المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 11 نيسان/2012

رسالة القديس بولس الرسول إلى روميه 06/15-23/العمل من أجل البر

فماذا، إذا؟ أنخطأ لأننا في حكم النعمة لا في حكم الشريعة؟ كلا! ألا تعلمون أنكم إذا جعلتم أنفسكم لأحد عبيدا للطاعة، صرتم عبيدا لمن تطيعون: إما للخطيئة التي تقود إلى الموت، وإما للطاعة التي تقود إلى البر. ولكن شكرا لله! فمع أنكم كنتم عبيدا للخطيئة، أطعتم بكل قلوبكم تلك التعاليم التي تسلمتموها، فتحررتم من الخطيئة وأصبحتم عبيدا للبر. وتعبـيري هذا بشري يراعي ضعفكم البشري. فكما جعلتم من أعضائكم عبيدا للدنس والشر في خدمة الشر، فكذلك اجعلوا الآن من أعضائكم عبيدا للبر في خدمة القداسة. وحين كنتم عبيدا للخطيئة، كنتم أحرارا غير ملتزمين بما هو للبر. فأي ثمر جنيتم في ذلك الوقت من الأعمال التي تخجلون منها الآن، وعاقبتها الموت؟ أما الآن، بعدما تحررتم من الخطيئة وصرتم عبيدا لله، فأنتم تجنون ثمر القداسة، وعاقبته الحياة الأبدية، لأن أجرة الخطيئة هي الموت، وأما هبة الله، فهي الحياة الأبدية في المسيح يسوع ربنا

 

تفاصيل النشرة

*لا نحبّذ محاولات الإغتيال خصوصاً عندما تستهدف أناساً لهم مكانتهم مثل د. جعجع"

*الكاردينال صفير: كل الجماعات مسلّحة في لبنان وينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم 

*المحكمة الخاصة بلبنان: نائبة رئيس مكتب الدفاع تعود إلى المحاماة 

*الراعي استقبل مهنئين واستنكر استهداف شعبان: لبنان يقوم بقوتكم وبقوة اصحاب الارادات الطيبة/نضع ايدينا بأيدي بعضنا لبناء وطننا فوق كل المصالح

*اجتماع 14 آذار في معراب يتضامن مع جعجع/علوش: نقف صفاً واحداً رفضاً للارهاب المتجدد

*الضاهر:النظام السوري فقد كل قدرته على الوجود

*أهالي جل الديب: التحرك سيتجدد كل ثلاثاء حتى يتم إقرار مشروع إنشاء مدخل ومخرج للمنطقة

*"بازار قانون الإنتخاب للتلّهي... والأرجح بقاء قانون الـ60 بإنتخابات 2013"/شمعون لـ"NOW Lebanon":الحكومة تدفن رأسها حيال كل ما يتعلق بالنظام السوري وإرهابه

*"اللقاء المستقل": لتتحمّل الحكومة مسؤولياتها في جريمتي محاولة اغتيال جعجع ومقتـــل شعبان

*اعتبر أن ما يقال بشأن شعبان "قصة".. ودعا لانتظار "نتائج التحقيق" قبل التعليق/عون: لا سبب لأهنئ جعجع بالسلامة.. ونتمنى أن تخفف "جوقة كشكش" الثرثرة بشأن الـ"داتا"

*طائرات تنقل جثث شبيحة ايرانيين من دمشق إلى طهران

*معاريف: نتانياهو تعهد لأوباما عدم شن هجوم على ايـــــران حتى الخريف

*المفاوضات في اسطنبول السبت المقبل وجولة ثانية في بغداد 

*طهران ترفض شروط الغرب ولن توقف تخصيب اليورانيوم

*إيران باتت "العدو" بعد تسع سنوات على سقوط بغداد وسنة العراق الجهاديون يعتبرون الفرس والصفويين "أنجس" من الأميركيين

*سمير جعجع يستحق/راشد فايد/النهار

*مخطّط لإلغاء 14 آذار/جورج سولاج/الجمهورية

*هجوم جنبلاطيّ معاكس لإسقاط «النسبية/فادي عيد/الجمهورية

*القوات": استمرار بيانات الاستنكار لمحاولة الاغتيال

*اغتيال جعجع.. الرسالة لم تصل/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

*الجسر لـ"السياسة": محاولة اغتيال جعجع من ضمن خطة لتصفية قادة المعارضة

*استمرار توافد المهنئين بسلامة جعجع الى معراب/لهذه الأسباب استهدف جعجع

*زارها مقبل مستنكراً .. وكيروز يؤكد أن إخفاء القتَلة لن يمر و"القواتيون" يتقاطرون الى معراب لتبقى "حصن الحكيم

*جعجع استقبل وفد "حركة الاستقلال" ورئيس اساقفة زحلة/

*بييتون من معراب: ندعم كل ما يعزز التوافق والتفاهم بين اللبنانيين

*ميشال معوض من معراب: محاولة الاغتيال مصوبة ضد الحرية ونرفض ثقافة الاغتيالات

*كيروز: استهدفوه لأنه بات عقبة امام مشاريع الهيمنة على قرار لبنان

*كتلة "المستقبل" اجتمعت برئاسة السنيورة في بيت الوسط ودانت جريمة قتل شعبان ونبهت الى خطورة محاولة اغتيال جعجع: لاستدعاء السفير السوري وتوجيه احتجاج شديد اللهجة الى حكومته

حجب داتا الاتصالات عن الأجهزة بحجج واهية ومعيبة فضيحة مدانة واقتراح لتعديل قانون تخفيض السنة السجنية لاستثناء العملاء المدانين

*الكتائب" يطالب الحكومة "بالحزم" مع سوريا.. ويخشى عودة التفجيرات والإغتيالات 

*النيران السورية أمطرت فريق "الجديد" بلا إنذار،50 رصاصة مزّقت السيارة وأودت بشعبان

*جيش الأسد يغتال مصوراً صحافياً داخل الأراضي اللبنانية

*وداع رسمي وشعبي للشهيد المصور علي شعبان في ميفدون

*الصحافي بقناة "الجديد" عبد خياط: على رئيسي الجمهورية والحكومة طرد السفير السوري

*زاسبيكين بعد زيارته مقبل: قتل شعبان "جريمة"

*إعلام الكتائب: الاعتداء على فريق الجديد رسالة دموية بأن القتل أصبح مسألة فيها نظر اما العمل الاعلامي فجريمة لا تغتفر

*فرنجية: هالنا استشهاد أحد مصوري الجديد وندعو إلى تحقيق جدي لمعرفة ملابسات هذه الجريمة

*"حزب الله" استنكر الاعتداء على فريق "الجديد": يدفعون ضريبة شجاعتهم في تغطية الاحداث

*بلدية الشويفات: شعبان سقط شهيدا في سبيل رسالة الإعلام

*سليمان دان التعرض لفريق"الجديد": لاجراء تحقيقات لدى الجانب السوري لتحديد المسؤوليات 

*اتحاد الصحافيين العرب استنكر استشهاد مصور "الجديد"  

*جعجع استنكر الإعتداء على فريق "الجديد": لكشف الملابسات وضبط الحدود وحماية الحريات  

*الحريري استنكر الاعتداء على فريق "الجديد": ارتكبته القوات السورية وتتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية  

*قناة عون التلفزيونية تحمل فريق " الجديد" مسؤولية مقتل شعبان  

*النائب السابق صلاح حنين: لا بديل من قانون الانتخاب الحالي

*كيروز لـ"المستقبل": نتريث في نعي "الدوحة" بانتظار نتائج التحقيقات

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: العمالة تحوّلت الى زعامة وبطولة

* قيادة "حزب الله" تهيئ نفسها لمرحلة ما بعد الحكومة/علي الحسيني /موقع 14 آذار

*مصادر "حزب الله": قناصة "شتاير Steyr" إستعملناها ضد الاسرائيليين تموز 2006...ومشابهة للتي استعملت ضد جعجع/طارق نجم/موقع 14 آذار

*حكومة النأي/المستقبل

*سوريا: انتهت المهلة و القتل مستمر/علي حماده/النهار

*مبادرة أنان فشلت.. ماذا بعد؟!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*أوباما لا يكترث بدعم الحريات/فريد هيات/الشرق الأوسط

*أنان يتعهد بإعادة السوريين إلى بيت الطاعة ما هو الوضع الميداني؟/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*تخويف دول المنطقة من دعم السوريين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*أحدث " إنجازات" سليم الحص

*الراعي ترأس القداس التقليدي على نية فرنسا وأولم لضيوفه: نتمنى ان يحمل بلدينا مشعل الأمل الذي يضيء الدروب باتجاه الوحدة والسلام

*قانون كنسي جديد : تعدى وتمدى/أنطوان  سعاده

*مصر مركز التغيير في الشرق الأوسط\مأسعد حيدر/المستقبل

*بكركي تحتفل بالفصح ناقصاً «14 آذار».. و«الكتائب» تكتفي بالقداس 

 

تفاصيل النشرة

لا نحبّذ محاولات الإغتيال خصوصاً عندما تستهدف أناساً لهم مكانتهم مثل د. جعجع"

الكاردينال صفير: كل الجماعات مسلّحة في لبنان وينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم 

أعرب الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن رغبته في أن "يكون اللبنانيون مجمعين حول شخص السيد البطريرك" مار بشارة بطرس الراعي و"أن يكون هناك تفاهماً في ما بينهم"، واصفًا الوضع في سوريا بأنه "هشّ" من دون استبعاد "تحوّل الصراع إلى حربٍ أهلية"، وقال صفير: "ربما يتحوّل (الوضع)، فهناك قسم من السوريين مع الدولة وقسم ضد الدولة وهم على طرفي نقيض، وإذا ظلَ الوضع كذلك فإن العاقبة وخيمة". صفير، ورداً على سؤال إلى إذاعة "صوت لبنان 100,5" حول الوضع في لبنان بالقول: "إذا فكّرنا في ما حولنا نرى أن وضع لبنان ما زال أحسن من سواه "، معتبرًا أنه "لا يمكن للبنان أن يزدهر إذا كان جيرانه في وضع لا يسمح له بالإزدهار". وحول "الإشكالية التي تثيرها مواقف البطريرك الراعي من سوريا واعتباره نظامها الأقرب الى الديمقراطية"، قال صفير: "لا يمكنني أن أعلّق على كلام السيد البطريرك فهو حرٌ في كلامه"، معتبراً في هذا السياق أن "الربيع ربيع" (في إشارة إلى الربيع العربي). وأضاف: "أتمنى أن يكون (الربيع) في كل البلدان التي حولنا وفي لبنان، ولكن هذه تسمية ويبقى أن يكون لها مدلول خاص". وردًا على سؤال حول كيف يمكن استكمال الربيع اللبناني بوجود سلاح "حزب الله"، أجاب: "بوجود سلاح "حزب الله" وغير "حزب الله"، كل الجماعات مسلحة في لبنان وهذا يعني أنهم ينتهزون الفرص ليتربصوا ببعضهم البعض". وعمّا إذا كان نادماً على عدم زيارة سوريا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، قال صفير: "لو كنت آمل خيراً من الزيارة (إلى سوريا) لكنت قمت بها". وأضاف في سياق متصل: "كنا نشعر أن سوريا بلد مستقل ولها وضعها الخاص، ولبنان بلد مستقل وله وضعه الخاص، وعندما تتشابك الأمور فهذا ليس مؤشر خير".

وعن تعرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لمحاولة اغتيال قال صفير: "طبعاً، نحن لا نحبّذ محاولات الإغتيال خصوصاً عندما تستهدف أناساً لهم مكانتهم مثل الدكتور جعجع، ولكن هذا يحدث لسوء الحظ"، معتبراً  أن هذه المحاولة "ليست بدليل خير"، متجنباً التعليق على عدم صدور بيان شجب عن بكركي ومبدياً سروره في مجال آخر لزيارات رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى بكركي.(المكتب الإعلامي)

 

المحكمة الخاصة بلبنان: نائبة رئيس مكتب الدفاع تعود إلى المحاماة 

أعلنت "المحكمة الخاصة بلبنان" في بيان أن نائبة رئيس مكتب الدفاع عليا عون "تنوي العودة إلى ممارسة المحاماة". ونقلت عن عون قولها: "الآن بعدما بدأت المرحلة القضائية في المحكمة في أول شباط 2012، أصبح على محامي الدفاع في المقام الأول ضمان حماية حقوق المتهمين ونزاهة العدالة". وأضافت عون: "بصفتي نائبة رئيس مكتب الدفاع، ساعدت على تمهيد السبيل إلى نشوء عملية قضائية عادلة ونزيهة تحترم جميع الأفرقاء. وكنت طوال مدة ولايتي أدرك إدراكاً قوياً أهمية عملنا بالنسبة إلى الشعب اللبناني، وكلّي أمل بأن تواصل المحكمة الخاصة بلبنان إنجاز ولايتها بروح الاحتراف والتفاني لدى موظفيها". وختم بيان المحكمة بالقول: "تعود السيدة عليا عون لمزاولة مهنة المحاماة في باريس، حيث تستمر في السعي إلى تعزيز سيادة القانون في لبنان والعالم العربي عموماً".

(الوطنية للإعلام)

 

الراعي استقبل مهنئين واستنكر استهداف شعبان: لبنان يقوم بقوتكم وبقوة اصحاب الارادات الطيبة

نضع ايدينا بأيدي بعضنا لبناء وطننا فوق كل المصالح

وطنية - 10/4/2012 - واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي استقبال المهنئين بالفصح المجيد، فاستقبل الوزير السابق الياس سكاف على رأس وفد من فعاليات وابناء مدينة زحلة في زيارة للتهنئة بالاعياد. والقى سكاف كلمة اشار فيها الى "المعاناة التي مرت بها منطقة البقاع، والمسيح صلب لانه كان ينطق بالحقيقة، ونحن اتينا اليوم لدعمك لمعرفتنا كم تعاني، ونحن ندعم المرجعية المسيحية الكبيرة لعله نحصل على حقوقنا من خلالكم ومن خلال بكركي لنحصن ذاتنا ضد المؤامرات التي تحصل فيها المنطقة".

الراعي

بدوره رد الراعي مرحبا، وقال:"وجودكم معنا اليوم هو بحد ذاته تشجيع وفرحة كبيرة لنا، لان كل فرد منكم هو قيمة مضافة في مجتمعنا اللبناني، ونحن حريصون على منطقتكم التي هي قيمة مضافة في مجتمعنا اللبناني الحريصون عليه ايضا". واضاف:"نتمنى ان يكون هذا العيد مشرقا علينا بالسلام وبالمحبة وبالشركة وبالتعاون، ونحن من خلال زياراتنا الراعوية الى مختلف المناطق اللبنانية شعرنا كم ان الشعب اللبناني تختلف تطلعاته كليا عن تطلعات بعض السياسيين حيث ان تطلعات الشعب اللبناني هي الوحدة والتلاقي، فهم سئموا الخلافات والانقسامات وهم يريدون العيش المشترك خارج الانقسامات الطائفية وهذا ما لمسناه خلال هذه الزيارات، ومسؤوليتنا مشتركة وكبيرة معكم ان كان على مستوانا الروحي والراعوي، وانتم على مستواكم السياسي والاداري والقضائي والعسكري لان عملنا يتكامل مع بعضنا البعض. وما يجمعنا هي المبادىء، واهم مبدأ هو كرامة الشخص البشري والثوابت اللبنانية، واهدافنا خدمة المجتمع والمواطن اللبناني، ومن هنا تلعب الكنيسة دورها الراعوي وانتم كسياسيين في هذا المجتمع تلعبون دوركم بطرقكم، ولكن نحن لا نستطيع العيش اذا كان هناك كل يوم تنكر للمبادىء والثوابت ولا نصل في النهاية الى خدمة هذا المجتمع والمواطن".

وتابع:"لذلك اقول لكم ان وجودكم اليوم هنا وما عبرتم عنه في الكلام الذي قيل من القلب اقول لكم اننا في الحقيقة نضع ايدينا بأيدي بعضنا واصبح واضحا ويا للاسف، انه خلاف ما نسمع ونرى من خلال زيارتنا الراعوية في الداخل والبلدان في الخارج وانتم تتابعونها، لا نسمع من المسؤولين في هذه الدول الا النظرة الكبيرة للبنان وانه له دور يلعبه في هذا الشرق من خلال تاريخه وثقافته المنفتحة وان شعوب العالم تبحث عن طريقة العيش معا، واوروبا تبحث عن كيفية التعايش مع المجموعات الجديدة على ارضها، وهذا الشرق يبحث عن هويته وسبل العيش المشترك بين ابنائه، ولبنان هو حامل هذا النموذج والذي نحن نؤمن به، وهذا النموذج والرسالة نعيشها، بكل ايمان كبير نعيشها، لذلك نحن نرفض اي تفرقة وتقسيم واصطفاف بين اللبنانيين لانه لا احد قريب من اللبناني الا اللبناني الاخر، انا اشعر ان اللبناني على مختلف دينه وثقافته وميله ورأيه هو اخي الحقيقي والاقرب ونعيش سويا بمسؤوليتنا في هذا الوطن".

وقال:" نأسف لان هناك اناس لا يزالون يسيرون بتضليل الرأي العام، ونأسف لان هناك من لا يريد وحدة اللبنانيين ولبنان المتنوع بمختلف فئاته وطوائفه ومذاهبه، وطبعا الوحدة لها ثمن، ونحن لا ننسى ان هناك معركة منذ 37 سنة حيث الحرب.ابعدت الناس عن بعضها البعض ونحن لسنا ضد اي انسان وليس لدينا حقد ولا ضغينة على اي انسان، نحن نقول لا نستطيع الا ان نضع ايدينا بأيدي بعضنا لنبني هذا الوطن فوق كل المصالح المالية والسياسية والفئوية، وكونوا على ثقة انه من خلال وضع شبك الايدي ببعضها البعض ومع كل الناس ذوي الارادة الحسنة والطيبة نكمل طريقنا "ويا جبل ما يهزك ريح"، والاوطان لا تبنى الا بالتضحيات والسواعد المحبة، ولبنان يقوم بقوتكم وبقوة اصحاب الارادات الطيبة".

ومن المهنئين على التوالي: وفد من قيادة الجيش اللبناني ضم قاد منطقة جبل لبنان العميد محمد فهمي، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن ريشار حلو، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر، رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين، مطران بيروت للسريان الارثوذكس دانيال كوريه على رأس وفد من الكهنة، النائب الرسولي في الكويت والخليج المونسنيور كاميللو بالين في حضور النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح والمطران حنا علوان، الوزير السابق فريد هيكل الخازن والشيخ السفير امين الخازن، مطران زحلة للروم الكاثوليك عصام درويش، رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف، منسق عام رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد جوزف الدويهي.

الخازن

اثر اللقاء نوه الخازن بموقف البطريرك الراعي في عظة عيد الفصح وقال:"إن الكلام الذي أطلقه غبطة البطريرك الراعي في عظة عيد الفصح حول تجنيب لبنان الدخول في لعبة المحاور هو موقف وطني وسليم، والترجمة العملية في الاداء السياسي لهذا الكلام تعني النأي بالنفس عن الشأن السوري، لأن لا مصلحة للبنان أو لأي فريق من اللبنانيين بأن يتدخل في الشأن السوري الداخلي أكان هذا التدخل يخدم هذا الفريق أو ذاك داخل سوريا".

كما استقبل غبطته عميد السلك القنصلي الفخري جوزف حبيس واعضاء السلك للتهنئة، وجرى خلال الاجتماع عرض للاوضاع في البلاد من جميع جوانبها والمساعي الحثيثة التي يقوم بها البطريرك الراعي والرامية الى تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها والدعوة الى الحوار الوطني وتحصين البلاد سياسيا وامنيا.

ونوه حبيس واعضاء السلك "بالتحرك الميداني للبطريرك منذ تسلمه مهامه فاستمع الى شكاوى الناس وهمومهم ومطالبهم مباشرة منهم"، وقال:"ولم يقتصر ذلك على لبنانيي الداخل بل قصد المنتشرين اللبنانيين في معظم بلدان الاغتراب كما قابل رؤساء جمهورية ومسؤولي تلك الدول متفقدا ابناء الرعية حيث تم تكريمه. ولا يسعنا في الختام الا ان نتقدم من غبطته في هذه المناسبة الا بأحر التهاني وبموفور الصحة لابقاء الصرح مرجعية وطنية".

المكتب الاعلامي

وصدر عن المكتب الاعلامي لبكركي ما يأتي:" تلقى غبطة البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأسف شديد خبر استشهاد مصور تلفزيون "الجديد" المرحوم الشاب علي شعبان برصاص قنص مصدره الاراضي السورية في جوار وادي خالد في عكار. يعلن غبطته عن أسفه الكبير لهذه الخسارة ويشجب هذه الحادثة المشؤومة ويرفع الصلاة لراحة نفس شهيد الواجب الاعلامي، متقدما بالتعازي الحارة من اهله وزملائه وادارة محطة تلفزيون "الجديد" واسرتها وسائر الاعلاميين والاعلاميات. ويضم غبطة البطريرك صوته الى صوت فخامة رئيس الجمهورية والمسؤولين في لبنان لاستنكار الحادثة، والتحقيق فيها واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة والعمل على الحد من مثل هذه الاعتداءات.

 

اجتماع 14 آذار في معراب يتضامن مع جعجع/علوش: نقف صفاً واحداً رفضاً للارهاب المتجدد

المركزية- تعقد الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعاً إستثنائياً وموسعاً في المقرالرئيسي لـ حزب "القوات اللبنانية" في معراب، الخامسة بعد ظهر غد الأربعاء.

علوش: وفي هذا المجال، وضع عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش "الاجتماع في إطار "التضامن والتأييد لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها الأربعاء الماضي، اضافة الى رفضنا منطق الارهاب المتجدد في لبنان، والوقوقف صفاً واحداً في مواجهة هذا المنطق". واوضح لـ "المركزية" ان "البيان الذي سيصدر عن الاجتماع سيتضمّن الى جانب استنكار محاولة الاغتيال، تأكيد ان الارهاب لن يؤدي الى تغيير المواقف السياسية التي اطلقتها 14 آذار ومازالت متمسكة بها إن على الصعيد المحلي، خصوصاً مسألة السلاح غير الشرعي او على الصعيد الاقليمي، وتحديداً في ما يحصل في سوريا". واشار رداً على سؤال الى ان "الواقع الذي يعيشه المواطن اللبناني، على مدى الاشهر الماضية، يؤكد ان الحكومة غائبة، لا بل انها خيال، ومهمتها فقط تأمين التغطية الاعلامية والسياسية والدبلوماسية للنظام السوري"، وقال "نوّاب 14 آذار سيتوجهون الى الجلسة التشريعية المقرر عقدها في 17 الجاري وفي جعبتهم مواضيع مفتوحة، وبالاخص الملف الامني ومسؤولية الحكومة في حماية اللبنانيين سواء أكانوا سياسيين ام صحافيين ام مواطنين عاديين. مسألة طرح الثقة بالحكومة تحتاج الى بحث، ولكن سيكون هناك مساءلة واضحة للحكومة في الجلسة التشريعية المقبلة". وابدى علوش "تخوفه من تكرار محاولات الاغتيال، لان سيف الارهاب المتمثّل بمحاولات الاغتيالات السياسية مستمر، لان للطرف الآخر لغة واحدة، محلياً واقليمياً، الا وهي لغة القتل وشطب الشخصيات بالاعدام".

 

الضاهر:النظام السوري فقد كل قدرته على الوجود

 وطنية - 10/4/2012 - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان-الحرية والكرامة"، أن "أي بلد لديه حكومة ودولة ومؤسسات يفترض أن يحمي حدوده وسيادته الوطنية". وشدد على أن "النظام السوري يتحجج بالخروقات والمسلحين من الجانب اللبناني ويقتل المواطنين ومصور قناة الجديد علي شعبان ليس الشهيد الأول بل هو الشهيد العاشر منذ بداية الأحداث في سوريا". وقال الضاهر: "كان فريق قناة الجديد الذي تعرض لنيران الجيش السوري أمس في عكار على الحدود الشمالية مع سوريا يغطي أمام الرأي العام اللبناني كله وقالوا ألا وجود لمسلحين وإرهابيين ومن اطلق النار عليهم هو الجيش السوري". وأشار الى ان "النظام السوري فقد كل قدرته على الوجود وفقد كل اعصابه"، مشددا على أن "المشكلة الاساسية مع الحكومة اللبنانية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، أنَّه لو نشرت الجيش اللبناني منذ البداية على الحدود لما حصل ما حصل مع الإعلاميين". وذكر الضاهر بأن "مراسل قناة الجديد حسين خريس قال انهم تكلموا مع الهجانة وقال إنهم كانوا برفقة دليل من حزب البعث".

 

أهالي جل الديب: التحرك سيتجدد كل ثلاثاء حتى يتم إقرار مشروع إنشاء مدخل ومخرج للمنطقة

 وطنية - 10/4/2012 - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في المتن يولا الهيبي أن أهالي جل الديب أكدوا في بيان أن "هذا التحرك سيتجدد كل ثلاثاء إلى أن يتم إقرار مشروع إنشاء مدخل ومخرج لمنطقة جل الديب". وقال البيان:"تحركنا الثلاثاء الفائت وطالبنا بمدخل ومخرج للمتن من جل الديب. ولم نلق إلا الوعود وإظهار النوايا. إننا اليوم في تحركنا لم نصعد أكثر ولم ننصب الخيم أو نقفل الاوتوستراد كليا لا رجوعا عن موقف اتخذناه، بل رغبة منا لاعطاء فرصة أخيرة للمسؤولين قبل يوم التحرك الكبير في 8/5/2012 ما لم يصدر قرار نهائي بمدخل ومخرج لائق للمتن من جل الديب ويكون على الأوتوستراد حصرا، مع مهل تنفيذ واضحة وقريبة قبل نهاية الشهر الحالي". وأضاف:"إن المنطقة التي احتضنت راهبات الصليب وأبونا يعقوب الكبوشي والتي تسدد الضرائب ما لا يقل عن غيرها، والمنطقة التي يمر في بلداتها أعداد من السيارات لا تقل عما يمر في منطقة أخرى، لم ولن تقبل بمدخل ومخرج يخطط وينفذ بالمبالغ الفتات في غير محله الطبيعي والتاريخي. إن موقع المتن والمبالغ التي تجنى منه تسمح له بأن يكون مدخله لائقا ومشرفا للبنان ليتماثل مع باقي المناطق حيث صرفت مليارات الدولارات في بيروت وضواحيها. فلتخصص الأموال اللازمة لتخطيط وتنفيذ مدخل لائق فيستعمله اللبنانيون لأجيال لاحقة ولا أن نشيد مداخل ومخارج نبكي عليها مستقبلا كما هي حالنا اليوم في المتن". وختم:"إن تحركنا اليوم وكل يوم هو تحت راية العلم اللبناني وحده، فنشكر المواطنين والقوى الأمنية وخصوصا الجيش وقوى الأمن والصليب الأحمر اللبناني، وخصوصا الاعلام المشرف الذي حمل ويحمل قضايا الناس لعله يسمع من ليس له أذنان".

 

"بازار قانون الإنتخاب للتلّهي... والأرجح بقاء قانون الـ60 بإنتخابات 2013"

شمعون لـ"NOW Lebanon":الحكومة تدفن رأسها حيال كل ما يتعلق بالنظام السوري وإرهابه

أسف رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون "لاستشهاد المصور الصحفي في قناة "الجديد" علي شعبان"، وتوجّه "إلى عائلته وأصدقائه بأحر التعازي"، مشددًا على كون "نظام آل الأسد لم يحترم طوال فترة حكمه حقوق الإنسان، بل هو كرّس احتكار حكمه الشمولي بالحديد والنار والقتل والاعتقالات التعسفية والظالمة بحق شعبه أولاً وبحق لبنان ثانياً"، وأكد في المقابل أنّ "هكذا أنظمة ديكتاتورية شمولية مصيرها السقوط حتماً عاجلاً كان أم آجلاً".

شمعون، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" رأى "في التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس إدارة قناة "الجديد" تحسين خياط عن تهديدات النظام السوري، تقدّمًا ملحوظًا من خياط باتجاه الحق والعدالة"، وقال: "لطالما وقف خياط إلى جانب النظام السوري وإلى جانب حلفاء هذا النظام من قوى 8 آذار في لبنان، في مقابل التجنّي والإفتراء على مبادئ وأهداف ثورة الأرز، إلا أنّه عاد اليوم ليكتشف الحقيقة الساطعة بعد مقتل أحد صحافييه، بأنّ هذا النظام الذي لا يعرف إلا لغة العنف والقتل والدمار ضد شعبه ومواطنيه، لا يملك إلا أن يمارس لغة القتل نفسها ضد المواطنين والصحافيين اللبنانين أثناء تأدية مهامهم ضمن حدود الأراضي اللبنانية".

وإذ طالب الحكومة اللبنانية بأن تتخذ "موقفاً حازماً تجاه الاعتداءات السورية المتكررة والمتواصلة على أكثر من منطقة في لبنان"، أسف شمعون "شديد الأسف لأنّ هذه الحكومة "تدفن رأسها بالرمل" حيال أي مسألة تتعلق بالنظام السوري وإرهابه القمعي والدموي".

وحول مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لوقف العنف في سوريا، أجاب شمعون: النظام السوري لم يعتد يوماً أن ينفّذ أية مبادرة عربية كانت أم دولية، ولذلك فإنّ مبادرة أنان تعتبر قد فشلت منذ الإعلان  عنها، وربما الأمم المتحدة وضعت هذه المبادرة فقط من أجل رفع اللوم والعتب عنها".

من ناحية ثانية، ورداً على سؤال، لفت شمعون إلى أنّ محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "تمّت بعد أن وصل الدكتور جعجع إلى حجم كبير، سواءً محلياً أو عربياً أو دولياً، إضافة إلى أنه بات يستقطب معظم الشارع المسيحي، فضلاً عن كونه حامل لواء "ثورة الأرز" بصمود وثبات"، مشيرًا إلى أنه "عندما تمّ تقرير إنشاء المجلس الوطني لثورة الأرز، سارع المجرمون إلى محاولة التخلص من رمز وطني كبير، ولكن الحمدلله باءت محاولتهم هذه بالفشل".

وعن مناقشة الحكومة الحالية مشروع قانون جديد للانتخاب، شدد شمعون على أنّ "هذه الحكومة فتحت بازار قانون الإنتخاب فقط للتلّهي، لا سيما بعد وصولها إلى فشل ذريع في إدارة البلاد، وفشلها المدوي في مقاربة ومعالجة معظم الملفات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والإقتصادية وغيرها"، مرجّحاً في ضوء ذلك "أن يبقى قانون الـ1960 هو السائد في الانتخابات النيابية المقبلة" عام 2013، وختم شمعون حديثه معلقًا على مواقف رئيس تكتل "التغيير الإصلاح" النائب ميشال عون التي أعرب فيها عن موافقته على إصدار قانون انتخاب جديد على أساس الدائرة الواحدة وفق قاعدة النسبية، فقال: "مواقف عون هذه تبقى بلا قيمة أو معنى، وهي ليست إلا من باب كيده السياسي ضد قوى 14 آذار".

 

"اللقاء المستقل": لتتحمّل الحكومة مسؤولياتها في جريمتي محاولة اغتيال جعجع ومقتـــل شعبان

المركزية- طالب "اللقاء المستقل" "الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها في التعاطي مع جريمتي محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومقتل المصور في تلفزيون "الجديد" علي شعبان وإصابة رفيقيه، بحيث تقترن المواقف المستنكرة بخطوات عملية ليس اقلها إحالة جريمة معراب الى المجلس العدلي، وحتى الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إذا استدعى الأمر ذلك، وبرفع شكوى الى مجلس الأمن الدولي في شأن تكرار الاعتداءات السورية المتمادية على الأراضي اللبنانية واللبنانيين". عقد المكتب التنفيذي لـ "اللقاء المستقل" اجتماعه الدوري الاسبوعي في مقره في جونية، ناقش خلاله التطورات الأمنية والسياسية، واصدر بيانا اسف خلاله "لابتعاد الصراع السياسي في لبنان عن الحد الأدنى من ضوابط القيم والأخلاق لا سيما بالنسبة الى بعض التعليقات والمواقف المتعلقة بجريمة محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وجريمة قتل المصور في تلفزيون "الجديد" علي شعبان وإصابة رفيقيه بنيران الجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية على الحدود الشمالية". وشجب "اللقاء المستقل" "وهو الذي يتمسك بحرية الرأي والتعبير، مواجهة جرائم كتلك التي شهدها لبنان خلال الأسبوع الماضي بمواقف تفتقد الى الحس بالمسؤولية، وتستخف بخطورة ما يستهدف قيادات وفئات لبنانية، وتتنكر لجدية الظروف الدقيقة الناجمة عنها، وتفتقد الى الحد الأدنى من التضامن بين اللبنانيين في مواجهة سياسات القتل والاغتيال والتصفية الجسدية والإرهاب والترهيب". اضاف ان "الخلافات السياسية مهما كبرت يجب ان تبقى تحت سقف، ان اي جريمة تستهدف اي جهة سياسية او حزبية في لبنان إنما تستهدف كل لبنان، واي اعتداء يتعرض له اي لبناني من جانب اي جهة خارجية يجب ان يواجه بتضامن كل اللبنانيين". وتمنى "اللقاء المستقل" لمناسبة عيد الفصح ان "تكون قيامة لبنان من ازماته السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية قريبة، وان يتسلح المسيحيون اللبنانيون والعرب بالرجاء لاجتياز الصعوبات التي يعانون منها، وصولا الى انظمة حكم ديموقراطية تحفظ للانسان حقوقه، وتحترم قناعاته، وتصون قيمه".

 

اعتبر أن ما يقال بشأن شعبان "قصة".. ودعا لانتظار "نتائج التحقيق" قبل التعليق

عون: لا سبب لأهنئ جعجع بالسلامة.. ونتمنى أن تخفف "جوقة كشكش" الثرثرة بشأن الـ"داتا"

توقّف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عند مطالبة المعارضة الحالية بتسليم وزارة الإتصالات الـ"داتا" للأجهزة الأمنية المعنية فقال: "لقد استعرضنا "جوقة كشكش" الذين يقومون في كل مرة بمهاجمة وزير الإتصالات بدءاً من (جبران) باسيل إلى (شربل) نحاس (اللذان تولّيا حقيبة الإتصالات في الحكومات السابقة) إلى (نقولا) صحناوي (وزير الإتصالات الحالي) واتهامهم لهم بأنهم لا يعطون المعلومات اللازمة (داتا الإتصالات) للتحقيق"، مضيفًا: "يجب أن تعرفوا أن هناك آلية لإعطاء المعلومات وهناك قرار من الحكومة بهذا الشأن"، مؤكدًا أن "الوزير (صحناوي) لا علاقة له بالموضوع (إعطاء داتا الإتصالات) لكن الشائعات كثيرة"، متمنيًا "لو يخففون (أي المعارضة) من الثرثرة ليعرف الرأي العام ذلك".

عون، وفي خلال المؤتمر الصحافي بعد ترؤسه الإجتماع الأسبوعي لتكتل "التغيير والإصلاح" في الرابية، أضاف: "لقد استعرضنا الوضع الحالي وجلسة المناقشة في 17 و18 و19 الشهر الحالي"، متابعًا: "كل موضوع مطروح في الجلسة العامة للمجلس النيابي "معروف مين بطله" و"بالنا ليس مشغولاً"، ونتمنى أن تكون الجلسة هادئة والصخب سيكون ضد من يقوم به و"قصة الوطاوة ومستوى الحديث" لن يكون لمصلحة من يبدأ به وهم لا يقدّرون التسامح الذي يظهر من قبلنا". وعن عدم تهنئة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالسلامة بعد محاولة الإغتيال التي تعرّض لها الأسبوع الفائت برصاص قناصة في معراب، أجاب عون: "لا يوجد سبب.. وأنا لا أعلّق على حادث قبل انتهاء التحقيق. أنا لست إبن شارع بل رئيس تكتل وسابقاً قائد جيش ورئيس حكومة وأنا أنتظر نتائج التحقيق". 

وبالنسبة إلى قول رئيس الجمهورية ميشال سليمان إن التجاذبات تعيق التعيينات الإدارية، علّق عون بالقول: "لا يوجد لدينا تجاذبات سياسية والأشخاص المقترحين للتعيينات ليسوا من منطلق سياسي بل اقتراحات مبنية على الكفاءة المهنية".  وبشأن قانون الإنتخابات النيابية، أجاب عون: "الواضح من اجتماعات بكركي أن الأغلبية الساحقة من المسيحيين مع النسبية"، وأضاف: "أنا اقترحت النسبية مع دائرة إنتخابية واحدة، فالنسبية تخرجنا من الطائفية وتفرز أكثرية حقيقية وأقلية حقيقية تحكم وفق برامجها الانتخابية"، وقال: "هم يحاولون اليوم أن "يفرموا" لبنان كي تبقى الطائفية"، متابعًأ: "النسبية تخرجنا من الطائفية وإذا كان هناك اقتراح جديد فلنناقشه".

إلى ذلك، علّق عون على إطلاق سراح العميل الإسرائيلي فايز كرم، فقال: "ذهب (كرم) إلى المحكمة ونفّذ حكمه وبقيت حقوقه المدنية وأتى ليزورنا (بعد إطلاق سراحه)، وهو عاد إلى بيته بعد أن دفع ثمن غلطته". كما علّق على إتهام قناة "الجديد" للجيش السوري بقتل المصور علي شعبان بالقول: "لم تُنشر رسمياً نتائج التحقيق بمقتل المصور علي شعبان، وعندما يصدر التحقيق نعلّق عليه"، متوجهاً إلى الصحافي الذي وجّه إليه السؤال بالقول: "من أعطاك نتائج التحقيق و"ما تخبّرني" إياه مجرد قصة"، معزياً في الوقت عينه "الجسم الصحافي والمصورين بشهادة علي شعبان" كما عزّى أهله وأمل "كشف ملابسات الجريمة". وعن المعلومات عن وجود "مسلحين سوريين" في مستشفيات الشمال، أجاب عون: "لدينا حكومة رسمية وأجهزة أمنية ولا يمكن إدانة أحد سواء أكان معنا أو ضدنا قبل أن يحصل تحقيق رسمي". وختم بالقول: "كل الأمور بحاجة إلى خلاصة تحقيق كي يخرج القاضي بنتيجة يمكن أن يأخذ بها وبأهميتها". (رصد NOW Lebanon)

 

طائرات تنقل جثث شبيحة ايرانيين من دمشق إلى طهران

 السياسة/كشف موظفون في مطار دمشق الدولي, أمس, أن طائرات سورية وإيرانية تقلع من المطار باتجاه إيران, حاملة توابيت مغلقة, متوقعين أن يكون بداخلها جثث شبيحة إيرانية أو جثث سورية لتجارة الأعضاء. ونقل موقع "مفكرة الاسلام" الإلكتروني الموظفي قولهم إن الطائرات الإيرانية أو السورية المسافرة إلى إيران تحمل توابيت مغلقة, لا يعلم أي شخص ما بها, ولا يسمح لأحد بالحديث عنها أو الاقتراب منها أو البحث عن تفاصيل تخص هذه التوابيت. ولفتوا إلى أن هذا الأمر يتكرر باستمرار بصفة دورية, حيث لا يمر يومان دون أن تخرج توابيت, وآخر ثلاثة توابيت خرجت في 5 أبريل الجاري, مؤكدين أنهم ليس لديهم أية معلومات موثقة حول محتويات هذه التوابيت, إلا أن الموظفين يتهامسون فيما بينهم, أن هذه التوابيت إما أنها تحتوي جثث شبيحة إيرانيين أو خبراء عسكريين أو هي جثث لسوريين تخص تجارة الأعضاء.

 

معاريف: نتانياهو تعهد لأوباما عدم شن هجوم على ايـــــران حتى الخريف

المركزية- كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهد للرئيس الاميركي باراك اوباما بانتظار ثمرات المسار الدبلوماسي المتبع مع ايران حتى الخريف المقبل وعدم شن أي هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية حتى تظهر نتائج هذا المسار بوضوح".ونقلت "معاريف" عن مصادر اميركية ان "نتانياهو رفض طلبا لاوباما بعدم مهاجمة ايران قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستنظم خلال تشرين الثاني المقبل". ويعتقد نتنياهو انه بعد الخريف المقبل ستدخل المنشآت النووية الايرانية في ما وصفه بانه "حيز الحصانة" من هجوم اسرائيلي وان بلاده ستفقد استقلاليتها باتخاذ قرار بشن هجوم عسكري. واشارت المصادر الى أن "نتانياهو وافق خلال لقائه الاخير مع اوباما في آذار الماضي على منح فرصة للحوار بين الدول العظمي وايران وللعقوبات الاقتصادية والخطوات الدبلوماسية". واكدت ان معظم دوائر الادارة الاميركية بما فيها وزارة الدفاع تعارض الخيار العسكري مع ايران الان وان كانت تحذر من ان نافذة الفرص لحل قضية الملف النووي الايراني قد تغلق اذا لم تغير طهران موقفها.

 

 المفاوضات في اسطنبول السبت المقبل وجولة ثانية في بغداد 

طهران ترفض شروط الغرب ولن توقف تخصيب اليورانيوم

 طهران - وكالات: أعلنت إيران, أمس, رفضها أي شروط مسبقة تضعها القوى الكبرى قبل المحادثات المرتقبة بين الجانبين السبت المقبل في اسطنبول, مؤكدة إمكانية التوصل إلى نتائج إيجابية.

وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي ان "وضع ضغوط قبل الاجتماع يعني تحديد النتائج وهو أمر لا معنى له ولن يقبل أي طرف وضع شروط قبل المحادثات". وتعليقاً على معلومات نشرتها صحف أميركية وبريطانية تفيد أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستطالب طهران بتفكيك منشأة فوردو الموجودة تحت الأرض في قم, ووقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة عالية, قال صالحي: "هذه القضايا أثارتها وسائل الاعلام ولا يمكن ان نصدر احكامنا استناداً الى بواعث القلق تلك التي انعكست في التغطية الاعلامية". وأشار إلى أن فريق التفاوض الايراني سيتجاهل تلك التقارير ويدافع عن موقف طهران في المحادثات, مضيفاً "لنا آراؤنا ولمجموعة الخمس زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا) آراؤها, لكن يجب ان نبحث عن مجالات مشتركة". واكد أن بلاده تأمل ان تسفر المفاوضات عن اتفاق "يسمح بحماية حقوق ايران (في التحكم بالطاقة النووية) وتهدئة القلق الذي تعبر عنه دول 5+1" بشأن النوايا الايرانية. ورغم أن صالحي رفض التعليق على النقطتين اللتين ذكرتهما الصحف الغربية, إلا أن رئيس البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي دواني أكد أن بلاده لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة قدر ما تحتاج, ولن تغلق منشأة التخصيب في فوردو, حتى لو طلبت القوى الكبرى ذلك. وأعلن أن بلاده تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة "وفقاً لحاجتها", وانها قد تقوم ببناء مفاعل نووي جديد ويمكن أن تخفض نسبة تخصيب اليورانيوم الى 5.3 في المئة.

وقال "سنقوم بتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة كي نوفر حاجة مفاعل طهران النووي للأبحاث, وفي حال رفع مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الميزانية المخصصة في هذا الشأن, سنقوم ببناء مفاعل نووي للابحاث بمجال الأدوية المشعة وتوفير اليورانيوم المخصص له بنسبة 20 في المئة". لكنه أكد انه "ليس من المقرر ان نواصل انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لمدة طويلة, لأننا نقوم بهذا العمل وفقا لحاجتنا, وفي حال وفرنا ما نحتاجه من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة, فإننا سنقوم بخفض نسبة التخصيب إلى 5.3 في المئة". وأشار عباسي الى احتمال تصدير اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى البلدان الأخرى تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض إحياء اتفاق المبادلة الذي انهار العام 2009 وكان ينص على امداد ايران بوقود مخصب في الخارج لاستخدامه في أغراض سلمية, قائلاً: "الجمهورية الاسلامية لن تعود أدراجها وغير مهتمة بالحصول على وقود مخصب لدرجة 20 في المئة من دول أخرى لأنها قامت باستثمار".وأضاف "قمنا باستثمار لأنهم (القوى الغربية) صدونا, لو كانوا منحونا الوقود لما حدثت مشكلة ولكان مفاعلنا (البحثي في طهران) يعمل". وجاء الحديث عن مضمون المفاوضات, تزامناً مع الإعلان عن اتفاق على عقدها في اسطنبول, إلا أن طهران أعلنت عن جولة ثانية من المحادثات في بغداد. وكانت ايران التي اختارت اولا اسطنبول لاستئناف المفاوضات بعد توقف دام 15 شهرا, اعلنت فجأة الاسبوع الماضي انها لم تعد تريد تنظيم اللقاء في تركيا احتجاجا على وقوف أنقرة إلى جانب الثورة ضد النظام السوري.

لكن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون, أعلن أمس ان المحادثات ستستأنف السبت المقبل في اسطنبول, وهو ما أكده المجلس الاعلى للامن القومي الإيراني, موضحاً أنه تقرر بعد محادثات بين رئيس المجلس سعيد جليلي وأشتون. وأعلن المجلس أنه ستجري دورة ثانية في بغداد, وسيعلن عن موعدها بعد اجتماع اسطنبول. وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها طهران عن امكانية عقد اجتماع ثان بعد لقاء اسطنبول, الأمر الذي لم تشر إليه مجموعة 5+1 من قبل.

 

إيران باتت "العدو" بعد تسع سنوات على سقوط بغداد  

سنة العراق الجهاديون يعتبرون الفرس والصفويين "أنجس" من الأميركيين

 بغداد - ا ف ب: أطلقت القوات الاميركية بدخولها بغداد في ابريل 2003 تمردا سنياً شيعياً قاتلها لسنوات, الا انه في الذكرى التاسعة لسقوط العاصمة, الذي صادف أمس, تغير العدو الرئيسي للمتمردين السنة وأصبحت ايران هي الهدف. في مقابل ذلك, وجدت الميليشيات الشيعية نفسها بعد الانسحاب الاميركي قبل نحو اربعة اشهر, من دون عدو حقيقي لتقاتله, فعادت لتنخرط بالعملية السياسية التي يقودها الشيعة منذ الاجتياح بعدما هيمن عليها السنة لعقود. ودخلت قوات من مشاة البحرية الاميركية وسط بغداد في التاسع من ابريل ,2003 وأسقطت اكبر تماثيل صدام حسين في ساحة الفردوس, ليسقط معه نظام حكم بيد من حديد سنوات طويلة. وتحول بعدها العراق الى ملاذ للجماعات "الجهادية" وحقل لأسوأ اعمال العنف على أيدي ميليشيات سنية وشيعية رأت في الاجتياح فرصة تاريخية لترسيخ موطئ قدم لها في دولة محورية مثل العراق. وخاضت هذه المنظمات المسلحة, وعلى رأسها تنظيم "القاعدة" و"جيش المهدي", مواجهات ضارية مع القوات الاميركية حتى انسحابها العسكري التام من البلاد نهاية 2011 .

لكن هذه الفصائل تقاتلت في ما بينها أيضاً في اطار صراع مذهبي دام, وسط اتهامات من قبل الجماعات السنية للحكومة بتنفيذ أجندة ايرانية, وهو المبرر الذي تتخذه هذه الفصائل حالياً لشن هجمات ضد المؤسسات الحكومية والعسكرية.

وأصدر المكتب السياسي ل¯"الجماعة الاسلامية" في العراق, أمس, بياناً لمناسبة مرور تسعة اعوام على سقوط النظام, حمل عنوان "سنقاتل ايران بكل قوة كما قاتلنا اخوانهم الاميركان".

وجاء في بيان الجماعة السنية المسلحة الذي نشر على مواقع اسلامية ان القوات الاميركية تركت البلاد "مرغمة لمحتل اخبث وأنجس منها هو المحتل الفارسي الطامع الجبان, فقد بات من الواضح وبما لا يقبل الشك ان ايران تحتل العراق عن طريق عملائها الخونة". واضاف البيان "إن كنا اعددنا لأميركا مرة فسنعد لايران عشرات المرات, سنقاتل ايران بكل قوة كما قاتلنا اخوانهم الاميركان وحلفاءهم ولن تكل سواعد الرجال ولن تضعف العزائم ولن نستكين". بدورها, أكدت جماعة "راية الحق والجهاد" انها ماضية "في قتال العدو", ودعت الله الى ان ينصرها على "اميركا واذنابها من الصفويين", في اشارة الى الشيعة. كما دعت جماعة "كتائب جهاد المرابطين" في بيان للمناسبة ذاتها الله "الى ان يمنَّ علينا بنصر آخر على اذناب الاحتلال وعملائه المتمثلين في حكومة باعت نفسها للمحتل وانكشفت اكاذيبهم".

من جهته, أصدر تنظيم "دولة العراق الاسلامية", التابع ل¯"القاعدة", بيانين اعلن فيهما ان عناصره شنوا 195 هجوما بين 28 ديسمبر 2011 و24 فبراير الماضي في المناطق الشمالية من العراق استهدف معظمها الجيش والشرطة "الصفويين". واعتبر الامين العام ل¯"هيئة علماء المسلمين" حارث الضاري في رسالة وجهها الى العراقيين ان العراق "واقع تحت احتلالين اجنبيين قاسيين ومرفوضين: الاحتلال الاميركي والاحتلال الايراني". واضاف ان العراق "تحكمه حكومة معينة من قبلهما ومدعومة منهما وهي حكومة: إقصائية, ظالمة, ومستبدة, لا يهمها الا الحكم, ومصالحها الفئوية الضيقة, ومصالح اسيادها في واشنطن وطهران". وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل "في العراق حالياً صراعا بين ارادتين متناقضتين, وسط سعي لدى بعض الجماعات المسلحة لان تحافظ على وجودها من خلال البحث عن نظرية العدو". ورأى أن "لهذه المسألة بعدا اقليميا حيث ان معظم الجماعات التي تصور ايران على انها عدو قد تكون مرتبطة بدول اقليمية تتعارض سياساتها مع ايران, او بحزب البعث المنحل الذي يرفض العملية السياسية". وفي مقابل هذا التوجه, تميل الجماعات الشيعية المسلحة نحو الانخراط بالسياسة, رغم انها تحتفظ بأسلحتها. وجماعة "عصائب اهل الحق" هي آخر الفصائل الشيعية التي اعلنت انخراطها بالعملية السياسية في ديسمبر من العام الماضي, علما ان "التيار الصدري" الذي يعتبر "جيش المهدي" جناحه المسلح وخاض حربين ضاريتين مع الاميركيين, يتمثل في البرلمان والحكومة. وقال النائب عن "التيار الصدري" جواد الحسناوي ان "يوم سقوط صدام هو نقطة تحول في البلاد من الديكتاتورية الى الديمقراطية الحقيقية حيث صار الاسلام هو المصدر الاول للتشريع". واضاف "العدو الاول للتيار الصدري الآن, وبحسب ما قال السيد (مقتدى) الصدر, هو الفساد والبطالة والديكتاتورية".

 

سمير جعجع يستحق

راشد فايد/النهار

رواية سمير جعجع عن محاولة اغتياله ليست صحيحة لا جملة ولا تفصيلا. ذلك ما تجمع عليه تعليقات 8 آذار، التي يبدو أصحابها أدرى منه بالوقائع. فهذه التعليقات يربط المستهدَف بينها ليستنتج مسار الحدث، بينما المخطِط يأخذها في الاعتبار عندما يأخذ قراره بارتكاب الجريمة، تماما كما يحضر حجج الغياب عن مسرحها.ما اعتمده حلف 8 آذار، منذ اللحظة الأولى، كان تسخيف المحاولة، والتشكيك في وقوعها، إلى حد نكرانها، ووصفها ب"المزحة الثقيلة"، وتشويه مجريات الكشف عنها بزرع التساؤلات، سلفا، في مجريات التحقيق.وإذا كان السؤال التلقائي، هو من المستفيد منها، فإن السؤال الاستطرادي يكون من يستفيد من نكران وقوعها، ولماذا يلح على ذلك، إن لم يكن المستفيد واحدا. ربما يكون المستفيد – الناكر على حق في أمر واحد، تسمح "مجهولاتي" الواسعة في مضمار القتل والسلاح، بتأييده فيه، وهو أن ما جرى ليس محاولة اغتيال. هو إنذار يقول إن صاحب القرار بالغدر قادر، لكنه يتمهل في التنفيذ، بدليل ما كشف التحقيق عن نوعية الأسلحة، والتحضيرات التي سبقت، وكيفية الرصد والمتابعة، والتقنيات العالية، والحماية اللوجستية، وخطة الانكفاء التي طبقت.

هي إنذار أكثر مما هي محاولة اغتيال، خصوصا إذا صحت المعلومات القائلة بأن المنفذين استخدموا الكومبيوتر في إطلاق الرصاصتين. والإنذار هو أقصى ما يستطيعه المعسكر المعادي للحريات والديموقراطية الممتد بين محيط لبنان وداخله، على الأقل، في المرحلة الراهنة. فهو اليوم لا يستطيع اكثر من أن يكشر عن أنيابه، ولا يجرؤ على العض، لمعرفته أنها قابلة للتحطم بسهولة، في الظروف التي تلفه من طهران إلى بغداد ودمشق، فملعب الراية، فيما إمتداده المحلي لا يناسبه سوى الاستقرار الداخلي، بدليل تمسكه بالحكومة الراهنة، حتى بدا استمرارها يبدو البند السياسي الوحيد في "ظهوراته" التلفزيونية المتكررة، منذ تشكيلها قبل أكثر من عام. لا يخفف هذا الاستنتاج من هول الحدث، فهو كشف أن الإدمان على القتل وسيلة للحسم لم يتغير، منذ محاولة اغتيال مروان حماده نهاية 2004، ولم تكن كلها إلا محاولة من القاتل للخروج من مأزق سياسي لم يستطع الالتفاف عليه، سببه منطق الاعتدال الوطني الجامع لكل اللبنانيين الذي تمسك به شهداء 14 آذار . ما شهدته معراب هو تحذير من الاعتدال المسيحي، في وقت يجهد النظام في دمشق لصبغ الثورة الشعبية بالطائفية، ليزعم حماية الأقليات، بينما حليفه، في "ملعب الراية" حوّل المقاومة إلى حالة طائفية أقلوية، كرسها بتحالفه مع طهران، أساسا، في وجه دولة الأقلية اليهودية في المنطقة. تماوج الأقليات يلبي حاجة اسرائيل التاريخية، وأوجد حلفاء واقعيين . لأن سمير جعجع خارج هذا المنطق "استحق" الانذار.

 

مخطّط لإلغاء 14 آذار

جورج سولاج/الجمهورية

دخل لبنان مرحلة أمنية صعبة لا يمكن معرفة نتائجها سلفاً، وإن كانت أهدافها ومراميها سهلة القراءة في السياسة والأمن والدوافع الاستراتيجية.هناك مخطط مبرمج للسيطرة التامة على لبنان وإزالة كلّ مَن، وما، قد يعرقل تنفيذ هذا المخطط الخطير الذي من شأنه، إذا نجح، أن يغيّر وجه لبنان. وينطلق أصحاب المخطط من قناعة أن سوريا لم تستطع أن تحكم لبنان وتتحكم به من سنة 1976 إلى سنة 1990 بقوّة الدبابات والراجمات، وإنما تمكّنت من السيطرة عليه من سنة 1990 وحتى سنة 2005، من خلال الإمساك برئاسة الجمهورية ومجلسي النواب والحكومة، والمفاصل الامنية والادارية.

ويسعى أصحاب المخطط، وليس بالضرورة أن يكون حلفاؤهم على بيّنة من نواياهم الاستراتيجية والأمنية، الى استنساخ تجربة الوصاية السورية المباشرة سابقاً، بوصاية خارجية غير مباشرة، وبأدوات وشعارات محلية. وتتكشف ملامح هذا المخطط في سلسلة خطوات بدأ العمل في تنفيذ بعضها، والتحضير لبعضها الآخر، وأبرزها:

أولا- العودة إلى التصفيات الجسدية واغتيال مَن يمكن الوصول إليه من القادة السياسيين، وفي مقدمهم سعد الحريري والياس المر وسمير جعجع ومروان حمادة وسامي الجميل. ولو نجحت محاولة اغتيال جعجع الأخيرة، لكان العمود الفقري لقوى 14 آذار انكسر بانكسار محور "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" التي من البديهي أن تدخل في مصير مجهول بعد جعجع، فيما الحريري غائب عن الساحة المحلية، وسائر مكوّنات المعارضة لا يمكن أن تشكل بديلاً او رافعة اساسية في المواجهة.

ثانيا- حجب "داتا" الاتصالات عن الأجهزة الأمنية المعنية، تحت ذرائع وحجج قانونية وسياسية متنوعة، لمنعها من إمكانية الاستطلاع والاستنتاج والمراقبة والملاحقة وإحباط محاولات الاغتيال قبل تنفيذها، واعطاء الوقت الكافي للمنفذين لمحو آثارهم والافلات من العقاب.

ثالثا- العمل على الإمساك بكلّ المفاصل الأمنية في الدولة تدريجاً، كما في زمن الوصاية السورية، من خلال التعيينات التي من المتوقع أن يزداد الضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة لإمرارها في الفترة المقبلة.

رابعا- الإمساك بكلّ المفاصل الإدارية في المؤسسات الرسمية من خلال التعيينات أيضاً، فإذا حصلت الانتخابات في موعدها العام المقبل، يُستفاد من هذه التعيينات في خدمة المفاتيح الانتخابية، وإذا لم تحصل يبقى البلد في أيدي الأكثرية المسيطرة والمدعومة خارجيا.

خامسا- إقرار قانون انتخابي يقضي سياسياً على مَن لا يقضي جسديا، والاستعداد لأمّ المعارك، ماليا وخدماتيا وترغيبا وترهيبا، بهدف تأمين غالبية برلمانية، لا يُحسب وليد جنبلاط من ضمنها، فيُنتج مجلس نيابي يأتي برئيس جمهورية وحكومة من لون واحد، ويصبح البلد تحت سيطرة الحزب الواحد لأنّ مصير حليفه "مقدّر زمنياً".

هل ينجح هذا المخطط؟

صحيح أن فريق 14 آذار أصيب بنكسات وليس في أحسن أحواله، إلّا أن إلغاءه سياسيا وتصفية قياداته جسديا ليس بالأمر السهل، وإن نظرة إلى الماضي القريب تلفت إلى انه عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري عام 2005، كانت كل المفاصل الأمنية والإدارية والمؤسسات في يد الوصاية إضافة إلى عشرات آلاف الجنود والدبابات، ولم تؤدِّ سوى إلى انقلاب موازين القوى ونشوء فريق 14 آذار وانتصاره في تلك المرحلة. فهل يتخلّى أصحاب هذا المخطط عن مشروعهم ويحتكموا الى قواعد اللعبة السياسية المشروعة؟

 

هجوم جنبلاطيّ معاكس لإسقاط «النسبية

فادي عيد/الجمهورية

»إسترعى اللقاء الذي عقد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط اهتماماً لافتاً، وإن كان غير مفاجئ، لكنّه أتى في إطار التواصل القائم بين رئيس الحكومة ووزير الأشغال غازي العريضي الذي تربطه علاقة وثيقة بميقاتي.الثلاثاء 10 نيسان 2012

هذا الأمر ساهم في جمع الرَجلين، بعدما كانت سُرّبت معلومات عن خلاف بينهما على خلفية قانون الانتخاب ومَيل ميقاتي إلى قانون النسبية، الأمر الذي لا يحبّذه سيّد المختارة، ولعلّ إشارة ميقاتي إلى أنّه لن يترك جنبلاط إلّا دلالة بالغة الوضوح باتّجاه الذين يراهنون على خلافه وزعيم الإشتراكي، في وقت أنّ الأخير أراد بدوره، وعلى طريقته، التأكيد على تحالفه ورئيس الحكومة، واختصر ذلك بالقول "إنّني مستمرّ في هذه الحكومة"، ما يعني طمأنته البعض بأنّه باقٍ إلى جانب ميقاتي ولن يخرج من التحالف معه، وبالتالي من الحكومة.

وهنا تلفت أوساط مواكبة لهذا الحراك الجنبلاطي، بأنّ رئيس جبهة النضال أكّد بعد لقائه ورئيس الحكومة وزيارته إلى المتن الأعلى وكلامه الإيجابي عن "حزب الله" وإزاء بعض العناوين الداخلية، ما يكشف عن تفاهم وتوزيع أدوار بينه وبين ميقاتي، يؤمّن استمراريّة الحكومة رغم كلّ الحملات المتبادلة بين أطرافها والتصعيد الذي برز أخيراً من قبل وزراء جنبلاط بشكل خاص. وبالتالي فإنّ رئيس الحكومة ومن خلال إعلانه عدم السماح بصدور أيّ قانون انتخابيّ يرمي إلى تحجيم جنبلاط بموازاة دعمه لوزراء الاشتراكي، يؤكّد بقاء الطرفين على علاقتهما المتينة في "السرّاء والضرّاء". وانطلاقاً من هذا الواقع أتت تصريحات جنبلاط يوم الأحد الماضي، والتي شكّلت تكريساً للّقاءات الجارية بعيداً عن الأضواء بين مسؤولي الإشتراكي و"حزب الله" ذات المضمون الأمني، وذلك بصرف النظر عن التباين الكبير بين الحزبين على صعيد الوضع الأمني في سوريا. وبنتيجة هذا التنسيق، تشير الأوساط إلى بقاء الخطوط ما بين المختارة و"بيت الوسط" مقفلة حتى إشعار آخر، خصوصاً في ضوء التحالف الوثيق بين جنبلاط وميقاتي من جهة، وجنبلاط و"حزب الله" من جهة أخرى، ممّا يعني أنّ القطيعة بين المختارة والسعودية مستمرّة، وأنّ الغضب السعودي على "تكويعة" جنبلاط ما زال قائماً.

لكنّ ذلك لا يعني بالضرورة، وبحسب الأوساط، أنّ مواقف جنبلاط من دروز سوريا وصداها على المستوى الدرزي قد تغيّرت، باعتبار هؤلاء جزءاً من المكوّن السوري، والأمر عينه بالنسبة لأبناء الطائفة المنضوين في الجيش السوري. فالساحة الدرزية الداخلية تشهد هدوءاً، إذ كان للقاء الوزير السابق وئام وهّاب مع الهيئة الروحية والمشايخ الدور الفاعل في تنفيس الاحتقان وعدم تعريض استقرار الجبل لأيّ انتكاسة، بحيث عهد وهّاب للمشايخ باتّخاذ الموقف المناسب، كونهم أصحاب الحكمة والرأي السديد في هذا الإطار.

من هذا المنطلق لم يقدّم جنبلاط إثر لقائه وكوادر الإشتراكي في المتن الأعلى أيّ جديد على الساحة السياسية الداخلية، لكنّه هدف من الجولة إلى مصالحة حزبه في المتن بعد الخلاف الذي كان قائماً مع جمهوره في هذه المنطقة نتيجة عدم التزام "أبو تيمور" بتعيين أحد الضبّاط من أبناء المتن في رئاسة الأركان، كذلك استياء أبناء المنطقة من غياب الخدمات على كافّة الصعد في إدارات الدولة.

وخلصت الأوساط إلى أنّ موقفَي ميقاتي وجنبلاط الأخيرين، أكّدا على كلام السيّد حسن نصرالله بأنّ الحكومة باقية في السياسة ولن تستقيل. كما كشفت أنّ زيارة قريبة سيقوم بها زعيم المختارة إلى قصر بعبدا لبحث قانون الانتخاب، في ظلّ تمسّك رئيس الجمهورية ميشال سليمان بقانون النسبية، ما يوحي بأنّ جنبلاط انتقل إلى اتّباع سياسة الهجوم المعاكس ضدّ كلّ الذين يخالفونه الرأي في اعتماد النسبية، كونه وفريقه السياسي يعتبران أنّ التسويق للنسبية موحى به إقليميّاً، وهدفه ضرب زعيم المختارة سياسيّاً من خلال تقليص دوره في الاستحقاق النيابي، وذلك على خلفيّة موقفه من النظام السوري، وصولاً إلى معلومات تمّ تداولها في الغرف المغلقة عن استهدافه على غرار استهداف رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع الأسبوع الماضي، وهذه الأمور مجتمعة ستتبلور بشكل كامل في الأيّام المقبلة من خلال مواقف جديدة ستصدر تباعاً عن جنبلاط، بمعنى أنّه بدأ يجيّش درزيّاً بأنّه مستهدف على خلفية تحجيمه انتخابيّاً، وذلك سيترجم بجولات على غرار جولة المتن الأعلى، ولكن وفق المعطيات السياسية والأمنية.

 

القوات": استمرار بيانات الاستنكار لمحاولة الاغتيال

وطنية- 9/4/2012 اعلنت الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية في بيان، "استمرار سيل بيانات الاستنكار والتنديد بمحاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع من القطاعات ومكاتب القوات اللبنانية في لبنان ودول الانتشار كافة، وأكّد الجميع أن من لم يتنازل في أصعب الظروف على رغم كل الضغوط والإعتقال والتنكيل لن يتراجع أمام محاولات القتل والإلغاء".

 

اغتيال جعجع.. الرسالة لم تصل

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

تأتي محاولة اغتيال سمير جعجع، القطب السياسي المسيحي اللبناني الشهير، تعبيرا صارخا عن تفجر التقاطعات الطائفية السياسية في المنطقة.

جعجع أعلى صوت مسيحي معارض لفكرة تحالف الأقليات التي يروجها نظام الأسد مسوغا للاصطفاف بشكل غرائزي خلف الأسد العلوي «البعثي» ظاهريا، ضد الثورة «السنية»، كما هو القاموس الباطني العميق لفهم الصراع الدائر. حتى تتضح الصورة أكثر، وبضدها تتميز الأشياء كما يقال، نعرف قيمة القائد المسيحي اللبناني سمير جعجع عندما نقارنه بموقف قطب مسيحي لبناني آخر هو الجنرال ميشال عون، الذائب في تحالف طائفي مع حزب الله الشيعي ونظام الأسد العلوي، هذا التحالف المصمم لاستهداف الأكثرية السنية في عموم بلاد الهلال الخصيب من العراق إلى لبنان، لكن تبدو لنا ألوانا مختلفة تكسر حدة اللون السني في هذا التحالف، حيث نرى موقف زعيم الدروز وليد جنبلاط، المنحاز بشجاعة مبهرة إلى الثورة السورية، بل ووضع علم الثورة السورية على قبر والده كمال جنبلاط في ذكراه الأخيرة، وقال صراحة إنه ضد نظرية تحالف الأقليات، وكذلك قال جعجع بشكل متكرر وواضح ردا على عون وتياره، بل وردا ضمنيا على رئيس الكنيسة المارونية الجديد، بشارة الراعي، الذي اقترب كثيرا من لغة الأسد وعون على عكس سلفه السابق نصر الله صفير.

حينما نتحدث عن العامل الطائفي في تفسير السياسة لا يعني هذا الإقرار بصوابية التعامل الطائفي ولا بأخلاقياته، ولكنه أيضا يعني الواقعية وإدراك الواقع، أو جانب عميق منه، كما هو وليس كما نريد له أن يكون. بماذا نفسر مواقف نوري المالكي، ابن حزب الدعوة الشيعي، ورئيس الحكومة الطائفية العراقية الحالية، الذي يطارد نائب رئيس الجمهورية السني طارق الهاشمي، ويمد بشار الأسد بالمعونات المعنوية والمادية، ويفرق بين بعث شرير، وهو بعث صدام حسين «السني»، وبعث طيب، وهو بعث الأسد «العلوي»؟!

إنها صورة تصرخ بالطائفية والاصطفاف التاريخي العميق، وليست فقط تهمس بهذا الصوت.

الغريب أن العالم كله، وقد عبر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد وافق على فكرة الخوف من البديل السني في سوريا، لكنه بموقفه هذا يساعد أكثر، من حيث لا يريد، في تعزيز الطائفية السنية كردة فعل على حالة الحصار، على طريقة: إذا كنتم لا ترون في ثورتي على القهر والظلم إلا كوني سنيا، وليس مواطنا مظلوما، فسأكون سنيا، بل ومبالغا في سنيتي، ما دام أن كل رسائلي وممارستي الوطنية الجامعية، التي جسدها شعار الثورة الواضح: «واحد واحد واحد... الشعب السوري واحد»، لم تصل إليكم. وما دام أنني سميت إحدى كتائب جيشي الحر باسم سلطان الأطرش، ويقود مجلسي الوطني زعماء أمثال جورج صبرا... ما دام كل هذه الرسائل لا تصل إلى مستلمها، فسأكون سنيا بطريقة أعنف وأكثر حدة مما تتخيلون.

العالم، إن تطيفت الثورة السورية، وهي لم تتطيف بعد، فسيكون هو المسؤول عن الدفع بها في هذا الاتجاه دفعا. التنوع الطائفي حقيقة من حقائق المنطقة، بالذات في بلاد الشام والعراق ومصر، ويجب الاستفادة من هذه الحقيقة وليس تحويلها إلى أزمة. لذلك كانت مواقف مثل مواقف سمير جعجع أو وليد جنبلاط مفيدة جدا في تكريس اللغة الوطنية والبعد الإنساني، ونبذ التحديد الطائفي ولغة الطوائف التي يصرخ بها أمثال عون والمالكي وحزب الله. في مقاله الأخير، تحدث حازم صاغية، الكاتب اللبناني، في كلمات مؤثرة عن جانب من هذه القصة المعقدة للمسيحيين العرب في المحيط السني.

تحدث عن أنه «في كيمياء الطوائف كثير من الهواء الفاسد، وعلاقة السنة بالمسيحيين، والمسيحيين بالسنة، ربما كانت أكثر العلاقات امتلاء بذاك الهواء».

استعرض محطات من صور الاندراج المسيحي في خطاب ثقافي جامع مع البحر السني عبر القومية العربية، وحتى عبر فكرة القومية السورية على طريقة أنطون سعادة، ومن خلال الانخراط في اليمين أو حتى الفجاجة في اليسار، وكان من أذكى الملاحظات التي ساقها صاغية في كيفيات النسج والخلق الموحد العابر للمحدد الديني والطائفي هو المبالغة في تضخيم المسألة الفلسطينية من خلال اسم مشترك بين المسيحي والمسلم هو مدينة القدس. وقال: «كانت مدينة القدس السلعة الأشد تداولا في الصفقة. أما اللاسامية، التي لم تكن ظاهرة من ظاهرات التقليد الإسلامي، فشكلت الهدية المسمومة. هكذا نوشد المسلمون أن اكرهوا إسرائيل، لا لأنها احتلت الأرض، بل لأن أجدادها صلبوا المسيح الذي يقول المسلمون إنه لم يُصلب».

الحق أن الحضور الطائفي، على الرغم من وجوده باستمرار في المشهد السياسي العربي، بدرجة أو بأخرى، لم يكن بهذا الإلحاح الذي نراه منذ أزيد من عقد، وإن شئت فقل إن ثورة الخميني أيقظت العفاريت السنية النائمة. العراق ركب بشكل بنيوي الآن بطريقة طائفية فجة وعلنية بعد سقوط نظام صدام، كما هو حال لبنان، وكما يجري الحديث الآن في سوريا من قبل خصوم الثورة عن محددات طائفية. لكن هناك محطات في التاريخ القريب تخفف من هذه الحدة الطائفية.

أسماء مثل رئيس الحكومة السوري في عهد الاستقلال، فارس الخوري، ورموز وطنية نضالية مثل الدرزي سلطان الأطرش والعلوي صالح العلي، ورموز خدمت الثقافة العربية بجدية مثل البيوتات المسيحية العلمية: آل البستاني واليازجي في لبنان، وكذلك رموز وطنية مثل مكرم عبيد باشا في مصر، كلها تؤكد على أنه ليس صحيحا أن الطائفية قدر لازب لا مفر منه في هذه المنطقة.

وليد جنبلاط - المهدد بدوره مثل جعجع - الآن يرث مواقف والده المعادي للطائفية، بل وموقف جده أمير البيان شكيب أرسلان الذي كان أبرز نصير عربي للهوية العربية والإسلامية، وصديقا شخصيا للملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، كل هذه تؤكد أن ثمة الكثير مما يجمع بين أهالي هذه المنطقة أكثر مما يفرق.

بل إن كثيرا من الثوار السوريين من أبناء الدروز ضد المستعمر الفرنسي لجأوا في لحظات معينة إلى الأراضي السعودية في عهد الملك عبد العزيز... لمن لا يذكر ذلك.

ليست الخشية من طائفية الثورة السورية، على العكس الثورة السورية تؤكد بصيغ مختلفة على وطنيتها وتنوعها ووحدتها الوطنية، الذي يلح على استحضار البعد الطائفي علنا وسرا، هو النظام نفسه.

الخشية هي من العكس، وهي أن استمرار النظام الأسدي في ممارسة القتل والفجور الدموي، هو الذي سيغذي خطاب التعصب الديني السني، لذلك فإن وجود حضور مسيحي ودرزي وعلوي وشيعي وكل مكونات النسيج السوري في الثورة يقضي على مزاعم الخطاب السني المتعصب والحاصر للمواجهة في ثنائية طائفية مقيتة.. إن أراد مستقبلا تسويق روايته عن الثورة. عطفا على ما بدأنا به، فمحاولة اغتيال الزعيم المسيحي اللبناني سمير جعجع، هي محاولة لاغتيال فكرة التحالف الإنساني الوطني ومحاولة لضرب الرموز التي تكذب فكرة تحالف الأقليات. جعجع مثل جنبلاط مثل الحريري، رموز تساعد على مكافحة الطائفية والانطلاق الحصري منها، وليست تساعد على قدريتها، أقله في هذه اللحظة التاريخية التي قد تكون فرصة نادرة للخروج من هذا النفق الكئيب.

 

الجسر لـ"السياسة": محاولة اغتيال جعجع من ضمن خطة لتصفية قادة المعارضة

 السياسة/نفت مصادر "تيار المستقبل" المعلومات التي وردت في بعض وسائل الإعلام عن وجود انشقاقات داخل التيار لصالح المجموعة السلفية أو غيرها, بسبب وجود زعيم التيار سعد الحريري خارج لبنان, منذ أكثر من سنة, إضافة إلى عمليات الصرف الجماعي من المؤسسات التابعة للتيار, سواء في تلفزيون "المستقبل" أو جريدة "المستقبل", أو بعض الجمعيات التي تأسست باسم التيار والتي كانت تتلقى الدعم المالي من آل الحريري. وفي هذا الإطار, أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر, أن هذه الأخبار ملفقة وعارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً, واضعاً هذه المعلومات في خانة الحرب النفسية التي دأبت وسائل إعلام الفريق الآخر على فبركتها, للنيل من سمعة تيار "المستقبل" ورئيسه وفريق "14 آذار". وقال الجسر لـ"السياسة": "على العكس تماماً, نحن مستمرون في عملنا على أكمل وجه, ومن يملك مثل هذه المعلومات سواء لجهة الحديث عن انشقاقات في التيار لصالح الجماعات السلفية, أو من خلال الحديث عن نية الشيخ سعد الحريري عرض منزله في قريطم للبيع أو من خلال ما يلفق ضدنا من أخبار بشكل شبه يومي, أن يعطينا الدليل الذي يملكه عن صحة هذه المعلومات التي لا ترقى إلى الحقيقة بصلة, وهي معروفة الهدف ومن يقف وراءها". أما عن الذين يتحدثون عن إطالة فترة غياب الرئيس الحريري, اضاف الجسر "فإننا نطمئنهم بأن غيابه قسري, وأسبابه معروفة من الجميع, وقد تجلت مظاهر هذا الغياب بمحاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع, ما يعني وجود خطة ممنهجة لتصفية قادة المعارضة". وأكد أن الحريري سيعود إلى لبنان في وقت ليس ببعيد, خاصة بعد أن تماثل للشفاء بشكل نهائي, مضيفاً ان "الجولة التي سيقوم بها الرئيس الحريري على بعض العواصم العربية والعالمية, تعتبر أفضل رد على ما يفبرك من أخبار كاذبة". وعن توقيت محاولة اغتيال جعجع, قال الجسر: "نحن في "14 آذار", لم نسقط من حساباتنا موضوع الاغتيالات. وطبعاً سمير جعجع شخصية سياسية كبيرة, ومحاولة اغتياله هدفها التأثير على التوازنات السياسية الداخلية", مضيفاً "ان هذه المحاولة الفاشلة ستزيدنا تمسكاً بالدولة القائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة".

وبشأن الوضع في سورية, أمل الجسر أن يستطيع المبعوث الدولي كوفي أنان التوصل لوقف إطلاق النار لصالح سورية وشعبها, وبالأخص سحب القوى العسكرية النظامية من المدن وتجاوب النظام مع هذه المطالب. واضاف: هذه فرصة أخيرة لمعرفة جدية النظام بوقف حرب الإبادة ضد المدنيين العزل.

 

استمرار توافد المهنئين بسلامة جعجع الى معراب

كيروز: استهدفوه لأنه بات عقبة امام مشاريع الهيمنة على قرار لبنان

 وطنية - 9/4/2012 استمر توافد المهنئين بسلامة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الى معراب، وايضا لمعايدته وعقيلته النائب ستريدا بالفصح. وتقدم الزوار اليوم: مسؤولو وكوادر الحزب ومنسقو المناطق، المناصرون والمحازبون والمؤيدون والأصدقاء من المناطق كافة، اضافة الى النائبين انطوان زهرا وايلي كيروز ومستشار رئيس الحزب العميد وهبي قاطيشه.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لجعجع أن هذه الوفود عبرت "عن امتنانها وشكرها للعناية الإلهية التي أنقذت الدكتور جعجع من محاولة الاغتيال. فحمل الزوار هدايا تذكارية من باقات الورد والأزهار، الى أيقونات للسيد المسيح والعذراء مريم وصلبان خشبية مصنوعة يدويا، كما قدم البعض لجعجع ماء أو زيتا أو ترابا مقدسا من أضرحة قديسي لبنان: مار شربل، مار نعمة الله الحرديني والقديسة رفقا، ولوحة فنية تمثل جعجع تقدمة منطقة البترون".

أضاف البيان: "وكانت مناسبة عبر خلالها البعض بالكلمة عن محبتهم للقوات اللبنانية ولرئيس حزبها، فتتالوا على إلقاء القصائد الشعرية والزجلية أو قراءة الكلمات النثرية التي أكدت بمجملها على الاستمرار بالالتزام بقضية القوات اللبنانية من أجل الوصول الى وطن سيد، حر ومستقل، واستنكر الجميع محاولة الاغتيال الدنيئة التي طاولت جعجع، متمنين له العمر المديد والصحة الدائمة".

كيروز

من جهته، ألقى النائب ايلي كيروز باسم أهالي قضاء بشري كلمة قال فيها: "باسمكم يا أهالي بشري والجبة، باسم كل آمالكم وآلامكم، باسم شهدائكم الذين رفضوا ان يمس أرزهم فسقوه بدمائهم وقدموا ارواحهم للبنان السيد الحر المستقل، نهنئ انفسنا بفشل المؤامرة لاغتيال سمير جعجع لأن المحاولة الدنيئة اسقطت كل الخطوط الحمر، والاسوأ ان البعض يريد تسخيف الاعتداء وصولا حتى الى تبريره".

واعتبر "ان الفريق الذي يواجهنا منذ العام 2005 فريق لا يؤمن بالمنطق السياسي وبالديمقراطية وبالرأي والرأي الآخر، بل يؤمن بمنطق القتل والاغتيال وهذا ما دأب عليه ومارسه مستهدفا عددا كبيرا من رموز انتفاضة الحرية والاستقلال. واليوم ارادوا لسمير جعجع ان يكون الحلقة الجديدة في المسلسل الاسود. لكن العناية الالهية خيبت رهانهم"، سائلا "لماذا سمير جعجع؟ لأنه صاحب مواقف واضحة ومبادئ ثابتة لم تفلح كل الضغوط والتركيبات وسنوات الاعتقال في دفعه الى التخلي عنها. لقد استهدفوه لأنه بات عقبة اساسية امام المشاريع المستمرة للهيمنة على قرار لبنان الحر".

واضاف "أما الأدهى، فهو ان محاولة الاغتيال التي بدأت تتخذ ابعادا عربية ودولية، لم تحرك وزيرا يتبجح بمبررات واهية لحجب داتا الاتصالات عن التحقيقات والاجهزة القضائية والامنية واضعا الشخصيات والامن الوطني برمته في دائرة التهديد والاستهداف بهدف تعمية الحقيقة واخفاء القتلة والمجرمين. وهو امر لن يمر لا سياسيا ولا نيابيا ولو اقتضى الامر الاستجواب وطرح الثقة".

ورأى "ان محاولة اغتيال الحكيم، ان دلت على شيء فعلى ان الوحش المتربص بلبنان، ما زال يعول على منطق الالغاء والتصفية. لذلك نطالب باحالة الجريمة على المجلس العدلي واذا لزم الامر فعلى المحكمة الدولية. وفي الانتظار، لن نهدأ ولن نتراجع ولن ننكفئ في التصدي لمحاولات اعادة لبنان الى سطوة هيمنتهم مهما غلت التضحيات. فنحن لن نتفيأ الا ظلال الارز الشامخ متسلحين بشهادات الابطال وشفاعة القديسين في وادي قنوبين وبارادة لا تلين ولا تهاب الا الله".

وذكر بيان المكتب الإعلامي "ان الشبان الذين لم يستطيعوا الوصول الى معراب بالسيارات او الباصات بسبب زحمة السير، أكملوا طريقهم الى معراب سيرا على الأقدام حاملين الأعلام القواتية. وقد علت في معراب الأناشيد الحزبية ونصبت شاشة عملاقة تبث الى الخارج صورة الدكتور جعجع مستقبلا الوفود. وبدأت الاستقبالات منذ ساعات الصباح واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل".

 

لهذه الأسباب استهدف جعجع

غسان حجار/النهار

سواء صدق البعض أو لم يصدق، في ظل وفرة التشكيك المتمادي وقلة الثقة ما بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، فإن الحدث في مكان آخر، بعيد من صفحات "الفايسبوك"، حيث انتشرت صور الزهور، وجعلها المشكّكون بدل الأرزة التي تتوسط الدائرة الحمراء في شعار حزب "القوات اللبنانية". الحدث يتخطى معراب كموقع، اذ ان فيه اشارة الى انتهاء مفاعيل اتفاق الدوحة ما بين السعودية وقطر وسوريا، وبرعاية الولايات المتحدة وفرنسا، لانتخاب رئيس لبناني وتأليف حكومة وحدة وطنية، والأهم وقف الاغتيال، في اشارة واضحة الى ان المشاركين في اجتماع قطر يعرفون جيداً هوية القاتل، واتفقوا معه على وقف آلة العنف. كن العلاقة الجيدة، المباشرة أو بالواسطة، بين الأطراف تراجعت، بل اضمحلت، وتحولت عداوات، مما فجّر الوضع الداخلي في سوريا، وكذلك علاقات دمشق بالعالم. هكذا، وبسهولة، جاءت محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات" سمير جعجع لتنذر بموجة جديدة ربما من العنف، تعيدنا الى الأعوام الماضية القريبة. أما لماذا جعجع من دون غيره من قيادات 14 آذار؟ القيادات الأساسية في هذه القوى هي الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وجعجع، وفي درجة ثانية مروان حماده وسامي الجميل. ولكل من هؤلاء حيثية معينة ونتائج محددة لاغتياله. - الرئيس الحريري بعيد جغرافياً، والتعرض له سيفجر فتنة سنية – شيعية، لن تصب حتماً في مصلحة حلفاء سوريا في لبنان، وخصوصاً "حزب الله"، اذ سينجر الى الزواريب وستنتهي أسطورة المقاومة في الأزقة. إضافة الى "الاستفراس" الخليجي الذي سيعتبرها ضربة موجهة له مباشرة.  النائب جنبلاط هو الأسهل أمنياً نظراً لتنقلاته الكثيرة، لكن حجمه صار معروفاً، ولم يعد يشكل خطراً انقلابياً، كما انه دخل في اتفاق مع "حزب الله" لإدارة الاختلاف، ووفر الاستمرار للحكومة الحالية. واغتيال جنبلاط سيدفع دروز سوريا الى الانقلاب على النظام، مما يزيد عزلة هذا الأخير.  يبقى جعجع، الذي لم ينفعه عقله الأمني واجراءاته المشددة، واغتياله يحقق "انجازات" عدة دفعة واحدة:

أ- يضعف قوى 14 آذار مجتمعة، اذ انه الطرف الأقوى حالياً في الحضور الميداني العابر الطوائف. ب - يقفل الباب أمام "حلمه" برئاسة الجمهورية، خصوصاً بعدما استقبلته دول عربية أبرزها السعودية والإمارات وقطر، فتمدد حضوره العربي.  - يفسح في المجال أمام تمدد خصومه السياسيين في الساحة المسيحية مجدداً، بعدما تمكن جعجع و"قواته" من غزو الشريحة الشبابية اليافعة في هذا المجتمع.

عندما بدأ جعجع يتوسع، سألت في مقال سابق "هل يعود جعجع الى السجن؟" يبدو لي اليوم ان السجن لم يعد يفيد أولئك، لأن سجنه السابق أعطى "القوات" دفعاً قوياً، لذا كانت محاولة الاغتيال.

 

زارها مقبل مستنكراً .. وكيروز يؤكد أن إخفاء القتَلة لن يمر و"القواتيون" يتقاطرون الى معراب لتبقى "حصن الحكيم

كارلا خطار/المستقبل

أثبت "القواتيون" أمس، كما دوماً أنهم حصن رئيس "حزب القوات" سمير جعجع والأسوار التي تحميه من كل محاولة اغتيال وهم القلعة والدعم في مواجهة كل الأخطار التي يواجهها جعجع، كما كانوا طيلة 11 سنة قضاها في السجن. الصورة في معراب بدت شبيهة بصورة خروج جعجع من السجن، حين تقاطر إليه كل القواتيين والمحازبين المؤمنين بالحرية من كل المناطق اللبنانية وبلاد الاغتراب. إنما في هذه المرحلة، فقد أقلقتهم سلامة جعجع خصوصاً في الأسبوع الأخير، والكل رفع الصلوات من أجله، هذا ما يؤكدونه. وأتت مناسبة عيد القيامة هذه السنة ثنائية حيث استقبل جعجع الوفود من كل المناطق اللبنانية لتهنئته بالعيد وبخلاصه سالماً من محاولة الاغتيال وعودته إليهم مارداً متمرداً. رؤيته بينهم "ضرب" من الجرأة، فهو لم يخف ولم يتأخر عن لقائهم ولم تثنه محاولة اغتياله عن الاجتماع بهم، فهو رفيقهم ومنه يستمدون حبّهم للبنان سيد حر ومستقل وتعلّقهم بربيع لبنان وكل المنطقة العربية.

مقبل

وقبل لقاء جعجع الوفود الشعبية، التقى جعجع عند الساعة الثانية من ظهر أمس، في معراب نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة المحامي جوزف نعمة. وكانت مناسبة هنّأ خلالها مقبل جعجع بالسلامة على نجاته من محاولة الاغتيال، شاجباً العودة الى منطق الاغتيالات السياسية. كما جرى عرض لآخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وغادر من دون أن يدلي بأي تصريح.

أجندة معراب مزدحمة

الجو في معراب يسيطر عليه الهدوء والفرح بقيامة يسوع وبخلاص جعجع من الموت. الاستقبالات تسير على قدم وساق من دون أن يتبدل أي من لقاءات رئيس الحزب في أجندة المواعيد، كما يؤكد مصدر "قواتي من معراب، لا بل إن أجندة الحكيم ازدحمت أكثر وجعجع حاضر لاستقبال جميع المهنئين بالعيد وبسلامته من كل المناطق. وطمأن المصدر الى أن "الجو لم يتبدّل في معراب وكأن شيئاً لم يكن، وفريق العمل يشبه خلية نحل تعمل بشكل طبيعي، فما حدث لم يكن عامل إحباط فالحزب مرّ بظروف أقسى من هذه، و"القوات" كالشمعة التي تذوب كي يضيء نورها".

ويشير الى أن "مسألة محاولة اغتيال الدكتور جعجع ليست محاولة لاغتيال رئيس حزب، لأن المسألة وخصوصاً في هذا الظرف هي محاولة لاغتيال مشروع قيام الدولة. وما يحصل هو جزء من المواجهة التي تعيشها قوى 14 آذار، كما أن هذه المحاولة كانت ستعرض 14 آذار للاغتيال، وهي مواجهة مع كل من لا يريد الدولة والمشروع مستمر إن من خلال الاغتيالات أو الاضطهاد. لكن المصدر يؤكد أن القوات تتابع مسيرتها وكأن شيئاً لم يكن، ومحاولة الاغتيال لن تغيّر شيئاً من إدائها. وإذا اعتقد البعض أن هذا سيحبط من عزيمتها، فـ"القوات" من خلال قوى 14 آذار تستمد الصمود، والحزب يعرف تمام المعرفة أنه يخوض معركة شرسة ودقيقة لكنه مقتنع بأن لبنان يحتاج الى دولة ومؤسسات قوية وهذا لا رجوع عنه. وكل ما تواجهه قوى 14 آذار منذ العام 2005، وما واجهته القوات من قبل خصوصاً حين كان الحكيم معتقلاً زاد الحزب قناعة بأن ربيع لبنان آتٍ لا محالة. وختم المصدر: "القوات" تستمد قوّتها من قائدها المتماسك والقوي الذي يتعاطى مع الظروف الصعبة بهدوء ورباطة جأش وحكمة، هكذا تعاطى مع مسألة اغتياله لذا لا يمكن للفريق العامل معه وكل المحازبين إلا أن يتحمسوا لمؤازرته". وختم المصدر "القوات" تحب الحياة الكريمة وهي مشروعها للمستقبل شاء من شاء وأبى من أبى، كما أن "القوات" تحب الربيع وزهوره من كل الألوان والأنواع".

الحكيم يلتقي الوفود

ظهر أمس، ضجت طريق معراب بالموسيقى وعبقت بروائح الربيع وازدحمت بالشباب والكهول والنساء والرجال الذي ضاق صدرهم بالحرية. لم يقصدوا معراب لمبايعة الحكيم إنما أتوا لدعمه تأكيداً على وقوفهم الى جانبه في كل المحن والمصاعب. "قطوع" ومرق، فقد اعتاد لبنان أن "يقطع" كل الظروف ويقاطع بصمود أبنائه الأحرار كل من يعرقل طريق السلم والسلام. واستغل بعض الشباب المغتربين وجودهم في لبنان لزيارة جعجع بعدما أجلوا عودتهم الى العمل في الخارج يوماً واحداً.

الصالة في معراب غصّت بكوادر "القوات" والمحازبين ووفود من كل القطاعات والأطفال الذي يرتدون أعلام "القوات" التي ظللت سماء المنطقة الزرقاء. ولم تلتزم الوفود بالمواعيد التي أعطيت لكل منطقة فأتوا كلهم دفعة واحدة وكان لافتاً التنظيم داخل الصالة. الوفود كلّها أتت لتقول للحكيم "حمد لله على سلامته" وقال أحد المسؤولين في قطاع رجال الأعمال "أن ما حدث مع الحكيم ليس سهلاً لكن ذلك لن يثنينا عن دعمه بل سيزيدنا قوة ويعطينا الدفع للالتفاف حوله لأنه أساس المعادلة المحلية والإقليمية". وفي حين كان الجميع مشغول بالتكهن عن طريقة دخول جعجع الى القاعة.. تهيأت الكاميرات وتحضّر المراسلون واقتحم رئيس "حزب القوات" الجموع مبتسماً وملوّحاً بيده على وقع التصفيق، فسكتت الموسيقى وردد الجميع عبارات "حمد الله على سلامتك يا حكيم، والله يحميك..". أثناء دخوله خلف الأعمدة التنظيمية التي تتصل ببعضها بشرائط حمراء، والى يمينه شاهد جعجع شاباً مقعداً فانحنى وسلم عليه وقبّله. وما كانت إلا ثوانٍ حتى اصطف الجميع ومشوا نحو الحكيم لتهنئته بعيد القيامة وبنجاته من الموت وقدموا له صور القديسين، وأيقونات وذخائر مقدسة وحلو العيد وهو المعمول وباقات من الورود، بالإضافة الى قصائد ألقاها المحازبون بالعامية وكلمات جسّدت أوجاعهم وأكدت على دعمهم لجعجع.. ثم حضرت عقيلته النائب ستريدا جعجع واتخذت مكاناً لها الى يمينه واستقبلت الوفود الى جانبه. ومن جملة الهدايا التي تلقاها جعجع لوحة زيتية له مرسومة بالألوان الترابية اهتم لها الحكيم وقال ممازحاً لمن قدمها له وهو من وفد منطقة البترون "شو رسمتا عَ العتمة؟"، فردّ بدوره ممازحاً "كانت مقطوعة الكهربا فرسمتا على ضوّ الشمعة".. ثم فسّر استخدامه الألوان الترابية قائلاً "بأن الحكيم يؤمن بأن الإنسان من التراب والى التراب يعود، واخترت أن أسلّط الضوء على عيني الحكيم ووجهه ليكون جسمه مائلاً الى اللون الغامق لأنه لا يتبع الموضة لأنه رجل تاريخ ولا يتلوّن بأي لون خصوصاً السياسية منها". الأطفال قدموا الى الحكيم بحماسة فطلبوا أن يلتقطوا الصور معه وقد لبّى طلباتهم، ومن الطلبات اللافتة التي تقدم بها أحد المصابين خلال حرب التسعين أن يوقّع جعجع على صورة أخيه المقاتل القواتي الذي استشهد في المعركة نفسها وقال "طلبت توقيع الحكيم للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى حين خرج من السجن وها هما التوقيعان على مقدمة الصورة وعلى خلفيتها".

كيروز: لن نهدأ مهما غلت التضحيات

من جهته، ألقى عضو كتلة القوات النائب إيلي كيروز كلمة طالب فيها "بإحالة جريمة محاولة اغتيال جعجع على المجلس العدلي، وإذا لزم الأمر فعلى المحكمة الدولية"، مشيراً الى أن حجب داتا الاتصالات عن التحقيقات والأجهزة القضائية والأمنية تضع الشخصيات والأمن الوطني برمته في دائرة التهديد والاستهداف بهدف تعمية الحقيقة وإخفاء القتلة والمجرمين." وقال كيروز في كلمته "نهنئ أنفسنا بفشل المؤامرة لاغتيال سمير جعجع لأن المحاولة الدنيئة أسقطت كالخطوط الحمر، والأسوأ أن البعض يريد تسخيف الاعتداء وصولاً حتى الى تبريره". وأضاف "إن الفريق الذي يواجهُنا منذ العام 2005 فريق لا يؤمن بالمنطق السياسي وبالديموقراطية وبالرأي والرأي الآخر، بل يؤمن بمنطق القتل والاغتيال، وهذا ما دأب عليه ومارسه مستهدفاً عدداً كبيراً من رموز انتفاضة الحرية والاستقلال. واليوم أرادوا لسمير جعجع أن يكون الحلقة الجديدة في المسلس الأسود. لكن العناية الإلهية خيبت رهانهم". متسائلاً "لماذا سمير جعجع؟ لأنه صاحب مواقف واضحة ومبادئ ثابتة لم تفلح كل الضغوط والتركيبات وسنوات الاعتقال في دفعه الى التخلي عنها. لقد استهدفوه لأنه بات عقبة أساسية أمام المشاريع المستمرة للهيمنة على القرار لبنان الحر". وتابع كيروز "أما الأدهى، فهو أن محاولة الاغتيال التي بدأت تتخذ أبعاداً عربية ودولية، لم تُحرك وزيراً يتبجح بمبررات واهية لحجب داتا الاتصالات عن التحقيقات والأجهزة القضائية والأمنية واصفاً الشخصيات والأمن الوطني برمته في دائرة التهديد والاستهداف بهدف تعمية الحقيقة وإخفاء القتلة والمجرمين. وهو أمر لن يمر لا سياسياً ولا نيابياً، ولو اقتضى الأمر الاستجواب وطرح الثقة". وختم "إن محاولة اغتيال الحكيم، إن دلت على شيء فعلى أن الوحش المتربص بلبنان، ما زال يعول على منطق الإلغاء والتصفية. لذلك نطالب بإحالة الجريمة على المجلس العدلي وإذا لزم الأمر فعلى المحكمة الدولية. وفي الانتظار، لن نهدأ ولن نتراجع ولن ننكفئ في التصدي لمحاولات إعادة لبنان الى سطوة هيمنتهم مهما غلت التضحيات. فنحن لن نتفيأ إلا ظلال الأرز الشامخ متسلحين بشهادات الأبطال وشفاعة القديسين في وادي قنوبين وبإرادة لا تلين ولا تهاب إلا الله".

 

جعجع استقبل وفد "حركة الاستقلال" ورئيس اساقفة زحلة

بييتون: ندعم كل ما يعزز التوافق والتفاهم بين اللبنانيين

معوض: محاولة الاغتيال مصوبة ضد الحرية ونرفض ثقافة الاغتيالات

وطنية - 10/4/2012 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وفدا من "حركة الاستقلال" ضم رئسها ميشال معوض، النائب السابق جواد بولس، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي. عقب اللقاء، استنكر معوض محاولة اغتيال جعجع، واضعا الزيارة "في اطار التضامن". وقال: "ان الرصاصتين اللتين كانتا مصوبتين الى معراب لم تكونا موجهتين ضد رئيس حزب القوات بل ضد أصحاب حرية الرأي والحرية والديموقراطية في لبنان وضد كل شخصية تسعى للسيادة وبناء الدولة وضد القدرة المسيحية على التواصل مع العالم العربي والتفاعل مع الثورات العربية، ومن هذا المنطلق كادت هاتان الرصاصتان تطالنا جميعنا وتقلب موازين القوى بالقوة كما حصل مع الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، والشهداء رينيه معوض، بشير الجميل وكمال جنبلاط".

وأشار الى "ان هناك فريقا أو نظاما كلما شعر بأن ميزان القوة السياسي والشعبي ليس لصالح الهيمنة على مقدرات لبنان يذهب نحو اعتماد أسلوب القتل لقلب هذه الموازين، ولكن بالرغم من ذلك سنتابع نضالنا جنبا الى جنب حتى انتصار الحق". واستهجن معوض "حملة التسخيف والتشكيك لمحاولة الاغتيال، اضافة الى قرار وزير الاتصالات نقولا الصحناوي حجب الداتا"، منتقدا "التصرفات غير المقبولة" باعتبار "ان الخلاف السياسي شيء والمشاركة بتغطية الاغتيال معنويا شيء آخر". وقال: "كنت أتوقع الإلتقاء بقيادات فريق 8 آذار ولا سيما العماد ميشال عون في معراب للتهنئة بالسلامة، كما كنا سنزور الرابية لو تعرض عون لمحاولة اغتيال لأننا نرفض ثقافة الاغتيالات ضد أي كان"، داعيا الى" وجوب أخذ العبر من الماضي".

درويش

الى ذلك، التقى جعجع رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الذي هنأه بالسلامة في حضور منسق منطقة زحلة في "القوات" شارل سعد.

بييتون

كما زار معراب السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي. بعد اللقاء قال بييتون: "ندين بقوة محاولة الاغتيال التي تعرض لها الدكتور جعجع وقد عبرت له عن ذلك شخصيا بعد ان كانت الحكومة الفرنسية قد شجبت بشدة عبر الناطق باسم وزارة الخارجية محاولة الاغتيال". أضاف "قلقون لأن هذه المحاولة استهدفت شخصية تلعب دورا بارزا في السياسة اللبنانية، ونحن نعتبر ان الدكتور جعجع نموذج يحتذى به ولا سيما بعد ان قدم اعتذارا عن كل أخطاء الحرب اللبنانية الأهلية. انطلاقا من هنا، ندعم كل ما يعزز التوافق الوطني والتفاهم بين اللبنانيين وبالأخص في ظل الظروف الراهنة في المنطقة". واذ أكد "أهمية استقرار واستقلال لبنان اللذين هما أساسيان بالنسبة لفرنسا ووجوب المحافظة عليهما"، شدد بييتون على "ان هذا الاعتداء يقلقنا ونحن نأمل ألا تحصل اعتداءات أخرى كي لا ندخل في مرحلة جديدة"، داعيا "المسؤولين اللبنانيين الى تحمل مسؤولياتهم للحفاظ على الوحدة الوطنية".

 

كتلة "المستقبل" اجتمعت برئاسة السنيورة في بيت الوسط ودانت جريمة قتل شعبان ونبهت الى خطورة محاولة اغتيال جعجع: لاستدعاء السفير السوري وتوجيه احتجاج شديد اللهجة الى حكومته

حجب داتا الاتصالات عن الأجهزة بحجج واهية ومعيبة فضيحة مدانة واقتراح لتعديل قانون تخفيض السنة السجنية لاستثناء العملاء المدانين

وطنية - 10/4/2012 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري، في الثانية من بعد ظهر اليوم، في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. واستعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب محمد الحجار هنأت فيه "اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالفصح المجيد"، آملة في "أن يكون هذا العيد بداية مرحلة مشرقة للبنان ينعم فيها بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء". واستنكرت "أشد الاستنكار الجريمة التي ارتكبها عناصر من النظام السوري يوم أمس على الحدود الشمالية للبنان، وأسفرت عن استشهاد المصور التلفزيوني علي شعبان"، معزية "أسرة الشهيد وأسر تلفزيون الجديد والإعلام اللبناني"، لافتة إلى أن "إطلاق النار من الجانب السوري لم يكن هدفه، إلا تقصد القتل والإرهاب. ولقد حصل ذلك نتيجة لتهاون الحكومة اللبنانية والسلطات الرسمية ازاء ممارسات مماثلة في المدة الاخيرة سبق أن سقط ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء، كما نجم عنها خسائر كبيرة لديهم".

وإذ دانت "هذه الاعتداءات المتكررة"، طالبة "الحكومة اللبنانية باستدعاء السفير السوري وتوجيه احتجاج شديد اللهجة لحكومته على كل تلك الممارسات". كما طالبتها ب"القيام بكل الخطوات الضرورية لحماية اللبنانيين وحماية لبنان واستقلاله من تلك الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية".

وأشارت إلى أن "تصاعد الجرائم التي يرتكبها هذا النظام في كل من سوريا ولبنان يدل على استمراره بالتنكر لكل المواقف والمساعي الدولية والاقليمية، وكذلك استمرار مراوغته ورفضه التوقف عن متابعة مسلسل القتل الذي يمارسه ضد الشعب السوري وعلى تجاهله لكل البيانات والمواقف الدولية وآخرها مهمة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان"، معتبرة "أن مسؤولية المجتمع الدولي عما يجري من جرائم ضد الانسانية باتت واضحة وتتمثل بضرورة المبادرة إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية لوقف هذه المذبحة المستمرة والمتصاعدة من أجل حماية السكان المدنيين السوريين واللبنانيين من هذا التمادي".

وتوقفت "أمام أبعاد ومعاني محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في هذا الظرف وهذا التوقيت، مما يدل على أن بعض الجهات ربما يكون قد عاد إلى استخدام الأسلوب الاجرامي ذاته في مواجهة الآخرين أو ممن يخالفونهم الرأي والعمل على الغاء وجودهم عبر الاغتيال والقتل".

وإذ نبهت ل"خطورة هذه المحاولة الاجرامية وأبعادها وتداعياتها الخطيرة"، طالبت الحكومة والاجهزة الرسمية ب"استمرار وتكثيف التحقيق في هذه الجريمة لكشف الفاعلين".

واستنكرت "الفضيحة المستمرة والمتمثلة في حجب حركة الاتصالات عن الأجهزة الامنية بحجج واهية ومعيبة لا مبرر لها إلا إبقاء لبنان وقياداته ساحة مكشوفة ومشرعة للقتل والاغتيال"، مطالبة "مجلس الوزراء بوضع حد نهائي وفوري لهذا اللغط من أجل تمكين الاجهزة الامنية من الحصول على حركة الاتصالات بشكل دائم ومستمر".

وعرضت الكتلة "آخر المعلومات المتداولة عن تأمين التيار الكهربائي عن طريق البواخر المستأجرة بعد ان كان الموضوع قد اوقف في مجلس الوزراء واعيد العمل به تحت حجة اتفاق على خفض الاسعار"، مشيرة إلى أن "قضية البواخر المستأجرة، بالطريقة التي تمت بها تؤكد أنها كانت نتيجة اعتماد أساليب وطرق للتلزيم غير شفافة وغير تنافسية وغير مهنية من قبل وزير الطاقة، مما جعلها مريبة تفوح منها روائح الصفقات، وهو ما كان قد أشار اليه رئيس الحكومة"، متسائلة: "لماذا عرضت القضية على مجلس الوزراء لإقرارها، ثم سحبت من التداول وأعيدت الى الطاولة بحجة إجراء بعد التخفيض ووعد بعدم دفع عمولة؟ وما هي الضمانة على أنها تقدم أفضل الحلول الآنية وأقلها كلفة في غياب المنافسة الحقيقية؟". وقالت الكتلة في بيانها: "أما اذا كان قد أصبحت هناك ضرورة للاستعانة بالبواخر المستأجرة، بسبب التمنع عن إجراء إعادة التأهيل اللازم لمعملي الزوق والجية منذ أربع سنوات أي منذ تسلم الفريق العوني لهذا القطاع، فان ذلك يجب ان يكون انطلاقا من مناقصة جديدة وشفافة، وكذلك اعتماد قواعد علمية واضحة ومتكاملة، في ما خص معالجة مشكلة الكهرباء تشتمل على الالتزام الكامل بتطبيق القانون رقم 462 والمبادرة فورا الى تأليف الهيئة الناظمة والعمل على انشاء معامل انتاج جديدة الذي هو أفضل الحلول الدائمة، استنادا الى مخطط توجيهي واضح لقطاع الانتاج ونوعية الوقود المستعمل، وكذلك استنادا الى دفاتر شروط علمية وعالمية، ومن خلال الاستعانة بالصناديق العربية والدولية".

واستغربت "الاحتفالية الفاجرة والمعيبة التي بدأت من الرابية ووصلت الى زغرتا، بإطلاق العميل الاسرائيلي فايز كرم الاسبوع الماضي والتي شكلت صدمة للرأي العام اللبناني. فقد وصل التعنت والمكابرة حد الاحتفال باطلاق عميل مدان بعلاقته مع العدو الاسرائيلي، بل والتهجم على المتسببين بكشف عمالته وادانته. وكل ذلك تحت عباءة التفاهم الذي اعلن في كنيسة مار مخايل بين حزب الله والتيار العوني. هذه الاحتفالية ذكرتنا بالبيئة الحاضنة للعمالة، والتي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله أكثر من مرة. وإن كتلة المستقبل التي هالها هذا الفجور غير المسبوق والاستغلال غير المقبول لثغرة في القانون، قررت التقدم باقتراح تعديل على القانون الذي سبق لمجلس النواب أن اقره أخيرا والقاضي بخفض السنة السجنية، وذلك لاستثناء العملاء المدانين من مفاعيل هذا القانون، اي لعدم خفض السنة السجنية بالنسبة إليهم. وعلى ذلك، فإن الكتلة سوف توصي بالتشدد مع العملاء لمواجهة وضرب ثقافة التشجيع على الخيانة الوطنية".

 

الكتائب" يطالب الحكومة "بالحزم" مع سوريا.. ويخشى عودة التفجيرات والإغتيالات 

أدان المكتب السياسي لحزب "الكتائب اللبنانية" محاولة الإغتيال التي تعرض لها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع (قنصاً في معراب)، مبدياً خشيته من "عودة موجة التفجيرات والإغتيالات التي تستهدف قيادات 14 آذار"، مدرجاً محاولة الإغتيال في "المخطط الآيل إلى التعرض للقيادات الوطنية وضرب الاستقرار والسلم الوطني". وقال في هذا السياق: "إن حزب "الكتائب" الذي ذاق مرارة الاغتيالات ودفع ثمنها أغلى ما عنده، يدعو الأجهزة إلى التعاون لكشف الخلايا النائمة والناشطة ويسأل عن مصير التحقيقات المتصلة بالمحاولة الآثمة التي كان تستهدف النائب سامي الجميّل والتي بقيت من دون متابعة".

وفي مجال آخر، شجب المكتب السياسي في بيان تلا الإجتماع الدوري له برئاسة الرئيس أمين الجميل "الحادث الدموي الذي استهدف الفريق الإعلامي لمحطة "الجديد" وذهب ضحيتها المصور علي شعبان" ورأى فيه "تعرضاَ للإعلام الوطني ورسالة ارهاب عابرة للحدود تفيد بما لا يقبل الشك بأن القتل مسألة فيها نظر أما العمل الإعلامي فجريمة لا تغتفر"، داعياً "الحكومة إلى التعامل بحزم مع السلطات السورية على المستويات كافة السياسية والديبلوماسية والقضائية والاصرار على سلطة الدولة اللبنانية في حماية مواطنيها وعلى صلاحية قضائها في محاكمة الجناة"، معلناً "تضامنه الكامل مع عائلة الضحية علي شعبان ومع محطة "الجديد" الرائدة" ومتقدماً منهما بـ"أصدق مشاعر العزاء".

من جهة ثانية، أسف "المكتب السياسي لتحوّل السجالات داخل الحكومة الى نهج معتمد لتعطيل عجلة الحكم ومصالح الناس، الأمر الذي يدفع ثمنه المواطن المحروم من حقه الطبيعي في الحماية والأمن والخدمات"، محذراً من "استمرار سياسة التعطيل التي جعلت أكثر من نصف المراكز الأساسية في الإدارة شاغرة تنتظر قرار التعيينات غير المتاح بفعل ذهنية التقاسم والمحاصصة". وفي هذا السياق، عهد الحزب بـ "هذا الملف إلى فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وناشدهما العمل سريعاً لاخراج الادارة اللبنانية من الغيبوبة التي تقبع فيها واخراج التعيينات من منطق التسييس والكيدية واخضاعها لمعايير الكفاءة والجدارة والنزاهة والشفافية بما يحفظ المواقع الأساسية في الإدارة بعيداً من الإرتهان السياسي".

وفي سياق منفصل، حذر مكتب "الكتائب" من "التعامل مع المرشحين للتفرغ بالجامعة اللبنانية كأرقام تضاف أو تحذف بحسب التبعية السياسية أو المذهبية أو المناطقية لأصحابها"، ودعا إلى "وقف الإتجار بهذا الملف ورفع السرية عنه والتعامل معه بشفافية كاملة واعتماد معيار واحد يسري على الجميع". ورحّب في مجال آخر "بالزيارة التي قام بها نائب رئيس الحكومة الاستاذ سمير مقبل لرئيس الحزب وتأكيده من دارة الرئيس الجميّل أن الدراسات الخاصة بشأن انشاء محوّل على اوتوستراد جل الديب ستوضع ضمن مهلة خمسة عشر يوماً على أن ترفق بتوافق مع السلطات المحلية قبل رفعها الى مجلس الوزراء"، داعياً الحكومة إلى "البدء بالتنفيذ فور جهوز الدراسات تلبية لحاجات المنطقة الملحة ومطالب الأهالي المحقة".

وتوقف المكتب السياسي الكتائبي عند موضوع خطوط التوتر العالي في المتن، فحذّر من "استخدام القوة مع الأهالي وطلاب المدارس الذين لن يُتركوا معزولين في المنصورية والجوار وأي مكان آخر" ودعا الحكومة في هذا الخصوص إلى "التفتيش عن بديل صالح لمشروع أشغال تركيب وصلة الـ 220 كيلوفولت".

وفي الشأن السوري، شجب الحزب "ممارسات السلطة القمعية في سوريا وقواها الامنية والعسكرية التي تخلّف مزيداً من الضحايا في صفوف المدنيين العزّل" ودعا إلى "وقف هذا النزف الخطير وأمل نجاح مبادرة الموفد الدولي والعربي كوفي أنان لحل الأزمة الراهنة". وختم بيان "الكتائب" بالترحيب "بحرارة بالغة بالزيارة التي سيقوم بها قداسة الحبر الاعظم البابا بندكتوس السادس عشر للبنان في أيلول المقبل"، ورأى أنّها "تؤكد على ثبات لبنان في وجدان حاضرة الفاتيكان وضميرها ورسوخه "لبنان الرسالة" كما رآه الطوباوي يوحنا بولس الثاني"، داعياً "اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً الى اقتناص هذه المناسبة لترسيخ أواصر الاخوة والسلام في ما بينهم".(بيان إعلامي)  

 

النيران السورية أمطرت فريق "الجديد" بلا إنذار،50 رصاصة مزّقت السيارة وأودت بشعبان

عكار - "النهار" /هل هي البدايات ام انها النهايات لحال الحدود اللبنانية – السورية؟ انه السؤال الذي تبادله الاعلاميون الذين تقاطروا الى "مستشفى سيدة السلام" في القبيات لدى سماعهم نبأ تعرض فريق من تلفزيون "الجديد" لاطلاق نار من الجانب السوري قبل ظهر امس عند خط البترول – وادي خالد عند الحدود اللبنانية – السورية، والذي ضم الزملاء حسين خريس وعبد خياط وعلي شعبان (32 سنة) الذي قضى متأثرا باصابته داخل الاراضي اللبنانية.

ووفق المصادر، فإن صعوبات كبيرة حالت دون التمكن من سحب اعضاء الفريق إلا بعد زهاء اربع ساعات بعدما حضرت قوة من الجيش اللبناني والقوة الامنية المشتركة الى جانب العديد من ابناء وادي خالد الذين سمعوا اطلاق النار وتمكنوا من اجلاء كل من خريس وخياط، في حين تمكن الجيش من سحب جثة شعبان الذي قضى فورا. وعمل الجيش لاحقا على سحب السيارة التي مزقها الرصاص ونقلها الى مركز المخابرات في طرابلس.

وارخى الحادث بثقله على ما عداه من احداث، فحضر الى المستشفى النائب هادي حبيش الذي تابع مجريات الوضع واجرى اتصالات بالجهات المعنية للوقوف على حيثيات الحادث. كما حضر عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" محمد المراد والمدير العام لمحطة "الجديد" ديمتري خضر ومسؤول العلاقات العامة ابرهيم الحلبي وعدد كبير من الاعلاميين.

وبدا خريس وخياط اللذان نجوا من الحادث في حالة حزن شديد لعجزهما عن انقاذ زميلهما، وظهرت واضحة على ثيابهما التي غطتها وحول ارض تلك المنطقة، مدى المعاناة التي تعرضا لها وهما يزحفان محاولين اتقاء كثافة النيران التي انهمرت على الفريق دونما انذار، لمدة تزيد على الثلاث ساعات بعيدا من سيارتهما "تيدا" التي اخترقتها اكثر من 50 رصاصة.

وروى خريس الحادث، فأشار الى أنه كان والفريق الذي معه يعملون على اعداد تقرير عن اوضاع الحدود التي كانت شهدت ليلة الاحد الاثنين عمليات اطلاق نار، وكانوا ابلغوا الاجهزة الامنية الحدودية بالمهمة التي يقومون بها يرافقهم احد ابناء المنطقة لارشادهم الى منطقة خط البترول المطلة على منطقة العرموطة السورية، وقال انهم كانوا قبل حصول اطلاق النار على تواصل مع عناصر الهجانة عند الحدود السورية وكان الوضع طبيعيا، و"هم يعرفون اننا اعلاميون ومن تلفزيون "الجديد" ولم يمانعوا، وفجاة انهمر الرصاص كالشتاء فوق رؤوسنا، وتم استهدافنا بشكل كثيف ومباشر من الداخل السوري، فأصيب الزميل شعبان وكذلك السيارة، وحاولنا جاهدين الاحتماء في ارض المنطقة التي كنا فيها داخل الاراضي اللبنانية".

وبعد وصول الطبيب وعناصر الادلة الجنائية وكشفهم على جثة الزميل شعبان نقل بسيارة تابعة للصليب الاحمر الى بيروت. وأوضح الطبيب الشرعي حسين عدوية لـ"النهار" أن شعبان أصيب بطلق ناري واحد وبرصاصة في أعلى صدره دخلت من الناحية اليسرى وخرجت من اليمنى، وأصابت الشريان الأبهر الذي يقضي على صاحبه بعد مرور عشر دقائق على الاصابة.

وجرى مساء نقل السيارة التي خرقتها نحو 50 رصاصة والكاميرا الى مفرزة القبيات.

 

جيش الأسد يغتال مصوراً صحافياً داخل الأراضي اللبنانية

 بيروت - وكالات: خرقت الجريمة التي ارتكبها جيش النظام السوري, أمس, بحق فريق صحافي لبناني ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين, عطلة عيد الفصح التي يعيشها لبنان, في حادث سارعت الحكومة إلى إدانته مطالبة دمشق بمحاسبة الفاعلين.وفي تفاصيل ماجرى في بلدة وادي خالد شمال لبنان على الحدود السورية, أقدمت قوات النظام السوري على إطلاق النار باتجاه سيارة تقل فريقاً صحافياً من قناة "الجديد" الفضائية, ما أدى إلى مقتل المصور علي شعبان (32 عاماً) وإصابة زميليه الصحافي حسين خريس والمصور عبد خياط. وأكدت قناة "الجديد" أن الجيش السوري هو من ارتكب الجريمة بحق فريقه الصحافي.وقال المصور عبد خياط, متحدثاً عما جرى, "كنا نصور وكان المصور علي شعبان يقود السيارة وهو لم يستطع ان يخرج من السيارة عندما تم اطلاق النار علينا, فيما خرجنا أنا وحسين خريس, وزحفنا الى الجل الخلفي". وبعد أن اشار إلى أن السيارة مليئة بالرصاص, اضاف خياط: "رأينا السوريين فالنهر بيننا وبينهم ورأيناهم يطلقون النار علينا, ونحن داخل الأراضي اللبنانية", موضحاً أن "الصليب الاحمر ومخابرات الجيش سحبوا القتيل وتم إطلاق النار عليهم أيضا". ووصف قوات نظام الأسد بأنهم "يهود وليسوا سوريين". من جهته, جزم حسين خريس بأن "النيران أتت من الجانب السوري, علما اننا كنا في الاراضي اللبنانية". وقال انه بعد وصولنا الى المنطقة الحدودية "سلمنا على عناصر الهجانة السوريين, ولكن بعد قليل سمعنا اطلاق نار, رجعنا بسرعة لكن اطلاق النار استمر كثيفاً".

واضاف اننا "كنا نغطي الأحداث بالجانب اللبناني وتكلمنا مع الاخوة السوريين وأكملنا طريقنا ونحن لسنا عسكريين ونحن زحفنا ولكنهم اطلقوا النار بزخم على السيارة, ورأينا المصور علي شعبان يموت في السيارة ولم نستطع أن نسحبه وبقينا لثلاث ساعات حتى استطاعت مخابرات الجيش اللبناني سحبه". وفي حين تحدث إعلام قوى "8 آذار", الحليفة لنظام دمشق, عن فتح السلطات السورية تحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث, دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مقتل المصور الصحافي اللبناني. وقال في بيان صادر عن كتبه الإعلامي: "إننا نشجب ونستنكر إطلاق النار من الجانب السوري على الفريق الاعلامي اللبناني, خصوصا وأن هذا الفريق كان يقوم بمهماته داخل المنطقة الحدودية اللبنانية, وقد طلبنا من قيادة الجيش اللبناني فتح تحقيق عاجل في الموضوع لكشف كل ملابساته, كما أننا ندين كل تعرض للمواطنين اللبنانيين لا سيما منهم الاعلاميين, وسنبلغ الجانب السوري إدانتنا لهذا العمل المرفوض ومطالبتنا بالتحقيق في الاعتداء ومحاسبة الفاعلين". بدوره, استنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اغتيال المصور شعبان, مشدداً على ضرورة فتح تحقيق في هذه القضية وكشف ملابساتها وضبط الحدود اللبنانية-السورية, وحماية الحريات والصحافيين. من جهته, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش انه ليس غريباً على النظام السوري ان يقوم بما قام به لأن اسلوب القتل الذي يعتمده ليس جديدا. واضاف في حديث متلفز ان "الغريب هو ما نسمعه من الحكومة اللبنانية بنفيها وجود استهدافات لمواطنين لبنانيين", مشيراً إلى أن "من أطلق النار واضح جدا وهو الجيش السوري ونامل ان تكون كاميرا "الجديد" التقطت الصور ونتمنى ان تاخذ الدولة قرارها بحماية المواطنين اللبنانيين".

 

وداع رسمي وشعبي للشهيد المصور علي شعبان في ميفدون

الزين مثل الرؤساء سليمان وبري وميقاتي وفلحة مثل وزير الاعلام

فضل الله: على الحكومة العمل لسوق المجرمين الى المحاكمة

وطنية - 10/4/2012 ودع الاعلام اللبناني شهيدها علي أحمد شعبان المصور في محطة "الجديد" في مأتم رسمي وشعبي مهيب واستقبال حاشد أعد له على مدخل بلدة ميفدون.

ولحظة وصول الجثمان في موكب سيار آت من بيروت، أنزل النعش وحمل الشهيد شعبان على أكف محبيه مسافة أكثر من كيلومترين، حتى النادي الحسيني للبلدة وسط نثر الأرز والورود من النسوة اللواتي اتشحن بالسواد واصطففن على جانب الطريق يودعن الشهيد بالدموع والبكاء. تقدم الجموع المشيعة ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي النائب عبد اللطيف الزين، ممثل وزير الإعلام وليد الداعوق المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، ممثل وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد توفيق سلطاني، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله، ممثل المدير العام قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي العقيد علي هزيمة، ممثل حركة "أمل" رئيس المكتب السياسي جميل حايك، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، رئيس مكتب مخابرات النبطية العقيد محمد شعبان، قائد فصيلة درك النبطية الرائد غسان حسين، وفد موسع من "حزب الله" برئاسة مسؤول المنطقة الثانية علي ضعون والمسؤول الإعلامي المركزي ابراهيم الموسوي ووفد اعلامي من الحزب من المنطقة الثانية ووفد من تلفزيون "المنار"، وفد من حركة "أمل" في إقليم الجنوب ضم المسؤول الثقافي ربيع ناصر والمسؤول التنظيمي في المنطقة الأولى في الحركة حسين وهبي مغربل، مسؤول حزب البعث العربي الإشتراكي في النبطية فضل الله قانصو، مسؤول الحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب الدكتور علي الحاج علي، المسؤول التنظيمي لحركة "الشعب" أسد غندور، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس مجلس إدارة تلفزيون "الجديد" تحسين الخياط والمدير الإداري إبراهيم الحلبي ومديرة الأخبار مريم البسام والأسرة الإعلامية في المحطة من محررين ومصورين ومذيعين، وفدان من نقابتي المحررين والمصورين الصحافيين، ممثل مكتب العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله ماجد حمدان، ولفيف من العلماء ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من ممثلي الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة وحشود غفيرة من المواطنين من أهالي بلدتي ميفدون وجباع والنبطية وإقليم التفاح وفاعليات. وفي النادي الحسيني للبلدة سجي جثمان الشهيد شعبان ولف نعشه بالعلم اللبناني فيما أقيم احتفال تأبيني ومجلس عزاء عن روحه تلا خلاله الشيخ أحمد نصار السيرة الحسينية اعتبر فيها ان "الشهيد شعبان هو شهيد الحقيقة والإعلام، والحرية أمر مسلم به في كل الشرائع وفي كل الديانات"، شاجبا باسمه واسم "الحضور جميعا ومن كل أطياف المجتمع لا بل من العالم بأجمعه هذه الجريمة"، مؤكدا ان "الحريات يجب أن تصان وتحمى"، مقدما التعزية لآل الفقيد، مشيرا الى ان "الإعلامي ينبغي ان يكون قلمه قلم حرية وعدالة وإنصاف وحقيقة". ثم أم إمام بلدة ميفدون الصلاة على جثمان الشهيد في ساحة الحسينية، ليوارى بعد ذلك شعبان الثرى في جبانة ميفدون التي نقل إليها بمسيرة يتقدمها حملة الأكاليل وصورة كبيرة له ذيلت "تبقى صورتك تكبر مع مشهد الوطن". بعد ذلك، تقبل والد الشهيد والمشاركون في الوداع التعازي إلى جانب النائبين الزين وفضل الله وفلحة وحايك والأسرة الإعلامية لمحطة "الجديد".

فضل الله

وتقدم فضل الله إثر انتهاء مراسم الدفن بالتعازي من عائلة الشهيد والجسم الإعلامي في لبنان، وقال: "ودعنا اليوم فقيد الإعلام اللبناني الذي هو شهيد كل الاعلام وشهيد كل الوطن. وبهذه المناسبة لا بد ان نتقدم بأحر المواساة بإسمي وبإسم سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى عائلة شهيد الاعلام والى اسرة "الجديد" وإلى أهالي بلدتي ميفدون وجباع وإلى كل الاسر الإعلامية التي شاركت اليوم في هذا الحزن على هذا الشهيد وفقيد الإعلام". أضاف:"اننا اذ نتقدم بهذه التعازي، نشجب وندين الإعتداء على الإعلام اللبناني الذي نريده إعلاما حرا دائما يتحرك بحرية ومحصنا في اطار عمله الذي يقوم به وفي اطار ممارسته لواجباته المهنية، وفي هذا السياق لا بد للحكومة اللبنانية من ان تتابع خطواتها من اجل سوق المجرمين الى المحاكمة لكي يقتص ممن يستهدف الإعلام ويستهدف الإعلاميين في عملهم".

انطلاق الموكب

وكان موكب الشهيد نقل صباح اليوم من مستشفى رفيق الحريري الى مبنى تلفزيون "الجديد"، وسط حزن شعبي واعلامي ورسمي، وفي حضور حشد من الاعلاميين والاهل، حيث حمله المشاركون على الاكف وجابوا به الشوارع المحيطة بالمبنى، ثم توجه الى حارة حريك حيث منزل ذويه.

 

أكد أنّ علي شعبان "استشهد برصاص الجيش السوري النظامي.. الذي استهدف حتى عناصر مخابرات الجيش أثناء سحب جثة علي"

الصحافي بقناة "الجديد" عبد خياط: على رئيسي الجمهورية والحكومة طرد السفير السوري

وكالات/روى الصحافي في قناة "الجديد" عبد العظيم خياط اللحظات الأخيرة قبيل استشهاد زميله المصوّر علي شعبان في منطقة "وادي خالد" اللبنانية قبالة الحدود مع سوريا، فأكد خياط الذي كان يرافق شعبان والمراسل حسين خريس في تغطية أوضاع المنطقة الحدودية أمس الإثنين أنّ "عناصر الجيش السوري النظامي هم من قتلوا شعبان برصاصة قاتلة في قلبه"، وقال: "كنت جالسًا في السيارة مع علي شعبان حين بدأ عناصر الجيش السوري بإطلاق وابل من الرصاص باتجاه السيارة فانبطحت على المقعد الخلفي للسيارة، وأثناء محاولة علي العودة إلى الخلف بالسيارة سمعته يصرخ "آخ" وعندها خرجت من السيارة التي كانت تتعرض لرصاص غزير وانبطحت أرضًا فنظرت إلى حسين خريس ووجدته يتدحرج أرضًا هربًا من الرصاص ومن ثم عدت إلى السيارة وفتحت بابها فوقع علي بين يديّ وسرعان ما تبيّن لي أنه استشهد، فسحبته أرضًا إلا أنّ الجيش السوري إستمر بإستهدافي واستهداف علي برصاص منهمر فوق رأسينا بهدف القتل، ما دفعني إلى ترك علي لأنني لم أستطع سحبه زحفًا وسارعت إلى الإختباء (...) وبقي علي مضرجًا بدمائه على الأرض إلى أن وصلت دورية مخابرات الجيش اللبناني وسحبت جثة علي من المكان، حيث واصل الجيش النظامي السوري إطلاق الرصاص حتى على عناصر مخابرات الجيش اللبناني". وفي ختام حديثه، طالب خياط الحكومة اللبنانية بـ"طرد السفير السوري" في لبنان علي عبد الكريم علي، وقال: "على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يسارعا إلى طرد السفير السوري من بيروت"، وأضاف: "أتحدى رئيسي الجمهورية والحكومة أن يستطيعا طرد السفير السوري من لبنان، على الأقل حتى تظهر نتائج التحقيقات باستشهاد علي شعبان برصاص الجيش السوري".

 

زاسبيكين بعد زيارته مقبل: قتل شعبان "جريمة"

إستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل في مكتبه في الرابيه قبل ظهر اليوم السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين يرافقه مستشار الثقافة والعلاقات الخارجية في السفارة سيرغي فوروبييف حيث كانت مناسبة تم خلالها بحث مجمل التطورات المحلية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين روسيا ولبنان وخصوصًا موضوع مشاركة لبنان في احتفالات ذكرى مرور 130 عام على تأسيس الجمعية الامبراطورية القيصرية الارثوذكسية – الفلسطينية، وإعتبر السفير الروسي الكسندر زاسبيكين أنَّ "مشاركة لبنان في هذه الاحتفالات مناسبة ممتازة لتقديم الامكانات اللبنانية في المجالات الثقافية والسياحية"، لافتًا إلى "دعوة عدة دول في الشرق الاوسط للمشاركة". وردًا على سؤال استنكر زاسبيكين قتل الصحافي في محطة "الجديد" علي شعبان، معتبرًا "هذا العمل جريمة، وانه سمع ان رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) أعطى توجيهاته للجهات المختصة لاجراء التحقيق في هذه الجريمة ونحن بانتظار النتائج." وعن الوضع السوري شدد زاسبيكين "على موقف روسيا المبدئي الساعي إلى تسوية سلمية للنزاع الداخلي السوري، وأن روسيا جاهزة لتقديم أي مساعدة وهي تدعو بشكل دائم الى عقد لقاءات حوار بين السلطات السورية والمعارضة السورية بجميع فصائلها في موسكو".(المكتب الاعلامي)

 

سوريا: فريق "الجديد" كان في منطقة شهدت تبادلا لإطلاق النار

 وطنية - دمشق - 9/4/2012 نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن مصدر إعلامي سوري، قوله "إن فريق قناة الجديد الذي أصيب بإطلاق نار اليوم في وادي خالد على الحدود السورية - اللبنانية كان يتواجد في منطقة حدودية تشهد محاولات تسلل متكررة وبشكل يومي من قبل المسلحين، وكذلك عمليات إطلاق نار من المجموعات الإرهابية المسلحة على نقاط حرس الحدود داخل الأراضي السورية".

وأضاف المصدر "إن ما جرى اليوم هو أن نقطة لحرس الحدود السورية في الموقع المذكور تعرضت، أثناء تواجد طاقم قناة الجديد على ما يبدو في المنطقة، لإطلاق نار كثيف من قبل مجموعات إرهابية مسلحة كما هي عادتها يوميا في محاولة لاختراق نقطة الحدود والتسلل إلى الأراضي السورية للقيام بعمليات إرهابية، حيث رد حرس الحدود على مصادر النيران". وعبر المصدر عن تعازيه "الحارة لعائلة الزميل المصور علي شعبان ولمؤسسته الإعلامية والعاملين فيها".

 

إعلام الكتائب: الاعتداء على فريق الجديد رسالة دموية بأن القتل أصبح مسألة فيها نظر اما العمل الاعلامي فجريمة لا تغتفر

وطنية - 9/4/2012 دان مجلس الاعلام في حزب الكتائب، في بيان مساء اليوم، "بأقسى العبارات، محاولة القتل الجماعي التي تعرض اليها فريق عمل قناة الجديد الاعلامي في وادي خالد والتي أفضت إلى استشهاد المصور علي شعبان".وأعلن أنه "لا يرى في الحادث سوى رسالة دموية عابرة للحدود، تفيد بأن القتل أصبح مسألة فيها نظر، اما العمل الاعلامي فجريمة لا تغتفر". وحض المجلس الحكومة "على عدم النأي بنفسها عن سلامة مواطنيها وعلى متابعة هذا الحادث حتى جلاء الحقيقة".

 

فرنجية: هالنا استشهاد أحد مصوري الجديد وندعو إلى تحقيق جدي لمعرفة ملابسات هذه الجريمة

 وطنية - 9/4/2012 دعا رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، إلى فتح تحقيق جدي لمعرفة ملابسات الاعتداء على فريق تلفزيون "الجديد". وجاء في بيان أصدره مساء اليوم: "هالنا استشهاد أحد مصوري قناة "الجديد" الصديقة أثناء قيامه بواجباته المهنية على الحدود اللبنانية - السورية، اننا اذ نستنكر أشد الاستنكار هذه الجريمة، ندعو الى فتح تحقيق جدي لمعرفة ملابساتها وجميع الظروف المحيطة بها، خصوصا في ظل الغموض الذي يكتنف الحالة الأمنية في هذه المناطق منذ اندلاع الأزمة في سوريا".وتقدم من أسرة قناة "الجديد" بأحر التعازي، راجيا "أن تكون هذه الجريمة خاتمة أحزان الجسم الاعلامي العزيز الذي لطالما شكل مدماكا أساسيا في صورة لبنان الديموقراطي الحر".

 

"حزب الله" استنكر الاعتداء على فريق "الجديد": يدفعون ضريبة شجاعتهم في تغطية الاحداث

 وطنية - 9/4/2012 أبدت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، في بيان مساء اليوم "حزنها العميق لفقدان أحد الزملاء الإعلاميين، المصور في قناة الجديد، الزميل علي شعبان".واستنكرت "هذا الاعتداء على الإعلاميين، الذين يدفعون ضريبة شجاعتهم في تغطية الأحداث، والتعرض للجسم الإعلامي والمهني الذي يحاول نقل صورة الحدث للناس". وتقدمت "بأحر التعازي من أهل الشهيد وذويه وزملائه في إدارة وأقسام قناة الجديد، وفي الجسم الإعلامي بشكل عام"، راجية "من الله تعالى أن يتغمد الشهيد في واسع رحمته، وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان".

 

بلدية الشويفات: شعبان سقط شهيدا في سبيل رسالة الإعلام

 وطنية - 9/4/2012 تقدم المكتب الإعلامي في بلدية مدينة الشويفات، في بيان مساء اليوم، بأحر التعازي من عائلة المصور الصحافي الشهيد علي شعبان وأسرة تلفزيون "الجديد"، معتبرا أن شعبان "سقط شهيدا في سبيل رسالة الإعلام"، سائلا الله أن يسكنه فسيح جنانه".

 

سليمان دان التعرض لفريق"الجديد": لاجراء تحقيقات لدى الجانب السوري لتحديد المسؤوليات 

استنكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اطلاق النار الذي تعرض له فريق محطة "تلفزيون الجديد" قرب الحدود الشمالية وداخل الاراضي اللبنانية، وأدى الى استشهاد المصور التلفزيوني علي شعبان وجرح رفاقه، معربا عن تعازيه الحارة وتعاطفه مع اهل المصور الشهيد وذويه ورفاقه في المؤسسة التي يعمل فيها، معلنا تضامنه الكامل معهم. وفور تبلغه النبأ اجرى الرئيس سليمان اتصالا بصاحب محطة "تلفزيون الجديد" تحسين خياط معزيا، كما اتصل بوزير العدل شكيب قرطباوي والأمين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري والسفير اللبناني لدى سوريا ميشال خوري، طالبا جلاء ملابسات الحادث ومتابعة التحقيقات كي تأخذ الاجراءات القضائية مجراها وفق القوانين المرعية، ودعا الى اجراء التحقيقات اللازمة لدى الجانب السوري لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلا.

 

 اتحاد الصحافيين العرب استنكر استشهاد مصور "الجديد"  

استنكر إتحاد المصورين العرب، إستشهاد الزميل الشهيد علي شعبان. ودعا السلطات اللبنانية إلى التحقيق في ملابسات ما تعرض له فريق تلفزيون "الجديد"، مهيبا بجميع الأطراف "إحترام الصحفايين أثناء تأديتهم واجبهم الصحافي". وتمنى على جميع الزملاء المشاركة في تشييع شعبان.

 

جعجع استنكر الإعتداء على فريق "الجديد": لكشف الملابسات وضبط الحدود وحماية الحريات  

استنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي بعد ظهر اليوم، "اغتيال المصور في تلفزيون "الجديد" الشهيد علي شعبان وإصابة المراسل حسين خريس والمصور عبد طباجة خلال تصويرهم الحدود اللبنانية - السورية في منطقة وادي خالد الحدودية بإطلاق نار من قبل جيش النظام السوري". وشدد على "ضرورة فتح تحقيق في هذه القضية وكشف ملابساتها وضبط الحدود اللبنانية - السورية والأهم من ذلك حماية الحريات والصحافيين في حلهم وترحالهم". وتقدم جعجع بالتعزية باسم حزب القوات وباسمه من عائلة الفقيد وزملائه وأسرة قناة "الجديد"، داعيا "ألا يثنيهم هذا الاغتيال الآثم عن نضالهم من أجل الدفاع عن الحرية والموضوعية".

 

الحريري استنكر الاعتداء على فريق "الجديد": ارتكبته القوات السورية وتتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية  

9/4/2012 استنكر الرئيس سعد الحريري، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي "الاعتداء الآثم الذي ارتكبته القوات السورية على فريق محطة "الجديد" الإعلامي اليوم والذي أسفر عن استشهاد المصور علي شعبان، أثناء قيام الفريق بواجبه المهني في تغطية الأحداث على الجانب اللبناني من الحدود الشمالية مع سوريا". واعتبر الحادث بمثابة "اعتداء على السيادة اللبنانية"، محملا مسؤولية حدوثه الى الحكومة اللبنانية "التي تغاضت عن سلسلة الاعتداءات والاختراقات المتواصلة التي تقوم بها القوات السورية للأراضي اللبنانية منذ أشهر، ولم تتخذ حتى الآن التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لها ومنع تكرارها".

 

قناة عون التلفزيونية تحمل فريق " الجديد" مسؤولية مقتل شعبان  

حملت قناة "او. تي. في" فريق عمل قناة " الجديد" مسؤولية مقتل علي شعبان.وجاء في مقدمة نشرة اخبار قناة العماد ميشال عون الاتي: مرة جديدة تدفع الصحافة اللبنانية دما ضريبة تفانيها المهني، علي شعبان لم يكن يعلم ساعة صعد في سيارة قناة "الجديد" للقيام بتغطية في وادي خالد على الحدود اللبنانية - السورية، أنه سيدخل عالم الشهادة المهني. عبد خياط وحسين خريس اللذان كان يرافقانه لم يعلما أيضا كيف انهمر الرصاص عليهما. قد يكون من المبكر تحديد المسؤوليات في بقعة أمنية تعج بالسلاح، وربما أخطأ فريق العمل في التوغل في منطقة لم يعلم أنها خطرة، ربما كان القدر في المرصاد، لينصب الرصاص على سيارة الفريق، التي لم تكن تحمل أي إشارة واضحة لإنتمائها المهني، ربما إحتمالات كثيرة قد تبرز.

 

النائب السابق صلاح حنين: لا بديل من قانون الانتخاب الحالي

اعتبر النائب السابق صلاح حنين ان "وزير الداخلية لا يعلم كيف يشرح النسبية ولا المرشح قادر ان يفهمها"، كاشفا عن اعداده وبعض الأصدقاء "لاقتراح قانون للانتخاب سيتم الاعلان عنه في وقت قريب".

وأوضح في حديث الى تلفزيون "أخبار المستقبل" أمس، ان "ما نريده هو التمثيل السياسي الصحيح عبر الدائرة الفردية وكله يقربنا الى مبدأ التمثيل الصحيح الى اميركا وبريطانيا"، مشيرا الى ان "الترقيع لا قيمة له، والمشكلة اليوم هي أن لا بديل عن القانون الحالي في حال لم يتم الاتفاق على قانون جديد".

واكد ان "موقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بالأساس صحيح"، لافتا الى ان "حق تقرير المصير حق اساسي ويجب ان نكون الى جانبه". أضاف: "لا نفهم كيف يمكن بسلاح "حزب الله" غير الشرعي وغير الدستوري ان يصدر لي قراري بالبلد"، مشددا على ان "لا استقرار من خارج الدستور والمؤسسات".

 

كيروز لـ"المستقبل": نتريث في نعي "الدوحة" بانتظار نتائج التحقيقات

حاورته: ريتا شرارة

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز أن الاحكام النهائية على تطورات المرحلة الراهنة ترتبط بنتائج التحقيقات الرسمية في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحزب سمير جعجع ومنها انتهاء مفاعيل "اتفاق الدوحة"، وذلك بانتظار نتائج التحقيقات الامنية والقضائية.

ورأى في حديث الى "المستقبل" امس، ان محاولة الاغتيال "مؤشر غير جيد"، لكن "الوضع معقد الى حد لا يمكن تقويمه بهذه السرعة"، مشددا على تمسك حزبه بمواقفه السياسية ليبقى لبنان سيداً، حراً ومستقلاً.

وهنا نص الحوار:

[ قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاحد ان "السلم الأهلي تحقق، لا سيما في هذه السنة، بفضل الطائف". فهل ترون ان الركن الثالث من تسوية الدوحة، اي سليمان، ينعى بدوره تسوية الدوحة التي كان نعاها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع غداة محاولة اغتياله؟

ـ يجب ان ننتظر لنرى هل انتهت تسوية الدوحة او لم تنته بعد. فهناك اكثر من عنصر يجب ان نرى كيف يتبلور لنقول ان هذه التسوية التي أبرمت في العام 2008 مستمرة او انها انتهت. لا تكفي محاولة الاغتيال بذاتها للقول ان هذه التسوية انتهت.

[ هل يعني ذلك انكم تتريثون في نعي تسوية الدوحة 2008؟

ـ يجب التروي في ذلك ويجب الانتظار لنرى كيف ستجري الامور، انما الاكيد ان محاولة الاغتيال مؤشر غير جيد.

[ هل في ترويكم هذا خشية من امر ما؟

ـ المسألة لا تتعلق بالخشية من اي شيء انما يجب الانتظار لأن الوضع معقد الى حد لا يمكن تقويمه بهذه السرعة. يجب انتظار فترة أطول من الوقت حتى تتفاعل التطورات لنرى.

[ هل برأيكم ان هذه التطورات متفجرة أو ليس بالضرورة ان تكون على هذا النحو؟

ـ ليس بالضرورة ان تكون التطورات متفجرة.

[ الرئيس امين الجميل قال في تصريح امس ان "لا "حزب الله" له مصلحة بالتفجير ولا الفريق المناوئ له يسعى إلى ذلك". فهل تشاطرونه هذا القول؟

ـ قال الحكيم ان لدينا شكوكاً، بالتأكيد، انما لن نتسرع ونبادر الى اتهام احد. سننتظر التحقيقات الامنية والقضائية حتى تأخذ مجراها وسنرى الى اين تصل. اقول اننا، منذ العام 2005، نواجه فريقا لا يتورع عن أي شيء، وتاليا لا يؤمن بالمنطق السياسي السلمي، وقد مارس هذا الايمان فعلا. ونحن لا نتكلم هنا على نظريات.

[ هل برأيكم ان هذا القول يوحي بفريق ثالث عابث؟

ـ لا اعتقد ان هناك فريقا ثالثا. انما، كما قلت، لا نريد ان نطلق الاحكام سريعا. ننتظر لنرى الى اين توصل التحقيقات.

[ هل تراهنون على اعلان جدي لنتائج التحقيقات؟

ـ اتمنى ان يكون هناك سعي جدي الى معرفة حقيقة من حاول اغتيال الحكيم، وان يوصل التحقيق الى نتيجة. لكن لا نستطيع، في مرور 5 ايام ان نحدد المسؤول عن هذه المحاولة الفاشلة. علينا ان ننتظر قليلا لنرى الى اين يمكن ان يوصل التحقيق هذه المرة.

[ يعني انكم تواجهون هذه الازمة بصبر؟

ـ نعم، بصبر.

[ بصبر القائل لننتظر نهاية مساعيهم والا ...؟

ـ لا نقول ذلك. ما كنا نفعله سنكمل فعله. سنتابع العمل على خلفية موقفنا السياسي. وكما ضحينا سابقا من اجل لبنان ولم يوقفنا شيء عند حد، سنبقى نناضل ليبقى لبنان سيدا، حرا ومستقلا.

[ سقط الزميل في "الجديد" علي شعبان امس ضحية القنص عبر الحدود السورية ـ اللبنانية. ما تعليقكم؟

ـ ان مطلبنا الاساسي منذ فترة هو وجوب ان يستلم الجيش اللبناني أمن كل الحدود اللبنانية مع سوريا شمالا وبقاعا، حتى يكون مسؤولا عنها، ويتمكن المواطنون في الجانب اللبناني من ان يعيشوا بسلام وامان غير معرضين لأي نوع من المخاطر.

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: العمالة تحوّلت الى زعامة وبطولة

المستقبل/رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، ان "قوانين المحكمة العسكرية أصبحت في خدمة العملاء تغيرها كما تشاء، ليس كل العملاء بل العملاء المحظوظين، الذين يرضى عنهم "حزب الله" وحلفاءه والذين ينتمون الى التيار "الوطني الحر" خصوصا". قال في تصريح أمس: "مبروك لعملاء اسرائيل في لبنان"، لافتا الى ان "العمالة تحولت الى زعامة وإلى بطولة يرفع العميل فيها على الأكتاف، ويرتفع بكل وقاحة الهتاف تأييداً وتقديراً له: عاشت الخيانة".

وأكد أن "أحداً لا يستطيع ان ينكر على (التيار الوطني الحر) شيئاً من المخالفات والصفقات، حتى العمالة تعتبر صفقة بين الحزب والتيار، ويتم الاصلاح والتغيير حتى يخرج العميل بعد سنتين وتخفض من أجله السنة السجينة الى تسعة أشهر"، سائلا: "ما دامت العمالة بطولة وزعامة، فلماذا يطالب أمين عام "حزب الله" (حسن نصرالله) باعدام العملاء وانزال أشد العقوبة بهم، اليست العمالة لاسرائيل تساوي العمالة لايران التي تسفك من أجلها دماء العرب في سوريا؟".

وتابع: "ما دامت القضية في لبنان تتصل "بميكافيلية" "حزب الله" وبأهدافه فمن حق العملاء جميعاً ان يرفعوا راية الحزب في السجون لعلهم يحظون بما حظي به العميل التاريخي فايز كرم ويطلق سراحهم جميعاً"، قائلا: "مسكين السيد محمد علي الحسيني هو متهم بالعمالة ظلماً ورغم ذلك فان سنته ستصبح اضعافاً مضاعفة لأنه لم يرفع علم "حزب الله" ولم ينضو تحت لواء ولاية الفقيه".

وأشار الى ان "المفتي السيد علي الأمين جرد من منصبه، ومنعوه من أخذ ثيابه وأوراقه وطردوه من جنتهم، لأنه ليس مؤيداً لحركة "أمل"، مؤكدا ان "لبنان كله يساق نحو السياسة الايرانية، والشيعي الذي لا يسير في ركاب هذه السياسة يحكم عليه بالعمالة والخروج على الملة". وقال: "حتى وزير خارجية لبنان أصبح وزير خارجية ايران واصبحت ابنة الرئيس نبيه بري هي التي ترسم السياسة الخارجية في وزارة الخارجية تعطي من تشاء وتمنع عمن تشاء أليس هذا من علامات الساعة؟".

وإذ أكد انه "لم يعد هناك قانون في لبنان، فقانون الغابة وحده يحكم حتى القضاء أصبح رهينة في يد "حزب الله" و"الوطني الحر"، أشار الى انه "اذا اطلقت الرصاصات القاتلة على (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع فان ذلك يوضع في خانة هذه السياسة والقضاء لن يستطيع ان يفعل شيئاً"، مردفا "اسألوني عن قضايا مجمدة منذ سنوات بفضل "حزب الله".

ولفت الى "حملات البرابرة والمجوس التي تشن على أبناء الشعب السوري العربي الشقيق باسم الله وباسم ولي الفقيه إرضاء لأحمد الخميني وغيره"، معتبرا ان "العالم العربي، يتعرض لأخطر هجمة فارسية تعمل لصالح اسرائيل؟".

وأشار الى ان "العميل الاميركي ـ الايراني المزدوج "المالكي" انضم الى جوقة وزراء خارجية لبنان وسوريا وروسيا وقرر ان النظام السوري القاتل لن يسقط"، مستغربا كيف "تعقد القمة العربية في العراق، ويتولى الرئاسة انسان يكره العرب وولاؤه لولي الفقيه أولاً". ووصف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بـ ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد"، خاتما: "الذين يفرقون في "العمالة" بين اميركا وروسيا اغبياء فكلتا الدولتين تعملان على حماية اسرائيل، وايران كانت حليفة اميركا في غزو العراق. وهي حليفة روسيا في ابادة الشعب السوري".

 

 قيادة "حزب الله" تهيئ نفسها لمرحلة ما بعد الحكومة  

علي الحسيني /موقع 14 آذار

حال من الضغط الامني والعسكري تعيشه قيادة "حزب الله" في هذه المرحلة في ظل المتغيرات واللا إستقرار التي تشهدها المنطقة وتحديداً سورية التي تعتبر خط الإمداد العسكري الثاني للحزب بعد إيران، في ظل هذا المناخ لم يعد بمقدور "حزب الله" الإكتفاء بلعب دور الداعم السياسي فقط لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لذلك قررت قيادته ان تكون في قلب الحدث وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال المواقف التي تصدر تباعاً عن مسؤولين في الحزب. بدون أدنى شك ان اليوم الذي لن تعد فيه قيادة "حزب الله" تكترث لبقاء الحكومة أو ذهابها قد اقترب، خصوصاً وأن هناك تباشير بفرط عقدها بدأت تلوح في الافق، وفي طليعتها الصراعات الداخلية القائمة بين أطرافها حول تقاسم قالب الجبن والتي ظهرت للعيان خلال الفترة الاخيرة، الامر الذي استدعى إطلالة مسرعة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بهدف إعطاء جرعة روح في شريان عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

مصادر واسعة الإطلاع على ما يجري داخل المطبخ السياسي في "حزب الله" ، قالت "لموقع 14 آذار الإلكتروني" أن "حزب الله" اليوم هو على مفترق طرق خطر جداً، خصوصاً وأن أحد داعميه الاساسيين أي النظام السوري مهددٌ اليوم بالرحيل أكثر من أي وقت مضى، لافتة ً إلى أن "الأمر الثاني الذي بات يؤرق قيادة حزب غياب الرؤية الموحدة داخل هرميته بالنسبة للأحداث الحاصلة في الداخل السوري".

وكشفت، "أنه وفي ظل الضغوطات الدولية التي يتعرض لها النظام في سورية فأن قيادة "حزب الله" قد أوعزت منذ فترة إلى جميع عناصرها وكوادرها بعدم السفر إلى الخارج وخصوصاً تلك التي تتعلق بالزيارات الدينية في كل من سورية والعراق وإيران"، ودعتهم ألى ضرورة الإبقاء على جهوزية تامة لمواجهة كل الإحتمالات التي قد تطرأ على الساحتين اللبنانية والسورية ".

كما اكدت، أن "الحزب بدء يعيد تشكيل إحدى المجموعات التي تضم عدد كبير من "الشبيحة" التي كان لها دورا ً فاعلا ً في احداث السابع من أيار 2008، والتي سبق وأن تمردت على الحزب نفسه بسبب عدم دفع مسحقات مالية لعدد كبير من عناصرها بعد إنتهاء تلك الأحداث"، مشيرة إلى أن "دور هذه المجموعة حماية ظهر مقاتلي الحزب في الداخل اللبناني من أي تدخل للقوى الامنية أوغيرها في حال تقرر الدخول في معركة كبيرة الى جانب النظام السوري". وكشف المصادر "أنّ الرئيس السوريّ بشار الأسد دعا خلال الأيام الاخيرة جميع حلفائه في الخارج إلى التحضّر للمرحلة المقبلة" التي، وبحسب المصادر، "تبدو مرحلة حاسمة للانتهاء من هذا النظام في حال لم يقدم على خطوات جادّة وملموسة توقف إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء، وتنتقل بهم الى حياة اكثر حرّية وديموقراطية".

وختم المصدر حديثه بالقول: " أن الأحداث الدراماتيكية التي يشهدها لبنان منذ الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري، إلى حال المراوحة الحكومية وما بينهما من احداث جرت على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وصولاً الى معارك طرابلس أول من أمس جميعها تندرج في إطار حملة بدأها "حزب الله" من أجل تكريس النظرية الشهيرة أنّ لبنان لا يدار إلا من الخارج وتحديداً من قبل سوريا التي سيفعل الحزب كل ما في وسعه لإخراجها من محنتها المستعصية".

 *موقع 14 آذار

 

مصادر "حزب الله": قناصة "شتاير Steyr" إستعملناها ضد الاسرائيليين تموز 2006...ومشابهة للتي استعملت ضد جعجع!  

طارق نجم/موقع 14 آذار

أشارت مصادر مقربة من حزب الله أنّ قيادة الحزب هي من اوعزت الى رئيس كتلة الوفاء الى المقاومة الحاج محمد رعد للتقليل من شأن محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الإيعاز كضربة استباقية ضد أي خطوة للاشارة بالاتهام من قريب او بعيد الى احتمال ضلوع حزب الله بالعملية. وتعتبر تلك المصادر ان حزب يخشى من من هذا التهام خصوصاً أنه الجهة الأكثر امتلاكاً والأفضل تدريباً على القناصات البعيدة المدى وخصوصاً أن الحزب قد حصل على كميات من بنادق قنص نمساوية الصنع تعرف باسم شتاير Steyr وقد استعملها في عدة حالات.

ويشير هذا المصدر الحزبي أنّ الشتاير قد تطورت من سلالة من الأسلحة المضادة للآليات والمدرعات والتي انتشرت في الحرب العالمية الثانية حين لم تكن الدبابات في ذلك الحين مصفحة بالشكل اللازم. وقد تمّ تحويلها من بعد ذلك إلى قناصة بعيدة المدى تصيب هدفها على مسافة تزيد عن 1500 متر ولكنها تتميز بقدرتها على اختراق تصفيح حتى 40 ملم من الفولاذ أو حائطين من الباطون من مسافة بعيدة شريطة أن لا تتعدى تلك المسافة 1000 متر أي ما يعادل كليومتر واحد، وهو أقل من المسافة التي نُقل أنها كانت تفصل الدكتور جعجع عمن أطلقوا عليه النار في يوم الأربعاء 5 نيسان والتي قدرت بأنها 900 متر.

وعن عيار الرصاص المستخدم لقنَاصة الشتاير، تشير المصادر الحزبية أنّها تتنوع من 12.7 ملم إلى 14.5 ملم وهي الأكثر شيوعاً ولكن النوع الأحدث يبلغ عيار 15.2 ملم وبمدى وفعالية أكبر بالتأكيد من سابقاته. ومن خلال تلك الأعيرة المتنوعة، فإنّ قناصة الشتاير قد أستعملت لتعطيل الآليات الضعيفة والمتوسطة التصفيح، وبعض انواع المروحيات، وشاحنات النقل ناهيك عن المشاة الاسرائيليين سواء كانوا داخل دشم مواقعهم أو في الأماكن المكشوفة. وكان يمكن للشتاير ضمن المدى المنظور اختراق جدار الملالات الاسرائيلية في بعض الزوايا خصوصاً تلك القديمة منها والتي لم تصفح وفق نظام زيلغا1 وزيلغا 2 المضاد للقذائف الصاروخية المضادة للدروع والتي تركيبها على الآليات الأمريكية من طراز م113.

وتروي تلك المصادر أنّ مقاتلي حزب الله استعملوها خلال حرب تموز بكفاءة شديدة أربكت مشاة العدو وأخرت تقدمهم لفترات طويلة في بعض محاور الجنوب مما دفعهم لاستقدام المدرعات واللجوء الى الغطاء الجوي في أحيان كثيرة للتخلص من مجموعة واحدة من المقاومة لديها هذه القناصة كانت في بعض الاحيان لا تتعدى العنصرين أو الثلاثة، وعادة ما يحتاج القناص الى معاون واحد يهتم بعملية رصد الأهداف الثانوية وكذلك بقياس سرعة الريح والمراقبة بشكل عام خصوصاً في ساحات القتال المشتعلة.

ومع ذلك فإنّ استعمالها من قبل عناصر الحزب لم يخل من الحذر شديد في العديد من الأماكن التي كانت تفتقر الى الغطاء الطبيعي الكثيف أو المخابىء الأرضية لسبب أساسي هو ضرورة ترك مكان الرمي مباشرة لأنه يعرض القناص لخطر الاكتشاف بسرعة. ويعود السبب للشهب الناري الذي يخرج من الفوهة ويجعلها تبدو كاشارة نارية بارزة للبعيد. وقد حال وزن القناصة البالغ 13 كلغ في كثير من الأحيان دون القيام بحركة انسحاب سريعة وعرضهم للرصد من قبل آليات العدو الاسرائيلي وسقط بعض هذه البنادق في ايدي الاسرائيليين حين وجدوها في الأنفاق التي شقها الحزب.

وعن هذه المصادر الحزبية نفسها، فإنّ القناصة الذين يسلمون هذه البنادق إنما يخضعون لدورات تدريب مكثفة منفصلة عن تلك المخصصة لباقي أفراد التعبئة في حزب الله. كما أن بعضهم قد يرسلوا احياناً الى معسكرات خاصة في ايران لاكتساب خبرات في مجال القنص تمكنهم من معرفة أعمق العوامل المؤثرة على مسار الرصاصة مثل الريح وحركة الهدف والظروف المناخية بالإضافة الى التدرب على اصابة زوايا معينة وجوانب محددة في الآليات العسكرية من أجل إعطابها.

وعن احتمال حصول الحزب على هذه الأسلحة، تبيّن أّنّ الشركة النمساوية Steyr Mannlicher قد باعت ما تعداده 800 بندقية على الأقل الى الجانب الايراني من طراز HS .50 لأنه ادعى انه كان بحاجة اليهم لمكافحة تهريب المخدرات في العام 2004 بحسب ما نقل كلم من صحيفة Weekly Standards في 17 آب 2007. وقد تعرضت الشركة النمساوية لعقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الثاني من العام 2005 لمدة سنتين وفق قانون 2000 لمنع انتشار الاسلحة كما ورد على الصفحة الألكترونية وزارة الخارجية الأمريكية. وتنقل صحيفة The Telegraph اللندنية عن هذه الصفقة التي ازعجت الأمريكيين، أن جندياً من الجيش الأمريكي قد لقي حتفه مصاباً بأحد طلقات الشتاير بعد شهرين فقط من تسليمهم للايرانيين مما يرجح فرضية أن طهران سلمتهم الى المقاتلين الموالين لها في العراق الذي قنصوا 170 بريطاني وأميركي من خلال استعمالهم هذه البنادق في وقت لاحق. وقد أعقب ذلك حملات دهم وتفتيش شنتها القوات الأمريكية على مخابىء المقاتلين التابعين لايران في العراق حيث عثرت على ما يقارب من 100 بندقية خلال 6 أشهر من هذا الحادث.

*موقع 14 آذار

 

حكومة النأي

المستقبل/نأت الحكومة عن ضبط الحدود مع سوريا، ونأت عن اعتداءات استباحة السيادة منذ اليوم الأول لانتفاضة شعب سوريا التوّاق للحرية، لكن نظام الأسد لا ينأى عن انتهاك السيادة.. ولم ينأَ عن انتهاك حرية التعبير.. ولا ينأى عن استهداف الإعلام صوتاً وصورة وكلمة.. وّدنا نظام القتلة الاعتداءات الإجرامية بحق الشعبين اللبناني والسوري، وباغتياله الزميل علي شعبان يؤكد مجدداً العداء التاريخي للشعب الذي ينادي بالحرية وللإعلام المواكب لربيع الشعب.. ولا عجب.. ألم يقتل رمز ربيع بيروت وربيع دمشق سمير قصير؟ ألم يمنع كل باحث عن الحقيقة عربياً كان أو أجنبياً من دخول سوريا؟ ألم يلاحق الاعلاميين الأوروبيين الذين تجرّأوا على الدخول الى سوريا لنقل بعض من حقيقة بالنار والقذائف فقتل من قتل وجرح من جرح واستهدف الجرحى من الصحافيين خلال نقلهم الى لبنان؟.

لا عجب في ممارسات نظام يلفظ أنفاسه.. لكن العجب في حكومة لم تمتلك نفَساً لتحمي حدوداً شرّعها القتلة لاعتداءات تتكرر.. والعجب كل العجب في حكومة لا تحمي ناسها.. ولا تحمي صحافييها الباحثين عن الحقيقة.

 

سوريا: انتهت المهلة و القتل مستمر

علي حماده/النهار

اليوم هو الموعد النظري لوقف النار في سوريا وفق مهلة المبعوث الدولي العربي كوفي انان، ويفترض بحسب ما فهم من تفاصيل المهلة، ان يكون بشار قد سحب قواته و آلياته من المدن والقرى السورية، و اوقف قتل السوريين بشكل تام في مقابل ان يوقف الجيش الحر والثوار استهداف قوات النظام. هذا لن يحدث اليوم ولا في المدى المنظور. فالنظام يعي ان احجامه عن قتل السوريين ولو لاسبوع واحد مؤداه نزول الملايين الى الشوارع والساحات بدءا من دمشق وحلب اكبر حاضرتين في البلاد. هذا تماما ما يدفع قاتل الاطفال وبطانته الى مواصلة القتل، ومحاولة توسيع نطاق الازمة في محاولة لتحويلها نزاعاً اقليمياً يمنحه مزيدا من الوقت وفرصة للافلات من ازمته الداخلية المستعصية. لقد فقد بشار سوريا الى الابد، ومع ان محيطه لا يتوانى عن القول في مجالس خاصة ان القتل سيتواصل ولو بلغ المليون ضحية ولن يتزحزح النظام ، اكثر من ذلك ثمة من ينقل عن شخصيات امنية رفيعة المستوى في النظام قولها ان الاخير ذاهب في معركة البقاء الى الى النهاية، ولو كلف الامر ابادة ربع سكان سوريا! هكذا يتحدثون في مجالس قتلة الاطفال، وهكذا يفكرون. ولمن لم يصدق بعد نحيله على الفيديو المسرب على شبكة اليوتيوب، وفيه مشهد رجل يحرقه جنود بشار مطالبين اياه الا يناشد ربه  بـ"يا الله" بل بـ"يا بشار"! هذا هو قاتل الاطفال في سوريا، و هؤلاء هم رجاله، و هذا هو ارث حافظ الاسد . في مطلق الاحوال سيمر اليوم والقتل متواصل بالرغم من اعلان "الجيش الحر" عن التزامه وقف النار طبقا لمطلب انان، وسيلجأ بشار كما فعل قبل يومين الى اعذار جديدة تغطيها روسيا الشريكة في نحر السوريين وقتل اطفالهم. ومع رفض انان و الامم المتحدة لشرط النظام بالاستحصال على التزام مكتوب ليس فقط من الجيش الحر بل من كل الداعمين له، سنكون اليوم على موعد مع شروط جديدة جل هدفها التملص من اي التزام لوقف القتل. وروسيا مستمرة في التغطية على قاعدة ان كل شيء مطلوب من النظام ولا شيء من المعارضة.لقد شكل اطلاق النار على مخيم للاجئين السوريين على الجانب التركي من الحدود صباح امس اشارة الى سعي بشار الى توسيع حلقة الصراع لتقزيم الكارثة الداخلية التي هو في صددها. ويمثل اقحام الاتراك في اشتباك مسلح اليوم استباقا لاحتمال قيام ممرات انسانية يحميها الجيش التركي بقرار اممي (هذا اذا قبل الروس)، كما انه ينقل معركة النظام من صراع مع الشعب السوري الى نزاع مسلح مع جهة خارجية بما يدفع بالمجتمع الدولي الى اجراء تعديلات في مقاربة الازمة السورية . قد وصل النظام الى مرحلة يشعر فيها بأن لا خلاص له الا بالتصعيد والتصعيد ولو قتل مئات السوريين يوميا. والسؤال الى متى تستمر موسكو في الاشتراك في جريمة كبرى تتمثل في  قتل الشعب السوري؟

 

مبادرة أنان فشلت.. ماذا بعد؟!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا شك أن مهمة السيد كوفي أنان فاشلة قبل أن تبدأ، وهذا ما قلناه مرارا وتكرارا، لكن اليوم، وبعد الإعلان الأسدي بأنه لن ينفذ بنود مهمة أنان، يمكن القول رسميا إن المهمة قد فشلت، وتبقى على أنان إعلان ذلك بنفسه. وعليه، فالسؤال الآن هو: وماذا بعد؟! هل من مبادرة أخرى تمنح الأسد فرصة قتل أخرى؟!بالطبع هذا ما يخشاه العقلاء، فما يحدث بسوريا ليس أزمة بين طرفين، بل هي ثورة، وهي الثورة العربية الحقيقية، وما نراه هو شعب أسير بيد عصابة أسدية تقوم بقتل المواطنين بلا حسيب أو رقيب، والأمر لا يقف هنا فحسب؛ فالنظام الأسدي فتح النار أمس على الحدود اللبنانية، وقتل صحافيا لبنانيا هناك، وفي نفس اليوم فتحت القوات الأسدية أيضا النار على الحدود التركية وقامت بقتل لاجئين سوريين، مما يعني أن الأسد يريد إشعال المنطقة بأي ثمن، فهل يمكن منحه فرصة أخرى؟! أمر خطر، بل ستكون كارثة، فإن حدث هذا الأمر فإن الخاسر ليس سوريا وحدها، أو الشعب السوري، بل إنه المنطقة كلها، وأمنها الإقليمي. ومن هنا، يجب أن يصار اليوم إلى تفعيل غرفة عمليات الحلفاء الراغبين في إنقاذ سوريا، سواء عربا، أو أتراكا، أو غربيين، للتحرك من أجل فرض أمر واقع على الأرض في سوريا، وذلك حقنا للدماء السورية. اليوم على تركيا أن تحدد موقفها، وتتخذ خطوات أكثر عملية، فما يحدث بسوريا يمس أمنها، وسيادتها. واليوم على الأردن أن يحسم أمره، ويخرج من المنطقة الرمادية، أو الضبابية، حيث فشلت كل الحلول، والمبادرات، وآخرها مبادرة أنان، ليس لأن العرب، أو الغرب، أرادوا إفشالها، بل لأن الأسد لا يريد إلا أن يحكم أو يقتل. على الأردن أن يقرر أي مستقبل يريد للمنطقة، وحدوده.. هل يريد الأردن سوريا جارة خربة، يقعد على سدتها حاكم طاغية أسوأ من كل طغاة المنطقة، أم أن الأردن يريد سوريا خالية من الطغاة، وذات مستقبل مسالم لمواطنيها، وجيرانها، والمنطقة كلها؟وعليه، فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين، ويحسم كل من تركيا والأردن موقفيهما، وقبلهما واشنطن، وهذا أمر لن يتحقق من دون جولة دبلوماسية عربية من الدول القادرة بالمنطقة لحسم الأمر. فما يجب أن نعيه أن نظام الأسد يقوم بالتصعيد المستمر، والدفع دائما إلى حافة الهاوية ليصعب الحلول على الآخرين، بمعنى أن الأسد يصعّب من قواعد اللعبة ليحد الآخرين على التراخي، أو اتخاذ خطوات حاسمة يعرف أن المجتمع الدولي يتردد في مجاراته فيها. ولذا فلا بد أن يتحرك تحالف الراغبين ليرفع السقف أكثر على نظام الأسد، وبخطوات عملية وفعلية على الأرض، فنظام الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، لأن الأسد نفسه مؤمن فعليا باستخدام القوة، وهذا ما سمعه بعض زواره منه حيث يقول «لا بد أن تخاف الناس»، وهو الأمر الذي فشل تماما في سوريا. وعليه فلا بد أن يعرف الأسد أن لجرائمه ثمنا يجب أن يدفع اليوم، وليس في يوم من الأيام!ومن هنا نقول: فشلت مهمة أنان، فهل تتحركون؟!

 

أوباما لا يكترث بدعم الحريات

فريد هيات/الشرق الأوسط

بعد مرور أكثر من 3 سنوات على وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما للبيت الأبيض، أصبح من الممكن القول بأن الديمقراطية والحريات لا تحظيان بمكانة كبيرة في السياسة الخارجية، ومن الممكن أيضا أن نتوصل إلى نظرية توضح السبب وراء ذلك. في الحقيقة، كان هناك حالة من عدم اليقين تحيط بهذا الموضوع قبيل انتخاب أوباما. والشيء الذي لم يكن غريبا هو أن أوباما كان متحمسا لأن ينأى بنفسه عن «أجندة الحريات» الخاصة بسلفه، والتي تم الترويج لها بصورة كبيرة وبلغت ذروتها في الحرب على العراق التي لم تكن تحظى بتأييد شعبي كبير. وتحدث أوباما عن «الكرامة» أكثر مما تحدث عن «الديمقراطية» وحذر من أنه لا يمكن فرض الحكم الذاتي. ومع ذلك، صور أوباما نفسه على أنه مخلص للعرف الأميركي المتمثل في دعم الديمقراطية. وفي مقالة له عام 2007 في مجلة «فورين أفيرز»، كتب الرئيس أوباما يتحدث عن نظرته للعالم قائلا: «يجب أن يتمكن المواطنون في كل مكان في العالم من اختيار قادتهم في مناخ خال من الخوف».

وقد تصرف أوباما بناء على هذه العقيدة في بعض الأحيان، حيث التقى مع المنشقين مثل الدلاي لاما، وتعامل بأناقة مع التقدم الديمقراطي في بورما، وامتدح الديمقراطية في شنغهاي.

وبصفة عامة، أظهر أوباما شغفا قليلا بتلك القضية، ويقوم كل رئيس بالمناورة في نطاق ضيق إلى حد ما، وقد تعمل الظروف والكونغرس والرأي العام على إجبار الرئيس، حتى لو لم يكن يبالي بذلك، على تعزيز الحريات في بعض القضايا، في حين يتعين على من لديه حماس كبير ويؤمن بذلك تماما أن يوازن بين قضية الديمقراطية والكثير من الأولويات الأخرى، وتظهر ميول واتجاهات أي رئيس بصورة تدريجية، ولا سيما في رد فعله على الأحداث غير المتوقعة.

وكان أكبر حدث غير متوقع في الفترة الرئاسية للرئيس أوباما هو الربيع العربي، وقد تعامل أوباما مع ذلك الحدث، سواء في كل حالة على حدة أو في المجمل، على أنه اضطراب غير مرغوب فيه، وليس على أنه حدث تاريخي. في مصر، ساندت الإدارة الأميركية الرئيس مبارك حتى الرمق الأخير، وتجاهلت الديمقراطيين العلمانيين الذين كان يعتقلهم مبارك، ثم قامت بمساندة المجلس العسكري الذي تولى مقاليد الأمور خلفا لمبارك وقدمت له المساعدات العسكرية، رغم الوعود الكثيرة التي لم يلتزم بها المجلس بشأن الديمقراطية، واستجاب أوباما للفرنسيين والبريطانيين وتدخلوا عسكريا لإنقاذ الثوار الليبيين، ولكنه قدم دعما أقل للثوار السوريين، رغم أن عدد الضحايا في سوريا قد فاق عددهم في ليبيا بكثير، كما تفهم الوضع في البحرين والمملكة العربية السعودية.

وكان الشيء اللافت للنظر، بصورة أكبر من التردد الأميركي، هو هذا الغياب لوجود أي استغلال شامل أو رفيع المستوى لتلك الفرصة الاستراتيجية. قبل عقدين من الآن، وإثر انهيار ما يسمى بالستار الحديدي، قادت الولايات المتحدة تحالفا غربيا انقض على الفرصة السانحة لتعزيز الديمقراطية في المنطقة الممتدة من سلوفاكيا وحتى استونيا، ومع ذلك، لم يتم استغلال الفرصة المتاحة لتعزيز الديمقراطية في قلب العالم الإسلامي بنفس الصورة.

ويتفق هذا مع موقف أوباما في مناطق أخرى، حيث ظل بمعزل عن الثورة الخضراء في إيران، كما فشل في الحفاظ على القوة المتبقية في العراق والتي كان من الممكن أن تساعد في حماية المكتسبات الديمقراطية للعقد الماضي، وقام أوباما بتعزيز التواجد العسكري في أفغانستان، ولكنه صور مهمة هذا التواجد بشكل شبه كامل على أنه يهدف لحماية الأمن الأميركي، رغم أنه قد صرح في مناسبات نادرة وبصورة ثانوية على أنه يهدف أيضا إلى مساعدة الأفغان على العيش في حرية. وفي البلدان التي حظيت باهتمام أقل مثل أذربيجان وكازاخستان، اكتفت الإدارة الأميركية بالعمل مع الأنظمة المستبدة، واضطرت إلى التراجع عندما قام الديمقراطيون، كما في قرغيزستان، بالإطاحة بالأنظمة الاستبدادية. وعندما خسر أوباما رهانه على الرئيس ديمتري ميدفيديف في روسيا، اتجه بسرعة إلى فلاديمير بوتين. وفي الصين، تم ضبط الأمر مبكرا عندما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الإدارة ستناقش قضايا حقوق الإنسان، «ولكن تركيزنا على تلك القضايا لا يمكن أن يتعارض مع الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة تغير المناخ العالمي والأزمة الأمنية».

ويرى مؤيدو أوباما أن الفتور الواضح في تأييده للديمقراطية يعكس حالة البراغماتية الشديدة التي يتمتع بها، لأنه بحاجة إلى طريق إمدادات عبر روسيا إلى قوات حلف الناتو في أفغانستان، كما أنه بحاجة إلى التعاون الصيني فيما يتعلق بأسعار العملات، ولا يريد أن يتم التأثير على ذلك لمجرد الشعور بالسعادة بسبب دعم ومساندة قضايا حقوق الإنسان.

ومع ذلك، فإن موقف أوباما يعكس حالة المثالية التي يتميز بها، والتي تقدر القانون الدولي والتحالفات أكثر من تعزيز الديمقراطية، حيث إن انتفاضة الديمقراطيين في إيران قد هددت آماله بالتفاوض مع القادة الإيرانيين للوصول إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، كما أن تقديم الدعم للديمقراطيين في سوريا يتطلب الحصول على موافقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما لا يمكن الحصول عليه من دون موافقة روسيا والصين.

وفي الحقيقة، كان يمكن التنبؤ بمواقفه من خلال المقالة التي كتبها عام 2007، والتي كانت تحتقر «التفكير التقليدي» لإدارة بوش التي كانت ترى المشكلات على أنها «قائمة على مصالح الدول»، وقد تعهد أوباما بـ«إعادة بناء التحالفات والشراكات والمؤسسات الضرورية لمواجهة التهديدات المشتركة». ولا يوجد أدنى شك في أهمية التحالفات أو إهمال الرئيس بوش الجسيم لتلك التحالفات، ولا سيما خلال فترة ولايته الأولى، ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن التحالفات «قائمة على مصالح الدول»، كما أن الأنظمة التي لا تكترث بحكم القانون في الداخل لا يمكن أن تكون شركاء يعتمد عليهم في تطبيق حكم القانون في الخارج. وقد يؤدي هذا، بدوره، إلى تفسير السبب في أن الكثير من الأهداف الرئيسية التي حددها الرئيس أوباما في بيان رؤيته – السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتأمين جميع المواد النووية والاستجابة الدولية لمشكلة تغير المناخ – لا تزال بعيدة المنال حتى الآن. وعلى المدى البعيد، فإن الاكتراث بالحرية قد يؤدي إلى تشكيل عالم يمكن أن يتم فيه حل تلك المشكلات.

* خدمة «واشنطن بوست»

  

أنان يتعهد بإعادة السوريين إلى بيت الطاعة ما هو الوضع الميداني؟

غسان الإمام/الشرق الأوسط

أبريل (نيسان) شهر الأكاذيب. لا نهاية لأكاذيب هذا النظام. فهو يتنفس أكاذيب. تصريحاته وصحافته أكاذيب. وعوده والتزاماته أكاذيب. سلامه أكاذيب. حروبه محاطة بحرس من الأكاذيب.

نظام بشار يعوم على بحر من الأكاذيب. ما أصعب أن تعيش العمر كله على أوهام. وأضاليل. وأكاذيب. آخر الأكاذيب المتكررة نصر مزعوم بسحق الانتفاضة في المدن الثائرة. رسم بشار علامة النصر بأصبعيه. صدق العالم أكذوبة أبريل. حتى أوباما كفّ عن مطالبة بشار بالتنحي. بل حتى قادة الانتفاضة صدقوا أنهم هُزموا! الواقع أن النظام في غاية الإحراج: إن خالف عادته في الكذب. وصدق مع السمسار الدولي أنان. فسحب دباباته وشبيحته من المدن، فستجتاحها مرة أخرى مظاهرات الاحتجاج السلمية المطالبة برحيل بشار ونظامه الطائفي. إن كذب على أنان. وواصل القصف، فسيواجه الفخاخ التي سينصبها الثوار المسلحون بمهارة أكثر إتقانا. بعد مأساة بابا عمرو، كنت أول المعترضين على اعتصام المسلحين بين المدنيين في الأحياء والمدن. غباء كبير أن ينتظر مسلح ببندقية كلاشنيكوف مجيء جيش مسلح بدبابة. ومدفع. وصاروخ. وبرغبة لا إنسانية في الانتقام. والقتل. والتعذيب.

لعل المجازر التي ارتكبها جيش العائلة، وجيش الطائفة، كافية لإلهام القادة والضباط المنشقين بتغيير تكتيك المواجهة. بإتقان حرب الكر والفر. حرب الاستنزاف. حرب الأشباح. حرب المفاجآت السريعة والخفيفة لجيش مترهل بطيء الحركة. وحواجز سهل صيدها. العقيد رياض الأسعد الذي يقود مسلحيه من داخل تركيا ليس بالقائد الفعلي للجيش السوري الحر. معظم مقاتليه من المتطوعين المدنيين في ريف ومدن محافظة إدلب المجاورة. هذه المحافظة معقل تقليدي «للإخوان المسلمين»، منذ المذبحة التي تعرضوا لها في حماه وإدلب، قبل ثلاثين سنة.

أما الجيش السوري الحر، فمعظمه ثُلَل مسلحة مؤلفة من مجندي الخدمة العسكرية في الجيش النظامي. هؤلاء شهود على تصميم النظام على قتل مواطنيه. وكان انشقاقهم نتيجة لتغلب الحافز الوطني والإنساني لديهم، على واجب الانضباط العسكري. ما زال الانشقاق فرديا. لم يأخذ، بعد، طابعا جماعيا، ليحدث فراغا وخللا داخل فرق الجيش، وليؤدي في النهاية إلى شل قدرته على إسناد عسكر الكتائب العلوية التي تتحمل عبء المواجهة المسلحة ضد الانتفاضة، والتعامل الوحشي مع المدنيين المسالمين.

مع الأسف، لم تعرف القيادات السياسية للانتفاضة، والدول الشقيقة المانحة والمستعدة للتمويل، إلى الآن، كيف تضع وتنظم مخططا موحدا، لتشجيع انشقاق هؤلاء المجندين بالألوف وعشرات الألوف، بتأمينهم سلفا. وتقديم مرتبات شهرية ثابتة لهم. وضمان علاجهم. وحياة كريمة لأهاليهم، إن كتبت لهم الشهادة. أستغرب حقا هذه المتاهة العربية والدولية المحيرة حول تسليح الانتفاضة السورية. نعم، لا حاجة لتسليح المتطوعين المدنيين المتحزبين والمسيسين لصالح آيديولوجيات عنفية أو غير ديمقراطية. يكفي الرهان على تسليح عشرات ألوف المجندين المنشقين. فهم مستعدون للقتال، إذا ما تهيأت لهم الضمانات المذكورة. بالإضافة إلى كونهم في مقتبل العمر، ولم تتهيأ لهم الفرصة للتسيس والتحزب. وقد تعلموا الانضباط في الجيش. والأرجح، أنهم مستعدون لتسليم سلاحهم لجيش جديد، بعد سقوط النظام الحالي. هل يمكن فتح حوار سياسي بين قوى الانتفاضة والنظام، كما تقترح روسيا والوسيط الدولي أنان؟ من الصعب إجراء حوار بين معارضة وطنية ونظام أدمن قتل مواطنيه. لكن إذا رجّحت الدول العربية والوساطة الدولية الحوار، بعدما أجلست روسيا وإيران بشار على قدميه مرة أخرى، فيمكن الإقدام على تجربة الحوار، مع إيماني بقول شكسبير في مسرحية «ماكبث» بأن كل مياه البحار لا تكفي لغسل يدي حاكم طاغية. الحوار حول ماذا؟ إذا كان الحوار حول إقامة حكومة وفاقية. وانتخابات حرة. وأحزاب مستقلة. فهو حوار من قبيل إضاعة الوقت. لأن كل ذلك من المبادئ البديهية لأي ديمقراطية. الحوار الحقيقي المطلوب يجب أن يبدأ مباشرة حول فصل النظام عن الدولة، بإنهاء سيطرة الطائفة العلوية على الجيش العامل. وتطهير الأجهزة الأمنية من ضباط العيلة الحاكمة. وإصلاح الإدارة الحكومية بإقصاء الأطر الطائفية والحزبية الفاسدة. وإخضاع هذه الإدارة للمحاسبة. ولرقابة صحافة حرة. سوريا بحاجة إلى بناء جيش وطني جديد. لا بعث. لا إخوان. لا سوريين قوميين. لا شيوعيين، فيه. جيش مُحيّد سياسيا. وحزبيا. وفكريا. وخاضع لسلطة وزير مدني، في حكومة منبثقة من سلطة تشريعية منتخبة بحرية تامة.

سوريا بحاجة إلى أجهزة أمنية تسهر على الأمن الوطني. لا على أمن نظام حاكم قادر على ملئها بأقارب العيلة، من أبناء الأخوال والأعمام، ضباطا لإدارتها، وجلادين في أقبيتها.

الأجهزة الأمنية العربية ليست مزرعة لأنظمة البعث. الإخوان. فتح. حماس. الأجهزة الأمنية في الدولة الديمقراطية يتعاقب على إدارتها ساسة اليمين ووزراء اليسار، غير مخولين بفرض الولاء عليها لأحزابهم. ولاء الأجهزة أولا وأخيرا للشعب. للوطن. للقانون. لا شبيحة رديفة لأجهزة الشرطة والأمن. التحقيق والاعتقال محدد بأيام قليلة. فإما تسليم المتهم إلى القضاء. وإما الإفراج عنه فورا. مع تسليم المسجون إلى قضاة ذوي ضمير. لا إلى ذئاب في إهاب جلادين. فالبناء أولا للمدرسة وليس للسجون، كما في دولة بشارستان.

هل الساحر أنان قادر على إعادة السوريين إلى بيت الطاعة؟

فائدة الدبلوماسية تنصب عادة فوق الخريطة الميدانية والسياسية. مع تخوف تركيا. وانشغال أميركا أوباما، وفرنسا ساركوزي بالانتخابات الرئاسية. ومع عجز الشرطي الدولي (مجلس الأمن)، لم يبق «في الميدان غير حْديدان» كما يقول المثل الشعبي السوري. لم يبق أمام أنان سوى الاتكاء على العصا الروسية/ الصينية، لتأديب السوريين.

الصين مدمنة إلى حد الثمالة على نفط إيران سمسارة بشار الإقليمية. روسيا توبخ الأسد. لكن لا تستغني عنه. سلحت أجهزته الأمنية بأسلحة خاصة بقتال المدن. في مقدمتها بنادق متطورة للقناصة قادرة على قنص المدنيين السوريين، من ثقوب الأبواب والنوافذ، وعلى إطلاق رصاصتين على سمير جعجع من مسافة أربعة كيلومترات. جعجع محظوظ. نجا من الاغتيال في باحة منزله في معقله الجبلي (معراب) في مرتفعات لبنان. ما أشبه تركيا أردوغان بالزوج الذي اختُطفت امرأته. ورسم الخاطفون له خطا أحمر لا يتجاوزه. عندما عادت المرأة من الاغتصاب، وبخت الرجل على عدم «التدخل» لإنقاذها. صرح الزوج أمام الصحافيين بأنه تجاوز الخط الأحمر مرات ومرات، نكاية بالخاطفين. أحرق الشبيحة أطنان الأدوية والغذاء التي سلمها الصليب الأحمر الدولي للهلال الأحمر السوري، كإغاثة إنسانية لعشرات ألوف السوريين المهاجرين والنازحين، فيما كان مدير الصليب الدولي يحظى بلقاء البليد الوليد بن «المعلم». سوريا المحترقة. الجائعة. الجريحة. اللاجئة. النازحة. المنهوبة، تنتظر مراقبي أنان الدوليين، للفصل بينها وبين قوات أتيلا وجنكيز خان. ثم ماذا؟ آه. أنان مصمم على جمعها مع بشار، على مائدة المصالحة والسلام. اليوم (الثلاثاء) العاشر من أكاذيب أبريل. انتهى العد التنازلي لساعة الصفر. ساعة الفضيحة بالالتزام بشروط الوساطة: الانسحاب من المدن. تمرير الطعام للمحتاجين. الإفراج عن المعتقلين... اليوم عاد وكأن شيئا لم يكن، وبراءة الأولاد في عينيه.

 

تخويف دول المنطقة من دعم السوريين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

من مفارقات الأزمة السورية أن التحذيرات توجه للدول التي تطالب بدعم الشعب السوري، في وقت لم يفعل أحد شيئا لوقف الدول التي تدعم قوات النظام المسلحة حديثا حتى أسنانها، والتي تباشر بصفة يومية عمليات التدمير دون مبالاة لأي عقوبات دولية أو تحرك يواجهها. وبدل أن تتحول النشاطات الدبلوماسية نحو محاصرة النظام السوري، كما حدث مع الليبي وقبله العراقي وقبله الصربي، صار التوجه هو العكس! تحولت سوريا وحلفاؤها إلى خطوة جديدة هدفها تخويف وملاحقة الدول المتعاطفة مع الشعب السوري، مثل تركيا والسعودية وقطر، تحذرها من تسليح المعارضة. في حين أننا نرى أن سلاح المعارضة المستخدم في حرب الأحياء والشوارع مجرد بنادق وأسلحة بسيطة، إلا بعض أسلحة محدودة كسبها الثوار من أحد مخازن السلاح قبل أكثر من شهرين، وما يكسبونه أيضا من أسلحة مع جنود النظام الذين يهجمون على الأحياء، لكن غالبا يقاتل الجنود بذخيرة محدودة، حيث يخشى الجيش انشقاق جنوده أو استيلاء الثوار على الأسلحة.

إن من يقاتل النظام السوري اليوم في حمص وحماه وريف دمشق ودرعا وغيرها من مناطق المواجهات جميعهم سوريون من أهالي هذه المناطق، ومن أبناء الأحياء. والحق أنهم بالأسلحة المحدودة هزوا أكبر قوة عسكرية أمنية عربية. التحول الجديد في المعركة أن النظام صار يتعمد رفع الثمن غاليا بعمليات التدمير والقتل الوحشية اليومية. قلب المعادلة التي كانت تهدف دوليا إلى إحراج النظام السوري ودفعه لعمليات إصلاحات سياسية واسعة إلى معادلة إحراج المجتمع الدولي، فالنظام يدمر أكثر ويقتل بشكل أبشع؛ حتى يختصر المجتمع الدولي مطالبه بإنهاء المأساة الإنسانية للمدنيين في سوريا!

كيف يمكن لدول المنطقة، والدول المهتمة بما يحدث، إنهاء وحشية النظام التي ندرك أنها ستستمر حتى لو قيض للثورة أن تتوقف؟ تزويد الناس بالسلاح ضرورة للجم آلة النظام المتوحشة وليس من خلال المبادرات السياسية، لأنه لن يتوقف أبدا قبل أن يمحو مناطق كاملة والمزيد من عشرات آلاف القتلى. ومن دون زيادة الضغط على النظام داخليا لن يقدم تنازلات حقيقية، وبالتالي سينتهي المبعوث الدولي بالمطالبة في الأخير بضمانات بألا يقوم متظاهرون بإطلاق النار، وسيسمح لقوات النظام بالاستيلاء التام على كل المدن والقرى المنتفضة. وفي الأخير نحن ندرك أنه سيضع بضعة أسماء من المعارضة المزورة ليدعي أنها قبلت بالمشاركة في حكومة وطنية، وهي المسرحية التي تطبقها معه السلطات الإيرانية والروسية.ولهذا لن تتوقف الثورة ولن تتوقف الحرب، ولا يوجد من سبيل لوقف عنف النظام إلا بدعم المواطن السوري الذي يدافع عن أولاده وبيته وحيه. من دون هذا الدعم سيستمر شلال الدم وستستمر قوات النظام في القتل، والقتل الرسمي، كما نراه الآن، ليس هدفه فقط التخلص من الثوار، أو ما يسميهم بالمسلحين، بل هدفه الأهم إعادة تثبيت الرعب في نفوس الشعب، الرعب هو أسلوب الحكم في جمهورية الخوف السورية. وأنا متأكد أن الشعب السوري لن يقبل العودة للوراء، فأربعون عاما من حكم نظام بوليسي يتحكم في تفاصيل حياة المواطن من خلال أجهزة المخابرات، ويسوم الناس الذل والعذاب، لا يمكن أن يقبلوا بعودته، بغض النظر عمن يجلس على كرسي الحكم في دمشق. الدول القليلة التي تساند الشعب السوري في محنته أمامها خيارات قليلة صعبة. إما أن تمتنع ويذبح النظام شعبه، وبعدها سيصبح غولا إقليميا أخطر من ذي قبل، أو أن تنتظر قرارا دوليا يمنحها حق الدعم المباشر، أو دعم القوى السورية شعبيا وتعديل ميزان القوة، وبالتالي فرض الإصلاح السياسي العادل أو تغيير النظام برمته بأيد سورية فقط.

 

أحدث " إنجازات" سليم الحص

يقال نت/أشار عضو منبر "الوحدة الوطنية" بشير العمري، الى أن "الأمانة العام للمنبر، الذي يرأسه الرئيس سليم الحص اتخذت قرارا بفصله من المنبر على خلفية نشره مقالا تحت عنوان "ودمع لا يكفكف يا دمشق" في صحيفة "النهار بتاريخ 18 آذار الفائت، عبر فيه عن موقفه من دولة شقيقة (سوريا)، بما يتعارض مع مواقف المنبر".

وسأل في بيان أمس، "هل يوجد من يصدق في لبنان والعالم العربي، أن الرئيس الحص قد انقلب على نفسه وديموقراطيته، من أجل أن يخيرني بين كسر قلمي مقابل احتفاظي بعضوية المنبر؟"، لافتا الى أنه "وعد الحص بعدم التعرض لشخص "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

وكانت  الأمانة العامة لـ«المنبر الوطني»  قد أعلنت، في وقت سابق، وعلى إثر جلسة عقدتها ، فصل العمري، وذلك على خلفية نشر مقالة له في صحيفة «النهار» في 18/3/2012 خالف فيها، بحسب الأمانة العامة للمنبر، تعهداته السابقة بالالتزام بعدم نشر مقالاته مقابل بقائه في عضوية المنبر، واستند في مقالته إلى أحداث وأقوال للأمين العام فحرفها في الزمان والمضمون، كما ربطها بمفهومه وتوجهاته السياسية الخاصة المغايرة لتوجهات المنبر. كما أعلن مواقف تجاه دولة شقيقة ونظامها بما يتعارض كلياً وموقف المنبر وأمينه العام.

نص المقال

وفي ما يأتي نص المقال :

فيما تتصاعد ثورة الشعب السوري، في سبيل حريته وكرامته الوطنية، وتتحول مدنه وقراه ما يشبه المسالخ وأقبية التعذيب على ايدي عناصر النظام البعثي الديكتاتوري، حضرتني طرفة يمكن أن تنطبق عليها مقولة: "شر البلية ما يضحك"، ذكرها الرئيس سليم الحص اثر عودته من زيارة فاشلة لدمشق، حمل معه فيها الى الرئيس بشار الاسد صرخات اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ومعاناتهم. اروي تلك الطرفة – البلية بأسلوبي الخاص مع الحرص على مضمونها، اذ... قال الرئيس الحص:

في أول زيارة لي لدمشق بعد تولي الرئيس بشار الاسد سدة الحكم، استبقاني سيادته الى مائدة الغداء، وقد عمرت بشتى انواع اللحوم. وحيث اني، كما تعرفون، اعتمد في غذائي على الأطعمة النباتية، اعتذرت لسيادته طالباً رفع اطباق اللحوم من امامي والابقاء على النباتيات. ثم تأتي زيارتي الثانية لدمشق ويستبقيني الرئيس الاسد الى الغداء. دخلنا غرفة الطعام وفوجئت بخلو المائدة تماما من اللحوم. ارتسمت على وجهي ابتسامة شكر خجولة، ما حدا سيادته الى مبادرتي بالقول: ما زلت اذكر غداءك في الزيارة السابقة، ولذلك ترى أن اللحوم غابت كليا عن المائدة. هنا سألته باستغراب: لكن ماذا ستأكل انت؟ فأجابني ضاحكا: سآكل مما تأكل. عندها قفزت النكتة الى طرف لساني فقلت ممازحا: للمرة الاولى في حياتي ارى اسدا لا يأكل اللحوم!" انتهى مضمون كلام دولة الرئيس الحص.

حقا ان "شر البلية ما يضحك"، باستثناء بلية الشعب السوري الشقيق، فهي تدمي القلوب وتحرق الجفون، بعدما تقطعت وتناثرت اشلاء الاطفال لتعمر بها موائد النظام. فهل بعد كل ما يجري من مجازر في حق "حمزات الخطيب" الابرياء، ما برح دولة الرئيس الحص، وهو ضمير لبنان والعرب، مبقياً على اعتقاد بأن في الدنيا اسداً لا يأكل اللحم؟ رحم الله أمير الشعراء احمد شوقي وهو القائل:

سلام من صبا بردى أرق

ودمع لا يكفكف يا دمشق

ويقول في مكان آخر من القصيدة عينها:

وللحرية الحمراء بابُ

بكل يد مضرجة يدقّ

اذاً، هي دمشق ما في ذلك شك... هي دمشق العروبة، محط الأنظار ومحطة الانتظار،

ما في ذلك ادنى ريب... هي دمشق التي دقت ابواب الحرية الحمراء بأيدي شيبها وشبابها المضرجة بدماء العزة والكرامة اثناء عهود الاحتلال والانتداب... هي دمشق "خالد العظمة" نفسها التي ترزح اليوم تحت نير التحالف الاستراتيجي مع ايران. وهي ايران نفسها التي تحالفت مع العدو الاسرائيلي في الحرب على العراق بين عامي 1980 و1988 (فضيحة ايران – غيت)! بل هي ايران عينها التي تهدد منذ 1979 بتدمير اسرائيل دون سقوط صاروخ واحد على تل ابيب! وهي ايران ذاتها التي تحالفت مع اميركا في الحرب الثانية على العراق وقبلها الحرب على افغانستان. وهي اميركا نفسها التي تنسّق مع اسرائيل في اللعب على حبال دول الخليج العربي خصوصا والأمة العربية عموما، وتساعدان ايران في الظلام على امتلاك القنبلة النووية المذهبية. اميركا واسرائيل وايران عدو العرب اللدود الحقيقي وليس اي دول اخرى في العالم. وهذه الدول الثلاث كانت وراء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي قضى بترحيل سلاح "حزب الله" من الحدود مع العدو الاسرائيلي الى العاصمة والمناطق في الداخل وصولا حتى طرابلس والشمال. وهذه الدول تسعى الى اثارة الفتن المذهبية بين شعوب الامة العربية تنفيذا لمشروع الشرق الاوسط الجديد الرامي الى تفتيت المنطقة الى دويلات متناحرة لا تغني ولا تسمن من جوع، مما يؤدي حتما الى تصفية القضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية الاولى.

اذا، هي دمشق ما في ذلك شك... عاصمة العروبة بثوارها وإحرارها تقف اليوم بلا حول ولا قوة الى ان يأتيها من السماء والطارق "امرا كان مفعولا" فيما دماء الاطفال في حمص وحماة وادلب ودرعا وغيرها، تتحول خموراً تحفل بها موائد قادة التحالف الاستراتيجي، وشراباً كان مزاجه قهرا ودموعاً ونجيعاً.

 

الراعي ترأس القداس التقليدي على نية فرنسا وأولم لضيوفه: نتمنى ان يحمل بلدينا مشعل الأمل الذي يضيء الدروب باتجاه الوحدة والسلام

المستقبل المفتوح من خلال القيامة يجب ان يكون مستقبل التسامح والتناغم

من التناقض فصل الناس وفق الديانات او العرق كما هو حاصل اليوم في الشرق الاوسط

نتمنى ان تقود الثورات الى حرية الشعوب وديمقراطيتها بشكل حقيقي

بييتون: ستبقى الصداقة بين بلدينا على حالها من دون أي اهتزاز

مسيحيو الشرق قلقون لكن يعلمون أن ضمانة وجودهم الحوار وإنشاء الديمقراطية

 وطنية - بكركي - 9/4/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، القداس السنوي التقليدي الذي يقام على نية فرنسا يوم اثنين الفصح، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، في حضور السفير الفرنسي دوني بييتون واركان السفارة، النائب فريد الياس الخازن، الوزير السابق ميشال ادة، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور انطوان صفير وفاعليات سياسية واجتماعية فرنسية ولبنانية.  بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في أيدي أناس خطأة، ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم". وجاء فيها:

"هذا التأكيد لسيدنا يسوع المسيح يظهر لنا ما قاله لتلاميذه ان "احدا لا يمكنه ان ينزع منه الحياة، وإنما هو وحده يقدمها بكامل إرادته" لقد أسلم نفسه للموت، رافضا دفاع بطرس عنه في بستان الزيتون في وجه من أراد توقيف معلمه، فحتمية ان يتألم المسيح ليدخل مجد الله كانت ضرورة داخلية تحكم بها حبه وارادته في ان يتضامن مع معاناة الانسان الى ان يخلصهم من الخطيئة من جهة، ويحارب الشر حتى آخر قطرة من دمه ليخلصنا من جهة اخرى. ويدخل الانسانية المتجددة والمخلصة الى مجد الله.

نحن سعداء اليوم للحفاظ على هذا التقليد الجميل بتقديم القداس الالهي يوم اثنين الفصح على نية فرنسا، شعبا وحكومة، ونتوسل نعم يسوع المسيح الالهية القائم من بين الاموات لاجل هذه الامة الفرنسية النبيلة لان يمنحها السلام والازدهار والنجاح في كل الجهود التي تبذلها لاجل خير الفرنسيين وكل كائن على الارض، ونتمنى ايضا ان يكون هذا القداس الالهي فعل نعم نقدمها للخالق معكم سعادة السفير ومع معاونيكم في نهاية مهمتكم الدبلوماسية في لبنان. وبخالص الشكر نتمنى لكم النجاح الدائم في مهمتكم الجديدة في وزارة الخارجية في ال"كي دورسي".

كذلك أذكر في صلواتي على مذبح الخالق ثمار زيارتي الرسمية التي قمت بها الى فرنسا كبطريرك جديد للكنيسةالمارونية بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي، وأشكر مرة جديدة فرنسا ورئيسها العزيز على هذه الدعوة الموجهة وفقا للتقليد المتبع والقاضي بان تكون اول زيارة لبطريرك ماروني الى فرنسا بعد زيارته للكرسي الرسولي مباشرة. وأجدد تقديري للرئيس نيكولا ساركوزي لتكريمي ومنحي وسام الشرف برتبة الصليب الاكبر. وأشكركم سعادة السفير على مرافقتكم لنا في هذه الزيارة وعلى كل ما بذلتموه في سبيل إنجاحها.

لقد ألقى القديس بولس اول اللاهوتيين في المسيحية الضوء على سر القيامة، فأعطى للمسيح اسم آدام الجديد الذي من خلاله سيعرف الخلق ظروفا جديدة في الحياة ويقول ان الناس تورطوا في الخطيئة مع آدم الاول، ولكن كما دخلت الخطيئة العالم مع آدم الاول، فان النعم فاضت في هذا العالم مع آدم الجديد وهو المسيح الذي استحقها بموته وقيامته. والنتيجة الثانية هي ان المسيح، وبصليبه، تغلب على الحقد والبغض، وصالح مع الله الشعبين اليهودي والوثني اللذين تحولا الى جسم واحد، وأعلن السلام للبعيدين والقريبين. ومن خلاله نعود للآب بعضنا بعضا بروح واحدة. وهذا دليل على ان انقسام الانسانية يعود الى ماضيها وما هو الا ثمار الخطيئة. والمستقبل المفتوح من خلال القيامة يجب ان يكون مستقبل التسامح والوحدة والتناغم والسلام. وبالقيامة دحرج الحجر الثقيل لباب القبر الذي كان فارغا، ومعه تدحرج حجر القدر الاعمى الذي كان يثقل صدر الانسانية والذي منحها باختفائه روحا جديدة.

وعليه، فاننا بهذا الايمان بالمستقبل الذي لا يتزعزع، علينا ان نواجه تفتت العالم الذي نشهده اليوم، وبنوع خاص منطقة الشرق الاوسط، واذا كان الناس جميعهم من طينة واحدة، عليهم ان يعيشوا سويا ويتعاونوا لما فيه خيرهم جميعا. ويكون من التناقض ان يتم فصلهم وفق الديانات، او العرق او حتى المذاهب كما هو حاصل اليوم في الشرق الاوسط. واذا كانت هذه المجموعات البشرية المنتمية الى مذاهب عدة عاجزة عن صقل قدر مشترك او إيجاد مصالح مشتركة، فهذا يعني ان ما من حياة تستأهل ان تستمر على ارضنا، لهذا فان انفجار الشرق او اي منطقة اخرى في العالم يشكل خطرا على مستقبل الانسانية. في المقابل، فان اي تقارب بين الطوائف داخل المجتمعات الواحدة الانسانية والسياسية، يشكل فرصة لهذه الانسانية من اجل مستقبل مشترك.

في مواجهة كل هذه المخاطر التي تهدد العالم وكل الفرص التي بإمكان هذا العالم التقاطها، لا أحد يمكنه ان يبقى واقفا مكتوف الايدي او مظهرا لروح انهزامية او غير مبال، وعلى العكس فان عيد الفصح يدعونا الى تجديد إيماننا بالله، بأنفسنا وبقدراتنا الروحية، سواء على الصعيد الفردي او على الصعيد الجماعي او الاممي".

وتوجه الى السفير الفرنسي بالقول: "نحن نعلم ان فرنسا بجذورها الروحية وقيمها الانسانية تمثل رمزا لتطور الانسانية، ولبناننا ايضا بني على مر تاريخه على نجاح مشروع مجتمع واحد ومتعدد، نتمنى ان يحمل بلدينا لخدمة الانسانية مشعل الأمل الذي يضيء الدروب باتجاه الوحدة والسلام. وبهذه الروح نصلي اليوم على نية فرنسا التي ساندت لبنان من خلال صداقتها التاريخية لكي تبقى بلد الانسان الذي يخدم الانسانية والمنفتح على كل آفاق الحضارة وجمال الله اللامتناهي الجذاب".

غداء

وبعد القداس استضاف الراعي بييتون وأركان السفارة الفرنسية الى مائدة الغداء، والقى كلمة رحب فيها بهم وتمنى "ان توظف فرنسا قدراتها لمساعدة شعوب المنطقة على المضي قدما باتجاه التطور وتبديد مخاوفها وتثبيت العيش المشترك فيها".

وقال الراعي: "انه لفرح كبير بالنسبة لنا في هذا اليوم المبارك يوم اثنين الفصح، ان نحتفل بالتقليد السنوي لتقديم القداس الالهي على نية فرنسا والمشاركة في وليمة الصداقة هذه التي تربط منذ نحو الف عام بين امتكم العظيمة والجماعة المارونية الممثلة بالبطريركية، وعلى مر العصور تجلت هذه الصداقة نفسها في خدمة جميع اللبنانيين المفتونين بالحرية والملتزمين بالعيش المشترك المصنف على انه كنز الحضارة الانسانية ووعد وحدة بالنسبة للعالم.

وبالنظر الى لبنان العزيز علينا سوية والذي شكل اول كيان في الشرق تأسس على فكرة المجتمع المدني المنفتح على كل الحضارات الدينية من دون تفرقة، أود التذكير انه بعد ثماني سنوات من اليوم سوف نحتفل بالعيد المئوي الاول لاعلان هذا البلد دولة مستقلة ذات سيادة، وهذا الحدث مهم جدا بالنظر الى ربيع عربي حقيقي في هذا الشرق الاوسط، وهذا الاعلان الذي تم في 20ايلول 1920 من على شرفة قصر الصنوبر في بيروت يذكر بالدور الكبير والهام الذي لعبه بطريركنا الياس الحويك الذي ترأس في مؤتمر السلام في فرساي في العام 1919 الوفد اللبناني المؤلف من ممثلين عن كل الجماعات في لبنان لاعلان حق لبنان بالاستقلال، ويذكر بخاصة بالدور الحاسم لجورج كليمنصو الذي ساهم بشكل فعال بتحقيق اغلى حلم على قلب اللبناني وتحويله الى حقيقة من خلال دعم بلاده وحبها الكبير للبنان".

أضاف: "لكن على المستوى الاوسع لتاريخ الحضارات، فان اعلان لبنان الكبير هذا ارتدى اهمية تجاوزت الحدث بحد ذاته لترسم ماضي ومستقبل منطقة الشرق الاوسط بكاملها، ذلك ان وجود هذه الدولة ومن ثم اعلان دستورها في العام 1926، وهي الاولى في بلد عربي ادخل الى هذه المنطقة من العالم فكرة الحرية بكل ابعادها، فكرة المواطنية، كذلك فكرة مشاركة كل الجماعات في ادارة الشأن العام، التجربة كانت فريدة حتى ولو ان اللبنانيين سجلوا ازاءها نجاحات غير مكتملة.

فبذرة التطور رميت في الارض لكي تختفي وتعطي ثمارها تدريجيا، بعض علماء السياسة تصوروا لبنان وبشكل خاطىء انه خطأ تاريخي، وذلك بسبب ميزاته الاستثنائية وسط جيرانه، فلقد اخطأوا ليس فقط بالنسبة لمستقبلها ذلك ان المشروع اللبناني لا يجب ان يدل على انه واقع معزول وسط البلدان المجاورة، وانما كوعد بالتقدم بالنسبة لهذه الدول نفسها ولشعوبها ايضا.

وفي ما يتعلق بهذا المستقبل الذي يهمنا جميعا، لا بد من ان اذكر مجمع سينودس المطارنة الخاص بالشرق الاوسط الذي انعقد في روما في شهر تشرين الاول في العام 2010 والذي شارك فيه جميع كهنتنا في المنطقة بحضور قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والمشاركة الفعالة للهيئات الفاتيكانية. والفكرتان القويتان اللتان تم طرحهما ومناقشتهما بقوة، كانتا المواطنة ومستقبلها في الشرق الاوسط وحرية الضمير والوعي كعنصر تقدم بالنسبة لهذه الشعوب. ولقد فرحنا كلبنانيين برؤية قيمنا الوطنية الخاصة تتحول الى ضرورات لتقدم جيراننا ومستقبلهم ولم يعد لبنان بالنسبة لاي كان عالة أو مشكوكا في مستقبله، ولم يعد كذلك بلدا مثاليا جدا ليكون ممكنا على ارض الواقع، ولكنه اصبح السباق في التقدم الذي تحلم به وتتمناه شعوب المنطقة، تماما كالسنونوة التي، لو لم يكن بامكانها صنع الربيع وحدها، انما يمكنها اعلانه على الاقل، وفي الواقع بعد مرور اشهر على عودتنا من روما، كانت احداث هامة في بعض دول المنطقة ادت الى نشوء ما سيطلق عليه تسمية الربيع العربي في ما بعد".

وتابع: "لكن في خلال زيارتي لفرنسا في ايلول 2011، تساءلت مع فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين الى اين يذهب هذا الشرق وسط كل ما يحدث، بدءا من احداث العراق التي اضعفت مواطنية المسيحيين وصولا الى الثورات التي هي، في جزء منها، دموية في المنطقة العربية، ونحن متحمسون للفرص الجديدة للحرية في هذا العالم وقلقون ان تقود الامور الى نزاعات غير متوقعة على صعيد الحقوق الاساسية للاشخاص والجماعات، لذلك تمنينا ان تقود هذه الثورات الى حرية هذه الشعوب وديمقراطيتها بشكل حقيقي للتعويض عن الالام والتضحيات. ونود ان توظف فرنسا قدراتها لمساعدة هذه المنطقة والمضي قدما باتجاه التطور، كذلك فان قلقنا هو قلق كل شخص طامح الى التقدم المستدام، وبهذه الروح نحن على ثقة ان فرنسا ستظل كما كانت دائما الى جانبنا وان تقدم مساعدتها لشعوب المنطقة بهدف تبديد مخاوفها وتثبيت العيش المشترك فيها".

وتوجه الى بييتون قائلا: "بفضل شخصكم النبيل ومهمتكم الناجحة بامتياز في لبنان باسم فرنسا، نؤكد مع جميع اللبنانيين محبتنا لبلدكم، واليوم مع انتهاء مهامكم الدبلوماسية بنجاح نتقدم منكم بالشكر الكبير متمنين لكم كل نجاح في مهمتكم الجديدة في الكي دورسي. وتبقى صداقة فرنسا للبنان ثابتة ثمينة وكنزا نحافظ عليه سوية الى ما لا نهاية، واشرب نخب الصداقة الفرنسية المارونية والمارونية اللبنانية من اجل ان تحيا فرنسا ويحيا لبنان".

بييتون

بدوره القى بييتون كلمة شكر في مستهلها الراعي على الاستقبال، وأعرب عن تأثره وفخره بوجوده "مجددا- للمرة الأخيرة بالنسبة الي- في هذا الصرح مقر البطريركية المارونية لأنطاكيا وسائر المشرق، لمناسبة الاحتفال بعيد الفصح المسيحي".

وقال: "بالنسبة الى معاوني جميعهم والي أنا شخصيا، انه لمن دواعي السرور العظيم والفخر الكبير أن أتواجد الى جانبكم في هذه المناسبة الرسمية والودية في آن معا، التي تجمعنا في كل عام. لم يتمكن أي عائق من الحؤول دون هذا اللقاء، ولا حتى الحرب، على الرغم من مخاطر التنقل في أحلك الساعات التي عصفت بتاريخ لبنان. ذلك أن حضورنا الى بكركي يشكل مناسبة لاستمرار العلاقة الأخوية والفريدة التي تجمع منذ قرون عديدة ما بين بلدنا والمقر البطريركي، لا بل بين بلدنا وجميع اللبنانيين. قبل بضعة أسابيع من مغادرتي لبنان، أنا سعيد لأنه بامكاني أن أؤكد لكم شخصيا الى أي درجة شعرت، في علاقاتي مع اللبنانيين من جميع الطوائف، بمدى التزام الطائفة المارونية الكريمة تجاه تمتين الروابط التي تجمع ما بين لبنان وفرنسا.

وأنتم اذ تقيمون القداس الالهي مرة أخرى على نية بلدنا، تقدمون لنا شهادة على ذلك تؤثر فينا في الصميم، وتساهمون في بناء مستقبل العلاقات بين بلدينا.

على نحو أشمل اليوم، انني أمثل جميع السلطات في بلدنا، وفي طليعتها رئيس الجمهورية السيد نيكولا ساركوزي، الذي كان سعيدا باستقبالكم في باريس، وجميعها تود أن تعبر لكم، في هذه الفترة الحافلة بالاضطرابات والهموم، عن وفائها وصداقتها التي لا تتزعزع".

أضاف: "في غضون بضعة أسابيع، ستتم دعوة الشعب الفرنسي الى انتخاب رئيس ومن ثم برلمان جديد. نحن نعلم مسبقا أنه بغض النظر عن النتائج، سيبقى هذا الوفاء وهذه الصداقة على حالهما من دون أي اهتزاز. ذلك أن علاقاتنا مع لبنان ومع مسيحيي الشرق لم تضعف يوما على الاطلاق، مهما حصل من تداول في السلطة السياسية.

وتابع متوجها الى الراعي: "لا شك في أنكم تعلمون أن تعاوننا يشمل مجالات متعددة، منها السياسي والاقتصادي والثقافي. وقبل كل شيء، تفخر فرنسا بالتعاون القائم في مجال التعليم، الذي تساهم فيه الطائفة المارونية الكريمة مساهمة فاعلة، وينبغي التذكير بأنها ما زالت الوسيط الأساسي لاشعاع اللغة والثقافة الفرنسية في لبنان والمنطقة. هذه اللغة وهذه الثقافة المتجذرتان بعمق في المجتمع اللبناني تجمعان في ما بيننا وتفتحان أمام الشباب، مهما تنوعت أصولهم وظروفهم، آفاقا واسعة على المستويين الفكري والمهني. لقد سنحت لي شخصيا فرصة التحقق من ذلك الى أبعد الحدود منذ بضعة أسابيع لدى زيارتي المدرسة الوطنية المارونية في بعلبك، حيث خصني المونسنيور سمعان عطالله باستقبال حار للغاية. لهذا السبب أود أن أعبر لكم كما في العام الفائت عن تمسكنا العميق بهذا التعاون التربوي وعن رغبتنا في تعزيزه. ومن خلال الفرنكوفونية، نحن نشاطر كنيستكم مجموعة من القيم الكونية، ألا وهي السلام والتسامح والتنوع ومفهوم قوي للغاية هو مفهوم الأخوة الذي يتشارك فيه الايمان المسيحي والجمهورية الفرنسية، عنيت بذلك الأخوة المتطلبة التي تقضي بالدفاع بكل شغف عن حقوق الآخرين وكرامتهم.

وأنا أعلم أن هذه القيم هي في صميم التعليم الذي تؤمنه المدارس والمعاهد التي ترعونها والتي تؤدي دورا أساسيا في اعداد النخب اللبنانية. وهي القيم نفسها التي تعمل ديبلوماسيتنا على تجسيدها من دون كلل أو ملل".أضاف: "منذ الاحتفال بعيد الفصح في العام الماضي حدثت تطورات سياسية تهدد رسالة السلام والتسامح هذه. الوضع في سوريا مأساوي وهو يقلقنا جميعا. العنف يولد العنف وكل يوم يتم انتهاك حقوق الانسان. يحتفل عيد الفصح بذكرى قيامة المسيح بعد ثلاثة أيام من آلامه. انه عيد الأمل والتجدد، بعد المعاناة والألم. من جهتنا، ينبغي علينا ألا نكف عن الأمل بأن تستكين الآلام التي يتكبدها شعب سوريا. اليوم، ثمة الآلاف من العائلات التي تعيش في حزن وأسى، سواء لأنها تركت كل شيء وراءها للهرب من العنف واللجوء الى الجانب الاخر من الحدود أو لأنها شاهدت بعضا من أقاربها معذبين ومتألمين بسبب القمع الوحشي. في خضم هذه المأساة، تسمع فرنسا صوت مسيحيي الشرق. إنهم قلقون. إنهم قلقون حيال احترام هويتهم. إنهم قلقون حيال حرية ممارسة ديانتهم. إنهم قلقون حيال استمرار وجودهم في هذه المنطقة التي كانت دوما منطقتهم. إنهم قلقون ولكنهم يعلمون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة لاستمرار وجودهم تتمثل أولا بالحوار وبالتفاهم المتبادل بين الطوائف كافة وبإنشاء الديمقراطية ودولة القانون التي تضمن عدم ذهاب الأقليات ضحية قمع الأغلبية. فمن يصدق أن النظام الديكتاتوري يضمن حماية حقوق الأقليات أكثر من دولة القانون؟ إنهم قلقون، لكنهم يعلمون بأنه يجب ألا يضحوا بالديمقراطية باسم الاستقرار، فمن دون الديمقراطية استحال الاستقرار. في هذه الأوقات حيث يسمع صوت الشعوب، إنهم يعلمون بأن باستطاعتهم إسماع صوتهم من خلال لجم موجة العنف والمشاركة في الحياة السياسية، متحررين من قيود الأوتوقراطية".

وتابع: "تأكد يا صاحب الغبطة بأن فرنسا لن تألو جهدا في سبيل مساعدتهم في ذلك، لأننا مقتنعون بأن للمسيحيين في هذه المنطقة مكانتهم وعليهم تحديد أطرها. صدق وزير خارجية فرنسا، ألين جوبيه، عندما قال بأن نفي المسيحيين يعني إفقار مجتمعات الشرق الأوسط. يسعدني أن يكون لبنان، بمكوناته كافة، حريصا على وحدته في وجه الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، على الرغم من الأعمال الجبانة الهادفة الى تقويضها. بعد محاولة اغتيال سمير جعجع، على المسؤولين السياسيين اللبنانيين أن يتحلوا بحس التضامن والتهدئة وأن يحموا لبنان من كل محاولات زعزعة استقراره. في هذا الاطار، ان دور الجيش الذي يؤمن حماية السلم الأهلي والاستقرار هو دور أساسي. إن فرنسا مقتنعة بأن في هذه المنطقة التي تبحث لنفسها عن مثال، لبنان مؤهل أن يجسد نموذج مجتمع مرتكز على ميثاق وطني قوامه التعايش والحوار. على مسيحيي لبنان واجب رفع رسالة السلام في وجه التوترات التي تظهر بين الحين والآخر وكذلك واجب تعزيز قيم المواطنة التي تفترضها الحداثة السياسية، مثل العلمانية.

إن نموذج "الدولة المدنية" هذا، الذي تدافعون عنه والذي يتجسد في الفصل بين الدين والدولة، يمثل الحل الأفضل لمنطقة الشرق الأوسط.

هذا مطلب قوي، خصوصا لدى الشباب، الذي يريد أن يسيطر على مستقبله وأن يوفق بين الانفتاح الشخصي والجماعي.

مثل شعوب العالم كافة، يصبو اللبنانيون إلى حياة طبيعية، وإلى مؤسسات مستقرة وإلى الازدهار السياسي. إنني مقتنع بأن الطائفة المارونية، التي تزخر بمواهب أبنائها وبناتها والتي تتمتع بدينامية وانفتاح، سوف تساهم في ذلك". وقال: "حتى في الداخل اللبناني تغير الوضع كثيرا منذ الاحتفال بعيد الفصح في السنة الماضية. لقد تم تشكيل حكومة برهنت عن إرادتها التعاون مع الأسرة الدولية.

كما تعلمون يا صاحب الغبطة إن فرنسا تقف دوما إلى جانب لبنان، ومؤسساته وحكومته الشرعية. العلاقة المميزة التي تربط بلدينا هي علاقة حية، وعلاقة ثقة، وعلاقة صداقة مثمرة نعتني بها. وكانت الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا ناجحة في هذا الإطار. اليوم أكثر من أي وقت مضى، صوتكم يا صاحب الغبطة مهم لتوجيه رسالة ليس فقط إلى السلطات العامة إنما إلى مجمل اللبنانيين، بهدف تعزيز مفهوم المصلحة العامة وهو مفهوم جد مهم في الديمقراطية وجد أساسي لازدهارها. بعيدا عن الحدود الطائفية والانشقاقات السياسية التي غالبا ما ولسوء الحظ تشل حسن سير عمل المؤسسات، يشاطر هذه الرسالة كل النساء والرجال ذوي النية الحسنة، في لبنان وفي كل أرجاء العالم، الذين يريدون أن يتمكن هذا البلد من بناء دولة فعالة في خدمة المواطنين. فقط من خلال ذلك يمكن للبنان أن يستمر بتحصيل منافع الاستقرار. فقط من خلال ذلك يمكن للشباب الطموح الذي لطالما اضطر إلى الهجرة لاستثمار طاقاته، سيتمكن أخيرا من وضع ديناميته ومواهبه في خدمة تنمية البلاد". وختم بييتون: "أكرر امتناني للصلوات التي رفعتموها لنية فرنسا وسلطاتها، وأعبر عن بالغ تقديري لشخص البطريرك وللمطارنة الذين يحيطون به، لإشعاع الكنيسة المارونية، ولازدهار وسعادة الطائفة المارونية واللبنانيين جميعا. أرفع كأسي نخب الصداقة التي تربط بين فرنسا والطائفة المارونية ونخب الصداقة التي تربط بين فرنسا ولبنان".

استقبالات

وكان الراعي قد استقبل وفود المهنئين لمناسبة عيد الفصح، في الصرح البطريركي، ومن بينهم: النائب فريد الياس الخازن الذي تمنى للبطريرك "كل التوفيق في مهمته في الكنيسة المارونية"، معتبرا "ان ثمارها بدأت تظهر منذ اليوم الاول لانتخابه بطريركا سواء على مستوى الكنيسة من خلال التجديد في اداراتها او على مستوى المصالحة المسيحية- المسيحية التي أطلقها، وعلى مستوى الإنفتاح على الجميع من دون استثناء في لبنان وفي الخارج".

بدوره أعرب النائب السابق غطاس خوري عن "تقديره العميق" للبطريرك، وأكد "ان بكركي تبقى المنارة والصرح الوطني وليس هناك أي نية بالمقاطعة، وان أي اختلاف بالرأي يبقى تحت سقف الكنيسة وليس خارجها".

كذلك هنأ الوزير السابق عصام نعمان الراعي بالاعياد، ووصفه ب"المرجع الوطني وليس المرجع المسيحي فقط، خصوصا في الدور الخلاق الخير الذي يقوم به في هذه الآونة".

ومن المهنئين بالعيد الوزير السابق ميشال اده والنائب السابق شامل موزايا.

 

قانون كنسي جديد : تعدى وتمدى

أنطوان  سعاده

كتر خيرو يا شباب مئة الف كتر خيرو لبطرك الموارنة

نحنا يلي مش عارفين شو بدنا نعمل بحياتنا ما عنا شي نعملو غير انو نتعدى على الناس

هلق صار عنا هدف وصرنا نعرف شو بدنا

بطرك الموارنة عمل قانون جديد تعدى على أملاك الكنيسة وتع لعندى اذا كنت متعدي على ٥٠٠ مت يعطيك ٣٠٠٠ متر مش مهضومة الفكرة

أنتو اكرم من مين أنا بطرك الكرم 

شو هيدا القرار يا سيدنا

بدي أسالك : قلتو على صوت عالى وسمعتو

غريب تكون سمعتو وبعدك مقتنع انك قررت وعم تعمل صح

بدي أسالك سيدنا وانت افهم منا لأنو نحنا شو بفهمنا:

مش عم تعلم الناس التعدي على بعضها؟

مش عم تعلم الناس على انو كل مفهوم الثواب والعقاب يلي تعلمو غلط؟

مين مين قلك انو قرارك صح ؟

لح روح أبعد وقلك انك أخذت الملف على عاتقك ومن اول يوم بلشت تنازلات كثير كبيرة لدرجة صارت تنازلاتك تكبر وتكبر وما كنت تقبل انو الحكي مع هيك ناس

شو عطوك مقابل الجهد يلي عملتو

انت عطيتن وبسرعة صاروخية من دون اي مقابل

لماذا؟

لو اجاك شب مسيحي وطلب منك عقار صغير ليعمل بيت شو كنت عملت؟

لح قلك شو كنت عملت

كنت شحتطو حتى لوطلب يستأجر شقفة ارض صغيرة حتى يعيش منها

لماذا لماذا تريد اعطا اصحاب السلاح الغرور الذايد

لماذا هذا الخوف ؟

ما المبرر لهذا التصرف وهكذا قرار

كيف بدك تعطي المتعدي والادامي شو بيعمل

بقلك شو:

أنا بدعي كل الشباب المسيحي يروحو يحتلو ما تيسر من اراضي البطركية بركي بيطلعلو شي ٣٠٠٠ متر بلاش من دون

ما دام القرار الكنسي الجديد

تعدى على أملاك الكنيسة وتملك

يلا يا شباب شدو الهمة

 

مصر مركز التغيير في الشرق الأوسط

أسعد حيدر/المستقبل

تمر مصر حالياً في مرحلة شديدة الغموض، على غرار المرحلة التي بدأت فيها الثورة في 25 يناير. لم يدّعِ أحد ـ بعيداً عن ايمان الثوار بالانتصار ـ معرفة نتيجة الثورة. لم يتصور أحد أن الرئيس حسني مبارك سيتنحى عن الرئاسة وأن نائبه الفريق عمر سليمان سيلحقه بعد ساعات من توليه الرئاسة. هذا الغموض، يعزز ولا يقلل من أهمية لا بل خطورة المرحلة التي تمر بها مصر. شكل "الجمهورية الأولى" ومضمونها سيحفر عميقاً في تاريخ تشكل مستقبل الدولة المصرية الوليدة من رحم ثورة 25 يناير.

المصريون كعادتهم يتعاملون مع هذا الحدث بهدوء وكأنه "ماتش كورة". بهذا يخففون من حجم التوتر الذي يعيشونه خصوصاً وأن كل الحملات السياسية تضع ما يجري في خانة المؤامرات التبادلية، الى درجة أنه لا يمكن حتى للمصري المتابع معرفة من يتآمر فعلاً على من.

بعيداً عن "التآمر" وتفاصيل المؤامرات، فإن مصر تعيش من خلال ما يجري وسيجري على وقع تحديات قوى داخلية ثلاث، ومتابعة عن كثب من قوى خارجية أبرزها الولايات المتحدة والعرب وإسرائيل وتركيا وإيران. هذه القوى هي:

[ الإسلاميون. حيث "الاخوان المسلمين" هم عمود "خيمتهم". ليس أمراً عادياً أن تخرج قوة سياسية من "تحت الأرض" والعمل السري، الى ساحات الميادين أولاً ثم الى فضاء السلطة بسرعة صاروخية تتناسب مع هذا الزمن السريع الوقع. عملية القفز تمت من دون مرحلة انتقالية. باختصار يتعرض الإسلاميون خصوصاً الاخوان المسلمين الى اختبارات يومية يضطرون في الكثير منها الى "فحص دم" لمعرفة تعلقهم الأقوى بمصر التاريخ والجغرافيا أم بالإسلام ايديولوجيةً وممارسةً، بعيداً عن أيهما في خدمة الآخر، الدولة في خدمة الايديولوجيا، أم العكس صحيح؟

فوز مرشح "الاخوان المسلمين" برئاسة الجمهورية، يضع مصر أمام مفترق طرق حساس ودقيق. هذا الفوز يمكّن الاخوان الإمساك بمفاصل السلطتين التنفيذية والتشريعية، ما يطرح أسئلة تنتظر اجابات مباشرة، خصوصاً وأن "ايديولوجية" "الاخوان المسلمين" تسمح لهم باختيار الاجابة التي تتناسب مع خيارهم. الدليل أنهم رأوا في ترشيح خيرت الشاطر تغييراً في الموقف وليس في المبدأ. أيضاً يستطيع الاخوان إذا ما حُشروا في زاوية العلاقة مع إسرائيل الانتقال بسرعة الايمان من الآية التي تقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، الى الآية "وإذا جنحوا للسلم فاجنح لها". الاختيار يعني حكماً المواجهة أو المساكنة.

أمام مرشح الاخوان المسلمين إذا ما فاز بالانتخابات الرئاسية أن يجيب على سؤال خطير وهو: هل عليه طاعة "المرشد العام" للاخوان، لتدخل مصر حالة "الجمهورية الإسلامية في إيران"، حيث الأمر للمرشد مهما بلغ رئيس الجمهورية من قوة مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي؟ أم انه هو يكون الرئيس الذي يحكم؟ لدى الاخوان اجابة جاهزة لهذا الوضع المعقّد الذي يحوّل مصر الى "جمهورية سنية" طبق الأصل عن الجمهورية الإيرانية الشيعية. إذ يقولون "إن سلطة المرشد لا تعلو على سلطة السلطان". الأيام المقبلة ستوضح فعلاً أيهما سيكون الأقوى إذا ما فاز مرشح "الاخوان"، المرشد أم "رئيس الجمهورية".

أخيراً أمام الاخوان المسلمين، وليس رئيس الجمهورية والبرلمان وحتماً رئيس الحكومة، استحقاقات يومية في مواجهة "سبعين مليون فم" باختصار، أي سياسة اقتصادية سيتبعون وينفذون؟. الاجابة ستحدد ما إذا كان مرورهم سيكون مرحلة انتقالية يلزمهم بعدها عمادة النار هذه، الكثير من التجارب والدروس و"عبور الصحراء" كما يقال للعودة الى السلطة. يبقى أخطر الاحتمالات وهو أن يفوز مرشح مدني ولا يقبل الإسلاميون التعاون معه وهم الذين يمسكون بالسلطة التشريعية، فتقع مصر كلها في حالة من الشلل الكامل تحت أنظار العالم الذي سيكون بعضه خائفا على مصالحه والبعض الآخر شامتاً من كل ما حدث ويحدث.

[ المؤسسة العسكرية، وهي التي حكمت مصر منذ 1952 حتى اليوم مباشرة أو عبر الرئيس. ليس سهلاً على هذه المؤسسة أن تنتقل من موقع السلطة الكاملة الى موقع "الشريك الضعيف" المهدد بالإبعاد الى الثكنات عاجلاً أم آجلاً على مثال الجنرالات الأتراك، بحيث لا يبقى لها سوى العمل للمحافظة على بعض المواقع والمكتسبات الاقتصادية والإدارية.

لذلك فإن كيفية الطريقة التي ستتصرف فيها هذه المؤسسة، ستحدد طبيعة المرحلة الانتقالية، خصوصاً على صعيد العلاقة مع "الاخوان المسلمين" وحتى مع المجتمع المدني الذي سيتقدم لاحقاً الى مواقع السلطة، حيث هامش المناورة سيكون ضيقاً لأن القوى المدنية لن تقبل المشاركة في السلطة، فالسياسة للسياسيين فقط. المهم الا يغامر أحد من الجنرالات أو الضباط بالانقلاب على الجمهورية، لأنه هذه المرة ينقلب على الثورة ولا يصنع الثورة.

[ القوى المدنية. وهي القوى التي فجّرت ثورة 25 يناير. مشكلتها أنها واجهت الوقت القاتل قبل ان تنتظم صفوفها، وتتمكن من المواجهة وأخذ ما تستحق من الثورة. في جميع الأحوال هذه القوى مرشحة للعب دور أساسي وريادي في صناعة "الجمهورية الثانية". حتى في هذه المرحلة، إذا ما صحت الاخبار بأن مرشحيها للرئاسة وهم ستة كبار يعملون على الوحدة والاتفاق على مرشح واحد في مواجهة احتمالين يحملان الكثير من جمرات الخطر:

ـ الأول، أن يفوز مرشح "الاخوان المسلمين" بالرئاسة وأن يتقاسم السلطة مع السلفيين، ويعمل على إلغاء الآخرين فتقع مواجهات من العنف المتبادل، ليصبح الجيش فيها هو الحكَم فتُهدر كل مكتسبات ثورة 25 يناير، أو يعمل على أساس أن السلطة خاضعة للتداول.

ـ الثاني، أن يفوز الفريق عمر سليمان بدعم من الجيش والقوى "المباركية" فتقع المواجهة الواسعة بين تحالفين: الأول يضم الاخوان المسلمين والقوى المدنية، والثاني هو الجيش و"المباركيين"، وما سيحدث، يمكن وضع سيناريوات عدة له، أحلاها مرّ.

مصر هي المركز. كل ما يحدث في مصر ولمصر يعني كل عربي، وشرق أوسطي، ومتابعة عملية التشكل والبناء يجب ان تتم بأكثر ما يمكن من الواقعية السياسية بعيداً عن التشاؤم القاتل أو التفاؤل المخدّر.

 

سليمان: الصلاحيات لا تخضع للإملاءات المرتبطة بحسابات أو مناورات سياسية

بكركي تحتفل بالفصح ناقصاً «14 آذار».. و«الكتائب» تكتفي بالقداس 

غراسيا بيطار (السفير)، الثلاثاء 10 نيسان 2012

حلّ أحد القيامة في بكركي «جامعاً» على صورة رئيس البلاد. «بحضور رئيس الجمهورية لا يجب التحدث عن مقاطعة». هذا ما قاله، من بكركي، العماد ميشال سليمان بعد خلوة قاربت الساعة بينه وبين البطريرك بشارة الراعي قبيل قداس العيد. لكن «المقاطعة الآذارية المسيحية» لسيد بكركي اتخذت أشكالا متفاوتة. «القوات اللبنانية» حافظت على «طقسها البارد» حيال الراعي. لا زيارات رسمية لسمير جعجع الى الصرح. لا «مراسيل». لا تهنئة بحلول سنة على التولية البطريركية. لا فصح مجيداً تحت «عصا الراعي». اللهم «خيط التواصل الوحيد» الذي يتولاه النائب البطريركي المطران بولس صياح مع معراب والذي عبره أبلغ الأخير «الحكيم» استنكار بكركي لـ«محاولة الاغتيال» التي تعرض لها قائد «القوات».

تقدم «الكتائب» مقاربة لافتة للانتباه. عايدت الراعي على طريقتها. فالرئيس أمين الجميل، الذي شارك شخصيا في قداس العيد، لم يرو غليل عدسات الإعلام بمصافحة الراعي. «الشيخ أمين» وصل الى الصرح خلال خلوة الراعي- سليمان. اختلى بالمطران يوسف مظلوم، لدقائق معدودة في ساحة الصرح و«على الواقف»، وعندما شاهد رئيس الجمهورية والراعي ينزلان الدرج، دخل مباشرة الى كنيسة القيامة للمشاركة في القداس. على موقع «الكتائب» الإلكتروني كان حدث الفصح «الكتائب تشارك في قداس بكركي». واللافت للانتباه أن أمين الجميل خرج قبل القربان المقدس، بحيث تفادى حتى مصافحة البطريرك الراعي في الكنيسة. أما الفريق «البرتقالي» فثبت حضوره بأكثر من نائب ووزير، فيما تقدم المشاركين قائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الفعاليات الحزبية والقضائية والعامة.

في تمام التاسعة صباحاً وصل رئيس الجمهورية الى بكركي. عقد خلوة مع الراعي تخللها لقاء موسّع عرض فيه الأخير لهيكلية الدائرة البطريركية وعمل مكاتبها بحضور الكاردينال نصرالله صفير وعدد من المطارنة ومنسقي المكاتب وأعضاء المركز الماروني للأبحاث والتوثيق وأعضاء مجلس الشؤون الاقتصادية. وبعد كلمة شكر للراعي، أعرب سليمان عن سروره لحضور هذا العرض حول التنظيم المؤسساتي للبطريركية المارونية، معتبراً ان «الزمن الحالي لم يعد يحتمل التفرّد بالعمل والقرارات، وأن زمن الفرد ولّى».

قبيل توجهه الى القداس، أجاب سليمان على أسئلة الإعلاميين. في «أزمة المليارات»، حيّد الصلاحيات المعطاة لرئيس الجمهورية عن دائرة «المزايدات حول دور الرئيس أو صلاحياته»، وقال إنها لا تخضع أيضاً للإملاءات السياسية المرتبطة ببعض الحسابات أو المناورات السياسية»، داعياً النواب الى القيام بدورهم وعدم تعطيل نصاب الجلسة المخصصة لهذا الموضوع»، مؤكداً أن رئاسة الجمهورية «تدرس الأمر بدقة للتحقق من ملاءمته للقوانين المالية».

وسئل عن «الانتقادات» التي طالت الراعي فأجاب: «البطريرك، وإن تعرض للانتقاد، فهو مرجعية لبنانية يجب احترامها وهو يضع الثوابت التي تسير عليها بكركي، وأيضا لا يمكن التحدث بالمقاطعة عندما يكون رئيس البلاد موجوداً». وإذ اعتبر أن «من الطبيعي ان الخلوة تناولت مسألة محاولة اغتيال جعجع، كون هذا العمل مدان بشدة»، أكد «أننا لن نسمح بجعل لبنان ساحة لأعمال كهذه او إعادة زعزعة الاستقرار الامني الداخلي والسلم الاهلي الذي تحقق في لبنان لا سيما في هذه السنة، بفضل الطائف، الذي أرسى شبكة أمان على كل المناطق اللبنانية».

وتمنى عدم العودة الى «قانون الستين» ما دام الأفرقاء كافة لا يجدونه مناسباً، مؤكداً أن التعيينات «متواصلة».

في عظة القيامة، رحّب الراعي بمشاركة رئيس الجمهورية «على رأس المصلّين في عيد قيامة الربّ يسوع من بين الأموات، ليفيضَ المسيح القائم من الموت نعمه عليكم وينعم على لبنان والبلدان العربية المتعثّرة بالوفاق والاستقرار والسلام العادل والشامل». وإذ شدد على أن «قيمة لبنان في تعدديته»، أكد أن «الكنيسة تعمل مع فخامة الرئيس ومع كلّ ذوي الإرادة الحسنة، من أجل وحدة الشعب اللبناني بكلّ طوائفه ومكوّناته، بعيداً عن أيّ انقسام وعداوة، وعن أي اصطفاف وتلوّن وانحياز». وتابع: «نعمل معكم أيضاً لتجنب إدخال وطننا في لعبة المحاور والأحلاف الأقليمية والدولية، أكان على أساس سياسي أم ديني مذهبي. فلبنان مدعوٌ، بحكم تكوينه الجغرافي والسياسي، إلى أن يكون حيادياً، بحيث يستطيع أن يكون عنصر سلام واستقرار في المنطقة».

وغداة السهام «الآذارية» التي وجهت اليه بـ«انقلابه» على «الإرشاد الرسولي»، استشهد الراعي بـ«الرجاء الجديد للبنان»، قائلا: «نقرأ فيه أنّ إحياء لبنان، بالنسبة إلى جميع سكانه، مهمة مشتركة».. فلا يمكن إقصاء أحد، أو الاستغناء عن أحد، أو إلغاء أحد ولتبقَ الخياراتُ السياسية المتنوّعة غنىً ووسيلةً للوصول إلى الخير العام، الذي منه خير كلّ إنسان. أليست الخياراتُ السياسية أنواعاً مختلفة من فنّ الممكن؟ فلا يمكن أن تُطلق على أيّ خيار سياسي صفة المطلق، بل الخيارات كلها نسبيّة، لأنها تستنسب طرق تطبيق المبادئ العامة والثوابت الوطنية من أجل خدمة الخير العام وخدمة المواطن اللبناني والمجتمع والكيان الوطني».

وحضر النائب السابق غطاس خوري الى بكركي أمس مهنئاً ومعبراً عن «تقديره العميق» للبطريرك، وأكد «ان بكركي تبقى المنارة والصرح الوطني وليس هناك أي نية بالمقاطعة، وأن أي اختلاف بالرأي يبقى تحت سقف الكنيسة وليس خارجها». وكانت بكركي غصت بالمهنئين بالعيد المجيد في «سبت النور» وتلقى الراعي سلسلة برقيات مهنئة أبرزها من الرؤساء سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، الذي أعرب للراعي عن «تقديره الكبير والتأييد الكامل للجهود المتواصلة التي تبذلونها في المحافل المحلية والإقليمية والدولية في سبيل تمتين الوحدة الداخلية».

يذكر أن رئيس الجمهورية استقبل المهنئين بالمناسبة في دارته في عمشيت، كما تلقى سيلاً من اتصالات التهنئة أبرزها من نظيره السوري بشار الأسد.