المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 05 آب/2012

إنجيل القدّيس لوقا 12/12-10

قالَ الربُّ يَسوعُ: «كُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون.فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

عناوين النشرة

*سليمان التقى وفودا ومرجعيات سياسية وروحية في قصر بيت الدين وشدد على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف والتعاون بين المرجعيات

*"الديار": صفقة جديدة لبيع عقار في منطقة فقرا من النائب طعمة لرجل الأعمال وسيم ضاهر

*نوفل ضو يستنكر "تواطؤ" نواب كسروان مع "حزب الله" في "السيطرة الاستراتيجية" على جرود عيون السيمان

*حزبيون يعترضون دورية لـ "اليونيفيل" الفرنسية ويسلبون عناصرها جهاز "جي بي اس"

*بلدية الدكوانة ادعت على المعتدين على عناصر الشــرطة والقوى الامنية اوقفت 4 ومديرية المخابرات 5 من جنسيات مختلفة

*رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن في نداء الى الدولة: معاملة سوريا بالمثل والطلب اليها اطلاق ســراح المعتقلين اللبنانيين

*قرار تجميد ترحيل السوريين يسـتتبع بتوقيع استمارات للراغبين في العودة بملء ارادتهـم

*الاتحاد الأوروبي: قلقون حيال ترحيل السوريين ويجب أن يضمن لبنان عدم القيام بأي عملية ترحيل خارج اطار التزاماته الدولية

*معلومات عن فرار مخطوفَين من سوريا لم تؤكد رسمياً/ميقاتي اتصل بأوغلو وزغيب يخشـى عملاً استخباراتياً

*فتفت: عريضة الاستنكار للخروقات السورية لا للحوار/"حـزب الله" يضيـع الـــوقـت من دون نتــائج

*الجيش استأنف عملية تلف الحشيشة في اليمونة وسط احتجاج الأهالي والمعتصمون طالبوا الدولة بتأمين البدائل ورفع الحرمان عن المنطقة

*اختطاف 48 ايرانياً على طريق مطار دمشق الدولي

*عجقة جنرالات": وزير الداخلية "الجنرال" مروان شربل مرشّح للرئاسة!

*عملية بلغاريا الإرهابية: ذريعة لإسرائيل لحرب على غرار ١٩٨٢؟

*تقارير إسرائيلية: بانيتا عرض خطة لضرب إيران خلال السنة المقبلة وخبير في معهد الأمن القومي الإسرائيلي: إيران أصبحت قادرة على إنتاج قنبلة نووية

*مفاوضات بين طهران والغرب نهاية الجاري وإسرائيل: الهجوم على إيران يؤخر صنع القنبلة عامين

*الخطة الامريكية لضرب النووي الايراني بعد سنة ونصف السنة

*مصادر موثوقة كشفت لـ «الراي» عن لائحة «المستهدفين» وعودة مسلسل الاغتيالات السياسية في لبنان: معلومات استخبارية لا تحليلات أمنية

*توقعات بسقوط الأسد في مدة تراوح بين 3 و 6 أشهر واستبعاد لـ «انفجار» لبناني كبير مع انهيار النظام السوري

*سليمان يتلقّى رسالة سعودية دعماً للحوار و"تيار المستقبل" ينتظر والكتائب "إلى بعبدا دُر"

*دخلنا مرحلة ما بعد بشار/علي حماده /النهار

*بري وعون: منازلة أولى داخل الادارة عبر المياومين/ابراهيم بيرم /النهار

*"طنَّشوا" عن الأسير لأنه جهر بما في قلوبهم/سركيس نعوم /النهار

*مصير المختطفين اللبنانيين بات مرتبطاً بمصير السوريين المرحلين إلى بلدهم و"الجيش الحر" يصدر تعليماته بإعدام جميع شبيحة "حزب الله"/حميد غريافي/السياسة

*عبد الحميد بيضون: "حزب الله" أكثر من تواطأ على الجيش

*ميشال عون: ستندلع حرب عالمية مع سقوط النظام السوري

*كسروان بين 8 و14 آذار: مشروع لائحة شبابية ملتزمة؟/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*كاشفا عن انفراجات ستشهدها العلاقات المسيحية في الايام المقبلة، قزي: بدل ان يدعو جنبلاط الى اقالة اللواء ابراهيم فليسحب وزراءه من الحكومة

*فارس سعيد: الافراج عن الداتا غير كاف لاعادتنا الى الحوار في بعبدا ،ونقدر جهود سليمان

*مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: لا خصخصة في الدفاع والردع والتحرير

*جريمة موصوفة بحق الإنسانية

*وسلاح المخدرات "مقدّس" أيضاً؟!/المستقبل/

*الضاحية".. محطة لتصدير المقاتلين وملاذٌ لبقايا النظام الأسدي/علي حيدر/المستقبل

*ميشال معلولي يعتبره مخالفاً للطائف

*مروان حمادة: قانون النسبية لن يمر

*"القوات": التذرع باتفاقية أمنية لتسليم المعارضين تواطؤ و لا حل مع الدويلة إلا بتسليم سلاحها الى الدولة"

*أحمد الأسعد اعتذر من خاطفي اللبنانيين عن دعم الأسد وأكد أن الشيعة لا يمكن أن يكونوا مع نظام يفتك بشعبه

*ممنوعان: "لبننة" سوريا أو تقسيمها/أسعد حيدر/المستقبل

*من عون.. الى عون.. الى الهاوية/فاطمة حوحو/المستقبل

*خطباء الجمعة: تسليم المعارضين عمل مشين بحق لبنان و"الحكومة تنأى بنفسها عن خدمة المواطنين"

*مواقف من تسليم المعارضين السوريين إلى النظام واتهام الحكومة بالعمل لمصلحته ونواب "المستقبل": خطوة مهينة للبنان وسنتحرك قانونياً ضدّ الإجراءات

*البيان الوزاري../علي نون/المستقبل

*هل يُصلح فك "التفاهم" ما أفسده.. انتخابياً؟/كارلا خطار/المستقبل

*الجوزو: الحديث عن الانتصارات لم يعد ينفع

*مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز " يُصدر تقريره بالانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز

*ماذا نحن المسيحيّين أغبياء؟/امجد اسكندر/جريدة الجمهورية

*"التايمز": عناصر "CIA" يقدّمون دعماً سرّياً لثوار سوريا

*سقوط حلب يمهد لاندلاع حرب اقليمية!/سليم نصار (الحياة)،

*انتصاراتٌ على الدولة/الياس الزغبي

*لا يوجد شيء اسمه شمال سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط

*جعجع: نريد اسقاط الحكومة عبر معارضتنا السياسية ومعركة اسقاط الاسد في الربع الساعة الاخير ولم يعد ممكنا انقاذه

*المطران جورج بو جودة مثل الراعي في قداس سيامة الاب جرجس مونسنيورا: العيش المشترك أمر ممكن وبإمكاننا تحاشي التصادم والخلاف

*غطاس خوري: الحكومة تنأى بنفسها عن كل ما يزعج النظـــام السوري

*شهيب: أجهزة تؤمن بنظام يتهاوى في سوريا

*احمد الحريري: ميقاتي يستخف باللبنانيين انتصار الثورة السورية لناظره قريب

*زهرمان: مأدبة إفطار جامعة على شرف الراعي في عكار وترحيل السـوريين فضيحة على رغم الحجج

 

تفاصيل النشرة

 

سليمان التقى وفودا ومرجعيات سياسية وروحية في قصر بيت الدين وشدد على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف والتعاون بين المرجعيات

 وطنية - 4/8/2012 شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ضرورة السهر على تطبيق اتفاق الطائف الذي شكل مظلة امان للبنانيين، ومهما انعكست المصاعب والتداعيات على الداخل اللبناني، فهي تداعيات لن تخل بالاستقرار العام لان ليس هناك من مطلب سياسي للبنانيين في ظل اتفاق الطائف الذي اشرك الجميع في ادارة الشأن السياسي وارسى نموذجا من الديموقراطية يجب ان يحتذى به في عدة دول". وأكد "أهمية التعاون بين المرجعيات، واذا قدر لنا في ايام البحبوحة والهدوء والامان ان نتجافى بعضنا مع البعض الاخر، ففي ايام الازمات علينا ان نكون متكاتفين لقيادة السفينة الى بر الامان". ولفت الى ان "التعاون يجب ان يتم عبر مؤسستين هما الحكومة وهيئة الحوار اللتين عليهما تحديد سياسة لبنان"، مشددا على "اعلان بعبدا ولا سيما لجهة تحييد لبنان عن تداعيات الاحداث المحيطة به، والتأكيد ان التحييد ليس عن قضية العرب او قضية فلسطين او القضايا الانسانية المتعلقة بايواء واستقبال ومد يد العون للنازحين السوريين". وأوضح ان "الهدف الوحيد من إقامة استراتيجية دفاعية هو مقاومة اعتداء اسرائيلي على الاراضي اللبنانية"، معتبرا ان "البديل عن التعاون هو الفتنة والاقتتال وهو ما يرفضه الشعب اللبناني بكل اطيافه ومناطقه"، مطمئنا الى ان "المستقبل جيد والفرص السياسية في ظل المناخ الديموقراطي واعدة في لبنان، وكذلك هي الفرص الاقتصادية في ظل الاستقرار السياسي وفي ظل البدء بمسيرة التنقيب عن الغاز". كلام رئيس الجمهورية جاء خلال لقائه وفودا ومرجعيات سياسية وروحية جاءت الى قصر بيت الدين للترحيب به، كما في كل عام، وعرض لدى وصوله ثلة من الحرس الجمهوري ثم ألقى كل من رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب محمد حبنجر ورئيس بلدية دميت نعيم غنام ورئيسة بلدية كفرقطرة الين نصار كلمات رحبت بسليمان، مشيرين الى ان "حضوره في المنطقة يعكس طمأنينة ويعيد الى الجبل تاريخه الذي تمسك به دوما"، منوهين "بالدور الذي يقوم به من أجل تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية والعمل على انعقاد هيئة الحوار".

سليمان

وألقى سليمان كلمة قال فيها: "شكرا للمرجعيات السياسية والدينية والسلطات المحلية والمواطنين الكرام الذين حضروا لاستقبالي، فهذا الحضور يعبر تعبيرا قويا عن ارادة اللبنانيين والارادة المشتركة المتمثلة بالجبل، ارادة اللبنانيين بالدولة القادرة، القوية، والدولة العادلة لكل المواطنين، وهذا يشكل امتدادا للمصالحة التي جرت في الجبل، بين وليد بك جنبلاط والبطريرك صفير والزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك الراعي. كما يعبر عن المشاعر التي يكنها اهل الجبل واهل لبنان بصورة عامة لبناء دولة قادرة وعادلة".

أضاف: "جئت الى هنا في 4 آب 2011 والتقيت معظم من هم اليوم هنا، وفي خلال هذه السنة لم تتمكن الدولة من تنفيذ وعودها للبنانيين ولابناء منطقة الجبل، وعودها بالانماء والاستقرار وبالاصلاح على كافة المستويات. فالظروف صعبة، وهناك بالطبع محاولات للانماء، الا ان الوضع الاقتصادي العام، يسير بعكس ارادة الدولة وارادة الناس. ولكن الاولوية المطلقة الان هي للاستقرار. فما تمر به منطقة الشرق الاوسط تتطلب من الجميع بصورة عامة التعاون لاجل قيادة السفينة وابعادها عن الفتنة وابعاد شبح الفتنة عن لبنان. منذ سنة ، بدأت الاحداث في المنطقة وخاصة في سوريا وكنا نقول الكلام نفسه، ومرت سنة والحمد لله لا يزال الوضع على حاله من الاستقرار المعقول رغم النتوءات والمشاكل الحاصلة، وسنعمل جميعا وسيكون هناك تعاون بين كل المرجعيات الوطنية والسياسية من اجل استقرار لبنان وسيادته الخارجية والداخلية، اي قيادة السفينة وسط الامواج الداخلية والخارجية، وهذا يتم من خلال امرين: تطبيق الطائف اولا، والتعاون بين المرجعيات ثانيا".

وتابع: "هنا اشدد على السهر على تطبيق الطائف الذي شكل مظلة امان للبنانيين، وعلى انه مهما انعكست المصاعب والتداعيات على الداخل اللبناني، فهي تداعيات لن تخل بالاستقرار العام لان ليس هناك من مطلب سياسي للبنانيين في ظل اتفاق الطائف الذي اشرك الجميع في ادارة الشأن السياسي وارسى نموذجا من الديموقراطية ربما يحتذى به لا بل يجب ان يحتذى به في عدة دول، وعلى الديموقراطيات الجديدة ان تشرك كل المكونات التي تتشكل منها دولها في ادارة الشأن السياسي. ان النموذج الديموقراطي الذي يزداد اهمية في عالم التعدد والعولمة هو النموذج الانساني، اي الديموقراطية الانسانية، التي هي اكثر من ديموقراطية توافقية لانه لا يمكن ان تتهمش فئات في المجتمع لقلة عددها. ولذلك اقول ان الطائف هو المناخ الآمن الذي يجب ان نطبقه ولا تغيير عن الطائف واذا تحدثنا في بعض الاحيان ببعض الاصلاحات فبهدف تحصين هذا الاتفاق وليس ضرب روحيته".

وقال: "اما بالنسبة للتعاون بين المرجعيات، فهو امر مطلوب، واذا قدر لنا في ايام البحبوحة والهدوء والامان ان نتجافى بعضنا مع البعض الاخر، ففي ايام الازمات علينا ان نكون متكاتفين لقيادة السفينة الى بر الامان. وهذا التعاون يجب ان يتم عبر مؤسستين، الحكومة وهيئة الحوار التي تتمثل فيها الاطراف كافة. ففي الحكومة، هناك تعاون جيد بين رئيس الحكومة وما يمثله ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي وبين الوزراء المستقلين الذين يفوق عددهم الثلاثة لان المستقلين على طاولة مجلس الوزراء هم كثر، وكذلك الطرف الاكثري الذي ربما يكون في عدة حالات الى جانب المجموعة المذكورة او ان هذه المجموعة تكون احيانا الى جانب الفريق الاكثري في بعض او كل الطروحات المحقة، وهذه هي الديموقراطية. المهم ان نعالج القضايا على طاولة مجلس الوزراء الذي هو المؤسسة التنفيذية الرئيسية المسؤولة في لبنان. هذا التعاون يجب ان يكون على الانماء وعلى ادارة شؤون الناس وتسهيل الشؤون الحياتية وايضا من اجل اقامة البنى التحتية اللازمة من كهرباء ومياه وطرقات الى الخدمات الاجتماعية الرئيسية. ان عددا من وزراء هذه الحكومة لم يقصروا في هذه المواضيع، والاهم ان نتابع العمل بجهد بحيث ما لا يمكن ان نقرره اليوم قد نستطيع ان نقرره غدا خاصة اذا كان الجو في هيئة الحوار مستمرا والتعاون موجودا". وفي الشأن الخارجي، أضاف سليمان: "على هيئة الحوار ومؤسسة مجلس الوزراء تحديد سياسة لبنان، وقمنا بخطوة مهمة جدا من خلال اعلان بعبدا لجهة تحييد لبنان عن تداعيات الاحداث المحيطة به، وأكدنا ان التحييد ليس عن قضية العرب او عن قضية فلسطين او القضايا الانسانية المتعلقة ايضا بايواء واستقبال ومد يد العون للنازحين السوريين، فعلينا الا نعتقد ان النازحين السوريين ينتمون الى فريق سياسي واحد، فهم من كل الافرقاء وقد نزحوا خوفا من القتل والجوع، لذلك، نحن وبكل شجاعة نؤمن دعم هؤلاء النازحين ونتمنى ان تهدأ الامور في سوريا حتى يعودوا في اسرع وقت الى بلادهم. اننا نتعاون في تطبيق قوانين الشرعية الدولية الى جانب القوانين اللبنانية في هذا المضمار، ولبنان اشتهر بالتزامه قرارات الشرعية الدولية والقانون بشكل عام وبمبادىء حقوق الانسان والديموقراطية والحريات العامة، وهذه هي قيم اعتنقها ودفع ثمنها غاليا طيلة اربعين او خمسين سنة ليحافظ على ديموقرطيته حينما كانت لا تؤمن الدول المجاورة او لا تطبق الديموقراطية، وقد جعل لبنان مرات عديدة ساحة لصراعات الاخوة العرب". وتابع: "لقد شددت على انه حان الوقت لكي نخرج من كون لبنان ساحة لتصفية الحسابات والاقتتال. كما شددنا في اعلان بعبدا على عدم قبولنا بمنطقة آمنة او عازلة لدعم فريق في سوريا ضد الاخر ولا نقبل بتهريب السلاح او المسلحين، وقد أقررنا هذه المبادىء الى جانب الالتزام لتطبيق اتفاق الطائف. وهذا الاتجاه سيقودنا الى الحفاظ على استقرار لبنان، وباعتقادي انه باستطاعتنا المحافظة على الاستقرار من خلال الارتكاز الى المبادىء التي تحدثنا عنها".

وقال: "أما الأمر الأخير الذي أرغب في التطرق اليه، فهو الوضع في اسرائيل. من المؤكد ان اسرائيل مرتاحة لما يحصل، وانتهاء الامور في الدول العربية الى ديموقراطية من دون عنف لا يناسب اسرئيل وهي التي تريد استمرار العنف. من الصعوبة بمكان على الديموقراطيات في الدول العربية ان تصل الى مقاصدها الحقيقية وتبقى محافظة على الخط الديموقراطي لها طالما ان اسرائيل لا تطبق الديموقراطية في صراعها مع الفلسطينيين، وبعدم تطبيقها المبادرة العربية للسلام، وعدم اعادة الحقوق الى الفلسطينيين، ومنع ايصالها الى اللاجئين الفلسطينيين والى اللبنانيين. من هنا، اتفقنا على صياغة استراتيجية دفاعية. صحيح قلنا في البيانات الوزارية بتعاون الشعب والجيش والمقاومة ولكن هذا يستلزم تفسيرا لكيفية التعاون، لان على جهة ان تدير الدفة ليتم التعاون للدفاع في وجه اسرائيل وليس لاهداف اخرى. ان اقامة استراتيجية دفاعية الهدف الوحيد منها هو مقاومة اعتداء اسرائيلي على الاراضي اللبنانية، واذا كان هذا التعاون الذي نتحدث عنه بين المرجعيات وفي مجلس الوزراء او في هيئة الحوار او في المجلس النيابي عيب، فلنذهب الى امر آخر يتمثل بالفتنة والاقتتال وهو ما يرفضه الشعب اللبناني بكل اطيافه ومناطقه. هذا الرفض هو ما سمعته في الجبل على مر السنوات وفي راشيا ومن كل المواطنين ومن كل الطوائف. نحن نقول، بارادة الناس، لا للفتنة، واذ كانوا يقولون في مكان ما ان الشعب يريد الديموقراطية، فنحن نقول ان الشعب يرفض الفتنة، وهذا هو الشعار الذي سنعمل لاجله، واني مؤمن به وسأستمر عليه ومعي كوكبة عظيمة من الوزراء من كل الاطراف الى جانبي، ويجب ان يسود المنطق". وختم سليمان: "أشكر لكم مجددا الاستقبال الطيب واشكر المرحبين من خلال رفع الاعلام والشعارات واتمنى لكم الخير، وسنواصل سعينا لتأمين ما يلزم لابناء الجبل لا سيما لما يمثله من فئات عظيمة، وقد لاحظت ان هناك تقدما لاني سمعت من ابناء الجبل شكرا وامتنانا للتطور في خطة النقل التي تصبح افضل اذا ما تفعلت اكثر، وكذلك لجهة الخدمات الاجتماعية التي تمكن الدولة من ان تكون عادلة وراعية للفئات المحتاجة اذا ما تعذر عليها تحقيق الانماء المتوازن بشكل فوري وسريع. ان المستقبل جيد والفرص السياسية في ظل المناخ الديموقراطي واعدة في لبنان، وكذلك هي الفرص الاقتصادية في ظل الاستقرار السياسي وفي ظل البدء بمسيرة التنقيب عن الغاز. واتمنى لكم رمضانا كريما وسنة طيبة".

الوصول

وكان سليمان وصل الى قصر بيت الدين قرابة العاشرة والنصف قبل الظهر، وازدانت الطرقات المؤدية الى بيت الدين بالصور ولافتات الترحيب بمجيئه الى القصر الرئاسي الصيفي.

وزراء الجبل ونوابه

واستقبل بعد ذلك الوزيرين وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، والنواب مروان حماده وايلي عون ونعمة طعمة ودوري شمعون وجورج عدوان ومحمد الحجار وعرض للاوضاع على الساحة السياسية الداخلية وتطورات المنطقة.

قيادة جبل لبنان في قوى الامن

ومن الزوار وفد قيادة منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي برئاسة العميد عبدو نجيم رحب به في المنطقة ووضع نفسه بتصرفه.

المدراء والمستشارون

وكان سليمان ترأس اجتماعا حضره المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدراء ورؤساء المكاتب والفروع والمستشارون، زودهم خلاله توجيهاته للعمل طوال وجوده في المقر الصيفي في بيت الدين والنشاطات البارزة التي ستشهدها هذه الفترة.

 

"الديار": صفقة جديدة لبيع عقار في منطقة فقرا من النائب طعمة لرجل الأعمال وسيم ضاهر

٤ اب ٢٠١٢/ ذكرت صحيفة "الديار" أنّه "ظهرت أمس صفقة جديدة رأسها عضو "جبهة النضال الوطني" النائب نعمة طعمة ورزق رزق لبيع 53 الف م2 لرجل الاعمال وسيم الضاهر". وأشارت إلى أنّه "سُجّل، من جهة ثانية، بيع مئات آلاف الأمتار في التعزانيّة - قضاء عاليه، وتلال سوق الغرب والدامور والمشرف وخراج كفرمتّى لمتموّلين خليجيين". وأضافت: "اللافت أنّ 80 % من هذه الأراضي في جبل لبنان تعود لمسيحيّين و20 % للطوائف الأخرى، والخطر الأكبر أنّ هذه الاراضي كلها في جبل لبنان وليس في البقاع أو الجنوب أو الشمال".

وأوضحت الصحيفة أنّه "تجري مفاوضات لبيع أرض في منطقة فقرا تتجاوز مساحتها 53 الف م2 ويملكها نعمة طعمة ورجل الاعمال رزق رزق بملايين الدولارات، وسيتم البيع لرجل الأعمال وسيم الضاهر". وبحسب المعلومات، فإنّ "أهالي المنطقة تحركوا باتجاه بكركي ووضعوا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بتفاصيل عمليّة البيع وكذلك بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، وتضاربت المعلومات حول انجاز عملية البيع، وهناك من يؤكّد أنّ القضية تمت فيما تشير معلومات اخرى إلى أنّ الاعتراضات أوقفت الموضوع. وأشارت الصحيفة إلى أنّ "رجل الاعمال رزق رزق زار البطريرك الراعي لوضعه في تفاصيل المشروع، واكد ان الامر ما زال في اطار المفاوضات، كما أنّ متروبوليت صيدا وبيت الدين للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد لفت إلى أنّ النائب طعمة أبلغه أنّه سيتراجع عن عملية البيع". ووفق معلومات "الديار"، فإنّ "هناك مفاوضات أُنجِزَت لبيع العقار 149 في منطقة التعزانيّة قضاء عاليه، وتبلغ مساحته 15 ألف متر مربع لرجال اعمال خليجيين، كما أنّه تمّ بيع أكثر من 80 قطعة أرض بين بحمدون والتعزانية لخليجيين". وأضافت: "تمّ بيع عدة اراض في منطقة سوق الغرب لرجال أعمال خليجيّين وبمئات ملايين الدولارات، وبعض عمليات البيع تمت بواسطة النائب السابق أنطوان إندراوس". وذكرت الصحيفة أيضًا أنّه "تمّ بيع مساحات من الاراضي في خراج الدامور والمشرف وكفرمتى بملايين الدولارات لرجال اعمال خليجيين والقسم الاكبر من هذه الاراضي لمسيحيين والباقي لدروز". وأضافت: "تفيد المعلومات أنّ هذه الاراضي التي تم بيعها هي مساحات كبيرة في منطقة عاليه وبحمدون وهذه المنطقة مسيحية مئة في المئة. وقبل هذه الصفقات، تمت عملية بيع مدينة الدلهمية الكشفيّة بملايين الامتار من قبل روبير معوّض، وهي ارض امتلكها الموارنة منذ 1400 سنة".

 

نوفل ضو يستنكر "تواطؤ" نواب كسروان مع "حزب الله" في "السيطرة الاستراتيجية" على جرود عيون السيمان

سأل رئيس "اللقاء المستقل" وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو، عن "الأسباب التي تدفع بنواب كسروان الى السكوت عما يجري من محاولات لوضع "حزب الله" يده على أكثر من قطعة أرض من المناطق الكسروانية الحيوية والإستراتيجية، تحت ستار الإستثمارات العقارية حينا وترميم مصليات غير موجودة أصلا في قرى مسيحية صرف حينا آخر".

واستنكر في تصريح أمس، "تواطؤ نواب تكتل التغيير والإصلاح برئاسة النائب ميشال عون وصمتهم المطبق عن صفقات بيع الأراضي، التي تتم لمصلحة مستثمرين شيعة يعملون لمصلحة حزب الله في وقت أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد تحت شعار الدفاع عن ملكية اللبنانيين والمسيحيين لأراضيهم في مواجهة الإستثمارات العربية والخليجية في المجال العقاري"، مشددا على أن "الحفاظ على الهوية المسيحية للأرض في مناطق المسيحيين كل لا يتجزأ، لا بل أن خطر شراء الأراضي بمساحات عشرات ألوف الأمتار في مناطق مسيحية استراتيجية كجرود كسروان يعتبر أكبر بكثير من شراء ألوف الأمتار للبناء أو السكن". وحذر من أن "مشروع بيع 53 الف متر مربع من الأراضي في جرود كسروان لمستثمرين شيعة ليس عملية تجارية بقدر ما هو عملية عسكرية مقنعة هدفها السيطرة الاستراتيجية الأمنية والعسكرية لـ "حزب الله" على قضاء كسروان من خلال السيطرة على الطريق الذي يربط كسروان بالعمق الاستراتيجي للحزب في البقاع، امتدادا لعمليات مماثلة من خلال مصادرة أملاك الكنيسة المارونية في جرود جبيل للسيطرة الاستراتيجية على قضاء جبيل من خلال ربطه بالبقاع والعمق الاستراتيجي للحزب شرقا، ومحاولة مد شبكة الإتصالات الخاصة بالحزب في ترشيش في المتن، وصولا الى ما تشهده منطقة جزين وغيرها من المناطق المسيحية". واستغرب "الصمت المطبق لنواب كسروان عما يجري"، متسائلا: "هل يبرر السعي لكسب ود مئات من أصوات الشيعة الفتوحيين هذا التواطؤ على حاضر كسروان ومستقبلها وهويتها، وهل تبرر رغبة عون في كسب أصوات الشيعة في جبيل وجزين وبعبدا وغيرها من المناطق لتأمين نجاح نوابه السكوت على محاولات تغيير هوية كسروان"، وهل أن قضية المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان أخطر من قضية وضع حزب الله يده على مساحات واسعة من مناطق كسروان المسيحية؟، وهل هذه هي الضمانات التي وعد عون المسيحيين بها من خلال ورقة تفاهمه مع حزب الله، التي تحولت الى ورقة تواطؤ على حاضر المسيحيين ومستقبلهم وقيمهم ومفهومهم التاريخي للدولة والسيادة والعيش المشترك؟". وختم بدعوة أبناء كسروان ـ الفتوح الى "التحرك لمحاسبة نوابهم المتواطئين على هويتهم وصولا الى اسقاطهم في الإنتخابات النيابية المقبلة حفاظا على الهوية والأرض والقيم واحتراما لدماء مئات الشهداء الكسروانيين والمسيحيين، الذين رووا تراب وصخور عيون السيمان وتلالها دفاعا عن السيادة والإستقلال".

 

 

حزبيون يعترضون دورية لـ "اليونيفيل" الفرنسية ويسلبون عناصرها جهاز "جي بي اس"

بنت جبيل ـ "المستقبل"/كشفت مصادر امنية لبنانية واخرى دولية في منطقة بنت جبيل عن تعرض دورية تابعة لوحدة التدخل السريع الفرنسية في اليونفيل لعملية اعتراض من مجموعة من الشبان الحزبيين وذلك اثناء قيامها باعمال الدورية في بلدة الطيري غرب بنت جبيل. واشارت المصادر الى ان هؤلاء الحزبيين تمكنوا من سلب الدورية جهاز "جي بي اس" قبل ان يلوذوا بالفرار لتحضر اثر ذلك دورية تابعة للجيش اللبناني وتواكب الدورية الفرنسية. يذكر ان هذا الاعتداء على اليونيفيل الفرنسية ياتي بعد مرور اشهر عدة من العلاقة الهادئة حيث كان هناك اعتداءات شبه يومية على وحدات بعينها من دون الوحدات الدوليةالاخرى وخاصة الفرنسية والاسبانية.

 

بلدية الدكوانة ادعت علــــى المعتدين على عناصر الشــرطة والقوى الامنية اوقفت 4 ومديرية المخابرات 5 من جنسيات مختلفة

المركزية- علمت "المركزية" ان رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة تقدم باسم البلدية بدعوى في فصيلة الجديدة ضد مجهولين اقدموا على الاعتداء على عناصر شرطة البلدية وحال بعضهم خطرة. وان شختورة اجرى ايضا الاتصالات اللازمة بكافة الجهات السياسية والامنية لمتابعة الموضوع ومنها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. واكد شختورة في اتصال معه ان قيادات من حركة "امل" اتصلت به نافية ان يكون لها اي علاقة بالحادث وانها طلبت ان تكون التدابير والاجراءات التي ستتخذ عادلة وحكيمة. اضاف انه ابلغ المتصلين انه شخصيا لم يتهم احدا لا مسبقا ولا لاحقا، وهو يترك الموضوع للقضاء الذي تبلغ منه ان القوى الامنية القت القبض بعد وقوع الحادث على 4 اشخاص من بين المتهمين الفارين من المنطقة وانها سطرت بلاغ بحث وتحر في حق 4 اشخاص آخرين. واليوم تبلغت ايضا ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني اوقفت 5 اشخاص من المعتدين على عناصر الشرطة وهم من جنسيات مختلفة.

 

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن في نداء الى الدولة: معاملة سوريا بالمثل والطلب اليها اطلاق ســراح المعتقلين اللبنانيين

المركزية- سأل رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن، طالما أن ثمة اتفاقية بين لبنان وسوريا استوجبت تسليم الأمن العام اللبناني 14 سوريا الى النظام السوري، فلماذا لا يتم تسليم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الى السلطات اللبنانية انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل؟.ووجّه عبر لـ"المركزية": نداء الى الدولة اللبنانية لضرورة التحرك في موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، سواء على صعيد وزراة الخارجية أو السفير السوري في لبنان، لأن ما يحصل معيب، خصوصا في ظل الأزمة السورية، ومع اتساع رقعة الخوف على مصير ممن تبقى من اللبنانيين في السجون السورية، ونحن نعلم جيدا المأساة التي يعيشها هؤلاء".ودعا الى استغلال الوضع السوري من أجل المصلحة اللبنانية ومن أجل اللبنانيين ولو لمرة واحدة، والنظر الى أن المعتقلين في أمس الحاجة الى الحرية والتحرر من القيود التي فرضت عليهم رغم ارادتهم. ولفت الى أن تسليم 14 سوريا من قبل الأمن العام اللبناني الى الأمن العام السوري انطلاقا من اتفاقية بين البلدين أمر جيد، مضحك ومبك في آن، فلماذا لا يتم تسليم المعتقلين اللبنانيين في سوريا الى السلطات اللبنانية، مشيرا الى أن 25 معتقلا لبنانيا لا يزالون في السجون السورية أسماؤهم موثقة ومدونة في المحاكم اللبنانية والسورية معا، وتم ارسال أكثر من مذكرة الى السلطات السورية في شأنهم. وأعلن أن وجود مثل هذه الاتفاقية يحتم على الدولة اللبنانية معاملة الدولة السورية بالمثل، لناحية طلب تسليم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الى الدولة اللبنانية، كي تكون المعادلة حقيقية. ووجّه أبو دهن كل تقدير وشكر الى وزير العدل شكيب قرطباوي الذي عمل جاهدا في موضوع التعويضات على المحررين من السجون السورية، لافتا الى ان جمعية المعتقلين زودت وزارة العدل بأسماء المعتقلين كافة، والعمل يتم في شكل جدي وصولا الى النتيجة المرحوة في اتجاه تحرير الجميع".

 

قرار تجميد ترحيل السوريين يسـتتبع بتوقيع استمارات للراغبين في العودة بملء ارادتهـم

المركزية- نجح وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل في احتواء مفاعيل الهزات الارتدادية لقرار ترحيل 14 سوريا من لبنان امضوا مدة محكوميتهم في جرائم متنوعة، بعدما وظفت القضية في بازار التجاذبات السياسية وفتحت الشهية الدبلوماسية على استيضاح ابعاد الخطوة من المعنيين، والخارجية على بيانات الاستنكار وادراجها في اطار خرق القوانين المعمول بها دوليا.

وتمكن شربل من سحب فتيل التجاذب عبر قرار تجميد ترحيل السوريين المرتكبين الى بلادهم حتى لو انهوا مدة محكوميتهم حيث يستثنون من بين كل الاجانب الذين يرحلون في الفترة الراهنة لعدم تفسير الخطوة في غير محلها وتوظيفها في بازارات الصراع السياسي، وهو ابلغ الى مدير عام الامن العام ضرورة تنفيذ الاحكام القضائية في حق الرعايا الاجانب كافة واستثناء السوريين.

وقالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان شربل وبعدما ابلغ قراره الى المسؤولين المعنيين عازم على اتخاذ سلسلة اجراءات استثنائية تضمن النأي بالملف عن الاستثمار السياسي حيث يتجه الى تحديد استمارة خاصة بكل سوري موجود على الاراضي اللبنانية ويرغب في العودة الى بلاده للتوقيع عليها تأكيدا على حريته الكاملة في التوجه الى سوريا وبملء ارادته في خطوة تقطع الطريق على اي سوء تفسير او محاولة توظيف لاحقا، كما حصل مع ترحيل السوريين الاربعة عشر.

 

الاتحاد الأوروبي: قلقون حيال ترحيل السوريين ويجب أن يضمن لبنان عدم القيام بأي عملية ترحيل خارج اطار التزاماته الدولية

وطنية - 4/8/2012 أصدرت الناطقة باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون، بيانا اليوم، أعربت فيه عن قلق الممثلة العليا "حيال التقارير الأخيرة عن ترحيل السلطات اللبنانية لمواطنين سوريين الى بلادهم". أضافت انه "للبنان، بصفته طرفا في معاهدة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، واجب قانوني واضح بأن لا يعيد أو يرحل أي شخص الى أي دولة يمكن أن يتعرض فيها للتعذيب. واليوم تعيش سوريا ظروفا تشكل خطرا على حياة الناس في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تقارير موثقة عن حالات تعذيب. ويجب أن يضمن لبنان عدم القيام بأي عملية ترحيل خارج اطار التزاماته الدولية، وأن ينفذ اجرءات فاعلة وشفافة بالتشاور مع المنظمات المحلية والدولية المعنية ولاسيما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين". وأرفت بالقول: "ولقد أعطت الحكومة اللبنانية ضمانات خاصة باحترام التزاماتها الدولية وقدمت الدعم للهاربين من العنف في سوريا. ويساعد الاتحاد الأوروبي السلطات اللبنانية في مواجهة القيود والتحديات التي يرتبها هذا الوضع على البلاد، في ما يتعلق بدولة القانون، والحماية، والسلامة والأمن، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعيد الاتحاد الأوروبي التأكيد على أنه يتوقع من السلطات اللبنانية أن تضطلع بمسؤولياتها بمواصلة تأمين الحماية بما يتلاءم مع مبدأ عدم الاعادة القسرية".

 

معلومات عن فرار مخطوفَين من سوريا لم تؤكد رسمياً/ميقاتي اتصل بأوغلو وزغيب يخشـى عملاً استخباراتياً

المركزية- بعد نحو شهرين ونصف الشهر على اختطاف احد عشر لبنانياً في سوريا وجولات تفاوض وأخذ ورد لم تفض الى نتائج إيجابية، سلكت قضيتهم اليوم مساراً جديداً في ضوء تطور نوعي تمثل في اقتحام مجموعة مسلحة المكان الذي يحتجزون فيه واقتادت اثنين منهم الى جهة مجهولة فيما بقي سائر المخطوفين لدى المجموعة الخاطفة، التي انتقلت الى مكان آخر ومعها المجموعة الأخرى من المخطوفين، علماً ان بعض المعلومات كانت قد أشارت الى أن مجموعة من المخطوفين اللبنانيين فرت أثر قصف طاول موقع احتجازهم، علماً ان هذه المعلومات لم تؤكدها اي جهة رسمية لبنانية او غير لبنانية، فيما أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً بوزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو اطلع خلال على مستجدات الملف. وفي هذا الإطار، رجحت المعلومات ان الهجوم على موقع "ابو ابراهيم" تم اما من قبل مجموعة تتبع لـ"أبو جمعة"لكي تضع المخطوفين تحت حراستهم، او من الجيش السوري الحر. الى ذلك، افاد احد اهالي المخطوفين في بيروت ان مصدراً من الخاطفين ابلغه ان قائد مجموعة "أبو ابراهيم الذي كان وعد بتحرير اثنين من اللبنانيين، عاد وتراجع عن ذلك نتيجة تجاذبات بين كل من قطر وتركيا، اذ لا تمانع الاولى ان يتم تحرير اثنين منهم، فيما تريد الثانية تحرير جميع المخطوفين دفعة واحدة.

الزعبي: بدوره، تحدث الأمين العام لحزب الأحرار السوري الشيخ ابراهيم الزعبي عن قيام مجموعة مسلحة بمهاجمة مكان المخطوفين مستخدمة الأسلحة الثقيلة ما أدى لفرار اثنين من المخطوفين , مشيراً إلى ان باقي المجموعة تم نقلها إلى مكان آخر عن طريق الخاطفين. وأعلن الزعبي في حديث متلفز ان ابو ابراهيم أصيب في يده، وشدد على أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها بسبب المعارك، مضيفاً: سنتأكد من الإصابات وأسماء الفارين، في الساعات المقبلة. ولفت الزعبي إلى انه لم يتم التاكد من الجهة التي هاجمت مكان المخطوفين، موضحاً ان المنطقة هي منطقة حرب "شبيحة" واتباع الجيش السوري الحر. وقال: علمنا من الوسطاء انه تم الفرار ولجأ الهاربون الى منطقة البساتين واختفى اثرهما وقيل انه عثر عليهما وتم ضمهما الى المجموعة، مؤكداً ان جميع المخطوفين في صحة جيدة.

زغيب: وفي هذا السياق، اعلن رئيس لجنة متابعة قضية المخطوفين في بيروت الشيخ عباس زغيب، "انه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات"، مشيراً الى ان "لا تواصل مع المخطوفين" وطالب "الدولة التركية بانهاء هذا الملف "لافتاً الى انه اجرى اتصالات في هذا الشان مع عدد من المسؤولين من بينهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي وعد بمتابعة المستجدات.

وأبدى الشيخ زغيب خشيته من تكرار السيناريو السابق وان يكون ما يحصل عمل استخباراتي، خلفه دول لا مجموعات مسلحة كما كان يعتقد في السابق. ورجح وجود نزاع داخل الجيش الحر حول هذا الموضوع.

 

فتفت: عريضة الاستنكار للخروقات السورية لا للحوار/"حـزب الله" يضيـع الـــوقـت من دون نتــائج

المركزية- أوضح عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت أن الجولة التي يقوم بها نواب كتلة المستقبل على مكونات قوى 14 آذار تهدف الى توقيع عريضة استنكار للخروقات السورية على الحدود اللبنانية، ولا علاقة لها بالحوار كما أشيع. وقال في حديث لـ"المركزية": " ما نقوم به هو توقيع عريضة من قبل النواب استنكارا للخروقات السورية على الحدود مع لبنان، سيتم عرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حين تنجز، مؤكدا أن لا علاقة لها بالحوار كما تردد في الاعلام. ولفت الى أن العريضة تتضمن شروحات لما يحصل من خروقات، اضافة الى أسئلة حول : أين يكمن تقصير الحكومة في هذا الموضوع؟ وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها على صعيد الأمم المتحدة وعلى مستوى الدولة اللبنانية؟، لافتا الى أن من الممكن أن يتم توسيع هذه البنود لتشمل الخروقات الجديدة الا أن مضمونها يدور حول الخروقات الحدودية". وعن التحركات في اتجاه السفير السوري على خلفية موقفه من احتجاج رئيس الجمهورية على الخروقات السورية قال: "نستكمل هذا الموضوع على صعيد مجلس النواب، وسنرى ماذا يمكن أن يتحقق". من جهة أخرى، اشار فتفت الى ان رئيس الجمهورية سجل خطوة ايجابية في موضوع "داتا الاتصالات" وفي خطابه في مناسبة عيد الجيش، الا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعاد الأمور الى الخلف في الكلام الذي أعلنه عن استراتيجية التحرير، وان سلاح المقاومة يجب ان يبقى في يد المقاومة ولا نقاش حوله، سائلا: ما الهدف إذن من طاولة الحوار؟ كما أن هناك اشخاصا من المفترض أن يتم التحقيق معهم في قضية محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، أين هم؟ هنا تكمن المشكلة". ولفت الى ان التشاور لا يزال قائما بين قوى 14 آذار حول امكان المشاركة في الحوار، ولكن لا قرار نهائيا في هذا الموضوع، فيما أفضل شخصيا عدم المشاركة خصوصا ان "حزب الله" يستغل المواضيع في محاولة لتضييع الوقت من دون نتيجة ايجابية.

 

الجيش استأنف عملية تلف الحشيشة في اليمونة وسط احتجاج الأهالي والمعتصمون طالبوا الدولة بتأمين البدائل ورفع الحرمان عن المنطقة

وطنية -بعلبك- 4/8/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام حسين درويش ان الجيش اللبناني استأنف عملياته بتلف نبتة الحشيشة في بلدة اليمونة، بعدما عمد الى تفريق المحتجين بإطلاق النار بالهواء، واستخدم في عمليات التلف الملالات، وسط احتجاج الاهالي لقيام البعض منهم بزرع هذه النبتة في بساتين التفاح. وكان الاهالي قد قطعوا طريق اليمونة- دار الواسعة بالإطارات المشتعلة والعوائق والحجارة، واعتصموا على طريق دير الاحمر- اليمونة.

وأعلن رئيس بلدية اليمونة محمد شريف "رفض اي مواجهة مع الجيش اللبناني"، وقال: "نحن موجودون في الاعتصام لنقل وجهة نظرنا. وبصفتي رئيسا للبلدية، لا أستطيع ان أقول اتلفوا او ازرعوا، وليقارنوننا بأحمد الاسير الذي قطع طريقا دولية لمدة 30 يوما، نحن نريد قطعها لمدة 15 يوما. ونرفض إطلاق النار على القوى الامنية ولكننا نحذر اصحاب الجرارات الزراعية من الولوج في أراضينا، ونوجه لهم نداء وتحذيرا ونقول انكم تعرضون أنفسكم للخطر، ونطالب الدولة بتأمين البدائل ونناشد السياسيين زيارة المنطقة والاطلاع على حالة الحرمان التي نعيشها".

اما رئيس بلدية اليمونة السابق طلال شريف، فقال: "نحن لم نخرج من تحت عباءة الدولة، الدولة كانت وما زالت الدرع الواقي لليمونة، نحن مع القانون ولسنا خارج القانون، هناك مشكلة عامة في البقاع وليست في اليمونة وحدها والموضوع يستدعي معالجة وعلاجا جذريا على مستوى الدولة، فالزراعة عندنا معدومة والمواسم يضربها الصقيع وتدني الاسعار والمازوت أسعاره مرتفعة، وما يجعل ابناء المنطقة يقدمون على هذه الزراعة هو الجوع وحالة الحرمان، ومن يزرع هو مرغم، وهناك مشكلة اجتماعية عامة والمطلوب مشروع بدائل". وطالب ب"قرار سياسي شامل"، سائلا "اذا عالجنا وأتلفنا الحشيشة هذا العام، ماذا نفعل في العام المقبل"؟ وكانت كلمات للمعتصمين، فاعتبر علي شريف "ان الزراعة عندنا أصبحت وبالا على المزارع، وليأت الوزراء والنواب ليروا الحالة التي نعيشها". وأسف ل"الصراع على المياه المبتذلة في اليمونة بين المتعهدين، لتبقى البلدة ومحيطها يشربان المياه الآسنة مع مياه الشفة. فلتعط الدولة لكل منزل في اليمونة ثمن محروقات الشتاء ولتتلف الحشيشة، لكن ان نعاني سكرات الموت جراء الحرمان فهذه هي الجريمة بعينها". أما جوزف سليم رحمة من عيناتا، فقال: "لا نريد تحدي الدولة او الاجهزة الامنية لكننا سنقف مدافعين عن لقمة عيشنا". أضاف: "التفاح أتلفه البرد، وبعنا شرحة الدراق ب2500 ل.ل.، ونصيب العمال من يوم واحد كان 6000 ل.ل. قطفت معهم 31 شرحة بعناها ب75000 ل.ل. والكرز لم يكن أفضل من التفاح بعناه ب500 ل.ل وهرب الضمان واشتريت قنينة أكاروز لعشرة براميل ب140 دولار واليوم أسأل عن خساراتي وليس عن أرباحي ولم يعد أمامنا سوى هذه الشتلة". واصدرت عشيرة آل جعفر بيانا جاء فيه: "نحن عشيرة آل جعفر نؤيد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي تأييدا مطلقا كما سائر الاجهزة، ولا نسمح لاحد التكلم باسم العشيرة كما اننا لا نؤيد زراعة المخدرات لانها تبلي اطفالنا ومجتمعنا، كما نتمنى من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة النظر بوضع المنطقة المحرومة وإعطاء البديل لان الخطأ لا يعالج بالخطأ، ولا نسمح لاحد ان يتكلم باسم العشيرة ونتمنى على من يتحدث ان يتحدث باسمه او باسم عشيرته ومن المعيب التشهير بالضباط والأمنيين وهذا نرفضه".

 

اختطاف 48 ايرانياً على طريق مطار دمشق الدولي

خطف اليوم 48 من الزوار الايرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية اليوم، على ما صرح قنصل السفارة الايرانية في دمشق للتلفزيون الايراني. وقال عبد المجيد كانجو للتلفزيون الرسمي الذي نقل المعلومات عبر موقعه على الانترنت "خطفت جماعات مسلحة 48 من الزوار الايرانيين كانوا متجهين الى المطار". وتابع: "ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة والمسؤولون السوريون تتبع الفاعلين".

 

عجقة جنرالات": وزير الداخلية "الجنرال" مروان شربل مرشّح للرئاسة!

السبت 4 آب (أغسطس) 2012 /الشفاف

في حديث الى "صوت لبنان 93,3" تحدث وزير الداخلية العميد مروان شربل ا عن امكان ترشحه لرئاسة الجمهورية، واكد شربل انه يقوم بواجبه كوزير ولا يطمح لهذا المنصب، ولكن اذا شاءت الظروف ذلك فلا مشكلة لديه.

 

عملية بلغاريا الإرهابية: ذريعة لإسرائيل لحرب على غرار ١٩٨٢؟

مروان طاهر /الشفاف

السبت 4 آب (أغسطس) 2012

أعربت مصدار سياسية في بيروت تخوفها من المسار الذي بدأت تأخذه التحقيقات الجنائية في بلغاريا، خصوصا لجهة تظهير الشرطة البلغارية الرسم التقريبي لمنفذ الهجوم الانتحاري في ١٨ تموز الماضي والذي استهدف سياحا اسرائيليين في بلغاريا واسفر عن مقتل ٥ منهم وسائق حافلة بلغاري، علاوةً على الانتحاري. المصادر اعتبرت ان أصابع الاتهام بدأت تتجه نحو حزب الله وإيران، إنطلاقا من اختيار مكان الهجوم حيث اكتشفت الشرطة الاوروبية ان نظيرتها البلغارية ليست مجهزة ولا مدربة كفاية لكي تكشف جرائم من النوع الارهابي المتطور والمعقد، فكان ان بادر الاتحاد الاوروبي الى مد يد العون بالخبرات التقنية والمعدات الكتطورة التي ساهمت في تظهير صورة منفذ الهجوم الانتخاري، إضافة الى فحوصات "دي ان اي" التي تسمح بالتعرف الى المنطقة التي ينتمي اليها الانتحاري.

وتضيف المصادر ان اللبنانيين، رسميين ومواطنين، يمسكون قلوبهم ويتمنون ان يكون لا حزب الله متورطا او ضالعا في الهجوم على السياح الاسرائيليين في في بلغاريا لما لهذا الامر من تداعيات سلبية على لبنان. ويقول احد النواب اللبنانيين، أن امين عام حزب الله وفي خطابه الاخير، وما قبله، كان ينتظر الاشارات البلغارية، التي بدأت ملامحها تشير بأصابع الاتهام الى حزبه، وكان ان تزامن الخطاب مع تفجير المقر الامني في دمشق، ما انعكس توترا ظاهرا في خطاب نصرالله، فخرج عن النص وبكى "رفاق السلاح في دمشق"، حسب تعبيره.

إلا ان الاخطار التي تحدث عنها النائب اللبناني تشير الى ان إسرائيل ستكون لديها الحجة عالميا للإنقضاض على لبنان وعلى حزب الله، في حرب تحاكي ما جرى عام 1982، وليس ما جرى عام 2006، حيث شارك الجيش الاسرائيلي بأكمله في حرب العام 1982، وليس 3 فيالق على غرار حرب 2006. ويضيف النائب، ان لبنان غير موجود حاليا على أي أجندة عالمية، وتاليا سيكون مستفردا في المواجهة مع إسرائيل، خصوصا أن سوريا الحالية تمثل عائقا إضافيا أمام حزب الله لجهة توفر خطوط الامداد العسكري. اما على المستوى السياسي، يقول النائب، إن قطر على سبيل المثال التي دعمت لبنان سياسيا وماليا في حرب العام 2006، قال رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم للرئيس سليمان، "ما الذي فعله لكم إين العطيه لكي تعتقلوه وتوقفوه؟"، في إشارة الى المواطن القطري الذي اتهمتهت السلطات اللنبانية بالتورط في دعم الارهاب والثوار السوريين.

ويضيف النائب إذا كان هذا موقف قطر، فما بالك بسائر الدول العربية؟!!!

اما على المستوى العالمي فإن تداعيات ومسار الثورة السورية يتصدران الاهتمامات الدولية ما يضع لبنان في مرتبة متدنية لجهة الدعم الذي قد يلقاه في مواجهة أي هجوم إسرائيلي مرتقب ردا على عملية بلغاريا الانتحارية. ويضيف ان حكومة الرئيس ميقاتي التي تفتح لها الابواب الاوروبية والعربية تدريجيا، بسبب عدم وجود أي إرادة خارجية لزعزة الاستقرار في لبنان تحت أي ذريعة كانت، ستجد نفسها محرجة أمام "الإتحاد الأوروبي" بوجود حزب متهم بالارهاب في صفوف وزرائها! ما سيضع الرئيس ميقاتي في عزلة جديدة، فضلا عن التداعيات على حزب الله حيث سيتم إدراجه على لائحة المنظمات الارهابية اوروبيا، ما يضيق الخناق اكثر فاكثر على الحزب، بعد أن أقفلت في وجهه الولايات المتحدة والخليج العربي.

 

تقارير إسرائيلية: بانيتا عرض خطة لضرب إيران خلال السنة المقبلة وخبير في معهد الأمن القومي الإسرائيلي: إيران أصبحت قادرة على إنتاج قنبلة نووية

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط

أفادت تقارير إسرائيلية، أمس، بأن وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، عرض خلال زيارته لإسرائيل ملامح الخطة الأميركية الحربية لضرب إيران في حال فشل الجهود الدبلوماسية لثنيها عن تطوير الأسلحة النووية. وقال رون بن يشاي، الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الشبكة، إن الكثير من الإسرائيليين اقتنعوا بجدية التوجه الأميركي وضرورة تخلي إسرائيل عن خطة منفردة لضرب إيران، وفي الوقت نفسه عززت الخطة الأميركية موقف القادة العسكريين الإسرائيليين الذين يعارضون أصلا في أن توجه إسرائيل ضربة كهذه.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عددها الصادر أمس، إن الخطة الأميركية لضرب إيران تقوم على ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي واحد هو نزع القدرات النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة أن الموقف الأميركي الذي يطرح باستمرار في النقاش مع إسرائيل هو أن أي ضربة إسرائيلية لإيران لا يمكن لها أن تحل «المشكلة الإيرانية» نهائيا، بل إنها ستؤخر المشروع الإيراني سنة أو سنة ونصف السنة، ومن شأنها أن تسبب نتائج معكوسة وتحث إيران على تسريع مشروعها. وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة تعكف على بناء خطتها الهجومية التي ستكون جاهزة خلال عام ونصف العام من الآن، وستكون قادرة على هدم كل البنى التحتية التقليدية وغير التقليدية للقوة الإيرانية.

ووفقا للتقديرات، فإن المرحلة الأولى من الخطة الأميركية تقتضي نشر حاملات طائرات أميركية في مضيق هرمز، ومن ثم نصب صواريخ «توم هوك» الموجهة لضرب أهداف ومواقع تحفظ فيها إيران ترسانتها النووية. أما المرحلة الثالثة للخطة فستعتمد على قيام الطائرات الهجومية الأميركية التي ستحضرها حاملات الطائرات الأميركية بالغارة على مواقع القدرات التقليدية والنووية لإيران عبر الاستعانة بطائرات «بي - 523» القادرة على حمل القنابل الخارقة للتحصينات التي طورت مؤخرا لضرب الخنادق والتحصينات القوية في باطن الأرض، حيث تبلغ زنة كل واحدة منها 50 طنا. وتفتقر إسرائيل بدورها إلى هذا النوع من الطائرات. وذهبت الصحيفة إلى القول إن التقديرات الأميركية تقول إن هذه العملية من شأنها أن تعرقل أو تؤجل المشروع الإيراني لمدة تتراوح بين 5 - 10 سنوات. كما يعتقد الأميركيون أنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير النظام الحاكم في إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر أميركية قالت إن الولايات المتحدة تعرف وتدرك الموقف المعارض لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غينتس ورئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) لشن عملية إسرائيلية ضد إيران. وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها إنه لا شك أن حقيقة إيفاد غينتس للولايات المتحدة في بعثة عسكرية لعدة سنوات قد وسعت من آفاق الرجل في كل ما يتعلق بطبيعة وحقيقة حجم القوة الإسرائيلية مقابل الولايات المتحدة، وطبيعة مكانة هذه القوة في التحالف الأميركي الإسرائيلي. بيد أن صحيفة «معاريف» خرجت، أمس، بتقرير على صدر صفحتها الأولى يقول إن عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي، من الديمقراطيين والجمهوريين، يرون أن شن هجوم إسرائيلي على إيران عشية انتخابات الرئاسة الأميركية من شأنه أن يكون لصالح الرئيس الحالي باراك أوباما. وكتبت الصحيفة أنه رغم أن واشنطن تعبر عن مخاوف من إمكانية شن إسرائيل للهجوم، مما سيضطرها لدخول ساحة الحرب، فمن الممكن أن يضيف ذلك، من الناحية السياسية، قوة انتخابية كبيرة لأوباما. وأضافت أنه بموجب تقديرات سياسية عرضها مؤخرا أعضاء كونغرس أمام جهات إسرائيلية فإنه في حال قيام إسرائيل بشن هذا الهجوم عشية الانتخابات الرئاسية، في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن الأمر سيكون في صالح أوباما، ويضعف مكانة خصمه الجمهوري ميت رومني ويحسم النتيجة. وبحسب «معاريف» فإن هذه التقديرات عرضت في الأسابيع الأخيرة من قبل أعضاء في الكونغرس، جمهوريين وديمقراطيين. وأشارت في الوقت نفسه إلى أن التقديرات التي كانت سائدة من قبل كانت تشير إلى أن عملية عسكرية واسعة من شأنها أن تسيء للرئيس الحالي. وقالت الصحيفة إنه بحسب ما عرض على الإسرائيليين فإن أوباما سيضطر عمليا إلى دخول الحرب، وذلك بسبب حقيقة أن غالبية الجمهور الأميركي يؤيد عملية عسكرية إسرائيلية وتوفير مظلة لحماية إسرائيل.

لكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية خرجت بتقديرات حول جدوى توجيه ضربة عسكرية لإيران تفيد بأن أثر هذه الضربة سيكون محدودا، وسيؤدي بالأساس إلى عرقلة المشروع الإيراني لمدة عام أو عامين في أكثر حد. وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى أن الضربة ستؤدي لعرقلة المشروع الإيراني بصورة تقنية لمدة عام، وعام آخر للتغلب على التداعيات المختلفة للضربة الإسرائيلية والمتعلقة بعقبات إضافية غير التي يتم تقديرها حاليا. ومضت الصحيفة تقول إن الفجوة بين القدرتين العسكريتين لإسرائيل وأميركا، كما الفجوة في مواقف البلدين من سبل التحرك ضد إيران التي كانت في صلب محادثات بانيتا في إسرائيل، لكن رغم التصميم الذي تبديه إسرائيل في هذا السياق علنا ووراء الكواليس بشأن الحاجة لضرب إيران عسكريا فيبدو أن هناك عاملين أساسيين من شأنهما تقليص فرص قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران قبل الانتخابات الأميركية للرئاسة. العامل الأول هو معارضة الإدارة الأميركية لشن هجوم في الوقت الحالي، لأن ذلك من شأنه أن يضر بالرئيس أوباما وبجهوده للفوز مجددا بالرئاسة (بسبب تأثير مثل هذه الضربة على أسعار النفط والوقود في الولايات المتحدة)، أما العامل الثاني فهو داخلي إسرائيلي ويتعلق بالتحفظات التي يبديها كبار المسؤولين في المستوى المهني (العسكري) في الجيش والموساد، والتي تدعو إلى عدم التسرع في توجيه الضربة قبل الانتخابات لتفادي وقوع خطأ استراتيجي في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وترى الصحيفة أن «مؤيدي الخيار العسكري الآن، نتنياهو وباراك، يدعيان الخوف من حالة موقف دولي يدعي باستمرار أنه لم يحن الوقت بعد لضرب إيران، يستمر إلى أن نصل إلى وضع يصبح فيه ضرب إيران متأخرا، ويضطر الجميع للتحول من سياسة إحباط المشروع الإيراني إلى سياسة احتواء إيران ومشروعها النووي. ويدعي باراك ونتنياهو أنه كلما مر المزيد من الوقت تقل فاعلية الضربة الإسرائيلية، بل إن كثيرا مما كان يمكن تنفيذه وإنجازه في ضربة عسكرية خلال العامين الماضيين لم يعد ممكنا الآن، بينما يدعي الأميركيون في المقابل أنه عندما يحين الوقت فإن الهجوم والقصف الأميركي سيكون له أثر بالغ لا يمكن مقارنته بنتائج عملية إسرائيل لكن الوقت لم يحن بعد».

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك من يدعون أن كل ما يدور هو في واقع الحال حرب نفسية، وأن تصريحات نتنياهو وباراك المتتالية هي في الواقع حرب نفسية تهدف إلى زيادة منسوب القلق الدولي والأميركي من عملية إسرائيلية، تدفع بالولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية لحد يضطر قادة إيران إلى القبول بتسوية بشأن طبيعة مشروع إيران النووي، كما أن هناك من يرى أن التعامل المتواصل مع الموضوع الإيراني يحرر إسرائيل كليا من الضغوط الدولية على صعيد المسألة الفلسطينية. من جهة ثانية، أعلن خبير الشؤون الإيرانية في معهد الأمن القومي في تل أبيب، أفرايم أسكولائي، أن إيران ستستطيع إنتاج السلاح النووي خلال سنة إلى سنة ونصف السنة على الأكثر، وأنها ماضية في مشروعها وترفض التنازل عنه، مهما يكلفها هذا من ثمن.

 

مفاوضات بين طهران والغرب نهاية الجاري وإسرائيل: الهجوم على إيران يؤخر صنع القنبلة عامين

 تل أبيب - يو بي آي: أكدت مصادر إسرائيلية أن الهجوم العسكري ضد إيران سيعرقل قدرتها على صنع قنبلة نووية لمدة عامين, في وقت تتزايد معارضة القيادة العسكرية-الأمنية الإسرائيلية لشن هجوم كهذا. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية, فإن من شأن ذلك أن يؤخر استمرار تطوير البرنامج النووي من الناحية التقنية لمدة عام واحد وستكون إيران بحاجة إلى عام آخر لإعادة تنظيم البرنامج والتغلب على تبعات جانبية للهجوم. وأضافت أن الفجوة في القدرة العسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى جانب الفجوة في المواقف بين هاتين الدولتين تجاه هجوم محتمل ضد إيران كان في صلب المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال زيارته لإسرائيل في الأسبوع الحالي. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الإصرار الذي تبديه القيادة الإسرائيلية, بتصريحات علنية ومن خلف الكواليس, حيال شن هجوم ضد إيران إلا أن ثمة عاملين مركزيين من شأنهما تقليص احتمالات إقدامها على مهاجمة إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأكدت أن العامل الأول هو المعارضة الواضحة من جانب الإدارة الأميركية لهجوم كهذا في التوقيت الحالي تحسبا من أن يضر ذلك باحتمالات فوز الرئيس باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية, لأن هجوما ضد إيران سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط للمستهلك الأميركي. ولفتت إلى أن العامل الثاني هو معارضة قادة الجيش الإسرائيلي وجهاز "الموساد" وموقفهم من عدم الإسراع بمهاجمة إيران قبل الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل, على ضوء التخوف من المس بالعلاقات الستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة.  وأشارت الصحيفة إلى أن مؤيدي مهاجمة إيران في إسرائيل, وفي مقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك, يخشون من أن التحذيرات بعدم شن هجوم خلال الشهور الثلاثة المقبلة ستؤدي إلى إرجاء عملية عسكرية ضد إيران إلى أجل غير مسمى وبعد ذلك لن يكون واضحا ما إذا سيكون بالإمكان ضرب منشآتها النووية. في سياق متصل, وافق كبير المفاوضين الايرانيين حول برنامج طهران النووي سعيد جليلي على استئناف المحادثات مع الغرب بشأن هذا الملف المثير للجدل قبل نهاية أغسطس الحالي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون في بيان اثر محادثة هاتفية مع جليلي مساء أول من أمس, "اقترحت, والدكتور جليلي وافق, على أن نجري محادثات مجددا, بعد فترة تفكير, نهاية الشهر" الجاري. وأضافت "شددت على ضرورة أن ترد ايران على المسائل التي اثرناها بغية بناء الثقة", موضحة أنها "استعرضت الطرق الديبلوماسية لتبديد المخاوف الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني".

 

الخطة الامريكية لضرب النووي الايراني بعد سنة ونصف السنة

الحياة الإلكترونية» - امال شحادة

الجمعة ٣ أغسطس ٢٠١٢

ارتقى الحديث الاسرائيلي عن ضربة عسكرية ضد ايران الى مستوى غير مسبوق تساءل البعض فيه اذا كانت الضربة تقترب الى نقطة الصفر.

فقد تم الكشف عن تفاصيل الخطة الاميركية التي ناقشها وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا مطلع الاسبوع في اسرائيل. وستنفذ الذربة بعد سنة ونصف السنة حيث سيتم ضرب المنشآت الإستراتيجية الإيرانية بصواريخ "توماهوك" يجري إطلاقها من حاملات طائرات في الخليج. وبعد ذلك، تقصف مقاتلات أميركية تنطلق من هذه الحاملات أهدافاً مختلفة لشل القدرات النووية والتقليدية الإيرانية.

وتاتي هذه التفاصيل في ذروة النقاش الاسرائيلي حولعملية عسكرية احادية الجانب، دون انتظار قرار من جهة الولايات المتحدة. وبموجب التقديرات الاسرائيلية فان تاثير ضربة اسرائيلية سيكون محدودا ولن تقضي على المشروع النووي الايراني انما ستؤخره من عام الى عامين بحيث ستؤدي إلى عرقلة المشروع الإيراني بصورة تقنية لمدة عام حتى تصل فيه إيران إلى مرحلة تطوير القنبلة الذرية. كما ستحتاج ايران لعام آخر للتغلب على التداعيات المختلفة للضربة الإسرائيلية والمتعلقة بعقبات لا يمكن تقديرها حاليا.

وتناولت الصحف الاسرائيلية الجمعة الملف النووي الايراني من مختلف جوانبه  بالتركيز على  الخلافات بين واشنطن وتل ابيب . ورأت صحيفة "هآرتس" ان اكثر من عامل من شانه عرقلة تنفيذ القرار الاسرائيلي بشان الضربة. العامل الأول يتمثّل في معارضة الإدارة الأميركية لشن هجوم في الوقت الحالي، لما قد تلحقه الضربة من اضرار بجهود الرئيس الاميركي باراك اوباما للفوز مجددا بالرئاسة .

اما الخلافات الداخلية الاسرائيلية ومعارضة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك من تنفيذ الضربة، فتشكل العامل الثاني. اذ ان كبار المسؤولين الامنيين والعسكريين يعارضون هذه الضربة ويدعون الى عدم التسرع وتنفيذها قبل الانتخابات الاميركية تفادياً لوقوع خطأ استراتيجي في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ومع التصعيد المتواصل والمكثف لتهديد نتانياهو- باراك بتنفيذ الضربة، لم يستبعد خبراء اسرائيليون فرضية ان الاثنين يديران حربا نفسية تهدف الى زيادة القلق الدولي والأميركي من عملية إسرائيلية، تدفع بالولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية الى حد يضطر قادة إيران إلى القبول بتسوية بشأن طبيعة مشروع إيران الذري. كما أن هناك من يرى أن التعامل المتواصل مع الموضوع الإيراني يحرر إسرائيل كليا من الضغوط الدولية على صعيد المسألة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يساعد في تخفيف حدة الاحتجاجات الاسرائيلية على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تتحول انظار الاسرائيليين الى الخطر الخارجي على الدولة العبرية وامنها

 

مصادر موثوقة كشفت لـ «الراي» عن لائحة «المستهدفين» وعودة مسلسل الاغتيالات السياسية في لبنان: معلومات استخبارية لا تحليلات أمنية

| بيروت ـ «الراي» |يستوطن هاجس الاغتيالات السياسية بيروت عقب محاولتي اغتيال تعرضا لهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب، ووسط تقارير عن شبح الاغتيالات يطارد اكثر من شخصية سياسية وامنية في البلاد. رئيس البرلمان نبيه بري نقل عنه ان خطة اغتياله في «جيبه»، في الوقت الذي مضى على «تواري» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خارج البلاد اشهراً طويلة بعد «نصائح» له بالابتعاد نظراً لخطر امني يحوطه. رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط يقيم خلف اسوار قصره في المختارة ويحد من برنامج تنقلاته، اما جعجع فهو يعيش ما يشبه «الاقامة الجبرية» في مقره في معراب بعد محاولة «قنصه» عن بعد قبل اشهر. واللافت ان ثمة تقارير عن ان معظم شخصيات قوى «14 اذار» رفعت من مستوى تحوطها الامني، وذكر في هذا الاطار ان النائب «الاشتراكي» اكرم شهيب ابتعد لاسباب امنية، وكذلك النائب «القواتي» انطوان زهرا الذي سافر الى دبي. لم تقلل مصادر لبنانية موثوقة من خطورة المعلومات المتداولة عن عودة مسلسل الاغتيالات، وهي كشف لـ «الراي» عن ان «الامر لا يتعلق بتحليلات امنية بل بمعلومات استخبارية تفيد ان عدداً من السياسيين تندرج اسماؤهم ضمن لائحة المطلوبين للاغتيال». ومحاولتا اغتيال جعجع وحرب تعززان دقة المعلومات، بحسب المصادر التي تعدد الأسماء المهددة بالاستهداف على النحو الآتي: «رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورئيس فرع المعلومات وسام الحسن». وإذ تشير الى معلومات حول احتمال اغتيال النائب خالد الضاهر (من كتلة الحريري) تقول إن «احتمالات استهدافه تبقى أقل من الأسماء الواردة سابقاً». وفي تقدير تلك المصادر ان دقة المعلومات التي تملكها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وخطورتها تبرر الحملة السياسية التي خاضتها قوى «14 آذار» لتأمين حصول الأجهزة الأمنية على داتا الاتصالات. وتلفت المصادر في هذا الاطار، الى أن الداتا التي حصلت عليها الأجهزة اخيراً ساعدتها ولا تزال على الامساك بخيوط دقيقة في محاولتيْ اغتيال حرب وجعجع، وإن كانت تعترف بأن «معركة الداتا» كشفت عمل الأجهزة الأمنية وعرّتها «لأن المجرمين كشفوا مسار التحقيقات وباتوا يحاذرون استخدام الأجهزة الخليوية خلال تنفيذ عملياتهم، تماماً كما حصل في عملية اغتيال الرائد (في جهاز استخبارات قوى الامن) وسام عيد... لكن كان لابد من الحصول على الداتا، فلولاها لما تمكنت الأجهزة الأمنية من إحراز تقدم، حصل، في ملفي جعجع وحرب وغيرهما».

 

توقعات بسقوط الأسد في مدة تراوح بين 3 و 6 أشهر واستبعاد لـ «انفجار» لبناني كبير مع انهيار النظام السوري

| بيروت ـ من دارين الحلوي |الراي

شوارع سورية ساحة للحروب وشوارع لبنان ساحة للصدى... هذه هي معادلة «الاوعية المتصلة» التي تحكم البلدين، لذا اذا اردت ان تعرف ماذا سيجري في بيروت، فعليك ان تعرف مصير الاحداث في دمشق. فعلى وهج الصراع اللاهب في سورية وعليها يبدو لبنان وكأنه جاهز لـ «الاشتعال» في اي لحظة، فالازمات الامنية المتنقلة و«نظيراتها» السياسية المفتوحة، وشبيهاتها المعيشية المتمادية، توحي بان البلاد تحولت «كومة هشيم» في انتظار «عود الثقاب» السوري، الذي ينذر بحريق كبير.

مشكلات ذات طبيعة سياسية - امنية في المدن الرئيسية، كطرابلس وصيدا وبيروت، ومشكلات حدودية اكثر صخباً مع الانتهاكات السورية المتزايدة للحدود الشمالية والشرقية، ومشكلات متفجرة في «الشوارع» الغاضبة بسبب التجاذبات السياسية والملفات المعيشية - الاقتصادية، ومخاوف متعاظمة من تطورات ادهى.

كل هذا الاحتقان وتصاعده المتدحرج يجري في لحظة انقسام هائل حيال ما يجري في سورية، فـ «نصف لبنان» مع نظام الرئيس بشار الاسد و«نصفه الآخر» مع الثورة الشعبية، ما يجعل بيروت امام اسئلة كـ «الكوابيس» عن المستقبل القريب في ضوء مجريات «الحرب» الدائرة في الجوار وارتداداتها شبه «الحتمية» على الامن والتوازنات والخيارات في «الوطن الهش».

مصدر لبنان واسع الاطلاع على بينة مما يجري على الارض وفي الكواليس، بدا اقل قلقاً في رسمه لـ «الراي» لوحة الاحتمالات المنتظرة، مستبعداً حصول احداث امنية كبيرة في لبنان، وفي تقديره ان «لا خوف من انفجارات كبيرة لسببين: الاول يعود لقرار دولي لا يريد، حتى الساعة، استخدام الساحة اللبنانية. والسبب الثاني محصور بالأطراف المحليين الاساسيين في لبنان الذين باتوا يدركون أن ورقة اللعب بالشارع خاسرة مهما كانت نتائجها ولذلك لا يريدون إشعال الحرب لأن لا مصلحة لأيّ منهم فيها».

وبحسب المصدر عينه فان «هذين السببين يحصّنان لبنان ويخففان من احتمالات الحرب من دون ان يعني ذلك أننا امام ربيع أمني، اذ من المتوقع حصول إشكالات معينة في مناطق محددة، ابرزها المناطق الحدودية مع سورية، اضافة الى مدينة طرابلس حيث يترجم أي توتر أو تدهور امني في سورية بإشكالات معينة تبقى ضمن حدود يمكن السيطرة عليها، فالنظام السوري ضعُف وخارت عضلاته ومخالبه ولم يعد بالقوة التي تسمح له باللعب بالساحة اللبنانية، وإن بأدوات محلية»، معتبراً ان «مَن عمل لمصلحة النظام السوري سابقاً لم يعد بالولاء ذاته لأن النظام انتهى. حتى ان افتعال الاشكالات أو تنفيذ أعمال امنية لمصلحة النظام السوري بات بمثابة العمل المجاني. ولذلك انسحب الجميع وأصبحوا في حال الترقب لما بعد السقوط المرتقب».

واشار المصدر الرفيع الى ان «المناطق الحدودية مع سورية ستكون الأكثر عرضة لهزات أمنية خلال الايام أو الاسابيع المقبلة. لكن التركيبة الاجتماعية السياسية والديموغرافية لتلك المناطق تجعل القوى الأمنية في موقع دقيق ما يوجب عليها التعامل بحذر وحنكة مع أي تطور يطرأ على الساحة وان تحسب خطواتها على طريقة ميزان الجوهرجي».

وفي انتظار نهاية الازمة السورية، على المسؤولين اللبنانيين ـ وبحسب المصدر عينه ـ تركيز اهتمامهم على مراقبة ومتابعة اي حادث منعاً لحصول تأزم للشارع الذي يعيش مرحلة اضطراب نادرة. واذ يتوقع انهيار النظام السوري خلال مدة تراوح بين 3 و6 أشهر «إذا لم تقع أي حادثة استثنائية أو فرار مفاجئ للرئيس بشار الاسد»، يقول: «الوضع اقترب من النهاية... وبالمفهوم الأمني، فإن التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي وسط دمشق وأدى الى مقتل أبرز القادة الأمنيين هو أكثر من نصف اغتيال للنظام».

الساحة اللبنانية «بألوانها السياسية» تترقب هذا الانهيار. ويُبقي الجميع على وضعية «stand by» أو التأهب ويدرسون احتمالات ما بعد الاسد ليبنى على الشيء مقتضاه. وإذ يأمل المصدر العارف بخبايا الامور في عدم حصول أي ردات فعل انتقامية على حلفاء الأسد بعد سقوطه، لا يُخفي خشيته من وقوع مثل هذه الأحداث، معتبراً ان طرابلس هي اكثر المناطق عرضة لهذه الأفعال بسبب الواقع في منطقتي باب التبانة ـ جبل محسن، والذي يحمل أحقاداً تاريخية. المصدر الذي كان يتابع تطورات «التفاوض» مع الشيخ أحمد الأسير والذي افضى الى إزالة إعتصامه القابع على «قلب» مدينة صيدا ومدخلها الشمالي، لم يتوان عن الاشارة الى ان «حالة الأسير ليست بالبراءة التي تبدو عليها». واذ يشير الى انه لا يرى في طروحات الأسير ما هو خارج عن المألوف، يتدارك «هناك الكثير من اللبنانيين وإن اتفقوا معه في مواقفه، لكنهم لا يوافقونه في الشكل ولا في السلوكيات ... اللبنانيون لم يعودوا يؤيدون سلوكيات قطع الطرق. يضاف الى ذلك ان أكثر من 90 في المئة من سنّة لبنان هم سنّة اعتدال اما يعني أنهم لن يكونوا صدى لصوت الأسير». ويضيف: «الشارع ورقة تفقد «أضواءها» مع مرور الوقت، والأسير حالة بدأت تبهت وتخسر».

 

سليمان يتلقّى رسالة سعودية دعماً للحوار و"تيار المستقبل" ينتظر والكتائب "إلى بعبدا دُر"

النهار/ بعد تجاوز حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "القطوع الكهربائي" الذي وصل الى توتر عال بين حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" اثر أزمة المياومين التي انتهت الى خواتيم سعيدة، تعمل "امل" على تشغيل محركاتها لتستعيد ما خسرته في الوقت الضائع الذي سيطر على مفاصل السرايا الحكومية طوال الاسابيع الماضية.

وحلت بركات شهر رمضان على البلاد، على قول احد المراجع، بعد ازالة اعتصام الشيخ أحمد الاسير في صيدا والذي كان يهددها والجنوب بفتنة عرفت القوى السياسية كيفية التعامل معها منذ اليوم الاول الذي أنزل فيه اسلاميون من مشارب عدة ومن بينهم اعداد لا بأس بها من الفلسطينيين مضارب خيمهم على مدخل اوتوستراد عاصمة الجنوب.

ومن هذه  "البركات" ايضاً سعي الحكومة الى تخطي معركتها المفتوحة مع المعلمين وهيئة التنسيق النقابية، والتي كانت لا تجلب الا الخسارة من رصيد قوى 8 آذار. وتزامن كل ذلك مع اتخاذ قرار بتسليم "داتا الاتصالات" و"الايمزي" الى الأجهزة الامنية، وهو المطلب الذي عملت قوى 14 آذار على تحقيقه ونجحت في الوصول اليه بعد الضغط الذي مارسته. وكان لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الدور الاول في انجاز هذا المسعى الذي يعبّد الطريق الى طاولة الحوار في قصر بعبدا في 16 آب الجاري.

وحصلت كل هذه التطورات الايجابية من فك اعتصام الاسير في صيدا الى حل ازمة المياومين في الكهرباء وتحقيق مطالب المعلمين والموظفين وصولاً الى تأمين "الداتا" في عيد الجيش الذي جمع كل الافرقاء في الكلية الحربية في الفياضية في دورة تخريج الضباط.

واعاد مشهد عيد الجيش الروح الى الأكثرية التي نعاها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شارك في هذه المناسبة "العزيزة على قلبي حتى لو كان الموت في انتظاري على الطريق". وكان وزير الداخلية اقترب من بري اثناء التقاط الصور وهمس في اذنه بأنه سيتوجه الى صيدا ذلك المساء (الاربعاء) لازالة اعتصام الأسير.

وكان اعتراض فاعليات صيداوية سياسية واقتصادية ودينية على حركة الاسير محل تقدير عند رئيس المجلس الذي ردد "هذه هي الطبيعة الطيبة لابن الجنوب".

وبعد الانتهاء من الاحتفال ظهر الاربعاء الفائت رافق بري سليمان في سيارته الى قصر بعبدا وناقشا كل الموضوعات المطروحة، وملف "الداتا" وموضوع الحوار وضرورة معاودته، ولا سيما ان ثمة رسالة ايجابية تلقاها رئيس الجمهورية على طريقة "أبشر" من المملكة العربية السعودية تشجع على التئام طاولة الحوار من جديد. ويبدو ان ما سبق الجلسة الاخيرة التي عقدت سيتكرر عند فريق 14 آذار الذي لم يتخذ قراراً نهائياً بالمشاركة حتى الآن رغم السماح للأجهزة الأمنية بالاطلاع على "داتا" الاتصالات ولا سيما ان هذه القوى لم تستقبل بارتياح الموقف الاخير لـ"حزب الله" والذي ورد على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله حيال الاستراتيجية الدفاعية. ويتمايز حزب الكتائب عن سائر أفرقاء 14 آذار في تلبية الدعوة الى الحوار في قصر بعبدا.

وتكشف اوساط في "تيار المستقبل" ان وجهتي نظر لا تزالان تحكمان في التوجه الى الحوار وليس في احداها أي كلام مشجع في الخطاب الاخير لنصرالله، لا بل تضعه في "الخانة السلبية". ومن الملاحظات ايضاً عدم اقدام الحزب على تسليم الشخص المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب والسماح للأجهزة الأمنية المعنية اجراء التحقيق معه.

ويعتبر "المستقبل" ان تسليم الداتا جزء من القضية، ويسأل عن مسألة توفير الحماية المطلوبة لقادة 14 آذار. وان موضوع المشاركة يبقى موضع نقاش داخل هذه القوى. ويرفض "المستقبل" ربط الموافقة أو  عدمها بموقف السعودية وان قرار المقاطعة الذي جرى اتخاذه قبل "الافراج" عن "الداتا" لم يأت بموافقة من الرياض أو سواها.

وازاء هذا الواقع الذي تمر به 14 آذار وتحقيق دعوة سليمان الى الحوار، يقوم "تيار المستقبل" بالاتصالات المطلوبة في هذا الشأن مع حزب الكتائب الذي لا يعارض التوجه الى طاولة الحوار على قول نائب رئيسه سجعان القزي.

ويرى الحزب ان الفكرة أصبحت ناضجة لسلوك طريق الحوار بعد تسليم "الداتا" والمواقف الاخيرة لرئيس الجمهورية زائد الاجماع الدولي والعربي لتحقيق هذا المطلب.

وان قرار الحزب المشاركة نابع من قيادته، وعلى رأسه الرئيس أمين الجميّل الى حين موعد انعقاد الجلسة لا يزال الوقت متاحاً لاجراء الاتصالات المطلوبة داخل 14 آذار إلا إذا حصل تطوّر سلبي معين. وان كلام نصرالله يدفع الكتائب الى الحوار رغم معارضته له، ولا سيما ان الاول قال في خطابه الاخير بحسب قزي "لكم استراتيجيتكم ولي استراتيجيتي".

ولذلك تتمايز حزب الكتائب في موقفه عن بقية مكونات 14 آذار، اذ كان قد دعا الى تعليق الحوار بدل المقاطعة.

ويعتقد ان الحوار هو المكان الطبيعي لطرح سلاح "حزب الله"، ويسأل: "هل المطلوب علاج هذه القضية على طريقة حلب وأدلب وجسر الشغور في سوريا".

وبعد الجوجلة التي يقوم به أفرقاء 14 آذار في هذه الايام، وقبل موعد جلسة الحوار المنتظرة، يبدو ان الكتائب لا تريد ترك الرئيس سليمان في هذه المواجهة، ولا سيما بعد تلقي رئاسة الجمهورية رسالة من الرياض التي تراقب عن كثب وقائع المواجهات في حلب وتدفق ارتال المسلحين الى اريافها.

 

دخلنا مرحلة ما بعد بشار

علي حماده /النهار

  لم يعد ثمة شك في ان نظام بشار الاسد يتداعى، وانه يوما بعد يوم يقترب من السقوط النهائي. وعلى رغم امتلاك النظام سلاحا وفيراً، ودعماً ايرانياً وروسياً على جميع المستويات، فان زخم الثورة بقي طوال الفترة السابقة اقوى بأشواط. وكما سبق ان قلنا منذ الأشهر الاولى لاندلاع الثورة فان هوامش توسع الثورة وتعاظمها كانت اكبر من هوامش ازدياد منعة النظام. واليوم فان القاسم المشترك في كل الحراك الديبلوماسي الدولي هو البحث عن ملامح مرحلة ما بعد بشار الاسد. كل العواصم الكبرى بما فيها موسكو وبيجينغ وصلت الى اقتناع بأن بشار انتهى، وان النظام مهما فعل على ارض المعركة فانه ينهار بشكل متواصل وثابت في مقابل تعاظم قوة الثورة عسكريا وشعبيا. وعندما نقول ان موسكو وبيجينغ تدركان حراجة الموقف، فاننا نبني الاستنتاج على معلومات ديبلوماسية اوروبية رفيعة المستوى ومعنية مباشرة بالازمة، وتفيد بان اتصالات تجري بين موسكو وعواصم غربية كبرى للبحث في ملامح مرحلة ما بعد بشار الاسد على قاعدة الحفاظ على وحدة سوريا، وتحديداً الحفاظ على المؤسسة العسكرية في حدود معقولة  تمنع البلاد من السقوط في مرحلة فوضى مديدة على غرار ما حصل في العراق. اذاً الجميع في ما عدا الايرانيين لغاية الآن، يبحث عن تصور لما بعد بشار الاسد وبطانته. فالرجل صار من الماضي وان كان يقتل حاضرا. ويقيننا انه اليوم ضائع لا يعرف ماذا يفعل. هل يواصل القتال حتى آخر رمق وينتهي به الامر الى مصير بائس وحزين أم يقدم على تسوية تؤمن له خروجاً من الحكم وبلاداً ومنفى مخملياً في روسيا او ايران؟ هو ضائع لانه يلمس ساعة بساعة ان امكاناته تتضاءل، وان الدائرة المتوسطة حوله من المرجح انها تتآمر عليه، وتسعى الى شراء تذكرة نجاة من السفينة الغارقة. وهو ضائع لانه يعرف انه كحاكم لسوريا انتهى، وانه كلما مر الوقت تقلصت خياراته. واخيرا هو ضائع لانه اول من يعرف ان الايرانيين مهما فعلوا ومهما ارسلوا دعما بالرجال والعتاد، ان مباشرة او بواسطة "حزب الله" المتورط اصلا، لا يمكن الاعتماد عليهم لكسب معركة بحجم التي يخوضها: انه يقاتل ثلاثة ارباع سوريا دفعة واحدة. ومن هنا فان وضعه ميؤوس منه مهما حصل. لقد بدأت مرحلة ما بعد بشار. وهي تستدعي من المعارضة السياسية المقيمة في الخارج ان تتصف بحس المسؤولية التاريخية، فتبتعد عن الانقسامات العبثية، كما تستدعي من قوى المعارضة في الداخل ان تبقي  في تفكيرها وحدة سوريا للمستقبل. فوسط كل الدم والالم لا بد من التنبه الى وحدة سوريا المستقبل، لان بشار وكل ما يرمز اليه صار من الماضي الاسود، اما المستقبل فهو ملك من صنعوا هذه الثورة السورية الكبرى: ام الثورات العربية في الالفية الثالثة.

 

بري وعون: منازلة أولى داخل الادارة عبر المياومين

ابراهيم بيرم /النهار

 مع دنو انتهاء مشكلة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، وبصرف النظر عن تفاصيل التسوية التي على اساسها تم الخروج من هذا "المأزق" الذي شغل الرأي العام وكاد أن يقصم ظهر الاكثرية السياسية وحلفها الناظم، فإن ثمة من بدأ يلح في السؤال سراً وعلانية عن اي من طرفي النزاع رجحت كفته وبدت كلمته العليا نظراً الى شغف اللبنانيين الدائم باعتبار اي تناقض سياسي معركة فيها رابح وفيها خاسر؟

لا شك في ان طرفي الوساطة في الموضوع اي "حزب الله" وزعيم تيار "المردة" اضطرا في حمأة الصراع بين طرفي ازمة المياومين الى بذل جهود استثنائية لمنع امتداد لهب الازمة أولا ومن ثم لإطفائها، الى درجة انهما كادا في احدى مراحل الوساطة ان يفقدا صبرهما، ويعلنا إستسلامهما وقنوطهما من ايجاد آلية للخروج من عنق زجاجة الازمة.

ولم يكن هذا الوضع مفاجئاً ومستغربا عند الذين علموا كيف ان طرفي النزاع قاربا الموضوع الخلافي من باب انه صراع إرادات لا مجال فيه للحلول الوسطى فإما تثبيت للمياومين على النحو الذي رسمه رئيس مجلس النواب نبيه بري سلفاً وشاء جعله امرا واقعاً ليكفي الله المؤمنين شر التداعيات، واما اخراج للموضوع وفق الآلية التي اعدها سابقاً وزير الطاقة جبران باسيل، ليظهر "تكتل التغيير والاصلاح" أنه "صاحب رؤية وموقف ودور".

وعلى هذا الاساس، فوجئ بري الى درجة الصدمة ببروز من يرسم خط اعتراض متيناً امام حضوره القوي في الادارة ويعلن استعداده لمنازلته في الميدان اياه الذي كان حتى الامس القريب سيده بلا منازع.

ومما زاد "حراجة" وضع بري في المواجهة مع "التيار البرتقالي" جملة عوامل لم تكن لمصلحته ربما للمرة الاولى منذ ان دخل لاعباً اساسياً في اللعبة السياسية الداخلية واتقن اللعب على توازناتها، وابرز هذه العوامل:

- ان غالبية الاطراف والقوى المسيحية على اختلاف انتماءاتها ومواقعها ابدت ميلاً الى رفض اعتصام المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان.

- ان "صديق" بري الدائم رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، لم يبد كعادته الى جانب بري في هذه المسألة، بل هو أفصح في الآونة الاخيرة عن دعم ومساندة للموقف العوني من هذه المسألة رغم ان بينه وبين "التيار البرتقالي" بوناً شاسعاً من التباين والمودة المفقودة.

- وفي لحظة من اللحظات بدأ "حزب الله" يخرج عن تحفظه المبدئي من الموضوع، ويعلن لمن يهمه الامر ان علاقاته التاريخية بالعماد عون والمبنية على اسس متينة وراسخة، هي فوق كل اعتبار بما فيها الاعتبارات المذهبية.

وتبدد الغموض والالتباس نهائيا عندما خرج الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطبة له قبل فترة قصيرة ليتحدث باسهاب عن القيمة الكبرى للروابط التي تجمع الحزب بـ"التيار العوني" والتي لا يمكن حتى التفكير بالتخلي عنها من دون ان يأتي على ذكر ولو عابراً للعلاقة مع الرئيس بري.

- وعلى مستوى آخر اعلى، توافرت للرئيس بري مناخات مصدرها القصر الجمهوري في بعبدا تفيد ان الرئاسة الاولى لن تسير على نحو يناقض توجه الوزير باسيل لمعالجة موضوع المياومين.

- وعلى مستوى رسمي آخر، لم يكن بري مرتاحاً الى سياسة الصمت المطبق التي مارسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيال الموضوع، في حين كان ينتظر ان يؤدي دوراً لا يطيل امد الازمة خصوصا بعدما بدأ "التيار العوني" يحرك شارع الاشرفية ضد اعتصام المياومين ويجد قبولاً.

- اما قوى 14 آذار وتحديدا "تيار المستقبل" فانه ترك بري وحده في المواجهة، رغم انه أبدى في مجلس النواب تأييده له. وهكذا وجد بري نفسه وحيداً في المواجهة مع "التيار العوني" ولم يكن بامكانه الا المضي قدما في التصعيد، لأنه يعرف ان لذلك أثمانه الكبرى خصوصا على المستوى الطائفي والوطني العام لاسيما بعدما رسم "حزب الله" خطوطاً حمراً فحواها أن لا تضحية اطلاقا بمستقبل العلاقة مع عون وتياره.

ولم يكن بمقدور بري التراجع، وهو ما تعوّد اطلاقاً الانكفاء والقبول بأي خسارة ولو معنوية.

ولكنه مع ذلك خاض حروباً صغيرة ذات طابع خفي اذ شرع المقربون منه يتحدثون في مجالس خاصة عن المشكلة ليس مع النائب عون بل مع الوزير باسيل. وذهب هؤلاء الى حد التلويح بأن ثمة ملفات جاهزة لكي تفتح في وجه باسيل اذا ما اصر على مواقفه.

وابعد من ذلك ذهب بري عندما جعل من اتصال تلقاه من رئيس حزب "القوات اللبنانية" في احدى المناسبات الدينية قضية سياسية يمكن ان تفتح الابواب على آفاق ارحب لا سيما عندما وُجد في مناخ بري من تحدث عن اعجاب رئيس المجلس بأداء حزب "القوات" في انتخابات دائرة الكورة الفرعية، وهو امر ازعج جدا الحلفاء التاريخيين لبري، وفي طليعتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذين كانوا فرحين بما حققوه هناك من تقدم في هذه المعركة على كل المستويات الى درجة أنهم استنتجوا انهم كانوا بامكانهم كسب المعركة لو بذلوا جهداً أكبر بعض الشيء.

وبالطبع ثمة من توقف أمام النصيحة المنسوبة الى بري والتي وجهت الى العماد عون وفحواها أن عليه الانتباه الى وضعه في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو لمن يفقه سر العلاقة بين الطرفين انه "تهديد" غير مباشر بالصوت الشيعي المحسوب على بري في دوائر معينة.

ولم ينسَ بري لاحقاً ان يوجه سهامه النافذة الى الأكثرية التي هو أحد أركانها والوان طيفها، ملمحاً الى انها صارت في خبر كان.

كذلك فإن بري لم يدع انحياز "حزب الله" الى وجهة نظر عون يمر من دون تعليق، إذ قال في بعض الكلام المنسوب اليه: "أنا أتفهم الاعتبارات الاستراتيجية لهذا الامر ولكن...". ومع ان ثمة من يعتبر ان قضية المياومين بتفاصيلها وتشعباتها وبحلوها ومرها قد انطوت، لاسيما بعد بروز الحل الذي ظهر امس لهذه المسألة الممتدة منذ نحو 93 يوماً، لكن ذلك على بلاغته لا يسقط اطلاقاً ان في اجواء بري من ينتابه شعور بالاستياء من تجربة المواجهة تلك لاعتبارات عدة أبرزها:

- انها ليست أولى المواجهات التي يبدو فيها عون رابحاً فقبلها تجربة الانتخابات الماضية في جزين حيث خسر بري بشكل لا ريب فيه.

- ان بري لم يعد سيد اللعبة الادارية المطلق، فالتجربة الاخيرة أثبتت ان هناك من له بالمرصاد.

- ان بري ليس بمقدوره الذهاب أكثر في المواجهة مع عون، إذ ثمة خطوط حمر في هذا الموضوع.

قد يظهر غداً من بين المقربين من بري من يعتبر ان التسوية التي على اساسها "حرر" المياومون مبنى مؤسسة الكهرباء لا تبتعد كثيراً عما أراده بري منذ البداية، لكن الأهم ان هناك من رسم لبري حدوداً وتصدى لتوجهاته اسابيع عدة، ووضع ولو فاصلة في أمر شاءه وكان عادة لا يرد.

 

"طنَّشوا" عن الأسير لأنه جهر بما في قلوبهم

سركيس نعوم /النهار

 انتهت الأزمة التي هددت صيدا ولبنان عندما قَبِلَ الشيخ احمد الاسير انهاء الاعتصام الذي أقامه على مدخلها الشمالي احتجاجاً على احتفاظ "حزب الله" بسلاحه. طبعاً تَنَفّس اللبنانيون الصعداء وخصوصاً الذين منهم خافوا ان تشعل خطوة الاسير وتصريحاته وتهديداته بقطع الطريق على "الحزب" و"شعبه" حرباً سنّية – شيعية صار جمرُها فوق التراب. كما خافوا ان تشعل حرباً سنّية – سنّية طرفاها وكلاء سنّة لـ"حزب الله" وايران وزعامات سنّية عريقة ذات ارتباط وثيق بالسعودية وقطر. والذي برر خوفهم الثاني كان التحرّك المدروس لمحازبي النائب السابق اسامة سعد في صيدا، و"الانتشار" المدروس لجماعة "الاحباش" في عدد من الاحياء البيروتية. طبعاً ليس الهدف من المقدمة الخوض في تفاصيل الجهود التي انهت الاعتصام. فوسائل الاعلام على تنوعها قامت بذلك، بل الهدف هو القاء الضوء على شخصية أحمد الأسير وبعض تاريخه وعلاقاته واهدافه. ذلك ان ما نشر عن ذلك كان إما مغرضاً او مجتزأ. علماً ان ما سننشره في هذه العجالة نقلاً عن مصادر اسلامية جدية ومطلعة قد لا يكون شاملاً وكافياً.

ماذا قالت هذه المصادر؟

قالت ان الشيخ أحمد الاسير رجل ذكي وطموح جداً لكنه ليس رجل دين. وقالت ايضاً انه انضم في مرحلة ما الى تنظيم مقاوم لاسرائيل كانت اسسته "الجماعة الاسلامية" في لبنان، وتدرّب فيه على استعمال السلاح، كما تلقى بعض الدروس الدينية. وقالت ثالثاً انه طلب يوماً من شباب التنظيم الذهاب معه بسلاحهم لحل خلاف نشب بين شقيقته وزوجها. لكنهم رفضوا لأن سلاحهم ليس لفض النزاعات العائلية. فترك "الجماعة" وانضم الى "جمعية التبليغ" الصوفية التي يسافر اعضاء فيها دورياً الى بنغلادش والهند من اجل الدعوة، في تلك الاثناء قابل الاسير الأمين العام لـ" الجماعة" اليوم الشيخ ابرهيم المصري مدة 45 دقيقة، لكنه اكتفى بالاستماع اليه ولم يتكلم كثيراً. وقالت رابعاً ان الاسير اقام علاقات مع جماعات سياسية وعائلات كبيرة ومقتدرة صيداوية، فساعدته كلها على تسلم جامع ابن رباح الذي كانت عليه مشكلات عدة. وقالت خامساً ان التمويل المُدقَّق فيه في لبنان أتاه من عائلات ثرية صيداوية وطرابلسية ولبنانية عموماً ومن رجال اعمال، ويُذكَر في هذا المجال ان شقيقتين غير صيداويتين باعتا عقاراً بمبلغ 120 الف دولار اميركي، ثم ذهبتا الى الاسير في خيمة الاعتصام (أو ذهبت احداهما) وقدمت له مئة الف تبرّعا. وقالت سادساً، ان سبب التعاطف الصيداوي ثم اللبناني (السنّي طبعاً) مع الاسير كان اساساً انزعاجهم بل استياؤهم من "حزب الله" في ظل الاحتقان المذهبي على الساحة الاسلامية، ومن استقوائه عليهم بسلاحه ومن هيمنته على البلاد كلها، ومن ظلمه لهم واقتناعهم بأنه الوحيد الذي رفع الصوت عالياً ضد هذه الممارسات وإن بكثير من الفجاجة. وربما كان احتجاجه الصارِخ المعبّر عن الموقف السنّي الصامت الدافع الى تطنيش فاعليات صيداوية سنّية، باستثناء تنظيم اسامة سعد، واخرى لبنانية سنّية عن اعتصامه والى تأخرها في الضغط عليه، او ربما في الطلب اليه إنهاء الاعتصام.

هل صحيح ان لا دعم خارجياً وتحديداً عربياً وإسلامياً للشيخ احمد الاسير، وإن كل ما تلقاه من تبرعات ومساعدات مالية ومن تأييد سياسي ومعنوي كان من جهات لبنانية فقط؟

المصادر الاسلامية الجدية والمطلعة نفسها تجيب بأن معلوماتها الوثيقة والمُدقَّق فيها تؤكد التمويل الداخلي له. أما التمويل الخارجي وتحديداً الاقليمي فان لا معلومات دقيقة عنه لديها. لكن ما تمتلكه من معلومات عن تحركات الاسير توحي بوجود نوع من العلاقة العربية – الاسلامية للاسير. إذ انه قام في بداية "الأزمة" التي تسبب بها او قبل ذلك بقليل بزيارة المملكة العربية السعودية لاداء فريضة العمرة. ويعرف المسلمون كلهم ان تأشيرة العمرة لا تسمح لحاملها بالتجوّل خارج مدن ثلاث هي جدة ومكة والمدينة المنورة. لكن الاسير وبعد ادائه العمرة شوهد في الرياض عاصمة السعودية التي توجّه اليها من احدى المدن المذكورة اعلاه بطائرة خاصة. وامضى هناك وقتاً لا معلومات عن مدته، ثم عاد الى بيروت من الرياض مباشرة وعلى طائرة سعودية تجارية. هذا الامر تابعت المصادر نفسها يرجح وجود نوع من العلاقة بينه وبين البعض في المملكة. هل هم من المسؤولين ام من العائلات الغنية التي يستفاد منها لتقديم العون المادي لجهات تتعاطف مع المملكة وتنفذ سياستها؟ لا أحد يعرف حتى الآن على الاقل. لكن قد يكون هناك من "يوشوش" الاسير.

 

مصير المختطفين اللبنانيين بات مرتبطاً بمصير السوريين المرحلين إلى بلدهم و"الجيش الحر" يصدر تعليماته بإعدام جميع شبيحة "حزب الله"

حميد غريافي/السياسة

ندد قادة كبار في "الجيش السوري الحر" في تركيا و"المجلس الوطني السوري" في باريس, أمس, ب¯"الخفة واللامسؤولية وعقم التفكير واتخاذ القرارات الهوجاء لدى حزب الله وقياداته", والتي تمثلت بتسليم 14 لاجئاً سورياً بواسطة مدير الأمن العام عباس ابراهيم الى مقصلة نظام الأسد, متناسياً ان له أحد عشر مخطوفاً في بلدة أعزاز بريف حلب, بينهم قادة كوادر أمنية مسؤولون, وان مصير هؤلاء المخطوفين سيتحدد فورا بمصير المبعدين الاربعة عشر, فإذا قتلهم النظام البعثي فلا بد ان يرد الثوار على ذلك بقتل الرهائن الاحد عشر.

وقال المسؤول في "الجيش الحر" ل¯"السياسة" ان "تسليم السوريين النازحين الى لبنان الاربعة عشر قد يكون قطع اتصالاتنا بخاطفي الشيعة الاحد عشر من عناصر "حزب الله", ومنح هؤلاء الخاطفين ذريعة لتصفيتهم جميعاً, إذ ليس هناك أمل بنجاة المبعدين الأربعة عشر بعدما تواترت أنباء عن إمكانية إعدامهم في منطقة درعا, اول من امس, كما ان معلوماتنا تؤكد بحث هؤلاء الخاطفين عن اي ذريعة تبرر إعدام الاحد عشر شيعياً, سيما وأنهم يتفاوضون مع جهات اقليمية لاعدامهم مقابل مليون دولار بدل اطلاقهم بفدية مماثلة, كما كانت السياسة ذكرت اول من امس".

من جهته, كشف قيادي في "المجلس الوطني" السوري في باريس, ان "الفصيل الذي يختطف اللبنانيين منذ نحو شهرين ونصف الشهر والمتعاون مع عدد من الفصائل القتالية العسكرية المستقلة عن الجيش الحر بقيادة عدد من ضباط الجيش السوري المنشقين و"الفاتحين على حسابهم", أصدر تعليماته الى تكتله القتالي في شمال سورية وخصوصاً في حلب وادلب وحمص وحماة بتصفية كل من يتم اعتقاله من شبيحة "حزب الله" أو "حركة أمل" أو "الحرس الثوري الايراني" من الآن فصاعداً, من دون أخذ اسرى, كما ان هذا التكتل دعا مقاتليه واستخباراته المتعاونة مع الثوار الوطنيين المسلحين الى جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات حول اماكن تجمع عصابات حزب الله وحركة امل الشيعية في قواعد الشبيحة العلويين والشيعة السوريين الذين يقومون بالمجازر والارتكابات".

وأكد قيادي "الجيش الحر" ان "استخباراته المنتشرة داخل الحدود اللبنانية وخصوصاً في جبل محسن العلوي في طرابلس وداخل المدينة نفسها وفي مناطق متفرقة من البقاعين الغربي والاوسط, ترصد قواعد "حزب الله" السرية ومخازن اسلحته وصواريخه, كما ترصد تنقلات قيادييه حتى داخل الضاحية الجنوبية من بيروت بواسطة لاجئين سوريين هناك وفي المخيمات الفلسطينية المحيطة بها".

وكشف الضابط السوري الكبير المنشق أن "عمليات التنسيق اللوجستية والسياسية والامنية بين الجيش الحر والمعارضة السورية في الداخل والخارج وقيادات المخيمات الفلسطينية في لبنان, بلغت ذروتها منذ استهداف دبابات وطائرات وصواريخ نظام الاسد مخيمات دمشق وحلب وحمص وحماة, وان جزءاً كبيراً من الاسلحة التي بدأت تتدفق على الثورة الداخلية وخصوصاً الجيش الحر وهي نوعية وتتضمن صواريخ ارض - جو محمولة مضادة للطائرات, وقذائف مضادة للدبابات والدروع والتحصينات, إنما تأتي بواسطة جماعات "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية, وحتى بواسطة رؤساء كوادر من حركة "حماس" التي انضمت علناً اول من امس في مهاجمة نظام الاسد لضربه المخيمات الفلسطينية في سورية, بعدما كان قادتها انتقلوا من دمشق الى دول عربية اخرى خلال الاشهر الستة الماضية".

وأكد قيادي "المجلس الوطني" في باريس ان الحملة الانسانية اللبنانية التي قادها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على مدير الامن العام اللبناني الشيعي الملتزم مع "حزب الله" لتسليمه اللاجئين السوريين الاربعة عشر وطالب فيها بإقالته وتقديمه الى المحاكمة, ثم تبعته في ذلك القيادات اللبنانية الشريفة ومسؤولون اوروبيون واميركيون ومن داخل الامم المتحدة, "لا تكفي (الحملة) للاقتصاص من هذا الضابط العميل لحسن نصر الله ونبيه بري والولي الفقيه, لانها ليست المرة الاولى التي يسلم فيها لاجئين سوريين من الثورة الى الاعدام في دمشق, لذلك فإن الثوار السوريين انفسهم يحتفظون بحق الوصول الى هذا الضابط الذي وصفه جنبلاط بأنه موظف لدى الاستخبارات السورية البعثية والاقتصاص منه داخل لبنان".

 

عبد الحميد بيضون: "حزب الله" أكثر من تواطأ على الجيش

المستقبل/أكد النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، ان "النأي بالنفس كان مجرد شعار، وان كل الفريق الآخر مؤيد للنظام السوري ويقاتل معه"، مشددا على أن "اكثر الذين تواطأوا على الجيش وبهدلوه هم حزب الله". وقال في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أمس: "إن (رئيس "جبهة النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط لا يزال يريد الحفاظ على الحكومة، لأن لا أحد يحميه، واذا اراد ان "يفرطها" سيغتالونه. حاولوا اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب، وقد يغتالونه هو ايضا"، معتبرا أن "استراتيجية جنبلاط هي انتظار الجثة الكبيرة واستراتيجيتهم الاستمرار في دعم النظام السوري بكل الوسائل المتاحة لكي يستمر". وأوضح ان "النأي بالنفس كان مجرد شعار، وان كل الفريق الآخر مؤيد للنظام السوري ويقاتل معه"، مشيرا إلى أن "لبنان خرق الاجماع العربي ووقف مع النظام السوري، وهذا الامر حصل للمرة الاولى في تاريخه. وإعلان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، منذ فترة، ان هناك خمس جثث للبنانيين في سوريا يعني أن هناك أناساً يقاتلون مع النظام في سوريا". وانتقد "حزب الله" الذي "يربط مصير لبنان بمصير سوريا، وهذا امر خطير لأن الوضع في لبنان ينهار"، لافتا إلى أن "البطريرك بشارة بطرس الراعي، وهو موثوق جدا عند حزب الله يقول ان لبنان على شفير الانهيار وعلى طريق الافلاس". وأكد أن "المسؤولية الأولى والكبرى تقع على حزب الله، و"السؤال اليوم هو: الى اين يأخذ الحزب لبنان وشيعة لبنان؟".

وإذ وصف الحكومة بأنها "عبارة عن أربعة او خمسة دكاكين"، أسف لأن "الإدارة، بما فيها أجهزة الامن، اصبحت ايضا عبارة عن دكاكين"، مشددا على أن "هذه ليست صورة دولة". ولفت الى أن "السياسة الايرانية هي التي تغذي الخلاف السني - الشيعي، لان ايران لا تتعاطى مع لبنان كدولة انما تتعاطى معه لأنها تريد دعم فئة على حساب الدولة"، نافيا "عرض ايران المساعدة العسكرية على الدولة اللبنانية ورفض الاخيرة له". وقال: "إن رئيس الجمهورية سعى بكل نية طيبة، إلى إرضاء ايران، ووصل الى حد طلب المساعدة، وعلى الرغم من ذلك فإن ايران رفضت اعطاءه. واتحدى اليوم إن كان هناك عرض ايراني جدي لتقديم اي شيء"، مؤكدا أن "الايرانيين ليسوا جاهزين لاعطاء لبنان، بل هم يريدونه ساحة، وحزب الله يساعد ايران في هذا الأمر، لأنه الذراع الاساسية لفكرة الساحة وليس لفكرة الدولة".

وأشار إلى أن "خطاب سليمان في عيد الجيش قبل الظهر مناقض لخطاب (أمين عام "حزب الله") السيد حسن نصر الله بعد الظهر"، موضحا أن ذلك هو "خطاب الدولة عند الرئيس سليمان وخطاب الساحة عند السيد نصر الله". أضاف: "الأمين العام لحزب الله قال انه يريد استراتيجية تحرير وإن مزارع شبعا تحت الاحتلال، يا سيد حسن انت في هذا الوضع منذ إثني عشر عاماً فكم عاماً تريد بعد؟".

وذكر بأن "القرار 1701 يقول بوضوح ان السلاح الوحيد الذي يبقى في لبنان هو سلاح الدولة، اي يجب على السيد نصر الله وغيره القبول بأن يجلس إلى طاولة الحوار وأن يتفاهم مع الدولة اللبنانية كي يصبح هذا السلاح بيد الجيش وتحت امرة السلطة السياسية". وختم: "انتم تحملون السلاح، وهذا السلاح يعمم الفوضى في البلد ويجعله يتجه الى الانهيار والافلاس وفقاً للبطريرك الراعي. المقاومة انتهت عام 2000 ومع القرار 1701 ودخل الجيش اللبناني إلى الجنوب بديلاً للمقاومة، فاتركوا الجيش يتحمل مسؤولياته وفاوضوا الدولة اللبنانية على حل منطقي لسلاحكم"، مشيراً إلى أن "اكثر الذين تواطأوا على الجيش وبهدلوه هم "حزب الله".

 

ميشال عون: ستندلع حرب عالمية مع سقوط النظام السوري

المستقبل/رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "روسيا والصين لن تدعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد يسقط وفي حال اقترب من السقوط ستندلع حرب عالمية جديدة"، معتبراً أن "أميركا مصالحها تجارية في المنطقة أكثر من روسيا والصين وتسعى الى الحصول على النفط، ولديها خوف آخر في استحداث نظام مالي جديد لا سيما أنه مع اتساع البلدين يمكن أن يُنشئا نظاماً مالياً مستقلاً بحد ذاته". وأشار في حديث إلى قناة "الميادين" أمس، إلى أن "أميركا نقضت الاتفاق العسكري الذي كان قائماً بينها وبين روسيا ما جعل سوريا مسرحاً إقليمياً لكل هذا السيناريو"، لافتاً الى أن "سوريا أقرب إلى حقوق الإنسان من غيرها من الدول". وقال: "لا شك في أن الشعب السوري لديه مطالب ولكن على الفريقين أن يتحاورا في ما بينهما لتحقيقها، فالديموقراطية تنطلق بتدرج وليس دفعة واحدة. ورفض قيام أي تجربة حوارية في سوريا يجعلنا نعتقد أن الأمور تذهب الى أكثر من سقوط نظام بشار الأسد". وأكد أن "المصالح الأميركية تريد الأمن لإسرائيل وهذا يستوجب ضرب سوريا. وإسرائيل تنعم بالأمان في ظل التخبط العربي ـ العربي، أما مصالح الدول الخليجية وإسرائيل في الأزمة السورية فهي الابتعاد عن إيران". وإذ اعتبر أن "الخطر من سقوط النظام السوري هو وقوع حرب"، سأل "ما هو البديل عن النظام الحالي في سوريا؟"، مبدياً خشيته من "التطرف الديني في الدول العربية وكذلك في لبنان في ظل الأحداث القائمة". وأعرب عن اعتقاده أن "هناك قاعدة في لبنان بأسماء مختلفة". وقال: "أنا ملتزم بالمقاومة وأعفيها من أعبائي ولكن خطتي الإصلاحية لن أتنازل عنها".

 

كسروان بين 8 و14 آذار: مشروع لائحة شبابية ملتزمة؟

فادي عيد/جريدة الجمهورية

يبدو أنّ معركة كسروان الانتخابية تطلّ من أبواب سياسية وانتخابية عدّة، وكأنّها "أُمّ المعارك" في الاستحقاق النيابي المقبل، وذلك لِما فيها من تداخل بين الحضور السياسي لمجموعة قوى سياسية، ولبعض الشخصيات المستقلّة، وكونها في الوقت نفسه المقرّ الشتويّ للصرح البطريركي الماروني. إضافةً إلى أنّ كسروان هي القضاء الانتخابي الأكبر مارونيّاً (خمسة نوّاب موارنة) على رغم وجود أصوات من طوائف أخرى (شيعة) ساهمت في نجاح لائحة رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بفارق بسيط في انتخابات 2009 النيابية. فإنّ كسروان تتّسع لنزاع أقطاب موارنة أساسيّين، على رأسهم عون الذي يملك كلّ كتلة كسروان النيابية، والتي مُنيت بـ"فشل تدريجي" مستمرّ منذ العام 2009 إلى اليوم، بحيث تشير أوساط متابعة لمجريات الانتخابات الكسروانية، إلى أنّ "التيار العوني تراجعت صدقيته بمقدار كبير بعد دورتين نيابيتين متتاليتين من دون أيّ تقدّم يُذكر، لا على صعيد الخدمات ولا على صعيد التقديمات المحلّية للكسروانيّين أوعلى كلّ الأصعدة، خصوصاً بعدما نجح التيّار في الاستحصال على عشرة وزراء من دون أيّ نجاح ملموس في تنفيذ الوعود، وتحديداً الكسروانية منها، أي التي أعطت عون خمسة نوّاب من دون أن يأتيها أيّ مقابل.

أمّا القطب الثاني في المواجهة، فهو رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الذي يحصل على مبايعة 14 آذارية لإدارة المعركة الكسروانية، سواء من خلال التقدّم المُطّرد الذي حقّقته "القوات" في الأوساط الكسروانية الناخبة، ولا سيّما بين الشباب الكسرواني، أو في الموقف السياسي المتشدّد على المستويين السيادي والوطني، وبسبب هذا الموقف بالذات اجتذبت "القوات" و14 آذار شباب كسروان إليها، حسب ما أكّدت إحصاءات. وقد لاحظت الأوساط نفسها، أنّ لدى الشباب الكسرواني رغبة جامحة في التغيير وإبراز وجوه تغييرية حقيقية خارجة عن التقليد السائد، كما لديها موقف واضح وملتزم، ومن هنا قرأت هذه الأوساط مجموعة نقاط يجدر التوقف عندها:

- الخريطة الانتخابية في كسروان تؤكّد نموّاً كبيراً لكتلة 14 آذار الناخبة، وعلى رأسها "القوات اللبنانية" ومن ثمّ حزب الكتائب الذي حافظ على حجمه من دون أيّ تراجع، في حين تراجعت كتلة التيّار العوني بنحو ملموس، وهذا يعني دخول معايير جديدة في صلب إعادة توزيع المقاعد النيابية في القضاء الماروني، إذ تستبعد الأوساط عينها أن تقبل قيادات هذه الكتلة الناخبة إهداء أصواتها مجّاناً لأيّ كان. وعليه، فإنّ المرشّحين على اللائحة المواجهة لـ 8 آذار، سيكون عليهم التزام برنامج سياسي إنتخابي واضح المعالم ليعلنوا ترشيحهم إلى الندوة النيابية على أساسه.

- إنّ البحث يسير في خطى ثابتة للاستغناء عن "عبء" التقليديّين، خصوصاً من يحاولون العمل على إبقاء "رِجل في الفلاحة ورِجل في البور".

- إنّ لائحة 4+1 المتداولة، أي أربعة من المستقلين مقابل حزبي واحد، يقابلها معادلة 3+2 أي ثلاثة آذاريّون ملتزمون إضافة إلى إثنين من المستقلّين، ولكن الملتزمين أيضاً.

- إنّ التطوّرات الإقليمية المتسارعة، ستفرض وتيرتها على المعركة الانتخابية في لبنان بما فيها كسروان، وتعجّل حركة التفاوض بين الأقطاب السياسيّين والمستقلّين، لأنّ التأخير لن يخدم الفريق المتأخّر، وسيقدّم خدمة مجّانية للائحة خصمه. وختمت الأوساط الكسروانية نفسها، بالتأكيد أنّ المعايير المستجدّة في المشهد الانتخابي الجديد، هي التي ستلعب الدور الأبرز في تركيب اللائحة، ولا شيء آخر.

 

كاشفا عن انفراجات ستشهدها العلاقات المسيحية في الايام المقبلة، قزي: بدل ان يدعو جنبلاط الى اقالة اللواء ابراهيم فليسحب وزراءه من الحكومة

رأى نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي ان حزب الله هو الذي يسيطر على الحكومة ولكن من يحكم البلد هو شخص غير معروف، معتبراً ان هذه الحكومة اذا لم تسقط حتى الساعة فلأنها وصلت بمهمة واضحة، وهي ان تكون القوة الخلفية للنظام السوري في لبنان، بعدما انسحب النظام السوري من لبنان وبدأت الثورة في سوريا، وقال: المشاكل التي تثار في ظل هذه الحكومة هي مشاكل مفتعلة أكثر من الحلول والتسويات، لانه من غير المعقول أن ينتشر عدد كبير من الأزمات في 24 ساعة، وتحل كل الأمور في أقل من 24 ساعة."

وقال: "هذه الحكومة تعتمد سياسة الهاء اللبنانيين بقضايا معينة ليست على مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان والمنطقةـ لبقائها واظهار انها تقوم بعملها،" معتبراً ان ما يحكى عن مشاكل بين التيار

الوطني الحر والرئيس نبيه بري هو مشاكل مفتعلة لان العلاقة بين الطرفين هي علاقة فرعية.

قزي وفي حديث لصوت لبنان 100.5-100.3 اعتبر ان كل ما يجري اليوم هو نوع من منع لبنان لان يكون حاضراً في هذه المرحلة الحالية، خصوصاً وان الحكومة الحالية اذا لم تسقط فهذا يعود الى أنها ليست حكومة بمفهوم بيان وزاري ووزراء ومشروع حكم للبنان، بل بمفهوم نظام حزب الله وايران في لبنان، لافتاً الى ان الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها قوى 14 آذار هي في عدم احترامها للصوت الشعبي الذي تجسد في الانتخابات النيابية الماضية، خصوصاً وان هناك لعبة ديمقراطية يجب ان تحترم في لبنان من دون رفض الآخر وعدم الاقتناع بمشاركة الآخر، اذ ان اسس الديمقراطية في العالم تقضي بان يحكم من يربح الانتخابات، مشيراً الى انه على 14 آذار المحافظة على الديناميكية التي اعطتها اياها ثورة الارز لنقل لبنان من واقع الاحتلال الى السيادة والاستقلال.

ودعا الى البحث في كيفية اعادة هندسة وهيكلة النظام اللبناني لكي يصبح نظاماً قابلاً للحياة دون تسويات على حساب الوطن والأمة والدولة والديمقراطية، مشيراً الى ان قوى 14 آذار اعتبرت أنها مع تقديم التسويات تحاول انقاذ هذه الأقانيم ولكن ظهر مع الوقت أن هذه التسويات لم تنقذ الأقانيم بل نقلت لبنان الى أزمات وانفجارات وحروب، وهذا ما يدل على ان بنية النظام اللبناني تحتاج الى عادة هيكلة.

وحول ترحيل السوريين من لبنان، قال: "نحن لا نعرف اذا كان هذا الاجراء مفتعلا أو قضائيا، ولكنني لست مع التضحية بالموظفين وتبرئة المسؤولين الحقيقيين، لأن رجل الدولة المسؤول هو من يعترف بمسؤوليته، وعلى الرغم من عدم معرفتنا بخلفيات هذه القضية يجب أن نعرف من يقف خلفها ومن اعطى الأوامر وهل ان هذا الموضوع يحصل للمرة الأولى أم سبق وحصل في وقت سابق".

ورأى أنه كان من الأجدى على رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عوض الدعوة الى اقالة المدير العام للأمن العام أن يسحب وزراءه من الحكومة، ليرتاح لبنان من كل ما تقوم به هذه الحكومة، خصوصاً وانه هو المسؤول عن التغيير الذي وقع على الساحة الداخلية اللبنانية، مشيراً الى ان جنبلاط ليس في موقع وسطي "لانه موجود في هذه الحكومة التي هي طرف اساسي في الصراع ليس فقط في لبنان بل في الصراع الموجود في المنطقة"، وهذا الموضوع ينسحب على موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وأكد ان هذه الحكومة مرهونة بالأمر الايراني السوري للبقاء على الساحة الداخلية اللبنانية، مشيراً الى انه عندما اشتدت الأزمات جاء الأمر بضرورة الحل بأسرع وقت ممكن، ومعتبراً ان الفراغ قائم في البلاد خصوصاً وان هذه الحكومة لا تقوم بأي عمل على الساحة الداخلية لناحية تطبيق القوانين الدستورية، وحماية الحدود.

ورداً على سؤال حول امكانية عودة قوى 14 آذار عن مقاطعة جلسات الحوار الوطني، أشار قزي الى ان حزب الكتائب وقوى 14 آذار متجهون الى المشاركة في الحوار المقبل الا اذا ما حصلت توقعات سلبية، متمنياً أن يعيد حزب القوات اللبنانية النظر في قراره بمقاطعة طاولة الحوار، ومشيراً الى انه لا يمكن أن ندعم رئيس الجمهورية وان لا نلبي دعوته الى الحوار خصوصاً وانها المرة الأولى الذي يأتي الطلب من رئيس الجمهورية بطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية.

ورأى ان أهمية الحوار الوطني تكمن في الظهور أمام المجتمع الدولي أننا في بلد واحد يستطيع أن يجلس افرقاؤه على طاولة واحدة، وهو بلد حي تستطيعون أن تراهنوا على شرعيته وديمقراطيته، مشيراً الى ان طرح رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية يلتقي مع طروحات حزب الكتائب خصوصاً لناحية ان جميع اللبنانيين شركاء في المقاومة، ولكن لا يمكن أن يكون هناك حل على مستوى جيشين.

وقال: " نعم نريد نزع سلاح حزب الله ولكن لا نستطيع، ولكن هذا السلاح ليس ضمن استراتيجية دفاع لبنانية لأنه جزء من الصراع العربي الفارسي والصراع السني الشيعي، وهذا الحزب، ومن خلال تمسكه بسلاحه، لا يلتقي مع مشروع بناء الدولة المستقلة والحيادية خصوصاً بعد التصاريح الايرانية التي تدعم هذا الحزب".

وعن الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حين نصرالله حول وجود نوعين من الاستراتيجية، استغرب قزي هذا الكلام، معتبراً ان هذا الكلام هو رسالة من حزب الله الى الدولة اللبنانية لناحية أن لك استراتيجيتك الدفاعية ولنا استراتيجتنا الدفاعية، وهو يحاول أن يحور الاستراتيجية الدفاعية عبر خلق شيء يعرف بالاستراتيجية التحريرية، وهذا أمر مرفوض لأنه يظهر انه يريد أن يقوم بدولة خاصة.

وسأل: "كيف يمكن السكوت عن كلام السيد حسن نصرالله حول الجيش اللبناني والرد على النائب معين المرعبي خصوصاً وان كلام نصرالله هو أخطر بكثير من كلام المرعبي؟"، خصوصاً وان كلامه يشير الى انه يدعم وقوف الجيش اللبناني الى جانب المقاومة وليس العكس وهنا كان الأجدى بقيادة الجيش ان تصدر بياناً ترد فيه على هذا الكلام.

واعتبر أن على الدولة ان تبحث شخصياً مع حزب الله موضوع الاستراتيجية الدفاعية لتعرض بعدها على طاولة الحوار، معتبراً ان ليس وارداً لدى حزب الله ان يسلم سلاحه اليوم ولكن هيئة الحوار هي  نوع من " الرهان على وجود الله" بحسب الفيلسوف باسكال، مشيراً الى انه في حال لم تتمكن القوى الموجودة على طاولة الحوار من التوصل الى حل على طاولة الحوار فعلى الدولة اللبنانية ان تتخذ القرار وتعمد الى تنفيذ القرارات الدولية، خصوصاً وان هذا السلاح هو كالملف النووي الايراني يجب أن يحل بطريقة ديبلوماسية، أو سيتم التعامل معه بطريقة عسكرية وهذا ما لا نتمناه.

وقال قزي: "على قيادات حزب الله أن تعرف ان الأمور بدأت تتغير وهناك لبنان آخر سيطل وشرق اوسط جديدا وعلى الحزب ان يقيّم الوضع ويتأكد أن هذا السلاح لن يستطيع تغيير الصورة الموجودة اليوم، خصوصاً وان هناك امكانية للوصول الى حلول سلمية مطروحة في حال سيطرت الحكمة على المسؤولين في ايران وحزب الله ما يوفر الكثير على المنطقة ولبنان."

وفي ما يتعلق بقانون الانتخابات، اكد ان الوقت تأخر لوضع قانون انتخابي جديد على الرغم من أن القوى السياسية يجب ان تواصل الضغط للوصول اليه، ولاسيما لدى المسيحيين لأن القانون الحالي هو قانون مجحف بحقهم، كما يجب أن نربط مشاركتنا في الانتخابات النيابية بوضع قانون انتخابي جديد، مشيراً الى ان قوى 14 آذار تعمل على التحاور بين مكوناتها للوصول الى اتفاق على قانون محدد.

وقال: "المسيحيون في لجنة بكركي اتفقوا على المبدأ ولكن لم يتفقوا حتى الساعة على التقسيمات."

وتابع:" آن الأوان لتطوير اتفاق الطائف والوصول الى ميثاق ودستور يؤمن الحضور الفعلي والمساواة الفعلية بين كل مكونات الوطن، ولا يجب أن يكون الطائف عائقاً أمام الوصول الى اي قانون يؤمن التمثيل الصحيح لكل طائفة، مؤكداً ان حزب الكتائب يؤيد أن يكون للمرأة اللبنانية دور الشريك الاساسي في الحكومة والمجلس النيابي والتعيينات القضائية."

وحول العمل داخل قوى 14 آذار تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة، اكد ان التنسيق كامل بين هذه القوى حول القضايا الوطنية والقضايا الانتخابية، و"هناك حتمية الاتفاق والتحالف لأن الانتخابات النيابية هي جزء من مشروع السيادة والاستقلال ونحن ملزمون بالاتفاق مع بعضنا البعض".

وحول دور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أكد ان البطريرك قام بدور بارز للتقريب بين القيادات المسيحية، وعلى البطريركية والدولة اللبنانية أن تخصصا كل الجهود للتحضير لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، لأنه لا شعور لدى المجتمع اللبناني أن البابا سيزور بلادنا وليس هناك حماسة لهذا الموضوع، على الرغم من ان هذه الزيارة هي علامة لافتة ليس فقط للموارنة والمسيحيين في لبنان بل لكل المسلمين، مشدداً على العلاقات المسيحية- المسيحية ستشهد انفراجات في الايام المقبلة.

وعن الوضع في سوريا بعد تقديم الموفد الدولي والعربي كوفي أنان اعتذاراً عن مهمته، سأل قزي: "ما هو مصير سوريا بعد بشار الأسد خصوصاً وان مهمة كوفي أنان كانت في غير مكانها لأنه لم يكن لديها معطيات النجاح لأن ما يحصل في سوريا تخطى منذ اللحظة الاولى مشروع الاصلاح والحل السياسي كما وأنه لا يوجد ارادة لايجاد الحل لسوريا، بل ان القرار الموجود هو في اطالة الحرب في سوريا ومن هنا جاء اعتذار أنان"، معتبراً أن هذا الاعتذار هو ادانة للدول الكبرى والاساسية في مجلس الأمن وليس فقط ادانة للداخل السوري، ومتوقعاً ان تبقى الأوضاع كما هي لأن المراقبين لم يستطيعوا وقف العنف."

وقال: "الوضع خطير وطويل جداً، وبعدما كان معيار نهاية الحرب هو سقوط النظام في سوريا أصبح المعيار  في بقاء العنف، خصوصاً وان الفوضى تسيطر على الوضع في دمشق."

وتابع: "تعيش سوريا في حالة صعبة تجمع الحالة اللبنانية والعراقية والجزائرية واليمنية، وعلى اللبنانيين التحصن أكثر فأكثر والعمل على تطبيق اعلان بعبدا الذي يدعو الى تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية".Source: kataeb.org

 

فارس سعيد: الافراج عن الداتا غير كاف لاعادتنا الى الحوار في بعبدا ،ونقدر جهود سليمان

خاصAlkalimaonline/عبر منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار الدكتور فارس سعيد عن تقديره للجهود التي بذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ملف تسليم الداتا للاجهزة الامنية، كي تتمكن من كشف ملابسات محاولتي اغتيال كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب بطرس حرب، مشيرا في حديث لموقع "الكلمة اون لاين" الى ان حل هذا الموضوع لا يعيد قوى 14 اذار للمشاركة في جلسة الحوار المقبلة. فالبيان الذي اعلنته قوى 14 اذار بعد اجتماعها في بيت الوسط تضمن الى جانب الافراج عن الداتا، تحديد مصير سلاح حزب الله وحماية لبنان من خلال المحافظة على المرجعيات الثلاث وهي: الدستور اللبناني واتقاق الطائف والالتزام بالقرارات الدولية. وقال: "ان مطالبة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتحديد استراتيجية تحرير يشكل عرقلة لدور رئاسة الجمهورية ومحاولة للاطاحة بالنظام، لاسيما حين قال نصرالله بان هذا النظام لا يستطيع حماية لبنان، بما معناه بانه يستطيع حماية لبنان من خارج النظام او انه يريد تعديل النظام وفق اعتبارات ملائمة له او اتركوا السلاح لنا ونحن قادرون على حماية لبنان من خارج النظام الذي يامل حزب الله بالانقلاب عليه". وتمنى سعيد على رئيس الجمهورية تحديد مرجعيات الحوار، من خلال تمسك كل الفرقاء بنصوص الدستور اللبناني وتطبيق الكامل لاتفاق الطائف واحترام القرارات الدولية وهيئاتها العليا، لان حزب الله هو الذي يعرقل مساعي الرئيس سليمان بعدم ابدائه اي مرونة والابقاء على سياسة تعطيل الدولة..

.

مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: لا خصخصة في الدفاع والردع والتحرير

المستقبل/أعلن مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح ان "ليس هناك من خصخصة بموضوع الدفاع ولا بالتحرير ولا بالردع"، مشدداً على انه "لا يمكن الا ان تكون نقطة الانطلاق هي الدستور اللبناني والوطن الواحد ذو السلطة الواحدة". وعلق في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" أمس، عما يتردد عن نية ايران تسليح الجيش اللبناني، مؤكداً ان "هذه الخطوة لها تداعياتها السلبية على لبنان". وذكّر "بالقرار 1747 الصادر عن مجلس الامن في 24 آذار 2007، القاضي بحظر السلاح عن ايران. كما يقول هذا القرار إن اي بلد يأخذ سلاحا من ايران سيصبح خارجا عن القانون الدولي وستُفرض عقوبات دولية عليه كايران". ولفت الى ان حزب الله "يعرف ان اي تسليح من ايران الى لبنان يضع الاخير كجيش وحكومة ومؤسسات ودولة في الخانة عينها مع ايران". واوضح ان "البعض يركز على موضوع استراتيجية التحرير وكأنها المشكلة بحد ذاتها، من وجهة نظري، فإن الموضوع لا يتعلق بالتحرير بحد ذاته، ولبنان اذا اراد ان يحرر او يدافع، له الحق، ولكن ذلك لا يبرر وجود سلطة رديفة للدولة بغض النظر عن الدافع لوجود السلاح".

 

جريمة موصوفة بحق الإنسانية

المستقبل اليوم

تمعن حكومة نجيب ميقاتي وراعيها "حزب الله"، في نسف وجه لبنان الحضاري والإنساني، والتنكر لتاريخه الحافل المضيء بمحطات احتضان حركات التحرر والمعارضين الهاربين من الاضطهاد السياسي والفكري.وما أقدمت عليه الحكومة "العلية"، من رمي 14 سورياً في براثن النظام السوري، وتسليمه إياهم على "طبق من دم" بواسطة الأمن العام... اللبناني، عبر ترحيلهم المخزي وبأساليب "مافيوية" أُلبست لبوس القانون، يُعدّ جريمة موصوفة بحق الإنسانية، لا يجوز أن تمر من دون محاسبة، علّها ترعوي عن "الاتجار بالأحرار".الحكومة كشّرت عن أنيابها، وأسقطت القناع أيضاً وأيضاً عن وجهها الأسدي الحقيقي، وعن نياتها التي كانت مبيّتة بوضع لبنان في مصاف الأنظمة الاستبدادية... ليتماهى مع النظام السوري، لزوم "وحدة المسار والمصير". بات على حكومة السلاح مراجعة تاريخ لبنان، "الأب الروحي" لشرعة حقوق الإنسان وإنعاش ذاكرتها بمضمون اتفاقية مناهضة التعذيب للأمم المتحدة التي وقّع عليها لبنان، وتحظّر على أي دولة تسليم أي شخص الى دولة في حال أعتقدت أنه سيكون عرضة للخطر، الأمر الذي ينطبق حكماً على المُرحلين، ويخلّ بالتزامات لبنان الدولية.

حكومة لا خير فيها لأبنائها، فما أدراك "لأشقائها"...

 

وسلاح المخدرات "مقدّس" أيضاً؟!

المستقبل/أضافت قوى الثامن من آذار صفحة جديدة الى سجلّها الأسود الحافل بالإعتداء على الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية وعلى الدولة وكل مؤسساتها الشرعية، من خلال الكمائن التي نصبها محازبو هذه القوى أمس لوحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي خلال تنفيذها مهمّة تلف الزراعات الممنوعة في جرود بلدة اليمونة ودار الواسعة البقاعية، وإطلاق النار والقذائف الصاروخية عليها ونصب الكمائن والعبوات الناسفة لها بهدف قتل أفرادها بشكل متعمّد، وهو ما أدى الى إصابة عدد من ضباط وعناصر الجيش وقوى الأمن أثناء هذه المهمة.

هذا السلوك ليس جديداً على هذه القوى التي يحفل تاريخها بهذه الأفعال بدءاً من أيام الحرب الأهلية، وصولاً الى هذه المرحلة وما بينهما، ويكاد الوقت لا يتسع لتعدادها، غير أن المثير للإستغراب أن القوى الممسكة بالحكم والحكومة، هي التي تحمي اليوم الزراعات الممنوعة، وتعطي الضوء الأخضر بزراعتها وتصنيعها وتوضيبها وحتى شحنها وتصديرها، والشواهد على ذلك كثيرة وحيّة وآخرها الفضيحة التي كشفت فصولها عن مصنع للحبوب المخدرة في البقاع تعود ملكيته لشقيق نائب في "حزب الله" وضبط أطنان من هذه المخدرات في مصنعه، وبقاء هذا الشخص حراً طليقاً، والمؤسف أيضاً أن السلاح الذي تتصدى به العصابات للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، هو السلاح نفسه الذي يحمل صبغة "سلاح المقاومة"، وهو ما يحمل على السؤال: إذا كان السلاح المخصص لمحاربة إسرائيل يحمل صفة القداسة، لماذا يكون السلاح الذي يحمي زراعة الحشيشة والمواد المخدرة مقدساً أيضاً؟، هل ان مَن يطلقون النار وقذائف الـ(آر بي جي) على دوريات الجيش وقوى الأمن الداخلي خلال تلف الممنوعات هم مقدسون؟، وهل ان من ينصب الكمائن للجيش والقوى الأمنية ويمطرها بالنيران، ويزرع لها العبوات الناسفة يكون في مهمة مقدسة؟

من راقب مواقف وزراء ونواب وسياسيي فريق الثامن من آذار خلال الأسابيع القليلة الماضية، ودفاعهم المزعوم عن الجيش وما أسموه زوراً إستهداف الجيش من خلال مطالبة فريق 14 آذار بتحقيق العدالة في قضية إغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، يعتقد أن هؤلاء أتوا من جمهورية أفلاطون، وأنهم بناة الدولة والمدافعون عنها وعن قواها الشرعية، بينما هم اليوم حماة من يقتل عناصر الجيش والأجهزة الأمنية عندما تطبق القانون سواء في إتلاف نبتة السم الأبيض، أو خلال إزالة مخالفات البناء، أو خلال تعقب مطلوبين للعدالة، أو على شاكلة حماية من قتل النقيب الطيار الشهيد سامر حنا وأسقط طائرته على الأراضي اللبنانية في الجنوب. طبعاً ليس مطلوباً الآن ترقب ما سيصدر عن الجنرال ميشال عون، الذي أقام الدنيا وأقعدها عند توقيف الضباط المتهمين بإعطاء الأمر بإغتيال الشيخين عبد الواحد ومرعب، وأشعل المنابر بتصريحاته النارية كما أشعل الطرق وقطعها بالإطارات المحروقة، ووصل به الأمر الى حد التجريح الشخصي والإساءة الى الشهيدين، من المؤكد أن الجنرال سيبلع لسانه في هذه الأيام، ولن يعتلي منبر الرابية، ولن يدعو أنصاره الى النزول الى الشوارع وقطعها تضامناً مع الجيش ودفاعاً عنه، لأن من يعتدي على الجيش هم الحلفاء وأنصار الحلفاء، أي الذين هم فوق المحاسبة حتى انهم فوق الإنتقاد، وهنا تغيب عن ذاكرة الجنرال شعارات المبادئ التي أصمّ آذان اللبنانيين في تردادها خلال الأيام الماضية.

في هذا الوقت أوضح مصدر أمني لـ"المستقبل"، أن "محاولة كسر القوى الأمنية والجيش من خلال استهدافهما وتخويفهما لن تنجح". وأكد المصدر أن "لا أحد أقوى من الدولة"، وقال "صحيح أن هذه المجموعات قد تفلت لبعض الوقت من الملاحقة أو قد تلجأ الى من يحميها، لكن على المدى البعيد إن الدولة هي التي تنتصر، ومؤسساتها هي التي تسود"، لافتاً الى أن "ما حصل في جرود اليمونة من إستهداف للجيش والقوى الأمنية، معركة في سياق حرب طويلة ستكون الغلبة فيها لمنطق الدولة والحق والقانون".

 

"الضاحية".. محطة لتصدير المقاتلين وملاذٌ لبقايا النظام الأسدي

علي حيدر/المستقبل

مع الأيام الأولى للثورة السورية وجد "حزب الله" نفسه، بحسب مصادر متابعة في الضاحية، أمام مأزقين مصيريين، الأول إحتمال سقوط حليفه الإستراتيجي، والثاني كيفية حماية مخازن الصواريخ والأسلحة التي يستودعها الأراضي السورية، ونشطت تزامنا مع بدء الحراك الشعبي السوري ضد آل الأسد، حركة تصدير المقاتلين إلى جانب النظام وتهريب عائلات دبلوماسيين وضباط ومسؤولين سوريين كبار إلى الضاحية الجنوبية، وبالتحديد إلى المنطقة التي يطلق عليها "المربع الأمني"، حيث تبلغ قدرة "حزب الله" الأمنية مداها، فتم تجهيز شقق وتأثيثها ومدها بكل وسائل الراحة لايواء العائلات الحليفة النازحة.

ويؤكد مطلعون أن "حزب الله" كان قد مهد أجواء الضاحية بما يتناسب مع شروطه الأمنية، قبل البدء بتنفيذ ذلك. حيث عمل على تطويق "المربع الأمني"، بمزيد من الحرس والمراقبين ونشر الكاميرت، لحماية أمن عائلات القيادات السورية. ولمزيد من فرض الأمن اعتمد وجمهوره منذ أكثر من سنة مبدأ التنكيل بالمعارضين الشيعة القاطنين في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى نزوح غالبيتهم، كما أنه افتعل أحداثا أمنية مع رموز العائلات المناوئة لسلطته، ملصقا تهمة العمالة للسفارة الأميركية بعدد من أبنائها، في محاولة لتفريغ الضاحية من المعادين له أو المعترضين على سياساته. إضافة إلى ما سبق كان "تهشيل" العمال السوريين، آخر خطوة قام بها "حزب الله" في مخطط تفريغ الضاحية. وعطفا على ذلك تبرز مسألة أخرى أشد خطورة، هي مسألة تصدير المقاتلين إلى سوريا، التي مازال "حزب الله" ينفيها علناً وينفذها بكثير من الكتمان. وتؤكد مصادر شعبية وجود محطات عسكرية في الضاحية الجنوبية يجري فيها نقل مقاتلي المقاومة إلى سوريا، وكذلك خبراء في حرب الشوارع، للمشاركة في المعارك التي تدورعلى كامل الأراضي السورية، وقد تمت الإستعانة بخبراتهم القتالية في معركة دمشق الأخيرة، أو معركة استعادة دمشق كما يقولون، وتتحدث المصادر عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف "حزب الله" في معركة دفاعه عن الأسد، يتم تشييعهم في المناطق بعيدا عن الإعلام.

ولا يخفي سكان الضاحية هواجسهم من مغبة تحويل حزب الله لمنطقتهم إلى ما يشبه "منطقة عازلة" لإيواء الإرهاب وتحدي المجتمع الدولي والشعوب العربية، كرمى لعيني الحليف، لا سيما أن مسألة سقوطه باتت محسومة، ومعاودته المراهنة على صبرهم والمغامرة بأرواحهم وأرزاقهم كما فعل في تموز 2006، ويؤكدون أن التأييد الذي حظيت به المقاومة في وقوفها بوجه إسرائيل لا يمكن يمكن أن تلقاه في دعم نظام يقتل شعبه. وفي السياق ذاته يشير متابعون إلى أن "حزب الله" الذي فتح أبواب الضاحية الجنوبية لاستقبال نجل أسامة بن لادن وعائلته وعائلات مقاتلين في "القاعدة" بعد مقتل زعيمها، بحجة عدائهم للمشروع الأميركي، ليس بغريب عليه احتضان عائلة رستم غزالة التي لجأت إلى الضاحية بعيد عملية الأمن القومي، لكن المستغرب أن تتحول "ضاحية المستضعفين" التي من المفترض أن تحتضن الثوار، وفق أدبيات الطائفة الشيعية، إلى ملاذ آمن لقتلتهم.

 

ميشال معلولي يعتبره مخالفاً للطائف

حذّر نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي من أن "أي تعديل أو إلغاء لأي بند من بنود وثيقة الوفاق الوطني وخصوصاً بند أساسي كقانون الانتخاب سيفتح الباب واسعاً لإعادة النظر في قواعد أساسية للوفاق الوطني، وعلى رأسها مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في المقاعد النيابية والوزارية ووظائف الفئة الأولى، وبالتالي سيفسح في المجال لطرح طائفية الرئاسة الأولى". وأشار الى أن "النسبية في قانون الانتخاب مخالفة لاتفاق الطائف". وقال في بيان أمس "يتابع مجلس الوزراء مناقشة مشروع قانون الانتخابات النيابية الاثنين المقبل. وقد رشح عن الجلستين السابقتين أن غالبية أعضاء المجلس مع اعتماد النسبية والدوائر الكبرى. الأمر اللافت أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والأحزاب والتيارات على اختلافها قد أعلنت مراراً وتكراراً موافقتها على بنود "وثيقة الوفاق الوطني" بل ذهبت إلى المطالبة في تنفيذ ما تبقى من بنود هذه الوثيقة والتي أصبحت دستور لبنان الحالي. إن النسبية في قانون الانتخاب مخالفة لاتفاق الطائف". أضاف: "الدائرة الانتخابية هي القضاء الذي يصبح محافظة والأقضية الكبرى تقسم الى أقضية لا يتجاوز عدد المقاعد النيابية فيها الثلاثة. إن هذه القاعدة في تقسيم الدوائر الانتخابية أي اعتماد الدائرة الصغرى ينتفي معها اعتماد النسبية في العملية الانتخابية". ورأى أن "تدني عدد المسيحيين منذ الاستقلال الى يومنا هذا يجب أن يحصن الوحدة الوطنية لا أن يكون مدخلاً لحروب جديدة في لبنان".

 

مروان حمادة: قانون النسبية لن يمر

شدد النائب مروان حمادة على أن "المطلوب حكومة تكنوقراط حيادية تقود البلاد الى رسم قانون انتخاب متوازن"، معتبراً أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان ألزم نفسه بقانون النسبية عن حسن نية، وكذلك وزير الداخلية مروان شربل، لكن هذا القانون لا يصلح في لبنان، وحتى إذا فرضته الحكومة بغالبية الثلثين على كتلة النضال الوطني فلن يمر في مجلس النواب".

وأثنى في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، على "موقف تيار المستقبل وكل الأفرقاء الوطنيين الحقيقيين في صيدا على صبرهم وروحهم الطيبة التي حفظت صيدا ومنعت كل من يحاول أن يدفع لبنان الى الشر مجدداً"، مؤكداً أن "أكبر دليل على عدم وجود مؤامرة أنه لم يكن هناك عملياً على الأرض أي تواطؤ، ولقد طفح الكيل من تصرفات حزب الله ومن ابتزازه".

وأشار الى بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي حذر من وجود محاولة جدية لدفع لبنان الى الإفلاس وفق وقائع قائمة، منبّهاً على "الاتجاه الذي يسير فيه لبنان إذا بقيت هذه الحكومة بهذه الرئاسة وبهذه التشكيلة التي تضم حزب الله والعونيين وتسير ضد المسار العربي، فهي حتماً تدفع لبنان نحو ورطة إقليمية كبيرة قد تنعكس حروباً وإفلاساً عاماً بسبب الطريقة التي تتعاطى بها".

وأكد "حتمية سقوط النظام السوري الذي لا يستطيع أن يسيطر على عاصمته، ونراه يتبجح بأنه استعاد دمشق"، معتبراً أن "نهاية عائلة الأسد ستكون على يد العلويين أنفسهم، وسيكون لهم دور أساسي في التركيبة السورية المقبلة". وقال: "إن النائب وليد جنبلاط أعطى الكثير من جهده ورصيده للحفاظ على خيط مع حزب الله لعدم دفع البلاد الى فتنة، ولكن في مقابل هذا الجهد لم يجنِ شيئاً".

ولاحظ أن "المحكمة الدولية وصلت الى مرحلة تاريخية من ادعائها وملاحقتها للمجرمين، وخصوصاً بعد قرار غرفة الدرجة الأولى التي قالت لهؤلاء المحامين الذين جمعهم حزب الله تحت أسماء مختلفة إن شرعية المحكمة ليست على المحك". ووصف كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أنه "إذا سقط نظام الأسد سقطت الديموقراطية"، بـ"الجنون السياسي".

وأوضح أنه "لم يتم الاتفاق حتى الساعة على العودة الى الحوار، ولم يعقد اجتماع للبحث في تفسير خطاب رئيس الجمهورية والتعامل معه، ولا شك في أننا سنواجه بإيجابية كلام الرئيس سليمان في الخطابين الأخيرين". وسأل: "لو اتخذ السيد حسن نصرالله قراراً تحريرياً كما يسميه ضمن استراتيجية تحريرية من دون موافقة الدولة اللبنانية واندماج كل اللبنانيين في هذا القرار، فماذا يحصل؟ يكون بذلك اتخذ قراراً ولم يبقَ في لبنان حجر على حجر، فمن يكون المسؤول؟".

 

"القوات": التذرع باتفاقية أمنية لتسليم المعارضين تواطؤ و لا حل مع الدويلة إلا بتسليم سلاحها الى الدولة"

المستقبل/أكد حزب "القوات اللبنانية" أمس، أن "التسوية التي اعتمدت في قضية المياومين، تؤكد أن هذه الحكومة تتعاطى مع الأمور الأساسية في البلد بأسلوب الترقيع"، معتبراً أن "المتاجرة بالطائفة من أجل مكاسب سياسيّة إجرام يدل على أن من يقوم به ليس رجل دولة". وشدد على أن "التذرع بتطبيق اتفاقية أمنية بين لبنان وسوريا وتسليم معارضين سوريين، تواطؤ مع السلطات السورية على تصفية أخصامها"، مشيراً الى أن "لا حل مع الدويلة التي تمنع قيام الدولة في لبنان، إلا عبر تسليم سلاحها الى الجيش والدولة".

زهرا

أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" من مقر إقامته في الخارج، أنه "لم ينضم إلى قائمة الشخصيات المهاجرة نهائياً من لبنان، وهو موجود بشكل موقت في الخارج". وقال: "إن السبب الأساس لانتقالي هو أنني في الخارج يمكنني أن أكون موجوداً إلى جانب عائلتي خلال العطلة الصيفية، أما في داخل لبنان فكنت مضطراً لأكون داخل مقر قيادة القوات وبعيداً عن العائلة". وأكد أنه لن يبقى في الخارج بشكل دائم ولن يستطيع أحد تهجيره قسراً عن لبنان. وأشار إلى أنه "منذ بدء سلسلة الاغتيالات في لبنان هناك أطراف داخلية وخارجية تدرك تماماً من هم المرتكبون"، لافتاً إلى "تقاطع معلومات لدى العديد من الجهات التي لديها القدرة على المعرفة، وللأسف إن هذه المعلومات لا يمكن استثمارها قضائياً وقانونياً، ولا يتم وضعها بتصرف السلطات القضائية لأنها تأتي في إطار المعلومات وليس عبر تحقيقات رسمية".واعتبر أن "التذرع بتطبيق اتفاقية أمنية بين لبنان وسوريا وتسليم معارضين سوريين بحجة أنهم مرتكبون لأعمال جرمية لذلك وجب ترحيلهم، ما هو إلا تواطؤ مع السلطات السورية على تصفية أخصامها، خصوصاً بعدما تبين أن هناك ناشطين سياسيين بين الـ14 المسلمين وليس مجرد مرتكبين لمخالفات وأفعال جرمية يقتضي توقيفهم وتسليمهم".

ورأى أن "المطلوب من الحوار أن نصل إلى تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة اللبنانية والجيش كي يتم استخدامه من ضمن استراتيجية دفاعية تضعها الدولة ولا يضعها من سمّاهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الدويلات والميليشيات الخارجة عن الدولة، ولا أدري إن كان يقصدهم، إلا أنه بالنسبة الينا فهم لا يصنفون إلا ضمن هذه الخانة". وشدد على أن "هذه الدويلة التي تمنع قيام الدولة في لبنان، لا يمكن أن تصل إلى أي حل معها إلا عبر تسليم سلاحها الى الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، لأن هذا السلاح ليس لبنانياً ولم يعد موجوداً للدفاع عن لبنان بل أصبح منخرطاً في النزاعات الإقليمية ومهمته الأساس هي منع قيام الدولة"، معتبراً أن "أي حوار لا يكون ضمن هذا الإطار المحدد هو غير مجدٍ ولتقطيع الوقت". ودعا الى عدم التعرض لحق المغتربين بالمشاركة في الاقتراع من أماكن وجودهم مهما كان قانون الانتخاب الذي سيتم التوصل اليه "لأن هذا الحق دستوري وكل ما هو مطلوب من الدولة تسهيل ممارسة هذا الحق".

المعلوف

رأى عضو الكتلة النائب جوزف المعلوف، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الضبية"، أن "التسوية التي اعتمدت في قضية المياومين تؤكد أن هذه الحكومة تتعاطى مع الأمور الأساسية في البلد بأسلوب الترقيع"، معتبراً أن "الهروب الى الأمام يزيد من كارثية الوضع في لبنان، وبالتالي يجب أن يكون هناك بديل جدي للتعاطي مع كل الاستحقاقات والملفات الأساسية". وأكد أن "الاجتماعات مفتوحة ضمن قوى 14 آذار للبحث في ما إذا كانت ستشارك في جلسات الحوار المقبلة لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء مدى تجاوب الحكومة مع مطالبها"، مشدداً على وجوب أن "يكون الحوار مجدياً". وأشار الى أنه "تم التجاوب مع مطلب تسليم داتا الاتصالات اللازمة الى الأجهزة الأمنية إلا أنه لا تزال بعض النقاط العالقة". ولفت الى أن "هناك خلافاً جذرياً في وجهات النظر بين مكونات المجلس النيابي في موضوع قانون الانتخاب"، آملاً أن "يتم التوصل الى تحقيق الحق الأفضل للمواطن للتعبير عن رأيه عبر تغيير القانون الحالي".

قاطيشا

اعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا في حديث الى قناة "الجديد"، أن "النائب ميشال عون حاول الاستفادة من قضيّة المياومين مسيحياً عبر تحويلها إلى قضيّة طائفيّة، فيما الكل يعلم أن لا توازن في الإدارات حتى في الجيش"، مشدداً على أن "الأمور لا تُحل بهذه الطريقة، والمتاجرة بالطائفة من أجل مكاسب سياسيّة إجرام يدل على أن من يقوم به ليس رجل دولة". وأكد أن "من يقوم بالاغتيالات ويمكنه إشعال الفتنة في لبنان هو الفريق الذي يحمل السلاح، وهذا الفريق لا يريد قيام الفتنة لأن لا مصلحة له فيها إلا أنه يريد الاغتيالات". ولاحظ أن السفير السوري علي عبد الكريم علي "يتصرّف وكأنه والي هذه الدولة"، متوقعاً أن تستمر الأزمة لأشهر.

 

أحمد الأسعد اعتذر من خاطفي اللبنانيين عن دعم الأسد وأكد أن الشيعة لا يمكن أن يكونوا مع نظام يفتك بشعبه

المستقبل/تقدم المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد من خاطفي اللبنانيين باعتذار للشعب السوري كونه "الشيعي ابن الشيعي، ابن جبل عامل والاسرة الوائلية"، مناشداً اياهم ان يقبلوا مني اعتذارا صادقا من الطائفة الشيعية عن دعم نظام الاسد القمعي". وشدد على ان "الشيعة في لبنان ليسوا قلبياً مع النظام السوري، لا يمكن أن يؤيد الشيعة نظاماً يفتك بشعبه، لا يمكن أن يكون الشيعة في صف الطغيان والإجرام". وشدد في مؤتمر صحافي عقده في الحازمية أمس، على ان "عقلي وقلبي اليوم هما بشكل خاص مع اللبنانيين الأحد عشر المخطوفين في سوريا". وقال: "من يحتجزونهم يقولون إنهم "ضيوف" عندهم، ولكن في الواقع، حتى لو كانوا يعاملونهم كضيوف، فهم في النهاية مخطوفون، حريتهم مقيّدة، وبعيدون عن بلدهم وبيوتهم وأهلهم وعائلاتهم. هذا مؤلم حقاً، واستمرار احتجازهم غير مبرر، ويخالف كل المعايير والقيم الدينية والانسانية، وخصوصاً في هذا الشهر الفضيل"، مشدداً على ان "اللجوء إلى هذا الأسلوب، اسلوب الخطف الذي نرفضه وندينه، لا يفيد قضية الخاطفين في شيء، وإنما يسيء الى صورتهم، وإلى الهدف المحقّ للثورة في سوريا". وأعلن ان "هذا ليس أسلوباً مقبولاً للضغط في السياسة، وليس مسموحاً أن يجعل الخاطفون الرهائن الأحد عشر، يدفعون ثمن أخطاء غيرهم، فلا يعالج الخطأ بالخطأ". اضاف: "لنترك اللوم والمحاسبة إلى وقت لاحق، ولنركّز اليوم على كيفية استعادة أبنائنا، وعلى ضمان عودتهم الى عائلاتهم في أقرب وقت ممكن. هذا هو همّنا الآن".

وناشد "الخاطفين، باسم القضية الشريفة التي يناضل ثوار سوريا من أجلها، أن يطلقوا ابناءنا في الايام القليلة المقبلة لكي يتسنى لهم امضاء عيد الفطر مع عائلاتهم".

وتابع: "لقد اشترط الخاطفون اعتذاراً، وأنا احمد الاسعد، الشيعي ابن الشيعي، ابن جبل عامل والاسرة الوائلية، مناشداً الخاطفين ان يقبلوا مني اعتذارا صادقا من الطائفة الشيعية عن دعم نظام الاسد القمعي"، متوجهاً الى الخاطفين قائلاً: ثقوا بأن الشيعة في لبنان ليسوا قلبياً مع النظام السوري، لا يمكن أن يؤيد الشيعة نظاماً يفتك بشعبه، لا يمكن أن يكون الشيعة في صف الطغيان والإجرام، لا يمكن أن يقبل الشيعة بأن يستمر مسلسل القتل والتدمير، وبأن تدك الدبابات مدن سوريا، وتهدم أحياءها فوق رؤوس الشعب السوري".

وجدد إعتذاره "كوني ابن الطائفة الشيعية التي تؤمن بالانتماء اللبناني دون غيره، عن اي التباس وسوء فهم للموقف الشيعي في شأن ما يحصل في سوريا من مجازر". وقال: "غداً سيخرج من يقول ان علي حسين عباس قال ما قاله والمسدس مصوّب إلى رأسه. وسيسارع البعض الى القول إنه كان يتحدث إلى التلفزيون تحت ضغط خاطفيه وخاطفي اللبنانيين الشيعة العشرة الآخرين في سوريا. وثمة من سيقفز ليؤكد: لقد طُلب منه أن يقول ذلك". وختم: " جائز. ممكن. لا أحد يعرف الآن، والحقيقة ستظهر عندما يعود المخطوفون الأحد عشر إلينا سالمين باذن الله. ولكن، أيّاً يكن الوضع الذي تحدث فيه علي حسين عباس، فهو قال بصوت عالٍ ما يتهامس به كثر متزايدون من اللبنانيين الشيعة. ما قاله علي حسين عباس يعكس واقع وجدان اللبنانيين الشيعة اليوم".

 

ممنوعان: "لبننة" سوريا أو تقسيمها

أسعد حيدر/المستقبل

مهمّة كوفي أنان، كانت حالة وفاة معلنة. لم يكن ينقص سوى إعلانها رسمياً. عاجلاً أو آجلاً سيتم تعيين خليفة من وزن أنان، لأنّ الفراغ مرفوض، حتى ولو بقي المراقبون قابعين في غرفهم لفترة تصل إلى 95 في المئة من الوقت، المهم أن يبقى علم الأمم المتحدة مرفرفاً في سماء دمشق. وكائناً مَن كان البديل، فإنّ العالم رغم الفيتو الروسي، دخل مرحلة البحث في المرحلة الانتقالية لما بعد الأسد. ما يعزز ذلك أنّ أنان وقد تحلّل من موقعه الرسمي، أطلق بنفسه رصاصة الرحمة على مستقبل الرئيس بشار الأسد بقوله: "إنّ الأسد سيرحل عاجلاً أو آجلاً". أيضاً الملك الأردني عبدالله الثاني بحث مع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في مسألة "الانتقال السياسي في سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد". وقد اتفقا على الحاجة إلى ممارسة ضغوط دولية قوية من أجل رحيل الاسد". ليس أمراً عادياً أن يخرج الأردن عن حذره "وصمته" في مواجهة سوريا. نادراً ما حصل ذلك. الآن وقد قال العاهل الأردني كلمته فإنّ تحولاً أساسياً قد حصل وهو يشكّل خطوة كبيرة إلى الأمام في عملية رسم مسار اقليمي ودولي لرحيل الأسد وإخراج سوريا من قلب "حزام النار" الذي يلفّها ويحرقها.

كل يوم حرب في سوريا هو كارثة إضافية تضع منطقة الشرق الأوسط أمام جملة احتمالات وسيناريوات أحلاها مر. ما يرفع من منسوب الأخطار انّ الرئيس بشار الأسد لن يرحل بإرادته لأنّه ليس حسني مبارك ولا زين العابدين بن علي. الوريث، خصوصاً في حالة وراثة السلطة، لا يتخلى عمّا ورثه بإرادته، لذلك ليس أمراً مستغرباً أن يتعمّد الأسد التعامل مع الحريق داخل "البيت" السوري وكأنّه "مؤامرة كونية" ضدّه شخصياً، وأنّ هذه المؤامرة نفّذت عندما (كما يؤكد حلفاؤه الروس والإيرانيون) بدأ في تنفيذ الإصلاحات، علماً أنّه أمضى 11 سنة في السلطة ولم يفعل شيئاً سوى متابعة ترسيخ وتدعيم "جمهورية الخوف" في سوريا.

بسهولة لا يقدر عليها سوى مسؤول يائس، ألقى الأسد "كرة النار" الكردية في حضن تركيا. لم يعد يهمّه أن ينشقّ الأكراد عن سوريا وأن يقيموا اقليماً على غرار كردستان العراق، ولا أن تشتعل تركيا اليوم وإيران غداً. أخطر من ذلك أنّ "أسديين محترفين"، أو مخلصين خائفين على مستقبل المنطقة من هذا الجنون الأسدي، يتقاطعون في رسم سيناريو جهنمي أقل ما فيه إعادة صياغة لخريطة منطقة الشرق الأوسط بعد إلغاء اتفاقية سايكس - بيكو. من ذلك أن يقوم الأسد في خطوة أخيرة بعد يأسه الكامل من البقاء إلى الأبد، بالانسحاب باتجاه الجبل العلوي وإقامة اقليم مستقل يحكم كل الشاطئ السوري. وإذا نجحت العمليات الحربية ودخلت إيران وشيعة لبنان على خطّه التقسيمي فإنّ هذا الاقليم يتمدّد بعد سحق حمص وتهجير سكانها باتجاه الهرمل وبعلبك وصولاً إلى الجنوب اللبناني بعد تأمين "كوريدور" في الجبل؛ بذلك تقوم دولة علوية شيعية مستقوية بطرحها الايديولوجي حول إسرائيل وضرورة زوالها لأنها "سرطان مزروع" كما هو معلن في الخطاب الايراني منذ الإمام الخميني.

ماذا سيحصل بعد قيام هذه "الدولة الغريبة"؟ "مقص" التفاهمات الدولية، سينتج دولة كردية قوية خارجة أيضاً من تقسيم تركيا وإيران، علماً أنّ إيران ستخضع لمقص التقسيم الأكبر بحيث لا يبقى منها سوى القسم الفارسي، لأنّ اقليم أذربيجان سيلتحق بدولة أذربيجان الكبرى، والبلوش بدولة بلوشستان الكبرى المشكّلة من أقاليم البلوش في باكستان وافغانستان إضافة إلى إيران، وربما يتم ضمّ خوزستان العربية (عربستان) إلى جنوب العراق الشيعي طالما أنّ "مقص" التقسيم موجود. باختصار ستُلغى دول وتقوم دول جديدة، ويتم تقزيم دول وتنفخ دول جديدة. في النهاية ستكون إسرائيل الدولة الأقوى على طول القوس الممتد من جبل طارق مروراً بإيران وسوريا وتركيا وصولاً إلى افغانستان عبر الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي سابقاً.

مَن سيفرض هذه الخريطة غير المسبوقة؟ بلا شك، التفاهم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا عبر يالطا جديدة.

المشكلة أولاً أنّ مثل هذه العملية لا يمكن أن تتم إلاّ بين قوتين متكافئتين، في حين أنّ التكافؤ غائب بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية. ولذلك لا واشنطن مستعدة لتقديم أي تنازل لموسكو، ولا الأخيرة ستقبل تقطيع أوصالها بيديها لأنّها ستخسر قاعدة طرطوس مثلاً، أو لأنها تريد محاربة الإسلاميين الصاعدين في المنطقة خوفاً من تمدّدهم إلى داخلها، فتعمد إلى فتح أبوابها أمامهم بعد أن ينتظموا في دول تلفها أحقاد قوميات وأصوليات حاقدة على بعضها البعض بقدر حقدها على الآخرين.

كل المشكلة تكمن في الخوف من أن "تتلبنن" سوريا، وأن تمتد الحرب فيها لسنوات. لا يبدو أن واشنطن والدول الأوروبية القابعة على الشاطئ الشمالي لحوض البحر الأبيض المتوسط مستعدة لترك سوريا لتتلبنن وكأنّ ذلك قدرها. عندما تصل الأخطار إلى مثل هذه الدرجة التي تصيب دولاً في أوروبا وحتى روسيا في قلبها وأميركا في مصالحها الاستراتيجية، لا يعود ذلك مقبولاً. سوريا ليست لبنان لتُترَك في قلب حزام النار لـ"تتلبنن". مجرّد طرح تقسيم المنطقة وما حولها يثير الخوف، ويضع الجميع في حالة التيقظ والاندفاع للبحث عن حلول بديلة.

مرحلة ما بعد الأسد بدأت. أمام الأسد وسوريا مئة يوم من الجحيم. خلال هذه الأيام المئة سيعيش الجميع من قوى الداخل والخارج على وقع تسريع للحركة وللخسائر غير مسبوقة حتى الآن، بحيث لا يتولى الرئيس الأميركي المنتخب رئاسته رسمياً إلاّ ويكون الأسد والأسديون معه خارج السلطة إلى الأبد.

 

من عون.. الى عون.. الى الهاوية

فاطمة حوحو/المستقبل

غريب أمر نقيب محرري الصحافة اللبنانية الجديد، فهو يحشر أنفه في قضايا لا علاقة للمهنة بها، ويحمّل النقابة التي ينطق باسمها ما لا يحتمل من المواقف، من دون أن يقف على رأي أحد، ويقحم النقابة باسم مئات الصحافيين العاملين في هذه المهنة في لبنان بأمور عجيبة غريبة، داخل الصراع السياسي الدائر بين الفرقاء اللبنانيين، فهو يدافع عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على خلفية قرار الاخير تسليم 14 مواطناً سورياً إلى سلطات النظام الذي ينهار على يد شعبه، غير عابئ بأن النقابة لا تحتمل مثل هذه الانقسامات بالرأي حول هذه القضية أو تلك، وبالحقيقة ان كان من موقف يجب ان يصدر عن نقابة المحررين فهو موقف مخالف، إذ لا يمكن أن تكون النقابة ضد نفسها في دعم المناضلين من أجل الحرية والديموقراطية، ولا يمكن لها أن تكون مع مخالفة القوانين الدولية التي وقّع عليها لبنان ومن المفترض ان تلتزم بها حكوماته مثل اتفاقية مناهضة التعذيب على سبيل المثال لا الحصر.

فهل يضمن لنا "نقيبنا" ان لا يكون النظام السوري قد قضى على هؤلاء من دون أن يتلقوا محاكمات عادلة؟. وكيف لنقابة تدّعي انها مع الحريات أن تكون مع نظام قمعي يمارس القهر والتعذيب والقتل بحق الأطفال، فكيف بحق أصحاب الفكر والقلم في سجونه؟. أليس من الأفضل في هكذا أمر لو نأت نقابة المحررين بنفسها عن دعم ابراهيم وعن التصريح في مثل هذا الموضوع الحساس بعيداً عن اطلاق الآراء الشخصية التي لا تتوافق لا من قريب أو بعيد مع رأي القسم الأكبر من الصحافيين اللبنانيين غير المرتبطين بالأجهزة الأمنية والذين لا يقفون على أبواب هؤلاء لينزل عليهم وحي الكتابة أو وحي التصريحات، والذين يدركون أنهم من موقعهم المهني لا يمكن إلا أن يكونوا مع العدالة والديموقراطية والحرية ومع أنظمة تتطور وتتقدم لصالح المواطنين لا أنظمة تتجمد عند الرئيس الفرد والديكتاتور الذي لا يرى إلا نفسه في مرآة الشعب؟. ما يخجلنا فعلاً نحن الصحافيين الحقيقيين ان ينطق باسمنا عون آخر لنعاني أزمة فصاحة، كما يعاني البلد من عون آخر نتيجة جنون عظمته الذي يدفعنا إلى الهاوية.

وما يخجلنا ايضا ان نقيبنا يطلب من السفراء العرب والأجانب التوقف عن إلقاء المواعظ وهو يطلق المواعظ، فيما هؤلاء يدافعون في مواقفهم عن صورة لبنان أمام المجتمع الدولي، لبنان الملتزم بالقرارات الدولية ولبنان الحرية والحضارة وحقوق الإنسان. غريب عجيب أمر نقيبنا فعلاً، فبدلا من أن يكون حارساً للحريات إذ ها هو يدافع عن المتورطين في القرار "الجريمة" ومرتكبيها. جريمة لا تختلف كثيراً عن جرائم النظام الأسدي، لا بل هي جريمة تغطي جرائمه، والغريب أكثر ان يصرّح ان أمن لبنان واستقراره خط أحمر، وكلنا معه، ولكن اعتقد ان معادلته هذه ليست أهم من معادلة أمن الإنسان واستقراره في لبنان، التي تجعل لبنان يعيش، وهي التي تؤمن للبنان الأمن والاستقرار المنشودين، فلا أمن للبنان بوجود النظام السوري وحاشيته في لبنان، ولا استقرار للبنان بوجود حكومة وأجهزة تلتزم قرار سفير الشبيحة، ولا حرية للبنان من دون صحافة حرة ومن دون رئيس نقابة حرّ ومستقل. ثم ليت هذا النقيب يعرف ان لدى الصحافيين الكثير من الهموم والمشكلات غير الدفاع عن قرار خاطئ ويبدأ بمعالجتها، ليته قدّم لنا في بياناته غير بيع المواقف السياسية، جردة بما أنجزته لنا النقابة أو قدّم لنا مشروعاً حيوياً لنقابة تليق بالصحافيين والمهنة لتناقشه، لكنه لم يقدم لنا سوى مواعظ لا تغني ولا تسمن من جوع.

 

خطباء الجمعة: تسليم المعارضين عمل مشين بحق لبنان و"الحكومة تنأى بنفسها عن خدمة المواطنين"

المستقبل

أكد خطباء الجمعة أمس، أن "الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين، وعن اتخاذ القرار الصائب في تقديم أبسط الخدمات لهم". ورأوا أن "تسليم المدير العام للأمن العام 14 معارضاً سورياً الى نظام الأسد المجرم، "ضربة قاضية للإنسانية والحرية في لبنان"، مطالبين بـ"إقالة اللواء عباس إبراهيم، ومحاسبة الذين قاموا بهذا العمل المشين".

صلح

أشار مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيخ خالد صلح، خلال إلقائه خطبة الجمعة في الجامع الأموي الكبير في بعلبك، الى أن "لبنان بحاجة الى كل أبنائه، والجميع رفع علم هذا الوطن بالأمس على باب المؤسسة العسكرية، التي يختصر الوطن بها، عندما يُقال للجندي اللبناني يا وطن".

وقال: "هذا الوطن لم يبخل يوماً، ولم ينأ بنفسه عن حماية لبنان وأرضه وشعبه من كل اعتداء، كما تفعل الحكومة اليوم بجميع مكوناتها، من النأي بالنفس عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين، وعن اتخاذ القرار الصائب في تقديم أبسط الخدمات للمواطن، واتخاذ القرار السياسي القاضي بحماية حدودنا، وتأمين مستلزمات العيش الكريم، حتى أصبح الجميع بمن فيهم أعضاء الحكومة يشكون من العتمة وتفشي أمراض الجهل".

وسأل: "هل يعلم وزراء الظلمة في هذه الحكومة أن في أفقر دول العالم لا ينقطع التيار الكهربائي؟ وكيف إذا أضيف الى ذلك النأي بالنفس، وعدم الوقوف الى جانب من استجار بنا، من ظلم الحكام وقهرهم، من أشقائنا السوريين، الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم ومعابرهم لنا، في أيام حرب تموز المشؤومة؟ وأين الشهامة والمروءة أيها المقاومون والممانعون، وأنتم تشهدون يومياً على المذابح الجماعية لبني البشر؟".

ودعا "كل أبناء الوطن، من كل الفئات والأطياف الى أن يقفوا الى جانب الشعوب المظلومة، ويوحدوا الصف، حتى ينجو لبنان من امتداد الفتنة اليه، لأنها أشد من القتل، ولا سيما أن الجميع مرّ بها، وربما اكتوى بنارها خلال السنوات العجاف، التي مر بها لبنان، وذلك بما يسمى حرب الآخرين على أرضنا". وأكد أن "لبنان يكون قوياً عندما تكون المؤسسة العسكرية قوية، ومتجانسة مع تطلعات شعبها، وتقوم بواجبها في حماية هذا الوطن".

ملص

لفت رئيس جمعية "سبل السلام الاجتماعية" الشيخ رسلان ملص، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد المنية ـ المخاضة، الى أن "تسليم المدير العام للأمن العام 14 معارضاً سورياً الى نظام الأسد المجرم، ضربة قاضية للإنسانية والحرية في لبنان، لأن النظام السوري سيقتلهم، أو سيعذبهم عذاباً شديداً". وطالب بـ"إقالة اللواء إبراهيم، ومحاسبة الذين قاموا بهذا العمل المشين بحق لبنان".

ورأى أنه "بات ينظر الينا من خارج هذا البلد، بأننا ندعم القتلة والمجرمين، الأمر الذي سبّب الخوف عند السياح وأحجموا عن الحضور الى لبنان"، داعياً الحكومة الى "أن تتقي الله في إخواننا النازحين السوريين، لأن التاريخ سيسجل مواقفها".

قبلان

أوضح نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن "كل اتفاق ومصالحة وحل، يرضي الجميع في لبنان، وينفع حالهم وخصوصاً تعليق إضراب المياومين، وعودة الأساتذة الى استئناف عملهم في تصحيح مسابقات الامتحانات". وشدد على أن "لبنان بحاجة إلى إرادة قوية، ومتينة، وصحيحة، ومستقيمة، من أجل النهوض بواقعه، وتحسين أوضاع اللبنانيين". وقال: "لا يجوز أن يتهم أحد أحداً من دون دليل، والمطلوب من اللبنانيين أن يكونوا جادين، ومنصفين، بعيدين عن الأقاويل الباطلة، وعاملين لمصلحة البلاد، وأن يعملوا على تصحيح أوضاعهم، وإصلاح مسيرتهم".

فضل الله

رأى العلامة السيد علي فضل الله أن "لبنان بدأ يتنفس قليلاً مع الانفراجات، التي تمثل نقطة مضيئة في هذا الظلام الدامس، ونريد لهذا الضوء أن تتسع آفاقه، ليشمل الجوانب الأمنية والاجتماعية، ليشعر اللبنانيون بأن الجميع يعمل لضمان استقرار الأوضاع الداخلية، بعيداً من توترات المنطقة، وأوضاعها القلقة والصعبة". ورحب بفتح الطرق وإزالة الحواجز، داعياً الى "اعتماد الخطاب الواعي المنفتح وغير المتشنج، الذي من شأنه إزالة الحواجز النفسية بين اللبنانيين". وطالب الحكومة بـ"مراجعة شاملة على مستوى الدولة، ومعالجة الملفات الداخلية، خصوصاً ملف الكهرباء، ووضع العمال".

[ لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى أن "العدالة السياسية تشكل بنية العدالة الاجتماعية، التي تتوقف على فريق سياسي نظيف، وحاكم يخاف الله، يتحسس ظلمة الكهرباء، وقلق الجوعى، وبطالة الشباب، ومشكلة الجريمة، واتساع رقعة الاحتيال المالي والمسلكي، في بلد تحول أكثر من ثمانين في المئة من سكانه إلى معدمين، من دون أي دور فاعل لوزاراته الخدماتية".

 

مواقف من تسليم المعارضين السوريين إلى النظام واتهام الحكومة بالعمل لمصلحته ونواب "المستقبل": خطوة مهينة للبنان وسنتحرك قانونياً ضدّ الإجراءات

استمرت أمس، ردود الفعل على قرار الأمن العام اللبناني ترحيل 14 سورياً الى سوريا، فكان شبه إجماع على أنها "خطوة مهينة بحق لبنان". وفي وقت أعلن نواب كتلة "المستقبل" أنهم "سيتحركون ضمن القانون ضد هكذا إجراءات"، دعا آخرون إلى أن "يمتثل الأمن العام اللبناني لأوامر الدولة اللبنانية ومصلحتها فقط". واعتبر البعض أن هذه الخطوة "تثبت أن الحكومة تعمل لمصلحة النظام السوري وليس لمصلحة لبنان"، مشيرين الى أن "عملية الترحيل انتهاك للمادة الثالثة من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".

ليون

علق وزير الثقافة غابي ليون على ترحيل السوريين الـ14، معتبراً أن "هناك محاولات متكررة في الآونة الأخيرة لتهشيم عمل مؤسسات الدولة"، سائلاً: "هل لدى أحد من السياسيين أي معطيات حول وضع هؤلاء؟". وأشار في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة" أمس، الى "ضرورة البحث في حل مشكلة نزوح اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة الى لبنان، لأن البلد لا يمكنه تحمل هذا الإيواء ويجب التفكير بطرف ثالث في هذا المجال".

عبود

اعتبر وزير السياحة فادي عبود أن ترحيل الـ14 معارضاً سورياً، هو "أمر روتيني وكان يحصل قبل أحداث سوريا وما زال"، لافتاً الى أن "القضية تُعطى أكبر من حجمها".

وأكد في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، أن "السوريين الـ14 لا علاقة لهم لا بالحكم السوري ولا بالمعارضة السورية"، مشيراً إلى أنه "إذا كان ما يُحكى عن ترحيل المعارضين السوريين من لبنان صحيحاً، فهذا يعني ترحيل عشرات الآلاف وهذا غير ممكن، وبالتالي هذا الكلام غير صحيح".

وشدد على أن "سؤال النائب وليد جنبلاط عن ترحيل السوريين في محله، وعلى السلطات أن تجيب"، مشيراً الى "أننا نعطي القضية أكثر من حجمها".

وهبي

وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي ترحيل المعارضين السوريين الـ14 بأنها "خطوة مهينة بحق لبنان"، موضحاً أن "نواب كتلة المستقبل سيتحركون ضمن القانون ضد هكذا إجراءات".

واستغرب في حديث الى إذاعة "الفجر"، "تبرير الإجراء بوجود مذكرات قضائية بحق المرحلين"، داعياً إلى "محاكمتهم أمام القضاء اللبناني في حال إثباتها عليهم"، مذكراً بأن "لبنان كان يتباهى بكونه بلد الحريات وحاضناً لكل أحرار العرب، ولكنه يفقد دوره بتصرفات معيبة كهذه".

وأشار إلى أن هذا القرار "يؤثر سلباً على قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، لافتاً إلى أن "أداء الأمن العام المتماهي مع النظام السوري يستفز المعارضة السورية". وأكد أن "خاطفي اللبنانيين يعاملونهم برحمة واحترام كما ورد على لسانهم بينما مصير من يسلم إلى النظام، القتل والتصفية".

وإذ حمل الحكومة "مسؤولية أي أذى قد يلحق بالمخطوفين"، أمل "عودتهم إلى لبنان سالمين في أقرب وقت"، داعياً إلى أن "يمتثل الأمن العام اللبناني لأوامر الدولة اللبنانية ومصلحتها فقط". وأكد ضرورة أن "تتمتع هذه المؤسسة بالشفافية وألا تخضع لتأثير النظام السوري".

القادري

كشف عضو الكتلة النائب زياد القادري ان "جهازاً أمنياً لبنانياً غير جهاز الأمن العام يُعطي رئيسه معلومات لمخابرات النظام السوري عن وضع اللاجئين السوريين في لبنان، سنكشف هويته في الوقت المناسب"، معتبراً أن "ترحيل المديرية العامة للأمن العام اللبناني خلال الأيام الماضية 14 سورياً، يتنافى مع شرعة حقوق الإنسان ومع الواجب الإنساني والأخلاقي على رغم الاتفاقات الثنائية بين لبنان وسوريا".

وأكد في حديث إلى وكالة "الأنباء المركزية"، "أننا سنتابع هذا الموضوع مع الأمم المتحدة عبر ممثليها في لبنان، وسنتحرّك نيابياً إما بسؤال أو استجواب للحكومة بعد التدقيق والتأكد من المعطيات كافة".

وذكّر بأن "هذا التصرّف ليس الأول لجهاز الأمن العام بالنسبة للأزمة السورية، فرأينا كيف تصرّف في قضية شادي المولوي، وما حصل في مركز الأمن العام في منطقة البقيعة شمالاً"، مشيراً الى أن "هذه التصرّفات تؤكد أنه "فاتح" خارج إطار الدولة وتوجهاتها". ورفض "الكيل بمكيالين مع اللاجئين السوريين، فكما يستقبل لبنان السوريين الموالين للنظام السوري، عليه استقبال المعارضين أيضاً، لكن رأيهم السياسي يجب أن يكون تحت سقف القانون والدولة اللبنانية". وقال: "المضحك المُبكي أن بيان الأمن العام يوحي وكأن الوضع في سوريا طبيعي ومستقرّ، إذ يُشير الى تعابير كالترحيل والاتفاقات الثنائية".

مجدلاني

لفت عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني الى أن "ترحيل السوريين الـ14 جاء ليثبت أن هذه الحكومة تعمل لمصلحة النظام السوري وليس لمصلحة لبنان"، مشدداً في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، على أن "ترحيلهم جاء مخالفاً للمعاهدة بين لبنان وسوريا المبرمة في العام 1951 والتي تنص على أنه لا يجوز ترحيل أي سوري ارتكب جرماً في لبنان بل المفروض محاكمته في لبنان على أن يتم ترحيله بعد أن يمضي فترة محكوميته". وأكد في حديث الى قناة "ANB" ، أن "الأمن العام مديرية تابعة لوزارة الداخلية وليس هيئة مستقلة تماماً، وقراره ليس مستقلاً عن كل دوائر الدولة وعلى أن أغلب المرحلين من المناهضين السياسيين للنظام السوري وعندما يقطعون الحدود سيتم إعدامهم كما سيتم إعدام آخرين، وهذا أمر مناهض لحقوق الإنسان".

حمادة

رأى النائب مروان حمادة أن تسليم السوريين "وصمة عار ويجب أن تكون الصرخة مدوّية في موضوع كهذا، لأننا لا نريد أن يعود النظام الأمني الى لبنان وأن يعود الأمن العام اللبناني أو غيره من الأجهزة الأمنية الى ما كان عليه في عهد الوصاية". ودعا في حديث الى إذاعة "الشرق"، الى أن "تكون الصرخة مدوّية محلياً وعربياً ودولياً وربما سنختصر هذا اللقاء، لأننا سنستقبل عند الرئيس فؤاد السنيورة عدداً من سفراء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لنقول لهم إنّ ما جرى بالأمس وقبله في لبنان من تسليم لمواطنين سوريين كانوا من المفترض حتى إذا اقترفوا جنحة أو جريمة، أن يقضوا مدة عقوبتهم في لبنان لأنّ في ذلك خرقاً فاضحاً لحقوق الإنسان، وقد شوّهوا لبنان كلّياً ونراه يسير نحو الهاوية ويغرق". ووصف الحجج التي أُعطيت بأنّها "لن تنطلي على أحد"، مشيراً الى "تقدّمهم بأسئلة واستجوابات في المجلس النيابي لملاحقة الحكومة وملاحقة الذين تصرفوا بغطاء أو من دون غطاء من الحكومة". وانتقد "رئيس الحكومة الذي لم يكن قبل يوم على علم بما جرى وفي اليوم التالي أصبح على علم، أي عندما طلبوا منه أن يكون على علم".

بيضون

رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أنه "إذا كانت هناك ملفات قضائية بحق السوريين الذين تم ترحيلهم من لبنان، فهذا يعني وجوب أن تتم محاكمتهم في لبنان وأن يقضوا محكوميتهم فيه".

وقال في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال": "هؤلاء السوريون لا يجب ترحيلهم حتى لو قضوا محكوميتهم، لأن هناك حرباً أهلية دائرة في سوريا. وهذا القرار كان يجب أن يُترك إلى القضاء وليس إلى الأمن العام، ولا يجوز إطلاقاً إرسال أناس الى بلد فيه حرب أهلية".وتابع: "يجب على المعارضة أن تصفق للواء عباس ابراهيم، إذ بتسليمه السوريين الأربعة عشر جعل كل المجتمع الدولي، الذي كان يقول إن هذه الحكومة تسير الأمور من خلال سياسة النأي بالنفس، لا يثق بها. هذه الحكومة لا تثق بها كل الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وكل من يدور في فلك هذه الدول".

"الأحرار"

من جهته، ندد حزب "الوطنيين الأحرار" بقرار تسليم السوريين، معتبراً أنه بـ"مثابة اشتراك بالمصير الأسود الذي سيلاقونه على يدها". ورفض في بيان إثر اجتماع المجلس الأعلى الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، "التبريرات التي قدمها بيان المديرية الذي ألمح إلى الالتزام بالاتفاقات مع النظام السوري، وذلك بالنظر إلى الظروف الاستثنائية القائمة، وغياب سلطة القانون وانعدام الشفافية وحقوق الإنسان". ولفت إلى "المسؤولية التي يتحملها من اتخذ القرار ومساءلته قانونياً من قبل أهالي النشطاء الأربعة عشر أو من قبل جمعيات حقوق الإنسان كون تسليمهم، مع العلم المسبق بقدرهم المحتوم، يعتبر جريمة موصوفة".

[اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن ترحيل السوريين الـ14 "هو مؤامرة على المخطوفين اللبنانيين في سوريا".

[رأى نقيب محرري الصحافة اللبنانية الياس عون أن المدير العام للأمن العام اللواء الركن عباس ابراهيم "لم يرتكب أي مخالفة في إبعاده الموقوفين السوريين، وما أقدم عليه ينسجم مع القوانين اللبنانية المرعية، ولست أرى سبباً في افتعال مثل هذه الضجة، خصوصاً أن المبعدين غير ملاحقين لأسباب سياسية من سلطات بلادهم، وان لا خطر مباشراً على حياتهم جراء هذا الإبعاد". ودعا في تصريح، "جميع السياسيين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، الى تحييد المؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية عن الصراعات القائمة في ما بينهم".

[دعت "شبكة أمان" لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، الى "التعاطي مع قضية المواطنين السوريين الـ14، الذين اتخذ الأمن العام اللبناني قراراً بترحيلهم، بشفافية وبعيداً عن الانقسامات السياسية". وأشارت في بيان، الى "أنها قضية إنسانية لا يجوز خلطها بالمواقف السياسية، فترحيلهم غير مبرر مهما كانت الأسباب وخصوصاً في ظل نزوح آلاف السوريين الى لبنان، فحتى لو كانوا مجرمين كان يجب إبقاؤهم في لبنان بسبب الأحداث في سوريا". واعتبرت أن "عملية الترحيل انتهاك للمادة الثالثة من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي تنص أنه "لا يجوز لأي دولة طرف، أن تطرد أي شخص أو أن تقيده أو أن تسلمه الى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو الى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعذيب، ووجود نمط ثابت من الانتهاكات القادمة أو الصارخة لحقوق الإنسان في الدولة المعنية".

رد "الأمن العام"

في المقابل، ردت المديرية العامة للأمن العام على المواقف والتصريحات التي تتناولها في ما خص قضية الرعايا السوريين الذين تم ترحيلهم إلى بلدهم، ببيان قالت فيه:

" 1 ـ إن أي قرار تتخذه المديرية العام للأمن العام ينطلق من القوانين والأنظمة التي ترعى عملها ويستند الى مرجعية القضاء اللبناني والأجهزة المعنية بتطبيق أحكام القانون.

2 ـ إن الأمن العام يتواصل وينسق بشكل مستمر وتفاعلي مع المنظمات الإنسانية الدولية والصليب الأحمر الدولي في ما يتعلق بالرعايا الأجانب والعرب وهذه المنظمات على إطلاع وعلم دائمين، من منطلق الشراكة والتواصل بالإجراءات والتدابير المتخذة والمنسقة معها من قبل الأمن العام.

3 ـ إن الأشخاص الذين تم ترحيلهم، صدرت بحقهم أحكام قضائية لجرائم ارتكبوها على الأرض اللبنانية، ولا علاقة للدولة السورية بها وهذه الأحكام تراوح بين السرقة والتزوير ومحاولات الاغتصاب والاعتداء وليس لأي سبب آخر.

4 ـ إن المديرية العامة للأمن العام غير معنية بالكلام عن الملفات السياسية والحزبية وغير ذلك من تصريحات تهدف الى تحوير الحقائق وحرفها عن المسار المعتمد في أداء المؤسسة التي، ولحينه لم تعمد الى ترحيل أحد السوريين في لبنان الموقوف بتهمة ذبح عشرة سوريين في بلده لأنه، وأثناء التحقيق معه، أعلن أنه من المعارضة السورية فما كان من المديرية إلا أن قررت تجميد ترحيله نظراً لدخول عنصر السياسة الى ملفه القضائي، رغم فظاعة الجرائم التي ارتكبها، كما وأن المديرية العامة للأمن العام جمدت ترحيل موقوفين ما زالوا في عهدة القضاء اللبناني في قضية باخرة السلاح "لطف الله 2"، إضافة الى مهربي سلاح تم توقيفهم بعدما ادعوا في التحقيق أنهم من المعارضة السورية وهذا ما يؤكد أن تدابير الترحيل التي تقوم بها المديرية لا علاقة لها بالسياسة أو بالانتماء الحزبي أو السياسي للشخص موضوع الترحيل.

5 ـ سبق وقررت المديرية العامة للأمن العام، وبعد إبلاغ القضاء اللبناني، تجميد قرارات ترحيل العشرات من الموقوفين لديها، بعدما تبلغت من المنظمات الإنسانية الدولية أن حياة هؤلاء ستكون بخطر في حال تم ترحيلهم الى بلادهم، ومن ثم جرى ترحيل بعضهم بعد توقيعهم تصاريح لدى إحدى المنظمات الدولية معلنين رغبتهم في العودة الى ديارهم.

6 ـ إن هذه الوقائع والحقائق المثبتة في القضاء اللبناني والمطلع عليها من المنظمات الدولية هي غيض من فيض مما لدى الأمن العام من ملفات، وهي الرد على ما يُقال عكس ذلك بأن الأمن العام يتعاطى باستنسابية وانتقائية مع حالات الترحيل خدمة لأهداف وأجندات غير وطنية.

إن المديرية العامة للأمن العام تربأ بأي جهة أو طرف أن يتعامل مع الأنظمة والقوانين وكأنه وجهة نظر أو مادة خلاف، وتحيل الجميع الى القوانين اللبنانية للاطلاع عليها علها تكون هديا لمواقفهم كما هي مرجع لكل القرارات التي تتخذ من قبل هذه المديرية".

علي

الى ذلك، رأى سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي بعد لقائه الرئيس سليم الحص أمس، أن "ترحيل الأمن العام اللبناني 14 مواطناً سورياً الى سوريا، هو شأن يخص الدولة اللبنانية، وخطوة الأمن العام التزمت بمعايير قانونية". وقال: "كما قرأت في بيان الأمن العام، فإن هؤلاء بحقهم أحكام قضائية وارتكابات، وبالتالي أن يطبق القانون اللبناني على مواطنين سوريين، هذا أمر لا يدعو الى الهلع والقلق، بل على العكس يدعو الى الاطمئنان، وهذا ما نرجوه في كل الأمور أن تطبق القوانين وأن تراعى الاتفاقات الناظمة بين البلدين"، مشيراً الى أهمية أن "تكون العدالة هي المعيار في الحكم، وليس الحسابات أو المآرب أو تنفيذ مآرب خارجية تحت أي مسمى".

 

البيان الوزاري..

علي نون/المستقبل

لو استطاعت بعض القوى في لبنان لكانت سلّمت الجمهورية بمَن فيها لنظام الأسد وليس فقط 14 سورياً كانوا هربوا من بطشه ولظاه إلى فيء المناخ اللبناني! تلك قضية خارج نطاق المحاججة والمناقشة والمداكشة، بل هي يا اخوان، مسألة عادية وطبيعية لها علاقة بعلم النفس أكثر من علم السياسة!، ونمت وترعرعت على مدى عقود طويلة من الحرب الأهلية وفي حضن شبكة بناها النظام السوري من أحزاب وهيئات وتنظيمات وجمعيات وشخصيات وعلى مختلف المستويات، شكّلت له حيثية موازية تقريباً لحيثيته داخل سوريا نفسها.

مفهوم أنّ الحروب الأهلية تستدعي وتستجر مشاعر وغرائز أنوية وأحادية وخاصة، وأنّ هذه تستدرج بدورها تطلعاً إلى المشتركات مع الخارج، طالما أنّ الداخل صار عدواً تنمو على يديه "ولأجله" كل أسباب القطع والحرب.. ومفهوم تماماً أنّ البناء الأسدي السوري في لبنان إنّما قام على دراية وافية ودقيقة بطبيعة الخراب اللبناني وتفاصيله، وبالمساعدة على ترسيخه وتقوية دعائمه وردفه بتمديد فئوية الأداء الاستبدادي من سوريا إلى لبنان! لكن ما لا يُفهم هو استمرار تلك الطقوس في زمننا الراهن وبطريقة دونية مهينة عدا عن كونها فقيرة في السياسة ومريضة في المبدأ وخطيرة في المستقبل القريب! نظام التبادل في السياسة غيره في التجارة، وفي الأمن غيره في الزراعة. لكن النظام الأمني اللبناني السوري المشترك كلّي وشامل ولا يتوقّف عند التفاصيل: يمتد من خطف معارضين إلى تسليم هؤلاء وتبرير الاعتداءات، إلى منع فيلم تراه الحليفة الثالثة طهران مسيئاً لها، إلى مصادرة كتاب بطريقة بلهاء، وصولاً إلى القتل ومشتقاته! وكأنّ الشعب اللبناني الكريم ينسى أو يتناسى ما هو فيه منذ سبع سنوات وأكثر، أو كأنّ ارتكاب تسليم معارضين هو ابن بيئة مختلفة عن تلك التي أنتجت الاغتيالات والتفجيرات! في اللحظة الراهنة، لا داعي للاستغراب والاستنكار في الجملة بل في "المفرّق". وفي ذلك أنّه للمرّة الأولى رغم كل ما شهده وعاشه لبنان، نشهد على حكومة تدأب بالتعويض عّما فاتها من مهمّات مطلوبة منها منذ اللحظة الأولى لتشكيلها: على تسليم المعارضين السوريين، والتغطية على الجرائم الأسدية شمالاً وبقاعاً، والدفاع عنها وتبريرها دائماً. ثم الدفاع عن "سياسة" الأسد في كل محفل عربي أو دولي، وهي كلها، لمَن خانته الذاكرة، جزء رئيسي من برنامج عملها.. ومن بيانها الانقلابي المسمّى البيان الوزاري، لا أكثر ولا أقل. شكراً.

 

هل يُصلح فك "التفاهم" ما أفسده.. انتخابياً؟

كارلا خطار/المستقبل

"أفك التفاهم".. "أتمسّك بالسلاح".. "أفك التفاهم".. "أتمسّك بالسلاح".. يحتار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" أي احتمال ستختار وريقات الزهرة البرية العاشقة للحرية التي يمسك بها بين يديه.. فإذا أخذ بنصيحة صهره وسند ظهره وزير الطاقة جبران باسيل ونائب كتلته ابراهيم كنعان، اللذين يميلان اليوم الى فكّ ارتباط التكتل بـ"حزب الله" بحسب مصادر مقرّبة من "التيار"، لمزّق ورقة "التفاهم" ورماها خلفه وراح يتطّلع الى الجماهير التي يفتقدها وبالتالي الأصوات التي خسرها نتيجة تحالفه المسلّح.

صورة الجنرال المحتار ليست من نسج خيال الطامحين الى الحرية والمؤيدين لرفع غطاء "التيار" عن السلاح غير الشرعي وعزله ودعم سيطرة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية.. لكنّ الجنرال يقف مكتوف اليدين، حائراً في أمر الورقة التي جمعته مع السلاح بحسب المصادر نفسها، وفي ذهنه تتردد أصداء البند العاشر فيها، حيث حَكَم عون على نفسه وعلى تياره بالالتحاق باستراتيجية "حزب الله" وبورقة "التفاهم" من خلال توقيعه على ما ذكره البند العاشر وهو أن "السلاح وسيلة مقدّسة".

وتقول المعلومات أن كلاً من باسيل وكنعان يعملان حالياً على الترويج للانفصال عن "حزب الله" داخل صفوف "التيار" وفكّ التفاهم معه، وسط معارضة من الغالبية لما يروّجون له. وترجّح مصادر مقرّبة من "التيار" أن "الأخير قد يتّجه لفكّ التفاهم لسببين، أهمّهما أن الارتباط الاستراتيجي بين "التيار" و"الحزب" أفقدته 20% تقريباً من ناخبيه، وهذا ما كان صرّح به أحد قياديي "التيار". ومهما جهد في إعادة ترميم العلاقة قبل أقل من عام من موعد الانتخابات النيابية فإنه لن يفلح، خصوصاً مع وجود من يبثّ فكرة الانفصال داخل "التيار". أما السبب الثاني، الذي تؤكده المصادر، أن باسيل بات مقتنعاً بفكّ الارتباط مع "الحزب" علماً أنه الوحيد في تكتل الجنرال الذي يمكنه استمالته بكل سهولة وعون بدوره معجب بأفكاره.

إلا أن فكرة فكّ الارتباط مع "الحزب" ليست بالقرار البسيط أو النزوة العابرة، خصوصاً وأن سبب نسج الارتباط في العام 2006 مع "الحزب" والتفكير في حلّه اليوم واحد وهو كيفية كسب أصوات القاعدة الشيعية لحشد أكبر نسبة من الجمهور وبالتالي السيطرة على المجلس النيابي والفوز بوزارات "حرزانة". فقد فاز "التيار" في الانتخابات الماضية بأصوات حليفه الشيعي مضحّياً بشعبيّته المسيحية، وهذا ما ورد على لسان باسيل حين سأل، في الذكرى السادسة على توقيع ورقة "التفاهم" وعقب عملية تمرير قضية المياومين في ساحة النجمة، عن التضحيات التي دُفعت ثمناً لهذه الوثيقة، وأقرّ ضمناً بدفع ثمن ورقة التفاهم "من شعبيتنا وتاريخنا ورصيدنا من التراكم الثقافي والفكري المسيحي" خوفاً من الفتنة والعيش باستقرار. وسأل: "هل تسقط كل هذه التضحيات أمام هكذا أمور"، وربط في حينها بقاء المقاومة بالفساد قائلاً "لا يظننّ أحد أنّ المقاومة ستبقى سليمة إذا نخرها الفساد".

إذا لم يعد يناسب باسيل المُصلح أن "يتفاهم" مع الفساد. ولا شكّ في أنه بعدما اختبر الحكم الوزاري الى جانب حليفه وسلاحه "الحامي"، اكتشف أن استراتيجية "كسر الكلمة" تُفقد وزارته هيبتها، ويبدو أمام الشعب اللبناني وكأنه وزير بالوكالة عن "الحزب". من ناحية أخرى، يدرك باسيل أن الأوراق داخل "التيار" باتت تنحو لتمزيق ورقة "التفاهم"، خصوصاً بعد دعم من كنعان. أما الأخير فقد نشرت إحدى الصحف منذ أسبوعين خبراً مفاده أنه قرر التزام الصمت والانكفاء عن التصريح في الإعلام أو الظهور في مقابلات، لأنه يشكل محطّ انتقاد من نواب ووزراء تياره حيث كلّما أدلى بتصريح تناولهم فيه بالكلام الجيّد أو الناقد يسبب لهم المشاكل.

من ناحيته، يفكّر الجنرال بالكثير من الأسباب التي تمنعه من فكّ الارتباط مع "حزب الله" وأخرى ترغمه على البقاء. وأتت التصريحات الإعلامية الأخيرة لكل من الجنرال وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في هذا الإطار حيث تناول الرجلان في كلامهما "أطراف" وثيقة "التفاهم"، كأنهما أرادا تكذيب المعلومات التي بدأت "تفوح رائحتها".

من جهتها، تشير مصادر أمنية مطّلعة الى أن العشاء الذي أقيم أخيراً في منطقة برمانا جمع مجموعة من قياديّي وناشطي "التيّار الوطني الحر" في المتن الشمالي أطلقوا على أنفسهم اسم "متنيّون". وتلفت المصادر نفسها الى أن تكتل "التغيير والإصلاح" في تلك المنطقة منقسم حيث ينادي قسم منهم بالالتحاق بعون وأطلقوا على أنفسهم اسم "عونيون"، فيما اختار القسم الآخر اسم "التيار الوطني الحرّ" بقيادة كنعان ورافضين لسياسة النائب نبيل نقولا، وسجّل هذا "التيار" رفضاً قاطعاً للحاق بعون جراء تحالفه مع "حزب الله".

هذه المعلومات يؤكدها ويثني عليها رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرة، مضيفاً عاملاً آخر لانقسام التيار وهو أن "عون ردد قبل الانتخابات الفرعية في الكورة عبارة "المحورية هي أقصر طريق الى جهنّم" وأتى الجواب من سوريا "العلاقة بين "حزب الله" وعون خطّ أحمر".. ويرى أبو جمرة في ذلك "تهديداً سورياً فهمه الجنرال". وتلا ذلك اجتماع بين جبران باسيل وابراهيم كنعان والنائب سامي الجميل في المتن مع عضو كتلة "القوات" النائب جورج عدوان، وأتى التصويت على أثره ضدّ مرشّح "القوات" في الكورة.. ويخلص أبو جمرة الى أن "داخل التيار تسيطر وجهتا نظر وانقسام ظهر سريعاً، علماً أن باسيل وبعض كوادر "التيار"، الذين يطالبون اليوم بالانفصال عن التفاهم، هم من رتّبوا لتلك العلاقة، وباسيل الذي كان مقداماً في توثيق العلاقة ومتحمّساً في السابق ها هو يتراجع اليوم وهذا ليس سهلاً".

ويتابع "العلاقة بالنسبة الى مؤيدي العلاقة مع سوريا يعني أن كل انفصال عن النظام السوري هو ابتعاد بالتالي عن المحور وهو الخطّ الأحمر، غير أن واقع الأمور في سوريا غير مستقرّ باتجاه النظام". ويخلص بأن "هذا سينعكس سلبياً على الانتخابات في المناطق التي تسيطر فيها شعبية الجنرال، حيث أن بيئة "الحزب" حاضنة ولا تتأثر وكذلك حركة "أمل" ومن سيدفع الفاتورة هو الحلقة الأضعف المتمثلة بالجنرال في منطقته". ويعقّب أبو جمرة مستخدماً المثل اللبناني "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون" مكتفياً بالقول "الله يساعد شانتال (ابنة عون وزوجة باسيل)".

من جهته، لم يستبعد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا "مناداة بعض قياديي "التيار" بفكّ الارتباط، وذلك لأن التحالف بين "التيار" و"الحزب" غير طبيعي وقد تأكّد ذلك نتيجة الممارسات وتضارب المصالح، خصوصاً مع ظهور بعض القضايا الداخلية التي شكّلت شعرة قصمت ظهر البعير".

وشرح قاطيشا بأن "كلامهم عن التحالف الاستراتيجي العظيم يعني تأمين حماية السلاح لكن لدى الوصول الى القضايا داخل الدولة اختلفوا لأن كلّ طرف منهما يحمل أجندة خاصة به خصوصاً "التيار" وحركة "أمل". إذاً، الى أين سيتّجه الجنرال بعد فكّ الارتباط؟ يجيب قاطيشا بأن "الجنرال لن يتّجه الى فكّ الارتباط لأنه واقع استراتيجياً تحت هيمنة "الحزب" وبات أسيره ورهينة له في مختلف المجالات.. فضلاً عن أن عون لا يمكنه أن ينفّذ ما يريده باسيل لأن الجنرال متمسك بعدد النواب التسعة الذي يؤمنه له "الحزب" والعدد مرشح للزيادة.. وعون لن يفرّط بالنواب الجدد". من هنا يجد قاطيشا أن "فكّ الارتباط قد يأتي بعد الانتخابات النيابية في العام المقبل مع الإشارة الى أن الأمور ستبقى في إطار الأخذ والردّ حتى المعركة المنتظرة".

ويشدد قاطيشا على أن "شعبية الجنرال تراجعت في المناطق المسيحية، لكنّه سيحظى بتسعة نواب مؤكدين وأكثر في مناطق بعبدا وجزين وجبيل أما فكّ الارتباط فسيحرمه من نوابه التسعة وغيرهم أيضاً. حيث أن ذلك لا يعني أن عون سيربح الانتخابات في جبيل، لأن شعبيته ستحاسبه. فالجنرال لن يضحي بما في جيبه".

في هذا الإطار، يلفت عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الى أن "انهيار النظام السوري وحده يُضعف "حزب الله" وبالتالي سيلاحظ عون أن حليفه لن يتمكن من حمايته فينفصل عنه". وشرح "الجنرال وحده يقرر في "التيار" معرباً عن شكوكه في "أن يفكّ "التيار" ارتباطه بـ"الحزب" لأنه أصبح متورّطاً في موقفه السياسي وابتعد كثيرا في علاقته مع "الحزب" ما يمنعه من إمكانية فكّ الارتباط". ورأى أن "مصالح كبيرة تجمع أيضاً جبران باسيل مع "الحزب" وارتباط بتعهدات إيرانية وأمور أكبر بكثير من مجرّد قرار سياسي بفكّ الارتباط".

ويرفض فتفت أن تكون "ورقة التفاهم هي رابط الجنرال بـ"الحزب"، حيث أن المصالح وحدها تربطه به وهو يتطلّع الى "الحزب" كونه أمله الوحيد في الوصول الى رئاسة الجمهورية وليتنعّم بتغطية سياسية كافية في طموحاته." ويشير الى أن "الجنرال سيرفض تحالفه مع "الحزب" حين يصبح الأخير أضعف من أن يؤمن له مصالحه السياسية".

وعمّا إذا كان سقوط النظام السوري سبباً في ذلك، يلفت فتفت الى أن "ارتباط الجنرال بالنظام السوري متين ويسبق ارتباط النظام بـ"حزب الله"، مضيفاً "بعد انهيار النظام السوري ستتبدّل المعطيات عندها يمكن الحديث عن تحديد موقف الجنرال والأهمّ أن يتمكن الرأي العام من تحديد موقفه".

 

الجوزو: الحديث عن الانتصارات لم يعد ينفع

المستقبل/رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أنه "بعد الدور المكشوف لحزب الله في سوريا، لم يعد ينفع الحديث عن الانتصارات السابقة، سواء عام 2000 أو عام 2006، لأن الانتصار الاول حققه الفلسطينيون، والثاني تسبب بدمار لبنان وخرابه وكلف الخزينة المليارات التي أنفقت على إعادة اعمار الجنوب والضاحية الجنوبية".وسأل في تصريح أمس: "ما قيمة أن يصمد حزب الله في وجه الغزو الصهيوني وفي بعض القرى، في مقابل دمار جسور لبنان؟". وأشار الى أن "آخر ما اخترعه الحزب هو سياسة النأي بالنفس، بينما هو غارق في دعم النظام السوري".

 

مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز " يُصدر تقريره بالانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز

أصدر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، تقريره الشهري عن الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية في البلدان الأربعة التي يغطيها نشاطه، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. ولفت فيه الى استمرار المشهد الدموي في سوريا مع سقوط المزيد من المصورين والناشطين الإعلاميين فيها، إضافة الى تزايد الاعتداءات بالضرب على المراسلين والمصورين الصحافيين في كل من لبنان والأردن. ومما جاء في التقرير المختصر: "حافظ المشهد السوري على دمويته خلال شهر تموز 2012، وطغى كعادته على مجمل الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية في البلدان الأربعة التي يغطيها نشاط مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. وتواصل مسلسل القتل الممنهج حاصداً المزيد من المصورين والناشطين الإعلاميين والفنانين السوريين، فقضى النحات وائل قسطون جرّاء التعذيب الشديد الذي تعرض له في المعتقل الأمني في حمص، وقُتِل الناشطان الإعلاميان محمد حمدو حلاق في حلب وصهيب ديب في ضواحي دمشق، في حين أصيب كل من مراسل "الجزيرة" عمر خشرم والمصور التركي سنان غل بجروح أثناء تغطيتهما المعارك في حلب.

كما كان لافتاً تزايد الاعتداءات بالضرب على المراسلين والمصورين الصحافيين في كل من لبنان والأردن خلال تأديتهم واجبهم المهني ومعظمها على يد العناصر الأمنية. أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة فجاءت على الشكل الآتي:

في لبنان، طغت الاعتداءات بالضرب على المراسلين والمصورين الصحافيين، على باقي الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو. وسُجّل في هذا الإطار الاعتداء على مراسل محطة "أم.تي.في." (MTV) هيثم خوند والمصوّر جاد أبو أنطون خلال تغطيتهما اعتصاماً لمناصري "التيار الوطني الحرّ" أمام وزارة الطاقة، إضافة الى مراسل محطة "أو.تي.في." (OTV) ادمون ساسين والمصوّر رولان خوري عند محاولتهما الدفاع عنهما (19/7). كما اعتُدي بالضرب أيضاً على مراسل جريدة "الديار" محمود الزيات والصحافي في جريدة "البناء" جمال الغربي في صيدا (26/7) على يد الأجهزة الامنية، في حين تعرّض فريق محطة "أم.تي.في." للمضايقة خلال تغطيته تظاهرة "التيار الوطني الحر" في الأشرفية وحاول المتظاهرون الإمساك بمساعد المصور لمنعه من القيام بعمله (26/7). وسُجّل كذلك تعرّض رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان "راصد" عبد العزيز طارقجي للضرب قرب سرايا صيدا الحكومية (19/7).

وكان لافتاً إزالة لوحة للفنانة زينة الخليل من معرض بيروت للفنون في مركز "بيال" (BIEL) بضغط من عناصر حزبية (12/7)، وقرصنة موقع قناة "أو.تي.في." الإلكتروني احتجاجاً على قطع الكهرباء (28/7)، وبث أشخاص مجهولين أخباراً سياسية مفبركة عن سوريا باسم قناة "المنار" عبر "تويتر"(Twitter) (19/7) وإزالة شركتي "غوغل" (Google) و"آبل" (Apple) التطبيق الخاص بالقناة على الهواتف الذكية (29/7)، إضافة الى قرصنة الموقع الالكتروني الخاص بالناشط شادي نشابة (3/7).

وقضائياً، أحيل المدير المسؤول في صحيفة "الأخبار" الصحافي ابراهيم الأمين على محكمة المطبوعات بجرم القدح والذم (5/7)، وتمّ الإبقاء على المدعى عليه في حادثة الاعتداء على محطة "الجديد" وسام علاء الدين موقوفاً (4/7).

وفي سوريا، تواصلت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، فاستمر القتل الممنهج للمصورين والناشطين الإعلاميين والفنانين، إذ سجّل مقتل الناشطَين الإعلاميَين محمد حمدو حلاق في حلب (2/7) وصهيب ديب في ضواحي دمشق (4/7)، فيما لاقى النحات وائل قسطون حتفه جرّاء التعذيب الشديد الذي تعرض له في المعتقل الأمني في حمص (22/7).

كما سُجّل إصابة كل من مراسل "الجزيرة" عمر خشرم والمصور التركي سنان غل بجروح أثناء تغطيتهما المعارك في حلب (30/7)، واعتقال الناشط الإعلامي سليم قباني في دمشق (14/7)، إضافة إلى تأجيل محكمة الجنايات الثانية في دمشق الحكم بحق الناشط سليمان الشمر للمرة الثالثة (29/7).

وفي حين تعرض المذيع في التلفزيون السوري محمد السعيد للخطف من منزله في جديدة عرطوز جنوب غرب دمشق من دون أن تُعرف الجهة الخاطفة (20/7)، خَطف مسلحون معارضون كلاً من المصوّرين الهولندي يورن اورليمانز والبريطاني جون كانتلي في شمال سوريا (19/7) وأفرجوا عنهما بعد أسبوع.

وفي الأردن، كان للدرك صولات في قمع الصحافيين والاعتداء عليهم وتهديدهم خلال تموز/يوليو، وأبرزها اعتداء عناصر الدرك على طاقم قناة "رؤيا" الفضائية واقتيادهم الى مركز أمني وتهديدهم بكسر الكاميرا ومسح صور مشاجرة جرت بينهم عنها بعد مصادرتها ليوم كامل (6/7)، إضافة الى منعهم الصحافي أحمد براهمة من تغطية اعتصام أمام السفارة المصرية واحتجاز كاميرته (1/7). كما احتجزت الشرطة الأردنية مجموعة من الإعلاميين أثناء تغطية اعتصام في محافظة إربد (5/7). أما آخر الاعتداءات فكان تهديد وزير التربية الأردني فايز السعودي الصحافي مصعب الشوابكة على خلفية تحقيق عن الغش في الامتحانات (31/7)، فيما اقتحم مجهولون مكاتب موقع "وطن نيوز" في عمّان وحاولوا سرقتها وأتلفوا بعض محتوياتها (17/7).

الى ذلك، أوقفت الشركة المصرية "نايل سات" بث فضائية "جو سات" الأردنية لأسباب مادية (26/7)، وأعلن وزير الإعلام الأردني عن تعديلات واسعة في التشريعات الإعلامية (24/7).

وفي غزة، ساد جو من الهدوء على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، لم يُعكّره سوى اعتداء مجهولين بالضرب المبرّح على القاص والإعلامي يحيى رباح في وسط مدينة غزة (31/7)، واحتجاز شرطة "حماس" الشاعر محمد سليمان "ابو نصيرة" والتحقيق معه بشكل مهين بسبب مشاركته في مسيرة احتجاج على قطع الكهرباء في مدينة غزة (18/7)، في حين سُجّل إطلاق أمن "حماس" سراح الأكاديمي والصحافي محمد قنيطة بعد تعرضه للتعذيب والحبس الانفرادي (4/7).

وفي الضفة الغربية، واصلت السلطات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الصحافيين والناشطين الفلسطينيين خلال تموز/يوليو، وسُجّل احتجاز الجنود الإسرائيليين الصحافي والناشط علي عبيدات وإخضاعه للتحقيق (1/7)، وتأجيل محكمة عوفر العسكرية محاكمة مراسل إذاعة "صوت الأقصى" الصحافي شريف الرجوب للمرة الثالثة توالياً (23/7)، ورفض المحكمة العليا الإسرائيلية استئناف الصحافي عامر أبو عرفة من دون توضيح الأسباب (23/7).

أما داخلياً، فقد تابع الأمن الفلسطيني انتهاكاته بحق الصحافيين، فاعتدى عدد من رجال الأمن بالضرب على كل من المصورين الصحافيين سائد هواري وأحمد عودة وأحمد مصلح والصحافي عصام الريماوي والصحافي والناشط محمود حريبات، وتسبب لهم بجروح وكدمات أثناء تغطيتهم التعرض لمعتصمين احتشدوا للتنديد بالاعتداء الذي تعرض له الصحافي محمد جرادات (1/7)، كما اقتحم عناصر جهاز المخابرات الفلسطينية بيت الكاتبة لمى خاطر واعتقلوا زوجها في محاولة للضغط عليها بسبب مقالاتها وكتاباتها (17/7)، واعتقل جهاز الامن الوقائي في قلقيلية الكاتب عصام شاور(30/7)، إضافة الى تعرض الكاتب خليل شاهين لحملة تحريض وتشويه بسبب تصريحاته الإعلامية (4/7).

وفي أراضي الـ48، صعّدت السلطات الإسرائيلية وتيرة إنتهاكاتها بحق الحريات الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، وكان أبرزها إخضاع الصحافيين الفلسطينيين لتفتيش مهين عند دخولهم لتغطية المؤتمر الصحافي لوزيرة الخارجية الأميركية في القدس ما دفع بهم الى مقاطعته (16/7)، وتوقيف الشرطة الإسرائيلية صحافياً ومصوراً فلسطينيين ومنعهما من التصوير عند باب المغاربة (9/7)، وتجديد أمر إغلاق "جمعية الدراسات العربية" و"بيت الشرق" للمرة العشرين (30/7).

وكان لافتاً مطالبة "سلطة البث الثانية" بإعادة النظر في إمكان تغريم "راديو الشمس" (27/7)، وتأجيل محكمة الناصرة الحكم في قضية الصحافي عماد المرعي (10/7)، فيما أثار إغلاق ملف التحقيق بحق مطلق الحملة العنصرية ضد الطلاب العرب الحاخام شموئيل إلياهو موجة من الانتقادات الفلسطينية (8/7).

وفي حين مددت الكنيست سريان الإعفاء للشرطة و"الشاباك" من توثيق التحقيق مع المشتبهين الأمنيين بالصوت والصورة (3/7)، وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قناة "بي.بي.سي." (BBC) بالإشارة الى القدس عاصمة لإسرائيل في صفحة الأولمبياد على الإنترنت (15/7)، أُعلن افتتاح "لوبي الحقوق الإعلامية للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل"، وشُكّل ائتلاف عربي للتربية والثقافة لفلسطينيي الداخل من أجل مواجهة القرارات العنصرية والانتهاكات بحق العرب والفلسطينيين في الداخل.

 

ماذا نحن المسيحيّين أغبياء؟

امجد اسكندر/جريدة الجمهورية

كلّ الطوائف في لبنان، إلّا المسيحية منها، تمتلك فكراً سياسيّاً واضحاً أو على الأقلّ تتمتّع بحِسّ سياسي. هذا الفكر أو هذا الحسّ يجعل السُنّة أو الشيعة أو الدروز، يعرفون إلى حدّ كبير أين تكمن "مصلحتهم في هذا الوطن". عند المسلمين اقتناع دفين بأنّ مواقف زعمائهم لا يمكن أن تكون ضدّ "المصلحة العليا للطائفة"، لذلك لا يخوِّنون زعيماً بينهم. وفي قرارة كلّ سُنّي وشيعيّ ودرزي، أنّ زعيمهم الأبرز، إن تشدّد، فبهَدف منح الطائفة المزيد من القوّة. وإن تقلّب، فبهدف الحفاظ على المكتسبات.

وإن تراجع، فليحدّ من الخسائر التي قد تلحق بطائفته. في مسألة "الفكر السياسي" الرأي العام المسيحي العريض ينال صفراً! لماذا نحن المسيحيّين أغبياء؟ لماذا لا نمتلك حسّاً سياسيّاً يعلو على صراعاتنا بين بعضنا البعض. لماذا نحن مع "زعماء" مسيحيّين، ولا نعرف "مصلحة المسيحيّين". لماذا نُفلسِفُ " تعدّد آراء المسيحيّين"، ونعتبره مصدر غنى وتذاكٍ، فيما الأنانية أو الجهل سببان لهذا "التعدّد"، والخسارة والوهن نتيجتاه الحتميتان على الدوام.

لا يمكن أبداً مقارنة موقف ميشال عون في تحالفه السوري، وهو خصم سمير جعجع، بموقف نجيب ميقاتي وهو خصم سعد الحريري. يا لها من مأساة، نجيب ميقاتي صديق بشّار الأسد، يحاول أن ينأى بنفسه، وعون يزجّنا زجّاً مع حزب البعث، ويعجب كيف لا نطرب لهذا الانتحار؟ ميقاتي لا يكابر. يعرف أنّ مزاج السُنّة تبدّل. إنّه المنطق يا غبي.

غيّرت خطابك وقضيتك في حين أنّ آل الأسد و"حزب الله" لم يُغيّرا في أيّة مسألة لبنانية أو عقائدية أو أخلاقية أو دولية أو حتى اجتماعية او ثقافية. سعد الحريري ووليد جنبلاط، غيّرا وتغيّرا في مواقفهما الوطنية.

غبيٌّ سياسيّاً من يقول جعجع تغيّر وأصبح مع القاعدة و"الإخوان المسلمون". مَنْ غير الغبي يمكن أن يتّهم جعجع "بالتطرّف المسيحي" ثلاثين سنة؟ ثمّ يكتشف أنّه حليف الفكر الوهابي و"فتح الإسلام". فعلاً هذه غباوة أن تنطلي عليهم حيلة جعجع ثلاثين سنة. في سنوات حروبه، كان ميشال عون يتبجّح بأنّه "وطنيّ".

لم يكن يحب أن تُلصق به "تهمة" المسيحية السياسية. اليوم خطابه "مسيحيّ" بامتياز. ويقول إنّه مع بشّار الأسد و"ولاية الفقيه" لحماية المسيحيّين في انطاكية وسائر المشرق! غبيّ من ينسى ماضي المواقف، وأغبى من يؤمن بحاضر التحالفات، وزائل من يسكت أو يوافق.

هذا التقهقر، هذه الغباوة، سببهما انعدام الحدّ الأدنى للفكر السياسي عند المسيحيّين. أسباب هذا "الانعدام الفكري" تحتاج الى طاقات فكرية كبيرة لاكتشافها، وطاقات أكبر لتوجيه المسيحيّين الى أفق هذا الفكر، بعد إيضاحه. إنّها مسألة أكبر من هذه المقالة ومن كاتبها. ولكن من منطلق مسيحيّ يمكن البدء بالقول إنّ نبذ "المكابرة"، خطوة لا بأس بها على الطريق الصحيح.

في الرأي العام المسيحي مَيل نحو "المكابرة" و"السلوك الغريزي". في الشرق أحيانا، هاتان السيّئتان مفيدتان للبقاء، ولكن ليس على طول الخط والزمان. وأحياناً تنتج منهما شعارات جذّابة ولكن غير صحيحة أو مُحقّة. يجب أن نعترف أنّ "المنطق العوني" نجح ماضياً في تعميم صورة نمطيّة للمواطن المسيحي المؤيّد للقوات اللبنانية.

"القواتي" عند "العونية" هو "أزعر الحي" او تلطيفاً "قبضاي الحي" الذي لا يقيم وزناً لأحد. هذا ما انتهى إليه "القحط الفكري" عند شريحة واسعة عند المسيحيّين. ولإيضاح السبب سأورد هذه القصة ـ المثل، على أساس أنّ المسيح علّمنا بالأمثال.

العام 1975، كان المسيحيّون في باص كبير، وكانوا مطمئنّين إلى أنّ سائق الباص ماهر في القيادة، ولم يعرفوا أنّ المرض كان يتآكله من الداخل. (السائق هنا الدولة ممثلة برئاسة الجمهورية وقيادة الجيش). فجأة أصيب السائق بنوبة قلبية وأغمِي عليه.

تنوّعت ردود فعل الركّاب المسيحيّين. منهم من بدأ بالصراخ والعويل، ومنهم من أغمض عينيه. راكبٌ من الركّاب تقدّم إلى المقود وأزاح السائق المُغمى عليه وحاول إيصال الباص إلى محطّة آمنة.

(هذا الواحد هو الجبهة اللبنانية وحلفاؤها ثمّ القوات اللبنانية). هذا السائق تمتّع بالجرأة والإخلاص لإنقاذ الركّاب، لكنّه أصلاً لا يتقن جيّدا قيادة الباصات. كان منصرفاً إلى اختصاص آخر. بمزيج من الشجاعة والتضحية، وبما أوتيَ من منطق وإدراك حاول قيادة الباص بطريقة فضلى. أثناء هذه القيادة كان يُخفق في السيطرة على المقود أحياناً، وكان يستخدم الفرامل بشكل غير صحيح أحياناً أخرى.

هذه القيادة السيّئة سبّبت ترنُّحاً بين الركّاب. منهم من أُصيب بكدمات ومنهم من أُصيب بالغثيان، فبدأوا ينهالون باللوم على السائق الجديد، وغاب عن وعيهم أنّه أصلاً غير مهيّأ لهذه المهمة وأنّه خاطرَ من أجل ألّا يتدهور الباص إلى الوادي ويموت الجميع.

(هذا الغياب عن الوعي، هو انعدام الفكر السياسي عند المسيحيّين). إستمرّ الأمر لفترة أطول ممّا توقّع السائق والركّاب، واستمرّ بعض الركّاب في كيل الشتائم وتثبيط العزائم للسائق الجديد.

وبدوره هذا السائق لم يتوانَ عن مدّ يده وضرب الركّاب الذين كان صراخهم يمنعه من التركيز. ثمّ أيضاً شارك في كيل الشتائم وطلب ممَّنْ وقف إلى جانبه أن يؤازره في الضرب والشتم، ليتفرّغ للقيادة (التجاوزات والانتهاكات غير المبرّرة). في هذا الوضع المأسوي، ظهر راكب جديد كان ساكتاً أي شبه موافق على ما يقوم به السائق.

(الساكت هو "العونية"). نطق الساكت. وزاد من تأجيج العداء، هامساً في أذن الركّاب "الغائبين عن الوعي": أنظروا كيف أصيب الباص بأضرار كبيرة، كيف تقبلون أن يكلّمكم بهذه اللهجة؟ أنا أتقن القيادة بأفضل منه، وعليكم أن تساعدوني عليه. ساعده بعضهم، ووضعوه مكان السائق المشكوّ منه. بعد حين، تبيّن أنّه لا يتقن القيادة، والأدهى أنّه لا يعرف المكان المقصود، ويريد أن يذهب بالركّاب المسيحيّين إلى مكان آخر لا يشبههم بشيء. "المكابرة المسيحيّة" لا تريد الاعتراف بخطأ خيارها.

لا تريد الاعتراف بأنّ بديل البديل ليس بأصيل! المكابرون لا يحبّون الفكر النقدي، فكيف يتقبّلون الفكر السياسي؟ لو كان الفكر السياسي هو المعيار لما اشتكى الركّاب. كانوا غلّبوا شجاعة السائق وإخلاصه وحبّه لهم على مناكفته لأنّه يقود الباص بطريقة غير محترفة. ما كانوا لينسوا أنّه أصلاً اندفع إلى المهمّة الصعبة، لأنّ هناك من جَبُنَ أو سَكَتْ.

 

"التايمز": عناصر "CIA" يقدّمون دعماً سرّياً لثوار سوريا

مع دخول الثورة في وجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد مرحلةً مصيريةً، بدأ جهاز الإستخبارات المركزيّة الأميركيّة "CIA" بمنح الثوار المسلّحين دعماً سرياً. وتشير صحيفة "تايمز" البريطانيّة إلى القرار الرئاسي الأميركي الذي تمّ توقيعه في خلال الأشهر الأخيرة، والذي يسمح لعناصر من "CIA" بالعمل إلى جانب الثوار السوريين. وهو أمرٌ رفض الناطق بإسم البيت الأبيض التعليق عليه.

وتلفت الصحيفة إلى أنّ "CIA" لديها منذ أسابيع عديدة عملاء استخباراتيين في جنوب تركيا، يعملون هناك للتأكّد من أنّ الأسلحة التي تعبر الحدود التركيّة إلى داخل سوريا تنتهي في يد الثوار، لا في يد خلايا تنظيم "القاعدة" أو أي مجموعات متطرفة أخرى. وتضيف الصحيفة أنّ الولايات المتحدة لا تزال ترفض تقديم أسلحة بشكل مباشر للثوار السوريين، لكنّها أعطت موافقة ضمنيّة للأسلحة التي تصل إليهم من الممكلة العربية السعودية وقطر. ويقول مسؤولون أميركيون إن واشنطن تنسّق مع الدول التي تسلّح المعارضة السورية.وإذ تشير "التايمز" إلى أن انكشاف أمر توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما على القرار السري الذي يعطي للـ"CIA" والوكالات الأميركية توجيهات بالعمل في سوريا، حصل ليل الأربعاء الفائت، تلفت إلى أنه بعد ساعات من ذلك أعلن كوفي أنان استقالته من مهامه كمبعوث أممي وعربي إلى سوريا. وتؤكد الصحيفة أن العنف المتصاعد في سوريا أدّى في الأسبوعين الماضيين إلى سقوط أكثر من مئة قتيل يومياً، وترافق ذلك مع أدلة متزايدة عن انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل طرفي النزاع.

 

سقوط حلب يمهد لاندلاع حرب اقليمية!

سليم نصار (الحياة)، السبت 4 آب 2012

السبت ٤ أغسطس ٢٠١٢للمرة الاولى يتحدث الرئيس بشار الاسد عن معركة حلب، وأهميتها في رسم مستقبل البلاد، مطالباً الجيش النظامي بالصمود والدفاع عن ريفها وشوارعها.

وقد تزامن اعلان هذا الموقف السياسي مع الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية وليد المعلم لطهران، بحجة اطلاع الرئيس احمدي نجاد على خطورة الوضع العسكري في حلب. ومع ان تفاصيل محادثاتهما بقيت طي الكتمان، إلا ان اعلان الوزير السوري عن دحر كل «القوى الكونية»، يشير الى طلب النجدة من حليف اقرب اليه من روسيا والصين.

ويبدو ان المعلم استخدم وصفاً جديداً لتضخيم الدور الذي تقوم به تركيا لعل ايران تزيد من مساعداتها وتدخلها بهدف منع سيطرة المعارضة. لذلك قال في مؤتمره الصحافي ان بلاده لا تحارب «الارهابيين» فقط، بل «قوى كونية» مساندة. وكان بهذا الوصف الشامل يشير الى جنسيات المتطوعين من امثال نشطاء «القاعدة»، اضافة الى مناصرين قدموا من الشيشان والسويد وفرنسا والجزائر والاردن، تحت شعار «كتيبة المجاهدين الموحدة».

وقد استخدمت الصحف الاجنبية ظاهرة تدفق المتطوعين للتذكير بمغامرات المتسللين الذين اغرقوا العراق بالدم. وكانت سورية في حينه تؤمّن لهم فرص العبور من اراضيها.

يقول المراقبون ان ايران مترددة في اقحام نفسها في شكل سافر في حرب قد تستغلها الولايات المتحدة وإسرائيل لتسديد ضربة الى منشآتها النووية. اضافة الى هذا المعطى، فإن ادخال قواتها عبر العراق الذي تهيمن عليه، قد يضيف الى الازمة بعداً مذهبياً تستغله تركيا لاستقطاب السنّة مقابل تدخل شيعة ايران.

من اجل تخفيف اعباء الضغوط التي تمارسها تركيا على سورية، قامت دمشق بخطوة غير متوقعة عندما وضعت خمس مدن في شمال البلاد في عهدة حزب العمال الكردستاني. ثم اعلنت ان فرعه السوري الذي ينشط تحت اسم «حزب الاتحاد الديموقراطي» هو الذي سيتولى مسؤولية ادارة المدن الخمس. وبما ان انقرة تعتبر جماعة عبدالله اوجلان قوى متمردة على سلطتها، فقد هدد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان باستخدام حقه في ملاحقة المتمردين الاكراد داخل الاراضي السورية.

والثابت ان هذه العملية اقلقت اردوغان كثيراً بدليل انه ارسل وزير خارجيته احمد داود اوغلو الى اربيل للقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني، والاتفاق معه على معارضة الخطوة السورية. ثم امر بإجراء مناورة في منطقة لا تبعد اكثر من كيلومترين عن الحدود السورية، الامر الذي اعتبره المراقبون رسالة استفزاز لحكومة دمشق.

وتقول وكالة الاناضول للأنباء ان انقرة بدأت المناورة بخمس وعشرين دبابة، وأن قيادة الجيش التي همشها اردوغان عادت لتظهر في صورة الاحداث.

يتذكر اللبنانيون ان الغزو الاسرائيلي صيف 1982 ساعد سورية على التقرب من زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله اوجلان بهدف اشعال الجبهة مع تركيا. وهكذا منحت دمشق اوجلان ومقاتليه حرية التحرك في كل مكان. وبناء على تلك الامتيازات، تجاهلت الحكومات اللبنانية معسكرات تدريب خمسة آلاف كردي في سهل البقاع. وقد جنى النظام السوري من نشاط جماعة اوجلان الشيء الكثير لجهة استنزاف تركيا على مختلف الصعد.

ومثلما يقود التوتر القائم حالياً بين سورية وتركيا الى مواجهة عسكرية محتملة... كذلك كاد دعم دمشق للكردستاني في خريف 1998 يتسبب في اندلاع الحرب. لكن تدخل حسني مبارك وتوسطه السريع نفّسا الاحتقان ومنعا انفجار الازمة. ونتج من تلك الوساطة توقيع «اتفاقية اضنة الامنية» التي تعهد بموجبها الرئيس الراحل حافظ الاسد بإخراج اوجلان من سورية (10 – 10 – 1998) وبناء على تعهد حافظ الاسد طرد عبدالله اوجلان من سورية، وراح يتنقل بين موسكو وأثينا وروما، قبل ان يتم اختطافه في نيروبي ويودع السجن في تركيا.

وقد حافظ الوريث بشار الاسد على تطبيق اتفاقية اضنه بما يرضي صديقه السابق اردوغان، فإذا به يسلم مئة من عناصر الكردستاني الى السلطات التركية. كما طلب من الاكراد الانضواء تحت شعار جديد سمّاه «حزب الاتحاد الديموقراطي». وهو الحزب الذي كلفه الاسد ادارة المدن الخمس التي تفصل بلاده عن تركيا. كل هذا، بسبب تأييد حكومة اردوغان للمعارضة السورية، وتبنيها كل الطروحات المناقضة لحلول التهدئة والوفاق.

اردوغان من جهته دافع عن موقفه بالقول انه لا يعتبر ما يجري عند جارته شأناً داخلياً سورياً، الامر الذي يمنعه من الوقوف موقف المتفرج ازاء حمام الدم الذي يجري على حدوده الجنوبية.

وقال ان اتهامه بالاستعداد للحرب ضد النظام السوري، لا اساس له من الصحة، بدليل ان الاحداث وفرت له فرص التحرش والاستفزاز. ولو انه يسعى الى الصدام لاستخدم حادثة اسقاط الطائرة الحربية لشن حملة عسكرية.

وقد توقف اردوغان مراراً امام التصريح الذي ادلى به الاسد لصحيفة «جمهورييت»، واتهامه بأنه سنّي مذهبي! وتصدى لهذه التهمة بكشف سلسلة مواقف مناقضة كاعترافه بأنه تدخل شخصياً مع جورج بوش لمنعه من اطاحة نظام الاسد عام 2005... وأن انقرة اغضبت الولايات المتحدة واسرائيل لأنها أيدت «حزب الله» الشيعي في حرب 2006 ثم ذهب في دفاعه عن هذه التهمة الى ابعد من ذلك يوم جاهر بحق ايران في تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية.

ويستدل من مجمل التحركات، ان المعركة في حلب قد انتقلت الى مستوى الحسم، على نحو يهدد بتوريط المنطقة في حرب شاملة. خصوصاً بعدما قررت الادارة الاميركية السماح بتمويل المعارضة. ورأى الوزير الروسي لافروف في هذه الخطوة اعترافاً غير رسمي بشرعية المعارضة باعتبارها البديل المستقبلي للنظام القائم. كما رأى في عملية التمويل مزيداً من تدفق الاسلحة، لأن التمويل لا يحدد هدف المساعدات التي تمنحها اميركا عادة لأنظمة قائمة. ويتردد في واشنطن ان توقيت الاعلان عن التمويل، تزامن مع اشتداد حدة المعارك في حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية.

وكتب عدد من المراسلين ان المدينة الثانية تتعرض منذ عشرة ايام لمذبحة جماعية بسبب قصف الأحياء السكنية بالمدفعية وصواريخ المروحيات. وربما كان الدافع الى تسخين جبهة حلب، سقوط حي صلاح الدين، وتدفق المتطوعين الى أحياء اخرى. ويبدو ان الاهمية الاستراتيجية التي اولاها بشار الاسد لهذه المدينة، قد اعطت قوات الجيش حافزاً اضافياً لزرع الخوف ومنع وصول المساعدات للمعارضة من مناطق مجاورة.

ازاء المعارك التي وصفت بأنها «ام كل المعارك»، وبأنها المعركة الاهم في الحرب ضد نظام بشار الاسد، قال الوزير الروسي سرغي لافروف: «من غير المنطقي ان يسمح الجيش السوري للثوار بالسيطرة على مدينة مهمة بهذا القدر...» والسبب، في رأي قادة النظام، ان الطريق الطويل الممتد من حلب الى دمشق، تصبح تحت إمرة المعارضة المسيطرة على جزء كبير من اطراف البلاد، سيطرتها على درعا وحمص وحماه وإدلب ودير الزور والقامشلي. كذلك نجح رجال «القاعدة» في السيطرة على معابر الحدود الى تركيا والعراق.

قادة سورية يخيفون الغرب بالتلويح ان البديل – في حال سقط النظام – لن يكون ممثلاً بالمعارضة، بل بمنظمات جهادية تصغر «القاعدة» امام طموحاتها. وفي التقارير ما يشير الى عشرات الجهاديين الذين جاءوا من الكويت للمشاركة في القتال. ويشكل هذا التطور تهديداً خطيراً للنظام، وللمعارضة الممثلة بالجيش السوري الحر. ويشاع ان هناك عشر منظمات تتبنى ايديولوجيات مختلفة، قد نفذت عمليات في مناطق القتال.

خلال اجتماع اردوغان في لندن مع ديفيد كامرون، ابلغه ان سورية كدولة بدأت تتفكك، وان هناك اكثر من 18 الف نسمة قتلوا منذ آذار (مارس) 2011. ووفق تقديراته، فإن هناك اكثر من ربع مليون لاجئ غادروا باتجاه تركيا ولبنان والاردن والجزائر وكردستان ودول اخرى. اما عدد الفارين من الجيش فقد تجاوز 15 ألف ضابط وجندي.

وعلى رغم الدعم الروسي – الصيني – الايراني، فإن تركيا تستعد لإقامة حزام امني يقيها نتائج التداعيات التي تهدد استقرارها في حال انتصرت المعارضة وتدفقت فلول المعارضين. وعليه يتوقع المراقبون دخول قوات ايرانية عبر العراق بهدف حماية دمشق من الحصار والفوضى والاضطرابات. وربما قامت هذه القوات بإخفاء الترسانة الكيماوية التي تملكها الحكومة السورية خوفاً من وقوعها في ايدي رجال المعارضة.

وكانت مجلة «دير شبيغل» قد ذكرت - استناداً الى معلومات استخبارات غربية – ان الحكومة السورية وضعت مستودعات الاسلحة الكيماوية في عهدة موالين للنظام، وأنها نقلتها الى قاعدة السفير العسكرية الواقعة على مسافة عشرين كيلومتراً من مدينة حلب.

رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو ووزير الدفاع باراك، اعلنا الاسبوع الماضي ان اسرائيل ستضطر الى مهاجمة مخزونات السلاح الكيماوي لدى سورية، خوفاً من نقلها الى «حزب الله». ومعنى هذا ان الارض السورية ستتحول الى ساحة مشرعة لكل دول المنطقة، تماماً كما كانت اسبانيا عام 1939 عندما حولتها الحرب الاهلية الى بؤرة نزاع للشيوعية والفاشية وتيارات سياسية اخرى.

وخوفاً من الوصول الى هذا المأزق، حمل الرئيس الروسي بوتين معه الى رئيس وزراء بريطانيا بعض المقترحات المتعلقة بتسوية مرضية ربما توفر عليه وعلى حليفه الرئيس الاسد عواقب نزاع عسكري لن يسلم كلاهما من تحدياته. خصوصاً ان ديفيد كاميرون يقوم حالياً بدور ساعي البريد مع الرئيس باراك اوباما، وأن مقترحات بوتين ربما شكلت بارقة امل داخل النفق المظلم، خصوصاً بعد استقالة كوفي انان.

بقي ان نذكر ان الرئيس الروسي الذي يتقن فنون لعبة الجودو منذ كان مندوباً للاستخبارات السوفياتية في برلين، ادعى انه جاء ليتفرج على المتبارين في هذه اللعبة. وقد فاته ان يرى بالطبع الأداء الذي قدمته لاعبة الجودو اللبنانية كارن شماس، التي قدمت من اميون لتؤكد ان المنافسة الرياضية لا تخضع لقواعد الخلافات السياسية!

 

انتصاراتٌ على الدولة

الياس الزغبي

ظاهرة غريبة ومَقيتة يحاول أطراف "8 آذار" تسويقها وفرضها في لبنان، منذ حرب تموز 2006، وما تلاها من إختلالات وصراعات لم تنتهِ بعد.

فقد أطلقوا تفسيراً مقلوباً ومستهجَناً لفكرة الإنتصار السياسي أو العسكري، تجاوز ما كانت أنظمة "التصدّي والصمود" العربيّة تعمل على حقنه في أذهان الناس، تحت معادلة: تحويل الهزائم إلى إنتصارات.

كنّا ظننّا أنّ النموذج العراقي مع الصحّاف سنة 2003 هو الأخير، فوافانا النموذج اللبناني بعد 3 سنوات، حيث تحوّل التدمير الشامل وسقوط آلاف القتلى إلى "إنتصار إلهي"، تتنعّم إسرائيل بقطف ثماره هدوءاً في شمالها، أين منه هدوء الجولان واستقراره منذ 40 سنة ! وهو هدوء راسخ تحت وابل تهديد "السيّد".

وفي سوريا، تتوالى "إنتصارات" النظام، مرّةً على أطفال درعا وحناجر المنشدين، وثانية على فقراء حمص، وثالثة على أجمل وأعرق أحياء دمشق، ورابعة على تاريخ حماه وحلب وإدلب وحيويّة أسواقها، وخامسة وسادسة وسابعة ... في كلّ ريف وبلدة ودسكرة ومجزرة، تعميماً لـ"نعمة" الإنتصار المتدحرج موتاً وتشريداً وتنكيلاً وإخفاءات.

أمّا في لبنان، فيتفنّن "إلهيّو" 8 آذار في تسجيل الإنتصارات، وتوسيعها وتعميمها على كلّ المستويات.

لم يعودوا يكتفون بـ"الإنتصار" على إسرائيل، فيُقيمون له المهرجانات والمقامات، ويقدِّمون له الأضاحي، ويوظّفونه في التمدّد والسيطرة. بل صار سجلّ انتصاراتهم مفتوحاً على كلّ خطوة وعمل، وفي كلّ قرار سياسي أو أمني أو وزاري أو إداري، وكلّ صفقة وبيعة وسمسرة.

قاموا بانقلابهم قبل سنة ونصف، وفرضوا هذه الحكومة، وهلّلوا لـ "إنتصارهم" على الديمقراطيّة والإنتخابات وإرادة الناس، وانتشوا بسطوة السلاح في تغيير الموازين والمعادلات، فسحبوا من لبنان أجمل ما في روحه ومعناه: العيش المشترك وفلسفة التوازن.

وحين اصطدموا بحقائق الواقع وثوابته، تصادموا في ما بينهم، وتنازعوا على الحصص والمكاسب والمغانم. وكان من شأن كلّ خلاف بينهم أن يطيحهم من الحكم، لولا تشبّث الوصي بهم وفرضه الزواج عليهم بالقوّة.

هذا التحالف بالإكراه جعلهم ينتقمون من الدولة والقانون والناس. وآخر إنجازاتهم ثلاثة:

الأوّل، القيام بدور شرطي للنظام السوري وتسليمه معارضيه برسم القتل. بعدما سهرت وزارة الخارجيّة وبعض الأجهزة طويلاً على تغطية خروقه للسيادة اللبنانيّة واغتياله لبنانيّين على الحدود. فكان هذا انتصار على الدولة وسيادتها وحقوق الإنسان والأصول الدبلوماسيّة.

الثاني، التوصّل إلى "تمريرة" في موضوع الكهرباء، تتوزّع فيها الترضيات الماديّة والمعنويّة والسياسيّة، بحيث لا ينكسر طرف. والمنكسر الوحيد هي الدولة بهيبتها وقوانينها وحسن انتظامها. ثمّ يحدّثكَ وزير الطاقة عن "إنتصار الدولة" لمجرّد عودة موظّفين إلى مكاتبهم بعدما هجّرتهم سياسته الرعناء، وإذ به يتراجع إلى حيث كان، متسبّباً بخسارات بالجملة للناس والدولة والقوانين والمؤسّسات.

الثالث، كسر هيبة الدولة في قضيّة المزروعات الممنوعة. وليس خافياً الدعم الذي يتلقّاه المرتكبون، بالسلاح والحضانة السياسيّة، من "حزب الحكومة" الأوّل.

يهلّل رئيس حكومة سواه لـ"الإنجازات" التي تحقّقت في الأيّام الأخيرة . وهو، لو تبصّر قليلاً، لأدرك أنّها تسويات على حساب مفهوم الدولة، هي خرجت منها خاسرة ، وأوصياؤه هم الرابحون.

أليس مضحكاً ومبكياً في آن، كلامُ أحد ولاة صفقة الكهرباء عن "أشرف القادة" في هذه الصفقة؟

أليس صفيقاً كلام وزير الطاقة عن "انتصار الدولة"، وعن "المدراء فوق الناس"؟

أليس مخجلاً ردّ "سيّد المقاومة" على رئيس البلاد بـ"استراتيجيّة التحرير"، وبفوقيّة ممجوجة؟

أليس التفافاً وتواطؤاً تسليم معارضين سوريّين للنظام، من وراء ظهر رئيسي الجمهوريّة والحكومة والقانون والقضاء ومعاهدة 1951 بين لبنان وسوريا؟

أليس مذلاًّ تحويل كتاب إحتجاج إلى "لفت نظر" وترك السفير السوري يصول ويجول ويوزّع التعليمات؟

كلّها بِدَعٌ إبتكرتها ذهنيّة الإنقلاب على الدولة منذ زمن. وهم ينفّذونها من أدنى مستويات الإدارة إلى أعلاها.

لقد حوّلوا الدولة والحكومة إلى وثَنٍ من تمر، يأكلونه حين يجوعون. والمصيبة أنّهم لا يشبعون.

 

لا يوجد شيء اسمه شمال سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط

هذا ما حذر منه وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قائلا: «لا توجد في سوريا منطقة اسمها شمال سوريا، هناك كتلة حدودية واحدة (محاذية) لتركيا تمتد من القامشلي حتى اللاذقية على مسافة 900 كيلومتر». ذكرتني فزاعة «شمال سوريا» بقصة مماثلة؛ فقد كان الأسد يكره ياسر عرفات ويرفض استقباله، على الرغم من الوسطاء والوساطات، ودخل الاثنان في حرب تصريحات، حيث قال الأسد إن فلسطين ليست إلا غرب سوريا، في تأكيد لسلطته على أبو عمار، ورد عليه الأخير، بأن سوريا هي التي في شمال فلسطين. دمشق لم تكن تكتفي بالجدل بل قامت بتربية عدد من المناهضين لعرفات في إطار «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لهدم شرعيته وتهديده بهم دائما. الأتراك يشعرون الآن بالخطر من مخطط للأسد - وهو في طريقه للخروج - لتمزيق سوريا وإحداث فوضى إقليمية. ويقولون إنهم يرصدون نشاط مسلحي حزب العمال الكردستاني، التركي الانفصالي، الذين بنوا مواقع ومعسكرات في الشمال السوري.

الآن يدرك الأتراك خطأ المهل الطويلة التي منحت للأسد حتى استطاع ترتيب التركة بعده؛ سوريا مقسمة والمنطقة مزعزعة. لهذا حركت تركيا قواتها باتجاه الحدود، وقد تدخل في الحرب، أخيرا. لقد أخطأ الأتراك تحديدا دون بقية الأطراف الأخرى، في التعامل مع الثورة السورية. فمنذ أن فشلت جهودهم في إقناع بشار الأسد بالإصلاحات لاستيعاب المظاهرات الهادرة حينها - أي منذ يوليو (تموز) من العام الماضي - كان أمامهم إما مساندة النظام لقمع الاحتجاجات أو مساعدة الناس في إسقاط النظام. الحياد كان أسوأ الخيارات. فرغم أن الأتراك تعاطفوا صراحة مع الشعب السوري، فقد تحاشوا «التورط» في الأزمة السورية، باستثناء تقديم العون للاجئين، ولاحقا منحوا المعارضة مقرا لقيادتهم، ثم سمحوا بممرات تهريب ليتواصل الثوار مع الخارج.

ضاع وقت طويل مكن الأسد من التخطيط ضد جيرانه، حيث عاد إلى استخدام التنظيمات التي يخيف بها خصومه. فالنظام السوري متمرس في إدارة لعبة الجماعات الإرهابية منذ السبعينات. كان يقيم معسكرات لها من كل الألوان؛ جماعات فلسطينية، وشيعية، وكردية تركية، وعراقية. كان يستخدم أوجلان ضد تركيا، و«فتح المجلس الثوري» جماعة أبو نضال، التي عملت تناوبا بينه وبين صدام ضد ياسر عرفات والأردن، ووظف أحمد جبريل، زعيم الجبهة الشعبية لقتل الفلسطينيين. واستضاف حزب الدعوة ضد نظام صدام، وأدار «أمل» و«حزب الله» ضد بعضهما وضد الفلسطينيين. وأعاد إحياء الحزب القومي السوري واستخدمه في لبنان، وقام بتوظيف جماعات سنية، مثل جمعية المشاريع الإسلامية «الأحباش»، ضد سنة لبنان الآخرين، وفي فترة استخدم جماعات يمنية انفصالية عن صنعاء، وجماعات شيعية سعودية معارضة، ثم تحالف مع «القاعدة» واستخدمهم في العراق، ووظف «فتح الإسلام» في نهر البارد في لبنان، والقائمة طويلة ومخيفة. لا أعرف في الشرق الأوسط نظاما امتهن سياسة وتجارة الجماعات الإرهابية مثل النظام السوري، بها كان يثير رعب كل دول المنطقة إلا تركيا التي قررت مرة تلقينه درسا في وقت رئاسة حافظ الأسد. عندما رأى الأسد الدبابات التركية تتجه جنوبا نحو حدوده، أرسل رسالة للرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون، يشتكي من أن الأتراك ينوون غزو بلاده. رد عليه كلينتون أنه يتفهم سبب غضب الأتراك، واضطر الأسد للتراجع. رحل أوجلان لينتهي في سجن تركي.

الأتراك تركوا بشار الأسد يصارع الثورة واثقين أنه سيفشل، وسيسقط في النهاية. وهو تقدير سليم، باستثناء أن الأسد كان يخطط لتصدير مشكلته للآخرين، ومن بينهم تركيا. ولهذا السبب استمر يقاتل، لاستغلال أطول وقت ممكن لتدمير سوريا، وتمزيق المعارضة، وتقسيم البلاد. حاول استغلال بعض الأكراد السوريين للانفصال، واستدعى أكراد تركيا الانفصاليين، تحديدا حزب العمال، لتسلم جزء من المناطق الشمالية المتاخمة لتركيا. واشتغل على توريط الطوائف والأقليات من مسيحية ودرزية وعلوية في دم السنة. وكما أجاد في إدارة المعارك الطائفية والعرقية في لبنان لأكثر من 4 عقود، الآن يريد أن يحول سوريا إلى لبنان آخر، وينقل محنته إلى خصومه. أخطأ الأتراك في أنهم لم يرموا ثقلا أكبر مع المعارضة لتمكينهم من القضاء السريع على النظام. هم الوحيدون في المنطقة القادرون على لعب هذا الدور. ولو أن الأسد سقط في العام الماضي، فربما كان كثير من الآلام والمخاوف قد تجاوزها الجميع.

 

جعجع: نريد اسقاط الحكومة عبر معارضتنا السياسية ومعركة اسقاط الاسد في الربع الساعة الاخير ولم يعد ممكنا انقاذه

 وطنية - 4/8/2012 اعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه على "تشاور يومي مع حلفائه في "14 آذار" في شأن الحوار"، مشيرا الى "اننا في القوات اللبنانية إرتحنا وريحنا"، كاشفا عن أنه "قبل أيام من الجولة الجديدة سيتم إتخاذ الموقف الأنسب، ربما يشارك جزء من الذين حضروا المرة الاولى وربما لا يحضر احد وسنرى كيف ستجري الامور"، لافتا الى "اننا نملك مقاربات مشتركة في ما خص جدوى الحوار، لكن البعض منا يفضل الحفاظ على الشكل".

وقال جعجع في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية ينشر غدا الاحد "ان قول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في العام 2006 فيه إفتئات"، مذكرا ان "ما طرحه نصرالله آنذاك يقوم على ان الواقع الحالي هو الافضل، في حين اننا ذهبنا الى الحوار لاننا نعتبر ان هذا الواقع خراب للبنان"، مشيرا الى ان "البند الذي طرح يومها على الطاولة لم يكن الاستراتيجية الدفاعية انما سلاح المقاومة، وكان موقفنا انه مع بداية قيام الدولة ينبغي وضع التنظيم العسكري والامني لحزب الله تحت سلطة الدولة".

وردا على سؤال السيد نصرالله عن اي دولة يريدون ان نسلم لها سلاحنا، الدولة التي لا يمكنها فك اعتصام او ايجاد حل لمشكلة المياومين، قال جعجع: "هذه الدولة هي دولتهم الآن، فالحكومة الحالية ليست حتى حكومة وحدة وطنية بل حكومتهم بالتحديد، وتاليا هم شلوا الدولة ويشلونها. فمن ارسى ثقافة قطع الطرق وحرق الدواليب غيرهم حتى تلف المخدرات في هذه الايام يقابل باطلاق القذائف على الجيش والقوى الامنية من دون ان يتم توقيف احد على قاعدة مسايرة المقاومة"، مستغربا هذا الكلام "ممن يمنعون قيام الدولة وفعلوا كل ما في وسعهم لاضعافها عبر وجودهم ككيان مسلح خارجها وقمعهم لاداراتها"، لافتا الى انهم "يشلون الدولة هذه المرة من جهتين، من جهة ممارساتهم على الارض ومن جهة وجودهم في الحكومة"، وواعدا بانه "عندما نستلم نحن السلطة سنريهم اي دولة ستكون".

ورأى ان "الدعوة لمناقشة استراتيجية تحرير في موازاة استراتيجية الدفاع خطأ في الشكل اولا لان استراتيجية الدفاع تعني ضمنا الدفاع والتحرير. لكنهم يريدون تمييع الموضوع الاساسي المطروح على طاولة الحوار والمرتبط بوجود تنظيم مسلح خارج الدولة ينبغي وضعه تحت سلطتها"، وشارحا انه "اذا كان المقصود باستراتيجية التحرير استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، فالمسألة بسيطة وطرحنا الامر مئة مرة، لترفع الحكومتان اللبنانية والسورية خريطة تسمى محضرا مشتركا الى الامم المتحدة تعلنان فيه ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اراض لبنانية، لتخضع تاليا لاحكام القرار 425 ويصار الى الزام اسرائيل بالانسحاب منها".

واعتبر جعجع ان "الامين العام ل "حزب الله" في كلامه عن الاستراتيجية الدفاعية هو كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء، وما زال متمسكا بنظرية مقاومة قوية وجيش قوي وننسق بينهما، وهذا خراب للبلد وتاليا مضيعة للوقت الذهاب الى اي حوار مع "حزب الله"، موضحا ان "الحوار ليس مع رئيس الجمهورية الذي لا نختلف معه".

وحول الامور الثلاثة البديهية التي طرحتها "14 آذار" لمعاودة مشاركتها في طاولة الحوار، قال جعجع: "اولا هل كان من الجائز بعد محاولتي اغتيال (واحدة استهدفته وثانية استهدفت النائب بطرس حرب) عدم اعطاء داتا الاتصالات للاجهزة الامنية، ووفق اي منطق تكون هذه الداتا مع شركات تجارية ويطلع عليها اصغر موظف، وان يكون نقلها الى اجهزة امنية شرعية مسا بالخصوصيات ما هذا العهر والفجور، ليعودوا وتحت الضغط ويسلموا الداتا، ثانيا هناك 40 او 50 شخصية من 14 آذار مهددة ويجب تأمين حماية لهؤلاء وفق ترتيبات امنية معينة، ثالثا مسألة جدية "حزب الله" في الحوار. نحن نتحدث عن امر محدد يرتبط بطريقة حل التنظيم المسلح للحزب وادخال سلاحه الى الدولة، وليس عن نظريات خنفشارية عن الاستراتيجية الالهية، وتبين ان حزب الله غير جدي".

وعن عودة مسلسل الاغتيالات وما يشاع عن محاولة لاستهداف النائب انطوان زهرا وآخرين، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" انه لم يتبلغ معطيات عملانية جدية، مضيفا "لكن الاجواء هي نفسها والتحليلات السياسية تذهب في هذا الاتجاه وكذلك تحليلات الاجهزة الامنية الشرعية، من دون ان يكون لدى احد ادلة على محاولات الاغتيال التي حصلت او ستحصل"، كاشفا عن ان "السبب يعود الى ان الاجهزة الامنية ممنوعة من العمل في الامكنة التي تتحضر فيها هذه العمليات. لم تقع جريمة في لبنان منذ العام 2005 الا واكتشفت باستثناء الجرائم التي لها علاقة بقيادات 14 آذار، والاستنتاج ان السبب يعود الى ان هذه العمليات تتحضر في امكنة ولدى جهات ممنوع على الاجهزة الامنية ان تعمل عليها".

وعن رأيه في رفع "14 آذار" شعار "اسقاط الحكومة"، في ظل رسائل دولية بعدم جواز المس بالاستقرار او هز "الستاتيكو" الحالي الذي تشكل الحكومة مرتكزه، قال جعجع: "صحيح ان هذا رأي المجموعة الدولية، لكن بكل صراحة ووضوح لنا رأينا المختلف تماما"، متسائلا "اي استقرار تحافظ عليه هذه الحكومة، اي استقرار في ظل محاولتي اغتيال في ثلاثة اشهر، وما حصل في عكار وما يجري على الحدود مع سورية، اضافة الى قطع الطرق وغيرها من مظاهر الفوضى".

اضاف: "هل يقال لنا اما بقاء هذه الحكومة واما خراب لبنان"، لافتا الى ان "هذا الكلام مقصود به انه اذا ذهبت الحكومة يغضب حزب الله ويمكن ان يقوم بأي شيء في البلد. هذا ما يقصدونه، وهذا لا نسير به ولا نأخذه في الاعتبار. ما نراعيه امر بسيط، ولا يرتبط بخصومة سياسية، فخصومتنا مع "حزب الله" وحلفائه اكيدة وواضحة، بل ينطلق من ان هذه الحكومة التي مضى عليها عام ونيف، لا توجد موبقة الا وقامت بها وليس هناك ثغرة الا ووقعت فيها"، موضحا "حتى الشيء الذي ينظر اليه الغرب على انه ايجابي، هو سلبي، واقصد طريقة تمويل المحكمة الدولية الذي يجب ان لا يكون بالمواربة او عن طريق العمل الخيري. فالمهم هو موقف الحكومة من المحكمة وتسهيل عملها، وتاليا ثمة واقع يفرض نفسه كل يوم ويذهب في اتجاه تغيير الحكومة".

وعما اذا كان لدى "14 آذار" وسائل لاسقاط الحكومة، قال: "14 آذار في موقع المعارضة السياسية فقط لن نحرق دواليب ولن نقطع طرقا، سنواصل معارضتنا السياسية ومناقشة الحكومة في محاولة لتصحيح مسارها ولو في الحد الادنى".

وعندما سئل: هل تقبلون المشاركة في الانتخابات اذا استمرت الحكومة الحالية، قال: "سنخوض مئة انتخابات ايضا، مع انه يجب ان لا يحصل ذلك، ومطلبنا السياسي واضح بضرورة قيام حكومة تقنية تهتم بالامور المعيشية وبحياة المواطن، لكن لن نخرب البلاد لتحقيق ذلك. واذا ما حصل ما نطالب به يكون امرا مهما واذا لم يحصل سيكون حسابنا والناس مع الحكومة في صناديق الاقتراع، فحتى لو بقيت الحكومة سنخوض الانتخابات".

ولم يوافق جعجع على التوصيف الذي يقول ان قيادة "14 آذار" في وضع يشبه "الاقامة الجبرية"، وهم في الطريق الى انتخابات ال 2013، وقال: "قادة 14 آذار يتخذون كل الاحتياطات اللازمة من دون ان يؤثر الامر على فاعلية حركتنا، واكبر دليل اننا خضنا انتخابات الكورة الفرعية وفزنا بها. خضناها متكيفين مع التهديدات الامنية. فعوض ان نقيم المهرجانات في المناطق اقمناها هنا (في معراب)، وتاليا يمكن الحديث عن اعادة انتشار لعملنا لا اكثر ولا اقل. وهذا لم يؤثر ولن يؤثر على انتاجيتنا".

وعن تعليقه على ترحيل لبنان 14 سوريا الى بلادهم، حرص جعجع على القول: "مقاربتي لهذا الموضوع انسانية في الدرجة الاولى. لنفترض ان ما جاء في بيان جهاز الامن العام عن هؤلاء السوريين صحيح وان كل ما قاله المسؤولون السياسيون دفاعا عن الامن العام صحيح، فانا اعتبر ما جرى ليس مجرد خطأ بل خطيئة لانه في بلد يعاني وضعية كالتي تعيشها سوريا لا يعقل اعادة هؤلاء، ارتكبوا ام لم يرتكبوا، وهذا من الناحية الانسانية من دون اغفال المعاهدات والاتفاقات الدولية في ما خص الدول التي تشهد اضطرابات وثورات".

واذ اشار جعجع الى انه لا يحمل المسؤولية عما جرى الى جهاز الامن العام "فالامن العام ادارة رسمية كالجيش وقوى الامن، انا اضع المسؤولية على المسؤولين السياسيين الذين دافعوا عن القرار وقالوا انهم اتخذوه، فما جرى خطيئة ووصمة عار على الاكثرية في الحكومة"، منوها ب "تدارك رئيس الجمهورية للامر وطلبه فتح تحقيق رسمي في الموضوع"، كاشفا عن ان "نواب 14 آذار سيقدمون سؤالا للحكومة بهذا الخصوص ويحولوه استجوابا".

ووصف جعجع ما يجري الآن في سوريا بأنه "الربع الساعة الاخير لسقوط النظام"، متوقعا ان "يمتد هذا الربع الساعة الاخير لاربعة او خمسة او ستة اشهر"، مقللا من واقعية المخاوف من ذهاب سوريا الى التقسيم" فاذا خسر الاسد معركة دمشق لا يعتقدن احد انه سيكون في وسعه ان يرتد الى خط دفاع ثان. فعندما يخسر معركة دمشق سيخسر كل شيء، مبديا ميلا شبه حاسم الى استحالة انقاذ نظام الاسد من السقوط، متوقفا عند "اهمية ما كشف عن توقيع الرئيس الاميركي باراك اوباما تفويضا ل C.I.A بتقديم المساعدة للمعارضة السورية قبل اشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية".

وعن خيارات "حزب الله" في ضوء السقوط المرتقب لنظام الاسد، قال جعجع: "كل ما يقوم به "حزب الله" في هذه المرحلة هو شراء للوقت في انتظار اتضاح مآل الازمة في سوريا ليعاود في ضوء المعطيات الجديدة اكمال ما كان يقوم به اصلا"، مشيرا الى ان "المشكلة هي ان ما يتحكم بسلوك "حزب الله" السياسي خلفيته الايديولوجية الواضحة المعالم، وهو ما يجعلني مقتنعا بانه لن يساوم على سلاحه ولا على تركيبته العسكرية ولا على اي شيء، اضافة الى انه لا يتوهمن احد بان قرار حزب الله ملك لقيادته، فقراره يرتبط بآلية الجزء الاهم منها في طهران والجزء الاقل اهمية هنا".

وعن السبل في التعاطي مع سلاح "حزب الله" في ضوء وظيفته الاقليمية، هل يكون في ضربة لايران او اتفاق اميركي - ايراني، رد جعجع قائلا: "من غير الوارد حصول اتفاق اميركي - ايراني، وتاليا لا ادري كيف سيكون الحل في ضوء المعطيات القائمة، ما اعرفه انه في ظل هكذا معطيات غالبا ما تنتهي الامور الى كوارث"، معربا عن اعتقاده بان "حزب الله لن يسلم سلاحه في اطار عملية سياسية"، ومستبعدا ما يشاع عن امكان اللجوء الى الامساك بالوضع في لبنان في حال سقوط النظام في سوريا لانه "لا يملك هذه القدرة وهناك لاعبون آخرون موجودون وحتى اللاعبين القريبين منه (اي حلفائه) يأخذهم بالدرب، ولا يمكنه ان يكون ضد الجميع".

وعما اذا كان التململ حيال بعض الملفات، الذي ابداه العماد ميشال عون في علاقته ب "حزب الله" على صلة باستشعاره متغيرات يحاول استباقها بالبحث عن جسر عبور للانتقال الى مكان آخر، قال جعجع: "الامر ليس غريبا عن الجنرال عون، فهو دائما مع مبادئه كيفما تميل يميل، وكيفما كانت القصة في استطاعته تظبيطها. قد يرى التطورات في سوريا غير مؤاتية وان وضع "حزب الله" غير مؤات، فيحاول السير في اتجاه آخر. وهذا ممكن كما فعل في السابق"، لكن جعجع استدرك قائلا: "لكن المسألة عرض وطلب فما دام حزب الله يؤمن ما يؤمنه للعماد عون، وما دام لا يوجد احد آخر ولن ينوجد يقبل ان يقدم له 10 في المئة مما يؤمنه له الحزب، فكيف سيتركه مع ان الامر وارد عند عون بالمبدأ في اي وقت".

وتعليقا على حل مشكلة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، قال جعجع: "الحل الذي اعتمد اخيرا كنا اقترحناه في البداية، ولو اخذوا به لكنا وفرنا على البلاد ازمة استمرت لشهرين. وهي ازمة سببها سوء ادارة الوزير المعني واستعجال الرئيس نبيه بري".

 

المطران جورج بو جودة مثل الراعي في قداس سيامة الاب جرجس مونسنيورا: العيش المشترك أمر ممكن وبإمكاننا تحاشي التصادم والخلاف

 وطنية - عكار - 4/8/2012 احتفلت بلدة القريات عكار وعكار بترفيع كاهن رعية بلدة القريات الاب الياس جرجس وسيامته الى رتبة مونسنيور، حيث اقيم قداس الهي في كنيسة البلدة ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة ممثلا البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي، عاونه المطران يوسف سويف ولفيف من الكهنة، حضره النواب : نضال طعمة، هادي حبيش، رياض رحال وخالد زهرمان، النواب السابقون طلال المرعبي، وجيه البعريني، عبدالله حنا، ممثل عن نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس المهندس سجيع عطيه، ممثل عن "القوات اللبنانية" الدكتور نبيل سركيس، ممثلون عن "التيار الوطني الحر" جوزيف شهدا، جوزيف مخايل، الدكتور سليم الضاهر والدكتور مطانيوس الحلبي، حشد كبير من الفعاليات السياسية والحزبية، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلون عن الجيش اللبناني والامن العام وامن الدولة.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران بوجودة عظة قال فيها: "عندما مثل يسوع للمحاكمة أمام بيلاطس البنطي سأله هذا الأخير: أأنتَ ملك اليهود؟ فأجابه يسوع: أمن عندك تقول هذا الكلام أم قاله لك في آخرون؟ فأجاب بيلاطس: أتراني يهودياً؟ إنّ أُمّتك وعظماء الكهنة أسلموك إليّ، فماذا فعلتَ؟ أجاب يسوع:" ليست مملكتي من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عنّي حرسي كي لا أُسلّم إلى اليهود. ولكن مملكتي ليست من هنا" (يوحنا18/33-36).

اضاف: "يروي لنا الإنجيل في عدّة مناسبات أنّ الجموع، بعد أن رأت ما قام به يسوع من آيات ومعجزات، كانت تأتي وتحاول أن تجعل منه ملكاً، فكان يرفض.

أمّا هو فإنّه عندما يتكلّم عن سلطته ودوره القيادي فيشبّه نفسه براعي الخراف ويقول:" أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني، كما أنّ أبي يعرفني وأنا أعرف أبي وأبذل نفسي في سبيل الخراف"(يو10/14-15).

وتابع: "قد سمعنا ما قاله في إنجيل متى اليوم بعد أن جاءت أم إبني زبدى لتطلب منه أن يقيم ولديها وأحداً عن يمينه والآخر عن يساره في مملكته، وبعد تذمّر سائر الرسل من ذلك فقال: تعلمون أنّ رؤساء الأُمم يسودونها وأنّ عظماءها يتسلّطون عليها، فلا يكن هذا فيكم، بل من أراد أن يكون عظيماً فيكم فليكن لكم خادماً ومن أراد أن يكون الأوّل فيكم فليكن لكم عبداً. وهكذا إبن الإنسان جاء لا ليَخدُمَه الناس بل ليخدمهم ويفدي بحياته كثيرا منهم".

وقال: "الخادم في الكتاب المقدّس هو رجل الثقة عند رب العمل الذي يكلّفه بالمهمّات الدقيقة والحسّاسة كما حصل مع إبرهيم ورئيس خدمه عندما أوفده إلى عشيرته ليأخذ منها إمرأة لإبنه إسحق، فقال له: ضع يدك تحت فخذي، فاستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن تأخذ زوجة لإبني من بنات الكنعانيّين الذين أنا مقيمٌ في وسطتهم، بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لإبني إسحق (نك24/2-4)".

اضاف: "أمّا النبي أشعيا فإنّه عندما يتكلّم عن المسيح المزمع أن يأتي فإنّه يصفه بالعبد والخادم فيقول في النشيد الأوّل: هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي رضيَتْ عنه نفسي، قد جعلت روحي عليه فهو يبدي الحق للأُمم. لا يصيح ولا يرفع صوته ولا يُسمع صوتُه في الشوارع. القصبة المرضوضة لن يكسرها والفتيلة المدخّنة لن يُطفئها، وهو يبدي الحق بأمانة (أشعيا42/1-3).ويقول في النشيد الثاني: إنّ الرب دعاني من البطن وذكر إسمي من أحشاء أُمّي وجعل فمي كسيف ماضٍ، وفي ظل يده خبّأني وجعلني سهماً محدّداً وفي جعبته سترني، وقال لي أنت عبدي فإني بك أتمجد (أشعيا 49/1-3)".

وتابع: "المسيح يسوع جاءنا فادياً ومخلّصاً وقد إختار عدداً من التلاميذ الذين تبعوه وسمّاهم رسلاً فدرّبهم ثمّ أرسلهم إثنين إثنين أمامه ليمهّدوا له الطريق. وقبل أن يغادرهم، بعد موته وقيامته من بين الأموات وعدهم بالروح القدس المعزّي وقال لهم: لن أترككم يتامى، بل ارجع إليكم، فإذا كنتم تحبّوني عملتم بوصاياي وسأطلب من الآب أن يعطيكم معزّياً آخر يبقى معكم إلى الأبد وهو الذي سيعلّمكم كلّ شيء ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته لكم (يو14/15 و26)".

اضاف: "على هذا الأساس أرسلهم وقال لهم: الروح القدس يحلّ عليكم ويهبكم القوّة فتكونون لي شهوداً في أورشليم واليهوديّة كلّها والسامرة حتى أقاصي الأرض (أعمال1/8).

الرب يسوع هو الذي إختارنا نحن الكهنة ولسنا نحن من إخترناه. هو الذي دعانا بإسمنا وقال لكل واحد منّا إتبعني، فلا يكون أبوك وأُمّك وإخوتك وأخواتك أعزّ إليك منّي وإلاّ فلا تستحق أن تكون لي تلميذاً لأنّه ماذا ينفعك أن تربح العالم كلّه إذا خسرت نفسك. ولهذا طلب منا روح التجرد وعدم التعلق بأمور الأرض".

وقال: "إنّنا بموجب كهنوتنا قد أصبحنا أنبياء حاملين كلمة الله إلى إخوتنا البشر، وهو الذي وضع كلامه على لساننا لكي نقول ما يقوله لنا ونذهب إلى من يرسلنا إليه. كما أصبحنا معه ومثله رعاة نبحث عن الخروف الضال كي نعيده إلى الحظيرة. ولكي نستطيع القيام بذلك فإنّه جعل منّا رجال صلاة وتأمّل نقدّم له القرابين ونقدّم له ذاتنا مع القرابين ولذلك فالمطلوب منّا هو أن نكون على مثاله رجال صلاة وحوار دائم مع الرب فلا نقوم بأي شيء دون أن نلجأ إليه".

وتابع: "لقد اختارك الرب أيها العزيز الخوري الياس، فلبيت النداء وتبعته وجعلت من حياتك الكهنوتيّة حياة خدمة وصلاة في هذه الرعية التي خدمتها وما زلت منذ سنوات طوال. وقد حافظت عليها بحكمتك ورصانتك من المصائب والويلات التي حلّت في قرى ورعايا مجاورة، لأنّك عرفت أن تبني علاقات صداقة مع الجميع، متحاشياً التصادم والعداوة متعاطياً مع الجميع بروح الحوار. وكنت قدوة ومثالا في تعاطيك مع الجميع وبصورة خاصة مع جيرانك حيث العدد الأكبر منهم غير مسيحيين. فأثبتت معهم أن العيش المشترك الذي نعيشه في لبنان أمر ممكن وأنّ بإمكاننا تحاشي التصادم والخلاف فيما بيننا بل أن نجعل علاقاتنا علاقات صداقة وتفاهم وتعاون وتعاضد".

وتابع: "كتعبير عن تقديرنا لهذا العمل الدؤوب وجوّ الحوار الذي عشته وما زلنا نعيشه في هذه المنطقة العزيزة من لبنان، طلبنا لك من غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لقب برديوط، أي لقب زائر من قبل المطران مكلّف منه رسمياً لمتابعة بعض الأمور إن على صعيد العلاقات بين الكهنة أو على صعيد العلاقات مع الآخرين. وقد برهنت عن إمكانيّة ذلك في مناسبات عديد"ة.

وختم: "قد كلّفنا غبطته تمثيله في هذه الرّتبة وتقديم التهاني لك ولعائلتك ولأبناء هذه الرعيّة المباركة باسمه. وإنّنا معه ومع اخوتك الكهنة في هذه الأبرشية وهذا الجمع المشارك في هذا الإحتفال نتمنّى لك التوفيق والنجاح في هذه المسؤوليّة الجديدة الملقاة على عاتقك ونمنحك البركة الأبويّة باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد".

 

غطاس خوري: الحكومة تنأى بنفسها عن كل ما يزعج النظـــام السوري

المركزية- أشار النائب الأسبق غطاس خوري إلى ان "هناك إتفاقيات موقعة بين لبنان وسوريا حول تسليم متهم سوري لجأ إلى لبنان، إنما من عليه أحكام لبنانية فليحاكم في لبنان"، لافتاً إلى ان "محاكمة الضابط المسؤول عن تسليم السوريين واجب، وإذا تصرف بعلم رؤسائه، فهم مسؤولون أيضاً". وقال في حديث الى mtv: "سلطة السلاح موجودة في البلاد، شئنا أم أبينا، إنما ما من شيء مطلق والظروف تتغير"، لافتاً إلى ان "البلاد إذا أرادت حماية نفسها، فهذا يكون من خلال وفاق وطني ينعش مؤسساتها إنطلاقاًَ من الدستور اللبناني والعيش المشترك". واعتبر ان "سياسة النأي بالنفس المتبعة من قبل الحكومة تبين انها "نأي بالنفس" عن أي شيئ يزعج النظام السوري"، لافتاً إلى ان "إحدى الأمثلة هي تسليم المعتقلين الـ14 والأجهزة التي تعمل لأجل النظام السوري".

 

شهيب: أجهزة تؤمن بنظام يتهاوى في سوريا

المركزية- أعلن عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيب أن بعض الأجهزة في لبنان لا يزال يؤمن بنظام يتهاوى في سوريا وينسق مع هذا النظام أكثر من التنسيق مع بعض الأجهزة اللبنانية أو مع قرار الدولة اللبنانية". وقال في حديث الى MTV: "الأمن العام حاول في تقريره تبرير سبع حالات من أصل 15، فماذا عن الحالات الثمانية الباقية التي لم يأت على ذكرها؟ من هنا برز حجم الصرخة أمس في مجلس الوزراء، وكانت صرخة سياسية إعلامية للتنبيه مما يجري، فاذا ما تكرر يعني ان هناك تواطؤا مع هذا النظام الذي يتهاوى". ولفت الى "ان مجلس الوزراء برّر كما أوضح أمس عملية التسليم، الا أننا اقتنعنا بأمور، وأمور أخرى لم نقتنع بها". وقال: "موقفنا سياسي أخلاقي وانساني ووطني في الوقت نفسه، صحيح أن هناك اتفاقاً بين لبنان وسوريا لتسليم من اتهموا، ولكن هؤلاء يجب ان تتم محاكتمهم في لبنان، واذا ثبت أنهم ارتكبوا جنحاً، فما هي هذه الجنح؟ أن أحدهم شتم المؤسسة الأمنية وهذا ما ذكره بيان الأمن العام، أو تزوير بعض الأوراق الثبوتية، فهل الوضع طبيعي في سوريا، ليتم تسليمهم الى النظام السوري؟ مثل هذه الاتفاقات تسقط في أي بلد يشهد حربا".

 

احمد الحريري: ميقاتي يستخف باللبنانيين انتصار الثـــورة السورية لناظره قريب

المركزية- أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري أن الرئيس نجيب ميقاتي يستخف باللبنانيين ومصيرهم، طمعاً بالحفاظ على كرسيّ رئاسة هنا، أو كرسيّ نيابة من هناك.

ورأى الحريري ان وزراء هذه الحكومة يتشدقون بعلكة "الاصلاح والتغيير" التي أفسدت كل شيء، الكهرباء والاتصالات والسياحة، وحتى الثقافة.

وشدد على ان إنتصار الثورة السورية قريب وسقوط الأسد حتمي، تماماً كما ستكون حال من يدعمه من دولٍ "عظم الله أجرها"، إذا لن يطول الوقت قبل أن تعزي نفسها ونعزيها بعبارة "هم السابقون وأنتم اللاحقون".

كلام الحريري جاء خلال مشاركته في افطار منسقية المنية في "تيار المستقبل" حضره النواب: أحمد فتفت، وكاظم الخير، ونضال طعمة، وخضر حبيب، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعّار ممثلاً بالشيخ ماجد درويش، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالرائد عمار الحسن، وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل محمد المراد، ومنسقو التيار في عكار والضنية والمنية والكورة، ورجل الأعمال خالد زريقة، وحشد من أبناء المنية.

بعد النشيد الوطني اللبناني، قال الحريري: "عجيبٌ غريب أمر رئيس حكومة، لم تعد أي تسمية، على وفرة التسميات، ترضى بها، عنيت برئيس حكومتهم، المدعو نجيب ميقاتي، الذي يقول ما لا يفعل، ويفعل ما يقال له، أو ما يؤمر به. في لندن، لم يشعر ميقاتي بـ"وهج السلاح"، تحرر من وطأة "أوامر" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن حكومة الإنقلاب "باقية"، وقال إن لبنان بحاجة إلى "حكومة إستثنائية"، كمن يقول "لا إله .." ولا يكمل، حيث أن تمسكه بالكرسي، جعله يتغاضى عن حقيقة، أن الطريق إلى "الحكومة الإستثنائية" يمر برحيل الحكومة الحالية غير مأسوف عليها، أي باستقالتها القادر على "إنجازها" هو، كـ"إنجاز وحيد" يُسجل لحكومة كان يرأسها، وأنجزت بجدارة، هرياناً للدولة، وتفريطاً بهيبتها، وتواطؤ على سيادتها، والكثير الكثير من الفضائح. لكن ما إن عاد ميقاتي إلى بيروت، حتى وقع في شر أقواله، وتراجع عنها".

أضاف:" إذا كان تراجع عنها "مجبراً"، لأنها تخالف مشيئة "سيد الحكومة"، فهي مصيبة. أما إذا كان قال ما قاله كي "يناور"، فالمصيبة أكبر. وفي الحالتين، يستخف ميقاتي باللبنانيين وبمصيرهم وبمستقبلهم، كل ذلك من أجل تحسين شروطه، طمعاً بالحفاظ على كرسي رئاسة هنا، أو كرسي نيابة هناك، غير مكترث للحفاظ على لبنان وأهله الطيبين، من أمثالكم. على ما يبدو، اعتاد ميقاتي الإستخفاف بلبنان وباللبنانيين، ربما كـ"ردة فعل" على إستخفاف بعض وزرائه به، ممن يصولون ويجولون، كما لو أن لا رئيس حكومة ولا من يحزنون. من هؤلاء، وزراء ليسوا إلا "عملاءً للفساد"، ومصيبة المصائب، أنهم يتشدقون بـعلكة "الإصلاح والتغيير"، التي أفسدت كل شيء، الكهرباء والإتصالات والسياحة، وحتى الثقافة. وأبقى في أزمة الكهرباء التي باتت حزءاً من فيلم عوني طويل إسمه "دلع الصهر .. باسيل".

وتابع: "اليوم، البلد مهدد بخطر العتمة، لأن مصالح باسيل تقتضي ذلك. أما مصالح اللبنانيين، فلتذهب إلى الجحيم، كي يعيش "صهر الجنرال" في النعيم، فيما التهديد الحقيقي للبنانيين، ليس العتمة، بل محاولة هذا الوزير وغيره، أن يقطفوا ما استطاعوا من خيرات البلاد على أنقاض حكومة تقف على أعتاب القبر. التهديد الحقيقي، ليس في العتمة، بل في ما يحمله هذا "الوزير الصهر" من "كيد سياسي" حوّل وزارة الطاقة إلى طاقة للإنتقام من أصحاب حق ، إذا حصلوا عليه، لا يحصل هو على عمولات وسمسرات بات عبداً له، كما تتلمذ في مدرسة عمه".

وأردف: "التهديد الحقيقي، ليس في العتمة، بل بقاء هذه الحكومة التي نأت بنفسها حتى عن الكهرباء، كما لو أنها ليست "كهرباء لبنان"، فلو كانت "كهرباء سوريا"، لكانت الحكومة بمن تضم نزلت إلى الميدان لإصلاح الأعطال وصيانة المعامل وجباية الفواتير، تماماً كما فعلت مكوناتها حين هبت إلى سفارة النظام تبكي "رفاق السلاح"، وهي التي لم تكلف خاطرها أن تعزي عوائل الشهداء الذين قتلهم النظام السوري في عرسال وعكار، أو أن تسأل عن الجرحى".

وقال: "كونوا على ثقة، لا إعتدال بلا "تيار المستقبل"، وألا "تيار المستقبل" بلا إعتدال. يحاولون تصوير "تيار المستقبل" بالداعم لـ"التطرف". عن أي تطرف يتحدثون؟ وهم مصنع أسوأ أنواع التطرف، وأصله وفصله، لكن للتطرف أنواعاً حميدة "ينأون بأنفسهم" عنها، لا بل تفصلهم عنها ما بفصل السماء عن الأرض من مساحات. بهذا المعنى، دعم "التطرف" ليس تهمة، إذا كان تطرفاً لأجل لبنان. ليس دعم التطرف تهمةً، إذا كان تطرفاً من أجل وطن، يبيعه بعض أبنائه، لنظام سوري متهالك، ولآخر إيراني متكبر، يأسران لبنان لحسابات تخدم مصالحهما، لا مصالح اللبنانيين. ليس دعم التطرف تهمةً، إذا كان تطرفاً من أجل "دولة" تأخذها "غلبة السلاح" رهينةً لـ"الدويلة". وقال: "الأهم، ليس دعم التطرف تهمةً، إذا كان تطرفاً من أجل نصرة ثورة أبطال يصنعون مجد سوريا، ويستعيدون كرامتها من عائلة، فرطت بالمجد والكرامة من أجل البقاء على كرسي، لأجله يقتل نظام بشار الأسد الشعب السوري، ويستبيح كل المحرمات، وينتهك الأعراض، ويقصف المساجد والمدارس".

وختم الحريري بالقول: "لكن الله يمهل ولا يهمل، إنتصار الثورة السورية لناظره قريب، وسقوط الأسد حتمي، تماماً كما ستكون حال من يدعمه من دولٍ "عظم الله أجرها"، إذا لن يطول الوقت قبل أن تعزي نفسها ونعزيها بعبارة :"هم السابقون وأنتم اللاحقون".

 

زهرمان: مأدبة إفطار جامعة على شرف الراعي في عكار وترحيل السـوريين فضيحة علـــــــى رغم الحجج

المركزية- رحّب عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان بـ"زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرعي الى عكار في 13 و14 و15 الجاري"، مؤكداً اننا "سنعمل يداً واحدة مسلمين ومسيحيين لانجاح هذه الزيارة"، معلناً عن ان "التيار" سيقيم مأدبة إفطار جامعة على شرف البطريرك في 15 الجاري". وطمأن في حديث لـ"المركزية" رداً على سؤال الى ان "جوّ عكّار جيّد جداً، فبعض الايادي الخفية تحاول اللعب بالساحة العكّارية"، لكن "الوعي العكاري اكبر من اي ينجرّ الى اي فتنة". واوضح ان "المناشير التي وُضعت مؤخراً في كنيسة سيدة "الغسالة" في القبيات كان لها هدفان، الاول زرع الفتنة الطائفية في عكار، والثاني إرسال رسالة الى غبطة البطريرك ليعدل عن الزيارة"، مؤكداً ان "الهدفان لن ينجحا". واشار الى "اننا "كنواب "تيار المستقبل" في عكار سنواكب الزيارة، كل نائب بحسب منطقته".

من جهة اخرى، اعتبر زهرمان ان "ترحيل الامن العام اللبناني 14 سورياً، يشكل فضيحة في حق الحكومة اللبنانية على رغم كل الحجج التي يطلقونها من ان هناك ملفات جنائية في حقهم لا علاقة لها بالثورة السورية". ودعا الحكومة الى "إتّخاذ موقف واضح من اللاجئين السوريين، إذ لا يمكن تسليم اي شخص تحت اي عنوان في ظل الظروف التي تشهدها سوريا"، كما دعا المجتمع الدولي الى ان "يتدخل في هذا الموضوع اذا لم تستجب الحكومة لهذا النداء".