المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 15 نيسان/2012

 

رسالة القديس بولس الرسول إلى روميه 09/01-18/الله ومختاروه

أقول الحق في المسيح ولا أكذب. فضميري شاهد لي في الروح القدس أني حزين جدا وفي قلبـي ألم لا ينقطع، وأني أتمنى لو كنت أنا ذاتي محروما ومنفصلا عن المسيح في سبيل إخوتي بني قومي في الجسد. هم بنو إسرائيل الذين جعلهم الله أبناءه، ولهم المجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود، ومنهم كان الآباء وجاء المسيح في الجسد، وهو الكائن على كل شيء إلها مباركا إلى الأبد. آمين. ولا أقول إن وعد الله خاب. فما كل بني إسرائيل هم إسرائيل، ولا كل الذين من نسل إبراهيم هم أبناء إبراهيم. قال الله لإبراهيم: بإسحق يكون لك نسل. فما أبناء الجسد هم أبناء الله، بل أبناء الوعد هم الذين يحسبهم الله نسل إبراهيم. فكلام الوعد هو هذا: سأعود في مثل هذا الوقت، ويكون لسارة ابن. وما هذا كل شيء، بل إن رفقة حبلت من رجل واحد، من أبينا إسحق، وقبل أن يولد الصبيان ويعملا خيرا أو شرا، وليتم ما اختاره الله بتدبـيره القائم على دعوته لا على الأعمال، قال الله لرفقة: الأكبر يستعبده الأصغر، على ما ورد في الكتاب:أحببت يعقوب وأبغضت عيسو. فماذا نقول؟ أيكون عند الله ظلم؟ كلا!

قال الله لموسى: أرحم من أرحم، وأشفق على من أشفق. فالأمر لا يعود إلى إرادة الإنسان ولا إلى سعيه، بل إلى رحمة الله وحدها. ففي الكتاب قال الله لفرعون: رفعتك لأظهر فيك قدرتي ويدعو الناس باسمي في الأرض كلها. فهو إذا يرحم من يشاء ويقسي قلب من يشاء.

 

عناوين النشرة

*موافقة الهيئة القضائية على اعطاء حركة الاتصالات الى القوى الأمنية

*سليمان التقى ميقاتي ودياب وسعادة وغادر الى اوستراليا

*سمير فرنجية: أولوية بكركي يجب أن تكون في تحديد دور المسيحيين في المنطقة

*سامي الجميل ابن امين الجميل يؤكد أنه يجب التضامن مع الراعي في كل ما يقوم به

*التحقيقات بمقتل شعبان...تابع

*مصادر أمنية ترجح لـ"الجمهورية" فرضية أن تكون الجهة الفاعلة لمحاولة اغتيال جعجع استخدمت ثلاث قناصات

*باسيل والعقارات : من الرابيه والبترون الى لندن

*محاولة اغتيال يقتضي إحالتها على المحكمة الدولية

*تحقيق مضاد في قضية جعجع

*صوت الرصاصة الاولى كان كفيلا بان يدفع جعجع الى الانبطاح في اقل من جزء من الثانية وهذا ما لم يكن ليفعله الآخرون

*جعجع: لا أحد في الحكومة يريد بناء الدولة

*وسط توقعات بأن تتكبد قوى "8 آذار" الخسائر الأكثر فداحة  وتصاعد المخاوف من "حرب تصفيات" غير مسبوقة في لبنان/حميد غريافي: السياسة

*حوار بين صفير والراعي في غرفة مقفلة/أمجد اسكندر/ الجمهورية

*الكتلة الوطنية: الشعب يتيم ولا مَن يحميه وتعرّض جعجع لما تعرّض له جبران والجميل

*فتفت: الحكومة تحمل مسؤولية أيّ عمل إجرامي لحجبها "الداتا".. ولا للنسبية بظل السلاح  

*"الباش كاتب" محمد الصفدي يتعثر... بين شاقوفين وأكثر...من طرح الثقة به إلى حلّ مجلس النواب/طارق نجم/موقع 14 آذار

*علوش: ما حدث بين ميقاتي والصفدي نتيجة طبيعية لشراكة الاثنين في التآمر على "14 آذار" 

*نائب الأمين العام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: سوريا لا تحتاج لعناصر من "حزب الله" 

*أبو فاعور لـ"النهار": أحرقنا جميع المراكب مع النظام السوري ولا تغيير في موقف جنبلاط/النهار/مي عبود أبي عقل

*وقائع من مناقشات صريحة في معراب ليلة تضامن 14 آذار "من كان يتخيّل نحن الصقور وجعجع حمامة السلام/إيلي الحاج/النهار

*التقرير الأمني من جريدة النهار ليوم الجمعة

*داود القائد المجهول في معركة الحرية/توفيق هندي/النهار

*تسليح "الجيش الحر" أساسي/علي حماده/النهار

*أخطار تهدّد إجراء الانتخابات في موعدها:الاغتيالات، السلاح، حوادث سوريا، القانون/اميل خوري/النهار

*وثيقة الأزهر/سمير عطاالله/النهار

*السورنة بعد اللبننة/احمد عياش/النهار

*بشار الأسد عَبَر "الروبيكون"؟/سليم نصار /النهار

*البحرين في عاصفة الإرهاب الإيراني/داود البصري/السياسة

*هل يصلح النموذج التركي للبنان/مهى عون/السياسة

*خلافات البيت المسيحي إلى التصعيد/فادي عيد/الجمهورية

*ما بعد وقف إطلاق النار/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*السيد الرئيس.. ارجع لسوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الناطق الرسمي بإسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في أوروبا بسام جعار: خامنئي سيقدّم للشعب السوري رأس الأسد حين تنضج الصفقة الأميركية الإيرانية

*المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني في اسطنبول بدأت في "اجواء ايجابية"

 

تفاصيل النشرة

 

موافقة الهيئة القضائية على اعطاء حركة الاتصالات الى القوى الأمنية

أوضح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في حديث لقناة "المؤسسة اللبنانية للارسال" أن الهيئة القضائية موافقة على إعطاء حركة الاتصالات إلى الأجهزة الأمنية. ولفت إلى أن مجلس الوزراء إتخذ قراراً قبل مدة ينص على إحالة أي طلب لما يسمى "all data" إلى الهيئة القضائية لتبت بالأمر، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية تطلب حركة الإتصالات. ولفت إلى أن الـ"all data" يعني حركة الاتصالات مع مضمونها ومضمون رسائل النصية لذا ترفض الهيئة القضائية كل طلب يرفع إليه يحمل كلمة "all data"، موضحاً أن ما كانت تقصده الاجهزة الامنية بالـ"all data" هو حركة الاتصالات على كافة الاراضي اللبنانية وليس مضمونها، مشيراً إلى أنه "من هنا حلت المشكلة بحيث لا يتمد اعتماد كلمة all data في اي طلب بعد اليوم بل يتضمن الكتاب المرفوع من القوى الامنية طلب الحصول على كامل حركة الاتصالات".

 

سليمان التقى ميقاتي ودياب وسعادة وغادر الى اوستراليا

 وطنية- 14/4/2012 غادر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والسيدة الاولى وفاء سليمان على رأس وفد وزاري ورسمي الى اوستراليا في زيارة دولة يلتقي في خلالها كبار المسؤولين الاوستراليين وابناء الجالية اللبنانية في الولايات التي سيزورها.

ميقاتي

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتطورات السياسية الراهنة والاتصالات الجارية قبيل انعقاد الجلسة النيابية العامة لمناقشة الحكومة اعتبارا من الثلاثاء المقبل.

دياب

واطلع رئيس الجمهورية من وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب على عمل الوزارة والتحضيرات لتعيين عمداء الجامعة اللبنانية.

سعادة

وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق يوسف سعادة الاوضاع العامة.

 

سمير فرنجية: أولوية بكركي يجب أن تكون في تحديد دور المسيحيين في المنطقة

الكلمة اونلاين/اعتبر عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، جاءت على خلفية مواقفه الأخيرة التي صرحها بالنيابة عن مسيحيي الشرق بربطهم بهذا التغيير الحاصل في المنطقة، مشدداُ على أنها ليست جراء مواقفه السياسية الاعتيادية.

واعتبر فرنجية، في حديث الى اذاعة "الشرق"، أن محاولة الاغتيال هي المحاولة الأخيرة لأركان النظام السوري في لبنان، معبراً عن خوفه من حدوث أي أمر بين اسرائيل وايران يعطي مشروعية سياسية لمشروع ينهار.وشدد على ضرورة الاسراع في عملية تحديد رؤية سياسية واضحة للبنان، وعلى إعادة إعطاء نموذج مختلف فيه عبر كتلة عابرة للطوائف، مشيراً إلى أن هناك ثقافتين في البد واحد للفصل والثانية للوصل التي تعبر عنها قوى 14 آذار.ورأى أن هناك خطر جدي وفعلي على المسيحيين بربط مسيحيي الشرق بنظام ديكتاتوري قائم، مشيراً إلى أولوية بكركي يجب أن تكون في تحديد دور المسيحيين في المنطقة، وعدم ربطه بهذا النظام الساقط.

 

سامي الجميل ابن امين الجميل يؤكد أنه يجب التضامن مع الراعي في كل ما يقوم به

الكلمة اونلاين/قالت مصادر اطلعت على لقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والنائب سامي الجميل لـ"الجمهورية"، ان الجميل كان واضحا بالتأكيد على ان البطريرك هو الثابت في تاريخ لبنان، وعليه ان يعمل من أجل رد الأمور الى نصابها، وعلينا ان نلتف حوله ونتضامن معه في كل ما يقوم به. وابدى الجميل الاستعداد للعمل الى جانب البطريرك في ما يجمع ولا يفرّق، واضعا قدراته وحزب الكتائب الى جانبه. وفي جانب من اللقاء تناول البحث التحضيرات الجارية للجولة الخارجية للبطريرك التي ستستمر شهرا كاملا، والتي تشمل كندا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك.

 

ميشال سماحة يكتشف قتلة علي عثمان ويضع قراره الظني 

يقال نت/أعلن الوزير الاسبق ميشال سماحة( معاون بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري)  في حديث لقناة “OTV” أن “السوري المنشق عماد الجاسم المعروف بعماد الحلبص من بلدة الهيشي قرب تلكلخ مع مجموعته التي كانت موجودة في ما يسمى مبنى “المتحدة” في وادي خالد، هو الذي قتل الشهيد المصور علي شعبان، والمجموعة هي التي أطلقت النار على فريق قناة “الجديد” وليس الجيش السوري”. وقال: “هذه المجموعة كانت منذ 3 أيام تحاول أن تدخل السلاح الى سوريا من المنطقة التي حصلت في الحادثة”. وقال  سماحة أن هذه المعلومات حصل عليها "من الضيعة التي حصلت فيها الحادثة وليس من سوريا".( جدير ذكره، أن مختار البلدة ، هو من حزب البعث) وسأل سماحة: "من تدخل في قناة "الجديد" لتتغير افادة المراسل حسين خريس من بعد الحادث مباشرة الى ما بعدها؟". وقال: "لا يقول مدير المحطة أن هناك تصفية حساب مع "الجديد"، فلا أحد كان يعرف من هم هؤلاء". ولفت الى أنه "كان يجب ان يكون هناك إشارة "صحافة" على السيارة التابعة للمحطة وأن يرتدي الصحافي إشارة المحطة". وسأل: "لماذا لا يدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مجلس الوزراء الى الانعقاد بهكذا حالات؟ ومن سيب حدودنا وأرضنا؟"، مشيرا الى ان "رئيس الجمهورية قسم يمينا بذلك في المادة 50 من الدستور اللبناني".

من جهة ثانية، دان سماحة "الهجمة لاسقاط سوريا وتفتيتها والغائها"، مؤكدا أن "النظام السوري ربح الرهان الكبير في ضرب القواعد المسلحة وادوات تدوير الدولة في سوريا". ورأى أن "سوريا في حالة حرب مع محيطها الذي يأوي التسليح والتمويل والارهاب لضربها من جهة، ومن جهة ثانية الذي بعضه يهدد بالناتو الذي أمينه العام لا يريد التدخل"، مشيرا الى أن "كل من يعرض سيادة سوريا لخطر ستتعامل سوريا معه بنفس الاسلحة التي محضرة للتعامل مع العدو الاسرائيلي" وأكد أن "أي دولة إن كانت لبنان أو الأردن أو العراق أو أو تركيا تكون مخزن للسلاح ومقر تهريبه إلى سوريا ستحول نفسها الى اسرائيل بالنسبة للنظام السوري". ومن ناحية أخرى، وعن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قال: "قد يكون من حاول الاغتيال قد يجدوه حيث وجدوا الرصاصات والزهرة".

 

التحقيقات بمقتل شعبان...تابع

يقال نت/أطلع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري نصري خوري رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على "ملخص التحقيقات التي أجراها الجانب السوري بشأن الحادثة التي تعرض لها فريق محطة تلفزيون الجديد في خلال هذا الأسبوع على الحدود اللبنانية- السورية". ونقل الخوري عن ميقاتي تأكيده "ضرورة متابعة التحقيقات والتنسيق بين الحانبين وإجراء تقاطع للمعلومات بهدف الوصول الى إستجلاء كافة جوانب الحادثة ومعرفة حقيقة ما حصل، لأن هنالك مصلحة لبنانية- سورية مشتركة بمعرفة هذه التفاصيل وكشف الأمور والملابسات بكل جوانبها، لأن الخسارة هي خسارة لبنانية سورية مشتركة". ورأى الخوري أن "المعطيات التي وضعتها بتصرف فخامة رئيس الجمهورية منذ يومين ، وبتصرف رئيس مجلس الوزراء اليوم، يفترض أن تحال الى الجهات المختصة بالتحقيق في الجانب اللبناني ليصار الى إجراء تقاطع في المعلومات وتوضيح بعض النقاط التي يفترض أن تتوضح أو أن يدقق بها". وأعلن أنه "نقلت لميقاتي تمني الجانب السوري بأن يقوم الجانب اللبناني بتزويده بأي معطيات جديدة يظهرها التحقيق ومن شأنها أن تساعد الجانب السوري على التعمق أكثر في التحقيق".

 

مصادر أمنية ترجح لـ"الجمهورية" فرضية أن تكون الجهة الفاعلة لمحاولة اغتيال جعجع استخدمت ثلاث قناصات

في جديد محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، كشفت دورية من مكتب المختبرات الجنائية في وحدة الشرطة القضائية، عند الأولى من بعد ظهر أمس، مجددا، على مسرح الجريمة في معراب، وعمدت إلى فك الحاجب الخشبي، حيث تبيّن وجود 3 رصاصات، واحدة اخترقت الزجاج، واثنتان في الكادر الخشبي: الأولى على ارتفاع متر ونصف المتر، والثانية على ارتفاع متر. وقد تمّ ضبط الرصاصتين الأخيرتين بغية تحليلهما جنائيا. والتحقيقات مستمرة بإشراف النيابة العامة المختصة. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر أمنية ترجيحها فرضية أن تكون الجهة الفاعلة استخدمت ثلاث قناصات بغية الإحكام على الهدف وجعل نسبة الخطأ معدومة، وهي تعمل على التثبّت من هذه الواقعة، وما إذا كانت كل رصاصة أطلقت من بارودة مختلفة.

*صحيفة الجمهورية

 

باسيل والعقارات : من الرابيه والبترون الى لندن

ذكرت صحيفة المستقبل في عددها الصادر اليوم أن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل اشترى شقة في العاصمة البريطانية، منذ شهرين، قيمتها خمسة ملايين جنيه استرليني وتجدر الإشارة الى أن باسيل تملك في السنوات القليلة الماضية عقارات كثيرة في كل من الرابيه والبترون. نسأل من أين لهذا المهندس الشاب كل هذه الثروة فهل وجد كنزاً في البترون أو ورث عن أبيه المعدم مادياً أو أن المال النظيف هو عطية من القيمين على مشروع دويلة ولاية الفقيه؟

 

محاولة اغتيال يقتضي إحالتها على المحكمة الدولية

المحامي الدكتور أنطوان أ. سعد /الجمهورية

إذا عدتم للاغتيال السياسي تذكّروا بأنّ هناك عدالة دوليّة.

- نصّت الفقرة الأولى من المادة الأولى من الوثيقة المرفقة بالقرار 1757 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 30/5/2007 المتعلّق بإنشاء محكمة خاصة بلبنان على الآتي:

"تنشأ محكمة خاصة للبنان لمقاضاة الأشخاص المسؤولين عن الهجوم الذي وقع في 14 شباط 2005... وإذا رأت المحكمة أنّ هجمات أخرى وقعت في لبنان في الفترة الممتدة بين 1 تشرين الأوّل 2004 و12 كانون الأوّل 2005 أو أيّ تاريخ لاحق يقرّره الطرفان ويوافق عليه مجلس الأمن، هي هجمات متلازمة وفقاً لمبادئ العدالة الجنائيّة وأنّ طبيعتها مماثلة لطبيعة وخطورة الهجوم الذي وقع في 14 شباط 2005، فإنّ المحكمة يكون لها اختصاص على الأشخاص المسؤولين عن تلك الهجمات. ويشمل هذا التلازم على سبيل المثال لا الحصر مجموعة العوامل التالية:

"القصد الجنائي (الدافع)، والغاية من وراء الهجمات، وصِفة الضحايا المستهدفين، ونمط الهجمات (أسلوب العمل) والجناة".

لقد كان مطلوباً لإنشاء هذه المحكمة موافقة السلطات الدستورية اللبنانية المختصّة لإقرار هذا الاتّفاق مع الأمم المتّحدة، أقلّه بالاستناد إلى ما كان قد اتّفق عليه في طاولة الحوار... إن لم نقل أنّ هذا الأمر يقتضيه واجب إحقاق الحقّ، إذ إنّه وفي قضايا مماثلة بقي القضاء اللبناني عاجزاً عن الفصل بها أو حتى اكتشاف الفاعلين.

وكلّنا يعلم أنّ ما كان مقدّراً له أن يصدر بموجب اتّفاق عن طريق العملية الدستورية حالت دونه عقبات حقيقية كما أكّد هذا الأمر مجلس الأمن في حيثيات قراره 1757 ممّا دفعه وبموجب المادة الأولى من قراره المذكور إلى أن:

"يتصرّف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة ليعطي بموجب البند -أ- من هذه المادة قوّة تنفيذية لهذا الاتّفاق اعتباراً من 10/6/2007".

وعليه بات هذا القرار نافذاً من دون حاجة لأيّ دور تقوم به السلطات اللبنانية التي ترنّحت مواقف الفريق الذي يشكّل فيها أقلّية وأغلبية في آنٍ معاً !!! بين عرقلة قيام المحكمة لفترة من الزمن أو محاولة منع تسليم المتّهمين المطلوبين لصالحها، مستنداً في ذلك إلى فائض القوّة لكن من دون جدوى.

هكذا تكون مسألة إناطة صلاحية المحكمة الخاصة بلبنان بالنظر بأيّ جريمة تقع بعد 12/12/2005 مَنوطة فقط بالمحكمة الخاصة بلبنان شرط الحصول على موافقة مجلس الأمن وفقاً للمادة الأولى التي أشرنا إليها أعلاه، لأنّ الدولة اللبنانية لم يعد مطلوب موافقتها كونها لم تعد طرفاً في هذا الاتّفاق، إذ إنّ مجلس الأمن تصرّف بإرادة منفردة بموجب الفصل السابع كما سبق وذكرنا، وأمام كلّ ذلك يقتضي أن ترفع التحقيقات إلى المكتب التابع للمحكمة في لبنان سنداً لاتّفاق التعاون الموقّع من الحكومة اللبنانية ومكتب المدّعي العام لدى المحكمة وذلك في 17/6/2009 (من قِبل ما سمّي في حينها حكومة الوحدة الوطنية) ليقرّر إعلان صلاحيته من عدمها، وما يساعد على القول بأنّ هناك أسباباً ومبرّرات يقتضي معها أن يُحال هذا الملفّ إلى المحكمة وهي الآتية:

- توافر القصد الجنائي (أي الدافع) ذاته الذي كان متوافراً في سلسلة الهجمات التي طالت سلسلة من قادة 14 آذار.

- توافر الغاية من وراء هذه الهجمات من خلال الضغط على هذا الفريق السياسي ومناصريه، لحملهم على عدم مواجهة (سياسياً) الفريق المتضرّر من الدفاع عن مبادئ 14 آذار المتمثلة بقيام الدولة السيّدة الحرّة المستقلّة لا شريك لها خاصة في حمل السلاح، بل دولة ديمقراطية يحكمها القانون والنظام وليس جماعة مسلّحة.

- توافر الصِفة ذاتها في الضحيّة، أي الجهة المستهدفة، فالدكتور جعجع هو من قادة 14 آذار، هؤلاء القادة الذين كانوا وما زالوا مستهدفين ومعرّضين للاغتيال السياسي على ما بينته محاولة الاغتيال الأخيرة.

- نمط الهجمات وهو النمط ذاته المعتمد في اغتيال الوزير والنائب الشيخ بيار الجميّل، ولا يستقيم القول هنا إنّ الاغتيال بالرصاص هو غيره المرتكب بوسائل التفجير، لأنّ الفعل يعتبر من قبيل العمل الإرهابي ذاته، وهذا ما أُخِذَ في الاعتبار لدى اغتيال رئيس الوزراء الإيطالي بالرصاص "Aldo Moro".

- أمّا بالنسبة إلى صِفة الجناة فهم أنفسهم مهما تعدّدت الأدوات والجهات المستخدمة لهذه الغاية، ويأتي تعدّد نمط الاغتيال لدى الجناة في سياق التضليل والتعمية (كقصّة أبو عدس مثلاً أو السلفيّين الحجّاج الذين سافروا إلى أوستراليا) لكنّ الجناة هم هم. أمّا بالنسبة إلى ما صدر من تحقيقات أوّلية عن الجهة المنفّذة التي يُحكى عنها أنّها تألّفت من ستة إلى تسعة أشخاص على الأقلّ في مجال التنفيذ الميداني، فهذا العدد مشابه لعدد المجموعة التي شاركت في جريمة اغتيال الوزير بيار الجمَيّل، وكذلك الرئيس الحريري، ممّا ينزع عن هذا الفعل صفة العمل الفردي عن الجهة التي تقف وراء الاغتيال التي تشكّل جماعة إجراميّة مسلّحة.

أمّا عن الفارق الزمني بين الهجمات التي أجرى فيها مكتب التحقيقات الذي نقلت صلاحيته إلى المحكمة الخاصة بلبنان، فإنّ هذا العامل ليس من شأنه أن ينزع صلاحيّة المحكمة التي كما ذكرنا نصّت "على أيّ تاريخ لاحق .." طالما أنّ أسباب الاغتيال لا تزال هي هي. وما يبرّر أكثر وأكثر وجوب الإحالة السؤال الآتي: ماذا لو تمكّنت المجموعة المولجة بتنفيذ اغتيال الدكتور جعجع من تحقيق مآربها، أي اغتيال الدكتور جعجع فعلاً لا سمح الله، فهل كنّا توحّدنا على ضرورة الإحالة ؟؟؟

وعليه، طالما الغاية الجرميّة وصِفة الضحايا والجناة هي ذاتها فإنّ الإحالة أمر ضروريّ لكي لا يعتقد القاتل أنّ إحقاق الحقّ في هذا المجال أمر مستبعد، وليتذكّر أنّ الاغتيال السياسي يقابله عدالة دوليّة مسارها آخذٌ في الترسّخ حتى في هذا الشرق البعيد، وليأخذوا أقلّه سيف الإسلام عبرة لمن اعتبر.

• أستاذ في القانون الدولي

 

تحقيق مضاد في قضية جعجع

بيروت - "السياسة": كشف مصدر أمني مطلع أن جهازاً حزبياً مختصاً بالشؤون الأمنية بدأ تحقيقاً مضاداً في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يهدف إلى إثبات أن القضية مفبركة.

وبالإضافة إلى القيام بتحريات داخلية, أجرى الجهاز اتصالات بأجهزة استخبارات إقليمية ودولية طالباً المساعدة وخصوصاً في ما يتعلق بمصدر السلاح المستخدم. وقد وصلت إلى جهات رسمية لبنانية معلومات عن هذه الاتصالات. واعتبر المصدر أن هكذا تحقيق يمكن أن يكون مجرد تشويش على التحقيق الرسمي أو محاولة لإبعاد الشبهة عن الجهة التي حاولت الاغتيال.

 

صوت الرصاصة الاولى كان كفيلا بان يدفع جعجع الى الانبطاح في اقل من جزء من الثانية وهذا ما لم يكن ليفعله الآخرون

."السفير": اتفاق الدوحة من الاهتزاز السياسي إلى الأمني!

كتبت دنيز عطالله حداد في صحيفة "السفير":

هل يمكن الحديث عن تبدل «قواعد الاشتباك» في البلد؟ وهل طويت صفحة «اتفاق الدوحة»؟ وهل نحن أمام إعادة إنتاج مناخ امني متوتر قد يجر البلد إلى معادلات خطيرة؟

أسئلة لها ما يبررها في قاموس المعارضة، خصوصا بعد الاعلان عن محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ولها «ما تستند اليه من وقائع ومؤشرات» حسب مصادر المعارضة. اما مصادر الاكثرية فتعتبرها «اجتهادا ركيكا ومحاولة من بعض المستفيدين من أجل تغيير الواقع السياسي القائم للترويج للخوف.. والتخويف من مخططات امنية او عسكرية».

تؤكد مصادر في «قوى 14 آذار» انها «تتعاطى بجدية كبيرة مع معلومات امنية محلية وخارجية تم تناقلها عن محاولة استهداف عدد من الشخصيات المعارضة والتي قد تؤثر بشكل بنيوي على تغيير كل المعادلة السياسية في لبنان. لا يطال ذلك فقط قادة «14 آذار» انما ايضا من يقفون على مسافة «وسطية ما»، وفي مقدمهم وليد جنبلاط». وتضع جعجع «في طليعة المستهدفين لاسباب عدة. فاستهداف اية شخصية اليوم من «14 آذار» يعيد خلق التعاطف وشد العصب. اما استهداف جعجع، فيقضي على العصب ويسبب الشرذمة والتضعضع. ولذلك، لا يمكن انكار حقيقة ان «القوات» هي الطرف المسيحي الاقوى في «14 آذار» وان ما تذهب اليه في السياسة والمواقف والمواجهة يتقدم على كثيرين من حلفائها».

وفي هذا الاطار، تجزم المصادر المعارضة بانه يتأكد وبالملموس، «حتى لبعض حلفائنا ومناصرينا، السبب وراء غياب سعد الحريري عن لبنان. فاذا كانت رصاصات القناصة قادرة على اختراق معراب، فان استهداف «بيت الوسط» يمكن ان يتم بمفرقعات العيد. وكما التشكيك حصل في محاولة معراب، يمكن ان يحصل في اية محاولة اغتيال اخرى. وقد سبق ان حصل فعلا. فمن لا يذكر كل الشائعات التي اطلقت عقب اغتيال سمير قصير وبيار الجميّل وجورج حاوي؟».

تضيف المصادر «لقد انقذ الحظ او العناية الالهية جعجع من الرصاصة الاولى وانقذه تاريخه الامني والعسكري من الرصاصة الثانية. فلو كان اي من قياديي «14 آذار» يقف في مكانه لم يكن، على الارجح، لينجو من الرصاصة الثانية. فصوت الرصاصة الاولى كان كفيلا بان يدفعه الى الانبطاح ارضا في اقل من جزء من الثانية وهو ما لم يكن ليفعله الآخرون».

واذا كان تاريخ جعجع الامني والعسكري ساهم في انقاذه، الا انه ساهم ايضا في نشر التشكيك في محاولة الاغتيال بعد فترة قصيرة على حصولها. يقول احد المطلعين «ان عقل جعجع الامني جعله يضع كل الاحتمالات والفرضيات ويحلل الموقف ويقلبه على اكثر من جبهة. لذا حين ركض باتجاهه اول المرافقين وضع جعجع اصبعه على فمه في اشارة منه اليه بالتزام الصمت. ارسل عددا من الشبان للتدقيق الاولي بالمعطيات. وبقي كثر في معراب لاكثر من ساعتين لا يعرفون بمحاولة الاغتيال. صدر بيان اول عن «الدائرة الاعلامية».. وجعجع يواصل التفكير في كل ابعاد المحاولة ومن اين استمد منفذوها «الضوء الاخضر»؟ وماذا بعد هذه المحاولة؟

بعد وقت قصير، جاء المؤتمر الصحافي لجعجع وتحدث فيه عن الزهرة التي انحنى لقطفها. «لكن الحقيقة انها كانت مبررا لتفسير ما بقي هو حتى هذه اللحظة عاجزا عن تفسيره. فهو لم ينحن لقطف تلك الزهرة. فجأة تحرك من دون ان يعرف كيف ولماذا، فمرت الرصاصة الأولى من جانبه. لكن هذا التردد الاولي ومحاولة الانتظار، حتى تجميع اكبر كم من المعلومات ساهم في تشويش الصورة لدى الرأي العام وعزز من فرص التشكيك الذي تبرع سياسيون وإعلاميون في الترويج له».

تروي مصادر في «قوى 14 آذار» هذه التفاصيل كلها لتؤكد انها «تتعاطى بجدية كبيرة مع محاولات الاغتيال التي تم التحذير منها. ونحن نعتبر أنها تعلن بوضوح دخولنا في مرحلة سياسية وأمنية جديدة تستدعي البحث عن كيفية المواجهة. بديهي القول إن «14 آذار» لن تتخلى عن خطابها السلمي ولا عن مشروعها الأساسي وهو العبور إلى الدولة بكل مقوماتها والاتفاق والاختلاف تحت سقفها». لكن ، تضيف المصادر، «لا بد من تحضير أدوات مواجهة جديدة تتلاءم مع المرحلة بدءا من الخطاب السياسي وصولا إلى الإطار التنظيمي لمكونات الرابع عشر من آذار».

لهذه الغاية، تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب للمعارضة لمناقشة كل ما تم طرحه من عناوين حول المرحلة الراهنة والمقبلة في معراب. «اجتماع موسع نسبيا تليه اجتماعات أخرى يمكن ان تكون حتى خارج البلاد اذا كان من حاجة الى ذلك. اذ يبدو واضحا ان هدنة ما بعد الدوحة التي أقرت بانتصار فريق على آخر، ولو بالشكل، انتهت الى وضع مأزوم. واليوم باتت الاحتمالات مفتوحة على الخطر. وهو خطر سيتزايد عند محاولة قراءة التطورات سواء في سوريا او في ايران. ويجب ان لا نسمح بعودة لبنان مسرحا يُستخدم للتأثير على قرارات اكبر من قدراتنا واحجامنا، وان ندفع اثمانا مكررة».

المصدر: السفير

 

جعجع: لا أحد في الحكومة يريد بناء الدولة

سيبقى الشيعة مكونا أساسيا بحكم الله لا بإرادة "حزب الله"

إذا لم يجتمع الأحرار وينالوا الأكثرية سنبقى في مستنقع التدهور

البلد مكشوف أمنيا وحادثة معراب ليست عملية شخص معه مسدس

هل هناك مرحلة كان فيها الفساد مشرعا ومعلنا بهذا الشكل؟

السلاح لم يعط يوما موقعا لأي طائفة أو مجموعة في هذا البلد

 وطنية - 14/4/2012 حذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من "استمرار الوضع الاقتصادي المتردي على ما هو عليه"، مشددا على ان "الفرقاء الذين يشكلون الحكومة في الوقت الحاضر لا علاقة لهم بالسلطة ولا بالدولة، فالبعض منهم لديه مشاريع سياسية لا علاقة لها بلبنان والبعض الآخر يبحث عن سبل الاستفادة والربح من السلطة، وبالتالي لا أحد منهم يريد بناء الدولة".

وقال: "مضى على وجودهم في السلطة سنة كاملة والنتيجة مزيد من التدهور الاقتصادي، لذا الحل يكون في اجتماع أحرار لبنان في اول فرصة سانحة وفي طليعتهم "ثورة الأرز" و14 آذار والمجتمع المدني وكل حر في هذا البلد، لينالوا الأكثرية ويشكلوا حكومة فيبدأون ببناء دولة فعلية، والا سنبقى في هذا المستنقع الى أبد الآبدين".

ورأى أن "السلاح لا يمنح الشيعة موقعا متقدما في لبنان باعتبار أنهم يتمتعون بموقع مميز من خلال عملهم الدؤوب في السياسة، وفي كل الأحوال فليسألوا كل الطوائف التي سبقتهم وليسألوننا نحن بالتحديد، فالسلاح لم يعط يوما موقعا لأي طائفة أو مجموعة في هذا البلد"، مشددا على ان "الشيعة مكون أساسي من لبنان وسيبقون كذلك بحكم من الله وليس بإرادة من حزب الله".

كلام جعجع جاء خلال عشاء في معراب لرؤساء بلديات ومخاتير قضاء جبيل في حضور منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ورئيس "حزب السلام" روجيه اده، فرحب جعجع بالحضور "ولا سيما الأخوة المسلمين من سنة وشيعة"، وقال: "ان منطقة جبيل طابعها المميز هو التعايش، والبعض يستغل موقفنا المختلف في السياسة مع حزب معين، ولكن هذا لا يعني أن لدينا أي نية أو أي نظرة مبيتة للطائفة الشيعية الكريمة التي هي إحدى المكونات التاريخية للبنان، فكيان لبنان يقوم على كل الطوائف من دون استثناء، وإن غابت إحداها يفقد لبنان معنى وجوده".

أضاف: "صحيح أننا لا نؤيد مشروعا سياسيا معينا والذي لا علاقة له بالشيعة، باعتبار ان هذا المشروع ليس قابلا للحياة، ويوما بعد يوم يتبين أنه عكس مسار التاريخ، وبالتالي عاجلا أم آجلا لن يبقى له مكان على الخريطة السياسية، بينما الشيعة هم قبل هذا المشروع في لبنان وبعده، لذا هم مستمرون في هذا الوطن الى أبد الآبدين آمين".

وتمنى "مشاركة كل رؤساء البلديات ونوابهم ومخاتير القرى الشيعية في منطقة جبيل في اللقاء المقبل"، وأشار الى "ان حزب الله يحاول من خلال عنوانين غير قابلين للحياة: "المقاومة وموقع الشيعة في لبنان" السيطرة على الطائفة الشيعية"، أكد أن "لا مقاومة جدية دون الشعب اللبناني بأكمله، فلا يجب أن نغش بعضنا لأننا جميعنا ندرك ان الدرس الأول في أي مواجهة يخوضها شعب معين هي ان يكون موحدا، فإن أردنا مقاومة فعلية علينا السعي لوضعها في يد الدولة وطالما نتكلم بغير ذلك فنحن لا نريد مقاومة فعلية، وهم يأخذون شعار المقاومة ويبنون تحته موقع سلطة متقدما خلافا لما تسمح به القوانين".

ورأى أن "السلاح لا يمنح الشيعة موقعا متقدما في لبنان باعتبار أنهم يتمتعون بموقع مميز من خلال عملهم الدؤوب في السياسة، وفي كل الأحوال فليسألوا كل الطوائف التي سبقتهم وليسألوننا نحن بالتحديد، فالسلاح لم يعط يوما موقعا لأي طائفة أو مجموعة في لبنان، فالشيعة هم مكون اساسي من لبنان وسيبقون كذلك بحكم من الله وليس بإرادة من حزب الله".

وذكر ان "في منطقة جبيل نجد أعلاما وصورا وتاريخا وجغرافيا وبطولات، فبين العميد ريمون إده والرئيس ميشال سليمان وما بينهما من الدكتور انطوان سعيد، الى شهيد ونجيب الخوري وصولا الى أحمد إسبر، الى القاضي أديب علام، الى الشيخ حسن عواد، الى الشاعر مارون عبود الذي نحن بأمس الحاجة راهنا الى نفسه القروي البسيط الذي يفوح تفاؤلا وسلاما ومحبة بعكس كل ما نشهده في الوقت الحاضر، فمنطقة جبيل هي أيضا الأب ميشال حايك الذي كان لي الحظ وشرف الالتقاء به سواء في منزله في بجة أو في المطرانية في بيروت أو في دير القطارة أو حتى في مسكنه في باريس حين كانت تسمح الظروف. ولا ننسى ان منطقة جبيل هي منطقة الأخ اسطفان الذي كان يعيد دوما عبارة "الله يراني"، هذه الجملة البسيطة هي معبرة جدا ومن أعمق الجمل التي سمعتها في حياتي، منطقة جبيل هي أيضا مار شربل عنايا، كما أنها كانت في أسوأ وأشد الأيام منطقة البطاركة المقاومين الذين كانوا يحملون مذبحهم على ظهرهم ويتنقلون به بين يانوح وميفوق وإيليج ليحافظوا على إيمانهم ومعتقداتهم ولتبقى كلمتهم حرة، منطقة جبيل هي جبة المنيطرة، فحين اجتاح المماليك في أواخر القرن الثالث عشر كل لبنان، لم تبق المقاومة موجودة الا في جبة المنيطرة الى جبة بشري، والتاريخ أعاد نفسه بأشكال شتى، عدا أننا لا ننسى جبيل الحرف والتاريخ".

وتابع: "بالنسبة إلي شخصيا، جبيل كانت منطقة البدايات، وإحدى الذكريات التي لا أنساها، هي الفترة التي قضيتها بين دير القطارة وميفوق، في جو تخيم عليه حياة الأديار والمحابس بحيث كنت أشعر وكأنني أعيش مع البطاركة القدامى بما عاشوه ومروا به".

وأسف ان "جبيل بالرغم من كل ما عددناه، تبقى المنطقة الأكثر حرمانا في لبنان، فالدولة لم تهتم بها كما يجب وأدعو كل الذين يتكلمون عن مناطق نائية ومحرومة أن يزوروا منطقة جبيل ويروا وضعها، فبالكاد يوجد طريق في هذه المنطقة علما أنها من اكثر المناطق المأهولة بالسكان في لبنان"، مستغربا "التباطؤ في مشروع اوتوستراد جبيل -عنايا - اللقلوق الذي بدأ العمل به ولكن بهذا المعدل سيستغرق تنفيذه 20 عاما لنصل الى اللقلوق، والأمر عينه في مشروع اتوستراد عمشيت - ميفوق - ترتج".

ودعا جعجع "كل الادارات المعنية بالبنى التحتية الى ايلاء منطقة جبيل اهتماما أكبر والاسراع في العمل، فلا البعد عن العاصمة يؤخر العمل في هذه المنطقة ولا خلوها من السكان ولا تراثها التاريخي والديني يدفعنا الى عدم الاهتمام بها". ولفت الى ان "جبيل كسائر المناطق شهدت في المراحل الماضية أحداثا مؤلمة جدا وانا لا اطرح هذا الموضوع للمتاجرة السياسية كما يفعل البعض او لوضع السكين على الجرح بل اطرحه من قبيل التئام هذا الجرح وتخطي كل الأحداث الماضية، وخلال الحرب اللبنانية مرت فصول مؤلمة وموجعة لنا جميعا، فالحرب لا تنتهي بإزالة متاريس الباطون بل بإزالة المتاريس النفسية المتواجدة في قلوبنا ونفوس البعض منا، سواء عن حق أو عن متاجرة سياسية".

وتطرق جعجع الى الأوضاع الداخلية وقال: "لا يوجد شيء نحسد عليه في الوقت الحاضر، فلنضع الخصومة السياسية جانبا ولنفترض أن خصومنا السياسيين ليسوا في الحكومة الحالية بل أعز الأصدقاء، فعلى المستوى الأمني ما حصل في معراب الأسبوع الماضي ليست عملية شخص معه مسدس ولا يستطيعون ايجاده بل هي كناية عن عملية يحضر لها منذ عام بوسائل حديثة ومتطورة وتحتاج الى أكثر من جهة كبيرة تقف وراءها وتسير بها، ما يشير الى ان البلد مكشوف أمنيا، فما حال المواطن العادي طالما طالت هذه الجهات المعنية شخصية لديها حراسة كالموجودة في معراب؟ هذا دليل على ان المواطن الحر هو مكشوف أمنيا مئة بالمئة، فهل يجوز هذا الأمر؟"

وسأل: "من المسؤول عن مقتل المصور الصحافي علي شعبان من محطة "الجديد"؟ ماذا كان يفعل؟ ما ذنبه؟ من يعلم ماذا حصل؟ ومن يسترد له حقه؟ هل تشعرون على المستوى السيادي انكم موجودون في وطن لديه حدود ودولة مسؤولة عنه؟ هل يعقل ان تكون الحدود سائبة بهذا الشكل؟ اذا البعض من جماعة سوريا في لبنان يقول ان هناك تهريبا للسلاح وللمسلحين من لبنان الى سوريا، فعلى من يضعون الحق اليوم؟ منذ 50 سنة ونحن ندعوكم الى ترسيم الحدود وضبطها كما يجب وانتم ترفضون، لتعلموا انه من حفر حفرة لأخيه وقع فيها في نهاية المطاف".

وجدد الدعوة الى "ترسيم الحدود وضبطها كما يجب، وآسف لاتهامنا بالتدخل بالأزمة السورية بينما هم ينشرون المعسكرات المسلحة أينما كان في لبنان ولا يعتبرونه تدخلا بل يضعونه في اطار حماية الامن القومي واسترجاع فلسطين، فهم قادرون على ايجاد الشعار المناسب للمناسبة التي يريدونها".

وسأل: "أين سيادتنا في الوقت الحاضر؟ في المحافل العربية والدولية تقلص حجمنا الى درجة أنه أصبح غير موجود. وللأسف أخبرني أحد الدبلوماسيين العرب انه حين دخل وزير خارجية لبنان، مع احترامي له شخصيا، الى احدى المؤتمرات العربية بدأ البعض يتهامس ويقول ها قد وصل وزير خارجية سوريا. لا هذا وزير خارجية لبنان، فالشعب اللبناني انتخب مجلسا نيابيا منح الثقة للحكومة ليكون وزير خارجيتها وزير خارجية للبنان وليس لسوريا. وحدث ولا حرج في الوضع المعيشي، في الكهرباء، في المياه، في الطرقات، في الاتصالات، أتمنى لو أستطيع اكمال مكالمة هاتفية حتى النهاية. "هل هناك مرحلة من مراحل لبنان كان فيها الفساد مشرعا وواضحا ومعلنا بهذا الشكل؟ فعندما ينعدم الحياء تكون آخر الدنيا، واكبر مثال على ذلك هو اجراؤهم لمناقصات وارسالها الى مجلس الوزراء لاستئجار بواخر الكهرباء لمدة 5 سنوات لتؤمن 450 ميغاوات وبشخطة قلم لم يعد هناك لزوم لخمس سنوات بل اصبحت 3 سنوات مع 270 ميغاوات أي بفارق حوالى المئتين مليون دولار، فما حصل هو واحد من أمرين: إما ما فعلتموه الآن خطأ وبالتالي كارثة وإما ما فعلتموه في البداية هو خطأ وهذه كارثة اكبر واكبر. ويجب التذكير ان الأموال التي ستدفع ليست من جيوب من قام بالمناقصات بل من جيوبنا نحن الذين نعمل ونكد، والمؤسف انهم لا يخجلون لأن "شلش الحيا قد طق".

وتابع: "اذا استمر الوضع على ما هو عليه على المستوى الاقتصادي، سنصل الى وضع اقتصادي سيء جدا لا اعلم كيفية الخروج منه، ومن سيخرجنا منه، فعلى سبيل المثال اليونان دعمها الاتحاد الاوروبي ولديها علاقات دولية ضخمة وقد وضعوا لانقاذها اكثر من 200 مليار دولار، بينما نحن من يقف معنا؟ كان هناك بعض الدول العربية التي تساعدنا ولكنها الآن منشغلة بشؤونها".

وختم جعجع: "الفرقاء الذين يشكلون الحكومة في الوقت الحاضر لا علاقة لهم بالسلطة ولا بالدولة، فالبعض منهم لديه مشاريع سياسية لا علاقة لها بلبنان والبعض الآخر يبحث عن كيفية الاستفادة والربح من السلطة، وبالتالي لا أحد منهم يريد بناء دولة. لقد مضى على وجودهم في السلطة سنة كاملة وهذه هي النتيجة والحل يكون في اجتماع احرار لبنان في اول فرصة سانحة وفي طليعتهم "ثورة الأرز" و14 آذار والمجتمع المدني وكل حر في هذا البلد لينالوا الأكثرية ويشكلوا حكومة ويبدأوا ببناء دولة فعلية، والا سنبقى في هذا المستنقع الى أبد الآبدين."

أبي عقل

وكان العشاء استهل بكلمة لمنسق منطقة جبيل في القوات اللبنانية شربل أبي عقل الذي قال: "نجد أن هناك من يصر على منطق العنف والاغتيال، لكن الأكيد أن التحديات مهما كبرت، والمخاطر مهما عظمت، لن تنجح في إسقاط لبنان من جديد في آتون الأحقاد، ولن تتمكن من إلغاء من لم تتمكن الحروب والتفجيرات والاعتقالات والسجون والمؤامرات من إلغائه. إن محاولة اغتيال سمير جعجع، إن دلت على شيء، فعلى أنه ممنوع أن يكون هناك صوت يعلو على أصوات التبعية والارتهان".

أضاف: "من سوانا، في جبيل، يقدر أهمية التآخي والعيش المشترك والسلم الإهلي الحقيقي. أما حرصنا، في عز الحرب، على منع تمددها للتفريق بين أبناء المنطقة من مختلف الطوائف؟ أما كنا نموذجا يحتذى به، يوم رفضنا معا مبدأ التهجير والفرز الطائفي؟ لقاؤنا في معراب ليس مجرد مناسبة اجتماعية عادية عابرة، بل هو دليل الانفتاح والتفاعل الإيجابي الذي ميز بلاد جبيل عبر تاريخها، ففي الملمات كانت دائما في مقدمة المدافعين عن الأرض والكرامة. المقاومة اللبنانية متجذرة في جبيل، بالإيمان والفكر والسواعد، منذ عهد الفينيقيين أيام احيرام، الى البطولات التي سجلتها جبة المنيطرة والعاميات في التصدي للغزاة والغرباء والمعتدين".

وختم أبي عقل: "اليوم، القوات اللبنانية في صلب المجتمع الجبيلي، حضورا وتواصلا مع الجميع، من كل الفئات والاتجاهات، تعيش همومهم وتشاركهم تطلعاتهم وآمالهم بنهوض منطقة عانت طويلا من الأهمال، وآن لها أن تنعم بالإنماء الحقيقي. القوات اللبنانية ملتزمة جبيل اليوم وجبيل الغد من دون أن تتخلى عن تراث هذه المنطقة وتاريخها العريق. نحن مع جبيل العزيزة الأبية المزدهرة في ظل دولة قادرة، قوية وسيدة قرارها. نحن مع جبيل في مسارها التاريخي الذي كان دائما يصب في مسار الدولة بكل مؤسساتها. نحن مع جبيل الوفية، جبيل التي كانت وستبقى مع الحرية والسيادة والاستقلال. جبيل عنايا مار شربل، وايليج البطاركة مع يانوح، ولحفد الطوباوي اسطفان نعمه. لنتعاون معا، يدا بيد، لبناء جبيل الغد، جبيل الانسان، لأن الانسان، بالنسبة إلينا جميعا، كان وسيبقى محور كل قضية".

صعيبي

بدوره ألقى رئيس بلدية بجة رستم صعيبي كلمة قال فيها: " دكتور جعجع، ان مراحل نضالك طويلة وشاقة ومليئة بالجراح، مشيتها بفلسفة هيغل حين قال انك لا تستطيع ان تكون افضل من زمنك. كنت حكيما في كل المراحل، والمسؤولية لا تليق الا بالحكماء. انت من بدايتك قاومت، والتوطين منعت، والاحتلالات قارعت ومناصبهم قاطعت، ولهذا السبب اعتقلت، وبثورة الأرز ساهمت، وبتحرر الوطن تحررت، نضالك احترمت، وبشيم الكبار اعتذرت والى مشروع الدولة عبرت ونحن معك عابرون".

أضاف: "نحن في جبيل، السياسة قوتنا والانماء هاجسنا، السياسة هي بمفهومنا الجبيلي مهما تعددت الآراء والمواقف تبقى تحت عنوان العيش معا في وطن حر نموذجي مستقل، نمارس فيه معتقداتنا وحرياتنا على أتم وجه، ونحن من ثبت القول بالفعل، ومن واجبنا أن نقف في وجه كل من يسيء الى هذا المفهوم، فالجبيليون تواقون لعودة الدولة بكل مؤسساتها وهم لم يخرجوا يوما عن كنفها. وجبيل اليوم تفتخر برأس الدولة من ابنائها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي نقدر مواقفه الوطنية. ونحن كبلديات جبيل نقدر له أيضا اهتماماته الانمائية في هذا القضاء التي لطالما كان محروما منها على مر السنين".

وختم متوجها إلى جعجع: "نتمنى من موقعكم كمرجعية وطنية كبيرة نحترم ونجل أن تساهموا ايضا في عملية الانماء هذه سواء كان بشكل مباشر او عبر القوانين التي تسهل وتنظم اعمال الانماء وتخفف من كلفتها. وهذه القوانين تبدأ بتطبيق اللامركزية الادارية وصولا الى اعادة وزارة التصميم الى مجلس الوزراء وخصوصا ان التنسيق مفقود بين الوزارات، وبين الوزارات والبلديات، والبلديات عاجزة عن بت المشاريع المزمع اقامتها من دون دراسات سابقة".

  

وسط توقعات بأن تتكبد قوى "8 آذار" الخسائر الأكثر فداحة 

تصاعد المخاوف من "حرب تصفيات" غير مسبوقة في لبنان

حميد غريافي: السياسة

حذرت أجهزة أمنية لبنانية منحازة الى قوى "8 آذار" المتحالفة مع سورية وإيران, حلفاءها في هذه القوى, من "إمكانية حقيقية لوقوع موجة اغتيالات في صفوف قادتها وعلى رأسهم قادة "حزب الله" بمن فيهم حسن نصرالله" الذي تؤكد معلومات امنية لبنانية ودولية "ان مكان اختبائه منذ حرب 2006 لم يعد مجهولاً على الكثير من أجهزة الاستخبارات العربية والدولية", سيما "الموساد" والـ"سي اي ايه".

وجاء التحذير الرسمي اللبناني لقيادات "حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" و"حزب البعث" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وأحزاب وقيادات اخرى تابعة لايران وسورية, بعد مرور اقل من أسبوع واحد على تعرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لمحاولة اغتيال في مقر اقامته في معراب شمال بيروت, وفي أعقاب كشف قياديين في قوى "14 آذار" أنهم تلقوا تحذيرات امنية لبنانية من أجهزة متحالفة معهم من "وجود مخطط سوري لتصفية عدد منهم", كما حدث بين العامين 2004 و2008.

ونقل قيادي منشق عن "حركة أمل" الشيعية في لندن, أمس, عن "جهات حزبية شيعية معارضة لدويلة الولي الفقيه" حسب قوله, تأكيدها ان اجهزة أمن "حزب الله" في الضاحية الجنوبية من بيروت وخصوصا الاجهزة الثلاثة المختصة بحماية نصرالله وأفراد عائلته واقاربه, ونائبه نعيم قاسم وقيادات أخرى, وكبار ضباط الحزب العسكريين والامنيين, شددت الحراسات والحمايات الشخصية على جميع هؤلاء في مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع وبيروت وبعض انحاء الجبل, وان هذه الاجهزة فرضت "حماية مزعجة" على بعض تلك القيادات التي تعتقد انها الأكثر تعرضا من سواها للتصفية, بعدما استعادت مع حلفائها السوريين والايرانيين واللبنانيين الداخليين سياسة الاغتيالات بحق زعماء الغالبية البرلمانية الحقيقية, وبعد فشل هذه السياسة في تفجير الفتنة الطائفية والحرب الأهلية باغتيال جعجع.

وقال قيادي "أمل" المنشق ان "تحذيرات حثيثة" نقلتها الاجهزة الامنية التابعة لجهاز الامن العام اللبناني, الواقع كلياً تحت سطوة "حزب الله" و"حركة أمل", من امكانية استهداف نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان وقائدين روحيين آخرين ينتسبان الى "حزب الله" رسميا في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية, كما نقلت تحذيرات مماثلة الى عدد من كبار ضباط الاستخبارات والأمن والجيش الذين يعملون تحت "مظلة ايرانية - سورية".

وكشف قيادي "أمل" الذي شغل مناصب نيابية ووزارية عدة حتى أوائل الالفية الثالثة لـ"السياسة" أن "التركيز الجاري الآن من اطراف خارجية تنسق مع بعض قوى "14 آذار" ذات الطابع الامني منصب على الرؤوس الثلاثة الأعلى في "حزب الله", وهي الأمين العام ونائبه ومدير أمنه, وعلى الرأسين الأكثر بروزا في "حركة أمل" وهما نبيه بري ومدير استخباراته, كما ان جهات استخبارية اقليمية مهتمة بمنع سقوط ضحايا في صفوف حلفائها من "14 آذار" وخصوصا القيادات المارونية والسنية فيها, تلاحق قيادات من الدرجتين الأولى والثانية في 8 آذار".

واضاف القيادي ان مخطط ايران وسورية و"حزب الله" لتصفية أكبر عدد ممكن من قادة "14 آذار" بدأ, حسب أوساط حزبية ايرانية موثوقة, بمحاولة تصفية وليد جنبلاط وسمير جعجع ثم سعد الحريري في فرنسا والشخصيات الأكثر مشاكسة في "تيار المستقبل" وحزبي "القوات" و"الكتائب", وخصوصاً سامي الجميل وانطوان زهرا.

ولم يستبعد القيادي ان تشهد الساحة اللبنانية "حرب تصفيات جسدية لقادة من طرفي الصراع لم يسبق لها مثيل, وان تتكبد "8 آذار" هذه المرة خسائر فادحة في صفوف قيادتها المتطرفة من الآن وحتى موعد الانتخابات البرلمانية العام المقبل, وفي صفوف المحايدين ممن يتربعون على كراسي النظام بدءاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء وقائد الجيش العماد جان قهوجي وضباط آخرين في قيادته وفي جهاز استخباراته, ما من شأنه شل الدولة وتفتيت جهودها بعد استهداف مفاصلها على شتى المستويات".

 

حوار بين صفير والراعي في غرفة مقفلة

أمجد اسكندر/ الجمهورية

في صباح باكر، طلب اوّل بطريرك حليق الذقن، لقاء آخر البطاركة الملتحين. منذ العام 1986، ولسنوات، عرفت بكركي "بطريركين تحت سقف واحد". بطريرك مستقيل وثانٍ ممارس.

هي المرة الثانية بعد استقالة البطريرك انطونيوس خريش. الاحاديث التي كانت تدور بين البطريرك خريش وخلفه صفير، لا تشبه ما دار بين البطريرك صفير وخلفه. كانت تحلو لصفير مقاربة النكتة مع اخيه انطونيوس خريش. هذه الايام لا يستعيد صفير روح الدعابة، إلّا مع قلة. اكثر من نصف قرن والبطريرك صفير قابع في هذا الصرح، يعرف فيه الحجر والبشر، خصوصاً الاباء، والرؤساء العامين، والمطارنة، والبطاركة. وكرسيه في صدر دار الصرح، تحوّل مراراً كرسي اعتراف لرؤساء جمهورية وسياسيين. البطريرك صفير واكبه خمسة رؤساء جمهورية، وكان تاسع من سكنوا بكركي. ربما من دلائل شأنه الكبير، ان من اقتحموا صرحه يوماً، لم يجدوا طريقة في التعبير عن امتعاضهم إلّا برفعه على الاكتاف! ابن جبال. ادنى مكان سكنه: بكركي!

في ما يأتي، بعض من حوار بين البطريركين. اورده بالفصحى للدلالة على انه متخيّل. بعض الكلمات بالعامية كان لا بد منها.

جلس البطريرك صفير، بعد ان أغلق باب جناحه عليه وعلى طالب اللقاء، وبادر: خير؟

• الراعي: سيدنا، احب دوماً أن استأنس برأيك. ولكنك في الاجتماعات اصبحت مقلاً جداً في الكلام.

- صفير: انا قلت في وسائل الاعلام: "ربما في كثرة الكلام عثرات، لذلك لا اتكلم كثيراً في الاجتماعات".

الراعي: الحق معك. لاحظ كيف يعاملني بعض وسائل الاعلام. حيناً يلتبس عليهم القصد، وحيناً آخر يحرِّفون الكلام، فأضطرّ الى الايضاح.

- صفير: لا بَقاش توَضِّح.

• الراعي: في الموضوع السوري، فريق يحسبني اليه وفريق عليه. ويهملون قولي انني "صدى للبطاركة الحويك وعريضة وصفير".

- صفير: ايام البطريرك عريضة كانت دمشق تنادي: "لا اله الا الله، البطرك عريضة حبيب الله".

الراعي: يا ليتني تذكّرت هذه الواقعة.

- صفير: البطريرك عريضة كان من بشريّ.

الراعي: اعرف.

- صفير: دكتور الجامعة جوزيف الياس، ارسل إلي مقالات عدّة. واحدة عنوانها: "يوم كانت بكركي محجاً للسياسيين السوريين". كانو يْجو السُنّة، لعند عريضة من الشام وحلب وحمص وحماه وادلب. مطرح ما عم بيصير مْشاكل اليوم. رح إبعتلك ياهن قراهن... مْنَاح.

• الراعي: سقى الله تلك الايام. لم يكن هناك متطرفون اسلاميون.

- صفير: ومن قال لك؟ لقد تعرض يومذاك مرشد "الاخوان المسلمين" مصطفى السباعي لحملة قادها رئيس رابطة العلماء ابو الخير الميداني.

الراعي: والسبب؟

- صفير: السبب ان "الاخوان المسلمين" وافقوا على صون حرية الاعتقاد، وعلى ان تحترم الدولة جميع الاديان السماوية وتكفل لها القيام بجميع الشعائر..." إقرأ مقالة جوزيف الياس. "الاخوان المسلمين" كانوا في لجنة إعداد الدستور. الآن اسمح لي انا بسؤال. ماذا قصدت ان النظام في سوريا شيء، والدولة شيء آخر؟

• الراعي: في الدول العربية دين الدولة هو الاسلام. سوريا لا تقول انها دولة اسلامية.

- صفير: وانت أيش بتقول؟

الراعي: أعرِف. لم اكن موفقاً في هذا التصريح.

- صفير: لدينا الكثير من المشاكل مع سوريا. ماضيا وحاضرا ومستقبلا. في الماضي كان القوتلي والشيشكلي أقصى ما يفعلانه، قطع الحدود. مع الاسد الاب، والابن، والاخ، صارت حروب، واحتلالات، واغتيالات، وفرض مواقف واشخاص. الماضي على علّاته كان افضل. وانا اعلم انك ستكون صلباً ومعارضاً لأي تجاوز سوري اذا حصل بعد سقوط النظام.

الراعي: سيسقط النظام؟

- صفير: خَيّي بشارة. القسطنطينية وسقطت.

• الراعي: قصدي، أتعتقد ان المسألة قريبة؟

- صفير: "الف عام في عينيك يا رب، كيوم أمس الذي عبر". أتريد نصيحة؟

• الراعي: انت اخي الكبير ومعلّمي.

- صفير: قرأت لك تصريحاً تقول فيه إنك لا تريد ان تتكلم في السياسة، بعد الآن. حسناً تفعل. وسمعت ايضاً انك تمتنع عن قراءة الصحف ومشاهدة القنوات وسماع الاذاعات.

• الراعي: أليس هكذا افضل؟

- صفير: لا يمنع ان تسمع "صوت المحبة". أبونا فادي نشيط.

• الراعي: يبدو ان اخواننا في الطائفة لن يتفقوا على قانون للانتخابات. ما رأيك؟

- صفير: مصيبتنا من جماعتنا. قل لهم انك مع اصغر الدوائر، ودعهم يتخبّطون!

• الراعي: يا ليت جماعتنا، يتحاورون بروح المحبة، كما يحصل الآن في هذه الغرفة؟

- صفير (يبتسم، ويسأل): عندَك سَفر قريب؟

الراعي (تزامن السؤال مع صوت جرس كنيسة الصرح، فلم يسمع السؤال): عفوا؟ ماذا؟

- صفير: ماشيش.

 

الكتلة الوطنية: الشعب يتيم ولا مَن يحميه وتعرّض جعجع لما تعرّض له جبران والجميل

النهار/عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنيّة اجتماعها الأسبوعي في بيروت. وبعدما قدمت تعازيها الحارة لمحطة "نيو. تي. في."، أصدرت بياناً رأت فيه "أن الحكومة لو أخذت قرارها واعتمدت سياسة واضحة وتدابير حازمة تجاه الخروق السورية على الحدود لما حصل الاعتداء على فريق عمل الـ"نيو. تي. في."، ومع ذلك كان على القوى الأمنية التصرف بطريقة معاكسة، فكان على الجيش اللبناني واجب الدفاع عن مواطنيه وإسكات مصادر النار السورية بدل المفاوضة من أجل سحب جثة المصور الشهيد". وأضاف: "لقد أثبتت الحادثة مرة اخرى ان الشعب اللبناني يتيم، فلا من يحميه وكأن المؤسسات الأمنية والرسمية موجوده بكامل أجهزتها وعناصرها لخدمة رؤسائها فقط وليس للدفاع عن الأرض والشعب ومصالحهما". وقال: "في كل محاولة اغتيال السؤال الذي يطرح من هو المستفيد؟ إن حزب الكتلة الوطنيّة يسأل من استفاد من جرائم الاغتيالات السابقة ومن هو المستفيد الأكبر من اغتيال الدكتور سميرجعجع؟ ان الدلائل تشير الى ان المحاولات كلها تصب في الاتجاه نفسه، اما المفاجأة الأكبر فهي أن حزب الله لم يتهم إسرائيل أو الاستخبارات الأميركية بهذه المحاولة". ولاحظ الحزب ان المجتمع اللبناني وخصوصاً المسيحي "يعاني فقداناً لقيم كانت دائماً موجودة لديه رغم سني الحرب الدامية. فالتيار الوطني الحر وأنصاره عدا أنهم لم يستنكروا الحدث، تطرّفوا في إستعمال كل الوسائل للسخرية منه". ورأى "ان الوصول الى هذا الدرك من فقدان فضيلة التضامن مرده الى ان القياديين الحاليين وراسمي سياسة التيار يزرعون الحقد والكراهية، فهم لا يعرفون طريقة اخرى لتجييش ناخبيهم، وهنا يكفي متابعة اعلامهم المرئي لنرى كيف يجندون حملة تشويه مركزة على الدكتور سمير جعجع سبق أن تعرض لها كل من جبران تويني وبيار الجميل".

 

فتفت: الحكومة تحمل مسؤولية أيّ عمل إجرامي لحجبها "الداتا".. ولا للنسبية بظل السلاح  

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "فشلت بكل المعايير"، وأضاف: "هذه الحكومة هي حكومة حزب الله، فالرئيس ميقاتي شخص عادي بها، أما تمويل المحكمة الدولية بالطريقة التي تمت، فبالتأكيد أنّها حصلت بموافقة حزب الله وإلا لما كان تم الأمر". وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، قال فتفت: "إذا حصلت أي عمليات اجرامية أو إرهابية فهي مسؤولية الحكومة، لأن هناك عدم موافقة من قبلها على إعطاء داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن وزير الاتصالات نقولا صحناوي ليس هو من يقف حقيقةً خلف قرار منع تسليم الداتا "لأنه "باش كاتب" في هذه الحكومة والقرار ليس بيده". ورداً على سؤال، أجاب فتفت: "الحكومة اعترفت بحصول محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لأنه عندما يصدر موقف من وزير الداخلية (مروان شربل) يؤكد هذا الأمر وعندما يصل الأمر برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة لتهنئة جعجع بالسلامة، فماذا يعني ذلك؟ لكن هناك لدى البعض وقاحة أخلاقية عندما يشككون بعملية الاغتيال"، معتبراً أن "محاولة اغتيال جعجع تأتي لأنه استطاع إدخال المسيحيين الى الربيع العربي".

وحول تهديدات محتملة لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال فتفت: "أعتقد أن وليد جنبلاط غير معرض للاغتيال وذلك يعود الى تحالفاته في هذه الحكومة التي تحميه، وثانياً اذا تم اغتيال وليد جنبلاط ستسقط الحكومة، والآن ممنوع على هذه الحكومة أن تسقط"، إلا أن فتفت عاد وقال: "إن جنون من يحمل السلاح يجعله يرتكب حماقة فمثلما تم إغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يُغتال وليد جنبلاط". وحول الموقف من قانون الانتخاب، ردّ فتفت: "نحن لسنا ضد مبدأ النسبية ولكن ليس بوجود السلاح، والإصلاحات لا تكفي من اجل تبنّي القانون النسبي في ظل السلاح، لكن يبقى أن هناك اصلاحات مطلوبة جداً على قانون الستين (قانون الانتخاب الحالي) وهو ليس مقبولاً كما هو، ونحن سنخوض الانتخابات مهما كان الوضع والصورة السياسية في البلد"، ولفت فتفت إلى أن "ما قدمه وزير الداخلية في مشروعه لقانون الانتخاب لا صلة له بالنسبية بل هناك استنسابية في المشروع الذي قدمه، إذ قدّم 6 احتمالات حول تقسيم الدوائر، ولكن في هذه الاحتمالات جميعها تبقى دائرة بعلبك الهرمل دائرة واحدة، فلن نقبل فهذه الاستنسابية لمصلحة فريق معين". وبشأن جلسة المناقشة النيابية للحكومة الأسبوع المقبل، قال فتفت: "نحن سنطرح كل الامور في هذه الجلسة"، معتبراً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "يحمي هذه الحكومة، لكن بعض التصاريح منه أو من نوابه حيال انتقادهم لعمل الحكومة تعود الى قرب الانتخابات". وبشأن الخلاف بين رئيس الحكومة ووزير المال محمد الصفدي، اعتبر فتفت أن "الوزير الصفدي في اطلالته الأخيرة قدّم أوراق اعتماده من أجل رئاسة الحكومة" بديلاً عن ميقاتي، وأضاف فتفت: "الوزير الصفدي قالها إنه قادر ان يكون رئيس حكومة، ولكن الرئيس ميقاتي "يضحك بعبّو" لأنه يعرف ان قوى 8 آذار لا تقبل بالوزير الصفدي كرئيس للحكومة وخصوصاً بعد أدائه بوزارة المالية".  

 

"الباش كاتب" محمد الصفدي يتعثر... بين شاقوفين وأكثر...من طرح الثقة به إلى حلّ مجلس النواب  

طارق نجم/موقع 14 آذار

حينما شكلت الحكومة الميقاتية على أشلاء حكومة الوحدة الوطنية السابقة، لم يدر في خلد محمد الصفدي أن وزارة المالية ستكون أسوأ مما يتوقع، وتجربتها ستكون بغاية المرارة مع وزراء من أمثال جبران باسيل وشربل نحاس فضلاً عن مشاريع مريبة لانتاج الكهرباء. بل وأكثر من ذلك لم يكن الصفدي ليتوقع أن يقف في مواجهة حليفه الأساسي الذي أدخله الى الحكومة أي رئيسها نجيب ميقاتي بعد تصريحاته الأخيرة التي أظهرت أن خلافاً شبه مستحكم قد يقوض ثنائية ميقاتي-الصفدي والتي عوّل عليها كنواة سنية لانشاء إئتلاف المناهضين لقوى 14 آذار والتي سميت جزافاً "حكومة". الصفدي الذي رفع سقف التحدي مع ميقاتي، طلب علانية أن يطرح رئيس الوزراء الثقة بشخص وزير المالية أي الصفدي نفسه إذا رآه غير جدير بالمنصب الذي يشغله. وضع الصفدي لم يكن متأزماً فقط مع رئيس الحكومة بل ظهر أكثر ضعفاً آزاء اصراره على حلّ موضوع الـ8900 مليارة ليرة في وقت يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لرفض مشروع قانون الـ 8900 مليار ليرة وأن لا يوقعه بموجب مرسوم "لعدم ملاءمته للمصلحة العامة" كما اشارت مصادر صحافية.

الوضع الاقتصادي والمعيشي يبقى أحد الضغوط الكبرى على حكومة ميقاتي ووزير ماليتها؛ فلبنان الذي يمر بظروف اقتصادية صعبة أصلاً أستفحل وضعه بعد عدم اقرار باريس 3 لأسباب كيدية وزاد تفاقماً مع اندلاع الثورة السورية، لتكتمل هذه الحلقة الجهنمية مروراً بـ"مرجلات" وزراء التيار البرتقالي التي تكلف الخزينة وبالتالي جيوب المواطنين أكثر بكثير مما تعطيهم. هذه السياسة وضعت البلاد أمام خيارات واتجاهات مالية ستقودها إلى تقويض تاريخي لجميع المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية ربما منذ عهد الاستقلال الأول. الانتهاكات المشينة للدستور ولقانون المحاسبة العمومية بات الروتين اليومي لعمل وزارة المالية في عهد محمد الصفدي. ففي وقت يفرض النص على وزارة المالية تحضير مشروع الموازنة العامة للسنة التالية بعد فترة وجيزة من اقرار موازنة العام الحالي، ما زالت وعود الصفدي لا تتعدى شفاه معاليه. وللتذكير، فإنه بحسب المادة 56 من قانون المحاسبة العمومية، يتحتم على الوزير المختص في وزارته أن يطلب اجازة بالإنفاق من قبل وزارة المالية متمثلة بمراقب عقد النفقة ليتأكد من أنّ هذا الطلب يتطابق مع القوانين المرعية الإجراء ويتوافر المبلغ المطلوب في الاعتماد المخصص له. ولكن بالعودة الى المحاسبة العمومية، فان الاجازة البرلمانية للانفاق تتبخر لصالح اعتماد نظام الموازنة الإثني عشرية التي أتاحت لحكومة ميقاتي الانفاق على أساس استثنائي، وأنّ تقوم كذلك بجباية الضرائب والرسوم من دون موافقة برلمانية في حال لم يتم اقرار مشروع الموازنة من قبل مجلس النواب. من الجدير التوضيح أنّ اللجوء الى هذه القاعدة لا يتم إلا في ظروف قاهرة أوضحها الدستور وليس على مزاجية أهل الحكم أو ارباب هذا الإئتلاف المسمى حكومة. فالمادة 86 من الدستور اللبناني تتيح الانفاق الإثني عشري وفق الأسلوب التالي الذي يصفه بـ"تؤخذ الاعتمادات المفتوحة في موازنة السنة المنقضية وتشمل اليها الاعتمادات الاضافية المفتوحة خلال السنة، وتطرح منها الاعتمادات الملغاة ثم يقسم الرصيد الى جزء من إثني عشر". وهذا ما لا يحصل حالياً في الوزارات بل يتم الانفاق وفق الحاجة وعلى أساس إنفاق العام الماضي. وتتكاثر المحاذير التي يعلمها القاصي والداني حول خطورة استعمال القاعدة الإثني عشرة بشكل دائم والتي كانت بالأصل إستثناءً ,اصبحت قاعدة ومنها: خلق ارتباك في حسابات المالية العامة، يصبح للحكومة اليد الطولى في إملاء ارادتها مع تراجع الرقابة، وكذلك تفتح الباب للإستنسابية في الانفاق إذا اقتضى الأمر من خلال التستر بضرورة تسيير الشؤون العامة.

كما أن ما يزيد من الموقف القانوني حراجة لمالية الحكومة هو أنّ الدستور اشترط ايضاً وفق المادة 86 "أن يقوم رئيس الجمهورية بالتنسيق مع مجلس الوزراء بدعوة مجلس النواب الى الاجتماع الى عقد جلسة استثنائية للبرلمان من أجل التصديق على الموازنة العامة" وهذا ما لم يحصل حتى والآن في وقت لا ينبس رئيس السلطة التشريعية ببنت شفة منظراً ربما تقاسم الجبنة ليقول كلمته النهائية في هذا الشأن. وهنا تبرز أمام الصفدي معضلة جديدة هي في المادة 65 من الدستور والتي تنص على أنه في حال فشل أو رفض المجلس النيابي لذلك (أي لإقرار الموازنة) يمكن للسلطة التنفيذية أن تحلّ مجلس النواب اذا رأت أن الهدف من اقرار ذلك هو شل عمل الحكومة. ولذا بات على الصفدي أن ينتظر توافق جميع الافرقاء لاقرار جميع المواضيع المالية على أن يكون خلال كل ذلك بمثابة "باش كاتب" لا قدرة له على الاتيان بأي حركة. الآن بات معالي محمد الصفدي بين شاقوفين وربما أكثر؛ فمن ناحية، هناك التركيبة الحكومية الذي تورط بها وتسلم أحد مفاتيح العمل الحكومي اي وزارة المالية التي تبحث عن موازنتها المفقودة وعن رواتب لموظفي الدولة. ومن جهة أخرى، تواجه الصفدي مع ميقاتي في معركة علنية ليصبح شبه عار أمام وزراء الكتل الأخرى إذا ما قرر رئيس المجلس رفع الغطاء عنه وطرح الثقة فيه. ومن ناحية أخرى، للصفدي حساباته السياسية بامتياز والتي تنظر بعين نيابية يمنة ويسرة بانتظار قانون الانتخاب يأمل أن يضمن له مقعداً عن مسقط راسه طرابلس، بعد أن خسر نائب طرابلس-وزير المالية حلفاءه الواحد تلو الآخر كمقامر يخسر أمواله في آخر الليل على طاولة لم تحقق له أحلامه بمكاسب سريعة.

 

علوش: ما حدث بين ميقاتي والصفدي نتيجة طبيعية لشراكة الاثنين في التآمر على "14 آذار" 

توقف كثيرون أمام انفجار الخلاف بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و"حليفه" وزير المال محمد الصفدي بعد إعلان الثاني ان الأول راح يهمس باسمه بأنه يريد تقاضي عمولات في ملف بواخر توليد الطاقة الكهربائية، وقال النائب السابق مصطفى علوش لصحيفة "المستقبل" ان "كل الناس تعرف مدى العداوة التي فرّقت وتفرّق الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي، وهي في الأساس عداوة كار لانهما يلعبان في الملعب نفسه ويتنافسان في موضوع شخصي بامتياز وهو كيفية الوصول الى سدّة رئاسة الحكومة بأي ثمن وبأي طريقة".وأكد علوش "نعلم أن الحلف غير المقدس الذي جمع الصفدي مع الرئيس ميقاتي يوم انقلبا على الأكثرية الشعبية في طرابلس والتي مكّنتهما من الوصول الى النيابة، لا يمكنه الاستمرار على الرغم من الكلام المعسول الذي نعت به كل واحد منهما الآخر في السابق". وأشار الى "ان ما حدث بالأمس هو نتيجة طبيعية لشراكة الاثنين في التآمر على قوى 14 آذار لمصلحة النظام السوري والذي تقوم حكومة ميقاتي اليوم بتغطية جرائمه في لبنان وفي سوريا". 

 

نائب الأمين العام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: سوريا لا تحتاج لعناصر من "حزب الله"  

رأى نائب الأمين العام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "الوضع اللبناني مربك بسبب تنوعه الطائفي وبسبب الحسابات الضيقة"، وقال في هذا السياق: "البعض في لبنان كانوا يراهنون على الوضع السوري، ففشل الرهان وراهنوا سابقًا مستخدمين كل جحافل العالم فلم ينجحوا ولن ينجحوا"، لافتاً إلى أنّه "من كان يراهن على استقالة الحكومة تبين أنه واهم".قاسم، وفي خلال رعايته لاحتفال تكريمي في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في الضاحية الجنوبية، رأى وجوب "التأكيد على ثلاث قضايا أساسية في البلد، أولها حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي عبر تكامل قوى الجيش والمقاومة والشعب وثانيها الاهتمام بقضايا الناس وهذه مسؤولية يتحملها رئيسا الجمهورية والحكومة وكل الأطراف، وصولًا إلى ضرورة إنجاز قانون إنتخابات عادل"، معتبراً ان هناك "محاولات اليوم في لبنان من أجل إثارة قضايا هامشية كوجود مقاتلين لحزب الله في سوريا، ولكن سوريا لا تحتاج إلى عناصر أو قوات من "حزب الله" فلديها شعب وإدارة قويين".وتابع قاسم في السياق عينه فقال :"إن كل ما يقولونه ليس صحيحًا فنحن عندما نقوم بأمر ما نقوم به أمام العالم ولا نخشى أحداً ولا نخفي أنفسنا كما يفعل البعض". وأضاف: "يريدون إسقاط سوريا من أجل تغيير خارطة المنطقة لتكون منسجمة مع أميركا وإسرائيل ولإبعاد الأنظار عن جرائم إسرائيل في فلسطين، ولكن تهديدات إسرائيل صراخات في الهواء لا مكان لها والمقاومة جاهزة وستكون دوما بالمرصاد، وإن وجود المقاومة هو المحسوم، وإن شاء الله تكون إسرائيل في خبر كان".(الوطنية للإعلام)

 

أبو فاعور لـ"النهار": قانون الانتخاب يحدّد مصير لبنان ومستقبله

أحرقنا جميع المراكب مع النظام السوري ولا تغيير في موقف جنبلاط

النهار/مي عبود أبي عقل

ينتهز السياسيون فرصة الاعياد للتحضير لجلسات المناقشة النيابية الاسبوع المقبل التي يبدو انها ستكون حامية، ولا يوفرون البلد في الوقت عينه من السجال الكلامي لتسجيل النقاط وتهيئة الاجواء ليثبت كل طرف وجهة نظره. لكن يبقى امران اساسيان يشغلان بال الجميع هما: الوضع الامني وانعكاس الاحداث السورية عليه، وقانون الانتخاب الذي يفترض ان يرسم خريطة سياسية جديدة. وهما بالتحديد نواة الاسئلة التي حملناها الى وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور الذي يتميز حزبه ورئيسه بصراحتهما.

ما تقويمكم لاجتماع معراب؟ وهل هو لتعويم قوى 14 آذار؟

- لا تستطيع قوى 14 آذار، ازاء محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع، الا ان تثير الامر، والتصرف بمنطق انه لا يمكن المرور عليه مرور الكرام من دون ان يكون هناك موقف سياسي او اجراءات من الدولة، او تنبيه من القوى السياسية لعدم تكرار سيناريو الاغتيالات الذي شهدناه في الفترة السابقة. اما لناحية تعويم قوى 14 آذار فلا اعتقد ان هناك احدا في لبنان بالامكان اقصاؤه او استبعاده او استثناؤه من الميزان السياسي القائم في البلد. وقوى 14 آذار هي جزء من هذا الميزان، ولا تستطيع او تريد اي تركيبة سياسية او اي ائتلاف سياسي ان يتجاوز ان هناك تمثيلا حقيقيا سياسيا وشعبيا لهذه القوى.

الأمن والوفاق

  بعد محاولة اغتيال جعجع وقتل المصور علي شعبان، هل عدنا الى مرحلة الاغتيالات؟ والى اي مدى الوضع الامني خطير في البلد؟

- هناك تمايز بين الحالتين: اغتيال المصور شعبان، اضافة الى انه امر مستنكر ومؤسف جدا، فهو يظهر بشكل واضح وفاضح ان النظام في سوريا لا يزال يتصرف وكأن لبنان هو الباحة الخلفية لمنزله، وان هناك استهانة بدماء اللبنانيين، وانه رغم ما يقوم به الجيش اللبناني من اجراءات لعدم حصول اي تورط لبناني في الاحداث في سوريا لا يزال يتصرف على قاعدة ان لبنان ارض مستباحة، وهذا الامر لا يمكن ان تقبل به الدولة اللبنانية، وهو ايضا اهانة للحكومة ولكل القوى السياسية في لبنان . لذلك يجب ان تكون هناك اجراءات جذرية، وليس مجرد اجراء تحقيق فقط لأن ما حصل هو عملية قتل موصوفة، وقد تعوّد الاعلام اللبناني ان يتجول بين حدي الحقيقة والشهادة ، وليست المرة الاولى التي يقدم فيها تلفزيون "الجديد" تحديدا الشهداء.

اما مسألة محاولة اغتيال الدكتور جعجع فأمر مختلف، واخشى ان نكون، على خلفية ما يجري في سوريا، واستباقا للانتخابات النيابية المقبلة، ندخل في سيناريو امني جديد في لبنان.

هل ما تقوله يستند الى معلومات أم هو تحليل سياسي؟

- لا طبعا لا املك معلومات، لكن كل التقارير الامنية التي علمنا بها بالتواتر من الاجهزة الامنية تقول ان محاولة الاغتيال جدية، وهذا هو ايضا انطباع القضاء . ماذا كان سيكون عليه الوضع في لبنان لو نجحت عملية الاغتيال لا سمح الله؟ لكنا دخلنا في فتنة كبيرة.

يعود الحديث عن استهداف اشخاص معينين، من بينهم وليد جنبلاط، هل وصلتكم تقارير امنية في هذا الشأن؟

- طبعا وصلنا الكثير من التقارير من بعض المصادر، لا نستطيع ان نؤكد، اذا كانت صحيحة ام لا. اعتقد ان ما حصل مع الدكتور جعجع، اضافة الى ما وصل الينا سابقا من تقارير ومعلومات او من تحذيرات ربما مستندة الى معلومات وربما لا ، نعم تثير الكثير من المخاوف.

وكيف يمكن تلافي الوقوع في المزالق الامنية من جديد؟

- اضافة الى اليقظة الامنية المطلوبة من كل اجهزة الدولة، والى تعاطي الوزارات بمسؤولية مع هذا الامر، وفي مقدمها وزارة الاتصالات التي يجب الا تعاقب اللبنانيين والاجهزة الامنية اللبنانية على خلفية الاقتصاص السياسي من فرع المعلومات، فالحل يكمن في الوفاق السياسي الذي يمنع انكشاف لبنان سياسيا وامنيا ، وفي ترميم ما تداعى من الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، وفتح قنوات الاتصال والحوار السياسي، والوصول الى تفاهم داخلي.                                               

سيشهد الاسبوع المقبل فترة صعبة ومناقشة في مجلس النواب تتشعب فيها القضايا من الاضرابات الى فتح ملفات الاتصالات والنفط والـ 8900 مليار وغيرها... الى اي مدى يهدد هذا الامر الوضع الحكومي؟

- هناك تباين داخل الحكومة حول الكثير من القضايا، والفالق الاكبر فيها هو التباين في الموقف  مما يجري في سوريا. القضايا الاجتماعية والاقتصادية يمكن التعامل معها على قاعدة مسؤولية الدولة وأحقية المواطنين. يجب ان يكون هناك تفاهم لبناني داخل الحكومة وخارجها، على أنه رغم الانقسام  السياسي حول الوضع في سوريا، يجب ان يكون هناك اتفاق على ألا يحصل اي تورط من لبنان ماديا في ما يحصل في سوريا. اما جلسات المناقشة النيابية فهذا منطق الديموقراطية، على الحكومة ان تمثل امام المجلس النيابي وان تكافأ على ما قامت به وان تحاسب على ما لم تقم به، ويجب ان تعقد هذه الجلسات من اجل تصحيح العمل الحكومي.

قانون الانتخابات

الحزب الاشتراكي يطالب بالغاء الطائفية السياسية، وبلبنان دائرة واحدة، وبخفض سن الاقتراع، وبتشكيل مجلس شيوخ.. أليست هذه مطالب تعجيزية لتبرير البقاء على قانون الـ60 الذي تريدونه؟

- على الاطلاق. فلنعترف اولا ان النقاش ليس نقاش اصلاح او عدم اصلاح، بل هو: من يحصل على الاكثرية النيابية في المجلس النيابي القادم؟ النقاش حول قانون الانتخاب هو حول مصير البلد ومستقبله، وهو سيكون عنوان المرحلة السياسية العتيدة، وعنوان الصراع السياسي في المرحلة المقبلة. لذلك فلنخرج من معزوفة الاصلاح وعدم الاصلاح، ولنسقط ورقة التين وهذه الادعاءات. المسألة هي : اي تقسيم انتخابي يمكن ان يوصل اي اكثرية الى المجلس النيابي؟ من هذا المنطلق اما ان يكون اصلاح شامل، وطرحنا لبنان دائرة انتخابية واحدة، ومجلس الشيوخ، والغاء الطائفية السياسية، وخفض سن الاقتراع، واقتراع المغتربين، والنسبية ، وإما فلنتحدث حول القانون الانتخابي الذي يحفظ التوازنات في البلد. الحكومة لا تستطيع ان تشرع لنفسها، بل هي تشرع لجميع اللبنانيين، وقانون الانتخاب لا يكون فقط على هوى الحكومة او رغبتها، بل يحتاج الى توافق سياسي في البلد ، توافق بين الداخل الحكومي وخارج الحكومة. لذلك نحن لا نضع استحالات امام الاصلاح، ولكن لا نسير في معزوفة ادعاء الاصلاح  والامر هو غير ذلك.

انتم كـ"جبهة نضال" اي قانون تريدون او يناسبكم؟ وعلى اي قانون مستعدون للتحاور؟

-  لا محظور لدينا على اي قانون انتخاب، حتى طرح النسبية مستعدون للحوار حوله شرط ألا يكون الاصلاح مجتزأ، وليس لدينا من الضيق ما يدفعنا للتهديد بالاستقالة من الحكومة في حال نوقشت النسبية. مستعدون لمناقشة اي قانون انتخاب، ولكن كفى ادعاءات وهمية بالاصلاح او عدمه، وان جبهة النضال لا تريد الاصلاح. نحن لم نتقدم باقتراح قانون محدد، لكن لدينا افكارنا حول هذا الموضوع، ويجب ان يفتح حوار وطني بشأنه، وعندها ندلي بدلونا.

رفض النسبية هو نهائي؟

- رفض اجتزاء الاصلاح الى النسبية نهائي.

هل تمشون بمشروع فؤاد بطرس الذي يجمع بين الاكثري والنسبية؟

- لم يطرح معنا رسميا هذا القانون.

وماذا عن قانون الستين مع تعديلات في حجم الدوائر؟

- فليفتح الحوار الوطني ليس على قاعدة الغلبة بل على قاعدة التوازن، وعلى قاعدة التمثيل الصحيح وليس من يمسك بناصية البلد في 2013.

العلاقات الممتازة

سأل الرئيس نبيه بري لماذا نعمل على خلق عدو جديد للبنان عند الحدود الشمالية. هل لديك جواب؟

- نحن نؤكد حرص الرئيس بري على الاستقرار الداخلي في لبنان، وعلى التفاهم بين اللبنانيين، ونعرف ان هذا منطلق كلامه. لكن لماذا يحاول النظام السوري ان يستعدينا؟ نحن لا نريد ان نخلق اعداء جددا، ولكننا لا نستطيع ان نتجاوز ما يحصل في سوريا، فهذه مسألة غير عابرة، وموقفنا منه اخلاقي قبل ان يكون سياسيا. انا مع الرئيس بري، نعم يجب ألا نخلق عدوا جديدا على الحدود، ولكن يجب ايضا على النظام في سوريا ألا يستعدي الشعب اللبناني بجرائم مثل تلك التي حصلت واودت بحياة علي شعبان.

ولماذا لا تلتزمون سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة؟

- نحن نلتزمها. ما الذي نقوم به باستثناء بعض المواقف السياسية؟ هل نتدخل بشكل مادي وعملي في الشأن السوري؟ نحن لا نتدخل في هذا الامر على الاطلاق.

كيف هي علاقتكم مع رئيس الجمهورية؟

- ممتازة.

ومع الرئيس بري؟

- ممتازة ايضا.

ومع الرئيس ميقاتي؟

- ممتازة.

ولماذا تردي العلاقة مع العماد ميشال عون؟

- لا اعرف. يجب ان يسأل العماد عون عن هذا الامر. "التيار الوطني الحر" قوة موجودة، ونحن نحترمها ونقدر تضحياتها، ولكن استعمال المنطق الانتقامي والانتقائي دائما في العلاقة معنا هو الذي اوصل الامور الى هذه النتيجة، ونحن سعينا جاهدين لترتيب هذه العلاقة، لكن للاسف يبدو ان هناك عدم ود شعبي وسياسي من قبل "التيار الوطني الحر" تجاه الحزب التقدمي الاشتراكي.

وكيف هي العلاقة مع "حزب الله"؟

- العلاقة جيدة. مختلفون مع "حزب الله" حول الموقف من سوريا، ومتفقون حول السلم الاهلي. مختلفون حول الوضع في سوريا، ومتفقون حول اهمية سلاح المقاومة الى حين اقرار الاستراتيجية الدفاعية طبعا مع عدم استعمال هذا السلاح في الداخل. مختلفون حول الموضوع السوري، ومتفقون على وجوب عدم توريط  لبنان في الحدث السوري بأي شكل من الاشكال. متفقون ايضا على ضرورة ان يكون هناك حوار بين اللبنانيين، وانه لا امكان لاقرار اي امر غلابا، بل بالتفاهم بين بعضهم البعض.

الامر الوحيد الذي تختلفون عليه هو الامر السوري، فلماذا لا تجتمعون اذاً؟

- نحن نجتمع، وهناك لقاءات دائمة، والاتصال قائم مع حزب الله، وليس هناك اي مشكلة.

هل يجتمع النائب جنبلاط والسيد حسن نصر الله؟

- مع السيد نصر الله لم تحصل لقاءات اخيراً، ولكن عندما تكون هناك حاجة فلا مانع من عقد اي لقاء، والتواصل يومي ومستمر مع حزب الله .

هل يمكن جنبلاط أن يغير رأيه بشأن الوضع السوري؟

- لا اعتقد انه سيكون هناك تغيير في الموقف. لقد احرقنا جميع المراكب غير آسفين.

حصل في السابق ان اختلفوا ثم تصالحوا، وعاد اليوم الى المواجهة!

- لا نستطيع ان نتجاوز ما يحصل في سوريا من بطش ودماء. 

 

وقائع من مناقشات صريحة في معراب ليلة تضامن 14 آذار "من كان يتخيّل نحن الصقور وجعجع حمامة السلام؟"

إيلي الحاج/النهار

 النائب السابق سمير فرنجيه.النائب السابق سمير فرنجيه. تستحق الحوارات السياسية الصريحة والمتميزة بالرحابة، التي جرت في معراب ليل الاربعاء الماضي، خلال لقاء قوى 14 آذار التضامني مع الدكتور سمير جعجع، تسجيل بعض وقائعها للمستقبل والتاريخ، على أهمية مداخلات تجاوز عددها الـ 50 من المشاركين الذين ناهزوا الـ200.

أعطى عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" نصير الأسعد إشارة البدء في نقد الذات بتوسع.  سأل: "محاولة إغتيال بهذا الحجم ونجتمع بعد أسبوع؟ هذا يعني أن 14 آذار تعاني تبلّدا. لم نخرج لنواجه بعد حدث مفصلي خطير. هذا يعني أننا في سياستنا الوجه الآخر لـ(رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي) النائب وليد جنبلاط، أننا عملياً نعتبر المواقف التي اتخذها خلال سنة صحيحة. لقد توقفنا عن عمل أي شيء للأسباب نفسها التي حملته على دخول الحكومة. وها نحن نمارس معارضة نيابية تحت سقف الحكومة، ونرد على كل ما يُرتكب بالقانون والدستور وبتحميل الحكومة المسؤولية. في الوقت نفسه نترك الشارع، ننسحب كأننا قررنا "خصي" أنفسنا. لا أقترح مساً بالإستقرار لا سمح الله، ولكن إذا كانت محاولة اغتيال الدكتور جعجع لا تحرك مشاعر الشارع فهذه مصيبة. مطلوب إعادة النظر في قراري إبقاء الحكومة والتخلي عن الشارع. علينا استعادة عوامل قوتنا وإعادة النظر في استراتيجيتنا. نحن ننتقد سياسة النأي بالنفس وننأى بنفسنا عملياً. نحتاج إلى موقف سياسي جريء كالذي اتخذناه جميعاً يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اجتمعوا أيها القادة وضعوا لنا الإستراتيجية التي ترون. ونحن معكم".

مداخلة جعجع

أعطى مدير الحوار النائب السابق سمير فرنجية الدكتور جعجع الكلام. قال: "أفلتّ من محاولة الإغتيال ولكن لم أفلت من نصير. أوافقك وأحيي الروح التي عبرت عنها. ولكن أنا سياسي عليّ إجراء حسابات قبل تجسيد النفحة الثورية. أسمع كثيراً أسئلة مثل "هل نظل نجتمع في 14 آذار لنصدر بيانات؟". رأيي أن قوى 14 آذار بألف خير. مشروعها واضح وقطوع "السين- سين" مرّ وعَبَر.

الروح بخير أما في الجسد، فلا ضبابية بيني وبين الهدف. والتحرك قبل الأوان خطأ. لا نتحرك إذا لم يكن أمامنا هدف سياسي نحققه. كل دول العالم شرقاً وغرباً تضع سوريا هذه الأيام في رأس اهتماماتها ولا وقت عندها للبنان مهما حصل فيه. وخلال هذا الوقت الفريق الآخر يضعف ويخسر يوماً بعد يوم ومن تلقاء نفسه. وأصارحكم بأني بذلت جهداً وتعبت لمنع أي رد فعل احتجاجي من "القواتيين" على محاولة الإغتيال. إذا كانت الغاية التعبير عن فورة فإنها لا تستحق، في حين أن الأوضاع ذاهبة إلى حيث نريد ونتمنى. ثم إننا لسنا خائفين ولا نساوم ولا نريد عقد صفقات. بل ننتظر اللحظة المناسبة للعمل السياسي المناسب. و14 آذار بألف خير".  ثم مداخلة للنائب السابق فرنجية، استهلالها تأكيد أن "هناك شعوراً لدى شعب 14 آذار بأنها لا تملك خطة ولا رؤية. نرى تغيراً كبيراً في المنطقة وليس معروفاً بالضبط أين دورنا. كلنا جزء من الربيع العربي، ونحن أطلقنا أول إشارة إلى هذا الربيع، وعندما تحقق وكان التحوّل الكبير، لم يعد لدينا جملة مفيدة نقولها. ثم إن البلد يعاني سقوطاً أخلاقياً لم نشهد له مثيلاً حتى في مراحل الحرب، وهذا يولّد صدمة. والكلام على أخطاء الحكومة يشمل أطرافاً غيرها كثيرين ليسوا بالضرورة من 8 آذار. الناس يرون مؤسسات الدولة آيلة إلى السقوط العام و14 آذار تنتقد وتساجل في السياسة التي أصبحت مملة. "في شي جديد؟".

علينا أن نجدّد 14 آذار ونضع لها خطة توفر مشاركة الناس. مطلوب منا ثورة داخلية تضع 14 آذار إلى الطاولة. نحتاج إلى جلسات مصارحة وطرح أفكار. لا أعرف ما سيطلع منها إنما الكلام يمكن أن يُنتج اقتراحات عملية. ولا أتحدث عن إعادة تنظيم صفوف، إنما في السياسة إذا كانت عندنا جملة مفيدة فإنها تعطي قضيتنا حياة فلا نبقى في موقع رد فعل. لذا أقترح مناقشات مفتوحة في السياسة، والتنفيذ يأتي لاحقاً". وبعد مداخلات كان الختام لمنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد فذكّر بأن "ليل 27 – 28 شباط 2005، عشية سقوط حكومة الرئيس عمر كرامي لبينا دعوة السيدة نايلة معوّض إلى عشاء في منزلها. وحضر مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد الذي كان في جولة على عدد من دول المنطقة. قال لنا بالفم الملآن بعد مناقشة استمرت ساعتين"أنتم تحلمون إذا كنتم تعتقدون أن الولايات المتحدة ستطلب من دمشق سحب جيشها من لبنان. أقصى درجات الطموح أن تطلب واشنطن الإنسحاب إلى البقاع تطبيقاً للطائف". في الليلة نفسها نزلنا إلى مخيم الحرية في ساحة الشهداء وكان بإدارة (النائب السابق) الياس عطالله وصمدنا، وأدى صمودنا إلى سقوط حكومة كرامي في اليوم التالي، مما أشعل إنتفاضة الإستقلال التي أوصلت بدورها إلى إنسحاب الجيش السوري من كل لبنان".

وقبل أن ينفرط عقد المجتمعين الـ200، قال الدكتور جعجع لإحدى الشخصيات: "قد تكونون على حق وأنا "عامل أبو ملحم" أكتر من اللازم". ضعوا الإطار الملائم لنعود لاحقاً إلى مناقشة الموضوع".

وعلى طريق العودة من معراب علّق أحدهم مازحاً: "من كان ليتخيّل يوماً نحن فيه الصقور وسمير جعجع حمامة السلام؟". 

 

التقرير الأمني من جريدة النهار ليوم الجمعة

تطويق حادث  بين الماري وعين عرب

مرجعيون – "النهار"

تطوّر تلاسن بين مواطنين من بلدتي عين عرب (قضاء مرجعيون) والماري (قضاء حاصبيا) الى خلاف كبير بين أهالي البلدتين تخلّله تضارب بالأيدي وتراشق بالحجارة واطلاق نار.

وفي التفاصيل ان الخلاف بدأ بعد ظهر أمس على خلفية صيد سمك ومرور قطيع من البقر قرب الجسر الذي يربط البلدتين، وأدى الى تضارب بالأيدي بين مواطنين من البلدتين، ثم تطوّر فجأة، وحطّم أشخاص من بلدة الماري سيارات لبعض أبناء عين عرب احتجاجا على ضرب أحدهم. وتخلّل الحادث اطلاق نار.

وتدخّل الجيش وضرب طوقا على مداخل عين عرب محاولا تفريق المتجمعين وفض الخلاف. وشوهد أهالي بلدة الماري متجمّعين عند الجسر، في حين تجمّع أهالي بلدة عين عرب في الجامع مستنكرين توقيف الجيش أحد أبناء عين عرب.

وبعد ساعات من المفاوضات التي تولاها الجيش وتدخّل رجال الدين من الجانبين، أُطلق الموقوف وتفرّق أهالي الماري عائدين الى البلدة.

وصدر ليلاً بيان عن الشيخ فندي شجاع ومفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي حسن دلي واتحاد بلديات العرقوب والفاعليات السياسية جاء فيه:

"ان الاشكال الذي حصل هو اشكال فردي وحتى لا يُستغلّ هذا الحادث من المصطادين في الماء العكر، نؤكد:

- اولاً: ان اهل الماري وعين عرب لا يسمحون بالانجرار الى الفتنة من اي نوع كانت ومن اي جهة اتت.

- ثانياً: نؤكد على العيش الواحد في منطقة مرجعيون وحاصبيا التي تميزت به على مرّ العهود السابقة ولا تزال الى يومنا هذا تعيش هذه المنطقة عيشاً نموذجياً لبنانياً صرفاً، لا تعرف الطائفية ولا المذهبية سوى وطن واحد هو لبنان في وجه عدو واحد هو العدو الاسرائيلي.

- ثالثاً: نؤكد على دور الجيش الوطني والاجهزة الامنية في الحفاظ على كرامة الوطن والمواطن وعلى السلم الاهلي.

- رابعاً: تم الاتفاق على معالجة ما حصل بهدوء وضمن الاطر القانونية والاخلاقية والدينية والاهلية".

جبر: خطوات تصعيدية لنقابتي المحامين

أعلن نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر استئناف اجتماعات نقابتي بيروت وطرابلس الأسبوع المقبل لاتخاذ الخطوات التي تم تجميدها في مسألة عدم تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى، وخصوصاً بعد الاتصالات التي جرت في عطلة الأعياد لتهدئة الأمور. وقال جبر: "ان النقابتين لا تريدان تعطيل مصالح الناس خصوصاً وعمل القضاء والبلد عموماً، وكانتا تأملان التوصل الى نتيجة حاسمة في هذا الملف، إلا أن الأمور تبدو متجهة نحو حائط مسدود واللجوء الى خطوات تصعيدية ستتخذها النقابتان رغماً عن إرادتهما للتوصل الى نتيجة في هذا الشأن".

كشف جنائي على مكان الرصاص في معراب

في إطار استكمال التحقيقات في جريمة محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، كشفت دورية من مكتب المختبرات الجنائية في وحدة الشرطة القضائية، بعد ظهر امس مجدداً، على مسرح الجريمة في معراب، وعمدت الى فك الحاجب الخشب، حيث تبين وجود 3 رصاصات، واحدة اخترقت الزجاج، واثنتان في الكادر الخشب، الاولى على ارتفاع متر ونصف متر والثانية على ارتفاع متر. وضبطت الرصاصتان الاخيرتان بغية تحليلهما جنائياً.

احتجاج طرابلسي على عدم اطلاق الموقوفين الاسلاميين

نظم اهالي الموقوفين الاسلاميين في طرابلس مسيرة بعد صلاة الجمعة من امام مسجد باب الرمل احتجاجاً على عدم اطلاق الشيخين طارق مرعي وخالد سيف وابناء طرابلس والشمال من الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية. ورفع المشاركون صوراً للشيخين وسط هتافات تطالب "بالاسراع في محاكمة الموقوفين واطلاقهم فوراً اسوة باطلاق العملاء قبل اسبوعين".

وجابت المسيرة شوارع المدينة وصولاً الى "ساحة عبد الحميد كرامي" - النور فقصر العدل حيث اقيم تجمع تحدث خلاله الشيخ عمر بكري ومحمد طه المصري والشيخ علاء مرعي، فأكدوا "مظلومية الموقوفين"، وطالبوا "بأن يأخذ القضاء دوره ويبت قضيتهم قبل فوات الاوان".

الغازية ترفض التصميم التوجيهي الجديد

الغازية – "النهار"

أثار قرار أصدره المجلس الأعلى للتنظيم المدني بتصنيف الواجهة البحرية من سينيق حتى الزهراني والمنطقة الواقعة على جانبي الاوتوستراد من الجهتين الغربية والشرقية منطقة صناعية كبيرة، حفيظة أهالي بلدة الغازية وهيئاتها الشعبية والمدنية.

واحتجاجا على القرار، عقد أمس في مقر جمعية "المحافظة على البيئة" في البلدة اجتماع تمهيدي شارك فيه جمع من المهندسين والاطباء والمحامين وممثلين عن البلدية والهيئات البيئية والاجتماعية، خلص الى بيان لفت الى "أن هذا التصميم التوجيهي والسكوت عنه ووضعه موضع التنفيذ، من شأنه إحلال كارثة في بلدتنا من كل النواحي". وإذ أعلن رفضه إياه و"الاعتراض عليه جملة وتفصيلاً"، طالب بـ"تعديله لما فيه من خطر وضرر على بلدتنا ومستقبل أجيالنا، وإلا سنضطر آسفين إلى اتخاذ خطوات تصعيدية".

وشكلت لجنة متابعة لملاحقة هذه المسألة، باشرت حملة جمع تواقيع أبناء البلدة بغية رفعها الى الجهات الرسمية والمعنية.

سرقة سيارات من المصيطبة والمتن وبعلبك

عادت "بورصة" سرقة السيارات الى الارتفاع في بعض المناطق اللبنانية. فقد سرق لصوص سيارة "تويوتا" تحمل الرقم (164417/ز) كان مالكها زياد عبد الله قرب منزله في بعلبك.

كما سرق لصوص سيارة "هوندا سيفيك" تحمل الرقم 176548 لصاحبها بسام سعد محجوب، كان اوقفها في الشارع حيث يقطن في برج حمود. كذلك سرقت سيارة "لاندكروزر" تحمل الرقم 444600/ج، يملكها جان انطوان دير بوغوسيان قرب منزله في قرنة شهوان.

وسرق لصوص سيارة "مازدا" تحمل الرقم 158071، كان مالكها محمد سليم قصابعي اوقفها قرب منزله في المصيطبة.

ودونت قوى الامن الداخلي شكاوى اصحاب السيارات المسروقة، وعممت مواصفاتها على كل الحواجز والدوريات لتوقيفها بمن فيها بناء على اشارة القضاء.

ضبط كميّات من العصير الفاسد في راسنحاش

البترون – "النهار"

ضبطت دورية من شعبة المعلومات في مكتب البترون، كميات من عبوات العصير الفاسد في محل في بلدة راسنحاش، وأخذت عينات من العصير الذي تبين أنه فاسد بعد الكشف عليه واجراء الفحوص الاولية. وتم توقيف مندوب الشركة لترويجه البضاعة الفاسدة، وبوشرت التحقيقات اللازمة معه ومع المسؤولين عن الشركة.

ودعا رئيس بلدية راسنحاش ايهاب قلاوون، الاجهزة المختصة الى القيام بمراقبة المحال التجارية في كل البلدات كي لا تشكل ملاذا لمروّجي البضاعة الفاسدة، وخصوصا التي تؤذي صحة المواطنين بمن فيهم الاطفال.

سرقة أموال موظفين في مختبرات كفرشيما

ادعى عدد من الموظفين في مختبرات كفرشيما ان مجهولاً سطا على اموالهم في حقائبهم التي كانت على طاولة مكتب الموظفين داخل المختبر. وبدأت فصيلة كفرشيما التحقيق لمعرفة الفاعل.

 

داود القائد المجهول في معركة الحرية

توفيق هندي/النهار

أكتب هذه السطور لا لأرثي شخصاً أحببته فحسب، بل لأعرّف عن اهم زاوية على شخصيته التي قد لا يعرفها الكثيرون. لقد تعرفت عليه بعد انتخابه بطريركاً عام 1998 وتعاونت معه منذ بداية عهده الذي دام قرابة سنتين ونيف وكانت الكيمياء بينه وبيني قائمة منذ اللحظة الأولى. عند تعيينه كاردينالاً (وهو رابع كاردينال شرقي بعد الكرادلة تبوني والمعوشي وصفير) ورئيساً لمجمع الكنائس الشرقية في دائرة الفاتيكان، وهو مركز مرموق (الثالث في التراتبية الفاتيكانية)، توطدت علاقتي به. وفي عزّ يد النظام الاسدي الثقيلة على لبنان، لم يتورّع هذا الاسقف السوري الحمصي آنذاك عن ترتيب زيارة السيدة ستريدا جعجع وانا بصفتنا القواتية، لدوائر الفاتيكان، لطرح قضيتي لبنان والدكتور جعجع السجينين. وكانت تلك الزيارة في نيسان 2001 قبل اسبوع من إعلان تشكيل لقاء قرنة شهوان الذي كنت من مؤسسيه.

اما بعد سجني في 7 آب 2001 والاتهامات المفبركة والخطيرة للنظام الامني السوري – اللبناني بحقي، لم يتورّع عن وضع ثقل الفاتيكان لإخراجي من السجن في مواجهة مفتوحة مع أعلى مراجع هذا النظام وقد خاطبهم آنذاك بأسلوب أبعد ما يكون عن الأسلوب الفاتيكاني الديبلوماسي و"الهادئ". إنه البطريرك الكاردينال المتواضع الأبي، القديس ولكن الشرس في دفاعه عن الحقيقة والمظلومين، العقلاني ولكن الذي لا يقبل بمنطق أهل الذمة.

رحمك الله، يا موسى داود، القائد المجهول في معركة الحرية!

 

تسليح "الجيش الحر" أساسي

علي حماده/النهار

عادت التظاهرات الى الشوارع والساحات بعد أقل من 48 ساعة على دخول وقف اطلاق النار حيّز التنفيذ النظري في سوريا. صحيح ان وتيرة القتل تدنت مقارنة مع المرحلة الاخيرة، ولكن القتل مستمر ومعه الاعتقال ومحاصرة المدن والبلدات، وقد بيّنت آليات المراقبة للثورة السورية هذا الامر بالصوت والصورة والبيّنات المفصلة بالخروقات من النظام. واذا استمر الوضع على الوتيرة نفسها من القتل حتى الاسبوع المقبل، فإن التظاهرات التي ستخرج يوم الجمعة المقبل ستكون مليونية. هذا الواقع يعرفه النظام الذي يتلمس اليوم ان قتل ما يزيد على اثني عشر ألفاً من السوريين العزّل واعتقال عشرات الآلاف، وتدمير مدن وبلدات بكاملها لن يعيد الشعب الى زمن الخوف والصمت. وقد احسنت المعارضة، ولا سيما "الجيش الحر" باحترام وقف النار حتى لو جرى التحرّش من قوات بشار، لان المكاسب المتوخاة من تراجع وتيرة القتل اكبر بكثير من مواصلة التصادم العسكري مع نظام يقول البعض من اركانه انه لن يرف له جفن حتى لو قضى على ربع الشعب السوري في سبيل الابقاء على النظام.

والسؤال المطروح الآن، هل يستمر النظام في احترامه الجزئي لخطة كوفي انان؟ بالطبع انه احترام اقل من جزئي، اذ لم يتوقف القتل، بل تراجع مقارنة بما سبق، ولكن المشكلة التي يواجهها النظام تتمثل في قيام مهمة مراقبين دوليين على الارض للتحقق من احترام وقف النار، وفي الوقت عينه يبقى "الجيش الحر" بين الاهل وسط احتضان شعبي لا يحظى به جيش بشار. اكثر من ذلك، فإن البنود الاخرى في خطة انان كفتح ممرات انسانية وفتح البلاد امام الاعلام العالمي بالترافق مع حرية التظاهر السلمي، كلها عناصر لا تصب في مصلحة نظام لا يملك سوى اداة القتل لمنع انتقال سوريا نحو عصر حرية الكرامة. هذا يؤشر الى اننا لا نزال في مرحلة يمكن ان تشهد انقلاباً دراماتيكياً في تعامل بشار مع خطة انان، باعتبار ان خطة انان لو بلغت نهاياتها فإنها لن تفضي سوى الى إغراق شوارع سوريا بالتظاهرات العارمة الهادفة لاسقاط النظام سلمياً. ولن يكون النظام قادراً على قتل الناس بوتيرة عالية في حضور مراقبين دوليين سيزداد عددهم مع مرور الوقت.

ان النظام نظام قاتل، واقلّ ما يستحق هو جرجرة أركانه، وفي مقدمهم بشارة الاسد امام المحاكم الدولية، وفي الاثناء، وقبل تفكيك آلة القتل التي يمسك بها، ينبغي رفع مستوى دعم "الجيش السوري الحر". بالمال. السلاح النوعي من اجل ايصال رسالة الى بشار والقيادة الروسية ان خيار القتل المتمادي سيكون له ثمن باهظ من الآن فصاعداً. ان من اول واجبات الدول والجهات الداعمة لهدف اسقاط نظام بشار الاسد ادراك مسألة اساسية، هي ان جمهورية حافظ الاسد غير قابلة لاعادة التأهيل، وخيارها الاول هو القتل والارهاب والترهيب، من هنا دعوتنا الصارخة الى المضي في تمويل جيش حر وتسليحه بأقصى سرعة بسلاح ذي نوعية عالية. وقديماً قيل، على من يريد السلام ان يتحضر للحرب.

 

أخطار تهدّد إجراء الانتخابات في موعدها:الاغتيالات، السلاح، حوادث سوريا، القانون

اميل خوري/النهار

تبدي أوساط سياسية مراقبة تخوّفها من احتمال أن تواجه الانتخابات النيابيّة سنة 2013 أخطاراً تحول دون إجرائها في موعدها الدستوري، الأمر الذي يحتّم التمديد لمجلس النواب الحالي بموجب قانون. وهذه الأخطار المحتملة هي:

أولاً: عدم التوصل الى اتفاق على قانون جديد للانتخابات يكون عادلاً ومتوازناً ويرضي الجميع ويؤمّن تالياً التمثيل السياسي الصحيح لشتى فئات الشعب، وتعذّر اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتأمين الاقتراع للبنانيين الموجودين في الخارج وحيث هم، كي يتم خفض سن الاقتراع باعتبار أن هذين الموضوعين متلازمان.

ثانياً: أن تعود سياسة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية علّها تتحكم بنتائج الانتخابات إذا تبيّن أن مرشحي قوى 14 آذار سيفوزون بأكثرية المقاعد النيابية ويكون لها الحكم في كل المراكز العليا في الدولة. وهذه السياسة كان اللجوء اليها عندما تقرر اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لم تكن من أسبابه صدور القرار 1559 فحسب، بل حسابات تتعلّق بنتائج انتخابات 2005 وبعد التأكد من أنها قد تكون في مصلحة الرئيس الحريري وحلفائه خصوصاً عندما أعلن أنه سيخوض المعركة في الدائرة الأصعب في بيروت وهي الدائرة التي رسم خصومه حدودها على نحو يجعل النتائج فيها لمصلحتهم بحيث لا يفوز الحريري وحلفاؤه بأكثرية المقاعد النيابية التي تسميه لتشكيل الحكومة... ومحاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع تدخل في الأسباب نفسها ولها علاقة بنتائج انتخابات 2013، إذ إن الوضع الشعبي لجعجع في الوسط المسيحي وتحديداً الماروني بات قريباً من حجم ما كان للرئيس الحريري في الوسط الاسلامي وتحديداً السنّي. وكان الكلام من قبل محاولة اغتيال القيادي الكتائبي البارز سامي الجميل لأسباب انتخابية أيضاً، إذ إن اغتيال أحدهما يغير ولا شك نتائج الانتخابات ويجعل مرشحي قوى 8 آذار يفوزون بالأكثرية ويكون لهم الحكم كاملاً، وتصبح الديموقراطية العدديّة هي التي تطبق وليست الديموقراطية التوافقية وهو ما حصل في تشكيل الحكومة الحالية.

ثالثاً: أن تتطور الأحداث في سوريا في غير مصلحة النظام بل لمصلحة خصومه في سوريا ولبنان، ما قد يفرض العودة الى سياسة الاغتيالات لمنع قيام حكم في لبنان مناوئ للحكم في سوريا إذا ما استمرت هذه الأحداث ولم تحسم لمصلحة أي طرف.

رابعاً: أن تمتد شرارة الأحداث في سوريا الى لبنان ولو إلى بعض مناطقه، بحيث لا يعود الوضع الأمني يسمح بإجراء انتخابات نيابية في موعدها الدستوري.

لذلك يمكن القول إن انتخابات 2013، كونها مصيريّة للبنان ولكل من قوى 8 و14 آذار، فإن الاهتمام بنتائجها محلياً وعربياً ودولياً يزداد بقدر الاهتمام بتطورات الأحداث في سوريا. فإذا انتهت هذه الأحداث لمصلحة النظام وحلفائه في لبنان، فإن ذلك قد يعزّز حظوظ مرشحي قوى 8 آذار بالفوز بمقاعد الأكثرية في مجلس النواب ويكون لها الحكم الذي يقرّر عندئذ تحالفه رسمياً وعلناً مع المحور الأيراني ومن معه عربياً وإقليمياً ودولياً، وتفقد قوى 14 آذار التي تفوز بأقلية المقاعد القدرة على مواجهة هذا المحور أو عرقلة مساره. غير أنه يبقى للمحور الأميركي ومن معه ولا سيما إسرائيل أن يكون له موقف يجعل المنطقة تسير نحو تحقيق سلام شامل أو حرب شاملة.

أما إذا انتهت الأحداث في سوريا لمصلحة خصوم النظام فيها وفي لبنان، فإن نتائج انتخابات 2013 تكون محسومة لمصلحتهم. وقد تكون العودة الى سياسة الاغتيالات من قبيل التحسّب لمواجهة هذه النتائج وذلك بالعمل على تعطيل إجرائها في موعدها. يُضاف الى ذلك عامل آخر للتعطيل هو وجود سلاح "حزب الله" الذي قد تجعل منه قوى 14 آذار سبباً لمقاطعة الانتخابات أو تعطيل إجرائها خصوصاً إذا انتهت الأحداث في سوريا لمصلحة النظام وحلفائه في لبنان أو إذا استمرت هذه الأحداث ولم تحسم، وكان هذا السلاح عاملاً مؤثّراً في مجرى الانتخابات. أما إذا انتهت هذه الأحداث لمصلحة خصوم النظام، فإن هذا السلاح قد يستخدم لتعطيل إجراء الانتخابات في موعدها وذلك تعكيره الأمن إذا تعذّر تعكيره بالاغتيالات...

 

وثيقة الأزهر

سمير عطاالله/النهار

مساء الأربعاء الماضي قدّمت "العربية" من القاهرة برنامجاً خاصاً عن أسباب انسحاب الأزهر والكنيسة القبطية من لجنة صياغة الدستور، شارك فيه محامي الكنيسة، وشيخ من اقدم مرجعية اسلامية على قيد الوجود. شرح العالم الازهري اسباب الانسحاب كالآتي: "مهمة الازهر، القائم منذ ألف عام، الدفاع عن حقوق الآخر، الاقباط و"العلمانيين". في حين ان الاكثرية الطاغية من اعضاء اللجنة كانت من لون واحد (الاخوان المسلمين)، كما ان طبقات كثيرة من الناس غيّبت، وساد اعضاء مجلس الشعب ورئيسه، وغابت المرأة. ان الشعب هو مصدر السلطات وفي الدين الاسلامي الايمان لا يتغير، الجماعة والسنة، لكن القضايا الدنيوية تتحول. والمسيحيون كانوا يدفعون الجزية في الماضي لأنهم لا يحاربون، اما اليوم فصاروا يشاركون في كل الحروب. الفقه القديم لم يعد قائما في نواح كثيرة".

تصرفتُ قليلا في النص نتيجة بطء التدوين. ولم يكن يخطر لي في البداية ان اسجل كلام رجل لم اسمع به من قبل. وعندما قال ان مهمة الازهر حماية حقوق الاقليات، كالاقباط والعلمانيين(!!!) كان خيل الي ان النعاس قد غلبني في الاولى ليلا. ولكن ها هو الرجل يقول "ان الرسول، عليه الصلاة والسلام، رفض الاخذ بالغلبة عندما دانت له الامور" وبايعته الاوس والخزرج.

لم يكن هذا كلاما تلفزيونيا. قبله كان شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب قد اعلن "وثيقة الازهر حول مستقبل مصر" المؤلفة من 11 مادة اولاها "دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة(...) حيث لم يعرف الاسلام لا في تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه، ما يُعرف في الثقافات الاخرى بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت على الناس". المادة الثانية: "اعتماد النظام الديموقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر". ثالثا: “الالتزام بمنظومة الحريات الاساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الانسان والمرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الاديان السماوية". رابعا: الاحترام الكلي لآداب الاختلاف واخلاقيات الحوار ورفض التكفير والتخوين. سادسا: احترام جميع مظاهر العبادة والحرص على حرية التعبير الفني والادبي.

واضاف الدكتور الطيب الى الوثيقة ان "العبرة ليست بالالفاظ ولا بالاصطلاحات ولكن بالمضمون والتشريع الذي يحكم المجتمع".

من يمكن ان تكون له مشكلة مع مثل هذا الرقي والسماح الوطني وإلفة الألف عام؟ مصر! لأن مصر البائسة، المزدحمة بالفقر واليأس، العائشة في مدن المقابر وقرى العشائر وحماية العمدة، قررت ان تجرب الدولة غير المدنية، وان تعود، بعكس منائر الازهر ومصابيحه، الى عصور سابقة. ليس هذا ما يراه الازهر، الذي عرف بين طلابه رجالا مثل احمد عرابي وسعد زغلول وطه حسين.

تعلمنا ان نخاف على كل بلد عربي بمفرده. لكن الخوف على مصر هو خوف على الامة. لأن الأمل في مصر، هو ايضا أمل الأمة. فهذا بلد لا يتحرك وحيدا، في انتصاره، او في هزيمته. لذلك ما يحدث في مصر لا يعني مصر وحدها. اليكم الحكَم في ما بين انتصار "الاخوان المسلمين" وحزب "النور": الازهر الشريف. كم يستحق هذا اللقب اليوم، كما استحقه منذ الف عام.

حرية الاختلاف. احترام الآخر وآداب الحوار. حرية الفنون والرأي. يعلن الازهر هذه الثوابت من أعلى مرجعية دينية، في بلد طعن فيه متشدد نجيب محفوظ، وأقام حزب "النور" الدعوى على الممثل عادل إمام، اشهر ضحاك في مصر منذ غياب العراقي السرياني نجيب الريحاني. ومن مصر ايضا خرج الطبيب أيمن الظواهري الى كهوف تورا بورا ورؤية اسامة بن لادن، تاركا خلفه اهم واقدم مجمع للعلوم الاسلامية.

لا يجوز، ولا يمكن ان يتقدم الآخرون، ويبقى الازهر متراجعا. الاسلام يقول بالشورى، لا بالسوط. ويقول بالكتاب لا بالمدفع. وبالصالحات والنيات الحسنة. وبدل ان يتولى التفسير (ابتغاء الفتنة) كل من خطر له ذلك، يحسن بالمصريين ان يتركوا للازهر ان يبقى هرم العلم، والقاضي في مسألة العقل والنقل.

 المأزق ليس بين الاسلام والمسيحية، كما هو في الظاهر. بل المأزق هو بين الاسلام والمسلمين، كما قال العالم الشيخ محمد عبده في عز عصر النهضة، والمأزق اليوم هو ان جهات سياسية كثيرة تحاول اخذ الاسلام الى مربعاتها، ما بين سنة وشيعة، ومذاهب ومراتب. واذا كانت الاحزاب "الاسلامية" في مصر قد فازت بغالبية مجلس الشعب، فإن نحو 30 مليون مصري آخر، لهم آراء ومواقف ومسالك اخرى في الحياة. وقد قال الكاتب السوري هاشم صالح "متى يفهم العرب ان العلمانية ليست الالحاد"، ومن هنا قول العالِم الازهري على "العربية" انها ضمن من يريد الازهر الدفاع عنهم.

لا أدري أين كان "مسيحيو الشرق" عن الازهر في السنوات الاخيرة. فالدعوات الى حوار الاديان لم تتعد في اي مرحلة اللياقات العابرة والقابلة للنسيان. وقد قطع البابا يوحنا بولس الثاني اشواطا في الاندفاع نحو التآلف، بلغت بوابة المسجد الاموي، لكن وصول البابا بينيديكتوس السادس عشر اشاع نوعا من الانقطاع، بسبب تصريحات متعجلة عن الاسلام.

وفي اي حال، إن جزءا من المسؤولية هو مسؤولية "مسيحيي الشرق" الذين انطووا وانزووا، وكأنهم ليسوا اصحاب ارض. وتصرفوا غالبا ليس كأهل ذمة بل كشعب منّة. وحمّلوا عقدة ذنب الحروب الصليبية ولعنتها، مع ان الفريق الاكبر من "المتعاملين" كان من المسلمين. ورفض ابدية اللعنة مسيحيو فلسطين الذين تقدموا النضال القتالي والفكري والسياسي، منذ الثورة الاولى، وقبل جورج حبش وكمال ناصر وادوارد سعيد بعقود.

يتصرف "مسيحيو الشرق" الآن متسربلين بالخوف المتصاعد، لأن الخوف القديم مقيم في اي حال. لقد سبقت المرحلة هجرات كثيرة من العراق وفلسطين (في ظل الاحتلال الاسرائيلي) ولبنان ومصر، بالاضافة الى مذابح الأرمن الكبرى اوائل القرن الماضي.

لم يفتقر المسيحيون فقط الى شجاعة البقاء والتمسك بالجذور، بل خاب أملهم واعتمادهم على كثيرين من مسلمي الحركات التقدمية والمدنية. وانهارت العلاقات البشرية بين الفريقين مع الشرارات الاولى للفتن التي لا تخفى طبيعتها على احد. وقد شهدنا هنا الجزء المريع من ذلك الانهيار المعيب، اذ انصرف كل فريق الى غرائز الكهوف. وما كان اللبنانيون يُتَّهمون به من طائفية ورخاوة في الاخلاق الوطنية، اصبح وباء عربيا اليوم، وفي صور اكثر تخلفا واشد توحشا.

في مفهوم الازهر وشرحه، ان الصراع ليس بين المسيحية والاسلام. فبعدما التقيا في القرآن التقيا عند كنيسة القيامة. ولم تستطع الجماهير والرعاع ان يميزوا بين الصراع السياسي مع الغرب والموقف من المسيحية الشرقية. بين الاستعمار الغربي والمواطن المسيحي المشرقي الذي كان اول من استخدم تعبير "يقظة العرب"، اولا في قصيدة ابرهيم اليازجي (هلموا واستفيقوا ايها العرب) ثم في عنوان كتاب جورج انطونيوس (يقظة العرب) الذي أصبح أحد أهم المراجع العالمية في هذا الباب.

يتوقف الكثير من معالم مستقبل الشرق، على تطورات مصر، لقد اظهر "الاخوان المسلمون" انهم لا يحفظون حتى تعهداتهم الحديثة وعهودهم الجديدة. والأزهر يشكل قوة معنوية كبرى لكنه لا يشكل قوة سياسية فاعلة او فاصلة. وقد بدأ "الاخوان" بعد الثورة بالقول انهم لا يريدون سوى نسبة ضئيلة من الدولة والآن اصبحوا يطلبونها كلها. ويذكّر ذلك بقول الامير نايف بن عبد العزيز قبل سنوات، انه لا يمكن الاطمئنان الى ثباتهم.

يمكن القول ان وضع المسيحيين مسألة فرعية في الشرق مقارنة بالاحتدام المذهبي الحاد بين المسلمين. لكنه قضية وجودية ايضا. فالعروبة تنهار كمصهر اجتماعي وسياسي. واحزابها السياسية تتلاشى، اما ذاتيا، واما بتصاعد المدّ المتشدّد. وبعدما كانت افكار التقسيم سما محظورا صارت خرائط لا يخجل بها احد. ومن الامازيغ في بلدان المغرب الى الاكراد في المشرق، خرجت الى العلن القوميات والعرقيات المتحركة او المستكينة. فالنظام العربي الذي تماسك منذ ما بعد الحرب العالمية الاولى، يتفكك الآن كاشفا عن فشله في حل اي مسألة اثنية في اسرته الكبرى. لم يلق حلا على الطريقة الاميركية، اي الانصهار الكامل، ولا على الطريقة الكندية، اي تشجيع المكونات على الاحتفاظ بتراثها وتقاليدها ضمن احترام القانون العام.

السبب ان النظام العربي لم يعدل ولم ينصف ولم يساو. زادت فيه المحسوبيات والاقطاعيات واهلكته وقاحة الفساد وفجور ادعياء العفة. لم يحرز اي تقدم على اي صعيد، مخَدِّرا ومتخدرا بما تسميه "وثيقة الازهر" الالفاظ والمصطلحات. ولكن اذ انتهى مفعولها قفزت الى السطح، دفعة واحدة، فظاعة الحقائق الكامنة في الصدور. هذا هو قاع الخلقين الذين اعتقدنا، او حلمنا، أنه صهر مكونات الأمة.

عام 1916 وقف عبد الغني العريسي وسعيد عقل معا على منصة الشهداء. وكان جمال باشا يشارك التجار المسيحيين في ارباح القمح في المجاعة الكبرى. السياسة هي عفن النفوس وليس الطائفية. وهي التي تمزق العالم العربي الآن. كان العراق اكثر وحدة ايام البريطانيين. ومصر كانت اكثر شعورا بالمد القومي. وفي يوم كان رئيس وزراء سوريا مسيحي من لبنان ورئيس اركان جيشها درزي، من لبنان ايضا، والآن نتبادل اللاجئين والهاربين.

 

السورنة بعد اللبننة

احمد عياش/النهار

في تزامن نادر مرت امس الذكرى الـ37 لانطلاق شرارة الحرب في لبنان عام 1975 مع مناسبة الجمعة العظيمة عند الطوائف المسيحية الشرقية التي تؤرخ صلب السيد المسيح. لبنان صلب قبل 37 عاما ولم يشبّه له على خشبة لعبة الامم. حتى عندما انزل عنها في العام 1989 في اتفاق الطائف العربي والدولي كان نزوله مؤقتا. فمن ظن انه قام حقا قام التبس عليه أمر الدور السوري الذي ناطه رعاة الاتفاق بالرئيس السوري حافظ الأسد. منذ ذلك التاريخ توقف مفعول كلمة "اللبننة" التي أطبقت شهرتها الآفاق في وصف اهوال الحرب الاهلية فدخلت قواميس العالم. وبدا مفعول كلمة "السورنة" التي تغلغلت في الجسد اللبناني 15 عاما ايضا حتى طفح سمّها عام 2005 في زمن حكم الاسد الابن باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

في زمن "اللبننة" اندفع اللبنانيون بالاصالة والوكالة يفتكون بعضهم ببعض مستخدمين الذرائع في الماضي والحاضر. وفي زمن "السورنة" كانت مهمة قتل اللبنانيين لإخضاعهم مهمة حصرية بيد حاكم دمشق. حتى ان استعادة كلمة "اللبننة" في زمن "السورنة" كانت وظيفتها التهويل على اللبنانيين كي يقبلوا بسلطة حاكم دمشق تحت طائلة اعادتهم الى زمن القتل الاهلي.

عام 2005 ولد معنى جديد لكلمة "اللبننة". فهذا الانتفاض الهائل غير المسبوق للبنانيين رفضا لجريمة اغتيال الحريري كان ايذانا بأن اللبنانيين اختاروا السلم الاهلي بشروط حريتهم واستقلالهم وديموقراطيتهم. فكانت "اللبننة" تعني "ربيع لبنان" الذي اخرج حاكم دمشق من لبنان. وعندئذ تحركت بذور "السورنة" بمعناها الجديد التي تعني "ربيع سوريا" الذي سينهي سلطة الاسد الى الابد.

عندما جرت محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل ايام تحركت مخاوف "اللبننة" القديمة ومع اشباح "السورنة" القديمة ايضا. لكن جعجع نفسه بصفته الوكيل الحصري لتوصيف محاولة الاغتيال اعاد الى "اللبننة" زهرة الربيع اللبناني ألقها. فهو قال ان زمن التخلي عن مشروع الدولة صار من الماضي. فلا حرب اهلية ولا من يحزنون. انما نضال مستمر للنيل من المجرمين.

تراءى للبعض ان كل شيء جاهز للاعلان عن "الانتصار" في معراب بعد اعلانه في بابا عمرو. وبالتوازي ستنطلق "التبريكات" في ضاحية بيروت الجنوبية و"الزغاريد" في رابية بيروت الشمالية. لكن عطبا "إلهيا" اصاب رشاش القنص فانتصبت قامة جعجع من جديد. فشاء الحظ العاثر ان ينزل الغضب على المصور علي شعبان ورفيقيه في وادي خالد. فسقط شعبان برصاصات حاكم دمشق الذي رباه والده على ان لبنان مكسر عصا سوريا الى الابد. على صخرة "اللبننة" تحطمت عصا الاسد وعلى صخرة "السورنة" سيتحطم نظامه.

 

بشار الأسد عَبَر "الروبيكون"؟

بقلم سليم نصار /النهار

كتبت صحيفة "التايمز" هذا الاسبوع، افتتاحية سياسية قالت فيها إن الرئيس بشار الأسد قد عبر "الروبيكون"، ولم يعد بمقدوره التراجع الى الوراء.

"الروبيكون" هو اسم نهر في ايطاليا اشتهر خلال العصر الروماني بأنه يفصل بين مقاطعتين متنازعتين، وان العبور الى الضفة الاخرى من قبل أي قائد، كان بمثابة اعلان حرب. لهذا تحولت عبارة يوليوس قيصر "لقد عبرت الروبيكون" – 49ق م – الى مصطلح يراد به المواجهة والتحدي عليه، توقعت "التايمز" استمرار الحرب الاهلية في سوريا، لأن قرار وقف الاقتتال لم يعد قراراً سورياً صرفاً، وانما تحول الى قرار اقليمي – دولي تشترك في وضعه جهات عدة. لهذا قام وزير الخارجية وليد المعلم بزيارة موسكو على أمل الاتفاق مع نظيره الوزير سيرغي لافروف على تنسيق الادوار بالنسبة لخطة المبعوث كوفي أنان. وتردد في دمشق ان المعلم حاول اقناع لافروف بأهمية ايفاد مراقبين روس ضمن البعثة التي ستشرف على وقف النار. ويبدو ان موسكو فضلت حصر دورها بالخطوات المتعلقة بمجلس الأمن، خصوصاً  ان الدول الغربية امتنعت عن التورط المباشر بارسال متطوعين لمساندة الجيش السوري الحر.

كذلك انتقل رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، الى بيجينغ للاجتماع بنظيره الصيني وين جياباو، في محاولة للاتفاق على حض الحكومة السورية على احترام تعهداتها بوقف النار وسحب الجيش من المدن.

ومع ان بيجينغ آثرت عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية، إلا أنها اعربت عن أملها بأن تنفذ الحكومة والمعارضة التزاماتهما في اطار خطة أنان للخروج من الأزمة.

والمؤكد أن الحكومة الصينية رحبت بالزيارة، واعتبرتها خطوة متقدمة في طريق تحسين العلاقات بعد مرور 27 سنة من البرود السياسي بين البلدين. والملاحظ أن ذلك البرود تراجع خلال السنوات العشر الاخيرة، بدليل ان حصيلة التجارة الثنائية ارتفعت من مليار دولار سنة الفين الى 19,5 مليارا سنة 2010.

واللافت ان التحسن التجاري بين الصين وتركيا رافقه تحسن سياسي استفادت بيجينغ من نتائجه في اقليم سينكيانغ الذي يضم غالبية المسلمين (الاويغور).

في حسابات الدولة التركية، تبقى ايران الداعم الأقوى للنظام السوري، عسكرياً واقتصادياً. لذلك قرر اردوغان زيارة طهران لعله ينجح في تليين موقفها بالنسبة لخطة كوفي انان.

الدولة في ايران لم ترحب بالضيف التركي الكبير على نحو يشير الى ارتياحها واطمئنانها الى تعامله السياسي والأمني تجاه سوريا. واشارت الصحف المحلية الى الاهانات المتعمدة التي لقيها خلال زيارته القصيرة، كأن طهران كانت تحضه على المغادرة. مثال ذلك ان الرئيس احمدي نجاد طلب تأجيل موعد استقباله بحجة المرض المفاجئ، علماً انه استقبل في ذلك اليوم فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السورية. كذلك اعتذر مرشد النظام علي خامنئي عن استقباله في طهران بحجة وجوده في مدينة مشهد. ومع ان البرنامج الرسمي كان يشير الى العاصمة كموقع لقاء، إلا أن أردوغان تجاوز هذه العقبة الديبلوماسية على أمل التعرف الى حقيقة نيات مرشد نظام الجمهورية الشيعية تجاه أكبر دولة سنية في المنطقة بعد مصر. ولم يفاجأ الضيف بمطالب المرشد الاعلى الذي تمنى عليه الانضمام الى التكتل الايراني – السوري في مواجهة الهجمة الاستعمارية الجديدة. كما حذره من استخدام القواعد العسكرية التركية لنصب صواريخ تابعة لأجهزة الحلف الاطلسي.

ولم يكن صعباً على أردوغان ان يفهم المؤشرات السلبية التي تعاملت بها طهران مع زيارته. خصوصاً بعدما لاحقته التصريحات الاستفزازية التي اتهمته بمصادرة دور مصر، واستضافة اعداء سوريا وايران. وكانت بذلك تلمح الى اجتماع المعارضة في اسطنبول. المصادر الغربية تزعم ان "الحرس الثوري" الايراني، يتمتع بحضور دائم مع القوات الأمنية السورية. وهو يشارك في حماية المواقع الاستراتيجية، وفي تشغيل طائرات صغيرة بدون طيار لجمع المعلومات عن الثوار. وقد قتل منهم عدد من الخبراء الذين يصلون سراً الى دمشق لتقديم النصح والمشورة.

ويرى محللون أن الحضور العلني الايراني على الساحة السورية، يدل على مدى اهتمام طهران بمستقبل حليفها الاستراتيجي. كما يدل على أهمية توثيق علاقاتها مع مختلف اطياف المجتمع السوري على أمل التمكن من التأثير على مجريات الاحداث حتى في حال تغيير الحكم. علماً أن قيادة "الحرس الثوري" تستبعد سقوط بشار الاسد في القريب المنظور، لأن خطة أنان وفرت له فرصة احياء الحركة التصحيحية التي دشنها والده.

ويتردد في هذا السياق ان نظام أسرة الاسد قد تعرض لخلافات متواصلة لم يظهر من مشاكساتها إلا القليل. فالعسكريون والحزبيون قرروا الاحتفال لمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس "حزب البعث" في البلاد. وعارضهم في هذا التوجه نواب وسياسيون اقلقهم أن يفسر المواطنون احياء ذكرى هذه المناسبة بأنه انقلاب على الدستور الجديد الذي شطب بشار الاسد منه المادة الثامنة التي تجعل من "حزب البعث" قائداً وحيداً للدولة والمجتمع.

وانضم الرئيس آخر الامر الى صفوف العسكر والمحازبين، داعياً رؤساء المحافظات الى "الاحتفال بمسيرة الحزب المدافع عن القومية والوحدة العربية والداعم للمقاومة بمختلف اشكالها".

وفي السابع من هذا الشهر، رفع المشاركون في "ساحة السبع بحرات" في دمشق، اعلام سوريا وحزب البعث وصور الرئيس بشار الاسد. ووفر التلفزيون المحلي تغطية حية تضمنت مقابلة مع الشاعر سليمان العيسى، باعتباره مؤلف نشيد حزب البعث.

يقول المراسلون في موسكو ان زيارة الوزير وليد المعلم لم تلق آذانا صاغية، بدليل أن الوزير الروسي لافروف لم يكن منشرحاً لأجوبة ضيفه اثناء المؤتمر الصحافي الذي جمعهما. والسبب أن المعلم حاول اقناع قادة روسيا بأن الالتزام بوقف القتال سيضيع على النظام فرصة ذهبية لضرب الجيش الحر وتدمير قواعده الاجتماعية ومصادر تعبئته. وتحدث عن تحقيق تقدم ملموس في مختلف المناطق، معترضاً على تنفيذ التعهد تجاه انان، لأن فترة الهدوء ستعطي قوات المعارضة متسعاً من الوقت لاعادة تنظيم وحداتها وتطوير سلاحها الهجومي وتوسيع قواعد المقاومة في المدن والارياف.

الاعلام في موسكو اكد ان لافروف لم يقتنع بهذه الحجج، وقال للمعلم ان مواصلة عمليات العنف ستنتهي باندلاع حرب اهلية يصعب اخماد نيرانها. كما ان البديل من رفض خطة انان لن يكون أقل من استهداف النظام ونزع شرعيته واحلال قادة المعارضة مكانه.

ولوحظ اثناء المؤتمر الصحافي ان وليد المعلم اشار الى تقاعس كوفي انان عن تزويد الحكومة السورية بالردود التي طلبتها منه. وكان بذلك يلمح الى طلب الضمانات المكتوبة بوقف العنف، والاستعداد لتسليم الاسلحة. اضافة الى ضمانات اخرى بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تسليح المجموعات المعارضة.

واشاح لافروف بوجهه عن المعلم، من دون ان يصدر عنه اي تعليق، واكتفى بالقول ان حكومته تدعم خطة انان بكامل بنودها الستة.

ثم كرر هذا الموقف مرة ثانية، طالبا من الدول المعنية اعطاء المبعوث انان الوقت الكافي لتثبيت وقف النار.

الوقت المطلوب، كما اعلن انان، ليس محدوداً بفترة زمنية، لأن البند الرابع من خطته يشير الى الافراج عن المحتجزين، ولكنه لا يلحظ مسألة اللاجئين السوريين الذين يزيد عددهم على المئة الف. ففي تركيا وصلت اعداد الهاربين الى اكثر من 25 الف شخص غالبيتهم من الاطفال. وفي لبنان تقول المصادر الرسمية ان عددهم تجاوز 13 الف شخص موزعين بين منطقة الشمال ومنطقة القاع في البقاع. اما في الاردن فان الارقام تتحدث عن اكثر من خمسين الف شخص ينتمون الى العشائر وقبائل الرحل المنتشرة بين الرمتا ودرعا. لذلك فرضت مقتضيات النسب والقرابة وجودهم في منازل لا في مخيمات.

وزارة الداخلية السورية اصدرت بيانا طلبت فيه من النازحين الذين فروا من جراء القصف، ان يعودوا الى منازلهم (هذا في حال وجودها سالمة). كما طلبت ايضا من الفارين الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء أن يرجعوا الى ارض الوطن. وحرص البيان على تجاهل مقتل عشرة آلاف شخص بينهم ثلاثة آلاف ينتمون الى الجيش النظامي.

بقي ان نسأل عن الثغرات الموجودة في خطة انان، لأن وقف الاقتتال لا يعني ان المشكلة السياسية قد حلت. ذلك ان الهاربين من قنابل النظام يخشون العودة الى حظيرة النظام. وان المنضوين تحت لواء المعارضة سيستأنفون تمردهم بهدف اسقاط نظام تجاهلهم مدة خمسين سنة. ومثلما ارجع اتفاق الطائف كل زعماء ميليشيات الحرب اللبنانية ليشاركوا في صنع السلام والاعمار والتنمية... هكذا أعطت خطة انان النظام المتهم بقتل مواطنيه، حق اعادة اللاجئين... وحق تصنيف المتمردين والوطنيين!

 

البحرين في عاصفة الإرهاب الإيراني

داود البصري/السياسة

يبدو أن قدر مملكة البحرين العربية المسالمة التاريخي أن تظل بمثابة خط الدفاع الأول في شرق العالم العربي بوجه الحملة الظلامية الصفوية الحاقدة التي تمثل رأس حربة في المشروع الصفوي - صهيوني للهيمنة على الخليج العربي, وكرد فاشي يستهدف لفت الأنظار عن الجرائم المريعة التي بات أهل الحلف الفاشي الإيراني في الشرق الأوسط يبدعون في استنباطها كما هو الحال مع الجرائم الشنيعة التي يقترفها النظام السوري ضد أحرار الشام , ومملكة البحرين التي ومنذ أن استقلت أواخر عام 1971 كانت هدفا ثابتا لأطماع توسعية إيرانية لم تختلف قواعدها وأجندتها منذ النظام الشاهنشاهي البائد وحتى النظام الثيوقراطي الحالي , تخوض اليوم بشرعيتها الدستورية المنبثقة من أعماق رحم تاريخها العربي العتيد, وبشعبها الطيب الصابر, أعتى معارك الحرية والحفاظ على الاستقلال الوطني وترسم بمعاناتها من الإرهاب وأهله صورة الصمود للخليج العربي بأسره أمام الرياح الشعوبية التآمرية الحاقدة.

لقد أجهضت البحرين بمعونة أشقائها الخليجيين وعلى رأسهم القيادة السعودية إحدى أخطر المؤامرات وأخبثها, والتي هدفت الى تقويض السيادة البحرينية, وكسر سياج المقاومة الوطنية للمشاريع الإيرانية العدوانية من خلال التسلل المريض لثقب الجدار الوطني عبر الركوب على شعارات ومطالبات وطنية بالإصلاح لم تنقطع أبدا جهود جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمين عن تبنيها وتفعيلها من خلال الحوار البناء وإطلاق صفارة قطار الإصلاحات الوطنية الكبرى, وتوسيع المشاركة الجماهيرية والديمقراطية وتعبيد التواصل الحضاري والإنساني بين صفوف وفئات الشعب البحريني, وإصلاح أي خلل طارئ في مسارات إدارات الدولة, بل والانفتاح التام وبقلب مفتوح وعقل متفتح على كل خيارات التواصل الوطني وبناء عقد الثقة بين المواطن ودولته , وهو ما تحقق بروح عالية من المسؤولية الوطنية والنوايا الطيبة, وهو طبعا, ما لم يرق أبدا لأهل المشروع العدواني الإيراني من قيادات عميلة وأحزاب مرتبطة وحكومات متآمرة للأسف, وبعضها يحمل هوية عربية, للأسف أيضاً, كحكومة نوري المالكي في العراق والأحزاب الطائفية والجماعات والعصابات العميلة التي تدور في فلكها, والتي تدعم سياسة التخريب في البحرين, وتمارس أدوارا تحريضية وإرهابية, سواء من خلال الشحن الإعلامي وتشويه الوضع البحريني, أو من خلال دعم الجماعات المخربة وتبني مشروعها الإيراني العدواني الواضح بكل شعاراته المعروفة وخطاباته السقيمة التي أسست لمشاريع ومهرجانات الدم والتطيف في الشرق القديم.

لقد ضج أهل المعسكر العدواني وغلمان الولي الفقيه في العراق والخليج العربي من صمود وتماسك الشرعية البحرينية, ومن مشاريعها الوطنية التي أجهضت الفتنة السوداء وعبدت طريق الخلاص والانعتاق وصد الهجمة الحاقدة, وهال تلك الجماعات تطور العملية الديمقراطية ونكوص وتراجع الهجمة الصفوية الحاقدة, فكان خيارها التالي محاولة تصعيد العمليات الإرهابية المسلحة في البحرين عبر تفعيل الخلايا الإرهابية الساكنة ومحاولة إشعال صراع دموي داخلي كما حصل في العديد من دول المنطقة في سيناريوهات ثمانينات القرن الماضي في السعودية والكويت تحديدا, وما العملية الإرهابية الأخيرة في قرية العكر البحرينية إلا ترجمة حرفية لذلك المخطط الصفوي الأسود والمتدرج في عدوانيته وتوقيته الزمني!

 لم يعد سرا أبدا القول إنه بعد فشل مرحلة التخندق والهجوم الإعلامي وإقامة المؤتمرات الزاعقة في إيران والنجف وبغداد وبعض النقاط الطائفية الأخرى والهجمات الإعلامية الحاقدة التي فشلت, جاء اليوم دور العمل العسكري الإرهابي الجبان المباشر من أجل افشال كل خطوات ومراحل الإصلاحات الوطنية والدستورية, وهي المهمة الأساس لتفعيل نشاط الخلايا الإيرانية النائمة التي انتقلت من مرحلة التهديد الى مرحلة التنفيذ, وعلى مراحل تبدأ داخليا وقد تتطور خارجيا من خلال الاعتداء على سفارات مملكة البحرين وقياداتها في الخارج وستمتد حتما لمحاولات الاغتيال والتخريب وهي الوصفة الإرهابية الإيرانية المعروفة التي تخوض اليوم حربها الهجومية الشرسة متصورة وبغباء مطلق و غرور شديد بأن مملكة البحرين هي النقطة الاضعف في جدار الأمن الخليجي والعربي وما عرفوا أن روح رجال الفتح العربي الذين أطفأوا نيران معابد الحقد التاريخي لم تزل تعتمل في نفوس أهل البحرين بقيادة شرعيتهم لإطفاء نيران المؤامرة الحاقدة , فأمن البحرين هو من أمن الخليج العربي بل والأمة العربية برمتها , وهي كما أسلفنا سابقا خط الدفاع الأول عن العالم العربي وبصمودها يتعزز جدار الحرية والاستقلال , كما أن كل محاولات التخريب وطرقه الخبيثة والمتحولة لن تنجح أبدا في حرف وجرف قناعات أهل البحرين بضرورة الاستمرار في مسلسل الإصلاحات وتعزيز جهاز المناعة الوطنية الذي سيفشل في النهاية كل صيغ وأشكال التآمر والحقد.

لن ينجح العملاء وأسيادهم في ثقب جدار الأمن البحريني الصامد أبد الدهر بوجه التحديات العدوانية الشرسة وستواجه البحرين المؤامرة وتنتصر كما انتصرت في معارك الحرية والسيادة والاستقلال , أما الإرهابيون فإن "نعال" الشعب سيحرقهم قبل أن يتولى الربيع العربي تنظيف أوكار الفاشية والعدوان والحقد , وفي النهاية فإن للبحرين ربا يحميها وقيادة تذود عنها وشعبا عربيا أبيا لن يضحي بحريته أو يبيع وطنه للدجالين, ودول عربية خليجية تسانده وتدعمه , وسيهزم البحارنة الإرهاب وأهله ومن يروج له من الذين نعرف و تعرفون..!

* كاتب عراقي

    

هل يصلح النموذج التركي للبنان

مهى عون/السياسة

لقد وصلت الأوضاع السياسية والأحوال الحياتية في لبنان إلى درك من التردي والتقهقر والانحراف, بات المواطن اللبناني حيالها في حالة من اليأس والقرف يمكن وصفها بالفريدة في تاريخ هذا الوطن الصغير. معاناة هي في الواقع شاملة وتغطي مجمل الشرائح ومختلف الانتماءات, وناتجة عن انعدام الأمل في حدوث أي تغيير يرتجى من ورائه قلب هذه الأوضاع الرثة, عن طريق اندلاع ثورة شعبية أسوة بما هو حاصل ويحصل في مختلف البلدان المجاورة.

 المؤسف أن أقصى ما بات يتمناه اللبنانيون اليوم هو حصول ارتدادات إيجابية على الساحة الداخلية تشكل امتداداً أو صدى لنجاح ثورات الجوار, أما بالنسبة الى انسداد الأفق حيال مسألة استحالة اندلاع الانتفاضة الشعبية في لبنان, فالمسؤول عنه بالدرجة الأولى هو الإعلام الفئوي الذي يتقصد الترويج الكاذب لقناعة يراد إدخالها في رأس المواطن تتمحور حول التأكيد على عدمية أي انتفاضة شعبية في لبنان على خلفية خطورتها من ناحية تمهيدها لحرب طائفية.

زد على ذلك الإيحاء للناس بأن أي تحرك ثوري قد يعمدون إليه سوف يؤدي في النهاية إلى عكس ما هم يرغبون به, أي إلى ترسيخ الطبقة الفاسدة التي يريدون التخلص منها. وهو إاعاء طبعاً خبيث وكاذب ويصب أولاً وأخيراً في مصلحة مرجعيات هذا الإعلام المنحرف والتابع.

نعم هو اخطبوط طائفي سلطوي إعلامي محكم القبضة على خناق اللبنانيين. برأيي لا يوجد وسيلة ناجعة وفعالة للتخلص منه بالطرق التقليدية أو حتى عن طريق تحرك شعبي فلقد حاول اللبنانيون خوض غمار هذه التحركات في السابق ولكن من دون أي نتيجة أو جدوى. برأيي لا بد من البحث عن وسيلة أخرى على صعيد مختلف تماماً عما يجري في الانتفاضات العربية, لا بد من العمل على استلهام أفكار جديدة من أنظمة نجحت فيها فلسفة الدمج بين العلمانية وبين احترام مواثيق وتعاليم الأديان بعيداً عن العصبيات والتطرف.

العلمانية التي دعا إليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته ما اسماها دول الربيع العربي, لاقت نجاحاً مرحلياً في حينها, ولكنها للأسف ما لبثت أن خبا وهجها, بسبب عودة التيارات الإسلامية وبقوة إلى واجهة الأحداث. يبقى, أنه قد يكون من المفيد للبنانيين التطرق والتعمق أكثر بفلسفتها وأبعادها وطريقة تطبيقها على الصعيد اللبناني كمدخل للتخلص من الأخطبوط الطائفي المسيطر, ولكن من يؤدي هذه المهمة? هل ما يسمى طاولة حوار بين الزعماء التقليديين هي الكفيلة بمقاربة مجدية وناجعة في هذا المجال? الجواب لا. لأنك لا تستطيع أن تطلب من المستفيد من الأوضاع القائمة الانتحار عن طريق تبني نظام يطيح به في النهاية? التغيير يجب أن يأتي حتماً من خارج إطار هذه الطغمة الحاكمة بشقيها الموالي والمعارض, هما في النهاية فريق واحد يختلفان فقط على تقاسم المغانم والمواقع والمراكز والمقاعد البرلمانية. لا أمل يرتجى أيضاً من معارضة لا تسعى سوى الى كسب المقاعد والمواقع القيادية, معارضة لا تنظر إلى معاناة الناس ومشكلاتهم الحياتية لا يرتجى منها أي تغيير. وبالعلامة هل رأينا مثلا فريق "14 اذار" الذي يعتبر نفسه فريقاً معارضاً للحكومة, والحالة هي في هذا الدرك من الانحطاط والتردي على صعيد حياة المواطنين اليومية, هل رأيناه يهتم مثلاً بتوجيه أي دعوة للانتفاض والاحتجاج? أليس من الطبيعي أن ينزل الشعب اللبناني بكامله إلى الشارع احتجاجاً على تفشي الاغذية الفاسدة , والأدوية المزورة, والمياه الملوثة, واستدامة انقطاع الكهرباء, والغلاء التصاعدي في سعر المحروقات, والفلتان الأمني, وعمليات الغش والتزوير في الدوائر الحكومية, وارتهان القضاء وعدم حياديته ومماطلة العدالة في البت بقضايا عالقة في السجون إلى ما لا نهاية, وقد تطول اللائحة? ماذا فعلت المعارضة حيال كل هذه المعاناة? ما هي الخطوات العملية على الأرض التي دعت إليها ? هل دعت الناس للتظاهر للمطالبة باستقالة وزير الطاقة أو وزير الصحة مثلا احتجاجا على كل هذه الارتكابات? من المسؤول في النهاية عن الانحراف الحاصل? أليس الذي يحتل موقع المسؤولية في هذا المضمار?

في ظل هذا الأفق المسدود وفي خضم هذه المراوحة فلم لا تكون التجربة التركية ملهمة لمشروع تغييري في لبنان? صحيح أن التركيبة الطائفية في لبنان هي مختلفة تماماً, وأن غالبية الشعب التركي من المسلمين, ولا يوجد عندهم هذا التلون الطائفي والمذهبي الموجود في لبنان, ولكن يبقى أن نجاح هذه التجربة قد يكون مدخلاً لإعادة تكييفها وقولبتها لتتناسب مع تركيبة الشعب اللبناني المختلفة, فكل المحاولات ممكنة وقابلة لإعادة التأهيل حتى تتكيف مع الواقع اللبناني. إن أوجه التقارب والشبه العديدة بين المجتمعين التركي واللبناني هي التي قد تحملنا على البحث عن وسيلة لتبني مشروع مماثل في لبنان. فالمجتمعان تجمعهما ميزة الانفتاح الفكري والثقافي, إذ يتقبلان التمازج والاختلاط مع مختلف الثقافات, سيما الغربية منها. ناهيك عن النزعة المتزايدة التي نلاحظها على صعيد الشرائح الشبابية في لبنان والتي تنشد التخلص من هيمنة رجال الدين على صناعة القرار, رغم كونها أي معظم هذه الشرائح الشبابية غير ملحدة وملتزمة بأديانها وكتبها.

   وكلمة حق تقا,ل فالشعب اللبناني ليس مسؤولاً عن صورة التعصب الطائفي التي تلازمه. التعصب الطائفي في لبنان, وبعكس ما يدعي المدعون , ليس في الحقيقة حالة مرضية تميز الشعب اللبناني وتطبع خلقياته. هي في الواقع منزلة عليه قسراً, نزعة تتم تغذيتها من قبل الأطراف المسيطرة من مؤسسات دينية ورجال سلطة تابعين لها, لأنها تكفل وحدها بقاء الممسكين بزمام السلطة حيث هم. العلة ليست في الشعب العلة في القبضة الحديدية المفروضة على الشعب . الشعب اللبناني يعيش ضمن ديكتاتورية طائفية مذهبية مافيوية مقنعة. في النهاية لا بد من استلهام التجارب الناجحة للخروج من النفق المظلم. وعن طريق المقارنة يمكن القول أنه إذا كان صحيحاً أن وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة وسيطرته على الرئاسات الثلاث (الحكومة, البرلمان والجمهورية), جاء كحلٍّ لمشكلة تركية داخلية تتلخص انطلاقاً من واقع الصراع الذي أفرزته التجربة السياسية لمؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك, وإذا كان صحيحاً بأن العوامل الخارجية, وأعني الشروط الأوروبية المتعلقة بتحقيق الشروط الديمقراطية للانضمام إلى العضوية الأوروبية, كانت أيضاً محفزاً آخر, فجملة معاناة الشعب اللبناني قد تشكل محفزاً أيضاً للبحث عن أي حل ممكن, زائد المراهنة على قابلية هذا الشعب لتقبل التجارب الريادية الفكرية نظراً الى ما يتمتع به من قدرة على التكيف ومن توق تاريخي للانفتاح على مختلف التيارات الثقافية والفكرية.

* كاتبة لبنانية

 

خلافات البيت المسيحي إلى التصعيد

فادي عيد/الجمهورية

لا تزال الخلافات المسيحيّة ـ المسيحيّة في مكانها، كذلك الخلاف المستجدّ بين بكركي ومعراب، وإن نفّسَت محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها الدكتور سمير جعجع بعض الشيء الاحتقان السائد بين البطريرك والحكيم، ولا سيّما بعد استنكار بكركي المحاولة على لسان المطران بولس الصيّاح.السبت 14 نيسان 2012

وفي هذا السياق، فإنّ مصادر مسيحيّة مواكبة تشير إلى أنّ الخلافات على خطّ الزعامات والقيادات المارونية، ولا سيّما بين معراب والرابية، لا تزال في مكانها، ولا أجواء أو بوادر لتسويتها في المدى القريب، باعتبار أنّ حجم هذه الخلافات كبير، لا بل أنّه يسير في اتّجاهات تصعيدية على خلفيّات سياسية وانتخابيّة وإقليميّة، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، ما يعني أنّ كلّ الأطراف تحتاج إلى أوراق انتخابية وتجييش شعبي.

في المقابل، تتحدّث معلومات عن مواصلة المساعي إلى إنضاج الحلول قبيل الشروع في تحديد موعد للّقاء الماروني الموسّع، إذ وخلافاً لكلّ المواعيد، فإنّ المؤشّرات المتداولة بين المعنيّين لا تنبئ بحصول لقاء قريب، ولا تزال لجنة الحكماء المؤلّفة من الوزير السابق ميشال إدّه، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، تجري اتّصالات بعيداً من الأضواء مع القيادات المارونية على اختلاف تلاوينها، في حين كانت لافتة جولة وفد المجلس الماروني على المرجعيّات السياسية والروحية المسيحية، إضافة إلى اللقاء الذي عُقد مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

وفي هذا الإطار، يوضح الخازن أنّ هذه اللقاءات تشكّل "ضرورة مسيحيّة ووطنية، ولا سيّما مع رئيس الجمهورية الرمز المسيحيّ والوطني والتوافقي". ويكشف عن "اتّصالات شبه يوميّة تجري بعيداً من الأضواء مع سائر المرجعيّات والقوى السياسية، بغية تهدئة الأمور ووقف التصعيد السياسي، لأنّه لا بدّ من الحوار والتلاقي"، مؤكّداً أنّ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "لا يحمل أيّ ضغينة لا للدكتور سمير جعجع، ولا لأيّ جهة مسيحيّة ووطنيّة، وهو فوق كلّ الاعتبارات، وداعية حوار وتلاقٍ مع الجميع، وبالتالي فإنّ الأمور في النهاية ستصل إلى خواتيمها السعيدة، لأنّ على الجميع أن يُدرك بأنّنا نعيش في لبنان والمنطقة في ظروف عصيبة، خصوصاً في ما يتعلّق بالحضور المسيحي في المنطقة، الأمر الذي يستدعي التعقّل في معالجة كلّ الملفّات". ويرى الخازن أنّ "القمم الروحية التي يُصرّ عليها البطريرك الراعي ويطالب بأن تبقى مفتوحة، تشكّل المدخل الأساسي لترسيخ التعايش وتمتين وحدة الصفّ الداخلي".

وفي سياق متّصل، ترى جهة مسيحيّة فاعلة، أنّ "الأزمة السوريّة ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية وتداعياتها تتوالى فصولاً، وهي أخذت تترك انعكاسات واضحة على الساحة المسيحيّة من خلال دعم بعض القوى للنظام السوري، وفي طليعتهم رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، وذلك برز خلال موقفه من مقتل المصوّر في قناة "الجديد" الشهيد علي شعبان، ممّا يشير إلى أنّ هذا الفرز بدوره يوسّع من الشرخ السياسي القائم، إضافة إلى أنّ محاولة اغتيال جعجع وما لاقته من ردود فعل وغياب الاستنكار العونيّ، تؤشّر أيضا إلى أنّ المرحلة ليست بالسهلة على الساحة المسيحيّة.

والمشكلة المسيحيّة تبقى جزءاً من التصعيد والخلاف السياسي عموما، في ظلّ الانقسام العمودي المحيط بكلّ القوى السياسية والحزبية، في حين تؤشّر الأجواء المتوافرة، إلى تصعيد بين مكوّنات الحكومة قد يُحدث مفاجآت في هذه المرحلة، الأمر الذي يُبقي الحلول الناجعة على الساحة المسيحيّة في مهبّ الصراعات السياسية المتنوّعة.

من هذا المنطلق، أوضحت المعلومات أنّ الاتّصالات واللقاءات التي تجري داخل الساحة المسيحيّة "من شأنها تنفيس الاحتقان مرحليّاً، وبالتالي ستبقى الأمور تراوح مكانها في انتظار الانتخابات النيابية المقبلة وجلاء الصورة في سوريا، من دون التوصّل إلى أيّ توافق بين الجهات المتخاصمة، وخصوصاً على خطّ الرابية ـ معراب، لا بل إنّ غياب الشجب العونيّ لمحاولة اغتيال جعجع، هو مؤشّر سلبيّ لا يساهم بأيّ حلحلة حتى من نافذة المناسبات الاجتماعية، الأمر الذي ولّد استياءً في صفوف القواتيّين، وحتى لدى مرجعيّات مسيحيّة سياسية وروحية، لأنّ ذلك خارج عن التقاليد والأعراف وما تنادي به الكنيسة من تسامح وإدانة للضغائن والأحقاد

 

ما بعد وقف إطلاق النار

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الجديد في المشهد السوري الدامي وجود مبعوث دولي، وبالتالي يفترض أننا أمام احتمالين؛ نهاية العنف والقبول بحل سلمي، أو استمرار القتل والعودة للمواجهات بين النظام والشعب. هذا من الناحية النظرية، أما على أرض الواقع، فإننا أمام احتمال واحد فقط وإحدى نتيجتين. مبادرة المبعوث كوفي أنان ستفشل في وقف القتل، والنتيجة إما أن يقتنع المجتمع الدولي بأن النظام رافض وبالتالي يجيز التدخل لإنهاء المأساة، أو يستمر الانقسام الدولي بسبب وقوف الروس إلى جانب بشار الأسد ومعظم العالم يقف متفرجا على شعب يُذبح. والثاني هو الأرجح. لا أحد يعتقد بجدية وقف إطلاق النار، ولا أحد يصدق به، بما في ذلك صاحب المبادرة نفسه مندوب الأمم المتحدة كوفي أنان، وسرعان ما ستنهار الهدنة والمبادرة لاحقا. لو كان النظام جادا في التفاوض كان بإمكانه أن يفعل ذلك وهو يطلق النار، وكان الأرجح أن يهدي المهمة لحليفه الروسي لا لمندوب أممي. أما لماذا قبل المبادرة فذلك فقط للاستمرار في كسب المزيد من الوقت، وتدوير دعوى الجماعات المسلحة لتبرير الحرب من جانبه، وتخفيف الضغط عن حليفته موسكو. أما أهمية مبادرة أنان، فإنها قد تكون آخر المبادرات، إلا من واحدة أخيرة، وهي مبادرة إنقاذ النظام إذا حاصر الثوار العاصمة دمشق، هنا تصبح جادة، والنظام هو نفسه من سيدعو إليها. مسألة تعتمد على قدرة السوريين على الاستمرار في مظاهراتهم، وقدرة الثوار على تغيير ميزان المعركة، أمران يصعب أن نقدر كم سيستغرقان من الوقت، لكننا بكل تأكيد أمام شعب لا يكلّ، على الرغم من جسامة الثمن.

أما مبادرة أنان، فمجرد وسيلة أخرى تخدم النظام وحده، حيث يظهر أنه قبل بها، وتعاون معها بتخفيف المواجهات، وسيسعى لترويج مزاعمه بوجود جماعات مسلحة منتشرة تدعمها دول الخليج والغرب. ولا قيمة للمبادرة طالما أن الموقف الروسي واضح وصريح بأنه سيستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين الأسد.

ولهذا يتبقى على المجموعة الدولية التي تدرك مخاطر الأزمة السورية على المنطقة والعالم، وتلك التي تشعر بآلام الإنسان السوري وتريد وقف المجزرة، أن تعرف أنه لا يوجد سوى حل فاعل واحد، وهو دعم الثوار السوريين والتعجيل بإنهاء المأساة. النظام لن يقف حتى يخسر، هذه حقيقة جلية. يشعر أنه الآن قادر على استخدام أكثر من نصف مليون من قواته الأمنية والعسكرية وأسلحته الثقيلة، بما فيها الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات لقصف المدن دون رادع. لو نظرنا في علاقة المبادرات السابقة، والوساطات المختلفة، بتصرف النظام، نجد أنها منحته ثقة في نفسه برفع مستوى العنف والقتل. فهو في البداية كان يستخدم الشبيحة، وهي جماعات مرتبطة بالنظام تشارك في المواجهات بملابسها المدنية حتى لا يقع لوم القتل على النظام. ثم صار يسمح لقواته الأمنية بالمشاركة في إطلاق النار علانية. ولاحقا استدعى الجيش ونشره في المدن والأرياف بعد أن كبر حجم المظاهرات، وبلغت في بعضها أكثر من نصف مليون، كما حدث في حماه. بعدها، صار مشهد استخدام الدبابات والمدافع في قصف الأحياء المدنية عاديا يمارس بشكل شبه يومي في مناطق مختلفة من البلاد. وحديثا، زاد النظام من قوة النيران، فلجأ إلى استخدام المقاتلات الحربية وطائرات الهليكوبتر. السبب أن النظام كان يخشى في البداية من عواقب التدخل الدولي، وأمامه سوابق مثل البوسنة وليبيا. وبعد أن وجد أن الروس والصينيين مستعدون للدفاع عنه في مجلس الأمن، مهما استخدم، لم يعد يبالي بنوعية الأسلحة وضخامة المجازر التي ترتكبها قواته. وعلى الرغم من أنه استخدم كل درجات العنف لأكثر من عام، فإننا نرى فشله في كبح جماح الثورة، وبالتالي النظام يطيل من عمره فقط ولا يديم بقاءه. وإطالة الأزمة ستنجح في نشر الفوضى في البلاد، وهي الذريعة التي تتذرع بها الكثير من الدول لتبرير الامتناع عن التدخل، في حين أن عدم التدخل أو عدم دعم الثوار في الحقيقة يتسبب في إطالة الأزمة ودخول جماعات فوضوية، مثل الجماعات الجهادية وغيرها.

 

السيد الرئيس.. ارجع لسوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لم أتمالك نفسي من الضحك عندما نقلت وكالات الأنباء خبرا مفاده فشل التجربة الكورية الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى، حيث انطلق الصاروخ لمسافة 120 كيلومترا، وتفتت لأربعة أجزاء، أي أنه لم يكن صاروخا بقدر ما أنه كان ألعابا نارية، أو على مقولة عادل إمام بفيلم السفارة بالعمارة: «ما تبلغيش أوي كده»!

سبب الضحك أن الإدارة الأميركية أرادت أن تجعل من التجربة الكورية الشمالية لإطلاق الصاروخ قضية سياسية تتهرب بها واشنطن من استحقاقات ما يحدث بسوريا من جرائم على يد قوات الطاغية بشار الأسد، حيث سعت واشنطن إلى عقد جلسة بمجلس الأمن، وأشغلت إدارة أوباما الإعلام بقصة صواريخ كوريا الشمالية، وبلغ الأمر إلى حد أن البيت الأبيض صرح قائلا: إنه رغم فشل محاولة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ فإن ذلك يعد عملا «استفزازيا» يهدد الأمن الإقليمي، وينتهك القانون الدولي! فإدارة أوباما تعتبر مجرد فشل إطلاق صاروخ انشطر إلى أربعة أجزاء في الجو عملا استفزازيا يهدد الأمن الإقليمي، وينتهك القانون الدولي، بينما مقتل ما يزيد على أحد عشر ألف سوري، على يد قوات الأسد، ناهيك عن مليون سوري يحتاجون للمساعدة الفورية، لا يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، والأمن الإقليمي، ناهيك عن انتهاك قوات الأسد للحدود التركية واللبنانية! إنه أمر محير بالفعل، بل ومثير للاشمئزاز، وكم كان محقا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما قال تعليقا على استخدام روسيا والصين لحق النقض الفيتو: إن ثقة المجتمع الدولي بمجلس الأمن قد اهتزت، وهذا بالطبع أمر خطير جدا.

فالأسد لم يلتزم بوقف إطلاق النار كما ورد بمبادرة أنان، ولا التزم أصلا بخطته القاضية بسحب القوات من المدن، ولا بالسماح للمظاهرات، أو دخول الصحافة الدولية، ناهيك عن الإفراج عن المعتقلين، وغيرها من بنود مبادرة أنان، ولا التزم بأي مبادرة سابقة، ورغم كل ذلك فإن إدارة أوباما تريد إشغال العالم بقصة الصاروخ الكوري الشمالي «اللعبة»، وبحجة حماية القانون الدولي، والأمن الإقليمي! وعليه، فلا يملك المرء إلا أن يقول للسيد أوباما: إن التجربة الكورية قد فشلت، واتضح أنها هزيلة بمقدار هزال البنية الحقيقية لكوريا الشمالية التي تحتاج إلى معونة غذائية، وبالتالي لم يعد هناك عذر آخر يمكن إشغال العالم به عن ضرورة التصدي لجرائم طاغية دمشق الذي يرتكب جرائم غير مسبوقة بمنطقتنا، ففضلا يا سيد أوباما عد إلى موضوع سوريا، فيكفي عاما من الفرص، بل الرخص، التي منحها المجتمع الدولي للأسد، من أجل قتل مزيد من السوريين، والآن يتم الحديث عن إرسال مراقبين جدد، فما يحدث بسوريا هو الانتهاك الحقيقي لكل القوانين، وهو التهديد الفعلي للأمن الإقليمي، بل وأمن دول المتوسط.

السيد الرئيس، أوباما، ارجع لموضوع سوريا فقد تم استنفاد كل الأعذار، فحتى صاروخ كوريا الشمالية اتضح أنه «لعبة»، بينما ما يحدث في سوريا هو الجريمة الحقيقية!

 

 

الناطق الرسمي بإسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في أوروبا بسام جعار: خامنئي سيقدّم للشعب السوري رأس الأسد حين تنضج الصفقة الأميركية الإيرانية

أكّد الناطق الرسمي بإسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في أوروبا بسام جعارة أن "في سوريا قراراً شعبياً لإسقاط نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد"، مشدداً على أن "نجوم الثورة هم الذين نزلوا إلى الشوارع منذ 13 آذار 2011 لليوم". وفي حديث لإذاعة "الشرق"، أوضح جعارة أن "جيش النظام استعمل أسلحة فتاكة وقنابل فوسفورية" ضد المدن والمتظاهرين، لافتًا إلى وجود "أشرطة فيديو تشهد وتؤكد ما حدث"، وشدد على أن "هذا النظام يقبض اليوم ثمن الخدمات التي قدّمها للروس وللإيرانيين والاميركيين والاسرائيليين، لكن هم في النهاية سيرمونه في مزبلة التاريخ".

وتعليقًا على كلام المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بأنّه سيقدم شيئاً للشعب السوري، قال جعارة: "هو سيقدم رأس بشار الأسد لكن عندما تنضج الصفقة الأميركية-الايرانية". وإذ اعتبر أنّ "الأسد يراهن على إشعال حرب إقليميّة تمكنه من الخروج من أزمته الداخلية"، أكّد جعارة أن "الـ 83 دولة التي اجتمعت في "مؤتمر أصدقاء سوريا" في اسطنبول خير دليل على فقدان النظام السوري لشرعيته"، وأضاف: "في مؤتمر أصدقاء سوريا القادم سيجري الاعتراف بالمجلس الوطني على أنّه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري".

ورداً على سؤال، أجاب جعارة: "يجب أن يكون هناك قدر أكبر من التنسيق بين أطياف المعارضة السورية، لكن لا يوجد معارضة في العالم كلّه موحدة ومترابطة"، مشددًا في هذا الإطار على أنّ "معظم المعارضة السورية متّفقة على مسألتين، الأولى إسقاط النظام السوري المجرم الحالي، والثانية بناء دولة ديمقراطيّة تعدديّة مدنيّة لا اقصاء فيها ولا تمييز لأي مكوّن من مكونات الشعب السوري". وأعرب جعارة عن اعتقاده بأن "الشوارع السورية ستشهد المزيد من التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، والمزيد من القتل من قبل هذا الأخير"، معتبرًا أنّ "الوقت ولأول مرة ضد مصلحة النظام، وفي النهاية الشعب السوري سيعلّم شعوب العالم كيف تصنع حريتها بدمها".(بيان)

 

المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني في اسطنبول بدأت في "اجواء ايجابية"

اكد المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون السبت ان "اجواء ايجابية" سادت بداية المحادثات بين ايران والدول الكبرى التي استؤنفت السبت في اسطنبول. وقال مايكل مان للصحافيين بعد بدء المفاوضات المتوقفة منذ 15 شهرا "هناك اجواء ايجابية وهناك رغبة في تحقيق تقدم جوهري". واضاف "ليس هناك خلاف حتى الآن"، مشيرا الى "اجواء ودية" في قاعدة الاجتماع حيث يعقد ممثلو مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) والمانيا اجتماعهم مع ايران بعيدا عن الصحافيين. وردا على سؤال عما اذا كانت المحادثات ستشكل بداية عملية تفاوض، قال مان ان الامر مرتبط بالتقدم الذي سيتحقق في اسطنبول. وتمثل اشتون مجموعة 5+1 في المفاوضات. وصرح مصدر قريب من المفاوضات لوكالة فرانس برس ان جولة جديدة يمكن ان تجرى في ايار. وتطلب ايران اجراء هذه المفاوضات في بغداد. واستؤنفت السبت في اسطنبول المفاوضات بين ايران والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني الذي يشتبه الغرب بانه يخفي شقا عسكريا. وكان آخر اجتماع بين ايران ومجموعة 5+1 عقد في كانون الثاني 2011 في اسطنبول ولم يسمح بالتوصل الى اتفاق. وتضم المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) والمانيا. وقال مندوبون يشاركون في المحادثات ان النتيجة الاكثر طموحا لهذا الاجتماع ستكون قرار عقد اجتماع آخر لمناقشات معمقة خلال مهلة معقولة في بغداد على الارجح، كما ذكرت طهران.

*وكالة الصحافة الفرنسية