المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 14 آب/2012

 

إشعيا الفصل 55/1-13/الرب يمنح رحمته

وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن.  لماذا تصرفون فضة لغير الخبز، وتتعبون في عملكم لغير شبع؟ إسمعوا لي وكلوا الطيبات وتلذذوا في طعامكم بالدسم.  أميلوا آذانكم وتعالوا إلي. إسمعوا فتحيا نفوسكم: أعاهدكم عهدا أبديا، عهد رحمتي الصادق لداود. جعلته رقيبا للأمم وقائدا ووصيا عليهم.  يدعو شعوبا لا يعرفها وتتبعه أمم لا تعرفه. الرب قدوس إسرائيل إلهه، وهو الذي مجده. أطلبوا الرب ما دام يوجد، أدعوه ما دام قريبا.  إن تخلى الشرير عن طريقه وفاعل الإثم عن أفكاره، وتاب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا فيغمره بعفوه.  لا أفكاري أفكاركم يقول الرب، ولا طرقكم طرقي.  كما علت السماوات عن الأرض،علت عن طرقكم طرقي،وأفكاري علت عن أفكاركم.  وكما ينزل المطر والثلج ولا يرجعان ثانية إلى السماء، بل يرويان الأرض ويجعلانها تجود فتنبت نبتا وتعطي زرعا للزارع وخبزا للآكل،  كذلك تكون كلمتي، تلك التي تخرج من فمي، لا ترجع فارغة إلي بل تعمل ما شئت أن تعمله وتنجح في ما أرسلتها له.  بفرح تخرجون من بابل، وترشدون في طريق السلامة. الجبال والتلال ترنم أمامكم، وأشجار الحقول تصفق بالأيدي.  عوض العليق ينبت السرو، وعوض القراص ينبت الآس، وبذلك أعمل لي اسما، وذكرا مخلدا لا ينقطع

 

عناوين النشرة

*صفير رأس قداس "القوات" لشهـــــــــداء دير الاحمر

*الراعي: حمى الله عكار من تفجيرات تهيئها أيادي الشـــر

*الراعي في القريات: نأمل أن ينعم لبنان وعكار بالطمانينة

*أغلب قتلى حزب الله من الكرك: ٦ جثامين وصلت أمس من عائدة في نعوش من الزبداني

*مصادر أمنية: ميلاد كفوري عمل مع حبيقة سابقاً.. وهو اليوم بات خارج لبنان

*جماعة "شكراً سوريا"...كلكم ميشال سماحة/طارق نجم/موقع 14 آذار

*حرب طالب بطرد السفير السوري: الإتفاقيات مع دمشق تسمح لها بعدم تسليم المملوك

*جنبلاط: سنبقى في حرب إذا انتصرت 8 آذار ولا يمكن الاستمرار تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة

*أكثر من "سماحة" قيد الانكشاف... فمَن هو التالي/طوني عيسى/الجمهورية

*عدم تورّط "حزب الله" لا يعني تبرئته/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*توقيف سماحة يُدخل قوى 8 آذار في دائرة الخوف/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*بيان شيعي مهم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*نتنياهو يطلب لقاء أوباما لبحث الخطر الإيراني.. وحكومته تمنحه صلاحيات غير مسبوقة في قرارات الحرب

*تقارير إسرائيلية: طهران تكثف جهودها لتطوير رأس نووي حربي

*ميشال سماحة بين القضاء.. والقدر/أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

*«جراحية للفيصل ترجئ اجتماعاً للوزاري العربي في شأن سورية

*صدمة أم قرارات صدرت بالتراضي؟ مصر بلا مشير

*مرسي ألغى الإعلان الدستوري المكمل وأحال طنطاوي وعنان على التقاعد 

*"الإخوان" يطيحون العسكر من السلطة ويحكمون السيطرة على مصر

*لماذا أقال الرئيس مرسي مدير المخابرات المصرية/أحمد عثمان/الشرق الأوسط

*الوزير البير منصور للراي: عندما تصدر الأحكام لكل حادث حديث

*حلفاء سورية في لبنان أسرى صدمة الادعاء على علي مملوك

*تحرك لأهالي الشهداء والمحكمة الدولية تعاين التحقيق مع سماحة/تشابُه بين «عبوات سماحة»والمتفجرات في 3 عمليات اغتيال

*مرجع روحي لـ "السياسة": مخاوف جدية من مخطط تهريب سماحة إلى سورية/حميد غريافي/السياسة 

*جزاء «حزب الله» في سوريا من جنس عمله/ديفيد شينكر/ويكلي ستاندرد

*متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق/بدرالدين حسن قربي/السياسة

*هران تخشى تحسن العلاقات بين بغداد ودول الخليجي بعد سقوط حليفها السوري 

*لعراق: خطة أمنية شاملة لـ"ما بعد الأسد" تشمل إغلاق الحدود

*زير خارجية كندا في لبنان والأردن: لحل ديبلوماسي لسوريا/زيارة لمخيم النازحين وزيادة الدعم الإنساني

*لا الروسي ولا الصيني اشنطن تجمّد أي تدخل في سوريا قبل الانتخابات الرئاسية حزب الله باق بانتظار التغيير في ايران/غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

*لنائب نهاد المشنوق: استبداد السلاح في لبنان سيسقط في لحظة سقوط الاستبداد العربي

*"القوات" اطلقت مجلة "زحــلة الفتـاة"/جعجع: بالأقلام الحرّة دفاعاً عن الكرامة

*حبيب لـ سليمان وميقاتي: إياكم الرضوخ للضغوط في قضية سماحة/الممانعة في أقبح تجلياتها ووظيفة المستشار الاول القتـل

*ملف ضبط الحدود أكثــر من ضروري بعد توقيف سماحة/اقتراحات لبنانية لاستراتيجية عمل بعد تعليق المشاركة السورية

*الرئيس الجميل يصف مقولة "الجيش والشعب والمقاومة" بالـ"هرطقة"

تفاصيل النشرة

 

 

صفير رأس قداس "القوات" لشهـــــــــداء دير الاحمر

كيروز: لالغاء المجلس الاعلى واعادة السفير السوري الى بلاده

المركزية- دعا عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز الى "الغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري وإعادة السفير السوري في لبنان الى بلاده غير مرغوب فيه بعدما امعن في استفزاز اللبنانيين والنيل من رموزهم ومؤسساتهم". احيا حزب "القوات اللبنانية" ذكرى شهداء منطقة دير الاحمر في قداس رأسه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في كنيسة سيدة بشوات العجائبية في دير الاحمر، عاونه فيه راعي ابرشية البقاع الشمالي المطران سمعان عطاالله ولفيف من الكهنة، في حضور النائب ايلي كيروز ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، العميد الياس صبحي قائد سرية درك زحلة ممثلا اللواء اشرف ريفي، المقدم يوسف مركيز ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس جهاز استخبارات البقاع الشمالي الرائد ملحم حدشيتي، رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر ميلاد عاقوري، قائد سرية درك بعلبك المقدم محمد ناصر، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة.

صفير: بعد الانجيل المقدس، القى الكاردينال صفير عظة جاء فيها "يسرنا بعد طول انقطاع ان نزوركم تلبية للدعوة التي وجهتموها الينا، وان نتفقد منطقة دير الاحمر ونطلع على احوالكم الروحية، وان نذكركم بسلام الله ويسوع المسيح الذي يكلمنا دائما بما يسمع به من احداث ومحن، والمسيح يكلمنا باللغة التي لا نفهمها دائما وهي اللغة التي يسمح بها لنا بالمحن والمصائب والامراض شرط ان نقبلها بالتسليم بارادته تعالى وان نشركها في الأمة".

اضاف "اشكر لكم استقبالكم ونسأل الله ان "يبارك رعيتكم وعيالكم ويسدد خطاكم لما فيه خيركم ورضاه تعالى، وننتهز المناسبة لنهنئكم بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس الى السماء لتكون الى جانب ابنها وتشفع لنا عنده، ولا شك في ان شهداءنا الذين بذلوا ذاتهم في سبيل اوطانهم ذكر مخلد في هذه الدنيا والآخرة، والاوطان لا تكون الا بدمائهم وتضحياتهم، الا اراح الله نفوسهم وادامكم على خير وعافية، آمين".

كيروز: ثم ألقى النائب كيروز كلمة جعجع قال فيها "ايها الاهل والاصدقاء والرفاق. في البداية لا بد لي وقبل ان اتناول الاوضاع العامة، ان انقل اليكم تحيات رئيس حزب "القوات اللبنانية" ومحبته لهذه المنطقة التي قدمت بكل بلداتها النموذج الاول للصمود وبطولات في المقاومة ورفض كل اشكال الهيمنة".

اضاف "اذا كانت قمم الإباء والشمم تجمع بين منطقة دير الاحمر ومنطقة بشري، كما بين البقاع والجبل والشمال، واذا كان الثلج يكلل الارز وجبل المكمل في الشتاء واصلا بالابيض ما بين الدير والجبة، فإن دم الشهداء هو الذي يجمع ضفتي العلم اللبناني ويطوق الارزة الخضراء في علم "القوات اللبنانية". ان دم شهداء منطقة دير الاحمر الذي وحّدنا في النضال وفي القضية وفي التاريخ، سيبقى اليوم وغدا العلامة الفارقة والمنارة المضيئة التي تهدينا وتمنعنا من الضلال. انه الدم الوديعة الذي لا يمكن لاحد ان يفرط به".

وتابع "فيا شهداء منطقة دير الاحمر، من اعلى القمم الى السهل الفسيح في كل البلدات والقرى، عهدا لكم ان نبقى اوفياء مهما غلت التضحيات واطمئنوا ما دمتم في حمى سيدة بشوات، فانتم صلة ارضنا بسمائكم وصلة لبنان بالله، نحن أبناء الايمان ونحن ابناء الكنيسة ونحن ابناء مار نصر الله بطرس صفير، البطريرك الدائم الذي يكفينا فخرا اننا عشنا في زمنه، وعايشنا صموده الجبار بايام الوصاية والضغوط والتصحير، ودعمه لقضيتنا على مدى احد عشر عاما من السجن والقمع والتنكيل. التحية لك يا صاحب الغبطة والنيافة، انت الذي جعلت المستحيل ممكنا، تحية لك ايها الحامل ثقل السنين من بكركي الى بشوات لتحظى ببركتك الوالدية، فشكرا لك على حضورك وشكرا لك على كل ما قدمته للبنان وللمسيحيين".

وفي سياق آخر، سأل كيروز الحكومة ووزير العدل والقضاء، اين حبيب الشرتوني ولماذا لا تعيد النيابة العامة التمييزية تحريك مذكرة التوقيف الصادرة في حقه وإعداد ملف استرداده وجلبه من الخارج واتخاذ كل الاجراءات القانونية والقضائية لتوقيفه ومحاكمته"؟.

اضاف "انتم الأدرى بما يعنيه الاغتراب والهجرة الاضطرارية من الوطن من اجل لقمة العيش والحرية في الازمات الصعبة، وهل نحرم لبنانيا اصيلا اختار قسرا العيش خارج الحدود، من حقه البسيط في المواطنية وبالتالي من حقه بالاقتراع. واي بدعة تلك التي تقضي بتشكيل دائرة قائمة بذاتها بستة مقاعد، وكأن المغتربين جزء لا علاقة له بالوطن وبالارض وبالاهل المقيمين".

واكد ان "الدستور كفل لكل مواطن حتى ولو كان مقيما خارج الحدود الوطنية الحق في الاقتراع اينما كان، والقانون الزم الحكومة بالقيام بكل الاجراءات لضمان حق غير المقيمين في الاقتراع في اماكن اقامتهم في الخارج في الانتخابات النيابية العامة التي تلي انتخابات العام 2009 في مهلة لا تتجاوز الستة اشهر"، لافتا إلى ان "مهلة القانون انقضت وانقضت سنوات متعددة من بعدها من دون ان يتقيد وزير الخارجية وان اختلف اسمه، بالمهل ومن دون ان يبين حتى الآن وبعد إقرار المشروع ماذا حققت وزارته من خطوات تنفيذية لالتزامها بالقانون وبالبيان الوزاري".

واعلن كيروز اننا "على خط مواز، حريصون كل الحرص على الا يبقى الصوت المسيحي في منطقة دير الاحمر ضائعا ومغيبا، وهذا ما نسعى اليه من خلال قانون انتخابي لا يفصل على قياس البعض ولا يكون غير عادل ومتوازن بل يعيد الى المسيحيين حقوقهم التمثيلية ويؤمن اصلاحا حقيقيا للتمثيل النيابي المسيحي من دون الافتئات على حقوق الطوائف الاخرى".

وتابع "ان مفهوم الارض لا يمكن فصله عن تاريخنا المسيحي، فللارض قيمة خاصة في الوجدان التاريخي المسيحي لان هذا التاريخ ارتبط بالارض. كيف لا وقد حول اجدادنا صخورها الى جنات وجبالها الى قلاع للايمان والحرية. ان ارضنا ليست مجرد سلعة للبيع بل كان لها الدور الاساسي في تعزيز فعل المقاومة المسيحية عبر التاريخ ضد الطغيان".

وعن موضوع تملك الاجانب، قال "حددنا موقفنا، ودعونا الى ضرورة الحفاظ على الثروة الوطنية العقارية بعيدا من التففير الاقتصادي البحت. لذلك اقول لاهلنا في منطقة دير الاحمر "لا تبيعوا ارضكم، بل حافظوا عليها لتحافظوا على وجودكم وهويتكم".

وعن ذكرى 7 آب قال كيروز "في الامس القريب، حلّت ذكرى 7 آب 2001 عندما انقض رجال المخابرات على شباب "القوات اللبنانية" من اجل الغاء "القوات اللبنانية" من المعادلة اللبنانية. انها ذكرى بشعة ومدانة ادانة مزدوجة. ولن امل من تكرارها: إدانة لبعض القضاة اللبنانيين الذين سخروا ضمائرهم للباطل في زمن العار، وإدانة لاجهزة المخابرات التي يستمر بعضها في تقديم الخدمات لنظام الرئيس بشار الاسد".  وعن الوضع في سوريا، قال "لا يسعنا الا ان نتضامن مع ارادة التغيير ومع تطلع الشعب السوري الى الحرية والكرامة. لقد واجهت "القوات اللبنانية" النظام نفسه الذي يقمع اليوم الشعب السوري ويدمر بلاده. هذا النظام الذي لا يتردد في انتهاك السيادة اللبنانية والاعتداء على الاراضي اللبنانية وقتل الابرياء من مواطنين وصحافيين بل ويخطف عناصر امنية لجهاز لا يجد في المسألة اعتداء".

وختم "جئت اليكم لا لنستعيد ذكرى الشهداء وذكريات المقاومة فحسب، بل لنجدد ايماننا وعزمنا معكم وبكم من اجل مواصلة النضال في سبيل الكرامة والحرية والانسان".

ختاما، كانت كلمة لمنسق "القوات اللبنانية" في البقاع الشمالي مسعود رحمة اكد فيها "ان اهم ما في الوجود هو الحرية، ويا شهداءنا الساكنين في الاعالي نؤكد لكم اننا سنبقى على خياراتنا حتى تجسيد الحقيقة".

 

طالب بالجلوس الى طاولة الحوار بروح المسؤولية والتجرّد

الراعي: حمى الله عكار من تفجيرات تهيئها أيادي الشـــر

الرفــاعي: عســى أن تكونوا فأل خير تدفن معـه الفتن

المركزية- أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن عكار أرض العيش المشترك ورمز الولاء للبنان ومؤسساته ورمز الشهادة، قائلا: حمى الله هذه المنطقة من تفجيرات كانت تهيئها أيادي الشر والضمائر الميتة، مطالبا "الذين شرفهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بدعوتهم الشخصية الى الحوار الوطني، بأن يجلسوا بروح المسؤولية والتجرد الى الطاولة، ويطرحوا المسائل الجوهرية المتعلق بها نهوض لبنان، واستعادة دوره ورسالته"، كما طالب الدولة بتأمين حقوق أهل عكار لا سيما ان المنطقة تستقبل النازحين السوريين.

بدأ الراعي زيارة رعوية الى عكار تستمر أربعة أيام وسط تدابير أمنية مشدّدة، وكان له استقبال حاشد في مركز الابحاث العلمية الزراعية في العبدة في حضور نواب المنطقة: خالد ضاهر، هادي حبيش، نضال طعمة، خالد زهرمان، خضر حبيب ورياض رحال، النائب السابق مخايل الضاهر، قائمقام عكار رولا البايع، المفتي الشيخ اسامة الرفاعي، منسقو تيار المستقبل في عكار ومدير الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، مدير محطة العبدة ميشال خوري، وقيادات عسكرية وأمنية ورؤساء اتحاد البلديات ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية ورجال دين مسيحيون ومسلمون.

عرف الحفل فهد زيفا، وكانت كلمة للنائب هادي حبيش، نوّه فيها بزيارة البطريرك الراعي عكار، التي لولا دعاء الله لما كانت اليوم تستقبلكم"، وقال: "شكرا لله الذي لطف بالراعي ورعيته".

أضاف: "ها هي عكار بوحدتها الوطنية الاسلامية - المسيحية وبتعدديتها تقول أهلا وسهلا ببطريرك الشركة والمحبة، أهلا وسهلا بكم في أرض الجيش اللبناني، نحن حولك من كل الطوائف تجمعنا محبتك ومحبة عكار، نرحب بك رسولا للسلام والمحبة والوفاق".

ولفت إلى أن "هذا الحشد هو النموذج للوحدة الوطنية"، معتبرا أن "لبنان أكثر من بلد إنه مثال للحرية"، وقال: "إن إصراركم على زيارة عكار وتحملكم المخاطر الأمنية للزيارة ومشقاتها يدلان الى محبتكم لجميع أبناء المنطقة وتأكيد منكم على رعاية الموارنة في كل المناطق".

ضاهر: وكانت كلمة للنائب خالد ضاهر قال فيها: "أرحب بكم يا حامل الارث الثقيل الارث الكبير لبكركي هذا الصرح الكبير الذي كان دائما يحمل هموم الوطن ويدعو الى الشركة والوحدة الوطنية. أجدّد الالتزام بالثوابت الوطنية التي نلتقي بها مع بكركي في حماية الوطن وللتأكيد على بناء الوطن".

ولفت إلى أن "هناك من يريد الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، لكن فشلت مؤامرة المتآمرين وانكشف زيف المدعين بالحرص على المسيحيين. نحن مأمورون شرعا أن نكون يدا واحدة من أجل لبنان نؤكد التزامنا بلبنان اولا".

وقال:" نؤكد على العيش المشترك وعلى ضرورة الوجود المسيحي في الشرق، من هنا كانت محاولة تخويف الأقليات يائسة لأننا ملتزمون المناصفة ومتمسكون بالوجود المسيحي في لبنان وعدو المسيحيين والمسلمين هو الأنظمة الاجرامية".

وأكد أن "قيامة لبنان لا تكون إلا بالحرية والنظام الديموقراطي"، وقال:"زيارتكم صفعة على وجه من أراد أن يزرع الشقاق بين اللبنانيين"، منوها بدور الجيش والأجهزة الأمنية في حماية لبنان".

الرفاعي: وكانت كلمة للمفتي الشيخ أسامة الرفاعي قال فيها:" زيارتكم في مرحلة دقيقة يمر بها الوطن. هذه عكار بكل فاعلياتها هبت مرحبة بكم لترد التحية، من زارها هو من أهلها. هذه عكار حاضنة الجيش، العيش المشترك فيها تجسد، إذا أحبت أكرمت إن كرهت عفت ومن حرمانها أعطت الوطن".

وطالب بالانماء، وقال: "أمنياتنا كثيرة فعسى أن تكونوا فأل خير تدفن معه الفتن". ودعا إلى "التعاون على البر والتقوى وإلى سماحة الدين"، متمنيا أن "نأخذ العبر من غيرنا".

الراعي: وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "اخواني أصحاب السيادة المطارنة الاجلاء، سعادة النواب، حضرة الفاعليات السياسية والإدارية والأمنية، أشكر لكم الإستقبال على باب محافظة عكار، هذه المنطقة العزيزة على قلبي وقلب الكنيسة. فهي رمز العيش المشترك، الغني بمكوِناته الدينية والثقافية والسياسية والإجتماعية؛ ورمز الولاء للبنان ومؤسساته العامة ولا سيما للجيش وسائر المؤسسات العسكرية والأمنية، ورمز الشهادة لهذا الولاء بالإستشهاد، وهي مع ذلك المنطقة الأكثر فقرا وحرمانا على المستوى الإقتصادي والإنمائي. وفي الوقت عينه المضيافة التي تستقبل النازحين السوريين وتتضامن معهم إنسانيا وروحيا وفوق ذلك، هي المنطقة التي تتأذى من سقوط القذائف السورية على اطراف أرضها. فلا بد من حمايتها لتكون أرض السلام والتلاقي".

وأضاف:" أعرب عن شكري بنوع خاص للكلمتين اللطيفتين اللتين تكرم بهما باسمكم كل من حضرة النائب هادي حبيش، والنائب خالد ضاهر. وهي كلمات فيها تعبير عن مشاعر التقدير للزيارة واعتبار لشخص البطريرك. وفيها ايضا تعبير عن هموم أبناء عكار وتطلعاتهم وانتظاراتهم. انها من هذا القبيل تشكل اهتماما مخلصا من قبلنا. كما أشكر من القلب مؤسسة الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية التي تواكب هذه الزيارة، بل كل الأشخاص واللجان والمؤسسات التي حضرت لها. ألتمس لكم جميعا بصلاتي مكافأة الله بفيض خيراته ونعمه وبركاته عليكم وعلى منطقتكم".

وتابع: "إني بروح الشركة والمحبة آتيكم بزيارتي الرعوية كتعبير عن تضامن الكنيسة معكم. فإني باسم كل الكنائس في لبنان أزوركم، مزودا بترحيبهم بالزيارة وتشجيعها، وبالتفاهم حول كل الأمور التي سنطرحها، لكونها مبادئ وطروحات وتطلعات نتشارك فيها ونتشاور في شأنها. واني أضع الزيارة تحت حماية سيدة الانتقال، سيدة عكار التي سبق وحمت هذه المنطقة من تفجيرات كانت تهيئها ايادي الشر والضمائر الميتة".

وقال: "نأتي إلى منطقة عكار، كأرض سلام وتفاهم وتعاون واعتدال، لا كأرض حرب ونزاع وتنافر وتعصب. ففيها نجدد الولاء الكامل للبنان والالتزام معا بالميثاق الوطني، ميثاق العيش المشترك الإسلامي - المسيحي، القائم على التضامن والتعاون في تعزيز دولة المؤسسات والقانون، دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة، وتؤدي الإجلال لله وتحترم جميع الطوائف والمذاهب، وتضمن ممارسة العبادة وحرية الضمير، ميثاق قائم على التزام لبنان بالقضايا العربية المشتركة، المتعلقة بالسلام والترقي ونشر القيم الإسلامية والمسيحية والإنفتاح على إيجابيات الحداثة والعولمة، وبقضايا العدالة والسلام في إطار الأسرة الدولية وشرعيتها، مع تحييد لبنان العسكري عن المحاور والتحالفات الإقليمية والدولية، ميثاق قائم على صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والإدارة، على أساس من الكفاية والنزاهة وحاجة المؤسسات، بعيدا عن تسييس الإدارة وممارسة المسؤولية العامة، وعن تلوينها مذهبيا أو سياسيا".

وقال:" من أرض عكار الخيرة نطالب الدولة بالمزيد في تأمين حقوق أهلها، الذين لا يتخلفون عن واجباتهم: حقهم بفرص العمل تجنبا للبطالة وتأمينا لعيشهم الكريم، حقهم بالنمو الإقتصادي بدعم الإنتاج الزراعي والصناعي والحرفي، حقهم بالإنماء على مستوى البنى التحتية، الطرقات والمياه والكهرباء والتواصل، حقهم بالخدمات الإدارية على مستوى اللامركزية الإدارية واللاحصرية، حقهم بالتعليم المهني والعالي وفقا لحاجات المنطقة وسوق العمل، بحيث يستطيع شباب عكار البقاء على أرضهم، وتحفيز إبداعهم ومهاراتهم عليها، وتحقيق ذواتهم في محيطهم، حقهم في إنشاء عائلة مكتفية تؤمن لأفرادها دفء الحياة الكريمة، والتربية الشاملة. من الضرورة، لاجل هذه الغاية، ان يتعاون المسؤولون السياسيون والاداريون والمجتمع الاهلي، ويخططوا لحاجات منطقتهم، ويعملوا على تنفيذها بموآزرة الدولة والمؤسسات الانمائية".

وأضاف:"يا اهل عكار الأحباء، تشكل منطقتكم بمكوِناتها الطبيعية والبشرية، على تنوعها، قيمة لا سيتهان بها. وإذ نطالب معكم بإنمائها الشامل، ندعوكم لتعملوا معا، والكنيسة داعمة ومشجعة، لكي تجعلوا من مخزونها هذا قيمة مضافة تساهم في نهوض الوطن الحبيب لبنان. ان الجماعات المسيحية والاسلامية المتنوعة الطوائف والتي تشكل نسيج محافظة عكار، هي ثروة لاحياء منطقتكم، لا عقبة تعطل أو تعرقل نموها. ضعوا هذه الثروة على طاولة الحوار فيما بينكم. ومعكم نتمنى بل نطالب الذين شرفهم فخامة رئيس الجمهورية بدعوتهم الشخصية الى طاولة الحوار الوطني، بأن يجلسوا بروح المسؤولية والتجرد الى هذه الطاولة، ويطرحوا المسائل الجوهرية المتعلق بها نهوض لبنان، واستعادة دوره ورسالته. عشتم، عاشت عكار، وعاش لبنان".

وفي نهاية الاحتفال تسلم البطريرك الراعي درعا تقديرية من مدير الابحاث العلمية الزراعية ثم سلمه رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع احمد المير مفتاح المنطقة عربون تقدير ومحبة.

مطرانية عكار: ثم انتقل البطريرك الراعي الى دار مطرانية عكار حيث كان في استقباله المطران باسيليوس منصور ممثلا البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم والمطارنة غطاس هزيم رئيس دير البلمند، اسقف طرطوس اسناسيوس فهد، اسقف مار مريتا الحصن ايليا طعمة، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، المدير العام لـ"مؤسسة فارس" العميد وليم مجلي. وقد تسلم البطريرك الراعي الصليب والانجيل المقدس عند باب دار المطرانية للبطريرك الراعي الذي البس وشاحا مقدسا".

ثم كانت صلاة في الكنيسة وألقى المطران منصور كلمة قال فيها: "أنقل لكم تحيات ومحبة غبطة اخيكم وابينا البطريرك اغناطيوس الرابع الذي عبر مرارا وتكرارا عن محبته وتقديره لشخصكم وجهودكم فالبنيابة عنه وبالاصالة عن نفسي نستقبلكم في دار مطرانية عكار وتوابعها اي بقسميها اللبناني والسوري بقلوب مفعمة بالحب لشخصكم المحب وقد اسرتم عواطفنا منذ زمن بعيد اي منذ زيارتكم لدار مطرانية عكار في طرطوس وازداد اسركم لنا بمحبتكم التي اظهرتموها يوم قمت بزيارتكم في الديمان مع وفد من عكار لنعلن لكم فرحنا ببركة حضوركم وتقدمكم لكل عكار، وشددتم لكل عكار مسلميها ومسيحييها وقلتم: لا نرضى ان تكون الزيارة الا هكذا وبهذه الروحية ، وعكار مسيحييها ومسلميها تفتح لكم ميادين محبتها التي هي اوسع من سهلها وتسكب امامكم عطور عاطفتها تطاول باريج افتخارها اليوم قمم جبال ارزها".

وأضاف:"ايها السيد الجليل تكتشف القلوب المحبة يوما فيوما ان الناس احبة الى قلب الله وهم بدون تمييز عياله وعلى صورته ومثاله ومن يؤذي انسانا عن عمد، فهو لايؤمن بالله او يكون الحرف قد قتل عنده الروح. اهل عكار يا صاحب الغبطة واقصد العكاريين الاصليين يرفضون ان يكونوا سبتيين اي عبيدا للحرف والناموس ويرفضون كل فكر لا يحركه ولا يملأه الروح القدس حول الايمان كان الفكر ام حول السياسة وهم يتثاقفون ويعيشون ما يقوله الرسول يعقوب لان كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من لدنك يا ابا الانوار".

وتابع: "ان عكار الفخورة بالجيش والوطن اعطت للكنيسة شخصية من شخصياتها الروحية المهمة البطريرك موسى العكاري الذي عاصر السلطان سليمان القانوني اضافة الى المطارنة والكهنة والرهبان وصفوف كثيرة من الشهداء الذين لاقوا الله معانقين تراب الوطن وقدسوه ايضا بدمائهم. نعتبر زيارتكم هذه المفعمة بكل معاني المحبة والشراكة والمساواة بين كل اللبنانيين نعتبرها وهكذا هي صفحة ناصعة من صفحات سيرتكم وصفحات مباركة من صفحات تاريخ عكار بكل اطيافها ومشاربها. فهنيئا لنا طيب اقامتكم في ربوع هذه المحافظة المجاهدة المعطاء التي تنتظر من غبطتكم العمل على تحرير قرارات صيرورتها محافظة من عبودية البيروقراطية وناموس النزاعات الحزبية والطائفية المسيطرة على الوضع السياسي".

وختم: "وأختم كلمتي سائلا العلي القدير لكم وللوفد المرافق طيب الاقامة في ربوع اجمل مناطق لبنان والشرق الاوسط. واقبلوا منا هدية المطرانية ورسما تذكاريا من المدرسة الوطنية الارثوذكسية ودرعا يؤرخ لهذه الزيارة التاريخية من المعهد الارثوذكسي العالي .اذكرونا دائما بصلواتكم".

بعد كلمة المطران منصور تسلم البطريرك الراعي أيقونة السيدة العذراء من المطران منصور وباقة من الكتب التاريخية عن عكار للدكتور فرج زخور. كما سلم النائب نضال طعمة البطريرك الراعي لوحة تجسد صورة للبطريرك الراعي.

الراعي: وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها:"اوجه تحية الى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للكنيسة الارثوكسية مار اغناطيوس الرابع هزيم. تتابع زيارتي اليوم لتأخذ طابعها الديني والروحي في هذه المحطة وما اجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا هكذا نريد عكار تلقي عليها قيم الارض والسماء. زيارتنا الراعوية اليها هي فعل ايمان ونضم صوتنا الى صوتكم ونطلب من الدولة اللبنانية ان تسرع في اصدار مرسوم المحافظة الادارية بكل هيئاتها وهيكلياتها".

وأضاف: "انه فعل ايمان بعكار ارض العيش المشترك والمحبة للبنان ومؤسساته وهي التي اعطت العديد من الشخصيات على المستوى السياسي والاداري واعطت سائر القوى الامنية التي تحمي وطننا. أود في بداية زيارتي شكركم جميعا على ترحيبكم وثقوا ان كل هذه اللافتات التي رحبتم فيها انطبع في قلبي ذاكرتي وساحملها معكم لكي نعمل معا على تحقيق ما في قلوبكم من امنيات".

وقال: "انه شهر الصوم المبارك وشهر افعال الرحمة والمحبة وبعد ان نكرم سيدتنا العذراء في عكار التي سنزورها ونطلب ان يبارك الله هذه الايام لكي تكون لنا جميعا دعوة ودفع الى الامام للحفاظ على جمال عكار بايمانها واخلاصها للبنان. ان عكار هي ذات القلوب المحبة والعقول هي القلب المحب وصاحبة الافكار انيرة نرجو ان تحافظ عيها الدولة اللبنانية لانها ارث كبير".

وختم: "اشكرك سيدنا لانك جعلتني اشعر انني ماروني ارثوذكسي في الحقيقة والمحبة".

رعية مار جرجس: ثم انتقل البطريرك الراعي إلى رعية مار جرجس المارونية في حلبا حيث كان في استقباله كاهن الرعية الخوري دانيال شديد، رئيس بلدية حلبا سعيد الحلبي، وقد قرعت أجراس الكنائس احتفاء بقدوم البطريرك الراعي.

وألقى الكاهن شديد كلمة رحب فيها بالراعي مؤكدا على "شعار الشراكة والمحبة".

الحلبي: وكانت كلمة للحلبي أكد فيها أن "عكار جزء أساسي من لبنان"، وقال: "هذه القلوب الفرحة باستقبالكم تطالبكم بالوقوف إلى جانبها للمساعدة على تحقيق مشاريعها الانمائية التي أهملتها الدولة خصوصا أن عكار هي الخزان البشري للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية".

بو جودة: وكانت كلمة لراعي أبرشية طرابلس المارونية المطران بو جودة قال فيها: "قر عينا فإن خرافك حواليك، لن تشتتنا بعد اليوم ذئاب الحقد والخطيئة. فنحن وإن سلبت منا بعض الأدوار أو غررنا ببيع بعض من أراضينا لسنا بخائفين لأن الراعي صالح وعينه ساهرة، يرفض الباطل ويدعو إلى الحق والعدل والمساواة".

الراعي: ثم تحدث البطريرك الراعي شاكرا الحضور وقال: "نحن عكاريون مسلمون ومسيحيون محقون وعقلنا نير لما فيه خير بلدنا ومجتمعنا، نرفع صوتنا عاليا إلى جانب حقوق أبناء عكار ومطالبهم، هذه المنطقة النموذجية بعيش أبنائها".

أضاف:"إننا نقوم بفرح كبير بهذه الزيارة فكل بكركي معكم، حاملين أيضا محبة الكاردينال نصرالله صفير الذي زاركم"، وشكر "الأجهزة الأمنية سياج الوطن وحامية الاستقرار فيه".

دائرة الأوقاف الاسلامية: المحطة الرابعة لزيارة البطريرك الراعي كانت في دائرة الأوقاف الإسلامية في حلبا حيث كان في استقباله رئيس الدائرة الشيخ مالك جديدة محاطا بلفيف من المشايخ والعلماء في حضور المطران باسيليوس منصور والنواب: هادي حبيش، نضال طعمه، خالد زهرمان، خضر حبيب، رياض رحال وخالد ضاهر، النائبان السابقان طلال المرعبي ووجيه البعريني، العميد المدير العام لمؤسسة فارس وليم مجلي، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل محمد المراد، مدير أعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطيه، منسق تيار المستقبل في عكار الى ممثلين عن الجماعة الإسلامية والقوات اللبنانية.

وقد سلم الشيخ جديدة درعا تقديرية إلى البطريرك الراعي، وألقى كلمة رحب فيها بالبطريرك محملا إياه تحية أبناء عكار الوفية للبنان رغم النسيان والحرمان وولاؤها كان وسيبقى لهذا البلد العظيم، وعكار واحة العيش المشترك والعيش الواحد الذي جسدناه أخوة ومحبة كما جسدناه إيمانا بالدولة وبمؤسساتها ومنها المؤسسة العسكرية ووهبنا ابناءنا شهداء وأوسمة عزة على صدور كل لبنان".

أضاف: "ربيعنا ربيعكم ووطننا وطنكم وان شعاركم الشركة والمحبة هو شعارنا، وخصوصا أن المحبة اكسير القلوب، والمعنى الثاني للبنان الذي هو أمانة باعناقنا جميعا".

وقال: "ان التفاتتكم لنا كبيرة وننظر اليها بعين التقدير لكم ولدوركم ونأمل من الدولة اللبنانية ان تلتفت الينا ونأمل من المسؤولين جميعا تقدير دور عكار وحضورها ووحدة عيش ابنائها ونموذجية عيشها المشترك".

وخاطب البطريرك الراعي بالقول: "كنا وسنبقى سويا تحت مظلة العيش الواحد فالسلام هو وحي الرسالات السماوية الينا وهو إيمان يتمدد في القلوب وسيبقى الموجه لمسيرتنا نحو الخير، فزيارتكم أوصدت ابواب الفتنة التي كان يراد لها أن تسرح على أرض لبنان كما أقفلنا ابواق الفتنة التي لا مناخ لها في أرض النقاء والصفاء عكار".

الراعي: ثم تحدث الراعي فقال: "أشكر رئيس الأوقاف الإسلامية الشيخ مالك الجديدة على هذه الكلمة التي تجمعنا مع الأحبة وتمثل ايماننا بالعيش الواحد مسلمين ومسيحيين، هذا العيش الذي يمثل مستقبل لبنان ونموذجيته كما تغنى به الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني".

أضاف: "انا سعيد بزيارتي الى عكار ارض العيش الواحد لنجدد التزامنا بالعيش الواحد ونتطلع الى هذا العيش أكثر من أي يوم مضى، وفي زمن يشهد صراع الأديان والحضارات ويتكلم فيه العالم عن ربيع عربي نرجوه ربيعا لكل بلداننا العربية الشقيقة ولبنان جزء لا يتجزأ من الأمة العربية. نتمنى للجميع ربيعا حقيقيا يبلغون فيه الى ما يصبون اليه من تجدد، ولكن بعيدا عن العنف والحرب والدمار، فهذا الشرق على موعد مع لبنان لكي يعيش المسيحيون والمسلمون ربيعهم الإسلامي - المسيحي ربيع الكرامة والتلاقي والتآخي والعيش الواحد، وهذه مسؤولية عظيمة نحملها معا في لبنان وهذه غايتنا الأولى من زيارتنا الرعوية الى عكار. وأنا اليوم اتطلع معكم الى مسؤوليتنا مسلمين ومسيحيين تجاه هذا العالم العربي الباحث عن تطلعاته الجديدة وليس أجمل من ارض عكار لنعلن تجديد إيماننا بالعيش المشترك في لبنان الواحد بجناحيه المسيحي والمسلم".

ببنين: وانتقل البطريرك الراعي إلى بلدة ببنين في المحطة الخامسة من زيارته عكار، حيث أقيم له استقبال حاشد في ساحة البلدة وكان في استقباله المفتي الشيخ أسامة الرفاعي، النائب خالد ضاهر، النائب السابق مصطفى هاشم، رئيس البلدية كفاح كسار ورئيس رابطة مخاتير القيطع زاهر كسار ورجال دين وأئمة المساجد، في حضور النواب هادي حبيش، نضال طعمة، خضر حبيب ورياض رحال، النائب السابق طلال المرعبي. وقد ألبس البطريرك الراعي عقدا من الزهور كما تسلم مسبحة من أحد أبناء البلدة.

ثم كانت كلمة لزاهر كسار رحب فيها بالبطريرك، تلاه رئيس البلدية الذي أكد "أهمية حضور البطريرك الراعي في عكار شاهدا على عيش أبناء هذه المنطقة ووحدتهم ومحبتهم وشراكتهم"، وقال:" إنها لحظة تاريخية أسعدت قلوب العكاريين"، محملا البطريرك الراعي رسالة إلى المسؤولين جميعا أن انصفوا عكار واعطوها حقوقها".

الرفاعي: وألقى المفتي الرفاعي كلمة جدد فيها الترحيب بـ"البطريرك الراعي في ببنين بوابة عكار الوفية للبنان والتي احتضنت الدولة عندما كان مشروعها يقوض، وهي جادت بأبنائها في معارك الحفاظ على وحدة لبنان، لا تمل ولا تكل من التضحيات. من أرضها انطلق شعار قبل سبع سنوات: تعالوا نعلم الناس الوحدة الوطنية وكيف يعانق الهلال الصليب. فمرحبا بك يا غبطة البطريرك على رؤوس الأشهاد فإننا نحترمكم في الموقع الذي أنتم فيه، ضامنين للعيش الواحد والوحدة الوطنية. فالذي يجمعنا أكثر بكثير مما نختلف عليه. وقدرنا أن نحسن عيش المواطنين. فلا يجوز أن يكون القلب نابضا بالحياة والأطراف عليلة. فإننا نعول عليكم الدور كي نحمل معا عكار إلى الانصاف من الحرمان الذي هي فيه، وهذا واجب الدولة وحقنا على الدولة انصافنا".

الراعي: ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها الجميع على حفاوة الاستقبال وقال:"إن ببنين ليست بوابة محافظة عكار والأكبر عددا ومساحة إنما هي بلدة نوعية ويكفي أن نذكر شهداءها الأعزاء الذين قدموا دماءهم دفاعا عن لبنان . فتحية للشهداء وعوائلهم".

أضاف:"أنا سعيد أن أحمل إكليل الورود وهذا وسام وردي أعتز به، فأنتم في عنقي وقلبي وصلاتي. إنني معكم في هذه البلدة التي لها الكثير على لبنان لكي تعطى حقها من العيش الكريم ومن المشاريع الاقتصادية والصناعية. فأنتم في قلب لبنان وحياته. حافظوا على هذه الوديعة بإيمانكم الكبير بلبنان ووفائكم له. هذه البلدة تمثل صورة عن لبنان الذي نريده بعيشنا المشترك وقيمنا وتراثنا العميق. وليكن هذا الشهر، شهر الصوم المبارك منطلقا لنا جميعا في أعيادنا وتطلعاتنا ومحبتنا وإيماننا بوحدة عيشنا المشترك".

ثم تسلم البطريرك الراعي من رئيس البلدية درعا تقديرية.

برقايل: بعد ذلك، انتقل البطريرك الراعي إلى المحطة السادسة، بلدة برقايل، حيث كان في استقباله عند مدخلها رئيس البلدية سمير شرف الدين وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات البلدة.

قبعيت: أما المحطة السابعة فكانت في بلدة قبعيت حيث نظم استقبال حاشد له، وكان في استقباله رئيس البلدية احمد درويش الذي ألقى كلمة ترحيبية، وقال: "عكار لم ولن تكون يوما موقعا أو مصدرا للارهاب وهي مؤمنة بنموذجية عيش ابنائها وبمكونات عائلاتها الروحية"، واصفا زيارة البطريرك "بالتاريخية وهو حامي الوحدة الوطنية الذي يبني ولا يهدم ".

ثم كانت كلمة لإمام مسجد البلدة الشيخ خضر محمد: "ان اهالي عكار، مسلمين ومسيحيين، يرحبون بغبطتكم، وقال ان زيارتكم الرعوية تخفف الكثير من الحرمان، ونتمنى على المسؤولين الحذو حذوكم بالإهتمام".

ورد الراعي بكلمة شكر فيها الجميع على حفاوة الإستقبال، وقال: "ان عكار المعطاءة والوفية بأصالتها هي أمانة بأعناقنا وسنبذل كل جهد لما فيه خير هذه المنطقة ولبنان عامة". ودعا الجميع الى "تمتين اواصر الوحدة والتآلف وبالإيمان بالله الذي هو منجاتنا وخلاصنا.

حرار: بعد ذلك، انتقل الراعي الى بلدة حرار حيث كان في استقباله رئيس البلدية خالد يوسف وحشد كبير من الأهالي، حيث ألقى يوسف كلمة قال فيها: "ان هذه الزيارة لها دلالة كبيرة وقيمة عظيمة نفتخر اننا عهدناها. وتشرفنا بلقاء غبطتكم في منطقة ترسخ فيها قيم العيش المشترك بين ابنائها مسلمين ومسيحيين. واننا في عكار نعمل بجهد من اجل صون كرامتنا وكرامة اهلنا وتنمية مجتمعنا المحلي". وحمل البطريرك الماروني سلسلة من المطالب الحيوية الإنمائية لعكار.

ثم تحدث الراعي فجدّد تأكيد "هذا الإيمان العميق بالله تعالى وبهذا العيش الكريم بين ابناء المنطقة الواحدة الذين استطاعوا بوحدتهم وتضامنهم ان يبنوا نموذجا نأمل أن يكون حاضرا في أذهان الجميع". واكد محبته لأبناء عكار ووقوفه الى جانبهم وتطلعاتهم المستقبلية التي يصبون اليها، شاكرا الجميع على حفاوة الإستقبال.

ويستكمل البطريرك جولته في قرية القريات، رحبة، بينو حيث يتفقد المركز الصيفي لمطرانية الارثوذكس، وفرع جامعة البلمند، ثم يسلك الموكب الطريق العام إلى مجدلا-الحميرة، ثم رعية سيسوق فرعية قلود الباقية ورعية بقرزلا، حيث ستتم إزاحة الستار عن لوحة للشهداء، وتختم بمسيرة داخل الرعية، على وقع الموسيقى، قداس احتفالي في كنيسة القديسة مورا في بقرزلا.

 

 

 

 

 

الراعي في القريات: نأمل أن ينعم لبنان وعكار بالطمانينة

 وطنية - 13/8/2012 تابع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته العكارية، ووصل الى القريات، التي استقبلته بالاهازيج وقرع الطبول وفرق الزفة وحملة الاعلام ونحر الخراف. وتقدم المستقبلون، رئيس البلدية مطانيوس جرجس، ونواب وفاعليات من مدخل البلدة الى ساحة الكنيسة، حيث ازاح الراعي الستارة عن اللوحة التذكارية ل"ساحة البطريرك الراعي". بعدها القى المونسنيور الياس جرجس كلمة ترحيب به، وكانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبدالاله زكريا الذي قال: "ان عكار الفرحة بقدوم غبطة البطريرك الراعي هي نموذج لحسن العيش والشراكة الحقيقية بين جميع الاديان، وذلك لبناء الانسان على القيم الدينية والوطنية، رغم كل ما يحاك لها من مؤامرات تحاول ان تبدل من صورتها الحقيقية، وخير دليل ما كشف مؤخرا. وان ابناء جرد عكار ينشدون من خلال زيارتكم المباركة ان تكونوا صوتا لنا في المؤسسات لرفع الظلم والحرمان عن اهلنا".

ورد الراعي بكلمة اعرب فيها عن فرحه بهذه اللقاءات "التي تمت حتى الان في ربوع عكار المحبة والاصيلة بناسها وبعيشها النموذجي الجامع لكل عائلاتها الروحية". وتوجه بالشكر الى "كل الذين تعبوا وانتظروا على الطرق" لاستقباله، واكد ان "نعمة الايمان التي تحل علينا كفيلة بان تبعد كل الشرور"، املا ان "ينعم لبنان عامة وعكار خاصة بالسلام والطمانينة". وشدد على ان "التعاون في بينكم والاصرار والصمود، كفيل بتحقيق كل ما تصبون اليه ونحن معكم وسنكون دائما الى جانبكم".

 

حزب الله يقتل ابناء لبنان في سوريا ويعيدهم إلى أهلهم في نعوش

أغلب قتلى حزب الله من الكرك: ٦ جثامين وصلت أمس من عائدة في نعوش من الزبداني

حيدر الطفيلي/البقاع – "الشفاف"

http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=19557&lang=ar

أدخل حزب الله مساء أمس من سوريا الى البقاع جثامين ستة من مقاتليه صُرعوا في مواجهات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر وعسكر آل الاسد في منطقة "الزبداني" و"ريف دمشق خلال الايام الثلاثة الماضية. ونقلت مصادر التنسيقيات السورية ان ناشطيها رصدوا مؤخرا ارتفاع عدد مقاتلي حزب الله الذين يشاركون في القتال الى جانب جيش النظام السوري، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود الشمالية للبنان، وبالتحديد مناطق "الزبداني"، "الجديدة"، "كفر يابوس"، وبعض احياء دمشق الملتهبة.

وتقاطعت معلومات تنسيقيات الثورة السورية على هذا الصعيد مع نتائج رصد المراكز الامنية اللبنانية الحدودية عبور نحو الف مقاتل خلال الشهر الماضي من البقاع الى سوريا بواسطة قوافل صغيرة وعلى فترات زمنية متباعدة، حيث توزعت مجموعات منهم على مناطق "الزبداني"، "كفر يابوس"، "حي السيدة زينب" وغيرها. ووضعت مجموعات كبيرة من متسللي حزب الله في ما تبقى من معسكرات لجيش النظام، تمهيدا لنقلهم الى المناطق التي تشهد معارك مع الجيش الحر.

مستودعات أسلحة "استراتيجية" ومعسكرات تدريب "خاصة" للحزب في "الزبداني

وتلفت مصادر أمنية لبنانية الى ان ارتفاع عدد قتلى حزب الله لا يرتبط فقط باتساع نطاق مشاركته في المعارك الدائرة على مستوى الجغرافيا السورية فحسب، بل له دلالات مؤكدة على عنف المواجهات المسلحة بين الجيشين الحر والاسدي أولا، وثانيا على الانجازات الميدانية للجيش السوري الحر على الارض، لا سيما في العاصمة السورية وريفها والمناطق الحدودية، التي تمثّل الهمَّ الكبير لحزب الله والنظام البعثي المقبور ومن خلفهما نظام الملالي في طهران. فالمناطق الحدودية، ومنها "الزبداني" ومحيطها، تضم مستودعات اسلحة قيل انها "استراتيجية "، ومعسكرات تدريب "خاصة"، وقد اختير مكانها على خلفية اسباب كثيرة لها علاقة بالجغرافيا، وسهولة الحركة منها باتجاه البقاع وبالعكس.

قصف على الزبداني وبالعودة الى قتلى حزب الله أكد أحد رجال الشرطة من عداد حرس مركز امني لبناني في منطقة "المصنع"، مرورَ قافلة قادمة من سوريا الى البقاع عبر "المصنع"، مؤلفة من اثني عشر سيارة منها ستة "فانات" خاصة، واتجهت نحو منطقة "الكرك" و"بعلبك".

ولفت الى ان القافلة لم تتوقف لاجراء أية معاملات رسمية في مركزي الجمارك والامن العا،, بل عبرت بسرعة ومن دون توقف! وهو الاسلوب الذي يتبعه حزب الله في مثل الحالات المذكورة ، أو في حال نقل مقاتلين ذهابا واياباً، غامزا من جهة التنسيق الكامل بالنسبة للامور السالفة بين الحزب ومخابرات الجيش اللبناني.

ولكن الى اين نقل حزب الله قتلاه؟

تفصح مراجع امنية عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا لحزب الله من "البقاع الاوسط" خلال مشاركتهم في القتال الى جانب الجيش الاسدي.

وتلفت الى ان غالبيتهم من بلدة "الكرك" – قضاء زحلة (صورة المقال). وتُرجِع سبب ارتفاع قتلاه من "الكرك" الى قرار قيادة الحزب أولا. وثانيا، هذا وهو الاهم في حالة "الكرك"، إلى انتقال عشرات العائلات الكركية وبعض "معلقة زحلة" خلال العقود الثلاثة الماضية للعمل في المنطقة الواقعة بين "المصنع" اللبناني ومراكز الامن السوري في "جديدة يابوس"، لتتشكل مع الايام قرى خالصة للطائفة الشيعية في منطقة حساسة جدا بالنسبة للنظام البعثي وحزب الله. من هذه القرى "كفر يابوس" و"الجديدة"، اضافة لتجمعات سكنية مجاورة في طريقها لاكتساب شرعية القرية.

مخطط "استراتيجي" بين "المصنع" و"جديدة يابوس"!

وبعدما أكدت المراجع الامنية , وجود مخطط استراتيجي – سابق طبعا – يمهد لانتاج ديمغرافيا معينة في منطقة حساسة، لزّمها نظام الأسد لحزب الله - والاخير استغل الواقع الاقتصادي للكركيين ليدفع بهم الى تلك المنطقة للعمل بعدما فتح امامهم آفاق واسعة في التجارة الحرة على اختلافها - كشف عن مشاركة عشرات المقاتلين من التجمعات المذكورة في القتال الدائر. واشار الى مهام اساسية أوكلها لهم على طول الطريق الممتد من "المصنع" حتى "جديدة يابوس"، الامر الذي نتج عنه صدامات عدة مع الجوار المختف طائفياً، فضلا عن عمليات كان ينفذها الجيش الحر في اطار الاستراتيجة العسكرية التي يتبعها للحفاظ على خطوط آمنة في تحرك عناصره، ولبعث رسائل الى حزب الله تحذره من التمادي في دعم نظام الاسد.

لماذا لم يدفن حزب الله قتلاه في "الجديدة" أو "كفر يابوس"؟

تجيب المصادر الامنية ان العائلات في القريتين السوريتين و"الكرك" هي واحدة. لكن هناك افراداً أوكلت اليهم مهام قتالية وأمنية انتقلوا حديثا من "الكرك" الى "الجديدة" لاستخدامها كنقطة انطلاق آمنة بحكم القرابة. ومَن سقط منهم لم يدفن في "الجديدة"، بل اعيدت جثته الى بلدته حيث كانت مراسم الدفن تتم قبل حلول الظلام , وعلى وجه السرعة، ووفق آلية لا تخالف الجانب "الشرعي".

تململ اهالي البقاع

وارتفاع قتلى حزب الله في الصراع الدائر في سوريا , ملف ثقيل على كاهل قيادة الحزب التي بدات تسمع اصوات احتجاجاً اهلياً عن جدوى دفاع الحزب عن نظام البعث الساقط!

ويتأتى التململ الاهلي من الوقائع المتتالية في قرى بعلبك وجنوب البقاع الغربي وبعض الجنوب عن وصول جثامين لمقاتلين من الحزب قتلوا هنا وهناك ليس آخرهم الستة الجُدد! اذ تؤكد المعلومات وصول عشرة جثامين الاسبوع الماضي دفنوا في مقابر "بعلبك" و"العين" و"الهرمل". لكن الابرز على هذا الصعيد هو الثمن الكبير الذي دفعته وتدفعه "الكرك" نتيجة الرأس اليابس لقيادة حزب دفعت بشريحة واسعة من اللبنانيين الى فم "أسد" تديرة ذهنية "جحش"!

 

 

إعلاميون ضد العنف" تستنكر التعرض للدكتور سامي نادر

تستنكر جمعية "إعلاميون ضد العنف" المحاولة التخريبية التي استهدفت الدكتور سامي نادر من خلال تفكيك "براغي" الإطار في سيارته في محاولة للتسبب بأذية شخصية كان يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة لو أدت، على سبيل المثال، إلى تدهور سيارته. وإذ تعلن الجمعية تضامنها مع نادر تدعو المراجع المختصة التي تم وضعها في صورة العمل التخريبي إلى تعقب الفاعلين والاقتصاص منهم على وجه السرعة.

 

زئير الأسد لم يعد يُسمع في بعبدا وسماحة خريج مدرسة تخويف الاقليات الى حد القتل

علي الأمين/البلد

قد لا تكون الرواية الامنية دقيقة، تلك التي جرى تداولها حول تورط الوزير السابق ميشال سماحة في مخطط تفجيري فتنوي في الشمال. لكن ردود فعل قوى حليفة له لم تطل جوهر الاتهامات أو الاعترافات بقدر اهتمامها بالشكل وطريقة الاعتقال غير القانونية. فسرعة الاجراءات والسلاسة التي اتسمت بهما جلسات التحقيق في "شعبة المعلومات" مع المتابعة القضائية والطبية، كان مفتاحها، على ما يقال، الوقائع الموثقة التي فتحت باب الاعتراف عند سماحة على مصراعيه...

من حق البعض الاعتراض على طريقة اعتقال سماحة، لكن هذا البعض عليه ايضا القول: اذا ثبتت الاتهامات الموجهة ضد سماحة فنطالب باعدامه. واللافت ايضا ان احدا لم يقل من المعترضين ان النظام السوري ليس وراء هذا التخطيط، بل جلّ ما قيل هو: هل عدِمَ السوريون الوسيلة الا ميشال سماحة؟ بالطبع يفقدون ثقتهم بكثير من ادواتهم وعملائهم لذا يختبرون ولاءهم بهكذا اعمال امنية قذرة. وان كان اكثرهم بدأ يبحث عن مشغلين آخرين في الشرق او الغرب.

سماحة هو من مدرسة تخويف المسيحيين وايهامهم بأن نظام الاسد "حامي الاقليات"، وهي عبارة لطالما كان يرددها سماحة في اطلالاته التلفزيونية مرفقة بالدعاء المستمر إلى "سماحة السيد". سماحة ومشغله علي المملوك ينتميان الى تلك المجموعة التي روجت لهتاف ادعت ان الثوار السوريين يرددونه: "المسيحي ع بيروت والعلوي ع التابوت والسني بالبيوت". مجموعة مستعدة ان تقتل من اجل الفتنة من دون ان يرف جفن لها. موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تعامل من موقع المساند لعمل قوى الامن الداخلي وأقرّ بأن شيئاً خطيرًا كان يجري التحضير له ونجا لبنان منه لا يريح قوى 8 آذار ولا بطبيعة الحال الجنرال ميشال عون، لا سيما تحصين موقع القوى الأمنية من هذه القضية.

وفرض موقع سليمان عليه اليوم ان يواجه التداعيات السورية بمزيد من الدفع والتمسك بدولة المؤسسات، وهو سلوك يلقى تشجيعا وتأييدا عربيين ودوليين. ولعله السبب في ارتفاع نبرته تجاه الاعتداءات السورية على لبنان واندفاعه نحو طاولة الحوار برؤية لاستراتيجية دفاعية طموحة واستقباله اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن بعد القبض على سماحة يتجسد في تحول نوعي في سلوك بعبدا اتجاه نظام الاسد. أما التيار الوطني الحر، الواثق بسلوك النظام السوري واحترامه للسيادة اللبنانية، لن تغير الوقائع الاخيرة من موقفه باعتبار انه لا يعترف بوجود شيء في الدولة اسمه جهاز فرع المعلومات وبالتالي لا مؤامرة سورية. سقوط سماحة او اسقاطه هما نتيجة تحوله إلى مقاتل منخرط في الذود عن "محور الممانعة والمقاومة" ولو بالفتنة، وهما إشارة إلى بداية المرحلة الاخيرة من عملية اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. ليس هذا فحسب، بل الادعاء من قبل المحكمة العسكرية على ابرز اعمدة النظام الامنية، اللواء علي المملوك، هو دليل على ان زئير الاسد خفت ولم يعد يسمع في لبنان وفي بعبدا تحديدا.

اما المتباكون على المسيحيين والاقليات في سورية، وفي لبنان، فعليهم ان يعيدوا تحديد الخطر: هل هو من السلفية ام من نظام لا يجد فرصة للبقاء الا بالفتنة وتحويل الاقليات دروعا له والتخويف المكشوف بخطر الاسلاميين كأن علمانية البعث لم تغرق في دماء قتلهم بعد؟

 

بورتريه" ميشال سماحة: من "الجوار" إلى قصر المهاجرين فالسجن

إيلي الحاج/النهار

ليس ميشال سماحة الذي أوقفه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مجرد وزير ونائب سابق ينتمي إلى فريق 8 آذار. إنه المستشار الإعلامي للرئيس السوري بشار الأسد الذي يستقبله في قصر المهاجرين ويجالسه كأنه من أهل البيت.

هل كان الجهاز الأمني الذي أوقفه والقاضي الذي وافق والمسؤولون في الدولة الذين غطوا توقيفه ليجرؤوا على فعلتهم، لو لم تكن الأدلة في حقه دامغة لا تقبل الدحض؟ الجواب المنطقي "بالتأكيد لا".

أسّس جهاز الأمن في الكتائب!

لعب ميشال سماحة أدوارا متعددة ومتناقضة في حياته السياسية، حافلة بالإلتباسات أحياناً. ابن بلدة الجوار في جوار الخنشارة بأعالي المتن الشمالي يبلغ 64 من العمر، من مواليد عام"نكبة فلسطين" 1948. انتسب بعمر 16 سنة إلى حزب الكتائب في مرحلة صعوده برعاية العهد الشهابي عام 1964 ليخلف كريم بقرادوني رئيساً لمصلحة الطلاب الكتائب من 1973، السنة التي نال فيها إجازة إدارة الأعمال من جامعة القديس يوسف، حتى سنة 1975. عندما اندلعت الحرب في 1975 وخاضها الحزب بل كان محورها مدة طويلة أنشأ ميشال سماحة جهاز الأمن في الكتائب، ليخلفه فيه إيلي حبيقة ويوحده في ظل بشير الجميّل مع جهاز أمن ميليشيا "القوات اللبنانية" آنذاك.

عيّنه أمين الجميّل في بداية عهده الرئاسي مستشاراً له وكان مكلفاً خصوصاً بالإتصالات مع القيادة السورية لكنه انقلب عليه وآثر الرهان على حبيقة بعدما هندس بقرادوني تحالفاً موضوعيا وشديد الهشاشة بين الـ"أش كا" والدكتور سمير جعجع. كان "الحكيم" تسلم مسؤوليات مركزية في "القوات" قبيل "انتفاضة 12 آذار" 1985 وتقلبت القيادة في انتفاضتين قبل أن تستقر بين يدي جعجع الذي أطاح "الإتفاق الثلاثي" بعدما جهد في صوغه ميشال سماحة لمصلحة حبيقة في حين آثر بقرادوني الوقوف مع جعجع، موقتاً على الأقل. وفي النتيجة خرج سماحة مع حليفه وخليفته في جهاز الأمن من "الشرقية" بتعابير تلك الأيام ولم يعد إليها إلا بعد الحرب وخروج عون من لبنان.

راوح ميشال سماحة إذاً في مساره الكتائبي و"القواتي" خلال السبعينات والثمانينات بين بقرادوني السياسي المنظّر وحبيقة العقل الأمني. لكن ميشال لا يشبه تماماً أياً منهما، فقد ظلت تنقصه ملكة السيطرة على النفس. سماحة انفعالي أكثر من العماد ميشال عون بل من جميع السياسيين الذين عرفهم لبنان سواء أكان على شاشة، أم على نافذة من منزله يصيح في مقابل جاره هنري صفير عندما أقفل وزيراً للإعلام محطة صفير آنذاك الـ"آي سي إن". وكان يجب أن تنتهي حرب لبنان في 1990 بسيطرة سوريا بقيادة الرئيس حافظ الأسد على لبنان وإشرافه على تطبيق اتفاق الطائف على هواه كي يتــــــــولى سماحـــة وزارة الإعلام مرتين، أولى في حكومة الرئيس رشيد الصلح عام 1992 وثانية في الحكومة الأولى للرئيس رفيق الحريري في 1992 أيضاً. دخل مجلس النواب مرة في 1992 وخسر في الدورتين التاليتين ولم يعد يترشح.

فرض حظراً على "فخر الدين" و"الشخص"!

عندما أطبق نظام الوصاية السوري على حزب "القوات اللبنانية" خرج سماحة من مجلس الوزراء في 28 نيسان 1994 ليعلن بلهجة الغضب حل الحزب وإسكات أجهزة الإعلام عن الأخبار والبرامج السياسية، حتى إنه طلب إلى وسائل الإعلام آنذاك الإمتناع عن بث مسرحيات وطنية مثل "فخر الدين" و"الشخص" للرحبانيين وفيروز، والأغنيات من هذا القبيل.

ويا لسخرية القدر. ها هو سماحة في السجن في قضية تشابه جزئياً في دويها قضية تفجير كنيسة سيدة النجاة التي أوقف بسببها سمير جعجع وبرّأته منها المحكمة لتدينه في قضايا أخرى تشوبها السياسات والإستنسابيات.

في الوزارة لم يعرف سماحة بالقدرة على استيعاب المسؤولين والموظفين والتعامل معهم بسلاسة. وظل رجلاً تلاحقه الأخبار غير المؤكدة عن أدواره الملتبسة. منها على سبيل المثال أنه كان يتناول الغداء إلى مائدة واحدة مع وليد جنبلاط في منطقة الصنائع عام 1984 وعندما همّ الزعيم الدرزي بالإنطلاق بسيارته انفجرت سيارة مفخخة قربها لكنه نجا منها بمعجزة.

سماحة الذي لم تُعرف له يوماً مهنة يعتاش منها بلغ ذروة أدواره مع وصول بشار إلى سدة الرئاسة السورية إذ عيّنه مستشاراً إعلامياً له. ونظراً إلى قربه من الأسد وفيض المعلومات التي في متناوله استطاع إقناع ميشال عون قبل أشهر بأن الأزمة السورية ستنتهي بعد أيام قليلة فأعلن الجنرال أنها ستكون انتهت قبل مؤتمره الصحافي التالي "الثلثاء المقبل".

كلّف سماحة ذلك الخطأ عدم استقباله بعد تلك الحادثة في الرابية.

وفي الأدوار الملتبسة والمتشابكة، يُقال عن سماحة الماكينة الإعلامية المتنقلة إن الأسد كلفه بدور حلقة الإتصال والإرتباط بين الإستخبارات السورية والإستخبارات الفرنسية. هل أوقع به دُوار الأدوار؟

ميشال سماحة من السياسيين القلة في لبنان غير الشيعة الذين إذا لفظوا اسم السيد حسن نصرالله ألحقوه بدعاء "حفظه الله" بما يقارب التقوى، لكن ذلك لم يشفع له على ما ظهر بعد ساعات طويلة من توقيفه. "حزب الله" لم يأت بأي رد فعل وحلفاء النظام السوري في لبنان يلزمون جميعا الصمت أو يكتفون بالتمتمة. وإذا صحّ أنه اعترف فسيكون على مجموعة من السياسيين أن يفكروا جدياً في تغيير أمكنة نومهم.

*نقلاً عن صحيفة "النهار" اللبنانية

 

مصادر أمنية: ميلاد كفوري عمل مع حبيقة سابقاً.. وهو اليوم بات خارج لبنان

أوردت محطة "lbc" أن الشاهد الذي أوقع بالوزير السابق ميشال سماحة في ملف الإعداد لتفجيرات في لبنان، هو ميلاد كفوري وزهير نحاس وأمجد سرور، لأنها ثلاثة أسماء لشخص واحد هو بالفعل ميلاد كفوري من بلدة بولونيا المتنية، وهو في العقد الخامس من العمر. وذكرت المحطة أن كفوري يعمل في المجال الأمني منذ العام 1983، وكان على علاقة جيدة بالوزير الراحل إيلي حبيقة لكنّه لم يكن في عداد مرافقيه، وكان يهوى بالدرجة الأولى جمع المعلومات، ما خلق له علاقات مع جهات وأجهزة متعدّدة، كان من بينها علاقة مع ميشال سماحة وعلاقة أيضاً مع فرع المعلومات، وأنشأ كفوري شركة أمنية شكّلت له غطاءً لمواصلة هواياته وعلاقاته الأمنية، وعملت هذه الشركة مع الوزير محمد الصفدي منذ العام 2005 وكانت تقدِّم له خدمات للحماية حتى الأسبوع الثالث من شهر تموز الماضي.

وأكدت مصادر أمنية لـ"lbc" أنه "بموجب العلاقة التي كانت قائمة مع سماحة، إتصل الأخير بالكفوري من أجل تنفيذ المخطط"، مشيرةً إلى أن "كفوري ذُهِل عندما حدّثه سماحة عن تفجيرات، لذلك توجه إلى فرع المعلومات وأبلغهم بذلك، فطلب منه رئيس الفرع العميد وسام الحسن المتابعة، وتم تزويده بوسائل تسجيل للصورة والصوت، فبدأ كفوري بتسجيل اجتماعاته وتحركاته مع سماحة منذ الإجتماع الذي نُسب فيه إلى سماحة قوله "بشار بدو هيك"، وصولاً إلى عملية نقل المتفجرات في مرآب البناية التي يسكنها سماحة في الأشرفية من سيارته إلى سيارة كفوري".

وبحسب مصادر متطابقة، فإن "ميلاد كفوري الذي يملك منزلاً في وطى بولونيا في المتن الشمالي أصبح خارج لبنان، ولا ترغب الجهات الأمنية بالحديث كثيراً عنه وذلك في إطار ما تتّبعه من حماية له بعدما تعاون معها لكشف الجريمة قبل حدوثها". وشدّدت المصادر الأمنية على أن "الأمور في قضية سماحة ستكون واضحة جداً للرأي العام مع بدء التحقيقات أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، لاسيما لجهة كل ما ورد في الملف من اعترافات واضحة وأدلة مسجلة لسماحة عن ضلوعه في تجنيد ميلاد كفوري ونقل المتفجرات من دمشق وتسليمها لكفوري مع الأموال لاستخدامها في هجمات الشمال ولاسيما عكار". كما نقلت المحطة عن مصادر قضائية أن "اعترافات سماحة واضحة جداً في الملف، وعلى أساسها كان ادعاء القاضي سامي صادر على سماحة والمسؤول السوري علي المملوك والعقيد السوري واسمه الأول عدنان"، مستغربةً الحديث عن أنّه كان هناك اتجاه للإدعاء على الرئيس بشار الأسد وأن تدخلات حالت دون ذلك، وأوضحت أن القانون اللبناني لايجيز الإدعاء على رؤساء الدول.

 

جماعة "شكراً سوريا"...كلكم ميشال سماحة

طارق نجم/موقع 14 آذار

سقوط ميشال سماحة أحدث فراغاً على الساحة السياسية الإعلامية لقوى 8 آذار وإن كان الشباب فيهن البركة لملأ الفراغ على الشاشات، لكن الدور السياسي لسماحة ما زال من الصعب أن يملأه أحد آخر. سقوط سماحة يشبه الى حدّ بعيد اعتقال الضباط الأربعة أو الضباط الأربعة الذين اختزلهم جميل السيّد بشخصه وصوته.

وليس من المستغرب أن يكون اللواء السيد هو أول من تبرّع ليكون رأس حربة الدفاع عن سماحة. مع سقوط ميشال سماحة وانفضاح أمره، سقطت النظرية التي كانت تقول أنّ النظام السوري هو حامي المسيحيين. فالعبوات الناسفة الـ24 لو قدّر لها سلوك طريقها المرعب الى حيث كانت موجهة لكان المسيحيون اول من سيدفع ثمن هذه التفجيرات المجنونة. "النتيجة ستكون شبيهة بتهجير قرى شرق صيدا او الجبل على أقل تقدير" كما يعلق أحد من ذاقوا هذه المرارات منذ ما يقارب الثلاثة عقود.

ميشال سماحة يختصر في شخصه جميع الأوبئة التي تحملها 8 آذار فراداً. فسماحة هو المسيحي الكتائبي الذي خان عشرة البشير ومبادئه بعد ان كان كاتم أسراره، وباع القضية بثلاثين من الفضة جعلت ميشال عون يقلده ويسير على خطاه بعد زمن كيف لا وهو الذي كان عراب علاقات الجنرال بالأسد ومهندس اللقاء بينهما.

ميشال سماحة هو ذلك السياسي المتشدق الذي بالغ حتى الثمالة بعبادة النظام السوري والذود عنه حتى آخر لحظة في حياة النظام بحيث أنه يكاد أن يتفوق على جبران عريجي وأسعد حردان وفايز شكر بالانبطاح أمام معبد البعث وآل الأسد.

ميشال سماحة هو الذي أثبت أنه أيضاً على نفس المستوى مع ابراهيم كنعان ونبيل نقولا "بالتصدي" للحريرية السياسية ولما يمثله حلم رفيق الحريري والذي كان نقيضهم في الاعمار والبناء، فأرادوا إلغاءه حياً وميتاً. ميشال سماحة هو ذلك الشبيح المتأنق بربطة عنق الذي يتشارك مع وئام وهاب وطلال ارسلان عمالة التنسيق الأمني مع بشار الأسد دعماً له ولحكمه داخل سوريا، وفي قلب لبنان، ولو من خلال تخريب أمن الوطن وسفك دماء المواطنين. ميشال سماحة هو ذلك البوق الإعلامي المقاوم الذي ينافس رفيق نصرالله وناصر قنديل في منح غطاء لا يستر سلاح ما كان يعرف بالمقاومة، بعد ان تحولت الى حزب السلاح منذ 7 ايار في بيروت وفي الجبل وضد الجيش والقوى الأمنية، التي حاربها سماحة عندما طالب بالتخلص من شعبة المعلومات، فكان أن وقع في شرّ أعماله.

وبالمناسبة، وعقب أحداث برج ابو حيدر، اي منذ سنتين بالتحديد، زار الرئيس سعد الحريري المنطقة مطمئناً على الأهالي قائلاً "لا أحمل سكينا بل أعطي قلماً وأعلم ناس وأعطي كتابا"، فكان تعليق سماحة على كلام الحريري بسخرية "أنا أنصحك أن تغير قلمك". الحريري غادر البلاد مكرهاً ولم يغيّر قلمه. من غيّر قلمه بالعبوات الناسفة والمتفجرات الغادرة كان ميشال سماحة. يا أحزاب 8 آذار، يا أصحاب القمصان السود، يا جماعة شكراً سوريا، إذا سقط منكم ميشال سماحة...فأنتم كلكم ميشال سماحة...وعلى درب ميشال سماحة.

 وبالمناسبة، وعقب أحداث برج ابو حيدر، اي منذ سنتين بالتحديد، زار الرئيس سعد الحريري المنطقة مطمئناً على الأهالي قائلاً "لا أحمل سكينا بل أعطي قلماً وأعلم ناس وأعطي كتابا"، فكان تعليق سماحة على كلام الحريري بسخرية "أنا أنصحك أن تغير قلمك". الحريري غادر البلاد مكرهاً ولم يغيّر قلمه. من غيّر قلمه بالعبوات الناسفة والمتفجرات الغادرة كان ميشال سماحة. يا أحزاب 8 آذار، يا أصحاب القمصان السود، يا جماعة شكراً سوريا، إذا سقط منكم ميشال سماحة...فأنتم كلكم ميشال سماحة...وعلى درب ميشال سماحة.

 

حرب طالب بطرد السفير السوري: الإتفاقيات مع دمشق تسمح لها بعدم تسليم المملوك

أوضح النائب بطرس حرب أن الإتفاقيات الموقّعة بين لبنان وسوريا "تسمح لدمشق بالامتناع عن تسليم (رئيس الأمن القومي فيها اللواء علي) المملوك" الذي صدرت بحقّه مذكرة توقيف من القضاء العسكري اللبناني في ملف الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة الإعداد لتفجيراتٍ في لبنان. وفي حديث لمحطة "mtv"، طالب حرب بـ"طرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان وبقطع العلاقات مع دمشق".وتابع حرب: "إن المحاكمة ستقتصر في لبنان على سماحة"، مشيراً إلى أن "النظام السوري يقوم بمؤامرة لقتل المواطنين اللبنانيين بهدف الفتنة، وبالتالي على الحكومة اتخاذ قرار بطرد السفير السوري الذي هو رئيس جهاز مخابراتي".

 

جنبلاط: سنبقى في حرب إذا انتصرت 8 آذار ولا يمكن الاستمرار تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة

.الشوف – "النهار" / رأى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه "لا يمكن تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة الاستمرار في هذه الشركة الغامضة على حساب الدولة والجيش والامن والاقتصاد والمصير".  تحدث جنبلاط في افطار رمضاني جامع اقيم في "مؤسسة العرفان التوحيدية" في السمقانية - الشوف، بمشاركة نجله تيمور، والوزيرين غازي العريضي وعلاء الدين ترو، والنواب مروان حمادة ومحمد الحجار ونعمة طعمة وجورج عدوان وايلي عون وشخصيات. وتخلل الافطار عرض فيلم عن الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين بعد 72 يوماً على غيابه، وتوالى على الكلام كل من رئيس "مؤسسة العرفان التوحيدية" الشيخ علي زين الدين، وامام حوزة الامام السجاد العلمية الشيخ محمد علي الحاج ثم الاب عبده رعد باسم المطران حداد.

واستهل جنبلاط كلمته منوهاً بمؤسسة العرفان، وقال: "إنه اللقاء الثاني بعد الانعطافة السياسيّة التي قمت بها مع رفاقي في جبهة النضال الوطني عام 2011 والتي أملتها ظروف آنذاك بالغة التعقيد وكان الهم الاول فيها منع الفتنة. وقد نجحنا بقيادة الرئيس ميشال سليمان ومساعدة الرئيس نجيب ميقاتي، ولن أنسى دور الرئيس نبيه بري في تذليل عقبات كبيرة مرّت في مسيرة هذه الحكومة. واذا كان من إنجاز اساسي لهذه الحكومة فهو التزامها تمويل المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وتأكيد المعاهدة التي تربط لبنان بالامم المتحدة، وأياً يكن حجم الاحداث المحيطة الذي كاد ان يطغى على مسار المحكمة إلا ان العدالة لا بد ان تأخذ مجراها ولو بعد حين في المحكمة او في مياه الأنهر. ولمن يدحضون او يشككون بالقرار او القرارات الظنية للمحكمة، خير طريقة لهؤلاء هي في دحض الحجة بالحجة والقرينة بالقرينة امام هذه الهيئة، أي المحكمة".

وحيا الثورة السورية وأضاف: "إن وحشية هذا النظام تجاه البشر والحجر، نعم تجاه الانسان السوري، تجاه الحضارة السورية الفريدة، إن وحشية هذا النظام فاقت كل تصور وطغت على وحشية هولاكو أيام المغول. وصمد الشعب السوري ولا يزال صامداً وسيبقى صامداً، صموداً اسطورياً، من ملحمة الى ملحمة، من مواجهة الى مواجهة، مع نظام الموت المدعوم من التنين الصيني والدب الروسي وقورش الفارسي (...) التهى العالم العربي وما يسمى المجتمع الدولي بمبادرة تلوَ المبادرة، ولست لأعلق على كوفي أنان الفاشل أساساً من رواندا الى البوسنة الى العراق واليوم سوريا، لكنني أنصح للاخضر الابرهيمي الا يقع في فخ مهمة محكومة اساساً بالفشل ما دام  الحلف المذكور المعهود يصر على التسوية مع النظام الحالي.

وإذ أحيي الناشطين والناشطات من أهل الجبل وغير الجبل والضباط والافراد الذين التحقوا بركب أحرار سوريا في الجيش السوري الحر والمجلس الوطني، اقول لأحرار سوريا، ان "الشبيحة" مصيرهم الى الجحيم، واستروا يا احرار سوريا ما رأيتم منّا من تقصير.

لبنانياً، اثمّن عالياً دور الرئيس ميشال سليمان في تصديه مراراً وتكراراً لجهات سياسية أو أجهزة امنية أصرّت على تسليم ناشطين ونشطاء الى الاجهزة السورية - الى الاعدام.

لبنانياً، لا مكان إلا لدولة واحدة هي وحدها تتخذ قرار الحرب والسلم، دفاعاً عن لبنان وفقط لبنان. نعم لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعد تحديد وترسيم حدود تلك المناطق وغيرها، لا لمنطق التحرير من أجل التحرير خدمة لغير لبنان أو مساومة على لبنان. لا ينقص الجيش اللبناني، أفراداً وضباطاً ورتباء، الكفاءة والحرفية بإستيعاب سلاح المقاومة الموجود تدريجياً وفق خطة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الامنية للمقاومة. ولا يمكن تحت شعار "الجيش والشعب والمقاومة" الاستمرار في هذه الشركة الغامضة على حساب الدولة والجيش والامن والاقتصاد والمصير.

واخيراً، في قانون الانتخاب - والكلام ليس موجهاً للرئيس سليمان الذي نحترم وجهة نظره ونقدرها - أقول، وقد اكون مخطئاً، اذا انتصر الفريق الاخر بعضه أو كله، أي الثامن من آذار بكل مقوماته وحلفائه القدامى والجدد، ولست ادري من سيفرّخ على الطريق، لا أعتقد ان هناك مكاناً لوسطية أو تعدد أو تنوع، أو مكاناً لقرار مركزي للحرب والسلم للبنان خارج المحور الايراني وما تبقى من السوري، لا اعتقد ان هناك مكاناً لدولة القانون وحصرية الامن مع الجيش وقوى الامن، ومكاناً لقضاء مستقل ورئيس مستقل وجيش مستقل (...) ومكاناً لشيء من الطمأنينة. بل سنبقى في هذه الحالة من التشنج والحرب الدائمة السياسية في الداخل، وعندما يقررون ربما الحرب في الخارج. أقول هذا الكلام لبعض من 8 اذار وليس للكل. بالامس شاهدنا ما جرى مع احدهم، صواريخ "بتطلع" وقنابل تأتي، هذا هو واقعهم، لكن اقول لرفيقي الشهيد جمال صعب بعد 30 عاماً: مرّت جثة الخصم وانتهت. واذا انتصر الحزب التقدمي الاشتراكي مع مكونات 14 اذار ومستقلين يبقى أمل في التنوع والتعددية، في الحوار ورفض الالغاء في دولة واحدة، ورئيس مستقل وجيش مستقل، وقضاء مستقل، في شيء من الأمل والاطمئنان على الاقل في دولة قوية بعد الاستيعاب وحكومة وحدة وطنية".

 

أكثر من "سماحة" قيد الانكشاف... فمَن هو التالي؟

طوني عيسى/الجمهورية

جريدة الجمهورية من قواعد العمل الاستخباري: "غلطتُك الأولى هي الأخيرة ... والأموات وحدهم لا يتكلّمون". وهذه القاعدة تنطبق على "غلطة" الوزير السابق ميشال سماحة، التي أوقعته في فخِّ فرع المعلومات. فبعدها سيكون الآتي أعظم. إنّها المقدمة. وأمّا التفاصيل فعلى الطريق...

ليس سماحة رجُلَ الأسد الوحيد في لبنان. فكثيرون من الذين يدافعون عنه مرشحون ليكونوا جزءاً من "العصابة المسلّحة"، كما وصفها القاضي سامي صادر. ومن هنا مسارعة "حزب الله" إلى التراجع عن تهديد النائب محمد رعد بـ"أنّنا لن نسكت". فالغلط في هذه النقطة ممنوع... بل هو مصيري، ولا يمكن تصحيحه. لكن هناك قوى وشخصيات لبنانية لصيقة بالنظام السوري، بقدر التصاق سماحة وربما أكثر، وهي تلتزم الصمت منذ اللحظة الأولى. وفي التفسير الأمني، قد تكون رؤوس من "العصابة" تختبئ لعل العاصفة تمرّ من دون أن تكشفها وتقتلعها. لكنّ مجريات التحقيق مع سماحة والتوسّع فيه ستضيء على أدوار مماثلة قام بها "رفاق لسماحة" في السياسة والأمن وما شابه، في مراحل سابقة أو تحضيراً لمرحلة آتية. وبعض هؤلاء معروف أساساً بأنّه وصل إلى السياسة عن طريق الأمن، أو للمكافأة على دوره الأمني. والبعض الآخر بدأ سياسيّاً لكنّه ربما انتهى في الأمن، على طريقة ميشال سماحة. ولذلك، ستكرّ السبحة ليسقط آخرون في قبضة فرع المعلومات. ومن هنا استِقْتالُ فريق سماحة لنقل الملف من يد المعلومات. وفي القراءة الأمنية أيضاً، من الممكن أن يغيب بعض المعنيين عن المسرح في المرحلة المقبلة، بناءً على طلب من مرجعيتهم الإقليمية، تجنباً لانزلاق في التحقيق يؤدّي إلى وقوع حجر آخر أو أكثر من "الدومينو" في قبضة المعلومات. وقد لا تتحمّل منظومة الأسد في لبنان أكثر من ميشال سماحة واحد لتسقط، فكيف إذا انزلق منها آخرون أيضاً؟

وإذا كان التحقيق مع سماحة يقود إلى واحد أو أكثر من رفاقه، فإنّ التحقيق مع هؤلاء سيقود إلى توقيف العشرات على الأرجح. وسيعني ذلك انهيار الماكينة الأمنية – السياسية – الإعلامية المتجذّرة عبر عشرات السنين، والتي أدّى العشرات من أدواتها أدوارهم في أشكال شبه مفضوحة، لأنّهم لم يتوقّعوا أن يصل النظام الفولاذي الذي اعتمدوا عليه إلى هذا المصير... في سوريا ولبنان. ويأتي تشابه العبوات اللاصقة بين ملف سماحة وملفات الشهيدين جورج حاوي وسمير قصير والزميلة مي الشدياق ليدعم الترابط بين الملفات وإثبات مرجعية الجناة فيها جميعاً.

ماذا سيفعل عون؟ ماذا سيفعل، بعد اليوم، العماد ميشال عون بعد صمته الثقيل، هو وأركانه أصحاب الرؤوس الحامية؟ وماذا سيفعل حلفاؤه المسيحيون، الأقوياء منهم والصغار؟ وماذا سيقولون في بكركي أمام كرسي الاعتراف لسيّدها المذهول بكرسي اعتراف سماحة في فرع المعلومات؟ وما هي الأسماء التالية بعد سماحة، بعدما بات الاختباء صعباً؟ فالبقاء في متناول العدالة قد يعرّض أصحاب هذه الأسماء لخطر الوقوع في قبضة الأمن، وهذه مصيبة. وأمّا الاختفاء عن الساحة فسيكون أشدّ خطراً لأنّه سيؤدّي إلى إثبات الشبهة أو التهمة، وهنا المصيبة أعظم. ويعاني "حزب الله" الكثير لمنع مثول أربعة من المتهمين أمام المحكمة الدولية، ومنع استجواب خامسٍ في ملف محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، فكيف سيكون الأمر إذا ما اقتضت مصلحة النظام السوري إخفاء سياسيين من حجم ميشال سماحة أو أقلّ أو أكبر.

أزمة النظام السوري أنّ ملف سماحة "موثّق ومبكّل"، وبالصوت والصورة، وإلّا لكان التشكيك ممكناً، ولكانت الإطارات المشتعلة تقطع شوارع بيروت، و7 أيّار تتكرّر! لذلك، فإنّ ملف سماحة سيكون من علامات الانهيار الكامل لمنظومة الأسد في لبنان... وفي سوريا. إنّه في مدلولاته أكبر من كل الاغتيالات ومحاولات الاغتيال والاعتداءات والحروب التي جرت على مدى سبع سنوات عجاف. إنّه الشق اللبناني الأول في زمن انشقاقات آتية، سوريّاً ولبنانياً. فمَن يتدارك نفسه ورأسه؟ هناك كثيرون دخلوا مرحلة تأمُّل عميق.

 

عدم تورّط "حزب الله" لا يعني تبرئته

شارل جبور/جريدة الجمهورية

 بعد انكشاف المخطط التفجيري المكلّف تنفيذه ميشال سماحة ساد توجّه داخل البيئة الـ 14 آذارية مفاده أنّ استخدام النظام السوري أشخاصاً غير "مهنيين" مردّه إلى نأي "حزب الله بنفسه عن هذه الأعمال، ما اضطر هذا النظام إلى الدخول مباشرة على الخط. ويعتبر أصحاب هذا التوجّه أنّ أجندة الحزب اختلفت عن أجندة النظام الذي يريد إشعال الحرب الأهلية عبر افتعال حوادث أمنية وإلصاقها بالإسلاميين بهدف إظهار أنّ الأزمة القائمة في سوريا هي نفسها في لبنان وعائدة بشكل أساسي إلى رفض المكوّن السنّي التعايش مع المكوّنات الأخرى واستخدامه الوسائل الإرهابية نفسها في دمشق وبيروت، وذلك تبريراً لمكنة القتل وتحويراً ولو جزئيا للأنظار عن الحرب الدائرة في سوريا. ويرى هؤلاء أيضا أنّ الأحداث الممتدة من شادي المولوي في طرابلس إلى الشيخ عبد الواحد في عكار وصولاً إلى المنشورات المدسوسة في الكنائس التي كانت وظيفتها التمهيد لعبوات سماحة تندرج في سياق وضع الإسلاميين في مواجهة مع الجيش اللبناني والمسيحيين لشل هذا الجيش وتعطيله وإعادة البلاد إلى مناخات الحرب الأهلية وتفريغ المنطقة الشمالية في إطار محاولة البحث اليائسة عن دولة علوية بديلة بعد سقوط النظام يشكّل الشمال اللبناني تهديداً لها.

ويقول أصحاب التوجه نفسه إنّ هذا الوضع سيقود تلقائياً إلى تعبئة غير مسبوقة داخل البيئة السنّية، وهذه التعبئة التي كان أحد أبرز فصولها ما حصل من أحداث في الشمال ستقود إلى توترات طائفية في لبنان يكون "حزب الله" أوّل المتضرّرين منها كونه يدرك تماماً أنّ المناخ المذهبي المحتقن يؤدي إلى خنقه ومحاصرته وتكبيله، خصوصاً أنّه يترافق مع الصعود الإسلامي على مستوى المنطقة، وقد جاء اختطاف مواطنين شيعة في دمشق زائد ما يتعرّضون له في الخليج ليضع الحزب في موقع المتّهم من قبل طائفته بأنّ سياساته تعرّض هذه الطائفة للمهالك. ويبقى أنّ من الأمثلة المعبرة لرفض الحزب الانجرار إلى أيّ مواجهة مذهبية نأيه بنفسه عن كلّ ما يتصل بالشيخ أحمد الأسير وإقفاله الطريق التي تشكل تهديداً لوجوده.

فالاختلاف بين النظام والحزب بهذا المعنى يصحّ وصفه بالاستراتيجي، إذ في حين هدف الأوّل تسخين المناخات المذهبية والطائفية خدمة لمآربه، فإنّ هدف الثاني تبريد هذه المناخات خدمة لمصالحه، وبالتالي بين السعي السوري إلى تفجير الساحة اللبنانية وسعي الحزب إلى احتواء التفجير كونه يفقده أيضا القدرة على مواصلة إمساكه بمفاصل السلطة، وجد النظام نفسه أمام الحائط المسدود في اضطراره إلى الاتّكال على أدواته تحقيقاً لأهدافه، هذه الأدوات التي برهنت عن عدم خبرة وفعالية. ويتابع أصحاب هذا التوجّه: إنّ من أخطاء النظام، لحسن حظ اللبنانيين، أنّه حصر كل الإمكانات بـ"حزب الله" من منطلق الاستراتيجية المشتركة التي تجمع مكوّنات محور الممانعة، إذ لم يتوقّع أن تختلف هذه الاستراتيجية في لبنان، فيما هي بالتأكيد متفقة على دعمه حتى النهاية في معركته داخل سوريا وتوفير كلّ مستلزمات نجاحه في هذه المعركة. وعليه، قد تكون وجهة نظر أصحاب هذا التوجّه صحيحة، ولكن على صحتها نظراً لارتباطها بأوضاع مصلحية، لا يعني تبرئة "حزب الله" وتبييض صفحته وإعفاءه من مسؤولية اتهام المحكمة الدولية أربعة عناصر قيادية من حزبه باغتيال الرئيس رفيق الحريري وجرائم أخرى تبيّن ترابطها مع هذا الاغتيال، ورفضه تسليم هؤلاء العناصر واعتبارهم من فئة القديسين، فضلا عن أحداث 7 أيار وتعطيله حكومات الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري وصولاً إلى إسقاط الأخيرة وتشكيل بديلة تأتمر بأوامره والقائمة تطول.

تميل الذاكرة الشعبية غالبا في اتّجاه المسامحة والنسيان، وهذا خطأ في حال عدم ترابطه مع اعتذار أو أقلّه تغيير في السلوك والمسار، وهذا ما لا ينطبق على أداء الحزب الحالي الذي ما زال يتمسّك بسلاحه وبوظيفته الإقليمية ويرفض إعادة تقييم دوره ربطاً بالثورات العربية وتطوّرات الأزمة السورية وحرص معظم اللبنانيين على مشروع الدولة وحصرية السلاح داخلها.التعليقات

 

توقيف سماحة يُدخل قوى 8 آذار في دائرة الخوف

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

ظنّ البعض أنه استثناء في التصرّف حيال النظام السوري عندما طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الخارجية عدنان منصور استدعاء السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وإبلاغه رسالة احتجاج على الخروق السورية، ليتبيّن لاحقاً أنّ الرئيس أعطى الضوء الأخضر للحزم تجاه تصرفات النظام السوري بعد توقيف الوزير السابق ميشال سماحة.

ليست صدفة أن يُعطي سليمان الغطاء السياسي للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، فهذه الخطوة لها مدلولات سياسيّة كبيرة، خصوصاً بعد الاتهامات بالجملة التي يوجّهها حلفاء النظام السوري في لبنان من "تورّط فرع المعلومات في الأزمة السورية ودعمه للثورة". ترى جهات في 8 آذار أن "سليمان من خلال غطائه هذا، ودعمه لعملية اعتقال سماحة، دخلَ بشكل مباشر في الحرب ضدّ سوريا، خصوصاً بعد الادعاء على اللواء علي مملوك الى جانب ضابط سوري آخر بنقل متفجرات بواسطة سيارة سماحة، في وقت كانت تنتظر قوى 8 آذار من سليمان أن يخرج بموقف الحدّ الأدنى حيال القضية، وهو أن يقول إن النظام السوري لا يقوم بتلك الأعمال التي من شأنها زعزعة استقرار لبنان، أو على الأقل أن يقول: إذا ثبت فعلاً ما يُشاع عن تورّط شخصيات أمنية سورية في ما كان يُحضّر، فإنهم قاموا بهذه الأعمال بصفة فرديّة والاتهام يوجّه إليهم وليس الى النظام السوري". وتعتبر أوساط 8 آذار أن "مواقف سليمان الأخيرة هي بمثابة تقديم أوراق اعتماد الى الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية من أجل السعي الى التمديد، حيث أن التمديد يمرّ على جثة النظام السوري، وارتفاع أو انخفاض حظوظه يتأثّر ببورصة المواقف من النظام السوري، فسليمان الذي حافظ على مواقف معتدلة منذ تسلّمه الحكم وطيلة الأزمة السوريّة، بدأ يأخذ مواقف مناقضة لسياسته المتبعة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية الذي يبدو مصمّماً على خوضها بواسطة مقربين منه، ومع بدء العدّ العكسي لنهاية ولايته الرئاسيّة". ترفض أوساط مقرّبة من رئيس الجمهورية التعليق على هذا الكلام لأن مواقف الرئيس غير مرتبطة بالاستحقاقات الآنية أو بأي مصلحة شخصية، فموقفه من قضية سماحة هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يأخذه رجل الدولة، خصوصاً بعدما أصبح الملف في عهدة القضاء اللبناني الذي يتصرّف بمهنية تامة وبشكل دقيق مع القضية، وسط ما يُحكى عن أدلة دامغة تؤكد تورّط سماحة في مخطّط تفجيري يُشعل نار الفتنة ويدخل البلاد في صراع طائفي، كما أن للرئيس ثقة كاملة بعمل الأجهزة الأمنية ويرفض كل حديث عن التشكيك بدورها أو دخولها في مؤامرات".

لا شكّ في أن توقيف سماحة شكّل نقطة مفصلية في علاقة لبنان مع النظام السوري، فإقدام الأجهزة الأمنية على توقيفه أمر كبير، لكنّ الأمر الأكبر هو أن يقوم القضاء اللبناني بالادعاء على مملوك، ما يعني أنّ الأجهزة اللبنانية أفلتت من رهبة المخابرات السورية التي عملت على تطويعها طيلة عهد الوصاية. فقضية سماحة لها مدلولات أبعد من التمديد لسليمان أو أي علاقة باستحقاقات داخلية، وسط صمت رهيب من حلفائه الذين يدلون بتصريحات خجولة ومهذّبة، كان أقواها التصريح اليتيم لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ما يدلّ على أن النظام السوري تخلّى عن رجله المهمّ في لبنان، وهذا ما يُدخل قوى 8 آذار في دائرة الخوف على المصير، وتنتظر مجيء دورها ليتخلّى النظام السوري عنها، بعد أن خسر هيبته وجزءاً من أراضيه، وبالطبع فهو لن يسأل عن حلفائه في لبنان.التعليقات

 

بيان شيعي مهم

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أصدر عالمان شيعيان في لبنان بيانا مهما حول ما يجري في سوريا، حيث أعلنا تأييدهما للثورة، وطالبا شيعة المنطقة بعدم التناقض في مواقفهم تجاه ما يحدث في العالم العربي؛ حيث دعا البيان الموقع من قبل السيد محمد حسن الأمين، والسيد هاني فحص، وهما من أبناء الطائفة الشيعية، للانسجام مع أنفسهم «في تأييد الانتفاضات العربية، والاطمئنان إليها، والخوف العقلاني الأخوي عليها، وخاصة الانتفاضة السورية المحقة»! أهمية البيان تكمن في أنه من الواضح أن مصدري البيان قد تنبها للمأزق الذي تورط فيه عقلاء الطائفة الشيعية في المنطقة؛ حيث أصبح الموقف الشيعي انتقائيا، بل وأقرب للنفاق. فكيف تؤيد كل حراك في العالم العربي، ثم تعود وتقف ضد الثورة السورية، وتناصر نظاما إجراميا قاتلا مثل نظام بشار الأسد؟! والأمر المحرج الآخر بالنسبة لعقلاء الشيعة أن موقف إيران، وحزب الله، كان على نفس المنوال، أي دعم إسقاط أنظمة الدول العربية التي أصبح فيها حراك، بينما المحافظة على الأسد في سوريا فقط لأسباب طائفية صرفة، حيث سقطت كذبة المقاومة، والممانعة!

كما أن أهمية البيان الشيعي هذا تكمن في أنه من المرات النادرة التي نرى فيها أصواتا شيعية تقول رأيا مختلفا، وصادما، لآراء متطرفي الشيعة، خصوصا أنه منذ اندلاع الثورة السورية، كتبنا - وكتب غيرنا - مطالبين عقلاء الشيعة بضرورة كسر صمتهم، ووجوب رفض ما يقوم به نظام الأسد الإجرامي، حيث قلنا - وقال غيرنا - إنه من الضروري أن يتصدى عقلاء الشيعة لمتطرفيهم، أيا كانوا، سواء حسن نصر الله، أو غيره من حلفاء إيران في البحرين، أو القطيف، وعلى رأسهم الأسد في سوريا. وذلك مثلما تصدى عقلاء السنة لمتطرفيهم، من دول وجماعات وأشخاص كانت لهم في لحظة من اللحظات شعبية جارفة في الشارع، إلا أن عقلاء السنة قاموا بالتصدي لهم ولم يداهنوهم باسم الطائفية.

وقد يقول البعض إن البيان الشيعي جاء متأخرا، وبعد أن أدرك الجميع أن لا أمل في بقاء الأسد في الحكم، وقد يكون ذلك صحيحا. لكن الأهم أن يتعود الشيعة في منطقتنا إنكار ما يقوم به بعض متطرفيهم، سواء كان التطرف طائفيا، أم إرهابيا، أم حتى تطرفا بالانقياد وراء إيران وعلى حساب مصالح أوطاننا، وأمننا، والسلم الاجتماعي، وحق التعايش بين مكونات منطقتنا. كما أن أهمية البيان الشيعي تكمن في أنه رسالة للمجتمع الدولي، وقبله للقلقين من بعض الشيعة، حيال ما يحدث في سوريا، وخوفهم مما بعد الأسد، ومفاد هذه الرسالة أن الثورة السورية ليست ثورة سنية، بل هي ثورة على الظلم، والجور، والتخلف. فنظام الأسد هو الوجه الآخر لنظام صدام حسين، ولم يكن صدام مجرما لأنه سني، كما أن الأسد ليس بمجرم لأنه علوي.

ولذا، فإنه ينبغي الترحيب بالبيان الشيعي الخاص بسوريا والصادر في لبنان، والأمل ألا يكون هذا هو البيان الوحيد الذي يتصدى لمتطرفي الشيعة في منطقتنا وحلفائهم، بل يجب أن يكون نهجا لعقلاء الطائفة الشيعية بمنطقتنا. فمثلما ينبذ السنة متطرفيهم فإن المؤمل من عقلاء الشيعة فعل ذلك لتكون منطقتنا منطقة تعايش، وسلام، وبناء، لا منطقة إقصاء واستقواء بالخارج، أيا كان.

 

نتنياهو يطلب لقاء أوباما لبحث الخطر الإيراني.. وحكومته تمنحه صلاحيات غير مسبوقة في قرارات الحرب

تقارير إسرائيلية: طهران تكثف جهودها لتطوير رأس نووي حربي

تل أبيب - القدس: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي يتصاعد فيه التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بالتزامن مع تصاعد المعارضة داخل إسرائيل لتوجيه ضربة كهذه، كشفت مصادر سياسية عليا في تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيسافر إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل وسيطلب إجراء لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للتباحث معه في الموضوع.

وقالت صحيفة «معريب»، التي نشرت النبأ أمس، إن نتنياهو سيصل إلى نيويورك في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، للمشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهو «معني جدا بلقاء أوباما، علما بأن جدول أعمال الرئيس الأميركي مضغوط إذ سيكون في الشهر الأخير للانتخابات الأميركية التي ستجري في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)». ويطمح نتنياهو أن يتجاوب أوباما مع طلبه، حيث إنه قد يكون هو أيضا معني بلقاء كهذا ليظهر دعمه المطلق لأمن إسرائيل، رغم معارضته لقيام إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية في إيران.

وقالت «معريب» إن مثل هذا اللقاء من شأنه أن يساعد نتنياهو على تجنيد المزيد من القوى في العالم وفي الرأي العام في الولايات المتحدة وإسرائيل، لصالح موقفه المعلن بضرورة توجيه الضربة، علما بأن غالبية المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعارضون في توجيه ضربة كهذه. وحسب هذه النظرية، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن الطريقة التي يدير بها نتنياهو المعركة على الرأي العام بدأت تثمر. ففي استطلاع رأي أجرته منظمة «مشروع إسرائيل»، اتضح أن هناك ارتفاعا في نسبة الأميركيين المؤيدين لتشديد العقوبات ضد إيران (78 في المائة اليوم) وارتفاعا في نسبة المؤيدين لفكرة نتنياهو التهديد بالخيار العسكري ضد إيران (من 33 في المائة إلى 36 في المائة، لكن الأكثرية (49 في المائة) ما زالت تعارض). وفي إسرائيل نشر استطلاع رأي أجرته صحيفة «معريب» دل على أن نسبة المعارضين للضربة هبطت من 52 في المائة إلى 44 في المائة، في حين ارتفعت نسبة المؤيدين من 23 في المائة إلى 33 في المائة.

وإزاء إجماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على رفض فكرة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران ووجود أغلبية في القيادة السياسية الإسرائيلية ضد هذه الضربة، أقرت الحكومة الإسرائيلية في جلستها، أمس، طلب نتنياهو إجراء تعديلات في نظام عمل الحكومة تؤدي إلى زيادة صلاحيات رئيس الوزراء في اتخاذ قرارات في الشؤون الحربية. ويمنح التعديل الجديد نتنياهو صلاحية تأجيل تنفيذ قرارات وافقت عليها لجان وزارية وتحديد جلسات نقاش إضافية مع إمكانية تحديده لقواعد التصويت خلال جلسات الحكومة إضافة إلى منحه صلاحية اتخاذ القرارات بطريقة سريعة ومختصرة عبر إجراء مشاورات هاتفية فقط مع الوزراء.

وكانت أوساط المعارضة السياسية الإسرائيلية قد حذرت من خطورة مطالبة نتنياهو من تغيير النظام الداخلي للحكومة ومنحه صلاحيات وصفت في الصحف والمواقع الإسرائيلية بغير المسبوقة، وقال رئيس المعارضة، شاؤول موفاز، إن الصلاحيات التي أقرتها الحكومة، أمس، تهدف لفتح الطريق لشن الحرب على إيران، وتمكين نتنياهو من تجاوز أية معارضة لهذه الحرب، خاصة معارضة قادة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية.

وكان نتنياهو قد رفع من حدة لجهة التهديد والتهويل من الخطر النووي الإيراني مؤكدا تصميم حكومته على منع إيران من امتلاك قنبلة نووية. وأضاف نتنياهو في الجلسة التي شهدت توديع وزير الجبهة الداخلية، متان فلنائي، الذي أنهى مهام منصبه ليصبح سفيرا لإسرائيل في الصين، «إن التهديدات التي تواجهها الجبهة الداخلية تتقزم وتبدو صغيرة جدا أمام تهديد القنبلة النووية الإيرانية» وذلك في تصريح هو الأول من نوعه الذي يقارن بين احتمالية تعرض الجبهة الداخلية للقصف الصاروخي والتهديد المفترض من إيران النووية.

من جهة ثانية، خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بحملة نشر واسعة، أمس، حول عدم جاهزية إسرائيل لمواجهة خطر رد صاروخي إيراني على الضربة العسكرية. فبينت أن ثلث السكان لا يمتلكون كمامات واقية من أسلحة الغاز الكيماوية وسُبع السكان من دون ملاجئ. كما أبرزت وسائل الإعلام الرفض الأميركي لضربة كهذه. ومع ذلك، فإن وجهة نظر نتنياهو بدأت تجد تأييدا لها، حيث كشف وزير الدفاع إيهود باراك، أن هناك معلومات جديدة أميركية، تتعلق ببرنامج إيران النووي، تبين أن سرعة تقدم البرنامج تفوق المتوقع. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة ضمت إلى التقويم الاستخباراتي القومي الأميركي، ووصلت إلى الرئيس الأميركي في اللحظة الأخيرة. وأكد باراك، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن هذه المعلومات تجعل المسألة الإيرانية أكثر خطورة حيث إنها ستستطيع ليس فقط صنع قنبلة نووية بل أيضا ستستطيع تركيب رؤوس حربية نووية لصواريخ «شهاب 3»، وهي منظومة صاروخية، طُورت في إيران، وتستطيع أن تضرب أهدافا حتى بعد 1500 كيلومترا وتهديد كل من يعارضها من دول المنطقة. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس بدء اختبار في البلاد لنظام إنذار بوساطة الرسائل النصية لإبلاغ السكان في حال وقوع هجمات صاروخية. وبحسب تقارير إعلامية يهدف هذا التمرين إلى ضمان جاهزية المدنيين في حال قيام حزب الله اللبناني أو إيران بإطلاق الصواريخ ردا على هجمة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.

 

ميشال سماحة بين القضاء.. والقدر

أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فكل قرين بالمقارن مقتدي (عدي بن زيد العبادي)

إنها فترة صعبة على المخلصين في إيمانهم بفكرة «المقاومة» في لبنان.

لا يهم عن أي «مقاومة» نتكلم.. ذلك أن كل لبناني عبر العقود القليلة الفائتة قاوم واقعا ما، وآمن بقضية ما رأى أنها تستحق حمل السلاح دفاعا عنها، وبالتالي السكوت عن تدمير مقومات المجتمع المدني و«دولة المؤسسات» من أجل ضمان انتصارها. كانت الدماء، بما فيها دماء الأبرياء، ثمنا رخيصا لا مانع من دفعه في سبيل تحقيق الأحلام الكبيرة وشعاراتها السامية.

لقد صمت اللبنانيون طويلا على ظواهر مرَضية كالقتل على الهوية والسيارات المفخخة وتفجير البنايات على ساكنيها.. وصولا إلى التهجير القسري. وكانت ذريعة «الدفاع عن النفس» التبرير الجاهز دائما لهذا الصمت. ومن ثم، اعتاد اللبنانيون، على ما اصطلح على تسميته «الأمن بالتراضي» بين مؤسسات دولة هشة تحاول أن تبقي لها على نزر يسير من حضور هنا وهناك، وقوى أمر واقع تستفيد من المناخات الإقليمية والدولية المواتية. النظام السوري، منذ تفجر الحرب اللبنانية عام 1975، كان لاعبا أساسيا في كل من الملعب اللبناني الداخلي والملعب الإقليمي الخارجي، بل ثمة من يقول إن تلاعب دمشق بالشأن اللبناني بدأ قبل ذلك بسنوات عديدة. وكان في صلب فلسفة حكام دمشق في ذلك الحين اعتبار «الحالة اللبنانية» حالة شاذة ناجمة عن «واقع التجزئة» الذي خلقته وخلفته «معاهدة سايكس - بيكو». وهذه المعاهدة وفق أدبيات حكام دمشق، الذين كانوا «عروبيين جدا» حتى «تعجمهم» في الأمس القريب، مزقت وحدة «الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة».

وعام 1979 جاءت الثورة الخمينية في إيران حدثا مفصليا في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وتركت تداعيات بنيوية على امتداد المنطقة. وعلى الصعيد العربي، كانت فكرة «تصدير الثورة» العمود الفقري لمشروع طهران الخمينية، وكان شعار المشروع - أو غطاء شرعيته - «تحرير فلسطين».

هنا لا بد من الإشارة إلى حقيقتين مهمتين:

الحقيقة الأولى، أن طموح طهران للهيمنة الإقليمية لم يبدأ مع ثورة الخميني.. إذ عمل الشاه محمد رضا بهلوي طويلا لكي يصبح القوة المهيمنة في منطقة الخليج الذي طالما اعتبره «فارسيا» - تماما كما يعتبره الخمينيون اليوم. وبلغ به الأمر إلى المطالبة علنا بالبحرين، التي كان يعتبرها جزءا من إمبراطوريته، تماما كما احتلت إيران في عهد الثورة الخمينية جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، ولا حاجة في هذه العجالة إلى الذهاب أبعد مع التاريخ للتطرق إلى ما حل بالمحمرة (عربستان).

والحقيقة الثانية، أن موضوع تحرير فلسطين، والمقاومة المسلحة في سبيل تحرير فلسطين ظلا جزءا من الخطاب السياسي العربي منذ 1948 وحتى اليوم. وحقا كانت هناك مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما كانت هناك مقاومة لبنانية وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى عام 2000، ولكن في الحالتين تعرضت «المقاومتان» لتآمر جهات تريد «مقاومة» على هواها، ووفق مصالحها.. من دون اكتراث لا بفلسطين ولا بتحريرها ولا بشعبها. وفي لبنان، ساهمت فصائل لبنانية عديدة في واجب مقاومة الاحتلال قبل أن تقبل بنزع سلاحها تمهيدا لبناء الدولة، في حين احتفظت قوة وحيدة بسلاحها، ويتبين الآن أن الغاية من احتفاظها بالسلاح بعد تحرير جنوب لبنان - الذي يحتفل اللبنانيون به سنويا بصورة رسمية - هو منع بناء الدولة.

إذن، نحن باختصار أمام حقيقتين، هما الطموح الإيراني الإقليمي، والعمل على تعطيل قيام دول مدنية في المنطقة بحجة صرف كل الاهتمام نحو تحرير فلسطين. وفي حالة كهذه يفترض أن ترتعد فرائص إسرائيل خوفا فتبادر إلى اجتثاث أي نظام يمكن أن يشكل خطرا وجوديا عليها، ولكن ماذا كانت النتيجة حتى الآن؟

أولا، بتفاهم ضمني وعلني غريب أسقط نظام حكم ديكتاتوري وعائلي وبعثي كان يحكم العراق بالحديد والنار.. وجرى تسليم العراق، المحتل أميركيا.. إلى إيران!

ثانيا، صمتت المدافع على طول جبهة الجولان، حيث خط النار المفترض بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وجماعة الرفض والتصدي والممانعة والمقاومة منذ 1973، كما أحجم ثوريو طهران عن مهاجمة «الكيان الصهيوني» مع أن أحد جنرالات طهران بشرنا قبل أشهر بأن إيران قادرة على سحق إسرائيل خلال 11 شهرا.. لا غير.

ثالثا، أكمل حزب الله اللبناني هيمنته على لبنان، منطلقا من فرض الحكومات بقوة السلاح إلى فرض قوانين انتخابات مفصلة على قياسه بحيث تكفل له تسريع الإطباق على باقي مفاصل الدولة، وهذا بالتوازي مع التوسع في شراء الأراضي والتمدد التوطيني في مناطق متعددة من لبنان.

 رابعا، بعد ترحيب طهران - وتحت جناحيها حزب الله اللبناني ونظام الرئيس بشار الأسد في دمشق - بـ«الربيع العربي»، انقلبت عليه. واختارت شن حرب مفتوحة على الشعب السوري الثائر ضد حكم ديكتاتوري، وعائلي، وبعثي أيضا.. أي من طينة حكم صدام حسين التي دفعت طهران إلى التفاهم الضمني مع «الشيطان الأكبر» الأميركي و«اللوبي الإسرائيلي» في واشنطن على احتلال العراق، ومن ثم تسليمه لأتباعها!

عودة إلى لبنان، الكيان الأضعف إنما الأكثر شفافية في المنطقة. في لبنان تتضح اليوم معالم تآمر واضح وخطير.. فبعد تحالف حزب الله مع ميشال عون الذي تطوع قبل بضع سنوات للذهاب إلى واشنطن محرضا على «المقاومة» وسوريا برعاية شخصيات أميركية محسوبة على «اللوبي الإسرائيلي»، تجاهل حزب الله - الذي كان لبعض الوقت يعتبر عون ظاهرة إسرائيلية - تماما إدانة القضاء اللبناني أحد أبرز معاوني عون بالاتصال بالاستخبارات الإسرائيلية.. بل وثق صلاته بعون، وسعى وما زال يسعى لتعزيز وضعه في السلطة وضمن البيئة المسيحية في لبنان.

وبالأمس، من دون التدخل في شأن هو بين أيدي القضاء، تتكشف أمور خطيرة في الاتهام الموجه إلى النائب والوزير السابق ميشال سماحة، المقرب جدا من الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي من حزب الله، واستطرادا من عون، والذي يتولى الدفاع عنه محام هو نجل اللواء جميل السيد، أبرز شخصيات ما عرف بـ«النظام الأمني السوري - اللبناني»، ثم إنه وفق «اعترافاته» الأولية اعترف بأن الجهة التي كلفته بمهمة التفجيرات التي أوقف بسببها.. اللواء علي المملوك، مدير مكتب الأمن الوطني في سوريا.

سماحة كان قد حذر قبل فترة من تخطيط «القاعدة» لتنفيذ تفجيرات داخل لبنان، إلا أن ما نسب إليه قوله أثناء التحقيق معه إن الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا وراء المهمة الموكلة إليه.

مجددا.. القرار الحاسم حول براءة سماحة أو إدانته يظل في أيدي القضاء، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، غير أنه يجوز للراصد، من وجهة نظر سياسية بحتة، الربط بين التهمة الموجهة إلى النائب والوزير السابق و«انسجامه» المصلحي والسياسي مع جهات تعتمد القمع والقتل و«التشبيح» والتهجير «لغة» للتحاور مع الآخرين.

ميشال سماحة، اليوم، بالنسبة لكثيرين مدان بالشراكة.. لأنه قريب من أصحاب نهج تفجيري وفتنوي لا يتورع عن تدمير النسيج الاجتماعي والفئوي للمنطقة برمتها.. إنه جزء من مشروع فاشي تسلطي يرفض الحوار.. ولا يعترف بالمجتمع المدني.

 

«جراحية» لـ الفيصل ترجئ اجتماعاً لـ «الوزاري العربي» في شأن سورية

الراي/ أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا عقده في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية أمس للنظر في تطورات الأزمة السورية الى وقت لاحق.

وكان من المقرر عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب قبيل عقد القمة الاسلامية الاستثنائية لبحث التطورات التي تشهدها سورية، والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان.وعزا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي سبب التأجيل لخضوع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لعملية جراحية.

 

 صدمة... أم قرارات صدرت بالتراضي؟ مصر... بلا مشير

القاهرة - «الراي/استحوذ الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي على صلاحيات السلطة التشريعية، إلى جانب صلاحياته التنفيذية، بإلغائه الاعلان الدستوري المكمل، عقب اجتماع له مع وزير العدل امس تلاه الاعلان عن قرارات بدت مفاجئة للرأي العام، ادت إلى تفكيك المجلس العسكري الاعلى وتقاعد وزير الدفاع التليد محمد حسين طنطاوي ورئيس الاركان الفريق سامي عنان، في حين عيّن عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية وزيرا للدفاع بعد ان تمت ترقيته الى رتبة الفريق اول، وهو من بين الاصغر سنا بين اعضاء المجلس العسكري كافة الذي ادار البلاد خلال المرحلة الانتقالية بعد تخلي مبارك عن حكمه في 11 فبراير 2011. وسط هذا الزخم، الذي سبق موعد الافطار، عيّن الرئيس نائبا له، من رموز معارضي مبارك، والقريبين من تنظيم الاخوان، وقيادات ما عرف باسم تيار قضاة الاستقلال هو المستشار محمود مكي، الاخ الاصغر لوزير العدل المستشار احمد مكي.وكانت تسريبات اخوانية توقعت قرارات مفاجئة مساء يوم الخميس الماضي، لم تصدر حينها، كما سبق وان تم الالماح إلى هذا السيناريو تفصيلا في مقال منذ نحو الشهر لرئيس تحرير جريدة «الاخبار» الذي تم تغييره قبل يومين، معتبرا ان المشير طنطاوي سيترجل وانه قد يكون من اللائق منحه قلادة النيل وهو ما تم في قرارات امس، حيث عينه الرئيس مرسي مستشارا، ومنح الفريق عنان قلادة الجمهورية وعينه بدوره مستشارا للرئيس. وتوزع كبار القادة العسكريين المتقاعدين على مجموعة من المناصب المدنية، فاصبح الفريق عبدالعزيز سيف قائد الدفاع الجوي رئيسا للهيئة العربية للتصنيع، والفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية وزير دولة للانتاج الحربي، والفريق مهاب مميش رئيسا منتدبا لمجلس ادارة قناة السويس، وتجدد تعيين اللواء محمد العصار مساعدا لوزير الدفاع وهو المسؤول الابرز عن العلاقات المصرية الاميركية عسكريا، وترقية اللواء صدقي صالح قائد الجيش الثالث السابق إلى رتبة الفريق واصبح رئيسا للاركان.

وجريا على تقاليد دولة يوليو التي كانت، فان القرارات التي تخص القوات المسلحة لم تعلن الا بعد ان تمت اجراءات قسم اليمين، ووزعت صور لوزير الدفاع الجديد - بينه وبين المشير السابق ما لايقل عن 15 سنة - وهو يدلي باليمين الدستورية امام الرئيس مرسي. ونسبت وكالة رويترز للواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع والعضو البارز في المجلس العسكري السابق انه قال «ان قرار اقالة طنطاوي صدر بالتشاور مع المجلس العسكري». 

 

مرسي ألغى الإعلان الدستوري المكمل وأحال طنطاوي وعنان على التقاعد 

"الإخوان" يطيحون العسكر من السلطة ويحكمون السيطرة على مصر

القاهرة - وكالات: ألغى الرئيس المصري محمد مرسي, أمس, "الإعلان الدستوري المكمل" الذي يعطي صلاحيات واسعة الى الجيش, وأطاح كبار قيادات المجلس العسكري, حيث أحال رئيسه وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس هيئة الأركان سامي عنان على التقاعد. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أن مرسي قرر "إلغاء الاعلان الدستوري المكمل الذي اعلنه في السابع عشر من يونيو" الماضي المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي كان يقود البلاد في تلك الفترة, والذي يعطي الجيش سلطات واسعة وخصوصا السلطة التشريعية.

وجاء في الاعلان الصادر عن الرئيس المصري أنه "إذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها, يشكل رئيس الجمهورية خلال 15 يوماً جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع المصري بعد التشاور مع القوى الوطنية لإعداد مشروع الدستور الجديد خلال 3 أشهر من تاريخ تشكيلها, ويعرض مشروع الدستور على الشعب لاستفتائه في شأنه خلال 30 يوما من تاريخ الانتهاء من إعداده, وتبدأ إجراءات الانتخابات التشريعية خلال شهرين من تاريخ إعلان موافقة الشعب على الدستور الجديد".  واضاف ياسر علي أنه "في إطار استكمال أهداف الثورة" و"تطوير مؤسسات الدولة", قرر مرسي "تعيين المستشار محمود محمود محمد مكي نائباً لرئيس الجمهورية", و"إحالة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى التقاعد" اعتباراً من امس, ومنحه قلادة النيل تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة لمصر, وتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية. كما قرر "إحالة الفريق سامي حافظ أحمد عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة على التقاعد" اعتبارا من امس, و"منحه قلادة الجمهورية تقديرا لما له من الكفاءة والتفاني في خدمة الوطن, وتعيينه مستشاراً للرئيس". كما أحال مرسي على التقاعد كلاً من: الفريق مهاب محمد حسين ميمش, والفريق عبدالعزيز محمد سيف الدين, والفريق رضا محمود حافظ عبدالمجيد. وقرر الرئيس "ترقية اللواء أركان حرب عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي إلى رتبة الفريق أول, وتعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي.

كما قرر "ترقية اللواء أركان حرب صدقي صبحي سيد أحمد إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة", كما عين "اللواء محمد سعيد العصار مساعدا لوزير الدفاع, ورضا محمود حافظ عبدالمجيد وزير الدولة للانتاج الحربي". إلى ذلك, عين مرسي مهاب محمد حسين ميمش رئيسا منتدبا لمجلس إدراة هيئة قناة السويس, وعبدالعزيز محمد سيف الدين رئيساً لمجلس إدراة الهيئة العربية للتصنيع.  وبعيد إعلان القرارات المفاجئة, أدى نائب الرئيس الجديد محمود مكي ووزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية أمام مرسي.

يشار إلى أن السيسي كان رئيساً للمخابرات العسكرية, فيما كان المستشار محمود مكي نائباً لرئيس محكمة النقض ورئيس لجنة متابعة الانتخابات في نادي القضاة, ومنسق حركة قضاة الاستقلال, كما قاد مظاهرات استقلال القضاء العام .2006

وفي أول تعليق على القرارات, قال عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة اللواء محمد العصار, الذي تم تعيينه مساعداً لوزير الدفاع, لوكالة "رويترز" أن مرسي اتخذ قراراته بالتشاور مع المشير طنطاوي ومع المجلس العسكري.

من جهة أخرى, أمر القضاء بمصادرة أعداد من صحيفة "الدستور" المصرية إثر تلقيه بلاغات اتهمتها ب¯"إهانة رئيس الجمهورية", في قرار ندد به رئيس تحرير الصحيفة اسلام عفيفي, معتبراً أنه يشكل "خطراً على حرية التعبير والصحافة".

وذكرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط", أن القضاء أيد الأمر الصادر بضبط مجموعة من أعداد صحيفة "الدستور" الصادرة بتاريخ أول من أمس, وذلك على خلفية التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة في إطار البلاغات التي قدمت إليها وتتهم "الدستور" ب¯"الحض على الفتنة الطائفية وإهانة رئيس الجمهورية والتحريض على الفوضى بالمجتمع".

وقال مصدر قضائي إن مصادرة أعداد "الدستور" المعروفة بانتقاداتها الشديدة ل¯"الإخوان المسلمين" تمت بناء على قرار اتخذته نيابة أمن الدولة قبل أن يصادق عليه القضاء.

ويحمل عنوان "الدستور" في عددها الذي تمت مصادرته عنوانا يحذر من "الدستور الاخوانجي الجديد" الذي سيعلن صراحة قيام "دولة الإمارة الاخوانجية" في مصر.

 مقتل 6 مسلحين و3 جنود في سيناء وواشنطن تعرض المساعدة

القاهرة - وكالات: تواصلت العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش والشرطة في مصر لليوم السادس على التوالي, أمس, في إطار حملة أمنية واسعة النطاق لتطهير البؤر الإرهابية في شمال سيناء, ما أسفر عن مقتل ستة مسلحين وثلاثة مجندين خلال الاشتباكات.

وقالت مصادر أمنية إن قوات من الجيش والشرطة "دهمت صباح الأحد (أمس) قرية الجورة (شمال سيناء) بالمدرعات والأسلحة الثقيلة لمطاردة العناصر الإجرامية والقضاء على بؤر الإرهاب والإجرام, ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين".

وأضافت أن "المسلحين كانت بحوزتهم قذيفة "أربي جي" وأسلحة آلية, وعدد كبير من القنابل اليدوية, وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الجيش", مشيرة إلى أن من بين القتلى مصري وآخر فلسطيني.

وأوضحت أن العمليات الأمنية جرت في منطقتين بنجع شبانة والشيخ زويد, لافتة إلى اعتقال 5 أشخاص للتحقيق معهم.

وذكر التلفزيون المصري الرسمي أن ثلاثة مجندين قتلوا, لكن مصدراً أمنياً قال إنهم قتلوا في حادث سير في مكان آخر في سيناء وقبل خمس ساعات من الهجوم على قرية الجورة.

في غضون ذلك, أعلنت مصادر أميركية أن واشنطن ومصر تحاولان وضع خطة أمنية جديدة لمواجهة تدهور الوضع في شبه جزيرة سيناء.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تحددها في وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن تبحث مع المصريين في سلسلة خيارات تهدف إلى تقاسم المعلومات مع الجيش والشرطة المصريين في سيناء.

وأضافت أن هذه المعلومات تشمل الاتصالات التي يتم التقاطها لناشطين بالهواتف النقالة أو اللاسلكي وصوراً تلتقط من الجو بواسطة طائرات وطائرات من دون طيار وأقمار اصطناعية.

وأوضحت الصحيفة أن المحادثات تجري بين العسكريين والاستخبارات وكذلك مع حكومة الرئيس محمد مرسي.

من جهة أخرى, أعلنت حركة "حماس" أن البديل لإغلاق الأنفاق أسفل الحدود الفلسطينية-المصرية, هو فتح معبر رفح بطريقة رسمية أمام البضائع والأفراد.

وقال الناطق باسم الحركة صلاح البردويل في بيان إن "الأنفاق هي وسيلة شعبية اضطرارية لإحداث ثقب في جدار الحصار الإجرامي على القطاع, مؤكداً أنه لم يثبت تورط أي فلسطيني في هجوم سيناء الدامي. إلى ذلك, قال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم إن الرئاسة تدعم الإجراءات والتدابير المصرية ضد الجماعات "الإرهابية المتطرفة والمشبوهة.

قطر تقدم 2 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصري

القاهرة - أ ف ب: قررت قطر إيداع ملياري دولار وديعة في المصرف المركزي المصري, دعماً لاقتصاد مصر الذي يعاني من مصاعب جمة.

وذكرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية مساء أول من أمس, أنه تم الإعلان عن القرار القطري في ختام لقاء في القاهرة بين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس محمد مرسي.

وأضافت أن الدعم القطري للاقتصاد المصري تقرر أن يكون على شكل "إيداع مبلغ ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي المصري" الذي انهارت موجوداته من العملات الصعبة منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير من العام .2011

يشار إلى أن احتياطي البنك المركزي المصري يبلغ حالياً 11.4 مليارات دولار, مقابل 36 ملياراً قبل عام ونصف.

وأشارت الوكالة إلى أن الشيخ حمد ومرسي تناولا في محادثاتهما "آفاق التعاون المشترك بين الدولتين وسبل تطويره سياسياً واقتصادياً, حيث استعرض الجانبان الفرص الواعدة للاستثمار في مصر في مختلف القطاعات", مؤكدة أن "الجانب القطري أبدى استعداده للمساهمة في بعض هذه الفرص والمشاريع".

وأوضحت أن "الجانبين اتفقا على أن يقوم وفد من المتخصصين في قطر بزيارة مصر في سبتمبر المقبل, لدراسة هذه الفرص".

وكان الشيخ حمد قام أول من أمس, بزيارة سريعة إلى القاهرة استغرقت بضع ساعات, استهدفت تهنئة مرسي بفوزه في انتخابات الرئاسة" ودعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات العربية خاصة القطرية منها وزيادة العمالة المصرية في قطر.

 

لماذا أقال الرئيس مرسي مدير المخابرات المصرية؟

أحمد عثمان/الشرق الأوسط

بعد مضي 24 ساعة من الاعتداء على وحدة الحدود المصرية في سيناء - والتي راح ضحيتها 16 جنديا - قرر الرئيس مرسي إحالة اللواء محمد مراد موافي للتقاعد. وكان موافي قد تولى رئاسة المخابرات في العام الماضي، إثر تعيين مديرها السابق عمر سليمان نائبا للرئيس مبارك. ورغم أن قرار مرسي لم يعلن عن سبب قرار الإقالة، فقد جرى التلميح بأنه جاء نتيجة فشل جهاز المخابرات في الكشف عن هجوم سيناء قبل وقوعه. إلا أن هذا التفسير أثار العديد من التساؤلات، حيث سبق أن صرح اللواء موافي لوكالة «الأناضول» التركية بأن المخابرات كانت تعلم بخطة الهجوم وأنه - هو شخصيا - أبلغ الجهات المسؤولة عن توقعاته، لكنها قررت عدم اتخاذ أية إجراءات احتياطية لعدم تصورها إمكانية أن يقتل المسلم أخاه المسلم في رمضان. ولما كان مدير المخابرات يتبع الرئيس مباشرة، فلا بد أن البلاغ الذي تحدث عنه قد وصل إلى مؤسسة الرئاسة. رأى بعض العسكريين أن إقالة موافي دون تحقيق ليست مبررة، حيث أنه أبلغ الرئاسة - التي يتبعها جهاز المخابرات بشكل مباشر - بالتفاصيل الكاملة عن هجمات سيناء قبل وقوعها، ولكن الرئاسة المسؤولة عن السلطة التنفيذية لم تقم بالعمل المطلوب لمواجهة هذه المخاطر. وأكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري الاستراتيجي أن جهاز المخابرات أبلغ مؤسسة الرئاسة بالمعلومات الكاملة بشأن أحداث مذبحة رفح قبل وقوعها. وبدلا من التحقيق لمعرفة المسؤول الحقيقي عن تجاهل إنذارات المخابرات، قرر مرسي معاقبة الرجل الذي حذر الرئاسة من وقوع اعتداءات سيناء. وقال محمد جاد الله - مستشار مرسي للشؤون القانونية - إن موافي لم يخبر الرئيس بهذه التوقعات عندما التقى به يوم الثلاثاء 7 أغسطس (آب) - أي بعد وقوع الاعتداء - بينما كان موافي أبلغ الرئاسة قبل ذلك، عندما اعترض على قرار الرئيس بفتح معابر سيناء مع غزة لتوقعه حدوث الاعتداء من هذا الطريق. ومن المعروف أن مرسي قد وعد إسماعيل هنية بفتح المعابر في سيناء، وتقديم تسهيلات حقيقية لأهل القطاع رغم اعتراض المخابرات. ورغم أن هنية قد صرح فور دخوله الأراضي المصرية من رفح في 25 يوليو (تموز)، بأن حماس هي التي ستحمي سيناء، إلا أنه وبعد 12 يوما من تصريحه، تسربت مجموعة مسلحة من غزة عن طريق الأنفاق لتهاجم حراس نقطة الحدود مع إسرائيل، وتستولي على مدرعتين للجيش المصري تستخدمهما في مهاجمة الأراضي الإسرائيلية عبر البوابة الرسمية التي تفصل بين مصر وإسرائيل.

وقد نشرت جريدة «الأهرام» تحليلا للخبير الاستراتيجي اللواء محمود خلف، اتهم فيه إيران بتدبير الهجوم الذي قامت به مجموعة جاءت من غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس والتي تشرف على الأنفاق. وهنا يتبادر سؤال ما إذا كان القصد إشعال الصراع العسكري بين مصر وإسرائيل في سيناء، من أجل تخفيف الضغط على نظام بشار الأسد في سوريا، وشغل إسرائيل عن ضرب المفاعلات النووية في إيران؟ فلو كان المهاجمون قد نجحوا في تنفيذ خطتهم بالاعتداء على نقطة الحدود الإسرائيلية وخطف بعض الجنود الإسرائيليين باستخدام مدرعات للجيش المصري دخلت عن طريق نقطة الحراسة المصرية، لأدى ذلك بالتأكيد إلى اتهام إسرائيل لمصر بالاعتداء عليها وبداية الصراع العسكري بين مصر وإسرائيل. كما قال اللواء خلف إنه شخصيا اعترض على استقبال الرئيس مرسي لخالد مشعل وإسماعيل هنية، من دون السماح بحضور أجهزة الأمن القومي لهذا اللقاء.

والغريب في الأمر أنه منذ اللحظة الأولى للاعتداء على وحدة الحدود المصرية - وحتى قبل التحقيق في الحادث ومعرفة مرتكبيه - أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة عدم مسؤولية حماس عما جرى. وفي غزة رفضت حكومة حماس قرار الجيش المصري بغلق معبر رفح، وطالبت حكومة الإخوان بإعادة فتحه فورا. ونشر موقع كتائب عز الدين القسام الإلكتروني خبرا يقول إن المخابرات المصرية طلبت من إسماعيل هنية - عبر محمود الزهار - تسليم ثلاثة من الناشطين العسكريين في كتائب عز الدين القسام فورا، لاتهامهم بالمساهمة في عملية مجزرة رفح. لكن الثلاثة رفضوا تسليم أنفسهم للسلطات المصرية، واشترطوا قيام المخابرات المصرية باستجوابهم داخل قطاع غزة.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: لماذا امتنع مرسي عن المشاركة في جنازة الجنود المصريين الذين اغتالتهم حماس، هل صار الرئيس يخشى شعب مصر بعد 39 يوما فقط من حلفه اليمين الدستورية في ميدان التحرير، دون حراسة. ولماذا أقال الرئيس مرسي مدير المخابرات المصرية؟ هل لأنه كشف عن عدم اتخاذ الرئاسة أية خطوات لحماية الحدود المصرية مع قطاع غزة رغم علمها مسبقا بخطة الهجوم الغادر على مصر؟ أم كانت الإقالة لأن موافي أبلغ الموساد - بحسب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل - بخطة الهجوم على الحدود مما مكن إسرائيل من إفشاله؟ وهنا يثور سؤال آخر أكثر إلحاحا: هل كان الإخوان المسلمون في القاهرة يدرون منذ زيارة هنية للقاهرة بخطة الهجوم على الموقع العسكري في سيناء، بنية توريط مصر في صراع عسكري مع إسرائيل. وكما يقول البيت الشعري الذي راح مثلا:

إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

 

الوزير منصور لـ «الراي»: عندما تصدر الأحكام لكل حادث حديث

حلفاء سورية في لبنان أسرى صدمة الادعاء على علي مملوك

بيروت - «الراي/بدأ أمس ان وهج الصدمة الواسعة التي أثارها الادعاء على الوزير النائب السابق ميشال سماحة ومدير الامن القومي في سورية اللواء علي مملوك اكبر من ان يبرد وينحسر في بضعة ايام فقط، نظراً الى الطابع الاستثنائي الذي اكتسبه هذا التطور سواء على صعيد الملف القضائي المتعلق بتوقيف سماحة او على صعيد تأثير الاتهام القضائي للواء مملوك على العلاقات اللبنانية - السورية.

ولعل أكثر ما عكس الصورة الشديدة الغموض عقب الصدمة الثانية في ملف سماحة، بعد توقيفه، هو ان اياً من المعنيين الرسميين والسياسيين لم يكن في امكانه امس ان يرسم خطاً بيانياً واضحاً لما يمكن ان تسلكه التطورات في الايام القليلة المقبلة على صعيد التداعيات المنتظرة لهذا الحدث.

واذا كان كثر ذهبوا الى مقارنة المناخ الناشئ عن التوقيف والادعاء بالفترة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير من العام 2005، فان اوساطاً مواكبة لهذا الملف اعتبرت ان قضية سماحة قد تكون في ظروفها وتوقيت انفجارها مختلفة تمام الاختلاف عن كل القضايا والتطورات السابقة التي هزّت بعمق الوضع بين لبنان وسورية.

وقالت هذه الاوساط لـ «الراي» ان أخطر ما يمكن ان تتركه القضية من تداعيات هو ان حلفاء دمشق في حال ارادوا شن «هجوم دفاعي» رداً على توقيف سماحة والادعاء على مملوك، سيواجهون للمرة الاولى قضية مُحكمة لم يسبق في تاريخ القضايا الامنية ان استُكملت ادلتها واثباتاتها مقرونةً باعترافات الموقوف فيها كما جرى في ملف سماحة. وهذا العامل تعتبره الاوساط مركزياً وجوهرياً ويُعدّ اقوى تطور شهده العمل الامني في لبنان، بما لا يصح معه اطلاق التوقعات مسبقاً بان اي هجوم سياسي على التحقيق سينجح في تشويهه او لصق تهمة التسييس به. حتى ان الاوساط نفسها تخالف كثيرين في ان يكون فريق حلفاء سورية مستعدا الان لخوض معركة شرسة دفاعاً عن سماحة ومملوك، ولو ان الامر لن يخلو من مواقف مشككة بالتحقيق، وذلك نظراً الى الطابع الصاعق الذي اكتسبه التحقيق سواء في متانة الادلة او في الجرأة المتناهية التي رافقت الادعاء، الذي وان كان طبيعياً كما تقول الاوساط ان يستند الى اقوال واعترافات الوزير السابق في التحقيق، ولكن اتهامه للواء مملوك احدث دوياً هائلاً بفعل السابقة التي اثارها اذ لم يسبق حصول تطور قضائي كهذا في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وفي ضوء ذلك تقول الاوساط ان التداعيات مستبعدة تماماً على الصعيد القضائي، بمعنى ان التحقيق سيمضي في مراحله الجديدة عبر القضاء العسكري، وهو مسار طويل بطبيعة الحال، ولن تكون السلطات السياسية السياسية مضطرة معه الى اتخاذ اي اجراء قريب وحاسم قبل احالة سماحة على المحاكمة. ولذا فان التداعيات ستنحصر في الاطار السياسي، اقله في الاسابيع المقبلة.

وفي رأي الاوساط ان امكان مرور الصدمة الثانية المتمثلة بالادعاء على مملوك كما مرت الصدمة الاولى المتمثلة بتوقيف سماحة، كبير جداً الا في حالٍ غير منظورة يُفترض عدم اسقاطها من الحسابات، وهي تعرُّض حلفاء دمشق لضغوط غير اعتيادية من النظام لاثارة ازمة ضخمة توازي بصداها ما جرى في هذا الملف. وهو امر يقتضي الانتظار والمراقبة اقله طوال الاسبوع الجديد ورصد مواقف القوى الاساسية في 8 آذار التي تشكل البوصلة، الى اي اتجاه ستسلكه الاوضاع علماً ان الاوساط نفسها تعتقد ان اي تصعيد سياسي من جانب هذا الفريق لن يكون لمصلحته اذ سيضعه مباشرة امام خطر ضرب الحكومة من الداخل، علماً ان الدوائر المرافقة استوقفها قيام مجموعة من المواطنين بتنفيذ اعتصام تضامني قبل ظهر امس الاحد مع سماحة في منطقة المتحف قرب المحكمة العسكرية.

وكان مفوّض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر ادعى عصر السبت على سماحة واللواء مملوك وعميد في الجيش السوري يدعى «عدنان» مجهول باقي الهوية «باقدامهم على تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة توصلاً الى اثارة الاقتتال الطائفي عبر التحضير لتنفيذ اعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة وتحسينها بعدما جهزت من قبل مملوك وعدنان»، كما ادعى عليهم بتهمة «اقدامهم على التخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية ودس الدسائس لدى مخابرات دولة اجنبية لمباشرة العدوان على لبنان وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة»، وذلك سندا الى مواد تنصّ عقوبتها القصوى على المؤبد والاعدام.

وأحيل الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا الذي احضر سماحة الى مكتبه واصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه على ان يتابع استجوابه اليوم الاثنين.

واشارت تقارير الى ان شمول «العميد عدنان» بالادعاء جاء بعدما ذكره سماحة خلال التحقيق في سياق حديثه عما كلفه اللواء مملوك القيام به، اذ طلب منه الاخير «تسليم سيارته الى العميد عدنان الذي سيوضب العبوات فيها وينقلها الى لبنان» ما اعتُبر دلالة على ان الأخير هو المسؤول عن مخزن المتفجرات في مقر مملوك.

وفي موازاة التحقيقات، شخصت الانظار على ارتدادات هذه القضية على مسار العلاقات الرسمية اللبنانية - السورية ولاسيما في ضوء الموقف الذي اطلقه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى استقباله السبت في قصر بيت الدين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن، اذ وصف «ما حصل في اليومين الاخيرين» بأنه «مرعب ومخيف بمجرد التفكير أن هناك تحضيرات لتفجير الوضع واحداث فتنة وجعل اللبنانيين يدفعون مرة اخرى الثمن من ارواحهم ودمائهم وارزاقهم». كما نوه بضبط المتفجرات لتجنب وقوع فتنة في البلاد، مشدداً على «اتباع المعايير القانونية العالية في الملاحقات القضائية». وقد اعتُبر هذا الموقف بمثابة غطاء سياسي من «رأس الهرم» في لبنان لما قم به فرع المعلومات ومؤشراً الى ان رئيس الجمهورية ربما يطلب من وزير الخارجية عدنان منصور اتخاذ موقف متقدّم بازاء المخطط الذي

الا ان وزير الخارجية اللبنان بدا مربكاً ازاء خطوة القضاء وقال لـ «الراي» ان لا خطوات ديبلوماسية ستتخذ قبل انتهاء سير الملف قضائياً «ونحن اليوم بانتظار القضاء ليأخذ مجراه، ثم نبني على الشيء مقتضاه. الملف يخضع لسلطة القانون ونحن نحترم مبدأ فصل السلطات ونلتزم به. وعندما تصدر الاحكام لكل حادث حديث».

منصور الذي بدا متحفظاً في الاجابة على الاسئلة حول هذا الموضوع قال ان «القضية فاجأت بلداً بأكمله»، داعياً الى انتظار صدور الأحكام.

 

تحرك لأهالي الشهداء والمحكمة الدولية تعاين التحقيق مع سماحة

تشابُه بين «عبوات سماحة»والمتفجرات في 3 عمليات اغتيال

بيروت - «الراي»:لا تزال «علبة أسرار» التحقيقات مع الوزير والنائب السابق ميشال سماحة تحمل المزيد من «الإثارة» وسط ترقّب لما اذا كان هذا الملف سيتيح تحقيق اختراقات بـ «مفعول رجعي» يتصل بجرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي شهدها لبنان منذ اكتوبر 2004. وفي حين نُقل عن مصادر امنية ان التحقيقات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مع سماحة لم يتخللها أي سؤال وجّه اليه عن قضايا أخرى غير المتلبّس فيها «بالجرم المشهود» منعاً لأي استغلال سياسي، وانه لم يُسأل عن علاقة الرئيس السوري بشار الأسد بالمخطط الارهابي الّذي كان ينوي تنفيذه اثر ما قاله في أحد اشرطة الفيديو الأربعة «هيك بدّو بشار»، كشفت تقارير ان التحقيقات الاولية ومعاينة العبوات الـ 24 التي تم ضبطها في مكان يخص الوزير السابق، كشفت عن تشابه بين العبوات اللاصقة الصغيرة الحجم التي نقلها سماحة من سورية الى لبنان، وبين تلك التي استخدمت في اغتيال جورج حاوي وسمير قصير وفي محاولة اغتيال مي شدياق، ما يستدعي بدهيا إصدار استنابة قضائية جديدة للتوسّع بالتحقيق في ما اذا كان هناك من ترابط بين هذه الجرائم قد توصل أيضا الى أطراف آخرين مكلفين بمهمات مماثلة. عُلم في هذا السياق ان المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر الجرائم المتصلة، تتابع بدقة هذا الملف، وان هناك تحركاً ستقوم به بعض عائلات ضحايا الاغتيالات ومحاولات الاغتيال على خلفية هذه القضية.

وكان لافتاً اعلان النائب مروان حمادة الناجي من محاولة تفجير بسيارة مفخخة في اكتوبر 2004 أنّ ما سيتبيّن من قضيّة سماحة وما قامت به «مديرية فرع الأمن القومي في سورية ودورها قد يكشف خيوطًا ترتبط بالاغتيالات كلّها» التي حصلت في لبنان. ولجهة أثر قضيّة سماحة على عمل «المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان»، قال: «أعتقد أنّ الادّعاء العام في المحكمة الدوليّة وفي ضوء ما سينكشف في لبنان الآن سيراسل بمسألة العبوات ومحتواها ونوعيّة المتفجّرات المستعملة وذلك كلّه سيسهّل في دفع التحقيق بجريمة مي شدياق واغتيال جورج حاوي الذي سيصدر القرار الاتهامي بقضيّته قريبًا، والصحافي سمير قصير الذي أعتقد أنّ التحقيق الفرنسي قد توصّل الى شيء ما في قضيّته». وأضاف: «قد يكون ما نكتشفه اليوم من قرائن جديدة ستساعد الادّعاء الدولي مع المحاكمة التي ستكون مدويّة مع بدئها في نهاية هذا العام».وختم: «علي مملوك ليس سورياً منتمياً الى تنظيم «القاعدة» وأتى حديثًا الى لبنان، انّما هو رئيس المخابرات السوريّة ويرتبط بأركان النظام السوري كلّه ومعنى ما حصل أنّ هذا النظام اتّخذ قرار تفجير الوضع في لبنان».

 

مرجع روحي لـ "السياسة": مخاوف جدية من مخطط تهريب سماحة إلى سورية 

التحقيقات مع سماحة تكشف تورط نظام الأسد في مسلسل الاغتيالات

  شبهات بشأن دوره في اغتيال الجميل وتويني وعيدو وحاوي وقصير ومحاولة تصفية حمادة وشدياق

 "حزب الله" مرتاح لإعادة تهم الاغتيال إلى سورية ... وجميل السيد وعملاء دمشق مجدداً تحت الضوء

حميد غريافي/السياسة

قد ينقلب جانب كبير من نتائج تحقيقات ثلاث لجان تحقيق دولية بجرائم اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد من قادة السياسة والرأي في لبنان, رأساً على عقب, إذا تمكنت التحقيقات الجارية حالياً من اختراق الجانب المظلم من أدوار الوزير السابق ميشال سماحة, أحد المقربين الحميمين من بشار الأسد وبطانته البعثية وخصوصاً الأمنية الاستخبارية, الذي تم اعتقاله الخميس الفائت.

وقال أحد كبار رجال الدين المسيحيين اللبنانيين في باريس امس ان اعترافات سماحة أمام المحققين اللبنانيين المذهلة عن أدوار الاسد ومدير استخباراته علي مملوك وشخصيات سورية, و"الاهتمام الشديد الذي ابداه الادعاء العام الدولي في لاهاي", خصوصا بما ذكره الموقوف من انه تسلم المتفجرات من مملوك بأوامر من الأسد, "يعجل في ضم ملف هذه القضية الجرمية الى ملف اغتيال الحريري والشخصيات الأخرى, ويؤكد أدوار قادة النظام في سورية من قمة هرمهم الأسد الى اخمص كوادرهم الامنية والاستخبارية, بمن فيهم اللواء رستم غزالي وجامع جامع اللذان ستؤكد اتهامات المحكمة الدولية قريباً دوريهما المتقدمين الى جانب اربعة او خمسة ضباط لبنانيين كبار كانوا يلعبون دور ميشال سماحة في عهدي الرئيسين السابقين إلياس الهراوي واميل لحود في حكم لبنان بالحديد والنار, وعلى رأسهم (المدير السابق للأمن العام) جميل السيد و(القائد السابق للحرس الجمهوري) العميد مصطفى حمدان و(المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي) اللواء علي الحاج".

دير شبيغل

وقال رجل الدين ل¯"السياسة" في باريس: "إننا مع بعض القيادات السياسية والامنية اللبنانية كنا متأكدين من معلومات وصلت إلينا باستمرار طوال السنوات الست الماضية, من ان ميشال سماحة المستنسخ الشخصية عن قائد "القوات اللبنانية" السابق ايلي حبيقة بالنسبة لتعامله مع اسرائيل ثم مع النظامين السوري والايراني اللذين فرضاهما وزيرين في حكومات عدة في لبنان بعدما تقلبا على سريري "القوات" وحزب الكتائب, احتل (سماحة) مركز ودور جميل السيد في عهد لحود جاسوساً في طليعة جواسيس سورية وايران, وتبعا لذلك عميلاً ل¯"حزب الله" فترة من الزمن, ثم انقلب عليه بطلب من الاسد بنشر معلومات عن ضلوع جماعات حسن نصرالله بجرائم اغتيال الحريري والقادة اللبنانيين الآخرين في مجلة "دير شبيغل" الألمانية, عندما شعر النظام السوري باقتراب سيف المحكمة الدولية من عنقه, إلا ان نصرالله لم يجرؤ على المساس بسماحة لعلمه بأنه عميل موثوق لدى الأسد نفسه ويحمل صفة غير رسمية هي "مستشار الرئيس", لكنها لم تكن صفة رسمية ثابتة, بدليل أنه كان تابعا لمديرية الاستخبارات العسكرية التي يرأسها علي مملوك, ويتلقى أوامره منه مباشرة".

ونقل رجل الدين المسيحي عن مراجع سياسية وأمنية وحزبية لبنانية "ذهولها من انحدار سماحة من عليائه في قصر المهاجرين الى هذا المستوى الحضيض من العمالة, بحيث تحول الى زعيم خلية ارهابية يتعامل بيديه بالمتفجرات ويدفع بيديه الأموال, وكأنه من اولئك القتلة المحترفين المدفوعين والمرتزقة المستأجرين صغار النفوس والمراتب".

إرث جميل السيد

وقال المرجع الروحي: ان "معلوماتنا خلال السنوات الخمس الماضية, المتداولة سراً على نطاق ضيق في مفاصل الدولة من رأس هرمها الى اسفله, كانت تؤكد ان سماحة حل محل جميل السيد في ادارة الملف الامني اللبناني بعدما اعيد للسيد اعتباره, ولكن بتكليفه مهام أقل لانكشاف ادواره في قمع اللبنانيين ولقيام القضاء الدولي بزجه في السجن 4 سنوات بتهم القتل والمشاركة في الجرائم الى ان اخلي سبيله تحت طائلة عودة استدعائه مجدداً, كما ان الاستخبارات السورية عممت على عملائها الموثوقين في لبنان أوامر تقديم ما يطلب سماحة منهم لمساعدته, ومنهم الامين العام القطري لحزب البعث العربي في لبنان فايز شكر, وهو ايضا وزير سابق, والوزير السابق اسعد حردان احد كبار قادة الحزب القومي السوري المتهم بامتياز بعمليات ارهابية واغتيالات شبيهة بما كان ينوي سماحة القيام به في منطقة عكار وشمال لبنان, واللواء مصطفى حمدان قائد الحرس الجمهوري السابق في عهد الرئيس السابق اميل لحود وأحد الضباط الاربعة مع السيد الذين سجنوا اربع سنوات بقضايا اغتيالات بطلب من المحققين الدوليين, وعاصم قانصوه الامين العام السابق القطري لحزب البعث السوري الذي تمت في منتصف العقد الاول من الألفية الثالثة اكتشاف سيارة مفخخة في مرآب منزله يمتلكها وكانت جاهزة للتفجير, الا ان "رفاقه في السلاح" انقذوا رأسه, وناصر قنديل احد العملاء الصغار للاستخبارات السورية, ووئام وهاب الذي يحمل نفس الرتبة ويتقاضى نفس الراتب".

وأضاف رجل الدين "أما مستشارو الاسد الثلاثة الكبار في لبنان الذين يطلعون على الاوامر المهمة والعمليات الضخمة كاغتيال الحريري وما شابه منعاً لتضارب المصالح وانتشار الفوضى في الصف السوري - الايراني في لبنان, منهم الرئيس السابق اميل لحود ورئيس مجلس النواب "الأزلي" نبيه بري الاكثر ولاء حتى من سماحة لحافظ وبشار الاسد ومنفذ رغباتهما الحميمة والمعقدة في لبنان, ثم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي جعله غروره بنفسه وبسلاحه يشعر بأنه متساو مع الاسد في امور كثيرة, وشريك لصيق في عملياته للسيطرة على للبنان".

جرائم أخرى

من جهتها, ذكرت اوساط قانونية قريبة من المحكمة الدولية في نيويورك بالأمم المتحدة, ان اسم ميشال سماحة "ورد عشرات المرات في اقوال شهود لم يكشف النقاب عنهم حتى الان, كلاعب دور ما في جريمة اغتيال الحريري, إضافة إلى اغتيال الوزير السابق بيار الجميل نجل الرئيس الأسبق أمين الجميل, ومحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة, واغتيال النائبين وليد عيدو وجبران تويني, إلا أن سقوطه الآن في فخ القضاء واعترافه بخطط التفجير والقتل ونشر الفتنة الطائفية التي كان ينوي القيام بها, جعلته في مصاف المتهمين الاولين الى جانب مسؤولي حزب الله المطلوبين والفارين من وجه المحكمة الدولية, ولا نستبعد ان يلجأ حسن نصرالله وعصاباته, بعدما انتهى دور سماحة الإرهابي ومع اقتراب سقوط نظام الأسد, إلى تعليق كل جرائمه وارتباطاته الداخلية وبعض عملياته الخارجية على شماعة "مستشار الأسد", خصوصاً أنه لم يكن يوماً محبباً الى قلب نصر الله وجماعاته القريبة".

وفضلاً عن اغتيال الجميل وعيدو وتويني ومحاولة اغتيال حمادة, أفادت معلومات أن المتفجرات التي عثر عليها في سيارة سماحة تشبه المتفجرات التي استخدمت في جريمة اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي, والصحافي سمير قصير, ومحاولة اغتيال الإعلامي مي شدياق.

وقالت الأوساط الدولية في نيويورك ان "حزب الله" فرح جداً الآن من سقوط "مستشار الأسد" اللبناني لأن اعترافاته تعيد لصق جرائم اغتيال الحريري ورفاقه من القادة اللبنانيين الوطنيين, بنظام الأسد, بعدما كان سماحة نقل هذه الاتهامات إلى عنق "حزب الله" عبر مجلة "دير شبيغل", وكشفه ادوار قادة الحزب وكوادره في المشاركة بهذه الجرائم".

وقال المرجع الروحي ل¯"السياسة": إنها "ساعة تخل عن ميشال سماحة لهبوطه المفاجئ وغير المفهوم من موقعه السياسي الى درك صغار المجرمين والقتلة منفذي الاغتيالات والتفجيرات بأيديهم الذين يمكن شراؤهم بالأموال, ولسماحه لمملوك رجل الاستخبارات السوري باستخدامه كقاتل مأجور فيما هو يحمل لقب "مستشار الاسد" ويقيم في مكتب بقصره الجمهوري".

عودة إلى أدوار العملاء

وأعرب المرجع عن اعتقاده أن "تعيد اعترافات ميشال سماحة اللاحقة إبراز أدوار جميل السيد وعدد من عناصره من ضباط الامن العام الراهن والسابق ومصطفى حمدان وآخرين من المعروفين بعمالتهم العلنية لسورية, وصولاً الى رأس الهرم السابق في لبنان, الى الواجهتين القضائيتين الداخلية والدولية, وكذلك التركيز على جماعات اخرى في "حزب الله" و"حركة أمل" و"الحزب القومي السوري" و"التيار الوطني" العوني, ووضعها مجدداً تحت الضوء القضائي, فيما قد لا تقوم الدولة بأكثر من تجميد نشاط السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي احتجاجاً على المؤامرة السورية الجديدة, من دون أن يجرؤ الرئيس ميشال سليمان والحكومة على تقديم شكوى إلى مجلس الأمن استناداً الى اعترافات ميشال سماحة, ضد الاسد ونظامه أو رفع القضية الى المحققين الدوليين بجرائم الحريري ورفاقه".

مخاوف من تهريبه

وأبدى المرجع الروحي المسيحي تخوفه وتخوف قادة في "14 آذار" من أن "يأخذ جميل السيد الذي يبدو انه استعاد بناء أوكاره في العتمة تحت الأرض بدعم لوجستي من "حزب الله" و"حركة أمل", على عاتقه امام علي مملوك وبشار الاسد مهمة تهريب ميشال سماحة الى دمشق من معتقله خلال الأيام القليلة المقبلة, بعدما تلقى من الرئيس السوري شخصياً اتصالاً هاتفياً كما تلقى حسن نصر الله ونبيه بري اتصالين مماثلين تطالب كلها بإطلاق سماحة فوراً, اعتقاداً من الرئيس السوري المنهار انه مازال صاحب الكلمة المسموعة في لبنان".

 

جزاء «حزب الله» في سوريا من جنس عمله

ديفيد شينكر/ويكلي ستاندردwashington Institute

10 آب/أغسطس 2012

بدعمهم للمذابح التي تجري في سوريا خلال الأشهر الستة عشر الماضية ولَّد حسن نصر الله و «حزب الله» كراهية في قلوب ملايين السنة المجاورين لهم الذين من المؤكد أنهم سيُضمرون الكراهية تجاه الحزب وأمينه العام بعد الإطاحة بالأسد. في أوائل هذا الشهر اختطف 48 "حاجاً" إيرانياً شيعياً في دمشق. وادعى "الجيش السوري الحر" إنهم أعضاء في "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني تم إرسالهم إلى سوريا لحماية نظام بشار الأسد الذي يمثل واحداً من أهم مصالح طهران في المنطقة. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المتمردون ضد النظام بأسر أناس يدعون إنهم حلفاء للأسد قامت إيران بتدريبهم. فمنذ أيار/مايو قامت جماعة معارضة مسلحة أخرى تسمى "الثوريون السوريون في محافظة حلب" باحتجاز أحد عشر لبنانياً شيعياً قالوا إنهم ببساطة كانوا يعودون في طريقهم من رحلة دينية إلى إيران. وفي البداية على الأقل، ادعى هؤلاء المتمردون أن خمسة من هؤلاء الذين أسموا أنفسهم بالحجاج كانوا في الحقيقة مسؤولين في «حزب الله».

وفي الأسابيع الأخيرة خفَّف الثوريون من تأكيداتهم بخصوص ارتباط «حزب الله» بكافة المختطفين اللبنانيين، إلا أن المعارضة السورية ما تزال تحمّل «حزب الله» مسؤولية الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد. وفي تصريح أدلوا به إلى قناة "الجزيرة" أشار المختطفون بأن المفاوضات بشأن الرهائن سوف تتوقف على قيام الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله بالاعتذار عن "المساعدة في قمع الانتفاضة." وقد رفض نصر الله التعبير عن ندمه على دعم الأسد لكن أزمة الرهائن الخاصة بـ «حزب الله» قد زادت من المحن الأخيرة التي يعاني منها.

وقبل ما يسمى بــ "الربيع العربي" كان نصر الله من بين أكثر الرجال المحبوبين والمرهوبي الجانب في العالم العربي. لكن بعد عام ونصف من الانتفاضة السورية الشعبية وحيث يواجه حلفاء «حزب الله» في دمشق المشاكل والمحن ومع احتمال تعرض رُعاة الميليشيا في طهران لضربة أمريكية أو إسرائيلية، يبدو أن نصر الله قد فقد بريقه. ومؤخراً فإن الأمين العام لـ «حزب الله» الذي كان يوماً ما واثقاً من نفسه وذو شخصية جذابة إذ به ينتحب أكثر مما يتوعد. فليس فقط أن نصر الله قد تناول قضية "الحجاج" المحتجزين في معظم خطاباته بل اعتبر أيضاً الإفراج عن السجناء أولوية سياسية للحكومة اللبنانية والتي، كما يقول نصر الله، تتحمل المسؤولية الكاملة عن عودتهم.

وأثناء كلمة ألقاها في 25 أيار/مايو بمناسبة الاحتفال بـ "يوم التحرير" - عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 - تحسَّر نصر الله طويلاً على الاختطاف حيث قال "هذا محرم دينياً بل هو جريمة نكراء من الناحية الأخلاقية." وعلاوة على ذلك نصح قائلاً "اختطاف الأبرياء يضركم بالفعل ويضر بكل ما تقولون أو تدعون أنكم تنشدون إليه."

وبعد أسبوع واحد فقط من ذلك الخطاب، وفي محاضرة ألقاها في ذكرى وفاة مؤسس جمهورية إيران الإسلامية آية الله روح الله الخميني، وجه نصر الله نداءاً شخصياً إلى المختطفين قائلاً "لو كانت لديكم أية مشكلة معي (أو) مع «حزب الله» دعونا نفصل هذه المشكلة عن قضية المختطفين ونحل مشكلتكم معنا. فاستخدام الزوار الأبرياء كرهائن لحل المشكلة - بغض النظر عن طبيعتها وجوهرها - هو ظلم كبير يجب أن تتبرأوا منه."

وكون الرسالة المضادة للاختطاف تأتي من زعيم «حزب الله» - الذي يشغل منصبه فترة طويلة - فإنها ليست ذات مصداقية خاصة. فعلى أي حال كان اختطاف الغربيين في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي عنصراً أساسياً في طريقة عمل هذا التنظيم. بل إن «حزب الله» ما يزال يفضل اتباع هذا التكتيك حتى يومنا هذا حيث يستهدف الآن أهدافاً إسرائيلية مدنية وعسكرية. وغنياً عن القول إن «حزب الله» لم ينصلح فجأة ويقرر التخلي عن سلوك سبل الاختطاف، وإنما يعارض فقط اختطاف أعضائه لا أكثر.

وفي الوقت نفسه لا تزال انتماءات جميع المعتقلين اللبنانيين غير واضحة. فعند سريان نبأ الاختطاف أفاد "راديو صوت بيروت انترناشيونال" أن ستة من المختطفين الرجال يشغلون مناصب في «حزب الله» من بينهم مسؤولون متمرسون في المتفجرات والذخيرة في الجنوب، والاستخبارات في بنت جبيل، ومعسكرات التدريب في وادي البقاع. كما حددت الأخبار أيضاً أحد المعتقلين، علي صفا، قالت إنه ابن شقيقة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله.

وفي حين قد تكون هذه القصة ملفقة من قبل خصوم «حزب الله» لإحراج هذه الميليشيا، فمن المعقول أن بعضاً من هؤلاء الرجال على الأقل له صلة بتنظيم «حزب الله». وربما الأكثر إقناعاً هو الحقيقة بأن ثلاثة من نفس هؤلاء الرجال الذين تم تحديدهم في تقرير "راديو صوت بيروت" كأعضاء في «حزب الله» قد أكدوا لاحقاً أسماءهم (إن لم تكن هوياتهم) في مقطع فيديو عن الرجال المختطفين تم إرساله إلى قناة "الجزيرة". وبغض النظر عن هوية هؤلاء الحجاج المزعومين - الذين ربما لن نعلم قط حقيقتهم - هناك بعض العدالة في العقاب بالمنكر لمعاناة نصر الله من قلة حيلته أمام هذا الاختطاف. وفي الوقت ذاته فإن قيام نصر الله و «حزب الله» بدعم المذابح على مدى الأشهر الستة عشر شهراً الماضية، فقد ولَّدوا كراهية بين ملايين السنة المجاورين لهم والذين بالتأكيد سيضمرون لهم العداوة بعد رحيل الأسد. وفي النهاية فإن هذا الحراك سوف يُفاقم على الأرجح التوترات الطائفية على طول الحدود اللبنانية/السورية مما يُعرض شيعة لبنان للعنف على نطاق لم تشهده عقود مضت.

*ديفيد شينكر هو زميل أوفزين ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.

 

متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق

بدرالدين حسن قربي/السياسة

في وقت ينزح فيه السوريون هرباً من إصلاحات النظام الدموية من مكان إلى آخر داخل سورية وخارجها بعشرات الآلاف ومئاتها.  وفي وقت تُحذر فيه دول العالم رعاياها من السفر إلى سورية بل وتُجليها, فإن إيران خلافاً عن السوريين والخلق أجمعين نجدها غير معنيةٍ بذلك, بل تُرسل رعاياها, خبراء ومستشارين, بحجة الحج وزيارة الأماكن المقدسة في ظروف وملابسات مريبة هدفها الراجح أعمال أمنية ولوجستية عسكرية لدعم النظام المتهاوي والمهترئ.  ورغم كل التحذيرات التي قيلت في هذا الخصوص فإن الإيرانيين لسبب أو آخر مصرون إصراراً على دعم نظام عُتل في الإجرام, رجالاً وعتاداً وسلاحاً.  ولقد جاء احتجاز باص فيه ثمانية وأربعون إيرانياً في الرابع من اغسطس الجاري من قبل المعارضة في دمشق, ومعه التصريحات المتضاربة من النظام السوري والإيراني وجماعة "حزب الله" عن ركاب الباص, ليؤكد أن هناك تمويهاً وتعمية, وتُقيا وتغطية على أمرٍ يراد له أن يبقى مخبوءاً وقد كشفه الله.  فكلام القنصل الإيراني في دمشق أفاد أنهم زوار كانوا متجهين إلى المطار في طريق سفرهم, وكلام الإعلام السوري أفاد بأنهم اختُطفوا عندما كانت حافلتهم قادمة من المطار, أما تلفزيون "المنار" فأعلمنا أنهم اختطفوا بعدما انطلقت حافلتهم من الفندق باتجاه حرم السيدة زينب. أما كلام الجهة المعارضِة المحتجِزة, فهم من عناصر الحرس الثوري والجيش والأمن ممن يقفون في الصف الخلفي مع النظام, يشاركون بطريقة ما في قتل السوريين المعارضين والثائرين على نظام بشار الاسد بتدريب شبيحته, وتخريج القناصين, وتنظيم دورات لوجستية معلوماتية لمراقبة الثوار ومتابعتهم في التواصل والاتصالات, وهو كلام اضطر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي منذ يومين للاعتراف ببعضه, ولكنه ذكرنا أنهم من المتقاعدين.  ثم جاء ما ذكره الموقع الايراني اليساري "بيك نت" من خبرٍ على أن المجموعة كانت في مهمة تدريب قوات بشار الأسد على حرب الشوارع ما يستوجب التوقف عنده, إضافة إلى أن الحرس الثوري الإيراني بعد بث فيديو المختطفين الإيرانيين, منع أسر المختطَفين من إجراء أي اتصال بوسائل إعلام إيرانية أو أجنبية أو التعاطي معها خشية احتمال كشف هويتهم والخفي القبيح من أمرهم, ما يُستبعد معه أن يكونوا مسافرين إيرانيين عاديين, بل هم في مهمة مستترة, وقمعية قذرة تستهدف بنتائجها الثورة السورية وناسها.

ولكن إذا علمنا أن الثورة السورية منذ اندلاعها كانت مقتصرة على شأن سوري داخلي مُطالبٍ بحرية مسروقة وكرامة مسلوبة ضد قمع وفساد امتد لأكثر من أربعين عاماً من نظام فاشي بات مقاوماً عصياً وممانعاً مستعصياً على الإصلاح, ولم تكن بتاتاً تستهدف الإيراني, ولا العلاقات السورية- الإيرانية أو التحالف القائم بينهما, ولكن ما ظهر مع الأشهر الأولى للثورة من الاختيار الشيطاني للنظام الإيراني المتنكر لثورة الحسين (عليه السلام) وشعاراتها, بما كان من وقوفه إلى جانب النظام القاتل ضد السوريين الثائرين وهتافهم لحريتهم: "الموت ولا المذلة", غير في الحقيقة من نظرة السوريين للنظام الإيراني الذي بات في صف نظام الإجرام.  وعليه, فإن نداء وزير الخارجية الإيراني الذي جاء فيه: إننا في شهر رمضان المبارك وكلا الطرفين, الخاطفين والمخطوفين مسلمين, فقد أرسلنا نداءً عبر قنوات مختلفة طالبين إطلاق سراح الإيرانيين, انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإسلامية, يُنظر إليه عند السوريين للأسف على أنه ليس إلا شكلاً من أشكال النفاق والخداع الذي يريد أن يدغدع عواطف السوريين بأخوة إسلامية, يَعمل في حقيقته على محاربتها واستئصالها بدعمه ونظام جمهوريته, لقاتلهم وقامعهم وسفاكهم وظهيراً لإجرامه وجرائمه.

إن وجود الإيرانيين في سورية ليس بريئاً, وليس مصادفة أن يوجد متقاعدون إيرانييون عسكريون وثوريون فيها والنظام يواجه شعبه بحرب ماحقة ساحقة انعدمت فيها الإنسانية وتلاشى فيها الضمير على طريقة التتار والمغول, والنظام الإيراني لا يتردد كل يوم في تأكيده بالوقوف إلى جانب بشار الأسد وأنهم لن يسمحوا بسقوطه, ولهم في ذلك حجج ضلالية مختلفة ماعادت تنطلي على أحد من العالمين. 

إن المعارضين السوريين بالتأكيد لم ولن يذهبوا إلى طهران أو غيرها لاعتقال إيرانيين من الحرس الثوري والجيش, وإنما هم الذي قدموا إلى دمشق دعماً للقاتل ونصرةً لفظائعه ووقفةً مع توحشه.  وعليه, فإن موقفاً إيجابياً إيرانياً, يبرأ فيه من نظام الإجرام, ويسحب فيه كامل عناصره المتواجدين على الأرض السورية, ويُوقف كل أشكال دعمه لهذا النظام القميء, أمر يستوجب على الجهة المعارِضة إطلاق سراح الثمانية والأربعين, لتنتهي مشكلتهم وينقلبوا إلى أهلهم آمنين, وإلا فانتظار قرار القضاء السوري فيهم بعد سقوط النظام إن كُتبت لهم الحياة, ولم يُقتلوا على يد "شبيحة" الأسد وقوات أمنه عشوائياً كما يقتلون كل يوم مئات السوريين بمساعدة الإيرانيين أنفسهم توجيهاً وتدريباً, وخبرةً وعتاداً, وعدداً وسلاحاً.

كلمة أخيرة..! تحية إلى الكويت أميراً وحكومة وبرلماناً وشعباً لموقفهم الحر والشجاع في تأييدهم للشعب السوري في معركة الحرية والكرامة, وهو موقف يؤكد على الدوام النخوة والشهامة والمروءة والإنسانية التي تحكم الموقف الكويتي الرسمي والشعبي تجاه أشقاء لهم في العروبة والإسلام.  فاعتذار دولة الكويت عن عدم المشاركة في المؤتمر الذي نظمته إيران الخميس الماضي المتعلق بسورية, باعتباره يمثل توجهاً معاكساً للمجتمع الدولي والجامعة العربية المتعاطفين مع الشعب السوري, هو بعض المشهد والجزء اليسير من لوحة كبيرة تحكي عظيم الموقف الأخوي لدولة ندعو الله أن يحفظها وشعبها من كل مكروه.

* كاتب سوري

 

طهران تخشى تحسن العلاقات بين بغداد ودول "الخليجي" بعد سقوط حليفها السوري 

العراق: خطة أمنية شاملة لـ"ما بعد الأسد" تشمل إغلاق الحدود

بغداد - باسل محمد:السياسة

علمت "السياسة" من قيادي رفيع في "حزب الدعوة" برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الخلية الامنية في مجلس الوزراء انتهت من وضع خطة كاملة لمواجهة اللحظات الاولى لسقوط النظام السوري. وتضم الخلية وزراء الداخلية والدفاع والمخابرات وجهاز الامن الوطني والخارجية والمالية والعدل, ويشرف عليها المالكي, باعتباره القائد العام للقوات المسلحة.

وكشف القيادي في "حزب الدعوة" ان الخطة تشمل:

- إغلاق الحدود مع سورية كاملة في اربعة منافذ وهي ربيعة وفيشخابور لجهة محافظة نينوى في الشمال والوليد والقائم لجهة محافظة الانبار الى الغرب.

- نشر 130 ألف عنصر من القوات العسكرية والأمنية على طول الحدود المشتركة بين البلدين.

- تعزيز التدابير الأمنية داخل الاحياء الساخنة في بغداد, سيما الأحياء الشيعية التي كانت معقلاً للميليشيات المسلحة المدعومة من "فيلق القدس" الايراني, والأحياء السنية التي تشكل معاقل متقدمة لتنظيم القاعدة وفلول حزب البعث المنحل.

- تشديد مراقبة الحدود الواسعة مع إيران خاصة باتجاه محافظة ديالى, وسط مخاوف من ان تقوم وحدات من الحرس الثوري الايراني بالتنسيق مع ميليشيات عراقية شيعية داخل الأجهزة الأمنية بالانتقال الى سورية لمساندة بقايا نظام الاسد الذين ربما يتحصنون ببعض المدن الموالية والتي ستقاتل على الارجح الى آخر رمق.

واضاف القيادي الشيعي المقرب من المالكي ان هناك مخاطر جدية على الوضع الامني في العراق من الداخل ومن خارج الحدود ولذلك فإن المالكي مدرك ان المرحلة المقبلة تتطلب تطبيع العلاقات السياسية مع الشركاء, وفي مقدمهم ائتلاف اياد علاوي الذي تشير كل القراءات الاقليمية انه يجب ان يكون له دور اساسي في ادارة الملف الامني العراقي بعد انهيار نظام الاسد, ما يؤدي الى استقرار نوعي وجذري في الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية.

واشار القيادي, الذي طلب عدم كشف اسمه, الى ان ايران تخشى بشكل حقيقي ان يؤدي انهيار نظام الأسد الى توجه الحكومة العراقية الى تطبيع علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي, كاشفاً ان واشنطن نصحت المالكي بتطوير العلاقة مع المملكة العربية السعودية وان اللقاء المرتقب الذي يحاول نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك ترتيبه بين المالكي وعلاوي هدفه التفاهم على تعزيز العلاقة السياسية بين بغداد والرياض بعد سورية من دون الأسد.

ورأى القيادي المعتدل في "حزب الدعوة" ان الحكومة الكويتية ستقود النقلة العراقية باتجاه المحيط العربي الخليجي, وان فكرة ضم العراق الى اتحاد خليجي يكون شبيهاً بالاتحاد الاوروبي مطروحة بقوة بعد اقامة حكم جديد ديمقراطي في سورية, مشيداً بالرؤية الثاقبة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الكفيلة بتحقيق هذه النقلة.

واعتبر القيادي الشيعي ان العراق في ظل حكومة المالكي مخير بعد سقوط الأسد بين خيارين:

- الأول, البقاء في فلك النفوذ الايراني مع التأكيد ان القيادة العراقية تعي ان هذا النفوذ له طابع مذهبي أكثر من كونه نفوذاً سياسياً وتبعية سياسية, لكن سقوط نظام الاسد سيسمح بوجود بعض الضغوط لتحويل النفوذ الايراني المذهبي الى نفوذ سياسي وهذا امر خطير.

- الخيار الثاني امام الحكومة العراقية برئاسة المالكي هو الانضمام الى منظومة ستراتيجية عربية تمتد من مصر مروراً بالأردن وسورية والعراق وانتهاء بدول مجلس التعاون الخليجي. ولذلك تدرك القيادة الايرانية ان العراق سيصبح غير العراق الحالي بعد سقوط الاسد لأن هناك متغيرات اقليمية تفرض على بغداد اتخاذ قرارات مصيرية قد تفسر من الجانب الايراني على انها ابتعاد عن ايران.

وتوقع القيادي ان تشهد التحالفات السياسية في العراق في مرحلة ما بعد الاسد مفاجآت مذهلة, منها بلورة تفاهم سياسي مسبق بين خصوم الامس, المالكي وعلاوي, في الانتخابات المقبلة تسمح بتقاسم السلطة, وهذا امر حيوي لتجنب ان يتحول الوضع العراقي الى مركز نزاع اقليمي عنيف, اذا بقيت الحكومة العراقية متأرجحة بين كفة النفوذ الايراني وبين المساعي السياسية للدول العربية وتركيا, واذا بقيت الاطراف السياسية العراقية رهينة الخلافات والصراعات على السلطة ما يعوق تشكيل حكومة شراكة وطنية فعالة في المستقبل.

 

وزير خارجية كندا في لبنان والأردن: لحل ديبلوماسي لسوريا

زيارة لمخيم النازحين وزيادة الدعم الإنساني

 ريتا صفير /النهار

دخلت كندا "على خط" الازمة السورية وتداعياتها على الدول المجاورة ولا سيما لبنان والاردن عبر زيارة خاطفة قام بها وزير الخارجية الكندي جون بيرد الى بيروت ليل الجمعة السبت حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة.

وعلى رغم وحدة الموقف الدولي وتحديدا الغربي من الوضع السوري والذي يتزامن مع ترداد "لازمة" الخشية من انعكاسات الازمة محليا، بدا واضحا ان التحرك الكندي يرافق "الهجمة" الاوروبية الداعمة للاستقرار اللبناني وآخر ترجماتها زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس لبيروت. ينطلق الموقف الكندي من خلفيات خاصة بالدولة الاميركية الشمالية تتقدمها الرغبة في تعزيز العلاقات بالعالم العربي، خصوصاً انها تحتضن عددا كبيراً من الكنديين العرب وتحديدا من اصل لبناني وسوري.

وفي حين تبقى نتائج العنف الشرق الاوسطي حاضرة في الاوساط الديبلوماسية والاعلامية في اوتاوا عبر عمليات الاجلاء التي استتبعت حرب تموز 2006، فان جولة بيرد وفريق عمله على عمان وبيروت، سعت الى توجيه مجموعة رسائل، وفقا لمصدر ديبلوماسي كندي. فقد حرص وزير الخارجية على تأكيد التزام بلاده التوصل الى حل ديبلوماسي للازمة السورية التي تختلف من وجهة نظر اوتاوا عن الحالة الليبية. وهو اعاد تأكيد رفض كندا التدخل  العسكري خلال تصريحاته التي تلت الزيارة، وبدا ان هذه المواقف اعقبت مجموعة اجتماعات شهدتها الخارجية الكندية في الاسابيع الماضية مع معارضين سوريين من "المجلس الوطني" وكنديين من اصل سوري. كما انها تسبق اجتماعات كندية - روسية يتوقع ان تجمع الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة ستيفان هاربر مطلع تشرين الثاني المقبل، على هامش اجتماع مجموعة التعاون الاقتصادية الاطلسية - الآسيوية حيث تحتل الازمة السورية حيزا من المناقشات.

ويظهر ان جرعة الدعم الكندية للبنان والاردن والتي تخللتها جولة للمسؤول الرسمي في مخيم الزعيتري الذي دشنته عمان اخيرا، سعت الى استطلاع سلسلة وقائع تسبق اتخاذ اوتاوا خطوات اضافية على مستوى مساندة النازحين السوريين، علما ان مساهمة كندا المالية في هذا الملف ناهزت حتى الآن الـ8 ملايين دولار (اعلن بيرد امس زيادة نسبة المساعدات في الاردن). وتخلل اللقاءات عرض للمخاوف الغربية المعروفة حيال التطورات الاخيرة التي باتت تطبع الازمة السورية. ابرزها الخشية من مخزون الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام السوري والتداعيات على دول المحيط، معطوفة على تساؤلات عن حجم تأثير المتشددين والاصوليين ومنهم من ينتمي الى تنظيم "القاعدة" في الازمة السورية.

ويشدد بيرد على تعزيز فرص دعم الحل الديبلوماسي منعا لتوسيع رقعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. وقد حضرت في مناقشته مع المسؤولين اللبنانيين وهي الاولى على هذا المستوى منذ 2009، دعوات الى ضمان امن الحدود السورية، وتنويه بجهود الحكومة لاحتضان النازحين، وتعزيز العلاقات الثنائية، سياسيا واقتصاديا. وثمة اهتمام كندي باستكشاف "مرحلة ما بعد الاسد" من زاوية الدور الذي يمكن ان يؤديه لبنان والاردن تحديدا في مجال اعادة اعمار سوريا. والقضية الاخيرة باتت تحضر بقوة في الاعلام الكندي.

 

لا الروسي ولا الصيني...واشنطن تجمّد أي تدخل في سوريا قبل الانتخابات الرئاسية...وحزب الله باق بانتظار التغيير في ايران

غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

"مازالت واشنطن في حيرة من أمرها تجاه ما يجري في سوريا" هذه العبارة تختصر التقرير الذي نشرته صحيفة الواشنطن البوست والذي استعرض الوضع في سوريا بعد نجاحات الثوار على الارض والانشقاقات التي رحبت بها الادارة الامريكية من على منبر البيت الأبيض من دون تحريك اي ساكن آخر على الأرض. زيارات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى تركيا لا تعدو حتى الآن كونها استطلاعية واستعراضية عنوانها الأساسي الاجتماع والتعرّف على قادة المعارضة السورية، سياسيين وعسكريين على السواء، من دون ان يكون لهذه الجعجعة طحناً.

الموقف الأميركي يكاد يكون نسخة طبق الأصل عن الموقف التركي منذ بداية الثورة قبل سنة ونصف الذي يقتصر على التنديد والشجب والتهديد والدراسة والمراقبة وسائر العبارات التي لا تتعدى الشفاه ولا تمتد الى الأفعال التنفيذية على الأرض. فآخر الأخبار التي وردت تشير أنّ كلينتون "تدرس" مع نظراءها الأتراك كل الاحتمالات لمساعدة المعارضة السورية المسلحة للإطاحة بنظام بشار الأسد بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي في سوريا. وتجدر الإشارة هنا أنه من سنة كان ثوار سوريا قد وعدوا بهذه المنطقة في بداية معركة حمص! زلماي خليل زاده (السفير الاميركي الشهير) إعتبر في مقالة له نشرت البارحة انّ الولايات المتحدة تعمل نحو تيسير انتقال سياسي منظم في سورية دون اللجوء لنشر القوة العسكرية عبر التعاطي مع العناصر المعتدلة في المعارضة الذين يستطيعون كسب ثقة الاقليات في سوريا، على أن يكون قيام انقلاب عسكري ضد النظام السوري هو التمهيد نحو الديمقراطية الكاملة مع الحفاظ على أهم مؤسسات الدولة. لكن القطبة المخفية التي تفسر هذه المواقف الأمريكية المهادنة والتي تناقض الخطاب الرسمي في بعض جوانبها، يكمن في الإستحقاق الدستوري اي الإنتخابات الرئاسية الامريكية. وبالتالي، فإنّ الذي يمنع التدخل الدولي في سوريا ليس فيتو من روسيا ولا من الصين بل المانع الفعلي هو قرار الولايات المتحدة نفسها. موقع 14 آذار الألكتروني كان له مقابلة خاصة مع الأستاذ طوم حرب، الامين العام للمجلس العالمي لثورة الأرز، والذي يشارك عن قرب في نشاطات حملة المرشح الجمهوري ميت رومني.

وقد رأى طوم حرب أنّه " نظراً للظروف الاستثنائية والاقتصادية والديون التي تتراكم خلال السنوات الثلاثة من ادارة اوباما، يبدو المرشح الأوفر حظاً للفوز بالإنتخابات الرئاسية هو ميت رومني مما يرجح كفته ايضاً السياسية الخارجية الأميركية. فالسياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط تراجعت في عهد ادارة اوباما بشدة مقابل سياسة واضحة المعالم طرحها الحزب الجمهوري على لسان مرشحه". كما ألقى حرب باللائمة على باراك اوباما لفشله في التعاطي مع "التغيير الذي جاء به الربيع العربي والذي كان من المقدر له أن يمنح المستقلين والمعتدلين السلطة، ولكن عوضاً عن ذلك تخاذلت الإدارة الامريكية برئاسة أوباما وتأخرت بدعم الشعوب العربية الثائرة ومازالت. وكانت النتائج أنّ الإسلاميين والمتطرفين هم من استلموا السلطة بفضل ما يمتلكوه من خطوط مفتوحة مع إدارة البيت الابيض".

كما أعاب طوم حرب ايضاً على البيت الأبيض ادارته للملف الايراني حيث قال " اوباما أضاع فرصة ذهبية وصلت اليه في العام 2009 عندما اشتعلت الثورة الخضراء في ايران، ولكن التأخره الأميركي أتاح للنظام الايراني المجال للقضاء على الثورة. ولولا الضغوط الدولية والكونغرس لما اجبر اوباما على تقديم على استيحاء بعض الدعم الذي لا يرقى الى المستوى المطلوب. وكان لذلك السلوك اثراً سلبياً على المعارضة الايرانية. إن وجود الحزب الجمهوري في السلطة من المتوقع ان يمد لهم يد العون مما يعيد الحياة الى الثورة الخضراء والتي ما زالت عناصر قيامها متوفرة وموجودة نتيجة القمع والاضطهاد الذي يمارسه الملالي. وبخصوص مصر فإنها تحتاج مساعدات هائلة والكونغرس لن يدعم الاخوان المسلمين عسكرياً ومالياً ان لم يكن هناك احترام للديمقراطية ولحقوق الانسان وعدم نبذ التطرف".

وبالإنتقال الى الحديث عن الملف الأيراني، أشار حرب ""بالرغم من ان اوباما اعلن انه ضد السلاح النووي الايراني، فإنّ هناك اصوات ضمن ادارة اوباما تقول بقبول واقع امتلاك ايران لهذا السلاح. وهذا خطر لأنه من شأنه نشر الأسلحة النووية في المنطقة وزيادة نسب التطرف في مجتمعاتها وبين شعوبها. وأنقل هنا اصرار المجتمع الدولي بعدم السماح لايران بالحصول على النووي، على أن تتخذ الضربات التي قد توجه ضد ذلك عدة اشكال لسنا في موضع طرحها حالياً".

أما بالنسبة لسوريا "فلن يجري اي تحرك إلا بعد الانتخابات الرئاسية لسوء الحظ. على الرغم من المجازر التي ترتكب على يد النظام، ومقتل المئات م الأطفال والنساء على مشهد من الاعلام العالمي، لا احد يتحرك في ادارة اوباما الضعيفة التي تكتفي بالاكثار من الكلام دون اتخاذ قرار لحماية المواطنين والمجتمع المدني في سوريا. كما أنبّه أنّ الاسلاميين في سوريا وخصوصاً الاصوليين قد قويت شوكتهم نتيجة طول الأزمة وبفعل الضغوط في وقت كان أضعف نسبياً في البداية". كما ان الولايات المتحدة رأت ان الدخول حالياً الى سوريا ليس بالامر اليسير بسبب الوجود الايراني وحزب الله وجيش المهدي وغيرهم من المناوئين للسياسة الامريكية اصلاً".

وتابع حرب" كان على ادارة اوباما تحريك حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفق الأسلوب الليبي وليس اللجوء الى مجلس الأمن كما تعمدت فعله عدة مرات من اجل الإختباء خلف الفيتو الصيني-الروسي. من هنا أنا على يقين أنه لن يحدث تغيير يذكر الا بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والتي ستأتي برئيس جديد او تجدد للحالي. نعم التدخل سيكون شبه مؤكد ولكن بعد الانتخابات واذكر بالرسالة العنيفة التي وجهها اعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري الذين اعترضوا على المجارز التي تجري في سوريا وتمر مرور الكرام من دون ان نتخذ اي تحرك تجاهها. بعد الانتخابات نسبة التدخل ستكون اكبر لأن عبء الانتخابات سيكون خلف الرئيس ويكون خلال ذلك الوقت قد اكتسب الثوار مواقع متقدمة اكثر على الارض، كما ان فاتورة الدم ستصبح اكبر مما يحفز التدخل الدولي".

وختم حرب حديثه بالكلام عن لبنان، " الوضع اللبناني على مستوى القرارات الدولية سيبقى جامداً وعلى ما هو عليه ومن الصعب تنفيذ اي من هذه القرارات المتعلقة بلبنان مثل القرارين 1701 و 1559 لأن الوضع اللبناني لن يتغير إلا بعد التغيير في ايران وليس عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة. وآسف أن أقول أن القيادات السياسية لقوى 14 آذار هي في حالة عجز كبير حيث فشلت حينما كانت في السلطة عن اتخاذ قرارات جذرية. من هنا، لن تأتي أي مساعدة اجنبية لتغيير الوضع في لبنان وحزب الله سيظل مسيطر على الوضع الحالي وسط تغلغله في كافة المؤسسات. نعم سيضعف الحزب بعد سقوط الأسد ولكن استراتجيته لن تتغير في لبنان الا اذا حصل تغيير جذري في ايران. وفي حال وصول ميت رومني الى الرئاسة، سيصبح من السهل تحريك الشارع الايراني".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

النائب نهاد المشنوق: استبداد السلاح في لبنان سيسقط في لحظة سقوط الاستبداد العربي

كرم النائب نهاد المشنوق، كلاً من المدعي العام التمييزي السابق القاضي سعيد ميرزا ورئيس مؤسسات الرعاية الاجتماعية الدكتور محمد بركات في مركز المعارض بيال، في إفطار أقامه في مركز المعارض في البيال، برعاية الرئيس سعد الحريري، وحضور الرئيس فؤاد السنيورة والنواب: مروان حمادة، تمام سلام، محمد قباني، عمار حوري، جان اوغاسبيان، عمار حوري، عماد الحوت، باسم الشاب، عاطف مجدلاني ونديم الجميل، ورئيس مجلس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد واعضاء في المجلس البلدي ورئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان والوزيرة السابقة ريا الحسن والنائب السابق محمد الامين عيتاني ومنسق عام تيار المستقبل في بيروت العميد محمود الجمل وعضو مؤسسات محمد خالد الاجتماعية فاروق جبر وشخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية واعلامي وحشد كبير من اهالي بيروت.

بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكلمة عريف الاحتفال الزميل منير الحافي، ألقى المشنوق كلمة استهلها بالقول: "مساء الخير، مساء رفيق الحريري شهيدنا وكبيرنا وصانع نهضتنا في حياته وفي مماته حتى صار لضريحه الكلمة الفصل بين الحرية والاستعباد. مساء سعد الحريري الغائب الحاضر في كل منا راعيا وحبيبا ورفيقا وزعيما ل"لبنان أولا" خيار سياسي وحيد وأكيد ودائم. تحية الى أهالي الشهداء الذين سقطوا مع الرئيس الشهيد وهم بيننا نفتخر بصبرهم وصلابتهم، أمهات وشقيقات وأشقاء وأهل، نؤدي معا عهد الوفاء بالعدالة وبلبنان الباقي للجميع ومن اجل الجميع. تحية إلى شهداء السابع من أيار الذين مضوا على الطريق ذاته، طريق الظلم والعدوان والغدر والاستباحة. أما التحية الأم فتبقى لبيروت. الملهمة للثورة القادرة على الحرية. بيروت رئة العروبة وبوصلة الاحلام بالربيع الذي صار حقيقة. بيروت الصابرة، الصامدة، الصلبة كصخرتها، بيروت مدينة الأمن ودار الأمان، بيروت رفيق الحريري".

وبعدما سأل: "أين الأمن والأمان؟"، تحدث عن سوريا، فقال: "بعد أيام يدخل العيد على المسلمين وفي جوارنا رئيس سابق لنظام سابق يرى ان القتل هو الوسيلة الوحيدة لإقناع الشعب السوري بالتخلي عن حقه في الحرية والكرامة والعدالة. عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف المفقودين والمعتقلين وسبعة عشر شهرا من القتال لم تقنعه - ولن تقنعه - أن هذا الشعب البطل اخذ خيار الحرية ولن يعود عنه. لم يتعلم لا من تونس ولا من ليبيا ولا من مصر ولا من اليمن، لكن الشعب السوري سيعلمه كيف سيكون مصيره لأن الطغاة ليس لهم إلا لعنة التاريخ والانتهاء مسجونين أو منفيين أو مقتولين".

أضاف: "نحن نفتخر بالانتصار لحرية الشعب السوري ولا ننأى بأنفسنا عن الحق. من منا لا يتذكر عشرات السنوات من القهر والظلم والاغتيالات والتفجيرات من النظام السوري السابق في لبنان. صحيح أننا انتصرنا عبر انتفاضة الرابع عشر من آذار وأخرجنا جيش الأسد من لبنان لكن سياسة النظام السوري وحلفاءه هي ذاتها لا تتغير ولا تتبدل. وهي السياسة التي تحترف القتل ولا تصدر سوى التفجيرات والصواعق والخيانة والفتن المذهبية. لذلك حين تستعصي حماه بالعاصي وتشمخ حمص بخالد بن الوليد وتستعلي مآذن درعا بالعمري وحلب بقلعة صلاح الدين ودمشق بأمويتها، تنهض منابر بيروت ولبنان داعمة لحرية الشعب السوري. شاء من شاء وأبى من أبى".

وتابع: "من البديهي انسانيا أن لا يختلف لبنانيان على حق المواطن السوري في الحياة. الحياة فقط. ما تفعله عصابات النظام السابق ليس أقل من إلغاء مطلق لاحتمالات الحياة في سوريا، كأن حياة هذه العصابة لا تستمر الا بمقدار موت الآخرين. من البديهي أخلاقيا أن لا يختلف لبنانيان على حق المواطن السوري بمواجهة الظلم. فقط مواجهة الظلم. ومن البديهي سياسيا ان لا يختلف لبنانيان على حق المواطن السوري بالحرية والديموقراطية. لكن للأسف فإن هذه البديهيات الثلاث مختلف عليها سياسيا في لبنان وذلك ليس بسبب تعدد الآراء حولها. فلا رأي بين القاتل والمقتول ولا رأي بين المجرم والضحية ولا رأي بين السكين والرقبة المستباحة. هذه البديهيات مختلف عليها سياسيا بسبب سطوة وثقافة نظام السلاح غير الشرعي أولا وثانيا ودائما".

واستطرد بالقول: "يتقدم منا حزب السلاح بعروض ثلاثة:

العرض الأول: ان نعقد مؤتمرا تأسيسيا باعتبار ان انقلابهم نجح واننا نعيش في دولة لا دستور فيها ولا مؤسسات. سعيا وراء نظام سياسي يضع السلاح غير الشرعي في واجهة الدولة وليس في كنفها.

العرض الثاني: أن ننضم إلى المحور الايراني سياسة وجيشا وإنماء، لنحفظ رأسنا من سلاحه وننعم بالماء والكهرباء والطرقات والسلاح ايضا. باعتبار أن العالم ينقسم الى معسكرين: معسكرالخير الموجود في السياسة الايرانية، ومعسكر الشر المنتشر في الغرب والدول العربية. معسكر الخير هذا يضم الضباط القتلة الذين قضوا في انفجار دمشق والذين أنعم عليهم حزب السلاح بلقب شهداء سوريا، أما عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال من شهداء الشعب السوري البطل فليس لهم سوى صفة القتلى في قاموس الحزب.

ثالث العروض ان نعيش في ظل حكومة قطاع الطرق خاضعين لكل مقرراتها ننتظر الاغتيالات والتفجيرات وقانون الانتخابات العجيب الغريب الوقح. أي ببساطة ان نترك كرامتنا وحريتنا في المنزل قبل ان نخرج في الصباح".

وقال: "قبل أيام قليلة وجد في سوريا رئيس نجيب حقا "الصيت إلنا والفعل للسوريين"، مارس فعلا سياسة النأي بالنفس، النأي بالنفس عن الجريمة والقتل والارتكاب واستنزاف عناصر المناعة في المجتمع السوري الآن وفي المستقبل. وجد في سوريا رئيس نجيب حقا عرف أن الاستمرار في حكومة النظام غير الشرعي ليس سوى مكابرة مجنونة. وجد في سوريا رئيس نجيب حقا لم يتردد في الاعتراف ان لقب رئيس الحكومة المنشق أشرف لصاحبه من لقب رئيس الحكومة المندس. وجد في سوريا رئيس نجيب حقا يعرف ان مراسيم التعيين تصنعها شرعية الانتخابات وليس شرعة قمصان التشبيح وسلاح التشبيح ومنابر التشبيح.. من هنا من قلب بيروت تحية للرئيس النجيب حقا، تحية للرئيس المناضل الصادق مع نفسه وشعبه رياض حجاب".

أضاف: "أما في لبنان، ثمة شائعة أن لنا رئيس حكومة نجيبا. أمام رئيس الحكومة اللبنانية الآن واقعة. بالأمس صدرت مذكرة توقيف بحق وزير ونائب سابق بنقل متفجرات من سوريا الى لبنان لقتل الناس وترويعهم وافتعال فتنة طائفية في الشمال. الشريك المعلن بحسب المذكرة القضائية هو رئيس المخابرات السورية الذي زوده بالسيارة والمتفجرات والمال. أليس هذا اعتداء جرميا سوريا على لبنان؟".

وتابع: "اننا نطالب بقطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري والتقدم بشكوى بحق النظام السوري إلى مجلس الأمن الدولي يضيف جريمة جديدة الى سجل النظام، ونطالب أيضا بمد مهمة قوات الطوارئ الدولية إلى الحدود السورية - اللبنانية منعا لاعتداءات النظام السوري على الاراضي اللبنانية وحماية القرى الحدودية واهلها. فهل سينأى الرئيس النجيب بلبنان عن حريق النظام السوري أم سينأى بنفسه عن أي موقف وطني حاسم؟".

وقال: "واجه اللبنانيون مع هذه الحكومة، منذ تشكيلها، خمسة نزاعات أمنية أساسية. الأول: عدم تحريك أي ساكن بخصوص القتلة الأربعة الذين سمتهم المحكمة الدولية في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. بل لقد جرت ترقيتهم من رتبة متهمين إلى مصاف القديسين! الثاني: محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع في مقره بقناصات مميزة. الثالث: النأي بالمشتبه به في محاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب والذي تقدم بطلب تصنيفه في مرتبة القديسين أسوة برفاقه في أمن حزب الله. الرابع: ما ذكرناه عن متفجرات المخابرات السورية التي حملها ميشال سماحة بتكليف من أربابه. الخامس والدائم: الاعتداءات المتكررة لقوات النظام السوري، خطفا وقصفا على أهلنا في الشمال وفي عرسال".

وأردف قائلا للحضور: "وبانتظار المزيد، ينأى "النجيب" بنفسه عن وطنيته ولبنانيته باعتبار ان هذه الحكومة تؤمن الاستقرار. هل هذا هو الاستقرار؟ الجواب عندكم. لقد مددنا اليد مرات ومرات مطالبين بحكومة محايدة من الاختصاصيين تتولى شؤون البلاد والعباد فجاءنا الجواب إما بمحاولات الاغتيال التي تطول لائحتها وإما بالتفجيرات. لكننا لن نسكت ولن نستكين حتى نخرج نظام سلاح حزب الله من الدولة اللبنانية. فعلتم ذلك سابقا مع الجيش الإسرائيلي ثم مع الجيش السوري وحان الآن دور السلاح الايراني".

أضاف: "لقد بات إسقاط نظام السلاح هو المشروع الوطني الملح في لبنان، من أجل انهاء حالة الشواذ التي يمثلها نظام السلاح بما يفتح المجال للبنانيين، كل اللبنانين، ان يتفقوا ويختلفوا ضمن اطار سياسي ديموقراطي صحي وصحيح. ودون إرهاب من فريق على آخر أو استقواء من لبناني على آخر تحت أي عنوان".

وأردف قائلا: "إن إسقاط نظام السلاح غير الشرعي ليس لانتزاع عنصر قوة من يد الطائفة الشيعية في لبنان. فالشيعة ناضلوا من أجل العبور إلى الدولة لا من أجل انشاء دويلة. ناضلوا من أجل حضورهم في النظام السياسي اللبناني لا من أجل ان يتحولوا إلى قوة تعطيل للنظام السياسي اللبناني. فهذا السلاح اليوم هو من أوضح علامات ضعف البيئة الحاضنة له في لبنان، حيث يتفشى منطق الشللية، وأمراء الأحياء والاشتباكات المسلحة بين العائلات وتبييض الأموال والمخدرات. والأخطر الاخطر، الخوف... الخوف من الذات والخوف من الاخر".

وبعدما سأل: "هل يعقل أن يصبح السلاح هو العنوان الوحيد للحضور السياسي الشيعي في النظام اللبناني؟"، استطرد بالقول: "هذا احتلال للعقل والعاطفة مهما كانت الشعارات التي يحملها هذا السلاح. والحياة الوطنية بين اللبنانيين لا تقوم على الاحتلال. فلا السلاح هو معيار للاسلام ولا هو معيار للوطنية أو التقدم او الانماء او المعرفة. ولا الشيعة الذين نعرفهم ويعرفوننا يريدون ذلك".

وتابع: "قرأت مقالا منذ أيام عن المقاومة وعمى الألوان ينسب إلى الراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله قوله "إن مشكلة البعض انه ليست لديه نية في تغذية نفوس الناس وعقولها بقيم الاسلام من غير ملعقة المقاومة". لم يبق في ملعقة المقاومة غير "السم الايراني" فهل يريده اللبنانيون؟".

أضاف: "لقد عاش العرب، ونحن معهم، سنوات طويلة نشاهد على وسائل الاعلام صور التطور العسكري الايراني العابر للبحار والقادر على الوصول برا وجوا إلى الأرض العربية تحقيقا لسياسة محور المقاومة، وكأن الشعب الايراني الوارث لحضارة عظيمة لا يملك غير السلاح صورة له أمام العالم. وشاهدنا تمدد هذا المحور في الدول العربية ناشرا الانقسامات الطائفية والمذهبية من جهة ومصدرا للإرهاب من جهة أخرى. كل ذلك تحت شعار مقاومة اسرائيل والإمبريالية العالمية، فإذا الأمر في النتيجة ليس غير احتلال للمدن واغتيالات وتفرقة للمسلمين بين سني وشيعي، واعتبار السلاح في التعامل مع المواطنين الآخرين بداية الأمر ونهايته".

وأردف: "فوق ذلك يأتي مندوب ولاية الفقيه الى لبنان وسوريا معلنا لبنان أرضا للجهاد وسوريا ضلعا للمقاومة بصرف النظر عن رأي الشعوب. المهم في نظره قرار رأس محور المقاومة! ببساطة مرة أخرى نحن لا نريد ولاية فقيه سياسية او تسليحية أو إعمارية في لبنان. لقد تحرر الفلسطينيون من هذه السياسة وتسير الدول العربية واحدة تلو الأخرى على طريق الخلاص والربيع ينتشر في كل مكان، بينما نحن نختلف على عناوين من الماضي في الحوار الذي دعا اليه فخامة رئيس الجمهورية".

وتابع: "نحن نقدر لفخامة الرئيس القواعد الوطنية التي وضعها في خطابه يوم عيد الجيش، وموقفنا من الحوار مشاركة أو إحجاما ليس موقفا منه. لكن الحوار بالمبدأ يفترض قبول الطرفين بجدول أعمال واضح في النص ومحدد في الزمن. ونحن لا نطالبه إلا بما أقسم عليه في الدستور وهو أن للدولة وحدها حق حصرية السلاح. ما لم توضع هذه القاعدة سنعود الى حوار الطرشان كما فعلنا منذ العام 2006 حتى اليوم".

وختم بالقول: "في لحظة سقوط الاستبداد العربي سيسقط استبداد السلاح في لبنان. وفي زمن سقوط أنصاف الآلهة العرب سيسقط أنصاف الآلهة في لبنان. وفي زمن ولادة الحرية لن نسمح بإعادة فتح السجن الكبير. نحن أيضا نريد اسقاط النظام. نظام السلاح غير الشرعي. عشتم. عاشت سوريا حرة. عاش لبنان".

 

"القوات" اطلقت مجلة "زحــلة الفتـاة"/جعجع: بالأقلام الحرّة دفاعاً عن الكرامة

المركزية- لمناسبة إطلاق مجلّة "زحلة الفتاة"، وهي مجلّة نصف شهرية، زحلاوية، محليّة، وحزبية، تُضاف الى الوسائل الإعلامية لحزب "القوات اللبنانية"، كتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إفتتاحية العدد الأول، وفي ما يلي نصّها: "زحلة فتاة القوات" بقلم سمير جعجع. في البدء كان الكلمة، وبعد، ليست "زحلة الفتاة" مجلةً زحلاوية محليّة فحسب، بل هي وسيلةٌ ثقافية راقية تمتدّ كالشعاع لتنقل هموم واخبار زحلة الى رحاب الوطن. وليست هي مجرّد حبر وورق، او حبر على ورق، إذ يكفي ان تحمل على غلافها إسم زحلة، حتى يمتزج حبرها وورقها بعرق ودماء ومبادئ مناضلي زحلة ومفكّريها، الذين افتتحوا بجهدهم وتضحياتهم، الصفحات الأولى من قاموس الكرامة الإنسانية، وحرية الفكر والتعبير والكلمة".

اضاف "إن اليوم ليس كغيره من روزنامة زحلة ولبنان، لأن فيه تلتقي الهمم والأفكار والسواعد والآمال، بالتقاء "زحلة الفتاة" مع فتيان وفتيات "القوات" في زحلة ولبنان، حتى يتحقق الحلم، فيُزهر القلم والفكر ربيعاً من الحرية والكرامة والإستقلال. اليوم، تطّل "القوات اللبنانية" على زحلة، ليس من تحت الخوذة وخلف المتاريس دفاعاً عن الكرامة والوجود والمصير، وإنما من خلال الأقلام الحرّة المُلتزمة، والأفكار النيّرة المنفتحة والصفحات الثقافية المشرقة". وتابع "إن نور الفكر سحرٌ يخترق المسافات، يُسقط الشموليات المتحجرّة البالية، ويرصف الكلمات في قالبٍ من المبادئ العليا التي تُحرّك الشعور الإنساني النبيل. لذلك فإن الرسالة التي تحملها "زحلة الفتاة" لا يمكنها إلاّ ان تصبّ في خدمة الأهداف الوطنية والإنسانية الكبرى التي نسعى كقوات لبنانية وكثورة ارزٍ الى تحقيقها منذ امدٍ بعيد".

وختم جعجع "فالى جميع الذين طلبوا العلى لـ"زحلة الفتاة" فسهروا الليالي، والى جميع الذين عملوا ويعملون بجهد وكدّ على ارتقاء "زحلة الفتاة" الى مستويات متقدّمة تليق بإشراقة عروس البقاع، تحيةً من القلب الى القلب. إن الإنسان الملتزم هو كالنبتة الصالحة في بيئته، وما انتم إلاّ هذه النبتة. غداً يومٌ آخر وموعدٌ آخر مع الزرع الوفير".

 

حبيب لـ سليمان وميقاتي: إياكم الرضوخ للضغوط في قضية سماحة

الممانعة في أقبح تجلياتها ووظيفة المستشار الاول القتــــــــل

المركزية- دعا عضو "كتلة المستقبل" النائب خضر حبيب رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي إلى عدم الرضوخ للضغوط في قضية توقيف الوزير السابق ميشال سماحة.

موقف النائب حبيب جاء خلال افطار رمضاني اقامه قطاع الشباب في "تيار المستقبل" -القيطع في ببنين، شارك فيه النائب رياض رحال، عضو المكتب السياسي لـ"التيار" محمد المراد، والمنسق العام لقطاع الشباب في لبنان وسام شبلي، ومنسق عام القيطع سامر حدارة، ومنسق عام الشفت والسهل والجومة عصام عبد القادر، ومنسق الجامعات في قطاع الشباب مرهف عريمط، واعضاء مكاتب المنسقيات، وحشد من الشباب.

والقى النائب حبيب كلمة، فقال "في الأمس اصطادت شعبة المعلومات رجلاً ليس ككل الرجال، اصطادت مخبراً بمرتبة قائد، كالقادة الشهداء كما سماهم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لكنه مخبر في مرتبة القادة الرفاق فهو حي يرزق، يعترف امام القضاء بتآمره على ابناء وطنه ليكشف فصول تواطؤ احمق، لا بل تورط حاقد مع من هو زائل".

اضاف "ها هو الرجل المجرم الأول يتحول ذليلاً في قفص الاتهام، ها هو المستشار الأول لقائد الممانعة، ليس سوى خائن، هوايته الارهاب، وظيفته القتل، ومهمته هدر دماء الأبرياء من ابناء وطنه".

وتابع: "هذه هي الممانعة في اقبح تجلياتها، هذه هي المقاومة في محور عطائها، هذه هي العبودية في عز انحطاطها، وهذا هو نهج فلسطين في اعين من باع فلسطين وقادة مقاومتها".

واشار الى ان "كل هذه الأبواق التي اطلت علينا مهددة بالويل والثبور وعظائم الأمور ساقطة لا محالة، فهم يعيشون اليوم لحظاتهم الأخيرة، يصارعون الواقع الذي لا بد انه سيصرعهم، فالواقع ان شعباً يريد التحرر واوهامهم حرب بقاء يستخدمون فيها ابشع الأساليب، القتل ثم القتل وثم القتل. فتخيلوا هذا العقل المجرم الذي يتحكم بهؤلاء في تفجيرات في عكار ترافق زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، يذهب الأبرياء ضحية.. يخرج بعدها كل ممانع ليتهم عكار واهلها بالارهاب والتطرف، يخاف المسيحيون تتوتر الأجواء يصبح الخوف وحده هو المتحكم بالعلاقة بين اللبنانيين، نتحول من وطن الى قبائل تهوى الاقتتال، نقسم انفسنا، ثم نقسم الوطن ونلغيه هذا ما يريدونه وهذا ما لن نسمح بحصوله".

وقال "سيظهر، لا بل ظهر علينا من ينادي بمحاسبة فرع المعلومات وقوى الأمن الداخلي على انجازهم، هناك محام خبير بالأمن لا بالعدل يحاضر بالسياسة ويرافع بالحقد، يريد التحقيق مع اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن، وإلا... نعم هو يهدد. فبئس هذا الزمان الذي وصلنا اليه ولكن النقطة المضيئة في مطالبته هذه اننا نتأكد يوماً بعد يوم انهم مفلسون".

وختم حبيب "هناك ما يجب ان يقال وتحديداً الى رئيس الجمهورية والحكومة وهو: اياكم ثم اياكم ان ترضخوا لضغوط انتم تعرفون انها ستزداد كل يوم. اياكم ان تسمحوا لسابقة ان تحصل مهما كانت التهديدات. تبقى ارحم واسهل من ان ينكسر القضاء وتستباح دماء الأبرياء".

 

ملف ضبط الحدود أكثــر من ضروري بعد توقيف ســماحة

اقتراحات لبنانية لاستراتيجية عمل بعد تعليق المشاركة السورية

المركزية- أعاد توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة ملف ضبط الحدود مع سوريا الى دائرة الاهتمامات السياسية والأمنية في ضوء المعطيات التي تسربت من التحقيق عن نقل سماحة أسلحة ومتفجرات بسيارته الخاصة من سوريا الى لبنان لتنفيذ أعمال تفجير لإثارة الفتنة في مناطق الشمال.

ومع ان مجلس الوزراء كان اتخذ قراراً سياسياً بضبط الحدود ونشر قوات أمنية اضافية لمنع تهريب السلاح والمسلحين من والى سوريا ترجمة لسياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة، الا ان عدم حصول تنسيق كامل بين الجانبين اللبناني والسوري عسكرياً في شكل ميداني ويومي يكمل ضبط الحدود يحول حتى الساعة دون تحقيق الهدف المرجو.

وفي هذا المجال، سألت مصادر في المعارضة بعد توقيف الوزير سماحة عن الأسباب الحائلة دون ضبط الحدود ومنع تهريب متفجرات برعاية "رسمية" من النظام السوري الى الداخل اللبناني وعن طريق مسؤول لبناني أقر واعترف، في ما لا تتوانى وسائل اعلام هذا النظام عن توجيه اتهامات الى لبنان بتهريب السلاح والمسلحين من دون اي قرينة او إثبات.

واستغربت المصادر انكفاء لجنة التنسيق المشتركة القائمة بين البلدين عن إتمام المهام المنوطة بها بعدما أعد الوزير السابق جان أوغاسبيان ملفاً كاملاً في هذا الشأن.

من جهتها، أكدت مصادر لبنانية معنية بالملف لـ"المركزية" ان غياب التنسيق وتعليق اجتماعات اللجنة لا تتحمل السلطات اللبنانية اي مسؤولية فيه بعدما احجمت الجهات السورية المعنية عن المشاركة في اجتماعات اللجنة التقنية لضبط الحدود المشتركة، علماً ان لبنان كان سلم في حزيران 2010 مهمة مراقبة الحدود بين المعابر لفوج من الجيش يجهز خصيصاً لهذه المهمة على ان تبقى باقي الأجهزة في تنفيذ مهماتها على المعابر الشرعية وفقاً للصلاحيات والأنظمة وتم تعيين وزير الداخلية والبلديات رئيساً للجنة التقنية.

وأشارت الى ان هذا الفوج يتمركز راهناً في رأس بعلبك وقطاعها إنما من دون عتاد وتدريب خاص بين وادي منسان – عرسال.

وكشفت المصادر عن جملة اقتراحات اعدت للغاية تشمل في مرحلتها الأولى عقد اجتماع امني عسكري لمناقشة تقرير الوزير اوغاسبيان في حضور قادة الأجهزة الأمنية المعنية ثم عقد اجتماع اقتصادي – اجتماعي لمناقشة التقرير نفسه في حضور ممثلين عن الوزارات المعنية واستشاري من مكتب رئيس الحكومة، على ان يعقد اجتماع مع ممثلي الدول المانحة لشرح مضمون التقرير وآلية العمل المقترحة في مرحلة لاحقة.وأوضحت المصادر ان الاجتماع الأمني وهو الأبرز يستوجب بعد عرض موجز عن نشأة وتطور الملف ومناقشة تقرير اللجنة الأمنية، البت في بعض التعديلات المقترحة من قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومديرية الامن العام، على ان تتخلله معالجة قضية زرع الألغام السورية داخل الأراضي اللبنانية وتحديد آلية عمل ومقترحات للبدء في تحضير استراتيجية عمل للحدود اضافة الى استعراض المشاكل التي تعترض عمل الأجهزة الأمنية على الحدود.

 

الرئيس الجميل يصف مقولة "الجيش والشعب والمقاومة" بالـ"هرطقة"

الجميّل: ايقاف العمل بالاتفاق الأمني مع سـوريا فوراً

جمهـــــور جنبـلاط لم يفـارق "14 آذار" يـوماًً

المركزية- حذّر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل من أن "الوضع في البلد فالت والتهديدات تأتي من كل حدب وصوب والعديد من القيادات اللبنانية مهددة"، موضحاً ان "ما زاد من الضغط والتهديد هو ما كُشف أخيرا من مخطط بعد إلقاء القبض على وزير لبناني سابق واصدار مذكرة توقيف في حق رئيس مكتب الأمن القومي السوري"، كاشفاً عن "معلومات تفيد بأن هناك شبكات عدة تخترق جهات حزبية في لبنان".

وهنأ في مؤتمر صحافي عقده في بكفيا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، لافتاً الى أن "هذا الانجاز ليس امنياً فحسب بل يأتي استكمالاً للانسحاب السوري من لبنان، وهو انجاز على الصعيد الانساني لاننا وفّرنا ضحايا بريئة كان يمكن ان تسقط جراء اي عمل اجرامي".

كما هنأ القضاء اللبناني "لأن مذكرات التوقيف التي صدرت تتطلّب شجاعة، فللمرة الاولى يتم التركيز على مسؤولين سوريين"، محذراً في المقابل من "أي ضغط أو تدخّل في شؤون الأمن والقضاء لتعطيل مسيرة التحقيق والمحاكمات".

وقال "سنكون بالمرصاد لأي محاولة لتسييس الموضوع أو طمس الحقائق كما لن نسمح بمصادرة هذا الامل الجديد لدى الشعب اللبناني بتحقيق أمانيه"، معتبرا أن "هذا العمل سينقل لبنان من مرحلة تاريخية مظلمة الى مرحلة تاريخية واعدة، حيث سقطت محرمات كانت على حساب الحقيقة والدستور وعلى حساب أمننا وكرامة الشعب اللبناني"، مشيراً الى أن "هذا العمل سيؤسس لنهج جديد في العلاقة بين لبنان والدول العربية".

وقال "إنها المرة الأولى التي تُكشف فيها مخططات إرهابية لهذا النظام تهدف الى قتل أبرياء وهذا يؤكد أن لا هوية للعمالة، وهذا الامر سيفتح باباً لإعادة توصيف بعض المصطلحات التي كانت من المحرمات"، سائلا "هل العمالة لدولة صديقة مسموحة وعلى حساب أمن المجتمع اللبناني والمواطنين؟.

واعتبر أن "هذه الاكتشافات تدعو الى اعادة النظر في نوعية التعاطي اللبناني الرسمي مع النظام السوري الحالي والمسؤولين فيه"، مشددا على أن "القضية لم تعد تتعلق بالحياد بل هناك اعتداء على لبنان، الذي لا يمكن أن يبقى على الحياد وينأى بنفسه عن هذه الاعمال التي تمس بسيادته وأمنه واستقراره".

ودعا الحكومة الى "اتخاذ اجراءات سريعة وفعلية من اجل حماية البلد وتحصينه امام كل التهديدات، أولاً: انعقاد مجلس الوزراء ببند وحيد لدرس محاولة الاعتداء على لبنان، كما على الدولة ان توضح للرأي العام ماذا حصل، ثانياً: المطلوب من الحكومة ان توقف فوراً العمل بمعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا، من ضمنها الاتفاق الامني الذ ينصّ على ان كل المعلومات الموجودة لدى الدولة اللبنانية يجب ان تتبادلها مع الدولة السورية، فإن ما حصل يجب او يوقف العمل بالاتفاق الامني فوراً لانه باتت تشكّل خطراً داهماً على لبنان، ولتحرير لبنان من اي تنسيق وتعاون من هذا القبيل، ثالثاً: المطلوب تزويد جامعة الدول العربية والامم المتحدة ومجلس الامن بالمعلومات اللازمة حول التعدي السوري على لبنان وارسال شكوى مفصلة الى مجلس الامن من اجل اتخاذ التدابير في هذا الشأن عملاً بنظام الامم المتحدة ومجلس الامن، كما الطلب بأن يشمل القرار 1701 الحدود اللبنانية-السورية ونشر قوات الطوارئ الدولية على كل الحدود اللبنانية السورية، والمطلوب من الحكومة اللبنانية ان تحسم امرها لمصلحة الجميع لانه ليس بامكاننا تفريغ الجيش اللبناني من الجنوب ولا من المدن ورابعاً: استدعاء سفراء الدول العربية في لبنان والدول الكبرى والاتحاد الاوروبي لاطلاعهم على مخطط اعتداء النظام السوري على لبنان لمساعدة لبنان على درء المخاطر المحدقة بنا".

الحوار: وفي موضوع جلسة الحوار، قال "لا يمكن أن تستقر الأمور في لبنان طالما أن هناك دولتين وسلاحين"، داعياً الى "حسم الأمر بشكل نهائي، فمقولة الجيش والشعب والمقاومة هي هرطقة".

أضاف "انتظرنا طويلاً بعد الانسحاب الاسرائيلي والسوري وحوادث 7 أيار 2008 لكي يُحسم هذا الامر على الصعيد الرسمي لكن هذا لم يحصل، وللمرة الاولى يطرح رئيس الجمهورية مبادرة واعلن نيته تقديم اقتراحات عملية".

وشدد على ان "أي مقاربة لهذا الموضوع يجب أن تكون تحت سقف الدستور والشرعية الدولية والميثاق الوطني"، مؤكداً ان "حزب الكتائب يتشاور مع حلفائه لاخذ موقف مشترك والموقف الانسب على ضوء التطورات الاخيرة، وسيتم اتخاذ القرار النهائي في هذا الموضوع خلال الساعات المقبلة"، تابع "نفضّل الحوار السياسي على حوار المتاريس، ورحّبنا منذ البداية وتمكّنا من اقناع فريق "14 اذار" بالتعاون في هذا الاطار، خصوصاً ان البلد على كف عفريت ومن المفيد ان يبقى التواصل بين الفرقاء كافة".

قانون الانتخاب: وعن قانون الانتخاب، دعا الى "حسم القضية بأسرع وقت"، آسفا "لأن القانون الذي اقترحته الحكومة اتى وكأنها تعلن فيه سلفاً نتائج الانتخابات وهو "بدلة على القياس" لتعزيز السيطرة على البلاد وادخالها في حلقة مفرغة".

وقال "مشروع القانون الانتخابي الذي اقرته الحكومة هو التفاف على ما تم التداول حوله مع المراجع اللبنانية والتفاف على لجنة بكركي التي كادت تصل الى قرار مشترك، وعلى كل الجهود ومبادرات المجتمع المدني".

وحذّر من ان "لبنان يواجه منطق "الكونتونات" الذي هو مرفوض من قبل الجميع"، معلناً انه "سيتم الاعلان عن موقف واضح بعد التشاور مع الحلفاء، ومن المتوقع أن يصل مشروع قانون الحكومة الى حائط مسدود".

زيارة البابا: وتعليقاً على زيارة البابا بندكتوس السادس عشر للبنان، وصفها الجميّل بالتاريخية، وقال "نعوّل عليها كثيراً لكننا لم نلمس حماسة كبيرة من الحكومة وكأنها تقوم بواجبها فحسب. نعرف ان البابا آت من اجل لبنان وللتأكيد على دور لبنان".

جنبلاط: ورداً على سؤال حول مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، أمل في أن "تتوضح اكثر فأكثر في القضايا الوطنية لأننا بحاجة الى إعادة تكوين الأكثرية البرلمانية وجمهور 14 اذار"، مشيراً الى ان "جمهور النائب جنبلاط لم يفارق "14 آذار"، ونحن امام استحقاقات وتهديدات كبيرة ولبنان بحاجة ان يتحصّن من جديد من خلال وحدة الفريق الذي ناضل في ثورة الارز".