المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 آب/2012

 

إنجيل القدّيس لوقا 13/22-30/البابين الواسع والضيق

كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟». فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون. وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا! فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم! هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله. وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

 

عناوين النشرة

*نديم الجميل: السلاح الذي رأيناه هو سلاح حزب الله وفرع المعلومات تجرأ على اقتحام منزل رمز بشار الأسد في لبنان

*قباني: الأحد أول أيام عيد الفطر 

*روسيا: السجن عامين لثلاث نساء طلبن من العذراء تخليصهن من بوتين تنديد أوروبي بالحكم المجحف

*الكنيستان الأرثوذكسية الروسية والكاثوليكية البولندية تدعوان إلى المصالحة

*الرئيس المصري: «الشريعة الإسلامية» هي الدستور الحاكم لكل مفاهيم الحياة

*عندما يضحّي "حزب الله" ببيئته/علي حماده/النهار

*المغتربون اللبنانيون في الخليج و"خراب البيوت"  هل يدرك آل المقداد ماذا يفعلون بأبناء أعمامهم؟ أي مصير للمغتربين اللبنانيين في الخليج/بيار عطاالله/النهار/

*عون و"حزب الله" في سيارة سماحة/امجد اسكندر/الجمهورية

*تعيين الأخضر الابراهيمي موفداً دولياً في سوريا 

*لا عدوان على لبنان إلا إذا هوجمت إيران/خليل فليحان/النهار

*سليمان: إنتظرت اتصالا من الأسد لكنه لم يفعل وأنا رأيت التمفجرات بنفسي وهي مرعبة

*رفض بيريس هجوماً أحادياً على إيران يفجر جدلاً في إسرائيل

*واشنطن قلقة من تقييد الحريات الإعلامية بعد تولي مرسي الحكم وتل أبيب تطلب من مصر سحب أسلحتها الثقيلة من سيناء

*خطف تركي ثان وإقرار خطة لمنع إقفال طريق المطار وتقرير ديبلوماسي عربي: نظام الأسد يعمل على إشعال صراع مذهبي بين اللبنانيين

*محاولات للعبث باستقرار المناطق المسيحية... خطف اندراوس الى حي الزعيترية وسلبه وضربه والتحقيق معه والافراج عنه بعد التأكد من عدم إرتباطه بـ"الثورة السورية"

*الشيخ عباس زغيب: المخطوفون ال 11 في تركيا وبصحة جيدة وحل قضيتهم يحل قضية المخطوفين الاتراك

*فابيوس يبلغ بري أن المخطوفين اللبنانيين في سورية هم بخير

*بري عرض مع أوغلو وأوزيلديز قضية المخطوفين

*اخلاء السوريين الثلاثة العاملين في مخمر الموز بعد سلبهم

*شربل عقد"لقاءات مفيدة ومثمرة" في تركيا والجانب التركي أبدى حرصه على الوصول إلى خاتمة سعيدة في قضية المخطوفين

*نكتة الموسم لنظام منهار:القضاء السوري بصدد إعداد مذكرات توقيف بحق بعض النواب اللبنانيين

*شمعون: سماحة ليس الوحيد الذي يعمل لصالح النظام السوري وسيكشف آخرون قريبًا ولحكومة جديدة والابقاء على قانون الستين الحالي

*"حزب "الوطنيين الأحرار": الخطف وقطع الطرق ظاهرة خطرة

*وسط «حوار الطرشان» وفلتان الخطف والنظام السوري ينقل لبنان من استقرار يفيده إلى «حريق» يخفف عنه

*مصادر أمنية تشرح لـ"NOW" انتشار كتائب اليونيفل وتغييراتها/القوات الدولية تلتزم جنوب الليطاني توجّساً من استهدافها

*بيضون: الوضع السوري كربلاء حقيقية و"حزب الله" ينحاز إلى يزيد لا الحسين

*ستريدا جعجع من الديمان: القوات ابنة الكنيسة هكذا كانت وهكذا ستبقى... ولن نتوانى عن المشاركة في اي حوار جدي يطرح بسط سلطة الدولة على كافة اراضيها لا لتغطية واقع آخر

*جعجع: قول نصر الله بأن الوضع خارج السيطرة مردود وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة إعلان حال طوارئ

*سماحة وفريقه سوّقا نظرية السلفيين والقاعدة في لبنان"/جعجع: لإعلان حال طوارئ ولا لتمييع موضوع طريق المطار

*سامي الجميل: الحكومة أجهزت على هيبة الدولة

*"الجيش لا يبني لوحده الدولة ولا يمكنه مهاجمة أناس ابنهم مخطوف"/سليمان: نأمل عدم تورط أي جهة رسمية سورية بالمتفجرات

*حوري لـ "السياسة": غياب بري عن الحوار رسالة إلى سليمان

*مجدلاني: الحكومة تأخذ لبنان الى "الإنهيار التام"

*مكتب نتانياهو: مسلسل فرقة ناجي عطالله يهدف الى التحريض على اسرائيل وكراهيتها

*ميقاتي: لبنان يمر بمرحلة هي الأصعب والأدق في تاريخه الحديث

*سجنوا خالد ضاهر

*جعجع: الأزمة بحجم خطر اضمحلال الدولة والمطلوب حال طوارئ ومنع الظهور المسلح

*تأمين الأسلحة الكيماوية السورية يحتاج عشرات الآلاف من الجنود

*من مؤمن بشعار «الله - الوطن - العائلة» إلى متآمر على الوطن تنفيذاً لأجندة خارجية/ميشال سماحة... من الصعود إلى السقوط؟

*الحل اليمني أو الانقلاب العسكري بموافقة موسكو/أسعد حيدر/المستقبل

*عون يصمت عن سماحة "ويترافع" عن كرم/كارلا خطار/المستقبل

*إعلام.. وممانعة/علي نون/المستقبل

*ضاهر يحمّل السلطات و8 آذار مسؤولية الفلتان الأمني

*حزب الله يغتال لبنان/مصطفى جحا/يقال نت

*ليلة القبض على رجل ميت/بول شاوول/المستقبل

*نجاد إلى جانب الملك "صورة مطمئنة"فهل تساعد في تراجع المخاوف اللبنانية/روزانا بومنصف/النهار

*البيت الأبيض يصف تصريحات أحمدي نجاد بشأن إسرائيل بـ"الصادمة والحاقدة"

*باريس تعتبر تصريحات أحمدي نجاد حول اسرائيل "غير مقبولة"

*هل خطف نظام الأسد حسان المقداد؟

*بعد استيرادها من سورية: لبنان في قلب الثورة/عادل مالك /الحياة

*بين العصابات و"أبو ملحم" لبنان بات "جمهورية موز"  "حزب الله" يلعب ورقة العشائر لفرض "توازن الساحات" وإبعاد سلاحه عن المعادلة

*"سقوط" الدولة اللبنانية في ظل الاحتقان المذهبي يثير مخاوف من الانزلاق نحو حرب أهلية

*لجيوش غير «الحرّة» أحياناً/حازم صاغيّة/الحياة

*حكمة الفلتان/الحياة/

*ربيع بيئة «حزب الله» في لبنان/نديم قطيش/الحياة

*سلفيون تونسيون يهاجمون مهرجاناً بالسيوف احتجاجاً على حضور اللبناني سمير القنطار

*سليمان أطلق والراعي المسح الثقافي لتراث الوادي المقدس: هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري وانتظر من الرئيس السوري ان يشرح لي الوضع

تفاصيل النشرة

 

قباني: الأحد أول أيام عيد الفطر 

أعلن مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ محمد رشيد قباني أن الأحد المقبل هو أول أيام عيد الفطر، وقال في بيان: "لم تثبت رؤية هلال شهر شوال هذه الليلة الجمعة، وعليه فإن غداً السبت هو اليوم المكمل لعدة شهر رمضان ثلاثين يوماً، ويكون يوم الأحد 19 آب 2012م هو أول أيام عيد الفطر السعيد لعام 1433هـ".وإذ هنأ المسلمين بهذه المناسبة، سأل قباني الله "أن يتقبل صيامهم وعبادتهم، وأن يعيد هذا العيد عليهم خصوصاً، وعلى اللبنانيين عموماً وقد خرج لبنان من أزماته، وعاد إليه أمانه واستقراره وازدهاره". واعتذر قباني عن استقبال المهنئين بعيد الفطر السعيد "بسبب الأوضاع الأليمة في لبنان والمنطقة".(الوطنيّة للإعلام)

 

نديم الجميل: السلاح الذي رأيناه هو سلاح حزب الله وفرع المعلومات تجرأ على اقتحام منزل رمز بشار الأسد في لبنان

وطنية - 18/8/2012 اعتبر النائب نديم الجميل، في حديث لل"MTV"، ان "الرضوخ للفلتان الامني الذي يسود البلاد أمر مرفوض، وان حزب الله يغطي ما يحصل رغم قول أمينه العام أن الوضع أصبح خارج السيطرة، فالسلاح الذي رأيناه هو سلاحه الموضوع بتصرف عائلة المقداد".

وقال: "نحن نتفهم أن يقوم أهل المخطوف بردة فعل، ولكن أن يخطفوا العشرات، ويقفلوا طرقا رئيسية ويظهروا بالسلاح والاقنعة على الشاشات، فهذا غير مقبول. ونحمل رئيس الحكومة والحكومة مسؤولية ما يجري لأن الرئيس ميقاتي يحكي ولا يفعل. كنا نعتقد أن السيد حسن نصرالله مسؤول. فمن إذن يمنع القوى الامنية من دخول الضاحية والمربع الامني وجلب المطلوبين من المحكمة الدولية أو المطلوبين للتحقيق في محاولة إغتيال النائب بطرس حرب؟ كما أن كلامه بأن لا علاقة لحزب الله بكل هذا العرض المسلح كلام غير صحيح وغير مقبول".

وسأل "لماذا يفاوض حزب الله اسرائيل لاسترجاع مخطوفين ولا يفاوض اليوم؟ ولماذا لم يستنكر السيد حسن نصرالله في كلامه منذ يومين قصف المنزل حيث المخطوفين في بلدة أعزاز؟ الجواب بسيط، لا يريد تحميل المسؤولية لحليفه بشار الاسد بقتل المخطوفين، وهذا استرضاء للاسد".

أضاف: "كل المآسي التي يعاني منها لبنان هي بسبب سلاح حزب الله، من الجمود الذي يصيب الاقتصاد، الى مشاكل أزمة الكهرباء، الى الضمان، والاستشفاء، الى إدخال بضائع بكميات من دون تسديد الجمرك، كل ذلك لأن سلاح الحزب هو لمواجهة المسؤولين. هذا وضع شاذ، وسلاح حزب الله يخلق الخلل في الوضع اللبناني".

وعن توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، قال: "استغربت الامر عند توقيفه، ولكنني فوجئت بالادلة والاثباتات. ان نقل المتفجرات بحد ذاته جريمة، وخاصة أن تلك المتفجرات لم تكن معدة لصيد السمك. والمهم بالامر بغض النظر عن الطريقة التي نفذت فيها عملية المداهمة، أن فرع المعلومات تجرأ على اقتحام منزل رمز بشار الاسد في لبنان. واترك للقضاء متابعة التحقيقات، فهو المسؤول الوحيد عن الادانة أم لا". وأكد احترامه ل"جرأة رئيس الجمهورية وشجاعته في هذا الملف الدقيق، فلم يتجرأ اي رئيس من قبله على مواجهة الموضوع. من حق الرئيس سليمان الطبيعي أن يتساءل لماذا يحق لسوريا أن تقوم بما تريد في لبنان ولا يحق للبنان تقديم أي شكوى في هذا الاطار. وهذا يدل على أن نفوذ سوريا في لبنان بدأ يتلاشى ويزول، لذا نرى أن بعض حلفاء سوريا في لبنان أصبحوا مربكين، ومنهم العماد عون الذي بدأ يعيد حساباته". أضاف: "نحن لم نتدخل لاسقاط النظام في سوريا، انما الشعب السوري هو الذي يقوم بدوره".

وقال الجميل أنه شخصيا "ليس مع المشاركة في طاولة الحوار لأن هذا الحوار هو غير جدي، وإلا لكان موضوع الاستراتيجية الدفاعية طرح على الطاولة"، ورأى ان "المشكلة الاساسية في البلد هي سلاح حزب الله، وحزب الله أكد مرارا انه ضد بحث موضوع السلاح. فالتحرير هو حجة لإبقاء السلاح في الداخل، وبالتالي يريد أن يبقى هذا السلاح حكرا له، وإلا لماذا لا يتشارك القوميون السوريون وجماعة العماد عون الذين يتدربون على يد حزب الله في عملية التحرير"؟

واعتبر أن "حزب الله يريد الابقاء على الحكومة للوصول الى إدارة الانتخابات لكي يحاول أن يضع يده مع حلفائه على أكثرية نيابية، وذلك عبر قانون الانتخابات الذي أفرزته هذه الحكومة". وقال: "أنا ضد القانون المطروح لأنني ضد التقسيمات المطروحة والتي وضعت لكي يتحكم حزب الله وحلفائه بالدوائر، ولأن التمثيل المسيحي الصحيح غير مؤمن. فمثلا في الاشرفية حيث صرح العماد عون العام 2009 بعدما أصبحت الاشرفية دائرة مستقلة أنه أعاد الحق لأصحابه، ها هو اليوم بعد فشله في الانتخابات يريد توسيع الدائرة وضم آلاف الاصوات غير المسيحية ذات الاكثرية الشيعية اليها، لتأمين فوز لائحته. كما أن النسبية التي يتحدثون عنها لا يمكن أن تطبق في نظام طائفي كلبنان". وختم الجميل بدعوة اللبنانيين الى المشاركة في احتفال "ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية في 23 آب في الاشرفية"، وقال: "لو كان بشير موجودا لكان اهتم بالانسان والفرد اللبناني وبأموره الحياتية. وقد حقق بشير خلال 21 يوما عبورا بين الطوائف وأعاد للدولة والمؤسسات هيبتها ودورها".

 

روسيا: السجن عامين لثلاث نساء طلبن من العذراء تخليصهن من بوتين تنديد أوروبي بالحكم المجحف

موسكو - أ ف ب: قضت محكمة في موسكو, بالسجن لمدة عامين على الشابات الثلاث في فرقة "بوسي رايوت" الروسية, أمس, بتهمة "إثارة الشغب" بعد إقامتهن "صلاة" ضد الرئيس فلاديمير بوتين في كاتدرائية, وذلك عقب محاكمة اتخذت بعداً عالمياً. وجاء في حيثيات الحكم الذي تلته رئيسة محكمة خاموفنيتشيسكي بموسكو, إن ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عاماً) وايكاترينا ساموتسيفيتش (30 عاماً) وماريا أليخينا (24 عاماً) "مدانات بتهمة إثارة الشغب" و"التحريض على الكراهية الدينية". واستعانت القاضية مارينا سيروفا بشكل كبير بالدفوع التي قدمها المدعي العام الذي طلب السجن لمدة ثلاثة أعوام للمتهمات الثلاث بعد أن تمت إدانتهن في 21 فبراير الماضي, في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو "صلاة اعتراض" طلبن فيها من السيدة العذراء مريم أن "تخلصهن من بوتين".

وأشارت القاضية إلى أن المتهمات الثلاث لم يبدين أي "ندم" على فعلتهن, متهمة إياهن "بانتهاك النظام العام" و"الإساءة لمشاعر المؤمنين".

ولفتت إلى ازدرائهن للأديان, مستندة بشكل كبير إلى تصريحات موظفين وأعضاء في أمن الكاتدرائية ممن تقدموا بشكوى بسبب "الألم المعنوي" الذي تسببت بها "الصلاة" التي أدتها النساء الثلاث.

وعقب صدور الحكم, هتف أشخاص كانوا موجودين في قاعة المحكمة "يا للعار! هذا ظلم!", رافضين الحكم الذي جاء أخف مما طلبه المدعي العام بالسجن ثلاثة أعوام.

وكان حوالي خمسين شخصاً يضعون أقنعة تمثل شابات الفرقة الموسيقية, تجمعوا أمام المحاكمة تأييداً لهن بالقرب من السفارة الروسية في بروكسل, في حين أقيمت تجمعات مؤيدة للمتهمات الأسبوع الماضي, في روسيا وفي مدن أوروبية عدة, من وارسو إلى سيدني مروراً بباريس ونيويورك. يشار إلى أن محامي الدفاع طلبوا الإفراج عن الفتيات, فيما شبهت إحداهن المحاكمة "بمحاكمات الترويكا في الحقبة الستالينية", في إشارة إلى المحاكمات الاعتباطية السريعة التي كانت تقوم بها لجان من ثلاثة أشخاص إبان حكم ستالين وكانت تنتهي بأحكام بالسجن أو حتى بالإعدام, علماً أن العقوبة القصوى للمدانين "بإثارة الشغب" هي السجن سبعة أعوام. في المقابل, اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون أن الحكم الذي صدر على عضوات الفرقة الموسيقية "لا يتناسب" مع التهمة المنسوبة إليهن.

وقالت آشتون في بيان "أشعر بخيبة أمل شديدة للحكم الذي صدر في روسيا على أعضاء مجموعة "بوسي ريوت", مشيرة إلى "سوء معاملة" الشابات الثلاث خلال حبسهن الاحتياطي و"المخالفات" التي رصدت خلال المحاكمة, مؤكدة أن القضية تطرح "تساؤلاً خطيرا" بشان احترام القانون في روسيا. واعتبرت أن هذه القضية "تتعارض مع التزامات روسيا الدولية في مجال احترام حرية التعبير", مضيفة أنه "موضوع يثير قلقاً متزايداً لدى الاتحاد الأوروبي". وأعربت عن الأمل في مراجعة الحكم الذي صدر على الشابات الثلاث وفقاً لالتزامات روسيا الدولية. من جهتها, اعتبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم أن "الحكم غير متناسب بالمرة".

 

الكنيستان الأرثوذكسية الروسية والكاثوليكية البولندية تدعوان إلى المصالحة

وارسو - أ ف ب: وقع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل ورئيس الكنيسة الكاثوليكية البولندية المونسنيور جوزف ميشاليك, أمس, نداءً تاريخياً للمصالحة البولندية-الروسية والتنديد بعلمانية أوروبا, في ظل صدور حكم في موسكو بمحاكمة فرقة موسيقية. وجاء في النص الذي وقع في حفل فخم في القصر الملكي التاريخي في وارسو "ندعو المؤمنين إلى الصلاة من أجل مغفرة الخطايا والظلم وكل الأذى المتبادل". وقال رئيسا الكنيستين "نحن مقتنعون أنها أول خطوة, هي الأهم, نحو إرساء الثقة المتبادلة التي من دونها لا مجموعة دائمة ولا مصالحة تامة", واعدين بالشروع في جهود جديدة ستقرب بين الكنيستين والشعبين, والدفاع عن حق وجود الدين في الحياة العامة" في أوروبا ضحية العلمانية. وأضافا بأسف "نشهد ترويجاً للإجهاض والموت الرحيم والزواج بين مثليي الجنس والنزعة الاستهلاكية, وأصبحت القيم التقليدية مرفوضة والرموز الدينية ملغاة في الفضاء العام". وتزامن توقيع النداء الذي أعد منذ فبراير في العام ,2010 مع صدور حكم في موسكو في قضية الشابات الثلاث في فرقة "بوسي رايوت" لموسيقى البانك اللواتي يواجهن عقوبة السجن لعامين في معسكر لأدائهن "صلاة" في كاتدرائية ضد الرئيس فلاديمير بوتين. ونظم "يوم تضامن" مع الفرقة في روسيا وعدد من المدن في العالم, من وارسو إلى سيدني مروراً بباريس ونيويورك, في حين, نظمت مسيرة لناشطات مطالبات بحقوق المرأة باتجاه سفارة روسيا. وكان المونسينيور ميشاليك, قال أول من أمس, "بفضل هذه الزيارة قد ينظر الروس إلى البولنديين بنظرة جديدة وأيضاً إلى كنيسة روما لأنهم ينظرون إلى هذه الكنيسة من خلال بولندا". وفور وصوله إلى وارسو, استقبل ميشاليك استقبالاً رسميا, في حين دعي البطريرك كيريلوس لزيارة وارسو من قبل الكنيسة الأرثوذكسية البولندية التي تضم 500 ألف مؤمن, حيث أحيا قداساً في كاتدرائية مريم المجدلية الأرثوذكسية قبل أن يلتقي أعضاء الأسقفية الكاثوليكية.

كما استقبله الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي, الكاثوليكي المؤمن, على مأدبة عشاء. وقال كوموروفسكي لهذه المناسبة "أعتقد أن الكنائس, ستتمكن من تشجيع المصالحة البولندية-الروسية بشكل كبير, وقيادة شعبينا نحو تخطي الافكار المسبقة والنمطية المتراكمة". وقد اتسمت العلاقات بين بولندا وروسيا بالصعوبات على مدى تاريخهما مع الهيمنة الروسية على قسم كبير من بولندا في القرن التاسع عشر, مع فرض موسكو خمسين عاماً من الحكم الشيوعي, كما تضمنت نزاعات عديدة بين الأرثوذكس الروس والكاثوليك البولنديين.

 

الرئيس المصري: «الشريعة الإسلامية» هي الدستور الحاكم لكل مفاهيم الحياة

أدى صلاة الجمعة بالجامع الأزهر.. وواشنطن دعت مصر للإسراع بإعداد الدستور

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط

شدد الرئيس المصري محمد مرسي على أن «الشريعة الإسلامية» هي الدستور الحاكم «لكل مفاهيم الحياة»، وأن القرآن جاء ليصلح حال الناس، مسلمين وغير مسلمين، وأنه كذلك «يجب العمل على تسيير أعمالنا في السياسة والزراعة والاقتصاد وفي جميع أحوالنا». جاء ذلك في كلمة لمرسي ألقاها عقب صلاة التراويح الليلة قبل الماضية، أمام المصلين في مسجد مجاور للقصر الرئاسي، وأذاعها التلفزيون الرسمي على الهواء في حينها. وأدى مرسى صلاة الجمعة بالجامع الأزهر أمس، في وقت دعت فيه واشنطن مصر للإسراع بإعداد دستور يحمي الحريات الديمقراطية بطريقة تتفق مع المعايير العالمية.

وفي كلمته الليلة قبل الماضية هنأ مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، الشعب المصري بحلول عيد الفطر المبارك، وتحدث في خطبته عن نهاية شهر رمضان وفضل «ليلة القدر». وقال الرئيس مرسي إن «الكل متفق على أن الشريعة الإسلامية هي الدستور الحاكم لكل مفاهيم الحياة.. ما نزل القرآن الكريم ليُقرأ فقط أو ليُستمع إليه فقط أو لنستمتع بالتلاوة وبتكرار ختمه، وإنما أنزل بأحكام وتفاصيل وتوجيهات بمنهج متكامل يصلح به حال الناس، وعموم الناس، وليس المسلمين فقط، ولتسيير أعمالنا في السياسة والزراعة والاقتصاد وفي جميع أحوالنا».

وأكد مرسي أن «مصر اليوم تحتاج إلى كل أبنائها وعقولها، وتحتاج إلى العرق والجد والاجتهاد، إذا كنا بحق نريد أن نرضي الله ونؤسس دولة الإيمان، دولة الديمقراطية المدنية الوطنية، دولة القانون»، مضيفا أن «النصر يعني النهضة والتنمية ونمو الاقتصاد والاستقرار السياسي».

وأدى مرسي صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أمس في الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، في حضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، ووزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي، الذي ألقى خطبة الجمعة، بالإضافة إلى حشد من المواطنين. وبينما كثفت القوات الأمنية من وجودها بمحيط المسجد، وقامت بتفتيش المتوافدين عليه إلكترونيا، نظم عدد من شباب الثورة وقفة احتجاجية أمام المسجد، طالبوا فيها بمحاكمة من وصفوهم بالمسؤولين عن الفساد، وعلى رأسهم وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي، الذي أصدر الرئيس قرارا الأسبوع الماضي بإحالته للتقاعد، قبل أن يقوم بتكريمه ويمنحه قلادة النيل، أرفع وسام مصري. وكان آلاف المواطنين قد أدوا صلاتي العشاء والتراويح بميدان التحرير الليلة قبل الماضية في آخر ليلة وترية بشهر رمضان، في ما عرف بمليونية «ختم القرآن»، التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين، دعما للرئيس مرسي وللقرارات التي اتخذها بإحالة قادة المجلس العسكري للتقاعد وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل.

من جهة أخرى، أجرى الرئيس مرسي لقاء موسعا مع 49 شخصية من رموز القوى السياسية والحزبية والشبابية الفاعلة على الساحة السياسية. وقال ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة، إن الاجتماع أكد على نجاح العملية الأمنية التي تجرى حاليا في سيناء وضرورة استمرارها. وكشف كل من الأديب علاء الأسواني والإعلامي أيمن الصياد، عبر حساباتهما على موقع «تويتر»، عن كواليس الاجتماع مع الرئيس، الذي شاركا فيه. وأوضح الصياد، رئيس تحرير مجلة «وجهات نظر»، أن الرئيس أكد للحضور أن تدخله التشريعي في هذه المرحلة سيكون في أضيق حدود، وللضرورة القصوى، وأنه إذا اضطر الأمر لإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية فلن يتم ذلك إلا بالتشاور. وفي ما يتعلق بملف المدنيين المحاكمين عسكريا، أشار إلى أن الرئيس أكد أن هؤلاء المحاكمين عسكريا عددهم نحو ألفي سجين، وأن اللجنة التي تشكلت وتضم حقوقيين تعمل ليلا ونهارا للانتهاء من هذا الملف. وصدق الرئيس أول من أمس على قرار بالإفراج عن الدفعة الثانية من المدنيين المحاكمين عسكريا، وعددهم 58 مسجونا.

من جانبه، أوضح الأسواني مطالبه التي طالب بها الرئيس خلال الاجتماع، والتي تعلقت بتقنين وضع جماعة الإخوان، والإفراج عن المحاكمين عسكريا، وحماية حقوق الرأي والتعبير، حيث كتب الأسواني «قلت للرئيس إننا سعداء بالتخلص من حكم العسكر، لكننا قلقون من حكم (الإخوان).. أنت رئيس منتخب لكنك تنتمي لجماعة غير قانونية، واجبك أن تلزم (الإخوان) بإشهار جمعيتهم في الشؤون الاجتماعية على أن تكون ميزانيتها معلنة ومراقبة من الجهاز المركزي للمحاسبات». واستنكر الأسواني الحملة على حرية التعبير وإغلاق القنوات الفضائية ومصادرة الصحف من دون سند قانوني، وطالب الرئيس بعدم الاحتفاظ بالسلطة التشريعية والتنفيذية، مضيفا «لا يجوز أن تختار التأسيسية إذا فشلت اللجنة الحالية، وإلا فإنك تكرر استبداد العسكري»، كما ذكره بوعوده حول تعيين نائب قبطي ونائبة امرأة وتعديل اللجنة التأسيسية بحيث تعبر عن المجتمع كله. إلى ذلك، دعت الخارجية الأميركية إلى سرعة إعداد دستور جديد في مصر يحمي الحريات الديمقراطية بطريقة تتفق مع المعايير العالية التي يتوقعها الشعب المصري، ويحدد سلطات جميع الأطراف بما في ذلك سلطات الرئيس، على أن يتم بعد ذلك طرح هذا الدستور للاستفتاء العام. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي أول أمس، أن حرية الصحافة وحرية التعبير دعامتان أساسيتان للديمقراطيات النابضة بالحياة والقوية، وجزء لا يتجزأ مما طالب به المصريون. وأعربت المتحدثة عن قلق واشنطن البالغ إزاء تقارير بشأن تحرك الحكومة المصرية لتقييد حرية الإعلام والنقد في مصر، مشيرة إلى أن واشنطن على علم بوقف بث قناة «الفراعين» ومنع توزيع صحيفة «الدستور» والتحقيق مع توفيق عكاشة رئيس القناة والصحافي إسلام عفيفي بتهم التحريض على العنف وترويح معلومات كاذبة ضد الرئيس، إضافة إلى التحقيق مع مالكي الجهتين الإعلاميتين.

 

عندما يضحّي "حزب الله" ببيئته

علي حماده/النهار

قمة المهزلة في سوريا شخص اسمه ابو ابرهيم وهو خاطف او حارس اللبنانيين الاحد عشر. وقمة المهزلة في لبنان ان نشهد ما حصل في اليومين الماضيين من تفريخ لأجنحة عسكرية ومجالس عسكرية عائلية معطوف عليها عمليات خطف لسوريين واتراك، وتهديدات متلفزة لمناطق وقادة لبنانيين، تلتها تهديدات لدول وسفاراتها ورعاياها. اما "الأحلى" فان يخرج عليها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله البارحة ليقول ان الامور في الساحة اللبنانية (الشيعية) تخرج عن سيطرته وحركة "امل". لن نتطرق الى موضوع عائلة المقداد التي تربطنا بالعديد من ابنائها علاقات صداقة، بل نتوقف عند ما هو اهم اي عند استغلال خفي مورس لاستغلال مشاعر صادقة لعائلة وتحويلها صندوقة بريد اريد منها تسديد ضربات في مرمى الاستقلاليين في البلاد اي قوى ١٤ آذار ومعهم رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط. وقد وصلت الرسالة وردنا نيابة عن كل هذه القوى: انكم ايها الواقفون خلف قلق بيت المقداد لا تخيفون احدا، ولا تخيفون أياً من الاستقلاليين. لذلك نتوجه الى احبائنا من بيت المقداد ولا سيما الى كبارهم وعقلائهم لنقول لهم بالا يرضوا بأن يستغلهم فريق كان ولا يزال مستعدا للتضحية بعشرين الف حسان المقداد تنفيذا لاجندة خارجية ولوظيفة لا علاقة للبنان بها.  نحن نعرف ونرى أيدي "حزب الله" الخفية في قضية حسان المقداد وفي تحرك العائلة المسلح، وقد بلغ مستويات رفعت الغريزة العشائرية والمقاتلة الموجودة ليس عند عشائر بعلبك وحدها بل في كل لبنان. فعند الجدّ يصير لبنان كله عشائر. اما كل التهديدات التي اطلقت على منابر العائلة القلقة على ابنها فنضعها في حساب الجهة التي تلاعبت بمشاعر صادقة وسمحت بان يحصل ما حصل، أي في حساب "حزب الله" وحده.  وصلت الرسالة ضد فكرة الدولة، ووصلت معها الرسالة الى الاستقلاليين. ونتيجتها كالآتي:

١- بانت نتائج ثقافة "حزب الله" التي لا تنتج سوى هذا المشهد الذي رآه ليس لبنان وحده فحسب بل العالم بأسره. انه مشهد فوضى واللادولة، واللاقانون. مشهد اضر ببيئة "حزب الله" اولا وقبل اي شيء. أضر بهؤلاء الذين حولهم "حزب الله" ضحايا دائمة بفعل ما نفخ في نفوس بسيطة من غطرسة القوة والاستقواء بالسلاح اللاشرعي على بقية مكونات الشعب اللبناني.

٢- وضع "حزب الله" من خلال هذا العمل مصالح مليون شيعي على المحك، وهو يغامر بها من خلال وضعه الطائفة في مواجهة بقية اللبنانيين العشائريين ايضا "عندما تحز المحزوزية"، وفي العالم العربي حيث المحيط عدائي، وفي العالم حيث تكاد هذه البيئة تصبح موضع شبهة جماعية يذهب فيها الصالح بالطالح.

لا يظنن السيد حسن نصرالله ان ما حصل زرع الخوف في تركيا او السعودية او قطر أو الامارات، أو أنه حتى اخاف اللبنانيين. لقد جعلكم اكثر عزلة من اي وقت مضى.

 

المغتربون اللبنانيون في الخليج و"خراب البيوت"  هل يدرك آل المقداد ماذا يفعلون بأبناء أعمامهم؟ أي مصير للمغتربين اللبنانيين في الخليج؟

بيار عطاالله/النهار/يقول لبنانيون ميقيمون في دول الخليج ان ثمة حالة من الهلع العامة تسود أوساط الجاليات اللبنانية في دول الخليج، نتيجة الاعمال الارهابية في بيروت. ويؤكد مصدر اغترابي بارز ان الامور لم تعد تحتمل اي تسويف او مماطلة من الدولة اللبنانية في التعامل مع ما يجري من اعمال معيبة بحق لبنان وعلاقاته مع محيطه العربي وخصوصاً السعودية وقطر والامارات من اعمال تهديد بالخطف والقتل، وهو ما يعني "خراب بيوت" عشرات الآلاف من العائلات اللبنانية التي تعتاش سواء من اقامتها في الخليج او من التحويلات التي يرسلها المغتربون اللبنانيون الى اهلهم وعائلاتهم في لبنان، وخصوصاً في منطقتي الجنوب والبقاع. وفي رأي المسؤول الاغترابي البارز، ان دول اتحاد الخليج متضامنة في كل ما يصيبها، وتالياً فإن التهديد بخطف سعوديين وقطريين لا يعني فقط هذه الدول، بل سيستدرج حتماً موقفاً موحداً من دول الاتحاد الاخرى، مما يعني طرد نحو نصف مليون لبناني و"خراب بيوتهم وبيوت عائلاتهم". ويشرح ان عمليات الطرد بدأت قبل مدة في البحرين واستهدفت عدداً من المغتربين الشيعة، ثم توسعت الى الامارات العربية المتحدة التي تملك أحد أقوى اجهزة الامن والاستخبارات، وطالت عمليات الطرد اعداداً من المغتربين اللبنانيين ممن اتهموا بدعم "حزب الله" مالياً او معنوياً. ويشير الى انها شملت ايضاً عدداً من المغتربين المسيحيين، لكن الامور عادت لتهدأ قليلاً بعد سلسلة اتصالات بالحكومة الاتحادية في الامارات، اضافة الى تدخل الرئيس ميشال سليمان شخصياً وزيارة الرئيس نبيه بري ابوظبي، وعادت الامور لتهدأ قليلاً. كل ذلك كان قبل مدة، لكن التهديدات التي أطلقها آل المقداد بخطف الرعايا الخليجيين اعادت الامور الى النقطة الصفر، وخصوصاً في ما خص التهديد بخطف الرعايا القطريين. ويؤكد المسؤول الاغترابي ان التعرض للرعايا القطريين قد يؤدي الى كارثة مدمرة على الاغتراب وفئات واسعة جداً من اللبنانيين، وخصوصاً ابناء الطائفة الشيعية الذين قصدوا الدوحة بالآلاف عقب حرب تموز 2006 واقاموا استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات، فكان ان اتى آل المقداد ليطيحوا كل هذه الانجازات ويتسببوا "بتدمير ارزاق ابناء أعمامهم نتيجة كلامهم ومواقفهم الرعناء والكلام اللامسؤول"، ويشرح ان الموقف القطري كان حاسماً اول من امس بالتلويح بطرد جميع اللبنانيين الذين يتجاوز عددهم 60 ألفاً في قطر في حال المس بأي مواطن قطري او خليجي في لبنان. ويقول: "من حسن المصادفات ان ما جرى من احداث وعمليات خطف كان عشية آخر ايام شهر رمضان وتزامن مع التحضير للعيد، مما يعني انحسار عدد الخليجيين في لبنان الى ادنى مستوياته بسبب رغبة الخليجيين في قضاء عيد الفطر في اوطانهم، والا لكانت المصيبة مضاعفة في حال خطف احدهم". وينقل اللبنانيون في الخليج، ان من يطلقون التهديدات في بيروت بخطف الرعايا الخليجيين "لا يدركون ماذا يفعلون وما قد يتسببون به من خراب بيوت عشرات الآلاف من العائلات اللبنانية المقيمة في تلك الدول منذ سنين طويلة نتيجة التصريحات الرعناء في حق الدول العربية المضيفة و التهديدات". والامور بالنسبة الى لبنانيي الخليج بكل طوائفهم "ليست بالسهولة التي يتخيلها آل المقداد ولا من يقف وراءهم، وعيب ما يجري مع هذه الدول التي استقبلت اللبنانيين بكل طوائفهم. رد الجميل لا يكون بهذه الطريقة ولا بتدمير السياحة واقتصاد لبنان وتهجير المغتربين من الخليج وقطع ارزاقهم".

 

عون و"حزب الله" في سيارة سماحة

امجد اسكندر/الجمهورية

من الخطأ السياسي أن يوضع ميشال سماحة في خانة "عميل" الاستخبارات السورية. هذا الرجل له تاريخ سياسي لا يمكن إسقاطه او نسيانه. 14 آذار في تعاملها الاعلامي والسياسي لم تُحسِن الإضاءة على هذا الجانب. زوجة سماحة، لتزيد متانة الدفاع عن زوجها، ذكّرت بانتمائه الى تيّار سياسي عريض، وطالبت هذا التيار بالتحرّك، فأرسلوا لها جميل السيّد. ونظراً الى صفة السيّد "الأمنية"، نجحت 8 آذار في حصر قضية سماحة ضمن مربّع: عمالة، أمن، إرهاب، قضاء. ستتحرّك 14 آذار في مرحلة لاحقة متداركة هذا الخطأ التكتيكي، ولكن ضرب الحديد على البارد يصبح متعباً أكثر.

ميشال سماحة ركن سياسي فاعل في 8 آذار. وعليه، فإن توجيه أصابع الاتّهام الى آل الاسد البعيدين، خفّف من وطأة المسؤولية السياسية لميشال عون والسيّد حسن نصرالله، في الجريمة الوطنية التي كادت تقع، أو في الانقلاب الجديد الذي كان سيقع. في لغة "حزب الله" ثمّ ميشال عون، نسمع كثيراً عبارة "البيئة الحاضنة". من هي "البيئة الحاضنة" لميشال سماحة؟ عندما عبرت سيارة سماحة الحدود وهي محمّلة بالمتفجّرات، على مَن كان يتّكل في حمايته أمنيّا وسياسيّا؟ في حسبانه عون و"حزب الله" كانا معه في السيّارة.

لفَتني انّ مديرية الامن العام عمّمت قراراً بملاحقة ميلاد كفوري على المعابر، بعد ان اعلنت قوى الامن الداخلي أنّه في عهدتها، وقد تمنحه وساماً! لماذا لم "نسمع" بتحقيق عن طريقة دخول المتفجّرات؟ على هذا الانقسام عوّل سماحة ليعبر بالفتنة. على نفوذ 8 آذار السياسي والامني في الدولة، إتّكل مطمئناً. فهو منهم ولهم. "باعوا" شراكتهم السياسية معه، والمصيبة أنّهم وجدوا من يشتري.

كان جميل السيّد يلاحق ويحاكم ويضطهد معارضي النظام الامني السوري اللبناني لأنّهم "يهتفون" ضدّ النظام السوري. أتفهّم أنّ الحلف والشراكة بين 8 آذار ونظام الاسد في السياسة، والارهاب، والفتنة، وعزل لبنان ماليّاً، وتشويه صيته دولياً، لم يُحرِّكا قضاءً واقفاً أو جالساً. ولكن اين خطة 14 آذار في المحاكمة السياسية لهذا الفريق الذي كان سينقضّ عليهم بكلّ الوسائل، لو أصيب البطريرك الراعي بشظية في عكّار، لا سمح الله، أو لو وقع انفجار على مسمعه من دون أن يُصاب؟ دفاع "العونيّين" جاء على قول المثل: "كاد المُريب أن يقول خذوني". صرّحوا جهاراً: "لو كان سماحة مسلماً لما تعرّض له أحد". لا "حزب الله" قال لهم اسكتوا واستتروا. ولا القضاء وجد في هذا القول نعرة. ولا 14 آذار وجدت في هذه "الغباوة الخبيثة" ما هو أهمّ من المطالبة بإلغاء معاهدة سبق للمعارضة السورية أن ألغتها قبلهم. ميشال سماحة وجميل السيّد، يعرفان جيّدا نظرية "الآمر والناهي". بشّار هو الآمر. فهمنا. ولكن إذا كان الآمر في دمشق، فالناهي هو حتماً في حارة حريك والرابية.

لو وقعت الانفجارات كان "حزب الله" سيعرف انّها ليست من تدبير القاعدة. أمنه ونفوذه في الاجهزة الأمنية، يتيحان له هذه المعرفة. أصلاً "براعته الامنية" التي يروّج لها دائماً، وعلاقاته الوثيقة مع الاستخبارات السوريّة، تتيح القول بأنّه كان عالماً بما يُخَطَّط، أو متوقِّعاً لما سيحدث. ورغم ذلك، هذا "الناهي" اللبناني لم ينهَ. عون روّج منذ التحاقه بركب نظام آل الاسد، بأنّه ندٌّ لبشّار. منذ أشهر وعون يهوّل ويمهّد مثل سماحة. "هناك قاعدة في الشمال". "التكفيريّون سيقتلون المسيحيّين في القبيات وصافيتا"...ألخ... هذا المهوّل، نستنتج أنّه مهّد وسهّل سياسياً وإعلامياً ليضرب سماحة ضربته. والذي يمهّد يعني أنّه يتوقّع أو يتمنّى. والذي يتمنّى لا نتوقع منه أن يكون "الناهي"! ومن الصعب إقناع عاقل بأنّ عون، لو وقعت الفتنة في الشمال، كان سيُصاب بالإحباط! هذا يقودنا الى نظرية جديدة "المستفيد من الجريمة". لمن خانته الذاكرة، سماحة حليف عون ومهندس زيارته الى بْراد، ووسيطه الى حلف الأسد وحزب الله. ما ورد في هذه المقالة كلام في السياسة. ألآن دعوا القضاء يأخذ طريقه.

 

تعيين الأخضر الابراهيمي موفداً دولياً في سوريا 

أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الجمعة) تعيين وزير الخارجيّة الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي (78 عاما) موفداً دولياً في سوريا ليخلف بذلك الامين العام السابق للمنظمة الدوليّة كوفي انان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان تعيين الابراهيمي، المجتمع الدولي إلى تقديم دعم "قوي واضح وموحد" له لتسهيل نجاحه في مهمته. وقال: "لا بد من وضع حد للعنف ولمعاناة سوريا".

والابراهيمي دبلوماسي محنك عمل موفداً للأمم المتحدة في افغانستان إثر اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001، ثم في العراق بعد اجتياحه من قبل دول غربية عام 2003.وأوضح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ادواردو دل بوي أنّ الابراهيمي سيتوجّه "قريباً" إلى نيويورك، مع العلم أنّ أنان ينهي مهمته رسمياً في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي. وتابع أنّ الامين العام يثمن رغبة الابراهيمي في وضع امكاناته وخبرته تحت التصرف لانجاح هذه المهمة الكبيرة التي سيحتاج لانجازها الى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي ومن بينه مجلس الأمن" الدولي.(أ.ف.ب.)

 

لا عدوان على لبنان إلا إذا هوجمت إيران

خليل فليحان/النهار

تقاطعت معلومات بعض الدول الكبرى المشاركة في المفاوضات حول الملف النووي الايراني، ومفادها أن لا خطر من ضربة عسكرية إسرائيلية على لبنان الا في حالة واحدة هي شن الدولة العبرية هجوما على منشآت نووية ايرانية يستتبع هجوما صاروخيا من "حزب الله" على اسرائيل، وثمة معلومات اوروبية تقول ان تل ابيب هي التي ستقصف اولا اهدافا للحزب في الجنوب، فيما تهاجم المنشآت، ثم تباشر المقاتلات الاسرائيلية الهجوم. وأفادت دوائر ديبلوماسية في بيروت "النهار" ان الحديث عن عدوان اسرائيلي جديد على لبنان لم يكن ليحصل لولا كثرة السيناريوات التي يطرحها المسؤولون الاسرائيليون من سياسيين وعسكريين من الضباط الكبار او يكلفون ضباطا متقاعدين او في الاحتياط اطلاقها، مع اقتراب موعد زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لنيويورك في 27 ايلول المقبل مترئسا وفد بلاده الى اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، ولأن اي رد على موعد طلبه من الرئيس الاميركي باراك اوباما للاجتماع به لم يحدد بعد، بذريعة أن جدول اعماله "مضغوط" بسبب انشغاله بالانتخابات التي ستجرى في السادس من تشرين الثاني المقبل، مع الاشارة الى انه في حال اللقاء بينهما، فكلاهما يستفيد، الرئيس من تأمين نسبة مرتفعة من المنتخبين من اليهود الاميركيين، ونتنياهو لأنه يريد ضوءا اخضر ومساعدة عسكرية لشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية قبل توصل طهران الى النووي الحربي.

وشددت على ان المقلق هو ان نتنياهو يكثر التهويل بالخطر النووي الايراني ويريد ان يقنع اوباما والقيادة العسكرية الاميركية، وهو عاجز عن اقناع قيادة بلاده. ولفتت الى ان السكان غير متحمسين لأي ضربة لأنهم متخوفون من ردة الفعل العسكرية التي يحسبون لها الف حساب. ويعتبرون ان اسرائيل ينقصها الجهوز العسكري، وان ثلث السكان لا يمتلكون كمامات واقية من اسلحة الغاز الكيميائية، وان سبعهم من دون ملاجئ. وما يسترعي الانتباه ايضا استنادا الى ما تعلنه وسائل الاعلام، ان الجيش الاسرائيلي بدأ باختبار نظام الرسائل النصية لابلاغ السكان باتخاذ الاحتياطات الوقائية من هجمات صاروخية عليهم من ايران او من الحزب. واشارت الى ان التطرق الى امكان تعرض لبنان لعدوان اسرائيلي يأتي في اطار اعداد الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تقريره لرفعه الى مجلس الامن للتمديد لقوة "اليونيفيل"، ابتداء من 31 من الشهر الجاري لمدة سنة جديدة، بناء على طلب الحكومة بالشروط نفسها ومن دون اي تعديل في المهمة.

وذكّرت بأن بان سيكرّر ان الوضع في الجنوب "هش"، لكنه في الوقت الحاضر مستقر ولم يشهد اي خرق على الحدود الدولية اللبنانية – الاسرائيلية، وسيمتدح التنسيق القائم بين قيادتي الجيش والقوة الدولية. وسيجدد مطالبة المجلس بحصر السلاح بالقوات النظامية. وسيعترف بأن اسرائيل لا تزال تحتل شمال بلدة الغجر على الرغم من المفاوضات التي اجرتها قيادة القوة الدولية، والمطلوب هو تنفيذ ما وعدت به. وسيذكر ايضا ان اسرائيل لا تزال تنتهك الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي.

 

سليمان: إنتظرت اتصالا من الأسد لكنه لم يفعل وأنا رأيت التمفجرات بنفسي وهي مرعبة

 السفير/يحرص رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مقاربة العلاقة مع الرئيس بشار الأسد بكثير من الدقة والتوازن، وهو يقول رداً على سؤال حول ما إذا كان قد جرى اتصال بينه وبين الأسد في أعقاب توقيف الوزير الأسبق ميشال سماحة: "علاقتي مع الرئيس الأسد جيدة ومعروفة ومكشوفة، وأنا من القلائل الذين ما زالوا يتكلمون معه وأفصح عن ذلك، وما يهمّني أنه كانت هناك متفجرات لم تنفجر، والحمدالله. وأنا أتمنى من كل قلبي ألا تكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بهذه المتفجرات، وان تكون من تدبير أفراد لم يتصرفوا بقرار رسمي مركزي، ولنترك القضاء يقول كلمته".

واضاف: أنا أتوقع أن يتصل بي الرئيس السوري، ولكن لحينه لم يتصل. وعن الانتقادات التي وُجهت إليه بعد استقباله اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن وتنويهه بتوقيف «فرع المعلومات» لسماحة، مستبقاً عمل القضاء، قال سليمان قي تصريح لصحيفة "السفير": نعم.. أنا شكرت قوى الامن الداخلي على اكتشاف المتفجرات تحديداً، وقد رأيت هذه المتفجرات بنفسي وهي مرعبة بالفعل، وكان يمكن أن تنفجر هنا او هناك، أما الباقي فهو من شأن القضاء، وأنا لم أتهم أحداً. والى أي حد يمكن القول إن عمليات الخطف الأخيرة أثبتت وجود «الجيش السوري الحر» في لبنان؟، لقت سليمان الى انه كلما بلغه شيء من هذا القبيل يتصل شخصياً بقائد الجيش العماد جان قهوجي ويكلفه بإفادته عن الموضوع. وتابع: نعم هناك افراد ينتمون الى المعارضة السورية و«الجيش الحر» وهناك افراد يؤيدون النظام ويدعمونه، ولكن لا توجد أي قاعدة لـ«الجيش الحر» في لبنان، وانا استند في موقفي الى تقارير ومعلومات أمنية رسمية.

وبشأن استمرار قطع طريق المطار، برغم الاعلان اكثر من مرة عن منع قطعها، اشار سليمان الانتباه الى ان الجيش وحده لا يبني الدولة، فالدولة يصنعها الشعب ويصنعها الاتفاق بين الافرقاء والعقد الاجتماعي. ويتابع: كذلك الأمر، السلم الاهلي لا يصنعه الجيش بل يصنعه الشعب مع المرجعيات، والجيش ليس بإمكانه مهاجمة أناس ابنهم مخطوف، ولكننا في كل الحالات كثفنا حضور الجيش على طريق المطار للحؤول دون قطع الطريق.

وبرغم التوترات الأمنية المتنقلة، لم يبد سليمان قلقه على مستقبل الوضع في لبنان، لاسيما وانه ليس هناك من مطلب سياسي لفريق في البلد كما يحصل في العالم العربي، إذ لا يوجد فريق يطلب شيئاً من الآخر على مستوى الصلاحيات والأدوار، وتبعاً لاتفاق الطائف، كل فئة ترضى بحصتها.

واضاف سليمان «إذا أخطأ شادي المولوي لا نستطيع أن نغض البصر عنه، وإذا اكتشفنا متفجرات لا ينبغي ان نتعامى عنها، ومن كان عميلاً يجب ان نسمّيه باسمه ولا نغطي عليه، وعندما نرى سلاحاً ومسلحين لا يجوز ان نزعم اننا لم نر شيئاً. بالحد الأدنى فلتكن لدينا حرية الموقف، لانه إذا لم نعد نقدر على قول كلمة الحق «العوض بسلامتكم».

وعما إذا كان يؤيد رحيل الحكومة، قال: «أنا أؤيد بقاء الحكومة الحالية ما دامت مقومات استمرارها ما تزال سارية المفعول، وأؤيد تشكيل حكومة جديدة إذا سقطت الحالية ديموقراطياً»..

لم أخضع لضغوط

وغداة ترؤسه جلسة الحوار الوطني في قصر بيت الدين، يؤكد رئيس الجمهورية أن الحوار ضروري ويجب أن يستمر، وأنا أرجأت طرح ورقتي للاستراتيجية الدفاعية بسبب غياب الرئيس نبيه بري.

وهل صحيح ما تردّده بعض أوساط «8 آذار» حول خضوع رئيس الجمهورية لضغوط مارستها «قوى 14 آذار» عليه، حتى تعاود المشاركة في جلسات الحوار؟، اجاب سليمان اعتراضاً على هذا الاستنتاج، مؤكداً أنه لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، وقال: «كيف يكونون قد ضغطوا عليّ وفرضوا شروطهم كما يزعم البعض فيما أنا مشيت بقانون النسبية الذي لا يريدونه ويعتبرون بأنه يذبحهم سياسياً. أما إذا كان المقصود بأنني خضعت للضغط في ملف «داتا» الاتصالات، فليكن معلوماً أنني شخصياً مع إعطاء الاجهزة الامنية الـ«داتا» من دون أي تحفظ، وما توافقنا عليه من تجزئة، أنا ضده أصلاً ولست مقتنعاً به ضميرياً، وأنا كنت قائداً للجيش وأعرف جيداً ما هي أهمية الـ«داتا» وعلاقتها بالامن، ومن يظن أنني تأثرت في موقفي بالضغط هو مخطئ وواهم».

الانتخابات حاصلة

أما في ما خص مصير الانتخابات النيابية المقبلة، في ظل الاجواء المحمومة داخليا وإقليميا، جزم بانها ستتم في موعدها الدستوري، لافتا الانتباه الى انه إذا كانت الدول العربية التي تواجه اضطرابات نجحت في تنظيم الانتخابات، فهل يجوز ألا نجريها نحن؟ وشدد على انه حتى لو لم يتغير قانون الانتخاب، فان الانتخابات ستجري في موعدها، وبالقانون الموجود (الستين)، وإذا عُدل القانون فلا مانع لدي، أما أنا فأفضّل النسبية، لانها الافضل للبنان، ملاحظاً ان بعض المعترضين عليها بدأوا يضعون شيئاً من الماء في نبيذ موقفهم.

وعما إذا كان سيدعم لوائح انتخابية محددة، أوضح انه لن يخوض الانتخابات، إنما إذا أراد مقربون مني ان يترشحوا فلا أستطيع أن أمنعهم.

لا للمزايدة

وكيف يرد على الاتهام الموجه إليه من «فريق 8 آذار» بالانحياز الى «قوى 14 آذار»؟، اجاب مبتسما: أهم شيء في النظام السياسي هو قانون الانتخاب، أليس كذلك؟ حسناً، اين اقف أنا من هذا الامر؟ ألا أدعم النسبية التي ينادي بها «فريق 8 آذار»؟

وماذا عن انتقاد «قوى 8 آذار» لك بسبب طلبك من وزير الخارجية إرسال مذكرة احتجاج الى سوريا، على خلفية الخروق الحدودية؟، اوضح بأن سوريا «إشتكت علينا أولا لدى الامم المتحدة، وبعثت إلينا ما بين 6 و7 مذكرات حول خروق لحدودها من لبنان، قبل أن أطلب تبليغها مذكرة احتجاج من قبلنا».. واضيف: أرفض أن يزايد أحد عليّ في علاقتي مع سوريا، ورغماً عن كل الذين يثرثرون، ما تزال علاقتي بالسوريين جيدة، ولكن في الوقت نفسه، أسأل: لماذا يحق لسوريا ان تشتكي علينا في الامم المتحدة وأن توجه إلينا مذكرات ولا نستطيع في المقابل ان نوجه إليها مذكرة احتجاج واحدة لشرح ما يجري على الحدود، وربما كان الرئيس بشار الاسد لا يعرف بهذه الخروق؟ لماذا ممنوع علينا أن نمارس حقنا؟ هل يحترمنا صديقنا او شقيقنا إذا أهملنا حقنا ولم نشر الى الخطأ لتصويبه؟».

ومن موقعه الوسطي، قال سليمان: عندما تنتقدني «14 آذار» تارة و«8 آذار» طوراً، فهذه شهادة لي منذ كنت قائداً للجيش، وأنا مستمر على المنوال ذاته، ولن أحيد عنه، وكلما زادت الانتقادات أزداد قناعة بأنني على صواب وبأن ما أفعله صحيح. إن لبنان لا يُدار من 8 او 14 آذار، وإنما يُدار برأي لا يكون منحازاً الى هذا الفريق او ذاك، ولا يكون متأرجحاً في الوسط بين الطرفين كما يحاول بعض السخفاء ان يصور الأمر. أنا لدي رؤية واضحة أحاول تطبيقها وجذب الآخرين إليها، وإذا أراد هذا أن «يزعل» اليوم، وذاك ان «يزعل» غداً، «مش فارقة معي»..

منحت المقاومة غطاء شرعياً

وتابع مخاطباً «قوى 8 آذار»: «من ناحيتي لست ضد «8 آذار» ويكفي في هذا الاطار موقفي من النسبية، كما ان موقفي من المقاومة معروف، وهم يعلمون انني من الذين قدموا تضحيات في هذا المجال. أنا من فتح الحرب على إسرائيل في العام 2006، حين أعطيت الأوامر إلى الجيش بالتصدي للعدوان الإسرائيلي، حتى أمنح المقاومة غطاء شرعياً ولا توسم انها إرهابية، وقد قدّم الجيش 50 شهيداً في تلك المواجهة، وانطلاقاً من هذه الموقع أنا لا أجد أي حرج في قول ملاحظاتي للمقاومة، وبصوت مرتفع، إذا وُجدت».

رشحت إدة للرئاسة

واستكمل رئيس الجمهورية شرح وجهة نظره، قائلا: ليس لدي همّ أن أرضي هذا او ذاك، لان لا أحد له دين علي، وإذا كان هناك من يغمز أحياناً من قناة وصولي الى رئاسة الجمهورية، فليكن معلوماً انني لم أسع الى هذا المنصب، وقد حاولت ألا أقبل عندما طُرح علي، وسعيت جاهداً الى تشجيع فكرة ترشيح ميشال إده لتولي الرئاسة ولو لسنتين، وهذه أقولها للمرة الأولى، لكن ومع مرور الأيام ولّع البلد ووضعوني أمام الامر الواقع وقالوا لي أنت الخيار المناسب، وأنا لا أتنكر لهذا الشرف، لكن ليس لأحد فضل عليّ».

واضاف: «كنت قائداً للجيش اللبناني، ولم أكن قائداً للجيش السوري، ومن يقول إن السوريين أتوا بي، عليه ان يعرف ان هناك مجلس وزراء أتى بقائد الجيش الذي لم يكن ينفذ مهامه بإيعاز سوري.. أنا لم أحارب إسرائيل لأن سوريا طلبت مني ذلك، ولم أحارب في الضنية بناء على رغبة سوريا، وكذلك الأمر في مخيم نهر البارد، ولم أحافظ على حرية التعبير وأمن المتظاهرين في 8 و14 آذار بطلب سوري، وأتحدى أياً كان ان يثبت العكس.

 

مقربون من نتانياهو تحدثوا عن ارتكابه ثلاثة أخطاء جوهرية تتعلق بالأمن القومي

رفض بيريس هجوماً أحادياً على إيران يفجر جدلاً في إسرائيل

القدس  - ا ف ب, يو بي اي: أثارت تصريحات الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس الذي اعتبر ان الدولة العبرية لا تستطيع مهاجمة ايران من دون الولايات المتحدة, جدلاً في الدولة العبرية ترددت أصداؤه بشكل كبير, أمس, في وسائل الاعلام. وانتقد مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, وفق وسائل الاعلام, بشدة تصريحات بيريس التي أدلى بها أول من أمس, مشيرين الى أن موقفه الذي يتعارض مع الخط السياسي المتبع من جانب نتانياهو, يتجاوز صلاحياته كرئيس لدولة اسرائيل التي تتخذ طابعاً شرفياً أكثر منه إجرائياً. وقالت المصادر ان "شيمون بيريس نسي انه اقترف في الماضي ثلاثة اخطاء جوهرية على الاقل تتعلق بالامن القومي", موضحة أنه "أخطأ عندما اعتقد ان اتفاقات اوسلو (مع الفلسطينيين) تسمح بإقامة شرق اوسط جديد, وأخطأ باعتقاده انه سيكون هناك سلام في غزة مع الانسحاب الاسرائيلي, واقترف خطأه الأكبر العام 1981 عندما عارض تدمير المفاعل العراقي لكن لحسن الحظ لم يأخذ رئيس الوزراء مناحيم بيغن رأيه في الاعتبار".

من جهته, قال متحدث باسم نتانياهو انه لا يستطيع ان "يتبنى رسمياً" هذه الانتقادات. في المقابل, ندد معلقون ومسؤولون سياسيون بحدة التصريحات التي اطلقها المقربون من نتانياهو بحق بيريس.

واعتبرت زعيمة الحزب العمالي المعارض شيلي ياخيموفيتش ان "كون نتانياهو يتلطى وراء مستشاريه لا يقلل بتاتا خطورة تعليقاته", وان "تعرضه للرئيس شيمون بيريس عدواني".

وهو رأي شاطرها اياه المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت الذي كتب انه يتوقع من نتانياهو مزيداً من "ضبط النفس". واعتبر ان رئيس الوزراء "يعلم جيداً ان هذا هو رأي بيريس, لكن نتانياهو أظهر مجددا ضعفه المعهود في السيطرة على نفسه". ووصف بيريس بأنه "شيخ القبيلة" و"الراشد المسؤول الأخير" وأنه بتصريحه استجاب لتوقعات الإدارة الأميركية منه.

كما رأى بعض المعلقين ان الرئيس قد يكون حقق إنجازاً من خلال اعطائه تقدماً لفريق معارضي شن هجوم على ايران, في وقت تتزايد التكهنات بشأن اقتراب القيام بضربة اسرائيلية تستهدف المنشآت النووية الايرانية. وقال شيمون شيفر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت احرونوت", امس, "يبدو انه تم تحقيق الهدف. موقف الرئيس, الذي يضاف الى مواقف مسؤولين استخباريين وامنيين (معارضين للهجوم على ايران) سيميل الكفة لصالح المعارضين في النقاش بشأن إمكان شن ضربة اسرائيلية". واضاف ان "نتانياهو, بعد قوله مراراً انه سيكون المخول الوحيد اتخاذ قرار الهجوم على ايران سيرغم على مراجعة موقفه". ووفقاً لشيفر, فإن بيريس يعتقد أن نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك "قد يقودان الدولة إلى واقع مرعب في اليوم الذي يلي الهجوم, الذي يعترف الاثنان أنه سيؤدي إلى إرجاء لسنة أو لسنة ونصف السنة قدرة إيران للحصول على سلاح نووي". من جانبه, حذر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل من أن "إسرائيل تقوم برهان خطير" من خلال تصعيد التهديدات, خاصة بعد تصريح رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي, الذي قال قبل أيام إن الجيش الإسرائيلي ليس قادراً على تدمير البرنامج النووي الإيراني وإنما عرقلته في أحسن الأحوال.

وفي مقابلات بثتها مساء اول من امس قناتان اسرائيليتان, أكد بيريس الذي يحظى بشعبية كبيرة في اسرائيل والخارج, انه من "الواضح" ان اسرائيل لا يمكنها مهاجمة ايران من دون الولايات المتحدة.

 

واشنطن قلقة من تقييد الحريات الإعلامية بعد تولي مرسي الحكم وتل أبيب تطلب من مصر سحب أسلحتها الثقيلة من سيناء

 عواصم - وكالات: أعلنت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى ضرورة قيام مصر بسحب أسلحتها الثقيلة التي أدخلتها أخيراً إلى سيناء في إطار حملتها لتطهير البؤر الإرهابية بعد مجزرة حرس الحدود مطلع الشهر الجاري, خلافاً لبنود معاهدة "كامب ديفيد".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر, أمس, قولها إنها تتابع بقلق هذه التحركات, مشيرة إلى أن قنوات الاتصال بين تل أبيب والقاهرة على المستويين السياسي والأمني لا تزال مفتوحة.

ولفتت إلى عقد لقاءات بين مسؤولين كبار في وزارة الخارجية المصرية والسفير الإسرائيلي في القاهرة يعقوب أميتاي.

وكانت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية ذكرت أول من أمس, أن بعض القوات المصرية في سيناء وصلت إلى هناك بموافقة إسرائيل, إلا أن هناك قوات تم نشرها أيضا من دون موافقة مسبقة من الدولة العبرية.

وقال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أنهم علموا بأمر هذه القوات بعد نشرها بالفعل.

وأضافت الصحيفة أنه وفقاً لمعاهدة "كامب ديفيد" فإنه لا يسمح لمصر باستقدام دبابات إلى بعض مناطق سيناء بما في ذلك العريش التي وصل إليها بالفعل عشرات الدبابات على مدار الأيام القليلة الماضية.

وأشارت إلى أن المصريين قد يطلبون بقاء قواتهم الموجودة حالياً في سيناء لحين انتهاء العمليات العسكرية هناك, رغم أنه لم يتضح متى سيحدث ذلك.

يشار إلى أن قوات من الجيش والشرطة المصرية تقوم بحملة أمنية في سيناء رداً على الهجوم الذي شنه مسلحون في الخامس من الشهر الجاري على قوات حرس الحدود المصرية شمال سيناء.

في موازة ذلك, أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن صحراء سيناء تؤوي "خلايا إرهابية" لان مصر فشلت حتى الوقت الراهن في فرض الأمن في هذه المنطقة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات صحافية خلال زيارة لمعبر كرم أبو سالم الذي تعرض لهجوم مطلع الشهر الجاري, على الحدود المصرية-الإسرائيلية إن العناصر الإرهابية نجحت في التسلل إلى إسرائيل بعدما قتلت 16 من حرس الحدود المصريين في سيناء, مضيفاً أن "آلافاً" من الناشطين يختبئون في سيناء بمساعدة البدو الذين يعيشون في هذه المنطقة.

وأوضح أن "هناك خلايا إرهابية كبيرة" في سيناء, لافتاً إلى أنه "منذ الثورة في مصر وتنحي الرئيس حسني مبارك, حصل تدهور ملحوظ", وأصبحت سيناء منطقة خارجة على السيطرة.

ورأى أن البدو "يسيطرون على المنطقة وهم يجنون الأموال من خلال التهريب ومساعدة الإرهابيين", مشيراً إلى أن مجموعات تنتمي إلى "الجهاد العالمي" تبحث عن مناطق فيها فراغ امني.

واعتبر أنه "على غرار أفغانستان وغيرها, هم يبحثون عن غياب الحكومة لأنه بهذه الطريقة بإمكانهم مواصلة العيش", أن "الإرهابيين يدفعون كثيراً, وهم لا يعرفون الأرض, ولا يعرفون كيف يصلون إلى بعض المواقع من دون دليل".

وأكد أن "الذين يقومون بتهريب المخدرات هم أنفسهم الذين يقومون بدور الدليل للإرهابيين ولكن بدل من أن يحصلوا على مئة ألف دولار لنقل المخدرات أو لتهريب مهاجرين أفارقة غير شرعيين يتقاضون نصف مليون دولار لمساعدة إرهابيين".

إلى ذلك, اعتبرت مصادر إسرائيلية أخرى, أن البدو ليسوا ملتزمين دينياً وسياسياً على غرار الناشطين ولكنهم يقبضون ثمن دعمهم لهم, و"هم لا ينتسبون إلى عقيدة تدفعهم إلى تفجير أنفسهم, موضحين أن مقتل مصريين أو يهود سيان بالنسبة لهم وما يحفزهم هو المبلغ الذي يدخل إلى حساباتهم في المصارف السويسرية".

من جهة أخرى, أعربت واشنطن عن "قلقها البالغ" حيال تقييد الحريات الإعلامية في مصر, على خلفية قضية صحافيين مصريين سيحاكمان قريباً لانتقادهما الرئيس محمد مرسي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند إن تلك الخطوات تناقض روح الثورة التي جرت العام الماضي ونحن قلقون للغاية من الأنباء أن الحكومة المصرية تتخذ إجراءات لتقييد حرية الإعلام والانتقاد في مصر".

ولفتت إلى أن "حرية الإعلام وحرية التعبير هما الركيزتان الأساسيتان للديمقراطيات الصلبة والديناميكية, وهي ما طالب به المصريون الذي خرجوا إلى الشوارع" العام الماضي.

وأضافت "نضم صوتنا إلى صوت الشعب المصري الذي يتوقع أن تدعم حكومته الجديدة وتوسع حرية الصحافة. ولذلك نحن نراقب هذا الأمر عن كثب".

وانتقدت نولاند بشكل خاص الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية ضد صحيفة "الدستور" وقناة "الفراعين" بسبب انتقادهما لمرسي.

ويواجه رئيس قناة "الفراعين" توفيق عكاشة تهمة "التحريض على قتل رئيس الجمهورية", فيما يواجه رئيس تحرير صحيفة "الدستور" إسلام عفيفي تهمة "إشغال الفتنة الطائفية وإهانة رئيس الجمهورية والتحريض على إشاعة الفوضى في المجتمع".

تظاهرة في القاهرة دعماً للفلسطينيين

 القاهرة - يو بي آي: تظاهر عشرات المصريين عقب صلاة الجمعة, أمس, مطالبين بإنقاذ المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي.

ونظَّم عشرات من المواطنين, بعد أداء صلاة الجمعة, مسيرة انطلقت من أمام مسجد عمر مكرم حتى منتصف ميدان التحرير وسط القاهرة, مطالبين حكام العالم الإسلامي بالدفاع عن المسجد الأقصى وإنقاذه من الاحتلال الإسرائيلي, وممارساته التي تهدف إلى هدمه. وردَّد المتظاهرون هتافات "على القدس رايحين شهداء بالملايين", و"يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني", حاملين لافتات وصوراً للمسجد الأقصى ومدينة القدس. وتأتي هذه التظاهرة, لمناسبة "يوم القدس العالمي" الذي يصادف الجمعة الأخير من رمضان.

 

خطف تركي ثان وإقرار خطة لمنع إقفال طريق المطار وتقرير ديبلوماسي عربي: نظام الأسد يعمل على إشعال صراع مذهبي بين اللبنانيين

بيروت  - "السياسة" والوكالات: الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها لبنان, سيما عمليات الخطف التي استهدفت رعايا سوريين وأتراكاً, والتي تزامنت مع تهديدات وجهت إلى سفراء الدول الخليجية ومواطنيهم المقيمين على الأراضي اللبنانية, كشفت عجز السلطة السياسية وقواها الأمنية عن الإمساك بمسار الأمور, بحيث أن "جمهورية عشيرة آل المقداد" المسلحة كانت أقوى من كل مقومات الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية, وليس أدل على ذلك انتشار المسلحين على الطرقات وإقدامهم على اختطاف الرعايا السوريين والتفتيش في السيارات العابرة والتدقيق في هويات ركابها, فيما الجيش والقوى الأمنية يتفرجان على هذا المشهد المقيت من دون أن يحركا ساكناً. واستناداً إلى تقرير ديبلوماسي عربي أرسل من بيروت يسرد في طياته ما جرى في الأيام الماضية من انفلات أمني مخيف, وسط غياب كامل لكل مقومات الدولة, فإن لبنان يبدو مقبلاً على مرحلة بالغة الخطورة قد تقضي على كل الإنجازات التي تحققت في هذا البلد منذ إقرار اتفاق "الطائف" في العام 1989 وحتى اليوم, حيث أنه لم تمر الدولة اللبنانية بظروف دقيقة وحساسة كما هي الحال اليوم, مع طغيان منطق السلاح والقوة على منطق دولة المؤسسات والحوار, على وقع مخاوف متزايدة من أن يكون البلد على أبواب صراع طائفي جديد ظهرت نذره من خلال الاحتقان الموجود في لبنان بسبب الأحداث في سورية وانقسام اللبنانيين بين مؤيد للنظام ومؤيد للثورة. وتحدث التقرير كما علمت "السياسة" عن محاولات سورية يقوم بها النظام لإشعال الفتنة بين اللبنانيين لتخفيف الضغط العربي والدولي عليه, وللقول للغرب بأنه وحده القادر على لعب دول الناظم الأمني في لبنان, في تهديد غير مباشر للدول العربية والغربية, بأن استمرار دعم المعارضة السورية سيدفع دمشق باتجاه تصدير الأزمة إلى لبنان وإغراق اللبنانيين مجدداً بالدم والدمار, وقد كانت محاولة الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة تنفيذ تفجيرات في شمال لبنان والتي أحبطتها القوى الأمنية, مؤشراً خطيراً على النوايا السورية العدوانية تجاه لبنان, ما يوحي بكثير من الوضوح بأن البلد بات أمام عاصفة كبيرة قد لا يكون تفاديها ممكناً. وفي مشهد خرق العجز الرسمي على أن العبرة تبقى في التنفيذ, قرر مجلس الأمن المركزي, خلال اجتماع طارئ برئاسة وزير الداخلية مروان شربل, اتخاذ إجراءات عملانية لمنع قطع طريق المطار عبر خطة تقضي بنشر الجيش اللبناني وتسيير دوريات لقوى الأمن الداخلي. وأكدت مصادر وزارية أن القرار لن يخرق خصوصاً ان التغطية السياسية لقاطعي الطرق غير متوافرة في ضوء إصرار الأطراف المعنية على اتخاذ الإجراءات الامنية الكفيلة بمنع اي تحرك في هذا الاتجاه, بعدما باتت هي الأكثر تضرراً من قطع الطرق. وفي ما بقي مصير المخطوفين الأحد عشر في سورية في دائرة المجهول وتضارب المعلومات بين سلامتهم وإصابة بعضهم, بقي مسلسل الخطف مستمراً رغم بعض الضوابط, وأضيف الى سجلاته خطف مواطن تركي ثان يدعى عبد الباسط أورسلان من الشويفات في جبل لبنان, في ظل استمرار خطف رجل الأعمال رجا الزهيري الذي طلب خاطفوه فدية مالية قدرها مليون دولار لإطلاق سراحه. وفيما أعلنت عائلة المقداد, التي تحتجز مواطناً تركياً منذ الأربعاء الماضي, عدم مسؤوليتها عن خطف أورسلان, تبنت جماعة تطلق على نفسها "ألوية موسى الصدر" عملية اختطافه. وإزاء هذا الواقع, انضمت تركيا إلى دول مجلس التعاون الخليجي في الطلب من مواطنيها عدم التوجه الى لبنان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية, أمس, "من الافضل لمواطنينا عدم التوجه الى لبنان الا في حالة الضرورة القصوى". بدورها, حذرت الولايات المتحدة, في بيان صادر عن سفارتها في بيروت, رعاياها المقيمين في لبنان من تزايد مخاطر استهدافهم وطالبتهم بمزيد من الحذر.

 

محاولات للعبث باستقرار المناطق المسيحية... خطف اندراوس الى حي الزعيترية وسلبه وضربه والتحقيق معه والافراج عنه بعد التأكد من عدم إرتباطه بـ"الثورة السورية"

في خطوة خطيرة جداً وتطرح علامات إستفهام حول محاولات بعضهم العبث باستقرار المناطق المسيحية ( عذراً عن التعبير) تعرض المواطن الياس اديب اندراوس للخطف من سد البوشرية الى حي الزعيترية حيث ضرب وسلب وإحتجز في إحد الغرف وخضع للتحقيق للتأكد من إمكان وجود علاقة تربطه بـ"الثورة السورية"، وأفرج عنه بعدما تبين أن لا علاقة له بذلك.

وفي التفاصيل: استحضر فجر السبت الى مستشفى الحايك سن الفيل المواطن اللبناني الياس اديب اندراوس على اثر تعرضه للضرب من قبل مجهولين اعترضوه على متن دراجة نارية عند مستديرة مار تقلا - سد البوشية واقتادوه ليلا بعدما صعدوا بسيارته الى محلة الفنار - حي الزعيترية بعدما شهر احدهم مسدسا في وجهه، ولدى وصوله الى الحي المذكور البسوه كيسا اسود بعدما عصبوا عينيه ونقلوه الى سيارة يجهلها، واتجهوا به الى احد المنازل وسجنوه في احدى الغرف المظلمة، وانهالوا عليه بالضرب، وسألوه اذا كان من داعمي الثورة السورية وسلبوه مبلغ 300 الف ليرة كانت في حوزته وجهازين خليويين، وعند منتصف الليل اعادوه عند اطراف الدكوانة، حيث كانوا نقلوا سيارته، وطلبوا منه بعد تحريره قيادة سيارته ومغادرة المنطقة فورا وبسرعة، والا اطلقوا عليه النار، ما كان منه الا ان توجه الى بلدته سوق الغرب - قضاء عاليه، حيث ابلغ القوى الامنية بتفاصيل ما جرى له، وتم نقله الى مستشفى الحايك للمعالجة، وسيصار للاستماع الى افادته مجددا في محاولة لاعطاء ملامح المعتدين لاجراء المقتضى القانوني في حقهم.

 

الشيخ عباس زغيب: المخطوفون ال 11 في تركيا وبصحة جيدة وحل قضيتهم يحل قضية المخطوفين الاتراك

وطنية - 18/8/2012 عقد ممثل اهالي المخطوفين اللبنانيين ال 11 في سوريا الشيخ عباس زغيب مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم امام مقر حملة الصدر في حي السلم تطرق فيه الى اخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقضية ابنائهم في سوريا. وشدد زغيب على ان "السوريين الموجودين في لبنان هم اخوة ولا يجوز التعرض لهم بذريعة وجود مخطوفين لبنانيين في سوريا" مؤكدا ان "اهالي المخطوفين يعتبرون الرعايا السوريين اخوة لهم وانهم يرفضون التعامل مع هذا الامر لمآرب شخصية" رافضا "الاعتداء على السوريين الذين لا دخل لهم" معتبرا ان "كل سوري يمت للجيش السوري الحر بصلة هو شخص غير مرغوب به في لبنان". واتهم الاستخبارات التركية بتغطية ما وصفها بمسرحية ابو ابراهيم، محملا المسؤولية في تأخير الافراج عن المخطوفين للذين يقدمون الدعم للمعارضة السورية خاصا بالذكر تركيا والسعودية وقطر، معتبرا ان "خطف الاتراك في لبنان هي ردة فعل على خطف اللبنانيين ال 11" مطالبا تركيا ب"حل قضية اللبنانيين المخطوفين كي تحل قضية المواطنين الاتراك المخطوفين بلبنان".

ورفض زغيب اضاعة الوقت في زيارات يقوم بها المسؤولون اللبنانيون الى تركيا من دون الحصول على نتيجة فعلية في اطلاق سراح المخطوفين، نافيا "وجود اي جناح عسكري لاهالي المخطوفين" ومعتبرا ان "سرايا المختار الثقفي تمثل اشخاصا لبنانيين وطنيين وغيورين على قضية المخطوفين". وأكد ان "المخطوفين ال 11 موجودون في تركيا وهم بصحة جيدة" معتبرا ان "المسرحية التي يقوم بها البعض هو بهدف اثارة الفتنة في لبنان واثارة الاهالي" ومشددا على انه "ليس من هواية الاهالي قطع الطرق او حرق الدواليب بل كل ما يهمهم هو الاطمئنان الى ابنائهم وعودتهم الى ديارهم"، مكررا تحميل الدولة التركية وكل من يدعم المعارضة السورية مسؤولية سلامة المخطوفين.

 

فابيوس يبلغ بري أن المخطوفين اللبنانيين في سورية هم بخير

أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رئيس المجلس النيابي نبيه بري هاتفياً أن المخطوفين اللبنانيين ال11 بخير

 

بري عرض مع أوغلو وأوزيلديز قضية المخطوفين

وطنية - 18/8/2012 تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم اتصالا من وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو وتناولا قضية المخطوفين اللبنانيين ال 11 والمخطوفين التركيين في لبنان.

وشدد بري خلال الاتصال على "ضرورة بذل مزيد من الجهود والتعاون من اجل انهاء هذه القضية". وكانت مناسبة ايضا لتبادل التهاني بعيد الفطر السعيد. واستقبل بري عند الثانية والنصف من بعد الظهر السفير التركي انيان اوزيلديز في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وكان بحث في قضية المخطوفين اللبنانيين والمخطوفين التركيين في لبنان.

واستقبل بري الوزير السابق للعدل البروفسور ابراهيم نجار وعرض معه التطورات.

 

اخلاء السوريين الثلاثة العاملين في مخمر الموز بعد سلبهم

وطنية - 18/8/2012 افاد المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين انه، على طريق المطار قرب الجسر، اقدم اربعة مسلحين، احدهم ملثم، يستقلون سيارة رباعية الدفع فضية اللون، على خطف 3 سوريين من داخل مخمر للموز وفروا بهم الى الشوارع الداخلية وتعمل فصيلة حارة حريك على محاولة معرفة الخاطفين ومصير المخطوفين. والعمال السوريون المخطوفون الذين يعملون في المخمر هم: ماهر مصطفى عبود (من مواليد 1985) وقاسم دندونه ومحمد عبد الحكيم عوض وعمرهما حوالى 25 عاما. وتم اخلاء سبيل السوريين بعد سلبهم ما يحملون من اموال نقدية وفدية مالية وعادوا الى عملهم في المخمر، وتقوم القوى الامنية بمتابعة الاستقصاءات لمعرفة الفاعلين.

 

شربل عقد"لقاءات مفيدة ومثمرة" في تركيا والجانب التركي أبدى حرصه على الوصول إلى خاتمة سعيدة في قضية المخطوفين

وطنية - 18/8/2012 أعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات مروان شربل، أن شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، التقيا في تركيا، المسؤولين الأتراك والمعنيين مباشرة بقضية المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر، وأن اللقاءات كانت "مفيدة ومثمرة، وأبدى الجانب التركي حرصه على الوصول إلى خاتمة سعيدة لما فير خير العلاقات اللبنانية - التركية. وتم الإتفاق على متابعة المساعي المشتركة وصولا إلى اجتماع آخر يعقد في وقت قريب لدراسة النتائج التي تم التوصل إليها".

 

نكتة الموسم لنظام منهار:القضاء السوري بصدد إعداد مذكرات توقيف بحق بعض النواب اللبنانيين

افادت "المنار" ان القضاء السوري بصدد إعداد مذكرات توقيف بحق بعض النواب اللبنانيين الذين يؤمنون مأوى لـ"الجيش السوري الحر" و"يهربون السلاح والمسلحين إلى سوري

 

شمعون: سماحة ليس الوحيد الذي يعمل لصالح النظام السوري وسيكشف آخرون قريبًا ولحكومة جديدة والابقاء على قانون الستين الحالي

 أسف رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون لـ"الصورة السلبية التي يقدمها الاعلام عن الوضع الحالي في لبنان والتي تؤثر على السياحة بشكل كبير"، مستغرباً "الاستسهال الحاصل من قبل البعض والتعدي المتكرر على هيبة الدولة". وإذ دعا الى "منع اقفال طريق المطار مجددًا"، لفت الى انه "ليس ضد استخدام مطار القليعات في الحالات الاستثنائية".

وربط شمعون في حديث لإذاعة "صوت لبنان" بين عمليات قطع الطرق والاعتداءات المتكررة وبين قضيتي توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة والمخطوفين اللبنانيين الاحد عشر في سوريا، قائلاً ان "حزب الله فقد السيطرة على جزء كبير من مناصريه وخصوصا في الضاحية الجنوبية". وقال ان "ردة الفعل التي ظهرت من قبل حلفاء سوريا بعد توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة مستغربة وخصوصا انهم استبقوا التحقيقات"، مؤكدا ان "سماحة متورط بما نسب اليه وما حاول القيام به غير مقبول وهو خيانة وطنية"، قائلا انه "ليس الوحيد الذي يعمل لصالح النظام السوري في لبنان وهم سيكشفون قريبا". وفي موضوع المخطوفين اللبنانيين، طالب ب"عدم تحميل الدولة المسؤولية لأن الجهة الخاطفة هي عبارة عن عدد من الثوار وليست جهة رسمية" معتبرا ان "سياسة النأي بالنفس لا يمكن ان تطبق بوجود جارة كسوريا"، وقائلا: "ان المشاكل المتنقلة في لبنان لن تنتهي الا مع سقوط نظام الاسد الذي يريد السيطرة على الحكم في لبنان كما سوريا". واذ اكد ان النظام السوري في مراحله الاخيرة وهو ينازع، دعا الى "ابعاد لبنان عن تداعيات هذا السقوط المدوي والتعامل مع الواقع الجديد"، مشددًا على "دعم قوى الرابع عشر من آذار الانساني والمعنوي للشعب السوري والثوار".

وجدد شمعون رفضه "لبناء دويلة داخل الدولة كما في حالة حزب الله الذي يملك جيشا خاصا به والذي يتحكم بكل مفاصل الدولة اللبنانية بأمرة السلاح غير الشرعي الذي نطالبه بنزعه فورا عبر الحوار". واكد انه وفي حال تم دعوته الى المشاركة في جلسة الحوار فهو لن يشارك لأنها لم ولن تؤدي الى اي نتيجة، داعيًا الى "التحاور في موضوع السلاح في مجلس النواب الممثل الاول والاخير للشعب اللبناني الذي فقد ثقته بجدوى هذا الحوار". واستغرب اصرار رئيس الجمهورية على الدعوة مجددا لانعقاد الحوار مع انه يعلم انه لن يؤدي الى شيء ايجابي، سائلا هل "سيقبل حزب الله البحث في استراتيجيته الدفاعية قبل ان يعرف مصير النظام السوري؟". وطالب بـ"تغيير الحكومة الحالية لأن الثقة غير موجودة بين اطرافها والغلبة فيها لحزب الله"، مشيرًا الى ان "تغيرا في الاكثرية قد يؤدي الى تأليف حكومة جديدة ستكون في كل الحالات افضل من حكومة الرئيس ميقاتي اليوم". وردًا على سؤال حول قانون الانتخاب، اكد شمعون انه "ضد النسبية في هذه الظروف الاستثنائية والافضل الابقاء على قانون الستين الحالي لتفادي الخلافات في هذه المرحلة الصعبة"، مستغربا "الاجحاف الذي لحق في النساء في القانون الذي تحاول الحكومة تمريره". وقال: "ان القانون الامثل هو الذي يعتمد على الدائرة الفردية"، مشددا على مقاطعته لاجتماعات بكركي "لأنها لن تؤدي الى نتيجة وخصوصا ان عملها لا يجب ان يكون في السياسة". وردًا على سؤال حول العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، شدد شمعون على ان "العنوان الابرز لهذه العلاقة يتركز حول التعايش المسيحي الدرزي في الجبل"، نافيا "اي لقاءات مع جنبلاط للبحث في موضوع الانتخابات المقبلة".

 

"حزب "الوطنيين الأحرار": الخطف وقطع الطرق ظاهرة خطرة

المستقبل/رأى حزب "الوطنيين الأحرار" في أعمال الخطف وقطع الطرق والظهور المسلح التي تقوم بها مجموعات تحت عنوان التنظيم العائلي الذي يضم جناحاً أمنياً ومجلساً عسكرياً، ظاهرة خطرة تهدد ليس العقد السياسي فقط إنما دعائم الوطن أيضا، وتعيده إلى بدائية الحياة القبلية ما قبل قيام الدولة وتضرب مفهومها، يساعد في هذه الحالة غياب الحكومة وسكوتها المطبق".

وندد في بيان بعد الإجتماع الأسبوعي للمجلس الأعلى للحزب برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، "بكل الأفعال التي تؤدي إلى حجز الحرية أينما ارتكبت وأيا يكن مرتكبها"، مطالبا الحكومة بـ"بذل قصاراها لإطلاق سراح اللبنانيين المحتجزين في سوريا". ودعا أهاليهم في المقابل الى "سلوك طريق القانون وعدم القبول بأن يصبحوا أداة لمخطط شيطاني ترتد تداعياته على كل الوطن". وإذ ذكر باختطاف المهندس جوزف صادر، دعا الحكومة إلى "تلقف الفرصة الأخيرة قبل تعميم الفوضى التي يبدو أن قوى 8 آذار تعمل لأجلها، ونحملها بأكثرية مكوناتها المسؤولية عما يمكن أن ينجم من ارتدادات سلبية على لبنان واللبنانيين". ورأى ان "توقيف الوزير السابق ميشال سماحة والإدعاء على رئيس جهاز الأمن القومي السوري علي المملوك يكشفان مخطط تفجير الأوضاع الأمنية في لبنان كما سبق لنظام دمشق أن هدد به، ولقد توضحت نياته في إحداث فتنة مذهبية وفتنة طائفية تؤديان إلى خلط الأوراق الإقليمية، آملا في منحه فرصة إلتقاط أنفاسه والعودة إلى اللعبة التي برع بها عبر العقود وكانت توفر له فرصا لترسيخ دعائمه".

 

وسط «حوار الطرشان» وفلتان الخطف والنظام السوري ينقل لبنان من استقرار يفيده إلى «حريق» يخفف عنه

بيروت ـ «الراي/اظهرت الوقائع اللاهبة التي دهمت لبنان على مدى الايام الاخيرة ان النظام السوري المترنح انتقل في تعاطيه مع لبنان من مرحلة الحرص على «الاستقرار» الذي يتيح للحكومة الموالية له في بيروت الاضطلاع بادوار يفيد منها في الامن والديبلوماسية، الى مرحلة اخرى سبق ان لوح بها عندما هدد بنقل الحريق السوري الى ساحات اخرى كلبنان.

وثمة من يربط في بيروت بين انكشاف العملية الارهابية التي كان يعد لها النظام السوري عبر الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، والهادفة الى اشعال لبنان، وبين الفوضى المسلحة غير المسبوقة التي ظهرت معها البلاد وكأنها على قاب قوسين من انفجار كبير، وسط ملابسات تتصل بالملف الغامض لخطف لبنانيين في سورية. وتوقعت الدوائر المراقبة في بيروت امام مجموعة من الخيوط التي يشتم منها رائحة صلة النظام السوري بالعاصفة العسكرية الهوجاء التي كشفت عن سقوط هيبة الدولة وانكشاف لبنان، ومنها:

* ملابسات ملف المخطوفين الـ 11 في منطقة اعزاز التي كانت عرضة لمجزرة جماعية ارتكبها النظام السوري عن «سابق تصور وتصميم»، في لحظة الانفلاش المسلح لعشيرة ال المقداد، واتساع دائرة خطفها لنازحين سوريين، على خلفية خطف احد افرادها حسان المقداد على ايدي مجموعة إدعت انها من الثوار، الامر الذي نفاه الجيش السوري الحر في بيان امس قائلا انه لا يعرف المجموعة التي قامت بخطفه.

* الطابع الانتقامي لـ «الفوضى المسلحة» من الدولة وهيبتها، وهو الامر الذي اعتبره البعض «تصفية حساب» وعلى عجل مع رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي لموقفهما من تأمين الغطاء السياسي للانجاز الباهر الذي حققه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، بكشفه الاستباقي لمخطط النظام السوري بتفجير شمال لبنان عبر المهمة التي اوكلها مدير «الامن القومي» السوري اللواء علي مملوك لسماحة. وقد عاش لبنان امس «تحت التأثير» المستمر لـ «يوميات» الخطف المضاد التي تتوزّع على «جبهتيْ» حسان سليم المقداد المخطوف افتراضياً من «الجيش السوري الحر» والحجاج الـ 11 المخطوفين منذ مايو الماضي، والتي تولى جانباً منها «الجناح العسكري» لعشيرة المقداد التي «حصدت» نحو33 سورياً وتركي فيما دخلت على الخط بعدها «سرايا المختار الثقفي» التي قامت باحتجاز عدد من السوريين تجاوز عددهم العشرة وربما تكون وراء خطف تركي ثانٍ.

ورغم اعلان عشيرة المقداد وقف «العمليات العسكرية على جميع الاراضي اللبنانية» والاكتفاء بالابقاء على 15 سورياً والتركي بعد ترْك 18 «اتضح ان لا علاقة له بالجيش السوري الحر»، فان استمرار عمليات الخطف سواء المتصلة بملف اللبنانيين الـ 11 او تلك التي حملت أبعادا «مادية» او «غامضة» أرخت بثقلها على المشهد اللبناني الذي غرق في مخاوف كبرى من حال الانفلات الامني الكامل سواء على الصورة الخارجية للبلاد التي اهتزّت بقة مع دعوة الدول الخليجية رعاياها لمغادرة لبنان فوراً او على الاستقرار الداخلي وسط خشية متعاظمة من ان يؤدي اتساع رقعة التسيب الامني الى صدامات ذات طابع مذهبي ولا سيما بعد عمليات خطف في مناطق في الجبل او على مداخله ما حصل مع رجل الاعمال رجا الزهيري (درزي) وطلب خاطفيه فدية بمليون دولار من ذويه الامر. وفي هذا الوقت كانت أصداء «المواجهة» الكلامية في جلسة الحوار الوطني الخميس بين ممثل «حزب الله» النائب محمد رعد والرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء آخرين كالنواب وليد جنبلاط وميشال عون وغيرهما تشي بان المناخ السياسي ذاهب بدوره الى تصعيد كبير عبّرت عنه مواقف بارزة لكل من رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اللذين دانا عمليات الخطف التي تحصل.

وقد اشارت معلومات الى ان ممثلي 8 و 4 آذار تبادلا الاتهامات على طاولة الحوار في المسؤولية عن انفلات الوضع الأمني وفوضى السلاح، وطالب الرئيسان أمين الجميّل والسنيورة ومعهما فريق 14 آذار بتطبيق النأي بالنفس بحكومة حيادية إنقاذية، معتبرين أن ما جرى هو نتيجة خطاب السلاح يحمي السلاح، فردّ النائب رعد مذكّراً السنيورة بأنه أدار البلد بحكومة غير ميثاقية، محملاً الفريق الآخر مسؤولية فوضي السلاح بسبب تحريضه على سلاح المقاومة، مستشهداً بحوادث عدة، مثل ما جرى في عكار وطرابلس وتحرك الشيخ أحمد الأسير في صيدا.

الى ذلك، سجل خطف مواطن تركي ثان في بيروت اول من امس، يضاف الى مواطنه ايدين توفان تيكين الذي خطف قبله بيوم.

 

مصادر أمنية تشرح لـ"NOW" انتشار كتائب اليونيفل وتغييراتها/القوات الدولية تلتزم جنوب الليطاني توجّساً من استهدافها

علم موقع "NOW" من مصادر أمنية لبنانية أن قوات اليونيفيل المنتشرة في جنوب الليطاني "جمّدت في هذه الفترة تحركاتها ما بين الجنوب وبيروت، وباتت لا تغادر جنوب الليطاني إلى شماله، وذلك تخوّفاً من أي طارئ قد تتعرّض له على الطرقات المؤدّية إلى بيروت، لا سيما إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث كانت تتم عبره عمليات التبديل بين كتائب اليونيفيل المغادرة للبنان وتلك القادمة من بلادها إليه".  وأشارت المصادر إلى أن "الإجراء جاء في أعقاب عمليات الخطف التي تعرّض لها مواطنان تركيان على طريق المطار وعلى طريق الشويفات، وبعد محاولة أهالي المخطوفين في سوريا التعرض لدورية لليونيفل على طريق المطار، ونتيجة لانفلات الأوضاع الأمنية في لبنان، وفي سبيل حماية عناصر اليونيفيل". وقالت المصادر إن "اليونيفيل تسيّر دوريات فقط في منطقة جنوب الليطاني، منها بحماية الجيش، وأخرى بدون مواكبة الجيش، نظرًا لتقلّص عديده في تلك المنطقة بعد نقل العديد من عناصره الى الشمال في أعقاب الأحداث هناك".

وأوضحت المصادر أن "نحو 60 جندياً من الكتيبة الفرنسية كانوا غادروا لبنان بعد مضي نحو 90 يوماً على وجودهم في العمل في اليونيفل في الجنوب"، وقالت إن "الوحدة الفرنسية المتمركزة في الجنوب، والتي خفّضت عديدها ليصل إلى 400 عسكري يتمركزون في ديركيفا، أصبحت وحدة احتياط تتلقّى أوامرها المباشرة من القائد العام لليونيفل في الجنوب اللبناني الجنرال باولو سييرا".

وتابعت المصادر: "الكتيبة الفرنسية العاملة في الجنوب قدّمت دعماً فاعلاً من خلال فريق الهندسة التابع لقوة الاحتياط للجنرال سييرا تمثل بإعادة ترميم الإنارة الجديدة لقلعة تبنين، وهي اليوم تتولى نزع الألغام والقنابل العنقودية في نطاق تمركزها". وأبلغت المصادر أن "الوحدة الإسبانية العاملة في اليونيفل بدورها سحبت الكتيبة السادسة عشرة، على أن تسحب 140 عنصرًا حتى نهاية العام الحالي، ليستقر العدد على877 عنصراً وضابطاً للكتيبة في الجنوب، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو، لكن الكتيبة الاسبانية لن تغادر الجنوب بكامل عديدها".

وذكرت المصادر أن "كتيبةً من صربيا سوف تتمركز في سهل بلاط وعديدها 220 ضابطا وجنديًا، لتنضم بذلك صربيا الى الدول العاملة في اليونيفل في الجنوب اللبناني، في حين إن الكتيبة الإيطالية العاملة في اليونيفل في الجنوب وعديدها 1100 عنصر وضابط لن يطرأ أي تغيير على أوضاعها". إلى ذلك قالت المصادر إن "الكتيبة الماليزية التي تتمركز في كوكبا هي الأخرى ستغادر الجنوب نهاية العام الحالي، في وقت تسلّمت الكتيبة الإيرلندية موقع الطيري الذي أخلَته الكتيبة الفرنسية، كما أن مئتي عنصر من الكتيبة الفنلندية سوف يصلون إلى لبنان للتمركز الى جانب الايرلندية في الطيري".

 

بيضون: الوضع السوري كربلاء حقيقية و"حزب الله" ينحاز إلى يزيد لا الحسين

المستقبل/وصف النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون، الوضع السوري بأنّه "كربلاء حقيقية من حلب الى درعا"، مؤكدا ان "حزب الله" في الموضوع السوري ينحاز الى يزيد وليس الى الحسين".

وقال في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس: "يوجد سلاحان بالبلد يعني دولتين"، لافتا إلى أنه "بعد اجتماع مجلس الورزاء وانعقاد طاولة الحوار لا يوجد أحد يتحمّل المسؤولية، فليس فقط مجلس الوزراء غائبا إنما أيضا مجلس النواب والأجهزة الأمنية والقضاء". وسأل: "هل يمكن أن تتخيّل أنّ رئيس الحكومة يطلب استنابات من القضاء، علماً أنّ ذلك من واجباته وكان من المفروض أن يسأل الرئيس نجيب ميقاتي لماذا تأخرّت هذه الإستنابات وحتى الآن لم يتقدّم بها القضاء؟"، قائلا: "أكثر من خمسين مرة وجهنا نداء الى "حزب الله" أنّه انت بحكومتك عمّمت الفوضى والفساد وانت تنحاز الى أطراف انتهازيين يخرّبون البلد، فإلى أين المصير؟". وأشار إلى أن "الكلام الذي يُقال عن "حزب الله" في لبنان وخارج لبنان انّه حزب منبوذ، لأنّه أصبح صورة بشعة ولبنان أكبر بكثير من إمكانيات الحزب فهو لا يستطيع ان يديره لا أمنياً ولا اقتصادياً"، معتبرا أنّ "حزب الله" أعجز من أن يضع يده على لبنان، ولكنه رغم ذلك وضع يده وأوصل البلد الى ما وصل إليه من فوضى".

ورأى انّ "حزب الله" قسّم الإسلام الى 50 مذهباً، وأنا حزين لأنّ الصورة التي يعطونها للطائفة الشيعية بشعة جداً، هؤلاء عصابات مسلّحة وقطّاع طرق فيما سلّم السيد موسى الصدر "حزب الله" و"حركة أمل" طائفة ناهضة بالعالم العربي وكان لها أهمّ دور في القضايا العربية الأساسية"، لافتاً الى أنّ "ما شهدناه وما حصل فعلاً هو انفجار كبير للغطرسة والغرور المزروع في رؤوسهم". وأكد ان "حزب الله" في الموضوع السوري ينحاز الى يزيد وليس الى الحسين ويقف مع الظالم وليس المظلوم". واستنكر "عدم نجاح "حزب الله" و"حركة أمل" في حلّ ملفّ المخطوفين اللبنانيين، فهم لا يعرفون كيف يعالجونه ولم يتحمّلوا المسؤولية"، معتبرا أن "ما حصل ليس فقط أخذ البلد رهينة إنما أيضاً الطائفة الشيعية التي أهانوها وهذا ما يفجعنا والشيعة لا يقبلون بهذا". ودعاهم الى "الإستقالة من السياسة الداخلية من الحكومة ومن مجلس النواب وفتح المجال لغيرهم من أجل إدارة البلد"، مشددا على أنه "لا يعقل ان يبقوا مستأثرين بالحكم دون القيام بواجباتهم وهذا شيء مخيف وغير مقبول". وانتقد "عدم تدخّل القوى الأمنية في ما جرى على طريق المطار"، فقال: "الواضح أنّ الجيش اتصل بـ "حزب الله" ليسأله هل يتدخّل أم لا"، مشيرا إلى أنّ "الجيش لا يقوم بأي خطوة دون الإتصال بـ "حزب الله"، وكأنّه يريد في كل مرة إذناً من مسؤول أمني". ووصف ذلك بـ "الممارسة غير الطبيعية".

وأكد أنّ "حزب الله" كان وراء الفوضى التي حصلت"، مشككاً بـ "ادّعاءاتهم لأنّه معروف أنّ "حزب الله" عنده ملفات كل السوريين الموجودين بالضاحية". وشدد على "تحميل "حزب الله" مسؤولية ما جرى"، محذراً من "اتجاه الحزب لجرّ البلد الى فتنة مذهبية". وتعليقاً على ما جرى في مجلس الوزراء وتأليف خلية أزمة، قال: "هذه السياسة لم تفشل فقط بل أصبحت الحكومة عبئاً على البلد مثلما أصبح "حزب الله" عبئاً على الطائفة الشيعية"، مطالباً الرئيس ميقاتي بـ "الاستقالة فوراً".

ودعا الى أن "تأخذ الدول العربية مجتمعة قراراً حول إيران". ورأى أنّه "إذا كانت إيران تتدخّل بكل دولة عربية وتحرّض الشيعة على السنّة وتدعم المذهبية فمن المفروض قطع العلاقات معها"، لافتاً الى أنّ "إيران لا تتعاطى مع لبنان كدولة وهي ليست جاهزة لذلك، إنما تتعاطى مع "حزب الله" وتدعمه ضدّ الدولة". وطالب رئيس الجمهورية بـ "إبلاغ إيران رسالة واضحة في عدم استقبال وفودهم في حال استمرارهم بالتعامل من دولة الى حزب"، متسائلاً عن "سبب استقبال رئيس الجمهورية لسعيد جليلي وهو أمين سرّ مجلس الأمن القومي الإيراني وعن علاقة لبنان بمهمته".

ولاحظ أنّ "رئيس الجمهورية اتخذ قراراً خطيراً وجدياً فهو لأول مرة يريد استعادة رئاسة لبنان من يد بشار الأسد ومن يد "حزب الله، وبدأت الحملات ضدّه عند اتخاذه هذا الموقف"، متساءلاً: "هل نحن ازاء موجة من التفجيرات الجديدة لان بشار الاسد سيحاكم في لبنان، امتداداً الى التفجيرات التي حصلت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي هو الضحية الاساس في كل ما يجري في سوريا ولبنان منذ 7 سنوات". واعتبر أن "الحكومة الحالية تمهّد للفتنة". وأشار إلى انّ "رئيس الحزب "التقدمي" (النائب وليد جنبلاط) يتجنّب الإصطدام بـ "حزب الله"، الذي يرهن البلد للنظام السوري"، واصفاً الوضع السوري بأنّه "كربلاء حقيقية من حلب الى درعا". وشدد على أنّ "الثقافة التي يزرعها "حزب الله" في الناس هي ثقافة الحقد وليست ثقافة العيش المشترك وثقافة تبرير الجريمة، جريمة بشار الأسد، فكيف يستهدف مسلم بمتفجّرة"، مضيفاً: "ربما تتحول قضية ميشال سماحة مثل قضية فايز كرم". ودعا "حزب الله" الى "نفض يده من جرائم النظام السوري حيث يُعتبر شريكا فيها داخل لبنان وخارجه".

 

ستريدا جعجع من الديمان: القوات ابنة الكنيسة هكذا كانت وهكذا ستبقى... ولن نتوانى عن المشاركة في اي حوار جدي يطرح بسط سلطة الدولة على كافة اراضيها لا لتغطية واقع آخر

أكّدت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ستريدا جعجع "ان القوات اللبنانية كانت دائماً مع الحوار، بل كانت الفريق الأكثر جدية، سواء عبر الحضور الدائم لرئيس الحزب سمير جعجع، أو مبادراته الى طرح الافكار والاوراق خاصة وأننا مؤمنون أن لبنان لا يمكن ان يستمر معافى الاّ من خلال كلّ طوائفه ومكوناته"، مشيرةً الى ان القوات اللبنانية لن تتوانى "عن المشاركة في أيّ حوار جدّي يطرح المشكلة الحقيقية المتمثلة في بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كلّ الاراضي اللبنانية وبواسطة الجيش اللبناني، أما أن نذهب الى الحوار، ولو بدعوة من موقع كريم نحترمه ونجلّه مع فئة لا نية لها بحوار جدي ومثمر، فاننا لا نرى في ذلك أي فائدة، لانه لن يكون حواراً بقدر ما سيكون تغطية لواقع آخر يجب أن لا نساهم في توفير الغطاء لتبريره".

كما طمأنت جعجع الغيارى بالقول: "إطمئنوا، ان القوات اللبنانية ابنة الكنيسة هكذا كانت، وهكذا هي اليوم، وهكذا ستبقى غداً، والمصطادون في الماء العكر لن ينجحوا في رهاناتهم، ولولا إيماننا، ولولا انتماؤنا الروحي الى كنيستنا، التي كانت وراء لبنان الدولة والكيان بحدوده الحاضرة، لما كان لنضالنا معنى".

كلام جعجع جاء عقب القداس الإلهي الذي احتفل به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يُعاونه لفيف من المطارنة والكهنة في حديقة البطاركة في الديمان بعد إزاحة الستارة عن نصب أربعة بطاركة: إرميا العمشيتي، انطون عريضة، جبرائيل البلوزاوي وبولس مسعد، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فتوجّهت الى رئيس الجمهورية بالقول: "نحن نتفهم موقفكم يا فخامة الرئيس، الساعي، في خضم التحولات الكبرى في المنطقة، الى تجنيب لبنان أي صراع داخلي، وفي ذلك، يهمني أن اعلن أننا الى جانبكم، ونطلب من الله أن يمدكم بالحكمة الضرورية لتجاوز المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان". وقالت جعجع "إن مجرد الوقفة على مدخل الوادي المقدس، تُشعر الانسان برهبة ومهابة، فكم بالحري عندما نحيي ونحيّي ذكرى البطاركة في حديقتهم. فالبطاركة الموارنة أضافوا الى تاريخ الوادي تاريخاً مجيداً مكللاً بالنضال والبطولة والايمان والكرامة والحرية حتى الشهادة وإذا كنا هنا في مدينة حديقة البطاركة، فلأن هذه الحديقة هي جزء من الوادي المقدس الذي يصحّ فيه القول " أنه حديقة الرب على الأرض"، كيف لا، وعلى مطله، يربض أرز الرب الذي افتداه ويفتديه أبناء الجبة بأرواحهم، وبين صخوره ذخائر القديسين والنساك والبطاركة الكبار".

واذ لفتت الى أنه "من مدعاة فخرنا واعتزازنا، أن يستلهم أهلنا في جبة بشري بشكل خاص، وحزب القوات اللبنانية بشكل عام، وادي قنوبين ومسيرة البطاركة في طروحاتهم الوطنية، وعيشهم اليومي، فهم لا يقبلون أبداً التفريط بأي ذرة من تراب لبنان، ولا بأي مبدأ من المبادئ السيادية، ولا بأي موقع من المواقع الرئيسية، التى يقوم عليها لبنان، وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية وموقع البطريركية المارونية"، طمأنت جعجع الغيارى بالقول: "إطمئنوا، ان القوات اللبنانية ابنة الكنيسة هكذا كانت، وهكذا هي اليوم، وهكذا ستبقى غداً، والمصطادون في الماء العكر لن ينجحوا في رهاناتهم، ولولا إيماننا، ولولا انتماؤنا الروحي الى كنيستنا، التي كانت وراء لبنان الدولة والكيان بحدوده الحاضرة، لما كان لنضالنا معنى".

* موقع القوات اللبنانية

 

جعجع: قول نصر الله بأن الوضع خارج السيطرة مردود وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة إعلان حال طوارئ

وطنية - 18/8/2012 أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، في اتصال مع إذاعة "لبنان الحر"، أن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن أن الوضع خارج السيطرة "مردود"، مؤكدا أن "الحزب مسؤول عن عمليات الخطف التي تحصل". وقال "إن قضية المخطوفين قضية حق يراد بها باطل، وعلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إعلان حال طوارئ، وإلا يكونان يساهمان باندثار الدولة". أضاف أنه "كانت لديه شكوك كبيرة بدور ل"حزب الله" بما يحصل، إلا أنه من بعد كلام نصرالله تأكد تماما من شكوكه"، مبديا أسفه على ما قال نصرالله في خطابه في "يوم القدس"، ومتمنيا "لو حافظ على وقاره بدل من محاولة تسويق نظرية لا يمكن أن تتسوق نظرا للوقائع التي تجري على الأرض". وقال: "ما من شك أن من يظهرون عبر شاشات التلفزيون هم أفراد من آل المقداد، إلا أنهم أيضا أفراد لهم علاقة ب"حزب الله". أنا لم يعد عندي أي شك في أن ما يحصل لا علاقة له بعشيرة آل المقداد كما حاول أن يسوق بعضهم، وعندما يقول نصرالله إن الوضع خرج عن السيطرة وكأن الجيش الصيني موجود في الشارع وما من أحد قادر على لجمه، وهذا يتعارض تماما مع محاولات إلصاق هذا التحرك بآل المقداد الذين هم عائلة كباقي العائلات اللبنانية الأخرى، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية في كل الأحوال لديها القدرة أن تضع لهؤلاء حدا بالقانون إن لم يكن على أرض الواقع في الوقت الحاضر. وبالنسبة الي هذا القول مردود وغير صحيح على الإطلاق، لأن الواقع تحت السيطرة إذا تحركت الدولة اللبنانية من أجل السيطرة عليه، إلا أنه يبقى خارج السيطرة إذا لم تتحرك الدولة، وللأسف فإذا كانت أكثرية الحكومة ممثلة ب"حزب الله" وهي التي تشجع على هذه التحركات وتقف وراءها وتدفعها إلى الأمام، عندها يصبح الوضع خارج السيطرة كما يعلن نصرالله".

وردا على سؤال عما إذا كان الإعلام يساهم بشكل ما بالتشجيع على الخطف، قال "إن كل قضية المخطوفين ومن ضمنها البعد الإعلامي للقضية قضايا حق يراد بها باطلا. بمعنى أن قضية المخطوفين هي قضية حقيقية إلا أن كل ما يحصل على الساحة في اليومين الماضيين ولا يزال مستمرا حتى هذه اللحظة لا علاقة له جديا بقضية المخطوفين بقدر ما له علاقة بمساعدة النظام السوري على قمع المعارضين السوريين الموجودين في لبنان وأي فريق لبناني أو عربي أو دولي آخر مؤيد للثورة السورية"، مشيرا الى "مواقف الدولة من تركيا مرورا بالولايات المتحدة إلى قطر والسعودية والإمارات وصولا إلى جميع دول الخليج"، وقال: "هل يعقل هذا الوضع؟ وأضاف: "إن كل ما يقال عن قضية المخطوفين غير صحيح. إن اختطافهم واقع إلا أن القول إن ما يجري هو لمحاولة إخراجهم غير صحيح".

وتابع: "اليوم عندما سمعت بخبر توجه وزير الداخلية مروان شربل إلى تركيا شعرت بالحزن، ليس لأنه ذهب في مسعى إلى هناك، فهذا يجب أن يحصل في كل يوم من قبل الدولة، إلا أنني حزنت لأن وزير الداخلية صدق أن التحركات التي تحصل هي فعلا من أجل المخطوفين، ففي تقديري هناك جزء من المخطوفين على الأقل واقعون في أياد أخرى وسيبقون هناك كحجة من أجل أن تكمل هذه التحركات، التي في سياقها يجري قمع كل من هم معارضين للنظام السوري. وإذا ما كان الإعلام يتصرف بشكل غير صحيح في قضية المخطوفين، إلا أن "حزب الله" وحلفاءه هم الأكثرية في هذه الحكومة، وبالتالي ليقوموا بالطلب من وزير الإعلام وليد الداعوق أو من الإدارات الرسمية المعنية لإتخاذ التدابير المطلوبة من أجل ذلك".

وشدد على أن "حزب الله" يفعل اليوم "ما كان يفعله النظام السوري لمدة 35 عاما في لبنان، أي أنه يخلق المشكلة ويبدأ بالمناداة عليها في الوقت الذي يكون هو المولج بحلها. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن نصرالله قال "لقد وضعنا القضية في عهدة الدولة منذ البداية إلا أن هذه الأخيرة فشلت فشلا ذريعا ولم تقم بأي أمر"، لذا أسأل من يمثل الدولة الآن"؟

وختم جعجع: "اليوم أصبح الأمر واضح لدي أكثر بعشرات المرات من الأمس، بأن "حزب الله" هو المسؤول عن عمليات الخطف التي تتم، ولو هو يحاول التلطي وراء عشيرة آل المقداد وبقضية المخطوفين ويقوم بالتحركات التي نراها. اننا نرى اليوم "حزب الله" ب"نيو لوك". والدولة هي المسؤولة، فهي وجدت كي تكون هي المسؤولة، وبالتالي وإن كانوا هم الأكثرية في الحكومة إلا أنه لا يمنع من أن على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسؤولية تاريخية وليس سياسية، فإما يعلنان حال الطوارئ في أسرع وقت ممكن ويأخذان التدابير التي يجب اتخاذها أم أنهما يكونان يساهمان ولو عن غير نية أو قصد باندثار الدولة من جديد في لبنان، وهذه كارثة كبيرة جدا".

 

"سماحة وفريقه سوّقا نظرية السلفيين والقاعدة في لبنان"

جعجع: لإعلان حال طوارئ ولا لتمييع موضوع طريق المطار

هيام طوق/المستقبل

دان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "كل ما حدث في لبنان في اليومين الماضيين"، مؤكداً أن "الصورة التي تكونت لدى أي مواطن هي وكأن لبنان أرض سائبة تماماً بلا مواصفات وطن، بلا دولة وسلطة ودستور وقوانين، وما جرى خطأ بخطأ". واعتبر أنه "مهما كانت القضية محقة وشريفة فذلك لا يبرر ما جرى والدليل النتائج التي توصلنا إليها والمؤدية الى شل البلد وإلغاء الدولة"، موضحاً أن "لا لتمييع موضوع طريق المطار ولإعلان حال طوارئ، متهماً الوزير السابق ميشال سماحة وفريقه بـ"تسويق" نظرية السلفيين والقاعدة في لبنان".

ورأى أن التحركات هي "للضغط على اللاجئين والفرقاء الذين لا يدعمون النظام السوري وعلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لأن النظام السوري مستاء من السماح بتوقيف ميشال سماحة"، مشدداً على أن سليمان وميقاتي "أمام مسؤولية تاريخية، والمطلوب بعض الخطوات بشكل سريع جداً لإعادة مسيرة الدولة، ومنها: إعلان حال طوارئ ولو جزئية، وفي ذلك ضرورة قصوى لمنع أي ظهور مسلح حتى بالقوة، والتفتيش عن المخطوفين، سوريين وغير سوريين والإفراج عنهم، وموضوع طريق المطار لا يحتمل أي تمييع بعد الآن، وإلا يجب فتح مطار القليعات فوراً".

وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقده في مقره في معراب أمس: "الصورة التي تكونت لدى أي مواطن بعد ما جرى في اليومين الماضيين هي وكأن لبنان أرض سائبة تماماً بلا مواصفات وطن بلا دولة وسلطة ودستور وقوانين، مجموعات مسلحة "فالتة على راسها" ترسم سياساتها تخطف أشخاصاً بعيداً عن كل الأطر والقوانين". واعتبر أنه "مهما كانت القضية محقة وشريفة، فذلك لا يبرر ما جرى والنتائج تؤدي الى شل البلد وإلغاء الدولة".

أضاف: "في الوقائع، ظهر أشخاص على شاشات التلفزيون يقولون إنهم من عشيرة آل المقداد وجناحها العسكري، إذا أردنا السير بهذا المنطق لوصلنا الى آلاف الأجنحة المسلحة التابعة للعائلات، مجرد هذا القول هو ضرر لوجود الدولة اللبنانية أي لا وجود للمؤسسات والجيش والحكومة وغيرها". ورأى أن "ما شهدناه حصل بواسطة آل المقداد ولكن في الواقع ليس آل المقداد من قام بذلك. لا أحد يخلط بين قضية الموقوفين وبين ما جرى في اليومين الماضيين، فرابطة آل المقداد أعلنت أن الجناح العسكري قرر عملية الخطف وسيخطف أشخاصاً آخرين تباعاً على خلفية وجود مخطوف لها في سوريا إضافة الى أنه لا ثقة لها بالدولة"، سائلاً عائلة المقداد وكل العشائر المتعاطفة معها: "لمن صوّتم في الانتخابات الماضية؟ أليس لحزب الله وحركة أمل؟ أوليس هذين الحزبين هما عصب الحكومة الحالية؟ وبالتالي طالما لا ثقة لديكم بالحكومة لماذا لم تُفاتحا هذين الحزبين بما جرى؟ واذا كان المطلوب استعادة المخطوفين، فواضح أن من يستطيع المساعدة بالفعل هو حزب الله وليس الحكومة اللبنانية، لأن المطلوب هو موقف سياسي من حزب الله وليس أي أمر آخر، وحقيقة الأمر أن كل ما حصل لا يمكن أن يؤدي بأي حال من الأحوال الى إطلاق سراح الموقوفين".

وتابع: "نحن لا ثقة لدينا بالحكومة في أي مجال ولا تمثلنا، لكن هل هذا يعني القيام بثورة مسلحة ضدها إن كنا مؤمنين بالنظام الديموقراطي؟. لدينا مئات الموقوفين أخذوا من بيوتهم في لبنان من قبل الجيش السوري وجماعات تابعة له، والى الآن لا نستطيع أن نفعل شيئاً لهم. انطلاقاً مما تصرفوا كان يجب أن نخطف سوريين من الموالين للنظام وحتى هناك لبنانيين ساعدوا النظام على خطف بطرس خوند وغيره، لو جرى ذلك كيف كان الوضع في البلد وأي دستور يبقى؟". وأشار الى "أننا نتصارع مع الحكومة منذ أشهر كي تعطي فقط الأجهزة الأمنية داتا الاتصالات لكشف موضوع الاغتيالات. الجميع يعرف أن كل فريق يستطيع التصرف بالطريقة نفسها، لكن نريد أن نبقي الأمور في سياق اللعبة الديموقراطية"، متسائلاً "أين توجد سلطة واضحة في سوريا كي يتم التفاوض معها؟ وهل يمكن لأحد أن يصدق أن أي عملية يمكن أن تؤدي الى إطلاق المخطوفين؟ الإيرانيون قاموا باتصالات مع الأتراك وصفقة معينة لإطلاق الموقوفين الإيرانيين في سوريا، أليس ثمة سوريين في إيران؟ وبأي ضمير وقلب ومفاهيم وأخلاقيات يتم خطف لاجئين سوريين أو من الجيش الحر؟ هذا الأمر معيب وسيلاحق من قاموا به الى أبد الآبدين".

وأكد أن "الاحداث أدت الى ترهيب كل المعارضين للنظام وخصوصاً اللاجئين السوريين. النظام امتعض من طريقة تصرف لبنان تجاه اللاجئين وكان ينتظر ترهيب المعارضين له أو شلهم، ورأينا ذلك في تصرفات بعض الأجهزة في بدايات الثورة، وكان من الضروري ايجاد بدائل انتهت ببيت المقداد"، لافتاً الى أن "دور التحركات هو الضغط على اللاجئين والفرقاء الذين لا يدعمون النظام السوري".

وقال: "رأينا هجوماً على النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري الذي بذل جهوداً كبيرة للإفراج عن المخطوفين، وهوجم من منطق دعمه للثورة ثم انتقل الأمر الى دول عربية"، معتبراً أن "الهدف مما جرى كان كذلك الضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة لأن النظام السوري مستاء من السماح بتوقيف ميشال سماحة، وكان ذلك النقطة التي طفح فيها الكيل. للأسف هذا موقف السوريين وبعض التابعين لهم في لبنان. النتيجة هي الضغط على المعارضين السوريين والفرقاء اللبنانيين المؤيدين للثورة والضغط على دول عربية إقليمية مؤيدة للثورة وعلى أطراف في الحكومة لا تقوم بما يريده النظام السوري". وأشار الى أن سليمان وميقاتي "أمام مسؤولية تاريخية بكل معنى الكلمة وإلا سيشهدان على أيامهما اضمحلال الدولة في لبنان واندثارها، ويمكن انتهاء لبنان كوطن والأزمة بهذا الحجم".

أضاف: "في مواجهة أزمة كالتي نعيشها، المطلوب بعض الخطوات بشكل سريع جداً لإعادة مسيرة الدولة، ومنها: إعلان حال طوارئ ولو جزئية، وفي ذلك ضرورة قصوى لمنع أي ظهور مسلح حتى بالقوة. المطلوب التفتيش عن المخطوفين، سوريين وغير سوريين والإفراج عنهم ولو بالقوة وتوقيف كل من ظهر مسلحاً على الشاشات بكل وقاحة وتسطير استنابات قضائية في حق كل من أدلى بتصاريح تمس علاقات لبنان ومواطني الدول الأخرى".

وشدد على أن "موضوع طريق المطار لا يحتمل أي تمييع بعد الآن، فطريق المطار تستوجب نشر قوة من الجيش وقوى الأمن لمنع قطعها، والقول إن من يحاول قطع الطريق سيعتقل وأي ظهور مسلح هناك سيتم إطلاق النار عليه وإلا يجب فتح مطار القليعات فوراً، فهذا المطار موجود في لبنان أيضاً"، معتبراً أن "السلطة الحالية تتحول الى مهزلة ولا يحق لها أن تتحكم بمصير الدولة اللبنانية".

وأكد أنه "من غير المقبول أن تتحكم أقلية من الشعب اللبناني بمصير أكثريته"، لافتاً الى أن "الخلاص من هذا الوضع يكون بالتصويت في الانتخابات. هذه هي 8 آذار بعد سنة ونصف من الحكم، 14 آذار قد تكون لديها عورات كثيرة لكن على الأقل اتجاهها هو الاستقرار والأمن".

وأوضح أن "الوقائع في قضية ميشال سماحة غير قابلة للدحض. فثمة متفجرات أرسلت من علي مملوك مع سماحة لاستهداف شخصيات سنية تحديداً، وكذلك جماعات سنية لدفع السنة الى ردود فعل لا تحمد عقباها. هذه الخطة موجودة وأدواتها موجودة لتحويل بعض الأنظار من سوريا الى لبنان". وانتقد الكلام عن طريقة توقيف سماحة، متسائلاً: "كيف كانوا يريدون أن تجري المداهمة في ظل وجود عملية إرهابية كبيرة من هذا الحجم؟ عشرات العبوات المعدة للتفجير في قضية بهذا الحجم تهدد الأمن القومي، فكيف يريدون أن تكون المداهمة؟".

وسأل "أين الأمن العام والجمارك من واقع مرور عبوات، ومن أعطى إذناً لعبور سيارة سماحة من دون تفتيش على معبر المصنع؟ أين الأجهزة الأمنية الأخرى مما جرى؟ هل لا يستوقف المرء واقع أن فرع المعلومات هو الوحيد الذي كشف هذه العملية إضافة الى قضيتي عين علق وفتح الإسلام بينما لم يكشف أي جهاز أمراً آخر باستثناء تفجير الباص في البحصاص في طرابلس؟ ألا يعني ذلك وجود خلل في عمل تلك الأجهزة؟ ألا تستمر تلك الأجهزة بالعمل كما كانت تعمل في زمن الوصاية السورية؟ ألا يفسر ذلك الضغوط على الأمن الداخلي وفرع المعلومات لإخضاعه وجعله كالآخرين؟".

وحمل الأجهزة المعنية بالمعابر "مسؤولية أي عبوات ومتفجرات تدخل الى لبنان"، داعياً الأجهزة الأمنية الى "تغطية كل لبنان معلوماتياً وخصوصا جماعة 8 آذار لأن شخصاً منهم هو ميشال سماحة تبين أن له علاقه بالتفجيرات وكذلك النظام السوري". وقال: "هذا الشخص والفريق التابع له نشرا نظرية السلفيين والقاعدة في لبنان، وسوّقا أن النظام السوري هو صاحب السلم الأهلي في لبنان". وتساءل "أين هي نظرية (النائب ميشال) عون أن السوريين انسحبوا من لبنان وأصبحوا في بلادهم؟ ألا يحق لنا أن نتساءل مع من نجلس على طاولة الحوار؟".

وعزا عدم عرض المضبوطات من متفجرات وسواها إضافة الى عرض شريط الفيديو الذي يُثبت تورط سماحة وسواه الى "الضغط الذي مارسه البعض على القضاء من قبل السلطة السياسية".

وعن الجهة التي تقف وراء تحرك آل المقداد، ترك جعجع الأمر للقضاء "ليكشف كل الملابسات مع الإشارة الى أن آل المقداد، مع احترامي لهم، لا يملكون بنكاً للأهداف كحلف شمال الأطلسي".

وشدد على "ضرورة نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية ـ السورية لمنع تهريب الأسلحة من والى لبنان، ولكن للأسف الى الآن لا يملك الجيش اللبناني الأمر السياسي بإطلاق النار في حال تعرض لقصف من الجانب السوري، ولا مانع من نشر قوات حفظ السلام الدولية على الحدود مع سوريا".

وعن الخطوات التي ستقوم بها الدولة اللبنانية لطلب استجواب اللواء علي مملوك وعدم الاكتفاء بمحاكمة سماحة فقط، أجاب: "على الدولة اللبنانية أن تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا السياق وأن تستدعي السفير السوري في لبنان وإبلاغه أنه شخص غير مرغوب به، واستدعاء السفير اللبناني من دمشق على إثر ما حصل فضلاً عن تسطير الاستنابات القضائية اللازمة بحق اللواء مملوك وأي ضابط سوري يُظهره التحقيق ورفع شكوى الى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري وكل الاتفاقيات الأمنية".

ولفت الى أن هذا الـ"mini 7 أيار" سيؤدي الى maximum من الخسائر لـ"حزب الله"، منبهاً على أن "أيام 7 أيار قد ولّت و"مش كلّ مرة بتسلم الجرّة"، وبالتالي يجب أن نفكر بطرق أخرى لخوض غمار السياسة في لبنان من خلال العملية الديموقراطية الموجودة في النظام اللبناني".

سامي الجميل: الحكومة أجهزت على هيبة الدولة

المستقبل/لم يستبعد منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل أن "يكون النظام السوري وراء الأحداث التي حصلت مؤخراً من خلال اشعال الفتن بين اللبنانيين لحرف الانظار عما يحدث في سوريا". وأكد أن "هذه الحكومة نجحت في الاجهاز على ما تبقى من هيبة للدولة اللبنانية". وفتحت بسياستها المترددة الباب أمام كل المجموعات لتحدي الدولة ومخالفة القانون ورفع السلاح جهاراً وارتكاب أعمال الخطف والجرائم". اختتم الجميل أمس، زيارة رسمية لجورجيا باجتماع عقده مع رئيس الحكومة ايفان ميرابيشفيلي.  كما التقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة كاخا باين دوراشفيللي، واجتماعات أخرى شملت عدداً من المسؤولين بينهم رئيس الوزراء السابق الذي يشغل حالياً رئاسة هيئة الاستثمار الجورجي نيكا غيلاوري. ورداً على أسئلة الصحافيين في تبيليسي حول التطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة، أكد الجميّل ان "هذه الحكومة نجحت في الاجهاز على ما تبقى من هيبة للدولة اللبنانية وفتحت بسياستها المترددة الباب أمام كل المجموعات لتحدي الدولة ومخالفة القانون ورفع السلاح جهاراً وارتكاب أعمال الخطف والجرائم، مستقوية بسوابق جعلت الدولة لاهثة وراء التفاوض والترجي والاستئذان والاعتذار وصولاً الى درك الركوع أمام الجماعات المسلحة". أضاف: "ان للنظام السوري خبرة واسعة في إشعال الفتن في لبنان على مدى التاريخ الطويل، ولا أستبعد أن يكون هذا النظام وراء الاحداث التي حصلت مؤخراً من خلال اشعال الفتن بين اللبنانيين لحرف الانظار عما يحدث في سوريا". واكد ان "الخيار الوحيد المتبقي لانقاذ لبنان هو وقف منطق التسويات واللادولة والهروب من المسؤولية والانتقال الى البحث في عمق الازمة اللبنانية بدءاً بقرار شجاع تتخذه الحكومة اللبنانية ويقضي بلمّ كل السلاح الموجود في لبنان خارج اطار الشرعية اللبنانية، وبغياب هذا القرار الانقاذي والسيادي، تكون السلطة اللبنانية قد ارتكبت جرماً موصوفاً، بل خيانة بحق الدولة المؤتمنة عليها وافسحت بالتالي المجال واسعاً أمام الجماعات المسلحة لتكريس وجودها وكياناتها اسوة بما حصل في العام 1975 وجرّ لبنان الى مأساة جديدة لن يكون بمقدوره القيام منها هذه المرة".

 

"الجيش لا يبني لوحده الدولة ولا يمكنه مهاجمة أناس ابنهم مخطوف"

سليمان: نأمل عدم تورط أي جهة رسمية سورية بالمتفجرات

المستقبل/تمنى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ألا تكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بالمتفجرات التي اكتشفت أخيراً، مؤكداً أن "الجيش مسؤول عن الأمن ولكنه لوحده لا يبني الدولة، وليس بإمكانه مهاجمة أناس ابنهم مخطوف". وأعلن أنه "يؤيد تشكيل حكومة جديدة إذا سقطت الحكومة الحالية ديموقراطياً، وبقاء الحكومة الحالية إذا كانت مقومات بقائها لا تزال سارية المفعول". وأكد تمسكه بمشروع النسبية، لافتاً الى أن "بعض المعترضين بدأ يضع شيئاً من الماء في نبيذ قانون النسبية".

وقال خلال استقباله في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين أمس، وفداً من "رابطة متخرجي كلية الإعلام والتوثيق" برئاسة عامر مشموشي: "علاقتي بالرئيس بشار الأسد جيدة ومعروفة ومكشوفة وأنا من القلائل الذين يتكلمون معه وأعلن أنني أتكلم معه، وما يهمني في هذا الموضوع أنه كانت هناك متفجرات وأنا قلت ذلك على طاولة مجلس الوزراء ـ الحمد لله أن هذه المتفجرات لم تنفجر، وأتمنى من كل قلبي ألا تكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بالمتفجرات، وأن تكون مدبرة من أفراد غير رسميين، والقضاء يقول كلمته". وتوقع أن يتصل به الأسد "ولغاية الآن لم يتم ذلك".

وعن قطع الطرق لا سيما طريق المطار، أكد أن "الجيش لوحده لا يبني الدولة. الدولة يصنعها الشعب والاتفاق بين الأفرقاء والعقد الاجتماعي بين الناس. الجيش مسؤول عن الأمن، والسلم الأهلي يصنعه الشعب مع المرجعيات، ولا يصنعه الجيش. وليس بإمكان الجيش مهاجمة أناس ابنهم مخطوف".

ورأى "أننا نواجه صعوبات لم يسبق أن مرت على لبنان لأنه منذ الاستقلال وحتى الآن لم يحصل أن كان مرتاحاً وسوريا مضطربة، العكس كان دائماً هو السائد، نحن نمر بتجربة صعبة وقاسية".

وأشار الى أن "بقاء الحكومة ورحيلها يخضع لأسس ديموقراطية"، مؤيداً "تشكيل حكومة جديدة إذا سقطت الحكومة الحالية ديموقراطياً، وبقاء الحكومة الحالية إذا كانت مقومات بقائها لا تزال سارية المفعول".

وشدد على وجوب أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها، سائلاً "إذا كانت الدول التي تعاني اضطرابات تجري انتخاباتها فهل يعقل ألا نجريها نحن؟". وأكد تمسكه بمشروع النسبية، موضحاً أنه "على عكس ما يبدو بدأت أتلمس أن بعض المعترضين بدأ يضع شيئاً من الماء في نبيذ هذا القانون. أما إذا كان المطلوب تعديلات فيمكن مناقشتها". وأعلن أنه حمّل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رسالة الى الجانب التركي بشأن المخطوفين اللبنانيين "برغم ان كل المعلومات تؤكد انهم ليسوا موجودين على الأراضي التركية، كما أبلغناه إصرارنا على بقاء اليونيفيل في الجنوب".

ونفى أن يكون غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن طاولة الحوار مرتبطاً بأسباب سياسية، مشيراً الى أن بري اتصل به وأبلغه أنه لن يحضر لأسباب أمنية "فاقترحت أن يتم نقله الى دير القمر بالطوافة ولكنني فوجئت بعدم حضوره".

وأكد أنه "من حيث المبدأ مع إعطاء داتا الاتصالات من دون أي تحفظ، وهو موقفي الشخصي، فقد كنت قائداً للجيش وأعرف جيداً أهمية الداتا وعلاقتها بالأمن".

وقال: "يكفي أنني مشيت بالنسبية التي ندرك أهميتها على المستوى السياسي، ويعرفون أيضاً في موضوع المقاومة أنني من الذين قدموا تضحيات في هذا المجال ولا اكتفي بالكلام كما يفعل البعض، وأنا من فتح الحرب على إسرائيل في العام 2006 عندما أعطيت الأوامر الى الجيش كي يتصدى للعدوان الإسرائيلي حتى أمنح المقاومة غطاء شرعياً لكي لا يقال إنها ارهابية، وقدم الجيش خمسين شهيداً في هذه المواجهة. لذلك عندما ارى ان هناك حاجة كي اقول للمقاومة ان عليها ان تضع الماء في نبيذها، اقول لها بصوت عال لأنني مؤمن بكل ما أفعله ولست متردداً، وليس لدي هم ان ارضي هذا او ذاك، لأنني غير مدين لأحد".

وأعلن انه لن يخوض الانتخابات النيابية المقبلة "ولكن اذا أراد مقربون ان يترشحوا، وهذا ما لا علم لي به، فهل أمنعهم وبأي حق يمكن ان افعل ذلك؟".

ولفت الى انه كان يتمنى مشاركة 14 آذار في الحكومة الحالية، كاشفاً انه اقترح يومها التخلي عن حصته في الحكومة واعطاء الثلث لـ 14 آذار "لكنهم رفضوا ذلك".

وحول اتهام الدولة بالتقصير في معالجة ملف المخطوفين اللبنانيين، أكد انه يتفهم مشاعر أهالي المخطوفين "لأنه مهما فعلنا نبقى مقصرين ما لم يعودوا الى وطنهم وأهلهم".

وفي نشاطه، عرض سليمان مع الوزير السابق سليم وردة للتطورات الراهنة على الساحة السياسية الداخلية.

واستقبل وفداً من كهنة بلدة بريح تحدث باسمهم الاب سامي شلهوب الذي شكر له "مساعيه المتواصلة لإنجاز المصالحة في البلدة وإعادة الاملاك وعودة اهلها اليها"، كما وضعه في أجواء الاتصالات الجارية لهذه الغاية. والتقى وفد جمعية "توريزم ديسكوفري" الخيرية، ووفد برنامج "اكماس" اللذين جالا في ارجاء القصر والتقطا صوراً تذكارية مع رئيس الجمهورية.

 

حوري لـ "السياسة": غياب بري عن الحوار رسالة إلى سليمان

بيروت  - "السياسة": سألت أوساط معارضة, ما إذا كانت جلسة الحوار التي انعقدت اول من امس بغياب رئيس مجلس النواب نبيه بري, بددت أجواء القلق ومخاوف اللبنانيين بعد الأيام العاصفة من الخطف والتهديد والوعيد, وإبعاد شبح الفتنة عن لبنان التي خطط لها النظام السوري وأوكل أمر تنفيذها إلى عملائه في الداخل اللبناني. وفي معرض تعليقه على جلسة الحوار, قال عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ل¯"السياسة" ان قوى "14 آذار" أكدت في جلسة الحوار من خلال مداخلة الرئيس فؤاد السنيورة, ومداخلات سائر قيادات الرابع عشر من آذار على تغليب منطق الدولة على منطق الدويلة, كما جرى الرد من قبل ممثلي الفريق الآخر على منطقنا باعتبار منطق الدولة هو الحل, وليس منطق الدويلة التي يختبئون في ظلها, معتبراً غياب بري عن جلسة الحوار رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد المواقف الأخيرة التي اتخذها, وليس كما يدعي (بري) بأن غيابه جاء احتجاجاً على الطريقة التي يتعامل فيها فريق "14 آذار" مع الرئيس سليمان. وفي رده على قول الوزير محمد فنيش ان الضاحية مفتوحة أمام القوى الأمنية, قال: "سمعنا كلام الوزير فنيش وقبله النائب محمد رعد على طاولة الحوار, ما يعني بأن الكرة أصبحت في ملعب القوى الأمنية والجيش اللذين عليهما فتح طريق المطار, وتسليم المتهمين الأربعة المتورطين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتسليم المشتبه به في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب". ورأى حوري أن تهديد الرعايا الخليجيين يتطلب معالجة جذرية, إذ لا يجوز في كل مرة أن يهدد إخوتنا العرب, وهل نسينا ما قدمت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ودولة الكويت من مساعدات لإعادة إعمار لبنان طوال سنوات الحرب, وهل نسي "حزب الله" موقف هذه الدول بعد حرب يوليو 2006?

 

مجدلاني: الحكومة تأخذ لبنان الى "الإنهيار التام"

 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أن "الأجنحة العسكرية والسلاح الذي ظهر في اليومين الماضيين كان له مهمة مرحلية ومن الواضح أن الأحداث التي حصلت أظهرت أن لا حكومة في البلاد".  وشدد في حديث لإذاعة "صوت لبنان" على أن "الحكومة تأخذ لبنان الى الإنهيار التام وواجب علينا أن تكون هناك حكومة جامعة لإنقاذ لبنان مما يرسمه نظام الأسد للداخل اللبناني".

ودعا "حزب الله الى المشاركة في حوار جدي يبحث في وضع السلاح ضمن إطار الدولة وذلك إذا كان حريصا على سلامة لبنان".

 

مكتب نتانياهو: مسلسل فرقة ناجي عطالله يهدف الى التحريض على اسرائيل وكراهيتها

الحياة /يثير مسلسل "فرقة ناجي عطالله" للفنان عادل امام نقاشا اسرائيليا حول اهدافه تجاه اسرائيل، الى حد ان تطرق اليه  المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية،اوفير جندلمان ، قائلا ان الهدف الواضح من المسلسل هو التحريض على اسرائيل وكراهيتها ولا يحمل اهدافا فنية. وبحسب جندلمان فان المسلسل لا يعكس صورة اسرائيل ومواطنيها بشكل واقعي حيث يقوم المسلسل بالنقد الشديد للمجتمع الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويتعامل مع بعض القضايا الإسرائيلية بالاستخفاف الشديد وخصصت الصحف الاسرائيلية  والقنوات التلفزيونية تقارير خاصة عن المسلسل بالتركيز على كيفية استخفافه باجهزة الامن والموساد وانتقدت صحيفة "جيروزاليم بوست"، بشكل شديد المسلسل واعتبرته تحريضا خطيرا ضد اسرائيل فيما كشفت الصحافية سمدار بيريه ، في صحيفة "يديعوت احرونوت" انها كانت قد قابلت الفنان عادل امام وكان قد اعلن امامها انه يؤيد السلام وهو ما جعلها تشعر بسعادة بالغة ولكن، تضيف بيريه، بعد مشاهدتي المسلسل اكتشفت ان عادل امام خدعني  لان مسلسله  يعكس كراهية شديدة لإسرائيل، على حد قولها. وأعربت بيريه عن استيائها من عرض التلفزيون المصري لهذا المسلسل، الذي وصفته بالمعادي لإسرائيل والمليء بالأخطاء عنها، على حد زعمها.

 

ميقاتي: لبنان يمر بمرحلة هي الأصعب والأدق في تاريخه الحديث

حذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من أن لبنان يمر بمرحلة هي الأصعب والأدق في تاريخه الحديث. وقال ميقاتي في رسالة الى اللبنانيين عشية عيد الفطر "يطل العيد هذا العام ولبنان يمر بمرحلة ، هي الأصعب والأدق في تاريخه، بفعل إنعكاس تطورات الأوضاع في المنطقة عليه ، وإستمرار حال الانقسام الداخلي ووجود خيارات وتوجهات مختلفة في مقاربة هذه التطورات". وأضاف "لعل حال القلق التي يعيشها جميع اللبنانيين في مختلف المناطق خير دليل على دقة الأوضاع ، خصوصاً  بعد الذي شهدناه في الأيام القليلة الماضية من مظاهر أعادتنا بالذاكرة الى سنوات الحرب الأليمة التي اعتبر اللبنانيون انهم طووا صفحتها في اتفاق الطائف". وقال" ان المسؤولية الوطنية في تعاون الجميع لمعالجة الأوضاع الناشئة، ومن غير الجائز أن يشارك أحد عن قصد أو غير قصد في محاولة هدم البنيان الوطني عبر خيارات سياسية حينا أو ممارسات أحيانا ، تزيد الانقسام والشرذمة بين اللبنانيين ".

 

سجنوا خالد ضاهر

يقال نت/قدّم " الجناح العسكري" في عائلة المقداد الدليل على أنه ليس سوى "حزب الله".الأجندة التي تحملها اعتقالاته من جهة أولى والإعترافات التي يطلب من المخطوفين الإدلاء بها، من جهة ثانية تؤكد أن "حزب الله" هو الأصيل في حركة " الوكيل" العائلي. ما قدمه آل المقداد، بجناحهم العسكري، لم يصل حتى الآن الى مستوى الرد على ما يسمى توقيف حسان المقداد في دمشق، بل يتركز همهم على النائب خالد ضاهر وقطر فيما يشبه الرد على توقيف ميشال سماحة بصفته أحد رؤوس شبكة أسدية إرهابية. يحاول "حزب الله" من خلال عائلة المقداد فرض معادلة جديدة: ليسجن خالد ضاهر مع ميشال سماحة أو ليفرج عن سماحة ! ثمة من يقبل بالمعادلة الأولى: ليسجن خالد ضاهر! لكن من أجل تنفيذ هذه المعادلة، لا بد لعائلة المقداد ومن خلالها "حزب الله" طبعا توفير الآتي:

أولا، إن الإعترافات المسجلة تحت الخطف ، حتى لو كانت صحيحة، فهي مجرد تزويرة كاملة، بالمعنى القانوني، لأنها اعترافات ناجمة عن عمل جرمي، هو الخطف، لذلك لا بد من أن تأتي الإعترافات في جو من الحرية التامة، بحيث ينقل من سجل له اعترافه الى جهاز أمني، وهناك يقول ما يقوله ، مع الأدلة التي يملكها، لأن كل قول بلا دليل، هو رواية تصلح للأفلام!

ثانيا، منذ اندلعت الثورة السورية والعين على خالد ضاهر وغيره، فلماذا والحالة هذه ، لا تتم الإستعانة بمخبر سري لتقديم أدلة على خالد ضاهر، فيسلم ، كما هي الحال في ملف سماحة، العبوات الناسفة التي ينقلها من قطر والمبالغ المالية التي يحكى عنها، ولائحة بأسماء المجموعة المسلحة المطلوب منه تشكيلها. في ملف ميشال سماحة لم يكن ثمة قيمة لأي كلام: فيديو يعطي فيه ميشال سماحة الأوامر موجود. العبوات الناسفة موجودة. مبلغ 170 ألف دولار لتمويل العملية موجود. وإسم علي مملوك موجود. وبشار الأسد " بدو هيك" موجود. هاتوا دليلكم على خالد ضاهر واسجنوه، أما ميشال سماحة، ففي سجنه ، باق وباق وباق، لأن الدليل عليه أقوى من كل التضليل وكل الشفاعات و كل الأجنحة العسكرية الوهمية التي يشكلها "حزب الله".

 

جعجع: الأزمة بحجم خطر اضمحلال الدولة والمطلوب حال طوارئ ومنع الظهور المسلح

بيروت - «الحياة»/أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الصورة التي تكوّنت في اليومين الماضيين هي وكأن لبنان ارض سائبة تماماً بلا مواصفات وطن وبلا دولة وسلطة ودستور وقوانين، مجموعات مسلحة فالتة على راسها». ودان في مؤتمر صحافي كل ما حصل من عمليات خطف من جانب مجموعات مسلحة «ترسم سياساتها وتخطف أشخاصاً بعيداً عن كل الأطر والقوانين»، معتبراً انه «مهما كانت القضية محقة وشريفة، فذلك لا يبرر ما جرى والنتائج التي وصلنا تؤدي الى شل البلد وإلغاء الدولة».

وسأل جعجع: «الى اين نصل لو تصرف مواطنون آخرون كما تصرّف آل المقداد؟. وقال: «لدينا جميعاً عائلات وعشائر، لكن نريد أن نبقي الامور في سياق اللعبة الديموقراطية»، معتبراً ان «وجود جناح عسكري لعائلة لبنانية يهدم فكرة الدولة».  وفي رد على لوم أهالي المخطوفين الرئيس سعد الحريري في ملف المخطوفين اللبنانيين في سورية، قال جعجع: «كيف ذلك وسعد الحريري «قتل حالو» ووضع طائرته بتصرف المخطوفين لإرجاعهم». وقال: «رأينا هجوماً على رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط والرئيس الحريري الذي بذل جهوداً كبيرة للإفراج عن المخطوفين وهوجم من منطق دعمه للثورة ثم انتقل الامر الى دول عربية»، معلناً ان «الهدف مما جرى كان الضغط على رئيسي الجمهورية (ميشال سليمان) والحكومة (نجيب ميقاتي)، لأن النظام السوري مستاء من السماح بتوقيف ميشال سماحة وكان ذلك النقطة التي طفح فيها الكيل. للأسف هذا موقف السوريين وبعض التابعين لهم في لبنان. النتيجة هي الضغط على المعارضين السوريين والفرقاء اللبنانيين المؤيدين للثورة وعلى دول عربية اقليمية مؤيدة للثورة وعلى اطراف في الحكومة لا تقوم بما يريده النظام السوري». وتساءل: «ماذا يعني خطف أشخاص من مناطق قريبة من الجبل؟».

وقال جعجع: «الرئيسان سليمان وميقاتي امام مسؤولية تاريخية بكل معنى الكلمة وإلا سنشهد على ايامهما اضمحلال الدولة في لبنان واندثارها ويمكن انتهاء لبنان كوطن، والأزمة بهذا الحجم. وفي مواجهة ازمة كالتي نعيشها، يجب إجراء عملية جراحية والمطلوب بعض الخطوات بشكل سريع جداً لإعادة مسيرة الدولة، ومنها: اعلان حال طوارئ ولو جزئية وفي ذلك ضرورة قصوى لمنع اي ظهور مسلح حتى بالقوة فإلى متى سننتظر وأين دور الدولة؟». وأضاف: «المطلوب هو التفتيش عن المخطوفين، سوريين وغير سوريين والافراج عنهم ولو بالقوة وتوقيف كل من ظهر مسلحاً على الشاشات بكل وقاحة وتسطير استنابات قضائية في حق كل من ادلى بتصاريح تمس علاقات لبنان ومواطني الدول الاخرى».

وأعلن جعجع ان «ليس لدينا ثقة بالحكومة ولا تمثلنا»، مشيراً الى ان «مئات الموقوفين اخذوا من بيوتهم في لبنان من قبل الجيش السوري وجماعات تابعة له، والى الآن لا نستطيع ان نفعل شيئاً لهم. انطلاقاً مما تصرفوا كان يجب ان نخطف سوريين من الموالين للنظام وحتى لبنانيين ساعدوا النظام على خطف بطرس خوند وغيره. لو جرى ذلك كيف كان الوضع في البلد وأي دستور يبقى؟».

وأضاف: «لا ثقة لدينا بالحكومة في اي مجال، لكن هل هذا يعني القيام بثورة مسلحة ضدها ان كنا مؤمنين بالنظام الديموقراطي؟ كل ما نعلن اننا نقوم به هو التحضير للفوز بأكثرية كبيرة في الانتخابات كي نبدأ العمل؟».

وقال جعجع: «نتصارع مع الحكومة منذ اشهر كي تعطي فقط الاجهزة الامنية داتا الاتصالات لكشف موضوع الاغتيالات. الجميع يعرف ان كل فريق يستطيع التصرف بالطريقة نفسها لكن نريد ان نبقي الامور في سياق اللعبة الديموقراطية، اي قضية محقة وخطيرة اكثر من محاولات الاغتيال؟ لكننا لم نتصرف بالطريقة التي تم التصرف بها في اليومين الاخيرين».

وسأل: «اين توجد سلطة واضحة في سورية كي يتم التفاوض معها؟ وهل يمكن أحداً ان يصدق ان اي عملية يمكن ان تؤدي لإطلاق المخطوفين؟ الايرانيون قاموا باتصالات مع الاتراك وصفقة معينة لاطلاق الموقوفين الايرانيين في سورية. أليس ثمة سوريون في ايران؟ الطريقة التي تم التصرف في لبنان بها لا تؤدي الى الافراج عن المخطوفين في سورية».

وتابع: «كادت المفاوضات تؤدي الى الإفراج عن اللبنانيين المخطوفين وبأي ضمير وقلب ومفاهيم وأخلاقيات يتم خطف لاجئين سوريين او من الجيش الحر؟ هذا الامر معيب وسيلاحق من قاموا به الى أبد الآبدين، ما جرى ادى الى ترهيب كل المعارضين للنظام بالاخص اللاجئين السوريين. النظام امتعض من تصرف لبنان تجاه اللاجئين وكان ينتظر ترهيب المعارضين او شلّهم ورأينا ذلك بتصرفات بعض الاجهزة في بدايات الثورة. وكان من الضروري ايجاد بدائل انتهت ببيت المقداد».

واعتبر جعجع ان «موضوع قطع طريق المطار لم يعد يحتمل أي تمييع أو تسويف بعد الآن، فطريق المطار تستوجب نشر قوة من الجيش وقوى الامن لمنع قطعها والقول ان من يحاول قطع الطريق سيعتقل وأي ظهور مسلح هناك سيتم اطلاق النار عليه وإلا يجب فتح مطار القليعات فوراً، أوليس هذا المطار على الارض اللبنانية لكي يتم استخدامه بدلاً من أن يكون اللبنانيون تحت رحمة ومزاجية البعض؟».

 «القاعدة» هي سماحة وفريقه

وعن الوقائع في قضية سماحة اعتبرها جعجع «غير قابلة للدحض» اذ أوضح ان «ثمة متفجرات أُرسلت من اللواء علي مملوك مع سماحة لاستهداف شخصيات سنّية تحديداً وكذلك جماعات سنية لدفع السنّة الى ردود فعل لا تحمد عقباها». وتعليقاً على طريقة توقيف سماحة قال: «كيف كانوا يريدون أن تجري المداهمة في ظل وجود عملية إرهابية كبيرة من هذا الحجم؟». وأضاف: «القاعدة في لبنان هي ميشال سماحة وفريقه». وسأل: «اين الامن العام والجمارك من واقع مرور عبوات متفجرة، من اعطى إذناً لعبور سيارة سماحة من دون تفتيش على معبر المصنع؟ اين الاجهزة الامنية الاخرى مما جرى؟ هل لا يستوقف المرء واقع ان فرع المعلومات هو الوحيد الذي كشف هذه العملية اضافة الى قضيتي عين علق وفتح الاسلام بينما لم يكشف اي جهاز آخر امراً باستثناء تفجير الباص في البحصاص في طرابلس؟ ألا يعني ذلك وجود خلل في عمل تلك الاجهزة؟ ألا تستمر تلك الاجهزة بالعمل كما كانت تعمل في زمن الوصاية السورية؟ ألا يفسر ذلك الضغوط على الامن الداخلي وفرع المعلومات لإخضاعه وجعله كالآخرين؟». وطالب جعجع الاجهزة الامنية بـ«تغطية كل لبنان معلوماتياً وخصوصاً جماعة 8 آذار لأن شخصاً منهم هو ميشال سماحة تبين ان له علاقه بالتفجيرات وكذلك النظام السوري». وقال: «أين هي نظرية (رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال) عون من ان السوريين انسحبوا من لبنان وأصبحوا في بلادهم؟ ألا يحق لنا ان نتساءل مع من نجلس الى طاولة الحوار؟».

 

تأمين الأسلحة الكيماوية السورية يحتاج عشرات الآلاف من الجنود

واشنطن – رويترز/قال مسؤولون أميركيون وديبلوماسيون، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون أسوأ السيناريوات المحتملة التي قد تتطلب نشر عشرات الآلاف من القوات البرية في سورية لتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بعد سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وتفترض هذه المناقشات السرية تفكُّكَ كل القوات الامنية الموالية للأسد، وأنها ستترك وراءها مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية في سورية عرضة للنهب. كما يفترض السيناريو أيضاً ألاّ يُتمكّن من تأمين هذه المواقع بتدميرها بضربات جوية، بالنظر الى المخاطر الصحية والبيئية.

وقال مسؤول اميركي إن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن خطط لنشر قوات برية في سورية. ورفضت ادارة الرئيس باراك اوباما حتى الآن تقديم مساعدات قتالية للمعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل الإطاحة بنظام الأسد، وقللت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من احتمالات فرض منطقة حظر جوي قريباً.

وقال المسؤول: «لا توجد خطة وشيكة لنشر قوات برية، وهذا في الحقيقة هو أسوأ السيناريوهات المطروحة»، مضيفاً ان القوات الأميركية على الأرجح ستلعب دوراً في مثل هذه المهمة.

وقال مصدران ديبلوماسيان إن الأمر قد يتطلب ما بين 50 إلى 60 ألف جندي إذا تحققت أسوأ مخاوف المسؤولين، بالإضافة إلى قوات الدعم.

وأضاف المصدران الديبلوماسيان أنه حتى في حالة نشر قوة من 60 ألف جندي، فلن تكون كافية لحفظ السلام، ولن تكفي إلا لحماية مواقع الأسلحة، على الرغم من أنها ستبدو مثل قوة احتلال اجنبية، على غرار ما حدث في العراق.

وقال المصدران إنه لم يتضح بعد كيف سيجري تنظيم هذه القوة العسكرية، وما هي الدول التي قد تشارك فيها، لكن بعض الحلفاء الأوروبيين لمحوا إلى أنهم لن يشاركوا.

ورفض البيت الابيض التعقيب على خطط محتملة بعينها، وقال الناطق تومي فيتور إنه بينما تعتقد حكومة الولايات المتحدة أن الاسلحة الكيماوية تحت سيطرة الحكومة السورية، «فإنه مع أخذ تصاعد العنف في سورية بالاعتبار وتزايد هجمات النظام على الشعب السوري، نبقى قلقين جداً بشأن هذه الأسلحة». وقال فيتور: «بالإضافة الى مراقبة مخزوناتهم، فنحن نتشاور مع جيران سورية واصدقائنا في المجتمع الدولي لتسليط الضوء على مخاوفنا المشتركة بشأن أمن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية تأمينها». ورفض البنتاغون الإدلاء بتعقيب.

وبينما لا توجد إحصاءات كاملة لما تملكه سورية من الاسلحة غير التقليدية، فمن المعتقد انها تملك مخزونات من غاز الأعصاب، مثل: «في أكس» والسارين والتابون.

وقال المسؤول الاميركي إن من المحتمل ان يكون هناك عشرات المواقع للأسلحة الكيماوية والبيولوجية موزعة في ارجاء سورية.

وأضاف المسؤول أنه لا يمكن تأمين هذه المواقع بالقصف الجوي، الذي قد يؤدي إلى اطلاق الغازات.

وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الشهر الماضي، إن من المهم ان تبقى قوات الامن السورية متماسكة بعد سقوط الأسد، مشيراً بشكل خاص الى قدرتها على تأمين مواقع الاسلحة الكيماوية.

وأضاف قائلاً في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي. إن. إن.) في تموز (يوليو): «انهم يقومون بعمل جيد جداً في تأمين هذه المواقع... إذا توقفوا فجأة عن ذلك فستكون كارثة أن تقع هذه الاسلحة في الايدي الخطأ، سواء أيدي حزب الله او غيرهم من المتطرفين في المنطقة».

وأشارت بعض مصادر الاستخبارات الغربية، إلى أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني -وكلاهما من الحلفاء المقربين لسورية- ربما يحاولان السيطرة على الاسلحة الكيماوية السورية في حالة الانهيار الكامل لسلطة الحكومة، كما ان هناك مخاوف قوية من ان تسيطر عليها تنظيمات متطرفة في سورية، مثل الجهاديين او القاعدة.

وبدأت سورية في اكتساب القدرة على تصنيع الاسلحة الكيماوية وإنتاجها في 1973، بما في ذلك غاز الخردل والسارين، وربما أيضا غاز الأعصاب «في اكس».

ولا يُعرف على وجه التحديد كميات الاسلحة الكيماوية في مخزونات سورية أو تركيباتها، لكن وكالة المخابرات المركزية الأميركية قدّرت ان سورية تملك بضع مئات من الليترات من الأسلحة الكيماوية وتنتِج مئات الأطنان من الغازات سنوياً.

 

من مؤمن بشعار «الله - الوطن - العائلة» إلى متآمر على الوطن تنفيذاً لأجندة خارجية/ميشال سماحة... من الصعود إلى السقوط؟

خاص - «الراي/هناك صورة في جريدة «النهار» في عددها الصادر في التاسع من ايار- مايو 1976. في تلك الصورة، ظهر ميشال سماحة، الذي كان لا يزال عضوا فاعلا في حزب الكتائب اللبنانية يحمي بجسده الشيخ أمين الجميل لدى ترجله من سيارته من نوع «رينج روفر» لحضور جلسة انتخاب الياس سركيس حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رئيسا للجمهورية. بدا ميشال سماحة، أو «ابو الميش» كمّا يسميه اصدقاؤه ومحبوه، من خلال الصورة، كأنه مجرد مرافق من مرافقي نائب منطقة المتن الشمالي والنجل الاكبر للشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب. كان وقوفه عند الباب الامامي للسيارة لحماية أمين الجميّل بصدره دليلا ساطعا على مدى وفاء من اصبح بعد ذلك، نائبا ووزيرا على تناقض تام مع الفكر الكتائبي ومع كلّ ما يمثله ويرمز اليه آل الجميل وبيتهم القديم في بلدة بكفيا.

التقطت الصورة في الثامن من ايار- مايو 1976 في ساحة البرلمان الموقت في بيروت يوم انتخاب الياس سركيس رئيسا للجمهورية اللبنانية، وذلك قبل خمسة اشهر من نهاية ولاية الرئيس سليمان فرنجية الذي تحوّل طرفا في الحرب الداخلية الدائرة في لبنان. جرت الانتخابات الرئاسية المبكرة في وقت كانت القذائف تنهمر على المكان الذي انعقدت فيه جلسة لمجلس النواب خصصت للاتيان برئيس للجمهورية. كانت هناك حاجة الى رئيس جديد بعدما قاطع المسلمون اللبنانيون باكثريتهم الساحقة سليمان فرنجية الذي اضطر الى الهرب من قصر بعبدا الرئاسي والاقامة في بلدة الكفور الكسروانية حيث لا وجود سوى للموارنة... كيف انتقل ميشال سماحة من كتائبي قحّ، أي مسيحي متعصّب للبنان، ثم رئيس لمصلحة الطلاب في الحزب الى احد ممثلي النظام السوري في لبنان، بل احد المنظرين للوجود السوري في البلد والمدافعين عن كل ما يقوم به السوريون أو حلفاؤهم، بمن في ذلك «حزب الله» الذي لا يرى فيه اللبنانيون سوى لواء في «الحرس الثوري» الايراني؟

الذين يعرفون ميشال سماحة عن قرب ومنذ زمن طويل يقولون ان الرجل الذي اعتقلته الاجهزة الامنية قبل ايام، بعدما سجلت بالصوت والصورة تورطه في عملية تسليم متفجرات واموال بهدف تنفيذ عمليات ارهابية في الشمال اللبناني، بهدف اثارة فتنة سنّية- مسيحية، تحوّل اسيرا للمخابرات السورية.

حصل ذلك على دفعات. ولكن في اساس التحوّل شعور ميشال سماحة ان هناك حدودا لا يستطيع تجاوزها ما دام عضوا في حزب الكتائب الذي شعاره «الله، الوطن، العائلة». كان عليه اثبات ولائه للعائلة كلّ يوم خصوصا انه من قرية الخنشارة التي لا تبعد سوى خمسة كيلومترات عن مسقط راس آل الجميّل في بكفيا.

في البداية، عندما اكتشف ميشال سماحة ان انتماءه للحزب، بتأثير من والدته قبل ايّ شيء آخر، يرسم له خطوطا حمر لا يستطيع تجاوزها، لجأ الى حماية كريم بقرادوني، الاكبر منه سنّا، والذي كان منضويا تحت جناح يمثلّه الشيخ موريس الجميّل، وهو ابن عمّ بيار الجميّل. كذلك، كان بيار الجميل متزوجا من شقيقة موريس السيدة جنفياف والدة امين وبشير الجميّل.

كان موريس الجميّل نائبا عن المتن، فيما بيار الجميّل نائبا عن بيروت وقد وجد بعض شباب الحزب ضالتهم في الشيخ موريس الذي كان يمتلك فكرا سياسيا متقدما مبنيا على فكرة تحقيق العدالة الاجتماعية. انضم ميشال سماحة، الشاب الطموح، الى مجموعة موريس الجميّل الذي توفي في العام 1970.

بعد 1970، لجأ ميشال سماحة بمعية كريم بقرادوني، الى الانضواء تحت جناح امين الجميّل الذي خلف خاله موريس نائبا عن المتن. اثر ذلك، راحا يبحثان عن طريق خاص بهما. فقد اكتشف بقرادوني، الارمني، وسماحة الكاثوليكي، ان على كلّ منهما ان يرسم مستقبله على طريقته. ما لبث بقرادوني ان انضمّ لاحقا الى فريق بشير الجميّل مع صعود نجم الاخير. اما سماحة، فقد اختار طريق الاجهزة اللبنانية التي تلقفته باكرا في اثناء وجوده في الجامعة اليسوعية في بيروت حيث درس ادارة الاعمال.

في مرحلة ما قبل اندلاع الحرب في لبنان في نيسان- ابريل 1975، بقي ميشال سماحة قريبا جدا من كريم بقرادوني، لكنه كان ايضا قريبا جدا من الاجهزة اللبنانية التي شاركت في الدفع في اتجاه الصدام مع المسلحين الفلسطينيين بتشجيع سوري. بعد ذلك افترقا موقتا ثم التقيا عند الاجهزة السورية في مرحلة ما بعد اغتيال بشير الجميّل في الرابع عشر من ايلول- سبتمبر 1982.

ما اخذ ميشال سماحة الى سورية، الاجهزة الامنية اللبنانية اوّلا، ثم علاقته برجل اعمال سوري، كان مقيما في لبنان قبل ان ينتقل الى لندن ومنها الى باريس حيث استقر نهائيا. جمع رجل الاعمال هذا، وهو مسيحي، ثروة كبيرة من خلال تجارة النفط.

وبدأ التعاطي بالنفط عبر شركة اسسها عدنان خاشقجي، رجل الاعمال السعودي الذي كان في مرحلة ما مليارديرا. والذي اسهم في ثراء رجل الأعمال السوري والذي ما لبث، بسبب مصالحه الشخصية، ان انتقل من تأييد البعث العراقي الى احد رجال النظام السوري في فرنسا. هناك اغنياء البعث مثلما هناك اغنياء الحرب. كان رجل الاعمال السوري المغرم بالسياسة والاعلام هذا احد هؤلاء.

في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، اصبح ميشال سماحة رجلا معترفا به في لبنان بصفة كونه على علاقة بأطراف عربية واوروبية واميركية عدة. اختار في الواقع طريقه بعدما صار من اللصيقين برجل الاعمال السوري الذي قرّبه من الاجهزة الفرنسية.

حاول امين الجميّل في بداية عهده في العام 1982 الاستفادة من العلاقات السورية لميشال سماحة. اكتشف فجأة ان الرجل مرتبط بالسوريين اكثر بكثير مما يجب ولا يصلح باي شكل للعب دور الوسيط. اكثر ما اكتشفه امين الجميّل انه لم تعد لميشال سماحة اي علاقة بحزب الكتائب وفكره. وفي السنة 1985، تبيّن ان ميشال سماحة ممثل للنظام السوري في لبنان وانه ليس سوى اداة من ادواته. فقد دعم الاتفاق الثلاثي الذي ارادت دمشق فرضه في لبنان بعدما استوعبت ايلي حبيقة القائد الجديد لـ «القوات اللبنانية» الذي كان الى ما قبل فترة قصيرة محسوبا على الاسرائيليين.

ترك ميشال سماحة لبنان بعد فشل النظام السوري في فرض الاتفاق الثلاثي الذي كان يعني اول ما يعني الانتهاء من رئاسة امين الجميل قبل انتهاء ولايته في العام 1988. وخلال وجوده في فرنسا، انصرف ميشال سماحة الى تعزيز علاقته بالنظام السوري، خصوصا بالعماد حكمت الشهابي رئيس الاركان واحد اهم رجالات النظام في عهد حافظ الاسد. تحوّل ميشال سماحة الى ضابط الاتصال بين المخابرات الفرنسية والمخابرات السورية بدعم من الشهابي. ومع حلول السنة 1989 وتوقيع اتفاق الطائف، عاد ميشال سماحة الى بيروت حيث تولّى وزارة الاعلام مرتين كما انتخب نائبا عن المتن لدورة واحدة.

في السنة 2000، نقل ميشال سماحة ولاءه من حكمت الشهابي الى بشّار الاسد الذي كان يستعد لخلافة والده (حصل ذلك في شهر حزيران-يونيو من تلك السنة). اضافة الى ذلك، كان بشّار يعتبر نفسه في مواجهة مع الثلاثي حكمت الشهابي- عبدالحليم خدّام- غازي كنعان.

عرف ميشال سماحة، بدعم من صديقه رجل الاعمال السوري، من اين تؤكل الكتف. وكوفئ على انضمامه في الوقت المناسب الى فريق بشّار بان اصبح مسؤولا عن جزء من عملية تلميع صورة النظام في اوروبا والولايات المتحدة عن طريق شبكات اقامها في باريس وصحافيين اميركيين مرموقين اقام علاقات من نوع معيّن معهم. اصبح جزءا لا يتجزأ من آلة النظام السوري، خصوصا في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. دفع ذلك بالاميركيين الى فرض عقوبات عليه على غرار العقوبات التي فرضت على عدد من كبار المسؤولين السوريين.

ما نشهده حاليا بداية النهاية السياسية لشخص لم يعرف ان هناك حدودا لا بدّ من التوقف عندها. لم يعرف حتّى ان هناك حدودا للانتهازية. مثلما حاول في العام 1976 حماية امين الجميّل بجسده وصدره، ها هو في السنة 2012 يسعى الى عمل كل المطلوب منه، لعلّ وعسى يجد النظام السوري مخرجا لبنانيا لازمته... حتى لو كان عنوان هذا المخرج فتنة مسيحية- سنّية في شمال لبنان!

كان ميشال سماحة رجل المبالغات بامتياز. يبدو ان مبالغته الاخيرة ستودي به، خصوصا انه لم يدرك ان زمن النظام السوري قد فات...

 

الحل اليمني أو الانقلاب العسكري بموافقة موسكو

أسعد حيدر/المستقبل

عاد الحل اليمني للأزمة في سوريا، يطفو على السطح. رغم كل التحفظات العلنية حوله، والامتناع عن الخوض في تفاصيله. لكن من الواضح أن البحث في وضع الأزمة السورية على مسار هذا الحل يُدرس بجدية، خصوصاً من موسكو. الروس فقدوا الثقة بنجاح الحل الأمني الأسدي. انتهاء شهر رمضان المبارك، من دون إنجازات عسكرية أسدية، رفع منسوب فقدان الثقة وحتى الأمل بإمكانية إنقاذ النظام الأسدي. موسكو كانت قد أعطت الأسد ضوءاً أخضر لاستخدام كل قوته النارية لتحقيق انتصارات واضحة حتى يمكن التفاوض على الحل من موقع قوة. حتى الطيران الحربي، بما فيه استخدام طائرات ميغ 23 الى جانب القصف المركز والشامل لسلاح الهليكوبتر لم يقلب الموازين. السوريون اعتادوا على دفع ضريبة الدم ولن يتراجعوا، والعالم، خصوصاً واشنطن، لم يعد بإمكانه تجاهل مفاعيل هذا القصف الجوي لنظام ضد شعبه. لا شك، أن تفجير دمشق الذي قتل فيه أربعة من نجوم آلة القتل السورية في مقدمهم آصف شوكت وتمدد العمليات العسكرية الى قلب دمشق وحلب يساهم في دفع موسكو للبحث عن خيارات جديدة. تراجع النظام الأسدي عسكرياً واقتصادياً وحاجته الكاملة للمساندة في القطاعين لمواجهة نمو قوة المعارضة المسلحة رغم الحظر الغربي والعربي المفروض على تسلحها، يزيد من ضيق دائرة الخيارات أمام الباحثين عن حل لا يكون في صلبه خروج بشار الأسد من السلطة.

أيضاً، وهو مهم جداً، الكلام المتزايد عن إصابة ماهر الأسد وعطبه وصولاً الى تسريبات من مصادر مطلعة من قلب النظام الأسدي بأن ماهر الأسد توفي قبل أيام بعد معاناة طويلة من السمّ أولاً ومن جراحه ثانياً يدفع أكثر فأكثر للبحث عن حل سياسي. الذين يقولون إن ماهر الأسد قُتل، يضيفون أنه يجب العثور على حل فيه الكثير من المخيلة السياسية في فترة لا تزيد عن أسابيع قليلة، لأن كل يوم قتال جديد يهدد المنطقة كلها وفي مقدمها لبنان. أي "حل يمني" لسوريا، لا يمكن أن يترك لبشار الأسد حق البقاء في دمشق كما حصل لعلي عبدالله صالح. الوضع مختلف جداً. الإجرام الذي نفّذه الأسد في سوريا يتجاوز بكثير ما فعله صالح. السؤال هل يقبل الأسد مغادرة سوريا الى روسيا أو فنزويلا أو إيران؟.

علاقة موسكو مع سوريا تاريخية، أما مع عائلة الأسد فمرحلية. بين استمرار علاقاتها مع دمشق بطريقة من الطرق، وخسارتها الكاملة لدمشق مع سقوط الأسد لا شك أن موسكو تفضّل الحل الأول. من الضروري أن البحث عن حل سياسي يتطلب التفاهم مع واشنطن. المشكلة أن الإدارة الأوبامية لا تبدو مستعجلة على الحل. كلما طالت الأزمة كسبت. سوريا تزداد ضعفاً، وتضطر لاحقاً لتقديم "واجب الطاعة". أيضاً تزداد خسارة موسكو وتخف قدرتها على التفاوض من موقع القوة.

المكاسب التي يمكن أن تحققها واشنطن كلما طالت الأزمة السورية يقابلها وقوع مخاطر متزايدة، قد لا يمكن ضبط تردداتها في الوقت المناسب. من ذلك أن الأسد المدعوم من إيران بقوة لأن سقوطه يشكل خسارة استراتيجية للنظام الإيراني، سيصعّد أكثر فأكثر سورياً، وسيعمل أكثر فأكثر على رمي "كرات النار" في كل الاتجاهات. لبنان هو الهدف الأول لأنه الحلقة الأضعف، ولأن الأسد يملك فيه وجوداً وقوى تعتبر مصيرها من مصيره. ما قام به ميشال سماحة يشكل مثالاً صارخاً على هذا المنحى وهذا التوجه. إقدام سياسي مخضرم مثل سماحة على السقوط في حفرة التفجير والقتل تلبية لطلب مباشر من الأسد يؤكد مدى استخفاف الأسد بلبنان ومن يؤيدونه. من الواضح أن الأسد كوالده يرى في اللبنانيين الملتزمين به أدوات وليس حلفاء. الحليف تتم المحافظة عليه أما الأداة فإنها تنتهي مع انتهاء دورها والحاجة إليها. أيضاً الأسد قذف الى تركيا "كرة النار" الكردية، وإلى العراق "كرة النار" المذهبية. حتى الفلسطينيين لم يسلموا من ناره، وقد سبق أن نالهم منه ومن والده الكثير من لهيب القتل والتهجير والدفع نحو الانقسام وحروب الاخوة. هذا الاندفاع الأسدي نحو تفجير كل الدوائر المحيطة به قد تخيف مؤقتاً دوائر القرار، لكن من المؤكد أنها ستجد نفسها مدفوعة للبحث في كل الوسائل المتاحة للتخلص من النظام الأسدي، لأن كل يوم يبقى فيه يصبح أكثر دموية وخطراً على الداخل والخارج معاً. كلما أسرعت موسكو في الدفع نحو حل يمني أو غير ذلك من الحلول التي تتطلب مخيلة سياسية لا تنقصها، كان أفضل. ما يؤكد أن حلاً روسياً على مثال الحل اليمني، يبدو مقبولاً أن واشنطن شددت أمس على وجوب بقاء الجيش السوري موحداً. مثل هذا الخيار يفتح الباب أمام موسكو للعثور على صيغة الحل خصوصاً وأنها الأكثر معرفة بالتفاصيل الدقيقة لتركيبة الجيش السوري. من مصلحة موسكو بقاء الجيش السوري موحداً لأن حضورها ودورها في سوريا على علاقة وثيقة وتاريخية مع الجيش السوري. في النهاية إذا كان الحل اليمني غير ممكن، فإن موسكو قادرة على الدفع باتجاه انقلاب عسكري يضمن للجميع خصوصاً العلويين موقعاً لهم في سوريا بلا الأسد.

هل تتّعظ موسكو فتخرج سوريا والمنطقة من دائرة النار فتربح بعد أن خسرت، أم تماطل لتخسر أكثر فأكثر؟.

 

عون يصمت عن سماحة "ويترافع" عن كرم

كارلا خطار/المستقبل

شبّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون على التناقضات وهو اليوم يشيب عليها. وفي تناقضاته تلك غطاء محكم إنما شفاف حيناً وفضيحة مكشوفة أحياناً كثيرة. الاختلاف هنا لا يستند الى قواعد معيّنة أو منطق وطني عام، إنما يعتمد على مزاج الجنرال وقناعته في تفسير الأمور التي لا بدّ أن تتناغم مع مصالحه الشخصية. مِن حظّ الجنرال أنه ظفر بمن يغطّيه مقابل "ابتزاز" سياسي وسمسرة قمّتها كرسي الرئاسة. فالجنرال سبق وطالب بإعطاء صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية ثم ألحق تلك المطالبات بحملة تطاول فيها على الدولة وعلى رئيسها. قبل ذلك في العام 1989 وعندما كان عون قائداً للجيش، شنّ حروباً عبثية لحصر السلاح بيد الجيش فيما هو اليوم يغطي مع فريقه سلاحاً خارجاً عن الشرعية بحجة استخدامه لمواجهة العدوّ الإسرائيلي.. ولم يتراجع عن دعمه للسلاح ذاك حين تمّ استخدامه في الداخل يوم 7 أيار. جنرال الرابيه يغطي مع فريقه السلاح وميليشياته، وفي الوقت عينه يحمّل "مصائبه" في الأداء السياسي الى حلفائه وخصومه. أما عصبية الجنرال فمعدية تتنقل بين نوابه ووزرائه الذين لا يتقنون سوى لغة الشتائم والخطابات الطائفية في المجلس النيابي. غطاء عوني لسلاح غير شرعي، ليس مستغرباً أن تكون محصّلته السكوت.. ومعروف أن السكوت من علامات الرضى. هنا أسئلة بالجملة تطرح نفسها: هل جمهور "التيار الوطني الحرّ" راضٍ عن نتيجة تفاهمات جنراله؟ هل سكوت الجنرال سببه مختلف عن سكوت جمهوره؟ وهل سكوت الجنرال، الثائر دوماً والضارب على أعصاب اللبنانيين، دليل على قناعته بأن الدويلة أقوى من الدولة؟ جنى عون على نفسه حين ربط اسمه بسلاح خارج عن سيطرة الدولة من أجل سمسرة الكراسي الوزارية وكرسي رئاسة الجمهورية محققاً خسارة شعبية عونية. كيف لا وقد ترك الناس تواجه مشاكلها بنفسها، من أزمة كهرباء ومياه، إلى خدمات معدومة بالكامل. مع كل هذه التجاوزات، يتحمّل عون مسؤولية إضعاف الدولة، في وقت أصبح فيه عملاء إسرائيل يسرحون ويمرحون. فالعمالة في المنطق العوني "ماركة مسجّلة" ضمن البراءة والعمالة السياسية. شكوك المؤيدين والخصوم تدور اليوم حول سكوت عون وكتلته والتزامهم الصمت في ما خصّ توقيف ميشال سماحة وهو في الواقع عميل لرأس النظام السوري بشار الأسد.. لذا توقّف تحليل الجنرال عند طريقة توقيف سماحة وانتقاد فرع المعلومات. من ناحية أخرى ومنذ فترة وجيزة، كان عون وحده مصراً على تبرئة العميد فايز كرم المتهم بجرم التعامل مع إسرائيل.. إنه عميل إسرائيلي وقد اعترف طوعياً بالعمالة.

باختصار، عون يدافع عن كرم مشجّعاً على العمالة للعدوّ الإسرائيلي، حينها عفا حليفه المسلّح نفسه من إبداء الرأي، وقد حان دور عون ليلتزم الصمت بحجة أنه ينتظر التحقيقات في قضية سماحة "المبكّلة"، من دون أن يعلم اللبنانيون إن كان مع توقيفه وفاء لوطنيته الخادعة أم مع إخلاء سبيله لتحقيق الشرخ بين مكونات المجتمع اللبناني ونشر الفوضى التي يُعتبر الجنرال أول المشجّعين عليها.

"التناقض هو حقيقة ميشال عون منذ أكثر من ربع قرن" يقول عضو الأمانة العامة لـ14 آذار المحلل السياسي الياس الزغبي. ويضيف "عون يطلق شعارات صحيحة بينما يُمارس عكسها، يناقض أسس الدولة وبناءها تماماً كما فعل عندما كان رئيس حكومة عسكرية، حمل حينها شعاراً صحيحاً هو تحرير لبنان وتكسير رأس حافظ الأسد.. لكنّه مارس عكسها كلياً حتى وصل الى التصادم بعدما دفع أثماناً كل من البشر والحجر". ورأى الزغبي أن عون "ينتقد الفساد بينما يربيه بين أحضانه، يحكي عن بناء الدولة والمؤسسات فيما يضرب مفهومها، يحكي عن السيادة فيما يمارس سياسة مناقضة للسيادة وصولاً الى الإنكشاف الأخير لهذه الثنائية الفاضحة". ويتابع "عون يدعم الجيش القاتل ويقف ضدّه حين يكون مقتولاً، كما حصل عندما قُتل الضابط سامر حنا وعندما قتل 4 جنود في كمين على طريق دوريس فأعطى الحق لمن قتلهم، بينما استغل الجيش عندما قُتل الشيخان في عكار". أما على مستوى الدولة، فيشرح الزغبي أن "عون يدافع عن سماحة مباشرة أو مداورة من خلال نوابه ويصرّح بأنه "ينتظر التحقيق وكل ما كتب كأنه لم يُكتب".. وكأنّ كل الحقائق والمضبوطات والاعترافات بالنسبة الى عون لم تكن. بينما نادى ببراءة العميل الإسرائيلي الذي يخصّه فايز كرم." ووصف سكوت عون أثناء تمرّد العشائر "بالمريب والداعم للتمرّد على الدولة وضرب هيبتها، ولم يدن بإشارة بسيطة حالة الفوضى الخطيرة". وخلص الزغبي الى أن "الفوضى بدأت حين دعم عون السلاح غير الشرعي فوق سلاح الجيش والدولة تحت جحة المقاومة". من جهته، يلفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني الى أن "رأي ميشال عون في قضية توقيف سماحة واضحة وخياره جليّ بين التوقيف والفوضى، من خلال عدم اعتراضه على الفوضى المستشرية في الشارع اللبناني والذي لمسناه مع الجناح العسكري لعائلات وعشائر معيّنة". ورأى أن "هذه العشائر ممسوكة من قبل "حزب الله" وبالتالي لن يعترض عون ولن يحتجّ، بل التزم الصمت، فهو إما أدرك أن فضيحة ميشال سماحة وما سبقها وما يليها كبّر حجم الفخّ الذي سيقع فيه وإما مطلوب منه السكوت في هذه المرحلة". وختم ماروني "في الحالتين السكوت عن الجريمة جريمة أكبر".

 

إعلام.. وممانعة

علي نون/المستقبل

سفك ماء وجه بعض الإعلام اللبناني في الأيام الماضية بسبب طبيعة التغطية التي رافقت مأساة المخطوفين، كان في محلّه تماماً بتاتاً. ويكفي لتبرير الحكم، أنّها المرّة الأولى التي يتعرّض فيها أداء إعلامي إلى إدانة سياسية عامة وموحّدة وخارجة عن حدود الاصطفافات المألوفة.. وذلك ليس بقليل أبداً. وليس مفهوماً أن يتصرّف بعض الإعلام بمنطق السوق في زمن القتل والخطف وانتهاك الحرمات والكرامات البشرية. كما ليس مفهوماً أن تُؤدّى الرسالة المباشرة الفتّاكة بذلك القدر من الخفّة والتسرُّع رغم تعوُّد الجمهور اللبناني على هذا النوع من الصدمات وعلى كل أنواع الضخّ والطخّ وعلى مدى سنوات وسنوات! لكن ما ليس مفهوماً أكثر من ذلك كله، هو تلك "البراءة" المهنية والسياسية التي طفحت بالأمس فجأة ودفعت ببعض أبالسة المهنة إلى تقديم دروس ومطالعات في كيفية ممارستها! ثم في كيفية ذمّ الإثارة والتشويق والركض المخبول نحو تسجيل نجاحات قبل الآخرين! ثم الذهاب خطوة إضافية من خلال تقديم مطالعات ضميرية وأخرى موازية لها عن أصول وشؤون وفنون وطرق "الموضوعية" الصافية في تقديم الخبر واحترام عقل المتلّقي! والحال، أنّ الشاكين هؤلاء، والذين هم بلغة الأمس واليوم والدائم والقائم حتى قيام الساعة، ليسوا إلاّ منافقين لا يُشق لهم غبار، هم الأولى بالإدانة والذمّ، والأولى والأجدر بتبوّأ المراكز الطليعية في إنزال هذه المهنة الجليلة والإبداعية من رفوفها العالية إلى مرتبة ابتذالية خدمة لخط سياسي، أنزل أو يكاد بدوره، كل مقدّسات الأمّة إلى مستوى التراب وما تحت التراب!

الإعلام اللبناني، ابن بيئته، ومثله الاجتماع الوطني العام الذي حوَّل الحرية إلى فوضى، والفوضى إلى تجارة بكل شيء حتى بالدم والأرواح والكرامات! لكن تتمّة هذه "الموضوعية" تفرض توزيع المسؤوليات على مستحقيها، كما هي. بالعدل إذا أمكن وبالقسطاس إذا توافر. وتلك القسمة تقول إنّ ما نراه ونشهده راهناً، ليس إلاّ وليد تراكم أداء تخريبي فتنوي تحريضي موتور إلغائي إقصائي أعتُمد رسمياً من سلطة الوصاية السورية وأتباعها، وظلّ حياً يُرزق ويلبط وينمو في زمن وريثها الحزبي الممانع الذي انضم بالأمس أيضاً إلى مجموعة "المصدومين" ونفض يديه من مسؤوليته المباشرة والأكبر من غيرها، وكل غيرها، عن الوصول إلى هذا الدرك والقعود فيه قعدة لا قيامة منها إلاّ إلى الكوارث والمصائب!مفاجئ ذلك القدر من النحيب والصراخ على ما اقترفه بعض الإعلام! وكأنّ هذا الاقتراف نزل فجأة بمظلة فوق بساط أخضر وحوَّله يباساً ويباباً، وليس وليد ذلك الضخ التخويني الشتائمي والاتهامي والافترائي الذي وصل إلى مستويات لا حدود لانحطاطها وإسفافها، لا على المستوى العام ولا على المستوى الخاص!

وتماماً مثلما قال سمير جعجع وصدق مرة أخرى: هذه هي بضاعة أهل الممانعة في لبنان وعبر الحدود. وهذا هو حصاد زرعهم على مدى السنوات الماضيات.. سنوات القحط والمُحل والتزوير والافتراء والتجنّي والسبّ والشتم وتبرير القتل والاغتيال الفردي.. وصولاً إلى تبرير (والدفاع عن) المجازر الجماعية والإبادات المنظّمة! وكل ذلك، دام عزّكم، في سبيل الأمّة ورفعتها وضمان سؤددها في مواجهة أعدائها!

 

ضاهر يحمّل السلطات و8 آذار مسؤولية الفلتان الأمني

عكار ـ "المستقبل"/حمّل عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر السلطات اللبنانية وقوى 8 آذار وخصوصاً "حزب الله" "مسؤولية يجري من فلتان ومن سلاح منتشر ومجالس عسكرية كسلطات"، سائلاً: "هل يريد المتفلتون ان يفتحوا فتنة في لبنان من أجل النظام السوري، فالذي اتهمني اتهمني بناء لطلب النظام السوري". بدعوة من عائلة الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد أقيم افطار رمضاني في باحة مدرسة النور الاسلامية أول من أمس، حضره الى جانب ضاهر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، الوزير السابق فوزي حبيش، عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" محمد المراد، منسقي "تيار المستقبل" خالد طه وسامر حدارة وعصام عبد القادر، منسق "القوات اللبنانية" في عكار نبيل سركيس، ياسين جعفر باسم عشائر بيت جعفر، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات ووجهاء وذوي الشهيدين عبد الواحد ومرعب.

بداية، كانت كلمة باسم زوجة الشهيد الشيخ عبد الواحد ألقتها مهى سليمان، قالت فيها: "يا من تعلمت منك الصبر على الشدائد والغوص في المحن، يا رجل التسامح والمواقف الصعبة أراك في عيون بسمة وضحكة نور. أستمد رائحتك من محمد وعمر ". بدوره، قال رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة في كلمته: "نلتقي لنقول إننا ما زلنا نطالب بالعدالة، أننا نحب الاستقرار في هذه البلدة وعكار، ونطالب بالعدالة لأننا نحب الحياة المطمئنة لكل الناس". وطالب "العقلاء والساسة وكل مسؤول بأن يرفعوا شعار العدالة وشعار الانصاف ليكون لبنان في مستقبل زاهر وواعد، ولا تفتحوا باب الفتنة ".

وقال المونسينيور جان عبود في كلمته: "أقول لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء "تبقوا غلطانين إذا لم تحول القضية وهذا الملف الى المجلس العدلي"، مشدداً على ان "الذي اقترف الخطأ يجب ان يدفع الثمن، علينا تحقيق العدالة". وطالب "باعتبار شهداء الحادثة شهداء على غرار ما جرى في مناطق أخرى". من جهته، توجه علاء عبد الواحد في كلمة عائلة الشهيد عبد الواحد الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب وميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، قائلاً: "الا تستدعي جريمة اغتيال الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه وبعد طول انتظار وصبر وخصوصاً اننا وضعنا ثقتنا بالدولة وعضينا على الجرح حفاظا على السلم الاهلي بأن تقوموا بإجراء عملية كان اقلها اقتداء بالتصرف الذي قام به الرئيس المصري محمد مرسي بعزل بعض المسؤولين لتقصيرهم بأداء واجبهم الوطني؟!"، مشدداً على ضرورة ان "تأخذ قرارات حاسمة بعزل بعض المسؤولين سواء الذين قصروا او الذين ثبت تورطهم المباشر في هذه الجريمة في وضح النهار".

ضاهر

وسأل ضاهر في كلمته "لِمَ يتم رفض تحويل الملف الى المجلس العدلي وهي قضية حساسة، وقضية خطيرة"، موضحاً "نحن لا نطالب الا بمحكمة لبنانية تطبق العدالة وتلتزم معايير العدالة". وشدد على ان "الهدف هو محاسبة القتلة والمجرمين ونحن سنبقى متمسكين بهذه المطالب اي العدالة من اجل نصرة المظلومين".

وقال: "سنبقى نواجه مشاريع الشر التي تريد اضعاف لبنان وضرب مؤسساته وتريد اسقاط الدولة، واليوم نشهد في لبنان حفلة من الجنون"، مؤكداً انه "لم يعد للنظام وجود الا على ظهر الدبابات التي تدمر كل شيء، فلماذا البعض في لبنان يتمسك بنظام منهار ساقط ويأخذ نفسه معه لينتحر معه، لماذا لا تتدركون ولا تتبصرون ان هذا النظام فقد اركانه الامنيين وقادته والسياسيين وأصبح في الفصل الاخير، ويتجه الى محاولة قتل لبنان". اضاف: "لقد انكشف وكر الارهاب ورأس الارهابيين والمجرمين الذين كانوا يتكلم عنهم ميشال سماحة ويتهم اهل عكار وطرابلس بأنهم ارهابيون وسلفيون وكانوا يمهدون المسرح لحصول أشياء امنية بتوضيب شبكات وتحضير لاعمال ارهابية"، معلناً "اننا لن نرد على الاساءات والاتهامات والاهانات لأنه كما تقول العرب في أمثالها "الكريم اذا اهين كتم اهانته" فمن شتمنا وهددنا نقول له قولة العرب، نقول له ان نباح الكلاب غابر السحاب وان القافلة تسير والكلاب تعوي، واننا يا جبل ما يهزك ريح. بالله عليكم اذا كنا لا نخشى من الموت فهل نخشى ممن يقصف عمره الموت، والله لا نخشى الله فمطلبنا الشهادة وان نموت اعزاء شرفاء من اجل نصرة الحق والدفاع عن الحق".

وأوضح ان "ما يجري اليوم في لبنان من ظهور مسلح وميليشيات منفلتة وخطف لمواطنين سوريين ابرياء امر معيب"، لافتاً الى انه "في عرف العشائر والقبائل والاناس الكرام ان من يدخل بيتك يصبح آمنا ولو كان قد قتل ولدك"، متسائلاً "هل يجوز أن نبادل أهل الاحسان بالإساءات، وهل يجوز خطف السوريين في لبنان؟!". وأكد ان "هذه إهانة للعرف العشائري وإهانة للقبائل للبيوت الكريمة".

اضاف: "استنكارنا كبير لمن خطف اللبنانيين في سوريا سواء الأحد عشر او ابن المقداد، لكن أن ينفلت البعض من كل عقال فيطلق كلاما يسيء الى السلم الاهلي بالاساءة الينا أو الى الرئيس سعد الحريري، او الى النواب، فحذار من الفتن"، سائلاً: "هل يريد بذلك المتفلتون من كل عرف عشائري وديني ومن كل خلق سوي ان يفتحوا فتنة في لبنان من أجل النظام السوري، فالذي اتهمني اتهمني بناء لطلب النظام السوري". وحمّل "مسؤولية ما يجري من فلتان ومن سلاح منتشر ومجالس عسكرية، للحكومة، فاذا كل عائلة وكل عشيرة أصبح لديها جناح عسكري هذا يهين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والقضاء والدولة ورئيس الجمهورية وكل الرؤساء وكل عائلة عندنا ". وسأل: "هل يريد البعض ان يضرب الدولة، وهذه هي السياسة وهذا ما يجري الان، هل يريدون تقويض اركان الدولة وتخريبها؟"، مشدداً على ان "الخطف قائم والناس معتقلون وامام شاشات التلفزة والمؤسسات الاعلامية وفي بيوت معينة وانتم العيون الساهرة على الامن والحق ساكتون صاغرون". وقال: "نحملكم المسؤولية كسلطات ونحمل قوى 8 آذار مسؤولية ما يجري وخصوصاً حزب الله". وأكد ان "السلاح الذي قاتل العدو الاسرائيلي كان إسلامياً مسيحياً يسارياً من كل المناطق، اما اليوم فهناك سلاح يسيء الينا ويؤدي الى الخصام بين الاهل والاخوان لأنكم تملكون ترسانات عسكرية وقوى عسكرية وأفرادا واتصالات خصوصاً وسلاح خاص ورجال خاصون وبإمكانكم ان تمنعوا الاساءة للنظام السوري المظلوم وأطالبكم بالوفاء للشعب السوري الذي احتضنكم"، داعياً الى "الحرص على الوحدة الوطنية والدفاع عن الحق وتقديم السلاح للدولة والجيش".

 

حزب الله يغتال لبنان

مصطفى جحا/يقال نت

مع سبق الإصرار والترصد، أسقط الأمن وأسقطت الحريات وأسقطت القيم والأخلاق فسقط لبنان تحت ضربات ميليشيات حزب الله الذي لم يوفر جهداً إلا وبذله في سبيل تدمير لبنان واللبنانيين.

وهمجية لامست بواقعها أساطير وحكايات عن المتسلطين الدمويين الخارجين عن كل الأعراف والقوانين حيث بات الواقع اللبناني في ظل سيطرة ميليشيا حزب الله أقرب لأن يكون ضرباً من الخيال الذي قد تعجز مخيلة أهم الروائيين عن الإتيان بشبيه له. مناطق لبنانية بأكملها تإن تحت سيطرة وهيمنة ميليشيات الولي الفقيه حيث لا قانون ولا أمن ولا دولة. وتجارة مخدرات مزدهرة تترافق مع عمليات تبييض الأموال وإيواء المجرمين والملاحقين فيسود منطق العصابة ويغيب منطق الدولة والشرعية. مما لا شك فيه أن محور الشر والعصابات التي يتكون منها قد تلقى ضربة قاسية من خلال كشف الأعمال الإرهابية التي كان نظام الأسد ينوي تنفيذها من خلال ميشال سماحة في لبنان وجر البلد إلى حرب أهلية تخفيفاً عن نظام مجرم يتهاوى تحت ضربات الشعب السوري الذي ثار من أجل حريته.

إلا أن ألاعيب منظومة العصابات المتمرسة في ضرب الاستقرار والأمن أظهرت لنا وللعالم أجنحة عسكرية ومجموعات همجية من بيئة ميليشيات حزب الله تخطف وتخرج عبر الإعلام بكل صلافة لتتحدث عن عملياتها الميدانية والعسكرية على الأراضي اللبنانية. واستخفاف بالعقول يمارسه حزب الله من خلال إطلالات أمينه العام حسن نصر الله الذي يحاول أن يظهر عدم قدرة حزبه على ضبط هذه المجموعات! يصرح أنه غير قادر على ضبط عصابات ومجموعات مسلحة ضمن بيئته، فيما يقوم بتهديد إسرائيل ويتحدث عن بطولاته واستعداداته لحروب مقبلة وانتصارات إلهية!!

رأفة بالعقول يا حسن نصر الله! إن لعنة قد حلت بلبنان يوم قرر الخميني تصدير ثورته إلى الأراضي اللبنانية بعد أن كانت لعنة الميليشيات الفلسطينية قد فعلت فعلها من دمار وقتل وسحل هيبة الدولة اللبنانية. إغتيالات وانتهاكات وحروب عبثية ضد إسرائيل، وجديدهم حرب على الشعب السوري من خلال إرسال فرق الموت لمساندة نظام الأسد في قتل ثوار سوريا وخطف اللاجئين السوريين في لبنان.

هيمنة على القوى الأمنية اللبنانية حيث باتت أجهزة أمنية تلاحق كل من يعارض مشروع ميليشيا الولي الفقيه في لبنان. وهيمنة على الدولة ومقدراتها وشل الاقتصاد وتهديد رعايا بعض الدول الذين يزورون لبنان. ومنطق قطاع الطرق بات هو السائد فيما يرزح المطار الوحيد في لبنان تحت رحمة عنجهية الميليشيات وهمجيتها. حكومة عاجزة وجيش يقف موقف المتفرج على من يحرقون البلد. وعنتريات وأصابع ترتفع مهددة متوعدة. ومخيمات تأوي مجموعات فلسطينية مسلحة وإرهابية باتت بمثابة خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.

مقرفون أنتم... ومجرمون، فلا حرمة عندكم لبلد ولا لشعب! حروب ضد لبنان واللبنانيين، حروب ضد إسرائيل وحروب ضد الشعب السوري. مع سبق الإصرار والترصد... حزب الله يغتال لبنان...

مع سبق الإصرار والترصد... حزب الله يغتال المنطقة بأكلمها...

 

ليلة القبض على رجل ميت

بول شاوول/المستقبل

كان ميشال سماحة يغط في نوم عميق هادئ صاف عندما دهمه فرع المعلومات؛ استمهلهم ليأخذ "أدويته" معه. عندما تابعت هذه البدايات. تساءلت كيف يمكم لإنسان ان يغفو أو يغمض له جفن، وهو يعد مؤامرة دموية، وفتنة وحروباً، تصيب "أهله". كيف تطبق أجفانه وسيارته محملة بالمتفجرات اللاصقة وغير اللاصقة التي كان يزمع اغتيال شخصيات لبنانية أو جماعات من سكان عكار الآمنين وسواهم. مجازر على شاشات عينيه المسبلتين كعيني الطفل البريء مجازر أحلامه. مجازر جسمه. رحت اتساءل: إلى أي مدى يمكن أن تصل لا إنسانية الإنسان. وحشيته؟ إلى أي قاع يمكن أن يصل الشر في نفس إنسان. اتساءل: بم جبل أمثال ميشال سماحة. بالحديد. بالصواعق. بالإسمنت. كيف يموت كل شيء في نفس انسان ليسمح لنفسه حتى بالتفكير في مثل هذه الارتكابات؟ ميشال سماحة "مجنزرة من المخابرات" نعم! لهذا هو رجل ميت. الموتى في عقولهم، وفي أجسامهم وفي ضمائرهم قادرون وحدهم على تنفيذ مثل هذه العمليات وبمن: بأهلهم. بمواطنيهم. وخدمة لمن: للخارج. وأي خارج. لنظام لا انساني. يتداعى امام الثوار السوريين... فكأن القوى الأمنية قبضت على شخص ميت أصلاً. جثة تفوح بالموت والموتى لم يعد لها اسم. ولا تاريخ. ولا مكان. ولا شكل. ذلك أن المجرمين أمثال رجال الطغاة، وسماحة ومن لف لفهم، لا أوطان لهم، ولا أرض. ولا ناس. ولا طفولة. ولا ذكريات: العدم المطلق لا يُنتج سوى العدم المطلق.

أعرف ميشال سماحة من السبعينات. أيام الحركة الطالبية، والتظاهرات. عندما كان مسؤولاً عن مصلحة الطلاب في حزب الكتائب. منذ ذلك الحين أزعم انني تابعته جيداً. من بعيد. ومع الزمن. ومن خلال تقلباته بين الأنظمة والحركات والمخابرات، عرفت انه يتطور في مسيرته السياسية من أسوأ إلى أسوأ: من علاقة بإسرائيل إلى علاقة بالفرنسيين، فإلى إزدواجية مع بعض التنظيمات الفلسطينية، فإلى سوريا، بعدما تأكد له ولسواه بأنه رجل مخابرات بامتياز! كائن مخابراتي! أو بالأحرى اداة مخابراتية انطفأ فيها كل شيء. سوى مطامع صغيرة، وطموحات بخسة. وزارة من هنا، نيابة من هناك، وظيفة هنالك... خدمة لمرجعية... أو ارتهان لجهة. وهنا اكتشفت "خطره". فهؤلاء الناس، هذه الأجهزة، القطع الصلبة، الإسمنتية، ومع احتكاكه بأنظمة والارهاب والقتل يكتسبون مهارات "ابداعية" تمكنهم من التفوق على أنفسهم، بعد كل عملية وبعد كل تجاوز، وبعد كل عملية غدر، يرتكبونها، ولهذا يكتسبون "مواقع" لأنهم باتوا أهل ثقة عند أربابهم. أياً كانوا والثقة تعني انهم يتقيدون بالتنفيذ. وانهم على جانب كبير من "الإخلاص" لمن يوظفهم أو بالأحرى يستعبدهم، وحتى الشغف، للقيام بالمهمات القذرة. فالقذرون يثقون "باخلاص" القذرين، ويرتاحون إلى "وفائهم" عندما يبدون استعداداً دائماً، وشغوفاً، لفعل أي شيء،: القتل . التآمر. التواطؤ. المجازر. الكذب. الخيانة. فأهل الخيانة هم أهل ثقة بعبيدهم، وميشال سماحة من هؤلاء. يتفوق على نفسه كل يوم في هذه المجالات. فهو يتمتع بمواصفات "العميل" كلها. "العميل" النقي. الصافي. غير المغشوش. بل تصبح "العمالة" عنده "طريقة حياة" وطريقة كلام، وملبس. ومشرب . ونظر وبصر. ونوم. وحلم. وأظن أنه ينتمي إلى نوع العميل "الكامل الأوصاف" ينام كالعميل الكامل الأوصاف، نوماً هنيئاً لا يكدره اسف، بعد جريمة، ولا تردد قبل مجزرة. بل كأن للعملاء اطلالة خاصة على الشاشات وفي الشوارع. تذكروا فايز كرم عندما راح يتهم 14 آذار بالعمالة لإسرائيل بفرح، وراحة ضمير. وجزالة تعبير. ونبرة تتدفق منها "العفوية" و"الشفافية" و"حب الوطن" وتذكروا هؤلاء "المخبرين" الصغار من مثقفين واشباه مثقفين واشباه إعلاميين، كيف يُطلون على الناس، وهم يستظهرون ما أملته عليهم المخابرات... بفخر وثقة وأمان و"بجرأة" لأن "القتلة" في جانبهم وليسوا في جانب من يهاجمون.

ميشال سماحة "أكبر" وأشد مراساً، باعتباره كان ولا يزال من المقربين من "الطغاة" والأجهزة ومراكز الكبار. فهو مدلل وصاحب "المهمات" الجسام التي لا يتولاها سوى "ذوي" العلاقات الرفيعة. ميشال سماحة اختار أخيراً الارتباط بالنظام السوري. مضموناًَ. وشكلاً وأجهزة وسياسة. وقد شهدنا فصولاً له منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما أوكلت إليه مهمة التصدي له، خصوصاً عندما كان وزيراً للاعلام في حكومة هذا الأخير. وضعه السوريون، "رابوقاً" ومخبراً وحاملاً مواقفهم وضارباً بسيفهم. ونتذكر ملاحمه في هذا الاطار من عمليات تشويه وتسفيه وترهيب وبث اشاعات وتنظيم حملات اعلامية حتى من تلفزيون الدولة (تلفزيون لبنان) لإضعاف الرئيس الحريري وضرب مشاريعه العمرانية، وتشويه انجازاته والصاق التهم به. وقد استمر في لعب هذا الدور حتى بعد استشهاد الحريري، مشاركاً في أعمال التضليل، والتخريب، وقلب الحقائق، مع حلفائه من أمثال كثيرين. وكلنا يذكر مسلسل صرف الأنظار عن المشتبه فيهم في اغتيال الحريري وكلنا يذكر الحملة المبرمجة التي اشترك فيها سواء في اتهام المحكمة الدولية بالتسيس ام بارتباطها باسرائيل، او توجيه الأصابع إلى العدو. وسماحة وربعه من المخبرين، كانوا يتهمون 14 آذار بالعمالة لإسرائيل وعندما يستشهد هؤلاء يتهمون اسرائيل بقتلهم بهدف إثارة الفتنة. رائع! يا أبو الميش فسماحة وسواه من المخبرين الصغار والكبار لنظام الأسد رفعوا شماعة "إسرائيل" لتغطية القتلة الحقيقيين. أو وجهوا الأنظار إلى بعض "السّنّة" كأبو عدس، والحجاج الإستراليين. معركة إعلامية دعائية مبتذلة. وميشال نفسه (صاحب تسريبات ديرشبيغال) وسواه من مرتزقة إيران وسوريا، وبعدما اندلعت ثورة الشعب السوري المجيدة، وضعوا اسرائيل جانباً. (حيدّوها) وركزوا على السلفيين الذين وصموهم بالارهاب، وحملوهم تبعات المجازر في سوريا... وصوروهم "الأكثرية" أو المجموهات الإرهابية "السنية" التي ستبتلع الأقليات الدينية وغير الدينية. واختاروا عكار وطرابلس وبيروت وسواهما كهدف لهم. فهؤلاء السلفيون كما يشيع هؤلاء المخبرون يستعدون لعمليات إرهابية واغتيالات، وفتن مذهبية أكثر: اتهموا حتى تيار المستقبل بالأصولية، وباحتضان هؤلاء وتهريب السلاح إلى الثوار والتحضير لاشعال حروب طائفية في عكار وسواها بين المسيحيين والمسلمين وتالياً بين السنة والشيعة وصولاً إلى طرابلس...

ميشال سماحة وعلى امتداد الأشهر الماضية ركز بشكل أساسي في مقابلاته الإعلامية على "القاعدة" التي قال إنها تتغلغل في طرابلس وفي عكار.. وكان يبشرنا كل يوم بالمجازر المتوقعه. بل جعل كل السُّنة في لبنان "قاعدة" أو أصوليين أو ارهابيين.. امتداداً إلى سوريا! لكن المتابعين لهذه "الوقائع" المخابراتية المعلنة، كانوا يشتمّون من وراء ذلك الكلام تحضيراً لفتنة تبدأ بعكار وبالاغتيالات الفردية والجماعية يرتكبها هؤلاء أو تلصق بالسنة وتعم ما تعم من المناطق: حرب أهلية جديدة أين منها حرب "بوسطة" عين الرمانة والسبت الأسود، والجبل وبيروت.. تهويل غريب لكن يخفي مؤامرة يحولها النظام السوري ويبدو ان حزب الله وسواه من بعض 8 آذار لم يجاروا النظام الأسدي كما هو مطلوب منهم. فاختير ميشال سماحة من قائد سياسي إلى ناقل متفجرات ليكون بوسطة عكار 2012. للمزج بين ما يجري في سوريا وما قد يجري في لبنان: معركة ضد "الارهاب" في كلا البلدين، فيصبح لبنان. (كما كان) ورقة يتفاوض بها النظام المنهار على بقائه! فالبوسطة، ميشال سماحة، الذي مهّد بشكل غبي، (ولا تظنوا ان هذا الرجل على درجة عالية من الذكاء. فأنا أعرفه جيداً. فهو يعوض عن ذكائه المحدود بالاختلاق. أعرفه جيداً منذ 40 عاماً). لكن المخطط المرسوم كان أخطر مما تصورنا. تفوق ميشال سماحة على قدراته. وعلى ملكاته وعلى طاعته العمياء لنظام البعث. وتحمل مسؤوليات لا يتحملها سوى القتلة الكبار، وأصحاب المخططات الخطيرة. هذا ما ظهر بعد القبض عليه واجهاض خرائط طريق المؤامرة، وما اعترف به حتى هال الرئيس سليمان ما اطلع عليه، شيء مرعب، تشمئز منه القلوب، وتقشعّر له الأبدان. خطة "دنيئة" مؤامرة في مستوى خيانة عظمى. جرائم في مستوى جرائم حرب. هل كان يسعى سماحة إلى اغتيال البطريرك الراعي؟ ومن كان على لائحته السوداء من الشخصيات المرشحة للاغتيالات. بالطبع سبق هذه الخطط الإجرامية التي رسمها النظام السوري محاولتا اغتيال فاشلتان لبطرس حرب وسمير جعجع. (ويومها سخر سماحة من هذه التهم! واعتبرها فبركة أو دعاية انتخابية أو ليس الاسلوب ذاته اتبع بعد اغتيال الحريري وشهداء 14 آذار: فهل كان مشاركاً في المسؤولية، هذا ما ينتظر الناس ان يعرفوه. انكشف ابو الميش، وبدا بعد انكشافه مجرد "مخيبر" بلا رتب عالية، والدليل انه قبل ان ينقل المتفجرات اللاصقة وسواها في سيارته ويسلمها الى من سيقوم بتنفيذ الجرائم. وضّبها له علي المملوك وضابط يدعى عدنان... حملها ميشال سماحة ليقتل بها أهله. أإلى هذا الحد انحدرت رتبتك عند النظام السوري: من عملاق إعلامي إلى ناقل متفجرات؟ ويشعل فتنة مذهبية. ويدمر البلد. حملها بكل "عنفوان" و"اباء" و"شرف" و"كرامة" وانسانية ووطنية ليقتل بها اناساً من عكار، وسواها، هؤلاء الفقراء والمعوزين والمحرومين والمقهورين من مسيحيين ومسلمين، اراد ان يزيد من تعتيرهم بخلق فتنة على ارضهم! حمل دماء هؤلاء في عينه وهو يستقل السيارة. حمل دماءهم في عنقه الغليطة في يديه المضرجتين! لكن "المعجزة" اجترحت. وبطلها في البداية ميلاد كفوري. هذا المواطن الصالح الذي خان عهود "الأشرار" هذا الذي استيقظ ضميره. فقصد المسؤولين الأمنيين. وسلمهم "مفاتيح" المؤامرة ووقائعها بالصوت والصورة. بصوت سماحة وبصورته. سلم الـ 170 ألف دولار التي كان يجب ان توزع على المرتزقة ليحققوا انجاز سماحة "العروبي" و"الممانع". كفوري هذا "البطل الهامشي" هذا "الجندي المجهول" ، طلب الحماية وعائلته فمنحت له، والآن، يبدو انه في مكان ما بعيداً عن متناول "الميشالات" "السماحات" الآخرين من ملائكة الموظفين والأمن العام حماة الوطن! فالمدافعون عن هذا المعترف بجريمته، يبحثون عن كفوري. يبحثون عنه "ليسكتوه على طريقتهم المعهودة ويعملوا على التضليل والتعمية واخذ التحقيق إلى أمكنة أخرى. فالمدافعون عن سماحة هم إلى حد ما أنفسهم الذين حاولوا تشويه الحقيقة وتمويه "الفَعَلة" في اغتيال الشهيد الحريري وشهداء 14 آذار. الأصوات بالرنين ذاته. بالجعير ذاته. بالوقاحة ذاتها. بالأكاذيب ذاتها بالعمالة ذاتها. ولكن، كما فشلوا في تخريب المحكمة الدولية، وتشويه سمعتها وتعطيل أدائها فها هم في طريق فشل جديد. انهم "المرتزقة" وعبيد المخبرين، والبلطجية، غربان الخراب. كل ديدبانهم الانحياز إلى كل ما من شأنه ان يدمر هذا البلد. (وكأنهم ليسوا من أبنائه) والدولة. والسيادة. والديموقراطية. والعدالة. كفوري، أنظنه في مأمن من عيون هؤلاء ومن عسس النظام السوري، وشبيحته.. ميشال سماحة أكنت وحدك في السيارة في عودتك من دمشق محملاً "بالهدايا" الدموية لأهلك. ولأطفال وطنك، وناسك. اكنت وحدك. وإذا لم تكن وحدك. فمن كان معك؟ ميشال سماحة آخر؟ او قرين من أقران علي مملوك وارث من ميراث رستم غزالة. فيا ميشال، حسناً فعلوا "بالتخلي عنك" حلفاؤك اذكى منك. وأكثر واقعية. وقبولاً بالحقائق التي اعترفت بها صوتاً وصورة، والتي باتت دامغة ومدموغة. فهؤلاء لا يريدون ان يراهنوا على "رجل" سقط وكأنهم افادوا من تجاربهم السابقة. الجنرال ترك المسألة للقضاء. وهذا مهم. وكثير التزموا الصمت. والأكثر "دانوا" الشكليات المتعلقة بالمداهمة فانت اليوم "الشاويش لير" أو "المخبر لير" الذي وجد نفسه وحيداً في مونولوغات النهاية والسؤال: من يرثك يا ميشال" من يرث "دورك"؟ واي ميشال آخر "سيجدد" مهمتك؟ ويقبل استعدادك لفعل اي شيء. خدمة للخارج وايا تكن الخسائر المترتبة على ذلك بحق أهلك وبلدك. أنت اليوم، خلف القضبان. خلف الجدران. تنتطر ما تنتطر من استجواب ونتائج وأحكام... لكن أياً تكن المحصلة، واياً تكن "انواع" التخفيف، و"الرأفة" والرحمة... والظروف فأنت بت خارج الموضوع. لأنك لم تعد تحتاج حتى إلى "حكم" عادل بادانتك لكي يتكرس سقوطك، فقد سقطت.. أخيراً قعر الهاوية. انه سقوط رجل ميت!

وأخيراً: وأنا اتذكر أيام الجامعة يا ميشال أحزن وآسف، عندما كنا ذات يوم، نعيش أحلاماً أخرى! فما الذي فعل بك كل ذلك يا ميشال. ومن صنع لك هذا السقوط المدوي وهذه النهاية التراجيدية؟

المستقبل

 

نجاد إلى جانب الملك "صورة مطمئنة"فهل تساعد في تراجع المخاوف اللبنانية؟

روزانا بومنصف/النهار

بدت صورة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد جالسا الى يسار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، يتبادلان حديثا وديا في اجتماع  منظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت في مكة في منتصف الاسبوع الجاري، مناقضة للتشنج الحاصل في بيروت على خلفية عراضة عسكرية لاهل احد المخطوفين في سوريا هددت بتسعير المشاعر والخلافات المذهبية القائمة في لبنان. فصورة مماثلة كانت في الاحوال العادية تساهم في التهدئة وتشيع اجواء طمأنة الى ان التوافق العربي - الايراني على التعالي فوق الخلافات المذهبية قوي ومتين، في حين لم تترك هذه الصورة المعبرة والتي خطفت الاضواء من امام تعليق المنظمة عضوية سوريا فيها بمعارضة يتيمة من ايران واعتراض من الجزائر اي اثر يذكر على الساحة اللبنانية التي بدت تغلي على وقع الازمة السورية المستفحلة. فهل يمكن ان يؤثر ما اعتبر او فسر تقاربا سعوديا - ايرانيا في قمة مكة على الوضع اللبناني ويساهم في تبديد الهواجس والمخاوف ام لا ،خصوصا على ضوء دعوة الملك السعودي الى حوار بين المذاهب الاسلامية لكشف اسباب التوترات ومعالجتها بالتشاور؟ والى اي مدى يساعد هذا التقارب، علما انه ليس المحاولة الاولى في هذا الاطار وكانت كل محاولة تنجح مرحليا ثم تعود التوترات بين ايران ودول الخليج العربي، في التخفيف من وطأة التشنج السني - الشيعي المتعاظم في المنطقة وفي كل الدول العربية تقريبا خصوصا حيث للطائفة الشيعية وجود وصولا الى باكستان التي شهدت قبل يومين اعدام 20 شيعيا انزلوا من حافلة ؟ وهل يحول الخلاف لا بل الانقسام على الموضوع السوري بين الدول العربية وايران وتاليا في لبنان في ظل الانقسامات الحاصلة حوله دون الاستفادة من هذا التقارب السعودي - الايراني الذي ظهر في المؤتمر، ام ان هذا التقارب ليس عميقا كفاية ليبنى على الشيء مقتضاه؟

هذه الاسئلة تستدعيها النسبة العالية من الاضطراب التي بدأت تصيب لبنان اكثر فاكثر انعكاسا لما يجري في جواره وفي المنطقة. اذ تكتسب دعوة المملكة العربية السعودية ايران الى المشاركة في مؤتمر مكة  وتثمين الرئيس الايراني في مؤتمر صحافي عقده على الاثر دور المملكة اهمية في سياق التطورات المتعلقة بايران والتهديدات التي تتعرض لها فضلا عن العقوبات الشديدة عليها اهمية تتعدى معارضة ايران لتعليق عضوية سوريا في المنظمة. اذ تعتبر مصادر معنية ان ايران لم تربح في دفاعها عن النظام السوري ازاء اجماع من منظمة التعاون الاسلامي باعضائها الـ 57 على ادانة اعتماد النظام السوري للعنف وعلى تعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهو ما يساهم رمزيا في الضغط على داعمي النظام اكان ايران ام روسيا والصين ويساهم في عزلة النظام وحتى داعميه، إلا ان ايران لا يمكن ان تكون خاسرة في المرحلة الحالية من الاحاطة السعودية والانفتاح العربي عليها ومساعي محاولة رأب الصدع بينها وبين الدول الاسلامية مما يساهم عمليا في انقاذها من عزلتها ازاء التشدد الغربي عليها وازاء تصاعد اللهجة الاسرائيلية ضد مشروعها النووي في حال احسنت توظيف هذه العوامل ولو انها خسرت دفاعها عن النظام السوري في القمة الاسلامية. في المقابل، فان ايران لا يمكن ان تكون خاسرة عشية تنظيمها مؤتمرا لدول عدم الانحياز في طهران اواخر الشهر الجاري يساهم ايضا في التخفيف من عزلتها كما فعلت قبل ايام معدودة في الدعوة الى مجموعة عمل حول سوريا حيث يرجح ان تكون تواصلت مع بعض الدول في اجتماع مكة وامنت مشاركتهم في المؤتمر ولم تدع الرئيس السوري بشار الاسد الى المشاركة نظرا لمعارضتها تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي ومطالبة وزير خارجيتها بالاستماع الى وجهة نظر الحكومة السورية، علما انه ليس اكيدا امكان حضور الاسد المؤتمر مما قد يؤدي الى اعتذار بعض الدول على الارجح في حال العكس. وهناك من يعتبر ان ايران وخلف مظاهر القوة التي تظهرها حاولت في مساعيها الاخيرة وجولة مسؤوليها على بعض دول المنطقة ومنها لبنان وسوريا ترميم ما يمكن ترميمه في المحور الذي تشكل هي اساسه ليس اكثر ولا اقل.

ما يعني لبنان على نحو مباشر في هذا السياق ان هناك مخاوف كبرى يساهم في اذكائها عاملان احدهما هو الخسارة الايرانية المحتملة والمرجحة للنظام السوري واستحالة عودة هذا الاخير الى الوراء في شأن قدرته على احكام سيطرته على سوريا او البقاء في الحكم على رغم الصراع المستميت من اجل البقاء، ومعها خسارة "حزب الله" بحكم الاعتبارات المعروفة مع ترجيح تحول الحكم في شكل اساسي  الى الطائفة السنية في سوريا. وهذه المخاوف مرتبطة بما يمكن ان تكون ردود الفعل الايرانية على انهيار نظام الاسد في ظل اقتناع راسخ بمحاولات من النظام لتصدير ازمته الى لبنان. والعامل الآخر هو تزايد حدة التشنج السني - الشيعي في لبنان من دون تواصل بين الفريقين  نتيجة استقواء مزمن بالسلاح  ومخاوف من محاولة تنفيذ مشروع ما  للتخفيف من الخسائر او الحؤول دونها مع سقوط النظام في سوريا، بغض النظر عن نتائج هذا المشروع اي اخذ لبنان الى حرب اهلية او الى حرب مع اسرائيل. اذ ان المهم في هذا الاطار لم يعد الاقوال بل الافعال وهي غالبا ما تناقض الاقوال او تذهب عكسها مما يعمق الشرخ القائم اصلا .

 

البيت الأبيض يصف تصريحات أحمدي نجاد بشأن إسرائيل بـ"الصادمة والحاقدة"

وصف البيت الأبيض تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي شبّه فيها إسرائيل بـ"الورم السرطاني" بأنها "صادمة وحاقدة". وقال المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور: "ندين بقوة ما صدر مؤخرًا من تصريحات صادمة وحاقدة عن مسؤولين إيرانيين كبار ضد اسرائيل". وأضاف فيتور في بيان: "على كل المجتمع الدولي إدانة هذه المواقف الحاقدة والصادمة والتي من شأنها إثارة الإنقسام". وتابع: "إذا كان المسؤولون الايرانيون قلقين حقًا حيال حماية حقوق وكرامة جميع البشر، فعلى إيران أن تكفّ عن دعم الاعتداء الوحشي لـ(الرئيس السوري بشار) الاسد على السوريين"، معتبراً أن "احتقار ايران وسوريا لحقوق الانسان يشكل الاهانة الفعلية للانسانية".(أ.ف.ب)

 

باريس تعتبر تصريحات أحمدي نجاد حول اسرائيل "غير مقبولة"

اعتبرت باريس الجمعة تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد "غير مقبولة" و"مهينة" بعد أن وصف اسرائيل بأنها "ورم سرطاني".وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "لقد علمنا بالاستفزازات الجديدة للسيد أحمدي نجاد. اننا ندين بشدة هذه التصريحات المهينة وغير المقبولة بتاتا ونذكر بأننا لن نقبل أبداً المساس بحق اسرائيل في العيش بسلام".(أ.ف.ب)

 

هل خطف نظام الأسد حسان المقداد؟

أجرى موقع "NOW" مقارنةً بسيطة بين الفيديو الذي ظهر فيه اللبناني حسان المقداد مخطوفاً في سوريا على أيدي مسلّحين ادّعوا بأنهم من "الجيش السوري الحر"، وبين فيديوهات أخرى ثبُت فعلاً أن المتحدثين فيها هم من "الجيش الحر"، فتبيّن الآتي:

- أولاً: في معظم الفيديوهات التي وزّعها الجيش الحر، وُضع علم الثورة السورية أو ما يشير إلى الثورة في خلفية المتكلّم، أو إظهار شعارات للثورة أو لألوية "الجيش الحر" في الفيديو، في حين يخلو فيديو حسان المقداد من أي ما يدلّ على الثورة السورية أو "الجيش الحر".

- ثانياً: في بعض الفيديوهات التي لا يظهر فيها أي شعار للثورة السورية كفيديو اعتقال هسام هسام، كشف مقاتلو المعارضة السورية وجوههم حرصاً منهم على تأكيد هويّتهم، في حين كان المقاتلون في فيديو المقداد ملثّمين.

- ثالثاً: إنّ حديث عناصر الجيش الحر عن "حزب الله"، باستخدام تعبير "حزب الشيطان"، جاء طبيعياً في سياق حديثهم في مختلف الفيديوهات التي تطرقوا فيها للحزب، في حين أورد المتحدث في فيديو حسان المقداد إسم "حزب الشيطان" بطريقة بدا فيها أنّه يشدّد قصداً على التعبير بلغ حدّ التصنّع.

- رابعاً: في معرض حديث العنصر المفترض من "الجيش الحر" في فيديو حسان المقداد عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال العنصر بشكل عفوي: "سماحة السيد حسن نصرالله"، دون أن تظهر في نبرته أي بوادر تهكّم، ليعود في ختام الفيديو ويستخدم الإسم مجدداً دون أي لقب بشكلٍ بدا أنّه تقصّد ذلك ولم يكن الأمر طبيعياً.

وكي لا نغرق في تحليل المقارنة الحاصلة، نكتفي بقول ما يحقّ لأي مُتابع أن يسأله:

- ألم يأتِ فيديو الإعلان عن خطف حسان المقداد في سوريا في توقيت مناسب جداً للتغطية وإشغال الرأي العام عن قضية توقيف الوزير السابق مشال سماحة في لبنان بتهمة التخطيط مع النظام السوري لتفجير الوضع اللبناني؟

- ألم يفتح خطف حسان المفترض الباب أمام قاعدة شعبية محسوبة على "حزب الله" بالخروج إلى الشارع وتهديد السلم الأهلي وتذكير اللبنانيين بأيام الحرب الأهلية، والتلويح بقوة السلاح في الداخل، وإن حصل الأمر عن طريق العشائر، لا من حزب الله مباشرة؟

- ألم يكن ما حصل بعد خطف المقداد عاملاً مفيداً للنظام السوري في سعيه لإدخال لبنان في الفوضى؟

أسئلةٌ برسم الإجابة.

 

بعد استيرادها من سورية: لبنان في قلب الثورة!

عادل مالك /الحياة

منذ اندلاع الثورة في سورية والمخاوف تتزايد يوماً بعد يوم من خطورة تداعــيات هذه الثورة على الساحة اللبنانية. وهذا ما حدث في شكل أكثر جلاء ووضوحاً من أي وقت مضى، حيث الوطن في عين العواطــف الهوجاء البركانية الطابع التي تجتاح المنطقة. لذا، يصح القول من جديد: إن حالات الحمل تحدث خلف الحدود، لكن الولادات تجرى في لبنان!

لقد حاولت السلطات اللبنانية رفع شعار «النأي بالنفس» ظناً منها أن باستطاعتها تجنيب الوطن ويلات الحروب الأهلية ومضاعفات الصراعات التي تعصف من كل حدب وصوب، لكن التجارب أكدت الآتي: إن شعار «النأي بالنفس» لا يكفي لضمان حالة من السلم الأهلي ولا يجنب لبنان الحرائق المشتعلة فى كل مكان. وبتعبير آخر لا يكفي أن يعلن الوطن «حياده أو عدم انحيازه» لكي يؤمن وضعاً مستقراً.

لماذا؟ لأن كثراً من الأطراف اتضح أنهم يريدون سوءاً بلبنان وبمواطنيه. وزادات الأمور خطورة مع حالة التجاذب الحاد القائمة بين مختلف «الفصائل اللبنانية» حول الكثير من الامور المطروحة والمتداولة.

وأكدت تجارب الأيام الأخيرة بصورة خاصة حالة الفزع المخيف المسيطر على الأجواء العامة في البلاد، حيث يشعر كل مواطن بأنه مهدد في كل لحظة، وما من سلطة تؤمن له الحماية. لذا، لوحظ لجوء كل «فصيل» إلى قطيعه لأخذ «حقوقه» بيديه. وإذا كان مصير اللبنانيين المختطفين في سورية من جانب «فصيل آخر مسلح»، قد أشعل الأزمة، فوجود الكثير من التراكمات هو الذي أدى إلى تزايد حالات التأجيج من كل لون ومن كل طائفة ومن كل مذهب.

على أن حدوث الكثير من حالات الاختطاف، والاختطاف المضاد، فجّر الكثير من كل ما تختزنه الساحة اللبنانية من اختلافات وتبادل الاتهامات من العيار الثقيل، ومن النوع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في حالات التشرذم الشعبي والوطني.

وحول ما جرى خلال الساعات القليلة الماضية كثير من الكلام الذي يجب البوح به في العلن حيث لم تعد تنفع سياسة غرز الرؤوس في الرمال وتجاهل المواجهات التي توضحها طبيعة المرحلة.

أولاً: إن تخلف السلطات عن القيام بدورها لإشاعة الطمأنينة لدى المواطنين، أرغم الكثير على اللجوء إلى «الأمن الذاتي» وأسلحتهم هي أسلحة المرحلة القائمة: حرق الإطارات المطاطية وقطع الطرقات في هذه المنطقة الجغرافية أو تلك. وإذا كان من حق عائلات المختطفين معرفة مصير أبنائهم فإن ردود الأفعال التي حدثت حتى الآن تعمل على معاقبة الناس الأبرياء الذين لا علاقة مباشرة لهم في كل ما يجري.

إذاً السؤال: لماذا تتم معاقبة المواطنين الأبرياء، وما الجدوى من تعطيل الحياة العامة، لدرجة منع المسافرين من الوصول إلى مطار بيروت، أو مغادرته بعد الهبوط؟ وعندما تتجرأ وتسأل أحد منظمي إحراق الدواليب المطاطية: ماذا تقصدون؟ يأتيك الجواب أن المطلوب هو ممارسة أقصى الضغوط على السلطات اللبنانية غير المبالية بما يجرى.

وفي المقابل كلما انحسرت سلطات الدولة عن ممارسة دورها الطبيعي في حماية الناس، تولى المتظاهرون إحياء فكرة «الأمن الذاتي»، ليصبح فرض القانون في وقت لاحق بعمليات رضائية، وكأن الدولة هي في قفص الاتهام، وأن باقي المواطنين الثائرين بوجه الدولة هم في القفص.

ثانياً: تحولت قضية خطف «مواطنين لبنانيين» من جانب فصيل من فصائل المعارضة في سورية إلى أزمة إقليمية، ودولية، مع قيام بعض أجنحة العائلات «العسكرية» كما أعلن مع الجانب المدني إلى القيام بعمليات اختطاف لجنسيات متعددة أملاً بممارسة الضغوط على هذه الجهة أو تلك. وتبع ذلك صدور الكثير من التهديدات العربية ضد لبنان، ولجوء بعض الدول العربية والخليجية تحديداً إلى الطلب من رعاياها مغادرة لبنان «على الفور» كما ذهب بعض الجهات إلى التهديد بإرغام المواطنين اللبنانيين على مغادرة البلاد كرد انتقامي.

ثالثاً: إن تطورات الساعات الأخيرة أرجأت ولو إلى حين الحديث عن الأزمة الأساسية وهو ما يجري في سورية. لجهة الوضـــع العام لا تزال الأمور على حالها وفق المعادلة الآتية: نظام يقاتل الجميع ولم يتمكن حتى الآن من فرض سيطرته على مجــمل أراضيه، ومعارضة، بل معارضات، تقاتل الجـــميع ولكـــنها لم تتــمكن حتى الآن من حسم الأمور لمصلحتها، وهكذا نرى أن الوضع في سورية يدور حول نفسه في جولات عنف جنوني لا يعرفه إلا من عايش مثل هذه الحالات، كما كان الأمر خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية.

رابعاً: حيال فشل جميع سيناريوات الحل التي طرحت وخصوصاً من جانب الغرب الأميركي والأوروبي تعمل هذه الأوساط على استنباط حلول تغطي هذا الفشل وتسعى بشتى الوسائل إلى ممارسة شتى أنواع الضغوط على النظام في سورية. علماً أن الشعب السوري على اختلاف نزعاته وعواطفه هو الأكثر تضرراً من هذه المــــمارسات والعقوبات المفروضة. على أن ما رافق تطورات الأيام الأخيرة هو ارتفاع وتيرة الكلام حول «تقسيم سورية»!

إننا لا نسوق لحدوث مثل هذا التطور، لكن وقائع الأمور تستدعي التعاطي في شكل موضوعي مع مجريات الأحداث فالتقسيم ليس هو الحل الأفضل أو الأمثل، بل قد يكون هو الحل الباقي أو المتاح. ويقول بعض الذين يتداولون هذا الحل. إن الرئيس بشار الأسد إذا لم يتمكن من استعادة حكم سورية بكاملها، وهذا ما يبدو مستحيلاً الآن فلا مانع لدى النظام من الانسحاب نحو «جيب معين» وإعلان الحكم الذاتي. ورداً على الذين يستبعدون قيام مثل هذا الاحتمال، نعيد إلى الأذهان تجارب السنوات الماضية، ولبنان في الطليعة فنقول: هل قام طرف من الأطراف أو اكثر بطرح السؤال على اللبنانيين، ما إذا كانوا يريدون الحرب الأهلية... أو التقسيم؟

إنها مرحلة فرض سلم الأمر الواقع أو حربه.

خامساً: هل كتب على اللبنانيين أن «يتقنوا» صوغ الحروب الأهلية. مرة كل عشر سنوات (أقل أو أكثر)؟ ويعلن أهل الوطن الصــغير أو بعضهم عن حالات التميز والفرادة بين شعوب المنطقة والعالم؟

والآن ومع تصدير سورية آخر أنواع البضاعة إلى السوق اللبنانية، يجب أن تتضاعف مسؤولية اللبنانيين لعدم الوقوع مرة جديدة في المطبات الخطرة. وإذا كان الحوار الصاخب الدائر بين مختلف الفصائل حول جدوى أو عدم جدوى عقد جلسات للحوار الوطني في القصر الجمهوري (في قصر بيت الدين هذه المرة)، فما هي البدائل المطروحة أو المتاحة؟ هل العودة إلى «المتاريس الأمنية» تمثل حلاً، بل هل هو الإقدام على حالات انتحارية جديدة؟ وكم يبدو بعض الشعارات المتداولة ممجوجاً وسخيفاً في التغني بالعيش المشترك وممارسة البعض سياسة «النأي» عن لبنان وعن اللبنانيين ومرة جديدة، على رغم أن ما يجري يندرج تحت عنوان: لبنان الوطن الواحد الموحد وهو لجميع أبنائه إلخ. لكن الأمر مُضيّ في ممارسة «السبعة وذمتها» كما يقول المثل الشعبي اللبناني؟

إن حالة التكاذب المشترك لم تعد تجدي نفعاً على الإطلاق ولقد حان الوقت إلى طرح التساؤل الآتي: هل لبنان في حالته الحاضرة هو وطن موحد فعلاً لا قولاً، ويجب فعل المستحيل لمنع تقسيمه؟ أم إن لبنان في حالته الحاضرة: هو وطن مقسم فعلياً ويجب العمل بكل الوسائل لاستعادة وحدة الوطن؟

إن الإجابة عن هذا التساؤل يجب أن تتصف بالشجاعة المطلقة.

وفي سياق ممارسة «النقد الذاتي» علينا أن نعترف بأن لبنان بواقعه القائم هو وطن «مقسم» ولو في إطار «الفدرلة المقنعة» قي الظاهر.

وحول الخلاف القائم لجهة كتابة تاريخ لبنان الحاضر، والانقسام الحاد القائم حول هذا الأمر، فإذا لم يكن باستطاعة اللبنانيين الاتفاق على تأريخ تاريخهم، فكيف يمكن التفاهم على الحاضر وعلى المستقبل؟

وبعد... فإن حالة الورم الوطني التي يعاني منها لبنان لم تعد تحتمل المزيد من الاحتقان. لذا، فإن المسؤولية تقع على الجميع، وعلى الجميع أن يستشعروا المخاوف والأخطار ليسارعوا إلى استدراك ما يمكن استدراكه وفي الطليعة إسقاط الأحقاد أخطر أنواع أسلحة الدمار الشامل، مع استخدام هذه الكميات الكبيرة من الإطارات المطاطية المشتعلة.

إن حالة الثورة التي صدرت قذائفها وشظاياها من سورية إلى لبنان جعلت الوطن في حالة من الخطر الداهم، والاعتصام بهذا النفق المظلم ليس له أي عذر أو أي سبب تخفيفي سوى المسارعة إلى الإنقاذ قبل فوات الأوان. على رغم أنه قد فات فعلاً.

لبنان محارب ولو رغماً عنه!

 * إعلامي لبناني

 

بين العصابات و"أبو ملحم" لبنان بات "جمهورية موز"  "حزب الله" يلعب ورقة العشائر لفرض "توازن الساحات" وإبعاد سلاحه عن المعادلة

 "سقوط" الدولة في ظل الاحتقان المذهبي يثير مخاوف من الانزلاق نحو حرب أهلية

بقلم- محمد إبراهيم: السياسة

أي دولة تلك التي تقبل التنازل أمام منطق الميليشيات والعصابات بحجة "احتواء" الأوضاع وتفادي الصدام مع "الأهالي"?

أي دولة تلك التي تسلم أمن مواطنيها والمقيمين على أراضيها إلى ثلة من قطاع الطرق والخارجين على جميع القوانين بحجة "استيعاب" و"تفهم" غضبهم?

أي دولة تلك التي تفاوض مجموعة من العابثين بالأمن والمراهقين الذين يقطعون طريق المطار, المنفذ الجوي الوحيد للقادمين إلى البلاد والمغادرين منها?

أي دولة تلك التي توفد وزير داخليتها (مروان شربل) للتفاوض مع عشيرة (آل المقداد) بجناحيها "العسكري" و"السياسي", فيرفض الوجهاء والزعماء الأكارم استقباله?

أي دولة تلك التي يقول رئيسها ميشال سليمان وهو أعلى سلطة فيها "دستورياً" لا ولا ولا (3 مرات) لقطع طريق المطار "بعد اليوم" (منذ اسابيع), ثم تعود وتقطع هذه الطريق من دون أن تحرك القوات العسكرية والامنية ساكناً بحجة "استيعاب" الأوضاع, وانتظار فورة دم "الاهالي" حتى تهدأ?

أي دولة تلك التي لا تضرب بيد من حديد لتفرض هيبتها وتزج بجميع أفراد العصابات في السجون قبل أن تستفحل الامور وتندلع حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس?

إن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية ومازال مستمراً في لبنان من حفلة جنون وهستيريا لعشيرة آل المقداد من اختطاف لعشرات السوريين وبعض الأتراك وتهديد الخليجيين, رداً على اعتقال "الجيش السوري الحر" احد ابنائها في سورية, لطخ صورة لبنان - الدولة أمام العالم العربي وجميع دول العالم, ودفع كبار الديبلوماسيين الخليجيين وغيرهم الى السؤال: "أين هي الحكومة"?

كثيرون, ومنهم من سألوا, يعلمون أن الجواب بديهي, وهو أن هذه الحكومة, المتوقع سقوطها قريباً, مشلولة بحكم تركيبتها "الهجينة" التي فرضتها ظروف انقلاب "حزب الله" وحلفائه على حكومة الوحدة الوطنية السابقة, و"ضعيفة" لأنها تضم جميع حلفاء النظام السوري المتداعي الحاليين و"السابقين" (وليد جنبلاط).

لكن المشكلة - المعضلة أبعد من الحكومة بكثير, فالدولة المترهلة بمؤسساتها وأجهزتها الادارية والامنية والقضائية لا يمكنها معالجة أي ملف خلافي أو طارئ إلا على طريقة "أبو ملحم", الشخصية القروية اللبنانية المحببة التي تعتبر أن تقديم النصيحة الطيبة للأشرار يكفي لردعهم عن شرورهم.

وأحدث الادلة على ذلك تشكيل الحكومة قبل يومين "خلية أزمة" لمتابعة ملف المخطوفين والرهائن, من دون أن توضح كيفية هذه المتابعة, بعدما رفضت عشيرة المقداد "بجناحيها العسكري والسياسي" أي تفاوض مع الدولة, وأصرت على حصره بالصليب الأحمر للتوصل الى اتفاق مع "الجيش الحر" بشأن تبادل المخطوفين.

وأمام تمسك عشيرة المقداد بمواقفها وتحول المنتمين إليها والمتحدثين بإسمها الى نجوم اعلاميين يتبادلون الظهور على شاشات التلفزة اللبنانية, التي تتحمل مسؤولية كبيرة في تأجيج الفوضى والفلتان بعد فتح الهواء ساعات طويلة امام الخاطفين والمخطوفين للتعبير عن آرائهم "بحرية", اضطر المسؤولون الحكوميون في دولة "أبوملحم" إلى الانضمام لصفوف الجماهير المتابعة للاعلام, ممارسين سياسة "النأي بالنفس" التي اعتمدوها في التعامل مع الازمة السورية, لكن هذه المرة مع "الأزمة اللبنانية".

والمضحك - المبكي أن وزير الخارجية عدنان منصور, المحسوب على حركة "أمل" الشيعية المفترض أنها اقرب القوى السياسية الى عشيرة المقداد وغيرها من عشائر البقاع, رد مراراً على أسئلة الصحافيين بأنه سمع بما يسألونه عنه في وسائل الاعلام كأي فرد من أفراد الشعب.

صحيح أن تدخل الجيش ضد العشائر ضرب من الجنون لأنه سيؤدي الى حمام دم, لكن الأصح أن أي بلد لديه الحد الأدنى من مقومات الدولة, لا يسمح لعصابات ومجموعات قطاع طرق أن تتحول حاكماً فعلياً على الأرض.

وصحيح أن عشيرة المقداد لا ترتبط بعلاقات ودية مع "حزب الله" في الإجمال, إلا أنها لم تكن لتتجرأ على استباحة الأمن في "كل لبنان" لولا حصولها على تغطية ولو غير مباشرة منه, أو بالحد الادنى الاستفادة من وهج سلاحه.

وصحيح أن ما جرى ويجري يضر الحكومة التي يتمسك بها "حزب الله" وحلفاؤه حتى آخر رمق, لكن ثمة آراء وازنة تؤكد أن الازمة العميقة التي يواجهها الحزب (ربما هي الاكبر والاخطر منذ تأسيسه العام 1982), دفعته إلى لعب ورقة العشائر لفرض نوع من "التوازن بين الساحات" وإبعاد سلاحه عن هذه المعادلة.

والمقصود هنا ب¯"توازن الساحات" هو الرد على مقولة "الضاحية الشمالية" مقابل الضاحية الجنوبية التي ترددت مراراً بعد ظهور جماعات مسلحة كبيرة في طرابلس وعكار شمال لبنان خلال الشهرين الماضيين, على خلفية مقتل الشيخين عند حاجز للجيش واعتقال احد الاسلاميين بطريقة مهينة من مكتب الوزير محمد الصفدي في طرابلس.

يؤكد عارفون ان "حزب الله" وجد نفسه في مأزق أمام معادلة سلاح الشمال مقابل سلاحه, فدفع العشائر الى الارض ضمن خطة محبوكة, لفرض معادلة "ضبضبة" (ضبط وليس سحب) سلاح العشائر مقابل "ضبضبة" سلاح الشمال. لكن ما هو أخطر من ذلك هو ان الاجواء التي تسيطر على لبنان حالياً شبيهة بتلك التي كانت مسيطرة قبل اندلاع الحرب الاهلية العام 1975. فالدولة غائبة والحكومة عاجزة والاجهزة الامنية ضعيفة والجيش لا يتمتع بغطاء سياسي للتدخل. كل ذلك يتوافق مع وصول الاحتقان الطائفي والمذهبي حدوداً غير مسبوقة, الأمر الذي يثير مخاوف من فتنة كبيرة يكفي لإشعالها أي حادث طائفي أو مذهبي مهما كان صغيراً. أمام هذا الواقع لا يبقى امام الحكومة ووزير داخليتها إلا لعب دور "أبوملحم" حتى إشعار آخر, فيما باتت الدولة المخطوفة فعليا "جمهورية موز" شبيهة بالصومال وأمثاله, بعدما أخذت عشيرة المقداد وأمثالها في لبنان دور حركة "الشباب" في الصومال, من خلال سطوة المسلحين وظهورهم العلني الوقح في الشوارع, وإن كانت الأولى تضم أجنحة متعددة ومتحدثين باسمها ومفاوضين, فيما الثانية تسيطر على الارض بشكل أكبر وتفعل أكثر مما تتكلم, وغير معلوم أن لها أجنحة عدة.

 

لجيوش غير «الحرّة» أحياناً

حازم صاغيّة/الحياة

بات واضحاً لكلّ منصف أنّ بقاء النظام السوريّ بالمكابرة الدمويّة هو البيئة الحاضنة لتفكّك يطال كلّ ما لا يزال متماسكاً في سوريّة، وتالياً في لبنان. تتمثّل هذه الحقيقة في أعمال العنف وما ينجرّ عنها من اقتلاعات سكّانيّة ومن أحقاد ثأريّة تتضخّم ونوازع طائفيّة تُستحضر. لكنّها تتمثّل أيضاً في ما يرقى إلى «سياسة» واعية، وغير عفويّة، يخدمها هذا العنف. وقد صار من الصعب نفي مثل هذه السياسة كما تجلّت في مسألة ميشال سماحة أو في قصف المخطوفين اللبنانيّين في أعزاز.

مع هذا، ففي الاتّجاه نفسه تعمل العناصر التي لم يصنعها النظام مباشرة، أو لم يصنعها بضربة واحدة، كمثل القرابة التي تجمع خصوم النظام به. فإلى أعمال بطوليّة يمارسها وإلى تمثيله المصالح والمواقع المتقدّمة على المدى البعيد، يستعرض «الجيش السوريّ الحرّ» عجزه عن أن يكون «جيشاً سوريّاً حرّاً». وهذا ما يجسّده التشرذم والاعتباط التنظيميّان، فضلاً عن الظاهرات المشينة التي كثرت الإشارة إليها في أوساط مؤيّدي الثورة السوريّين واللبنانيّين، أي الارتكابات والخطف واللغة الطائفيّة المتورّمة، لا سيّما حيال أبناء الطائفتين الشيعيّة والعلويّة.

ولا بأس، هنا، بأن نلاحظ هذا الانفكاك العميق بين مستوى الثورة العسكريّ ومستواها السياسيّ ممثّلاً في «المجلس الوطنيّ» أساساً. لكنْ لا بدّ من تسجيل انفكاك آخر، ولو أنّه غير منظور بما يكفي، بين هذين المستويين والمستوى الثقافيّ الذي ينتج القيم والأفكار الجديدة. وهنا تتوزّع المسؤوليّة بين مثقّفين شاؤوا أصلاً أن يكونوا خارج الثورة، كي لا نقول ضدّها، وبين ثوّار ردّوا بموقف مناهض للثقافة والمثقّفين، مقدّس للعفويّة والشعبويّة. بيد أنّ الحاسم في أسباب الاعتلال يبقى انعدام التدخّل الخارجيّ الذي يستطيع هو وحده أن يضع حدّاً، ولو موقّتاً ومشروطاً، لتوالد العصبيّات ولسياساتها الموحلة. وقول كلام كهذا لا يخفي ما فيه من جرح للنرجسيّة الوطنيّة وما فيه من وصف مطابق لمجتمعاتنا: ذاك أنّ تركنا وحدنا قد يكون اقتراحاً «وطنيّاً»، إلاّ أنّه اقتراح غير مفيد وغير فاضل ومكلف دمويّاً و... وطنيّاً.

من موقع مختلف قدّم اللبنانيّون مساهمتهم الباهرة في مثل هذه «الوطنيّة»: فقبل أيّام ثلاثة، وردّاً على خطف شابّ منهم جُعل بالقوّة والقسر عضواً في «حزب الله»، عرفنا ظاهرة «الجناح العسكريّ لآل المقداد» مصحوبة بظهور أجنحة عسكريّة عدّة لعشائر عدّة. وهنا وجد المراقبون أنفسهم أمام افتراضين: فإمّا أنّ هذه الأجنحة واجهات لـ «حزب الله» (إذ هل يعقل في ظلّ الطاقة العسكريّة والتعبويّة لـ «الحزب» أن تمتلك تلك العشائر قواها المسلّحة؟). وهذا سيّء بما فيه الكفاية.

وإمّا، وهذا أسوأ، أنّها متمايزة حقّاً عن «الحزب»، ومعنى ذلك أنّ ثلاثين سنة من المقاومة، تخلّلها تحرير و «نصر إلهيّ»، لم تحل دون ظهور أجنحة عسكريّة للعشائر ودون ارتكابات عنصريّة حيال السوريّين (بعد الفلسطينيّين) في بيئة شديدة الحرص على... «مقاتلة إسرائيل» وهذا في عمومه يعاود رسم خريطة المشرق العربيّ على نحو يشبه أسوأ الماضي، لكنّه لا يشبه في شيء الرغبة في المستقبل، أي الرغبة في الحرّيّة.

 

حكمة الفلتان

الحياة/في أقل من أربع وعشرين ساعة، شعر اللبنانيون بهول الفراغ. أحسوا بأقسى مظاهر الخواء الوطني والوقوف عراة في وجه عواصف منطقتهم، من دون سند أو عون.

مسلحون يخطفون من شاءوا أين شاءوا. عشرات العمال السوريين تحتجزهم «الأجنحة العسكرية» للعشائر. آلاف آخرون يغامرون بالعودة إلى سورية رغم القتال هناك. دول تطلب من رعاياها مغادرة لبنان «فوراً». الوريدان الحيويان الرابطان لبنان بالخارج (طريق المطار ونقطة المصنع الحدودية) يقطعان. سقوط أكثر وسائل الإعلام في هوة السباق الرخيص إلى الخبر حتى لو كان تحريضاً طائفياً صريحاً على القتل. جرى كل هذا بعد أسبوعين من عيد الجيش الذي رفع الملصقات الدعائية العملاقة على مفارق الطرق وصور قائده في الساحات وخاض حرباً إعلامية شرسة ضد منتقديه وطالب برفع الحصانة البرلمانية عن أحدهم. وهو ذات الجيش الذي لم يظهر عنصر منه لفتح طريق مقطوعة أو لإنقاذ مخطوف. رئيس الوزراء برر الامتناع عن إصدار القيادة السياسية الأوامر اللازمة للقوات المسلحة بالحرص على عدم سفك الدماء. وجرى كل هذا قبل يوم من جلسة للحوار الوطني كان من المفترض أن تبحث في استراتيجية الدفاع الوطني. وكأن تجاهل أمن المواطنين وتناسي الدفاع عن سلامة المقيمين وحق الجميع في التنقل الآمن، ليس مما يستدعي استراتيجية وطنية، أو كأن ترك المسلحين المجهولين-المعلومين يصولون ويجولون في البلاد، يستبطن حكمة الحفاظ على الوحدة الوطنية.

لا حدود للكوميديا السوداء في لبنان. ولا حدود تفصل بين الداخل وتركيبته والخارج وضروراته. وأصاب من قال إن ما جرى في الخامس عشر من آب (أغسطس) في لبنان، هو «الخطة ب» بعد كشف مؤامرة ميشال سماحة – علي المملوك لتفجير صراع طائفي في شمال لبنان. كان ذلك اليوم، يوم عودة لبنان إلى حالته الخام. الأولى. حالة العصبيات والطوائف المسلحة والانحطاط الأخلاقي لوسائل الإعلام الشديدة التأثير. حالة عجز النخب والمثقفين عن إسماع صوت، ناهيك عن التأثير العملي، على اصطفافات «الأهل» وتحالفات العشائر والاستفزازات المتبادلة. حالة العنصرية اللبنانية الصادرة عن الفقراء والمهمشين الباحثين في اضطهاد فقراء ومهمشين آخرين عن معنى لوجودهم. ما من ساذج واحد في لبنان يقبل فكرة براءة النظام السوري أو حلفائه (خصوصاً الأقوى من بينهم) مما جرى أمس الأول في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي عدد من مناطق البقاع. وما من قارئ متوسط للصحف، يعجز عن رؤية الترابط بين حملة الخطف المنفلت من كل عقال في لبنان وبين القصف المجنون الذي قامت به طائرات بشار الأسد على بلدة إعزاز بهدف قتل الرهائن اللبنانيين والوصول إلى ذات النتيجة التي كان سماحة-المملوك يأملان بها. باختصار، لا تعلن أحداث اليومين الماضيين في لبنان اضمحلال دواعي الاجتماع اللبناني وغلبة مكوناته الأهلية على صلبه الوطني فحسب، بل تشي أيضاً باستحالة التغيير الديموقراطي في نظامه السياسي واستحالة الثورة والانقلاب على إمساك الطوائف فيه بنواصي الحياة اليومية، وأيضاً باستحالة التوصل إلى التخفيف من طغيان التأثيرات الخارجية على سياسته وأمنه واجتماعه. وهذا أدهى وأمرّ.

 

ربيع بيئة «حزب الله» في لبنان

نديم قطيش/الحياة

«بيئة» حزب الله تغلي. البيئة الأوسع من المؤسسة الحزبية، وإن كانت هذه ليست ببعيدة عن حال الغليان التي تدفع إليها حرارة السؤال السوري. بيئة حزب الله تغلي بأسئلة الأخلاق والمصلحة. بل تغلي بأسئلة التشييع نفسه. «الضحوية» العميقة في ثقافة هذه البيئة، بكل أشكالها، المتراكمة والمستعادة والمفبركة، تلح على حامليها بأسئلة المأساة السورية.

كيف لا يكون «مستضعفاً» من تذبحه همجية الآلة الحربية الأسدية اليوم في سوريا؟

كيف لا يكون «حسينياً» من بعينه يواجه مخرز السفاح؟

كيف لا يكون «كربلائياً» من بدمه يحاول الانتصار على السيف؟

كيف لا يكون «إماميا» من يصرخ رغم السلاسل والمرض، هيهات منا الذلة، رافضاً التخيير بين الموت أو المذلة؟

كيف لا يكون «مهدوياً» من ينتظر عاجل الفرج بعد أن ملأت عصابة الأسد الأرض فساداً وجوراً؟

فائض هذه المفاهيم في ثقافة بيئة حزب الله، والتي كانت حصن الحزب الحصين، في مواجهة ثقافات لبنانية أخرى، هي اليوم حصان طروادته. منها تتسرب أسئلة التشييع وتُسقَط على الواقع السوري. ومنها تنبت نظرة الشك إلى النفس أولاً قبل أن تتمدد على كامل تفاصيل موقف حزب هذه البيئة الحاكم من المذبحة السورية.

نعم! الشك في النفس أولاً. النفس التي قيل لها انك نفس اشرف الناس وأكرم الناس وأصدق الناس!

لا شيء يترجم هذا الغليان اكثر من ارتباك وتلعثم خطابات أمين عام حزب الله حسن نصرالله وانفصاله شبه التام عن واقع المذبحة السورية.

ما إن أنهى نصرالله خطاب الذكرى السادسة لحرب تموز، بعد ساعات على تفجير دمشق الذي أودى بحياة نخبة عسكرية وأمنية أسدية، حتى كتب احد الناشطين السوريين على صفحته على موقع «فايسبوك» التالي:

بات لدينا في سوريا ٢١٠٠٠ قتيل وثلاثة شهداء، رداً على وصف نصرالله لقتلى عملية دمشق بالقادة الشهداء.

التعليق الساخر، المؤلم والمتألم، يمكن وصفه بالجملة الأكثر اختزالاً واقتضاباً في التعبير عن الصورة الأخلاقية المتداعية لحزب الله في نظر قطاعات واسعة، سورية وغير سورية. كما هي الجملة الأكثر حدة ووضوحاً في تظهير الأزمة القيمية التي يعيشها حزب الله حيال الثورة السورية.

إعلام حزب الله، حيث فكرة وقيمة الاستشهاد هما الأكثر حضوراً، دأب على وصف ضحايا الهمجية الأسدية-البعثية، بالقتلى، ولم يمن على أي منهم، حتى الأطفال، بكرم وصفهم بالشهداء. فهم إما قتلى على ايدي إرهابيين مسلحين سلفيين وأما إرهابيون مسلحون سلفيون نفقوا على يد آلة عسكرية وأمنية يقظة، أما كل هذا القصف والتدمير الأسدي فهو مما لا تسقط جراءه أرواح أو تبدد بسببه أرزاق بحسب الذراع الإعلامية لحزب الله.

غير أنه إذا كان من العبث أن نفترض أن حزباً بحجم حزب الله، قادر بسهولة على تقديم الأخلاق على مصالحه، فإنه ليس بديهياً على الإطلاق أن نفترض أن الحزب قادر على تعطيل القوة الجارفة للأسئلة الأخلاقية المطروحة على بيئته. بل الأكيد أن بيئة الحزب وبعض الدوائر ذات الصلات المتفاوتة بمؤسسته تغلي بمفاعيل هذه الأزمة الأخلاقية.

المعطيات المتناثرة تشير إلى ورش بحثية ومؤتمرات ولقاءات لا تهدأ في بيئة حزب الله وبمشاركة لافتة من نخب الحزب الثقافية والسياسية. كان لافتاً مثلاً على مستوى تعبيرات «البيئة» ما قاله السيد علي فضل الله (نجل العلامة الراحل المرجع محمد حسين فضل الله) في إحدى خطب الجمعة السالفة داعياً إلى استيعاب النازحين السوريين وإيوائهم من باب أخلاق الإسلام بعامة كما من باب رد جميل استضافتهم للجنوبيين أبان حرب تموز ٢٠٠٦.

كما كان لافتاً على مستوى تعبيرات نخب حزب الله السياسية ما تناقلته تقارير صحافية نسبت إلى النائب علي فياض مراجعة نقدية لتجربة حزب الله في الحكم في لبنان كما لموقف الحزب مما يحصل في سوريا. وهي تقارير تؤكد ما تواتر إلينا من مواقف شجاعة تعبر عنها هذه النخب داخل الإطار الحزبي وخارجه.

وفي السياق نفسه، ليس بغير دلالة أن يدلي الصحافي والكاتب قاسم قصير، وهو شخصية إعلامية رصينة من قلب بيئة حزب الله وعلى صلة وثيقة بمؤسسة الحزب، بموقف واضح خلال حلقة تلفزيونية انه ضد النظام في سوريا.

لا تكفي الأمثلة أعلاه، طبعاً، للحكم على عمق التشققات التي تضرب أرضية حزب الله على وقع الزلزال السوري كما لا ترقى إلى كونها أدلة حاسمة على ربيع شيعي بات وشيكاً، لكنها تشير بشكل حاسم إلى أن ما قبل الثورة السورية ليس كما بعدها على مستوى وعي الطائفة الشيعية في لبنان لعلاقاتها بنفسها وبمنظومة قيمها كما بمحيطها لا سيما داخل شقها العريض المحسوب على بيئة حزب الله بعامة وعلى مؤسسة الحزب مباشرة.

هذا ليس للتقليل من شجاعة نخب شيعية دينية ومدنية رفعت عالياً وباكراً راية الاحتجاج على حزب الله، لكني احسب أن ربيع الشيعة في لبنان هو ربيع حزب الله بل ربيع بيئته أولاً.

 * إعلامي لبناني

 

سلفيون تونسيون يهاجمون مهرجاناً بالسيوف احتجاجاً على حضور اللبناني سمير القنطار

 تونس - وكالات: اعتقلت السلطات التونسية 4 من جملة 200 سلفي هاجموا بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجاناً ثقافياً بمدينة بنزرت, ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بينهم ضابط أمن.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان, أمس, أن حوالي 200 شخص من المنتسبين إلى التيار السلفي عمد مساء أول من أمس, إلى استعمال العنف لمنع تظاهرة نظمتها بعض الجمعيات بمناسبة "يوم القدس العالمي" أمام دار الشباب بمدينة بنزرت, وذلك على خلفية رفضهم لمشاركة بعض الضيوف العرب في هذه التظاهرة" في إشارة إلى سمير القنطار السجين اللبناني السابق في إسرائيل المعروف باسم "عميد الأسرى اللبنانيين". وأضافت أن الشرطة "فرقت المعتدين باستعمال الغاز المسيل للدموع" وأن "الاعتداء (السلفي) خلف إصابتين بالجبين لدى اثنين من المنظمين, بالإضافة إلى إصابة ضابط أمن على مستوى الكتف".

وأشارت إلى أنه "تم سماع المتضررين والتعرف على هوية المعتدين وإيقاف أربعة منهم, والأبحاث جارية للقبض على بقية المتورطين". من جهته, قال رئيس الرابطة التونسية للتسامح المنظمة للمهرجات صلاح الدين المصري إن تصرف السلفيين جاء للاحتجاج على حضور القنطار في المهرجان بسبب رفضهم لتصريحاته الأخيرة بخصوص موقفه من سورية. ونقلت إذاعة "شمس أف أم" التونسية عن القنطار قوله في أعقاب هذه الحادثة, إن "الأمر خطير وخطير جداً,لأن هذه القوى الظلامية التي تعتدي على احتفالات من أجل الأقصى ومن أجل فلسطين, سوف تمنع في المستقبل أي احتفالات أخرى لا تتفق مع وجهة نظرها". وكان القنطار الذي يوصف بأنه عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه, أعلن في تجمع بتونس منذ يومين رفضه لما يجري في سورية, معتبراً أنه يهدف لبسط الهيمنة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة. من جهة أخرى, صدرت صحيفتا "الصباح", و"لوطون" التونسيتان, أمس, من دون افتتاحية, وذلك في سابقة هي الأولى في تاريخ الإعلام التونسي, وذلك احتجاجاً على محاولات حكومة حمادي الجبالي "السيطرة عليهما" . واكتفت "الصباح" و"لوطون" التي تصدر بالفرنسية بمساحة بيضاء مكان الافتتاحية.

وقال الصحافي سفيان بن رجب "إن هذه الخطوة تأتي احتجاجاً على عدم استماع الحكومة لرأي أهل المهنة الرافض للتعيين المُسقط, ومحاولات وضع اليد على مؤسسة "دار الصباح" التي يعود تأسيسها إلى نحو 62 عاماً". وأضاف أن الهدف من هذا التحرك الاحتجاجي هو التأكيد على التمسك بثوابت "دار الصباح", وبالتحديد منها الاستقلالية والحيادية والمهنية, واحترام المعايير الأخلاقية.

وتواجه مؤسسة "دار الصباح" التونسية التي تُصدر "الصباح", و"لوطون" مشاكل عدة منذ الثورة في العام الماضي, حيث قامت الدولة بمصادرتها باعتبارها كانت تعود إلى صخر المطاري صهر الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وسعت الحكومة الحالية إلى السيطرة عليها, حيث أعلنت عن تعيين مدير عام جديد لها, وهو ما رفضه صحافيو وعمال هذه المؤسسة الذين نفذوا ليل أول من أمس, وقفة احتجاجية للتنديد بقرار التعيين, شارك فيها عدد من الصحافيين والإعلاميين, ومندوبون عن منظمات وجمعيات حقوقية. وأكدت نقابة الصحافيين التونسيين على لسان رئيستها نجيبة الحمروني رفضها المطلق "لهذه الطريقة المسقطة في التعيين من دون التشاور مع أهل القطاع. واعتبرت "أن كتابات المدير العام المُعين بعد 14 يناير الماضي, تبرز بوضوح انحيازه إلى حركة "النهضة" الإسلامية, ما يفقده شرط الاستقلالية الواجب توفره في المرشح لإدارة مؤسسة إعلامية عمومية".

 

سليمان أطلق والراعي المسح الثقافي لتراث الوادي المقدس: هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري وانتظر من الرئيس السوري ان يشرح لي الوضع

وطنية - الديمان - 18/8/2012 اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه "لن يسمح بأن تكون هناك ارتدادات للربيع العربي على الساحة اللبنانية"، وقال ان لبنان "ينعم بالديموقراطية وبحرية التعبير والممارسات السياسية منذ الاستقلال، وقد كرس ذلك اتفاق الطائف واكده اعلان بعبدا الاخير"، مشيرا الى ان على الرئيس السوري بشار الاسد "الاتصال به لتوضيح ما تم توجيهه من تهم الى مسؤولين سوريين في قضية الوزير السابق ميشال سماحة لانه اتصل به عندما كان هناك اتهام سوري لشخصيات لبنانية في مسائل امنية تتعلق بسوريا".

واكد سليمان أنه تلقى اتصالا من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس يطمئنه فيه ان المخطوفين اللبنانيين في اعزاز "هم بخير، وان الاتصالات مكثفة لانهاء هذه القضية قريبا".

جاء كلام سليمان، خلال مغادرته مقر الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، ردا على اسئلة الصحفيين بعد لقاء مطول مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على هامش انشطة اطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. وقال رئيس الجمهورية: "نحن اليوم مع راعي الرعية اللبنانية غبطة البطريرك، وان رئيس الجمهورية هو راعي الدستور ونفتش عن الاستقرار في لبنان وعن الامن. وبالنسبة للمخطوفين لقد تحدثت مع وزير خارجية فرنسا الذي توجه الى تركيا، وقد ابلغني لدى وصوله ان المخطوفين بحالة جيدة وسنبذل جهودا حثيثة للافراج عنهم مع الاتراك. واتمنى لمناسبة حلول عيد الفطر السعيد عيدا مباركا وسنة طيبة واخلاء سبيل الموقوفين، حتى يتمكنوا من قضاء العيد مع اهلهم وذويهم".

وعما اذا كان مطمئنا للوضع في لبنان بعد الذي حصل مؤخرا قال: "انني مرتاح للوضع في لبنان ولكن اذ اردنا ان نفجره فنحن نفجره بايدينا، ومهما تكاثرت هذه الاضطرابات فلن اسمح بحصول الفتنة في لبنان، فالطائف عمل توزيعه مهمة لجميع اللبنانيين واشرك الجميع في السياسة وليس لاحد مطلب سياسي واتى اعلان بعبدا بالامس ليكرس سياسة لبنان حيال القضايا التي تحيط بنا، فلماذا نسعى الى اشعال بلدنا وجعله فدية او ضحية على مذبح الربيع العربي".

أضاف: "منذ استقلالنا لدينا الديموقراطية وتداول السلطة وهذا الذي تفتش عنه الشعوب العربية، ونتمنى لهذه الدول ان تقرر مصيرها بنفسها وتصل الى الديموقراطية الحقيقية، لان فرصتنا ساعتئذ ستكون اكبر من الماضي فنتمتع بالاستقرار عندما يكون جيراننا متمتعين بالديموقراطية".

وردا على سؤال حول ان ان البعض يقول ان الرئيس ينتظر اتصالا من الرئيس الاسد في ما يتعلق بالوزير السابق ميشال سماحة، قال: "من الطبيعي عندما حصل اتهام سوري ل33 شخصية لبنانية سارعت واتصلت بالرئيس الاسد للاستعلام عن الموضوع وتحادثنا في الامر، واليوم هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري (اللواء علي مملوك) وانا انتظر من الرئيس السوري ان يشرح لي الوضع وان شاءالله يتحقق هذا الاتصال".

إطلاق المشروع

وكان سليمان وصل الديمان عند الساعة الواحدة على متن طوافة حطت في باحة الصرح البطريركي، حيث استقبله البطريرك الماروني والكاردينال مار نصرالله صفير صفير ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين للرهبانيات ومجلس امناء رابطة قنوبين للرسالة والتراث. وعزفت له موسيقى حدث الجبة بقيادة دانيال الشعار لحن التعظيم. وكان غداء تبعه الافتتاح الرسمي لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الذي تنفذه رابطة قنوبين للرسالة والتراث، خلال احتفال السنوية الثامنة لحديقة البطاركة، الذي اقامته الرابطة في الكرسي البطريركي والحديقة في الديمان.

وقص سليمان والراعي وصفير الشريط التقليدي لافتتاح المشروع، في حضور النواب: ستريدا جعجع، ايلي كيروز ووليد خوري، السفير البابوي غبريال كاتشيا، الوزير السابق ريمون عودة، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائبان السابقان جبران طوق وفريد هيكل الخازن، محافظ الشمال وبيروت ناصيف قالوش، المدير العام لمؤسسة فارس العميد وليام مجلي، رئيس كاريتاس الشرق الأوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، قائمقام بشري رلى البايع، المحامي روي عيسى الخوري، أمين المال في المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية النقيبان السابقان للمحامين أنطوان اقليموس وسمير ابي اللمع.

وحضر أيضا طلال الدويهي، أنطونيو عنداري، عضو مجلس ادارة المؤسسة الاجتماعية المارونية أمل ابو زيد، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس، قنصل لبنان في كندا وديع فارس، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيس الرابطة المارونية في اوستراليا توفيق كيروز، وأعضاء الهيئة الفخرية في رابطة قنوبين للرسالة والتراث داعمي المشروع وديع العبسي، غادة حنين، بيار مسعد، رزق رزق، ومجلس امناء الرابطة واصدقاء الوادي المقدس فيها، وحشد من الوجوه والقيادات.

وبعد قص شريط الافتتاح، كانت جولة في ممرات الكرسي البطريركي على لوحات معرض الوادي المقدس، التي تمثل معالم الوادي للفنان انطوان مطر تقدمة داعم اقامة المعرض جوزف غصوب. ومنها الى كنيسة الصرح حيث عرضت النسخة الاولى من سلسلة أفلام الوادي المقدس باللغات العربية والفرنسية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية، للمخرج ميلاد طوق، وبنص تاريخي لجورج عرب، تقدمة داعم برنامج افلام الوادي المقدس نوفل الشدراوي، الذي قدم النسخة الاولى لسليمان، والثانية للراعي، وثالثة لصفير.

ثم انتقل الجميع الى أقبية الكرسي البطريركي حيث دشن سليمان والراعي مكتبة الوادي المقدس، التي قدمها أنطوان أزعور، والقائمة متصلة بمعلم ثقافي بارز على كتف الوادي معروف باسم صخرة الدبس، حيث كتب المطران يوسف الدبس الكثير من مؤلفاته التاريخية.

بعدها عقدت خلوة في جناح الراعي جمعته وسليمان، فيما انتظر المشاركون في صالون الصرح الكبير، الذي وصلته السيدة وفاء ميشال سليمان، والذي انتقل اليه سليمان والراعي بعد انتهاء خلوتهما.

وقدم غصوب ثلاث لوحات مميزة من معالم الوادي لكل من سليمان، والراعي وصفير. وقدم أزعور ثلاث مخطوطات قيمة نادرة لكل من سليمان والراعي وصفير، وقدم رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، النسخ المميزة من دليل الوادي المقدس، ومنحوتتين من خشب الأرز.

بعد ذلك قدم الراعي على رأس مجلس أمناء رابطة قنوبين للرسالة والتراث، خاتم قنوبين الألماسي الأول الذي يمنح للرئيس سليمان، وأخذت صورة تذكارية.

رئيس الجمهورية

ثم كانت كلمة لسليمان هنأ فيها لبنان والكنيسة لانطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، مقدرا مبادرة رابطة قنوبين للرسالة والتراث الى هذا المشروع "غير المسبوق". وقال: "لقد اطلعنا على برامج مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، فوجدنا فيها ما يلبي انتظارات مزمنة تتعلق باحياء تراثنا الروحي والوطني الثمين، وبنقله الى ديار الانتشار بمختلف اللغات، وبالارث الثقافي الفريد الذي يحتضنه الوادي المقدس، وهو ارث مشترك لجميع اللبنانيين. اننا نحيي جهود رابطة قنوبين للرسالة والتراث صاحبة المشروع غير المسبوق، وكل داعميها لانجاز هذا العمل الكبير، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الحكومية والهيئات الأهلية المختصة. فمبروك لنا هذا العمل الرائد، الذي يؤكد مرة جديدة ان لبنان هو أرض القداسة والتراث، وموقع الحوار الثقافي الانساني الفريد. ونحيي بالمناسبة مواقف غبطة البطريرك الوطنية، كما اننا ندعو جميع اللبنانيين للمشاركة في استقبال الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان كما استقبلوا غبطته في عكار وكان الاستقبال خير مثال على وحدة اللبنانيين".

الى حديقة البطاركة:

من الكرسي البطريركي انتقل سليمان وعقيلته والراعي والمشاركون الى ساحة حديقة البطاركة حيث كان استقبال شعبي حاشد دعا اليه نائبا بشري جعجع وكيروز، شاركت فيه مختلف بلدات وقرى القضاء مع رؤساء بلدياتها والمخاتير وسائر هيئاتها الاجتماعية. واتجه الجميع سيرا الى حديقة البطاركة وسط أقواس النصر ويافطات الترحيب ومعالم الزينة، التي اقامتها رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وبمشاركة اتحاد بلديات قضاء بشري، والجامعة الاميركية للتكنولوجيا A.U.T، التي اقامت حديقة البطاركة سنة 2004، حيث أزاح سليمان والراعي الستارة عن تماثيل البطاركة الاربعة الجدد: ارميا العمشيتي، وجبرايل البلوزاوي، وبولس مسعد، وأنطون عريضة، وسط مشاركة شعبية كثيفة من بلدات البطاركة المذكورين: عمشيت وبلوزا وعشقوت وبشري.

بعد ذلك توجه الجميع الى القداس في واحة جورج افرام للتأمل والصلاة. وفي بدايته قدم الطفلان كيان غسان عويضة وسيرينا جورج عرب باقتين من الزهر لكل من الرئيس وعقيلته، فكلمة لأمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب رحب فيها بالرئيس سليمان وخاطبه: "في 15 ايلول الماضي حين كنا في مثل هذه المناسبة أطلقنا مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، بصورة مبدئية، وكان لكم موقف الدعم والتشجيع وشد الارادة لرابطة قنوبين للرسالة والتراث لتكمل المسيرة. وبادرتم الى خطوة غير مسبوقة بأن كشفتم عن كبير من بطاركتنا هو ارميا العمشيتي، الذي أرسى دعائم شراكة كنيستنا المارونية مع كرسي بطرس، وأقمتم له تمثالين الأول رفع هنا، والثاني يرفع في عمشيت حيث ترممون الدير الذي أقام فيه البطريرك العمشيتي".

أضاف: "وكانت للرابطة عناية دقيقة ومباركة خيرة من غبطة البطريرك الراعي، فتبلورت الفكرة مشروعا هو الاول في تاريخ الكنيسة المشرقية. تفتخر رابطة قنوبين للرسالة والتراث ويفتخر معها كل المؤمنين، بأن تطلقوه ببركة غبطة البطريرك، وبمشاركة حشد الوجوه المؤمنة هذه، الملتزمة روحانية قنوبين دعوة ملحة في حاضرنا، تحفظ هويتنا من الضياع، في زمن التساؤلات المصيرية عن الوجود والدور والحضور".

قداس

وترأس الراعي قداسا يعاونه المطارنة بولس الصياح ومارون العمار وميشال عون، والخوري حبيب صعب. وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس. وبعد الانجيل القى الراعي عظة بعنوان: "ألحب الذي سقط في الأرض الطيبة نبت، فأثمر مئة ضعف"، جاء فيها:

"فخامة الرئيس، يسعدني أن أرحب بفخامتكم، باسم صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس وإخواني السادة المطارنة، وبخاصة النائب البطريركي العام الجديد في منطقة الجبة المطران مارون العمار، والنائب البطريركي العام السابق المطران فرنسيس البيسري، وباسم نواب المنطقة ورؤساء البلديات والمخاتير ومجالسهم، وباسم هذا الجمع الكريم الآتي من هذه المنطقة ومن عمشيت وسواهما، في حديقة البطاركة، حيث نحيي ذكرى البطاركة الموارنة الذين تعاقبوا على كرسي انطاكيه، ورفعت تماثيل بعضهم في هذه الحديقة. واليوم يضاف إليهم البطاركة: إرميا العمشيتي وجبرايل البلوزاني وبولس مسعد وأنطون عريضه. هؤلاء البطاركة وقعت كلمة الله في قلوبهم الصافية المنفتحة على تجليات الله، وقوع "حب الزرع في الأرض الطيبة فنبت وأثمر مئة ضعف".

تابع: "إن زيارتكم، يا فخامة الرئيس، إلى الكرسي البطريركي في الديمان وإلى حديقة البطاركة، ومشاركتكم في الذبيحة الإلهية التي تقام في الحديقة إحياء لذكرى بطاركتنا العظام، وعلى نوايا فخامتكم، ومن أجل لبنان وسلامه وازدهاره، قد أردتموها تقليدا سنويا. فنحن وجميع أهل المنطقة نشكركم عليه، ونقدر مبادرتكم الكريمة بتقديم تمثال البطريرك إرميا العمشيتي، ابن بلدتكم العزيزة عمشيت التي كرمتموها بتمثال آخر. ونود الإعراب لكم عن "تشجيعكم لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس"، الذي تقوم به "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، العاملة في كنف الكرسي البطريركي في الديمان، وقد عاش في وادي قنوبين أربعة وعشرون بطريركا ومن حولهم شعب ماروني مؤمن وعدد كبير من الرهبان والنساك، عطروا جميعهم الوادي بأريج قداستهم، حتى دعي "وادي القديسين".

أضاف: "ولقد رأيتم اليوم إنتاج "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" التي تنظم هذه الزيارة والاحتفال. فافتتحتم معرض المائيات عن الوادي، وشاهدتم الفيلم الموثق عن تراثها، ودشنتم المكتبة حافظة هذا التراث، وثمنتم ما قدم لفخامتكم من هدايا رمزية تتصل بالوادي المقدس وبتماثيل البطاركة. وإننا نشكر من صميم القلب كل الذين سخوا وخططوا ونفذوا وشجعوا وساهموا بمالهم وفكرهم وكتاباتهم وفنهم وعمل أيديهم، من أجل إبراز تراث الوادي المقدس، وبخاصة وادي قنوبين وإغناء حديقة البطاركة بتماثيلهم، وأنتم، يا فخامة الرئيس، في طليعتهم. نسأل الله، بشفاعة سيدة قنوبين والبطاركة القديسين، أن يفيض عليكم وعليهم المزيد من نعمه الروحية والزمنية".

وقال: "إن كل هذا التراث الماروني الذي طبع كنيستنا وتاريخها في هذه المنطقة الجبلية الشمالية من لبنان، إنما ولد من كلمة الله، التي يتكلم عنها الرب يسوع في مثل إنجيل اليوم، فشبهها بحب الزرع. هذه الكلمة الإلهية قبلها بطاركتنا ورهباننا ونساكنا وشعبنا في هذا الوادي والمنطقة المحيطة. لقد قبلوها بقلوب صافية منقاة ومنفتحة على الله، وعاشوا بموجبها، ونقلوها بالكرازة والأفعال وشهادة الحياة، واحتفلوا بها ليتورجيا، وأبرزوها في أخلاقية المسلك، وكتبوها على أرضهم بعرق الجبين. وكلهم مدركون أن كلمة الله هذه هي التي صارت بشرا، وهي يسوع المسيح فادي الانسان ومخلص العالم، وإنجيل الله للإنسان". تابع: "أسلافنا وأجدادنا هؤلاء كانوا مثل الأرض الطيبة التي تقبل حب الزرع فينمو فيها ويثمر مئة ضعف. فكان لبنان بحضارته ونظامه المميز عن أنظمة محيطه، بميثاقه الوطني، ميثاق عيشه الواحد المسيحي - الاسلامي بالمساواة والمشاركة في الحكم والادارة، وبديموقراطيته وحرياته العامة وانفتاحه على قيم الحداثة، وتلاقي الثقافات والاديان على أرضه، وتكوين هويته القائمة على التنوع في الوحدة". وقال: "يوصينا الرب يسوع بأن نكون بعقلنا وقلبنا وإرادتنا وضميرنا مثل الأرض الطيبة لكي نصغي بانتباه لكلمة الله ونقبلها في داخلنا ونحفظها ونظهرها حضارة حياة روحية وأخلاقية، ونطبع بها شؤوننا الزمنية والاقتصادية والفنية والسياسية والاعلامية، ونندفع إلى تجسيدها أفعال محبة تجاه الأخوة الفقراء والمعوزين بمختلف حاجاتهم، ومبادرات لإحلال السلام وتعزيز العدالة وتوفير الخير العام. وأنتم، يا فخامة الرئيس، بحكم تربيتكم البيتية والمسيحية واللبنانية الأصيلة، "أرض جيدة" تقبلون كلمة الله، وتعملون بمقتضى مبادئها وأخلاقيتها وروحانيتها في قيادة سفينة الوطن، وسط الأمواج والرياح العاتية، ونحن على ثقة بأنكم ستبلغون بها، مع ذوي الإرادات الحسنة، إلى ميناء الأمان". تابع: "يدعونا المسيح الرب إلى قبول كلمة الله بمسؤولية ووعي وعطش وجوع إليها. ويحذرنا من إهمالنا لها وعدم الاكتراث المشبه بجانب الطريق الذي يقع عليه الحب ويداس، ومن قبولها بسطحية روحية كالصخرة الواقع عليها الحب فييبس، ومن إعطاء أولوية اهتماماتنا لشؤون الدنيا، لئلا نكون مثل أرض الشوك الذي يخنق الحب الواقع بينه".

البطاركة الأربعة

وقال الراعي لسليمان: "فخامة الرئيس، إن البطاركة الأربعة الذين أزحتم الستار عن تماثيلهم في هذه الحديقة، قبلوا كلمة الله مثل أرض طيبة، فأثمرت في شخصهم وأعمالهم وإنجازاتهم". ثم قدم نبذة عن كل من البطاركة الأربعة:

- البطريرك إرميا العمشيتي (1199-1230) إبن عمشيت، دامت ولايته 31 سنة، وتميزت بقداسة السيرة. وقد تجلت قداسته في المجمع المسكوني اللاتراني الرابع، المنعقد في روما سنة 1215، بأعجوبة القربان بين يديه. فعندما كان يحتفل بالقداس في بازيليك مار يوحنا اللاتران أمام البابا وآباء المجمع، ورفع القربان بين يديه عند قوله: "الأقداس للقديسين"، ظهر المسيح الرب وسط القربانة فوق رأسه، على مرأى من الجميع. كان أول بطريرك يزور روما، وهو البطريرك الثاني والثلاثون، وقد وطد العلاقات بين الكنيسة المارونية والكرسي الرسولي.

- البطريرك جبرايل البلوزاني (1704-1705) ابن بلوزا، دامت ولايته سنة واحدة، وهو البطريرك الثامن والخمسون وخليفة البطريرك الكبير المكرم إسطفان الدويهي الذي دامت رئاسته 34 سنة. لكن حياة البطريرك البلوزاني الأسقفية التي دامت أربعين سنة ، كانت حافلة بالمآثر الروحية والليتورجية والكنسية، أولا في أبرشية حلب، وقد أسس مكتبتها الشهيرة وأغناها بالمخطوطات، ثم في لبنان بإنشاء دير سيدة طاميش ودر مار أشعيا برمانا، وبتأسيس الرهبانية الانطونية بداية في الاول ومواصلة في الثاني، سنة 1700.

- البطريرك بولس مسعد (1854-1890) ابن عشقوت، وهو البطريرك السبعون، دامت ولايته 36 سنة، وكان بعمر 48 سنة يوم انتخابه بالصوت الحي والإجماع التام، لكونه عالما كبيرا ومؤرخا وكاتبا، حاد الذكاء، وذا إرادة صلبة. قام بزيارات تاريخية إلى روما في ذكرى مرور 1800 سنة على استشهاد القديسين بطرس وبولس، فإلى باريس في زيارة رسمية قابل فيها الملك نابوليون الثالث، وبعدها إلى القسطنطينية - اسطنبول حيث حل ضيفا مكرما أجل تكريم على السلطان الغازي عبد العزيز خان مدة 13 يوما. واجه بحكمة ثورة الفلاحين سنة 1958، ومذابح سنة 1860، وإنشاء المتصرفية سنة 1861 وانتفاضة يوسف بك كرم.

- البطريرك أنطون عريضه (1932-1955) ابن بشري، البطريرك الثالث والسبعون، دامت ولايته 32 سنة، باني كنيسة الكرسي البطريركي في الديمان والطابق العلوي، وكنيسة مار سابا في بشري، وهو من مؤسسي شركة الترابه في شكا وشركة كهرباء قاديشا. تميز بالفضائل الكهنوتية وبمحبة الفقراء ولاسيما أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان قد أثرى أبرشية طرابلس بالمؤسسات والأملاك عندما كان مطرانها. في عهده وبمسعاه الكبير أنجز استقلال لبنان وجلاء الجيوش الأجنبية عن الأراضي اللبنانية، وإنهاء الانتداب الفرنسي، وإنشاء الميثاق الوطني، وتعديل بروتوكول الاسكندرية الإعدادي لتأسيس الجامعة العربية سنة 1944، بشكل يحمي كيان لبنان ويصون استقلاله. كل ذلك في مؤتمرات وطنية عديدة عقدت في بكركي".

وبعد النبذات، تابع الراعي قائلا: "فخامة الرئيس، أعود من زيارة راعوية إلى محافظة عكار دامت أربعة أيام. فأيقنت أن عكار خزان العيش الواحد المسيحي - الاسلامي، والجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية الاخرى، وشعب الولاء للبنان ولمؤسساته الدستورية، والمحب والمخلص والسخي الذي يتوق إلى وحدة اللبنانيين وعيشهم الكريم بسلام وتعاون. إن شعب عكار يتطلع إليكم، فخامة الرئيس، لكونكم "رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، والساهر على احترام الدستور وضامن المحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه"(المادة 49 من الدستور). كما يتطلع إلى المجلس النيابي والحكومة، وعكار محافظة من دون محافظ، ومنطقة ما زالت تعاني من الفقر والحرمان والتهميش على المستوى الاقتصادي والسياحي والانمائي. يطالب أهلها بإصدار المراسيم المتعلقة بإنشاء المحافظة، وبتكثيف المشاريع الانمائية فيها، ودعم قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات العامة، وتوسيع "برنامج دعم الأسر الأكثر فقرا ليشمل عائلاتها الفقيرة، والإسراع في تنفيذ اللامركزية الإدارية الموسعة التي تؤمن "الإنماء المتوازن للمناطق ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وهو ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام"، كما تنص مقدمة الدستور اللبناني(فقرة ح)".

وختم: "بالعودة الى إنجيل اليوم، نسأل الله، أن يجعل منا أرضا طيبة لقبول كلامه الحي: عقلا واعيا يستنير بالكلمة، وضميرا حيا يسمع صوت الله ويهتدي به، وإرادة حرة تلتزم العيش بمقتضيات إرادة الله، وقلبا نقيا صافيا يجعل من كلمة الله ثقافة الشركة والمحبة. فنرفع نشيد المجد للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

جعجع

وبعد القداس القت النائبة جعجع كلمة حيت فيها رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني وقالت: "ان مجرد الوقفة على مدخل الوادي المقدس تشعر الانسان برهبة ومهابة. فكم بالحري عندما نحيي ونحيي ذكرى البطاركة في حديقتهم. فالبطاركة الموارنة اضافوا الى تاريخ الوادي تاريخا مجيدا مكللا بالنضال والبطولة والايمان والكرامة والحرية حتى الشهادة. واذا كنا هنا في مدينة حديقة البطاركة، فلأن هذه الحديقة هي جزء من الوادي المقدس الذي يصح فيه القول "انه حديقة الرب على الأرض". كيف لا وعلى مطله يربض أرز الرب الذي افتداه ويفتديه ابناء الجبة بارواحهم، وبين صخوره ذخائر القديسين والنساك والبطاركة الكبار". أضافت: "ان من مدعاة فخرنا واعتزازنا أن يستلهم أهلنا في جبة بشري بشكل خاص، وحزب القوات اللبنانية بشكل عام، وادي قنوبين ومسيرة البطاركة في طروحاتهم الوطنية، وعيشهم اليومي. فهم لا يقبلون ابدا التفريط بأي ذرة من تراب لبنان ولا بأي مبدأ من المبادىء السيادية، ولا باي موقع من المواقع الرئيسية التي يقوم عليها لبنان وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية وموقع البطريركية المارونية". تابعت: "أما للغيارى فنقول: إطمئنوا، ان القوات اللبنانية ابنة الكنيسة. هكذا كانت وهكذا هي اليوم وهكذا ستبقى غدا. المصطادون في الماء العكر لن ينجحوا في رهاناتهم ولولا ايماننا ولولا انتماؤنا الروحي الى كنيستنا التي كانت وراء لبنان الدولة والكيان بحدوده الحاضرة لما كان لنضالنا معنى. ان القوات اللبنانية كانت دائما مع الحوار، بل كانت الفريق الأكثر جدية، سواء عبر الحضور الدائم لرئيس الحزب سمير جعجع، أو مبادراته الى طرح الأفكار والأوراق خاصة". وأردفت بالقول: "وإننا مؤمنون أن لبنان لا يمكن أن يستمر معافى إلا من خلال كل طوائفه ومكوناته. وفي هذا الإطار لن نتوانى عن المشاركة في اي حوار جدي يطرح المشكلة الحقيقية المتمثلة في بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كل الأراضي اللبنانية وبواسطة الجيش اللبناني. أما أن نذهب الى الحوار، ولو بدعوة من موقع كريم نحترمه ونجله مع فئة لا نية لها بحوار جدي ومثمر، فإننا لا نرى في ذلك أي فائدة، لأنه لن يكون حوارا بقدر ما سيكون تغطية لواقع آخر يجب ألا نساهم في توفير الغطاء له وتبريره. ومع ذلك فنحن نتفهم موقفكم يا فخامة الرئيس الساعي في خضم التحولات الكبرى في المنطقة الى تجنيب لبنان أي صراع داخلي. وفي ذلك يهمني أن أعلن أننا الى جانبكم، ونطلب من الله أن يمدكم بالحكمة الضرورية لتجاوز المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان".

مطبوعات

وكانت رابطة قنوبين للرسالة والتراث قد وزعت على هامش الإحتفال مطبوعات:

- سلسلة البطاركة الموارنة للأب أنطوان ضو وجورج عرب تقدمة الجامعة الأميركية للتكنولوجيا A.U.T. ضمن رعايتها الإصدارات الثقافية لحديقة البطاركة.

- البطاركة الأربعة العمشيتي والبلوزاوي ومسعد وعريضة للأب أنطوان ضو تقدمة اتحاد بلديات قضاء بشري، ورابطة قنوبين و A.U.T.

- تفاصيل مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الفكرة والإدارة والدعم واسماء من الشركاء ومهل التحقيق لرابطة قنوبين منفذة المشروع.

- مجلة بلدتي الصادرة في نطاق حديقة البطاركة والوادي المقدس، بعدد خاص عن المسح الثقافي.

- دليل الوادي المقدس بالعربية والفرنسية والانكليزية لاتحاد بلديات قضاء بشري.

تدابير وبالمناسبة شهدت منطقة بشري تدابير أمنية مشددة نفذها الجيش على الطرقات العامة والمفارق والقرى والبلدات المطلة على الوادي المقدس، امتدادا حتى بلدة حوقة - مفرق دير مار انطونيوس قزحيا في قضاء زغرتا الزاوية. اما في محيط الصرح البطريركي في الديمان وفي حديقة البطاركة الموارنة فإن وحدات من الحرس الجمهوري تولت المسؤوليات الأمنية وقامت باعمال التفتيش للاماكن والساحات بواسطة الكلاب البوليسية. كما فتشت بواسطة الحواجز الكترونية الوافدين الى الصرح البطريركي للمشاركة في الاحتفالات. وقبيل وصول رئيس الجمهورية الى الديمان قامت مروحيات الجيش بعمليات مواكبة ومراقبة جوية للمنطقة. وكان عمال اتحاد بلديات قضاء بشري قد بدأوا منذ ساعات الفجر باعمال التنظيف في محيط المقر البطريركي والباحة الخارجية له، كما قاموا بأعمال ترقيع للحفر على الطريق العام المؤدي الى الديمان.