المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 نيسان/2012

إنجيل القدّيس لوقا12/13-21/التواضع والأخرة

وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

عناوين النشرة

*النائب البطريركي سمير مظلوم: من يسافر لروما للمطالبة باستقالة الراعي أصغر من أن يطال مقامه

*العسكرية" تستدعي 19 شاباً على خلفية أحداث "الجامعة العربية"

*مسلسل الثقلاء/عماد موسى

*بطريركية الارمن الكاثوليك:احتفالات في الذكرى ال 97 للابادة الامنية

*سخرية الأقدار/إيلي فواز/لبنان الآن

*لبنان الرسمي يرفض طلبا دوليا لاستخدام المراقبين الدوليين لمطار القليعات

*باراك: بضعة اجتماعات مباشرة تكفي لكشف نيات طهران 

*نجاد يحذر من المس بوحدة وسلامة الأراضي الايرانية

*كلينتون طالبت طهران باتخاذ إجراءات ملموسة قبل تخفيف العقوبات 

*باراك: لم نتعهد لواشنطن عدم ضرب إيران خلال المفاوضات

*رئيس البرلمان العربي يطالب إيران بوقف الاستفزاز في قضية الجزر الثلاث

واشنطن تدعو إلى حل "سلمي" للخلاف بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث

*مجلس التعاون الخليجي يندد بزيارة نجاد إلى «أبو موسى».. والرئيس الإيراني يصعد

*طهران تحذر في «يوم الجيش» من أي مساس بوحدة وسلامة أراضيها.. وتنوي تحويل الجزيرة لمنتجع سياحي نموذجي

*الصحف السعودية تشبه الممارسات الإيرانية بالسلوك الإسرائيلي

*في مقابلة مع أسانج لحساب تلفزيون روسي نصر الله: نحن حلفاء نظام الأسد ولسنا عملاء و"القاعدة" يريد تحويل سورية "ساحات قتال"

*شمعون لـ"السياسة": عون مجنون ويعاني عقدة الوصول إلى الرئاسة

*سفير الصين دان محاولة اغتيال جعجع وشرح ما فعلته بلاده "للمساهمة بتخفيف الأزمة بسوريا"

*حماده زار جعجع وعدد من النواب: الحكومة الحاليّة لن تكون حاضرة في انتخابات 2013

*جعجع استقبل روبير فاضل وتسلم من نوفل ضو دعوة للمشاركة في العشاء السنوي ل"اللقاء المستقل"

*جعجع: العيش بحرّية علّة وجودنا ولن ينتزعها منّا أحد

*الراعي يدعو الى "ربيع مسيحي": نحتاج الى قادة يخدمون الوطن بإخلاص

*رأس مؤتمر بيت عنيا وافتتح آخر في "الروح القدس" وزار مؤسسات "المقاصد"

*نواب إيرانيون نددوا بـ"إدعاءات" الإمارات بشأن جزيرة "أبو موسى"

*أعلن رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله: لقاء معراب بروفا ناجحة جداً

*نواب "المستقبل": لا يمكن اقتراح قانون انتخاب وفق النسبية

*وحدة الضدّين: أيمن الظواهري وحسن نصرالله/وسام سعادة/المستقبل

*حمادة في الجلسة العامة:السقوط المدوي في انتظارالحكومة

* زهرا في جلسة المناقشة العامة: كل الموبقات ترتكب وتعلن ولا يرف لأحد جفن والحكومة تحتقر المجلس النيابي وتهين دوره

*الزغبي لموقع 14 آذار: النظام السوري "ساقط" بالمرحلة المتوسّطة... ومشهدان في مجلس النواب اللبناني 

*المكتب السياسي الكتائبي أسف "للتصدع الحكومي": للاسراع في التعيينات وعدم ربط مشروع تصحيح الاجور بالموازنة

*اللجنة اللبنانية - الإيرانية تثير حساسيات عربية وتفتح ملف  العقوبات وتساؤلات عن خلفية التوقيت والعلاقة التحالفية مع طرف "خارج الدولة"/ريتا صفير/النهار

*رفض الحريرية والجنبلاطية للنسبية يجعلها غير ميثاقية/شارل جبّور/الجمهورية

*14 آذار: لا جهوزيّة للردّ على تغيير قواعد اللعبة/أسعد بشارة/الجمهورية

*دار الافتاء الجعفري في بعلبك استنكرت جريمة قتل محمد عقيد صلح ومحمد نديم بقبوق

*أمين الجميل التقى وزير خارجية الفاتيكان ويشارك غدا في ندوة تعقد في مجلس الشيوخ الايطالي

*السفارة الاميركية: بروكس زار قهوجي وعسكريين وشدد على التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين

*المجلس الأعلى للروم الكاثوليك رحب بزيارة البابا: لتجنيب لبنان أي إهتزازات نتيجة ما يحصل في سوريا والمحيط

الراعي جال في مرافق جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية": العالم بحركته السريعة ومتغيراته يحتاج إلى إنسان يتجدد كل يوم

*سليمان واصل زيارته لاوستراليا والتقى الحاكمة العامة: لا استقرار ولا سلام فعليا في الشرق الأوسط من دون عدالة اجتماعية في الداخل/لبنان سيبقى وفيا لرسالته ويلقى من اوستراليا دعما دائما لسيادته واستقلاله/لزام علينا في كل مناسبة ان نذكر بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب اسرائيل من أراض ما زالت تحتلها

*النائب غازي يوسف في جلسة المناقشة العامة: إكرام الحكومة دفنها رحمة بالبلاد والعباد وهي تنتحل صفة الحكم وهي مجرد واجهة لحاكم آخر

*14 آذار "معرابية"/محمد سلام/موقع الكتائب

جورج علم: مشهد مجلس النواب لن يغيّر التوازنات... وسوريا تحوّلت الى خط تماس بين اطراف دولية 

*الإمارات وإيران.. العدوان أبدا/عادل الطريفي

*لقاء إسطنبول النووي.. تبادل هدايا أم تقاسم جديد للأدوار؟/سمير صالحة/الشرق الأوسط

*رئيس وزراء قطر: لا نرى تقدما في تنفيذ خطة أنان وأنان يسلم اللجنة العربية بشأن سوريا تقريرا عن الأوضاع

*مخاوف عالمية من استخدام الأسد أسلحة الدمار الشامل لقمع المتظاهرين

*الثورة السورية ورؤية أمير دولة قطر/داود البصري/السياسة

*امين الجميل شارك في ندوة في مجلس الشيوخ الايطالي: لبنان مساحة حوار دولي والمطلوب صوغ شراكة بين الديموقراطيات ''

*رئيس الجمهورية التقى أبناء الجالية خلال احتفال في سيدني: ولادة لبنان تبدأ في ظل التحول نحو الديموقراطية في الدول العربية

*مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين أحيل على المجلس وسيقر قريبا

*ارتكاز لبنان قائم على الجيش والشباب والمغتربون يشكلون "الاوكسجين"

*مؤتمر "مستقبل التشيّع": "لبلورة وعي جديد.. ومحاصرة نزعات التطرف"

*بري رفع جلسة المناقشة العامة الى العاشرة من صباح غد

*ابي رميا في جلسة المناقشة العامة: نحن دعاة تغيير وإصلاح وعاملون لتحقيقهما

 

تفاصيل النشرة

 

النائب البطريركي سمير مظلوم: من يسافر لروما للمطالبة باستقالة الراعي أصغر من أن يطال مقامه

وكالات/18 نيسان/12/رأى النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ان “الذين يسافرون الى روما للمطالبة باستقالة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي هم اصغر من ان يطالوا مقام البطريرك”، متمنيا “ان يعود كل واحد لحجمه”. واعتبر مظلوم في حديث لـ”OTV” ان الحرب في سوريا ومصر وغيرها من البلدان ليست موجهة ضد المسيحيين، انما في بلداننا لا يوجد تصور واضح للديمقراطية وتطغى بصورة اجمالية في هذه البلدان اللاعقلانية على التصرفات عندما يصبح هناك اي تفلت من القانون”، متمنيا “اعطاء المسيحيين في البلدان العربية حقوقهم كالمواطنين الآخرين”، مشددا على ان “لا ديمقراطية دون احترام حقوق الانسان”.ولفت الى “اننا بحاجة الى وعي اكثر لان هناك ربما مخططات تحاك لنا”، مشيرا الى انه “لا يرى بالظروف التي نعيشها والاحداث على الارض، ربيعا بل بالعكس ارى شتاء وخريفا، فلا ربيع في اي بلد الا بوحدة ابنائه وتفاهمهم”. واكد مظلوم ان البطريرك الراعي “منفتح على الجميع ومستعد ان يزور ابناءه الموارنة في كل البلدان، ولكن لا زيارة قريبة مبرمجة له الى سوريا لان لديه قريبا زيارة الى كندا واميركا والمكسيك، وفي اول مناسبة يمكنه ان يزور سوريا سيفعل ذلك”.

 

بطريركية الارمن الكاثوليك:احتفالات في الذكرى ال 97 للابادة الامنية

وطنية - 18/4/2012 - اصدرت بطريركية الأرمن الكاثوليك، اليوم، بيانا في الذكرى ال97 لذكرى الإبادة الأرمنية (24 نيسان 1915 - 24 نيسان 2012)، اعتبرت فيه ان "الشعب الارمني يكمل مسيرته على درب الجلجلة متسلحا بالإيمان والإرادة الصلبة، ويجابه مرة أخرى يوم 24 نيسان بشجاعة وعزم حاملا صليبه وآلامه المزمنة، رافضا الإنصياع الى قوى ظالمة ناكرة لوحشيتها ولتاريخها".

ودعت البطريركية وبالتعاون مع اللجنة الأرمنية لإحياء مئوية ذكرى الابادة الأرمنية بتنظيم أمسية تذكارية عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الثالث والعشرون من الحالي حول ضريح شهداء الإبادة الأرمنية الكامن في باحة البطريركية - الجعيتاوي، وتتخلل الأمسية صلاة وبرنامج وطني ثقافي وسوف يسهر الحضور على ضريح شهدائه الأبرار. كما دعت الى حضور قداس الهي يقام يوم 24 نيسان في الساعة الخامسة بعد الظهر في باحة مدرسة الجمهور- الجعيتاوي، ويليه صلاة عن راحة أنفس الشهداء أمام ضريح الشهداء في بطريركية الأرمن الكاثوليك.

 

العسكرية" تستدعي 19 شاباً على خلفية أحداث "الجامعة العربية"

 أثار النائب عمّار حوري في كلمته في مجلس النواب موضوع استدعاء المحكمة العسكرية النائبة لـ19 شابا على خلفية قضية إنتهت قبل خمس سنوات، معتبرا أن ذلك يوقظ الفتنة، داعيا رئيس الحكومة ووزير العدل الى التصرف، لأن "لعن الله من أيقظ الفتنة". بالأمس، تذكرت المحكمة العسكرية الأحداث التي جرت في محيط الجامعة العربية في بيروت في كانون الثاني 2007، لكنها ظلت متناسية هجوم السلاح غير الشرعي الذي أطبق على بيروت وأهلها وأحيائها بالحديد والنار في 7 أيار 2008. ففي خطوة مثيرة للاستغراب في توقيتها ومدلولاتها، ذكرت "المستقبل" أن المحكمة العسكرية استدعت أمس 19 شاباً معظمهم من الطريق الجديدة للمثول أمامها بعد غد الجمعة للمرة الأولى بتهم "التحريض وتهديد السلم الأهلي وإطلاق النار والتصدي للقوى الأمنية" في جلسة تحقيق أوّلي تعقبها جلسات محاكمة، على خلفية أحداث الجامعة العربية. وتعليقاً على الاستدعاء، قال عضو كتلة بيروت النائب نهاد المشنوق لـ"المستقبل": "بيروت ليست يتيمة ولن نقبل بالظلم ولو كان قضائياً. إن مذكرات الجلب والتي تجاوزت كل المدد الزمنية تتحمّل مسؤوليتها الأجهزة العسكرية التي تذكرت أخيراً أحداثاً وقعت منذ خمس سنوات لتفتعل فتنة اعتقاداً منها بأن أهالي بيروت متروكون وليس أمامهم إلا التسليم بقضاء عسكري يأتي متأخراً فقط خمس سنوات". أضاف المشنوق "لن نقبل بهذه العشوائية ولا المزاجية في تصرف جهات قضائية عسكرية نفترض ونريد أن نحترم مهمتها، وأن تأخذ في الاعتبار أن وصول الملف الى يدها في هذه الظروف هو افتعال يُقصد منه فتح ملفات ليس فيها إلا الفتنة والاشتباك والاشتباه". وختم المشنوق بالقول "على الجميع أن يعلم أننا لن نسلّم بهذه المزاجية ولا بهذا الافتعال رغم تأكيدنا على احترامنا والتزامنا بالقرارات القضائية شرط أن لا تكون مفتعلة ولا مجتزأة ولا مشبوهة". من جهته، شدد عضو الكتلة النائب عمار حوري لـ"المستقبل" على أن "استدعاء الضحية مخالف لأقصى قواعد العدالة، بينما نرى المعتدي يسرح ويمرح في كل المناطق والسلطة عاجزة عن أدنى مساءلة توجّه إليه. وهذا هو الانحياز بعينه للمعتدي ضد الضحية وهو ما لا يمكن أن نقبل به".

 

 

مسلسل الثقلاء

عـمـاد مـوسـى/لبنان الآن

نقلُ جلسات المناقشة العامة في البرلمان على الشاشات الصغيرة أتاح  للمشاهدين الحصول على عروض مجانية متفاوتة، فيها الجيد والسيء، المفتعل والصادق، الجدي والهزلي. المسلّي والرتيب.

وفيها جرس يدق وطلاب. ضحك وجد. و"إستيذ" ينهر طلاّبه: إقعد يا ابراهيم. إسكت يا حكمت. خلص يا مروان. لا يا إميل. عيب يا شباب. أبيساش هالحكي يا أكرم.

وما استوقفني في  الفصل الأول من المناقشات غياب ثلثي أعضاء  الحكومة والأقطاب السادة: ميشال عون. سعد الحريري (بعذر طبي) سليمان فرنجيه، طلال إرسلان، وليد جنبلاط، سليم بك كرم (عقله في لبنان قلبه في أوكرانيا). وفي هذا الفصل وجد الممثل الصاعد على أكتاف "حزب الله" إميل رحمة نفسه قطباً مارونياً يؤدي أحد الأدوار الثانوية بركاكة، فحوّل المشهد المفترض أن يكون ذات منحى عنفواني إلى مشهد كاريكاتوري، وفي الحالين لا يسع رحمة إلاّ أن يضحك في عبّه لوجوده حيث هو إذ حظي بنسبة مشاهدة مقبولة على الرغم من رداءة أدائه.

سيترحم المشاهدون على عاصم قانصو وهو حي. مشكل عاصم ـ خالد الضاهر مشكل. ومشكل إميل مشكل؟

زميل إميل نائب جبيل سيمون أبي رميا، بدا أكثر جدية ونضجاً على الرغم من الفارق في السن. طرح نائب الأبجدية أرقام الديون التي راكمها تحديداً الرئيس الحريري ونجله والمواطن فؤاد عبد السنيورة. فنّد "الورتة التقيلة" وبنّدها. النائب ميشال حلو، طلع على المنبر "مدفّى حالو" بشكل جيد. تحدّث  أيضاً عن الإرث الثقيل. وجاءت كلمته مستوحاة من دراما كتبها ابراهيم كنعان بعنوان "حصر الأرث" والبطولة محسومة للجنرال  عون ويقوم فؤاد السنيورة بلعب دور الشرير وجهاد أزعور بدور مساعد الشرير الأول ومحمد شطح بدور أمين سر الشر وريا الحسن أفضل شر مساعد ويؤدي محمد الصفدي في المسلسل دور اليد اليمنى للرجل الوطواط. سيضرب "حصر الأرث" روبي وفاطمة. إرث ثقيل فعلاً. وهناك من اقترح استبدال العنوان بـ"الثقلاء" تشبهاً بـ"البؤساء".

وكعادته حافظ الدكتور عمار حوري في واحدة من حلقات المناقشة على معادلته الذهبية: إبتسم تجننهم. وظهرت العوارض السلبية  لمعادلته  على أحد مقلّدي الجنرال.

وحضرت سورية بكلمات الخطباء نأياً واستزلاماً. وتبديداً لأي شك بسلوك كتلة "التنمية والتحرير" رئيساً ورتباء، وجّه غازي الثامن من آذار تحية إلى سورية الأسد، باعتبار أن الدولة الشقيقة مرتبطة بعيلة رئيسيها. فماذا لو خَلَف وليد المعلم الرئيس بشار الأسد في الرئاسة؟ إن حصل التغيير بفعل الإصلاح فهل يوجّه النائب الحكيم تحية إلى سورية المعلم وليد؟

ومن المحطات المضيئة في المسلسل المعتم، كلمة غازي 14 آذار الطاقة والمياه والكهرباء والإتصالات حيث "فصفص" الملفات ملفاً ملفاً فيما كان الصهر "الثقيل" مأخوذاً بأحاديث جانبية كأن كلام الخطباء موجّه إلى آلان طابوريان، أما زميله العاقد الحاجبين على الجبين اللجّين فبدا وكأنه يفكّر. إذا هو موجود. وأخيراً وجَدَ حفيدُ صالح الخير، وليد فتى الضنية الأغر كاظم، نفسَه على لائحة الخطباء مع ميشال آلان عون. فأين البقلاوة يا شباب؟

 

سخرية الأقدار

إيلي فواز/لبنان الآن

نحن اللبنانيون، وربما الاخوة الفلسطينيون ايضا، مخولون الكتابة عن احداث سوريا وتحليلها اكثر من غيرنا لما لنا مع نظام الاسد من تاريخ مشترك، ولما لبداية الاحداث في سوريا من تشابه مع بداية احداث حربنا الاهلية وحروب الاخرين فيها. لن نجازف اذا ما قلنا ان سوريا تعيش حربا اهلية، وانها على ما هو جلي ستستقبل موفدا لتودع اخر، وستشهد ولادة مبادرات بكثير من الامل، لتدفنها بكثير من اسى لان لغة الرصاص هي اللغة الوحيدة التي يتكلمها الاسد. الرغبة الدولية في ايجاد حل سياسي ودبلوماسي مع نظام البعث لن يجدي نفعا فهو سيتلاعب بالموفدين والمبادرات معا،  بغطاء روسي، وسيتبنى اصلاحات لن ترى طريقها الى التنفيذ، لكسب وقت اضافي في محاولة يائسة لخنق الثورة وتطويق جيشها الحر وقصف المدن المعارضة التي لم تعد تعد امواتها.

نعم سيشعل الاسد الحرائق ويتهم المعارضة بافتعالها ويهرع الى اطفائها بالحديد والنار. تلك الحيل والاساليب عشناها طول مدة احتلاله، وقبله اباه، للبنان وذلك على مدى عقود من الزمن. هذا ما سيعيشه للاسف السوريون حتى ياتي يوم تتحرك فيه الدول الكبرى وتتخذ قرارا بحسم الامور هناك ان كان من خلال تسليح الجيش السوري الحر كما و نوعا، او من خلال التدخل العسكري المباشر.

ولكن على ما يبدو العالم ليس على عجلة من امره لايقاف مجازر الاسد، ربما لان ترك الجبهة السورية مفتوحة فيها اضعاف واستنزاف لنظام الملالي في ايران، او ببساطة لم تعد لسوريا في حالتها اليوم اية قيمة استراتيجية تذكر لدى الغرب. لذا ازمة سوريا مرشحة ان تطول وهي لا تبدو انها ستلاقي طريقها الى الحل قريبا كما تنبأ المنجمون، موالون ومناهضون.

مما يحدونا في لبنان الى دق ناقوس الخطر، والاضاءة على موضوع اللاجئين السوريين، عل حكومتنا العزيزة تستنفر طاقاتها من اجله، وهي الغائبة دائما الا عن حفلات الصفقات، خاصة وانه من المقدر ان يزداد عديدهم مع استمرار النزف في بلاد الشام. فالموضوع يتعدى المواقف السياسية ليصل الى امن واقتصاد لبنان. فالنازحون ان ظلت الحكومة اللبنانية تتجاهل توافدهم، و"تنأى بنفسها" عنهم, سيشكل وجودهم من دون رعاية من قبل الدولة والمؤسسات الدولية، احزمة فقر اضافية في اكثر من منطقة لبنانية وقنبلة اجتماعية قد تنفجر بوجه الجميع في اية لحظة. ومن البديهي القول ان اعباء خزينة الدولة ستستنفد من اجل تأمين الملجأ والملبس والطعام لهم، فيما هي نفسها تبدو عاجزة عن دفع معاشات موظفيها. كل ذلك على وقع المشاكل الامنية التي سيولدها وجود اللاجئين، نتيجة الحاجة، من سرقات واعمال نهب وقتل. حتى نزوح الطبقة السورية المقتدرة الى لبنان سيكون لها تداعيات اقتصادية وخيمة، من زيادة اسعار المواد الاستهلاكية، الى زيادة الايجارات السكنية، وصولا الى تضخم الاقتصاد اللبناني. واين الحكومة من كل هذا؟ هي كالنعامة تدفن رأسها في التراب من دون ان تدري ان هي لم تقم، بمساعدة الامم المتحدة، مخيمات للاجئين كما في تركيا مثلا، وتتحسب لتلك الازمة، فستضعنا جميعا امام كارثة انسانية واجتماعية واقتصادية خطيرة، لنقع ضحية لسخرية الاقدار مرتين: مرة ضحية قوة نظام الاسد، ومرة اخرى ضحية ضعفه وسقوطه.

 

لبنان الرسمي يرفض طلبا دوليا لاستخدام المراقبين الدوليين لمطار القليعات

ذكرت  "النهار" ان لبنان الرسمي رفض طلباً دولياً لاستخدام مطار القليعات لمصلحة فريق المراقبين الذي قرر مجلس الامن ارساله الى سوريا لأسباب لوجستية. ويأتي اقتراح استخدام المطار من زاوية جغرافية تتصل بالمناطق السورية الساخنة ولا سيما منها محافظة حمص والاعداد المسبق للتصرف في حالات الطوارئ مثل اجلاء اصابات محتملة عبر أقرب منفذ هو عملياً مطار القليعات الذي يتمتع بميزات لا تتوافر في منافذ اخرى في سوريا بما فيها الحدود السورية – التركية. وتقرر الرفض الرسمي اللبناني وفق المعلومات المتداولة من زاوية محاذرة سلوك اتجاه يقود في النهاية الى مسار "الممرات الانسانية" التي سبق للبنان ان رفضها ضمن سياسة "النأي بالنفس" المعتمدة. وكانت المرة الاخيرة التي خرج فيها موضوع تشغيل مطار القليعات في جلسة لمجلس الوزراء من خلال الخطة التي طرحها وزير السياحة فادي عبود لتنشيط القطاع على مستوى لبنان.

 

باراك: بضعة اجتماعات مباشرة تكفي لكشف نيات طهران 

إعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه يكفي ان تعقد مجموعة الدول الست الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة مع المانيا) بضعة اجتماعات مع ايران لمعرفة ما اذا كانت الأخيرة جدية في نيتها وقف برنامجها النووي ام انها تسعى فقط الى كسب الوقت.باراك، وفي حديث للاذاعة "العامة الاسرائيلية"، قال: "خلال بضعة اجتماعات مباشرة يتم فيها عرض كل طلبات مجموعة خمسة زائد واحد (الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن الدولي إضافة إلى المانيا)، يمكن معرفة ما اذا كان الطرف الاخر (ايران) يريد كسب الوقت لتمديد (المفاوضات) طوال العام ام انه يسعى فعليًا الى ايجاد حل". وأضاف "من هذه الزاوية، فان اي توقف، خصوصًا اذا كان طويلًا، يضر بمصالحنا". وقال: "نحن لا نشارك في هذه المفاوضات لكننا نعتقد ان الاميركيين والاوروبيين يتقاسمون هدفا هو وقف (انشطة) ايران". ورأى باراك أنَّ "على المحادثات ان توضح ما اذا كانت ايران تريد بصدق وقف برنامجها النووي العسكري"، مُعتبرًا أنَّه "لتحقيق هذا الامر، ينبغي الا تستمر اشهرًا واشهرًا إلى ما لا نهاية". وختم بالقول: "ويا للأسف، لا نزال نعتقد ان المحادثات لن تدفعهم (الايرانيون) إلى وقف برنامجهم النووي، انهم يمارسون لعبة الوقت مع محاولة شق الجبهة الموحدة التي تشكلت ضدهم".(أ.ف.ب.)

 

نجاد يحذر من المس بوحدة وسلامة الأراضي الايرانية

طهران - ا ف ب: أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد, في خطاب بمناسبة عيد الجيش امس, ان بلاده تؤيد التعاون لحفظ السلام في الخليج لكنها ستدافع "بتصميم" عن سلامة اراضيها من اي اعتداء.

وقال نجاد ان "الشعب الايراني يؤيد الاعتدال والسلام, لكن العالم يجب ان يعرف ان القوات الايرانية سترد بتصميم على اي عدوان على وجود ايران ووحدة وسلامة اراضيها".ومن دون ان يذكر بوضوح عودة التوتر مع دول مجلس التعاون الخليجي بعد زيارته جزيرة أبو موسى التي تحتلها ايران, أكد نجاد أن "التعاون وحده" يمكن ان يضمن امن المنطقة "الحساسة جدا". وانتقد مجددا "التدخلات الاجنبية التي لا تجلب سوى عدم الامان والانقسامات", ملمحا الى وجود القوات الاميركية في عدد من دول الخليج. وتوجه إلى قوات الجيش الايراني بالقول: "كونوا على ثقة بأن النصر سيكون حليفكم ولن تستطيع اي قوة في العالم من الصمود أمامكم, ومثل هذا الجيش لا يقهر", مضيفاً ان الجيش سيجعل "الأعداء يعضون أصابع الندم لو مسوا الجمهورية الإسلامية بسوء".

 

كلينتون طالبت طهران باتخاذ إجراءات ملموسة قبل تخفيف العقوبات 

باراك: لم نتعهد لواشنطن عدم ضرب إيران خلال المفاوضات

 السياسة/قوات إيرانية تشارك في عرض عسكري بطهران لمناسبة يوم الجيشتل أبيب, واشنطن - وكالات: أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن تل أبيب لم تتعهد لواشنطن عدم مهاجمة إيران خلال المفاوضات التي تجريها مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. ورداً على سؤال عما إذا كانت المفاوضات التي بدأت في تركيا السبت الماضي وستستأنف في بغداد في 23 مايو المقبل يمكن ان تقنع ايران بوقف تخصيب اليورانيوم, قال باراك لراديو الجيش الاسرائيلي "لا يبدو لي ان ذلك سيحدث, ليس الان بعد اجتماع اسطنبول وليس لاحقاً" بعد جولة المحادثات في بغداد.

وبشأن التكهنات عن وعد اسرائيل واشنطن بعدم مهاجمة إيران خلال المحادثات, قال باراك: "نحن لم نلتزم بأي شيء, ولا يوجد مثل هذا التعهد, ولم يكن هناك مثله ولا يجب ان يكون هناك مثله".

وجدد الحديث عن ان ايران يمكن ان تدخل قريباً "منطقة حصانة" ضد هجوم اسرائيلي, عندما تضع منشآتها النووية في مواقع عميقة تحت الأرض, أو تصل إلى مستويات عالية من تخصيب اليورانيوم.

وكرر باراك, المقرر أن يلتقي غداً نظيره الأميركي ليون بانيتا في واشنطن, موقف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لجهة اعتباره أن المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى يمكن ان تطول وتهدر ما وصفه بأنه "وقت ثمين". في سياق متصل, رفضت الولايات المتحدة طلب ايران تخفيف العقوبات المفروضة عليها, مشيرة الى انه يتوجب على طهران اولا اتخاذ "اجراءات ملموسة" للرد على القلق المتعلق ببرنامجها النووي. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان "احدا لا يتحدث عن إلغاء او تخفيف العقوبات, ونريد ان نرى ايران تأتي مع مقترحات ملموسة, وفي حال حصل هذا الامر فسوف ندرس كيفية الرد". ورفض الانتقادات الاسرائيلية, مضيفاً "إننا نفرض حالياً أقسى العقوبات في التاريخ ضد إيران وهي سوف تتكثف".

من جهتها, قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في برازيليا "يعود للايرانيين ان يثبتوا جديتهم وسوف نبقي العقوبات قائمة والضغط على ايران".

واضافت "اؤمن بمبدأ أعط تُعطى", موضحة انه يتوجب على ايران ان تقدم "أدلة" عن حسن نيتها وبعدها تتحرك الولايات المتحدة "نتيجة لذلك". في غضون ذلك, حض مشرعون في الكونغرس الأميركي على فرض مزيد من العقوبات على ايران. وقال متحدث باسم السيناتور الجمهوري مارك كيرك "يجب على الولايات المتحدة ألا تخطئ باعتبار حوار ديبلوماسي ايجابي إذعانا لقرارات مجلس الامن".

ويضغط كيرك والعديد من اعضاء الكونغرس على البيت الابيض لاتخاذ موقف متشدد من ايران, ويطالبون بفرض مجموعة متنوعة من العقوبات الاضافية التي تؤدي الى مزيد من العزلة لطهران وتمنعها من التعامل مع بقية العالم. ويساند عدد من الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ مشروع قانون يجبر حكومة الرئيس باراك اوباما على استهداف شركة الملاحة الرئيسية في ايران, ويطرد كل البنوك الايرانية من نظام عالمي للمدفوعات الالكترونية يجري استخدامه في تحويل الاموال. لكن هذا المشروع تعثر حينما رفض زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد السماح للمشرعين بالنظر في اضافة مزيد من العقوبات الى المشروع. ولم يتضح هل سيسمح ريد للمجلس بالتصويت على المشروع قبل بدء محادثات بغداد بين طهران والقوى الكبرى في 23 مايو المقبل.

 

رئيس البرلمان العربي يطالب إيران بوقف الاستفزاز في قضية الجزر الثلاث

القاهرة: «الشرق الأوسط»

طالب رئيس البرلمان العربي، علي سالم الدقباسي، أمس، إيران بوقف استفزازها في قضية الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، قائلا: إن طهران تمارس أسلوبا مرفوضا تجاه الإمارات.واستنكر الدقباسي، في بيان له، التصريحات التي أدلى بها كل من وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ومحسن رضائي قائد الحرس الثوري الإيراني السابق أمين مجمع تشخيص النظام في إيران، التي تزعم وجود حق تاريخي لإيران في الجزر الثلاث. وشدد بيان الدقباسي على رفض ما تضمنته تصريحات صالحي ورضائي جملة وتفصيلا، موضحا أنه في الوقت الذي تتعامل به دول الخليج العربي، وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة مع موضوع الجزر المحتلة بشكل إيجابي وعقلاني وبأسلوب حضاري محترم، يأتي الجانب الإيراني ويمارس أسلوبا مرفوضا يندرج في إطار الاستفزاز.

واتهم الدقباسي إيران بمحاولة لفت الأنظار عن استيلائها بالقوة على أراضي الغير من خلال إطلاق تصريحات وتهديدات غير مسؤولة، مؤكدا أن هذا لا يستند إلى الأسلوب الحضاري والمحترم في التعامل مع الجيران. وتساءل الدقباسي في بيانه أنه إذا كان لإيران حقوق تاريخية في الجزر الإماراتية الثلاث، فلماذا لا تقبل الاحتكام إلى القانون الدولي وإحالة الموضوع برمته إلى محكمة العدل الدولية للاحتكام فيه.

وكان البرلمان العربي استنكر زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للجزيرة الإماراتية، وقال قبل يومين إن زيارة نجاد للجزيرة أججت مشاعر الغضب العربية تجاه طهران، ودعا طهران لاحترام سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، والابتعاد عن سياسة «اختلاق المشاكل» مع دول الخليج العربي.

 

واشنطن تدعو إلى حل "سلمي" للخلاف بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث

دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر إلى حل "سلمي" للخلاف بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة حول جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، منتقداً زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاربعاء الماضي إلى جزيرة أبو موسى، وقال إن "مثل هذه الاعمال (...) لا تعمل إلا على تعقيد الجهود الرامية لحل المشكلة". وأعرب تونر في بيان عن دعم واشنطن لدعوة الإمارات العربية المتحدة إلى حل النزاع عبر التفاوض أو من خلال اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وأضاف أن واشنطن تحث طهران على "التجاوب مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة" لحل الخلاف حول الجزر الثلاث التي احتلتها إيران في العام 1971 بعد رحيل القوات الاميركية من الخليج.(أ.ف. ب.)

 

مجلس التعاون الخليجي يندد بزيارة نجاد إلى «أبو موسى».. والرئيس الإيراني يصعد

طهران تحذر في «يوم الجيش» من أي مساس بوحدة وسلامة أراضيها.. وتنوي تحويل الجزيرة لمنتجع سياحي نموذجي

 الدمام: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط

نددت دول الخليج العربية أمس بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات، واعتبر وزراء الخارجية بعد اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة أمس أن الزيارة تمثل «استفزازا وانتهاكا لسيادة الإمارات». ولم يسفر عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقد أمس بطلب من دولة الإمارات اتخاذ إجراءات صارمة بحق إيران، في حين دعا البيان الخليجي طهران للاحتكام للتفاوض المباشر مع أبوظبي أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية، إلا أنه وعلى الضفة الأخرى، رفع الرئيس الإيراني من نبرته تجاه دول الخليج محذرا مما سماه «أي مساس بوحدة وسلامة الأراضي الإيرانية». وقال الرئيس الإيراني في خطاب بمناسبة «عيد الجيش» أمس أن إيران تؤيد التعاون لحفظ السلام في الخليج لكنها ستدافع «بتصميم» عن سلامة أراضيها ضد أي اعتداء. وقال أحمدي نجاد إن «الشعب الإيراني يؤيد الاعتدال والسلام.. لكن العالم يجب أن يعرف أنه سيرد بتصميم على أي عدوان على وجود إيران ووحدة وسلامة أراضيها».

وقال الرئيس الإيراني إن «وحده التعاون» يمكن أن يضمن أمن المنطقة «الحساسة جدا»، منتقدا «التدخلات الأجنبية التي لا تجلب سوى عدم الأمان والانقسامات» في المنطقة.

من جهتها، قالت صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية إن حكومة طهران وافقت على تحويل جزيرة أبو موسى إلى منتجع سياحي نموذجي، حسب ما أكده رئيس المنظمة الإيرانية للتراث الثقافي والصناعة التقليدية والسياحة حسن موسوي. وقال موسوي للصحيفة إن منظمته تخطط لتوفير التسهيلات لتشجيع السياح لزيارة الجزيرة. وقال موسوي إن أبو موسى هي واحدة من الجزر الإيرانية الأكثر جمالا في الخليج الذي يتوقع أن يستقطب الكثير من السياح الإيرانيين والأجانب. وقال بيان وزراء خارجية الدول الخليجية إن «الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى المحتلة استفزاز وانتهاك لسيادة الإمارات». واحتضنت العاصمة القطرية الدوحة أمس الاجتماع الاستثنائي الـ39 لوزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري. وشارك في الاجتماع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني.

وقال بيان للمجلس الوزاري الخليجي إن دول المجلس «تستنكر بشدة زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبو موسى باعتبارها عملا استفزازيا وانتهاكا صارخا لسيادة الإمارات العربية على جزرها الثلاث».

كما اعتبر المجلس الوزاري في ختام الاجتماع الذي عقد بدعوة من الإمارات أن الزيارة التي أجراها الرئيس الإيراني يوم الأربعاء الماضي «تتناقض مع سياسية حسن الجوار التي تنتهجها دول الجوار في التعامل مع إيران ومع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس بالدعوة إليها من أجل حل قضية احتلال الجزر». وإذ اعتبر وزراء الخارجية أن زيارة أحمدي نجاد للجزيرة «لا تغير شيئا من الحقائق التاريخية»، دعوا إيران إلى الحوار مع الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وهو موقف ما انفكت الإمارات تكرره في السنوات الأخيرة. وطالب المجلس الوزاري «الجانب الإيراني بإنهاء احتلال هذه الجزر والاستجابة إلى دعوة دولة الإمارات بإيجاد حل سلمي وعادل عن طريق المفاوضات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية».  كما أعلنت دول المجلس «تضامنها الكامل مع دولة الإمارات وتأييدها لكل الخطوات التي تتخذها من أجل استعادة حقوقها وسيادتها على جزرها» مشددة على أن «الاعتداء على السيادة أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من دول المجلس يعد تدخلا واعتداء على كافة دول المجلس».

ورأى المجلس الوزاري أن زيارة الرئيس الإيراني «قوضت التهدئة التي قامت بها الإمارات» وشدد على ضرورة «الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية» للدول الأخرى، وعلى أهمية هذه المبادئ من أجل «تجنب تداعيات عدم الاستقرار في هذه المنطقة المهمة من العالم على الأمن والسلم الدوليين». وقد تصاعد التوتر في منطقة الخليج بعد زيارة غير مسبوقة قام بها أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى، وهي الزيارة التي لقيت تنديدا شديدا من الدول الخليجية، وقد أدانت دول الخليج العربي زيارة نجاد لجزيرة أبو موسى المتنازع عليها بين إيران والإمارات العربية، وأبو موسى هي كبرى الجزر الثلاث التي سيطرت عليها إيران غداة انسحاب البريطانيين منها في 1971 وتؤكد الإمارات سيادتها عليها. وكانت الإمارات دعت مرارا إلى حل مسألة الجزر عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية. واستدعت أبوظبي الخميس سفيرها لدى إيران للتشاور كما استدعت سفير إيران لديها للاحتجاج. وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية إن عدم التوصل إلى حل للنزاع بين الإمارات وإيران حول الجزر الثلاث في الخليج قد يمس «بالأمن والسلم» الدوليين. مؤكدا: «لا نستطيع أن نترك الأمر (النزاع حول الجزر) إلى الأبد وقد يكون له تأثير على الأمن والسلم الدوليين، ولا أنظر للمسألة على أنها مسألة بين الإمارات وإيران فقط». وقال الرئيس الإيراني في خطاب بمناسبة «عيد الجيش» أمس إن إيران تؤيد التعاون لحفظ السلام في الخليج لكنها ستدافع «بتصميم» عن سلامة أراضيها من أي اعتداء. وقال أحمدي نجاد إن «الشعب الإيراني يؤيد الاعتدال والسلام (...) لكن العالم يجب أن يعرف أنه سيرد بتصميم على أي عدوان على وجود إيران ووحدة وسلامة أراضيها». وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي استبق اجتماع المجلس الوزاري الخليجي بالتحذير مما وصفه بأن تصبح الأمور «معقدة للغاية» إذا لم تتعامل هذه الدول بحذر بشأن الخلاف الدائر حول إحدى الجزر المتنازع عليها بين إيران والإمارات العربية. وفي تصريح لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «إسنا»، قال صالحي إن إيران ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الإمارات وإنها مستعدة لإجراء مناقشات بهذا الشأن، ولكن «حكمنا لهذه الجزر غير قابل للتفاوض، وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة». وأضاف: «نأمل في أن تتصرف الأطراف الأخرى بشأن سوء التفاهم الذي يمكن أن ينشأ، بصبر وبصيرة وحكمة، وإلا، فإن الأمور قد تصبح معقدة جدا».

 

الصحف السعودية تشبه الممارسات الإيرانية بالسلوك الإسرائيلي

الرياض - ا ف ب: شنت الصحف السعودية, أمس, هجوما عنيفا على ايران بعد زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد الى جزيرة ابو موسى الاماراتية المحتلة, وانتقدت عدم التحرك الحازم ازاء التدخلات الايرانية في الشؤون الخليجية. وكتبت صحيفة "الشرق الاوسط" التي تصدر في لندن ان "توقيت زيارة نجاد لجزيرة ابو موسى له مدلولات واضحة بل وصارخة حيث كانت قبل انطلاق مفاوضات الملف الايراني النووي مع المجتمع الدولي بتركيا, وتزامناً مع زيارة المبعوث الاممي للازمة السورية كوفي انان لايران". واعتبرت ان "هذا يعني ان نجاد يقول ان اوراق التفاوض الإيرانية ستكون على المنطقة وليس على ما يمكن ان تقدمه طهران للمجتمع الدولي بشأن الملف النووي". من جهتها, كتبت صحيفة "عكاظ" انه "منذ العام 1971 ونحن نسمع عن احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث ومنذ ذلك العام ونحن نقرأ آلاف القرارات العربية الشاجبة لاستمرار هذا الاحتلال". واضافت ان هذه "القضية دخلت نفس مسارب القضية الفلسطينية بالطول وبالعرض, وحتى الشكوى الى الامم المتحدة كما ترتب لذلك دول مجلس التعاون قد لا تحقق شيئا لاصحاب القضية تماما". اما صحيفة "الوطن" السعودية فدانت "التهرب الايراني المتصاعد من اللجوء الى محكمة العدل الدولية للاحتكام بشأن تبعية الجزر المحتلة", معتبرة ان هذا الموقف "يرسم علامات استفهام كبرى بشأن حقيقة مزاعمها (طهران) ولا يمكن تفسير ذلك الا بوجود رغبة ايرانية لتعزيز فارسية الخليج من خلال مثل هذه الممارسات الاستيطانية التي لا تختلف عن سلوك الكيان الصهيوني, فالمبدأ واحد, وهو الاحتلال". من جهتها, رأت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها ان "ايران نجحت ان تكون فزاعة دول الخليج العربي, ثم دول المنطقة من خلال الطوق الشيعي, واستطاعت ان تحرك من يشاركونها المذهب ان يكونوا طابورها الخامس". واشارت الى ان "الغرب واميركا يجدان بها (ايران) مصدرا ستراتيجيا واقتصاديا بدفع دول المنطقة لشراء الاسلحة وإعداد صفقات اخرى مثل بقاء القواعد او انشاء قوة اخرى مثل درع الصواريخ".

 

في مقابلة مع أسانج لحساب تلفزيون روسي 

نصر الله: نحن حلفاء نظام الأسد ولسنا عملاء و"القاعدة" يريد تحويل سورية "ساحات قتال"

 موسكو, بيروت - وكالات: اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله, أمس, تنظيم "القاعدة" بالسعي إلى تحويل سورية "ساحات قتال", كاشفاً عن إجراء اتصالات مع المعارضة السورية التي رفضت أي حوار مع النظام. وجاءت مواقف نصر الله في مقابلة مع مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان اسانج, في اطار سلسلة مقابلات باشرت ببثها قناة "ار تي" التلفزيونية الروسية الناطقة بالانكليزية امس, ضمن برنامج اسمه "عالم الغد" وسيبث أسبوعيا, وسيلتقي خلاله اسانج "رجال سياسة وثوريين ومثقفين وفنانين". وقال اسانج انه اجرى المقابلة من انكلترا عبر دائرة فيديو مغلقة مع نصرالله الذي كان يتحدث من "مكان سري في لبنان". وفي إطار رده على أسئلة بشأن الوضع في سورية, قال نصر الله: "كلنا استمعنا إلى (زعيم تنظيم القاعدة) الدكتور أيمن الظواهري عندما دعا إلى القتال في سورية, إذاً هناك مقاتلون من تنظيم القاعدة وصلوا إلى سورية وآخرون يلتحقون أيضاً بهم من مختلف البلدان, ويريدون أن يحولوا سورية إلى ساحات قتال".

وأضاف "في الأساس نحن لا نتدخل في شؤون الدول العربية, وهذه كانت دائماً سياستنا, نحن منذ بداية الأحداث في سورية كانت لنا اتصالات دائمة مع القيادة السورية وتحدثنا كأصدقاء ننصح بعضنا بعضاً عن أهمية اجراء اصلاحات". واعلن أن "حزب الله" أجرى اتصالات مع المعارضة السورية لتشجيعها وتسهيل الحوار مع النظام "لكنها رفضت الحوار", مضيفاً "منذ البداية كنا نتعامل مع نظام على استعداد لاجراء اصلاحات ومستعد للحوار, من جهة اخرى هناك معارضة ليست مستعدة للحوار وليست مستعدة لقبول الاصلاحات, كل ما تريده هو اسقاط النظام. وهذه مشكلة".

ونفى نصر الله خضوع "حزب الله" الى النظام السوري, مشيراً إلى أن "أطراف المعارضة السورية تعرف ذلك وكل القوى السياسية في المنطقة أيضاً تعرف أننا في موقع الصداقة.. نحن أصدقاء ولسنا عملاء.. نحن أولويتنا ما زالت تحرير أرضنا وحماية لبنان من الخطر الإسرائيلي, لأننا نعتقد أن لبنان لا زال في دائرة تهديد, وتجربة الثلاثين سنة من عمر حزب الله تثبت بأنه صديق لسورية وليس عميلاً لها". وبشأن القضية الفلسطينية, قال نصر الله "ان تقادم الزمن لا يجعل الحق باطلاً, إذا كان البيت ملكاً لك, وأنا قمت باحتلاله بالقوة لا يجعله ملكاً لي بعد خمسين سنة أو مئة سنة, في كل الأحوال هذا رأينا الأيديولوجي ورأينا القانوني, ونحن نعتقد أن أرض فلسطين هي ملك لشعب فلسطيني".

وفي رده على سؤال عن القصف الاسرائيلي لأراضي لبنان, قال أمين عام "حزب الله" "نحن كنا دائماً نقول إذا لم تقصفوا بلداتنا وقرانا ومدننا, نحن لا شغل لنا ببلداتكم وقراكم ومدنكم.. إذاً هذا الأسلوب لجأ إليه حزب الله بعد سنوات طويلة من الإعتداء على المدنيين اللبنانيين, وهدفه فقط ايجاد معادلة من الردع لمنع اسرائيل من قتل المدنيين اللبنانيين".

ونفى نصرالله ارتباط "حزب الله" بجماعات المافيا وشركات المخدرات في العالم, لأن "هذا الأمر في ديننا وشريعتنا وفي أخلاقنا هو من أكبر المحرمات التي نحاربها ونواجهها.. هم يقولون أشياء كثيرة لا أساس لها من الصحة".

 

شمعون لـ"السياسة": عون مجنون ويعاني عقدة الوصول إلى الرئاسة

بيروت - "السياسة": في سياق المساعي القائمة لإنشاء "مجلس وطني" يضم أكبر شريحة من الشخصيات والقوى السياسية في "14 آذار" و"ثورة الأرز", وبعد انقضاء قرابة الشهر على تشكيل لجنة ثلاثية لهذا الغرض, كشف عضو اللجنة رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون لـ"السياسة", أنه "توصل إلى رؤية معينة لطبيعة تشكيل المجلس الوطني, لن يكشف عنها إلا بعد أن يطلع زميليه عضوي اللجنة, النائب مروان حمادة ورئيس حركة "اليسار الديمقراطي" النائب السابق الياس عطا الله, ومن ثم عرضها على الأمانة العامة لـ14 آذار للإطلاع عليها وإبداء الملاحظات, وفي حال تم اعتمادها يمكن للجميع الإطلاع عليها من دون استثناء قبل أن يصار إلى إقرارها في شكلٍ نهائي". ورأى شمعون أن "فريق 8 آذار وبالتحديد تكتل "التغيير والإصلاح" و"حزب الله" يحاولان حشر رئيس الجمهورية ميشال سليمان بمبلغ الـ8900 مليار ليرة كي يصدره بمرسوم, من خلال الإيحاء بأن هذا الأمر يندرج ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية, في وقت ينكر تكتل "التغيير والإصلاح" حق تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى من قبل رئيس الجمهورية", واصفاً ممارسات هذا الفريق بـ"الكيدية والاستنسابية". وتوقف شمعون عند "البدعة" التي أثارها النائب ميشال عون بشأن مبلغ 5 مليار دولار الذي أعطي للبنان على شكل هبات, متهماً رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وفريقه بتحويل هذا المبلغ إلى جيوبهم ولم يدخل منه إلى الخزينة سوى مليار دولار, واصفاً عون "بالمجنون الذي لا يجوز الرد عليه, بعد أن دفعه جنونه إلى عدم التمييز بين من سرق أموال الدولة بأكياس "الخيش" وحولهم إلى حسابه الخاص بعد نفيه إلى باريس, وهو يعاني من عقدة عدم الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية". واستبعد شمعون أن "تصل الأمور في مجلس النواب إلى حد طرح الثقة بالحكومة, لكنها في المقابل لن تسلم من إثارة كل الملفات والصفقات بوجهها بدءاً من تقصيرها الفاضح في معالجة القضايا الحياتية التي تهم الناس مروراً بصفقات المازوت الأحمر واللحوم الفاسدة وارتفاع أسعار المحروقات والإضرابات في كل القطاعات وصولاً إلى خطوط التوتر في عين سعادة والخروقات السورية المتكررة للحدود اللبنانية".

 

سفير الصين دان محاولة اغتيال جعجع وشرح ما فعلته بلاده "للمساهمة بتخفيف الأزمة بسوريا"

عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب مع سفير الصين وو تسيشيان، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي، لمحاولة الإغتيال التي تعرض لها جعجع مؤخرًا.وإثر اللقاء، أعلن تسيشيان أن "دولة الصين الشعبية موقفها واضح وثابت وهو إدانة أي شكل من أشكال العنف والأعمال الإرهابية باعتبار أن العنف ليس الحل المناسب لمعالجة المشاكل"، متمنياً أن "تتوصل التحقيقات التي تجريها السلطات القضائية الى نتيجة تطمئن كلّ اللبنانيين". وأضاف: "لقد تطّرقنا إلى الوضع في سوريا، وقد شرح لي د. جعجع موقف حزب "القوات اللبنانية" في هذا الشأن". وقال: "ومن جهتي، شرحت له ما فعلته الصين للمساهمة في تخفيف الأزمة في هذا البلد، وفي الواقع، الصين سعت دوماً للمساهمة في وضع حد للأزمة وما نقترحه هو الوقف الفوري لشتى أعمال العنف ونتمنى من الفرقاء السياسيين الالتزام باللعبة السياسية من أجل تحقيق الإصلاحات التي يطمح إليها الشعب السوري".

واذ أكّد على دعم الصين "لجهود الأمم المتحدة لجهة المساعدات الانسانية الموجهة الى السوريين"، قال تسيشيان: "لقد دفعنا مبلغ مليوني دولار لـ"الصليب الأحمر" الدولي لمساعدة السوريين، ودعمنا جهود الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان الذي استقبله رئيس حكومتنا خلال زيارته للصين بحيث أعربنا له مرة جديدة وبوضوح موقفنا المتعلق بالأزمة السورية".

وعن استمرار الصين بدعم نظام الأسد، أجاب تسيشيان: "ليست المسألة هي دعم أم عدم دعم هذا النظام أو ذاك لأن هذا النوع من الملفات يحكمه المنطق الدولي، فموقفنا واضح من الأومة السورية إذ إننا لا نتدخل بشؤونها الداخلية ونحترم سيادتها واستقلالها ورأي الشعب السوري الذي سيختار نظامه السياسي وطريقة عيشه وتنظيم مجتمعه"، مشددًا على "وجوب احترام إرادة الشعب السوري".

وأوضح تسيشيان أن "العلاقات الدولية تحكمها مبادئ مقدسة، بحيث يجب أن تحترم الدول استقلال وسيادة بعضها البعض، وإن وُجدت مشاكل يجب تشجيع الحلول السياسية وعدم فرض حلول من الخارج"، وأردف: "فمنذ الخمسينيات، أعلنّا عن سياسة التعايش السلمي التي تُنظم العلاقات الدولية، وانطلاقاً من هنا نحن نعارض اي محاولة لفرض حلول من الخارج على سوريا"، لافتاً الى ان الصين "قد ساعدت في تهدئة الازمة بحيث أرسلت موفدين الى المنطقة ودمشق، كما أرسل وزير خارجيتنا رسالة إلى نظيره السوري (وليد المعلّم) لوقف إطلاق النار، داعياً المعارضة السورية لاحترام هذه الخطوة عبر التعاون مع كوفي انان"، وتابع: "كما وجهنا دعوة الى وزير الخارجية السوري لزيارة الصين بغية شرح نداءنا المتمثل بإيجاد حلّ للأزمة السورية من خلال الوسائل السياسية".وعلى صعيدٍ آخر، كان جعجع قد استقبل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس حداد الذي استنكر محاولة اغتيال جعجع "التي هي محاولة تنبيه مرت على سلامة"، مشيراً الى أن "موقع لبنان اليوم يُعرّضه لهزات جراء ما يحصل في المنطقة". وأضاف: "أدعو اللبنانيين كلهم الى الوحدة والأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى باعتبار ان العنف يُبعدنا عن بعضنا البعض ويخلق أزمة ثقة في ما بيننا". وإن أكّد أن "لبنان لا يُحكم من قبل فريق واحد يتحكم بمصير الآخرين"، ختم حداد بالقول: "نأمل أن تكون محاولة الاغتيال إنذاراً بأننا ابتعدنا عن خط السلام".(المكتب الإعلامي)

 

حماده زار جعجع وعدد من النواب: الحكومة الحاليّة لن تكون حاضرة في انتخابات 2013

إلتقى رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع، في مقره في معراب، النواب: فؤاد السعد، أنطوان سعد، هنري حلو ومروان حمادة، الذي وضع هذه الزيارة في إطار "التهنئة بسلامة الدكتور جعجع  من محاولة اغتياله".كما لفت حمادة، إلى أنّ اللقاء "كان مناسبة لإستعراض المستجدات، لاسيما أنّ الإستشراف والإستشراه هو في العمق مع رئيس حزب "القوات اللبنانية". وأوضح أن المجتمعين تطرقوا إلى "هيكلة قوى "14 آذار"، مشيرًا إلى انّه يقوم "مع رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون والنائب السابق إلياس عطالله بإعادة النظر في الهيكليّة"، وكاشفًا أنّهم توصلوا إلى "بعض التفاهمات التي ستتبلور قريباً مع كل القيادات". كما أشار حمادة إلى أنّ البحث "تناول أيضاً في مشاريع قوانين الانتخابات (النيابيّة) المطروحة أو التي ستُطرح، إضافةً إلى الأوضاع الداخلية في ضوء تعثُر هذه الحكومة و"تعتيرها" في ظل المناقشات العامة ومنحاها، ناهيك عن التطورات في سوريا، آملين أن يتحرر الشعب السوري قريباً من هذا الطاغية والنظام القاتل". وأعرب عن اطمئنانه "للتصميم والرؤية والأفق الواسع في معراب، فضلاً عن الإرادة الصلبة لدى الجميع لخوض انتخابات العام 2013 على أساس قانون انتخابي صحيح تمثيلي يُمكّن اللبنانيين من التعبير عن إرادتهم المستمرة في الحفاظ على السيادة والاستقلال والشرعيّة بكلّ أركانها ولاسيما الأمني منها"، لافتاً إلى أنّ "الشعب اللبناني سيختار في ربيع 2013 فريق الاستقلال والسيادة المنضم الى الربيع العربي". ومن جهة أخرى، جدد حمادة التأكيد أنّ "الحكومة الحاليّة لن تكون حاضرة في انتخابات العام 2013". وعن إصرار الأكثريّة لبقاء هذه الحكومة، قال "لن تكون هناك أكثرية في ربيع 2013". وردًا على سؤال عمّا اذا كانوا سيطرحون الثقة بالحكومة، أجاب حمادة: "إن الضرب في الميّت حرام، وإن إكرام الميّت هو في دفنه، وأظن أنّ كلّ مراسيم الدفن قد أُعدّت والمهم هو وضع وثيقة الوفاة الذي يضعها المجلس في هذين اليومين وأتصور أن الرأي العام اللبناني سوف يُكملها". ورداً على سؤال آخر، شدد حمادة على أنّ "النظام السوري لن يصمد أمام الثورة السوريّة ولو تعثرت الأمور أسابيعاً قليلة، ولكن التصميم قائم وسوريا مقبلة على الديمقراطية التي ستكون ضمانة لديمقراطية لبنان". وعن توصُل قوى 14 آذار الى نقاط مشتركة حيال قانون الانتخابات، أعلن "ان هناك تقارباً في وجهات النظر". (المكتب الإعلامي لجعجع)

 

جعجع استقبل روبير فاضل وتسلم من نوفل ضو دعوة للمشاركة في العشاء السنوي ل"اللقاء المستقل"

 وطنية - 17/4/2012 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب روبير فاضل والدكتور جورج جعجع اللذين استنكرا محاولة الاغتيال التي حصلت في معراب، وتمنيا لجعجع دوام الصحة والعافية. كما التقى جعجع عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو الذي دعاه الى المشاركة في العشاء السنوي الثاني ل"اللقاء المستقل" الذي سيقام الجمعة في 27 نيسان 2012، التاسعة مساء في "بيبلوس بالاس" على أتوستراد جبيل - حالات.

 

جعجع: العيش بحرّية علّة وجودنا ولن ينتزعها منّا أحد

 المستقبل/أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "أننا لن نقبل أن ينتزع أحد علة وجودنا كلبنانيين، فعلّة وجودنا هي أن نعيش أحراراً". ورأى أن محاولة الإغتيال التي تعرض لها "ليست مجرد محاولة اغتيال لشخص معيّن بل هي نهج يتعرض له اللبنانيون منذ 40 عاماً"، واصفاً هذا النهج بـ"نهج الإخضاع بالقوة".

وشكر في كلمة ألقاها خلال استقباله في معراب أمس، وفداً درزياً ـ مسيحياً من العائلات الروحية والمدنية والأهلية وأهالي وفاعليات فالوغا ـ خلوات فالوغا، كلاً من قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على "كل ما قاما به منذ لحظة حصول محاولة الاغتيال، وأنا متأكد جداً من نواياهما الصادقة والعميقة التي لا أشك فيها للحظة، ولكن النوايا الصادقة والحسنة لوحدها لا تُعطي نتيجة بل نريد تجسيداً فعلياً لها". وطالب "كل الادارات الامنية في الدولة اللبنانية، بالوصول الى ترجمة فعلية لكل النوايا الحسنة من خلال وضع اليد على المجرمين، لنصل الى وضع مستقر في لبنان ضمن دولة قوية وهكذا يكون الخلاص لنا جميعاً"، موضحاً "اذا أجرينا جردة حساب منذ 7 سنوات الى اليوم، أين حصلت عمليات الاغتيال، يتبين بالتالي ان هناك نهجاً لإخضاع كل من له رأي مخالف وهذا ما لا نقبل به".

وأشار الى ان "الجبل كان دوماً يحتضن الدروز والمسيحيين الذين كانوا منذ مئات السنين الى اليوم يرفضون الاملاءات عليهم، وإلا لما كان لبنان موجوداً، وبالتالي لن نقبل بأن ينتزع أحد علّة وجودنا كلبنانيين، فعلّة وجودنا هي أن نعيش أحراراً، وهذه الحرية تجسدت بالجبل وأنتم اليوم تجسدونها اكثر فاكثر".

واعتبر ان "من قاموا بمحاولة الاغتيال جبناء لأنهم لو استطاعوا المواجهة بالسياسة لفعلوا، فليواجهوا بالسياسة كما نفعل، فنحن لا نخجل من أحد ولا نخاف أحداً، ولكن هم ليس لديهم منطق وسياسة بل سياستهم هي سياسة القتل والإجرام"، مجدداً التأكيد ان محاولة الاغتيال التي تعرض لها "هي محاولة لاغتيال كل حر وضد الرأي الآخر في لبنان وضد الحرية، فما الذي سيبقى من نظامنا الديموقراطي اذا تهيّب البعض من اتخاذ موقف لا يتلاءم مع مواقف الآخرين؟".

وشدد على أن "من يُفترض ان يُدافع عن الشعب اللبناني هي الحكومة اللبنانية"، مؤكداً ان "حركة المعلومات ضرورية جداً لتجنُب أي محاولة اغتيال أو أي عمل أمني سيئ أو لاكتشافه قبل او بعد حصوله".

واذ رأى ان "كل مواطن أو سياسي أو صحافي أو صاحب رأي حر مهدد في هذا البلد"، رأى وجوب "ان نستفيد من هذه الفرصة كي لا ندع الأشرار يقومون بأي شيء في لبنان"، محيياً "كل الأحرار في الجبل الحرّ الذي هو في اساس لبنان الحر والديموقراطي والسيد والمستقل".

وكان اللقاء استُهل بكلمة لمختار فالوغا أندريه أبو جودة، ثم ألقى نبيه العنداري كلمة باسم أهالي فالوغا الدروز.

واستقبل جعجع في حضور نائبي بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز، رئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق وأعضاء المجلس البلدي الذين هنأوه بالسلامة على نجاته من محاولة الاغتيال.

كما التقى وفداً من الاتحاد الدولي للشباب الديموقراطي (IYDU) ضم ممثلين عن دول أوروبا، أميركا، أستراليا، كندا، أفريقيا والشرق الأوسط، يزور لبنان بدعوة من مصلحة طلاب "القوات اللبنانية".

وزاره عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب روبير فاضل وجورج جعجع، اللذان استنكرا محاولة الاغتيال، وتمنيا له دوام الصحة والعافية.

والتقى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو، الذي دعاه الى المشاركة في العشاء السنوي الثاني لـ"اللقاء المستقل"، الذي سيُقام مساء بعد غد الجمعة في "بيبلوس بالاس" على أتوستراد جبيل ـ حالات.

 

رأس مؤتمر بيت عنيا وافتتح آخر في "الروح القدس" وزار مؤسسات "المقاصد"

الراعي يدعو الى "ربيع مسيحي": نحتاج الى قادة يخدمون الوطن بإخلاص

 المستقبل 18 نيسان/دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "رعاة الكنائس في هذا الشرق العربي الى أن يوجهوا المواطنين المسيحيين إلى إحياء "ربيع مسيحي"، فيعيشون القيم وينبذون العنف، ويدعون إلى الحوار والتفاهم وإيجاد الحلول السلمية التي تحمي حقوق الجميع".

وقال خلال ترؤسه امس مؤتمرا في بيت عنيا ـ حريصا، عن "وسائل الاتصال في الشرق الاوسط كأداة للكرازة بالانجيل والحوار والسلام"، نظمه المجلس البابوي لوسائل الاعلام ومجلس بطاركة الشرق الاوسط، في حضور بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور باولو بورجيا وعدد من المطارنة والاساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات وكهنة وآباء ورهبان وراهبات وعلمانيين متخصصين، وهيئات من المجتمع المدني وشخصيات تربوية وثقافية: "ان وسائل الإعلام تشكل عونا كبيرا لإنماء روابط الشركة في العائلة البشرية، وتعزيز أخلاقية الحياة في المجتمعات ومشاركة الجميع في البحث المشترك عما هو حق وعدل، كما كتب البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة".

أضاف: "ينتظر من رعاة الكنائس في هذا الشرق العربي، الذي يعيش مخاض الثورات والإنتفاضات والمظاهرات، وتحركها وسائل الإعلام وتقنياتها، وتسميها "الربيع العربي"، أن يوجهوا المواطنين المسيحيين إلى إحياء "ربيع مسيحي" إذ يواصلون دورهم التاريخي في أوطانهم، بحكم المواطنة، فيعيشون القيم وينبذون العنف، ويدعون إلى الحوار والتفاهم وإيجاد الحلول السلمية التي تحمي حقوق الجميع".

وبعد الظهر، إفتتح الراعي المؤتمر الليتورجي حول "الإصلاح الطقسيّ في الكنائس الشرقيّة" الذي ينظمه معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس ـ الكسليك لثلاثة أيام بمشاركة واسعة من المقامات الدينية اللبنانية والأجنبية.

واعلن انه "إنطلاقاً من الروابط الليتورجيّة والتراثات المتنوّعة والغنيّة، نحن مدعوون الى إنماء علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي، والقيام بحوار عميق ومسؤول مع إخواننا المسلمين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم، لنبنيَ معاً مستقبلاً يقوم على العيش المشترك وعلى المساواة على أساس المواطنة وحقوقها وواجباتها"، مشيرا الى انه "في خضمّ الثورات العربية والانتفاضات والمطالبات، مع التوق إلى "ربيع عربي" تسود فيه الديموقراطية واحترام كرامة الشخص البشري وتعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان الأساسيّة، والمشاركة من الجميع في الحياة الوطنية العامة، نرانا مدعوّين الى تعزيز "ربيع مسيحي" يواصل رسالة الآباء والأجداد التي جعلتهم في مجتمعاتهم وبلدانهم، روّاد النهضة الروحيّة والفكريّة والاقتصاديّة والثقافية في هذا الشرق".

وأكد ان "الربيع المسيحي" هو "ربيع الحقيقة والعدالة والمحبة والحريّة التي يُبنى عليها السلام الحقيقي والشامل والدائم، وهو "ربيع" يرفض العنف والحرب، ويُطالب بالحوار والتفاهم والحلول السلميّة التي تحترم تطلّعات الجميع وحقوق الإنسان". وأوضح ان "شعار "شركة ومحبة" الذي اتخذته برنامجاً لخدمتي البطريركية، إنّما يعني أولاً إحياء الحياة الليتورجية وممارستها الحيّة والواعية من كلّ أبناء كنيستنا وبناتها"، مشدداً على أن "الشركة والمحبّة دعوتنا كمسيحيّين، لنعيشها في الكنيسة والمجتمع، إذ بدونها لا نستطيع أن نؤتي ثمارًا في الحياة العائليّة والاجتماعيّة والوطنيّة، وفي نشاطنا المسكوني، وفي الحوار الحياتي والثقافي والوطني مع إخواننا المسلمين".

واستقبل في بكركي، مساعد أمين سر مجمع الكنائس الشرقية المونسنيور ماوريتسيو مالفيستيتي، الذي نقل اليه تحيات رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري"، مؤكدا "مواكبته بالصلوات والتشجيع والتضرع إلى سيدة حريصا لتحمي الكنيسة المارونية وتحميه لأنه يعمل كثيرا".

وقام الراعي بزيارة تربوية لمرافق جمعية "المقاصد الخيرية الاسلامية" في بيروت، رافقه فيها المطرانان بولس مطر وكميل زيدان والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار والمونسنيور جوزف بواري والأب مروان ثابت، استهلها بزيارة المجمع التربوي المقاصدي في كلية خالد بن الوليد ـ الحرج حيث كان في استقباله رئيس جمعية "المقاصد" أمين الداعوق واعضاء مجلس أمناء "المقاصد" والهيئة التعليمية.

ورحّب الداعوق بزيارة الراعي التي وصفها بـ"التاريخية"، مؤكداً أن "التعاون المشترك بين المقاصد والمدارس الكاثوليكية ثابت ودائم انطلاقاً من تطوير وتعزيز الرسالة التربوية التي يطمح إليها كل لبناني".

وبعد جولة في أرجاء المدرسة، شرحت مديرة إدارة شؤون تكنولوجيا المعلومات في المقاصد عدلا شاتيلا للراعي والوفد المرافق كيفية دمج وإدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية.

وبعدما زرع شجرة صنوبر في الباحة الخارجية للكلية، أشار الراعي الى ان "الزيارة مميزة وغنية، وهي زيارة شكر وتقدير واحترام لكل من يتعب ويسهر لتربية الأطفال لأنهم يربون قادة الغد"، مؤكدا "أنني موجود هنا في المكان الذي يتخرج منه قادة الغد في لبنان، وأن الأطفال هم مثل شجرة الصنوبر، نريد أن نزرعهم ليكونوا قادة". وأوضح أن "قادة الغد يعني الانسان الملتزم، الأخلاقي والمضحي الذي يخدم وطنه ومجتمعه بكل اخلاص، ويندفع باستمرار بتفانٍ وتجرد لخدمة الانسان في هذا البلد من دون أي تعالٍ وتكبّر وتعجرف، ولبنان بحاجة الى مثل هؤلاء القادة". ورأى ان "الثقافة وحدها تبني لبنان، وان العالم بحركته السريعة بحاجة الى انسان متجدد كل يوم".

وتوجه والوفد المرافق والداعوق الى "مركز عبد الهادي الدبس للاعداد المهني والتقني" حيث كان في استقباله رئيس مجلس أمناء جامعة "المقاصد" هشام نشابة وعدنان الدبس ومدير المركز عادل دمج الذي شرح الأساليب التي يعتمدها المركز لتأهيل الطلاب وتدريبهم فنياً. كما تفقد المشاغل الفنية والورش الميكانيكية والالكترونية والكهربائية، وتسلم شعار المركز.

وانتقل الراعي الى مستشفى "المقاصد"، وتفقد المرضى من الأطفال، وقدم مدير المستشفى بلال غزيري شرحاً عن المستشفى منذ نشأته، وعُرض فيلم وثائقي عنه. وختم الراعي الزيارة بجولة في جامعة المقاصد ـ كلية الدراسات الاسلامية، حيث كان في استقباله مدير ادارة شؤون التعليم العالي كامل دلال ومدير الكلية أمين فرشوخ، وتفقد قاعة توثيق العلاقات الاسلامية ـ المسيحية في الكلية، وزار المكتبة العامة وغرفة المخطوطات التاريخية، واستمع من الهيئة التعليمية الى طريقة تحصيل الدراسات العليا في الكلية.

وكتب الراعي كلمة في سجل الجامعة، وتسلم شعارها.

 

نواب إيرانيون نددوا بـ"إدعاءات" الإمارات بشأن جزيرة "أبو موسى"

أشار التلفزيون الإيراني الرسمي، إلى أنّ حوالي 225 من أصل 290 نائبًا في البرلمان الإيراني وقعوا رسالة تندد "بالإدعاءات التي لا أساس لها" للإمارات العربية المتحدة بشأن سيادتها على جزيرة أبو موسى، بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لها. كما أكّد النواب، في رسالتهم، أنّ "زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى (جزيرة) أبو موسى هي قضية إيرانيّة داخليّة"، واصفين رد فعل الإمارات العربية المتحدة بأنّه "تدخل غير مقبول". واعتبروا أنّ الجزيرة "جزء لا يتجزأ من جمهورية إيران الإسلاميّة"، محذرين من أنّ السيادة عليها "غير قابلة للبحث". كما أعربوا عن أملهم في أن يبدأ البلدان "مفاوضات ثنائيّة في إطار علاقات وديّة، لإزالة الالتباسات الممكنة" التي تحوم حول وضع هذه الجزر الثلاث.(أ.ف.ب.)

 

أعلن رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله: لقاء معراب بروفا ناجحة جداً

المستقبل/أعلن رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله، أن "لقاء معراب" لقوى 14 آذار كان "بروفا" ناجحة جدا، لافتا الى ان "هذه القوى تحاول الاستفادة من وقت ما قبل الاعلان عن المجلس الوطني التي باتت قريبة جدا لدراسة تصورات العمل فيه". وقال في حديث الى "وكالة الأنباء المركزية" أمس: "بدأنا في مرحلة أولية التحضير للاعلان عن المجلس الوطني لـ 14 آذار، من خلال الاعلان عن مواعيد لاجتماعات مقبلة"، لافتا الى أن "الأمور تسير باتجاه إيجابي". وأوضح ان "المجلس الوطني يتضمن مصلحة عامة لكل مكونات 14 آذار سواء الأحزاب أو الرأي العام أو الشخصيات النقابية والمثقفين والنخب، تترجم من خلال تفاعل سيقوم بين الجميع"، مضيفا: "لا أعتقد أن أي عقل سليم سيقف ضد إيجاد هذا القرار، الذي يسمح بالتفاعل بين مكونات 14 آذار".

واشار الى ان لقاء معراب كان "بروفا" ناجحة جداً، لافتا الى "اننا سنجتمع قريباً لتأكيد الأسس التي سيسير عليها المجلس الوطني وطريقة عمله". وتحدث عن "استكمال الاتصالات مع كل الأفرقاء بعد أن اعترضتنا معوقات تقنية"، مشيرا الى أن "ثمة محاولة للاستفادة من وقت ما قبل الاعلان عن ولادة المجلس التي باتت قريبة لدراسة هيكليته وتصوراته". وأعلن أن "ثمّة طرفاً في جلسة مجلس النواب اليوم (أمس) بدا واضحا في تصوراته وطروحاته، وأي محايد سيرى عمل الحكومة ومكوناتها الذي يقارب اللامعقول"، مؤكدا أن "هذه الحكومة لا تتصرف على أساس أنها معنية بلبنان، ولا تحاول البحث في الحد الأدنى عن مصلحة البلد في أي موضوع". وإذ لفت الى أن "وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اشار الى ان محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كانت أكثر من جدية"، سأل "هل يعقل ان وزير الاتصالات لم يفرج عن الـ"داتا"؟ وما هي الرسالة التي يحاولون ايصالها؟".

 

نواب "المستقبل": لا يمكن اقتراح قانون انتخاب وفق النسبية

 المستقبل/أكد نواب كتلة "المستقبل" أمس، انه "لا يمكن بأي شكل من الأشكال ان يتم اقتراح قانون انتخاب وفق النسبية"، موضحين انه "في كل المناطق الواقعة تحت نفوذ قوى 8 آذار لا يمكن لأي فريق آخر ان يحقق فوزاً في الإنتخابات". وأشاروا الى ان "قوى 14 آذار عبّرت بشكل واضح بأن قانون النسبية موجه ضدها".

يوسف

أشار عضو الكتلة النائب غازي يوسف في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، الى "تفرد تكتل "التغيير والاصلاح" بمداخيل وإيرادات وزارتي الاتصالات والطاقة والمياه والقطاع الخلوي لإنفاقها في شؤون انتخابية"، لافتاً إلى أن "نواب الكتلة تقاسموا الأدوار للحديث في جلسات المناقشة العامة في مجلس النواب عن كل الملفات، من الامن إلى الفساد، وسنطالب برحيل هذه الحكومة".

وتمنى على رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "عندما يضع يده على فضيحة ما، أن يكمل العمل حتى النهاية"، مؤكداً أن "الضغط الاقليمي وما يجري في سوريا، يؤثران على الأوضاع في لبنان، وأن هذه الحكومة هي رهينة عدم الاستقرار في سوريا".

فتفت

أمل عضو الكتلة النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، أن "يقدم الرئيس ميقاتي على الإستقالة بدلاً من أن تستمر هذه الحكومة في عجزها عن تحقيق شيء سوى التنازع في ما بينها، وأن نذهب باتجاه تشكيل حكومة تكنوقراط تلبي احتياجات المواطنين".

وشدد على "صعوبة اكمال الحكومة في مسارها الحالي"، موضحا ان "طرح الثقة بالحكومة غير وارد خصوصا انه يحتاج الى تأمين أكثرية نيابية ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لم يبد استعدادا لذلك، وبالتالي لا تطرح الثقة من أجل طرحها وأنما من أجل الوصول إليها".

الجسر

أوضح عضو الكتلة النائب سمير الجسر في حديث الى إذاعة "صوت المدى"، أن "مبلغ الـ8900 مليار لتغطية انفاق العام 2011 وليس العام 2012، والغريب اننا في سنة 2012 لم نقدم موازنة"، متسائلا "لماذا لم تقدم موازنة في الـ2011 ولماذا لم تصدق موازنة 2010؟، واذا أرادوا تغطية انفاق الـ2011 بهذا التشريع فلماذا لا يسري هذا على السنوات السابقة من 2006 حتى 2010 اذ أن الاسباب واحدة؟". وذكّر بأنه "في حكومات الرئيس فؤاد السنيورة كان هناك أخذ موافقات مسبقة من ديوان المحاسبة، وأن وزير المال محمد الصفدي أكد أن كل مستندات الانفاق ايام حكومة السنيورة موجودة"، مؤكدا أن "لا انفاق يحصل من دون توقيعات عدة، ما يعني أنه ليس صحيحا أن هناك 11 مليارا صرفت وغير معلوم وجهة صرفها". وأشار الى أن "الانفاق على دعم النفط لكهرباء لبنان يوازي 5 ملايين دولار وحده"، موضحا أنه "تم صرف 5 مليارات في الـ2010 على الكهرباء فقط في حكومة الرئيس سعد الحريري وكان الجميع مشاركا فيها، وفي الـ2011 في حكومة الرئيس ميقاتي التي شارك فيها الجميع صرفت 6 مليارات".

الحجار

لفت عضو الكتلة النائب محمد الحجار في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، الى أن "ما نفعله كنواب معارضة في جلسات المناقشة، هو تسليط الضوء على الارتكابات والمخالفات التي قامت بها الحكومة الحالية"، قائلا: "كيف ما ضربت إيدك مع هذه الحكومة بتطلع مليانة، سواء على صعيد الأمن أو في موضوع النأي بالنفس في الموضوع السوري وغيره، أو على صعيد الكهرباء أو المازوت".

حبيب

رأى عضو الكتلة النائب خضر حبيب في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، انه "بات واضحاً للجميع ان كل ما يريده "حزب الله" يحاول تطبيقه بقوة السلاح، وقد رأينا ما حصل في العام 2009"، مذكراً بأنه "بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة كان لدى قوى 14 آذار الأكثرية، التي كان يفترض عليها ان تشكل الحكومة وفقاً للأنظمة الديموقراطية في مختلف دول العالم اما المعارضة فتراقب، وهذا ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ما قبل انتخابات 2009، لكنه بقوة سلاح المقاومة الذي استعمل في الداخل حول الأكثرية الى أقلية والأقلية الى أكثرية". وأوضح أن "قوى 14 آذار أكدت أن قانون النسبية موجه ضدها".

وعما إذا كان الرئيس سعد الحريري نسّق مع حلفائه في 14 آذار في موقفه برفض النسبية في ظل السلاح، أكد ان "التنسيق دائم مع قوى 14 آذار في مختلف المواضيع"، معتبراً أنه "لا يمكن تطبيق النسبية في لبنان في ظل الظروف الحالية، حيث سلاح "حزب الله" يفرض سيطرته على المناطق المتواجد فيها".

 

 

وحدة الضدّين: أيمن الظواهري وحسن نصرالله

وسام سعادة/المستقبل

كلّما بثّت إحدى القنوات الفضائية شريطاً لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري يتناول فيه موضوع النظام والثورة في سوريا، يسارع أنصار الثورة إلى إدانته توقيتاً وشكلاً ومضموناً، معتبرين أنّ النظام البعثيّ هو المستفيد الأوّل من هكذا شريط، في حين يتهافت أنصار النظام البعثيّ الدمويّ المحتضر إلى الإستعانة بالشريط، واعتباره دليلاً على صحّة ما يروّج له عبثاً النظام، من أنّ الثورة عليه يقودها تنظيم "القاعدة" في الميدان، بالتحالف مع حزب "العدالة والتنمية" التركي والدول النفطية العربية في المحيط، وبتواطؤ الإمبريالية العالمية، ممثّلة بالإدارة الأميركية والإتحاد الأوروبي.

لكن ما حصل في مقابلته مع جوليان أسانج، وبشكل مباشر أكثر من ذي قبل، أنّ زعيم تنظيم "حزب الله" السيّد حسن نصر الله دخل على الخط، مسنداً هذه التهمة، معتبراً أن الثورة السوريّة يحرّكها أو يستثمرها تنظيم "القاعدة" لحسابه. دليله على ذلك التصريحات والدعوات التي جرى بثّها لأيمن الظواهري في أكثر من شريط.

وبما أنّ نصر الله جعل من الحفاظ على النظام البعثيّ "العلمانيّ" أولويّة لحركته الأصوليّة المسلّحة، يمكن طرح السؤال حينها، عمّا إذا كانت الأولوية العملية المتمّمة لذلك هي إعتبار الكفاح ضدّ تنظيم "القاعدة" عنوان المرحلة لدى "حزب الله"، ويمكن طرح السؤال ثانياً عن تداعيات هذه الحرب المعلنة بين "حزب الله" و"القاعدة"، كتنظيمين مذهبيين راديكاليين، بالنسبة إلى التوترّات المذهبية في المنطقة.

بطبيعة الحال لا يمكن مماثلة حالتي "حزب الله" و"القاعدة" لا من الناحية المذهبية ولا من الناحية الفكرية أو التنظيمية أو السياسية. فـ"حزب الله" هو تنظيم هرميّ جماهيريّ مسلّح لبناني (مع امتدادات إقليميّة "تجهيزيّة" أو "تدريبيّة" أو "دعوية" مباشرة في عدد من البلدان العربية مثل البحرين واليمن) يلتزم بـ"الولاء الإقطاعيّ" لنظام الملالي الإيرانيّ وبالأيديولوجيا الخمينية، أمّا "القاعدة" فهو تنظيم شبكيّ أمميّ (متعدّد الجنسيات) يخلط أيديولوجياًَ بين مصادر عقائدية مختلفة، وله مناطق سيطرة أو قواعد آمنة في بقاع متناثرة عبر العالم الإسلامي، من أفغانستان حتى مالي. مع ذلك، ثمّة عناصر تشابه موضوعي بين "حزب الله" و"القاعدة"، ليس أقلّها تقديس العنف، وتحديداً العنف الإستشهادي، والنظر إلى العالم بشكل "مانوي" على أنّه منقسم بين "فسطاطين"، واعتبار الولايات المتحدة هي "الشيطان الأكبر"، والنظر إلى الصراع معها على أنّه كرّ وفرّ عبر العالم يمكن أن يمتد لأجيال متلاحقة.

وإذا كان بعض الباحثين الغربيين ارتأوا تصنيف كل من "حزب الله" و"القاعدة" في إطار موجة راهنة من الحركات الفاشية في العالم الإسلامي، فلنا التحفّظ على ذلك، وإن كانت بالطبع عناصر معرّفة للفاشية هي أكثر تبدياً في حالة "القاعدة" (التفاخر بالرّعب) وأخرى أكثر تبدياً في حالة "حزب الله" (عبادة الزعيم).

وفي سنوات ما بعد الإحتلال الأميركيّ للعراق، كان موقف "حزب الله" أكثر من ملتبس من أفعال "القاعدة"، إذ كانت تؤلمه مذهبياً الجرائم التي يقوم بها هذا التنظيم ضدّ شيعة العراق، لكنّه كان بحاجة إلى التسويق لنظرية أنّ هناك مقاومة وطنية عراقية ضدّ الإحتلال الأميركيّ. أدى ذلك إلى جملة مفارقات، من مثل توصيف نصر الله ذات يوم بعض جرائم التنظيم في العراق بأنّها تذكّره بأجواء "القرون الوسطى"، في هفوة "استشراقية" لافتة منه، ومن دون أن يسأله أحد إن كان يمثّل عصور النهضة والإصلاح والتنوير في مواجهة عقلية القرون الوسطى. لكن، في المقلب الآخر كان "حزب الله" بحاجة إلى أعمال "القاعدة" ضدّ قوّات التحالف في العراق، وقد سبق لحكومة نوري المالكي نفسها أن وجّهت اتهامات في مرحلة سابقة بشأن ارتباطات بين "حزب الله" و"القاعدة".

في الواقع، فإنّ هناك اليوم قاسماً مشتركاً بين تصريحات الظواهري ونصرالله في الشأن السوري: هي تصريحات تصدر بشكل واضح، ولا لبس فيه عن عقليتين مذهبيتين، تعمل كل واحدة منها لتشويه طبيعة الصراع الجاري في سوريا بين النظام والثورة، أو بالأحرى تراهن كل منها على ما في الواقع السوري نفسه من عوامل موضوعيّة قابلة لهذا التشويه.

إلا أنّ هذا القاسم المشترك لا يلغي فارقاً أكيداً. فأيّاً كانت التهم الموجّهة من قبل الثوار السوريين الى الظواهري بأنّه يتدخّل في ما لا شأن له فيه، فإنّ من البديهي تماماً أن شخصاً يطرح نفسه زعيماً لتنظيم متطرّف عابر للحدود وعلى امتداد العالم، لا يمكن أن تتوقّع منه الصمت حول الموضوع السوري، في حين أنّه ليس البديهيّ أبداً أنّ مفردة "المقاومة" في خطاب حزب الله ما زالت تحافظ على دلالة واضحة، عندما صارت أولويته الحفاظ على النظام السوري باعتباره مقاوماً، والإصطدام بـ"القاعدة" باعتبارها رأس الحربة في مواجهة المقاومة!

 

حمادة في الجلسة العامة:السقوط المدوي في انتظارالحكومة

الرصاصات وإن أخطأت جعجع تدق نذير الخطر الداهم وتنبىء بأيام بائسة

لن نقبل ان يحل السلاح مكان البطاقة الانتخابية والرصاص محل ورقة الاقتراع

 وطنية - 17/4/2012 - القى النائب مروان حمادة في جلسة المناقشة العامة في مجلس النواب الكلمة الاتية: "وان بليتم بالمعاصي اي بالقاذورات فاستتروا"، ممن معروفة معلومة من اين المعاصي، طبعا هل هو الكابوس نفسه، يستحضر مآسي، العام 2005 وتوابعها؟ هل نحن أمام مشهد مماثل لحكومة مشلولة في بعضها، متواطئة في قسمها الآخر، تتيح للدماء أن تسيل تحت جسور الوفاق المهدومة. هل نرى في نفس المقاعد الوزارية وجوها، وان اختلفت معاليمها وهوياتها، فهي تقوم بالأدوار ذاتها، المختلط فيها للأسف الأمني والقضائي والخدماتي مع الإرهاب والبلطجة والفضيحة. وهل نحن نعيش كما في العام 2005 انهيارا مدويا للحكم ومؤسساته، انهيارا يتجاوز محنة حكومة بالذات ليطيح بكل أسس البنيان الوطني".

اضاف: "بعيد الشبه طبعا بين بعض أصحاب المعالي اليوم وأصحاب معالي الأمس، معاذ الله اذ تضم هذه الحكومة، على سيئاتها، الكم الهائل من المخبرين والمشاركين من أقزام السياسة. وكائنات الصدفة المخابراتية الذين اشرفوا على مسلسل الاغتيالات الأولى. إنما كثير هو الشبه وللاسف، بين بعض هذه الحكومة وأسلافهم من رواد عنجر على طريق خربة غزال: في المهام المستورة كما في الإطلالات المكشوفة نرى ان ظاهرة الاستنساخ البشري مزدهرة حتى بين قوى قامت في المنفى وقبله بانقلاب كيدي موصوف على قيمها، وبالتالي على جمهورها. لا أريد أن اصدق أن المقاومة كانت ستارا لمجرد انقلاب سلطوي والتغيير والإصلاح خدعة لمجرد طمع مصلحي".

وتابع: "مرت الأيام، بحكومات مشلولة، وبمجلس مثقل وبرئيس مكبل، فأطل الإجرام من جديد. كأن القضايا المحالة على المحكمة الخاصة او المجلس العدلي لا تشفي غليل هواة الإلغاء الجسدي كوسيلة معتمدة ومعممة للتدمير السياسي. استهدفت رصاصات الغدر احد الرموز القادة في 14 آذار. هذه الرصاصات وان أخطأت الدكتور سمير جعجع تدق نذير الخطر الداهم، وتنبئ بأيام بائسة".

وقال: "فعلا، أيام وأشهر قليلة مضت وكأنها سنوات طويلة. فمنذ أن أطلت علينا حكومة كلنا للوطن كلنا للعمل والمصائب تنهال على كل الوطن والفضائح تحاصر كل عمل.أضحت الحوادث تحيط بكل الوطن والأمن يترنح في كل الوطن والفتنة تتغلغل في كل أجزاء الوطن، حكومة الالتزامات المبدئية لم يبق منها مبدئيا سوى مشهد السقوط المدوي الذي ينتظرها مهما نأت بنفسها عن الخروج من السلطة قبل انهيار آخر المؤسسات وزوال آخر المحرمات".

اضاف: "بعض هذه الحكومة انطلق أساسا من دعم طغاة دمشق للسيطرة على الدولة في لبنان، ثم مع اندحار الديكتاتورية في سوريا انكشفت أكثر وأكثر علاقة هذه الحكومة، أو بعضها المهيمن طبعا، بإيران. فالمال إيراني وتبييضه لبناني مبدئيا. السلاح إيراني وحاملوه لبنانيون مبدئيا. القرار إيراني ومنفذوه لبنانيون مبدئيا. المصالح إيرانية والمستفيدون لبنانيون مبدئيا".

وتابع: "لم يبق من لبنانية هذا الوطن، إلا التعتير والتخبط واليأس. لم يبق في هذا الوطن حرمة لدستور أو احترام لمؤسسة أو هيبة لسلطة أو حق لمواطن أو حصانه لمبدأ أو مناعة لقيمة. دويلات الواقع المسلح فرخت دويلات الآمرين بالمنكر والنهي عن المعروف: في الإدارة، في الأمن، في القضاء، في الماء، في الخبز والمأكل في الكهرباء، في التواصل، في العمل، في الأجر وبدل النقل في عهد هذه الحكومة، حتما التاريخ يزور حتى المستقبل يرهن".

وقال: "وإذا خطر لك أن تحتج على ذلك، يصدر القرار الهمايوني بقتلك، بتحطيمك، بنفيك. كل شيء مباح عند هؤلاء لإلحاق لبنان بإمبراطورية الولاة على مصير شرق يراد له أن يكون غير عربي، غير ديموقراطي، غير تعددي في ثقافته وإبداعه وإشعاعه. يراد منكم أيها اللبنانيون، أن تقبلوا ونقبل نحن باسمكم بحلول خريف نجادي وشتاء اسدي في زمن الربيع العربي. يراد منا مثلا ان نصدق إنهم يريدون إعادة بعض الصلاحيات لرئيس الجمهورية فيما انتقائية المادة 58 مفضوحة للجميع، طالما انه لم يتل في جلسة عامة للمجلس وعلى مدى 21 سنة ونيف إلا مشروع قانون واحد ملتبس يزيد سقف الإنفاق دون قيود، ويدفن نهائيا مبدأ إقرار الموازنات سنويا بعد ان عطل هذا المبدأ كلما تقدمت حكومة بمشروع موازنة".

اضاف: "الحمد لله، ان رئيس الجمهورية الذي يمنع حتى من إبداء الرأي الوازن في التعيينات القضائية والادارية استدرك الفخ وأحبط المحاولة. ثم يريدون منا ان نصدق أنهم حريصون على السلم الأهلي. بينما يمنعون أي تحقيق جدي في محاولة اغتيال، ويرفضون أي رصد شرعي لمؤامرات تحاك ويحولون دون ملاحقة أي متهم في مسلسل القتل الذي طال قيادات الوطن وفي مقدمتها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. في نظرهم سمير جعجع لم يستهدف، شبلي العيسمي لم يخطف، علي شعبان لم يقتل، الحدود لم تستباح. المطرقة الإعلامية تحاول تشويه كل شيء، قلب كل حقيقة، الذم بكل إنسان، الشتم في كل اتجاه". وقال: "بالنسبة إليهم الرئيس السوري دائما على حق، الشعب السوري دائما على خطأ، الجامعة العربية منحازة، الأمم المتحدة متواطئة، الدول الشقيقة التي أغدقت على لبنان خيرا وفتحت للبنانيين آفاق المستقبل متآمرة، فيما محور الممانعة الكاذبة والديكتاتورية الوراثية يبقى، الحلم المنتظر والملاذ الأخير".

وسأل "الى أين يا دولة الرئيس، تقودنا هذه الحكومة، الى مزيد مما نعيش من مآسي وويلات. وهل نسمح لها، يا دولة الرئيس، ان تتمادى في سوقنا الى مسلخ المبدئيات التي قام عليها ويستمر بها لبنان. الجواب قد لا يأتي اليوم من مجلسنا الكريم المعرض لكل انواع الضغوط الشعبوية والتهديدات المسلحة".

وقال: "لكن الجواب سيأتينا ويأتيك حتما من الشعب اللبناني من خلال الانتخابات المقبلة. طبعا قد يقتل البعض منا قبل الاستحقاق، لكن الاستحقاق آت ليصد الانقلاب الذي بلغ حد اللامعقول واللامقبول واللامتاح في هذا البلد المنارة. الاستحقاق آت، نعم آت ولكن بأي ثمن. نعم بأي ثمن".

اضاف: "لقد قال الرئيس سعد الحريري في حديثه، يوم الأحد ان "لا نسبية في ظل السلاح". اسمحوا لي، أن اذهب ابعد من ذلك وان احذر اللبنانيين من انتخابات تجري في ظل السلاح أيا كان القانون الذي يحكمها، نسبيا أو أكثريا او أفراديا. لماذا؟ لان مستقبل لبنان ستفصله الانتخابات النيابية العام 2013. يومها سيواجه الناخب خيارات وجودية تبدأ بالكيان والعروبة والحرية، ولا تنتهي بالتعددية والديموقراطية وحق الاختلاف. ولأن الخيار سيكون بين فاشية برتقالية بدائية متحالفة، او بالأحرى، ملتحقة بشمولية تراعي الإلهية في المعتقد والممارسة، وبين لبنان الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي، لبنان الطابع العربي والمجتمع المدني، لن نقبل ولن يقبل معنا غالبية اللبنانيين ان يحل السلاح مكان البطاقة الانتخابية والرصاص محل ورقة الاقتراع والتزوير بدل الإدارة الحرة".

وتابع: "لا أيها الزملاء، لن نترك قانونا الغائيا يمر ولا انتخابات مزورة تقطع. فإذا كان في ذهن البعض ان تشرف هذه الحكومة الفئوية والفاسدة على عملية الاقتراع، فابشروا منذ الان ان لا انتخابات في لبنان، وإذا كان في ذهن آخرين ان ينظم مشروع مذهبي صرف او قانون طائفي بامتياز، ولو بعناوين رنانة، عملية الاقتراع المقبلة، فابشروا منذ الان أن لا انتخابات في لبنان، وإذا كان بعض ثالث، مرتبط بالمشروع الفارسي يعتقد أن فيلق القدس هو الذي سيشرف بقمصان سوداء على انتخابات بيروت والشمال والبقاع والجبل والجنوب، فابشروا منذ الان أن لا انتخابات في لبنان.

وقال: "ارجو أن لا يظن من كلامي أنني أدعو إلى ديمومة هذا المجلس أو تمديد رئاسة احد أو تكريس أمر واقع ما. على العكس تماما، أنني اعبر هنا عن رغبة اللبنانيين، بل عن إصرارهم في أن تكون انتخابات الربيع 2013 انتخابات حرة نزيهة شفافة انطلاقا من قانون يؤمن التمثل الصحيح للفسيفساء اللبنانية بألوانها المتكاملة المزدهرة، وصولا الى عملية اقتراعية لا تشوبها هيمنة سلاح متمرد على الدستور اللبناني ومؤسساته وسلاح خاضع فعلا الى مقدمة الدستور الإيراني ومادته ال112 والذي يجعل، إن عدتم إليهما من شعار المقاومة واقعا احتلاليا خارجيا للأرض والإرادة والمصير".

اضاف: "ففي ظل هذا السلاح تشكلت في لبنان حكومة تضم المهيمنين والخائفين واللامبالين. وفي ظل هذا السلاح يحاول بعض الطاقم الوزاري تمرير تعيينات فئوية، لا علاقة لها بالكفاءة الوطنية والولاء للدولة، تعيينات ستضع إشارة الرهن والإذلال على الإدارة اللبنانية لعقود طويلة". وفي ظل هذا السلاح يساق الوطن اللبناني الى غير موقعه الطبيعي. فلبنان لم يعد عضوا فاعلا مشرقا في مجموعته العربية، بل تحول الى نسخة مشوهة مما كان عليه عند تأسيس منظمة الامم المتحدة، واستقر في لائحة الدول شبه المارقة، شبه المفلسة، شبه المفتتة. لم يبق فيه لسلطة من هيبة أو لمؤسسة من رونق، أو لقطاع من فاعلية، أو لقيمة من مكانة أو لسمعة من حصانة. سخرت هيئات الرقابة للفلفة وهيئات المحاسبة للمحسوبية والهيئات القضائية للتغطية. أما الأجهزة الأمنية فعندما لا تتطاحن بينها نراها تتقاعس، بينما الميليشيا الحاكمة تسرح وتمرح، تحصل على الAll datat الشهير، وقد توغلت إلى الدولة مجددا الولاءات المتعددة وتعددت المقاييس فللاجرام هويات، وللعمالة درجات وللآمرة ضبابيات وللصلاحية صلاحيات وصلاحيات".

وتابع: "أما عن الوزارت فحدث ولا حرج. المشهد مريب: الحزب الواحد يسيطر أما مباشرة على الوزير الحزبي، وأما بالواسطة على الوزير الحليف. أما الباقون، فترك أمرهم الى جيش المستشارين الذين يتحكمون بالإدارات. كل شيء مسخر للتبجح دون الانجاز عبر شركات إعلامية عائلية. كل عائق دون الإثراء غير المشروع تم إزالته: لا هيئات ناظمة بقيت ولا هيئات ناظمة أسست. لا قوانين تطبق حتى التي اجمعنا عليها بالنسبة للكهرباء تحت هذه القبة. لا نصوص تحترم ولا معايير تدوم: سياسة الأوهام تسيطر، خطة الإثراء تسود بهدف التعمية الشعبية ومن اجل التمويل الانتخابي. في الكهرباء وغازها، في المازوت وغشه في النفط وحصصه، في الاتصالات وادعاءاتها التي لم تعد تخفي انهيارها الكامل من تواصل المخابرة، ومستوى الفاتورة ونوعية الانترنت ناهيك عن التواطؤ السافر، كما سبق في العام 2005، في تغطية الجريمة المنظمة".

وقال: "الكلمة قبل الأخيرة أوجهها للبنانيين عن السوريين وللسوريين عن اللبنانيين. الى مواطنينا أقول لا تصدقوا ان لنظام الأسد ذرة أمل في البقاء، او أية فرصة للانقضاض مجددا على لبنان واستقلاله وسيادته. الديكتاتورية تنهار أمام شجاعة الشعب السوري الذي بفرضه الديموقراطية في دمشق يحمي الديموقراطية في بيروت. نعم، جماهير دمشق وحلب وحمص وادلب وحماه والزبداني ودرعا واللاذقية ودير الزور والقامشلي والارياف والجبال، هذه الجماهير الرائعة تدق ساعة الحساب عن الجرائم المقترفة داخل سوريا وفي لبنان وعلى امتداد العالم العربي".

اضاف: "أما إلى أشقائنا السوريين الأحرار أقول، لا تنظروا الى البعض اللبناني القليل الداعم لآل الأسد على أنهم أعداؤكم. فهم اجتاحوا لبنان كما تجتاحون اليوم في سوريا، وارتكبوا في لبنان ما يرتكب بحقكم اليوم في سوريا. ثقوا أنهم سينضموا في النهاية إلى قافلة الربيع العربي التي تقودون وتفتدون بدمائكم الطاهرة. القرار في سوريا لكم لا في بكين او واشنطن ولا في موسكو او باريس. القرار لهؤلاء الاطفال الشهداء. القرار لكم كما سيكون لنا في ربيع 2013، الربيع المنتظر للبنان أسوة بعالمه العربي المتحرر". وتابع: "أما الكلمة الأخيرة فللحكومة ورئيسها والبعض الذي نعز ونحترم من أعضائها. لا تتركوا الأشرار والحاقدين يدفعون بكم الى الضلوع عمليا ومبدئيا، عن سابق تصميم او عن نأي بالنفس في الجرائم المخططة لهذا الوطن ولكل من يقول فيه لا للسلاح غير الشرعي. أقول ذلك لأننا نعلم جميعا ان رئيس الحكومة ليس هو من ألفها فعلا، ولا هو من يرأسها حقا ولا هو من يديرها جزما ولا هو من ينطق باسمها دائما ولا هو من يتحكم بغالبيتها حتما".

اضاف: "أقول ذلك لأنني لا أرى وزير العدل سيهوى طويلا قلب موازين القضاء وتسخيف العمالة ومنع تنفيذ مذكرات التحقيق الدولية ومحاولة فرض مرشح واحد على مجلس الأعلى وتأخير محاكمة المواطنين الشرفاء ذنب أغلبيتهم أن لحاهم لا تعجب لحى أخرى وإسلاميتهم لا تروق لإسلاميين آخرين".

وتابع: "ثم أقول لوزير الطاقة ان ملفات النفط والكهرباء والمشتقات النفطية والمياه أهم واخطر من ان تبقى رهينة الكيدية والاستئثار خارج الهيئات الناظمة والصناديق الممولة والأجهزة المراقبة والمزاج الشعبي لا أهل المنصورية يثقون بحلولك الأرضية ولا أهل لبنان يؤمنونك على استثماراتهم البحرية. وبالمناسبة نسأل صديقنا ناظم بك اين الطاقات البديلة الشمسية ووالهوائية، ونسأل الرئيس ميقاتي اين المعامل وماذا حل بتقاريرك الواعدة في الحل البري والمحذرة من الفضيحة البحرية".

وتابع: "أقول ايضا أنني لا أخال وزير الداخلية "الآدمي بامتياز"، مرتاحا إلى تبعية بعض الأجهزة لريف دمشق ولا قابلا بحرمان زميل له الأجهزة التي بقيت لبنانية القرار ووطنية المنشأ من وسائل الأمن الوقائي والتحقيق القضائي. إن دماءنا ودماء اللبنانيين ليست بهذا الرخص. حادثة معراب لن تكون عابرة او مسخفة. نحذركم من أية تغطية أو تسامح في مجال الاستهداف الأمني".

وختم حمادة: "أيتها الحكومة الموقرة، نحن هنا لنتصدى لكل محاولاتكم، نحن هنا لإخراجكم من اللاحكم رأفة بنا وبكم وباللبنانيين، نحن هنا لإقامة حكم وطني متوازن يشرف على انتخابات المصير، الانتخابات التي سيقارع فيها شعب لبنان كل من يتطاول على وطنه المستقل الحر، الجميل، المتعافى المبتسم والمزدهر. "نحن با دولة الرئيس ميقاتي ان بليتم بالمعاصي اي بالقاذورات فاستتروا، فالمؤمن يستر نفسه وانت مؤمن، يقال "ان من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة، استروا حالكم ايها السادة وارحلوا رأفة بكم وبنا وباللبنانيين".

 

زهرا في جلسة المناقشة العامة: كل الموبقات ترتكب وتعلن ولا يرف لأحد جفن

الحكومة تحتقر المجلس النيابي وتهين دوره

وطنية - 17/4/2012 قال النائب أنطوان زهرا في جلسة المناقشة العامة في مجلس النواب:

"يفرحني بداية واسجل هذا الفرح، لامتناع فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، عن توقيع تهريبة مخالفة للدستور ، وامل ان تكون مقدمة لارغام الحكومة على تقديم موازنة عامة لاقرارها في مجلس النواب بدل التفتيش عن تبرير الانفاق من خارج الاصول الدستورية. ان هذه الحكومة قيض لها الوقت الكافي لتقدم موازنة ال 2011 وتبدأ بتحضير موازنة 2012، ولكنها جائتنا قبل الموعد الدستوري لتقديم الموازنة بطلب تبرير الصرف من خارج القاعدة الاثني عشرية ! بما ينبأ بأنها غير مستعدة لوضع الموازنة ، وكلنا نعلم ان في اعمال المجلس النيابي فأن الموعد المحدد بشكل حاسم هو تقديم الموازنة واقرارها ، وبالتالي فأن هذه الخطوة اساسية لنبدأ بوصف هذه الحكومة وما تقوم به . اننا في جلسة " قيل وقال " كما قال احد النواب الكرام ( والكبار في هذا المجلس ) ونشكر الله اننا ما زلنا نستطيع الكلام لان هذه هي وسيلتنا الوحيدة للممارسة الديمقراطية ،اما الفعل فنتركه لغيرنا. هذه الحكومة (وقد قال بعضها في بعضها الاخر ما لم يقله مالك في الخمرة) حكومة وصاية مقنعة وقد سقط قناعها ، وهي حكومة تعليق الدستور ، وهي تعيدنا الى ايام الانتداب والوصاية ، وتتجاهل المؤسسات الدستورية ، وتقاوم كل ما من شأنه ان يدعم الجيش اللبناني ويهنم بمصالح الشعب ، على الرغم من انها في بيانها الوزاري جمعت المقاومة والجيش والشعب فأين الجيش واين مصالح الناس واين هو الشعب ؟

هذه الحكومة في بداياتها المتلاحقة وفي كل اطلالتها لم تتكلم الا عن الاستقرار الامني والاقتصادي والغذائي ، وبالنسبة لها فإن الاستقرار يتعلق فقط بحرب كبيرة وفتنة كبرى وعظمى قد تندلع ( لا سمح الله ) بين السنة والشيعة ، اما الباقي فلا بأس : تموت الناس او تجوع او تنهب فلا مشكلة ! المهم ان لا نصل الى الفتنة الكبرى!"

وسأل: "هل هناك فتنة كبرى دون فتن صغرى ؟ وهل عد الماسي والعذابات ضمن الاستقرار ؟ اذا كان مبرر وجودها حفظ الاستقرار فأين الاستقرار الذي تؤمنه ؟"

وأضاف: "3 احداث وقعت قبل ذكرى 13 نيسان وهي طاولت 3 اطراف لا يشبهون بعضهم ولا يقربون بعضهم في السياسة ولا في الجغرافيا : معراب ، الحدود الشمالية ، والجية ، محاولة اغتيال جعجع ، على الرغم من اعلان الحكومة خطورتها وجديتها ، تجابه من اطراف مكونة للحكومة بأستخفاف وتجاهل ! ربما للتعويض عن الاحتفال الذي كانوا يعدون انفسهم به لو غاب سمير جعجع عن الساحة.

ان البعض الذين تحدثوا يوما ( لمجرد توقيف مجموعة حماية رئيس الؤسسة اللبنانية لارسال التي كانت تتدرب في شحتول ) ان هذه محاولة لاغتياله كشخص ، وعندما سأل عن مقتل علي شعبان ومحاولة اغتيال جعجع يقول : عندما ينتهي التحقيق ... انا لست ابن شارع".

وتابع: "أهنئ ابناء الشوارع لانه لم يسبغ عليهم صفة انتمائه لهم.

هذه الحكومة تتعاطى مع احداث بهذا الحجم لان الاستقرار مستمر ولا لزوم لاحالة محاولة اغتيال د . جعجع الى المجلس العدلي ؟ بهذه المقاييس وبكل صدق اقول : هناك 3 جرائم كان يجب ان تحال الى المجلس العدلي في لبنان : جريمة اغتيال كمال جنبلاط (مع حفظ الالقاب ) وحريمة اغتيال بشير الجميل وجريمة اغتيال طوني فرنجية ، لانهم الوحيدون الذين تبعتهم احداث امنية ، فيما الباقي مر دون احداث ، وبالتالي لم يكن ضروريا احالتها بحسب المقاييس التي تقدمها هذه الحكومة .

انتقل لاقول ان في هذه ال 3 احداث : ا ستشهاد شعبان ومحاولة اغتيال مصطفى جحا ومحاولة اغتيال سمير جعجع ، كما بأحداث جرت فجر هذا اليوم في مدينة بعلبك ، نعود لنؤكد انه بالنسبة لنا ، وطبعا على مدى الربيع العربي ، انسان واحد ، قضية واحدة في كل زمان ومكان : حق الانسان بالحياة والكرامة والحرية لا يتجزأ ولا يمكن التعاطي معه من خلفيات سياسية.

اما الحكومة فتتمسك وتفاخر بالنأي بالنفس ، ولا مانع لدينا لو التزمت بما اعلنته من نأي بالنفس ولو كان النأي بالنفس هو نأي بالفعل عن التعاطي بما يجري داخل سوريا احتراما لارادة السوريين فيما يريدون لانفسهم ، ولكن النأي بالنفس بتفسيرنا ومن مراقبتنا تحول الى نأي بالنفس عن كل ما يمكن ان يزعج ارباب النظام في سوريا ، وليس الشعب السوري ، والنأي بالنفس عن كل ما يريح الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية وكرامة اللبنانيين".

واردف: "أين الموقف المبدئي الاخلاقي لحكومة لبنان الذي يفاخر بأنه رسالة بالتنوع والديمقراطية والتعايش واحترام الاخر ؟ هذه رسالة الحكومة للعالم : " ما منسترجي نزعل اسيادنا " وهذا لا يشرف اصحابها ونحن ننأى بالنفس عن مسؤولية كل ما تقوم به هذه الحكومة.

نقول الامن الاقتصادي والامن الغذائي اين هما؟ واين مفاعيل زيادة الاجور؟ ابتلعت قبل اقرارها ، اين مفاعيل بدل النقل وثمن بنزين لا يكفي الراتب كله ( صفيحة البنزين صارت ب 40 الف ليرة ) والحمد لله بعدها ايديهن مش بس كاملة ولكن للاسف طويلة.

نكمل : الامن الغذائي اين هو ؟ لم تكلمونا الا عن الاستقرار ، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي يكمل الاستقرار الامني فأين هو ؟ والمواد الفاسدة كيف وصلت ؟ ليس فقط بجشع التجار ، واريد ان اذكركم ان ما يمكن ان يسهل دخول هذه المواد الفاسدة وكل ما هو فاسد في البلد ، انه ايام الوصاية الظاهرة ( قبل هذه الوصاية المقنعة ) كان هناك خط عسكري على طريق الباب العالي الذي انتقل من اسطنبول الى دمشق ، واليوم هناك خطوط عسكرية على كل المعابر البرية والبحرية والجوية ، ومن منكم ليس لديه احد تلقى عروض خدمة Door to Door؟ يعني يحمل لك من الخليج او امريكا او القمر ويسلمك على باب البيت او الديبو دون ان يمر على جمارك ودون ان يفتح الكونتينر ، ويحضرون سكانر بالبر والبحر يتعطلون لتسهيل الخطوط العسكرية ! وتحكون عن سيادة وعن دولة المؤسسات ؟ يا عيب الشؤم".

واعتبر أن "الاسوأ ان كل هذه الموبقات ترتكب وتعلن ولا يرف لاحد جفن ، وكلما تحدثنا عن مصلحة وحاجات الناس والضرورات الوطنية (وبعد سنوات من تسلم السلطة) يعودون الى قميص عثمان اياه وحائط المبكى اياه والشماعة اياها: الحكومات المتعاقبة والسياسات السابقة.

الذي لا يستطيع ان يغير ويأتي لينسخ عن غيره (اذا كان صحيح ان هذا ما جرى في السابق ، وانا لست في معرض الدفاع عن ما جرى وتبريره) فماذا اتى يفعل ؟ اذا كان يأتي ليكون نسخة عن من سبقه فاليبقى في البيت ولنستمر على الذبن نعرفهم ، ولا يدعي انه يستطيع ان يغير ويصلح وننتهي بأسؤ مما جرى في السابق من تعطيل مصالح الناس جميعا دون اي مقابل او بديل".

وقال: "يحكى في مهاجمة رئيس الحكومة، الذي انا مرتاح ان يصير معه هذا من مكونات حكومته ،مرتاح على صعيد النكاية ، انه مدير شركات خاصة ، بربكم من يدير شركات خاصة ( لست في معرض الدفاع عن رئيس الحكومة ) من لا يسمح ليس فقط لمدير عام بل لاصغر موظف في وزارته بان يوقع ورقة و اي قرار لا يتخذ الا بتوقيعه الشخصي ، والذين يقولون ان السيادة للوزير وليس لرئيس الحكومة على الوزارة ، ووقت الجد ووقت الفضائح حتى ديوان المحاسبة يتجرأ على ادانة موظفين اؤكد لكم انهم لا يجرؤون على اي تصرف دون امر من وزيرهم .

وهكذا عندما ظهرت رائحة المازوت الاحمر صارت المشكلة عند الموظفين ! علما بأننا ضيعنا هذا المازوت المدعوم الى ان ذقناه في مياه الشفة في البترون من حوالي الشهر . وفي هذه المناسبة تلوثت مياه الشفة ( ولست اتهم احدا )وقطعت لانها ملوثة ثم اعيد ضخها دون اعلام الناس انها ما زالت ملوثة ، لان الناس لا قيمة لهم عندهم ، سألنا فقالوا ان من اجل تنظيف القساطل ارسلوا المياه الى البيوت جميعا!"

وتابع: "نذهب الى الاصلاح الموعود بدءا من الكهرباء والبواخر واستجرار الطاقة وانهم وحدهم يعرفون والباقيين يكذبون ، يا دولة رئيس الحكومة : في لجنة واحدة حصلتم على 9% تخفيض ، بدء موسم التخفيضات ، اعملوا سلسلة لجان ربما نصل الى اسعار مقنعة ، وبالمناسبة اريد ان اسأل هذه ال 9 % ما هي روايتها وماذا يمكن ان يقال عنها ؟ اي مواطن جالس في منزله وسمع انهم شكلوا لجنة وزارية لاعادة النظر فأتاهم تخفيض 9% يسأل لماذا قررت الشركات التي تفتش كيف تؤجر وتربح ان تتخلى عن سعر الكلفة ؟ وبالمناسبة وحرصا على الشفافية والصدق، اريد ان ارجع الى الزميل علي عمار عندما كنا نناقش مواضيع الكهرباء قام وتعهد (امام كل الناس) ان ندله على عمولة كي يهتك الوزير ، ما هو اسم هذه ال 9% تخفيض لمجرد تشكيل لجنة؟ ويحكى عن الشفافية والاصلاح؟ وقد نبهنا منذ سنتين ان هناك كلام عن بواخر وعن اجراء مناقصة ، والذين يعرفون ببواطن الامور يعرفون ان الاعلان عن المناقصة تم في صحيفة محلية (بالغة الاجنبية) لمدة عشرة ايام ! وعادوا الى نفس الشركة ونفس البواخر بعد سنتين وتأمن بلحظة خفض 9% لان هناك اعادة نظر".

أضاف: "أنا يا دولة الرئيس بري اطلب في كل موضوع الكهرباء ، بعد ان تمت اهانة اللبنانيين ومجلسهم النيابي ، اطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في كل الموضوع لسببين مباشرين : الاول عند مناقشة سؤال تقدم به الزميل رئيس لجنة الطاقة والاشغال ( محمد قباني ) حول " السرفيس بروفيزر " اجمع رأي السادة النواب في المناقشات ان امر تقديم الخدمات امتياز والدستور يقول لا يمنح امتياز الا بقانون ، وضرب عرض الحائط بكل ما قاله المجلس النيابي وتم التلزيم خلافا للقانون ، رغم رأي مجلس شورى الدولة، وتم التلزيم المشبوه بقيمة تصل الى اكثر من 780 مليون دولار ! ويجري التوظيف في منزل الوزير المختص حيث تقدم الطلبات بوجود رئيس شركة اخذت جزءا من هذه التلزيمات.

هل هذا احترام لمجلس النواب وللدستور والقانون؟ والثانية في موضوع البواخر نريد ان نعرف ماذا يحدث واذا كان ضروريا ان نستجر بواسطة البواخر فكم ثمنها هذه البواخر ؟ اذا كنا سندفع ايجارها مئات ملايين الدولارات فلماذا لا يشتريها لبنان وهو يؤجرها عند الحاجة ؟ لذلك اصر على طلب تعيين لجنة تحقيق برلمانية بناء على هذه الوقائع".

وتابع: "اما في الهاتف والجنة الموعودة التي بدأنا نصلها ، اتحدى اي لبناني ان يقول انه اجرى مكالمة دون ان ينقطع الخط مرات ، واريد ان اسأل : ما هو تصنيف لبنان بعد الجنة الموعودة من سلسلةوزراء الاتصالات ؟ وما هو تصنيف لبنان في خدمات الانترنت وخدمات الهاتف؟ هناك ما لا يقل عن 5 الاف كابين تلفون في الشوارع واسأل من سنتين من استعملهم ؟ وبطاقاتهم المسبقة الدفع اصر الوزير على تلزيمها ل " ليبان بوست " على الرغم من وجود 360 او 370 مكتب لاوجيرو على الاراضي اللبنانية ، وبعد ان تبين ان هناك مدراء من فريقه السياسي نصحوه بعدم اللجؤ الى هذا الاجراء ، وان لدى الوزارة الهيكلية البشرية والمكاتب وكلفتها اقل والارباح اكثر فالنعملهم في الوزارة بواسطة اوجيرو ، وعلى الرغم من ان مجلس شورى الدولة نصح بهدم اللجؤ الى فريق من الخارج ، فقد لزمهم الوزير ثم فوجئنا بأنهم اعتذروا لانهم سيتأخرون في قبض مستحقاتهم ، ومنذ اكثر من سنتين لا يوجد بطاقات مسبقة الدفع ونريد ان نعرف لماذا ؟ ناهيك عن حركة الاتصالات التي لا تمس اطلاقا باي انسان واحمل الحكومة مجتمعة مسؤولية الالتفاف على القانون 140 بأدخال حركة الاتصالات ضمن صلاحيات قضائية، ونحن نواب نعرف ماذا نوقش وماذا اقر ونحن حريصين على كرامة كل لبناني وخصوصيته ولكن تضليل الرأي العام بان ما تطلبه الاجهزة الامنية يتعرض لخصوصية الناس ليس احترام للرأي العام وعقله ، وانا ارفض ان يعترض اي جهاز امني اي اتصال ويطلع على خصوصيته مع انني أكيد ان هناك اجهزة امنية غير رسمية تستمع الى كل الناس عندما تشاء ، ونحن نريد تطبيق القانون 100% ولكن لا نريد تغطية المجرمين ومنع الوصول الى الاستقرار الامني من خلال خلط الامور على الناس والخلط بين حركة الاتصالات واعتراض الاتصالات التي هي من خصوصيات المواطن ويجب ان تكون محمية من القانون".

واشار الى انه لم يمتعض عندما سمع "احد الزملاء الكبار يقول عن الجلسة انها جلسة قيل وقال لان هذه الحكومة تحتقر المجلس النيابي وتهين دوره ولا تقيم له وزنا واعرف ان الية المحاسبة معطلة ، وان الحكومة منتهية الصلاحية ولا يثق افرادها بأنفسهم ولا يثقون ببعضهم البعض ولا يثق بهم احد ، وهي حكومة باقية بفعل قوة الامر الواقع وبأرادة اسيادها ، وهذا المجلس لا يستطيع اسقاط الحكومة رغم سقوطها المريع ولذلك يقتصر دورنا على مبدأ " اللهم اشهد اني بلغت ، اولا في استفاقة لبعض من ضمير ولاعادة المعايير الموحدة في التعاطي مع الناس ، ولا بأس ان اعطي مثلا في اختلاف المعايير في استحداث بلدية في شاتين التي هي جزء من تنورين ونطاقها البلدي محاط بالنطاق البلدي لتنورين وكل الاراضي التي حولها تابعة لبلدية تنورين ، وبالمقابل ضم قرية الى اتحاد بلديات في جنوب لبنان لا يجمعها اي حدود جغرافية مع الاتحاد التي ضمت اليه وتجتاز في الهواء 3 قرى على الاقل تفصل بين الاتحادين".

وختم: "لن أنسى الإشارة إلى جدية وزير الداخلية في التعاطي مع الملفات الأمنية. وهذه الحكومة منذ شهور سمعنا من أحد أسيادها أنها مستمرة رغم ثغراتها لذا أنا رأيي الشخصي ألا نمتعكم بالحصول على الثقة وأنتم لم يعد أحد يثق بكم. عودوا إلى ربكم و ضميركم واتعظوا من الالا م وعذابات شعبكم ، وحرصا على كرامتكم ( يا دولة رئيس الحكومة ) تخلص من هذا العبئ الثقيل ووافينا الى الانتخابات بحكومة تستطيع ان تدير الانتخابات ، حكومة تؤمن تكافئ الفرص ، وبالمناسبة وبعد عودة شبح الاغتيالات واستعمال الوزارات ( وكل الوسائل ) لتأمين الشرعية السياسية لبعض مكونات هذه الحكومة ، انا بكل محبة وتواضع اطلب من قوى الامر الواقع ان تؤمن لي الحماية الشخصية كي تتأمن لي فرصة المشاركة في انتخابات متكافئة الفرص".

 

الزغبي لموقع 14 آذار: النظام السوري "ساقط" بالمرحلة المتوسّطة... ومشهدان في مجلس النواب اللبناني 

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

اعتبر عضو قوى 14 آذار الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي ان "الوضع السوري في الأساس محكوم بالتغيير الكبير، فلا بد من ان نقول ان هذا الوضع هو غير مرتد، بمعنى انه لن يعود الى الوراء، وان الامور مرهونة ببعض الوقت وبتطورات اقليمية ودولية، وحتى روسيا الداعمة الاولى للنظام لم تعد في ثبات الاستراتيجية نفسها، فالنظام محكوم بالسقوط في المرحلة المتوسطة، وعلى هذا الأساس يجب ان تبني كل الأطراف حساباتها، وليس فقط بالنسبة لـ14 آذار، لأن المسألة ليست مسألة سياسة بالأُمنيات بل هي مسألة سياسة بوقائع وبالتوقعات".

واعتبر الزغبي في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني ان "هناك مرحلة دراماتيكية ستحصل حكماً اذا التزم النظام بوقف اطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة والآليات الثقيلة من المدن والبلدات ومن المنعطفات الاساسية للطرق الرابطة بين المحافظات والمناطق، ففي اللحظة التي يوقف فيها النظام اطلاق النار بشكل كامل تحت مراقبة الامم المتحدة المتزايدة التي سيصل اليها ما يجاوز الـ200 مراقب، يبدأ انهيار النظام فعلا لانه لن يستطبع ان يواجه ارادة الشعب السوري والتظاهرات المليونية المطالبة بالتغيير، وهو تغيير النظام بالذات وليس رأسه فقط، بل سقوط كل هذه المنظومة العائلية والسياسية والمذهبية التي حكمت سوريا منذ 42 عاما".

وعن الموقف الروسي والصيني قال ان "هذا التغيير يرتبط بتأزم موقع النظام السوري، فلا تستطيع موسكو ولا بكين ان تتمسك الى النهاية بنظام محكوم بالسقوط، فهو نظام بات في شكل واضح في موقع معاد للشعب السوري. والشعب في ارادته بتغييرالنظام تتزايد اعداده يوماً بعد يوم وهذا ما لاحظناه قبل ايام حيث كانت نسبة المتظاهرين مرتفعة اكثر من الايام الماضية، لان القمع خفّ نسبياً، او بفعل خطة انان، وهذا ما اتاح للسوريين التعبير بجرأة اكثر عن ارادتهم بإسقاط النظام، ولذلك فإن اي وقف جدي لإطلاق النار سيؤدّي الى تدفق مئات الآلاف من السوريين وربما الى تظاهرات مليونية تطالب بإسقاط النظام ، ولذلك لن يكون بإستطاعة النظام الثبات ولا ايضاً الاستمرار بالموقف الروسي والصيني على ما هو عليه".

وبالإنتقال الى الملف اللبناني، وعن المبارزة الديمقراطية بين المعارضة والموالاة المستمرة في مجلس النواب, قال: "من الواضح اننا امام مشهدين في المجلس، مشهد مجموعة من النواب لا تشحن الى قاعة المجلس الا قاموسها التقليدي المعروف الذي يقوم على الشتائم والإتهامات والكلام الساقط والهابط بالمعنى الأخلافي السياسي، سواء من الضاحية او من الرابية، مقابل مشهد حضاري يؤديه نواب 14 آذار تحديدا ، بحيث يقدّمون خطاباً سياسياً علمياً وعقلانياً وهادئاً بهدف انقاذ الحصن الأخير للحالة الديمقراطية اللبنانية، لأن 8 آذار شوّهت كل المؤسسات التي تبنى على اساس ديمقراطي وعلى رأسها مجلس الوزراء". واضاف: "الآن الملجأ الأخير والحصن الأخير للديمقراطية اللبنانية هو مجلس النواب، وانهم يحاولون ونواب 8 آذار تحت وصاية سلاح حزب الله وبدفع من النظام السوري تجويف وتفخيخ آخر مظهر ديمقراطي في البلد، ولكن نواب 14 آذار بالمرصاد".

وقال: "ان اي مواطن عادي يستطيع من خلال متابعته ومعاينته لما يجري في ساحة النجمة ان يميز بين هاتين الحالتين، مشهد يريد ان يحافظ على الوجه والمضمون الديمقراطي في لبنان، وفريق آخر يسعى الى تقويض وهدم الحصن الأخير للديمقراطية بعد ان استباحوا مؤسسات اخرى وعلى رأسها مجلس الوزراء".

وفي ظل كل هذا الحراك السياسي قال الزغبي: "ان هذه الجلسة الثلاثية لن تبدل في عمق الواقع اللبناني، المتأثر بشكل حساس جداً بالتطورات الحاصلة في سوريا، فما قبل هذه الجلسات وبعدها ستستمر الذهنية نفسها، اي ذهنية الغاء الآخر", لافتاً الى ان "محاولات الإغتيال التي حصلت قبل هذه الجلسة لن تؤدي الى الغاء هذه الذهنية او هذا الخطاب الذي يتميز به فريق 14 آذار", مشيراً الى ان "هذه المشهدية التي نحن امامها اليوم وفي شكلها الدميقراطي في لبنان لن تثني نواب 8 آذار وفريقهم من فرض سلطتهم الأصلية من خلال الغاء الآخر بالعنف والسلاح"، متوقعاً "ان تعود هذه الموجة بعد هذه الجلسات".

واضاف: "بعد هذه الجلسة ربما سيتم تأجيج الإتجاه الأمني والإلغائي تحت مسمى جديد، وهو جهاز امني سوري – 8 آذاري لبناني مشترك، بدل الأجهزة الأمنية الرسمية التي كانت ترتبط بجهاز امني سوري، اذ اصبح هناك اجهزة لبنانية ترتبط بـ8 آذار وعلى رأسها حزب الله".

وتوقع ان "تكون المرحلة المقبلة مرحلة اكثر تشدداً من ناحية الذهنية الأمنية، فربما قد نشهد محاولات اخرى لإلغاء الآخر بالإغتيالات او بضرب بيد من حديد على كل خصم سياسي، خصوصاً بعد نجاح فريق 14 آذار في مجلس النواب بإستعادة الروح الديمقراطية، فهم لا يستطيعون تحمل هذا الإتجاه بإحياء الديمقراطية في لبنان، وبالتالي سيعودون الى اسلوبهم الأساسي اي التحكم بواسطة القوة وإلغاء الآخر".

 

المكتب السياسي الكتائبي أسف "للتصدع الحكومي": للاسراع في التعيينات وعدم ربط مشروع تصحيح الاجور بالموازنة

 وطنية - 17/4/2012 انعقد المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية برئاسة نائب الرئيس شاكر عون لوجود الرئيس أمين الجميل في روما للقاء المسؤولين في ايطاليا وحاضرة الفاتيكان، وللمشاركة في ندوة تعقد في مجلس الشيوخ برعاية الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو. وبعدما ناقش المكتب السياسي المستجدات الراهنة، أصدر بيانا دعا فيه "في ذكرى الثالث عشر من نيسان، الى التبصر بما آلت اليه الحرب العبثية من ويلات ومآس، ويسجل للتاريخ ان هذا اليوم لم يكن بداية الحرب، بل لحظة تنادي مقاومة شعبية في مواجهة حرب جرى التحضير لها بإتقان وشهدت محطات تصادمية بين منطق الدولة ومنطق الثورة، بينها اتفاق القاهرة في العام 1969، والمعارك بين الجيش اللبناني والمسلحين الفلسطينيين في العام 1974، وجريمة اغتيال النائب معروف سعد، ومحاولة خطف النائب أمين الجميل. كل هذه الاحداث بتنوعها وتسلسلها واستهدافاتها حيكت بحرفية عالية لإشعال الفتنة بين اللبنانيين ومنظمة التحرير الفلسطينية التي لم تتورع عن إحكام سلطتها على أجزاء كبيرة من لبنان، وسلطانها على شرائح واسعة من اللبنانيين". ولفت الى ان "الاستفزاز الآخر كان في الثالث عشر من نيسان على باب الكنيسة في عين الرمانة، وليس صدفة ان يكون أولى ضحاياها الكتائبي جوزف أبو عاصي، وأن تكون أولى أهدافها محاولة تهجير المسيحيين وإقامة الوطن البديل. وتنادت حركة شعبية كانت تفتقر الى الجاهزية والقدرات الدفاعية وتمكنت بفضل حزب الكتائب، الذي قاد المقاومة المسيحية وتولى ادارة الدفاع بوجه محاولات الغزو التي استهدفت المناطق الآمنة، من تغيير المخطط الدولي وابقاء المسيحيين في ارضهم ووطنهم وبين شعبهم وأهلهم".

وجدد موقف الكتائب من كتاب التاريخ الذي "يجب ان يصاغ موضوعيا وليس انتقائيا، تجرديا وليس استنسابيا، شاملا وليس اختزاليا"، مشيرا الى وقوف "الكتائب بإجلال امام ذكرى شهدائها وتدعو الشركاء في الوطن الى استخلاص العبر وتغليب الانتماء الوطني على ما عداه، وتكريس وحدة لبنان ونهائيته وسيادته قولا وفعلا". وأسف المكتب السياسي "للتصدع الذي يصيب الجسم الحكومي والذي يتكشف تباعا وبشكل سافر، وكان آخر فصوله الخلاف الذي بدا مستحكما بين رئيس الحكومة ووزير المال، وهما المنصبان اللذان يفترضان توافقا كاملا، مما يؤشر الى عافية حكومية مفقودة وينبىء بمزيد من الجفاف السياسي الذي ترك تداعياته الكارثية على لبنان بكل مرافقه، وعلى اللبنانيين بكل فئاتهم".

وإذ أبدى استعجال الحزب "التعيينات الادارية والديبلوماسية وبخاصة رئاسة مجلس القضاء الاعلى والمحافظين والقائمقامين وسائر المواقع الاساسية، بعدما بلغ الشغور منعطفا بات يهدد بشلل مستدام وبتحويل الدولة الى سلطة بالتكليف أو الانابة"، لفت الى "الشغور في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي تجاوز الخمسين بالمئة من الكادر الوظيفي المقفل منذ العام 2004، مما جعل المعاملات الاستشفائية تبلغ حدا غير مسبوق بتراكم نحو مليوني معاملة تنتظر من يبت بها". ودعا الحكومة الى "التقدم بمشروع قانون لتصحيح الاجور في القطاع العام وعدم ربطه بمشروع موازنة العام 2012 الذي تأخر لاسباب سياسية متصلة بالتصدع الحكومي، وذلك على قاعدة المساواة أمام القانون، خصوصا ان نحو 270 الف موظف وعسكري ومتعاقد ومتقاعد في القطاع العام يعانون كما سائر المواطنين من ارتفاع الاسعار وزيادة الاعباء المعيشية". وحذر من "تفاقم الفلتان في أنحاء البلاد"، داعيا الى "تعزيز الحضور الامني في المدن والمناطق وزيادة عديد الشرطة البلدية وتأمين الحراسة الليلية للاماكن المأهولة، منعا لتفشي ظاهرة التعديات ومحاولات القتل السياسي والقتل بقصد السرقة، كما حصل في بشمزين - الكورة ومع الناشط مصطفى مصطفى حجا".

 

اللجنة اللبنانية - الإيرانية تثير حساسيات عربية وتفتح ملف  العقوبات

تساؤلات عن خلفية التوقيت والعلاقة التحالفية مع طرف "خارج الدولة"

ريتا صفير/النهار

تفتح اجتماعات اللجان المشتركة اللبنانية – الايرانية والتي تتوج باجتماع اول للجنة العليا المشتركة نهاية الجاري الباب واسعا امام تحفظات عدة. واذا كان السجال "الناعم" بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والسفير الايراني غضنفر ركن ابادي عقب اللقاء الذي جمعهما السبت "دشن" فصلا منها، فهو كشف ايضا جانبا من الحساسية التي ما زالت تحوط العلاقة اللبنانية – الايرانية من جهة والعلاقة العربية – الايرانية من جهة اخرى، والذي بلورته اخيرا زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لجزيرة ابو موسى الاماراتية.

ومع تفاعل "ازمة ابو موسى" في ظل اجتماع خليجي داعم لابو ظبي عقد امس، فان الانظار تتجه الى الموقف اللبناني الذي "يعيد الروح" الى هذه اللجنة في ظل "توقيت" محلي واقليمي وحتى دولي حرج، وعقب زيارات متكررة ومحذرة لمسؤولين دوليين معظمهم اميركيون.

من هنا، تترقب الاوساط الديبلوماسية والسياسية، ولا سيما المعارضة منها، ما سيؤول اليه جدول الاعمال النهائي لاجتماعات هذه اللجان والذي اعلن غضنفر ابادي "احرفه الاولى" امس بعد لقائه وزير الاقتصاد نقولا نحاس، بالتزامن مع طرح اكثر من علامة استفهام عن المواضيع والملفات المتوقع اثارتها، في ضوء مجموعة عوامل. في طليعتها العقوبات الدولية المفروضة على طهران، والوضع الايراني – العربي المتشنج، الى "العلاقة التحالفية التي تربط ايران بفريق لبناني ما زال يعتبر نفسه خارج اطار الدولة"، بتعبير مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح.

ومع اقرار قوى المعارضة بضرورة الدفع قدما بالعلاقات الثنائية بين بيروت وطهران، الا انها تعتبر ان اطلاق عجلة لجان كهذه يتطلب تقويما دقيقا وخصوصا ان اي خطوة "ناقصة" من شأنها ان تعرض لبنان لمجموعة اخطار، "فالعقوبات الدولية المفروضة على ايران قد تعرض المؤسسات اللبنانية لتدابير واجراءات، وكذلك الكلام المتكرر عن اسلحة وتسليح، علما ان العقوبات لا تمنع ايران من تصدير السلاح فحسب بل تفرض على الدول التي تحصل على سلاح منها ايضا"، على ما يذكر شطح الذي يثير ايضا امكان تأثر المؤسسات المالية والمصرفية.

ولا تفوته الإشارة الى ان المؤشرات الايجابية التي برزت في اجتماعات اسطنبول بين مجموعة 5+1 لا تعني ان "المسألة بتت".

وتحضر على ألسنة المستفسرين عن خلفية الخطوة "الميقاتية" ايضاً قضية التضامن العربي انطلاقاً من عضوية لبنان في جامعة الدول العربية، الامر الذي يفرض الابقاء على حد ادنى من التنسيق، لا سيما في "الملف الاماراتي".

في اي حال، ليس خافياً ان قرار تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين يعود الى 20 تشرين الثاني 2010، تاريخ زيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى طهران. يومذاك، نص البيان الختامي على ان "الجانبين اتفقا على تشكيل اللجنة المشتركة العليا برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني".

يقر شطح بمبادرة رئيس الحكومة السابق الى هذه الخطوة "تعزيزاً للعلاقات بين دولة ودولة"، الا انه يذكر بالاشكاليات التي باتت تحوط الوضع الايراني، الامر الذي يتطلب روية. ويعلّق: "يبدو قرار الانشاء منفصلاً عن ظروف التفعيل. انشأنا المجلس الاعلى اللبناني – السوري، الا ان اجتماعاته معلقة لعدم فائدتها. ثمة قرار واضح بألا يجتمع".

تتسلح أوساط الرئيس ميقاتي بخطوة الرئيس الحريري، مبرزة ان "اللقاء المخصص للتحضير للاجتماعات المشتركة مع أبادي تخلله استفسار من رئيس الحكومة عن مواقف الرئيس الايراني، لا سيما كلامه عن انه لم تكن هناك اي ثقاقة وحضارة باستثناء الحضارة الايرانية". واذ تؤكد اوساط ميقاتي ان "الموقف محصور بهذه المسألة ولا تداعيات له"، تلفت الى ان لبنان "يلتزم القانون الدولي والعلاقات الوطيدة العربية لكن لا قطيعة بينه وبين ايران وهناك تعاون ثنائي وملفات لا علاقة لها بالعقوبات". الا ان الاوساط نفسها توضح في المقابل ان لا جدول نهائياً بعد بالمواضيع والبنود التي يمكن ان تثار و... للبحث صلة.

 

رفض الحريرية والجنبلاطية للنسبية يجعلها غير ميثاقية

شارل جبّور/الجمهورية

إقتراح النسبية سقط ونقطة على السطر. ولم يعد في الإمكان السير في هذا الاقتراح بعد رفضه من قبل الأكثريتين السنّية ممثلة بـ"تيار المستقبل" والدرزية ممثلة بـ"الحزب التقدّمي الاشتراكي". فالمسألة تتجاوز المعارضة والموالاة أو الأكثرية والأقلّية النيابية إلى البعد الميثاقي اللبناني، هذا البعد نفسه الذي جعل الرئيس فؤاد السنيورة يرفض استبدال وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" المستقيلين من حكومته بوزراء مستقلّين من الطائفة الشيعية، علماً أنّه كان باستطاعته تعبئة هذا الفراغ على قاعدة أنّ تشكيل الحكومة راعى المعايير الميثاقية وأنّ ثمّة ضرورة لانتظام عمل المؤسّسات الدستورية، فيما الاستقالة جاءت على خلفية تعطيليّة لمسار المحكمة الدوليّة والدولة اللبنانية. وما ينطبق على هذه الواقعة ينسحب على إعادة انتخاب الرئيس نبيه برّي رئيساً للبرلمان في العام 2009، إذ وعلى رغم التجربة المريرة معه بين عامي 2005 و2009 والتي قادته إلى إقفال البرلمان والمشاركة في أحداث 7 أيّار، سارع الرئيس سعد الحريري، حرصاً على المعيار الميثاقي، إلى تزكية ترشيح برّي، علماً أنّه كان يفترض في الحريري وقوى 14 آذار ربط هذه التزكية بسلّة شروط ليس على خلفية استفزازية أو ابتزازية، إنّما لنزع الورقة التعطيلية من جانب هذا الفريق والذي أثبتت الممارسة أنّ المساكنة معه في الحكم مستحيلة.

وأمام هذه الاستحالة، أي فشل حكومات الوحدة الوطنية، تقلّصت الخيارات الحكومية إلى خيار أوحد وهو حكومة تكنوقراط مدعومة من 8 و14 آذار، وذلك بانتظار الظروف التي تتيح تشكيل أكثرية نيابية تعكس تمثيلا "مقبولا" لكلّ الجماعات اللبنانية، خلافاً للوضع الحاليّ الذي تفتقد فيه 14 آذار إلى التمثيل الشيعي داخل صفوفها، فيما تفتقد 8 إلى التمثيل السنّي. ولكن إلى حين الوصول إلى أكثرية عابرة للطوائف تعطّل سياسة الفيتو وتعيد انتظام الحياة السياسية والديموقراطية وتحيي تجربة الكتلتين الدستورية والوطنية، يجب استبعاد النسبيّة كونها تمكّن "حزب الله" من إقفال طائفته ومدّ نفوذه إلى داخل الطوائف الأخرى، وبالتالي الإمساك بمفاصل الدولة اللبنانية عن طريق الانتخابات النيابية.

ولكنّ رفض النسبية مع وجود السلاح لا يعني رفض إجراء الانتخابات مع وجود هذا السلاح، لأنّ هذه الانتخابات وعلى رغم أنّها حالت دون تمكين الفريق المنتصر، أي 14 آذار، من الحكم، إلّا أنّها وازنت مع السلاح وشكّلت بالمقابل عاملاً تعطيليّاً له، إذ حرمت أصحابه من القدرة على إعادة لبنان إلى زمن الهيمنة والوصاية، الأمر الذي دفعهم إلى الانقلاب على نتائجها بالقوّة بغية الإمساك بالقرار السياسي للبلد. فدمشق حكمت لبنان بواسطة مؤسّساته، والحزب يريد استنساخ التجربة نفسها.

ومن هذا المنطلق تتمسّك قوى 14 آذار بالانتخابات للموازنة مع السلاح، كونها ترفض أن تنجرّ إلى منطق هذا السلاح والعودة بالبلاد إلى زمن الحرب الأهلية، فضلاً عن أنّ نتيجة الاستحقاق القادم محسومة سلفا ًلمصلحة الفريق السيادي، لأنّ المعطيات التي أمّنت فوزه في العام 2009 ما هي سوى "نقطة" في بحر المعطيات الجديدة التي وفّرتها الثورة السوريّة.

وفي ظلّ هذه الوقائع يسعى فريق 8 آذار إمّا إلى السير بالنسبية للفوز في الأكثرية بالاتّكاء على سلاحه أو تأجيل الانتخابات. ولكن بعد موقف الحريري وقبله جنبلاط الرافض للنسبية أيّ بحث في هذا الاقتراح بات انقلاباً على الصيغة اللبنانية. ومن هنا، على رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، العدول عن طرح النسبية وتوجيه النقاش باتّجاه القانون الذي يوفّق بين النصوص الدستورية والمبادئ الميثاقية والقواعد التمثيلية. فموقف الحريري بهذا المعنى سيعيد خلط الأوراق السياسية وفتح الحوار حول السقف المشترك أو الطرح الذي يمكن أن يشكّل نقطة توافق والتقاء بين القوى السياسية.

وأمّا لجهة صحّة التمثيل المسيحي فيمكن تصغير الدوائر بما يكفل تحسين شروط هذا التمثيل، لأنّه إذا كانت المفاضلة بين تحسين التمثيل المسيحي على قاعدة النسبية وبين خسارة الأكثرية، فمصلحة المسيحيّين هي في إبقاء الأكثرية ضمن صفوف 14 آذار والعمل على تصحيح التمثيل تدريجاً، كون مشكلة المسيحيّين الأساسية متأتية من خطف القرار الاستراتيجي للدولة، واسترجاع هذا القرار هو المعبر لاستعادة صحّة التمثيل المسيحيّ، واستعادة الدولة لعافيتها والحياة السياسية لرونقها. ويبقى أخيراً أنّ توافق المسيحيّين على التمثيل الصحيح، إن حصل، لا يعني وحدة صفوفهم، لأنّ المواجهة مع القوى المسيحيّة التي تغطّي سلاح "حزب الله" مفتوحة...حتى قيام الساعة...

 

14 آذار: لا جهوزيّة للردّ على تغيير قواعد اللعبة

غيّر خصوم 14 آذار قواعد الاشتباك، فلم تجد هذه القوى للردّ على هذا التغيير إلّا بالنزول إلى قاعة البرلمان والعمل وفق القواعد التي لم يصدق نوّاب 14 آذار أنّها قد تغيّرت.

أسعد بشارة/الجمهورية

ومن خلال الحدود المرسومة لكلمات نوّاب 14 آذار بدا واضحاً أن لا قرار لدى القوى المؤثرة بوضع خطّة عملانية لإسقاط حكومة السيّد حسن نصرالله والرئيس بشّار الأسد، بل اتّجاه إلى التعامل معها تعامياً إراديّا على أنّها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وإذا كان لكلّ من هذه القوى أسبابه في عدم الإقدام على فتح ورشة اسقاط الحكومة، فإنّ ذلك لن يعفي هذه القوى من استحقاقات آتية لا ينفع معها وضع الرأس في رمال أزمة المنطقة، والاختباء خلف الملفّ السوري للتذرّع بأنّ أوان رحيل الحكومة لم يحن بعد.

وعلى ما يبدو فإنّ محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع والانتهاك المستمرّ للحدود اللبنانية واغتيال علي شعبان ومحاولة اغتيال مصطفى جحا كلّها، لم تكن كافية، كي يشعر قادة 14 آذار أنّ شيئاً ما قد تغيّر، وأنّ استباق نتائج الثورة السوريّة لبنانيّاً من قبل حلفاء سوريا، يفترض أن تتمّ مواجهتها، بخطّة عمل تأخذ في الحسبان وجود قرار واضح بالإطاحة بآخر محاسن اتّفاق الدوحة بعد إسقاط حكومة سعد الحريري وهو وقف الاغتيالات، وتتمّ ترجمتها على الأقلّ بما فعله نوّاب البريستول بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حين رفضوا القدوم الى مجلس النوّاب لمناقشة قانون الانتخاب، وعقدوا العزم، مع أنّهم كانوا أقلّية، على إسقاط الحكومة، فكان لهم مع من يمثّلون ما أرادوا، وفازوا ببداية صياغة ثورة حقّقت الكثير من الإنجازات، وإن قُدّر لها فيما بعد أن تتوقف في منتصف الطريق.

وإذا ما قيست محاولة اغتيال الدكتور جعجع بالأمس باغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، فإنّ الفارق الوحيد في تقييم خطورة ما حدث هو أنّ اغتيال الأوّل أدّى إلى استشهاده فيما نجا الثاني من عملية تشبه الى حدّ بعيد كلّ عمليّات الاغتيال الكبرى التي نُفّذت في لبنان خلال الحرب الأهليّة وبعدها.

وتبعاً لذلك تصبح ردّة فعل جعجع المتّزنة على عملية اغتياله أشبه بردّة فعل الحريري الهادئة بعد أن استهدف قبل اغتياله بصواريخ وجّهت من دون احتراز لتلفزيون المستقبل، وتصبح ردّة فعله أيضاً أشبه بردّة فعل الحريري وجنبلاط معاً حين شاهد بأمّ العين رسالة واضحة لهذه تمثّلت في العام 2004 بمحاولة اغتيال مروان حمادة، ولم يحسب أيّ منهما بدقّة أنّ الرسالة التالية ستكون من نصيب الحريري نفسه.

من يراقب أداء نوّاب 14 آذار في المجلس النيابي يدرك أنّ هؤلاء لم يناقشوا إسقاط الحكومة، ويلاحظ أيضاً أنّهم ولعدم وجود قرار بخوض معركة استقالتها يتبادلون تنسيق المواقف والمحاور كأنّهم يصدقون أنّهم يمارسون معارضة برلمانية، داخل مجلس نوّاب يمكن أن يُحاط خلال دقائق بمظاهر مسلّحة وغير مسلّحة، قادرة أن تجعل منه مجرّد منبر لمباريات كلامية ومبارزات هي أشبه بهامش متاح تطلق فيه الخطب الرنّانة ويعرف مطلقوها أنّ غبار نتائجها لا تصمد لدقائق بعد انتهاء الجلسات الكلامية.

ولكي لا يتمّ تحميل نوّاب 14 آذار أكثر ممّا تتحمّل مسؤوليّاتهم الفعلية فإنّ من المجافاة للواقع القول بأنّهم يفتقرون الى حسن الأداء، فهم يعملون تحت سقف اللاقرار ويعرفون أنّ أيّاً من مكوّنات 14 آذار، خصوصاً الأساسية فيها ليست إلى الآن في وارد الدخول في معركة إسقاط الحكومة، فجزء من هذه القيادات ينتظر جثّة الخصم على ضفاف النهر، وجزء آخر يرى أن من المبكر العمل على إقالة الحكومة وخوض معركة الإتيان بحكومة محايدة تدير الانتخابات المقبلة، وجزء ثالث لا يعتبر أنّ الظرف الإقليمي جاهز لإنتاج مواكبة دوليّة وعربية لأيّ تغيير في لبنان.

بالانتظار فإنّ ردّ 14 آذار على تغيير قواعد اللعبة في لبنان سيبقى مرتهناً بمسار الملفّ السوري أملاً بأن يؤدّي التغيير في قواعد الاشتباك هناك إلى إعادة إرساء توازن فقدَ في لبنان منذ زمن بعيد.

 

دار الافتاء الجعفري في بعلبك استنكرت جريمة قتل محمد عقيد صلح ومحمد نديم بقبوق

 وطنية - 17/4/2012 أصدرت دار الافتاء الجعفري في بعلبك إثر اجتماع عقدته عصر اليوم، جريمة قتل الشابين محمد عقيد صلح ومحمد نديم بقبوق واصدرت بيانا جاء فيه: "نحن في دار الافتاء الاسلامي الجعفري في بعلبك نستنكر ونشجب أشد الاستنكار الجريمة البشعة التي اودت بحياة شابين من إخوتنا هما محمد عقيد صلح ومحمد نديم بقبوق، لأن الجريمة وإن كانت ابتدائية فهي عدوان على الشريعة وإخلال بالأمن الوطني، والمجلس وإن عدها في عداد رد الفعل، فهو رد قد تجاوز كل حد من الشرع والقانون والعرف، وللعدالة أن تأخذ مجراها وعلى الجاني تسليم نفسه أيا كان، لإحقاق الحق وأن لا تزر وزرة وازرة أخرى".وتبنى المجتمعون البيان الصادر واكدوا ضرورة أن "تأخذ القوى الأمنية دورها الكامل في ضبط الأمن"، كما شددوا على "جميع العقلاء ضرورة العمل على ضبط الأمور ووضعها في نصابها الصحيح".

 

أمين الجميل التقى وزير خارجية الفاتيكان ويشارك غدا في ندوة تعقد في مجلس الشيوخ الايطالي

 وطنية - 17/4/2012 التقى الرئيس أمين الجميل وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبرتي، وجرى عرض الوضع في لبنان وتداعيات الأحداث السورية على الساحة اللبنانية خصوصا والعربية عموما.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للجميل انه جرى "البحث في مبادرات الحوار المسيحي - الإسلامي المرتقبة في بيروت والخارج من أجل تعزيز هذا الحوار الذي يشكل المدخل لتحقيق الديموقراطية والاستقرار في العديد من الدول". إلى ذلك، يشارك الرئيس الجميل يوم غد الأربعاء في ندوة تعقد في مجلس الشيوخ الايطالي حول العلاقات الأوروبية - العربية في ضوء الأحداث الراهنة في المنطقة يشارك فيها الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ورئيس مجلس الشيوخ ريناتو شيفاني ووزير الخارجية جوليو ترزي دوسانتا غاتا ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي المار بروك Brook Almar والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

 

السفارة الاميركية: بروكس زار قهوجي وعسكريين وشدد على التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين

 وطنية - 17/4/2012 اعلنت السفارة الاميركية في بيروت في بيان اليوم، ان "قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال فنسنت بروكس زار لبنان اليوم، واجتمع بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وكبار المسؤولين العسكريين".وشدد الجنرال بروكس خلال لقاءاته على "التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين، بما في ذلك مروحة كاملة من المساعدات العسكرية، فضلا عن دعم الولايات المتحدة لمبادرات لبنان لتنفيذ التزاماته بموجب قراري مجلس الأمن 1559 و 1701"، مجددا "التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل"، واشار الى "الدعم العسكري الاميركي الجاري في مجال تعزيز القدرات المهنية للجيش اللبناني لخدمة الشعب اللبناني، كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها".

 

المجلس الأعلى للروم الكاثوليك رحب بزيارة البابا: لتجنيب لبنان أي إهتزازات نتيجة ما يحصل في سوريا والمحيط

وطنية - 12/4/2012 عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعها الدوري الشهري، في المقر البطريركي بالربوة، برئاسة نائب الرئيس الإكليريكي المطران يوحنا حداد، وحضور نائب الرئيس العلماني روجيه نسناس والأمين العام الدكتور بسام الفرن والنائب اللواء ادغار معلوف والأعضاء، وعرضت جدول أعمالها وأقرته، وفي نهاية الإجتماع أصدر بيانا رحبت فيه ب"الإعلان الذي صدر عن زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان في شهر أيلول المقبل وتوقيعه الإرشاد الرسولي الخاص تتويجا للسينودس الخاص بالشرق الأوسط والذي عقد مؤخرا"، آملة أن "تجدد هذه الزيارة ثقة المسيحيين بحضورهم وبدورهم ورسالتهم في لبنان والمنطقة وفي تجديد الثقة بلبنان وبمكانته اقليميا ودوليا، وهذا تأكيد لدور لبنان الريادي الذي وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بأنه أكثر من وطن إنه رسالة".

وطالب المجلس الأعلى الحكومة ب"تفعيل عملها ومعالجة المشاكل المتلاحقة التي يعانيها المواطن، وبالإسراع في التعيينات على المستويات كافة وملء الشواغر في الإدارات والمؤسسات العامة وفق معايير الكفاءة والإستقامة والجدارة بإعتبار أن الإدارة هي الذراع التنفيذي للدولة".

وإذ حذر من "عودة الإغتيالات"، استنكر "التعرض للجسم الإعلامي"، وندد ب"عمليات السرقة والإختطاف". كما استنكر "التعرض للاعلاميين ومقتل مصور تلفزيون "الجديد" علي شعبان وجرح رفيقيه على الحدود السورية بإطلاق نار من الأراضي السورية"، مطالبا ب"متابعة التحقيقات القضائية والامنية توصلا لكشف الفاعلين ووضع حد لمحاولات الاخلال بالاستقرار العام".

وتوقف المجلس الأعلى عند "الحادث الأمني الذي تعرض له قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع"، مطالبا ب"الإسراع في التحقيق وكشف الفاعلين واتخاذ التدابير لمنع تكرار وقوع مثل هذا الحادث".

وندد ب"ازدياد عمليات السرقة"، متوقفا عند "ظاهرة إختطاف الأشخاص والمطالبة بدفع فدية مقابل إطلاقهم"، ورأى أن "ما يجري يتطلب فرض هيبة الدولة وإرساء دولة القانون".

ورأى "تجاه ما يجري في المنطقة، ضرورة تجنيب لبنان أي مشاكل أو إهتزازات نتيجة ما يحصل في سوريا والمحيط، فقد عانى لبنان طويلا من صراعات المنطقة وإنقساماتها وتصدير مشاكلها إليه"، مؤكدا "وجوب تعزيز الوحدة الداخلية وتحصينها وإلتفاف الجميع حول الثوابت الوطنية".

وأشاد بما "صدر عن لقاء القيادات الروحية الذي حصل مؤخرا في بكركي خصوصا لجهة تشديدهم على تحصين الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وصونها من أي انعكاس سلبي للأحداث في المنطقة على خصوصية لبنان، ونبذ التفرقة والفتنة، وتأكيدهم على خيار اللبنانيين الأساسي أن يكونوا معا في كيان ارتضوه وطنا نهائيا مستقلا موحدا".

كذلك، طالب المجلس الأعلى المسؤولين ب"الإيعاز إلى الجهات المختصة للاسراع في عملية الفرز والضم لأراضي بلدة القاع، ليأخذ كل صاحب حق حقه، ولوضع حد للاستباحة المستمرة التي تتفاقم يوما بعد يوم، وأن يكون للأجهزة الأمنية الحضور الفاعل في وقف عمليات البناء والإستغلال غير القانونيين ريثما تنتهي عملية الفرز والضم في القاع خصوصا وعلى كل الاراضي اللبنانية على حد سواء".

 

الراعي جال في مرافق جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية": العالم بحركته السريعة ومتغيراته يحتاج إلى إنسان يتجدد كل يوم

نحن في مكان يخرج قادة الغد المندفعون باستمرار للخدمة بلا تعال

 وطنية - 17/4/2012 جال البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في مرافق جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" في بيروت، في زيارة تربوية يرافقه المطرانان بولس مطر وكميل زيدان، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، المونسنيور جوزيف بواري والأب مروان ثابت. واستهل الراعي زيارته بزيارة "المجمع التربوي المقاصدي" في كلية خالد بن الوليد - الحرج، حيث كان في استقباله رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق وأعضاء مجلس أمناء المقاصد والهيئة التعليمية. وعلى عزف موسيقى كشافة المقاصد، قدمت طفلة من الكلية باقة ورد إلى الراعي عربون محبة وتقدير.

ورحب الداعوق بزيارة الراعي للمقاصد التي وصفها ب"التاريخية"، وأعرب له عن "محبة الأسرة المقاصدية واحترامها لمقامه الذي يمثل مرجعية دينية ووطنية يعتز بها كل اللبنانيين".

وقال الداعوق: "إن التعاون المشترك بين المقاصد والمدارس الكاثوليكية ثابت ودائم، انطلاقا من تطوير وتعزيز الرسالة التربوية التي يطمح لها كل لبناني. وإننا نؤكد أن المقاصد هي جمعية الاعتدال والمحبة والتلاقي والألفة والوفاق والعيش المشترك بثقافتها وتربيتها للأجيال على القيم الأخلاقية والعلمية والاجتماعية والإنسانية".

واستمع الراعي إلى شرح مفصل عن تاريخ الكلية من مديرتها هبة نشابه التي أطلعته على "المناهج التربوية بالطرق الحديثة التي تعتمد لإعداد الناشئة في مدارس المقاصد، وقدمت إليه شعار المدرسة.

وبعد جولة في أرجاء المدرسة والدخول إلى مبنى فيصل الأول، شرحت مديرة إدارة شؤون تكنولوجيا المعلومات في المقاصد عدلا شاتيلا للبطريرك الراعي "كيفية دمج وادخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمة من خلال اللوح التفاعلي". وشاهد نقلا مباشرا من أحد الصفوف لكيفية إعطاء الدروس بالطرق الحديثة عبر شاشة كبيرة.

وجرى حوار بين الراعي والطلاب حول مادة التربية الوطنية في محور المواطنة.

بعد ذلك، زرع الراعي شجرة صنوبر في الباحة الخارجية للكلية.

وألقى الراعي كلمة في كلية خالد بن الوليد في الحرش قال فيها: "سعادتي كبيرة بهذه الزيارة خصوصا وأننا افتتحناها هنا في مبنى فيصل الأول، وكلية خالد بن الوليد للروضة، وكان الشعار الجميل الذي طبع في قلبي أنه من هنا تنطلق قيادات الغد. أريد أن أحيي جميع الذين تخرجوا على مدى كل هذه السنوات من جمعية المقاصد التي خرجت للبنان قادة بكل معنى الكلمة، ومن جملتهم رئيس الجمعية أمين الداعوق، فنحن موجودون في المكان الذي يتخرج منه قادة الغد في لبنان، وهذه فرحة كبيرة. أريد أن أحيي كل الأطفال الموجودين في هذه الروضة، والمزروعين مثل شجرة الصنوبر التي زرعناها في هذا الحوش. هؤلاء الأطفال طلاب جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية هم مثل الصنوبرة، إنهم مزروعون ليصبحوا قادة الغد، هذا الذي نحتاجه اليوم في لبنان بالمفاهيم التي سمعناها. وإننا أدركنا وفهمنا أن قائد الغد هو الإنسان الملتزم، الأخلاقي، والمضحي، والذي يخدم وطنه ومجتمعه بكل إخلاص، ويندفع باستمرار للخدمة بتفان وتجرد من دون أي تعال، ونحن حقيقة بحاجة في لبنان لهكذا قادة".

أضاف: "بوركت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية التي تخرج لنا وللبنان ولكل مجتمعنا العربي قادة الغد، لا بل إنهم في عالم الانتشار اليوم تحت كل سماء. وإن زيارتنا هي لتقديم الشكر والتقدير والاعتبار والاحترام إلى كل الذين تعبوا ويتعبون في الإدارة والهيئة التعليمية وإلى جميع الموظفين والأهل، ونقول لكل إنسان في هذا المكان شكرا لأنك تربي لنا قادة الغد للبنان الغد الذي هو بأمس الحاجة إليه، صلاتنا كي يحمي الله جمعية المقاصد لتبقى بيت الإنسان، بيت الثقافة والحضارة، وأحب أن أضع زيارتي هذه تحت عنوان "وحدها الثقافة تبني لبنان"، فهذا المكان هيأ بناة لبنان من جديد".

وتابع: "طالما لدينا مدرسة حرة في لبنان، بمعنى أنه ليست لدينا مدارس في لبنان إيديولوجية أو مسيسة، فيكون المستقبل في يد المدارس. لذلك، أريد أن أحيي كل المربين، وأنا سعيد اليوم بقيامي بهذه الزيارة مع أشخاص كرسوا حياتهم للتربية، ولنا مع جمعية المقاصد جولات وصولات. كما أحيي الجميع لأقول لهم إن هذه الزيارة معهم تعيدنا إلى صف الروضة لأننا كلنا في حاجة إلى أن نظل، من الآن حتى آخر نفس من حياتنا، ونبقى دائما طلابا، طلاب معرفة، طلابا منفتحين دائما لكل جديد، لأن العالم بهذه الحركة السريعة وبمتغيراته في حاجة إلى إنسان يتجدد كل يوم. واليوم، نعلن انتسابنا طلابا في المقاصد، وشكرا لكم وفرحتنا كبيرة بلقائكم".

مركز عبد الهادي الدبس

ثم توجه البطريرك الراعي والداعوق إلى مركز "عبد الهادي الدبس للاعداد المهني والتقني"، حيث كان في استقباله رئيس مجلس أمناء جامعة المقاصد الدكتور هشام نشابه، عدنان الدبس، ومدير المركز عادل دمج الذي شرح له "الأساليب التي يعتمدها المركز لتأهيل الطلاب وتدريبهم فنيا". وتفقد المشاغل الفنية والورش الميكانيكية والالكترونية والكهربائية، وتسلم شعار المركز.

مستشفى المقاصد

ثم انتقل الراعي والوفد المرافق إلى مستشفى المقاصد، وتفقَّد بعض المرضى من الأطفال. وقدم مدير المستشفى بلال غزيري شرحا كاملا عن المستشفى منذ نشأته والمراحل التي مر به لناحية تطويره والخدمات التي يقدمها إلى الشعب اللبناني.

وشاهد الراعي فيلما وثائقيا عن المستشفى، واطلع من رئيس الجسم الطبي في المستشفى الدكتور أنس مغربل على "الجودة الذي يقدِّمها المستشفى للمرضى واعتماده الوسائل الطبية المتطورة، خصوصا مركز زرع نقي العظم لمكافحة أمراض الدم والاورام، وهو أول مركز انشئ في لبنان". كما أطلعه على الإنجازات العلمية الذي حقَّقها المستشفى لتحقيق أهدافه.

واطلع من مديرة معهد التمريض سوسن حلبي على البرامج التعليمية لمهنة التمريض، وتسلم شعار المستشفى.

وهنأ الراعي "طاقم المستشفى على جهوده في تقديم الخدمات الاستشفائية والطبية والعلمية"، معبرا عن دعمه "للمستشفى من أجل الاستمرار في أداء مهمته الإنسانية".

جامعة المقاصد - كلية الدراسات الإسلامية

وختم الراعي جولته بزيارة جامعة المقاصد - كلية الدراسات الإسلامية، حيث استقبله مدير إدارة شؤون التعليم العالي الدكتور كامل دلال ومدير الكلية البروفسور أمين فرشوخ.

وتفقد قاعة توثيق العلاقات الإسلامية - المسيحية في الكلية، ثم زار المكتبة العامة وغرفة المخطوطات التاريخية النادرة. وتصفَّح بعض الكتب القيِّمة التي تهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة. واستمع إلى شرحٍ من الهيئة التعليمية حول طريقة تحصيل الدراسات العليا في الكلية، وإجراء أبحاث معمَّقة في الدراسات الإسلامية العلمية والثقافية التي تتمحور حول المسلمين في التاريخ وإسلامهم الذي يدعو إلى الاعتدال والمحبة والرحمة والتعاون بين الشعوب، انطلاقا من قول الله تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

وكتب البطريرك الراعي كلمة في سجل الجامعة من وحي المناسبة.

 

سليمان واصل زيارته لاوستراليا والتقى الحاكمة العامة: لا استقرار ولا سلام فعليا في الشرق الأوسط من دون عدالة اجتماعية في الداخل

لبنان سيبقى وفيا لرسالته ويلقى من اوستراليا دعما دائما لسيادته واستقلاله

لزام علينا في كل مناسبة ان نذكر بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية

ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب اسرائيل من أراض ما زالت تحتلها

 وطنية - 17/4/2012 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أننا نعيش في عالم متداخل، وهو عالم بات يواجه مشكلات شاملة تستوجب معالجات تتخطى النطاق الوطني".

واضاف: "لما كان الاستقرار بعيدا عن مخاطر الارهاب والحروب شرطا من شروط التنمية، وهناء مجتمعاتنا وتقدمها، فإنه لزام علينا في كل مناسبة ان نوجه العناية الى ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب اسرائيل من كامل الاراضي التي ما زالت تحتلها، واحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، وذلك استنادا الى الحق وروح العدالة". وشدد على العناصر التي تجمع بين لبنان واوستراليا "وأهمها التناغم بين مختلف مكونات المجتمع"، مشيرا الى ان "لا حياة للمجتمعات التعددية بعيدا من نهج الحوار والاعتدال والمشاركة". كلام الرئيس سليمان جاء في خلال مأدبة العشاء الرسمي التي اقامها الرئيس أو فاريل وعقيلته السيدة روز ماري اوفاريل على شرفه والسيدة الأولى في فندق سوفيتيل في سيدني، عاصمة مقاطعة نيو ساوث ويلز.

لقاء ثنائي

وكان رئيس الجمهورية وصل الى فندق سوفيتيل السابعة إلا ثلثا بالتوقيت المحلي (الثانية عشرة إلا ثلثا بتوقيت بيروت) حيث عقد لقاء ثنائيا مع أوفاريلالذي رحب بالرئيس سليمان والسيدة الأولى والوفد المرافق، عارضا للدور الريادي الكبير الذي يقوم به ابناء الجالية اللبنانية في المقاطعة عموما وفي سيدني خصوصا، ومتطلعا إلى توطيد هذه العلاقات أكثر، بدفع من زيارة الدولة الهامة التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى أوستراليا. وشرح اوفاريل للرئيس سليمان سبب ارجائه الزيارة الرسمية له الى بيروت والتي كانت مقررة في الوقت الحالي، وذلك ليتسنى له استقبال رئيس الجمهورية اللبنانية، معربا عن رغبته في القيام بزيارة بيروت خلال شهر ايار المقبل. ورد الرئيس سليمان مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية-الأوسترالية، شاكرا للرئيس أوفاريل حفاوة الاستقبال، ولاوستراليا بشكل عام احتضانها للبنانيين الذين وفدوا اليها طلبا للعيش الكريم، وقد تمكنوا من الانصهار في المجتمع الاوسترالي حتى باتوا ركنا اساسيا فيه ومصدر فخر واعتزاز لبلدهم الام تماما كما تفخر بهم اوستراليا.

ورحب الرئيس سليمان بالزيارة المرتقبة للسيد اوفاريل وعقيلته الى لبنان الشهر المقبل.

السيدة الاولى

وفي الموازاة، عقدت السيدة سليمان لقاء ثنائيا مع عقيلة رئيس الحكومة السيدة اوفاريل تناول النشاطات الاجتماعية والثقافية والانسانية التي تقوم بها كل منهما، ودعت السيدة سليمان السيدة او فاريل الى زيارة لبنان برفقة زوجها.

مأدبة العشاء

بعدها توجه الرئيس سليمان وعقيلته والرئيس أوفاريل وعقيلته إلى قاعة الطعام في الفندق، حيث أقيمت مأدبة العشاء التي استهلت بالنشيدين الوطنيين اللبناني والاوسترالي انشدهما محمد قمر الدين وهو طفل متحدر من اصل لبناني من معهد الفنون الكلاسيكية العليا في سيدني.

ووفقا للتقاليد الاوسترالية قدم بعض السكان الاصليين في اوستراليا عرضا فنيا في بداية العشاء.

كلمة أوفاريل

في بداية المأدبة، ألقى الرئيس أوفاريل كلمة رحب فيها بالرئيس سليمان، مثمنا مساهمة اللبنانيين في تطور هذه الولاية، مشددا على انها تدين للبنان كونه قدم لها افضل ما لديه في حقول مختلفة سياسية وتجارية وفنية ورياضية. واعرب عن فخره بالقول ان اول حاكمة عامة على نيو ساوث ويلز البروفسورة ماري بشير هي من افضل الاسماء التي قدمتها الولاية للحياة السياسية.

ولفت الى احتضان ولاية نيو ساوث ويلز لمواطنين من اكثر من 200 بلد ومنها لبنان، والى ان ثلث السكان يتكلمون لغة غير الانكليزية في منازلهم، وبالتالي فإن تعدد الحضارات والاديان يشكل العمود الفقري لمجتمعنا. وقال "ان قطاع الاعمال المتبادل بين لبنان ونيو ساوث ويلز مزدهر، وستسعى حكومتي الى تطويره خلال الزيارة التي انوي القيام بها الى لبنان الشهر المقبل، كما انني متشوق لرؤية الاماكن المهمة التي يتذكرها الاوستراليون من اصل لبناني، وبالاخص شجرة الارز التي هي جزء اساسي من تاريخكم.فبذور الارز هذه نمت في ارضنا وشواطئنا وازدهرت هنا حتى عانقت اشجار اوستراليا".

رد الرئيس سليمان

ورد رئيس الجمهورية بكلمة جاء فيها: "السيد رئيس الوزراء، منذ أسابيع ثلاثة احتفلتم في خلال عشاء خاص بالتعددية الثقافية التي تتميز بها اوستراليا بشكل عام ومنطقة " نيو ساوث ويلز" بشكل خاص، واشرتم الى أن ما هو مدعاة إفتخار لكم قبل كل شيء، التناغم القائم بين مختلف مكونات مجتمعكم، وأفهم أن يكون ذلك مصدر اعتزاز وطني.

والى جانب هذه التعددية الثقافية تتميز ولايتكم بحيوية على الصعد الاقتصادية والتجارية والمالية والثقافية، اضافة الى ما توفره من حريات وحقوق ومكتسبات اجتماعية، وما تتمتع به من رونق وجمال.

ولا عجب تاليا ان تكون قد استقطبت هذا العدد الكبير والمتنوع من المهاجرين، ومنهم اللبنانيون الذين وفدوا الى هذه الارض الخيرة منذ منتصف القرن التاسع عشر واصبحوا جزءا مكونا ومهما منها، يساهمون في بنائها وإعلاء شأنها في مختلف المجالات من ضمن احترام القوانين وواجب الولاء، من دون التخلي عن ارتباطهم العاطفي والثقافي بوطنهم الام، وطن الاباء والاجداد. ويتبين ذلك من حيوية جمعياتهم الثقافية والاعلامية ونواديهم العائلية والمناطقية والوطنية ومؤسساتهم الدينية، التي تجمع على الخير وتحرص على التنشئة استنادا الى المبادىء والقيم والتعاليم السماوية القائمة في جوهرها على التسامح والمحبة والتكامل والاخاء، علما بان لا حياة للمجتمعات التعددية بعيدا من نهج الحوار والاعتدال والمشاركة.

وتقدرون أن يشكل مصدر افتخار واعتزاز لنا ولكم بالتأكيد، ان تكون حاكمة ولايتكم، الدكتورة ماري بشير، من جذور لبنانية وتلقى هذا المقدار من الاجماع على الاشادة بعمق التزامها ونوعية عملها المخلص والدؤوب لمصلحة بلدها ومجتمعها وقيمنا المشتركة، كما ولمصلحة كل قضية تطاول انسانية الانسان وكرامته .

من جهتنا نتباهى في لبنان باننا اخترنا التوافق والعيش المشترك نمط عيش وفلسفة كيان، ونحن مجتمع تعددي يتشكل من ثماني عشرة طائفة مختلفة اذ ان دستورنا الذي يعود للعام 1926، وهو الاقدم في الشرق الاوسط، ينص على ان لبنان جمهورية برلمانية ديموقراطية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وبان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.

ويقضي ميثاقنا الوطني المكمل للدستور بان تتشارك مختلف الطوائف ادارة الشأن العام بصورة متكافئة، ايمانا منا بان التنوع من ضمن الوحدة هو مصدر غنى وحق من حقوق الانسان.

من عمق هذه الروابط والوشائج المتعددة، يهمنا حضرة السيد رئيس الوزراء، العمل على تفعيل علاقتنا الثنائية على مختلف الصعد، وتعزيز التبادل التجاري وتطوير آليات التعاون في ما بيننا على الصعيد العملي. ويمكن زيادة وتيرة الزيارات على مستوى المسؤولين الحكوميين وغرف التجارة والصناعة وقطاعات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية والتربوية والجامعية وفي طليعتها زيارتكم المنتظرة والسيدة عقيلتكم، ان تساهم ببلورة دينامية جديدة لتعاون نحتاج اليه ويخدم مصالح الطرفين اللبناني والاوسترالي على السواء".

وأضاف: "نعيش في عالم متداخل، وهو عالم بات يواجه مشكلات شاملة تستوجب معالجات تتخطى النطاق الوطني. ولما كان الاستقرار بعيدا عنمخاطر الارهاب والحروب شرطا من شروط التنمية، وهناء مجتمعاتنا وتقدمها فانه لزام علينا في كل مناسبة ان نوجه العناية الى ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب اسرائيل من كامل الاراضي التي ما زالت تحتلها، واحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، وذلك استنادا الى الحق وروح العدالة.

أخيرا، يسرني ان اشيد بالدور الذي تضطلع به اوستراليا في مجال حفظ السلام ومحاربة الفقر ومواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية والحفاظ على البيئة، وتعزيز التنمية في العالم، ولا سيما من خلال آليات التعاون الدولي وعلى رأسها الامم المتحدة. وقد شاركنا معكم هذا العام في اطفاء الانوار، ولا سيما في القصر الجمهوري، ليل الواحد والثلاثين من آذار التزاما منا بساعة الارض وبواجب حماية البيئة، وهي المبادرة التي كانت مدينة سيدني رائدة في اطلاقها في العام 2007. واذ اشكركم على كلماتكم الطيبة تجاهي وتجاه لبنان وعلى حسن استقبالكم ووفادتكم، آمل في ان تكون هذه الزيارة الرسمية الاولى لرئيس جمهورية لبنانية لاوستراليا ولولاية " نيو ساوث ويلز" ومدينة سيدني بالذات، فاتحة خير ومنطلقا لتعزيز روح الصداقة وآليات التعاون القائمة بين بلدينا وشعبينا".

الوصول

وكان رئيس الجمهورية والسيدة الأولى والوفد المرافق، وصلوا الثالثة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي (الثامنة والنصف صباحا بتوقيت بيروت) إلى قاعدة Haulker Pacific Flight Center في مدينة سيدني الأوسترالية، المحطة الثانية من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى أوستراليا، وانتقل إلى مقر الإقامة في فندق Intercontinental.

رؤساء الطوائف الروحية

وفور وصوله إلى مقر الإقامة، التقى سليمان وفدا من رؤساء الطوائف الروحية في سيدني الذين رحبوا به وأبدوا ارتياحهم للاستقرار السائد في لبنان، وسط الظروف الصعبة والمعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، واثنوا "على ما يقوم به رئيس الجمهورية في سبيل توطيد دعائم هذا الاستقرار، لافتين إلى تلاقيهم المستمر وموقفهم الموحد من القضايا المطروحة، عاملين على بث روح التضامن والألفة بين ابناء الجالية اللبنانية في سيدني". وطالب رؤساء الطوائف في سيدني "بزيادة عدد موظفي القنصلية اللبنانية لتسيير اعمال اللبنانيين، واشتكوا من ان هذا الامر يؤثر سلبا على نفسية الجالية اللبنانية في سيدني ووضع الاحوال الشخصية لاعضائها". واكد سليمان للوفد الروحي "عزمه على تأمين حق الاقتراع للمغتربين ايا كان القانون الانتخابي الذي سيصدر، لان هذا حقهم"، داعيا رؤساء الطوائف الروحية "الى الاتحاد والتضامن فيكونوا صورة زاهية لما يجب عليه ان يكون وضع المغتربين اللبنانيين في العالم".

نواب متحدرون من أصل لبناني

ثم التقى رئيس الجمهورية في مقر الإقامة وفدا من نواب أوستراليين متحدرين من اصل لبناني، ضم رئيس لجنة الصداقة اللبنانية - الاوسترالية النائب داريل ملحم، النائبة بربارة بيري Barbara Perry، الأمين العام للبرلمان المحلي جون عجاقة، والنواب توماس جورج، طوني عيسى .

في بداية اللقاء، رحب النواب بالرئيس سليمان في أوستراليا، متمنين له إقامة طيبة، مؤكدين "افتخارهم بانتمائهم لجذورهم اللبنانية التي لا يزالون يحملون قيمها إلى الآن على الرغم من اندماجهم في المجتمع الأوسترالي، مطالبين بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الطيبة التي تجمع البلدين وتفعيل اطرها على كافة المستويات، خصوصا لمناسبة هذه الزيارة التي وصفوها بالتاريخية، كونها الأولى التي يقوم بها رئيس جمهورية لبناني إلى هذا البلد الذي يشكل قارة بحد ذاته".

من جهته، رد الرئيس سليمان شاكرا للوفد عاطفته الطيبة، معربا عن اعتزازه واعتزاز اللبنانيين بهم وبأمثالهم ممن تبوأوا مراكز عليا، مؤكدا "السعي لتوسيع أواصر العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بأوستراليا لتنسجم مع حجم الحضور اللبناني ونفوذه".

وفي الختام دعاهم "إلى زيارة لبنان، والاستثمار فيه والابقاء على ثقتهم التي حملوها معهم الى بلاد العالم اجمع".

حاكمة أوستراليا

وكان رئيس الجمهورية والسيدة الاولى استهلا هذا اليوم الثالث من زيارة الدولة إلى اوستراليا، بلقاء الحاكمة العامة لأوستراليا كانتين برايس Quentin Bryce وزوجها مايكل برايس في مقر الحاكم العام في العاصمة كانبيرا. وقد استقبلت الحاكمة العامة وزوجها رئيس الجمهورية والسيدة الأولى عند مدخل مقر الحاكم، وبعد التقاط الصور التذكارية وقع سليمان والسيدة وفاء السجل الذهبي للمقر، قبل أن يعقد لقاء رباعي ضم السيدة برايس وزوجها والرئيس سليمان والسيدة الاولى.

وعقب انتهاء اللقاء، أقامت الحاكمة العامة وزوجها مأدبة غداء على شرف الرئيس سليمان والسيدة الأولى.

وخلال مأدبة الغداء، رحبت برايس بالرئيس سليمان مقدرة زيارته وهي الاولى لرئيس جمهورية لبناني الى هذا البلد، مشددة "على الدور الريادي والفاعل للاوستراليين المتحدرين من اصل لبناني في تعزيز نمو وازدهار اوستراليا"، مشيرة "الى انهم استحقوا ثقة الشعب الاوسترالي الذي اوصلهم الى مناصب رسمية وحكومية مرموقة".

واثنت برايس على المواقف والنهج الذي وضعه الرئيس سليمان خلال عهده، والذي ساهم في ضمان وحدة اللبنانيين وتوفير مستقبل ايجابي لهم. كما جددت التأكيد "على مساندة اوستراليا ودعمها للبنان في شتى المجالات على غرار ما قامت به في موضوع ازالة الالغام، وانها على استعداد لتعزيز هذه العلاقات وتلبية كل طلب يتقدم به لبنان ويرى فيه حاجة الى تحسين ظروف الحياة اللبنانية واستمرار الاستقرار فيه".

رد الرئيس سليمان

ورد الرئيس سليمان بكلمة قال فيها:"السيدة الحاكمة العامة، شكرا على كلماتك الطيبة تجاهي وتجاه لبنان وعلى حسن استقبالكم. زيارتي لبلادكم الجميلة هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس جمهورية لبناني، وهي تعتبر تاليا زيارة تاريخية سيتسنى لي في خلالها إجراء محادثات مفيدة مع سيادتك ومع كبار المسؤولين في كانبيرا وملبورن وسيدني، حيث سيسرني بشكل خاص، كما تقدرين، لقاء الدكتورة ماري بشير، حاكمة ولاية New South Wales، الاوسترالية اللبنانية الأصل".

وتابع:"إن الدور المميز الذي تضطلع به المرأة في بلادكم في إدارة الشأن العام وفي كل مجال من مجالات النشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي تستحق في الواقع كل تقدير. تستقطب اوستراليا منذ عقود طويلة أفواجا متتالية من المهاجرين من مختلف أنحاء العالم، لما توفره للوافدين إليها من أطر عيش وعمل كريمين، ومن حماية قانونية، وضمانات اجتماعية، وحريات، وإمكان المحافظة على خصوصيتهم من ضمن واجب الالتزام بالانصهار في بوتقة الوطن الجامعة. وقد أصبحت وطنا ثانيا لمئات آلاف المهاجرين اللبنانيين الذين دفعهم باتجاه شواطئكم، منذ منتصف القرن التاسع عشر، مزيج من مشاعر الظلم والعوز والطموح. وهم باتوا يشكلون مكونا أساسيا من مكونات اوستراليا، يساهمون في بنائها ورفع شأنها في مختلف الميادين، في حدود ما يعود لهم من حقوق وما يترتب عليهم من واجبات".

وقال:"يمكن اعتبارهم في الواقع الحجر الأساس لعلاقاتنا الثنائية، إلى جانب ما يقع على عاتق مؤسساتنا الحكومية وقطاعنا الخاص ومجتمعنا المدني من مهام ومسؤولية في مجال تمتين هذه العلاقات، بما في ذلك تعزيز التبادل التجاري بين بلدينا، وتشجيع وحماية الاستثمارات المشتركة، وتطوير تعاوننا في مجالات التعليم والتربية والإعداد".

اضاف:"السيدة الحاكمة العامة، بإزاء التحولات الجارية في العالم العربي، لا يسعنا إلا أن نسجل تمنياتنا بأن تؤدي هذه التحولات لانتقال سلمي نحو ما تريده شعوب المنطقة من ديموقراطية حقة تحافظ على الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، مع العلم بأن لا استقرار ولا سلام فعليا في الشرق الأوسط من دون عدالة اجتماعية في الداخل ومن دون حل عادل وشامل لكافة أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام. ولبنان الذي يعتمد في سياسته العامة نهج الحوار والاعتدال، ويحمل رسالة حرية وعيش مشترك وتواصل وإخاء، سيبقى وفيا لرسالته وملتزما شرعة الأمم المتحدة وأهدافها ومقاصدها، وهو يلقى من قبل اوستراليا دعما دائما لسيادته واستقلاله ووحدة أراضيه ولقضاياه المحقة والعادلة".

وتابع سليمان:"لا يسعنا أخيرا إلا أن نعرب عن التقدير لما تخصصه اوستراليا من جهد لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ومواجهة تغير المناخ، وتشجيع التنمية المستدامة، والحد من الفقر ومن مخاطر الكوارث الطبيعية، وتمكين المرأة، والتزام تعاون دولي أكثر فاعلية. وإذ نكرر لكم اليوم ما سبق أن التزمناه من تأييد لترشيحكم للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن الفترة 2013 - 2014 فإننا نتمنى لكم النجاح في سعيكم لتحقيق هذه الأهداف النبيلة. تبدو اوستراليا، كما هي حال لبنان، أرض تنوع وتعدد وتفاعل إنساني وحوار حضارات وديانات وثقافات. وهي مناسبة كي أؤكد لكم السيدة الحاكمة العامة، عزمنا على تخصيص كامل الجهد اللازم لتوطيد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين بلدينا في مختلف الميادين، على قاعدة الإيمان بالمبادىء والقيم المشتركة وخدمة مصالحنا العليا والخير العام".

 

النائب غازي يوسف في جلسة المناقشة العامة: إكرام الحكومة دفنها رحمة بالبلاد والعباد وهي تنتحل صفة الحكم وهي مجرد واجهة لحاكم آخر

 وطنية - 17/4/2012 قال النائب غازي يوسف في جلسة المناقشة العامة في مجلس النواب: "الضرب بالميت حرام، واحد من عاداتنا الاجتماعية والاخلاقية، نلجأ اليها رحمة بفقيد أو رأفة بأهله، لأن للموت حرمة وللأموات حرمات، لكن اكرام الميت دفنه، أليس هذا من عاداتنا وتقاليدنا أيضا، نلجأ اليها اكراما لفقيد وان كان غير مأسوف على غيابه؟. نعم يا دولة الرئيس. ان الضرب بالميت حرام وان اكرام الميت دفنه. هذه هي الخلاصة التي ينبغي ان تكون دليل هذه الحكومة في هذه الجلسة. نعم، الحكومة التي تعرف هي نفسها انها ولدت اصلا ميتة، لانها ولادةٌ غير طبيعية، أنجبت مولودا غير شرعي، من أب من خارج التاريخ ومن أم من خارج الجغرافيا". وأضاف: "حكومة تشبه كل شيء الا الحكومات تطلق على نفسها زورا اسم حكومة. تنتحل صفة الحكم وهي مجرد واجهة لحاكم آخر، ترفع شعار كلنا للوطن وشعارها الفعلي كلنا على الوطن. تدعي الشفافية وهي براء منها. تزعم محاربة الفساد وتمارسه من دون مثيل. حكومة لا تحتاج الى معارضة وهي تعارض نفسها بنفسها. وزراؤها يعارضون رئيس حكومتهم ورئيس الحكومة يعارض حكومته. هي حقا تستحق التقدير والاعتراف بانها اساءت الى نفسها اكثر مما اساءت المعارضة اليها. أول حكومة من نوعها تقدم هذا الكم من الخدمات لمعارضيها، حتى اذا فات المعارضة خلل ما جاء من يذكرها به من داخل الحكومة.

حكومة فريدة من نوعها، سباقة في الاخفاق، خلاقة في الفشل، حمالة أوجه، بلا شخصية ولا هوية، بلا روح ولا جسد، هي مجرد وعاء للأوهام والادعاءات، وخزان للاحقاد والكراهيات. سيرتها معطرة بروائح المازوت الاحمر، وبكفاءة مستبيحي المال العام وموقعي العقود خلافا لرأي المراجع القضائية والرقابية.

حكومة رئيس تكتل نيابي مشارك فيها كان على علم بعمالة أقرب المقربين اليه للعدو الاسرائيلي، كما قرأنا في الصحافة اليوم ولم يرف لها جفن لا هي ولا اي حزب من الاحزاب المكونة لها.

رفعت شعار النأي بالنفس عن المحاور من أجل لبنان، فما نأت بنفسها الا عن لبنان من أجل المحاور.

هي حقا برعت في اختيار شعار النأي بالنفس حتى نأت بنفسها عن الانجاز، مكتفية بادعاء الانجازات وآخرها الاستقرار الامني وها هو مسلسل الاغتيالات يعود من جديد، فيما تتزايد عمليات قتل اللبنانيين على الحدود وآخرهم الشهيد المصور علي شعبان الذي نأت الحكومة بنفسها عن أي رد في هذا الصدد سوى المشي بجنازته".

وتابع: "كي لا أطيل في توصيف فقيدنا، اسمح لي ان ابين امثلة لارتكابات بعض الوزراء متناولا باقة غير عطرة من مخالفات وتجاوزات وزير الاتصالات نقولا صحناوي الذي يتجاهل عمدا تطبيق قانون الاتصالات رقم 431 او الالتزام به مخالفا العديد من بنوده.

أنشأ القانون 431 هيئة منظمة للاتصالات وأوكل اليها العديد من المهام، ومنها اصدار التراخيص والاشراف على حسن تنفيذها اضافة الى ادارة الترددات وتوزيعها، كما اناط بها تنظيم التلزيمات. وخلافا للقانون قام الوزير صحناوي بتجريد الهيئة المنظمة من صلاحياتها واستقلاليتها، فحولها وفي أحسن الاحوال الى هيئة استشارية تعمل تحت سلطته واشرافه، الى ان طفح الكيل فقامت الهيئة قبل انتهاء ولايتها بالطعن بالعديد من قرارات الوزير صحناوي امام مجلس شورى الدولة.

ومتجاوزا القانون 431، قام الوزير صحناوي بتجديد بعض التراخيص والترددات الممنوحة لشركات نقل المعلومات DSP's ، فاصبح لدينا اليوم شركات مرخصة بحسب القانون أي من الهيئة المنظمة، كما لدينا شركات اخرى مرخصة من الوزير، اي غير شرعية. ان هذا التخبط المستمر بين الوزير والهيئة وعدم احترام القوانين لجهة ثبات التشريع كان لا بد له ان يزعزع ثقة المستثمرين في هذا القطاع كان آخر ظواهرها هجرة شركة Nokia - Siemens العالمية من السوق اللبناني وتسريح ما لا يقل عن 250 عامل لبناني لديها من مهندس اتصالات وتقنيين كفوئين. الا يتحمل الوزير صحناوي المسؤولية المباشرة عن تسريح هؤلاء اللبنانيين كما يتحمل تبعات الضرر الذي لحق بقطاع واعد كقطاع الاتصالات من تقليص لحجمه وابعاد المستثمرين عنه وتهجير خبراتنا البشرية من لبنان الى بلدان اخرى؟"

وقال: "أما بالنسبة الى التلزيمات وتنظيمها فحدث ولا حرج. ولعل أفضل برهان على تجاوز الوزير صحناوي القوانين وأبسط قواعد ادارة المال العام واساءة استعمال السلطة تكمن في قطاع الخليوي الذي استبيح من قبل هذا الوزير ومن قبل سلفه الوزير شربل نحاس. تغطية لمخالفات الوزير شربل نحاس قام الوزير صحناوي من خلال تمديد عقدي ادارة شبكتي الاتصالات الخليوية بتاريخ 2012/12/31، بطريقة ملتوية ومن دون علم مجلس الوزراء بتكليف شركتي الفا و MTC تقديم خدمات الجيل الثالث 3G حيث اصبحت هذه الخدمات منصوص عنها في العقدين الممددين الذين وافق عليهما مجلس الوزراء، في حين كانت هذه الخدمات، ومنذ اطلاقها والتحضير لها في اوائل العام 2011، غير شرعية اضافة الى ان كلفة انشائها قد فاقت ال 100 مليون دولار اميركي مقتطعة من المال العام تم تلزيمها من قبل الوزير خلافا للقانون ولأصول التلزيم والرقابة والجودة خلافا لكل محاضرات العفة والطهارة والنزاهة التي طالعنا بها الوزراء العونيون، مما أدى الى ما نعاني منه اليوم من سوء تقديم هذه الخدمات الجديدة اضافة الى تردي الخدمات الخليوية عامة".

وأشار الى أنه تم انفاق ما يقارب ال 350 مليون دولار اميركي كنفقات استثمارية على شبكتي الخليوي من وزراء "التيار الوطني الحر" في السنوات الثلاث الماضية بغية توسعتها وتحسين ادائها. وكلنا نشكو ومازلنا من سوء الخدمات المقدمة، حتى الوزير صحناوي نفسه يشكو من هذا الامر وهو اليوم بصدد انفاق ما يقارب 150 مليون دولار اميركي اضافة الى ما انفق سابقا لتحسين خدمات الهاتف الخليوي. السبب واضح وجلي ان الاهمية المعطاة للانفاق الاستثماري لم ولن تبغي التحسين ولا الاصلاح ولا التغيير، الأهم الأهم هو اجراء التلزيم بعيدا عن المعايير والاصول وبعيدا عن الرقابة والمحاسبة وعن ادعاء العفة والطهارة ولغاية في نفس يعقوب!

واعتبر "أن هذا القطاع يدر وحده سنويا ايرادات تقارب الملياري دولار اميركي، ولا تخضع ادارته لاصول المراقبة والمحاسبة المعتمدة في كافة ادارات الدولة اللبنانية. حيث تقع مسؤولية ادارته كاملة وحصريا على وزير الاتصالات ومجموعة صغيرة من مستشاريه يسميهم الوزير من خارج الادارة.

فقبل تمديد عقدي ادارة شبكتي الخليوي كانت تخصع النفقات الاستثمارية والتشغيلية لسقوف ومشاريع محددة وموافق عليها من قبل مجلس الوزراء من خلال "خطة عمل" Business plan يلتزمها المشغل اي الفا و MTC، واي تعديل بهذه النفقات يوجب العودة الى مجلس الوزراء للحصول على موافقته. أما اليوم وبعد التمديد الاخير لعقدي الخليوي وبناء لاقتراح الوزير صحناوي المبني على معطيات غير صحيحة، اما عن قصد واما عن جهل او الاثنين معا، وافق مجلس الوزراء على تلك العقود فأصبحت كامل المصاريف التشغيلية والاستثمارية والتي تقتطع من المال العام غير خاضعة لأي معايير محددة، بل خاضعة فقط لاستنسابية الوزير ودون وجود اي رقابة مسبقة او لاحقة".

وأكد "أن ما نشهده اليوم في قطاع الهاتف الخليوي هو احتكار تام للسلطة من الوزير صحناوي الذي الغى حتى مرجعية مجلس الوزراء لجهة البت في قيمة المصاريف الاستثمارية، واصبحت الشركتان المشغلتان للخليوي مجرد وشاح يتلطى خلفه الوزير صحناوي الذي يعود له حصرا مع مستشاريه حق توظيف من يشاء، يحدد الرواتب والاجور على هواه، يتعاقد مع من يريد من موردين محظوظين، يطلق التلزيمات على مشاريع يقررها بمفرده من دون أي مساءلة او محاسبة، بمعنى آخر باستطاعة الوزير صحناوي التصرف بملياري دولار اميركي من المال العام من دون حسيب او رقيب ودون العودة الى مجلس الوزراء، فنعم الاصلاح والتغيير والشفافية و ادعاء العفة والطهارة والمحافظة على المال العام.

وبما ان الحديث يتعلق بالمال العام، تجدر الاشارة الى ان الوزير صحناوي يحجز في حساب وزارته لدى مصرف لبنان ما يقارب المليار وخمسماية مليون دولار اميركي في الوقت ذاته الذي يهدد العاملون في القطاع العام من قبل وزير المالية بعدم دفع رواتبهم مع نهاية الشهر الجاري لشح الموارد المالية لدى الخزينة. كما تجدر الاشارة الى ان وزير الاتصالات الذي لا يزال يحجز الاموال العائدة للبلديات من ايرادات القطاع الخليوي اتحفنا مؤخرا باقتراح قانون يعود صرف تلك الاموال على البلديات من خلال برنامج تنموي يقرره معاليه كأنه يقول في العلن ان البلديات عاجزة عن اتخاذ القرارات المناسبة لبلداتها لجهة انفاق المال العائد لها قانونا وكأن الوزير صحناوي هو الوصي الشرعي على انفاق وتوزيع هذه الاموال، اسمح لي دولة الرئيس ان اذكر انه منذ حوالي خمسة اشهر عندما اثير موضوع المال العام العائد للبلديات من ايردات الخليوي وفي هذه القاعة كان لدولتكم موقف حازم وجازم بضرورة توزيع هذا المال في اقرب وقت. وها نحن اليوم بالتزامن مع قرب الانتخابات النيابية يريد الوزير صحناوي ان يقرر ليس فقط كيفية توزيع هذا المال على البلديات بل ايضا انفاق هذا المال العام على هواه الانتخابي البرتقالي. أليس هذا ضرب من ضروب اساءة استعمال السلطة واستباحة المال العام واستخفاف لعقول اللبنانيين ان لم نقل استغباء لعقولهم؟"

وأضاف: "عودة الى فضيحة التحريف والتزوير التي ارتكبها الوزير صحناوي بتمديد عقد ادارة شركة MIC 1 الخليوية، حيث انه خلافا لما عرض على مجلس الوزراء، فإن وزير الاتصالات لم يقم بتمديد عقد ادارة شركة MIC 1 مع شركة ORASCOM Telecom Holding, OTH إنما أجرى عقدا جديدا مع شركة أخرى هي OTMT , ORASCOM Telecom Media and Technology

الشركة التي لا تتوافر فيها شروط ادارة هذا المرفق ان لجهة حجم اعمالها أم لجهة عدد المشتركين في شبكات الاتصالات الخليوية التي تمتلكها او تديرها او أيضا لجهة سنوات الخبرة التي تتمتع بها. وبالرغم من ثبوت هذا التزوير لم يقم مجلس الوزراء، وضمن المهلة القانونية بطلب سحب القرار الذي اتخذ بتاريخ 2012/1/31 والمتعلق بتفويض وزير الاتصالات التوقيع على تمديد عقد ادارة شبكة MIC 1. لماذا يا دولة الرئيس ارتأت الحكومة ان تغض النظر عن عملية التزوير هذه؟ اليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟

أما بعد، فإن التزام الوزير صحناوي القرارات القضائية والرقابية لأمر مشين. وعلى سبيل المثال لا الحصر. بتاريخ 2011/1/11 اي قبل يوم واحد من تاريخ تقديم استقالته من مهامه كوزير للاتصالات اصدر الوزير السابق شربل نحاس قرارا قضى بتكليف المهندس غسان ناصر (وهو موظف من الفئة الثالثة) مهام مدير الاستثمار بالوكالة. على أثر هذا التكليف، أصدر مجلس الخدمة المدنية قرارا، كما اصدر التفتيش المركزي قرارا، اعتبرا فيه أن هذا التكليف مخالف للقانون وباطل بطلانا كاملا.

وبدلا من ان يمتثل الوزير لهذه المراجع القانونية والرقابية امعن في مخالفته هذه واخذ ينتدب المهندس ناصر لتمثيله داخل لبنان وخارجه.

وبتاريخ 2011/9/28 اصدر الوزير صحناوي قرارا قضى بتكليف شركة "ليبان بوست" بيع بطاقات التخابر المدفوعة مسبقا (تليكارت وكلام)، ووقع عقدا بالتراضي بين الوزارة والشركة المذكورة وبعد مراجعة ديوان المحاسبة هذا العقد، اصدر قرارا قضى بعدم الموافقة عليه لعدة اسباب منها ما هو مالي مجحف بحق الدولة ومنها ما هو تقني يتعلق بمخاطر فنية عديدة تشوب عملية التوزيع.

بتاريخ 2011/12/23 رفع وزير الاتصالات كتابا الى مجلس الوزراء طلب بموجبه الموافقة، خلافا لرأي ديوان المحاسبة على التعاقد مع شركة ليبان بوست. ولكن لحسن حظنا او ربما لسوئه تمنعت شركة ليبان بوست عن تنفيذ العقد نظرا للغط القانوني القائم بشأنه.

هذه بعض الامثلة عن تصرف وزير يعتبر ان قرارات مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة هي مجرد وجهة نظر لا تلزمه قانونا بتصحيح المخالفات التي يرتكبها".

وسأل: "هل هدر المال العام مجرد وجهة نظر ايضا لدى الوزير صحناوي؟ أن تمنعه من دون اي مبرر عن تأمين الاعتمادات اللازمة لطباعة بطاقات كلام وتلكارت قد حرم بعض المواطنين المقيمين والسياح ومنذ العام 2010 من خدمة عامة اساسية كما أدى الى خفض ايرادات الخزينة من هذه الخدمة من مستوى كانت بلغته العام 2009 وقدره حوالي 142 مليار ليرة الى ايرادات من هذه الخدمة في العام 2011 بلغت فقط 20 مليار ليرة. اليس خفض ايرادات الخزينة بقيمة 122 مليار ليرة في عام واحد والتي اصبحت حتى تاريخه اكثر من 200 مليار ليرة لبنانية بسبب تعنت الوزير صحناوي هو الهدر بعينه.

أما بالنسبة الى مخالفات زميل الوزير صحناوي في التيار الوطني الحر فهي معطرة برائحة المازوت الاحمر. نعم رائحة عطره نسبة لروائح التجاوزات التي لا زال يرتكبها وزير العتمة جبران باسيل. بالامس القريب فاحت رائحة الصفقات من بواخر توليد الكهرباء وشنت حروب كلامية واتهامات بالرشوات بين الوزراء ورئيسهم، وفجأة بسحر ساحر وفي نهار اظلم من الليل تم الاتفاق على حسم 9% من قيمة استئجار البواخر وتمت الصفقة برضى كل من اعترض عليها!"

وأضاف يوسف: "كان مجلس النواب قد أقر قانونا أجاز به للحكومة ومن خلال وزارة الطاقة انفاق مليار ومئتي مليون دولار لانشاء معامل للطاقة الكهربائية بقدرة 700 ميغاوات، شرط أن يقوم الوزير بالسعي لتأمين التمويل من الصناديق المانحة، وأهمها الصناديق العربية التي كانت ولا تزال جاهزة لتمويل هذا المشروع. فاذا بالوزير باسيل يرفض هذا التمويل هروبا من الرقابة والشفافية والشروط البيئية السليمة فيقوم بتحضير دفتر شروط على هواه دون اطلاع مجلس الوزراء عليه حيث ستعود كلفة الميغاوات الواحد حوالي مليون ومئتي الف دولار اميركي فيما ان الاسعار العالمية الرائجة للميغاوات الواحد لا تتعدى ال 800 الف دولار اميركي. فكيف تجلس مكتوف الايدي يا دولة الرئيس ميقاتي تجاه هذا الهدر للمال العام وانت الذي صرحت منذ حوالي اسبوعين ان هناك عروضا لانشاء معمل كهرباء بقدرة 500 ميغاوات وبكلفة لا تتعدى ال 400 مليون دولار اميركي؟"

وقال: "عودة الى القانون الذي يعرف اليوم بقيمته اي 1,2 مليار دولار، كان على الوزير باسيل ان يقترح تعيين مجلس ادارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان كما كان عليه ايضا ان يقترح تعيين الهيئة المنظمة لقطاع الكهرباء تنفيذا لقانون الكهرباء رقم 462.

وبدلا من القيام بواجبه هذا، قام الوزير باسيل بإرسال مشروع قانون لتعديل قانون الكهرباء، تعديل يلغي بموجبه صلاحيات الهيئة المنظمة للكهرباء مما يتيح له استباحة هذا القطاع كما فعل زميله الوزير صحناوي في قطاع الاتصالات.

أما بالنسبة الى مشروع مقدمي الخدمات Service Providers، فقد قام الوزير بمخالفة قرار مجلس الوزراء الذي أجاز له القيام بهذا المشروع ضمن شروط وسقوف. أولها يتعلق بقيمة هذا المشروع الذي حدد بحوالي 380 مليون دولار اميركي وعلى ان تنشأ ما بين 5 و 10 مناطق توزيع على كامل الاراضي اللبنانية. فاذا بالوزير باسيل يقسم لبنان الى ثلاث مناطق بمشروع ستفوق تكلفته ال 850 مليون دولار اميركي ويستدرج العروض ويرسي المشاريع على ثلاث تجمعات لشركات، اهمها في المنطقة الشمالية للبنان لحليفه الانتخابي كما يخالف اصول الترسية في المنطقة الجنوبية للبنان. فبعد خروج الشركة التي أرسيت عليها المناقصة اصلا قام بتوقيع عقد رضائي مع شركة لم تكن قد تقدمت اصلا في هذه المنطقة، مما أثار، كما اذكر يا دولة الرئيس اضرابات في الزهراني واقفال لمعمل الكهرباء هناك، وحيث حسبما اذكر قمتم انتم أيضا بمساعي حميدة لفك الاضراب واعادة التيار الكهربائي".

ورأى "أن ما يسعى اليه الوزير جبران باسيل واضح تماما، وهو السيطرة الكاملة اليوم على قرار انفاق ما يزيد على الملياري دولار اميركي من المال العام من دون العودة الى مجلس الوزراء، ومن خلال مناقصات مشبوهة تفوح بروائح الفساد. وهو يحضر ويا للأسف للسيطرة على قطاع النفط من خلال تقليص صلاحيات هيئة النفط المنصوص عليها قانونا.

فهنيئا للبنان بوزير العتمة الذي من خلال توليه حقيبة الطاقة لثلاث سنوات متتاليه عمم تقنين الكهرباء على كافة الاراضي اللبنانية بدلا من ان يؤمن ساعات تغذية كهربائية اضافية.

هنيئا للبنان بوزير يقيم صفقات التلزيم بالمليارات للمحظوظين من تياره السياسي مستبيحا المال العام، ويحتكر استيراد وتوزيع المازوت الاحمر محددا أسعار هذه السلعة، ويخفي ويتصرف بايراداتها من دون حسيب او رقيب".

وسأل: "هل تدري يا دولة الرئيس، ان منشآت النفط التي تخضع لسلطة الوزير باسيل والتي يجب ان تخضع للرقابات المالية والادارية تربح المليارات من خلال احتكارها للمازوت الاحمر وقدرات تخزين المواد النفطية وهي ليومنا هذا لم تقدم اي جردة حساب عن حركتها المالية، فهي صندوق اسود، لا بل احمر بتصرف الوزير باسيل ينفق منه على مستشاريه ومشاريعه الانتخابية؟".

وختم: "بناء على ما تقدم من مخالفات للقوانين وعدم الامتثال لقرارات مجلس الوزراء والجهات القضائية والرقابية، وسوء استعمال السلطة واستباحة المال العام وهدره من قبل الوزيرين نقولا صحناوي وجبران باسيل، وبناء على تواطؤ رئيس الحكومة وحكومته التي تنأى بنفسها عن قمع هذه الارتكابات وتلوذ بالسكوت والصمت المطبق عن كل هذه التجاوزات الثابتة بالدليل القاطع، لذلك، أرى يا دولة الرئيس، ان لا رحمة بالفقيد ولا رأفة بأهله وانما رحمة بالبلاد والعباد، اكرام هذه الحكومة دفنها".

 

14 آذار "معرابية"

محمد سلام/موقع الكتائب

الظاهرة الظرفية المسمّاة "14 آذار" حطت رحالها في حصن معراب، مقر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وستبقى فيه على الأرجح حتى العام 2014 موعد انتخابات رئاسة الجمهورية المجدول، إذا لم يطرأ "فعل" يحتّم عليها الإنتقال مجدداً. فالظاهرة، منذ ظهورها، ما وجدت إلا كردّة على فعل، وفشلت في الإرتقاء إلى فعل، وما انتقلت من حصنٍ إلى حصن ... إلا رداً على فعل. لم تكن يوماً فعلاً، وتحصّنها المعرابي أيضاً ليس بفعل. يوم ولدت في 14 آذار العام 2005، كانت الظاهرة رداً عفوياً ظرفياً على فعل فعله حسن نصر الله قبل ستة أيام، يوم أخرج إلى الشارع ثورة "شكراً سوريا" وسط هتاف "يا وليد يا ... ضب ... من بيروت". يومها، كانت الظاهرة الـ14 آذارية تقبع واقعياً تحت عباءة رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. جعجع كان في السجن. القيادة الكتائبية كانت مع الأستاذ كريم بقرادوني. القيادة الحريرية كانت غير موجودة على وقع كلمات السيدة النائب بهية الحريري "نحن لا نريد شيئاً من السياسة ... وأولاد رفيق الله يسمح لنا بهم". ميشال عون كان يمضي فترة سياحة في فرنسا. ولدت القيادة الحريرية الثانية مع الشيخ سعد، لكن الظاهرة الـ14 آذارية بقيت متحصنة في كليمنصو بقيادة جنبلاط، على الرغم من الرحابة السياسية لقصر قريطم.

كان جنبلاط العلماني (بصفته رئيساً للحزب "التقدمي الإشتراكي") يقود ظاهرة تعددية تضم شرائح غير منسجمة عقائدياً، ولكنها متّفقة على مواجهة العدو الأسدي وأتباعه. (بدنا التار من لحود ومن بشار- جنبلاط). وبغض النظر عن خطيئة "التحالف الرباعي" المخزية، حافظت الظاهرة على إقامتها في "كليمنصو" حتى فعل حسن نصر الله فعله الثاني في السابع من أيار المشؤوم. يومها، ومع إقرار جنبلاط بـ "أننا هزمنا ويجب أن ننظّم الهزيمة" عقدت أمانة "الظاهرة" إجتماعاً إستثنائياً في معراب، لكنها لم تستقر عند الحكيم لأن فعل نصر الله ما استهدف القوات يومها، بل اقتصر على استهداف "المستقبل" في بيروت و"الإشتراكي" في الجبل الدرزي.

المستقبل هزم في بيروت، كما الإشتراكي. الجبل الدرزي انتصر درزياً، وليس حزبياً. وكان يفترض بالظاهرة أن تنتقل إلى حصن درزي، لكن تورطها في التوقيع على تسوية الدوحة مع القاتل، إضافة إلى رغبة جنبلاط في توسعة إطار القيادة الدرزية حالا دون ذلك الإنتقال، فعادت الظاهرة كي تستقر في قريطم، حصنها الثاني، المحمي فقط بتسوية مع قاتل يتعهّد  ... بألا يقتل.

أليس هذا ما يعنيه قول جميع قادة 14 آذار اليوم بأن محاولة اغتيال جعجع أسقطت تفاهم الدوحة؟ ألا يعني ذلك أن تفاهم الدوحة بني على قناعة بأن الضحية تتفق مع جلادها على ألا يقتلها؟ ثم ... فلنذهب إلى انتخابات العام 2009 ومن ينتصر يحكم؟ خاضت الظاهرة انتخابات العام 2009 تحت عنوان واحد وحيد أوحد وهو "إنهاء تسوية الدوحة".

ألم تقل 14 آذار أن تسوية الدوحة لها إطار زمني ينتهي بانتهاء إنتخابات العام 2009؟ ولكن. انتهت الانتخابات بفوز 14 آذار بالأكثرية. اليس هذا صحيحاً؟

كلا. هذا غير صحيح. لماذا؟ لأن جنبلاط كان قد صار واقعياً خارج ظاهرة 14 آذار التي هزمت في السابع من أيار العام 2008. كان يدرك أن الذي انتصر في تلك الحرب هو الطائفة الدرزية، لذلك أراد أن يرسم لها إطاراً يحافظ عليها، ويضعها خارج أي مواجهة. أراد أن يحقق الحياد الميداني الدرزي؟

ولكن حياد ميداني في صراع بين من ومن؟

حياد ميداني في صراع بين معسكر نصر الله والسنّة. هذا ما يعلمه العالمون ولكن لا يصرّح به أحد.

وليد جنبلاط تخلّى عن قيادة ظاهرة نصفها، على الأقل، سنّي كي يضمن سلامة الدروز في صراع بين السنّة ومعسكر نصر الله، أي معسكر 8 آذار.

هنا بيت القصيد. هذا هو سبب عدم إرتقاء 14 آذار من ظاهرة إلى حالة دائمة. لأن أحدأ لم يشأ الإعتراف بأن نصف مكوناتها هو من السنّة، ولا أحد يريد أن يقول "أنا أقود السنّة".

وعندما نتحدث عن السنة نعني تحديداً اللبنانيين المسلمين السنّة الذين ولدوا من رحم ذلك الإنفجار الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط العام 2005 ومارسوا وجودهم في ظاهرة 14 آذار، رداً على تحدي نصر الله لهم.

الإسلاميون هم شريحة مختلفة عن اللبنانيين المسلمين السنّة. الإسلاميون هم أبناء الأمة الإسلامية. اللبنانيون المسلمون السنّة هم أبناء لبنان.

الرئيس الشهيد لم يقل يوماً إنه يمثل السنّة. كان دائماً يقول "أنا لكل لبنان". والحريرية الثانية، بقيادة الشيخ سعد الحريري وتيار "المستقبل"، أيضا لم تقل يومأً أنها تمثل السنّة، بل هي مدنية، وطنية، تعددية، جامعة، شاملة، عابرة للطوائف وأحياناً – مع زلة لسان- علمانية. هي كل شيء ... إلا سنيّة.

وبقيت ظاهرة 14 آذار "قريطمية" مع الشيخ سعد. وانتقلت معه إلى "بيت الوسط" ... فالسراي الكبير، لكنها وبعد انتخابات العام 2009 مباشرة، تنكّرت لوعدها بإنهاء تسوية الدوحة، فانتخبت مرشح "حزب السلاح" نبيه برّي رئيساً للمجلس النيابي، وألّفت حكومة أعطت فيها القاتل ثلثاً معطلاً.

وعندما أسقط القاتل- المُعَطّل الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، فعل نصر الله فعله الثالث وكان فعلاً واضحاً، فاضحاً، أسوأ من اغتيال الرئيس الشهيد ومن غزوة السابع من أيار، ولا يغفله إلا الأعمى. صفع نصر الله اللبنانيين السنة على وجههم فأسقط الحريري، وصفعهم على قفاهم فسمّى لهم، وبالنيابة عنهم من دون توكيل، ومن دون استشارتهم، وباستهزاء بوجودهم، نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة.

كان الفعل صاعقاً، فاهتزت الظاهرة واختل توازنها الهش. غادر الشيخ سعد البلد، وبقيت الظاهرة مشدوهة، تحيك أدبيات "معارضة" من نوع التطريز على الثلج ... مع أنه يذوب حتى في زمن الصقيع.

حتى المسمى "مجلساً وطنياً" لن يكون أكثر من استيلاد جسد من قريب، ولن يولد إلا متخلفاً على قاعدة أن زواج القربى ينتج متخلفين.

وجاء الفعل الرابع، محاولة اغتيال جعجع، في حصن معراب. فحطّت الظاهرة المترنحة مجدداً هناك، علّها تجد في عباءة الحكيم حصناً يقيها غدرات الزمان بانتظار أن "يفرجها الله" على الشعبين السوري واللبناني، فيسقط أسد سوريا بالضربة القاضية، "ويذبل" الحليف اللبناني بفعل تجفف المنبع. الملفت الفاقع في أدبيات "14 المعرابية" أنها تقول إن محاولة اغتيال جعجع قنصاً أسقطت إتفاق الدوحة وأعادت حقبة الإغتيالات. أليس هذا اعترافاً صريحاً من قبل الظاهرة بأنها كانت تعلم أنها توقّع في الدوحة إتفاقاً مع القتلة؟ ألا يتناقض إتفاق الدوحة مع القتلة مع مبدأ المطالبة بالحقيقة والعدالة، الذي هو شعار حملة محاكمة ومعاقبة قتلة الرئيس الشهيد والمشاركين في الجرائم المتصلة بها؟ ألم تسعى ظاهرة 14 آذار إلى تبرئة حزب السلاح من جريمة اغتيال الرئيس الشهيد والجرائم المتصلة بها عبر إصرارها على أن الإتهام يطاول أفراداً ولا يستهدف تنظيمات؟ ألم يتبنى نصر الله التهمة بكاملها يوم أعلن أنه لن يتم إلقاء القبض على "الأخوة المجاهدين ... ب 300 سنة

والملفت-الفاقع في أدبيات "14 المعرابية" هو دعوتها إلى "إستعادة الشارع"!!!! أي شارع تريد الظاهرة استعادته؟

لا تحدّد أدبيات الظاهرة الشارع الذي فقدته وتريد استعادته. لكنها تريد إستعادة الشارع. أي شارع؟ شارع القوات؟ موجود ولم يغب.شارع الكتائب؟ موجود ولم يغب. الشارع المسيحي موجود ولم يغب. الشارع الدرزي؟ موجود ولم يغب، بل ارتقى إلى مستوى تصدير إشعاع إلى سوريا. أي شارع خسرته الظاهرة وتريد "14 المعرابية" استعادته؟ هو النصف، الذي لا يريد أحد الإعتراف بوجوده أو حتى ذكر اسمه.

هو النصف اللبناني المسلم السنّي الذي لا يريد أحد أن يقول "أنا أمثّله" ولا يريد أحد أن يلفظ اسمه، ولا يريد أحد أن يعلن أنه يعلم بوجوده ... ولكنه موجود.

"14 المعرابية" تسعى إلى استعادته. أدبياتها ذهبت إلى مستوى التهديد، تهديد العدو، بوجود هذا الشارع. ولكن، طبعاً، من دون تسميته. ألمعية هي "14 المعرابية". ولكن هل تعتقد أن باستطاعة الحصن المسيحي أن يكرر تجربة قيادة الشارع السني، كما قاده جنبلاط "العلماني" قبل الهزيمة في السابع من أيار. ألمعية هي "14 المعرابية" ولكن هل تعتقد فعلاً أن شارعاً سنياً يقوده حصن مسيحي يمكن أن يكون حليفاً واقعياً في العام 2014؟

ميزة قائد معراب أنه جاء "من تحت لفوق" ما يعطيه من الحكمة - إذا تمسّك بتاريخه-  بصيرة تحول دون سقوطه في تجربة فشلت، وتكرارها مصيره الفشل. الحكمة تقتضي أن تبقى معراب حصناً مسيحياً، كما بكفيا ودير القمر وكما المختارة حصناً درزياً، فهذه القلاع حليفة طبيعية لا تنحرف ولا تسقط. الحكمة تقتضي ألا تتحوّل معراب، أو أي من الحصون المسيحية (باستثناء الرابية لأنها استراحة) إلى مجرد صرح في اللامكان المسيحي، كما المصيلح، مثلا، هي صرح في اللامكان الشيعي ... تستخدم من قبل نصر الله لإيصال قاطنها إلى رئاسة المجلس النيابي على أنه مرشح حزب إيران.

 

جورج علم: مشهد مجلس النواب لن يغيّر التوازنات... وسوريا تحوّلت الى خط تماس بين اطراف دولية 

سلمان العنداري/ موقع 14 آذار

على ضوء المناقشة العامة التي يشهدها مجلس النواب قرأ الكاتب السياسي في جريدة "الجمهورية" جورج علم المشهد، معتبراً انه "من حيث المبدأ، فإن ما يشهده المجلس النيابي هو ظاهرة ديمقراطية يتميز بها لبنان عن سائر الانظمة التي تحيط به في المنطقة. وبإعتقادي, فإن المعارضة تقول ما لها وما لديها من مآخذ على الحكومة، سواء في ما يتعلق بالملفات الإقتصادية او الأمنية والسياسية او المعيشية وايضاً الحكومة امامها مجال للرد على مخاوف وهواجس المعارضة". علم وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني اعتبر "ان هذا المناخ الديمقراطي في مجلس النواب يتميز به لبنان، ربما يكون المتنفس لكل هذا الإحتقان سواء في ما يتعلق بالعمل او في السياسة او في الفاتورة المعيشية المشتعلة التي ترتفع شيئاً فشيئاً، ولكن من الناحية العملية لا يبدو ان هناك اي حلول سوى مشهد من المشاهد الديمقراطية، ومشهد مطلوب من قبل المعارضة كما الموالاة، فالحلول اما انها غير متوفرة حالياً او ان الجهات الداعمة غير حاضرة لتقديم الدعم والمساعدة لهذه الحكومة، لذلك فإنني ارى ان ما يشهده المجلس يهدف الى تنفيس الإحتقان لا اكثر ولا اقل". واعتبر "ان المشهد السياسي لن يتغير لأن الكل يعلم ان سقوط الحكومة في ظل هذه الأوضاع السائدة التي يشهدها العالم العربي وفي ظل الأوضاع الداخلية، سيدفع بهذه الحكومة بأن تستمر وأن تبقى الى ما شاء الله". ولفت الى ان "الذين يقولون بحكومة تكنوقراط انما يعرفون ان في لبنان ليس هناك من تكنوقراط، فحتى حكومة التكنوقراط لها ابعاد سياسية بشكل او بآخر، وبالتالي فإننا سنعود الى الدوامة نفسها". ولفت الى ان "هذه الجلسة وهذه الدورة من النقاش لن تصل الى طرح الثقة بالحكومة، وحتى ان طرحت الثقة فإن النائب وليد جنبلاط وكتلته سيحافظون على مواقعهم، لأن موقعه لن يتغير بعد ان اعلنه قبل ايام واكد عليه".  واضاف: "الأكثرية مستمرة حتى الآن، وفي ميزان القوى بإعتقاي ان هذا المشهد هو لمصلحة الجميع، اولاً المعارضة تعود من جديد من خلال مواقف متناسبة الى حد بعيد على الرغم من الإشكالات القائمة فيما بينها، وفي صفوف الأكثرية، فهذا الأمر لن يغير من الأُمور اطلاقا، وستخرج هذه الحكومة من هذه الجلسات لتكون اكثر تماسكاً ، ومتعافية بمعنى انها لن تتعرض الى طرح الثقة بها، بالتالي فإن هذا المشهد لن يغيّر شيئاً من الأمور". وعن الإضرابات التي ستشهدها البلاد في الأيام القليلة المقبلة على وقع الكلام عن افلاس محتمل للمالية قال علم: "ان الوضع صعب للغاية، وان وضع المالية صعب جداً وبالتالي فدعنا نقول بصراحة اننا امام افلاس في الدولة اللبنانية ولكنه غير معلن". واشار الى ان "هذا الموضوع يحتّم على الحكومة ان تعمل على عقد اجتماعات عمل على كل المستويات الداخلية والخارجية والإستعانة بالخبراء الدوليين لمعرفة كيفية الخروج من هذه الأزمة. اضافةً الى ذلك، فمن غير المنطقي ان يتعدى سعر صفيحة البنزين حدود الـ 40 الف ليرة لبنانية ، وبالتالي فهناك امور يجب ان تعالج قبل فوات الاوان". وعلى صعيد الملف السوري اعتبر علم ان "الازمة السورية في بداية طريقها الى الحلّ، بمعنى ان قبول مبادرة كوفي انان بالاجماع في مجلس الامن يعني ان الدول الكبرى بدأت تتعاطى بشكل ايجابي في كيفية اخراح وحل الازمة السورية، واعتقد ان الشبح الدولي اصبح يخيم على الوضع السوري، وهذا يتطلب المزيد من التشاور والحوار".

واضاف: "ان ما يجري في سوريا لم يعد شأناً داخلياً بقدر ما اصبح ملفاً عالمياً ودولياً، لأن سوريا تحولت الى نوع من خط تماس بين مصالح ودول واطراف متشابكة ومتصارعة في الشرق الاوسط، وبالتالي نحن في بداية حل قد يطول، ولكن طالما ان هناك مجلس امن بدأ يصدر قرارات بدون اي فيتو او اعتراض، فهذا يبشر بأن التسوية قد تكون قريبة". وحول مصير النظام السوري اجاب علم: "علينا ان نفرق بين امرين، فعندما نتحدث عن تسوية فهذا يعني ان النظام سيكون حاضراً حكماً، ولكن بعد هذه التسوية لا بد من تناول مسألة بقاء النظام من عدمه. فهل ان شعبية هذا النظام ستؤمن له الاستمرار من خلال تداول السلطة ام لا؟ إذا كان الجواب ايجابي فهذا يعني ان النظام سيستمر، اما في حال ان المعارضة ستقلب الموازين فهذا يعني ان الغالبية الشعبية الجديدة ستحقق التغيير وتغيّر النظام وكل هذا خاضع للتطورات المقبلة".

 

الإمارات وإيران.. العدوان أبدا

عادل الطريفي

قوبلت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الجزر المتنازع عليها بين الإمارات وإيران، بسيل من التنديد والاستهجان، من قبل دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى. حيث احتجت الإمارات رسمياً واستدعت سفيرها في طهران للتشاور، واجتمع وزراء الخارجية الخليجيون في الدوحة أمس، للتنديد بالاستفزازات الإيرانية. السؤال المطروح اليوم: هو لماذا أقدم الرئيس أحمدي نجاد على زيارة الجزر في هذه المرحلة بالتحديد؟ وهل قصدت إيران حقاً استفزاز الإمارات؟ أم أن هناك دوافع وأسبابا أخرى لما جرى؟ العلاقات الإيرانية ـ الإماراتية معقدة للغاية، فمن جهة يتجاوز التبادل التجاري بين البلدين قرابة 13مليار دولار، وتعتبر دبي إحدى أهم قنوات استيراد البضائع الإيرانية وتصديرها. وتضم الإمارات أكبر جالية إيرانية في الخليج تتنوع نشاطاتها في القطاع التجاري والمصرفي.

وعلى الرغم من ذلك كله، فإن إيران والإمارات هما طرفا خصومة في أهم قضية نزاع حدودي في مياه الخليج حول سيادة كل من جزر: طنب الكبرى، والصغرى، وأبو موسى. مما يجعل الطرفين «عدوين» ـ (أصدقاء وأعداء) في الوقت ذاته - إذا ما استعرنا تشبيه الدكتور محمد الرميحي في كتاب صدر له منتصف التسعينات. الخلاف بين الطرفين يمتد لأكثر من مئتي عام على الأقل، وفي التاريخ المعاصر تحولت القضية إلى أزمة إقليمية مستدامة منذ أن استخدم شاه إيران القوة للاستيلاء على الجزر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1971، بعد الانسحاب البريطاني من الخليج، وكانت تلك الحادثة أحد الأسباب الدافعة إلى التعجيل بالاتحاد الإماراتي نهاية ذلك العام.

لقد كتب الكثير حول تاريخ هذا النزاع وأسبابه، لعل من أبرزها كتاب: «ايران والسعودية والخليج: سياسة القوة في مرحلة انتقالية 1968 ـ 1971» للدكتور فيصل آل سعود (آي بي تورس 2003)، وكتاب: «جزر صغيرة وسياسات كبرى» تحرير هوشانج أمير أحمدي (بالجريف 1996). أهمية الجزر لا تمكن فقط في كونها مصدرا بتروليا كبئر المبارك، التي تحكمها اتفاقية موارد بين إمارة الشارقة وإيران، ولكن في موقعها الاستراتيجي حيث مسار دخول الناقلات البحرية وخروجها من وإلى الخليج. لأجل هذا السبب بالتحديد حرصت إيران على الاستحواذ عليها، وفرضت مسافة 12 ألف ميل حدودا بحرية لها، وفي 1996 أنشأت فيها مطارا، وزادت عديد قواتها المرابطة فيها مما عقّد العلاقات بين مجلس التعاون وإيران. لعل من المهم التنويه إلى أن أغلب الوكالات الإخبارية والصحف تحدثت عن زيارة نجاد بوصفها الأولى لرئيس إيراني للجزر المتنازع عليها، ولكن من الناحية التاريخية تعتبر هذه الزيارة الثانية، حيث سبق للرئيس هاشمي رفسنجاني زيارة الجزر في فبراير (شباط) 1992، وتلا ذلك تجدد الأزمة بين إيران ودول الخليج، بعد أن طردت السلطات الإيرانية العمال الأجانب من جزيرة أبوموسى، وفرضت على المواطنين الإماراتيين الحصول على تصريح للزيارة في أغسطس (آب) من ذلك العام.

الملاحظ أن هناك تشابها واختلافا بين أزمتي 1992 و2012، فمن جهة، جاءت زيارة رفسنجاني - كما هي زيارة نجاد - في وقت كان الاقتصاد الإيراني يعاني من تراجع كبير مع تهديدات بعقوبات اقتصادية إضافية، ولهذا كانت الزيارة دليلا على أن إيران تعيد تأكيد سيادتها على الجزر، بعد مخاوف من أن يتمكن الأميركيون من إقناع دول الجوار باستعادة الجزر. صحيح أن هذا السيناريو كان ضعيفاً، ولكن الساسة الإيرانيين لم يكونوا ليكتفوا بالتطمينات، خصوصاً وأن الجزر بموقعها الاستراتيجي تمكن إيران من تعطيل الملاحة، في حال حدثت أية تطورات عسكرية في الخليج على حساب طهران.

أما وجه الاختلاف فهو كون هذه الزيارة - التي تزامنت مع الذكرى العشرين لزيارة رفسنجاني - جاءت في وقت أكثر ما تكون فيه طهران بحاجة إلى استمالة الإمارات، لإيجاد حلول للعقوبات الاقتصادية التي طالت البنك المركزي الإيراني ومؤسسات اقتصادية أخرى مهمة لتجارتها الخارجية، مما فرض ضغوطاً على الإمارات لتقليص خدماتها البنكية مع طهران. يضاف إلى ذلك أن توقف واردات إيران من الاتحاد الأوروبي، يجعل من الإمارات الوسيط الوحيد القادر على تأمين مشتريات إيران الأوروبية، وحوالاتها من الإيرانيين المقيمين في الخارج، ولا سيما في الإمارات ذاتها، حيث تتجاوز تقديرات قيمة المنتجات التي تدخل إلى إيران عبر الإمارات، الـ20 مليار دولار سنويا، أي ثلث واردات إيران.

هناك تفسيران محتملان للأسباب التي دعت طهران للقيام بهذه الخطوة المستفزة: الأول يتعلق بالملف النووي، والثاني يتعلق بتراجع محتمل للنفوذ الإيراني في المنطقة كنتيجة للأزمة السورية. وفيما يتعلق بالملف النووي، فإن إيران كانت تقدمت لمجموعة 5+1 بطلب لاستئناف المفاوضات، وعلى ضوء ذلك يمكن القول إن إيران أرادت أن تعكس صورة قوتها وصمودها، في الوقت الذي ربما تستعد فيه لتقديم تنازلات محسوبة في الملف النووي، أي تخفيض التخصيب بدل إيقافه، والاكتفاء ببعثة دولية لمرة واحدة لزيارة منشآتها تضم على الأقل روسيا والصين.

وعليه، فإن زيارة نجاد هي رسالة لدول الخليج، بأن إيران ما زالت فاعلة وقوية، حتى وإن اضطرت للتنازل – مؤقتاً - في ملفها النووي. أما التفسير الآخر فيتعلق بتبعات الأزمة السورية، حيث تريد طهران أن تذكر دول الخليج بأنها قادرة على تهديد مصالحها - لا سيما الإمدادات النفطية - وأن بوسعها التهديد بوقف التعاملات التجارية مع هذه الدول لكي تربك الحسابات الاقتصادية في مرحلة تحتاج فيها مدن مثل دبي لإنعاش تجارتها بعد الأزمة الاقتصادية، وهي قد تستفيد بالضرورة - أي طهران - من الارتفاع في سعر النفط نتيجة لتلك المخاوف.

حالياً، هناك مؤشرات متناقضة، فمن جهة حاولت إيران فرض عقوبات على التجارة مع الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولكنها عادت لتطلب من الإماراتيين مساعدتها في تجاوز العقوبات، لا سيما بعد حظر خدمة الاتصالات السلكية واللاسلكية المالية العالمية بين البنوك - المعروفة باختصار «سوفت» - لأي تعاملات مع طهران مما دفع بالأخيرة إلى محاولة التغطية على صادراتها من البترول، حتى ان الشركة الوطنية الإيرانية للناقلات، طلبت من بواخرها تعطيل الصندوق الأسود، لكي لا تظهر مواقعها على أجهزة الرادار لتحديد المواقع الجغرافية لحركة الملاحة البحرية.

زيارة الشيخ عبد الله بن زايد ـ وزير الخارجية الإماراتي- المفاجئة إلى طهران في مارس (آذار) الماضي هي مثال بارز على تعقد العلاقات مع إيران، حيث لم تقدم طهران أية ردود إيجابية بحسب بعض المراقبين، حول ما قيل إنها مبادرة إماراتية لتخفيف التوتر بين إيران وجيرانها، في أعقاب الانتفاضات الشعبية التي عمت بعض الدول العربية العام الماضي.

لا شك أن تبعات الانتفاضات العربية قد بدأت تؤثر على صورة توازن القوى في الخليج، فإيران تسعى للتحرك إقليمياً لتعويض خسارة محتملة لحليفها السوري، وهناك أدلة تؤكد انخراط أطرف أخرى مثل حكومة نوري المالكي في العراق للعب دور الحليف مستقبلاً، على الرغم من وجود معارضة كردية وسنية لهذا التوجه عبرت عنه بشكل غير مباشر تصريحات مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان مؤخرا. يضاف إلى ذلك تحرك النظام الإيراني على مستوى تنشيط الخلايا المتطرفة بين الشيعة الخليجيين، وتكثيف العمليات التخريبية والاغتيالات في الخارج.

أغلب الظن أن النظام الإيراني يسابق الزمن لإنجاز سلاحه النووي كخيار استراتيجي للبقاء، بعد تراجع محور الممانعة والمقاومة الذي كان يقوده. التحول الذي ستشهده لعبة توازنات القوى قد يستمر لعقد من الزمان أو أكثر، قبل أن تتبين ملامحه، فأطراف الخليج كلها تناور وتتحرك لتأمين مصالحها الاستراتيجية. لقد سئل رئيس الوزراء الصيني زو إينلاي (1945 ـ 1976) مرة عن رأيه في الثورة الفرنسية بعد مرور قرنيين عليها، فأجاب: «إن القول في هذا سابق لأوانه».

لعل هذا ما ينطبق على التحول الجديد في موازين القوى بين إيران وجيرانها.

 

لقاء إسطنبول النووي.. تبادل هدايا أم تقاسم جديد للأدوار؟

سمير صالحة/الشرق الأوسط

اللقاء الخامس بين إيران ومجموعة 5 + 1 الذي عقد في إسطنبول - بعد مضي أكثر من عام على اجتماع قصير فاشل، أعقبه تبادل الاتهامات والتهديدات - كان لا بد أن يتم، لأن جميع الفرقاء المعنيين، بمن فيهم تركيا، يحتاجون إلى فرصة من هذا النوع تعيد إليهم الثقة بالنفس، وتساعدهم على استرداد بعض المعنويات المتدهورة بسبب التوترات الإقليمية التي قلبت الحسابات رأسا على عقب.

رغم أن الحديث عشية انتهاء المحادثات كان يدور حول الأجواء البناءة وإيجابية المواقف بالمقارنة مع اللقاءات السابقة، فإن تركيا كانت تشعر بأن الشركاء الإيرانيين خذلوها بعد أكثر من 6 سنوات كاملة على خط وساطة، دفعتها في أكثر الأحيان للابتعاد عن مواقف حلفائها الغربيين إلى درجة القطيعة. اجتماع إسطنبول بدا فاترا وكأنه يُعقد لمجرد رفع العتب أو محاولة إنقاذ العلاقات التركية - الإيرانية المتراجعة. المشهد كان لافتا حقا؛ فإيران وروسيا اللذان يفترض أنهما يجلسان في طرفين متقابلين اليوم هما شريكان وحليفان قويان للرئيس الأسد. إيران قدمت للغرب الهدية التي يريدها بتعهد علني رسمي حول سلمية نشاطاتها النووية، والتزمت بفتح الأبواب أمام المراقبين الدوليين، والغرب رد التحية بقبول الجلوس إلى طاولة الحوار قبل أن يحصل على ضمانات كافية حول سلمية الملف النووي الإيراني. قرار مجلس الأمن الدولي بإرسال المراقبين إلى سوريا، الذي صدر بالإجماع وأعلن عنه خلال لقاء إسطنبول كان حافزا آخر شجع المتحاورين في إسطنبول لقول شيء ما مغاير للمرات السابقة. واللقاء في إسطنبول الذي كنا نراهن على إلغائه أو فشله جاء بمثابة هدية تقدم لأنقرة التي توترت علاقاتها مع طهران، قبل أيام من انعقاده، وبعد زيارة بالغة الصعوبة لرجب طيب أردوغان إلى العاصمة الإيرانية. كل ما اتفق عليه في إسطنبول هو الاجتماع بعد شهر في بغداد، وهو أيضا هدية تُقدم لنوري المالكي يحتاجها بإلحاح لتعزيز مواقفه الداخلية، بعد أكثر من أزمة سياسية وانفجار يكاد يهدد ما تبقى من وحدة العراق. اللقاء يكاد يكون هدية للرئيس الفرنسي ساركوزي ومحاولة تغيير استطلاعات الرأي التي تتحدث عن تراجعه وصعوبة بقائه في الإليزيه. هو هدية للروس الذين لعبوا دورا دبلوماسيا في السر لا يقل عن الدور التركي من أجل إقناع إيران بعدم تفجير هذا اللقاء، وسط الظروف الصعبة التي يعيشها شريكها في دمشق.

إيران تصر على تقديم نفسها وكأنها الفائز الأكبر الذي ألزم الغرب بالتراجع عن مواقفه السابقة، وبات يسلم بحقها في الاستفادة من التكنولوجيا النووية، لكن الاتفاق على التحضير لطريقة لإجراء المباحثات تمهيدا للاتفاق على جدول أعمال أولي هو أهم ما أنجز في إسطنبول. فالمجموعة الغربية التي تحاور طهران منقسمة على نفسها إلى 4 أقسام؛ أوروبي وأميركي وروسي وصيني، مصالحهم تتباعد وتتقارب حيال إيران بحسب علاقاتهم التجارية معها، أو بحسب مواقفها الإقليمية والدولية. والمتابع للإعلام الغربي والإيراني بعد اجتماع إسطنبول يرى أن كل طرف يقدم الصورة التي تناسبه وتعزز مواقفه ومقولته وتحوله إلى المنتصر الأول الذي فرض رأيه على المحادثات. التصلب الأميركي - الإيراني في رفض الحوار المباشر وحديث الرئيس الأميركي أوباما عن الفرصة الأخيرة رسالة تصعيد تقطع الطريق على كل التحليلات المتفائلة حول اللقاء. الهم النووي الإيراني الذي كان يقلق الغرب قبل 15 عاما يتراجع لصالح قضايا ومسائل أخرى تفرض نفسها، حتى إن الموقف الإسرائيلي نفسه بات أكثر ليونة وتساهلا يوحي بقبول إيران الجارة النووية مقابل منع سقوط أنظمة كنا نعتبرها، حتى الأمس القريب، عدوة له، وفي حالة حرب معه.

الأسد كان الحاضر الغائب عن طاولة الحوار التي أعدت في إسطنبول بين إيران والغرب. والورطة السورية ستأخذ مكانها دائما خصوصا بعد هذه الساعة بقوة في كل حملة أو خطوة سياسية ودبلوماسية تقدم عليها الأطراف المتعاملة مع الملف النووي الإيراني، فدمشق وطهران نجحتا في دمج هذين الملفين إلى درجة التصلب والتشدد. فبينما كان الجميع منهمكا في أجواء لقاء إسطنبول، كان الإعلام التركي يتناقل أخبار احتجاز سفينة أخرى كانت في طريقها إلى السواحل السورية لتقديم شحنة من الأسلحة الإيرانية للنظام السوري.

بقي أن نقول إن المتحاورين في بغداد سيتحملون بعد شهر مسؤولية دفع الكثير من القوى العربية والإسلامية إلى دخول سباق التسلح النووي هذا ملزمين، دون أي خيار آخر لهم، فهذه القوى لن تسمح (في رأينا) بالمس بلعبة التوازنات الإقليمية على هذا النحو، إرضاء لطرف على حساب طرف آخر أو محاولة التستر بورقة توت اسمها «سلمية الأبحاث النووية»، وهو الكلام نفسه الذي قالته لنا إسرائيل في مطلع الستينات. وهناك أصوات في إيران ما زالت تردد أن أنقرة لن تحتفظ بعد الآن بتفردها في وساطات الملف النووي، والحديث عن بيروت ودمشق وبغداد كبدائل سببه الأول أن تركيا انتقلت إلى خانة المغضوب عليهم إيرانيا، بسبب سياستها السورية والخليجية والأطلسية. لكن فرصنا وردود فعلنا (تركيّا)، حتى على الرغم من نجاحنا في إنجاز شيء ما، ستكون حتما غير موقف الشاب الخجول الذي ظل لأشهر يترقب اللحظة المناسبة لمصارحة ابنة الجيران بغرامه بها، إلى أن أغضبها الانتظار ودفعها لقرع بابه تسأله إمكانية ائتمانه على قطتها مساء، فهي تريد تناول العشاء مع أحد المعجبين بها. يبدو أن أحدا لا يريد التوقف عند مضمون «الحوار النووي» الأخير بين العاهل السعودي ورجب طيب أردوغان، فالعدسات كلها كانت مسلطة على لعبة الكرات الحديدية التي شارك فيها القياديون لا أكثر.

 

رئيس وزراء قطر: لا نرى تقدما في تنفيذ خطة أنان وأنان يسلم اللجنة العربية بشأن سوريا تقريرا عن الأوضاع

الدوحة: «الشرق الأوسط» /أكد رئيس الوزراء القطري في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا مساء أمس في الدوحة، أن بلاده لا ترى أي تقدم في تنفيذ خطة المبعوث الأممي - العربي كوفي أنان لحل الأزمة السورية. وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس اللجنة بحضور أنان ونائبه ناصر القدورة، إضافة إلى باقي وزراء خارجية دول اللجنة: «نحن ندعم كوفي أنان في خطته المكونة من النقاط الست، التي نأمل أن تستجيب لها الحكومة السورية». إلا أنه أضاف: «للأسف مما نراه الآن لا نرى أي تقدم في التنفيذ». وخلص إلى القول: «نحن في الجامعة واللجنة سنكون دائما متابعين، وندرس هذا الوضع والتحرك لوقف نزف الدم في الشقيقة سوريا بالتنسيق مع المجلس الوطني، وسيكون هناك تدارس لهذا الوضع بعد الاستماع لكوفي أنان، إلا أني أرى أنه لم يتغير شيء ما عدا قبول الخطة، لكن التنفيذ أهم». من جانبه اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن مهمة أنان تتطلب «الوقت والمثابرة». وقال: أنان لديه «تجربة دبلوماسية طويلة وثرية نرجو أن يستثمرها في وقف نزف الدم» في سوريا. وأضاف: «لا بد من العمل على ضمان تنفيذ خطة أنان، ومن المهم التنفيذ الكامل والفوري لوقف إطلاق النار». إلا أنه قال إن مهمة المبعوث الأممي - العربي المشترك «مهمة سياسية قد تأخذ بعض الوقت وتلزمها المثابرة، ولنا التأييد الكامل لهذه الخطة». وأضاف أن الجامعة تؤكد على نقطتين هما أن التنفيذ الكامل والفوري لم يحدث؛ نظرا لأن مهمة عنان هي عملية سياسية قد تقتضي بعض الوقت؛ لذلك يقتضي ذلك تكثيف الضغط على الحكومة في سوريا كما يتطلب استمرار الاتصالات مع الدول المختلفة، وبالذات دائمة العضوية في مجلس الأمن، حتى يستمر المجلس على منواله في إصدار قرارات بالإجماع تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الأزمة الصعبة. وكانت اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا التقت أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق، وأكد الوزراء مساندتهم لخطة أنان للسلام رغم اعترافهم بأن نجاحها سيستغرق بعض الوقت. وقال مندوب رفض نشر اسمه إن من المقرر أن يسلم أنان تقريرا عن الأوضاع في سوريا للجامعة العربية التي علقت عضوية دمشق، ومن المتوقع أن تركز المناقشات على كيفية تعزيز المهمة. وتدعو خطة السلام إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكانية، وإلى المساعدة الإنسانية وإطلاق سراح السجناء، وإتاحة حرية الحركة والوصول بالنسبة للصحافيين. ولا تشترط الخطة ترك الأسد للسلطة. وتضم اللجنة وزراء خارجية قطر وسلطنة عمان ومصر والسودان والجزائر والسعودية، إضافة إلى العراق رئيس القمة العربية، والكويت التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والأمين العام للجامعة.

 

عبدالسلام: النظام ضرب بابا عمرو بالكيماوي 

مخاوف عالمية من استخدام الأسد أسلحة الدمار الشامل لقمع المتظاهرين

 النظام يمتلك أسلحة كيماوية مثل غاز الخردل والسارين وغاز الأعصاب

بقلم - جيمس ب. فارويل: السياسة

بدعم من طائفته لا يزال بشار الأسد يضرب بلا رحمة لسحق معارضيه في سورية. وقد آثارت وحشيته غضب المجتمع الدولي الذي لا يعمل على ردعه. والأسوأ قد يكون في الانتظار. فهل سيستخدم الأسد أسلحة الدمار الشامل لاخماد المعارضة? وماذا سوف يحدث لترسانة أسلحة الدمار الشامل السورية "عندما" ينهار نظام الأسد - كما يقول الرئيس أوباما الآن?

رغم المخاوف التي أثيرت حول قدرات العراق الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية, فان الوضع في سورية مختلف. ولا يشك أحد في أن سورية تمتلك أسلحة كيميائية حديثة ولديها الاف الصواريخ القادرة على اسقاط طائرة ركاب. وبالمقابل, فان "عاصفة الصحراء" شلت قدرة العراق في مجال الأسلحة الكيميائية ولم يعاد تشكيل هذه القدرات, رغم من أن "دائرة المخابرات العراقية" تحتفظ بمجموعة مختبرات سرية غير معلنة خاصة بالمواد الكيميائية والأبحاث والتجارب والسموم. العراق كان يخطط لانتاج مكونات الأسلحة الكيميائية, ولكن قوات التحالف لم تكتشف أي مخزونات في أعقاب "عملية حرية العراق".

بالنسبة لسورية, تشير تقديرات موثوق بها أن ثمة قدرات كيميائية موجودة بالفعل.

وسلوك سورية في الماضي يبعث على القلق. انها دولة لا تمتلك أسلحة نووية, وهي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (معاهدة عدم الانتشار النووي), ولها اتفاق ضمان نووي شامل مع وكالة الطاقة الذرية الدولية. ولكن بعد أن دمرت اسرائيل ما يعتقد انه مفاعل لانتاج البلوتونيوم في ال¯كبر العام 2007 خلص تحقيق لوكالة الطاقة الى أن سورية أخلت بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار.

وادعى الضابط عبد الرزاق عبد السلام الذي سبق له أن عمل في ادارة الأسلحة الكيماوية في سورية (لم يتم التحقق من ذلك) أن أسلحة كيميائية استخدمت في "باب عمرو" ضد المتظاهرين.

كل ذلك يشير الى مصلحة دولية مشتركة في احتواء ترسانة الأسد الكيميائية والبيولوجية. فاستخدام هذه الأسلحة ضد مواطني بلده سيشكل جريمة حرب. وأسلحة كهذه ان وقعت في أيدي جماعات ارهابية ستؤدي الى اتساع نطاق التهديد.

ترى "المبادرة غير الحزبية المتعلقة بالتهديد النووي" أن سورية تمتلك قدرات الحرب الكيميائية الأكثر تطورا في العالم. كغاز الخردل وغاز السارين وربما غاز الأعصاب بالاضافة لصواريخ "سكود-ب وسكود-د" القادرة على حمل رؤوس حربية كيميائية. يقدر البعض أنها تمتلك بين مئة ومئتي صاروخ سكود محملة مسبقاً بالسارين, اضافة لمئات الأطنان من السارين وغاز الخردل المخزنة والتي يمكن استخدامها بواسطة قنابل الطائرات أو قذائف المدفعية.

سورية واحدة من الدول الثماني فقط التي ليست عضوا في "اتفاقية الأسلحة الكيميائية" التي تحرم انتاج وحيازة واستعمال الأسلحة الكيميائية. ورغم أن كثيرين يعتقدون أن هذه الترسانة تعمل الآن, ينبغي ألا نفترض أن هذا صحيح. ربما قد تكون في حالة تدهور كبير, ما قد يزيد درجة الخطر في اشارة الى أنه يجب التعامل معها حالا وليس آجلاً. وتختلف التقارير الصادرة حول قدرات الحرب البيولوجية في سورية. وتعتقد المصادر الألمانية والاسرائيلية ان سورية تمتلك عصيات الجمرة الخبيثة (التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة) والبوتولينوم توكسن والريسين. وتعتقد مصادر أميركا أن هذه القدرات كانت "محتملة".

وفي العام 1972 وقعت سورية اتفاقية الأسلحة البيولوجية والسامة, ولكنها لم تصادق عليها.

يبدو أن المجتمع الدولي مستعد للتصرف. روسيا- التي تعتبر سورية مستهلكا للسلاح وتخشى أن يقلص سقوط الأسد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط - تعاني الكثير لعزل نفسها عن احتمال استخدام الأسد أسلحة الدمار الشامل, وترفض بشدة أنها تساعد القوات السورية في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة. كما تنفي ايران نقل الأسلحة الكيميائية الى أي طرف ثالث رغم أنها تدعم جهود النظام السوري في سحق الاحتجاجات.

في مسعى ديبلوماسي أرسلت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا للعراق والأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية من امكانية عبور أسلحة دمار شامل حدودها. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال في أغسطس أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط يعملون على تكثيف مراقبة المستودعات الكيميائية والبيولوجية السورية عن طريق الأقمار الصناعية وغيرها من المعدات والتجهيزات. الولايات المتحدة عرضت المساعدة على أي حكومة تأتي بعد الأسد لتأمين مخزونات سورية من الأسلحة الكيميائية والصواريخ المضادة للطائرات. ان احتمال فقدان السيطرة على أسلحة الدمار الشامل قد تشكل تهديدا, لا سيما ان وقعت بأيدي مجموعات ارهابية. يقول العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر المعارض ان تنظيم القاعدة لا يعمل في سورية. ولكن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أمر أتباعه بالتسلل الى المعارضة السورية. وقد حث الراديكاليون السنة المرتبطين ب "دولة العراق الاسلامية"(الجماعة التي تشكل مظلة لتنظيم القاعدة) المقاتلين للذهاب الى سورية. ويجب ألا يشك أحد في تصميم القاعدة للحصول على أسلحة الدمار الشامل - وقد أعلن أسامة بن لادن ذات مرة أن حيازة الأسلحة النووية أو الكيميائية "واجب ديني".

يمكن تهريب أسلحة الدمار الشامل الى تركيا أو الأردن أو لبنان أوالضفة الغربية أو الى أي مكان آخر. في الماضي, سعى كل من حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي الفلسطيني للحصول على أسلحة كيميائية أو بيولوجية. وفي اشارة الى زعزعة الاستقرار التي يراها البعض في هذا التهديد, حذر مسؤولون اسرائيليون من أن نقل سورية لأسلحة كيميائية الى حزب الله يشكل اعلان حرب.

أصدقاء سورية ائتلاف يضم أكثر من خمسين دولة اجتمعت في تونس لمناقشة تشكيل قوة حفظ سلام دولية مدعومة بسلاح جوي أميركي وأوروبي وخليجي لتصعيد الضغط على الأسد لكي يتنحى. وقد نادت علنا المملكة العربية السعودية وقطر والكويت ودول اسلامية أخرى بالاطاحة بالرئيس السوري. هذه بادرة تبشر بالخير, أن تتصدر الدول العربية, لا الغرب, التعامل مع وحشية الأسد.

ان تأمين الترسانة الكيميائية والبيولوجية السورية يشكل تحديا خطيرا فريدا من نوعه. اما الناتو وروسيا والصين فيجب أن تنضم الى هذه الدول العربية في مطالبة الأسد بتأمين مخزوناته حالا, ثم تتبين أنه فعل ذلك.

قال الرئيس أوباما: الولايات المتحدة لن تلتزم بتدخل عسكري. لكن هناك خيارات أخرى. فالحلفاء الشركاء بوسعهم القيام بعمليات خاصة لتأمين أو تدمير ترسانة الأسد. قد لا يكون هذا سهلاً, ولكن يمكن القيام به. وينبغي أن ينهار النظام السوري, ذلك سيكون ضروريا.

وما اذا كان من الأفضل شن مثل هذه العمليات قبل أو بعد سقوط الرئيس السوري فهو قرار خاص بالخبراء العسكريين والسياسيين.

ولكن القادة الدوليين يجب أن يفكروا من خلال خيارات متعددة وعليهم أن يكونوا مستعدين للعمل. كل الدول - وبخاصة دول المنطقة - لها مصلحة حيوية في احتواء أدوات الموت والدمار هذه. الآن, حان الوقت لممارسة القيادة ضمانا لحدوث ذلك.

* باحث في الدراسات الستراتيجية بكندا

 

الثورة السورية ورؤية أمير دولة قطر

داود البصري/السياسة

ما أعلنه سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما وفي يوم وصول طلائع فريق المراقبين الدوليين للعاصمة السورية دمشق من ضرورة التوجه الدولي الشامل لتسليح المعارضة السورية الحرة وحماية الشعب السوري, هو من طراز المواقف التاريخية الكبرى والمصيرية لقائد عربي حر يستشرف المستقبل ويتطلع برؤية ثاقبة صوب مساحات قوادم الأيام التي لا تسمح بانتصار سيف إرهاب النظام السوري على دماء الأحرار و المضحين التي طرزت تاريخ المقاومة الوطنية السورية بأحرف من نور , وغيرت تماما ونهائيا مسارات الأوضاع وتطوراتها في الشرق القديم بأسره , لم يعد من المنطقي ولا المعقول ولا المقبول أن تعود الأوضاع في سورية للمربع الأول , كما أنه أمر مجاف ومخالف تماما لمنطق التاريخ ألا تترك كل التطورات الدموية والانتهاكات المرعبة لحقوق الإنسان والجرائم الفظيعة التي إقترفها النظام من قتل شامل وإعدامات بالجملة وتدمير للمدن الثائرة مؤثراتها الميدانية المباشرة على الوضع السوري أو أن تسمح بنفاذ جلد قادة النظام من العقوبات الجزائية التي تنتظرهم والتي لن يفلتوا منها مهما مارسوا من ألاعيب ومناورات خبيثة ومهما تمت حمايتهم من قوى الشر والعدوان والمافيا الدولية المعروفة المنطلقة من موسكو تحديدا.

لقد أعلنها سمو أمير دولة قطر وبشجاعة أدبية رائعة , وبلسان عربي مبين , بأنه لا مساومة مع القتلة والمجرمين , ولافائدة إطلاقا من أية خطط ومشاريع ومبادرات دولية بائسة ليست في حقيقتها المعلنة والصريحة إلا مناورات خبيثة لإطالة عمر الجريمة وتغليف ممارسات الأسد ونظامه بغطاء من السوليفان الناعم الذي يفضح أكثر مما يستر , موقف دولة قطر وعلى لسان أميرها يمثل مرحلة اللاعودة المطلقة في نبذ وعزل وملاحقة نظام القتلة السوري , وهو موقف إنساني شامل وصريح يتجاوز في حقيقته كل إشكاليات البروتوكول والدبلوماسية الرثة المنافقة التي تبطن عكس ما تظهر, وهو موقف صريح و معبر جدا ولا يمكن التلاعب على حبال كلماته ولا المراوغة في تفسير معانيه , إنه أقوى موقف عربي واضح و محدد بثوابت حماية الشعب السوري والدفاع عن ثورته والعمل على تعزيزها وإنجاحها ما يفرح الشهداء في عليين ,ويدخل البهجة على قلوب الثكالى والأرامل والمشردين , ويوفر دفعات الأمل وإشراقات المستقبل للمجاهدين الذين يقاومون بصدورهم العارية أسلحة نظام الجريمة الفتاكة وبقلوب عامرة بإيمان الأحرار والمضحين الذين اشتروا الآخرة بالدنيا وجعلوا من أجسادهم الطاهرة مشاريع شهادة دائمة ومستمرة من أجل حرية وانعتاق وخلاص الشعب السوري الذي ليس له سوى الله سبحانه وتعالى وحفنة من أحرار العالم وفي طليعتهم قادة الخليج العربي الذين تشكل مواقفهم قطب الرحى في دعم ثوار سورية , لقد أعلنها أمير قطر مدوية وصريحة بأنه لاعودة للماضي , ولا توجد إمكانية واقعية لإعادة تأهيل القتلة والمجرمين والتآمر على حرية الشعب السوري , وقد أكد الشيخ حمد بموقف تاريخي سيذكره له التاريخ بأنه لا خيار للأحرار سوى دعم قوافل الحرية السورية المنطلقة قاطرتها بقوة لتغير واقع الشرق بأسره, كلمات حرة وواثقة ووعد عربي أصيل ووقوف رائع مع الحق , وتقريع لاذع للنفاق الدولي الذي يحزن ويقيم الدنيا ولا يقعدها على انتهاك لحقوق الحيوانات بينما يغمض العيون وبسادية غريبة عن مذابح أهلنا وأشقائنا وإخوتنا في المدن السورية الحرة الثائرة المنتفضة, إنه بطبيعة الحال الموقف المتناقض تماما مع مواقف وكلاء الولي الإيراني الفقيه في العراق والذين يزعمون أنهم اليوم يقودون العمل القومي بينما يتضامنون بشكل معلن مع قاتل أطفال الشام ومقطع أصابعهم , ويمارسون مختلف الوسائل والمبررات والمراوغات من أجل حماية القتلة ومنع تسليح الجيش السوري الحر , بينما يحولون العراق, للأسف, لترسانة لتسليح وإمداد نظام القتل والجريمة في دمشق ماديا وتسليحيا ومعنويا في موقف متخاذل وبشع سيتوقف عنده التاريخ كثيرا وهو يذكر هذه المرحلة الصعبة والدامية من تاريخ الحرية في الشام , لقد تحولت كلمات وتصريحات أمير دولة قطر لخارطة طريق تحررية مستقبلية للشعب السوري , وسينصر الله من ينصره , وسيخذل المجرمين , وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين , وشكرا ياسمو أمير قطر , لقد وجهت بكلماتك الواثقة والصريحة رصاصة الرحمة على مجرمي وسفاحي الشرق القديم الذين حانت لحظة حسابهم... والرجال مواقف عز وكرامة.

*كاتب عراقي

 

امين الجميل شارك في ندوة في مجلس الشيوخ الايطالي: لبنان مساحة حوار دولي والمطلوب صوغ شراكة بين الديموقراطيات

لدور اوروبي انمائي وحل عادل لقضية فلسطين لتجاوز التطرف

 وطنية - 18/4/2012 شارك الرئيس امين الجميل في ندوة عقدت في مجلس الشيوخ الايطالي بعنوان "استراتيجية الاتحاد الاوروبي في الاستقرار السياسي والمجتمعي في دول المتوسط غير الاوروبية" برعاية الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو وبدعوة من مؤسسة "الشيدي دى غاسبيري" الايطالية و"كونراد اديناور" الالمانية، وتحدث فيها أيضا رئيس مجلس الشيوخ الايطالي ريناتو سكيفاني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي المار بروك الذي دعا روسيا والصين الى "وعي مسؤولياتهما الدولية لان الوضع في المنطقة متفجر أكثر مما يعتقدان"، داعيا الى "عمل دولي سريع لضمان احترام وقف اطلاق النار في سوريا وضمان تنفيذ بنود المبادرة الدولية الستة". كما دعا "المعارضة السورية الى الوحدة".

وشكل المؤتمر مناسبة "لاجراء مشاورات مع الرئيس الايطالي ورئيس مجلس الشيوخ الذي رحب بالجميل وأعرب أمامه عن قلقه "ازاء الاحداث في سوريا واحتمال ان تشكل مصدرا للاضطرابات في المنطقة". وأطلق الجميل من على "منبر مجلس الشيوخ الايطالي مبادرة جديدة "لتعزيز الانجازات السياسية والاجتماعية في العالم العربي من خلال مشروع مارشال جديد يتبناه الاتحاد الاوروبي ويهدف الى ترسيخ الديموقراطية وتعزيز ثقافة الحرية والتعددية وحقوق الانسان ويشكل انتقالا صحيا من الحقبة الاستبدادية الى الديموقراطية في العالم العربي".

ودعا الجميل "الاتحاد الاوروبي الى مساعدة العالم العربي في خمسة مجالات حيوية: في البنية التربوية والتعليمية، وفي ترسيخ نظام تداول السلطة والمساءلة في الحكم، وفي قيام شراكة مع سلطة الاعلام بغرض انماء ونشر ثقافة الديموقراطية، وفي مواجهة الفقر والبطالة من خلال خطط الانماء الاجتماعي - الاقتصادي، وفي ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بما يؤدي الى الغاء مصدر من مصادر الاصولية والتطرف". واذ رحب ب"الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية على المستويين الاقليمي والدولي"، دعا الجامعة الى "تشكيل لجنة رفيعة المستوى تعمل باشرافها وتضم نخبة من كبار رجال الدولة والمفكرين العرب والدوليين وتكون اولى مهماتها صوغ تصور استراتيجي للشراكة بين الديموقراطيتين الاوروبية والعربية، بما يتيح تعزيز اليقظة العربية ويسهم في استكمال مرحلة السلام والتقدم والديموقراطية في الشرق الاوسط"، طارحا "لبنان كملتقى طبيعي للتواصل بين الغرب والدول العربية وقيام مساحة حوار دولية على ارضه".

واعتبر الجميل ان "افريقيا والشرق الاوسط هما المنطقتان الاشد حاجة لدعم دولي لتفعيل دمقرطة الانظمة فيها". وناقش "السبل الآيلة الى ضمان انتقال صحي لمجتمعات المنطقة من المنظومات الاستبدادية الى النظم الديموقراطية، والحاجة لصوغ شراكة دولية بين الديموقراطيات الراسخة والديموقراطيات الناشئة في العالم". وأطلق الجميل تحذيره: "ان الاستقرار من دون ديموقراطية يشكل وصفة للاضطرابات والنزاعات في المستقبل، كما ان التركيز المفرط على الاستقرار قد يقود الى انعاش القوى الاستبدادية القديمة والجديدة". واسترجع كلاما لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليسا رايس قالت فيه ان بلادها وطوال ستين عاما، سعت الى استقرار دول المنطقة على حساب الديموقراطية، وفشلت في الاثنين".

وقال في قاعة من قاعات مجلس الشيوخ الايطالي المزخرفة بالرسوم الفنية وأمام حشد سياسي أوروبي وعربي: "ان الانتقال من الديكتاتورية الى الديموقراطية ليس بالمسألة السهلة وهو يتطلب جهودا داخلية مضنية ودعما دوليا واسعا".

واضاف: "علمتنا التجربتان التونسية والمصرية ان اسقاط الحكام قد يحدث سريعا، لكن سقوط الانظمة وترحيل ثقافة الديكتاتورية فمسألة قد تأخذ بعض الوقت". مشيرا الى "نوع آخر من الاخطار التي تهدد انتقال الدول من الانظمة الاستبدادية الى الديموقراطية مصدره الحركات الاصولية. لكن رغم التهديد المتأتي من الاصولية، الا انه على القوى الديموقراطية أن تأخذ بعين الاعتبار تأثير الدين في الحياة السياسية. ويكون الحل باحتضان تحالفات مع القوى المعتدلة والليبرالية بما يكفل قيام دولة مدنية تضمن الديموقراطية والتعددية وحقوق الانسان".

واردف: "ان شخصيات وقوى الاعتدال موجودة في العالم العربي، بينها آية الله السيستاني في العراق وشيخ الازهر الامام أحمد الطيب في مصر وتيار "المستقبل" في لبنان وبابا الاقباط الراحل الانبا شنودة في مصر وسواهم"، لافتا الى "الشرعة الاطار التي أطلقها خلال انعقاد مؤتمر اتحاد احزاب الوسط الديموقراطي في العالم بدعوة من حزب الكتائب والتي نصت على قيام أنظمة مدنية قوية وتكريس الحريات والمساواة بين الجنسين ومنع أي تمييز على اساس ديني أو اتني". متحدثا عن "تجربته الشخصية وتجربة حزب الكتائب اللذين دفعا باهظا ثمن الدفاع عن الديموقراطية والسيادة في لبنان".

وركزت المداخلات الاوروبية خاصة كلمة وزير الخارجية الايطالي على "القلق من المنحى الخلافي بين السنة والشيعة والخلاف السياسي بين الرياض وطهران مقابل التأكيد ان تلاقي الاسلام والديموقراطية ممكن والنموذج التركي خير دليل على ذلك. وبرز قلق على مكانة المرأة وحرياتها وسط هذه الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية".

 

رئيس الجمهورية التقى أبناء الجالية خلال احتفال في سيدني: ولادة لبنان تبدأ في ظل التحول نحو الديموقراطية في الدول العربية

مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين أحيل على المجلس وسيقر قريبا

ارتكاز لبنان قائم على الجيش والشباب والمغتربون يشكلون "الاوكسجين"

وطنية - 18/4/2012 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن ولادة لبنان تبدأ في الوقت الراهن، وتحديدا في ظل التحول نحو الديموقراطية الذي تشهده الدول العربية، من هنا، فإن دورنا بات مهما جدا في المستقبل وسط هذا التغيير". واذ عرض المراحل الصعبة التي قطعها لبنان وحافظ خلالها على استقراره، أوضح أن مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين الذين فقدوها أحيل على مجلس النواب وسوف يقر قريبا، وانه يتابع مراحله في مجلس النواب. ودعا الرئيس سليمان المغتربين الى تسجيل قيودهم، وقال: "نحن نريد ان يستعيد اللبنانيون جنسيتهم، ليس لسبب سوى لدعم لبنان وتعزيز قوته عبر المغتربين المنتشرين في دول العالم.

وشدد على "أن ارتكاز لبنان قائم على الجيش اللبناني الوطني والشباب، وان المغتربين يشكلون "اوكسجين" لبنان مهما اشتدت الظروف عليه".

وتوجه الى المغتربين بالقول: "ان الاستثمارات في لبنان يجب أن تكون لكم قبل غيركم، ولا يجب التخلي عن الارض اللبنانية، فهي أغلى من كل اراضي العالم، ابنوا منازلكم عليها".

مواقف الرئيس سليمان اتت خلال لقائه أبناء الجالية اللبنانية في سيدني في حفل اقامته الجالية في "سيدني اولمبيك بارك"، حيث تقاطر الاوستراليون من اصل لبناني من مختلف مناطق سيدني وغصت بهم قاعة المركز. وفور دخول الرئيس سليمان وعقيلته السيدة وفاء واعضاء الوفد الرسمي المرافق، علت الصيحات المنادية بحياة رئيس الجمهورية، والهتافات المرحبة بزيارة اول رئيس جمهورية لبناني الى اوستراليا. وبعد كلمة ترحيبية من قنصل عام لبنان في اوستراليا روبير نعوم، القى الرئيس سليمان الكلمة الآتية: "أود أن أشكركم على حضوركم رغم الطقس الماطر، وانا سعيد جدا بوجودكم. صحيح ان هذا اللقاء كان يجب أن يحصل منذ زمن بعيد، ولكنني آمل ان يشكل بداية لعمل جيد سيقوم بيننا، وسبيلا لعودتكم الى لبنان بسلامة وكرامة ان شاء الله.

أعلم مدى قلقكم على الوضع اللبناني، ولكنني اطمئنكم الى أن ولادة لبنان تبدأ في الوقت الراهن، وتحديدا في ظل التحول نحو الديموقراطية الذي تشهده الدول العربية، من هنا، فإن دورنا بات مهما جدا في المستقبل وسط هذا التغيير.

ان شعارنا ومبدأنا قائم على الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان، ولكن القلق موجود بسبب العنف الذي يحصل في الدول العربية، وبسبب التدخل الاجنبي والخوف منه، وهو امر لا يصب في مصلحة الدول العربية وعلينا مقاومته كونه يصب في مصلحة اسرائيل. والقلق نابع ايضا من الا تأخذ الانظمة الجديدة في الاعتبار كافة مكونات المجتمع العربي، لذلك، فإن وصيتنا للجميع هي الحفاظ على كل المكونات في المنطقة العربية كي لا اقول اقليات، واشراكها في ادارة الشأن السياسي كي يبقوا في ارضهم.

القلق ايضا على سوريا الجارة الشقيقة والتي تربطنا بها علاقات تاريخية عميقة وروابط جغرافية، فالشعب اللبناني يكن المودة والصداقة للشعب السوري بأجمعه دون تمييز بين فريق وآخر، ونتمنى وقف العنف في اسرع وقت في سوريا والسعي الى الديموقراطية التي يريدها الجميع، وهذا يحصل من خلال جلوسهم مع البعض والتحاور والاتفاق على الوصول الى هذه الديموقراطية وفق ما يرغبون دون تدخل من احد، ونأمل في هذا السياق، ان تثمر مبادرة المبعوث الاممي والعربي كوفي انان في اقرب وقت ممكن".

أضاف: "إن رغبتنا هي اطفاء الحريق في سوريا ولكن اذا لم نستطع ذلك، فعلى الاقل علينا الا نؤججه كي لا يمتد الى لبنان. لبنان لن يكون بعد اليوم ساحة لتصفية الحسابات لاي كان، كما لن يكون قاعدة انطلاق تخريبية ضد سوريا او اي دولة عربية.

الحمد لله اننا ننعم باستقرار امني رغم حساسية الوضع الذي تمر فيه المنطقة، وقد تمكنا من تجاوز عدة محاور في الفترات الماضية ومنها الازمة المالية التي ضربت العالم، والحرب على غزة، والسجال حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واتخذ لبنان القرار بحثا عن العدالة والحقيقة.

وبعد مرور اكثر من سنة على الاضطرابات في المنطقة العربية، حافظ لبنان على استقراره وهو سيستمر لان اتفاق الطائف شكل شبكة امان بالنسبة الى بلدنا، ولكن علينا تحصين الاستقرار والدستور الذي سمح لنا باعادة لعب دور اساسي على الساحة الدولية، بعد التبادل الدبلوماسي مع سوريا وعودة لبنان الى المنظمات الدولية وانتسابه كعضو غير دائم في مجلس الامن لعامي 2010-2011، وعضويته في الجامعة العربية ومنظمة الدول الفرانكوفونية وفي المؤتمر الاسلامي، وعدة منظمات دولية. لعب لبنان خلال هذه الفترة دوره بجدارة، ودافع عن الحقوق العربية، وبخاصة القضية المحورية اي القضية الفلسطينية. كما دافع عن حقوقه ايضا كي لا يأتي اي حل على حسابه او على حساب حق العودة بالنسبة الى الفلسطينيين".

وتابع: "منذ عام 2008، عادت المؤسسات الدستورية الى ممارسة عملها بشكل طبيعي، وجرت انتخابات نيابية وبلدية وتم تشكيل حكومات متعاقبة. صحيح اننا شهدنا بعض التعثر والنقاشات ولكنه كان تحضيرا لممارسة ديموقراطية افضل. وشهد لبنان نموا اقتصاديا خلال السنوات الثلاث (2008-2010) وصلت نسبته الى حد الـ7 -8 في المئة، وقد تراجع العام الفائت بسبب الاحداث التي حصلت في الدول المحيطة، ولكن المؤشرات الاقتصادية تعد بنسبة نمو تصل الى 4 في المئة خلال العام الحالي".

وأشار الى أنه "على صعيد المشاريع، تم اقرار عدة مشاريع اصلاحية اولية منها مشروع قانون فصل النيابة عن الوزارة وقد احيل الى مجلس النواب على غرار مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين الذين فقدوها، وهذا الموضوع سوف يقر قريبا وانا اتابع مراحله في مجلس النواب وهو سيعرض قريبا على الهيئة العامة للمجلس. ولكن في المقابل، على المغتربين تسجيل قيودهم فنحن نريد ان يستعيد اللبنانيون جنسيتهم، ليس لسبب سوى لدعم لبنان وتعزيز قوته عبر المغتربين المنتشرين في دول العالم. وهناك ايضا عملية واسعة لتحديث القوانين اللبنانية، ويتم خلال الاسبوع الحالي بحث مشروعي قانون يصبان في الشق الاقتصادي وهما الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وتحفيز الاستثمارات في لبنان. كل هذه المشاريع تبحث ويبقى المشروع الاهم وهو تحديث قانون الانتخابات وجعله قانونا عصريا كفيلا بتمثيل جميع اللبنانيين بشكل صحيح، وتأمين حق الانتخاب للمغتربين، وهذا امر تقرر في العام 2009 ونحن جادون في السعي الى اقرار هذا القانون".

وقال:"نستعد حاليا لطرح فانون اللامركزية الادارية الذي من شأنه تحقيق الانماء المتوازن عبر المحافظات والبلديات واتحاداتها. وتنكب الحكومة على امر بالغ الاهمية وهو وضع الخطط لقطاعات الخدمات والانتاج، للنقل العام، للكهرباء، لبناء السدود المائية، ومخطط التنقيب عن الغاز والنفط، والبحث عن الغاز والنفط، والعناية الصحية واعانة العائلات الاكثر فقرا، اضافة الى العمل الجاد لوضع قوانين وتحديث اخرى لمحاربة الفساد والرشوة والتقاعس الاداري.

كل هذه الامور تتطلب وقتا ولكنها وضعت على السكة الصحيحة، واذا استطعنا معا تحصين الطائف وهو دستور جيد للبنان، مع تصحيح بعض الثغرات الموجودة فيه، لصالح لبنان وليس لصالح اي احد كي نعيش في ظله لمدة طويلة ولا نضطر الى تغيير الدستور في وقت قريب.لقد حافظ النظام المصرفي على الليرة اللبنانية وتجنب الازمات المالية الكبيرة، وايداعات مصرف لبنان بلغت 34 مليار دولار وهو رقم اكثر من جيد بالنسبة الى لبنان".

وتابع: "أما الارتكاز فهو على الجيش اللبناني، الذي اثبتت الايام صحة مواقفه وتصرفاته وقد كان منذ زمن بعيد جيشا للوطن والمواطن وليس جيشا للنظام. حارب هذا الجيش الارهاب، وحاز على تضامن جميع اللبنانيين والتفافهم حوله ووقفوفهم الى جانبه، وبالاخص ابناء عكار والمنية وطرابلس. ان للبنان قوة تتمثل في شبانه وشاباته، فهم من دعموا الجيش والمقاومة وتصدوا لاسرائيل وهزموا اكبر قوة في المنطقة العربية.

ويبقى للمغتربين اللبنانيين النصيب الكبير، فهم يرفعون رأسنا واسم لبنان عاليا في كل الاوقات والازمات، وجسدوا رسالة لبنان التي اختصرها البابا يوحنا بولس الثاني بالقول "ان لبنان اكثر من وطن، انه رسالة"، هذه الرسالة التي يحملها المغتربون في مختلف دول العالم ويرفعون اسم لبنان".

اضاف: "ورسالة لبنان ايضا تعددية وحضارية، وباتت اليوم مطلوبة وهي تناقض سياسة الانعزال التي تمارسها في بعض الدول وبالاخص في اسرائيل التي تهدف الى اسقاط صيغة لبنان المنفتحة، ولكن النصر سيكون حليف لبنان الصيغة التي يعتمدها.

ان لبنان يستمر بقوة المغتربين، وبقوة ابنائه في الخارج والداخل، وقد استضافتنا الحاكمة العامة لولاية نيو ساوث ويلز البروفسور ماري بشير، وهي سيدة محترمة، وهناك العديد من اللبنانيين وصلوا الى مراكز مرموقة وزارية ونيابية في اوستراليا وكافة دول العالم، فنحن نعتز بالمغتربين الذين يشكلون "اوكسجين" لبنان مهما اشتدت الظروف عليه".

واردف:"ان مستقبلنا جيد وعظيم على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولكن رغم ذلك، فإن لبنان بحاجة لكم، ولا يمكنه ان يتطور الا اذا اعتمد على دعم الشباب المغترب. لقد غامرتم بمجيئكم الى دول اخرى، وعليكم ان تغامروا مجددا وان تعودوا الى لبنان حيث ننتظركم. ان الاستثمارات في لبنان يجب ان تكون لكم قبل غيركم، ولا يجب التخلي عن الارض اللبنانية، فهي اغلى من كل اراضي العالم، ابنوا منازلكم عليها".

تلقيت العديد من الاقتراحات من قبلكم، وهي بالفعل جيدة وتستحق النظر فيها والعمل قدر الامكان على تحقيقها، واطلب منكم في المقابل العمل على ان تتوحدوا وتحسنوا العلاقات في ما بينكم، عبر الجمعيات الاهلية والدينية والاندية والمؤسسات الاغترابية، ففي الاتحاد قوة. ويجب ايضا تعزيز علاقاتكم مع الاخوة العرب، فقضيتنا العربية واحدة، ولطالما كان لبنان المدافع عن قضايا العرب واللغة العربية والقضية القومية المحورية اي قضية فلسطين".

وختم: "اطلب منكم المحافظة على اخلاصكم لاوستراليا، فهو الوطن الذي تولى حمايتكم وحضنكم، جميعكم اوفياء للشعب الاوسترالي الذي التقيته ويملك محبة وتقدير كبيرين للجالية اللبنانية، وهو يعتز بمعرفة بعض الاشخاص منكم بالاسم. ولا يجب ان ننسى انه في العام 1948، وضع الاستاذ شارل مالك (قريب الحاكمة ماري بشير) بالتعاون مع الاوسترالي هيربرت ايفيت الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

ان هدف لقائنا بكم كان طمأنتكم على الوضع اللبناني، وبعد هذا اللقاء اصبحنا مطمئنين، ونعود بإيمان اقوى بلبنان وبالاغتراب وبشباب لبنان بفضل تعلقكم بالوطن ومسعاكم وتفكيركم بشؤون لبنان كلها. وأنا شخصيا انتظر كل فرد منكم في بعبدا، فأهلا وسهلا بكم".

 

مؤتمر "مستقبل التشيّع": "لبلورة وعي جديد.. ومحاصرة نزعات التطرف"

حراك "شيعي عربي": الإنتماء الوطني وعدم العمل لحسابات خارجية

قاسم قصير/لبنان الآن

توقفت مصادر شيعية مستقلة أمام التقرير الصادر عن مؤسسة "الفكر الاسلامي المعاصر" و"المركز الاسلامي الثقافي" حول انعقاد مؤتمر عن "مستقبل التشيع في العالم" في بيروت برعاية العلامة السيد علي فضل الله وما صدر عنه من توصيات ومقررات، إضافة لكلمة الافتتاح التي ألقاها فضل الله وركزت على أهمية "العمل لنشر الاسلام الصحيح بعيدًا عن المذهبية، والتأكيد على مفهوم المواطنة والانتماء للوطن مع السعي للتواصل مع كل الافرقاء بعيدا عن الحزبية والمذهبية"، واعتبرت المصادر أنّ "انعقاد هذا المؤتمر في بيروت بحضور عشرات الشخصيات والمفكرين من عدد من الدول العربية يساهم في إيجاد حراك شيعي جديد، ولا سيما في الدول العربية، بعيدا عن الاصطفافات الحزبية والمذهبية وبما يؤكد على الانتماء الوطني وعدم العمل لحسابات خارجية".

ومن أبرز توصيات المؤتمر:

1- تركيز الاهتمام على مسألة الدعوة إلى الإسلام، لا الدعوة إلى المذهب، والانتقال من حالة الجماعة إلى حالة الأمة.

2- العمل على تشكيل لجنة علمية تُعنى بتنقية الثقافة الدينية من الرواسب المعوّقة لتطور الاجتماع السياسي والاجتماعي الاسلامي، وإعادة النظر بالموروث الثقافي المسيء للمذهب، ووأكد على الجرأة في طرح كل المواضيع دون  مسايرة أو مداهنة، كما متابعة تطبيق ما هو جلي وواضح من الثوابت الدينية الأصيلة.

3- بلورة وعي جديد من أحداث التاريخ، وقراءته قراءة علمية موضوعية، مع احترام تام لكل الرموز التاريخية، كما وإعادة قراءة النصوص الفقهية بوعيٍ حركيّ ومعاصر.

4- زيادة وتيرة التلاقي والتواصل بين النخب الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية الشيعيّة – الشيعية، والشيعيّة السنّية لمحاصرة نزعات التطرف لدى الجانبين، وإقامة مؤتمرات دولية تثري الحراك الاسلامي الوحدوي الفكري المتنور.

5- الإسهام الفاعل في عمليتي الإصلاح والتنمية والتبليغ من خلال تصورات هادفة وواعية، وعن طريق السبل السلمية لا العنفية.

6- نقد الخطاب الطائفي العصبوي وكل دعوات الإقصاء، ورفع الغطاء الديني عن كل الممارسات الطائفية التي تغذي نزعة الكراهية والعداء بين المسلمين، وإنهاء ظاهرة الثنائية في الخطاب واستبدالها بخطاب إسلامي موحّد معاصر وحضاري، سواءٌ أكان موجهاً إلى النخب أم الجمهور.

وقد تزامن عقد المؤتمر مع تحركات قد تشكل بداية تحرك شيعي جديد في المنطقة العربية، من بينها انعقاد سلسلة لقاءات بين قيادات اسلامية شيعية لبنانية وعربية مع قيادات اسلامية سنية حيث جرى التدوال في "التطورات في لبنان والمنطقة وكيفية العمل لوأد الفتن المذهبية ومنع استغلال ما يجري في بعض الدول العربية لاثارة الصراع السني –الشيعي، والـتأكيد على أنّ أيّ خلاف سياسي يجب أن لا يأخذ أبعادًا مذهبية".

 

بري رفع جلسة المناقشة العامة الى العاشرة من صباح غد

ابي نصر:الحكومة نجحت في منع الفتنة وتجنيب لبنان الهزات الإقليمية

 وطنية - 17/4/2012 الكلمة الاخيرة الآتية في جلسة المناقشة العامة المسائية كانت للنائب نعمة الله ابي نصر قال فيها: " قبل أيام، مرت ذكرى اندلاع الحرب في لبنان. هذه الحرب التي تعددت أشكالها، وتنوعت أطراف القتال فيها، لكن النتيجة واحدة، وهي سقوط الدولة التي لا تزال منذ العام 1943 مشروعا قيد الإنشاء. صحيح، أن البلاد تعيش اليوم استقرارا نسبيا في محيط مضطرب. لكننا نبحث عن الضمانات لدوام هذا الاستقرار، فلا نجدها. لأن الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرب، ما تزال هي هي، ولا نعرف متى تحركها أياد شريرة قد تأتي من الخارج أم الداخل. لكنني على ثقة بأننا مهما اختلفنا في الرأي، فأننا متفقون على عدم العودة إلى الحرب مهما كان الثمن. وهذا في صميم مسؤولياتنا جميعا تجاه أولادنا وأحفادنا ومستقبل بلادنا.

دولة الرئيس، الزملاء النواب،

دعونا اليوم نواجه الوقائع بصراحة، ولنسم الأشياء بأسمائها الحقيقية علنا نصوب المسار. إن النظام الذي نعيش في ظله اليوم، أبعد الشعب اللبناني أكثر فأكثرْ عن مفهوم الدولة الجامعة والحاضنة لكل أبنائها، فعمق الإنتماء الطائفي والمذهبي، بدلا من الإنتماء الوطني، فحل الخطاب الطائفي محل الخطاب الوطني، والمنطق المذهبي محل المنطق اللبناني، وزرع بذور الخوف والحذر وانعدام الثقة بالآخر، فوقعْنا في خضم أزمة خطيرة، نعرف جيدا كيف بدأت ولا نعرف متى ستنتهي؟! هذه هي الحقيقة الموجعة التي نعيشها اليوم، وهي أخطر من كل الحقائق التي نبحث عنها وإن كان بحق.

صحيح، أن تحرير الأرض من المحتل الإسرائيلي، وتحرير الإرادة الوطنية من كل وصاية من أية جهة أتت؛ يشكلان انجازا وطنيا مهما وضروريا كان لا بد منه، ولكنه غير كاف. لأن الأزمة في جوهرها هي أزمة نظام فشل في إدارة البلاد وترسيخ الإستقرار، وتسببتْ ممارساته على مدى عشرين عاما في انتاج نظام سياسي، لا يخضع للمحاسبة، ولا يقيم وزنا للمؤسسات الدستورية ولا يخضع لأجهزة الرقابة، لا يحترم حقوق الناس ولا يحقق المشاركة الفعلية في الحكم، فعمق الطائفية وشجع الفساد والمفسدين غير آبه لأي تغيير أو إصلاح، لأن التغيير والإصلاح ما كانا ليتما من خلال الحكومات السابقة على يد أولئك الذين استأثروا بالحكم، واستغلوا السلطة من خلال الإدارات والمجالس والهيئات والصناديق والمؤسسات المستقلة، التي تغطي مختلف نشاطات ومرافئ الدولة، فألحقوها مباشرة بهم، ووضعوا يدهم عليها، فجردوا الوزارات من صلاحياتها الفعلية وأفرغوها من موظفيها. هكذا استلموا مقاليد الحكم، واستأثروا به، استدانوا باسم الشعب فرهنوا أحفاده لأجيال، هدروا ماله، دون حسيب أو رقيب، استبدوا، وعبثوا بالقضاء، وأفسدوا الإدارة وجمعوا الثروات من مال الشعب، أفلتوا من العقاب، وراحوا يعطوننا النصائح ويلقون علينا المحاضرات في النزاهة والعفة والوطنية؛ هؤلاء لن يتم على أيديهم أي تغيير أو إصلاح؟! حتى أن نسبة الشغور في بعض الوزارات قد تجاوزت الثمانين بالمئة بينما نرى البطالة تعم البلاد، وجامعاتنا تخرج كل سنة آلاف الطلاب الذين هم برسم التصدير للعمل خارج البلاد بدلا من أن نشركهم في إعادة بناء وطنهم.

دولة الرئيس، تعهدت الحكومات السابقة في بياناتها الوزارية المتكررة تطبيق الإنماء المتوازن في كل المناطق تحقيقا للعدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين.

فلم تلتزم بشيء منها؛ فالإنماء المتوازن عندها تحول إلى سياسة تمييز ومفاضلة بين منطقة وأخرى إنمائيا وبين مواطن وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرار.

أما النمو المستدام في الإقتصاد اللبناني الذي وعدتنا به تلك الحكومات، فقد تحول إلى دين مستدام، تحرسه فائدة لا تغفو ولا تنام. لم تكتف الحكومات السابقة بهذا الإرث الثقيل الذي أورثته للحكومة الحاضرة بل تعمدت سياسة التلاعب بديمغرافية البلد وجغرافيته وذلك من خلال عدة أساليب نذكر منها:

أولا : لجهة التغيير الديمغرافي:

صدور مرسوم التجنيس المخالف للدستور وللقانون ولكل الأعراف المعتمدة في دول العالم تاريخ 20 حزيران 1994.

المماطلة طيلة ثلاثين عاما في إنهاء ملف عودة المهجرين إلى ديارهم مما أدى إلى هجرة معظمهم مجددا ونهائيا إلى خارج البلاد.

معارضة إمكانية إستعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني رغم الوعود المتكررة التي أغدقت عليهم في البيانات الوزارية.

عدم إستكمال تسجيل وقيد معاملات إختيار الجنسية بعد أن مضى على ورودها من السفارات والقنصليات إلى وزارة الخارجية ومديرية الأحوال الشخصية أكثر من خمسين عاما ولم يسجل منها سوى أربعة آلاف وخمسماية معاملة من أصل حوالي 12000 معاملة. وما كان ذلك ليتم لولا مطالباتنا المتكررة ولولا توجيهنا السؤال تلو الآخر إلى رؤساء تلك الحكومات بواسطة رئاستكم يا دولة الرئيس.

ماذا نقول للمغتربين إذا لم تصدر الآلية التي تسمح لهم بالمشاركة في إنتخابات العام 2013 والتي كان من المفترض أن تصدر خلال العام 2009.

لماذا لم تعالج أسباب الهجرة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة في كل المناطق اللبنانية.

وماذا عن فضيحة عدم تنفيذ حكم مجلس شورى الدولة والإستهتار بالأحكام القضائية.

منذ ثمان سنوات، وعلى أثر محاكمة دامت تسع سنوات، صدر بتاريخ 7/5/2003 قرار عن مجلس شورى الدولة قضى بالإجماع بسحب الجنسية من الذين اكتسبوها بدون وجه حق عن طريق التزوير والغش والإحتيال، وبطريقة مخالفة للقانون والدستور، وأحيلت كل ملفات القضية إلى وزارة الداخلية لإعادة دراستها ولسحب الجنسية ممن لا يستحقها.

وتجاوز عدد هذه الملفات الستين ألف ملف.

تنفيذا لهذا القرار، أصدر وزير الداخلية والبلديات حينها، معالي الأستاذ الياس المر القرار رقم 445 تاريخ 7/8/2003 قضى بتعيين لجنة عليا مؤلفة من ست قضاة وست عمداء للتدقيق في هذه الملفات لإقتراح أسماء الأشخاص الواجب نزع الجنسية منهم.

وبتاريخ 27/4/2005 أصدر وزير الداخلية سليمان فرنجيه القرار رقم 39 فرفع عدد القضاة في اللجنة المذكورة من ستة إلى تسعة قضاة وعدد العمداء من ستة إلى ثمانية.

اقترحت هذه اللجنة نزع الجنسية عن 1940 شخص أعيد مشروع المرسوم من رئاسة الحكومة دون توقيع.

بتاريخ 28/4/2010 أصدر معالي وزير الداخلية والبلديات زياد بارود القرار رقم 443 شكل بموجبه لجنة عليا جديدة لدرس ملفات المجنسين، قوامها أربع موظفين تابعين له انتقاهم من مديرية الأحوال الشخصية، برتبة رئيس مصلحة، رئيس دائرة كاتب ومحرر، واقترحت هذه اللجنة نزع الجنسية من حوالي 30 عائلة من طائفة إخواننا السريان في زحلة.

واستنادا لهذا الإقتراح أصدر وزير الداخلية المرسوم رقم 6691 الذي قضى بنزع الجنسية من هؤلاء.

اعترض أصحاب العلاقة أمام مجلس شورى الدولة فأوقف التنفيذ.

هنا يجدر السؤال؛ طالما أن الحكم استمرارية، لماذا تم استبدال اللجنة القضائية المؤلفة من تسع قضاة وثمانية عمداء بأربعة موظفين تابعين لمديرية الأحوال الشخصية؟ علما أن هذه المديرية هي التي سبق لها وأعدت المرسوم المشكو منه رقم 5247 تاريخ 20/6/1994 والمطعون به أمام مجلس شورى الدولة؟ لمن يعود أمر تقدير ووصف جرم التزوير والإحتيال واستعمال المزور وتطبيق القانون من أجل نزع الجنسية؟! لموظف تابع للإدارة المشكو منها أي مديرية الأحوال الشخصية؟ أم للجنة قضاة مستقلة. هذه الأسئلة نوجهها لمعالي وزير الداخلية العميد مروان شربل الذي نثق بنزاهته وتجرده وذلك استنادا لمبدأ الإستمرارية في الحكم؟!

دولة الرئيس،

يحضرني الآن كلام الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري في هذه القاعة، عندما قال

"وقفوا العد أعطيناكم النصف بضمانة خادم الحرمين الشريفين وملك المغرب والجامعة العربية" لكن بالحقيقة العد لم يتوقف بل تخطى التغيير الديمغرافي إلى:

ثانيا : التغيير الجغرافي إلى هستيريا بيع الأرض من الأجانب:

لم تكتف الحكومات السابقة بالتلاعب بديمغرافية البلد، بل غيرت جغرافيته أيضا عن طريق التساهل وعدم تطبيق أحكام قانون تملك الأجانب في الكثير من المناطق، وبصورة خاصة في مناطق جبل لبنان وبيروت وزحلة وشرق صيدا وجزين.

لا أكشف سرا إذا قلت أن هناك بداية استيطان لرعايا بعض الدول الخليجية في مناطق الجبل خصوصا في منطقة كسروان والمتن وبعبدا، أكتفي الآن بإعطاء بعض الأمثلة والأرقام:

"ففي بلدة عجلتون مثلا، وضمن منطقة عقارية واحدة تملكت 205 عائلات من جنسية واحدة ومذهب واحد.

في بلدة ميروبا تملكت 256 عائلة وفي منطقة عقارية واحدة من جنسية واحدة ومذهب واحد.

أما في كفرذبيان فقد تملكت مئة وست وثمانون عائلة من جنسيات مختلفة.

هذا التملك حصل بين الأعوام 1990 و2004 ورفضت مديرية الشؤون العقارية إعطائنا باقي المعلومات يعني أن العدد يمكن أن يتضاعف

هل نحن أمام تهيئة لعملية استيطان، كتدبير احترازي لما قد يحصل في هذه البلدان في المستقبل لا سمح الله؟! عندما نطالب المسؤولين عندنا بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل يثورون ويستهجنون. هل حيطنا واط إلى هذا الحد؟! أما بالنسبة لبيروت، يمكننا القول أن أكثر من ثلث مساحة المدينة أصبح بتملك أجانب، طالما أن عقارات العاصمة ممسوحة ومكالة بالكامل، وطالما أنها ممكننة، وبما أن المجلس النيابي بصدد دراسة تعديل بعض مواد قانون تملك غير اللبنانيين، وبما أن القانون الحالي يسمح بتملك الأجانب، بما نسبته 10 % من مجمل مساحة العاصمة.

ومن أجل ضرورات التشريع، نرجو من معالي وزير المالية تبيان الإيضاحات التالية:

ما هي مساحة العقارات القابلة للإستثمار في العاصمة بعد استثناء الطرقات والساحات العامة والحدائق والكنائس والجوامع والمدافن والأبنية الحكومية.

ما هي المساحة الإجمالية للعقارات المباعة من أجانب قبل 4/1/1969 تاريخ صدور قانون تملك الأجانب مثل الجامعة الأميركية، الجامعة اليسوعية أو أوتيل ديو، قصر الصنوبر، السفارات والأبنية الحكومية وغيرها.

علما أن سوليدير لا تدخل ضمن نسبة 10 % لأنه حسب قناعتنا فإن أكثر من ثلث مساحة العاصمة أصبح مباعا، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار هذه الإيضاحات والملاحظات.

إن الأرض والهوية رمز للسيادة والإنتماء هل يجوز أن نفرط بهما إلى هذا الحد؟! هذا ما فعلته الحكومات السابقة منذ بداية تسعينات القرن الماضي.

دولة الرئيس،

نحمد الله أن هذه الحكومة ليست كسابقاتها.

لقد نجحت هذه الحكومة حتى الآن في منع الفتنة وتجنيب لبنان مخاطر الهزات والترددات الإقليمية. وهذا أمر بالغ الأهمية، نأمل أن يستمر.

كما نجحت ولو بصعوبة في تمرير عدة مشاريع إنمائية ملحة، لكن ذلك غير كاف، فانتاجها ما زال بطيئا، يوجد شعور عند بعض الناس بأن هناك من يعرقل من داخل الحكومة إننجاز بعض المشاريع التنموية، لكي يفشل وزراء تكتل التغيير والإصلاح في مهمامه؟.

دولة الرئيس،

نحن معنيون بنجاح هذه الحكومة لأننا جزء منها. ولكن ماذا نقول للناس المهددين بالعتمة وبالعطش إذا لم تنطلق مشاريع الكهرباء والماء. لا يكفي أن نقول لهم أن الكهرباء استغلت طيلة عشرين عاما، فنهبوها لكي يفلسوها فيشترونها، وحين تحرك وزيرها الحالي المهندس جبران باسيل لوضع خطة متكاملة لتأمين الكهرباء بصورة مستدامة لجميع الناس، تصدوا له ولكن الخطة أقرت ونأمل أن تنفذ. بقي أن نسجل للحكومة وللأجهزة الأمنية كشفها المواد الغذائية الفاسدة، لكننا نطلب محاكمة المرتكبين والمقصرين ونأمل أن تستكمل الإجراءات لمنع تكرار الجريمة؟

دولة الرئيس،

نريد لهذه الحكومة أن تنجح، حيث فشل الآخرون، وهي قادرة على ذلك إذا صدقت النوايا.

إنها قادرة على إطلاق ربيع الإنماء المتوازن بين المناطق، ورفع الظلم عن اللبنانيين، وتصحيح الأخطاء التي سبق وارتكبت بحق الوطن، فكادت أن تضيع هوية الأرض والشعب على يد أولئك الذين استأثروا بالسلطة لسنوات طويلة، فميزوا بين منطقة وأخرى، وبين مواطن وآخر، وأدت سياساتهم إلى إفقار الناس وارتفاع الدين العام وهجرة عشرات الآلاف من أبنائنا إلى الغربة. فتعيدوا للشعب اللبناني شيئا مما فقده في عهود الحكومات السابقة.

رفع الجلسة

وعند العاشرة والنصف رفع الرئيس بري الجلسة الى العاشرة من صباح غد. وبقي على لائحة طالبي الكلام 50 نائبا.

 

ابي رميا في جلسة المناقشة العامة: نحن دعاة تغيير وإصلاح وعاملون لتحقيقهما

وطنية - 17/4/2012 القى النائب سيمون ابي رميا في جلسة المناقشة العامة في مجلس النواب الكلمة الاتية: "عندما طلبت جدولة اسمي على لائحة المتكلمين خلال هذه الجلسة، كنت أعتقد بأن كتابة كلمتي ستكون سريعة، اذ أن الافكار راسخة في ذهني وعقلي. فالمطلوب كان اذا الجلوس امام مكتبي مع قلم وبضع صفحات بيضاء لأحضر نقد تقاعس او اهمال او سوء ادارة او فشل الحكومة في معالجة البعض من ملفاتها. فقررت ان العب دور المعارض الشرس والمسائل المسؤول والناقد اللاذع لكن بموضوعية وشفافية".

اضاف: "الا أنني تخيلت المشهد التالي: شعب كامل بأطيافه والوانه مسمر أمام شاشات التلفزة يتابع مسار هذه الجلسات مصفقا للبعض منا، ومعترضا على البعض الآخر، وبالطبع كل واحد يتفاعل حسب اهوائه السياسية او انتماءاته الحزبية".

وقال: "وبما أن الرأي العام الذي يشاهدنا ويتابعنا نعتبره مسؤولا وحكما وناقدا وسيكون حتما قناعاته نتيجة مداخلاتنا جميعا، وبما أنه سيسمع زملائي في الصف المعارض يجولون ويصولون في اتهاماتهم وهجوماتهم لابسين ثياب العفة المنزهة عن السلطة والعذرية السياسية والعباءة السيادية والنزاهة المالية، فاسمح لي يا دولة الرئيس بألا أناقش سياسة الحكومة الماثلة امامنا والتي لم تطفىء الشمعة الاولى من عمرها بعد. بل اسمح لي يا دولة الرئيس بأن أقف بجانبها وقفة مؤاساة لأني أعرف تركة من سبقها الى سدة الحكم منذ سنة 1992. أعرف ما ورثته هذه الحكومة من اسلافها الميامين الذين ما احترموا دستورا ولا استهابوا قانونا واستباحوا شراكة وفرطوا استقلالا وباعوا سيادة وعاشوا تبعية. فكان ارثهم ثقيلا وحراما وحرمانا".

اضاف: "الارث ثقيل وملفات الفساد التي خلفتها حكومات الحريرية والسنيورية لا تحصى. لا تعرف أين تبدأ ولا تدري ان كان باستطاعتك أن تنتهي من سرد التجاوزات والمخالفات والسرقات والارتكابات منذ سنة 1992. فهل انا بحاجة لسنتين أو ثلاث سنوات او اربعة أو عشرة لأحكي عن معاناة شعب سلبت آماله وأمواله من حفنة من الحكام والمسؤولين وصلوا الى سدة المسؤولية الحكومية بقرار خارجي من أجل وضع اليد على الوطن ومقدراته ومقوماته. ودهاؤهم كان بتوصيف انفسهم بالفريق المنقذ الذي نجح في عالم الأعمال في لبنان والعالم. وها هو الربيع المنتظر آت من خلال سياساتهم المالية وعلاقاتهم الدولية. فكان أن أفقروا الشعب وجوعوه وباعوا سيادة واستقلال الوطن".

وتابع: "عودة الى الوراء، الى سنة 1992، عودة الى الارقام، ارقام الدين العام لانعاش الذاكرة الحسابية لوضع حد للكذب المتمادي والاحتقار الرخيص لعقول شعبنا. الوضع المالي سنة 1992، الدين الخارجي : 275 مليون دولار، الدين الداخلي :2.96 مليار دولار، الدين العام : 3.23 مليار دولار".

اضاف: "حكومة الرئيس رفيق الحريري 1 1992 - 1998: الدين الخارجي : 4.2 مليار، الدين الداخلي : 14.3 مليار، الدين العام: 18.5 مليار، وزير الشؤون المالية: فؤاد السنيورة الدين العام نسبة للناتج المحلي: 114.5، حكومة الرئيس سليم الحص تشرين الثاني 1998 – تشرين الاول 2000: الدين الخارجي: 7.2 مليار، الدين الداخلي: 18 مليار، الدين العام: 25.2 مليار، وزير المال: جورج قرم، نجحت الحكومة بتدني النسبة المئوية للتضخم تحت الصفر 0.36 بينما كانت 4.55.

وتابع: "حكومة الرئيس رفيق الحريري 2، تشرين الاول 2000 – تشرين الاول 2004: الدين الخارجي: 17.5 مليار، الدين الداخلي: 18.4 مليار، الدين العام: 36 مليار، وزير المال: فؤاد السنيورة".

وقال: "حكومة الرئيس عمر كرامي تشرين الاول 2004 – نيسان 2005، الدين الخارجي: 19.14 مليار، الدين الداخلي: 19.33 مليار، الدين العام: 38.47 مليار، وزير المال: الياس سابا".

اضاف: "حكومة الرئيس فؤاد السنيورة 1 حزيران 2005 – تموز 2008: الدين الخارجي: 21.2 مليار، الدين الداخلي: 26.52 مليار، الدين العام: 48 مليار، تضخم نسبة 10.76، وزير المال: جهاد ازعور.

وتابع: "حكومة الرئيس فؤاد السنيورة 2: تموز 2008 – تشرين الثاني 2009، الدين الخارجي: 21.3 مليار، الدين الداخلي: 29.8 مليار، الدين العام: 51.1 مليار، وزير المال: محمد الشطح.

وقال: "حكومة الرئيس سعد الدين الحريري: تشرين الثاني 2009 – كانون الاول 2011، الدين الخارجي: 20.6 مليار، الدين الداخلي: 32.2 مليار، الدين العام: 53 مليار، وزيرة المال: ريا الحسن 1992: 3 مليار

اضاف: "شكرا تيار القضاء على المستقبل، كل طفل يلد اليوم عليه ان يسدد 15000 دولار دينا عن الدولة، 1992 – 1998: هذه هي الحقبة السوداء التي كانت عنوان لتقويض مقومات الوطن نتيجة عاملين اساسيين: احتلال عدو، ووصاية شقيق مع سياسة مالية قائمة على الربح الريعي والقضاء على الطبقة المتوسطة، مما ادى الى هجرة اكثر من مليون لبناني، ووصول اكثر من ربع الشعب اللبناني الى حد الفقر المدقع، والقضاء على القطاعات المنتجة كالصناعة والزراعة"، بينما كانت اموال المسؤولين تتضاعف في مصارف تعطي فوائد 40 %. هذه هي الحقبة التي دمرت مصير وطن وشعب وهذا هو الارث الذي نتخبط به نحن والحكومة. 18 سنة في الحكم لافقار لبنان، فنحن بحاجة الى 36 سنة كي نصحح المسار ونصنع المعجزة".

وتابع: "اما بعد يا زملائي الكرام وبعد هذا العرض الواضح والدقيق اسمحوا لي أن أسأل: بينما كانت حسابات الدولة تتهاوى وقيود الدين العام تعلو، ما هو سر ثراء البعض خلال هذه الحقبة؟ لماذا أفلست الدولة واغتنى مسؤولوها؟ ماذا تخفي المجالس والصناديق من أسرار؟ متى سنعرف تفاصيل عملية السطو على وسط بيروت وعلى املاك أصحاب الحقوق؟ من استفاد واغتنى من السوليدير ومن صفقات سوكلين وكل السمسرات والتي تعبق بها رائحة السرقات والفساد"؟

وقال: "يا سلطات الرقابة في بلدي، يا ديوان المحاسبة، ويا هيئة التفتيش المركزي، يا ايتها النيابة العامة التمييزية، بالله عليكم، أما آن الآوان كي ينتصر العدل ويسجن السارق والفاسد ليرتاح الوطن ويطمئن الشعب وتعود الثقة الى دولة راعية وعادلة"؟

وتابع: "أتحفنا الزملاء الذين توالوا على الكلام قبلي بالهجوم على الحكومة وكأنها المسؤولة عما آلت إليه الأوضاع في البلد، وكأن الفريق السياسي الذي ينتمي إليه من أمعنوا في التهجم عليها لم يستلم الحكم يوما، ولم يورثها ويورث البلد هذا الكم من الديون، وهذه الإدارة التي نخرها الفساد، وتلك المخالفات التي لا تعد ولا تحصى. تعالوا نكمل مشوارنا الاسود المالي ونذهب سوية الى أم المغاور بامتياز، مغارة علي بابا، مغارة المالية التي وصفها عن حق الوزير محمد الصفدي بسوق عكاظ. فلنتعمق في دراسة آلية حسابات الدولة الممسوكة من قبل وزارة المالية، هذه الوزارة التي يفاخر كل من تولاها بحيازتها جائزة الأمم المتحدة للجودة فإذا بها كمن ينال شهادة الدكتوراه الفخرية من الخارج ويرسب في امتحانات الشهادة الابتدائية في بلده، وإذا بنظام المعلوماتية الذي تعتمده في مسك حساباتها موضع انتقاد من قبل القضاء المالي في لبنان من جهة، ومن قبل خبراء البنك الدولي من جهة ثانية، فيجتمع الداخل والخارج على انتقاد هذا النظام الذي يسمح بالعبث بالحسابات وبالقيود ويؤدي إلى الانحرافات والأخطاء والمخالفات".

وقال: اولا ففي مذكرة موجهة من النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة إلى وزارة المالية بتاريخ 20 آب 2008 تبين لهذه النيابة العامة: "أن البرنامج المعد من قبل المركز الآلي والمعتمد من قبل الخزينة لإثبات ومعالجة عمليات القبض والدفع والتحويلات بين الحسابات التي تقوم بها الخزينة يسمح، وخلافا لأبسط قواعد الضبط والأصول المحاسبية المقررة في التصميم المحاسبي العام وغيره من النصوص القانونية، بإضافة أو إلغاء قيود سبق تدوينها الأمر الذي يتيح إخفاء انحرافات أو أخطاء أو مخالفات يمكن أن تستدعي الملاحقة".

"ثانيا: تقرير البنك الدولي الذي أصدره خبيران من خبراء البنك في إطار المساعدة التقنية التي يقدمها هذا الاخير إلى وزارة المالية، فقد عبر عن القلق البالغ من أن معظم الأنظمة المعتمدة في المركز الآلي أظهرت هفوات كبيرة في توفير الرقابة. وعلى سبيل المثال: نظام إعداد الموازنة: كانت تفاصيل الموازنة السابقة ما زالت مفتوحة وغير "مقفلة" أمام أي تغييرات أو تعديلات إضافية، نظام عقد النفقات: إمكانية تغيير بعض التفاصيل الأساسية في عقود النفقة التي سبق أن تمت الموافقة عليها أو تصفيتها أو حتى دفعها، نظام سلفات الموازنة: يمكن إلغاء أوامر دفع سلفات موازنة تم تسديدها وإعادة إصدارها لاحقا للدفع. كما يمكن تسديد السلفات دون قبض أي ائتمان بالمقابل، نقدا أو بموجب شيك، نظام تنفيذ الموازنة: القدرة على إعادة طباعة أوامر دفع من سنوات سابقة تم دفعها وتغيير بعض التفاصيل الرئيسية لعقود النفقة التي تمت تصفيتها. نظام الأمانات والودائع: إمكانية إنشاء ذمم دون أي ائتمان مقابل (نقدي/مصرفي). وهذه المشكلة تتفاقم بشكل أكبر بفعل إصدار أوامر دفع لهذه الخصوم ثم إلغائها دون أي عملية تدقيق، نظام الصناديق: القدرة على تغيير تفاصيل الأموال النقدية المقبوضة والمدفوعات التي تم أجراؤها في أوامر القبض والدفع على التوالي. إلغاء أوامر الدفع التي سبق أن تم تسديدها، نظام الطوابع: القدرة على تغيير بيانات أوامر قبض الطوابع، نظام المحاسبة: إعادة فتح القيود وإلغائها ثم ترحيلها مجددا".

وتابع: "من البديهي أن الإمكانيات المتاحة المذكورة أعلاه مخالفة للمبادئ الأساسية لأي نظام إدارة مالية سليمة. وبالتأكيد تثير الأسئلة، لا أقول الشبهات ايضا حول الثوابت الأساسية لنظام إدارة المالية العامة في لبنان".

وقال: "بغياب الضوابط المالية الأساسية، يتيح نظام المعلوماتية إمكانيات هائلة لحصول أخطاء في البيانات والمعلومات. وهذا بدوره يولد شكا أكيدا حيال أمانة المعلومات المالية الصادرة عن نظام المعلوماتية ويعرض موثوقيتها للتساؤل".

اضاف: "بالطبع لا يسمح الوقت المتاح لاستعراض كل ما تضمنه تقرير البنك الدولي عن واقع نظام المعلوماتية المعتمد من قبل وزارة المالية لمسك الحسابات والقيود. إلا أن النقاط التي تم الإشارة إليها أعلاه تؤكد ما سبق للجنة المال والموازنة أن لفتت إليه أثناء الاستماع إلى كل من ديوان المحاسبة ووزارة المالية حول الحسابات المالية النهائية منذ العام 1993 وحتى آخر العام 2010، ولا سيما لجهة الحوالات المفقودة، والشيكات الضائعة، والقيود التي يتم العبث بها كل يوم، والاختلاف في القيود ما بين حساب المهمة وقطع الحساب، والفروقات في حساب الصندوق وحساب المصرف، مما يدفع حكما إلى اعتبار النتائج الصادرة عن وزارة المالية منذ العام 1993 وحتى اليوم مشكوكا بصدقيتها وموثوقيتها إلى أن يثبت العكس من خلال عملية تدقيق كاملة وشاملة توضع بنتيجتها حسابات مالية سليمة وموثقة".

وتابع: "عليه، فلا يفكرن أحد بإجراء تسويات على حساب المال العام، ولا يخطرن ببال أحد أنه بالإمكان العفو عما مضى. ولن نسمح، لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا لاحد باعتماد الابتزاز السياسي والاعلامي ولن نعطي براءة ذمة مالية لأحد. نعم نحن دعاة تغيير وإصلاح وعاملون لتحقيقهما. ولن نتراجع مهما اشتدت الصعوبات وتنوعت العراقيل. ولن تسلم يد سبق لها أن امتدت إلى المال العام".

وقال: تحدثت نائبا عن الوطن دقائق طويلة، فاسمح لي بثوان ان أتحدث عن بلاد جبيل التي أمثلها. منذ اسبوع نظمنا في مجلسنا النيابي مع زملائي نواب قضاء جبيل ندوة انمائية شارك فيها ممثلو كل الوزارات المعنية وسنصدر قريبا كتابا تفصيليا نشرح فيه المشاريع قيد التنفيذ او بحاجة للتنفيذ قي قرانا وبلداتنا. بدأت جبيل بساحلها ووسطها وجردها تعيش نهضة انمائية لكن تبقى خجولة. وسيكون لنا مطالب واضحة ودقيقة وسنعمل جاهدين مع السلطات والادارات لتحقيق كل المشاريع وفي كل القطاعات. وكما كان لعكار حصتها عن حق في آخر جلسة تشريعية وفي سرعة قياسية لم تتجاوز 3 دقائق، نأمل لجبيل حصة أكبر في جلسة قادمة، كما نأمل الا يتخطى النقاش حولها أكثر من 6 دقائق".

وختم: "كما وأريد أن أحيي وزير الداخلية، وهذا وعد قطعته لابناء جردنا الجنوبي لجهة الحزم في تطبيق القانون في ما يخص ملف المرامل والمقالع غير الشرعية".