المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 10 نيسان/2012

رسالة القديس بولس الرسول إلى روميه 06/01-14/ الموت والحياة مع المسيح

فماذا نقول؟ أنبقى في الخطيئة حتى تفيض نعمة الله؟ كلا! فنحن الذين متنا عن الخطيئة كيف نحيا فيها بعد؟ ألا تعلمون أننا حين تعمدنا لنتحد بالمسيح يسوع تعمدنا لنموت معه، فدفنـا معه بالمعمودية وشاركناه في موته، حتى كما أقامه الآب بقدرته المجيدة من بين الأموات، نسلك نحن أيضا في حياة جديدة؟ فإذا كنا اتحدنا به في موت يشبه موته، فكذلك نتحد به في قيامته. ونحن نعلم أن الإنسان القديم فينا صلب مع المسيح حتى يزول سلطان الخطيئة في جسدنا، فلا نبقى عبيدا للخطيئة، لأن الذي مات تحرر من الخطيئة. فإذا كنا متنا مع المسيح، فنحن نؤمن بأننا سنحيا معه. ونعلم أن المسيح بعدما أقامه الله من بين الأموات لن يموت ثانية ولن يكون للموت سلطان عليه،  لأنه بموته مات عن الخطيئة مرة واحدة، وفي حياته يحيا لله. فاحسبوا أنتم أيضا أنكم أموات عن الخطيئة، أحياء لله في المسيح يسوع ربنا. فلا تدعوا الخطيئة تسود جسدكم الفاني فتنقادوا لشهواته، ولا تجعلوا من أعضائكم سلاحا للشر في سبيل الخطيئة، بل كونوا لله أحياء قاموا من بين الأموات، واجعلوا من أعضائكم سلاحا للخير في سبيل الله،

فلا يكون للخطيئة سلطان عليكم بعد الآن. فما أنتم في حكم الشريعة، بل في حكم نعمة الله.

 

عناوين النشرة

*الياس بجاني/بطريرك الموارنة الراعي يحتفل بقداس الفصح بغياب الموارنة السياديين

*20 قتيلاً في اعتداء على كنيسة شمال نيجيريا

*المحادثات النووية بين ايران والدول الكبرى ستستأنف في اسطنبول السبت

*القوات" تأسف لتعري بعض الساسة والاعلام من اي اعتبار اخلاقي في مقاربة محاولة اغتيال جعجع: القائد لا يتوقف عند الصغائر التي لا تشبه الا اصحابها

*جعجع عبر الشاشة في زحلة: من واجه حربا بحجم حرب زحلة والاشرفية وبلا... لن تُثنيه بعض الرصاصات

*انتشروا في المناطق المسيحية المتاخمة لمعقل "حزب الله" ما كاد يفجر حرباً أهلية/مئات المقاتلين حاصروا الضاحية بعد محاولة اغتيال جعجع

*شمعون لـ"السياسة": محاولة تصفية جعجع هدفها إضعاف المسيحيين

*فريد حبيب لـ"السياسة": النظام السوري خطط لاغتيال جعجع و"حزب الله" نفذ

*اشكال بين عائلتين في حي السلم يتطور الى اطلاق نار و3 سرقات مختلفة

*ميقاتي يؤكد لجنبلاط أنه لن يدخل في خلاف معه بسبب قانون الانتخاب

*زهرمان لـ"السياسة": تسليم الحكومة نازحين لسورية يجعلها شريكة في الجرائم

*جنبلاط: الوقوف مع الشعب السوري لايعني تغيير التحالفات الداخلية

*الراعي لسليمان في قداس الفصح: نعمل معكم لوحدة الشعب اللبناني بعيداً من أي انقسام

*عيد الفصح للطوائف المسيحية بالتقويم الغربي.. قداديس وعظات

*الشيخ نبيل قاووق ببغاء أسدية ولم يترك عبارة يستعملها النظام السوري إلا وكررها..ببغائيا

*شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن هنأ اللبنانيين والمسيحيين بالفصح ودعا الى سلوك طريق التفاهم والحوار وتعزيز الدولة

*السنيورة اتصل بحداد ونصار معايدا بالفصح: محاولة اغتيال جعجع نوع جديد من العمليات المستنكرة وعلى الحكومة متابعة خطواتها لكشف ملابسات الحادثة

*وفد من "القوات"- صيدا الزهراني زار حداد مهنئا

*المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هنأ قائد اليونيفيل باستلامه مهامه وتفقد الموقع الجديد لمركز الأمن العام الحدودي في الناقورة

*الدول الغربية ستطالب طهران بتفكيك موقع قم ووقف تخصيب اليورانيوم  وطائرات تابعة لـ"سي آي إيه" تراقب المواقع النووية الإيرانية

*هيومن رايتس ووتش تندد بسياسة اعدامات غير قضائية في سوريا

*سقوط قذائف من سوريا على عدد من القرى في محيط بلدة المشارفة بوادي خالد

*الجيش السوري يطلق النار على مخيم للائجين في تركيا ويقتل عددا من السوريين واشتباكات عنيفة وعمليات عسكرية مكثفة للقوات السورية

*العسكرة والسياسة في الثورة السورية/غسان المفلح/السياسة

*الجيش الحر" رفض تنفيذ طلبه تقديم التزامات خطية ولن يسلم السلاح   

*نظام الأسد يلتف على مبادرة أنان ويواصل ارتكاب المجازر

*فعلا.. فهمتم الأسد خطأ!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*خيار الأقليات في المشرق العربي.. إما الريادة أو «التصهين/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*خيارات إيران المحدودة للخلاص/كريم سجدبور/الشرق الأوسط

*من أوعز إلى الجنرال بتصفية " أبنائه"؟/العميد الركن وهبي قاطيشه

*النائب جوزيف معلوف لـ"النهار" الكويتية": وصف "التيار الوطني" محاولة اغتيال جعجع بـ"المسرحية" يدلّ على مستواهم الاخلاقي وإفلاسهم

*مقابلة من جريدة السياسة مع الرئيس امين الجميل

*لبنانيون تم قتلهم في "تايتانيك" رمياً بالرصاص

 

تفاصيل النشرة

بطريرك الموارنة الراعي يحتفل بقداس الفصح بغياب الموارنة السياديين

الياس بجاني/08 نيسان/2012/كم كان البطريرك الراعي في قداس الفصح وحيداً ومعزولاً ويتيماً ومتروكاً وخارجاً عن ثقافة الموارنة ومغرباً عنهم وعن ثوابت وتقاليد الصرح الذي أعطي له مجد لبنان. من المحزن أن الراعي البطريرك الماروني هو حقيقة لا يشبه الموارنة السياديين ولا يمثلهم. هو لا يعرفهم وهم لا يعرفونه. هم غرباء عنه وهو غريب ومغرباً عنهم. كم كان المشهد معبراً ولاطماً ومحزناً بغياب قادة الموارنة السياديين وكل أطياف ثورة الأرز عن قداس الفصح في بكركي. هذا الغياب الذي شذ عنه وحده الرئيس أمين الجميل وهو شذوذ متروك أمره للقاعدة الكتائبية. نرجو ونطلب من الله في هذا اليوم المقدس أن يتعظ الراعي ويعود إلى بكركي التي هجرها من خلال مواقفه الإيرانية والسورية المستنكرة ويتغلب على التجربة الواقع في فخاخها ليعود إلى الموارنة وإلى رحاب لبنان الرسالة، وليعود جديراً أن يكون ضميراً للبنان وليس تابعاً لمحور الشر ومنظماته الإرهابية. الراعي في عظة الفصح اشاد برئيس الجمهورية وبتعاونه معه ووعظ ووعظ لكنه وعلى خلفية حقده لم يأتي على ذكر أي شيء له علاقة بمحاولة اغتيال الدكتور جعجع لا من قريب ولا من بعيد حتى أنه لم يتناول أخطار عودة الإغتيالات كما فعل المجلس الإسلامي الشرعي والشيخ نعيم حسن شيخ عقل الطائفة الدرزية والعشرات من السياسيين اللبنانيين. علماً أن الراعي لم يكلف نفسه عناء الإتصال بالدكتور جعجع لتهنئته بالسلامة ولم يوفد ممثلاً عنه للقيام بهذا الواجب بل استخف بالأمر وطلب من أحد المطارنة الإتصال بجعجع وهو تصرف ارعن غير مسبوق في تاريخ الكنيسة المارونية. من هنا يتوجب على كل مناصري 14 آذار في كندا مقاطعة زيارة الراعي لوطنهم الثاني وافهامه أن الإستكبار والحقد والخروج عن ثوابت بكركي واستعداء الآخرين والسير في ركاب محور الشر والغباء في الخيارات السياسية امور مرفوضة ومستنكرة لن يجاريه فيها أهله وناسه وأبناء طائفته.

 

20 قتيلاً في اعتداء على كنيسة شمال نيجيريا

 أبوجا - وكالات: قتل حوالي 20 شخصاً, أمس, في اعتداء بقنبلة, استهدف كنيسة في كادونا شمال نيجيريا, تزامناً مع عيد الفصح. وقال مسؤول في جهاز الإغاثة طالباً عدم الكشف عن هويته "لدينا الآن 20 قتيلاً في انفجار مزدوج", مضيفاً "انفجرت القنبلتان المخبأتان في سيارتين أمام الكنيسة", فيما أوضحت مصادر أمنية أن الشرطة أقامت حاجزاً أمنياً أوقف انتحارياً مفترضا كان يقود سيارة قرب الكنيسة فعاد أدراجه, متوجهاً إلى فندق مجاور وفجر قنبلته. ولم تتبن أي جهة الاعتداء, لكن أصابع الاتهام دائماً تتجه نحو حركة "بوكو حرام" الإسلامية المتطرفة التي نفذت اعتداءات على كنائس ومواقع أخرى بمناسبة عيد الميلاد في .2011 . من جهة أخرى, قتل 22 شخصاً أثناء حضورهم لقداس داخل كنيسة في منطقة فانديكيا بولاية بينو شرق نيجيريا. وقال الناطق باسم الشرطة الأريبي إيجيكي "إن الضحايا سقطوا عندما انهارت عليهم الكنيسة جراء عاصفة مصحوبة بأمطار غزيرة", نافياً في الوقت نفسه أن يكون الانهيار نجم عن تفجير الكنيسة. ودان البابا بند يكتوس السادس عشر في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الفصح "الهجمات الإرهابية الدامية", وخصوصاً على الكنائس المسيحية في نيجيريا التي يصل تعداد سكانها إلى 160 مليون نسمة, يدين نصفهم بالمسيحية (أغلبيتهم في الجنوب) والنصف الآخر بالإسلام (في الشمال). وتمنى البابا لنيجيريا "التي شهدت هجمات إرهابية دامية" أن تجد "الطاقة اللازمة لمعاودة بناء مجتمع سلمي يحترم الحرية الدينية لأعضائه".

 

المحادثات النووية بين ايران والدول الكبرى ستستأنف في اسطنبول السبت

اعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين ان المحادثات حول البرنامج النووي الايراني بين ايران ومجموعة 5+1 ستستانف السبت في اسطنبول. وصرح مايكل مان "لقد اتفقنا على استئناف المحادثات في اسطنبول في 14 نيسان". واضاف "نامل ان يثمر هذا الاجتماع الاول عن نتائج تسمح بتحقيق تقدم". وباءت المفاوضات الاخيرة بين ايران ومجموعة 5+1 في اسطنبول في كانون الثاني 2011، بالفشل. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات نفطية على ايران التي يشتبه في انها تسعى لاقتناء السلاح النووي رغم نفيها المتكرر لذلك. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت في 31 اذار ان المباحثات بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) وطهران ستستانف في اسطنبول يومي 13 و14 نيسان. لكن روسيا والاتحاد الاوروبي اعلنا بعد ذلك ان المكان والزمان لم يحددا بعد. واوضح مسؤولون ايرانون ان طهران تريد ان تتم المفاوضات في العراق وليس في تركيا مبررة ذلك بالتغيير في الموقف التركي ازاء الازمة في سوريا.*وكالة الصحافة الفرنسية

 

القوات" تأسف لتعري بعض الساسة والاعلام من اي اعتبار اخلاقي في مقاربة محاولة اغتيال جعجع: القائد لا يتوقف عند الصغائر التي لا تشبه الا اصحابها

موقع القوات اللبنانية

طمأنت القوات اللبنانية في بيان صادر عن الدائرة الاعلامية فيها كل اللبنانيين والمناصرين والمحازبين وكل المحبين على امتداد العالم العربي والانتشار، ودعتهم الى "أن يراهنوا دوماً على الدولة لأنها وحدها الضمانة في النهاية"، متوجهة لهم بالقول لا تخافوا... فنحن هنا! وأسفت القوات اللبنانية شديد الاسف، ان يتعرّى بعض الساسة وبعض الاعلام من اي اعتبار اخلاقي في مقاربة موضوع محاولة الاغتيال الآثمة، وهي تعرف كما يعرف الجميع أن قائدها الذي مرّ ورفاقٍ كثر في اتون النار مرّات كثيرة لا يتوقف عند هذه الصغائر التي لا تشبه الا اصحابها.

واكدت مرة جديدة رفضها القاطع لكل تعابير الاستكبار التي يعتمدها البعض في محاولة مكشوفة لتسخيف هذا الحدث، او التعاطي معه بأسلوب غير لائق، ولطالما أحسنت القوات اللبنانية، التمييز بين المقاتل وبين القاتل، وهي ترفض أي مساومة او مواربة او استهتار وتطالب بتوقيف المجرمين وسوقهم الى العدالة، سواء كانوا دافعين او مدفوعين او محرّضين او شركاء او مواكبين او منفذين، وهي بالتالي تضع كل مقدراتها في خدمة هذه القضية وفي تصرّف القضاء والقوى الامنية اللبنانيين.كما توجهت القوات اللبنانية بأحرّ التهاني بمناسبة الفصح المجيد للمسيحيين الذين يعتمدون التقويم الغربي، ولكل اللبنانيين والعرب، وتأمل ان يدخل المؤمنون بحسب التقويم الشرقي اسبوع الآلام بصلاةٍ وايمان لا شكّ فيه بالقيامة.

 

جعجع عبر الشاشة في زحلة: من واجه حربا بحجم حرب زحلة والاشرفية وبلا... لن تُثنيه بعض الرصاصات

موقع القوات/جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قوله أنه "لا يصح الا الصحيح، فبالرغم من اجرامهم، وبالرغم من قناصتهم، وبالرغم من بندقياتهم، وبالرغم من تقنيتهم، وبالرغم من احترافهم، وبالرغم من امكانياتهم، وبالرغم من تخطيطهم، لم يصح الا الصحيح. فبالاعتقال والأسر والاضطهاد خلال 11 عاماً، لم يصح الا الصحيح، وبمحاولة الاغتيال لم يصح الا الصحيح". وأشار الى أنه "بنضالنا لتحقيق اهدافنا بلبنان: سيد، حرّ ومستقل بكلّ ما للكلمة من معنى، وتحكمه دولة قوية، لن يصح الا الصحيح، إذا كان الله معنا ... فمن علينا".

جعجع، وفي كلمة متلفزة عُرضت خلال المهرجان الذي نظمته منسقية زحلة والبقاع الاوسط في حزب "القوات اللبنانية" في ساحة الشهداء في زحلة احتفالاً بنجاة رئيس الحزب من محاولة الاغتيال في حضور كل من النواب انطوان ابو خاطر، جوزف معلوف، ايلي ماروني، والوزير السابق سليم ورده، والعميد سامي نبهان والسيد طوني طعمه، ممثل حزب الاحرار عماد شمعون، ممثل حزب الكتائب بيار مطران، ممثل التجمع العام جوزف مسعد، ممثل تيار المستقبل ايوب ازعون، ومسؤولي وكوادر القوات في المنطقة وفاعليات اجتماعية واقتصادية واعلامية وحشد كبير من المحازبين والاصدقاء والمناصرين، اعتبر ان " نجاته هذا الأسبوع من محاولة الاغتيال لا احد لهُ الفضل فيها الا سيدة زحلة وسيدة لبنان في حريصا التي نضع بين يديها مصيرنا ومستقبلنا الى أبد الآبدين آمين".

وأكّد ان "كل ما حصل لن يُخيفنا ولن يؤخرنا، ويجب ان يتأكد المجرمون بأن محاولتهم لن تُثنينا عن عزمنا، فمن واجه حرب بحجم حرب زحلة والاشرفية وبلا وكلّ ما حصل خلال الحرب في لبنان، ومن اجتاز الجرد من جهة الى جهة، ومن تحمّل اضطهاد ومطاردات وتوقيفات واعتقالات وسجون افرادية على مدى 11 عاماً، ومن تحمّل هذا القدر من التجني والافتراءات والكذب والشائعات، طبعاً لن تُثنيه بعض الرصاصات التي كان من المفترض ان تكون قاتلة عن عزمه والتي حوّلها ربّنا الى غير قاتلة".

وأضاف "تحية من القلب الى زحلة الوفية، الصامدة، البطلة، زحلة التي ترفض الا ان تسمع صوتها في كل مناسبة، فبالحقيقة لم يستطع ان ينتزع مني أحد الإذن باقامة تجمع شعبي الا أنتم في زحلة بالرغم من الحاح رفاقنا وانصارنا ومحبينا واصدقائنا والمتعاطفين معنا في كل المناطق اللبنانية من عكار وطرابلس حتى راشيا والقليعة ومرجعيون"، متمنياً أعيااد مجيدة للجميع "لأن ربّنا أحبّ أن يدعنا نحتفل هذا العام مرتين في نفس العيد وان شاء الله تكون كلّ أيامكم أفراح، كل عيد وانتم بألف خير وتذكروا دائماً في كل الظروف والاوضاع أنه مهما حصل في نهاية المطاف "ما راح يصح الا الصحيح".

وكان الاحتفال قد استُهل بالنشيدين اللبناني والقواتي وكلمة ترحيبية ووجدانية من عريف الحفل المسؤول الاعلامي في القوات اللبنانية في زحلة والبقاع ميشال بو عبود ومن ثم صلاة قدمها الاب طوني رزق، تلتها كلمة منسقية القوات اللبنانية في زحلة ألقاها السيد كميل الشدياق فقال: "شاءت الارادة الالهية ان يكون لنا شهيد حي جديد في مسيرة ثورة الارز هذه المرة هو الدكتور سمير جعجع، فمحاولة اغتيال القائد لن تنال من عزيمتنا ورصاص حقدهم لن يخمد شعلة الحرية، ارادوا اغتيال عزة الانسان وكرامة الوطن، ارادوا اغتيال الصوت الصارخ للدفاع عن اللبنانين الاحرار، ارادوا اغتيال رمز الثورات العربية، ارادوا اغتيال التقارب المسيحي-المسلم على مساحة الوطن العربي، من أراد اغتيال الحكيم، أراد ان تكون ايامنا القادمة سوداء".

وأضاف " تُؤلمنا جداً بعض الأصوات النشاز التي أرادت تحويل الحدث الى مهزلة على المستوى السياسي والاعلامي، فهل كان يجب ان تنجح محاولة الاغتيال ليصدقوا؟... نعم كانت زهرة الربيع كفيلة بأن تكتب للحكيم عمراً جديداً، ولتحميه من حقد الغادرين، زهرة الحياة التي لا يراها الا من يستحق الحياة".

وختم الشدياق بالقول " نشكر ربنا لانقاذه الحكيم الذي نعاهده بأن نكمل المسيرة معه حتى تحقيق كل اهدافنا لانه "اكيد ما بصح وما راح يصح الا الصحيح".

بدوره القى النائب جوزف المعلوف كلمةً قال فيها: " كل زحلة بصوت واحد تشكر الرب على نجاة الحكيم ولبنان، لان هذه المؤامرة التي عادوا يدقون طبولها ما كانت تهدف لاغتيال الحكيم فقط ولكنها تهدف لاغتيال الكيان والوجود لوطننا لبنان الرسالة"، مشيراً الى ان " القوات اللبنانية أخذت اكثر بكثير مما كانوا يتصورون من بُعد عربي وبُعد اقليمي بخط سياسي يتلاقى ويتواصل مع ربيع عربي ازهر في الكثير من الدول العربية، هو خط الحرية والديمقراطية والمواطنة".

وتابع: " ان صدى كلمات الاخوة العرب الذين شاركونا بذكرى حلّ الحزب لا زال يتردد، هم إخوة عبّروا بكل حرية وبكل شجاعة عن مواقف تؤكد تجذر المسيحيين في هذا الشرق وبأنهم ليسوا بحاجة لاي حماية من اي نظام او اي شخص".

وختم المعلوف بالتأكيد ان " ايماننا بهذا الوطن لا يهتز، لأنه ايمان بوطن حر، سيّد، مستقل، تعددي، بكل طوائفه ومكوناته، وسيبقى ايماننا راسخ، وتبقى القيامة هي صلب هذا الايمان من خلال قيام دولة مؤسسات وقانون، دولة تصون حقوق الجميع ..."، لافتاً الى ان " التاريخ لن يعود الى الوراء ولن يصح الا الصحيح".

*موقع القوات اللبنانية

 

انتشروا في المناطق المسيحية المتاخمة لمعقل "حزب الله" ما كاد يفجر حرباً أهلية  

مئات المقاتلين حاصروا الضاحية بعد محاولة اغتيال جعجع

 باريس, بيروت - "السياسة": أكد مسؤول سابق في جهاز أمني لبناني حساس في باريس, أمس, أن "لبنان مر بقطوع هو الأخطر منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري العام 2005 عندما فشلت محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأربعاء الماضي في مقر قيادته واقامته في منطقة معراب الكسروانية التي يعتبرها ميشال عون وحليفه حسن نصرالله عقر دارهما المسيحي المواجه للقوات اللبنانية, إذ اندفعت الفتنة الطائفية بنفس نسبة اندفاعها مع مقتل الحريري وأكثر, وبلغت حدود انفجار عسكري مسلح حقيقي بين أحزاب "القوات" و"الكتائب" و"الوطنيين الاحرار" المرابطة في منطقة عين الرمانة ومحيطها شرقي بيروت, وبين "حزب الله" وحركة "أمل" المتواجدين في المنطقة الملاصقة في الشياح وامتدادا الى ضاحية بيروت الجنوبية عقر دار نصرالله ومقر اقامة قيادته".

وكشف المسؤول الأمني السابق الذي قطع جولة على عدد من العواصم الاوروبية موفداً من احد الأحزاب اليمينية المكونة لقوى "14 آذار" أنه بمجرد الإعلان عن محاولة اغتيال جعجع بعد ظهر الأربعاء الماضي, قام "مئات من محازبي "القوات" و"الكتائب" و"الأحرار" وعناصر مؤيدة لهم من الجيش اللبناني المرابطة في مناطق عين الرمانة والحازمية والفياضية ومتفرعاتها, بالتوجه على وجه السرعة الى عين الرمانة وبعيدا والانطونية الملاصقة لضاحية بيروت الجنوبية, بهدف اقتحام منطقة الشياح المحسوبة على حركة "أمل" أكثر منها على "حزب الله" والوصول منها إلى الضاحية المدججة بالسلاح والمليئة بمقاتلي "حزب الله", ما كاد يؤدي إلى كارثة بين الاطراف المتنازعة المسلحة وتفجير الفتنة الطائفية التي كانت ستنضم اليها أطراف أخرى من الفريقين".

وأعرب المسؤول عن اعتقاده أن يكون تركيز جعجع وفريقه النيابي في البرلمان وقياداته الميدانية على دور ميشال عون وعناصره المدربة على ايدي "حزب الله" في محاولة الاغتيال واتهامه بأنه شكل "المجموعة الثالثة التي تولت الرصد والحماية اللوجستية وحماية انسحاب عصابة حزب الله الارهابية بعد تنفيذ العملية في معراب", قد ينبئ "باقتراب وقوع اجتياح مسيحي مسلح لقوى "ثورة الأرز" و"14 آذار" لمناطق "التيار الوطني الحر", لإنهاء اي وجود له في المناطق المسيحية واعادة اللحمة الى الشارع الماروني الذي انقسم الى طرفين بعد عودة عون من منفاه في باريس, والتحاقه بـ"حزب الله" ونظام بشار الاسد في سياستيهما الدمويتين القمعيتين".

ونقل المسؤول الأمني اللبناني السابق عن معلومات استخبارية لبنانية تأكيدها أن "2300 مقاتل من الاحزاب اليمينية المسيحية في قوى "14 آذار" توجهوا بالفعل الى عين الرمانة وبعبدا والانطونية وبعض مناطق التماس في غرب بيروت بين السنة والشيعة, مستخدمين مئات السيارات والفانات والباصات التي يسيطروا عليها في القرى الجبلية المتنية والكسروانية وفي المدن الساحلية, فيما تحركت آليات عسكرية من الثكنات المطلة على الضاحية الجنوبية للانضمام الى هؤلاء المقاتلين قبل أن ترسل قيادات "القوات" و"الكتائب" واستخبارات الجيش من أوقف تقدمهم باتجاه الشياح وردعهم عن اقتحامها خصوصاً أن جعجع لم يصب بأذى". في سياق متصل, ذكر مسؤولون اغترابيون تابعون لـ"14 آذار" في دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا واستراليا والبرازيل والمكسيك ودول الخليج العربي, ان "آلاف الشبان اللبنانيين التابعين للقوات والكتائب والأحرار المقيمين في تلك الدول منذ نيف وعقدين من الزمن, بدأوا الاستعداد للعودة فورا الى لبنان, وان مؤسسات لبنانية اغترابية معروفة تشتري لهم بطاقات السفر وتسلمهم مبالغ مالية هي عبارة عن بدل راتب شهري في هذه الاحزاب ريثما يصلون الى بلدهم ويلتحقون بها". وقال هؤلاء المسؤولون في لندن وباريس ان "ممثلي 14 اذار من مسيحيين وسنة ودروز باشروا منذ الخميس الماضي, اي في اليوم التالي لفشل محاولة اغتيال جعجع, حض العناصر المقاتلة التي تعمل في العاصمتين الاوروبيتين على العودة الى لبنان فوراً فيما سيتكفل هؤلاء المسؤولون بنقل عائلاتهم أولاً بأول ابتداء من مطلع مايو المقبل". وظهرت على عشرات المواقع الالكترونية المملوكة من لبنانيين في "14 آذار" و"ثورة الأرز" في دول الغرب, وخصوصا في الولايات المتحدة وكندا واستراليا والبرازيل, دعوات لخوض المعركة النهائية الفاصلة مع "حزب الله" وعملاء سورية في لبنان في اقرب وقت, "لأنها معركة لا يمكن تفاديها لا الآن ولا غداء ولا بعد غد", حسب موقع "14 آذار" في سيدني الاسترالية, "قبل ان يتمكن حسن نصرالله ومن ورائه بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد من اغتيال من تبقى من زعمائنا تمهيدا لبسط سياسة ومعتقد اولي الفقيه الايراني على لبنان وشعبه بالقوة".

 

شمعون لـ"السياسة": محاولة تصفية جعجع هدفها إضعاف المسيحيين

 بيروت - "السياسة": توقع رئيس "حزب الوطنين الاحرار" النائب دوري شمعون مزيداً من الاضطراب على الساحة اللبنانية في ظل الغياب الدولي عن لجم هكذا مؤمرات, وبوجود جار عنيد وشرس يتمثل بنظام بشار الأسد الذي يعيش على الدماء. وقال شمعون لـ"السياسة": "من الواضح الا مجال للراحة في لبنان طالما قياداته السياسية غير متفقة بالحد الأدنى في ما بينهما على الاقل بالمحافظة على وطنها, وهذا أخطر ما يمكن ان تواجهه الدول عندما تصل الخلافات بين قادتها للاستقواء بالجار على الأخ". وفي رده على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي سخر من محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ووصفها بالمفبركة, قال شمعون: "فليفعل عون ما يشاء بعد ان رهن مستقبله السياسي ومستقبل بلده في يد "حزب الله" وسلاحه, وان "حزب الله" يعرفه جيدا وأكبر دليل تورط العميد المتقاعد فايز كرم بالتعامل مع اسرائيل", متسائلاً "كيف يمكن للبنان ان يرتاح ووزير خارجيته (عدنان منصور) مستمر بالدفاع عن النظام السوري والاجرام الذي يرتكبه بحق شعبه".

وعن تخوفه من عودة مسلسل الاغتيالات, أكد شمعون أن "كل شيء ممكن", مشيراً إلى أن محاولة اغتيال جعجع كان مخططا لها منذ فترة "بهدف إضعاف المسيحيين واخافتهم, وهذا ما يريده ميشال عون حتى تخلو له الساحة فيصبح الزعيم الماروني الأوحد"

 

فريد حبيب لـ"السياسة": النظام السوري خطط لاغتيال جعجع و"حزب الله" نفذ

السياسة/بيروت - عمر البردان: في الوقت الذي مازالت تداعيات محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تفرض نفسها على المشهد الداخلي, في ظل تزايد المخاوف في ان تكون هذه الحادثة مؤشراً لدخول لبنان مرحلة جديدة من عدم الاستقرار, فإن السؤال الذي يطرح: "هل فعلا ان هناك من يعمل جديا على تغيير موازين القوى بالقوة?" على حد وصف جعجع رداً على محاولة "شطبه" من المعادلة. المعطيات المتوافرة لمرجع قيادي في "14 آذار" ترسم صورة لا تدعو الى الارتياح, حيث أكد لـ"السياسة" ان "اختيار شخصية كجعجع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك قرارا كبيرا من جهات فاعلة ومؤثرة على الساحة اللبنانية لها ارتباطات اقليمية ودولية ربما بالتخلص من الرقم المسيحي الأصعب في لبنان, باعتبار ان "القوات اللبنانية" اثبتت عن مدى حضورها السياسي والشعبي في الشارع المسيحي, ما جعلها عرضة لحملات قاسية من مسيحيي "8 آذار" والمتحالفين معهم في الاوساط الاسلامية المنضوية في اطار هذا الفريق الذي بدا واضحا انه بدأ يعد العدة منذ الآن للانتخابات النيابية المقررة العام المقبل, والتي يريد ان يحصد فيها الاكثرية, خصوصا ان المجلس النيابي الجديد هو الذي سيختار رئيس الجمهورية الجديد".

واضاف المرجع القيادي ان "حلفاء سورية وايران يعتبرون جعجع عقبة أمام إمساكهم بالقرار اللبناني ومحاولتهم ضعضعة قوى "14 آذار" التي يشكل جعجع عمودها الفقري حالياً", مشيراً إلى أنه بعد ان فشلوا في ارغام جعجع على مغادرة لبنان كما فعلوا مع زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري, فإنهم ارادوا تصفيته جسدياً, علهم بذلك ينجحون في كسر شوكة المعارضة المسيحية التي تقف موقفا صلبا في مواجهة محاولات الفريق الآخر الرامية الى إلحاق لبنان بالمعسكر السوري - الايراني". من جهته, اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب ان هدف محاولة اغتيال جعجع التخلص من الشخصيات الكبيرة والمؤثرة على الساحة اللبنانية والتي تقف في مواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم, من خلال تنفيذ هذه المحاولة الدقيقة والتي اثبتت التحقيقات انه كان محضرا لها باتقان ومنذ وقت طويل.

وقال حبيب لـ"السياسة" ان "العناية الالهية وحدها التي انقذت جعجع من الموت", متهما النظام السوري بالوقوف وراء محاولة الاغتيال بمساعدة من بعض حلفائه في لبنان الذين لهم تاريخ في عدد من الاغتيالات التي حصلت في لبنان. واضاف ان "الامور واضحة بحيث ان التقنيات التي استعملت في محاولة الاغتيال موجودة عند فريق واحد من اللبنانيين ولا حاجة للبحث عن المزيد من الادلة لادانة المتهم", في إشارة إلى "حزب الله".

 

اشكال بين عائلتين في حي السلم يتطور الى اطلاق نار و3 سرقات مختلفة

وكالات/تطور اشكال في حي السلم - الضاحية الجنوبية قرب مفرق "الكرامة" وبسبب أفضلية المرور بين اشخاص من آل المقداد وآخرين من الحاج حسين الى اطلاق نار من اسلحة رشاشة ليلا. وقد حاولت القوى الامنية الوصول الى مصدر النار لكن المسلحين انسحبوا الى جهة مجهولة من دون معرفة النتائج. وفي جبيل أقدم مجهولان على الاقل بواسطة الكسر والخلع على دخول دير مار الياس القريب من مستشفى المعونات وسرقوا محتويات صندوق النذورات وفروا بسيارة "أوبيل" خضراء اللون أمكن معرفة رقم لوحتها وهو (23476) ، وقد عمم على كافة الدوريات والمخافر والفصائل بوجوب توقيفها بمن فيها بناء على اشارة القضاء المختص. وأثناء انتقال السوري حسين محمد (من مواليد 1981) من محلة الكولا قاصدا الدورة داخل سيارة أجرة انحرف سائقها ليدخل شوارع ضيقة في محلة شاتيلا ولدى وصوله قرب اكسبرس ابو علي أقدم أحد الركاب الثلاثة الذي يجلس في المقعد الخلفي على طعن حسين بسكين في ظهره ورجله اليمين وسلبه مبلغ قال أنه بلغ 500 دولار أميركي وانزلوه عنوة من السيارة وفروا الى جهة مجهولة وقد تولت سيارة اسعاف نقله الى مستشفى المقاصد للمعالجة ووصف وضعه بالمستقر. وقد اعطى مواصفات الاشخاص الثلاثة الذين تآمروا عليه وهم موضع ملاحقة. وخلف اوتيل الحبتور - سن الفيل أقدم مجهولون على شهر مسدس بوجه المواطن فؤاد ايليا شهاب (من مواليد 1979) أثناء وجوده داخل سيارته الشفروليه وسلبوه بعد التهديد مبلغ 400 دولار اميركي كانت ضمن اوراقه الثبوتية وفروا الى جهة مجهولة.

 

ميقاتي يؤكد لجنبلاط أنه لن يدخل في خلاف معه بسبب قانون الانتخاب

نهارنت/التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بعيدا عن الأضواء، وبحث معه في أسباب تعثر الحكومة في تصديها للملفات العالقة.

وأفادت صحيفة "الحياة" في عددها الصادر صباح الاثنين أن ميقاتي وجنبلاط بحثا في قانون الانتخاب الجديد الذي يقوم على النسبية. وأكد وزير الاقتصاد نقولا نحاس في حديث لـ"صوت لبنان 100.5" اليوم أن المباحثات مستمرة مع جنبلاط بشأن قانون الانتخاب للوصول الى الصيغة الافضل. ومن جهتها، نقلت مصادر وزارية عن ميقاتي عبر "الحياة" قوله إنه "لن يدخل، مهما كلف الأمر، في اختلاف مع جنبلاط". وأضافت أنه يفضل الانطلاق في بحثه من مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس، في إشارة الى عدم تبنيه بالكامل مشروعَ وزير الداخلية والبلديات مروان شربل". تجدر الاشارة إلى أن مشروع بطرس يجمع فيه تحت سقف واحد بين النظامين الأكثري والنسبي، فيما يقوم مشروع شربل على النسبية. يشار إلى أن كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة أيد اقتراح وزير الداخلية والبلديات حول قانون انتخاب جديد يعتمد النسبية، بعد اجتماع عقد الأسبوع الفائت في بعبدا. ويرى شربل أن قانون الانتخاب القائم على النسبية هو الأكثر عدلاً ويبقى أفضل من قانون الأكثرية، مشيرا إلى أن "الأهم هو الإتفاق على قانون واحد". ولكن جنبلاط أكد مرارا رفضه إقرار قانون النسبية، مشيرا إلى ضرورة البدء بالاصلاحات العامة قبل قانون الانتخاب.

 

زهرمان لـ"السياسة": تسليم الحكومة نازحين لسورية يجعلها شريكة في الجرائم

 بيروت - "السياسة":  حذرت مصادر في قوى "14 آذار" الحكومة من أي تجاوب مع الطلبات السورية لتسليم عدد من النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية. وأكدت أن أي خطوة من هذا القبيل لن تمر مرور الكرام وسيكون للمعارضة الموقف المناسب في هذا الإطار, والذي سيحمل الحكومة مسؤولية التداعيات المترتبة عن هكذا خطوة, لما تحمله من آثار سلبية على سمعة لبنان وموقفه من تطورات الأزمة السورية حيث يواصل نظام بشار الأسد مسلسل إجرامه ضد المدنيين المطالبين بالحرية والديمقراطية. ورأت أن التجاوب مع الطلب السوري سيضع الحكومة أمام مأزق بالغ الخطورة لن يكون من السهولة خروجها منه, خصوصا وأن الرأي العام العربي والدولي يراقب عن كثب موقف لبنان من الملف السوري, وما إذا كانت حكومته سترضخ للطلبات السورية بشأن تسليم نازحين يعتقد أنهم أعضاء في "الجيش السوري الحر". وفي هذا السياق, رفض عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب خالد زهرمان أي استجابة من جانب الحكومة اللبنانية لهذا الطلب لأنه خرق للاتفاقيات الدولية. وقال لـ"السياسة": إن أي تجاوب لبناني في هذا الموضوع, سيجعل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي شريكة إلى جانب نظام الأسد في قتل الشعب السوري. وشدد على أن قرار مجلس الوزراء بمنع مساعدة النازحين السوريين من خلال رفض طلب وزارة الشؤون الاجتماعية تخصيص مبلغ مئة مليون ليرة, هو "قرار معيب جداً", مؤكداً أنه "ليس مقبولاً أن يتم وصف هؤلاء النازحين بالإرهابيين". واضاف ان ذلك "يدل على مدى الانحطاط الذي وصلت إليه هذه الحكومة, محذراً من انعكاسات أي موقف قد يتخذه مجلس الوزراء بوقف الأموال عن الهيئة العليا للإغاثة.

 

جنبلاط: الوقوف مع الشعب السوري لايعني تغيير التحالفات الداخلية

 بيروت - وكالات: أكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "الحل الامني في سورية لا يعطي الا المزيد من القتل والخراب", مدينا "الاغتيال السياسي التي أدخلها السوريون الى لبنان مع المسلسل الاجرامي". وفي كلمة له أمام مسؤولي وكوادر منطقة المتن الاعلى في "الحزب التقدمي الاشتراكي", قال جنبلاط إننا "اخترنا الوقوف مع الشعب السوري وهذ لا يعني تغيير التحالفات الداخلية", مضيفا "نحن متفقون مع حزب الله على تنظيم الخلاف لأننا نريد العيش معا ولا نريد فتنة". وأكد جنبلاط أن فريقه "مع سلاح حزب الله ضد اسرائيل وضد هذا السلاح في الداخل في اي صراع طائفي أو مذهبي".

من جهته, أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور أن بعض القوى الفاعلة والوازنة في الحكومة, وخصوصاً "حزب الله" و"حركة أمل" موقفها ليس سلبياً لجهة كمساعدة النازحين السوريين.

 

الراعي لسليمان في قداس الفصح: نعمل معكم لوحدة الشعب اللبناني بعيداً من أي انقسام

 المستقبل/رأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يعمل على قيامة البلاد من ركام نتائج الحرب، ومن تعثر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فيها، ويحاول هدم أسوار التفرقة والإنقسام، وبث روح الأخوة والتعاون على أساس المواطنة والإنتماء إلى وطن يحتاج مساهمة جميع أبنائه ومكوناته للنهوض إلى حالة التقدم والإستقرار". وأكد أن الكنيسة تعمل مع رئيس الجمهورية، ومع كل ذوي الإرادة الحسنة، "من أجل وحدة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، بعيدا من أي انقسام وعداوة، ومن أي اصطفاف وتلون وانحياز، ولتجنب إدخال وطننا في لعبة المحاور والأحلاف الأقليمية والدولية".

ترأس الراعي قداس عيد الفصح المجيد في كابيلا القيامة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي امس، عاونه فيه المطارنة: رولان ابو جودة، حنا علوان، كميل زيدان وبولس الصياح، وحضره الى رئيس الجمهورية وعقيلته، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل، الوزراء: ناظم الخوري، مروان شربل وشكيب قرطباوي، الوزير السابق زياد بارود، النواب: نعمة الله ابي نصر، جيلبرت زوين، حكمت ديب، ناجي غاريوس، ابراهيم كنعان، اميل رحمة، سامر سعادة ويوسف خليل، النواب السابقون: منصور البون، فريد هيكل الخازن واميل نوفل، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى غالب غانم، مستشار الرئيس للشؤون الفرنكوفونية خليل كرم، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، الشيخ بطرس سكر، هنري صفير، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" انطوان صفير ورؤساء الاجهزة الامنية والعديد من الفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية والتربوية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أتطلبْن يسوع الناصري الذي صلب؟ لقد قام وليس هو هنا"، قال فيها: "يسعدنا، فخامة الرئيس، أن نرحِب بكم على رأس المصلين الكرام، في عيد قيامة يسوع من بين الأموات، ومن بينهم وزراء ونواب ورؤساء مجالس بلدية ومخاتير وسواهم من العاملين في الحقلَين العام والخاص؛ وأن نتقدَم من فخامتكم ومن الحضور الكرام جميعا بأخلص التهاني بعيد الفصح المجيد، وأطيب التمنيات، ليفيضَ المسيح، القائم من الموت، نعمه وسلامه والسعادة عليكم، وينعم على لبنان والبلدان العربية المتعثرة بالوفاق والاستقرار والسلام العادل والشامل. إنكم بحضوركم في هذا الكرسي البطريركي تضفون على قدسية العيد فرحا وسعادة. ومن دواعي السرور أنكم، بفضل إيمانكم بقيامة المسيح الممجدة من الموت، والفاعلة في قيامة القلوب، تعملون كرأس للجمهورية اللبنانية على قيامتها من ركام نتائج الحرب، ومن تعثر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فيها. كما وأنكم تحاولون أن تهدموا أسوار التفرقة والإنقسام، وتبثوا روح الأخوة والتعاون على أساس المواطنة والإنتماء إلى وطن يحتاج مساهمة جميع أبنائه ومكوناته للنهوض إلى حالة التقدم والإستقرار. إنكم بذلك تحققون ما يدعونا إليه المسيح بموته وقيامته".

أضاف: "اننا، ككنيسة نعمل معكم، فخامة الرئيس، ومع كل ذوي الإرادة الحسنة، من أجل وحدة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، بعيدا من أي انقسام وعداوة، ومن أي اصطفاف وتلون وانحياز. إن قيمة لبنان هي في تعدديته ثقافيا ودينيا وحزبيا وسياسيا، وهذه من صلب الديموقراطية القائمة على العيش معا في المساواة أمام القانون، بالحقوق والواجبات، وعلى احترام التنوع على كل صعيد، وعلى تعزيز الحريات العامة، ولا سيما حرية الرأي والتعبير والمعتقد، وتأمين حقوق الإنسان الأساسية. ونعمل معكم أيضا لتجنب إدخال وطننا في لعبة المحاور والأحلاف الأقليمية والدولية، أكان على أساس سياسي أم ديني مذهبي. فلبنان مدعو، بحكم تكوينه الجغرافي والسياسي، إلى أن يكون حياديا، بحيث يستطيع أن يكون عنصر سلام واستقرار في المنطقة، وواحة لقاء وحوار للحضارات والأديان، وملتزماً قضايا الأمة العربية والأسرة الدولية في إحلال السلام والعدالة، ومحاربة العنف والإرهاب، وعاملاً على نشر قيم الحداثة، ولاعباً دور الجسر الثقافي بين الشرق والغرب".

وتابع: "نقرأ في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" أن إحياء لبنان، بالنسبة إلى جميع سكانه، مهمة مشتركة" (فقرة1). فلا يمكن إقصاء أحد، أو الإستغناء عن أحد، أو إلغاء أحد. ولتبقَ الخيارات السياسية المتنوعة غنى ووسيلة للوصول إلى الخير العام، الذي منه خير كل إنسان. أليست الخيارات السياسية أنواعا مختلفة من فن الممكن؟ فلا يمكن أن تطلق على أي خيار سياسي صفة المطلق، بل الخيارات كلها نسبية، لأنها تستنسب طرق تطبيق المبادئ العامة والثوابت الوطنية من أجل خدمة الخير العام وخدمة المواطن اللبناني والمجتمع والكيان الوطني. جل ما يطلب هو أن تكونَ الخيارات أمينة للمبادئ العامة والثوابت ولأهدافها الرامية إلى الخدمة المذكورة".

وختم: "قيامة المسيح من الموت هي ضمانة قيامة القلوب من موت الخطيئة والشر. المسيح القائم من الموت قريب من كل إنسان، ومعاصر له".

واعلن الراعي أنه "تلبية لدعوة من اصحاب الغبطة البطاركة واصحاب السيادة المطارنة الكاثوليك في لبنان، يقوم قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر بزيارة راعوية للبنان، من الرابع عشر الى السادس عشر من ايلول المقبل، يوقع خلالها الارشاد الرسولي الخاص بكنيسة الشرق الاوسط. وسيلتقي قداسته خلال الزيارة السلطات العليا في البلاد، المدنية والدينية، كما سيرأس لقاء خاصا بالشبيبة، ويختتم زيارته بالقداس الالهي الذي سيحتفل به بمشاركة رسمية وشعبية في بيروت والذي سيوزع فيه بعض اعداد من الارشاد الرسولي الجديد، على ان يعود الى روما مساء الاحد في 16 ايلول من سنة 2012".

مهنئون

بعد القداس، استقبل الراعي المهنئين بالعيد ومن بينهم الوزير قرطباوي والنواب ابي نصر وخليل وزوين وغاريوس، وبارود، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الزميل جورج غانم والمستشار السابق للرئاسة رفيق شلالا، رئيس بلدية جونيه انطوان افرام، المدير العام لوزارة الطاقة فادي قمير، رئيس "تجمع اللجان والروابط الشعبية" معن بشور، نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف، عضو مجلس نقابة المحررين جوزيف قصيفي، القاضي جان فهد، رئيس بلدية جبيل زياد حواط، رئيس مجلس ادارة مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، رئيس مرفأ طرابلس السابق انطوان حبيب، رئيس "مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية" الياس صفير ومنسق "التيار الوطني الحر" للعلاقات مع السلطات الروحية غابي جبرايل.

وتلقى سلسلة اتصالات من عالم الانتشار اللبناني، واتصالات هاتفية مهنئة بالعيد من الرئيس سعد الحريري، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة الموجودة خارج البلاد.

 

عيد الفصح للطوائف المسيحية بالتقويم الغربي.. قداديس وعظات

مطر: على الربيع العربي الاعتراف بالمواطنة والحرية لكل جماعات الشرق

 أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي عيد الفصح المجيد، فعمّت القداديس الاحتفالية الكنائس والاديرة، والقيت عظات ركزت على المحبة والتسامح ونشر الالفة والمحبة بين الناس .

مطر

إحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بقداس أحد القيامة في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، وشارك فيه إلى طلاب المدرسة الإكليريكية في كفرا عين سعاده، النواب: فؤاد السعد وإيلي عون ونديم الجميل والوزراء السابقون: ميشال إده رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار ووديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني وسليم الصايغ وغطاس خوري ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربية وأمين عام لجنة الحوار الإسلامي المسيحي حارس شهاب.

بعد الإنجيل ألقى مطر عظة فقال: نسمع اليوم الشيء الكثير عن الربيع العربي أو عن ربيع المنطقة بأسرها وعن رغبة انفتاحها على الحرية وعلى المشاركة العامة في صنع المصير. مَن منّا لا يفرح بأزهار الربيع؟ ومَن منّا لا يريد للحرية في المنطقة أن تعطي أطيب الثمار؟ لكننا في الوقت عينه، ومع الإقرار بواجب مشاركتنا الفعاّلة في عملية تحقيق هذا الربيع على أكمل وجهه، نبقى على قناعة راسخة بأنّ مشاركتنا المطلوبة هذه، وبكل الطاقات الموجودة لدينا، قد تتحوّل إلى انكفاء ما لم يأخذ هذا الربيع بالحسبان حقوقًا مشروعة للجميع بالمواطنة وبالحرية الكاملتين، وحقوق كل جماعة من جماعات هذا الشرق، دون استثناء. إن كنّا نريد لهذا الوطن أن يلعب دورًا مرموقًا في تطوير المنطقة نحو الديمقراطيَّة والحريَّة وحقوق الانسان، فإن عليه أن يؤمّن لذاته وبالأولويَّة المناعة المطلوبة لكي يقدّم نفسه عن حق مثلاً ومثالاً.

إنّنا ندعو في لبنان إلى مصالحة وجدانية ونهائية بين أبنائه جميعًا، وإلى أن يتخلوا بكل أطيافهم عن الخوف من الآخر والحذر حياله. فالمحبة وحدها تبني الأوطان وليست البغضاء، والثقة تعلي هذا البناء وليس التوجّس. أدعو إلى أن تكون للجميع دون استثناء وقفة ضمير حيال ما يضيع لنا من فرص ذهبية قد لا نعرف مثيلات لها عندما نرغب بها ونريد. ولنميّز في الوقت الراهن، وفي كل وقت، بين التنافس المشروع على الخدمة العامة، وهذا حق ودليل عافية اكيد، وبين الحرص على استمرار حياة البلاد وسير مؤسّساتها وتأمين أبسط مستلزمات العيش فيها للشعب المرهق، لكثرة أزماته وطول عهودها.

وكان مطر إحتفل بقداس منتصف الليل في الكاتدرائية.

آرام الاول

احتفل الكاثوليكوس ارام الاول كيشيشيان بقداس عيد الفصح، في كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس في انطلياس، في حضور الوزير فريج صابونجيان والنائبين جان اوغسبيان واغوب بقرادونيان وممثلين عن الاحزاب الارمنية.

وقال ارام الاول في العظة، "ننتظر من الحكومة الحالية ان تلاحق احتياجات المواطنين وتعمل بمزيد من الانتظام والانسجام اذ ليس مقبولا ان يحرم الشعب اللبناني ومنذ ثلاثين سنة من الكهرباء ومن الاحتياجات الاساسية في حياته اليومية. الشعب يطالب حكومته بتحسين اوضاعه اليومية من معيشية واقتصادية لان هذا هو الدور والوظيفة الاساسية لها". وقال "نتطلع وننتظر ان يترسخ اكثر واكثر الانصهار الوطني والوفاق الداخلي، وذلك في المباشرة بالحوار الداخلي والوطني" .

أضاف: "نود ان يسود فعلا الربيع في العالم العربي، وان يتجدد العالم العربي بالحياة والحيوية. نود ان تسيطر العدالة والسلام وان يتجلى العيش المشترك بأبهى صوره ويسود الاعتراف الكامل بحقوق الانسان وان يكون التفاهم المتبادل الازهار الجميلة للربيع العربي هذا". اضاف: "ان المسيحيين ليسوا بالدخلاء في هذه المنطقة، فتاريخهم متجذر في تاريخها، لذا فان تطلعاتنا تتمثل في ان تحترم حقوق الطوائف المسيحية كاملة في مجرى الاصلاح واعادة التنظيم للبلدان العربية الذي نشهده حاليا، وهذا الاحترام يتحقق ليس بمقاربات سطحية وانية وانفعالية بل على اسس دستورية ومحمية".

عون

رأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداسا في كنيسة السيدة عمشيت. وقال في عظة "نحن نعيش في زمن تطغى عليه الاحقاد والمصالح والانانية. وكم نفتقر في علاقاتنا والاخرين الى اختبار الاخوة الحقيقية، ولا سبيل اليها الا عبر المحبة الحقيقية التي تلغي الحواجز بين البشر".

خيرالله

رأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا في كنيسة مار نوهرا في سمار جبيل (البترون المستقبل)، في حضور وزير الطاقة والمياه جبران باسيل. وألقى عظة فقال، "لا تخافوا اذا انخفض عددنا أو اذا انتشر شبابنا وشاباتنا في كل دول العالم، لن نخاف عليهم وعلينا، بل سنبقى صامدين على هذه الارض".

وخاطب "كل ابناء الوطن، المسيحيين وغير المسيحيين، لنقول: يا اخوتنا في المواطنية، نحن معكم بنينا لبنان وطن الرسالة، رسالة المحبة والانفتاح والاحترام واحترام التعددية، رسالة الانفتاح على الحضارات والثقافات والديانات المتعددة، حاملين في قلوبنا القيم وعندما نعيش قيمنا المسيحية نعود الى جذورنا وأصولنا وينابيعنا الروحانية لنعيش معا المحبة والتضامن والتماسك والتمسك بأرضنا. رسالتنا هي رسالة محبة وسلام لأن نكون يدا واحدة وقلوبا موحدة فنعيد بناء وطننا كما كان في دعوته التاريخية وفي رسالته للعالم، رسالة محبة وانفتاح واحترام للجميع".

بو جوده

في طرابلس، راس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداسا في كنيسة مار مارون. وقال في عظة: "إنّنا نعيش في هذه البلاد، كما تعيش بلاد أخرى كثيرة في هذا العالم وفي عالمنا العربي والشرق أوسطي منذ زمن طويل، مرحلة الموت، تساقط ويتساقط فيها الأموات بالأُلوف وكأنّنا مع المسؤولين عنّا، حكّامنا وقادتنا السياسيّين والعسكريّين نبني حضارة الموت لا حضارة الحياة.

ودعا "حكّامنا والمسؤولين للعودة إلى ضمائرهم ويفهموا أنّ الشعب إختارهم ليؤمّنوا له مقومات الحياة، لا ليبشّروا بالمظالم وعظائم الأمور. شعبنا بمجمله يريد الطعام والحياة اللائقة والكريمة، لا المأكولات الفاسدة والأدوية التي بدلاً من أن تعطيه الصّحة تعطيه الموت. إنّه يريد أن يعيش في النور لا في الظلام.

الحداد

رأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد قداسا في كنيسة المطرانية، حضره النائب السابق انطوان خوري.

وألقى الحداد عظة وقال: "الكل يخاف من الكل ولا نجد من يخيف، الواحد يحمل السلاح لانه أقلية خائفة والآخر يخاف من السلاح لانه غير مسلح، ونحن في دوامة الخوف ونحتاج الى حكماء يخرجون من هذا المأزق، ولعل أفضل طريقة للخروج هو بناء الجسور والحفاظ على مصلحة الآخر". ودعا" الى تحصين وطننا وعيشنا المشترك وانتمائنا الى لبنان".

نصار

رأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران الياس نصار قداسا في كاتدرائية مار الياس في صيدا، وتلا عظة وأمل تخطي جميع اللبنانيين الصعوبات الاقتصادية والوطنية والسياسية. وقال "لا قيامة لدولة من دون قياديين صالحين يؤمنون بالعطاء المتجرد وبالخدمة العامة النزيهة والعادلة".

بعدها استقبل الحداد ونصار كل في كنيسته المهنئين بالعيد.

كما عمت قداديس الفصح معظم بلدات وقرى شرق صيدا والزهراني وجزين والقيت عظات بالمناسبة .

بقعوني والحاج

في صور، راس مطران الروم الملكيين الكاثوليك جورج بقعوني قداسا في كنيسة مار توما والقى عظة ركز فيها على المعاني السامية للمناسبة، املا التقيد بها ليعم السلام والامن والاستقرار ربوع بلدنا العزيز.

ورأس رئيس اساقفة صور للطائفة المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج قداسا في كنيسة سيدة البحار، والقى عظة تمنى فيها الابتعاد عن العداوات والخصام والمنازعات والشقاق. وسأل: من يدحرج لنا اليوم في لبنان حجارة الانقسامات والعداوات لنعيش اخوة متحابين مع بعضنا البعض رافضين كل تفرقة وفراق؟ املا ان يتبدد الخوف في وطننا الصغير ليتجه مجددا لفرح الحياة وسلام الثقة بالغد فنبني وطنا تطمئن اليه الاجيال.

بعدها تقبل بقعوني والحاج التهاني من فعاليات منطقة صور السياسية والروحية والاجتماعية والبلدية .

النبطية

في دير مار انطونيوس في النبطية الفوقا(المستقبل)، رأس رئيس الدير الأب باسيل باسيل قداسا، تمنى خلاله أن يقوم لبنان وينهض من كبوته ويجتاز المحن التي يمر فيها. ونوه بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين في منطقة النبطية. بعدها، وعلى وقع أجراس الدير والتراتيل الدينية أقيم زياح العيد وحمل المؤمنون الشموع وهم يطوفون في أرجاء الدير وكنيسته وحديقته.

وفي كنيسة سيدة النجاة في بلدة الكفور، رأس الخوري يوسف سمعان قداسا. واقيمت قداديس في بلدات الحجة والعيشية، الجرمق العدوسية بفروة، وجرجوع.

اقليم الخروب

في جون، رأس الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج قداسا في كنيسة دير المخلص، والقى عظة شدد فيها على معاني العيد الذي يرمز للمحبة والسلام، آملا ان يعم الاستقرار والامن في بلادنا العربية.

ورأس كاهن رعية مارجرجس المارونية الخوري جوزف القزي في كنيسة بلدة جدرا الساحلية قداسا.

واقيمت القداديس في بلدات الجية والرميلة وجون وعلمان والمغيرية والجميلية ومجدلونا والوردانية وضهر المغارة والدبية وعين الحور والبرجين وعين الاسد والشميس والمطلة ومزرعة الضهر والجليلية ومزمورة وبكيفا والمحتقرة وخربة بسري والرميلة والمعنية وحارة بعاصير وجدرا.

 

الشيخ نبيل قاووق ببغاء أسدية ولم يترك عبارة يستعملها النظام السوري إلا وكررها..ببغائيا

أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في احتفال تأبيني في بلدة بيت ياحون، أن "حزب الله يدعم الحكومة من موقع الضرورة الوطنية ومن موقع الحرص على الإستقرار السياسي والأمني في لبنان وليس من موقع الراضي عن أدائها، اذ هو اداء بطيء، متعثر وغير مبرر أو مقنع".

وشدد على أن الواجب الوطني "يفرض على هذه الحكومة العمل بفعالية وانتاجية بعيدا عن الرهانات السورية والكيديات الشخصية، وعن الحسابات الانتخابية التي أعطى فيلتمان أمر عملياتها بشكل علني حين قال ألا شيء يعلو فوق صوت انتخابات ال2013 وصوت المعركة في سوريا".

وقال: "معارك انتخابية يتحضرون لها، ومعارك فتنة في سوريا يتورطون بها، ودوما عينهم على سلاح المقاومة التي ليس جديدا عليها كل التهديدات الإسرائيلية التي أعلنت مؤخرا ان اغتيال قائد المقاومة أمر مشروع لها، فهي ليست مفاجئة ونحن لا نستخف بها، ونعرف تماما ان اسرائيل تتحين الفرص لتعويض هزيمتها في تموز 2006".

وأكد أن المقاومة "لا تستخف بأي تهديد اسرائيلي، وهي تستعد وتتحضر لاية مواجهة معه، إلا أن هناك في الداخل من لا يريد ان يسمع للتهديدات الاسرائيلية أو يرى الاحتلال الاسرائيلي لتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، واختراق طائراته لسماء لبنان في كل يوم، واعتدائه على ثروات لبنان النفطية في البحر، انما يريدون ان يروا المواجهات في سوريا لانهم يريدون العودة الى السلطة باي ثمن وعن اي طريق كان". ورأى أن "ما تريده اميركا وعربها واسرائيل و14 آذار، من خلال الازمة في سوريا، هو اضعاف المقاومة، لأنها اثبتت انها السد المنيع امام المشاريع الامريكية والاسرائيلية، فضلا عن مشاريع ادوات اميركا في لبنان والمنطقة"، معتبرا "ان الذين ورطوا انفسهم في الازمة السورية اوصلوا لبنان الى ان يكون ساحة مستباحة للسوريين المسلحين، وان حزب الله ليس ضد ايواء النازحين المسالمين وتقديم المعونات لهم، فهذه قضية انسانية واخلاقية".

وتابع: "لا يمكن اليوم ضبط الحدود مع سوريا بعدما باتت مستباحة لمئات وآلاف المسلحين ذهابا وايابا، لأن هناك امتدادات لفريق 14 آذار داخل السلطة والأجهزة الامنية، ولأن هناك حسابات سياسية وانتخابية تعيق عمل الجيش اللبناني، حتى أصبح المجرمون الذباحون في حمص يتحدثون على شاشات التلفزة من الأراضي اللبنانية عما ارتكبوه من قتل وذبح، في ظل صمت الاجهزة الأمنية القضائية، وهذا يعني ان لبنان اصبح ساحة مستباحة، وقوى 14 آذار تدفع لبنان نحو المخاطر الكبرى".

واعتبر أن "ما يحصل اليوم في سوريا لم يعد يتصل بأي عنوان داخلي اصلاحي وغير اصلاحي، بل إنه يتصل تماما بمعادلة الصراع مع اسرائيل، فهم يريدون اضعاف المقاومة وتحضير مشهد العدوان القادم عليها من خلال التغيير في سوريا. اليوم انكشفت كل الأوراق وسقطت كل الأقنعة، وأصبحت المواجهة في سوريا مع الدول المتورطة عربيا واقليميا بمغامرة غير محسوبة ودموية، وهي تعلم ان اسقاط النظام لا ولن يتم من خلال التسليح والتحريض".

وتسائل قاووق عن "الحاجة إلى التسليح في سوريا طالما أن هذه الدول أقرت بأن النظام لن يتغير"، معتبرا "أن استمراره إضافة إلى التحريض والتمويل يهدف إلى اضعاف سوريا وصولا إلى إضعاف المقاومة، وأن المال العربي اليوم هو وقود الفتنة والنار المشتعلة هناك". وقال: "الذين يتباكون على حماية المدنيين في سوريا، اين هم من حماية المدنيين في البحرين، واين هم من حماية المدنين في غزة، فهذة الدول التي تضخ السلاح والمال من اجل الفتنة في سوريا، هل قدمت صاروخا واحدا للمقاومة في غزة؟ فهم لم ولن يفعلوا".

أضاف: "هؤلاء الذين يطالبون بحماية المتظاهرين في سوريا ويطالبون بتسليحهم، يحرمون التظاهر في بلدانهم ويحركون الجيوش الى البحرين لقمع مسيرات مدنية مسالمة، وان المطلوب تحديد موعد لوقف القتل والقمع في البحرين قبل ان يطالبوا سوريا بتحديد موعد لوقف القتال مع المسلحين".

وختم قاووق: "سوريا حددت موعدا لوقف القتال مع المسلحين، لكن متى تعلن السعودية والبحرين وقف القتل والقمع في المنامة والقطيف، فإن هناك جرائم ومأساة انسانية مستمرة وبضوء أخضر عربي وأميركي ترتكب على أيدي جيوش خليجية ضد شعب مسالم".

 

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن هنأ اللبنانيين والمسيحيين بالفصح ودعا الى سلوك طريق التفاهم والحوار وتعزيز الدولة

 وطنية- 9/4/2012 توجَّه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتهنئة إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين الذين يعتمدون التقويم الغربي خصوصاً، لمناسبة عيد الفصح، متمنيًا "أن يُعيده الله على اللبنانيين بالخير واليمن والبركات، وقد وُضعت الخلافات السياسية على طريق التفاهم والحوار الذي هو المسار الصحيح في مقاربة المعالجات بكافة المشاكل العالقة من أجل تعزيز الدولة المسؤولة عن رعاية جميع مواطنيها وضمان استمرار السلم الاهلي والاستقرار الداخلي"، محذراً من "خطر محاولة عودة لغة الاغتيالات التي تدخل البلاد في أتون الفتنة البغيضة التي يريدها أعداء الأمة".

كما أمل الشيخ حسن "أن يعيده الله هذه المناسبة، وقد نعمت شعوب المنطقة بالطمأنينة والسلام، وانقضت مظاهر التوتر المنتشرة في أكثر من مكان، وانتصرت فلسطين والقدس لحريّتها، واستعادت سوريا استقرارها وديمقراطيّتها".وأجرى الشيخ حسن اتصالات معايدة بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام، والبطريرك آرام الأول كشيشيان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي

 

السنيورة اتصل بحداد ونصار معايدا بالفصح: محاولة اغتيال جعجع نوع جديد من العمليات المستنكرة وعلى الحكومة متابعة خطواتها لكشف ملابسات الحادثة

خروج كرم يؤدي الى استسهال ارتكاب جرم التعامل ونستغرب سكوت من رفع الصوت عاليا لتشديد العقوبة

تأجيل الانتخابات غير مقبول وقانونها موضع تشاور

 وطنية - 9/4/2012 اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ان "محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع نوع جديد من عمليات الاغتيال التي نستنكرها وندينها وتتطلب عملا دؤوبا من السلطات الامنية والقضائية"، مطالبا الحكومة ان "تتابع الخطوات التي قامت بها على هذا الصعيد من أجل جلاء جميع الملابسات وصولا الى معرفة الحقيقة الكاملة وراء مثل هذه العمليات"، وقال: "في ضوء كل هذه الاوضاع الداخلية في لبنان والاوضاع الخارجية التي لا يمكن للانسان اذا امعن النظر والتحليل في ما جرى وفي ضوء المعطيات المتوافرة بالمنطقة، إلا وأن يصل الى بعض الاستنتاجات".

كلام السنيورة جاء على هامش استقباله في مكتبه في الهلالية وفودا من صيدا ومنطقتها بحث معها شؤونا وقضايا تهم المدينة، وقال: "لا شك ان محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع الذي كان الله لطيفا به وبلبنان وكانت عنايته بانه وعلى ما سمعنا انه قاب قوسين او ادنى من أن تصيبه هذه الرصاصات التي اطلقت عليه، ولكن اكرر العناية الالهية وايضا ما يتمناه اللبنانيون ان يتجنبوا هذا الحدث الذي مضى قرابة اربع سنوات لم نشهد في لبنان اي محاولة للاغتيال، واليوم ما نشهده هو نوع جديد من عمليات الاغتيال التي نستنكرها وندينها وتتطلب جهدا على اكثر من صعيد, تتطلب من جهة عملا دؤوبا من السلطات الامنية والقضائية في الحكومة التي نطالبها بأن تتابع الخطوات التي قامت بها وهي خطوات مشكورة من اجل جلاء جميع الملابسات وصولا الى معرفة الحقيقة الكاملة وراء هذه العمليات التي تستهدف ايضا قياديا وطنيا كبيرا مثل الدكتور سمير جعجع مثلما استهدفت جميع الاغتيالات السابقة ايضا قياديين من فريق الرابع عشر من اذار".

أضاف: "هذا الامر عندما نذكره ندلل على الاستهداف الذي يقف وراءه من قام ويقوم بهذه العمليات. ليس لدينا اي معطيات لكي نتهم احدا وهذا الامر هو بيد السلطات الامنية والقضائية ولكن يتطلب مرة ثانية جهدا استثنائيا من السلطة السياسية، وهذه السلطات الامنية تحت اشراف السلطة السياسية من اجل جلاء هذه الامور ويتطلب من جهتنا مزيدا من التبصر والحيطة والحرص ولا سيما في ضوء كل هذه الاوضاع الداخلية وايضا الاوضاع الخارجية التي لا يمكن للانسان الا وان اذا امعن النظر والتحليل في ما جرى وفي ضوء المعطيات المتوافرة بالمنطقة إلا وان يصل الى بعض الاستنتاجات، ولكن هذا الامر يتطلب مزيدا من الحيطة والتبصر في هذه المرحلة ولكن لا شك ان هذا الامر مستنكر ومدان ويتطلب جهدا على اكثر من صعيد ويتطلب تبصرا من جميع القيادات في لبنان الى اي فئة انتمت، ان تبذل قصارى جهدها من اجل ألا تستدرج او ان يكون هناك من يخيل له ان هناك من يساعده في عملية خلق هذا الاستدراج للبلد للوصول الى مزيد من التناقضات ومزيد من الخلافات بين اللبنانين, نتمنى على الجميع ان يبذلوا قصارى جهدهم في هذا الاطار".

إطلاق كرم

وعن إطلاق العميد فايز كرم قال: "لا استطيع ان امنع نفسي من أن ابدي الكثير من الحسرة والالم والشعور بخيبة شديدة انه في الوقت الذي كانت هناك اعترافات لا بل واستطيع ان اقول ان التصريح الذي قاله الجنرال عون بعد خروج العميد فايز كرم من السجن وبادر الى زيارة الجنرال عون، ان الجنرال عون ذكر بعضمة لسانه انه زارني بعد ان امضى عقوبته وهو بطريقة او باخرى اعتراف واضح وجلي ان هناك جرما قد ارتكب. المشكلة ان هذا الجرم اعتمدت فيه كل عوامل التخفيف. ان الحكم كان عشر سنوات وانزل الى سنتين ومن ثم استفاد من التقصير الاستثنائي لهذه الجريمة لمدة العقوبة بحيث ان السنة السجنية اصبحت 9 اشهر. بهذه الطريقة نعطي نموذجا لكل من تسول له نفسه بان يرتكب هذا الجرم الوطني الكبير أي التعامل مع اسرائيل بان هذه العقوبة مدتها تستأهل القيام بهذه الجريمة او تكرارها".

أضاف: "الآن هذا سيؤدي من جهة الى استسهال ارتكاب هذه الجريمة ومن جهة ثانية الى مطالبات ممن ارتكبوا او اتهموا بهذه الجرائم بان يصار الى تطبيق العقوبات المخففة بحقهم. عندما ابدي استنكاري وألمي وحزني على ما آلت اليه الامور في لبنان في هذا الصدد، اتساءل ولا سيما بالنسبة للذين رفعوا الصوت بان عقوبة التعامل مع اسرائيل يجب ان تكون مشددة الى ان وصل بعضهم ومنهم السيد حسن نصرالله يقول بان يجب ان تكون عقوبتها الاعدام. لا استطيع ان افهم ما بال اولئك الاشخاص الذين رفعوا الصوت الى هذا الحد كيف انهم صمتوا وسكتوا عن هذا الامر وكأنهم بلعوا ألسنتهم وكأن القضية هي قضية نسبية، فإذا كانت تلائم تحالفاتنا او تفيدنا في العمل السياسي نحن على استعداد لان نتنازل في هذا الامر وان نفتح تجارة مما يؤدي بذلك الى القبول بمبدأ هذا التخفيض ولو كان ذلك على حساب المبادىء".

وتابع: "ليست القضية اطلاق، يجب ان نعود الى احترام القيم والمبادىء بغض النظر عمن ارتكب هذه الجريمة. يجب ان نعود الى المبادىء التي يجب ان نلتزمها والا فاننا فعليا نقدم نموذجا سيئا للكثيرين ممن قد تسول لهم انفسهم ان يرتكبوا مثل هذه الجريمة. في غمرة تلك الدعوى الى تخفيض السنة السجنية وقعنا جميعا كنواب تحت تأثير العجلة والاسراع والابتزاز بحيث صدر التشريع الذي اقره مجلس النواب أخيرا بالتخفيض دون تمييز بين طبيعة الجرائم المرتكبة التي يمكن ان يصار الى تخفيض هذه العقوبة بهذا الشكل. واعتقد ان تكتل تيار المستقبل سوف يتقدم باقتراح قانون خاص من اجل ألا تسري هذه التخفيضات بالنسبة للسنة السجنية على الجرائم التي تكون مرتكبة بحق امن الدولة مثل عملية التعامل مع اسرائيل".

وقال: "هذا الامر اعتقد اننا سنتقدم به وهي ايضا مناسبة للعودة والتأكيد ان هناك حاجة ماسة من اجل تشديد العقوبات على الذين تعاملوا مع اسرائيل. لا اريد ان ادخل في متاهات امور تتعلق بالقضاء ولكن انا انظر الى الموضوع نظرة مبدئية ونظرة تنطلق من قيمة وطنية اساسية يجب ان نعود ونلتزمها كلبنانيين ان التعامل مع اسرائيل هو امر يجب ان يعاقب عليه وبشدة".

قانون الإنتخاب

وعن قانون الانتخاب قال السنيورة: "لا أعتقد أن هذا الموضوع مطروح، ولكن من حيث المبدأ أستطيع أن أقول أنني من المؤمنين بشكل قاطع وكذلك تيار المستقبل بأن الإنتخابات هي حق للبنانيين على السلطة التنفيذية وعلى السلطة التشريعية وبالتالي ليس مقبولا أن يصار الى البحث في موضوع تأجيل الإنتخابات بأي شكل من الأشكال لأنها المناسبة الوحيدة الدستورية التي تعطى للمواطن بأن يسترد وكالته التي أعطاها للنواب الذين انتخبهم ومن ثم عليه أن يقرر ويتبصر ويدرس ما إذا كان سيريد أن يجدد هذه الوكالة أو أن يسحبها ويعطيها لأشخاص آخرين. هذا حقه، وتأجيل الانتخابات أمر غير مقبول وغير دستوري وغير قانوني أيضا، وبالسياسة أيضا غير مقبول".

أضاف: "بالنسبة إلى طبيعة القانون الذي سيصار الى اعتماده فهذا أمر لا يزال موضع تشاور وبالتالي لكي نتوصل جميعا الى اعتماد الصيغة التي يمكن أن تحافظ على نسيج التمازج بين اللبنانيين ووحدتهم الوطنية وعدم الوصول الى نقطة ان يصار الى إيجاد مزيد من الشروخ بين مكونات المجتمع اللبناني. كما وأن يصار الى التقليل من الآثار السلبية التي يمكن أن تكون قد حملتها معها مثلا مشاريع قائمة أو اعتمدت. أنا اعتقد أننا ما زلنا في خضم الحديث والتشاور في شؤون عديدة تتعلق بقانون الانتخاب، ومما لا شك فيه أن هناك أمورا أصبح هناك مزيد من التوافق بشأنها، من مثل الهيئة المستقلة للاشراف على الإنتخابات وتمكين اللبنانيين المقيمين خارج لبنان من أن يدلوا بصوتهم في أماكن عملهم خارج لبنان، مما يوفر على اللبنانيين مشقة القدوم أو ما يوفر على ذلك مصاريف باهظة أولا ويقلل من هذه السطوة التي تعتمدها فئات سياسية كثيرة بأنها تستقدم الناس وبالتالي تفرض عليهم أن يصوتوا بالطريقة التي يريدون، بينما إذا كان بإمكانهم أن يدلوا بأصواتهم وهم خارج لبنان فأعتقد أن السطوة هذه تكون أقل بكثير. ومن ذلك أيضا ما يمكن أن يتعلق بما يسمى الكوتا النسائية، وأنا بالرغم من كل التعقيدات أعتقد أن هناك حاجة ماسة من أجل إقدار اللبنانيين على أن يتجهوا اتجاها متزايدا من اجل تمكين المرأة من أن يكون لها وجود في الندوة النيابية كسلطة تشريعية ورقابية وأيضا في السلطة التنفيذية وهذا أمر يغني العمل السياسي ويغني العمل بالشأن العام ويمكن المرأة من أن تكون قوة فاعلة ومؤثرة في هذين المضمارين".

وختم السنيورة: "أعتقد أن هناك أمورا عديدة صار هناك اتجاه بهذا الخصوص نحو اعتمادها. دعونا نتمسك بها ونمشي في إقرارها بالطريقة التي يكون ذلك ممكنا، وأن نعمل من أجل انه عندما نقارب مشكلة قانون الإنتخاب يجب أن تكون المقاربة مبنية على عمل موحد وليس ما يسمى كيل بمكيالين، أن نقبل بشيء لمنطقة معينة ونرفضه بالنسبة لمنطقة أخرى. يجب أن يكون هناك وحدة في المعايير التي يمكن أن تعتمد بحيث لا يشعر أي فريق أن هناك استهدافا له بطريقة أو بأخرى بما يمنعه من القبول بهذه المقترحات. لذلك أعتقد أننا الآن ما زلنا في خضم الحوارات، ونحن في كتلة نواب المستقبل مستمرون بالتواصل مع باقي الفرقاء في لبنان وسنسير بالإختيار الذي يمكننا من أن يكون هذا الإنتخاب معبرا صحيحا عن وحدة اللبنانيين وعن رغبتهم في اختيار ممثليهم بشكل صحيح".

وكان السنيورة اتصل براعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد وراعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار وعايدهما لمناسبة عيد الفصح المجيد.

 

وفد من "القوات"- صيدا الزهراني زار حداد مهنئا

وطنية - 9/4/2012 زار وفد من القوات اللبنانية في منطقة صيدا - الزهراني راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد للتهنئة بعيد الفصح، في دار المطرانية في صيدا. ضم الوفد منسق المنطقة إدغار مارون وعدد من مسؤولي القوات في المنطقة. وقد ثمن الوفد عاليا "مواقف صاحب السيادة لناحية رفضه القاطع لأسلوب الاغتيالات والتمادي بهذا النمط من التعاطي المدمر". وطالب الوفد الأجهزة الامنية والقضائية "بالاسراع بكشف هوية المعتدين على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أحد أهم أركان السلم الأهلي في لبنان وأحد الأقطاب الذين يؤمنون بالحوار وسيلة وحيدة لخلاص لبنان، ويتمسكون بقيام دولة العدل والقانون، دولة لا شرعية فيها لأي سلاح سوى سلاح الشرعية اللبنانية".

كما دون مسؤول المنطقة كلمة باسم القوات في سجل التشريفات، جاء فيها : "في زمن القيامة نتطلع إلى قيام مجتمع متماسك كما الرعية الصالحة بصلاح راعيها".

 

المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هنأ قائد اليونيفيل باستلامه مهامه وتفقد الموقع الجديد لمركز الأمن العام الحدودي في الناقورة

وطنية - 9/4/2012 زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على رأس وفد من الضباط، قيادة القوات الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" حيث إجتمع بقائد القوات الدولية الجنرال باولو سيرا وقدم له التهاني بمناسبة إستلام مهامه في قيادة اليونيفيل. وتوجه إبراهيم إلى الجنرال سيرا بكلمة قال فيها: "منذ العام 1978 وعلم القوات الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان يخفق في سماء هذه المنطقة العزيزة من الوطن، تعددت مهماتها وتنوعت إهتماماتها بدءا من القرار الدولي الرقم 425 وصولا إلى القرار 1701، لكن رسالتها واحدة لم تتبدل ولم تجنح إلى أي إتجاه آخر، رسالة حفظ السلام وضمان الإستقلال ورعاية المواطنين الثابتين في أرضهم مهما بلغت صولة العدو وتعاظمت". وتابع: "القوات الدولية قدمت على مذبح الشهادة عددا من خيرة ضباطها ورتبائها ومجنديها الذين روت دماؤهم أرض الجنوب، وتمازجت بدماء مواطنيها الذين أحبوا هذه القوات وقدروا عطاءاتها وأفادوا من خدماتها الإجتماعية والإنمائية، وقامت بينهم وبينها علاقات مميزة أسهمت في تمتين الروابط بينهم وبين البلدان الممثلة في هذا الكيان الأممي الذي أسدى وما زال الخدمات الجليلة في أصعب الأحوال وأدقها". وقال: "اننا لن نسمح بأن تذهب عطاءات ودماء وأرواح جنودكم البواسل سدى، وعليه نحن هنا اليوم لنؤكد بكل ما نملك من إمكانات الإصرار على متابعة العمل سويا ورفع مستوى التعاون والتنسيق في ما بيننا إنفاذا للمهام ووفاء لهذه التضحيات. حضرة القائد، نجدد شكرنا وإمتناننا لهذه الدعوة مغتنمين هذه المناسبة لتقديم التهاني لكم بمناسبة توليكم مسؤولية أكثر المهام حساسية ودقة في هذا الجزء من العالم، ساعين إلى دعمكم لتنفيذ المهام وتوطيد أفضل أواصر العلاقات وأمتنها بينكم وبين هذا الشعب الصامد في أرضه، مؤكدين لكم أيضا وضع كامل إمكاناتنا للتصدي للإرهاب ودرء اي خطر يهدد أمنكم وسلامة جنودكم بهدف ثنيكم عن تنفيذ المهام التي تقومون بها".

من جهته، أثنى سيرا على هذه الكلمة، وأكد على "التعاون والتنسيق القائم بين قيادة "اليونيفيل" والأمن العام والجيش في كل المجالات، في إطار المهام التي تقوم بها القوات الدولية انفاذا للقرارات الدولية".

ثم، تفقد إبراهيم يرافقه الجنرال سيرا وضباط من "اليونيفيل" المركز الحدودي للأمن العام في الناقورة، وتم إستطلاع المكان الجديد المتقدم الذي سينتقل إليه مركز الأمن العام والملاصق لاخر نقطة تمركز للقوات الدولية على الخط الأزرق.

 

الدول الغربية ستطالب طهران بتفكيك موقع قم ووقف تخصيب اليورانيوم  وطائرات تابعة لـ"سي آي إيه" تراقب المواقع النووية الإيرانية

  واشنطن - ا ف ب, يو بي اي, رويترز: كشفت مصادر أميركية أن طائرات استطلاع خفية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" تسللت قبل ثلاث سنوات الى عمق الاراضي الايرانية والتقطت صوراً, سيما لموقع قم النووي قبل أن تعود الى قاعدتها. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه خلال تلك الرحلة الاولى من نوعها قبل ثلاث سنوات, ترصد محللو "سي اي ايه" وغيرها من وكالات الاستخبارات الاميركية أدنى مؤشر يفيد بأن الدفاع الجوي الايراني كشف وجود الطائرة من دون طيار, وهي من طراز "آر كيو-170 سنتينل".

لكن مسؤولاً كبيراً سابقاً في "سي اي ايه" اكد انه "لم يرد اي مؤشر بهذا الصدد". ومنذ ذلك الحين قامت طائرات استطلاع خفية بمراقبة عشرات المواقع في ايران من خلال القيام بمئات الرحلات فوق مواقع مشبوهة, الى ان تحطمت طائرة استطلاع من الطراز ذاته داخل الحدود الايرانية في ديسمبر الماضي. وتندرج هذه المراقبة في سياق حملة استخباراتية بشأن البرنامج النووي الايراني تكثفت خلال السنوات الاخيرة من عهد الرئيس السابق جورج بوش. وأوضحت الصحيفة ان الحملة تضمنت نشر أنظمة تنصت إلكترونية من قبل وكالة الامن القومي وتشكيل وحدة خاصة بإيران مؤلفة من خبراء في تحليل الصور عبر الاقمار الصناعية, وتشكيل شبكة تجسس لهذا الغرض. وهذه الاجراءات, عززت قناعة البيت الابيض بأنه سيتلقى إنذاراً مبكراً فور قيام ايران بأي محاولة لصنع قنبلة نووية. وقال المسؤول الكبير, في هذا الاطار, "إننا واثقون من أننا سنرصد اي نشاط يفيد بأنه تم اتخاذ قرار" بهذا المعنى. واشارت الصحيفة الى ان جهود اجهزة الاستخبارات تزامنت مع حملة سرية شنتها "سي اي ايه" وغيرها من الوكالات لتخريب البرنامج النووي الاميركي.

يشار إلى أن إدارة الرئيس باراك اوباما تحدثت عن تقارير اجهزة الاستخبارات عند ابداء موقفها المعارض لشن اسرائيل ضربة عسكرية استباقية ضد مواقع نووية ايرانية.

في سياق متصل, دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد الدول الست التي ستستأنف الأسبوع الجاري محادثاتها مع طهران بشأن برنامجها النووي الى اعتماد الحزم.

وقال في تصريحات إلى قناة "سي ان ان" الأميركية "اذا حددت مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) عتبة منخفضة بمطالبتها ايران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة مثلاً, فهذا يعني ان الايرانيين كسبوا بسعر بخس الحق في مواصلة برامجهم العسكرية ببطء لكن من دون عقوبات", مشدداً على أن ذلك "سيكون تغييراً تاماً في الاتجاه, نحو الاسوأ". وفي مارس الماضي, طرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ثلاثة شروط على ايران من اجل تسوية سلمية للازمة تتمثل في تفكيك موقع قم الموجود تحت الارض, ووقف تخصيب اليورانيوم, وسحب كل العتاد المخصب وشحنه إلى خارج البلاد.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز", أمس, ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين ينوون مطالبة إيران بالشيء نفسه, وهذا الموقف التفاوضي سيكون الخطوة الافتتاحية لما يدعوه أوباما "الفرصة الأخيرة" أمام طهران. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين أميركيين وأوروبيين قولهم ان "اوباما وحلفاءه يراهنون على ان تعزز العقوبات والتهديد بعملية عسكرية اسرائيلية, مبررات تدعم الايرانيين الذين يعتبرون ان منشآت تخضع للتفاوض أفضل من العزلة". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "لا فكرة لدينا كيف ستكون ردة فعل الإيرانيين, والأرجح ألا نعرف شيئاً بعد الاجتماع الأول", لكن الجولة التالية من العقوبات النفطية تبدأ في بداية فصل الصيف المقبل. وإذ لفتت إلى ان بعض القادة الأوروبيين والإسرائيليين يخشون من أن تحاول إيران كسب الوقت في ظل استمرار عمل أجهزة الطرد المركزي لديها, نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم ان "الأولوية الأولى" هي لدفع إيران إلى الاستسلام وشحن مخزون اليورانيوم إلى خارج أراضيها, وإغلاق منشأة "فوردو" في قم, فيما يأتي التفكيك في المرحلة الثانية.

ويفترض ان تستأنف المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى والتي يعود اخرها الى يناير 2011, في 13 و14 ابريل الجاري.

 

هيومن رايتس ووتش تندد بسياسة اعدامات غير قضائية في سوريا

نددت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان في تقرير نشر الاثنين بتنفيذ قوات نظام الرئيس بشار الاسد اكثر من مئة اعدام غير قضائي خلال الاسابيع الاخيرة في سوريا.

ويستند التقرير الى افادات شهود عاينوا احداثا في محافظتي حمص (وسط) وادلب (شمال غرب) جمعتها مباشرة المنظمة التي تؤكد انها تلقت معلومات حول حالات اخرى عديدة لم تتاكد منها.

وتشمل الاحداث التي ذكرتها هيومن رايتس ووتش بتفاصيلها ما لا يقل عن 85 مدنيا، منهم 25 رجلا قتلوا خلال عمليات تفتيش في الثالث من اذار في حمص، و13 اخرين قتلوا في مسجد بلال في 11 اذار في ادلب، و47 شخصا على الاقل معظمهم من النساء والاطفال قتلوا في عدة احياء من حمص في 11 و12 اذار. ويذكر التقرير شهادة احد سكان حي بابا عمرو في حمص تفيد انه في الثاني من اذار ارغم جنود اربعة رجال على الخروج من منزل جارهم وقتلوهم بالسلاح الابيض على مراى من ذويهم ثم اطلقوا النار في ذلك البيت فقتلوا شقيق صاحب المنزل. كذلك ذكرت هيومن رايتس ووتش اعدام 16 مقاتلا بدون محاكمة قتلوا بالرصاص عن قرب بعد اسرهم وجرحهم واعربت عن القلق من "سياسة، سواء كانت رسمية ام لا، تدعو الى عدم الاعتقال". وقال اولي سولفانغ الباحث في هيومن رايتس ووتش ان "القوات النظامية، وفي محاولة يائسة لسحق الانتفاضة، اعدمت اشخاصا بدم بارد، منهم مدنيون ومقاتلون متمردون". واكد "انهم يفعلون ذلك في وضح النهار وامام شهود، ما يدل بوضوح على انهم لا يعبأون باحتمال محاكمتهم يوما على جرائمهم". واستذكرت هيومن رايتس ووتش ان القانون الدولي "يمنع بلا ملابسات الاعدامات غير القضائية" وان "قتل جندي جريح او اسير عمدا يعتبر جريمة حرب" وطالبت مجددا برفع الامر الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. واضاف سولفانغ بالحاح ان "قوات الامن السورية لن تتوقف عن الاعدامات الا اذا ادركت انها ستحاسب يوميا على اعمالها" مؤكدا ان "على مجلس الامن الدولي ان يبلغ هذه الرسالة".

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

سقوط قذائف من سوريا على عدد من القرى في محيط بلدة المشارفة بوادي خالد

نهارنت/سقطت عدد من القذائف من الجان ب السوري على عدد من القرى بمحيط بلدة المشارف بوادي خالد شمال لبنان، في حادث تكرر مرات عدة. وذكرت قناة الـ LBC " تعرض عدد من القرى اللبنانية في محيط منطقة المشارفة في وادي خالد مساء الأحد لسقوط قذائف هاون من الجانب السوري".  وكانت تقارير صحفية أكدت أن قوات سورية تتوغل ببلدة القاع الحدودية البقاعية وتشتبك مع عدد من المعارضين السوريين. وكان تلفزيون الـ"MTV" أفاد ان القوات السورية تطلق قذائف على مشاريع القاع، مشيرة الى ان الأهالي يختبئون في منازلهم. وافادت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) ان القوات السورية توغلت داخل الاراضي اللبنانية حتى 100 متر. ووقعت خلال الاشهر الماضية عمليات توغل عدة للجيش السوري في اراض لبنانية من جهتي الشمال والشرق تخللها اطلاق نار اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص. واثارت هذه العمليات انتقادات من المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق ومن دول غربية والامم المتحدة. وأقدم الجيش السوري على زرع الغام مرات عدة في مناطق حدودية مع شمال لبنان وشرقه انفجر بعضها واسفر عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح. وسبق تشديد الاجراءات على الحدود لجوء حوالى خمسة الاف سوري الى لبنان هربا من أعمال العنف التي ترافق الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ أكثر من سنة.

 

الجيش السوري يطلق النار على مخيم للائجين في تركيا ويقتل عددا من السوريين

اشتباكات عنيفة وعمليات عسكرية مكثفة للقوات السورية وكالات

المصدر: AFP

عشية انتهاء مهلة أنان تواصلت العمليات العسكرية والامنية للقوات النظامية السورية والاشتباكات مع المنشقين في عدد من المناطق السورية عشية انتهاء مهلة خطة المبعوث الدولي كوفي انان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذه العمليات اسفرت عن مقتل 12 من القوات النظامية ومدنيا واحدا حتى ظهر الاثنين. ففي مدينة حلب "وقعت اشتباكات ليلية بين عناصر من الجيش الحر وقوات الامن في حي السكري على خلفية قيام عناصر الامن باطلاق الرصاص على تظاهرة ليلية" بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس. وسقط في الاشتباك ضابط شرطة برتبة ملازم اول وشرطي، وفقا للمرصد. وفي ريف حلب، "يتواصل منذ الامس القصف على مدينة تل رفعت التي تحيط بها حشود عسكرية كبيرة في ما يبدو انه تمهيد لاقتحامها" بحسب الحلبي الذي اشار الى "حالة دمار لا يمكن وصفها في المدينة". واشار المرصد الى بدء عملية اقتحام تل رفعت التي "سقط فيها العشرات بين شهيد وجريح"، والى تعرض بلدة مارع لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

وعلى مقربة من الحدود التركية، دارت اشتباكات في قرية السلامة التابعة لمدينة اعزاز اسفرت عن مقتل ستة عناصر من نظاميين وجرح ثمانية منشقين جرى نقلهم عبر الحدود التركية.

اثر ذلك، اطلق عناصر من الامن السوري الرصاص باتجاه مخيم كيليس للاجئين السوريين داخل الاراضي التركية ما اسفر عن سقوط قتيلين واصابة 15 على الاقل بجروح.

وفي حمص تتعرض احياء مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ اشهر، لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاصرها، بحسب ما نقلت "شبكة شام الاخبارية".

وتضم مدينة الرستن عددا كبيرا من العسكريين المنشقين عن القوات النظامية، واقتحمتها القوات النظامية قبل اشهر بعد معارك عنيفة، قبل ان تخرج منها تحت ضربات المنشقين.

وحاول الجيش النظامي اقتحامها مرات عدة في الاسابيع الماضية دون ان يتمكن من التقدم داخلها.

وفي العاصمة دمشق، "دخلت تعزيزات امنية وعناصر من الشبيحة عند الساعة الخامسة صباحا الى حي كفرسوسة حيث نفذت عمليات مداهمات للبيوت اعتقلت عشرات الاشخاص" بحسب ما افاد عضو قيادة مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة فرانس برس. وفي ريف دمشق، قتل اربعة جنود نظاميين في انفجار عبوة ناسفة في حافلة كانت تقلهم قرب قرية كوكب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واشار المرصد الى انتشار ناقلات جند مدرعة على حواجز بين مدينة داريا بريف دمشق وحي كفرسوسة بدمشق.

وفي مدينة حماة"نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في احياء باب القبلي والبياض والشير منذ ساعات الصباح الاولى اضافة لتكسير المحال التجارية والاعتداء على منازل الناشطين على وجه الخصوص" بحسب ما افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي. واضاف الحموي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس "وصلت تعزيزات عسكرية الى محيط مدينة كفرزيتا في ريف حماة ما يؤشر الى امكانية ان تكون عرضة لاقتحام القوات النظامية في الساعات القليلة المقبلة". وفي محافظة دير الزور اقتحمت القوات النظامية قرية موحسن صباح اليوم وسط سماع اطلاق رصاص كثيف واصوات انفجارت. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية البوعمر بالقرب من موحسن، فيما سمعت في مدينة دير الزور اصوات اطلاق رصاص وانفجارات صباح اليوم، بحسب المرصد. وفي محافظة درعا قتل مواطن في بلدة صيدا اثر اصابته برصاص. ونفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في خربة غزالة صباحا اسفرت عن اعتقال 16 شخصا، بحسب المرصد. هذا ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن مصدر رسمي ان سوريين قتلا واصيب ما لا يقل عن 15 الاثنين في اطلاق نار قرب الحدود التركية السورية.

وصرح مدير جهاز الصحة في مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود السورية للوكالة ان "عدد الجرحى الذين نقلوا من سوريا كان 17 توفي منهم اثنان".

ونقل الجرحى من سوريا بعد قصف بالاسلحة الثقيلة نفذته ليلا قوات الامن السورية على قرية في محافظة حلب حسب ما قال للوكالة عبد القادر عبدالله الذي كان يرافق الجرحى.

وقال المصدر "هناك عدد كبير من الجرحى ونقلنا اكبر عدد منهم". ويأتي نقل الجرحى في حين ادى اطلاق نار من الاراضي السورية الى جرح لاجئين سوريين ومترجم تركي في مخيم في الاراضي التركية بحسب دبلوماسي تركي. وقالت وكالة انباء الاناضول ان قوات الامن التركية منعت المدنيين من عبور مركز كيليس الحدودي.

 

العسكرة والسياسة في الثورة السورية

غسان المفلح/السياسة

العسكرة جزء مهم من الثورة السورية, بمعزل عن الأسباب التي أدت إليها, سواء كانت تتعلق بسلوك العصابة المجرمة, أو خلاف ذلك من أسباب, إلا أنها تحولت الآن إلى سلاح ذي حدين, الحد الأول سلبي وهو استخدامه كحجة من قبل العصابة المجرمة وحلفائها لمزيدا من القتل, والثاني إيجابي ويتمحور حول حماية الثورة السلمية والمتظاهرين في المدن والقرى السورية, ورغم ذلك ازدادات وتيرة القتل لدى العصابة, حيث منذ اعتصام مئات الآلاف في حمص في 18 ابريل 2011 في ساحة ساعتها الشهيرة التي تحولت إلى رمز من رموز الثورة, والأمكنة السورية, كجامع العمري في درعا, أدرك النظام بذلك الاعتصام, أنه أمام ثورة شعبية حقييقة وخصوصا بعد ان تبعتها مئات الآلاف في كل من حماة ودير الزور اأدلب واللاذقية, وكلها تظاهرات واعتصامات سلمية امام شاشات الاعلام العالمي والعربي.

أدرك هذا النظام أنه خالي الوفاض من أي حل سياسي أو أفق سياسي يقدمه لسورية, باستثناء استمرار حكم هذه العصابة الأسدية وبالطرق نفسها والخسة والوضاعة الأخلاقية وانعدام التفكير ولو للحظة على المستوى الوطني. الأفق منذ ذلك التاريخ أي بعد شهر من انطلاق الثورة في حوران, كان اقتل واقتل حتى تعيد سورية إلى ما كنت قبل ثورتها, ومنذ ذلك التاريخ تكذب أي معارضة أو أي جهة إقليمية أو دولية, إذا قالت أو أشارت الى ان العصابة المجرمة قدمت أفقا لحل سياسي, أو حتى مجرد مؤشرات يمكن الاستناد اليها. وحتى اللحظة ينكر حلفاء العصابة المجرمة أن هنال في سورية ثورة سلمية لها مطالبها في الحرية والكرامة والعدالة. فإذا كان حلفائه ينكرون هذا الأمر فمابالنا بالعصابة نفسها? والعصابة أهم شيء في سلوكها أنها لم تعد قادرة على اخفاء نفسها, والمزيد من القتل ومن تدمير ونهب المدن وأرزاق العباد, والوصول إلى سورية كأرض محروقة, يسهل عليهم لحظتئذ ان يتحولوا إلى ميليشيا في هذه السورية التي ستشبه لبنان أو العراق, وهذا ما لايعترف به بعض رموز معارضتنا الكريمة, ومنهم من يحاول تحميل مسؤولية الوصول الى هذا السيناريو للقسم الآخر من المعارضة, أو لدعوات عسكرة الثورة, على أساس أنه لولا هذه الدعوات لماكانت العسكرة, ولكانت هذه المعارضة قد استطاعت اجتراح حل سياسي يحمي البلد من الانزلاق نحو هاوية احتراب أهلي أو طائفي, وهذا محض ادعاء وكذب بين وصريح.

ليس من مسؤولية شعبنا أن يدافع عن النظام الاقلاوي أو غير ذلك, هم اختاروا هذا الموقع سواء خوفا أو طوعا, لايغير في معادلة القتل على الأرض, وليس ذنب شعبنا أنه وجد نفسه أمام معارضة منها ماهو متواطئ مع العصابة المجرمة ومنها ماهو أقل من المستوى من حيث الأداء والإخلاص أيضا.

وليس ذنب شعبنا أن إسرائيل حمت العصابة المجرمة على مدار أربعة عقود من القتل والنهب والمجازر الموثقة والتي لم تعد تحتاج إلى برهان, النقطة الإيجابية ربما التي يجب أن تذكر هنا, أن المجلس الوطني السوري, ووفق معلوماتي كعضو فيه, ليس لدينا ما نعقد من أجله أو بناء عليه اتفاقيات مع دول لمرحلة ما بعد العصابة المجرمة, ليس لدينا سوى دعم شعبنا في استمرار ثورته, وكيفية عيشه في سورية حرة كريمة, بغض النظر عن التزام أو عدم التزام المجلس وبعض أعضائه بهذا الأمر. 

المجلس لايخلو أيضا ممن يرون أن هناك إمكانية لحل سياسي مع هذه الطغمة, وهؤلاء لم يستطيعوا أن يقدموا لنا أي مؤشرات تدعم نواياهم شبه المعلنة! وبخاصة لدى التيارات التي ترفض التدخل الدولي العسكري. الجميع يصطدم بالتالي: بقاء آل الأسد في الحكم كما هم! وبعدها نتحدث عن بقية التفاصيل! كيف يمكن أن يبقوا في الحكم? هذا سؤال لا أحد يجيب عنه من هؤلاء ولا غيرهم من حلفاء النظام أيضا, أقصد روسيا وإيران, تكثفت كل الآفاق لدى هؤلاء باستمرار العصابة وبالطريقة نفسها. هنا لا أحد يمكن أن يجرؤ بعد كل هذا الدم أن يتعامل مع هذا الأفق! هذا ما اعتقده حتى تلك المعارضة التي تدين المجلس الوطني وتدين دعوات العسكرة, هذه المعارضة أفقدها نظام ترى فيه إمكانية لعقلاء لم تتورط أيديهم بالدماء! أفقدها أي إمكانية على إنتاج خطاب يمكن أن يثق به شعبنا. وجعل من خيار العسكرة المطروح على الثورة بقوة هو السبيل الانجع لمواجهة هذا القتل اليومي عند كثيرين من أبناء شعبنا وجيشنا الحر, وتحت إحساس واضح أن سورية ستدفع هذا الثمن, عاجلا أم آجلا, إذا أرادت التحرر من هذه العصابة المجرمة. كما دفع العراق وليبيا واليمن, وربما أسوأ بكثير في سورية لاعتبارات يعرفها الجميع, أهمها هي طيف الدوافع للقتل لدى الكتلة العسكرية المتحلقة حول هذه العصابة. فالعصابة ممانعة وحامية للطائفة وأفضل للأقليات ولتجار حلب ودمشق وبعض مشايخ من محدثي النعمة والجاه!

ضمن هذه الاجواء راحت عسكرة الثورة تتقدم وليس لأسباب أخرى, تتعلق بنوايا هذا المعارض أو ذاك ولا بهذه التنسيقية أو تلك ولا بهذا الضابط أو ذاك, الثورة في جانب منها فوضى ردود الفعل, والقياس والمعايير التي تحتاج إلى ضبط دوما, لهذا الحاجة دائمة للسياسة والثقافة والنقد, إلا أننا بحجة اننا ضد العسكرة, لانقدم بديلا عن هذا القتل الجهنمي اليومي وهذا التهجير والتنكيل, وكل أنواع المحرمات في شرائع حقوق الانسان وأديانه.

تكفي مقارنة بين ما يفعله الجيش الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين يكاد لايذكر أمام هذه الهمجية المطلقة, إن اللغة والنبرة وطريقة الضحك والسخرية, كفيلة بان تجعل الكائن البشري يفقد كل المسلمات, فما بالنا إن كان ما يتعرض له الناس وأهلهم وأقربائهم وجيرانهم, إنها محرقة وحرب إبادة لايشق لها غبار, تحت سمع وبصر المجتمع الدولي, إن ظاهرة العسكرة يجب أن لاتمنع أولوية استمرار التظاهر السلمي لأنه هو العماد الأساس للثورة, ولكن في المقابل علينا ألا نضيع الحدود في فهم ظاهرة العسكرة ونحن ننظر الى الجنود المنشقين, وعلى الناس الذين يحتكون لحظيا بهذا الهدر لكرامة الكائن ورموزه ومعتقداته واعراضه...قليل من الخجل ينفع كثيرا أحيانا.

*كاتب سوري

 

الجيش الحر" رفض تنفيذ طلبه تقديم التزامات خطية ولن يسلم السلاح  

نظام الأسد يلتف على مبادرة أنان ويواصل ارتكاب المجازر

 أطفال يشاركون في تظاهرة مناهضة للنظام في إدلب (أ.ب)دمشق - وكالات: توشك مبادرة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان لحل الأزمة في سورية على الانهيار, بعد طلب النظام الحصول على "ضمانات خطية" من الثوار قبل سحب قواته من المدن, الأمر الذي سارع "الجيش الحر" إلى رفضه, مايعني أن الموعد المضروب لوقف إطلاق النار الخميس المقبل بات موضع شك كبير, وخاصة في ظل استمرار العمليات الوحشية وسقوط الضحايا من المدنيين العزل.

فقبل يومين من انتهاء مهلة أنان, حيث من المفترض أن يسحب النظام قواته من المدن والقرى بحلول غد الثلاثاء على أن يقف إطلاق النار بشكل كامل صباح الخميس المقبل, أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً تنصلت فيه من هذه المهل.

تفسير خطأ!

وجاء في البيان: ان القول ان "سورية اكدت انها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ 10 ابريل (الجاري) تفسير خطأ", وان أنان "لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات الارهابية المسلحة لوقف العنف بكل اشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل اراضيها".

واضافت الوزارة في بيانها ان أنان لم يقدم أيضاً "ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية", علماً أنه لايوجد أي دليل على قيام هذه الدول بتسليح "الجيش السوري الحر", الذي يضم آلاف المنشقين, رغم دعواتها المتكررة لضرورة القيام بذلك, بهدف حماية المدنيين.

وذكرت الخارجية السورية ان أنان أكد للرئيس بشار الأسد في اللقاء الذي جمعهما الشهر الماضي ان "مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وبأنه سيعمل على وقف العنف بكل أشكاله من اي طرف كان, وصولا إلى نزع اسلحة الجماعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها, وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة", و"على هذا الاساس قبلت سورية بمهمة انان وخطته ذات النقاط الست".

الأسعد: لا تسليم للسلاح

في المقابل, رفض "الجيش السوري الحر" تقديم أي ضمانات أو التزامات للنظام.

وقال قائده رياض الأسعد في تصريحات صحافية, تعليقاً على مطالب دمشق, "لم نعط الوفد (فريق أنان) شيئاً ولم يطلب منا ضمانات مكتوبة, لا يوجد شيء اسمه تسليم سلاح, لن نسلم سلاحنا, يجب أن يسحب (النظام) القوات من المدن, لم نتطرق الى ذلك ابداً, وطالما أن النظام في السلطة لن نسلم سلاحنا والنظام لم ينفذ هذه الخطة".

وفي حديث إلى قناة "الجزيرة" الفضائية, قال الأسعد: "إننا نعطي ضمانات للجتمع الدولي وليس لنظام اصبح عبارة عن عصابة حاكمة, ولا نتعامل مع هذا النظام".

النظام يراوغ

من جهته, اعتبر عضو "المجلس الوطني" السوري الناشط البارز عمر ادلبي ان "النظام السوري يراوغ لانه لا يريد حلا ديبلوماسياً".

وأكد أن "الجيش الحر" رفض اعطاء الضمانات الخطية "لأن الطلب غير واقعي وتفوح منه رائحة المراوغة", معتبرا ان "النظام السوري وضع خطة أنان في مهب الريح من خلال عدم التزامها به".

استمرار القتل

وعلى الأرض, أكدت كل المعطيات أن النظام غير مستعد لتنفيذ خطة أنان, حيث واصلت قواته العمليات العسكرية في مناطق عدة, ما أسفر عن سقوط 34 قتيلاً على الأقل غالبيتهم في حماة وادلب, غداة سقوط ما لايقل عن 158 شهيداً في مجازر مروعة, 74 منهم قتلوا في بلدة بريف حماة.

وأفاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي أن قوات النظام اقتحمت صباح أمس قرية لطمين وسط اطلاق نار عشوائي, وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل, كما اقتحمت أيضاً مدينة مورك وأحرقت عددا من المنازل والسيارات والدراجات النارية وشنت حملة اعتقالات", واقتحمت أيضاً بلدة كفرنبودة وأحرقت فيها عددا من المنازل.

وأكد الناشط مقتل شخص أثناء اقتحام قوات النظام بلدة طيبة الامام, فيما أفادت لجان التنسيق المجلية عن تعرض بلدة كفرنبودة لقصف عنيف بالدبابات.

وفي ريف ادلب, الذي قتل فيه ثمانية اشخاص ومنشق, اقتحمت قوات النظام الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور وسط دوي انفجارات واطلاق رصاص كثيف مع تحليق مروحي في سماء المنطقة.

وفي محافظة حمص التي سقط فيها قتيلان مدنيان على الأقل, تعرضت الاحياء القديمة للمدينة لقصف متقطع طاول خصوصا حيي باب هود والحميدية.

وقال الناشط كرم ابو ربيع ان اشتباكات دارت بين عناصر "الجيش الحر" والقوات النظامية التي تقدمت في جنوب دير بعلبة الذي يسميه الناشطون المعارضون حي "الربيع العربي".

إلى ذلك, دارت اشتباكات في حي القصور بين منشقين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام الحي.

وفي ريف دمشق, قتل خمسة مقاتلين من المجموعات المنشقة اثر اشتباكات في قرية بيت جن على سفوح جبل الشيخ, كما اقتحمت القوات النظامية حي عبد الرؤوف في مدينة دوما.

وافاد عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن ان اشتباكات عنيفة دارت في الجبل الشرقي قرب مضايا, مشيرا الى ان "القوات النظامية تبحث عن عدد من الجنود الذين انشقوا عنها" اول من امس, تزامناً مع حملة مداهمات في قدسيا والهامة.

وفي دمشق, قال عضو مجلس الثورة ديب الدمشقي ان قوات الامن اقتحمت حي برزة ليل اول من امس وسط اطلاق نار, مشيرا الى "تنفيذ حملة مداهمة لعدد من الابنية واعتقال عدد من الاشخاص".

وأفاد ناشطون أن متظاهرين اعتصموا أمام مجلس الشعب في العاصمة مطالبين بالإفراج عن المعتقلين, إلا أن قوات الأمن استخدمت القوة لتفريقهم واعتقلت عدداً منهم.

وفي ريف حلب الذي يشهد منذ الخميس الماضي حملة عسكرية واسعة النطاق, اندلعت اشتباكات في بلدات عدة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى المدنيين والمنشقين.

وقال المتحدث باسم اتحاد التنسيقيات محمد الحلبي ان القصف اشتد امس على اغلب مناطق الريف وتوسع نطاقه ليطاول مدينة تل رفعت "التي يبدو ان القوات النظامية تنوي اقتحامها بعدما سيطرت على مدينتي حريتان وعندان".

وفي دير الزور, أفادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية شنت حملة مداهمات واعتقالات في البوكمال والميادين.

وفي درعا, اقتحمت قوات الامن مدينة كفرشمس, فيما دارت اشتباكات مع منشقين بالقرب من مدينة جاسم.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان, قتل امس حوالي 12 جندياً نظامياً في حمص وريف ادلب وريف حلب الشمالي, فيما اعتقل حوالي 200 مدني في عموم سورية.

 

فعلا.. فهمتم الأسد خطأ!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

مع خارجية النظام الأسدي الحق كله وهي تعلن بالأمس أن طاغية دمشق لن يسحب قواته من المدن وفق مهلة المبعوث الأممي كوفي أنان في العاشر من أبريل (نيسان) الحالي، وأن عملية سحب القوات من أساسها هي «تفسير خاطئ»، كما قال بيان خارجية الأسد. وعندما نقول إن مع نظام الأسد الحق وهو يقول إن العالم قد فهمه خطأً فلسبب بسيط، هو أن مجرد تصديق أن النظام الأسدي يقبل بمهمة أنان كان خطأً فادحا، بل وعبثا؛ فالمجتمع الدولي يعي تماما أن نظام الأسد لم يفِ يوما بوعدٍ قطعه، بل لو كان نظام الأسد مقترضا لما وجد بنكا يقدم له سلفة؛ فالأنظمة مثل الأفراد سجلٌّ من مواقف وسمعة، والنظام الأسدي سمعته هي التلاعب، والتحايل؛ لذا فمن حق النظام الأسدي أن يقول إن العالم قد فهمه خطأ؛ لأنه من الأساس يتلاعب بالجميع، وكان يفترض أن الكل يعرف ذلك!

والطريف أن السيد أنان يقول إنه «مصدوم» من مستوى العنف بسوريا، والحقيقة لا يدري المرء ماذا يقول، فإذا كان أنان «مصدوما» فماذا يقول السوريون الذين يُقتلون يوميا بدم بارد على يد قوات الأسد؟ بل المحير هو أن المجتمع الدولي يلوذ بالصمت انتظارا لانتهاء مهلة أنان، بينما القوات الأسدية تواصل ارتكاب المجازر، والتطهير العرقي بحمص، مما يجعل المرء يتساءل: أوَليس لهذه الدماء قيمة؟ ومن سيتحمل عواقب تلك الجرائم، طوال عام كامل من عمر الثورة السورية؟ من سيعاقب الأسد على جرائمه؟ لذا، فلا يمكن القول فقط إن المجتمع الدولي لم يفهم الأسد خطأ وحسب، بل إن المجتمع الدولي تواطأ معه حين منحه المهلة تلو الأخرى ليقوم بارتكاب المجازر ضد السوريين. فالحقائق والوقائع كلها تقول: إن الأسد، وآلة قتله، لا يفهمان إلا لغة القوة فقط، وليس اللغة الدبلوماسية والقوانين الدولية، وأي محاولة لإيقاف جرائم هذا النظام بالمبادرات الدبلوماسية، على غرار مبادرة أنان أو خلافه، فإنها بكل تأكيد «تفسير خاطئ» لطبيعة نظام طاغية دمشق، الذي باع واشترى بالمجتمع الدولي باسم مبادرة أنان التي يقول اليوم إنه لن ينفذها، وإنه قد تم فهمه خطأ من الأساس؛ فالأسد يفعل ما يفعله لأنه لا يرى تحركات حقيقية ضده على الأرض؛ فكل ما يراه تهديدات لا تسمن ولا تغني من جوع، سواء من تركيا، أو الصمت المطبق من قبل أوباما الذي لا يكترث هذه الأيام إلا بأعداد الأصوات الانتخابية، وليس أعداد القتلى السوريين على يد نظام الأسد، الذين تجاوزوا العشرة آلاف قتيل للآن.

وعليه، فمع خارجية الأسد الحق كله حين تقول إن الاعتقاد بسحب قواتها ما هو إلا «تفسير خاطئ»؛ لأن افتراض حسن النوايا بالنظام الأسدي كان خطأ من الأساس؛ فالأسد ونظامه لا يفهمان إلا لغة القوة، واستخدامها اليوم بات أمرا واجبا، ليس لإسقاطه وحسب، بل لحقن الدماء السورية، وعدا عن ذلك فإن كل ما يُفعل هو إضاعة وقت وعجز وتواطؤ مع مجرم دمشق.

 

خيار الأقليات في المشرق العربي.. إما الريادة أو «التصهين

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«لطالما شهدت تعصبا ذميما يُروَّج للدفاع عن التسامح» (صامويل كولريدج)

واقع الدماء التي تراق يوميا منذ أكثر من سنة على تراب سوريا، ودعم - بل تحريض - بعض القوى الإقليمية والدولية نظام الرئيس بشار الأسد على الإمعان في قتل السوريين، لا يسمحان للمحلل السياسي الجاد أن يضيع وقته في الغوص بمشهد صغير نسبيا كالمشهد اللبناني.

صحيح أن بعض اللبنانيين ما زالوا يتصوّرون أن لبنان قطب الكون وعلة الوجود. ومنهم، ولا سيما من المسيحيين، مَن يتوهمون أن لبنان قادر بقواه الذاتية على إرباك كل المعادلات الدولية بفضل «العلاقات الخاصة» التي تربط قادته الروحيين والزمنيين بمرجعيات العالم الدينية والسياسية. كل هذا صحيح. غير أن من المفيد أيضا أن يعي اللبنانيون - كل اللبنانيين - أنهم باتوا الآن بيادق شطرنج صغيرة في لعبة أكبر منهم بكثير، وأن أولئك الذين تستهويهم روح المغامرة فيغدون «ملكيين أكثر من الملك» يدفعون لبنان أولا، والمنطقة ثانيا، إلى نكبة أسوأ حتى من النكبة التي تئن منها راهنا.

ولئن كانت العودة إلى تحليل «فكر» البطريرك الماروني بشارة الراعي غير ذات جدوى، وكذلك التوقف طويلا عند المواقف السلبية المعلنة لبعض القادة المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك «الشوام» من تداعيات «الربيع العربي» المضطرب، يجوز القول إن متابعة ما يقوله النائب الماروني اللبناني ميشال عون - وما يفعله على الساحة اللبنانية الصغيرة - قد يشكل البداية الأسهل لفهم خلفيات المنطلقات الخاطئة عند قطاع من مسيحيي سوريا ولبنان، وإلى حد ما العراق، في التعامل مع «الحالة الإسلامية». وهنا عن عمد أستثني الوضع في مصر، لأن التركيبة الاجتماعية – السياسية لمصر «الدولة الأمة».. تختلف اختلافا جوهريا عن التركيبة الاجتماعية – السياسية لبلاد الشام التي عاشت لقرون، لا لعقود فقط، صورا متعددة من التنوع والتجزئة.

ميشال عون، من حيث الحجم السياسي، لاعب صغير جدا حتى في الحسابات اللبنانية الضيقة. وهو نفسه أدرك هذه الحقيقة من دون أن يعترف بها، بدليل تحالفه سياسيا مع حزب الله، التنظيم الديني المسلح المدعوم بالمال والسلاح والسياسة من إيران. وهذا، بعدما كان حتى خريف عام 2003، يعاديه ويحرض عليه من قلب العاصمة الأميركية واشنطن، بدعم نشط من رموز «اللوبي» الإسرائيلي هناك (النائبة إلينا روز ليتينن والنائب إليوت إينغل والباحثة الإسرائيلية ميراف وورمزر).

عون، أيضا حتى الأمس القريب، كان يعتبر نفسه «الأب الروحي» لقانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي، و«عرّاب» القرار الدولي 1559 الذي طالب دمشق بسحب قواتها من لبنان. وقبلها، كان «بطل» الحروب العبثية المدمرة للبنان، بدءا من المنطقة المسيحية ذاتها، ثم ضد أطراف لبنانية من باقي الطوائف، ثم كانت «الوقفة الأخيرة» في القصر الجمهوري ووزارة الدفاع قبالة الجيش السوري.. التي انتهت بهروبه لاجئا إلى السفارة الفرنسية، ومنها إلى المنفى في باريس.

وأخيرا، لا آخرا، عندما كان السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، يتكلم في إحدى المناسبات - قبل بضع سنوات - عن «بيئة حاضنة» للعمالة لإسرائيل، مطالبا بإعدام كل عميل و«البدء بالعملاء من الشيعة»، فإنه ما كان ناسيا البتة التاريخ السياسي لميشال عون ولا ارتباطاته السياسية.

هذا كله في الماضي.

اليوم ميشال عون يتكلم في «الأحجام السياسية الحقيقية». وفي الوقت ذاته، يصمت السيد نصر الله فلا يعلق على الاستقبال البطولي الذي أعده مناصرو عون للعميد فايز كرم، أحد أركان «التيار العوني»، بعد خروجه من السجن، حيث أمضى فترة مسجونية مختصرة، بسخاء، بعد إدانته بالاتصال بـ«العدو الإسرائيلي».

نعم. كرم حوكم وأدانه القضاء بـ«الاتصال بالعدو الإسرائيلي» في بلد يسيطر عليه أمنيا وسياسيا حزب الله. فلماذا يصمت السيد نصر الله؟ وكيف يقرر عون أحجام أهل السياسة يا ترى؟

قد يكون السبب أن «العمالة للعدو الإسرائيلي» في حسابات «قوة الممانعة والمقاومة» الرئيسة في لبنان مسألة استنسابية، يعتمد تسديد تهمها تبعا للتحالفات الظرفية مع هذا الفريق أو ذاك.

وقد يكون أن حزب الله ارتأى أن العميد كرم، وهو العسكري المحترف والمنضبط والمرؤوس، ما كان له أن يتصل بـ«العدو» من دون تكليف مباشر من رئيسه. وبالتالي، سيكون من الظلم اتهام عسكري بـ«العمالة» إذا كان فقط ينفذ أوامر رئيسه.

وطبعا، ربما هناك سبب آخر، وجيه جدا، هو أن العداء الفعلي والميداني لإسرائيل ليس مسألة أساسية في شروط تحالفات حزب الله. وهذا ما يعبر عنه خير تعبير موقف نظام «الممانعة» السورية.. «الممتنع» لعقود عن تحرير الجولان، وموقف حكومة بنيامين نتنياهو «الممانعة» لإسقاط نظام بشار الأسد بقدر «ممانعتها» تحرر الشعب الفلسطيني، واستطرادا، موقف نوري المالكي الذي «يمانع» في تدخل دولي ينقذ الشعب السوري من التقتيل.. مع أن الذي جاء به إلى الحكم قوات احتلال أميركي غزت العراق بتخطيط نشط من «اللوبي الإسرائيلي» ومباركة إيرانية ضمنية!

ميشال عون الذي يتكلم اليوم عن «أحجام» الساسة في لبنان يفترض بمن تبقى في «تياره» من عقلاء أن يخبروه بأصوات مَن ربح نوابه مقاعدهم في دوائر المتن الشمالي وبعبدا وجبيل وبعلبك.. بل حتى في كسروان وجزّين. وهو في حربه الإلغائية الداخلية ضد التعايش والاعتدال، بالذات، ضد غالبيتي السنة والدروز - ولا سيما في ضوء مواقف غالبيتي السنة والدروز المؤيدتين للشعب السوري ضد قاتليه - ليس إلا واجهة هشة ومتواضعة جدا لأصحاب المشروع الانتحاري الحقيقيين داخل لبنان وخارجه.

المسألة مع عون.. ومن قبله البطريرك الراعي، وطبعا، مع السيد حسن نصر الله ونوري المالكي وبشار الأسد، واضحة ومفهومة. وسواء اعترفوا أو كابروا فنفوا.. إنها قضية «تحالف الأقليات» ضد عدو مشترك يكرهونه ويخشونه أكثر من كرههم وخشيتهم أي فريق آخر.

الجيش الذي دمر ولا يزال يدمر، بشراسة فظيعة، حمص وجسر الشغور وتفتناز وإدلب وبلدات حوران، بعدما كان قد دمر حماه عام 1982، لا يقاتل اليوم عدوا خارجيا.. بل يقتل أهله.

وهذا التحالف، الذي ترفضه اليوم قيادات بارزة في «الأقليات» المسلمة والمسيحية في بلاد الشام، قد يفيد المنخرطين ميدانيا على المدى القصير. فقد تكسب الأقليات المتحالفة بضع جولات في هذه «الحرب غير المقدسة» بفعل الدعم الخارجي.. لكنها محكومة حتما بخسارة الحرب. وبعدها، قد تخسر الأقليات الأصغر وجودها ذاته.

لقد عايشت منطقة الشرق الأوسط منذ 1948 أمثولة صارخة، هي تأسيس الصهيونية العالمية دولة إسرائيل. وكما نعرف، كانت النتيجة تهجير يهود دول المنطقة ونسف علاقاتهم بجيرانهم، وخلق حالة من العداء بين المسلمين واليهود لم يعشها الجانبان منذ ما بعد غزوة الأحزاب.

والخيار المطروح أمام الأقليات هو إما الريادة الفكرية والثقافية، كما فعلت عبر مئات السنين فأسهمت في تعزيز تيار التنوير والتسامح الإسلامي، أو «التصهين» الذي لا يمكن إلا أن يولّد الشك والتزمّت وصولا إلى التكفير والاضطهاد.

القرار طبعا، في مكان أعلى بكثير من مستوى ميشال عون.

 

خيارات إيران المحدودة للخلاص

كريم سجدبور/الشرق الأوسط

لم يكن آية الله علي خامنئي يوما رجل المخاطرة؛ فهو يسعى إلى الإبقاء على الحال كما هو عليه منذ أن أصبح «المرشد الأعلى» للثورة عام 1989 من خلال تجنب اتخاذ قرارات تحولية، لكن الضغوط السياسية والاقتصادية غير المسبوقة، ومن بينها العقوبات المفروضة على المصرف المركزي الإيراني، وحظر شراء النفط الإيراني المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي، تضعه في مأزق. وليس أمام خامنئي سوى طريقين للخلاص، الأول هو التوصل إلى تسوية خاصة بالبرنامج النووي، والثاني هو تصنيع سلاح نووي.

ويمثل الاختياران خطرا عليه؛ حيث سيفضيان حتما إلى حدوث تحول كبير في إيران. ويبدو نهج خامنئي في التملص من التوصل إلى تسوية راسخا، فلطالما أوضح أن هدف واشنطن الخفي في طهران ليس تغيير موقف النظام، بل تغيير النظام ذاته. وقال: «إذا توسلت وانسحبت وأبديت مرونة، سوف تصبح القوى المتعجرفة أكثر جدية في تهديداتها».

ومثلما تعجلت حركة الإصلاح في روسيا أو «البريسترويكا» بإسقاط الاتحاد السوفياتي، يعتقد خامنئي أن المساومة على مبادئ الثورة قد تؤدي إلى تقويض أركان الجمهورية الإسلامية. وأثبت التاريخ المعاصر صحة نظرته للعالم. لقد كان تخلي العقيد معمر القذافي عن برنامجه النووي، في رأي خامنئي، هو ما عرَّضه إلى تدخل حلف شمال الأطلسي الذي أفضى إلى إسقاط نظامه وخسارته لحياته العام الماضي. وعلى العكس من ذلك، ساعدت الاختبارات النووية التي أجرتها باكستان عام 1998 في تحويل الضغط الأجنبي والعقوبات المفروضة ضدها إلى تعاون أجنبي وحوافز. وربما يرفض خامنئي مثل هذه التسوية، لكن الطريق إلى تصنيع قنبلة نووية محفوف بالمخاطر. ومن المرجح أن تفضي المؤشرات الواضحة على تصنيع قنبلة نووية، ومن بينها طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو تخصيب اليورانيوم بنسبة تتيح تصنيع سلاح نووي، إلى هجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي على إيران. ومن المتوقع أن يستمر خامنئي في نهجه المتدرج المدروس، وهو غير مرجح، وإن لم يكن غير مستبعد، إلا إذا لم يكن يرغب في الدفع باتجاه شن هجوم عسكري ضد بلاده بدافع المصلحة القومية. مع ذلك لن يكون الوقت في صالح خامنئي؛ حيث يجب أن يحدد ما إذا كان نظامه قادرا على تحمل المزيد من الضغوط الاقتصادية حتى يتم الوصول إلى مرحلة تصنيع سلاح نووي أم لا.

كذلك لن يكون الطريق نحو تصنيع قنبلة نووية ممهدا؛ فيجب على خامنئي الوضع في الاعتبار اختراق أجهزة الاستخبارات الأجنبية للمنشآت النووية الإيرانية وتجهيزها للكثير من العراقيل مثل فيروسات الكومبيوتر و«حوادث» الانفجارات والاغتيالات والانشقاقات، وهو ما يمكن أن يعيد البرنامج النووي إلى الوراء. السؤال هو: هل هذه التحديات كافية لدفع خامنئي إلى قبول تسوية؟

كان السبب وراء المرات القليلة، التي قبلت فيها إيران بحلول وسط، ومنها إنهاء الحرب مع العراق عام 1988 أو تعليق تخصيب اليورانيوم عام 2003، هو خوف النظام على وجوده. وعلى الرغم ممَّا تتعرض إليه إيران اليوم من ضغوط هائلة، هناك عاملان مغايران مؤثران، الأول هو أن إيران عندما شعرت باضطرارها إلى التوصل إلى تسوية في الماضي، كان سعر برميل النفط أقل من 25 دولارا، في حين زاد سعر البرميل اليوم بمقدار 4 أمثال، وهو ما يخفف حدة العقوبات. العامل الثاني هو أن المرات التي قبلت فيها إيران بتسوية لم تكن تحت قيادة خامنئي العنيد، بل الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني أو أنصاره، لكن خامنئي استبعد تلك العناصر من المواقع المؤثرة في السلطة على مدى السنوات القليلة الماضية، وأحاط نفسه بأشخاص خانعين يشاركونه آراءه ومواقفه المتشددة. من المحتمل أن يحاول خامنئي، عما قريب، تقبل تسوية مؤقتة مرحلية من أجل تفادي تأثير الضغوط ونشر بذور الفرقة والانشقاق بين بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة (مجموعة 5 +1) بالتحديد من أجل إبعاد الصين وروسيا عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ولا توجد، حتى هذه اللحظة، مؤشرات تدل على شعور خامنئي باضطراره إلى التوصل إلى تسوية كبيرة ملزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني تطمئن الولايات المتحدة وربما تهدئ من روع إسرائيل. وستتضمن مثل هذه الإجراءات الإبقاء على مستوى تخصيب اليورانيوم عند نسبة 5% وإرسال اليورانيوم منخفض التخصيب لتتم زيادة نسبة تخصيبه في الخارج والسماح بتفتيش دقيق لمنشآتها. وكثيرا ما يقال إن على واشنطن التأكيد لخامنئي أن الولايات المتحدة تريد تغيرا في نهج النظام لا تغيير النظام الإيراني، إن كانت تريد إقناع إيران بالعزوف عن امتلاك سلاح نووي. وفي الوقت الذي يبدو فيه هذا الطرح منطقيا من الناحية النظرية، يبدو معقدا من الناحية العملية بسبب اعتقاد خامنئي الراسخ بتخطيط الولايات المتحدة لإسقاط الجمهورية الإسلامية، ليس من خلال تدخل عسكري، بل عبر غزو ثقافي وسياسي يهدف إلى قيام ثورة «مخملية» من الداخل. لهذا السبب من غير المرجح التوصل إلى حل وسط مع طهران من دون تسوية سياسية أكثر شمولا. مع ذلك يمكن أن يؤدي التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة تعيد دمج إيران في النظام العالمي السياسي والاقتصادي إلى تغيرات غير متوقعة تقوض سلطة خامنئي. ويدرك خامنئي، شأنه في ذلك شأن كيم جونغ إيل المستبد، الذي ظل رئيسا لكوريا الشمالية لفترة طويلة، والرئيس السوري المستبد بشار الأسد، أنه لا يستطيع أن يحكم سوى مجتمع مغلق، بمعنى أن معارضة خامنئي للولايات المتحدة متشحة بعباءة الآيديولوجيا، لكن سببها الحقيقي هو الرغبة في البقاء.

وهنا تكمن المعضلة السياسية الأميركية؛ فلا يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي مع طهران من دون خامنئي، لكن على الجانب الآخر لا يمكن التوصل معه إلى أي اتفاق. وبالتالي، يصبح عناد خامنئي، الذي يعود إلى اعتقاده أن السياسة الأميركية تقوم على السعي لتغيير النظام الإيراني لا تغيير نهج النظام الحالي، بمثابة نبوءة تحقق ذاتها.

في هذا السياق لن يكون الهدف من الاستمرار في الحوار والمفاوضات هو تسوية الخلافات مع إيران، بل الحيلولة دون تحول الصراع البارد إلى ساخن. وساعدت مبادرات إدارة أوباما غير المسبوقة بفتح حوار مع إيران وعدم استجابتها لها في كشف حقيقة أن طهران هي الطرف المعرقل في المعادلة لا واشنطن أمام العالم والشعب الإيراني. وأسهم هذا في دعم التحالف الدولي وجعله أكثر عمقا.

وينبغي أن يكون هدف الدبلوماسية الإكراهية هو عرقلة تقدم إيران في برنامجها النووي واحتواء نفوذها السياسي في المنطقة إلى حين حدوث تحول في نهج النظام أو تغيره نتيجة الصراعات الداخلية والصعوبات الاقتصادية. ولا يعلم أحد متى يمكن أن يحدث هذا، لكن الأحداث التي شهدها العالم العربي على مدى العامين الماضيين تذكرني بوجود خط رفيع فاصل بين ما يتمتع به الحاكم المستبد من قوة تبدو لا تُقهر وسقوطه الحتمي.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

من أوعز إلى الجنرال بتصفية " أبنائه

العميد الركن وهبي قاطيشه

على مشارف اتفاق الطائف سألت نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمره: وهلق شو بدكن تعملوا؟

أجاب: بدنا نسافر. مبارح كان صاحبك (ويقصد الجنرال) عم يضب الحقائب في القصر.

سألت: ليش فوتونا بهالحرب؟( وأقصد طبعاً حرب التحرير " التنفيسة")

أجاب: شو نحن أول ناس منخسر حرب؟!

سألت: ولكنكم ذهبتم إليها باختياركم ؛ وأنتم مدركين أن ميزان القوى العسكري والسياسي والدبلوماسي هو لصالح السوريين بغياب حليف قوي لكم؟

أجاب : أرسل الجنرال موفداً إلى العراق ( والعداوة بين قيادتي البعثين الحاكمين في بغداد ودمشق أهم بكثير من عدائهما لإسرائيل) ونقل رسالة من صدام حسين إلى الجنرال تقول: "بلغ الجنرال أن يفتح من لبنان الجبهة العسكرية على السوريين ونحن نلاقيكم من العراق ونطيح ب حافظ الأسد ، ونشكل محور بغداد دمشق بيروت ونحكم حتى ...." وأضاف أبو جمره : يوم فشل الجنرال في إلغاء القوات في حربه الأولى في 14 شباط 1989، اعتبر السوريون أن الجنرال لم يف بوعده، فأبلغوه بواسطة محسن دلول يوم 11 آذار أنهم في حل من الإتفاق بعد اليوم . هنا لعب الجنرال ورقة صدام حسين تحت عنوان براق إسمه حرب " التحرير " في 14 آذار 1989 ؛ ولايزال ينتظر صدام.

سألت: هل فعلاً صدقتم أنتم والجنرال أنكم قادرون على إسقاط حافظ الأسد الذي يمتلك وكالة روسية على أميركية على إسرائيلية في حكم سوريا والوصاية على لبنان !!

بعد 24 ساعة فوجىء اللبنانيون بوقوف الجنرال على شرفة "قصر الشعب" يقول: " لا للطائف رينيه معوض عميل سوري " .

من ضب الحقائب إلى الموقف الجديد بوقت قصير !! دخلت إلى منزل جاري اللواء أبو جمره وسألت: شو القصة !!

أوعز لي بالإقتراب منه حتى لاتسمع كلامه زوجته ،التي كانت معارضة شرسة لكل سياسات الجنرال، وقال لي بصوت خافت وكأنه يتهيب المسألة: السوريين أبلغوا الجنرال بالقول: " نحن مانا ماشيين بالطائف؛ شيل الجماعة ( ويقصدون القوات) وأنت الرئيس".

سألت : بعدو بيصدق السوريين بعد اللي عملوه فيه !! لم يجب. وتابعت (بعد أن بدا لي صورة تدمير المنطقة الشرقية من جديد ؛ وهذه المرة الكارثة الأهم في تفكيك مجتمعها الذي لانزال نعاني منه حتى اليوم) تابعت قائلاً للواء: قصة القوات ليست قصة مدافع ودبابا ؛ حتى لو نجحتم في انتزاع مدافعهم ودباباتهم، وأنا أشك بذلك، فسوف تخسرون أمام إيمانهم بما يقومون به. وأضفت: حتى ولو لم يبق مع سمير جعجع سوى عشرات المناضلين المؤمنين بمشروع، سوف يسكنون الأحراش ويرتدون عليكم ويربحون في النهاية، إذ يستحيل على مدافعكم أن تنتصر على إيمانهم بمبادئهم. صدقني أنتم تقودون الشرقية إلى كارثة . شوفوا شو بدكن تعملوا مع الرئيس الجديد.

لم يكن باستطاعة أبو جمره فعل أي شيء؛ وقد بدا غير موافق على كل ما يقوم به الجنرال.

القرار الأسود الآخر في تاريخ الجنرال اتخذ يوم 31 كانون الثاني 1990 عندما باشر، بكل دم بارد، بتدمير المنطقة الشرقية وتفكيك مجتمعها لحساب الوعد السوري الذي يتكرر دوماً حتى يومنا هذا؛ ولكن لم ولن يصدق أبداً .وكان عنوان حربه التدميرية هذه المرة لماعاً أيضاً أمام البسطاء :" توحيد البندقية "؛ متسبباً بذلك بمقتل خيرة شباب لبنان في الجيش والقوات اللبنانية !!!!

قال نابوليون :” les grands orateurs sont les homes politiques les plus mediocres ,leur force est dans le vague , la pratique les tue

المثل أمامنا : خطاب شعبوي غامض ومتناقض تفضحه روائح السمسرة والرشوة والفساد.

" الإنتحار" عند الجنرال لم يتوقف ؛ وجيل اليوم شاهد حي على ذلك.

أكتب هذه الوقائع حتى لايستمر المزورون في تزوير التاريخ.

الحلقة الاولى: كيف أعلن الجنرال "حرب التحرير"؟

الحقة الثانية: لماذا حالفت "القوات" الجنرال في حرب"التحرير"؟!

العميد الركن(م) وهبي قاطيشه

مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

 

النائب جوزيف معلوف لـ"النهار" الكويتية": وصف "التيار الوطني" محاولة اغتيال جعجع بـ"المسرحية" يدلّ على مستواهم الاخلاقي وإفلاسهم

هدف الإغتيال استعمال لبنان كمسرح لحل بعض الازمات

النهار الكويتية

اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزيف معلوف ان من اراد اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع هدف الى العودة الى حالة الـ"لا استقرار"، واستمرار استعمال الساحة اللبنانية كمسرح لحل بعض الازمات التي تخص لبنان، سواء على صعيد المنطقة او على صعيد اوسع، على حساب الشعب اللبناني، مؤكداً ان "ثمة بعض الخيوط التي قد تساعد في الوصول الى الحقيقة في هذه القضية".

معلوف، وفي تصريح لصحيفة "النهار" الكويتية، لفت الى ان "تسريبات احد الدبلوماسيين الغربيين حذّرت جعجع من محاولة اغتياله، وتناولت اسماء اخرى منها وليد جنبلاط، سامي الجميل، الياس المر، وغيرهم"، معتبراً أنه "حان الوقت لقرار جريء من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي باتجاه تصحيح الوضع القائم في السلطة التنفيذية"، مؤكداً "اننا كمعارضة نقوم بواجباتنا، وقد نصل في عدد من المواضيع المطروحة الى طرح الثقة بعدد من الوزراء او بالحكومة ككل".

وفي ما يلي نص الحوار:

بدايةً، كيف قرأت محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع؟

من الطبيعي ان نقرأ هذه المحاولة كعودة، للأسف الى مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الذي عشناه بين عامي 2005 و2009. ولاستهداف شخص الدكتور جعجع بعدان أساسيان، الاول مكانته بين القيادات الرئيسة لقوى "14 آذار"، وكونه رئيساً لـ"القوات اللبنانية"، والدور الاساسي الذي يلعبه في استمرار الحفاظ على ثوابت ثورة الارز وانتفاضة "14 آذار".

لكن أي خطر يشكله سمير جعجع على من أراد اغتياله؟

من اراد اغتياله هدف الى العودة الى حالة الـ"لا استقرار"، واستمرار استعمال الساحة اللبنانية كمسرح لحل بعض الازمات التي تخص لبنان، سواء على صعيد المنطقة أو على صعيد اوسع، على حساب الشعب اللبناني. بالاضافة الى ذلك، الواقع القائم اليوم في ظل التطور الايجابي جداً في العمل الحزبي لـ"القوات اللبنانية"، سواء من منظار تنظيمي على مستوى اطلاق النظام الداخلي للحزب أو على صعيد اطلاق شرعة الحزب الذي حصل في الذكرى الثامنة عشر لحل الحزب مؤخراً، الامر الذي يدل بطريقة مباشرة على أن هذا الحزب الذي بات يلاقي أصداءً مباشرة في العالم العربي كما شهدنا في الذكرى، قد لا يناسب بعض الاشخاص، خصوصاً ان هذا الواقع يعني توسيع رقعة الدعم الذي يتلقاه حزب "القوات اللبنانية" في لبنان بشكل عام وفي الشارع المسيحي بشكل خاص. من هنا نقول ان ثمة بعض المستفيدين من هذه المحاولة، سواء على صعيد العودة الى الـ"لا استقرار" او الى اضعاف "14 آذار" واحتمالات توسع القاعدة الشعبية لحزب "القوات اللبنانية".

هل نفهم من كلامك انك تشير الى بعض الاطراف المسيحيين الذين يتحالفون اليوم مع خصومكم في السياسة؟

نحن لا نتهم أحداً. نحن نقدر السرعة والعمل الجدي الذي يقوم به الجيش والقوى الامنية والسلطات القضائية التي تتابع الملف، ونحن نؤمن بالعمل المؤسساتي بغطاء السلطات الدستورية، وبالتالي نأمل ان يتوصل التحقيق قريباً إلى حل، وثمة خيوط في القضية قد توصل إلى الحقيقة التي تريح الشعب اللبناني بإذن الله.

هل لديكم أية معلومات بالنسبة للتحقيق؟

لا نريد استباق التحقيق، لكن المؤكد أن ثمة بعض الخيوط التي قد تساعد في الوصول الى الحقيقة في هذه القضية.

ما رأيكم في وصف "التيار الوطني الحر" محاولة اغتيال الدكتور جعجع بأنها "مسرحية"؟

من دون تعليق، لأن هذا الكلام يدلّ على المستوى الاخلاقي والافلاس الذي يعاني منه هؤلاء، لدرجة انهم عاجزون عن احترام انفسهم بالدرجة الاولى في مواقف من هذا النوع، فكيف للناس ان تحترمهم؟

هل تتوقع أن تؤثر هذه الحادثة في نشاط وشعبية قوى "14 آذار" في المستقبل؟

لا أريد ربط المسألتيْن ببعضهما البعض. فطبيعياً، ان أداء فريق "8 آذار" وحلفائه في الحكومة، وطريقة تعاطيهم مع الملفات الانسانية والحياتية والاقتصادية في البلد، وحدها تؤثر سلباً على مصداقيتهم وعلى قناعة الشعب اللبناني بأنهم قوى قادرة على ادارة وطن.

هل لديكم معلومات عن اسماء مدرجة على لائحة الاغتيال في هذه المرحلة، كما كنا نشهد في السابق؟

ثمة تسريبات من أحد الدبلوماسيين الغربيين، الذي لفت نظر بعض الشخصيات، ومن بينهم د. سمير جعجع، وليد جنبلاط، سامي الجميل، الياس المر، وبعض الشخصيات الاخرى، الذين تم التواصل معهم من قبل الدبلوماسيين الغربيين.

وهل هذا الامر يدفعكم لاتخاذ احتياطات وتدابير أمنية مشددة؟

نحن نقوم بما نقدر عليه، ونتخذ حذرنا. لكننا نأمل ان تتوقف هذه الذهنية، لأن القضية مستمرة ومسيرة اعادة بناء الوطن على السكة الصحيحة، ونحن مستمرون فيها رغم كل المحاولات.

هل تعتبر ان "القوات اللبنانية" يمكن ان تكون مهددة اكثر من سواها اليوم نتيجة مواقفها من النظام السوري، وفي ظل اتهامها بامداد الثورة السورية بالسلاح او غيره من اشكال الدعم؟

حتى الآن لم نتهم بتصدير السلاح، وعلى العموم من يتهمنا يعرف اكثر من سواه ان "القوات اللبنانية" لا تملك السلاح، بعد أن رمته الى الابد. وايماننا كبير بأن بناء الدولة والمؤسسات هدف اساسي، ونحن نرتكز على المؤسسات والقوى الامنية في الحفاظ على أمننا وأمن الوطن ككل. ومن هذا المنطلق ننادي بتواجد أوسع للجيش اللبناني والقوى الامنية في المناطق الحساسة تحديداً، بالاضافة الى مطالبتنا المستمرة بضرورة التوصل الى استراتيجية دفاعية، وهي شرط اساسي لاعادة بناء وطن ومؤسسات تحمي هذا الوطن للاجيال المقبلة.

تشهد منطقة القاع الحدودية مع سوريا في البقاع انتشارا مكثفا للجيش اللبناني مؤخراً على خلفية التجاوزات السورية المتكررة للمنطقة. هل يكفي برأيك تعزيز وجود الجيش لضبط الوضع الامني هناك؟

هذا الامر مهم جداً، فثمة شريحة كبير من النازحين، وهم ليسوا مجرمين بل عائلات لاجئة أتت الى البقاع الاوسط والغربي وراشيا، ونحن نتأمل ان تتعاطى الدولة اللبنانية معهم كما تعاطت مع النازحين الى منطقة عكار في الشمال، خصوصاً انه حتى الآن، لم تعط هيئة الاغاثة التوجيهات بدعم هذا الملف الانساني الجدي. ونحن نعلم أن هؤلاء النازحين ليسوا مجرمين. وكنا قد طالبنا مراراً بتعزيز وتكثيف انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية مع سوريا لوقف الانتهاكات السورية المتكررة لسيادة لبنان، ولضبط عمليات تهريب الاسلحة أو عمليات اطلاق النار التي تتم من الجانب السوري باتجاه لبنان او العكس.

لكن انتشار الجيش الحالي في منطقة مشاريع القاع الحدودية كافٍ كنموذج لضبط الحدود؟

بالطبع، نحن نأمل أن يكون كافيا. فنحن نؤمن بقدرة الجيش اللبناني، عديداً وعتاداً على حماية حدودنا التي كان يفترض أن يتم ترسيمها وحمايتها بطريقة سليمة منذ زمن.

تحدثت عن عدم تخويل الهيئة العليا للاغاثة دعم ملف اللاجئين السوريين الى لبنان. فهل يندرج هذا الامر ضمن سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية ازاء الازمة السورية؟

ثمة معايير عدة للتعاطي مع النازحين السوريين، كما قلت. فالمعيار الذي يتم التعاطي على أساسه مع النازحين الى الشمال يختلف عن معيار التعاطي مع النازحين الى البقاع، ونحن لدينا قناعة بأن هذا الامر يتم بتوجيهات مباشرة من النظام السوري، ربما لأن منطقة البقاع تتميز بمعطيات مختلف أو بتلوين مختلف عن منطقة الشمال، ولدينا تخوف من انه، في حال لم يتم التعاطي مع ملف النازحين بطريقة سليمة، فقد يتفاقم هذا الملف نعجز عن ادارته بالشكل السليم في منطقة البقاع.

لا شك بان النازحين السوريين موجودون ليس فقط في البقاع والشمال بل هم موجودون بكثرة في مناطق داخلية لبنانية اخرى. ما هي تداعيات هذا النزوح على لبنان؟ وما السبيل لضبطه؟

إذا ما اردنا التحدث بأدنى حدود المنطق، ولاحظنا ان في لبنان اليوم اعدادا من السوريين تفوق اعداد العمال الذين يستوعبهم لبنان بشكل مستدام، نتأكد ان هؤلاء السورييين النازحين لن يتمكنوا جميعهم من تأمين فرص عمل، وبالتالي، فإن السؤال البديهي طرحه هو عن كيفية تأمين هؤلاء مستلزمات عيشهم من مأوى ومأكل كحد ادنى. وهذا الامر يعني، انه في حال لم يتأمن لهؤلاء المسكن اللائق والمواد الاولية الضرورية للعيش، فقد يلجأون مضطرين لبعض الاساليب غير القانونية لتأمين ذلك، وبالتالي قد يضطرون لارتكاب بعض الجنح أو حتى الجرائم لتأمين ادنى مستلزمات العيش الكريم. من هنا نقول ان سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة يجب ألا تتعارض مع تنظيم مسائل انسانية جدية كما حصل في مجلس الوزراء مؤخراً عندما تم رفض طلب الوزير وائل ابو فاعور مبلغ مئة مليون ليرة لبنانية لدعم موظفي الوزارة الذين يتعاطون مع النازحين السوريين في الشمال اللبناني. من المؤسف أن نشهد هذا السلوك من قبل الحكومة، خصوصاً بعد مقارنته بكل الفساد الذي يحصل، سواء في قضية المازوت الاحمر وهدر اموال الدولة والخزينة، ام بطريقة التعاطي مع ملف الكهرباء، الذي نضع علامات استفهام كبيرة عليها.

ما موقفك من اطلاق صراح العميد المتقاعد فايز كرم، بعد اتهامه بالتعامل مع إسرائيل؟ وما موقفك من تخفيض السنة السجنية الى تسعة أشهر؟

في الكثير من دول العالم تعدّ السنة السجنية أقل من اثني عشر شهراً، وهي في بعضهم تسعة أشهر، وإن كان التخفيض لا يشمل كل أنواع الجرائم بل بعضها، وهذا الامر يجب ان يرتبط طبعاً بسلوكيات السجين المعني، وهو يسهّل مشكلة الاكتظاظ ومشكلات ادارة السجون التي نعاني منها في لبنان، من هذا المنطلق كنت من الداعمين لتخفيض السنة السجنية الى تسعة أشهر...

حتى لو تعلّق الامر بالسجناء المتعاملين مع إسرائيل؟

قلت بعض الجرائم لكي أصل الى هذه النقطة. فتهمة العمالة خيانة عظمى للوطن، وقد يؤدي بعضها الى فقدان الكثير من الارواح من المواطنين نتيجة هذا التعاطي المباشر مع العدو، ونتيجة استعمال المعلومات او اي استفادة للعدو من اي شكل من اشكال المعطيات التي يؤمنها له العميل. العمالة مع العدو جريمة كبرى، ومن المؤسف ان نشهد ثلاثة أحداث ملفتة في إطلاق سراح العميد فايز كرم. فأولاً، تم الاستفادة من تخفيض السنة السجنية الى تسعة اشهر، واوّل ما قاله فور اطلاق سراحه بأن اعتقاله كان سياسياً وبأن اطلاق سراحه اتى سياسياً ايضاً، ومن المؤسف ان نسمع هذا الكلام، لأننا كنا ننادي منذ البداية ان يتم التعامل مع العملاء باقصى حدود الجدية، وبأن تكون السياسة بمنأى كامل عن هذا الموضوع، لأنه اساسي ويمس بالامن الوطني.

المسألة الثانية الملفتة هي زيارته المباشرة الى الرابية، والتصريح المقتضب للجنرال ميشال عون، الذي كان قد أسماه "يوضاس" بعيد اعتقاله، وهو بالتالي قد اعترف بأنه عميل على الرغم من ان نواب "التيار الوطني الحر" وعدد من محاميي التيار كانوا يدافعون عنه بطريقة مستميتة اثناء المحاكمة. لكن الجنرال ميشال عون سلّم جدلاً، ضمنياً، بأن هذا الشخص قد انهى مدّة محكوميته، وهذا بمثابة اعتراف بأن الحكم بحقّه كان محقاً. من ناحية ثانية، ان عدم استقبال التياريْن له، اعني "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة"، دليل آخر على محاولة البقاء بعيداً عنه، وقد يكون هذا الامر ثمن صمت "حزب الله" عن القضية لفترة طويلة، خصوصاً ان "حزب الله" لا يتساهل اطلاقاً في قضية العمالة، وقد وصل به الامر الى الافصاح عن ضبط عملاء لا نعرف حتى الآن مصيرهم، واذا كان قد تم تسليمهم للقضاء المختص وحوكموا أم لا. كل هذه المعطيات تقودنا الى ازدواجية في معايير التعاطي مع هذا الملف، والى تناقضات في المواقف من قبل الاشخاص نفسهم، الذين تبدّلت خطاباتهم بين لحظة اعتقال العميد كرم ولحظة الافراج عنه.

هل تعتقد ان تخفيض السنة السجنية كان هدفه الافراج عن معتقلين معيّنين، من بينهم العميد فايز كرم؟

لا. ربما فكر البعض بالاستفادة من هذا التدبير، وقد يكون البعض تسلحوا بالادراك والوعي بان العميد فايز كرم سيكون من بين المستفيدين من القرار فدعموه، الا انني لا اعتقد ان قرارا من هذا النوع له ابعاد انسانية وادارية واجرائية في وزارتيْ العدل والداخلية يمكن ان يتم تفصيله على قياس شخص واحد او اشخاص معينين لا.

ما تقييمك لأداء هذه الحكومة بشكل عام؟

منذ ان ابصرت النور، كان لدينا تحفظ على طريقة التكليف والتألف التي اتت بموجبها هذه الحكومة، وقلنا انها بنيت على باطل، وانها "زواج مصلحة" لن يدوم لفترة طويلة. والواقع انه، منذ استلامها حتى اليوم، لم تتعاطَ مع أي ملف بالجدية المطلوبة كسلطة اجرائية تنفيذية عليها مسؤولية إدارة شؤون البلد وحاجات وشؤون المواطنين، ومن هنا ننطلق إلى الملفات بطريقة أدق لنقول أن كل الملفات المطروحة، الجدية منها يتم تأجيلها، وقضايا تشريعية بسيطة تتم عرقلتها وتتطلب وقتاً طويلاً كما حصل في مسألة الاجور وبدل النقل، كذلك في ادارة بعض القضايا الاساسية لبعض الوزارات مثل وزارة الطاقة، نلاحظ ان العديد من الملفات ثمة علامات استفهام حولها مثل ملفيْ المازوت والكهرباء وغيرهما. كذلك، طريقة تجديد العقود لشركات الخليوي ثمة علامات استفهام حوله، وكذلك الامن الغذائي والادوية وغيره، كلها مشكلات تتراكم.

لماذا لا تقرون بان الفساد الذي يتم ضبطه حالياً هو تراكم سنوات من الحكم الفاسد، وبأن هذه الحكومة ربما تكون قد ضبطت هذا الفساد كخطوة اولى على طريق الاصلاح؟

اوافقك الرأي بأن ثمة فساداً مستشريا في الدولة وفي بعض الوزارات منها وزارة الطاقة، إلا اننا وصلنا الى درجة الاباحية في الفساد. فنحن مع اظهار ملفات وندعم كشف أي فساد في اي ملف، لكن المشكلة هي أن ثمة ملفات واضحة وجلية للمواطن اللبناني من خلال تصرفات بعض الوزراء ومن خلال التفاصيل التي نحصل عليها، ومن خلال التجاذبات والمناكفات التي نشهدها بين الوزراء. أما السؤال عن كيفية دخول الاطعمة والادوية الفاسدة الى لبنان وكيفية توزيعها وما الى ذلك من تفاصيل، فهي تستدعي فتح ملفات اخرى منها كيفية ادارة ملف الجمارك البرية والبحرية والجوية، وهذا نوع آخر من الفساد المستشري في البلد. المؤسف انه، بكل وضوح نجد عدداً من الملفات التي لا تتم متابعتها بجدية من قبل الاجهزة القضائية المعنية لإظهار المذنبين والمجرمين فيها. وصحيح انه يتم ضبط هذه البضائع، إلا انها لا تقودنا الى مكان يسمح لنا كمواطنين باتخاذ خطوات وتدابير وقائية تساعدنا على تفادي التعرض للبضائع الفاسدة. مع الاسف نقول ان ثمة فجوراً في التعاطي مع بعض ملفات الفساد والفضائح، التي نتمنى ان يتم التعاطي معها بطريقة اكثر جدية. ونأمل ان نتمكن من انجاز مسالة جدية في مجلس النواب، لأننا نتابع كل هذه المواضيع من خلال اجوبة تحوّل بعضها الى استجوابات، ومن المحتمل ان تقودنا الى طرح الثقة بعدد من الوزراء.

تحدثت عن فجور سياسي. هل يمكننا الحديث عن فجور اعلامي؟ والى أي حد يمكن لهذ الفضائح أن تضر بمصلحة لبنان، الذي يعتمد اقتصاده على السياحة كقطاع اساسي؟

برأيي ان فضح الامن الغذائي للعلن افضل بكثير من تسمم أحد السياح في ربوع وطننا. فالوقاية دوماً افضل من العلاج. والهدف الاساسي من طلب اظهار معلومات اكثر دقة في وسائل الاعلام، هو محاولة ردع هؤلاء التجار الفاسدين، الذين اعتادوا على فكرة ان التجارة "شطارة" بالمعنى اللبناني للكلمة.

ما رأيك بمقولة بعض الاقطاب في قوى "8 آذار" بان قوى "14 آذار" ليست غائبة عن الحكومة، بل انها موجودة فيها من خلال كل من النائب وليد جنبلاط والرئيس نجيب ميقاتي؟

ليتهم يعترفون بجزء من الخطأ بدل تكرار سياسة لوم الآخر، التي تأتي كمحاولة لتبرئة الذات، وهي في النهاية سياسة فاشلة جداً. فكلنا نعرف ان الرئيس ميقاتي ليس جزءاً من قوى "14 آذار"، ولا هو جزء من تيار المستقبل، انما لديه طموحاته السياسية، وقد تحالف مع تيار "المستقبل" في الانتخابات الاخيرة.

لكن مواقفه تتقاطع في مكان ما مع مواقف تيار "المستقبل"..

الامر ليس تقاطعاً، بل ثمة بعض الامور الصحيحة التي لا زال الرئيس نجيب ميقاتي يفكر فيها. وهذا الامر ان دل على شيء، فعلى ان سياسة قوى "14 آذار" السياسة الصحيحة، وبالتالي فقد نتلاقى على ما هو صحيح، لكن هذا الامر لا يعني ان الرئيس ميقاتي بات في "14 آذار"، فإذا اراد ان يبقى في الخطأ يستمر في تحالفه مع "التيار الوطني الحر" وبعض حلفائه، واذا كانت ثمة مواقف صحيحة فهي التي تتلاقى مع مواقفنا، ليس لأن الرئيس ميقاتي بات معنا بل لأن الصح معنا اليوم.

الى اي حد يشكّل هذا التلاقي في المواقف بينكم وبين الرئيس ميقاتي والنائب وليد جنبلاط "إبرة مورفين" ربما تدفع "14 آذار" الى اعطاء الحكومة المزيد من الوقت وعدم الذهاب الى اسقاطها مباشرةً؟

كنا نتمنى لو استقالت هذه الحكومة، لكن في الوقت نفسه، لا أحد يريد الذهاب الى اسقاط الحكومة مباشرة في ظل الاوضاع الراهنة، لأنه، شئنا ام ابينا، ثمة واقع معين يفرض نفسه، وثمة ترابط بين ما يجري في سوريا وواقع الحال في الداخل اللبناني، خصوصاً في ظل وجود هذه الحكومة التي يعتبر "حزب الله" والنظام السوري عرابيها، الامر الذي يؤدي الى ترابط عضوي بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري في الوقت الحالي، فإذا وجد الفراغ كيف يمكن التعويض عنه؟ برأيي هنا ان ثمة خيارات يمكن لرئيس الجمهورية، ومن يسمّى في حال استقالة الحكومة للتأسيس لحكومة جديدة، ومن الافضل ان تكون حكومة كفاءات تخدم مصلحة المواطن والشؤون الحياتية في الوقت الحاضر.

أي خطوات يمكن لرئيس الجمهورية أن يتخذها لتغيير الواقع الحكومي برأيك؟

في وقت من الاوقات، من الافضل ان يسلّم جدلاً هو ووزراء "جبهة النضال الوطني"، وحتى وزراء رئيس الحكومة بانه كفى معاناة للمواطن اللبناني بملفات يتم تسييسها وبوجود من يختطف السلطة ويختزلها ويغتصبها.

لماذا لا تنزل "14 آذار" الى الشارع لاسقاط الحكومة، في ظل ربيع عربي يصنع في الشوارع؟ هل هو تخاذل؟ ام انه لم يعد بامكانها التعويل على الشارع المؤيد لها؟

الشارع اليوم اكثر من اي وقت آخر على اتم الاستعداد للنزول، لكننا لا نرى في الشارع الحل العقلاني الموضوعي المناسب للمرحلة الراهنة. الحكومة اليوم ساقطة فعلياً من داخلها وموجودة اسمياً فقط. وبهذا الشكل، نحن نتأمل ان يصدر الموقف الشجاع الذي يضع حداً لمعاناة الدولة اللبنانية. اما دورنا، فنقوم به بالكامل من خلال المؤسسات الدستورية، التي نقترب اكثر فأكثر من اعادة احيائها من خلال السياسات الواعية والمدركة التي تتخذها قوى "14 آذار" في هذا الاتجاه. اما عمل الشارع كتنظيم، فثمة قضايا كثيرة تجذب الناس الى الشارع اليوم، والعالم كله يرى الاعتصامات التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني للضغط على الحكومة وتحصيل حقوقها، لأن المواطن لا يملك أي اسلوب آخر سوى النزول الى الشارع. اما نحن فندعم هذه الاعتصامات عندما تكون محقة من خلال دعمنا وتواجدنا حول المواطن الذي يعبر عن رأيه بطريقة شرعية وقانونية، فضلاً عن متابعة هذه القضايا المحقة من خلال التشريع.

كيف ترون صورة الانتخابات النيابية المقبلة ووفق اي قانون انتخابي، في حال طال عمر الحكومة الحالية الى حينه؟

ثمة علامة استفهام كبيرة حول هذه المسألة. ففي حال طرح قانون الانتخاب على الحكومة للتصويت عليه، يجب ان توافق عليه اكثرية الثلثيْن زائد واحد، ما يشي بصعوبة في تمرير قانون الانتخاب. نتمنى ان يتم التعاطي بجدية مع اي قانون سيطرح على مجلس النواب للموافقة عليه، لأن هذا القانون سيكون له التأثير الكبير في اعادة التركيبة السياسية الموجودة، بالاضافة الى احتمال ان يسبب قانون الانتخاب الجديد تراجع التمثيل بدل تقدمه.

هل تعتبر ان النسبية تقدم على مستوى تمثيل اللبنانيين ام تراجع؟

اتفهّم تحفظ بعض الجهات السياسية الاساسية في البلد باتجاه النسبية، لكن في الوقت نفسه اعتقد انه من الممكن ايجاد سيناريو معيّن، ضمن النسبية نفسها، يحترم بعض الخصوصيات الموجودة على الصعيد المناطقي في البلد، ويتمكن من تأمين افضل تمثيل للمواطنين اللبنانيين. لا أملك تصوراً واضحاً لهذا الامر، الا ان ثمة عدة متغيّرات في قلب معادلة النسبية يمكن ان تؤدي بطريقة او أخرى الى الاجابة على بعض الهواجس او حالات القلق الموجودة لدى بعض الفئات. ما هو التصور النهائي لقانون انتخابي مثالي، لا اعرف الحقيقة، لكنني اتمنى ان يتطور القانون الانتخابي نحو قانون عصري حديث يحظى بتلاقٍ أوسع من قبل كل الشرائح اللبنانية حوله.

نسمع من الكثير من السياسيين اللبنانيين ان طرح النسبية في ظل وجود السلاح امر خطير، وان اي قانون انتخاب جديد يعتبر خطيراً في ظل وجود السلاح. اذاً، ما الجدوى من مناقشة القوانين الانتخابية المطروحة، طالما انه لن يتوصل الى حل في ظل وجود السلاح، وفي ظل انعدام الافق القريبة لحل مسألة السلاح؟

نأمل ان يتم التعاطي بجدية مع ملف السلاح، لانه لا يعطل العمل الدستوري السليم في البلد فحسب، بل يعطّل الكثير من المرافق والعناوين الاساسية في البلد، وابرزها قانون الانتخاب. اليوم، شئنا ام ابينا، السلاح عامل سلبي في اية عملية انتخابية. وفي الوقت نفسه، لدى البعض تحفظات حول النسبية، التي تقرّبنا اكثر نحو ذهنية المجلس الـ"لا طائفي" في البلد وتقودنا نحو تطبيق اتفاق الطائف، ما يعني انه لا يمكننا السير في هذا الاتجاه بطريقة آحادية، بل علينا السير نحو تطبيق الطائف بطريقة نظمية، وان نطبقه كاملاً وليس بطريقة استنسابية او مجتزأة.

هل تتأملون ان تُجرى الانتخابات المقبلة حسب قانون جديد؟

الامل موجود طبعاً، لكن كنا نتمنى أن يتم تجهيز القانون قبل عام من الانتخابات، وهو ما وعدت به الحكومة في بيانها الوزاري، لكن حتى الآن، لا ضوء أو بصيص أمل مباشر بالتوصل الى قانون انتخابي جديد يحرز توافق الجميع حوله.

كيف تصف علاقة "القوات اللبنانية" بالكنيسة المارونية في بكركي؟

عظيمة كما كانت دائماً، وستبقى عظيمة.

ماذا اذاً عن الخلاف السياسي بين الدكتور جعجع والبطريرك الراعي؟

لا يوجد خلاف سياسي. بكل بساطة عبرنا عن وجهة نظرنا من موقف البطريرك الراعي من الازمة السوري،وهو موقف "القوات اللبنانية" و "14 آذار"، بحيث قلنا مراراً ان ما يحصل في سوريا ليس مؤامرة، بل من الواضح ان ثمة ثورة شعبية ونظام يقهر شعبه.

لكن ألا تعتبر ان الدكتور جعجع ورّط حزبه في خلاف مع البطريرك عندما وصف خطابه بأنه "غير مشرّف"؟

بالنتيجة كان هذا تعبيراً عن الرأي، ولقد اكد الدكتور جعجع ان "العتاب على قدر المحبة"، وما حصل لا يستدعي اعتذارات، لأننا لم نفكر يوماً بعدم احترام شخص غبطة البطريرك او الكنيسة المارونية كمرجعية اساسية لمسيحيي الشرق وليس فقط لمسيحيي لبنان.

 

رأى أن عقارب الساعة لا يمكن تعود إلى الوراء بعد كل الخراب والدمار الذي وقع على اراضيها 

أمين الجميل لـ "السياسة": التغيير حصل في سورية وتقاطع المصالح بين دمشق وتل أبيب لم يعد خافياً

 لا يبدو أن حل الأزمة السورية قد نضج ولربما المشوار طويل

أسأل هل تسليح المعارضة يحل الأزمة أم يؤججها?

الظروف التي نعيشها تشعرنا بدقة الموقف وأتخوف من نقل الخلاف السوري-السوري الى لبنان بسبب انقسام اللبنانيين بين مؤيد للنظام ورافض له

مصلحة اللبنانيين تقتضي تحييد لبنان وتقاطع المصالح بين "حزب الله" والفريق المناوئ له أوجد هذا الاستقرار الذي نشهده

تهريب السلاح أمر مألوف وتقليدي وهو قائم منذ إنشاء الدول

بيروت - من عمر البردان وصبحي الدبيسي: السياسة

اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق ورئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل "أن الظروف التي نعيشها تشعرنا بدقة الموقف, ونتخوف من نقل الخلاف السوري-السوري الى الداخل اللبناني بسبب انقسام اللبنانيين بين مؤيد للنظام وضده". ورأى أن "من مصلحة لبنان أن يكون بمنأى عما يحصل في الجانب السوري", مشيراً الى أن "تقاطع المصالح أدى الى الاستقرار الداخلي لأن لا "حزب الله" له مصلحة بالتفجير ولا الفريق المناوئ له يسعى الى ذلك".

كلام الجميل جاء خلال حوار سياسي شامل, أجرته معه "السياسية", وحدد فيه أربعة أهداف يتمسك بها حزب "الكتائب" وهي: "اللامركزية, الدولة المدنية, الحياد الايجابي, لبنان ساحة حوار". أما في الشأن السوري أكد الجميل أن "لا أحد يمكنه التكهن كيف ستنتهي الأمور في سورية طالما النظام لم يستسلم والانتفاضة مستمرة بمواجهته الا أن عقارب الساحة لن تعود الى الوراء. كما أن نظام البعث لم يعد كما كان وشعار "مع الأسد الى الأبد وما بعد الأبد" سقط الى غير رجعة".

وقال: "علينا اقناع سورية وأي نظام سيأتي أن لبنان ليس لديه الرغبة في التدخل بالشأن السوري كي لا تتدخل سورية بشؤوننا", واصفاً الموقف الاميركي مما يجري في سورية بـ"الملفت حين يطالب أحياناً بتوحيد المعارضة, وأحياناً يدعي الخوف من القاعدة". ولفت الجميل الى أنه "باستطاعته كتابة مجلدات عن تقاطع المصالح بين سورية واسرائيل التي تبدو مبتهجة جداً بمشاهدة العالم العربي على هذه الصورة".

من جهة أخرى, رأى الجميل أن "الكتائب تلتقي مع توجهات الأزهر", واصفاً الوثيقة التي وضعها "بالحضارية والانسانية", ومسجلاً ارتياحه لبيان الاخوان المسلمين في سورية. أما في الشأن اللبناني اعتبر أن "حزب الله" أصبح "أسيراً لسلاحه وأن الاطار المقترح لـ"14 آذار" لن يحل المشكلة لأنه يأتي بغير زمانه ومكانه", مشيراً الى أن "الحديث عن قانون للانتخابات سابق لأوانه لأنه من أكثر القوانين الذي ينظر اليه النائب بأنانية, لأن مصيره على المحك", وهذا نص الحوار:

  في ظل التطورات الداخلية والاقليمية, خصوصاً ما يجري في سورية, هل أنت قلق فعلاً على لبنان?

   منذ البدء نحن لدينا قلق كبير على لبنان, لأنه يقع بالأساس في منطقة مضطربة, وتتجمع فيه كل تناقضات محيطه. كما أن لبنان يتميز بنظام فريد من نوعه, ديمقراطي يحترم التعددية, ويعتمد تداول السلطة, فلا يمكن اذاً الا أن يكون بالمواجهة على الأقل نظرياً وعقائدياً مع معظم الأنظمة المجاورة. كما لا ننسى أنه يقع جغرافياً في جوار دولة, سورية, لا تعترف بالكامل بسيادته, ودولة أخرى, اسرائيل, لا نعترف بها أصلاً. وهذا من دون شك لا يطمئن. أما على الصعيد الداخلي, فليس من السهل التعامل مع "الموزاييك" اللبناني. كل فئة لديها مصالحها ومخاوفها وعقدها. بالتالي, كأنه محكوم علينا أن نعيش على فوهة البركان, أو في منطقة زلزال لا أحد يعرف متى تتجدد حممه. أما ما يحصل في سورية الآن بصورة خاصة له تداعيات على ساحتنا من ناحيتين, الأولى, احتمال انتقال الخلاف السوري-السوري الى لبنان خاصة وأن هناك امتدادات ومصالح سورية متضاربة على الساحة اللبنانية, ومن ناحية أخرى, نخشى على الوحدة الوطنية لأن اللبنانيين منقسمون, فريق مع النظام السوري الحالي, وآخر ضده. ويمكن أن يجنح هذا الانقسام الى الشارع, في أي لحظة.

حتى الآن, يبدو أن معظم اللبنانيين شعروا بخطورة الأمر على الوضع العام في البلاد واعتمدوا أن يبقى لبنان بمنأى عما يحصل في سورية, أو في بعض الدول العربية الأخرى. وهناك مصلحة ذاتية لدى كل الأطراف سواء من هم مع النظام السوري أو ضده تقتضي بتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة من حولهم. وأصبحت كلمة استقرار مهمة جداً لدى معظم مكونات المجتمع اللبناني, فلا "حزب الله" له مصلحة بالتفجير في الوقت الحاضر ولا الفريق المناوئ له مصلحة بالتفجير أيضاً. هناك تقاطع مصالح أدى الى ترسيخ الاستقرار في لبنان. بالطبع هذا الموضوع لا يطمئن بالمطلق, انما هذا هو واقع الحال اليوم.

  هل أنت مع سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة الحالية?

   نحن بالأساس نطالب بالحياد, وفي المؤتمرات الأخيرة لحزب "الكتائب" أقرينا أربعة أهداف: اللامركزية, الدولة المدنية, الحياد الايجابي بمعزل عن الصراع العربي-الاسرائيلي, ولبنان مساحة حوار. هذه النقاط الأربع نعتبرها في الوقت الحالي برنامج حزب "الكتائب", اذاً الحياد هو من صلب برنامجنا الوطني. وعندما نقول بلبنان مساحة حوار فهو أكثر من أي وقت مضى قادر على تأدية هذا الدور اذا حيد نفسه عن الصدامات الدموية والصراعات التي تحصل من حولنا. والحياد الايجابي يمارس في الوقت الحاضر ليس من الحكومة فحسب انما من قبل معظم الأطراف اللبنانية.

صحيح أن هناك بعض الأفرقاء عبروا عن مشاعرهم في هذا الاتجاه, أو ذاك, لكن التعبير عن المشاعر لم يترجم باقحام لبنان مباشرة في الصراعات الدائرة في المدن والقرى السورية. وعندما نتحدث عن الحياد لا يعني أن يكون الانسان بلا شعور. فلا يمكن لنا الا أن نتعاطف ونتضامن مع كل حركة تطالب بالحرية والديمقراطية, واحترام التعددية, كما تطالب المعارضة السورية مثلاً, وبالتالي لا يسعنا الى أن نكون الى جانبها, ولكن هذا لا يعني أن نقحم أنفسنا في صراعات داخلية لا علاقة لنا بها, ولا قدرة لنا للتأثير فيها بينما هي قادرة أن ترتد على أمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية. من هنا نتمسك بالحياد أياً كانت مشاعرنا تجاه هذا أو ذاك.

  هناك تمايز في الموضوع السوري بينكم وبين حلفائكم, فتيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" ذهبا أبعد بكثير بحملتهما على النظام السوري? ما تعليقكم?

   لكنهم بقوا ضمن حدود معينة, ربما طريقة التعبير عندهم كانت مختلفة عنا, بينما الجميع بقي ضمن حدود المصلحة اللبنانية.

  مازالت المواقف الرسمية تتحدث عن عمليات تهريب سلاح الى سورية, وهذا ما أعلنه وكرره وزير الدفاع فايز غصن. ألا يعني ذلك محاولة لاقحام لبنان بالتطورات السورية?

   تهريب السلاح وغير السلاح, شيء مألوف وتقليدي على المستوى العالمي, ولا أحد يستطيع منعه. الحدود مفتوحة على بعضها البعض بين لبنان وسورية, والسكان أيضاً متداخلون ببعضهم بعضاً. ولفترة طويلة, سورية شجعت على ذلك. وفي العالم العربي, التهريب موجود أكان سلاحاً أو غيره.

  كل ذلك يتماهى مع الموقف السوري الذي يتهم لبنان بالتدخل في شؤون بلدهم?

  الحدود اللبنانية-السورية منذ وجودها متداخلة وهشة, في فتنة الـ1958 ألم تكن هشة, وفي أحداث 1975 ألم تكن كذلك, وفي الثمانينات من القرن الماضي كيف كانت? هذا اضافة الى تجار الأسلحة الذين ليس بالضرورة أن يكونوا مع أو ضد النظام السوري لتصدير السلاح. في عز الحرب في لبنان سنة 1975 نسبة كبيرة من سلاحنا كنا نشتريه من الفلسطينيين. لذلك قضية جشع التجار خصوصاً تجار السلاح ليس لها حدود, ولا هوية, ولا ضمير. ولكن رغم ذلك فالمواقف المعلنة لدى كل الأطراف, لا لتهريب السلاح, ولا لاقحام لبنان بالصراع الدموي الدائر في سورية, مهما كانت مشاعر هذا الطرف أو ذاك, فلا "تيار المستقبل" أعلن عن ارسال السلاح, ولا "القوات اللبنانية" أعلنت عن ذلك.

  من خلال قراءتك وتجاربك السياسية, الى أين تتجه الرياح في سورية وكيف ستكون نهاية النظام السوري?

   عقارب الساعة لا يمكن أن تعود الى الوراء, ما حصل في سورية من خراب ودمار وقتل لا يمكن لأحد القفز فوقه. كيف يمكن أن يعود الوضع في شكل طبيعي ليبقى النظام كأن شيئاً لم يكن. الجرح الوطني بليغ. بالمقابل ان النظام لن يستسلم بسهولة لأنه يعتبر أن لديه مقومات البقاء من جيش وبعض الدعم الشعبي, وغطاء بعض الدول الكبرى أو الصغرى. كما لا ننسى بأن هذا النظام ليس شخصاً, انه مجموعة قوى مصيرها مشترك, ولا يمكن لرئيسه اتخاذ القرار بملء ارادته ويذهب.

  كيف سيتطور الأمر?

   لا أحد بامكانه التكهن متى تنتهي الأمور, متى يحصل التغيير المنشود من قبل المعارضة. عندما بدأت الأزمة اللبنانية من كان يتصور أنها ستستمر عقود من الزمن? الحركة الوطنية في لبنان آنذاك كانت تعتقد أنها في خلال شهرين ستغير الأمور رأساً على عقب. ربما يحصل حدث مفاجئ في سورية ويتم التغيير غداً صباحاً, وربما تدخل سورية كما دخل لبنان في صراع مديد. وتدخل في دهاليز الحرب الداخلية, والتسويات على أنواعها, تتعقد وتتفركش, كما حصل عندنا. وكل ذلك على حساب حياة الناس واقتصاد سورية. وكل ذلك أيضاً لصالح اسرائيل.

  ما رأيك باعلان المبعوث الأممي كوفي أنان عن وقف للنار في العاشر من الحالي?

   كوفي أنان يدفع الأمور باتجاه المفاوضة. بالطبع ندعمه ونتمنى له التوفيق. يبقى السؤال: هل نضج حل الأزمة السورية? لا يبدو أنه نضج. لربما أن المشوار طويل.

  لماذا لم نلمس موقفاً دولياً حازماً تجاه النظام السوري كما كان الأمر بالنسبة الى ليبيا وغيرها?

   لأن التجربة العسكرية الليبية أقلقت العديد من الأطراف. والبعض لم يعتبرها الحل الأفضل. وموسكو انتقدتها بشدة وقالت انها لن تسمح تكرارها. أما داخلياً, تأججت الصراعات القبلية الليبية بشكل خطير يهدد ليس فقط الأمن بل وحدة البلاد أيضاً.

أما في ما يتعلق بسورية تحديداً, الدول الكبرى مترددة. أميركا تخشى تفشي "القاعدة" في سورية, وواشنطن حذرت من ذلك. والبعض يطالب بتوحيد المعارضة, والبعض الآخر يطالب بتسليحها. الدول المعنية والمهتمة غير مستقرة على رأي واحد. الكل يريد اسقاط النظام من دون الاتفاق على الطريقة أو على ثمن هذه المغامرة. الحل اذاً بمبادرة كوفي أنان التي تؤسس لحل دولي تحت مظلة الأمم المتحدة, وتحفظ ماء الوجه لعديد من الأطراف.

  خطوة تسليح المعارضة السورية, هل تعتقد أنها في اطارها الصحيح?

   لست راغباً بالدخول في تلك التفاصيل وأكتفي بالتساؤل: هل تسليح المعارضة يحل الأزمة أم يؤججها? وهل يضع حداً للقتل والدمار أو يزيد منهما? ربما التسليح بالشكل المطلوب يكون لصالح النظام السوري, فتنتفي ظاهرة الاحتجاج بين ثورة شعبية سلمية ونظام قمعي, ويتحول الصراع بين جيشين. لا أحد يستطيع أن يعرف كيف ستتطور الأمور في هذا البلد, والظاهر هو توازن على الأرض ولا أحد مستعد أن يتنازل للآخر. انما الأكيد, أنه لا يمكن للوضع أن يبقى كما هو, والنظام أن يستمر على حاله. ولن يعود نظام "البعث" كما كان في الماضي. وأن شعار "مع الأسد الى الأبد وبعد الأبد", انتهى.

  هل يمكن القول ان التغيير حصل في سورية?

   ذهنية التغيير بالتأكيد حصلت, ولو أنه لم يترجم بعد على أرض الواقع. وبالتأكيد ذهنية الشعب السوري تغيرت.

  هل تجد سورية ذاهبة الى حرب أهلية?

   كل شيء ممكن, ماذا يمنع وماذا يمكن تسمية ما يحصل سوى حرب أهلية. في البداية انطلقت الأمور من خلال المظاهرات والمظاهرات المضادة. اليوم تحولت الى حرب وحرب مضادة. أصبح الجيش السوري بعتاده وامكانياته في مواجهة مع الجيش السوري الحر, وكل ذلك باسم الحفاظ على الشرعية والسيادة.

  هل لديك تخوف من هذا الأمر?

   بالطبع. الجميع قلق على ما يحصل في سورية ويتألم لمشاهدته هذه الصور المأساوية للقتلى, بينهم الأطفال, وللخراب والدمار. ومهما كان النظام في سورية ومهما كان الوضع في المدن والقرى السورية, على لبنان أن يعطي الدليل القاطع بعدم رغبته بالتدخل في الشأن السوري الداخلي, كي لا يسمح لأي نظام في سورية, الحالي أو المستقبلي, من التدخل في شؤوننا الداخلية. وعلينا اقناع سورية أن لبنان ليس لديه رغبة في أي وقت وأي شكل أن يتدخل بالشأن السوري. بالتالي, على سورية أن لا تتدخل بأي شكل بشؤوننا الداخلية. فننشئ علاقات ندية بين البلدين تقوم على احترام الآخر وسيادته ونظامه.

  لكن, بيان "الاخوان المسلمين" في سورية أشار الى أن الموضوع كان مطمئناً لغالبية اللبنانيين?

   عظيم, وهذا ما نريده, والعبرة في التنفيذ. ولا نريد أكثر من ذلك.

  في ظل هذه الصورة التي يمر بها العالم العربي, البعض يستحضر مشروع لتفتيت المنطقة وتقسيمها الى كيانات طائفية ومذهبية, ما رأيك بذلك?

   من دون أدنى شك هناك قوى اقليمية ودولية وأطرافاً محلية تسير في هذا الاتجاه, وما يحصل في العراق أمر مقلق وخطير, وكذلك الأمر في دول عربية عديدة أخرى. المجتمع العربي ليس أحادياً والديمقراطية واحترام التعددية يحمي سيادة ووحدة الدول العربية كافة. بالتأكيد اسرائيل مبتهجة لمشاهدة العالم العربي على هذه الصورة لأنها المستفيد الأول من الفوضى القائمة اليوم. والدليل على ذلك تراجع الحديث عن القضية الفلسطينية بشكلٍ لافت حتى "القدس" لم يعد أحد يتحدث عن تهويدها وسقطت من بال الكثيرين.

  ما رأيك بمقولة ليس من مصلحة اسرائيل زوال نظام الأسد منعاً لوصول الاخوان المسلمين وكي لا تصبح مطوقة بالاخوان من سورية ومصر?

   تقاطع المصالح بين سورية واسرائيل لم يعد خافياً على أحد. فمنذ حرب 1973 لم تحصل طلقة نار في اتجاه الجولان المحتل. ويمكنني أن أتكلم الكثير عن تقاطع المصالح والمناورات بين دمشق وتل أبيب خلال عهدي الرئاسي وعلى حسابه وحساب المصالح العربية.

البديل عن هذا النظام السوري الذي تتقاطع فيه المصالح بينه وبين اسرائيل هو التقسيم الذي يؤدي الى النتيجة نفسها وهدف اسرائيل واحد. وهو تعطيل أي قدرة لأي دولة عربية في المواجهة العسكرية. واسرائيل "مايسترو" بتصدير المشكلات الى غيرها كي تحمي نفسها. وما يجري من حولنا في الوقت الحاضر فيه اشارات واضحة للمخالب الاسرائيلية.

  بعد الاعتداء على الكنائس القبطية وسقوط قتلى وجرحى قمت بزيارات عدة الى مصر وكانت لك جهود في ابعاد الفتنة الطائفية عن هذا البلد. واليوم تشهد مصر تطوراً لافتاً يتمثل بانسحاب الكنيسة القبطية من لجنة صياغة الدستور المصري تأييداً لموقف الأزهر. فكيف تنظر الى هذا التحول اللافت?

   المجتمع المصري منقسم على حاله بين مشروع الدولة المصرية المنفتحة, ومشروع بعض الاسلاميين المتطرفين, وفي الفترة الماضية قدم الاخوان أنفسهم على أنهم قوة تقدم وحداثة واعتدال. بعد ذلك لمس الأزهر أن هناك جنوحاً عن الشرعية المنفتحة التي أصدرها, وهي تعبر عن توجهات شريحة كبيرة من المصريين بما فيهم الأقباط والمتعاطفين مع الأزهر ويشكلون المجتمع المدني المصري, وهذا أدى الى تجاذب بين الفريقين فارتأى الأقباط, وهذا أمر طبيعي أن يتضامنوا مع شيخ الأزهر الذي يطالب بالحداثة والتطور وحقوق الانسان. فمن الطبيعي أن يتضامن كل من يؤمن بمصر المنفتحة والمواكبة للعصر, والتي تحترم الانسان وحقوقه, من أجل صياغة دستور يحقق هذه المبادئ. فكان موقف الأقباط وغيرهم المتضامن مع موقف شيخ الأزهر.

  "الاخوان المسلمون" عندما وصلوا الى السلطة تعهدوا بعدم ترشيح أي منهم لرئاسة الجمهورية لكنهم نقضوا هذا التعهد بترشيح أحد قادتهم ما أحدث انقساماً لدى الاخوان أنفسهم فما رأيك بذلك?

   لم نسمع سابقاً عن هكذا تعهد صدر عن "الاخوان". بينما كان من مصلحة الاخوان عدم الاستئثار بكل مقاليد السلطة, طالما وعدوا بالشراكة الوطنية. وهذا الترشيح سيخلق اشكالات على الصعيد السياسي والحزبي والوطني. على كل حال, الوضع في مصر دقيق وغير محسوم حتى الآن.

  في ظل التطورات الجارية في المنطقة على صعيد الربيع العربي, هل لديك خشية على مسيحيي الشرق?

   مسيحيو الشرق في حالة غير مستقرة منذ عقود, وليست المسألة وليدة الساعة, ولا بسبب الأحداث الجارية الآن, هناك قلق مزمن والهجرة المسيحية من هذا الشرق قديمة جداً. حتى في القدس هناك نزوح مسيحي كبير. أما بالنسبة الى الثورات العربية فبقدر ما تنشأ أنظمة منفتحة أكانت اسلامية أو غير اسلامية وتعترف هذه الأنظمة الجديدة بالحرية والديمقراطية وبالتعددية وتطمئن كل المواطنين من خلال نصوصها ودساتيرها, بقدر ما تستقر البلدان المعنية وتقوى وتطمئن كل مكونات المجتمع. أما حصر الأقليات بالمسيحيين من دون سواهم فهذا الموضوع غير صحيح, لأنه يوجد في العالم العربي مجموعات وطنية متعددة ليست اسلامية ومسيحية فحسب, بل مجموعات اثنية وحضارية وطائفية ومذهبية وقبلية ودينية مختلفة تشعر بالقلق على مستقبلها. والأمثلة عديدة. فعلى سبيل المثال لا الحصر, واقع اليمن والعراق وليبيا, وغيرها, من هنا كان اطلاق الشرعة التي أعلنت عنها في يناثر الماضي والتي تحقق بنظري الطمأنينة والاستقرار والحداثة, واذا طُبقت عن قناعة ستكون قادرة على ايجاد مناخ من الشراكة الحقيقية بين كل مكونات أي مجتمع عربي, خصوصاً أن معظم الأزمات الكبيرة التي أدت الى حروب عالمية كانت بسبب الأقليات. ان الامام الأكبر للأزهر الشيخ "أحمد الطيب" أول من تفهم دقة المرحلة فأطلق وثائق الأزهر الثلاث التي تحقق مصلحة مصر خصوصاً والمسلمين عموماً. حبذا لو يعتمد العرب والمسلمون هذه الوثائق في اعادة صياغة دستورهم وقوانينهم. ومن يطلع على الشرعة التي أطلقتها هذه السنة يشعر بأنها تلتقي مع توجهات الأزهر.

  بالعودة الى الشأن اللبناني موضوع سلاح "حزب الله" شكل, ومازال قضية خلافية بامتياز, كيف السبيل لمعالجة هذا الموضوع?

   "حزب الله" أصبح أسير سلاحه, وتداخل هذا السلاح بمجموعة عوامل أضحى من الصعب معالجته أكان من قبل "حزب الله" أو من الفريق الآخر الذي يطالب بنزع سلاح "حزب الله". وفي واقع الحال هذا السلاح فقد مبرر وجوده, خصوصاً بعد صدور القرار 1701 وانتشار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب, وأصبحت المنطقة منطقة سلام دولي, و"حزب الله" كان مشاركاً في الحكومة عند صدور هذا القرار بعد حرب عام 2006, وكان الرئيس نبيه بري يفاوض باسم "حزب الله" مع الرئيس فؤاد السنيورة لصدور القرار 1701 وعلى هذا الأساس انتفى مبرر وجوده. من جهة ثانية, بالنسبة للوضع في الجنوب اللبناني, واذا أردنا أن نصفه بشكل قانوني لم يعد ينطبق عليه منطق المقاومة, بل منطق الدفاع. المقاومة تكون عندما يوجد احتلال, أما الدفاع عن الحدود يعالج من خلال الجيش. منطق الدفاع من صلاحيات الجيش والسلطة والدولة.

  ماذا بقي من "ثورة الأرز" وكيف تصف العلاقات بين مكوناتها?

   "ثورة الأرز" مشاعر شعبية انطلقت بمطالبة الجيش السوري بالخروج من لبنان وبتشكيل المحكمة الدولية بعد الاغتيالات التي حصلت وصولاً الى معالجة مشكلة سلاح "حزب الله". ولكن أن تختصر "ثورة الأرز" بتيار "المستقبل" و"الكتائب" و"القوات" وبعض المستقلين, معنى ذلك اختزالاً لمشاعر الكثير من اللبنانيين خصوصاً الذين لا علاقة لهم بالأحزاب, واليوم البعض يحاول أن يضع لهذه الثورة اطاراً تنظيمياً, نحن ليس لدينا مانع من اعطاء فرصة لهذا الاطار التنظيمي.

  كالمجلس الوطني المقترح مثلاً?

   أي نوع كان, لكنني لا أعتقد أن هذا الاطار سيحل الاختلافات القائمة. الآن نحن على عتبة انتخابات نيابية, والسؤال: كيف ستكون قدرة هذا التجمع على معالجة الارباكات المرتقبة عند بداية البحث بالترشيحات وتشكيل اللوائح الانتخابية.

  يعني هذه ستكون محطة اختبار لقوى "14 آذار"?

   هذا صحيح, البعض سينزعج من كلامي, لكنها الحقيقة, الكل يتذكر أننا انسحبنا من الأمانة العامة لاعتراضنا على بعض الأمور. وحددنا في حينه موقع الخلل. لكن لا أحد كان يريد أن يسمع أو أن يعالج. الآن بدأوا يعطون حق وبالاصغاء لما كنا نقوله. اننا الآن نسعى مع الخيرين على المعالجة, عساه خيراً.   بموضوع قانون الانتخابات, أي قانون تفضلون?

  الحديث عن الانتخابات سابق لأوانه لأن قانون الانتخابات ليس قراراً "كتائبياً" هذا قرار يهم 128 نائباً في مجلس النواب وكل نائب له نظرته, ويريد تفصيل القانون على قياسه ليضمن عودته الى المجلس, وهذا القانون من أكثر القوانين الذي ينظر له الانسان بشكلٍ أناني لأن مصيره على المحك والأحزاب أيضاً والطوائف والمذاهب.

 

لبنانيون تم قتلهم في "تايتانيك" رمياً بالرصاص

نهارنت/في لائحة ركاب سفينة "تايتنك" أسماء لعرب كانوا مسافرين على متنها ونشرت "العربية" موضوعا عنهم كمنسيين في الأعماق وبالكاد ذكرهم العالم طوال 100 عام تمر هذه الأيام على ما كان وما يزال أسوأ كارثة مدنية عرفتها بحار القرن العشرين. ولفتت الى ان هؤلاء الضحايا جميعهم كانوا لبنانيين، باستثناء مسافر مصري، ولا نجد ما يشير إليهم إضافة للائحة الأسماء سوى لقطة في فيلم "تايتنك" الشهير لمخرجه في 1997 الكندي جيمس كاميرون، وفيها نسمع "يللا يللا" تقولها أم بلهجة لبنانية وهي تستعجل ابنتها للفرار من السفينة حين بدأت تغرق.

ويرد زوجها مهدئا من روعها: "بس بس خلليني شوفلك" وهو مرتبك يقلب صفحات في ممر بالدرك الأسفل من "تايتنك" العملاقة، حيث الدرجة الثالثة. وفي الممر ظهر معه خائفون، بينهم الممثل ليوناردو دي كابريو، وهو يركض ممسكا بيد صديقته الممثلة في الفيلم، كيت وينسلت.

كان الزوج المسكين يبحث في صفحات كتيّب يحتوي على بيانات "تايتنك" عن مخرج في الممر ليعبر منه هاربا مع عائلته، وبعد هذه اللقطة التي دامت 6 ثوان فقط من الفيلم الهوليوودي لم نعد نسمع أو نرى ما يذكرنا بعرب "تايتنك" المنسيين، فيما استمر العالم يتذكر ضحاياها الآخرين في كل مناسبة، وذروتها أول مئوية تمر على غرقها هذا الأسبوع.

وأكثر من تعرض في لبنان للخسارة بغرق "تايتنك" هي قرية "كفر مشكي" التي خسرت وحدها 13 من أبنائها في الكارثة، طبقا لما قاله رئيس بلديتها خليل السيقلي الذي أبلغ "العربية " بأن القرية التي لا يزيد سكانها الآن على 500 نسمة "ستقيم قداسا في كنيستها الأحد المقبل عن أرواح قتلاها، وستقف دقيقة صمت إجلالا لهم" وفق تعبيره.

وذكر سيقلي عبر الهاتف أن أكثر من 11 ألفا من أبناء كفر مشكي مغتربون في 5 قارات، منهم ما يزيد على 6000 في أوتاوا بكندا وحدها. كما ستقيم قرية "حردين" في الشمال اللبناني الشيء نفسه أيضا، وفق ما ذكره لـ "العربية " رئيس بلديتها باخوس سركيس عساف، الذي روى أن حردين هي ثاني من ابتلى بالفاجعة "فهي فقدت 11 من أبنائها" كما قال.

وحكى عساف عبر الهاتف تفاصيل مشهد مأساوي جرى حين بدأت "تايتنك" تغرق عند ساعات الفجر الأولى، فقال نقلا بالتواتر عمن نجا من اللبنانيين الذين كانوا على متنها إن 11 من أبناء القرية تجمعوا في ركن بالسفينة عندما تأكدوا بأن الموت في طريقه لينال منهم، ثم راحوا يرددون أبياتا ارتجلها أحدهم بأسلوب الشعر الشعبي اللبناني، المعروف باسم الزجل، وقالوا وهم يغرقون:

ابكي ونوحي يا حردين.....عالشباب الغرقانين

غرق منك حدعشر شاب..... بسن الخمسة وعشرين

منهم سبعة عزابي.....والبقية مزوجين

ما فيهم واحد شايب..... كلن بالخمس وعشرين

وبعدها ابتلعتهم لجات المحيط وقضوا ضحايا لحلم اغترابي لم يكتمل، وظلوا مع غيرهم من اللبنانيين منسيين، لذلك ذكر عساف أن حردين "التي لا تنسى أبناءها تتمنى لو يتذكرهم لبنان الرسمي ويقيم لهم ولبقية الغرقى ذكرى لمناسبة مرور 100 عام على المأساة" بحسب ما قال عن اللبنانيين الذين ستروي "العربية.نت" معظم التفاصيل عنهم فيما بعد، كما ستنشر لائحة بأسمائهم.

وأغرب ما علمته "العربية " وهي تسعى وراء المعلومات عن الغرقى العرب في الكارثة، ممن ستروي عنهم الكثير في الموضوعات التالية، كان من الكاتبة الأمريكية السورية الأصل، ليلى سلوم الياس، مؤلفة كتاب "الحلم فالكابوس.." وهو عن الكارثة وضحاياها العرب واستمدت بعض ما فيه من صحف عربية كانت تصدر بنيويورك عام الكارثة، وأهمها "الهدى" الشهيرة.

ذكرت ليلى الياس، نقلا عن ناجين رووا ما حدث لذويهم فيما بعد، أن عددا من اللبنانيين تم قتلهم بالرصاص لعدم انصياعهم لأوامر حرس بالسفينة، وقالت إن السبب الرئيسي في مقتل أحدهم كان لأنه حاول الوصول الى قارب نجاة ليحتل مكانا فيه كان يسعى إليه آخر من ركاب الدرجة الأولى.

وروت عساف من بنسلفانيا حين اتصلت بها "العربية.نت" عبر الهاتف عن لبناني عمره 19 سنة، واسمه ضاهر شديد أبي شديد، من أنه كان يلعب ببندقيته في قريته "عبرين" بالشمال اللبناني، فخرجت منها رصاصة بالخطأ وقتلت فتاة من القرية، فهام على وجهه خوفا من أهلها، ووصل صدى خبره الى عمه، فمده بمبلغ مناسب وطلب منه أن يغادر لبنان ويوجه شطره الى حيث يقيم العم مغتربا في بنسلفانيا.

سريعا مضى ضاهر الى مارسيليا في فرنسا، ومنها بالقطار الى ميناء "شيربورغ" الذي كان اللبنانيون يبحرون منه الى بلاد الاغتراب، وفيه صعد الى"تايتنك" حين رست هناك لتقلهم قبل أن تعود ثانية الى مرفأ بالجنوب البريطاني لتتوجه منه في أول وآخر رحلة لها الى نيويورك، وعلى الطريق وجد شديد في "تايتنك" ما فر منه في لبنان، ولم يقع نظر عمه عليه الا كجثة عثروا عليها طافية مهترئة.