المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اخبار 30 نيسان/2012

 

سفر الحكمة 01/01-11/حب العدل

يا حكام الأرض، أحبوا العدل، وركزوا عقولكم على الله بإخلاص وصدق، والتمسوه بقلب سليم ونقي. الله يُظهر ذاته للذين لا يجربونه، والأفكار الشريرة تفصلنا عنه الله. في حال كنا من الجهلة وأردنا أن نجرب الله ونختبره فقوته تحقرنا وتخجلنا. إن الحكمة لا تسكن بيوت الماكرين، ولا تحل في أجساد المستعبدين للخطية، كل من هو مقدس يتعلم أن يبتعد عن الماكرين ولا يبقى في أي مكان تطرح فيه الأفكار الغبية والشريرة وهو لا يشعر بالراحة ولا الأمان عندما يحل الظلم. الحكمة روح صديقة للناس ولكنها لا تغفر لأي إنسان يتكلم ضد الله الذي بعرف كل أحاسيسنا وأفكارنا ويسمع كل كلمة نتفوه بها. روح الله تملأ العالم كله وهو يضبط كل شيء بدقة متناهية والروح تعرف كل كلمة نقولها. كل من يتكلم بالسوء على الله يعاقب عاجلاً أم أجلاً. إن نوايا المتذمرين والمبتعدين عن الله تُفحص ويسمعها الله وتحل عليهم كل أنواع العقاب التي يُعاقب بها الأشرار. الله لا يقبل أي تحدي ولأنه يسمع كل كلمة نقولها لا يمكننا أن نختبئ منه ونحن نتذمر. لذلك علينا أن تأكد أننا لا نتذمر ولا ننخرط في أي كلام مؤذي لأنه حتى ما تقوله في السر ستعاقب عليه في حين أن الكذب يدمر النفس.

 

عناوين النشرة

*حزب الله يسرق أراضي المسيحيين في الشوف والبطريرك الراعي متماهي مع السارق.

*الديار": "14 آذار" كيف تنظر الى خطة "حزب الله"/سيمون ابو فاضل/الديار

*الراعي في العشاء التكريمي للجالية اللبنانية في المكسيك: انقسام بلدنا يجعل من تبني شعار "الشركة والمحبة" أولوية لنا/وجود المسيحيين في الشرق يعود الى آلاف السنين ويعطيهم دورا هاما

*الراعي التقى كاردينال غوادالاخارا والجالية: المطلوب من لبنان ان يكون حياديا وغير مرتبط بمحور معين ونتمنى ان يتحقق الربيع العربي بعيدا عن هدر الدماء والعنف

*المطران انطونيو شدراوي: قانون الإنتخاب يجب أن يمثل كل الطوائف من دون استثناء ونرحب بقرار إشراك المغترب في الإنتخابات ولكن نعول على التطبيق

*أين الدولة؟: شبكة اتصالات حزب الله تتمدّد إلى "الصنائع" و"الداون تاون"/الشفاف

*جعجع في عشاء ل "القوات" - مركز سيدني في أوستراليا: انتخابات 2013 مفصلية واتكالنا على الصوت اللبناني في الاغتراب/إذا ربحنا الأكثرية سنتصرف كذلك لصالح قيام دولة قوية فعلية

*بان الوجه الحقيقي للفريق الآخر بعد أكثر من 10 أشهر في الحكم/ممثل رئيس حكومة أوستراليا:التزمتم عن قناعة الحرية والديموقراطية/المسيحية ستبقى قوية وصامدة في أي مكان مر به السيد المسيح

*ميشال عون يعاني مرض انفصام في الشخصية؟

*عون: التجربة لا تشجع على القبول برئيس توافقي مرة أخرى

*عون مغرّداً/عماد موسى

*القمصان السود أصفرّت/احمد عياش/النهار

*حرب: الدوائر الصغرى على اساس نظام اكثري هي الطرح الانسب والانتخابات يجب ان تجرى في موعدها ايا كانت الظروف وايا كان القانون

*مسيرة ليلية في منطقة قبة النصر في مدينة طرابلس، تضامنا "مع الشعب السوري وجيشه الحر

*علوش: يريدون قانون انتخابات مفصلاً على قياس "أصحاب السلاح"/صنعوا صنمًا سموه المقاومة وأرادوا بالتهويل أن يجعلوه إلهًا

*المشنوق: المعارضة ستبذل كل جهد سلمي لاسقاط الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط حيادية/النسبية لا تحقق العدل خصوصًا في المناطق التي ينتشر فيها السلاح

*القوات نجمة تشييع وليّ الدين، حضرت بوفد كبير مثّل رئيسها وضم النائب ستريدا جعجع

*وول ستريت جورنال»: واشنطن تحقق في تعاملات لبنان المصرفية

*سلامة: لا تهريب أموال إلى سوريا ولا تعاطي مع مؤسّسات وأشخاص ممنوع التعاطي معهم

*سليمان رداً على عون: الرئيس التوافقي لا يتسوّل مركز الرئاسة

*قباني: من الطبيعي أن يسير "المستقبل" في منحى تصاعدي في تأييد الثورة السورية

*نائب رئيس بعثة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب ال"يونفيل" ميلوش شتروغر: اليونيفيل تصرفت مع باخرة سلعاتا بما يتفق مع ولايتها ودورها يقتصر على رصد حركة النقل وباقي الإجراءات من صلاحية بحرية لبنان

*باخرة «لطف الله - 2» تباغت بيروت وتحقيقات مع طاقمها لكشف «سرّها»

*لقاء في صور يُدين تفجير مطعم "نوشن بسبب بيعه الخمور

*السنيورة التقى الامين العام للجامعة العربية وقدم لشيخ الازهر نسخة عن وثيقة "المستقبل" الفكرية والسياسية

*السنيورة في معراب

*أنطوان أندراوس لـ"السياسة": ملف النسبية طوي بعد لقاء "الخليلين" بجنبلاط  وسياسة النأي بالنفس لن توصل إلى مكان 

*عضو كتلة "المستقبل" النائب الشمالي خالد زهرمان لـ"المستقبل": لا استقرار.. وإنذارات بانفجار اجتماعي

*الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": وصلنا الى الدَرْك والحلّ بالنسبية والمحافظة/أرى ثورة في وجه الوضع ومجلس النواب الحالي غير شرعي/مي عبود ابي عقل/النهار

*الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «الشين بيت» يوفال ديسكين: نتنياهو وباراك يخدعان الإسرائيليين ونظام الأسد لن ينتهي إلا بتدخل عسكري غربي

*مقابل «عمليات تفتيش بلا قيود» لمنشآتها النووية واشنطن تبدي استعدادا مشروطا للسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المئة

*ثلاثة سيناريوهات لضرب القدرات العسكرية للنظام السوري الشهر المقبل إذا واصل مراوغته/حميد غريافي

*قشة قصمت ظهر بعير العلاقات المصرية – السعودية/ أحمد الجارالله/السياسة  

*نوري المالكي.. حمامة السلام الإيرانية!/داود البصري/السياسة

*قانون "مضاجعة الوداع" يسمح بممارسة الجنس خلال الساعات الـ6 الاولى من الوفاة

*أمل غربي بإحراج روسيا إذا فشلت خطة أنان/ثريا شاهين/المستقبل

*مصر: الثورة  على مفترق طرق [1] /علي حماده/النهار

*زيارة سليمان لأوستراليا بدأت بعد انتهائها عتب وانتقاد وتشكيك في انتخاب المغتربين

*أنطوني شديد في سيرته الذاتية: وعود شرقية

 

تفاصيل النشرة

 

حزب الله يسرق أراضي المسيحيين والبطريرك الراعي متماهي مع السارق.

http://mtv.com.lb/Special_Reports/Taj_El_Din_Residential_Project

نسأل أين البطريرك الماروني الراعي من كل هذا؟ وهل هو واع لما يجري أم أنه غارق في المؤامرة ومن أدواتها حاله حال ميشال عون وباقي المرتزقة الموارنة الإسخريوتيين من أمثال روبير معوض الذي باع أرض الدبية لحزب الله مقابل حفنة من الإلماس؟ الراعي وبدل كثرة الكلام الحكواتي الإستكباري وغير المسيحي، وبدل الدخول في صراعات الحقد والكراهية وتأييد محور الشر السوري والإيراني وتشكيل لوائح الإنتخابات والجولات الفارغة من كل معنى مطلوب منه حماية الوجود المسيحي وان كان غير قادر قليستقيل او يقال. مؤسف أنه غريب ومغرب عن الموارنة ولا يشبههم. وبالنسبة لزيارته لكندا فهو غير مرحب به ونحن من الداعين علناً لمقاطعة زيارته وقد نقلنا وجهة مظرنا إلى كل المسؤولين الكنديين مبينين دور الراعي الهدام والمتماهي مع حزب الله ومحور الشر. ربي نجينا من كل الواقعين في تجارب ابليس ومنهم الراعي الذي لا يرعى الخراف ولكنه ويتركها للذئاب ومن له اذنان سامعتان فليسمع.

 

الديار": "14 آذار" كيف تنظر الى خطة "حزب الله"

كتب سيمون ابو فاضل في صحيفة "الديار": استدراكاً لئلا يكون "الآتي عليها اعظم" بعد الذي واجهته في السابع من ايار وما حمل من تداعيات سياسية وصولا الى اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وبعد ان استهدفتها محاولات الاغتيال التي كان اخرها نجاة رئيس حزب القوات اللبنانية من احداها بعد محاولات استهداف النائب سامي الجميل واللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن. استدراكا لئلا تشهد ما هو اعظم في حقها وفي حق البلاد تركز قوى "14 آذار" حتى حينه على الاستحقاق النيابي المقبل الذي بات واضحا بأنه سيجري على قاعدة اعتماد القانون الحالي او مجملا ربما في بعض جوانب تقسيماته المناطقية... وهي بذلك قد تخلت عن سذاجتها التي رافقت اداءها السياسي المراهق منذ العام 2005 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري حتى الأمس القريب.

وفي منطق قوى "14 ذار" بأن "حزب الله" الذي يجد النظام السوري آيلاً الى السقوط سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة على قاعدة "يا قاتل يا مقتول"، اي انها ستكون محطة مصيرية له وفق ما يقول قيادي في امانتها العامة، لأنه لم يعد قادرا على استخدام سلاحه لا في الداخل على غرار عدة محطات ترهيبية ولا في الخارج ضد اسرائيل وهو يقرأ بتمعن ومكابرة مرحلة ما بعد النظام الحالي في سوريا، لذلك لا يرغب ان يتكبد في المستقبل ثمنا يكون على حساب بقائه ومصيره في ظل المنطق الدولي الجديد الذي بدا واضحا في عدة مواقف وتحركات واجراءات عملية للمجتمع الدولي ومجلس الامن والجامعة العربية تجاه الدول التي تعاكس "النهج العالمي الجديد" وتخرق قواعد اللعبة التي تديرها هذه القوى.

ولأن "حزب الله" يريد تأمين غالبية جديدة دون النائب وليد جنبلاط على غرار حسابات قوى "14 آذار"، فإنه سيتدخل مباشرة في تركيب اللوائح في المناطق المسيحية بنوع خاص وسيكون دوره التحرك بين النائب العماد ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من اجل الدفع نحو لوائح تحظى بغطائهما بعد ان يكون "حزب الله" الذي عزز خروقاته وتواجده في الوسط المسيحي الذي بات يعرف كل تفاصيل مواقفه... بات لديه التصور الافضل للوائح والمرشحين وهو الى ذلك، يتابع الركن في قوى "14 آذار"، يعمل على استمالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لضمه الى محور الراعي - عون، اذ ان سعي الحزب لمد جسور قوية تحفظ له حساباته المستقبلية لمرحلة ما بعد العماد عون الذي تراجعت شعبيته في الوسط المسيحي، اتجه نحو ارساء علاقته مع بكركي، مستفيدا من عدة نقاط ضعف "محيطة" بالبطريرك الراعي تتمثل في فريق عمله الذي بعضه من عداد المخبرين للاجهزة زمن الوصاية السورية...

والاستحقاق هذا في حسابات "حزب الله"، لا يتحمل الخسارة من زاوية التجاذبات على الشكليات واللياقات لأن المسألة بالنسبة له هي "حياة او موت" اذ يكفي ان يفوز محور الحزب في اقضية كل من دوائر جبيل، كسروان، المتن الشمالي والاشرفية او ان يفوز مجددا بالتي يمثلها ويحقق خروقات في غيرها من التي تصنف على قوى "14 آذار" اسوة بدائرة زحلة... حتى يعدل في التوازنات. فإما تكون الغالبية لصالحه ام يخسر هذه المرة نهائيا.

والحزب في منطق او تصور "14 آذار" يحضر لحرب اهلية انطلاقا من دفاع نواب "حزب الله" عنه بقولهم في الجلسات العامة "لا مزاح مع السلاح" وحتى لو سقط النظام في سوريا. لذلك فإن حاجة الحزب لتأمين غطاء سياسي لسلاحه من خلال حيازته على الغالبية النيابية المؤيدة لسلاحه وان هذا الهدف غير مستبعد في ظل تفاهمهم مع البطريرك الراعي الذي سيتعاطى بالاستحقاق من موقع المتفاهم مع النائب العماد عون الذي سعى في لقائه مع المطران الياس عوده لكسر الجليد القائم بينهما ولإظهار ذاته بأنه قريب من الكنيسة الارثوذكسية على ما هو حاله مع المارونية... وقد استدركت قوى "14 آذار"، يتابع القيادي، هذا التوجه وبدأت في المقابل استنهاض وضعها للمواجهة المستقبلية.

لكن اين النائب جنبلاط من هذا الحراك انطلاقا من مواقفه المتقاربة معهم في بعض العناوين؟ انه غير بعيد، يجيب القيادي ذاته، لا سيما ان نتائج زيارته الى السعودية ليست في درجة السوء الذي يريد ان يظهره ومن دلالاته توجهه بعد اجتماعه بالوزير السعودي من جدة الى الرياض دون لقاء الرئيس سعد الحريري وذلك بهدف تهدئة حلفائه الجدد اي قوى "8 آذار" وتطمينهم قبل اللقاء معهم في لبنان على خلفية عدة عناوين وبينها قانون الانتخابات، ثم اتصال رئيس تيار "المستقبل" الزعيم السني سعد الحريري بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط لتعزيته بوفاة الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين... لكن النائب جنبلاط الذي هو حاليا امام نوعين من التحالف احدهما انتخابي وثانيهما سياسي، سيتوجه نحو اعتماد التحالفات السياسية في الاستحقاق الرئاسي، لكن ذلك لن يكون في المدى القريب قبل انجلاء التراجع القوي للنظام السوري وبروز توازنات ناتجة عن هذا الواقع الدراماتيكي في سوريا.

ويستبعد الركن القيادي بروز تباينات داخل صفوف قوى "14 آذار" ناتجة عن المطالب الانتخابية ولا سيما مع الرئيس الحريري من قبل قوى "14 آذار"، لأن المحطة هذه ليست مناسبة من اجل تحديد الاحجام داخل قوى "14 آذار" بل هي تهدف لتحديد حجم القوى هذه ككل وان التحالفات لن تشكل الغاء لأي شخصية مستقلة او تحديد الاوزان لأي حزب، بل ستكون مناسبة للحيازة على الغالبية وزيادتها عما كانت عليه سابقا، للتمكن الى حد كبير من مواجهة "حزب الله" سياسيا لأن حصوله على الشرعية الى جانب السلاح ستكون خسارة لا تعوّض للبلاد ولهذه القوى حكما.

 

الراعي في العشاء التكريمي للجالية اللبنانية في المكسيك: انقسام بلدنا يجعل من تبني شعار "الشركة والمحبة" أولوية لنا

وجود المسيحيين في الشرق يعود الى آلاف السنين ويعطيهم دورا هاما

وطنية -28/4/2012 إعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "ان ما يحتاج اليه لبنان حاليا هو "الشركة والمحبة"، فالانقسام الذي يشهده بلدنا، يجعل من تبني هذا الشعار أولوية لنا".

كلام الراعي جاء خلال العشاء التكريمي الذي أقامته الجالية اللبنانية في كنكون، والمدن المجاورة ميريدا كوزوميل وشيتومال مساء الخميس 26 الحالي، وقد أكد رفضه "لوصف المسيحيين في الشرق وفي لبنان بانهم أقلية"، موضحا ان "الوجود المسيحي في الشرق يعود الى آلاف السنين، ويعطيهم دورا هاما، يجعل من غير الممكن ان يقفوا جانبا ويتخلوا عن دورهم". اضاف تعليقا على كلمة الجالية اللبنانية: "أنا وفي ومخلص لشعاري "شركة ومحبة" مع الجميع، لذلك لم اسىء يوما الى أحد، ولم انتقد أحد في العلن، وانا سعيد وعلاقتي جيدة مع الجميع، اما علاقة الآخرين معي، فموضوع آخر. وهذا امر طبيعي لان لكل شيء ثمن، فللسلام في الحرب ثمن، وللصدق في وجه الكذب ثمن". وختم كلامه بدعوة اللبنانيين في المكسيك الى "التمسك بوطنهم الام، والى الاتحاد في ما بينهم، سائلا لهم التوفيق كي يستمروا على ما هم عليه من مدعاة فخر للبنان".

موسى

وكان ألقى كل من راعي الابرشية والقنصل اللبناني روبيرتو ابراهيم كلمات ترحيبية في حضور حاكم ولاية كانتانارو روبيرتو برجي ورئيس اساقفة كنكون وشيتومال بيار بول أليسوندي، كما ألقى الياس موسى كلمة باسم الجالية اللبنانية جاء فيها: "نعلم جيدا باننا نخاطب من أعطي له مجد لبنان وسيد البطريركية التي حملت على اكتافها الف واربعماية سنة من اجل استقلال وحرية لبنان ومنطقة الشرق الاوسط وما زالت حتى تاريخه والى الابد انشاءالله. نتطلع فنجد من يمدح غبطتكم بأجمل آيات المديح والاطراء ومن يهاجم غبطتكم بعنف، وهنا يتأكد لنا ان من كان شعاره "شركة ومحبة" سيبقى جبلا لا تهزه ريح مديح أو تجريح. ونعلم بأن المحن ستمر وستبقى بكركي منبراً للحرية ورمزا للاستقلال والسيادة". وأمل موسى بدعم غبطته "لقضية الحصول على الجنسية لمن فقدها من المغتربين، اضافة الى حقهم في الانتخاب". واختتم العشاء على الطريقة المكسيكية التقليدية، بعزف فرقة مارياتشي للموسيقى وسط تبادل الهدايا والصور التذكارية، ليكون لقاء البطريرك مع أبناء الجالية في كانتانا روو انطلاقة زيارته الرعائية الى المكسيك، والتي تقوده في الختام الى العاصمة مكسيكو.

أليساندو

وكان البطريرك الراعي قد ترأس ظهر الخميس القداس الالهي للمشاركين في المؤتمر العالمي لراعوية السياحة بمشاركة رئيس المجلس الحبري للمهاجرين نيافة الكاردينال انطونيو ماريا فيلليو والاشخاص المتنقلين. في مستهل القداس، ألقى رئيس أساقفة كنكون وشيتومال المطران بيار بول أليساندو كلمة رحب فيها بغبطته، وقال: "انه فخر كبير لنا اليوم ان يكون بيننا غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهو بطريرك أكبر كنيسة كاثوليكية في الشرق الاوسط، ومعروف كم ان هذه الكنيسة عانت وضحّت عبر التاريخ في سبيل ايمانها وهويتها وفي سبيل لبنان. نحن نفخر بحضور غبطته معنا وهو يجسّد لنا مثلاً سامياً بالايمان والتعلّق بالارض وبالوطن وبالكنيسة الكاثوليكية، ونحن نأمل ونرغب في زيارات متكررة له الى المكسيك".

الراعي

بعد الانجيل المقدس، ألقى غبطته عظة بعنوان "انا هو خبز الحياة الذي نزل من السماء لاعطي الحياة للعالم"، قال فيها: "ان سيدنا يسوع المسيح هو الخبز الحي الذي نزل من السماء لحياة العالم، انه الضوء الموجه لحياتنا، انه الانسان الحيّ الذي يرعانا في سفرنا على هذه الارض وهو المسافر الازلي بامتياز الذي نزل من السماء كي يكون الى جانب الانسان ليساعده على معرفة الحق وليكشف له وجه الله".

وشرح غبطته لمعاني الليتورجيا المارونية المتعلقة بالسيد المسيح والتي تكرم العذراء مريم، ولفت الى السياحة الدينية في لبنان معددا بعض المراكز الدينية التاريخية المهمة والتي تجتذب المغتربين والسياح.

ومساء، ترأس القداس الالهي للجالية اللبنانية في كنيسة القيامة في مدينة كنكون، بمناسبة عيد القديس شربل الذي تحتفل به الابرشية المارونية سنويا في مثل هذا الوقت. وفي ختام القداس بارك تمثال مار شربل وبارك المؤمنين بالمياه المقدسة والزيت المبارك وفق التقليد السنوي.

 

الراعي التقى كاردينال غوادالاخارا والجالية: المطلوب من لبنان ان يكون حياديا وغير مرتبط بمحور معين ونتمنى ان يتحقق الربيع العربي بعيدا عن هدر الدماء والعنف

الاورثوذكس المطران انطونيو شدراوي: قانون الإنتخاب يجب أن يمثل كل الطوائف من دون استثناء ونرحب بقرار إشراك المغترب في الإنتخابات ولكن نعول على التطبيق

 وطنية - 29/4/2012 التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أول من أمس الجمعة، قبل مغادرته مدينة كنكون، متروبوليت المكسيك واميركا اللاتينية وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران انطونيو شدراوي الذي أكد أن "زيارة غبطته ضرورية جدا وهي لطالما كانت منتظرة"، وقال: "إن الشخصيات بمستوى صاحب الغبطة، هذا الرجل الصادق والصدوق والوطني والحر بتفكيره وأعماله وأقواله، تكون زياراتها ضرورية لدول الإنتشار والمهجر لأنه لا يخفى عليكم بأن المهجر في بعض الأحيان يكون مضللا، فهو لا يسمع الصوت الصافي. وأنتم تعرفون أن كثيرين من رجال السياسة يدعون تمثيل المهجر، ولكن في الحقيقة لا أحد يمثل المهجر". وتابع: "يأتون ويضللون ويقولون أفكارا ليست بالمستوى الذي يحمله اليوم صاحب الغبطة في هذه الزيارة. أنا شخصيا من المعجبين بغبطته لأنه رجل مقدام ورجل وطني ورجل إخلاص. لا يهاب شيئا عندما يطلق تصاريحه ويبدي رأيه في القضايا الحساسة التي تدور اليوم في الشرق الأوسط ولا سيما أنه صاحب الربيع المسيحي، هذا الربيع الذي بإمكانه أن يجمع أبناء الوطن الواحد ليس فقط المسيحيين بل غيرهم أيضا لأننا نفرض الإحترام المسيحي بوحدتنا وتفكيرنا البعيد كل البعد عن المذهبية والطائفية". وعن وضع المسيحيين اليوم في الشرق الأوسط قال: "الوضع على كفة عفريت. فالاحداث الجارية هنا وهناك في بلدان الشرق الاوسط تكشف لنا ان ثمة مخططا لإخلاء الشرق الأوسط من المسيحيين وهذا ما يظهر جليا في العراق. لقد كان هناك مليون و900 ألف مسيحي، أما اليوم فعددهم بالكاد يصل إلى 400 ألف بقيوا لأنهم لا يستطيعون الخروج. هذا عدا القنابل التي تزرع في كل مكان وتحصد العديد من الضحايا البريئة. كلنا مع الحرية والإصلاح في بلدان الشرق الاوسط، ولكننا ضد السلاح لقتل الناس والتنكيل بهم. ونأمل ان يصار الى الاصلاحات التي يراها ضرورية شعب كل بلد، عن طريق الحوار والسبل السلمية". وعن الوضع في لبنان رأى شدراوي أنه "ليس أفضل حال مما هو عليه في باقي الدول في منطقة الشرق الأوسط، فما يحصل مثلا في طرابلس اليوم هو خير دليل على أن الوضع غير مطمئن. المذهبية في أوجها ولا يحكى إلا في إطارها. نحن مع الدين، ومع التدين ولكننا لسنا مع المذهبية أو الطائفية ولا مع تسييس الدين. فالتدين محبة أما المذهبية والطائفية فهما يشوهان الدين وقيمه. الدين في جوهره لا يعلم الكره لأحد، ولا يدعو اليه".

وعن إقرار مجلس الوزراء آلية مشاركة المغتربين اللبنانيين في الإنتخابات وعن دور المغتربين في التأثير على السياسة اللبنانية الداخلية، قال: "بلا شك نحن نرحب بقرار مجلس الوزراء ولكننا نعول على التطبيق أكثر من القرار. نريد أن يطبق القرار ولكن هذا الأمر نشك فيه. للمغتربين حقوق وعليهم أن يحصلوا عليها، وعندما رفع تمثال المغترب في بيروت وقابلنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أعطانا نصائح كثيرة بخصوص الإغتراب وما علينا أن نعمل، عندئذ أجبته: "نحن نعرف واجباتنا ونعلم ما علينا أن نقدم للوطن". هذه هي الحقيقة فما من مغترب لا يساعد أهله وأقاربه في الوطن، ولكنني قلت له أيضا: "لنا حقوق ولا أحد يستطيع أن يدوسها أو يتجاوزها مهما علا شأنه". نحن ندافع عن حقوق المغتربين لأنهم ليسوا "بقرة حلوب" فقط، وليسوا سلعة للمتاجرة. علينا أن نفتخر بهم ولا أعتقد أنهم في الوطن يتمتعون بإمكانيات كتلك التي يتمتع بها المغتربون. وهنا في المكسيك، من بين 32 حاكم ولاية هناك أربعة لبنانيين. وفي المجلس النيابي لدينا أكثر من 40 نائبا، وفي مجلس الشيوخ لدينا نحو 20 عضوا من أصل 120 هم من أصل لبناني. وإذا كانت المكسيك تود أن تطبق قانون النسبية عندئذ لن يكون عندنا نواب. لا نتطلع في هذا البلد إلى جنسية المواطن، بل إلى كفاءته، والمغتربون يريدون من الدولة اللبنانية أن تبحث عن الكفاءة وليس عن اللون السياسي او المذهبي. للأسف نحن نتكلم بإلغاء الطائفية السياسية ولكنها لا زالت قائمة. لا يمكننا تعيين أي أحد حتى ولو كان الأمر يتعلق بأصغر الوظائف إلا على اساس المحسوبيات".

وعن رأيه بشكل ومفهوم قانون الإنتخاب الذي ستشهده الإنتخابات النيابية المقبلة في لبنان رأى أن "قانون الإنتخاب يجب أن يمثل الطوائف كلها من دون استثناء، ولا يجوز أن يفرض على أحد نائب لا يمثل الأكثرية، والنائب الماروني يجب أن يمثل الطائفة المارونية وليس أي طائفة أخرى. اليوم نحن نسمع بضرورة استعادة رئيس الجمهورية لبعض من صلاحياته. أولا يجب ألا يمس بصلاحيات رئيس الجمهورية أو بتلك الخاصة برئيس مجلس الوزراء وغيرهما. فلنفكر بالأهلية وليس بالطائفية. ونحن كمسيحيين لا نريد ان نفكر بالطائفية".

وعن العلاقة بين البطريركية المارونية وبعض الرموز السياسية التي انتقدت مواقف الراعي وقاطعت الصرح قال: "صاحب الغبطة ليس أفضل من معلمه. المسيح أتى بحركة ثورية إصلاحية لإعطاء الصورة الحقيقية للانسان المخلوق على صورة الله ومثاله، فصلبوه. ولكن هذا لا يمنع أن نقول كلمة الحق ونعمل في سبيلها لأن الحق يحررنا ويجمعنا ونحن أبناء الحقيقة وشهودها. لم يهب المسيح الصليب بل صعد إليه ولو لم يصعد إلى الصليب ويسير درب الجلجلة لما وصل إلى القيامة. نحن نستبشر اليوم لان صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحمل صليب لبنان وصليب مسيحيي الشرق الأوسط ولكنه أيضا يحمل المشعل الذي نأمل أن ينير العقول من أبناء لبنان والشرق".

ودعا شدراوي مسيحيي لبنان والشرق في رسالة إلى "الاتحاد والعمل جميعا لأن الخطر لا يميز بين واحد وآخر". وقال: "لقد عشت حرب ال58 وال75 وعندما كان يتم اعتقال أو اختطاف مسيحيين من الإرهابيين لم يكن يتم التمييز بين أورثوذكسي أو ماروني أو كاثوليكي وكان السكين يضرب عنق الجميع من دون تمييز. لهذا السبب ليس علينا سوى الحفاظ على وحدتنا والعمل بإخلاص للوطن وليس للمصالح الخاصة والإبتعاد عن كل ما هو مذهبي وطائفي. هكذا تبنى الأوطان. نريد بناء أفضل العلاقات مع المسلمين بعيدا عن اي تعصب. لقد آن الاوان لأن نعرف اننا نرتوي من نفس الماء ونستنير من نفس الشمس ونتظلل تحت قبة سماء واحدة. فلنكف عن التبعية للآخرين ولنكن لبنانيين. وما من شيء سينقذنا سوى وحدتنا حول وطننا لبنان الواحد والموحد. وإلا فإن الحرب لن تتركنا بشكل نهائي أبدا. فلنتعاون لنتخلص من اي مخطط يفرق بين اللبنانيين".

غوادالاخارا

ومن مدينة كنكون توجه الراعي صباح الجمعة الى غوادالاخارا، المحطة الثانية في جولته المكسيكية، حيث كان في استقباله في المطار ممثل حاكم ولاية خاليسكو، قنصل لبنان الفخري انطونيو جورج جريصاتي، رئيس السلك الديبلوماسي القنصلي في غوادالاخارا، رئيس لجنة النادي اللبناني رئيس البلدية السابق هنريكي ضو، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب ايلي ماضي وكاهن الرعية الاب بيار بلعا المرسل اللبناني ولجنة الرعية.

وفور وصوله الى مقر اقامته أجاب على أسئلة الصحافيين عن زيارته ودور المسيحيين والوضع في لبنان والشرق الاوسط، فأكد ان "لبنان لديه رسالة عالمية عليه الحفاظ عليها فهو قد يكون الدولة المدنية الوحيدة في المنطقة حيث الديموقراطية والحرية". وقال: "المطلوب من لبنان ان يكون حياديا وغير مرتبط بمحور معين لكي يشكل الواحة التي يلتقي فيها الجميع".

وعن دور المسيحيين قال: "المسيحيون هم عنصر اساسي وغير ضعيف في الشرق، من هنا نرفض مقولة الاسرة الدولية بأنه يجب حماية الاقلية، بل ندعوها الى الحفاظ على ما نعتبره مواطنة. كل المسيحيين في الشرق هم في المبدأ موالون للسلطة, لكن هذا لا يعني انهم مع الانظمة الديكتاتورية اذا ما وجدت في السلطة".

وعن الحروب التي يشهدها الشرق الاوسط قال: "هناك نوعان من الحروب في الشرق، الصراع العربي الاسرائيلي والملف الفلسطيني، وهذا الصراع هو اساس كل النزاعات الاخرى، من هنا ندعو الاسرة الدولية الى تطبيق القرارات المتعلقة بالموضوع الفلسطيني. اما النوع الثاني من الحروب فهو ما نشهده في عدد من البلدان وقد بدا تحركات شعبية دفعت السلطة الى اجراء اصلاحات فورية وتجنب الوصول الى العنف، لكن للاسف هناك بلدان تشهد صراعات كبيرة على غرار ليبيا ومصر وسوريا. ففي هذه البلدان هناك مطالبة شعبية باصلاحات داخلية تطال الاقتصاد والسياسة وانما ايضا الديموقراطية والحرية والعيش بكرامة وهي مطالب محقة. وهنا نؤكد دعمنا لكل المطالبات السلمية، الا اننا لا ندعم العنف. نحن نرفض الحرب والعنف لانهما لا يولدان الا الحرب والعنف، ونتمنى من دون شك ان يتحقق الربيع العربي بعيدا عن هدر الدماء".

ولدى سؤاله عما اذا كان يدعم كل الوسائل التي تؤدي الى تحقيق الديموقراطية والحرية، اجاب: "نحن كمسيحيين في المبدأ ضد وسيلة العنف من اي طرف كان، لان العنف يحصد الابرياء ويترك عداوات على مدى التاريخ. ماذا افاد العنف لبنان؟ زهقت الارواح وهدمت المنازل، ثم عاد المتصارعون وجلسوا على طاولة واحدة. وهنا اسأل من يملك الحق في قتل البشر وهدم البناء؟"

بعد ذلك زار الراعي كاردينال غوادالاخارا فرنشيسكو روبليس اورتيغا، شاكرا له الاهتمام بالجالية اللبنانية والتعاون مع الرعية المارونية، وكان حديث عن اوضاع الجالية وزيارة البطريرك الى المكسيك ومؤتمر السياحة الدينية الذي شارك فيه في كنكون.

ثم توجه البطريرك الى كنيسة سان بيدرو، حيث احتفل بالقداس في حضور ابناء الجالية وعدد من المؤمنين، وعاونه مطران المكسيك واميركا الجنوبية جورج سعد ابي يونس وكاهن الرعية الاب بيار بلعه. وشدد البطريرك في عظته على الحياة التي عاشها القديس شربل والزهد الذي طبع حياته في المحبسة، داعيا اللبنانيين الى "التمسك بايمانهم اينما حلوا آخذين حياة القديس شربل مثالا".

لقاء البطريرك مع ابناء الجالية استكمل في العشاء الذي اقيم في مبنى البلدية في حضور رئيس البلدية والقنصل الفخري في غوادالاخارا انطونيو جريصاتي والقائمة بأعمال سفارة لبنان في المكسيك الين يونس وعدد من الفاعليات. وخلال كلمته، شدد البطريرك الماروني على "وجوب ان يحافظ اللبنانيون في الخارج على روابطهم ببلدهم الام"، شاكرا لهم "كل الجهود التي يقومون بها لاعلاء اسم بلدهم"، وقال: "صحيح ان القديس شربل هو سفيرنا في العالم، وانتم كما القديس شربل ترفعون يوما بعد يوم اسم لبنان بفضل كل الانجازات التي تقومون بها في بلدان الانتشار".

 

أين الدولة؟: شبكة اتصالات حزب الله تتمدّد إلى "الصنائع" و"الداون تاون"

"الشفاف"- خاص/السبت 28 نيسان (أبريل) 2012

بدأ "حزب الله" بوضع يده على نقاط محددة في وسط العاصمة بيروت في حال اضطر لنقل عدد من قيادييه العسكريين مع غرف عملياتهم خلال اي حرب قد تنشب قريباً! والمقصود، طبعاً، ليس حرباً للدفاع عن لبنان، بل حرباً للدفاع عن نظام الهالك بشّار الأسد، أو حرباً "ثأرية" في حال قيام إسرائيل بضربة ضد إيران. وأشارت معلومات الى ان حزب الله اوصل شبكة اتصالاته الى مناطق جديدة في محلة "الصنائع" بأطرافها كافة إضافة الى محيط منطقة وزارة الداخلية اللبنانية ومحيط "مستشفى بيضون" كما انهى تمديد الشبكة الى منطقة وسط بيروت التجاري المعروف بـ"الداون تاون"، كما يبدو من الصورة المرفقة. مواجهة "ترشيش".. وعشرات القرى في الساحل والبقاع

وكانت شبكة إتصالات حزب الله موضوع مجابهة، في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١١ بين حزب الله وقرية "ترشيش" التي رفضت "إستضافة" خطوط الحزب في أراضيها، مما اضطره للتراجع.

ولمناسبة مشكلة "ترشيس"، أشارت وكالة "المركزية"، في حينه، إلى أن مشكلة ترشيش مع شبكة اتصالات حزب الله ليست الاولى ولن تكون الاخيرة فثمة "الف ترشيش" في لبنان لا يكشف عنها. وقالت: ان ميزة ترشيش انها معلنة لكن عشرات البلدات اللبنانية تعاني اشكالات من هذا النوع تبقى مطمورة تحت جمر المعالجات البطيئة من الجبل الى البقاع، وقد تسببت بخلافات كبيرة بين القوى السياسية ذات النفوذ في هذه البلدات وحزب الله، ودفعت الى سلسلة اتصالات لضبط الخلافات ضمن اطار ضيق وعدم اثارتها خوفا من تفاعلها. وكشفت عن اشكالات حصلت منذ نحو اسبوعين في عرمون وقبرشمون تم حلها في اجتماعات بين القوى المعنية على غرار ما حصل في ترشيش لجهة وقف حد الشبكة التابعة للحزب، وقد تلقى اهالي هذه المناطق اخبار ما يجري في ترشيش بكثير من الاهتمام علّ المعالجات تلقي الضوء على قضيتهم التي بقيت في ادراج المعالجات بين القيادات السياسية.

"الأمر لي"ثاني إحتلال لبيروت بعد احتلال شارون

وكشفت المصادر عن اشكالات مماثلة غير معلنة في قرى عدة في البقاع الغربي حيث النفوذ لتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي الا ان دقة وحساسية هذه المناطق على المستوى الطائفي والسياسي انهت القضية سريعا من خلال تحييد امدادات الشبكة عنها. ولا حاجة للتذكير بأن الحزب الإيراني كان قد استغلّ فرصة اعتراض حكومة الرئيس فؤاد السنيورة على تمديد خطوط إتصالات حزب الله في كل أنحاء لبنان للقيام بـ"غزوة ٧ أيار"، التي تمثّل ثاني إحتلال للعاصمة اللبنانية بعد الإحتلال الإسرائيلي في العام ١٩٨٢، وقد تمّت بفضل تخاذل قيادة الجيش اللبناني التي كان على رأسها رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان.

 

جعجع في عشاء ل "القوات" - مركز سيدني في أوستراليا: انتخابات 2013 مفصلية واتكالنا على الصوت اللبناني في الاغتراب

إذا ربحنا الأكثرية سنتصرف كذلك لصالح قيام دولة قوية فعلية

بان الوجه الحقيقي للفريق الآخر بعد أكثر من 10 أشهر في الحكم

ممثل رئيس حكومة أوستراليا:التزمتم عن قناعة الحرية والديموقراطية

المسيحية ستبقى قوية وصامدة في أي مكان مر به السيد المسيح

وطنية - 29/4/2012 أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "قوى 14 آذار هي في مواجهة كبيرة مع الفريق الآخر الذي بان وجهه الحقيقي بعد تجربة استمرت أكثر من 10 أشهر في الحكم، فإذا تحدثنا معه بالسياسة يستعين بأصحاب القمصان والقلوب والنوايا السوداء لكي يبقي نفسه متواجدا ومسيطرا على الساحة لوحده دون سواه"، وأشار الى ان "الانتخابات النيابية عام 2013 ستكون مفصلية باعتبار ان الفريق الآخر يحاول خطفها والسيطرة على السلطة كتعويض عما يجري في سوريا ولكن أقول له أنه لن يخسر السلطة فقط في سوريا ولكن سيخسرها أيضا في لبنان".

كلمة جعجع جاءت متلفزة خلال عشاء ل "القوات" - مركز سيدني في أوستراليا، في حضور رسميين أوستراليين ولبنانيين تقدمهم النائب في المجلس الفيديرالي طوني بورك ممثلا رئيس حكومة أوستراليا، النائب في المجلس الفيديرالي فيليب رادوك ممثلا رئيس المعارضة الاوسترالية طوني ابوت، القنصل ماهر الخير ممثلا السفير اللبناني في أوستراليا، عضو المجلس التشريعي دايفيد كلارك وعقيلته ممثلا رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، النائب البرلماني عن منطقة كانتربري روبرت فوريلو ممثلا رئيس المعارضة في ولاية نيو ساوث ويلز، نائب الرئيس العالمي للجامعة الثقافية في العالم جو عريضة ممثلا الرئيس العالمي، الرئيس الاقليمي للجامعة الاستاذ طوني يعقوب، رئيسة المؤسسة المارونية للانتشار البروفسور فاديا غصين، رئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز مع وفد من اعضاء الرابطة، رئيس الجامعة الثقافية فرع نيو ساوث ويلز وسام قزي مع وفد من اعضاء الجامعة، رئيس "ثورة الأرز" جو بعيني، منسقة الامانة العامة لقوى 14 آذار السيدة ميرنا الشعار، منسق "تيار المستقبل" في أوستراليا عبدالله المير، امين الاغتراب في حزب الوطنيين الاحرار جو توما.

كذلك حضر رؤوساء واعضاء احزاب قوى 14 آذار: حزب الوطنيين الاحرار، "تيار المستقبل"، حزب الكتائب، "حركة الاستقلال" واليسار الديموقراطي، الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس دير مار شربل الاب الدكتور أنطوان طربيه، رئيس دير مار يوحنا الحبيب الاب مارون موسى، الأب برنار عاصي والأب بيار خوري من رعية سيدة لبنان، الاب لبنان رحمة من رعية مار مارون، الأب ايلي رحمة والأب داني عقيقي من دير مار شربل، رئيسة مركز دار العجزة ماركفيل الأخت الهام جعجع ، رئيسة دير سيدة لبنان الاخت مارلين شديد، مديرة مدرسة مار مارون الاخت جوزفين وهبه، بالإضافة إلى حشد كبير من القواتيين.

جعجع

بداية قال جعجع: "استغل المناسبة للترحيب وإرسال أطيب التحيات الى الأصدقاء في أوستراليا والسياسيين وممثلي الأحزاب وكل مواطن أوسترالي يشارك في العشاء. وفي هذه المناسبة أشكر للشعب الاوسترالي والحكومة الاوسترالية من أعماق قلبي كل ما قاموا به وما زالوا يقدمونه للجالية اللبنانية في أوستراليا".

أضاف: "نحن اليوم في لبنان في مواجهة كبيرة، فالوضع في المنطقة سيتغير بينما عندنا ستبقى المواجهة السياسية مستمرة لأن هناك فريقا يفرض سيطرته على كل اللبنانيين، ومشروعه السياسي بعيد كل البعد عن كل ما عرفناه منذ لبنان الكبير ومنذ لبنان الاستقلال، وهذا الفريق يأتي ترتيب لبنان لديه في المرتبة الخامسة أو السادسة وربما العشرين من أولوياته باعتبار أنه يعمل لمصلحة وأهداف وغايات بعيدة عن اهتمامات الشعب اللبناني. هذا الفريق لم ولن يتقيد في أي وقت من الاوقات باللعبة السياسية، ونحن اذا نخوض مواجهة كبيرة، وانا كنت دائما وما زلت من دعاة التفاهم ولكن بعد تجربة استمرت اكثر من 10 أشهر تبين فعليا الوجه الحقيقي للفريق الآخر، فهو فريق تغيير الوقائع والهجوم على الآخرين والعبث بالحقائق، وجل ما يقوم به هو مهاجمة الآخرين في كل الاوقات، فكيفما تكلمت معه يهاجمك، ويعيدك الى ماض معتور مرتسم في ذهنه ولا صلة له بالواقع، واذا تحدثنا معه بالسياسة يستعين بأصحاب القمصان والقلوب والنوايا السوداء لكي يبقى هو وحده متواجدا على الساحة اللبنانية دون سواه".

وتابع: "نحن في لبنان أمام مواجهة كبيرة وتشاهدونها يوميا، فبالأمس القريب كنا في المجلس النيابي وبدلا من ان تكون الجلسة لمناقشة الحكومة الحالية تحولت الى جلسة مناقشة تاريخ لبنان من وجهة نظر الفريق الآخر وليس مناقشة تاريخ لبنان الحقيقي. نحن مستمرون حتى تحقيق كل الأهداف، وإياكم ان تفكروا أنه بامكانهم التأثير على إرادتنا أو على تصميمنا أو على نوايانا أو طرحنا أو قناعاتنا، لقد حاولوا طوال 11 عاما تحت الأرض ومن خلال ثلاث رصاصات فوق الأرض، وباستطاعتهم إعادة التجربة بإحدى عشر رصاصة فوق الأرض و200 سنة تحت الأرض ولكننا على مبادئنا باقون حتى تحقيق أهدافنا والوصول الى لبنان الذي نريد".

وقال جعجع: "بالمناسبة، أريد الترحيب بكل الحلفاء وأقول لهم ان ما جمعه الله والحقيقة لا يفرقه انسان، وللأخصام أقول تذكروا نحن "قوات"، لا بالترغيب ولا بالترهيب ولا بالرصاص ولا بالمدافع ولا بالصواريخ باستطاعتكم ان تنالوا منا، فبالصدر العاري وبالكلمة الحرة مستمرون، وعليهم ان يعرفوا ان الصدر العاري والكلمة الحرة أقوى مليون مرة من كل صواريخ الدنيا وقذائفهم ورصاصاتهم".

وأشار الى ان "الانتخابات النيابية عام 2013 ستكون مفصلية جدا باعتبار ان الفريق الآخر يحاول خطف هذه الانتخابات والسيطرة على السلطة في لبنان كتعويض عما يجري في سوريا ولكن اقول له بأنه لن يخسر السلطة فقط في سوريا ولكن سيخسرها أيضا في لبنان، والسلطة في لبنان، بكافة الأحوال، ليست لهذا الفريق وهو يعلم بأي طريقة حصل عليها".

ودعا المغتربين اللبنانيين في أوستراليا إلى أن "يكونوا جاهزين على كل المستويات لخوض الانتخابات النيابية عام 2013، فمن يريد منكم المجيء الى لبنان من الأفضل أن يأتي هو وأصدقاؤه وأهله ليصوتوا في بلدهم ومن لا يستطيع المجيء أتمنى عليه وأطلب منه ان يتسجل منذ الآن في القنصليات والسفارات، مع معرفتي بمدى حجم الصعوبات والعقبات امام عملية التسجيل، ولكن بالرغم من ذلك عليكم بذل كل الجهود لأن صوتكم سيكون مؤثرا وحاسما في الانتخابات النيابية".

أضاف: "ان أجزاء كبيرة من لبنان الحر باقية في لبنان ولكن في بلدان الاغتراب هي متواجدة أكثر، فهناك لا يستطيع الفريق الآخر ممارسة الضغط العسكري والترغيب أو الترهيب، من هنا اتكالنا على الصوت اللبناني في بلدان الاغتراب لأنكم ستشكلون الكمية الحاسمة في الانتخابات وعليكم ان تكونوا جاهزين لكي نصل هذه المرة الى لبنان الذي نؤمن به".

وأوضح ان "مستقبل المنطقة جيد ولكن أمامه عراقيل كبيرة، والمهم ان نتمتع دائما بالصبر والجهد لمواكبة تطورات المنطقة حتى يزهر الربيع العربي في بلادنا ويعطي الثمار المطلوبة منه بخلاف ما يحاول البعض تسويقه بأن هذا الربيع سينقلب الى شتاء ولكن تأكدوا ان التاريخ لا يعود الى الوراء والربيع لا يمكن الا أن يتحول الى صيف، وعام 2013 سيكون فرصة اساسية لاعادة ربيع لبنان، وأنا أعدكم منذ الآن أنه اذا ربحنا الأكثرية من جديد سنتصرف كأكثرية لصالح المشروع الذي نؤمن به أي لصالح قيام دولة لبنانية قوية فعلية، هذا هو مشروعنا السياسي وأفقنا للمستقبل".

وختم جعجع: "ليبق إيمانكم كبيرا ولا تخافوا من أي شيء، لديكم في لبنان رفاق يعملون على مساحة الوطن كله من دير الأحمر والقليعة ورميش وبيروت الى كسروان والشوف والبقاع الغرب وزحلة وعاليه، وأنتم تعلمون من أين انطلقنا وأين أصبحنا، هذا حلم القوات اللبنانية وسيتحقق".

وكان الاحتفال استهل بالنشيدين اللبناني والأوسترالي والنشيد القواتي والوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء أوستراليا ولبنان و"ثورة الارز".

بورك

وألقى بورك كلمة وصف فيها المراحل التي مرت بها "القوات اللبنانية" خلال تعاطيها المجال السياسي "بالفترات الصعبة، إذ اضطهدت وسجن قائدها، ولانها وقفت وعن قناعة بمبادئها والتزامها الحرية والديموقراطية ولبنان السيد الحر المستقل، بات يحق لها ان تحتفل بهذا الانجاز المهم".

وقال: "من الاهمية ان يعلم العالم المسيحي، ان المسيحية ستبقى قوية وصامدة في اي مكان مر به السيد المسيح. من الاهمية ان تعلموا، ان الوجود المسيحي في أوستراليا وبجميع طوائفه المارونية والكاثولكية والارثوذكسية هو مصدر غنى للمجتمع الاوسترالي".

وختم: "انه شرف كبير لي ان اشارك في هذا اللقاء. انه فخر لي ان اقول للقوات اللبنانية شكرا على كل شي قامت به للمسيحية، وشكرا لهذا اللقاء الناجح. ان أوستراليا تفتخر بكم وتحييكم وتشكركم".

رادوك

بدوره أوضح رادوك أن "أوستراليا ترحب دائما بكل الجاليات الاثنية واحترامها لخصوصيتها"، وتمنى على الجالية اللبنانية ان "تتعاطى مع هذا الترحيب والاحترام بالمثل والمحافظة على القيم والعادات التي يتحلون بها". ودعا الى "مساعدة لبنان لنيل الحرية ذاتها التي تنعم بها أوستراليا".

كلارك

أما النائب دايفيد كلارك فقال في كلمته: "أنا هنا لأمثل رئيس حكومة نيو ساوث ويلز. أنا هنا الليلة لاني أؤمن وأدعم وأحترم "القوات اللبنانية" لانها دائما تضع لبنان اولا وثانيا وثالثا وتدافع عنه ولأنها تضحي بكل ما يلزم للدفاع عن لبنان الحر الديموقراطي لأنها حملت صليب لبنان".

أضاف: "أنا هنا الليلة لأقدم احترامي لرئيس القوات الدكتور سمير جعجع. انا هنا لأقدره وأدعمه وأشجعه على كل ما يقوم به من اجل الدفاع عن لبنان وعن ارز لبنان، واقول لكم باسم زملائي النواب اننا هنا الليلة لنقدم دعمنا لكم ولمشروعكم".

وتابع: "أنا هنا لأحيي الكنيسة المارونية التي حملت الصليب عاليا في الشرق خلال كل العصور، تلك الكنيسة التي كانت وستبقى دائما قلب لبنان النابض. اني هنا لأحيي احزاب قوى الرابع عشر من اذار واحيي شهداءها. اني هنا لأستنكر محاولة اغتيال الدكتور جعجع، ولأقول لجميع الدول العاملة في الامم المتحدة ان من حاول اغتياله هو نفسه من اغتال باقي الشهداء وعلى رأسهم الشهيد رفيق الحريري، وهم موجودون في سوريا وطهران".

وختم كلارك: "أنا هنا لأقول أن العدل يأخذ مجراه الطبيعي، فبشار الاسد الذي كان يدافع عن حلفائه في لبنان بات يدافع عن وجوده في سوريا، وهو انتهى وراحل لا محالة، وسيرحل معه "حزب الله" صنيعته الذي يحاول فرض ارادته على اللبنانيين بقوة السلاح. انا هنا الليلة لأضم صوتي لكم بمطالبتكم بكشف الحقيقة، حقيقة المحكمة الدولية، ولندعم الجيش اللبناني في ان يكون صاحب الحق الحصري للدفاع عن لبنان لاننا نريد السلام والحرية، لاننا نريد الديموقراطية".

فوريلو

اما فوريلو فعبر عن فخره واعتزازه لوجوده في اللقاء وعن دهشته "لهذا الحضور المميز"، وأعلن دعمه "لكل الخطوات التي تقوم بها "القوات اللبنانية" التي تتشابه قناعاتها وقناعة ما يؤمن به الاوستراليون وخصوصا في مجال الحرية الفردية والسيادة والاستقلال".

الصاج

وألقى ممثل "تيار المستقبل" في أوستراليا سمير الصاج كلمة باسم قوى 14 آذار قال فيها: "ان الوضع الراهن يتطلب من الجميع مصالحة وطنية شاملة والابتعاد عن المراهنات والعنتريات التي لا تجدي نفعا ولا سيما ان لبنان يمر بأدق المراحل الحساسة ومن اهمها المحكمة الدولية والتخلص التام من الوصاية السورية وازلامها في لبنان، وعندئذ فقط سينعم وطننا بالاستقرار والازدهار".

ولفت الى ان "ابتكار سياسة النأي بالنفس المعتمدة هي اشبه بسياسة القرن المتخلف التي اتت بالويلات على لبنان".

فخري

أما منسق "القوات اللبنانية" في أوستراليا شربل فخري فقال: "يسعدني في هذه المناسبة ان ارحب بكم في لقاء المقاومة. نعم هي المقاومة التي انطلقت بعفوية حين هدد الخطر الدولة والمجتمع وكل فرد من أبناء المجتمع. هي المقاومة التي قالت لا لمن اعتقد انه في لحظة من اللحظات يمكنه ان يمحي عن الخريطة وطنا اسمه لبنان. هي المقاومة الحقيقية التي كبرت وضمت في حناياها مختلف أطياف الشعب اللبناني تقول بأولية لبنان وبناء دولة فيه تحترم نفسها وشعبها".

أضاف: "كما أن هذه المقاومة انطلقت وتجذرت في لبنان، فإنها في الوقت عينه مدت أغصانها في كل أصقاع الأرض حاملة الهم نفسه، متسلحة بالإيمان ذاته، متشبعة من التاريخ ذاته: تاريخ التضحية والتجرد وتقديم الغالي والرخيص. في كل العالم وخصوصا في سيدني، لا تريد "القوات اللبنانية" أكثر من ان تبقي الشعلة مضيئة في نفوس وقلوب وعقول اللبنانيين فلا يذوبون فينسون، او يطمعون فيتجاهلون أن للوطن الأم الحق علينا أن نبقيه في القلوب والعقول في القول والفعل على كل المستويات، السياسية والمالية والشعبية".

وختم: "نحن ملتزمون لوطننا وإيماننا ومجتمعنا، ملتزمون لقيمنا وتاريخنا وأخلاقنا، ملتزمون لجاليتنا وعائلاتنا لتبقى لبنانية الهوى والهوية، ملتزمون ان نلعب دورنا المهم في كل الاستحقاقات اللبنانية والاستحقاق المهم المقبل هو الانتخابات النيابية 2013 التي يتوجب على كل اللبنانيين الأحرار العمل لاجل دفع التيار الاستقلالي، تيار ثورة الأرز الى الفوز بها، ونحن نعد الجميع ان انتصارنا هذه المرة لن يسرق منا كما حدث سنة 2009".

روز-ماري جعجع

وكانت كلمة لروز-ماري جعجع باسم "القوات" في سدني، تحدثت فيها عن معنى اللقاء "الذي يصادف ذكرى اعتقال الدكتور سمير جعجع، صاحب الموقف والرأي الحر والرافض لكل انواع الوصاية والمساومة على حساب وسيادة واستقلال لبنان". وتحدثت عن محاولة الاغتيال واسبابها، وشكرت "كل من شجب هذه المحاولة"، وطالبت الدولة الاوسترالية بان "تستنكر رسميا اسوة بكل الدول الحرة والعاملة في الامم المتحدة كالولايات المتحدة وفرنسا".

 

ميشال عون يعاني مرض انفصام في الشخصية؟

موقع القوات/في حوار أجراه مساء السبت 28 نيسان 2012 عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر"، أكد النائب ميشال عون أنه "رفض محاكمة أفراد جيش لبنان الجنوبي لأنّ الواقع الدّولي والمحلي فرض عليهم الوجود في منطقتهم تحت الإحتلال الإسرائيلي، لافتاً الى أنه لا يجوز محاكمة شعب كافح من أجل بقائه في أرضه ومنازله". للوهلة الأولى، اعتقدنا أننا أصبنا بمرض فقدان الذاكرة. رحنا نسأل أنفسنا: "أليست كتلة ميشال عون هي التي تقدّمت باقتراح في موضوع اللبنانيين اللاجئين الى إلإسرائيل من أجل السماح بعودتهم شرط محاكمة كل من انخرط يومها في جيش لبنان الجنوبي؟ أليست كتلة عون هي التي رفضت الاقتراحين المقدمين من كل من النائبين أنطوان زهرا وسامي الجميل للعفو العام في هذا الموضوع؟" لكن، والحمدلله، وبعد مراجعة الأرشيف وجدنا أن ذاكرتنا لا تزال بألف خير، وأن النائب ميشال عون هو الذي بات ربما يعاني من مرض انفصام الشخصية.كفى متاجرة باللبنانيين ومحاولة استغباء عقولهم!

 

عون: التجربة لا تشجع على القبول برئيس توافقي مرة أخرى

موقع القوات/اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن التجربة لا تشجع على القبول برئيس جمهورية توافقي مرة أخرى، داعياً الى أن يكون الرئيس صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل، ويكون لها وزراء يمثّلونها بدلاً من أن يتسوّل بعض الوزراء عليه. عون، وفي حوار مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" و"التويتر"، أشار إلى أنه رفض محاكمة أفراد جيش لبنان الجنوبي لأنّ الواقع الدّولي والمحلي فرض عليهم الوجود في منطقتهم تحت الإحتلال الإسرائيلي، لافتاً الى أنه لا يجوز محاكمة شعب كافح من أجل بقائه في أرضه ومنازله.

 

عون.. و"الكريزة الرئاسية الفايسبوكية

 كارلا خطار/المستقبل:

صبّ الجنرال العوني المتوتّر جامَ غضبه وعصبيته، على مواقع التواصل الإجتماعي. فعلى صفحات "فايسبوك" و"تويتر"، شهر ميشال عون كلامه المدجج بالعدائية المفرطة، ليكون "أول دخوله شرارة على طوله"، ليفتح النار على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي توافق عليه اللبنانيون و أوصلوه الى سدة الرئاسة، مدعياً أن تجربته لا تشجع على القبول برئيس توافقي، لمجرد أن عون ليس هذا الرئيس. ليس من الصعب معرفة النوايا المبيتة، على من أخفق منذ أكثر من 20 عاماً في الوصول الى كرسي الرئاسة الأولى، فيردد اليوم "أنا هو الرئيس التوافقي ولا احد غيري". فقبل تلك السنوات وضع الجنرال الكرسي نصب عينيه وهو "يتسوّلها" حتى اليوم، من حليفه "حزب السلاح". وبما أن السلاح زينة الحزب الحليف، قرر عون أن "يتسلّح" بكلام لا ينمّ سوى عن حقد متأصل في نفسه.

والجنرال المصاب بـ"الكريزة" الرئاسية الدائمة، يريد أن يفرض سلوكاً استنسابياً ومفرقاً بين أبناء الشعب الواحد، هذه المرة على خلفية مصارعته من أجل الـ8900 مليار ليرة، التي أبى الرئيس سليمان تمريرها، من ضمن صلاحيته أيضا حماية الدستور وعدم مخالفة القوانين، التي يتجاهلها عون. إنها التجربة العونية البائسة التي يتلمسها اللبنانيون يومياً، ولن يفوّتوا عليهم التجربة الإنتخابية في العام المقبل، ليبرهنوا للجنرال أن أصواتهم لن تحمله يوماً الى أرفع منصب في الدولة، وهو على رأس كتلة تعيث افتراء على سياسات الحكومات السابقة لتبرئة نفسها من الفساد الذي أوقعت البلد فيه، وهي الكتلة التي لا يعتمد رئيسها، كما أعضاؤها من نواب ووزراء إلا كلاماً محرضاً ونافراً لا يمتّ الى السياسة الراقية بصلة.. ربّما لم يتنبّه الجنرال التي تعميه عصبيته أن "الشمس شارقة والناس قاشعة". عون يقود سفينته باتجاه ما يشتهي من المواقع في السلطة، وقضى من أجلها 20 سنة، يسبح عكس التيار ويمشي عكس الريح، وسيظل كلام الرئيس سليمان يدوي: "على الأقل، الرئيس التوافقي لا يتسوّل مركز الرئاسة، بل على العكس فالجميع يطلب منه قبول منصب الرئاسة".

 

عون مغرّداً

عماد موسى

لم يعد سعد الحريري يغرّد وحيداً على تويتر. وهو السبّاق بالتواصل مع جمهوره على الشبكة العنكبوتية. وإن لم يكن لديه ما يقوله لهم يصبّحهم ويمسّيهم ويتمنى لهم أوقاتا سعيدة. وقبل الولوج في موضوع الساعة وقع نظري على هذا النص اللطيف. Saba7o , good morning everyone, hope you have a great Sunday, keep smiling. God bless you all.

إبتسمتُ كما في دعايات تبييض الأسنان قبل أن أتفرّغ للمغرّد الجديد النائب العماد ميشال عون الوافد حديثاً إلى نادي المغرّدين متناولاً في تغريدته الأولى باقة من المواضيع المنوعة.

بدأ بكابوسه. جعجع حتماً. تطرّق إلى السياسة الفرنسية تجاه سورية في عز الصراع الإنتخابي. عرّج على حقوق المرأة والطفل. وكانت لديه محطة هادئة مع خط التوتر العالي.

رد على التساؤلات بشأن شهود الزور. توقف عند ملف التنقيب عن النفط وسعر تنكة البنزين. أعطى رأيه بالتبرع للإعضاء... وبسن الإقتراع وبأسنان الحليب حتى أنه أبدى رأيه بأحد الفرق الأوروبية لكرة القدم. في التغريدة المقبلة سيقيّم أداء أنيبال زحلة بالفاينال فور بمواجهة الرياضي. وشاء الجنرال عون أن يختم  تغريدته على تويتر وفايسبوك، تحوط به ثلاث مساعدات، بقراءة لتجربة الرئيس ميشال سليمان فخرج بخلاصة أن "التّجربة لا تشجّع على القبول برئيسٍ توافقي مرّة أخرى، وبدلاً من أن يتسوّل رئيس جمهورية بعضَ الوزراء، عليه أن يكون صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل، ويكون لها وزراء يمثّلونها". الرئيس سليمان رد على رفيق السلاح بالسلاح نفسه. أوفاه حقه مع حبة مسك. ومساهمةً مني في النقاش الحيوي أسجّل جملة ملاحظات حول "الرئيس التوافقي".

أولاً: قبيل انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود (ولاية ونص) حدد الرئيس بري جلسة لانتخاب رئيس جديد. وكان أبرز المرشحين العماد ميشال عون والنائب بطرس حرب ورئيس حركة التجدد الديمقراطي نسيب لحود ... وعون "صاحب كتلة نيابية" لها وجوده. لا عون حضر ولا أي من نواب 8 آذار. تجددت الدعوات وتكررت المقاطعة لا لسبب، إلاّ لأن حظوظ الجنرال عون "كصاحب كتلة " بدت معدومة.

ثانياً: لو آلت الأكثرية مجدداً إلى قوى 14 آذار في انتخابات الـ2013 وكان سمير جعجع "صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل" فماذا سيكون موقف عون؟ مع الرئيس التوافقي بكل تأكيد.

ثالثاً: يسعى العماد ميشال عون إلى إبتداع مقاربات وتفصيلها على مقاس طموحه الرئاسي. فيوم تحالف مع "حزب الله"، القوة الشيعية الأكبر، طرح فكرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وبقيت الفكرة مجرد بالون طائر.

رابعاً: بموضوع تشكيل الحكومات لا وجود لنص دستوري أو عرف يلزم رئيسي الجمهورية والحكومة بكوتا وزارية لهذا الطرف أو ذاك، لا في دستور الطائف ولا في ما قبل الطائف وبالتالي فإن لرئيس الجمهورية، مهما كان حجمه التمثيلي أو الشعبي، أن يوقع مرسوم تشكيل حكومة من ثلاثين وزيراً يدينون له بالولاء المطلق. ولمجلس النواب الكريم الحق المطلق أن يمنح الثقة لحكومة الرئيس أو يحجبها. ختاماً لا يسعنا إلاّ الترحيب بالمغرّد الجديد في فضاء تويتر.

*لبنان الآن

 

القمصان السود أصفرّت

احمد عياش/النهار

من يدقق في أحوال لبنان بعد مرور أكثر من خمسة عشر شهراً على الادارة الايرانية – السورية المشتركة لحكومة هذا البلد يرى تغييرات قد طرأت لا تفوت أحداً. فالمعاطف السود التي استخدمها "حزب الله" لاسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري والاتيان بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي يبدو لونها مائلاً الى الاصفرار تعبيراً عن هزال التجربة التي مرت بها البلاد وايذاناً بموت يبدو وشيكاً. ولا مغالاة في القول ان دفعة من القمصان البيض مطلوبة للاعلان عن الاستسلام والقبول بهزيمة مشروع لا تنفع معه كل مساحيق التجميل في العالم ولا تشفع به كل نعوت "الوسطية" و"النأي بالنفس" ومشتقاتهما.

في ظل الادارة الايرانية – السورية للبنان منذ كانون الثاني 2011 يبدو اللبنانيون مصابين بداء انفصام الذات (الشيزوفرينيا) عندما يتصرفون وكان بلدهم بادارة لبنانية. فهل بامكانهم أن يتمتعوا باحوال أفضل من اقرانهم في ايران الذين يحملون أكداس الريالات فلا تساوي شروى نقير فيما اقرانهم في سوريا باتت مداخيلهم تساوي كل منها ثمن اربع علب تونا شهرياً وكما باتت حياتهم تساوي لا شيء في ظل انهيار الأمن وانفلات آلة القتل على غاربها؟ ألم يأتهم بعد نبأ أحد مشايخ "حزب الله" الذي أنشأ معامل انتاج حبوب "الكبتاغون" المخدرة من أجل الحصول على ملايين الدولارات وبدلاً من تعب القلب في تنمية الزراعة في البقاع حيث انشئ اثنان من اصل ثلاثة من هذه المعامل حتى ولو كانت هذه التنمية اللجوء الى زراعة المخدرات كما كان يحصل في السابق؟ القمصان السود أصفرّت خجلاً وهي تشاهد رئيس الحكومة الذي أتت به يتدلل. فلا هو يحكم بطريقة يراكم رصيداً تتباهى به ولا هو يلبي النداء عندما يضرب نفير الممانعة. انها تصفرّ خجلاً عندما تجد ان عقد الزواج مع النائب وليد جنبلاط لم يبقَ منه سوى ورقة ذابلة. فلا هو زواج ماروني ولا زواج متعة بل عقد زواج بالاكراه بات على مشارف الطلاق. ولم يبق في المركب سوى النائب ميشال عون الذي بات لزوم ما لا يلزم. بعدما أنفضحت تجربته الوزارية مثل فضيحة تعامل أحد قيادييه مع إسرائيل. متى يرتدي "حزب الله" القمصان البيض وينزل في عراضة الاستسلام الى شوارع لبنان؟ بالتأكيد سيفعل ذلك عندما يجد ان الريال الايراني والليرة السورية في حالة ميؤوس منها ولا شفاء لها. أما الوصول الى الدولار فصار تحت المجهر الدولي. وقبل أيام نزل سائقو لبنان الى الشوارع لينفذوا 7 أيار مضاداً لـ"حزب الله" وحكومته ولم يتمكنا من مواجهتهم. علماً ان الحزب ومعه "التيار الوطني الحر" ومعه مشتقات احزاب النظام السوري قاطعوا اضراب السائقين. باختصار: ان القمصان البيض آتية.

 

إيعاز واستجداء

الياس الزغبي

ليس هناك سوابق كثيرة لنزول العماد ميشال عون من "رابيته"، وتنازله عن "عليائه"، كي يتدروش ويزور رجل دين طالما ناصبه الخصومة، أو الحذر على الأقلّ، في المسالك السياسيّة.

نزل الى الأشرفيّه، بالعا مرارة مزمنة، كي يزور المتروبوليت الياس عوده، القامة المسيحيّة الأرثوذكسيّة المنتصبة في الزمن اللبناني والمشرقي الصعب، راعي الشهداء الذين لم ينجوا من لسان ضيفه.

مَنْ نصَح الزائر بهذه الخطوة، وما هي أهدافها المبيّتة؟ ليس صعباً إكتشاف أنّ النصح جاء من مصدريْن: داخلي بلدي يُقلقه الإنكماش الشعبي لعون قبل سنة من الانتخابات النيابيّة، وخارجي سوري يهمّه استكمال طوق تخويف المسيحيّين من دمشق الى بيروت، طالما أنّ قياداتهم في سوريّا مجبرة على البقاء داخل الطوق، بينما في لبنان مواقع مسيحيّة حرّة وحاضرة وفاعلة، سياسيّاً وروحيّاً، ومن أبرز وجوهها المطران عوده نفسه. في السبب الداخلي للزيارة، يُلحّ حلفاؤه عليه للتحرّك سريعاً من أجل ترميم ما فقده من ثقة الناس، بعد تراكم الفشل الوزاري والاداري والفساد المالي على مدى 4 سنوات، مع الآثار السلبيّة لارتباطاته السياسيّة المعاكسة لإرادة المسيحيّين وتاريخهم ومصالحهم الحقيقيّة.

وخلافاً لكلّ قول وتصريح للإستهلاك السياسي، يفضّل عون قانون الـ60 الذي منحه 15 نائبا من أصل 27 بتثقيل أصوات "حزب الله"، من جزّين الى بعبدا وبعلبك وجبيل وكسروان نفسها، واستجمع له تكتّلا فضفاضا لم يكن يتوقّعه. ولا يزال تصريحه عن "استرجاع حقوق المسيحيّين"، في طريق عودته من اتفاق الدوحة 2008، يصمّ الآذان ويصفع العيون. أمّا لماذا لهفته المبكرة على الأشرفيّه، فهي لأنّها حصن لخصومه، وليس فيها ثقل لظهيره "حزب الله"، فكان لا بدّ من تحريك معركتها منذ الآن بالتودّد الى مرجعيّتها، وغداء انتخابي على قاعدة: إطعم الفم تخجلْ العين! ولا بدّ من استكمال الزيارات قريبا لدوائر الوجع الأخرى، خصوصا زحله.

ولا بأس بالتفكير في نقل ترشيحه الى دائرة الأشرفيّه، اذا ضاقت به حسابات كسروان وجبيل وبعبدا وجزّين، قبل أن يُضطرّه انهيار أصواته في هذه الدوائر الى اعتماد الملاذ الأخير في بعلبك، ليحلّ في مقعد الرقم القياسي. وهذا أضمن خيار وملجأ. وفي السبب السوري للزيارة، فانّه لم يعُد يُخفي دوره، أو يخجل بتكليفه مهمّة الترويج لنظام الأسد في الوسط المسيحي، من ثلثاء الى آخر وما بينهما. وقد مضى ثلاثون ثلثاء عل هذه الحال، وستمضي ثلاثون أُخرى. نعم، لقد أوكل النظام اليه شخصيّاً، بعد انقباض حضور سليمان فرنجيّه وهشاشة الأسماء المسيحيّة الأخرى، التقرّب من بعض المرجعيّات الروحيّة من بطاركة ومطارنة، وكَيْل المدائح لها، وايهامها بضمانات النظام والتخويف من البدائل. وهو يقوم، منذ مدّة، بهذه المهمّة "الشريفة"، ولو على حساب طبعه الناري الذي لا يتقبّل أيّ وهج في وجهه، حتّى لو كان روحيّاً، أو طيف ذبابة. وفي جوهر رسالته "المقدّسة"، محاولة الحدّ من اندفاع الحالة المسيحيّة المتصاعدة ضدّ النظام وامتداده الداخلي وأدواته المحليّة. واذا لم تنجح محاولات الإلغاء بالإغتيال، فليحصل الإلغاء بتخويف هذا، وممالأة ذاك، واستجداء ذلك، على قاعدة الترهيب والترغيب.

ولتستمرّ هذه الحكومة، بسطوة سلاحها وغلَبَة مرجعيّتها، الى موعد الانتخابات، كي تنسف نتائج 2005 و 2009 نهائيّاً، وتكبت آخر نفَس ديمقراطي في لبنان، في ردّة رجعيّة على مسار المنطقة.

والرجال عند مصالحهم نساء. لا يلبسون التشادور فقط، بل يمدّون كفوفهم الناعمة، ويعرضون مفاتنهم، وينزلون من أبراجهم عند الحاجة، ويستجدون العطف والتأييد، التزاما بـ"التكليف الشرعي".

ولا يقوم بذلك الاّ كلّ خائف على موقعه، مهجوس بمستقبله، ومذعور من تنامي القوّة الشعبيّة لخصمه. لا يأبه لتفسير، ولا تهمّه ملامة، ولا يتوقّف عند مأخذ. في السياسة كما في الإدارة كما في المال، قاعدة "الأمير" الذهبيّة: الغاية تبرّر الوسيلة. أَوهِمْ الناس بالإصلاح وافعلْ ما شئت! لكنّ النصيحتيْن المحلّية والخارجيّة، صرختان في وادي الخسائر. ولن يُصلح العطّار السوري، ما أفسده دهر الخطايا.

والغريق لا يُنقذ غريقاً.

*لبنان الآن

 

حرب: الدوائر الصغرى على اساس نظام اكثري هي الطرح الانسب والانتخابات يجب ان تجرى في موعدها ايا كانت الظروف وايا كان القانون

وطنية - 29/4/2012 رأى النائب بطرس حرب ان "سقوط النظام السوري سيكون مدويا ونتائج هذا السقوط ستكون كبيرة، لأنه سلك طريقا لا رجوع فيه"، وأضاف: "لا أرى ان الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه في ما بعد ان يحكم شعبه بعدما قتل شريحة كبيرة منه". وتطرق حرب، في حديث الى "لبنان الحر"، إلى المناقشات العامة التي جرت في مجلس النواب، فقال: "إن الجميع كان متأكدا عند الدخول الى الجلسة العامة ان الوضع سيبقى على حاله في ظل وجود السلاح الذي فرض هذه الحكومة بعدما أسقط الحكومة السابقة بالطريقة التي أسقطها، وفي الأنظمة الديموقراطية، الصراع السياسي يكون في العمل على تولي المسؤولية للعمل بطريقة أفضل والرأي العام هو الحكم النهائي. ومن خلال ممارسات هذه الحكومة، مطلبنا في الإنتخابات المقبلة ان نأخذ أكثرية كبيرة وحاسمة للوضع اللبناني لا يمكن ان يغيرها السلاح بمعادلة العنف". ودعا حرب النيابة العامة التمييزية الى "اعتبار ما قيل في مجلس النواب وما قاله رئيس الحكومة وبعض الوزراء عن ممارسات الحكومات السابقة إخبارا من أجل البدء بالتحقيقات اللازمة، فلا يجب ان يتحول المواطنون الى قطيع يديره تجار كسلعة تشرى وتباع في المزايدات السياسية".

وفي الملف الانتخابي، شدد حرب على "وجوب وصول أكثرية حقيقية صامدة"، وقال: "أيا كانت الظروف وأيا كان القانون يجب ان تجري الانتخابات في موعدها من دون تأجيل"، لافتا إلى "أن هناك مساع جدية لتطوير قانون الانتخابات بعيدا من النسبية لأنه لا يمكن تطبيق هذه النسبية في ظل وجود السلاح". كما شدد على "وجوب الوصول إلى قانون يستطيع المسيحي أن يشعر فيه أن صوته وازن وله قيمة في اختيار نائبه"، ولفت إلى "أن الطرح الأنسب لهذا الأمر يكون عبر دوائر صغرى على أساس نظام أكثري". وشدد على "وجوب تأجيل التعيينات الادارية المتعلقة بالمحافظين لأنها تؤثر سلبا على الانتخابات"، كاشفا عن "أن رئيس الجمهورية رفض التوقيع على عدد من التعيينات في هذا الخصوص بعدما اكتشف ان جميعهم ينتمون إلى جهات حزبية معينة".

ورأى "انه يجب أن يتبلور تفاهم مشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يقوم من خلاله الأخير بتقديم استقالته لأن الانتخابات تستدعي حكومة حيادية تشرف على الانتخابات. ويتم البحث في توقيت استقالة الحكومة والبحث بالبدائل، التي قد تكون مفتوحة على الكثير من الاحتمالات، حيث الهم الأكبر أن تكون الحكومة الجديدة تضم أشخاصا غير مرشحين للانتخابات".

وأضاف: "أدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى الإتفاق على الإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط لمواكبة اجراء إنتخابات نيابية شفافة وديموقراطية لا في ظل حكومة منتمية كاملة الى فريق سياسي متخاصم مع فريق لبناني آخر يشكل فوزه خطرا على وجودها في الحكم".

وفي السياق نفسه، أكد حرب "حق المغترب اللبناني بالمشاركة في عملية التصويت في لبنان"، داعيا الحكومة إلى "القيام بالآليات اللازمة لتأمين مشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة".

وعن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، قال حرب: "الدولة اللبنانية بأجهزتها القضائية والأمنية أكدت محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع رغم كل تفاهات البعض بشأن تسخيف الأمر، وهذه المحاولة وضعت القيادات المعارضة أمام هاجس عودة الإغتيالات والسؤال اليوم: لماذا جرت المحاولة في هذا التوقيت؟، ولماذا سمير جعجع؟ ولماذا 14 آذار؟. هل لتعطيل حركة 14 آذار في الانتخابات؟. هل كان المطلوب منا في قوى 14 آذار تعطيل تواصل القيادات مع الشعب من خلال زرع الرعب في نفوس المعارضين على كل المستويات؟

وإذ لفت إلى "ان محاولة الاغتيال وضعت البلد وقيادات 14 آذار في جو جديد، سيفرض بعض القيود على حركة هذه القيادات لتأمين سلامتها"، أوضح حرب "أن أفراد وقيادات 14 آذار تدرك حجم المشكلة الوطنية التي تفوق حجم المشاكل بين أعضائها"، مشيرا إلى "ان العمل جار على قدم وساق لتحسين أداء 14 آذار".

 

مسيرة ليلية في منطقة قبة النصر في مدينة طرابلس، تضامنا "مع الشعب السوري وجيشه الحر

وطنية - طرابلس - 29/4/2012 نظمت "الجماعة الإسلامية"، تيار "المستقبل" و"التيار السلفي"، مسيرة ليلية في منطقة قبة النصر في مدينة طرابلس، تضامنا "مع الشعب السوري وجيشه الحر"، تقدمها المسؤول السياسي للجماعة في طرابلس حسن الخيال، منسق تيار "المستقبل" في منطقة القبة والسويقة فادي هوشر، مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الإسلام الشهال، إضافة إلى ممثلين عن اللقاء العلمائي في طرابلس ومئات من أبناء المنطقة. وقد انطلقت المسيرة من باحة مسجد الرحمة مخترقة شوارع المنطقة، ومختتمة بدعاء رفعه الشيخ أبو حذيفة البيزي

 

علوش: يريدون قانون انتخابات مفصلاً على قياس "أصحاب السلاح"/صنعوا صنمًا سموه المقاومة وأرادوا بالتهويل أن يجعلوه إلهًا

لفت عضو المكتب السياسي في تيار" المستقبل" مصطفى علوش إلى أن "حزبًا فئويًا يريد أن يحتكر صفة الشهادة فقط لأتباعه العقائديين محاولاً اختصار الماضي والحاضر والتسلط على المستقبل وايهام الناس أن النضال ابتدأ معه وأنه سينتهي معه، متناسيًا عن قصد نضال أهالينا على مدى عقود". علوش وخلال مهرجان سياسي لتيار "المستقبل" في راشيا والبقاع الغربي، قال: "هناك في لبنان حزب يحمل رؤيا خرافية يريد ان يوهم الناس بأن الشهيد الوحيد هو من مات حاملا في قلبه وعقله وهم المشروع الأسطوري وحصر الشهادة في جمهوره فسماه اشرف الناس واطهر الناس. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حياته لمزاوجة مستحيلة بين منطق السلاح الفئوي وبين النمو والاستقرار، فإن العرفان بجميله كان اغتياله، وعلى الرغم من التسويات المرة التي حاولنا بعده ان نخترعها من تحالف رباعي الى حكومات وحدة وطنية فان الاستقرار الذي ينشده المواطن لا يزال بعيد المنال على الرغم من ان هذا الحزب الخرافي استولى على السلطة والحكم من خلال الانقلاب المعروف، ومشروعه لمد سلطة الولي المعصوم لا يتحقق الا في ظل الدمار والفوضى والموت المجاني وفقدان الامل والرجاء بالغد".

أضاف: "هم يتحدثون اليوم عن تركة ثقيلة، يقصدون بها الدين العام، معتبرين ان سببها سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه التركة الثقيلة هي تركة الفساد الذي هم ابطاله، وتركة الابتزاز الطائفي والمذهبي الذي ابتدعوه لمص دم الدولة، تركة المليشيات المسلحة التي رهنت لبنان لمشروعها الخرافي، فضربت الاستقرار وخربت الوطن، تركة الواقع الاقليمي وتأثيراته اليومية على حياة الناس، وكل هذه التركة كانت لتؤدي الى تفتيت الوطن وإزالته عن الخريطة لولا أن شخصا مثل رفيق الحريري اتى ليخفف من جموحهم التدميري وعقدهم العقائدية ومشاريعهم التخريبية واحلامهم الشيطانية الخرافية".

وتابع: "هم صنعوا صنما سموه المقاومة وارادوا من خلال الشعارات الفارغة والتجهيل والتهويل ان يجعلوه إلها يسجد له المواطن فلا يسأل ولا يناقش ولا يحاسب، والواقع هو انه ليس كل مقاومة حميدة، فمقاومة العدل هي الظلم وهذا ما يمارسونه بايوائهم المطلوبين للعدالة، ومقاومة النظام هي الفوضى وهذا ما يمارسونه برعايتهم للقتلة والمهربين ومقاومة القانون هو الجريمة، أما المقاومة الوحيدة الحميدة فهي التي تهدف الى حماية الحق والعدل وحرية الفرد، اما المقاومة التي ينادون بها فهي سبب الفتنة لأنها ترتكز على مشروع مذهبي عقائدي حزبي يرفض الآخر ويحرمه من كل حقوقه وحريته وكرامته".

وقال: "المقاومة تمجد الطغاة وتدافع عنهم في مواجهة الناس الذين ضاقوا ذرعا باستباحة كراماتهم من حكامهم، انها مقاومة حق الشعوب في حريتها ومقاومة الربيع بالخريف فبأي حق ومنطق ودين يدعونه اليوم حين ينصرون الوحش على البشر والمستكبر على المستضعف ويرسلون من يسمون انفسهم مقاومين لنصرة الشبيحة ويدعون النأي بالنفس". ورفض "الحديث عن الحكومة إذ قد يجدي لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي والضرب بالميت حرام". وقال: "نسمع اليوم اغنية وصنما جديدا يريدون ان ينصبوه اسمه النسبية، والديمقراطية لا تفترض بالاساس وجود النسبية بل مبدأ الاكثرية، اما النسبية فهي اضافة محمودة من المصلحين لتأمين وجود الاقلية السياسية والمعنوية وعدم هيمنة الاكثرية. ان مشروع الحركة الوطنية في لبنان منذ اكثر من اربعين سنة على مبدأ النسبية في الانتخابات شرط ان لبنان يصبح دائرة واحدة مع إلغاء الطائفية السياسية، وكان الهدف يومها جعل المشاريع السياسية اقوى من المشاريع العقائدية والطائفية، وفسح المجال امام الاحزاب ذات الانتشار الوطني لتعبر عن وجودها في البرلمان، فيأتينا اليوم الحاوي ليسحب هذا الارنب من قبعته فيدغدغ احلامنا متناسيا ان هذا المشروع لا يمكن تجزئته فيعتمد لبنان دائرة واحدة مع استمرار الطائفية وهو يعلم بان هيمنة السلاح الفئوي والكثرة العددية ستضمن له من خلال هذا القانون ابتلاع البلد".

أضاف: "ننتخب في ظل نظام نسبي يهدف الى الحفاظ على وجود الاقليات وحقوقها، وهو نظام المناصفة ومن ضمنه التوزيعات المذهبية، وهذا يعني ان الطائف نص على هذا النوع من النسبية وما يريدونه اليوم هو بناء النسبية فوق نسبية موجودة أساسا. ان القانون الذي يريدونه مفصل على قياس أصحاب السلاح بحيث يصبح عمليا نظاما أكثريا في مناطق هيمنة السلاح ونسبيا في المناطق الحرة، ووضعه في اطار مشروع جديد للهيمنة على لبنان". وختم علوش: "لا استقرار الا بحصول شعب فلسطين على العدالة، فقضية فلسطين كانت اساس الظلم وهي كانت سبب صبر شعوبنا على بلاء الطغاة وهي كانت السبب في تسلل المشاريع الصفوية الى حضن امتنا وهي سبب ارتداد الكثيرين الى التطرف والارهاب والعدمية. ان الربيع العربي اعطانا اليوم الفرصة لاعادة حساباتنا والتعلم من تجاربنا ونحن احرار".

  

المشنوق: المعارضة ستبذل كل جهد سلمي لاسقاط الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط حيادية   

النسبية لا تحقق العدل خصوصًا في المناطق التي ينتشر فيها السلاح

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق أن "التعابير التي استعملت في الجلسات النيابية من قبل بعض نواب التيار الوطني الحر في الموضوع الاسلامي المسيحي هي حالة مرضية وليست هواجس كما وصفها التيار". ورأى المشنوق في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، ان "الجلسات العامة كشفت عن ما يسمى الحكومة الكاذبة والتي انتهت حتى ولو أخذت الثقة بطريقة فولكلورية"، مشيرا الى موقف النائب وليد جنبلاط من الثقة بسحب كتلته النيابية من الجلسة خلال التصويت على الثقة. واشار الى أن "طرح الثقة تقليد برلماني عادي، ولكن التوقيت والتفرد به من قبل النائب سامي الجميل لم يكونا مناسبين"، سائلا: "لماذا لم ينسحب النائب الجميل من الجلسة وهو يدرك أن لا نصاب"، وقال: "لا جواب لدي لموقف النائب الجميل".

واذ اكد "ان هذه الحكومة غير شرعية وشكلت بقوة السلاح"، شدد على "ضرورة مقاطعتها في مجلس النواب"، مشيرا الى "أن الاتصالات مع الرئيس ميقاتي منذ تكليفه بتشكيل الحكومة كانت تحضه على تأليف حكومة تكنوقراط لاعطائه الثقة لا حكومة مواجهة، ولكن جوابه كان دائما بأنكم تدعوني للانقلاب على الانقلاب، وهنا فان ميقاتي اعترف بهذا الانقلاب".

واشار الى "ان تشكيل حكومة برئاسة شخص غير ميقاتي كان في تلك المرحلة أمر مستحيل لأن هناك نوابا يمكن أن ينقسموا على اسم آخر".

ورأى "أن مواقف الرئيس ميقاتي من المحكمة الدولية ومسألة النأي بالنفس او المواقف الاخرى التي تبناها ميقاتي هي نتيجة ظروف ومصالح اقليمية ودولية"، لافتا الى "أن البديل عن هذه الحكومة من قبل المعارضة كان حكومة تكنوقراط يرأسها ميقاتي الذي لم يعد اليوم صالحا لترؤس حكومة تكنوقراط"، ورأى "أن هذه الحكومة مخالفة لكل اجماع عربي ودولي في ما خص الثورة في سوريا".

ووضع محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في اطار زعزعة الاستقرار.

وعن باخرة السلاح شمالا، شدد المشنوق على "دور الجيش في التصدي لهذه المحاولات"، واصفا كلام الوزير جبران باسيل عن عدم الدفع لأي نازح سوري في لبنان ب"العنصري والمريض ويلزمه معالجة نفسية ويذكر بكلام البيض في جنوب افريقيا". وأكد "أن المعارضة ستبذل كل جهد سلمي لاسقاط الحكومة لأنها غير مؤتمنة، ولو اضطر الامر للجوء الى العصيان المدني لاسقاطها، وتشكيل حكومة تكنوقراط حيادية تقوم على وضع قانون انتخابي تجري على اساسه الانتخابات في موعدها". ورأى "أن اولوية حزب الله اليوم دعم النظام السوري والايراني، وما يجري في المنطقة مسؤولية كبيرة وحجمها أكبر من الشخصيات اللبنانية". وفي الملف الانتخابي، اشار المشنوق الى "ان النسبية في لبنان لا تحقق العدل للناخبين، بخاصة في المناطق التي ينتشر فيها السلاح والتجربة في الانتخابات السابقة خير مثال على ذلك"، لافتا الى "وجود قوانين اخرى مطروحة منها قانون الستين وآخر متعلق باللقاء الاورثوذكسي ومشروع رابع هو تصغير الدوائر".

وشدد في هذا الاطار على "موقف تيار المستقبل الذي يتبنى قانون انتخابي نص عليه اتفاق الطائف بما فيه انشاء مجلس الشيوخ"، مؤكدا رفض التيار لأي مشروع لا يرضي الحلفاء المسيحيين.

كما، اكد "بعض الثوابت المرتبطة بالقانون الانتخابي والداعية الى انشاء هيئة قضائية مستقلة لاصلاح القانون وتأمين الاقتراع الاغترابي في شكل جدي وتأمين الكوتا النسائية اضافة الى المساواة بين المناطق والدوائر". واعلن عن احتفال سيقام في السادس من أيار في ذكرى شهداء الصحافة، وسيكون للرئيس سعد الحريري كلمة في المناسبة وتتضمن عناوين عريضة تتناول الاوضاع الداخلية والاقليمية ولا سيما الوضع في سوريا.  واشار الى "ان اللجنة البرلمانية ستتناول قضية الاختلاس في الكهرباء والتي تم تلزيم الشركات قبل اعطاء الكهرباء للمواطن"، لافتا الى "أن تيار المستقبل لا يخاف من أي لجنة تحقيق برلمانية من العام 1993 حتى اليوم".

 

«القوات» نجمة تشييع وليّ الدين، حضرت بوفد كبير مثّل رئيسها وضم النائب ستريدا جعجع

  بيروت – الراي/حمل التشييع الرسمي والشعبي للمرجع الروحي الأعلى لدى طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين في بلدته بعقلين (الشوف) امس اكثر من مفارقة سياسية لاقت رمزيتيْ اتصاليْ التعزية اللذين تلقاهما رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط (اول من امس) من كل من الرئيس السابق للحكومة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.والمفارقتان هما:

• مشاركة الطائفة الدرزية موحّدة في التشييع، حيث حضر النائب جنبلاط وبجانبه النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، علماً ان الاخير و«المير» (ارسلان) تسود بينهما «قطيعة» منذ نحو خمس سنوات في اطار المنافسة داخل «الخط السوري» على الساحة الدرزية وعلى «مفاتيح» العلاقة مع جنبلاط.

• الحضور البارز والنوعيّ لـ «القوات اللبنانية» التي شاركت في التشييع بوفد مثّل رئيس الحزب سمير جعجع وضمّ عقيلته النائب ستريدا جعجع والنائبين جورج عدوان وايلي كيروز، الوزير السابق طوني كرم وعضو الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» ادي ابي اللمع ومنسقي المناطق في الشوف وعاليه وبعبدا. وجاءت المشاركة «القواتية» اللافتة بعد اربعة ايام على عشاء «مصالحة الجبل... ربيع لبنان» الذي اقيم في مقر جعجع في معراب على شرف رؤساء بلدية ومخاتير قضاء عاليه (غالبيتهم من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط) والذي كان «نجمة» مصالحة الجبل المارونية - الدرزية التي اجريت العام 2001 وكان قطباها البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والنائب جنبلاط. وقد اعتُبر تعزيز التواصل «من تحت» بين «القوات» و«التقدمي» في اطار التمايزات التي تحكم علاقة جنبلاط بقوى «8 آذار» وإزالته تباعاً «الجليد» الذي ساد بينه وبين «14 آذار» منذ «انقلابه» عليها في يناير الماضي بتأمينه النصاب السياسي والنيابي لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي على حساب الرئيس سعد الحريري بعد إسقاط حكومة الاخير، علماً ان «المراجعة» الجديدة التي يقوم بها الزعيم الدرزي، والتي يؤكد انها لا تبلغ حد التراجع عن الحفاظ على الحكومة وثوابت الموقف من المقاومة، سبق ان حملته قبل ايام الى معاودة مدّ جسور التواصل المباشر مع المملكة العربية السعودية على ان يلتقي قريباً الحريري. وكان جعجع اعرب خلال اتصاله بجنبلاط عن أسفه لخسارة «الشيخ الجليل ولي الدين (كان جعجع زاره في يونيو 2007 خلال جولته الاولى من نوعها بعد الحرب في الشوف) «باعتبار أنه كان شخصية مرموقة ومحترمة من الدروز والطوائف اللبنانية كافة ورمزاً لوحدة الجبل وتماسكه»، سائلاً الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته.

 

وول ستريت جورنال»: واشنطن تحقق في تعاملات لبنان المصرفية

 بيروت - «الراي/كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إدارة الرئيس باراك أوباما تكثّف من تدقيقها في النظام المالي للبنان، خشية «أن تكون سورية وإيران و«حزب الله» تستخدم بنوك بيروت للتهرّب من العقوبات الدولية وتمويل أنشطتها». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم «إنه برغم تحرك بيروت وواشنطن على مدار الأشهر الـ 14 الماضية لغلق بنوك وفرض عقوبات على أفراد، فإن وزارة الخزانة وإدارة مكافحة المخدرات الأميركيتين مستمرتان في تحقيق جريء في عملية مزعومة لغسل الأموال مرتبطة بحزب الله». وقالت إن المسؤولين يدّعون بأن العملية تضمنت انتقال عائدات بيع للمخدرات تقدر بمئات الملايين من الدولارات من تاجر مخدرات لبناني إلى «حزب الله»، موضحة أنه وفق المسؤولين الأميركيين، فإن وزارة الخزانة تضغط أيضا على الرقباء الماليين اللبنانيين للمراقبة بشكل أوثق على البنوك المحلية التي لديها تعاملات في دمشق وطهران. وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن المسؤولين يعتقدون أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول استخدام الصلات المالية كقنوات أخرى لتحريك الأموال المحتجزة، بسبب حملات العقوبات الدولية ضد حكومته. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأميركية وضالع في سياسة الشرق الأوسط قوله «نحن قلقون من أن يتم استخدام لبنان كقناة من جانب السوريين الذين يحاولون التهرب من العقوبات». ولفتت إلى أن سورية كان لها النفوذ الموسع على النظام المالي لبيروت لفترة طويلة من العقود الثلاثة الماضية، بسبب الوجود العسكري في لبنان الذي انتهى العام 2005، مشيرة إلى «أن المسؤولين الأميركيين أعربوا أيضا عن الانزعاج حيال تنامي سيطرة «حزب الله» على الحكومة اللبنانية، بعد أن تزعمت الجماعة المتشددة تكتلا سياسيا العام الماضي، والذي أطاح برئيس الوزراء سعد الحريري».

 

سلامة: لا تهريب أموال إلى سوريا ولا تعاطي مع مؤسّسات وأشخاص ممنوع التعاطي معهم

أكّد حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة أنّ "لا تهريب أموال ولا تعاطي مع مؤسّسات أو أشخاص ممنوع التعاطي معهم" في سوريا ضمن القطاع المصرفي، مشدّدًا على أنّ "الكلام عن تبييض الأموال في لبنان هو كلام غير صحيح كليًا والأموال عندنا شرعيّة وهناك هيئة لمكافحة تبييض الأموال والضمانة الأساسيّة في هذا الاطار هو صاحب المؤسّسة الماليّة عينه". سلامة، وفي حديث لقناة "mtv"، قال: "التجارة بين لبنان وسوريا ضعفت ونقل "الترانزيت" من لبنان أصبح أغلى بسبب الأزمة هناك كما أنّه حصلت تأجيلات في الاستثمارات". وأضاف: "وضع لبنان أفضل من محيطه"، مشيرًا إلى أنّ هناك "زيادة في احتياطات لبنان بالعملة الأجنبيّة واستقرارًا في الفوائد". وردًا على سؤال بشأن إمكانيّة توقّف المصارف في لبنان عن منح تسليفات دراسيّة للطلاّب، قال سلامة: "سنتواصل مع المصارف وسنضع الهندسات اللازمة لاستمرار برنامج تسليف الطلاّب".(رصد NOW Lebanon)

 

سليمان رداً على عون: الرئيس التوافقي لا يتسوّل مركز الرئاسة

ردّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون دون أن يسمّيه، بالقول: "على الأقل، الرئيس التوافقي لا يتسوّل مركز الرئاسة، بل على العكس فالجميع يطلب منه قبول منصب الرئاسة".وكان عون قد قال في وقت سابق لمتتبّعيه على موقعي "فايسبوك" و"تويتر": "إنّ التجربة لا تشجّع على القبول برئيس جمهورية توافقي مرة أخرى، ويجب أن يكون الرئيس صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل، ويكون لها وزراء يمثّلونها".(رصد NOW Lebanon)

 

قباني: من الطبيعي أن يسير "المستقبل" في منحى تصاعدي في تأييد الثورة السورية

أوضح عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد قباني أن توجيه "تيار المستقبل" دعوةً لحفل جماهيري كبير في الطريق الجديدة تضامناً مع الشعب السوري برعاية أمين عام التيار أحمد الحريري وحضور نواب بيروت، "لا يعبّر عن منحى جديد لدى التيار، فالتيار لن يشارك عملانياً في الثورة السورية، وهو في الوقت عينه شارك في مختلف اللقاءات التي نُظّمت سابقاً تأييداً لثورة الشعب السوري".

وإذ لفت إلى أن ما يميّز هذا الحفل عن سابقاته أن "الحشد سيكون أكبر كونه في عرين تيار المستقبل في طريق الجديدة"، أكد قباني في حديث لمحطة "lbc" أنّه "من الطبيعي أن يسير تيار المستقبل في هذا المنحى التصاعدي في تأييد الثورة السورية".(lbc)

 

نائب رئيس بعثة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب ال"يونفيل" ميلوش شتروغر: اليونيفيل تصرفت مع باخرة سلعاتا بما يتفق مع ولايتها ودورها يقتصر على رصد حركة النقل وباقي الإجراءات من صلاحية بحرية لبنان

وطنية - صور - 29/4/2012 أوضح نائب رئيس بعثة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب ال"يونفيل" ميلوش شتروغر، صلاحيات القوات الدولية في التعامل مع أي "سفينة مشبوهة"، مؤكدا أن اليونيفيل البحرية تصرفت في قضية باخرة سلعاتا "بما يتفق تماما مع ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701". جاء ذلك في تصريح أدلى به شتروغر اليوم، وقال فيه: "في سياق ضبط البحرية اللبنانية لباخرة تحمل أسلحة غير مشروعة، تحدثت بعض التقارير الإعلامية عن دور غير دقيق لقوة اليونيفيل البحرية. يجب التأكيد على أن قوة اليونيفيل البحرية تصرفت بما يتفق تماما مع ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وفي هذا الصدد، من المهم أن نفهم الإجراءات العملياتية بين قوة اليونيفيل البحرية والبحرية اللبنانية التي تم وضعها على أساس طلب محدد من الحكومة اللبنانية. وفقا لطلب الحكومة اللبنانية، تم تكليف قوة اليونيفيل البحرية بمساعدة البحرية اللبنانية في منع الدخول غير المصرح به للأسلحة أو المواد ذات الصلة عن طريق البحر إلى لبنان. وخلال تقديم هذه المساعدة، يقتصر دور قوة اليونيفيل البحرية على رصد حركة النقل البحري ومهاتفة جميع السفن داخل منطقة العمليات البحرية. وأي سفينة مشبوهة تحددها قوة اليونيفيل البحرية يتم تحويلها إلى البحرية اللبنانية لمزيد من الإجراءات. إن قوة اليونيفيل البحرية ليس لديها السلطة للصعود إلى متن أية سفينة وتفتيشها أو التحقيق في أي حالة من هذه الحالات، وهو الأمر الذي يعود إلى الحكومة اللبنانية وحدها. هذا هو الإجراء العملياتي المعمول به، وعلى هذا النحو بالضبط تصرفت قوة اليونيفيل البحرية في هذه القضية بالذات". وعن التنسيق وتبادل المعلومات بين قوة اليونيفيل البحرية والبحرية اللبنانية، قال شتروغر "إن قوة اليونيفيل البحرية تعمل بالتنسيق الكامل مع البحرية اللبنانية وبشفافية كاملة، لدرجة أنه في كل الأوقات يتواجد ضباط من البحرية اللبنانية في غرفة التحكم الموجودة في سفينة قيادة قوة اليونيفيل البحرية وكذلك في مركز العمليات البحرية التابع لليونيفيل. لذلك فإن أي معلومات نتلقاها تكون على الفور أيضا في متناول البحرية اللبنانية".

 

باخرة «لطف الله - 2» تباغت بيروت وتحقيقات مع طاقمها لكشف «سرّها»

بيروت – الراي/حمولة «اكيدة»، وجهة «شبه اكيدة» ومصدر «مجهول». معادلة سادت في بيروت بعد نحو 24 ساعة على ضبط الجيش اللبناني ثلاثة مستوعبات من الأسلحة كانت على متن الباخرة «لطف الله - 2» الآتية من ليبيا عبر الاسكندرية والتي اعترضتها البحرية اللبنانية يوم الجمعة في شمال المياه الإقليمية اللبنانية وتم سوقها إلى مرفأ سلعاتا (شمالاً).

واذا كان اكيداً ان «الكونتينرات» المضبوطة كانت معبأة بأسلحة شملت رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعيّة وقذائف وقاذفات «أر بي جي» وكميات من مادة «تي إن تي» المتفجرة وذخائر، فان مصدر هذا السلاح لم يتحدد بعد، وكذلك الامر بالنسبة الى «خط سيره» اي اتجاهه النهائي رغم ترجيح ان يكون سورية، علماً ان ايّ تأكيدات لم تكن صدرت حتى عصر امس في هذا الصدد عن قيادة الجيش او اي جهاز امني لبناني وسط استمرار التحقيقات مع أفراد طاقم الباخرة البالغ عددهم 11 شخصا وصاحبها السوري محمد خفاجة.

والباخرة التي رفعت علم سيراليون، كانت خرجت من ليبيا، وأكملت إلى مرفأ الاسكندرية، ثم إلى المياه الإقليمية اللبنانية، وعُلم ان قبطانها هو شقيق محمد خفاجة، وأن وكيلها لبناني من مدينة الميناء يدعى أحمد. ب، ومخلصها الجمركي هو اللبناني مطاوع. ر. وقد طلبت الرسو في مرفأ طرابلس، باعتبار أنها محملة «بزيوت محركات» لمصلحة العميل الجمركي أحمد «ب».

الا انه بحسب مصادر امنية، وبناء على معلومات توافرت لدى مخابرات الجيش اللبناني، تم اعتراض «لطف الله - 2» من قوة تابعة لبحرية الجيش (مغاوير البحر) مؤلفة من ثلاثة طرادات عسكرية، قرابة التاسعة من صباح الجمعة، في المياه الإقليمية اللبنانية. وخلال عملية التفتيش عثر على مجموعة مستوعبات تحوي كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، هي عبارة عن رشاشات «كلاشنيكوف»، رشاشات «ام 16»، قاذفات «آر بي جي»، وكميات كبيرة من القذائف الصاروخية («ار بي جي») وقاذفات «لاو». وتردد ان من ضمن الحمولة قذائف مدفعية مختلفة العيارات، ومضادات للطائرات من عيار 23 ملم، وذخائر مختلفة اضافة الى مادة «تي ان تي».وأكدت مصادر أمنية أن الأسلحة كانت مخبأة ضمن أوعية مخصصة لزيوت السيارات، موضحة انه بعدما تم وضع اليد على السفينة، أوقفت القوى الامنية جميع أفراد طاقمها، بمن في ذلك وكيلها ومخلصها حيث اقتيدوا الى التحقيق لدى مخابرات الجيش في ثكنة القبة، فيما جرى نقل السفينة بمواكبة قطع عسكرية عائدة لبحرية الجيش الى مرفأ سلعاتا، حيث فرض طوق أمني مشدد حولها، وتم إفراغ حمولتها، ومن ثم نقلها بواسطة شاحنات عسكرية الى قاعدة جونية البحرية.

وفي هذا الاطار شوهدت الشاحنات الثلاث التابعة للجيش اللبناني تخرج ليل الجمعة - السبت من مرفأ سلعاتا بمواكبة من ثماني سيارات عسكريّة رباعيّة الدفع ومروحيّة، وقد سلك الموكب الطريق في اتجاه بيروت. وفي حين افادت تقارير ان قوة «اليونيفيل» البحرية كان لها دور في ضبط هذه السفينة وحمولة الاسلحة، تقاطعت معلومات اخرى عند نفي مثل هذا الدور الذي لم تشر اليه السلطات الرسمية اللبنانية وفي مقدّمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي لمح في بيانه الى ارتباط الحمولة بالازمة السورية.

فقد نوّه سليمان «بعملية ضبط الجيش باخرة الاسلحة واحتجازها»، معتبرا ان ما قام به الجيش «يصب في خانة الحفاظ على السلم الاهلي الداخلي من جهة وترجمة لقرار الدولة اللبنانية بالحؤول دون جعل لبنان ساحة لصراعات الآخرين او ممراً لتصفية الحسابات بعدما دفع الكثير بشرياً ومادياً ثمناً لهذه الاستباحة».

وشدد على «اهمية ان يبقى الجيش والقوى الامنية على جهوزية تامة لدرء المخاطر ومنع اي محاولة يمكن ان تحدث فتنة او تخلق اضطرابا في الداخل اللبناني او تؤثر سلبا على علاقة الدولة اللبنانية مع الدول الشقيقة والصديقة خصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة ودولها». اما قيادة الجيش اللبناني فأعلنت في بيان لها انه في إطار مراقبة المياه الإقليمية اللبنانية والتثبت من شرعية حركة الملاحة فيها، اعترضت قوة من الجيش يوم الجمعة قبالة الشاطئ الشمالي السفينة التجارية «لطف الله - 2» التي تحمل علم دولة سيراليون، وقامت بتفتيشها بالاشتراك مع الأجهزة المختصة، حيث ضبطت بداخلها ثلاثة مستوعبات تحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة الحربية المتنوعة. تم توقيف الباخرة مع طاقمها المؤلف من 11 شخصاً، ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، فيما باشرت الشرطة العسكرية التحقيق بالموضوع بإشراف القضاء المختص». في موازاة ذلك، اوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية ان «مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وضع يده على الباخرة التي كانت تنقل اسلحة الى سورية وامر بتوقيف طاقمها والبالغ 11 شخصا على ذمة التحقيق. وكلّف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية بإجراء التحقيقات الأولية باشرافه».

 

لقاء في صور يُدين تفجير مطعم "نوشن بسبب بيعه الخمور

صور ـ "المستقبل"/عقد في في بلدية صور لقاء حضره ممثلون لعدد من النقابات والمهن الحرة والجمعيات والهئيات الاقتصادية ناقشوا خلاله التفجير الأخير الذي استهدف مطعم "نوشن" وما استتبعه من ردود فعل ونتائج سلبية على الوضع الاقتصادي والسياحي في صور. كما ناقشوا موضوع ازالة الخيم البحرية على شاطئ الخراب. وقال احمد يونس: ان صور مستهدفة ويجب ان نتصدى لذلك بوحدتنا وتعاوننا. وتلاه رئيس البلدية حسن دبوق فأكد "ان التفجير بعيد عن عاداتنا وتقاليدنا. ونستنكر العنف بكل اشكاله لأنه يضر بصور والمنطقة وسمعتها ومستقبلها". ثم تحدثت مسؤولة العلاقات العامة في "مؤسسات الامام الصدر" مهى ابو خليل فقالت: ما يحصل في صور جزء مما يحصل في لبنان على المستوى الأمني والاقتصادي، والمستهدف مشروع الدولة وقيامها. وتحدث علي الجمل، باسم الحزب الشيوعي اللبناني، فحذر من غياب الأمن الاجتماعي والاقتصادي في صور. ودعا نقيب الصيادين خليل طه الى مراجعة القوى السياسية والطلب اليها اتخاذ موقف قاطع وصريح مما يحدث. وطالب ايضاً بقمع عشرات التفجيرات التي تحدث يومياً في البحر عبر استخدام الديناميت. كما كانت مداخلات لاشخاص آخرين استنكروا استهداف المدينة. واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة متابعة لزيارة المرجعيات الأمنية والسياسية ومطالبتها بالعمل السريع لايجاد حل لما يحصل.

 

السنيورة التقى الامين العام للجامعة العربية وقدم لشيخ الازهر نسخة عن وثيقة "المستقبل" الفكرية والسياسية

وطنية -القاهرة- 29/4/2012 استقبل شيخ الازهر احمد الطيب صباح اليوم في مكتبه في القاهرة رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، وعقد اجتماع استغرق ساعة بحثت فيه كل الاوضاع في المنطقة العربية. وركز الرئيس السنيورة على اهمية الوثائق والمواقف التي تصدر عن الازهر الشريف في هذه الاوقات والتي تواكب تطورات الربيع العربي. وقد حضر الاجتماع الى جانب السنيورة سفير لبنان في القاهرة الدكتور خالد زيادة، الوزير السابق طارق متري، رضوان السيد وعارف العبد. وشدد الطيب على ان "مصر والمنطقة تمران في اوقات هامة وبالتالي يجب التشديد على اواصر الوحدة والتطلع الى الامام لمواكبة العصر". بدوره نوه السنيورة بالدور الذي يقوم به شيخ الازهر "في هذه الظروف العربية المصيرية كمرجعية اسلامية معتدلة في مواجهة حركات التطرف". وقدم للطيب نسخة عن الوثيقة الفكرية السياسية التي اصدرها تيار المستقبل عن الربيع العربي، وكان نقاش في نقاط التقاطع وفي سبل توحد الرؤية والجهود لتطوير الافكار لمواكبة التطورات في المنطقة العربية بما يحفظ وحدتها وقوتها، كما اطلع شيخ الازهر السنيورة على نظرته المستقبلية والمشاريع التي يعدها الازهر الشريف على المستوى الفكري لمواكبة التطورات واستكمال الوثائق في امور متعددة.وقد اعرب السنيورة في نهاية الاجتماع عن شكره وتقديره للدور المرجعي الكبير الجامع الذي يقوم به شيخ الازهر للتقريب بين وجهات النظر وتثبيت فكرة وسطية الاسلام واعتداله.

العربي

ثم انتقل السنيورة والوفد المرافق الى مقر الجامعة العربية بالقرب من ميدان التحرير حيث استقبله الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على مدى ساعة تم خلالها عرض مختلف التطورات في المنطقة والجهود التي تقوم بها الجامعة لمواكبة تطورات الاوضاع في العالم العربي في هذه المرحلة والتطلعات لتطوير العمل العربي المشترك والتعاون العربي بما يفيد العرب ويدعم موقفهم في المستقبل.

كما عرض العربي للسنيورة تطور الجهود العربية والدولية بالنسبة لمعالجة الازمة في سوريا والجهود المبذولة لتطبيق قرارات مجلس الامن الاخيرة.

وقد نوه السنيورة بالجهود المبذولة على هذا الصعيد، املا النجاح في تخطي الازمة وتطبيق مقررات مجلس الامن وخاصة وقف العنف وقتل الابرياء.

وزير الخارجية

ومن المفترض ان يلتقي السنيورة والوفد المرافق وزير خارجية مصر محمد عمرو غروب اليوم.

 

السنيورة في معراب

ذكرت "النهار" ان رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة زار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقره في معراب مساء أول من أمس وعقدا اجتماعاً استمر نحو ساعتين وتلاه عشاء.

وفي المعلومات ان الرئيس السنيورة تقصّد توقيت الزيارة بعد هدوء الحركة الكثيفة والوفود التي تدفقت على معراب لعقد جلسة عمل الى جانب تهنئة جعجع بالنجاة من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 4 نيسان الجاري. وقد استهل السنيورة بالسؤال عن تفاصيلها، فاصطحبه رئيس"القوات" الى "مسرح الجريمة" حيث اطلع على آثار الرصاصات البعيدة المدى، و"بدا متأثراً على ما قالت لـ"النهار" مصادر في "القوات". وأضافت المصادر ان أجواء اللقاء كانت "ممتازة على كل الصعد"، مشيرة الى أن "التنسيق يومي ودائم مع الرئيسين سعد الحريري والسنيورة ويشمل كل الملفات". و"طبيعي ان تتركز المناقشة على الاوضاع العربية ولاسيما التطورات في سوريا وارتداداتها على لبنان، والوضع الحكومي وضرورة الاتيان بحكومة أخرى، تكنوقراطية وحيادية لتشرف على الانتخابات النيابية، فضلا عن البحث في قانون الانتخابات الأمثل للبنان بكل فئات شعبه، وقضية السلاح غير الشرعي". كذلك بحث الرئيس السنيورة والدكتور جعجع في الوضع الداخلي لقوى 14 آذار وأهمية تجديدها تنظيمياً، وفي مشروع هيكليتها المقترح، وحددا "الخطوط العريضة لمستقبل العمل المشترك". أما مصادر الرئيس السنيورة الذي انتقل في زيارة الى القاهرة، فقالت لـ"النهار" إن الاجتماع بينه وبين جعجع تخللته "اعادة قراءة لما جرى من احداث ماضية وانتهى الى توحيد الرؤية الى المستقبل. وتركز البحث على الاوضاع السياسية في لبنان، وعلى اعادة تنظيم قوى 14 آذار".

 

أنطوان أندراوس لـ"السياسة": ملف النسبية طوي بعد لقاء "الخليلين" بجنبلاط  وسياسة النأي بالنفس لن توصل إلى مكان 

بيروت - "السياسة": قلل نائب رئيس "تيار المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوس من مخاطر الهجوم العوني على رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال في تصريح ل¯"السياسة" إن "لعبة النائب ميشال عون أصبحت مكشوفة, وعندما يجد نفسه محصوراً بأمرٍ ما ويريد تحقيقه يسعى إلى هكذا أسلوب فيلجأ إلى الهجوم على رئيس الجمهورية أو الحكومة, والحجة دائماً حقوق المسيحيين, إلا أن معركته مع الأول لن تدوم طويلاً لأن "حزب الله" الحليف الأساسي للجنرال عون سيتدخل في الوقت المناسب ويحسم الأمر". أما في موضوع قانون النسبية, فرأى أندراوس أن "هذا الملف طوي بعد لقاء الخليلين برئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي كان حاسماً وجازماً في هذا الموضوع, رافضاً حتى مجرد الحديث بالنسبية لأنها تستهدفه شخصياً". وأوضح أنه "كي يصبح أي قانون نافذاً يتطلب أكثرية, ومن دون النائب جنبلاط وكتلته ليس هناك أكثرية, وبالتالي فإن البحث في هذا الملف سقط نهائياً ولا بد في نهاية الأمر من اعتماد قانون الستين".وعن رأيه في الوضع الاقتصادي في ظل التحركات النقابية والإضرابات وتخفيض وزن ربطة الخبز, لفت إلى أن "الاقتصاد بالأرض والنمو أيضاً والناس لم تعد تحتمل كل هذه الضرائب سواء في أسعار المحروقات, أو المواد الغذائية التي كان آخرها تخفيض وزن ربطة الخبز", متسائلاً "هل من شيء أخطر من التعرض إلى قوت الناس ولقمة العيش?".واستغرب "كيف أن "حزب الله" يسقط هذه المسائل من اهتماماته لسبب أن عنده دولة ضمن الدولة ولديه أمواله الخاصة والمساعدات التي تأتي إليه من إيران ومن غيرها". وأشار إلى "عمليات شراء الأراضي في المناطق المسيحية بتمويل من "حزب الله", وصمت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عما يجري", مضيفاً أن "ميقاتي يعرف أن هذه الأكثرية وبالتحديد "حزب الله" يتمسك به لأنه لا يوجد غيره على الساحة, أما الوزراء فلا عمل لديهم سوى الابتزاز كما حاول "حزب الله" وحركة "أمل" أن يبتزا وليد جنبلاط بإعطائه رئاسة مجلس الشيوخ مقابل موافقته على النسبية في وقت كل العالم تخلص من الطائفية والمذهبية ما عدا "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"". وفي الشأن الأمني, أبدى أندراوس عدم اطمئنانه للوضع بشكل عام "طالما بقي التأزم قائماً في سورية, لأن بشار الأسد عندما يجد نفسه محاصراً سيقلب الطاولة في لبنان".واعتبر أن "سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة لن توصل إلى مكان, خصوصاً وأن هذا النأي لا لون له ولا طعم, سوى الاستمرار بتقديم الولاء إلى النظام السوري والدفاع عنه, في المحافل الدولية, في وقت كل العالم أصبح يعرف بأنه نظام قاتل ويستمر بذبح شعبه كل يوم على مرأى ومسمع من دول العالم".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب الشمالي خالد زهرمان لـ"المستقبل": لا استقرار.. وإنذارات بانفجار اجتماعي

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب الشمالي خالد زهرمان "إمكان لجوء فريق 8 آذار الممسك بالحكومة اليوم، في حال لم تعد الظروف ملائمة للأكثرية في المجلس، الى عرقلة إجراء الانتخابات النيابية وتأجيلها عاماً أو عامين حتى تصير الظروف مناسبة له أكثر". ونقل شكوى الجالية اللبنانية في اوستراليا عن "عرقلة بعض من في السفارة اللبنانية تسجيلها استعداداً للاستحقاق الانتخابي بهدف إعطاء صورة في لبنان أن المغتربين غير راغبين في التصويت في بلاد الاغتراب".

وأفاد في حديث الى "المستقبل" أمس، بـ"وجوب" تشكيل حكومة حيادية تشرف على الاستحقاق الانتخابي وتؤمن الاستقرار: "أرى أن هناك فلتاناً أمنياً لم تشهده البلاد ربما خلال الحرب، وهي لم تؤمن الحد الأدنى من الاستقرار. لذا، يجب تحصين ساحتنا الداخلية وتجنيب بلادنا أي تداعيات يمكن أن ترتد علينا من الداخل السوري"، مشدداً على أنه "إذا استمرت الأمور على هذا النحو والحكومة كما هي، يمكن أن نصل الى ما أسميه عصياناً مدنياً أو انفجاراً اجتماعياً".

وهنا نص الحوار:

[ شاركتم في اعتصام العبدة (أمس)، والأسبوع المقبل هناك سلسلة كبيرة من الإضرابات والاعتصامات. هل برأيكم أن حجم كرة الثلج يكبر الى درجة الوصول الى عصيان مدني؟.

ـ على المستوى السياسي، كفريق 14 آذار و"تيار مستقبل"، نعتبر أن هذه الحكومة غير شرعية، وهي وصلت الى الحكم بقوة السلاح وشرعيتها هي شرعية السلاح لا الناس ولا مجلس النواب، والهدف تالياً هو إسقاط هذه الحكومة. ولكن ظروف تحركنا ميدانياً تتحكم بها عوامل عدة وخصوصاً تداعيات أحداث سوريا على الوضع الداخلي اللبناني. لا أخفي أن للنزول الى الشارع كأحد الخيارات محاذير راهناً، لأننا نعرف مدى التشنج السياسي القائم وهشاشة الاستقرار في البلاد. وشعبياً، تفاقم الوضع المعيشي سوءاً وعجزت الحكومة عن معالجة أي ملف معيشي يهم الناس في وقت راحت صفقات الفساد، والمواد الغذائية وغلاء أسعار النفط تؤثر في السلع التي تهم المواطن. هذا كله ينذر بانفجار اجتماعي. ربما تنزل الناس بأطيافها الى الشارع لتحقيق العصيان المدني في وجه حكومة بدأت حملتها الانتخابية على حساب لقمة اللبناني وفي داخلها يحاول كل فريق من مكوناتها أن يأخذ حصة الأسد من الوزارات في البلاد ليجيرها لحملته الانتخابية لعام 2013.

[ يعني أن الوصول الى العصيان المدني سيكون تلقائياً؟.

ـ إذا استمرت الأمور على هذا النحو والحكومة كما هي، يمكن أن نصل الى ما أسميه عصياناً مدنياً أو انفجاراً اجتماعياً.

[ هل تعتقدون أن النقابات على اختلافها ستكون مشلولة نتيجة للانقسام داخلها؟.

ـ لا ريب في أن الانقسام السياسي ينعكس على الحركات النقابية واتحادات العمال. إنما، حتى الاتحادات برأيي يمكن أن تغض النظر الى حد معين، إنما ستعجز عن الهرب أمام التحركات الميدانية للاعتراض على عمل الحكومة في الأجور، والخبز، وغلاء النفط والبنزين. رغم الانعكاسات السياسية على النقابات، إلا أنها لا يمكن أن لا تراعي في نهاية المطاف مشاعر الناس الذين وصلوا الى حائط مسدود.

[ إذاً، الغاية هي حكومة حيادية؟.

ـ نعم.

[ ولكن الموقف الأخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان يفيد بأنه لا يرى حكومة حيادية في المدى المنظور؟.

ـ أرى أن هناك عاملان يفرضان المطالبة بمثل هذه الحكومة: أولها وجوب تحصين ساحتنا الداخلية وتجنيب بلادنا أي تداعيات يمكن أن ترتد علينا من الداخل السوري بتشكيل حكومة حيادية تمرر الوقت بأقل الخسائر الممكنة. نحن لا نعيش اليوم في انقسام سياسي على خلفيات الملفات الداخلية فقط، إنما ينسحب الخلاف على طريقة التعاطي مع الشأن السوري وسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة ولا تطبقها. إذ تبين أنها، بأدائها ميدانياً، متواطئة مع النظام السوري في أمكنة كثيرة. والعامل الثاني هو الانتخابات. فنحن اليوم أمام حكومة من لون سياسي واحد أثبتت، في سنة، أن أداءها كان سيئاً جداً وهي غير قادرة على إدارة الانتخابات في المرحلة المقبلة. لذا، نشدد على الحكومة الحيادية فلا تكون لديها مصلحة وتجير مقدرات الدولة في سبيل حملتها الانتخابية.

[ تربطون إذا الحكومة الحيادية بالاستقرار، في وقت يربط النائب وليد جنبلاط بقاءه في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعنوان الاستقرار نفسه؟.

ـ أقول إن هذه الحكومة لم تؤمن الاستقرار. فالحوادث الأمنية والتعديات اليومية كثيرة وكبيرة فضلاً عن طريقة تعاملهم مع النازحين السوريين وتسليمهم الى السلطات السورية. أرى أن هناك فلتاناً أمنياً لم تشهده البلاد ربما خلال الحرب، وهي لم تؤمن الحد الأدنى من الاستقرار.

[ إذاً، هل صحيح أننا أمام حكومة تصريف أعمال؟.

ـ أرى أنها حكومة تضييع الوقت. تبين أنها تجمع كثيراً من التناقضات وهي غير قادرة على أي شيء وفاقدة الشرعية. حتى هم ينتظرون تبلور الصورة في المنطقة ليروا على أي أساس سيستمرون.

[ ما برأيكم سيكون العامل الذي يدفع النائب جنبلاط الى خارج الحكومة بشكل كامل هذه المرة؟.

ـ لديه تخوف من أي فتنة في البلاد. نتفهم ذلك. فالسلاح، يا للأسف، بات يستعمل في كل منعطف سياسي. استعملوه لإسقاط الحكومة ولتشكيل حكومة جديدة. وربما هذا ما يخشاه النائب جنبلاط.

[ الدافع الثاني لمطالبتكم بحكومة حيادية هي الانتخابات النيابية. كنتم أخيراً في جولة في اوستراليا. كيف وجدتم استعداد الجالية اللبنانية لمثل هذا الاستحقاق؟.

ـ إن الجالية اللبناني في اوستراليا متعطشة ليكون لها دور في الانتخابات النيابية المقبلة. نعرف أن المغترب اللبناني يتكبد في كل استحقاق انتخابي عناء المجيء الى لبنان. كان ثمة شبه إجماع من الجالية اللبنانية في اوستراليا على وجوب أن تجري الانتخابات في الاغتراب. عرضوا لنا المشاكل ووعدناهم أننا سنعمل أقصى جهدنا حتى تكون هناك انتخابات للمغتربين عام 2013. إن هواجس غالبيتهم تقنية، في حين أن ثمة في بعض المناطق من شكا عدم تعاون السفارات والقنصليات. وراح البعض الى الامتعاض من أن ثمة في هذه السفارات من يعرقل التسجيل بهدف إعطاء صورة في لبنان أن المغتربين غير راغبين في التصويت في بلاد الاغتراب. أوصلنا صوتنا، ويفترض أن يتابع الأمر مع الحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين لتُسجل أسماء المغتربين ويحضرون أنفسهم في حال سمحت الظروف التقنية وغير التقنية للإدلاء بأصواتهم.

[ هل ترون أن الانتخابات النيابية ستكون في مواعيدها؟.

ـ إنها ستحصل في مواعيدها. ليس هناك عوامل ستمنع أو تؤجل إجراءها بالرغم من سماعنا، من فترة عن مثل هذا الاحتمال.

[ أي رسالة سياسية برأيكم تريد 8 آذار أن ترسلها بالقول عن احتمال عدم إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها؟.

ـ سمعت هذا الأمر من مصادر عدة في 8 آذار ومن أوساط خارج لبنان. لا أخفي أننا قرأنا سيناريو عن إمكان لجوء 8 آذار الماسك بالحكومة اليوم، في حال لم تعد الظروف ملائمة للأكثرية في المجلس، الى عرقلة إجرائها وتأجيلها عاماً أو عامين حتى تصير الظروف مناسبة له أكثر. هذه الإشاعات مفادها تهيئة الظروف لمثل هذه الخطوة، في حال قرروا الإقدام عليها. ولكن موقفنا واضح. ما نقوله أن الساحة الوحيدة التي يمكن أن نعبر فيها، في ظل سطوة السلاح، هي صندوقة الاقتراع حيث العملية الديموقراطية، هي الوسيلة الوحيدة لنا لإثبات أن الناس معنا ومع رؤيتنا للمستقبل.

حاورته: ريتا شرارة

 

الرئيس حسين الحسيني لـ"النهار": وصلنا الى الدَرْك والحلّ بالنسبية والمحافظة

أرى ثورة في وجه الوضع ومجلس النواب الحالي غير شرعي

 مي عبود ابي عقل/النهار

يقرأ دائما في كتاب الدستور ووثيقة الوفاق الوطني. ومنذ سنوات ينادي بقانون انتخاب جديد يقوم على اساس النسبية، لانه الحل الوحيد لانتاج طبقة سياسية جديدة، وبالتالي خلاص لبنان وأهله. هو "ابو الطائف" الذي وضع لبنانيا وبالتشاور مع جميع القوى السياسية وموافقتها، وفي مقدمهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، على ما يؤكده. في ظل التخبط الدستوري الذي نشهده، والوضع السياسي المتردي الذي نعيشه داخليا وخارجيا، كيف يرى رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني المشهد، وما هي رؤيته وطرحه للحل؟

* اذا اردنا التزام الطائف نصاً وروحاً، ما هو قانون الانتخابات الذي يجب تطبيقه؟ وأي دائرة يجب اعتمادها؟

- هناك قضايا كبرى وثوابت وطنية عليا تحكم وتحدد ماذا نريد من قانون الانتخابات. عندما نقول لبنان سيد، حر، مستقل، نهائي، ولجميع ابنائه، وليس لجميع طوائفه او فئاته او مناطقه، فهذا يعني ان كل لبناني هو شريك. واذا قلنا بلبنان واحد موحد شعباً وارضاً ودولة ومؤسسات، فأي قانون انتخابي يفرط بسيادة البلاد واستقلالها ووحدتها ووحدة ارضها وشعبها يكون معادياً للدستور والوطن.

حدد اتفاق الطائف في الفقرة "ج" في باب "الاصلاحات الاخرى" قانون الانتخابات كما يلي: "تجري الانتخابات النيابية وفقا لقانون انتخابي جديد على اساس المحافظة، يراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين، وتؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب واجياله، وفاعليته ذلك التمثيل، بعد اعادة النظر في التقسيم الاداري في اطار وحدة الارض والشعب والمؤسسات". ولهذا الكلام معنى ولا يجوز القفز فوقه.

* اليوم يطرح قانون على اساس النسبية، هل هو يستلهم روح الطائف؟

- تقول الفقرة 5 : "الى ان يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي توزع المقاعد النيابية وفقاً للقواعد الآتية:

 أ- بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

ب – نسبياً بين طوائف كل من الفئتين.

ج – نسبياً بين المناطق، والمناطق هي الاقضية.

المحافظة دائرة وطنية فيها كل الناس وكل الطوائف والمذاهب، وهناك حصة المناطق. يجب ان يتأهل المرشح  في منطقته القضاء، وصودف ان الاقضية في معظمها ذات لون طائفي غالب، اي هناك 24 من اصل 26 قضاء ذات لون طائفي واحد، لذلك قبل ترشحه الى المحافظة يجب ان يتأهل في منطقته وطائفته لان القضاء هو الذي سينتخبه. من هنا فكرة النسبية وصوت التفضيل.

كيف يمكن التكلم على كل فئات الشعب من دون النسبية؟ عندما يكون النظام اكثريا، يشارك في العملية الانتخابية بين 35- 40% من الناخبين، لأن الـ60%  الباقون يعتبرون ان صوتهم لا قيمة له، والفوز مؤمن فيهم ومن دونهم، فلا يشاركون. في كل بلدان العالم عندما انتقلوا من النظام الاكثري الى النظام النسبي ارتفعت نسبة المشاركة من 20 و35% الى 80%، فورا لانه اصبح للصوت قيمة. اذاً النتيجة الاولى هي ارتفاع عدد المقترعين. في النظام الاكثري يتوزع الـ40% على 3 او 4 مرشحين، ومن يأخذ النسبة الاكبر اي 12 او 14% يأخذ المقعد، اين الـ85% الباقون ؟ وماذا حل بحقوقهم وتمثيلهم؟ هذا ليس تمثيلاً صحيحاً. وعندما نقول "لشتى فئات الشعب" نكون مجبرين على اتباع نظام التمثيل، ليتمثل كل الناس.

قانون الانتخاب في "وثيقة الطائف" يقوم على اساس المبادىء التي ذكرت، وترجمتها لا يمكن ان تطبق الا بالنسبية على اساس المحافظة. قانون الوزير بطرس في شقه النسبي هو تماما اتفاق الطائف. عندما ادخلوا عليه الشق الاكثري، راح المشروع بكامله ولم يعد في الامكان تطبيقه.

* سبق ان طالبت بالتفاهم على قانون انتخابي جديد يضمن حسن التمثيل ويعزز الوحدة الوطنية. ما هو هذا القانون؟

- هو ذاته قانون الطائف. لا بديل من اتفاق الطائف، ولا يمكن تجاوزه الا بتطبيقه. منذ العام 1992 "نراوغ" في تطبيقه، ونتلاعب بارادة الناس ومالهم. قوة نظام الاكثري متأتية من التبعية الاجنبية والسوقية المالية والتبعية الطائفية، ووصلنا الآن الى العصبية المذهبية.

* هل تعتقد انه في ظل الاوضاع الراهنة هناك حظوظ للنسبية؟

- في ذكرى فؤاد شهاب طلبت من اللبنانيين ان يرفضوا قانون الانتخاب الحالي الذي يقوم على الارتهان للدول وعلى نهب المال العام. واذا لم يحصل هذا الامر فأرى ثورة حقيقية ستندلع في وجه الوضع القائم، لأن الامور وصلت الى خواتيمها السيئة.

* معلوم ان الكلمة في اقرار قانون انتخاب جديد لا تعود الى الناس، بل الى القوى السياسية ونوابها. هل تعتقد ان هذه القوى من مصلحتها او تريد او ستعمل على اقرار قانون يعتمد النسبية؟

- بمجرد  طرح هذا السؤال تكونين قد تخليت عن حقك، وتقولين ان الناس لا كلمة لهم.

* هل تعتقد ان الناس سيثورون من اجل قانون الانتخاب؟

- من هو صاحب السلطة والرأي؟ عندما ينص دستورنا على ان الشعب هو مصدر السلطات، ما معنى ذلك؟

* ولكن واقعياً وفعلياً وعملياً هذا هو واقع الامر!

- انا ارفض هذا الكلام. في السابق كانت الميليشيات تسيطر على كل موارد البلد وتجبي الضرائب، والمرافىء والمطار تحت سلطتها. وحلوا محل الدولة واعتقدوا انهم سيطروا، وجاء وقت لفظهم فيه الشعب ورفضهم. لبنان بلد حضاري مهم، وعنده ثروات هائلة من الطاقة البشرية ولا يمكن معاملته بهذه الطريقة. هذا الكلام اهانة للناس.

* ماذا عن اقتراع المغتربين؟

منذ ايام شارك نواب لبنانيون في الانتخابات الفرنسية. فلماذا لا يشارك اللبنانيون المغتربون في الانتخابات اللبنانية؟ يجب اشراكهم، عندما يقول الطائف "شتى فئات الشعب" فهذا يشملهم ايضا.

 لا تعديلات

* هل ترى انه بات من الضروري ادخال تعديلات على اتفاق الطائف؟

- ممكن تعديله بتطبيقه. هناك 12 قانوناً تطبيقياً اساسياً لم يصدر اي واحد منهم ، من رئاسة الجمهورية الى السلطة القضائية الى قانون الجيش والاجهزة الامنية وغيرها ... صدر الدستور الذي يضع المبادىء ولم تصدر القوانين التطبيقية بعد . كيف يقال هناك ثغرات قبل اصدار القوانين التطبيقية وتنفيذها؟ هذا الكلام غير صحيح، الا ممن يريدون الهرب من تحمل المسؤولية فيرمون هذا الكلام الذي لا قيمة له.

* ولكن رئيس الجمهورية في معظم خطاباته يطالب، استناداً الى تجربته، ببعض التعديلات بما يحفظ التوازن بين السلطات. هل توافقه الرأي؟

- طبعا اوافقه الرأي انه مكبل. قانون الانتخاب كبله. فمن سيضع القوانين التطبيقية؟ بداية سلخوا منه سنة من ولايته بين انتخابه عام 2008 واجراء الانتخابات النيابية عام 2009  لانه قبلها لم يكن قادرا على القيام بشيء. وباجراء الانتخابات على اساس قانون الـ60  اصبح المجلس خاضعا لسلطة 5 اشخاص، والباقون صورة.

*عمليا ماذا بامكان الرئيس الآن ان يفعل لتحريك الامور؟

- الحل هو بقانون انتخابات يعتمد النسبية. ومن يمانع انتاج قانون انتخاب يحقق التمثيل الصحيح، يمنع سبل النجاة عن الوطن.

* كيف ترى المشهد النيابي اليوم؟

- لا وجود لمجلس نواب. الممارسة النيابية هي ممارسة فعلية وليس شكلية. هل يعقل ان ينتخب رئيس جمهورية في العام 2008 ، ونحن عمليا من دون موازنة منذ الـ 2005؟ اي مجلس نواب هذا لا يضع موازنة؟ ماذا يفعل اذن؟ هذا لا يليق برئيس الجمهورية ولا بالبلد. مر لبنان بحرب مدة 17 عاما لم تنفق خلالها ليرة واحدة الاّ بموجب قوانين وقرارات رسمية وشرعية. منذ الـ2005 حتى اليوم، حسب الارقام المعلنة منهم، هناك 11 مليار من الـ 2006  في عهد حكومة الرئيس الحريري، ثم 5 مليارات لم تحسب، ثم 6 مليارات على حكومة ميقاتي ما مجموعه 22 ملياراً على بلد مثل لبنان فيه انفاق، لا يعرف الناس اين ذهب المال. انا لا ألقي التهم جزافا واقول ان المال نهب، لكن من حق الناس ان يعرفوا اين ذهبت الاموال. ليس عندنا مجلس نواب ولا مجلس وزراء. عندنا تجمع وزاري، وكل وزير آت من قطيع معين. هذا المجلس قانوني، لأنه  انتخب بموجب قانون، ولكنه غير شرعي لانه لا يمثل الناس، هو مخالف للدستور وفاقد الشرعية منذ اللحظة الاولى .

لا توقيع

* ما الحل لهذه المعضلة، وما رأيك بمطالبة الرئيس بالتوقيع بحسب المادة 58؟

- اوافقه الرأي بعدم التوقيع، فهم يقولون له بذلك خذ طرفا. لا نغشن الناس. هذه فبركات بلا طعمة. اظهرت موازنة الـ2010 ان 45% منها فائدة الدين العام ، و35% رواتب موظفين وادارات ونفقات ملزمة، و17% للكهرباء، والباقي 3% لكل الشأن العام. هذا يعني ان الدولة افلست. وأي معالجة لا تأخذ بالاعتبار الاستقرار السياسي بواسطة قانون انتخابات، عبثا البحث عن نهوض اقتصادي او مواجهة اقتصادية. لقد وصلنا الى الدرك، والحل بقانون انتخابات على النظام النسبي. والا صرنا امام مطلب آخر هو قيام هيئة تأسيسية جدية بثورة مدنية، تفرض حالها على كل الناس، وتنتخب من كل اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وأجيالهم مثلما ورد في اتفاق الطائف. وعند ذلك اذا كان هذا الدستور غير جيد، تضع هذه الهيئة التأسيسية المنتخبة شرعيا الدستور الجديد، وتلزم احدا. منذ العام 1992 عملوا شتى الحيل ليهربوا من المراقبة والمحاسبة: المجلس الدستوري الذي يفترض ان يراقب دستورية القوانين كبلوه بنصوص قانونية مخالفة للدستور، ويعينون اعضاءه، هل يعقل ان يعين شخص ما من يراقبه؟ مجلس الشورى وضعوا له عوائق لا تحصى لكي لا يراقب اعمال الحكومة، المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء حولوه اداة لتبرئتهم.

* اذا اعتمد النظام النسبي هل تترشح؟

- عندنا تيار طويل عريض، نترشح ونرشح آخرين. بالقانون النسبي تكون الحياة السياسية مختلفة ويتغير كل شيء: الخطاب السياسي يتغير ، التحالفات تتغير، نصبح أمام حالة جديدة، ويُرذل عالم المذهبية والطائفية.

 

 

الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «الشين بيت» يوفال ديسكين: نتنياهو وباراك يخدعان الإسرائيليين ونظام الأسد لن ينتهي إلا بتدخل عسكري غربي

 القدس - من زكي ابو الحلاوة ومحمد ابو خضير/الراي

اتهم الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «الشين بيت» يوفال ديسكين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك بأنهما «يخدعان» الاسرائيليين حول ايران ووصفهما بأنهما «مسيحانيان» في التعامل مع الموضوع الإيراني. ورأى من جهة ثانية إنه «إذا لم يتدخل الغرب عسكريا بما يحدث في سورية، فإنه لا يوجد احتمال بأن ينتهي نظام الرئيس بشار الأسد».

ونقلت صحيفة «هآرتس» والاذاعة العسكرية عن ديسكين، خلال اجتماع عام، امس (وكالات): «صدقوني، راقبت عن كثب هذين الرجلين (نتنياهو وباراك)، واعتقد انهما ليسا على مستوى كاف للتعامل مع حدث من هذا النوع (حرب مع ايران) والذهاب فيه حتى النهاية... لست أثق بهما». واضاف ديسكين الذي تولى رئاسة «الشين بيت» من عامي 2005 الى 2011: «انهما يخدعان البلاد حول مسألة ايران. وهما يؤكدان انه اذا ما قامت اسرائيل بخطوة ما، لن تحصل ايران على القنبلة النووية. ويؤكد عدد كبير من الخبراء الاسرائيليين ان هجوما اسرائيليا سيسرع في الواقع مساعي ايران للحصول على السلاح النووي». وقال: «لا اؤمن بقيادة تتخذ قرارات مبنية على مشاعر غيبية». واقتبس ديسكين من التوراة وصفا لقدوم المسيح المنتظر. وقال: «أهكذا ترون حقا كلا المسيحانيين لدينا؟ هذا من أبراج أكيروف أو مشروع أسوتا (مباني فاخرة يسكنها باراك) والثاني من قيسارية (حيث بيت نتنياهو)، يبدوان حقا مسيحانيين بنظركم؟». وتطرق الى مخاطر اندلاع اعمال عنف في المجتمع الاسرائيلي، وقال: «خلال السنوات العشر او الخمس عشرة الاخيرة، ازدادت اسرائيل عنصرية. وتؤكد هذا كل الدراسات. ثمة عنصرية حيال العرب والاجانب ونحن اصبحنا مجتمعا اكثر ميلا الى الحروب». واضاف: «ثمة عشرات المتطرفين اليهود اليوم، ليس في الاراضي (الفلسطينية) فحسب بل قرب الخط الاخضر (في اسرائيل) ايضا، وهم مستعدون لحمل السلاح ضد اشقائهم اليهود في حال اخلاء مستوطنات».

من جهة ثانية، قال ديسكين: «باراك توقع أنه خلال أسبوعين او ثلاثة سينتهي عهد الأسد، وبرأيي أنه سيبقى حتى بعد الانتخابات في إسرائيل (التي يتوقع أن تنتهي على أثرها الحياة السياسية لباراك) وبعد حزب عتسماؤوت» الذي أسسه باراك ويتوقع تفككه بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ورأى إنه «إذا لم يتدخل الغرب (عسكريا) بما يحدث في سوريا فإنه لا يوجد احتمال بأن ينتهي نظام الأسد».

وأوضح أن «نتنياهو يعلم بأنه إذا قام بخطوة صغيرة تجاه الفلسطينيين فإن تحالفه سيتفكك». وأضاف: «يجب التوصل إلى تسوية (مع الفلسطينيين) رغم أنه لا توجد نهاية للصراع».

على صعيد مواز، نشرت صحيفة «هآرتس» لقاء مطولا مع الرئيس شمعون بيريس، تحت عنوان «توقعات الرئيس لعام 2015»، تناول فيه توقعاته حول مستقبل إسرائيل بعد تركه منصب رئيس الدولة.

وقسم بيرس إجاباته عن السؤال إلى قسمين: الأمور التي ينبغي إنهاؤها حتى العام 2015 والأمور التي ينبغي البدء فيها. وقال إن «الأمر الذي يجب إنهاؤه هو مفاوضات السلام، إنها استمرت فترة طويلة جدا، وليس أمامنا خيار ولدينا إمكانية، وليس هناك حل آخر، وأنا مدرك للآراء الأخرى التي تزعم بأنه لا يمكن التوصل إلى سلام وأنا لا أقبلها».

وعن فرص اندلاع حرب في العام المقبل، اكد إن «الفرصة أقل مما كانت عليه، الناس يدركون أنه لن يأتي شيء من الحرب، كانت هناك فترات في حياتي كنت فيها من الصقور عندما اعتقدت أنه لا فرصة للسلام، وكنت من الحمائم عندما كانت هناك فرصة للسلام». وعن الأمور التي يجب البدء فيها في العام 2015، قال: «من الناحية العلمية الفلسفية فإن العالم ذاهب إلى تغيير الاتجاه، والجهاز الذي يعرف كيفية تحقيق الاستفادة القصوى هو الرأس، والعقد المقبل كله مكرس لأبحاث الدماغ، والولايات المتحدة ذاهبة بالفعل إلى هذا الاتجاه، فهناك كثير من الأمور التي يمكن استخلاصها من الدراسات، وفي رأيي يجب على إسرائيل أن تحول العائدات المستقبلية من النفط والغاز إلى التعليم والعلوم. الى ذلك، أعلنت شخصيات فلسطينية مستقلة، امس، عن إطلاق مبادرة جديدة تستهدف دفع جهود تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ 5 سنوات.

 

مقابل «عمليات تفتيش بلا قيود» لمنشآتها النووية

واشنطن تبدي استعدادا مشروطا للسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المئة

الراي/طهران من أحمد أمين/افادت صحيفة «لوس انجليس تايمز»، ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة للسماح لايران بمواصلة انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 5 في المئة اذا ما وافقت طهران على تدابير مشددة ترمي الى منعها من تصنيع اسلحة ذرية. واضافت الصحيفة (ا ف ب، يو بي أي) نقلا عن مسؤولين اميركيين ان واشنطن تطلب مقابل هذه الموافقة «عمليات تفتيش بلا قيود» للمنشآت النووية الايرانية وارساء نظام مراقبة مشددة على البرنامج النووي المثير للجدل للجمهورية الاسلامية. الى ذلك، اعتبر مساعد رئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة العميد مسعود جزائري «ان العام الايراني الجديد (بدأ في 20 مارس) سيسجل المزيد من الانجازات لايران والاخفاقات للاستكبار العالمي»، مؤكدا ضرورة مضاعفة القدرات العسكرية الايرانية «من اجل الوقوف بوجه العدوان والرد على تهديدات الاعداء». على صعيد آخر، اكد ممثل ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية «ان طهران والوكالة الدولية ستستأنفان مباحثاتهما حول البرنامج النووي الايراني في 13 و14 مايو المقبل في فيينا، لتحديد اطار وترتيبات الرد على اسئلة الوكالة»، مبينا «ان هذه المحادثات تؤكد من جديد ارادة ايران في التعاون مع الوكالة، كما تظهر أن الانشطة النووية لبلادنا هي سلمية تماما». في غضون ذلك، اعلن مايكل مان الناطق باسم منسقة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «ان جولة المفاوضات المرتقبة في بغداد بين ايران ودول 5+1 ستكون حرة وخالية من اي شروط مسبقة»، وقد اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في وقت سابق، رفض بلاده لاي شروط مسبقة للمباحثات مع القوى الكبرى الست، مع تأكيده «ان من شأن خفض العقوبات الاممية على ايران، تعزيز عوامل الثقة والاسراع في التوصل الى نتائج ملموسة في مفاوضات الملف النووي». من ناحية ثانية، اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن معارضة موسكو لاي عقوبات احادية من الغرب على ايران بسبب برنامجها النووي، مؤكدا «ان العقوبات الاحادية التي فرضها الاتحاد الاوروبي على ايران ومنها النفطية، تعود بالضرر على اوروبا». وتابع «أن الاتحاد الأوروبي يرفض شراء النفط الإيراني، رغم أن عديدا من الدول الأوروبية تعتمد على هذا النفط، وبوسع المرء القول بالطبع إن النقص ستتم تغطيته، لكن بعض المصافي مصممة خصيصا للنفط الإيراني، وتعديلها سيتطلب رؤوس اموال كبيرة لا يمكن للاتحاد الأوروبي تحملها في الوقت الحالي».

 

موسكو تحرض دمشق على سحق المعارضة وقمعها بكل قوة .. وشواطئ اللاذقية تشهد أول عملية بحرية ضد قوات الأسد 

3 سيناريوهات لضرب القدرات العسكرية للنظام السوري الشهر المقبل إذا واصل مراوغته

حميد غريافي/السياسة/عواصم - وكالات: توقعت جهات سورية معارضة قريبة من "المجلس الوطني" في العاصمة القطرية, أمس, أن "ينفجر الوضع الأمني داخل سورية بشكل شامل ومخيف قبل نهاية مايو" المقبل, "في اعقاب سلسلة من العمليات العسكرية النوعية تستعد لها قوى الثورة و"الجيش السوري الحر" وتستهدف شخصيات حزبية سياسية وأمنية وعسكرية تقود الحرب الطاحنة الوحشية ضد الشعب في مختلف مناطق البلاد, وترفض التقيد بالمبادرات الدولية والعربية لوقف القتال".

وأضافت المصادر أن "تداعيات عمليات التصعيد الحربية لجيش النظام السوري, ستؤدي الى انعقاد مجلس الأمن الدولي واصدار قرار تحت الفصل السابع المتضمن تدخلا عسكرياً ضد النظام وفي حال اصرار روسيا على استخدام حق النقض "الفيتو" لمنع توجيه ضربات جراحية جوية وصاروخية من البحر وبالمدافع والدبابات من داخل الحدود التركية المحمية بحلف شمال الاطلسي, فإن الدول التي تمثلت في اجتماعي "اصدقاء سورية" في تونس وتركيا خلال الاشهر الثلاثة الماضية, لن تكون بحاجة الى قرار من مجلس الامن لشن حرب جوية على جيش البعث ومؤسساته السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية على غرار الحرب التي اطاحت جيش معمر القذافي ونظامه في ليبيا, وكذلك اخرجت الجيش الصربي من كوسوفو واطاحت نظام سلوبودان ميلوسيفيتش الذي اعتقل فيما بعد وحوكم في محكمة جرائم الحرب في لاهاي الهولندية وتوفي في سجنه".

وقال المعارض السوري ل¯"السياسة", ان "تصريح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اول من أمس وقبله تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واستمرار اصرار المسؤولين السعوديين والقطريين والبريطانيين والألمان خصوصا على ضرورة استخدام القوة لانقاذ الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها من نظام بشار الأسد, وعمليات التدمير الممنهجة والمخطط لها علوياً لمسح المدن السنية الرئيسية في اركان البلاد الاربعة, مثل حمص وحماة وحلب ودير الزور ومدن ومناطق الجنوب السوري وغربه, عن الخريطة كما حدث ومازال يحدث في تلك المدن منذ أكثر من عام, ان هذه التصريحات الدولية والعربية التي ظهرت فيها لأول مرة جدية وتصميم حاسمان, قد تجد نفسها في الطريق الى التنفيذ ابتداء من منتصف الشهر المقبل, اذا جاء تقرير المبعوث الدولي - العربي المشترك كوفي انان في الخامس من مايو المقبل والعشرين منه, مخيبين لآمال المجتمع الدولي عبر ذكرهما عدم تقيد نظام الاسد وجيشه ببنود قرار مجلس الأمن الأخير التي حددت خريطة طريق مبادرة انان لوقف المذابح ضد الشعب السوري, بحيث ستحشر موسكو في زاوية دولية ضيقة بعد فرض حليفها الاسد التقيد بهذه المبادرة التي اعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مناسبات عدة علنية تأييدها والتقيد بها, ما سيضطرها لعدم استخدام الفيتو مع الصين هذه المرة, مفسحتين في المجال لأن يقوم مجلس الأمن بدوره الذي كان يجب ان يلعبه منذ ثمانية اشهر على الاقل".

ونقل المعارض السوري عن مسؤولين عسكريين اميركيين في قاعدة القيادة الجوية الاميركية في السيلية القطرية تأكيدهم ان "هناك ثلاثة سيناريوهات عسكرية غربية - عربية مشتركة, لتدمير حزب البعث ونظامه وقواته المسلحة واستخباراته ومخازن اسلحته الاكثر تطورا في منطقة الشرق الأوسط, يعتمد اولها غارات جوية بعدة اسراب من المقاتلات في وقت واحد على عدد واسع من القواعد الموضوعة على خريطة القصف والتدمير ترافقها هجمات بصواريخ توماهاك (كروز) العابرة للقارات من حاملتي طائرات مع قطع اسطوليهما ترابطان حاليا في المتوسط قبالة الشواطئ السورية واللبنانية والاسرائيلية وبالقرب من المياه الاقليمية التركية, التي هي الاخرى ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين حشدا اطلسيا بحريا وجويا, فيما تضاعف عدد الحشود البرية من جنود ودبابات وآليات وقواعد وصواريخ ومضادات جوية صاروخية متطورة على الحدود التركية مع سورية, بعدما حصلت انقرة على ضوء اخضر اطلسي للتصرف ضد النظام السوري وقواته المسلحة داخل سورية, اثر اعتداءاته الاخيرة العسكرية المتكررة على اراضيها, وتهديدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالرد العسكري الفوري اذا كرر نظام الاسد اعتداءاته على الاراضي التركية".

وأشار إلى أن "السيناريو الثاني الاقرب الى الاعتماد هو تكليف حلف شمال الاطلسي بقيادة تركيا تدمير قدرات النظام السوري العسكرية والامنية والاقتصادية حيث يقول الخبراء الاميركيون في قطر ان هذا التكليف من "اصدقاء سورية" بعيدا عن مجلس الامن لن يكون بحاجة الى موافقة روسية وصينية, رغم اشتراك حلف الاطلسي في عملياته استنادا الى دستوره المتعلق بأن اي اعتداء على احد اعضائه (تركيا) يشكل اعتداء على كل دول الحلف".

اما السيناريو الثالث, فيتلخص وفق المعارض السوري ايضا في "وقوع اعتداء سوري على الاراضي التركية او الاردنية او اللبنانية يشكل خرقا فاضحا لسيادتها بحيث يجري التدخل الدولي الفوري استنادا الى المعاهدات العسكرية بين هذه الدول الثلاث والولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي".

في غضون ذلك, ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا", ان مسلحين يستقلون زوارق مطاطية هاجموا وحدة عسكرية سورية على شاطئ البحر المتوسط وان عددا من القتلى سقط من الجانبين بعد معركة بالاسلحة النارية, وهو أول هجوم من البحر منذ اندلاع الثورة التي بدأت قبل 13 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد.

وأوضحت الوكالة ان عددا من المسلحين والجنود قتلوا في المعركة التي اعقبت الهجوم الساحلي قرب ميناء اللاذقية على بعد 35 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.

وأضافت أن "الاشتباك مع المجموعة الارهابية اسفر عن استشهاد وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية فيما لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة الارهابية نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا".

على صعيد آخر, اعتبرت روسيا ان على سورية التصدي ل¯"الارهابيين بحزم", وذلك غداة انفجار في حي الميدان بدمشق اسفر عن تسعة قتلى بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نحن مقتنعون بوجوب التصدي بحزم للارهابيين الذين يتحركون في سورية, وعلى جميع الافرقاء داخل (البلاد) وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه" وذلك في تحريض مباشر لقوات النظام من أجل قمع الحركة الاحتجاجية بعنف.

ومساء أمس, أعلنت "الهيئة العامة للثورة السورية" سقوط 25 قتيلا برصاص قوات الأسد في عمليات أمنية مختلفة, شملت العديد من المدن السورية التي تطالب بإسقاط النظام وتشهد احتجاجات عارمة.

 

قشة قصمت ظهر بعير العلاقات المصرية - السعودية

 أحمد الجارالله/السياسة  

هل دخلت مصر في غيبوية السلطة وتركت حبل الحكم للفوضى والغوغائيين? ولماذا يتحول مهرب مخدرات بين ليلة وضحاها الى قضية تهدد العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض, وربما معها العواصم الخليجية الاخرى, وتضر, ايضا, بمصالح 80 مليون نسمة, بينما هناك ثلاثة الاف مهرب مخدرات مصري حكم عليهم في قضايا مشابهة, وصدرت ضدهم احكام قاسية مثل غيرهم من حملة الجنسيات الأخرى, ولم ينل اي منهم كل هذا الاهتمام

لا شك ان وراء أكمة الهجمة على السفارة السعودية وقنصليات المملكة في مختلف المناطق المصرية ما يثير الريبة, لأن مثل هذه الهجمات المسيئة لا يمكن ان ترتبط برد فعل عفوي على قضية شخص, انما هناك من يدبر في ليل الفراغ السياسي والامني لتضييق دائرة عزلة مصر عن محيطها و العالم, وجعلها دولة منبوذة على شاكلة كوريا الشمالية وايران, واستنادا الى ذلك تثار عشرات الاسئلة, حول كل ما يطبخ في مقرات الاحزاب المصرية المتحكمة بشؤون الدولة, فيما يبدو ان جيشها غرق في التسويات لارضاء هذا الفريق وتطييب خاطر ذاك, وربما لا تدرك قيادته ان ادارة الدول لا تكون بالتراضي الذي يودي بها الى مهب الريح, سيما وان طوال الاشهر الماضية صارت ارض الكنانة دولة طاردة للمستثمرين المصريين والاجانب والعرب والخليجيين.

ليست الشتائم التي وجهتها بعض النسوة المتجمعات امام السفارة السعودية في القاهرة ضد المملكة ودول الخليج مجرد فورة غضب شرذمة من النساء, بل ان غياب قوى الامن المصرية عن حماية المقرات الديبلوماسية السعودية في هذه الاثناء يوحي بأن ما جرى كان عملا مقصودا منه تخريب العلاقات بين البلدين ومحاولة اختلاق مشكلة من لا شيء, وهي سابقة لم يسبق ان شهدتها العلاقات المصرية - السعودية في تاريخها الطويل وحتى في احلك الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة.

الحكم الذي يواجهه المحامي مهرب المخدرات لا يمكن ان يكون الرد عليه بهذا الحجم, ولا يصل الى حد الفجور بالخصومة الا اذا كان المقصود من ردة الفعل هذه جعلها القشة التي تقصم ظهر بعير العلاقات بين البلدين, خصوصا وان السعودية تنظر تاريخيا الى مصر كعمق ستراتيجي وظهير اسناد, وذلك عملا بوصية الملك المؤسس عبدالعزيز الى ابنائه واحفاده بعدم الابتعاد عن مصر.

المؤسف, ان تغيب الحكمة عن معالجة هكذا قضية و يترك الامر للغوغاء ليقرروا مصير دولة بحجم مصر, لكن كما قيل قديما: اذا عرف السبب بطل العجب, فغياب الحكم عن رأس الدولة جعلها اشبه بالجبنة التي تتكالب عليها جماعات سياسية انتهازية لاهم لها الا الحصول على حصتها, فهل ترضى مصر ان تكون مجرد قالب جبنة تتقاسمه تلك الجماعات التي لا يخفى ولاء بعضها الى دوائر مشبوهة في المنطقة وتعمل منذ عقود على اشاعة عدم الاستقرار والتدخل بشؤون الدول المحيطة والمجاورة?

وخير دليل على ذلك ترحيب القائم بأعمال السفارة الإيرانية في القاهرة بما حدث قائلا:"شعب مصر العظيم لا يهمه قطع علاقات بلاده مع السعودية"!

والكلام لك يا كنه, فهل تسمعين يا جارة?!

 

نوري المالكي.. حمامة السلام الإيرانية!

داود البصري/السياسة

بعد أن شرب حتى الثمالة من حليب سباع الولي الإيراني الفقيه خلال زيارته الأخيرة الميمونة لطهران وإستماعه لنصائح الخامنئي والشاهرودي ونجاد وبقية شلة الأنس في طهران , عاد رئيس حكومة المنطقة الخضراء منتشيا بنصر وهمي بعد أن أربك كل القوى السياسية في العراق, ومصرحا بتصريحات لطيفة ومن نوع »حلوين.. طيبين.. وبنحبكم ياتقبروني« للوفد الإعلامي الكويتي الزائر لبغداد! وهي تصريحات فيها من الطرافة أكثر مما فيها من الرصانة والجدية! , فالباشا نوري الذي كلفه الشاهرودي برعاية الحركات الشعبية في المنطقة مازال مصرا على بقاء نظام صديقه و معلمه بشار الاسد في السلطة, ولايزال يشيع في الأجواء الإعلامية أكذوبة وفرية إن إسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية سيتسبب في نشوب حرب أهلية في سورية والتي هي واقع ميداني قائم حاليا, وهي الرؤية الإيرانية نفسها بالمناسبة!, أي أن المالكي يحرم على المعارضة السورية ماحلله له ولحزبه التدخل العسكري الاميركي الصاعق الذي أسقط نظام صدام والذي لولاه لكان المالكي ورفاقه اليوم يحملون السلاح مع الشبيحة في ريف دمشق دفاعا عن النظام السوري! أو لربما كان قد إلتحق بنا في قوافل اللجوء والمنافي!, ويبدو أن مناصب الصدفة التاريخية تنسي المرء أشياء كثيرة جدا..! فبركات أحذية الاميركيين الثقيلة وحدها هي التي قذفت بعث العراق لمزبلة التاريخ وجاءت بنفايات الجماعات الطائفية للحكم والتحكم في العراق تحت رعايتها.

 وبعيدا عن أحاديث »الخرط« والمجاملة الديبلوماسية في حديث الرفيق رئيس الوزراء, فقد فجر »دولته« قنبلة صوتية من طراز خاص حينما أعلن عن تطوعه للوساطة بين إيران والعرب في موضوع الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث منذ عام 1971, وإستعداده ليكون حمامة السلام في ذلك الملف الشائك الذي تعتبره إيران من ملفاتها المقدسة, والطريف إن الرد الإيراني قد جاء من سفارة إيران في الكويت مترافقا مع نشر التصريحات المالكية! حيث كرر النظام الإيراني دعاواه العدوانية السخيفة والقميئة والعنصرية مهددا عرب الخليج بالويل والثبور في تصريحات وقحة ومعهودة! وللمالكي أقول: خير لك من التوسط في موضوع لايناقشه الإيرانيون أرجو التوسط في عقد سلام بين الملل والنحل العراقية المتصارعة, والتي دخلت في عهدكم وعهد حزبكم الطائفي الميمون في مرحلة الحرب الأهلية و التقسيمية التي ترافقت مع شلل مؤسسات الدولة وشيوع الفساد الرهيب, وإستمرار العمليات الإرهابية التي تضرب في المكان والزمان المقرر من قبل الإرهابيين , وفوق هذا وذاك توسع حالة الصراع المذهبي المقيت حتى بين أهل المذهب الواحد كما يحصل حاليا في الصراعات بين أتباع المراجع الدينية كالحرب بين السيستانيين والصرخيين وإستهداف رجال الدين والحوزة الدينية! من دون ان نتجاهل الانهيار الاقتصادي العراقي الكبير رغم الاموال العراقية المخصصة للميزانية والتي بلغت ارقاما فلكية لم تنعكس ابدا على واقع حال الانسان العراقي? والمالكي الذي يطمح لان يكون زعيما قوميا عربيا بعد ان عمده شخصيا علي خامنئي وكلفه الشاهرودي برعاية الحركات الشعبية في المنطقة لم يتطرق ابدا في ايران لمصائب السياسة الايرانية في العراق والاستمرار الايراني المريض في صب الفضلات الصناعية في الانهار العراقية ولا لتدفق اطنان المخدرات الايرانية على العراق والعديد من الملفات الخطرة الاخرى كالنهب النفطي الايراني للحقول النفطية الواقعة على الحدود وغيرها.

 طبعا الجهاز الاعلامي للمالكي وطبقة المستشارين الاعلاميين »التعبانين« المحيطين به باتوا اليوم يستنسخون السياسة الاعلامية لصدام حسين بتوفيرالدعوات للصحافيين العرب والخليجيين وقراءة »المقتل« في رؤوسهم! وتلميع صورة القائد الضرورة الجديد وشاهنشاه المنطقة الخضراء الذي يحاول رسم سيناريوهات السياسة الدولية والاقليمية عبر التنظيرات الفارغة, والكلام الاجوف, وتدخلاته المرفوضة في تقرير مايجب ان يكون عليه الحال في سورية وعدائه للثورة السورية المتواصلة والتي لايمكن ان تتوقف قبل الاطاحة بالطغاة والمجرمين وسوقهم للمحاكمة وكشف ملفات عملائهم ومنهم بطبيعة الحال ملفات »حزب الدعوة« الارهابية المستقرة في ارشيف المخابرات السورية, والذي ان ظهر وسيظهر, سيحدث زلزالا اقليميا رهيبا سيطيح برؤوس وكروش عديدة,... واننا من المنتظرين! , بعد ذلك لايحق للمالكي ولا لغيره التجاوز على دماء وتضحيات السوريين او محاولة تلقينهم معالم طريق المستقبل , فالفاشلون لايصنعون التاريخ, والدم السوري المطلول ليس قطرات ماء , بل انه الوقود المقدس الذي سيحرق رمم الطغاة ومحاولات التهويل والتخويف من حرب اهلية على المالكي ان يوفرها لنفسه و لطبقة المستشارين الفاشلة التي تحيط به! اما وساطته مع الايرانيين في قضايا الخلاف في الخليج العربي فينطبق عليها المثل العراقي الشهير »امن البزون شحمة«! اي ما ترجمته عربيا »ضع الشحمة امانة عند القط«!... تصوروا حزب »الدعوة« وسيطا بين العرب والايرانيين! انه فعلا زمن الهذيان.

*كاتب عراقي

 

قانون "مضاجعة الوداع" يسمح بممارسة الجنس خلال الساعات الـ6 الاولى من الوفاة

وكالات/وحدها مصر، تمكنت رغم مرور أكثر من سنة على ثورتها، من الإبقاء على أخبارها وتظاهراتها التي لا تنتهي، ضمن أولويات الأحداث والأحاديث. فالثورة تبعتها ثورات، واحتشاد المحتجين في ميدان التحرير المشهور بات فعلا يوميا وحدثا اعتياديا، أفقد الثوار، شاؤوا أم أبوا، رونق احتجاجاتهم وإنجازاتهم.

غير أن الخبر الجديد في اليوميات المصرية، فرض نفسه بقوة ليس فقط في الصحف ووسائل الاعلام إنما تحول أيضا الى موضوع مناقشة في مجلس الشعب.

فقد اثارت مقالة نشرها عمرو عبدالسميع في صحيفة "الاهرام" يوم الثلاثاء، وقبلها مقالة محمود نافع المنشورة في 19 نيسان في "الجمهورية" المصرية، ايضا، بعنوان "مضاجعة الوداع" جدلا كبيرا في مختلف الاوساط المصرية، اذ كُشف في المقالتين عن اقتراح قانون تقدم به احد نواب التيار السلفي، ويدعى الحاج احمد تبنى فيه فتوى الشيخ المغربي عبدالباري الزمزمي بشأن ما اسماه" مضاجعة الوداع" وفيها يسمح للزوج بمعاشرة زوجته المتوفاة خلال الساعات الست الاولى من موتها كما يسمح للمرأة بممارسة الفعل نفسه مع بعلها الميت.

الجدل لم يقتصر على مصر وحدها, بل دخلت صحيفة"حرييت" التركية على الخط وعلقت على هذه القضية الغريبة بينما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا نقلت فيه، بعض ما ورد في القانون المقترح، ومنها خفض سن الزواج عند الفتاة الى 14 عاما وعدم فرض التعليم والتوظيف على المرأة.

وفيما يحاول بعض رموز التيار الاسلامي المصري سحب الاضواء عن هذه القضية مع نفي الاقتراح سارعت رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر الدكتورة ميرفت التلاوي الى ارسال كتاب مفتوح الى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني تطلب فيه رفض هذا الاقتراح وعدم ادراجه على جدول اعمال المجلس الا ان الكتاتني المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين لم يرد على كتاب التلاوي.

وتسود حالة من الغضب والضيق شريحة كبيرة من المصريين الذين علموا بهذا الاقتراح المتوقع ان يناقشه مجلس الشعب بما يعرف بـ"قانون مضاجعة الوداع" وهو الذي تعود جذوره إلى فتوى اصدرها رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبد الباري الزمزمي في 11 أيار العام الماضي وقال فيها:" إن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث, بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت, وان لا حرج إذا أراد الزوج ممارسة الجنس مع جثة زوجته بعد ساعات من موتها"، معتبرا" أن الدين الإسلامي لم يحرم ذلك على الأزواج، مبررا موقفه "بان الزوجة حلال لزوجها حتى بعد مماتها, وأن الموت لا يفسخ العلاقة الزوجية, باعتبار أنه جاء في القرآن أن الزوج والزوجة يمكن أن يكونا في الجنة معا, أي بعد الموت".

إلى ذلك، رفضت مصادر في البرلمان المصري الضجة الإعلامية المثارة بشأن "مضاجعة الوداع"، وفي اتصالات لصحيفة "الشرق الأوسط" أجرتها مع عدد من النواب والمختصين، أوضح النائب هشام أحمد حنفي، وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب أن "اللجنة لم يصلها أي مشروعات قوانين في هذا الشأن، ولم يتم عرض الأمر عليها"، مؤكدا أن "هذه الضجة عارية تماما عن الصحة، وأن الهدف من ورائها هو تشويه صورة البرلمان".

من جهته، أوضح النائب عن حزب "البناء والتنمية" أشرف عجور، أنه "لم تتم مناقشة هذا الأمر في البرلمان، ولم يسمع عنه إطلاقا حتى بين النواب".

واتفق معهما أمين اسكندر النائب عن حزب "الكرامة"، مؤكدا أنه "لم يسمع عن مشروع قانون بهذا الخصوص"، لكنه لفت إلى أن "المناخ العام في البرلمان يسمح بتناثر مثل هذه الشائعات، خصوصا بعد التقدم بمشروع قانون يطالب بخفض سن الزواج للفتيات من 18 إلى 14 عاما، ومشروع قانون آخر يطالب بتطبيق حد الحرابة على البلطجية، وهي مشاريع خطرة وتثير البلبلة والمخاوف داخل المجتمع"، على حد تعبيره.

 

أمل غربي بإحراج روسيا إذا فشلت خطة أنان

ثريا شاهين/المستقبل

الهم المشترك بين الغرب وروسيا في المسألة السورية في الوقت الحاضر هو ضرورة الإسراع في نشر المراقبين الدوليين الـ300.

والسلطات السورية مسؤولة عن أمنهم لأنهم غير مزودين بالسلاح وهي المرة الأولى التي يتم فيها إرسال بعثة مراقبين من مجلس الأمن ليست مزودة بأسلحة للدفاع عن نفسها.

إلا أن الأنظار تتجه الى تقارير بعثة المراقبين كل 15 يوماً، والى انتهاء مدة التسعين يوماً المكلفة بها البعثة بمراقبة إنجاز وقف النار، والى جلسة مجلس الأمن في الخامس من أيار المقبل، ثم المرحلة الانتقالية وهي الحوار السياسي بين النظام والمعارضة. وأي خطر جدي ستتعرض له البعثة، قد يضطر المجلس الى سحبها، وذلك وفقاً لأوساط ديبلوماسية غربية.

وبالتالي مرحلة التسعين يوماً حاسمة فإما أن يتحسن الوضع أمنياً للانتقال الى المرحلة السياسية، وإما أن البعثة لا تنجح في مهمتها إن كان بسبب الخطر الذي تكون قد تعرضت إليه، أو بسبب عدم وقف النار في هذه الفترة. ولن تكون مهمة بعثة المراقبين سهلة، ولا موضوع التمديد لها سهلاً. وأي مخاطر تلف خطة الموفد الدولي والعربي كوفي أنان، سيضطر عندها مجلس الأمن الى استصدار قرار تحت الفصل السابع يتضمن فرض عقوبات. فالعقوبات المفروضة حتى الآن ليست عقوبات دولية عبر مجلس الأمن، إنما عقوبات أميركية ـ أوروبية ـ عربية متكاملة.

وتأمل الدول الغربية، أن تستصدر القرار في حال وصلت الأمور الى عدم نجاح خطة أنان بموافقة روسية وصينية. وتضع موسكو كل ثقلها لكي لا يتم الوصول الى هذه المرحلة، لأن الخطة هي الفرصة الأخيرة لأن أي قرار سيتضمن حماية المدنيين، الأمر الذي يؤكد أن الوضع السوري قد تم تدويله فعلياً، والجامعة العربية ستطلب من مجلس الأمن حماية المدنيين والمساءلة الجزائية لمرتكبي الجرائم ضدهم. ومن المرتقب أن يتم تضمينه أيضاً حظر الأسلحة الى النظام السوري، وهذا سيكون من ضمن العقوبات التي ستفرض في حال لم تطبّق خطة أنان.

وفي اعتقاد الأوساط، أنه يصعب على الروس عدم القبول باستصدار قرار جديد، لأن فشل خطة أنان سيحرجهم، ولهذا هناك تعويل على تعديل في موقف روسيا وتتبعها الصين، بعدما لمس الغرب تعديلاً روسياً في الفترة الأخيرة بنسبة 10 في المئة ليس أكثر. وتعتقد روسيا، بحسب أوساط قريبة منها، أن النظام غير قادر على فرض شروطه والمعارضة كذلك. وبالتالي يُفترض أن يجريا حواراً بعيد نشر المراقبين وإنجازهم مهمتهم. ونشر المراقبين هو أقل خسائر ممكنة واأن النظام يبقى في النهاية الطرف الأقوى. وصحيح أن الحكومة السورية تخرق وقف النار، لكن المعارضة بحسب هذه الأوساط هي مسؤولة ولديها عناصر إرهابية يمكنها تأجيج الأمور وتستفز السلطة. وروسيا هي مع النظام لآخر مرحلة. وتتهم فرنسا ومعها الغرب روسيا بأنها تعمل لتقسيم المعارضة من خلال استقبالها لمعارضة الداخل على مراحل لتحضهم على وقف النار، وتمنعها من توحيد أنفسهم. وتتمسك روسيا بدورها الحالي في مجلس الأمن بقبضة من حديد، وتمرر ما تريده وتمنع تمرير ما لا تريده. وفي روسيا لا يوجد ضغط من الرأي العام حيال الملف السوري على الرئيس فلاديمير بوتين الذي يرتاح لوضعه، لذلك يبقى موقفه حتى الآن على ما هو عليه، لكن الغرب يعول على أن موسكو يصعب عليها عدم القبول باللجوء الى قرار عقوبات إذا ما فشلت خطة أنان.

وأكدت الأوساط الغربية، أن أي عقوبات دولية ستؤثر على النظام. لكنها لن تسقطه حتماً. لكن لبنان في هذه الحالة سيكون عليه الالتزام بها كاملة وتطبيقها، ليس فقط كما يطبق العقوبات الأميركية والأوروبية حالياً، من حيث لا يزعج الأميركيين والأوروبيين في هذا الإطار.

وأي عقوبات على نقل السلاح الى النظام ستطال إيران والعراق، نظراً للدعم الذي يتلقاه، فضلاً عن الدعم المالي المباشر من هذين الطرفين، والذي ساهم في صمود النظام حتى الآن، بعدما كانت التقديرات الغربية تشير الى أنه بإمكانه الصمود حتى نهاية الـ2011 من جراء العقوبات المفروضة.

ومع كل ذلك يلزم 3 عناصر للتأثير في صموده، التحرك الدولي، والخيارات فيه ليست واسعة لأنه لن يكون إلا عبر غطاء شرعي من مجلس الأمن، وبسبب الموقف الروسي يتعذر ذلك حتى الآن. ثم انقسام فعلي وحقيقي في الجيش، ثم معارضة قوية وكاسحة على الأرض تطيح به. وبالنسبة الى روسيا، يمثل التغيير الفعلي في سوريا، تغييراً حقيقياً في المنطقة برمتها، لأن سوريا ليست كاليمن أو ليبيا أو مصر، كما أنه لم يبق لروسيا أي مكتسبات مالية ـ اقتصادية لا في العراق ولا في ليبيا، ولا في تونس. وهي تحتاج بسبب وضعها الاقتصادي الى الالتزامات والعقود والأموال وبيع الأسلحة. وقد يبقى النظام مدة طويلة إذا لم تغير روسيا موقفها ليصبح كالحلم المعزول في كوريا الشمالية برئاسة كيم يونغ ايل لكن من دون قنبلة نووية.

 

مصر: الثورة  على مفترق طرق [1]

علي حماده/النهار

مع وصولي الى القاهرة صباح امس في زيارة استقصائية لمصر ما بعد الثورة وما قبل الانتخابات الرئاسية، كان الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الدولية وحامل جائزة نوبل للسلام، يعلن تشكيل حزب سياسي جديد تحت اسم "حزب الدستور" هدفه حسب قوله "انقاذ الثورة التي ابتعدت عن اهدافها". والمعلوم ان البرادعي الذي برز خلال ايام الثورة الأولى كشخصية محورية تحلقت حولها جماعات متنوعة من شباب الثورة، انسحب خلال المدة الاخيرة في شكل لافت من اللعبة السياسية على قاعدة احتجاجه على اجراء انتخابات رئاسية قبل اقرار دستور جديد لمصر ما بعد مبارك. هذا يعني ان الانتخابات الرئاسية تجري وفق الدستور المعمول به خلال حقبة الرئيس السابق حسني مبارك. ومن هنا ترتدي الانتخابات الرئاسية اهمية فائقة، كونها تدور حول المنصب الاهم في مصر لناحية تجمُّع اهم الصلاحيات بيد الرئيس. فالنظام المصري المعمول به (الدستور الحالي) رئاسي، مما جعل القوى المسيطرة على مجلسي الشعب والشورى (الاسلاميون – الاخوان) لا تكتفي بالمجلسين، باعتبار ان الرئاسة هي السلطة الاجرائية الفعلية في البلاد. ومن هنا اهمية متابعة الوضع ميدانياً لمعرفة اتجاهات الريح الشعبية في مصر في حين تبدو الصورة للمراقب من الخارج مشوشة وتسودها الضبابية. في مطلق الاحوال، ومع ان الدكتور البرادعي خرج من السباق الرئاسي اليوم فضلا عن انه يوصف بـ"النخبوي اكثر من اللزوم" فإنه يبقى شخصية محورية في الحياة العامة المصرية للسنوات المقبلة.

في الطريق الى مقابلة احد الاصدقاء العاملين في الصحافة مررت على عادتي منذ الثورة بميدان التحرير فكنت على موعد مع تظاهرة صغيرة للسلفيين احتجاجا على استبعاد مرشحهم من السباق الرئاسي. ولفتني قول السائق وهو ينظر الى التجمع الاحتجاجي: "انظر المليونية هناك!"، سألت: "عزيزي اين المليونية؟"، قال: "انها المليونيات التافهة التي لا يزيد عدد المشاركين فيها على سبعة آلاف". اضاف: "حتى المليونيات الحقيقية صرنا نجهل ما هي اهدافها الحقيقية وإلام ترمي"!

يوضح هذا الوصف حقيقة ما بلغته الثورة في اذهان بعضهم في مصر بعدما تبين ان احلام 25 يناير الكبيرة ما كانت كلها قابلة للتحقيق في السرعة التي أمل فيها كثيرون.

قبل ان ينقضي يومي الاول في قاهرة المُعز، كنت اتابع  على خدمة "تويتر" تغريدات للزميل سلطان القاسمي (احد اهم المدونين العرب) يتناول فيها خبر اقفال السعودية سفارتها في القاهرة وجميع قنصلياتها في المدن المصرية الاخرى على خلفية قضية الناشط المصري المحامي أحمد الجيزاوي في مطار جدّة، والحكم عليه بالسجن لمدة عام. وقد وقعت السفارة في القاهرة تحت حصار التظاهرات من كل نوع. وهذه قضية تعكس الحراك في مصر ما بعد مبارك الذي يعتبره البعض اقرب الى شيء من الفوضى. من المؤكد ان مصر الثورة تقف اليوم على مفترق طرق. كيف؟

 

زيارة سليمان لأوستراليا بدأت بعد انتهائها عتب وانتقاد وتشكيك في انتخاب المغتربين

النهار/كأن زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاوستراليا بدأت بعد انتهائها. خمسة ايام فقط وزّعها على ثلاث ولايات. كانبيرا كانت البداية الهادئة والسلسة، وملبورن كانت النهاية السعيدة. وما بينهما سيدني التي استقبلته بعاصفة مناخية وودّعته بعاصفة اغترابية ما زالت رياحها تهبّ في كل الاتجاهات.

اينما وجدت، تسمع التعليقات والاحتجاجات نفسها: في سيدني أكثر من ٣٠٠ ألف لبناني ومتحدّر وفيها جالية حديثة ما زالت محافظة على ترابطها العضوي مع لبنان، حتى بكل انقساماته وبمحاوره السياسية. وهي تعتبر انها  "ام الصبي" في الزيارة الرئاسية، ومع ذلك كانت مهمّشة ولم تعط حقّها فيها.

اللبنانيون في سيدني كانوا غاضبين على لبنان وقنصليته حتى قبل مجيء الرئيس، وزاد غضبهم بعد مغادرته. بعضهم يقول إنهم لم يتبلّغوا دعوة للقاء رئيس الجمهورية، وبعضهم يقول إن الدعوة وجهت عبر الصحف التي لا يقرأها الجميع. وبعض آخر يؤكد انه طلب ممن يريد الحضور تأكيد ذلك في اتصال بالقنصلية على ارقام لم يكن احد يجيب عنها.

يحمّل اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم المسؤولية للقنصلية اللبنانية التي اخفقت في تنظيم هذا اللقاء كما اللقاءات الأخرى في سيدني.

ويستغرب بعض اللبنانيين مقاطعة "الجمعية الاسلامية" اللقاء مع رئيس الجمهورية في هومبوش ، وموقف رئيسها سمير دندن الذي دعا وشجٌع على هذه المقاطعة بذريعة ان رئيس الجمهورية لم يلب دعوة الجمعية الى زيارة خاصة على غرار زيارته لمدرسة ودير مار شربل، علماً أن دندن سيكون برفقة رئيس وزراء نيو ساوث ويلز باري اوفاريل في زيارته للبنان وفي جولته على المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية.

ويقول مواكبون للبرنامج الرئاسي في اوستراليا ان الرئيس سليمان ابلغ الجميع ان زيارته لمار شربل هي للصلاة لدى شفيعه. ولم يكن مخططاً لها ان تكون لقاءً شعبياً، كالذي حصل وفاجأ الجميع بجمعه عفوياً حشداً كبيراً من اللبنانيين، وبعضهم اغتنمها فرصة لتعويض غياب قسري عن لقاء الجالية، بسبب العاصفة المناخية، وبسبب القيود التي فرضتها القنصلية اللبنانية والأمن الأوسترالي الذي واكب الزيارة الرئاسية.

وفي تعبير عن خيبة امل، كتب رئيس بلدية بيروود جون فخر رسالة عتب الى رئيس الجمهورية باسم رؤساء بلديات كانت وجهت اليهم دعوة رسمية للقائه في نهاية احتفال استقبال الجالية، ومنعوا من ذلك، وقد حمّلوا المسؤولية لمنظمي البرنامج.

وعلى رغم كل الشوائب التي ظهرت خلال الزيارة وبعدها، هلّل اللبنانيون لا سيما في سيدني لإقرار الحكومة اللبنانية الآلية التي وضعتها وزارة الخارجية في شأن اقتراع المغتربين. ولكنهم ما زالوا يشكّكون في إجراء الانتخابات وفي وضع قانونها، وفي إشراك المغتربين. فتسجيل الزيجات والاولاد وتخليص المعاملات مشقّة لا سيما في سيدني، حيث الضغط الأكبر على قنصلية ليس فيها سوى ١٢ موظفاً، وقنصل هو في طريق العودة الى بيروت بعدما تسلٌم قرار نقله الى الادارة المركزية.

ويروي ابناء الجالية كيف كانوا يتوجهون الى السفارة في كامبيرا او الى القنصلية في ملبورن من اجل تخليص معاملة بسبب العوائق التي كانت تواجههم في سيدني.

السفير جان دانيال يبدي لـ"النهار" ارتياحه الى نتائج الزيارة الرئاسية ، ويرى أن خطاب رئيس الجمهورية أعاد تقريب المغترب في اوستراليا من الحياة الوطنية، ويتوقّع ان يزداد الإقبال على التسجيل من اجل المشاركة في الانتخابات المقبلة.

والقنصل في كامبيرا ماهر الخير يقول بدوره أن كل من يقصد السفارة، من كامبيرا او من الولايات الاخرى، لن يعود الا ومعاملته في يده وخلال عشر دقائق.

واللافت أنه قبل الزيارة الرئاسية وبعدها تتواصل رحلات "الحج السياسي الانتخابي" الى المغترب الاوسترالي الأكثر تفاعلاً مع يوميات السياسة اللبنانية. بعد زيارات النائب احمد فتفت والنائب اسطفان الدويهي ونجل النائب سليمان فرنجية طوني، وزير الطاقة جبران باسيل في طريقه الى اوستراليا حيث يعدّ له مناصرو "التيٰار الوطني الحر" برنامجاً واستقبالاً، ويليه في الفترة نفسها النائب سامي الجميل الذي تعدّ له الكتائب ومعها قوى ١٤ آذار برنامجاً اغترابياً حافلاً.

ومن واكب الحفل الذي نظمه حزب "القوات اللبنانية" ككل سنة في ذكرى اعتقال رئيس الحزب سمير جعجع امس السبت، والحشد الذي ضاقت به قاعة ويستيللا - ليدكمب في سيدني يدرك كم هو كبير تعلّق مغتربي اوستراليا بقضاياهم اللبنانية.

 

أنطوني شديد في سيرته الذاتية: وعود شرقية

.حسين ايبش - واشنطن - ترجمة نسرين ناضر/النهار

 انطوني شديد.انطوني شديد. تكريماً لأنطوني شديد نختار هذه المراجعة الجادة لكتابه "بيت من حجر". كتبها أحد المعلقين الأميركيين المرموقين من أصل عربي حسين ايبش الباحث والناشط والمؤسس في "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين"... ويقارن المُراجع كتاب شديد بتجارب سير ذاتية عديدة في الولايات المتحدة.

توفّي أنطوني شديد، كبير مراسلي "نيويورك تايمز" في الشرق الأوسط، في 16 شباط عن عمر 43 عاماً فقط إثر تعرّضه لنوبة ربو فيما كان يخرج خلسة من سوريا أثناء تغطيته للانتفاضة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد. كان شديد الذي فاز مرّتين بجائزة بوليتزر، يحظى باعتراف دولي بأنه المراسل الأميركي الأول عن الشرق الأوسط بين أبناء جيله. وقد ترك لنا إرثاً مهنياً استثنائياً توَّجه بكتابه House of Stone (بيت من حجر)(*).

الكتاب ليس عبارة عن تقارير عن الشرق الأوسط، بل هو أشبه بمذكّرات تتمحور حول سعي شديد الشخصي جداً إلى الكشف عن إرثه في لبنان الذي مزّقته الحرب، وتحديداً في بلدة أجداده مرجعيون التي غادرها جدّه وجدّته اللذان كانا جارَين آنذاك إنما لم تكن تجمع بينهما أي قرابة، إلى الولايات المتحدة، كلٌّ على حدة، في مطلع عشرينات القرن الماضي.

بين حرب 2006 التي وضعت "حزب الله" في مواجهة إسرائيل واندلاع حرب أهلية مصغّرة، ولا سيما في بيروت، عام 2008، أخذ شديد إجازة لمدّة سنة كاملة من منصبه في صحيفة "الواشنطن بوست" حيث كان يعمل آنذاك، لإعادة بناء منزل جدّه الأكبر المهجور والمهدّم في مرجعيون. يصف شديد المشروع بأنه "ملحمة صغيرة"، "بحث هادف" عن جذور عائلته، وإحساس جديد بانتمائه الشخصي إلى الأرض التي يتحدّرون منها. يتّضح منذ البداية أن الهدف من مشروع البناء كان الاكتشاف وتجديد الروابط، ويتبيّن في سياق الكتاب أن المشروع المكتمل يمنح شديد فعلاً إحساساً جديداً بالهوية والهدف. يكتب أن البيت "يعلن أمراً: تذكَّر الماضي. تذكَّر مرجعيون. تذكَّر من أنت".

يتناوب "بيت من حجر" على رواية قصّتَين: قصّة الجهود التي بذلها شديد لإعادة بناء المنزل، وحكاية هجرة عائلته إلى الولايات المتحدة. التنقّل في السرد بين قصّة معاصرة وتاريخ أقدم يقع في صلب تلك القصة، هو أسلوبٌ راسخ في الروايات الخيالية وغير الخيالية، وفي الأفلام أيضاً.

من يبحث عن تحليل مدعَّم ببراهين عن السياسة اللبنانية أو الوضع السياسي العربي لن يجد ضالّته في كتاب "بيت من حجر". ليس للكتاب فهرس، وهو ليس بحاجة إليه؛ ولن يُستخدَم مصدراً لأي مشروع بحثي معمَّق إلا لمن يريد الاطّلاع على قصّة حياة شديد أو قصة بلدته التي أعاد تبنّيها. لكنه يزوّد القرّاء غير العرب إدراكاً قوياً جداً للثقافة والعادات في البلدات اللبنانية. ليس شديد عالماً أنتروبولوجياً أو اجتماعياً، على الرغم من أن كتابه "بيت من حجر" يتضمّن أفكاراً شديدة التبصّر عن القوى الاجتماعية التي تطبع الحياة (سواء كانت نحو الأفضل أم الأسوأ) في البلدات اللبنانية - وفي المشرق إلى حد ما وحتى في المجتمعات العربية الأوسع أيضاً. لا يعفي شديد، بإحساسه المنصف واللهجة السردية اللذين تميّز بهما في تقاريره في صحيفة "نيويورك تايمز" - لا يعفي أحداً من خطاياه أو إحراجاته. لكن، مثل الكثير من كتاباته، يضفي هذا الكتاب طابعاً إنسانياً على العرب، على المستويين الفردي والجماعي على السواء، لجمهور أميركي متعطّش لمثل هذه المحطات الأساسية من التعرّف إلى "الآخر" الجوهري في ثقافتنا الحالية.

تجلّت مهارة شديد الكبرى في عمله كصحافي في إتقانه رواية القصص، ولعل كتابه الأخير هو الأكثر إبرازاً لهذه الموهبة. ينتمي هذا العمل في شكل أساسي إلى تقليد الأدب الجميل غير الخيالي، ويلفت الانتباه بأسلوبه وأناقته النثرية كما بموضوعه. لكن كتاب شديد ينتمي أيضاً إلى نوع خاص من الأدب ما بعد الاستعماري: رحلة العودة التي يقوم بها المهاجر - أو في هذه الحالة سليل المهاجر - من المدينة إلى الأطراف.

لقد أصبحت هذه الأعمال نوعاً أساسياً من أنواع الأدب ما بعد الاستعماري مع تحوّل تجربة المهاجر نحو رصد العودة من المركز المتروبوليتي إلى الأطراف. وشديد الذي لم يعد فقط إلى موطن جدّه الأكبر إنما أيضاً إلى منزله، يُقدِّم لنا المثل الأحدث عن هذا السرد لعودة المهاجر إلى وطن ضائع، ومتخيَّل من جوانب عدّة. ولعل التجسيد الأشهر لهذا النوع الأدبي هو حكاية صلاح الدين جمجمة في "آيات شيطانية" لسلمان رشدي (1988). في الفصل الأخير المؤثّر والقوي الوقع في رواية رشدي التي أسيء فهمها كثيراً، يعود جمجة إلى الهند، ويتصالح مع والده الذي نفر منه، ويستعيد هويته الهندية التي كان قد تخلّى عنها سابقاً.

شديد هو أيضاً حفيد مهاجرين، لكنه مختلف إلى حد كبير عن جمجة. بيد أن مشروع استعادته لهويته العربية واللبنانية والمرجعيونية هو في الجوهر شكل هجين من أشكال هذا النوع الأدبي، كما أنه تجسيد عربي-أميركي للبحث الأميركي تحديداً عن "الجذور" في حقبة سياسة الهويّة. حتى إن أحد أقاربه يذكر بسخرية اسم "كونتا كينت"، البطل نصف المخترع في كتاب Roots (الجذور) لألكس هالي الصادر عام 1976 والذي يسعى فيه الكاتب إلى إعادة بناء قصّة الهجرة الأفريقية-الأميركية التي عاشتها عائلته. في هذا المعنى من معاني "الجذور"، "بيت من حجر" هو في شكل أساسي كتاب أميركي ينتمي إلى أدب ما بعد حركة الحقوق المدنية، ويستكشف الرابط بين عنصرَي الهوية المزدوجة الانتماء.

وهي ليست أيضاً، ومن النواحي كافة، قصّةً عربية-أميركية فقط، بل إنها القصة العربية-الأميركية بامتياز. فحكاية هجرة عائلته من مرجعيون إلى أوكلاهوما هي صورة تجسيدية لجوهر التجربة العربية-الأميركية: إنه سرد أميركي عن الهجرة لكنه منطبع إلى درجة عميقة جداً بأبطاله العرب وظروفهم وتراثهم الثقافي. يكتب أنه في الولايات المتحدة "كانت الثروات تُجمَع، ولا يُعثَر عليها"، و"أنه بالنسبة إلى من كانوا يعملون باجتهاد، كانت الأرباح جيّدة". لكن في الوقت نفسه، غالباً ما كان على عائلته تغيير الأسماء والتفاوض على الهويات وإعادة اختراع نفسها كي تنصهر في الحياة الأميركية - يتذكّر شديد أن أفراد عائلته المهاجرة كانوا "مصمّمين على أن يكونوا مثل جيرانهم في أوكلاهوما". لا أظن أن أحداً تعاطى مع التجربة العربية-الأميركية بهذه الطريقة المؤثِّرة التي يقدّمها لنا شديد في نثره الأنيق جداً. فهو يصف مثلاً التجاذب الذي عاشه هؤلاء المهاجرون الأوائل بين الانصهار البراغماتي واندفاع لا يقل قوّة نحو التمسّك "بتحدٍّ بالتقاليد التي كانوا يعتبرون أنها تميّزهم". يكتب أن "الطعام كان الدعامة الأساسية"، فقد واظب هؤلاء المهاجرون العرب بإصرار على تناول الوجبات التي اعتادوا أكلها في وطنهم الأم، وكان "الاختلاط الاجتماعي أولوية ضرورية" لدى هذه الدياسبورا. يلفت شديد إلى أن "الزيارات حافظت على وتيرتها كما في القرية"، وأن "حفلات كانت تُقام من دون تحضير مسبق في أي ليلة من الليالي". وخلال هذه التجمّعات، "لم يكونوا ينطقون بكلمة إنكليزية واحدة. في تلك الليالي، كانوا يعودون إلى مرجعيون. كانوا في ديارهم معاً".

في المقابل، ربما كُتِبت مذكّرات ليلى أحمد اللامعة A Border Passage (عبور الحدود) (1999)، بالإنكليزية وفي الولايات المتحدة، لكنه كتاب عربي وليس عربياً-أميركياً. لم يحظَ الفصل المعنون "حول أن تصبح عربياً" - الذي تصف فيه كيف أن المصريين من أبناء جيلها أُخِذوا بالخديعة نحو تبنّي نظرة عالمية قومية عربية أيديولوجية خلال خمسينات القرن العشرين - بالاهتمام اللازم. من المدهش قراءة رواية أحمد كنقيض لاحتضان شديد الحماسي لهويّته العربية الموروثة. يرى شديد، الأميركي-العربي المدرك لجذوره، أن رحلة العودة التي قام بها من الحاضرة الأميركية ليست طبيعية وحسب بل شافية ومجدِّدة؛ أما أحمد فتصف هوية عربية أكثر تصلّباً وظلماً - وانسلاخاً قسرياً عن تراث ثقافي أوسع وأكثر كوزموبوليتية وغنى في مسقط رأسها، القاهرة.

سردَ العديد من المذكّرات الأخرى الصادرة منذ فترة غير بعيدة مشقّات الهجرة العربية، وفي بعض الحالات المنفى العربي، ولعلّ أبرزها مذكّرات إدوارد سعيد Out of Place (خارج المكان) (1999). لكن يبدو أن شديد نقر على وتر أكثر جوهرية بكثير في التجارب التي شكّلت المجتمع العربي-الأميركي الراهن. كان سعيد يجد الراحة الأكبر في بيئة ثقافية كوزموبوليتية مهذَّبة فكرياً وتعيش في غربة دائمة بوحي من "الديالكتية السلبية" التي تحدّث عنها أدورنو وتعتبر أن "السكن، بالمعنى الصحيح، مستحيل الآن". أما شديد فيتوق، بصورة أكثر واقعية، إلى شيء ثابت ومستقر بما يبعث على الاطمئنان؛ إنه يتوق إلى منزل، واستعادة شيء "ضائع" - وهي رغبة أكثر تعميماً على الجيل الثالث من المهاجرين. بالنسبة إلى سعيد، كان التشرّد الكوزموبوليتي محرِّراً من الناحية الفكرية، في حين أن شديد يعتبر - شأنه في ذلك شأن معظم الأشخاص في رأيي - أن "التمزّق بين اثنَين غالباً ما يؤدّي إلى ما هو أقل من شخص كامل".

البيت في "بيت من حجر" هو استعارة مجازية قوية ومتعدّدة المعنى في مخيّلة شديد: إنه يمثّل الاستقرار في الحاضر؛ والأمل للمستقبل؛ وإعادة تكوين الرابط مع ماضٍ ضائع منذ وقت طويل - ومتخيَّل من نواحٍ كثيرة كما يُقرّ شديد؛ واستمرار الذاكرة العائلية والالتزام تجاه العائلة؛ والمعاني الدقيقة في الكلمة العربية "بيت" التي تستعصي على الترجمة وتحمل تضمينات مفرطة.

البيت هو رمز عن لبنان في ذاته، تلك الفسيفساء الفوضوية من الأجزاء غير المتناسقة، والتي لا تستقرّ إلا من خلال توازن من العناصر غير المستقرّة في طبيعتها. في لبنان، ليست هناك جماعة أكثرية، بل هو يتألّف من عشرات المجموعات الأصغر التي غالباً ما تجد نفسها في مواجهة مفتوحة، وتتعايش بصعوبة في جيوب مذهبية متحاذية. لقد حكمت عليه هذه الخصائص بأن يكون على الدوام ساحة للتدخّلات الخارجية، ومسرحاً للنزاعات الأهلية المدمِّرة والحروب بالوكالة. يستحيل ألا نقرأ في المقاطع الكثيرة التلميح إلى أن المنزل هو نموذج عن البلد المبني حوله: "في دماره، كشف البيت المحرّر، أصوله... في الهندسة الفوضوية، ارتفعت حجارة أصغر فأصغر بعضها فوق بعض في الإتقان الخشن وغير المنظَّم لرواق القبو".

في الواقع، غالباً ما استخدم الكتّاب الذين تطرّقوا إلى طابع لبنان الغامض والمأسوي الاستعارة نفسها، فوصفوا لبنان بأنه "بيت" فريد ورائع ومنقسم إلى درجة الاستحالة. عنون المؤرّخ اللبناني الأبرز، كمال صليبي، عمله المرجعي عن لبنان "بيت بمنازل كثيرة" (1988). لا شك في أن صليبي اقتبس عمداً قولاً ليسوع مدوّناً في إنجيل يوحنا 14:2 لتسليط الضوء على ما اعتبره السؤال الملح عن الأحوال التي سيؤول إليها المسيحيون في لبنان في شكل عام والشرق الأوسط في شكل خاص. ويخصّص شديد أيضاً جزءاً كبيراً من كتابه "بيت من حجر" للحديث عن تاريخ المسيحيين المضطرب في وطنه الأم - ويظهر هذا الموضوع عندما يسرد تاريخ عائلته وتعامله مع مجموعة من القرويين المسيحيين في إطار سعيه إلى إعادة بناء منزل أجداده. ثمة شعور منتشر على نطاق واسع، ويعبّر عنه شديد مراراً وتكراراً، بأن عوامل عدّة منها أنماط السلوك المذهبية للمسيحيين العرب أنفسهم، تعرّض مستقبل المسيحيين في لبنان للخطر. فهو يلفت بصراحة شديدة إلى أن ولاء المسيحيين لهوية مذهبية مهمَّشة في الثقافات ذات الغالبية المسلمة يعني أننا "رسمنا اندثارنا بأنفسنا".