المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 24  حزيران/06/10

اشعيا 5/20-30/الويل للظالمين

ويل للذين يدعون الشر خيرا والخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين الحلو مرا والمر حلوا. ويل للحكماء في أعين أنفسهم، العقلاء في نظر ذواتهم. ويل للأبطال في شرب الخمر، للجبابرة في مزج السكر. ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم. نبذوا شريعة الرب القدير واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل. فحمي غضب الرب على شعبه، ومد يده عليهم وضربهم، حتى اهتزت الجبال وصارت جثثهم كالوحل في الأزقة. ومع هذا كله ما ارتد غضبه، ويده لا تزال مرفوعة عليهم. ويومئ إلى أمة بعيدة، ويصفر لها، فتخف مسرعة من أقصى الأرض. لا يتعب فيها أحد ولا يكل. لا ينام ولا ينعس. لا يحل حزامه ولا يفك رباط حذائه. سهامها مسنونة وكل قسيها مشدودة. حوافر خيلها كالصوان وعجلات مركباتها كالزوبعة. لها زئير اللبوة وكالأشبال تزأر وتزمجر وتخطف الفريسة ولا من ينقذ. في ذلك اليوم تزمجر تلك الأمة على شعب إسرائيل كزمجرة البحر، فإذا السواد والضيق في أرضها، والنور تحجبه الظلمة.

 

استقالة اللواء نديم لطيف والكفارات

بقلم/الياس بجاني

23 ) حزيران 2010 /المركزية- أعلن اللواء نديم لطيف أن سبب استقالته من "التيار الوطني الحر" هو ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم استجابة النائب العماد ميشال عون له بعد مرور زمن. وقال في حديث إلى "المركزية" وصلنا إلى مكان لا نريد الوصول إليه، و ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم الاستجابة له بعد مرور زمن هو السبب الأساس لاستقالتي"، موضحاً : منذ البدء كانت النية موجودة لناحية عدم استكمال المسيرة لكن في الوقت نفسه كانت لدي قناعة بأن العماد عون قد يستجيب لهذا النداء الذي وجهناه إليه، لكن مضي شهور عدّة ولم نلق جواباً في هذا الإطار". وأوضح لطيف أنه" لا يريد أي انقلاب لا على "التيار الوطني الحر" ولا على العماد عون" لأن له في "التيار" أكثر مما لسواه، مكتفياً بالقول:" لهذا السبب فضلّت التخلي عن هذه المسيرة، بعدما ترك هذا الأمر شعوراً سلبياً لدي لم أعد قادراً على تخطيه. وأشار إلى أنه في صدد الانصراف إلى كتابة مذكراته التي تتضمن تجربته في الشأن العام في مرحلة ما قبل نشوء "التيار" وخلالها وبعدها، وصولاً إلى نتيجة المسيرة التي تميزت بالمرارة".(

بصراحة متناهية ودون لف ودوران أو فرح نفاقي أو شماتة بعيدة عن أخلاقنا وشيمنا ولا تمت للب القضية بصلة نحن نرى أن استقالة اللواء نديم لطيف من تيار عون لا معنى لها كونها لم تعلل بالأسباب الوطنية المطلوبة. فإذا كانت فقط على خلفية التنظيم الداخلي والمواقع والحصص والنفوذ وتقاسم الجبنة فهي تافهة وصبيانية، وأغلب الظن انها كذلك.

 الاستقالة تكون فعلاً استقالة ولها وزن ودوي ومصداقية وصدى شعبي عندما تعلل بالأسباب الحقيقية المفترض أن تكون وطنية بامتياز وتسمي الأشياء بأسمائها أي نقض كل خيارات عون الإسخريوتية بدءأ من ورقة التفاهم التي وقعها مع حزب الله وتنازل من خلالها عن ذاته وكيانه ونضاله وكل شعاراته ووعوده وتاريخه، وانتهاءً بالانقلاب على الدولة ومؤسساتها ودستورها، ومعاداته بكركي ونقضه كل الثوابت المسيحية، ودخوله صاغراً فخ ونفق المقاومة الإلهية الكاذبة والتلحف بمفاهيمها الإيرانية والإرهابية.

 نعم هذا هو المطلوب من كل خارج من تيار عون- جبران، وإلى أن يتحلى لطيف وغيره بهذه الجرأة والصراحة والشفافية فلا معنى لأي تحرك يقومون به ولن يبدي الأحرار أي تعاطف مع تحركهم. المطلوب وببساطة متناهية اعتراف صريح بخطيئة وإجرام خيارات عون السياسية والوطنية ونقض علني لها دون مواربة ومن ثم اعلان التوبة وفعل الكفارات.

 التيار الوطني الحر كتجمع وطني وسيادي ولبناني انتهي بعد عودة عون إلى لبنان من المنفى الباريسي ضمن اتفاق سوري إيراني وبشروط مذلة واسخريوتية، ومن يومها من بقي مع عون وسكت كأبو الهول على انقلابه قد اختار أن يكون تابعاً وغنمياً في مجموعة مقطورة بإيران وسوريا ولا تمت بصلة للتيار الوطني الحر الأم والأساس.

كان الأجدى بالذين قرروا الاستقالة الآن أن لا يهللوا لما سُمي انتصار حزب الله الإلهي الكاذب والدموي في حرب 2006 ولورقة التفاهم رغماً عن قناعاتهم وعلمهم العسكري. كان الواجب الوطني والأخلاقي والإيماني يفترض أن يستقيلوا يوم انتقل عون إلى الضاحية الجنوبية وإيران وقصر المهاجرين متكفلاً تهميش موقع بكركي ومعاداة العالم الحر والقرارات الدولية والانقلاب على الدولة والاصطفاف وراء حزب الله الإيراني والمذهبي.

من يستقيل اليوم من تيار عون يعني أن عون لا يريده وهو سهل له الخروج وكفى خداع للذات والتلطي وراء أوهام وأحلام يقظة. هؤلاء الذين استفاقوا الآن من غيبوبة طويلة اختيارية ورفعوا الصوت داخل تيار عون هم كمن يقول "لا اله" ولا يكمل الآية ب "إلا الله". المواقف الرمادية أوصلتهم إلى ما هم به من حال يرثى له وزهذه المواقف بالتأكيد لن تجد لهم لا حلاً ولا مخرجاً.

مع النبي اشعيا نقول: "ويل للذين يدعون الشر خيراً والخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين الحلو مراً والمر حلواً ويل للحكماء في أعين أنفسهم، العقلاء في نظر ذواتهم".

 يبقى أنه يصبح للاستقالات من بوتقة ربع عون معنى يوم يُعلن المستقيل توبته الصادقة مثل لص اليمين ويسعى لها دون حسابات شخصية، ويوم يعود إلى أحضان لبنان الهوية والتاريخ والثوابت ويعلن عن هذا كله من بكركي بالذات. ونقطة على السطر، وسامحونا

 الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكترونيphoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 23 حزيران/2010

 

لطيف لـ"المركزية": استقالتي ليست انقلاباً لا على عون ولا على "التيار"

23 حزيران 2010 /المركزية- أعلن اللواء نديم لطيف أن سبب استقالته من "التيار الوطني الحر" هو ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم استجابة النائب العماد ميشال عون له بعد مرور زمن. وقال في حديث الى "المركزية" وصلنا الى مكان لا نريد الوصول اليه، و ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم الاستجابة له بعد مرور زمن هو السبب الأساس لاستقالتي"، موضحاً : منذ البدء كانت النية موجودة لناحية عدم استكمال المسيرة لكن في الوقت نفسه كانت لدي قناعة بأن العماد عون قد يستجيب لهذا النداء الذي وجهناه اليه، لكن مضي شهور عدّة ولم نلق جواباً في هذا الاطار". وأوضح لطيف أنه" لا يريد أي انقلاب لا على "التيار الوطني الحر" ولا على العماد عون" لأن له في "التيار" أكثر مما لسواه، مكتفياً بالقول:" لهذا السبب فضلّت التخلي عن هذه المسيرة، بعدما ترك هذا الامر شعوراً سلبياً لدي لم أعد قادراً على تخطيه. واشار الى أنه في صدد الانصراف الى كتابة مذكراته التي تتضمن تجربته في الشأن العام في مرحلة ما قبل نشوء "التيار" وخلالها وبعدها، وصولاً الى نتيجة المسيرة التي تميزت بالمرارة".

 

اللواء نديم لطيف يقدم استقالته من التيار بعد فشل المساعي الاخيرة

23 حزيران 2010 /علم موقع ليبانون فايلز، ان اللواء نديم لطيف تقدم بإستقالته من التيار الوطني الحر، حيث قام بتسليمها الى أمين سر التيار طوني مخيبر في الثاني عشر من الشهر الجاري في مركز التيار في ميرنا الشالوحي، وقد علم موقعنا ان لطيف قدم استقالته بعد عدم تجاوب العماد ميشال عون مع حركة حكماء التيار والتي تضم اضافة الى لطيف، اللواء عصام ابو جمرة، القاضي يوسف سعدالله الخوري، والقاضي سليم العازر. وكان المسؤول في التيار نعيم عون ابن شقيق العماد عون قد قام في وقت سابق بمبادرة تقضي بقيام عون بالاتصال باللواء نديم لطيف وبناءاً عليه يجري اجتماع بين العماد عون ولطيف، وعندما لم يبادر العماد عون الى الاتصال بلطيف عمد الاخير الى تقديم استقالته الى امين سر التيار طوني مخيبر.

 

ملف المعتقلين في السجـــون السورية الخوري: تحول مادة سياسية بين البلديـن

المركزية - كشف مصير المعتقلين المخفيين قسرا في السجون السورية"، شكل محور المؤتمر الصحافي الذي عقدته اليوم "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" ولجنة عائلات المعتقلين في السجون السورية وجمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية، في مقر المؤسسة في ستاركو، حيث شددت على "ان هذا الملف انساني ويجب إبعاده عن التجاذبات السياسية". وشرح مساعد المدير العام التنظيمي في المؤسسة ملكار الخوري هذه القضية فأشار الى "انها معروفة من بداياتها الى مآسيها التي أصابت كل اللبنانيين بمختلف فئاتهم وتنوعهم الطائفي والمناطقي والحزبي، وتتلخص بقيام القوات السورية بعمليات الاخفاء القسري للمئات من المواطنين اللبنانيين ونقلهم الى داخل الاراضي السورية، بحيث عاد قسم منهم ولم يعد قسم آخر". وقال: جرى تسييس هذه القضية واستغلالها واستثمارها في النزاعات السورية - اللبنانية، لكننا اصررنا دائما على انها قضية انسانية حقوقية لا سياسية، وجرت محاولة سياسية اخرى للخلط بين قضية المعتقلين في سوريا والمفقودين في الحرب الاهلية للافادة منها في الصراعات اللبنانية، واكدنا باصرار عدم جواز ذلك، وان كل قضية انما منفصلة عن الاخرى بشكل كامل".

واضاف: "استبشرنا خيرا، مع انتخاب الرئيس ميشال سليمان وتعهده في خطاب القسم معالجة ملف المعتقلين، اضافة الى تشكيل الحكومة الحالية برئاسة الرئيس سعد الحريري والتي تعهدت، بدورها، معالجة الملف، وعقدت جملة لقاءات واجتماعات بعنوان ترتيب الملف وتنظيمه وتنقيحه تمهيدا لطرحه على جدول اعمال اللقاءات السورية - اللبنانية، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، وبدلا من ذلك ساد صمت مطبق في هذا الملف، وتم ابعاده عن التداول العلني وغير المعلن على ما قيل تحت عنوان: "إبعاد الملفات الساخنة عن العلاقات بين البلدين".

وطرح الخوري أسئلة عدة على عائلات المعتقلين ولجان حقوق الانسان المحلية والعالمية منها: "أين اصبحت الملفات التي تم اعدادها والتي تحدد تفصيلا حالات عدد كبير من المعتقلين وهي موجودة منذ ايام لجنتي العميد ابو اسماعيل والنائب السعد؟ واين اصبحت الملفات التي قدمتها اللجنة المشتركة السورية - اللبنانية والتي تتضمن الكثير من الاثباتات والقرائن التي لا يمكن دحضها؟ واين هو الملف المتكامل الذي وعد الوزير جان اوغاسبيان برعايته وتنظيمه عن المعتقلين والمخفيين قسرا في سوريا؟". واشار الى "اننا تلقينا وعودا صريحة من أعلى المرجعيات الحكومية بمتابعة الملف مع السلطات السورية وطرح الامور بكل شفافية، فما الذي تغير لكي يتم الامتناع عن اي معالجة لهذا الملف مع الجانب السوري؟". وحمل "السلطات الحكومية اللبنانية لا السورية مسؤولية اهمال هذا الملف الانساني". وقال "نعتبر ان العمل على بناء العلاقات الجيدة بين البلدين لا يتعارض مع حل هذا الملف ايا كانت خاتمته".

 

صفير التقى السعد ورأس اجتماعا للصنـدوق الماروني : نسعى الى السير في طريق القداسة لكن هذا يحققه لنا الله

المركزية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اليوم في بكركي وفدا من منسقية القوات اللبنانية في عكار برئاسة طوني عبود الذي القى كلمة شكر فيها البطريرك لزيارته الى عكار "عكار الجبال والسهول والكروم المثقلة بالمحبة". وقال:"من هناك تقاطرنا ومن ينابيع القوات اللبنانية، اندفعنا فكان اللقاء".

اضاف:"حافظت على الوزنات في البطريركية فتضاعفت، طبقت المثل الدينية فانصانت، لا يثنيك خطر، ولا يضنيك مرض، فوثقت بك عكار القوات اللبنانية كل الثقة واحبتك كل الحب".

وختم:"افرحوا ايها العكاريون بالمجد الذي اعطي اليكم لانكم عرفتم قديسا وطأ ارضكم، عانقتم قديسا تكلم معكم، واخذتم قديسا في زمن قلت فيه القداسة".

بدوره رد البطريرك شاكرا وقال: "اشكر ما تفضلت به من مديح واطراء لا استأهله، وانت تقول اني قديس والمثل يقول" اللي ما مات عيبو ما فات "نحن نسعى ان نسير في طريق القداسة ولكن هذا يحققه لنا الله على شرط ان تكون الارادة طيبة وارادتنا جميعا طيبة ولا تبتغي الا مرضاة الله. نرحب بكم واهلا وسهلا".

الصندوق الماروني :ثم ترأس البطريرك صفير اجتماعا للمؤسسة الإجتماعية المارونية (الصندوق الإجتماعي الماروني) عرض في خلاله نشاطات المؤسسة والتقديمات التي تقدمها لذوي الدخل المحدود من ابناء الطائفة.

اثر الإجتماع صدر البيان الاتي:"عقدت المؤسسة الإجتماعية المارونية (الصندوق الإجتماعي الماروني) جلستها العمومية السنوية، في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير وحضور النائب البطريركي العام المطران رولان ابوجودة بصفته رئيس مجلس الإدارة، المدير العام الاب نادر نادر الأنطوني واصحاب السيادة المطارنة والرئيسات العامات والرؤساء العامين للرهبانيات واعضاء مجلس الإدارة الحاليين والسابقين.

افتتح البطريرك الجلسة بكلمة نوه خلالها بجهود المؤسسة وسعيها نحو تحقيق اهدافها في مساعدة ذوي الدخل المحدود على تأمين مساكنهم دون ان يبغي الربح.

وبعدها قدم سيادة المطران ابوجودة تقريرا مفصلا عن واقع المؤسسة الإداري والمالي وما تقوم به من أعمال حاليا، سيما لجهة تسليم المكتتبين الشقق التي انتسبوا من اجلها في المشاريع الشعبية القائمة في منطقة طبرجا والمجذوب العقاريتين. كما قدم المطران ابوجودة خلاصة المشروع الذي تقوم به المؤسسة في منطقة القرية العقارية عارضا رؤاها في اقامة العديد من النشاطات الزراعية والإنمائية والصحية والإسكانية".

كنعان: وظهرا استقبل البطريرك صفير الامين العام المؤسس للمنظمة العربية للسياحة وديع يوسف كنعان الذي قدم له موسوعة السياحة العربية، وعرض معه الشؤون السياحية وما يمكن ان تؤديه من استثمارات للفنادق المتخصصة في السياحة الدينية والعمل على تكملة البنى التحتية وتنشيط السياحة الدينية.

كذلك التقى النائب فؤاد السعد وابنته لما، في زيارة لتهنئة البطريرك صفير بسلامة العودة من جولاته الخارجية والداخلية.

 

الكتلة الوطنية": الحوار تحول "صبحية" بين الزملاء وطلب الموسوي من السفارة الاميركية يجب ان يطال الايرانية

المركزية- اعلن حزب الكتلة الوطنية "أن طاولة الحوار التي كانت مهمتها الوحيدة مناقشة الإستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله" ابتعدت كلياً عن الهدف الوحيد الذي أنشئت من أجله وأصبحت كأنها صبحية حوار بين الزملاء"، مؤكدا "ان طلب النائب نواف الموسوي من السفارة الأميركية تقديم لائحة باسماء من تلقوا مساعدات من الدولة الاميركية يجب أن يطال السفارات الأخرى لاسيما الإيرانية."

عقدت اللجنة التنفيذية للحزب بعد اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس إده فوحضور الأمين العام جوزيف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري البيان الآتي:

- يبدو أن طاولة الحوار والتي كانت مهمتها الوحيدة مناقشة الإستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله ابتعدت كلياً عن الهدف الوحيد والتي أنشئت من أجلها وأصبحت كأنها "صبحية حوار" بين الزملاء حيث يتحدث الجميع في هذه الصبحية عن كل شيء وعن لا شيء وألغوا الموضوع الأساسي . إن الوضع اللبناني السياسي والأمني والأقتصادي بحاجة الى معالجة أكثر جدية ، فإذا كانت طاولة الحوار غير قادرة على دراسة الاستراتيجية الدفاعية او على مناقشة مصير سلاح حزب الله فمن الاجدى أن يلغوا هذه الطاولة لإن الإعتراف بالأمر الواقع أفضل من التمويه عنه .

- إن كل ما يحصل من توترات أمنية وتوزيع مناشير ليلية وتفجيرعبوات ناسفة ليست إلا تأكيد على أن بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية هو الحل الوحيد .

- إن سلاح حزب الله الخارج عن سلطة الحكومة والمقدس بالنسبة الى حامليه يدفع البعض الى التفتيش عن سلاح أخر ربما للإستقواء او لخلق نوع من التوازن. فبعض السياسيين ربما لجأ الى أساليب غير مناسبة للتعبير عن هذا النهج حتى لو ألبسه عنوان " الحقوق المدنية ". إن الحق الأول والأساسي والمسلوب للفلسطينيين هو حق العودة الى وطنهم وكل عمل أو نقاش أو تشريع يضعف بتّ هذا الحق هو خدمة لمن هجرهم. إن إستخدام " الحقوق المدنية " للفلسطينيين في صراع سياسي داخلي هو عمل ظالم لكلا الشعبين اللبناني والفلسطيني .

- إن تصريح النائب نواف الموسوي والذي طالب فيه السفارة الأميركية بتقديم لائحة بإسماء الذين تلقوا مساعدات من الدولة الأميركية هو طلب محق، ولكن نريده ايضاً أن يطال السفارات الأخرى ولا سيما منها السفارة الإيرانية والتي قدمت مساعدات ومولت جهات مسلحة معروفه وحيث أن تأثير هذه المساعدات كان ولا يزال أكبر بكثير على المعادلة اللبنانية الداخلية من أية مساعدات اخرى.

- ان مطالب اي فئة من موظفي القطاع العام ، حتى ولو كان لها سند اقتصادي واجتماعي، لا تجيز لها وضع مستقبل جيل على المحك ولا تهديد المستوى التعليمي للبلاد ، لذلك نطالب الوزير المختص والسلطة التنفيذية بإتخاذ القرارات اللازمة في هذا الصدد بما فيها قرار " مصادرة الأساتذة للقيام بالتصحيح " وفقا لقانون الموظفي القطاع العام. كما نطالب الوزير، من جهة أخرى ، بمتابعة الحوار مع ممثلي هذه الفئة للتوصل الى زيادة معقولة تراعي أعباء الخزينة وعجز الموازنة الحالي .

ان حزب الكتلة الوطنية يحذر الحكومة من منح اي زيادة تحت الضغط التي من شأنها ان تلحق ابلغ الاضرار بفئات الدخل المحدود خاصة من خلال زيادة الاقساط المدرسية والتضخيم اللذان سينتجان عنها .

 

مصادر أمنية لا تستبعد "بصمات" فلسطينية الجيش يستعد للإنتشار شـــرق صيـدا

المركزية - تتابع الأجهزة الأمنية تحقيقاتها في قضية البيانات المشبوهة التي ألقيت شرق صيدا وتتضمن إنذارا صريحا لمسيحيي المنطقة بإخلاء قراهم ومحذرة من مغبة عدم التنفيذ، فكثفت جهودها وتدابيرها للتوصل الى معرفة الجهة التي تقف وراء العمل، مسيرة دورياتها في مختلف قرى شرق صيدا. وفي هذا الإطار، أعلنت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان الجيش اللبناني في صدد تنفيذ خطة امنية محكمة خلال الايام القليلة المقبلة، حرصا على تبديد أجواء القلق التي تعتري نفوس المسيحيين هناك وإشاعة الطمأنينة والراحة". وشددت المصادر على "العيش المشترك في المنطقة كخيار لا بديل عنه"، مشيرة الى ان ما حصل لا يصب في مصلحة المسلمين لانهم معنيون بالوجود المسيحي كغيرهم من الطوائف خصوصاً في هذا الظرف الذي يمر به البلد والذي لا يحتمل اي خلل في التركيبة اللبنانية". ولم تستبعد المصادر إحتمال ان تكون وراء العمل ايد فلسطينية ردا على رفض بعض الجهات المسيحية إعطاء الفلسطينيين الحقوق مدنية". وقللت المصادر من "نتائج هذه المناشير"، مشيرة الى انها "ولدت ميتة" لآن الوضع الاقليمي لا يسمح بتعكير الاجواء في لبنان راهنا، ولا الوضع الداخلي يتجه نحو المواجهات والتوتر، ولا الجيش اللبناني في وارد السماح بحصول اشكالات امنية من شأنها زعزعة الاستقرار وجذب لبنان نحو دوامة من المواجهات العسكرية". وأكدت ان "القضية لن تطول وستأخذ طريقها نحو طي الملف سريعا بسرعة تمهيدا لعودة الى الحياة الطبيعية اليومية".

 

حبيب: وهاب يستجدي موقعــاً بين الكبار وتصريحاته لن تبدل التزامات مصر وفرنسا

المركزية- رد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على كلام رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب الذي تناول فيها مصر وفرنسا مؤكدا انه لن يثنيهما عن إصرارهما على دعم لبنان وإخراجه من حلقة الصراعات الإقليمية". واضاف ان مواقفه" تدل الى عجزه عن التشبّه بالكبار، فيقفز مضطرا دون رادع أو وازع لمهاجمتهم علّه بذلك يستحوذ على جزء ولو بسيط من بريق الأضواء المسلطة على غيره من الرجال الأحرار".

واكد حبيب في بيان "أن بعض الوسائل الإعلامية ذات التوجه السياسي المعروف والناطقة بإسم مدعي الممانعة في المنطقة، أصبحت منبرا لدى بعض من يحاول عنوة فرض نفسه كحيثية سياسية على الساحة اللبنانية، وذلك في سبيل إطلاق عنانه لكيل الشتائم وتوجيه الإتهامات جزافا بحق كل من لا يتوافق وسياسة قادته خارج الحدود اللبنانية، وأيضا للتشهير والذمّ بشخصيات وقيادات محليّة وعربية ودولية حرّة رفضت أن تكون شاهدة زور على أوسع عملية تزوير تمارس بحق مسار الإعتدال العربي الحريص كل الحرص على إستعادة الحقوق الفلسطينية وإحلال السلام العادل في المنطقة .

وأعرب عن "أسفه الشديد لما أطلقه وئام وهّاب من قناة "المنار" من إهانات وشتائم ضد رئيس جمهورية مصر العربية حسني مبارك ووزير خارجية فرنسا برنار كوشنير، معتبرا أن مثل تلك المواقف للسيد وهّاب التي تميّزت كالعادة بألفاظه النابية والمشينة، وأن كانت تمسّ بكرامة مصر وفرنسا فهي لن تثنيهما في المقابل عن إصرارهما على دعم لبنان وإخراجه من حلقة الصراعات الإقليمية، مذكّرا السيد وهّاب ومن وراءه أن دولة مصر بقيادة رئيسها حسني مبارك كانت وما زالت في ظلّ وجود شاتميها، السبّاقة الى جانب الإعتدال العربي في مساعدة لبنان والوقوف الى جانبه في أزماته الداخلية والخارجية، وأن دولة فرنسا بالرغم من ضريبة الدم التي دفعتها على الأراضي اللبنانية سابقا، مستمرة في مساهمتها بشكل غير محدود في مساندة لبنان على كافة المستويات لا سيما على المستوين الإقتصادي والإجتماعي وكذلك العسكري من خلال مشاركتها في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان .

ولفت حبيب الى أن السيد وهّاب ما عاد يعير القوانين اللبنانية أي إهتمام وإحترام خصوصا لجهة تأكيدها على ملاحقة ومعاقبة كل من يقدم على إهانة وشتم رئيس دولة عربية أو أجنبية، الأمر الذي يرى فيه حبيب دعوة للقضاء اللبناني للتحرك السريع والحازم في تطبيق ما إئتمن عليه من قوانين وبالتالي الى معاقبة السيد وهّاب وأمثاله من مطلقي العيارات اللفظية الساقطة والشتائم والإسفاف بحق قادة ومسؤولين ورؤساء لدول عربية وأجنبية صديقة .

واضاف: أنه لمن السخرية أن يعتقد السيد وهّاب أن الدور الموكل اليه من قبل قادته خارج الحدود كناقل للرسائل كما هو أقر بذلك سابقا، يتيح له مهاجمة الكبار من قادة محليين ودوليين عرب وأجانب، مشيرا الى أن مواقف وهّاب وإن دلت على شيء فهي تدل على عجزه التشبّه بالكبار، فيقفز مضطرا دون رادع أو وازع لمهاجمتهم علّه بذلك يستحوذ على جزء ولو بسيط من بريق الأضواء المسلطة على غيره من الرجال الأحرار.

 

"14 آذار" لمعالجة ملف الحقوق عبر المؤسسات: تمسك عون بسلاح المقاومة لا يغطيه سياســياً

المركزية- دعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار جميع القوى والأحزاب السياسية اللبنانية الى التعاطي مع ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين بعلمية وواقعية وتجرّد داخل المؤسسات الدستورية ومن خلالها بعيداً من أساليب التوظيف السياسي، واستعجلت الإسراع في التحقيقات في بيانات التهديد للمسيحيين في شرق صيدا وانفجار المدينة الصناعية في زحلة، وإعلان النتائج والقبض على الفاعلين متمنية أن تتعاطى الدولة مع موضوع إبحار السفن مؤكدة ان لبنان لا يتحمل الدخول على خط المنافسة الإقليمية للدفاع عن قضية فلسطين.

عقدت الأمانة العامة اجتماعها الدوري اليوم في حضور النائبين عمار حوري وسيبوه كالباكيان ومنسق الأمانة العامة النائب السابق الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية والسادة: ادي أبي اللمع، نديم عبد الصمد، واجيه نورباتليان، يوسف الدويهي ونوفل ضو.

بعد الاجتماع، تلا ضو البيان الآتي:

"أولاً: إطلع المجتمعون من منسق الأمانة العامة على زيارة ممثل السلطة الوطنية الفلسطينية السفير عبدالله عبدالله الى الأمانة العامة الإثنين الماضي، وأبدوا ارتياحهم الى التوضيحات التي نقلها السفير عبدالله عن تمسّك السلطة بمرجعية ومسؤولية المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة والأونروا عن كل ما يتعلق بقضايا الطبابة والإستشفاء والتربية والتعليم وغيرها من الأمور الخاصة باللاجئين الفلسطينيين خصوصاً في لبنان. وشدد المجتمعون على أن المطروح ليس حقوقاً مدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان بالمفهوم الإداري والسياسي للكلمة، وإنما بعض التدابير الإنسانية والإجتماعية التي تؤمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للاجئين من دون المس بالتوازنات اللبنانية. ولذلك تدعو الأمانة العامة جميع القوى والأحزاب السياسية اللبنانية الى التعاطي مع هذا الملف بعلمية وواقعية وتجرد داخل المؤسسات الدستورية ومن خلالها، بعيداً عن أساليب التوظيف السياسي كما تدعو نواب 14 آذار التقدّم باقتراح قانون ضمن المهلة التي حدّدها رئيس مجلس النواب لمناقشة هذه المسألة المهمّة.

"ثانياً: توقف المجتمعون عند بيانات تهديد المسيحيين التي وُزِّعَت في شرق صيدا، والإنفجار الذي ما زال مجهول الدوافع في المدينة الصناعية في زحلة عشية زيارة غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى المدينة. وهم إذ يعتبرون أن مواقف الإستنكار والشجب لا تكفي في استئصال هذه الظواهر، يدعون السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية المعنية الى الإسراع في التحقيقات وإعلان نتائجها على الملأ في أسرع وقت ممكن، وإلقاء القبض على المخططين والمحرضين والمنفذين، وإحالتهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه محاولة النيل من الإستقرار والسلم الأهلي والشراكة المسيحية – الإسلامية.

"ثالثاً: ثمّن المجتمعون تعاطي الدولة اللبنانية وبالتحديد موقف وزير الأشغال العامة والنقل مع موضوع إبحار السفن انطلاقا من المرافىء اللبنانية تحت عنوان فك الحصار عن غزة الذي تمّ عمليّاً من خلال فتح معبر رفح وعلى جميع القوافل استخدام هذا المعبر لأن لبنان لا يتحمّل الدخول على خط المنافسة الإقليمية للدفاع عن قضيّة محقّة هي قضية فلسطين.

* قال النائب جنبلاط ان اليمين قام على موضوع الفلسطينيين، ونرى الآن اختلاف بخطاب 14 آذار، ما هو ردكم على ذلك؟

- بالعودة الى ظل ادبيات 14 آذار وخطابها السياسي وبياناتها السياسية والمشاريع السياسية الصادرة عن قوى 14 آذار في خلال السنوات الثلاث الاخيرة على الاقل، يمكن لكل انسان ان يلاحظ بوضوح ان 14 آذار باقية على ثوابتها وان هذا الكلام ليس بجديد، وقضية فلسطين بالنسبة الى قوى 14 آذار قضية مركزية تتعاطى معها من موضع الصراع – العربي – الاسرائيلي الواضح المعالم. ولكن عمليا الفرق بين قوى 14 آذار وغيرها. ان قوى 14 آذار لا تستخدم هذا الموضوع للمزايدة ولا تستخدمه في عملية محاولة تحسين المواقع في الصراع السياسي القائم على الساحة اللبنانية في الداخل، وتنظر قوى 14 آذار الى هذا الموضوع من موقع مركزية القضية الفلسطينية في الصراع العربي – الاسرائيلي وتسعى الى ان يكون لهذه القضية موقعها الدولي الواضح والصريح الذي يسمح بمعالجتها بما تعود بالنفع على العرب وليس من باب المزايدات التي ترتد سلبا وبشكل دائم على الموقف العربي.

* ما هو موقفكم من زيارة العماد ميشال عون لسوريا وتمسكه الشديد بسلاح حزب الله؟

- الموقف من زيارة سوريا موقف واضح قائم على قاعدة وجوب قيام العلاقات اللبنانية – السورية من خلال المؤسسات الدستورية، لا يمكن المزج بين اسمع تفرح وجرب تحزن عمليا المطلوب من جميع اللبنانيين والدولة السورية ايضا، احترام القاعدة التي على اساسها تعمل الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدستورية على اعادة رسم العلاقات اللبنانية – السورية في هذه المرحلة من واقع العلاقة بين المؤسسات.

اضاف: في موضوع تمسك العماد عون بسلاح حزب الله فهذا موقف معروف منذ ورقة التفاهم بين العماد عون وحزب الله. وهذا الموقف لا يقدم ولا يؤخر.

الموضوع مطروح على طاولة البحث وموقفنا لا يزال ثابتا في هذا الموضوع. وموضوع حزب الله هو موضوع خلافي بين اللبنانيين وموقف العماد عون لا يزيد اي غطاء سياسي لسلاح حزب الله على العكس عمليا كما سبق واعلن البطريرك صفير وغيره أن هذا الموقف من شأنه ان يفقد العماد عون المزيد من المصداقية على الساحة المسيحية.

 

 

 

 

87سناتورا اميركيا يؤيدون حق اسرائيل في الدفاع عن النفس  

٢٣ حزيران ٢٠١٠

  اعلن مجلس الشيخ الاميركي الاربعاء ان 87 سناتورا من اصل 100 وقعوا رسالة للرئيس باراك اوباما لتاييد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات حزب الله وحماس وايران. وفي الرسالة التي تحمل تاريخ الاثنين, اوضح اعضاء مجلس الشيوخ انهم يدعمون "بالكامل حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. وردا على الاف الهجمات بالصواريخ على اسرائيل من قبل حماس في غزة, اتخذت اسرائيل اجراءات لمنع ادخال بضائع الى غزة قد تستخدم لتنفيذ هذه الهجمات". من جهة اخرى, طلب الشيوخ من الرئيس التفكير في احتمال ادراج المنظمة الانسانية التركية غير الحكومية ذات الميول الاسلامية على لائحة المنظمات الارهابية. 

 

قاطيشا لموقعنا: "وهاب" بوق لا يتقن سوى الشتائم...  

٢٤ حزيران ٢٠١٠

ناتالي إقليموس

رأى أمين سر العام القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا "ان وظيفة تيار التوحيد باتت شتم الناس، في حين اننا لم نعتد على هذه اللغة لا في منزلنا ولا في مدرستنا الحزبية. في الوقت الذي نتحدث فيه لغة السياسة تبدو جماعة التوحيد تفتقر إلى الحجج السياسية، فتستسهل خطاباتها بتوجيه الشتائم".

قاطيشا وفي حديث خاص إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني أعرب عن إنزعاجه من إلتباس بعض المفاهيم في أذهان فئة من السياسيين، "على سبيل المثال يعتبر البعض الخيانة هي فقط التعامل مع العدو، إلا ان العميل و الخائن هو كل فرد يقدّم مصلحة دولة خارجية على مصلحة وطنه، بصرف النظر عن طبيعة البلد ان كان شقيقاً، عدواً، أو جاراً للبنان".

في هذا الإطار انتقد قاطيشا ما جاء في بيان "التوحيد" جملة وتفصيلاً، "في كل مرة يلجؤون فيها إلى اللعب على الوتر الديني وإثارة النعرات الطائفية في حق القوات اللبنانية منذ 40 عاماً وليس في يدهم أي حجة اخرى. وفي طبيعة الحال يتحدثون عن الزعامة ووهاب لم يكن يوماً زعيماً حتى في منطقته، ونحن نعلم تماماً في أي ظروف إقليمية تمكن من أن يصبح وزيراً".

كما اعتبر قاطيشا "انه منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها تتعامل سوريا مع لبنان على مستوى المؤسسات والأحزاب الكبرى، بدأ يظهر تباعاً بعض المتضررين، أبرزهم رئيس تيار التوحيد الذي إلتمس دوره يضمحل تدريجياً، لذا إنتقل إلى المغالاة في الشتائم والتصويب على القوات اللبنانية، فهو يدرك تماماً ان عظمها لا يلين ولا ينكسر".

وأضاف قاطيشا موضحاً: "في ظل التقارب بين الزعيمين طلال إرسلان ووليد جنبلاط يشعر وهاب بالضيق والإختناق، سيما وان المجال لم يعد رحباً أمامه لإبراز نفسه أو للعلب أي دور فعال سوى رفع نبرة الشتائم للفت الإنتباه. لذا وهاب ليس سوى عبارة عن بوق للشتائم في ظل إفتقاره إلى أي حيثية سياسية أو رأي عام يدعمه، والدليل رسوبه في الإنتخابات".

من جهة اخرى، توقف قاطيشا عند الأسباب التي دفعت العماد عون للذهاب إلى سوريا: "أولاً ليس بإمكانه الذهاب أبعد من دمشق وطهران، ربما قد يسافر للسياحة، إلا أن العديد من دول العالم لن تستقبله بشكل رسمي. ثانياً، بعد جولة غبطة البطريرك صفير الخارجية، وجد عون ان الإتجاه المسيحي مغاير لطريقه، وهو في عزلة. لذلك إستعجل القيام بهذه الزيارة للتأكيد ان فئة من المسيحيين تريد الذهاب إلى غير فرنسا، قبرص، مصر واسبانيا".

وأضاف قاطيشا: "أعتقد ان المسيحيين هم في إتجاه واحد ضمن خط السيادة ووحدة لبنان وإستقلاله، لذلك زيارة عون جاءت فقط من أجل "تعويم" النظام السوري في لبنان، وفي الوقت عينه فرصة بحد ذاتها لعون من أجل كسر عزلته".

وتعليقاً على إعتبار عون "الوضع في المنطقة ليس مقلقاً... إلا اذا كان أحد يريد الحرتقة في الداخل..."، قال قاطيشا: "لا أذكر يوماً أن الجنرال أصاب في تقديراته، معظم المشاريع التي قام بها للأسف جاءت مخيبة للآمال بدءا من خسارته الحروب العبثية التي قادها، وصولاً إلى التحالفات السياسية التي يصيغها". وتابع قاطيشا: "لذلك حين يتحدث عون عن الحرب والسلم لا أهتم كثيراً، لأنني على ثقة بأنه يفكر بشكل خاطئ".

أما عن موقف القوات االبنانية من النقاش حول الحقوق المدنية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أوضح قاطيشا: "لا شك اننا مع الحقوق الإنسانية لأي إنسان على وجه الأرض، انما نحن ضد الحقوق التي يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهو التوطين، أو ايهام الفلسطينيين بأن في إمكانهم البقاء حالياً ريثما نجد حلاً للقضية". وتابع قاطيشا متأسفاٍ: "ما اثير مؤخراً لم يكن من باب إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية، إنما خلفية طرح هذه القضية كانت الدخول من البوابة الفلسطينية إلى العمق اللبناني، وإثارة حساسيات طائفية بالغنى عنها".

وتابع قاطيشا: "ما يؤكد صحة نظرتنا للامور هي ردود الفعل التي رافقت تحذيرنا من الإستعجال في طرح حقوق الفلسطينيين، وأبرزها جاء على لسان النائب وليد جنبلاط الذي ثار متحدثاً عن "اليمين الغبي"، وهنا نسأل عما إذا كان اليسار قد صنع المعجزات في العالم؟". وفي هذا المضمار اعتبر قاطيشا: "الهدف الأبعد من كل هذه التصرفات هو خلق طلاق بين مسيحيي 14 آذار وتيار المستقبل".

ولدى سؤالنا هل من رابط بين توقيت طرح قضية حقوق الفلسطينيين، وإبعاد النظر عن مسألة السلاح غير الشرعي في لبنان؟ أجاب قاطيشا: "لقد تم تزوير قضية السلاح وربطه بالإستراتيجية الدفاعية التي باتت واضحة للعيان، إلا اذا أرادت لاحقاً فئة لبنانية إخراج لبنان من مجموعة الدول العربية وإلحاقه ببلاد فارس".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

قانون تملك الاجانب في لجنة الادارة: سائب بلا رقابة حكومية او خاصــة

المركزية - باشرت لجنة الادارة والعدل النيابية درس اقتراح القانون المتعلق بتملك الاجانب لجهة سد الثغرات الممكن النفاذ منها والتحايل على القانون وتبين لها عدم وجود رقابة على المستثمر الاجنبي سواء من مجلس الوزراء الذي يمنحه حق الاستثمار او من أي هيئة اخرى.

عقدت اللجنة جلسة برئاسة النائب روبير غانم وحضور وزير العدل ابراهيم نجار والاعضاء.

بعد الجلسة قال النائب غانم: بدأنا في دراسة اقتراح القانون المتعلق بتملك الاجانب في لبنان، والمناقشات التي جرت من قبل الاعضاء وغير الاعضاء الذين حضروا الجلسة كانت جدية ومعمقة وموضوعية. الاقتراح يهدف في الدرجة الاولى الى سد الثغرات الموجودة في القانون الحالي لمنع فلتان شراء العقارات من قبل الاجانب من خلال التحايل على القانون وهدفه ليس الحد من استثمار الاجانب في لبنان، انما الحد من المضاربات العقارية من قبل الاجانب في لبنان خصوصا في العاصمة بيروت والتي اصبحت اسعار العقارات فيها مرتفعة جدا، ليس هناك احصاءات دقيقة من قبل الادارات الرسمية عن الاوضاع التي يعاني منها لبنان اليوم بالنسبة الى العقارات المملوكة من الاجانب لا في بيروت ولا في غيرها خصوصا ان كل العقارات التي بيعت قبل العام 1969 لا تدخل في حساب نسبة الثلاثة في المئة المسموح بها في الاقضية، او العشرة في المئة المسموح بها في بيروت، بالاضافة الى ذلك فان الثلاثة في المئة لا تشمل ايضا المساحات المخصصة مثلا في الادارات العامة، أوقاف وللبنى التحتية وما الى ذلك، ونحن نتحدث عن نسبة الثلاثة في المئة وهي في الحقيقة اكثر من ذلك وأكثر من عشرة في المئة في بيروت لذلك، بما ان هذا الموضوع دقيق ويجب الاخذ بالاعتبار هذه النسب الموضوعة بشكل ان تكون محصورة قدر الامكان بالمساحات الصافية.

من جهة ثانية يجب الاخذ بالاعبار كل الاساليب التي يجري فيها التحايل على القانون من خلال الوكالات غير القابلة للعزل، بحيث يأتي اجنبيا ويعمل وكالة للبناني غير قابلة للعزل فيشتري بواسطتها اللبناني العقارات بإسمه، وفي الحقيقة تكون الملكية عائدة للاجنبي، من هنا اردنا ان نضع حدا لهذه الاساليب الاحتيالية حتى يأتي التعديل لهذا القانون قدر الامكان سادا لمعظم الثغرات الموجودة فيه، وكذلك فالمشكلة ليست في القانون في حد ذاته، لما في عدم تطبيق القوانين في لبنان والمدى الذي يأخذه التحايل على تطبيق هذه القوانين".

أضاف: "من جهة اخرى فإن موضوع الاستثمار في لبنان ايضا يتعلق بالوضع الاقتصادي في لبنان تالياً يجب ان نأخذ هذه الناحية بالاعتبار ن ولذلك سنناقش هذا الاقتراح مادة مادة، ونعلم انه في موضوع الاستثمار عندما يرخص مجلس الوزراء لمن يريد ان يستثمر في لبنان نجد ان هناك عدم جدوى من قبل رقابة مجلس الوزراء على هذا الاستثمار بمعنى يأتي فريق ما يطلب استثماراً بمئات الآلاف من الامتار لمدة خمس سنوات، ويعود فيطالب بتجديد هذه المدة، ونلاحظ غياباً لرقابة مجلس الوزراء في هذا الشأن لجهة هل تم هذا الاستثمار كما يجب؟ وهل تم انشاء المصنع او المشروع؟ الخ فالرقابة ليست جدية في هذا الشأن، وقد أخذنا كل هذه الأمور بالاعتبار وطلبنا أيضاً من بعض الزملاء وضع الدراسات المعنية عن أساليب التحاليل وسنبدأ الأربعاء المقبل بدرس هذا الاقتراح مادة مادة من أجل الانتهاء منه في أقرب فرصة ممكنة انطلاقاً من مبدأ اننا لسنا ضد الاستثمار في لبنان لأننا نعرف ان تملك الأجانب يجب أن يبقى الاستثناء والقاعدة هي ان تبقى الأرض للبنانيين هذا من جهة ومن جهة ثانية ستبدأ لجنة الادارة والعدل بدرس الاقتراحات التي وردتنا من الهيئة العامة للمجلس النيابي والمتعلقة بالحقوق الانسانية للفلسطينيين، يوم الاثنين الذي يلي الاثنين المقبل بسبب انعقاد اللجان المشتركة النيابية الاثنين المقبل، وقد دعونا الى حضور هذه الجلسة الوزراء والادارات المعنية بكل موضوع بموضوعه.

ورداً على سؤال عن مهلة الشهر التي حددها الرئيس بري للجنة لدراسة هذه الاقتراحات قال: "هذه المهلة ليست مهلة اسقاط انما مهلة الاثنين المقبل هناك جلسة للجان المشتركة والاربعاء المقبل سنستكمل اقتراح القانون المتعلق بتملك الاجانب وسنبدأ الاثنين الذي يلي بدراسة هذه الاقتراحات بكل جدية وما يمكن ان نقبله من هذه الاقتراحات سنقبله من منطلق انساني ومن منطلق تسوية وضع غير لائق لاخوان لنا يعيشون في وضع بائس ولكن في المقابل هناك حقوق وهناك واجبات للدولة، فإذا أرادت الدولة ان تعطي هؤلاء حقوقاً وأيضاً هناك واجبات على هؤلاء لجهة مراقبة هذه الحقوق وان تكون باسطة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية".

 

قداديس وصلوات في دير كفيفان استعداداً لتطويب الأخ اسطفان نعمه

النهار

تتواصل الاحتفالات والصلوات والقداديس في دير كفيفان استعدادا للاحتفال باعلان تطويب الأخ اسطفان نعمه  الأحد المقبل. وللمناسبة، نظمت اللجنة الأسقفية للعائلة "يوم العائلة" في كفيفان، تخللته قداديس وصلوات وإحياء عيد الأب ويوم الموسيقى العالمي. وأحيت جوقة الرهبانية المارونية الأنطونية بقيادة الاب الراهب الانطوني توفيق معتوق حفلة ترانيم روحية باللغتين الايطالية والعربية في حضور رئيس الدير الأب ميشال اليان ولفيف من الآباء والرهبان والراهبات وحشد من الزائرين والمؤمنين.

ونظم المعهد اللبناني للمعاقين، مستشفى بيت شباب، بالتعاون مع مستشفى سيدة المعونات - جبيل والمؤسسات التي تعنى بالمعوقين والمؤسسات الاستشفائية يوم المرضى والمعوقين على ضريح الاخ اسطفان، تخللته زيارة لضريحي الاخ اسطفان والقديس نعمة الله. ورأس رئيس مستشفى بيت شباب والمعهد اللبناني للمعاقين الاب بديع الحاج قداسا احتفاليا بمعاونة الابوين شربل زكريا وسيمون عبود ومشاركة المعوقين والمرضى وذوي الحاجات الخاصة من كل المؤسسات، اضافة الى العاملين في الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالمرضى والمعوقين.

وبعد تلاوة الانجيل ألقى الاب الحاج عظة عرض فيها " الاخ اسطفان والمحاور الثلاثة التي ساعدته ليصل الى مراتب القداسة: علاقته بالله وهو صاحب شعار "الله يراني"، وعلاقته بالانسان من خلال اهتمامه بالمرضى والمشردين والجياع خلال الحرب وعلاقته بالارض والطبيعة".

 

تقرير برلماني فرنسي: سورية لم تنفذ كل ما طلب منها كما أنها لم تتخل عن رغبة ممارسة نفوذها على لبنان      

الشرق الأوسط

«ما هو الطريق المفضي إلى دمشق؟» عنوان التقرير الذي أعدته لجنة برلمانية فرنسية منبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية ترأستها النائبة الاشتراكية إليزابيث غيغو، وزيرة العدل السابقة مستشارة الرئيس فرنسوا ميتران. ومن أجل التوازن الداخلي، فإن النائب اليميني الوزير السابق رينو موزولييه تولى مهمة مقرر اللجنة التي ضمت أيضا 9 نواب من الصف الأول بينهم رئيسان سابقان للجنة الشؤون الخارجية (ميشال فوزيل وفرنسوا لونكل) وآخرون متابعون لملف الشرق الأوسط وللعلاقات الفرنسية - اللبنانية والفرنسية - السورية.

وأمس عقدت غيغو مؤتمرا صحافيا لعرض خلاصات التقرير المكثف الواقع في 142 صفحة تنقسم إلى مقدمة وخلاصة وفصلين وملاحق. ولأجل إعداد التقرير، زارت اللجنة سورية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل والتقت مسؤولين (بينهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء رفيق الحريري، ورئيس الوزراء السوري ناجي العطري ووزير الخارجية وليد المعلم ووزير خارجية الأردن ناصر جودة) وشخصيات سياسية وسفراء ودبلوماسيين فرنسيين وأجانب وممثلين للمجتمع المدني ورجال دين. ومن بين الذين التقتهم في دمشق أسماء الأسد، عقيلة الرئيس السوري.

ويعالج التقرير في الفصل الأول المسمى «علامات الانفتاح المؤكدة» تقارب النظام السوري في دمشق مع الغرب (فرنسا التي فتحت الدرب، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية) واللعبة الإقليمية (تركيا، إيران) والعلاقات المعقدة مع العراق والمصالحة مع المملكة العربية السعودية والأردن و«البرودة» مع مصر. وفي الفصل الثاني، يتناول التقرير ما يسميه «التردد السوري» في تطبيع العلاقات مع لبنان أو تأكيد الانفتاح على الغرب. غير أنه يفرد مكانا واسعا لمعالجة العلاقات الاستراتيجية السورية - الإيرانية وموضوع السلام في الشرق الأوسط من الزاوية السورية - الإسرائيلية لينتهي بالمرور على المشكلات السورية الداخلية (حقوق الإنسان، موضوع الحريات..).

يقول التقرير إن سورية تبدو «مترددة» في التخلي عن عدد من «المكونات الأساسية» لسياستها الخارجية والداخلية التي يقودها النظام السوري على الأقل منذ ثلاثة عقود «لأنها تعتبر من الضروريات للمحافظة على النظام» ومن بينها النفوذ السوري على لبنان بأي شكل كان والوقوف بوجه إسرائيل والتحالف مع إيران و«قوى المقاومة» التي من شأنها إعطاء «عمق استراتيجي» لسورية «قدرة على الإزعاج» تفوق بأشواط ما يوفره جيشها أو شعبها أو اقتصادها. وعلى المستوى الداخلي، يمارس النظام ضغوطا قوية على كل ما يمكن اعتباره «احتجاجا» على النظام الذي جعل من تحسين المستوى المعيشي للسكان هدفه المعلن لتفادي تراكم أسباب النقمة «مع العلم أن ثمار الانفتاح الاقتصادي أفادت حتى الآن المحظيين فقط».

ويدعم التقرير في خلاصاته تحول الدبلوماسية الفرنسية باتجاه سورية «ما ساهم في إبعادها عن المواقف المتطرفة والتبعية لإيران». وينتقد الذين يؤكدون أن سورية «حصلت على ما تريد ولم تعط بالمقابل شيئا». ومن الأمثلة على «التعاون» السماح بعودة عمل المؤسسات في لبنان والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والرقابة على الحدود السورية - العراقية. لكن التقرير يشير إلى أن سورية «لم تنفذ كل ما طلب منها» كما أنها «لم تتخل عن رغبة ممارسة نفوذها على لبنان. وقالت إليزابيث غيغو، رئيسة اللجنة إن سورية «ما زالت تمارس نفوذا مباشرا أو غير مباشر على لبنان» منددة بـ«الصورة الثلاثية» (الرئيسين السوري والإيراني وأمين عام حزب الله في قمة دمشق) التي غيبت مؤسسات الدولة اللبنانية. وكذلك فإن سورية ما زالت تدعم المنظمات التي تعتبرها «مقاومة ولم تبتعد بشكل كاف عن إيران التي تدافع عن مواقفها بخصوص الموضوع النووي». غير أن اللجنة النيابية تتساءل: «ما الذي يقدمه لها الغرب لتقوم بهذه التنازلات الأساسية، علما أنه من الواضح والمشروع أن تدافع سورية بالدرجة الأولى عن مصالحها؟».

وتدعو اللجنة الواهمين الذين ينتظرون ابتعادا سوريا عن إيران وتوقف سورية عن دعم «قوى المقاومة» إلى التخلي عن أوهامهم لأن هذا الدعم إذا بقيت المنطقة من غير سلام «يوفر لسورية شرعية دولية وتضامن الشارع العربي. وبالمقابل، فإن التوصل إلى حل (قيام دولة فلسطينية، انسحاب إسرائيل من الجولان...) «سينزع من النظام السوري حجة استمرار فرض حالة الطوارئ أو دعم «قوى المقاومة» التي تكون قد انتهى مبرر وجودها وأمحى الأساس الذي يقوم عليه التحالف السوري - الإيراني وهو العداء لإسرائيل بينما يتحول حزب الله وهو مستند النفوذ السوري في لبنان إلى حزب سياسي كالأحزاب الأخرى ويمكنه عندها أن يبتعد عن الجهات التي تسلحه».

ويدعو التقرير الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور سياسي «ترغب فيه دمشق والفلسطينيون» في النزاع العربي - الإسرائيلي.

في باب التوصيات، تنصح اللجنة الحكومة الفرنسية (وكذلك الاتحاد الأوروبي) في استمرار الانفتاح على سورية والتعاون معها. غير أنها تدعو إلى التزام مبدأ «التبادلية» بمعنى أن أي تعاون مع سورية يفترض «بادرة» سورية مقابلة. وتذكر اللجنة أن «خريطة الطريق» التي وضعت بين باريس ودمشق لتطبيع العلاقات الثنائية نصت على «التزامات» سورية في موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وفي موضوع الأسرى والمفقودين اللبنانيين. والحال، كما يقول التقرير (ص 124)، فإن التقدم «بقي محدودا وهو ما يتعين على فرنسا أن لا تقبله». وتضيف اللجنة أن المطالب الفرنسية بخصوص عدد من السجناء السياسيين وتحسين وضع حقوق الإنسان في سورية «لا يمكن أن تبقى من غير جواب».

ومع ذلك، ترى اللجنة أن سورية استعادت «وزنها السياسي ودورا إقليميا مؤكدا» عبر إعادة نسج علاقاتها مع الدول المؤثرة على المسرح العالمي. كذلك فإن الرئيس السوري عرف أن يثبت سلطته وأن يدفع سورية باتجاه الإصلاح مع المحافظة على التوازنات المعقدة داخل النظام والمجتمع. وبشكل عام، فإن تموضع سورية اتخذ مسارا «إيجابيا» وإن كان بشكل بطيء في علاقاتها الإقليمية (تركيا، الجدول العربية) أو مع الغرب (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركية). ويحث التقرير على توقيع اتفاقية الشراكة السورية - الأوروبية سريعا وتمكين سورية من الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية «ما من شأنه أن يثبت تحول سورية الإيجابي بشكل لا رجوع عنه».

 

عون طالب الدول الكبرى بحقوق الفلسطينيين لأن لبنان يعجز عن تحمل الكلفة: سلاح "حزب الله" لا يزعج اللبنانيين

نهارنت

شدّد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على أنّ "الموضوع الفلسطيني لا يتجزأ، ويجب معالجته من كافة الأطر"، معتبرا أنّ "الفلسطينيين أصبحوا لاجئين لأن الأمم المتحدة وإنكلترا أمنوا غطاء لتقسيم فلسطين، فالدول الكبرى تتحمل مسؤولية اللاجئين، فهي التي صوتت على تقسيم فلسطين"، وطالبها بإعطاء الفلسطينيين "حق التجول والعمل في كل العالم، فلبنان وحده لا يستطيع تحمل الكلفة، إنما يقاتل في سبيل الموت لأجل القضية الفلسطينية، ولكن لن نبقى ندافع عن البيت الآخر حتى نصبح دون بيت"، متسائلا "كيف سندخل 550 الف فلسطيني الى ضمان صحي مفلس؟"، مشددا على "أهمية حق العودة ولكن دون أن يغرقنا معه". وأعلن بعد إجتماع التكتل الاسبوعي، أن البحث تناول قانون تملك الاجانب، "فالارض ليست سلعة تجارية، هل رأيتم شعبا دون وطن وأرض"؟ لافتا الى أنّ "الشعب الذي يتعاطى مع أرضه كسلعة تجارية سيعود الى البداوة". وعن البيانات التي وُزعت بشرق صيدا، فقد أكّد عون أنّها "نوع من التخويف، لأن هناك بعض القوى التي لا تعيش الا بتخويف الناس، لكننا لن نخاف منها، ونحن لا نخضع لأي تخويف، وكل ما اطلب من اللبنانيين ألا يبيعوا ارضهم للغرباء". ورأى أنّ "الحكم الذي صدر بحق قناة "OTV" يخالف القوانين، فقاضي الامور المستعجلة في بيروت ليس لها الحق ولا الصلاحية للبت في هذا الموضوع". أما بشأن زيارته دمشق اليوم، فقد لفت الى أنّها تؤجل منذ فترة، واليوم بات الوقت ملائما"، مشيرا الى ان "الحديث تطرق الى الوضع الاقليمي"، كما طمأن أن "لا حرب داخلية إلا إذا أراد أحد في الداخل الاستمرار بالحرتقة للتسبب بفتن"، آملا أن يهتم المسؤولون بالأمور التي تزعج الشعب كالفساد، فسلاح "حزب الله" لا يزعج الشعب". كما اعتبر أنّ "الحكومة أقرت خطة الكهرباء لأنها تريد كهرباء، وإذا أوقفها مجلس النوب يكون هو من اوقفها، وهناك كثير من الاشخاص والجهات التي تدخل فيها، وهناك أمور مطلوبة من الحكومة والمجلس النيابي ومن القطاع العام والخاص، وحيثما يحصل اي خطأ الناس سيعرفون وسيحاسبون". وذكر عون أنه منذ سنة كنت في بكركي وقلت ما أريد قوله، مشيرا الى انه لم يرَ أي أي ردة فعل سلبية.

 

 آذار: للتعاطي مع الحقوق الفلسطينية بواقعية بعيدا من التوظيف السياسي

نهارنت

أبدى أعضاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار ارتياحهم الى التوضيحات التي نقلها ممثل السلطة الوطنية الفلسطينية السفير عبدالله عبدالله، في خلال زيارته الأمانة الإثنين الماضي، عن تمسّك السلطة بمرجعية ومسؤولية المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة والأونروا عن كل ما يتعلق بقضايا الطبابة والإستشفاء والتربية والتعليم وغيرها من الأمور الخاصة باللاجئين الفلسطينيين خصوصاً في لبنان. وشدد المجتمعون على أن المطروح ليس حقوقاً مدنية للفلسطينيين المقيمين في لبنان بالمفهوم الإداري والسياسي للكلمة، وإنما بعض التدابير الإنسانية والإجتماعية التي تؤمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للاجئين من دون المسّ بالتوازنات اللبنانية. ودعت الأمانة جميع القوى والأحزاب السياسية اللبنانية الى التعاطي مع هذا الملف بعلمية وواقعية وتجرد داخل المؤسسات الدستورية ومن خلالها، بعيداً من أساليب التوظيف السياسي كما دعت نواب "14 آذار" التقدّم باقتراح قانون ضمن المهلة التي حدّدها رئيس مجلس النواب لمناقشة هذه المسألة المهمّة. وتوقف المجتمعون عند بيانات تهديد المسيحيين التي وُزعت في شرق صيدا، والإنفجار الذي ما زال مجهول الدوافع في المدينة الصناعية في زحلة عشية زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير الى المدينة، معتبرين أن مواقف الإستنكار والشجب لا تكفي في استئصال هذه الظواهر. ودعا المجتمعون السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية المعنية الى الإسراع في التحقيقات وإعلان نتائجها على الملأ في أسرع وقت ممكن، وإلقاء القبض على المخططين والمحرضين والمنفذين، وإحالتهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه محاولة النيل من الإستقرار والسلم الأهلي والشراكة المسيحية – الإسلامية. وثمن المجتمعون تعاطي الدولة اللبنانية وبالتحديد موقف وزير الأشغال العامة والنقل مع "موضوع إبحار السفن انطلاقا من المرافىء اللبنانية تحت عنوان فك الحصار عن غزة الذي تمّ عمليّاً من خلال فتح معبر رفح وعلى جميع القوافل استخدام هذا المعبر لأن لبنان لا يتحمّل الدخول على خط المنافسة الإقليمية للدفاع عن قضيّة محقّة هي قضية فلسطين". 

 

أكّد أنّ لجنبلاط حرية التصرف:ماذا يبقى أمام الفلسطينيين للتوطين إذا أمّنا لهم الضمان الاجتماعي والتملك

نهارنت

أكد النائب ميشال المر أنّ "رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لديه حرية التصرف كما يحلو له، حين قدم اقتراحه بالمجلس النيابي حول اعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين، ربما لأنه عتيق بالسياسة". وتساءل في دردشة مع الصحافيين "ماذا يبقى امام الفلسطينيين للتوطين، إذا أمّنا لهم الضمان الاجتماعي وأعطيناهم حق التملك". وشدّد المر على أنّ موضوع حقوق اللاجئين الفلسطينيين "دقيق، ولا يوجد أحد لا يريد أن يتمتع الفلسطينيون بحياة اجتماعية افضل، وأن يخرجوا من حالة البؤس التي يرثى لها"، رافضا تقديم "مشروع قانون معجل مكرر، يتضمّن قضايا خطيرة جدا، وهو ما دفع بعض القادة المسيحيين الى أن يقولوا أنها مقدمة توطين ومعهم حق في ذلك". 

 

نصرالله ألغى زيارته لتركيا لخلافات معها حول الترتيبات الأمنية

نهارنت

أعلن مصدر إعلامي إسرائيلي متخصص في شؤون الأمن والمخابرات أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، كان يخطط لزيارة أنقرة للقاء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ولكنه ألغى هذه الزيارة في ضوء خلافات مع تركيا حول ترتيباتها الأمنية وعدم الاطمئنان إلى أن الترتيبات التركية الأمنية كفيلة بالحفاظ على حياته.

ولفت المصدر في خبر نشره موقع "دبكا" الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إلى أن أربعة أجهزة مخابرات هي التركي (MIT) والإيراني والسوري وجهاز أمن "حزب الله" فشلت في التوصل إلى صيغة مقبولة لإتمام هذه الزيارة. وأشار الموقع إلى أن "أمن "حزب الله" اقترح أن يسافر السيد نصرالله بطائرة عسكرية تركية أو إيرانية أو سورية ولكن تركيا رفضت"، لافتا الى أن "طهران ودمشق لم تتحمسا للفكرة، خوفاً من أن تسقط إسرائيل الطائرة، فطرح الأتراك اقتراحاً بالسفر سراً عبر البر، من لبنان إلى سوريا ومن هناك إلى تركيا، لكن أمن "حزب الله" رفض، لأن رحلة كهذه تستغرق 10 ساعات وتكون مكشوفة لطائرات التجسس الإسرائيلية التي تلاحق نصر الله وتتبع خطاه".

وأضاف المصدر "إن وفداً من المخابرات التركية حضر إلى بيروت وأدار المحادثات بهذا الشأن، لكن أردوغان أمر بإعادته إلى أنقرة، بعد أن لم تتوصل الجهات إلى اتفاق حول ترتيبات السفر". وادعى أن "من أسباب تراجع الحكومة التركية عن هذا الاقتراح، تنامي المعارضة داخل تركيا للموقف المتشدد الذي يتخذه أردوغان ضد إسرائيل والذي يكلف ثمناً سياسياً واقتصادياً كبيراً في الساحة الدولية". واعتبر المصدر عينه أن "حزب الله"، وبهدف التغطية على فشله في ترتيب هذه الزيارة، قام بتسريب خبر لصحيفة كويتية عن قراره التراجع في آخر لحظة عن اغتيال شخصية إسرائيلية رفيعة، في خلال فترة قدوم "أسطول الحرية" لكسر الحصار على قطاع غزة، مدعياً أنه امتنع عن تنفيذ عملية الاغتيال لكي لا يغطي على المعركة الدولية لكسر الحصار. وأشار إلى أن "حزب الله" يهدد منذ اغتيال رئيس جهازه العسكري بالانتقام ولا يفلح، وهو يحاول التغطية على هذا الفشل في نشر أنباء عن تنازله عن اغتيال الشخصية الإسرائيلية المذكورة. 

 

قبرص ترد على لبنان : لا سفن الى غزة عبر قبرص

نهارنت

أعلنت السلطات القبرصية أن فرض الحظر على السفن التي تبحر من الموانئ إلى قطاع غزة لا يزال ساريا، علماً أن وزير النقل غازي العريضي، كان قد أعطى إذن لسفينة المساعدات "جوليا" لمغادرة ميناء مدينة طرابلس بشمال لبنان الى قبرص. وتحمل السفينة "جوليا" مساعدات إنسانية وناشطين مؤيدين للفلسطينيين من مختلف البلدان، وكان من المقرر أن تبحر في الأيام المقبلة الى جزيرة فى شرق البحر المتوسط قبل أن تتوجه الى غزة. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية القبرصى ماركوس كيبريانو بعد وقت قصير من عودته من زيارة رسمية لموسكو إنه "لن نسمح للسفينة بأن تبحر إلى غزة". وردّ كيبريانو على الوزير العريضي قائلاً: "إن حظر السفن للوصول إلى غزة من قبرص لا يزال قائماً"، فيما لفت متحدث باسم الشرطة القبرصية إلى أن "الشرطة القبرصية اتصلت بوزارة الخارجية وسنتصرف وفقا لتوجيهات الأخيرة". يذكر أن الحكومة القبرصية قد قررت في نهاية أيار، عدم السماح لسفن المعونات المتجهة الى غزة أن تمر عبر مرافقها البحرية، مشيرةً إلى ما وصفته بـ "المصالح الوطنية الحيوية".

 

 نصر الله أوعز لأقرب مساعديه بالبقاء بعيدين عن سفن كسر الحصار

نهارنت

ذكرت صحيفة "الأخبار" أن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أبلغ أقرب مساعديه وأبعدهم أن على الحزب البقاء بعيداً من البواخر أو السفن المتوجهة إلى غزة"، لافتة إلى أن "الإشارات التي ينقلها الإسرائيليون عن لقاءات عقدت ضمت نصرالله وبعض المشاركات في سفينة "مريم" هي عبارة عن لقاءات عقدت بموجب مواعيد مطلوبة منذ أسابيع طويلة، وليست مع النسوة المذكورات، بل مع عائلات محددة ولمناسبة لها رمزيتها، ولكن كالعادة فإن الدعاية السياسية الإسرائيلية تستبيح كل شيء".  

 

لوائح لمؤسسات تلقت مساعدات أميركية لتشويه صورة "حزب الله"

نهارنت

نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر واسع الاطلاع أن هناك لوائح شبه مكتملة لمجموعات وأحزاب وشخصيات وأفراد ومراكز أبحاث ووسائل إعلام لبنانية مكتوبة والكترونية وجمعيات ذات طابع تعاوني زراعي وصناعي، تلقت وتتلقى دعماً مالياً أميركياً، وتنفذ أجندة أميركية محددة ترمي إلى تشويه صورة "حزب الله" وإضعافه في بيئته من خلال تقديم الإغراءات لهذه المجموعات والجهات تحت عنوان غامض وهو "المساعدات". 

 

منظمة التحرير: الفلسطينيون ضد التوطين وحقوقنا ليست للمقايضة

نهارنت

اعتبر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبدالله عبدالله أن "هناك عامل مشجع وراء تقديم طروحات منح الفلسطينيون حقوقهم المدنية في لبنان، وأن أساسه وجود اقتناع لدى الشرائح اللبنانية كافة بأن الفلسطينيين يرفضون التوطين"، مؤكداً أن "الجانبين اللبناني والفلسطيني يؤيدان حق العودة، ولا يمكن أي قوة اخرى ان تفرض علينا عكس ذلك".

واعتبر عبدالله في خلال حديثه إلى صحيفة "النهار" أنه "حصل حراك على الساحة اللبنانية لإيلاء حقوق الفلسطينيين اهتماماً خاصاً، فبدأ يطفو على السطح في العامين الماضيين، وهو جاء عقب زيارة لجنة خاصة ضمت وزراء لبنانيين الى عدد من المخيمات في العام 2005، وذلك للمرة الأولى، فوجدت أن الأوضاع الإنسانية فيها دون المستوى المطلوب"، لافتاً إلى أن "هذه الصورة تعمقت مع "إعلان فلسطين" في العام 2008 وأضيف اليها عنصر ايجابي آخر عبر البيان الوزاري في شباط الماضي، ومن هنا لا اجد في تقديم المشاريع عنصر مفاجأة".

وعما إذا حصل تنسيق مسبق مع أعضاء "اللقاء الديموقراطي" الذين تقدموا بالإقتراحات لجهة التقديمات المطلوبة، قال عبدالله "إن "اللقاء الديموقراطي" نظم ندوة في كانون الثاني الماضي وناقشت الموضوع وحضرتها فاعليات لبنانية من مختلف التوجهات والانتماءات، ومن جهتنا، نتحاشى الدخول في مسارات الطوائف والمذاهب والاحزاب لاننا نعتبر ان القضية الفلسطينية تنأى بنفسها عن هذه التقسيمات".

ولفت إلى أن "هناك نوعان من الهواجس، الاول يبدو اشبه بانطباعات، فقد يكون ثمة تخوف حقيقي في هذا الشأن، لكن دورنا يقضي باعطاء التطمينات التي تزيل هذا التخوف، اذا كان نابعا من القلب، أما إذا كان ذرائعياً بغطاء، فلا حجة هنا"، وقال: "إن الجو في لبنان مهيأ لهذه الخطوة منذ العام 2005 سواء عبر تشكيل لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، او زيارة المسؤولين اللبنانيين الى المخيمات، ومن هنا بدأ التفكير جديا في الموضوع، وبدورنا اعلنا مرارا عام 2008 ان ما حصل قبل هذا التاريخ بات وراءنا، واذا اخطأنا نعتذر".

وعن التطمينات التي يسوقها الفلسطينيين للمتخوفين من الطرح، أكد عبدالله أن "الجانبان اللبناني والفلسطيني يؤكدان أنهما ضد التوطين، وكلاهما يؤيد حق العودة، من هنا لا يمكن أي قوة أخرى أن تفرض علينا عكس ذلك، وثانيا، وردا على القائلين بأن هناك 400 الف فلسطيني ينوون شراء شقق مما من شأنه التسبب بارتفاع الاسعار، نقول ان هذا الكلام يشكل نوعا من التهويل غير الواقعي"، متسائلاً: "هل يمكن العائلة الفلسطينية التي لديها 10 أولاد أن تشتري 10 شقق؟، وثالثا، للذين يعتبرون ان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي غير قادر على تلبية اللبنانيين، فكيف بالاحرى الفلسطينيين، نقول اننا لا نطلب ضماناً صحياً، فمسؤولية الضمان الصحي للفلسطينيين تقع على الامم المتحدة عبر "الاونروا". 

 

نتنياهو: الفلسطينيون يبذلون كل جهد لعدم الوصول إلى المفاوضات المباشرة

و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ  

أنحى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس باللائمة على الفلسطينيين في غياب  مفاوضات السلام المباشرة، مشدداً على ضرورة معاودة المفاوضات فوراً "من دون ابطاء ودون شروط مسبقة".  وقال في خطاب امام جامعي تبرعات من الولايات المتحدة ودول اخرى قبيل محادثات مقررة في  6 تموز مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن ان اسرائيل "تبذل كل جهد ممكن لمعاودة  مفاوضات السلام ...   ويبذل الفلسطينيون، وياللأسف كل جهد ممكن لعدم معاودة مفاوضات السلام. يجب ان نبدأ  المفاوضات المباشرة من اجل السلام الآن دون ابطاء ودون شروط مسبقة". الى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الخارجية الاسرئيلي أفيغدور ليبرمان خلال لقاء ومراسلين سياسيين إسرائيليين، إنه "بالنسبة الي لا  بديل من الائتلاف الحكومي (في إسرائيل) وهذا الائتلاف لن يتغير، لكننا سنكون مستعدين لتغييره فقط على خلفية تبادل اراض وسكان".

وكان ليبرمان يشير بذلك إلى معارضته دعوة رئيس حزب العمل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى ضم حزب "كاديما" برئاسة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني إلى الائتلاف من أجل دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين وإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية وأزمتها مع الإدارة الأميركية. واعتبر أن "الامتحان الحقيقي للدولة سيكون في أيلول المقبل بحلول نهاية فترة تعليق التجميد" في إشارة إلى تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية. من جهة اخرى، نقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"  عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى  أن "أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ليس شريكاً وهو لا يمثل سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أو سكان غزة، وهو مستمر في إدارة حملة رئاسية  وبات هناك اليوم 110 شوارع بأسماء "شهداء"، من دلال المغربي حتى يحيى عياش". وأضاف أن "التحريض المنفلت علينا هو سياسة معلنة للسلطة الفلسطينية، ويصعب عليّ الاعتماد على شريك كهذا، وهذا ليس شريكاً يمكنني أن أتوصل إلى صفقة معه". وأكد أنه "يجب قول هذه الأمور بصوت عالِ للأميركيين والفلسطينيين والمجتمع الدولي".

بلير

في غضون ذلك، رأى مبعوث   الرباعية الدولية للشرق الأوسط طوني بلير، ان الهدف من تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة هو مساعدة الغزاويين، داعياً إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في أقرب وقت ممكن ومن دون أية شروط مسبقة.

 ونقلت عنه "يديعوت أحرونوت" لدى زيارته معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل لتفقد التغييرات في السياسة الإسرائيلية إثر إعلان الحكومة  تخفيف الحصار المفروض على القطاع ان "الهدف هو مساعدة سكان غزة على تغيير حياتهم ومنحهم الأمل".

 وأمل أن تستمر إسرائيل في تخفيف الحصار في الأسابيع المقبلة، وهي خطوة ستحسن في رأيه العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. ولاحظ ان "الكثير من العمل بذل هنا"، وان "تدفق التجهيزات لمشاريع الأمم المتحدة سيزداد بما في ذلك البنى التحتية للمياه والمجال الصحي وبناء المدارس".

وتمنى اغتنام الفرصة لمعاودة عملية السلام، قائلا ان على إسرائيل أن تمضي في اتجاه  المفاوضات المباشرة في مفاوضاتها مع الفلسطينيين.

 وزار بلير المعبر مع منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في المناطق إيتان دانغوت وتفحص السلع التي أدخلت إلى غزة.

 تركيا

• في أنقرة، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية بوراك أوزجرجن  إن تركيا تعتبر الحصار غير الإنساني، الذي تفرضه إسرائيل على غزة تهديداً للسلام والاستقرار الاقليميين .

 وقال أن القرار الذي أعلنته إسرائيل بتخفيف الحصار على غزة  هو خطوة جيدة، لكنها غير كافية وأن على إسرائيل أن ترفع الحصار تماما. وأشار الى أن تركيا ستواصل متابعتها للتطورات الخاصة بالحصار المفروض على غزة، كما ستواصل بذل الجهود من أجل تحسين ظروف الحياة في القطاع .

باراك وكلينتون

• في واشنطن، افاد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان باراك سيبحث  في عملية السلام   الفلسطينية-الاسرائيلية اليوم في العاصمة الاميركية مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

 وقال ان الوزيرين "سيبحثان في آفاق السلام في المنطقة" على امل "التقدم في اسرع وقت نحو مفاوضات مباشرة". واضاف ان وزيرة الخارجية ستشدد على رغبة واشنطن في "العمل مع اسرائيل على التأكد من تنفيذ" تخفيف الحصار على غزة. وأوضح ان كلينتون وباراك سيبحثان ايضاً في "المخاوف الملحة والمشروعة لاسرائيل على أمنها وخصوصاً من سوريا وايران وحماس وحزب الله".

 

في عبقرية اليسار وغباوة اليمين

النهار/سمير عطاالله     

حدثان في مرحلة واحدة: انتصار الانفصاليين في بلجيكا، عاصمة الوحدة الاوروبية، ودورة كأس العالم في جنوب افريقيا. في الاول، قلب اوروبا بالغة التقدم، يُظهر الانسان، من خلال حرية الاختيار، مدى ميله الى العزلة والتوحش، ومدى تبرمه بوجود الآخر وقلة طاقته على الشركة والتسامح وعمل الفريق. وفي الثاني تضيء تجربة المصالحة بين المُستعمِر والحر، بين الفقير والغني. والى جانب التجربة الداخلية، تشرق رياضة الفريق والجماعة، حيث يمكن ان تفوز فرنسا بلاعب من الجزائر، او مجموعة لاعبين سمر من مستعمراتها السابقة.

يعيش انفصاليو بلجيكا وكندا واسبانيا في افضل الانظمة الحديثة واكثرها تقدما، اجتماعيا واقتصاديا وتطورا علميا. ويحكم هذه البلدان مستوى مقبول جدا من القانون المدني والديموقراطية. ومع ذلك يعيش الانفصاليون بشارات وهواجس عصور الظلام. تضخ كندا في اقليم كيبك ما لا تمنحه لبقية المقاطعات، ومع ذلك يريد "الفرنسيون" الانفصال بلغتهم، التي تشبه (محكية) الكريول الهاييثاني اكثر بكثير مما تشبه لغة بول فاليري. ويسعى الانفصاليون، بكل حماسة وجدية، الى علاقة كاملة مع فرنسا التي تبعد نحو ثمانية آلاف كيلومتر، بدل جوارهم المحاذي مع مقاطعة اونتاريو، احدى اهم الاقتصادات والمجتمعات المتقدمة في العالم.

هذه هي الطبيعة البشرية، حيث لا علاقة للعلم والتطور بالسلوك الانساني. وما عاد العالم منقسما بين يسار عبقري ويمين غبي، كما يصنفه الاستاذ وليد جنبلاط، وفقا لمعايير الستينات، وانما اصبح، بعد زوال اليسار العبقري وبقاء اليمين الغبي، يقسم فئتين: الدول العاملة بالمثل الاخلاقية المتعارف عليها، والتي يضبطها القانون وحقوق الناس الشرعية، والدول والمجتمعات الرافضة لذلك. اليسار واليمين تسميتان رومانسيتان من زمن هوى فوق رؤوس اهله. ولو تابع الاستاذ جنبلاط صحف روسيا في الآونة الاخيرة كما يتابع "ذي نيشن" الاميركية التي يشير اليها باستمرار، لوجد انها – كلها – تدافع عن تصرف اسرائيل حيال قافلة الحرية، بعكس معظم مواقف اليمين الغبي في انحاء العالم. ولو تابع موقفي بلاد لينين وماو في مجلس الامن لرأى ان المسلك واحد بين اليسار العبقري واليمين الغبي.

او لعلنا لسنا في حاجة الى تصنيفات غير ثابتة. فلا شيء ثابتا او نهائيا في عالم السياسية. ولا يعرف المرء نفسه متى يكون في اليمين الغبي او في اليسار العبقري، فالسياسة عمل لاإرادي، خاضع للمتغيرات الخارجية لا للرغبات والمشاعر الداخلية.

فريقان هاجما مخيمات الفلسطينيين بالمدافع، بالتساوي، واحيانا بالتوازي: اليمين الغبي واليسار العبقري. وطوال سنين، او عقود، لم يعد اليسار العبقري يتلفظ بكلمة فلسطينيين. ولا داعي للجروح القديمة، فهي كثيرة، والاسوأ ليس انها كثيرة، بل انها عامة. والجرح واحد، سواء وقع في يمين النفس او في يسار الجسد.

جميل ان نتذكر الحقوق المدنية للفلسطينيين، بعدما اخجلنا الايرلنديون والاتراك وناحوم تشومسكي وعاموس عوز ويوري افنيري. الاجمل هو من كانت لديه الجرأة الادبية على قول هذا الكلام قبل 15 عاما. فالجانب الانساني من المسألة الفلسطينية هو جانب انساني منذ 1948 وليس منذ الشهر الماضي. وكذلك الجانب المأسوي وكذلك العار العظيم المعروف بصبرا وشاتيلا.

لا تكون تسوية اوضاع الفلسطينيين بإحداث نزاع بين اللبنانيين. وكيف يمكن ان تطبق التوافقيات على سقم بليد مثل تنقلات الموظفين، وتتحول الى نزاعات في قضية كبرى مثل وضع الفلسطينيين؟ وكيف تطرح على "الحوار" الوطني، ومنفذيات الدوحة، قضايا مثل تقسيم مناطق الرميل وحي اللجا وابو حطب، ولا نبحث جميعا في مسألة وجودية وجدانية انسانية، لها بُعد دولي معقّد وبُعد عربي اشد تعقيدا، وما بُعدها اللبناني الا الاقل اهمية وتأثيرا، لان لا مقدرة في لبنان على الحل الانساني كما يجب، ولا قرار مستقلا يمكن ان يطبق.

المسألة اكبر حجما منا بكثير. وبقليل من الواقعية، وليس من الضروري بكثير من الآفاق والدراسة، فان اي حل في هذا الصدد لا يتطلب فقط تعاون العرب، وهو مستحيل، بل على الاقل يتطلب مشاركة القيادات الفلسطينية: ما هو موقفها من المسألة؟ هل ترى في منح الحقوق المدنية تعديا على حق العودة وتآمرا عليه؟ هل هناك اتفاق بين فتح وحماس على التفاصيل؟ هل نقع وسط خلاف بين الفريقين؟ هل تلغي الحقوق المدنية "حق" الحكم الذاتي، والسلطة الذاتية في المخيمات؟ الف سؤال آخر، اجوبتها النهائية عند القيادات الفلسطينية، لا عند اليسار اللبناني العبقري ولا عند اليمين اللبناني الغبي.

اين نحن من الظاهرتين، غلاظة الانفصاليين في عاصمة الوحدة الاوروبية، وصورة الرياضة الجماعية في جنوب افريقيا؟ يكتب الاستاذ في هارفرد جوزف ناي (الفيغارو، 17 حزيران) معددا مزايا اوروبا، ومدافعا عن وحدتها. احدى المزايا ان اوروبا ترسل قوات لحفظ السلام بعشرات الآلاف الى الاماكن (وليس البلدان) الآتية: سييراليون، الكونغو، ساحل العاج، افغانستان، و؟ احزروا من هو البلد الاخير على لائحة الكونغو وسييراليون وساحل وافغانستان. طبعا طبعا، هالكم ارزة العاجقين الكون. بلد اليسار العبقري واليمين الغبي. وبلد المحميات الطبيعية والبشرية، حيث يمنع بيع الاراضي على بعض الفئات حرصا على نقاء البيئة والعناصر.

تتنافس فرق العالم، بكل الوانها وعروقها وبشراتها، على الفوز في الجهد الجسدي الخارق والتحايل الجميل. يفوز الذكي بالهدف سواء جاء من اليمين الغبي او من اليسار العبقري. يتبارون في جمهورية رجل كان فوق اليمين واليسار. هكذا قال ديغول عن نفسه ذات يوم، لكن احدا لم يرتق حقا الى ما فوق اليسار واليمين مثل نلسون مانديلا. ارتقى فوق غريزة العرق والبشرة والثأر، وليس فقط فوق الصراعات السياسية، مثل ديغول. ولم يرتق ديغول فوق غريزة الثأر الى رفعة العفو، فمات من غير ان يسامح الماريشال بيتان على خيانته، او ان يسمح للبيتانيين بممارسة الحياة المدنية.

الرياضة فضيلة الجسد وجائزة الروح.

والنصر في التأهيل، لا في الفوز. فالمرتبة هي بلوغ المباريات، اما الاهداف فمسألة خاضعة، على رغم كل شيء، لقانون المصادفة ونظرية الاحتمالات. ولو كنت صحافيا في جنوب افريقيا لدعوت الى تغيير اسم البلد، من مسمى موقع جغرافي، الى اسم اعتزازي، حاضن، مثل جناحي طائر الرخ. جمهورية مانديلا.

 

الاستراتيجية الدفاعية تعيشونها الآن

النهار/عبد الوهاب بدرخان     

هل ان للارتباك، قبل الترخيص لسفينتي المساعدات لغزة، علاقة ما بـ"الاستراتيجية الدفاعية" قيد البحث، أي بضرورات حمايتها وتأمين التغطية القانونية والسياسية لها؟.

وهل ان اثارة مسألة حقوق الفلسطينيين، بصفة المعجل، المتأخر جداً، لها علاقة بتلك الاستراتيجية، إنما لأهداف اخرى في اجندات لبنانو – اقليمية لا ترمي تحديداً الى انصاف الفلسطينيين بل الى استخدامهم في تغيير أولويات "الحوار الوطني"؟

لا داعي للمجادلة في قضية الحقوق هذه، فهي واضحة وبديهية، اما المسائل الاجرائية فلها حلول. ولم يكن مدعاة افتخار لأحد ان تستعاد في لحظات مناخات الحرب الأهلية، ما عنى ان اياً من التحالفات الناشطة او المتهالكة لم يبدد مخاوف المسيحيين وهواجسهم، بما في ذلك إمكان (او حتى استحالة) قيام تحالف مسيحي بحت. كان ولا يزال الاجدى ان يعطى الشأن الفلسطيني في لبنان حجمه الحقيقي، وان يعامل بالقيم القانونية والانسانية التي يفترض ان تكون من من المسلمات اللبنانية.

أما "فزاعة" التوطين فحان الوقت لمعالجتها بوسائل اخرى، طالما ان النص الدستوري لم يقنع معارضي التوطين، وطالما ان قسم اليمين شبه اليومي للمشتبه بأنهم مع التوطين لا يصدقه أحد. المعالجة المختلفة تكون مع القوى الخارجية التي تلعب ادواراً في تسويات قضية الشرق الاوسط. ومهما تلقى لبنان من ضمانات وتعهدات وتطميناتها وتأكيداتها فانه لن يضمن، عندما يئن الاوان، كيف سيدور "بازار" التسوية ولا كيف سيدار، ومَن مٍن الاشقاء أو الاصدقاء سيتمكن من تجنيب لبنان كأس التوطين او فرضها عليه.

من هنا أن المشاجرات المحلية على خلفية التوطين لا معنى لها، ويكفي حالياً على الأقل، انه لا يوجد طرف داخلي واحد ذو صدقية يؤيد التوطين، فضلا عن الفلسطينيين انفسهم، ولا يعني ذلك طبعاً ان يحرموا قانونياً - من ابسط حقوق العيش الطبيعي. هذه عقلية لا علاقة لها، لا بالتركيبة الديموغرافية – الطائفية، ولا حتى بموروثات الحرب الاهلية، ولن نقول بالعروبة والاخوة...

عودة الى "حوار الاستراتيجية الدفاعية"، ويبدو ان هذا العنوان لم يعد مرغوباً فيه لهذا الحوار. لماذا؟ لانه، حتى مع تباعد جلسات لجنة الحوار، تبقي الموضوع في التداول. ولأن بقاءه في التداول يعني بأنه لا يزال خلافياً، رغم ان الوقائع والامر الواقع على الأرض يفيدان بأنه محسوم. ثم ان استمرار الجدل قد يعرقل كلياً او جزئيا خطوات الذهاب أبعد لتعميق ما حسم ولترسيخه. ورغم ان هذه الخطوات ماضية في سبيلها من دون معوقات حقيقية، الا ان الجدل حولها من شأنه "اضعاف معنويات الأمة" و"اعطاء انطباع يمكن ان يستغله العدو الاسرائيلي وسائر الاعداء".عدا تغيير العنوان والمضمون والهدف، يقال للجهات المعنية ان لا مانع من مواصلة لجنة الحوار عملها، أو قل ثرثرتها، فهي اصبحت "سوبر حكومة" أو "حكومة اكسترا"، أي هيئة فوق – حكومية تهتم بشؤون السياسة العليا، فيما نترك السفلى للحكومة العادية. صحيح ان الخلافات نفسها تظهر في هذه وتلك، الاان الـ"سوبر حكومة" صاحبة اختصاص، وان كانت لا تملك اي صلاحية فعلية في الاختصاصات المنسوبة اليها، واذا قدر لها ان تتخذ اي قرار فلا بد من التوافق لأن التصويت غير وارد. اما الموضوع الرئيسي الذي تنكبّ عليه الآن فيصعب ان تتوافق فيه أو تقرر، اذ لم يكن لها رأي – بل لم تكن موجودة – في بدايته وليس لها ان تكتب له مساراً آخر. فسلاح المقاومة مسألة ثلاثية الأبعاد، ولا اشكال إلا في بعده اللبناني.

منذ اللحظة الاولى، كان من الصعب الاعتقاد ان "استراتيجية" كهذه ستنبثق عن لجنة كهذه، لا أحد يجهل فضائل الحوار، فمن اجله اخترعت البرلمانات والحكومات، بما فيها تلك الوفاقية. والاولى ان يتحاور القوم بدل ان يغزو بعضهم البعض الآخر في المنازل والاحياء، وفي القرى والبلدات. اما ان يقال ان مسائل الدفاع عن الوطن، والحرب والسلم، نناقش وتبتّ على هذا النحو، فهذه سابقة عالمية في تاريخ الدول الحديثة، ولا تشبهها سوى مجالس العشائر في مراحل ما قبل الدولة، مع فارق جوهري ان العشائر تنطلق من قاعدة تضامن ابنائها وفروعها.

طبعاً، لا يمكن انكار ما توصل اليه الحوار من "توافقات" يذكر بها البعض كما لو انها انجازات، بل لا يفوته ان يصفها بأنها من "الثوابت"، لكنها جميعاً ملفات (ترسيم الحدود، السلاح الفلسطيني، المحكمة الدولية، فضلاً عن سلاح المقاومة...) ثلاثية او ثنائية الابعاد ايضاً، ولا يمثل الرأي او القرار اللبناني فيها سوى الحلقة الاضعف. لماذا؟ لأن "القبائل" هنا غير متضامنة – ولم يكن واضحاً يوماً اين تقف حدود الولاء للخارج لتبدأ حدود الولاء الوطني. هذه تحتاج ايضاً، وخصوصاً، الى ترسيم.

كان لا بد من حملة توضيحات – لاسرائيل – قبل الترخيص لاحدى السفينتين بالابحار الى قبرص، ولتواجه مصيرها بعيداً من اي تورط لبناني رسمي. لكن ماذا لو قدمت توضيحات للبنانيين – كان يقال لهم مثلا: ان الاستراتيجية الدفاعية هي ما بتّم تعرفون وتعيشون، بغموضها البناء ووضوحها الغامض، ننصحكم بها، ولتتمتعوا بها ما امكنكم ذلك طالما ان الخيارات الاخرى غير متاحة.

 

فخر الطائفة ومجد الرهبانية

بقلم المطران فرنسيس البيسري    

النهار/إنّنا، نحن أبناء هذا الزمان، لَمَحظوظون. إذ في أيامنا غزرت نِعَم الربّ علينا، فشهدنا بأمّ العين تقديس رهبان من عندنا "قديس من عندنا"، من ضيعتنا "رهبان ضيعتنا"، وعلى رأسهم شربل. فشكراً لله الذي أغدق علينا نِعَمه وشكراً للعذراء مريم التي استمدّت لنا هذه النِعَم. "إذ تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي". وكأنّي بالرب الاله كان ينتظر أن تعلن الكنيسة قداسة شربل حتى تكرّ السلسلة من شربل الى رفقة، ومن نعمة الله الى اسطفان الى يعقوب. ونحن نأمل أن يُرْفَع البطريرك الدويهي بدوره على المذابح، والى البطريرك اسطفان الدويهي تُعْلَن قداسة الشهداء المسابكيين وهكذا تكتمل القافلة من البطريرك العلاّمة الى شربل الناسك، ومن رفقة المتألّمة الى الحرديني الإداري، ومن اسطفان الأخ العامل الى يعقوب الكبوشي الرسول البنّاء، والى العلمانيين الشهداء. وهؤلاء القديسون الذين رفعتهم الكنيسة على المذابح، ليسوا وحدهم قديسين، بل هناك قافلة من النسّاك والرهبان الموارنة الذين عاشوا كما عاش هؤلاء، فتقدّسوا بالصلاة والعمل وبالحياة النسكية. وفي هذا فخر للكنيسة المارونية واكليل غار على رأس الرهبانية اللبنانية المارونية.

مار مارون

تكوكبت الكنيسة المارونية حول مؤسّسها القديس مارون. وعنه أخذت الحياة النسكية بجميع أفرادها أكانوا كهنة أم رهباناً، رجالاً أم نساءً. وكما عاش هو متوحّداً هكذا عاش الرهبان في بداياتهم، وتأثّرت بهم العائلات وأخذت عنهم أشياء كثيرة، وتشبّهت بهم في صلواتها وصومها وإماتاتها والقيام بواجباتها.

لقد عاش الرهبان في بادئ الأمر حياة توحدية "لباسهم جلود الغنم وشعر الماعز... تاهوا في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض" (عبر 11/ 37 - 38). وتشهد على هذه الحياة مغاور وادي قاديشا وكهوفه. فلمّا احتمى الموارنة بالشمال اللبناني، وسكنوا منطقة جبة بشري ووادي قنوبين وقزحيا، ازداد عدد الرهبان والنسّاك وبالتالي ازدهرت في هذه النواحي الحياة الرهبانية والنسكية. ولكن ما عتّم الأمر حتى تحوّل الكثيرون من الحياة النسكية الفردية الى الحياة الجماعية يوحّدهم دير، كما كان بالنسبة الى رهبان وادي قاديشا دير سيدة قنوبين.

الاصلاح الرهباني

دامت الحياة الرهبانية على هذا النمط من العيش الى أن أتى ثلاثة شبّان من حلب، فشهدت الحياة الرهبانية اصلاحاً جدّد حياة الرهبان ونظّمها. فتمحورت حياتهم على ثلاثة محاور: الدير وكنيسة الدير وحقل الدير. فتقدّسوا في عيش الزهد والقيام بالصلاة والعمل اليدوي.

وهكذا أصبح الرهبان كما الراهبات يعيشون في أديرة. ولكلّ راهب غرفته التي يغادرها في الصباح ولا يعود اليها إلاّ في المساء. إذ الصلاة والعمل هما حياة الراهب. والصلاة متواصلة في الحياة الرهبانية. فيوم الراهب بكلّ ساعاته، ولا سيّما في الأيّام الماضية، مملوء بالصلوات. ينهض الراهب من نومه فيصلّي راكعاً حذاء فراشه ويغادر قلايته الى الكنيسة مصلّياً. وفي الكنيسة يشارك أخوته في صلاة الصباح وفي الذبيحة الالهية، ويتناول فيها جسد الرب. ولا ينسى أن يشكر الرب على هاتين النعمتين، نعمة حضور القداس ونعمة المناولة. هو لا يقول، إنّ الصلوات التي نتلوها في آخر النافور هي كافية لنشكر الله. بل هو يجسد لبرهة بعد القداس ليشكر الله على جميع نِعَمه، ويسأله أن يكون حافظاً له في هذا النهار ولا سيّما من كلّ ما يبعده عنه، ويضعه في عداد الذين هم حصّة الشرير.

ويكون الراهب قد هيّأ عدّة الحقل عند باب الكنيسة من مِعْوَل ورفش ومقصّ ومنجل. فيحمل المعول والرفش على كتفه، ويشكّ المنجل في ظهره، والمقصّ في خصره، والمسبحة في يده، ويروح يُسابق العصافير، وغالب الأحيان هي تزقزق وهو يرنّم ويرتّل. وما ان يصل الى الحقل حتى يروح يعمل فيه نكشاً وزرعاً أحياناً، وتقضيباً وتكويماً للقضبان أحياناً أخرى. مترِّباً هنا ومكوّماً الحصى هناك. قبل شروق الشمس يعمل، وبعد غروبها يعمل. ويُتْقِن عمله "شغل رهبان". وإنّ كلّ الفصول هي صالحة للعمل ولكلّ فصل عمله. وهو يشتغل النهار كلّه، إذ لا ساعة في اليد ينظر اليها من حين الى حين. فنهاره ينتهي مع قرع الجرس مساءً يدعو المؤمنين لمشاركة الرهبان في الصلاة. وإذا ما غابت الشمس وحلّ الظلام، ها هو يعود الى الدير مارّاً بالكنيسة مشاركاً في الصلاة شاكراً الله على نهار مضى بأمان وسلام، ضارعاً اليه أن يبارك ليله كما بارك نهاره فاحصاً ضميره. فالانجيل يقول: "كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي كامل هو". فالراهب هو في صلاةٍ دائمة في قلاّيته وفي الكنيسة وفي الحقل. وأحياناً إذا كان هناك قمرٌ مضيء، كان الرهبان يحصدون في ضوء القمر، ويصلّون وهم يحصدون، من صلاة المسبحة الى طلبة العذراء الى زيّاحها. الرهبان يعملون لتغزر الخيرات، ليس للدير وحده بل لكلّ طارئ. فالدير هو الملاذ لا سيّما في الأيّام الصعبة.

في غالب الأيام يصوم الراهب. والى عدّة العمل لا ينسى أن يحمل في ما يحمل زوّادته، وفيها من منتوجات الأرض حسب الفصول، وما تعطيه بقرات الدير وعنزاته. فيفلش زوّادته عند الظهر أمامه ويأكل ويأكل معه مساعدوه. ولا يمدّ يداً الى الطعام إلاّ بعد أن يركع هو ومَن معه ليتلوا صلاة التبشير، وقد قُرِعَ الجرس لهذه الغاية. لهذا مغبوطة الأبرشية التي فيها أديرة، ومحظوظة الرعية التي فيها أديرة، إذ أيدي الرهبان ترتفع للصلاة مستمطرةً النِعَم، ومشكّلة حراباً تردّ الويلات.

شغل رهبان

لهذا إذا ما رأينا جبالاً مجلّلة، وسهولاً محصّاة، ومنحدرات مستصلحة ومدرّجات صالحة لزراعة الكرمة والزيتون والتوت، ووقعت أعيننا على جنائن غنّاء نقول هذا عمل رهبان، أو عمل جماعة تدرّبت على أيدي الرهبان المباركة. وهكذا فتّتوا الصخور، وحوّلوا الأرض الوعر الى جنائن سقوها بعرق جبينهم، فدرّت عليهم الخيرات، فاكتفوا منها بالقوت والكسوة، وما تبقّى كانوا يوزّعونه على الفقراء والمحتاجين.

والعمل اليدوي عند الرهبان كان له هدف مزدوج: من ناحية هم كانوا يعملون ليكوِّنوا ذاتهم بذاتهم، لهذا كان في دير قزحيا اثنا عشر ممشى، كلّ منها خصِّص لمهنة من المهن. فكان هناك ممشى للحياكة، وممشى للخياطة، وللسكافة، والطباعة، وعرم الكتب، والدباغة، والبناء. وكانوا يدرّبون الرهبان الطلبة، كلّ واحد حسب مؤهلاته. فإذا ثبت في دعوته الرهبانية يساعد على كسب الخبز اليومي، وإذا لم يثبت يكونون قد سلّحوه ضد مهالك العالم. والراهب، كلُّ ذي مهنة يعلّمها الى كلّ مَن يعمل معه، لهذا يسمّيه الأخير "معلّمي" وهو على حقّ، إذ يكون قد علّمه صنعة تضمن له أسباب العيش، ولا تكون السنون التي امضاها في الدير ذهبت عليه ضياعاً وسدىً.

الرهبان يخرجون على المجتمع دون أن يخرجوا منه. فأعداد كثيرة من النسّاك والرهبان تركوا العالم، لا بغضاً به، وابتعدوا عن الناس ليلتقوهم في قلب الله. ابتعد الرهبان عن الناس فلحقوا بهم. لقد كانوا مثل المغناطيس الذي يجذب، إذ جذبوهم بأن كانوا مثالاً وقدوة لهم. لقد عاشوا مع الشعب، إذ هم أبناء هذا الشعب، مصيرهم مصيره وما يتعرّضون له يتعرّض له أفراده. ما يفرحهم يفرحه، وما يحزنهم يحزنه.

قد تكونت قُرانا بعد وجود الدير. وكان سكّانها يتردّدون على الرهبان ويعتبرونهم المثال، فيأخذون عنهم كلّ تصرّفاتهم. فيسمعون القداس وراءهم، ويصنعون المطانيات على مثالهم، ويصومون ويصلّون على غرارهم.

وقرانا مرّت بأيّام صعبة، ولولا الرهبان لَغَدَتْ فارغة من أبنائها. لقد أثقلت الضرائب كواهلهم، ولم تعد الأرض ربما تنتج لدفع هذه الضرائب، لهذا قرّر بعضهم وهم كثر أن يهجروا الأرض. وكانوا يلجأون الى الرهبان ويستودعونهم أسرارهم، فكانت الرهبانية تدفع ما توجّب، وتتقاسم والأهالي منتوجات الأرض، إذ يبقى الناس في بيوتهم وأرزاقهم يستثمرونها.

في هذه المحاور الثلاثة: القلاّية والكنيسة والحقل تقدّس الأخ اسطفان نعمة. لقد كان في كلّ منها وفي كلّها رجل الله. وفي هذه الثلاثة كان الراهب الذي يصلّي. كان يعيش في جوّ صلاة دائم، إذ كان عمله اليومي صلاة دائمة. ألا يقول قانون الرهبان، أيّ رهبان، شرقاً وغرباً: "صلِّ واعمل"، "واعمل وصلِّ".

كان اسطفان يعيش نهاره كلّه تحت نظر الله، إذ كان يردّد: "الله يراني". فالله يراه في قلاّيته، وفي الكنيسة وفي الحقل. فهو في الصباح مع أخوته الرهبان يصلّي ويتأمّل ويسمع القداس، وهو في طريقه الى الحقل يصلّي سبحته، وفي الحقل كان يصلّي، "فإذا أكلتم وشربتم ومهما صنعتم فاصنعوا ذلك تمجيداً لله".

يُقال إنّ بهلوانيّاً دخل ديراً ليترهّب. فرأى أنّ كلّ راهب يكرّم العذراء مريم بالموهبة التي له. فهذا يكرّمها بآلته الموسيقية، وذلك بصوته الرخيم، مَن بقراءته ومَن بتأمّلاته، مَن بريشته، ومَن بقلمه... ولاحظ الأب الرئيس أنّ البهلوان يتغيّب عن الجماعة في ساعة معيّنة. راح يفتّش عليه فوجده أخيراً في الكنيسة يقوم بحركات بهلوانية أمام مذبح العذراء. ولمّا سأله الأب الرئيس عمّا يفعل؟ أجابه البهلوان: رأيت أنّ كلّ رفيقٍ من رفاقي يكرّم العذراء بموهبته الخاصّة، ورأيت أنّ أكرّمها بموهبتي الخاصّة.

وهكذا كان اسطفان يكرّم العذراء مريم "بنجارته وكان نجّاراً ماهراً، وببنيانه وكان بنّاءً مميّزاً. إنّه ريّس حقلة. ويكّرم العذراء بصلاته الدائمة ويكرّم الله بالعيش الدائم في حضرته".

هناك تقليد يقول:

لمّا أتى الموارنة منطقة الجبة، وكانت آنذاك ملأى بالوحوش المفترسة، فشكّلت خطراً عليهم وعلى حيواناتهم، ألّفوا وفداً منهم وذهبوا يستفتون مار سمعان فقال لهم انصبوا أربعة صلبان على حدود المنطقة فترتدّ عنكم الوحوش. وهكذا كان.

اليوم الصلبان غدت قديسينا. فلننصب شربل في الشرق، ورفقة في الشمال، ونعمة الله في الغرب واسطفان في الجنوب. ولنوسّعهم حتى حدود لبنان ولا نخف على لبنان. ألا أغزَر الله القديسين في بلاد الأرز، في لبنان.

 

العثمانيون في بيتنا، متى الاستفاقة العربية ؟

بقلم وضاح يوسف الحلو     

النهار/عندما وصل الصوت العالي من بلد الشاعر ناظم حكمت على يد رجب طيب اردوغان استعادت ذاكرتي حادثة بعيدة، وانا صغير، في قرية حصرايل الملاصقة لمدينة جبيل، اذ عثرت يومها في صندوق قديم كانت تخبئه عمتي مريم على بقايا طلحية هي جزء من هوية عثمانية عائدة الى جدي، كانت طويلة ومفصلة في داخلها على غير هويات هذه الايام، والى جانبها خاتم مخترية رحت اعبث به، وكان من اثر الجد المعيّن يومها شيخ صلح من قبل الاتراك الذين كان له معهم صولات وجولات منها ما تعلّق بمصادرة الحمير في الحرب العالمية الاولى، ومنها ما له علاقة ايمانية من حيث رفضه الجريء محاولات الدوريات التركية انزال جرس كنيسة مار فوقا حيث لا يزال حتى الآن.

في السنوات الاخيرة للدولة العثمانية شاعت "ثقافة الفيديرالية، التي يحب التكلم عنها الزميل جهاد الزين وقد دخلها الكثير من الطلائعيين اللبنانيين والعرب قبل 1920 على اساس اننا مجموعة شعوب تخضع لمفهوم القومية العربية التي انعشها ذات ضحى القائد جمال عبد الناصر.

ظاهرة الالتفاف نحو الوحدة او اشكال من الفيديرالية ألقت بظل متناقض على النهوض الوئيد لمجموعة شعوب لا قاسم مشترك بينها سوى اللسان العربي و"الفتى العربي". ان ألف عام فاصلة بين شفار سيف الدولة ونخوة الفتى جمال عبد الناصر كانت كافية لانزال تخلف بشع في هذه الامة قد يتطلب الخروج منه ألف عام آخر.

هذا التراكم من اليأس، والانفراق جعل المعادلة الاجتماعية – الانسانية تتراجع امام التنوير الغربي هارباً بصمت من الخطاب السياسي العربي المستمر ممجوجاً حتى الآن وكانت المساءلة: ما العمل؟ انا لا ادعو الى موقف رافض للنتاج الفكري والتفاني الغربي الذي اخذ عنا ذات ضحى من دون خجل، ومن الصعب العثور على بلد لم يتعرض تطوره للتأثيرات الخارجية او لم يقتبس عدداً من الاسلبة التقانية او السياسية او الفكرية من الآخرين. لا مشكلة امام الدول العربية اذا اقتبست عن الغرب. مشكلة الدول العربية في استمرار تنازلاتها العميقة (وهي في حالة تواصل سياسي مع الغرب واسرائيل) لمصلحة قوى الاقطاع الماضوي والقبلي الامر الذي اوجد تحالفات سياسية هجينة بين القوى الديموقراطية الضعيفة لبنانياً وعربياً وقوى التحجر القائمة على تراتبية طائفية وعشائرية معيقة جداً للتطور الثقافي. ومن المؤسف ان الاكتمال التاريخي لدور القوى القبلية اللبنانية والعربية لم ينجز مهمته حتى اليوم، ولا ترى في الافق بدايات اضمحلاله. واذا كانت القوى القبلية لم تنجز مهمتها التاريخية بعد فهذا معناه الامعان في التخلّف، والانغراز في التبعية لكل ما يصدر عن الغرب. لقد تمكنت هذه القوى القبلية من احاطة نفسها بضمانات عالمية حتى انها استطاعت اضرام النار في المشروع الفيديرالي العربي المتخيّل، ولم تستطع جهود عشرات السنين من السياسة المواربة من عدم القضاء والقضم لبلد السيد المسيح، والمأساة مستمرة.

بنقاوة رؤية، لا امكان لنهوض عربي عارم لكن الامة العربية المفتتة باقية ومستمرة في تحديات انتحارية للقوى الرأسمالية الطامعة، وللصهيونية كوليدة للرأسمالية العالمية، وقد واجهت هذه الامة العربية العريقة ازمات حادة امام الصليبيين، وسيطرة على المماليك، والطورانيين العثمانيين، واسرة محمد علي الالبانية في مصر.

من المنظور ان تدمير علاقات المراوحة العربية ليس امراً مستحيلاً وان كان صعباً تكسير نظام العشيرة او القبيلة لمصلحة دولة عصرية علماً ان العرب، منذ جاهليتهم، اعتادوا نظام العشيرة. ان عملية الانضاج السياسي العربي لم تكتمل بعد، وقد اصبح هذا الانضاج اكثر فجاجة بعد حدة الصراعات حول القضية الفلسطينية المحتدمة منذ الفي عام، وما تختزنه الذاكرة الجماعية العربية يؤكد ان الصراع الى مزيد من الاستشراس رغم اجراءات التطبيع التي يصر عليها البعض.

وفي هذه الايام حيث الثورة التقانية المعاصرة تستخف بالتخلّف العربي لا يستطيع المرء الا ان يلاحظ عودة رأس المال الى اساليبه القديمة من انوجاد عسكري مباشر الى ايجاد بؤر توتر بهدف تسويق الآلة العسكرية الحديثة ذات الريعية العالية، والابعد من حيث خفض نسبة البطالة داخلياً في ظل ازمة مالية رأسمالية حللها عميقاً مؤسس الاشتراكية العلمية التي انهارت تجربتها في النموذج الروسي الديكتاوري.

ان اهمية الصوت العالي التركي، واتمنى له ان يستمر وبتطور هو انه جاء في مرحلة الخيبات العربية التي بحالات يأس مدمر للفكر والثقافة والايديولوجيا وللانسان العربي المنهك وسط رقعة جغرافية غنية بالموارد. الرئيس بشار الاسد قال "نحن وراء تركيا" مما يعني ان اقامة نظام اقليمي عربي متداخل المصالح لا ينفع مقابل دعم اميركي اعمى لاسرائيل، وعدم جدية عربية في لجم اندفاعة اسرائيل لقضم القدس وازالة المسجد الاقصى. ان الغرب، عبر وكالاته الاخبارية والصحافية يضخ نحونا يومياً حوالي سبعين مليون كلمة، وكلها خداع وكذب ومراء. ان خواء العالم العربي من ايديولوجيات معاصرة اصيلة ذات مضمون اسلامي متطوّر ادى مع سياسة الاميركان الى نشوء وتنامي التيارات الاصولية والسلفية، علماً ان الاسلام الرسمي وصل الى الحكم طويلاً في العالم العربي، والآن في ايران، وجربت المسيحية دولتها في اوروبا وفي بيزنطية، والسؤال الآن: ماذا يريد الآن متطرفو الشرق، ومتطرفو اوروبا الحديثون؟ ما هو قائم في المنطقة العربية ملتف بظلام كثيف، وعدم الاستقرار ما زال قابضاً على الخناق، ولا نرجم بالغيب متى تبدأ يقظتنا العربية امام هجمة "ايباك" علينا، ولهذا كان لصوت رجب طيب اردوغان نكهة قصائد ناظم حكمت.

 

مصدر في الخارجية الإسرائيلية: المفاوضات غير المباشرة "عبثية" والأميركيون "واهمون"

الاربعاء, 23 يونيو 2010

دار الحياة – أسعد تلحمي

وصف "مصدر رفيع" في وزارة الخارجية الإسرائيلية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالـ"عبثية، لأنها لن تقود إلى أي مكان". وقال إن عودة إسرائيل إلى حدود العام 1967 تعتبر "انتحاراً". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "المصدر الرفيع" قوله إن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أوضح للأميركيين أنهم يوهمون أنفسهم في أن تثمر المفاوضات غير المباشرة التي يديرها الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل نتيجة. وادعى المصدر أنه لا شريك لإسرائيل في الجانب الفلسطيني وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لا يمثل الفلسطينيين في قطاع غزة "وثمة شكوك في ما إذا كان يمثل فلسطينيي الضفة الغربية". وقال إنه يشكك في أن يفوز "أبو مازن" في انتخابات للرئاسة لو جرت اليوم. وتابع أنه ينبغي على إسرائيل الانفصال تماماً عن قطاع غزة والتوقف عن تزويده الماء والكهرباء. وأضاف أنه يجدر بإسرائيل أن تتيح لقوة دولية فعالة أن تنتشر على المعابر الحدودية وتتولى المسؤولية عن القطاع.

وأضاف المصدر أنه لا ينبغي تمديد فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية بعد انتهاء الفترة التي حددتها الحكومة، أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل "لأن ذلك ليس أخلاقياً ولا مبرراً" وأن إسرائيل لم تلمس أية فائدة من تجميد البناء لعشرة أشهر "وقمنا بلفتات طيبة تجاه الفلسطينيين ولم نحصل على أي مقابل".

من جهته، هاجم مستشار رئيس الحكومة لشؤون الأمن القومي عوزي أراد زعيمة حزب "كديما" المعارض، تسيبي ليفني، على تصريحاتها بأن من شأن مبادرة سياسية أن تخرج إسرائيل من الجمود السياسي ومن عزلتها الدولية وقال إن مثل هذه المبادرة لن تغير من الواقع الحالي "ويحظر علينا الاعتقاد بأن هذا هو الحل السحري وأن طوق النجاة سيُمَد إلينا". وأضاف ان الفلسطينيين سيرفضون هذه المبادرة لقناعتهم أن إسرائيل ستضطر إلى طرح مبادرة أفضل تقدم فيها تنازلات أكبر نزولاً عند مطالبهم. واقترح اراد التروي وعدم الهرولة نحو اتخاذ قرارات قد تندم عليها إسرائيل في المستقبل. ورأى أن مبدأ دولتين للشعبين يكلّف إسرائيل ثمناً إذ ان "الترويج إسرائيلياً لهذا المبدأ هو في الوقت ذاته ترويج لحق شرعي للفلسطينيين لدولة وهذا ينتقص من شرعية إسرائيل في أوساط معينة". وأضاف: "هم يحظون بالشرعية ونحن لنزع الشرعية، ولو انتبهنا لذلك لكنا أقل تحمساً لهذا المبدأ".

 

ساركوزي والدور السوري

الاربعاء, 23 يونيو 2010

الحياة/رندة تقي الدين

قال سمير جعجع في نهاية زيارته لفرنسا أنه اطمأن الى أنها ما زالت مهتمة بـ «لبنان أولاً» أي أنه حصل على تطمينات من المسؤولين الفرنسيين بأن انفتاحهم على سورية ليس على حساب لبنان. في الإطار نفسه قال البطريرك صفير أن فرنسا أكدت له وقوفها الدائم الى جانب لبنان وأن علاقاتها مع أي بلد آخر ليست على حسابه. والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كرر باستمرار أنه ينبغي محاكمة المسؤولين عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واقع الحال أن لفرنسا مصالح كبرى في لبنان وروابط ليست فقط تاريخية بل اقتصادية وثقافية وسياسية. ولبنان بلد مهم لفرنسا والدليل أن مركز السفير الفرنسي في لبنان يُعتبر من بين المراكز الكبرى في التصنيف في وزارة الخارجية. ويدرك الجميع أهمية لبنان في قلوب الفرنسيين، والدليل الزيارات الفرنسية المتتالية الى لبنان من وزراء الى نواب الى مستشارين. لكن هذا لا يعني أن لبنان هو أولوية استراتيجية لساركوزي. فهو مهتم بشكل كبير بالحصول على دور دولي يعطيه زخماً على صعيد عملية السلام في المنطقة. وأدرك منذ البداية أن لبنان بلد صغير والقيادة فيه ضعيفة لا تستطيع أن تبادر الى القيام بمفاوضات سلام مع إسرائيل. وقد طرح ذلك مرتين على الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي قال له أن ذلك غير ممكن وليس من صلاحياته.

ورد ساركوزي على سليمان أن على رأس الدولة أن يأخذ مبادرات شجاعة ويقوم بتحرّك رائد ويدخل في مفاوضات سلام.

إلا أن ساركوزي أدرك أن المفتاح هو سورية وليس لبنان. فقد أصبحت سورية في نظره اكثر أهمية لما يطمح اليه على صعيد المسار السلمي. وركز كل جهوده على الانفتاح عليها ونفذ هذه الاستراتيجية معتمداً على أقرب شخص اليه هو أمين عام الرئاسة كلود غيان الذي نسج علاقات وطيدة مع المسؤولين السوريين ومبعوثيهم من لبنانيين أو سوريين يزورونه باستمرار. كما أقام ساركوزي علاقات مستجدة مع الرئيس السوري بشار الاسد. وكانت فرنسا أساسية في إخراج سورية من عزلتها الدولية بموافقة الإدارة الأميركية، مثلما كانت أساسية في عهد جاك شيراك في إدخال سورية في عزلة تامة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واليوم يطمح ساركوزي أن يحصل على دور على صعيد المفاوضات السورية الإسرائيلية. إلا أنه يصطدم برفض سورية لوسيط آخر غير الوسيط التركي. كما يصطدم ساركوزي بغياب الرؤية لدى صديقه وحليفه بنيامين نتانياهو. وقد عبر عن استيائه منه خلال لقائه مع الرئيس شيمون بيريز الذي أسرع في توصية نتانياهو بالتوجه الى فرنسا للقاء رئيسها ومعالجة علاقة على وشك التدهور. وحاول ساركوزي إقناع نتانياهو مرات عدة بضرورة القيام بتنازلات تجاه الشعب الفلسطيني وحتى بالتفاوض مع سورية ولكن عبثاً.

ورهان ساركوزي على علاقة وطيدة مع سورية يرتبط ايضاً بالملف الإيراني. فقد اعتقد الرئيس الفرنسي أن باستطاعته إبعاد سورية عن إيران ولكنه أدرك أنها كانت قناعة ساذجة لأن سورية لن تتخلى عن أوراقها الإقليمية، لا في علاقتها مع إيران ولا مع «حزب الله» ولا «حماس» في سبيل تحسين علاقتها مع الغرب. وقد يكون الرئيس الفرنسي يعتبر أن العلاقة مع سورية تضمن عدم قيام إيران بعمليات ضد فرنسا. وراهن ساركوزي أيضاً على دخول الشركات الفرنسية والاستثمارات الى السوق السورية الواسعة مقارنة مع السوق اللبنانية، ولكنه اصطدم أيضاً ببيروقراطية وبطء على هذا الصعيد في القرارات السورية. وعلى رغم كل العراقيل تبقى سورية الأهم في ذهن الرئيس الفرنسي لأنها نافذة، فقد رأى ذلك عندما تم انتخاب الرئيس اللبناني وتوقفت الاغتيالات وتمكن الحريري من تشكيل حكومته. وهو أظهر استعداداً لاستقبال العماد ميشال عون في فرنسا لأن صديقه الرئيس بشار الأسد نصحه بذلك. والآن وقد استقبل البطريرك صفير فقد فتحت الأبواب لزيارات أخرى.

صحيح أن لسورية أصدقاء مقربين من ساركوزي مثل رئيس الحكومة القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى الآغا خان الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ولكنه كوّن الفكرة بنفسه أنه حريص على البقاء على علاقة مع العنصر الأقوى في المنطقة للحصول على دور معيّن. فساركوزي يعتبر أن العلاقة الجيدة مع سورية كما هي مع إسرائيل أهم في استراتيجيته من العلاقة العاطفية والتاريخية مع لبنان. فهو لا يبحث عن عواطف ولكن عن دور نافذ وفاعل على الصعيد العالمي.

 

زيارتا صفير وجعجع لفرنسا أكدتا اهتمامها بلبنان لكنهما بيّنتا «قلة النتائج المرجوّة» للتقارب مع سورية

الاربعاء, 23 يونيو 2010

باريس - رندة تقي الدين

شكلت زيارتا كل من البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لفرنسا مناسبة أكدت الأوساط الفرنسية خلالهما اهتمامها بلبنان ودعمه.

لكن الزيارتين شكلتا أيضاً مناسبة أدركت عبرها الأوساط في كل من الرئاسة ووزارة الخارجية، أن التقارب الذي أقدم عليه الرئيس نيكولا ساركوزي مع سورية لم يعط حتى الآن النتائج المرتقبة، على رغم إنجاز بعض الخطوات مثل تبادل السفراء بين بيروت ودمشق ووقف التدهور الأمني والاغتيالات.

وهذا لا يعني أن فرنسا ستعدل عن انفتاحها على سورية لكنها تنتظر منها المزيد سواء على صعيد العلاقات الثنائية أم على الصعيد السوري - اللبناني.

أما على الصعيد الإقليمي، حيث كان ساركوزي موعود بدور معين على المسار السوري - الإسرائيلي في حال توصل الجانبين الى مفاوضات مباشرة، فإن التعطيل سببه رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للوسيط التركي، الذي وصفه خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي بأنه منحاز الى الجانب العربي وفقد حياده.

وترى أوساط فرنسية عدة أن سورية غير مستعجلة بكل الأحوال وأن الرئيس السوري أكد لنظيره الفرنسي أنه لا يريد وسيطاً آخر سوى الوسيط التركي.

إذاً، لا جديد على هذا الصعيد، إضافة الى أن التطورات في لبنان عززت الموقع السوري فيه، مع تنفيس أو انخفاض الرغبة السيادية لـ «قوى 14 آذار» التي لا تزال موجودة على الأرض لكنها شاهدت ديناميكية مساعيها السيادية تنحصر مع عودة زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط لدمشق، وخصوصاً في ضوء النهج الجديد لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والذي قضى بالحفاظ على قدرته على العمل عبر علاقات جيدة ومميزة مع الرئيس بشار الأسد، علماً بأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أيضاً على الخط نفسه وكذلك قائد الجيش.

وبالتالي فإن سورية استعادت تأثيرها عبر أركان الحكم في لبنان على رغم بقاء «قوى 14 آذار» على الساحة السياسية والشعبية.

أما بالنسبة الى نتائج العمل الحكومي الحالي فلا أحد في الخارج يعمل على تقييمه لأن الجميع يتفهم صعوبة الوضع، فيما الحريري عازم على البقاء على رغم كل الصعوبات التي يواجهها، وفي حين لا بديل منه لقوى الغالبية، والقوى الإقليمية لا تعرقل بقاءه.

إنما السؤال المطروح حالياً والذي لا يمكن أحداً الإجابة عليه في الخارج هو: كيف سيتفاعل الحريري ويدير نتائج المحكمة الدولية والقرار الظني؟

الأوساط المعنية بالملف تراهن على أنه سيعمل على تهدئة الأمور والاستمرار في رئاسة الحكومة، إلا أن هذا من قبيل التكهنات، لأن الحريري لم يدل بأي جواب على هذه الأسئلة مكتفياً بالقول إنه مع العدالة وما ينتج منها.

وترى الأوساط الفرنسية بشيء من الارتياح نشاط الموسم السياحي والقطاع المصرفي في لبنان، لكنها أيضاً مدركة أن سورية لن تتخلى عن أوراقها الإقليمية وعلاقتها بـ «حزب الله» وإيران طالما ليس هناك حل سلمي في المنطقة. وساركوزي الذي يبقى نتانياهو حليفه الأفضل، بدأ يستاء من قلة رؤيته ورفضه السلام مع الفلسطينيين ومع سورية. وبعد زيارتي صفير وجعجع هناك تساؤلات حول احتمال استقبال باريس للعماد ميشال عون. فالأسد كان شجع ساركوزي على ذلك، كما أن الرئيس الفرنسي أثار الموضوع مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وكانت إسبانيا استقبلت عون ثم جعجع، وهو ما كانت أوساط فرنسية اعتبرته بمثابة تدخل في السياسة اللبنانية وهذا ما تطلب فرنسا من سورية الامتناع عنه، فكيف تقوم هي بالمثل؟

إلا أن ساركوزي كثيراً ما يتخذ قرارات تدخل في حساباته السياسية، وقد يقوم بخطوة لاستقبال عون لكن هذا غير مبرمج حالياً، لكن زيارة صفير كما يقول مراقب للديبلوماسية الفرنسية فتحت الباب أمام احتمال دعوة عون.

 

لبنان يرد في رسالة إلى بان على مزاعم اسرائيل بشأن سفينتي المساعدات المتجهتين إلى غزة

الاربعاء, 23 يونيو 2010

بيروت، نيويورك - «الحياة»، أفب - تواصل شد الحبال بين لبنان واسرائيل على خلفية نية سفينتي «جوليا» و«مريم» الابحار من لبنان الى قبــرص فميـناء غزة لمحاولة رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة وأهلها. ورد لبنان أمس عبر وزارة خارجيته، على الرسالة التي تقدمت بها مندوبة البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي حذرت فيها من أن اسرائيل لها الحق في استعمال «جميع الوسائل» للحؤول دون توجه ناشطات بحراً من لبنان الى غزة، موضحة ان اسرائيل تشك في ان الناشطات على علاقة بـ «حزب الله» بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وندد لبنان بـ«الحصار المفروض على غزة والذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويهدد السلم والأمن الدوليين»، محملاً إسرائيل «مسؤوليته».

وأشارت الرسالة إلى أن «القوانين اللبنانية لا تسمح بانتقال السفن مباشرة إلى الموانئ الخاضعة للسلطات الإسرائيلية بما فيها مرفأ غزة، كما أنها لا تسمح بمنع أي مركب بحري من مغادرة موانئه في حال كانت محتوياته والأشخاص الذين على متنه والوجهة التي يقصدها تقع ضمن نطاق القوانين اللبنانية وتحترم الإجراءات التي تفرضها». وأكدت «ما ورد في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في مطلع حزيران (يونيو) الجاري لجهة عدم إمكان استمرار الوضع في غزة على ما هو، وضرورة مرور السلع والأشخاص بطريقة دائمة ومنتظمة». كما حملت إسرائيل «مسؤولية أي عدوان على لبنان»، داعية المجتمع الدولي الى «الضغط عليها لتنفيذ القرار 1701 ووقف خروقها اليومية لسيادته وتهديداتها المستمرة للبنان وشعبه وبنيته التحتية». وكرر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تحذيره من ان اسرائيل لن تسمح بأن تحاول سفينة جديدة آتية من لبنان كسر الحصار المفروض على غزة الذي خففته اسرائيل وهي تحمل بيروت مسؤولية النتائج. وقال باراك للصحافيين اثر محادثات اجراها مع بان في الامم المتحدة أول من أمس: «تحاول منظمة مدعومة من منظمة ارهابية على الارجح، ارسال سفينة جديدة الى غزة. اقول للجميع انه عمل غير مسؤول»، مطالباً بأن تمر هذه السفينة بمرفأ اشدود الاسرائيلي»، وأضاف: «سنعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن اية سفينة تبحر من مرافئها وعن اي شخص يكون على متنها اذا حصلت احتكاكات ستؤدي الى العنف وهو امر غير مفيد ولا يمكن ان يبرر حالياً لأن الطريق الى غزة مفتوحة».

 

حقوق... للاستثمار

الاربعاء, 23 يونيو 2010

عبدالله إسكندر/الحياة

الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين في المخيمات في لبنان مأسوي وكارثي بكل المعاني. ولا قعر لدرجات الحرمان في هذه المخيمات، وعلى كل الصعد. وهذا الوضع مستمر منذ أن كانت هذه المخيمات، بفعل تهجير الفلسطينيين من بلدهم مع قيام دولة إسرائيل قبل أكثر من ستة عقود. وزيادة الكارثة وعمقها يرتبطان بزيادة النمو السكاني في هذه المخيمات، وليس بسبب عوامل طارئة أو مستجدة. أي أن وضع اللاجئين في لبنان مرتبط عضوياً بطبيعة البلد وتركيبته السكانية والطائفية. وحالت هذه التركيبة، منذ أن أقيمت المخيمات، من أن يكون للفلسطينيين في لبنان وضع مماثل للذي يعيشه نظراؤهم في بلدان عربية أخرى. ويبدو أن ثمة توافقاً بين كل مكونات البلد على هذ السياسة الرسمية للدولة إزاء المخيمات، تارة باسم حق العودة وطوراً لمنع التوطين، بحسب مستلزمات الظروف.

أما إعلانات التضامن والتباكي، على امتداد الفترة السابقة وحالياً، فانها تتسع مع إصرار أصحابها أن يبقى اللاجئون داخل مخيماتهم. وربما هنا يكمن هذا الشكل من أشكال الفصل العنصري الذي تمارسه كل من مكونات البلد، على نحو مباشر أو غير مباشر، وليصبح سياسة شبه رسمية. والتفكير الجدي بإعادة النظر في هذه السياسة يفترض توافقاً من نوع آخر في لبنان، وليس مجرد بيانات وتصاريح مهما كانت حماسية. أما بالنسبة الى ما هو مطروح حالياً، فيغلب الظن أن أهدافه تتجاوز مأساة الفلسطينيين في المخيمات لتندرج في إطار التنازع الأهلي الطائفي. خصوصاً أن قضية الوضع الإنساني للفلسطينيين باتت موضوعاً دولياً بسبب الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. ويسعى كل من أجل استثمار هذا الواقع لمصلحته.

في أي حال، وبغض النظر عن النيات الفعلية إزاء إعطاء اللاجئين حقوقهم المدنية، فان مثل هذه الخطوة تنطوي على تكاليف على خزينة الدولة التي تعاني ديوناً تصل الى 55 بليون دولار. وذلك في الوقت الذي تواجه هذه الدولة مطالب معيشية هي غير قادرة وغير راغبة في تلبيتها، نظراً لما ترتبه من أعباء إضافية. وفي الوقت الذي يتساوى لبنانيون مع اللاجئين في الحرمان وهضم الحقوق، كان يُفترض بالمتحمسين لحقوق اللاجئين أن يقترحوا في الوقت نفسه كيفية تمويل الخطوة. كما كان يُفترض أن يجري التفكير في مدى توافق هذه الخطوة مع ما تقدمه الوكالة الدولية لغوث اللاجئين (أونروا) المفلسة هي أيضاً.

في المقابل، ولتكون للخطوة صدقية، كان يُفترض أيضاً أن تعالج قضية حقوق اللاجئين، في إطار الوضع العام للفلسطينيين في لبنان، وقضية السيادة في المخيمات والسلاح، على الأقل خارج المخيمات، والقواعد العسكرية قرب العاصمة وعلى الحدود الشرقية مع سورية، والتي توافق أعضاء الحوار الوطني على إزالتها.

وقبل هذه وتلك، يبقى السؤال عن معنى طرح مثل هذا الموضوع في مجلس النواب وليس في مجلس الوزراء. لقد أثير في البرلمان بناء على رغبة رئيسه زعيم حركة «أمل» التي خاضت يوماً أشرس المعارك ضد المخيمات. ما يضفي على الخطوة الآن طابعاً سياسياً، يضفي شبهة استثمار وضع اللاجئين في النزاع الداخلي. كما انها أسفرت عن فرز طائفي حاد داخل المجلس اخترق التكتلات والانقسامات السياسية. ومن السذاجة الاعتقاد أن مثل هذا الفرز لم يكن متوقعاً، إن لم يكون مقصوداً. وخلاصة الأمر، ظهر أن النواب المسيحيين يعارضون الحقوق الإنسانية للاجئين في حين يؤيدها النواب المسلمون.

مثل هذا المناخ وفر الظروف لتوزيع بيانات، في صيدا، تدعو الى تهجير المسيحيين. وبغض النظر عن هوية من يقف وراء مثل هذه البيانات والتنديد العام بمضمونها، فانها تفتح تلك الثغرة القاتلة في مناخ التعايش في البلد. أن يعيش اللاجئون في لبنان، كما في أي مكان في العالم، حياة كريمة قضية حق لا جدال فيها. لكن طرحها على النحو الذي شهدناه أخيراً وكيفيته وتوقيته، وما رافقها من تبادل التهم والتخوين، يجعل منها موضع استثمار داخلي، وليس دفاعاً عن كرامة اللاجئين.

 

اكبر كذبة في لبنان

الاربعاء, 23 يونيو 2010

داود الشريان/:الحياة

طرح رئيس اللقاء الديموقراطي اللبناني، وليد جنبلاط قضية الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، فتغيرت التحالفات السياسية بين اللبنانيين. ظهر الانقسام الطائفي على نحو مثالي. حقوق الفلسطينيين في لبنان، جمعت الأحزاب والتكتلات التي تفرقت على الشأن الداخلي. عاد اللبنانيون الى معابدهم لمواجهة الفلسطيني.

الحقوق المدنية للفلسطينيين شعار كبير، أهم ما فيه، حقا العمل والتملك. فلبنان يسمح لكل سكان الأرض بالعمل والتملك ويستثني الفلسطينيين. لكن الضجة هذه المرة، وتغير التحالفات، ليسا بسبب الحقوق المدنية، بل خوف ان يفضي هذا التطور الى التوطين. فغالبية السياسيين اللبنانيين ترى ان اندماج الفلسطينيين في المجتمع اللبناني يفضي في النهاية الى إغلاق ملف حق العودة.

قصة التوطين في لبنان اكبر كذبة سياسية مرت على هذا البلد. وذلك في مرحلتين مرحلة المارونية السياسية، أي ما قبل الحرب الأهلية، حين شهد لبنان توطين جميع المسيحيين الفلسطينيين، وأغنياء الفلسطينيين. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ما بعد الحرب والتي يمكن تسميتها مرحلة الشيعية السياسية، في هذه المرحلة صدر مرسوم التجنيس وجرى توطين الشيعة الفلسطينيين سكان القرى السبع. ومع ذلك تجد اليوم ان الطرفين يقفان ضد التوطين.

التوطين في لبنان يشبه بيتاً من طابقين. الطابق الأول حقيقي، والآخر وهمي. وهذا الوهمي تتبدل دوافعه وألوانه بحسب الظروف، وهو يخدم غايات سياسية لا علاقة لها بالحقوق الوطنية للفلسطينيين أو الحقوق الوطنية للبلد، أي ان الرفض ليس من اجل التمسك بحق العودة بل من اجل تهجير الفلسطيني عن لبنان وطرده الى المنافي البعيدة. أما سكان الطابق الأول الذين يرفضون التوطين من اجل حماية حق العودة والحقوق الوطنية اللبنانية، فإن عددهم وتأثيرهم في لبنان لا يختلف عن عدد وتأثير الأحزاب اليسارية في إسرائيل. لكن لا بد من الإشارة هنا الى حقيقة مهمة وسط مزاد التوطين، هي ان القول ان قضية التوطين جعلت التيارات المسيحية في مواجهة التيارات الإسلامية كذبة جديدة، ومن يعرف تاريخ لبنان يدرك ان الشيعة والموارنة يتحالفون أمام هذه القضية في الصدور وإن اختلفوا تحت قبة البرلمان. مصلحتهم من التوطين انتهت. أما الآخرون فمصلحتهم آتية. بالعربي: السنّة لم يأخذوا نصيبهم من التوطين. أعطوهم فرصة، فربما أصبحت فرصة للبلد والمنطقة

 

أراد المساجلة فقط

إيلي فواز/لبنان الآن

الاربعاء 23 حزيران 2010

حكاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الحياة السياسية اللبنانية هي حكاية مقلقة. اللبنانيون كانوا يعتبرونه وحدة قياس ينسبون اليها ويقيسون عليها المتغيرات الدولية في الايام الحالكة. لكن من حق اللبنانيين، معظمهم على الأقل، التخوف من تقلبات جنبلاط، فآثار سياساته خلال سنوات المحنة الخمس الماضية ما زالت واضحة وبادية للعيان. وليس ثمة من يريد ان يعود مرة اخرى الى الايام الماضية وجروحها. انما بين الادعاءات اليساروية وبين الواقع مسافة يجدر بنا حسابها. والحساب يجب ان يلحظ التبدلات الحاصلة في البلد وعليه، ذلك ان طلائع الهيمنة السورية على البلد اكتملت. وهذه المرة اخطر من سابقاتها.

في ما مضى كان السجال السياسي مع الهيمنة السورية يستند الى قوة جيش واستخبارات رابضة على صدر البلد واهله. اما الآن فان الهيمنة بالوكالة وبأجراء وادوات لبنانية.

الآن اكتشف وليد جنبلاط مهمة جديدة لسلاح "حزب الله"، وهي في البحر "لحماية الثروة النفطية والغاز". وكل الاقاويل في هذا السياق قائمة على اكتشاف اسرائيل حقول غاز في المياه الاقليمية. والامر لا يستند الى اي بحث علمي في ما خص مياهنا الاقليمية. ما سر هذا التقلب في مواقف جنبلاط وهو كان أكثر خصوم "حزب الله" حدة خلال السنوات الاربع الماضية، ليصبح أكثر حلفائه فاعلية منذ استدار في 2 آب من العام الماضي. ما الذي يستنتجه العاقل من هذا التقلب؟

من نافذة وليد جنبلاط يمكن التنبه الى المرحلة التي بدأ يلجها البلد، فالرجل حيث يولي وجهه تعصف الرياح خلفه، لكن جزءا كبيرا من اللبنانيين صار يتدارك افخاخه، ويعرف ان الرجل يتوسل المساجلات والاشتباكات السياسية في وظيفة مزدوجة: الاولى شد عصبه الاهلي من خلال خلق اعداء افتراضيين. والثانية تقديم خدمات لتحالفاته الجديدة. هكذا لم يعد ينطلي على اللبنانيين كليشيهاته السياسية.

لا يهتم سيد المختارة لما يخلفه في البلد من تشنجات واصطفافات مع كل تصريح تتفتق اريحيته عنه. وبهذا المعنى، فان اللبنانيين لن يتعجبوا بعد اليوم إذا ما تقدم السيد جنبلاط بمشروع قانون يجيز لـ"حزب الله" استخراج المواد النفطية من مياهنا ـ في حال وجودها ـ  واستخدام عائداتها من اجل شراء السلاح الذي يعرف فاعليته منذ احداث 11 ايار المشؤومة.

الامر لن يكون غريباً ولا مستهجناً، فما فعله عندما تقدم بمشروع قانون حول حقوق الفلسطينيين في لبنان، يشي بذلك. حينها قارب زعيم "اللقاء الديموقراطي" الامر بمنطق طائفي، وكاد ان ينجح في اقناع الراي العام اللبناني لوهلة ان المسيحيين هم ضد اعطاء الفلسطيين حقوقهم الانسانية. وانطلق السجال في البلد وظهرت فجأة اشباح الحرب الاهلية واعادنا جنبلاط بالزمن الى لغة لا يريد اللبنانيون سماعها. لكن أليست كل مآساينا تتلخص بسماحنا لامراء الحرب بتولي امورنا في السلم ايضا؟

والسؤال الاكثر الحاحاً في هذا السياق: لماذا لم يكن ملف اللاجيئين الفلسطينيين حاضرا في وجدانه عندما استقبل السيد عبد الحليم خدام في المختارة في ايار 2002؟ ام يومها كان مهتما اكثر في تخليد امضاء السيد خدام على صورة نجله تيمور؟ واين تراها تلك الصورة اليوم؟ ولماذا لم يعمل على بلورة افكاره يوم كان الامين على السياسة السورية وهيمنتها على لبنان، لمدة عقد ونصف العقد؟

الارجح ان جنبلاط اراد مساجلة "اليمين الغبي" فقط من خلال مشروع يحتوي على ابهام كبير، خصوصا في ما يتعلق بتملك الفلسطينيين في لبنان، والتي اوجد لهم مشروعه فئة جديدة فيها شيء من العنصرية حيث ان حق الفلسطيني في التملك لا تنطبق عليه قوانيين تملك اللبنانيين ولا قوانيين تملك الاجانب.

كان الاجدى بسيد المختارة ان يحيل فيض افكاره "الانسانية واليسارية" الى لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي كلفها مجلس الوزراء برئاسة السيد فؤاد السنيورة عام 2005 وبموافقة وزراء جنبلاط، تحسين ظروف حياة اللاجئين الفلسطينيين وتأمين حياة كريمة لهم، حتّى عودتهم الى ديارهم بحسب القرار رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وللتذكير فان هذه اللجنة اعدت دراسات حول حق العمل والتملك على قاعدة علميّة وقانونيّة تحترم الدستور اللبناني وحقوق الإنسان ويستطيع المشرع اللبناني الاعتماد عليها من اجل اقرار مشروع يسعى بالفعل الى تحسين اوضاع اللاجيئين الفلسطينيين لا المتاجرة بحقوقهم.

نعم البيك اراد المساجلة فقط، خصوصاً انه تعمد تمرير قانون يحتوي على أخطأ كثيرة لو تنبه له النواب الكرام لكانوا جنبوا البلد جولة جديدة من السجال. فلبنان لم يوقع على اتفاقية الامم المتحدة للاجيئين عام 1951 كما ادعى مشروع السيد جنبلاط.

طبعا سيأتي من يربط تلك الحقوق بالتوطين تمهيدا للاستغلال السياسي والمذهبي وسياتي من يربط هذا الاستحقاق بالسلاح لكن على الجميع ان يعلم ان الحقوق الانسانية للاجيئين الفلسطينيين كما العراقيين، التي يجب ان يلحظها اي مشروع للاجئين،هي ليست هبة من اللبنانين، او لفتة انسانية كريمة من النائب جنبلاط، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون موضوع مقايضة، انما هي حق طبيعي لهم. ولبنان هو الموقع على اعلان حقوق الانسان عام 1948 الذي كان له بشخص الدكتور شارل مالك دور فاعلا في كتابة واقرار موادها في الجمعية العامة وهي تأتي تطبيقا للمادة الاولى والتي تقر بأن "يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق".

حبذا لو ندع مأساة انسانية تسقط ولو لمرة واحدة من غواياتنا التجارية، ولو نترك بناء اليسار إلى الأفكار الخلاقة بعد مراجعة تقطع مع ما فعله اليسار خلال سنوات الحرب.

 

حزب الله يريد الشفافية

 طارق الحميد/الشرق الاوسط

؟ ينوي حزب الله إقامة دعوى قضائية على الإدارة الأميركية، وذلك استناداً إلى تصريح مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان حول إنفاق واشنطن خمسمائة مليون دولار لتشويه صورة حزب الله. وقال النائب نواف الموسوي إنه «إذا كانت السفارة الأميركية شفافة فلتقدم لائحة بأسماء الذين تلقوا الجزء الأكبر من المال على أنه مساعدات للشعب اللبناني».

وهذا كلام مقبول لا اعتراض عليه.. فمن حق الحزب أن يعلم مَن الذين تلقوا تلك الأموال لتشويه صورة حزب الله المشوهة أساساً من بعد استخدام الحزب للسلاح ضد أبناء بيروت في السابع من مايو (أيار) 2008، ومنذ اختطافه لبنان بالسلاح، خدمة لإيران، وأجندتها. لكن ما دام الحديث هنا عن الشفافية وعن استخدام أموال في تشويه صورة الآخر، واستغلال لبنان كساحة مفتوحة للتصفية الجسدية، وحتى الاغتيال المعنوي الذي يجيده الحزب، وإعلامه، فمن المفروض أن تُفتح جميع ملفات الأموال، وبشفافية أيضاً.

وأول تلك الملفات هي الأموال القادمة من إيران، أو ما سماه حسن نصر الله بـ«المال الطاهر»، فكيف تصل إلى لبنان؟ ومن يتسلمها؟ ولمن توزع؟ وكم تشتري من الإعلام، والإعلاميين، والساسة؟ وكم صُرف منها على شراء السلاح؟ وكم صُرف منها كتعويضات لضحايا حرب 2006 مع إسرائيل الذين قال الحزب إنه سيتكفل بهم؟ فمن حق اللبنانيين أن يعرفوا حجم تلك الأموال، وأين، وكيف صُرفت، كما أنه من حق الشعب الإيراني أيضاً أن يعرف كم صرفت حكومته من أمواله، ومدخراته، على حزب الله، وغيره في لبنان، وخصوصاً أن الإيرانيين يتذمرون من تردي الأوضاع الاقتصادية في بلادهم ونية طهران إلغاء الدعم الحكومي لبعض السلع لمواجهة المصاعب التي تعتري الاقتصاد الإيراني، ناهيك عما سيواجهه الاقتصاد من مصاعب جديدة مع تزايد العقوبات الغربية على إيران.

فإذا كان حزب الله يريد الشفافية، فلتكن في جميع الملفات، ولمصلحة الجميع، لبنانيين، وإيرانيين؛ فالشفافية ليست طريقاً واحداً، بل هي لك وعليك. وبالتالي، فلا بد من أن يطالب حزب الله بمثل ما يطالب به الأميركيون اليوم، قانونياً، وإعلامياً. ولا بد من السعي خلف ذلك لكي لا يقوم الحزب بعملية تسويف، وتمويه، كالتي فعلها حيال قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، الذي سمي بـ«عماد مغنية المال»، حيث سبق أن وعد حسن نصر الله اللبنانيين، وتحديداً المتضررين من أبناء المناطق المحسوبة على حزبه، بأن الحزب في صدد التحضير لبيان مفصل حول قضية إفلاس صلاح عز الدين وعلاقة أبناء الحزب به، وواصفاً الأمر بـ«الموضوع الحساس الذي يمس بأموال الناس».

وبالطبع إلى الآن لم نقرأ، أو نسمع، ومثلنا اللبنانيون، أي شيء عن ذلك الموضوع الحساس الذي يمس بأموال الناس، بحسب قول زعيم حزب الله. وعليه، فعلى من يريد الشفافية أن يبدأ بنفسه، وعشيرته المقربين، قبل أن يطلبها من الآخرين!

 

لبنان أرسلها إلى قبرص

 عبد الرحمن الراشد

 الشرق الاوسط

في لبنان كل من هب ودب، من قيادات إلى فنانات وشخصيات اجتماعية، عبروا بحماس عن رغبتهم في ركوب سفن لكسر حصار غزة المضروب إسرائيليا، على خطى المبادرة التركية الشجاعة. لكن على الرغم من توفر التذاكر، يبدو أن وقت الشجاعة قد نفد. فأكثر الجهات حماسا، المقاومة اللبنانية، تهربت من المسؤولية ورمت قرار الإبحار على الحكومة! لاحظوا أنها المرة الأولى التي يعترف فيها حزب الله بالحكومة في اتخاذ قرار مواجهة مع إسرائيل، بعد أن كان هو من يقرر لوحده إطلاق الصواريخ وخطف جنود العدو باسم المقاومة.

والحكومة، التي تحتج عادة على الحق الحصري لحزب الله في قرارات المواجهة، وجدت نفسها متورطة، فهي لا تريد منع السفينة حتى لا تتهم بالتخاذل، ولا تريد إرسالها أيضا، لأنها تخشى أن يرد الإسرائيليون بهجوم عسكري على البلاد. إسرائيل حذرت صراحة بأنها سكتت على تركيا لأنها دولة صديقة، لاحظوا كلمة سكتت، لكنها، أي إسرائيل، ستعتبر إرسال أي سفن إلى مياهها (تعتبر مياه غزة أيضا مياهها) ستواجهه برد عسكري. لذا قررت الحكومة اللبنانية بدورها نقل المسؤولية إلى حكومة قبرص. نعم قبرص، لا يوجد خطأ هنا!

دققوا عند صياغة كلام الوزير غازي العريضي، فأعذب الكلام أكذبه. قال إنهم سمحوا للسفينة، الحقيقة أنهم منعوا، فإبحار السفينة إلى قبرص لا يحتاج إلى موافقة، لكن الحكومة لا تريد أن تعلن أنها منعت السفينة من السفر إلى غزة، فقالت سمحت لها بالسفر إلى قبرص! وهناك سيمنع القبارصة السفينة اللبنانية من السفر إلى غزة.

وعلى الرغم من أحاديث البطولة، والكلام الكبير، لا أحد يريد المواجهة، بل كل يرميها على كاهل غيره. هؤلاء الشجعان كانوا ينتقدون حكومة أبو مازن، ويهاجمون مصر لأنها ترفض تحدي إسرائيل وفك الحصار عن غزة، وهم اليوم يخافون من إرسال سفينة إنسانية واحدة محملة بالخبز والأرز!

إيران أكثر شجاعة.. فقد قررت تحميل المسؤولية على أكتاف المصريين لا القبارصة. أعلنت في مؤتمر صحافي عن إرسال سفينة محملة بألعاب وملابس وأغذية للأطفال طالبة من مصر السماح لها بعبور قناة السويس، وهنا لو وافقت مصر صارت تتحمل المسؤولية مثل قبرص والأرجح أن تمنعها. كان بإمكان إيران الزعم بأنها ستبحر إلى قبرص أيضا، ثم تغير وجهتها في عرض البحر المتوسط إلى غزة، إنما إيران لا تريد الصدام مع إسرائيل. وحتى لا يكون هناك سوء فهم إسرائيلي، أعلن الإيرانيون عن طبيعة البضائع التي تحملها السفينة، وأن على متنها من الإيرانيين فقط خمسة من الهلال الأحمر، وخمسة صحافيين، ومنعت الناشطين السياسيين من الإبحار.

نعرف أن تركيا دفعت الثمن بدم عشرة من أبنائها، العاشر توفي قبل أيام في المستشفى، ونعرف عن البطولات الكلامية اللبنانية والإيرانية، لكن ماذا عن حماس في غزة؟

الوضع سيتحسن قليلا إن نفذ الإسرائيليون وعدهم بتخفيف الحصار، وسمحوا بالمزيد من البضائع. إنما حماس قد تواجه أزمة مع مواطنيها، لأنها هددت بأنها سترفض أي حل تفتيشي، ولو كان دوليا، وإن مات الناس من الجوع. تصر على أنها هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن التفتيش، ولن تقبل إلا بالسماح الكامل لكل البضائع، ردا على النجاح التركي الذي أجبر إسرائيل على تقليص قائمة الممنوعات من أربعة آلاف سلعة إلى مائة فقط. السؤال: هل تستطيع حماس رد البضائع إن سمحت لها إسرائيل؟ أستبعد ذلك تماما وإلا سينقض أهالي غزة على قيادة حماس هذه المرة.

 

في حمى المنافسة الدعائية، إن كانت هناك بطولة فهي لتركيا، لا لحزب الله، ولا لإيران، ولا حتى لحماس

المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون

ثمن المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون في اجتماعه الدوري المواقف الوطنية الثابتة لغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وايد دعوته لقيام سلطة شرعية تحتكر القرار والامن على كامل التراب اللبناني. واستعرض المجلس المجريات على الساحة الداخلية وابدى قلقه لاستمرار تقاعس السلطة عن الامساك بزمام الامور. فهكذا وضع سيؤدي الى مواجهات عسكرية قد تقود الى حرب لاسباب ودوافع خارجية على حساب امن وسلامة ومصلحة لبنان. واصدر المجلس البيان التالي:

 1. يأسف المجلس للاجواء التي سادت جلسة الحوار الاخيرة والتي جاءت مخيبة للامال. لقد انتظر الللبنانيون ان يخرج المتحاورون بموقف وطني واحد وموحد على مستوى المرحلة الدقيقة، موقف يدعم الدولة الشرعية، الممثلة بحكومة "الوحدة الوطنية" كي تفرض سلطتها وتعيد الطمأنينة للمواطنين الخائفين على غدهم ومستقبلهم.

2. ان القضية الفلسطينية، التي لم يتوان لبنان يوما عن دعمها والتي لا يختلف لبنانيان على احقيتها، يرفض المجلس ان تتحول الى مادة ابتزاز. ان تطبيق مبدأ "حقوق الانسان" لا يخضع للمساومة. كذلك فان فرض سيادة الدولة وتطبيق القوانين اللبنانية على كامل التراب اللبناني وبدون استثناء لا يقبلان اية مفاوضة او مقايضة او ابتزاز. ان الحكومة مدعوة الى حزم امرها والشروع فورا بفرض القانون ونزع السلاح بدءا من المخيمات والمعسكرات الفلسطينية وصولا الى نزعها من الجميع وحصرها بالقوى الشرعية وحدها.  

 3. ان البواخر التي تنوي الانطلاق من الموانىء اللبنانية باتجاه قطاع غزة، تحت شعار العمل الانساني، تشكل مغامرة في المجهول قد تضع لبنان في مواجهة عسكرية مع اسرائيل كما حدث العام 2006 بعدما تجاوز حزب الله الخط الازرق. فعلاقة لبنان مع اسرائيل يحكمها اتفاق الهدنة والقرار 1701 بما معناه ان الدولتين ما زالتا في حالة من العداء والحرب: فهل يجوز جر لبنان مجددا الى مواجهات عسكرية خاصة ان الاسباب والدوافع هي غير لبنانية؟؟؟ ان اية مواجهة مع اسرائيل، سيدفع لبنان واللبنانيون اثمانها الباهظة، فلا يحق لاية جهة، مدنية او انسانية او عسكرية، ان تنفرد بجر لبنان الى مواجهة غير محسوبة النتائج. فقرار المواجهة مع اسرائيل، وتوقيته، هو مسؤولية السلطة الشرعية وحدها التي تمثل اللبنانيين جميعا. في الختام: هل يحق للسفن الابحار والانطلاق من الموانىء اللبنانية دون اذن السلطات المختصة؟؟؟ وهل اعطت الدولة الاذن لانطلاق هذه السفن من الشواطىء اللبنانية الى غزة؟؟؟

23 حزيران 2010                                                  

المنسق العام                                                                   

نجيب سليم زوين

 للمراجعة: 263648/03