المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 16 آب/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 01/46-55/أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ

قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،

لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

 

السنكسار/عيد أنتقال العذراء الى السماء

15 آب: رقاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة المجيدة الدائمة البتوليّة مريم العذراء

نشأ عيد رقاد السيّدة الفائقة القداسة والدة الإله وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء في أورشليم (المقدس) في القرن الخامس وعمّ الإمبراطوريّة البيزنطيّة بين سنتي 588و602. وفي القرن السابع أدخله البابا ثيوذورس الأول (642-649) -وكان قبلاً من الإكليروس الأورشليمي- كنيسة رومة ثم انتشر في العالم كله. عيد رقاد السيّدة شهادة لاهوتيّة بتأليه الطبيعة البشريّة وتبشير بالقيامة المجيدة لجميع البشر المفتدَين بدم الحمل. فكما أن ربّنا وإلهنا يسوع المسيح هو باكورة الراقدين، وقد نهض من القبر متجلببًا بالنور، كذلك والدته الفائقة القداسة، التي وهبته جسده من دمها البتولي، قد استحالت، بعد رقادها بالجسد، إلى مجد القيامة قبل جميع البشر. فرقادها وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء هو عبورها، هو فصحها، وهو نتيجة حتميّة لأمومتها الإلهيّة. والكنيسة تعيد للامتيازات الفريدة التي خصّها بها ابنها الإلهي: نزاهة عن كل عيب- بتوليّة دائمة- رقاد وانتقال من حياة إلى حياة- مجد فائق. جاء في التقاليد القديمة أنه عندما حان الزمن وأراد المخلّص أن ينقل والدته إليه، سبق وأعلمها قبل ثلاثة أيام بانتقالها من الحياة الأرضيّة إلى الحياة الأبدية السعيدة. فأسرعت العذراء مريم وصعدت إلى جبل الزيتون لتصلّي وتشكر الله. ثم عادت إلى منزلها وأعدّت ما يحتاج إليه لدفنها. وعلم الرسل بوحي الروح، فانتقلوا بصورة عجيبة من أقاصي الأرض حيث كانوا، إلى أورشليم، إلى بيت مريم. ففسّرت لهم ما دعا إلى هذا الانتقال السريع والعجيب، وعزّتهم. ثم رفعت يديها الطاهرتين إلى السماء وباركتهم وصلّت لأجل سلام العالم. وفاضت نفسها الفائقة القداسة والطاهرة بين يدي ابنها وربها. فحمل الرسل الجثمان الأقدس ودفنوه في الجسمانيّة. إلا أنهم بعد ذلك بثلاثة أيام، وقد جاء الرسول توما متأخّرًا وأراد أن يودّع السيّدة الموقّرة، إذ اجتمعوا في محفل تعزية، ورفعوا الخبز ليكسروه باسم يسوع، ظهرت لهم والدة الإله وابتدرتهم بالسلام. فتيقنوا إذ ذاك أنها انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد

 

عناوين النشرة

*المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا قتلوا؟

*خطف على "الهوية السورية" في الضاحية الجنوبية

*ال مقداد يتبنون عملية خطف سوريين في لبنان ويهددون بصيد كبير

*المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا يحذّر من رد فعل الجيش الحر على اختطاف السوريين في لبنان: قد نُعدم أي مقاتل يُرسَل

*شقيق حسان المقداد: خطف 3 سوريين جدد أحدهم نجل أحمد الموولين الكبار

*افراد من الجناح المسلح لآل المقداد وصلوا الى الرويس بكامل اعتدتهم

*خالد الضاهر: لا علاقة لي بالمخطوفين السوريين.. ونحن بخدمة الثورة

*النائب غازي زعيتر ينضم إلى آل المقداد ويهدّد بالخطف

*بالفيديو...ظهور 2 من المخطوفين لدى آل المقداد

*آل جعفر: نؤيد بشكل مطلق عشيرة آل المقداد

*المجلس الاسلامي الشيعي: تصريحات زغيب من قضية المخطوفين تعبر عن رايه الشخصي

*السفارة التركية باشرت سلسلة اتصالات للافراج عن مواطنها

*اختفاء مواطن لبناني من معروب في دمشق

*معلومات خاصة عن حسان المقداد المعتقل لدى الجيش الحرّ، كان مرافقاً لنعيم قاسم ويعمل ضمن الوحدة 1300...  وأماكن إنتشار الحزب في سوريا/طارق نجم /موقع 14 آذار

*حزب اللّه مطرود ... من مواقع فايسبوك

*المرجع الشيعي العلامة السيد هاني فحصلـ"السياسة": كيف يمكن أن نكون ضد مستبد في مكان ومع مستبد في مكان آخر

*عون: تفكيك معادلة الجيش والشعب والمقاومة محاولة عدوة تهدف لاخضاع لبنان لمعادلات دولية

*وزير إسرائيلي: الهجوم على إيران سيكلفنا 500 قتيلا/ ماتان فيلنائي يقول إن الجبهة الداخلية في اسرائيل مستعدة أكثر من أي وقت مضى لحرب مع إيران تستمر 30 يوما.

*اسرائيل مستعدة لحرب تستمر 30 يوما بعد ضرب ايران

*وزير الإعلام المصري: لا تطبيع مع إسرائيل قبل تحرير فلسطين/صلاح عبد المقصود: ليس هناك صراع بين الجيش والرئاسة، لكن لو حدث ذلك فسننحاز إلى جانب 'الشرعية الدستورية'.

*السنيورة يبلّغ سليمان مشاركته شخصياً في جلسة الحوار

*السنيورة: مشاركتي بالحوار وتنطلق من الاسس التي اجتمعت عليها 14 آذار

*حرب: ما الجدوى من الحوار مع 8 اذار في جو من عرقلة سير القضاء؟

*جنبلاط سيشارك في جلسة الحوار المقبلة بعيدا عن موقف 14 آذار

*امين الجميل: الحوار السياسي أفضل من حوار الخندق

*قاسم: معادلة الجيش والشعب والمقاومة أصبحت ميثاقية يخافون أن نقنعهم بالاستراتيجية الدفاعية لأن أدلتنا أقوى

*القضاء اللبناني يستعد لاستدعاء المملوك وسليمان يرفض الشروط للمشاركة في الحوار

*ملف سوريا ولبنان بإشراف البنتاغون و"السي أي إيه"/جريدة الجمهورية/جاد يوسف/

*طهران استبعدت التعرض لهجوم "غبي" من الدولة العبرية واشنطن تقول لإسرائيل: يوجد متسع من الوقت للديبلوماسية ومواصلة ستراتيجية الضغط على إيران

*هل يمرّ إقتراح القانون الجديد حول ضبط بيع الأراضي/جريدة الجمهورية/باسكال بطرس/15 آب/12

*خطوط توتر المنصورية إلى الواجهة مجدداً والأهالي يقولون لن نتراجع حمايةً لأولادنا

*ميشال سليمان لفرنجية: ليس رجلاً من يصف الرجال بأنهم لغير لبنان

*سجال سليمان "الزغير" وميشال سليمان: من كان "رجل سوريا" ومن "سيظلّ"!

*سليمان من جبيل: لبنان لن يكون ساحة لصراعات الإخوان والأشقاء و الخطر هو من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن

*قيادات من التقدمي تقيم في المختارة إلى جانب جنبلاط خوفاً من الاغتيالات

*من كلّف الأمن العام القبض على المخبر السرّي؟

*قصة ابن سائق تاكسي أنقذ لبنان من مخالب الأسدمسؤول أمني وعد بتقليد المخبر الذي أنقذ اللبنانيين من متفجرات ميشال سماحة وساما

*شريط طويل مثقل من "الاتفاق الثلاثي" إلى توقيف سماحة: كيف تصنع المحطات الأمنية حقبات التحولات في لبنان؟

*ميلاد كفوري: شخصية أمنية وغامضة بامتياز..انه أبو كارلوس.. وهذا اسم الشركة الأمنية التي يملكها (فيديو)

*مستجدات ملف سماحة

*مخطط دمشق التفجيري للبنان يتكشف فصولاً في التحقيقات مع سماحة والميدانيات السورية من دون ضوابط

*مصدر أمني رفيع: معلومات عن وجود جميل السيّد بسيارة سماحة خلال نقل المتفجرات

*ميلاد كفوري سيكافأ بتقليده وساما..ونقله خارج لبنان لم يكلّف أكثر من مئة ألف دولار

*سيناريوهات تضع ملف سماحة في دائرة الخطر/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*سماحة الإرهاب/إيلي فواز/لبنان الآن

*أخطر من اتهام ميشال سماحة/الياس حرفوش/الحياة

*وكيلا التسريب" عن سماحة

*الفارس ميشال سماحة مستشار الإجرام للرئيس الأسد/علي بركات أسعد/السياسة

*هجوم مضاد يبرّر القتل دفاعاً عن سماحة/شارل جبور/الجمهورية

*القوّات" ردت على "وزير الطاقة المهدورة والمصاهرة الدائمة"       

*أما آن لاتفاقيات قتل الشعب اللبناني أن تُلغى/المستقبل

*النائب محمد الحجار لـ"السياسة": أزلام نظام دمشق لم يتعظوا وما زالوا يفاخرون بعمالتهم

*جنبلاط: الدماء لا تتحول إلى ماء/مارون حبش/ موقع 14 آذار

*المسيحيون وكنائسهم هم ضحايا نظام الأسد او بيلاطس والسريان يردوا باقتحام السفارة السورية في السويد/غسان عبد القادر/موقع 14 آذار

*مسيحيّو عكار "جوكر" غبّ الطلب/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*علوش في إفطار شباب "المستقبل" ـ طرابلس: شركاء الفتن مصابون بالذعر 

*الحوار "يستجدي" الجدوى عشية كل جلسة/ باسمة عطوي /المستقبل

*مخطط تفجيرات يخفي مخططاً آخر؟/عبد الوهاب بدرخان /النهار

*شبيحة الإعلام السوري/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*عاديات".. تتغير/علي نون/المستقبل

*زهرا أمل ان يؤدي التحقيق مع سماحة الى أسماء مشابهة: هذا الضبط بالجرم المشهود أعطى صدقية للاتهامات السياسية السابقة

*الراعي من عكار: لا نخاف التعددية في الافكار والآراء إلا اذا كانت سببا دائما للخلاف ولنعش سويا ونعضد بعضنا ونبني الجسر اللبناني والعائلة اللبنانية

*مطر ترأس قداس عيد السيدة على نية فرنسا: معظم بلداننا تعددية من حيث الدين فلنحافظ عليها كما هي بدلا من تمزيقها

*ميقاتي ممثلا لبنان في قمة التضامن الإسلامي في مكة: لبنان بقي وفيا لالتزاماته الدولية رغم انتهاجه سياسة النأي بالنفس

*من جريدة السياسة مقابلة مع النائب أكرم شهيب/

*زيارة جليلي دليل انهيار نظام الأسد

*رهانات الفريق الآخر خاسرة ولبنان لا يحكم إلا بالتوافق.. والحوار هو السبيل الأبرز لتقريب المسافات

*نحن مع السلاح للدفاع عن لبنان ولسنا معه للدفاع عن مشروع إقليمي

*إسرائيل تعتبر سورية جاراً مريحاً والعدو بالنسبة للأسد هو المواطن السوري الآخر

*ثلاث حلقات حمت بشار وأخرت سقوط النظام: الفيتو الروسي وخطة أنان ورئيس الناتو

*وقوفنا بقيادة جنبلاط مع الشعب السوري وضعنا في دائرة الخطر

*العيسمي خطفه السفير فوق العادة في لبنان لكن المحاكم الدولية ستتدبر أمره لأن أسرته لن تترك هذا الأمر

 

تفاصيل النشرة

 

المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا قتلوا؟

أم تي في/هل بدأت الفوضى في لبنان؟ وهل نجح أخيرا من أراد تصدير الازمة السورية الى بيروت؟  من يراقب التطورات الامنية المتسارعة في البلاد تتوضح لديه الصورة جيدا وربما يجد الجواب المناسب لهذه الاسئلة... فبعد عمليات الخطف التي شغلت اللبنانيين صباح الاربعاء، صعقوا مساء بمعلومات عن مقتل المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا، نتيجة قصف بطائرات "الميغ 29" التابعة للنظام السوري على مدينة أعزاز، فكانت الضربة القاضية عليهم خصوصا وعلى الدولة اللبنانية. اذا، بعد 4 أشهر تقريبا من الانتظار والسيناريوهات التي رافقت عملية الاختطاف من عرض لتسجيل صوتي للمختطفين وفديوهات تظهر أنهم "ضيوفا" لدى الجيش السوري الحر، تحولت كل هذه الاخبار التي كانت تعطي ذوي المخطوفين بريق أمل بإمكانية الافراج عنهم الى ورقة نعي سوداء. أسماء القتلى غير معروفة حتى الساعة والخاطفون في سوريا أكدوا صعوبة تحديد هويتهم. معلومات الـ"mtv" أشارت الى أن أهالي المخطوفين الـ 11 يتابعون الاخبار على شاشات التلفزة والحزن يخيم على الضاحية الجنوبية ويسود حال من الترقب في المنتطقة كاشفة أن "أحد ذوي المخطوفين تحدث عن معلومات بأن المخطوفين ليسوا في أعزاز". الدولة اللبنانية وكالعادة صامتة وغائبة وغير موجودة ولم  تعاود ظهورها الخجول قبل السادسة عصرا، حيث عقد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اجتماع أمنيا طارئا، ما اوحى ان هذه الدولة في خضم كل ما حصل من عمليات خطف كانت المخطوف الاكبر، أو كأنها في عيد انتقال العذراء انتقلت الى رحمة الله تعالى.

 

خطف على "الهوية السورية" في الضاحية الجنوبية

ام تي في/ما أن تبني لها مدماكا حتى يهتز مدماكان، وكأن مشروع "الدولة" في لبنان لن يكتب له النجاح. فبعد الانجاز الامني لفرع المعلومات الاسبوع الماضي وافشال المخطط التفجيري الذي كان يعدّ بإتقان، ضربة أمنية اصابت البلاد فجر الأربعاء بعد تبني عائلة آل المقداد عملية خطف عناصر من "الجيش السوري الحر" ردا على اختطاف حسان المقداد في سوريا وعرضها صورا لعدد من المخطوفين.

وكانت تحدثت معلومات أمنية فجر الاربعاء عن أن سيارتين إعترضتا باصين سوريين يقلان ركابا سوريين في منطقة مار مخايل-الشياح ، وتم انزال السائقين وتولى اثنان من الخاطفين قيادة الباصين ، وتوجها بهما إلى جهة مجهولة. الى ذلك، افادت بعض المعلومات للـmtv بان عائلة المقداد تعد مفاجأة تتمثل بإطلاق سراح عدد من المخطوفين السوريين خلال ساعات بعد مفاوضات وصفتها بالناجحة في إطار مبادلة المخطوفين بحسان المقداد. الـmtv توجهت على الفور إلى الضاحية الجنوبية وقد أكد مراسلنا أن المفاوضات مع آل المقداد تتأرجح من إيجابية الى سلبية، كاشفا عن أن الجناح العسكري للعشيرة سيعلن للإعلام بعد ساعات عن عدد المخطوفين وسيظهرهم للاعلام. كما اشار المراسل إلى ان بين عناصر الجيش السوري الحر المخطوفين نقيب اختطف من شمال لبنان.

متحدث باسم عائلة المقداد أكد ان حرية حسان ستكون مقابل حرية المخطوفين، واعلن عن خطف أكثر من 20 شخصا من الجيش السوري الحر في مختلف المناطق اللبنانية متمنيا على القطريين والسعوديين والاتراك القيام باللازم في هذه القضية. واضافت العائلة "لسنا وحدنا على الارض ونحن من اقوى العشائر وسنقوم بخطف المزيد من السوريين من مختلف المناطق اللبنانية".

 

ال مقداد يتبنون عملية خطف سوريين في لبنان ويهددون بصيد كبير

وكالات وصحف/أعلن أمين سر رابطة آل مقداد أن "للعائلة جناح عسكري تولى خطف السوريين (من الجيش الحر) وهو المتكفل بالعمليات العسكرية على الأرض"، مضيفًا: "حرية ابننا حسان المقداد مقابل حرية من نأتي بهم". وقال في كلمة ألقاها عقب خطف العائلة لعدد من عناصر الجيش السوري الحر ردًا على خطف ابن العائلة حسان المقداد بسوريا: "الرئيس (ميشال سليمان) باله بلاسا ونسي هموم اللبنانيين، ونحن لا نترك ناسنا ولن نترك ابننا وابننا مظلوم ونحن قدمنا شهداء". وحمّل المسؤولية الى "الدولة اللنانية والقطريين وللسعوديين والأتراك لأنهم الرعاة لما يسمى بالجيش السوري الحرّ"، متابعًا: "ونعدكم غدًا بـ"صيد كبير"، معتبرًا أن "هناك سلطة لبنانية وليس دولة لبنانية". وأضاف: "نحن عشائر البقاع كلنا نعمل على الأرض، صحيح أننا من أقوى العشائر لكننا لا نعمل لوحدنا"، ناقلًا عن "الجناح العسكري أنه تم خطف عنصر جديد من الجيش الحر منذ وقت قليل". وأوضح أن "عدد المخطوفين بات فوق العشرين عصرًا"، مشيرًا الى أنه "سيتم خطف رعايا كل من تركيا والسعودية وقطر".

وبحسب قناة الجديد بأن الجناح العسكري لآل المقداد أبلغ العائلة خطف مواطن تركي اسمه الاول صوفان. هذا ووجه أحد المتواجدين في ما يسمى رابطة ال مقداد ، تهديد على الهواء مباشرةً إلى النائب خالد الضاهر ، وقال حرفياً : "خالد الضاهر إنتبه على حالك وعلى منطقتك إن سقط نظام الأسد ستلاحقون وستدفعون الثمن".

وفي سياق آخر لفت أحد المخطوفين السوريين بلبنان النقيب محمد من "الجيش السوري الحر" انه "يتواصل مع شخص اسمه عبد، ويتلقى أموالًا نقدية من قبل عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر في طرابلس". وطالب في شريط فيديو بثته قناة "ميادين" الجيش السوري الحر "بتحريره، وتحرير الأسرى اللبنانيين الذين بحوزتهم"، لافتًا الى أنه "كان يعمل على ادخال السلاح الى سوريا

 

المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا يحذّر من رد فعل الجيش الحر على اختطاف السوريين في لبنان: قد نُعدم أي مقاتل يُرسَل

وكالات وصحف/حذّر المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا "حزب الله" من "رد فعل كتائب الجيش السوري الحر على قضية اختطاف السوريين من قبل آل المقداد". وقال الدادا في حديث لقناة "الجديد" إنه لن يتم التساهل مع مسألة إرسال "حزب الله" مقاتلين إلى سوريا ويمكن أن يتم إعدام أي مقاتل يتم ارساله"، مؤكدًا أن "المخطوفين السوريين هم لاجئون سوريون وليسوا من الجيش السوري الحر". كما أكد أن "المخطوف لدى الجيش الحر حسان المقداد هو من عناصر حزب الله وكان يعمل عند الشيخ (نائب أمين عام "حزب الله") نعيم قاسم". وأشار إلى أن الموضوع ليس مع آل المقداد بل "المشكلة هي بيننا وبين حزب الله الذي أكد اليوم أنه دولة ضمن الدولة"، داعياً إياه إلى "البدء بالتفكير بمرحلة بعد سقوط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد". وعن نفي "حزب الله" بأن يكون المقداد من عناصره، قال الدادا: "لقد سبق ونفى موضوع علاقته بقضية الرئيس رفيق الحريري وغيرها من المواضيع المتعلقة بالوضع الداخلي اللبناني ، فالحزب يمكن أن ينفي حتى سطوع الشمس". ودعا الدادا الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها والإفراج عن المخطوفين السوريين".

 

شقيق حسان المقداد: خطف 3 سوريين جدد أحدهم نجل أحمد الموولين الكبار

وكالات وصحف/أعلن حاتم المقداد شقيق المخطوف بسوريا حسان المقداد أنه "تم خطف ثلاثة سوريين جدد بينهم نجل أحد كبار الممولين وهو من عائلة الشماع". وقال في حديث لقناة الـ"lbc": "الجيش السوري الحر سيكون أوهن من بيت العنكبوت وسيكون عاجزًا عن إدارة المفاوضات بعد 48 ساعةً في حال لم يتم الإفراج عن حسان لأن هناك دولًا ستقود المفاوضات". واذ لفت الى الا "لبنانيين بعد المخطوفين اليوم"، تابع: "كل شيء سيصبح واردًا بعد 48 ساعة"، مشيرًا الى أن "العائلة لم تتلق أي اتصال من أي مسؤول لبناني". وتوجه أحد الموجودين لوزير الداخلية مروان شربل بالقول: "ننصحه الا يتوجه الى منطقة الرويس وعليه الا يقوم بدور "أبو علي ملحم قاسم هنا". قناة "الميادين" بثت صور السوريين الذين تم اختطافهم على يد آل المقداد

 

افراد من الجناح المسلح لآل المقداد وصلوا الى الرويس بكامل اعتدتهم

وطنية - 15/8/2012 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان افرادا من الجناح المسلح لآل المقداد وصلوا الى مقر الرابطة في الرويس في الضاحية الجنوبية بكامل اعتدتهم "لتقديم الدعم لعائلة المخطوف".

 

خالد الضاهر: لا علاقة لي بالمخطوفين السوريين.. ونحن بخدمة الثورة

وكالات وصحف/نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر "معرفته بالمخطوفين السوريين"، وقال في حديث لقناة الـ"lbc": "اذا كان هناك من خطف لمواطن لبناني في سوريا فما يجري ليس قانوني بل هو إساءة للسوريين الهاربين للبنان". وأضاف: "لا أعرف من خطف حسان المقداد"، مشيرًا الى أن "زج اسمه في هذه القضية هو في إطار الممارسة التي تمارَس بحقه من قبل النظام السوري خصوصًا وأن (اللواء علي) مملوك و(وزير الإعلام السابق ميشال) سماحة حضروا العبوات وأتو بها من سوريا للبنان بغية اغتياله". واذ رأى أن "القضية انسانية"، تابع الضاهر: "هؤلاء أبرياء أتوا للبنان ليضمنوا حياتهم"، مطالبًا بـ"إطلاق سراح حسان المقداد"، داعيًا الجميع الى "التحلي بالمسؤولية وعدم الوقوع بأفخاخ النظام السوري". وعن دعمه للجيش السوير الحر والثورة السورية، قال الضاهر: "منذ انطلاق الإنتفاضة الشعبية في سوريا، أعلنت انحيازي للشعب السوري ولن أتردد في خدمة النازحين والجرحى السوريين"، محييًا جهود الجيش الحر في "الدفاع عن كرامة الشعب". وأضاف: "نحن بخدمة الثورة"، معتبرًا أن "هناك غياب تام للدولة وعلى العقلاء تدارك هذه الحفلة الجنونية".

 

النائب غازي زعيتر ينضم إلى آل المقداد ويهدّد بالخطف

طالب النائب غازي زعيتر من منزل آل المقداد الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في قضية المخطوف حسان المقداد. وقال عبر ال"إل.بي.سي" هدفنا ليس خطف سوريين في لبنان ولكن الامر اتى كرد فعل على خطف حسان، والأمر سينحصر فقط بما يسمى "الجيش السوري الحر". وأضاف: "حضوري هنا هو للتضامن مع آل المقداد وكوني نائبا." وكانت عائلة المقداد قد أعلنت عن  خطف عناصر من الجيش السوري الحر أحدهم برتبة نقيب. وقد أطلقت عدد من المخطوفين لا علاقة لهم بالجيش السوري الحر. وأعلن سليم المقداد، والد حسان المقداد، المخطوف في سوريا أن "ابني موجود في سوريا قبل الحوادث، وأنا لا اخاف عليه والوجود على الارض هو للقوي لان العدالة فقدت". ولفت في تصريح للمؤسسة اللبنانية للإرسال الى أنه "طالما الدولة لم تتصرف فنحن نتصرف"، موضحا أنه "سنبث شريط مصور بعد قليل يظهر المخطوفين". وتأتي هذه العملية ردا على توقيف حسان المقداد في دمشق، حيث نشر فيديو يعترف فيه بانتمائه الى "حزب الله" وأنه أرسل الى دمشق للمشاركة في القتال الى جانب 1500 آخرين.

إلا أن "حزب الله" نفى ذلك وكذلك عائلة المقداد التي هددت بخطف سوريين إن لم يفرج فورا عن حسان. ومن جهته حذر شقيق حسان المقداد حاتم من أن الخطف سيطال أفراد آخرين من الجيش السوري الحرّ، مشيرا إلى أن عمليات الخطف يقوم بها الجناح العسكري ، مؤكدا أنه تمّ احضار ضابط في "الجيش السوري الحر" في هذه الاثناء من الشمال وهو جريح واصبح من بين المخطوفين لدينا وبالتالي ازداد عدد المخطوفين. وقال: "اخليت بالامس سبيل 5 اشخاص لانهم ابرياء وكل الذين اعترفوا بأنهم ينتمون الى "الجيش الهمجي الرعاع" سيبقون عندنا واحذّر من ان الخطف سيطال افرادا من غير "الجيش الحر"."

 

بالفيديو...ظهور 2 من المخطوفين لدى آل المقداد

عرضت قناة "الميادين" شريطاً فيديو يظهر فيه النقييب والضابط المختطفين من الجيش السوري الحر لدى آل المقداد. وقد اعترف النقيب الذي قال أنه يدعى "محمد" بأنه يتواصل مع شخص اسمه "عبد"، وانه يتلقى أموالاً نقدية من قبل عضو كتلة المستقبل النائب خالد ضاهر. وطالب "محمد" الجيش السوري الحر بتحريريه، وتحرير الاسرى اللبنانيين الذين بحوزتهم. بدوره،أكد النائب ضاهر للـ LBCI   انه لا يعرف النقيب المخطوف ومن خطفه وأن ما يجري هو حفلة للاساءة للسوريين الهاربين الى لبنان، مطالباً بالافراج عن حسان المقداد. ونفى ضاهر معرفته مجموعات الجيش السوري الحر، معتبراً أن زج اسمه في هذا الموضوع هو من قبل ممارسات النظام السوري ضده.

 

آل جعفر: نؤيد بشكل مطلق عشيرة آل المقداد

 وطنية - 15/8/2012 أعلنت عشيرة آل جعفر، في بيان تلقته الوكالة الوطنية للاعلام عبر بريدها الإلكتروني، تأييدها "المطلق لعشيرة آل المقداد في مطلبها المحق في تحرير ابنها حسان البريء مما نسب اليه والذي اختطف على أيدي مجرمين لا يمتون إلى الانسانية بصلة"، كما أعلنت أن مجموعات تابعة لها تدعى "مجموعات العباس"، تتبنى "ملاحقة الخاطفين داخل الأراضي السورية".

 

المجلس الاسلامي الشيعي: تصريحات زغيب من قضية المخطوفين تعبر عن رايه الشخصي

 وطنية - 15/8/2012 صدر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى البيان الاتي: "يهم المجلس ان يوضح ان ما صدر عن الشيخ عباس زغيب من تصريحات لا يمثل موقف المجلس ازاء ما يجري من تطورات في قضية المخطوفين، وبالتالي فان ما صدر عنه يعبر عن رايه الشخصي بصفته رئيسا للجنة متابعة قضية المخطوفين في سوريا".

 

السفارة التركية باشرت سلسلة اتصالات للافراج عن مواطنها

 وطنية - 15/8/2012 أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، أن السفارة التركية في بيروت، باشرت بإجراء سلسلة اتصالات للافراج عن التركي المخطوف "تيكين آيدن توفان" من مواليد العام 1984، الذي أعلنت عشيرة آل المقداد خطفها له ردا على خطف اللبناني حسان المقداد في العاصمة السورية دمشق. وأشار مندوبنا إلى أن السفير التركي موجود في إجازة خارج لبنان، وأن الديبلوماسيين الآخرين في السفارة هم الذين بدأوا بالاتصالات.

 

اختفاء مواطن لبناني من معروب في دمشق

أعلن محمد منصور من بلدة معروب قضاء صور ان ولده لؤي 23 عاما فُقِد منذ الاسبوع الفائت في دمشق اثناء توجهه لمنزل عائلته. وأفاد الوالد ان العملية تمت خلال قيام لؤي بشراء بعض الحاجيات من احد المحال التجارية في دمشق شارع العباسيين. واشار منصور الى انه تم الاتصال بكافة الاجهزة الامنية السورية بخاصة مخفر العباسيين في دمشق، والى الان لا معلومات عن ولده. وناشد في الوقت عينه الرؤساء الثلاثة التحرك والمساعدة لكشف مصير ولده.(الوطنية للاعلام)

 

معلومات خاصة عن حسان المقداد المعتقل لدى الجيش الحرّ، كان مرافقاً لنعيم قاسم ويعمل ضمن الوحدة 1300...  وأماكن إنتشار الحزب في سوريا

 طارق نجم / موقع 14 آذار

أفادت مصادر مطلعة أنّ حسان سليم المقداد، المنتمي لحزب الله والذي قبض عليه ليلة أمس من قبل الجيش السوري في دمشق يعمل كعنصر أمني في الحزب وليس في المجال العسكري. وقد اوضحت هذه المصادر المطّلعة أنّ حسان المقداد معروف بشكل واسع لدى شباب الأمن التابعين لحزب الله في الضاحية الجنوبية ويقطن في حي بيت المقداد الواقع في منطقة الرويس قرب مجمع أهل البيت السكني.

كما سبق للمقداد أن عمل كمرافق لدى نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كجزء من الحماية الشخصية الخاصة به وعمل في مجال تأمين الحماية لعدة مسؤولين في الحزب من الصف الأوّل. ولذا من الطبيعي أن ينفي الحزب معرفته بالمقداد وقد طلب من محازبيه عدم الخوض او مناقشة الموضوع واشاعة أخبار أن حسان المقداد ضالع بعمليات سرقة وشيكات من دون رصيد من اجل معمعة القضية خصوصاً ان حسام المقداد قد دخل وخرج عدة مرات من وإلى لبنان خلال فترة السنة ونصف.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينكر فيها حزب الله ضلوع عناصره بعمليات خارجية؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر سبق للحزب أن رفض التعليق على اعتقال خبيري المتفجرات لدى الحزب علي كركي وعلي حسين نجم في محاولة تفجير السفارة الإسرائيلية في اذربيجان في العام 2008 انتقاماً لمقتل عماد مغنية. كما لا زالت قضية علي موسى دقدوق عالقة حتى هذه اللحظة حيث أن السلطات الاميركية تطالب به لمحاكمته على اراضيها بتهمة قتل وتعذيب المارينز، وتمتنع الحكومة العراقية عن تسليمه بعد أن قُبِض عليه يدرب ويقاتل مع عناصر جيش المهدي في العام 2007، وسط صمت مطبق من قبل حزب الله.

بالعودة الى قضية المقداد، فقد أوضحت المصادر لموقع "14 آذار" أنّ أحد أشقاء حسان ويدعى طلال المقداد هو من المقاتلين في حزب الله وقد استشهد خلال حرب تموز 2006، فيما شقيقه الآخر يدعى حبيب (ويلقب بحمزة) وله باع طويل بما يقوم به الحزب في سوريا، كما أن حسان لديه شقيق وشقيقة يعملان كإداريين في إحدى المؤسسات الخيرية التابعة للسيد محمد حسن فضل الله. ولكن الأخطر بحسب مصادرنا الخاصة أنّ حسان المقداد كان يعمل في سوريا ضمن الوحدة 1300 التي تأتمر بأوامر ع. ح.، المكلّف بإدارة عمليات الحزب الأمنية في الداخل السوري ويعاونه مدير مكتب حزب الله في سوريا ن. م. والذي يُعتبر زائراً دائماً لبشار الأسد. ومؤخراً تقوم الوحدة 1300 باستقدام حشود من جيش المهدي العراقي وتنظيم انتشارهم وتسليحهم وتزويدهم بما يلزم لحماية مستشفى الإمام الخميني هناك ومقام السيدة زينب وغيرها من منشآت الجمهورية الاسلامية في قلب سوريا.

بناء على جميع ما تقدم من معطيات، فإنّ المقداد لم يكن في مهمة عسكرية داخل دمشق وقت القبض عليه من عناصر الجيش الحرّ والتي أفادت مصادره أنّ ما كان يفعله هو استطلاع للوضع الأمني في المدينة او تمهيد لعملية أمنية والتي من شأن الاعترافات القادمة ان تكشفه ناهيك عن اعترافه أنه دخل الى سوريا مع 1500 مقاتل من حزب الله، كما جاء في البيان المتلفز الذي شوهد ليلة أمس.

وكانت قناة «العربية» الفضائية، قد بثت شريطاً متلفزاً يظهر اعتقال الجيش السوري الحر لأحد عناصر حزب الله، قال فيه هذا الشاب أنه دخل إلى سوريا ضمن مجموعة يبلغ عددها 1500 شخص تم توزيعهم على دمشق وحلب وحمص وشارك في عمليات قمع في دوما وداريا. وقد نفى المقداد أن يكون تسلل الى سوريا بل دخلها بشكل رسمي وبتسهيلات كبيرة على الحدود السورية. وأعترف أنه قناص يتواجد مع 250 عنصر من الحزب في منطقة السيدة زينب وكانوا تدربوا في بعلبك، وانتقلوا الى سوريا بناء على توجيهات من الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الذي طالبهم بمساندة النظام.

مصادرنا اضافت أنّ الحزب يملك معسكر في منطقة مضايا (الحراك) تبعد 5 كلم من الزبداني ويتولى هو حمايتها بمعنى أن عناصر الأمن والجيش لدى النظام لا يتدخلوا بشؤونهم. وهذا المعسكر هو امتداد لانتشارهم على الحدود اللبنانية-السورية انطلاقاً من منطقة سرغايا وممراتها الشهيرة وصولاً الى التلال المشرفة على الزبداني.

وهم بذلك يشكلون خطوط امداد عسكرية وامنية ولوجستية، مع التذكير أن ثوار الزبداني افادوا أنّ بعض الصواريخ التي كانت تسقط على بلدتهم خلال المعركة مع جيش النظام كانت تأتي من هذه المنطقة الواقعة داخل الحدود اللبنانية. كما نبهّت المصادر أنّ الحزب لديه منطقة تجمع اخرى في منطقة السيدة زينب – دمشق، وهو مقر مركزي للحزب ولمؤسساته ويعمل كذلك على تأمين حماية ذاتية لها منفصلة عن النظام. ومؤخراً، أنشأ الحزب مركزاً حديثاً له في منطقة زيتا حين ينتشر عناصره بشكل ظاهر.

وتؤكد هذه المعلومات ما صرح به رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب منذ يومين على موقع التويتر للتواصل الاجتماعي أنّ " القصر الجمهوري فيه مكاتب مخصصة لمستشارين وخبراء إيرانين وكذلك من حزب الله. ويحظى هؤلاء بمكانة كبيرة عند بشار الأسد ولهم الأفضلية لديه بخلاف أي مسؤول سوري." وكان حجاب قد حمّل إيران مسؤولية قيام الأسد "بقمع تظاهرات الشعب السوري بقبضة من حديد والسماح لـحزب الله بدخول سوريا للمشاركة بالقمع نظراً لولائه، لأن الأسد يستشير الإيرانيين بشكل حصري عند اتخاذه للقرارات المصيرية. في الوقت عينه، يستمع إلى آراء من حوله من السوريين ولا يأخذ بها، وهو متمسك بآرائه الشخصية".

وكانت تصريحات المسؤولين الايرانيين وقيادات حزب الله قد اجمعت ان سقوط نظام الأسد اذا ما حصل فسيكون ضربة لما سموه محور الممانعة والمقاومة في الشرق الأوسط. وأعلنت الولايات المتحدة في 10 آب أنها أضافت حزب الله إلى قائمة العقوبات المفروضة على سوريا، لدوره المركزي في أعمال القمع التي يرتكبها نظام بشار الأسد بإشراف مباشر من أمينه العام حسن نصر الله".

 

حزب اللّه مطرود ... من مواقع فايسبوك

 LBC    الغى موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مؤخرا  كل الصفحات المرتبطة بحزب الله ووسائل اعلامه، فاختفت صفحة حزب الله وصفحة قناة المنار التي حاولت في الايام الماضية انشاء صفحات جديدة من دون ان تسمّيها باسم القناة. ولا يعتبر موقع فايسبوك غريبا عن هذه الامور فهو دائما ما كان يغلق صفحات باسم حزب الله او امينه العام السيد حسن نصر الله ويرفق تلك الخطوات بتحذيرات لاصحاب هذه المبادرات بأن صفحاتهم تدعو الى الارهاب ونشر الكراهية. وكانت قد سبقته كل من شركتي آبل وغوغل اللتين أزالتا تطبيقي قناة المنار على الهواتف الذكية. لكن البداية كانت في اواخر تموز الماضي مع تقرير لمعهد الشرق الاوسط للبحوث الاعلامية عن الاستخدام المكثف لحزب الله للاعلام الاجتماعي عبر فايسبوك وتويتر ويوتيوب وتطبيقات الهواتف الذكية. وقد طالب المعهد بتوقيفها بحجة أنها تتناقض مع القوانين الاميركية التي تحظّر على اي من الشركات المتواجدة على اراضيها التعامل مع المنظمات المدرجة في خانة الارهاب. في المقابل يرفض موقع تويتر اغلاق حساب تلفزيون المنار لانه يعتبر ان موقعه مكان للدفاع عن حرية التعبير فيما موقف يوتيوب ملتبس بعض الشيء فهو لم يقم باغلاق قناة تلفزيون المنار الا انه في المقابل لا يتوانى عن حذف اي مقاطع فيديو يراها تشجع على "الارهاب".

 

المرجع الشيعي العلامة السيد هاني فحصلـ"السياسة": كيف يمكن أن نكون ضد مستبد في مكان ومع مستبد في مكان آخر

 بيروت - "السياسة": اعتبر المرجع الشيعي العلامة السيد هاني فحص أن موقف المرجعيات الروحية في الطائفة الشيعية المؤيد لانتفاضة الشعب السوري ليس خروجاً على القيادة السياسية للطائفة, "لأن القيادة في الغالب تكون لمن يتبعها وليست قيادة علينا, وفي نفس الوقت يوجد تعدد قيادي في كل الدنيا. ونحن لنا تاريخنا النضالي مع الثورة الإيرانية, وكنا أول من انتقدوها بهدوء, ومن دون عداء, ولم نبخل بالنصح إذا كان هناك من يريد أن يستأنس بآراء مختلفة. ونحن بهذا الموقف لا ننتقص من قيادة "حزب الله" ومن قيادة "أمل", ولكننا مختلفون عنهم. وهذا الأمر ليس مستهجناً, فبكل تاريخ العلامة السيد محمد حسين فضل الله لم يكن مطابقاً معهم في كثير من الأمور, وكذلك العلامة الإمام محمد مهدي شمس الدين لم يكن مطابقاً معهم, ولم يكن اعتراض بأنه منشق أو ما شابه. كانا قياديين رفيعين علماً وموقعاً ويتميزان برأي مختلف". فحص وصف في حديث إلى "السياسة" تأييد إيران للنظام السوري بالخطأ, "لأن ليس هناك أي مصلحة إيرانية تبرر هذا التأييد المندفع زيادة عن اللزوم, فإذا كان شعار الممانعة والمقاومة هو المبرر لأن المقاومة هي التي حررت ونحن جنود منها, فإن "حزب الله" لا يمكنه أن يستخدمها ضد الشعب اللبناني, فهذا مرفوض وغير مبرر".

وسأل: "أين مقاومة هذا النظام? وليس من مصلحة إيران أن تقنع الرأي العام بأن ما يجري ليس خطأ, فالنظام هو الخطر وهو المخطئ. لقد كنا مع الشعب الإيراني ضد نظام الشاه, وما نراه اليوم في الموقف الإيراني نمط من سلوك روسي وسوفياتي. لا يناسب إيران هذا التأييد أن تكون ضد مستبد بمكان, ومع مستبد في مكان آخر. فأنا رجل دين أتضامن مع المعارضة في البحرين من دون أن أكون مغامراً, أنا مع الشعب حتى لو أخطأ هذا الشعب, لذلك أنصح الإخوة في إيران أن ينتبهوا لثورتهم العظيمة التي كان فيها شركة طبقية واسعة من البازار إلى أحياء البؤس. أما ما يجري في سورية فهو حركة شعبية, فهناك فقر في الأرياف وفي أحياء البؤس في المدن وهناك فقراء محرومون من الحرية والخبز, هم جسم الثورة وهم سورية, وهي حركة شعبية بكل معنى الكلمة. وهذا يستدعي أن تكون إيران مع الشعب السوري, وكان يمكن لها أن تتدخل لمنع تمادي أسلوب القتل والقمع الذي يمارسه النظام".

وأبدى فحص تخوفه من فتنة سنية-شيعية ومن فتنة سنية-سنية, وشيعية-شيعية, ومن فتنة إسلامية-مسيحية, متسائلاً "هل هناك عقلاء في السنة والشيعة ليشكلوا "لوبياً إسلامياً قوياً" يعمل على تفادي الفتنة, خاصة وأن الاستعدادات عند شعوبنا للاقتتال الداخلي كبيرة". وأضاف "نحن بحاجة إلى حركة إسلامية قيادية من عقلاء المسلمين سنة وشيعة من كل الأقطار العربية والإسلامية, من إيران ومن العراق ومن المملكة العربية السعودية ومصر ومن مكة والنجف والأزهر لتفادي خطر الفتنة". وأكد أن "الشارع الإسلامي يتطلب عقلاً يديره, وهذا العقل يمكن أن ينطلق من الثورات التي قد تصل بشعوبها إلى الاستقرار والحرية والديمقراطية, فهذه الدانمرك والدول الاسكندينافية ودول جنوب آسيا من تايلند إلى ماليزيا تنعم بالأمان والحرية والرفاه من دون ثروات طبيعية كثيرة, إلا في السويد".

وعن رأيه بمستقبل الثورات العربية, رأى فحص أن هناك وعداً حقيقياً بالخبز وبالحرية والديمقراطية وبالدولة الجامعة الحاضنة, إنما المسار طويل, مع ضرورة الواقعية والعقلانية, فهذه مصر هل يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يكون رئيساً للأجيال كلها, للرجال والنساء, والأقباط والشيوعيين والسلفيين والإخوان المسلمين وكل شرائح المجتمع المصري? هذا هو التحدي.

 

عون: تفكيك معادلة الجيش والشعب والمقاومة محاولة عدوة تهدف لاخضاع لبنان لمعادلات دولية

اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن "الارض لها رمزية كبيرة سواءً كانت كبيرة أم صغيرة كمزارع شبعا، ولا يمكن بالتالي أن يتنازل عنها الانسان فهي أمانة لا يمكن التفريط بها"، مشيراً الى أن "هناك محاولة لتفكيك معادلة الجيش والشعب والمقاومة"، معتبراً ذلك "محاولة عدوة تريد تفكيك هذا الثلاثي حتى يسهل "بلع" لبنان واخضاعه لمعادلات دولية تهدد كيانه في المستقبل"، مشيراً إلى أن "البعض يراهنون على مكاسب طائفية ومذهبية لأن التفكيك لن يكون لمصلحة الجميع وهم لن يدركوه إلا بعد أن يتم، فيروا إلى أين أوصلهم جهلهم". عون، وفي حديث لقناة "المنار"، توجه الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالقول: "نحن بنفس الموقع ونشد على يدك حتى تكمل مسيرتك الصعبة"، مشدداً على أنه "لا يمكن للانسان أن يكون ضد قسم من شعبه يناضل ويستشهد من أجل أرضه وأنّه إذا تكرر عدوان تموز 2006 سنكون بنفس الموقف وبنفس السلوك والحماس لإن هذا جزء من كياننا ولا يمكن أن نقبل بأي إعتداء على أرضِنا".(رصد NOW)

 

وزير إسرائيلي: الهجوم على إيران سيكلفنا 500 قتيلا/ ماتان فيلنائي يقول إن الجبهة الداخلية في اسرائيل مستعدة أكثر من أي وقت مضى لحرب مع إيران تستمر 30 يوما.

 ميدل ايست أونلاين

 جهوزية أكثر من أي وقت مضى

 القدس المحتلة ـ قال وزير الدفاع المدني الاسرائيلي في مقابلة نشرت الأربعاء إن الحرب مع ايران ستتحول على الأرجح إلى صراع يستمر شهرا على عدة جبهات تشمل توجيه ضربات صاروخية الى مدن اسرائيلية وسقوط نحو 500 قتيل. وقال ماتان فيلنائي وهو جنرال سابق على وشك ان يترك منصبه الوزاري ليصبح سفيرا لإسرائيل في الصين لصحيفة معاريف "لا مجال للهستيريا.. الجبهة الداخلية في اسرائيل مستعدة أكثر من أي وقت مضى". ونشرت المقابلة في الوقت الذي بثت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير على مدى أسبوع تشير إلى ان اسرائيل قد تهاجم منشآت نووية ايرانية قبل انتخابات الرئاسة الاميركية في نوفمبر تشرين الثاني. وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الثلاثاء إن واشنطن لا تعتقد أن اسرائيل قد اتخذت قرارا بالفعل فيما اذا كانت ستشن هجوما على إيران.

وقال فيلنائي حين سئل عما اذا كان يتعين على اسرائيل ان تدخل في حرب مع ايران "لا اريد ان استدرج الى الجدل.. لكن الولايات المتحدة هي صديقتنا الكبرى وعلينا ان ننسق دوما مثل هذه التحركات معها". وفي تكرار لتقييم ردده وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال فيلنائي ان مئات الصواريخ يمكن ان تسقط على اسرائيل يوميا وتقتل نحو 500 شخص في حربها مع ايران التي توعدت برد قوي اذا تعرضت للهجوم. وأضاف فيلنائي "ربما يقل عدد القتلى عن ذلك أو يزيد.. لكن هذا هو السيناريو الذي نستعد له بما يتماشى مع نصيحة أفضل الخبراء". وقال "التقدير هو لحرب تستمر 30 يوما على عدة جبهات" مشيرا إلى إمكانية أن يشن حزب الله اللبناني ونشطون فلسطينيون في غزة هجمات صاروخية على اسرائيل. وأقامت اسرائيل درعا صاروخية متطورة ستصد على الأرجح بعض هذه الهجمات كما أنها تجري بشكل دوري تدريبات للدفاع المدني استعدادا لهجمات صاروخية. ولم يشر فيلنائي في المقابلة الى تأثير صراع يستمر شهرا على اقتصاد اسرائيل في حالة تعرض تل ابيب المركز التجاري لاسرائيل لصواريخ طويلة المدى. وتشتبه اسرائيل والغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وحذرت اسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن غير معلنة، من انها لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية التي ستشكل بنظرها "تهديدا لوجود" الدولة العبرية. وتزايدت التكهنات في الاسابيع الماضية حول امكانية شن ضربة عسكرية اسرائيلية على المنشات النووية الايرانية. ولكن فيلنائي اكد انه لا داعي للإصابة بالهيستيريا.فلم يسبق بان كانت الجبهة الداخلية مستعدة بشكل افضل".

ولم تتعرض تل ابيب لقصف صاروخي خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة اواخر عام 2008 واوائل عام 2009 وخلال حرب استمرت 34 يوما مع حزب الله اللبناني لكنها تعرضت لهجمات من العراق بصواريخ سكود في حرب الخليج عام 1991. وتسببت مخاوف الحرب مع ايران التي تنفي سعيها لامتلاك اسلحة نووية في حدوث تراجع كبير في أسواق المال الاسرائيلية يوم الاثنين وان امكن استعادة بعض هذه الخسائر الثلاثاء. وقال فيلنائي "مثلما ينبغي على مواطني اليابان أن يدركوا أنهم معرضون لزلزال.. على الاسرائيليين ان يدركوا ان من يعيش هنا يجب ان يكون مستعدا لهجمات صاروخية تضرب الجبهة الداخلية". ويترك فيلنائي منصبه بحلول نهاية اغسطس/ اب. واعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الثلاثاء ان ابراهام ديختر الرئيس السابق لوكالة الامن الداخلي (شين بيت) سيخلف فيلنائي كوزير للدفاع المدني.

 

اسرائيل مستعدة لحرب تستمر 30 يوما بعد ضرب ايران

وكالات/أعلن وزير الجبهة الداخلية الاسرائيلي، المنتهية ولايته ماتان فيلنائي ان اسرائيل مستعدة لثلاثين يوما من الحرب على عدة جبهات. واشار فيلنائي في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" الى ان اسرائيل مستعدة لمواجهة العواقب المترتبة على شن ضربة جوية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية. لكنه اكد ضرورة التفكير مليا قبل اي تدخل عسكري مشيرا الى انه على اسرائيل "التنسيق دوما" مع الولايات المتحدة الاميركية. وتابع فيلنائي ان "التقديرات تشير الى حرب تستمر 30 يوما على عدة جبهات" مكررا تصريحات مسؤولين اسرائيليين اخرين بوقوع نحو 500 قتيل في حال وقوع ذلك"، منوها "بأنه قد يكون عدد القتلى اقل لكنه قد يكون اكبر وهذا السيناريو الذي نحضر له بحسب افضل الخبراء". وتشتبه اسرائيل والغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وحذرت اسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن غير معلنة، من انها لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية التي ستشكل بنظرها "تهديدا لوجود" الدولة العبرية. ولكن فيلنائي اكد انه لا داعي للاصابة بالهيستيريا.فلم يسبق بان كانت الجبهة الداخلية مستعدة بشكل افضل". ورفض فيلنائي القول ما اذا كان يعتقد ان على اسرائيل القيام بعمل عسكري ضد ايران لكنه حذر من ان اي قرار مماثل يتطلب دراسة جادة. وتابع ان "السؤال الوحيد هو هل من الضروري وقوع صدام؟ الحرب شيء من الافضل تأجيله والتفكير فيه مليا" مؤكدا ان على الدولة العبرية تنسيق نشاطها العسكري مع الولايات المتحدة. وقال ان "الولايات المتحدة اعظم صديق لنا ويجب علينا دائما تنسيق اي شيء مماثل معها

 

وزير الإعلام المصري: لا تطبيع مع إسرائيل قبل تحرير فلسطين/صلاح عبد المقصود: ليس هناك صراع بين الجيش والرئاسة، لكن لو حدث ذلك فسننحاز إلى جانب 'الشرعية الدستورية'.

ميدل ايست أونلاين/القاهرة - من محمود رضا مراد

'نحترم الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل'

 قال وزير الإعلام المصري الجديد صلاح عبد المقصود إن الاعلام الرسمي في مصر لن يقدم على تطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل أن تتحرر الاراضي الفلسطينية المحتلة كما اكد على ان انحياز الاعلام الرسمي على الصعيد الداخلي سيكون "للشرعية الدستورية". وعبد المقصود (54 عاما) هو أول وزير إعلام مصري ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي ترشح الرئيس المصري الجديد محمد مرسي تحت رايتها في اول انتخابات رئاسة حرة تشهدها مصر في وقت سابق العام الجاري. وهو أيضا صحفي وسبق توليه منصب وكيل نقابة الصحفيين والقائم بأعمال النقيب.

وقال عبد المقصود في مقابلة في القاهرة أمس الاثنين "نحن نتعامل مع اسرائيل باعتبارها لها اتفاقية مع مصر.. نحن وإن كنا نطالب بتغيير بعض بنود هذه الاتفاقية إلا أن رئيس الدولة ومؤسسات الدولة المنتخبة قالوا إننا نحترم الاتفاقيات الموقعة وبالتالي فهذا الجهاز أيضا يؤكد على ذلك". وأضاف "لكننا في نفس الوقت نعتبر أن هذا الكيان اغتصب الأراضي الفلسطينية وبالتالي فلن نقدم على تطبيع معه حتى تتحرر الاراضي المحتلة". وأجرى التلفزيون المصري مؤخرا مداخلة مع محلل عسكري اسرائيلي في اعقاب مقتل 16 من افراد حرس الحدود المصريين في هجوم شنه مسلحون على نقطة حدودية مع اسرائيل في رفح بسيناء في الخامس من اغسطس اب. وأثارت تلك المقابلة استياء قطاع كبير من المصريين. وأعلن التلفزيون اجراء تحقيق داخلي حول الواقعة.

والعلاقات بين مصر واسرائيل متوترة منذ مقتل خمسة من قوات الامن المصري في سيناء في غارات عبر الحدود خلال مطاردة القوات الاسرائيلية لمنفذي هجمات في جنوب اسرائيل العام الماضي وزاد هذا التوتر بعد حادث رفح الاخير. وعلى صعيد الوضع الداخلي قال عبد المقصود خلال المقابلة التي أجريت في مكتبه بمبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون "ليس هناك صراع بين الجيش ومؤسسة الرئاسة.. الجيش جزء من مؤسسات الدولة وهو ملك للشعب".

لكنه أضاف أنه في حالة وقوع أي خلاف أو صراع سياسي داخلي مستقبلا فإن "التلفزيون المصري والإعلام الرسمي سينحاز إلى الشرعية الدستورية التي تم ترجمتها في الانتخابات الحرة النزيهة التي اسفرت عن انتخاب رئيس الجمهورية". وتابع "بعنوان آخر سننحاز إلى الارادة الشعبية.. من سيأتي به الشعب سنحترمه وندافع عن وجوده حتى إن يتم تغييره أيضا عبر الارادة الشعبية".

وعزل الرئيس المصري الأحد كبار قادة الجيش وألغى إعلانا دستوريا مكملا في خطوة مثيرة نحو استعادة سلطته التي قيدتها الإدارة العسكرية لشؤون البلاد. وتولى المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع المقال المشير محمد حسين طنطاوي ادارة شؤون البلاد لعام ونصف العام بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية العام الماضي.

وعن التخوفات من ان يكون الهدف من اختيار قيادي اخواني لتولي حقيبة الاعلام هو تحويل الاعلام الرسمي الى "بوق" للنظام الجديد كما كان الحال في عهد مبارك قال عبد المقصود "وجهت كلمة للعاملين في الاتحاد عبر قناة التلفزيون الداخلية اليوم اكدت فيها أنني جئت إلى هذا المكان كي أسهم معهم في أن أحول الاعلام المصري من اعلام الحكومة إلى اعلام الشعب ومن اعلام السلطة إلى اعلام الدولة".

وتابع "لا اريد أن افرض عليهم توجها معينا وإنما كل الذي اطالب به أن نتعاون معا من أجل اخراج اعلام مهني موضوعي محايد يعبر عن كل المصريين بمختلف انتماءاتهم".

ومكتب عبد المقصود هو نفسه المكتب الذي جلس فيه كل من صفوت الشريف وأنس الفقي الوزيرين السابقين في عهد مبارك. والرجلان محبوسان حاليا على ذمة قضايا فساد مالي.

وعلق الوزير الجديد خلفه اطار به آية قرآنية تقول "وما توفيقي إلا بالله" ولم تعلق صورة لمرسي. ولا تزال اثار الاطار الذي كان يحمل صورة مبارك باقية على الجدار خلف مكتبه.

وردا على الانتقادات الموجهة للحكومة بعد غلق قناة الفراعين الخاصة المملوكة للمذيع المثير للجدل توفيق عكاشة ومصادرة أحد أعداد جريدة الدستور الخاصة قال عبد المقصود "في رأيي ان التعامل بالقانون هو الطريق الامثل للتعامل مع التجاوزات". وأضاف "أنا اؤيد الحرية بكل قوة وأدعو اليها وأنا ضد الاغلاق وضد المصادرة... ليس للحرية سقف لكن هناك فارقا بين الحرية وبين السب والقذف والطعن والتحريض على القتل". وأحال النائب العام المصري أمس الاثنين عكاشة إلى محكمة جنايات القاهرة بتهمة التحريض على قتل مرسي كما احال الصحفي اسلام عفيفي رئيس تحرير الدستور للمحاكمة بتهمة إهانة الرئيس. وعن مطالبات البعض بإلغاء وزارة الاعلام قال عبد المقصود "اطمع في أن أكون آخر وزير إعلام لمصر.. أتمنى أن أحظى بهذا الشرف".

وأضاف أنه عبر عن رغبته لرئيس الوزراء هشام قنديل في تشكيل مجلس قومي للاعلام ليكون بديلا للوزارة ولكي يتحول الاعلام الرسمي إلى جهاز خدمة عامة على غرار هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). وأشار إلى تأييد كل من مرسي وقنديل للفكرة. وعن تصوره لكيفية تشكيل هذا المجلس قال انه ينبغي ان يمثل فيه الاعلاميون ومنظمات المجتمع المدني والنقابات ومجلسا الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية والهيئات القضائية. وتابع ان المجلس القومي المقترح سيتعامل كذلك مع الاعلام الخاص وسيكون "جهة مستقلة.. هي التي تحاسب وهي التي تراقب".

وأضاف عبد المقصود الذي كان ظهوره في التلفزيون المصري ابان عهد مبارك ضربا من الخيال أن اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري "كان رائدا في المنطقة العربية وكان منارة للثقافة وللابداع وللعلوم ونريد ان نعيد له هذه المكانة". وعن الآليات التي سيتبعها لتحقيق هذه التطور المنشود قال إنه سيعمل على الارتقاء بالكوادر الموجودة في الاتحاد وكذلك النهوض بالاستوديوهات والامكانات الفنية للاذاعة المصرية والاهتمام بالتدريب والتعليم المستمر. وقال انه سينتدب عددا من المستشارين القضائيين كي يعاونوه في اصلاح الوضع والقضاء على الفساد المالي والاداري بالوزارة. كما تعهد بتقديم أي ملفات تتعلق بالفساد سواء تخص عاملين بالوزارة أو وزراء سابقين إلى القضاء. وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتزم حذف المشاهد الساخنة ومشاهد القبلات والرقصات من المسلسلات والافلام التي تعرض في التلفزيون الرسمي قال "لن اعمل بالهوى الشخصي. إذا كان القانون يطلب مني حذف شيء سأحذفه .. وإذا كان القانون يمنعني سألتزم به".

 

السنيورة يبلّغ سليمان مشاركته شخصياً في جلسة الحوار

أبلغ الرئيس فؤاد السنيورة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مشاركته شخصياً في جلسة الحوار التي ستعقد يوم الخميس في قصر بيت الدين . كذلك أعلن حزب الكتائب للـLBCI  اتجاهه للمشاركة في جلسة الحوار غداً وكان السنيورة قد زار سليمان قبل ظهر الأربعاء لابلاغه موقف قوى 14 آذار من المشاركة في جلسة الحوار .

 

السنيورة: مشاركتي بالحوار وتنطلق من الاسس التي اجتمعت عليها 14 آذار

وطنية - 15/8/2012 زار رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة القصر الجمهوري في بعبدا صباح اليوم، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتم التداول في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وقد نوه السنيورة خلال الاجتماع ب"الجهود التي يقوم بها الرئيس سليمان من موقعه على رأس الدولة باعتباره المؤتمن على الدستور واحترامه، اضافة الى تمسكه بحماية اسس العيش المشترك ووحدة البلاد". وشدد في إطار حضوره لجلسة الحوار يوم غد، على ان مشاركته "تأتي انطلاقا من الاسس التي طالما اجتمعت حولها وانطلقت منها قوى 14 آذار، وهي مسألة الارتكاز على وحدة الوطن والدولة ومرجعية مؤسسات الدولة الكاملة والحصرية في السيادة، وعلى اساس ان مسؤولية حماية الوطن تعود إلى الدولة وللدولة وحدها وليس لفريق أو طائفة من اللبنانيين".

واعتبر ان "على رأس المهام السيادية التي تناط بمؤسسات الدولة حصريا، أكان ذلك في القرار أو في التنفيذ، مهمة الدفاع عن الوطن بجميع أبعاد تلك المهمة وجوانبها، والتي تشمل التحرير والردع وكذلك في ما خص كل قرار أو عمل عسكري او أمني. ومن هنا فإن أي حوار وطني جدي بشأن حماية لبنان لا يمكن إلا أن يرتكز على مبدأ سلطة الدولة الحصرية الشاملة العسكرية والأمنية على جميع الأراضي اللبنانية، وعلى ان يكون ذلك استنادا الى ارادة حازمة لتعزيز قدرات الجيش واعتبار ذلك هدفا جامعا لكل اللبنانيين". كما شدد على انه "لا يمكن لأي مقاربة جدية لموضوع حماية لبنان أن تعتمد ثنائية السلطة العسكرية، أو ازدواجية الإمرة العسكرية، أو ازدواجية القرار العسكري، بما يعني أن لا تكون المقاربة لهذه القضية البالغة الأهمية من خارج الدستور ومخالفة له، أو من خارج إطار الوطن الواحد والدولة الموحدة". ورأى ان "اي حوار لا ينطلق من هذه المبادىء المشار اليها في ما خص مسألة السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية يبقى حوارا شكليا لا يوصل إلى الهدف المنشود".

 

حرب: ما الجدوى من الحوار مع 8 اذار في جو من عرقلة سير القضاء؟

وطنية - 15/8/2012 اعتبر النائب بطرس حرب، أن "تصرف بعض أفرقاء طاولة الحوار لا يدل على نوايا سليمة إطلاقا ولا على رغبة في التعاون لحل مشكلة السلاح غير الشرعي المنتشر".

وقال في بيان: "لقد وافقنا على المشاركة في طاولة الحوار، أولا لتلبية دعوة فخامة رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) احتراما لمقامه، وثانيا للمساهمة في التخفيف من حدة التوتر وتخفيض حدة المواجهة السياسية، إلا اننا فوجئنا بعد انطلاق الحوار، أن أحداثا أمنية كبيرة قد حصلت ولا سيما محاولات الاغتيال والتفجير الأمني الذي تحوم الشبهة حول أفرقاء مرتبطين بقوى 8 اذار، ما يدلل على أن بعض أطراف هذه الطاولة لا رغبة لديهم بالتهدئة ولا في حل مسألة السلاح غير الشرعي وتفشيه، بل على عكس ذلك، لقد صدرت مواقف عن بعض أطراف الحوار تؤكد عدم التزامها في تخفيف التوتر ولا التعاون في حل قضية تفشي السلاح غير الشرعي بغية حصر السلاح في يد السلطة، والدليل، موقف حزب الله الذي اشار الى عدم تعاونه في محاولة اغتيالي والذي حال دون تسليم أحد كوادره الحزبية المطلوب من العدالة لكي يصار الى استجوابه في ضوء الشبهة الجدية في مشاركته في محاولة اغتيالي". وتوجه الى رئيس الجمهورية، داعيا اياه في بدء جلسة الحوار التي يفترض أن تعقد غدا، إلى "مطالبة حزب الله بتلسيم محمود حايك المطلوب من العدالة والمشتبه به بمحاولة اغتياله للتدليل على حسن نيته وعلى عدم علاقته بمحاولة بالجرم"، سائلا: "ما الجدوى من الحوار مع قوى 8 اذار في هذا الجو من عدم احترام القوانين وعرقلة سير القضاء لكشف جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي نتعرض لها؟". وختم حرب قائلا: "إن حضورنا إلى الحوار، يجب ان تواكبه نية صافية وصادقة لدى أطراف الحوار الآخرين الذين سنجلس معهم، من أجل تخفيف التوتر واحترام دستورالدولة اللبنانية وقوانينها وتوفير الحماية لقيادات 14 اذار والحؤول دون استمرار موجة الجرائم التي يتعرض لها قادة 14 اذار، لئلا يتحول الحوار الى عملية إذعان وقبول باستمرار عمليات الاغتيال التي لا تهدد فقط قادة 14 اذار، بل تهدد السلم الأهلي والأمن القومي، ووحدة لبنان بكامله، ما قد يجهض الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها فخامة الرئيس من دعوته للحوار".

 

جنبلاط سيشارك في جلسة الحوار المقبلة بعيدا عن موقف 14 آذار

أكد رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه سيحضر جلسة الحوار الخميس المقبل بمعزل عن موقف قوى "14 آذار" في حين لم تقرر هذه الأخيرة موقفها النهائي من المشاركة بعد.

وقال جنبلاط في حديث إلى صحيفة "السفير" نشر صباح الأربعاء "أنا أحيي رئيس الجمهورية على الأسئلة التي طرحها حول كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان فقط، من خلال استراتيجية دفاعية لبنانية، ولذلك سأشارك في الحوار". وكان قد أكد جنبلاط في وقت سابق أنه يؤيد موقف 14 آذار بعدم المشاركة لأنها لديها "مطالب محقة" من داتا الإتصالات إلى غيرها. وقد سلمت الداتا إلى الأجهزة الأمنية فعلا ليتم التحقيق بمحاولات اغتيال لعدد من قادة 14 آذار. وكان جنبلاط قد أعلن منذ يومين أن فوز قوى 8 آذار في الإنتخابات النيابية المقبلة يؤدي إلى عدم وجود دولة القانون

 

امين الجميل: الحوار السياسي أفضل من حوار الخندق

وطنية - 15/8/2012 رأى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل، عشية جلسة الحوار التي دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى عقدها غدا، ان "الحوار السياسي أفضل من حوار الخندق"، مشددا على ان "الاوضاع في لبنان تقتضي أن نلتقي قبل أن تخرب البصرة في الخارج كما كان يحصل في الماضي".وتابع: "لقد قلنا منذ البداية اننا مع الحوار واتفقنا مع فريق 14 اذار ما عدا القوات اللبنانية لانها اخذت منذ البداية موقفا خاصا، اتفقنا على المشاركة غدا في الحوار، ونأمل أن تطرح المواضيع بطريقة موضوعية وخصوصا السلاح والذي هو موضوع أساسي". وقال الجميل، في حديث ل"صوت لبنان 100,5": "اننا كنا واضحين منذ البدء باعلاننا ان أي طرح لموضوع السلاح لا يمكن الا ان يكون تحت سقف الدستور والميثاق الوطني والشرعية الدولية وقرارت مجلس الامن الدولي"، مؤكدا ان "حصرية السلاح بيد الدولة مسألة أساسية كما قرار الحرب والسلم والصلح والذي يجب ان يكون بيد الدولة". ولفت الى اننا "نمر بظروف استثنائية"، موضحا ان "على الدول عندما تمر بظروف استثنائية ان تتخذ قرارات استثنائية، من هنا سنحضر الحوار غدا ولدينا كل الايجابية بالنسبة لطرح المواضيع، ونأمل أن يكون كلام الرئيس ميشال سليمان شافيا في هذا الاطار" معلنا عن "لقاء لفريق 14 اذار بعد جلسة الحوار التي ستعقد غدا كي نستخلص العبر منها". وعن التأجيل المتكرر لموضوع الاستراتيجية الدفاعية لفت الرئيس الجميل الى ان "رئيس الجمهورية كان واضحا بقوله ان البند الوحيد على جدول اعمال جلسة الحوار غدا هو نقطة وحيدة متمثلة بسلاح حزب الله واستراتيجية الدفاع"، مشددا على انه "لا يمكن لأحد ان يخرج عن جدول الاعمال هذا"، ولافتا الى اننا "سنشارك كي نبحث هذا الموضوع". وختم: "منذ زمن انتظرنا موقف الدولة من موضوع السلاح ورئيس الجمهورية التزم بأن يطرح هذا الموضوع غدا، من هنا ما من سبب لكي لا يكون هناك طرح واضح لدور الدولة والمؤسسات الشرعية في انجاز السيادة الوطنية والدفاع عن كرامة المواطنين وسلامتهم".

 

قاسم: معادلة الجيش والشعب والمقاومة أصبحت ميثاقية يخافون أن نقنعهم بالاستراتيجية الدفاعية لأن أدلتنا أقوى

 وطنية - 15/8/2012 أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "النصر الكبير عام 2006 شكل صدمة كبيرة لأمريكا وإسرائيل وأعوانهما الإقليميين والمحليين".

وقال في كلمة ألقاها خلال الافطار السنوي لمؤسسة الجرحى في قاعة شاهد - طريق المطار: "نحن اليوم في الذكرى السنوية السادسة للانتصار الإلهي الكبير في مواجهة إسرائيل في عدوان تموز سنة 2006، هذا الانتصار دوى في الآفاق وقلب المعادلة في المنطقة، وأوجد مسارا جديدا لم يكن موجودا قبل ذلك، استبدل الانتصار الإحباط بالأمل، والضعف بالقوة، والتخاذل بالثبات، والاستسلام لإرادة الدول الكبرى بالدعوة إلى الاستقلال والتحرير، استطاع هذا الانتصار الكبير أن يسقط مقولة الجيش الذي لا يقهر، عندما واجهته المقاومة التي قهرته بسم الله وفي سبيل الله".

أضاف: "هذا الانتصار الكبير فاجأ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سقط على أبواب الجنوب وفي وادي الحجير ومدينة بنت جبيل وقرى الجنوب الصامدة، هذا الانتصار الكبير أوجد معادلة جديدة في المنطقة تقوم على الاستقلال الذاتي بالتوكل على الله والاعتماد على القوة الذاتية من دون الاستماع إلى قرارات مجلس الأمن أو إلى إملاءات الدول المستكبرة، انتصار هز الكيان الإسرائيلي وهز الفكر الغربي الاستعماري، وهز النفوس المستسلمة التي لم تعتقد يوما بإمكانية وجود ثلة مؤمنة قادرة على التغيير وعلى التحرير. كان انتصارا كبيرا ونحن نستلهم منه ونبني على أساسه ونعتبر ثباتنا ومشروعنا وقدراتنا متأثرة بهذا الانتصار، وتنطلق منه لانتصارات أخرى بإذن الله تعالى لو فكرت إسرائيل أن تعتدي أو أن تهاجم".

وتابع: "صحيح أننا لا زلنا نستبعد اعتداء إسرائيليا واسعا وحربا إسرائيلية على لبنان في هذه الفترة القريبة، ولكننا نبني كل احتمالاتنا على جهوزية دائمة ثابتة وقوية ومستعدة للمواجهة لو حصل الاعتداء، وهذا سبب وجود التوازن في الردع، وهذا سبب أيضا لمنع إسرائيل من الاعتداء خلال السنوات الست الماضية. تأكدوا لولا قوة المقاومة وثباتها لكنا سمعنا في كل يوم محاولة اغتيال إسرائيلية، وهدم بيت في قرية من قرانا، وتهديد جماعة في اجتماع أو في لقاء، ولكان لبنان مسرحا لاعتداءات يومية وعلنية من قبل الطيران والموساد الإسرائيلي، لكن ما يردع إسرائيل من القصف الجوي على كوادرنا وبيوتنا وأهلنا وشعبنا هو خوف إسرائيل من ردة الفعل التي يمكن أن يقوم بها حزب الله، وهم يعلمون أننا جديون في الدفاع عن أهلنا وأرضنا وشعبنا".

وقال: "أعتقد أن الكثيرين استمعوا إلى تصريحات نائب وزير الخارجية الإسرائيلية ايلون، وليت جماعة 14 آذار يستمعون ويفهمون، ألا تقرأون في مواقفه رؤيته ومشروعه وأعماله المباشرة وغير المباشرة من خلال الدول الكبرى وأدواتها من أجل تفتيت سوريا ثم بعد ذلك لبنان، ثم جر العرب إلى الصلح مع إسرائيل بالشروط الإسرائيلية لإلغاء وجود فلسطين من الخريطة؟ كيف تنظرون إلى هذه التصريحات وإلى هذه المواقف؟ في الواقع نحن عندما نعلن دائما عن جهوزية المقاومة وضرورة المواجهة، لأنه ثبت لنا بالدليل القطعي أن لا إمكانية للتحرير أو للاستقلال أو البقاء بعيدا عن سيطرة الاستكبار وإسرائيل إلا إذا كان لدينا قوة متمثلة بالمقاومة والجيش والشعب ليواجه التحديات المختلفة".

ورأى أن "ما يجري اليوم في سوريا هو حرب قوى الشر العالمية والإقليمية على الشعب السوري خدمة لإسرائيل، ولو تركوا سوريا شعبا وحكومة للتفاهم فيما بينهم بعيدا عن الإملاءات والأموال والأسلحة الخارجية لأمكن أن يكون هناك حوار، ولوصلوا إلى خطوات إصلاحية تكون في خدمة الشعب السوري، ولكنهم يريدون تدمير سوريا، وهم ليسوا مع الشعب السوري، ثم يريدون بعد ذلك تدمير لبنان، وتدمير أي قوة يتوقعون أن تنشأ أو أن تولد أو أن تكون بعد عشرات السنين لكي تبقى إسرائيل مرتاحة أن لا معارض ولا مواجه لها، فتبني كيانها وهي مرتاحة من كل الأغيار الذين يحيطون بها".

وقال: "نحن لن نقبل بأن نكون ثمنا للمشروع الإسرائيلي، ولن نقبل بأن نسلم بما تريده أمريكا وإسرائيل، والحمد لله لبنان نجح بالمعادلة الثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة، هذه المعادلة كلفت تضحيات، هذه المعادلة بنيت منذ سنة 1982 حتى الآن بدماء المجاهدين وأرزاق الناس وتضحيات الشباب والنساء والشيوخ والأطفال وعطاءات المجتمع اللبناني وعلى رأسه هذه المقاومة الشريفة والجيش الوطني. يأتي البعض اليوم ليتخلى عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، معتقدا أنه بتصريح يمكن إلغاؤها، ليكن معلوما هذه المعادلة الثلاثية أصبحت معادلة ميثاقية، أي أن قيامة لبنان قائمة على هذه المعادلة، وهذه المعادلة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الأعمدة اللبنانية الثابتة التي لا يمكن هزها، هذه المعادلة نقلت لبنان من الدولة التابعة إلى الدولة المحررة، ومن الدولة الساحة إلى الدولة المستقلة، ومن الدولة الضعيفة إلى الدولة القوية، هذه المعادلة اليوم تجذرت بالتضحية والآلام وهي عصية على الاقتلاع، ونحن نعتبر أنفسنا أمناء على حمايتها والمحافظة عليها ولن نفرط بها أبدا، وقد عرفنا الجميع كيف نقدم التضحيات للمحافظة على دماء الشهداء وعلى ما قدموه من تضحيات خلال كل الفترة السابقة، ولن نقبل بأن تكافأ إسرائيل، ولن نقبل بأن يكون لبنان بتضحياته ثمنا للمشروع الإسرائيلي الأمريكي. هل يعقل أن تهدد إسرائيل لبنان ليل نهار بالهجوم عليه وبضربه ثم يخرج من يطالب بإسقاط القوة التي بين أيدينا؟ من يخدم هذا الموقف، هل يخدم لبنان؟"

أضاف قاسم: "هناك حوار دعا إليه رئيس الجمهورية من أجل مناقشة الإستراتيجية الدفاعية الوطنية، نحن قبلنا هذا الحوار وأبدينا استعدادنا له، ولنا وجهة نظر بيناها داخل الحوار وخارج الحوار ومستعدون أن نبينها مجددا وندافع عنها في داخل لقاء طاولة الحوار، وهي رؤيتنا للاستراتيجية الدفاعية، لكن ماذا يعني الإستراتيجية الدفاعية؟ الإستراتيجية الدفاعية يعني: استخدام كل عوامل القوة التي يمتلكها لبنان من أجل الدفاع عن أرضه وشعبه ولتحرير ما تبقى من الأرض، ولم يكن هذا العنوان يوما من الأيام يعني الاستراتيجية الضعيفة للبنان، فعندما نقول إستراتيجية دفاعية يعني إستراتيجية لبنان القوي، وبالتالي هذه الإستراتيجية مبنية على القوة والمحافظة على كل عوامل القوة التي نمتلكها، أعتقد أن جماعة 14 آذار يخافون من الحوار لضعف حجتهم، وهم يخافون أن نقنعهم بالاستراتيجية الدفاعية لأن أدلتنا قوية وأدلتهم ضعيفة، وإلا تفضلوا إلى الطاولة واعرضوا ما عندكم ونعرض ما عندنا، وإذا كان هذا السبب غير صحيح أسألكم أن تجيبوا عبر وسائل الإعلام إذا كنتم لا تريدون الحضور إلى طاولة الحوار".

وسأل: "كيف تردون على التهديدات الإسرائيلية بالسلاح أو بالرسائل ترسلونها إلى مجلس الأمن؟ إلى أن يصبح الجيش قادرا على الدفاع وحده، ماذا نفعل بصد العدوان وتحرير الأرض أم أنكم تريدون أن نترك العدوان ليأخذ مداه في لبنان تحقيقا لسياسات إسرائيلية أمريكية؟ إذا كانت قوة لبنان هي التي حمته خلال الفترة السابقة، فكيف نتخلى عن قوة لبنان بلا أفق وكيف تقبلون استسلام لبنان أمام التحديات؟ إذا كان لديكم مقترحات بديلة عن ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة فقدموها بإثباتات تبين أنها أقوى من هذه المعادلة الثلاثية وليس المطلوب أن تقولوا اقتراحاتكم كيفما كان؟"

وتابع: "اليوم يوجد إجماع لبناني على لعن قانون الستين الانتخابي، وجماعة 14 آذار يشاركون باللعن، ولكنهم غير جديين، هم يريدون قانون الستين ولا يريدون غيره ضمن سياسة رفض أي مشروع آخر لتمر المهلة المناسبة لتعديل القانون في داخل المجلس النيابي، أو بإسقاط القوانين التي تعرض على المجلس النيابي، فعندما تنتهي مهلة التشريع يكون القانون القديم الذي هو قانون الستين هو القانون الذي يعمل به في الانتخابات النيابية المقبلة، لماذا يريدون قانون الستين؟ لأنه يصادر أصوات نصف الشعب ويصادر حريات المعترضين داخل طوائفهم، ويصادر كل القوى الصغرى التي تريد أن تعبر عن نفسها من خلال المحادل الكبرى التي تأخذ كل شيء من دون أن تلتفت إلى الأصوات والمطالب الأخرى. وهم يريدون قانون الستين لأنه يحافظ على مكتسبات أفرقاء طائفيين في هذا البلد، ولا يريدون التطوير والعدالة وسماع الأصوات الأخرى، وإلا تفضلوا هذه النسبية بشهادة كل العالم، هي قانون الانتخاب العادل والأكثر عدالة، نعم يمكن أن نتفق على تقسيم الدوائر، ويمكن أن نتفق على المحافظات، أو على لبنان دائرة كبرى، ليس مهما كل هذه التفاصيل، ولكن المهم أن تكون النسبية موجودة لأنها هي التي تنصف وتجعل التمثيل تمثيلا واقعيا، للأسف كل الأحاديث عن الوطنية والعدالة تتبخر عند مصالح البعض الضيقة التي لا تأخذ في الاعتبار بناء لبنان ومستقبله". وختم قاسم: "البعض يطالب بنشر قوة دولية على الحدود اللبنانية السورية، ومفهوم تماما لو كانت المطالبة منا نحن وليس منهم، لأنهم هم الذين خربوا الحدود اللبنانية السورية، وهم الذين ينقلون السلاح إلى سوريا، وهم الذين حاولوا مرارا وتكرارا إيجاد بقعة آمنة من أجل أن تنطلق منها المجموعات المسلحة السورية، وهم الذين يساهمون بالأفراد وبالإمكانات وبكل العوامل التي تساهم في مشروع ضرب وتدمير سوريا، إذا لماذا يريدون القوة الدولية؟ لتفصل بين من ومن؟ هل أنهم يريدونها من أجل أن تسهل لهم عملية نقل السلاح انسجاما مع الوضع الدولي الذي يدعم العدوان على سوريا بدل أن يكون محايدا؟ نحن نرفض نشر قوة دولية على الحدود اللبنانية السورية، ونعتبر أنها مؤامرة ضد لبنان وضد سوريا، وعلى أولئك المطالبين بهذا المشروع أن يكفوا عن تخريب لبنان وتخريب سوريا لتعود الأمور إلى ما كانت عليه".

 

القضاء اللبناني يستعد لاستدعاء المملوك وسليمان يرفض الشروط للمشاركة في الحوار

بيروت - «الحياة»/ارتفع مزيد من الأصوات السياسية المطالبة بإعادة النظر بالاتفاقات المعقودة مع سورية بسبب توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة بتهمة التورط هو ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك، في «مخطط لإحداث تفجيرات وتنفيذ اغتيالات في حق شخصيات سياسية ودينية»، فطالبت كتلة «المستقبل» النيابية الحكومة «بتعليق العمل بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين وعدم الاكتفاء بالموقف الخجول» الذي صدر عن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وفيما أشادت الكتلة، بعد اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان «الشجاع» من القضية، قالت مصادر قضائية إن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا سيستأنف استجواب سماحة الموقوف في سجن الشرطة العسكرية غداً الخميس، فضلاً عن أنه سيعد كتاباً لاستدعاء اللواء المملوك يضمنه الاتهامات الموجهة إليه من القضاء العسكري حول التحضير للقيام بأعمال إرهابية بواسطة العبوات التفجيرية التي سلمها الى سماحة. وسيوجه الكتاب عبر السفارة السورية في لبنان من طريق وزارة العدل التي يفترض أن تحيله على الخارجية اللبنانية التي ينتظر أن تسلمه الى السفارة.

وطالب الكثير من نواب «قوى 14 آذار» بإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، ودعت كتلة «المستقبل» الى إخطار الجامعة العربية ومجلس الأمن بالمعطيات عن «اكتشاف الجريمة مما أحبط أكبر وأخطر مؤامرة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ودعت الى إحالة القضية على المحكمة الدولية. وزار عدد من النواب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وأشادوا بالإنجاز الكبير الذي حققه فرع المعلومات. واعتبر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون أن «كل ما صدر في الصحف كأنه لم يوجد الى أن يصدر القرار الظني ويصبح الموقوف (سماحة) متهماً ثم يمر أمام المحكمة التي تصدر الحكم النهائي»، ودعا الى أن «نترك القضاء يقوم بعمله».

وعلقت مصادر اطلعت على جانب من التحقيق على التسريبات عن أن سماحة أبلغ قاضي التحقيق، أول من أمس، أثناء استجوابه أنه استدرج من قبل أحد الأشخاص وفرع المعلومات، وأن المتفجرات التي نقلها هي لزرعها على الحدود الشمالية لمنع تهريب المسلحين والسلاح الى سورية، فقالت إن هذه العبوات «هي من النوع الذي يوجه ضد الأفراد والمجموعات للاغتيال وليست ألغاماً أو مضادات للآليات، ولها جهاز تحكم من بعد وفيها مغناطيس لاقط لزرعها في أسفل السيارات». ورأت المصادر أنه «إذا صحت التسريبات عن إفادة سماحة بأنه نقلها لكي توضع على الحدود، فستؤدي الى «توريطه أكثر وهذا دليل إرباك». وكررت المصادر إن تراجع سماحة عن إفادته الأولى أمام التحقيق الأمني «يقابله وجود 3 شرائط فيديو مسجلة على مدة ساعة ونصف الساعة أثناء استجوابه، فضلاً عن صور تسليم العبوات من سيارته الى سيارة الشخص الذي كلفه بتنفيذ الخطة، وسلمه مبلغ 170 ألف دولار، والتراجع يقود الى تثبيت التهمة ولا يخفف منها». وعاد موضوع عقد «هيئة الحوار الوطني» غداً الخميس بدعوة من الرئيس سليمان الى الواجهة، خصوصاً أن على تحالف «قوى 14 آذار» أن يحسم موقفه النهائي من حضورها بعد أن كان علّق مشاركته فيها قبل أسابيع احتجاجاً على عدم تسليم «داتا» الاتصالات (سلمت للأجهزة الأمنية بناء لإصرار من سليمان) وعلى موقف «حزب الله» المصر على بحث استراتيجية التحرير بل الاستراتيجية الدفاعية، والاحتفاظ بسلاحه. وأعلنت كتلة «المستقبل» استمرار التشاور مع سليمان ومكونات 14 آذار «لحسم الموقف من الحضور استناداً الى مرجعية الدولة والاحترام الكامل للدستور وإناطة السلطة العسكرية والأمنية والسياسية حصراً بالدولة». وقالت مصادر 14 آذار لـ «الحياة» إن المشاورات تكثفت ليل أمس، بين سليمان وقياداتها مع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والسنيورة، ويفترض أن يحسم الموقف من المشاركة في اجتماع اليوم. يذكر ان الحريري التقى أول من أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن جاسم آل جبر. وكان الرئيس سليمان شدد على أن جلسة الحوار «هي المكان المناسب لمناقشة كل الأفكار وموضوعها الرئيسي هو الاستراتيجية الوطنية للدفاع وفقاً للدعوة الأصلية للحوار». ونقل زوار سليمان عنه قوله إنه حدد جدول الأعمال، ولن يرضخ لأي شروط من أي فريق، وإذا كان لأي فريق وجهة نظر معينة فعليه أن يطرحها خلال الجلسة. وذكر هؤلاء ان سليمان سيقترح تصوره للاستراتيجية الدفاعية ولموضوع السلاح، تحت سقف خطابه في الأول من آب (أغسطس) الذي أشار الى أن «لا شراكة في الجيش والقوى الشرعية الرسمية في الأمن والسيادة واحتكار القوة التي هي حق حصري للدولة». وقال الرئيس سليمان أمس أثناء جولة له في قرى وبلدات قضاء جبيل: «نستطيع تدارك العاصفة التي حولنا وسنتداركها ولكن الخطر كل الخطر من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن». وطلب سليمان من المواطنين في بلدات جبيل «وكل لبنان التوجه الى استقبال قداسة البابا الذي سيزور لبنان في 14 و15 و16 أيلول والذود عنه على طرقاتنا في تنقلاته بين المناطق، فمن يستطيع أن يهدد الحبر الأعظم ويهدد مجيئه الى لبنان، بوجودكم أنتم؟». وفي مجال آخر، قال الرئيس سليمان: «عندما تصبح أي علاقة مع خارج لبنان تضر به نتوقف عنها، وعندما تعود العلاقة لمصلحة لبنان نعود إليها».

 

ملف سوريا ولبنان بإشراف البنتاغون و"السي أي إيه" !

جريدة الجمهورية/جاد يوسف/تحت عنوان "ما يجري في الشرق الأوسط يدحض الانتقادات الموجّهة إلى أوباما"، يدافع الكاتب الأميركي والتر بنكوس في صحيفة "واشنطن بوست" عن سياسات الرئيس الأميركي في ما بات يعرف بـ"القيادة من الصفوف الخلفية" تجاه ما يجري في العالم العربي منذ أكثر من عشرين شهراً.

كلينتون عرضت شروط تركيا للمشاركة في أيّ عمل مستقبلي تجاه سوريا

يقول بنكوس إنّ حقائق الوجود العسكري الأميركي في المنطقة والذي يتزايد بشكل مطّرد، لا تترك مجالاً للشكّ في أنّ التحضيرات الميدانية جارية على قدم وساق استعداداً للأسوأ. ويعدّد في هذا الإطار القطع الحربية البحرية من حاملات طائرات وأنظمة صاروخية في البحر والبر والقواعد العسكرية والقوّات البرية المنتشرة في غير مكان، وصولاً إلى المناورات العسكرية البحرية والجوّية والبرّية بمشاركة عدد قياسي من الدول، ومناورة "الأسد المتوثّب" التي جرت في أيّار الماضي، إلى المناورات المرتقبة ما بين 16 و27 أيلول المقبل.

ولا شكّ في أنّ صدور هذه التحليلات في الصحافة الأميركية، يتقاطع مع المعلومات التي سُرّبت في الآونة الأخيرة، عن نتائج التحرّكات السياسية والديبلوماسية، التي قادتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أو وزير الدفاع ليون بانيتا.

ويقول مصدر في البنتاغون إنّ اجتماع مجلس الامن القومي في البيت الابيض امس الأوّل الذي عرضت فيه كلينتون لنتائج جولتها الافريقية التي أنهتها في تركيا، أدّى إلى نتيجة رئيسية مفادها أنّ ملف سوريا ولبنان انتقل من الآن وصاعداً الى وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات الاميركية.

عرضت كلينتون لما يمكن وصفه بالشروط والتداعيات السياسية لما يمكن أن يجري مستقبلاً في سوريا، وشروط تركيا للمشاركة في أيّ عمل مستقبلي تجاه سوريا. وقد طلبت تركيا موقفاً من ثلاث قضايا:

- مستقبل التعامل مع القضية الكردية في المنطقة الحدودية المشتركة مع سوريا والعراق، حيث اعترفت بأنّها تواجه فيها صعوبات جدّية.

- الموقف من الدور السياسي والميداني المزدوج الذي يلعبه إقليم كردستان العراق بقيادة بارزاني بعد عرض لمعلومات عن قيام "البشمركة" بتزويد حزب العمّال الكردستاني في تلك المنطقة الحدودية بالسلاح.

- مستقبل علاقة تركيا بالاتّحاد الأوروبي ودورها في حلف الناتو، خصوصاً أنّ أنقرة شدّدت خلال لقائها كلينتون على أنّ تحرّكها لن يتمّ أبداً في معزل عن المظلّة والشراكة الأطلسية.

يضيف المصدر، أنّ امام هذا العرض، يستخلص أنّ طوراً جديداً قد بدأ في التعامل الاميركي مع الأزمة في سوريا. فالقضايا التركية الثلاث هي من اختصاص وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الاستخبارات الاميركية. عندما أعلن وزير الدفاع ليون بانيتا أمس أنّ فرض منطقة حظر جوّي ليست واردة على الأقلّ في المدى القريب، أكّد في المقابل جهوزية القوات الاميركية لمثل هذا الاحتمال. لكنّه كان يؤكّد في المقابل أنّ الشروط التمهيدية، وخصوصاً التحفّظات التركية أعلاه، ستجري متابعتها ووضع حلول لها. وبما أنّ القرار "الكبير" لم يصدر بعد عن البيت الابيض، وهو في انتظار انتهاء الخريف بعد الفراغ من الانتخابات الرئاسية، فأمام الجميع فرصة كافية للاستعداد للمرحلة المقبلة.

وفي سياق متّصل، وعلى رغم إصرار الجيش السوري الحر على القول إنّ طائرة "ميغ" 23، أسقطت بمضادّات أرضية، إلّا أنّ مقاطع الفيديو والأصوات الخلفية التي سمعت خلال العملية، تظهر أنّ صاروخا مضادّاً للطائرات هو الذي أسقط الطائرة. ويعتقد بعض المراقبين بأنّ الصاروخ هو صاروخ "سام 7" وليس صاروخ "ستينغر" الأميركي، لأنّ الأخير لو كان استعمل لدمّر الطائرة في الجوّ تماماً، ولما تمكّن الطيّار من القفز بمظلّته سالماً.

ويرى البعض أنّ ما أطلِق عليه "معركة" حلب قد انتهى إلى ما يمكن وصفه من الآن فصاعداً بخطوط تماس بين المتحاربين في سوريا. فالحرب دخلت طوراً شبيها بما جرى في لبنان بعد حرب السنتين، مع فارق رئيسي أنّ بنية الكيان اللبناني في تلك الفترة كانت صامدة ومطلب التغيير لم يكن يطاول جوهر تلك البنية وتركيبتها. فيما الوضع في سوريا مختلف تماماً، حيث إنّ بنية النظام وتركيبته والسلطة التي كان يمارسها على سوريا هي التي انتهت صلاحيتها.

في المقابل يرى محلّلون أنّ وتيرة المواجهات وكذلك أعداد الضحايا، قد تشهد تراجعاً في المرحلة المقبلة بين قوّات الأسد والجيش الحر، حين يتأكّد النظام شيئاً فشيئا أنّ المعارضة باتت قادرة على تحييد الكثير من أسلحته الرئيسية الاستراتيجية، سلاح الطائرات وسلاح الدبّابات. وما الإشارة إلى الاسلحة الكيماوية على لسان كلّ من كلينتون ووزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو في مؤتمرهما الصحافي المشترك الخميس الماضي، والتحذير من أنّ استعمال تلك الاسلحة هو خطّ أحمر، إلّا تأكيد تحييد هذا السلاح باعتبار أنّ لجوء النظام اليه سيكون الضربة القاضية له.

قد يدخل الصراع في سوريا في المرحلة المقبلة مراوحةً تنسجم مع الأجندة الاميركية الراهنة في ظلّ الانشغال الرسمي والشعبي الاميركي بالانتخابات الرئاسية. انتخابات يرى البعض أنّها قد تكون مفصلية في تقرير الكثير من الملفّات الدولية والاقليمية. فطبول الحرب التي ترتفع أصواتها قد لا تقتصر على ما يجري في سوريا، خصوصاً أنّ الاساسي فيها هو ما يجري الاستعداد له، من شواطئ ومضائق البحر الاحمر الى إقليم "أضنة" التركي إلى إسرائيل ولبنان.

والتر بنكوس، يختم مقالته في "واشنطن بوست" بالقول إنّه في الوقت الذي تخشى فيه سوريا بشّار الاسد وإيران آية الله علي خامنئي من الزيادة الكبيرة في الوجود الاميركي البحري والجوّي والبرّي في المنطقة، يصرّ منتقدو البيت الابيض على عدم الانتباه لما يجري على الارض وعلى اتّهام الرئيس اوباما بالتقصير وبالتخلّف عن مجاراة الأحداث في تلك المنطقة!

 

طهران استبعدت التعرض لهجوم "غبي" من الدولة العبرية واشنطن تقول لإسرائيل: يوجد متسع من الوقت للديبلوماسية ومواصلة ستراتيجية الضغط على إيران

 عواصم - وكالات: أكدت واشنطن عزمها على مواصلة الجهود الديبلوماسية لتسوية الملف النووي الايراني, مضيفة أن هناك "نافذة" لستراتيجية الضغط عبر فرض عقوبات, في وقت يتزايد حديث اسرائيل عن الخيار العسكري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين على متن طائرة "اير فورس وان", مساء أول من أمس, "هناك مجال ومتسع من الوقت للديبلوماسية والفرصة قائمة لايران لتستفيد من هذه العملية". وفي اشارة محتملة الى محادثات اميركية مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو, أكد كارني أن واشنطن قالت بوضوح "لشركائها" إن هناك متسعا كافيا من الوقت لإقناع طهران بتغيير مسار الأمور. وأضاف أن "كل الأسباب تدفعنا إلى مواصلة المحادثات في اطار مجموعة 5+1 فيما ما زال هناك متسع من الوقت ومجال".

وجاءت تصريحات كارني بعد يوم من نشر الصحف الاسرائيلية في عناوينها الرئيسية معلومات عن احتمال شن الدولة العبرية هجوما عسكريا على المنشآت النووية الايرانية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أن موقفه الذي كرره كارني هو أنه سيمنع ايران من "امتلاك أسلحة نووية", وهو ما يختلف عن الموقف الاسرائيلي الذي حدد خطا أحمر امتلاك ايران المقومات التي قد تسمح لها بانتاج السلاح النووي. إلى ذلك, أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند أن المساعدة الانسانية التي ينوي الأميركيون ارسالها الى ايران لمساعدتها بعد زلزالين أوقعا حوالي 300 قتيل, لا يشملها نظام العقوبات الذي يستهدف طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وقالت نولاند إن "الاميركيين الذين يرغبون في تقديم المساعدة الى الايرانيين بامكانهم تقديم المواد الغذائية او الادوية ومن دون ان يكونوا بحاجة للحصول على ترخيص يجيز نقل هذه المواد الى ايران" في اشارة الى الاعفاءات الممكنة لنظام العقوبات الذي فرضته واشنطن. من جهة أخرى, أكدت وزارة الخارجية الايرانية, أمس, أنها تستبعد هجوما اسرائيليا "غبيا" على منشآتها النووية.

وقال المتحدث باسم الوزارة رامين مهمانبرست "نسمع باستمرار مثل هذه التصريحات التي لا أساس لها ولا نرى مبررا لمثل هذه العملية".

وأضاف "حتى وإن كان أحد مسؤولي هذا النظام غير الشرعي يريد القيام بمثل هذه العملية الغبية فلن يسمحوا له حتى من داخل (الحكومة الاسرائيلية) لأنهم سيتحملون العواقب الشديدة لمثل هذا العمل", و"في حساباتنا, لا ناخذ كثيرا على محمل الجد" هذه التهديدات. ولفت مهمانبرست إلى أن "تكرار مثل هذه التصريحات ناجم عن مشكلات داخلية في النظام الصهيوني وانقسامات عميقة بينهم والأزمة الاجتماعية الضخمة القائمة" في هذا البلد, في إشارة الى التظاهرات الاجتماعية وانتحار بعض الاسرائيليين حرقا خلال الاسابيع الاخيرة. من جانبه, أكد وزير الدفاع الجنرال احمد وحيدي, أن "هذه التصريحات هي مؤشر على الضعف والخوف وليست دليلا على القوة". ونقلت وكالة "ايسنا", عن وحيدي قوله إن "النظام الصهيوني الضعيف الآيل الى الزوال لا يملك بالتأكيد القوة ولا الارادة على الصمود أمام ايران", واصفا القادة الاسرائيليين بأنهم "بلا عقل ودعاة حروب".

 تعيين ديختر وزيراً للجبهة الداخلية في إسرائيل

 القدس - ا ف ب: أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, أنه عين الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "شين بيت" افي ديختر, وزيرا للجبهة الداخلية (الدفاع المدني), في وقت تسرع الدولة العبرية الاستعدادات الدفاعية للسكان تحسباً لحرب مع ايران. وذكر مكتب نتانياهو في بيان, "قررت تعيين افي ديختر وزيرا للجبهة الداخلية", موضحاً أن ديختر "شغل منصب وزير الأمن الداخلي, وسيلقى على عاتقه واجب مهم وهو تعزيز أمن الدولة". وسيستقيل ديختر الوزير السابق للأمن الداخلي والنائب عن حزب "كاديما" (وسط) المعارض من البرلمان لينضم الى الحكومة.

وعين ديختر في هذا المنصب التابع لوزير الدفاع ايهود باراك, خلفا لماتان فيلناي الذي عين سفيرا لاسرائيل في الصين, وسيصادق البرلمان (الكنيست) على تعيينه غداً.

وكان ديختر قال أخيراً ردا على سؤال عن موقفه من شن ضربة اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية, إن تل أبيب "بحاجة إلى قدرات هجومية فعالة". ويتناقض موقف ديختر مع مواقف مسؤولين سابقين في الشين بيت و"الموساد" والاستخبارات العسكرية الذين أعلنوا عن معارضتهم لشن هجوم اسرائيلي دون موافقة الولايات المتحدة. وذكرت الاذاعة العسكرية, أن انضمام ديختر الى الحكومة سيعزز معسكر "الصقور" الداعين الى ضرب إيران فيما رأى معلقون أن أغلبية الوزراء في الحكومة الأمنية المؤلفة من 15 وزيرا يعارضون شن ضربة عسكرية من دون دعم تصريح من الولايات المتحدة.

 

هل يمرّ إقتراح القانون الجديد حول ضبط بيع الأراضي؟

جريدة الجمهورية/باسكال بطرس/15 آب/12

نظراً إلى أنّ الهاجس الأهم اليوم يتعلّق بموجة بيع المسيحيين لأراضيهم، ما يهدّد الوجود المسيحي الفاعل في لبنان، في حال لم تُتخذ، وبسرعة قصوى، الإجراءات الضرورية لوقف الهجمة الممنهجة عليهم وعلى وجودهم، تنشغل النخبة من المسيحيين في سعيها لإيجاد حلول فعّالة وحاسمة للحؤول دون استمرار الجدل حول هذه الكارثة والتصدّي لعدد عمليات البيع والشراء الهائل. عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزف المعلوف، كان من بين المبادرين لإيجاد حلول لهذا الموضوع، من خلال تقدّمه باقتراح قانون الى مجلس النواب يرمي الى تقييد عملية بيع العقارات التي تتجاوز مساحتها حدّا معيّنا.

ظاهرة بيع الأراضي" لا تعرف حدوداً، ما يستدعي تنظيم قانون في عملية البيع والشراء المحلي داخل البلد، وردّ الحق الى المجالس البلدية والقرى للمحافظة على أملاكها". هذا ما قاله المعلوف لـ"الجمهورية"، مؤكدا أن "لا علاقة للاقتراح الذي تقدّمتُ به بأي انتماءٍ طائفي على الإطلاق، فلا لون ولا طائفة له، لأنني انطلقت في مقدّمته من مبدأ دستوريّة حقّ الملكية والمحافظة على الملكية من دون أي تعطيل للدورة الاقتصادية، ما يؤمّن حماية دستورية للجميع"، مشدّدا على حرصه على "المحافظة على الفسيفساء اللبنانية".

وشرح المعلوف أنّ "ما يخضع لأحكام هذا القانون هي عقود البيع التي تجري على العقارات غير المبنيّة والتي تزيد مساحتها عن 3000 م2، سواء كانت هذه العقارات ممسوحة أم غير ممسوحة، في حين يُستثنى من الخضوع لأحكام المادة الأولى أعلاه عمليات البيع والشراء التي تقوم بها الدولة أو البلديات أو تلك التي تجري بين الزوج والزوجة أو بين الأصول والفروع لغاية الدرجة السادسة".

وتابع: "وفي هذا السياق، يتوجّب على صاحب الملك في العقار المُراد بيعه إبلاغ المجلس البلدي حيث يقع العقار بعملية البيع والثمن، وإمهاله مدة محددة لممارسة حقه باستملاك العقار لصالح المنفعة العامة مقابل بدل عادل، أو شراء العقار المراد بيعه عبر ممارسة حق الشفعة أو تأمين مشتر للعقار من أبناء البلدة الذين يملكون عقارات مجاورة للعقار المراد بيعه، وبنفس الشروط والسعر المعروض. وإلّا يكون لزاماً على المجلس البلدي الموافقة على عملية البيع، ويعدّ سكوته بعد انقضاء المهلة بمثابة قبول بالبيع".

وإذ لفت المعلوف إلى أنّ "موقف المسيحيين اليوم شبيه بموقف المسلمين في الثمانينيات، إذ إنّ الهجمة على شراء الأراضي في ذلك الوقت كانت "مُفتعلة" من قِبَل المسيحيين الذين كانوا أكبر المتموّلين، وذلك من خلال مخطّطٍ مدروس لشراء أراضي المسلمين"، رأى المعلوف أنّ "اقتراح القانون هذا يهدف إلى المحافظة على التراث والتعدّدية المناطقية، فضلاً عن إيجاد حلّ يكفل الإبقاء على الملكية الفردية وتأمين ممارسة الأفراد للحريات التي كفلها الدستور والقوانين". أضاف: "وفي المقابل، يرمي القانون إلى الحد من الفوضى العمرانية في القرى وتقييد عملية المتاجرة بالأراضي، من دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمالكين أو إلى الحدّ من حرياتهم.

وذلك رغبة وإيمانا بضرورة العمل على حفظ العيش المشترك وصيانته بين أبناء الوطن الواحد وتجنباً لأي تغيير ديموغرافي أو تحوير في استعمالات الأراضي عبر تحويل القرى الصغيرة إلى أماكن للتجمعات السكانية المشادة من دون مراعاة لأبسط المعايير الفنية والهندسية والبيئية والجمالية المطلوبة".

وإذ أشار إلى أنّ القانون "يمنح في هذا الإطار، المجالس البلدية المنتخبة صلاحيات إضافية انطلاقاً من مبدأ اللامركزية والإنماء المتوازن، فتمارس السلطة المحلية ضمن نطاقها بما فيه وضع السياسة الإسكانية والعمرانية ضمن النطاق البلدي والحد من فوضى العمران غير المنظم الذي يؤدي إلى تشويه جمال القرى والإضرار بالبيئة، الأمر الذي ينعكس تمكيناً للشعب من مباشرة شؤونه المحلية الإدارية، كون السلطة المحلية أكثر معرفة بحاجات إقليمها ومرافقه والأقدر على تأمين حسن سير المرافق العامة المحلية، متجنبة الإبطاء والروتين في أداء عملها نظراً لقربها واستجابتها السريعة إلى تحقيق مستلزمات حسن سيرها". وأضاف: "بقدر ما نحرص على التراث والتعدديّة الموجودَين في كلّ منطقة وبلدة لبنانية، بقدر ما نحافظ على الوطن الرسالة. وبالتالي فإنّ إعطاء البلديات بعض هذه الصلاحيات يؤمن الحفاظ على المصلحة العامة"، موضحاً "انّ من أولى هذه الصلاحيات هي صلاحية ممارسة حق الشفعة على بعض العقارات ضمن النطاق البلدي، وذلك عبر إعطاء المجلس البلدي الحق في شراء العقارات الواقعة ضمن نطاقه عبر ممارسة حق الشفعة هذا سواء لصالح البلدية أو لصالح تنفيذ سياستها العامة للاستثمار والتخطيط".

ولفت المعلوف إلى أنّ "محامين أشرفوا على الدراسة القانونية للاقتراح الذي يلقى دعم كلّ من حزب "القوات اللبنانية" ونواب كتلة زحلة"، معرباً عن أمله "في أن يحيل الرئيس نبيه برّي هذا الاقتراح الى اللجان النيابية، وأن يحظى بدعم جميع الكتل السياسية".

الدويهي

وفي حديثه لـ"الجمهورية"، قال عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية طلال الدويهي إنّه "تمّ تقديم اقتراح القانون هذا إلى الرابطة أولا، ومن ثمّ عُرض على طاولة بكركي خلال الاجتماع مع لجنة التنسيق والمتابعة النيابية"، مؤكّداً أنه "اقتراح متماسك ومرحّب به، فهو يضع حدّا لعمليّات البيع المبرمجة خارج إطار السقف الطائفي، ولكن في الوقت نفسه ضمن إطار السقف القانوني".

ورأى الدويهي أنه "المشروع الأنسب بين كلّ المشاريع المطروحة، وبالتالي يُتوقّع أن يحظى بتأييد فئة كبيرة من اللبنانيّين"، لافتا إلى أنّ النائب هادي حبيش "عضو لجنة التنسيق وعضو كتلة "المستقبل" أبلغني بعد اجتماع اللجنة في الصرح البطريركي أنّ اقتراح المعلوف جيّد ولقد حظي برضى المجتمعين، ولكنه يحتاج بعض التعديل".

الأرقام "تغلي" والديموغرافيا في خطر... وفي انتظار اتفاق جامع على صيغة اقتراح المعلوف في إطار تفاهم وطني على معالجة هذه المسألة، يبقى السّؤال: هل سينجح الإقتراح، في حال اعتماده، بالحَؤول فعليّا دون استمرار الجدل حول بيع الأراضي وإيقاف هذه الظاهرة؟

 

خطوط توتر المنصورية إلى الواجهة مجدداً والأهالي يقولون لن نتراجع حمايةً لأولادنا

النهار/قضية خطوط التوتر العالي في المنصورية لم تنته فصولاً، ولا تزال سيفاً مصلتا على رقاب الاهالي في تلك المنطقة. وامس اعلنت "لجان ألاهالي والطلاب في منطقة تلال عين سعاده ، عين نجم، عين سعاده / بيت مري، عيلوت، الديشونية، اثر اجتماعها مع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة قضية مد خطوط التوتر، انه بعدما اوضح الاهالي الأسباب العلمية المحقة والحقيقية الكامنة وراء موقفهم الرافض لمد هـذه الخطوط هوائياً في مناطقهم، وخصوصا أنهم قاموا بتصحيح المغالطات التي تطول هـذا الملف من وزير الطاقة وطاقمه الإستشاري، وخرجوا بانطباع  جيد يؤذن بحل المسألة وفق الأصول، أي بمراعاة الصحة والسلامة العامة، واكد لهم  وزير الداخلية أكثر من مرة خلال الإجتماع أن القوة لن تستعمل ضدهم من أجل مد الخطوط هوائياً، فوجئوا بأخبار مفادها أنه اتفق على أن ترفع اللجنة الى مجلس الوزراء توصيات تخالف ما اتفق عليه وتضع مهلة شهر لأصحاب الوحدات السكنية المحاذية التي تقع ضمن الوصلة المتبقية من خطوط التوتر العالي وفقاً لآلية تصدرها وزارة المال لشراء هذه الوحدات السكنية  مباشرة وإستكمال تنفيذ الأشغال بعد إنقضاء المهلة المحددة". واكد بيان الاهالي "ثوابتهم ومطالبهم برفض مبدأ استملاك عقاراتهم أو بيعها أو شرائها،  واعتبار خطوة كهذه مثابة عمل تهجيري (قسري) لأبناء المناطق المذكورة ورشــوة فاضحة.  ورفض مدّ خطوط التوتر العالي هوائيّاً واستبدالها بكابلات مطمورة تحت الأرض وفقاً للتقنيات الحديثة والآمنة،    تطبيقاً لمبدأ الوقاية من الأخطار والحماية من الخطر على السلامة والصحة العامة والخاصة، والحفاظ على البيئة، وإلغاء جميع الإستملاكات وعمليات (قرارات) وضع اليد وإزالة كل المنشآت المتعلقة بالخطوط الهوائيّة من عواميد وأسلاك ولواحق مهما كان نوعها وأينما كانت على طول خط بصاليم – عرمون / تفرع المكلس، وإعتماد عملية الطمر المذكورة أعلاه ضمن الأملاك العامّة مباشرةً". وشددوا على أنهم "لن يتراجعوا عن مواقفهم المحقة حماية للمجتمع والمواطنين وخصوصاً الأطفال وأن المشكلة لا تقتصر على مناطقهم ومن واجب الدولة العمل على تصحيح المسار وعدم الأخذ بمغالطات يدسها البعض في أذهانهم".

 

ميشال سليمان لفرنجية: ليس رجلاً من يصف الرجال بأنهم لغير لبنان

بيروت - "السياسة": رد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بالتأكيد على أن "من يصف الرجال بأنهم رجال لغير لبنان فهو ليس برجل".

وجاء موقف الرئيس خلال زيارته منطقة جبيل, أمس, رداً على قول فرنجية في مقابلة متلفزة اول من امس أن النظام السوري هو من دعم سليمان لتولي قيادة الجيش أواخر التسعينات ورئاسة الجمهورية العام 2008.  وقال سليمان من القرية الرياضية في جبيل, ان "جبيل ليست محرومة وهي غنية برجالاتها ومرجعياتها, ولبنان يتجدد في خضم ما يجري في المنطقة من تحول الى الديمقراطية ولن يكون مجددا ساحة صراع", معتبرا "إن العاصفة الخارجية التي حولنا يمكن تداركها, ولكن الخطر هو من العواصف الصغيرة الدنيئة داخل الوطن". ودعا "القاصي والداني ليفهم ان جبيل أعطت رجالاً للبنان قبل كل شيء, والذي يصف الرجال بأنهم رجال لغير لبنان فهو ليس برجل". كما أكد "أن قانون اللامركزية الادارية يجب أن يقر اليوم قبل الغد", مضيفاً "اننا مطمئنون الى مسيرة العيش المشترك في جبيل ولبنان".

وفي كلام موجه إلى "14 آذار", شدد الرئيس سليمان على أهمية انعقاد هيئة الحوار في موعدها المقرر غداً الخميس, مؤكداً أنها "المكان المناسب لمناقشة كافة الطروحات والتعبير عن الافكار والاقتراحات والمذكرات المتنوعة على ان يكون الموضوع الرئيسي فيها هو الستراتيجية الوطنية للدفاع".

 

سجال سليمان "الزغير" وميشال سليمان: من كان "رجل سوريا" ومن "سيظلّ"!

الاربعاء 15 آب الشفاف

يُحسّب للرئيس الراحل سليمان فرنجية أنه لم يستسلم لإرادة نظام الطاغية الآب، حافظ الأسد، إلا مضطراً وبعد أن أوعز الأسد بقصف قصر بعبدا بمدافع ما كان يُسمّى "جيش لبنان العربي" (في ١٥ آذار ١٩٧٦) فاضطرّ الرئيس للإلتجاء إلى "بلدية الكفور"، وإلا بعد انقسام "الجبهة اللبنانية" بعد اغتيال إبنه "طوني". وُيحسّب له أن ظل، حتى بعد انتهاء ولايته، "حاقداً" على النظام السوري!

أما ميشال سليمان، فقد عيّنه إميل لحود ("الزلمي") قائداً للجيش في عهد حافظ الأسد، ولكنه اشترط عليه أن تبقى التعيينات والمناقلات العسكرية في يده (أي في يد لحّود) وكذلك الحرس الجمهوري. أي أن لحّود حرم سليمان من وسائل بناء ولاء لنفسه داخل المؤسسة العسكرية. ولم يتعزّز وضع قائد الجيش ميشال سليمان إلا بعد انهيار الوجود السوري في لبنان، أي بعد ١٤ آذار ٢٠٠٥.

ويُحسّب لميشال سليمان، قائد الجيش، أنه رفض أن يقمع "انتفاضة ١٤ آذار"، وأنه "أوصل خبراً" بأن الجيش لن يطلق النار على المتظاهرين.

بالمقابل، يؤخذ على قائد الجيش ميشال سليمان تخاذله إزاء حزب الله في حادث "مار مخايل"، حينما أمر باعتقال ضباط كانوا يدافعون عن الجيش.

ويؤخذ عليه تخاذله في "حصار السراي" الأمر الذي اضطر الملك عبدالله بن عبد العزيز الإتصال به لمطالبته بحماية "السراي الحكومية" ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وهذا "واجب" على الجيش اللبناني.

ويؤخذ عليه تخاذله أمام "غزوة بيروت" التي سجّلت أول احتلال "إيراني" لعاصمة عربية. وقد اعترف هو نفسه بذلك في رسالة وجّهها إلى ضباط الجيش بعد "الغزوة".

وباختصار، يؤخذ عليه أنه، مثل كل قادة الجيش الموارنة، عمل للوصول إلى رئاسة الجمهورية حتى لو باتت الجمهورية كلها "مخطوفة" من الحزب الإيراني. وأنه اعتبر "غزوة ٧ أيار صراعاً "بين شيعة وسنّة" في حين كان واجبه أن يحمي عاصمة لبنان، ومؤسّساته، وحكم القانون.

اللبنانيون"الإستقلاليون"، أي اللبنانيون المؤمنون بـ"الديمقراطية"، لم يراهنوا على الرئيس ميشال سليمان الذي بدا، أحياناً كثيرة، "في المقلب الآخر"! ولم يؤمّن لهم رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، الحماية المادية أو السياسية من الإغتيالات، ومحاولات الإغتيال، ومن "الفبركات" التي قامت، وما زالت تقوم بها حتى اليوم، أجهزة مخابرات الجيش والأجهزة الأخرى. ولم يقف موقفاً صلباً إزاء اختراق حزب الله والنظام السوري لمؤسسات الدولة كلها، ولم يحتجّ حتى على "انقلاب القمصان السود" الذي أطاح بحكومة الأكثرية النيابية المنتخبة!

لكن، يُحسَب له أنه أعطى الضوء الأخضر لاعتقال "رجل بشّار الأسد، ميشال سماحة"، وتوجيه الإتهام للواء علي المملوك، حتى لو كان فعل ذلك في "ربع الساعة الأخيرة" قبل سقوط نظام البعث السوري إلى غير رجعة. وتُحسب له كلماته "الخجولة" وفيها أن "لبنان يتجدد اليوم في خضم ما يجري في المنطقة من تحولات نحو الديمقراطية، ولن يعود مستقبلا ساحة لصراعات الاخوة والاشقاء"،

بالمقابل، ما هي "الحسنات" التي يمكن أن يذكرها المرء للوزير سليمان فرنجية من زاوية العلاقة مع سوريا؟ إن علاقة "التبعية" لنظامٍ احتل لبنان طوال ٣٠ سنة، و"عدم خيانة المحتل" لا تدخل في باب "الوفاء والشهامة" وإنما تدخل في باب "العمالة المتواصلة"!

الوزير سليمان فرنجية على حق حينما يقول أن جماعة ١٤ آذار (معظمهم) كانوا "رجال سوريا" أثناء احتلالها للبنان، وأن بعضهم لم ""يبدّل" إلا بعد خروج الجيش السوري! هذا صحيح. لكن، هنالك فارقاً بين سياسي كان "رجل سوريا" ثم حارب نظامها طوال السنوات السبع الماضية (وبعضهم تم اغتياله لأنه تمرّد على النظام السوري) وبين من "تشبّث" بالتبعية للمحتل الذي سفك دماء اللبنانيين والسوريين، والذي دمّر بيروت قبل أن يدمّر حماه وحمص ودمشق وحلب.

جماعة ١٤ آذار الذين "خدموا نظام حافظ وبشار الأسد" في الماضي يمكن للبنانيين أن يحاسبوهم في صناديق الإقتراع. ويمكن للقضاء أن يفتح لهم ملفات "فساد" كثيرة. اما الذين ما زالوا مصرّين على خدمة نظام بشار الأسد حتى في "ربع الساعة الأخيرة"، مثلما فعل ميشال سماحة (وشركاؤه المجهولون حتى الآن...)، فينبغي أن يحاسبهم القضاء العادل والنزيه والشفّاف.

يستطيع الوزير سليمان فرنجية أن يعيّر سياسيين من ١٤ آذار بأن زياراتهم لم تكن تنقطع لدمشق. لكنه لا يستطيع أن "يعيّر" الغالبية العظمى من الشعب اللبناني التي لم "تَبِع نفسها" لنظام حافظ الأسد وإبنه. ولا اللبنانيين الكثيرين، بمئات الألوف، الذين تركوا البلد ولم يقدّموا الولاء والذل لغازي كنعان ورستم غزاله وكل "القَتَلة" الذين حكموا البلد طوال ٣٠ عاماً!

نظام الأسد انتهى، فهل يدرك سليمان فرنجية ("يِرحَم جدّه") أن موقع زغرتا هو في قلب الحركة الإستقلالية وليس بين "فلول" النظام الديكتاتوري المنهار؟

باب "الإنشقاق" على بشار الأسد مفتوح، وسيظل مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة! فماذا ينتظر سليمان بيك، وقد سبقه رئيس حكومة الأسد وكبّار ضباط جيشه!

الشفاف

ماذا قال سليمان فرنجية والرئيس ميشال سليمان

أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من القرية الرياضية في جبيل، ان "لبنان يتجدد في خضم ما يجري في المنطقة من تحول الى الديموقراطية ولن يكون مجددا ساحة صراع"، مشيراً إلى أن "العاصفة الخارجية التي حولنا يمكن تداركها، ولكن الخطر هو من العواصف الصغيرة الدنيئة داخل الوطن". وأضاف رداً على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيّة من دون أن يسميه وبنبرة حازمة: "ليفهم القاصي والداني ان جبيل أعطت رجالا للبنان قبل كل شيء، والذي يصف الرجال بأنهم رجال لغير لبنان فهو ليس برجل"، مشيراً الى "أننا مطمئنون الى مسيرة العيش المشترك في جبيل ولبنان".

أكّد سليمان أن "لبنان يتجدد اليوم في خضم ما يجري في المنطقة من تحولات نحو الديمقراطية، ولن يعود مستقبلا ساحة لصراعات الاخوة والاشقاء"،

وأضاف: "عندما تصبح أي علاقة مع خارج لبنان تضر به نتوقف عنها وعندما تعود العلاقة لمصلحة لبنان نعود اليها".

وكان الوزير السابق سليمان فرنجية، في حديث لقناة "الميادين" قد اشار الى ان قوى 14 آذار عندما كانت سوريا في لبنان كان شعارهم دعم المقاومة ومع العلاقة مع سوريا وعندما تغيرت الظروف اصبحوا ضد المقاومة وضد العلاقة مع سوريا. وقال: هناك اشخاص صنعها النظام السوري ولكن لماذا كانت سوريا في لبنان كنت تتصرف وكأنك رجل سوريا في لبنان واتكلم عن الرئيس ميشال سليمان لا سيما في الفترة التي اتوا به قائدا للجيش.

 

سليمان من جبيل: لبنان لن يكون ساحة لصراعات الإخوان والأشقاء و الخطر هو من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن

أمضى رئيس الجمهورية ميشال سليمان يومًا انمائيًا حافلًا في قضاء جبيل وضع خلاله حجر الأساس لقرية جبيل الرياضية، وتفقد مشروع تأهيل طريق عمشيت - ميفوق. كما شارك في القداس الإلهي في كنيسة سيدة ايليج. بداية الجولة كانت عند الثالثة والنصف بوصول الرئيس سليمان الى نهر ابراهيم، حيث كان في استقباله الوزيران مروان شربل وناظم الخوري ومحافظ جبل لبنان انطوان سليمان والقائمقام نجوى سويدان والنائب السابق فارس سعيد والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير ورئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس ورئيس البلدية طوني مطر.

وشكر الرئيس سليمان "مستقبليه"، مشيرًا الى أن "جبيل ليست محرومة، بل غنية جدًا برجالها وبشعبها وبمرجعياتها، وهي اعطت ونزعت الحرمان عن كل العالم باختراع الأبجدية"، مضيفًا: "إن البداية من هذا النهر المقدس الذي يعلمنا معاني الوفاء والتجدد، الوفاء بالنسبة إلى الأسطورة ادونيس الذي قاتل الوحش وصرعه، والتجدد عبر الربيع الذي يتجدد به نهر ابراهيم مصبوغًا باللون الأحمر وتنبت على ضفافه شقائق النعمان الحمراء"، داعيًا الى "المحافظة على هذا التجدد الذي هو قدر لبنان الذي صارع لعشرات السنين ليبقى ديموقراطيًا حرًا منفتحًا".

ورأى سليمان أن "لبنان يتجدد في خضم ما يجري في المنطقة التي تتحول الى ديموقراطية، ولن يعود مستقبلاً ساحة لصراعات الإخوان والأشقاء"، معلنًا في سياق منفصل عن "إنشاء فرع كامل للجامعة اللبنانية في منطقة اده". بعدها، قدم مطر مفتاح البلدة الى رئيس الجمهورية.

المحطة الثانية في جولة سليمان كانت في جبيل، وتحديدًا في المقر الذي تقرر فيه انشاء القرية الرياضية.

فكانت له كلمة حذّر فيها من "الخطر الذي يهدد لبنان"، وقال: "نستطيع تدارك العاصفة التي حولنا وسنتداركها، ولكن الخطر، كل الخطر، من العاصفة الصغيرة الدنيئة الموجودة داخل الوطن".

وأضاف: "اسم جبيل يدل على الثقافة والتمازج والعيش المشترك ، ولن نسمح للاسا أو لغير لاسا ان تعكر صفو هذا التعايش، ولن تسمح لاسا أن يعكر صفوها احد من ابنائها. نحن مطمئنون الى مسيرة هذا العيش المشترك في جبيل وفي لبنان ونعمل من اجله، وما المشاريع الانمائية، الا سبيلاً لتأمين التواصل بين المناطق والقرى والبلدات، وبالتالي بين القلوب".

وتابع سليمان:"أعطت جبيل رجالًا، ولكن ليفهم القاصي والداني انهم رجال للبنان قبل كل شيء، والذي يصف الرجال بأنهم رجال لغير لبنان فهو ليس برجل. اعطت جبيل ضباطا تشرفوا بانتمائهم للجيش ودافعوا عن الوطن، قاتلوا في نهر البارد، وقاتلوا اسرائيل، حافظوا على الحريات والديموقراطية، ولكن هؤلاء الضباط يملكون صفة مميزة ومتقدمة لا ينبهرون بأحد كما ينبهر بعض الذين يتكلمون بهذه اللهجة"، مؤكدًا أن "الضباط يتعاملون بشرف مع الكبار في هذا البلد والمرجعيات الكبيرة، فليفهم القاصي والداني هذا الكلام".

بعد ذلك، وضع رئيس الجمهورية حجر الأساس لهذا المشروع الرياضي، وتمت إزاحة الستار عن لوحة تذكارية للمناسبة.

ومن جبيل، توجه الموكب الرئاسي الى عنايا حيث كان في استقبال الرئيس سليمان رئيس البلدية ورئيس دير مار مارون الاب طربيه.

ووعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان سكان منطقة جبيل بالسعي لـ"تحسين وتأهيل البنى التحتية من خلال التعاون مع كل الفعاليات الموجودة"، معتبرًا أن هذه الأخيرة "أكثر من أي وقت مضى، غنية بالنواب والوزراء والمرجعيات".

كما لفت سليمان إلى "اتفاقية عنايا" بين الجبيليين والطوائف، معتبرًا أنّها "مثال يجب ان يحتذى به". وأضاف: "هذا المثال حافظنا عليه زمنًا طويلاً ولن نتخلى عن العيش المشترك والتعددية التي اصبحت نموذجًا في العالم الحديث لكل دول العالم، ونحن نتمسك بها ونسعى الى تعزيز تطبيق اتفاق الطائف واهم ما فيه اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن".

أمّا المحطة الرابعة لجولة الرئيس سليمان الجبيلية كانت في اهمج، التي استقبله فيها الوزير غازي العريضي والنواب سيمون ابي رميا، عباس هاشم ووليد خوري، ورئيس البلدية نزيه أبي سمعان، والمخاتير وكهنة الرعية. وقدمت الى الرئيس سليمان باقة من الزهر.

وطالب سليمان جميع المسؤولين في المنطقة نوابا ووزراء أن "يتعاونوا لما فيه خير هذه المنطقة وانمائها دون التوقف عند الحساسيات والتجاذبات السياسية لأن المنافسة بالسياسة يجب أن تكون رياضية"، مشيًرا إلى "ضرورة العمل فور إنتهاء الانتخابات لإنماء البلدات والقرى والمدن".

وتوجه الرئيس سليمان بكلمة إلى ضبّاط وعسكريي إهمج، فقال: "هؤلاء الضباط والعسكريون الذين خدموا بإخلاص وضحوا بدمائهم للحفاظ على شرفهم هم رجال يعلمون كيف يتعاطون مع الآخرين ويتعاونون مع الشرفاء في هذا البلد"، لافتًا الى أن "ضباط الجيش اللبناني لا يتعاطون في الأمور من باب الأمرة، بل يتعاطون مع المواطنين بشرف ومحبة وتكافؤ"، مضيفًا: "هناك من لا يعلم معنى التكافؤ في التعاطي والمعاملة. هناك أناس يعتقدون أن الجميع أزلام للآخرين، لا ليست هي الحال في لبنان وجبل لبنان".

وتابع سليمان:"لقد دفعنا ثمن حريتنا وديمقراطيتنا وذلك لأجل الحفاظ على القيم التي اعتنقها أجدادنا ولسنا مستعدين للتخلي عن هذه القيم في هذه الأيام بالذات، في حين أن المناطق من حولنا تتجه نحو الديمقراطية". على خطّ مواز، شكر النائب أبي رميا "كلّ الذين عملوا وسهروا لإنماء المنطقة"، معتبرًا أن "هذه الإنجازات لم تكن لتحصل لولا التواصل والتكامل بين اصحاب القرار والسلطة التنفيذية".

ومن اهمج الى لحفد التي انتقل اليها الرئيس سليمان والوفد المرافق حيث كان في استقباله رئيس البلدية والمجلس البلدي والمخاتير وقرعت اجراس الكنائس وقدمت له باقة من الزهر.

وقرابة السابعة مساء، وصل الرئيس سليمان الى ساحة عبيدات لتفقد مشروع تأهيل طريق عمشيت- ميفوق والذي يتوقع ان يحد من ظاهرة حوادث السير في المنطقة ويشجع الأهالي على البقاء في قراهم والعمل فيها، فضلاً عن مساهمته المنتظرة في تحقيق الازدهار للمنطقة. وكانت كلمة ترحيبية للمختار جوزف سمعان طلب فيها من الرئيس سليمان تسمية الشارع الرئيس في عبيدات بجادة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، وقال: "في عهدكم وبجهودكم تحققت أحلامنا على الصعد كافة، خصوصًا الإنمائية منها لأن غيركم تكلم كثيرًا ولم يفعل شيئا وانتم فعلتم كثيرًا ولا تتكلمون".

بعدها انتقل رئيس الجمهورية سيرًا متفقدًا الأعمال التي لا تزال جارية لتأهيل الطريق، واطلع على سير العمل ومراحله المختلفة.

وألقى الرئيس سليمان كلمة قال فيها: "للمرة الأولى نقف اليوم لوضع حجر الأساس من دون خجل. الدولة لم تقم بواجبها منذ زمن طويل، وهذه المنطقة التي تدفع الضرائب اهملت لعشرات السنين، فأنتم أكبر من الحرمان الموجود فيها، هذه المنطقة أنبتت بطاركة وقادة جيش وأدباء ومرجعيات دينية كبيرة، ومرجعيات ادبية وتاريخية. هذه المنطقة مباركة ويعتز لبنان بأن يحوي منطقة كجبيل وبلدة كعبيدات".

وأضاف: "لقد انبتت المنطقة رجال سياسة ووقفت الى جانبهم ورجال وطن احترموا لبنان، وكانوا قبل أي شيء آخر، رجال لبنان. هذه المنطقة أعطت في كل المراحل رجالًا حافظوا على القيم الإنسانية الحديثة المتطورة، على الديمقراطية والحريات العامة، وعلى حقوق الإنسان، تصدوا للإرهاب، ونبذوا التعصب والطائفية"، مشددًا على "التباهي برجال هذه المنطقة التي لا يمكن لأحد أن يعيّرهم سواء كانوا مدنيين أم سياسيين أم عسكريين أم ضباطًا". من جهة أخرى، أعلن سليمان عن "تخصيص مبلغ اعتماد كبير هو 40 مليون دولار للوصول بالطريق الى البلدات المجاورة لعبيدات"، مشيرًا الى أن "المنطقة تستحق اكثر من ذلك، فهي ضحت كثيرًا ولم يتم العمل فيها كما يجب".

 

قيادات من التقدمي تقيم في المختارة إلى جانب جنبلاط خوفاً من الاغتيالات

جاء في صحيفة الجمهورية : أكدت معلومات أن بعض قيادات الحزب التقدمي الإشتراكي تقيم في قصر المختارة إلى جانب النائب جنبلاط

 

من كلّف الأمن العام القبض على المخبر السرّي؟

وكالات/لم يستفق بعد عملاء النظام السوريّ في لبنان من صدمة توقيف مسؤول الخلية الإرهابية الأسدية العاملة في لبنان ميشال سماحة، ومن بهتان الوسائل البدائية التي اعتمدت في اليومين الأخيرين لتمييع القضية أو حرفها عن مسارها، حتى أضيف أمس عنصر جديد الى القضية، تمثّل باقدام الأمن العام على تعميم اسم المخبر السرّي في قضية سماحة "م.ك" على كل المراكز الحدودية التابعة له لتوقيفه، وتساءلت المصادر الأمنية التي كشفت هذه المعلومات بأي حق يقوم الأمن العام بهذا التدبير، وبناء لطلب من، أبناء على طلب اللواء السوري المدعى عليه في لبنان علي مملوك، أم من؟ خصوصاً ان القضاء اللبناني لم يطلب هذا الإجراء، لا بل ان القانون يحمي المخبر السري وختمت المصادر، بالقول كان حرياً بالأمن العام ان يقوم بواجبه وان يفتش سيارة سماحة لدى انتقالها من دمشق الى بيروت، بدلاً من التفتيش عن مواطن قام بواجبه الوطني وانقذ اللبنانيين من كارثة أو أكثر.

 

قصة ابن سائق تاكسي أنقذ لبنان من مخالب الأسدمسؤول أمني وعد بتقليد المخبر الذي أنقذ اللبنانيين من متفجرات ميشال سماحة وساما

لندن - كمال قبيسي/العربية

محطات محلية لبنانية، ومعها "العربية" و"الجزيرة"، تقطع برامجها ونشراتها الإخبارية لتبث عاجلاً يؤكد تفجير شحنة شديدة الانفجار في موكب البطريرك الماروني اللبناني، بشارة الراعي، أثناء زيارته لمنطقة عكار في الشمال اللبناني. صور التفجير تتسارع على الشاشات الصغيرة لسيارات إسعاف تروح وتجيء، وأخرى لغاضبين على وجوههم الخوف والذهول. ثم تبدو صور لقتلى وجرحى في موقع الانفجار، ولسيارات مشتعلة ولأعمدة دخان تتصاعد مع صراخ من متجمهرين أكد بعضهم بأن البطريرك سقط قتيلا. دقائق تمر، ويسرع مسيحيون الى قطع الطرق وإحراق العجلات وإقامة حواجز مسلحة وخطف كيفما كان وإطلاق نار عشوائي، ثم يطل عاجل إخباري آخر عن تفجير في منطقة ثانية بالشمال اللبناني استهدف إمام مسجد وقتلته مع آخرين، فتشتعل النار الطائفية، وبسرعة تطير شرارة منها الى بيروت، وبدقائق يشمّر ملاك الموت عن ساعديه وينزل الى كل مكان في لبنان بوقت واحد. هذا السيناريو هو تصويري من مخيلة "العربية.نت" الآن، لكنه كان برسم التنفيذ أثناء زيارة البطريرك الماروني التي قام بها الى عكار يوم الاثنين الماضي، لولا مخبر سري حمله وجدانه الوطني على المخاطرة بحياته لإحباط المخطط الذي كان سيحمل الخراب الى لبنان، وبطله كان حليف سوريا الأكبر، وهو النائب ووزير الإعلام اللبناني الأسبق، المعتقل منذ الخميس الماضي ميشال سماحة. أما العقل المدبر فهو اللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري.

لا صورة متداولة له على الإطلاقميلاد كفوري، هو هذا المخبر السري الذي تعهد مسؤول أمني لبناني لمحطة "إل.بي.سي" التليفزيونية أمس الثلاثاء "بتقليده وساما عندما يعود وبعد انتهاء القضية" ملمحا بهذه العبارة الى أن كفوري "المعروف بأناقته وبوسامته زمن الشباب واستخدامه سيارة بزجاج داكن دائما" أصبح خارج لبنان لحمايته وعائلته بعد أن أوقع بسماحة وكشف خيوط المخطط الذي تم إعداده في دمشق.

كفوري، البالغ من العمر 49 سنة، محترف أمني بامتياز وشخصيته الأمنية مجهولة كهويته وكعمله الحقيقي المموه حتى على المقربين. وما يطالعه القارئ في "العربية.نت" عنه الآن هو تقرير شامل تم جمع محتوياته مما كتبوه وأذاعوه على مراحل ومتفرقا في وسائل الإعلام بلبنان، وملخصه أنه اعتاد العيش دائما في الظل، فلا صورة لكفوري متداولة على الإطلاق في أي مكان، متفوقا بهذه الناحية على أكثر الشخصيات سرية في العالم. والصورة المنشورة له ضمن هذا التقرير ليست صورة من كاميرا شمسية، إنما لقطة تليفزيونية حين كان ضمن الوفد المرافق للوزير محمد الصفدي في "مؤتمر الدوحة للحوار الوطني اللبناني" الذي عقد بمنتصف 2008 في قطر، وعثرت عليها قناة "الجديد" وبثتها كلقطة فيديو.

وكفوري كاثوليكي من قرية "وطى المروج" بقضاء المتن الشمالي في محافظة جبل لبنان، وهو متزوج من اللبنانية هيام كرم، وله منها ابن واحد اسمه كارلوس عمره 24 سنة. كما لكفوري أخ يكبره بالعمر واسمه عساف ويدير مركز tactical report المتخصص بتقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط. والدته التي توفيت قبل 3 سنوات اسمها سعدا. أما والده جورجي فتوفي قبلها بأعوام، وكان سائق تاكسي في بيروت. وما علمته "العربية.نت" من مصدر وزاري لبناني أمس الثلاثاء أن السلطات اللبنانية نقلت عائلة ميلاد كفوري الى خارج لبنان "قبل أيام من اعتقالها لميشال سماحة الخميس الماضي، ثم نقلته هو قبل يوم من الاعتقال" وأن المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، اعتبر ما قام به كواجب بخدمة الوطن "من خلال تعاونه مع شعبة المعلومات ولعبه دورا كبيرا بكشف مخطط خطر كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية واغتيالات في منطقة لبنان الشمالي" كما قال. وأورد ريفي في بيان تنويهه بالمخبر السري، من دون أن يسميه "ان هذا الشخص ترفع عن المغريات غير آبه بالمخاطر فاستحق التقدير وبقي اسمه طي الكتمان" على حد تعبيره. وقبل نقله الى خارج لبنان كان ميلاد كفوري يملك ويدير شركة اسمها CIS للحماية الأمنية، يقال إن ابنه كارلوس هو الذي كان يديرها. وقد عثرت "العربية.نت" على شركات عدة في لبنان وخارجه بالاسم نفسه، وكان من الصعب التعرف الى أي شركة من بينها تعود ملكيتها إليه.

كان معروفا بأسماء مختلفةونقرأ في أرشيفات قديمة عن ميلاد كفوري أنه كان يستخدم اسم "أبو ماهر" حين شغل في 1983 منصب مسؤول "المحطة رقم 2" بجهاز أمن حزب "القوات اللبنانية" مع الراحل قتيلا فيما بعد، ايلي حبيقة، وهي محطة "أمن خارجي" كان مقرها في بيروت بحي "عين الرمانة" الذي شهد أشرس معارك القتال بالحرب الأهلية اللبنانية. وبخروج حبيقة مما سموه "المنطقة الشرقية" لبيروت، غادر كفوري في 1989 لبنان.  وبعد 3 سنوات عاد بحماية ميشال الرحباني الذي أصبح بعدها مديرا لمخابرات الجيش، فعمل معه ومع مساعده جميل السيد باسم مستعار جديد، هو ماجد غريب، واستمر يستخدمه حين كان يعمل مع السيد الذي أصبح مديرا عاما للأمن العام بعهد الرئيس السابق، اميل لحود، ثم استبدله بآخر بدءا من 2005 وهو عام اغتيال رفيق الحريري ودخول السيد الى السجن.

بدءا من ذلك العام أصبح كفوري مسؤولا عن شؤون الأمن للوزير محمد الصفدي شخصيا. وفي ذلك الوقت استعاد صلته بالنظام السوري عبر وزير الإعلام آنذاك، ميشال سماحة، وكان على صلة قريبة من حزب الله من منطلق قربه واحتضانه من قبل اللواء علي المملوك والعميد حافظ مخلوف اللذين سوقاه أمام حلفائهما اللبنانيين على أنه من أكثر الموثوقين.

وخلال عمله مع الصفدي حمل كفوري اسم "زهير نحاس" الذي كان معروفا به أيضا لدى كافة الأجهزة الأمنية، في حين كان حلفاء سوريا في لبنان يعرفونه بدءا من 2005 حتى خروجه من لبنان قبل أسبوع باسم آخر، هو أمجد سرور، ولا شك أنه مقيم الآن في الخارج بحماية دولة صديقة باسم مختلف أيضا.

العبوة الوحيدة التي قام بتفجيرهاوكان كفوري معروفا لرئيس فرع المعلومات في قوى الأمن، وسام الحسن، منذ وقت غير طويل، وكتبوا "أن العميل المزدوج وفر للحسن معلومات عن خصوم فريق 14 آذار وعن مسؤولين سوريين أيضا". وفي إحدى المرات حدث الصفدي في وزارة المال عن قلم يمكن استخدامه للتصوير.

ذلك القلم هو الذي سجل به وصوّر كل ما كان بينه وبين ميشال سماحة، خصوصا حين سلمه سماحة العبوات التفجيرية في مرآب أسفل العمارة التي يسكن فيها بحي الأشرفية في بيروت لاستخدامها في ما يجعل اللبنانيين يقتتلون. لكن كفوري مضى الى شعبة المعلومات وسلمها كل شيء معززا بصور وتسجيلات لا يعد ينفع معها أي دفاع لسماحة الذي أحدث اعتقاله إحراجا كبيرا لدمشق ولحلفائها في لبنان، وهي العبوة الوحيدة التي فجرها ميلاد كفوري، فأحبط تنفيذ أكبر وأخطر مؤامرة كانت تدبر للبنان منذ اغتيال رفيق الحريري، عبر استهداف السلم الأهلي بمحاولة زج اللبنانيين في فتنة دموية.

 

شريط طويل مثقل من "الاتفاق الثلاثي" إلى توقيف سماحة: كيف تصنع المحطات الأمنية حقبات التحولات في لبنان؟

"النهار" – خاص /  اذا كانت صدمة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة نجمت عن صورة السياسي الذي خالف قواعد اللعبة وتورط في العمل الامني بل "الارهابي"، وفق الادعاء المرفوع ضده بموجب الادلة والاعترافات، فان هذه الصدمة راحت تنحسر تدريجاً مع بداية المسار القضائي ليتقدم او ليتصاعد في مواجهتها مسار آخر لعله اكثر إثارة للحمى التي فجّرها هذا الملف. هذا المسار يتصل ببداية تسليط الضوء على ملف سماحة من زاوية استقرائه كمحطة تحول كبير في واقع لبنان السياسي والامني على مشارف بلوغ الازمة السورية ذروة الانفجار وتدفق تداعياتها على لبنان. وعلى رغم نأي هذا البعد حتى الآن عن الخطاب السياسي المعلن لمعظم القوى السياسية في ما يعكس حذرها من تناوله قبل وصول التحقيق الى مراحل متقدمة، فان بعضاً من الكثير الذي أثير عقب توقيف سماحة استعاد شريط بعض المحطات والاحداث والتطورات التي شهدها لبنان في حقبات سابقة وكانت بمثابة "علامات أزمنة" على مراحل متحولة.

المفارقة في هذا السياق ان سماحة نفسه كان احد اللاعبين الذين اكتسبوا حيثية معينة في بعض تلك المحطات، لكن ملفه المطروح قضائياً الآن، ليس سوى شرارة ادت الى استعادة الربط ببعض ما كان له فيه حضور او دور او ببعض آخر قد لا يكون له فيه أي دور. والمهم في الحالين هو ان هذا الملف شكل عنواناً لاستعادة شريط يرقى بشهوده ولاعبيه، أيا تكن مواقعهم، كما بشهدائه وضحاياه، الى ما قبل اتفاق الطائف، نظراً الى ان الفعل الامني، واحياناً العسكري، كان غالباً ما يؤشر أو يرسم الاساس لمرحلة سياسية تليه وتقوم على نتائجه.

في ذاكرة الشهود على أكثر من ثلاثة عقود طبعت بهذا النمط  الذي حكم لبنان، ان "الاتفاق الثلاثي" الشهير عام 1985 كان شرارة الزلازل الكبرى التي دهمت آنذاك المعسكر المسيحي بفعل الانتفاضات المسلحة على خلفية التحكم بالقرار المسيحي من خلال العلاقة بسوريا. بدأ الصدام المسيحي في تلك الحقبة بانتفاضة ايلي حبيقة داخل "القوات اللبنانية"، وكان سماحة انتقل الى معسكر حبيقة وافضى الامر الى ابرام "الاتفاق الثلاثي" كاتفاق انقلابي على عهد الرئيس امين الجميل و"الجبهة اللبنانية"، لكن الانتفاضة المضادة لسمير جعجع عليه اجهضته واسقطت جناح حبيقة واخرجته من "المناطق الشرقية". كان الفعل العسكري والامني آنذاك نذير مرحلة حربية مدمرة جرجرت ذيولها الى نهاية عهد الرئيس الجميل ونشوء "الفوضى" التي حذر منها الموفد الاميركي ريتشارد مورفي وصولا الى ذروة الزلزال المسيحي في "حرب الاخوة" بين العماد ميشال عون وسمير جعجع. بعد الطائف شكل تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994 شرارة حقبة امنية أدت الى تسليط حكم الجهاز الامني السوري – اللبناني المشترك بقوة ساحقة على البلاد بعد اعتقال قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع. ذروة المفارقة التي لا تزال عالقة حتى اليوم هي أن جعجع دين بملفات اخرى بعد سقوط اتهامه بتفجير الكنيسة، وظل المفجر "مجهولا" وقبع المتهم 11 عاما في السجن بملفات لا تزال ظروف محاكمته فيها تحت وطأة الطعن بالمحاكمين والحاكمين.

بين عامي 1994 و2004 عقد كامل استتب الوضع فيه للواقع الناشئ تحت احكام الوصاية السورية. تحول مسار الصراع في تلك الحقبة مع محاصرة معارضي الوصاية وقمعها، ونشأ صراع مختلف داخل السلطة السياسية بدأ يتشكل فيه محور مناهضي الحريرية في مواجهة الرئيس رفيق الحريري. هذا الجانب، الى تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وصولاً الى التحرير عام 2000، نأى بالواقع الداخلي الى حد ملحوظ عن نمط الاحداث الامنية الكبيرة في الداخل فبدا معها في ظل هدنة.

وكان عام 2004 في خريفه نذير العودة الى النمط اياه. بدأ الامر مع التمديد للرئيس اميل لحود ومن ثم محاولة اغتيال مروان حماده، ثم حصل الزلزال مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري. عادت الاغتيالات لتشكل العنوان القائم لإغراق لبنان في احدى اعتى حقباته شراسة مع هجوم منهجي قلما عرفه بلد في تصيّد نخب سياسية واعلامية وحزبية بوتيرة مذهلة لم تحط رحالها نسبيا الا مع تشكيل المحكمة الدولية. ولكن الاغتيالات كفعل ارهابي – أمني رسمت علامة زمن متحول ضخم بدأ مع انسحاب القوات السورية من لبنان ووضع حد لعقدين على الاقل من الوصاية المباشرة السياسية والعسكرية – الامنية على لبنان. مع اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، اي قبل سنة وخمسة اشهر، لم يكن غريبا ان تنتصب المخاوف بقوة على لبنان من جراء هذا الحدث التاريخي. مرر لبنان شهوراً عدة بحد معقول من التداعيات عليه، لكن مؤشرات الاهتزاز بدأت بالتصاعد مع الوضع الشديد الاضطراب على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا. وبموازاة الازمة الحدودية المتصاعدة لم تكن توترات الداخل أقل حدة ولو مضبوطة بخيوط حمر لا تزال "محترمة" بشق النفس. زمن متحول يشق طريقه ايضا الى لبنان، كان من علاماته عودة محاولات الاغتيال عبر استهداف جعجع في معراب والنائب بطرس حرب وتهديد آخرين. ثم انفجر ملف توقيف سماحة بكل ما يختزنه من وقائع وادلة واعترافات وعودة عن بعض الاعترافات وما الى ذلك، والطريق في بدايتها. لكن الدلالات الرمزية هذه المرة قد تكون معاكسة لكثير من السوابق ولو ان الحكمة تملي الانتظار وتجنب التسرع.

 

ميلاد كفوري: شخصية أمنية وغامضة بامتياز..انه أبو كارلوس.. وهذا اسم الشركة الأمنية التي يملكها (فيديو)

يعيش ميلاد كفوري الشاهد الاساسي في قضية الوزير السابق ميشال سماحة في هواجسه الأمنية ، فاسم نجله البكر "كارلوس" خير دليل على مدى تأثره بحياة الأمن والمخططات والعمليات المخابراتية.

ويمكن أن ينطلق البحث عن كفوري من مسقط رأسه في وطى المروج حيث تملك عائلة كفوري منزلا مؤلفا من طبقتين، الأرضي يحتفظ به ال كفوري ، والآخر تستأجره عائلة أرمنية، في كل صيف، منذ ثلاث سنوات. ويؤكد أفراد العائلة الأرمنية انهم لم يروا ميلاد يوماً، وهم يعرفون فقط شقيقه عساف كفوري، الذي يتردّد من حين إلى آخر إلى منزل الضيعة. ويروي أحد الجيران بأنه وحتى عندما كان ميلاد ينقل والدته من المروج إلى بيروت، كان شديد الحرص ، حيث كان يستعمل سيارة زجاجها داكن . أما شقيقه عساف فيملك ويدير مركز tactical report ، المتخصص بتقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط. من جهة أخرى يروي أحد المالكين لمبنى شركة CIS وهي شركة امنية كان يديرها كفوري ومركزها في الجديدية أنه نادراً ما كان يرى ميلاد، ويؤكد أن ابنه كارلوس يدير الشركة.  وفي المقابل يشيرعدد من الموظفين في الشركة الى أنّ ميلاد لا يزال يملكها، عكس ما أشيع عن انهيار الشركة مالياً.

 

مستجدات ملف سماحة

لبنان الحر/يمثل الوزير السابق الموقوف ميشال سماحة قبل ظهر غد للمرة الثانية أمام قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا في حضور احد وكيلي الدفاع يوسف فنيانوس او مالك السيد.

صحيفة الحياة ذكرت انه يتوقع أن يستكمل أبو غيدا غدا استجواب، فيما نقلت عن مصادر مطلعة أنه سيعد كتاباً يستدعي بموجبه المتهم الآخر في القضية اللواء السوري علي مملوك لاستجوابه. وأوضحت المصادر أن كتاب الاستدعاء سيوجه إلى السفارة السورية عبر وزارة الخارجية اللبنانية بواسطة وزارة العدل وسيتضمن الاتهامات الموجهة إلى مملوك في ادعاء النيابة العامة العسكرية حول التحضير للقيام بأعمال إرهابية في لبنان بواسطة المتفجرات التي سلمها إلى سماحة. وأشارت المصادر إلى أن القاضي أبو غيدا يتجه في جلسة الغد إلى التوسع بالتحقيق مع سماحة بعد جوجلة أقواله التي أدلى بها في جلسة الاثنين، متوقعة أن يتقدم وكلاؤه بطلب لإخلاء سبيله في القضية. معلومات امنية اكدت ان سماحة موقوف في المحكمة العسكرية وسيبقى فيها الى حين انتهاء التحقيق العسكري، علماً انه بدل وجهة افادته الاولى التي كان وقعها بعد انتهاء التحقيق معه في شعبة المعلومات.  وفيما طالب وكيلا سماحة باحضار الشاهد المعرف بميلاد كفوري، فهم ان القاضي ابو غيدا لم يطلب معرفة مكان وجود كفوري او الاستماع الى شهادته. في هذه الاثناء، قال مصدر امني بارز انه لا يمكن للقاضي ان يطلب احضار الشاهد، خصوصاً ان قوى الامن الداخلي تعهدت له كمخبر حمايته مع عائلته وهي تلتزم هذه الحماية وفقاً لما ينص عليه قانون قوى الامن الداخلي في مادته 226 من عدم جواز الافصاح عن هوية المخبرين لاي مرجع او اي سلطة الا اذا حلها من هذا القيد المخبر نفسه. واذ اشار الى ان قوى الامن تعهدت ذلك امام النائب العام التمييزي بالانابة سمير حمود، أضاف المصدر الامني ان قوى الامن اخرجت عائلة المخبر من البلاد قبل توقيف سماحة، ثم عملت على اخراج المخبر نفسه بعد العملية. ونفى ان تكون شعبة المعلومات تكلفت على نقل كفوري وعائلته وتأمين اقامة دائمة لهما اكثر من مئة الف دولار من المخصصات السرية العائدة الى المديرية في اعمال مماثلة، موضحاً ان قوى الامن ملزمة تأمين نفقة شهرية للمخبر وعائلته تراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دولار.

وفيما امتنع المصدر عن كشف الطريقة التي اخرج بها المخبر من البلاد، ترددت معلومات عن طلب رئيس جهاز الامن القومي السوري اللواء علي مملوك من جهات معينة معلومات عن مكان توجه الشاهد.

بدورها قالت مصادر قانونية تعليقاً على ما نقل عن سماحة لدى مثوله امام قاضي التحقيق العسكري من انه نقل عبوات لوضعها على الحدود الشمالية لمنع تسلل الجيش السوري الحر، قالت ان فعل نقل المتفجرات يقع تحت طائلة قانون الارهاب الصادر في 1958/1/11 وقانون العقوبات لجهة محاولة القيام بالفعل الذي لم يحصل.

صحيفة النهار نقلت عن مصادر مطلعة ان مرجعا كبيرا اطلع على التحقيق يمتلك صورا عن فصول العملية التي اتهم بها سماحة، عرضها أخيرا على بعض زواره في اطار تبديد أي شكوك ودحض الكلام عن فبركة الاتهامات لسماحة. وقللت من أهمية ادعاء وكلاء الدفاع عن سماحة على اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن بتهمة تسريب المعلومات، اذ اعتبرت المصادر نفسها ان هذا الادعاء يضمر خوفا من تسرب محتمل لمحضر التحقيق مع سماحة والأدلة بالصوت والصورة التي أدت الى توقيفه وما يعنيه ذلك من احراج اضافي كبير لحلفاء دمشق في لبنان.

وأفادت ال mtv ان سماحة قال في احد التسجيلات الصوتية له عن المتفجرات لديه ان المهم عكار، ركزوا تجمعاتكم على تجمعات حرزانة او على ناشطين معارضين.

ولفتت الى معلومات لم تتأكد بعد عن وجود اللواء جميل السيد في سيارة سماحة خلال نقلها المتفجرات. اما صحيفة الاخبار فنقلت عن مرجع أمني في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، من المشرفين مباشرة على التحقيقات، أن ما ذكرته المحطة غير صحيح أبداً، وأن التحقيقات مع سماحة ومرافقيه لم تظهر أي شيء من هذا القبيل.

 

مخطط دمشق التفجيري للبنان يتكشف فصولاً في التحقيقات مع سماحة والميدانيات السورية من دون ضوابط

لبنان الحر/عطلة عيد السيدة لن تعطل التحركات السياسية وسير الاحداث في لبنان بفعل تزاحمها وتعقيداتها وتحديداً تلك المتعلقة بما بات يعرف بملف سماحة التفجيري خصوصاً وان الادلة الجرمية تؤكد بما لا يقبل الشك ان النظام السوري كان يستهدف لو نجح مخططه الى تفجير لبنان انطلاقاً من عكار، وبالتالي فان المحاولات لحرف التحقيقات او الضغط على الجهات المعنية بها ستفشل حتماً خصوصاً وان القيادات الرسمية والمراجع العليا، تملك المعطيات الكافية وهي بات على يقين ان الوزير السابق الموقوف كان ينفذ اوامر من قيادات امنية سورية رفيعة، كما اكدت في اعترافاته، امام المدعي العام التميزي بالانابة. سياسياً، يتقرر في الساعات القليلة المقبلة اتجاه جلسة الحوار غداً انعقاداً او تأجيلاً، في ضوء المذكرة التي ستسلمها قوى 14 اذار لرئيس الجمهورية ورده عليها، مع الاشارة الى ان الرئيس ميشال سليمان رد على هجوم النائب سليمان فرنجية الاخير عليه من دون ان يسميه وقال له: ليفهم القاصي والداني ان جبيل أعطت رجالاً ومن يصفهم بأنهم لغير لبنان فهو ليس برجل.

سورياً، قمة مكة الاسلامية تتجه الى تعليق عضوية دمشق، في حين تبدو الساحة متروكة للعمليات العسكرية من دون اي ضوابط علماً ان اعتراف النظام باستمرار الاشتباكات في حي صلاح الدين في حلب يؤكد ان الحي او اجزاء كبيرة منه لا تزال في يد الثوار.

 

مصدر أمني رفيع: معلومات عن وجود جميل السيّد بسيارة سماحة خلال نقل المتفجرات

نقلت قناة "mtv" عن مصدر أمني رفيع إشارته الى أن "الشاهد المخبر (ميلاد كفوري) في قضية اعتقال وزير الإعلام السابق ميشال سماحة في مكان آمن وتم إبعاده بموافقة (المدعي العام السابق لدى محكمة التمييز سعيد) ميرزا والقانون يلزم بحمايته ويمنع كشف اسمه"، لافتًا الى أن "(اللواء علي) مملوك طلب من أصدقائه التفتيش عنه وقتله". وقال المصدر: "سماحة يقر بنقل المتفجرات لكنه يبدل وجهة استعمالها ويقول في التسجيل أن "المهم عكار وشخصيات ومعارضون سوريون". وأشار المصدر الى أن "التعليمات السورية كانت تقضي بمرور سيارة سماحة على الحدود اللبنانية السورية بدون تفتيش"، لافتًا الى "معلومات لم يتم التأكد منها بعد وتشير الى وجود (مدير عام الأمن العام السابق اللواء جميل) السيّد في سيارة سماحة عند نقلها المتفجرات من دمشق الى بيروت".

 

ميلاد كفوري سيكافأ بتقليده وساما..ونقله خارج لبنان لم يكلّف أكثر من مئة ألف دولار

موقع الجمهورية/من المقرر ان تستكمل المراجع القضائية المختصة استجواب الوزير والنائب السابق ميشال سماحة الخميس المقبل ، وفي هذا الاطار ، أكدت معلومات ان سماحة لا يزال في سجن الشرطة العسكرية ولن يتم نقله الا بعد انتهاء التحقيق معه. وكان وكلاء الدفاع عن سماحة طالبوا بإحضار الشاهد ميلاد كفوري المتوار عن الانظار .وفي هذا الاطار شدد وكيل سماحة المحامي مالك السيد على انه لا يمكن صدور حكمٍ بناء على اقوال شخص غير متوافر للمحكمة لأن هذا الامر يضعف الملف. ودعا المحامي السيد الى عدم استباق الامور. وتكثر الاحتمالات عن طريقة مغادرة كفوري البلاد ، فالاحتمالات تتراوح بين مغادرته عبرالمطار، أوبطائرة خاصة ، وقد يكون باسم مستعار،وإما بجواز سفر مزوّر ،وقد يكون غادر بمركب عبر المرفأ، أما الإحتمال الضعيف فهو مغادرته براً. وفي السياق نفسه ، يقال إن المسؤول السوري علي مملوك اتصل بجهات أمنية رسمية وأصرّ على معرفة أين هو ميلاد كفوري. أما فيما خص حضور كفوري الى لبنان للادلاء بشهادته ، فيؤكد مرجع متابع للملف بأنه لا يحقّ للقاضي أن يطلب حضور المخبر . ويشير المرجع الى أن قوى الأمن الداخلي، وقبل المباشرة بعملية توقيف سماحة، قد سفّرت كفوري الى خارج لبنان، بعد أن كانت سفرّت عائلته لأنها تعهّدت أمام النائب العام التمييزي بحمايته، وقانونها يلزمها بذلك ، والمادة 226 تنصّ على أنه لا يجوز لرجال قوى الامن الداخلي الإفصاح عن هويّة المخبرين الى أي مرجع أو الى أي سلطة الا إذا حلّهم من هذا القيد المخبر نفسه.

وينفي المرجع المعلومات التي ترددت عن أن شعبة المعلومات قد دفعت خمسة ملايين دولار أميركي لميلاد كفوري لقاء تخلّيه عن أعماله وإيقاعه بسماحة ، ويكشف أن عملية نقل كفوري وعائلته الى إقامة آمنة، لم تكلّف أكثر من مئة ألف دولار أميركي وأن قوى الأمن الداخلي ملزمة بتأمين نفقة شهرية له ولعائلته ،وهذه النفقة لا تتجاوز العشرة آلاف دولار في الشهر.

ويؤكد المرجع أن تكريم المخبر لن يقتصر على تنويه من المدير العام اللواء أشرف ريفي  بل أنه سيكافأ  بتقليده وساما بعد عودته، وبعد انتهاء القضية.

  

سيناريوهات تضع ملف سماحة في دائرة الخطر

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

يكون قصير النظر مَن يستخفّ بكلام وكيلَيْ الدفاع عن سماحة: "التحقيق يسير في شكل جيّد. توَقّعوا مفاجآت في الأيام المقبلة. وإذا استمر كل شيء على هذا النحو، فسيتم الإفراج عن سماحة"

في الأيام المقبلة، وبدءاً من جلسة الاستجواب الثانية أمام قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا، سيتمالك سماحة نفسه أكثر، وسيكون قادراً على المناورة أكثر. فهو بدأ يعتاد على الصدمة التي أصيب بها في اللحظة الأولى ودفعته إلى الاعتراف السريع والندم.

وبعدما خرج من يد فرع المعلومات، وتواصَلَ مع وكلائه وحلفائه السياسيين ورفاقه الأمنيين في لبنان وسوريا، وتبلّغ منهم خطة المواجهة، سيشعر سماحة بأن هناك مجالاً لإسقاط الملف، أو على الأقل لوضعه في حال المراوحة إلى حدود زمنية لا سقف لها، بحيث لا يصل إطلاقاً إلى نهايته. فهو يدرك جيّداً، من خلال التجارب السابقة، أنه ورفاقه استطاعوا التملّص من مآزق مماثلة. والدليل عشرات الملفات التي يعطّلونها أو يحمون فيها المتهمين.

إنه مدعوم بمنظومة سياسية - أمنية - إعلامية قادرة على التحكّم بالكثير من مفاصل المؤسسات والأجهزة. وهي قوية جدّاً وفاعلة.

الخوف على الدولة... من الدولة!

هناك ثلاثة مخارج سيعمل عليها، أو على بعضها، الفريق الذي ينتمي إليه سماحة، وهي:

أولاً: العمل على إنقاذه ممّا ورد في الفيلم والوثائق المضبوطة. فالكثير من العناصر الواردة في الملف يمكن التشكيك فيها ونقضها. ولكن من المستحيل التراجع عن المضمون الأمني للمضبوطات، وعمّا وَرَد في الفيلم الذي يَظهر فيه سماحة وهو يعترف بلسانه بأنه جاء بالمتفجرات لزرعها في الشمال، و"بشّار بدّو هيك".

فريق سماحة يدرك خطورة المضمون الأمني للفيلم والوثائق. ولذلك هو أصيب بالصدمة في الأيام الأولى، والتزم الصمت. ويصرّ وكلاء الدفاع على تسليم العائلة بعض المضبوطات الخاصة، منعاً لكشف خفايا في هذا الملف أو ربما في ملفات أخرى سابقة أو لاحقة. أما بالنسبة إلى الفيلم الذي يظهر فيه سماحة وهو يسلّم المتفجرات ويعترف بأنّ المطلوب زرعها في الشمال، فالنظرية التي سيتولّى فريق سماحة تسويقها هي: هذه العبوات كان مطلوب وضعها على الحدود الشمالية لمنع تهريب الأسلحة من لبنان إلى سوريا ولمواجهة "الجيش السوري الحر".

وتالياً، تصبح تهمة سماحة مجرد تورُّط لشخص لبناني في الحرب الداخلية في سوريا. وليس غريباً، من الناحية المنطقية، أن يقوم مستشار للرئيس بشّار الأسد بدور أمني أو عسكري في القتال داخل سوريا، إذا كان "بشّار بدو هيك".

فهو جندي ينفّذ مهمة! ويمكن استتباعاً القول إنه تلقّى التعليمات من مملوك وليس من الأسد، ما دام متعذراً جلب مملوك والاستماع إليه. ولذلك، اعترف الفريق الداعم لسماحة، بمن فيه "حزب الله" عبر قناة "المنار"، بأنه كان ينقل عبوات ناسفة. لكنه بدأ العمل على تسويقها ضمن نظرية جديدة.

ثانياً: محاولة الطعن بفرع المعلومات ودوره في الملف. واستطراداً إطلاق حملة تشكيك بالشاهد ميلاد كفوري وتصويره شخصاً مشتبهاً به وذا ارتباطات خارجية، استدرج سماحة إلى فخّ نُصب له. والحملة على كفوري والمطالبة بإحضاره إلى التحقيق تستهدفان استدراج الأجهزة لتقديم معلومات عن المكان الآمن الذي تمّ نقله إليه، والضغط عليه مجدّداً أو مساومته لتبديل المعطيات الواردة في التحقيق الأول.

ثالثاً: استخدام الضغوط على المرجعيات المعنية جميعاً، من أمنية وسياسية وقضائية لوقف التحقيق عند نقطة معينة، فيبقى في مكانه حتى إشعار آخر، أو بالأحرى حتى حسم الصورة في سوريا. وكالمعتاد تحت عنوان: "دعونا نتجنّب الفتنة. والاستقرار أهم من الحقيقة التي تبحثون عنها في ملف سماحة".

ويحاط سماحة بتدابير أمنية استثنائية، لأن البعض يخشى أن يتعرّض لأمر ما خلال توقيفه أو حركة انتقاله.

هذه المخارج، التي يبحث فريق سماحة عن واحدة منها أو أكثر، يمكن تحقيقها إذا هدرت الدولة ما بذله الأمنيّون والقضاة من إنجازات غير مسبوقة، وإذا تراجعت الدولة عمّا قامت به الأسبوع الفائت عندما أظهرت أنها دولة... ولو نسبياً. ويسقط ملف سماحة إذا رضخت الدولة لبعض الموفدين والسفراء الذين تحركوا أخيراً للمساومة أو الضغط.

فالخوف اليوم هو على الدولة، ومن الدولة. الدولة التي لا يجتمع مجلس وزرائها للبحث في فتنة كانت ستحرِق لبنان، لكنها متفرّغة لتَرَف الحوار في ملفات تدرك أنها عقيمة

 

سماحة الإرهاب

إيلي فواز/لبنان الآن

تقول الرواية غير الرسمية عن توقيف ميشال سماحة إنه بعد ان واجهه المحققون بالأدلة القاطعة عن تورطه وضباط سوريين بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية داخل الأراضي اللبنانية قد تسبب بإشعال حرب أهلية، طلب مقابلة العميد وسام الحسن، واعترف بكل التهم الموجهة إليه. ويقال إنه كان نادماً، حيث لا ينفع الندم، و شاكراً أن المخطط لم يُبصر النور. و بدلاً من أن يهنئ العميد الحسن وشعبة المعلومات على تجنيب لبنان فصلاً جديداً من حروب الآخرين على أرضه، جاء من ينتقده على طريقة توقيف سماحة هذا. المضحك في الأمر، أن الانتقاد جاء من جهات أمعنت في تحقير كرامة الإنسان اللبناني، كما في 7 آب على سبيل المثال لا الحصر، أو حتى في تدمير نسيجه الاجتماعي من خلال مرسوم تجنيس ذكَّرنا بسياسة ترانسفير الإتنيات التي امتهنها النازيون إبان الحرب العالمية الثانية والتي استمرت بعدها.

ميشال سماحة ليس سياسياً بالمعنى الذي يجعل من الرجل متمرساً في الحكم ومتميزا في الإدارة. ولا هو مثقف أو رجل فكر بالمعنى الذي يجعل منه صاحب رؤية أو منظراً في العلوم السياسية. هو تنقل في انتماءاته السياسية الى الجهة التي تؤمن لطموحه الشخصي مركزاً متقدماً في الحياة السياسية، ولكن ليس لتطبيق أفكار ابتكرها، أو نهج يؤمن به، بل لتنفيذ أوامر ومآرب وأهداف من أوصله الى ما وصل إليه، و في تلك، نوع من خضوع ووصولية تجبرك على القيام بأعمال من دون السؤال عما يمكن ان تحمله من نتائج كارثية على البلد وناسه.

وسجل الرجل حافل بأعمال تميزت بالتعدي على الحريات العامة، لا سيما حرية التعبير، كإقفال محطة المر، ومنع بث نشرات الأخبار، وغيرها من أفعال أهّلته ليصبح مستشاراً لدى وزيرة الإعلام السورية بثينة شعبان، من دون أن ينقطع عن التردد إلى السفارة الأميركية في عوكر حتى مع وجود فيلتمان على رأسها.

هو المروّج الأكثر إقناعاً لنظرية المؤامرة في كل ما يتعلق بسوريا، وجبهة الممانعة والصمود. يحيلك الى اجتماعات سرية عقدت بين كبار الأمنيين او السياسيين في الغرب، ويتحدث عما دار فيها، وعن مقرراتها بثقة تجعلك تقول إنه كان حاضراً فيها لا شك. وهو في حديثه للغربيين من صحافيين ودبلوماسيين، يصور سوريا على أنها الحصن الأخير الصامد  في صراع الغرب مع الشرق، وأن نظام الأسد أفضل محاور لتلك الجدلية القائمة مذ كان شرق وغرب.

الرجل لا يحلل الحدث، بل يطلق أحكاماً غير قابلة للاستئناف، يتهم من دون دليل، ويشهّر بالناس وسمعتهم، ويعرض حياتهم للخطر من دون أن يرفَّ له جفن. 

ستشهد قصة سماحة تطورات كثيرة. وسيأبى الرجل دفع ثمن ارتهانه لنظام الأسد وحيداً، ولكن في المحصلة يجب على اللبنانيين أخذ بعض العبر من تلك الحادثة؛ أولها أن هناك من يظن ان أرضية لبنان جاهزة للاشتعال ما إن تتوفر الظروف. وثانيها أن ثمة توافقاً دولياً إقليمياً، على عدم السماح بإشعال الساحة اللبنانية.  وفي الحالتين، يأتي الفعل من خارج الحدود، و لو بأدوات محلية. ألم تكن تلك الحال إبان بعض محطات ومراحل حربنا الأهلية؟ الأسد بات يعي أن النظام الذي أرساه والده وعمه انهار، وأن الجبل النصيري الهابط إلى الساحل اللاذقي هو ملاذه الوحيد. وهو قد لا يلاقي معارضة غربية إذا ما أقام تلك الدويلة. يبقى إقناع السوريين المتمردين على سلطة الأسد، في كل من حلب وحمص و دمشق، واخضاع شمال لبنان الخاصرة الرخوة للعلويستان.

لذا ستكون هناك محاولات متكررة لجر لبنان نحو الهاوية، خصوصاً وأن سوريا تتجه إلى حرب قد تطول في ظل تماسك ميليشيا البعث، وتقاعس الغرب عن دعم الثوار بشكل جدي. وليس الحديث الأميركي عن حظر جوي جزئي سوى دليل آخر على هذا التقاعس. فحتى يحين موعد الحل في سوريا، على اللبنانيين أن يتمتعوا بقدر من الوعي حتى لا يكونوا ضحية لقذارة الآخرين على أرضهم.

 

أخطر من اتهام ميشال سماحة

الياس حرفوش/الحياة

رغم خطورة الاتهام الذي يمكن ان توجهه المحكمة العسكرية في لبنان الى الوزير السابق ميشال سماحة بعد انتهاء التحقيق معه، فان الاخطر منها هو ما كشفته الاعترافات المنسوبة الى سماحة عن مدى استعداد القيادة السورية، ممثلة برأس اجهزتها الامنية، لـ «تنفيذ اعمال ارهابية والنيل من سلطة الدولة واثارة الاقتتال الطائفي»، على ما ورد في التهم التي أحيل سماحة بموجبها الى المحكمة العسكرية، التي لا تحال اليها عادة سوى الجرائم التي تطاول الامن الوطني.

والمستغرب ان اياً من هذه الاتهامات، الموجهة كذلك الى اللواء علي مملوك، لم تستحق رداً من الجانب السوري، ناهيك بالاستعداد لارسال مدير مكتب الامن الوطني الى لبنان للمثول امام القضاء! والغريب ايضاً، والبالغ الدلالات في آن، انه حتى الذين يتداولون الروايات في لبنان حول قيام فرع المعلومات بنصب «فخ» لسماحة بهدف توريطه، لم يصدر عن أي منهم ما يشير الى تشكيك ولو ضئيل في إمكان إقدام النظام السوري على مثل هذه الاعمال. وكأن هؤلاء يعرفون جيداً «الوظيفة» التي كان يؤديها هذا النظام في لبنان، ولم يستغربوا بالتالي مسألة تصدير العبوات بهدف تنفيذ الاغتيالات واشعال المتاريس الطائفية في البلد. ومن هذا المنطلق فقد وجدوا انه يمكنهم ان يمارسوا وظيفتهم في الدفاع عن نظام الرئيس الاسد في امور كثيرة، ولكن ليس من بينها ذهابهم الى حد تأكيد حرصه على سلامة الامن اللبناني او الادعاء بأنه يرفض اللجوء الى العنف والقتل بحق معارضيه اللبنانيين. ذلك ان النظام الذي يرتكب ما يرتكبه بحق مواطنيه لا يمكن ان يُتوقع منه ان يكون اكثر عطفاً على مواطني الدولة المجاورة، ولو كانت تربطه بهم «الاخوة والتعاون والتنسيق». لهذا تحول مناصرو دمشق في بيروت الى احاديث فرعية عن خلع باب بيت سماحة او عدم قانونية الجهاز الذي تولى الاعتقال، في محاولة للتغطية على القضية الاساسية، على رغم الخطورة الامنية البالغة التي كانت ستترتب عليها، كما اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد اطلاعه على التحقيقات.

فوق ذلك، لم يتبرع أي من مؤيدي النظام السوري بالتساؤل عن كيفية تمكن سيارة محمّلة بهذا الكم من المتفجرات، الذي كان يمكن ان يخرب البلد، من عبور الحدود السورية - اللبنانية، على رغم ان هؤلاء المؤيدين لم يكلّوا من المطالبة بضرورة تحصين الحدود اللبنانية من «الاختراقات» التي تقوم بها «العناصر الارهابية» (اياها) الى داخل سورية لمحاربة النظام هناك. بالتأكيد هناك تقصير من الجانب اللبناني في قضية دخول المتفجرات، وهناك حاجة للتحقيق في مسؤولية الامن اللبناني على جانبه من الحدود. لكن السؤال الاكبر يبقى مطروحاً على الجانب السوري، وطبيعة «الهدايا» التي تدخل عبر حدوده الى لبنان، على رغم الاتفاقات الامنية بين البلدين والتي يفترض ان يكون من بين ما تنص عليه عدم قيام اجهزة الجار الشقيق باعمال تهدد امن البلد المجاور.

اذا ثبتت الاتهامات الموجهة الى ميشال سماحة، فإنه يكون قد قدم «خدمة» لمعارضي النظام السوري وممارساته المديدة في لبنان اكثر مما كان ممكناً ان يقدمه الدّ اعداء هذا النظام. كما سيكون قد قدم خدمة لدعاة السيادة اللبنانية في وجه التدخلات السورية. اذ من كان يتصور، ولو في الحلم، ان يتجرأ قاض لبناني على توجيه اتهام بهذا الحجم للرجل الثاني عملياً في تراتبية السلطة الامنية السورية بعد الرئيس نفسه. لقد وفر سماحة بفعلته هذه وللمرة الاولى دليلاً قاطعاً، اذا ثبت ما نقرأه من اعترافات، على كل الاتهامات التي سيقت ضد النظام السوري، سواء بارتكاب الاغتيالات او بافتعال المجازر الطائفية المتنقلة لادامة الحرب الاهلية، وبالتالي لاطالة عمر التدخل السوري في لبنان بحجة العمل على منع انفجار ... الحرب الاهلية!

ولا يقلل من حجم هذه «الخدمة» ان تكون فعلة سماحة نتيجة «سذاجة» مفرطة، على رغم المبالغات المتداولة بشأن «ذكائه»، او ان تكون نتيجة بلوغ ارتباطه بالاجهزة الامنية السورية درجة لم يعد ممكناً له رفض اي من اوامر هذا النظام. لهذا فليس من المبالغة ان ترد السلطات اللبنانية على الشكر الذي وجهه سماحة اليها لأنها انقذته من «تعذيب الضمير» الذي كان سيتحمله لو نجح مخطط التفجير، بان تقول له بدورها: شكراً لقد اتحت لنا العثور على الخيط الذي كنا نبحث عنه منذ اربعين سنة!

 

وكيلا التسريب" عن سماحة

المستقبل/ لم يستفق بعد فريق سوريا في لبنان من صدمة توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، ولم يهضم نجاح جهاز أمني لبناني في مراقبة المنظر الأمني والسياسي للرئيس السوري بشار الأسد، وإحباط المخطط الذي كاد يودي بلبنان الى بحر من الدماء لو قيض له النجاح.

التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن اعترافات سماحة وما قيل عن تسجيلات بالصوت والصورة لعملية نقله المتفجرات من مرآب منزله وتسليمها الى ميلاد كفوري من أجل الانصراف الى تفجيرها في أهداف محددة في عكار، وتسديد مبلغ 170 ألف دولار كأجر اللذين سيتولون أعمال التفجير، كانت أكبر مما تتحمله مخيلة هؤلاء، فسارعوا الى اختلاق التركيبات الإعلامية في هجمة شرسة على شعبة المعلومات وعلى رئيسها العميد وسام الحسن وصولاً الى مؤسسة قوى الأمن الداخلي ومديرها العام اللواء أشرف ريفي، رداً على ما أسموها عملية الاستدراج والإيقاع بسماحة.

عجز فريق الدفاع عن سماحة عن تحقيق أي إنجاز، ترجم بهروب آخر الى الأمام عبر توزيعه معلومات لوسائل إعلام الثامن من آذار، عن تقديم دعوى ضد ريفي والحسن من دون أن يكلف نفسه تحديد المرجع القضائي الصالح الذي قدمت الشكوى أمامه، وهو إخفاق أضيف للإخفاقات السابقة، بحيث لم يثبت صحة هذا الادعاء حتى الآن، وحتى لو ثبت فإنه لن يغيّر شيئاً في واقع الأمر لأن هذين الشخصين ليسا مسؤولين عن التسريبات، كما أن تسريب معلومات سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة، فهي لم ولن تؤثر على مجريات القضية ولم تبدل شيئاً في مسار القضية.

وما انفكت هذه الماكينات الإعلامية عن إثارة المزيد من الغبار حول القضية حتى لا تؤثر على قناعات جمهورهم الآخذة في التبدل، لكن ما رشح عن جلسة استجواب السياسي المحنّك أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا قلبت المفاهيم رأساً على عقب وأصابت الفريق السوري بالإحباط، بعدما تيقن محامو الدفاع أن عبقرية ميشال سماحة ودهاءه في المناظرات الإعلامية لم تكن هي نفسها أمام قاضي التحقيق، لأن حنكته تبخرت أمام الكم الهائل من الأدلة والمعلومات والقرائن الموثقة في ملفه.

كيف تصاعدت الحملة المضادة لفريق الدفاع عن سماحة، وكيف تبددت؟

فقد كشفت مصادر متابعة أنه عند الساعة الثامنة من صباح الإثنين الماضي، وقبل ثلاث ساعات من بدء جلسة الاستجواب، كان المحاميان يوسف فنيانوس ومالك جميل السيد وصلا الى المحكمة العسكرية وباشرا اتصالاتهما، وإشاعة الأخبار والمعلومات التي تشير الى أن ما سرب عن سماحة في الإعلام من اعترافات سيتبدد في جلسة التحقيق، وبغض النظر عن قدرة فريق الدفاع عن مقابلة موكلهم قبل الجلسة أو عدمه، فإن العمل كان جارياً على مسارين، الأول أن يمثل المحامي فنيانوس مع سماحة أمام قاضي التحقيق، والثاني أن يتولى مالك السيد التواصل مع وسائل الإعلام المنتظرة في الخارج.

بالفعل ما إن بدأ الاستجواب حتى بادر السيد الى الاتصال بقناتي "المنار" التابعة لـ"حزب الله" والـ"أو تي في" التابعة للعماد ميشال عون، وأبلغهما أن سماحة تراجع عن اعترافاته لأنها انتزعت منه تحت الضعط النفسي، في تكرار لمشهدية حليفه فايز كرم الذي أدين بالعمالة لإسرائيل، وما هي إلا لحظات حتى سرّب الى هاتين المحطتين معلومات تتحدث عن مفاجأة خلال الجلسة، ربما تتمثل بإخلاء سبيل سماحة والإعلان أن المحامي فنيانوس سيخرج بعد الجلسة ليتحدث للإعلاميين في الخارج ويعقد مؤتمراً صحافياً يفجر فيه هذه المفاجأة، غير أن جبل الوهم الذي صنعه هذا الفريق انهار أمام أسئلة قاضي التحقيق وتأييد سماحة لما ورد في التحقيق الأولي، ولكن حفظاً لماء الوجه وبدل أن يفي فنيانوس بوعده للإعلام جرى الاكتفاء بخروج مالك السيد ليقول "إن أجواء التحقيق كانت إيجابية، الا أن التسريبات أضرت بالتحقيق". واللافت أن مالك السيد تهرب من إجابة على سؤال واحد ردده الإعلاميون مراراً عما إذا كان سماحة تراجع عن اعترافاته، مكتفياً بتوزيع الابتسامات الصفراء، ومسح العرق المتصبب من جبينه، خاتماً بدعوة الإعلاميين الى انتظار نتيجة التحقيق ليعلن الموقف النهائي.

لكن الموقف النهائي الذي طالما انتظره الإعلاميون تحت أشعة الشمس الخارقة، ترجمه المحامي فنيانوس باستدعاء سيارته الى بوابة المحكمة العسكرية حيث خرج من مكتب القاضي أبو غيدا ومعه مالك السيد واستقلا السيارة وانطلقا فيها على عجل، تاركين الإعلام التابع لحليفهما يتخبط بتسريباتهما التي لم يجد ما يبررها حتى الآن، فيما كان مشهد المحامي الزغرتاوي المتجهّم خير دليل على صعوبة وضع الموكل والمأزق السياسي الذي أدخل فريقه فيه.

 

الفارس ميشال سماحة مستشار الإجرام للرئيس الأسد!

علي بركات أسعد/السياسة

بعد محاولتي الاغتيال الأخيرتين الفاشلتين, الأولى استهدفت رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع, والثانية النائب الشيخ بطرس حرب المناهضين للنظام السوري, ونجاة لبنان من قطوع اهتزاز أمني وطائفي كبير على يد فارس النظام السوري, المستشار الاعلامي لبشار الأسد الوزير والنائب السابق ميشال سماحة, بعد أن تم اكتشاف مؤامرته هذه من قبل فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي, فان ميشال سماحة أراد لأبناء وطنه اللبنانيين دوامة عنف جديدة ومخططا طائفيا جهنميا بطلب من اسياده في سورية بوضع عبوات ناسفة لقتل شخصيات مسيحية دينية وسياسية وحتى مدنية, والصاق التهمة بالسلفيين وتنظيم القاعدة, والذي كان سيؤدي الى فتنة طائفية بين السنة والمسحيين.

نظام الأسد بطلبه هذا ومن عميله في الصف الأول ميشال سماحة, هو دليل على ان النظام فقد ثقته برجاله بسبب الانشقاقات التي تحصل من داخل جهاز المخابرات, وهدفه كان ايهام المجتمع الدولي وخصوصا الأوروبي والاميركي بأن نظامه هو الوحيد القادر على حماية الأقليات وتحديدا ً المسيحيين, وفي حال ذهب النظام سيكون المصير الخطر للأقليات هو القتل الطائفي والتهجير الديموغرافي ويظن الرئيس الأسد ونظامه بأنه سينجح في اقناع الأوروبيين والاميركيين بتبديل رأيهم والوقوف الى جانبه ضد شعبه والطلب منه للتدخل لمنع الفتنة وحماية الأقليات وخصوصا  المسحيين منهم.

ميشال سماحة نجم شاشة "المنار" و "أو تي في" العونية في الفبركات الاعلامية ومشهودٌ له بذلك, خصوصا ً في ضخ الشائعات والفضائح المفبركة ضد المناوئين للنظام السوري في لبنان ليقع أخيرا ً في أفخاخ شائعاته, بعد ما كان يتحف مسامع اللبنانيين باسطوانته المتكررة في اتهام اسرائيل على أنها هي من تقتل وتغتال وتفجر الأوضاع الأمنية وتثير الفتن الطائفية في لبنان.

فارس النظام السوري ميشال سماحة الذي تم القاء القبض عليه متلبسا ً بالصوت والصورة وهو يسلم أدوات الجريمة من العبوات الناسفة من قبل فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي بعد أن نصب له كمينا ً بواسطة أحد عملائه, أقر واعترف أمام النائب العام الاستئنافي القاضي سمير حمود ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن, بالتهم والقرائن التي ارتكبها, لترتفع لاحقا ً بعض أصوات النشاز من يتامى نظام الأسد مصعوقين بالخبر مهددين الدولة بحال لم يتم اخلاء سبيل سماحة, انهم سيفاجئون الدولة بعواقب وخيمة نتيجة الاعتقال هذا, خصوصا ً من النائب التابع ل¯ "حزب الله" محمد رعد المتناسي بأن ميشال سماحة هو من أوعز في العام 2009 لصحيفة "ديرشبيغل" الألمانية بان من اغتال الشهيد رفيق الحريري هم أعضاء من "حزب الله" بقصد ابعاد الشبهات عن النظام السوري.              ميشال سماحة "الكتائبي و"القواتي" سابقا ً والذي أصبح الحليف والمستشار اللصيق للرئيس بشار الأسد ونظامه, وبعد القاء القبض عليه من قبل فرع شعبة المعلومات أصبح وجوده خطرا ً على نظام الممانعة في سورية وعلى حلفائه اللبنانيين, مع احتمال افتضاح أمرهم أمام القضاء, بانتظار الأيام المقبلة التي ستكون حافلة بأخبار الفضائح, كفضيحة عميل نظام الأسد الفارس ميشال سماحة, وباللهجة المصرية "يا خبر اليوم ب¯فلوس بُكرا ببلاش".                                                   

* كاتب لبناني

 

هجوم مضاد يبرّر القتل دفاعاً عن سماحة!

شارل جبور/الجمهورية

لأنه ضبط بالجرم المشهود وفي حوزته متفجرات تولّى نقلها من دمشق إلى بيروت ويستحيل إلغاء هذه الواقعة، لجأ ميشال سماحة والجوقة السورية إلى "الخطة باء" بأنّ هدف العبوات "إخافة من يحاول تهريب السلاح والمسلحين الى سوريا"، وأنه "سلّمها الى ميلاد كفوري ويجهل لمن سيعطيها الأخير، وأين يستخدمها ومتى".

وفي الوقت الذي يسجّل فيه سكوت لافت لـ"حزب الله"، خرج سليمان فرنجية ليقول: "سماحة اعترف بأنه أخذ عبوات من سوريا لوضعها في تجمّعات "الجيش السوري الحر"، وعلى مسالك تهريب السلاح بين لبنان وسوريا". لن يبدّل هذا الهجوم المضاد شيئاً في الوقائع المسجلة والمصورة بين سماحة وكفوري، والتي لا تقل أهمية عن نقله للعبوات، ولكن القصد طبعاً هو محاولة التخفيف من وقع الجريمة بذريعة أشنع من الأولى عبر استسهال القتل من زاوية أن قتل معارضين سوريين أمر طبيعي ومباح، فيما قتل لبنانيين هو الأمر المستنكر، بينما منطق القتل والإرهاب مرفوض من أساسه، وهو تآمر على الدولة، علماً أن الرواية الأمنية المنشورة في كل الصحف والمسندة إلى الأدلة المصوّرة تدلّل على أن سماحة الذي ظهر بمظهر الواثق من كفوري لم يخف حماسه بضرورة تفجير هذه العبوات في أي تجمع كبير في عكار واستهداف أي شخصية هامة (...)، لأنّ الغرض ليس مجرد التفجير، إنما تداعياته لجهة خلق فتنة مسيحية-سنية تمّ التمهيد لها بوضع المنشورات في قلب إحدى الكنائس في عكار.

ومن الواضح أن الثقة بكفوري متأتية من العلاقة الطويلة التي تربط بعضهما بعضاً، وأن سماحة هو الذي استدرج كفوري وليس العكس. فهو المخطط والآمر الناهي لهذه العملية، وقد استدعى الأخير للتنفيذ والذي يبدو أنه عندما وجد أن العملية هي أكبر من طاقته على تحمّلها، أي ليس أقلّ من إشعال حرب أهلية، وجد أنه من الأفضل أن ينسحب في منتصف الطريق والباقي بات معلوما...

فالهدف إذاً هو تصوير نقل العبوات بأنه يدخل ضمن إطار المواجهة السورية-السورية، وأن ما قام به سماحة لا يخرج عن سياق ما تقوم به مجموعات إسلامية أو من تيار "المستقبل" دعماً للمعارضة السورية.

ولكن هذا التبرير التبسيطي لا يستند إلى وقائع دلّت على تورط "المستقبل" في تفجيرات استهدفت الموالين للنظام السوري في لبنان، لا بل كل ما قيل عن نقل أسلحة من لبنان إلى سوريا يثبت أن معظمها كان يتولى تهريبها أفراد ينتمون إلى 8 آذار بغرض التجارة السوداء، فضلاً عن أن الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية كانت تستهدف النازحين السوريين في لبنان.

وقد يكون التبَسَ على فرنجية الوضع في تساؤله: "ألم يَتبقّ لسوريا إلّا ميشال سماحة لوضع المتفجرات"؟ لأنه أكّد بدفاعه عن المتهم على تورّط دمشق في وضع المتفجرات. لكنّ هذا السؤال يحاول القفز فوق واقعة نقل سماحة للعبوات، والتي أقرّ بها وفق فرنجية نفسه، ومن هنا يصبح السؤال مشروعاً: لماذا ستكلّف دمشق الوزير السابق تخويف مهرّبي السلاح على الحدود، فيما هي تتكفل بهذه المهمة مباشرة؟ وهل هذا التهريب، في حال حصوله، خصوصاً أن النظام ما زال يضبط حدوده مع لبنان بقوة استثنائية وفق مصادر عسكرية لبنانية، يشكل خطراً وجودياً تقتضي مواجهته عبر استهداف المعارضين السوريين لردعهم؟ وهل الردع يكون بالتفجير أو بضبط الحدود من الجهتين؟ وهل هذه الوسيلة الإرهابية مبررة؟ وألا يؤدي التفجير إلى زعزعة الاستقرار وتخويف المواطنين، وفي طليعتهم بعض المسيحيين، الذين يدّعي سماحة الدفاع عنهم؟

من البديهي ألّا يكلّف النظام السوري سماحة مهمة تتصِل بتصفية حسابات سورية-سورية تبقى تفصيلية في سياق مساعي هذا النظام التفجيرية للحالة اللبنانية تبريراً لأفعاله وارتكاباته ضد الشعب السوري، وبالتالي المهمة التي يجب على التحقيق أن يكشفها تتصِل بالآتي: مَن أقنع مَن بوضع المتفجرات؟ أي هل سماحة من أقنع النظام السوري انطلاقاً من استماته في الدفاع عن هذا النظام وخشيته على وضعيته الشخصية في حال سقوطه، و/ أو انطلاقا أيضا من قناعته الأقلوية أن تفجير حرب أهلية بين المسيحين والسنة يساهم في انقاذ النظام، واستطراداً انقاذ المسيحيين، لأن الخطر متأت عليهم من النظام الآتي في حال سقوط الحالي؟ أو هل النظام هو من طلبها مباشرة من سماحة نظراً لحاجته إلى إشعال الساحة اللبنانية وعدم تجاوب القوى الحليفة له في لبنان، كلّ لاعتباراته الذاتية؟ وهل الاتفاق على التفجير هو ثمرة توافق بين سماحة والمملوك بعد جولة "تنظير مشتركة" أفضَت إلى ضرورة اعتماد هذا التوجه؟

ولكن هل كان ليتصور أحد لو لم يسع إلى تسريب الحد الأدنى من المعلومات عمّا كان يعتزم سماحة تنفيذه والذي دفع جهة الدفاع إلى رفع دعوى ضد هذا التسريب كيف كان يمكن مواجهة قوى 8 آذار وإسكاتها، هي التي رأت قوى أساسية فيها بأمّ العين الأفلام الموثقة بالصوت والصورة؟ إنّ التسريب في بعض الملفات والقضايا ضروري، لأنّ المعيار الأساسي هو تطمين الناس وتحذيرهم، وكان من الضروري وضعهم في صورة المخطط الذي يستهدف بلدهم وجعلهم متيقظين ممّا يُحاك في هذا المجال.

وأمام المعركة الإعلامية المضادة التي يخوضها حلفاء سوريا بغية تسخيف جرم سماحة، وبما أن المعركة هي معركة رأي عام وإعلام، لا بد من تسريب كل التسجيلات وضعاً للأمور في نصابها وإسكاتاً لكل المتطاولين أو الساعين إلى تضليل الرأي العام عبر التلطّي وراء القضاء لإخفاء حقيقة مخططاتهم.

ويبقى أنّ أغرب ما يمكن قراءته دفاعاً عن سماحة هو تشبيه توقيفه والمرحلة الراهنة بحقبة التسعينيات التي تمّ إبّانها استهداف المسيحيين، بدءاً من 13 تشرين، إلى توقيف الدكتور سمير جعجع، وما بينهما قانون الانتخاب، وصولاً إلى قانون التجنيس.

والمضحك المبكي محاولة وضع هذا الاستهداف في خانة السنّة وأطماعهم السلطوية، في تجاهل متعمّد أن الهدف الأول والأخير كان ضرب المسيحيين تمهيداً لوضع سوريا يدها على لبنان وإدامة هيمنتها عليه، فيما محاولاتها التخريبية الأخيرة تندرج في سياق توريط المسيحيين في حرب مع السنّة تبريراً لمنطقها الأقلوي بالصراع مع الأكثرية، وبالتالي استخدامهم أكياس رمل دفاعاً عن نظامها... ما قبل سماحة لن يكون كما بعده، وهذا التطوّر ستكون تداعياته أكبر ممّا يمكن أن يتصوره أحد.

 

القوّات" ردت على "وزير الطاقة المهدورة والمصاهرة الدائمة" 

لبنان الحر/صدر عن الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: بمزيد من الأسف نردّ على ردّ وزير الطاقة المهدورة جبران باسيل وممثل التيار في الحكومة الفاشلة في بلد صار بلا تيار كهربائي وبلا هاتف، بفضل الإصلاح الكاذب والتغيير الى الوراء. ويؤسفنا كذلك أن يلصق باسيل وأسياده ما فيهم من صفات الجبن وخيانة المبادئ والسفاهة والاستزلام للديكتاتور بسواهم من المناضلين الشرفاء أمثال سمير جعجع ورفاقه. وإذا كان يضيره العلاقة المتينة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل"، فليتأكد وأسياده أن حكم الزعران زائل لا محالة.

أما في ما يتعلق بكلام وزير المصاهرة الدائمة عن قانون الإنتخاب وانقلابه على لجنة بكركي الإنتخابية، هو ومن يدّعون تمثيل المسيحيين كما المرائين وقد هدروا حقوقهم في الحكومة الفاسدة، فيكتفي اللبنانيون بإدانتهم من فمهم وعلى أعمالهم. وكان صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل الآتي:

"نأسف لتعاطي القوات اللبنانية السلبي مع كلامنا الايجابي حول أهمية الاستفادة من التجربة المتواضعة في موضوع المياومين والتعويل عليها والاقتداء بها لعدم تفويت الفرصة السانحة المتاحة للمسيحيين للسير وطنيا بقانون للانتخابات يؤمن لهم صحة التمثيل. وقد جاء بيانهم ليدل أن قائدهم لا يزال وللأسف في وضع الرهينة السياسية لتيار المستقبل، يرفض تحرير المقاعد النيابية من قبضتهم، ويرفض التحرر هو نفسه، وضعه وضع السجين الذي تفتح له أبواب الزنزانة، لكنه يأبى الخروج منها. إلا أننا بالرغم من ذلك سنبقى على سعينا لتأمين أكبر قد ممكن من التأييد لقانون يؤمن صحة وعدالة التمثيل، أملنا في ذلك أن تساعد السيدة العذراء في عيد انتقالها لانتقال البعض من حال التبعية، لما ليس لمصلحتهم حتى الى حالة الحرية التي تؤمن مصلحة مجتمعهم خارج منطق السجون والمعتقلات السياسية والفكرية والمادية.إخرجوا من سجونكم فعليا لنحكم جميعنا لبنان وليس ليحكمه الاخوان".

 

أما آن لاتفاقيات قتل الشعب اللبناني أن تُلغى؟

المستقبل/قضية توقيف النائب والوزير الأسبق ميشال سماحة، وما تكشّف عنها من مخطط لدى النظام السوري لضرب أمن واستقرار لبنان عبر تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية واغتيالات تطال شخصيات دينية وسياسية في عكار، وإثارة الاقتتال الطائفي، وضعت الاتفاقيات الأمنية والقضائية الموقعة بين البلدين على المحك، وجعلت هذه الاتفاقيات عرضة للإلغاء باعتبار أن النظام السوري أخلّ ببنودها، وحوّل أجهزته الأمنية والعسكرية، وعملاءه في لبنان أدوات لتفجير الساحة اللبنانية وتقويض أمنها.

وفي المراجعة السريعة لنص الاتفاقيات يتبيّن أن النظام السوري أخل بشكل واضح وفاضح ببنودها، بدءاً من الاتفاقية الأمنية التي تنص في فقرتها 211 على ما حرفيته "بغية تأكيد تعهد كل من الدولتين في عدم جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا، أو سوريا لأمن لبنان في أي حال من الأحوال، على الأجهزة الأمنية في كلا البلدين، منع أي نشاط أو عمل أو تنظيم في كل المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية من شأنه إلحاق الأذى أو الإساءة للبلد الآخر". بينما تنص الفقرة 212 على "ضرورة أن يلتزم كل من الجانبين بعدم تقديم ملجأ أو تسهيل مرور أو توفير حماية للأشخاص أو المنظمات الذين يعملون ضد أمن الدولة الأخرى، وفي حال لجوئهم اليها يلتزم البلد الآخر بالقبض عليهم وتسليمهم الى الجانب الثاني بناء لطلبه". ولعل ما ارتكبه الأمن السوري بأمر من القيادة السياسية هو خير دليل على خرق نص وروح هذه الاتفاقية.

أما البنود الأساسية للاتفاقية القضائية الموقعة بين لبنان وسوريا، فهي تراعي مسألة تسليم المجرمين والمطلوبين، وتفرض شروطاً محددة في ذلك، إذ تنص المادة الثانية في فقرتها الثانية على شروط الموافقة على التسليم بما يلي: "إذا كان الشخص المطلوب تسليمه مدعى عليه أو متهماً أو محكوماً بجناية معاقب عليها في قانون الدولة طالبة التسليم بعقوبة لا يقل حدها الأدنى عن الحبس سنة أو إذا كان محكوماً بالحبس مدة لا تقل عن الشهرين. وإذا كانت الجريمة قد ارتكبت في أراضي الدولة طالبة التسليم، يمتنع عن التسليم في الأحوال التالية: إذا كانت الجريمة ذات طابع سياسي ـ إذا كان المطلوب تسليمه من موظفي السلك السياسي المتمتعين بالحصانة الديبلوماسية ـ إذا كان المطلوب تسليمه من الموظفين المكلفين بمهمة رسمية خارج بلاده، وإذا كان الجرم المطلوب من أجله وقع أثناء ممارسته للمهمة".

وتفيد المادة الخامسة من الاتفاق، أنه لا تعتبر جرائم سياسية: القتل، السلب، السرقة المصحوبة بأعمال إكراهية، إذا ارتكبت هذه الجرائم من شخص أو عصابة ضد الأفراد أو السلطات المحلية أو السكك الحديدية أو وسائل النقل والمواصلات. وتؤكد المادة 39 من الاتفاقية أنه يحق لكل من الدولتين المتعاقدتين إنهاء هذا الاتفاق بكامله أو ببعض فصوله، ويتم هذا الانتهاء بعد انقضاء ستة أشهر من تاريخ تبليغه. وبالتدقيق في هذه الفقرة يتبيّن أن مدير مكتب الأمن القومي في سوريا اللواء علي مملوك، ليس مشمولاً بالحصانة السياسية والديبلوماسية، وبالتالي فإن تسليمه الى السلطات القضائية اللبنانية لا يحتاج إذناً من مرجعيته السياسية، إذا كانت ثمة رغبة صادقة في التعاون مع السلطات اللبنانية وتنفيذ مضمون الاتفاقية.

وفي القراءة القانونية لمضمون الاتفاقيات اللبنانية السورية، رأى الخبير في القانون الدولي المحامي الدكتور أنطوان سعد، أن "هذه الاتفاقيات كان يشوبها نوع من الإكراه، بسبب الاحتلال العسكري السوري للبنان". مشيراً الى أنه "لا توجد دولة في العالم تحتل دولة أخرى أو متواجدة فيها عسكرياً إلا كانت الاتفاقيات فيها لصالحها، كما حصل في الاتفاقيات الأميركية في العراق، والاتفاقيات بين الفرنسيين ودول أفريقية وكذلك بين لبنان وسوريا". وأكد سعد في حديث لـ"المستقبل"، أن "التدخل السوري الحالي في الشأن الأمني يشبه الوصاية الجديدة على لبنان، وبالتالي هذه الاتفاقيات يقتضي أولاً إلغاؤها من قبل المجلس النيابي، وثانياً إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري وثالثاً الاكتفاء بالعلاقات الديبلوماسية". وشدد على أنه "إذا صدر حكم عن المحكمة العسكرية بإدانة الوزير السابق ميشال سماحة وكل من يظهره التحقيق، يقتضي أن يسارع المجلس النيابي الى إلغاء كل الاتفاقيات وخصوصاً الأمنية والقضائية ويعمل على قطع العلاقات مع النظام السوري بشكل نهائي، لأن إدانة سماحة تعني أن هذا النظام ليس محرضاً فحسب إنما متدخلاً وشريكاً". لافتاً الى أن "المرحلة المقبلة من العلاقات الديبلوماسية يجب أن تتدرج بدءاً من اعتبار السفير السوري غير مرغوب فيه ومن ثمّ طرده وصولاً الى قطع العلاقات مع النظام السوري بشكل كامل إذا ما جرى إدانته". ولفت الى "إمكانية الاكتفاء بإعادة العلاقات مع ممثلي النظام الديموقراطي في سوريا (المعارضة والثورة السورية) في المستقبل، على أن يكون هذا النظام يحترم السيادة اللبنانية". وعن إمكانية قبول المجلس النيابي بإلغاء هذه الاتفاقية وما إذا كانت هناك سابقة، ذكّر سعد بأن "مجلس النواب ألغى في العام 1983 اتفاق 17 أيار الذي وقع مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه ألغى في العام 1987 مفاعيل اتفاقية القاهرة واعتبرها لاغية".

 

 النائب محمد الحجار لـ"السياسة": أزلام نظام دمشق لم يتعظوا وما زالوا يفاخرون بعمالتهم

بيروت -"السياسة":أثار الهجوم المفاجئ من قبل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان تساؤلات بشأن مبرر هذا التصعيد, عشية الموعد المضروب لجلسة الحوار غداً الخميس. ورأت أوساط معارضة أن النظام السوري وبعد توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة بتهمة تشكيل خلية للقيام بأعمال إرهابية في شمال لبنان ونقله المتفجرات المعدة لهذه الغاية بسيارته الخاصة, أوعز إلى حلفائه والمقربين منه في لبنان وفي مقدمهم فرنجية, بالهجوم على رئيس الجمهورية الذي أثنى على عمل فرع المعلومات بالكشف عن هذا المخطط خلال استقباله مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن, وهذا ما دفع النائب فرنجية لاتهام ريفي والحسن بالعمل على اغتيال البطريرك بشارة الراعي. وتعليقاً على كلام فرنجية, قال عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار ل¯"السياسة", إن "جماعة سورية في لبنان ما انفكوا يرددون هذا الكلام لتعزيز عمالتهم وارتباطهم بهذا النظام المجرم الذي ما زال يعتبر أن انتفاضة الشعب السوري ضده هي مؤامرة خارجية, وليست إرادة داخلية ضد الظلم والاستبداد". واضاف ان "هؤلاء يريدون أن يسددوا فواتير لهذا النظام الذي دعمهم وأوصلهم إلى ما هم عليه في عمليات تزوير مكشوفة, وبدل أن يتعظوا مما يحصل وبالحقائق التي تتكشف عنهم يوماً بعد يوم, بعد افتضاح مخطط النائب والوزير السابق ميشال سماحة الذي كلف من قبل بشار الأسد شخصياً بتفجير الساحة اللبنانية, وبالتحديد في الشمال, فهؤلاء ما زالوا يفاخرون بعمالتهم لهذا النظام وأي موقف يرونه لا يصب في مصلحتهم ينقلبون عليه, ظناً منهم أنهم يخيفون الناس. لكن الربيع العربي, هو ربيع على كل المنطقة ولبنان أساس هذه المنطقة والتهويل على اللبنانيين لا يغير شيئاً".

 

جنبلاط: الدماء لا تتحول إلى ماء

مارون حبش/ موقع 14 آذار

خلال ثلاثة أعوام، وبين آب 2009 وآب 20120، استطاع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط رسم البوصلة السياسية من جديد، والنتيجة: الاقتراب ثلاث خطوات من 14 آذار والابتعاد خطوات عن 8 آذار. الخطوات التي اقترب منها جنبلاط إلى قوى 14 آذار، هي: أولا – سلاح حزب الله الذي طالب بحصره في يد الدولة منذ جلسات الحوار الأولى في العام 2006، الخطوة الثانية قد تكون حددت طريق طاولات الحوار المقبلة، والتي رفض فيها شعار "الجيش - الشعب – المقاومة"، وفي خطوته الثالثة ابدى رأيه بصراحة من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالقول إن "انجاز الحكومة الأساسي هو تمويل المحكمة الدولية، أما الخطوة الرابعة فهي مواقفه الداعمة للثورة السورية بوجه نظام الأسد".

إلأ أن الخطوة التي ما زال يتحفظ إعلانها جهارة جنبلاط هي اسقاط الحكومة، لأنه يعلم انه حالياً وفي الوقت الذي يتم فيه اسقاط الأسد لا بديل عن مثل هكذا حكومة دفعت بلبنان نحو الهاوية واللا إستقرار.

"يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشار"، جملة لن تغيب عن مسامع اللبنانيين أصحاب أعلام "كلنا للوطن للعلى للعلم"، فضلاً عن شعارات أخرى هزت عرين الأسد خلال خطاب جماهيري، في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، في ساحة الشهداء في 14 – 7 - 2007، وهي: "جئنا ، لنقول لك يا طاغية دمشق، يا قردا لم تعرفه الطبيعة، يا افعى هربت منه الافاعي، يا حوتاً لفظته البحار، يا وحشا من وحوش البراري، يا مخلوقا من انصاف الرجال، يا منتجا اسرائيليا على اشلاء الجنوب وأهل الجنوب، يا كاذبا وحجاجا في العراق ومجرما وسفاحا في سوريا ولبنان".

قيل عن صاحب هذا الخطاب، إنه انقلب على فريق 14 آذار، إلا أن أقطاب هذه القوى حينها فهموا، أن جنبلاط تم تهديده بأبناء الجبل، وباشعال الفتنة في البلد، خصوصاً بعدما شاهدناه من اعتداء على حرمة بيروت والجبل في 7 أيار 2008، فالتزم ثوار الأرز الصمت عن انقلاب جنبلاط و"وسطيته" الذي فضل عبرهما حماية الوطن، والسير مع "التيار" وهو على علم أن النهاية سترسو على شاطىء الأمان، فعل ذلك جنبلاط حينها لأنه يدرك أنه إذا قاوم هذا التيار (تيار السلاح ومهارات الاغتيال لدى النظام السوري) قد يعرّض الوطن إلى رعشة جماع أولها فرحة وأخرها فتنة.

مع انطلاق الثورة السورية، شعر جنبلاط أن من يهدد الوطن ويريد اشعال الفتنة فيه بات في "خبر كان"، وأن النظام السوري سينتهي بالسقوط وبدأ يستجيب القدر لقائد استقلالي أراد الحياة، وفعلاً استجاب القدر لجنبلاط واستطاع منذ آب 2009 حتى آب 2012، أن يسير مع التيار ويطوف وينازع، إلى أن وصل الشاطىء بعد كلمته الأخيرة في إفطار مؤسسة العرفان.

لم يتغير جنبلاط في تصريحاته، فما ذكره يعبر عن توجهاته السياسية التي لم يحد عنها يوماً، حتى بعد انتشار اصحاب القمصان السوداء في شوارع بيروت لنزع الأكثرية من ثوار الأرز، واسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، لا بل اليوم عاد ليؤكد في موقفه أن الحكومة التي ولدت "معوقة" لم تنجز اي أمر، خصوصاً لجهة قانون الانتخاب الذي اقر ليساند قوى 8 آذار للبقاء في الحكم بعد انتخابات العام المقبل، أو بعد سقوط النظام السوري إذا صح التعبير.

المسدس الذي صوب باتجاه جنبلاط ينهار اليوم بفعل إرادة الثوار، فعاد واتفق مع مواقف قوى 14 آذار، معلناً دق جرس الانذار في لبنان، مستخدماً من جديد المصطلحات نفسها "جرائم النظام السوري ووصفها بوحشية هولاكو أيام المغول"، "التنين الصيني" و"الدب الروسي" و"قوروش الإيراني" ما يعني أن جنبلاط لم يتغير بل حاولوا تغييره، والدماء لا تتحول إلى ماء.

 

المسيحيون وكنائسهم هم ضحايا نظام الأسد او بيلاطس... والسريان يردوا باقتحام السفارة السورية في السويد

غسان عبد القادر/موقع 14 آذار

في خطوة جريئة ومفاجأة، قام أنصار ومحازبو الإتحاد السرياني في السويد بإقتحام سفارة النظام السوري في عاصمة مملكة السويد ورفعوا عليها علمي الثورة السورية والإتحاد السرياني. وقد أصدر حزب الإتحاد بياناً حول ما حصل شبّه فيه نظام الأسد بأنّه بيلاطس العصر. وقد جاء في مطلعه " واحد واحد واحد...الشعب السوري واحد، بإسم هذه الوحدانية المثلثة الأضلاع التي آمنا بها قلباً وقالباً، تشاركنا مع أخوتنا السوريين المطالبة بالحرية والديمقراطية والتغيير نحو سوريا دولة مدنية تعددية ديمقراطية يتساوى فيها أبناء شعبها بالحقوق والواجبات". كما تطرق البيان إلى واقع معاناة المسيحيين من قمع النظام واضطهاده في وقت يدعي النظام انه المدافع عن المسيحيين وحاميهم.

البيان أيضاً إنتقد النظام السوري الحاكم بحيث كان وراء تهجير المسيحيين وضرب كنائسهم وبالتحديد كنيسة أم الزنار "التي تحتل مكانة تاريخية ورمزية لدى شعبنا السرياني". اضافة إلى ذلك، فقد تعمّد النظام تهميش المسيحيين طوال عقود والتنكيل بهم قد بدأ منذ زمن وليس فقط خلال الأزمة الحالية. وكان البيان قد نبّه إلى أن السفارة قد تحولت الى وكر للمخابرات السورية غايته التجسس على المعارضين ونقل المعلومات عنهم الى الداخل السوري حيث تمّ التنكيل بأهاليهم وذوييهم من أجل الضغط عليهم.

تجدر الإشارة إلى أن حزب الإتحاد السرياني السوري هو أحد فروع الحزب العالمية، وتشهد السويد نشاطاً ملحوظاً للحزب بوجود جالية سريانية كبيرة نسبياً وتعاون مع الجاليتين السورية واللبنانية بإختلاف انتماءاتها الدينية.

موقع 14 آذار الإلكتروني كان له مقابلة مع الأستاذ ابراهيم مراد، رئيس حزب الإتحاد السرياني العالمي، من استوكهولم قال فيه: "بالفعل اقتحمنا صباح اليوم مقر سفارة النظام السوري وحطمنا صور بشار الأسد وأعلامه ورفعنا مكانها اعلام الثورة والإتحاد بعد ان تحولت السفارة الى مقر لشبيحة المخابرات. هذا الموقف اتخذناه كتعبير بسيط ورمزي ضد ابادة النظام السوري لشعبه وابنائه. هذه كانت رسالة من قبلنا لهذا النظام أننا سننتقم من ازلامه الموجودين حول العالم إن لم يوقف آلة القتل الهمجية التي يديرها".

وبحسب مراد، فإن الرسالة الثانية التي "أردنا ايصالها هي ان السريان خصوصاً والمسيحيين عموماً لم ولن يؤيدوا هذا النظام كما يريد هذا الأخير ان يوحي للرأي العام الدولي. وغايتنا هي تبيان الحقائق ومنها ان حزب الإتحاد كان على الدوام من خلال بياناته الإعلامية واقفاً بوجه النظام. وهذا الموقف تجذر وتعمق مع انطلاقة الثورة ويشارك على الأرض في سوريا ضمن الحراك الثوري. وعانى شبابنا من الإعتقال والتنكيل ومازالوا".

وأبدى مراد عتباً على الإعلام وأسف إذ "لم نلق من الإعلام الإهتمام اللازم كمسيحيين يساهمون في الثورة السورية. وهنا أخاطب المجتمع الدولي الذي يقول انه يهتم للوجود المسيحي في الشرق وأدعوه أن يعمل للتخلص بسرعة من نظام الأسد وأن يدعم الثورة في وجه هذا الديكتاتور الإرهابي. ونحن كمسيحيين متضررون من نظام الأسد اكثر من العرب والأكراد. وعلى الرغم من كل المعاناة التي يمر بها شعبنا في سوريا وانعدام الدعم الأجنبي، فأنا على يقين أن هذا النظام ساقط حتماً وكذلك كل الأنظمة القمعية والإرهابية التي على شاكلته".

واوضح مراد في حديثه "أنّ من قام بعملية إقتحام السفارة هم عناصر حزب الإتحاد السرياني السوري في اوروبا. وقد حضرت الشرطة السويدية على وجه السرعة وأعتقلت 15 من رفاقنا لأن الدولة السويدية اعتبرت اننا قد انتهكنا سيادتها. من جهتنا نحن نرى اننا دخلنا الى مقر سفارة لنظام ديكتاتوري ارهابي نستحق ان نهنّأ عليه لا أن نعتقل. ونحن سبق لنا ان قمنا بمظاهرات في كافة الدول الأوروبية امام السفارات السورية ولكن الكثير من هذه السفارات جرى اغلاقها".

 

مسيحيّو عكار "جوكر" غبّ الطلب

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

أعادت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى عكّار التفكير ولو قليلاً بمسيحيّي الأطراف وبالغبن الذي يلحقهم من إهمال أحزابهم وقياداتهم السياسية لهم، قبل إهمال الدولة.

تاريخيّاً، قُسّم المسيحيّون بين مسيحيّي مركز ومسيحيّي أطراف، لكنّهم اختلفوا على حدود امتداد كل كتلة بشريّة، بحيث وضعوا نقطة المركز قلب جبل لبنان. لا يختلف منظّرو التصنيف على أنّ عكّار هي من الأطراف استناداً إلى معيار الجغرافيا، ففي هذه المنطقة بلدات مسيحيّة منها مأهولة وأخرى مهجورة بسبب هجرة أهلها إلى الخارج كمعظم المسيحييّن، وبعضها بسبب الزحف إلى المركز.

يترك جورج بلدته القبيّات كبرى القرى المارونية في عكار والشمال، ليتّجه مساء كل أحد إلى الفنار لمتابعة تحصيله الجامعي، فالجامعات الخاصة التابعة للرهبانيات غير موجودة في عكّار، وإذا وجدت فاختصاصاتها تقليدية وأقساطها مرتفعة، فيما وضع الجامعة اللبنانية في الشمال مُزرٍ وهي موجودة في القبّة، منطقة المعارك المحاذية لجبل محسن وباب التبانة ممّا يجعل العام الدراسي مُتقطّعاً وسط ارتفاع الشحن الطائفي والمذهبي.

الإرساليات والجامعات الخاصّة التي تتزاحم وتتنافس في جبل لبنان على استقطاب الطلاب، لا تخاطر بالذهاب إلى عكّار، ويسأل أحد القيّمين على إحدى المؤسسات الخاصة: "لماذا المخاطرة، سيأتي الطلاب العكاريّون إلينا وفي النهاية سيرجعون إلى المركز".

إذاً، يدخل انتشار المؤسسات التعليمية كعامل بارز في تحديد مسيحيّي الأطراف، ومن هنا تحتل عكّار صدارة التسمية، لأنّها المنطقة التي تحتضن العدد الأكبر من المسيحيين، ولها ثلاثة نوّاب، واحد ماروني وإثنان أورثوذكسيان، أي ما يوازي عدد النواب الأورثوذكس المخصّص للعاصمة بيروت.

لكنّ الأحزاب المسيحية التي تتصارع تاريخياً لا تقترب ناحيتها وتعتبر أنّ المعركة هامشية، وما يحصل هو أنّ القوى التقليدية العائلية التي تخوض المعارك السياسية تطلب لاحقاً الانتساب إلى الأحزاب المسيحية لتأخذ شرعية المركز، أو إذا كانت هناك مشكلة بين الأحزاب الحليفة على المقاعد في الجبل فقد يُستعان بأحد مقاعد عكّار للتسوية.

لا يتذكّر أبو حنا الذي بلغ من العمر 84 عاماً أنّ الأحزاب المسيحيّة خاضت معارك انتخابية شرسة في عكّار قبل الحرب، فهو من بلدة شدرا ويقطن حالياً في الدكوانة، فطيلة أيام عزّ تلك الأحزاب لم تبادر إلى العمل السياسي في البلدات العكّارية بل سلّمتها إلي القوى العائلية المتحالفة معها. فالعمل الحزبي خجول ونشط بعد العام 2005 حين دخل "التيار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية" إلى المنطقة بعد الخروج السوري، ولهما مؤيدون مع حضور للحزب "السوري القومي الاجتماعي"، لكن الشخصية المسيحية التي استطاعت أن تفرض نفسها هي النائب هادي حبيش الذي يملك حيثية شعبية في منطقته.

يتحدّث أبو جورج عن معاناة مسيحيّي عكار الذين أصبحوا بمجملهم في ضواحي بيروت وهو واحد منهم. فالحرب كانت ثقيلة عليهم، وقد خسروا خيرة شبابهم إن كان في قتالهم إلى جانب الأحزاب المسيحية أو مع الجيش اللبناني خصوصاً في فترة حكم العماد ميشال عون ودخوله حرب "التحرير" ضد السوريين، وحرب "الإلغاء" في مواجهة "القوات اللبنانية". ويدعو أبو جورج الزعامات المسيحية الحالية إلى "الالتفات إلى عكّار واعتبارهم مسيحيين درجة أولى".

من هنا، يدخل نشاط الأحزاب المسيحية وحراكها واهتمامها بالمنطقة كعامل ثانٍ في معاملة مسيحيّي عكار على أنّهم مسيحيّو أطراف.

وضعهم المادي جيّد، وهناك بلدات تضمّ في مجملها "فيلّات" بسبب إبقاء سكانها الموجودين في الخارج على ارتباطهم ببلداتهم، كما أنّ معظم الساكنين في لبنان من الطبقة المتعلّمة، وسكان البلدات كانوا يرفضون "الإعاشات" التي أتت بعد حرب تموز ويدعون إلى توزيعها على البلدات الفقيرة التي تحتاج إليها. وهذا مؤشّر على أنّ العامل المادي لا يدخل في التصنيف المركزي والطرفي المبتدع.

الحسرة موجودة في قلب كلّ مسيحيّ عكّاري والسؤال الذي يراوده دائما "لماذا قُدّر لنا أن نُعامل على أنّنا لسنا مسيحيين درجة أولى؟ فنحن دفعنا أثماناً باهظة في الحرب، وهم يريدون الاستعانة بنا لسدّ العجز الديموغرافي في مناطق جبل لبنان وتعبئة المؤسسات التربوية الخاصة وحتى للمشاركة في المناسبات التي تقيمها الأحزاب المسيحية وتعجز فيها عن الحشد، فهل أصبحنا "جوكر" يُستعمل وقت تقرّر الزعامات المسيحية استعمالنا؟"

 

علوش في إفطار شباب "المستقبل" ـ طرابلس: شركاء الفتن مصابون بالذعر 

طرابلس ـ "المستقبل"/رأى منسق عام طرابلس في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، ان "اليأس هو الذي دفع رأس الأفعى في دمشق الى اللجوء إلى أساليب غير مضمونة وقابلة للكشف بعد فشل المحاولات الأخرى"، مؤكداً ان "الشركاء في الدسائس والفتن كلهم مصابون بالذعر اليوم بعد انهيار بيت دعارتهم، وستكر في غد قريب سبحة الفضائح فليس في لبنان سماحة واحد بل سماحات".

كلام علوش جاء خلال افطار نظمه قطاع الشباب في "تيار المستقبل" في الشمال اول من امس، بحضور النائب بدر ونوس ومنسقي التيار في الكورة والضنية ربيع الايوبي وهيثم الصمد ومنسق عام قطاع الشباب وسام شبلي وأعضاء مكاتب ومجالس منسقيات الأقضية. استهل علوش كلمته بالقول: "ان الحرية اقوى وأهم من الحياة لذلك نرى اليوم أبطال سوريا الأحرار يبذلون دماءهم الطاهرة لاسقاط آخر عقد من مجرمي الشرق لتسقط معه منظومة الشر، التي سموها بالممانعة والمقاومة فقتلوا وشردوا وخونوا وتسلطوا تحت هذا الشعار الزائف، والآن سقط القناع عن القناع".

واعتبر ان "منظومة السر المخابراتية هي في الواقع كبيت الدعارة، تبقى الأمور فيه مضبوطة رغم الشبهات التي تحوم حوله وحول رواده الى ان يقع أحدهم في الفخ، فتنهار فجأة حلقة الأسرار ويفشي كل عاهر وعاهرة عن رفاقه وزبائنه وعن مشغليه ومن يحميه"، مشيرا إلى ان "وقوع ذلك العميل الصغير منذ ايام في قبضة العدالة يوحي بعدة استنتاجات، ويعني ان منظومة الشر الأمنية بدأت تتداعى، وقد يكون ذلك نتيجة مباشرة للعملية البطولية التي فجرت وكر الاشرار في دمشق منذ اسابيع، رفاق السلاح لذلك الذي يخرج علينا بمسلسل خطاباته المكررة دفاعاً عن منظومة الشر. والمؤشر الثاني هو ان الذراع الأمنية لهذه المنظومة وصاحبة الخبرة الطويلة والمتنوعة في الارهاب والاغتيالات ربما اصبحت خارج اطار التنسيق مع رؤوس الأفاعي، ربما بعد تفجر احد ضباط التنسيق في انفجار دمشق نفسه، او ربما لأن منظومة القتل المحلية اصبح لها برنامجها المستقبلي، بعد ان يئست من بقاء بشار الأسد. والمؤشر الثالث هو ان اليأس دفع رأس الأفعى في دمشق الى اللجوء الى اساليب غير مضمونة وقابلة للكشف بعد فشل المحاولات الأخرى. وفي المحصلة فان رفاق سماحة من التافهين المعروفين من ضباط سابقين فاسدين الى محامين امتهنوا الدفاع عن الشياطين الى شركاء في الدسائس والفتن، كلهم مصابون بالذعر اليوم بعد انهيار بيت دعارتهم وستكر في غد قريب سبحة الفضائح فليس في لبنان سماحة واحد بل سماحات".

ورحب بزيارة البطريرك بشارة بطرس الراعي لعكار، مؤكداً ان "كل المحاولات لبث روح الفتن في هذه المنطقة فشلت بشكل كامل ولن يتمكن احد من دفعنا الى التخلي عن وحدتنا لا ترغيبا ولا ترهيبا". ورأى ان "الكاردينال نصر الله بطرس صفير كان قدوة ومثالاً لجميع اللبنانيين ولا شيء يمنع ان يكون البطريرك الراعي خير خلف لخير سلف".

واستنكر "تلك الأصوات المعزولة التي تحرّض على القتل والشر بخصوص زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر المرتقبة للبنان"، مشيراً الى أن "هذه الأصوات أتت لتكمل مهمة ميشال سماحة من حيث لا تدري". وقال: "اننا في تيار المستقبل نرحب بزيارة قداسته لا بل نعتبرها ضرورة وبركة في هذه الظروف التي تحمل تحولات كبرى في المنظومات التي حكمت أفعالنا وردود فعلنا في هذه المنطقة". وأوضح أن "الرئيس الشهيد رفيق الحريري أرسى نهجاً هدف من خلاله الى السعي الى التسامح والتفاهم والحوار كوسيلة وحيدة لارساء السلام والاستقرار، والسلام المستدام، كان ولا يزال الشرط الأهم للنمو والرقي وتحسين الأحوال المعيشية والاجتماعية، فعلينا الاستمرار والصمود والصبر في هذا النهج ولن تستدرجنا دعوات التطرف والغضب".

وكان حفل الافطار استهل بالنشيد الوطني وقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحيّا شبلي ثورة الشعب السوري، آملاً ان "تصل الى مبتغاها في الحرية والكرامة في أقرب وقت". وفصل نشاطات قطاع الشباب وبرامجه داخليا وخارجياً من اجل التوصل الى تطوير عمله وأهدافه على مختلف المستويات.

الجنرال.. "النسبية" تبرّر "الاستنسابية"

 

الحوار "يستجدي" الجدوى عشية كل جلسة

 باسمة عطوي /المستقبل

يكاد لا يمر موعد لإنعقاد هيئة الحوار الوطني إلا وتصاحبه سلسلة من المواقف، والاحداث الساخنة التي تلقي بظلالها على المتحاورين والنقاشات التي تدور فيها. في جلسة 25 حزيران الماضي في قصر بعبدا، كانت أحداث عكار والتجاوزات السورية على الحدود اللبنانية ،"الضمير المستتر" الذي صاحب النقاشات حول "تحييد لبنان عن الصراعات الإقليميّة والدوليّة، وعدم السماح باستعمال لبنان مقرّاً أو ممرّاً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلّحين". أما في جلسة بيت الدين "المتوقعة " يوم الخميس ، فالمواقف والاحداث الساخنة لن تغيب عنها أيضا، وأولها قضية توقيف الوزيرالسابق ميشال سماحة، وما رافقها من كلام للمسؤولين في المعارضة عن جدوى الحوارمع أطراف سياسية تؤيد النظام السوري الذي لا يتورع عن تفجير لبنان. وفي ظل الكلام الاخير للوزير محمد فنيش عن سلاح "حزب الله"، بالاضافة الى موقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من منظومة الجيش والشعب والمقاومة.

تنعقد طاولة الحوار في ظل تخبط داخلي وتوتر إقليمي تظهر مفاعيله بوضوح على لبنان وحراك القوى السياسية فيه، فما الذي يخبئه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جعبته من "معالجات " لتدوير زوايا المواقف الحادة من سلاح حزب الله و النظام السوري؟ تجيب أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ذلك بالقول " إن رئيس الجمهورية يرى "أن طاولة الحوار هي المكان المناسب لمناقشة كافة الطروحات والتعبير عن الافكار والاقتراحات، والمذكرات المتنوعة على ان يكون الموضوع الرئيس فيها هو الاستراتيجية الدفاعية".

تفسر الأوساط هذا الموقف "إنطلاقا من إيمان وإقتناع الرئيس سليمان بأن الحوار هو حاجة وطنية ملحة، يفرضها الوضع الحالي المتأزم داخلية وإقليميا من جهة، وواقعية الاطراف السياسية التي يجب أن تكون مدركة لأخطار هذا التأزم والانزلاق فيه من جهة أخرى. كما أن كل الاطراف تؤكد خلال لقاءاتها المنفردة مع رئيس الجمهورية على أهمية الحوار والدعوة إليه، وبالتالي لا بد من ترجمة هذا "التأكيد اللفظي" بمشاركة عملية وليتحمل الجميع مسؤولياتهم، سواء من خلال المشاركة أو عدمها على ان يحدد رئيس الجمهورية موقفه لاحقا من الاطراف التي ستغيب عن الحوار".

وتلفت الاوساط "إلى أن رئيس الجمهورية لن يتسلم من أي طرف داخلي، مذكرة أو مطالب تخص جدول أعمال طاولة الحوار، في حال عدم مشاركة هذا الطرف في الطاولة، لأن المكان المناسب لنقاش الافكار والطروحات مهيأ وموجود ولا داعي للحوار "بالمراسلة وعبر المذكرات "، بل أن الاصح نقاش الاختلاف وجهات النظر وجها لوجه هو الحوار وجها لوجه ".

سيعرض رئيس الجمهورية خلال الجلسة ورقته وأفكاره حول الاستراتيجية الدفاعية، والمستندة بشكل أساسي الى الموقف الذي أطلقه في عيد الجيش من السلاح والحاجة الملحة لوضع استراتيجية دفاعية ترتكز على الجيش اللبناني للتصدي لمخططات اسرائيل ضد لبنان، وتراعي العيش السياسي المشترك وليس العيش ضمن دويلات طائفية تنمو على هامش الدولة وعلى حساب وحدتها، وتحترم الدستور وحصرية الجيش والقوى الامنية الرسمية في الأمن والسيادة". لوجستيا تتحضر دوائر قصر بيت الدين لإنعقاد طاولة الحوار في أرجائها للمرة الثانية، بعد انعقادها في المرة الاولى في 19 آب 2010 ، بمشاركة الرئيس سعد الحريري وغياب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والنائب ميشال المر لأسباب صحية.

تجدر الاشارة الى ان الرئيس سليمان تطرق خلال مداخلته في العام 2010 ،الى مواجهة "عديسة" منوهاً بالتصدي البطولي للجيش اللبناني في مواجهة العدوانية الاسرائيلية، وبموقف المقاومة التي وضعت نفسها بتصرف الجيش وابدت استعدادها للمؤازرة، وأكد أهمية تعزيز الروح الوطنية وتوحيد القدرات القومية من ديبلوماسية وعسكرية واقتصادية لحماية لبنان والدفاع عنه، مما يشكل منطلقاً يؤسس لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة وفقاً لما دعا اليه البيان الوزاري، مشدداً في هذا المجال على أهمية تسليح الجيش وتوفير العناصر اللازمة لوضع خطة تسليحه موضع التنفيذ. في حين انه في العام 2012 سيعرض أفكاره حول الاستراتيجية الدفاعية.

 

مخطط تفجيرات يخفي مخططاً آخر؟

عبد الوهاب بدرخان /النهار

  ليقل القضاء كلمته في قضية الوزير السابق ميشال سماحة. وحين يقول هل تستطيع الحكومة ان تكون بمستوى الاحكام التي يحتمل ان يصدرها في حق سماحة ومن وردت اسماؤهم في التحقيق من المسؤولين السوريين؟ هذا هو السؤال. واذا لم تشأ المسّ بالاشخاص الذين يهابهم، او يعمل في خدمتهم، العديد ممن هم في الحكومة وقواها السياسية، فهل تستطيع الحكومة ان تتخذ قرارات نضجت مبرراتها، كأن توقف العمل بالاتفاقات المبرمة مع النظام السوري؟ هذا يدخل ايضا في باب "النأي بالنفس"، فإذا لم يكن الأمن الوطني خطا احمر، فما عساه يكون؟ مجرد وجهة نظر يصح فيها قولان او اكثر؟ اللبنانيون يعرفون ان كثيرين منهم، بعض من فريق 14 آذار قبل 2005 وكل فريق 8 آذار لاحقا، ساوموا على امن البلد وعلى الاستقلال والسيادة، لكن الاستمرار وكأن شيئا لم يحصل في سوريا ونظامها بات يعادل الانتحار السياسي. وليعلم حلفاء النظام السوري انه لم يعد هناك ما يمكن ان يرتجوه او يتوقعوه منه. لم تكن مفهومة تماما ردود فعل فريق 8 آذار على اكتشاف قضية التفجيرات وكشفها. أهي تعاطف مع "الحليف" ميشال سماحة، ام انها في سياق ولائهم المستمر للنظام السوري، أم انها استنكار للضربة التي نجح بها "فرع المعلومات"؟ لو اردنا استخلاص شيء فقد نتوصل الى انهم كانوا يفضلون نجاح المخطط على فشل ما اراده مجرمو النظام السوري. اي انهم كانوا سيشعرون بثقة واطمئنان لو قدّر، لا سمح الله، للمخطط ان ينفذ. اي انهم باتوا في حاجة ماسة الى كم من الجثث، الى فتنة داخلية، لعل في ذلك انقاذا لنظام الاسد، وبالتالي انتشالا لهم من التوجسات والاحباطات التي يعيشونها. اذا صحت التسريبات من اعترافات سماحة فإنها تشبهه، وهو في مواجهة الادلة، وتشبه واقعيته كونه قام سياسيا بما هو اخطر واكثر اضرارا لمصلحة النظام السوري، لكنه لا يعتبر نفسه مدبر تفجيرات، ولذا وقع في الفخ. ومع ذلك فإن حلفاء ذلك النظام، المتضررين من انكشاف القضية، يريدون تبرئته لإدانة "فرع المعلومات". ما المطلوب من هذا الجهاز لينال اعتراف فريق 8 آذار بـ"وطنيته"، او في الحد الادنى بأنه يقوم بعمله، لا اكثر ولا اقل. لم يحسنوا شكره على كشف عملاء اسرائيل، لكنهم خوّنوه بعد توصله الى الخيط المؤدي الى القتلة في قضية الاغتيالات. من الواضح ان مشكلة هذا الجهاز ليست في قصوره وعدم مهنيته، وانما في عدم خضوعه كأجهزة اخرى لإمرة الاجهزة السورية.

نسي حلفاء النظام السوري ان "اعلان بعبدا"، الصادر عن الجلسة الاولى للحوار المستأنف، يلزمهم رفض كل ما يمس الاستقرار والامن، لكنهم اخفقوا عند الاختبار الاول لـ"التضامن الوطني". المهم الآن ان لا تكون "قضية سماحة" تمويها للفريق الحقيقي المكلف بالتفجيرات

 

شبيحة الإعلام السوري

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

أنا من هؤلاء الذين يعشقون تعذيب النفس ومشاهدة الفضائية الرسمية السورية، إلى حد أنني سألت طبيبا نفسيا صديقا: «هل أنا من هؤلاء المرضى النفسيين الذين يعشقون إطفاء السجائر المشتعلة في جلودهم»؟!! بالأمس كانت الفضائية السورية تعرض أفلاما وثائقية تتحدث عن اقتراب سقوط الأنظمة العربية الخليجية بسبب الأزمات الاقتصادية، بينما قامت فور ذلك بتقديم تقرير اقتصادي بارتفاع فائض الميزان التجاري السوري «لاحظ هذا العام» بـ8 مليارات دولار! إذن حسب الفضائية السورية فإن السعودية وقطر والإمارات في أزمة مالية طاحنة، بينما الاقتصاد السوري لديه فوائض مالية نتيجة الأداء التجاري الباهر لهذا العام، على الرغم من الحرب الأهلية، وعلى الرغم من الهجرة، وعلى الرغم من انفلات الأمن، وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية والمقاطعة التجارية!

يا سلام! هذه الأداة الإعلامية التي تعيش في كوكب آخر وفي واقع افتراضي صنعته لنفسها بعيدا عن حقائق الواقع المعيش يوميا في حمص وإدلب وحلب وريف دمشق وجسر الشغور وحماة، ترتكب جريمة لا تقل عن جرائم الشبيحة القتلة الذين يستخدمون السلاح. شبيحة الإعلام، حولوا المدنيين العزل إلى قتلة، والأطفال الأبرياء إلى عناصر مأجورة، ومظاهرات رفض النظام إلى عملاء للاستخبارات والصهيونية. شبيحة الإعلام الرسمي السوري، حولوا المعارضة المدنية إلى قوى تخريبية، ومن يحملون المصاحف أمام الرصاص إلى قوى متطرفة، وصوروا من يغلقون متاجرهم ومصالحهم تضامنا مع الثوار على أنهم أصحاب مصالح مدعومة من أعداء البلاد. شبيحة الإعلام السوري، تجاهلوا المشروع الأخير الذي تم ضبطه بتمويل ودعم من الأمن الرسمي السوري لإشاعة فتنة طائفية ووصفوه على استحياء بأنه دسيسة لتشويه سوريا الممانعة! أما حكاية الممانعة هذه التي زهقونا وأصابونا بالغثيان منها ليل نهار، فإن المرء ليسأل ما دلائل تلك الممانعة العظيمة؟ هل الممانعة تعني عدم إطلاق النار من قبل الجيش الرسمي السوري على جبهة الجولان منذ عام 1967، وعدم إصابة أي كائن إسرائيلي حتى لو كان عصفورة إسرائيلية؟! هل الممانعة هي التخطيط والدعم والمساعدة في تصفية 18 معارضا لبنانيا للسياسة السورية على رأسهم الشهيد رفيق الحريري؟ هل الممانعة هي التفاوض العلني مع الإسرائيليين عبر قناة أميركية والخلاف على بضعة أمتار؟ هل الممانعة هي التعاون الكامل مع الاستخبارات الأميركية في خطط مواجهة التطرف عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟احترموا عقولنا بالله عليكم!

 

عاديات".. تتغير

علي نون/المستقبل

منذ مدة يا إخوان، وهناك مسألة تضج في رأسي كلما واجه لبنان حالة سياسية أو أمنية كبيرة.. وما أكثرها! غير أن الضجيج زاد بعد اكتشاف قضية ميشال سماحة والمخطط الإرهابي الذي كان معداً لمنطقة الشمال، ومنها الى غيرها كلها، لو نجح المراد!. وذلك الضحيج متأتٍ من سؤال بسيط: ماذا لو كان غير العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية؟ وماذا لو كان هناك فوق ذلك الكرسي الخطير، من هو مثل بيّاع الذمم والدم والتاريخ والجغرافيا! ما غيره! أو مثل ذلك العريف المخابراتي "الفسّيد" والفاسد الذي علك الجمهورية وقيمها وكراماتها وشرشح الكرسي والمنصب وهتك وفتك مستنداً الى قوة أسياده وأربابه ومشغّليه من ضباط النظام الأسدي؟ ماذا لو كان هناك في ذلك الكرسي الرئاسي من يرضى بأن يؤجر ضميره، ويعطل قَسَمه ويذل نفسه وبلاده وعلمه وشرفه القومي من أجل أن يحظى برضى القتلة خارج الحدود؟ ومن أجل أن يداوي أعراضاً أصابته وتشبه الأعراض التي تصيب الأقزام أمام العمالقة؟.. ماذا لو كان هناك من يرضى أن يستمر في الإذعان لسلطة الحكم السوري، وفي إيثار مصالحه على مصلحة اللبنانيين العليا والمقدسة ومصالح الوطن اللبناني الأعلى والأكثر قداسة!؟

.. أنست سنوات الوصاية وممارستها وثقافتها وابتذالها اللبنانيين بعض البديهيات والبدايات، بل أنستهم بعض معاني المصطلحات التي تستند الى اللغة العربية كلها.. صارت الكرامة عند بعض العسس السياسي والإعلامي موازية للحس جزمة ضابط سوري، والمزايدة عليه في الذمّ والطعن بلبنانيين آخرين وبكبارهم ورموزهم وأشرافهم ورجالهم بل بالاشتراك في التآمر على إلغائهم وإقصائهم بأي طريقة ممكنة.. ذلك العسس الساقط أخلاقاً وسياسة وثقافة وناموساً ووطنية، عمّم مناخه المريض على الأسوياء والأصحاء، ونجح في تسويق السفالة وإشاعتها، وفي إدخال "أدبيات" البيان الأخلاقي السلطوي السوري الى حياة اللبنانيين على مختلف مراتبهم. وصار الناس يتفرجون على الهواء مباشرة، على تنافس هؤلاء للفوز بمنصب الأكثر انحطاطاً والأكثر ابتذالاً والأكثر دونية والأكثر تعريصاً وفجوراً من غيره! والأكثر شطارة بالتالي، في تقديم أوراق اعتماده الى سلطة الأسد. صارت "عاديات" الأمور والأخلاق والأوطان والسياسة في زمن السلطة الأسدية، أن يكون منصب رئيس الجمهورية عندنا قضية ملتبسة، تتقدم رفعتها طالما التزم صاحب المقام "الخط" وتتراجع حتى الاندثار إذا خالفه. وأن يلعب المسؤول الأمني المحلي دور الواشي الرخيص عند أسياده في دمشق، وأن يعمل الوزير اللبناني تبعاً لتعليمات القيادة "القطرية" وليس تبعاً لقواعد الدستور وموجباته وشروطه! تلك "عاديات" زمن "البعث" والتركيبة الفئوية الإجرامية في دمشق، وهي في نزعها الأخير، تتلاشى وتنقرض في أرضها.. ومن "العادي" والطبيعي أن/ أو تتلاشى في أرضنا وتندثر في مؤسسات الدولة اللبنانية وأولها وأخصها رئاسة الجمهورية.

 

زهرا أمل ان يؤدي التحقيق مع سماحة الى أسماء مشابهة: هذا الضبط بالجرم المشهود أعطى صدقية للاتهامات السياسية السابقة

 وطنية - 15/8/2012 رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "أنها المرة الاولى التي يضبط فيها النظام السوري وأحد عملائه بالجرم المشهود، وهذا الضبط بالجرم المشهود أعطى صدقية عالية للاتهامات السياسية السابقة"، وقال: "الحس الشعبي نادرا ما يخطىء ومعروف انه في لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان رد فعل الناس الاتهام المباشر للنظام السوري المعروف عنه تقليديا من ايام الرئيس السابق حافظ الاسد انه كان يقتل القتيل ويمشي في جنازته، اما وريثه بشار الاسد فقد زاد عليه ان عودنا ان يقتل القتيل ويقتل من يمشي في جنازته".

ورأى في حديث الى "قناة اورينت" ان "الرئيس السوري يتعامل مع شعبه كما تعامل مع الشعب اللبناني ويحاول تفجير وضع الشرق الاوسط كما كان قد وعد اذا صارت هناك اضطرابات كبيرة في سوريا، وهذا النظام وصل الى مراحل من الضعف والخوف وعدم التبصر الى حد ان يحاول استعمال كل أوراقه لينقذ نفسه ويحاول ان يكون ملاذه الاخير الارتداد الى اقامة دولة علوية مرفوضة سوريا وعربيا" .

واستغرب "خروج النائب سليمان فرنجية في هجمة طويلة عريضة في اطار الهجمة المضادة للدفاع عن ميشال سماحة والنظام السوري وصل فيها الى حد التطاول على فخامة رئيس الجمهورية ووصفه بأنه رجل سوريا الاول سابقا في لبنان"، وشدد على ان "جماعة سوريا في لبنان تفلتوا من كل الضوابط ووصل بهم الاستزلام والعمالة لهذا النظام الذي يرتبطون به الى حد انهم يرغمون اليوم بالتهديد على الغرق معه" . وقال: "لدينا معلومات انه تم جمع قيادات سياسية وامنية من حزب الله والمردة والتيار الحر والحزب السوري القومي وافهموا ان لا يصدق احد بأمكان ان يغرق النظام السوري ويبقون هم على حياد وسألوا لماذا لم يتحركوا بعد؟"

ورأى ان "النظام السوري اصبح في هذا الدرك من الخوف والتراجع وواضح انه يفقد السيطرة يوما بعد يوم والاوضح انه مثل كل ديكتاتوريات العالم عنده من الادعاء والغباء ان يظن ان ما يحصل عند غيره لا يحصل عنده لانه معبود الجماهير، وميشال سماحه الذي بدأ العمل مع هذا النظام، مدير محطة مخابرات، نتيجة لقناعاته السياسية المعيبة، قد تطلب منه عمليات امنية عندما يضطر الامر ولو صار مستشارا للرئيس الاسد". ووصف عملية توقيف سماحة بأنها "عملية امنية على مستوى عال من الدقة وهي تمت من جهاز ليس مخترقا من حزب الله وسوريا وهي شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهذا الجهاز يتمتع ضباطه ورتباؤه وعناصره بحس عال من المسؤلية الوطنية وبولاء مطلق للدولة اللبنانية وليس لاي جهة اخرى، ولهذا يتعرضون بشكل دائم للتشكيك والهجوم من فريق 8 اذار الذي لم يستطع ان يضعهم بين الجماعات التي استولى على ولائها ويديرها من اجل مصالحه ومصالح النظام السوري وخلفهما ايران والمشروع الفارسي للشرق الاوسط. وشعبة المعلومات قامت بعملية امنية دقيقة اسفرت عن ضبط ميشال سماحة بالجرم المشهود". وردا على سؤال قال زهرا: "النظام السوري لم يفقد كل حلفائه ولكن الحليف الاقوى الذي يعول عليه أي حزب الله يتهيب الموقف ويتردد ويعلن وينفذ دعم النظام داخل سوريا ولكنه لا ينفذ مطلب نقل الاضطرابات الامنية من سوريا الى لبنان، وحزب الله لديه حسابات استراتيجية اوسع من ميشال سماحة ومن يشابهه".

وأكد ان "عمليات الاغتيال التي تجري في لبنان بأمر من النظام السوري ما تزال مستمرة وآخر هذه المحاولات هي السعي الى قتل الوزير السابق النائب بطرس حرب، زميلي في منطقة البترون، وهناك مشبوه من حزب الله تم استدعاؤه ورفض الحزب تسليمه الى التحقيق لانه مسؤول عسكري فيه وبالتالي لم ينفض الحزب يديه بشكل كامل ولكنه يجري حسابات وهناك كلام عن صراع بين جناحين واحد يريد حرق المراكب والانفلاش في لبنان استباقا لسقوط النظام السوري، وجناح اخر يفضل التريث وحفظ خط الرجعة مع الشعب اللبناني لانه واضح لديه انه عندما يسقط النظام السوري وتقفل الجغرافيا السورية فلن يكون من السهل على حزب الله الاستمرار في سياسة المكابرة والاستعلاء على الجميع ومحاولة التحكم بكل الوضع اللبناني. ولهذه الاسباب يضطر النظام السوري الى الاستعانة بأشخاص من مثل ميشال سماحة وامثاله المرتبطين مباشرة بهذا النظام".

وامل ان "يؤدي التحقيق مع سماحة الى اسماء اخرى مشابهة، تعرفها الناس جيدا، لان الذين ينظرون كثيرا في المؤامرة يكونون جزءا من مؤامرة اخرى ينفذونها على شعبهم. وفي مرات كثيرة يكون "طابخ السم اكله" والنظام السوري الذي سرب ما سرب الى الداخل العراقي وعاد ونقله الى الداخل اللبناني لكي يمهد الاجواء للقول ان هناك قاعدة وهناك سلفيين، فان جزءا منهم صار عنده ويطلق النار عليه وهذا النظام الذي اعتاش على حديث الممانعة امن حدود اسرائيل في لبنان وسوريا على مدى 40 عاما". اضاف: "هناك مسعى من النظام السوري لتفجير القلاقل لكي يبرر استمراره ومحاولته لبناء دولته المستحيلة وهو لديه الكثيرون ممن تعودوا ان يعتاشوا من فتات هذا النظام ويستزلمون له خلافا لاي منطق او دين وهناك عدد منهم في لبنان تعودوا هذه التبعية ويفاخرون بها، وذكرت منهم سماحة وفرنجية الذي يحاول ان يسقط شخصيته واستزلامه على الاخرين كما فعل بالامس على كبار من لبنان ومن بينهم فخامة رئيس الجمهورية. النظام السوري اعتاد ان يناور ويكذب على كل الناس وهو الابرع في كم الافواه ومصادرة الثروات تحت ستار ان لا صوت يعلو على صوت المعركة في وقت لا علاقة له بأي معركة". وفي ردود الفعل على توقيف سماحة، قال: "باستثناء الذين يربطون مصيرهم بمصير النظام السوري فان احدا لم يخرج ويتكلم ويستنكر لان الامن الداخلي تصرف بشكل حكيم ودقق واحكم وضع يده على الادلة قبل توقيف سماحة وسوقه الى التحقيق".

وشدد على ان "الولايات المتحدة تستطيع ان تتعايش مع جميع الضعفاء في المنطقة واخشى ان المغالين في العدائية لها هم من اكثر المتعاملين معها", ورأى ان "المزايدات وخصوصا الفارسية في ادعاء الدفاع عن قضايا المنطقة كذبة كبيرة وآخر همهم القدس والقضية العربية وادعاءاتهم شعارات رنانة يستخدمونها لاختراق الشعوب العربية". وختم زهرا: "هذه الحكومة هي صنيعة النظام السوري وحزب الله ولكنها محرجة الى ابعد الحدود وخصوصا مع المواقف المشرفة لفخامة رئيس الجمهورية في موضوع السيادة اللبنانية والاختراقات المتكررة على الحدود، واكرر طلبي من الحكومة اللبنانية باللجوء الى مجلس الامن وطلب توسيع ولاية اليونيفيل بموجب القرار 1701 لتشمل كل الحدود اللبنانية والغاء او تعليق الاتفاقات السورية -اللبنانية والمجلس الاعلى اللبناني - السوري".

 

الراعي من عكار: لا نخاف التعددية في الافكار والآراء إلا اذا كانت سببا دائما للخلاف ولنعش سويا ونعضد بعضنا ونبني الجسر اللبناني والعائلة اللبنانية

وطنية - 15/8/2012 إستهل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية لليوم الثالث على التوالي الى عكار، بزيارة بلدة عندقت، حيث كان في استقباله حشد شعبي ضم الهيئات الرسمية والدينية والفاعليات. ورافق الراعي في جولته النائب هادي حبيش، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي ابرشية عكار المارونية جورج بو جودة والمحامي وليد غياض.

والتقى أبناء البلدة، وكانت كلمة ترحيبية ألقاها رئيس البلدية عمر مسعود قال فيها: "كنا على قناعة بانكم لن تتخلوا عنا في هذه الظروف الصعبة، وها انتم اليوم في بلدتكم عندقت التي دافعت في سبيل بقائها وتمسك أهلها بعرضها، ولكي تكونوا غبطتكم المالك الوحيد على قلوبنا وبلدتنا. نقدم اليكم مفتاح البلدة مع قفل جديد نعدك بألا نعطيه لاحد غيرك" .

بدوره، حيا الراعي عندقت وأهلها، وقال: "الكل أهلنا وأخص بالذكر آل الراعي في عندقت، وأحيي جهود المطران بو جودة الذي أصر على هذه الزيارة رافضا مقولة الخوف او التهديد انطلاقا من اقتناعنا باننا اهل رسالة ومحبة" . ونقل تحية الكاردينال نصر الله صفير وأسرة بكركي الى أهالي عندقت، ليشكر بعدها مبادرة تسليمه قفل البلدة والمفتاح، والذي أمل ان يكون مفتاحا للشركة والمحبة ينفتح من خلاله كل المسؤولين في لبنان على بعضهم البعض". وقال: "أنتم لستم بلدا من الاطراف وانما انتم القلب. نحن معكم سمعنا الكثير عن هذه المنطقة من خلال اليومين الماضيين ولا نزال على استعداد لسماع الاكثر، لان زيارتنا هي لحمل رسالة نود ان نحملها. من يزور لبنان يعشقه ويعشق سخاء أهله ومحبتهم. وكل ما نشهده من صعاب يحثنا على النضوج اكثر فأكثر. لذلك نتمنى ونعمل ونطلب رسميا داخليا وخارجيا أن يبقى لبنان لؤلؤة العالم العربي لكونه لقاء للثقافات والاديان والحضارات، وهو حاجة لهذا العالم العربي لما يمثله من واحة حرية، وكلنا يجب أن نكون مجموعة تحافظ على هويتها ولكنها تعيش سوية" .

أضاف: "لا نخاف من التعددية في الافكار والآراء إلا اذا كانت سببا دائما للخلاف. ولانشاء مركز للمطرانية في هذه المنطقة يؤكد لنا المطران بو جودة على ضرورة ان يبقى ابناؤها في ارضهم. نحن رئة العالم العربي وزيارتنا اليوم هي للتأكيد اننا بحاجة الى استمرار نبض هذا القلب الحيوي في لبنان".

بعدها توجه الى دير مار يوسف لراهبات القلبين الاقدسين حيث رفع الصلاة داخل كنيسة الدير ودون كلمة على السجل منحهم فيها البركة الرسولية.

ثم التقى الرئيسة العامة الام دانيالا حروق ورئيسة الدير والمدرسة الاخت منتهى عقيقي وحشد من الرهبان والراهبات والهيئة التعليمية ولجنة الاهل وعدد من المؤمنين.

عقيقي

رحبت رئيسة الدير الاخت منتهى عقيقي بالبطريرك الراعي قائلة:" ننظر اليكم قائدا ونسير باتجاهكم لنلملم شظايا العيش المشترك ونثبته على اساس جنود هذه الارض الذين استشهدوا وما بخلوا عليها يوما".

عيسى

ثم ألقى باسم الهيئة التعليمية الدكتور جهاد عيسى كلمة أشار فيها الى "ان زيارة غبطته الى منطقة عكار تحمل معها كل تجليات الايمان". لافتا الى ان "سر نجاح مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في عندقت هو ادارتها التي لا تهي وكادرها التعليمي من مختلف المناطق، دينه الارتقاء بابنائه نحو العلى". ثم قدمت رئيسة رابطة الاساتذة لوريس طعمة كتابا عن تاريخ بلدة عندقت الى صاحب الغبطة.

الراعي

بدوره، حيا الراعي الحضور، قائلا: "كم هو حضوركم مهم لتثقيف شبابنا في المنطقة، انتم تساهمون في تأمين فرص عمل لهم امام الصعوبات التي يعيشها مجتمعنا، هم يشعرون بان الآفاق مسدودة ولكن المدرسة الحرة تفتح هذه الآفاق. ومستقبل لبنان سيبقى زاخرا ما دام هناك بيوت لهذا البيت يهتم بأجياله الصاعدة".

حروق

بدورها، قالت الام حروق: "انتم بركة يا صاحب الغبطة ونرفع الصلوات حتى يسدد الله مسعاكم، وعد وعهد لكم ان نتابع رسالتنا على كل الاصعدة ونطلب صلواتكم لكي نبقى ملح ومنارة وتكثر الدعوات في كل رهبانيتنا". وختمت موجهة التحية الى الجيش اللبناني "الذي يبقى عمودنا الفقري، وحذاري ان يعبث به أحد". هذا ويترأس في هذه الاثناء البطريرك الراعي القداس الالهي في كنيسة مار مارون في عندقت، في حضور النائبين مخايل الضاهر وهادي حبيش، هيئات دبلوماسية، سياسية، عسكرية ودينية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "عضد الله شعبه ذاكرا رحمته"، بشخص مريم الكلي القداسة عضد الله شعبه، عضدهم اذ من مريم اخذ الله جسدا، أصبحت أم الله، أم مخلص العالم وأم فادي الانسان، وبشخص مريم عضد الله شعبها لكونها شاركت ابنها الفادي بعمل الفداء، وبهذا اصبحت أمنا في النعمة، وأضحت من بعد ان كانت أم المسيح السري اي الكنيسة جسد المسيح الجديد وبشخص يوحنا على اقدام الصليب أصبحت أم كل انسان يمر في هذا العالم". اضاف: "هكذا نبوءتها: عضد الله شعبه تمت في مريم، وبانتقالها بالنفس والجسد الى السماء، عضد الله شعبه لانها كأم سماوية تسهر على كل كائن بشري وكل جماعة وتسهر على الكنيسة، ولان الله عضد شعبه بمريم فهي تبقى الرسالة والقدوة لكل انسان وجماعة، فندرك ان الله ينتظر ان نعضد بعضنا بعضا عبر كل واحد منا وعبر كل جماعة".

وتابع: "هذه صلاتنا لها اليوم في عيد تكريمنا الالهي وقد جعلها الله ملكة السماء والارض ورفع من خلالها شأن البشرية لتفهم انها حاضرة بشخص يسوع وبطبيعته البشرية، والبشرية تفاخر بان لها كنزا كبيرا في السماء ونحن في مسيرتنا الدنيوية نتطلع اليه".  وقال:"أتقدم باسمي وباسم الكاردينال صفير وأسرة بكركي والوفد المرافق منكم بالتهاني بعيد أمنا مريم وانتقالها الى مجد السماء، هذه التهاني نقدمها ذبيحة شكر للرب وإلتماس، راجين بشفاعتها وشفاعة مار مارون شفيع هذا المجمع الراعوي ان يفيض الله عليكم بركة العيد نعمة غزيرة روحية ومادية وهو اعلم بما يحتاج اليه كل واحد منا، يسرني في اليوم الثالث من زيارتي الراعوية الى عكار ان اكون بين اهلنا واحبائنا في عندقت واهنئكم على هذا المجمع الراعوي الذي هو دليل على ايمانكم الكبير وعلى ان الرب يعضدكم في عائلاتكم وتضامنكم ووحدتكم وفي هذا المجمع. ونسأل مار مارون ان تصلوا الى نهايته ويكون المكان الذي تحتفلون وتلتقون به مع كاهن الرعية لتختبروا كيف ان الله يعضد شعبه".

اضاف: "أحيي كل من يعضد شعبنا على المستوى الكنسي او المدني من خلال التشريع والتنفيذ والادارات وعلى المستوى الكنسي من خلال رهبانياتنا وكل من يقوم من مشروع إنمائي في هذه المنطقة. أحيي رعايا عندقت ، القبيات، شدرا، منجز، عيدمون، المغراقة، كونين، العوينات، وكل قرية او بلدة فانتم قلب لبنان النابض. لقد كان دخولنا الى بلداتكم دخول الى بحر جارف من المؤمنين والاحبة، وقلنا كم ان الله يعضد شعبه فحضوركم أساسي لنا وللبنان، لانكم انتم عضده ومثال العيش معا.فنحن في لبنان لا يجب ان ننسى ان يد الله معنا، تنقذنا في كل مرة ينزلق فيها لبنان، هذا هو رجاؤنا المسيحي ورسالتنا في الشرق ان نعيش سويا على تنوعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، نعضد بعضنا ونبني الجسر اللبناني والعائلة اللبنانية ولان الانسان هو عضد لاخيه الانسان، علينا ان ندرك ان جمال حياتنا هي وحدتنا واتحادنا بالله مع قلوب مليئة بالحب والعاطفة، وعلينا ان نحيي ثقتنا ببعضنا البعض والثقة بمكونات مجتمعنا اللبناني بدولتنا ومؤسساتنا العامة وجيشنا وطوائفنا وتطلعاتنا، هكذا نعيش "عضد" الله شعبه ، هذه ثقافتنا وحضارتنا وانجيلنا الذي يجب ان نشع منه الى العالم العربي الذي يعيش حروبا أساسها عدم الثقة، لبنان بحاجة الى الثقة وهذا هو المجهود الذي نكرم من خلاله مريم تكريما داخليا".

وتابع: "العالم بحاجة الى الحضارة التي فقدها فهو يعتقد ان قوته بالنفوذ والمال والسلطة والسلاح، ولكن عليه ان يدرك ان قوة الانسان بالحب والانسانية التي يعيشها، نكرم اليوم مريم العذراء ونتعهد اليها ان عيوننا ستبقى مرفوعة الى فوق الى مجد الانسان والبشرية ونصلي لكي ترفعنا الى فوق بعيدا عن الماديات وروح الاستغلالية لنعرف كيف نبني على مثالها مدينة الله على الارض، مدينة القداسة والنقاوة والشركة والمحبة والتعاضد والاخوة والانسانية حتى يعم انجيل يسوع العالم، هذه الكلمات سنسمعها في زيارة البابا الى لبنان الذي سيذكرنا باننا الملح للتاريخ نعطي طعما للاقتصاد والعائلة والوطن ونكون خميرة لثقافة السلام والمحبة. والبابا بنديكتوس سيذكرنا من جديد بهذه الحقيقة".  وختم:" الى مريم سلطانة السلام نرفع اليوم صلاتنا من اجل السلام في لبنان وكل بلدان الشرق الاوسط وبخاصة في سوريا والعراق حيث يقع كل يوم ضحايا بريئة على مذبح الوطن ملتمسين منها ان تزرع سلام المسيح وتكون عضدا في مجتمعنا ومحيطنا العربي".

وفي ختام القداس، قدمت الهدايا التذكارية ورحب كاهن الرعية سيمون الراسي بصاحب الغبطة والحضور والوفد المرافق قائلا:" شعار الشركة والمحبة هو شعارنا ونحن بأمس الحاجة في هذه المنطقة الى المساعدة على الصعد كافة لنستمر في العطاء والمحبة، الخراف سمعت صوتك وفرحت بقدومك وهللت لبشراك غير آبهة للصعاب".

 

مطر ترأس قداس عيد السيدة على نية فرنسا: معظم بلداننا تعددية من حيث الدين فلنحافظ عليها كما هي بدلا من تمزيقها

 وطنية - 15/8/2012 ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، لمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء، القداس السنوي على نية فرنسا، في كنيسة السيدة في المقر الصيفي لمطرانية بيروت المارونية في عين سعادة، عاونه فيه النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، المونسنيور منصور لبكي والخوري جو دكاش، بمشاركة النواب: فؤاد السعد، إيلي عون، سليم سلهب، غسان مخيبر، هنري الحلو، نديم الجميل وآلان عون، القائم بأعمال السفارة الفرنسية ديدييه شابير وأركان السفارة، السيناتور في مجلس النواب الفرنسي كريستيان كامرمان والمستشارين في الجمعية الوطنية للفرنسيين في الإغتراب، رئيس إتحاد الفرنسيين في الخارج- فرع لبنان المهندس جان لوي مانغي، الوزراء السابقين ميشال الخوري، روجيه ديب وإبراهيم الضاهر، النائبة السابقة صولانج الجميل، رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار ميشال إده، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، المدير العام لوزارة المالية الدكتور آلان بيفاني، المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي أبو عاصي، النقيبين السابقين للمحامين عصام كرم وأنطوان قليموس، ممثل رئيس الجمهورية في المنظمة العالمية للفرنكوفونية البروفسور خليل كرم، الأمين العام للحوار المسيحي- الإسلامي حارث شهاب، المستشار الإعلامي في السفارة الفرنسية فرانسوا أبي صعب وشخصيات روحية وسياسية وإجتماعية.

مطر

بعد الإنجيل، ألقى مطر عظة تحدث فيها عن "انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء"، وقال: "إن اللاهوت يعلمنا أنه كما دخلت الخطيئة إلى العالم بواسطة حواء، هكذا دخل الخلاص إليه بفضل مريم، حواء الجديدة. وقد اجتهد آباء الكنيسة لإظهار الاختلاف بين معصية حواء وطاعة مريم، ومما كتبه في هذا الصدد القديس إيريناوس: "كما أن حواء قد أغراها حديث ملاك فخرجت على الرب وخانت كلمته، كذلك مريم فقد تلقت من الملاك البشارة السعيدة فحملت الله وخضعت لمشيئته، ومثلما بلغ الإغواء بحواء حد المعصية بلغ الخضوع بمريم حد اعتبارها محامية وأما لنا جديدة. أما تعليم الكنيسة الكاثوليكية، فقد اختصر القيمة التاريخية لتجاوب مريم مع مخطط الرب الخلاصي بالقول: "ان العذراء مريم قد ساهمت بخلاص البشر بإيمانها وطاعتها الحرة، وقالت نعم باسم الطبيعة البشرية كلها". لقد أصبحت، بطاعتها، حواء الجديدة وأم الأحياء. أجل، فإن مريم في قلب هذه البشرية الجديدة تلعب دور الأم المعطى لها من ابنها. ولأنها سمعت كلمة الله وتأملت بها وحققتها في حياتها اليومية، فقد أصبحت معلمتنا بمثلها والأمانة. إن مريم هي التلميذة الحقيقية والممتازة لابنها، وهي تدعو كل المؤمنين إلى التجاوب بسخاء، مثلها، مع نعمة الرب. فهي تذكرنا بمسؤولية جسيمة مطلوبة منا، وهي أن نطابق حياتنا مع مشروع الله لنا. والقديسة تريزيا الطفل يسوع لم تكن تحب العظات التي كانت تلقى عن مريم، فتصورها وكأنها بعيدة المنال؛ بل كانت تفضل أن ينكب الوعاظ على تبيان قداسة مريم من خلال مسيرتها البسيطة على طريق الإيمان الطاهر والتخلي الكلي، كما عامة الناس. وقد وضعت على هذه النية ترنيمة بعنوان "لماذا أحبك يا مريم؟"، متأملة فيها بكل بساطة بمراحل حياة مريم كما رواها الإنجيل".

أضاف: "إن تأملنا بمريم يجعلنا ندرك حاجات من يحيطون بنا، ونتجاوب مع من يلوذ إلينا من أصحاب الحاجات، فنعطيهم إلتفاتة أو إصغاء أو يدا أو كلمات تبني وتشجع أو صمتا شفوقا ومعبرا. نحن نكون حتما أبناء مريم في طريقة قبولنا لإرادة الله حتى وإن لم تكن كما نريد. فلنتشبه بها، فهي التي لم تتردد في إظهار الثقة بابنها حتى عندما لم تستطع تفسير قراره الإلهي. في المقطع الإنجيلي لمشهد يسوع في الهيكل لم يفقه يوسف ومريم تصرفات ابنهما وجوابه، ولكنهما تابعا الطريق معه حتى الناصرة حيث تبين لهما من جديد خضوع يسوع لهما. وعلى أقدام الصليب وقفت مريم أمام ابنها الإلهي، المصلوب مثل المجرمين، وسط الصيحات الحاقدة، تؤكد في صمتها وألمها حبها لله الذي يتخطى في عمقه كلام البشر ومنطق الأشياء".

وتابع: "أمام هذا المشهد اللامنطقي وغير المألوف الذي يثير فينا الانتفاضة، نحن مدعوون إلى السير مع مريم في ليل الإيمان. أمام فراق مؤلم وقاتل، كالموت وفقدان حبيب، فلنحتفظ بهذا الصمت الممتلئ وعودا، على غرار مريم، أمام السر الكبير. إن الاقتفاء بأثر مريم ينجي نفوسنا وقلوبنا من السقوط في اليأس والاضمحلال. إن مريم التي اجتازت بدون وهن كل محطات الحياة، الحلوة منها والقاسية، قادرة على فك العقد الأكثر صعوبة في حياتنا الشخصية والجماعية. هي واقفة معنا اليوم، كما وقفت على الجلجلة، في ساعات الصعاب والانتظار، والشك والقنوط، أمام هذا الشرق الأوسط المقطع الأوصال بسبب توترات من الداخل ومن الخارج. لن ننسى أبدا أنها أم المغفرة والمصالحة، وأن إرادتها أن يعيش كل أولادها كصانعي سلام. كيف لنا، إزاء كل ذلك، ألا نستشفع العذراء في الأزمات التي تجتازها البشرية؟ ففي سوريا، وطن يوحنا الدمشقي الذي رنم لله أحسن ترنيم، يعيش الشعب في جحيم العنف والحقد، مما يدعونا إلى التضامن وإلى الغضب. لقد عانى لبنان مثل ذلك من قبل، وكانت العذراء، التي أقام لها اللبنانيون عروشا في قلوبهم، أن أعانتهم قبل فوات الأوان، ولعلها تتدخل الآن لصالح كل المحتاجين إلى السلام والعدالة".

وقال: "هل يمكننا إلا أن صلي أيضا على نية الزيارة المنتظرة لقداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى وطننا، حيث سيحمل إلينا، وعبرنا إلى الشرق، رسالة رجاء للمسيحيين في هذه المنطقة من العالم؟ إننا ندعو إلى الإصغاء إلى ما سيقوله لنا، والعمل على تحقيقه. قد تبدو حالة المنطقة بمنظارنا البشري، ميؤوسا منها إذا لم تتدخل السماء وتلهم أصحاب القرار لتحاشي الفوضى التي تتربص بنا. إننا نصلي طالبين تدخل العذراء، سلطانة الحكمة، لإعطاء حكامنا وشعوبنا الشجاعة وإرادة السير إلى الأمام في بناء الإنسانية الجديدة التي تتركز أسسها على احترام الآخر في معتقده، وعلى الإنماء الثقافي والاقتصادي وبنوع خاص على القناعة بالانتماء النهائي إلى أرضهم بعيدا عن الخوف الساكن في قلوبهم والذي يمكن أن يقودهم إلى النزوح عنها".

أضاف: "نصلي أيضا لفرنسا، وهي من أصحاب الوفاء في تكريم مريم. أو لم تكن أرض فرنسا في أكثر من مناسبة، الأرض التي أطلت منها مريم لتحاكي أولادها، كما في لورد؟ فلتبق فرنسا أمينة وحاملة بذور الرجاء للشعوب التي تفتش عن معنى التقدم. ولتبق المنارة التي تضيء طريق الباحثين عن السلام والعدالة واحترام حقوق الإنسان والأمل بمستقبل يسود فيه الانسجام في قلب الاختلاف".

وتوجه الى القائم بالأعمال الفرنسي بالقول: "أشكر حضورك ومعاونيك للصلاة في هذه الكنيسة التي نلتقي فيها تقليديا كل 15 آب على نية فرنسا. إننا ندعو مريم، حواء الجديدة، إلى العناية بفرنسا وشعبها، وبوطننا الذي استفاد من مساعدة بلدكم لكي نكون معا روادا لربيع إنساني حقيقي وكامل، حيث ينمو كل واحد بإيمانه وثقافته وحيث ينفتح على غنى الآخر. ولأنه عيد الارتقاء، فإن صعود مريم إلى السماء يدعو أنفسنا إلى تخطي الذات، بحب وسخاء، باتجاه أخوتنا جميعا. ولتبق قيمة الأخوة هذه مثبتة في تاريخنا، تقودنا جميعا إلى حقيقة أبوة الله لكل البشر، وإلى حنان أمومة مريم التي تشفع بنا أمام من تجسد منها وأصبح أخا لنا في البشرية، هو الذي افتدى أخوته في سبيل سيادة السلام وانتصار الحب على كل قوى الشرير".

مأدبة غذاء

بعد القداس، أولم مطر تكريما لأركان السفارة الفرنسية وضيوف الأبرشية، وألقى كلمة جاء فيها: "بين فرنسا ولبنان، وبينها وبين الكنيسة المارونية، ثوابت تاريخية برزت في علاقات مستمرة عبر العصور. هذا ما أكده فخامة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في رسالته الجوابية على تهنئة غبطة أبينا البطريرك لانتخابه رئيسا لفرنسا. هذه الثوابت يترجمها تأييد فرنسا الفعلي لسيادة بلدنا، وصداقتها للشعب اللبناني، بكل فئاته، وتقديرها الرفيع للعيش المشترك، المسيحي- الإسلامي، حيث يشكل لبنان، في هذا المعطى، رسالة تعايش فاعل ليس للشرق فقط بل للغرب أيضا. ثمة من يتساءل عن سر استمرارية هذه الثوابت، رغم تغيير الأنظمة أو حتى الجمهوريات. أما الجواب فلا يمكن أن يرتكز إلى المصادفة أو حركة العصور، لأن هذين العاملين لا يأتلفان مع طابع الاستمرارية؛ على عكس ذلك، فإن الجرأة تحملنا على البحث عن هذه الديمومة في أوجه الشبه النبوية بين بلدينا، وكذلك في مسارهما المتشابه وفي دعوة كل منهما. إن الروح الموضوعية، بمفهوم هيغل، يعطي فرنسا، واقعا، طابعا إنسانيا وانفتاحا نحو العالمية. إنه يقدم هذه الأمة إلى العالم كوحدة مرتكزة على جذورها كما على إرادتها التاريخية للحياة المشتركة. وإنه بفضل رؤيتها لذاتها هذه، تحمل فرنسا قيما تبلغ عقول كل الناس وقلوبهم كما تبلغ كل الشعوب".

وقال: "كذلك بالنسبة إلى لبنان حيث يعطيه هذا الروح هويته الخاصة، وهي أن تلتقي فيه طوائف دينية وثقافية صنعت على مدى التاريخ مصيرا لها مشتركا وأمنت لمواطنيها الوحدة والانسجام في التعددية. كتب إرنست رينان مذكرا بأن الأمة هي ثمرة حياة مشتركة تجمع الأشخاص على أرض مشتركة، دون الضرورة إلى وحدة في الإتنية أو في الأصل أو في الدين أو في اللغة. إن في هذه الرؤية الفرنسية للوجود فلسفة سامية لمعنى الانفتاح. ومن جهة ثانية، فإن فرنسا وافقت وشجعت في لبنان على قيام دولة مؤسسة على إرادة العيش معا للشعب بأكمله، ينظمها ميثاق وطني وضعه مواطنوه ويؤمن للجميع، في اختلاف طوائفهم وثقافاتهم، حياة مشتركة مزدانة بالكرامة والحرية والاحترام المتبادل. إن في هذا أيضا فلسفة وجود معلنة في منطقة تفتش عن مصيرها منذ القديم، وما تزال حتى اليوم".

أضاف: "واستنادا على مفهومنا هذا لصداقتنا اللبنانية- الفرنسية، نود أمام سعادتكم والحضور الكريم، إلقاء نظرة مشتركة حول ما يجري في منطقتنا، متضامنين مع شعوبها الغارقة في أزمات وجودية، وفي أزمات نمو- كما نرجو لها أن تكون. إن هذه المنطقة الشرق أوسطية، بمكوناتها العربية وغير العربية، ترى نفسها اليوم أمام خيارين اثنين: يقوم الأول على التشتت في شعوب المنطقة، من خلال فرز ديني ومذهبي يحول دون أي لقاء بين أفراد المجتمع الواحد، المختلفي الطوائف والمذاهب. هذا الخيار، إذا ما اعتمد، يقود هذه البلدان إلى الذوبان، والحقد والكراهية وإلى الوهن العام ليس على المستوى الاقتصادي أو السياسي وحسب بل على المستوى الأخلاقي ولنقل أيضا على المستوى الإنساني. أوليس في هذا الخيار وجها سلبيا للتطور يقود من يعتمدونه إلى خسارة الذات والماضي والمستقبل؟ فإذا تم منع طائفة من لقاء أخرى في إطار التعامل السياسي، فماذا يبقى للروح الدينية ذاتها، هذه الروح التي خلقها الله للدعوة إلى الانسجام الكوني بين الله والبشر؟ وكم من الدماء ينبغي أن تهدر للوصول بهذا الخيار إلى خواتيمه، قتلا وعزلا ومحوا وتغييرا لحدود مكلفة دائما، ودائما مصطنعة؟ أيحق لنا دفع هذه الشعوب إلى سبل تؤدي بها هكذا إلى انتحار جماعي؟ أم أن علينا أن نختار طريقا أخرى تقود إلى السلام وإلى خلاص الجميع؟ هذا الخيار الثاني ليس سوى خيار التعايش بين الطوائف والمذاهب في قلب الكيانات السياسية الواحدة، على أن يكون كل الأشخاص وكل مكونات هذه الشعوب مقبولين ومعترفا بهم حقيقة. إن معظم بلداننا هي تعددية من حيث الدين والمذهب، فلم لا نحافظ عليها كما هي بدلا من تمزيقها أو تحجيمها أو تحويلها إلى أجزاء بدون روح وبدون جوهر؟! إن هذا الخيار هو الأقل كلفة والأكثر فائدة. فلماذا نرفضه؟ ونحن نؤكد في هذا الإطار، وبفخر، أن هذا الخيار هو الذي اعتمده لبنان واللبنانيون. وهكذا يتحول هذا البلد من كيان مصطنع بنظر البعض أو كيان عرضي إلى مثال حي لكل جيرانه يقدم لهم شعاعات من الآمال والوعود".

وتابع: "انطلاقا من هذه الوقائع، فإن خلاصتين حافلتين بالنتائج تستدعيان انتباهنا: تكمن الأولى في أن فرنسا ولبنان كانا على حق سنة 1920 حين راهنا على دولة لبنان الكبير الذي يجمع على أرضه الواحدة كل مكونات شعبه. إنها رؤية للمستقبل صالحة وجديرة بمن كرسوها في الحقيقة. أما الخلاصة الثانية فتبين أن وجود الدول المتعددة ممكن، ولكن لا حياة لها من دون ديمقراطية حقة ومن دون حرية تؤمن كرامة كل شخص ومشاركة الجميع في قيادة مصيرهم. لقد فتح العالم العربي صفحة جديدة في علاقات شعبه بحكامهم. فكانت المرة الأولى التي يسائل فيها مواطنون عاديون رؤساءهم ويطالبونهم بالحساب. وللمرة الأولى يكون المطالبون بتغيير المجتمعات من خارج صفوف العسكر الذين يحملون في حركاتهم مصالح سياسية أو رغبة في القيادة. إنهم بالأحرى أفراد متعلقون بقيم الحريات الفردية والجماعية وشغفون بالحياة والسير ببلدهم في طريق الحداثة. لكن معركة الحرية التي فتحت مؤخرا هي أبعد من أن تكون منتهية لأن الديمقراطية ثقافة يتم اكتسابها أكثر مما هي نمط حكم تفرضه علاقات القوة. لهذا يبقى العالم العربي أمام تحد جدي في قبول الآخر داخل مجتمعه وليس فقط في المجتمعات الخارجية أو الغريبة عنه. إن أتباع المذاهب في العالم العربي التي عانت من التهميش أو حتى من الاضطهاد إبان الحكم العثماني يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى اعتبارهم من أصحاب البيت، وإلى دعوتهم إلى المساهمة الفاعلة بالشأن العام. أما رفض المساواة مع أبناء المذاهب الأخرى فليس واقعا طبيعيا حتى وإن كان واقعا قائما منذ زمن لهذا فإن العيش معا يتطلب تغييرا في المعطى وخلق مساحات إنسانية مفتوحة على الحرية، والمساواة والأخوة. صحيح أننا مع الإسلام في البحث عن أسس لهويته نابعة من قلب تقاليده، ولكن الصحيح أيضا أن لا طائفة بإمكانها أن تتنكر لجذورها الحقيقية أو أن تدعو أتباعها إلى بنيان جدران تفرقة بحجارة عدم التفهم وعدم المساواة".

وقال: "إننا نعيد اليوم معا عيد الانتقال طالبين من أمنا مريم أن تلهم العالم كله مزيدا من التضامن ومن الأخوة. وكم يسعدنا أن نرى الكنيسة في فرنسا ترغب في العودة من جديد إلى الصلاة من أجل الأمة التي كان وكلها الملك لويس الثالث عشر لحماية العذراء مريم. وإني أود، في هذه المناسبة التقليدية التي نقيمها كل 15 آب في هذا الكرسي الأسقفي في عين سعادة، أن أعرب لكم ولفرنسا التي تمثلون فيما بيننا عن أعمق مشاعر الصداقة والعرفان، وعن تصميمنا على السير معا لمصلحة بلدينا، ولمصلحة الشرق الأوسط والعالم كله. فأرفع كأسي على صحتكم وصحة كل ضيوفنا الحاضرين هنا، كي تحيا فرنسا ويحيا لبنان".

شابير

ورد شابير بكلمة جاء فيها: "هذه هي المرة الأخيرة التي ألقي فيها هذا الخطاب لمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء. فقد بدأت إقامتي في لبنان منذ ثلاث سنوات، وها أنا اليوم هنا للمرة الاخيرة على رأس الوفد الفرنسي. إن إستقبالكم لنا وعاطفتكم تجاهنا والصلوات التي رفعتموها للتو على نية فرنسا تؤثر فينا أشد تأثير وأنا أشكركم عليها من صميم قلبي".

وقال: "خلال هذه السنوات الثلاث التي أمضيتها في بلاد الأرز، كان من دواعي سروري أن أتعلم أن أكتشف وأحب أفضل ما في لبنان، بفضل شخصيات مثلكم يا صاحب السيادة. وأذكر في هذا الصدد أنه في شهر حزيران الماضي، عندما منعت الظروف مفتي طرابلس من إختتام أعمال مؤتمر إسلامي- مسيحي في جامع الامين، فتحتم أمامه، بشكل طبيعي، أبواب كاتدرائية القديس جاورجيوس، إنطلاقا من المبدأ القائل بأن بيت الله مفتوح أمام كل من يكرمه ويجله. يتم تكريم مريم في لبنان بأسره، حيث هناك سيدة لبنان وسيدة النجاة وسيدة قنوبين والكثير غيرها أيضا. فنادرا ما نجد قرية لا توجد فيها كنيسة تحمل إسم السيدة العذراء. إن عيد إنتقال السيدة العذراء، العزيز على قلوب اللبنانيين، هو كذلك مناسبة مميزة لاعادة التأكيد على العلاقة الخاصة التي تجمع ما بين لبنان وفرنسا منذ قرون عديدة، وهي علاقة تغنيها روابط التاريخ والفرنكفونية والتقارب الانساني والفكري والسياسي الذي لم ينتف يوما على مر الزمان. وهل من حاجة للتذكير كم أن كنيستكم وطائفتكم الكريمة وأنتم شخصيا يا صاحب السيادة تدافعون بشغف عن اللغة الفرنسية التي تجمع في ما بيننا؟ فمؤسساتكم ومدارسكم تشكل بالنسبة إلى لغتنا وثقافتنا مراكز إشعاع وإمتياز. أنتم تعملون يا صاحب السيادة على تنشيط تعليم اللغة الفرنسية وتساهمون في بقاء هذه اللغة، التي تحمل في طياتها قيما أساسية، جسرا للتوصل بين شعبينا وثقافتينا. ونحن نسعى معا إلى إحياء فرنكفونية منفتحة، تتخطى الطوائف وتحترم وتغني التعددية اللغوية اللبنانية في الحياة العامة والمدارس كما في القطاع الخاص ووسائل الاعلام. وسوف نحتفل في نهاية شهر تشرين الاول المقبل بالعيد العشرين لمعرض الكتاب الفرنكفوني في بيروت، ونأمل في هذه المناسبة حضور أمين معلوف ووزيرة الفرنكفونية في بلدنا يمينة بنجيجي".

أضاف: "ان السلطات الفرنسية تعي تماما أهمية هذه العلاقات المميزة. فقد أبدى رئيس الجمهورية السيد فرانسوا هولاند رغبته في إستقبال نظيره اللبناني من دون طول إنتظار. وهكذا تم إستقبال الرئيس ميشال سليمان في 12 تموز في قصر الإليزيه كما إستقبله رئيسا الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ. وفي 14 تموز الماضي، إفتتحت كتيبة من القوات الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل العرض العسكري التقليدي، كدليل على إلتزام فرنسا الذي لا يتزعزع إلى جانب لبنان سيد ومستقل ومستقر وموحد، وعلى تمسكنا بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن وبالعمل الذي تقوم به قوات اليونيفيل. كما أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية السيد لوران فابيوس إلى لبنان هذا الاسبوع تشهد هي أيضا على ذلك. وهي تدل على أن فرنسا، في الوقت الذي تؤثر فيه الأزمة السورية على البلدان المجاورة، حريصة على الاصغاء إلى جميع الشركاء. كبيرة هي التحديات التي يواجهها لبنان اليوم، ومن الضروري، أكثر من أي وقت مضى، أن يتم التصدي لها من دون أي ضعف أو وهن. وفرنسا باقية إلى جانبكم من أجل دعم لبنان ومساعدته على مواجهة هذه التحديات".

وتابع: "أود التذكير بدعم فرنسا لكافة المؤسسات اللبنانية التي تعمل على تمتين الدولة في الوقت الذي تواجه فيه حاليا المحن والتجارب. وكما سبق وفعلت في الماضي، ستدعم فرنسا من دون هوادة كافة المبادرات الرامية إلى تقوية بنى الدولة، والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، المنخرطة في هذه الاثناء في الدفاع عن البلاد والمحافظة على إستقرارها، وهي تؤدي مهمتها بشجاعة وتصميم. يجب أن يبقى الجيش مؤسسة تمثل وحدة اللبنانييين لخدمة مشروع مشترك، الا وهو الاستقرار. وكما أشار الرئيس سليمان منذ أسبوعين، يجب أن يكون الجيش أيضا المؤسسة الوحيدة التي تشكل المرجعية في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية. أما قوى الامن الداخلي، فلا بد كذلك من التنويه بالتزامها الشجاع في مجال مكافحة الارهاب والمحافظة على هذا الالتزام. من ناحية أخرى، إن فرنسا قلقة من جراء إنعكاسات المأساة السورية على لبنان. فاللاجئون الذين تتزايد أعدادهم باستمرار يشكلون تحديات جديدة ويثيرون في بعض الاحيان مخاوف مشروعة. من المهم أن يتم إستقبال هذه الجماعات المتألمة في ظروف لائقة تحترم كرامتها، وأن تتضافر كافة الجهود لكي تحظى باستقبال مماثل. وفرنسا تسعى من أجل أن يتم هذا الاستقبال في أفضل الظروف، مع مراعاة واجب إحترام الجميع، أي اللبنانيين والسوريين على حد سواء. ونحن نفكر كذلك بالحجاج الشيعة الذين إختطفوا في سوريا ونوجه رسالة تعاطف إلى عائلاتهم. وفي هذا الإطار المضطرب، من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أخذ الاجراءات الضرورية، بهدف جمع مختلف الطوائف اللبنانية حول مشروع موحد. كما ذكرتم في حديث لكم، تتسم زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في الشهر المقبل بنكهة خاصة. وهي تشكل في هذه الأوقات العصيبة "رسالة أمل من أجل لبنان الذي عانى الأمرين والذي بحاجة إلى أن ينعم بالسلام".

وقال: "لقد عبرت السلطات الفرنسية عن دعمها للعمل الذي أطلقه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة والأحزاب السياسية، بهدف الحفاظ على السلم الأهلي والوفاق. اليوم، يجب التوصل إلى آليات توفر الضمانات بشكل متبادل، مما يسمح باسترجاع الثقة وباستئناف الحوار في جو هادئ وبناء. أمام المخاطر التي تحدق بلبنان، من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، العمل من أجل تعزيز التآلف بين مختلف الطوائف. أود أيضا أن أحيي زيارة البطريرك الراعي إلى منطقة عكار. فهي تندرج في إطار الهدف ذاته الذي يقضي بتحقيق تعايش متجانس بين كافة الطوائف في لبنان. بعد أقل من عام، سوف يخوض لبنان إنتخابات تشريعية جديدة. لا بد من احترام هذا الاستحقاق. كما أنه يجب على هذه الإنتخابات أن تكون وسيلة لمناقشة أجوبة تتناسب والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، وذلك ضمن احترام التوازنات الطائفية والتوافق اللبناني".

وختم شابير مكررا شكره لمطر، باسم السفارة الفرنسية، على "استضافتكم لنا وحضوركم خلال السنوات الثلاث الماضية. وأود أيضا أن أهنئكم على تعيينكم مؤخرا في المجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد، مما يرمز إلى التزامكم في سبيل تمتين التضامن وتثبيته بين مختلف الطوائف في لبنان وفي المنطقة. أتوجه إليكم وإلى أبرشيتكم وإلى غبطة البطريرك بشارة الراعي، ونيافة الكردينال نصرالله بطرس صفير، وإلى الطائفة المارونية كافة كما إلى لبنان عامة، بأطيب التمنيات. وأرفع كأسي نخب الشعب اللبناني، صديق فرنسا، ونخب الحوار والمصالحة والسلام".

 

ميقاتي ممثلا لبنان في قمة التضامن الإسلامي في مكة: لبنان بقي وفيا لالتزاماته الدولية رغم انتهاجه سياسة النأي بالنفس

 وطنية - 15/8/2012 أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن الحكومة اللبنانية، حين التزمت سياسة النأي بالنفس، كانت على بينة تامة من مدى الضرر الذي سيلحق بلبنان من جراء اعتماد سياسات أخرى تضر باستقراره وأمنه" مشددا على أنه "على الرغم من إنتهاج لبنان هذه السياسة، وفي هذا الوقت بالذات، الا أنه بقي وفيا لالتزاماته الدولية كي يكون منسجما مع تاريخه كعضو مؤسس فاعل في المؤسسات الدولية كافة". موقف ميقاتي جاء في الكلمة التي سيلقيها مساء اليوم، ممثلا لبنان، في أعمال "قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية" في مكة المكرمة. وهنا نص الكلمة: "يطيب لي في مستهل كلمتي أن أتقدم منكم، يا خادم الحرمين الشريفين ببالغ الشكر والتقدير والامتنان على كرم الضيافة، وكريم الرعاية، وحسن الاستقبال، ولا عجب في ذلك إذ أن هذه الخصال الحميدة هي من ثمار ذلك النبت الطيب الذي زرعه مؤسس المملكة، الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، في نفوس أبنائه البررة، وفي نفوس شعبه الشقيق، وها هي الأجيال تتوارثها من بعده على مر الأيام. إنني على ثقة بأن رئاستكم لهذه القمة الاستثنائية، وما تتمتعون به من حكمة مرموقة، ورأي سديد، وحرص على جمع شمل الأمتين العربية والإسلامية، كفيل باجتراح الحلول اللازمة لما نتعرض له من صعوبات وتحديات".

وأضاف: "تنعقد هذه القمة الإستثنائية في ظل ظروف مفصلية دقيقة بالنسبة للدول العربية وشعوبها، وبالغة الخطورة من جراء ما يواجهه المسلمون من اعتداءات وتشريد، وكذلك هو الحال بالنسبة لقضية فلسطين. فعلى الصعيد العربي وما تشهده بعض الدول العربية الشقيقة من متغيرات وتطورات، يستحوذ الوضع في سوريا على اهتمام خاص من قبل المجتمع الدولي بصورة عامة، ومن قبل الدول العربية، ومن بينها لبنان بصورة خاصة. يعلم الجميع مدى تأثير تداعيات الوضع في سوريا على إستقرار لبنان وسلمه الأهلي. من هنا حرصنا كبير أيها الاشقاء على المحافظة على وحدة لبنان وحمايته من اية اخطار قد تحيط به، هذا الوطن الذي طالما اعتبرتموه رسالة لتجسيد المحبة والتعايش بين الأديان، وطالما كنتم تسارعون لانتشاله من عثراته، كلما ألمت به المحن، انطلاقا من تفهمكم الأخوي لخصوصية وتنوع نسيجه السكاني، خاصة بعد أن أثبتت التجارب التي مر بها في الماضي القريب، أنه، بقدر ما يظل هذا النسيج بمنأى عن تعريضه للضرر، بقدر ما يظل لبنان رسالة، وبقدر تحميله ما لا طاقة له على تحمله يصبح عالة على كاهل شعبه وأشقائه وأصدقائه ومحبيه.

إنطلاقا من هذا المفهوم، واستنادا إلى ما تختزنونه في قلوبكم من محبة صادقة للبنان، وبدافع من حرص الحكومة اللبنانية على مصلحة لبنان العليا التي لا تتحقق إلا من خلال استقراره، ووحدة شعبه والمحافظة على سلمه الأهلي، وصونا له من تداعيات الأحداث الجارية حاليا في سوريا، التزمت الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس التي تقضي بعدم التدخل في شؤون الآخرين، وفي كل ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الأوضاع الداخلية في لبنان، وقد حظيت هذه السياسة باجماع داخلي عبر عنه "إعلان بعبدا" الذي إعتمد كوثيقة رسمية نتيجة اجتماع هيئة الحوار الوطني برئاسة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان. كما حظيت هذه السياسة بدعم المجتمع الدولي بعد أن اتضح له أنها تساهم فعليا في عدم اتساع رقعة الأحداث في منطقتنا التي تجتاز حاليا ظروفا لا تحسد عليها، وقد مكنت هذه السياسة التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية من تركيز إهتمامها منذ البداية، على تقديم المساعدات الإنسانية للاخوة النازحين السوريين، إنطلاقا من العلاقات التاريخية والروابط الاجتماعية والعائلية بين الشعبين اللبناني والسوري بالرغم من تزايد اعداد النازحين باستمرار، وتواضع الإمكانات المادية للبنان".

واردف ميقاتي: "لذلك، ومنعا لكل التباس، لا بد من الإشارة في هذا المجال إلى أن الحكومة اللبنانية، حين التزمت سياسة النأي بالنفس كانت على بينه تامة من مدى الضرر الذي سيلحق بلبنان من جراء اعتماد سياسات أخرى تضر باستقراره وأمنه، وبالتالي فأن تفهمكم لهذه السياسة سنعتبره جهدا إضافيا مشكورا كي يظل لبنان رسالة محبة وسلام، بدلا من أن يكون رقما زائدا من أرقام التشرذم والانقسام. وعلى الرغم من إنتهاج لبنان هذه السياسة، وفي هذا الوقت بالذات، الا أنه بقي وفيا لالتزاماته الدولية كي يكون منسجما مع تاريخه كعضو مؤسس فاعل في المؤسسات الدولية كافة.

أن تسارع الأحداث في منطقتنا العربية، لا يجب أن يشكل مبررا للتراخي في تعاطينا مع القضية الفلسطينية، بينما يغتنم العدو الإسرائيلي هذا الأمر للمضي في تنفيذ مخططاته الرامية إلى إقامة المستوطنات الجديدة، وتوسيع ما هو قائم منها على مرأى ومسمع الدول التي اطلقت الوعود باقامة الدولتين، وآخر مآسينا وعد الاعتراف بالقدس، عاصمة أبدية للدولة العبرية، ونتساءل هنا، ألا يستحق كل ذلك منا وقفة تحيي الأمل في النفوس كما أحييتموه، يا خادم الحرمين الشريفين، يوم أطلقتم المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت، فأثبتم للعالم كله رغبتنا الصادقة وتمسكنا باقامة سلام عادل في مقابل تمنع إسرائيل عن التجاوب مع أي دعوة للسلام. فمن هذه الأرض التي كرمها الله فجعلها مهدا للنبوة، وبجانب هذه الكعبة المشرفة، نتجه بابصارنا إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين إلى مدينة القدس، مناشدين بأسمها أخوتنا الفلسطنيين، اليوم قبل الغد، استئناف جهود المصالحة التي إنطلقت بمبادرة خيرة من جلالتكم في هذه الأرض بالذات، وندعو الى الاسراع باستكمالها كي يكون الرابح الوحيد بينهم هو فلسطين القضية".

وختم ميقاتي بالقول: "السيد الرئيس، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لنعمل جميعا يدا واحدة بهدي قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم. إنما المؤمنين أخوة فأصلحوا بين اخوانكم وإتقوا الله لعلكم ترحمون. صدق الله العظيم. ندعو المولى عز وجل كي يهدينا في أقوالنا وأفعالنا إلى الصراط المستقيم، لرفع المعاناة عن شعوب الأمتين العربية والإسلامية فيجعل خوفها أمنا، ويأسها أملا ومستقبلها واعدا. إنه على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

من جريدة السياسة مقابلة مع النائب أكرم شهيب

زيارة جليلي دليل انهيار نظام الأسد

الدروز مع الثورة السورية ومن تصدى للفرنسيين لن يقف ضد أبناء بلده

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

اعتبر عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب أن قانون الانتخابات بصورته الحاضرة لن يمر بسبب وجود أكثرية مقنعة هدفها تغليب فريق على فريق وقال: سنسقطه في مجلس النواب, واصفاً رهانات الفريق الآخر بأنها خاسرة, وأن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق, مشيراً إلى أن الحوار هو السبيل الأفضل لتقريب المسافات بين اللبنانيين.

النائب شهيب الذي وضعته التهديدات السورية في دائرة الخطر إلى جانب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط وغيرهم من السياسيين, رأى في حوار أجرته معه "السياسة" في دارته في عاليه, أن "جبهة النضال الوطني" مع السلاح للدفاع عن لبنان, لكنها ليست معه للدفاع عن مشروع إقليمي وقال إن سورية شكلت على مدى أربعة عقود جاراً مريحاً لإسرائيل, والعدو بالنسبة لبشار الأسد هو المواطن السوري الآخر, كاشفاً بأن ثلاث حلقات حمت بشار وأخرت سقوط النظام وهي: "الفيتو" الروسي, خطة أنان التي انتهت, وتصريحات رئيس "الناتو" بعدم التدخل في سورية.

وأكد شهيب أن وقوفه بقيادة النائب وليد جنبلاط مع الشعب السوري وضعه في دائرة الخطر, مشدداً على عدم التخلي عن خياراته وعلى عدم نسيان كمال جنبلاط, متهماً السفير فوق العادة في لبنان (السفير السوري) باختطاف المناضل شبلي العيسمي, لكن المحاكم الدولية ستتدبر أمره لأن أسرته لن تترك هذا الأمر, واصفاً العلاقة مع الكويت بالتاريخية. وتوقع لقاء قريباً بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والنائب جنبلاط, مؤكداً ألا شيء يمنع لقاء جنبلاط والحريري مع الثورة السورية لأن من تصدى للفرنسيين بقيادة سلطان الأطرش لن يكون ضد أبناء جلدته. وهذا نص الحوار:

رهانات الفريق الآخر خاسرة ولبنان لا يحكم إلا بالتوافق.. والحوار هو السبيل الأبرز لتقريب المسافات

نحن مع السلاح للدفاع عن لبنان ولسنا معه للدفاع عن مشروع إقليمي

إسرائيل تعتبر سورية جاراً مريحاً والعدو بالنسبة للأسد هو المواطن السوري الآخر

ثلاث حلقات حمت بشار وأخرت سقوط النظام: الفيتو الروسي وخطة أنان ورئيس الناتو

وقوفنا بقيادة جنبلاط مع الشعب السوري وضعنا في دائرة الخطر

العيسمي خطفه السفير فوق العادة في لبنان لكن المحاكم الدولية ستتدبر أمره لأن أسرته لن تترك هذا الأمر

ما رأيك بقانون الانتخابات الذي وضعته الحكومة وما تعليقك عليه?

 قانون الانتخابات دائماً يهدف إلى حسن التمثيل لبناء الوطن والمواطن. كلام وزير الداخلية مروان شربل فيه عدم جدية, بمعنى, نحن عملنا ما هو واجب علينا, وإذا سقط القانون في مجلس النواب, سنقدم قانوناً غيره, لقد فاته أن قانون الانتخابات هو الوجه السياسي في البلد ولا يمكن التفريط فيه, ولا نسمح بأي منحى يأخذ الوطن في السنوات المقبلة إلى مكان آخر, لأن قانون الانتخابات يعني مجلس النواب, ومجلس النواب يعني حكومة, ويعني رئيس جمهورية مقبلا, يعني وزارة, يعني حياة سياسية, يعني ديمقراطية, يعني حريات, في حين أن كلام وزير الداخلية يعني خفة في التعاطي بقانون الانتخابات. وكأنه يقول عملنا ما هو مطلوب منا, والباقي فليذهب إلى مشرحة مجلس النواب, مع العلم أن هذا القانون كان معداً سلفاً وتأخر بحثه إلى اليوم بسبب اعتصام المياومين. في هذا القانون, العنوان الأبرز هو "النسبية", لكنه بالمعنى الحقيقي (أكثرية مقنعة) يهدف إلى عزل فريق لبناني, وإلى خنق فريق لبناني, وإلى تغيير الوجه السياسي في البلد, وهذا لن نسمح به, وبالتالي كان موقفنا في مجلس الوزراء واضحاً, وسيكون أكثر وضوحاً في مجلس النواب عبر رئيس الحزب, كما عبر أفرقاء سياسيون كثر حول رفض هذا الموضوع, خاصة أن هناك فريقاً مسيحياً يدرس بوضوح موضوع قانون الانتخابات الأمثل تحت إشراف بكركي, وكذلك فإن حزب "القوات اللبنانية" يتولى دراسة بدائل حول ما يُشاع وما يُقال عن قانون الانتخابات. وبالتالي هذه الخفة في التعاطي بهذا الموضوع تشير إلى نقطة ناقصة بقرارات الحكومة, وبالتالي نحن نرفض هذا القانون لأنه يضرب "الطائف", خاصة وأن "النسبية" ليست الكمال في قوانين الانتخابات, إلا إذا كانت مقرونة بإصلاحات عدة, منها موضوع إلغاء الطائفية السياسية, قانون الأحزاب, كما أن هناك أكثرية مقنعة بهذا القانون بالدوائر الفردية في محافظات معينة سيكون فيها التصويت وفق قاعدة الأكثرية.

 

لقاء الخليلين

  كيف تفسر محاولة إرضائكم ك¯"حزب تقدمي الاشتراكي" من خلال جعل دائرتي الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة?

 لقد حاولوا إرضاءنا قبل الآن في اللقاء الذي حصل بيننا وبين الخليلين في منزل رئيس الحزب النائب جنبلاط, حيث عرضوا علينا إغراءات عدة, خصوصا بموضوع النواب الدروز في أية منطقة مع الأسماء التي ننتقيها, إنما الموضوع ليس درزياً وليس موضوع "الشوف وعاليه". نحن نقف ضد إلغاء فئة معينة, فكيف نقبل بإلغاء فئة أخرى من هذا النسيج اللبناني, نحن نطالب بقانون انتخابات لا يلغي أحداً, قانون توافقي ولا أحد يلغي فئة على حساب فئة أخرى.

  كيف تفسر ضم مناطق شيعية إلى مناطق مسيحية صرفة مثل بعبدا والمتن, جبيل وكسروان, الباشورة والأشرفية?

 من يطمح أن يصبح في موقع الرئاسة, فإن قانون الانتخابات ليس هو القانون الأمثل ليصل إليها عبره خاصة بهذا الظرف, وبرأيي هذا القانون لن يمر, نحن أكثرية في مجلس النواب وسنسقطه في المجلس.

  في حمأة المواقف الرافضة لهذا القانون, لم نسمع منكم أية ضجة حوله, ما سبب ذلك?

 لقد عبر رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط عن رفضه لهذا القانون بشكلٍ واضح قبل إقرار مشروع القانون وبعد إقراره وكلامنا واضح قبل وبعد صدوره.

  رغم التحولات التي جرت في المنطقة وفي ضوء التطورات المتلاحقة في سورية ووصول النظام إلى شفير الانهيار, لماذا هناك فريق في لبنان ما زال يمارس نوعاً من الهيمنة على البلد?

 لأن ليس لديه خيار آخر, وهو يستقوي بفريق آخر داخلي لبناني, وكان يستقوي بفريق آخر خارجي, عندما كان يبشرنا كل ثلاثاء بأن بشار الأسد سوف يقضي على الثورة في سورية, ليتبين أن هذه الرهانات خاسرة, ولبنان لا يحكم بغلبة فريق على آخر, بل بالتوافق. ومن هنا كانت دعوتنا الدائمة لطاولة الحوار والتحاور على الأمور المختلف عليها وصولاً إلى التفاهم حولها.

  البعض يرى بأن فريق "14 آذار" بعد صدور قانون الانتخابات قد يقاطع جلسات الحوار بشكلٍ نهائي, ما رأيك بذلك?

  نحن ضد المقاطعة. موقفنا معروف وموقف "14 آذار" معروف أيضاً, موقف الفريق الآخر معروف, يجب أن نحاور وعلى الفريق الآخر أن يرفض. طاولة الحوار هي المكان للتلاقي ومن خلالها نصل إلى توافق.

  طالب النائب جنبلاط أكثر من مرة من السيد حسن نصر الله بأن يطلق مواقف تطمئن "14 آذار" بالنسبة لموضوع السلاح, فلماذا لم يستجب نصر الله لمثل هذا الطلب?

 نحن مع هذا السلاح, للدفاع عن لبنان, ولسنا مع هذا السلاح للدفاع عن مشروع إقليمي, أو أن يكون له دور في الصراع العربي الفلسطيني, كما قال رئيس الجمهورية بأن هذا السلاح للدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي, والموضوع العربي الأبعد يكون ضمن الدولة اللبنانية وضمن التوافق العربي بشكلٍ عام, وبالتالي نحن نريد أن نسمع مثل هذا الكلام. لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. وهناك كلام واضح للرئيس سليمان حول إمرة هذا السلاح وطبيعة استعماله لتكتمل معادلة الجيش والشعب والمقاومة, هذه المعادلة جيدة, إنما الإمرة لمن تكون? إذا كانت للدولة اللبنانية علينا أن نبني دولة في مواجهة ما يجري, وأن نحافظ على الدولة, وعلى المؤسسات في ظل هذه المتغيرات والانقسام الداخلي والإقليمي المحيط بنا.

  ما رأيك في بدعة الستراتيجية التحريرية?

 نحن نبحث اليوم في الستراتيجية الدفاعية, لا أعرف من أين أتت الستراتيجية التحريرية, فإما أن تكون زلة لسان من قبل أحد المسؤولين في "حزب الله", أو أن يكون لها معنى في ظل الصراع السياسي القائم, الجميع يعلم أن معظم الشعب اللبناني لا يوافق على مثل هذا الطرح ويصر على أن يكون للدولة دور أساسي في موضوع الإمرة والسيادة, بالطبع ضمن التفاهم والوفاق الوطني, وليس بطريقة أخرى.

أحداث سورية

  ما قراءتك لما يجري في سورية في ضوء التطورات المتلاحقة ميدانياً لصالح الثورة والانشقاقات العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي تحصل?

 إذا ما عدنا لكلام الرئيس السوري, بأنه سيستمر في حربه حتى يقضي على الإرهاب يتبين بأن العدو بالنسبة له هو المواطن السوري الآخر, ولم يبن جيشه عبر أربعة عقود إلا لمواجهة هذا الأمر وأثبت ذلك. إن كان والده في العام 1982 أو الآن بما يقوم به بشار الأسد. رامي مخلوف قال إما نحن أو الفوضى. والأسد يستخدم كل الوسائل للإبقاء على النظام. وهذا يذكرنا بالمقولة الشهيرة للأسد الأب: "سقط الجولان وبقي النظام". فالنظام هو الأساس عند آل الأسد. والشعب السوري مستمر منذ أربعين سنة بدفع ضريبة المجهود الحربي ليقتل شعبه. وبرأيي هذا الرجل أخذ الخيار العسكري والأمني منذ أحداث درعا, وأخذ البلد إلى ملعبه حيث يفهم ويعي ويدعي أنه سينتصر. لكن حركة التاريخ تثبت أن النصر للشعوب والدم يولد الدم, والظلم يولد القهر, وبالتالي فإن هذا الشعب الذي خرج من القمقم يفضل أن يموت واقفاً وليس في بيت الطاعة, إنما مع الأسف الكلفة كبيرة والدماء كثيرة. هناك ثلاث حلقات حمت بشار الأسد حتى الآن "الفيتو" الروسي, خطة أنان التي انتهت والحمد لله والتصريحات المتكررة لقائد "الناتو" بأنه لن يتدخل عسكرياً. هذا يؤشر بشكلٍ أو بآخر بموضوع الجيش السوري والانفصال عنه والالتحاق بالثورة, لكن يمكن القول إن الحلقات تتهاوى في سورية, الحلقة الدبلوماسية, الحلقات الأقرب إليه في صفوف الجيش, وأخيراً القرار التنفيذي في الدولة وهو مؤثر على المستوى الدولي. كلما تقدم الحل, خففنا من الخسائر على المستويين الإنساني والبنياني للدولة السورية.

  ما قراءتك لزيارة المسؤول الأمني في النظام الإيراني سعيد جليلي إلى لبنان وسورية وهل تصب في دعم النظام وحلفائه?

 إنها دليل على انهيار النظام السوري وسقوط ما يسمى "شعار الممانعة والمقاومة", لقد قال السيد جليلي إنه سيقف بمواجهة من يريد كسر إرادة المقاومة. إرادة الشعوب لن تنكسر وليطمئن جليلي أن جلالة الموت والاستشهاد لدى الشعب السوري أكبر من أي قرار إقليمي.

  لماذا أنت والنائب وليد جنبلاط في دائرة الخطر ومن أبلغكم بذلك رغم مشاركتكم في حكومة إلى جانب "حزب الله" وحلفاء سورية?

 أعتقد أن الأسماء التي طرحت مهددة بالاغتيال, بحسب ما وصلتنا معلومات من مواقع أمنية وأخرى دولية يجمعها موضوع الملف السوري, نحن وقفنا مع الشعب السوري, وسنستمر معه, لا شيء يخيفنا ولا شيء يغير من قناعاتنا, الموضوع السوري بالنسبة لنا أساسي, لا نستطيع أن نكون مع الحرية والديمقراطية في لبنان ولا نكون معها في سورية, عندما سئلت مرة, أنت مع "8 أو 14 آذار", أجبت نحن مع 16 آذار ولا ننسى كمال جنبلاط.

  لماذا أنت مهدد بالتحديد وليس غيرك من نواب ووزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي", هل بسبب دفاعك المتكرر عن المناضل شبلي العيسمي, أم على مواقفك الماضية?

 كل شيء ممكن, ربما في موضوع هذا المناضل الكهل شبلي العيسمي الذي لم يدافع في حياته إلا عن العروبة وعن فلسطين, قاموا بخطفه, لقد خطفه هذا السفير فوق العادة الموجود في لبنان الذي كان له دور بارز في هذا الموضوع وإن شاء الله ستتدبر أمره المحاكم الدولية, لأن عائلة العيسمي لن تترك هذا الموضوع. على كل الأحوال لقد أخذت خياري السياسي ولن أتراجع عنه.

  كيف تحمي نفسك في هذه الحالة?

 أولاً: الحماية من الله سبحانه وتعالى.

ثانياً: أنا في بلدي وبيتي ومنطقتي, وبالنهاية الأعمار بيد الله. قناعاتي ثابتة وخياري لن أتراجع عنه بالإضافة إلى كوني إنساناً قدرياً. قد يكون لهم القدرة على أذيتي وقد لا يكون لديهم ذلك. على الأقل ضميري مرتاح في كل ما أقوم به.

الاعتداءات على لبنان

  ما رأيك بالاعتداءات السورية المتكررة ضد لبنان? وماذا تفيد النظام السوري?

 برأيي حاول النظام السوري أن ينقل المشكلة إلى لبنان, عندما صرح (رامي مخلوف) إما نحن أو الفوضى حتى أن الرئيس الأسد هدد بذلك. لقد حاولوا في طرابلس وفي عكار وفي المخيمات, ولكن هناك احتضان عربي ودولي لاستقرار وأمن لبنان, كما أن هناك حكمة لدى المسؤولين اللبنانيين من كل الأطراف, أن يبقى لبنان بعيداً عما يجري في سورية, وعدم نقل الفتنة إليه. وهذه الانتهاكات التي يقوم بها الجيش السوري ليست بجديدة, كان يقوم بانتهاكنا في السياسة والأمن والاقتصاد, الآن ينتهكنا بالبندقية والمدفع. هناك موقف مشرف للرئيس ميشال سليمان, إن من خلال رده على السفير السوري في الأمم المتحدة, حينما ادعى أن هناك انتهاكات من لبنان ضد بلاده, أو من خلال موقفه بالرد على السفير السوري في لبنان أو بحماية النازحين والإخوة السوريين خاصة بعد ترحيل المعارضين السوريين ال¯14 واتخاذ موقف سليم وممتاز بعدم تسليم أي لاجئ سوري من لبنان, وفي خطابه بالكلية الحربية أو في عيد الجيش, أو كلامه في بيت الدين وفي الإطار الرئاسي.

  هل أنت راضٍ على أداء الحكومة التي تشاركون فيها بثلاثة وزراء في ضوء الإضرابات والاعتصامات وتقصيرها في معالجة العديد من القضايا?

 هناك تقصير على مستوى الخدمات من كل النواحي, إنما هدف وجودنا في هذه الحكومة من اليوم الأول كان لمنع الفتنة, وكذلك لمنع ضرب المؤسسات في لبنان, وعدم السماح للاستفادة من الحكومة لجنوح سياسي عند فئة تريد أن تستفيد من هذا الوضع. قد نلتقي في مواقع ونختلف في مواقع أخرى, إن مع فريق رئيس الحكومة أو مع الآخرين. لا شك أن وجودنا فيها ساهم بتعزيز أمور كثيرة فيها مصلحة للوطن, أكان بموضوع المحكمة الدولية, أو في موضوع النازحين السوريين, أو في بعض المواقف التي تتعرض للأمن الداخلي, والتعيينات على مستوى الإدارة اللبنانية. وهذا الموقف كان لا بد منه وسنحافظ عليه على أمل أن يبقى الوضع المؤسساتي قائماً في البلد, وأن لا تنتقل المشكلة عنفياً من سورية إلى لبنان.

  على ماذا يراهن "حزب الله" بعدم تسليم المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأخيراً في حماية المشتبه به في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب?

 "حزب الله" كان رافضاً للمحكمة الدولية منذ اليوم الثالث لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولقد صرح السيد حسن نصر الله على باب قصر الحريري في ذلك الوقت لتلفزيون "المنار" بأنه ضد لجنة تحقيق دولية وهو مع لجنة تحقيق عربية, وظل مستمراً على موقفه. الآن المحكمة الدولية أصبحت خارج إطار البحث, وهي قائمة في الخارج, سواء سلم المتهمين أو لم يسلمهم. نحن كان رأينا أن يسلمهم ويتولى الدفاع عنهم من خلال المحامين الذين ينتمون للحزب, كونهم متهمين وليسوا مدانين, أما في موضوع الشيخ بطرس حرب فهناك شبهة على بعض المتهمين ولا أعرف أين أصبح التحقيق في هذا الموضوع.

توقيف سماحة

  هل لديك تعليق على موضوع توقيف الوزير السابق ميشال سماحة?

 الموضوع ما زال بيد القضاء والقوى الأمنية ولا أستطيع التعليق قبل أن يقول القضاء كلمته في هذا الشأن.

  أين أصبحت علاقة النائب وليد جنبلاط مع المملكة العربية السعودية?

 المملكة العربية السعودية لا تكن إلا الخير لهذا البلد. ولم تقدم إلا الدعم للبنان بكل فئاته ومن دون تمييز. أكان على مستوى الطلاب, أو الإعمار قبلاً, أو على مستوى الاقتصاد, وعلى مستوى تأمين فرص عمل لكل اللبنانيين الموجودين في المملكة, أو على مستوى القرار السياسي وحماية الوطن. وبالتالي فإن علاقتنا معها تاريخية وثابتة مع المملكة ومع جلالة الملك عبد الله. صحيح أن هناك مرحلة من عدم التفاهم حول موضوع الحكومة في المرحلة الأخيرة التي تبين أنها كانت ساعة جيدة لجهة الموقف الذي اتخذناه لقد منعنا الفتنة وحافظنا على خصوصيات البلد وعدم انجراره إلى أي منحى آخر. ولقد جرى لقاء معه وأكثر من اتصال والعلاقة جيدة مع المملكة. وكان قد تبلغ رئيس الحزب أن جلالة الملك عبد الله سيلتقيه في أقرب وقت لكن حادثة وفاة ولي العهد أخرت هذا الموضوع. ونأمل أن يتم التواصل قريباً مع الموقع الأول في المملكة.

  كيف تصف العلاقة مع الكويت لا سيما أنها تاريخية بالنسبة لمدينة عاليه?

 العلاقة مع الكويت تاريخية, لكننا فقدنا الكثيرين منهم في هذا الموسم, وهناك قسم سيعود إلى لبنان بعد شهر رمضان, العلاقة مع الكويت ثابتة أميراً وحكومةً وشعباً, والجالية اللبنانية في الكويت منتجة والحكومة الكويتية تعامل اللبنانيين كما تتعامل مع أي فرد في الوطن, لقد تأثرنا بعدم مجيئهم هذا الصيف على أمل أن يعوضوا علينا في الصيف المقبل وأن يرتاح لبنان.

  هل تتوقع لقاءً قريباً مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط?

 حصل لقاء على هامش تقديم التعازي بالمملكة وكان لقاء حميماً والذي يعيق اللقاء هو البعد, إنما في أقرب وقت سيحصل اللقاء.

  ماذا عن الاتصال مع دروز سورية وأين هم اليوم إلى جانب الثورة, أم إلى جانب النظام وما الدور الذي قمتم به في هذا الصدد?

 الأهل في جبل العرب هم اليوم إلى جانب الثورة بغالبيتهم ولقد استجاب عدد من الضباط إلى نداء الثورة وهم يقاتلون مع الثورة, أكان في إدلب أو في الشام أو حماة أو في حلب. هناك عدد من ضباط الطائفة يقاتلون إلى جانب الثورة وعدد من الجنود أيضاً يقاتلون إلى جانب الثورة والحراك في الداخل أفضل بكثير لكنه في السويداء وفي مناطق أخرى بنسبة عالية. وهناك عدد من المغتربين من أبناء الجبل يتواصلون مع قيادات الثورة في الخارج وهناك استيعاب لعدد كبير من النازحين إلى منطقة الجبل من أبناء الشعب السوري واحتضانهم الشعب السوري. مقولات السلطة بين أكثرية وأقلية سقطت ولن تنتج وسيكون لهم دور اليوم وغداً. من يقف أيام الفرنسيين مع سلطان الأطرش لن يكون مكتوف الأيدي اليوم والمستقبل خارج إطار الظلم الشديد من نظام بشار الأسد وآلته العسكرية.

  لماذا حرضتم أهل الجبل ضد الوزير السابق وئام وهاب?

 لم نحرض أحداً, إنما أبناء الجبل يعتبرون أن هناك جسماً غريباً يقوم بتحريضهم ضد جيرانهم ومواطنيهم.