المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 16 نيسان/2012

رسالة القديس بولس الرسول إلى روميه 09/19-29/غضب الله ورحمته

ويقول لي أحدكم: فلماذا يلومنا الله؟ من يقدر أن يقاوم مشيئته؟ فأجيب: من أنت أيها الإنسان حتى تعترض على الله؟ أيقول المصنوع للصانع: لماذا صنعتني هكذا؟ أما يحق للخزاف أن يستعمل طينه كما يشاء، فيصنع من جبلة الطين نفسها إناء لاستعمال شريف، وإناء آخر لاستعمال دنيء. وكذلك الله، شاء أن يظهر غضبه ويعلن قدرته، فاحتمل بصبر طويل آنية النقمة التي للهلاك كما شاء أن يعلن فيض مجده في آنية الرحمة التي سبق فأعدها للمجد، أي نحن الذين دعاهم لا من بين اليهود وحدهم، بل من بين سائر الشعوب أيضا. وفي كتاب هوشع أن الله قال: الذي ما كان شعبي سأدعوه شعبي، والتي ما كانت محبوبتي سأدعوها محبوبتي، وحيث قيل لهم: ما أنتم شعبي، تدعون أبناء الله الحي. ويكتب إشعيا في كلامه على إسرائيل: وإن كان بنو إسرائيل عدد رمل البحر، فلا يخلص منهم إلا بقية، لأن الرب سيقضي في الأرض قضاء كاملا سريعا عادلا. وبهذا أنبأ إشعيا فقال: لولا أن رب الجنود حفظ لنا نسلا، لصرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة.

 

عناوين النشرة

*الى الحر مصطغى جحا: الحمد لله على سلامتك/الياس بجاني/

*مسلحون يطلقون النار على سيارة مصطفى مصطفى جحا في الدامور

*نقابة مخرجي الصحافة استنكرت اطلاق النار على جحا وصرف موظفي "باك"

*سكايز" دعا إلى كشف ملابسات محاولة اغتيال جحا

*بعد نجاته من محاولة اغتيال.. مصطفى جحا لموقعنا: الرسالة وصلت وهكذا أطلقوا النار عليّ.. وهل نشر الخميني يغتال زرادشت او فتح ملف الوالد هو السبب؟ 

*الشيخ نعيم حسن في رسالة تهنئة بسلامة جعجع: محاولة لاغتيال أمن الوطن عبر استهدافكم شخصيا

*عوده ترأس قداس عيد الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس : متى نعيد لبنان وطنا لابنائه ودولة متطورة تحكم بالعدالة والمساواة والقانون/وصلنا الى هنا لاننا لم نراقب ولم نعاقب بل تقاسمنا *المغانم على حساب الشعب/أملنا أن يكون عهد القتل والإغتيالات ولى إلى غير رجعة فالقتل والاغتيال مدانان

*لم تعد صناديق الاقتراع بل صناديق القتلى هي التي تحدد المسار السياسي للبلاد/القبس الكويتية: هناك لبنانان أحدهما يحكمهما المنطق الدستوري والاًخر منطق الإغتيال

*الأسد لزوار: تغييرات مرتقبة في لبنان وسورية

*رئيس الجمهورية وصل الى اوستراليا

*عن الإشكال الشيعي- الدرزي في الماري وعين عرب

*وهاب أمام دروز بيروت: لحل ملف الأوقاف وتوحيد مشيخة العقل

*الشيخ نصر الدين الغريب انتقد الشيخ نعيم حسن وحذر القوى الامنية من التدخل في شؤون الطائفة الدرزية

*قناة الجديد ترد على ميشال سماحة بسخرية

*قاووق: حزب الله غير راض عن اداء الحكومة

*رعد: اي حماقة يرتكبها العدو ستغير وجه المنطقة ومعادلاتها والحكومة هي لكل اللبنانيين وقدمت خدمات للمعارضة قبل الموالاة

*مجلس الأمن الدولي للفتوى/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*من جريدة السياسة الكويتية: مقابلة مع العلامة السيد علي الأمين

*من جريدة المستقبل/ مقابلة مع الرئيس سعد الحريري/محاولة اغتيال جعجع يُراد منها شطب فريق سياسي كامل وتوجيه ضربة قاتلة للحركة الاستقلالية 

*النائب أنطوان زهرا: محاولة إغتيال جعجع خارج معراب صعبة جداً

*فريد حبيب: أتهم النظام السوري وحلفاءه بمحاولة اغتيال جعجع

*السنيورة: يحاولون افتعال مشكلة بالطلب من سليمان إيجاد حل مجتزأ للموازنات 

*مظاهرات في طرابلس تأييداً للشعب السورى وجيشه الحر

*عــمــاد مــوسـى/ Copy paste 

*ما فوق السقف/الياس الزغبي

*لماذا اصبح سمير جعجع هدفا/بقلم: خيرالله خيرالله

*عضو كتلة نواب زحلة وتكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف لـ"الأنباء": الرياح لن تجري بما تشتهي سفن حزب الله ودمشق

*سمير فرنجية: أولوية بكركي عدم ربط المسيحيين في المنطقة بالنظام الديكتاتوري

*14 آذار تخوض انتخابات 2013 مستفيدة من عٍبَر 2009 /ثريا شاهين/المستقبل

*في "إنجاز" الخطيئة/علي نون/

*النائب فادي الهبر لـ"المستقبل": ليستقلْ الصفدي إذا قرر عدم دفع المترتبات المالية

*طوائف التقويم الشرقي تحتفل بسبت النور والجمعة العظيمة/كرياكوس في رسالة الفصح للخروج من الإحباط

*جوشوا لانديس, الخبير في الشأن السوري:  رغم انقسام المعارضة وفشل تمرير قانون في مجلس الأمن لوقف العنف  ونظام الأسد يقترب من الهاوية

*سامي الجميّل في ذكرى 13 نيسان: المعارك الوحيدة الخاسرة سلفا هي التي لم نقرر ان نخوضها ومشروع اللامركزية موجه للشيعي والسني والمسيحي

*الراعي ترأس قداس الاحد الجديد في بكركي: نجد الكثير من الفساد والحقد والظلم والإعتداء على الكرامات والصيت بالكذب والإفتراء والتضليل والإرتهان للمال الحرام

 

تفاصيل النشرة

الى الحر مصطغى جحا: الحمد لله على سلامتك

الياس بجاني/15 نيسان/2012/اولاً نحمد الله على سلامتك ونطلب من العلي أن يحميك ويرد عنك أذى الحاقدين والمرتزقة وإجرام وجماعات الإرهاب وأصحاب ثقافة القرون الحجرية ويهديهم إلى طرق الإيمان، وثانياً نقول بصوت عال للذين اعتدوا عليك كائن من كانوا بأنهم لن يحققوا أهدافهم ويسكتوا صوتك الحر لأنك أنت حر والحر لا يسكت ولأنك ابن شهيد كبير هو مثال في الجرأة والوطنية والشهادة للحق وفهم وقبول الآخر. حماك الله وحمى كل أحرار بلادي الشرفاء.

الحادثة: مصطفى جحا لصوت لبنان 100.5: "تعرضت لاطلاق نار وانا في طريق عودتي الى منزلي، وما حصل اليوم هو نفسه الذي حصل لدى اغتيال والدي الصحافي مصطفى جحا. لا اتهم احداً لكنني مؤمن ان الاجهزة الامنية الرسمية هي المسؤولة عن امن المواطنين وهي المولجة للكشف عمن يقف وراء محاولة قتلي".

 

مسلحون يطلقون النار على سيارة مصطفى مصطفى جحا في الدامور

تعرض الصحافي مصطفى مصطفى جحا "لاطلاق نار على المسلك الشرقي لاوتوستراد الدامور - الجيه مقابل مسبح "oceana" من قبل سيارة مرسيدس سوداء كانت تطارده وفي داخلها مسلحين اطلقوا النار من مسدس حربي. وأطلق المجهولون الرصاص على سيارة جحا وهو من مواليد 1986، عند الساعة الحادية عشرة من ليل السبت. وعلى الفور حضرت القوى الامنية الى المكان وباشرت التحقيقات.

وافادت الوكالة الوطنية للاعلام ان سيارة جحا المرسيدس، لون فضي، اصيبت بست طلقات نارية، من دون أن يصاب جحا بأذى. وكانت قد نقلت إذاعة "صوت لبنان" (93.3) صباح الأحد عن مصدر أمني أن جحا وضع ما تعرض له بخاونة محاولة الاغتيال. وأضافت أنه شبه ما حصل معه بمحاولة اغتيال والده الصحافي مصطفى جحا من حيث الطريقة.

وكان قد اغتيل والده في 15 كانون الثاني 1992 في منطقة السبتية والذي اتهم أنه "تعامل مع الأحزاب اليمينية من "كتائب" و"أحرار" فوجهت له تهم الخيانة" في خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

 

نقابة مخرجي الصحافة استنكرت اطلاق النار على جحا وصرف موظفي "باك"

 وطنية - 15/4/2012 عقد مجلس نقابة مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك اجتماعه الدوري برئاسة النقيب ارنست بعقليني، في مقره الموقت في نادي الصحافة، ناقش في خلاله التطورات العامة، واصدر بيانا تقدم فيه بالتهنئة من جميع اللبنانيين بعيد الفصح المجيد، متمنيا "ان يكون العيد مناسبة للصفح والتسامح بين اللبنانيين وان يعم السلام والتضامن بين ابنائه".

واستنكر المجلس اشد الاستنكار حادثة اطلاق النار على عضو النقابة الزميل مصطفى جحا الذي وقع قرب منزله في منطقة الدامور، وطالب الاجهزة الامنية ب"العمل على ملاحقة الفاعلين وتوقيفهم والعمل الجاد على ضبط الاوضاع الامنية في البلاد في شكل افضل وافعل". كما، استنكر العمل "الذي اقدمت عليه شركة "باك" بصرف العاملين لديها والبالغ عددهم حوالى 400 موظف من دون وجه حق ومن دون دفع اي تعويض"، وطالب وزارة العمل والقضاء المختص ب"وضع يده على الموضوع لايصال الحقوق الى الموظفين والعمال"، لافتا نظر السلطات المعنية الى "تفاقم بدعة التعاقد الحر مع الموظفين بدلا من ادخالهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سبيلا للتهرب من القوانين اللبنانية التي ترعى حقوق العمال"، واسف لوصول الامور الى هذا الحد من الاستخفاف بمصالح الناس وارزاقهم.

وتقدم المجلس بالتهنئة من الزملاء لمناسبة اطلاقهم الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع، تمهيدا لقيام اتحاد يجمع شمل العاملين في هذا القطاع.

وطالب المجتمعون الدولة ب"ايلاء الشأن الاقتصادي ما يلزم من عناية، بعد سلسلة من الازمات الحياتية والاجتماعية والتهديد باضرابات وتحركات شعبية ونقابية من شأنها أن تزيد العبء على كاهل المواطن والدولة معا"، كما طالب "بعقد مؤتمر وطني يشمل جميع المكونات الاقتصادية من اجل وضع عقد اجتماعي جديد من شأنه توفير الطمأنينة للعامل ومستقبله وعيشه الحر الرغيد، ويوفر بالتالي لاصحاب العمل الثبات والديمومة". واخيرا، ناقش المجتمعون الترتيبات المتعلقة بسهرة النقابة المقررة بتاريخ الاول من ايار، برعاية وزير الاعلام وليد الداعوق وحضوره، ويتخللها تكريم عدد من الوجوه العاملة في الشأن العام وعدد من اعضاء النقابة.

 

سكايز" دعا إلى كشف ملابسات محاولة اغتيال جحا

استنكر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" "محاولة اغتيال الصحافي مصطفى مصطفى جحا وما لها من دلالات واضحة لنية المرتكبين بإسكاته ومنع أي تحقيق جدي في عملية اغتيال والده منذ أكثر من عشرين عاما". وطالب المركز في بيان "السلطات الأمنية والقضائية بفتح تحقيق كامل في كل ملابسات إطلاق النار عليه وكشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم، والتحلي بالجرأة المطلوبة لتخطي كل الخطوط السياسية الحمراء التي ما زالت تسمح لقتلة الصحافيين الإفلات من العقاب". ورأى أن "إدراك الدولة أنها دولة والتصرف على هذا الأساس في وجه كل من ينتهج القتل السياسي أسلوب عمل، هو الشرط الوحيد لاستعادة الثقة بالمؤسسات الرسمية وبناء مستقبل آمن لجميع المواطنين مهما تعددت آراؤهم وتوجهاتهم".

 

بعد نجاته من محاولة اغتيال.. مصطفى جحا: الرسالة وصلت وهكذا أطلقوا النار عليّ.. وهل نشر الخميني يغتال زرادشت او فتح ملف الوالد هو السبب؟ 

غسان عبدالقادر /موقع 14 آذار

في أول حديث صحافي له بعد مضي أقل من 12 ساعة على محاولة اغتياله قرب منزله في الدامور، اعتبر الناشط السياسي الشيعي مصطفى جحا أنّ "من أطلق النار علي كان جباناً بكل معنى الكلمة وهذا ما عهدناه بمثل هؤلاء الذين يتصيدون أحرار الرأي في ظلمات الليل".

وروى جحا لموقع "14 آذار" الألكتروني تفاصيل ما حصل قرابة الساعة الحادية عشر من مساء السبت – الأحد فقال: "كنت عائدًا إلى منزلي الذي يقع في آخر منطقة الدامور وأول بلدة الناعمة، وخلال سلوكي أحد الطرق التي اعتدت أن أعبر من خلالها والتي توصلني إلى الطريق السريعة قرب الإطفائية، في لحظات توقفت أمام سيارتي المرسيدس 320 CLK رصاصية اللون، سيارة مرسيدس قديمة الطراز نسبياً أظن أنها كانت داكنة اللون كحلية أو سوداء وسدت علي الطريق، وفي الحقيقة كل شيء جرى بسرعة".

وتابع جحا الذي بدت عليه آثار الإرهاق بعد ليل طويل قضاه في التحقيقات الأمنية: "كانت ردة فعلي الأولى أنني حاولت تغيير اتجاه سيارتي لأبتعد عن المرسيدس التي تجاوزتني بدورها حيث لم يمهلني الشخص الملثم الذي كان جالساً بجانب السائق وأخرج مسدسه وبدأ بأطلاق النار وهو في السيارة الذي لم يغادرها. ويبدو أن هناك 3 عوامل حالوا دون أن ينجح القاتل في مسعاه: أولها حركتي السريعة في السيارة التي غيرت مسارها وقد دخلت بسبب ذلك الى أحد الحقول الزراعية القريبة لأن همي كان الأبتعاد عن القاتل بأي طريقة. ثانياً، موقع سيارتي الأعلى نسبياً من سيارتهم والذي يفسر الطلقتين التي أصبتا غطاء المحرك والتي كانتا بحسب من المفترض أن تصيباني بشكل مباشر. ثالثاً، مرور سيارات قرب المكان قادمة من الطريق السريع الى داخل الدامور مما حدا بالقتلة لمغادرة المكان بسرعة دون تنفيذ مأربهم. وأنا كلي ثقة أن العناية الآلهية هي التي انقذتني في الليلة الماضية وأحبطت هذه المحاولة الدنيئة".

وعن سؤالنا التقليدي حول من يتهم مصطفى جحا بمحاولة اغتياله، ردّ قائلاً "لقد أبلغت الأجهزة الأمنية أنني أريد تسجيل المحاولة القتل ضد مجهول وأنا كل يقين أن قوى الأمن بقيادة اللواء أشرف ريفي هي القادرة على تأمين الحماية لي ولعائلتي ولكل مواطن لبناني بالرغم من عبث العابثين وإرهاب الإرهابيين. أعتقد أن رسالتهم قد وصلت لي ولكنني أتساءل هنا هل هكذا علينا أن ندفع ثمن أصواتنا الحرة وعدم قبول الأطراف الأخرى بنا؟ هل إن اطلاق حركة سياسية يستوجب العودة الى زمن التصفيات الجسدية؟ هل أن إعادة طبع كتاب الخميني يغتال زرادشت نتحمل تباعتها بدمنا وبحياتنا؟ هل على مأساة مصطفى جحا الوالد أن تتكرر مع ولده وعلى يد نفس القتلة؟ أما لأننا تجرأنا وأصرينا على فتح هذه الملف المقفل منذ 20 عاماً؟".

وختم جحا حديثه بالقول "نحن نكتفي حتى الساعة بهذا التصريح ونوجه رسالة مقابلة للقتلة ولمن وراءهم نتوعدهم بالمزيد من المواقف التي تدينهم، وبالفكر الحرّ الذي لن يهادنهم، وبالعمل الدؤوب على جميع المستويات من أجل ضمان حرية وسيادة لبنان في وجه كل الدويلات".

من الجدير الاشارة أن مصطفى جحا هو ناشط سياسي لبناني شيعي من بلدة الجبيّن – قضاء صور، وهو نجل الشهيد مصطفى جحا، الصحافي والمفكر وعضو الجبهة اللبنانية ورئيس تحرير جريدة العمل الذي اغتيل في العام 1992 بسبب مواقفه المناهضة للنظام السوري ولولاية الفقيه. ويشغل جحا الابن منصب منسق عام حركة السيادة اللبنانية التي اطلقها حديثاً، وقد دعا مؤخراً باعادة فتح ملف اغتيال والده المغلق منذ 20 عاماً، كما ينشر مقالاته الصحافية التي تنتقد سلاح حزب الله.

*موقع 14 آذار

 

الشيخ نعيم حسن في رسالة تهنئة بسلامة جعجع: محاولة لاغتيال أمن الوطن عبر استهدافكم شخصيا

تلقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رسالة تهنئة لسلامته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها من شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز نعيم حسن. وفي ما يلي نص الرسالة:

"مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز،

حضرة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بعد الدعاء والتحية، نستنكر محاولة الاغتيال التي تعرض لها أمن الوطن عبر استهدافكم شخصياً ونتقدم من حضرتكم بخالص التهنئة بسلامتكم وسلامة لبنان واستقراره. ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية، سائلينهُ عزّ وجلّ أن يحفظ لبنان من كلّ سوء، وأن يُلهم قياداته الى ما فيه مصلحته العليا، وأن يمنّ علينا بالمزيد من المنعة في العيش المشترك والوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي والاستقلال التام وتعزيز اللُحمة الوطنية بين أبناء الوطن كافة وأبناء الجبل خاصةً، إنه سميعٌ مجيب.

مع فائق التقدير والاحترام، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز نعيم حسن."

 

عوده ترأس قداس عيد الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس : متى نعيد لبنان وطنا لابنائه ودولة متطورة تحكم بالعدالة والمساواة والقانون

وصلنا الى هنا لاننا لم نراقب ولم نعاقب بل تقاسمنا المغانم على حساب الشعب

أملنا أن يكون عهد القتل والإغتيالات ولى إلى غير رجعة فالقتل والاغتيال مدانان

وطنية - 15/4/2012 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، في حضور حشد من المؤمنين. بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عوده عظة قال فيها:

"اليوم يوم القيامة فسبيلنا أن نتلألأ بالموسم ونصافح بعضنا بعضا، ولنقل يا إخوة ولنصفح لمبغضينا عن كل شيء في القيامة، ولنهتف هكذا قائلين: المسيح قام من بين الأموات دائسا الموت بموته والذين في القبور وهبهم الحياة."

هكذا رتلنا اليوم للتعبير عن إيماننا وفرحنا بقيامة ربنا يسوع المسيح الذي نزل إلى أسافل الجحيم لينتشل منه آدم وكل ذريته.

الفصح عبور، إنه انتقال من ظلام القبر إلى ضياء الملكوت. وهذا العبور قد تم بثمن باهظ جدا. لقد بذل الإله دمه لكي نخـلص من براثن الخطيئة والشر، ونقوم إلى حياة جديدة تحكمها المحبة وثمار الروح. ربنا تنازل بملء إرادته لكي يعبر بنا من الموت الذي سببته الخطيئة إلى الحياة التي خلق الإنسان لها.

الله منذ البدء خلق الإنسان على صورته ومثاله، حرا خلقه، وأسكنه الفردوس، وملكه على الخليقة. لكن الإنسان انصاع للتجربة فسقط . حريته كانت سبب سقوطه. بملء إرادته أراد جعـل نفسه فوق إرادة الله وتنكر لمحبة الله الفائقة. لكن الله، بعظيم رحمته وعمق محبته، لم يترك هذا المخلوق المنتفخ بكبريائه يتخبط في الخطيئة، وفي الجحيم الذي وضع نفسه فيه، بل تنازل مخليا ذاته، متخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس، ليخلصهم. بذل نفسه على الصليب ليعتقهم، ليعتقنا جميعا. نزل إلى عمق الظلام ليرفعنا إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا بقيامته.

"هوذا بالصليب قد أتى الفرح لكل العالم." بموته افتدى الرب الجميع وبقيامته فتح لنا أبواب الملكوت، وجعلنا أبناء للقيامة والنور إن مشينا طريقه باختيارنا. نحن أبناء الله. نحن على صورته ومثاله، أحرار في قراراتنا. فهل نختار عتمة الجحيم أم ضياء الملكوت؟ .

المؤسف أن الإنسان يتلذذ بالخطيئة ويختار دائما الطريق السهل. طريق التوبة والرجوع إلى الله محفوف بالصعاب. فعلى الإنسان الذي اختار إتباع الرب القائم أن يتخلى أولا عن أناه، أن يفرغ ذاته من الأنانية والكبرياء ويعتنق المحبة والتضحية. عليه أن يحب الله من كل قلبه ومن كل فكره ومن كل قدرته وأن يحب قريبه كنفسه (مر 12: 30-31). هذا يعني أن عليه أن يتمنى للغير ما يتمناه لنفسه، وأن يبتعد عن كل ما يسيء إلى أخيه الإنسان لكي لا يسيء إلى صورة الله في وجه أخيه، لكي لا يسيء إلى نفسه. أين نحن من هذا؟ أين نحن من صفاء القلب وراحة الضمير؟ أين نحن من المحبة التي لا تطلب مكافأة، ومن السلام الذي يغمر النفس وينعكس على الآخرين؟ .

ما يحزننا أن عيد القيامة يحل مرة أخرى وفي القلب غصة لأن السلام ما زال بعيدا عن القلوب وعن بقاع الأرض، وما زلنا نعاني الأحقاد والإنقسامات، ونشهد الحروب والقتل والتهجير والجوع والعنف وانتهاك الحريات والكرامات. ما زال الإنسان متعطشا إلى الدم، لاهثا وراء المال والسلطة، دائسا على جسد أخيه وعلى كرامته. ما زالت المصالح تتلاعب بالبشر، والحقد يسيرهم، والكبرياء تقودهم. قال الله لآدم: "ملعونة الأرض بسببك" (تك 3: 17). يبدو أن الإنسان ما زال سبب اللعنة التي تلاحق الأجيال منذ الجد الأول، لأنه لم يتخل عن الإنسان القديم فيه، بخطاياه وسقطاته. نحن نرتل في خدمة المعمودية: "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم". الإنسان المسيحي الذي اقتبل المعمودية قد دفن إنسانه القديم ومات مع المسيح، ليحيا معه إنسانا جديدا متعاليا عن كل الصغائر التي تسيء إلى حياته الجديدة. لابس المسيح إنسان يصبو إلى الكمال لأن ربنا كامل ومنزه عن الخطيئة. هل نسعى نحن المسيحيين إلى الكمال أم نتصرف كأبناء هذا الدهر؟.

مشكلة المسيحي أنه ينسى المعمودية التي اقتبلها، والميرون (أي مسحة الروح القدس) الذي ختم به، ولا يسعى إلى أن يكون ملحا في الأرض وخميرة صغيرة تغير وجه الكون.

لقد ولد ربنا في مغارة ليعلمنا التواضع فازددنا كبرياء ونرجسية. اقتبل الختان في اليوم الثامن ليعلمنا الإنصياع للشرائع والقوانين، ولنقطع من حياتنا كل زائد ونافل، فما كان منا إلا التعلق بكل زائل وزائف، والتمرد على القوانين. اقتبل الموت طوعا ليكسر غل الخطيئة التي تكبلنا فنولد للحياة الجديدة، فما ازددنا إلا شرا وخطيئة، بل تغلبت الغريزة الحيوانية فينا على ما عداها، وكانت نتيجتها هذه البشاعة التي تخلفها أعمالنا الشريرة. أليس التصحر والقحط والجوع والأمراض والقتل والموت وتدمير الطبيعة من صنع يدي الإنسان؟ .

نحن بحاجة إلى دفء المحبة ونور القداسة، إلى انفتاح القلب للقلب، إلى الإصغاء إلى صوت الله وطاعته ببراءة الأطفال وصدقهم. نحن بحاجة إلى التقليل من الكلام والإكثار من الأعمال. الكلام فارغ فيما الأعمال تثمر. ولا ننسى أن الحقد يولد حقدا والشر شرا والعنف عنفا. وحدها المحبة تثمر تواضعا ووداعة وخيرا وصفاء وسلاما.

وطننا سيبقى نازفا إن تركنا للحقد والأنانية والمصالح محلا في قلوبنا، أما محبتنا بعضنا لبعض وأمانتنا لوطننا دون سواه، فتجعلان منا شعبا موحدا يقف سورا منيعا أمام كل الأنواء.

علينا أن نعمل معا، جميعنا، للخروج مما نحن فيه. ألا نخجل مما نسمعه يوميا من مصائب تنزل بنا: أبنية تنهار على رؤوس ساكنيها، أطعمة فاسدة تودي بحياة البشر، حليب فاسد وأدوية فاسدة ولا رقيب أو حسيب. مياه ملوثة يتاجر بها البعض على حساب البعض الآخر، تقنين في الكهرباء ويبشروننا بالمزيد، وأصحاب المولدات لا يشبعون، أسعار المحروقات تتضاعف، خطوط التوتر العالي سيف مسلط على رؤوس المواطنين، بالإضافة إلى ما نسمع عن الصفقات والعمولات وهدر المال العام وسوء إدارة الثروات الطبيعية والفساد الذي ينخر ما تبقى من إدارات الدولة. وهل ننسى التعدي على الحريات والسرقات والتسويات والفلتان الأمني وتصفية الحسابات والتعدي على التاريخ وعلى البيئة والتعدي حتى على المسنات؟

متى يصبح طموحنا أبعد من الأمن والرغيف، أبعد من الحرية، حرية الفكر وحرية التعبير وحرية العيش بكرامة؟ أليست هذه أمورا بديهية بل حقا مكتسبا لكل إنسان يعيش في وطن؟ بعض الدول التي كنا بكبريائنا ونرجسيتنا نعتبرها متأخرة قد سبقتنا أشواطا في مجالات العلم والإبداع والحضارة ونحن ما زلنا نلهث وراء الخبز والمازوت والكهرباء والماء ونحلم بطرقات مضاءة، آمنة، خالية من الحفر، وبأبنية سليمة وبقانون سير صارم أو قانون إيجارات عادل. متى نعيد لبنان وطنا لأبنائه ودولة متطورة تحكم بالعدل والمساواة والقانون الذي يسري على الجميع، وعلى أساس أن لا أحد فوق القانون ولا أحد أكبر من الدولة؟ متى ننتهي من المزايدات الكلامية والإتهامات المتبادلة فيما الحقيقة ضائعة ولا أحد يهتم بها؟ متى نتجاوز المصالح الخاصة والسياسات الضيقة ونجعل مصلحة المواطن وحياته الكريمة في رأس اهتماماتنا؟ .

لقد وصلنا إلى هذا الدرك لأننا على مر السنوات لم نعمل على بناء دولة ولم نراقب ولم نحاسب ولم نعاقب ولم نعدل بل تقاسمنا المغانم على حساب الشعب المقهور. هل نتذكر أن البشر متساوون أمام الألم وأمام الحزن وأمام الموت؟ هل يدرك من يتاجر بأرواح الناس وبحياتهم وبقوتهم أنه قد يأتي من يعامله بالمثل؟ وهل يتذكر من يظلم الناس بأي طريقة أنه سيواجه في اليوم الأخير حاكما عادلا؟ .

لبنان بحاجة إلى نهوض أخلاقي وثقافي واجتماعي وسياسي. إنه بحاجة إلى قيامة من المستنقع الموحل الذي يتخبط فيه، وهذا أمر لن يحصل إلا بتكاتف الجميع، مسؤولين ومواطنين، وتضافر جهودهم، وتعلمهم من أخطاء الماضي من أجل بناء مستقبل أفضل.

هنا لا بد من التذكير أن من لا تاريخ له لا مستقبل له. وكتابة التاريخ لا تكون انتقائية بل موضوعية، علمية، توكل إلى باحثين أكاديميين، موضوعيين، ومؤرخين حياديين يسردون الأحداث دون التعليق عليها، ويتركون للأجيال القادمة الحكم عليها. من حق الأجيال أن يكتب تاريخنا على حقيقته، بعيوبه ومفاخره، دون بتر أو تجميل، وبعيدا عن المحاصصة التي تدخل في كل أمورنا وتشوهها. وإن احتج طرف أو تظاهر طلاب للتعبير عن رأيهم في كتابة التاريخ، فحري بالدولة عوضا عن كم أفواههم بالقوة وقمعهم وضربهم، الإصغاء إليهم ومحاورتهم واعتماد العقل والمنطق لإقناعهم.

ولأننا نحتفل بعيد القيامة، ولأن ربنا لم يستثن المرأة من عملية الخلاص بل كان للمرأة دور بارز في خلاص البشرية من خلال اختيار العذراء مريم ليتجسد ابن الله فيها، فأصبحت والدة الإله التي نكرمها، أتساءل كيف يمكن أن يرفض في القرن الحادي والعشرين قانون يمنع اضطهاد المرأة وتعنيفها والتسلط عليها واستعبادها وظلمها؟ المرأة هي الأم وهي الأخت والإبنة والحفيدة والزوجة والزميلة في العمل، فكيف يسمح إنسان لنفسه بالإساءة إليها أو الحد من حريتها أو تعنيفها أو اغتصابها؟ هل يقبل أي رجل أن تساء معاملة ابنته أو حفيدته؟ لماذا يسيء إذا إلى ابنة أو حفيدة رجل آخر؟

المرأة في المسيحية مساوية للرجل وشريكة، وهي على صورة والدة الإله مكرمة ومحترمة، وربنا القائم من ظلمة الموت ظهر لها أولا إذ ظهر لحاملات الطيب اللواتي جئن باكرا ليطيبنه. المرأة تستحق كل احترام وتقدير، وعليها أن تحافظ على كرامتها وطهارتها وفضائلها لتفرض وجودها وتنال حقوقها وتمنع عنها كل استغلال.

أما العنصر الآخر المستضعف في المجتمع، عنيت الأطفال، فمن حقهم على الدولة منع استغلالهم والإتجار بهم وتعنيفهم. أطفال اليوم رجال الغد وأعمدة الوطن، ومن أبسط حقوقهم حصولهم على المأوى والعلم والتربية والحياة الكريمة الآمنة.

في هذا اليوم المبارك نسأل ربنا الناهض من القبر أن يقيم الجميع من أخطائهم والسقطات، من الأنانية والجشع، من الحقد والظلم والعداوة، إلى المحبة والحياة، إلى النور والإنفتاح والعطاء. كما نسأله أن يحفظ وطننا وأبناءه، ويبسط سلامه في قلوبنا وفي وطننا وفي العالم أجمع، وأن يقينا من المهالك والمحن ومن كل ما يعيدنا إلى الوراء. أملنا أن يكون عهد القتل والإغتيالات قد ولى إلى غير رجعة. أملنا أن نعود إخوة يحافظ كل منا على حياة أخيه وكرامته وحريته.

نحن المسيحيين قوم نؤمن بالحرية ونبشر بها، ونؤمن أن الله خلقنا أحرارا ولا يحق لأحد أن يحد من حرية الآخر أو من حياته. القتل مرفوض والإغتيال مرفوض وهما مدانان. كيف ينام إنسان قتل إنسانا أو تسبب في أذيته؟ هناك من لا يطيق قتل حشرة أو قطع شجرة فكيف يقطع إنسان من الحياة؟ .

حفظكم الرب الإله الناهض من القبر وأعاد عليكم هذا العيد المبارك بالصحة والخير والسلام.

المسيح قام ـ حقا قام. ألا جعلنا من أبناء القيامة والحياة آمين".

 

لم تعد صناديق الاقتراع بل صناديق القتلى هي التي تحدد المسار السياسي للبلاد

القبس الكويتية: هناك لبنانان أحدهما يحكمهما المنطق الدستوري والاًخر منطق الإغتيال

نبيه البرجي في "القبس" الكويتية: الكلمة الوحيدة التي لم يتفوه بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع واركان قوى "14 أذار" هي "حزب الله"، قالوا كل ما يفهم منه انهم يوجهون اصابع الاتهام الى الحزب في محاولة الاغتيال في 4 نيسان الجاري، فيما الحزب يصف الحادثة بـ"الاسكتش الفولكلوري" الذي من انتاج واخراج وتمثيل جعجع.. حتى ان احد نوابه سأل ساخراً "لماذا لم يعرض الحكيم الزهرة التي انقذته من القتل مع الرصاصتين اللتين كانتا تستهدفان قتله؟". اكثر من جهة سياسية تعتبر ان المحاولة تكرّس واقعا دراماتيكيا وهو ان الاغتيال بات جزءاً من اللعبة السياسية، لم تعد صناديق الاقتراع بل صناديق القتلى هي التي تحدد المسار السياسي للبلاد. والنتيجة ان هناك لبنانيين، احدهما في الواجهة ويحكمه، او يفترض ان يحكمه، المنطق الدستوري وعبر المؤسسات الدستورية، والآخر يحكمه منطق الاغتيال الذي هو منطق جهنمي اذا ما اخذ بالاعتبار ان القوى السياسية في لبنان تتحمور في معظمها حول الشخص لا حول الحزب.

 

الأسد لزوار: تغييرات مرتقبة في لبنان وسورية

 خاص - "السياسة": نقلت شخصيات من قوى "8 آذار" عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن يونيو المقبل سيشهد تغييراً سياسياً مهما يغير المشهد كلياً في سورية ولبنان. وأبدى الأسد أمام زوار في القصر الرئاسي, تفاؤله بقدرة نظامه على الخروج من الأزمة الراهنة, مشيراً إلى أن "نجاح الانتخابات النيابية في 7 مايو المقبل سيتبعه تشكيل حكومة موسعة في سورية تضم رموزاً معارضة من الداخل, وستتولى بدءاً من يونيو (المقبل) عملية إعادة الاستقرار إلى سورية". وأوضح الأسد أنه تعلم من تجربة السنة الماضية الكثير من الدروس, واستطاع تحديد حقيقة ولاء بعض كبار المسؤولين السوريين الأمنيين والعسكريين, كذلك تقاعس وخيانة البعض الآخر, مشيراً إلى أنه سيجري تغييرات هامة في المواقع الأمنية والعسكرية. وبشأن الوضع في لبنان, قال إن "تغييراً سياسياً مماثلاً سيجري في لبنان لأن القيادة السورية تريد معالجة الوضعين في البلدين بشكل متزامن", لافتاً إلى أن "التعامل مع المسؤولين والقيادات المختلفة في لبنان سيتغير جذرياً في المرحلة المقبلة". 

 

رئيس الجمهورية وصل الى اوستراليا

وطنية- 15/4/2012 وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء والوفد الوزاري المرافق إلى قاعدة فيربيرن Fairbairn العسكرية الجوية في كانبيرا، عاصمة أوستراليا، قرابة الرابعة بالتوقيت المحلي (التاسعة صباحاً بتوقيت بيروت) في زيارة دولة، هي الأولى يقوم بها رئيس جمهورية لبناني إلى أوستراليا، تلبية لدعوة رسمية وُجهت إليه من السلطات الأوسترالية. وكان في استقبال الرئيس سليمان عند سلم الطائرة الحاكمة العامة لأوستراليا السيدة كينتين برايس Quentin Bryce وزوجها مايكل برايس. وأقيمت لرئيس الجمهورية مراسم التشريفات الرسمية، وعزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والأوسترالي، بعد رفع علم لبنان وأوستراليا، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبية. ثم استعرض الرئيس سليمان والحاكمة العامة حرس الشرف وصافح كبار مستقبليه، قبل أن ينتقل والسيدة الأولى والوفد المرافق إلى مقرّ الإقامة في فندق حياة Hayatt Hotel في العاصمة الأوسترالية.

 

عن الإشكال الشيعي- الدرزي في الماري وعين عرب

عكس الاشكال الشيعي ـ الدرزي الطابع الذي وقع اول من امس في جنوب لبنان على الجسر الذي يربط بين بلدتيْ الماري (الدرزية في قضاء حاصبيا) وعين عرب (الشيعية في قضاء مرجعيون) وسقط بنتيجته سبعة جرحى، الفتور الذي يسود علاقة «حزب الله» ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط منذ ان حرق الأخير «الجسور» مع النظام السوري وإن مع تأكيد «ثباته» على موقفه من المقاومة (تأييدها) وعلى موقعه ضمن الاكثرية الجديدة. فلم يكد جنبلاط ان يحتوي الاحد الماضي الاشكال «الفردي» الذي وقع في محلة الكولا في بيروت بين سائقي «فانات» من المتن الاعلى (دروز) والبقاع (شيعة) والذي سرعان ما نقل «التوتر» الى بعلشميْه وبحمدون، حتى شهد الجنوب إشكالاً جاء اكثر خطورة وذلك رغم حرص الجانبين على احتوائه بسرعة وإسقاط اي أبعاد مذهبية عنه، ما اعتُبر مؤشراً الى ان «النار تعتمل تحت الرماد»وان منسوب الاحتقان يرتفع. وفي التفاصيل ان خلافاً بدأ عصر الجمعة بين مواطنين من بلدة الماري وآخرين من بلدة عين عرب على ضفاف نهر الحاصباني على خلفية صيد السمك ومرور قطيع من البقر قرب الجسر الذي البلدتين، وما لبث أن تحوّل الأمر إلى تضارب بالأيدي والعصي أدّى إلى وقوع 7 جرحى من أبناء بلدة الماري، عُرف منهم رئيس البلدية يوسف فياض، أكرم رفيق أبو العلا، ومحمد أسعد بطحيش، ووسيم بطحيش، ومحمد ابو قمر. وقد تدخل الجيش اللبناني وعمل على قطع الطرق بين البلدتين خشية أن يتمدد الإشكال اليهما تخوّفاً من أن يتخذ الإشكال الفردي أبعاداً طائفية، فيما سيّرت قوى الأمن الداخلي دوريات على الطرقات التي تربط البلدتين. الا أن شباناً من الماري واستنكاراً لتعرض رئيس البلدية وأبناء البلدة للضرب على ايدي شبّان من عين عرب هاجموا ليل الجمعة بلدة عين عرب ورشقوا الجامع بالحجارة وأقدموا على تكسير عدد من السيارات ورشق عدد من المنازل بالحجارة، ما دفع الجيش لاستقدام تعزيزات وتسيير دوريات ليلية في محاولة لمنع دائرة التوتر من التوسع. وليلا بُذلت المساعي لوأد الفتنة ولا سيما بعدما شوهد أهالي بلدة الماري متجمّعين عند الجسر، في حين تجمّع أهالي بلدة عين عرب في الجامع مستنكرين توقيف الجيش أحد أبناء بلدتهم.

ودخل على خط التهدئة مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي (يترأسه جنبلاط) في حاصبيا شفيق علوان مع أحد مسؤولي حزب الله رياض قلوط، ومشايخ البياضة ومفتي حاصبيا الشيخ حسن دلة وكبار ضباط الجيش الذين زاروا بلدة الماري والتقوا فاعلياتها، ثم انتقلوا الى عين عرب للغاية ذاتها، مؤكدين على دور الجيش لحل الاشكال وحصر ما جرى في اطاره الفردي. وبعيد منتصف ليل الجمعة - السبت توصّل المجتمعون الى بيان صدر عن كبير مشايخ البياضة الشيخ فندي الشجاع ومفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي حسن دلة واتحاد بلديات العرقوب والفعاليات السياسية، واكد «ان الاشكال الذي حصل اشكال فردي» وقال: «حتى لا يستغل هذا الحدث من قبل المصطادين في الماء العكر نؤكد أن أهل الماري وعين عرب لا يسمحون في الانجرار الى الفتنة من اي نوع كانت ومن أي جهة اتت، كما نؤكد على العيش الواحد في منطقة مرجعيون وحاصبيا التي تميزت به على مر العهود السابقة وما زالت الى يومنا هذا تعيش عيشاً نموذجياً لبنانياً لا تعرف الطائفية ولا المذهبية، بل وطن واحد هو لبنان في وجه عدو واحد هو العدو الإسرائيلي». وأعلن البيان «الاتفاق على معالجة ما حصل بهدوء وضمن الاطر القانونية والاخلاقية والدينية والاهلية». ويذكر انه نتيجة اشكال الفانات في الكولا في الويك اند الماضي، اضطر النائب جنبلاط، الذي يقال الكثير عن «امنه المهدَّد»، للذهاب الى المتن الاعلى للقاء كوادر حزبه في خلوات البياضة، وقال كلاماً معبراً خلص الى انه «على الارض يجب ان نعيش معاً جميعاً، وليس كلما اختلف شخص تحول الخلاف مذهبياً وطائفياً (...)».

 

وهاب أمام دروز بيروت: لحل ملف الأوقاف وتوحيد مشيخة العقل

 وطنية - 15/4/2012 استقبل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وفدا من دروز بيروت طالبوه "بالوقوف بجانبهم في ملف وقف الدروز، وسعي البعض لبناء مركز تجاري على أرض دار الطائفة الدرزية في بيروت". وأكد وهاب أن "دروز بيروت هم أساس الطائفة الدرزية، ويملكون الحق الأخلاقي قبل الحق القانوني باستشارتهم في أي تصرف بوقف الدروز في بيروت، وكنا قد تحاورنا سابقا مع كل المعنيين بملف الأوقاف، وأكدنا أن المطلوب هو خطوة أخلاقية تجاه دروز بيروت، لأن هذه الأرض هي لكل أبناء الطائفة وليست فقط لدروز بيروت، ويمكن الاستفادة منها لأي مشروع عام أو مناطقي".

واستغرب "استعجال الشيخ نعيم حسن في إنهاء هذا الملف علما أن هناك أمورا وملفات اخرى تستلزم الإسراع بإنهائها قبله، وقد اقترحنا عليه سابقا العمل على إنشاء مدينة سكنية في أرض الوقف في بلدة بعورته لمساعدة الشباب الدرزي في تأمين مستقبلهم، ولكن الإستعجال في ملف دار الطائفة أثار أسئلة لدى كل الناس، علما أننا لم نتدخل به في البداية كي لا يعتبر البعض أننا نسعى لإنقسام سياسي على موضوع يجب ألا يكون سياسيا، ولكن بعد الكثير من المراجعات من عدد من مشايخ الطائفة، تبين أنهم مقتنعون بحقوقهم ويؤكدون أهمية الحفاظ على كرامة دروز بيروت في أي مشروع، وعدم إجبارهم على الموافقة على أي ملف". وتمنى على القضاء "ألا يكون أداة بيد أحد لتمرير أي ملف، وإذا كان كذلك سيكون لنا موقفا قويا وعنيفا من هذا الموضوع، وسنطلع الرئيس سعيد ميرزا على ما يحصل لأني أتمنى ألا يكون أي قاض أداة سياسية لإشكال درزي داخلي، إذ على كل القضاة الذين سيتعاطون بهذا الملف معرفة مدى حساسية الموقف، وليعلم الجميع اننا لن نسمح بأن يذهب أحد من أبنائنا إلى القضاء لمجرد تحركهم ضد هذا الملف أو غيره". وشدد على "أهمية الاتفاق على ملف الأوقاف وتوحيد مشيخة العقل وخصوصا مع اقتراب موعد انتخابات المجلس المذهبي، والذي يحدد بقاء شيخ العقل الحالي أو تغييره، علما أنه يجب أن يكون هناك شيخ عقل موحد لكل أبناء الطائفة الدرزية، لأن الشيخ نعيم حسن موضع خلاف وليس موضع اتفاق بين أبناء الطائفة، وقد أثبت خلال كل هذه التجربة أنه ليس لكل أبناء الطائفة الدرزية، وفي النهاية مرجعياتنا معروفة، أما مشيخة العقل فلا اتفاق على مرجعيتها حتى الآن". وتطرق وهاب إلى المشكل الذي حصل بين بلدتي الماري وعين عرب في حاصبيا منذ يومين، بحيث استنكر "كل فعل وردة فعل حول هذا الموضوع، ولا نقبل لأحد بالتطاول على كرامة مشايخنا، وبالمقابل لا نسمح لأنفسنا بأن نتطاول على كرامة أحد"، مطالبا "الجيش باتخاذ إجراءات رادعة بحق الجميع ومنع عمليات التحريض من البعض"، داعيا "أهالي حاصبيا لاستيعاب الموقف واعتبار أهل عين عرب وشبعا والمنطقة كافة، أهل وأخوة لهم"، وناشد الأطراف السياسيين "من تيار المستقبل أو الإسلاميين أو غيرهم اتخاذ الموقف العاقل في وقت مماثل كي لا تتطور الأمور أكثر".

 

الشيخ نصر الدين الغريب انتقد الشيخ نعيم حسن وحذر القوى الامنية من التدخل في شؤون الطائفة الدرزية

وطنية - 15/4/2012 حذر الشيخ نصر الدين الغريب بعد اجتماع اللقاء التشاوري في كرمتى، القوى الامنية من التدخل بشؤون الطائفة الداخلية، ووجه انتقادات الى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن من دون ان يسميه، وقال: "صراخ وتنهيد واستغاثة وتعديد لما يتعرضون له اولئك المظلومون انهم أهلنا في بيروت. لقد هددوا بالضرب فضربوا وحذروا من رفع اليد فرفعت أياديهم، والآن يهددونهم بالجرف وربما الجرافات قد حضرت لتقوم بالواجب". اضاف: "لقد أمت بيتنا وفود من رجال ونساء من اهلنا في بيروت يظهرون الشكوى والاعتداء على حقوقهم، وهم على أتم الاستعداد للاحتكام للهيئة الروحية كي يتم الحوار اللازم مع أولي الأمر والوصول الى قواسم مشتركة، لا الى اللجوء لقوى الامن والجيش الذين نحذرهم بدورنا من التدخل بشؤون الطائفة الداخلية، هذا مع يقيننا بان مشايخنا الأفاضل ليسوا على رضى بما يجري في دار الطائفة ويرغبون بحل ناجع لهذه المشكلة" . وتابع: "هذه حال دروز بيروت في دار طائفتهم، ولكن باسم القانون وحكم القضاء الجائر الذي لا حول له ولا قوة، حرموا من حقهم الذي مارسوه لعقود خلت. والآن يتم وضع اليد على مؤسساتهم بقوة الامن وبإيعاز من "المفوض السامي" في ذلك المكان، لكنه يعتمر العمامة هذه المرة وهو من أهل البيت" .

وقال: "نخشى ان يعود "جمال باشا المحلي" ويعلق المشانق في تلك الشجرات الباسقة، فيسهل الدفن هناك الى جانب شهداء السادس من أيار في مطلع القرن العشرين.

لا ايها الشيخ العطوف، أهكذا يأمر الدين ويوصي الكتاب العزيز، فان كنت مدفوعا فكفاك طوعا وان كنت غافلا فالعاقبة لمن تيقظ من وسن الفاقد. فهل سفك الدماء في ذلك الموقع المقدس تحمد عقباه؟ وهل تبرأ ذمتك اذا تطورت الأوضاع نحو الأسوأ؟" . اضاف: "ألم يكفك ما تجتني من الملايين من مزارات شريفة وهي من حق الطائفة عليك؟ بالاضافة الى المخصصات وغيرها، هل تبرأ ذمتك من توظيف العديد من اهل بيتك وأقاربك، فالى أين، الى أين ايها الشيخ الفاضل. ان الطائفة الدرزية تحرم حقها في وظائف الفئة الاولى والثانية والثالثة ولا من يتكلم. تشارك بالقمم الروحية ولا تتكلم مرة عن حق نحن نفتقده. تصدر بيانات لا لون لها. أين مال الوقف ايها الشيخ الطاهر، لقد أبلغت شخصيا ان لا مال في الصندوق، فأين ذهب المال المنصوص عليه والمدون في إصداركم السنوي وماذا فعلتم به ".

وسأل: ماذا استثمرتم من البناية العراقية التي كلفت مبلغا طائلا من الدولارات باعترافكم، فهل فقط لبيع الخضار على أبوابها؟ .

لقد ذكرتم في سجلكم انكم دفعتم من ثمنها خمسماية ألف دولار اميركي من المجلس المذهبي الكريم، فتبين لي انكم لم تدفعوا شيئا حقيقيا، فهل على الورق فقط تدفعون؟ ، ما هي الإنجازات التي حققتموها في هذه الست سنوات بالله عليك. وقال: "اخبرنا لنضع الرأي العام في أجوائها، اين مساعدتك للمرضى والمعوقين والمحتاجين مما تجتني من أموال المزارات، فهل قدمت ولو مبلغا زهيدا لصندوق الاستشفاء الخيري في عاليه؟، أم حاولت اغتصابه من مسؤوليه؟ .انك توجه البعدة لبعض اهل الدين بغير حق فمن كانت هي اعماله فليلتزم بيته ويستغفر الله انه غفور رحيم" .

وختم: "وفي ذكرى الحرب الاهلية التي طاولت لبنان ومزقته، نتمنى على اخواننا في هذا الوطن ان يعتبروا من معاناة اصابتهم وصبر على المحن. حرب دمرت بلدهم ولولا العناية الالهية وحكم العقل لما توحد لبنان من جديد فحفظه الله واحة للحرية وموئلا لأحرار هذه الامة أجمعين".

 

قناة الجديد ترد على ميشال سماحة بسخرية

ردت قناة " الجديد" على ميشال سماحة " فريد نوعه" من بين كل محللي الكون. وجاء في مقدمة نشرتها الإخبارية الآتي:

في وادي خالد من فم شهيرة التي سمي المعبر باسمها، الحقيقة ليست ضائعة، لا يمكن ان يبتلعها نهر يشبه الساقية ولا سهل مفتوح على الربوع السورية، هناك تناديك روح علي لتشي باخوة يوسف يا ابي. ولا كلام آخر يستدعي التحقيق. لقد عاين فريق "الجديد" اليوم نقطة الحدث بتسهيل ومرافقة عسكرية من الجيش اللبناني، وخرج باستنتاجات لا تحتمل الشك في ان الجيشالسوري اطلق النار وان وحداته المتمركزة على التلال هي من يسيطر على المكان وقادرة على مطاردة المهربين والدواب والاشباح وكل من يغامر في العبور. هناك حيث قضى علي وحوصر زميلاه بالرصاص تقع الرواية،ومن يتبرع اتباعاً بنسج حقائق اخرى من صحافة مرتزقة وسياسيين يعملون على التحليل بالقطعة، ما عليهم سوى ان يتحملوا مشقة ساعتين ونصف من بيروت الى وادي خالد وستضيفهم المدعوة شهيرة في آخر بيوت لبنان على الحدود السورية سوف يحلون عنئذ على الخبر اليقين. اما التحليلات عن بعد واستقاء المعلومات من المارة لارضاء الحليف السوري ففي امكانها ان ترضي القاتل لكنها لان تنصف القتيل. وليخفف الوزير السابق ميشال سماحة من ملفاته واوراقه ومصادره التي اثقلت كاهله وليظهر مرة واحدة امام جمهوره التلفزيوني بلا تلك المعرفة الزائدة التي تصله وحده دون غيره من بقية محللي الكون واذا كانت هناك من رواية رسمية فلتعلنها سورية مباشرة لا عبر برقيات ميشال سماحة والعديات فايز شكر وما بينهما من مواقع الكترونية تهلوس بأنباء وصلت في معرفتها الى المطبخ الداخلي لقناة الجديد وارحموا الشهيد في تربته وهو لم يطبق اسبوعه بعد.

 

قاووق: حزب الله غير راض عن اداء الحكومة

التحريض السياسي والاعلامي لن يغير شيئا من معادلة المقاومة

ندين ما يحصل في البحرين وليقتد نظامها بالاصلاحات السورية

 وطنية - 15/4/2012 أكد نائب رئيس المجلس النفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن "المقاومة استطاعت أن تعاظم قدراتها العسكرية لتصبح مستعدة لإحراز نصر قادم في أية مواجهة يريدها العدو، على الرغم من كل التحديات التي مرت على لبنان والمنطقة، ومحاولات إضعافها وإعاقة طريق تسلحها، وكل الإستفزازات الداخلية والتطورات السورية والضغوطات الدولية".

ولفت الشيخ قاووق خلال إحتفال تأبيني في بلدة كونين الجنوبية، إلى "أننا ومنذ العام 2005، نتعرض لأشد حملة مدعومة ماليا وإعلاميا وأمنيا لتشويه صورة المقاومة وهز مكانتها وسمعتها وصدقيتها، إلا أنه وبعد 7 سنوات على هذا الاجتياح الإعلامي والتحريضي ضدها وضد قادتها ورموزها، لم تزدد الا مكانة ومهابة وقوة، ولم تزدد الناس وشعوب الأمة الا ثقة وتصديقا واحتراما لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله". وقال:"ليعلم محبو المقاومة أن التحريض السياسي والتوتير الاعلامي لن يغير شيئا من معادلة المقاومة، وإن كل التحريض والاساءة لا تهز حرفا من حروفها".

وأشار إلى "أننا وكلما اقتربنا من الاستحقاق الإنتخابي النيابي، إزداد توتر اعداء المقاومة وازدادت وتيرة التصعيد الاعلامي والسياسي ضدها"، معتبرا أن "هذا أمر عمليات أمريكي، فأمريكا عينها على الانتخابات في العام 2013 تعد العدة لحملة واسعة من التحريض والاساءة ضد المقاومة" مضيفا "نحن واثقون من اي استحقاق قادم، وكل التحريض لن يغير شيئا من قناعات شعبنا، لكن هذا يعبر عن خيبتهم وتوترهم وإحباطهم أمام نجاحات وانتصارات وتعاظم قدرات المقاومة، التي سيبقى سلاحها شوكة بأعين أعدائها وحسرة في قلوب المغرضين من الداخل والخارج".

وشدد قاووق على أن "المقاومة لا تخفي سرا انها لا توفر فرصة لزيادة تسلحها وتدريبها والاستعداد لأية مواجهة قادمة "شاء من شاء وأبى من أبى"، وأنه بسبب عجزهم عن مواجهتها فقد حولوا كل رهاناتهم باتجاه التطورات في سوريا فراهنوا على تغيير النظام وصولا الى تغيير المعادلة في المنطقة"، مشيرا إلى أن "أمريكا بدعمها المعارضة المسلحة في سوريا تريد أن تخدم وتريح إسرائيل التي تريد من ذلك إضعاف جبهة المقاومة في أية حرب قادمة، إلا أنه وبعد فشل مخطط تغيير النظام بصمود سوريا والاصلاحات فيها، وجدنا انهم يصعدون في التحريض والتسليح والتمويل بهدف جر هذا البلد الى حرب أهلية". ورأى أن "بعض الدول الإقليمية تعمل وفق خيار من إثنين، فإما أن تسقط النظام في سوريا أو تجر المنطقة إلى حرب أهلية، لأن أحقادهم أكبر من مصالحنا ولأنهم لا يستطيعون تحمل تداعيات صمود وانتصار سوريا على مشروع وعدوان خارجي، وأنه بصمود سوريا ستكتب في المنطقة معادلات جديدة تعمق المأزق الأمريكي، وتضيق الخناق على أميريكا وأدواتها".

وتساءل قاووق عن موقف قوى 14 آذار الذين التزموا بموقف لبناني رسمي داعم للمجتمع الدولي، الذي تبنى "مبادرة أنان" لحل الأزمة سياسيا، في وقت تقف دول إقليمية عربية وغير عربية ضده وتريد التسليح والحرب. وقال:" هل قوى 14 آذار تدعم موقف المجتمع الدولي بالحل السياسي في سوريا أم الدعوات الى التسليح، مع أنه قد كان شعارهم دائما أنهم مع القرارات الدولية، فالقرار الدولي اليوم هو دعم المسار السلمي السياسي في سوريا، وهم يقفون ضد ارادة المجتمع الدولي ويؤيدون من يدعو الى التسلح والحرب، وأن على الحكومة أن تقول كلمتها ايضا وهي الملتزمة دائما بقرارات المجتمع الدولي".

وقال "أننا في حزب الله غير راضين عن أداء الحكومة، فالضرورات التي تدعونا للمحافظة عليها تدعونا لأن نقول اننا لسنا راضين عن التباطؤ والمماطلة والتسويف وتضييع الفرص وتأخير الإنجازات"، لافتا إلى "أنهم قالوا أن هناك أيد خفية تعرقل التعيينات وملف شهود الزور والإنتاجية إلا أننا نصر على تفعيل عمل الحكومة التي لن يفعل عملها إلا إذا لم يعد هناك فيها من يراهن على حسابات سياسية إنتخابية أو سورية، أو من هو متورط في تجاذبات كيدية فالحكومة قادرة على تفعيل دورها أكثر وحل القضايا العالقة".

وختم في الملف البحريني فأشار إلى أن "القتل والقمع مستمرين في البحرين وكأن هناك رخصة دولية عربية بذلك"، مطالبا النظام البحريني ان يقتدي بالاصلاحات السورية، فالشعب البحريني يقبل بنصف او بربع الاصلاحات التي أقدم عليها الرئيس بشار الأسد في سوريا وبنصف او بربع الحقوق المدنية والسياسية التي يعطيها النظام للشعب في سوريا".

وأضاف: "إن إسرائيل على الرغم من كل وحشيتها خضعت لمطالب المضربين عن الطعام وأطلقت سراحهم، أما في البحرين فإن عبد الهادي خواجة والشيخ حسن مشيمع باتوا على مقربة من الموت وهم مضربون عن الطعام، وترفض سلطات البحرين اطلاق سراحهم او اعطائهم بعضا من حقوقهم". وشدد على أن "ما يحصل هناك جريمة بحق الإنسانية، جريمة مدانة لطخت أيادي القادة العرب الذين اعطوا الضوء الأخضر للجيوش في جيش درع الجزيرة للمشاركة بقمع الشعب البحريني وقتله".

 

رعد: اي حماقة يرتكبها العدو ستغير وجه المنطقة ومعادلاتها

الحكومة هي لكل اللبنانيين وقدمت خدمات للمعارضة قبل الموالاة

 وطنية- 15/4/2012 رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، أن ما يجري في سوريا اليوم هدفة تأمين الدرع الواقي للكيان الصهيوني لمعاودة تحكمه بالمنطقة، بعدما هزمتة المقاومة في العامين 2000 و 2006 وصدعت بنيته الامنية والعسكرية، واسقطت دوره الوظيفي الذي كان يتمثل برعاية وحماية المصالح الغربية وتأديب الوكلاء من حكام الأنظمة المستبدة التي حكمت شعوب المنطقة على مدى اكثر من 60 عاماً.

وخلال احتفال تأبيني بذكرى أسبوع على وفاة والدة عضو المجلس المركزي في حزب الله النائب السابق الدكتور نزيه منصور في بلدة الطيبة الجنوبية، حضرته شخصيات نيابية وسياسية وإعلامية إضافة إلى وفود حزبية ودينية وحشود وفعاليات، شدد النائب رعد على أن وحدة وقوة واستقرار في سوريا يشكل قوة لوحدة واستقرار لبنان، وأن عدو هذه المنطقة الذي يشكل خطراً وجوديا ومحوريا لابنائها ولمستقبلها هو العدو الصهيوني الذي لا يزال يراوح في أزمتة الكيانيه التي اوقعته فيها المقاومة جراء انتصارها المعجز عام 2006.

أضاف:" كان المطلوب في تلك الحرب العدوانية ان يستأصل حزب الله وروح المقاومة في منطقتنا، فإذ بالمقاومة تصدع المرتكزات والبنى التحتية على المستوى الأمني والعسكري والسياسي للعدو الصهيوني الذي لا يزال يترنح رغم كل مناوراته المستمرة واستعداداته وتسليحه ورغم كل محاولات سد الثغرات التي كشفتها التحقيقات الاسرائيلية بعد الحرب.

وشدد النائب رعد على أن هذا العدو قد يملك القدرة على الحصول على أسلحة استراتيجية متطورة لكن شيئاً مهماً لا يمكنه مطلقاً الحصول عليه أو امتلاك جزء بسيط منه، وهو الروح التي يمتلكها رجال المقاومة في لبنان، روح الإيمان والثبات والإصرار والتمسك بالحق والإستعداد للتضحية من أجل حماية الوطن وأبناءه، وأن هذا العدو هو عدو جبان لا يقاتل الا من وراء جدار او قرى محصنة استطاعت المقاومة ان تصدعها بعد أن بناها لمعسكراته ولقواته المعتدية.

وأكد أننا لم نعد ننتظر ان يعتدي العدو، فنحن نقدر ان هذا العدو يتردد مليون مرة في هذة المرحلة قبل ان يقدم على اي حماقة لانه يعرف ان مصير كيانه سيكون على المحك، وان وجه المنطقة والمعادلات التي تحكمها ستشهد تغيراً حاسماً لمصلحة شعوب هذه الأمة وروحها المقاومة وشبابها المقاومين.

وأشار النائب رعد إلى أننا لا نريد أن ننساق للرد على سمفونية الحديث عن السلاح، لكن ما لفتنا ان هناك من قال ان اي نقاش حول قانون للانتخابات يعدل القانون القائم لا يمكن ان يتم مع وجود السلاح، وتسائل هل يمكننا أن نستنتج ان الذي لا يقبل ان يتحاور اللبنانيون مع بعضهم بعضا مع وجود السلاح لن يقبل باجراء انتخابات مع وجود سلاح؟ أم ان الامر "كلام في كلام" يطرح فقط للتحريض واثارة الغرائز خاصة وان الانتخابات قد بدأ بازارها منذ اليوم؟.

واعتبر أن ما سنشهدة في جلسة المناقشة العامة خلال الايام المقبلة هي ثلاثة ايام من "القيل والقال" من الاطروحات الانتخابية والتسويقات الاعلامية للمرشحين في الانتخابات المقبلة، وأنه لعل البعض يدرج مصلحة الوطن والمواطن في آخر اهتماماته، وأن في اعلى سلّم الاولويات عند البعض، العودة الى السلطة التي ما خرج منها الا للكيدية وتشنج الخطاب الذي لا زال يتمسك به.

وشدد على أننا في مرحلة عايشنا حكومة ليست حكومتنا والكل بات يعرف ذلك، وأننا نستطيع القول بانها كانت حكومة اللبنانيين جميعا، لانها قدمت خدمات جلة للمعارضة قبل الموالاة، وأنها تناغمت مع بعض مطالب المعارضة اكثر مما تناغمت مع مطالب الموالاة، وأننا قبلنا بذلك لأن اعلى الأولويات في اهتماماتنا هو توفير الاستقرار في هذا البلد، وتوفير مناخات اللحمة الوطنية والتهيؤ لما يخطط لبلدنا من تآمر بعد الانتهاء من سلسلة الحلقات التي تشهدها المنطقة.

 

مجلس الأمن الدولي للفتوى!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

هذه ليست طرفة، ولا سخرية، بل هي عطف على حديث وزيرة الخارجية الأميركية التي تقول بأن هناك مؤشرات إيرانية على مقترحات جيدة بشأن التفاوض حول الملف النووي الإيراني، وأن هناك فتوى إيرانية بتحريم امتلاك السلاح النووي، ولذا فطالما أنه يؤخذ بالفتاوى في السياسة فيستحسن إذن تأسيس مجلس أمن دولي للفتوى!

فإذا كانت إيران تستخدم الدين، والطائفية، وحتى القضية الفلسطينية، كأوراق تلعب بها بالمنطقة طوال ثلاثة عقود، ومنذ الثورة الخمينية، لضمان تغلغلها في المنطقة، وتفتيت الدول العربية من الداخل، كما تفعل في العراق واليمن، وقبلهم لبنان بالطبع حيث حزب الله، بل وقسمت طهران الفلسطينيين، وكل ذلك باسم الدين، والطائفية، فكيف يمكن الوثوق اليوم بقول مرشد إيران بأن هناك فتوى تحرّم امتلاك السلاح النووي؟ فلو كان الدين هو مصدر الثقة بإيران لما قامت طهران بخلق الفتن، والنزاعات، في الدول الإسلامية «الصديقة والشقيقة»، ولو كان الدين هو الضمانة للسلوك الإيراني لما رعت إيران الإرهابي عماد مغنية، وما رعت، وتعاملت مع تنظيم القاعدة الإرهابي! فقد رعت، وتعاملت طهران مع إرهابيي الشيعة والسنة، على حد سواء طوال عقود، وهم الإرهابيون الذين تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء من كل ملة، ومن خلال عمليات إرهابية انتحارية، وغيرها، فكيف يمكن بعد كل ذلك الوثوق بطهران، وبضمانة فتوى دينية؟ كيف يمكن الاعتداد بفتوى صادرة من نظام لا يتوانى عن التعامل مع الإرهابيين، سنة وشيعة؟ حقا إنه عبث!

الإشكالية مع إدارة الرئيس الأميركي السيد أوباما أنها تريد اتباع سياسات قد تكون مقبولة لدى النخب الثقافية الحالمة، لكن ليس مع أنظمة تشربت الدهاء، والخداع، مثل النظام الإيراني، الذي ليس من أولوياته البناء، والانفتاح، والقيم الإنسانية، ورغد العيش لمواطنيه، أو حتى التسامح الديني، بل إن كل همّ النظام الإيراني، وآيديولوجيته، هي التوسع، والتغلغل، في دول أخرى، وبدوافع طائفية. ولأن ما يحكم العالم هو القوانين الدولية، والاتفاقيات، والأعراف، والمصالح، فمن العبث الحديث عن فتوى إيرانية عند التفاوض مع طهران، فالدول مثل الأفراد، لها سمعة وتاريخ لا يمكن تجاهلهما، فسمعة الدولة الشريرة، مثل سمعة الفرد الشرير، حيث من الصعب أخذهم بالأقوال، أو الفتاوى، بل بالأفعال، فعندما تتحدث السيدة هيلاري عن فتوى إيرانية فبالتأكيد أنها لم تسمع من قبل عن «التقية» الإيرانية! فلطهران تاريخ من الوعود، والاتفاقيات، التي لم تلتزم بها، وأبسط مثال هنا هو زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران، ورغم كل الاتفاقيات الإماراتية - الإيرانية على التهدئة من أجل التفاوض، والتحاور، فإن طهران لم تحترم كلمتها، فإذا كان رأس الدولة لا يلتزم بوعد قطعه، فكيف تلتزم الدولة بفتوى؟ الحقيقة أن القول بأنه يمكن الاعتماد على فتوى بتحريم امتلاك السلاح النووي، يذكّر بالمثل الشعبي الذي يقول: «قيل للسارق: احلف، فقال: جاء الفرج»! فإذا كانت هذه الفتوى هي إحدى حيثيات التحاور مع إيران، فوالله إننا مقبلون على كارثة حقيقية في هذه المنطقة من العالم!

 

من جريدة السياسة الكويتية: مقابلة مع العلامة السيد علي الأمين

يستبعد أن يعمد نظام الأسد إلى تطبيق مبادرة عنان بحذافيرها 

أدعو شيعة الخليج إلى رفض الارتباطات الخارجية

الاعتراف بالمجلس الوطني السوري يزيد عزلة النظام السوري ديبلوماسياً ولا يغير من قواعد الصراع الداخلي

سياسة الأنظمة الغربية لا تحمل شعار حقوق الإنسان بمعزل عن مصالحها

هناك طرف أقوى من الدولة اللبنانية يتم الاحتكام إليه في غنائم السلطة وتوزيع مناصبها وليس إلى القانون

الحكومة العراقية لا يمكنها مخالفة السياسة الإيرانية تجاه نظام الأسد

وثيقة الاخوان المسلمين مدنية بامتياز تكشف تطور الرؤية الدينية المنفتحة

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

رأى العلامة السيد علي الأمين أن التصعيد العسكري في الداخل السوري "لن يحل المشكلة وسيزيد الأمور تعقيداً", داعياً السلطات السورية الى التخلي عن الأسلوب العسكري لوضع حد لمعاناة الشعب.

 واعتبر الأمين في حديث ل¯"السياسة" أن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري "يزيد عزلة النظام السوري ديبلوماسياً ولا يغير من قواعد الصراع الداخلي في المرحلة الحالية, حيث لا يزال النظام هو الطرف الأقوى في الداخل".

 ولفت الى أن "سياسة الأنظمة الغربية عموماً لا تحمل شعار حقوق الانسان بمعزل عن مصالحها", داعياً شيعة الخليج الى الابتعاد عن الانخراط في أحزاب سياسية أو دينية لها ارتباطات خارجية بعيدة عن دولهم وشعوبهم.

 لبنانياً, أشار الأمين الى أن "الأداء الحكومي اليوم لم يختلف عن الأداء السابق", لافتاً الى أن "المحاصصات اليوم تجري داخل حكومة الفريق الواحد", وأن "هناك طرفاً أقوى من الدولة العاجزة عن بسط سلطتها يتم الاحتكام اليه في غنائم السلطة وتوزيع مناصبها وليس الى القانون".

 وبالنسبة الى قانون الانتخاب, رأى أن المشكلة ليست في القانون انما في "الدولة التي تحمي هذا القانون بالشكل الذي يتمكن فيه المواطن من التعبير عن رأيه بحرية بعيداً عن هيمنة السلاح".

وهذا نص الحوار:

  ما قراءتكم لمجريات الأحداث التي تعصف بالمنطقة خصوصاً ما يجري في سورية?

  ما يجري في المنطقة يعود الى حركة الوعي الصاعدة عند شعوبها المطالبة بالحريات والعدالة, وكان بالامكان تفادي الصدام مع الأنظمة الحاكمة باحتوائها والاستجابة لمطالب الشعوب غير التعجيزية من خلال ادخال الاصلاحات اللازمة, التي يتغير معها النمط المعتمد عند هذه الأنظمة بين طبقة حاكمة فوق الشبهات لا تعيش هموم الشعب وتطلعاته وبين فئات الشعب المحكومة التي تراكمت عليها سنوات القمع والفقر والاستبداد.

نحن نتطلع الى هذه الحركات بأمل نحو مستقبل أفضل رغم المعاناة والآلام التي يسببها رفض الأنظمة للمطالب الشعبية المشروعة, ونرى أن التصعيد العسكري في الداخل السوري لن يحل المشكلة وسيزيد الأمور تعقيداً بسبب المزيد من الدماء التي تسفك, ومعها تكون الحلول الأخرى بعيدة المنال ولذلك فاننا نرى أن على النظام أن يتخلى عن الأسلوب العسكري ليضع حداً لمعاناة شعبه, ويفتح الطريق نحو انهاء المشكلة بالوسائل المقبولة.

مبادرة عنان

  هل تعتبرون مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان قابلة للتطبيق? وهل تتوقعون التزام النظام السوري بوقف اطلاق النار?

  اذا توافرت الارادة من النظام السوري فان مبادرة كوفي عنان تسلك طريق التطبيق, وربما تكون هذه الفرصة الأخيرة التي يجب أن يستفيد منها النظام السوري لحل متوازن بينه وبين المعارضة, وان كان من المستبعد بحسب المعروف عن طبيعة النظام وأدائه الأمني والعسكري الذي اعتمده طيلة السنة الماضية أن يعمل في شكل جاد على تطبيقها بحذافيرها.

  الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً للشعب السوري, هل يغير من قواعد اللعبة على الأرض?

  اعتراف مجموعة كبيرة من المجتمع الدولي بالمجلس الوطني يزيد من عزلة النظام ديبلوماسياً ولا يغير من قواعد الصراع الداخلي في المرحلة الحالية, حيث لا يزال النظام هو الطرف الأقوى في الداخل.

  بعد أن كان الغرب متحمساً لاسقاط النظام السوري, تبدو الصورة اليوم معاكسة, فما سر هذا التبدل وكيف استطاعت روسيا والصين استمالة الولايات المتحدة والغرب ومنعهما من اتخاذ قرارات مصيرية في حق النظام على غرار ما حصل في ليبيا ومصر?

  سياسة الأنظمة الغربية عموماً لا تحمل شعار حقوق الانسان بمعزل عن مصالحها, ولذلك وجدناها في مواقع كثيرة تعتمد ازدواجية المعايير في مواقفها, فاذا كانت مصالحها في مكان لا تتضرر من بقاء النظام وان كان قمعياً فهي لن تعمل على اسقاطه, في الوقت الذي تسارع الى تبني مطالب الحركات الشعبية عندما يشرف النظام على السقوط كما حصل في مصر. وعلى كل حال من الخطأ أن يراهن الشعب المطالب بحقوقه على قوى خارجية.

  يتحدث البعض عن انتقال عدوى الانتفاضات الشعبية الى منطقة الخليج فماذا تقولون للشيعة الموجودين في تلك المنطقة?

  حركة كل مجتمع ترتبط بالأسباب التي يعيشها في مجتمعه فاذا كان يعيش القهر والحرمان وقمع الحريات فعندما تتاح له الفرصة للمطالبة بحقوقه سيفعل, وليس بالضرورة أن تكون المطالبة على نسق واحد في الدول والشعوب والمجتمعات فقد يحصل ذلك بوسائل مختلفة يتحقق بها الاصلاح من دون انتفاضات عنفيَة, ولا نرى وجود ما يكفي من الأسباب لحصول ذلك في منطقة الخليج التي تختلف طبيعة الأنظمة فيها عن تلك الأنظمة التي حدثت فيها الانتفاضات مثل ليبيا ومصر وسورية وتونس.

ونقول للشيعة الموجودين في الخليج بأن مصيرهم مرتبط بشعوبهم فهم جزء لا يتجزأ من شعوبهم لهم التطلعات والآمال والطموحات نفسها, ويجب أن يبتعدوا عن الانخراط في أحزاب سياسية أو دينية لها ارتباطات خارجية بعيدة عن دولهم وشعوبهم.

هدنة إيرانية - اميركية

  هل صحيح أن هناك هدنة بين الولايات المتحدة وايران مدتها 3 سنوات, وهذا ما أدى الى تبدل في موقف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي أخذ يغازل النظام السوري?

  ليس لدينا معلومات عن هدنة بين الولايات المتحدة وايران, وهي أخبار صحافية لا دليل عليها, وسواء صحت تلك الأخبار أو لم تصح فان الحكومة العراقية ليس باستطاعتها أن تخالف السياسة الايرانية تجاه النظام السوري لأن نفوذ ايران في العراق لا يخفى على أحد خصوصاً بعد خروج القوات الأميركية من العراق.

  ما رأيكم بوثيقة الاخوان المسلمين في سورية والمطالبة بالدولة الديموقراطية?

  انها وثيقة مدنية بامتياز تكشف عن تطور الرؤية الدينية المنفتحة على الواقع المعاصر الذي يتطلب قيام دولة المؤسسات والقانون المنطلقة من قاعدة المواطنية تتساوى فيها كل المكونات البشرية في الوطن الواحد, وتؤمن بالتعددية والرأي الآخر في الداخل, وحق المواطن في الوصول الى أعلى المناصب بعيداً عن الدين والطائفة, وتؤمن بالانخراط في منظومة العلاقات الدولية والالتزام بالقانون الدولي وهي بشارة خير لكل شعوب المنطقة.

  ما رأيكم بانسحاب الكنيسة القبطية من لجنة صياغة الدستور المصري تأييداً لخطوة الأزهر?

  بعيداً عن قبول الأسباب التي دعت الأزهر الى الانسحاب وعدمه, فان انسحاب الكنيسة القبطية من لجنة صياغة الدستور خطوة حكيمة وعاقلة تعبر عن تضامن المواقع الروحية الكبرى في مصر, وتساهم في ترسيخ العلاقة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في الشرق كله, وتؤسس لتواصلٍ وتشاور دائمين بينهما في القضايا الأساسية.

  كيف تنظرون الى اشادة السيد حسن نصر الله بالافراج عن الايرانيين الذين اعتقلتهم المعارضة السورية من دون الاشارة الى المجازر التي يرتكبها النظام في حق أهله في سورية?

  ان اعتماد "حزب الله" للسياسة الايرانية وارتباطه بها يدفعه الى اتخاذ المواقف الموافقة لايران والمؤيدة للنظام السوري, لكن المبادئ الدينية تدعو الى الوقوف الى جانب المظلوم مهما يكن انتماؤه الديني أو الطائفي, كما قال الامام علي للحسن والحسين عليهم السلام "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً".

  كيف تقيمون الأداء الحكومي لناحية الخلاف على المحاصصة والصفقات?

  الأداء الحكومي اليوم لم يختلف عن الأداء الحكومي السابق لجهة المحاصصات والابتعاد عن منطق القانون والمؤسسات, كانت في السابق تجري المحاصصات وتوزيع المناصب بين فريقين أو أكثر في الحكومات التي سميت بحكومات الشراكة الوطنية واليوم تجري المحاصصات داخل حكومة الفريق الواحد, وسبب المشكلة واحد وهو أن هناك طرفاً أقوى من الدولة العاجزة عن بسط سلطتها موجودا في كلتا الحالتين ولذلك يتم الاحتكام اليه في غنائم السلطة وتوزيع مناصبها وليس الى القانون.

  ما رأيكم في النقاش حول قانون النسبية وهل يمكن اعتماده في الظرف الراهن?

  لا مانع من النقاش في قانون النسبية وغيره من القوانين الانتخابية, وان كان النقاش يغلب عليه في كثير من الأحيان طابع الالهاء للشعب عن القضايا الأساسية التي يعاني منها في الداخل ولمنعه من التطلع الى القضايا الخارجية المحيطة به كما يحصل في مناقشات مجلس النواب هذه الأيام لكي يقول القائل أن المجلس مشغولٌ بقضايا التشريع للمواطنين, ولذلك هو غير مهتمٍ بما يجري في المنطقة. وعلى كل حال لا نرى بأن المشكلة الكبرى في القانون الانتخابي الذي يعتمد النسبية أو غيرها, بل ان المشكلة الأساسية في الدولة التي تحمي هذا القانون بالشكل الذي يتمكن فيه المواطن من التعبير عن رأيه بحرية بعيداً عن هيمنة السلاح واحتكارات المنافع في الدولة وخارجها من قبل قوى الأمر الواقع التي انتزعت الوكالات الحصرية على طوائفها واستولت على كل مواقعها ومرافقها.

 

من جريدة المستقبل/ مقابلة مع الرئيس سعد الحريري

محاولة اغتيال جعجع يُراد منها شطب فريق سياسي كامل وتوجيه ضربة قاتلة للحركة الاستقلالية 

"محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع وضعت لبنان في مسار جديد". بهذا الكلام يبدأ الرئيس سعد الحريري حواره مع صحيفة "المستقبل" منطلقاً من قراءته لهذه المحاولة الإرهابية واندراجها في حسابات انتخابية لطرف يائس، ليطلق جملة مواقف واضحة في هذا الظرف الدقيق، تتناول ما يثار حول قانون الانتخاب المنشود، مؤكداً أن النسبية لا تتواءم مع وجود السلاح وأن أوامر صدرت من النظام السوري إلى قيادات ومسؤولين في الحكومة اللبنانية بوجوب فرض قانون انتخاب هدفه كسر "تيار المستقبل" وحلفائه، ومتناولاً واقع الحكومة الحالية، "حكومة كل مين إيدو إلو"، حكومة "النأي عن الحكم"، مروراً بقضية "الداتا" وصولاً الى الوضع السوري لتأكيد "أن أي تغيير ديموقراطي في سوريا يعنينا بصفته انتصاراً لإرادة السوريين الحرة، وليس لأنه يحمل أي وظيفة لها علاقة بالحياة السياسية اللبنانية".

وفي ما يلي نص الحوار:

محاولة الاغتيال

دولة الرئيس، لماذا قررت الموافقة على إجراء المقابلة اليوم؟

ـ لأن محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع وضعت لبنان في مسار جديد. إن قراءتي لهذه المحاولة الإرهابية المجرمة تندرج بشكل أساسي في إطار الانتخابات النيابية المقبلة. فمن حاول اغتيال الدكتور جعجع، أراد من محاولته هذه شطب فريق سياسي كامل من هذه الانتخابات، وبالتالي توجيه ضربة قاتلة بكل معنى الكلمة للحركة الاستقلالية، لقوى آذار، وحظوظها. طبعاً هذا يعني أن من يقف وراء المحاولة يائس، ويعتبر سلفاً أنه مهزوم في أي منافسة ديموقراطية. لكن ذلك يعني أيضاً أنه يعتقد أن بإمكانه ترهيبنا أو إخراجنا من الحياة السياسية الديموقراطية بواسطة العنف والجريمة. وأردت أن أقول أولاً إن ذلك لم ولن ينفع. لم ينفع عندما اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز، ولن ينفع الآن، لأننا كحركة استقلالية مطالبة بحرية لبنان وديموقراطيته وعروبته، باقون ومستمرون وسوف نخوض الانتخابات موحدين وننتصر فيها بإرادة اللبنانيين وبإذن الله.

طبعاً، العامل الآخر هو أن الدكتور جعجع صوت مسيحي متقدم في تأييد الشعب السوري خصوصاً والربيع العربي عموماً، وهذا تعبير عن الشراكة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين في لبنان كما في سوريا، وبرأيي كانت محاولة الاغتيال أيضاً لإسكات هذا الصوت. ونحن في آذار أقسمنا مع الشهيد جبران تويني أن نبقى موحدين مسلمين ومسيحيين دفاعاً عن لبنان، الذي هو بحد ذاته منارة وأمل لكل المنادين بالديموقراطية والاعتدال والعيش الواحد.

النسبية

لكن هناك خلافاً على قانون الانتخاب، حتى داخل قوى آذار. حلفاؤكم يدعمون المشروع المسمى "الأرثوذكسي" و"تيار المستقبل" متمسك بقانون ؟

ـ أولاً لا خلاف داخل آذار. "تيار المستقبل" لم يعلق يوماً على أي مشروع من المشاريع الانتخابية المطروحة، ونحن لن نتخذ موقفاً نهائياً إلا بالتشاور مع حلفائنا وسيكون هناك موقف موحد داخل آذار.

وفي جميع الأحوال، لم يعد المشروع الذي ذكرت قيد التداول الجدي. ما يجري طرحه حالياً هو قانون انتخابي نسبي، أو يحمل جزءاً من النسبية، على أساس دوائر مختلفة، أو حتى مَن يقول بدائرة واحدة. وهنا، أود لفت النظر إلى أن موقفنا المبدئي من هذا الأمر هو التالي: النسبية هي وسيلة لتمكين أشخاص أو تيارات سياسية لا تتمتع بأغلبية مطلقة في منطقة ما من التمثل في الندوة النيابية على أساس حجمها النسبي. حسناً، لكن هذا يفترض أن تتمكن جميع الشخصيات والتيارات السياسية من الترشح في جميع المناطق اللبنانية بلا استثناء. لكننا نعلم جميعاً أن هناك مناطق في لبنان مقفلة أمام التنافس الديموقراطي بفعل السلاح، والتهديد باستخدامه في وجه من لا يحظون بموافقة قوى الأمر الواقع.

لذلك فإن موقفنا المبدئي هو: لا حديث بالنسبية أو نقاش حولها في ظل السلاح. هذا أمر يجب أن يكون مفهوماً لرئيس الجمهورية ولرئيس مجلس الوزراء فهما في النهاية يمثلان السلطة التنفيذية، وهما يتحملان مسؤولية أي عملية تهريب لقانون من هذا النوع في ظل استمرار هيمنة السلاح. صحيح أن الانتخابات الماضية جرت في ظل وجود السلاح وبعد استخدامه في أيار، لكنها أفرزت نوعاً من التوازن بين إرادة اللبنانيين كما عبروا عنها في صناديق الاقتراع، وبين الأمر الواقع الذي يمثله هذا السلاح. لكن المطروح اليوم هو تمكين السلاح من تحقيق الغلبة بواسطة تزوير الإرادة الديموقراطية في المناطق التي يهيمن عليها أصحاب السلاح، وتحقيق خروق واسعة في المناطق الأخرى. أي أنه تعبير مباشر عن المعادلة التي تقول: ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم. على كل حال، لم يعد سراً أن هناك تعليمات وصلت من رأس النظام في سوريا إلى قيادات ومسؤولين في الحكومة اللبنانية بوجوب فرض قانون انتخاب هدفه كسر "تيار المستقبل" وحلفائه وكل من يقف في وجه آلة القتل داخل سوريا وفي وجه وصاية سوريا على لبنان، وأنا أقول لكم ولكل من في السلطة في لبنان: هذا الأمر لن يمر.

هل هذا يعني الاستمرار في قانون انتخابات طائفي؟

ـ أبداً، على الإطلاق. هم يريدون استدراج البلاد إلى قانون طائفي بقناع النسبية. وما يهمني هنا هو أن يعرف الجميع أنه إذا كان أي قانون للانتخابات سيُبنى على الطائفية والمذهبية وليس على مشاريع سياسية واضحة لخدمة اللبنانيين ومعيشتهم واقتصادهم ومصالحهم العليا، فهو قانون فاشل. هيمنة السلاح قامت بخطف طائفة ومناطق كاملة بالمفهوم السياسي، ويريدون قانون انتخابات يساهم في خطف مناطق وطوائف أخرى. أنا لا يمكن أن أكون جزءاً من لعبة انتخابية أو قانون انتخابي يُدخل أنياب المذهبية بين اللبنانيين. تجربة آذار تجربة شراكة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين مبنية على قاعدة لبنان أولاً، وعلى مركزية الدولة وحصرية سلطتها وحماية النظام الديموقراطي، وليست شراكة لصالح طائفة أو مذهب على حساب طوائف ومذاهب أخرى. إن ما يطرحه البعض هو مجرد تلاعب بمشاعر مذهبية وطائفية، أما قانون الانتخاب العادل فهو الذي يسمح لكل لبناني ولبنانية تجاوز الثامنة عشرة من العمر مقيماً كان أم مغترباً أن يدلي بصوته. هم يريدون إبعاد الأنظار عن ألف باء الديموقراطية وأخذنا إلى لبناناً، ونحن نريد لبنان أولا.ً

حكومة مراكمة الفشل

تنطلق بعد غد، الثلاثاء، مناقشة الحكومة في المجلس النيابي. هناك شعور أن "تيار المستقبل" و آذار مربكون بشأن الحكومة وكيفية التعاطي معها، خصوصاً أن العرب وحتى المجتمع الدولي يبدون وكأنهم تخطوا كيفية تشكيل الحكومة وهم يتعاملون معها كأمر واقع؟

ـ لا أعلق على مواقف الدول العربية أو الأجنبية، فهذا شأن كل دولة. اللبنانيون هم من يحكمون على هذه الحكومة، ولا أفترض صراحة أن ما تقوم به من ممارسات تلقى رضا الشعب اللبناني، حتى بشهادة القوى التي تشكل هذه الحكومة.

هذه حكومة جاءت تحت تهديد: إما هذه الحكومة أو ضرب الاستقرار. أين هو الاستقرار؟ هل في الجريمة المنظمة التي تجتاح لبنان؟ أم في مسلسل الحوادث الأمنية التي أصبحت واقع اللبنانيين اليومي؟ أم في تحويل المرفأ والمطار إلى معابر تهريب البضائع إلى لبنان والمخدرات منه؟.

إن ما يشاهده اللبنانيون منذ تشكيل هذه الحكومة هو مراكمة الفشل تلو الفشل، والتدهور المريع في معيشة اللبنانيين اليومية وأمنهم وغذائهم. وفي الكهرباء، فشلت هذه الحكومة حتى في تطبيق الخطة التي وضعتها الحكومة السابقة، فلا هيئة شُكلت ولا مصانع توليد، بل تراجع مستمر في التغذية الكهربائية. حكومة إنجازها الوحيد قمع الطلاب المتظاهرين سلمياً، والإشراف على الاحتفال بعميل إسرائيلي بينما ينادي صانعوها بالمقاومة.

بصراحة شعور اللبنانيين العارم اليوم هو أنهم أمام "حكومة كل مين إيدو إلو"، وأن شعار "النأي بالنفس" يترجم فقط حالة "النأي عن الحكم" وترك السلطة الفعلية لقوى الأمر الواقع وتحويل الحكومة إلى رافد ديبلوماسي ومخابراتي لآلة البطش والقتل التي ترتكب المجازر بحق الشعب السوري. وربما كانت من نتائج هذا التحول المخزي أن تكون الحكومة شريكاً في إخفاء المعلومات التي يمكن أن تقود إلى الطرف الذي حاول اغتيال الدكتور سمير جعجع، وتحديداً ما يتعلق منها بداتا الاتصالات.

"الداتا"

لكن وزير الاتصالات والحكومة يتذرعان بالقانون..

ـ القانون واضح. لا يمكن طلب التنصت على مكالمات هاتفية أو الحصول على نص رسائل "إس إم إس" من دون موافقة قضائية. لكن ما يطلبه المحققون في هذه الحالة هي قاعدة بيانات. أي الجواب عن سؤال: أي أرقام هاتفية كانت تتصل بأي أرقام هاتفية أخرى أو تتبادل معها رسائل نصية "إس إم إس" خلال فترة التحضير لمحاولة الاغتيال وتنفيذها وما بعدها. هذه بديهيات، تحصل عليها الشرطة بشكل مباشر، في أي بلد ديموقراطي يحترم القوانين والحريات الشخصية. على سبيل المثال، هي قاعدة البيانات نفسها التي سمحت للشرطة الفرنسية للوصول إلى الإرهابي المختل الذي ارتكب جرائم تولوز مؤخراً.

لن تمر...

حسنا. آذار تطالب الحكومة بتوفير هذه المعلومات للتحقيق. لكن من الواضح أنكم أمام جدار مسدود. ماذا يمكنكم أن تفعلوا غير بيانات المطالبة والإدانة؟

ـ ليكن واضحاً ومعلوماً أن محاولة اغتيال الدكتور جعجع لن تمر مرور الكرام، وأن محاولة التستر على مرتكبيها عبر إخفاء المعلومات عن التحقيق لن تمر مرور الكرام، وأن آذار ستتابع هذه القضية حتى نهايتها، وأنها تعتبر أن كل الوسائل المشروعة متاحة أمامها، بما فيها اللجوء إلى التظاهر والاعتصامات طالما أن هذه الحكومة تصر على توقيع مشاركتها في التغطية على المجرمين. لأن السكوت عن هذا الأمر هو التسليم بعودة الاغتيالات والإرهاب لغة في السياسة اللبنانية، وهو ما لا يمكن أن نوافق عليه.

بالعودة إلى موضوع الانتخابات، هناك طرح في البلد يقول بتأجيلها ريثما ينجلي الوضع في سوريا. هل هذا موقفكم أيضاً؟

ـ موقفنا واضح. الانتخابات يجب أن تجري في موعدها بغض النظر عن أي شيء آخر. لأن النظام الديموقراطي قائم على استحقاقات، وعلى فرصة دورية للناخبين بأن يقولوا رأيهم في إدارة الشأن العام. احترام هذه الاستحقاقات هو احترام للنظام الديموقراطي. هذا موقفنا ونحن نستعد لهذه الانتخابات على هذا الأساس، وعلى أساس أنها انتخابات حيوية لمستقبل لبنان. هناك محاولة مبطنة اليوم لنسف الدستور وتغيير العقد الوطني الذي يجمع اللبنانيين بعضهم ببعض. هناك انهيار في معيشة اللبنانيين، في أمنهم. هناك تخلٍ من الحكومة عن دور لبنان العربي، يضع لبنان في شبه عزلة غير معلنة، ينعكس سلباً على الاقتصاد وعلى الاستثمارات في البلاد وبالتالي على فرص العمل أمام الشباب اللبناني. هناك تخلٍ من الحكومة عن السيادة بمعنى أن نظام الأسد يخطف في لبنان ويقتل مواطنين لبنانيين كما حصل أخيراً مع الفريق الإعلامي اللبناني في عكار، ويطلق النار على منازل مواطنين لبنانيين داخل الأراضي اللبنانية كما حصل في عكار وعرسال والقاع وغيرها.

نحن سنخوض الانتخابات للدفاع عن الطائف، وعن المناصفة، لإعادة الثقة بلبنان واقتصاده، وبالتالي لزيادة فرص العمل أمام الشباب والشابات، وبالطبع للدفاع عن السيادة والاستقلال ورفض وصاية أي جهة على لبنان، وعلى رأسها وصاية النظام القاتل في سوريا.

سوريا

لكن خصومكم يقولون إنكم تراهنون على سقوط النظام السوري لفرض معادلات سياسية جديدة في لبنان.

ـ نحن فعلاً نراهن على انتصار الشعب السوري، وهذا ليس عيباً. العيب في مَن يراهن على هزيمة الشعب السوري، وعلى بقاء النظام لإبقاء الوصاية والهيمنة على لبنان. إن أي تغيير ديموقراطي في سوريا يعنينا بصفته انتصاراً لإرادة السوريين الحرة، وليس لأنه يحمل أي وظيفة لها علاقة بالحياة السياسية اللبنانية. السياسة في لبنان شأن لبناني يجب أن يصنع في لبنان وليس في أي مكان آخر.

المصدر : المستقبل

 

النائب أنطوان زهرا: محاولة إغتيال جعجع خارج معراب صعبة جداً

وكالات/كشف عضو كتلة القوات اللبنانية،النائب انطوان زهرا، ان “لدى القوات معطيات من صيف 2010 مدعومة بمعلومات من الاجهزة الرسمية اللبنانية، ان معراب قيد المراقبة الدقيقة، ليلا نهارا، من اجل تحضير عمل ما، بالاضافة الى تقديرات امنية وكلام واشاعات عن القدرة على الوصول والطرق المفتوحة وعدم القدرة على اقفالها”، مؤكدا ان “محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خارج معراب جدا صعبة، لان حتى فريقه الامني لا يعرف متى سيتحرك وبأي اتجاه، وهو خاض الحرب ولديه حس امني ويعرف انه مستهدف منذ تلك الايام”.

 واعاد زهرا رواية ما حصل في معراب يوم الاربعاء الماضي، في حديث لقناة الجديد، موضحا أننا “لم نسمح لأنفسنا باطلاق تسمية عملية الإغتيال في 4 نيسان الا بعد ان أتت القوى الأمنية وأدت التحقيقات الأولية الى التحديد بانها محاولة لاغتيال سمير جعجع وليست رصاصات عادية، ونحن استدعينا بعد نصف ساعة القوى الأمنية. أما الكشف على مكان حصول الإستهداف فحصل بعد 3 ساعات لمعرفتنا المسبقة بان بعض الأجهزة مخترقة ودرسنا الموضوع قبل أي تصرف والمسافة حددت على بعد 930 مترا أفقيا”.

 واضاف: “جعجع تكلم مع قائد الجيش ومع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللذين اوفدا من يحقق من مديرية المخابرات وشعبة المعلومات وقوى الامن الداخلي في المنطقة”، مشددا على “ان هناك فريقا على الارض اللبنانية راقب وتابع لفترة طويلة ونفذ، ونحن لدينا شكوك حول الجهة الاقليمية المخططة ولكننا لا نريد استباق التحقيقات”.  وعن مراقبة التلة التي استعملها الجناة، رأى زهرا ان “هذا الامر مطلوب من الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية لان التلة المذكورة تقع عند اطراف القرية وقربها منازل لمواطنين”، خاتما بالإجابة عن سؤال افتراضي بأنه “لو نجحت المحاولة، لا سمح الله، لكان اختل الميزان الداخلي اللبناني ما كان تسبب باضطرابات على مستوى كل لبنان”.

 

فريد حبيب: أتهم النظام السوري وحلفاءه بمحاولة اغتيال جعجع

وكالات/اتهم عضو كتلة “القوات اللبنانية”، النائب فريد حبيب، النظامَ السوري بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الحزب، سمير جعجع، وذلك “بمساعدة من بعض حلفائه في لبنان، الذين لهم تاريخ في عدد من الاغتيالات التي حصلت في لبنان”، مؤكدًا أن “العناية الإلهية وحدها التي أنقذت جعجع من الموت”. واعتبر النائب حبيب، في حديث صحافي، أن “هدف محاولة الاغتيال، التخلص من الشخصيات الكبيرة، والمؤثرة على الساحة اللبنانية، والتي تقف في مواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم, من خلال تنفيذ هذه المحاولة الدقيقة، والتي أثبتت التحقيقات أنه كان محضرًا لها بإتقان، ومنذ وقت طويل”.

وأضاف أن “الأمور واضحة، بحيث أن التقنيات التي استعملت في محاولة الاغتيال موجودة عند فريق واحد من اللبنانيين، ولا حاجة للبحث عن المزيد من الأدلة لإدانة المتهم”، في إشارة إلى “حزب الله”.

وتزامن موقف حبيب، مع بيانٍ صدر عن مكتب الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية، جاء فيه أن “القوات اللبنانية تتوجه بأحرّ التهاني بمناسبة الفصح المجيد للمسيحيين، الذين يعتمدون التقويم الغربي، ولكل اللبنانيين والعرب، وتأمل أن يدخل المؤمنون بحسب التقويم الشرقي أسبوع الآلام بصلاةٍ، وإيمان لا شكّ فيه بالقيامة”.

كما تلفت اللبنانيين الى ما يلي:

أولاً: تطمئن القوات اللبنانية، كل اللبنانيين والمناصرين والمحازبين، وكل المحبين على امتداد العالم العربي والانتشار، وتدعوهم أن يراهنوا دوماً على الدولة، لأنها وحدها الضمانة في النهاية، وتقول لهم: لا تخافوا… فنحن هنا.

ثانياً: تأسف القوات اللبنانية شديد الأسف، أن يتعرّى بعض الساسة، وبعض الإعلاميين، من أي اعتبار أخلاقي، في مقاربة موضوع محاولة الاغتيال الآثمة، وهي تعرف كما يعرف الجميع، أن قائدها الذي مرّ ورفاقٍ كُثَّر في أتون النار، مرّات كثيرة لا يتوقف عند هذه الصغائر التي لا تشبه إلا أصحابها.

ثالثاً: تؤكد القوات اللبنانية مرة جديدة، رفضها القاطع لكل تعابير الاستكبار، التي يعتمدها البعض، في محاولة مكشوفة لتسخيف هذا الحدث، أو التعاطي معه بأسلوب غير لائق، ولطالما أحسنت القوات اللبنانية، التمييز بين المقاتل وبين القاتل، وهي ترفض أي مساومة أو مواربة أو استهتار. وتطالب بتوقيف المجرمين، وسوقهم الى العدالة، سواءَ كانوا دافعين أو مدفوعين، أو محرّضين أو شركاء، أو مواكبين أو منفذين، وهي بالتالي تضع كل مقدراتها في خدمة هذه القضية، وفي تصرّف القضاء والقوى الأمنية اللبنانيين.

 

السنيورة: يحاولون افتعال مشكلة بالطلب من سليمان إيجاد حل مجتزأ للموازنات 

اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن "هناك من يحاول ان يفتعل مشكلة ويطلب من رئيس الجمهورية ان يجد حلا مجتزءا لمشكلة عدم إقرار مجلس النواب موازنات السنوات الماضية ويتعسف في تطبيق الدستور، وبالتالي يستعمل هذا الأمر "قميص عثمان" وجرحا نازفا من اجل توجيه الاتهام لفريق من اللبنانيين". وقال السنيورة خلال تفقده سير العمل في مشاريع صيدا البيئية عند الساحل الجنوبي للمدينة: "هذه الامور لا تنطلي على احد ولم يعد جائزا ان يصار الى تضييع الوقت ومحاولة خلق مزيد من التشنج والمواجهات بين اللبنانيين بلا طائل وبلا نتيجة، كل هذا تضييع للوقت". وأضاف: "الحكومة تود ان ترفع سقف الإنفاق المسموح به للعام 2011 الى مبلغ 6 مليارات دولار وتستثني ما جرى خلال السنوات الماضية التي شارك وزراء "حزب الله" و"امل" والتيار الوطني الحر فيها، فما هي الحكمة من هذا العمل غير الكيد ومحاولة توجيه اصابع الإتهام لأطراف هم أبرياء منها؟ هذه الحكومة فشلت في إعداد موازنة العامين 2011 و 2012 وهي تحاول ان تغطي فشلها باختراع قضايا جانبية وهي مسألةال 8900 مليار، وبدلا من ان تقر حلا شاملا لهذه المشكلة تحاول ان تجتزىء هذا الحل. هذه الحكومة لم تستطع حتى الآن ان تثبت للبنانيين مرة واحدة مدى جديتها لا بل أكثر من ذلك، هي تتلهى بخلافات بين أعضائها". وتابع: "المطلوب مزيد من الجدية، هذه الحكومة لم تستطع حتى الان ان تثبت للبنانيين مرة واحدة مدى جديتها لا بل اكثر من ذلك تتلهى بخلافات بين اعضائها كما شاهد اللبنانيون خلال الايام القليلة الماضية منظرا محزنا يستدر الشفقة على هذا الاسلوب من العمل السياسي ولا يؤدي إلى أي نتيجة. اعتقد أن أي انسان ينظر الى الموضوع بشكل كامل يجد ان لا طريقة غير ما نقوله. الحل الشامل والموضوعي والحقيقي لهذه المشكلة على مدى السنوات 2006 و 2011 وبالتالي على وزير المال وبدلا من ان يضيع وقته في هذه اللقاءات ليذهب ويعمد الى انجاز مشروع موازنة عام 2012 وهذه مسؤوليته وكفاه تضييعا لوقته ووقت الناس حتى في النهاية تقوم الحكومة بالسير على الطريق الصحيح، وأرى ان هذا القدر من الاشكالات لا يظهر بان المسؤولين بحجم ومستوى هذه التحديات".

 

مظاهرات في طرابلس تأييداً للشعب السورى وجيشه الحر

وكالات/نُظِمَت مظاهرة فى منطقة أبى سمراء بمدينة طرابلس اللبنانية، تضامناً مع الشعب السورى وجيشه الحر داعية إليها شعبة أبى سمراء فى الجماعة الإسلامية.  وضمن فعاليات “حملة نصرة الشعب السورى” والتى ستشمل مختلف مناطق وأحياء مدينة طرابلس والشمال ومختلف مدن لبنان، وجابت المظاهرة شوارع منطقة أبى سمراء انطلاقا من مسجد الإيمان وصولا إلى ساحة الشهيدين وختمت بدعاء رفعه الشيخ هيثم الرفاعى.  من جهة أخرى نظمت فى منطقة القبة بمدينة طرابلس مسيرة تضامن مع الشعب السورى، شارك فيها عدد من الجرحى السوريين ومن أبناء وفعاليات المنطقة، تخللها عرض عن أوضاع الثورة السورية وكلمة من الضابط خالد يوسف الحمود من الجيش السورى الحر مباشرة من سوريا شكر فيها أهالى طرابلس ولبنان لوقفتهم التضامنية المستمرة التى تدل على الروابط الأخوية والإنسانية.

 

Copy paste

عــمــاد مــوسـى

كل 13 نيسان لدينا طقوس مستعادة: مواعظ وطنية. وقفات ضمير. حملات توعية. مواقف أخلاقية. إستيحاءات من بوسطة عين الرمانة. إنه يوم موحٍ وفاتح للشهية على الحكي المُستعاد، كما يوم الإستقلال وعيد المقاومة والتحرير وعيد الجلاء ... ألخ. في الذكرى السابعة والثلاثين للثالث عشر من نيسان دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللبنانيين الى "التوقف ملياً عند هذه الذكرى والتبصر بمضامينها ومعانيها، ولأن يكون استذكارها لاستخلاص العبر مما تؤدي إليه الصراعات والخلافات عندما تتجاوز سقف المصلحة الوطنية الى لعبة المحاور والمصالح السياسية والآنية والمكاسب الخاصة".

ومن جهته ركز دولة الرئيس ميقاتي على الإتعاظ من عبر ودروس هذه الذكرى من خلال الحوار. جميلُ جميلُ جميلُ جميلْ. كنت سائراً فوقفت. شربت فنجان قهوة و"بصّرتُ" ثم تبصّرت في مضامين الذكرى ومعانيها. إستذكرتها واستخلصت مجموعة دروس وباقة عِبر.

العبرة الأولى: أدى قيام فتح لاند إلى حرب طويلة متعددة الوجوه واستمرار "حزب الله لاند" مشروع حرب مؤجلة مع الخارج والداخل.

الثانية: إن سقف المصلحة الوطنية في 13 نيسان 1975 عند سليمان فرنجيه وكميل شمعون وبيار الجميل لم يكن مطابقاً لسقف رشيد الصلح وكمال جنبلاط وصائب سلام وموسى الصدر فعن أي سقف يتحدث فخامة الرئيس؟ ومن كان يجسّد المصلحة الوطنية اللبنانية قبل 37 عاماً ياسر عرفات أو حافظ الأسد أو الشرعية المنقسمة والجيش المنقسم ومجلس النواب المهجّر؟

العبرة الثالثة: لا مكاسب خاصة عندما يدفع فقراء لبنان وشبابه الفاتورة الأغلى نتيجة تشرذم السلطة السياسية والعسكرية وضعفها وجلّ ما حصدوه نظرة فوقية ساذجة ممن لم يتورطوا بالصراع لأن لديهم من المال ما يكفي ليهربوا بأولاده إلى باريس ولندن وأميركا ويعودون بعد الحرب لإدانة الضحايا.

العبرة الرابعة: لا حوار مثمر بين مستقوٍ ومستضعف. ولا حوار بوجود دولة عاجزة عن الإلتزام  بمقررات أي حوار.

العبرة الخامسة: لا أهمية تفوق أهمية الـcopy paste  في الخطابات الرئاسية.

ففي الذكرى السادسة والثلاثين، أي قبل سنة، "أَمَلَ فخامة الرئيس في أن تكون محطة 13 نيسان في ضمير اللبنانيين وعقوله ذكرى وعبرة". ويبدو أن أحداً منهم لم يعتبر لذا أصر هذه السنة على استخلاص العبر. والعام الماضي حضر "السقف" وتمت الدعوة إلى "التبصّر في ما حصل من إنقسام واقتتال بين اللبنانيين" وكأن الفلسطينيين والسوريين حلّوا ضيوف شرف على حربنا. لماذا لم توجّه إليهم الدعوة للتبصر وربما لو دُعيوا لما "دَبَكت" في إدلب وريف دمشق ودرعا وما ركبت متاريس وما صُفي مواطنون على الهوية المذهبية. وأما العبرة - بحسب الرقيم الرئاسي في 13 نيسان 2011 - فهي في أن يعي اللبنانيون ألا سبيل لقيام الدولة التي يصبون اليها إلا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور ...

وشاء منظمو الذكرى الـ35 لاندلاع الحرب جمعَ نواب ووزراء في "ماتش فوتبول" في مدينة كميل شمعون الرياضية تحت لافتة "كلنا فريق واحد". إلى الأهداف والعرض الشيق شهد المواطنون حالات إسهال بالحكي. لكل سنة نكهة وعظة ودروس وعبر. في العودِ إلى هذه السنة، فيما كان فخامته يرشد مواطنيه إلى الصراط المستقيم وقع إشكال بين اشخاص من بلدتي الماري- قضاء حاصبيا وعين عرب-قضاء مرجعيون بسبب تلاسن بين راعي بقر وصيادي سمك تطور إلى اشتباك بالأيدي والعصي... وأخذ الإشكال بعداً طائفياً وفي هذه الحال بالتحديد حالَ "استخلاص العبر" ومفعول "التبصّر" دون نشوب حرب أهلية جديدة لا تُحمَدُ عقباها!

 

ما فوق السقف 

الياس الزغبي

دلّت التطوّرات الخطيرة الأخيرة الى مراوحة النظام السوري وملحقاته في لبنان، بين حدّيْن:

- الاحساس العابر بالغلبة و"الانتصار"، تمثّل بفوقيّة سياسيّة عبّر عنها نصرالله بديمومة الحكومة، وربطها بالقرار السوري.

- الاحساس الثابت باستحالة بقاء النظام، تمثّل بالانتقام من خصومه والغائهم، لعلّه يؤجّل السقوط أو ينجو منه، وترجمَه، عبر أدواته، بخطّة اغتيالات، كانت محاولة اغتيال د. جعجع حلقتها الأخيرة (وليست الآخرة!).

وفي الحالتيْن، تجد قوى 14 آذار نفسها في واجهة الاستهداف المزدوج الأمني والسياسي، ويتوجّب عليها ابتكار صيَغ مواجهة جديدة، تخرق بها سقفها التقليدي، وهذا ما تعكف فعلاً على بحثه وتركيزه.

الأساليب السابقة أنتجت نجاحات عدّة عبر ديناميّات شعبيّة وسياسيّة ونيابيّة، ولكنّ ركودها أدّى الى اخفاقات وخيبات كثيرة. والمطلوب تفعيل الديناميّات الثلاث، وخصوصاً الشعبيّة منها، ولكنْ، بعد دراسة جدوى أيّ تحرّك شعبي، لئلاّ يكون بلا أُفق، أو مجرّد فولكلور في الفراغ. والتعبئة الشعبيّة لا تقتصر على الحشد العام فقط، بل تفرض الربط المباشر مع الناس في المناطق والجامعات وديار الانتشار.

ويجب التركيز على الديناميّتيْن السياسيّة والنيابيّة، وأمامهما تجربة قويّة هذا الأسبوع، في جلسات المناقشة، وسيكون الأداء تحت عيون الرأي العام  الآذاري الاستقلالي الذي لن يرحم.

كلّ هذا تحت سقف الأساليب السابقة. ولكنْ، ماذا عمّا فوق السقف، وقد بات خرقه ضروريّاً وملحّاً لمواكبة الربيع العربي، خصوصاً السوري، بالأفعال وليس فقط بالأقوال.

والمقصود هنا ليس تفعيل الاهتمام بالنازحين، فهذا واجب انساني بدون منّة. وليس الدعم المادّي والمساندة الميدانيّة، فهذا ليس في قدرات 14 آذار ولا في خطّتها. وليس فقط التعاطف السياسي والاعلامي بالمراسلة. طالما أنّ "ثورة الأرز" ألهمت الربيع العربي، وطالما أنّها لا تتردّد في تأييد الثورات الأخرى، لاسيّما الثورة السوريّة، وطالما أنّ محاولة اغتيال د. جعجع ترتبط حكماً بتداعيات النظام السوري وقواه في لبنان... فانّ رفع السقف محكوم باتجاهيْن، أو مستوييْن:

المستوى الأوّل، اقدام 14 آذار، بكلّ أجسامها، على الربط السياسي المباشر والعلني، مع مكوّنات الثورة السوريّة وأجسامها، والسعي الى عقد لقاءات ومؤتمرات مشتركة، على قاعدة الأسس التي أرستها بيانات ورسائل ووثائق هذه المكوّنات، وعلى أساس الرؤية التي تملكها 14 آذار للعلاقة السويّة مع سوريّا الجديدة.

اذا كانت قيادة "حزب الله" وحلفائه لم تتردّد ولم تخجل في ربط مصيرها ومصير حكومتها بنظام الأسد، كما لم تنْأَ بنفسها، ولا النظام، عن تغيير موازين القوى بالقوّة والعنف، فعلى 14 آذار أن تقرن تأييدها النظري للثورة السوريّة بخطوات سياسيّة جريئة وفاعلة. الفرز السياسي بات واضحا ومحسوما، ولا يجوز الاختباء وراء الأصابع.

أمّا المستوى الثاني، فهو خاص بالقوى المسيحيّة داخل 14 آذار، اذ لا يُمكن بعد الآن النزول تحت السقف الذي رفعته "القوات اللبنانيّة" في احتفالها قبل أسبوعيْن. أيّ السقف المسيحي اللبناني السوري العربي.

ويُمكن الربط بسهولة بين هذا التمدّد المسيحي في الربيع السوري والعربي، ومحاولة اغتيال رمزه.

لذلك، يجب أن يكون الردّ بتوسيع دائرة الربط مع الحالات المسيحيّة المشرقيّة وتفعيلها. وقد يكون مفيداً السعي الى عقد مؤتمر ("سيّدة جبل" عربيّة أو "سينودس" سياسي لبناني سوري عربي!).

لقد حاولوا ضرب قاطرة هذا الحراك المسيحي، كي ينجحوا في انقاذ نظامهم تحت راية حلف خادع وخطير، اسمه حلف الأقليّات، واعادة تعويم أدواته اللبنانيّة الغارقة في وحول الفساد السياسي والحكومي، والمتهالكة شعبيّا. لم ينجحوا، وسيعاودون المحاولات، لأنّها وسيلتهم الوحيدة.

على أن تصدر عن المؤتمر المسيحي اللبناني – السوري - العربي وثيقة تاريخيّة تتقاطع وتتجاوب مع الوثائق النوعيّة المتقدّمة الصادرة عن الأزهر والمجلس الوطني السوري و"اخوان" سوريّا  وتيّار "المستقبل". على مسيحيّي 14 اذار أن يشكّلوا مولّد (دينامو) الربيع المسيحي في المشرق، ويُثبّتوا سياقهم التاريخي في ريادة النهضات وحركات التحرّر والتغيير، خارج عُقَد الدونيّة والذميّة، ويردّوا بالوقائع وفعل الشراكة الحقيقيّة على المتقوقعين والمرتعدين من تحوّلات السياسات والشعوب، المتمسّكين والمبشّرين بأنظمة القمع والقتل والمحميّات المقفلة، بحجّة الخوف من البديل.

تقع عليهم مسؤوليّة تغليب الاتجاه الاسلامي الحضاري الحداثوي المعتدل، لمواجهة اتجاهات التطرّف.

لأنّ مسيحيّي الأنظمة، ونموذجهم الشاذّ "8 آذار" ومن التحق بهم، يعملون عمداً (وربما جهلاً) على اضعاف خطّ الاعتدال الاسلامي، لتقوية خطّ التطرّف المتكامل عمليّاً مع الأنظمة الدكتاتوريّة.

وليست حملاتهم المريبة على الأكثريّة السنيّة المعتدلة الاّ لخدمة هذا المشروع المدمّر. فالدكتاتوريّة والتطرّف حليفان في العمق، يغذّي واحدهما الآخر، ولو ادّعيا العكس. وما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه في لبنان هو بالتأكيد يدعم ويقوّي فريق الغلوّ والتطرّف. على المسيحيّين الأحرار رفد خطّ الاعتدال، والانخراط في صنع البدائل الجيّدة، وليس الخوف منها. وقدَرُهم كان دائماً كتابة التاريخ، وليس التفرّج عليه والارتجاف منه. ولا يستطيع أيّ مرجع سياسي مرتبط وطارئ، أو ديني متسرّع، أن يقلب تاريخهم ويغيّر عمق وجدانهم.

هو العابر الذاهب جفاءً، وهم يمكثون في الأرض

 

لماذا اصبح سمير جعجع هدفا؟

بقلم: خيرالله خيرالله

لماذا لا نسمّي الاشياء باسمائها. محاولة الاغتيال هي محاولة اغتيال وليست شيئا آخر، مهما بلغت درجة التذاكي الهادفة الى اخفاء الجريمة. ما تعرّض له اخيرا، الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في “حزب القوات اللبنانية” كان محاولة اغتيال جدّية، بل اكثر من جدّية. منْ يطرح تساؤلات في شأن ما اذا كان سمير جعجع مستهدفا، انما يهرب من مواجهة الواقع بغية منع توجيه اصابع الاتهام الى الجهة المستفيدة من التخلص من زعيم مسيحي بارز في لبنان. انه زعيم مسيحي بدأ يتحوّل الى زعيم وطني لبناني مقاوم لديه امتداداته العربية، خصوصا بعدما نادى بدعم “الربيع العربي” بشكل صريح.

 لعلّ السؤال الطبيعي بعد محاولة الاغتيال: لماذا سمير جعجع؟ ولماذا سمير جعجع في هذا التوقيت بالذات؟ الاكيد ان الجواب عن السؤال ليس سهلا في ضوء التعقيدات التي يمرّ بها لبنان والمنطقة. الاّ ان ذلك لا يمنع من الخروج بعدد قليل من الاستنتاجات، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار تجارب الماضي القريب والملابسات التي رافقت مسلسل الجرائم التي كان لبنان مسرحا لها منذ العام 1977 لدى اغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط في منطقة لا تبعد كثيرا عن قصره في المختارة وذلك بعد اسابيع قليلة من حصول خلاف بينه وبين الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.

 ما كان ملفتا في اغتيال كمال جنبلاط ان الجريمة حصلت في مرحلة بدأ فيها نوع من الحوار مع الفريق اللبناني الآخر الذي كان الشيخ بشير الجميل ابرز رموزه. كان واضحا منذ فترة طويلة انه ممنوع ان يكون هناك اي التقاء بين اللبنانيين وانه يجب ان يبقوا على خلاف في ما بينهم، خلاف يصل الى حدّ القطيعة.

 بعد خمس سنوات ونصف سنة، في الرابع عشر من ايلول- سبتمبر من العام 1982، اغتيل بشير الجميّل. لم يكن اغتيال بشير الجميّل بعيد انتخابه رئيسا للجمهورية سوى تعبير آخر عن اي رفض لوجود زعامة وطنية في لبنان. طالما كان بشير الجميّل على رأس فريق من اللبنانيين يستخدم في المواجهة مع الفريق الآخر، لم يكن من خطر على حياته. عندما مدّ يده الى الاخرين وفتح حوارا جدّيا معهم، صار مطلوبا اغتياله.

 لكلّ عملية اغتيال في لبنان قصة. اغتيل الرئيس رينيه معوّض لانه رفض ان يكون اداة سورية ولانّه اعتبر اتفاق الطائف اتفاقا عربيا يتمتع بغطاء دولي. واغتيل الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية لانّه اصرّ على هامش خاص بالسنّة، تجاه النظام السوري، من منطلق ايمانهم بالكيان اللبناني. قبل ذلك، في العام 1978، اخفي الامام السيّد موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في ليبيا في ظروف لا تزال غامضة لانّه كان رجل حوار بين اللبنانيين. واغتيل الرئيسان صائب سلام وتقيّ الدين الصلح، رحمهما الله، والرئيس السيّد حسين الحسيني، اطال الله بعمره، اغتيالا سياسيا للسبب نفسه. وسيأتي يوم يتبيّن فيه السبب الحقيقي لاغتيال الرئيس رشيد كرامي، رحمه الله. سيتبيّن خصوصا انه قد لا تكون هناك علاقة لسمير جعجع بهذه الجريمة.

لم يتغيّر شيء في لبنان وصولا الى العام 2005 تاريخ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، على رأسهم باسل فليحان. كان مطلوبا في كلّ لحظة وفي كلّ يوم ان لا يكون هناك زعيم لبناني قادر على ان يمد يده للآخرين وان يساعد في اعادة لبنان الى خريطة المنطقة بديلا من “لبنان- الساحة”. كان مطلوبا التخلّص من رفيق الحريري لانّه صار زعيما وطنيا لبنانيا من جهة وزعيما عربيا من جهة اخرى، اضافة الى كان صديق الكبار في هذا العالم…

 بعد وصول الرئيس بشّار الاسد الى السلطة صارت هناك شراكة سورية- ايرانية في مجال تحقيق هذا الهدف. ولذلك اغتيلت كلّ تلك الشخصيات التي كانت تمتلك القدرة على الجمع بين اللبنانيين، من سمير قصير، الى جورج حاوي، الى جبران تويني، الى وليد عيدو، الى انطوان غانم. ضمّت هذه المجموعة من الشهداء رجلا استثنائيا اسمه الشيخ بيار امين الجميّل. لم يُستهدف بيار امين الجميّل الاّ لانه كان مشروع زعيم وطني عابر للطوائف والمناطق وليس مجرّد نائب مسيحي يبحث عن كيفية ان يكون اداة لدى هذا الحزب المذهبي المسلّح او ذاك. ليس مطلوبا، لدى بعضهم، في هذه المرحلة سوى المحافظة على شخصيات مسيحية من نوع النائب ميشال عون الذي لا يستطيع ان يكون نائبا عن كسروان من دون دعم سوري وايراني، اي من دون اصوات الشيعة والارمن في قضاء كسروان على وجه التحديد…

 طوال ما يزيد على اربعين عاما، قاوم لبنان محاولة انقلابية استهدفت وضعه تحت الوصاية الدائمة. لماذا محاولة اغتيال سمير جعجع الان؟ الجواب لانّ الرجل يقاوم الانقلاب الذي يتعرّض له لبنان. تحوّل سمير جعجع من قائد ميليشيا الى سياسي يفكّر في مستقبل لبنان وفي كيفية مدّ الجسور بين اللبنانيين. منذ خروجه من السجن في العام 2005، استطاع سمير جعجع صياغة خطاب سياسي متميّز كشف ان الرجل متديّن ولكنه ليس متعصّبا كما حال ميشال عون الذي يريد محاربة اهل السنّة في المنطقة كلّها بواسطة ميليشيا مذهبية تابعة لايران!

 في سنوات قليلة، انتقل سمير جعجع من زعيم ميليشيا الى زعيم وطني قادر على محاورة الآخرين من جهة وعلى الانفتاح على المحيط العربي من جهة اخرى. الاهمّ من ذلك، بات عنصرا فاعلا في المعادلة اللبنانية. لعب دورا اساسيا في تعبئة الشباب اللبناني، خصوصا في المناطق المسيحية، في وجه الذين يسعون الى تطويق الوطن الصغير واختراقه عسكريا وامنيا وسياسيا ومذهبيا من كلّ الجهات واعادته “ساحة”.  بكلام اوضح، لا يمكن استكمال القضاء على لبنان واعادته الى الوصاية من دون القضاء على سمير جعجع. في غياب سمير جعجع في الامكان ضرب الجناح المسيحي في التيّار الاستقلالي في لبنان في انتخابات السنة 2013. هناك من يعدّ منذ الآن لتلك الانتخابات ولكيفية الانتصار فيها على اللبنانيين واخضاعهم مجددا عن طريق الارهاب والترهيب اوّلا.

 المفارقة، ان ذلك يحصل في وقت يعود الوطن الصغير الى الحياة بعدما تبيّن ان الصيغة اللبنانية اقوى بكثير من الصيغة السورية. كذلك، تبيّن انّه اذا كان هناك من ازمة كيان، فانّ هذه الازمة في سوريا وليس في لبنان وانّه اذا كان من مستقبل لمسيحيي لبنان والمنطقة، فانّ هذا المستقبل مرتبط بقيام مؤسسات ديموقراطية وليس بحلف الاقلّيات الذي يدعو اليه بعض مرضى النفوس مثل البطريرك الماروني الحالي، اي البطريرك الحكواتي، الذي لا يعرف متى عليه ان يصمت وما اذا كان عليه ان يتكلّم

 

عضو كتلة نواب زحلة وتكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف لـ"الأنباء": الرياح لن تجري بما تشتهي سفن حزب الله ودمشق

رأى عضو كتلة نواب زحلة وتكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف أن قوى "14 آذار" ستحمل معها الى جلسة المناقشة العامة غدا، صرخة الشعب وإشمئزازه من فريق حكومي أمعن بضرب المقومات الإجتماعية والإقتصادية والأمنية، وإمتهن أساليب الفساد والصفقات والمحاصصات الإدارية، وهو ما يستوجب طرح الثقة به لاسيما بالوزيرين جبران باسيل ونقولا صحناوي، بعد أن إستباح الأول حقوق الناس وأموال الشعب والخزينة عبر صفقة المازوت الأحمر والسمسرات في بواخر الكهرباء وتشريد أهالي المنصورية من بيوتهم، وبعد أن إنتهك الثاني القوانين في طريقة التمديد لشركتي الخليوي، وعطل العمل الأمني عبر تمنعه عن تسليم داتا الإتصالات للقوى الأمنية. ولفت النائب معلوف في تصريح لـ "الأنباء" ينشر الإثنين الى أن الحكومة الميقاتية باتت بحكم الساقطة عمليا ومعنويا، فبات من الضروري إسقاطها دستوريا وإستبدالها بأخرى تستطيع إنقاذ مصالح البلاد السياسية الإقتصادية، ومعالجة أوجاع اللبنانيين المعيشية والأمنية، داعيا الرئيس ميقاتي الى إتخاذ موقف شجاع ينهي مسرحية التزاوج القسري بين فريقي الحكومة أي بين سليمان وميقاتي وجنبلاط من جهة وقوى "8 آذار" من جهة ثانية، ويضع حدا لإعلاء مصلحة المحاور الإقليمية على المصلحة اللبنانية، ويقطع الطريق أمام محاولات تفريغ الدولة من مقوماتها عبر السطو على مؤسساتها الدستورية وإداراتها العامة، مشيرا الى أن الرئيس ميقاتي قد يكون بقرارة نفسه غير مقتنع ببقاء حكومته، ألا أن ممارسة الضغوطات عليه من قبل قوى الأمر الواقع المحلية والإقليمية تحول دون إتخاذه قرار الإستقالة. وعن قراءته لأبعاد التصادم بين حليفي الأمس الرئيس ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي، أعرب النائب معلوف عن إعتقاده بأن الوزير الصفدي يحاول من خلال مواقفه إرضاء عرابي الحكومة في حارة حريك ودمشق لتقديم نفسه بديلا عن الرئيس ميقاتي، وهو ما ثبت من خلال طريقة تعاطيه في ملف بواخر الكهرباء ومن خلال تعدد مواقفه المتضاربة حيال الإنفاق من خارج القاعدة الإثني عشرية، معتبرا بالتالي أن مواقف الوزير الصفدي ربما تحمل في خلفياتها نوايا دمشقية ـ "8 آذارية" بتبديل الحكومة لإزاحة الرئيس ميقاتي بعد أن أبدى في العديد من المحطات والملفات الساخنة تضاربا مع توجهاتها وأهدافها. وردا على سؤال حول معنى سعي قوى "14 آذار" الى إسقاط الحكومة في ظل وجود فرضية تبديل دمشق الرئيس ميقاتي بالصفدي، لفت النائب معلوف الى أن الرياح لن تجري هذه المرة بما تشتهي سفن "حزب الله" وقصر المهاجرين في دمشق، فكلمة الفصل بتشكيل أية حكومة أخرى لن تكون للقمصان السود ومرجعياتها السياسية، بل لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي يتصرف حاليا بوعي وطني كبير وهو بالتالي من سيقرر ما فيه مصلحة البلاد، لاسيما وأن مواقفه الأخيرة من الأزمة السورية أكدت تحرّر رأسه من مسدس النظام السوري الذي صُوب عليه بواسطة فريق محلي. وعن حماوة الكباش بين الرئيس ميشال سليمان وفريق "8 آذار" حول مشروع قوننة مبلغ الـ8900 مليار ليرة، ختم النائب معلوف لافتا الى أن محاولات تقويد صلاحيات رئيس الجمهورية ليست بالشيء الجديد على فريق "8 آذار" وتحديدا على العماد عون، وهو ما يؤكد زيف إدعاءات هذا الأخير بحرصه على دور الرئاسة الأولى وصلاحياتها، معتبرا أن هذه الغوغائية والمزاجية في التعاطي مع صلاحيات الرئيس سليمان تأتي في إطار مهمة فرض الهيمنة على مراكز القرار في الدولة اللبنانية تمهيدا لإبتلاعها، مؤكدا أن الرئيس سليمان وبالرغم مما يواجهه من تحديات وصعوبات لن يسمح بتمرير مشاريع الآخرين المالية والسياسية على حساب القوانين وهيبة الدولة، مشيرا الى أن الرئيس سليمان وإنطلاقا من وسطيته السياسية يحاول تمرير ملفي الإنفاق من خارج القاعدة الإثني عشرية بين النقاط، وعلى قاعدة المساواة بين الفرقاء اللبنانيين واللا غلبة لمشروع على آخر.

*موقع القوات اللبنانية

 

سمير فرنجية: أولوية بكركي عدم ربط المسيحيين في المنطقة بالنظام الديكتاتوري

رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن "هناك خطراً جدّياً وفعلياً على المسيحيين في الشرق بربطهم بنظام ديكتاتوري قائم"، مشيراً إلى وجوب "أن تكون أولوية بكركي في تحديد دور المسيحيين في المنطقة، وعدم ربطه بهذا النظام الساقط". واعتبر في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، أن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "جاءت على خلفية مواقفه الأخيرة التي صرّح بها بالنيابة عن مسيحيي الشرق بربطهم بهذا التغيير الحاصل في المنطقة"، مشدداً على أنّ هكذا عمليات "ليست جراء مواقف سياسية اعتيادية". ولفت إلى أن محاولة اغتيال جعجع "هي المحاولة الأخيرة لأركان النظام السوري في لبنان"، معرباً عن تخوفه من "حدوث أي أمر بين إسرائيل وإيران يعطي مشروعية سياسية لمشروع ينهار". وأكد "ضرورة الإسراع في عملية تحديد رؤية سياسية واضحة للبنان، وإعادة إعطاء نموذج مختلف فيه عبر كتلة عابرة للطوائف"، مشيراً إلى أن "هناك ثقافتين في البلد، الأولى للفصل، والثانية للوصل الذي تعبّر عنه قوى 14 آذار".

 

14 آذار تخوض انتخابات 2013 مستفيدة من عٍبَر 2009

ثريا شاهين/المستقبل

ثمة أسئلة عديدة مطروحة في خضم التحضيرات والاستعدادات لاستحقاق الانتخابات النيابية السنة المقبلة 2013، في ما يمكن أن يكون عليه أداء حركة 14 آذار في التعاطي مع هذا الاستحقاق.

والأسئلة مرتبطة بالعوامل التي تحكم هذا الاستحقاق. ولعل أهمها وفقاً لأوساط سياسية بارزة ما يلي:

ـ هل ان هذه الانتخابات ستجري والنظام السوري لا يزال على قيد الحياة، أم أنها ستجري في إطار سياسي عام مختلف، إذا ما أنتجت الثورة السورية واقعاً جديداً وحكماً جديداً في سوريا؟ وما هو تأثير بقاء النظام في حال استمر على هذا الإطار السياسي للانتخابات النيابية، وما تأثير زواله؟

ـ هل ستكون الانتخابات تكراراً لما حصل في العامين 2005 و2009، بحيث انتصرت حركة 14 آذار، لكنها لم تتمكن من ممارسة حقها في الحكم؟ وما الذي يغيّر هذا المعطى في انتخابات 2013 بحيث في السابق تعطل مفعول الإرادة الشعبية؟ وما هو تأثير السلاح في السنة المقبلة إذا ما استمر النظام السوري، أو في حال زواله؟

ـ كيف ستخوض حركة 14 آذار معركة الانتخابات، هل ستخوضها كجبهة أحزاب، أم كحركة عابرة للطوائف وتتخطى بالتالي موضوع الأحزاب؟

هناك نقاش يدور حول هذه المسائل الثلاث، وحتى الآن ليس من أجوبة محددة لأي من الأسئلة. والفترة المقبلة ستشهد بحثاً معمقاً في الموضوع بعدما سجلت 14 آذار في الآونة الأخيرة تحضيرات لمواجهة التطورات السياسية الداخلية والخارجية المؤثرة، وجزء منها محاولة اغتيال رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع.

وفي مسألة ممارسة الحق في الحكم في حال الانتصار، ثمة تركيز على منع أخطاء تجربة الـ2009، بحيث تُخاض الانتخابات تحت عنوان سياسي واضح ونظرة وطنية شاملة، وما جرى من نجاح التعبئة الشعبية التي سبقت تلك الانتخابات من جراء أخطاء ارتكبت مثل استبعاد النائب السابق الراحل نسيب لحود، أو في كسروان حيث لم تكن اللوائح متناسبة، والمسألة هي هل سيتم استخلاص العِبَر والدروس وعبر التجربة داخل 14 آذار، حيث الأحزاب كانت تتنافس على مقعد من هنا أو هناك؟

ومن الواضح أن 14 آذار تدرك ماذا تريد، لكنها تسعى إلى طرح تصور أو رؤية كاملة مستقبلية حديثة تمكن الناس من اختيار مرشحيهم، وأن يخوضوا معركتهم، وبالتالي إن تزخيم الحياة لـ14 آذار هي الخطوة الأولى على طريق خوض الانتخابات. والناس ليسوا في أجواء إعادة تكريس تجارب الماضي.

ولا بد من إعادة النظر في مواقع الأخطاء في عدد من المراحل التي مرّ بها العمل السياسي، والأهم إعطاء الناس مجالاً للتعبير.

ولا بد من أن التحضيرات للمعركة الانتخابية ستحصل بدءاً من الموقف من قانون الانتخاب المطروح، وصولاً إلى الموقف من احتمال طرح تشكيل حكومة جديدة مهمتها إدارة الانتخابات النيابية، الى تشكيل اللوائح، والتعبئة الشعبوية المطلوبة. ومنذ حصول اتفاق الدوحة، كان هناك تعويل من قوى 14 آذار على انتخابات 2013 لإعادة التوازن السياسي إلى البلد بعدما فعل السلاح فعله في تقويض الفوز الذي حققته هذه القوى في الانتخابات، كما أن العوامل الإقليمية وتطوراتها ستساهم الى حد بعيد، وإثر الفوز في الانتخابات، في مقتضيات إعادة تكوين السلطة.

 

في "إنجاز" الخطيئة

علي نون/المستقبل/لم تكن حكومة الانقلاب إلاّ واحدة من أكبر خطايا فريق الممانعة ويُراد للناس أن يظنّوا انها أكبر إنجازاته! لم تكن الخطيئة الأولى ولن تكون الأخيرة. النهج الذي يحكم أداء صنّاعها سبق وأن أُنزل بلبنان واللبنانيين (والآن السوريين) كوارث وبلايا ومصائب ارتدّت على الجميع في الإجمال، وتركت بصمات ندم لا تمحى.. إلاّ بمحاولة افتعال ما هو أسوأ منها!

يحاول قادة "حزب الله" وحدهم دون سائر خلق الله، وحتى دون سائر مكوّنات التركيبة الانقلابية الحكومية ذاتها، ان يقولوا ان ما حصل ويحصل في لبنان في ظل هذه الحكومة، وتحت رعايتهم المباشرة، إنما هو أمر طبيعي!..بل وأكثر من ذلك، يحاولون أن يبيعوا الناس الكوارث باعتبارها إنجازات مشهودة: أداء سياسي مبتذل زاد ابتذاله بتشريع المحاصصة على المكشوف. تسابق على "الهبش" من المال العام يُسمّى في قاموس الممانعة "محاربة فساد". فشل مدّو في كل شأن إنمائي حيوي من المحروقات الى الكهرباء. مزايدات رخيصة في تقديم حجج الدفاع عن السلطة الأسدية. تسابق محموم وبلا أخلاق على الطعن في الظهر والبطن بين حلفاء مفترضين ورفاق درب الانقلاب. أمن داشر وسائب وكارثي تمطّى ليصل الى كل منطقة لبنانية. فتك بالقوانين ومقومات الدستور لم يسبق له مثيل حتى في أمرّ لحظات الحرب وخراب الدولة وتشليع مؤسساتها من أصغر واحدة الى أكبر واحدة. فضائح غذائية ودوائية وتزويرية لا تليق إلا بالدول الفاشلة والمجتمعات البدائية.. ومع كل ذلك، يأتي قادة "حزب الله" بمطالعات مضحكة تتحدث عن الحكومة باعتبارها عنواناً مجلجلاً لانتصار عزّ نظيره على الصهاينة والأميركيين ومن لفّ لفهم وتلحّف بردائهم؟!

أداء لا يفاجئ. جذره كامن في مدوّنة سلوك و"مبادئ" اعتمدها ويعتمدها الحزب الحديدي في كل صغيرة وكبيرة: لا تهم التفاصيل والاكلاف، إنما المهم مراكمة أوراق النفوذ والقوة وشعارات الانتصارات الالهية. هكذا مثلاً، لا تهم عمالة فايز كرم لإسرائيل، المهم استمرار "التحالف" المكين مع ميشال عون لانه دفرسوار متين في جسم عصي. ولا تهم سقطات وبلوات الحكومة، المهم أن تستمر لانها أنهت سيطرة 14 آذار و"تيار المستقبل" وأبعدت الرئيس سعد الحريري عن الحكم، وعوّضت الخسارة المفضوحة في الانتخابات.. وقبل ذلك، لا يهم مدى الدمار الذي لحق بلبنان واللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً جرّاء حرب تموز، المهم ان يُعلن الانتصار بأي ثمن. ولا يهم فوق كل ذلك وأخطر من كل ذلك، الدقّ على الوتر الفتنوي الإسلامي، وتمزيق اللحاف العريض الذي يغطّي تحت سقفه التعارضات الهامشية لمصلحة المشتركات الأساسية، المهم أن يصل المشروع الامبراطوري الى أهدافه (!) وأي أهداف ومرام وتطلعات تلك!!

يوماً بعد يوم، يضيع الرجاء في إمكانية اقتراب أهل تلك المدوّنة وذلك الأداء من باب المنطق والأحكام السوية، وتضيع معه آمال تفتح العيون وانبثاق رؤى للاتعاظ من خبريات التاريخ اللبناني الحديث.. ولا يبقى بعد ذلك، إلاّ عدّ الأيام الفاصلة بيننا وبين الخطيئة الجديدة، التي سيسميها "حزب الله" إنجازاً لا يُجادل، من دون شك!

 

النائب فادي الهبر لـ"المستقبل": ليستقلْ الصفدي إذا قرر عدم دفع المترتبات المالية

رأى مقرر لجنة المال والموازنة النائب فادي الهبر ان في طيات الـ8900 مليار ليرة لبنانية هذه المرة "بصمات الحكم الاحادي الذي يستعملونه ويمارسونه في "التغيير والاصلاح" الذي بات يعرف بـ"التغيير والتعطيل" وهي حركة الجنرال (النائب ميشال) عون المتكل على سنده الاساسي "حزب الله" وحلفائه"، مشيراً الى ان "اساس الحسابات يمتد من 1993 الى 2005 ضمنا، وتليها الحسابات من العام 2006 الى العام 2011 ضمنا وكلها باتت من الماضي".

واعتبر في حديث الى "المستقبل" امس، ان "المضحك المبكي ان نستدرج رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) الى ان يقوم بعمل استنسابي"، منوهاً بموقف سليمان. وذكر بأن "الرئاسة محصنة في قلاع عالية وليست أسوارها في مستوى المجتهدين والفقهاء بالتشاطر والمواربة بعيدا من القوانين العادلة". وأكد "هم عطلوا الحسابات بدلا من حلها وصنعوا منها ازمة وطنية بامتياز للابتزاز السياسي ولاستعمالها في انتخابات 2013 وللكذب على الشعب اللبناني. هذا هو فقه الكذب والمواربة بامتياز". ونصح وزير المال محمد الصفدي مباشرة: "اذا كان ثمة من لا يريد ان يدفع المترتبات المالية اللازمة لموظفي القطاع العام، فليستقل لأنه، بعمله هذا، لا يكون يتلاءم مع العرف المتبع".

وهنا نص الحوار:

[ نحن اليوم امام العودة مجددا الى الـ8900 مليار انما هذه المرة من باب رئيس الجمهورية. ماذا يحصل برأيكم؟

ـ ان هذا الطرح اليوم يحمل في طياته بصمات الحكم الاحادي الذي يستعملونه ويمارسونه في "التغيير والاصلاح" الذي بات يعرف بـ"التغيير والتعطيل" وهي حركة الجنرال عون المتكل على سنده الاساسي وعنيت به "حزب الله" وحلفاءه. صحيح انها ضرورة وطنية تصحيح الحسابات المالية للدولة اللبنانية، انما ليس صحيحا ان ينحصر هذا التصحيح في موازنة 2011 وحدها. جيد ان نرسي أساساً وبنى صحيحة لحسابات السنة الراهنة اي 2012، الا ان ذلك يكون بالموازنة السنوية التي لم تصدر لعام 2012. كان من الاجدى، في حسابات الدولة اللبنانية، ان تبقى الموازنات تقر داخل المجلس بحسب الاصول، وان نبقي على المحاسبة والمساءلة في ديوان المحاسبة والاجهزة ذات الصلة. واقول ان اساس الحسابات يمتد من 1993 الى 2005 ضمنا، وتليها الحسابات من العام 2006 الى العام 2011 ضمنا وكلها باتت من الماضي، مع العلم ان زيادة الانفاق في الاعوام 2006 ـ 2011، اضافة الى الاثنتي عشرية، ناهزت الـ 22 مليار دولار تقسم الى 11 ملياراً لأعوام 2006 ـ 2009 و5 مليارات دولار لعام 2010 و6 مليارات دولار لعام 2011. نحن لسنا ضد قوننة الـ8900 مليار لعام 2011 انما المضحك المبكي ان نستدرج رئيس الجمهورية الى ان يقوم بعمل استنسابي. فالانتهازية اخذت هؤلاء بممارستهم عملهم الاستنسابي الى اجتهاد سلبي على المستوى الوطني، والى عدم مساواة واغفال ان الرئاسة هي محصنة في قلاع عالية وليست أسوارها في مستوى المجتهدين والفقهاء بالتشاطر والمواربة بعيدا من القوانين العادلة. ان هؤلاء في خطر من زمان، ولكن هذه الجماعة المتشاطرة تمارس عملها السياسي على قاعدة الابتزاز. فهم أرادوا ان يكرّسوا مقام رئاسة الجمهورية لهم فيدفعوه الى ان يكون مطواعا في يدهم، يد تلك الاكثرية المزيفة. الا اننا نعرف ان فخامة رئيس الجمهورية محصن، وهو لكل اللبنانيين، وهو مع العدل والحق ومع عدم الانتقاء. انه يعرف تماما ان الحسابات هي عملية تشريعية تصحيحية لحاضر البلاد ومستقبلها، وهي لا تؤخذ بالقطعة. انها عملية حسابية بعيدة عن الانتقائية. اما هم، فلا يحققون، في عملهم، مصلحة البلاد. وأصلا، هم يتجاوزون المجلس الذي يمثل الشعب اللبناني، وارادته والحوار الجدي والمقارعة بالحجج. وبرأيي ان الذهاب الى قصر بعبدا هو تهريب، على جاري العادة، لقضايا الحق بعدما عطلوا سابقا الموازنات منذ العام 2006 ولم يقوموا باصلاح حقيقي ولم يتجاوزوا صغائر الامور. وباختصار، هم عطلوا الحسابات بدلا من حلها وصنعوا منها ازمة وطنية بامتياز للابتزاز السياسي ولاستعمالها في انتخابات 2013.

[ هل موظفو القطاع العام في خطر عدم قبض رواتبهم في ايار المقبل على ما يشاع؟ وهل برأيكم ان هؤلاء سيستعلمون رواتب موظفي القطاع العام لفصل الـ8900 مليار عن الـ11 ملياراً؟

ـ ان الرواتب ستدفع كما كان يحصل في العامين 2006 و2007 من خارج الموازنة. كفاهم تقديم حجج واهية لا تتمتع بقوة التطبيق الذي عمل به بعد العام 2005. لا تقوى هذه الوزارة او غيرها على اختزال اموال موظفي الادارة العامة. هذا مثبت اصلا من مصرف لبنان الداعم لخزينة الدولة، وهذا عرف طبيعي اعتمدته حكومات ما قبل الطائف وما بعده، الى حينه، في السنوات التي مر بها لبنان في الحالات الاستثنائية مما ادى الى تأمين الممكن بغية البقاء والاستمرار. واذا كان ثمة من لا يريد ان يتبع القاعدة نفسها لتأمين اقرار تشريعي وقوننة لجميع الحسابات اي الـ11 ملياراً والـ8900 مليار الى حين العام 2011، واذا كان ثمة من لا يريد ان يدفع المترتبات المالية اللازمة، فننصح الى وزير المال بالاستقالة لأنه، بعمله هذا، لا يكون يتلاءم مع العرف المتبع. لا نريد استباحة هذا المقام الوطني الاول اي رئاسة الجمهورية لمصلحة فريق الاقلية السابقة وللرأي الاحادي. لا نطوع رئاسة الجمهورية بطرح المجموعة القمعية الحاكمة افكارا بطرق ملتوية وانتهازية.

[ ماذا تفهمون من طلب رئيس الجمهورية الى "الكتل النيابية" كلها ان تحضر الى المجلس لايجاد المخرج؟

ـ نقدر لفخامة الرئيس انه أخذ قراره بألا يأخذ دور المجلس، وثانياً ان يحرس هذا المجلس الذي يتعاطى مع الامور بالاجتهاد والتشاطر حينا، وبالاحادية عبر فريق معين بطريقة الهوبرة والضجيج غير المبرر وغير المنتج في آن. هم غدروا بالمجلس وتسللوا من خلفه الى القصر الجمهوري لتمرير اختلاساتهم الحسابية متناسين ان حصون هذا القصر عالية ولا يستبيحها المختلسون.

[ هل يطلب رئيس الجمهورية الى 14 آذار الا تقاطع الجلسات الاشتراعية المتصلة بالـ8900 مليار؟

ـ سنأتي الى المجلس ونحن لا نقاطع انما المطلوب من المعارضة والموالاة والمجلس كله التفتيش عن حل متكامل بلا اجتزاء ولا سيما ان الرئيس أوحى بالمساواة في سنوات الانفاق.

[ ماذا تحملون اذاً الى جلسات المناقشة العامة الاسبوع المقبل؟

ـ أهم ما في المناقشة ان يقال لمجلس الوزراء ان التراجع كبير وخطير في الملفات كلها، في وقت ثمة تحييد جيد عن بعض الملفات الاخرى، وهو ما يسمونه "نأي بالنفس". اما في الملفات الاساسية، فسنطالب بترسيم الحدود، وحماية الاستقلال والسيادة، والاستقلال يبدأ بالذود عن الحدود الشرقية والشمالية للبنان خصوصا، وتحييد البلاد عما يحصل في سوريا. والاهم ان نقول ان هذه الحكومة غير قادرة على تأمين الملفات المعيشية، وتحسين عيش المواطن والعودة بالنمو الاقتصادي الذي خسرناه الى المستويات الباهرة سابقا. فسمة هذه الحكومة هي عدم القدرة على انجاز الملفات والتطوير. لديها ملفات كبيرة وهي عجزت عن الصمود امام الملفات الصعبة المتعلقة بالامن الاقتصادي. هذه الحكومة التي تديرها المصالح الاستراتيجية الايرانية التي تشكل امتدادا للنظام السوري الحاكم اليوم والمقموع بثورة شعبه لم تقدم رؤية واضحة للمستثمر اللبناني، والعربي والخليجي.

[ يقدم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الحل العملي بقوله ان على "احرار" لبنان التحرك في "اول فرصة سانحة، والا سنبقى في هذا المستنقع الى أبد الآبدين". فهل يعني هذا القول اننا امام تحرك قريب في الشارع لاسقاط الحكومة؟

ـ مطلوب من 14 آذار برنامج جديد لانطلاقة جديدة والارتقاء الى مستوى التحولات والتغييرات الحاصلة في الدول العربية وترقب ماذا يحصل في سوريا الجديدة، كيفما كانت وبغض النظر عن حاكمها، وعدم تفويت الفرصة لاستثمار الربيع العربي الذي دعم الربيع اللبناني عبر ثورة الارز. هذه هي الفرصة لأن نأخذ المبادرة للتغيير بقصد تقوية مؤسسات الدولة وتأمين الدولة القادرة على المستوى الامني فلا يكون هناك جيشان واسلحة ومربعات خارج الوطن وخارج الدولة وخارج القوة الامنية حصراً. يجب ان نعمل ونجاهد للعودة الى دولة المؤسسات والنظام الديموقراطي البرلماني وان نحصّن انفسنا على المستوى الشعبي والقيادي والدولة لعدم تكرار 7 ايار 2008 كبيرة، هذه المرة، ولعدم معايشة انقلابات بالسلاح والقمصان السود حتى لا ننفك نعود ووطننا اعواما الى الوراء.

حاورته: ريتا شرارة

 

طوائف التقويم الشرقي تحتفل بسبت النور والجمعة العظيمة

كرياكوس في رسالة الفصح للخروج من الإحباط

المستقبل/احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بقداس سبت النور، وأحيت رتبة جناز السيد المسيح، لمناسبة الجمعة العظيمة لدى الطوائف الارثوذكسية.

وتوجه متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس برسالة الفصح الى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. وقال فيها، "الإنسان اليوم أمام خيار في نظرته إلى العالم، في نظرته إلى الحياة: إما أن يركض وراء المجد العالمي المرتكز على المال، على السلطة، وأيضا، على لذة الجسد، وهي كلها مجد باطل، وإما أن يطلب المجد الإلهي المرتكز على الوداعة والمحبة والتواضع. الأول ملك أرضي مادي، والثاني ملك روحي سماوي".

أضاف، ان خدمة الآخر، وبخاصة المحتاج، من شأنها أن تزيد كياننا وتعطينا فرحاً روحياً حقيقياً. مشاركة آلام الآخرين هي التي تؤدي إلى هذا الفرح، بل أقول إلى الشفاء، إذ لا يعود الإنسان بحاجة إلى كثير من الأدوية العصبية، كما هو حال العديد من البشر اليوم". وأكد ان "الإنسان اليوم، كل إنسان، مريض من جراء أهوائه بل أوهامه، وهو بحاجة ماسة إلى مرهم التوبة وإلى زيت الرحمة. والتوبة هي العودة إلى الله ووصاياه وعدم تصديق المنطق العالمي الدهري، أما الرحمة فهي المحبة الواسعة، بغض النظر عن العرق والجنس والدين والطائفة. يوسع بها (أي بالتوبة) المرء عقله ويقتني قلباً رحباً. هذه هي ميزات الإنسان الجديد".

وختم كرياكوس: "عيد الفصح اليوم يخرجنا من إحباطنا، من اليأس، من الإنتحار ويدخلنا إلى رحاب الرجاء، فنرتقي من قيود هذه الدنيا وعذاباتها إلى الفرح الإلهي الذي نتمناه لكل أبناء هذا الوطن الحبيب".

وكان كرياكوس ترأس قداس سبت النور في كاتدرائية مار جاورجيوس في ميناء طرابلس، عاونه فيه لفيف من الكهنة في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل القى كرياكوس عظة أمل فيها ان يعم السلام والوئام في لبنان وسائر العالم، وشدد على معاني القيامة، داعياً الى نبذ الفتنة والتفرقة والى المسامحة والغفران. وقال: "نصلي ليشرق نور المسيح على لبنان والعالم".

كفوري

وفي مرجعيون (المستقبل)، لمناسبة الجمعة العظيمة، أحيت الطوائف الارثوذكسية في كنائس قرى وبلدات مرجعيون وديرميماس وإبل السقي وراشيا الفخار وبرج الملوك وبلاط وحاصبيا، رتبة جناز السيد المسيح، في ظل إجراءات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي.

في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في مرجعيون، رأس راعي أبرشية صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس كفوري، الرتبة مساء الجمعة، يعاونه كاهن الرعية الأب فيليب حبيب، وخدمته جوقة الرعية، وذلك بمشاركة النائب أسعد حردان، قائد القطاع الشرقي في قوات اليونيفيل الجنرال الإسباني خوليو هيريرو وكبار ضباط الكتيبة الأسبانية، رئيس بلدية مرجعيون آمال الحوراني وحشد.

وألقى المطران كفوري عظة تناولت معنى التضحية والفداء والشهادة. وقال: "نحن مدعوون لنكون أبناء النور. سلاحنا قوة الله، كنا مع الله واتكلنا عليه فكان معنا، وهو معنا، ولن نخشى شيئاً، لأنه معنا".

وبعد رش الطيوب على النعش والمؤمنين في أرجاء الكنيسة، شارك الجنرال هيريرو والضباط الأسبان الأهالي في زياحٍ في باحة الكنيسة الخارجية.

كما ترأس المطران كفوري صباح أمس، قداس سبت النور في الكنيسة، والقى عظة من وحي المناسبة.

راشيا

في راشيا (المستقبل)، رأس راعي الابرشية للروم الارثوذوكس الأب ادوار شحادة مساء الجمعة قداسا احتفاليا بحضور النائبين أنطوان سعد وأمين وهبي وحشد من ابناء رعية راشيا وقراها، حيث اقيمت في كنيسة السيدة في راشيا، رتبة الصلب وجناز دفن السيد المسيح.

بعد الانجيل ألقى الاب شحادة عظة تناولت معاني التضحية والتسامح والتفاني في سبيل القضايا الانسانية والايمانية، داعياً الى اتخاذ تضحيات السيد المسيح سبيلاً الى التضحية من اجل الوطن ومن اجل السلام ونشر الفضيلة والخير والعطاء، وشدد على تعميم ثقافة المحبة بين الجميع لما فيه خير المجتمع وتقدمه.

كما اقيمت زياحات وقرعت اجراس الكنائس في عدد من قرى راشيا.

 

جوشوا لانديس, الخبير في الشأن السوري:  رغم انقسام المعارضة وفشل تمرير قانون في مجلس الأمن لوقف العنف  ونظام الأسد يقترب من الهاوية

السياسة/ أكد جوشوا لانديس, الخبير في الشأن السوري ان فرص نجاح تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وضع حد للحرب الأهلية في سورية ضئيلة للغاية. مشيراً إلى ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعتقد ان الوقت في صالحه, وأنه سيكسب هذه المعركة في حين تعتقد المعارضة ان نظام الأسد معلق بخيط.

ويقول لانديس: هناك انقسام أخذ في الاتساع في صفوف المعارضة, وانها في حال من الفوضى الآن. وقد نجح المجلس الوطني السوري, الذي يقوده سوريون يعيشون في الغرب في فرض عقوبات على نظام الأسد, وفشل في فرض تدخل عسكري غربي, لكن ليس ثمة ثقة بالكثير من المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون فعلاً داخل سورية, وثمة رفض لتوفير المال والسلاح لهم.

هنا نص الحوار:

   تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو مجموعات المعارضة السورية والحكومة السورية إلى وضع حد للعنف, والسماح بوصول المساعدات الإنسانية, والعمل على التوصل إلى تسوية سلمية. ما فرص نجاح ذلك?

   يبدو ان الفرص طفيفة جداً. إذ يعتقد الجانبان ان الوقت في صالحهما وانهما سينتصران في هذه المعركة. ويعتقد الرئيس السوري بشار الأسد ان جيشه يقف إلى جانبه بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران, وأن بوسعه إخماد التمرد كما فعل في حمص والزبداني وإدلب.

   وماذا تعتقد المعارضة?

   المعارضة ارتكبت خطأ بنوع من الحماسة الساذجة, عندما اعتقدت بأن الحملة السورية ضد النظام مشابهة لتلك التي حدثت في تونس ومصر.

كما تعتقد المعارضة ان عامل الوقت يأتي في صالحها, وان النظام معلق بخيط. وانه ستكون هناك حالات انشقاق متزايدة, لاسيما في صفوف العسكريين ومسؤولي الحكومة من المسلمين السنة, كما اعتقدت المعارضة ان المجتمع الدولي ودول الخليج العربي وتركيا منحازة لها تماماً ومصممة على إسقاط الأسد. لكنها حصلت على عقوبات قاسية جداً تسببت في انحطاط الاقتصاد السوري, وحصلت على تعهدات بالدعم المالي والعسكري من دول الخليج ودول أخرى. يعرف السوريون من السنة انهم يشكلون 65 في المئة من إجمالي عدد السوريين, وهم يعتقدون المهم في نهاية المطاف سيسقطون نظام الأقلية العلوية هذا المكروه على مستوى العالم.

   هل المعارضة سنية كلها? هل يشارك فيها علويون?

   ليس هناك علويون يمكن التحدث عنهم. هناك علوين يتكلمون ضد النظام, ولكنني لست متأكداً من أن هناك علويين في المجلس الوطني السوري. هناك عدد قليل من المسيحيين, ولكن بصفة عامة الأقليات إما وقفت إلى جانب النظام أو حافظت على الهدوء. انهم قلقون جداً إزاء تأثير متزايد للإسلاميين في سورية.

   تناقش المعارضة في اجتماع لها بتركيا محاولات التوحيد. هل هي منقسة كما يبدو?

   نعم, المعارضة الآن في حال من الفوضى. ويواجه المجلس الوطني السوري أزمة, هذا المجلس مظلة المعارضة وقيادتها الخارجية المهيمنة, يقوده برهان غليون, البروفيسور في جامعة السوربون. وقد نجح للغاية في عزل نظام الأسد وتحويل المجتمع الدولي ضده. أسامة منجد, اليد المينى لغليون, كان مسؤولاً إلى حد كبير عن العقوبات الأوروبية والأميركية على سورية. ولكن المعارضة أخفقت في الأسابيع القليلة الماضية في الدفع بغزو غربي لسورية قد يتوج نجاحها في إسقاط النظام.

   هل يسبب هذا الفشل الديبلوماسي مشكلة كبرى للمعارضة?

   أدى ذلك إلى تحول كبير في توازن القوى بين أوساط المعارضة لأنه أصبح واضحاً بصورة متزايدة بين أعضاء المعارضة, لاسيما بين أفراد المعارضة على أرض الواقع في سورية ممن يقاتلون النظام ويتمسكون بالخيار العسكري. وقد منيت المعارضة على أرض الواقع بهزيمة كبرى بسحق حمص وإعادة احتلال حمص وقصف إدلب عما قريب.

والجيش السوري, منذ الفيتو الروسي - الصيني, استمر في حملات الاعتقال والاحتجاز العادية. وأفاد من خروج الولايات المتحدة من اللعبة, وتمكن من استعادة بعض المناطق من الثورة. لكن المعارضة أخطأت بنوع من الحماسة الساذجة حين اعتقدن الحملة ضد النظام تشبه تلك الموجودة في تونس ومصر, لم يكن لديهم تنظيم, ولم يكن لها خيار عسكري, واعتقدت ان النظام سينهار في غضون أشهر. فأظهر أفرادها وجوههم وصوروا أنفسهم بالفيديو من دون أي سرية, والآن النظام يطاردهم ويقتلهم.

   ماذا عن الجيش السوري الحر? هل هو موجود حقاً?

   هناك الكثير من الميليشيات الصغيرة التي يحرسها منشقون عن الجيش ينتشرون كالفطر عبر سورية, ويعلنون عن أنفسهم عبر »يوتيوب« ويظهرون بطاقاتهم العسكرية وهم يرتدون الزي العسكري, ويحملون الأسلحة. ويتألفون عادة من مجموعات من عشرين أو ثلاثين, ويطلقون على أنفسهم أسماء محاربين إسلاميين كبار, ويقولون إنهم ينقلون المعركة ضد النظام إلى منطقتهم. هم يحاربون النظام, وهم بحاجة إلى الدعم, وبحاجة إلى السلاح والمال والدعم اللوجستي, ولكن قيادة المجلس الوطني رفضت إعطاءهم ذلك, ما تسبب في خلاف رئيس داخل المجلس الوطني السوري, وفي الشقاق بعض أعضائه على مستوى رفيع.

   هل تعني ان المنشقين أرادوا مساعدة المقاتلين المتمردين?

   »نعم«, هيثم المالح كان الأكثر صراحة. وقد أمضى عقوداً في السجن في سورية, وبلغ الثمانين عاماً لكنه قوي جداً, وكان في سورية قبل نحو ستة شهور, وهناك آخرون مثله ممن دخلوا السجن وخرجوا منه. هؤلاء يعتقدون ان هذا النظام قوي وانه ليس أمام المعارضة إلا الخيار العسكري لإسقاطه. قبل أسابيع وصف العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي يقيم في تركيا أعضاء المجلس الوطني بحفنة من الخونة لأنهم لم يقدموا له المال والسلاح.

ما يقلق المجلس الوطني ان يصبح أولئك المقاتلون إسلاميين جداً ولا يمكن السيطرة عليهم, ويكون هناك الكثير من الميليشيات الصغيرة لأن ليس هناك سيطرة وقيادة حقيقية. حتى ان عدداً من المنشقين رفيعي المستوى سئموا من غليون ومن حفنة صغيرة حوله ممن لم يدعموا الجانب العسكري.

الوضع يتجه بشكل متزايد نحو أسلمة المعارضة, ما تسبب في قلق القيادة الأوروبية الخارجية إلى حد كبير.

أما زعماء المجلس الوطني السوري فقد وصلوا إلى هذه المراكز لأن لهم علاقات ممتازة جداً مع حكومات أوروبا وأميركا. وهم يتحدثون اللغات الأجنبية, لأنهم عاشوا في الخارج لفترة طويلة, وأنهم متحررون جداً, وعلمانيون, وغير إسلاميين. وهم تبوؤوا هذه المكانة بدعم من هيلاري كلينتون والبريطانيين والفرنسيين. ولكن هؤلاء لن يستطيعوا فعل الكثير للثورة بعد الآن. لقد قاموا بمجهود كبير لفرض عقوبات وإدانة العالم لناظم الأسد ولكن العالم لن يغزو, وبالتالي فقد وصلوا إلى حائط مسدود.

   ماذا عن القاعدة والإسلاميين?

   ما سنشهده هو أسلمة المعارضة على نحو متزايد, وقيادة الخارجية الأوروبية لا توافق على ذلك إلى حد كبير ولكن ليس هناك بديل لأن السوريين مسلمون, والأيديولوجية الوحيدة المتوافرة لحركة التمرد في سورية هي الإسلام. لقد شاهدنا هذه المسرحية في العراق, وفي فلسطين وفي لبنان, وفي أفغانستان. وإن لم يتمكنوا من مواجهة جيش متفوق أو جيش محتل - كما ينظرون إلى الجيش السوري - بما فيه من دبابات وقوات جوية وطائرات هليكوبتر وأسلحة متفوقة, فإنهم سيضطرون إلى القيام بعمليات استشهادية: هجمات إرهابية, واغتيالات تكتيكات حرب العصابات من كر وفر. هم مستعدون للقيام بذلك بمعنويات عالية واستعداد للموت عند أي منعطف, والإسلام وحده قادر على شحنهم بالصمود والشعور بأن النصر آت في نهاية المطاف, وبأن الله معهم.

لقد شهدنا عمليات جمع تبرعات في استراليا والولايات المتحدة, نظمها سوريون لجمع المال وتقديم الدعم المعنوي للمعارضة. وقد اتخذت عمليات الجمع تلك نمطاً إسلامياً للغاية. هؤلاء غير مرتبطين بالمجلس الوطني. هناك عالم جديد من المعارضة تم تنظيمه وفق أيديولوجية سنية رفيعة ولغاية دينية. من خلال جمع هذه التبرعات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى, نشهد عودة ظهور هذه اللغة الإسلامية من عصر سابق. إنه الاستشهاد الراديكالي غير القومي, إنهم يربطون أشخاصاً مثل نظام الأسد بالسنوات المئة الأخيرة من الحكم القومي الهمجي في الشرق الذي فرضته القوى الاستعمارية, التي يريدونها أن »تتراجع«, وهذا ما يدفع أشخاصاً مثل برهان غليون وهؤلاء القادة السوريين الغربيين جداً إلى الإحجام عن التسليح أو تقديم الدعم.

   لماذا لم يقدم الرئيس الأسد حقاً على التوصل إلى اتفاق?

   لأن بلده ذا الحزب البعثي الواحد بالغة الهشاشة. إنه يتمحور حول الولاء لأسرة واحدة بل لرجل واحد في نهاية المطاف.

إذا حاولت ترقيع هذا النظام فإنه يسير نحو الانهيار. ويتعذر السماح بوجود برلمان حقيقي. لقد برعت سورية في هذا. عندما جاء الأسد إلى السلطة لأول مرة في العام 2000, كان ثمة ما سمي بربيع دمشق, وقال الأسد للسوريين بأن ينتقدوا ويقولوا ما يريدون, وفي غضون ثلاثة أسابيع, تمت المطالبة بوضع حد للاحتكار العلوي للسلطة السياسية, والمطالبة بالحرية وإنهاء الديكتاتورية, ولهذا السبب دام ربيع دمشق نحو شهر واحد فقط. من الواضح جداً ان النظام فاسد جداً وشديد القمع وقائم على المحسوبية والولاء الأسرة. فمتى أمكن تقويض ذلك, سينهار.

* عن مجلة مجلس العلاقات الخارجية الأميركية

 

عندما نتنازل عن مسؤولياتنا في حماية حدودنا هذا ليس نأيا بالنفس بل جبنا

.سامي الجميّل في ذكرى 13 نيسان من عين الرمانة: المعارك الوحيدة الخاسرة سلفا هي التي لم نقرر ان نخوضها ومشروع اللامركزية موجه للشيعي والسني والمسيحي والدرزي ولكل مواطن يريد العيش في لبنان بكرامة

أحيا حزب الكتائب اللبنانية – اقليم بعبدا ذكرى 13 نيسان 1975 في احتفال حاشد أقيم في الملعب الثقافي في الشياح وسط حضور تقدمه ممثل رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل شاكر عون، والامين العام للحزب ميشال الخوري ومنسق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميّل والنائبان ايلي ماروني وفادي الهبر وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ورؤساء الاقسام والاقاليم الكتائبية والامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس أبو عاصي وممثلون عن احزاب القوات اللبنانية التيار الوطني الحر والتقدمي الاشتراكي وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة بعبدا والجوار.

كلمة النائب سامي الجميّل:

منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل قال في المناسبة: أصدقاؤنا ورفاقنا، سعادة النواب، القيادة الحزبية، اهالي الشهداء الاعزاء تحية كبيرة لكم من القلب. مصابونا، شهداؤنا الاحياء رموزنا تحية كبيرة لكم ولولاكم ولولا شهدائنا لما كنا نتحدث بحريتنا في عين الرمانة تحية لكم.

نحن اليوم لا نحتفل اونستذكر بداية الحرب اللبنانية لان الحرب اللبنانية بدأت قبل 13 نيسان 1975 بكثير وهي بدأت بالتعدي على الجيش اللبناني وسيادة الدولة، وبدأت في اول احداث بين المنظمت المسلحة الفلسطينية والجيش اللبناني ابتداء من سنة 1969 وليس سنة 1975 بدات الحرب اللبنانية.

في 13 نيسان 1975 ليس بداية الحرب اللبنانية انما بداية المقاومة الكتائبية لتلكؤ الدولة اللبنانية من القيام بواجباتها.

في 13 نيسان اضطرت مجموعة كبيرة من رفاقنا الى تحمل المسؤولية مكان الدولة التي من المفترض ان تتحملها هي ودورنا ليس ان نحمل السلاح ونقاتل فنحن حزب سياسي همه ان يعمر لبنان وليس ان يحمل سلاحا ولكن عندما تركنا واصبحت مناطقنا سائبة، وهنا نستذكر الرئيس سليمان فرنجية الذي اوصى الرئيس كميل شمعون والرئيس بيار الجميّل بان يتحملا مسؤولياتهما لانه لم يعد قادرا على القيام بشيء، فعندما تقاعست الدولة عن القيام بواجباتها وفرض سيادتها على الاراضي اللبنانية وحماية اللبنانيين اضطرت الكتائب ورفاقها الى تحمل مسؤوليتها وتدافع عن لبنان ولو منا لما كان لبنان بل كان اسمه فلسطين او سوريا الكبرى.

اضاف الجميّل: اوجه وصية صغيرة الى من اتخذ الباص رمزا للحرب اللبنانية وسار به في شوارع بيروت فليحمل المدافع التي كانت تستعمل ضد الجيش اللبناني ويسيروا بها في الشوارع لان هي التي يجب ان نتذكرها.

وتابع الجميّل: نحن اليوم سنة 2012 يجب أخذ العبر مما حصل كي لا يتكرر وللاسف منذ نهاية الحرب ولغاية الان اللبنانيون لم يتعلموا او لم ياخذوا العبرة مما حصل، حاولنا لكن لم نأخذ العبرة كمن يدرس كل العام ويقدم الامتحان ولا يأخذ الشهادة نحن تعبنا ومتنا وحان الوقت ان نأخذ شهادتنا لنقول للعالم اسره اننا تعلمنا وهذا الامر لن يتكرر وليس كأن شيئا لم يكن ونعود لنكرر الاخطاءعينها.

اليوم سنتحدث عن اسباب الحرب، ولنقم بفحص ضمير هل تخلصنا من الاسباب هذه ام ما زالت هي ذاتها اليوم؟

على صعيد الحفاظ على السيادة: سنة 1975 كانت هناك مجموعات مسلحة على الاراضي اللبنانية وسنة 2012 ما زالت هذه المجموعات موجودة انما مع فارق ان حينذاك كان الفلسطينيون يحملون السلاح اما اليوم فهناك الفلسطينيون اضافة الى لبنانيين آخرين يحملون السلاح فبدلا من حل المشكلة زدناها.

المخيمات الفلسطينية ما زالت تحوي السلاح واضافة اليها صار هناك مجموعات اخرى باكملها تحمل السلاح وتهدد اللبنانيين الاخرين.

فترة الحرب تلكأت الدولة في الحفاظ على حدودها وتذكرون كيف انه عندما دخل الجيش السوري لم يقاوم الجيش اللبناني واليوم سنة 2012 الجيش السوري يتعدى ايضا على حدودنا ويقتل اللبنانيين وأيضا الجيش اللبناني لا يواجهه ولا يردعه.

هذا على صعيد تحمل الدولة مسوؤليتها تجاه سيادتها واستقلالها ومواطنيها.

اما السبب الاخر للحرب اللبنانية هو الصراع بين الطوائف اللبنانية: سنة 1975 كان جزء من الشعب اللبناني يعتبر نفسه مهمشا واستفاد من وجود الفلسطييين لتغيير المعادلة. وسنة 1975 كان هناك انعدام ثقة بين اللبنانيين وتشنج وسنة 2012 ما زالت حالة التشنج بين اللبنانيين موجودة ولا أحد يثق باحد و"كل واحد ناطر الثاني على الكوع " وينتظر تغيير ما في المنطقة ليستقوي من خلاله وينقض على الداخل. والبعض يحاول المحافظة على معادلات معينة على صعيد المنطقة من اجل ان ينقض على اللبنانيين الاخرين.

اضاف الجميّل:منذ 50 و60 سنة نعيش بدولاب وكل مرة ننتظر من يساعدنا لنستقوي على بعضنا البعض ولم نتعلم ان الاستقواء سينقلب في النهاية علينا وحان الوقت لنتعلم ان أحدا لا ينتصر على أحد ولا احد يلغي احدا. ولم يبق احد لم ياتي ضدنا من نصف اللبنانيين الى الفلسطينيين والسوريين الذين تجمعوا جميعا للوقوف في وجه عين الرمانة ومثلث الصمود ومع ذلك احد لم يتمكن من الدخول.

وتابع: احد لا يمكنه ان يلغي أحدا لا السني يمكنه ان يستقوي على الشيعي ولا السني يمكنه ان يستقوي على المسيحي او الدرزي لاننا شعب متعدد  ومتجذر، هل يجب ان نقع في تجربة اخرى كي نتعلم ان احدا لا يلغي أحدا؟ هل المطلوب ان تتكرر 13  نيسان  1975 لنتعلم ان نحترم بعضنا ونعترف ببعضنا البعض؟ وعندما لا يكفي الاستقواء بالسلاح نرى ما نراه اليوم حربا ممنهجة استراتيجية لشراء اراض في منطقة عين الرمانة الشياح الحدث وهذه الحرب الجغرافية التي تنخاض ليست بريئة ونعتبرها خطة ممنهجة وهذا الشراء ليس طبيعيا بل سياسي بناء على خطة سياسية من اجل الاستيطان بمناطق معينة لفرض معادلات جديدة.

واردف: نتيجة هذين الخطأين اللذين ترتكبهما الدولة اللبنانية، الاول الغياب التام عن مسؤولياتها في الدفاع عن ارضها وسيادتها وحدودها وشعبها ومسؤولياتها في ايقاف هذا التقاتل والتنافس غير الصحي بين اللبنانيين على السلطة، فعلى الدولة اعطاء الحقوق لكل المجموعات المكونة للشعب اللبناني كي لا تبقى هذه المجموعات في حالة تنافس دائم على السلطة وكي لا تنتظر بعضها على المفرق وتستقوي بالغريب على بعضها البعض.

الجميّل قال: نتيجة هذه الدولة التي هي غير قائمة بشكل صحيح، المواطن اللبناني يعاني. فالدولة عاجزة وربما الطوائف غير مرتاحة ولكن الاخطر من مشكلة الدولة والطوائف هي مشكلة المواطن اللبناني لان هذه المشاكل ادت الى شلل الدولة تجاه مواطنيها واصبح المواطن اليوم يدفع ثمن كل شيء ويشعر انه لا ينتمي الى الدولة لانها لا تهتم به وكأن هناك مافيا تمسك بمقدرات الدولة ولا يمكن للمواطن ان يحصل على حقوقه من الدولة الا بالشحادة. وأصبحت الدولة كجزيرة أمنية معينة تتعاطى بفوقية مع المواطن فاذا اراد كهرباء او زقتا اوعملا او طبابة لا يحصل عليها، ولكن كل ذلك يصبح سهلا اذا كان يعرف نائبا او وزيرا ويصبح المواطن اللبناني شحاذا عند مجموعة معينة تمسك بمقدرات الدولة وتمنع المواطنين بان يعيشوا حياة طبيعية.

أضاف: اليوم نرى مشاكل كبيرة في منطقة الشياح عين الرمانة وندرك كم تحصل سرقات وجرائم قتل ولكن هذه المشاكل بسيطة، والكهرباء اصبحت مضاعفة والبنزين 40.000 والضمان "فارط" لانه مديون، وعندما يحضر احدهم الى المستشفى وهو مضمون يقولون له ان لا سرير فارغ فيشتري تأمين. اضف الى ذلك اسعار الشقق السكينة والشاب الذي يقبض 1000 دولار شهريا، كيف سيشتري شقة ب 300.000 دولار؟ ولكن الدولة غير معنية بهذا بل بالها كيف نستقوي على بعضنا وان نغير المعادلات في الداخل لنكسر الاخر، نحن لا هم لنا في كسر الاخر نحن حزب عمره 75 سنة وتعلمنا وعشنا كل التجارب وتعلمنا ان احدا لا يلغي أحدا وان الاولوية ان نبني بلدا قابلا للحياة ولكن الدولة بالها في امور أخرى.

اضاف الجميّل: اريد الحديث عن المواطن الآدمي الملتزم بالقوانين الذي يدفع مستحقاته الى الدولة والذي يقف علند اشارة السير والذي يدفع فاتورة الكهرباء  والمياه والذي يعمل ليلا نهارا لتعليم اولاده وهذا المواطن لا مكان له في هذه الدولة ودائما "بتطلع براسو"، ويجب ان  يكون المواطن أزعرا في هذا البلد وان يكون له واسطة وضهر "ليمشي حالو"، والادمي لا مكان له في لبنان لانه لا يتخطى القوانين ويصل الى اخر الشهر بالكاد يدفع مستحقاته في وقت ان سواه يحصل على الكهرباء ببلاش او يقبض من دون الذهاب الى علمه، اما من يكدح ليلا نهارا "بتطلع براسو".

وتابع: هذه ليست الدولة التي نريد ان نعيش فيها والتي مات من أجلها شهداؤنا ولا نريد ان يعيش فيها اولادنا واذا كنا نريد ان نشهد على الخطأ وان نرى شعبنا لا يعيش بكرامته فهذه الحياة لا تستأهل العيش فلنعمل من أجل التغيير الحقيقي.

واردف: الدولة التي نريد بناءها وتستحق ان نعطي حياتنا فداء لها والشهداء الذين ماتوا وذهبوا دفاعا هي دولة قوية تحترم حالها وحدودها، وسياسة النأي بالنفس التي هي الحياد والتي يجب ان تكون الدولة على الحياد كي لا ندخل في سياسة المحاور منعا لنقل المشاكل الى شوراع لبنان ولكن الحياد لا يتعلق بالحدود ولكن خارجه، فعندما نتنازل عن مسؤولياتنا في حماية حدودنا ونترك جيشا غريبا يتعدى عليها ويقتل اللبنانيين بالعشرات من دون بندقية لبنانية تدافع وترد عن الدولة اللبنانية هذا ليس نأيا بالنفس بل جبنا.

الجميّل شدد على اننا نريد دولة قوية تحمي حدودها وتدافع عنها ولا تقبل مشاركة سيادتها مع أحد، ولا تقبل أناسا على اراضيها ارتأوا انه يحق لهم ان يمتلكوا السلاح وان يستمروا بمقاومة انتهت كما انتهت مقاومتنا، وقال: مقاومتنا انتهت نعم ومقاومتهم ايضا انتهت، فالدولة التي نريد ان نبنيها لا وجود فيها لأناس تتلطى بشعار المقاومة كي تحافظ على سلاحها وتستقوي على بقية المواطنين.

واعتبر الجميّل ان هناك نوعين من الناس: اناس لديهم باسبور عادي واخرون مكتوب على باسبورهم "مقاومة" وحاملو الباسبور الثاني لديهم حقوق لا يملكها سواهم، وقال: أناس يتم توقيفهم على الحواجز واخرون لا، اناس يحملون السلاح  واخرون لا، اناس يحق لهم ان يفرضوا الشروط على الناس واناس لا يحق لهم ان يفرضوا الشروط على شيء، مؤكدا ان هذه لست الدولة التي نريد بناءها.

واكد اننا نريد دولة قوية تفرض سلطتها على الجميع بالطريقة نفسها وبالحزم ذاته، وان تحافظ على المساواة بين اللبنانيين وان نفتخر بجيشنا ونقويه ونمدّه بالامكانيات ونمده بالسلاح ونعطيه السلطة والمعنويات للقيام بواجباته تجاه اي كان، وليس ان نفرض عليه الشروط ونضرب معنوياته كما حصل عام 1973 عندما تخلت الدولة اللبنانية عن جيشها وتضامنت مع جيوش غريبة على الاراضي اللبنانية بدلا من التضامن مع الجيش اللبناني.

ولفت الى ان مفهومنا للدولة التي نريد ان نعيش فيها في المستقبل هي الدولة التي لا مكان فيها لمن يُمنّنا بحقوقنا، مشيرا الى اننا عندما نتحدث عن اللامركزية ليس لانها شعار جميل بل للخروج من وصاية من قبل بعض الاشخاص الممسكين بمقدرات الدولة ويعيشون في بيروت و"يُشحدوننا شحادة حقوقنا"، سواء أكنا نوابا او مواطنين او رؤساء بلديات او مخاتير، لافتا الى انه كلما اردنا طلبا من حقنا يجب ان نشحذ هذه الحقوق شحاذة من المسؤولين، مشددا على اننا لا نريد ان نشحذ حقوقنا بل نريد العيش في دولة موجودة في مناطقنا، واهل كل منطقة يتحملون مسؤولية انفسهم، ولكل منطقة القدرة والصلاحيات لتلبي حاجات المواطنين، وقال: اذا اردنا انارة ضوء في حمانا، على الطريق العام يجب ان نذهب الى وزارة الاشغال في بيروت، سائلا: اذا كان رئيس بلدية حمانا لا يستطيع الوصول الى بيروت او لا يعرف الوزير ماذا يفعل؟

وسأل: المواطن المقيم في عكار والذي لا يمكنه ان يدخل الى المستشفى بالرغم من انه مضمون، ماذا يفعل؟ وأجاب: يجب ان يتعرف على وزير الصحة ليحل مشكلته!

واضاف الجميّل: لا، ليس الامر هكذا، فنحن نريد ان يتمكن الناس من تأمين خدماتهم على صعيد كل منطقة من المناطق اللبنانية.

ولفت الجميّل الى اننا وطالما نحن موجودون في بعبدا وامام اقليم بعبدا وشبابه وشاباته ورؤساء بلديات بعبدا ومخاتيرها، فلنأخذ بعبدا نموذجا، وقال: تخيلوا ان رؤساء بلديات بعبدا بامكانهم ولديهم الصلاحيات ان ينفذوا خطة لبعبدا وان ينشئوا مدارس ومستشفيات او تحسين الطرقات وبناء ارصفة واشارات للسير او اقامة مناطق بيئية وسياحية، هذا حلم، وأضاف: كل منطقة لديها السلطة والامكانيات لتهتم بنفسها طالما ان الدولة لا تريد الاهتمام بنا وكل الامور نشحذها، فعلى الاقل ما ندفعه من جيوبنا نستخدمه لتحسين مناطقنا بدلا من ان تذهب الى جيوب فلان او علان..

واعتبر الجميّل ان المطلوب ان نتفرج عاجزين (وأنا نائب) وان نقدم طلبات ونطالب مع رؤساء البلديات وألا نحصل على شيء، ونذهب للشحاذة، ولكننا لا نريد ان نطلب من احد ولا نريد ان يُمننا احد، فلولانا لما كانت الدولة، ولكانت أفلست وأضاف: لو كنا نريد التعاطي كغيرنا، وألا ندفع ما يتوجب علينا ومستحقاتنا لما كانت الدولة بل كانت "فرطت من زمان".

وتابع الجميّل: يريدوننا ان نبقى كذلك كي نبقى بحاجة اليهم وكي يبقى هناك وسيط بيننا وبين الدولة، وكي يبقى متحكما فينا وبصوتنا وكي لا نكون أحرارا ونعطي راينا في الانتخابات، لانه اذا لم نصوت لفلان لا يقدم لنا الواسطة مع الدولة، وبالتالي لا يمكننا الحصول على حقوقنا، ونصبح كاننا رهينة "صوِّت لي بخدمك، ما بتصوتلي ما بخدمك".

وقال: الطبقة نفسها والسياسيون أنفسهم نجدهم، لانهم يسيرون بمنطق "اخدمني تصوتلك، وبخدمك صوِّت لي"، وأضاف: لا نريد أن نبقى كذلك، بل أن تتأمن خدماتنا من دون "تربيح جميلة" من احد، ويكون صوتنا حرا في الانتخابات وان نصوت حسب قناعاتنا وليس بحسب من قدم لنا الخدمة، وتابع:الدولة التي نريد ان نبنيها هي الدولة اللامركزية، والتي تحترم المواطن وتجعل منه مواطنا منتميا الى دولته وليس  لزعيم طائفته او لحزب او لوزير او نائب او زعيم، فنحن نريد ان يكون انتماء المواطن لدولته اللبنانية وهذا لا يتحقق الا اذا اتت الدولة الى كل منطقة.

ودعا الجميل الى التوقف عن التفتيش عن حلول لمشاكل لبنان في الخارج، فالحلول لاتأتي من الخارج، بل نحن من يخلقها ويفرضها لان الحلول التي تاتي من الخارج راينا الى أين أخذتنا، وقال: عندما اتكلنا على الخارج رأينا ماذا حصل بنا، مشيرا الى ان الحلول  التي تأتي من الخارج هدفها قسمة اللبنانيين، وقال: نريد حلولا نحن نصنعها، ونريد بناء وطن قابل للحياة في المستقبل، نريد بلدا لا يتعرض لحرب اهلية كل 15 سنة ونريد العيش في بلد نثق اننا سنعيش فيه 100 سنة وليس ان نفكر لسنة او اثنتين، واضاف: نريد ان يعيش المواطن محترما، وكل الشهداء معترف بهم بالتساوي.

وأضاف: تقولون هذا صعب، ولكنني أقول: اكبر عدو لنا في هذا المشروع اي مشروع بناء الدولة التي نحلم بها هو عدم الايمان بمشروعنا وعدم ايماننا باننا قادرون على التغيير والتحقيق.

ولفت الجميّل الى ان المعارك الوحيدة الخاسرة سلفا هي التي لم نقرر ان نخوضها، ولكن طالما هناك من يطالب ويناضل ويؤمن فكل شيء ممكن، داعيا الى عدم اليأس لان هناك من يحاولون ان" يُيئسونا"، وقال: سنبقى نعمل لاننا مؤمنون ببلدنا وبالتغيير، مشددا على ان هذا المشروع موجه للشيعي وللسني وللمسيحي والدرزي ولكل مواطن يريد العيش في لبنان، وقال: كل مواطن يريد التحرر والعيش كمواطن حقيقي والخروج من القهر وان يعيش اولاده في بلد مستقر وحضاري ومتطور يجب ان يسير في هذا المشروع، اما كل مواطن يريد ان يعيش "مدعوس" ودرجة ثانية او كاننا غنم او فرق عملة بامكانه ذلك، لكننا قّررنا ان نواجه ونؤمن ونغير ونطالب لاننا مؤمنون باننا سنحقق ونغير.

ووجه الجميّل من خلال عائلات شهداء بعبدا تحية الى عائلات الشهداء في كل لبنان والى كل المصابين من الابطال في كل انحاء لبنان، متوجها الى لمن جربوا ان يلغوا التاريخ بالقول: هؤلاء الشهداء والمصابون هم سبب وجودنا والاساس في نضالنا، وتابع: لولا شهادتهم لم نكن لنتعاطى السياسة ولو لم يكن هناك من استشهد لما كان هذا التاريخ مجيدا، مؤكدا اننا لن نسمح لاحد بان يلغيه او يصغر قيمته او ألا يعطينا حقوقنا كاملة.

ولفت الى ان هناك شباب ما زالوا في سوريا وتحت التراب وفي اسرائيل، مؤكدا ان لا قيمة لاي نضال سياسي من دون تكريم الشهداء والمصابين والمعتقلين والانحناء لهم من أجل ما قدموه للبنان.

اضاف الجميّل مؤكدا لكل شباب الكتائب أينما وجدوا ان النضال بلبنان الدولة الحلم بدأ واننا سنعمل بكل الطرق السلمية والديمقراطية لتحقيقه، ولكننا لن نعيش كما عاش أهلنا، والتغيير نحن نصنعه وكل من يسمعنا عليه ان يتحمل مسؤولياته ويحرر صوته ويصوّت بضميره لأي كان، وختم: التغيير بيدكم انتم من تصنعوه افرضوا على احزابكم مشروعا سياسيا وتبني اللامركزية والحضارة.

المهرجان استهل بالنشيدين الوطني اللبناني والكتائبي ومن ثم ادت جوقة بيت العناية الالهية الاناشيد الوطنية

كلمة أهالي الشهداء التي ألقاها بشير جوزف أبو عاصي الذي قال:"

أبو عاصي استهل كلمته بالقول: "ليس المهم ان تكون صديقي بل ان تكون صادقا معي"، مشيرا الى انه أراد البدء بهذ العبارة مُتوجها الى مَن يريدون تزوير تاريخ لبنان الذي لا يعرفونه، موضحا ان بيار الجميّل المؤسس صاحب اول نقطة دم في ثورة 1943 ، وجنفياف الجميّل هي من حاكت اول علم للبنان عام 1943، وجوزف ابو عاصي هو اول شهيد للمقاومة اللبنانية الحقيقية الذي سقط لاجل بقائنا وعدم توطين الفلسطينين في لبنان في 13 نيسان 1975 ومايا بشير الجميّل هي شهيدة ملائكة لبنان 10452 كلم وسنة 1982 الرئيس بشير الجميل استشهد من أجل لبنان 10452 كلم، اما الاخ والحبيب والصديق الوزير بيار أمين الجميّل فهو شهيد ثورة الارز ليلة استقلال لبنان 2006 ، والنائب انطوان غانم هو شهيد استقلال لبنان الثاني و6000 شهيد نقول لهم لا تخافوا على لبنان فنحن مستعدون للحاق بكم عندما يطلب لبنان ذلك والف تحية للمصابين الذين ضحوا ليبقى لبنان. أضاف: هذا لبنان وعائلة الجميّل وتاريخ لبنان بأحيائها وشهدائها، هذا التاريخ الذي يحاولون ان يزوره ويغيروا الحقيقة لكنني اقول اقرأوا التاريخ لتعرفوا المستقبل. وشدد على انه لم يعد مقبولا السكوت عن التغيير في كتاب التاريخ ولكن نقول: "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون".

كلمة رئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي أبو خالد

رئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي أبو خالد لفت الى اننا لسنا بحاجة الى لقاء لان شهداءنا معنا دائما، أحياء في ذاكرتنا، وقال: اليوم تتعانق الشهادة مع الالوهة، مشيرا الى انه منذ 37 سنة عندما كان اللقاء مع الرئيس المؤسس بيار الجميل في الكنيسة كنا نمد يدنا للمصافحة والسلام فبادلونا اياها بالرصاص والدم والقتل لتتعطل لغة الكلام، وأضاف: في اروع دفاع عن أسمى قضية كان العطاء دون حساب، فأثمر الشهداء، وتابع: من هنا ومن هذه المنطقة، أرض الفروسية ومثلث الصمود في عين الرمانة طوينا زمن الصبر على الضيم وأطل زمن الانتصار.

وذكّر أبو خالد باننا عندما أجبرنا على الحرب كانت الكتائب أنتم، ونحن وكل شاب اراد ان يدافع عن ارضه وكنتم حاضرين لتحاربوا التوطين الذي بدأ فلسطينيا وانتهى سوريا، وأضاف: امنتم علمتم الحرية وبمعركة نهر البارد أبت المنطقة الا ان تدفع ضريبة الدم فقدمت الشهداء لتبقى الارض نقية طاهرة، فشهداؤنا لم يسقطوا لتصبح القضية بأيدي السماسرة، ولكن لا يريدون الاعتراف بالانجازات فقد ارادوا ان يزوروا التاريخ ونسوا اننا مجموعة لا يمكن الغاؤها بشطبة قلم وقد نسوا انه لو ان عين الرمانة ركعت كان لبنان كله ركع، ولمن تخونوه الذاكرة لا بد ان يعرف اننا حزب لا يساوم مهما كانت الاغراءات ولا يخاف الاخطار، فمن اعتبر ان القتل والاغتيال يخيفاننا أتته النتيجة واضحة ، مشددا على اننا اليوم وبحكمة وقيادة الرئيس أمين الجميل أصبحت الكتائب فاعلة في الشرق الاوسط وتبحث عن شرعة لثورات العالم العربي وأكد ان الكتائب باقية ابدا هوية لبنان وضمير هذا الوطن

ولفت أبو خالد الى ان المرحلة التي نمر فيها اليوم مليئة بالاحتمالات لكننا مؤمنون بتخطي المصاعب لان الوطن سيُطل بالرغم من كل التجارب المرة، وقال: سنبقى على ايماننا بلبنان ولن يصيبنا اليأس.

وشكر الجميع على تضحياتهم وشهاداتهم، مؤكدا لمن يسأل عن صمود الكتائبيين ان سر الكتائبيين الوحيد هو ايمانهم بلبنان وان لبنان الى الابد.

كلمة رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس

رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس وفي كلمة له رحب بالحضور مبديا فخره باستقبال الكتائبيين في ذكرى 13 نيسان، خصوصا في الصرح البلدي الذي ندشنه في هذه المناسبة.

وأهدى الصرح البلدي الجديد لكل شباب وشهداء المنطقة، معتبرا انه كما كانت عين الرمانة مقدامة بالمقاومة اللبنانية ستكون مقدامة بالثقافة والتطور والرياضة.

كلمة النائب ايلي ماروني:

النائب ايلي ماروني وفي كلمة له قال للحاضرين: أنتم ايها الشهداء من رويتم بدمائكم ارضنا لتبقى ارض الابطال ومن زحلة الشهادة اتيت الى مثلث الصمود والشهادة لاقول لكم:ان لبنان لنا وسيظل لنا لا تخافوا عليه لان من نكرمهم اليوم هم خالدون معنا وأحياء ودمهم لن يذهب هدرا .

وأكد ماروني أن الكتائب لم تدافع أي مرة عن الكتائب، بل عن لبنان وهي بوقفتتها على الاقل منذ 1975 حافظت على الارض ليقولوا ان ما نحافظ عليه قد بقي، مشيرا الى ان الكتائب قدمت رئيسين الاول قتلوه والثاني يحاولون قتله كل يوم كما قدمت بطلين حافظا على الجمهورية التي يحاولون سرقتها.

وشدد على اننا حريصون على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله ولن نقول سنموت من اجله لان ثقافتنا هي ثقافة الحياة بل نريد العيش لان لبنان يريدنا أحياء وليس امواتا.

ونقول: كما كانت هناك ايادٍ تحافظ على الوطن سنظل نمدها لكل من يريد الحفاظ على الوطن، ولكننا سنقطع كل يد ستمتد بعد اليوم على الوطن ولرفاقنا نقول: من زحلة الى بعبدا، طريق الكرامة عبّدتها الكتائب بمحبتها للبنان ونقول: الرئيس العنيد حريص عليكم جميعا وعلى لبنان 10452 كلم ولا تخافوا مهما قيل، فالكتائب ما زالت قوية "وما ختيرت" فالشباب يزرعون الارض بالنبض الحي ليبقى لبنان، وان كنت لن اتحدث في السياسة لكنني أقول: "الفرج قريب"، ولاننا واحد نقول لسامي الله يحميك لانك من سنديانات الكتائب الكبرى.

وختم ماروني: كونوا مستعدين، مشددا على ان الكتائب ليست حضورا ونداءً فهي استحقاقات، مشيرا الى ان الاستحقاق القادم هو مصير لبنان فبعد 2013 اما ان يبقى لبنان واما لا يبقى ولكن بهمة الكتائب سيبقى.

             

الراعي ترأس قداس الاحد الجديد في بكركي: نجد الكثير من الفساد والحقد والظلم والإعتداء على الكرامات والصيت بالكذب والإفتراء والتضليل والإرتهان للمال الحرام

وطنية - بكركي - 15/4/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الجديد على مذبح الباحة الخارجية لكابيلا القيامة في بكركي ، عاونه فيه المطارنة كميل زيدان، حنا علوان وجورج اسكندر، مدير المكتب الدولي للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب مروان ثابت، الامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب بطرس عازار ولفيف من الآباء، وحضر القداس قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، قائمقام جبيل نجوى سويدان، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، رئيس مجلس ادارة مستشفى سيدة مارتين الدكتور جوزف الشامي، رئيس مجلس ادارة مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، رئيس اللجنة الاقتصادية للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انطوان منسى، الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى القاضي منير حنين، رئيس المجلس التأديبي القاضي جورج عواد، رئيس محكمة التمييز المدنية القاضي انطوني عيسى الخوري، جماعات "إيمان ونور" و"الرحمة الالهية"، المشاركون في مؤتمر المكتب الدولي للمدارس الكاثوليكية المنعقد في دير سيدة الجبل وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "اذا آمنتم ان يسوع هو المسيح ابن الله، كانت لكم باسمه الحياة الابدية"، قال فيها: "بهذه الكلمات ينهي يوحنا الرسول إنجيله، ليقول ان انجيل يسوع المسيح يقدم لكل واحد منا صفحة بيضاء، يكتب عليها وقائع حياته مع المسيح الفادي والمخلص. وقال انه لم يدون كل الآيات التي أجراها الرب يسوع، بل اكتفى بما دون لنا "لكي نؤمن ان يسوع هو المسيح ابن الله،ولكي تكون لنا،اذاآمنا،الحياة باسمه". وبما ان ظهوراته المتتالية، بعد قيامته، كانت تتم ايام الاحد، فأصبح الاحد "يوم الرب"، اي يوم إعلان الايمان بالمسيح، ويوم قبول الحياة الجديدة التي يقدمها لنا بنعمةالاسرار في كل يوم. ولهذا سمي الاحد الذي يليه أحد القيامة "الاحد الجديد" ليكون حلقة في سلسلةالآحاد".

اضاف: "أود ان أحيي جميع الحاضرين ومن بينهم جماعات "الرحمة الالهية" بمناسبة عيدها في الاحد الجديد هذا، وجماعات "إيمان ونور" بمناسبة الاحتفال بعيدها الاربعين، والشخصيات اللبنانية والاجنبية التي شاركت في المؤتمر الذي نظمه المكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا حول موضوع :"الثورات العربية ومسيحيو الشرق"، وقد شاركنا شخصيا في هذا المؤتمر بكلمة افتتاحية تمنينا فيها ان يكون الربيع العربي كما ترجوه الشعوب ربيع ديموقراطية. واحترام لحرية الانسان وتعزيز الحريات العامة وإدخال الديموقراطية الى الانظمة العربية. وأعربنا عن التزامنا في قيام ربيع مسيحي يواصل في هذا الشرق الرسالة المسيحية العريقة".

وتابع: "فها نحن نحتفل اليوم "بالاحد الجديد"،الذي هو بداية الازمنة المسيحانية الجديدة، التي افتتحها المسيح عهدا جديدا بين الله والانسان، بتقديم ذبيحة ذاته على الصليب فداء عن الجنس البشري، وقد جرى مع دمه المسفوك ينبوع الغفران للعالم، وبإعطاء وليمة جسده ودمه لحياة البشر. ونوجه النداء الى كل مسيحي ليكون أمينا لهذا العهد الذي أبرمه المسيح بدمه، والذي يجدده المسيحي المؤمن والمسيحية المؤمنة في كل يوم أحد، المعروف بيوم الرب ويوم الإنسان ويوم العائلة. انه يوم العيد بلقاء سر الله الثالوث، في ليتورجيا الأحد، حيث يتجدد العقل بنور الحقيقة من كلام الإنجيل، ويتجدد القلب بالمحبة الإلهية المسكوبة في القلوب بحلول الروح القدس، وتتجدد النفوس بنعمة الشفاء الجارية من ذبيحة ابن الله ووليمة جسده ودمه. إننا نرى بمرارة كم ان العديد من المسيحيين تناسوا هذا العهد الإلهي، وغابوا عن موعد يوم الرب، فانحرفوا عن الحق والخير وجمال القيم، فعانت العائلة والمجتمع والدولة من مخلفات هذا الإنحراف، فسادا وشرا وانقساما".

وقال: "ولأن "الأحد الجديد" هو عهد محبة الله ورحمته اللامتناهية لكل إنسان على مدى التاريخ، فقد جعله الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني "عيد الرحمة الإلهية" فكان ان بادلته رحمة الله نعمة الإنتقال من عالمنا الى مجد السماء في مثل هذا اليوم من سنة 2005. ففي 30 نيسان 2000 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني "الأحد الجديد" عيد الرحمة الإلهية، في مناسبة تقديس الأخت فوستين، من راهبات سيدة الرحمة في فرصوفيا عاصمة بولونيا. ظهر الرب يسوع لهذه الراهبة وطلب اليها أن تنشر عبادة رحمته الإلهية. لقد تراءى لها بكامل قامته الممجدة مع شعاعين يخرجان من جهة قلبه، يرمزان الى الماء والدم اللذين سالا من صدره عندما طعنه أحد الجنود بحربة وهو مائت على الصليب. الشعاع الأبيض يرمز الى ماء المعمودية، والشعاع الأحمر يرمز الى دم القربان. من ماء المعمودية ولدنا ابناء وبنات لله بالأبن الوحيد، وبدم القربان نلنا غفران الخطايا والحياة الجديدة. كل يوم أحد يذكرنا بالرحمة الإلهية التي تظلل حياتنا".

اضاف: "يسعدنا أن تشارك معنا اليوم جماعات "الرحمة الإلهية" المنتشرة في مختلف الرعايا والأبرشيات. ومعلوم ان عبادة الرحمة الإلهية بدأت في لبنان سنة 1996 ثم راحت بعد سنة تتنظم جماعات الرحمة الإلهية في لبنان وسوريا ومصر والأردن وكندا، وتلتقي حول مسبحة الرحمة الإلهية والتأمل بسر رحمة الله المتجلية في سر موت المسيح وقيامته. لقد بلغ عدد هذه الجماعات في لبنان أربع عشرة جماعة في مختلف الأبرشيات. إننا نصلي مع هذه الجماعات لكي تسود الرحمة في كل المجتمعات للغاية التي مشفها الرب يسوع للقديسة فوستين: "عبادة الرحمة الإلهية هي خشبة الخلاص التي، إن لم يلتجيء اليها العالم لن يجد السلام ولن يخلص".

وتابع: "ان ظهور الرب يسوع للتلاميذ وتوما معهم، في ذاك يوم الأحد، يذكرنا بذبيحة الفداء. فأراهم جراحات الصلب في يديه وصدره، ليعرفوه من خلالها. وفي الواقع عرفه توما المشكك وهتف بصرخة الإيمان، التي أصبحت بداية كل صلاة تتلوها الكنيسة: "ربي وإلهي" هذا المشهد يتكرر في كل يوم أحد في ذبيحة القداس، حيث يقدم الرب يسوع بواسطة الخدمة الكهنوتية، جسده ودمه ذبيحة فداء وخلاص، تحت شكلي الخبز والخمر. لكن آلامه الحسية ما زالت جارية في آلام أعضاء جسده، أعني كل المتألمين بشتى الآلام الجسدية والنفسية والمعنوية".

وقال: "يسعدنا ان تشارك معنا ايضا في هذا الإحتفال بجراحات المسيح الخلاصية جماعات "إيمان ونور" التي تحتفل بعيدها الأربعين، والتي أرادت أن تكون سنة 2012 سنة حج واحتفالات. "إيمان ونور" حركة جماعية تسعى الى خلق علاقات صداقة مع أشخاص مصابين بإعاقة، الى الإنفتاح على أهلهم للتقرب منهم، ومساعدتهم في إدراك حالة ولدهم المصاب وفي إنمائه وانخراطه في مجتمعه، وفي جعله مصدرا للوحدة والمحبة في قلب العائلة، تلتقي جماعات "إيمان ونور" في أوقات متنوعة من الفرح والعيد. إنتشرت في لبنان منذ ثلاثين سنة، وفاق عددها الستين جماعة في مختلف الرعايا والأبرشيات اللبنانية".

وتابع: "ظهور الرب يسوع في إنجيل اليوم هو ظهور قرباني، قداس أقامه يسوع، ليكرس يوم الرب. وهو إياه قداس الكنيسة، بأقسامه الثلاثة: خدمة الكلمة التي تغذي العقول بالحقيقة التي تنير حياة المؤمنين، يسوع كلمهم وحررهم من الشك، ذبيحة الفداء التي تشفي النفوس بالغفران، يسوع الذبيح الممجد أراهم علامات الذبيحة الدائمة، جراح يديه وجنبه، مناولة جسد الرب ودمه للحياة الجديدة، يسوع وهبهم ذاته وسلامه وروحه القدوس، فهتف توما: "ربي وإلهي". قداس يوم الرب يجعل من كل أحد يوم الإنسان والجماعة والعائلة وعيدها، إنه ينبوع "الشركة والمحبة" التي نعمل في سبيل إحلالها وجعلها ثقافتنا وحضارة حياتنا".

(إننا نرى بمرارة كم ان العديد من المسيحيين تناسوا هذا العهد الإلهي، وغابوا عن موعد يوم الرب، فانحرفوا عن الحق والخير وجمال القيم، فعانت العائلة والمجتمع والدولة من مخلفات هذا الإنحراف، فسادا وشرا وانقساما".)

اضاف: "أود أن أشكر الله معكم، على ان العديدين من أبناء الكنيسة وبناتها يحافظون على قداس يوم الرب في كل أحد. وقد شهدت رعايانا، في مناسبة الأسبوع العظيم وعيد قيامة الرب من الموت، عودة واسعة الى الليتورجيا الإلهية. ولكن ما يقلق بالنا هو ان عددا لا يستهان به من أبنائنا وبناتنا، ما زالوا بعيدين عن قداس الأحد، ويعيشون بعيدا عن كلام الله المنير، وعن نعمه سر التوبة والقربان التي تشفي النفوس. ولهذا نجد، ويا للأسف، الكثير من الفساد، والحقد والظلم، والإعتداء على الكرامات والصيت بالكذب والإفتراء والتضليل، والإرتهان للمال الحرام والرشوة والسرقة. ألم يقل بولس الرسول: "لهذا السبب كثر بينكم المرضى والضعفاء؟". لكن رجاءنا بالمسيح القائم من الموت يعطينا اليقين بأنه قادر على تغيير القلوب وإعادتها الى الله. وعلى أساس هذا الرجاء نلتزم بإعلان جديد للانجيل في محيطنا المسيحي". وتابع: "إنني أدعوكم للصلاة من اجل ارتداد الخطأة، وأدعوكم للتنبه لما يحاك من شر للكنيسة ورعاتها، وللاعتصام بكل ما هو حق وخير وعدل. ألم ينبهنا السيد المسيح:"ليس عبد أعظم من سيده. فإن كانوا قد اضطهدوني فسوف يضطهدونكم ايضا. وإن كانوا قد حفظوا كلمتي، فسوف يحفظون كلمتكم أيضا". أضاف: "سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم". وأكد : "ولكن شعرة واحدة من رؤوسكم لا تهلك. وبثباتكم تحافظون على أنفسكم، فأنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معارضيكم ان يقاوموها أو يناهضوها". بفضل هذه الثقة بالمسيح، الذي أراد بموته وقيامته أن يجمع البشرية في وحدة البنوة لله وشمولية الأخوة، نواصل سعينا الدؤوب لبناء وحدتنا الكنسية الوطنية بروح الشركة والمحبة". وختم: "صلاتنا أن يشددنا المسيح الرب في الإيمان باسمه، لتكون لنا الحياة الجديدة بالروح القدس لخلاصنا وخلاص العالم. ولله المجد والتسبيح الى الأبد. أمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية، كما استقبل رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس الذي اطلعه على المشاريع الإنمائية التي يقوم بها الإتحاد، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع العامة.