المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 25 نيسان/2012

رسالة القديس بولس الرسول إلى رومة الفصل 14/01-12/لا تحكم على أخيك

إقبلوا بينكم ضعيف الإيمان ولا تحاكموه على آرائه. فمن الناس من يرى أن يأكل من كل شيء، ومنهم من هو ضعيف الإيمان فلا يأكل إلا البقول. فعلى من يأكل من كل شيء أن لا يحتقر من لا يأكل مثله، وعلى من لا يأكل من كل شيء أن لا يدين من يأكل من كل شيء، لأنه مقبول عند الله. ومن أنت حتى تدين خادم غيرك؟ فهو في عين سيده يسقط أو يثبت. وسيثبت لأن الرب قادر على أن يثبته.

ومن الناس من يفضل يوما على يوم، ومنهم من يساوي بين الأيام كلها. ولا بأس أن يثبت كل واحد على رأيه. لأن من يراعي يوما دون بقية الأيام يراعيه إكراما لله، ومن يأكل من كل شيء يأكل إكراما لله لأنه يشكر الله، ومن لا يأكل من كل شيء لا يأكل إكراما لله ويشكر الله. فما من أحد منا يحيا لنفسه، وما من أحد يموت لنفسه. فإذا حيـينا فللرب نحيا، وإذا متنا فللرب نموت. وسواء حيينا أم متنا، فللرب نحن. والمسيح مات وعاد إلى الحياة ليكون رب الأحياء والأموات.  فكيف يا هذا تدين أخاك؟ وكيف يا هذا تحتقر أخاك؟ نحن جميعا سنقف أمام محكمة الله، والكتاب يقول: حي أنا، يقول الرب، لي تنحني كل ركبة، وبحمد الله يسبح كل لسان وإذا، فكل واحد منا سيؤدي عن نفسه حسابا لله.

 

عناوين النشرة

*آرام أحيى الذكرى الـ97 للابادة الارمنية: نطالب تركيا بالتعويض، "بكل ما للكلمة من معنى"

*نديم الجميل: يجب الحصول على اعتراف رسمي بالابادة الارمنية والاعتذار

*تحية لكل لبناني يعرف معنى الكرامة ويعارض زيارة الراعي لكندا/الياس بجاني

*الراعي يبدأ زيارته للمكسيك

*نتائج تحقيقات محاولة اغتيال جعجع خلال ساعات

*جعجع يتلقى رسالة من وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو

*مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتفاعد وهبة قاطيشا و 300 رخصة قتل أرسلت الى سوريا... ولم نعد نعرف على البطريرك الراعي ماذا يريد

*رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دايفيد باراغوانث: النظر في شهود الزور يحتاج اتفاقاً مع الأمم المتحدة
*المستقبل/يستحق كلام الوزير العوني جبران باسيل كل متابعة ممكنة
*"القوات" يطالب بالتحقيق مع وزير الطاقة لتحريضه على القتل

*سعد: كلام باسيل يؤكد أنَّه سليل النظام السوري وينطبق عليه مثل "اللي استحوا ماتوا"

*كيروز لباسيل: للإقلاع عن الأحقاد وطواحين الكذب

*آخر بدع باسيل في نجاة "الحكيم"/كارلا خطار/المستقبل
*الصهر الخطير/علي نون/المستقبل

*فتفت يعتبر كلامه تهديداً صريحاً بموجة عمليات مقبلة

*14 آذار تحذر باسيل من الاستخفاف بملف محاولة اغتيال جعجع
*قانون الستين مرة أخرى؟/علي حماده/النهار

*300 رخصة قتل أرسلت الى سوريا... ولم نعد نعرف على البطريرك الراعي ماذا يريد

* شمعون لموقع 14 آذار: 14 آذار وجنبلاط في جبهة انتخابية واحدة عام 2013... وعون يدعم "قانون الشياطين" على حساب مناصريه والشعب اللبناني  

*ارحل ايها السفير السوري...مصدر دبلوماسي لموقعنا: كما التشبيح في سوريا كذلك في لبنان/طارق السيد/موقع 14 آذار

*سامي الجميّل إلى دبي.. وأوغاسبيان عاد من مسقط 
*جنبلاط في جدة يبحث عن تسوية ومواقفه الأخيرة كسرت الجليد بينه وبين المملكة
*الحريري زار وزير الدفاع السعودي                

*التفجير الرابع في صور استهدف "نوشن"الحصيلة 7 جرحى... والكاميرا رصدت أحدهم  صور أمس.
*تفجير مطعم في صور
*اعتصام احتجاجاً.. و"اليونيفيل" تعاين المكان وتعد تقريراً/"المستقبل" ونواب يستنكرون تفجير مطعم قرب صور

*رئيس "حركة الناصريين الأحرار" زياد العجوز مصطفى حمدان حمدان: العروبة لا يمكن أن تكون طهران مركزيتها ولا نظام الأسد قدوتها

*السطو على مصرف "الاعتماد اللبناني" – فرع خلدة 

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: اقتراح بري بإنشاء مجلش شيوخ كان "قشرة موز" لجنبلاط استطاع تخطيها

*قانصو: جنبلاط مازال في "14 آذار".. وباسيل ليس لديه سياسة في النفط والمياه والكهرباء 

*سعادة: السلاح بلبنان يحتاج لمعالجة جذرية.. ونطالب بحكومة حيادية تشرف على الانتخابات

*"فولكور المراقبين لا يجدي مع آلة القتل في سوريا"

*ماروني لـ"NOW Lebanon": "حكومة السلاح" غير مؤهلة وغير نزيهة لإدارة الإنتخابات 

*الموظف في هيئة "أوجيرو" خليل علي ضاهر: الدولة كانت تريد مني شيئاً وأخذته.. والتحقيق معي تمّ بكل إحترام 

*الجوزو: اصحاب الشعارات الطائفية والمذهبية دمروا لبنان

*قرار تملّك المنازل المتأثرة بخطوط التوتر مرفوض ولن يمر والأهالي لن يسمحـوا بتهجيرهـم والـ 16 مليوناً لا تكفي/باسكال عازار/النهار

*مكاري يرفض ترؤس ميقاتي حكومة حيادية

*غرق نائب نقيب الغطاسين في القليلة

*عدوان يتقدم بطلب تشكيل لجنة تحقيق بالكهرباء وبري يعٍد برفعه الى مكتب المجلس

*معلمو "الأساسي" يضربون غداً والمتعاقدون يعتصمون

*جعل لبنان دائرة انتخابية يقلِق المسيحيين وما الضمانة من طغيان «الديموقراطية العددية/محمد شقير/الحياة

*إميلي رمز الصمود الماروني" في قبرص/النهار

*مفاوضات برعاية أممية وانسحاب من الأراضي وتأمين الانتقال   هل يزهر "الربيع العربي" تسهيلات تركية للموارنة ... في قبرص؟/النهار/ريتا صفير

*أعلنوا اشمئزازكم /راشد فايد/النهار

*من يخاف ذكر الطائفيّة؟/حازم صاغيّة/الحياة

*القوات الدولية لم تمنع اعتداءات إسرائيل هل يستطيع المراقبون وقف النار في سوريا؟/اميل خوري/النهار

*دور مجلس الشيوخ ضرب من الوهم/غسان حجار/النهار

*4 صحافيين أجانب وضابط أميركي يواجهون عناصر "حزب الله" عسكرياً بالـ"بينت بول" (مرفق بصور) 

*تقدّم لوبن حلقة من صعود الأصوليات في العالم/أسعد حيدر/المستقبل

*بعبدا بين "قضاء" قانون الـ60 و"قدَر" الابتعاد عنه/باسمة عطوي/المستقبل

*خلدون الشريفلـ"المستقبل": لا حكومة تكنوقراط والانتخابات زلمة ميقاتي النيابية في مواعيدها
*معلمة من حمص: ما فعله النظام لم ترتكبه إسرائيل ولا النازية
*واشنطن تعلن عقوبات على دمشق وطهران.. تشمل مدير الاستخبارات السوري والحرس الثوري

*أوباما يتعهد بمعاقبة خروقات حقوق الإنسان «الإلكترونية» ومواصلة الضغط على نظام الأسد

*هاجم أردوغان.. وسافر إلى إيران!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*وزارة النفط الإيرانية تتعرض لهجوم معلوماتي.. وتشكل «خلية أزمة» لصده/«الفيروس الإلكتروني» محا معلومات خاصة

*وزير الخارجية الإيراني «متفائل» إزاء المفاوضات المقبلة حول الملف النووي/جليلي يقول إن نجاح لقاء بغداد يعتمد على «تقييم الغرب الصحيح» لقدرات طهران

*الاختراع السياسي الإيراني!/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*برهان غليون: الإيرانيون يعتقدون أن المعركة في دمشق معركتهم

*المجلس الوطني السوري يعتزم فتح مكتب رسمي له في مصر

 

 

تفاصيل النشرة

 

آرام أحيى الذكرى الـ97 للابادة الارمنية: نطالب تركيا بالتعويض، "بكل ما للكلمة من معنى"

نهارنت/تصادف الثلاثاء، الذكرى الـ97 للابادة الارمنية، وفي المناسبة طالب كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول "بالتعويض، بكل ما لهذه الكلمة من معنى". وفي عظة القداس الذي ترأسه الكاثوليكوس في مقر الكاثوليكوسية في أنطلياس، طالب "بالتعويض، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، لإسترجاع أراضينا المسلوبة". وشدد "نطالب باسترجاع كل اراضي وأملاك الكنيسة والاوقاف الأرمنية، كما عودة الأرمن إلى وطنهم الأم". الا أنه اشار في عظته أنه "ليس لنا أعداء، ولا مصالح، لنا حقوق نطالب بها. ندافع عن حقوقنا ليس فقط في 24 نيسان بل على امتداد أيام حياتنا كلها". وطالب "الدولة التركية الحالية المكملة لتركيا العثمانية، بالإعتراف بالواقع والتاريخ وقبول حقيقة الإبادة الأرمنية". وحذر الكاثوليكوس آرام الأول، الدول العربية من تركيا، معتبراً أن "الصداقة الشكلية لتركيا كاذبة، وعدائية ومضرة للعالم العربي ولقضيته". وتوجه إلى اوروبا قائلاً "حذار، إن أهداف دولة تركيا في اوروبا والقارة الأوروبية واضح ومعروف من الجميع، فهي تريد تركيا التسلل إلى الدول الأوروبية لإثبات وجودها الفعال هناك أيضاً".

واعتبر أن "تركيا تصرف أموالاً طائلة وتخطط وتجاهد لتضليل الرأي العام الدولي". وشدد في عظته أن "هناك إثباتات صارخة ودامغة من مصادر ووثائق أرمنية ودولية وحتى تركية، تثبت أن إبادة منظمة قد حصلت". وأوضح أن "إبادة الشعب الأرمني عام 1915 ليست موضوع دراسة وبحث أكاديمي بل واقع تاريخي لا يمكن إنكاره، وبقدر ما تنكر دولة تركيا هذا الأمر، تبقى الحقيقة حقيقة وواقعاً".

وقال الكاثوليكوس أن "تطلعاتنا العادلة نحو أصدقائنا العرب ودول غربية، من مسيحيين ودول عربية وإسلامية، أن يكونوا مدافعين عن الحق والحقيقة وأن يبقوا إلى جانب العدالة غير آبهين أو متعاطفين مع المواقف الديبلوماسية التركية وغير آبهين بلهجة الأتراك التهديدية". وبعد القداس، انطلقت مسيرة من الكاثوليكوسية باتجاه السفارة التركية في الرابية واقفلت كل الطرق المؤدية اليها.ويؤكد الارمن ان حوالى مليون ونصف المليون ارمني قضوا في الابادة التي ارتكبت في ظل الامبراطورية العثمانية (1915-1917).

 

نديم الجميل: يجب الحصول على اعتراف رسمي بالابادة الارمنية والاعتذار

وكالات/اكد النائب نديم الجميل تضامنه مع كل الشعب الارمني، مطالبا من الحكومة اللبنانية تخصيص ساعة من البرامج التربوية والمناهج المدرسية في المدارس الخاصة والرسمية للتركيز وتعليم التلاميذ ما حصل بالضبط في هذه المجزرة لكي لا تتكرر مثيلاتها إن في ارمينيا او لبنان او سوريا او اي مكان في العالم. واذ اعتبر الجميل في تصريح له في المجلس النيابي، انه من الواجب ان نقف الى جانب الشعب الارمني لنعترف اعترافا رسميا بهذه الابادة ونزيل كل الشكوك حولها، مؤكدا وجوب ان يحصل اعتراف من كل الدول العالمية وان يصبح هناك اعتذار رسمي تجاه هذا الشعب".

 

تحية لكل لبناني يعرف معنى الكرامة ويعارض زيارة الراعي لكندا

الياس بجاني/24 نيسان/12/من القلب نوجه تحية صادقة وبشيرية لكل لبناني في كندا عبر بجرأة ودون مواربة عن موقفه الواضح والعلني من زيارة سيدنا غبطة البطريرك الراعي إلى وطننا الثاني كندا التي ستبدأ في الرابع من الشهر المقبل. نعم وبصوت عال وصارح نحن ضد الزيارة ونسوّق لمقاطعتها على خلفية مواقف سيدنا السياسية المستنسخة بالكامل عن كل مواقف محور الشر الإيراني - السوري والمتماهية حتى الغرق والذوبان مع سلاح حزب الله ودويلته، والمعارضة، لا بل المعادية لثورة الأرز ولكل أسس استعادة السيادة والإستقلال. نعم طالبنا ونطالب أهلنا في كندا مقاطعة الزيارة بشكل سلمي وحضاري وأخلاقي وإيماني وتحت سقف القوانين المرعية الشأن وذلك لإفهام سيدنا أننا كموارنة معه كنسياً ولكننا نعارض بشدة ونستنكر كل مواقفه السياسة التي لا تشبهنا والتي هي ضرب لكل تضحيات الشهداء كونها تناصر القاتل وتجرم القتيل. نكرر الدعوة للمقاطعة ونطالب سيدنا الراعي العودة إلى ثوابت بكركي وعدم المراهنة لا على حزب الله ولا على النظام السوري الذي دمر وطننا وهجرنا ونكل بنا واغتال وسجن ونفى قادتنا. نطالبه أن يعود إلى بكركي ويترك قصر المهاجرين وقم والضاحية. إن مكانه الصحيح هو في بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، وفي لبنان بلد القداسة والرسالة وفي ضمير ووجدان اللبنانيين.

 

الراعي يبدأ زيارته للمكسيك

المستقبل/وصل البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي الى مطار كنكون في المكسيك أمس، حيث كان في استقباله راعي الابرشية المارونية المطران جورج ابي يونس وحشد من الكهنة ومن ابناء الجالية اللبنانية. ثم اقيم عشاء عمل شارك فيه الى الراعي، رئيس المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والاشخاص المتنقلين الكاردينال انطونيو ماريا فيليو، السفير البابوي في المكسيك المطران فيليب بيار، مطران كنكون وتوابعها بيدرو السندرو ومطران ايسلندا، اضافة الى اعضاء المجلس والمنظمين. ويذكر ان الراعي وهو عضو في هذا المجلس، سيشارك في اعمال المؤتمر التي تستمر ثلاثة ايام في مدينة كنكون.

 

نتائج تحقيقات محاولة اغتيال جعجع خلال ساعات

موقع القوات/أبلغت أوساط في قوى 14 آذار صحيفة "النهار" ان المراجع الامنية ستعلن خلال الساعات المقبلة نتائج التحقيقات التي أجريت في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" د.سمير جعجع في معراب. وقالت ان اعلان نتائج التحقيقات هذه سيقفل نهائيا أبواب الحديث عن "إطلاق نار" بدل "محاولة اغتيال"، في اشارة الى تعبير استخدمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى تناوله هذه المسألة، مما أثار أسئلة عن خلفيات هذا الموقف لدى حزب "القوات" وحلفائه في قوى 14 آذار.

 

جعجع يتلقى رسالة من وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو

تلقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رسالة تهنئة بسلامته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها من وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو الذي إستنكر بشدة هذا الاعتداء الشنيع الذي يستهدف ليس فقط شخصية سياسية مهمة مثلكم، ولكن أيضاً يضرب السلام والاستقرار في لبنان. وفيما جاء بالرسالة:"لقد شعرت بالارتياح لعدم إصابتكم بأيّ أذى. وآمل أنه سيتم قريباً سوق مرتكبي هذا الاعتداء إلى العدالة.

 

مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتفاعد وهبة قاطيشا

 300 رخصة قتل أرسلت الى سوريا... ولم نعد نعرف على البطريرك الراعي ماذا يريد

سلمان العنداري/مموقع 14 آذار

اعتبر مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتفاعد وهبة قاطيشا "ان ما يطرحه الرئيس نبيه بري من طروحات، هي طروحات كاملة وشاملة ولكن ليست في وقتها ولن يُكتب لها النجاح في هذه المرحلة"، مشيراً الى ان "اعتماد النسبية في لبنان دائرة واحدة وانشاء مجلس شيوخ قد يكون صعب المنال قبل عام من موعد اجراء الانتخابات النيابية".

قاطيشا وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني اعتبر ان "قانون الانتخابات في لبنان يحدد مصير البلاد الإداري والسياسي الجديد، وبالتالي لا يمكن التغيير في هذه اللحظة في ظل وجود سلاح على الطاولة، وفي ظل وجود اطراف تهدد بهذا السلاح وتفرض رأيها ونظرتها السياسية، وارادتها على اي موضوع استراتيجي ومهم ومصيري يخص مستقبل لبنان".

واضاف: "اتوقع ان الامور ذاهبة نحو الابقاء على قانون الستين مع اجراء تعديلات طفيفة يمكن اعتمادها لعام 2013، الا ان هناك عجز كبير في التغيير في هذه الفترة القصيرة بظل وجود سلاح غير شرعي يعبث في كل مكان".

وعن موقف البطريريك الماروني مار بشار بطرس الراعي الذي لم يوفر الغطاء المسيحي لاقتراح الرئيس بري اعتماد النسبية بقوله "انا لا اعرف ما هي النسبية" بحسب مانشيت جريدة النهار يوم امس، قال قاطيشا: "بصراحة لم نعد نعرف ماذا يريد البطريرك الراعي، لانه في كل مرة يخرج الينا برأي مغاير ومختلف عن سابقه، وبالتالي لا اعرف بماذا سأعلق على هذا الكلام".

وتمنى قاطيشا على البطريرك الراعي "الا يتكلم في السياسة والا يدخل في صلب المواضيع السياسية وتفصيلاتها، وان يبقى يتعاطى في الامور الوطنية، لان الدخول في مثل هذه القضايا يعرّض بكركي لنوع من الحساسيات بينها وبين المكونات الأُخرى". ورأى ان "البطريرك الماروني كان قد جمع القادة المسيحيين وتم التداول في الشكل الافضل لقانون الانتخابات، وربما بقوله "لا اعرف ما هي النسبية" اراد ان يحيّد بكركي عن هذا السجال، وانا احييه اذا كان هذا المقصد من كلامه".

وفي الموضوع الحكومي بعد نيلها الثقة قال قاطيشا: "ان الثقة التي نالتها حكومة ميقاتي ليست مهمة، لانهم حصلوا عليها من دون تواجد خصمهم السياسي، اذ انسحبت قوى 14 آذار وبقت قوى الثامن من آذار وحضر فقط 3 نواب من الكتائب صوتوا على الثقة وبالتالي فإن ادعاء الإنتصار وتناول الكنافة احتفالاً لم يكن ينفع".

ولفت الى "ان اصرار النائب سامي الجميل على طرح الثقة بالحكومة لم يكن في مكانه على الاطلاق، مع الاشارة الا انه يملك كامل الحق لكي يقرر ما يريد، ولكننا لم نفهم عليه وعلى مقصده وهدفه من هذا الطرح، فهل اراد التمايز عن قوى 14 آذار بطلقة في فراغ او انه اراد الإصرار على موقف؟".وشدد على ان "حزب الكتائب مكون اساسي من قوى 14 آذار ولاعب اساسي في حركة الاستقلال في لبنان، وبالتالي لم يكن ضرورياً اللجوء الى خيار طرح الثقة بالحكومة، خاصة وانها اتت بظروف كلنا بتنا نعرفها ونعهدها، ولم نكن بحاجة الى ان نعطيها جرعة دعم".

واضاف: "بعد كل المناقشات النيابية التي حصلت والمداخلات والخطابات التي هاجمت الحكومة وادائها، وبعد ان فاحت رائحة هذه الحكومة على الطاولة، ارتُكب خطأ فادح ادى الى نيلها الثقة من جديد".

وتابع: "القاعدة الكتائبية قد تكون مستاءة من هذا الموقف، الا انه يمكن تجاوز الموضوع، مع الاشارة الى ان القوات اللبنانية تتمايز بكثير من القضايا عن قوى 14 اذار مجتمعة ولكن لا يجب ان نعطي الفريق الآخر الفرصة لكي يستغل هذا التمايز، وبالتالي لا اعرف ماذا فعل النائب سامي الجميل في هذا الاطار".

وعن طرح تأليف حكومة حيادية تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة قال قاطيشا: "ان القوات اللبنانية وقوى 14 آذار تدعم هذا الطرح لاننا عملياً نعيش اليوم بلا حكومة منذ فترة طويلة", مشيراً الى ان "ما خرج به بعض من 8 آذار من خطاب طائفي وما خرج به البعض في المجلس النيابي من كلام طائفي ومذهبي مقيت لم نشهده منذ نهاية الحرب الاهلية هدف الى توسّل شعبية متراجعة ومنهارة ومفقودة، في ظلّ حكومة متهاكلة ومفلسة، وبالتالي فلا بد من حكومة حيادية في اسرع وقت". واضاف: "ان هذه الحكومة غير قادرة ان تدير نفسها، لانها غارقة في الاتهامات بين اعضائها، وفي الاتهامات المتبادلة بين اطرافها،وهذا ما ظهر جلياً على وسائل الاعلام، من موضوع استئجار البواخر وصولاً الى ملف الكهرباء والمال والفساد والمازوت والإتصالات والتعيينات وغيرها من الأُمور والقضايا".

وتابع: "لهذا كله واكثر لا بد من حكومة متوازنة ومعتدلة من التكنوقراط، تسهر على اجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة بدل ان تمعن في السرقة والنكايات السياسية البالية تماما كهذه الحكومة الغارقة في الفشل".وعن الملف السوري بعد اصدار مجلس الامن قراراً اجاز فيه نشر 300 مراقب دولي في سوريا، اعتبر قاطيشا "ان ارسال 300 مراقب الى سوريا يعني اجازة 300 رخصة قتل للشعب السوري"، مشيراً الى ان "المجتمع الدولي يتعاطى بلا اخلاقية مع ما يجري في سوريا من احداث دامية وقاتلة، اذ ان مقاربته للأزمة فاضحة ومرفوضة، خاصة وان اي من المؤسسات والمنظمات الإنسانية والسياسية والحقوقة التابعة لهذه المنظمة العالمية لم تتدخل حتى الآن، خاصة بعد اكثر من عام على بدء الأحداث".

واشار الى ان "النظام السوري اليوم يحاول احتلال سوريا بالحديد والنار، ولكنه غير قادر على ذلك لان الشعب اتخذ قراره منذ فترة، الا ان سكوت المجتمع الدولي اكبر فضيحة ولا ادري ماذا يُعد في المطابخ وخلف الكواليس". وتابع: "النظام يمتهن لعبة الوقت والمماطلة لا اكثر ولا اقل، وبالتالي فإن مسار الأحداث في سوريا ولو بعد حين سيؤكد ويحتّم زوال هذا النظام وقيام نظام سياسي جديد يقرّره الشعب ولا احد سواءه، اذن فإن هذا النظام ساقط وخلاف الدول الكبرى الجاري اليوم هوعلى مراسم الدفن وتوقيته لا اكثر ولا اقل".

*موقع 14 آذار

 

حتى توافق الحكومة على فتح مطار القليعات لتسهيل عمل المراقبين في سورية 

البرلمان الأوروبي يحض على تجميد جميع المساعدات إلى لبنان

حميد غريافي:السياسة

دعا عدد من نواب البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إلى حض الدول الأوروبية على الضغط على لبنان "الذي تلقى مليارات الدولارات خلال السنوات العشر الماضية من موازناتها وبنوكها المركزية والدولية كمساعدات او قروض تنهض باقتصاده الهش الواقع تحت قروض تجاوزت الخمسين مليار دولار", من أجل "العمل الفوري على فتح مطار القليعات في منطقة عكار الشمالية, ما من شأنه ان ينعش تلك المنطقة الفقيرة اقتصاديا ويفسح في المجال امام خلق آلاف فرص العمل داخل المطار والمناطق المرتبطة به, كما ان تشغيله - وهذا هو الأهم- يرفع عن كواهل آلاف الأجانب والعرب الذين يتمنون زيارة لبنان وعشرات آلاف المغتربين اللبنانين المؤيدين لسيادة لبنان و"ثورة الأرز" فيه, أسباب الخوف من استخدام مطار بيروت الدولي الوحيد العامل في لبنان ولكن تحت سيطرة وسطوة سلاح "حزب الله", لأن التجارب والوقائع دلت كلها خلال السنوات العشرين الماضية على ان بمقدور قيادة هذا الحزب الاطلاع على اسماء ركاب كل طائرة تهبط فيه أو تغادره (المانيفست) وعلى تفاصيل حمولاتها, وهي بالتالي قادرة على اعتقال اي واصل او مغادر من المطار حتى من داخل طائرته وفي "أفضل الحالات" اختطافه عن طريق المطار قبل او بعد الانتقال من والى المطار, حتى لو كان مطلوبا من الاستخبارات السورية والايرانية من دون ان تكون له اي علاقة بجماعات حسن نصرالله".

وحض نائب بلجيكي يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي "الحكومات الفرنسية والغربية والعربية" التي ساهمت في مؤتمرات "باريس-1" و"باريس - 2" و"باريس - 3" لدعم الاقتصاد اللبناني بأكثر من 25 مليار دولار حتى الآن "على تجميد تلك الهبات والقروض, وخصوصا من البنوك الدولية والحكومية التي لم تصل بعد الى الحكومة اللبنانية, والامتناع عن التجاوب مع هذه الاخيرة في حال طالبت بتسلم تلك القروض والهبات, كما على تلك الدول تجميد اي مساعدات عسكرية للجيش وقوى الأمن اللبنانية التي تبدو من تصرفاتها خلال السنوات القليلة الماضية انها تنفذ اوامر "حزب الله" ونظام بشار الاسد, وخصوصا منذ تسلم نجيب ميقاتي صديق سورية المقرب من آل الاسد رئاسة الحكومة اللبنانية".

وقال النائب الأوروبي ل¯"السياسة", أمس, ان على الدول الأوروبية والغربية التي يزورها مسؤولون لبنانيون في الحكم الآن ان تمتنع عن تلبية طلباتهم الاقتصادية والعسكرية والامنية ما لم يفرجوا عن موضوع فتح مطار القليعات الذي عادت فظهرت الحاجة اليه ملحة, بعد القرار الاممي بإرسال 300 مراقب دولي إلى سورية لمراقبة وفق اطلاق النار, بحيث جرى الحديث عن استخدام هؤلاء المراقبين مطار القليعات اللبناني الواقع قرب الحدود السورية كمحطة اساسية لانطلاق هؤلاء المراقبين بمروحيات هليكوبتر مازالت مسألة استخدامها تدور في حلقة مفرغة حتى الآن".

وأكد النائب الاطلسي ان قبول حكومة ميقاتي فتح مطار القليعات سوف يجعل الأمم المتحدة تشرف على تزويده بكل ما ينقصه من تجهيزات إلكترونية, حديثة لتأمين انتقال مراقبيها, وهي تجهيزات كان على لبنان ان يتكبد اثمانها للحصول عليها من دول العالم عشرات ملايين الدولارات, سوف تأتيه إذا وافق واذا خرج من تحت سطوة "حزب الله" ومعارضته بطرق سهلة من دون عناء".

 

رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دايفيد باراغوانث: النظر في شهود الزور يحتاج اتفاقاً مع الأمم المتحدة

بيروت - «الحياة»/أعلن رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دايفيد باراغوانث أنه إذا توصّلت حكومة لبنان إلى اتفاق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن يمنح المحكمة الاختصاص للنظر في مسألة شهود الزور، «فإننا سنتولى المهمة بالتأكيد»، مشدداً على أنه «لا يسعنا الفصل في هذه المسألة ما لم يتمّ ذلك الاتفاق». وأوضح باراغوانث في فيديو مسجل نشر على الموقع الإلكتروني للمحكمة أمس، أن مسألة ما يسمى بـ «شهود الزور» تشكل واحدة من المسائل التي طرحت أمام غرفة الاستئناف في سياق القرارات التي أصدرتها المحكمة في شهرَي أيار (مايو) وتشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، مشيراً إلى أنّ «هذه المسألة نشأت، كما يبدو، من الإفادات التي أدلى بها بعض الأشخاص أمام لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة التي سبقت إنشاء المحكمة الخاصة».

ولفت إلى أنّ «لكلمة شاهد في الوقت الحاضر معنيين مختلفين، فيمكن أن تشير إلى ما يدلي به شخص أمام محكمة أو هيئة قضائية، ويمكن أيضاً أن تشير إلى شخص شهد أمراً ويمكنه التكلّم عمّا شهد». لكنه أوضح أنّ «الشاهد بالمعنى الأول للكلمة غير موجود نظراً إلى عدم الشروع حتى الآن في أيّ إجراءات قضائية». ورأى أن «الحديث المتداول يتطرق إلى «الشاهد» بالمعنى الآخر للكلمة، أي الأشخاص الذين يُزعم أنهم شهدوا أمراً معيّناً أو علموا به وأدلوا أمام اللجنة بإفادة غير صحيحة أدّت إلى توقيف أربعة ضباط واحتجازهم». وأشار رئيس المحكمة إلى أنّ «الدور الذي اضطلعت به المحكمة في هذا الصدد هو كما يأتي: «تجلّت الخطوة الأولى والتي أعقبت إنشاء المحكمة في آذار (مارس) 2009، في قدوم المدّعي العام إلينا وقوله: إنّ الضباط الذين احتُجزوا أفراد لا نملك أدلة كافية بحقهم لإثبات التهم الموجّهة إليهم. عندئذ، أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية، بناء على طلب، قراراً بالإفراج عن الضباط، منهياً بذلك إجراءات المحكمة في هذا الشأن».ولفت باراغوانث إلى أنّ «السؤال المطروح حالياً يتعلّق بما يتعيّن على المحكمة القيام به في هذا الصدد»، مؤكداً أن «ليس للمحكمة اختصاص للنظر في هذه المسألة. اختصاصنا يقتصر على ما نصّ عليه النظام الأساسي الذي يمنح المحكمة اختصاصاً للنظر في اعتداءات محدّدة حصدت قتلى وإصابات نتيجة أربعة تفجيرات». وقال: «إذا توصّلت حكومة لبنان إلى اتفاق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن يمنحنا الاختصاص للنظر في هذه المسألة، فإننا سنتولى هذه المهمة بالتأكيد. لذا، لا يسعنا الفصل في هذه المسألة ما لم يتمّ ذلك الاتفاق».

من جهة ثانية، ردت الأمانة العامة لـ «قوى 14 آذار» في بيان أمس، على تصريح لوزير الطاقة جبران باسيل، قالت إنه «اتّهم فيه فريق 14 آذار بالإعداد لاغتيالات سياسية كما حصل عام 2005».

واعتبرت الأمانة العامة أن باسيل ضرب «بعرض الحائط كل أعمال المحكمة الدولية وما أصدرت من قرارات اتهامية تتّهم حلفاء الوزير باسيل في تنفيذ اغتيالات رجالات ثورة الأرز»، محذرة الدولة اللبنانية «بكلّ تراتبيّتها الدستورية، بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى الجسم القضائي مروراً بالوزير المذكور، من التعاطي باستخفاف بملف محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إذ لا تخفى على أحد الغايات والأهداف السياسية من وراء محاولة الاغتيال هذه».وذكرت الأمانة العامة بـ «الكلام الذي تفوّه به باسيل إثر اغتيال الشهيد الصحافي سمير قصير، إذ نزع الطابع السياسي عن جريمة الاغتيال، واعتبر أنها ذات طابع شخصي، ما استدعى إخراجه من قاعة مؤتمر البريستول 2005».

 

يستحق كلام الوزير العوني جبران باسيل كل متابعة ممكنة

المستقبل اليوم/ يستحق كلام الوزير العوني جبران باسيل كل متابعة ممكنة. في السياسة من جهة وفي القضاء المعني من جهة ثانية. لكن لأنّ سياسة النأي بالنفس لا تعني عند رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلاّ دفن الرأس في الرمل حيال كل قضية وطنية صغيرة كانت أو كبيرة، وبالتالي لا حياة لمَن تنادي، فإنّ المرجع الصالح للمتابعة ليس إلاّ الهيئات القضائية والقانونية الدولية واللبنانية المعنية مباشرة بجرائم الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان في السنوات الماضية. لا فائدة قبل ذلك، من محاولة تلقّف كلام باسيل بعقل سياسي بارد من موقع مختلف أو خصامي. كلامه واضح وفحواه انّ مَنْ هم قبالته وقبالة فريقه الممانع ليسوا إلاّ أعداء يستحقون كل شيء. متآمرون يقتلون حالهم منذ سبع سنوات، ويحضّرون العدّة حالياً لتنفيذ عمليات قتل جديدة! ولا فائدة بعد ذلك من محاولة تلقّف كلام باسيل بمعيّة الضمير أو الأخلاق. هذه مسألة غير واردة خصوصاً عند أهالي وذوي شهداء "ثورة الأرز" الذين أخبرهم "سعادته" أخيراً حقيقة ما جرى لأحبّائهم وكبارهم: 14 آذار قتلتهم وبعضهم على الأرجح قضى انتحاراً.. الضحالة الذهنية هنا مساوية تماماً لانعدام الضمير والحسّ الإنساني، والانتهازية السياسية المريضة تعمي البصر والبصيرة. حيث ان رواية حلفاء الوزير العوني في "حزب الله" أولاً تفيد بأنّ إسرائيل هي مَن ارتكبت تلك الجرائم، فإذ به، لا يرضى حتى باتهام إسرائيل. ما قاله يستحق المتابعة والحفظ والتوثيق، بانتظار يوم قريب، تسمح فيه العدالة، بمحاسبته قضائياً وسياسياً على ما قاله، وعلى ما هو ربما أكثر من مجرّد القول. وكل ذلك فيما دماء الشهداء، الأموات منهم والأحياء، ستلاحقه حتى النهاية.

        

"القوات" يطالب بالتحقيق مع وزير الطاقة لتحريضه على القتل

المستقبل/أكدت الدائرة الاعلامية في حزب "القوات اللبنانية" ان "رمي تهمة القتل جزافاً من قبل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لن تمرّ مروراً عادياً"، داعية الى "اجراء التحقيق معه، لما يحمل كلامه من تحريض على القتل وشراكة واضحة في جريمة موصوفة بالاخص عبر تغطيتها بواسطة الاستخفاف او الاستهتار او تغطية دوافعها عبر اتهام الضحية".

وقالت في بيان أمس: "قرأنا بمزيد من الاسف كلاماً لاحد ودائع النظام السوري في لبنان الوزير جبران باسيل، يحاول جاهداً ارضاء اسياده عبر اتهام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بقتل الاطفال، وتمثيل محاولة اغتيال مزيفة، والاشارة الى خوفه من عودة الاغتيالات عبر الايحاء السيئ بقوله: "هذا الكلام لتبرير عمليات اغتيالات يُعدّ لها كما حصل بعد عام 2005. كلما كانوا يريدون إمرار أمر ما تحدث عملية اغتيال. وكون القضية صادرة عن جعجع وتدور حوله، تخوّفنا أكثر. فهو الذي أعلنها، وهو الذي أطلع الرأي العام على الرصاصات".

ونبّهت الرأي العام اللبناني الى ان "باسيل لا ينفك يشوّه الحقائق ويسهّل عمل القتلة المجرمين في أدائهم ونشاطهم، عبر تغطية هذه الاعمال بحقده المريض"، مشيرة الى انه "لو كان فعلاً يمثّل المسيحيين في الحكومة، لكان عليه ان يتصرّف اخلاقياً ووزارياً على غير ذلك، بالاخص بعد محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرّض لها احد ابرز رموز المسيحيين في لبنان". أضافت: "يتهم باسيل ضمناً قوى 14 آذار بالوقوف وراء الاغتيالات التي طاولت قيادات وشخصيات من 14 آذار بين الاعوام 2005 و2008 وبالاخص في قضايا تمّ اتهام اربعة عناصر من حلفائه في "حزب الله" في بعضها"، طالبة من "المحكمة الدولية التفضّل بالاطلاع والاستماع الى اقوال باسيل وافادته في هذه الموضوع".

ولفتت الى ان "التشكيك لدى باسيل هو تشكيك في زميله وزير الداخلية الذي أعلن صراحة مدى جدية محاولة الاغتيال، وتشكيك في الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها هذه الحكومة التي يشارك فيها باسيل وتكتله"، مؤكدة ان "رمي تهمة القتل جزافاً من قبل باسيل، لن تمرّ مروراً عادياً، انما ستأخذها "القوات اللبنانية" على محمل الجدّ وسوف تتعاطى معها على هذا الاساس، خصوصاً انها صادرة عن عميلٍ لعميل في نظام استخباراتي مجرم وقاتل، يحسن قتل اللبنانيين وتشويه صورتهم، ويحاول جاهداً بواسطة امثال باسيل غسل يديه". أضافت: "يطلب باسيل من "القوات" ورئيسها الاعتذار من أطفال قتلوهم ونسأله عن اي اطفال يتكلم؟ عن مايا وربى اللتين قتلتا في عرض البحر قصفاً، وهروباً من قصف حليفه النظام السوري؟ أم من الأطفال في منطقة الأونيسكو الذين فاجأتهم القذائف الهمجية ذات صباح من العام 1989؟، ماذا سيقول باسيل لكل الأطفال الذين هربوا من لبنان في عامي 1989 و1990 أو ولدوا في كندا وأستراليا وبلاد الله الواسعة هرباً من القصف الفاشل العبثي والمجنون؟"، مشيرة الى "اننا لن نردّ على كلام باسيل عن الافلام، لانه فاشل حتى في الافلام، ولم ينسَ اللبنانيون تركيبات افلام 23 كانون الثاني ولا فبركات المقابر الجماعية، ولن ينسوا بالتأكيد افلام الوزارات المُحمّضة، والتي لم تغطِّ فشله الذريع في النيابة وفي الوزارة، ولكن باسيل ناجح في فيلم واقعي واحد: العمالة حتى العظم ونقل رسائل القتل كشريك ومحرّض حتى الظلم والظلام تماماً كما ظلام المازوت الاحمر وعتمة المنازل في ايامه السوداء في وزارة الطاقة". وأردفت: "تستحضرنا هنا، مثلا لا حصرا، افلام باسيل البطولية في شهادة الناشط العوني طوني شليطا من عكار الذي كان بين معتقلي 7 آب 2001 الى جانب جبران باسيل. ولما دخلا الى التحقيق معاً، جاهر شليطا بأنه من مؤسسي "التيار الوطني الحر" في عكار في حين تنصّل باسيل من "التيار" قائلاً للمحققين: "أنا لا علاقة لي بـ"التيار". أنا فقط صهر الجنرال".

ولفتت رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى ضرورة "التوقف عند ما صرّح به باسيل، واتخاذ الاجراءات المناسبة والسريعة حول مخاطر كلامه اللامسؤول تحت طائلة المسؤولية البرلمانية والوطنية"، داعية المسؤولين الى "اجراء التحقيق معه، لما يحمل كلامه من تحريض على القتل وشراكة واضحة في جريمة موصوفة بالاخص عبر تغطيتها بواسطة الاستخفاف او الاستهتار او تغطية دوافعها عبر اتهام الضحية".

 

سعد: كلام باسيل يؤكد أنَّه سليل النظام السوري وينطبق عليه مثل "اللي استحوا ماتوا"

علَّق النائب انطوان سعد على كلام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل إلى صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر أمس، والذي إعتبر فيه "أنَّ قوى "14 آذار" تحضر إلى إغتيالات سياسية على غرار العام 2005"، ورأى سعد أنَّ هذا الكلام "يؤكد أنَّ باسيل سليل النظام السوري ويؤكد على علم ودراية بما قد يحصل". سعد، وفي حديث لإذاعة "لبنان الحرّ"، قال: "يجب على القضاء اللبناني والدولي أن يستدعيه (باسيل) وأن يحقق معه لأن هناك محاولة لتضييع البوصلة في محاولة اغتيال (رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير) جعجع لتغطية الفاعل"، مُعتبرًا أنَّ "محاولة اغتيال الدكتور جعجع تعبّر عن مرحلة جديدة من الاغتيالات تذكرنا بالمرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري". ورأى أنَّ "كلام باسيل يدل على حال الافلاس السياسي لديه ولدى "التيار العوني" خصوصًا قبيل الانتخابات ويدل على مقدار الحقد لديه، وينطبق عليهم المثل القائل "اللي استحوا ماتوا"".(رصد NOW Lebanon)

 

حبذا لو يصمت صغير العملاء... حبيب ردا على باسيل: إستوحى كلامه من أمر اليوم الموجه لفريقه من فروع المخابرات في دمشق

اشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب الى انه طالعنا الاثنين طفل علي بابا المستوزر الصغير جبران باسيل خلال حديثه الى صحيفة الأخبار، بنعيقه المعتاد وتهكمه الدائم على قوى "14 آذار" وعلى حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه، حيث إتهم القوى المذكورة بالتحضير لموجة من الإغتيالات على غرار ما فعلته (بحسب تعبيره) في العام 2005، كما إتهم الدكتور جعجع بفبركة محاولة الإغتيال التي تعرض لها في مقره العام في معراب، وحيث شبّه الكلام عن الإغتيالات بالكلام عن البواخر ومقدمي الخدمات.

فعليه وإزاء محاولات باسيل المتكررة لتضليل الرأي العام يوضح حبيب في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي ما يلي :

أولا : ليس من الغريب بشيء على طفل علي بابا عميل النظامين السوري والإيراني جبران باسيل، أن يحاول إسقاط أمراضه النفسية وسيناريوهاته الأمنية وعاهاته السياسية على الدكتور جعجع ورفاقه في قوى "14 آذار"، خصوصا بعد أن إستهوته فنون تركيب الروايات وإرتاح الكذب الى شخصه ولسانه نتيجة تتلمذه على يد عمه جنرال الفساد والتخريب والتعطيل والتضليل والهروب والحروب العبثية، وأغنى كنزه بوافر من أساليب الكذب والرياء والسفاهة، حتى رأيناه يوم أمس كما في سائر الأيام يتنطح ويتبجح ويتشدق ويفرغ ما في كأسه ورأسه ودمه من مكر وحقد وسموم وتعجرف ولؤم وكره ونميمة وضغينة ضد المسيحيين بشكل عام وضد الدكتور جعجع وحزب القوات اللبنانية بشكل خاص.

ثانيا : إن المدعو باسيل وبالرغم من أنه إستوحى كلامه من أمر اليوم والعمليات الآتي اليه كما لفريقه السياسي من خارج الحدود وتحديدا من فروع المخابرات في دمشق، لا بدّ لوزير الداخلية مروان شربل والأجهزة الأمنية المعنية بالتحقيق في محاولة إغتيال الدكتور جعجع، أن يوضحوا لنا كيف لوزير بالأجرة أن يحل مكانهم ويستفيض في إعطاء التحليلات والإستنتاجات ويُمعن في تكذيبهم وتكذيب ما توصلوا اليه من حقائق دامغة لا تقبل الشك أثبتت بالدليل الحسي والمادي تعرض الدكتور جعجع للإستهداف عن عبد بثلاث رصاصات ضمن عملية إرهابية تم التحضير لها منذ فترة طويلة، كما على الرئيس ميقاتي أن يُفصح أمام اللبنانيين ما إذا كان فعلا رئيس حكومة يستطيع ضبط مستوزر صغير ومرتكب في حكومته وإسكات نعيقه لكفه عن التطاول على الرموز المسيحية والوطنية، وما الذي يجبره بالتالي على إلتزام الصمت .

ثالثا : من الطبيعي حين تحاضر الزانية بالعفة أن تتهم الأخريات بالزنى في محاولة منها لمساواتهن بها، وهو تماما ما ينطبق على المدعو جبران باسيل في تضليله الرأي العام من خلال محاولاته البائسة واليائسة مساواة تياره وحلفائه المحليين بقوى "14 آذار"، عبر إتهامها بالإغتيالات السياسية منذ العام 2005، وفي محاولة أيضا لإقناع الناس بأن المحكمة الدولية قد تجنت على أربعة حتى الآن من قيادات حليفه "حزب الله" بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ناهيك عن محاولاته تضليل الرأي العام سلفا عما قد تكشفه التحقيقات الدولية لاحقا حيال تورط حليفه نظام القتل السوري في الإغتيالات السياسية ووقوفه وراء التصفيات الجسدية لقادة ورموز قوى "14 آذار" .

رابعا : إن المدعو جبران باسيل الذي رفض الشعب اللبناني وتحديدا البتروني منه وصوله الى المجلس النيابي لدورتين متواليتين لكونه ليس على المستوى السيادي والوطني المطلوب، لن يترك فرصة ووسيلة والكل يعلم إلا وسيحاول النيل من سمعة حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه الدكتور جعجع، وذلك في إطار إستماتته للخروج من سلسلة الفضائح التي تجسدت بنهبه للمال العام وبالصفقات التي أبرمها في موضوع المازوت الأحمر والسمسرات التي حققها في إستئجار بواخر الكهرباء والتي كشف عنها الرئيس ميقاتي نفسه أي رئيسه في الحكومة وأهل بيته وليس القوات وخصومه السياسيين، وبالتالي فإن تشبيهه الكلام عن الإغتيالات بالكلام عن البواخر ومقدمي الخدمات ليس فقط ككلام الزانية التي تحاول تعفيف نفسها، إنما أيضا كمنطوق المرتكب أمام قوس العدالة وهو يحاول عبثا تكذيب الأدلة والبراهين لتبرئة نفسه .

خامسا : حبذا لو يصمت صغير العملاء للنظام السوري المدعو جبران باسيل بدلا من أن يتهم الدكتور جعجع بالتمثيل والإخراج والسيناريوهات والأفلام، فمن قيادة اللواء الثامن الى قيادة الجيش الى إحتلال قصر بعبدا الى المنفى الباريسي الى دمشق ومن ثم الى أحضان حارة حريك، أثبتت الوقائع والأحداث بالوثائق والصور أن الفترة المشار اليها كانت أكبر مسرحية وأطول فيلم أخرجهما عمّك على حساب دماء اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا تحت عنوان مبطن وهو الوصول الى كرسي الرئاسة الأولى، فهل من داع لنذكرك بكلام عمك الذي طالب فيه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بأن "يجعل منه ضابطا صغيرا في جيشه" في وقت خرج فيه الى المواطنين ليبشرهم بأنه خلخل المسمار وسيكسر رأس حافظ الأسد، وهل من داع لتذكيرك بما كشفه الشهيد جبران التويني عن مهمة الوفد الذي أرسله عمك الى دمشق أثناء وجوده في المنفى في وقت كان يتهم فيه سلاح حزب الله بسلاح الإحتلال الإيراني والسوري للبنان، وهل من داع لتذكيرك بسيناريوهات 21 و23 كانون التي وضعت خطوطه وعناوينه العريضة في الرابية، أصمت أيها الطفل الدمشقي وإن لم تستح فانعق واكذب ما شئت.

سادسا وأخيرا وليس آخرا : يهمّنا أن نلفت أنظار اللبنانيين الى أن النظام السوري استجاب لطلب العماد عون، لكن وعوضاً من أن يجعل منه ضابطا صغيراً في جيشه جعله مع صهره المدعو باسيل عميلا صغيرا لدى عميل كبير، يقذف اليهما المناصب والمراكز ويغطي صفقاتهما وسمسراتها بالصمت والسكوت تماما كما صمت عن علمهما بعمالة العميد فايز كرم، وذلك لقاء تقديمهما الغطاء المسيحي لمشاريع النظامين السوري والإيراني، فالتاريخ لن يرحم أمثالهما من المتآمرين على الدولة اللبنانية والمتحاملين على الرموز الوطنية والمشاركين في الإغتيالات ومحاولات الإغتيال عبر حجبهم داتا الإتصالات عن الأجهزة الأمنية واستعمالها يومياً مع حلفائهم، فأسماؤهم لن تكتب إلا بالأسود وعلى صفحات العتمة كتلك التي أغرق بها باسيل اللبنانيين خلال "نجاحه المميّز والملفت" في وزارة الطاقة.

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

كيروز لباسيل: للإقلاع عن الأحقاد وطواحين الكذب

تعليقاً على الحديث الأخير لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل لجريدة "الاخبار" والذي تناول فيه حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه الدكتور سمير جعجع، أكّد عضو كتلة "القوّات" النائب إيلي كيروز أنه لم يفاجأ "بما نضح به باسيل من مواقف تخطّت كل حدود التهذيب واللياقة المطلوبين في العمل السياسي الرصين"، داعياً "للالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والحرص على الكرامات في التخاطب السياسي والامتناع عن التحامل على المقاومين وسوق الاتهامات والاسفاف وصولاً الى استخدام مفردات وعبارات لسيس يدري إذا كانت تليق أو لا تليق بصاحبها". كيروز، وفي بيان صادر عن مكتبه، أبدى "شديد الأسف لأن يأخذ فريق سياسي الحياة السياسية والنيابية في لبنان الى هذا الدرك من الانحطاط الاخلاقي، وممارسة السياسة بخلفية الاحقاد على كل الفرقاء الذين يختلفون مع هذا الفريق"، مشيراً إلى أن "الدفاع عن مواقف هذا الفريق وهي مواقف باتت ملتحقة بل ملتصقة بحسابات المحور السوري – الايراني، لا يستأهل كل هذا التهديم في الحياة السياسية اللبنانية التي لم تشهد في تاريخها مثل هذا الانحطاط حتى في زمن الحرب اللبنانية". وختم كيروز قائلاً: "آمل ان يُقلع الفريق السياسي الذي يغلِّب الأحقاد وطواحين الكذب والتجني على كل الاعتبارات، عن هذا الاسلوب الممجوج والذي ملّ منه المواطنون وتعبوا، خصوصاً بعدما تبيّن أن الهدف منه هو التغطية على الفشل المريع لهذا الفريق في ادائه وممارساته في السلطة".

 

آخر بدع باسيل في نجاة "الحكيم"

كارلا خطار/المستقبل

الى حدّ إلقاء الإتهامات جزافاً بالكذب والقتل، وصل الإفلاس في المنطق وعدم المسؤولية بوزير الطاقة والمياه جبران باسيل. فبعد الخطاب العوني المدجج بالطائفية في مجلس النواب، يطل الوزير-الخطير في المدرسة العونية التي تعتمد في صلب سياستها على التحريض المذهبي، ليتهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالكذب والتمثيل "لتمرير أمر ما".. وأبعد من ذلك، فقد ذهب باسيل في لامنطقه وعدم مهنيته في تحليل الأمور الى اعتبار أن محاولة اغتيال جعجع أتت في إطار التحضير "لاغتيالات يُعدّها الذين يحذرون منها".. لم يجرؤ ربما باسيل على قولها مباشرة، وقد قصد في ذلك أن يصرّح بالتالي: "قوى 14 آذار تحضّر لعمليات اغتيال لتصفية رموزها، وهم أنفسهم من يحذرون من عمليات الإغتيال". فلا يكفي أن يفكر باسيل ليثبت وجوده، لأن إثبات الذات وفرضها بعيد كل البعد عن التحليل العوني للأمور والأحداث، حيث يستنتج القارئ من كلام باسيل بأن قوى 14 آذار أرادت أن تتخلص من أكثريتها لتتحول الى أقلية..

ويعود باسيل في حديثه الى العام 2005 متهماً قوى 14 آذار مجتمعة بكل عمليات الإغتيال التي وقعت. فهل يريد أن يموت القياديون في 14 آذار، وأن يحاول المجرمون اغتيالهم دون أن ينبثوا ببنت شفة؟ ألا يرى باسيل أن تصفية رموز قوى 14 آذار، وحدها من بين كل الجهات على الساحة السياسية اللبنانية، تهدف الى تقويض لبنان للقضاء بالتالي على استقلاله؟ وهل اختار أن يكون في صفوف 8 آذار حتى يعيش بمأمن من عمليات الإغتيال؟ السؤال نفسه يسأله مستشار جعجع العميد المتقاعد وهبه قاطيشا ويتساءل أيضا "باسيل يشكك بكلام الحكيم.. لكن هل الحكيم هو من أعلن ذلك أم الدولة وأجهزة القضاء التي تتابع التحقيقات؟".

ويشير قاطيشا الى أن الحكيم "طلعت صرختو: أنا قوّسوا عليّ"، أما الجهات القضائية فتأكدت من الموضوع وجمعت الرصاصات من أمام منزله.. فهل يريد باسيل أن يتعرض جعجع لمحاولة اغتيال ويسكت؟ يجيب قاطيشا "لا، فباسيل كان يريد، لا سمح الله، أن يتعرض لمكروه فكان عندها سيوزّع باسيل البقلاوة، وهذه القصة بكاملها لجماعة مفلسة لذا يتحدثون بطريقة تنم عن لا أخلاقية سياسية عند الوزير وكل من يتحدث بلغة تشبه لغته". ويشرح بأن "الحكيم أعلن بأنه تعرض لمحاولة اغتيال، وأتت الأجهزة الأمنية وحققت، على الجميع من حلفاء وخصوم أن يتوجهوا إليه بالتهنئة بالسلامة، ثم يحققوا في صدقية محاولة الإغتيال.. فلِمَ لا يكون التحليل معاكساً، ولِمَ لا تكون الجهة التي ينتمي إليها باسيل هي من حاولت اغتيال الحكيم وعندما فشلت في ذلك راحت تسوق الإتهامات؟"

ويضيف قاطيشا "كلام باسيل بعيد من المنطق فالإغتيالات ليست حجة لتمرير أي أمر، ثم هل تقع الإغتيالات في صفوف 8 آذار أم في صفوف 14 آذار؟ واضح أن قيادات الفريق الأخير هي المستهدفة، علماً أن اتفاق الدوحة شدد على اللاعنف وقد اتفق الجميع على ذلك، وهذا دليل على أنهم من يقومون بالإغتيالات. وقد عادوا الى الإعتماد على الإغتيال عندما أشرفوا على الإفلاس إن كان في الداخل أي حكومياً أو مع حماتهم الإقليميين وكل هذا بهدف تغيير المعادلة." وفي تحليل قاطيشا، "إن جبران باسيل ينتظر ما ستؤول إليه المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهم ينتظرون التحقيقات منذ سبع سنوات ولم يُبدو حتى اليوم رأيهم في ذلك". وختم قاطيشا قائلا "لو تعرض باسيل لمحاولة الإغتيال نفسها التي طالت جعجع لكان قضى بسكتة قلبية، فلا خوف من الشجاع إنما من الجبان لأنه غدار وفارغ من أي خلقية سياسية، وهذه هي الأساسات التي بنوا عليها سياساتهم، وعندما شعروا بأن شعبيتهم تتأكل بسبب فسادهم في السلطة، خصوصاً وأنهم يتهمون بعضهم بذلك، اتجهوا الى اعتماد سياسات أخرى تعتمد على الشتائم واللغة التي يبرعون بها. والدليل على ذلك الخطاب البغيض الذي ألقونه في مجلس النواب والذي لا يدل على أنهم سياسيون مسؤولون عن شعب".

        

الصهر الخطير

علي نون/المستقبل

يفعلها مجدداً الصهر العزيز، الوزير الاستثنائي، يحكي عن محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع وكأنها تلفيق ذاتي، ويتهم 14 آذار بالتحضير لعمليات اغتيال سياسية!. وذلك بعد أن كان هو ومعلّمه قد حكيا سابقاً كلاماً مريضاً عن اغتيال رموز "ثورة الأرز" وركنا على مدى السنوات الماضيات في خانة المناوئين للتحقيق الدولي وسعي الساعين الى العدالة. يعرف ويبلف الوزير الخطير. ويحاول الإيحاء دائماً انه صنو الفرادة. لأجله تقوم الدنيا وتقعد. تُعلّق حكومات وتطوّب وزارات. ويتخلخل الإطار التنظيمي والعائلي لتياره السياسي، وتوضع منذ الآن تفاصيل التركة كي تليق به باعتباره كبير الورثة والمؤتمن عليها.. ولأجله يبلع كبار المجلسيَن، النيابي والوزاري ألسنتهم، باعتبار ان شرشف الممانعة المشلوح فوق رأسه أمتن من أن تمسّه "ملاحظات" من هنا عن عمولات وصفقات أو "عتب" من هناك بسبب مدّ اليد الى صحون الآخرين ومحطاتهم ومولّداتهم وكهربائهم ومنشآتهم ومراكز نفوذهم! لكن الفرادة المعطاة، لا تعوّض في شيء عن القصور الذاتي. عن ضمور الصدقية وانعدامها. وعن تراكم الفشل في كل أداء انتخابي ووزاري وشخصي وشعبي. حتى صار الأمر مضرب المثل: عن رعونة تلازم طيش الأعمار المراهقة، وعن أداء عبثي يزاوج بين تذاكي اللصوص وقلّة المردود، حيث ان أغبى الناس من يستغبي الناس. وحيث ان الفطرة ملكة الأحكام. وحيث ان تلك الفطرة مرادفة للبراءة. وحيث ان هذه البراءة لا تخطئ في أحكامها: لم يقدّم كل ذلك النفخ الافتعالي في الدور والتوزير والمال المدرار، جواز مرور يوصل الى ثقة الناس به. ولا شيء فوق كل ما سلف يمكن أن ينتج شيئاً مختلفاً. يعرف ذلك الصهر الخطير ومعلمه معه.. يعرفان بالتأكيد ان الناس تنفضّ شيئاً فشيئاً باتجاه آخر، وإن كثيرين انتبهوا الى الفارق الجوهري بين تجّار الشعارات وأهل المكرمات، وبين الانتهازي الساقط والمبدئي الصاعد.. وبين الموتور والمقهور! على الهامش تماماً: قال النائب عاصم قانصوه أمس انه كان على خلاف سياسي مع النائب ميشال عون باعتباره كان مسؤولاً عن "حرب الإلغاء" التي أدت الى سقوط ألفي قتيل.. ثم انه كان في صدد طرح الثقة بالوزير جبران باسيل لكنه تريث كي لا يقدّم خدمة الى المعارضة... شهادة من أهل البيت، وهي بألف ألف شهادة. ولا زيادة عليها!

 

فتفت يعتبر كلامه تهديداً صريحاً بموجة عمليات مقبلة

14 آذار تحذر باسيل من الاستخفاف بملف محاولة اغتيال جعجع

المستقبل

ردت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمس، على كلام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي اتّهم فيه فريق 14 آذار عبر جريدة "الأخبار" بالإعداد لاغتيالات سياسية "كما حصل في العام 2005"، ضارباً بعرض الحائط كل أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما أصدرت من قرارات إتهامية تتّهم حلفاء الوزير باسيل بتنفيذ اغتيالات رجالات ثورة الأرز، محذرة "الدولة اللبنانية بكل تراتبيّتها الدستورية، بدءاً من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) وصولاً الى الجسم القضائي مروراً بالوزير المذكور، من التعاطي باستخفاف في ملف محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بحيث لا تخفى على أحد الغايات والأهداف السياسية من وراء محاولة الإغتيال هذه". واذ أشارت في بيان، الى انها "واكبت أعمال 14 آذار منذ ولادة مؤتمر البريستول 2004"، ذكرت بـ "الكلام الذي تفوه به الأستاذ جبران باسيل إثر اغتيال الشهيد الصحافي سمير قصير، إذ نزع الطابع السياسي عن جريمة الإغتيال، واعتبر انها ذات طابع شخصي، مما استدعى إخراجه من قاعة مؤتمر البريستول 2005".

فتفت

من جهته، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في تصريح: "يبدو أن المدعو معالي وزير الطاقة، بالأحرى وزير الأحقاد الدفينة، جبران باسيل لم يعد يخشى أن يتصدّر الصفوف الأولى من أصحاب المشاريع التصفوية بحق اللبنانيين الشرفاء". أضاف: "إذا ما كان التشكيك في محاولة إغتيال الدكتور سمير جعجع فيه الكثير من الإنحدار الأخلاقي في التعاطي بالشأن السياسي، فإن القول ان "هذا الكلام تبرير لعمليات إغتيال يعّد لها كما حصل بعد العام 2005"، إنما يظهر وجه الحقد على شهداء ثورة الأرز ومحاولة التعمية على من ارتكب هذه الجرائم، وحماية المجرمين من حلفائه من دون أن يرّف له جفن".

ورأى أن "هذا الكلام الخطير، مضافاً الى إتهامه "تيّار المستقبل" باستقدام مسلحين أصوليين، إنما يوحي بأنّ هناك فعلا من يعّد العدّة من أمثاله وحلفائه الإقليميين والمحليين لموجة إغتيالات يحاولون تبريرها مسبقا"، معتبراً أن هذا الكلام "بمثابة تهديد صريح بعمليّات قادمة يبدو أن جبران باسيل على علم بها". وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بأن "تستدعي معاليه، وهو لا يتمتع بالحصانة، لاستيضاحه حول هذا الكلام الخطير"، محمّلاً "صاحب هذا الكلام مسؤولية التفاعلات الصادرة عن كلامه غير المسؤول واتهاماته العشوائية ولكننا نعذر هذه النفسية المريضة".

وختم: "لله دُرّ للحقد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله".

أندراوس

ورأى نائب رئيس "تيار المستقبل" أنطوان أندراوس في حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، أنّ "من المعيب أن يصدر هذا الحديث عن وزير من حكومة مددت للمحكمة الدوليّة" الخاصة بلبنان. وقال: "أنا سعيد بهذا لأنه سيؤدي إلى خسارة التيار (الوطني الحر)، الذي ستحاسبه الناس وسيكون في مزبلة التاريخ".وأكد أن "كلام باسيل غير مقبول أبداً، ومواقفه على الواقع السياسي مرفوضة"، معتبراً أنّه "لو كانت هناك دولة فعلاً لتمت محاسبة باسيل على تصريحاته من قبل القضاء".

 

قانون الستين مرة أخرى؟

علي حماده/النهار

يؤكد الرئيس ميشال سليمان ان الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها السنة المقبلة على قاعدة احترام المواعيد الدستورية. هذا امر جيد. وفي الوقت عينه يتحرك وزراء مقربون منه في كل اتجاه من اجل تسويق فكرة الانتخابات على قاعدة النسبية، وهو ما يعمل له ايضا الثنائي الشيعي مع الجنرال ميشال عون. معلوم أن الفكرة تدغدغ الرئيس ميشال سليمان، الذي ويا للأسف اختصر ولايته بالتنافس مع ميشال عون، وهو يعتقد ان النسبية يمكن ان تؤمن له ثلاثة الى اربعة مقاعد في جبل لبنان الشمالي ينتزعها من حصة عون. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحبذ النسبية لانه يسعى الى التحرر من المد الازرق في طرابلس عبر تشكيل لائحة مستقلة، وهو العارف انه متى وصل الى الانتخابات على قاعدة الاكثرية فانه قد لا يجد لنفسه مقعدا هذه المرة، وهو محسوب على بشار الاسد والمعتبر الوزير الشيعي السابع في حكومة يغطيها قتلة رفيق الحريري. على جبهة الثنائي الشيعي يعتبرون ان قانون النسبية مثله مثل اي قانون انتخابي آخر يجري في ظل غلبة وسيطرة كاملتين على الشارع بالسلاح والغوغاء لا يغير في المعادلة ولا يتهدد الواقع القائم. في المقلب الآخر، نرى ان ثمة من اقنع القوات اللبنانية بأن قانون النسبية من شأنه ان يساعد الحزب المسيحي الذي يتنافس وتيار عون على الموقع الاول في الساحة المسيحية على انتزاع مقاعد في دوائر مثل المتن الشمالي، كسروان وجبيل التي كانت في دورتي 2005 و2009 حكرا على عون بشكل شبه تام. تبقى القوتان الاكثر تمثيلا سنيا ودرزيا اي المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي اللذان يدركان ان النسبية سوف تأتي على حسابهما بحيث يتسلل الى التمثيلين السني والدرزي سنة "حزب الله" ودروزه في مناطق وبيئات لا تحتكم الى السلاح ولا الى الغوغاء من اجل ضبط الساحة تحت سيطرتها. ازاء هذا الواقع المعقد ومن اجل ان يتمكن الاستقلاليون من الدفاع عن ساحاتهم ومكتسباتهم لا بد من اقناع الحلفاء مثل "القوات" بان قانون النسبية لا يضمن لهم حصة في المشهد المسيحي، لكنه يؤدي الى خسارة حلفائهم في الساحة الاسلامية لمقاعد كثيرة. فما تكسبه القوات لا يعوض خسارات كبيرة في مجمل 14 آذار. هذا اولا. وثانيا، لا بد من افهام من يعنيهم الامر ان الاستقلاليين يرفضون قانون النسبية في ظل السلاح. وانهم لن يسمحوا باجراء انتخابات غير متوازنة. من هنا المعادلة التالية: اما ان يسحب السلاح فنذهب الى انتخابات على قاعدة النسبية، واما ان يبقى الوضع كما هو ونعود الى قانون الستين، هذا اذا كنا اجرينا انتخابات مع تفاقم الاوضاع في سوريا. وهذا موضوع آخر يتعين التفكير فيه. ان سلاح "حزب الله" مرفوض من غالبية لبنانية واضحة عبرت عن نفسها في انتخابات 2005 و2009. وهو معتبر مصدر تهديد اول في نظر ملايين اللبنانيين هنا وفي الخارج. فدعونا لا ننسى اننا نتعايش ويا للأسف مع قتلة الاستقلاليين بحجج مخجلة

 

شمعون لموقع 14 آذار: 14 آذار وجنبلاط في جبهة انتخابية واحدة عام 2013... وعون يدعم "قانون الشياطين" على حساب مناصريه والشعب اللبناني  

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

اعتبر النائب دوري شمعون "ان طرح الرئيس نبيه بري انشاء مجلس للشيوخ كان يفترض ان يطبق قبل سنوات، وبعد انتهاء الحرب الاهلية وتوقيع اتفاق الطائف، الا ان الظروف السياسية والامنية والتطورات لم تكن تسمح بذلك، ومع الاسف فإن الوقت اليوم لا يسمح بإنشاء مجلس للشيوخ، وبالتالي فإن ما يطرحه الرئيس نبيه بري ليس واقعياً في هذه اللحظة السياسية بالذات ان لم نقل مستحيلاً".

شمعون وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان "الوقت بدأ يداهمنا في ما يتعلق بإقرار قانون جديد للانتخابات، اذ لم تستطع هذه الحكومة على ما يبدو طرح اي قانون وعرضه على المجلس النيابي وبالتالي فإن كل التوقعات تقول بأن الإنتخابات المقبلة ستجري وفق قانون الستين، خاصة وان الإجماع حول النسبية غير متوفر بين القوى السياسية في البلاد".

وعن دعم العماد ميشال عون لفكرة النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة قال شمعون: "ان العماد عون لا يهمه سوى نفسه ومصلحته الشخصية وهو مستعد ان يدعم قانون الشياطين على حساب الشعب اللبناني, تحقيقاً لمكاسبه السياسية ولتأمين الغطاء السياسي لنفسه تحت جناح حزب الله وقوى 8 آذار المسلّحة". ورأى شمعون ان "الأُمور في البلاد تتجه نحو معركة انتخابية حامية عام 2013، والكل بات مستعداً لخوض هذه المنازلة، خاصة وان المعركة السياسية خلال السنوات الماضية اتسمت بالحدية وكانت شرسة بين الفريقين وان الوقت قد حان لحسم الامور، خاصة بعد التطورات التي جرت في سوريا منذ اكثر من عام". وكشف شمعون ان "النائب وليد جنبلاط سيكون في صفوف 14 آذار وسيتحالف معها في الإنتخابات النيابية المقبلة بحسب المؤشرات"، لافتاً الى انه اجتمع بجنبلاط اواخر الاسبوع الماضي. واضاف: "يمكن القول ان الربيع عاد مجدداً بيننا وبين النائب وليد جنبلاط الذي تجمعنا معه علاقة تاريخية تتخطى كل الإختلافات السياسية والفكرية". واعتبر ان "قوى 14 آذار ليست بحاجة الى اعطاء الثقة بهذه الحكومة الفاقدة للثقة وللمصداقية، والمتخاذلة والغارقة في فشلها وعجزها وخلافاتها وتناقضاتها، واضاف: "لقد فضلت عدم التحدث خلال جلسات المناقشة النيابية الاسبوع الماضي لان ما قيل في الحكومة كان قد قيل، ولان الناس سئموا وملوا الخطابات والشعارات، وهم على دراية كافية بما اقترفته هذه الحكومة من اخطاء وخطايا بحقهم". واضاف: "الناس تريد حياة افضل في هذا البلد، من كهرباء الى مياه وصولاً الى اتصالات واسعار محروقات وطبابة وضمان وتعليم، الا ان الحكومة ماضية في سياسة النأي بالنفس عن كل شيء، وفي سياسة رمي كرات النار على الناس من دون اي اهتمام". وعن نيل الحكومة الثقة قال: "سامح الله الذي فتح الباب لهذه الحكومة ان تأخذ الثقة مجدداً، واعتقد ان حزب الكتائب قد ارتكب خطأً تكتيكياً في هذا الإطار ولكنه ليس خطأً جامحاً. الا انه في نهاية المطاف ستسقط الحكومة ولا يمكن لأكثرية هزيلة ومتخاذلة ان ترفع من معنوياتها اكثر". وطالب شمعون "بحكومة حيادية بحسب طرح الرئيس فؤاد السنيورة، على ان تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة بدل الابقاء على هذه الحكومة الحالية المستمرة بهذا الشكل. لانها من لون سياسي معين". ورأى ان "مصير هذه الحكومة متعلق بالأوضاع والتطورات في سوريا ومستقبلها، خاصة وان كرة الثلج تكبر يوماً بعد يوم رغم موافقة دمشق على طرح الامم المتحدة وارسال مراقبين، الا اني اعتقد ان كثير من المخالفات ستحصل ودمشق لن تلتزم بأي مبادرة وبالتالي فإن الامور تتجه نحو مزيد من التعقيد في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، وبالتالي فإن مصير الامور في لبنان سيكون متعلق الى حد كبير بما يمكن ان يحصل في سوريا". وعن المجلس الوطني الذي كلف شمعون بالتعاون مع نواب آخرين بإعداده اعتبر شمعون "ان فكرة انشاء المجلس الوطني ما زالت قيد الدرس ونحن نجول على كل القيادات السياسية والحزبية في 14 آذار للوقوف عند ارائهم قبل ابصار المجلس النور على امل ان نعلن عنه في اقرب فرصة ممكنة". 

*موقع 14 آذار

 

ارحل ايها السفير السوري...مصدر دبلوماسي لموقعنا: كما التشبيح في سوريا كذلك في لبنان     

طارق السيد/موقع 14 آذار

ساءت العلاقات بين لبنان وسوريا منذ أغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005 وأنسحبت على أثرها القوات السورية من للبنان في نيسان من العام ذاته بقرار أممي، لكن هذه العلاقة عادت بوتيرة اخف بكثير من خلال وساطة عربية أدت في النهاية الى "إعتراف" سوري ضمني بسيادة وحرية الكيان اللبناني المنفصل تماماً عن التوجهات الخارجية وخصوصاً تلك التي كانت تأتي من دمشق.

يوم وافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان على إعتماد السيد علي عبد الكريم علي السوري الجنسية سفيراً لبلاده في لبنان، لم يكن حينها اللبنانيون يدركون بصمات هذا الرجل الواضحة في عالم الترويج لسياسة النظام السوري الحالي القمعية والامنية من خلال المراكز المعلنة التي شغلها والأخرى التي بقيت طي الكتمان حتى الامس القريب،

جاء من أقصى الشام رجل يسعى مجدداً الى تطويع لبنان وإعادته الى الحلقة الضيقة التي كانت تربطه بالمحورين السوري – الإيراني، ولكن هذه المرة عبر دبلوماسية بطلها رجل إعلامي من الطراز الرفيع شغل مناصب أمنية حسّاسة تحت ستار العمل الدبلوماسي فتمت مكافئته لاحقاً بأن عيّن مديراً للتلفزيون السوري الرسمي، وبعدها مديراً لوكالة الأنباء الرسمية السورية، ولاحقاً سفيراً لبلاده في لبنان.

واليوم يريد هذا الرجل إعطاء المؤسسة العسكرية اللبنانية دروس في كيفية القيام بالواجبات الوطنية إذ لا ينفك عن دعوته الى منع تهريب السلاح الى الداخل السوري عبر الحدود التي تفصل بلاده مع لبنان، متناسياً أن لهذا الجيش بصمات عريقة معمدة بدماء شهدائه في حفظ الامن والإستقرار، وما أحداث نهر البارد إلا خير شاهد على حقيقة واضحة مثل عين الشمس يحاول إعلام السفير السوري طمسها حتى يومنا هذا. مصدر دبلوماسي عربي أكد في حديث الى موقع " 14 آذار" الإلكتروني أن "السفير علي اشتهر في العام 2004 يوم كان سفيراً لدولة الكويت بأعداد التقارير السرية التي كان يرسلها الى قيادته في سوريا والتي كانت تتضمن حركة السفراء الغربيين والعرب إضافة الى النشاطات التي كان يقوم بها المواطنون السوريون هناك"، مضيفة " وهل ينسى علي التقارير التي كان ينسجها خياله المريض بحق زملاء له كانوا يعملون في الحقلين السياسي والإعلامي؟".

ذاع صيت علي إثر عمليات إختطاف حصلت بحق معارضين سوريين مسرحها لبنان، منهم على سبيل المثال لا الذكر الاخوة الأربعة من ال جاسم ومواطنون اخرون يخشى اهاليهم ذكرهم خوفاً أن تطالهم يد النظام السوري في لبنان إن عن طرق رجال المخابرات العاملين في السفارة السورية او من خلال أدواته المتمثلة ببعض الاحزاب اللبنانية والتي كان لها الدور الأبرز جميع عمليات الإختطاف.

وهنا يشدد المصدرعلى انه " كما التشبيح الميداني في سوريا كذلك الامر بالنسبة الى التشبيح الدبلوماسي في بيروت المستمر والذي بدأ بأختطاف الوطنيين السوريين والتهويل على الوطنيين اللبنانيين، وايضا محاصرة النازحين الذين تركوا قراهم وبلداتهم واحيائهم في سوريا هربا من بطش وقصف النظام هناك"، لافتا الى ان السفير علي يحاول ان يجعل الدولة اللبنانية تكمّل العمل الاجرامي الذي تقوم به قوات الاسد في سوريا".

ويطالب المصدر " السفير السوري ومن لهم وزن في الحكومة الحالية بتقديم تفسير كامل حول اختطاف المناضل شبل العيسمي وبقية السوريين الذين تم اختطافهم في لبنان، لأن هكذا عمل لا يمكن ان يقوم به سوى المجرمون المتأصلون بجرائم الإنسانية"، ويدعو في الوقت نفسة الدولة اللبنانية الى سحب سفيرها في دمشق وأن تتجاوب مع المبادرة العربية بالمقاطعة التدريجية لهذا النظام".

يسرح السفير السوري في لبنان ويمرح على هواه ويطلق تصاريح من هنا وهناك تطال القوى السيادية دون حسيب او رقيب، ويتهم فئة محددة من اللبنانيين بتأجيج الصراع في بلاده، كل ذلك بتغطية واسعة من قبل الممانعين المزيفين وبعض من هم في سلطتهم، هكذا يصف المصدر تحركات علي، ويعتبر أن "الإنحدار في مستوى التخاطب لدى هذا السفير مرده الى عدم وجود سلطات توقفه عند حده، بحيث أصبحنا في حارة " كل مين إيدو إلو". ويضيف " أن البلد متروك ولم يبقى منه شئ يدل على ان هناك دولة او مؤسسات، فهذا السفير لم يترك هو ونظامه حرمة الا وارتكبوها بحقنا وبحق اولادنا وبلدنا، ومع هذا نتمنى على السفير السوري ان يتوقف عن تحويل سفارته الى مركز للمخابرات او فرع للسجون واقبية التعذيب السورية"، مؤكدا اننا لا نطالب برحيل هذا السفير من لبنان فقط، بل نطالب بترحيله فورا وبأغلاق السفارة اللبنانية في دمشق اليوم قبل الغد". ويجزم المصدر بأن " السفير علي ومن خلال ممارساته الكيدية والخاطئة قد شوه معنى السفارة التي لطالما نادينا بأقامتها هنا، والتي توخينا بها خيرا عندما أنشنئت، ولكن سرعان ما تحولت هذه السفارة في بيرت الى زنزانة تابعة لعنجر"، مؤكدا " اننا ذاهبون خلال المرحلة القادمة الى التحرير في سوريا والعالم العربي ولبنان على وجه الخصوص سوف يتنفس الصعداء". ويخلص الى القول بأنه " لا يزال يعوّل على ما تبقى من ضمائر لبعض اللبنانيين من اجل كف أذى السفير السوري عنا، والا فأن التاريخ والحاضر لن يرحمهم وسيضعهم في خانة المتأمرين على بلد عانى الكثير من الويلات على مدى 40 عاما جراء الممارسات التي انتهجها النظام السوري في لبنان".

*موقع 14 آذار

 

سامي الجميّل إلى دبي.. وأوغاسبيان عاد من مسقط 

غادر منسق اللجنة المكزية في حزب "الكتائب اللبنانيّة" النائب سامي الجميّل بيروت متوجهًا إلى دبي، في حين عاد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان من مسقط.

 

جنبلاط في جدة يبحث عن تسوية ومواقفه الأخيرة كسرت الجليد بينه وبين المملكة

وكالات/ما تزال زيارة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية تستأثر بالاهتمام، ليس في أوساط 14 آذار فحسب، بل أيضاً في أوساط 8 آذار والمكوّنات الأخرى المشكّلة للحكومة الحالية، خصوصاً وأن تفاصيلها قد أحيطت بشيء من التكتم الإعلامي، رغم أنه كان تردد عن لقاء سيتم بين جنبلاط ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كخطوة أولى لإعادة ترميم العلاقة الجنبلاطية مع المملكة. وخلافاً للانطباعات التي أطلقتها بعض الأوساط السياسية في بيروت، فإنه من غير المتوقع أن تؤدي زيارة جنبلاط إلى جدة في إحداث أي تغيير في موقفه من الحكومة، والتي يبدو أنه سيستمر في مشاركته فيها عبر وزرائه الحاليين، لاعتبارات عديدة وبينها إصراره على الفصل بين الوضع الداخلي والسياسة الخارجية، ولا سيما ما يتصل بالأزمة السورية وعلاقاته العربية.

وأشارت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" إلى أن مواقف جنبلاط من الأزمة السورية قد ساعدت في كسر الجليد وإنهاء المقاطعة بينه وبين المملكة والتي حدثت على أثر تشكيل الحكومة الحالية، مستبعدة حدوث أي لقاء بينه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذه الزيارة، التي تستأثر المحادثات فيها، بنوع خاص على الوضع في سوريا

 

الحريري زار وزير الدفاع السعودي                

النهار/  استقبل وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في مكتبه بالمعزر امس الرئيس سعد الحريري في حضور المستشار الخاص للأمير سلمان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ومدير مكتب وزير الدفاع الفريق الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان.

 

التفجير الرابع في صور استهدف "نوشن"الحصيلة 7 جرحى... والكاميرا رصدت أحدهم  صور أمس.

صور – "النهار"/  بعد يوم طويل نظمته بلدية صور وشاركت فيه قوات "اليونيفيل" وجميع المؤسسات التجارية والخيرية والاجتماعية والمدارس والأندية الكشفية والرياضية لتنظيف الشاطئ البحري الجنوبي استعداداً لموسم الصيف، هزّ منتصف ليل الأحد – الاثنين الانفجار الرابع مدينة صور، وتحديداً مطعم "نوشن" لصاحبه محمد صفي الدين، ويستثمره زاهي زيدان، وهو في الطبقة الرابعة من مبنى "ماكدونالد" الملاصق لمبنى "سبينس"، مما أدى الى جرح عدد  من عماله، عرف منهم: يحيى حجازي ورضا عوض وحسن جمعة وأنور مصطفى نقلهم الدفاع المدني الى المستشفى، واصاباتهم طفيفة جراء تطاير الزجاج، إضافة الى أضرار مادية. وتردد أن واضع العبوة التي قدرت بما بين 2 و3 كيلوغرامات من الـ"ت. ن. ت". كان وضعها في المصعد وفرّ، وعند وصول المصعد إلى الطبقة الثالثة انفجرت.

وحضرت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن ومحققين وطوقت المكان، وتردّد أن إحدى كاميرات المراقبة صورت أحدهم يدخل المبنى بسرعة ويخرج بسرعة. وتجدر الاشارة إلى أن هذا الانفجار هو الرابع الذي يستهدف مؤسسات سياحية في المدينة، وكان سبقه 3 انفجارات قبل رأس السنة استهدفت مطعم "تيروس" ومطعم "ادواردو" في فندق "أليسا" ومحل كتورة لبيع المشروبات. وفي بيروت، كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية إجراء التحقيقات الأولية بإشرافه في التفجير التي استهدف مطعم "نوشن". وكلف صقر المعاون كمال نصار معاينة المكان وإجراء الكشف وتفقد سجني النبطية وصيدا والاطلاع على أوضاع السجناء فيهما.

 

تفجير مطعم في صور

بيروت - «الحياة»/عاد مسلسل التفجيرات التي تطاول مؤسسات سياحية تقدم مشروبات روحية الى صور في جنوب لبنان بعد غياب امتد أشهراً. وانفجرت قبيل منتصف ليل اول من امس، عبوة ناسفة في مطعم «نوشن» الذي يقع في الطبقة الثالثة من مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، ما ادى الى اصابة 4 اشخاص من عمال المطعم بجروح طفيفة، هم اللبنانيان حسن جمعة ورضا عوض، والفلسطينيان يحيى حجازي وأنور مصطفى. وتسبب بأضرار مادية كبيرة في المطعم، وفي مطعم «ماكدونالدز» الذي يقع في الطبقة الارضية من المبنى، وتضررت ايضاً سوبر ماركت «سبينيس» وتحطم زجاجها، كما تضررت سيارات عدة كانت مركونة قرب المبنى المستهدف. وضرب الجيش اللبناني طوقاً امنياً مشدداً في مكان الانفجار وبوشرت التحقيقات

 

اعتصام احتجاجاً.. و"اليونيفيل" تعاين المكان وتعد تقريراً

"المستقبل" ونواب يستنكرون تفجير مطعم قرب صور

المستقبل/ صدرت امس مواقف منددة بعملية تفجير مطعم قرب صور ليل الاحد، والذي أدى الى وقوع اربعة جرحى (لبنانيان وفلسطينيان) من العاملين في المطعم. وقد استنكر منسق عام تيار المستقبل في الجنوب ناصر حمود التفجير، مؤكدا انه "يطرح أكثر من علامة استفهام حول توقيتها أو ارتباطها بالتطورات المتسارعة من حولنا". كما نظم اعتصام أمام موقع الانفجار، حمل المشاركون فيه لافتات منددة بسلسلة التفجيرات التي طالت خلال الاشهر الماضية، عددا من المطاعم. وقد تفقد المدعي العسكري رهيف رمضان بحضور آمر فصيلة شرطة صور العسكرية المقدم جورج نجم مكان الانفجار لمعاينته.

كما شوهد ضابطان من الوحدة الايطالية العاملة في "اليونيفيل" في مكان الانفجار يعدان تقريرا بالحادث.

مواقف منددة

وقال منسق الجنوب ناصر حمود في تصريح: "وكأن من يقف وراء التفجيرات التي تستهدف كل فترة مؤسسات سياحية في مدينة صور يريد أن يذكرنا دائما بأن هناك أيادي له حاضرة في هذه المنطقة وجاهزة في اي وقت للعبث بأمنها واستقرارها، تنفيذا لإرادته ولتحويل الأنظار عما يجري حولنا عبر توظيف مثل هذه الأحداث في المسار الذي يريده عبر اظهار طابعها وخلفيتها بالشكل الذي يريد وبالتالي لإلصاقها بالجهة التي يريد.  ان ما جرى في صور اليوم (الاحد)، وفي فترات سابقة من تفجيرات تكاد تتشابه بطبيعتها واستهدافاتها، يطرح أكثر من علامة استفهام حول توقيتها أو ارتباطها بالتطورات المتسارعة من حولنا. ولكن تبقى علامة الإستفهام المطروحة دائما هي موقف الحكومة اللبنانية من هذه التفجيرات وغيرها من الأحداث الأمنية المتنقلة في البلاد منذ عدة أشهر، وعما اذا كانت الحكومة ستستمر في سياسة النأي بالنفس عن امن المواطن واستقراره وعيشه الكريم". وانتقد عضو الكتلة النائب عبد المجيد صالح في تصريح، "التفجير الذي حصل في صور، لأنه يستهدف الهدوء والامن والاستقرار الذي ينعم به الجنوب"، موضحا أنه "مهما كانت أسباب التفجيرات، يجب ألا تكون على حساب أرواح الناس ومؤسساتهم".

واستنكر عضو الكتلة النائب علي خريس في حديث الى الإذاعة نفسها، "عملية التفجير في صور، لأنها عملية اجرامية جبانة، تصب في خانة زرع البلبلة، وفسح المجال امام اللاعبين بأمن المدينة، وخلق بيئة غير آمنة على عكس ما تنعم به"، آملا من "الجهات الامنية كشف الفاعلين في أقرب فرصة ممكنة، وسوقهم الى العدالة من أجل أن ينالوا جزاءهم".

اعتصام استنكارا للتفجير  

ومساء، نظم اتحاد الشباب الديمقراطي اعتصاما أمام موقع الانفجار، شارك فيه رئيس "تجمع لبنان الغد" اياد علي الخليل. وحمل المشاركون لافتات منددة بسلسلة التفجيرات التي طالت خلال الاشهر الماضية، عددا من المطاعم ومن بينها: "اين هي القوى الامنية التي تحمي الحريات ؟"، و"صور مدينة العيش المشترك.. اين اهلها ؟" و"احترم تقاليدكم.. احترموا حرية الاخرين"، و"الحريات العامة خط احمر"، "وانفجارات الظلام توقع طالبي لقمة العيش جرحى" . وتلا محمد مروة بيانا باسم المعتصمين قال فيه: "ان ما جرى عمل همجي وفكر ظلامي يحاول تخريب ما تتميز به صور، متسائلا عن خطورة الوضع الامني في ظل غياب مؤسسات الدولة عن ضمانة امن الناس ومطالبا بالكشف السريع لمنفذي هذا الاعتداء، والا سيكون اي مواطن عرضة للخطر". اضاف "انها مسؤولية صور واهلها ومؤسساتها الاهلية للضغط على الدولة لكشف الحقيقة". وختم "ستبقى صور مدينة للفرح وعصية على الاعمال التخريبية ". من جهة ثانية، اعتبر صاحب المطعم زاهي زيدان ما حصل "ضربة للسياحة والاقتصاد اللبناني"، آملا "كشف الفاعلين وخصوصا انه الانفجار الرابع في صور والذي يستهدف مطاعم سياحية". وطالب عدد من المواطنين الجيش والاجهزة الامنية بـ"تشديد الرقابة والدوريات والضرب بيد من حديد لمن تسوله نفسه العبث بأمن المدينة واهلها"، معتبرين ان "سلسلة الانفجارات هذه هي من اجل القضاء على المواسم السياحية في المدينة وضرب الدورة الاقتصادية فيها وليس في صور فحسب بل في كافة المناطق اللبنانية".

الانفجار/وكانت العبوة الناسفة التي انفجرت قرابة منتصف الليل، وضعت في مكان ما من مطعم "النوشن" الواقع بمحاذاة طريق عام صور مفرق قانا. اما الجرحى فهم كل من اللبنانيين حسن جمعة ورضا عوض والفلسطينيين يحيى حجازي وانور مصطفى. وقد خرج ثلاثة منهم فور تلقيهم العلاج في مستشفيات المنطقة، فيما استبقي الرابع لمواصلة العلاج.

وقد تسبب الانفجار بأضرار مادية في عدد من المطاعم والمؤسسات التجارية والسياحية الواقعة في محيط "النوشن" لاسيما في مطعم "ماكدونالدز" الذي يقع في الطابق الارضي من المبنى المستهدف بالعبوة وفي سوبر ماركت "سبينيس"، اضافة الى تضرر عدد من السيارات التي كانت مركونة في المكان. وقد تولى الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني نقل الجرحى الى مستشفيات صور للمعالجة، فيما ضربت القوى الامنية والجيش اللبناني طوقا امنيا مشددا في مكان الانفجار ومنع المواطنين من الاقتراب منه، وتولت القوة الامنية التحقيقات لمعرفة ملابسات الانفجار.اشارة الى ان هذا الانفجار هو الرابع الذي يستهدف مؤسسات سياحية ومطاعم في صور، من بينها انفجار طال مطعم "التيروس" في كانون الاول من العام الماضي 2011, وآخر استهدف صالة مطعم "كوين اليسا" وثالث في محلات "كتورة" لبيع المشروبات الروحية.

 

رئيس "حركة الناصريين الأحرار" زياد العجوز مصطفى حمدان: العروبة لا يمكن أن تكون طهران مركزيتها ولا نظام الأسد قدوتها

حذر رئيس "حركة الناصريين الأحرار" زياد العجوز من خطر حقيقي بدأ يهدد السلم الأهلي في لبنان مجدداً بعد إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في طرابلس من قبل شبيحة النظام الأسدي والفارسي في لبنان، مشيرا الى أن هذا العمل الإجرامي جاء بعد فترة أيام قليلة من محاولة إغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وبعد التصريحات الإستفزازية لقادة وشبيحة الثامن من آذار التي إمتدت من مجلس النواب وصولاً الى التسابق في إثبات التبعية لمجرم العصر بشار الأسد وما تخللها من إطلالات إعلامية لمرتزقة المحور الأسدي الفارسي التي تتهجم بإسم القومية العربية على الدول الخليجية وكما فعل المدعو مصطفى حمدان في مقابلته على تلفزيون الدنيا السوري وتهديده ووعيده بشن هجمات داخل الأراضي الخليجية وتحريضه على العنف دون مساءلة ودون حسيب أو رقيب.العجوز وفي بيان اثر ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس قيادة الحركة، توجه "لهذا المدعو" ولأسياده بأن العروبة لا يمكن أن تكون طهران مركزيتها ولا الفرس مرجعيتها ولا نظام الأسد قدوتها .

*موقع القوات اللبنانية

 

السطو على مصرف "الاعتماد اللبناني" – فرع خلدة 

ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أنَّ "3 مسلحين ملثمين سطوا على مصرف "الاعتماد اللبناني" – فرع خلدة والواقع في مبنى غولف ماركت"، موضحةً أنَّ "أحد المسلحين أطلق عيارًا ناريًا داخل المصرف وتمكن مع الآخرين من سلب أموال صندوق المصرف وما يحمله الموظفون من أموال نقدية"، مُشيرةً إلى أنَّ "الثلاثة فروا بسيارة "بي ام إكس 5" حيث كان ينتظرهم مسلح رابع وهم موضع ملاحقة".

(الوطنية للإعلام)

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: اقتراح بري بإنشاء مجلش شيوخ كان "قشرة موز" لجنبلاط استطاع تخطيها

إعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون انه "اذا بقيت هذه الحكومة الى حين اجراء الانتخابات النيابية، فستقوم  بتزوير الانتخابات، لأنه لا يمكن ان يقبل الفريق الموالي للنظام السوري ان يربح الفريق الآخر الانتخابات، لانه سيعتبرها ضربة لهذا النظام"، لافتاً الى ان "الرئيس السوري بشار الاسد هو من فرض على الرئيس نجيب ميقاتي ان يشكل هذه الحكومة".

بيضون، وفي حديث الى محطة "lbc"، قال: "حزب الله لديه اولوية مطلقة وبأي شكل وبأي أسلوب لحماية النظام السوري"، مشيراً الى ان "هناك الكثير من الاتهام لتيار المستقبل بخصوص تهريب الاسلحة الى سوريا ليس له معنى، والجيش اللبناني اوقف الكثير من المهربين ولم يكن هناك بينهم من تيار المستقبل". ورداً على سؤال، أجاب بيضون: "النظام السوري لا يمكن ان يتحمل حكومة لـ14 آذار".

وحول طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري النسبية ضمن دائرة واحدة ومجلس للشيوخ، رأى بيضون ان "الرئيس بري لديه هدف من خلال طرح مشروعه المتعلق بالنسبية وضمن الدائرة الواحدة، هو انه في الدائرة الواحدة يمكن اللعب على التحريض المذهبي والحصول على العدد الاكبر من الطائفة الشيعية وبالتالي نيل العدد الاكبر من النواب"، مشيراً الى ان "بري ليس لديه امل في العودة الى رئاسة مجلس النواب الا اذا كان رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط معه، لذلك يرشو جنبلاط بمجلس الشيوخ"، مضيفاً ان "اقتراح بري كان "قشرة موز" لجنبلاط، ولكن جنبلاط لديه حس سياسي واستطاع ان يتخطى هذا الامر". وأوضح بيضون في السياق نفسه ان "رئيس الجمهورية ميشال سليمان يتكلم عن النسبية من منطلق آخر، فهو يتكلم بالنسبية على 15 دائرة وليس ضمن دائرة واحدة". ورداً على سؤال، اجاب بيضون: "المشكلة التي يعاني منها حزب الله اليوم هو حليفه المسيحي ميشال عون (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") الذي يعاني من تدهور كبير".

وفي موضوع الأحداث في سوريا، شدد بيضون على ان "أهم شيء في الاحداث الجارية ان الملف وصل الى مجلس الأمن". وحول مبادرة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، لفت بيضون الى ان "الروس قالوا للأسد إن مبادرة انان هي الفرصة الاخيرة واذا افشلتها فالأمور ذاهبة الى المزيد من التدهور"، معتبراً ان "الأولوية الأولى لإيران هي حماية الأسد ولكن هناك حدوداً للذي ستدفعه". وإعتبر ان "الروسي تاجر سلاح وما يهمه هو بيع السلاح الى سوريا واذا استطاعت المعارضة السورية ان تؤمن للروسي البديل، فالروسي يبيع ويشتري".  (رصد NOW Lebanon)

 

قانصو: جنبلاط مازال في "14 آذار".. وباسيل ليس لديه سياسة في النفط والمياه والكهرباء 

رأى عضو القيادة القطرية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" النائب عاصم قانصو أنَّ "مبدأ النسبية (في إشارة إلى اعتماد قانون النسبية في الانتخابات النيابية) هو طريق لمعالجة الوضع في لبنان، وقد أصبح هذا القانون مُتَّبعاً في أغلبية دول العالم"، مُذكِّرًا أنَّه "عندما طُرح مشروع النسبية في أيام كمال جنبلاط لم تكن فكرة مجلس الشيوخ موجودة". وإذ لفت إلى أنَّه "قد يكون لدينا وقت إلى أن يحين موعد الانتخابات لإعتماد النسبية"، إعتبر أنَّه "العلاج للوضع المتأزم والذاهب نحو الطائفية والمذهبية في لبنان". قانصو، وفي حديث لقناة "المنار"، لفت إلى انَّه داخل مجلس النواب وخلال جلسات مناقشة الحكومة الأسبوع الماضي "كل شخص تكلم بنفَس طائفي ومناطقي"، مُتمنيًا "لو أن الخطاب كان أرقى من ذلك". وفي السياق عينه، علَّق على خطاب عضو كتلة حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، مُعتبرًا أنَّ "هذا الفكر يعود بـ"الكتائب" إلى ما قبل العام 1975 وها هم يعودون إلى القوقعة". وأضاف: "من وجهة نظري لم تكن الأكثرية بحاجة إلى أن طرح النائب سامي الجميل الثقة بالحكومة، فالأكثرية معروف أين هي، وطرح سامي الجميل تبين أنَّه "شغلة دونكيشوتية"، موضحًا "أعطيت الثقة للحكومة بالسياسة أمَّا على ادائها فلدي مائة قصة وقصة في بعض الوزارات"، سائلًا: "ما هي السياسة النفطية التي قدمها (وزير الطاقة والمياه جبران) باسيل؟". وفي سياقٍ متصل، قال: "أنا ليس لي شيء ضد باسيل لكن لا يوجد سياسة لمستقبل لبنان لا في موضوع البترول ولا في موضوع المياه ولا في موضوع الكهرباء".

وإذ أعرب عن قناعته أنَّ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "لم يخرج من 14 آذار ومازال في قناعاته وتفكيره"، توجه قانصو إلى "جماعة 14 آذار وإلى المراهنين على سقوط النظام السوري أن يترووا لأنَّ الوضع في لبنان لا يحتمل المراهنات على ما سيحدث في سوريا". (رصد NOW Lebanon)

 

سعادة: السلاح بلبنان يحتاج لمعالجة جذرية.. ونطالب بحكومة حيادية تشرف على الانتخابات

أعلن عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة أنه قدم "سؤالاً إلى الحكومة يتعلق بالسلاح في طرابلس منذ ثلاثة اسابيع، لكن لم أحصل على جواب"، مؤكداً أن "السلاح ككل في لبنان بات بحاجة إلى معالجة جذرية من سلاح "حزب الله" وصولاً إلى سلاح باب التبانة" في طرابلس. وأعرب عن اعتقاده بأن "تفجير صور (الذي استهدف ليل الاحد الاثنين مطعم  النوشن) يأتي في إطار استهداف المطاعم التي تقدم الكحول"، داعياً كذلك إلى "معالجة جذرية للمخيمات الفلسطينية التي أصبحت بؤراً أمنية، ودولة ضمن دولة".  سعادة وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل" رفض من جهة أخرى اتهامات وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ"14 آذار" بالإعداد لاغتيالات، وقال: "بدل أن يتلهّى بهذه الامور، فليهتم بوزارته التي تعتّم على اللبنانيين، والتي تفوح منها روائح الفساد من المازوت إلى ملف البواخر"، معرباً عن أسفه "لحكومة تحتفل بأكل "الكنافة" بينما الشعب يموت جوعاً، والحدود والسيادة اللبنانية تستباح".  إلى ذلك، سأل سعادة: "هل من الممكن لحكومة تكن هذا الكم من الحقد تجاه فريقنا السياسي، أن تجري انتخابات حيادية؟"، مستطرداً بالقول: "هذا مستحيل، ومن هنا مطالبتنا أن تكون هناك حكومة محايدة تقوم بالاعداد لهذه الانتخابات"، ومؤكداً مع ذلك بأنه "لن تكون هناك مقاطعة للانتخابات النيابية".  وندد سعادة أخيراً بالتدخل الإيراني بالشؤون العربية، فلفت إلى "الدور الايراني في العراق وفي الجزر الإماراتية (أبو موسي وطنب الكبرى وطنب الصغرى) وتمويل "حزب الله"، ما يعني أن التدخل الإيراني في الشؤون العربية هو تدخل مباشر".(رصد NOW Lebanon)

 

"فولكور المراقبين لا يجدي مع آلة القتل في سوريا"

ماروني لـ"NOW Lebanon": "حكومة السلاح" غير مؤهلة وغير نزيهة لإدارة الإنتخابات 

نفى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني حصول "أية اجتماعات تنسيقية أو تنظيمية لقوى 14 آذار قبل الجلسات العامة، حتى يُعتبر موقف النائب سامي الجميّل بطرح الثقة بالحكومة تفرّداً منه أو من حزب الكتائب"، وأضاف: "ذهبنا حتى النهاية بعد أن كشفنا فضائح وعورات وثغرات ومساوئ الحكومة وفشلها في إنجاز أي عمل على غير صعيد، فطرحنا الثقة ونجحنا بتجريد الحكومة خمسة أصوات نيابية بحيث أنّها نالت 63 صوتاً بعد أن كانت قد نالت 68 صوتاً عند تشكيلها". 

ماروني وفي حديث لموقع "NOW Lebanon"، لفت إلى "موقف الرئيس فؤاد السنيورة الذي أثنى فيه على موقف النائب سامي الجميّل في الجلسة العامة"، وأيّد ماروني في سياق متصل "دعوة تيار المستقبل إلى تشكيل حكومة تكنوقراط للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة"، مشددًا على كون "حكومة السلاح" القائمة حاليًا "غير قادرة وغير مؤهلة وغير كفوءة وغير نزيهة لإدارة ومواكبة الانتخابات النيابية المقبلة"، وسأل في المقابل: "كيف ستُجرى الانتخابات في ظل حكومة اللون الواحد وحكومة النظام السوري وإيران؟ تحت ضغط ووهج السلاح؟ أليس هذا أسلوبهم الدائم بالضغط بواسطة السلاح والقمصان السود لتغيير معادلات في السلطة والحكم لصالحهم؟".

ورداً على كلام وزير الطاقة جبران باسيل الذي وصف موقف النائب سامي الجميّل تجاه ملف الكهرباء بـ"الصبيانية السياسية"، قال ماروني: "هذا أفضل من أن نكون الحرامية والسارقين السياسيين"، وأضاف: "أبواب الوزارات مقفلة تماماً أمام المعارضة من أجل استقصاء المعلومات والمعطيات، لذلك هناك معلومات إجمالية ودولية موثوقة، ممكن الحصول عليها اليوم بواسطة الانترنت، وهذا ما لجأ إليه النائب الجميل في توصيفه لأداء وزراء التيار الوطني الحر".

وإذ استغرب "مواقف النائب ميشال عون وصهره الوزير باسيل" لجهة تشكيكهما بمحاولة إغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لفت ماروني إلى أنّ "هذا الفريق لا يؤمن بوقوع اغتيال إلا عندما تسقط الضحية وعندها يعمدون إلى إيجاد الأعذار والمبررات للجريمة"، وأضاف: "من المعيب جداً على وزير في الحكومة أن يتهم قوى 14 آذار بقتل نفسها من أجل السلطة، وهم لطالما وجدوا في كل عملية اغتيال أعذاراً واتهامات باطلة وسخيفة ومثيرة للضحك، من بينها أنّ قيادات 14 آذار تقتل نفسها من أجل تمرير شيء معين". وعن الوضع السوري، قال ماروني: "أخشى أن تتحوّل الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية طويلة المدى، وكأن السيناريو اللبناني منذ 30 سنة يعود من جديد ولكن في سوريا اليوم، خصوصًا بعد ميوعة وهزالة قرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي في مقاربة الأوضاع والاضطرابات الأمنية في سوريا بشكل حقيقي ومسؤول وجدّي"، وأشار ماروني في هذا السياق إلى أنّ "فولكلور إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا لا معنى له ولا يجدي نفعاً وسط تصاعد ارتكابات آلة القتل والقمع الوحشي للنظام في كافة المحافظات السورية"، مشددًا على كونها "ربما فرصة أخرى تتاح للنظام من أجل الإسراع في حسم الأمور لمصلحته بالنار والحديد ضد الشعب السوري".

 

الموظف في هيئة "أوجيرو" خليل علي ضاهر: الدولة كانت تريد مني شيئاً وأخذته.. والتحقيق معي تمّ بكل إحترام 

أفرجت مخابرات الجيش اللبناني عن الموظف في هيئة "أوجيرو" خليل علي ضاهر، وهو من بلدة كفررمان، بعدما تم توقيفه منذ أربعة أيام للإشتباه بتعامله مع العدو الإسرائيلي. وإثر الإفراج عنه، تجمّع عشرات من أقارب ضاهر وزملائه في"أوجيرو" عند المدخل الشمالي لبلدته كفررمان للترحيب به وأقاموا له حفل استقبال ثم ساروا في موكب إلى منزله، حيث نُحرت الخراف إحتفاءَ به، واستقبلته عائلته وأهله.وتحدث ضاهر للصحافيين فقال: "الدولة اللبنانية لم تغلط معي، والعناصر الأمنية التي أتت إلى منزلي لم تغلط معي ايضاً وعاملوني بكل إحترام ومن حقّق معي فعل هذا بكل إحترام ، ولكن الناس التي "تكلّمت عني" لن أسامحها، ولن أسامح كل شخص تكلّم عني كلمة غير صحيحة". وعن كيفية سير التحقيق معه، أجاب ضاهر: "الدولة كانت تريد مني شيئاً وأخذته، والحمدلله، وتعاملت معي بكل إحترام"، نافياً ما أوردته وسائل إعلام عن "أخذه من بيته ونقله إلى مكان التحقيق بصندوق السيارة في منتصف الليل"، وأوضح قائلاً: "توقيفي جرى في منتصف النهار وما جرى أن التحقيق تمّ بكل إحترام ولم أكن أعرف لماذا أخذوني حينها".(بيان إعلامي)

 

الجوزو: اصحاب الشعارات الطائفية والمذهبية دمروا لبنان

 رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: "ان الذين يتحدثون عن الدين العام وتصاعده منذ العام 1992 الى الان، نسوا او تناسوا ان الذي تسبب بهذا كله، هم اصحاب الشعارات الطائفية الانعزالية والذين دمروا لبنان وحولوه الى ركام وكادوا يقضون على الدولة والصيغة والكيان وتسببوا بانهيار الاقتصاد اللبناني حتى الافلاس" .

اضاف: "هؤلاء لا يخجلون ويستحون، استمرأوا العمالة وضحوا بكل الشعارات، وبعد ان كان النظام السوري خصما وعدوا لهم، اصبحوا اليوم من انصاره واعوانه حتى في ارتكاب ابشع الجرائم الانسانية ضد شعبه، كان على هؤلاء وبعد ان عادوا الى لبنان بفضل استشهاد الرئيس رفيق الحريري ان يرفعوا رايات الشكر والتقدير والثناء للرئيس الشهيد الذي اعاد بناء لبنان بعد ان دمر نهائيا وكادوا ان يقضوا عليه وبعد ان فقدوا الامل في العودة اليه" . وتابع الجوزو:"هؤلاء الذين جنوا على لبنان ودمروه، لايعترفون بجريمتهم النكراء التي ارتكبوها بحق الوطن، الوطن الذي قتلوه وهم يدعون الدفاع عنه.مأساة المجرمين والقتلة ان ذاكرتهم ضعيفة، وانهم بأحقادهم تسببوا بزيادة الدين العام والذي انفق على ماجروه من خراب ودمار على الوطن".

وقال:"التاريخ لن ينسى باني لبنان الحديث، صاحب الفضل على كل هؤلاء الذين يتشدقون بالكلام حول ما انفق منذ العام 1992، وهم الذين لم يشقوا طريقا ولم يقيموا بناء ولم يصلحوا كهربا ولا ماء ولا احياء بكاملها، بل جاءوا ليركبوا الموجة ويعملوا للوصول الى المناصب والكراسي وملء جيوبهم فقط من الكهرباء والتي كلفت نصف الدين . التاريخ لن ينسى المنقذ الاكبر للوطن وللشعب وللصيغة اللبنانية والكيان والذي اعاد بناء الجيش والدولة واعاد للبنان صورته الحضارية، وفي نفس الوقت لن ينسى اولئك الذين تلطخت اياديهم وضمائرهم بدماء الزعماء الكبار واغتالوا الرئيس الشهيد حقدا وحسدا وتعصبا وكراهية وتنفيذا لمشروع كبير ظهرت حقيقته اليوم". وختم الجوزو:"سنظل اوفياء لمن يستحق الوفاء مهما تقلبت الظروف والايام ومهما تغير الاخرون وتبدلوا، فالوفاء قيمة اخلاقية كبرى ومن لا وفاء له لا دين له" .

 

قرار تملّك المنازل المتأثرة بخطوط التوتر مرفوض ولن يمر والأهالي لن يسمحـوا بتهجيرهـم والـ 16 مليوناً لا تكفي

باسكال عازار/النهار

عواميد التوتر تجتاح المباني والأحياء السكنية.عواميد التوتر تجتاح المباني والأحياء السكنية. حنق عام ورفض قاطع... هكذا يمكن وصف الممانعة للقرار الاخير الذي أصدرته الحكومة، بين سكان واهالي عين سعادة وعين نجم، فالكل مجمع على ان المشروع لن يمر الا على جثثهم. ويقضي القرار المذكور بشراء العقارات والمنازل المتضررة من خطوط التوتر العالي.

بلمحة سريعة عاد رئيس لجنة الاهالي جوزف ابرهيم الى البدايات، موضحاً انه اشترى منزله في عين سعاده العام 1995 وانتقلت اليه العام 1996، ولم يكن في المنطقة اي عمود. ثم بدأت الاعمدة تظهر تباعاً، وبدأنا بالاعتصامات ما بين العامين 1997 و1998 لوقف العملية، وكنا نفاجأ بهم يركّبون التجهيزات الخامسة صباحاً، واستمرت الاعتصامات". اعتقد الاهالي ان الفرج بات حليفهم مع وصول الوزير جبران باسيل الى الوزارة "اعتبرنا انه "القصة كلا" ومعه لا يمكن للخطّ ان يمر. وبوصوله عقد اجتماعاً في مقر الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية، فحضر نواب المنطقة ومجلس الانماء والاعمار والاهالي والفاعليات، وفوجئنا يومذاك بمنعنا عن الكلام، فكلما رفع احدهم يده كانوا يقولون له انزل يدك او اصمت، رغم اننا كنا أكبر منه بالقامة والقيمة والسن. وقال لنا الاب مروان تابت حينذاك هو لم يأت للتفاوض، بل ليخبرنا بأنه سوف يمد الخطوط. عندما وصلت المسألة الى ما هي عليه جلس نواب "التكتل" جانباً. واكد انه "حتى ولو قاموا بمد الخطوط فالكهرباء لن تصل اذا لم يقوموا بمضاعفة الانتاج، لذلك الموضوع كلّه كذب. نشعر بالقرف من كذبهم فهم مضطرون الى مدّ الخطوط لأنهم قبضوا أموالهم، وبالتالي عليهم إنهاء المشروع. ومن يدري فقد يطمرون الخطوط مع الوقت، لكنهم اليوم في حاجة إلى تمرير الصفقة". أما عن موقفه من شراء العقارات والمنازل فقال: “كنائسنا ومنازلنا ومدارسنا ليست للبيع، ولا ضمائرنا، فلا احد منا يريد ان يبيع، هذه كلها كذبة. خصصوا 16 مليون دولار لشراء 59 عقارا، اولا الكنيسة لا تقدر بثمن، وثانيا هناك عقارات لآل الصلح والعجمي تساوي وحدها 15 مليون دولار. والكارثة هي في تلال عين سعادة والمشروع الماروني، حيث هناك 440 شقة مسكونة مضروبة بالتوتر، غير ان الدولة لم تشملها ضمن لائحة المنازل التي تريد شراءها".

واكد ابرهيم ان هدف الاعتصام الموزع على "المشروع الماروني وعمود الحكمة وامام الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية وفي كنيسة القديسة تريز هو مراقبة الوضع، تحسبا لأي حضور مفاجئ". وانتقد حضور "الفهود والجيش والامن الداخلي والمخابرات لدى كل اعتصام او مؤتمر صحافي، فليتبهوروا في لاسا وفي الاماكن التي يضربون فيها الجيش فيما نستقبله نحن بالورود".

لا للبيع

بغضب عارم انتقدت كارول ابو شديد، من سكان عين نجم، عدم اعتراف وزارة الطاقة بالخطر الذي تفرضه الخطوط على السكان "لا يمكننا ان نكمل بالخطأ، ولا يحق لهم الاكمال بما يقومون به. نحن نطالب بالحماية، ولن نسمح لهم بأن يجربوا فينا ويحولوا اولادنا فئرانا في مختبراتهم، طالما في امكانهم طمر الخطوط". واتهمت باسيل بالتزوير، متسائلة: “لماذا الكذب وتزوير المستندات؟ قال لنا ان هناك لجنة شُكلت العام 2008 قامت بدراسة اثر خطوط التوتر على الصحة العامة، وان تقريرها يؤكد ان لا خطر على الصحة. غير اننا اتصلنا بأفراد اللجنة فردا فردا ونفوا ان يكونوا اصدروا تقريرا او وقعوا عليه".

أما نيكول نبهان من سكان عين سعادة فكانت حاسمة في موقفها "أنا لن أبيع بيتي، وعلى أي حال هم يتحدثون بذلك في الاعلام فقط لكنهم لم يسألونا رأينا". واضافت "انا اشتريت منزلي العام 1998، ولم تكن هناك أي اشارة حينذاك على العقار، لذلك هم يكذبون. في كل مرة يقولون إننا على علم بأن المشروع سوف يمر بين منازلنا. يحاولون فرض كل شيء علينا بالقوة، لست أدري ما هي عقدة باسيل، فهو يريد أن يحقق كل شيء بالقوة ويتعامل معنا بكيدية، معتقدا بأنه لا يمكن أحداً أن يعارضه؟ لكننا سوف نقول له لا والمشروع لن يمر". رفضت واحدة من سكان عين نجم الافصاح عن اسمها، غير أنها أكدت أن مع شرائها شقتها العام 1997 "اطلعت على الخرائط ولم تكن فيها إي اشارة الى مشروع مد خطوط للتوتر. تعرضنا للغش وتورطنا في مشكلة لا نريدها، بأي حق تتخذ الدولة قرارا بتمرير الخط فوق رؤوسنا؟ ولماذا ترغمنا على العيش بالخطر؟ أمن أجل انارة لبنان؟ مش ناقص غير إنو تولعنا الدولة لتضوي لبنان". وأشارت "توفي زوجي بعد اصابته بالسرطان، وما من شيء يؤكد ان التوتر العالي لم يؤثر عليه، وهناك غيره من المصابين في المبنى". وأكد مختار عين سعادة موريس أسمر وقوفه الى جانب الأهالي "فهذا المشروع لن يمر، وليفتشوا عن حل آخر. وعلى كل حال ان الاموال المرصودة لا تكفي كل العقارات، بالاضافة الى أن مدارسنا وكنائسنا وبيوتنا ليست للبيع"، موضحا أن "ما من لجنة فنية كشفت على الشقق لتقدر ثمنها، رصدوا المبلغ من دون أي تدقيق". واستغرب الهدف من مد الخطوط "طالما انها عاجزة عن توليد الكهرباء حاليا. وبما أنها ليست حاجة ملحة فليتريثوا قليلا حتى يصبح في امكانهم تمرير الخطوط تحت الارض".

 

مكاري يرفض ترؤس ميقاتي حكومة حيادية

المستقبل/أوضح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن "لا جدوى من الحديث عن إنشاء مجلس شيوخ كما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأنه لن يوصل الى نتيجة ايجابية". وأعلن تأييده "قيام حكومة حيادية تُشرف على الانتخابات النيابية المقبلة شرط ألا تكون برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي". وجدد في حديث الى "وكالة الأنباء المركزية" أمس، "موقف المعارضة الرافض للنسبية في ظلّ وجود السلاح"، مشيراً الى أننا "ننتظر ما سيقدمه الرئيس نبيه بري في هذا الإطار، وسندرس طرحه جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية ومن ثم إنشاء مجلس شيوخ". وقال: "ليست "النسبية" هي التي تعبّر فقط عن التمثيل الصحيح، فهناك قوانين انتخابية عدة تؤمن ذلك، مثل الدائرة الصغرى وقانون one man one vote". وعن زيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى السعودية، أجاب: "لا فكرة لدي عن هدف هذه الزيارة، سننتظر نتائجها لاحقاً".

 

غرق نائب نقيب الغطاسين في القليلة

 "النهار"/عثر صباح امس على الغطاس حسين ابو خليل (42 عاما) وهو محترف ونائب نقيب الغطاسين في لبنان جثة على الشاطئ. كان ابو خليل خرج ظهر الاحد من ميناء صور بقصد الغطس قبالة شاطئ القليلة يرافقه البحاران علي كعور وحسين طعان، ولما تأخر في الصعود اكثر من الوقت المفترض وهو 30 دقيقة المدة التي تكفيه قارورة الاوكسيجين، اتصل البحاران بنقيب الصيادين خليل طه الذي اتصل بدوره بالجيش للابلاغ عن الحادث. وتحركت البحرية التابعة للجيش والدفاع المدني، واستعين بمروحية لقوات "اليونيفيل" من دون ان تسفر عن نتيجة. وصباح امس ايضا تجدد التفتيش عنه الى ان عثر عليه جثة قبالة شاطئ القليلة والمنصوري في الاعماق، وتم سحبه ونقله الى الميناء في صور. ومنها نقلت جثته الى "مستشفى جبل عامل" في المدينة.

 

عدوان يتقدم بطلب تشكيل لجنة تحقيق بالكهرباء وبري يعٍد برفعه الى مكتب المجلس

المستقبل

تقدم عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان أمس، بطلب الى رئاسة مجلس النواب لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية حول عدم مراعاة الحكومة للقوانين في ما يتعلق بوجود صفقات. وهنا نص الطلب: "لما كان تبين، خلال المناقشات الأخيرة للمجلس وتقديم الزملاء النواب أكثر من سؤال واستجواب، وبعد الاستماع الى أجوبة الحكومة والوزير المختص، إن هناك تساؤلات مشروعة عن قيام الحكومة بعدم مراعاة القوانين وإمكان وجود صفقات في استئجار البواخر لاستجرار الكهرباء ومشروع تلزيم "مقدمي الخدمات"، ولما كان النظام الداخلي للمجلس، في مادته 139، لحظ أنه يعود للهيئة العامة أن تقرر إجراء تحقيق برلماني في موضوع معين كما في المادة 143، ولما كان مكن المجلس من تولي لجان التحقيق البرلمانية سلطات هيئات التحقيق القضائية على أن يتم التحقيق وتمارس اللجنة صلاحياتها وفاقاً لأحكام القانون رقم 11/72 في 25 أيلول 1972، ولما كنت أرغب في أن يطرح في أول جلسة للهيئة العامة للمجلس إنشاء لجنة تحقيق برلمانية وفاقاً للأصول وللصلاحيات الممنوحة لها في المواد 140 و141 و142 و143 من النظام الداخلي، جئت بكتابي هذا أطلب من دولتكم أن تدرجوا في جدول أعمال اجتماع أول هيئة عامة للمجلس إنشاء لجنة تحقيق برلمانية في استئجار بواخر استجرار الطاقة وتلزيم "مقدمي الخدمات".

آملاً أن يُصار الى إقرار تشكيل هذه اللجنة من الهيئة العامة حرصاً على فاعلية المراقبة البرلمانية والسمعة الوطنية في ضوء ما تداولته مناقشات المجلس الكريم وما تناقلته كل وسائل الإعلام من تساؤلات حول الموضوع".

وكان عدوان عقد مؤتمراً صحافياً بعدما سلم الطلب الى رئاسة المجلس، تحدث فيه عن أسباب تقديمه اياه. وقال: "نحرص على أن يكون العمل البرلماني هادفاً ويوصل الى نتيجة أساسية هي القيام بعمل رقابي جدي يستطيع أن يؤمن للبنانيين رقابة على المال العام والإنفاق العام". أضاف: "هناك موضوعان أساسيان في كل النقاشات والمداخلات التي شهدها مجلس النواب، الأول عن وزارة الطاقة واستئجار البواخر والفضائح التي أثيرت حوله في الإعلام والأسئلة التي طرحت في المجلس ولم نتلق أي جواب شافٍ عنها والثاني عن الإنفاق العام منذ سنة 1990".

ونقل عن بري وعده أنه "سيحيل الطلب على هيئة مكتب المجلس ويرفعه الى الهيئة العامة حتى تتخذ القرار المناسب به، وقد أظهر الرئيس بري كم هو حريص على الاستقرار وعلى العمل النيابي الهادئ". وتوجه الى النواب والكتل النيابية كلها طالباً اليهم القيام بعملهم "على أكمل وجه". وللوصول الى هذه الغاية، أضاف، ان "الجميع مدعو الى تأييد هذه اللجنة ولجنة أخرى للنظر في الإنفاق من عام 1990". وأمل أن تكون في اللجنتين "مشاركة من أكبر عدد ممكن من الكتل المختلفة ومن وجهات النظر النيابية لأن هدفنا ليس تسجيل نقاط إعلامية، إنما معرفة الحقيقة ووضعها بين أيدي جميع اللبنانيين. فالمال العام ليس مال فريق من اللبنانيين دون الآخر، ولا مالاً يستعمل أحدنا شعارات لتسجيل أهداف من فريق ضد الفريق الآخر. فهذا المال يتعلق بكل اللبنانيين، وبقدر ما نكون حرصاء على جلاء الحقيقة، نكون حرصاء على المال العام".

وبعدما أكد أنه لمس "تجاوباً كاملاً" من بري، أوضح أنه أصر على وضع الرأي العام على بينة من الطلب "لأن الشعب اللبناني هو من سيحاسب ممثليه في البرلمان(...). وعندما تتألف هاتان اللجنتان، ستتحملان المسؤولية أمام كل اللبنانيين، إذ لم يعد في إمكاننا أن نكمل في المهاترات والكلام غير المسؤول".

 

معلمو "الأساسي" يضربون غداً والمتعاقدون يعتصمون

المستقبل/يستعد معلمو التعليم الأساسي لتنفيذ الإضراب الذي أوصت به الأسبوع الماضي الهيئة الادارية لرابطة التعليم الاساسي في لبنان غدا الأربعاء، فيما يواصل متعاقدو الأساسي إضرابهم المفتوح على أن ينفذوا اعتصاما أمام وزارة التربية الاونيسكو عند الثانية عشرة من اليوم نفسه.  ففي البقاع "المستقبل"، اعلن فرع البقاع في الرابطة الموافقة على التوصية بالاضراب وتفويض الهيئة الادارية القيام بما يحقق مطالب المعلمين. ووافقت رابطة التعليم الاساسي الجنوب عقب اجتماعها برئاسة خليل زهري في مركزها في مدرسة زبدين المتوسطة على التوصية بالاضراب، ودعت "جميع المعلمين الى تحمل مسؤولياتهم دفاعا عن حقوقهم التي تتعرض للقضم بالالتزام بالاضراب". وطالبت "بتعديل سلسلة الرواتب وتأمين الاعتمادات المالية لدفع مستحقات القانون 223 واقرار قانون غلاء المعيشة وربط التعويضات العائلية بالحد الادنى للاجور، وعدم التنازل عن موقع وحقوق المعلم والتوصية بالاضراب غدا في المدارس الرسمية كافة". واعلنت رابطة "الاساسي" في جبل لبنان اثر اجتماع امس الموافقة على توصية الهيئة الادارية بالاضراب ودعت معلمي جبل لبنان الى الدفاع عن حقوقهم والالتزام بالاضراب. اعتصامان في طرابلس و صور

وفي طرابلس "المستقبل "، واحتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم المالية وتثبيتهم في ملاك وزارة التربية، نفذ المدرسون المتعاقدون في التعليم الاساسي اعتصاما امام دائرة التربية في طرابلس.

ولفت رئيس اللجنة العليا للمدرسين المتعاقدين فادي عبيد إلى أن هذه القضية هي مشكلة اساسية من مشاكل التعليم الرسمي وهي نموذج لغياب سياسة واضحة واستراتجية تربوية وتعليمية على الصعيد الوطني. بعد ذلك، انطلق المشاركون في تظاهرة باتجاه مستديرة عبد الحميد كرامي المعروفة بـ"ساحة النور"، حيث قطعوا الطرقات ما ادى الى حصول زحمة سير خانقة واشكالات مع سائقي السيارات وعمد احدهم وهو يقود سيارة سوداء دون لوحة على صدم المعلمة يمنى حبيب بشكل مباشر ما استدعى نقلها الى المستشفى بواسطة الصليب الاحمر فيما فر السائق الى جهة مجهولة.

وردد المعلمون شعارات منددة بالطريقة غير الاخلاقية التي تم فيها التعامل معهم، ثم قام وفد منهم بتسليم مذكرة الى محافظ الشمال ناصيف قالوش تتضمن مطالبهم. واستنكرت اللجنة العليا في بيان حادث صدم المعلمة في طرابلس وسألت وزير التربية عن سر التمسك بالقانون 442 بعد أن أثبت فشله، وطالبت وزارة التربية بالكف عن ممارسة الضغوط على المدراء الذين يقومون بتهديد المدرسين المتعاقدين في استمرارية عملهم ولقمة عيشهم من خلال استبدالهم بمتعاقدين جدد. كما دعت المتعاقدين إلى اعتصام أمام وزارة التربية الاونيسكو عند الثانية عشرة من ظهر غد الاربعاء. وأيدت مجالس الأهل في المدارس الرسمية في الشمال عقب اجتماعها في مكتب رئيس مجلس الأهل لمدرسة البداوي الرسمية للصبيان محمد كردوفاكي في التبانة مطالب متعاقدي الأساسي، مطالبة "وزير التربية الاسراع في تحقيق مطالبهم من أجل العودة الى مدارسهم كي لا يذهب العام الدراسي أدراج الرياح، وبالتالي يدفع ثمنه أبناؤنا".

ونفذ عشرات الاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي اعتصاما امام مقر بلدية صور بمشاركة رئيس البلدية حسن دبوق.

وحمل المعتصمون لافتات مطالبة برفع الغبن عنهم، والقيت كلمات طالبت وزير التربية حسان دياب بوقف التعاقد وتثبيت المتعاقدين في الملاك، كما التقوا النائب علي خريس ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، داعين الى تحقيق مطالبهم.وفي راشيا- "المستقبل"،أكد المدرسون المتعاقدون في معظم مدارس راشيا والبقاع الغربي التزامهم بالإضراب المفتوح خلال اجتماع عقدوه في بلدة كوكبا بحضور مسؤولة اللجنة العليا للمتعاقدين في البقاع فاطمة تغلبي القادري، لافتين الى خطوات تصعيدية مع هيئات المجتمع المدني لا سيما البلديات في حال عدم الإستجابة لمطالبهم.

 

جعل لبنان دائرة انتخابية يقلِق المسيحيين وما الضمانة من طغيان «الديموقراطية العددية»؟

محمد شقير/الحياة

قالت مصادر قيادية في المعارضة إن اقتراح رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري جَعْلَ لبنان دائرةً انتخابية واحدة على أساس اعتماد النظام النسبي، لم يحمل اي جديد، باعتبار أنه كان من الأوائل الذين ينادون بمثل هذا الاقتراح في كل مرة يطرح قانون الانتخاب الجديد على بساط البحث، معتبرة أنه يصر على رفع سقفه الانتخابي في محاولة لفتح حوار بغية الوصول الى قواسم مشتركة تدفع في اتجاه التوافق على الخطوط العريضة للقانون. وأكدت المصادر نفسها لـ «الحياة»، أن بري عاد الى إحياء طرحه الانتخابي انطلاقاً من جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، اعتقاداً منه بأن مجلس الوزراء لن يتوصل الى اتفاق حول قانون الانتخاب بسبب الاختلاف على طبيعة القانون الذي يجب اعتماده، وبالتالي ستكون كلمة الفصل للهيئة العامة في البرلمان.

ولفتت الى أن رئيس المجلس يتطلع من خلال طرحه الى فتح حوار حول قانون الانتخاب تحت قبة البرلمان هذه المرة، نظراً إلى وجود صعوبة أمام استئناف الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في ظل مطالبة «قوى 14 آذار» بإدراج بند سلاح «حزب الله» على جدول أعماله. وتابعت أن بري ليس في وارد الالتفاف على دعوة سليمان لاستئناف الحوار وإنما رأى في تحريك ملف قانون الانتخاب فرصة للبدء بحوار من نوع آخر، لأن ربط السلاح بالاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية للبنان يحتاج جولات من الحوار «الماراثوني» على رغم أنه لن يؤدي الى تبدل في المواقف من هذا السلاح. وسألت المصادر عينها: «هل يمكن أحداً أن يغفل الموقف الذي عبرت عنه المعارضة من خلال المداخلات التي أدلى بها النواب في جلسات المناقشة العامة للحكومة في شأن إصرارها على تحييد السلاح شرطاً لتوفير المناخ الديموقراطي لإجراء الانتخابات النيابية في صيف 2013 بعيداً من ممارسة الضغوط على الناخبين؟ أم ان رد بعض الأطراف في الأكثرية على هذا الموقف يكون باستئناف جلسات الحوار الوطني بغية معاودة التواصل من دون توفير سلة من الضمانات تدعو للاطمئنان الى أن السلاح سيوضع خارج المنافسة الانتخابية؟». واعتبرت أن لا شيء يمنع بري من إحياء مشروعه الانتخابي طالما أنه يطرحه للحوار انطلاقاً من إحساسه بأن القانون الجديد لا يفرض بتأييد الغالبية له وإنما يحتاج الى توافق، باعتبار أنه يتمتع بقوة ميثاقية ويتصل مباشرة بإعادة إنتاج السلطة في لبنان من خلال انتخاب برلمان جديد يقرر مصير انتخابات رئاسة الجمهورية للعام 2014.

وأوضحت المصادر أن الظروف السياسية الراهنة ليست مواتية للانتقال بلبنان دفعة واحدة من برلمان طائفي الى برلمان وطني من دون المرور بفترات من الاختبار للتأكد من أن النفوس باتت تتقبل مثل هذا الطرح الذي يشكل خطوة على طريق إلغاء الطائفية السياسية، وهو إلغاء لا يزال مرفوضاً من قبل المسيحيين أكانوا في الموالاة أم في المعارضة.

وفي السياق توقفت المصادر أمام ما يشبه الإجماع في الموقف المسيحي المعترِض على تشكيل الهيئة الوطنية للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها لإلغاء الطائفية السياسية مع أن دورها يُفترض أن يقتصر على استمزاج رأي الأطراف السياسية الرئيسة في البلد. وشككت المصادر في أن ينقلب البطريرك الماروني بشارة الراعي على موقفه الرافض لمجرد البحث في تشكيل الهيئة الوطنية، وهو قال رداً على سؤال قبل أن يغادر في جولته على الاغتراب اللبناني في كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية حول تشجيعه للنسبية: «لقد اعتادوا أن ينسبوا إلي الكثير من الأمور إلا الحقيقة، والحقيقة أنني لا أعرف ما هي النسبية». وكان رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون أيضاً رفض إلغاء الطائفية السياسية وطالب بالتريث في تشكيل الهيئة الوطنية.

وأضافت أن عون يصر على رفضه إلغاء الطائفية السياسية، «فهل قرر أن يعيد النظر في موقفه بموافقته على جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة باعتماد النظام النسبي؟ أم انه يريد القانون النسبي الذي يؤمن له الغلبة على خصومه في الشارع المسيحي؟».

لذلك، فإن بري كما قالت مصادر في المعارضة، يعرف جيداً أن استحضار قانون الانتخاب على أساس جعل لبنان دائرة واحدة غير قابل للحياة، وإنما أراد أن يطلقه لأن المناقشات حول القانون سترتد الى البرلمان باعتباره الوعاء الذي يتسع لجميع الكتل النيابية خلافاً للواقع الحالي للحكومة التي تغيب عنها المعارضة.

وتابعت المصادر أن بري أراد من خلاله طرح تأمين التواصل بين الكتل النيابية لعلها تتوصل الى التفاهم على قانون واحد مع أن هناك استحالة في التوفيق بين جميع المكونات السياسية في البرلمان. وعزت المصادر الصعوبات التي تعترض بري في تسويقه مشروعه، الى جملة من الاعتبارات أبرزها:

- ان التحالفات الراهنة داخل الحكومة أو في البرلمان ليست ثابتة وهي معرضة للتغيير سواء تحت تأثير ارتدادات الأزمة في سورية على الوضع الداخلي أم من خلال شعور بعض الأطراف المنتمية الى الأكثرية بأن هناك من يطلب منها التوقيع بملء إرادتها على قانون انتخاب يؤدي الى تحجيمها أو إلغاء دورها كقوة راجحة في الحياة السياسية، وهذا ما ينطبق أولاً على رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط.

- يراهن البعض في الأكثرية على إقناع جنبلاط بصواب اعتماد النظام النسبي في الانتخابات وهذا ما يفسر اندفاع «حزب الله» وحركة «أمل» باتجاه رئيس «التقدمي» بتكليف الوزير علي حسن خليل وحسين الخليل الاجتماع به للوقوف على رأيه وصولاً الى استخلاص ما لديه من مخاوف وهواجس «تبقى مشروعة»، علماً أن استحداث مجلس للشيوخ لن يكون عاملاً مساعداً لإقناعه بإعادة النظر بتأييده قانون العام 1960.

- إن مجرد التلويح بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة يبعث على قلق المسيحيين من أن يكون هذا الطرح الوجه الآخر للديموقراطية العددية التي كانت في السابق موضع رفض بإجماع المسيحيين.

- تعتقد بعض الأطراف في الشارع المسيحي بأن التحالفات الراهنة لن تعمّر طويلاً وأن المشهد السياسي يمكن أن يؤدي الى تغيير خريطة التحالفات، لذلك فهي تسأل عن الضمانة في حال تبدلت الأحوال السياسية وأثمرت إحياء للتحالف بين «تيار المستقبل» من جهة و»حزب الله» وحركة «أمل» من جهة ثانية، وهل يمكن في ضوء مثل «هذا الانقلاب» الإبقاء على الصوت المسيحي راجحاً في اختيار النواب المسيحيين في البرلمان؟

- إن طبيعة التحالفات القائمة حالياً لا تشجع جنبلاط ولا «المستقبل» على الخوض في مغامرة سياسية يمكن أن تهدد التوازنات بين الطوائف الأساسية في البلد، إضافة الى الفريق المسيحي المناوئ لعون الذي يفضل «عصفوراً في اليد ولا عشرة على الشجرة».

- إن استمرار الاحتقان المذهبي والطائفي لا يعالج فوراً بالانتقال من قانون عام 1960 الى القانون الرامي الى جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة لأن من يعارضه يرى فيه تسريعاً لخطوات إلغاء الطائفية السياسية وبالتالي فإن الإصلاح من فوق لا يبدل من واقع الحال على الأرض الذي هو في حاجة الى علاج من نوع آخر يبدأ بالمصالحات وتعميمها لتنفيس الاحتقان وتبديد المخاوف قبل أي شيء آخر.

وعليه، فإن بري يدرك كل هذه المخاوف ويتحسسها وهو يعرف جيداً أن جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة يواجه صعوبات، وبالتالي أراد أن يطلق مبادرة لإعادة الحوار حول أي قانون انتخاب يتماشى وطبيعة المرحلة السياسية الراهنة والذي يمكن أن يرعاه المجلس النيابي طالما أن الاختلاف في الحكومة سيتحول نقطة ساخنة ترمي بثقلها على كاهل ممثلي الأمة.

 

إميلي رمز الصمود الماروني" في قبرص

"النهار"/ نظمت "المؤسسة المارونية للانتشار" جولة في القرى المارونية شمال قبرص شارك فيها حشد من السياسيين والاعلاميين. وتخلل الزيارة قداس في كورماجيتي وتكريم للمعمرة اميلي بارتيلاس في اسوماتوس. وشارك في الزيارة الوزيران السابقان زياد بارود وانطوان كرم والنقيب السابق للمحامين انطوان اقليموس ونجل النائب سليمان فرنجيه طوني واعضاء من الرابطة المارونية و"الجامعة المارونية للانتشار". واعتذر عن عدم الحضور النائبان نديم الجميل وألان عون. وسلم انطونيو عنداري باسم الوزير السابق ميشال اده السيدة بارتيلاس صورة لمار شربل وبركة بطريركية باسم "المؤسسة المارونية للانتشار". والقى كلمة وصف فيها المعمرة بـ"رمز الصمود والايمان الماروني".

 

مفاوضات برعاية أممية وانسحاب من الأراضي وتأمين الانتقال   هل يزهر "الربيع العربي" تسهيلات تركية للموارنة ... في قبرص؟

النهار/ريتا صفير

النائب في البرلمان القبرصي انطوني حاجي روسوس.النائب في البرلمان القبرصي انطوني حاجي روسوس.المعمرة اميلي بارتيلدس.المعمرة اميلي بارتيلدس. تركت نينا غاتوليزي (53 عاما) كورماجيتي، إحدى أكبر القرى القبرصية ولا سيما المارونية منذ 1974. هي، وعلى غرار كثر من الموارنة القبارصة او القبارصة الموارنة، كما يعرفون عن انفسهم، من الذين اجبروا على الانتقال الى الشطر الجنوبي من الجزيرة، عقب الاجتياح التركي للشمال. هناك عمدت وزوجها وابنتيها الى بناء "حياة جديدة". الا ان العودة الى الشمال، الى كورماجيتي ، بقيت في صلبها.  منذ أعوام، لا تنفك العائلة عن زيارة القرية نهاية كل أسبوع. زيارات هدفها الاحتكاك بالمحليين الصامدين اولاً والاستماع الى جرس الكنيسة، كنيسة مار جرجس حيث ترعرعت ثانياً.

تضحك نينا وهي تحكي قصة الدهر الذي "أكل وشرب" في حياتها. مات زوجها. انتقلت ابنتاها الى لندن حيث تخصصت واحدة في الحقوق والثانية في صناعة المجوهرات. غير ان "بوصلة" الأهداف بقيت واحدة. العودة الى الجذور، الى القرية التي لا تبعد اكثر من 40 كيلومتراً عن نيقوسيا حيث بيت العائلة القديم الذي يتطلب ترميما والمجتمع المحلي الذي ينقصه دعم وتطوير. تقطع عظة مطران قبرص للموارنة يوسف سويف والتي تبثها مكبرات للصوت المحادثة في ساحة كورماجيتي. باللبنانية المحكية، يبدأ سويف مترئساً الذبيحة الالهية في كنيسة مار جرجس بمعاونة الاباتي بولس نعمان وآباء، حديثه عن الارتباط بالارض، وعن الروابط المارونية القبرصية وتطورها. تصمت السيدتان لوهلة. رغم إلمامهما الضعيف "بلغة الاجداد"، فهما تستمتعان بالانصات: "نحن موارنة قبارصة، لا بل قبارصة موارنة، لا أعرف"، تعلقان، "قد يصحّ القول إننا موارنة بالمعتقد والثقافة، وبإلمامنا باللبنانية والسريانية بعض الشيء. لكننا قبارصة في النهاية. انخرطنا في المجتمع. نتشاطر القيم نفسها."       

من بوابتين اساسيتين في نيقوسيا، "ليدرا" و"ايس توميتيوس"، يعبر القبارصة الموارنة الى الشطر الشمالي في العطل والاعياد. العملية المعقدة سابقا باتت اكثر سهولة ولا سيما بالنسبة الى الحائزين ما تعارف على تسميته "الهويات الموقتة" التي تسهّل إجراءات الانتقال.

وعلى رغم الجهد التي تبذله السلطات الدينية والسياسية المارونية في الجزيرة، وعلى رغم  فضائها الاوروبي الأوسع ولا سيما الفاتيكاني، شكل تدني اعداد المقيمين في القرى المارونية الاربع الاساسية  "جرس انذار" للمعنيين، لا بل احد الاخطار التي يتكاثر الحديث عن مواجهتها راهناً. والارقام في هذا الصدد كافية للدلالة على التحول الديموغرافي الحاصل في البلدات. كورماجيتي التي احتضنت 2100 ماروني مثلا عام 1974 لا يعيش فيها اليوم في شكل دائم الا ما يقارب الـ90 . الامر نفسه ينطبق على اسوماتوس التي تدنى فيها العدد من الف الى... إمرأة واحدة. هي التسعينية اميلي بارتيلاس التي كرمتها "المؤسسة المارونية للانتشار" خلال الزيارة لـ"قبرص المارونية" الأحد. اما أيا مارينا التي عاش فيها سابقاً 700 ماروني فهي تبدو "مدينة أشباح، بعدما حضنت واسوماتوس قواعد عسكرية تركية.

في الاطار القبرصي العام، يمثل الموارنة القبارصة، ثالث مجموعة دينية معترفاً بها وفقاً لدستور البلاد الصادر عام 1960، بعد الارثوذكس (82 في المئة) والاتراك المسلمين (12 في المئة). وهم يسعون سياسياً اليوم الى السير بين نقاط الخلافات المزمنة في الجزيرة، للحفاظ على طابعهم الحيادي، الامر الذي يحفظ لهم ممتلكاتهم ويسهّل أمورهم. وهي خطوة يبدو واضحا انها تنال "بركة" اوروبية -فاتيكانية .

بعناية فائقة، تنتقي السلطات الكنسية والسياسية المارونية في قبرص عباراتها لبلورة  المفاوضات الجارية بين اللاعبين المؤثرين في اللعبة التركية - القبرصية تفادياً لأي اصطفاف محتمل. وبذلك، يصح القول ان التعاطي مع السلطات التركية شهد فترات من المد والجزر. فاذا كان "الرخاء" بعد فتح الحدود نتيجة اتفاق الطرفين القبرصي والتركي عام 2004 ميّز الفترة التالية لهذا الانفتاح، الا ان العلاقة ما لبثت ان شهدت بعض التوتر في محطتين. أولاها زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للمنطقة والتي رفض خلالها لقاء المسؤولين الاتراك في الجزء الشمالي من الجزيرة، وثانيتها جولة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في القرى نفسها وسلوكه  المنحى عينه، الأمر الذي ولد لفترة بعض الحساسيات بحسب النائب انطوني حاجي روسوس، الممثل الوحيد للمجموعة المارونية في البرلمان القبرصي منذ 1996.  وفي لقاء مع "النهار" على هامش الزيارة، يعكس حاجي روسوس المناخ "المستجد" في العلاقة مع الجانب التركي، ولا سيما بعد زيارة وزير الخارجية احمد داود اوغلو لبيروت في كانون الثاني الماضي، والتي  شكلت بكركي احدى محطاتها. وما لبثت ان استتبعت بجولة للبطريرك الراعي في اسطنبول الشهر الماضي حيث اطلق تصريحات منوّهة بالنموذج التركي.  

ووفقاً للنائب الماروني، فان حركة الاتصالات التي تخلّلها لقاءات عقدها موفدون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يفترض ان تسفر عن خطوات ملحوظة سينفذها الجانب التركي من الآن الى آب المقبل، في مقدمها تلبية مطالب موارنة قبرص المزمنة (وعددهم 6 آلاف) والتي تتمثل في اعادة تموضع الجيش التركي في القرى المارونية في الشطر الشمالي، ورفع "الحظر" عن حركة الدخول والخروج الى القرى، وتسهيل اجراءات ترميم المنازل وتوريث الاراضي عبر تعجيل إصدار الصكوك. ومع اعتراف المسؤولين بأن الاجراء الأخير يواجه عراقيل، ولا سيما لجهة تحديد الجهة المخولة اصدار مستندات كهذه في ظل الانقسام القبرصي الحاصل، الا ان روسوس يكشف عن اقتراحات عدة قيد الدرس بين المعنيين في المفاوضات”. بدوره، يتحدث المطران سويف عن بداية جدية أساسية للحوار بين الكنيسة المارونية والجانب التركي، كاشفاً ان لقاءات اسطنبول تخللتها أيضاً مناقشة اوضاع الاراضي المارونية في تركيا، مثل مارسين، الى رغبة أبداها الراعي في ان يصار الى "بناء مركز راعوي روحي في انطاكيا". ووسط تركيز ماروني على الجانب الانساني للملف واهمية تعزيز الحرية الدينية، تتزايد توقعات "فتح نافذة" فرص في هذا المجال. ولم يستبعد سويف احالة القضية على لجنة متابعة، معولاً على صدور قانون جديد للملكيات الخاصة والجماعات. وكغيره من الغيارى على الحضور الماروني الفاعل، يحذّر: "اذا لم نبق على تواصل مع الارض، فنحن معرّضون للذوبان!".

في أي حال، تبدو المسألة المارونية القبرصية "جزءاً من كل" في إطار الجهود الدولية للدفع بعملية السلام بين الأتراك والقبارصة. وبين الزيارة المتوقّعة للموفد الأممي هذا الأسبوع والتحولات المواكبة للثورات في المنطقة العربية، ثمة سؤال، هل يزهر "الربيع العربي" تنازلات تركية وتعزيزا للتعددية ولاوضاع المسيحيين والموارنة... في قبرص هذه المرة؟

 

أعلنوا اشمئزازكم

راشد فايد/النهار

لم يكن ينقص اللبنانيين سوى الجلسة النيابية الأخيرة ليكتمل اشمئزازهم. رأوا، مرة أخرى، أن تحت قبة المجلس من  هم أكثر سوءاً من عناصر ميليشيات الحرب التي لمّا تنصرم: خلع أغلبهم المرقّط عن أجسادهم، ولم ينزعوا لغته من عقولهم. واللغة ليست وسيلة تواصل فحسب. هي مرآة لوعي ثقافي وسياسي وقيمي، تفضح الزقاقي وتظهّر المثقف. حتى الاساءة اللفظية تبين ضحْل الثقافة من المتخَم من منهلها، وتميز الرويبضة من ذي الحكمة. هذه الجلسة، بالزجل السياسي الذي "زينها"، ليست غريبة عن مواسم فساد تتوالى منذ أشهر: فنواب كالكابتاغون الذي صنّع في المخابئ المحمية بسلاح القضية التائهة بين الزعم والتبريج، ونواب كاللحم الفاسد المستورد في عتمة الهيمنة، وآخرون كالأجبان والألبان وحليب الأطفال الفاسدة. لا يستطيع اللبنانيون إلا أن يلحظوا أن حالهم اليوم أكثر سوءا مما كانت عليه قبل عام. وإذا كانوا لا يترحمون على أيام الحرب، فلأن مرارتها لم تُنس بعد، لكن المسافة الزمنية تجعلها أقل لسعاً، وأقرب مذاقاً.  يقول أبو ذر الغفاري: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ولا يخرج على الناس شاهراً سيفه". واللبنانيون اليوم لم يخرجوا بعد على الطبقة السياسية، فيما ينامون ويصحون جائعين إلى لقمة العيش وكرامة العيش،وحرية العيش وسلامة العيش. يواجهون بالمفرّق من أجل سعر ربطة الخبز، وثمن تنكة البنزين، ويصرخون سائلين عن الضمان الاجتماعي، ويولولون مع الأساتذة المتعاقدين وغير المتعاقدين، وينوحون من المستوى التعليمي ، ومن أقساط المدارس الخاصة. وتزكم أنوفهم مساومات التعيينات، والمازوت، وبواخر الكهرباء، والاعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة، وشفط الرمول، وتقاسم المشاعات بين الذين انتخبوهم تحت مظلة سلاح كان قضية فصيروه مطية غطت تجار الأموال والمخدرات. هي المظلة نفسها التي تمر تحتها كل تجارة تُعمى عنها عيون الجمارك، السياسية والمالية. هي نفسها التي ترى العمالة مدانة هنا ومباركة هناك. فتصلب ربعة قوم في هذه الجهة، وتهلل بكرم في أخرى. يصمت اللبنانيون على المثالب التي ينضح بها الجسم السياسي المسيطر على يومهم، ويلوذون بالنقيق تعبيرا عن تبرمهم. ولو سألوا انفسهم عما ينتظرون ليعلنوا قرفهم واشمئزازهم، لاكتشفوا أنهم متواطئون مع جلاديهم، منذ لحظة الاقتراع إلى لحظة الاقتراع، لأنهم عبيد الطائفة والمذهب والعشيرة والعائلة والحي، وهم جواري السلاح، قبلوا به أو رفضوه. وهم مازوشيون في السياسة، يعشقون من يذلونهم في عيشهم باسم إعلاء شأن الطائفة، كل طائفة، فيما لا يُعلون إلا شأن شخوصهم ومن سيورثون. ونحن نلعق سيفا يحز رقابنا مرة باسم النصر على المؤامرة، ومرة باسم النصر على الآخر في الداخل، لكن ولا مرة مع هذا الآخر باسم الوطن ولأجل المواطنين الذين هم نحن. أوقفوا النق. أعلنوا اشمئزازكم وقرفكم. آن الأوان.

 

من يخاف ذكر الطائفيّة؟

حازم صاغيّة/الحياة

حين اندلعت حرب لبنان، كانت الطائفيّة موضوع الاكتشاف الأكبر لعدد غير قليل من المثقّفين والعاملين في الشأن العامّ. قبلها كان الميل إلى إنكار الطائفيّة أو تخفيف حضورها وأثرها من سمات التفكير ولوازم الكلام والكتابة. ومع الثورة السوريّة، يتجدّد الاكتشاف نفسه بعد طول إنكار، وذلك بعدما داهمنا هذا الواقع المرّ في العراق فيما نراه يداهمنا اليوم في البحرين... لكنّ ما يتجدّد أيضاً هو الإصرار على أنّنا لم نكتشف شيئاً. أسباب كثيرة ومتعدّدة تقف وراء الجهل والتجاهل اللذين يسبقان الاكتشاف، ووراء الإنكار والممانعة اللذين يليانه. من تلك الأسباب المتفاوتة صلةٌ عوجاء بالحداثة التي تجعل من «العيب» أن نكون طائفيّين، وثقافةٌ بدويّة-دينيّة سابقة على الحداثة تدور حول «الأخوّة» التي نجتمع عندها ونرتبط في ما بيننا بها، ونرجسيّةٌ وطنيّة تخشى الانجراح بحقيقة أنّنا لا نزال طائفيّين أكثر منّا وطنيّين، وميل الأنظمة إلى تقديم نفسها ضحيّةً لـ «مؤامرة طائفيّة»، مقابل ميل الثورات إلى زعم النصاعة والبراءة من كلّ طائفيّة، وهذا فضلاً عن حالات فرديّة يريد من ورائها الطائفيّ ألاّ يُنتبَه إلى وجود الطوائف أصلاً، وأن يصار بالتالي إلى تقبّل الزعم الإيديولوجيّ الحديث لصاحبه كأنّه منقّى من كلّ غرض أو هوى. لكن هذا الموقف، كائناً ما كان سببه، يعيق المعرفة بالواقع من خلال إعاقته المعرفة بالطوائف وبطرق اشتغالها وعلم نفسها الجماعيّ وبكونها، في مرّات كثيرة، بنية تحتيّة خفيّة لما هو منطوق ومعلن. وهذا ما تتساوى فيه الأنظمة وكثيرون من معارضيها الذين يريدون لـ «العلمنة» (أو «الديموقراطيّة» أو «الاشتراكيّة» أو «العروبة» أو «فلسطين»...) أن تكون أقصر طريق إلى الجهل والتجهيل. بيد أنّ الأمر ليس معرفيّاً بالمعنى المجرّد أو الأحاديّ للكلمة. فهناك خلاف في المنطلق والمسار والخلاصات بين المنطق الذي يقرّ بالطوائف ووجودها والأثر الضخم الذي يترتّب عليها في الفكر والسياسة، وبين المنطق الذي يمارس إنكار هذين الوجود والأثر أو التخفيف منهما.

ففي المنطلق، يترتّب على إنكار الواقع الطائفيّ افتراض أنّ مشاكلنا كامنة في النظام السياسيّ، لا في التركيبة المجتمعيّة – الثقافيّة الأعرض التي يشكّل النظام أسوأ تعابيرها، من دون أن تقتصر تعابيرها عليه. وهذا التبسيط يلفّق الأمور، أكانت تأييداً خبيثاً للأنظمة أو تأييداً ساذجاً للثورات.

وفي المسار التحليليّ، يتماشى العقل الإنكاريّ مع إيلاء أهميّة مبالغ فيها لـ «الاستعمار» و»الصهيونيّة»، وصولاً إلى «الاستشراق». وهنا يزدهر العقل التآمريّ أيّما ازدهار مواكباً حجب النظر عمّا نحن فيه وعمّا اشتغلنا على تربيته جيلاً بعد جيل. وفي هذا المجال خصوصاً تظهر معالم الإيديولوجيا الشعبيّة والشعبويّة الجامعة بين الحكّام والمعارضين، والمثقّفين وغير المثقّفين، و «اليمينيّين» و «اليساريّين».

ثمّ في الخلاصات، يؤول الإنكار إلى اقتصار المطالبة على تغيير نظام السلطة وتحالفاتها من دون المسّ بالطابع المركزيّ «القويّ» للدولة وجيشها. وهو ما يضيق كثيراً عن المطالبة بدول تعكس التعدّد الطائفيّ (والإثنيّ والقوميّ...) القائم وتجهد لاختراع صيغةٍ ما موازية من صيغ اللامركزيّة والفيديراليّة. فما تراكم من تجارب، يوفّر مادّة كافية لإقناعنا بأنّ كسر الدولة المركزيّة وجيشها شرط شارط لكسر الاستبداد وضمان التعايش السلميّ والمستقرّ بين من نسمّيهم مواطنين في وطن واحد. إنّ واقع المشرق العربيّ يتكسّر بأسرع كثيراً ممّا تلحق به حركة الأفكار. والطلب الأقلّ هو ألاّ تحاول هذه الحركة المتلكّئة والكسولة منعنا من أن نرى ونناقش. فاليوم، كلّ شيء ينبغي أن يكون مباحاً، إذ نحن في الدرجة الصفر من التشكّل تبعاً لبلوغنا الدرجة المليون من التفكّك الضارب.

 

القوات الدولية لم تمنع اعتداءات إسرائيل هل يستطيع المراقبون وقف النار في سوريا؟

اميل خوري/النهار

  تساءل وزير سابق للخارجية اللبنانية كيف لمراقبين دوليين غير مسلحين حتى وان بلغ عددهم المئات أن يتوصلوا الى فرض وقف لاطلاق النار في سوريا وفي الجنوب اللبناني قوات دولية مسلحة بالآلاف لم تستطع منع اسرائيل من اجتياحه غير مرة حتى وصلت الى العاصمة بيروت، ولم تستطع منع انطلاق العمليات الفدائية من الجنوب ضد اسرائيل، ولا معرفة من يطلق الصواريخ في اتجاه اسرائيل ولا من يزرع العبوات الناسفة التي تستهدف الدوريات، وان هي عرفت فإنها تبقى طي الكتمان؟

واضاف: أليس معنى ذلك ان المطلوب هو عدم الحسم لتبقى النار تحت الرماد، فلا هدوء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكلما استؤنفت المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية تظل تدور في حلقة مفرغة، واذا وضعت شروط متبادلة تبقى هذه المفاوضات مجمدة كما هو حاصل حاليا. فالسلطة الفلسطينية ترفض العودة الى المفاوضات ما لم يتوقف بناء المستوطنات، واسرائيل توافق على هذه العودة ولكن من دون شروط مسبقة... وهكذا استمر النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الى أجل غير معروف، وفي الجنوب اللبناني لا الجامعة العربية توصلت الى حل يعيد الهدوء الدائم اليه ولا قرارات مجلس الأمن على كثرتها استطاعت ذلك، حتى أن القرار المهم الرقم 1701 ظل من دون تنفيذ باستثناء ما يتعلق بالبند الذي يدعو الى نشر مزيد من القوات الدولية ومزيد من الجيش اللبناني، والبند الآخر الذي يدعو الى وقف العمليات العسكرية من دون التمكن حتى بعد مرور سنوات على صدور هذا القرار من الانتقال الى وقف اطلاق النار.

وهكذا ظل الوضع الامني في الجنوب هشاً لأن امداد "حزب الله" بالسلاح لم يتوقف من ايران مروراً بسوريا، ولا الدولة اللبنانية القوية قامت كي تستطيع ضبط حدودها، وباتت تعيش مع اسرائيل حالة حروب حينا وهدنات حيناً آخر مدى سنوات.

ويخشى ان يصبح الوضع في سوريا كذلك في ظل مراقبين عاجزين عن جعل اطلاق النار يتوقف مهما بلغ عددهم لكي يستمر القتال بين النظام وخصومه ويسقط قتلى وجرحى كل يوم بالعشرات وأحياناً بالمئات. واستمرار القتال من دون تدخل قوى فاعلة توقفه وتحسمه قد يجعل الوضع في سوريا "يتلبنن" ويتحول فتنة داخلية تستمر الى ان يتعب جميع الاطراف فيأتي هذا التعب عندئذ بالحل مفروضاً وان مرفوضاً كما فرض على اللبنانيين حل الطائف. واذا لم "يتلبنن" الوضع في سوريا فانه قد "يتعرقن" فتسود الفوضى التي يبدو أنها مرشحة لتسود دولاً عربية قامت فيها ثورات لم يزهر ربيعها حتى الآن ويخشى أن يتحول خريفاً اذا ظلت الثورة تعيش حالة ثورات فيصبح عودها يابساً والعود اليابس لا يزهر... في مصر لم يتفقوا حتى الآن على حكم بديل من الحكم السابق، ويدور صراع بين الاسلاميين والعلمانيين والليبراليين على ذلك قد لا ينتهي ولا تقوم دولة قوية يكون لها دورها في السلم وفي الحرب. وفي ليبيا يتعرض الوضع فيها لما هو أخطر وهو محاولة التقسيم، وفي تونس تم التوصل الى تسوية متوازنة بين القوى السياسية والحزبية لكنها موقتة ولا احد يعرف الى متى تدوم. وفي اليمن لم يرس الحل الذي تم التوصل اليه بعد جهد جهيد الاستقرار وبات يخشى أن يعود اليمن يمنين كما السودان الذي كان يؤمل أن يسوده الهدوء والاستقرار بعدما اصبح سودانين واذ بالصراع على النفط يقرب خطر الحرب بينهما. والسؤال المثير للقلق هو: سوريا الى أين؟ وهل يذهب لبنان الى حيث تذهب اذا ظل الخطاب السياسي متوتراً والانقسام المذهبي حاداً ولا كلام الا كلام التخوين والشتائم، ولا لقاء الى طاولة حوار حتى لمجرد الحوار لأن في البعد والتباعد قطيعة وجفاء؟أما اسرائيل فهي وحدها المستفيدة من الثورات العربية حتى الآن اذا لم تهدأ، خصوصا اذا جعلت الفوضى هي التي تسود، والفوضى لا تنتهي الا بتفكيك دول المنطقة وتقسيمها، ويصبح قيام "الدولة اليهودية" أمراً طبيعياً عند قيام مثيلاتها في المنطقة، فهل هذه هي نتائج الثورات العربية، لا سمح الله، باسم الحرية والديموقراطية؟..

 

دور مجلس الشيوخ ضرب من الوهم

غسان حجار/النهار

حسناً فعل الرئيس سعد الحريري بإعلانه، وتياره، رفض اقتراح الرئيس نبيه بري اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان دائرة انتخابية واحدة، لأنه بذلك أنقذ المسيحيين والدروز معاً من شر مستطير. ربما تكون النسبية أفضل الخيارات الممكنة في التركيبة اللبنانية، لكن شرطها لضمان مستقبل البلد بلا حروب، أو تحوله بلداً اسلامياً، هو في توزيع الدوائر بطريقة مختلفة تراعي أوضاع الشركاء في الوطن. وهنا تكمن المشكلة، اذ لا ارادة حقيقية لضمان حسن التمثيل، بل العمل على تقاسم الحصص المسيحية من ضمن المناصفة، والا فالتلويح بالمثالثة. المسيحيون يتراجعون عدديا، ونفوذهم يضعف، ومثلهم الدروز، حالهم أسوأ، لأن عديدهم قليل، ولأن امكاناتهم المالية لم تكن يوماً قوية، ولا دور فاعلاً لمؤسستهم الدينية. أمام هذا الواقع يصبح قيام مجلس للشيوخ يمثل العائلات الروحية ضرباً من الوهم، بل من التكاذب، لأنه جسد بلا روح، ولن يقدر أحد على ان يبث فيه الروح، على غرار المجلس الاقتصادي الاجتماعي، ومجالس محاكمة الرؤساء والوزراء. السلطة الحقيقية، الموزعة حالياً ما بين مجلسي النواب والوزراء واهية، وضعف المسيحيين يبرز فيها ، خصوصاً في ظل الصراع السني - الشيعي العابر للحدود، وتدخل على خطه قوى اقليمية بارزة. فماذا سيكون دور المسيحيين في أحد المجلسين أكثر من ديكور وزينة فولكلورية للتباهي أمام المجتمع الدولي، كما مسيحيي إيران، أو الهنود الحمر في أميركا. اذا ما تراجع تمثيل المسيحيين ودورهم، فسيزداد منسوب الاحباط، ومعه الهجرة، والانكفاء، والمزيد من التراجع ، وسيتحول لبنان ساحة حقيقية للصراع السني - الشيعي، وستصدر اليه مجدداً، وبقوة، الثورة الاسلامية والأفكار الوهابية، ولن يكون في مقدور مجلس الشيوخ العتيد الحد من هذا الصراع. في معرض سؤاله عن النسبية، أعاد البطريرك الراعي ملف القانون الانتخابي الى لجنة بكركي، رافضاً التدخل في التفاصيل والأمور التقنية، ما يضاعف من مسؤولية هذه اللجنة، لكي يحدد أعضاؤها بوضوح، ويعلنوا على الملأ رأياً موحداً في القانون الأنسب الذي يحقق مصلحة المسيحيين، من دون قياس مصالح 8 و14 آذار، وجعل كل الشركاء أمام اختبار التعايش الذي ينادون به صبحاً ومساء. وفي خلاف ذلك، لا يلام الشركاء في الوطن، لأن أهل البيت الأدرى بمصلحتهم مبدئياً، غير قادرين على تحديد مصالحهم. من هنا تصبح دعوة الرئيس نبيه بري، كمن يحرك المياه في بحيرة راكدة للتسلية، أو كمن يلوّح للحلفاء والخصوم بتهديد غير مباشر، ومع هذا أو ذلك تتحقق مقولة السفير الفرنسي دوني بييتون الذي صرح لـ"النهار" السبت، بأنه لا يرى ظروفاً ملائمة وقدرة داخلية للاتفاق على قانون جديد للانتخابات. التاريخ يعيد نفسه ويعيدنا الى العام 1960.

 

4 صحافيين أجانب وضابط أميركي يواجهون عناصر "حزب الله" عسكرياً بالـ"بينت بول" (مرفق بصور)  

موقع 14 آذار

  لم تكن هذه المرة المعلومات من مصادر أو تحليلات صحافية عالمية، إنما بالمشاركة والحضور والتأكد بالعين المجردة، فما سنعرضه يذكرنا بتقارير ضخمة أحدثت ضجة في لبنان، إن طالت حينها "حزب الله" بتكوينه أو ارتباطه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أو تقارير بشأن نتائج الانتخابات أو النفوذ الإيراني في لبنان، لكن هذه المرة الوضع يختلف وممتع و"ملون".

واقعة قد تكون حصلت فعلاً لتواجد الكاتب فيها ومشاركته الحدث، بل إنه صنع هذه المرة الخبر والحدث. ومن المعلوم أن الضاحية الجنوبية هي المربع الأمني الخاص بحزب الله ومن الصعب دخول الصحافيين اللبنانيين عليه، فماذا لو دخل الأجنبيون وخصوصاً من الصحافيين الأميركيين، وليس ذلك فقط إنما خاضوا مباراة "بينت بول" ودية مع عناصر من "حزب الله".....

"لعبة البينت بول هي المسار المباشر للوصول إلى قلوب عناصر حزب الله"، تقرير نشره موقع "ذي فايز" الإلكتروني الأميركي وكتبه الصحافي الأميركي ميشيل بروثيرو أحد المشاركين في اللعبة، ,واستطاع موقع 14 آذار الوصول إلى التقرير وعرض أبرز ما جاء فيه. وبحسب التقرير إن مباراة الـ"بينت بول" نظمها أربعة صحافيين ومسؤول عسكري أميركي سابق بمواجهة 4 عناصر من حزب الله قالوا إنهم ضمن المقاتلين في مجموعات حزب الله، في مركز مخصص لهذه اللعبة في الضاحية الجنوبية، منذ سنة، ويشير الكاتب إلى أن المكان موجود في قبو أحد الأبنية.

وبالنسبة إلى لاعبي كل فريق، أطلق الأميركيون اسم "صحافي" على مجموعتهم وتألفت من خمسة أشخاص:

بن جيلبيرت: مراسل إذاعي وصحافي، انتقل إلى لبنان في العام 2006 بعد سنة من المراسلة في العراق.

الصحافي نيكولاس بلانفورد: يراسل عن لبنان و"حزب الله" منذ 17 عاماً وله كتاب اسمه "جنود الله".

الصحافي ميشيل بروثيرو والذي قام بكتابة التقرير عن اللعبة.

المصور في صحيفة "نيويورك تايمز" برايان دينتون: مكث في بيروت منذ خمسة سنين وتولّى تغطية أحداث العنف وحرب تموز مع إسرائيل، قبل أن يقرر تغطية أحداث الثورة في ليبيا.

أندرو اكسوم: ضابط سابق في الجيش الأميركي تقاعد بعد ثلاث جولات قضاها في العراق وافغانستان وأصبح بعدها محللاً مختصاً في مكافحة التمرد، كما يقدم المشورة والنصح للجيش الأميركي إضافة إلى كتابة المقالات في الصحف.

أما فريق عناصر "حزب الله" المشاركون في اللعبة فأسماؤهم غير حقيقية واكتفى الكاتب بذكر الألقاب التي اعتمدوها في اللعبة وهي: "القائد"، "كوكو"، "قنديل"، "خضر"، ولفت الكاتب إلى أن واجبات خضر في الحزب هي قيادة فريق مهمته اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل في حال اندلاع الحرب مرة أخرى.

الكاتب أكد في تقريره أن الصحافيين أرادوا التعرف على تكنيكات عناصر "حزب الله" في المواجهة العسكرية، وقال: "كان تفكيرنا الجماعي بخصوص اللعبة بسيطا: وهو حقوق التبجح والتفاخر. فالجناح العسكري في حزب الله يعرف عنه أنّه المجموعة الأكثر كفاءة في الجماعات غير التابعة لدولة في العالم ككل. وقد راقبت عن كثب كلّ المنافسين الأقرب لهم من القاعدة وحماس وطالبان وغيرهم من الجماعات. فتلك المجموعة مشهورة بالبراعة القتالية والتوازن التكتيكي الدقيق. حتى أنّ بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله المحترفين تمكنوا من تحدي أقوى الجيوش (إسرائيل، وفرنسا، والولايات المتحدة، وحتى سوريا نفسها)، وتفوقوا في كلّ مرة. وعلى مدار العقود الماضية نمى الحزب مهاراته وكفاءاته إلى نقطة تمكنوا خلالها في حرب تموز (يوليو) 2006 أن ينجزوا ما لم يتمكن إلاّ قلة من المجموعات المسلحة أن تنجزها: التحول من ميليشيا إلى قوة نصف تقليدية نظامية. وإذا ما تمكنت من أن أخوض معهم قتال "باينت بول"، فسأكون شاهداً على تكتيكاتهم الميدانية القتالية. وإذا ما تمكن فريقنا من هزيمة فريقهم فإنّنا عندها سنسمي أنفسنا "أخطر مجموعة غير حكومية فوق كوكب الأرض".

والملفت في التقرير أنه ذكر نتيجة المباراة التي انتهت بفوز "الصحافي" على مجموعة "حزب الله" (4 -3)، وبحسب الكاتب، فإن الاحترام ساد بين الجانبين وأن الطرفين تشاركا بضع النكات خلال فترات الاستراحة في المباراة، ساعدت في ترجمتها مترجمة فتاة تدعى سهى.

وأوضح أن "اطلاق هذه المباراة بين المجموعتين "استغرق سنة كاملة، وكنت على قناعة تامة حتى الدقيقة الأخيرة من بداية المباراة أن الأمور ستفشل"، مضيفاً: "الصداقة مع الغرب ليست بالشيء الذي يفضل أن يسمح له "حزب الله"، لذلك تم تنظيم المباراة بالاعتماد على شخص يدعى علي، أحد مصادري للاتصال بالمجموعة".

وذكر الكاتب أن "بعد شهر من المباراة، ذهب الصحافي بن جيلبيرت في جولة مع قائد المجموعة "الرئيس" وخلال دردشة سأله: "ما الذي برأيك يستطيع أن يوقف مسلسل العنف في الجنوب. ماذا لو انسحب الاسرائيليون من الأراضي اللبنانية وعقدوا سلاماً مع الفلسطينين ولم يهددوا لبنان ثانية؟"، فكان جواب القائد: "بعض الشبان يعتقد أن العنف هو الحل للقضايا الدينية كتحرير القدس، إلا أن تنفيذ ذلك سيعني انتهاء المقاومة"، فرد الصحافي: "يعني السلام؟"، فقال القائد: "أكيد"، بنبرة تنم عن عدم اقتناع، على حد تعبيرالصحافي.

وخلال جولته الجنوبية، سأل الصحافي "القائد" عن رأيه الشخصي بالعدو الاسرائيلي، فأجاب: "الاسرائيليون مدربون تدريباً جيداً وأقوياء. انهم يحاربون بثبات ويدافعون عن أرضهم وشعبهم. أنا أحترمهم كأعداء. هؤلاء يعملون بأيديهم ويقاتلون لأجل أنفسهم ويولون اهتماماً بشعبهم، هؤلاء أفضل من السعوديين".

لاقى اللقاء انتقدات واسعة من جانب الصحافيين الأجانب، ومنهم مراسل راديو "أن بي أر" الصحافي ستيف انسكيب الذي قابل الضابط اكسوم وأعتبر خلال حديثه أن "هذه المجموعة (يقصد عناصر حزب الله) مسؤولة عن مقتل أميركيين وإسرائيليين، وتعهدت بتدمير إسرائيل، أنت وآخرين تسلكون وجهة غير اعتيادية للتعرف على حزب الله".

ويسرد الضابط اكسوم لأنسكيب كيفية ورود فكرة لعبة "البينت بول"، قائلاً: "كنت في حانة في بيروت أدردش مع عدد من الصحافيين الذين كانوا يتذمّرون من عدم قدرتهم على التعرف على "حزب الله" على صعيد غير رسمي، فجاءت فكرة التحدي عن طريق لعبة الـ"بينت بول"، وعلى الصعيد الإنساني رأى أن "الرجال الذين قابلهم يشبهون كثيراً الأميركيين الذين قادهم في ساحة القتال أعمارهم 18 و 19".

وللإطلاع على نص التقرير الحرفي المكون من 5 صفحات باللغة الإنكليزية يرجى الإطلاع على الرابط الأتي:

http://www.vice.com/read/paintballing-with-hezbollah-0000151-v19n3?Contentpage=1

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

تقدّم لوبن حلقة من صعود الأصوليات في العالم

أسعد حيدر/المستقبل

أحدث تقدم اليمين المتطرف في فرنسا هزة قوية فيها، وفي كل أوروبا. الفرنسيون والأوروبيون نسوا بسرعة أن جان ماري لوبن والد مارين لوبن، هزم ليونيل جوسبان وقارع الرئيس جاك شيراك في الدورة الثانية، فكان ان اتحدت كل القوى السياسية الفرنسية بما فيها اليسار لإسقاط الفاشية الزاحفة دفاعاً عن "الجمهورية". فاز شيراك بأغلبية ساحقة لكن اليمين المتطرف حقق إعلانه الشعبي الأول بأنه قوة سياسية لها حضورها على مساحة فرنسا.

لذا فإن صعود اليمين المتطرف في فرنسا اليوم، وحصول مارين لوبن على أصوات حوالى ستة ملايين ونصف مليون ناخب فرنسي، ليس نتيجة صدفة ولا حتى استثناء.

اليسار الفرنسي، غرق في الهزيمة التي لحقت به مع خروج ليونيل جوسبان. أما اليمين الجمهوري، فقد تابع بكل فروعه مساراته السياسية وكان ما حققه لوبن ضربة حظ استثنائية لن تتكرر، وليس إعلان ولادة يجب التعامل معها بجدية، حتى لا يطغى هذا "الوليد" على "العائلة" كلها. الأخطر أن الرئيس نيكولا ساركوزي البارع في استخدام الضد ضد ضده، عمل على تغذية هذا "الوليد ـ الغول" للتعويض على تراجعه في أوساط "اليمين الجمهوري". وقد ذهب المرشح ساركوزي بعيداً في هذه العملية الى درجة تبنيه قضايا تحرّض على العنصرية والتطرف، مثل مسألة "اللحم الحلال"، والحد من الهجرة غير الشرعية، والتشديد على السيادة الوطنية ضمن الاتحاد الأوروبي. في كل هذه القضايا التي طرحها ساركوزي ـ المرشح لا يمكن أن يربح فيها، لأن اليمين المتطرف أقدر على استثمارها وتنميتها.

يبقى أيضاً، أن تخلي ساركوزي عن خط يمين الوسط، دون أن يقدم حلولاً لمواجهة البطالة والتضخم، أدى الى تراكم رصيد اليمين المتطرف من أصوات عمال فرنسا. النتائج أثبتت أن اغلبية كبيرة من العمال اقترعت لمارين لوبن، في حين أن الشباب صوتوا لفرنسوا هولند ما يعني أنهم يأملون بأن يحمل لهم حلولاً لمواجهة المخاوف والقلق اللذين يعانون منه في حين أن شريحة واسعة من النساء، صوتت لساركوزي، ربما اعجاباً بمغامراته النسائية التي كان أبرزها زواجه من عارضة الأزياء المطربة كارلا بروني. المهم، أن "الوليد" الذي غذّاه ونمّاه ساركوزي، أطاح به، وهو يستعد لأن يصبح حزب المعارضة الأولى ضد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولند، اعتماداً منه أن حزب الرئيس UMP "الاتحاد من أجل الجمهورية" سيتفكك ويتحول الى "اتحادات" بحاجة الى الترميم وحتى إعادة التركيب والتأهيل.

صعود اليمين المتطرف في فرنسا له خصوصيته، كما لكل يمين متطرف في أنحاء متفرقة من العالم. لكن هذا لا يمنع من الملاحظة، بأن هذا هو حلقة مهمة من نمو وصعود "الأصوليات" بكل تلاوينها الدينية والسياسية والعرقية والاجتماعية في العالم. ما تشهده دول عربية عاشت وتعيش "الربيع العربي" يؤكد ذلك. ألم تنتج هذه المجتمعات تقدم الأصوليين على مختلف مشاربهم وألوانهم دفعة واحدة وكأنهم هبطوا بالمظلات وليسوا من قلب هذه المجتمعات؟ حتى في إسرائيل التي كانت تباهي العالم بأنها الدولة الأكثر ديموقراطية، إذ باليمين المتطرف يجتاحها أولاً، وإذ بالأصوليين المتدينين يزحفون بقوة في المجتمع الى درجة تثبيت فصل النساء عن الرجال في حالات وأحوال عديدة؟

يمكن كتابة مجلدات عن صعود الأصولية في العالم، خصوصاً بعد انهيار الايديولوجيات وقيام العولمة وما لحقها من كوارث اقتصادية بسبب الأزمات المالية الدولية. لكن في قلب هذه العودة تقوم "فكرة النقاء والصفاء بجميع صورها خصوصاً في وجود عرق متفوق وأعراق متخلّفة. بعض النظريات ترى أيضاً أن الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر ساهمت في عملية الدمج داخل المجتمعات في حين أن الثورة الصناعية الثالثة أقامت التواصل بين العوالم لكنها في الوقت نفسه أدت الى انكفاء الفرد فانقطع الجار عن جاره".

أما في المجتمعات التي تعيش صعود الأصوليات الدينية كما في ليبيا ومصر حالياً فإن السلطات السابقة هي المسؤولة عن هذه الحالة التي تخيف وتقلق أكثر مما تطمئن وتعد بالتغيير وصياغة حلول حقيقية وعميقة لكل المشاكل والأزمات التي تواجه أجيالاً قائمة وأخرى لم تولد بعد.القمع الذي مارسته الأنظمة في مصر وليبيا وسوريا ضد شرائح واسعة من مجتمعاتها صحّرت الحياة السياسية والأخطر أنها دفعت الفرد أولاً وشرائح واسعة من المجتمعات الى الانكفاء، فالانغلاق على نفسها وصولاً الى رفض التمايز والاختلاف. صعود الأصولية لن يتراجع بسهولة. الممارسة هي التي ستعيدها الى حجمها الطبيعي. كلما عجزت هذه الأصوليات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية عن تقديم الحلول لمجتمعاتها تراجعت وخسرت مواقعها. قد تكون الفترة القادمة صعبة جداً خصوصاً إذا رفضت هذه الأصوليات تحديداً في مجتمعاتنا العربية القبول بالمبدأ الأول للديموقراطية وهو التبادل والتناوب في السلطة.

فشل هذه الأصوليات من فرنسا الى مصر في تقديم الحلول وفي ممارسة السلطة ديموقراطياً في وقت تبدو فيها مجتمعاتنا عطشى لها، لا يكفي لتراجعها.الأساس هو في تقدم القوى المدنية لأخذ مواقعها وترجمة اندفاعها وقوتها في أحزاب وقوى لها برامجها وخططها قادرة على التغيير وتلبية طموحات الشباب. من المهم أن تعرف هذه القوى أن "عبور الصحراء" هو "جسر" نحو واحة الديموقراطية، وليس التسليم باستحالة الخروج من "الصحراء" و"التصحّر" السياسي.

 

بعبدا بين "قضاء" قانون الـ60 و"قدَر" الابتعاد عنه

باسمة عطوي/المستقبل

عاد الزخم الى قصر بعبدا مع عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من زيارته لأستراليا، فاتحاً النقاش من جديد حول ملفين أساسيين هما قانون الانتخابات النيابية، وملف الانفاق المالي وإقرار الموازنة العامة اللذين أثارهما قبيل سفره وخلاله، بعد أن باتت أرضية الساحة الداخلية مهيأة لنقاشهما، وبعد أن بات كل الافرقاء على إستعداد لإتخاذ مواقف واضحة من النقاش وتقديم طروحهم الخاصة. ما يمكن تسجيله في هذا الاطار ملاحظتان أولاهما حرص رئيس الجمهورية على عدم إضاعة الوقت في نقاش قانون الانتخاب، حتى لا يجد الجميع أنفسهم أمام قانون الستين، وثانيهما تكرار رفضه لـ"تغطية " الثغرات القانونية التي تحول دون إقرار الـ8900 مليار في مجلس النواب.

بالامس وضع رئيس الجمهورية مجددا قانون الانتخابات النيابية والموازنة العامة في أولويات إهتماماته وإتصالاته، مستندا في طروحه مع المعنيين الى الثوابت التي سبق أن رددها على مسامعهم، وفق ما تقول أوساط بعبدا. في ما يتعلق بقانون الانتخاب، تنقل الاوساط عن رئيس الجمهورية القول "إن الرئيس تمكن من وضع هذا الملف على طاولة النقاش بين الافرقاء اللبنانيين، قبل نحو سنة من حصول الانتخابات وهذا أمر مهم ولم يكن يحصل سابقا، وهذا يترجم ما يريده لجهة تعوّد المؤسسات الدستورية على القيام بدورها بهدوء ورويّة، أما خياره الشخصي في هذا الموضوع فهو معروف، أي أنه من مؤيدي مشروع الوزير مروان شربل، لكن كل الطروح قابلة للنقاش والحوار، ومنها طرح الرئيس نبيه بري".

لكن ماذا لو لم تسفر هذه النقاشات عن اتفاق مشترك حول مبدأ النسبية؟ تجيب الاوساط أنه "في المبدأ، قانون الانتخاب لا يمكن فرضه، بل يجب التوافق عليه، ورئيس الجمهورية حريص على عدم "إستنزاف الوقت في ما يتعلق بقانون الانتخاب ولهذا تجري اتصالاته في هذا الموضوع على نار حامية، وهو متفائل بأن الوقت كاف لإيجاد صيغة توافقية حول مبدأ النسبية والابتعاد "قدر الامكان" عن خيار قانون العام 1960". ماذا عن ملف الانفاق المالي والمقاربة التي سيعتمدها رئيس الجمهورية لمعالجته، تشير الاوساط الى أن "موقف الرئيس سليمان واضح من ملف الـ8900 مليار، وهو لن يوقع على خطأ ارتكبه مجلس الوزراء، انطلاقاً من منهجية تفكيره تجاه دور المؤسسات الدستورية، بمعنى أن الرئيس حريص على تكريس دور كل من مجلسي النواب والوزراء، فإذا كان مجلس الوزراء قد إرتكب خطأ قانونياً، وقام مجلس النواب بتصحيحه، فمن الضروري أن يترك المجال لمؤسسة مهمة هي المجلس النيابي للعب دورها كاملا، وليس قطع الطريق أمامها من خلال إستعمال رئيس الجمهورية صلاحياته". لافتة الى أن "المسألة بالنسبة الى رئيس الجمهورية ليست مسألة صلاحيات، والامر يتعدى ذلك بكثير، فرئيس الجمهورية يريد تكريس مبدأ جديد للعمل المؤسساتي مفاده أنه إذا حصل خطأ ما فلنبادر الى تصحيحه وليس الى تغطيته". لا تنفي الاوساط "إستياء" رئيس الجمهورية من الفراغات الادارية الحاصلة في كافة الوزارات ومؤسسات الدولة، ومنها وزارة الخارجية، حيث إشتكى المغتربون لرئيس الجمهورية أثناء زياره أستراليا، من العوائق الادارية التي تواجههم نتيجة الفراغ في التعيينات الدبلوماسية، وقد جدد أمام وزير الخارجية عدنان منصور ضرورة العمل لملء هذه الفراغات، وقد وافقه الوزير على ذلك".

في نتائج زيارته لأستراليا تقول الاوساط "إن زيارة رئيس الجمهورية لأستراليا جمعت اللبنانيين المغتربين من الاطياف السياسية كافة تحت راية الدولة، فقد عبّروا خلال اللقاءات عن لهفتهم الى لبنان وتشوقهم لعودة الدولة اللبنانية، وقد كان لخطاب الرئيس طنين في آذانهم، إذ طالبهم بأن لا تكون عودتهم للبنان جغرافية بل وطنية، أي الالتصاق بالهوية اللبنانية وثوابتها وتربية أبنائهم على الانتماء إليها. ومن المفاجآت التي أثلجت صدرالرئيس سليمان هي قيام المغتربين اللبنانيين بالدخول كأعضاء في غرف التجارة والصناعة الاسترالية، والتي سبق أن دعاهم للإشتراك فيها خلال زيارة وفود من رجال الاعمال اللبنانيين في أستراليا الى لبنان ولقائهم به، وهذا ما سيعزز التواصل الاقتصادي والتجاري بين لبنان وأستراليا. كما لمس رئيس الجمهورية مكانة المغتربين اللبنانيين في أستراليا لدى السلطات الاسترالية وإحترامهم قوانينها".

وفي إطار نشاط بعبدا لهذا الاسبوع أيضاً، تنعقد جلسة لمجلس الوزراء، تبحث جدول أعمال عادياً، تغيب عنها التعيينات باستثناء تعيين رئيس مجلس إدارة المناقصات في مجلس الخدمة المدنية، ومن المتوقع أن يُطرح ملف الانتخابات على هامش الجلسة، كما يستعد رئيس الجمهورية، لاستقبال الرئيس النمساوي هاينز فيشر الذي يصِل إلى بيروت بعد غدٍ الخميس تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية وهي الزيارة الأولى له للبنان. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس النمساوي خلال زيارته التي تستمر يومين مختلف الأطياف اللبنانية للوقوف على حيثيات الوضع في لبنان والمنطقة. وسيزور الجنوب ليتفقّد وحدة بلاده العاملة في إطار القوات الدولية المعززة.

 

خلدون الشريفلـ"المستقبل": لا حكومة تكنوقراط والانتخابات زلمة ميقاتي النيابية في مواعيدها

حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

استبعد السياسي الشمالي المقرب من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلدون الشريف قيام حكومة حيادية او حكومة تكنوقراط لأنها "لا تعزز الاجماع اللبناني"، وأدرج المطالبة بها في اطار "التفخيخ والالهاء" الذي "لن يجد أرضية للتنفيذ".

وأكد في حديث الى "المستقبل" أمس، أن حكومة الرئيس ميقاتي "ستجري الانتخابات حتماً" اذا بقيت حتى موعدها منتصف العام المقبل، معربا عن خشيته من ادخالها "في حال من الالهاء والتعطيل يحول دون اكمالها الملفات المطروحة على الطاولة مثل الموازنة والتعيينات وقانون الانتخاب".

وهنا نص الحوار:

[ هل عرض الرئيس فؤاد السنيورة على الرئيس ميقاتي حكومة حيادية رفضها؟

ـ صحيح ان فكرة حكومة تكنوقراط تروق مبدئياً للرئيس ميقاتي، لكن إمكان تشكيلها غير وارد راهناً خصوصا بعد تجديد الثقة بها بـ63 صوتاً. لقد تجدد شبابها وصارت الاطاحة بها بعيدة المنال. هذه الفكرة طرحت اصلا في البدايات منذ اليوم الاول للتكليف. فكرة حكومة التكنوقراط تحتاج، كما أي حكومة، الى تأمين غالبية نيابية لأن الفكرة ليست مهمة بقدر التسويق لها. كل فكرة تطرح على سبيل المناقشة مشروعة، والمناقشة السياسية في لبنان فعل دينامي يعني طرح أفكار جديدة يوميا، بعضها من اجل التفخيخ، والبعض الآخر من اجل الالهاء، والبعض الثالث من اجل تدوير الزوايا. كل ما يتعلق بالتفخيخ والالهاء لن يجد أرضية للتنفيذ. اما اذا كانت هناك افكار تؤدي الى تعزيز الاجماع اللبناني فمرحب بها.

[ هل عززت الاصوات الـ63 في البرلمان الاجماع اللبناني؟

ـ ان هذه الحكومة قائمة.

[ تعني ان حكومة التكنوقراط لا تعزز الاجماع اللبناني؟

ـ صحيح.

[ ولكن، عودة الى السؤال الاساسي، هل طرح الرئيس السنيورة على الرئيس ميقاتي حكومة حيادية رفضها؟

ـ لا اعرف بالتفاصيل ولا اهتم بها بقدر ما تهمني الفكرة وقابليتها للحياة.

[ ان السؤال محدد عن احتمال لقاء بين الرئيسين السنيورة وميقاتي؟

ـ الدكتور (سمير) جعجع يسوق فكرة حكومة التكنوقراط منذ أكثر من شهرين. ومؤخرا قال (مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق) محمد شطح ان لا حل الا بحكومة تكنوقراط تواكب الانتخابات. وطرح هذه الفكرة من جعجع وشطح يعني ان السنيورة يتبنى فكرة الحكومة الحيادية، التي أثارها مباشرة في مجلس النواب الاسبوع الماضي.

[ هل رفض الرئيس ميقاتي لمثل هذه الحكومة مبدئي او نهائي؟

ـ كل فكرة جديدة تزيد من الاجماع اللبناني مرحب بها. لذا، يجب ان يوافق الافرقاء السياسيون المشاركون في الحكومة اليوم على تشكيل حكومة تكنوقراط يضاف اليهم الفريق المعارض.

[ لماذا رفض الحكومة الحيادية مسبقاً؟

ـ لا احد يتمسك بأفكار مسبقة. الخوف هو من ادخال الحكومة الراهنة في حال من الالهاء والتعطيل من اجل البحث عن افكار جديدة، فيتحول هذا الالهاء قاعدة مما يحول دون ان تكمل الحكومة تقدمها في اي من الملفات على الطاولة، مثل الموازنة، والتعيينات وقانون الانتخاب.

[ هل هذه الملفات مطروحة بالتسلسل كما ذكرتها؟

ـ نعم.

[ هل تتحمل هذه الحكومة مسؤولية عدم اجراء الانتخابات النيابية في العام 2013؟

ـ ابداً. اذا بقيت هذه الحكومة الى ذاك الحين، فانها ستجري الانتخابات حتماً.

[ ان فريق 8 آذار هو أول من طرح احتمال عدم اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها؟

ـ ليس صحيحاً ذلك. فالرئيس (نبيه) بري يقول بالانتخابات، ورئيسا الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة والفريق المعارض كلهم يريدون الانتخابات.

[ لم أسألكم عن "الوسطيين" انما عن 8 آذار؟

ـ هناك حكم مسؤول عن الانتخابات. ان المسؤول عن هذا الاستحقاق هو الحكم.

[ ولكن قوى 8 آذار ربطت احتمال عدم اجراء الانتخابات بالوضع الاقليمي المتفجر؟

ـ أذكّر هنا بأن الظرف الأصعب الذي مرّ على لبنان هو لحظة اغتيال الرئيس (الشهيد) رفيق الحريري في العام 2005. وبالرغم من الحدث الجلل الذي أدى الى تحول في المشهد السياسي اللبناني برمته جرت الانتخابات بعد أشهر قليلة لا تتعدى الاربعة. وبالتالي ليس هناك أي مبرر حتى لا تجرى في صيف 2013.

[ في المقابل، ربط "تيار المستقبل" عدم اجراء الانتخابات باعتماد النسبية، في وقت ربطها حزب "القوات اللبنانية" والنائب مروان حمادة بالسلاح؟

ـ من البديهي ان الكل يسعى الى استصدار قانون للانتخاب يخدم مصالحه الانتخابية. نحن في مرحلة رفع السقوف راهناً. كل فريق يسوّق لرأيه: واحد يؤكد ان لا انتخابات بلا نسبية، وثان يقول ان لا نسبية بوجود السلاح. هل هذا يعني ان الاول سيحصل على النسبية في الانتخابات أو ان الثاني سيحصل على السلاح في مقابل النسبية؟. أضع هذا الكلام تحت اطار رفع السقوف، ولكنني اعتقد جازماً ان الانتخابات ستجرى في مواعيدها الدستورية، وليس هناك أي مبرر لعدم اجرائها وحتى الكلام تلميحا وتصريحا عن امكان ذلك. وفي ظل تحول العالم العربي الى مزيد من الديموقراطيات والى الذهاب نحو الانتخابات، لا يمكن للبنان الذي كان منبراً في هذا العالم العربي، الا ان يحترم ارادة الناس والمواعيد الدستورية.

[ ما الوضع الراهن للحكومة وهل ستتوقف هجمات حلفائها من الداخل، لاسيما من الجانب العوني، بعد جلسات المناقشة الاسبوع الماضي؟

ـ التباين داخل الحكومة موجود حول ملفات محددة. هذه التباينات طبيعية ولكن الحكومة محكومة بالتوجه الى الانتاج، وتالياً نحو خفض هذه التباينات للوصول الى نقاط مشتركة تزيد كثيرا عن نقاط الخلاف.

[ متى برأيكم يحل مشروع قانون الموازنة في المجلس، واليوم بتنا على قاب قوسين من شهر ايار؟

ـ لا بد من ان يجترح رئيس الحكومة حلاً لموضوع الموازنة لعدم وقف عجلة البلاد. اكيد ان الموظفين سيتقاضون اجورهم وان الدولة ستستمر في دفع مستحقاتها. ننتظر المخرج الذي سيجترح لاقرار الموازنة.

[ لماذا وضعتم قانون الانتخاب في آخر مطاف انجازات هذه الحكومة؟

ـ لأن الموازنة تعني صرف المال بالنسبة الى الدولة. والتعيينات من الاولويات بسبب حجم الفراغ في وزارة الخارجية والقضاء وسائر الادارات العامة، انما يمكن ان يترافق انجاز هذه الاستحقاقات كلها في آن.

 

معلمة من حمص: ما فعله النظام لم ترتكبه إسرائيل ولا النازية

المستقبل/قبل أربعين يوماً، ومع بروز مؤشرات حصار حمص على أثر استقدام أرتال الدبابات والمدرعات الى محيطها، أدرك ربيع جنيد، إبن حي باب الدريب، أن الخطر يداهم مدينته، وساورته الظنون بأن هذا الخطر لن يبقى في حدود قصف المدينة وأحيائها عن بعد واستهداف المنازل المأهولة. استشعر أن المجارز التي ارتكبها نظام حافظ الأسد في حماه قبل ثلاثين عاماً، ستتكرر وبصورة أبشع في حمص على يد جيش بشار الأسد وشبيحته وأجهزة مخابراته. فما كان منه إلا أن شدّ أزره واصطحب زوجته وأولاده الثلاثة قاصداً لبنان الذي كان يعمل فيه قبل سنوات، طلباً للأمن. ولم يمرّ أسبوع واحد حتى لحق به شقيقه محمود وزوجته وأولاده الأربعة.

لم يكن ربيع يتصوّر يوماً أن الظروف ستدفعه الى ترك بيته الواسع وأهله وأقاربه وأبناء حيّه وجنى عمره، ويضطر الى الانتقال للعيش في قبو صغير مع شقيقه وأسرتيهما في بلدة مراح العليق في جبل أكروم شمال لبنان. لم يعد ثمّة شيء يعوّض على هذه العائلة السورية ما فقدته من ممتلكات ومصدر للعيش وهجرة عن الوطن، إلا الشعور بالأمن والنجاة بالنفس والأولاد الذين قد يكونوا عرضة للقتل وضحايا مجازر النظام السوري، كما هو حال أطفال حمص الذين لم يكن بمقدورهم أن يغادروا كسواهم واضطرتهم ظروفهم الإنسانية الى البقاء ليكونوا وقوداً لمحرقة الأسد الذي قرر تأديب شعبه على طريقته المعهودة، قتلاً وتنكيلاً واغتصاباً. يتحاشى المواطن السوري الحديث كثيراً عمّا شاهده في بلده خوفاً من انتقام النظام منه ومن أولاده حتى في ملجئهم اللبناني، فهذا النظام "إيدو طايلة وين ما كان وما في شي بيصعب عليه" يقول ربيع. لكن زوجته أم محمد تأخذ المبادرة لتقول "نعيش عائلتين في غرفة واحدة، لكن هذا أفضل بكثير من البقاء تحت رحمة قذائف بشار الأسد. القذائف كانت تنزل على البيوت مثل المطر، وحي باب الدريب شبه مدمر. لقد اعتمد الأمن السوري والشبيحة خططاً تقوم على مداهمة الأحياء وتخويف أهلها بأنها ستتعرض للقصف والتدمير. وعندما يرحل الناس يسارعون الى احتلال المنازل ونهبها ومن ثمّ إحراقها حتى لا يتمكن السكان من العودة اليها. ما فعله النظام السوري بنا لم ترتكبه إسرائيل ولا النازية".

لا تتوقف أم محمد عن شكر الله "لأن أحداً من عائلتي وعائلة زوجي لم يبق في حمص (تقول)، منهم من هرب الى الشام ومنهم الى حلب والأكثر الى لبنان، سمعنا بفظاعات عن عمليات قتل جماعي وذبح الشباب كما النعاج، واغتصاب للنساء. من تمكن من الفرار أخيراً أخبرنا عمّا يشبه أفلام الرعب، القتلى في الشوارع والجثث مكدسة في الطرق ومقطعة وبعضها محروق ومتفحم، ما يدل على قتل انتقامي وعمليات تشفّي".

وتؤكد أم محمد التي تعمل مدرّسة في مرحلة التعليم المتوسط، أن "العودة الى سوريا قبل سقوط النظام، غير واردة. بشار الأسد يريد الحرب الأهلية ويهيئ الظروف لها، بدليل القتل الطائفي والمذهبي في المناطق المختلطة. الظاهر أن العالم كلّه غير متأثر بما يحصل للشعب السوري، وكل مرّة يعطون فرصة جديدة لبشار الأسد من أجل أن يستكمل القتل، لا نتصور هذا الصمت العربي والعالمي على هذه الجرائم". أما محمود جنيد فآثر الصمت كما حال شقيقه، لكن كريمته بيان، إبنة الـ17 ربيعاً، كانت أكثر جرأة، وسارعت الى القول: "لم نعد نأمن العيش في سوريا، لقد تحولت حمص الى مدينة أشباح. الناس محاصرون ولا يعرفون ما سيحصل لهم. المشهد الحقيقي على الأرض ومناظر الدمار أفظع بكثير مما تعرضه التلفزيونات". وتضيف "قبل أن نتمكّن من الفرار انقطعت المواد الغذائية من حمص، وكانت العائلات تساعد بعضها البعض. أصحاب بعض محال السمانة فتحوها ووزعوا ما فيها من مواد. عندما عرف الشبيحة بذلك خلعوا المحال الأخرى ونهبوها ثم أحرقوها، لكي لا تصل بضاعتها للناس".

تعترف بيان بأنها تشعر بالأمان في لبنان، وسرعان ما تستدرك "لكن الأحداث على الحدود القريبة تخيفنا". وتسأل "معقول يوصلوا (الجيش السوري) لهون ويدخلوا على بيوت اللبنانيي؟ صراحة، نحن خايفين كتير إنو يصير هالشي".وعندما سئلت كيف يعيشون ومن أين يؤمنون قوتهم، أجابت أم محمد "زوجي يعمل مع معلّم جفصين لبناني ويتقاضى 25 ألف ليرة (لبنانية) يومياً. وسلفي يعمل دهان أيضاً بأجر يومي مماثل. كنا، في أول كل شهر، نتلقى مساعدات من مؤسسة تابعة للدولة اللبنانية، لكن هذا الشهر لم يصلنا شيء. سمعنا أن الجيش اللبناني منعها من الوصول الى هذه المنطقة".

وعن كيفية تعامل اللبنانيين معهم، تقول أم محمد "الجماعة اللي نحن عندهن كويسين، وما بياخدوا منا أجار المنزل، ولبنان بلد جميل وشعبو طيب، لكن السيئة الوحيدة فيه هو الغلاء الفاحش".

 

واشنطن تعلن عقوبات على دمشق وطهران.. تشمل مدير الاستخبارات السوري والحرس الثوري

أوباما يتعهد بمعاقبة خروقات حقوق الإنسان «الإلكترونية» ومواصلة الضغط على نظام الأسد

الرئيس الأميركي ومعه الأميركي - اليهودي الحائز جائزة «نوبل» إيلي وايزل، في دقيقة صمت بمتحف «المحرقة اليهودية» في واشنطن، أمس، قبل إلقاء أوباما خطابا عن الحريات (إ.ب.أ)

 واشنطن: محمد علي صالح وهبة القدسي /الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في البلدين. جاء ذلك متزامنا مع إعلان أوباما العمل على استهداف أي طرف تعتبره الولايات المتحدة منتهكا لحقوق الإنسان ومستخدما التكنولوجيا الحديثة في تلك الانتهاكات.

وبالإضافة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي وقمع حكومتها لشعبها، والعقوبات المفروضة على سوريا بسبب قمع نظام الرئيس بشار الأسد لشعبه، أعلن أوباما أمس عقوبات على الشركات والأفراد الذين يمدون الحكومتين بالتكنولوجيا التي تساعدهما على قمع شعبيهما أو يشتركون في ذلك.

ومن بين الذين شملتهم العقوبات الجديدة علي المملوك مدير الاستخبارات المركزية السورية، ودائرة الاستخبارات المركزية السورية نفسها، وشركة «سيرياتيل» السورية لخدمات الهاتف الجوال، والحرس الثوري الإيراني، ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، والقوات الأمنية الإيرانية، وشركة «داتاك» الإيرانية لخدمات الهاتف.

وحسب الأمر التنفيذي، تجمد الحكومة الأميركية ممتلكات وأرصدة الذين يساعدون الحكومتين السورية والإيرانية على وضع عراقيل إلكترونية أمام الأفراد والمنظمات الشعبية التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية في البلدين. وكان أوباما وقع يوم السبت على أمر تنفيذي حول هذا الموضوع، وأعلن الأمر أمس في خطاب ألقاه في متحف «هولوكوست» اليهودي في واشنطن. وكان من اللافت أن أوباما اختار زيارته إلى المتحف الذي يخلد ذكرى محرقة اليهود للإعلان عن هذه الإجراءات الجديدة.

وفي خطابه، أشاد أوباما بـ«الربيع العربي». وأشار إلى استخدام المعارضين للأنظمة الديكتاتورية أجهزة ووسائل إلكترونية حديثة، مثل «تويتر» و«فيس بوك». ولكنه لفت إلى أن «نفس الأنظمة الإلكترونية الحديثة استعملت لعرقلة الوصول إلى هذه الحرية»، ولهذا تعتبر المنظمات والشركات والأفراد التي توفر هذه العراقيل الإلكترونية مخالفة للقوانين الأميركية.

وفي خطابه بمتحف «هولوكوست»، قال أوباما إن «العالم يجب ألا يسمح أبدا بأي مجنون يخرق حقوق الإنسان، ويرتكب الفظائع والإبادة والقتل الجماعي». وأضاف أن معارضة مثل هذه الأعمال الوحشية هي في صميم المبادئ الأميركية، وأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتراجع عن تنفيذ هذه الالتزامات. ودافع أوباما عن السياسات الأميركية في الماضي لمواجهة المذابح والإبادة وجرائم الحرب. وقال: «لقد أنقذنا عددا لا يحصى من الناس». وأضاف: «ليست السيادة الوطنية رخصة لذبح الشعوب على أيدي حكامهم».

وكان إيلي ويزيل، من أحياء المحرقة، والحاصل على جائزة «نوبل»، قدم أوباما لإلقاء خطابه، وشن هجوما عنيفا على إيران وسوريا. وتساءل عن سبب استمرار الرئيس السوري الأسد في الحكم، ووصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه «الأول في العالم في إنكار المحرقة».

وفي خطابه، علق أوباما على تصريح ويزيل عن سوريا، وقال: «بينما نحاول أن نعمل كل ما نقدر عليه، لا نقدر أن نسيطر على كل الأحداث. ونحن نحاول في سوريا، علينا أن نتذكر أنه رغم كل الدبابات، وكل القناصين، وكل التعذيب، لا يزال السوريون يتحدون في الشوارع. ولا يزالون يريدون نقل مطالبهم ليسمعها العالم. وهم لم يستسلموا، ولهذا نحن لن نستسلم».

ووعد أوباما بـ«مواصلة الضغط» على الرئيس السوري بشار الأسد، وبعزل نظامه أكثر، وبفرض مزيد من العقوبات، والتعاون مع «أصدقاء سوريا».

وقال إن العقوبات الجديدة التي فرضها على سوريا وإيران هي خطوة أخرى «نحو اليوم الذي متأكدون من أنه آت، وهو يوم نهاية نظام الأسد الذي يذبح الشعب السوري».

وقال مصدر بالبيت الأبيض في بيان إن «هذه الأداة الجديدة من العقوبات تسمح لنا بمعاقبة ليس فقط الحكومات القمعية بل المؤسسات التي تسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المستخدمة لقمع (الشعوب)، والمرتزقة الذين ينتجون أو يشغلون أنظمة تستخدم في المراقبة واقتفاء الآثار واستهداف أشخاص بغرض قتلهم وتعذيبهم أو ارتكاب غير ذلك من الانتهاكات».

وأضاف المصدر نفسه أن أوباما وقع الأحد مرسوما «يجيز عقوبات ويحظر إصدار تأشيرات (أميركية) بحق الذين يرتكبون أو يسهلون الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بواسطة تكنولوجيا الإعلام المرتبطة بالفظائع التي يمارسها النظامان السوري والإيراني».

وقالت سمانثا باورز، مستشارة أوباما لحقوق الإنسان ومديرة «مجلس منع المجازر» لدى البيت الأبيض، لصحيفة «واشنطن بوست»: «هذه سياسة لم يسبق له مثيل من رئيس أميركي. إنها استراتيجية شاملة، وترسل رسالة واضحة مفادها أننا ملتزمون بمكافحة خروقات حقوق الإنسان الوحشية، والتي تواجه تهديدا قديما بأساليب إلكترونية حديثة، بعد أن صار هذا التهديد القديم نفسه يستغل التكنولوجيا الحديثة».

وقال البيت الأبيض في بيان أصدره أمس إن أوباما أنشأ في أغسطس (آب) الماضي «مجلس منع المجازر» وكلف المجلس باتخاذ خطوات لتعزيز قدرة الحكومة الأميركية على التنبؤ والرد على حملات الإبادة والفظائع الجماعية. ويضم المجلس ممثلين من وزارات الخارجية والدفاع والخزانة والعدل والأمن الداخلي وهيئة الأركان المشتركة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني، وتم تعيين كل منهم في منصب مساعد الأمين ويجتمع المجلس شهريا للإشراف على وضع وتنفيذ سياسة منع الفظائع والرد عليها والتعامل مع الحالات الطارئة عند حدوثها.

ويقدم رئيس المجلس تقريرا واستعراضا لأعمال المجلس سنويا للرئيس الأميركي وبعد ستة أشهر من عمل المجلس سيقوم الرئيس بالتشاور مع المجلس بإعداد مشروع لائحة تنفيذية ووضع هيكل للوظائف والأولويات وأهداف المجلس وتعزيز قدرات المجلس على الاستجابة للأعمال الوحشية والفظائع.

وقال البيت الأبيض إن استراتيجية الرئيس أوباما لمنع الفظائع تشكل محورا رئيسيا من سياسته الخارجية، وعدد البيت الأبيض المواقف التي اتخذتها إدارة أوباما لحماية المدنيين، ومنها الضغط الدولي على القذافي وفرض حظر على الأسلحة وفرض منطقة حظر جوي وقيادة جهود دولية عسكرية لحماية المدنيين في ليبيا، إضافة إلى جهود للضغط على نظام الأسد وفرض العقوبات الواسعة، ودعم المعارضة ودعم الجهود لتقديم مرتكبي الفظائع إلى العدالة ومساندة قرارات مجلس الأمن الدولي. ومن اللافت أن الإعلان عن إنجازات هذا المجلس جاء في يوم انتقدت فيه إدارة أوباما النظام السوري، ولكن لم تتعهد بعد بالتدخل المباشر لمنع المجازر فيه.

العقوبات الجديدة ضد جهات سورية وإيرانية

* علي مملكوك مدير مديرية الاستخبارات السورية العامة

* مديرية الاستخبارات السورية العامة

* شركة «سيرياتيل» للاتصالات السورية

* وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية

* الحرس الثوري الإيراني

* قوات تطبيق القانون للجمهورية الإسلامية الإيرانية

* شركة «داتاك» للاتصالات الإيرانية

 

هاجم أردوغان.. وسافر إلى إيران!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

العنوان أعلاه هو ملخص قصة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي الذي يتهم تركيا بالعدائية وإذكاء الطائفية، بينما الحقائق تقول إن العراق الآن، وفي ظل حكومته الحالية، بات أحد مصادر إثارة الطائفية بالمنطقة، ونتيجة ذلك نجد أن المالكي نفسه اليوم بات بلا حلفاء في العراق نفسه، كما أنه بلا علاقات طبيعية مع محيطه العربي.

فعراقيا نجد أن المالكي على خلاف عميق مع السنة، فهو يريد سجن نائبه طارق الهاشمي، ومصطدم مع الأكراد، وكذلك مع الصدريين إيرانيي الهوى، وحتى مع الحكيم، والخلاف عميق مع الكتلة العراقية بقيادة الدكتور إياد علاوي، فما الذي تبقى إذن للسيد المالكي بعد كل ذلك؟ بل كيف يمكن لرئيس الوزراء العراقي أن يحكم ويدير دفة الأمور في بلاده وهو على خلاف مع كل القوى السياسية المؤثرة؟ أما عربيا وإقليميا، فليس لدى المالكي أي علاقات طبيعية مع دول المنطقة العربية المؤثرة أو الدول الإقليمية، باستثناء إيران، فالمالكي نفسه هاجم السعودية، وبلغة لا تليق بدبلوماسي وليس رئيس وزراء، والأمر نفسه فعله مع قطر، والآن مع تركيا! وهذا ليس كل شيء بالطبع، فالمالكي هو من قال: «لن يسقط الأسد.. ولماذا يسقط؟»، رغم كل ما يفعله طاغية دمشق البعثي بالشعب السوري، بل إن العراق هو من يقوم بخلق ممرات مساعدة لنظام الأسد حيث تنقل الأسلحة، والأموال، وتهريب البترول، فما الذي تبقى بعد كل ذلك؟ بل كيف يقول المالكي إن تركيا دولة عدائية، وتذكي الطائفية في العراق، بينما تشن طهران هجوما على السيد مسعود بارزاني، عشية زيارة المالكي لإيران، كما تتهم طهران الهاشمي بأنه يريد استعادة حكم السنة في العراق وبدعم من السعودية؟

لذا فإن الواضح اليوم هو أن المالكي لا يحاول أن يكون صدام حسين الجديد، بل إنه يأخذ دور الأسد في المنطقة، وهذا ما أشرنا إليه قبل أشهر كثيرة من أن العراق سيكون بديلا لسوريا. ومن هنا نجد أن المالكي هاجم رئيس الوزراء التركي وسافر فورا إلى إيران، حيث إن الثورة السورية شكلت ضربة حقيقية لسياسات طهران في المنطقة، وسقوط الأسد، أو حصاره الحالي من قبل الشعب السوري، يمثل هزة حقيقية للسياسة الخارجية الإيرانية، مما يجعل طهران تشرع بالبحث فورا عن بديل للأسد بالمنطقة، دولة وقيادة، على أن يساهم هذا البديل في تقديم الدعم للأسد من أجل الصمود لفترة أطول. وفي حال سقط الطاغية، فإن البديل، أي العراق، سيعمل لضمان عدم قطع خطوط الإمداد عن حلفاء إيران بالمنطقة، من حزب الله، والحوثيين، وغيرهم، وبالطبع محاصرة دول الخليج العربي، وتطويق سوريا ما بعد الأسد.

وتكمن أهمية العراق في أنه مختلف تماما عن سوريا، حيث لدى بغداد اكتفاء مالي، ومصادر متنوعة، والأهم من كل ذلك بالنسبة لإيران أن في العراق طائفيين مستعدين للعمل مع إيران حتى ولو على حساب شيعة العراق، ومن هنا يتضح أن التصعيد ضد السعودية وتركيا، تحديدا، والدفاع عن الأسد، معناه أن الحكومة العراقية تعيد تموضعها أكثر لتكون تابعة لطهران، بحثا عن الدعم الإيراني لها بالداخل والخارج، على حد سواء.

 

وزارة النفط الإيرانية تتعرض لهجوم معلوماتي.. وتشكل «خلية أزمة» لصده

«الفيروس الإلكتروني» محا معلومات خاصة

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»

تعرضت وزارة النفط الإيرانية أول من أمس لهجوم معلوماتي نشر فيروسا دمر الملفات المخزنة في أجهزة الكومبيوتر، ما حمل السلطات على فصل المحطة النفطية الرئيسية عن شبكة الإنترنت وإنشاء خلية أزمة لصده. وقالت مصادر بصناعة النفط الإيرانية أمس إن السلطات الإيرانية تحقق فيما قد يكون هجوما إلكترونيا على مرفأ تصدير النفط الرئيسي بالبلاد، وعلى وزارة النفط نفسها. وقال مصدر بشركة النفط الوطنية الإيرانية إنه تم اكتشاف فيروس بأنظمة التحكم في جزيرة خارج، التي تمر عن طريقها معظم صادرات الخام الإيرانية، لكن المرفأ ما زال يعمل. ووقع هجوم الفيروس في وقت متأخر أول من أمس الأحد، ومن المرجح أن تنعقد مقارنات بينه وبين فيروس «ستكسنت» الذي قالت تقارير إنه استهدف منشآت نووية إيرانية في 2009-2010. وأفادت وكالة أنباء «مهر» بأن المحطة الرئيسية الواقعة في جزيرة خارج في الخليج فصلت عن شبكة الإنترنت منذ الأحد، شأنها شأن منشآت أخرى في البلاد. وبحسب الشركة الوطنية للمنشآت النفطية فإن 90 في المائة من الصادرات النفطية الإيرانية تنقل عبر محطة خارج. وأضافت الوكالة أن هذه العملية «لم تسبب أي مشكلة» للإنتاج والصادرات النفطية. ولم تذكر الوكالة المصادر ولم تؤكد أي وسيلة إعلام إيرانية رسمية هذه المعلومات. ومنذ الأحد تعرضت مواقع رسمية عدة في الوزارة وشركة النفط الوطنية «إن آي أو سي» لهذا الهجوم، بحسب وكالة «مهر» ووكالات أنباء أخرى، منها «فارس» ووكالة الأنباء الطلابية. وتعطل الموقع الرسمي لوزارة النفط الإيرانية لساعات عدة، إلا أنه استأنف العمل بعد ظهر أمس، خلافا لموقع شركة النفط الوطنية. وأفادت وكالة «إيسنا» بأنه تم تحديد الفيروس على أنه من نوع «فايبر» المصمم لتدمير الملفات وإحداث أضرار في الأقراص الصلبة. غير أن الناطق باسم وزارة النفط، علي رضا نكزاد، أكد لموقع «شانا» المتخصص التابع للوزارة، أن الفيروس تمكن من محو معلومات مخزنة على خوادم رسمية خلافا لمعلومات سابقة.وأوضح: «القول إن أي معلومات لم تمح غير صحيح. وحدها المعلومات المرتبطة ببعض المستخدمين تضررت». وأضافت «مهر»، نقلا عن مسؤول في الدفاع المدني في الوزارة، أن وزارة النفط شكلت «خلية أزمة» لمواجهة هذا الهجوم المعلوماتي وصده. وقد تعرضت إيران منذ سنتين لهجمات معلوماتية عدة نسبها القادة الإيرانيون إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وأتلفت عشرات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر الصناعية في 2010 بفيروس «ستكسنت» المصمم لتدمير المحركات التي تديرها أجهزة الكومبيوتر.واعتبر معظم الخبراء أن «ستكسنت» كان يهدف إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بتدمير محركات أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، لكن طهران أكدت أن برنامجها النووي لم يتضرر، خلافا لما أكده الكثير من الخبراء الغربيين.

 

وزير الخارجية الإيراني «متفائل» إزاء المفاوضات المقبلة حول الملف النووي

جليلي يقول إن نجاح لقاء بغداد يعتمد على «تقييم الغرب الصحيح» لقدرات طهران

تونس - لندن: «الشرق الأوسط»

عبر وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، عن «تفاؤله» إزاء المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني المرتقبة في 23 مايو (أيار) المقبل في بغداد مع الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا. وصرح صالحي، الذي يقوم بزيارة عمل إلى تونس تستغرق يومين، للصحافيين بأن «نتائج اجتماع إسطنبول كانت مرضية، وأنا متفائل إزاء الاجتماع المقبل في بغداد». واستأنفت طهران المباحثات حول نشاطاتها النووية الحساسة في 14 أبريل (نيسان) الحالي في إسطنبول مع المجموعة المعروفة بـ«5+1». وبعد أن كان اجتماع إسطنبول مبنيا على إبداء حسن النية، يفترض أن يعقد الطرفان اجتماعا في بغداد في 23 مايو للدخول في صلب المفاوضات.

وردا على أسئلة حول تهديدات إسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قال صالحي إنها «مخادعة». وصرح صالحي، باللغة العربية، أن «تهديدات إسرائيل بالهجوم على إيران مخادعة، لكن على كل حال نحن نأخذها على محمل الجد، ومستعدون للدفاع عن أنفسنا». وبشأن سوريا قال وزير الخارجية الإيراني إن من الضروري «إعطاء فرصة للنظام السوري»، مؤكدا ضرورة إيجاد «حل بين السوريين». وقال عقب محادثات مع رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، في مؤتمر صحافي مقتضب: «يجب إعطاء فرصة للنظام السوري، إن نظام بشار (الأسد) وعد بإصلاحات وبدأ يطبقها. إننا نأمل أن يتوقف العنف وأن تنجح مبادرة كوفي أنان» (موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا).

وكان من المرتقب أن يلتقي صالحي عصر أمس برئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، وسيتباحث، اليوم، مع وزير التجارة محمد الأمين شخاري، وسيلتقي الرئيس التونسي المنصف المرزوقي. ومن جهته، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي، أمس، أن نجاح اجتماع بغداد مع الدول الكبرى سيتوقف على «تقييم صحيح» من قبل الغربيين لقدرات إيران النووية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن جليلي قوله إن الدول المشاركة في المفاوضات ينبغي أن تدرك أن إيران مصممة «على ترسيخ وتعزيز قدراتها». وأضاف: «نتيجة اجتماع بغداد تتوقف على تقييم صحيح من قبل الغرب للقدرات الوطنية والإقليمية والدولية لإيران». وعلى الرغم من أن وكالة الأنباء الإيرانية لم تشر إلى الأمر، فإن هذه التصريحات قد تدفع إلى الاعتقاد أن إيران تأمل في أن يعترف الغرب بحقها في مواصلة الأوجه الرئيسية لبرنامجها النووي المثير للجدل.

 

الاختراع السياسي الإيراني!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

يستمر النظام الإيراني في إرسال خطابات سياسية ديموجاجية رغم أن العارف ببواطن الأمور يدرك أن «تاجر السجاد الإيراني خير من يلعب لعبة البيع والشراء في الغرف المغلقة وعبر القنوات الخلفية».

سبب فتحي لهذا الملف هو تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مؤخرا بمناسبة عيد الجيش الإيراني. في هذا الخطاب الحماسي ركز الرئيس الإيراني على عدة أمور قدمها للرأي العام على أنها مسلمات غير قابلة للخلاف، بينما هي في حقيقة الأمر قائمة على أخطاء فادحة. الخطأ الأول هو ما قاله نجاد واصفا جيش بلاده بأنه «الجيش الذي لن يقهر أبدا».

وفي حقيقة الأمر، وكما علمنا التاريخ العسكري، فإنه لم يخلق بعد ذلك الجيش الذي لم يهزم مطلقا، كما أن جيوش الدول الخمس العظمى في مجلس الأمن الدولي كلها هزمت في الماضي والحاضر في معارك وحروب، رغم انضمامها للنادي النووي عقب الحرب العالمية الثانية. الخطأ الثاني: قول أحمدي نجاد إن جيش بلاده الأكثر شعبية في العالم، ولست أعرف من أين جاء الرئيس الإيراني بهذه النتيجة التي لا يدعمها بحث أو إحصاء أو تفكير علمي. والذي نعرفه أن الجيش الإيراني لم يكن شعبيا قط حينما دخل في حرب مريرة مع العراق، ولم يكن شعبيا حينما دعم حربا طائفية في العراق عقب سقوط صدام، ولم يكن شعبيا وهو يدعم الآن نظام الحكم في سوريا. ولم نر البحرية الإيرانية قبالة السواحل الإسرائيلية، ولكن رأيناها عند مضيق هرمز، ولم نجد السلاح الإيراني مع المقاومة الفلسطينية، ولكن وجدناه في أيدي فصائل أفغانية متناحرة. أما الخطأ الثالث في كلمة الرئيس الإيراني فهو يتلخص في أسلوب «الاستعلاء والتهديد والاستكبار» وهو يتحدث عن القوة العسكرية الإيرانية، مهددا بقطع يد من تسول له نفسه تهديد بلاده. ولم يتحدث نجاد عن إمكانية أي مصالحة مع الإمارات حول وضعية الجزر المتنازع عليها، بل زاد الطين بلة زيارة نجاد لإحدى هذه الجزر يوم 11 أبريل (نيسان) الجاري في أكبر خطوة استفزازية ضد المشاعر الإماراتية والعربية. لست أعرف هل هذا الأسلوب الإيراني هو أسلوب جديد في علم التفاوض يقوم على مبدأ «الرعب والتخويف قبيل التوصل إلى تسوية»، أم نحن أمام نظرية تقليدية من نظريات الإصرار على هدم المعبد على رؤوس الجميع. لست أعرف على أي أوراق بالضبط يراهن التشدد الإيراني.. هل على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، أم يراهن على سوء السمعة الدولية، أم تدهور حال الحليف الأكبر في دمشق، أم على سوء الأداء الاقتصادي الداخلي، أم على الخلاف السياسي الطاحن بين المرشد الأعلى والرئيس؟!

 

برهان غليون: الإيرانيون يعتقدون أن المعركة في دمشق معركتهم

المجلس الوطني السوري يعتزم فتح مكتب رسمي له في مصر

 وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو خلال لقائه برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وعضو المجلس بسمة قضماني في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

 القاهرة: محمد عبد الرازق/الشرق الأوسط

أعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عزمه فتح مكتب رسمي للمجلس في مصر، رغم عدم اعتراف مصر بالمجلس حتى الآن، وقال غليون عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس، إن «علاقة المجلس الوطني بمصر تعدت مرحلة الاعتراف، ولا تهمنا الشكليات».

وقال غليون، عقب المقابلة التي ضمت عددا من قيادات المجلس من بينهم بسمة قضماني وعبد الباسط سيد وأحمد رمضان، إنه «لولا الدعم الإيراني ولولا الغطاء السياسي الروسي لما جرؤ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ»، موضحا أن الإيرانيين يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد، وهم يدافعون عن مشروع إيران أن تكون سلطة أو قوة إقليمية كبيرة، وسوريا هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة إقليمية كبيرة.

وأضاف غليون أنه لا يعتقد أن قضية الموقف الإيراني هي قناعة عقلية، فهناك وقائع سياسية تفرض نفسها، وأعلن تمنيه أن يضمن الإيرانيون مصالحهم في سوريا المستقبل التي لن تكون أبدا سوريا الأسد، على حد قوله.

وأشاد غليون بموقف مصر الثابت حول دعم قضية الشعب السوري، وأضاف أن الوفد أكد متانة هذه العلاقات واستمرار التعاون الوثيق بين المجلس الوطني والحكومة المصرية كما تم التشاور حول مبادرة كوفي أنان ومبادرة السلام، وكانت الآراء متفقة على دعم هذه المبادرة وإعطائها الفرص حتى تنجح وتستطيع أن نصل لطريق آمن لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية. كما أوضح أنه تمت مناقشة الدور الذي يمكن لمصر أن تلعبه إلى جانب الثورة السورية في العلاقات الدولية وخاصة مع روسيا والصين.

وحول ما الذي يمكن أن يضيفه التفاعل المصري مع الثورة السورية لحل الوضع في سوريا قال غليون «إننا نريد أن يشعر الشعب السوري، الذي يعيش الآن محنة حقيقة، أن مصر أولا وأن العالم العربي يحتضن ثورته وأنه مرجعه.. وأنه إذا فشلت أي خطة فالعالم العربي لن يتركه وحيدا أمام طغيان النظام». وأعتقد أن هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسي وعلى المستوى المعنوي بالنسبة للمجلس الوطني وللشعب السوري. ويعتبر قرار السماح للمجلس الوطني بفتح مكتب رسمي له في القاهرة خطوة مهمة في دعم مصر للمجلس الوطني. ويذكر ان المجلس ليس لديه تمثيلا واسعا ولديه مكتبين فقط، اوله تم افتتاحه بشكل غير رسمي في اسطنبول في 28 ديسمبر (كانون الاول) 2011.

كما تم افتتاح مكتب للمجلس في طرابلس في ليبيا في 16 فبراير (شباط) الماضي.

وحول الدعوة لتوحيد قوى المعارضة في الداخل والخارج، قال غليون إنهم اتفقوا على مشروع المجلس الوطني من أجل الإعداد للقاء تشاوري يجمع جميع ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش إعادة هيكلة المجلس وتوسيعه، بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سوريا.

وحول تقييمه لبعثة المراقبين شدد على أن النظام السوري يراوغ، وبعد خروج المراقبين من المدينة يبدأ في قصفها مجددا ليعاقب السكان ولذلك قررت البعثة أن تبقي مراقبين اثنين في حمص حتى الآن. معربا عن اعتقاده بضرورة عمل البعثة بشكل ديناميكي أكبر وأسرع حتى تستطيع أن تبقى في المدن، ولا ينبغي أن تأتي البعثة ثم تترك المدينة فلا بد أن يبقى دائما مراقبون داخل المدن حتى يشهدوا على عمليات القصف الإجرامي التي تقوم بها السلطة.

وحول ما إذا كان توحيد المعارضة يعني توحيد قيادتها، قال غليون: «كنا عرضنا مشروعا لتوسيع المجلس الوطني وإعادة هيكلته بما يسمح له أن يضم أوسع أطياف المعارضة الأخرى والتنسيق مع الأطراف التي لا تريد لسبب أو لآخر أو ليس لديها رغبة في أن تعمل من داخل المجلس الوطني».

وحول ما إذا كانت هناك مطالب معينة للمجلس من مصر، قال إنه «ليس هناك مطالب، ولكن هناك دعم للثورة السورية والمعارضة السورية وتوحيد المعارضة السورية ودعم لقضية الشعب السوري»، مضيفا أنه ليس هناك خلاف فيما يتعلق بالموقف الحاسم لمصر من النظام الراهن في سوريا وبالتالي من تأييد ثورة الشعب السوري من أجل الحرية.

وحول الدعوة الموجهة لاجتماع قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج بالقاهرة، أوضح أن اللقاء التشاوري الذي يمكن أن يكون هو نفسه لقاء المعارضة أو مؤتمر المعارضة سيكون في إطار الجامعة العربية بالقاهرة.

وعن موضوع تسليح المعارضة السورية والمخاوف من أن يتسبب في حرب أهلية، قال غليون إنه «لم يتم طرح موضوع التسليح مع وزير الخارجية، كما أنه لم يقم بطرحه ولكن طرح عليه أن من مهام المجلس الوطني اليوم أن يملأ الفراغ الذي تركته السلطة، والحفاظ على أمن المدنيين ووحدة سوريا، والعمل من أجل إغاثة الشعب السوري المنكوب، ووضع القوى المسلحة داخل سوريا تحت إشراف سياسي من جانب المجلس الوطني وتوحيدها تحت قيادة عسكرية، وعدم السماح بوجود ميليشيات متنازعة. وتعد تلك المهام واقعة تحت إطار تحويل المعارضة إلى سلطة بديلة وإعادة بناء سوريا والمؤسسات السورية منذ الآن، وبما يمكننا من الانتقال بشكل سلس ودون أزمات نحو نظام ديمقراطي».

وعن توقعاته بالنسبة للمدى الزمني لسقوط نظام بشار الأسد والمخاوف من انكسار المعارضة السورية، قال غليون إنه من الصعب في هذا الإطار تحديد زمن فيما يخص سقوط بشار الأسد، ولكن من المؤكد أن الشعب السوري سيستمر، وقد ضحى بالكثير في هذه الثورة ولن يتراجع عن أهدافه في إزالة هذا النظام من الوجود، وإسقاطه بكل رموزه مهما حدث حتى لو فقد عشرات الآلف من أبنائه.. كذا إقامة دولة ديمقراطية وحكومة تكميلية تضم كافة أطياف الشعب السوري.

من جانبه، أكد محمد عمرو وزير الخارجية أن تطورات الأزمة السورية قد أثبتت أن ما طرحته مصر من أفكار منذ بداية الأزمة كان وما زال الرؤية الوحيدة القابلة للتطبيق، حيث أن كل ما جرى طرحه من مواقف لاحقة لم يخرج في جوهره عن الطرح المصري لسبل حل الأزمة. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير أوضح أن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس (آب) الماضي، تمثلت في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات، مشيرا إلى ضرورة تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة.

كما أكد وزير الخارجية على حتمية قيام المعارضة السورية بتوحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجي بشأن مستقبل سوريا، مشيرا إلى أن هذا في حد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب السوري، كما شدد على ضرورة دعم عمل كوفي أنان ونشر المراقبين في سوريا للمعاونة في وقف العنف وإراقة الدماء.