المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 نيسان/2012

رسالة يوحنا الأولى الفصل 04/ 07-21/الله محبة

فليحب بعضنا بعضا، أيها الأحباء لأن المحبة من الله وكل محب مولود من الله ويعرف الله من لا يحب لا يعرف الله، لأن الله محبة. والله أظهر محبته لنا بأن أرسل ابنه الأوحد إلى العالم لنحيا به. تلك هي المحبة. نحن ما أحببنا الله، بل هو الذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا. فإذا كان الله، أيها الأحباء، أحبنا هذا الحب، فعلينا نحن أن يحب بعضنا بعضا. ما من أحد رأى الله. إذا أحب بعضنا بعضا ثبت الله فينا وكملت محبته فينا. ونحن نعرف أننا نثبت في الله وأن الله يثبت فينا بأنه وهب لنا من روحه. ونحن رأينا ونشهد أن الآب أرسل ابنه مخلصا للعالم. من اعترف بأن يسوع هو ابن الله ثبت الله فيه وثبت هو في الله. نحن نعرف محبة الله لنا ونؤمن بها.الله محبة. من ثبت في المحبة ثبت في الله وثبت الله فيه. واكتمال المحبة فينا أن نكون واثقين يوم الحساب، فنحن في هذا العالم مثلما المسيح في العالم.

لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تنفي كل خوف، لأن الخوف هو من العقاب، ولا يخاف من كان كاملا في المحبة. فعلينا أن نحب لأن الله أحبنا أولا.

إذا قال أحد: أنا أحب الله وهو يكره أخاه كان كاذبا لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه. وصية المسيح لنا هي: من أحب الله أحب أخاه أيضا.

 

عناوين النشرة

*جعجع في الذكرى ال18 لحل "حزب القوات اللبنانية": على مسيحيي الشرق التشبث بأرضهم ومواجهة الأحداث بشجاعة والتفاعل مع محيطهم

*سليمان عرض مع ميقاتي التطورات وأجواء قمة بغداد

*الفيصل شدّد على عدم السكوت عن جرائم النظام السوري.. وكلينتون أكّدت السعي لإسقاطه

*جنبلاط: هناك ظلم في فلسطين لكنّه أفظع بكثير في سوريا

*"mtv": رمي مناشير في مطار بيروت تحتج على تمليك سليمان أملاك المسلمين في برج حمود

*الشبيح"... نبيه بري/ أحمد الجارالله/السياسة

*خطة أنان وتمديد القتل/علي حماده/النهار

*إيران ولبننة سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*شمعون لـ"السياسة": "مجلس وطني" لـ"14 آذار برئاسة شخصية غير حزبية  "

*شمعون لـ"المستقبل": "المجلس الوطني" يؤمّن مشاركة قاعدة 14 آذار في القرارات

*بوش الأب يدعو الجمهوريين إلى توحيد صفوفهم خلف رومني

*في رسالة وجهتها 36 شخصية أميركية بمثابة "إنذار أخير" لأوباما/رومني يتوعد بضرب إيران وإسقاط الأسد وإنهاء "حزب الله"/حميد غريافي:السياسة

*موسكو ترفض وضع جدول زمني للتوصل إلى حل مع إيران 

*واشنطن ترسل كاسحات ألغام و"قاعدة عائمة" إلى مياه الخليج

*'أصدقاء سورية' يلتقون في اسطنبول على بالونة ضغط مثقوبة

*روسيا والصين تغيبان عن مؤتمر لتعزيز خطة انان وفرض مزيد العقوبات على دمشق، ونقاش تسليح المعارضة تشوبه المخاوف.

*وفود آسيوية وأوروبية وثلاثة حاخامات يهود شاركوا/"يوم الأرض" في قلعة الشقيف.. بعيداً من الحدود

*السيد الأمين: موقف طهران الداعم للنظام السوري لا يعبّر عن شيعة إيران ولا عن الشيعة العرب

*داود أوغلو يؤكد للبطريرك الراعي الحاجة إلى التقارب بين شعبي تركيا ولبنان

*القوات اللبنانية": انتخابات اللبنانية الأميركية انتصارٌ كبير لـ14 آذار

*وديع الخازن: الانتقادات للبطريرك تفتقر الى الموضوعية

*حبيش: بكركي مظلة الجميع ومواقف جعجع أعادت 8 آذار إليها

*حمادة: إعادة التنظيم لـ 14 آذار هدفها عودة الحركة الشبابية

*القادري: لن نكون أقل شجاعة من السوريين في مواجهة أي اعتداء

*خطة عنان: تفوق في ديبلوماسية الإرباك/ مهى عون/السياسة

*"أكلك منين يا بطة" النظام السوري في المرحلة الوحشية/ داود البصري/السياسة

*المسيحية العربية تتطهر من أدران التاريخ/ السياسة/د. عزالدين عناية

*المجلس الوطني لا يمثل المعارضة الواسعة»/ريبال الأسد: بإمكان سورية الديموقراطية إقامة السلام مع إسرائيل

*غداة الإفراج عن 12 بينهم المهندسون الـ 5 /رجل دين سوري: نحتفظ بإيرانيين ونفاوض لمبادلتهم عبر وسيط تركي

*إيراني يهاجم البحرين من الرابية ويبشّر بـ "فشل المؤامرة على سوريا"/فضائح "الإصلاح" العوني تتوالى فصولاً

*الإخوان المسلمون والأقباط والجزية/ميدل ايست أونلاين

*الإخوان والأقباط: إشكالية إسلامية الوطن/ميدل ايست أونلاين

*لا اوهام لبنانية بالنسبة الى النظام السوري/ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله

*القمة فشلت في الامتحان السوري/راجح الخوري/النهار

*وشهد شاهد على عصر العمولات وأهله

*انتهى آذار والثورة مستمرة/أسعد حيدر/المستقبل

*ملاحظات نقدية لوثيقتَي "المستقبل" و"14 آذار"/نبيل خليفة/المستقبل

*الحاج حسن زار عون وعرض معه قضايا إنمائية: الفاسدون ينهارون امام الرقابة الممارسة من الحكومة

*نصرالله خلال افتتاح "مجمع السيدة زينب": المعطى السياسي يقول ان الحكومة مستمرة وعلى الجميع التفاهم

*ياي.  شو قاومنا/أنطوان سعادة

 

تفاصيل النشرة

جعجع في الذكرى ال18 لحل "حزب القوات اللبنانية": على مسيحيي الشرق التشبث بأرضهم ومواجهة الأحداث بشجاعة والتفاعل مع محيطهم

الحل في سوريا باستفتاء شعبي حول بقاء النظام أو عدمه وليحكم من يصل ديمقراطيا

ممارسات الإصلاح والتغيير باتت تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام

مر عليهم في السلطة أقل من عام فماذا بان من اصلاحهم وأين لمسنا تغييرهم؟

وطنية - 31/3/2012 رأى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "ممارسات الإصلاح والتغيير باتت في لبنان تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام وطريقة ممارسة السلطة، في الوقت الذي تناضل فيه شعوب المنطقة وتموت كل يوم للخروج الى ربيع أخضر، فهذا الفريق لا يهدف من كل ما يقول سوى الى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين".

وقال: "لطالما سمعنا منهم مطولات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق: أفي التهجم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه؟ أم في الأمن العام؟ أفي ملاك وزارة المالية؟ أم في ملاك المجلس النيابي؟ أو في أي إدارة أخرى في الدولة؟ يظهر أننا نحن قد أسأنا الفهم أولا بأول، إذ يبدو أن ما كان مقصودا "باسترجاع حقوق المسيحيين"، هو التفتيش عن كل موظف مسيحي رجعي، أي غير إصلاحي وتغييري، واستبداله بموظف مسيحي آخر ينضح من رأسه حتى أخمص قدميه إصلاحا وتغييرا".

ودعا المسيحيين في هذا الشرق الى "التشبث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة والى التفاعل مع محيطهم وتبني القضايا الانسانية العادلة". ورأى ان "الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحل الحقيقي في سوريا هو في الديمقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديمقراطيا".

هذه المواقف أطلقها جعجع خلال إحياء الذكرى الثامنة عشر لحل "حزب القوات اللبنانية" في مجمع "بيال" في بيروت، تحت شعار "ربيع شعوب، خريف عهود"، في حضور الرئيس أمين الجميل، النواب: جورج عدوان، فريد حبيب، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، انطوان زهرا، جوزف المعلوف، انطوان بو خاطر، شانت جنجنيان، سامي الجميل، جمال الجراح، أمين وهبة، انطوان سعد، عاصم عراجي، نديم الجميل، رياض رحال، نهاد المشنوق، سيرج طورسركيسيان، الياس عطالله، عمار حوري، عاطف مجدلاني، مروان حمادة، معين المرعبي، هادي حبيش، روبير غانم، فادي الهبر، هنري حلو، فؤاد السعد، نبيل دو فريج، ميشال فرعون، جان اوغاسبيان، باسم الشاب، نعمة طعمة، تمام سلام وممثل النائب بطرس حرب أرنست حرب، الوزراء السابقين: ابراهيم النجار، سليم وردة، طوني كرم، حسن السبع، محمد شطح ومحمد رحال، النواب السابقين: كميل زيادة، فارس سعيد، صولانج الجميل، صلاح حنين ومنصور البون، الأمين العام ل"حزب الوطنيين الأحرار" الياس بو عاصي، عضو مكتب "حزب الكتائب اللبنانية" ميشال خوري، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد سامي نبهان ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات، إضافة الى أعضاء الهيئة العامة في الحزب.

بدأ الاحتفال الذي قدمه المدير العام لإذاعة "لبنان الحر" طوني مراد، بالنشيدين اللبناني والقواتي. فكلمات وشهادات حياة لشخصيات عربية من دول الربيع العربي والثورات الشعبية، بدأت بمداخلة متلفزة للأمين العام للمؤتمر من اجل الجمهورية التونسي عبد الرؤوف عيادي، تناول خلالها مرحلة الثورة التونسية عام 2012 التي امتدت الى عدة بلدان عربية، معتبرا "ان هذا مؤشر على ان مصيرنا مصير مشترك وان الحرية ستكتسح جميع الدول العربية وان ثورة الحرية هي ثورة سلمية بالأساس، لأننا نحن كنا ننادي باعتماد الوسائل السلمية من تظاهر واعتصامات وذلك ايمانا منا بأن التاريخ اذا بني على الدماء والصراع المسلح فإنه لا يفضي الى سلم الا بعد عقود عديدة".

ورأى ان "الثورة سواء في تونس او في لبنان او في بقية الدول العربية ستشكل حلقات لتحقيق المصير المشترك وبناء الدولة الديموقراطية في العالم العربي لأن التاريخ ليس مجالا مهلهلا وانما متصل الحلقات".

أما النائب في البرلمان المصري عن دائرة قصر النيل - القاهرة د. محمد بو حامد فاعتبر ان "ثورة 25 يناير في مصر وثورة 14 أذار في لبنان تحرك فيهما الشعب المصري واللبناني لنفس الأسباب والآمال. وهي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والتعايش والمواطنة العادلة للجميع وحفظ الهوية الوطنية وإستقلال القرار الوطني ورفض هيمنة أي فصيل من فصائل الوطن على المقدرات الوطنية وتجبره لأي سبب من الأسباب ديني أو طائفي أو غير ذلك. قامت الثورة هنا في لبنان وفي مصر وأصرت على السلمية، فكانت ثورة سلمية لتقهر قوى الظلام الداخلي والخارجي التي تقف بين الشعوب وأحلامها".

بدورها قالت الناشطة المصرية الدكتورة منى مكرم عبيد: "صحيح أن ثورات الشعوب قد تشكل تحولا كبيرا في أوطانهم، لكنه يجب وضعها في سياق تاريخي فهناك منظور قصير الأمد وهناك منظور آخر طويل الأمد. فبالنسبة للمنظور القصير الأمد، هو ما يهم جميع المصريين الآن، الذين عانوا من قمع الديكتاتورية وسياساتها المدمرة للمجتمع، من هدر الكرامة، ونهب الاقتصاد، وتفاقم الفقر، وزيادة معدلات البطالة، وتجذر الفساد، وتبعية مطلقة للخارج. وما يريده الأفراد من الثورة بعد أن نجحوا من إسقاط النظام السابق، يتمثل في إزالة كل ذلك الركام وأولها: إزالة الظلم عنهم وتحقيق الحقوق الدنيا من مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية وتوفر فرص العمل".

وختمت الناشطة العربية الليبية فتحية موسى الحجاجي بالتأكيد ان "ربيعنا العربي هو بداية لعصر جديد ليس في منطقتنا العربية وحسب وإنما في كل أرجاء المعمورة، وهو مرحلة لإعادة صياغة الواقع السياسي العربي؛ واقع كان فيه الرئيس او الزعيم هو الذي يصنع القرار ويستفرد به ليصير القرار قرارا شعبيا بعد ان ينتزع حقه المسلوب ليكون الشعب مصدر القرارات ومنفذها. ربيعنا العربي نبتة زرعتها لبنان منذ سنين وتفتح مؤخرا في تونس ونور في مصر وازهر في ليبيا وامتد رحيقه لليمن وها هو اليوم في اوج عنفوانه في سوريا".

في حين ان الناشطة السورية هدير بشار الكوكي اعتبرت في كلمتها المتلفزة ان "حزب القوات اللبنانية المسيحي وقف بوجه الظلم"، عارضة لتجربتها الشخصية في سوريا وطموحها لحرية بلدها فقالت: "خرجت من سوريا التي تعمدت وقبلت مناولتي الأولى فيها منذ عدة أشهر بعد سلسلة معاناة عانيتها مع الآلاف من الشباب السوري وتعرضنا في السجن لظلم كبير من تحرض طائفي من قبل رجال النظام لتكريهنا بأخوتنا مسلمي سوريا"، مشيرة الى ان " ثورة سوريا ليست ثورة مسلم او ثورة مسيحي بل هي ثورة على النظام، ثورة حرية، ثورة كرامة".

وذكرت انه "منذ بداية الثورة والنظام يحاول استخدام المسيحيين كورقة للضغط على الغرب وعلى المسيحيين"، مضيفة ان "مسيحيي سوريا يعلمون تماما ماذا فعل هذا النظام بهم وبأنه ليس حامي الأقليات ولا المسيحيين، باعتبار انه شرد عائلات مسيحية كثيرة وكان يعاملهم بدونية وهجر الكثير من أبنائهم على مر التاريخ".

وكشفت ان "نسبة المسيحيين كانت مضاعفة قبل استلام آل الأسد الحكم، بينما اصبح المسيحيون اليوم متسولين على ابواب السفارات نتيجة الفقر والتهميش ومصادرة أملاكهم"، نافية وجود أي خوف على الاقليات والمسيحيين في سوريا، "لأن الثوار اثبتوا من خلال تحركاتهم ومظاهراتهم انهم ابعد ما يكون عن الطائفية لأنهم يدركون تماما ان الطائفية لا تفيد سوى النظام وسوف تفتت المجتمع السوري".

وتخلل الاحتفال ثلاث أغنيات بصوت الفنان ايلي شويري ومن كلماته وألحانه، شاركته إحداها الفنانة جنفياف يونس بمشاركة كورال ضم 15 منشدا. كما عرض فيلم وثائقي بعنوان "ولادة جيل" من كتابة مروان نجار، إخراج جو الطويل ومنتج منفذ جو القزي، تناول الفترة الزمنية التي امتدت على مدى 18 عاما منذ حل حزب القوات في العام 1994 وصولا الى ثورة الأرز وربيع الشعوب العربية.

الى ذلك، تم توزيع CD موسيقي يتضمن 3 أغنيات من تقديم بول مبارك والعدد 50 من مجلة "آفاق الشباب" الصادرة عن الدائرة الاعلامية في مصلحة حزب "القوات اللبنانية" تميزت بغلاف للفنان بيار صادق ومقالات وجدانية وسياسية للمطران أندريه حداد والدكتورة مي شدياق والإعلامي شارل جبور، إضافة الى جلسة حوارية مع الكاتب مروان نجار ومقابلات مع شخصيات سياسية بارزة ومع اللجنة المنظمة لذكرى حل حزب القوات اللبنانية.

كلمة جعجع

واختتم الاحتفال بكلمة لجعجع استهلها بالقول: "شيخ بشير، شهداءنا الأبرار، شهداءنا الأحياء،

قوافل مناضلينا المتدفقة من دون انقطاع منذ خمسة وثلاثين عاما. أناديكم اليوم، باسمي وباسم القواتيات والقواتيين، والسرور والحبور يملأ قلوبنا لأن الوزنات التي تركتموها بين أيدينا، وعلى الرغم من ظلم الظالمين، وقمع القامعين، واضطهاد المضطهدين، قد تحولت أضعافا مضاعفة: شرعة تفيض حرية وديموقراطية وتعددية دفاعا عن الحق، دفاعا عن الإنسان، ونظام داخلي مرن متطور يحاكي لغة العصر.

إنه ربيع القوات. أزهار ندية تتفتح في مدن لبنان وقراه، في سهله، وفي جبله، ورياحين تفوح عطرا لبنانيا خالصا في كل بقعة من بلاد الانتشار.

إنه ربيع القوات في شرعتها ونظامها الداخلي، كما في سياساتها وعلاقاتها العربية والدولية".

أضاف: "شيخ بشير، سرت مع رفاقنا الأولين الى ساحات الكرامة والشرف من دون نظام داخلي، ولا شرعة من ورق، مدفوعين مستنيرين بنداء الواجب والضمير؛ وها نحن اليوم نسير الى ساحات الوطنية والحرية والديمقراطية، مجسدين أمانيكم، بحزب حديث يرعاه نظام داخلي، وتتحكم بمساره شرعة طليعية جامعة شاملة وطنية. المجد والخلود لكم شهداءنا الأبرار والإجلال والتقدير لكم شهداءنا الأحياء، لأنكم بدمائكم كتبتم شرعتنا وسطرتم مستقبل القوات. هنيئا لحزب دماء شهدائه حبر ورقه، ومبادئه ليست حبرا على ورق. إن من سلف الحق والحرية آلاف الشهداء والمصابين والمناضلين جدير بأن يؤتمن على إرث الحرية والديمقراطية والحياة الوطنية".

تابع: "هذه هي الذكرى الثامنة عشرة لحل حزب القوات. للعبرة والتاريخ أطرح السؤال:

أين هو اليوم حزب القوات الذي كان قد حل، وأين هي القوى التي كانت وراء حله؟

هذا لأقول بأن الأحداث لا تسير على غير هدى؛ إن للتاريخ منطقا واتجاها أختصرهما بكلمات أربع: "ما بيصح إلا الصحيح". على الرغم من خططهم وكذبهم ومكرهم ودهائهم، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من ملاحقاتهم واضطهادهم واعتقالاتهم بالجملة، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من بطشهم وإجرامهم وقتلهم، لم يصح إلا الصحيح.

على الرغم من جبروتهم العسكري والأمني، وتجنيدهم لإمكانات دولتين ، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من تفجيرهم كنيسة على رؤوس المصلين فيها، لم يصح إلا الصحيح.

رفاقي إيلي ضو، سامي أبو جودة، نديم عبد النور وسليمان عقيقي استشهدتم ليصح الصحيح، وصح الصحيح".

وأردف: "فوزي الراسي، عذبوك حتى قتلوك، ولم يصح إلا الصحيح. رمزي عيراني،اغتالوك وشوهوك ليتجنبوا أن يصح الصحيح، ولكن عاد وصح الصحيح. أنطوانيت شاهين، اعتقلوك وعذبوك لكي تقبلي معهم بكلمة واحدة غير صحيحة، لكنك رفضت، ولم يصح إلا الصحيح. القواتيات والقواتيون الذين شتتوكم في أصقاع الأرض لتنسوا القضية ولبنان، فأكملتم وثابرتم حتى صح الصحيح. شابات، وشبان، ونساء ورجال القوات اللبنانية الذين كنتم تتسللون تحت جنح الظلام الى يسوع الملك لإكمال النضال لأنكم كنتم أصلا مؤمنين بأنه لن يصح إلا الصحيح، ولم يصح إلا الصحيح. ستريدا، وفريد، وإيلي، وإيدي، وكل رفاق الحلقة القيادية للمقاومة السرية في ذلك الزمن، عاد وصح الصحيح".

وقال: "قد تمر لحظات سود في التاريخ، ولكن هذا لا يعني أبدا أن اتجاه التاريخ أسود. طالما هناك إنسان واحد على وجه الكرة الأرضية يفكر أبيض ويعمل لإحقاق الحق، طالما التاريخ ذاهب في هذا الاتجاه، فكيف إذا كنا كثرة، كما نحن في القوات اللبنانية، وكما نحن في الرابع عشر من آذار، وكما نحن جميعا في الربيع العربي أينما كان؟ طالما نحن كثرة، وطالما نفكر حرية وديمقراطية وحقا وربيعا، طالما التاريخ ذاهب حكما في هذا الاتجاه، وخريفا لن يكون. إن البعض يعتقد بأننا سذج بسطاء رومانسيون. بعض هذا صحيح، مع إضافة صغيرة هي أننا أيضا مؤمنون. مؤمنون بأن الله فاعل في حياة البشر، وبالتالي لا يمكن إلا أن يسير التاريخ في الاتجاه الصحيح".

أضاف: "نحن نعرف تماما ما هو في انتظارنا على طريق الربيع العربي. في انتظارنا صعوبات جمة، وعراقيل كثيرة، وتقاليد بالية، وعقول متحجرة، ورؤوس حامية ونفوس متعصبة. لكن هذه الصعوبات كلها لن تثنينا عن عزمنا، لأنها أصلا، وبأبشع تجلياتها، جزء من الواقع السائد، ولكن الأهم هو أن طريق الربيع العربي، وعلى صعوباتها، هي طريق الحق والحرية والحياة، وإن تعبنا فيها، فلن نحيد عنها. أذكر يا إنسان أنك من الحرية... والى الحرية تعود".

تابع: "من تسبب أصلا بالربيع العربي هي الأنظمة الدكتاتورية التي امتصت دماء شعوبها وخيرات بلادها، وأسكتت وقمعت ونكلت وبطشت وتجبرت وأحبطت كل توق الى الحرية والانعتاق، وكله تحت مجموعة شعارات تبدأ بشعار الجماهيرية التي عادت وأسقطتها الجماهير، وتنتهي بشعار وحدة حرية اشتراكية. فإذا بالوحدة تتحول الى واحد، والحرية الى سجون ومناف وقبور، والاشتراكية الى مليارات في الحسابات الخاصة.

طوبى للذين آمنوا بالحق والحرية والحياة، ولم يتخذوا أولياء من الدكتاتوريين والطغاة. تحية من ربيع بيروت الى ربيع دمشق، من جبل لبنان الى جبل العرب. ومن وادي قنوبين الى وادي النصارى. كم من النعوت تطلق بحقك يا ربيع دمشق، ولكنك في نهاية المطاف ربيعا تبقى. يتكلم البعض عن مسيحيي سوريا وكأنهم هبطوا بالمظلات مع وصول هذا النظام، وعليهم بالتالي أن يجهزوا أنفسهم للعودة من حيث أتوا في حال سقوطه، متناسين أن المسيحيين سكان أصيلون تاريخيون في سوريا، عاشوا وتفاعلوا فيها لآلاف السنوات".

أردف: "إذا كانت ظاهرة التكفيريين، على محدوديتها، حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية والديموقراطية والمواطنة الحقة، هو واقع ملموس ومعاش لا يمكن التعامي عنه. ولنا في إعلان الأزهر ورسالة المجلس الوطني السوري الى اللبنانيين، كما في وثيقة حزب الإخوان المسلمين السوري وغيره من الأحزاب والتجمعات والشخصيات السورية خير دليل على ذلك. أما العبرة فتبقى في التنفيذ، لكننا لا نستطيع تجهيل وتجاهل كل هذه الوثائق وإعلانات النوايا، ولا يمكننا إلا اعتبارها نقطة انطلاق جيدة، والتعاطي معها على هذا الأساس. إن واجبنا أن نشجع الاعتدال بدلا من الإغراق في بث روح الفصل العنصري وطرح فرضيات أقل ما يقال فيها أنها فرضيات لا تبرر مطلقا السكوت عن الواقع الحالي القمعي المجرم.

إن من يأبه فعلا لمصير المسيحيين في الشرق لا يبث فيهم أفكار اليأس والقنوط والخوف، ويرميهم بين أيدي أنظمة قمعية بحجة حمايتهم".

واستطرد بالقول: "من هنا أدعو المسيحيين في هذا الشرق الى التشبث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة، والى الانتظام في أحزاب وتكتلات سياسية، دفاعا عن كل ما يؤمنون به ويريدون. أدعو المسيحيين الى التفاعل مع محيطهم وتبني القضايا الإنسانية العادلة: لا حياة لنا في هذا الشرق إذا فقدنا قيمنا علة وجودنا. وإن أنسى لن أنسى تاريخا صنعته المسيحية المشرقية المقاومة وفي طليعتها كنيستنا المارونية ببطاركتها العظام، بالعرق والدماء والدموع؛ تاريخا نفتخر به وبوحيه طليعيين أحرارا نعيش. في هذا السياق، أتوجه باسمي وباسمكم، بتحية إجلال وإكبار لروح البابا شنودة الثالث، بابا التفاعل مع مجتمعه وقضاياه، بابا الإقامة الجبرية في الصحراء لفترات طويلة، البابا الذي عاش حياته بتواضع الراهب الناسك وفضل التوحد والصلاة في الملمات على أي شيء آخر".

وقال: "إن من يعتقد أن بإمكانه وقف دورة الحياة والترقي هو مخطىء وبعيد عن حقيقة التاريخ. من حق الشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها. إن من يعتقد بأن الحملات العسكرية، وتدمير المدن والقرى على رؤوس أهليها سينهي الثورة الشعبية في سوريا لهو مخطىء.

إن من يعتقد بأن كسب الوقت بالمناورات الدبلوماسية يساعد على إخماد شعلة الثورة لهو واهم. إن من يراهن على إنهاك الناس، هو من سيتعب أولا ويخسر أخيرا.

إن التمادي في استعمال العنف في سوريا لن يؤدي الى إضعاف الثورة، بل الى تقوية المتطرفين. كل يوم إضافي في عمر النظام، يشكل مدماكا إضافيا في بناء التطرف في سوريا".

أضاف: "كل ما يجري لن يفيد النظام، ولا من يقف وراءه أو أمامه بشيء، سوى زيادة التطرف، فهل هذا هو المطلوب؟ الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت.

الحل الحقيقي في سوريا هو في الديموقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديموقراطيا.

وبعد، إن الطريق في مصر وتونس وليبيا واليمن، ومع أنها أصبحت سالكة، لن تكون سهلة أبدا ولا مفروشة بالزهور والرياحين والياسمين. لكنها الطريق، بعكس الجمود القاتل الذي كان سائدا تحت نير أنظمة العبودية. بعد تونس، والقاهرة، وبنغازي، وصنعاء، تهيأي دمشق، فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق".

وعن الوضع الداخلي قال: "في الوقت الذي تناضل شعوب المنطقة وتموت كل يوم للخروج الى ربيع أخضر، يعكف البعض في بلادنا على العكس. بكل صراحة، ومن دون مواربة، باتت ممارسات الإصلاح والتغيير في لبنان تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام، كما طريقة ممارسة السلطة. إن الكلمات عند هذا الفريق لم تعد تحمل أي معنى، وهو لا يهدف من كل ما يقول سوى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين.

التسويق السياسي شيء، وغش الرأي العام والكذب عليه ليلا نهارا شيء آخر مختلف تماما. وإلا قولوا لي بربكم عن أي اصلاح وتغيير كلمونا وكلمونا حتى أتحفونا".

أضاف: "لقد مر عليهم في السلطة الآن، وفي أكثر الوزارات علاقة بحياة الناس من ماء، وكهرباء، واتصالات، وعمل وعدل أقل من عام بقليل، فماذا بان من اصلاحهم، وأين لمسنا تغييرهم؟ أفي الموازنة؟ أم في الكهرباء؟ أفي الاتصالات؟ أم في الماء؟ أفي مرسوم الأجور؟ أم في الثقافة والحفاظ على التراث؟ أم في القضاء والعدل وإحقاق الحق في لبنان من خلال إبقاء منصب رئاسة مجلس القضاء الأعلى شاغرا. التغيير الوحيد الذي اقدموا عليه كان تغيير شربل نحاس، الوزير الوحيد من بينهم الذي كان يحمل أفكارا إصلاحية وتغييرية، ولو كنا لا نوافق على معظمها. لقد صمت آذاننا ونحن نسمعهم يعظون بنظافة الكف، ويشنون حروبا يومية طاحنة على الفساد بكل اجناسه وأنواعه وأشكاله، في الدولة والمجتمع أيضا. الى أن سقط القناع وبانت الحقيقة: فساد أسود كريه عابق بروائح الصفقات والفضائح، في المازوت، والكهرباء والاتصالات. سأتوقف عند هذا الحد لئلا أفسد عليكم ما تبقى من أمسيتكم وربما عطلة الأسبوع".

أما في ما يتعلق بحقوق المسيحيين، تابع: "لطالما سمعنا منهم مطولات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق: أفي التهجم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه؟ أم في الأمن العام؟ أفي ملاك وزارة المالية؟ أم في ملاك المجلس النيابي؟ أو في أي إدارة أخرى في الدولة؟ يظهر أننا نحن قد أسأنا الفهم أولا بأول، إذ يبدو أن ما كان مقصودا "بـاسترجاع حقوق المسيحيين"، هو التفتيش عن كل موظف مسيحي رجعي، أي غير إصلاحي وتغييري، واستبداله بموظف مسيحي آخر ينضح من رأسه حتى أخمص قدميه إصلاحا وتغييرا".

تابع: "أما على المستوى الاستراتيجي، فتبين أن الإصلاح والتغيير يعني:

- أولا: إن قيام دولة لبنانية فعلية يسودها الإصلاح والتغيير يستدعي الطلب من حزب الله أن يبقى مسلحا حتى العظم، ووضع كل القرار الاستراتيجي بين يديه، وإعطاءه حق الإشراف والوصاية على هذه الدولة، ماذا وإلا لا أمل بأي إصلاح أو تغيير في دولة لبنان الكبير.

- ثانيا: يجب إبقاء الفلسطينيين في لبنان داخل وخارج المخيمات، وأينما وجدوا، مسلحين، ماذا وإلا سيقع التوطين.

- ثالثا: يجب قمع التحركات الشعبية في سوريا، بكل ما أوتي النظام وحلفاؤه من عنف، وفي سوريا وحدها فقط في المنطقة، لأن سقوط نظام الأسد يعني سقوطا للحرية والديمقراطية في هذا الشرق كما سقوطا لكل أحلام الإصلاح والتغيير فيه.

وأخيرا، لتحقيق كل هذا الإصلاح والتغيير، جاؤونا بحكومة مكهربة، لحمها فاسد، دمها مازوت، ونفسها ملوث".

وتوجه الى شابات وشبان التيار الوطني الحر بالقول: "أعذروني على صراحتي، لكن السكوت في بعض الأوقات شيطان أخرس. إن هذا الكلام هو برسمكم أكثر مما هو برسم أي مواطن لبناني آخر، لأنه ليس بإمكان أحد إجراء الإصلاح والتغيير اللازمين على الإصلاح والتغيير سواكم، لنعود ونلتقي على المسلمات التي لم نختلف يوما عليها، ونستعيد أيام نضالنا المشترك في وجه الوصاية أي وصاية، في وجه القهر والاستبداد والتخلف والفساد والنفي والاعتقال، لصالح لبنان حر سيد مستقل، ودولة فعلية قوية يسودها فعلا الإصلاح والتغيير".

وخلص الى القول: "نظام داخلي، فشرعة، فمؤسسة، فوطن: هذا هو مبتغانا في نهاية المطاف. ليست الشرعة والنظام الداخلي والمؤسسة أهدافا بحد ذاتها، بقدر ما هي وسائل مساعدة للوصول الى الهدف: وطن نفتخر به وبحمل جواز سفره، ونطمئن الى مستقبل أولادنا فيه. يبقى أن كل هذا "سهل القول، صعب التنفيذ".

وفي الختام قال: "أدعوكم من هنا الى شحذ الهمم، وكأنه اليوم الأول لانطلاق مقاومتنا، وهي المقاومة الفعلية الحقة، تحضيرا لبناء لبنان ساحلا سهلا وجبلا، واستعدادا لإعمار كل زاوية من زواياه، وإنماء كل منطقة من مناطقه، وتأمين فرص العمل لشاباته وشبابه. أما أنت أيها الربيع العربي، فإني أسمع أصوات شعوبك تواقة للنور والتحرر، وكلي أمل أنه في يوم ليس ببعيد سيتخلص الشرق من الظلم والظلامية والاستبداد والفساد والعبودية، وستسود المساواة والعدالة والديموقراطية والحرية.

وأخيرا، في العام 1994 حلوا حزب القوات. في العام 2005 حلوا عن أرضنا وعن سمانا،

وكلي أمل أنه في وقت قريب "رح يحلوا عن ضهر الشعب السوري إذا ألله راد".

يشار الى أن قاعة البيال زينت بالأعلام اللبنانية والقواتية و14 آذار، إضافة الى شاشات عملاقة على جانبي المسرح. كما وضع علم قواتي بقياس 44 مترا وارتفاع 8 أمتار، مركبا من 2000 صورة تشير الى كل الاحتفالات التي شاركت فيها القوات في البيال وقداديس الشهداء، ولقاءات 14 آذار، فضلا عن انتخابات العام 2005، قانون العفو وماراتون الشعلة منذ العام 2005 الى اليوم.

 

سليمان عرض مع ميقاتي التطورات وأجواء قمة بغداد

وطنية - 31/3/2012 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعرض معه للتطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية وأجواء القمة العربية التي انعقدت في بغداد أمس الأول.

 

الفيصل شدّد على عدم السكوت عن جرائم النظام السوري.. وكلينتون أكّدت السعي لإسقاطه

شدّد وزير خارجيّة المملكة العربيّة السعوديّة سعود الفيصل على أنّ "ما يجري في سوريا مأساة انسانية بشعة"، وقال: "جميعنا متفقون أنّ الوقف الفوري للقتل المنهجي ينبغي أن يشكّل الجهود البارزة لـ"جامعة الدول العربيّة" والمجتمع الدولي"، واصفًا جرائم النظام السوري بأنّها "وصلت إلى مستوى "الجرائم ضد الانسانيّة"، ومؤكّدًا أنّه "لا يمكن السكوت عنها".

الفيصل، وفي مؤتمر مشترك مع وزيرة الخارجيّة الأميركيّة هيلاري كلينتون، شدّد على أنّ "ما يحدث في سوريا مأساة وذات أبعاد مفجعة ويحدث لأنّ النظام يحاول السيطرة على التظاهرات باستخدام القوة العسكرية واذا لم يتّخذ العالم قرارات لمساعدة السوريين ليخرجوا من أزمتهم فعلينا مساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم ونحن مع فكرة تسليح المعارضة".

وردًا على أسئلة الصحافيّين، أضاف الفيصل في الموضوع السوري: "الأولوية هي لوقف الدماء في سوريا وسحب القوات المسلّحة من الأحياء واطلاق سراح المسجونين والبدء في مفاوضات تحت مظلة "الجامعة العربيّة" وهذا هو موقفنا جميعا وسنسير في الطريق نفسه، وسنعالج هذه القضايا في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في اسطنبول وسنرى رد المجتمع الدولي على ما سنقرّره"، مشدّدًا على أنّ "تسليح المعارضة واجب لتدافع عن نفسها". من جهة أخرى، قال الفيصل: "دول الخليج العربي اتّخذت قرار سياسة الاصلاح الجادة والتنمية المستدامة"، مشيرًا إلى أنّها "حرصت على حماية الاستقرار الداخلي فيها كجزء لا يتجزأ منها"، واعتبر أنّ "التدخل الإيراني المستمر في شؤون دول المنطقة هو التحدي الأكبر".

وإذ نوّه بـ"الانتقال السلمي في اليمن"، قال الفيصل: "خطونا خطوات مهمة في مكافحة الارهاب وحماية شعوبنا منه"، معتبرًا أنّ اليمن بحاجة إلى مساعدة وهو ذات حضارة عريقة ولديها قوة عميقة لوقف الاقتتال بين القبائل"، وأضاف: "الآن اتفقوا على رئيس جديد بنسبة 75% وعليهم أن يأتوا ببرنامج لتوحيد الشعب اليمني والجيش".

من جهتها، ذكّرت كلينتون بأنّ الشراكة بين البلدين تعود إلى 6 عقود، وقالت: "نعمل على قضايا مشتركة بيننا ولدينا مصلحة مشتركة في أسواق الطاقة ونعمل من أجل تعزيز بلدينا".

وإذ أكّدت "الالتزام الراسخ تجاه دول الخليج وشعوبها"، قالت كلينتون: شكرنا السعوديّة "على المساعدة في الأمن العالمي وعلى تحقيق الانتقال السلمي في اليمن"، مشيرة إلى أنّ اللقاء اليوم "يشكل فرصة لتقوية التعاون المتعدّد الأوجه كالارهاب والبرنامج النووي والقرصنة"، وموضحة، في هذا الاطار، أنّ "إيران تواصل تهديدها لدول المنطقة ودعمها النظام السوري الذي يقتل الشعب"، وأردفت: "عززنا الضغط على ايران بالعقوبات وفتحنا الباب لايران للحوار وهذا ما يُظهر جديّتنا لمناقشة ملفها النووي".

وعن الوضع في سوريا، قالت كلينتون: "قيادات من سوريا ستجتمع في اسطنبول (في مؤتمر أصدقاء سوريا) وسمعنا من (مبعوث الأمم المتحدة و"جامعة الدول العربيّة" إلى سوريا كوفي) أنان أنّ نظام الأسد قد قبل خطته ودعوته لسحب قواته ووقف إطلاق النار والسماح بالمراقبة الدولية ولكنّ الحكومة السوريّة بقيت على عهدها تتّفق على شيء ولا تقوم به".

وتابعت كلينتون: "اتفقنا على أن نحثّ أنان على أن يحدّد جدول زمني لخطته في سوريا وننتظره في مجلس الأمن الاثنين لنسمع تعليقه"، وأضافت: "نشيد بجهود "دول مجلس التعاون الخليجي". 

ولجهة تسليح المعارضة السوريّة، قالت كلينتون: "ناقشنا الموضوع مع السعودية والامارات العربيّة المتّحدة وقطر، والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ملتزم بمساعدة الشعب السوري ونريد من الشعب السوري التزام خطة أنان". وأوضحت كلينتون أنّ هناك "4 نقاط سيتم التركيز عليها في اسطنبول، وهي تكثيف الضغط عبر العقوبات، وتقديم المساعدات، ومواصلة العمل من أجل تعزيز المعارضة ليشكّلوا البديل لـ(الرئيس السوري بشّار) الأسد وكونه يبدو أنّ لديهم مشكلة في التواصل فيما بينهم، كما ومحاسبة المسؤولين عن كل العنف الذي وقع في سوريا". كلينتون التي قالت: "أنا أرى أنّ الأسد سيرحل في النهاية"، أضافت: "هدفنا واحد هو إنهاء سفك الدماء واسقاط النظام السوري ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تتعاون الكثير من الدول على ذلك"، وأردفت: "عندما نتحدث عن المساعدة نتكلم عن مجموعة كاملة من المساعدات". وعن الوضع في اليمن، قالت كلينتون: "كلنا ملتزمون مدّ يد العون إلى الشعب اليمني ليس فقط على الصعيد السياسي". وبشأن الملف النووي الإيراني، قالت كلينتون: "كان لدينا فرصة لمناقشة في مجموعة الـ"5+1" (التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا بالاضافة إلى ألمانيا) هذا الأمر، وسيكون لدينا هدف واحد وهو تبديد المخاوف الدوليّة حول هذا البرنامج". وأضافت: "لدى ايران فرصة لتظهر انها مستعدة لمناقشة ملفها النووي والفرصة ليست مفتوحة بشكل دائم أمامها وعليها أن تأخذها بجدية".(رصد NOW Lebanon)

 

جنبلاط: هناك ظلم في فلسطين لكنّه أفظع بكثير في سوريا

إعتبر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّ "الحريّة لا تتجزأ من درعا إلى فلسطين والجنوب كما الكرامة"، لافتًا إلى أنه "ثمة ظلمًا في فلسطين إنما هناك ظلم أفظع بكثير في سوريا".

جنبلاط، وفي كلمة له أمام وفد من منطقتي راشيا وحاصبيا، فضّل "عدم الرد على المواقف الصادرة بالأمس في تأييدها النظام السوري"، متمنيًا "لو تم النأي بالنفس عن التأييد في هذا الشأن". وأضاف جنبلاط: "وقفنا مع شعب درعا وحمزة الخطيب وابراهيم القاشوش وغيرهم وأبناء بابا عمرو وكل المظلومين والشهداء والمخطوفين والمعذبين في سوريا، وستأتي في يوم ما غيوم الحرية على سوريا الحبيبة". وإذ تمنى على "المقلب" الآخر من جبل الشيخ التنبه لمحاولة النظام (السوري) توريط البعض من قرية عرنة في صدام مع الأحرار في سوريا لأن لا حدود لإجرام هذا النظام"، قال جنبلاط: إننا نتضامن مع الشعب السوري والاحرار ونقدم المساعدة ضمن الممكن، لكن ليتنبهوا لمحاولات النظام في الفتنة". (الوطنيّة للإعلام)

 

"mtv": رمي مناشير في مطار بيروت تحتج على تمليك سليمان أملاك المسلمين في برج حمود

أشارت قناة الـ"mtv" إلى "إقدام سيّارة مجهولة المواصفات وهويّة سائقها على رمي مناشير، ضمن حرم مطار رفيق الحريري الدولي تحت عنوان: رسالة مفتوحة من العلاّمة رضى حسين صبح موجّهة إلى رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان وذلك احتجاجًا على تمليك الرئيس سليمان أملاك المسلمين في منطقة برج حمود للبلدية".(رصد NOW Lebanon)

 

الشبيح"... نبيه بري

 أحمد الجارالله/السياسة

ينطبق على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في ما قاله قبل أيام عن البحرين المثل القائل »باب النجار مخلع«, كما ينطبق عليه أيضا ما يقوله الإخوة المصريون »ما لاقاش في الورد عيب قاله يا احمر الخدين«, فهذا السياسي الذي لم يخلع بذلة الميليشيات حتى اليوم, رغم انتهاء الحرب اللبنانية منذ نحو عقدين, لا يزال يعتقد نفسه يتحكم بأزقة بيروت وشوارعها, كما كان يفعل في سنوات الحرب الاهلية, التي ارتكب فيها افظع المجازر, وليس خافيا على احد, الثلاثة الاف قتيل من الفلسطينيين الذين ذهبوا ضحية محاولة بري ارضاء النظام السوري في ثمانينات القرن الماضي, بالاضافة الى القتل على الهوية الذي مارسه »زعرانه« في انحاء مختلفة من لبنان.

لاشك ان بري نجار بابه مخلع, وبيته السياسي مشرع على كل رياح الادانة, بدءا من السرقات الموصوفة للدولة اللبنانية وليس انتهاء بتغطيته لمافيات الفساد التجاري والعقاري والمالي, وحتى مافيات التهريب الدولية, ورغم ذلك يحاول ان يحدّث في العفاف متناسيا ان الوضع في البحرين هو الورد احمر الخدين, الذي لا يقبل أن يدنسه بعض السياسيين اللبنانيين ليغطوا على ما يجري في دمشق وعلى جرائم مشغليهم في طهران, ويغضوا الطرف عن انهار الدماء الزكية المسفوكة يوميا في سورية على ايديهم وايدي »شبيحة حزب الله« بحديث البهتان عن البحرين, رغم يقينهم أن ما حققته المملكة طوال الأشهر الماضية من انفتاح وديمقراطية يحتاجون إلى قرون ضوئية حتى يصلوا الى بعضه.

رعاية بري لمعرض صور مزورة, وتلفيقاته ومزاعمه لم تكن مستغربة ممن ألف القتل و»التشبيح« والتزوير والسطو السياسي وغير السياسي على كل شيء في لبنان, وبنى امبراطورية مالية بفرض الخوات على الفقراء, لان بذلة رئيس مجلس النواب لم تنسه طبائعه الميليشياوية والعصاباتية, ما يدل على ان هذا البلد العربي بات يفتقد فعلا الى رجال دولة, بعد الانقلاب المفضوح على الاكثرية الشعبية وتولي الزمرة المأجورة من »حزب الله« وايران زمام الحكم, لكن هذا لا يعني ان يترك الامر على غارب الرعونة, فيتطاول الصغار على مملكة كانت ولا تزال واحة حقيقية للديمقراطية, يتفاهم اهلها, بمختلف طوائفهم وشرائحهم تحت سقف بيتهم الوطني, ولا يحتاجون لا الى ايران ولا »حزب إلا السلاح« ولا حتى نبيه بري ليتحدث باسمهم, او باسم اي شريحة منهم, لذلك كان على هذا ال¯ »نبيه« ان يتمتع بقدر من النباهة ويلزم الصمت بدلا من النطق بالكفر البواح الذي اتى به اخيرا.

لا ندري ما علاقة نبيه بري ورئيس جمهوريته ورئيس حكومته وقائد جيشه, ومعهم بالطبع حسن نصرالله و»حزب الله« بالبحرين, وما الذي ارتكبته المنامة بحق هؤلاء خصوصا, وبحق اللبنانيين عموما من فعل شنيع حتى يرتكب ما يسمى »رئيس مجلس النواب« هذه الكبيرة, لكن يبدو أن الطبع غلاب, فهو عمل بالمثل القائل »يشرب من البئر ويرمي حجرا فيها«, فهل نسي بري ان مملكة البحرين ساهمت في اعمار جنوب لبنان بعد الحرب التي افتعلها هو وحليفه نصرالله في العام ,2006 وحاول هو ومن معه توظيف هذا الاعمار الذي تكبدته دول الخليج العربية مجتمعة لتخفيف النقمة الشعبية عنه, بل وزيادة شعبيته؟! ليس على المأجور من حرج لانه ينطق بما يمُلى عليه من أسياده في طهران ودمشق, لكن دوام الحال من المحال, ولهذا لم يعد موعد سَوق بري ومن لف لفه الى المحاكم الدولية بعيدا, فحين يتسلم الشعب السوري زمام الامور في بلاده, سيحاكم كل من تآمر عليه وسفك دمه الحرام, بدءا من القابعين في بيروت وانتهاء بمن في طهران, وعندها فقط سنسمع صرير اسنان بري ونصرالله وجان قهوجي وكل العصابة التي تحاول تغطية شمس الجرائم المرتكبة في سورية وغيرها بغربال التطاول على البحرين ودول الخليج العربية.

 

خطة أنان وتمديد القتل

علي حماده/النهار

 قبل النظام في سوريا خطة المبعوث العربي - الدولي كوفي أنان المؤلفة من ستة بنود، لكنه قبلها وفق ما جاء في رسالة بشار الاسد الى قمة دول "البريكس" في نيودلهي مرفقة بملاحظاته، فضلا عن شرط "اجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال من تطبيق عناصر الخطة وفق تفاهم شامل". ويستفاد من كلام بشار انه يحمّل خطة أنان اثقالا جديدة تمنحه مزيدا من الوقت قبل ان يبدأ بتطبيق الشرط الاول والاهم المتمثل بوقف القتل. وعلى جاري العادة التي لطالما اعتمدها الاسرائيليون في مفاوضاتهم مع الفلسطينيين بإغراق الخطط بتفاصيل وتفاصيل تفاصيل وقد تعلم حافظ الاسد من الاسرائيليين هذا النمط في التفاوض ايضا على جاري العادة يستمر القتل في سوريا والعالم يتفرج من دون ان يفعل شيئا جديا لايقاف المجزرة.

ومع ان خطة أنان تشكل بمعنى من المعاني ضربة للمعارضة السورية وطعنة لشهداء الثورة بتجاهلها بند تنحي الاسد، ومنحها النظام حق تفاوض مع المعارضة وكأن دماء عشرة آلاف شهيد ذهبت سدى في كواليس لعبة الامم، فإن كل بند من البنود الستة يمثل مقتلا لبشار والنظام، اذ ان مجرد وقف القتل وادخال مراقبين دوليين، ومعهم وسائل الاعلام العالمية بحرية تامة، سيمنح السوريين فرصة ذهبية للنزول الى الشارع بالملايين ومحاصرة النظام شعبيا في كل مكان، بدءا من دمشق نفسها. هذا ما يعرفه النظام حق معرفة، ولذلك فإنه يعلن قبولا لفظيا لخطة كوفي أنان ثم يلجأ الى شراء الوقت بالتفاوض على كل بند من البنود، طارحا اشتراطات من قبيل المطالبة بتجفيف منابع دعم ما يسميه "الارهاب" تمويلا وتسليحا! ويعلم كوفي أنان ان بشار يحاول التشاطر وكسب مزيد من الوقت أملا في سحق الثورة عسكريا قبل الوصول الى طاولة المفاوضات، وخصوصا انه ربح نقطة جوهرية من خلال خطة أنان التي تعاملت مع النظام باعتباره لا يزال شرعيا، اقله حتى اللحظة. لكن هذا المكسب، على اهميته، موقت ولا يمكن البناء عليه اذا لم يتم سحق الثورة عسكريا وبسرعة، وهذا بالتحديد ما يستحيل على بشار وجنرالاته تحقيقه في ظل التوازن الذي تؤمنه البيئة الشعبية الحاضنة للثورة في معركتها ضد اعتى الانظمة المشرقية قوة وتسليحا وهمجية في القتل. فانعدام التوازن في السلاح والقدرات العسكرية يقابله مدد شعبي هائل وتصميم ملايين السوريين على التخلّص من بشار وبطانته، وانهاء مراسم دفن "جمهورية حافظ الاسد".

ان الاسابيع المقبلة مفصلية على اكثر من مستوى: بداية لجهة لملمة شمل المعارضة بشكل نهائي، ويتوقع ان يكون مؤتمر اصدقاء سوريا يوم غد مناسبة لابراز مشهد معارض جدي. ثم يأتي دور استكمال اجراءات تمويل وتسليح الجيش الحر كي يصير قوة ميدانية قادرة على منع جيش الاسد من سحق الثورة، ومواصلة شق جيشه من الداخل. وتبقى المفارقة ان كل الاطراف يوافقون على خطة أنان ويعملون على أساس أنها فشلت قبل أن تبدأ.

 

إيران ولبننة سوريا!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ها هي إيران تدخل على خط الثورة السورية علنا، بعد أن كانت تتحرك بشكل سري، بدعم الأسد بالمعدات والسلاح، وأكثر. اليوم قررت طهران أن تطل برأسها سياسيا، حيث تحذر المجتمع الدولي، والدول الإقليمية، من أي تدخل أحادي في سوريا، وتعرض إمكانية المساعدة هناك؛ فلماذا تفعل إيران ذلك الآن؟ الأسباب واضحة، فطهران تريد إرسال رسالة علنية للأتراك، وقبل مؤتمر أصدقاء سوريا، مفادها التحذير من أي خطوات عملية، كما أن إيران تريد إرسال رسائل تهديد لدول الخليج، وتحديدا السعودية وقطر، لكي لا تقوما بدعم الثوار السوريين فعليا. والأمر الآخر أن طهران تريد القول إنها قادرة على إقناع الأسد بأمر ما، وهذه نقطة غير واضحة، فهل ستقوم إيران مثلا بإقناع الأسد بالرحيل؟ أمر لا يمكن تصديقه، أم أن طهران باتت مقتنعة فعليا بأن الأسد كرت محروق، ومن أجل تقليل الخسائر ما بعد سقوطه فلا بد أن يكون لإيران دور ما الآن؟ وقد يقول البعض: هذا جنون، وهنا يكون السؤال: كيف تجرؤ إيران على قول ما قالته إذن؟ والإجابة هنا أيضا واضحة، فبقدر ما ترى طهران صلابة الثورة السورية فإنها، أي إيران، لا تلمس جدية من الرئيس أوباما بضرورة التدخل في سوريا، وترى أن الأميركيين باتوا يختبئون خلف مهمة أنان، مما جعل إيران تعتقد أن هذه فرصتها أيضا للتدخل. والحقيقة أن الأسد قد كفى الجميع عناء القول إنه غير جاد حين قبل مبادرة أنان، وها هو الأسد نفسه يقول إنه لا بد من مناقشة مبادرة أنان، بعد أن قال إنه قبلها، مما جعل الخارجية الأميركية تعبر عن خيبة أملها، وخيبة الأمل هي في أن يصدق أحد ما، أيا كان، وعود الأسد. تأكد طهران من عدم جدية أوباما هو ما جعلها تتجرأ لتحويل سوريا إلى لبنان جديد، أي أنه لا بد من جلوس القوى الإقليمية على طاولة واحدة للتفاوض على مستقبل سوريا، كما يحدث عند تشكيل أي حكومة لبنانية، وهذا خطأ فادح، بل إن الاستجابة له جريمة، فيجب ألا يسمح لإيران بفعل ذلك، مثلما سمح لها بالسيطرة على العراق. ما يجب أن يتنبه له الأميركيون يتلخص في رؤية مهمة لأحد الضباط السوريين المنشقين، حيث يقول: «بمجرد إعلان واشنطن عن إقلاع طائرة (أواكس)، أو طائرة من غير طيار، للتحليق فوق دمشق، وباقي سوريا، بهدف رصد المواقع العسكرية التي يعتقد بأنها تعطي الأوامر باستهداف المدنيين، فحينها سيدهش العالم من حجم الانشقاقات بالجيش»، وربما سرع ذلك بعملية انقلابية أيضا. ولذا فإن ما يجب على أوباما، وأوروبا، والسعودية، وقطر، وتركيا، إعلانه صراحة، أن الأسد لن يفلت كما أفلت بعد اغتيال رفيق الحريري، وأنه سيرحل بأي طريقة كانت، حينها ستتسارع الأمور بشكل حقيقي، وخصوصا إذا تم الشروع فعليا في تسليح الثوار على الأرض، عدا عن ذلك يعني أننا بتنا نسلم دولنا العربية، الواحدة تلو الأخرى، لإيران، وهذه جريمة بحق مستقبلنا وأمننا.

 

شمعون لـ"السياسة": "مجلس وطني" لـ"14 آذار برئاسة شخصية غير حزبية  "

بيروت - "السياسة": تجري اتصالات ومشاورات منذ أكثر من سنة بهدف تطوير عمل الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة, بعد أن أدت هذه الأمانة ما هو مطلوب منها على أكمل وجه في السنوات الماضية, انطلاقاً من الحفاظ على الهيكلية العامة لهذا الفريق. وبرزت سلسلة ملاحظات تناولت أداء الأمانة العامة, سواء من خلال تعليق "حزب الكتائب" مشاركته في اجتماعاتها, أو من خلال سعي القيمين عليها لتطويرها بعد أن لمسوا ضرورة إجراء تعديل على الهرمية القيادية التابعة لها بما يرضي جميع الأطراف المنضوية تحت رايتها. ودخلت عملية التطوير حيز التنفيذ من خلال تشكيل لجنة ثلاثية لمتابعة الاتصالات مع قيادات "14 آذار" مؤلفة من النائبين مروان حمادة ودوري شمعون والنائب السابق الياس عطا الله. وأوضح شمعون لـ"السياسة" مهمة عمل اللجنة وتصوره للصيغة التي ستتبع في عملية التطوير, حيث أكد بقاء الأمانة العامة كما هي من دون إجراء أي تعديل على هيكليتها, وسيبقى النائب السابق فارس سعيد منسقاً عاماً لها, كما ستستمر اجتماعاتها أسبوعياً. وكشف أن "ما يجري العمل بصدده هو إنشاء ما يسمى بـ"مجلس وطني" لـ"14 آذار" يتشكل من كل قياداتها, من الوزراء والنواب السابقين ورؤساء الأحزاب والعاملين في القطاعات المتعددة من إعلامية وتربوية وبيئية وصحية وقضائية وقانونية وسياسية وفكرية", موضحاً أن "هذا المجلس ينقسم إلى مجموعة لجان بما يشبه اللجان المعتمدة في مجلس النواب, وهؤلاء سيكونون بمثابة هيئة تشريعية مهمتها دراسة كل المشاريع والأفكار التي تطالب بها "14 آذار", وبعد الموافقة عليها تعرض على الأمانة العامة وعلى المجلس الوطني في اجتماع مشترك للتصويت عليها وإقرارها ومن ثم تحول إلى الأمانة العامة لتنفيذها". واشار شمعون إلى أنه يفضل أن يكون رئيس هذا المجلس من خارج الأحزاب الرئيسية التي تتشكل منها "14 آذار".

 

شمعون لـ"المستقبل": "المجلس الوطني" يؤمّن مشاركة قاعدة 14 آذار في القرارات

 أكد عضو اللجنة الثلاثية المكلفة تقديم تصور لتقويم اوضاع قوى "14 اذار" النائب دوري شمعون، أن الغاية من انشاء مجلس وطني هي إشراك القاعدة المؤيدة والمناصرة والعاملة على دعم قوى "14 آذار" في قرارات ونشاطات هذه القوى، وعدم الاكتفاء بدعوتها للمشاركة في المناسبات الوطنية"، مؤكدا أن توقف السجال حاليا بشان البواخر لتوليد الكهرباء لن يشكل "انطلاقة جديدة" للحكومة.

وأوضح في حديث الى "المستقبل"، أن "رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يقترب أكثر فأكثر من قوى "14 آذار" ود"ليلنا على ذلك ما حصل في انتخابات نقابة المهندسين التي جرت مؤخرا" مع تشكيل لوائح مشتركة.

وهنا نص الحوار:

[ ما هي الغاية الرئيسية من تشكيل المجلس الوطني لقوى "14 اذار"؟ ولماذا في هذه المرحلة بالذات؟.

ـ الغاية إشراك القاعدة المؤيدة والمناصرة والعاملة على دعم قوى "14 آذار" في قرارات ونشاطات هذه القوى، وعدم الاكتفاء بدعوة هذه القاعدة الى مشاركة "14 آذار" في المناسبات الوطنية، سواء في المهرجانات أو في النزول الى ساحة الشهداء، وغير ذلك. الغاية إشعار القاعدة بأنها جزء لا يتجزأ من هذه القوى، وأنها شريكة فاعلة ومنتجة، وأن لها موقعها ودورها الحقيقي في كل ما تعمل عليه هذه القوى ومن أجله وفي إنجازاتها. بذلك تشعر هذه الشريحة الواسعة بأنها ليست مهمشة، وأنها في صلب حركتنا، وأن الحاجة اليها دائمة، وليست مقتصرة على المناسبات الانتخابية أو المهرجانات أو النزول الى الشارع أو الى ساحة البرج (الشهداء) من أجل حدث ما، أو مناسبة بعينها.

[ ما هي مهمتكم والنائب مروان حمادة ورئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله بالضبط؟.

ـ كلفنا بوضع الدراسات والتصورات والاقتراحات اللازمة لعمل المجلس الوطني، ومنها آلية عمله، ومهامه، وتكوينه، وكيفية تشكيله، واقتراح الأفكار المناسبة وطريقة تنفيذها من أجل تحقيق الغاية التي أنشئ من أجلها، وهي تأمين النقلة النوعية لقوى "14 آذار" وحركتها وأدائها، بما يتلاءم مع الظروف الوطنية المستجدة على الساحة الداخلية، والظروف الإقليمية".

[ متى تتوقعون انتهاء المهمة التي أوكلت اليكم؟.

ـ نحن وضعنا خطة عمل لتحركنا، وأعتقد أن الأمور ستنتهي خلال شهر، وتصبح الدراسات والتصورات والمقترحات ذات الصلة جاهزة.

[ هل سيكون المجلس الوطني بديلا للامانة العامة لقوى "14 آذار"؟.

ـ لا بد من توضيح أمر مهم للغاية، وهو أن المجلس الوطني ليس بديلا عن الأمانة العامة لـ"14 آذار"، التي ستبقى، وتتابع دورها ومهماتها. أما المجلس الوطني فهو عبارة عن إطار موسع، يشبه المجلس النيابي الى حد ما، يضم القوى السياسية والحزبية وأصدقاء ومؤيدي ومناصري "14 أذار". وسوف ينبثق عنه عدة لجان متخصصة، دورها شبيه بدور اللجان النيابية، تدرس كل القضايا والأمور التي تهم اللبنانيين عموما وقضايا خاصة بقوى "14 آذار" ومستقبلها. بمعنى آخر، سيعمل المجلس الوطني على إيجاد هيكلية جديدة موسعة، تضم اللجان التي أشرت اليها، والتي ستضع من جهتها آليات محددة للعمل، تعمل من خلالها على تحضير دراسات وأبحاث ضرورية من أجل تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها المجلس، وهذه النقاط تختصر العنوان العريض للمجلس.

[ ممن ستتكون اللجان التي أشرت اليها؟.

ـ من أشخاص يمثلون القوى السياسية والحزبية والمناصرة والمحبذة لقوى "14 آذار" بنسب نعمل على تحديدها.

[ هل انجزتم تصوراتكم لهذه اللجان وكيفية تشكيلها؟.

ـ نحن في بداية الطريق، وحتى اللحظة لم نصل الى أي مكان. عملنا ما يزال مجرد حبر على ورق، ونحن نقوم بترتيب الأفكار والتصورات والمقترحات وفقا للأولويات التي تتطلبها مهمتنا. ولاحقا سيكون لدينا برنامج واضح لعملنا، نستطيع من خلاله تلمس خطواتنا، والسير قدما باتجاه تحقيق الغايات المرجوة من موضوع المجلس، والأهداف التي دعتنا الى تشكيله.

[ هل لمستم رفضا أو تتوقعونه من أي جهة أو شخصيات سياسية أو حزبية؟.

ـ نحن كلفنا بهذا العمل، ونقوم باتصالات تمهيدية مع كل الأطراف والشخصيات السياسية والحزبية، من أجل وضعها في أجواء تحركاتنا واقتراحاتنا وتصوراتنا. وحتى اللحظة، نستطيع القول أن أحدا لم يقف معنا ولا ضدنا. نحن سنطرح الأفكار، وبالطبع نتوقع قبولا لبعضها ورفضا لبعضها، كما نتوقع أن يتم اقتراح تبديل بعض الأفكار، وهذا الأمر مألوف وليس عائقا أمامنا، ولا يشكل عقبة أو مشكلة.

[ هل تعتبر أن تشكيل المجلس سيعطي قوة دفع لـ"14 آذار"، ويؤمن لها نقلة نوعية في أدائها وحضورها السياسي على المستوى الداخلي؟.

ـ آمل أن يتم ذلك، من خلال التشكيل الجديد ، خصوصا وأن المحبذين والمجتمع المدني بدأوا يشعروا بأننا لا نتواصل معهم إلا عند الحاجة، وفي المناسبات، وهذا الأمر لا يجوز أن يستمر على هذا المنوال.

[ ما هو تعليقكم على التسوية التي تمت في الحكومة بشأن البواخر لتوليد الكهرباء مرحليا؟.

ـ لقد فاحت روائح الصفقات المحيطة بهذا الموضوع خصوصا وأن الأسعار المتداولة مرتفعة جدا مقارنة بعروض سابقة لها نفس المواصفات بل أفضل جودة وبأسعار أقل بنسب كبيرة. ما حصل يعني أن هناك صفقة ما قد تمت، وليست مجرد تسوية في هذا الشأن.

[ هذا يعني استمرار انعدام الثقة بهذه الحكومة، وبأن انتهاء السجال بشأن الكهرباء لن يشكل أساسا لانطلاقة جدية في معالجة الملفات الأخرى؟.

ـ طبعا لا، لأن تصرفاتهم السابقة لا توحي بالثقة، ولأنهم أيضا يتخبطون في هذا الملف كما تخبطوا في العديد من الملفات الأخرى.

[ كيف تنظر الى إصرار سفير إيران غضنفر ركن أبادي على تكرار عرض بلاده تقديم التيار الكهربائي الى لبنان، وتسليح الجيش اللبناني؟.

ـ نحن لا نحبذ العروض الإيرانية، خصوصا وأن إيران لا تترك مناسبة إلا وتتدخل فيها بالشؤون اللبنانية الداخلية، وهي تحاول فرض سياسات معينة لا تتناسب مع طموحات اللبنانيين، ولا تشجع على التعاطي معها بجدية.

[ هل هناك أي تواصل بينكم كمعارضة وبين الحكومة بشأن التعيينات أوغيرها من الملفات؟.

ـ لماذا يسألون؟ هم يعتقدون أنهم وصلوا الى الحكم وكسبوا، وأن باستطاعتهم فعل ما يحلو لهم، وخصوصا جماعة (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال) عون، علما أن هذا الفريق لم يعد يشكل أكثرية داخل مجلس النواب.

[ كيف تقوم العلاقة بين "14 آذار" ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، خصوصا بعد سلسلة المواقف التي اتخذها جنبلاط خلال المراحل الأخيرة في أكثر من مناسبة؟.

ـ العلاقة مع وليد بك (النائب جنبلاط) قائمة ولم تنقطع، وأعتقد أنه وصل الى مرحلة لم يعد قادرا على الاستمرار فيها بعيدا عن "14 آذار". هو يقترب أكثر فأكثر من "14 آذار"، والدليل على ذلك التنسيق الذي تم خلال انتخابات نقابة المهندسين التي جرت أخيراً.

حاوره: محمّد حمّود

 

بوش الأب يدعو الجمهوريين إلى توحيد صفوفهم خلف رومني

 شيكاغو - ا ف ب - دعا الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب، الجمهوريين الى توحيد صفوفهم خلف ميت رومني الاوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وقال الرئيس الـ 41 للولايات المتحدة (1989-1993) متحدثا لصحافيين في مكاتبه في هيوستن في ولاية تكساس (جنوب) والى جانبه زوجته باربرا «نعرف ميت منذ فترة طويلة، وهو الرجل المناسب للترشيح وللفوز لاحقا في الانتخابات الرئاسية». وتابع: «اعتقد ان الوقت حان ليلتف الحزب حول الحاكم رومني». وكان جيب بوش، نجل الرئيس السابق والحاكم السابق لولاية فلوريدا، اعلن تأييده لرومني الذي يتصدر حتى الان السباق لتعيين المرشح الجمهوري الذي سيواجه الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته باراك اوباما في الانتخابات. وقال رومني بعدما تلقى دعم بوش الاب «دعمكم يعني الكثير لي، من وجهة نظر شخصية وعائلية، انما كذلك على الصعيد الوطني».

 

في رسالة وجهتها 36 شخصية أميركية بمثابة "إنذار أخير" لأوباما  

رومني يتوعد بضرب إيران وإسقاط الأسد وإنهاء "حزب الله"

كتب حميد غريافي:السياسة

وجه مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون يدعمون المرشح الجمهوري ميت رومني المندفع بقوة لمواجهة الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل, رسالة الى البيت الأبيض انتقدوا فيها "المواقف الضعيفة في مواجهة إيران النووية وسورية الدموية وحزب الله الارهابي", مطالبين الرئيس الأميركي بأن "يحسم أمره من هذه المواجهة التي لا يمكن تفاديها بالديبلوماسية والعقوبات", وإلا سيضطر الرئيس المقبل (رومني في نظرهم) إلى "أن يخطو خطوات ستراتيجية خطيرة وسريعة لضرب البرنامج النووي الإيراني وتدميره واقتلاعه من الشرق الأوسط والقضاء على حليفه حزب الله في لبنان بعد تجريده من سلاحه, وإسقاط نظام بشار الأسد واستبداله بآخر يكف عن دعم الارهاب".

وانتقدت الرسالة, التي وقعها 36 من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين, بينهم جون بولتون ونورم كولمان واليوت كوهين وباولا دوبريانسكي واريك ادلمان وجون ليمان وجيم تالنت وماري بيث لونغ, الذي قد ينضم بعضهم الى ادارة رومني في حال فوزه, سياسة أوباما "المتذبذبة والمائعة" لعدم حسمها المواضيع الاخطر في الشرق الأوسط خلال عهده, وهي المسألة النووية الايرانية وديكتاتورية النظام السوري البعثي وارهابية "حزب الله" الذي تفيد المعلومات الأميركية والاسرائيلية انه بات يمتلك أكثر من 40 ألف صاروخ من مختلف المديات والفاعليات التدميرية.

وأكدت الرسالة ان هذه المسائل المقلقة باتت تهدد الأمن القومي الأميركي تحديداً, وسلامة حلفاء الولايات المتحدة وامن دولهم في الشرق الأوسط وخصوصا امن دول الخليج العربي.

وقال البروفسور اللبناني الأصل وليد فارس, الوحيد من بين موقعي الرسالة بصفته مستشار حملة رومني الانتخابية لشؤون مكافحة الارهاب في الشرق الأوسط واماكن اخرى من العالم واحد مستشاري الكونغرس الأميركي لشؤون الارهاب ل¯"السياسة", أمس, ان رسالة هؤلاء المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين "تمهد لسياسة أميركية أكثر حزما تأتي على أنقاض سياسة أوباما غير المستقرة وغير المفهومة تجاه النظامين الايراني والسوري, تقودها هذه القوى الأكثر وضوحا في سياستها وتنهي المسائل الشائكة التي تهدد المنطقة الأكثر حساسية اقتصادية في العالم للدول الغربية, وخصوصا للولايات المتحدة التي لها مصالح ووجودان اقتصادي وعسكري مهمان في تركيا والخليج وبالاخص في دولة قطر وفي البحرين ودولة الامارات ومواقع اخرى".

من جهته, وصف البروفسور روبرت رابيل أستاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة فلوريدا ل¯"السياسة" رسالة المسؤولين الأميركيين بأنها "إنذار مبكر لأوباما يذكره بأن عليه تغيير سياسته فوراً تجاه طهران ودمشق و"حزب الله" اللبناني, قبل ان تنتهك هذه الاطراف, منفردة او مجتمعة حدود الأمن القومي الاميركي والخليجي العربي في المنطقة", فيما أكدت الناشطة الايرانية - الاميركية ماندا زند ل¯"السياسة" ان رسالة المسؤولين الأميركيين تنذر أوباما بأن الادارة الجديدة "لن تتوانى يوماً واحداً عن مواجهة النظام الايراني وإنهاء برنامجه النووي".

بدورها, أعربت الناشطة المصرية - الأميركية سينثيا فرحات, التي كانت قيادية في المجلس الاعلى للثورة في مصر وعضواً مؤسسا ل¯"الحزب الليبرالي الديمقراطي المصري" عن اعتقادها ان "هذه الرسالة الاميركية توضح للأنظمة الراديكالية في كل مكان وخصوصا في الشرق الأوسط بأن الادارة الاميركية المقبلة بعد أوباما سوف تجابه الديكتاتورية بشكل حاسم وتدعم القوى الديمقراطية والمجتمعات المدنية بشكل غير مسبوق". وقال البروفسور فارس ان مجيء رومني "غير المتردد والواثق من نفسه" سوف يستكمل مسار ثورات الربيع "في الشرق الأوسط وفي مناطق اخرى في العالم, لا يستبعد العديدون ان تصل قريبا الى قلب روسيا نفسها وربما الصين ايضا".

 

موسكو ترفض وضع جدول زمني للتوصل إلى حل مع إيران 

واشنطن ترسل كاسحات ألغام و"قاعدة عائمة" إلى مياه الخليج

ماتيس لم يطلب مزيدا من حاملات الطائرات لكن وزارة الدفاع تبقي اثنتين على الأقل في المنطقة

واشنطن, لندن, موسكو - يو بي اي, رويترز: كشفت مصادر عسكرية أميركية, أمس, عن تحريك البحرية 4 كاسحات ألغام إلى مياه الخليج خلال الأسابيع القليلة المقبلة, إضافة إلى إرسال "قاعدة عائمة" لتعزيز القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة وسط تصاعد التوتر مع إيران. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر من البحرية الأميركية, رفض كشف هويته, قوله ان الكاسحات "يو إس إس سنتشري" و"يو إس إس ديفاستيتر" و"يو إس إس بايونير" و"يو إس إس وورير" ستغادر الولايات المتحدة أواخر أبريل المقبل. وأوضح ان الجيش الأميركي يعمل على تعزيز قدراته العسكرية للتصدي للألغام البحرية بالمنطقة, وستبلغ 8 كاسحات ألغام بحرية إلى جانب عدد مماثل من المروحيات لرصد وتحييد الألغام البحرية. ويأتي إرسال المزيد من العتاد الحربي إلى منطقة الخليج في سياق جهود قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس, لتعزيز التواجد العسكري الأميركي في المنطقة بوجه التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز, أهم ممر ملاحي للنفط في العالم. وتعتقد الولايات المتحدة ان إيران ستعمل على إغلاق الممر المائي الستراتيجي بتلغيم مياهه, لشل حركة السفن التجارية والحربية, وتحديداً باستخدام ألغام تزرع في قاع البحر يصعب رصدها. وذكر مسؤول بحري آخر ان ماتيس لم يطلب نشر المزيد من حاملات الطائرات في الخليج, إلا ان وزارة الدفاع "البنتاغون" تعمل لضمان الإحتفاظ بحاملتي طائرات, على الأقل, في المنطقة. وكشفت المصادر, التي طلبت عدم الكشف عن هويتها, نظراً لحساسية مناقشة التحركات العسكرية, أن البحرية توشك على الإنتهاء من تجهيز "السفينة الحربية "يو إس إس بونس" كقاعدة عسكرية عائمة سيجري إرسالها للمنطقة خلال الشهور القليلة المقبلة, بعيد تجهيزها بطواقم عسكرية ومدنية.

وستعمل "القاعدة العائمة" كمنصة لإعادة التزود بالوقود وتوفير الإمداد وصيانة كاسحات الألغام والطائرات الحربية التي تقوم بدوريات في المنطقة. في سياق متصل, أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه يجب على ايران ألا تشك في تصميم القوى الكبرى على منعها من امتلاك قنبلة نووية, لكنه ألمح إلى ان العقوبات قد يجري تخفيفها اذا قدمت طهران تنازلات. وفي اشارة الى المحادثات مع طهران المتوقع استئنافها في 13 ابريل الجاري, قال هيغ في كلمة شاملة عن السياسة الخارجية ألقاها في لندن "نحن نتجه الى هذه المحادثات بصدق ورغبة حقيقية في تحقيق انفراجة, هذا لا يمكن ان يحدث الا اذا دخلت ايران المحادثات بروح جديدة". وأضاف "نتطلع الى الحكومة الايرانية لكي تثبت للعالم ان برنامجها النووي مخصص للطاقة السلمية وليس لانتاج اسلحة نووية وان تتخلى عن أي خطط لامتلاكها". وألمح إلى انه اذا قدمت ايران تنازلات فإنها ستكافأ بتخفيف العقوبات عليها, قائلاً: "بمقدور الحكومة الايرانية ان تنهي هذه العزلة واذا تفاوضت بجدية فإننا سنستجيب, لكن إذا لم ينتهزوا (الايرانيون) هذه الفرصة فيجب عليهم ألا يشكوا في تصميمنا على منع الانتشار النووي في الشرق الاوسط". من جهتها, اعتبرت روسيا أنه لا يمكن وضع حد زمني للمحادثات مع إيران, معربة عن قلقها من تحول الخلاف إلى صراع عسكري في المنطقة. وحض نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف القوى الكبرى على ابداء "استعداد مكافئ" لاجراء محادثات جادة, مشيراً إلى أن المفاوضات في 13 ابريل المقبل هي "مجرد بداية عملية". واضاف: "غني عن القول أنه في مثل هذه العملية لا يمكن وضع حد زمني", نافياً معلومات عن نقل موسكو رسالة من واشنطن إلى طهران, مفادها أن المحادثات المقبلة هي الفرصة الأخيرة أمامها لتفادي الحرب

 

'أصدقاء سورية' يلتقون في اسطنبول على بالونة ضغط مثقوبة

 روسيا والصين تغيبان عن مؤتمر لتعزيز خطة انان وفرض مزيد العقوبات على دمشق، ونقاش تسليح المعارضة تشوبه المخاوف.

 ميدل ايست أونلاين

 مزيد من السلاح يعني مزيد من القتلى

 اسطنبول - يجتمع ممثلو المجموعة الدولية الاحد في اسطنبول في اطار مؤتمر "اصدقاء سوريا" لتصعيد الضغوط على دمشق لكي تلتزم بخطة السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان والهادفة لوقف العنف.

ومن المتوقع مشاركة 71 دولة في المؤتمر من اجل تحديد اجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة انان التي وافق عليها الرئيس السوري بشار الاسد مع ملاحظات حولها.

وقال مسؤول تركي الخميس ان "الهدف الاساسي للمؤتمر هو زيادة الضغط على النظام السوري لوقف القمع الدموي". واضاف ان انان سيكون غائبا عن المؤتمر بسبب وجوده في الامم المتحدة لتقديم عرض الاثنين. وستتغيب الصين وروسيا، الدولتان الداعمتان للنظام السوري، كما حصل خلال مؤتمر اصدقاء سوريا الاول الذي عقد في تونس في شباط/فبراير الماضي. وستعمد الدول العربية والغربية الحاضرة الى تقييم احتمال فرض عقوبات اضافية على دمشق بسبب تخوفها من استمرار اعمال القتل رغم الاتفاق، مع تقديم مساعدة اوسع للمعارضة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاربعاء حول هذا المؤتمر "سنواصل بحث ما يمكننا فعله بشكل اضافي لجهة العقوبات من اجل الضغط على النظام". واضافت "وبالطبع سنتبادل وجهات النظر حول كيفية دعمنا لكوفي انان لا سيما بخصوص النقطة المهمة المتعلقة بحمل الاسد على الوفاء بالالتزام الذي قطعه". وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت ايضا ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستحضر المؤتمر. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي ان "المؤتمر لا يهدف الى العمل بشكل متواز مع مبادرة انان وانما تعزيز فرص تطبيقها". واضاف ان "الاتحاد الاوروبي يريد ان يواكب المهمة الدبلوماسية التي يقوم بها انان وان يرد بايجابية اذا طلب الدعم".

وقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان اجتماع "اصدقاء سوريا" سيسمح بالتحقق ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد يطبق ام لا خطة الموفد الخاص كوفي انان. وقال برنار فاليرو معلقا على الموافقة التي اعطاها النظام السوري لكوفي انان "بعد اشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والاسرة الدولية على افعال 'بشار الاسد'". وانضمت المانيا الى الدعوات لتطبيق عاجل لخطة انان من اجل وقف العنف محذرة من ان النظام سيحكم عليه من خلال افعاله وليس اقواله. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الذي سيمثل المانيا في مؤتمر اسطنبول "بعد سقوط عدد كبير من القتلى اصبحنا في وضع لا يمكن ان يساعد فيه سوى وقف تام لاعمال العنف". وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث. واعلن مئات المعارضين السوريين الثلاثاء في اسطنبول عن تشكيل لجنة تعمل على "اعادة هيكلة المجلس الوطني" لضم كافة اطياف المعارضة اليه. وتشيد تركيا بواقع ان المعارضة السورية تبدو الان موحدة اكثر، ولفت المسؤول التركي الى احتمال اطلاق "صندوق دولي" لمساعدة الضحايا المدنيين بما يشمل حوالى 17 الف لاجىء سوري تستقبلهم تركيا على اراضيها. والاحد اتفقت تركيا والولايات المتحدة على الحاجة لارسال مساعدة "غير عسكرية" للمعارضة السورية بما يشمل اجهزة اتصال فيما دعت السعودية وقطر الى تسليح المعارضة. ورغم ان المحادثات حول تقديم مساعدة "غير عسكرية" للمعارضة السورية ستتواصل في اسطنبول الا ان دبلوماسيين غربيين ابدوا تخوفهم من ان تسليح المعارضة يمكن ان يؤدي الى المزيد من القتلى في النزاع واحتمال وصول الاسلحة الى متطرفين اسلاميين. وسيتغيب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي حث الاربعاء الاسد على تطبيق خطة انان على الفور، عن مؤتمر اسطنبول.

 

وفود آسيوية وأوروبية وثلاثة حاخامات يهود شاركوا

"يوم الأرض" في قلعة الشقيف.. بعيداً من الحدود

 النبطية ـ بادية فحص/المستقبل

دبيب العائدين إلى قلعة الشقيف في احتفالية "يوم الأرض"، أعاد إليها ذكرى احتضانها للثورة الفلسطينية قبل الإحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982. القلعة التي ظلت طوال عقود وعهود موقعا ومنطلقا لعمليات المقاومة الفلسطينية في لبنان ضد العدو، وتحولت إلى رمز لتلاحم الشعبين الفلسطيني واللبناني على طريق الثورة وتحرير الأرض.

أكثر من ألفي شخص، بين لاجئ فلسطيني من مخيمات لبنان ومتضامن مع القضية الفلسطينية، وصلوا إلى قلعة الشقيف منذ الصباح، للمشاركة في إحياء يوم الأرض، الذي انطلقت فعالياته هذا العام، في نحو 60 دولة عربية وعالمية تحت شعار "المسيرة العالمية إلى القدس". وقد وقع الإختيار على قلعة الشقيف التي تبعد عن الحدود مع فلسطين نحو سبعة كلم لإحياء المناسبة، والتي كان من المفترض أن تكون على مقربة من الأسلاك الشائكة، بعد صدور قرار أمني بعدم وصول أي فلسطيني إلى مناطق عمل "اليونيفيل" جنوب نهر الليطاني الخاضعة للقرار 1701، تخوفا من تكرار ما حدث في بلدة مارون الراس في ذكرى يوم النكبة في أيار الماضي، حين سقط قتلى وجرحى برصاص جنود الإحتلال الإسرائيلي. ورغم ما تحمله قلعة الشقيف ويوم الأرض كذلك، من رمزية خاصة، إلا أن ذلك لم يسهم في استقطاب العدد الكبير من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين آثرت غالبيتهم عدم المشاركة، خاصة فلسطينيي مخيمات الشمال. ولم تلق الإعلانات الداعية للمشاركة قبل يوم الإحتفال، الحماسة ذاتها التي لاقتها المسيرة التي أقيمت العام الماضي في مارون الراس على مقربة من الأراضي المحتلة. كما أن الفصائل الفلسطينية لم تسيّر حافلات لنقل الراغبين في المشاركة. واقتصر الحضور على المنتمين إليها.

وفيما برر القيّمون على الإحتفال قلة عدد المشاركين بعدم توافر المبالغ الكافية لتأمين النقل وضيق المكان المستضيف، اعتبر كثيرون أن السبب في ذلك بُعد المكان عن الحدود. وأبدى بعض المشاركين تخوفهم من أن إحياء المناسبات الفلسطينية الوطنية سوف يعود تدريجيا إلى داخل المخيمات، إذا بقي على هذه الوتيرة من التراجع، ولن يحظى فلسطينيو المخيمات اللبنانية بفرصة رؤية أرضهم مجددا. "فالعام الماضي كنا في مارون الراس. هذا العام في قلعة الشقيف. العام القادم سوف يحشروننا في المخيمات". هكذا قالت السيدة الفلسطينية التي كانت تلوّح بعلم بلادها في باحة قلعة الشقيف.

الاحتفال

في الباحة الجانبية لقلعة الشقيف المطلة على الأراضي المحتلة، أقيمت منصة الإحتفال الرسمي. وارتفعت الأعلام الفلسطينية واللبنانية وأعلام حزب الله، ولافتة كبيرة كتب عليها "شعوب العالم تريد تحرير القدس". وأحيطت أطرافها بالأسلاك الشائكة حفاظا على سلامة المشاركين. فالقلعة وباحاتها تنتصب على شاهق صخري فوق مجرى نهر الليطاني. وقد شهدت قبل بداية الإحتفال تسلل عدد من الشبان الفلسطينيين نحو منطقة الخردلي، تمكن عناصر من الجيش اللبناني من إعادتهم إلى مكان الإحتفال بعد توقيفهم مدة ربع ساعة.

وعلى وقع الأناشيد الوطنية الفلسطينية والزغاريد وهتافات العودة، رقص المشاركون وغنّوا وهتفوا للأرض "بتتكلم عربي" رافضين التوطين والتهويد ومنطق التسويف، مطالبين الحكام العرب بفتح الحدود أمامهم ليزحفوا إلى بلادهم ويحرروها من رجس الإحتلال، قبل أن تبدأ فعاليات المناسبة، بتأدية صلاة الجمعة بإمامة الشيخ محمد موعد. بعدها تعاقب على الكلام سبعة خطباء، إضافة إلى فقرات فنية وطنية وتراثية. الحضور ضم إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في لبنان، ممثلين عن الأحزاب الدينية والقوى الوطنية اللبنانية ووفودا آسيوية وأوروبية ومشاركة ثلاثة حاخامات يهود من حركة "ناتوري كارتا" المعارضة للصهيونية. وشددت الكلمات بمجملها على حق العودة ، وتحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر، وتوحيد الذات الفلسطينية لمواجهة العدو، والعمل على جعل القضية الفلسطينية قضية إنسانية عالمية. بدأ الإحتفال بالنشيدين الوطني اللبناني والفلسطيني، ثم كانت وقفة مع الفنان الفلسطيني عبد عصفور. بعدها ألقى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق كلمة أكد فيها أن المعادلات تغيرت. ففي العام 1982 وقف هنا مناحيم بيغين وشارون معلنين هذه القلعة عنواناً لهزيمة لبنان. لكننا اليوم نقف هنا أمام القلعة الشاهدة على دحر الإحتلال عام 2000 (...) فبين أعوام 1976 و 2012 اختلفت المعادلة. فصواريخ المقاومة الفلسطينية باتت ترعب الكيان الغاصب". وشدد على ان "ربيع الأمة لا يكتمل طالما أن ربيع فلسطين لم يزهر مع العلم أن الشعب الفلسطيني لا يعوّل على القمم العربية بل على سواعد المجاهدين في غزة ورام الله ومارون الراس وبنت جبيل".

واستذكر أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات تاريخ المقاومة الفلسطيني - اللبناني المشترك في قلعة الشقيف مؤكداً ان" المقاومة في الداخل الفلسطيني سوف تتصاعد بالتزامن مع الحراك الدولي لإقرار حقوقنا كشعب فلسطيني رغم أنف العدو". وشدد على ان "القدس ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية. فهي عاصمتنا الأبدية والعاصمة الروحية للمسلمين والمسيحيين وعليها رايحين شهداء بالملايين، كما قال الشهيد عرفات". ثم تحدث علي بركة باسم حركة حماس، مؤكداً ان "الشعب الفلسطيني لم يعدّ وحيداً لأن قضيته باتت عالمية. لهذا أحذر الصهاينة من تهويد القدس لأن ذلك سيطلق ثورات مسلحة لن تنتهي ولن تتوقف عند أي حدود". ودعا الى الإسراع في إنهاء حالة الإنقسام داخلياً وإعادة بناء هياكل منظمة التحرير كي نحدد إستراتيجية فلسطينية موحدة تحقق العودة لكل أبناء شعبنا"، مؤكداً "التمسك بخيار المقاومة المسلحة سبيلاً لتحرير فلسطين كل فلسطين".واعتبر مسؤول العلاقات السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" شكيب العينا في كلمته أن "القضية الفلسطينية المنسية من جدول أعمال القمة العربية في بغداد لم تعدّ تريد من العرب أنصاف حلول". وأكد أن "رسائل التهديد الصهيونية ليست سبب ابتعادنا عن الحدود مع فلسطين، بل أردنا الذكرى هنا كي نذكره بما جرى معه في العام 2000 في لبنان (...). فالمقاومة كما إنتصرت في الحرب الأخيرة في غزة وفرضت شروطها، فنحن نستعد لليوم الكبير مع أحرار العالم كي ندخل الى المسجد الأقصى ونزيل كيانكم الغاصب". وعن حركة أمل شدد عضو المجلس السياسي بسام كوجك على ان "الحركة ماضية على درب الإمام الصدر الوفي للقضية الفلسطينية لو تخاذل المتخاذلون"، معتبراً أن "طريق فلسطين لا تمر باتجاه العواصم العربية بل عبر القدس". ودعا "الشعب الفلسطيني الى الوحدة لأنها الطريق الأسلم لمواجهة العدوانية الصهيونية". وتحدث الشيخ عبد الحكيم عطوي، باسم الجماعة الإسلامية، مؤكداً ان "ما سلبه العدو بالقوة لن يسترد بغيرها" لافتاً الى أنهم قبل الربيع العربي" ظنوا أن الأمل إنقطع لكننا اليوم في زمن انتصار الشعوب لحريتها نرى يوم تحرير القدس بات قريبا قريبا". كما ألقيت كلمة باسم المتضامنين الأجانب باللغة الإنكليزية في ختام الإحتفال.

 

السيد الأمين: موقف طهران الداعم للنظام السوري لا يعبّر عن شيعة إيران ولا عن الشيعة العرب

أكّد العلامة السيد علي الأمين أنّه يختلف مع سياسة إيران في المنطقة، وذلك في إطار تعليقه على الزيارة التي يقوم بها نائب وزير الخارجية الإيرانيّة لشؤون الدول العربيّة والافريقيّة أمير عبد اللهيان إلى لبنان، مشددًا في حديث لقناة "أخبار المستقبل" على ضرورة أن "يعلن المسؤولين اللبنانيين أنّهم ضد أيّ تدخل إيراني في الداخل". إلى ذلك، استغرب الأمين أنّ "الحكومة تقول إنها تريد أن تنأى بنفسها عن الأزمة سوريا، في حين إنّها تحاول ربط لبنان باليمن والبحرين"، مشيرًا إلى أنّ "وجهة النظر الإيرانيّة التي يعلنها عبد اللهيان عن دعم النظام السوري تعبّر عن حكومته فقط، لا عن الشيعة في إيران ولا عن الشيعة العرب"، ولفت إلى وجود "شريحة كبيرة ترفض دعم النظام في سوريا"، داعيًا إلى "وقف سفك الدماء في سوريا".(رصد NOW Lebanon)

 

داود أوغلو يؤكد للبطريرك الراعي الحاجة إلى التقارب بين شعبي تركيا ولبنان

انقرة - كونا - اجتمع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يقوم بزيارة راعوية الى تركيا امس مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي دعا الى مزيد من التقارب بين الشعبين التركي واللبناني وقال ان العلاقات بين البلدين لا تعكس مستوى الروابط الثقافية الوثيقة التي تجمعهما. واكد اوغلو ان شعبي البلدين بحاجة الى تكثيف الاواصر في القرن الـ 21 لاسيما وان الجانبين يتقاسمان تاريخا مشتركا.

واضاف الوزير التركي انه يجب تكرار الزيارات بين الجانبين التركي والماروني لافتا الى ان اخر زيارة قام بها راعي الكنيسة المارونية الى تركيا كانت في العام 1867 ولم يسبق ان تكررت في القرن الـ 20. وبحسب وكالة الانباء اناضول التركية فان البطريرك الراعي وداود اوغلو بحثا الى جانب العلاقات الثنائية مستجدات الاوضاع في المنطقة لاسيما الاحداث في سورية. ومكان البطريرك قد اجتمع اول من امس مع الرئيس التركي عبدالله غول ومن المتوقع ان يلتقي رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لبحث مسائل تتعلق بالاقلية المارونية في تركيا واوضاع الموارنة في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص.

 

القوات اللبنانية": انتخابات اللبنانية الأميركية انتصارٌ كبير لـ14 آذار

أعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" أن انتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية "أنتجت انتصارًا كبيراً للقوات اللبنانية و14 آذار". وجاء في بيان صادر عن القوات: "مبروك للقوات اللبنانية وفريق 14 آذار على الإنتصار الكبير في انتخابات الجامعة اللبنانية الاميركية – LAU في كلا الحرمين، جبيل وبيروت، والتي جرت في موعدها اليوم الجمعة 30 آذار".

وذكر البيان أن "القوات اللبنانية وقوى 14 آذار فازوا بـ16 مقعداً مقابل 10 مقاعد لتحالف "حزب الله" و"حركة أمل" و4 مقاعد للمستقلين". (المكتب الإعلامي)

 

وديع الخازن: الانتقادات للبطريرك تفتقر الى الموضوعية

 وطنية- 31/3/2012 إعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن الإنتقادات الموجهة إلى مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تفتقر الى الموضوعية وتدخل في مزاجية الرأي والرؤية إلى المخاوف التي تساور مسؤولاً روحيا كبيرا على أبناء رعيته وسائر المسيحيين المشرقيين. ونفى الخازن، في حديث تلفزيوني اليوم، أي تضارب بين التصوّر الفاتيكاني في الكنيسة الكبرى (الفاتيكان) والكنيسة الصغرى (بكركي) في لبنان، لأن البطريرك الراعي يراعي السياسة الكاثوليكية العليا في إستراتًجيتها الكبرى إلى أوضاع المسيحيين في الشرق. وأكد الخازن أن البطريرك الماروني لا ينطلق من المعطيات السياسية وإنما الوطنية التي تحرص على مستوى بقاء النموذج الميثاقي القائم في لبنان والذي يُقتدى به شرقا وغرباً لتعايش الأديان وحوار الحضارات.  ونفى أن يكون البطريرك الراعي قد طلب مواعيد لزيارة دولة قطر أو مصر أو تركيا أو من أي دولة زارها رسمياً، بل العكس هو الصحيح حيث درجت العادة على أن توجّه تلك الدول الدعوات الرسمية إليه بواسطة سفراء هذه الدول المعتمدة في لبنان فضلا عن تحديد لقاءاته للمراجع الرسمية في تلك البلدان.

 

حبيش: بكركي مظلة الجميع ومواقف جعجع أعادت 8 آذار إليها

 وطنية - 31/3/2012 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش ان "بكركي هي مظلة الجميع"، ورأى ان "مواقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعادت قوى 8 آذار إلى بكركي".

وقال حبيش في حديث الى اذاعة "صوت المدى" اليوم: "إن الفريق المسيحي في قوى 14 آذار لا يتخذ موقفا ضد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ونحن لا نزال نقف بجانب الكنيسة المارونية، وبالتالي إذا كان هناك من تمايز في بعض المواقف السياسية فهذا لا يعني مقاطعة فريق 14 آذار للكنيسة المارونية". وقال: "كلام جعجع على البطريرك الراعي فيه ايجابية كبيرة. ونحن نرى ان هناك قيادات مارونية ومسيحية في قوى 8 آذار، لطالما انتقدت البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير، تقف اليوم بجانب بكركي وتدافع عنها. الإيجابية في كلام جعجع أنها أعادت قوى 8 آذار إلى بكركي".

أضاف: "وقوفنا بجانب بكركي تاريخي، وإذا كان لدينا اي موقف معين في السياسة نختلف فيه مع غبطته فهذا لا يدفعنا الى الخروج عن طورنا في الكلام على غبطة البطريرك او على الكنيسة المارونية، فالكنيسة هي مظلة الجميع". وعن مقاطعة مسيحيي 14 آذار لقداس عيد البشارة في بكركي، قال حبيش: "لم يجر أي اتصال للتنسيق بيني أو بين أي شخصية في 14 آذار لمقاطعة هذا القداس".

 

حمادة: إعادة التنظيم لـ 14 آذار هدفها عودة الحركة الشبابية

أوردت محطة "lbc" تقريراً ذكرت فيه انه "ما بين 14 آذار في 2005، وما وصلت اليه في العام 2012، مجرد مقارنة في الشكل وضعت كل القيادات أمام جمهورها وأمام خيار من إثنين: إما الإستمرار في التشتّت القيادي والشعبي، وإما مراجعة شاملة وإعادة لمّ شمل تبدأ من الامانة العامة، ومن التراجع التدريجي منذ مرحلة السين- السين، إلى فقدان الأكثرية، والحكومة، وكلها دروس وعبر تبنى عليها اليوم ورشة إصلاحية تحضيرية لاستحقاق الإنتخابات النيابية المقبلة". وأضاف التقرير: "تعدّدت التسميات للإطار الجديد الذي يبحث عنه الثلاثي (النائب مروان) حمادة و(رئيس حزب "الوطنيين الاحرار النائب دوري) شمعون  ورئيس "حركة اليسار الديمقراطي" الياس عطالله،  فقد لا يبقى الإسم على المجلس الوطني لـ 14 آذار، وقد يصبح الهيئة العامة بدلاً من الأمانة العامة، والهدف هو إعادة شدّ عصب جمهور 14 آذار ووصله بقيادات حاضرة في الجسد والروح". في هذا الاطار لفت النائب مروان حمادة للمحطة عينها إلى "انه لا يمكن تحميل أي فشل لمنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد"، مشيداً بدوره في مهامه، واعتبر حمادة أنّ "إعادة التنظيم هدفها إعادة الحركة الشبابية"، وذكر أن اختياره بالإضافة الى شمعون وعطالله لهذه المهمة قد يكون لأنهم "مخضرمون".

من جهته النائب سامي الجميل قال للمحطة: "لقد تم التنبه الى أن هناك ما يوجب اعادة النظر في 14 اذار، وعندما اعترضت الكتائب على الطريقة التي يتم العمل بها تم القاء اللوم على الكتائب".

 

القادري: لن نكون أقل شجاعة من السوريين في مواجهة أي اعتداء

وطنية - 30/3/2012 حيا النائب زياد القادري خلال مشاركته في عشاء أقامه تيار "المستقبل" على شرف الجالية اللبنانية في منطقة "سان برناردو" في ولاية سان باولو، في البرازيل، "الشعبين السوري والفلسطيني لكونهما يتعرضان لأبشع آلة قتل وإجرام"، وقال:"لا يختلف الوضع في سوريا عما هو عليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وإذ شدد على أن "الشعوب العربية، والشعب السوري بالتحديد، أسقطت جدار الخوف، وكسرت قيود الظلم والإستبداد"، أكد "ضرورة أن يأخذ "حزب الله" العبرة من حركة التغيير العربية التي تجري رياحها بعكس ما يشتهي سلاحه الذي لم يعد له أي دور، سوى أنه سلاح إيراني الهوية والمهمة، بهدف السيطرة على لبنان"، وقال: "ما يعتبره "حزب الله" فائض قوة يتمتع به بفعل إمتلاكه السلاح، بات غير قابل للصرف، بل بات سلاحه عبئا عليه، لأن الشعب اللبناني لن يكون أقل شجاعة من الشعب السوري في مواجهة استبداد السلاح، وفي مواجهة أي اعتداء على حريته وكرامته ونظامه الديموقراطي".

وتوقف عند الإستحقاق الانتخابي المقبل في عام 2013، فقال: "لن نقبل إلا أن تجري الإنتخابات في موعدها، لكن في ظل حكومة، لا تكون طرفا، كما الحكومة الحالية التي باتت بحكم الساقطة، والتي لا تؤتمن على عملية ديموقراطية بحجم الإنتخابات النيابية، وهي غير المؤتمنة على مصالح اللبنانيين وكرامتهم وإستقرارهم وأمنهم. وإننا لن نقبل أيضا بأن تمر الانتخابات، إلا في ظل سلاح محايد، وبعدم وجود أي نفوذ للنظام السوري لأنه آيل إلى السقوط

 

خطة عنان: تفوق في ديبلوماسية الإرباك

 مهى عون/السياسة

إن قبول النظام الأسدي بخطة كوفي عنان بهذه السرعة كان لافتاً من ناحية دلالته على حاجة النظام الى اي خشبة خلاص يلتقطها للخروج من مأزقه المتفاقم . إن خطة عنان التي وردت ضمن ست نقاط, تلزم النظام بموجب نقطتها الأساسية بوقف نهائي لآلة القتل ولحمام الدم عن طريق "وضع حد لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز الآهلة, والبدء في الانسحاب العسكري من داخل وحول المناطق السكنية". وتلك خطة من المفترض أن يليها في حال اعتمدها النظام, عملية تفاوض تجري بين أحد الأشخاص الموكلين من قبل النظام, وبين المعارضة السورية, التي تمكنت من توحيد موقفها في اجتماع اسطنبول الأخير. حيث أنه من الطبيعي أن يؤدي هذا التفاوض في حال حصوله تحت إشراف الأمم المتحدة, كما جاء في خطة عنان, إلى تنحي النظام, وليس أقل, وذلك رغم غياب أي إشارة واضحة لهذا الموضوع ضمن نقاط الخطة.  هذا مع العلم أن خطة عنان تقضي أيضاً بالسماح للشعب بحرية التظاهر السلمي والتجمع لإبداء الرأي والموقف. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه النقطة بالذات تحوي قطبة مخفية, حيث من الطبيعي أن ينزل الشعب الغاضب إلى الساحات العامة وإلى الشارع بالملايين, بعد كل حمامات الدم التي حصلت خلال هذا العام من الثورة الشعبية, بدافع الاحتجاج والاستنكار لكل ما حدث, وحيث من الطبيعي أن تتحول كل سورية إلى ميدان تحرير جديد على شاكلة ميدان التحرير في مصر. أما القطبة الخفية فهي في الدفع لوضع النظام في حال من الإرباك, فالنظر إليه بهذه الحالة, عاجزاً ومربكاً وغير قادر على التعامل مع هذا الواقع, لأنه وأسوة بكل الأنظمة الديكتاتورية يفتقد في تركيبته القمعية للعناصر والأدوات السلمية اللازمة والملائمة للتعامل مع التحركات الشعبية السلمية.

   ولكن كيف? كيف للنظام أن يجد الوسيلة للتخلص من الالتزام الذي أعلنه بقبوله بخطة عنان, أما وقد باتت كسيف ديمقليس مرفوعة فوق رأسه, هل يملك النظام وسيلة للهروب من إعلان قبوله هذا بأقل كلفة ممكنة? في الحقيقة هو قبل بها أمام العالم أجمع, وقبل بها أيضا ربما مرغما ورغم أنفه تحت تأثير الضغط الروسي الذي أوحى له بأنها تحولت فرصته الأخيرة. هل تراه يستنجد بأدواته التقليدية كالمراوغة والالتفاف والكذب? هل تنفع معه بعد كل الذي حصل? هل تنفع معه خصوصا وأنه بات مدركاً تماماً لوصوله إلى حافة الهاوية? إن قبول النظام بخطة عنان يضعه في مأزق وأمام خيارين أحلاهما مر. وقد لا تكون وسيلة هرولة بشار الأسد إلى بابا عمرو, بعيدة من محاولة الهروب بطريقة ما من حتمية الالتزام بقبوله بخطة عنان على خلفية رغبته في تبيان استمرار التأييد الشعبي له.

   يبقى الأمر الأكيد أن بشار اليوم هو مختلف تماما عن بشار البارحة أو عنه منذ أشهر عدة أو سنة. هو يعرف جيدا اليوم أن البقاء في السلطة أصبح متعذراً ومستحيلاً بعد كل الذي حصل. يدرك جيداً بأن الهدف الأساسي لهذه الخطة تعني التنحي بالذات, كما يدرك أن كل يوم إضافي يمضيه في قصر المهاجرين ليس في مصلحته, بل يزيد من وضعه تفاقماً. يعرف أن ساعة الرحيل قد اقتربت كما بات يعرف العالم أجمع أن العائلة وكل المقربين منها أصبحوا على أهبة المغادرة بعد أن عمدوا إلى ترتيب أمورهم المادية والمالية عن طريق تصفية ممتلكاتهم وتهريب أموالهم إلى الخارج.

   في الحقيقة مشكلته الأساسية اليوم ليست في الالتزام بخطة عنان بقدر ما هي في قبوله بأي مقترح يأتيه من الخارج يساهم في تسهيل خروجه من الأراضي السورية من دون التعرض لملاقاة مصير مشابه لمصير القذافي. وبما أن اللجوء إلى روسيا لم يعد وارداً نظراً الى عدم رغبتها في استقباله حتى لا يؤثر ذلك في علاقاتها المستقبلية مع النظام المقبل, وهي التي يهمها بالمرتبة الأولى استمرار تواجدها في المياه المتوسطية الدافئة, لم يبق في الميدان سوى حديدان أي إيران. وقد لا يكون مستبعداً أن تطالب إيران مقابل تقديم اللجوء السياسي له بمكتسبات معينة, وهذا ما رجحته الأوساط المراقبة التي رافقت زيارة أردوغان لطهران, أي حتى إيران لن تقدم إمكانية اللجوء مجانياً. هي تفاوض اليوم على رأس النظام, يؤكد هذا الطرح التحذير الصادر عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي, الذي اقترح أن تكون إيران هي ال¯"طرف" المعني في التسوية النهائية للملف السوري. هذا فيما يقتصر الدور التركي على الوساطة بينها وبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة, بعد أن استبعد كوفي عنان أي زيارة مباشرة له لطهران. الأمور وصلت إلى هذه النقطة, أما السؤال فهو حول احتمال قبول الشعب السوري بخروج آمن لبشار الاسد وعائلته من الأراضي السورية بعد كل هذا الإجرام وفي غياب وقوفه أمام محكمة الشعب? هل يقبل الشعب بتسليم الجاني للمحاكم الدولية

 * كاتبة لبنانية

 

"أكلك منين يا بطة" النظام السوري في المرحلة الوحشية!

 داود البصري/السياسة

رغم أن وصف "البطة" الذي أطلقته زوجة الرئيس السوري عليه لايتناسب إطلاقا مع الصفات الرئاسية من الناحية الواقعية إلا أن هناك صفة مشتركة تجمع كل الصفات المتنافرة التي يمكن إطلاقها على النظام السوري وهي صفة الحيوانية والهمجية المفرطة في التقتيل والتنكيل, وفرض إرادة السلطة, ومحاولة إبادة مايمكن إبادته من الشعب بأكبر قدر ممكن, وسباق الزمن من أجل قهر الانتفاضة إضافة إلى اسلوب المناورات الخبيثة في التلاعب مع المبادرات الدولية, والتي للأسف باتت الفسحة والمظلة التي يلجأ إليها النظام للتغطية على جرائم آلته القمعية بذريعة أن مواصلة القتال ضد ما أسماه "العصابات" ويقصد بها جموع الشعب الثائر هو جهد وطني لا محيص عنه فبعد أكثر من عام ونيف على انطلاقة الثورة السورية وسقوط آلاف من الشهداء يبدو جليا ان أي مبادرة سلمية أو تصالحية بين النظام والشعب السوري ليست سوى أوهام محضة لا تستند إلى أي قواعد موضوعية أو مقاربات إنسانية, لابديل عن تنحي النظام, بل ومحاكمة قادته أمام محكمة شعبية سورية حرة وفتح ملف الجرائم الوحشية ليس خلال شهور الثورة الأخيرة, بل خلال نصف قرن من السيطرة الفاشية البعثية في طورها الأول والعائلية الصرف في طورها الثاني, وفي جميع تلك المراحل قدم الشعب السوري طوابير طويلة لا تنقطع من الشهداء المعذبين, وانطبع ذلك على وجه سورية المعاصرة التي عانت من نتائج الاستعمار الداخلي الفاشي المريع.

 نظام  البطة المناضل ومن يؤيده ويدعمه من ذئاب الشرق الأوسط المعروفين بالأسماء والعناوين سواء على مستوى الدول أو الأفراد, لم يعد صالحا للاستمرار رغم كل الحقن والمقويات, وبيان قمة بغداد الأخيرة بشأنه كان بيانا هزيلا لم يلق بالا لمعاناة الشعب السوري, ولا لكميات الدماء التي نزفت, ولا لطبيعة المتغيرات الجذرية والرهيبة التي حدثت على الأرض السورية, وأفرزت واقعا ميدانيا, وصورة استشرافية لمستقبل سورية الحرة لا مكان لنظام الوحوش والقتلة فيه بالمرة.  للأسف لم يزل بعض العرب يراهن على الوهم ويتصور امكانية إعادة تأهيل وتسويق النظام بعد إعادة طلائه من جديد, وهو الأمر المستحيل وغير المقبول شعبيا ولا إنسانيا. المسألة ليست سقوط النظام, فهذه قضية محسومة شعبيا, ولكن التساؤل الأكبر يتمحور حول كيفية السقوط وزمنه والسيناريوهات التي ستؤسس لنهاية النظام وفقا للكيفية التي يقررها الشعب السوري وحده, وليس البيانات السطحية والمجاملة, والتي تصدر لغايات وأهداف مصلحية لاعلاقة لها بمصالح الشعوب وتضحياتها ودمائها النازفة , أي حل في سورية غير استئصال النظام بالمطلق هو حل منافق لن يصمد ولن يكون, وأي مقاربة سياسية أو ديبلوماسية يكون عمادها إنقاذ نظام القتلة المتوحشين ليست سوى مؤامرة خبيثة سيضعها أحرار الشام تحت أقدامهم الحرة التي ستدوس على رأس الأفعى الفاشية بعد نزع أنيابها السامة.  معركة الحرية في سورية ليست مزاداً وسوقاً للبيع والشراء, بل انها لحظات تاريخية حاسمة ومنعطف مفصلي لا يمكن أبدا, وتحت أي ظروف التراجع عن استحقاقاته ومستلزماته الواجبة التنفيذ.  لقد ذهب نظام القتلة والوحوش في دمشق بعيدا جدا في القمع وسفك الدماء لدرجة الإبادة الشاملة , وقوى الشعب الحرة من مختلف التيارات متفقة منهجيا ومبدأيا وإنسانيا على وضع حد ونهاية سريعة للنظام الذي أفلس بالكامل وتورط في مستنقعات الدماء.  القتلة لا يصنعون التاريخ, بل يشوهونه , والشعوب الحرة وحدها من تمتلك زمام المبادرة , ونظام البط والنعاج والأسود الهرمة لم يعد له أي مكان تحت شمس سورية الحرة التي أشرقت لتحرق الفاشيين وعملائهم وأذنابهم , ولاصوت يعلو على صوت الشعب السوري الحر.

* كاتب عراقي

 

المسيحية العربية تتطهر من أدران التاريخ

 السياسة/د. عزالدين عناية

حين اختل نظام التوازن الاجتماعي بين أطراف الدولة العثمانية, وجد استجداء أتباع المسيحية العربية النصرة والمعونة من إخوة الإيمان في الخارج مبررا, في زمن كانت فيه تلك الديانة منهَكَة على جميع الأصعدة. ولكن أن يستمر ذلك المسلك حتى عصرنا الحالي, فهو مما ينذر بوجود خلل عميق في البناء الاجتماعي يستدعي المراجعة والتصحيح. لأن مما ينافي الصواب أن نزعم أن أتباع تلك الديانة ركن من أركان البيت, في وقت يلاقون فيه رهقا في دينهم ودنياهم في أحضان أوطانهم.

فالناظر في انعكاسات الثورات المجتاحة للبلاد العربية يلحظ العديد من المحاسن التي طالت المسيحية, بما ألحقته من مراجعة لطبقات غائرة في الوعي, جراء ما أُدمن من رؤى وسلوكيات وعوائد, بتنا نراها بمثابة الأمر الواقع, سأولي تلك الآثار بعض الاهتمام. طيلة العهود السابقة ساد خطاب غير علمي, في تناول واقع المسيحية في البلاد العربية, كان أقرب إلى التخمين الباطني منه إلى الرصد الموضوعي. وهو ما يتنافى مع أغراض التفهم الرصين والتقدير الصائب, فضلا عن مستوجبات التعاطي السياسي والتشريعي والحقوقي المتزن, ما يشي بوهن قدرات العقل في الثقافة العربية. فالقول أن المسيحية العربية مكون أصيل في الثقافة العربية, وأن المسيحي شريك في الحضارة العربية الإسلامية, وَرد في مجمله ضمن أغراض الاستهلاك السياسي, بما افتقر إليه من مصداقية سوسيولوجية, وبما عازه من طرح جاد لمعنى ذلك المكون الأصيل ومدلولات تلك الشراكة الحضارية.

فقد راكم ذلك التعامل عديد الأخطاء, التي تفاقمت بتوالي العقود, حتى باتت بمثابة الأمور المستعصية, التي تنذر باهتزازات اجتماعية. فنحن إلى حد الآن ليس لدينا تعريف واضح للكيان المسيحي, فهو طورا كيان شرقي غائم, لا ندري أين يبدأ وأين ينتهي, وتارة كيان فئوي طائفي: سرياني وآشوري وفينيقي وفرعوني, إلى حد الشوفينية والانعزالية. وإن نعلم أن هذا الكيان واقع جغرافي في البلاد العربية فشق واسع منه, ولاءً واقتداءً ولاهوتا, تابع لكنائس خارجية. وعدم حسم تلك المسائل وبقاؤها في حيز التذبذب والتبعية للخارج انعكست آثاره على الوعي الجمعي, فترى النظر إلى تلك الشرائح أنها أصيلة وأحيانا دخيلة. وقد تدعم ذلك جراء أن هذا الطرف غدا في العديد من المناسبات الأكثر تحمسا لنسفِ المكون الجماعي, والسعي إلى تحويله إلى هشيم إناسي, بما يخالف الإقرار بواقع الحضارة التركيبية ذات الطابع العربي الإسلامي.

كون الثقافة العربية ليست نتاج العرب العاربة وحدهم, وإنما هي مركَّبٌ ساهمت فيه جل المكونات الاجتماعية التي تمازجت وتناسلت في المنطقة, من أمازيغ وفراعنة وسريان وكرد وآشوريين وكلدان وزنوج وطوارق وغيرهم, حتى لا نسقط في مغالطة "عرقنة" الثقافة فتتحول إلى بنية منغلقة.

نعود لنطرح سؤال في جوهر المسألة, في الراهن الحالي: أين تتلخص متاهة المسيحية العربية? لقد استورد كثير من أتباع هذه الديانة عناصر لاهوتهم, فضلا عن وعيهم بالتاريخ والمجتمع والسياسة للواقع العربي من الغرب, وهي الطامة الكبرى التي ألمت بالعقل المسيحي. بلغ الأمر أن باتت عناصر الحاضنة الحضارية العربية الإسلامية متَّهَمة بالقصور, والحال أن ذلك هو بفعل مسلكيات كل المكونات الإناسية والاجتماعية في البلاد العربية, ولا يمكن تبرئة أي طرف منه.

مزية أخرى من مزايا التحولات العميقة التي تشهدها البلاد العربية وهي تساقط الأوهام. إذ ثمة فكرة روجها الغرب وصدقها كثيرون أن المسيحيين العرب هم صناع أي أمل في تلك المنطقة الميؤوس من نهضتها, ومن ديمقراطيتها, وكأن قدر تلك الحضارة أن تنهض بنهوضهم وتقعد بقعودهم. والحال أن التحولات الاجتماعية الكبرى تنبع من عمق الكتلة الاجتماعية وليس من هذا المكوَّن أو ذاك. تلك الفكرة التي روجها الاستشراق وزينها في عقول كثيرين, تدعمت بأوهام من جنس, أن ولوج باب الحضارة الغربية مفتاحه بيد المسيحيين العرب, وأن العقل السياسي الغربي لا سبيل إلى كسب وده إلا بواسطة المسيحيين العرب, وآخر ما قرأته أن تطهير الغرب من الإسلاموفوبيا هو بيد المسيحيين العرب! أقدر أن تلك الأوهام تنامت جراء سذاجة فكرنا السياسي, حين ظننا في مرحلة سابقة- أن مجرد دفع وفود مختلطة من أهلينا المسلمين والمسيحيين لمخاطبة حاضرة الفاتيكان والغرب, بشأن فلسطين, خلال النصف الأول من القرن السابق, مدعاة لبلوغ مقصدنا. لقد أجهزت الثورة في تونس, التي تكاد تخلو من المسيحيين, على تلك الأسطورة, بعد أن تبين أن الواقع العربي, بعيد عن تلك الخدع السوسيولوجية في الريادة, وقادر على أن يصنع ثورة ويخطو باتجاه الحكم الرشيد.

في الواقع العربي الاستثنائي الذي نعيشه, غدت مطلة ثقافة سياسية جديدة, لا مكان فيها لديكتاتورية الحزب الواحد, أو الطائفة الواحدة, أو الدين الواحد, وبالتالي بعد عقود من التخويف من الإسلام السياسي, نشهد هذه الأيام تلاشي ذلك الخوف من صعود الأحزاب الدينية. وإن يكن البعض لم يستوعب بعد حضور تلك الأحزاب في السلطة, فتقديرنا أنهم ما زالوا ينظرون إلى الواقع العربي الجديد بأدوات قديمة.

وضمن السياق نفسه تتفسرُ خشية البعض على المسيحيين في سورية, وكان الأحرى سؤال, هل البنية السياسية التي شيدها البعْث, تضيف شيئا إلى العرب أكثر من تصلبهم التاريخي وتحنطهم الاجتماعي?

ولذلك من جملة الأوهام المتهاوية فهْمُنا لمدلولي الحداثة والعلمانية. فقد عاش العرب وهْمَ الدولة الحداثية في تونس, وما فتئت جماعات تعيش وهْمَ الدولة العلمانية في سورية, وقد آن الأوان للتحرر من ذلك الوهم المتخلد لمواجهة الواقع بموضوعية, فأسطورة أن المسيحية في بلاد الشام حاميها وراعيها النظام السياسي السوري الحالي, من الأساطير الكبرى التي استبدت بالعقل العربي الحديث, وهي في طريقها إلى الانهيار كما تهاوت سابقتها عن "القلعة الحداثية" المزيفة في تونس. ربما التجاوز الكبير الذي أحدثته التحولات العربية, والإنجاز الفعلي الحقيقي, هو تحطيم الوهْم. ففي مصر أثبتت الثورة أن المسيحي المصري لا سبيل له في الخلاص إلا بالسير برفقة الشريك الحضاري المسلم, وأن التعويل على الغرب المسيحي ملهاة لا طائل من ورائها, وهو وهْمٌ آخر اجتثته الثورة يضاف إلى سلسلة الأوهام المستبدة بوعينا ولا وعينا.

* استاذ تونسي في جامعة لاسابيينسا روما الايطالية

 

المجلس الوطني لا يمثل المعارضة الواسعة»

ريبال الأسد: بإمكان سورية الديموقراطية إقامة السلام مع إسرائيل

 الراي/لندن - يو بي اي - رحّب ريبال الأسد، نجل نائب الرئيس السوري السابق المعارض رفعت الأسد، بإمكان أن تقيم «سورية الديموقرطية» سلاماً مع إسرائيل، واعتبر أن «المجلس الوطني السوري» لا يمثل المعارضة السورية الواسعة. وقال ريبال (36 عاماً) في مقابلة مع صحيفة «جويش كرونيل» الصادرة في لندن امس، إن «معظم السوريين مهتمون في شكل رئيسي بالسلام والازدهار ويريدون مستقبلاً جيداً لأبنائهم، لهذا السبب يحاربون النظام الآن». وأضاف أن «إبرام سلام مع إسرائيل على أساس الأرض مقابل السلام هو مسألة مبدأ، وكانت هناك إمكانية للتوصل إلى ذلك خلال فترة رئيس الوزراء السابق إسحق رابين، لكنها وللأسف لم تتحقق». وقال الأسد: «عندما يكون هناك سلام حقيقي، سيتمكن الناس من السفر وإقامة مشاريع تجارية في كلا البلدين (سورية وإسرائيل)، وحين يحدث ذلك ستصبح الحدود أقل أهمية». واقترح بأن «أفكار والده، في حال جرى تطبيقها في السبعينات من القرن الماضي، لكانت سورية أبرمت سلاماً مع إسرائيل في وقت واحد مع المصريين».

وقال إن والده «كان صديقاً عظيماً للرئيس المصري السابق أنور السادات، والذي أبلغه خلال إحدى زيارته إلى مصر بأنه حصل على عرض من الأميركيين تقوم بموجبه إسرائيل بمبادلة سيناء ومرتفعات الجولان بالسلام، وتحصل مصر وسورية على مساعدات اقتصادية من الولايات المتحدة».  وأضاف ريبال الأسد أن والده «اعتقد وقتها أن العرض كان فكرة عظيمة، وأبلغ السادات بأن يأتي إلى سورية ويطلع شقيقه (الرئيس حافظ الأسد وقتها) على العرض الأميركي، غير أن السادات صُدم بجوابه حين جاء إلى دمشق أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وفقدنا نتيجة ذلك مصر كحليف». وحول «المجلس الوطني السوري» المعارض، قال ريبال الأسد إنه «حظي بالاعتراف الدولي لكنه لا يمثل المعارضة السورية الواسعة».

 

غداة الإفراج عن 12 بينهم المهندسون الـ 5 /رجل دين سوري: نحتفظ بإيرانيين ونفاوض لمبادلتهم عبر وسيط تركي

الراي/دمشق - د ب أ - قال الأمين العام لحزب «الأحرار السوري»،الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز الزعبي في تصريح لموقع «سيريا بولتيك» السوري الاخباري المستقل ان أنصاره يحتفظون بمجموعة إيرانية أخرى مختطفة في سورية من أجل التفاوض عليهم، موضحا انه يقود المفاوضات مع الإيرانيين عبر وسيط تركي. وأضاف الزعبي أنه «أشرف شخصيا على عملية ضمان وسير العداله الشرعية والقانونية في عملية التحقيق مع المعتقلين الإيرانيين وأنه يتفاوض الآن على إطلاق عدد من السوريين المعتقلين وبعض الصحافيين الأوروبيين لدى السلطات السورية مقابل الافراج عنهم، إن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري». وذكر موقع «سيريا بولتيك» أنه حصل على شريط فيديو من الزعبي يظهر أحد المختطفين الإيرانيين. يأتي ذلك بعد أن تم الإفراج مساء الخميس عن 12 إيرانيا كانوا اختطفوا في سورية في الاونة الاخيرة. وذكرت قناة «العالم» الإيرانية انه تم الافراج عن المهندسين الايرانيين الخمسة الذين اختطفوا في محافظة حمص السورية من قبل جماعات مسلحة.

 

إيراني يهاجم البحرين من الرابية ويبشّر بـ "فشل المؤامرة على سوريا"

فضائح "الإصلاح" العوني تتوالى فصولاً

لا تخرج حكومة الانقلاب من سابقة "إصلاحية" حتى تقع في واحدة أخرى. وما تكشّف من خبايا صفقة بواخر توليد الطاقة الكهربائية، وإن كان تسريباً وليس تصريحاً، ليس سوى جزء من مدوّنة سلوك تضرب قوانين الجمهورية بحجر كبير ولا تسأل عن شيء إلا عن مصالحها، ودائماً تحت "شعار مكافحة الفساد".. أو ما يسمى "الإصلاح والتغيير".

أحدث فصول تلك المدوّنة الفضائحية كان قرار وزير الاتصالات العوني نقولا صحناوي إعلان إنشاء "مؤسسة التنمية البلدية" تُموّل بنسبة خمسين في المئة من الأموال المتراكمة والمستحقة سنوياً من عائدات الهاتف الخلوي، وهو أمر لا يدخل في صلاحيات وزارة الاتصالات إنما من ضمن صلاحيات وزارتي المال والداخلية.

وزيرة المال السابقة ريّا الحسن قالت لـ"المستقبل" إن ما أعلنه صحناوي "يشكل خرقاً فاضحاً للقانون وللصلاحيات التي على الوزير الامتثال لها" مشيرة الى أن البلاد لا تبعد مسافة أكثر من أشهر معدودة عن الانتخابات النيابية و"اختراع الوزير باتت معالمه واضحة لجهة لجهة استخدام تلك الأموال في الحملات الانتخابية للتيار العوني"، مؤكدة "إن الأمر بات واضحاً منذ احتجاز أموال البلديات في عهد الوزير شربل نحاس واستكمالاً مع صحناوي الذي طالعنا بمشروع القانون هذا، هناك نحو 1200 مليار دولار للصندوق البلدي المستقل، وإذا زدنا عليها الأموال المحوّلة كل شهر لمصلحة هذا الصندوق فهي لن تقل عن 1,5 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري". وشددت على أنه "لا يمكن القبول بمثل هذا المشروع الذي يضع كل هذه الأموال في يد التيار الوطني الحر، فيوزعها على البلديات التي يشاء"، لافتة الى أن المشروع "ستتم مواجهته من قبل الأطراف السياسية الموجودة في البلد وفي مجلس النواب".

عمولات الكهرباء

الى ذلك، فإن ما سُرِّب عن عمولات صفقة بواخر الكهرباء يؤكد أن ما يحصل هو بمثابة فضيحة مجلجلة وليست اختراعاً افترائياً من قبل المعارضة. عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري دعا الحكومة الى "المسارعة لتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في ما يقوم به بعض الوزراء المرتكبين وهادري أموال الدولة لمصلحة جيوبهم، وأن تحضّر أجوبتها لأننا سنسائلها ونحاسبها في المجلس النيابي".

وأشار حوري الى ما نُقل عن مصادر من أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أقر علناً بأن الشركتين اللتين رست عليهما مناقصة استئجار باخرتي توليد الطاقة ستدفعان 26 مليون دولار كعمولة الى وزيرين في الحكومة وقال لـ"المستقبل"، إن "ما كشفه الرئيس ميقاتي يثبت وجود هدر تمّ وضع اليد عليه، وإن تحفظ الوزراء غازي العريضي، ووائل أبو فاعور ووليد الداعوق ونقولا نحاس وعلاء الدين ترو على مشروع الوزير جبران باسيل، هو دليل واضح على أنهم تيقنوا من أن تهريبة مالية ذاهبة الى جيوب وزراء وفريق سياسي". معتبراً أن "هذه الحكومة تضمّ في طياتها وزراء بهدلة ووزراء مرتكبين، ووزراء أصابوا الموقع الوزاري بالكثير من الأذى".

وقال "ما أعلنه رئيس الحكومة حول الـ26 مليون دولار، يشكل رأس الجليد في سلسلة الفضائح التي رافقت هذه الحكومة.. هذه الفضائح غير المسبوقة في تاريخ الحكومات السابقة، ولعل ما يزيد الصورة تعقيداً هو ادعاء هذا الفريق النزاهة والشفافية، بينما هو يرتكب أبشع أنواع الهدر للمال العام، ما يجعله في موقع الشبهة أو موقع المرتكب".

قانون الانتخابات..

في سياق آخر، يعود قانون الانتخابات الى دائرة الاهتمام بعد مداخلة وزير الداخلية مروان شربل في الجلسة السابقة لمجلس الوزراء التي استنكر فيها عدم إقرار قانون جديد حتى الآن رغم أنه لم يتبقَّ أمام موعد الانتخابات أكثر من عام، قائلاً: "أيجوز أنني وزير للداخلية ولا أعرف حتى اليوم ما هو قانون الانتخاب الذي يُفترض أن أبدأ العمل بموجبه استعداداً للانتخابات"؟.

وتبعاً لذلك، يعقد اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماع يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ويحضره الرئيس ميقاتي والوزير شربل وعدد من المسؤولين والمعنيين للبحث في الأمر، بعد أن تبيّن أن القانون النسبي ووجه بسيل من الاعتراضات والتحفظات من قبل معظم القوى السياسية الفاعلة.

إيران

ومن منزل رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الرابية، أطلّ نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان ليقول "بصوت عالٍ ومدوّ، إن المؤامرات الخارجية الآثمة التي استهدفت سوريا في الآونة الأخيرة قد فشلت فشلاً ذريعاً(...) الوضع الميداني ممتاز والتدخلات الخارجية فشلت ووصلت الى حائط مسدود".

وفي المقابل، تابع المسؤول الإيراني، "فإن مطالب الشعب البحريني لم تؤخذ في الاعتبار(...) والحوار الوطني هو المقدمة الطبيعية للإصلاحات المنشودة ووقف انتهاك حقوق الإنسان وسفك الدماء هناك".

العلامة السيد علي الأمين استغرب في تصريح له مساء "أن تقول الحكومة اللبنانية أنها تريد أن تنأى بنفسها عن الأزمة السورية في حين تحاول ربط لبنان باليمن والبحرين"، مشيراً الى أن "وجهة النظر الإيرانية التي يعلنها عبد اللهيان عن دعم النظام السوري تعبّر عن حكومته فقط، لا عن الشيعة في إيران ولا عن الشيعة العرب" لافتاً الى وجود "شريحة كبيرة ترفض دعم النظام في سوريا".

 

الإخوان المسلمون والأقباط والجزية

ميدل ايست أونلاين

مشهور: يجب على الأقباط دفع الجزية بديلاً عن عدم التحاقهم بالجيش، بالنظر إلى أن جيش الدولة الإسلامية هو عماد الدولة، ولو حارب دولة مسيحية فيمكن أن ينحاز المسيحيون الذين في صفوفه إلى جيش الأعداء. المقال ملخص مِن بحث سامح فوزي 'تاريخ العلاقة بين الإخوان المسلمون والأقباط'، ضمن الكتاب الستين (ديسمبر 2011) 'مصر وإسلاميوها بعد ثورة 25 يناير'، الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.

الحديث حول قضية موقف الإخوان المسلمين من مواطنة الأقباط ذو طبيعة إشكالية، فهناك آراء تقف إلى جوار الموقف التقليدي من غير المسلمين باعتبارهم "أهل ذمة"، وهناك آراء أخرى تتحدث عن كون الأقباط مواطنين "لهم ما لنا وعليهم ما علينا". ولكن الرأيين يتجاوران، ويتوازيان في خطاب الإخوان المسلمين.

العامل الأساس في فتح هذا الملف، وجعله حاضراً ساخناً، هو الحوار الذي أجري مع المرشد الأسبق للجماعة مصطفى مشهور، الذي ذكر فيه صراحة أنه يجب "على الأقباط أن يدفعوا الجزية بديلاً عن عدم التحاقهم بالجيش، بالنظر إلى أن جيش الدولة الإسلامية هو عماد الدولة، ولو حارب دولة مسيحية فيمكن أن ينحاز المسيحيون الذين في صفوفه إلى جيش الأعداء".

لقد أثار الحديث المشار إليه ردود أفعال غاضبة، وجدلاً في الأوساط الإسلامية والقبطية على السواء، وامتد ليشمل مؤسسات الدولة التي استشعرت خطراً من جراء التصريح بمثل هذا الأمر.

المشكلة ليست في الحوار المشار إليه في دقته من عدمها، ولكن الطرح ذاته حاضر في العقل الفقهي لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يختف من أدبياتهم ، واللافت أن ينشغل المجتمع بأمر الحوار الصحفي الذي أدلى به الأستاذ مصطفى مشهور عام 1997، ولا يفطن إلى أنه في العام نفسه صدر كتاب للشيخ محمد عبد الله الخطيب، صاحب المكانة الرفيعة في جماعة الإخوان المسلمين، وله فتاوى كثيرة مثيرة للجدل حول موقع الأقباط، وحقوقهم سنشير إليها، وفي هذا الكتاب تأصيل واضح لأهل الذمة، وكيف أن عقد الذمة هو أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم في الدولة الإسلامية.

يذهب الشيخ الخطيب إلى أن الإسلام أقر معاملة خاصة لأهل الكتاب، "أما المواطنون المقيمون في دار الإسلام من أهل الكتاب فلهم منزلة خاصة، ومعاملة خاصة".

ويضيف قائلاً: "وسكان دار الإسلام جميعاً- مسلمون وذميون- معصومو الدم والمال".

ويعدد الكتاب الحقوق التي كفلها الإسلام للذميين وهي الحماية من أي اعتداء، والتأمين عند العجز أو الشيخوخة، ودفع الظلم، وحرية الاعتقاد، وحق العمل والكسب، ولكن على أهل الذمة واجبات هي طاعة النظام الإسلامي، والامتثال لأحكامه، ورعاية مشاعر المسلمين. يجعل هذا الطرح حديث الإخوان المسلمين عن مواطنة غير المسلم محل التباس، إذ هي مواطنة من نوع خاص غير تلك التي تعرفها الدولة القومية الحديثة؛ من حقوق وواجبات، ومساواة أمام القانون، ومشاركة في الحياة السياسية، وسعي لتطوير جودة الحياة، والحصول على نصيب عادل من السلطة.

هذه النزعة إلى التوفيق بين فكرتي المواطنة وأهل الذمة، باعتبار أن الأولى تعبر عن رابطة الجنسية في الدولة الراهنة، والثانية تعبر عن صيغة تاريخية تمتع بها أهل الكتاب بوضع خاص في الدولة الإسلامية تثير قضايا إشكالية عديدة. فمن ناحية أولى يرى الإخوان المسلمون أن الأقباط مواطنون، لهم حقوق المواطنة كاملة أو وفق التعبير المستخدم "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

من هنا فإن المواطنة والذمية يصعب تجاورهما، أو تلاقيهما حتى لو كان الدافع وراء ذلك خيراً. والسبب في ذلك يسجله د.وليم سليمان قلادة قائلاً إن "الفكرتين، أي الذمية والمواطنة، تصدران من منطلقين لا يمكن التوفيق بينهما. فالذمية تعبير عن حالة الغزو وحكم الفاتحين، والمواطنة تعبير عن حركة المحكومين لاستخلاص السلطة لأنفسهم من الحكام الذين يحكمون لصالح أنفسهم، فإن الذي أجرته هذه الحركة هو على وجه التحديد نسخ مبدأ الذمة، وإحلال المواطنة مكانه، التي قامت على أساس العقد الاجتماعي بين مكونات المحكومين، ونتيجة لواقعة تفريط الحاكم في سيادة البلاد ثم استردادها بواسطة المحكومين معاً".

ويتضح هذا الجدل بين فكرتين متناقضتين عند الحديث عن مسألة الولاية العامة. وعلى الرغم من أن برنامج حزب "الحرية والعدالة" انطلق من مفهوم المواطنة، من حيث التأكيد على حقوق متساوية لكل المصريين، وحرية الرأي والاعتقاد، وممارسة الشعائر الدينية، إلا أنه تظل هناك مساحة غائمة حول رؤية الإخوان المسلمين لترجمة ذلك إلى الواقع العملي، هل يمكن أن يتحقق ذلك في إطار المنظومة الفكرية للجماعة؟ في مفهوم الإخوان إن الولاية العامة لا تنعقد لغير مسلم ذكر، أي استبعاد الأقباط ونساء المسلمين من تولي الولاية العامة. تثير هذه المسألة التداخل الواضح بين إقرار المواطنة لغير المسلم في المشروع الإسلامي، وفي الوقت ذاته النظر إلى العلاقة بين المسلم وغير المسلم من منظور ديني، يؤدي- تلقائياً- إلى التشكيك في أهلية الأخير في شغل بعض الوظائف العليا، وفي مقدمتها الولاية العامة، وما يرتبط بها من مناصب.  وعلى الرغم من ثبات موقف الإخوان الرافض لتولي غير المسلم الولاية العامة، إلا أنه من المفيد الإشارة إلى حدوث تطور في الفكر الإسلامي في التعامل مع هذه المسألة.

في رسائل الإمام حسن البنا نجد نصوصاً تتحدث- صراحة- عن إسلامية الحكم، وتنحو في اتجاه التشكيك في أهلية غير المسلم في تولي وظائف بعينها، أو أن يكون فاعلاً في المجال الاقتصادي.

من هذه النصوص ما ورد فيما يعرف برسائل التعاليم "... والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين، مؤدين لفرائض الإسلام غير مجاهرين بعصيان، وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه. ولا بأس بأن تستعين بغير المسلمين عند الضرورة في غير مناصب الولاية العامة، ولا عبرة بالشكل الذي تتخذه ولا بالنوع، ما دام موافقاً للقواعد العامة في نظام الحكم الإسلامي".

يكشف النص أعلاه عن أن إسلامية الحكومة وفق التعريف الذي صكه الإمام حسن البنا لا تستوعب سوى المسلمين في الأحوال العادية؛ وتتسع لتشمل غير المسلم عند الضرورة في غير مناصب الولاية العامة. يعني ذلك أن حضور غير المسلم في الحكومة الإسلامية مؤقت، استدعائي، يغلب عليه الاحتياج أكثر ما يجسد الحق في المشاركة في السلطة.

 

الإخوان والأقباط: إشكالية إسلامية الوطن

ميدل ايست أونلاين

إن مفهوم 'الأممية الإسلامية' التي تقوم على إنشاء وطن إسلامي كبير، يتخطي مفهوم الدولة القومية، أمر راسخ في أطروحات سيد قطب، وفي كتابات القيادات المهمة في جماعة الإخوان المسلمين.

المقال ملخص مِن بحث سامح فوزي 'تاريخ العلاقة بين الإخوان المسلمون والأقباط'، ضمن الكتاب الستين (ديسمبر 2011) 'مصر وإسلاميوها بعد ثورة 25 يناير' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي. هناك ثلاث قضايا إشكالية ينبغي تجاوزها حتى يكون هناك حوار حقيقي وجاد، بين الإخوان المسلمين والأقباط، انطلاقاً من أن براغماتية العلاقة ليست المدخل الحقيقي لتجاوز ما هو مستقر في البناء الفكري، والعقل الجمعي، والموقف من هذه القضايا لا يستند إلى رفض مباشر للمرجعية الإسلامية التي يود الأخوان المسلمون أن تشكل إطاراً فكرياً لهم، ولكن تنبع في الأساس من وجود سقف اجتهاد إسلامي تجاوز الطرح الإخواني، وهو ما يشكل تحدياً للإخوان المسلمين عليهم التفاعل معه. ينادي الإخوان المسلمون بأن يكون الوطن، والحكومة، والفرد مسلمين. وهو أمر واضح في كتاباتهم ومواقفهم منذ أطروحات الإمام حسن البنان، وحتى الوقت الراهن، وهو المنطلق الأساس لحركتهم ودعوتهم ومشروعهم السياسي.  يقول الإمام حسن البنا "إن الإٍسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وسماحة وقوة، وخلق ومادة، وثقافة وقانون". هذا هو المنطلق الذي ساد منهج وخطاب وممارسة الإخوان المسلمين منذ نشأة الجماعة إلى الآن، نراه واضحاً في كل كتابات رموز الجماعة على مدار العقود الماضية.

الإسلام وطن وعقيدة في فكر الإخوان المسلمين. وحول العلاقة بين الوطنية والعقيدة، يحسم "سيد قطب" الموقف بقوله "والإسلام هو وحده القادر على تحقيق الفكرتين جميعاً، بلا تعارض ولا تصادم ولا مغالاة: فكرة الوطنية في الوطن الإسلامي الأكبر حيثما مد الإسلام ظله، وفكرة العدالة الاجتماعية الكاملة في هذا الوطن الكبير". يتضح من هذا الاقتباس أن مفهوم "الأممية الإسلامية" التي تقوم على إنشاء وطن إسلامي كبير، يتخطي مفهوم الدولة القومية، أمر راسخ في أطروحات سيد قطب، وفي كتابات القيادات المهمة في جماعة الإخوان المسلمين، في هذا الصدد يذهب المستشار عبد القادر عودة إلى أن دار الإسلام هي الأرض التي يسكنها مسلمون وذميون، وهم لهم جنسية واحدة في الشريعة الإسلامية. وإسلامية الوطن واضحة في أدبيات الإخوان المسلمين، ولا تحتاج إلى مزيد من الشرح، أو الإسهاب، فالدولة إسلامية، والوطن إسلامي، والحكومة إسلامية، وإذا عدنا إلى مشروع الميثاق الوطني الذي أعده الإخوان المسلمون نجد نصاً جلياً يثبت هذا الاتجاه ويرجحه، يؤكد الميثاق على أن "الأمة الإسلامية تدين بالعبودية لله- وحده- وتقدس أحكام القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وتؤمن بأن الناس لا يملكون الحكم إلا بما أنزل الله (تعالى) بمقتضى شريعة الإسلام". وإذا كان "القرآن الكريم والسنة المطهرة هما الدستور الأسمى ولا يعتد، ولا يقبل ما خالف أيهما- فإن الأمة لابد أن يكون لها دستور مكتوب تستنبط أحكامه من نصوص الشريعة الغراء، ثم من مراميها، وغاياتها وقواعدها الكلية".

يتفق ذلك مع نص صريح ورد في أحد المؤلفات المهمة في البناء الفكري للإخوان المسلمين هو "دعاة لا قضاة"؛ فيذكر المرشد العام للإخوان المسلمين، المستشار حسن الهضيبي، أن "الحكومة الإسلامية "أو الإمام الحق" إنما هي الحكومة التي تعتنق الإسلام ديناً، وتقوم على تنفيذ أحكام الشريعة، وحراسة الدين".

وفق هذا النص فإن الحكومة لابد أن يكون لها دين هو الإسلام، تعتنقه عقيدة، وليس مجرد إطار حضارة أو نظام إسلامي في السياسة والإدارة، ويكفي النظر إلى الأسس والمنطلقات التي وردت في صدارة مبادرة الإخوان المسلمين للإصلاح السياسي عام 2004 لنتبين تواصل الخط الفكري المعبر عن هذا النهج طيلة ما يقرب من ثمانين عاماً، تنص المبادرة على أن الإخوان المسلمين لهم مهمة محددة هي "العمل على إقامة شرع الله... من خلال تكوين الفرد المسلم، والبيت المسلم، والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتقيم شتات المسلمين، وتستعيد مجدهم...".

إذن نحن بصدد مشروع إسلامي للدولة والمجتمع، بكل ما تشمل، والعمليات السياسية والمجتمعية التي تدور فيهما، وكذلك طبيعة العلاقة بين المواطنين بها على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية والفكرية. تأتي قضية المواطنة في قلب الحديث عن إسلامية الدولة. ففي أدبيات الإخوان المسلمين تسمو رابطة العقيدة على رابطة الوطن، وهم في هذا يسيرون على النهج الذي أرساه الإمام حسن البنا الذي قال في إحدى رسائله مخاطباً الأخ الإخواني: "فاعلم- أيدك الله- أن الإخوان المسلمين يرون الناس بالنسبة إليهم قسمين: قسم اعتقد ما اعتقدوه من دين الله وكتابه وآمن ببعثة رسوله وما جاء به، وهؤلاء تربطنا بهم أقدس الروابط، رابطة العقيدة وهي عندنا أقدس من رابطة الدم والأرض، فهؤلاء هم قومنا الأقربون الذين نحنُّ إليهم ونعمل في سبيلهم ونذود عن حماهم، ونفتديهم بالنفس والمال، في أي أرض كانوا ومن أية سلالة انحدروا...".

يتعارض هذا الطرح مع نموذج الدولة القومية الذي يستند إلى رابطة الأرض وليس العقيدة؛ ويجعل من المواطنة أساساً لتولي المواقع العامة، وهي دولة تمارس نشاطها على بقعة جغرافية محددة، لها حدود، وقواعد لمنح جنسيتها لأبنائها والراغبين في الحصول عليها. في هذا النموذج ترتبط المواطنة بالإقليم الجغرافي، أما المواطنة في النموذج الذي يطرحه الإخوان المسلمون ترتبط بالعقيدة أولاً، وتتسامى على الحدود الجغرافية، لا تعتد بها، تنساب وتتدفق لتشمل بين طياتها ما نطلق عليه "الأممية الإسلامية".

لا يختلف الأقباط بشأن طرح الدولة القومية الحديثة، ويرون أنفسهم شركاء في صناعتها من خلال نضالهم المشترك مع المسلمين- شركاء المواطنة في مواجهة المحتل الأجنبي، واقتناص الاستقلال الوطني، واختراق حاجز السلطة معاً- مسلمين ومسيحيين على حد تعبير الراحل الدكتور وليم سليمان قلادة. وهو المعنى الذي عززته أطروحات إسلامية مهمة قدمها كل من المستشار طارق البشري، والدكتور محمد سليم العوا. اللافت، أنه في الوقت الذي يتحدث فيه خطاب الإخوان المسلمين عن "الأممية الإسلامية"، وهتف الإخوان المسلمون أنفسهم عند زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان لمصر عقب ثورة 25 يناير داعين إلى الخلافة الإسلامية، فإن برنامج حزب "الحرية والعدالة"، المعبر عن الإخوان المسلمين قدم أطروحته الأساسية حول الدولة المصرية، وهو ما يجعل هناك حالة من الالتباس في هذا الخصوص، وهي كيف يتلاقى على مستوى الجماعية الأممية الإسلامية مع الخصوصية القومية على المستوى الحزبي؟!

(على أية حال) يصعب الفصل، عند الحديث عن المواطنة في منظور الإخوان المسلمين، عن نظرتهم العامة إلى "إسلامية الوطن". فإذا كان الوطن إسلامياً، فإن المواطنة يجب أن تكون إسلامية، أي للمسلم، أما غير المسلمين فهناك التباس حول الموقف منهم.

 

لا اوهام لبنانية بالنسبة الى النظام السوري...

ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله

 ما الذي يمكن ان يخسره اللبنانيون من زوال نظام كان همه محصورا في تدمير بلدهم من جهة واذلال السوريين من جهة اخرى؟ هل في استطاعة العرب التعايش مع نظام سوري لا همّ له سوى ابتزازهم منذ ما يزيد على اربعة عقود؟ ذلك هو التحدي الاول الذي يواجه قمة بغداد والذي واجه وما زال يواجه اللبنانيين الذين اختبروا هذا النظام عن كثب. بعد سنة على انطلاق الثورة السورية، يفترض ان لا تكون هناك لدى اللبنانيين والعرب اي اوهام من ايّ نوع كان. يعرف اللبنانيون، على الاقلّ، ان لا خلاص لوطنهم من دون سقوط النظام السوري الحالي وزواله. بنى هذا النظام كلّ استراتيجيته الاقليمية على فكرة ان الانتصار على لبنان بديل من الانتصار على اسرائيل. كان هناك التقاء على هذه النقطة بالذات بين النظام السوري القائم منذ العام 1970، وحتى قبل ذلك عندما كان لا يزال الراحل حافظ الاسد وزيرا للدفاع، والحكومات الاسرائيلية المتلاحقة. كان لبنان "الساحة" التي يلعب فيها الاسرائيلي والنظام السوري. شجّع الجانبان دائما على ان يكون جنوب لبنان خارج سلطة الشرعية اللبنانية. شجّع النظام السوري باستمرار تهريب السلاح والمسلّحين الى لبنان. استخدم كلّ ما لديه من وسائل ضغط لضرب مؤسسات الدولة اللبنانية. كان مشاركا بشكل مباشر في كلّ الاحداث الدامية التي شهدها الوطن الصغير منذ ما قبل انفراد الاسد بالسلطة. كان مطلوبا في كلّ وقت اثبات ان لبنان دولة لا تستحق الحياة وان كلّ ما يمكن فعله هو وضعه تحت الوصاية. رحّبت اسرائيل دائما بهذه السياسة المعادية للمصالح العربية عموما.

منْ يبحث عن تاكيد للتواطؤ القائم بين النظام السوري والجانب الاسرائيلي على لبنان يستطيع العودة الى المفاوضات التي سبقت الموافقة الاميركية على دخول القوات السورية الاراضي اللبنانية بشكل رسمي في اطار ما سمّي "قوات الردع العربية". وقتذاك استطاع هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميركي الحصول على ضوء اخضر دولي وعربي واسرائيلي للدخول العسكري السوري الى لبنان بحجة ان المطلوب تفادي نزاع اقليمي انطلاقا من الوطن الصغير. في الواقع، كان كيسينجر يريد من القوات السورية "وضع اليد على مسلحي منظمة التحرير الفلسطينية" في كلّ الاراضي اللبنانية. لكنّ اسرائيل اعترضت على ذلك وطالبت ببقاء المسلحين الفلسطينيين في جنوب لبنان على ان تتوقف القوات السورية عند نهر الاولي.

هذا ما حصل بعدما وافق الاميركي والسوري ومعظم العرب على "الخطوط الحمر" الاسرائيلية التي بررتها حكومة اسحق رابين وقتذاك بـ"الحاجة الى الاشتباك مع الفلسطينيين بين وقت وآخر".

قبل ذلك، مهّد النظام السوري لدخوله لبنان عن طريق الاعتراض منذ العام 1973 على اي محاولة بذلتها السلطات اللبنانية لضبط السلاح الفلسطيني. فهذا السلاح دخل لبنان من سوريا قبل ايّ مكان آخر وذلك منذ العام 1968. وزادت كمياته بعد طرد المسلحين الفلسطينيين من الاردن اثر احداث ايلول- سبتمبر 1970. لم يكتف النظام السوري في مرحلة التمهيد لاجتياحه لبنان بارسال السلاح والمسلحين بل شجّع كلّ ما من شأنه اثارة الغرائز المذهبية والطائفية. بدأ بتشجيع عملية تهجير المسيحيين من القرى القريبة من خط الحدود بين البلدين، خصوصا في الشمال والبقاع حيث حصلت مجازر عدة استهدفت هؤلاء. وشجع في الوقت نفسه على دفع مسيحيي القرى الجنوبية القريبة من خط وقف النار مع اسرائيل على اللجوء اليها او طلب حمايتها بعدما دفع المسلحين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الموالين له الى مهاجمة القرى والبلدات المسيحية الجنوبية. وكانت هذه القرى والبلدات في معظمها معزولة.

يمكن الاسترسال طويلا في شرح كيف ان النظام السوري ارسل السلاح بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى مختلف الميليشيات الحزبية على الارض اللبنانية، بما في ذلك الميليشيات المسيحية، في وقت كان يدفع بالفلسطينيين الى تحدي الدولة اللبنانية. كان هدفه النهائي وضع اليد على لبنان والامساك بالورقة الفلسطينية وذلك بغض النظر عن البؤس الذي يحلّ باللبنانيين والفلسطينيين...

تخلّص النظام السوري من كلّ لبناني حاول اعادته الى جادة الصواب بدءا بكمال جنبلاط في العام 1977 وصولا الى رفيق الحريري في العام 2005. كانت كلّ الجرائم الكبرى في حق اللبنانيين، الشرفاء حقّا، مرتبطة به بطريقة او باخرى، بما في ذلك اغتيال الرئيسين بشير الجميّل ورينيه معوّض والمفتي حسن خالد.

خرج المسلّحون الفلسطينيون من لبنان، فاصر النظام السوريّ على ابقاء قواعد لهم على اراضيه في مناطق لا تبعد كثيرا عن الحدود بين البلدين. وهذا امر لم تعترض عليه اسرائيل يوما.

ترافق الخروج الفلسطيني المسلّح من لبنان في العام 1982 مع الاصرار على بقاء الجنوب اللبناني خارج سلطة الحكومة اللبنانية والقوات الشرعية اللبنانية. بقدرة قادر، صار الجنوب تحت سيطرة حزب مذهبي يمتلك ميليشيا مسلّحة تابعة لـ"الحرس الثوري الايراني" بل تعتبر جزءا لا يتجزّأ منه.

ما الذي يمكن ان يخسره اللبنانيون من زوال نظام من هذا النوع كان همه محصورا في تدمير بلدهم من جهة واذلال السوريين من جهة اخرى؟ نجح النظام السوري في الغاء الحياة السياسية في سوريا، لكنّ لبنان قاوم ولا يزال يقاوم. لبنان لا يزال يقاوم لانّ معظم اهله يؤمنون بثقافة الحياة بديلا من ثقافة الموت التي يسعى النظام السوري الى فرضها باسم "المقاومة" احيانا و"الممانعة" في احيان اخرى. انها مقاومة حتى آخر لبناني وآخر فلسطيني...تصبّ في خدمة ايجاد موطئ قدم لايران على شاطئ المتوسّط.

لا شكّ ان هناك لبنانيين يتحمّلون جزءا من المسؤولية في شأن ما حلّ ببلدهم. كلّ الطوائف مسؤولة بعدما لعبت مداورة الدور المطلوب منها لتغطية جرائم النظام السوري او لتسهيلها كما فعل ولا يزال النائب المسيحي ميشال عون الذي لا يستحق لقبا آخر غير لقب "الشبيح الفخري"، خصوصا عندما فعل كلّ شيء لتأمين دخول القوات السورية قصر الرئاسة في بعبدا ومقرّ وزارة الدفاع في اليرزة في تشرين الاوّل- اكتوبر 1990. عاجلا ام آجلا، سيزول النظام السوري، غير مأسوف عليه. ستعود العلاقات طبيعية بين الشعبين السوري واللبناني وبين الدولتين. المهمّ ان لا تسقط سوريا في حرب اهلية يعتبر النظام انها ورقته الاخيرة. ما هو اكثر اهمية من ذلك اقتناع اللبنانيين والسوريين ان دمشق يمكن ان تكون اكثر ازدهارا اذا كانت بيروت مزدهرة... والعكس صحيح ايضا!

 

القمة فشلت في الامتحان السوري!

راجح الخوري/النهار

اهم ما "أنجزته" القمة العربية في بغداد ذلك المشهد المتناقض، الذي جسدته تلك الصورة التذكارية عندما جلس الحاضرون من قادة ووزراء امام جدارية فخمة تعكس خطوط "الارابيسك" في تشكيل فني بديع، يتوسطهم المشير عمر حسن احمد البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بما يعكس تقريباً بؤس الحال على مستوى القرار العربي ومؤسسة القمة! لن يجادل احد هوشيار زيباري الذي استفاض في الحديث عن "النجاح المنقطع النظير الذي حققته القمة"، فهو كوزير للخارجية العراقية مضطر الى اسباغ مثل هذه الكلمات على قمة اقل من عادية، ليس بسبب المشاركة المتواضعة للزعماء العرب فيها، بل بسبب تواضع فعالية هذه المؤسسة التي تعكس ارادة الدول العربية امام العالم، وخصوصاً الآن في مرحلة التحولات العاصفة في اكثر من بلد عربي. كانت اكثر الكلمات تداولاً في اليومين الماضيين: "ان العراق عاد الى العرب وان العرب عادوا الى العراق بعد غياب 22 عاماً". ولكن واقع الاحوال في العراق كما في الدول العربية يستدعي القول: "عودة وبأي حال انت يا عودة"؟ ذلك ان عدداً من الدول العربية دخل مرحلة تحوّل وتغيير في الانظمة والقيادات يغلب عليها الغموض وتسودها فوضى مرحلية ليس من الواضح متى تنتهي وكيف، بينما يقف عدد آخر على ابواب تغيير ليس من المعروف كيف ومتى يبدأ، ذلك ان رياح ما سمي "الربيع العربي" لم تتوقف بعد وان كانت تعصف دماً الآن في سوريا! قمة بغداد سقطت في الامتحان السوري وهو طبعاً الاكثر إلحاحاً في هذه المرحلة، سقطت لا لأن سوريا رفضت سلفاً اي قرار يصدر عنها، ولا لأن بعض الكلمات التي ألقيت فيها كانت على طريقة النعامة اللبنانية والنأي بالنفس، بل لأن محاولات احياء روح "المبادرة العربية" التي دعت الرئيس بشار الاسد في 22 كانون الثاني الماضي الى التنحي لصالح نائبه فشلت تماماً، بعدما تم دفنها في مقبرة كوفي انان ونقاطه الست التي فتحت مع دمشق طريقاً من الردود والرد على الردود لن ينتهي، فها هو الاسد يوافق على خطة انان لكنه لا ينفذ فيوقف النار، بل يدفع بدبابات الى المدن والاحياء في سياق الحل العسكري ثم يفاجىء انان بالقول: وافقنا ولكن لنا ملاحظات والشياطين تكمن عادة في الملاحظات!وفي حين وقف زيباري ينفض قميص عثمان العربي من المأساة السورية مكرراً القول: "ان الازمة دخلت دائرة التدويل" وهي مدولة اصلاً على يد روسيا، كان انان يوسع خريطة زياراته الى العواصم بما يعطي الاسد مزيداً من الوقت، بينما اعلنت موسكو انه وحده الذي يقرر تمديد مهمته او عدم تمديدها، وان اجتماع "اصدقاء سوريا" في تركيا لا يمكن ان يلغي دور مجلس الامن حيث تقيم حاجز "الفيتو" في وجه اي قرار!

 

وشهد شاهد على عصر العمولات وأهله

المستقبل/لم يعد بمقدور مدعي "التغيير والإصلاح" أن يتبجّحوا بهذا الشعار بعد اليوم، ويتمسكوا بصفة هي بالتأكيد لم تكن لهم ولن تكون، وأن ينخروا آذان اللبنانيين بمعزوفة أنهم أصحاب المشروع الإصلاحي والمؤسساتي التي سئمها الناس، بعدما فاحت روائح الصفقات والسمسرات والعمولات في كلّ وزارة وإدارة ولجنة تسلّموها، وآخرها فضيحة استئجار البواخر لزيادة ساعات التغذية للتيار الكهربائي، التي تتكشّف فصولها يوماً بعد يوم، والتي لم يعد الحديث عنها افتراء من المعارضة، إنما أقرار صريح من أصحاب البيت الواحد. هذه الفضائح المجلجلة استدعت موقفاً من عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، الذي دعا في حديث الى "المستقبل" الحكومة الى "المسارعة فوراً الى تشكيل لجنة وزارية للتحقيق بما يقوم به بعض وزرائها المرتكبين وهادري مال الدولة لمصلحة جيوبهم، وأن تحضّر أجوبتها لأننا سنسائلها ونحاسبها في المجلس النيابي". وما دام الاعتراف سيّد الأدلة، ها هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقرّ علناً بأن الشركتين اللتين رست عليهما مناقصة استئجار بواخر الكهرباء ستدفعان 26 مليون دولار كعمولة الى وزيرين في الحكومة، في إشارة واضحة الى الوزيرين اللذين وقفا في الفترة الأخيرة في جبهة واحدة ضدّ ميقاتي من أجل تمرير صفقة استئجار البواخر، على حساب مشروع بناء معامل الانتاج. وتنقل إحدى الصحف التي تنطق بلسان "حزب الله" وفريق سوريا في لبنان، والممولة من ميقاتي، أن الأخير "أكد أمام عدد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية التي التقاها أخيراً أن المعطيات الموجودة في حوزته، تشير الى وجود عمولات ستدفعها الشركتان اللتان رست عليهما المناقصة". وتنقل هذه الصحيفة أيضاً عن أجواء اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة قول الأخير "أنا أعرف أن كل واحدة من الشركتين ستدفع عمولة قدرها 13 مليون دولار، لقاء حصولها على عقد البواخر، وإذ لم يحدد ميقاتي بحسب من التقوه، من سيتلقى هذه العمولة، لكن مقربين منه يشيرون الى اثنين من الوزراء".

أما الإقرار الثاني بوجود الصفقات، فجاء على لسان ميقاتي أيضاً، الذي كشف في مقابلته التلفزيونية ليل أول من أمس، أنه خرج منتصراً من جلسة مجلس الوزراء، لأنه حافظ على مال الدولة، بعد أن وفّر على الخزينة 500 مليون دولار، بتخفيض مدّة استئجار البواخر من خمس الى ثلاث سنوات، بحيث أن هذا المبلغ الذي وفّره يكفي لبناء وتجهيز معمل قادر على انتاج طاقة بقوة 500 ميغاوات.

واشار حوري الى أن "ما كشفه الرئيس ميقاتي يثبت وجود هدر تمّ وضع اليد عليه، وأن تحفّظ الوزراء غازي العريضي، وائل ابو فاعور، وليد الداعوق، ناظم الخوري، نقولا نحاس وعلاء ترو على مشروع الوزير جبران باسيل، هو دليل واضح على أنهم تيقنوا من أن تهريبة مالية ذاهبة الى جيوب وزراء وفريق سياسي". معتبراً أن "هذه الحكومة تضمّ في طياتها وزراء بهدلة ووزراء مرتكبين، ووزراء أصابوا الموقع الوزاري بالكثير من الأذى". وأكد أن "ما أعلنه رئيس الحكومة حول الـ26 مليون دولار، يشكل رأس الجليد في سلسلة الفضائح التي رافقت هذه الحكومة.. هذه الفضائح غير المسبوقة في تاريخ الحكومات السابقة، ولعل ما يزيد الصورة تعقيداً هو ادعاء هذا الفريق النزاهة والشفافية، بينما هو يرتكب أبشع أنواع الهدر للمال العام، ما يجعله في موقع الشبهة أو موقع المرتكب". وتابع "بالحد الأقصى لا مناقصات قانونية، وبالحد الأدنى لا تطبيق للقانون 462 المعروف بقانون الكهرباء الذي ألزم الحكومة بتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء، كمقدمة لكل أعمال الصيانة والتوسع في الكهرباء"، مشدداً على "ضرورة محاسبة هذه الحكومة ووزرائها المرتكبين".

 

انتهى آذار والثورة مستمرة

أسعد حيدر/المستقبل

ينقل "أسديون" عن الرئيس بشار الأسد: "أن المرحلة الرمادية قد انتهت. حان الوقت لأن يحسم المترددون مواقفهم، ويقرروا مع من هم وفي أي صف يقفون". يتابع "الأسديون" مقومين الوضع: لقد وعد الأسد بأن نهاية شهر آذار ستكون نهاية التمرد. ها هو يفي بوعده. قد تقع بعض المواجهات والانفجارات، لكنها ستكون محدودة. على الصعيد الاستراتيجي ربح الأسد وربحنا الحرب. الأسد باقٍ ليس بالضرورة الى الأبد، لكن على الأقل حتى العام 2027 أي بعد أن يكمل ولايته الرئاسية الثانية حسب نص الدستور الذي أقرّ. معركة بابا عمرو نهاية المعارك والمواجهات الواسعة. جولة الأسد لها تأكيد ميداني للنصر، كما أن زيارته للسويداء إثبات على ولاء الدروز السوريين له". يضيف "الأسديون": "قمة بغداد ترجمة واقعية للوقائع التي قامت على الارض. العرب سلموا باستمرار الأسد وأن الحل سيكون تحت سقفه. أما عن كوفي أنان فللأسد شروطه، تلبى فينجح. ترفض فيفشل. هنا الفشل سيكون على حسابهم وليس علينا".

ويتابع الأسديون: التمرد أصبح محصوراً في خط جغرافي يجمع بين ادلب ودرعا وحمص. الباقي هادئ. يمكن التعامل معه لوقت طويل. المهم أن المعارضة تعبت واتعبت الجميع بخلافاتها وعجزها. الحلف الروسي ـ الصيني ـ الإيراني، ازداد وحدة وتصلباً. لا يبدو هذا الحلف مستعداً لتقديم أي تنازلات للولايات المتحدة الأميركية أو الدول العربية الممانعة أو الرافضة للنظام الأسدي.

سقوط نظام كالنظام الأسدي يتطلب اصابته في "عقب اخيل" قائم فيه، أي الاقتصاد والجيش والأمن معاً. سوريا لا تشكو شدة من الحصار الاقتصادي. وضعها أفضل من العراق أثناء الحصار رغم ثروة النفط العراقية. إيران تقدم الدعم المالي بلا حساب، والعراق يشتري انتاج مصانع حلب بما يضمن استمرار هدوء سكانها وتجارها مثلهم مثل الدمشقيين. أما الجيش والأمن فقد ثبت تماسكهما بطريقة اثارت الدهشة في واشنطن، وغيرها من العناصر. أما المعارضات السورية فحدث ولا حرج عن انقساماتها وعدم وجودها على الأرض. كان الوضع أسوأ بكثير في العراق وصمد نظام صدام أكثر من عشر سنوات بعد "عاصفة الصحراء". المعارضة العراقية كانت أقوى وحاضرة أكثر. الشمال الكردستاني كان شبه مستقل ويؤوي هذه المعارضة، والغرب ومعه الكثير من العرب ضده بشراسة غير مسبوقة.

أما الجبهة الأخرى المشكلة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا خصوصاً فرنسا وانكلترا منها وتركيا وبعض الدول العربية فإنها تتفكك وتندفع في مسار تتواضع فيها مطالبها. لم يعد تنحي الرئيس الأسد شرطاً للحل.

القمة العربية فشلت. تواضع سقف مطالبها يؤكد هذا الفشل.

باراك أوباما مشغول بالانتخابات الرئاسية ولا يريد ان يسمع بالحرب المحدودة أو الشاملة في الشرق الأوسط. فرنسا غارقة في حملة انتخابات باهتة ستنتهي على الأغلب بسقوط نيكولا ساركوزي، في جميع الأحوال لن تتبلور السياسة الفرنسية الخارجية قبل انتهاء عطلة الصيف في مطلع أيلول المقبل.

باختصار أمام النظام الأسدي فترة سماح تمتد حتى نهاية الصيف.

طبعاً ليست هذه المدة بلا حركة. لذلك "النظام الأسدي" سيشتري "الوقت". من محاولات شرائه للوقت بتوجيه روسي شديد المركزية، قبول مهمة كوفي أنان. سيتم تفخيخ عملية "الشراء"، بمطالب ظاهرها بريء مثل مطالبة "المجموعات الارهابية" بتوقيف نشاطها. علماً أن لا أحد يملك مثل هذا القرار طالما أن هذه المجموعات إرهابية.

هدف النظام الأسدي، عدم سحب الدبابات والتوقف عن استخدام السلاح الثقيل ضد المدنيين في القرى والمدن، لأن هذا التوقف سيتيح مقتله. مجرد حصول ذلك، يعني خروج المتظاهرين بمئات الألوف على امتداد سوريا. فشل مهمة كوفي أنان يجب أن يأتي من الاسد، حتى ينكشف ظهره أمام الروس والصينيين.

ماذا عن الثورة والثوّار؟

بعد مرور سنة كاملة على الثورة، حان الوقت للقيام بمراجعة حقيقية للأوضاع، لا يمكن التعامل مع النظام الأسدي وكان عام من الثورة قد مرّ دون أن يسقط. صحيح أن الثورة لم تمتد لكن كما يقول معارضون وطنيون حلبيون يجب قراءة الوضع بعقلانية ثورية وليس بعواطف ثورية، يجب تحديد القوى وقدراتها ومساراتها. واشنطن لن تذهب بعيداً في دعمها للمعارضة حتى تعرف "هوية" البديل. إسرائيل يهمها ضمان وجود نظام يضمن حدودها، كما فعل النظام الأسدي منذ العام 1973من جهته، وان يضبط حركة حزب الله في لبنان من جهة أخرى، لا يمكن للمعارضة تجاهل روسيا موقفاً ودوراً، أيضاً إيران، موسكو بما لها من علاقات تاريخية مع سوريا منذ العام 1954 يمكن ان تلعب دور الضامن للحل بعد ان تضمن مصالحها ووجودها. وإيران قادرة على تدوير الزوايا والتعامل مع كل المستجدات المتوقعة منها والطارئة بمقدرة حائك السجاد ولاعب الشطرنج في وقت واحد. وحزب الله ممكن ان يلعب دوراً إذا ما شعر بالاطمئنان. يدرك المعارضون أنفسهم "أن الحزب قلق من حصول تغيير لأنه سيخسر حليفه الأسد وسيجد نفسه في "بحر سني" رافض له ولذلك يمكن طمأنته وان كان عليه أن يستوعب المتغيرات وأساسها انه لن تبقى يده طليقة كما يريد في لبنان".

كل ذلك يؤكد أن مرحلة المراجعة ستكون غنية بالحركة والمتغيرات الايجابية، يستطيع "الأسديون" أن يعلنوا "انتصارهم" كما يقول المعارضون الوطنيون. لكن الواقع أمر آخر خصوصاً اننا نعرف ويعرف كل الشباب في الداخل: "أن طلب الحرية مثل لعق العسل عن الشوك".

 

ملاحظات نقدية لوثيقتَي "المستقبل" و"14 آذار"

نبيل خليفة/المستقبل

بتاريخ 7 آذار 2012، صدرت وثيقة تيار المستقبل تحت عنوان: "تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي". وبتاريخ 14 آذار 2012، صدرت وثيقة 14 آذار تحت عنوان: "من انتفاضة الاستقلال 2005 الى انتفاضة السلام 2012". .. هذه بعض التفكّرات النقدية الأساسية حول هاتين الوثيقتين تذكيراً وتنبيهاً وتوضيحاً للأبعاد الجيو-سياسية والأبعاد الجيودينية لعامية ساحة الشهداء في بيروت في 14 آذار 2005، وللانعطافة الكبرى التي شكلها استشهاد الرئيس رفيق الحريري في تاريخ الفكر العربي والإسلامي. وبعد مرور سبع سنوات على الاستشهاد والعامية، لم يعد جائزاً التستر على الفجوات الكبرى والصغرى التي انعكست سلباً على أداء ثوار الأرز وسمحت للآخرين بالسيطرة على السلطة كمدخل للسيطرة على كل مفاصل الوطن، في سياق استراتيجية واضحة يجري تطبيقها تباعاً على يد جماعة 8 آذار، مستغلة الوضع وسهولة الاختراق في غياب استراتيجية مناهضة لدى 14 آذار.

في تحليل لجيوبولتيك الصراع الدائر في لبنان والمنطقة، يمكن التأكيد على الملاحظات الأساسية التالية:

الملاحظة الأولى: عدم الاستيعاب الكافي لحقيقة وبالتالي لخطورة الصراع في لبنان والمنطقة، من أنه صراع على مستقبل لبنان ومستقبل دول المنطقة. إذاً، ما يحصل ليس مجرد صراع سياسي، بل هو صراع وجودي. فالوثيقتان تركزان على السياسي وتهملان الكياني وعلامته البارزة والمقلقة هي الاكتفاء "بلبنان أولاً" دون "لبنان النهائي" (في وثيقة المستقبل).

الملاحظة الثانية: عدم إجراء تحليل معمق للتحولات الكبرى داخل الطوائف اللبنانية الكبرى الثلاث: السنة والشيعة والموارنة، وهي تحولات أقل ما يُقال فيها إنها شكّلت مسارات جديدة في خياراتها الروحية والإيديولوجية والوطنية. ثم جاءت الثورات العربية لتلقي بظلالها الايجابية أو السلبية على هذه المسارات.

الملاحظة الثالثة: أنه، حتى اليوم، وفي رأينا المتواضع، لم يتبيّن اللبنانيون، ولا يُراد لهم أن يتبيّنوا، الدور الحقيقي والتاريخي للرئيس رفيق الحريري في تحقيق الانعطافة الكبرى، بشخصه وبطائفته، نحو لبنان النهائي كياناً سيداً، ونحو المجتمع الليبرالي التعددي الديموقراطي فلسفة حياة... وجاءت وثائق الأزهر لتشرعن هذا التوجه في الفكر الإسلامي بنظرة إسلامية جديدة للإنسان والمجتمع والسلطة والتاريخ.

الملاحظة الرابعة: في ضوء ما تقدم، لم يستوعب أهل السنة في لبنان، بمن فيهم شريحة عريضة من تيار المستقبل، أنهم مدعوون الى دور جديد في الحياة اللبنانية، دور الخيارات الجذرية وطنياً وفكرياً، وهذا يفرض عليهم أن تكون لديهم، مع حلفائهم، استراتيجية واضحة تسقط معها سياسة التسويات والحيرة والتردد. استراتيجية تجبه التحديات الكبرى التي يواجهها لبنان والمنطقة في المرحلة الراهنة. وأبرز نموذج لذلك هو الموقف من "المقاومة". فبعد القرار 1559 وبيان مجلس الأمن في 18/6/2000، لم يعد هناك مقاومة في لبنان بمفهوم الشرعية الدولية. بل بقيت مقاومة بمفهوم شرعية ولاية الفقيه. وعليه، يمكن فهم المشاعر العميقة التي يختزنها الشارع السني لفكرة المقاومة في فلسطين. فالآخرون يساندون القضية أما السنّة، فهم القضية.

.. ولكن ثمن القبول بمقاومة في ظل شرعية ولاية الفقيه كان.. سيكون 7 أيار أو ما يشبهه ويكرّره!.

الملاحظة الخامسة: عدم التنبه والتنبيه كفاية، الى جوهر وغاية وأهداف ومفاعيل ثورة الإمام الخميني بآفاقها وخلفياته الإيرانية/الشيعية. إذ هي تعلن وتعمل علانية وبفخر جهادي للسيطرة على العالم الإسلامي، كل العالم الإسلامي، مع أنها لا تشكل فيه سوى نسبة 15% (بحسب صحيفة اللوموند: هناك 216 مليون شيعي في العالم مقابل 1,184 مليار سني أي 85%).

الملاحظة السادسة: من أجل تحقيق غايتها تلك، عمدت الحركية الشيعية الى تصور معكوس للتاريخ. فكما استخدم صلاح الدين الأيوبي (السني) القضية الفلسطينية (سقوط القدس 1187) لاسترجاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيه مصر، من يد الصليبيين والشيعة الفاطميين، ها هي الثورة الإيرانية مباشرة، وبواسطة حزب الله، وبكاريزما سماحة السيد حسن نصرالله، تستخدم القضية الفلسطينية كرافعة تاريخية، لإيران وحزب الله في آن، وتتخذها ذريعة للسيطرة على الشارع العربي/السني، في ظل أنظمة مستسلمة، وأنظمة ممانعة بالكلام ومستسلمة بالفعل!.

.. وكانت قد شرعت فعلياً بتنفيذ هذا المخطط في ضوء الكاريزما.. والتشييع!.

الملاحظة السابعة: إن صعود الحركية الإسلامية السنّية عبر ثورات الربيع العربي كان بمثابة إعدام فوري ومباشر للمشروع الإيراني: استعاد فيه السنّة المبادرة فلسطينياً وفكرياً وسياسياً، فانتقلت الحركية الشيعية من موقع الهجوم الى موقع الدفاع. وكانت هالة الرئيس رفيق الحريري حياً وميتاً جزءاً أساسياً من هذه الانعطافة في مسار التاريخ الإسلامي المعاصر في الشرق الأوسط. من هنا حقد الحاقدين المستمر عليه وعلى عائلته مؤججاً في قلوب أناس رأوا آمالهم ومشاريعهم تنهار بين أيديهم! وبديل تحقيق الانتصار صاروا يعملون لتلافي الانكسار!.

الملاحظة الثامنة: ضرورة العودة الى الشعار الشهير: "لكي ننجح علينا أن نُقنع". وفي هذا يطرح التساؤل المقلق، وبخاصة لدى المسيحيين، حول صعود التيارات الإسلامية مع الربيع العربي ونجاحها في الانتخابات! إن مهمة بعض رجال الدين المسيحيين المسيّسين، ليس استغلال هذه الظاهرة لنقد الربيع العربي بل العمل على فهمها وشرحها للناس. هذا يفترض منطقياً وعلمياً العودة الى مصدر الشرعية في أنظمة الحكم في العالم العربي:

فهناك الشرعية الدستورية القانونية، وهي مهلهلة وبحاجة للتغيير.

والشرعية الثورية غير الموجودة في ثورات انطلقت عفوية بدون مانيفست.

والشرعية العقائدية وقد أكلها صدأ التاريخ: ماركسية واشتراكية وبعثية...

والشرعية الكاريزمية، ولم تبرز بعد عبدالناصر قيادة كاريزمية عربية سنية إلا من خلال رفيق الحريري، في حين أن كاريزما سماحة السيد نصرالله لم تعد تتناسب ومستلزمات الربيع الجديد بطبعته العربية/السنية.

ماذا بقي من مصادر الشرعية؟ بقي مصدر أخير خامس ووحيد هو مصدر التقليد، أي الدين، وهو حكماً الدين الإسلامي، دين الغالبية العظمى من الشعب العربي. مع تعديل جوهري فيه وهو: إسقاط مفهوم ولاية المتغلب (في المفهوم السني)، وبالطبع استبعاد مفهوم ولاية الفقيه (بالمفهوم الشيعي)، إذ لم يعد جائزاً (بحسب الأزهر) إضفاء الشرعية الدينية على عامل القوة والغلبة في الاستيلاء على السلطة خارج حق اختيار الأمة وقبولها لمن يتولى السلطة فيها. وهكذا تم إرساء قاعدة تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة باعتماد النظام الديموقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر كآلية لتبادل السلطة. كما ذهبت وثائق الأزهر الى ما هو أبعد، أي الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي والإبداع. لقد تم الانتقال، في مهفوم السلطة، من كسر الشوكة والتغلب والاستبداد الى شرعية الاقتراع وحرية اختيار الشعوب لحكامها، فأصبحت شرعية أي سلطة مرهونة بإرادة الشعب. لم يَعُد الإسلام "وحده هو الحل"، بل صار الجمع بين معطيين: المعطى المنزّل (كما يسميه محمد أركون)، أي دور الله، والمعطى المعقلن، كما نسميه، وهو دور الإنسان. وتكون الخلاصة في مألفة بين المعطيين: إرادة الله (في الشرع) وإرادة الشعب (في الديموقراطية).

الملاحظة التاسعة: هي في استسلام المستقبل و14 آذار لطروحات واجتهادات بعض الأنتلجنسيا التي عرفت بماضيها الإيديولوجي الماركسي ثم غادرت هذا الحيّز حاملة معها قدراتها "الديالكتيكية" لتفرغها في الحقل الفكري "للمستقبل" وخصوصاً لـ14 آذار، وهما بحاجة ماسّة الى "التنظير" السياسي في مرحلة تحوّل وبناء.. ومع أن مثل هذه الانتلجنسيا تتمتع بحدّ عالٍ ورفيع من الثقافة والفهم والاحترام، فإن مأزقها الأساسي الذي انعكس على مختلف النصوص المصاغة طوال سبع سنوات هو في القدرة على "الحبك السياسي" وعدم القدرة على الارتقاء الى مستوى الاستراتيجية السياسية التي هي بحاجة الى بلورة إيديولوجية متكاملة، الأمر الذي لا يتيحه ماضي هؤلاء "المنظّرين" الفكري، إذ يستحيل عليهم صياغة إيديولوجية بديلة للإيديولوجية الماركسية التي طبعت تفكيرهم التاريخي.

وعلى هذا يمكن القول إن "المستقبل" و14 آذار لا تزالان حتى الآن من دون استراتيجية حقيقية، وهو ما يسمح للآخرين (8 آذار) بتسجيل النقاط عليهم في أكثر من مجال. وكنا قد دعونا منذ البداية الى أن يكون لثورة الأرز استراتيجية كاملة وواضحة ومتماسكة تأخذ في الاعتبار الوضعية اللبنانية/ العربية/ الاسلامية/ الدولية على مستوى لبنان والمنطقة بما في ذلك تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي، في ضوء الصراع على مستقبل لبنان والمطامع الإيرانية في السيطرة على العالم الإسلامي انطلاقاً من بلدان الشرق الأوسط.

في الخلاصة، إن رياح التغيير تهب لمصلحة القوى الحية، قوى التغيير والتجديد، القوى التي تناضل من أجل حرية الأوطان والأشخاص والجماعات. إنها تمارس المقاومة الأشرف في التاريخ، وهي المقاومة من أجل الحرية. بقي عليها أن تتسلح بالوعي الكافي لمجابهة ما يواجهها من تحديات وصعوبات.. وهذا يفرض عليها "أن ترى صحيحاً وأن ترى بعيداً"، كما كان الأثينيون يطلبون من قادتهم الاستراتيجيين ليختاروهم لحكم أثينا!.. فكيف بهم لحكم لبنان!!.

() باحث في الفكر الاستراتيجي

 

الحاج حسن زار عون وعرض معه قضايا إنمائية: الفاسدون ينهارون امام الرقابة الممارسة من الحكومة

وطنية - 30/3/2012 إلتقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وزير الزراعة حسين الحاج حسن في حضور النائب سيمون ابي راميا.

بعد اللقاء، قال الحاج حسن: "تشرفت بزيارة دولة الرئيس العماد ميشال عون لوضعه في صورة الوضع في وزارة الزراعة وملف الغذاء والقضايا الانمائية المتعلقة بعدد من المناطق اللبنانية وكان هناك شرح مستفيض في هذا الشأن. كما تطرقنا الى الامور التي حصلت في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لاسيما موضوع الكهرباء والتعيينات والنفط قريبا على مستوى المراسيم وتعيين هيئة النفط. كما تطرقنا الى قضايا أخرى انمائية واقتصادية. وأكدنا على متانة التحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وعلى اهمية الحفاظ على الاستقرار والتطور الايجابي في عدد من القضايا الوطنية اللبنانية".

سئل: لماذا نرى اليوم هذا الكم الهائل من الفساد في هذه الحكومة؟

اجاب: "هذا الفساد عمره 20 سنة واليوم نحن نكشفه والفساد ليس وليد الصدفة، هو يظهر من جراء عمل الوزارات وهي تقوم بدورها. لم يبدأ الفساد امس، الفاسدون ينهارون امام الحال الرقابية التي تمارسها الحكومة. اريد ان اوجه تحية الى وزارة العدل ووزير العدل الذي بعهده بدأ القضاء يأخذ الاجراءات الاكثر قوة بحق الفاسدين فيما في الماضي تحول ضبط المليار ليرة لبنانية الى 50 مليونا.

استغرب اليوم كيف يرمي البعض المسؤولية على هذه الحكومة التي تفضح الفاسدين ونحن نحاسب الفساد ونستأصله ويسجل للحكومة ولا يسجل عليها".

سئل: هل هذا المسار مكتمل في كل الوزارات؟

اجاب: "لقد رأيتم كيف فتح وزير الصحة ملف مياه الشفه. وزير السياحة يتابع ملفات تصنيف الفنادق والمطاعم، وزير الاقتصاد ومصلحة حماية المستهلك يقومان بدورهما. وايضا رأيتم وزارات الصناعة والبيئة والزراعة ويجب ان يسجل هذا للوزارات. هناك اشخاص مهما عملنا سوف يتحدثون في السياسة، هذا امر نعرفه ولكننا نحن نطلب من المواطن اللبناني ان يعرف ماذا يجري ويحكم. اليوم هناك 20 موقوفا فيما في السنوات الماضية لم يوقف فاسد واحد في ملف الغذاء. في الماضي حولت 20 قضية ولم يكن هناك اي موقوف، اليوم لدينا بعض القضايا و20 موقوفا".

أضاف: "لقد قرأت تعليقات البعض ولن اقف عندها، وهي ان هناك مواد فاسدة ترمى على الطرق، نحن نقوم بدرس اجراء مع وزارة الاقتصاد وهو ان نسمح لبعض الذين لديهم مواد فاسدة او منتهية الصلاحية ان يصرحوا عنها ولا يرموها. هذا اجراء سنتخذه بالاضافة الى دراسة القانون وسننهي بعض التقنيات فيه وهو الزامية التراخيص للمستودعات. هذه الاجراءات تدل على ان الحكومة ذاهبة بقضية الفساد الى الآخر وان حكومة عمرها سنة وقامت بكل هذه الانجازات".

 

نصرالله خلال افتتاح "مجمع السيدة زينب": المعطى السياسي يقول ان الحكومة مستمرة وعلى الجميع التفاهم

الرهان على فشلها خاسر فالحكومات في لبنان تسقط وتشكل بالسياسة

قضية فلسطين برقبة الأمة وشعوبها لكن مع الأسف هناك من تخلى عنها

الوضع السوري أصبح واضحا بعضه حسم نهائيا وبعضه تراجع الحديث عنه

ما يجري في البحرين مأساة حقيقية وتجاهله يزيد من المظلومية

متمسكون بالارض والمقدسات ومستمرون في النضال لنصرة فلسطين

العدو اراد سحقنا ونقول له نحن هنا باقون وأنتم الى زوال

 نص كلمة السيد نصرالله بمناسبة ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين 

 من موقع حزب الله، المنار/كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة "ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين" يوم الأحد 04-03-2012

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

يشرّفني أن ألقي كلمة الإفتتاح لهذا الملتقى الكريم، والذي يهدف إلى الإعلان عن القدس عاصمة لفلسطين والعرب والمسلمين، من موقع الإرادة الشعبية. وطبيعة البرنامج أنه هناك مجموعة كلمات في هذا الملتقى، تفرض عليَّ أن أتحدث باختصار شديد، ولذلك أنا كتبت وسألتزم بالنص حتى لا نأخذ وقتاً أطول.

سأتكلم عن القدس،عن الواقع الحالي والتحديات، عن المسؤولية والخيارات، عن الافق والمستقبل.

أولاً: في الواقع الحالي: مسألة القدس من جوانبها المتعددة هي مسألة فريدة في هذا العالم حالياً، يعني لا مثيل لها ولا نظير، فهي مدينة مقدّسة من أرض مقدّسة، ومدينة مباركة ومبارك ما حولها، وهذا ما تُجمع عليه الديانات السماوية. ولذلك هي حاضرة في عقيدتي وثقافتي ووجدان مليارات البشر من المسلمين والمسيحيين في العالم، والذين يسكنون القارات الخمس، تتطلع إليها عيونهم وتهوي إليها أفئدتهم. لا يوجد مدينة مشابهة للقدس في العالم، وهي فعلياً إضافة إلى قداستها، تضم العديد من مقدّسات المسلمين والمسيحيين من المسجد الأقصى إلى كنيسة القيامة وغيرهما.

ومن جهة أخرى، هي مدينة خاضعة للإحتلال من قبل من لا يمتّ بصلة إلى كل هذه المليارات من البشر، ولا يمثّلهم بأي شكل أو عنوان أو ميزان، وهي أيضاً ما زالت تحت الاحتلال تنوء تحت الإحتلال منذ عشرات السنين، وقد تم الإعلان عنها عاصمة أبدية لكيان إرهابي عنصري إستيطاني مصطنع معادٍ لهذه الأمة، ولكل هذا المحيط هو "إسرائيل"، وهناك جهود حثيثة لإعلانها عاصمة أبدية لما يسمى بالشعب اليهودي في العالم. هذه الجهود ما زالت قائمة، وهناك مشروع أو اقتراح قانون يُدرس في كنيست العدو.

وهي كانت طوال التاريخ (القدس) محوراً أساسياً للصراع في المنطقة، وعليها كانت كذلك أيضاً في القرن الماضي وما زالت وستبقى كذلك في المستقبل، ومن أجل السيطرة عليها قسمت هذه المنطقة بـ "سايكس بيكو"، ومن أجل إحكام السيطرة عليها خطّط دائماً لمشاريع جديدة كان آخرها مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي أسقطته حركات المقاومة ودول الممانعة، وسنبقى نواجه المشروع تلو المشروع الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وفي قلبها القدس، وعلى محوريتها سيرسم مستقبل هذه المنطقة أي بكلمة واحدة: "قولوا لي (أين القدس) أقل لكم أين ستكون المنطقة".

وهي اليوم (القدس) تتعرض لحملة تهويد منظمة، وأيضاً تتعرض فيها مقدسات المسلمين والمسيحيين إلى الإهانة والتدنيس من جهة، وإلى خطر التخريب والتدمير والمسح من جهة أخرى، كما يتعرض سكانها الأصليون والتاريخيون إلى عملية تهجير وإقصاء وإبعاد لتصبح المدينة خالية من سكانها المسلمين والمسيحيين ومن مقدساتهم أيضاً، ولتصبغ بلون واحد معروف.

إذاً، في مسألة القدس، نحن حقيقة أمام واقع فريد لا مثيل له في العالم، وأمام تحدٍّ حقيقي يرتبط بهوية ومستقبل ومصير هذه المدينة المقدسة.

ثانياً: في المسؤولية والخيارات: أنا اعتقد أن كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي، أن كل واحد من هؤلاء يتحمل مسؤولية وطنية قومية وأخلاقية وإيمانية ودينية تجاه هذه المدينة المقدسة وتجاه مستقبلها وهويتها ومصيرها.

ثالثاً: إنني أود أن أشدّد بشكل خاص على المسؤولية الإيمانية والدينية، أو بحسب المصطلح "(المسؤولية) الشرعية". نحن أيها الإخوة نؤمن بيوم القيامة ويوم الحساب، ونؤمن بنوعين من يوم الحساب في ذلك العالم الآخر: حساب الأفراد وحساب الأمم والجماعات، وإننا جميعاً سنسأل ونحاسب كأفراد وأمة وجماعات، ماذا فعلنا للقدس ولفلسطين وفي مواجهة هذا التحدي؟

إن الأجيال التي عاصرت قيام دولة الكيان الصهيوني وخصوصاً إحتلال القدس تتحمل المسؤولية، كل هذه الأجيال في أمتنا، تتحمل المسؤولية بنسب متفاوتة وستسأل يوم القيامة عن ضياع القدس، (بالدنيا يمكن لا أحد يسأل أحد ولا أحد يحاسب أحد). ولكن كما أن مضي الزمان لا يجعل الحق باطلاً ولا الباطل حقاً، فإن مضي الزمان لا يسقط المسؤوليات في الدنيا ولا يغيّر الحساب يوم القيامة، الناس ينسون ويهملون ويتجاهلون، أما بين يدي الله سبحانه وتعالى ميزان الحق.

نحن أغلبنا من الجيل الذي بلغ سن التكليف بعد (1967)، يعني بعد احتلال القدس وضياعها، وبالتالي لسنا شركاء في تحمّل مسؤولية ضياعها وإحتلالها، ولكننا بالتأكيد نتحمل جميعاً مسؤولية بقائها تحت الإحتلال الى اليوم، وسنُسأل، وعلى كل فرد منا وكل جماعة منا وكل تنظيم وحركة وحزب وتيار وجمعية ومؤسسة وعشيرة وقبيلة وشعب وقطر أن يُعدّ جواباً يوم القيامة عما قدَّم وفعل وما أنجز على طريق تحريرها واستعادتها....

أيها الأخوة والأخوات، إن الواجب والمسؤولية يفرضان على هذه الأمة هدفاً مركزياً كبيراً يجب السعي لتحقيقه، وهو تحرير القدس من دنس الاحتلال، والعمل الجاد في هذا السبيل. وإلى أن يتحقق هذا الهدف، هناك تحديات أخرى يجب مواجهتها يومياً وبكل الوسائل المتاحة، أعني الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ على أهلها من التشريد والتهجير ومواجهة تهويد القدس، وهذا يمكن إنجازه من خلال برامج موضوعة ومدروسة. يعني لسنا بحاجة إلى وضع برامج وندرس برامج، عقدت الكثير من المؤتمرات، أسست مؤسسة القدس الدولية، وشكلت مؤتمرات عديدة في طهران وغير طهران، وأعتقد على مستوى البرامج لا يوجد أي نقص. ما نحتاجه في هذه المواجهة، في مواجهة التهويل والدفاع عن المقدسات والحفاظ على هوية القدس وسكانها، نحتاج إلى العمل والجدية وإعطائها الأولوية اللازمة.

أما في الخيارات، من الواضح أن خيار التفاوض لاستعادة القدس ليس واقعياً، لأنه وبمعزل عن الموقف من مبدأ المفاوضات، وبمعزل عن الموقف من عملية التسوية ككل، ولو سلمنا جدلاً أن التفاوض مع العدو يمكن أن يجد حلاً لقسم من الأرض الفلسطينية المحتلة، أو لجزء من اللاجئين الفلسطينيين أو غيرها من القضايا المطروحة، إلا أنه من المحسوم  والمقطوع به أن القدس لا مكان لها في هذا السياق، بسبب الاجماع الإسرائيلي على التمسك بها عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، يعني ليس هناك مجال للتفاوض، فهو غير قابل أن يفاوض عليها، لا على القدس الشرقية ولا على المسجد الأقصى، ولا فوق الأرض ولا تحت الأرض، هذا كله خارج النقاش وخارج التفاوض.

يضاف إلى ذلك، التبني الغربي والأميركي المطلق لإسرائيل وأمنها وتفوقها العسكري والذي اعتبره الرئيس أوباما  قبل أيام التزاماً مقدساً، يعني ارتقى بهذا الالتزام من مستوى الالتزام الاستراتيجي أو السياسي أو الانساني،  بحسب اعتبارهم، إلى مستوى القداسة، اي غير قابل للنقاش. وبين هلالين لم نسمع أحداً من حلفاء وأصدقاء أمريكا والإدارة الأميركية والمراهنين عليها في العالم العربي والإسلامي علقوا بكلمة واحدة على هذا الالتزام المقدس. هذه الحقيقة التي لا نقاش فيها لا تبقي أمام الشعب الفلسطيني ومعه الأمة بأجمعها، سوى خيار المقاومة والجهاد المسلح.

أما في الأفق والمستقبل، نحن نعتقد أن التحولات الكبرى في المنطقة، والتي كان لحركات المقاومة في إنجازها وفي صنعها نصيب وافر، وأن التحولات الكبرى الجارية في العالم على أكثر من صعيد، تجعلنا نشعر أننا أقرب إلى تحقيق هدف تحرير القدس من أي زمن مضى.

وعلى سبيل المثال:

ـ صمود الشعب الفلسطيني خلال كل العقود السابقة بالرغم مما تعرض له هذا الشعب من حروب ومخاطر وعمليات إبادة وتشريد ... ورفضه للاستسلام وللتسويات وللشروط الإسرائيلية.

ـ العجز الدولي وحتى العربي الرسمي عن تصفية القضية الفلسطينية وبالتالي بقاء هذه القضية حية حاضرة قوية في الوجدان والمعادلات والميادين، وفي هذا السياق كان إعلان الإمام الخميني قدس سره الشريف عن آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس  واحداً من أشكال إبقاء هذه القضية حية.

ـ سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، المساندة بالمطلق لهذا الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، وعلينا هنا أن نقف حقيقة باجلال أمام هذه الجمهورية وأمام شعبها وأمام قادتها الذين يعلنون وبوضوح  وبدون أي لبس، أن إسرائيل هذه غير شرعية وأنها غدة سرطانية وأنها يجب أن تزول من خارطة الوجود، مع أن إيران دولة ولها مصالح ولها علاقات وجزء من المجتمع الدولي وتتعرض لضغوطات، ولكن حتى في الموقف وفي الرؤية هي لا تلجأ إلى التكتيك، تعبّر عن استراتيجية وعن العمق بشكل سليم وواضح.

ـ انتصارات وانجازات المقاومة في لبنان وفلسطين وأخيراً في العراق.

ـ التحول الكبير في مصر، والذي اعتبره الصهاينة زلزالاً يهدد وجود كيانهم.

ـ التحول الكبير في العراق، والذي إذا قدر له، يعني العراق، أن يستعيد عافيته بسرعة، يستطيع أن يلعب دوراً مركزياً في هذا الصراع، كما نعلق نحن في هذا المجالا آمالاً كبيرة، على القوى العراقية وعلى المقاومة العراقية، وعلى الشعب العراقي.

ـ ضعف وتراجع الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً وعلى أكثر من صعيد ومستوى.

ـ التحولات داخل كيان العدو، الثقافية والمعنوية والنفسية والعسكرية والسياسية.

ـ ثبات محور المقاومة من إيران إلى سوريا إلى حركات المقاومة في مواجهة كل التحديات.

ـ فشل التسوية وعمليات التطبيع.

ـ قبول الأمة لخيار المقاومة، واقتناعها بجدواه أكثر من أي زمن مضى، واستعدادها للمضي في هذا الطريق كما أثبتت السنوات الماضية.

هذه كلها عوامل استراتيجية، عوامل كبيرة جداً تضعنا على هذا الطريق ونحو هذا الهدف، وتجعل الحديث عن هدف تحرير القدس حديثاً واقعياً يستند إلى الأدلة والمعطيات الاستراتيجية والإقليمية والدولية والمحلية.

أيها الأخوة والأخوات، مكتوب لهذه الأمة أن يجري عليها ما جرى على الأمم السابقة، نفس القوانين والسنن الإلهية والتاريخية التي حكمت الأقوام السابقين تحكمنا. عندما رفض بنو إسرائيل الاستجابة لنداء نبي الله موسى عليه السلام ودعوته لهم بالدخول إلى الأرض المقدسة وقالوا له إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وحكم عليهم بالتيه أربعين سنة في صحراء خالية، وعندما لم تستجب هذه الأمة لاستغاثة القدس وشعب فلسطين في القرن الماضي، وعجزت وتخاذلت عن حماية الأرض المقدسة، وأضاعت المدينة المقدسة، ضربت على هذه الأمة الذلة والمسكنة وحكم عليها بالتيه أيضاً في صحراء الضياع والتمزق والحيرة والوهن أربعين عاماً.

أيها الأخوة والأخوات، لقد انقضت الأربعون عاماً، ووُلد من رحم المعاناة والتحديات والتحولات الكبرى أجيال جديدة تؤمن بأن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، فهو درع الله الحصينة وجُنّته الوثيقة، وأن طريق المقاومة هو طريق العزة والكرامة والتحرير والنصر.

لقد خرجنا من التيه، وبدايات العلامات، كان تحرير الجنوب في عام 2000 وتحرير قطاع غزة بعد ذلك، وتأكيد العلامات على خروج الأمة من التيه كان انتصار المقاومة في حربي تموز في لبنان وحرب غزة في فلسطين.

إن كل المعطيات العقائدية والفكرية والواقعية والسياسية والمعنوية والميدانية، تؤكد وعلى ضوء السنن والقوانين أننا دخلنا زمن الانتصارات وغادرنا زمن الهزائم.

في الماضي كتب (الإمام) الحسين (ع) لمن خلفه "من لحق بنا استشهد ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح"، واليوم يقول المقاومون في هذا الزمن لكل أبناء هذه الأمة، في طريق مقاومتنا في لبنان وفلسطين والمنطقة: من لحق بنا صنع النصر وانتصر ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  المصدر: العلاقات الاعلامية -حزب الله

 

ياي.  شو قاومنا

أنطوان سعادة

مش معقول شي بلوي القلب، شي ببكي، أعصابك ما بتعود حاملتك

انت رجال وطني ودمك فاير وعقلانك شغل ايدك خاصة بهيك مواضيع

ما كنت مصدق شو عم اسمع مافي ابشع من هيك يا حرام ما حدا توجع ولا انهان لهذه الدرجة

بتاريخ المقاومات العظيمه يلي قامت بتاريخ الشعوب ما سمعت عن شي بيترك اثر بدو طب نفس مثل ما سمعت بهذه أليلي العجيبة

نبيل نقولا ايدي عم ترجف مش قدران كمل لأنو نبيل بك ببرنامج حديث البلد عم بخبر عن مقاومته العظيمة بباريس

يالطيف شو سمعت كتير ولو

مقاومة ورق العنب

تصورو شو تعذبو الشباب وشو قاوامو بباريس

قال شو :

بدن يهربو كاميرا حتى يصورو الجنرال

شوفو العذاب النفسي شوفو الخطه العجيبة

طنجرة ورق عنب

كاميرا

كيس نيلون

قلب قوي

همة قوية

كل هودي حتى يقومو الشباب بل المهمة الجيمس بونديه

انتباه

حطو الكاميرا السرية بكيس النيلون المصنوع خصوصي للمهمة

حطو الخلطة السرية بكعب طنجرة

عملو بغير طنجرة ورق عنب ملفوف بعناية

حطو ورق العنب فوق الكاميرا وكيس النيلون

الان الان وليس غداً الطنجرة بدا تفوت لعند الجنرال

على باب الفيلة فيلة المقاومة بوليس سأل الشباب :

شو في بلطنجرة؟

هون نبيل الشاطر المقاوم المخضرم صاحب القلب القوي كان كتير ذكي وقال:

فيها ورق عنب

قال البوليس: طيبين

يعني سوأل بفزع

تفضل دوق

مش معقول يا نبيل شو قوي كيف قدرت يا زلمة

بس البوليس فزع من نبيل البطل وقال : كتير طيبين

وفاتت الكاميرا

أنا هون بتركن لضميركن حاج تقولو انو الجنرال ما قاوم

هذا هو النضال يا صغار النفوس

شفتو شو قاوامو