعد ظهر الاثنين الفائت واستقباله فوراً المبعوث الدولي إلى الشرق الأوسط لمتابعة تطبيق القرار 1559، تيري رود - لارسن الذي وصل لتوه من نيويورك قبل أن يبدأ سيد بكركي تحركه واستقبالاته وزيارته كبار المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس نيكولا ساركوزي الذي تقول مصادر مقرّبة من صفير إنّه »قد يوضع مباشرة على المحك في تقديم ضمانات رسمية وشخصية بالعمل على منع تعريض لبنان إلى أي حرب مقبلة مع إسرائيل أو على الأقل، تحييد المؤسسات الحكومية اللبنانية والعسكرية والأمنية عن أي مواجهة مع »حزب الله« الذي يهيمن بالقوة على كل شيء وقد يجرّ المؤسسة العسكرية معه إلى الهلاك«.

وذكرت المصادر أن عملية تنسيق واسعة النطاق بين بكركي وعدد من مطارنتها البارزين المدعومين من البطريرك صفير، وقادة اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة المقربين من الإدارة الديموقراطية لباراك أوباما ولأعضاء الكونغرس بجناحيه، والذي جرى تعيين بعضهم مستشارين لعدد من لجان مجلس النواب في الشؤون الخارجية ومكافحة الإرهاب والعلاقات اللبنانية - الأميركية واللبنانية - السورية، »قائمة (عملية التنسيق) على قدم وساق، وأن وصول لارسن من نيويورك إلى باريس للقاء صفير فور وصوله إليها تمّ بعد اجتماع لقادة »المجلس العالمي لثورة الأرز«، مع بان كي مون وهذا الأخير في مبنى الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي لتفعيل تطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 قبل بلوغ التطورات في المنطقة حدود الانفجار كما بات متوقعاً عبر ثغرة حصار غزة التي تحاول تركيا وإيران التسلل منها عن طريق استثارة إسرائىل وتحدّيها ما من شأنه وقوع ذلك الانفجار في »الموعد المحدد له في مطلع هذا الصيف«.

تصورات جديدة!

وقالت المصادر القريبة من البطريرك صفير لـ»المحرر العربي« في باريس أول من أمس إن »لارسن نقل إليه تصوّرات جديدة طُرِحَت على مون من قادة اللوبي اللبناني لتفعيل تنفيذ القرار 1559 الداعي إلى سحب سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية إلى تحت مظلة المؤسسة العسكرية اللبنانية، طالما أن الظروف الدولية والعربية ضد إيران مؤاتية جداً للبدء بتقليم أظافرها الخارجية في لبنان وفلسطين والعراق بعد فرض العقوبات القاسية الجديدة عليها وتخلّي روسيا والصين عنها، ودخول تركيا »الإسلامية« على كل خطوطها في المنطقة الجوية وخصوصاً خطوطها مع سورية والفلسطينيين ومحاولة استمالة »حزب الله« عن طريق توجيه دعوة إلى أمينه العام حسن نصرالله لزيارة أنقرة«. ولم تفصح المصادر عن »شكل تلك التصورات لحل معضلة سلاح »حزب الله«، وإنما لمّحت إلى أن دعوة البطريرك لدى وصوله إلى باريس إلى تسريع ظهور نتائج قريبة لطاولة الحوار برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان العائد لتوه من قمة مع بشار الأسد في دمشق حول مستقبل العلاقات مع لبنان، قابلتها دعوات لبنانية اغترابية وأميركية نيابية لحسم سريع لمسألة الاستراتيجية الدفاعية التي على الدولة اللبنانية ألاّ تقبل فيها بأقل من وضع سلاح »حزب الله« تحت إمرة الجيش واستقلاليتها في قرار الحرب والسلم، إذ أكد وفد اللوبي اللبناني للمسؤولين الأميركيين والأمميين أن الأمور يجب أن تُضبط بأسرع وقت ممكن«.

 

 "الانتماء": مصلحة لبنان والدولة كانت تقتضي تأييد العقوبات

النهار/اعتبر المكتب السياسي لـ"الإنتماء اللبناني" ان "موقف لبنان الذي يمثل المجموعة العربية في مجلس الامن حيال العقوبات الدولية في حق النظام الايراني جاء رماديا اي موقف اللاموقف"، مذكّراً بأن الاكثرية الساحقة لاعضاء مجلس الامن اتخذت موقفا حاسما بالتصويت على العقوبات "رغم عدم تأثر تلك الدول بامتلاك ايران الطاقة النووية وما ينجم عنها مستقبلا من هيمنة على المنطقة واخضاع الانظمة العربية في شكل خاص".

وقال في بيان امس ان موقف لبنان "عكس الواقع المزري للوضع العربي العام والذي يدفن رأسه في الرمال في المحطات المفصلية الكبيرة". واضاف ان "دولا عربية عدة هي أكثر تضررا وخوفا من برنامج إيران النووي، نظرا الى انعكاسه المباشر عليها، وتؤيد ضمنا فرض هذه العقوبات وتريدها من اجل لجم النظام الايراني عن متابعة طموحاته ووقف نشاطه النووي الذي بات يهدد ليس الخليج العربي فحسب وانما المنطقة برمتها". لكنه استطرد ان "معظم الدول العربية لا يملك الجرأة والشجاعة الكافية للمجاهرة بذلك، فكان موقفه رماديا، كما تعودنا  على مواقف الجامعة العربية عبر العقود، لجهة عدم اتخاذ مواقف جادة وصلبة وحاسمة في العديد من الملفات الاساسية في المنطقة، أو من خلال اتخاذ مواقف سياسية عامة، غالبا ما تكون صورية وشكلية تحت عنوان موقف اللاموقف".

وأكد أن "الحكومة الحالية وفي ظل التركيبة السياسية القائمة، لم يكن في استطاعتها اتخاذ موقف أكثر وضوحاً وجرأة من الامتناع عن التصويت"، لافتا الى ان  "مصلحة لبنان ومشروع قيام الدولة، كانا يرتبان على الحكومة التصويت مع العقوبات، لأن تطور إيران النووية وامكاناتها سيكون له تأثير مباشر على المنطقة العربية عموما وعلى لبنان خصوصا".

ولاحظ انه "كلما تطورت امكانات النظام الايراني، تطورت ايضا قوة حليفه ورأس حربته في المنطقة اي "حزب الله" وهيمنته. وبما ان لا احتمال حقيقيا لقيام الدولة اذا لم يكن قرار السلم والحرب حصريا في يدها، فان امتلاك النظام الايراني للطاقة النووية يجعل من مشروع قيام هذه الدولة هدفا غير قابل للتحقيق لانه يقوي دولة "حزب الله" على حساب مشروع الدولة اللبنانية". وخلص الى "ان مصلحة لبنان العليا كانت تقتضي اتخاذ موقف اكثر انسجاما ووضوحا وحاسما في هذا الشأن، للحفاظ على ما تبقى من صدقية مع المجتمع الدولي".

 

بيان تميّز بالاقتضاب والجلسة المقبلة إلى 19 آب

الحوار قلّ فيه الكلام عن الإستراتيجية الدفاعية

مداخلة للجميّل أثارت جدلاً  مع ميقاتي وجنبلاط

النهار/التأمت هيئة الحوار الوطني امس في جلسة هي العاشرة، فجمعت قادتها حول الطاولة الرئاسية، باستثناء ثلاثة من فريق 14 آذار، تغيّبوا لوجودهم خارج البلاد، وهم: الرئيس فؤاد السنيورة، ووزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وهذه المرة كان الغائب الأكبر ملف الاستراتيجية الدفاعية، التي تطرق اليها المجتمعون عرضاً من خلال مداخلة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الذي قدّم تصوّراً مكتوباً ، ليضاف الى مجموعة رؤى باتت في عهدة منسّق أعمال هيئة الحوار المكلّف من رئيس الجمهورية العميد المتقاعد بسام يحيى. وعلمت "النهار" أن العميد يحيى كُلّف اعداد ملخّص عن كل الآراء والرؤى المطروحة حول الاستراتيجية الدفاعية ، من أجل طرحها في الجلسة المقبلة التي عُيّن موعدها في التاسع عشر من شهر آب، بسبب سفر خمسة أو ستة من اعضاء الهيئة في شهر تموز.

وخلافاً للعادة، جاء بيان هيئة الحوار مقتضباً، من أسطر لم تتعدّ الخمسة، ومن دون الاشارة الى الملفات التي نوقشت، وفيه أن "هيئة الحوار الوطني استأنفت أعمالها في مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا بتاريخ 17/6/2010 برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمشاركة جميع أفرقاء الحوار الذين غاب عنهم دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ومعالي الوزير محمد الصفدي والدكتور سمير جعجع بداعي السفر.

وتابعت الهيئة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وحددت الجلسة المقبلة في تاريخ 19 آب المقبل."

وعزت أوساط رئاسة الجمهورية عدم تفصيل المواضيع التي نوقشت في البيان الى أن ليس هناك عناصر جديدة تستوجب ادراجها في بيان. وفيما لم تستمر الجلسة أكثر من ساعتين ونصف ساعة، اختصر أحد الأقطاب مضمون المناقشات بأنها "تنوّعت، بين قليل من الاستراتيجية الدفاعية وقليل من النفط والغاز، وقليل من القضية الفلسطينية، وقليل من مزارع شبعا"، مع التأكيد أن  المناقشات "كانت هادئة نسبيا، وبقيت مضبوطة الايقاع".

وأشارت مصادر المجتمعين الى أن  "ملف حقوق الفلسطينيين، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات" لم يطرح كمادة رئيسية، بل من زاوية تنفيذ القرارات السابقة للحوار التي توافق عليها أقطاب، حيث ابلغ المتحاورون ان لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني برئاسة السيدة مايا المجذوب ستعاود اعمالها اعتبارا من الاسبوع المقبل فتعقد اجتماعات دورية للبحث في العلاقات ومن ضمنها قضية الحقوق المدنية. فتوقف النقاش عند هذا الحد من دون التطرق الى التفاصيل".

وفي معلومات توافرت لـ"النهار" من مصادر مختلفة عن طاولة الحوار، أن رئيس الجمهورية، قدّم في مستهل الجلسة عرضاً موجزاً للمستجدات السياسية منذ آخر جلسة حوار، فتحدّث عن التطورات في المنطقة، ومنها الاعتداء الاسرائيلي على أسطول الحرية، والموقف التركي، وقضية التصويت على العقوبات على ايران في مجلس الأمن. كما تناول الأوضاع الداخلية، والاستحقاق البلدي، وتطرّق الى الاجتماعات التي تعقدها اللجنة الادارية – التقنية برئاسة الوزير جان أوغاسبيان والعمل الذي تقوم به في مراجعة الاتفاقات الثنائية، ووضع اتفاقات جديدة. كما تناول المحادثات التي أجراها في قمة دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد أول من امس، وقال: "ان بعض الصحف قد تحدّث عن أننا ركّزنا على الحدود البرية، وهذا غير صحيح، فنحن حكينا عن الحدود البرية والبحرية، وركّزنا على البحرية منها لأنه تبيّن أن هناك ثروة نفطية في البحر، بدأت اسرائيل باستخراجها. ونحن رأينا أن من الضروري اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية حقوق لبنان".

وفي المعلومات، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان وزّع على المتحاورين في الجلسة السابقة دراسة عن الثروة النفطية في المياه اللبنانية، شدد على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على ثروة لبنان النفطية. وهنا دار نقاش حول ضرورة سنّ قانون جديد لاستثمار الطاقة والثروة النفطية. وقال رئيس الحكومة سعد الحريري: "ان ثمة مشروع قانون يتعلّق باستثمار لبنان للثروة البترولية في المياه اللبنانية، يجري العمل منذ أكثر من شهر، على درسه وانجازه لاقراره قريباً في مجلس الوزراء، واحالته على مجلس النواب لمناقشته والتصويت عليه". وأشار الى أن لبنان يدرس امكان تقديم ملف كامل أمام مجلس الامن للحفاظ على حقوقه.

وتناول الحريري الاتفاقات التي يجري العمل عليها بين لبنان وسوريا، فأكد أنها تقارب بكثير من الشفافية وتصبّ في مصلحة البلد. ورأى ضرورة مقاربة ملف العلاقات اللبنانية – السورية  بكثير من الهدوء وبعيداً من السجالات.

وعلم أن الحريري قد أبلغ ان وفدا عسكريا لبنانيا سيزور الأمم المتحدة ليعرض أمام المعنيين الانتهاكات الاسرائيلية بالوثائق والصور قبل رفع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامس تقريره عن القرار 1701 نهاية الشهر الجاري".

الجميل

وكادت الجلسة تمر من دون ضجيج، لولا أن موضوعين شكلا مادتين للسجال بين الرئيس أمين الجميّل وكل من الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط وفي هذا الإطار، علمت "النهار" ان الجميل دعا بعد المداخلات الرئاسية، الى أن تكون كل الاتفاقات التي توضع علانية، وليس في الغرف المغلقة، وأن يحصل نقاش وتشاور وتوافق في شأنها. وقال: "سمعنا كلام فخامة الرئيس ودولة الرئيس عن الاتفاقات مع سوريا، ونحن نقدر كل الاتصالات التي يجريها كل منهما، وهي تحظى بدعمنا وتشجيعنا، لأننا نطمح الى افضل العلاقات مع سوريا. واذا كنا نريد لهذه العلاقات ان تتطوّر كما يجب، فلا بدّ أن يكون هناك حوار شفاف وواضح في شأنها. واذا كان هناك من قرارات فلا بد أن تكون بمشاركة مع القيادات وان تكون جامعة، وخصوصاً ان منها ما يتعلق بالأمن والسياسة الخارجية، ويجب أن تحظى بتوافق كل القيادات، فلا يكون حولها محاذير كبيرة، على صعيد الوطن". وأضاف: "نريد استقراراً في العلاقات، والغموض في الاتفاقات سيشكل كما في الماضي اشكالات من منطق "كونه محامياً ورجل قانون، بمعزل عن الموقف السياسي". واعتبر "ان في المعاهدة مغالطات على صعيد الدستور اللبناني، وعلى صعيد القانون الدولي، وهذا ليس رأياً شخصياً". وقال: "اذا كانت هناك صعوبة في التفاهم حول دستورية بعض النصوص، فيمكن استشارة مراجع دولية وربما أيضاً يمكن استشارة محكمة العدل الدولية في لاهاي، من أجل اعطائنا مشورة حول هذه المسألة".

وطلب ميقاتي الكلام للتعليق على كلام الجميل، وقال: "موضوع العلاقة مع سوريا لا يقارب من هذه الزاوية، وهذه الطريقة. وأقول هذا الكلام، لمصلحة لبنان وسوريا. ما سمعناه هو أخطر ما قيل وهو أمر مرفوض اذ لا يمكن اعطاء تحرك فخامة الرئيس ودولة الرئيس دفعاً وتأييداً، ومن ثم نطرح مثل هذا المطلب"، معتبراً طرح الجميل في غير محله، لأنه "اذا كانت هناك اشكالات بيننا وبين سوريا، فيجب عدم العودة الى أي هيئة سوى هيئة لبنانية – سورية..".

وبعد أخذ ورد، وبمشاركة من قيادات أخرى في المعارضة التي أيّدت ميقاتي في وجهة نظره، توجّه الجميل الى البروفسور فايز الحاج شاهين لطلب رأيه القانوني في المعاهدة وفي المجلس الأعلى اللبناني – السوري. فردّ الحاج شاهين "أن في المعاهدة بنوداً ايجابية، ومنها ما يؤكد احترام الدستور والقوانين، وحماية لبنان، وهناك في الواقع ايضاً بنود تخالف الدستور اللبناني والقانون الدولي، منها مثلاً تكوين المجلس الأعلى، وبعض السلطات الاجرائية وغيرها". وأضاف ان هذا رأي سريع قدّمه في الموضوع الذي يحتاج الى دراسة معمّقة أكثر لبنود هذه المعاهدة.

وفي وقت لاحق وزع المكتب الاعلامي للرئيس الجميل نص مداخلته التي أبدى فيها "تأييده للمراجعة البناء للاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا، وطالب بازالة الشوائب الدستورية من معاهدة الأخوة والصداقة لتكون العلاقات السورية – اللبنانية متسمة بالشرعية الكافية وبمنأى عن أي طعن في المستقبل، ولفت الى ان تصحيح الموضوع من خلال التفاهم الثنائي هو الأفضل، لكن اذا تعذر ذلك فلا مانع من رفع الأمر الى لجنة التحكيم الدولية في لاهاي.

وحرص الجميل على تأكيد الطابع الاستشاري لا القضائي لاقتراحه، اذ ان أي طرف لبناني لا ينوي أن يلجأ الى القضاء الدولي لحسم العلاقات بين دولتين شقيقتين ما دامت المحادثات الثنائية تجري بشكل مقبول. وأيد الاختصاصي في القانون الدستوري الدكتور فايز الحاج شاهين رأي الرئيس الجميل بوجود ثغر دستورية في بعض أوجه المعاهدات اللبنانية – السورية، لكنه لم يقترح آلية لتصحيحها".

وقام عنوان آخر لسجال من نوع آخر بين الجميل وجنبلاط على خلفية ما اقترح الأول من صيغ يرى ضرورة اعتمادها في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، "بأن يصار الى تحييد لبنان، على الأقل عسكرياً وسياسياً، في المرحلة الحالية الحافلة بالأخطار الاقليمية والدولية، إلى أن تنتهي الدولة اللبنانية من وضع الاستراتيجية الدفاعية النهائية. ووعد بتحضير طرح مفصل عن الحياد الايجابي الذي يكفل استقرار لبنان من جهة، ولا يحول دون تضامنه مع قضايا العرب، وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

وحين رفض جنبلاط طرح الجميل حول الحياد، وشدد على ضرورة اللجوء الى المقاومة لتحرير مزارع شبعا، ذكره الجميل بأنه (أي جنبلاط) رفض في جلسات الحوار في مجلس النواب اعتبار مزارع شبعا لبنانية، مشيرا الى انها سورية، وبالتالي أسقط وجوب العمل على تحريرها. وأخرج الجميل من حقيبته حديثا أدلى به جنبلاط الى جريدة "النهار" في 23 شباط 2007 يدعو فيه حرفيا الى "تحييد لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي، إذ بعد 30 عاما من الحروب والخراب والدمار وخصوصا في الجنوب، يحق لنا القول كفى".

 وفي المعلومات أيضاً أن النائب محمد رعد، وفي كلمة مقتضبة، تحدّث عن قبول الحزب بأن يعبّر الخصم عن رأيه فيه ويتحمّل كل ما يقوله في السياسة، ولكن أن يقال "إن سلاح حزب الله هو بقرار إقليمي سوري- إيراني، فهذا غير مقبول، لأنكم تتهموننا بالخيانة. إنتقدوا قدر ما شئتم السلاح ومن يتخذ القرار في شأنه، ولكن لا يمكن احدا ان يقول ان القرار هو بيد سوريا وإيران، فهذا تخوين، ونحن لا نقبل به."

وعلم أن أوغاسبيان قدّم أيضاً مداخلة سريعة قال فيها: "إن لا مشكلة في موضوع السلاح باستثناء من يتخذ قرار الحرب والسلم، ومن يقرّر في هذا السلاح"، معتبراً أنه "كما في الجيش هناك من يتخذ القرار بتحريك القوات المسلّحة، فيجب أن يكون القرار بيد الدولة والسلطة الشرعية".

ومن جهته، قال النائب طلال أرسلان: "إذا كان الحوار من أجل تجريد الحزب من سلاحه، فمن الآن نقول إن لا جدوى من هذا الحوار وسيكون عقيماً"، مدافعا عن السلاح وعن العلاقات مع سوريا وضرورة تطويرها. وعندما أشار الى أن الجميع قد توافق في البيان الوزاري على مثلث الجيش والشعب والمقاومة، اعترض الجميّل مذكراً بأن التوافق لم يتحقّق حول هذه النقطة. فتدخّل سليمان ليؤكد ما قاله الجميّل عن اعتراض فريق من الوزراء على هذه النقطة، وقد سجّل هذا الإعتراض في محضر مجلس الوزراء، وكان الإتجاه الى حسم هذا الإختلاف في وجهات النظر في هيئة الحوار.

كذلك تحدّث النائب أسعد حردان "عن ضرورة الأخذ في الإعتبار أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية – السورية، وان الإستراتيجية الدفاعية يجب أن تكون إستراتيجية مواجهة مع إسرائيل".

مكاري

ووفق المعلومات أيضاً أن نائب رئيس المجلس فريد مكاري اقترح في تصوّره للإستراتيجية "أن يطلب من الجيش اللبناني تقديم رؤية واضحة وبرنامجا محدداً يتعلق بتمكين الجيش اللبناني من تكوين قوة ردعية صاروخية"، و"أن تتم أيضا وفي الوقت المناسب، برمجة زمنية لعملية وضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرف الجيش اللبناني"، داعياً "حزب الله" الى "أن يعلن ويُعلِم من يجب ان يعلم، بأن سلاحه وقوته الردعية، حتى لو لم تكن بعد انتقلت الى عهدة الدولة االلبنانية، هي حصرا وفقط للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه، وغير مرتبطة بأي نزاعات او احلاف او محاور اخرى، بغض النظر عن موقف لبنان او موقف "حزب الله" من تلك النزاعات"، وحذر من "ان القوة الرادعة الموجودة الآن تصبح مصدر خطر على لبنان اذا اعتبرت جزءا من النزاع الواسع بين ايران والغرب".

ورأى "أن اجتماعات هيئة الحوار تساهم على الأقل في منع اهتزاز الأمن الوطني بسبب الاختلافات في شأن مسألة الاستراتيجية الدفاعية، وفي ابقاء هذه الاختلافات دائماً بعيدة عن أي تشنج او أي انزلاق الى مواجهة"، مؤكدا "الاقتناع بأن مجرد اجتماع هيئة الحوار الوطني كل فترة هو أمر مفيد ومطلوب".

هكذا رفعت جلسة الحوار العاشرة، ليعود الأقطاب السياسيون في التاسع عشر من الجاري لإجراء قراءة للملخّص الذي يعدّه العميد يحيى لكل ما ورد من اوراق وتصوّرات حول الإستراتيجية الدفاعية، وفي غياب تصوّر المعني الأول أي "حزب الله"، الذي اكتفى بالتصوّر الشفهي الذي أعلنه أمينه العام على طاولة الحوار الأولى في المجلس النيابي قبل حرب تمّوز.  هدى شديد     

 

 الحريري رفض استقالته من التيار

فتفت: سنسعى لتطوير عمل "المستقبل"

النهار/اعلن النائب احمد فتفت ان رئيس الوزراء سعد الحريري رفض قبول استقالته من "تيار المستقبل" وانه سيبدأ سلسلة لقاءات لتطوير عمل التيار ودور نوابه.

وقال اثر لقائه الحريري امس في السرايا خلال الايام الماضية، جرت مداولات صريحة مع الفريق الاعلامي والسياسي والتنظيمي لدولة الرئيس، وبنتيجتها قابلني دولة الرئيس وابلغني انه يرفض استقالتي من "تيار المستقبل" ومن مهماتي السياسية والتي سبق ان وضعتها في تصرفه الاثنين، وشكرته على هذا القرار، واتمنى انجاز كل ما بحثنا فيه خلال الاسابيع والاشهر المقبلة لانه لمصلحة "تيار المستقبل" وعملنا السياسي ومصلحة البلاد". واضاف: "على هذا الاساس اتفقنا ان تعقد لقاءات لتطوير عمل "تيار المستقبل" وبالتحديد تطوير عمل نواب "كتلة تيار المستقبل" ودورهم على الصعيد الاعلامي والسياسي والخدماتي وايضاً من خلال مجلس الوزراء والوزارات المختصة وامكانات الــدولة التي عليها مسؤوليات انماء المناطق وتوفير المشاريع".

 

ورقة مكاري في هيئة الحوار تدعو "حزب الله" إلى وضع سلاحه في تصرّف الجيش

الحريري يردّ على إسرائيل: كفى تعنّتاً وكذباً

المستقبل - الجمعة 18 حزيران 2010 - لم تخرج الجلسة العاشرة لهيئة الحوار الوطني عن سابقاتها إلا بمعطيين اثنين، الأول انعقادها للمرة الأولى في غياب ثلاثة من أعضائها هم رئيس "كتلة المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة وقائد "القوّات اللبنانية" سمير جعجع والوزير محمد الصفدي لوجودهم خارج لبنان، والثاني تقديم نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ورقة تتضمن رؤيته للاستراتيجية الدفاعية.

في موازاة ذلك، ردّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك باستهداف سفن المساعدات اللبنانية التي ستتجه إلى غزة، وقال "إن الحكومة الإسرائيلية تهدد لبنان دائماً وتحمّله المسؤولية فيما إذا نظرنا إلى قطاع غزة نجده مغلقاً ومحاصراً(...) شهدنا ما حصل مع أسطول الحرية وهناك أساطيل أخرى آتية من أوروبا، فهل سنرى وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم دولاً أوروبية لأنها ترسل مساعدات إلى غزة؟ كفى إسرائيل تعنتاً وكذباً على العالم(...) نحن في لبنان لدينا قناعاتنا ولا نريد الحرب وكنا واضحين في مبادرة السلام في بيروت وكذلك في مؤتمر مدريد ولم يبق سوى بلد وحيد في المنطقة يتحدث عن الحرب هو إسرائيل".

الرئيس الحريري كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري أحمد نظيف في أعقاب اجتماع للجنة العليا المشتركة اللبنانية المصرية في السرايا الكبيرة جرى بعده التوقيع على 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بشؤون اقتصادية وتجارية وبيئية وأخرى خاصة بالنقل والسينما والشباب والرياضة والبورصة والشؤون الاجتماعية.

الرئيس نظيف من جهته جدّد دعوة إسرائيل إلى فك حصارها عن غزة وقال "إن مصر قامت بدورها في هذا المجال وفتحت معبر رفح إلى أجل غير مسمّى(...) وما نحتاج إليه فعلاً هو إعلاء صوت العقل في إسرائيل وأن نعمل كي نحرك قوى السلام مرة أخرى في المنطقة، وما يحدث الآن ينذر بما لا يحمد عقباه كما رأينا في قافلة الحرية ونتمنى أن لا يتكرر ذلك".

هيئة الحوار

وفي العودة إلى هيئة الحوار، فإنّ البيان الذي صدر بعد جلستها العاشرة أشار إلى أن الاجتماع المقبل للهيئة سينعقد في التاسع عشر من آب المقبل، وأن جلسة الأمس "تابعت مناقشة الاستراتيجية الدفاعية".. وبدا جميع المشاركين منضبطين تحت سقف تمني رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عدم تسريب وقائع الجلسة إلى الإعلام، علماً أن الوصف العام لأجواء المناقشات هو أنها "كانت ممتازة جداً".

غير أن ورقة النائب مكاري التي وجدت طريقها إلى الخارج، انطلقت من ثلاثة مبادئ هي: "شمولية المقاومة وعدم التسبب للبنان بدفع المزيد من الأثمان وعدم إهدار أرواح اللبنانيين"، مقترحاً أن يرتكز البحث على "تقديم الجيش اللبناني رؤية واضحة عن قوة الردع الصاروخية لديه، وفي الوقت المناسب يتم وضع برمجة زمنية لوضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرفه"، داعياً الحزب إلى أن "يعلن ويعلم من يجب أن يعلم أن سلاحه وقوته هما حصراً للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه".

وقالت مصادر مطلعة لـ"المستقبل" إن رئيس الجمهورية تحدث في مستهل الجلسة عن نتائج زيارته إلى سوريا، وعرض النقاط المشتركة بين "أوراق الاستراتيجية المقدمة من مختلف الأطراف اللبنانية على مدى الجلسات السابقة، تمهيداً لتنظيم نقاط الاختلاف والعمل على تقريب وجهات النظر حولها".

وأكد رئيس الجمهورية على "أهمية الحفاظ على هيئة الحوار". وأوجز أبرز التطورات السياسية والأمنية على الساحتين المحلية والاقليمية طيلة الفترة السابقة. وأشاد بالموقف التركي المستجد حيال دعم القضايا العربية، كما ندد "بالاعتداء الغاشم على أسطول الحرية من قِبَل الجيش الإسرائيلي".

وفي سياق متصل تحدث رئيس الجمهورية عن خطورة أن تبدأ إسرائيل بالتنقيب عن النفط في مياه المتوسط، وما يشكله هذا الموضوع من ضرر على الثروة النفطية المكتشفة حديثاً في المياه الاقليمية اللبنانية. وشدد على ضرورة الاستفادة من هذه الثروة التي تشكل تطوراً بارزاً في الاقتصاد اللبناني إذا تم استخراجها".

وأفادت معلومات أخرى أن النائب محمد رعد دعا إلى "التوحّد حول مبادئ الاستراتيجية الدفاعية وعدم البحث في سلاح حزب الله فقط"، فيما دعا الرئيس نبيه برّي إلى "وضع ملف كامل لتحديد الحدود البحرية اللبنانية لمنع إسرائيل من سرقة النفط من داخل هذه الحدود". وكشف رئيس الحكومة سعد الحريري أن مجلس الوزراء "في صدد وضع خطة لمتابعة هذه القضية"، وأكد أن وفداً عسكرياً لبنانياً سيزور الأمم المتحدة "ليعرض أمام المعنيين الخروقات الإسرائيلية بالوثائق والصور قبل رفع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز تقريره عن القرار 1701 نهاية الشهر الجاري".

كما أبلغ الرئيس الحريري أعضاء هيئة الحوار أن اللجنة اللبنانية الفلسطينية ستباشر اجتماعاتها قريباً لمتابعة الحقوق المدنية للاجئين في لبنان.

فتفت

الى ذلك، زار النائب أحمد فتفت السرايا الكبيرة والتقى الرئيس الحريري وخرج بعدها ليعلن أن رئيس الحكومة "أبلغني أنه يرفض استقالتي من تيار المستقبل ومن مهامي السياسية التي سبق ووضعتها في تصرفه".

السنيورة

وفي نبأ من ألمانيا، أن الرئيس السنيورة أكد خلال اجتماع حول طاولة مستديرة نظمته "جمعية الصداقة العربية الألمانية" في مدينة ميونيخ "أن سوريا هي الجار الوحيد للبنان أما إسرائيل فهي العدو، وانطلاقاً من ذلك علينا أن نقيم القياس". وأضاف: "لدينا التاريخ المشترك والمستقبل المشترك مع سوريا، ويجب أن نحل أمورنا معها بالتعاون والنقاش من دولة الى دولة، وعلى أساس الاحترام المتبادل لاستقلال البلدين، ولا مناص من نقاش أي أمر بين بلدين جارين، بل إن طبيعة الأمور تحتم تطوير العلاقات بشكل مستمر". وقال: "لقد حققنا أموراً وقطعنا خطوات لكن أمامنا خطوات أخرى يجب قطعها".

جعجع

وأفاد المكتب الإعلامي لـ"القوات اللبنانية"، أن رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع وصل الى إسبانيا محطته الثالثة في جولته الحالية تلبية لدعوة رسمية من حكومتها، وأنه استهل لقاءاته بالاجتماع الى سفراء وديبلوماسيين عرب في "البيت العربي" في مدريد.

وأكد جعجع في الاجتماع(...) "نحن لا نقبل معادلة "إما أن تكون مع سلاح حزب الله أو تكون مع إسرائيل". نحن من دون مواربة ضد أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية وبالطبع نحن ضد إسرائيل(...) وأصبح من الملح وضع قرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة".

 

»السّلام نضالنا«

ندوة حزب السلام اللبناني في جبيل

روجيه إده: أصلية كانت خطيئة تصميم

»لبنان الكبير«.. و»سوريا« الدول الأربع..؟

المحرر العربي/في إطار سلسلة اللقاءات والندوات التي ينظّمها حزب السلام اللبناني بعنوان »السلام نضالنا« عقدت في مجمّع إدّه ساندز السياحي في جبيل ندوة عن العلاقات اللبنانية السورية شارك فيها ممثلون عن أحزاب 14 و 8 آذار على رأسهم رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون الذي كانت له مداخلة قيّمة.

بداية ألقى امين عام الحزب المحامي رافايل صفير كلمة اعتبر فيها أن المرحلة التي نمرّ بها مرحلة صعبة وخطيرة في ميادين عدة سياسية واقتصادية واجتماعية وتطرح تساؤلات عدة حول استمرار ومصير الكيان نتيجة خيبات أمل المواطن اللبناني من أداء دولته مشيراً إلى أن العلاقات بين لبنان وسورية تمرّ بمراحل مختلفة منها السلبي ومنها الايجابي.

ثم تحدّث رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه إدّه الذي قدّم عرضاً مفصلاً للعلاقات التاريخية بين لبنان وسورية عبر التاريخ وقال:

الخطيئة تكوينية، أصلية كانت حين سقطت السلطنة العثمانية وقرّر المنتصرون في الحرب العالمية الأولى تأسيس الدول - الكيانات في مؤتمر فرساي حيث كان لبريطانيا وفرنسا الدور الرئيسي في تصميم دول هذا المشرق حدوداً وأنظمة دستورية. كانت حصة فرنسا ضئيلة إذ انحصرت في الانتداب لتأسيس خمس دول شرق المتوسط: دولة لبنان الكبير، دولة دمشق، دولة حلب، الدولة الدرزية والدولة العلوية.

أهمها كانت دولة لبنان الكبير، لبنان الموارنة ومسيحيي الشرق حيث لجأت الأقليّات عبر التاريخ البيزنطي أولاً ثم الإسلامي بعد أن حلّ الإسلام الأممي مكان الامبراطورية الرومانية البيزنطية تدريجياً مستكملاً توسعه على حساب إمارات الإفرنج التي أتت بها الحروب الصليبية »الرومانية« الغربية في حربها على المسيحية الرومانية البيزنطية.

كان الفرنسيون كرماء في توسيع حدود لبنان التاريخي، لبنان المتصرفية والقائمقاميتين، لبنان الأمّة ذات الاستقلال الذاتي بضمانات دولية منذ عام 1962.

ارتضى اللبنانيون بقيادة البطريرك حويك هذا التوسع الذي ضمّ ولاية بيروت والقائمقاميات الأربع في حين تحفظوا عن ضمّ دمشق ووادي النصارى لغاية غربي - جنوبي بحيرة حمص شمالاً، ومنطقة الحولة جنوباً.  

هَمُّ الموارنة وأهل جبل لبنان في حينه كان إبعاد شبح مجاعات حرب 1914 التي اجتثت أكثر من ثلث أهل لبنان الجبل، إذ لم تكن لهم رؤيا واضحة لتحوّل العالم الأول، وبالتالي العالم النامي من العهد الزراعي للعهد الصناعي، ومن ثم للعهد ما بعد الصناعي المبني على التكنولوجيا العليا والخدمات.

حاكم فرنسا في حينه جورج كليمنصو كان راديكالياً يسارياً علمانياً وكانت فرنسا لا تزال استعمارية ولو مستضعفة لصالح بريطانيا العظمى منذ خسارتها الحروب النابوليونية، ومنهارة اقتصادياً إثر الحرب العالمية الأولى.

فرنسا »كليمنصو« كانت مقتنعة باستمراريتها كدولة استعمارية مهمة وبأن وجودها في لبنان سيدوم بفضل حاجة موارنة لبنان وسائر أقلّياته إلى حمايتها. الأمر الذي لم يأخذ في الاعتبار إرادة بريطانيا العظمى الدولة الاستعمارية الأولى عالمياً بالمزيد من التوسّع على حسابها، ولا أخذ في الاعتبار إمكانية بروز الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى ستسعى عاجلاً أم آجلاً إلى إسقاط الاستعمارات الأوروبية لصالح نفوذها التوسعي، الأمر الذي تحقق في السنوات العشر ونيف التي تلت الحرب العالمية الثانية.

لكن حين قام لبنان الكبير كانت في لبنان قيادات مارونية، أبرزها اميل إدّه وشخصيات فرنسية، أبرزها روبير دوكي، وزير الخارجية في حينه، متحفظة وقلقة على مصير »لبنان الكبير« في الأمد الطويل.  

من الناحية الأخرى كانت قيادات ولاية بيروت والأقضية الأربعة التي ضُمَّت إلى لبنان التاريخي، لبنان الجبل من حدود قضاء جزين جنوباً إلى حدود قضاء بشري شمالاً، ترفضُ لبنان الكبير بدعمٍ عربي علناً وبريطانيٍ ضمناً.  

ذلك لأن بريطانيا العظمى كانت قد وعدت شريف مكّة المكرّمة الهاشمي »بالمملكة العربية المتحدة« مثلما كانت العقائد اليوتوبية الداعية للوحدة العربية أم لسوريا الكبرى مشاريع لها صداها عربياً لدى أهل السنّة بالنسبة للوحدة العربية ولدى الأقليات المسيحية والدرزية والعلوية بالنسبة للقومية السورية.  

بمقابل دولة لبنان الكبير صمّمَ صانعو النظام الدولي في معاهدة فرساي أربع دول انتُدِبَت لتنظيمها فرنسا وهي:  

الدولة الدرزية في جبل حوران والجولان.

ودولة دمشق ذات التاريخ المسيحي - الإسلامي المميز.

ودولة حلب الصناعية المزدهرة التي كانت ممراً اقتصادياً مميزاً إلى بلاد الفرات.

والدولة العلوية التي كانت الأوسع جغرافياً والأكثر طاقة على الازدهار بفضل لواء الاسكندرون الذي يضم السهول الخصبة بين العاصي والفرات، وبسبب أهمية انطاكية عاصمة المسيحية الشرقية قبل أن تعتنق روما الوثنية الدين المسيحي في القرن الخامس مع قسطنطين الأول مؤسس الإمبراطورية القسطنطينية - البيزنطية التي تجاوزت الألف ومئة عام، ضعفي عمر الإمبراطورية المسيحية الرومانية الغربية.

هذه الدول الأربعة كانت قابلة للحياة والازدهار والاستقرار في سلام من صراعات الكيانات الطائفية والمذهبية والإثنية على أنواعها.

لكن فرنسا الانتداب كانت منهارة اقتصادياً اثر الحرب العالمية الأولى التي أنهكتها وكانت لديها أولوياتها الراديكالية لجهة الإنماء الاجتماعي، أولويات تتطلب صرف اموال طائلة، ولم يكن في حينه منMarshall Plan  (مشروع مارشال) أميركي لمساعدة أوروبا على إعادة البناء مثلما حصل في ما بعد مع الرئيس هاري ترومان غداة الحرب العالمية الثانية.

لذا سرعان ما وجدت فرنسا الانتداب أنها عاجزة عن الحفاظ على مستعمراتها في افريقيا وآسيا وإعادة بناء الداخل الفرنسي وتطويره بسياسة اجتماعية مكلفة فقررت تحت ضغط وزارة الماليةRue De Rivoli ، وبالرغم من معارضة وزارة الخارجية Quai d’Orsay، أن تجمع الدول الأربع المنوّه بها في دولةٍ موحدة كونفدرالياً بحيث توفر على نفسها كلفة تأسيس أربع دول من الألف للياء.  

كانت مهمة فرنسا عسيرة في جمع الدول الأربع عنوةً، لذا تطلّبت عملية الجمع أربع سنوات من 1919 إلى 1923، بادئةً بالاتحاد بين دولة دمشق ودولة حلب.

 حين قبلت قيادات دمشق بشروط قيادات حلب جميعها ولم يبق من خلاف سوى على التسمية، أفتى الفرنسيون بتسمية »سوريا« المقتبسة من تسمية جغرافية، اعتمدها الاغريق والرومان لشرق المتوسط.

ثم بدأت الضغوط على قيادات الدولة الدرزية الذين لم يكن لهم خيار سوى القبول بالانضمام إلى الدولة الاتحادية الجديدة.  

أما أركان الدولة العلوية فحاولوا سابع المستحيلات للبقاء مستقلين أو الانضمام إلى لبنان الكبير عارضين على البطريركية المارونية أن يعتنقوا المارونية جماعياً.  

 لكن الفاتيكان رفض السماح »بِمورنَة العلوييين« تحت ضغط اللوبي اليسوعي المعروف تاريخياً بلوبي الجيش الأسود، خوفاً من أن عودة انطاكيا عاصمة مسيحيي الشرق للموارنة قد توقف عملية استكمال استيعابهم في الكنيسة الرومانية اللاتينية. هكذا اضطر العلويون للقبول بالانضمام إلى الدولة السورية الاتحادية، الأمر الذي حولهم لمواطنين درجة ثانية، والذي ادّى عام 1937 إلى سلخ لواء اسكندرون عن الدولة السورية لصالح الدولة التركية استرضاءً من قبل الغرب لتركيا حتى تبقى محايدة في الصراع المستجد بين دول أوروبا الغربية اللاتينية والأنغلو ساكسونية مع ألمانيا النازية الساعية للثأر من ذلّ الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي التي ظلمتاها ظلماً عظيماً.

هكذا تكوّنت بخطيئة تاريخية عظيمة دولة سوريا المركبة من أربع دول وكيانات.  

وهكذا ولدت سوريا مشوبة بعناصر التفسخ والتفجر الذاتي.  

مثلما كانت سوريا عرضة لضغوط الوحدة العربية إن في إطار مشروع المملكة العربية المتحدة البريطاني أم مشروع القومية العربية الناصري والبعثي المدعوم ضمناً من الولايات المتحدة الأميركية الساعية بعد الحرب العالمية الثانية لتخريب النفوذ الاستعماري الأوروبي في الشرق لصالحها.

بسبب الخطيئة الأصلية التأسيسية هذه لم تستقر الدولة السورية سوى في مرحلة الانتداب الفرنسي. وحين تمّ الجلاء وانتهاء الانتداب عانت الدولة السورية من الانقلابات العسكرية المتتالية ومن مشروع وحدة وانفصال مع مصر الناصرية. ولم يستقر نظام حكم في سورية قبل انقلاب الرئيس حافظ الأسد عام 1970، وهو انقلاب عسكري حقق الاستقرار بالقوة والسلطة المطلقة. لكن من طبيعة السلطة المطلقة أنها تحافظ على وحدة الأمم في عهدتها الطاغية إلى حين سقوطها، فتسقط الدول وتتفجر إثر سقوطها، مثل ما شاهدنا في السنوات العشرين الماضية اثر سقوط الاتحاد السوفياتي وتفجره دولاً وكيانات، وسقوط قبضة نظام الجنرال تيتو الفولاذية في يوغوسلافيا وتفجرها دولاً وكيانات في حمام دمٍ نَزف غزيراً.  

كذلك شاهدنا مع تحرير أوروبا الوسطى من قبضة نفوذ الاتحاد السوفياتي كيف أن تشيكوسلوفاكيا قررت بالتوافق الانشطار إلى جمهوريتين ديموقراطيتين حدودهما مفتوحة وازدهارهما مميز في حين أن »سلوفاكيا« كانت في مرحلة الوحدة عبئاً على براغ التشيكية تشعر بأنها في الصنف الثاني بالمواطنة، بينما كان يشعر حيالها أهل »تشيكيا« بأنها عبء اقتصادي عليهم.  أما لبنان الكبير فكان منذ تكوينه الموسّع مرفوضاً من قيادات الإسلام اللبناني في المناطق التي ضُمَّت إلى لبنان التاريخي، لبنان المتصرفية والقائمقاميتين. تجلّى هذا الرفض بنوع خاص في عهد الانتداب حين عقد »مؤتمر الساحل« ودعت القيادات التي شاركت فيه للانضمام إلى المملكة العربية المتحدة بقيادة الملك فيصل الهاشمي الذي سعى له البريطانيون ايفاءً بوعد »لورنس أُف آرابيا« للهاشميين حتى يتعاونوا معهم ضد السلطنة العثمانية.

الأمر الذي حمل الرئيسين إميل إدّه وبشاره الخوري المتصارعين على زعامة لبنان على الاتفاق أنّ »لا إنهاء للانتداب ولا جلاء لفرنسا بدون معاهدة تحمي لبنان دولياً« من مشاريع الضم والفرز المروَّج لها في الشرق الأوسط قومياً عربياً أم قومياً سورياً أو أممياً إسلامياً.

لكن الحرب العالمية الثانية داهمت اللبنانيين بواقع متغيّر حين سقطت فرنسا تحت الاحتلال النازي وانشطرت جيوشها المنتشرة في الشرق بين الجنرال بيتان المتعاون مع النازية والجنرال ديغول المقاوم بدعم بريطانيا العظمى والحلفاء.

هذا الواقع المستجد جعل فرنسا الديغولية تتعاون مع بريطانيا لتنهي الانتداب الفرنسي وتحقق الجلاء العسكري عن لبنان الكبير وسورية بلا معاهدة ولا من يضمن المصير.

تحفظ قادة سورية في حينه حيال استقلال لبنان ولم يقبلوا به من دون مفاوضة عسيرة تولاّها دولة الرئيس رياض الصلح وتمكن بنتيجتها أن يقنعهم بقبول استقلال لبنان لأنه كان من المستحيل تحقيق جلاء الجيوش الفرنسية عن جبل لبنان إن لم يقبلوا. ولأنهم اقتنعوا أنه لن يكون صعباً عليهم أن يسعوا بعد الجلاء وبالتعاون مع القيادات القومية العربية في لبنان إلى فرض الوحدة على لبنان بمزيج من الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعتمد سياسات »فرّق تسد« وتراهن على النمو الديموغرافي الإسلامي بتعدد الزوجات بمقابل النمو البطيء ديموغرافياً في البيئات المسيحية والدرزية المُحرَّم عليها تعدد الزوجات والتي تعيق نموها الديموغرافي عوامل الرفاهية الاقتصادية والتقاليد الثقافية الغربية المنحى، لا سيما مخافة أن يؤثر النمو الديموغرافي الكثيف على مستوى التعليم والرفاهية الحضارية وعلى الاقتصاد الذي لا يتحمّل عِلمياً نمواً ديموغرافياً يفوق مستويات النمو الاقتصادي.

عام 1946، فور انتهاء الحرب العالمية الثانية باشرت القيادات السورية الحرب الاقتصادية على لبنان الكبير بفرض »القطيعة« إغلاقاً للحدود وفصلاً للمصرف المركزي الذي كان في حينه متمثلاً بمصرف سورية ولبنان.  

هكذا بدأ الصراع المكشوف بين لبنان المُصِرّ على استقلاله وسورية الساعية لضمّه اليها.  

لم تفلح سورية بوسائل الضغط الاقتصادي لأن لبنان ازدهر بعد القطيعة وبدأ يزاحم سورية تجارياً وصناعياً ومصرفياً مما زاد من غيظ أهل سورية شعباً وقيادات. وحين تحولت سورية انقلاباً بعد انقلاب إلى النظام الاقتصادي الموجَّه قومياً - اشتراكياً بدأت الهجرة السورية من رجال أعمال ومصرفيين وصناعيين بارزين إلى لبنان حيث حصل أكثرهم على الجنسية اللبنانية.  

هجرة هذه الطاقات الانتاجية والمالية إلى لبنان زادت الغيظ السوري على لبنان الأخضر، لبنان الحريات الاقتصادية والسياسية، لبنان العالم الحرّ، بينما سورية كانت تغرق في مستنقعات الاشتراكية العالمية وتتجه نحو الاتحاد السوفياتي، غير المغفور على وفاته لاحقاً لما تسبب من صراعات واستعباد شعوب وضيقة اقتصادية لمن حذا حذوه من أنظمة.

عهد الرئيس كميل شمعون في الخمسينات أكمل الشرخ مع سورية لأنه كان عهد إزدهار ومشاريع إنمائية وجاذبية اقتصادية وعلاقات إقليمية ودولية واسعة الآفاق مع دول العالم الحر لا سيما بريطانيا العظمى.

من ناحية لبنان بدأت تبتعد عن سورية القيادات المتعاطفة أصلاً مع خياراتها العقائدية، قومية كانت أم اشتراكية، بحيث أصبح مسلمو لبنان أكثر لبنانية بينما هم أقرب إلى مرجعيات عربية بعيدة عنه جغرافياً مثل مصر الناصرية والمملكة السعودية بالنسبة لأهل السنة والمملكة الهاشمية وإيران الإمبراطورية بالنسبة لأهل الشيعة.  

أما حين سقط حلف بغداد، البريطاني التصميم، لحساب التيار الناصري، المدعوم أميركياً، في حرب 1956، وبعد سقوط النظام الهاشمي في بغداد عام 1958، اتجه النفوذ العربي الإسلامي في لبنان نحو الناصرية والدول العربية والإسلامية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية على حساب بريطانيا العظمى التي لم تعد في الموقع الأول في النظام الدولي.  

أما فرنسا فبقيت على تراجع تصاعدي في مرحلة سقوط الاستعمار فتقلّص دورها في كل مكان كما في لبنان ولم يبق لها سوى علاقاتها المميزة عسكرياً مع إسرائيل التي كانت تمدّها بطائرات الميراج والسلاح النووي. سياسة بدأت مع قيام دولة إسرائيل عام 1948 وانتهت مع الجنرال ديغول عام 1968 إثر ضرب إسرائيل مطار بيروت رداً على عملية مقاومة فلسطينية أعلن عنها من لبنان.  

حرب 1967 لم يشارك فيها لبنان ولم يخسر فيها شبراً من أرضه بينما شاركت فيها سورية وخسرت الجولان فزاد الغيظ السوري على لبنان لأن »جحا ما فيه إلا على خالتو« . كذلك خسرت سورية حرب 1973 واضطرت للقبول بمخطط هنري كيسنجر لفصل القوات عام 1975 بحيث أضحت جبهة الجولان مع إسرائيل محيّدة بالواقع، ولم يعد لسورية سوى خيار المفاوضة بالأرض مقابل السلام لكن بدون قدرة فعلية على الضغط لفرض خيار السلام على إسرائيل. لذا اعتمدت سورية »الساحة« اللبنانية وأوراق الضغط الفلسطينية لتزعج إسرائيل وتذكّر النظام الدولي بالحاجة للضغط على إسرائيل لتحرير الجولان المحتل.

هكذا تجمّعت في الضمير القيادي والشعبي السوري عوامل العقائديات القومية التوسعية مع الغيظ من لبنان الاستقرار والازدهار في رحى »العالم الحرّ« لتحمل القيادة السورية على جعل أولوية أولوياتها، تدخلها في الشؤون اللبنانية والإمساك »بالأوراق« التفاوضية اللبنانية، والسعي الدؤوب لتفجير لبنان تمهيداً لفرزه وضمّه جزئياً أن لم يتوفر لها ضمّه كلياً.  

هكذا بدأت الحرب اللبنانية والحرب على لبنان تتصاعد في الداخل اللبناني وبين لبنان وإسرائيل وبعض لبنان وسورية، حرب لم تنته بعد ولن تنتهي قبل معاناة لبنان وسورية من مزيد من الحروب والصراعات التي من شأنها أن تقضي على كل لبنان الكبير وعلى سورية الموحدة عُنوة والمُحافَظُ على وحدتها بالنظام العسكري المُطلق الطغيان.

هكذا بعد مرور ما يقارب القرن على قيام لبنان الكبير نجده »شعوباً« على حدّ تعبير كبار المفكرين من الإعلاميين اللبنانيين، وأوطاناً على حدّ تعبير أمير الدروز وليد بك جنبلاط في حواره المتلفز الأسبوع الماضي.

لم يصبح اللبنانيون شعباً ولا وطناً واحداً ولا الدولة اللبنانية - دولة اللبنانيين الواحدة الحصرية السيادة والسلطة على الأرض اللبنانية.  

حتى المقاومة الإسلامية التي كانت تتباهى بسرّية عملها في بيئتها كمقاومة نراها بجيشها تستعرض بالمظاهر الرسمية جيش دولتها في »مارون الراس« وترفع أعلام إيران والرايات الصفر بينما هي تثبت يوماً بعد يوم أن »الحوار« لا يعنيها حول سلاحها.

دولتها لها الكلمة الأخيرة في أي شأن من شؤون الدولة اللبنانية. تفرض الخطاب السياسي والدولي على الأركان الصُوَريين بنظرها للدولة اللبنانية وذلك مباشرة وبدعم حلفائها في محور إيران - سورية.  

تتصرف بالديموقراطية كما تشاء. تعطّل المجلس النيابي حين تشاء. تفسّر الدستور كما تشاء. تقرّر القانون الانتخابي الذي تفضّل وتتحدث عن »الأكثرية الشعبية« حين تعجز عن تحقيق الأكثرية النيابية مع حلفائها المدعومين من المحور بشتى الإمكانيات. حتى أضحى لبنان رهينتها ورهينة خياراتها في شؤون السلم والحرب والمصير.

لبنان الكبير ودولته أصبحا بالواقع إسماً لغير مسمّى. وأضحت الشعوب والأوطان اللبنانية مجموعة »شكلياً« في دولة - كيان ليست دولة جامعة تنعم بحصرية السيادة والاستقلال والحضارة والنظام، ولا هي بالكيان الواحد الموحد الثقافة والانتماء.  

لذا نشاهد بألم مرير الفئات اللبنانية كلٌ منها يغني على ليلاه، ويقلق على مصيره مترَبصّاً مفاجآت تقلّبات الدهر ولعبة الأمم التي لم تنته بعد إلى استقرار مـا في ساحة الصراعات الشرق أوسطية التي أضحت أولوية أولويات الصراعات الكونية.  

كلّ شعب من شعوب لبنان وكل وطنٍ من أوطانه يخطط لدوره ومصيره الوجودي بمنطق جبران خليل جبران »لي لبناني ولكم لبنانكم«، ذلك أنه عبر تاريخنا منذ قيام لبنان الكبير جرّبنا العديد من الصِيَغ التي سقطت الواحدة بعد الأخرى لأننا لم نرتض جميعاً لبنان الكبير لبناناً للجميع يشارك في حكمهِ الجميع مطمئنون على مصيرهم فيه.  

سورية لم تساعد! ولم يساعد لبنان أحد لأن لبنان إلتقاء الشرق بالغرب أثبت نظرية روديرد كيبلينغRudyard kepling  بأن »الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا«.

يبقى سبب وجود لبنان ومصير مسيحيي الشرق وهم من عرب العاربة، لأن لا لبنان يبقى إن رحلوا وحتى لا العروبة بنظرنا وبنظر حكماء العرب وحراس الأصالة العربية.

الواقع أن لبنان وُجِدَ في الأصل ليكون دولة »وطنية« للمسيحيين العرب ومكاناً للجوئهم إن اضطرتهم للهجرة قوى التطرّف والتكفير. لذا يتعين أن يبقى في لبنان للمسيحيين العرب وطن يطمئنون لوجودهم في ربوعه مهما تضاءل عددهم وتصاعدت في وجههم التحديات الوجودية من أي نوع كانت. ولن يطمئنوا إن لم يكن لبنان قد تطور في صيغة اتحادية تأخذ في الاعتبار التاريخ اللبناني قبل قيام لبنان الكبير أعني لبنان المتصرفية والقائمقاميتين، مع الحفاظ على التكامل مع ولاية بيروت والقائمقاميات الأربع التي ضُمَّت اليه.

أما علاقات لبنان مع سورية فلن تسلم قبل أن تسلم سورية بسلام يحرّر الجولان، وقبل أن تطّور نظامها لتطمئن اليه شعوبها والأوطان التي جُمعت في دولتها. أما منحاها العربي فتحققه حين تساهم بتطوير الجامعة العربية على الطريقة الأوروبية في اتجاه تحقيق » الاتحاد العربي الواسع« المتصالح مع جيرانه من مسلمين غير عرب ومن أوروبا المتوسطية المنفتحة على شرق المتوسط والعالمَين العربي والإسلامي.

لكن الحروب الأهلية الدائمة، تارة باردة وتارة ساخنة، كما والحروب الاقليمية الدائمة هي بالنسبة لسورية ولبنان وسائر دول وكيانات المنطقة العربية والإسلامية خطر وجودي دائم، تهددها من الداخل الفتن مثلما تهدّدها من الخارج مشاريع التوسع والأمميات العقائدية البائدة والمبيدة .  

عاشت شعوب لبنان وسورية.. عاشت أوطان لبنان وسورية.. عاش السلام اللبناني، والسلام في سورية ومعها، لبنانياً وإقليمياً ودولياً، لعلّ في السلام الشامل والدائم، الاستقرار والازدهار للجميع شعوباً وكيانات وطنية ودولاً قابلة للنجاح والاستقرار.

دوري شمعون: »العلقة« أم العلاقة؟

ثم تحدث رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون فقال: صحيح الموضوع هو العلاقة بين لبنان وسورية ولكن الحقيقة هي »العلقة« بين لبنان وسورية، وكنا نتمنى أن يكون هناك شيء إسمه علاقة أو أن سورية تقبل بأن تكون هناك علاقة محترمة بينها وبين لبنان واحترامها للبنان بالرغم من كل العيوب التي نعيشها في لبنان كدولة قوية وتنظر إلى لبنان كدولة ضعيفة، ولكن سورية تريد أن يخترب لبنان وتكون هي مرتاحة وتريد من لبنان أن يقاوم وحده وهي لم تطلق رصاصة دفاعاً عن الجولان. وتريد منا كلبنانيين أن نخرّب بلدنا وتعيش هي على حساب لبنان وهذا الموضوع الجميع يعرفه، كيف أن سورية استفادت اقتصادياً وسياحياً عندما كان لبنان يتعرّض للحروب.

وقال: المسؤولون في سورية، ديكتاتوريون عسكريون ولديهم أحلام وطموحات ويظنون أنه بوجود بعض اللبنانيين الذين يصفقون لهم يستطيعون السيطرة على لبنان بكل سهولة، خصوصاً وأن الدول الكبرى ومن أجل بعض الليترات من البترول أغمضت أعينها عن كل ما تفعله سورية في لبنان، والبعض منهم كانوا الأداة الأساسية لدخول سورية إلى لبنان عسكرياً واحتلاله لعشرات السنين.  

وتابع قائلاً: المزعج اليوم في القصة أنه يوجد في الداخل اللبناني بعض الأصوات ممن ما زالوا يتمنون أن تعود سورية إلى لبنان لكي يتسلّموا الوظائف ولكي يعودوا ويستعملوا لبنان كمزرعة كما كان يحصل في زمن الوصاية، والى هؤلاء أقول إنه بالرغم من كل العيوب في لبنان فهذا الشيء غير وارد بأي شكل من الأشكال، والمجتمع الدولي بعد كل المتاجرة التي قام بها على حساب لبنان وكل تآمره علينا، فهم أن لبنان ليس سلعة أو ملكاً لأحد لغير اللبنانيين.

صحيح أن لا أحد منا اليوم مرتاح لما يحصل، ولا يرغب بمشاهدة العنتريات وهزّ الأصابع التي تحصل، ولا أحد يرغب بأن تصبح طاولة الحوار مؤسسة رسمية أو التحرّر من الدستور والقوانين اللبنانية فنتغطّى بشيء إسمه حوار، وهو حوار مزيّف لا قيمة وطنية له، ولم يعط اي نتائج وطنية، بل أصبح لدينا دولة داخل الدولة، وجيش ضمن جيش، ولدينا جارة إسمها إسرائيل تهدّدنا يومياً، وجارة أخرى إسمها سورية نحن وإياها حتى اليوم بالرغم من محاولات التصحيح لسلوكها وآدابها تجاه الأسرة الدولية بإقامتهم سفارة في لبنان، إلاّ أن التصرف ما زال هو هو، والتدخل السوري في الشؤون اللبنانية هو ذاته. فنحن لسنا ضد الشعب السوري، نتفاهم وإياه بكل سهولة، ولكن هذا الشعب مغلوب على أمره وحتى الذين يصفقون لسورية من اللبنانيين غير مستعدين للعيش في سورية في ظلّ النظام الديكتاتوري وغياب الحرية هناك، ونحن نقول لسورية مجدّداً بأننا نريد أن تكون العلاقة بين لبنان وسورية على أفضل ما يرام وشعبين متّفقين تماماً وعلى أحسن العلاقات في كل النواحي، ولكن عليكِ أن تعرفي وتفهمي أنه ليس بوجود بعض المصفقين لكِ في لبنان تستطيعين العودة إلى لبنان والسيطرة عليه فهذا ممنوع. ولا أعتقد أنه يوجد أي لبناني حتى من الذين يصفقون لكِ يرغب بعنجر وحكمه في لبنان مجدداً، فنحن لسنا على استعداد للتضحية بتراثنا وتاريخنا وشبابنا بأي شكل من الأشكال.

وختم قائلاً: يا سورية أنتِ في أرضك ونحن في بلادنا وكل منّا ضمن حدوده عندها نبقى أصحاب وتعود العلاقة طبيعية.

فايز قزي: نموذج لم يكتمل

بعدها تحدّث السيد فايز قزي عن العلاقات اللبنانية السورية »نموذج لم يكتمل« مقدماً عرضاً لقراءات متنوعة وممتدة في تاريخ العلاقة اللبنانية السورية عهوداً وسنوات داعياً إلى ضرورة إعادة النظر في كل الاتفاقيات التي عقدت منذ العام 76 حتى 2004 من قبل مجلس الوزراء مجتمعاً وليس من الوزراء منفردين والاستعانة بأهل الاختصاص وليس بالموظفين والمديرين العامين والوزراء فقط لقراءة العلاقات وتصحيح مفهوم تميزها، ومراعاة حاجة لبنان لاستعادة سيادته الكاملة بحيث لا يبقى أمنه معرضاً للضغوط.

فؤاد عيتاني : تغيير جذري

ثم تحدث الأستاذ فؤاد عيتاني عن العلاقات اللبنانية السورية في عهد الرئيس الدكتور بشّار الأسد مبدياً أسفه كيف أنه حتى الآن لم يلاحظ عدد كبير من اللبنانيين التغيير الجذري للنظرة السورية إلى لبنان في ظلّ قيادة الرئيس بشّار الأسد. داعياً اللبنانيين لأن يدركوا أن الفرق شاسعاً بين مفاهيم الرئيس الراحل حافظ الأسد إزاء لبنان ونظرة الرئيس بشّار الأسد إليه في ظلّ العالم الجديد الذي نعيشه في مطلع القرن الواحد والعشرين. مذكراً بنظرة الرئيس بشار الأسد للعلاقات مع لبنان والتي اقترنت بالتنفيذ كالعلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود ومبدأ تعاطي الدولة مع الدولة، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين أصبحت أقرب إلى التنظيم والتوازن.  

وتحدّث السيد بسام خضر آغا عن علاقة رئيس التيار الوطني الحرّ العماد ميشال عون بسورية لافتاً إلى أن عون خدع الناس وصوّر لهم أنه الفارس المنقذ للموارنة بعد أن وافق على العرض السوري له للعودة إلى لبنان بعد هروبه إلى فرنسا ولكن بخطاب سياسي جديد قديم، مؤكداً أن أسوأ ما قام به العماد عون هو دفاعه عن سورية التي بنى شعبيته في الماضي بالتهجّم عليها بمناسبة وبغير مناسبة.

وأكد آغا أن همّ العماد عون كان ولا يزال الوصول إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية.  

بعدها تحدث الدكتور مكرديش بولدقيان عن التكامل الاقتصادي مع سورية معتبراً أن التكامل الاقتصادي والتنسيق والتعاون بين لبنان وسورية أمور لا تستدعي الخوف والقلق بل فيها فائدة لكلا البلدين، متحدثاً عن الاتفاقات الموقعة بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والمالي.

ولفت إلى أنه من الممكن الاتفاق بين لبنان وسورية على أسس واضحة ترسم وترعى العلاقات الاقتصادية بينهما بعيداً عن التشنّج والتوتر والضغط، داعياً إلى ضرورة العودة إلى قراءة هادئة موضوعية لملف العلاقات الاقتصادية وللاتفاقات الثنائية بين البلدين.

وفي الختام تحدث الدكتور روجيه عزّام عن علاقة سورية بالحرب اللبنانية مقدماً عرضاً وشرحاً مفصلاً عن تاريخ الحرب اللبنانية ودور سورية فيها.