المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 آب/2012

انجيل القديس متى 10/26- 33/مخافة الله

لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفـي إلا سيظهر. وما أقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح. لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يقدر أن يهلك الجسد والنفس معا في جهنم. أما يباع عصفوران بدرهم واحد؟ ومع ذلك لا يقع واحد منهما إلى الأرض إلا بعلم أبـيكم السماوي. أما أنتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود كله. لا تخافوا، أنتم أفضل من عصافير كثيرة. من اعترف بـي أمام الناس، أعترف به أمام أبـي الذي في السماوات.  ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبـي الذي في السماوات.

 

عناوين النشرة

*النهاية السياسية لعون ومعه باقي أيتام الأسد والملالي في لبنان أصبحت قريبة جداَ/الياس بجاني

*خامنئي يكرر هجومه على إسرائيل ويحذر من «مؤامرات» الغرب وعلى خلاف العادة.. إيران تعلن أول أيام عيد الفطر مع السعودية

*البيان المشترك لحسن الأمين وهاني فحص/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

*هذه المرة أنتم وحدكم /علي حماده /النهار

*صواريخ نصرالله وطائرات الأسد/احمد عياش /النهار

*فرنسا تقدّم مشروع قرار يطلب التمديد لـ"اليونيفيل" سنة

*المسؤول العسكري الذي توفي في موسكو هو ماهر الاسد... واختفاء وليد المعلم

*سامي الجميل: إذا لم تقم السلطات بواجبها الدستوري فنحن متجهون لحرب جديدة

*نواف الفارس: النظام السوري وراء كل ما كان يجري في لبنان

*الفاتيكان: انعكاسات الازمة السورية لن تؤثر على زيارة البابا للبنان

*قاسم هاشم: لنجنب وطننا أية منزلقات قد تجرنا اليها بعض مغامرات 14 آذار

*فضل الله: لا يمكن أن يكون هناك لبنان بمعزل عن المقاومة

*قاووق:اسرائيل تهدد وهي ترتجف لأنها تدرك ان المقاومة تستعد

*النائب هاني قبيسي: بعضهم يستكثر الدفاع عن لبنان ويمارس سياسات التقسيم ونعتمد مع حلفائنا سياسة الصبر والعض على الجراح لينجو لبنان من الفتنة

*"التقدمي" نوه بفرع المعلومات بانهاء ملف رجا الزهيري وطالب الاجهزة المختصةالتوسع معه بالتحقيق لكشف تفاصيل المسألة

*عقله عقل عصفور"!: مخطط "سماحة" كان استفزاز "السنّة" لاستدراج "جهاديي" العالم/الشفاف 

*3 قراءات لموقع «حزب الله» في الفلتان الذي شهده لبنان/وليد شقير/الحياة

*هل فقد «حزب الله» السيطرة على جوانب من شارعه أم أن هناك توزيع أدوار بين «صقور» و«حمائم»؟ ومعطيات متفائلة قد تحرّر لبنان من ملف المخطوفين

*وفاة جندي باطلاق نار في بقاعصفرين والجيش اوقف متورطين

*اختطاف سوري في بدنايل

*كيروز افتتح مع جعجع بركتي ري في بزعون وبقرقاشا: فلسفتنا في الجبة تشدد على الإنماء المتوازن ورفض التمييز

*شهيّب لـ "النهار": ما حصل ترك بصماته على "الجيش والشعب والمقاومة" والحلّ بفكّ قيد المؤسسة العسكرية ومن حقّ أهل الجبل أخذ الاحتياطات

*الإبراهيمي: من السابق لأوانه دعوة الأسد للتنحي والمعارضة تتوقع فشله في إنهاء الصراع

*حكام وأوهام وركام/غسان شربل/الحياة

*الأخضر الإبراهيمي يقود سورية إلى... الطائف/جورج سمعان/الحياة

*زيارة راعوية ناجحة للراعي إلى عكار تزيل غيمة صيف افتعلها "مغرضون"/ جليل الهاشم/المستقبل

*عذابات السوريين في مهب «فقدان السيطرة»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*اللاجئ السوري يناديكم/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*الحرب الأهلية في سوريا قنبلة شرق أوسطية موقوتة/باسم الجسر/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

النهاية السياسية لعون ومعه باقي أيتام الأسد والملالي في لبنان أصبحت قريبة جداَ

الياس بجاني/20 آب/12/الأصيل دائما يبقى ويستمر ويزهر وأيضاً دائماً البديل والمصطنع يزول ويندثر وهكذا هو الأجل المحتوم لكل الطرواديين والمارقين والمرتدين الذين يهجرون قضايا وتاريخ ووجدان شعوبهم وأوطانهم ويبيعون أنفسهم للغريب من أجل مصالح ونفوذ ومنافع كلها متعلقة بمقتنيات هذه الدنيا الفانية. ميشال عون الذي خرج بجنون لافت من كل ما هو لبناني وبشيري وإيماني ووطني وتحول إلى بوق وصنج عند جماعات محور الشر السوري والإيراني لا يمكن أن يستمر سياسياً بعد سقوط أسياده في الشام وأن كان يتوهم  بعقله المهلوس والمنسلخ عن الواقع غير ذلك، لأن من يبيع نفسه بأي سعر كان فإن من يشتريه قد يبيعه في أي وقت بأبخس الأثمان ويبحث عن غيره من المعروضين للبيع. السؤال الذي يًُطرح دائما هو لماذا يبيع الإنسان نفسه ومن أجل ماذا، وماذا يريح وماذا يخسر. والجواب الإيماني الثابت هو "ماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله وخسر نفسه"، والجواب بالطبع لا شيء. هكذا كان حال الإسخريوتي والملجمي واقرانهما من الذين وقعوا في تجارب إبليس وساروا بغباء وراء غرائزهم فلعنتهم السماء وحلت عليهم لعنتها. بالتأكيد إن نهاية هؤلاء المارقين كنهاية الإسخريوتي الذي علق نفسه على شجرة وانتحر. اليوم ونهاية النظام السوري لم تعد ببعيدة المطلوب من الذين خانوا لبنان وتاجروا بناسه ودمهم ولقمة عيشهم وأمنهم أن يتوبوا ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والوطن قبل فوات الأوان.

 

خامنئي يكرر هجومه على إسرائيل ويحذر من «مؤامرات» الغرب وعلى خلاف العادة.. إيران تعلن أول أيام عيد الفطر مع السعودية

طهران - لندن: «الشرق الأوسط» /كرر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أمس، خلال خطبة عيد الفطر المبارك، تصريحات سابقة وصف من خلالها إسرائيل بـ«الورم السرطاني»، في رد إيراني جديد على تقارير إسرائيلية حول شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قبيل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وحذر المرشد، صاحب الكلمة العليا في البلاد، من مؤامرة غربية لإحداث انشقاقات في صفوف العالم الإسلامي. وفي خطبة العيد أمس، قال خامنئي إن «القوى العظمى هيمنت على مصائر الدول الإسلامية على مدى سنوات.. وزرعت الورم السرطاني الصهيوني في قلب العالم الإسلامي». وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) إن «الكثير من مشاكل العالم الإسلامي سببها وجود النظام الصهيوني المصطنع». وتابع قائلا إن مسألة إسرائيل واحتلالها أرض الشعب الفلسطيني هي المشكلة الرئيسية التي تواجه الدول الإسلامية. وأضاف «على جميع الحكومات والشعوب الإسلامية أن تنتبه إلى المؤامرة الخطيرة جدا (التي يحيكها الغرب) بهدف طمس هذه المسألة من خلال خلق انشقاقات في العالم الإسلامي». واتهم المرشد الأعلى «القوى العظمى» في العالم بتطبيق «أسلوب فرق تسد القديم على الدول الإسلامية»، إلا أنه قال إن «الثورات» الشعبية التي تهز العالم العربي تغير ذلك الوضع. ودعا خامنئي «جميع الحكومات والشعوب المسلمة والنخب السياسية والثقافية إلى أن تحذر المؤامرة الخطيرة لطمس القضية الرئيسية للمسلمين، واختلاق الوقائع الكاذبة عبر بث الخلافات بين الأمة الإسلامية». ووصف خامنئي إسرائيل بأنها «خطر يهدد البشرية». وأدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون تلك التصريحات، وقال متحدث باسمها إن «الممثلة العليا تدين بشدة التصريحات المشينة والحاقدة المهددة لوجود إسرائيل والتي صدرت عن المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية ورئيسها». وبخلاف العادة، فقد أعلنت الجمهورية الإسلامية الأحد أول أيام عيد الفطر، أي بالتوافق مع إعلان المملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية، ففي الغالب تعلن إيران العيد في اليوم الذي يلي إعلان السعودية. وربما يأتي ذلك على خلفية قرار سياسي في إيران بعد زيارة الرئيس الإيراني السعودية لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة التي عقدت في مكة الأسبوع الماضي بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي أولت لها وسائل الإعلام الإيرانية أهمية بالغة، حيث صبت اهتمامها على استقبال خادم الحرمين لأحمدي نجاد ودعوته له للجلوس إلى جانبه لدى استقباله قادة ورؤساء بقية الدول الإسلامية الذين حضروا القمة.

 

البيان المشترك لحسن الأمين وهاني فحص

عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

أصدر اثنان من كبار مراجع الشيعة في لبنان، السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص، بيانا مشتركا يوم الخميس، 8 أغسطس (آب)، عبرا فيه عن تأييدهما للثورة السورية، مطالبين شيعة لبنان والمفكرين العرب وعلماء المسلمين بدعم ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد. ويمثل هذا البيان المشترك، بحسب معرفتي بالمجتمع الشيعي، نقطة تحول في الثورة ضد النظام المستبد في سوريا، لأن كل الدلائل قبيل نشر هذا البيان كانت تشير إلى أن كل طوائف الشيعة تدعم نظام الأسد.

وبعبارة أخرى، يروق لبعض المحللين تفسير الثورة السورية بأنها ليست سوى صراع سني - شيعي، لكننا يمكننا الآن القول إن هناك وجهتي نظر مختلفين تماما لتفسير الأزمة الحالية في سوريا، الأولى تدعم الحكومة والأخرى صاغتها النخبة التي تدعم الشعب السوري، ولكل جانب تفسيره المختلف، وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: «قل كل يعمل على شاكلته» (الإسراء: 48).

هنا يبرز سؤال مهم للغاية: لماذا وقع أمين وفحص هذا البيان؟ وما سر الهدوء الذي يتمتع به آية الله العظمى في طهران؟ وما هو وجه الاختلاف بين الأمين وفحص والآخرين؟ يتمثل الفارق بجلاء في عقلية فحص والأمين التي تؤمن بالإنسان وحقه في الحياة، في الوقت الذي يبرر فيه الآخرون الموبقات، معتقدين أن القوة يجب أن تبقى مصونة مهما كانت التكاليف.

وقد اتصلت بالسيد هاني فحص وقلت له إن بيانكما المشترك «صدر من أهله ووقع في مكانه». لم تكن تلك مجاملة ودية، بل كانت جانبا من الحقيقة، لأن السيد هاني فحص، والسيد حسن الأمين، من وجهة نظري، أصابا جوهر رسالة الإسلام. فأسس الإسلام تقوم على احترام حقوق الإنسان والحرية. ولعل العنصر الثالث والأكثر أهمية هو اللغة والأدب، واللذان أعني بهما القصيدة، ففحص والأمين كلاهما شاعر. وكيف يمكنني أن أنسى قصيدة «ورد» لحسن الأمين، التي ألقاها في بيت التويجري في الرياض والتي حضرها نخبة من الشعراء والمفكرين والباحثين؟ الآن يبدو لي أن بشار الأسد هو ديك الجن في العصر الحديث وسوريا كدولة هي «ورد»، تطل على نهر العاصي وحلب وإدلب ودرعا إلخ.. قتل ديك الجن وأحرق جثة محبوبته ورد، والأسد قتل شعبه وقصف المدن. ويبدو لي أن نهر العاصي يحمل الكثير من أوجه الشبه مع أجزاء من التاريخ في سوريا..

«ومن دمكِ المطلول ظلت شقائق

على ضفة العاصي يموجها النهر

بنا شهوة للحب والإثم كلما

خبت في رماد العمر جد لها جمر

فكل نساء الأرض ورد وكلنا

من الديك جن عاشق دأبه الغدر»..

قلت إن كلا المفكرين الشيعيين يهتم بشكل خاص بالحرية. فمحمد حسن الأمين صاحب تفسير عبقري للاختلاف بين الاستبداد والحرية. وفي مقابلته مع أحمد علي الزين في برنامج «روافد» على قناة «العربية»، وجدت واحدا من أفضل الاقتباسات التي يمكن أن تقع عليها عيناي عن الحرية.

أحمد علي الزين: «سماحة السيد.. في النهاية بس بدي أردد قولا تقوله أنت دائما: سيئات الحرية أفضل من حسنات الاستبداد»..

السيد محمد حسن الأمين: «خيرٌ من حسنات الاستبداد»..

أحمد علي الزين: «خيرٌ من حسنات الاستبداد، يعني رهانك دائما هو على الحرية في تغيير العالم وفي جعل صورته أجمل»..

السيد محمد حسن الأمين: «وهذا ليس قولا شعريا لأنني أعتقد أن سيئات الحرية هي شأن عارض وعابر وبالتالي نستطيع بالحرية نفسها أن نقاوم سيئاتها»..

بناء على هذا الرؤية والتفسير العبقري، نشر الأمين وفحص، بعد خمسين عاما من الصداقة وتقاسم الكثير من الأرضيات المشتركة كمفكرين إسلاميين ورجلي دين وشاعرين وناقدين، بيانهما المشترك. وأود هنا أن أركز على ثلاث فقرات مهمة في البيان المشترك:

1 - إننا نناصر هذه الثورة كما ناصرنا الثورة الفلسطينية والإيرانية والليبية وباقي الثورات والحركات المطالبة بالإصلاح في كل الدول العربية.

2 - إن هذا الموقف يأتي انسجاما مع مكوناتنا الإيمانية والعربية والإسلامية ومع خصوصيتنا الشيعية التي لا تناسبها مجافاة روحية الإسلام الوحدوية وحرصنا على الدور الشيعي التنويري العربي.

3 - إن هذا الموقف هو وقوف إلى جانب المقاومين للاحتلال الصهيوني وضد من استخدموا فلسطين والعروبة والممانعة ضد شعوبهم فقط.

إصدار مثل هذا البيان سيضعهما من دون شك في مأزق خطير في لبنان. فلا يمكن أن ننسى الهجوم الذي تعرضت له عائلة هاني فحص والدمار الذي لحق بمنزله ومكتبه قبل عدة سنوات. والأدلة التالية توضح سبب إصرار فحص على دعم الحرية الإنسانية على الرغم من كل المشكلات التي عاناها:

«بيان صادر عن الحركة الثقافية - أنطلياس

تستنكر الحركة الثقافية – أنطلياس أشد الاستنكار الاعتداء الآثم على منزل العلامة السيد هاني فحص، لأنه اعتداء على حرمة المنزل وعلى الفكر الحر، ويشكل استباحة لكل المحرمات واغتصابا لأبسط حقوق المواطن، ويتطلب بإصرار تحرّك النيابة العامة والأجهزة الأمنية المختصة لإيقاف المعتدين وإحالتهم إلى المحاكمة لإنزال أشد العقوبات بهم.

وأن الحركة الثقافية – أنطلياس، التي كان لها شرف تكريم العلامة السيد هاني فحص عَلما من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي في مارس (آذار) 2004، إذ تعلن تضامنها مع سماحة السيد ومع عائلته، فإنها تهيب بكل مؤسسات المجتمع المدني وعلى الأخص المؤسسات الثقافية والإعلامية والحقوقية أن ترفع الصوت عاليا لحماية الفكر الحر ومجابهة استباحة حقوق المواطن ووضع حد للتصرفات الميليشيوية التي ما زال البعض يمارسها من دون حسيب أو رقيب». كان ذلك هو الثمن الذي دفعه لاستقلاليته ودعمه للحرية. والبيان الأخير إشارة أخرى تؤكد على أنه لا يزال هناك بعض علماء الشيعة الأفذاذ المعروفون الذين يدعمون الشعب السوري والذين لا يخافون لومة لائم.

 

هذه المرة أنتم وحدكم

علي حماده /النهار

  ثقافة "حزب الله" هي بنتائجها ما شهده لبنان قبل يومين من تفريخ لما يسمى اجنحة عسكرية لعائلات، ونزول شبان الى الشارع لقطع طرق المطار، وصولا  الى انتشار اعمال خطف وتعديات طالت مواطنين سوريين في مناطق مختلفة، وانتهاء باطلاق تهديدات موجهة الى زعامات لبنانية هي ايضا يمكنها عندما تصبح الامور جدية ان تعود الى عشائريتها المسلحة.

ثقافة "حزب الله" ادت الى خلق انسان من خارج القانون والمعايير الاجتماعية، غير قادر على العيش في بيئة مسالمة، ومستعد على الدوام للتصادم مع البيئات الاخرى.

هذا اول استنتاج لما حصل سابقا ولما شهدناه قبل يومين في الضاحية الجنوبية. اما الاستنتاج الثاني فهو نابع من موقف السيد حسن نصرالله الذي لا نشك لحظة في وقوف حزبه خلف كل ما حصل قبل يومين من امتهان لحقوق الناس، واعتداءات على حرياتهم، وعلى المرافق العامة وكل الاعمال المخلة بالامن. فالامين العام لـ"حزب الله" ينفض يده من"  الشارع الشيعي" الذي يهدد به بقية مكونات البلد، والسوريين، وكل العرب، ونقول بكل بساطة انتم ذاهبون الى كارثة كبرى، بل الى نكبة كبرى، والادهى انكم تجرون اليها  ليس بيئتكم فحسب، ولكن كل اللبنانيين.

ان الرهان على بقاء النظام في سوريا خاسر، والرهان على انقاذه ضرب من الجنون، ومعه التلاعب بمستقبل العلاقة مع عشرين مليون سوري والمجازفة بزرع احقاد لن تمحوها السنوات مهما طالت. فالارض السورية تغيرت ولا عودة الى الوراء. والقوة النارية التي يتمتع بها النظام ما عادت بكافية منذ زمن بعيد لتمكنه من حسم المعركة مع الثورة. بشار يتراجع في كل مكان، ويخرج شيئا فشيئا من كل سوريا لينتهي به الامر الى الانعزال في منطقة الساحل وجبال العلويين، فبعدما خسر حلب بالمعنى الاستراتيجي بخروجه من نصف المدينة واندحاره عن كل الريف الحلبي، اقتربت معركة دمشق التي لن تتأخر كثيرا بعدما بدت علامات الانهيار واضحة في كل مفاصل النظام. وسواء تأكد خبر انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أو لا فمن المؤكد ان شيئا كبيرا يحصل في اروقة النظام على اعلى المستويات. ولن يطول الوقت قبل ان يصير بشار وعائلته والبطانة الامنية المقربة معزولين تماما. ما نريد قوله هنا، هو أن مأزق النظام وأزمته ومصيره المحتوم أكبر بكثير من قدرة حزب لبناني يقبض على مقدرات طائفة صغيرة بالمقاييس الاقليمية. حتى ايران التي تقاتل في شوارع سوريا بكل ما أوتيت من امكانات، عاجزة عن انقاذ بشار ونظامه من نهاية محتمة. أملنا في هذا العيد ان يتعقل الذين يتوهمون انهم فوق البشر، وان يدركوا كم سيكون باهظا ثمن التورط في قتل السوريين، وكم يمكن ان يكون باهظا ثمن التورط في حروب لأجل طهران.  وثمن مواصلتهم زرع احقاد مع سائر اللبنانيين، فهذه المرة سيبقون وحدهم في البرية!

 

صواريخ نصرالله وطائرات الأسد

احمد عياش /النهار

دكّت طائرات بشار الاسد منذ ايام بلدة اعزاز الريفية بأثقل القنابل الروسية فسوّت ابنيتها بالارض ودفنت معها اطفالاً ونساء ورجالاً ظنوا انهم في امان. كان واضحاً ان هذه الطائرات كانت تتمنى ان تدفن في الوقت نفسه 11 لبنانياً مخطوفين كي تسعر النيران في لبنان. الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أطل منذ يومين يتوعد اسرائيل بصواريخ ستقتل آلاف الاسرائيليين اذا ما سقطت هناك. اما اللبنانيون الـ11 الذين كانت الاخبار المبهمة عنهم تشعل النيران في صدور ذويهم فلم يستحقوا من نصر الله سوى عبارة "قرار الصمت" والسبب ببساطة يعود الى ان طائرات صديقة هي من دمرت مكان احتجازهم. لكنه صبّ جام غضبه على الاعلام الذي ينكأ الجراح من دون توقف محملاً اياه تبعات فلتان الضاحية الجنوبية معقل الحزب.

بين الاسد الذي تجاوز مرحلة الوعيد الى مرحلة الفتك بمئات الالوف من الشعب السوري وبين نصرالله الذي يهدد وكانت نتيجة  حرب 2006 الفتك بآلاف اللبنانيين بقنابل الطائرات الاسرائيلية مقابل عدد قليل من الضحايا في اسرائيل ومن ضمنهم فلسطينيون تبدو المأساة اللبنانية السورية في ذروتها. وليس ادل على هذه الذروة من تكليف الاسد مستشاره ميشال سماحة زرع شمال لبنان بعبوات ناسفة لكن مهمته باءت بالفشل وهو اليوم خلف القضبان في مسار تحقيق ومحاكمة. يقول رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبعبارات مهذبة انه ينتظر اتصالا هاتفياً من الاسد ليتداول معه امر عبوات سماحة "المخيفة" كما قال سليمان، لكن الاسد لم يفعل حتى الآن. لكن الاخير اجرى اتصالات هاتفية عاجلة بعدد من الساسة اللبنانيين بعد توقيف سماحة ليحضهم على الضغط من اجل الافراج عن مستشاره. المعلومات المؤكدة هي ان رئيس مجلس النواب نبيه بري من بين من اتصل بهم الاسد. وكانت النتيجة ان بري لم يرد على اتصال سليمان عندما اراد ان يستفسر منه عن سبب عدم حضوره اجتماع الحوار الاخير في بيت الدين!

نصرالله يتوعد اسرائيل بجحيم فيما صار معقله جحيماً يجري فيه اصطياد المواطنين السوريين وكأنهم طرائد الصيادين في الغابات. كيف سيتصرف زعيم "حزب الله" والحال على ما هو عليه؟ من وجهة نظره ان هناك مؤامرة جديدة تريد التشويش على صواريخه التي تتحفز للاطلاق نحو اسرائيل. آخر المشوشين هم عشيرة آل مقداد الذين صار لهم جناح عسكري يخطف سوريين واتراك. ومن المشوشين ايضا الاعلام الذي يمارس الازعاج بلا هوادة فيتحدث عن التفاصيل المملة للمخطوفين، اللبنانيين، أما اهم المشوشين فهو الشعب السوري الذي يحرج النظام الحليف لايران و"حزب الله" مما اضطره الى تدمير ما تيسر من سوريا والفتك بشعبها حيث استطاع الى ذلك سبيلا. وربما انضمت صواريخ نصرالله الى طائرات الاسد لتوقف هذا التشويش "الوقح"!

 

فرنسا تقدّم مشروع قرار يطلب التمديد لـ"اليونيفيل" سنة

المستقبل/أفادت أوساط ديبلوماسية لـ"المستقبل" أنّ فرنسا قدّمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطلب التمديد لـ"اليونيفيل" سنة جديدة تبدأ في الأول من أيلول المقبل وحتى 31 آب 2013.

ولفت المشروع إلى أهمية التعاون بين الدول المساهِمة في "اليونيفيل" والجيش اللبناني. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجّه رسالة إلى مجلس الأمن يطلب فيها التمديد لـ"اليونيفيل" سنة إضافية، شارحاً فيها وضع "اليونيفيل" والبيئة الأمنية والسياسية التي تعمل في اطارها. وكشفت المصادر أنّ مجلس الأمن سيعقد جلسة التمديد لـ"اليونيفيل" في 30 آب الجاري، أي قبل انتهاء ولايتها بيوم واحد، وسيستصدر قراراً في هذا الشأن. وجاءت رسالة الأمين العام بناء على طلب لبنان التمديد لـ"اليونيفيل" والذي وجّهه إلى بان في أواخر تموز الماضي. وتعقد الدول المساهِمة في "اليونيفيل" اجتماعاً تقويمياً في 21 آب الجاري.

 

المسؤول العسكري الذي توفي في موسكو هو ماهر الاسد... واختفاء وليد المعلم

 اكد تقاطع معلومات لموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ما أعلنته قناة "روسيا اليوم" بعد ظهر الاثنين 20 آب عن وفاة شخصية عسكرية سورية كبيرة في موسكو حيث ونقل الجثمان بسرية الى دمشق.

وكشفت المعلومات الخاصة ان المتوفي هو ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد وقائد الفرقة الرابعة في الجيش النظامي.

ولفتت الى انه توفي في احد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو متأثرا بجراح اصيب بها في دمشق. وفي سياق متصل، اشارت معلومات خاصة بموقع "القوات" الى ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم مختفٍ منذ اكثر من 3 أسابيع ولا يعرف عنه اي معلومات بالنسبة لمكان وجوده او وضعه.

 

سامي الجميل: إذا لم تقم السلطات بواجبها الدستوري فنحن متجهون لحرب جديدة

 اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أن "تاريخ حزب الكتائب هو تاريخ نضال طويل منذ أكثر من مئة عام، انطلق في خلال الاحتلال العثماني للبنان، ومن ثم استمر مع مقاومة الانتداب الفرنسي، وصولاً الى الحرب اللبنانية"، وقال: "لقد تربيت في مدرسة وطنية منذ الصغر وتعلمنا التضحية لأجل الوطن، وبالتالي فان النضال السياسي هو نضال وواجب وطني اكثر مما هو عمل سياسي تقليدي، وسيبقى متواصلا طالما ان في لبنان مشاكل كالتي نعيشها".

وأشار الى أن "لكل شخص رؤيته ووجهة نظره داخل الحزب الواحد"، معتبرًا أن "النظام السياسي في لبنان غير قادر على معالجة مشكلة التعددية التي قد تتطلب نظاما سياسيا آخر يتلاءم معها، وبالتالي فان النظام المركزي الموجود في لبنان لا يتلاءم مع التعددية".

وحول بدايته الطالبية، لفت الجميل في حديث لقناة "France 24" الى أن "هذه المرحلة كانت خلال فترة الاحتلال السوري للبنان"، وقال: "في هذه المرحلة كان من واجب أي شاب أو مواطن لبناني ان يقاوم الاحتلال السوري وتحرير بلاده منه، وبالتالي فان هذه المقاومة كانت مقاومة سلمية طالبية وكانت الصوت الوحيد المرفوع في وجه الاحتلال، لأن معظم القيادات السياسية كانت اما في المنفى أو في الاعتقال، ومن هنا فاننا كنا من أبرز المناضلين بين العامين 1997 و2005 تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان".

ورداً على سؤال حول سعيه للوصول الى وحدة سياسية في الصف المسيحي، اعتبر أن "المسيحيين في لبنان بحاجة الى موقف واضح في بعض الملفات الأساسية لكي يكونوا شركاء حقيقيين مع الفرقاء الآخرين على الساحة اللبنانية، لأنهم في حال كانوا مشتتين ولا سيما في الملفات الاساسية لن يستطيعوا ان يلعبوا دور الشريك الحقيقي مع المسلمين"، مشيراً الى أنه "ومن هذا المنطلق على المسيحيين ان يتفقوا على بعض الثوابت الاساسية".

ولفت الى أن "لبنان وطن تعددي ومن الطبيعي ان يكون هناك ضمانات للمشاركة لكي تكون جميع الطوائف شريكة في الحكم، لأنه في حال تم تطبيق النظام الأكثري في البلد التعددي تصبح الطائفة الأكثر عددا هي التي تحكم وعلى حساب الأقليات، وبالتالي فان المشاركة الحقيقية لكل مكونات المجتمع اللبناني لا يمكن أن تتم الا وفق آلية ما، واعتمد لبنان الطائفية السياسية لمشاركة جميع الطوائف في السلطة، وبالتالي فان الغاء هذه الطائفية السياسية اليوم من دون ايجاد البديل عنها يؤدي الى حكم الأكثرية، وهذا الشيء مرفوض من قبل مجموعة كبيرة من اللبنانيين، أما البديل الآخر عن الطائفية السياسية فيمكن ان يكون اللامركزية الادارية الموسعة، حيث يتم تأمين ضمانات لجميع الطوائف اللبنانية والمشاركة الحقيقية من خارج إطار التقسيم الطائفي".

وقال: "أهمية اتفاق الطائف أنه أوقف المدفع والحرب في لبنان، ولكن بالنسبة لنا ليس هو الاتفاق الذي يمكن ان يؤمن الاستقرار للبنان والبرهان على ذلك هو أنه عندما خرج الجيش السوري من لبنان وترك اللبنانيين تحت وطأة هذا النظام لم يستطيعوا في اي وقت تأمين استقرار البلاد، فلبنان في حالة فوضى منذ أكثر من سبع سنوات وهذا الأمر مرشح للاستمرار، لأن نظام الطائف هو نظام غير قابل للحياة لأنه كان مرتكزا على وجود الاحتلال السوري في لبنان، وعندما خرج هذا الحكم أصبح اللبنانيون متروكين تحت وطأة نظام غير قابل للحياة، وهذا التخبط الموجود اليوم على الساحة الداخلية اللبنانية يشكل سلاح حزب الله جزءا منه، والنظام السياسي غير القادر على استيعاب هذه التعددية الثقافية في لبنان يشكل الجزء الآخر".

وتابع: "طالما ان هناك سلاحا خارج إطار الدولة اللبنانية وهذا السلاح يستعمل للضغط السياسي في الداخل، فانه من غير الممكن ان يكون لدينا ديموقراطية حقيقية، وهذا ما يتجلى اليوم على الساحة الداخلية اللبنانية من خلال وجود أشخاص مسلحين يعقدون المؤتمرات الصحافية بوجوه ملثمة، في وقت ان الدولة تفاوضهم بدل السعي الى قمعهم وتطبق القانون على الجميع، وبالتالي فان الدولة أصبحت رهينة مجموعة سياسية اليوم في لبنان تدعى حزب الله".

وعن التحول الذي احدثه استشهاد الوزير السابق بيار الجميل على الصعيدين الوطني والحزبي، قال الجميل: "شكل استشهاد بيار نقطة تحول كبيرة، اذ أنه وبالاضافة الى القضية الوطنية التي ندافع عنها، أصبح هناك نوع من التحدي الشخصي بوجه من كان يحاول من خلال اغتيال بيار اغتيال قضية بيار، وبالتالي كان الهدف الاساسي أن نمنع هذا المخطط من تحقيق أهدافه من خلال متابعة هذه المسيرة وتحقيق أهدافها، وهذا ما اعطانا مزيدا من الاندفاع والقرار النهائي بمتابعة العمل السياسي والوطني في لبنان".

وعن الجيش اللبناني ووضعه على الساحة الداخلية، أكد الجميل "ان الجيش لا يحظى بالدعم الكافي من السلطة السياسية للقيام بواجباته وفرض السلطة والسيادة والاستقلال، "وهذا ما ينقصه"، اي قرار سياسي من قبل الحكومة للحزم في وجه كل هذه المجموعات المسلحة الموجودة على الاراضي اللبنانية وهي خارجة عن القانون والدستور".

واضاف: "طالما ان السلطة السياسية والحكومة التي يشارك فيها حزب الله وهي مدعومة منه لا تعطي الجيش اللبناني الضوء الأخضر للضرب بيد من حديد وفرض القانون والمساواة والاستقرار والسيادة على جميع الاراضي اللبنانية، سيبقى دور الجيش اللبناني مضروبا بالكامل".

ورأى "انه وازاء عمليات الخطف التي تجري اليوم من قبل بعض المسلحين الذين يتباهون باختطاف 20 شخصا ويهددون الدولة ورئيس الحكومة واللبنانيين، كان من المفترض على الدولة اللبنانية ان تدعو الجيش اللبناني الى التصرف، ولكن حتى هذه الكلمة لم تقل"، مشيرا الى "ان الحكومة اللبنانية غير قادرة حتى اليوم على اعطاء الضوء الأخضر للجيش اللبناني للتصرف في وجه مجموعة "زعران" يقومون بخطف مواطنين ويقطعون الطرقات ويرفعون السلاح ويهددون اللبنانين، في وقت ان الجيش اللبناني ليس امامه أي قرار لضبط هذا المشهد الشاذ الذي يخيف اللبنانيين اليوم".

وعن الربيع العربي في سوريا، اعتبر الجميل "أنه عندما يتحرر الانسان تكون البداية للوصول الى دولة ديموقراطية وحضارية ومتطورة في المنطقة ككل، وعندها نستطيع بناء مجتمع عربي ومجتمع شرق أوسطي حضاري يؤسس للمستقبل"، مشيرا الى "ان حزب الكتائب كان من اول المرحبين بالحركات التحررية في العالم العربي، وكنا نأمل في ان يكون هناك تطور ما من خلال الحياة الديموقراطية الجديدة في الأماكن كافة، ولكن ظهر نوع من التفاوت في طريقة مواجهة السلطات مع الشعوب، وأكثر نظام كان دمويا ولديه حقد على شعبه هو النظام السوري"، لافتا الى "ان اللبنانيين اختبروا هذا الموضوع قبل السوريين بثلاثين عاما، فهذا النظام نفسه الذي يدمر في سوريا، دمر في لبنان وهدم المنازل وخطف الشباب، وقتل العائلات".

واعتبر "ان هناك في لبنان حلفاء تاريخيين للنظام السوري متضامنون معه ويدافعون عنه وحزب الله أبرزهم، وهم يشكلون اقلية على الساحة الداخلية اللبنانية، بخاصة وان الطائفتين السنية والدرزية وحوالى 60 في المئة من المسيحيين، هم ضد النظام"، نافيا وجود اي معلومات دقيقة حول المشاركة المسيحية السورية في هذه الثورة "لأن المسيحيين في سوريا ليسوا منظمين ضمن اطر حزبية منظمة بل هم افراد منتشرون ومن غير الممكن احصاءهم اذا كانوا الى جانب الثورة أو النظام، ولكن مما لا شك فيه ان المسيحيين في العالم العربي يخافون من ان يؤدي التغيير الى ضرب استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي، ولكن هذا الموضوع يبقى رهن المواطنين السوريين المسيحيين والذين عليهم ان يعبروا عن هذا الرأي".

وفي موضوع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، قال الجميل: "نعرف منذ زمن ان النظام السوري يحب أن يخلق حالات عدم استقرار في لبنان وهو كان المستفيد الوحيد من هذه الحالات في شكل او في آخر، وبالتالي فان النظام السوري يمتهن هذه الممارسة وهو اختصاصي في اشعال الفتنة في لبنان، وبالتالي فان كل الهزات الأمنية هي من افتعال الجيش السوري لخلق عدم استقرار والافادة من عدم الاستقرار هذا لغض النظر عما يحصل في سوريا، مما يفتح المجال الى تصدير الأزمة السورية الى الداخل اللبناني وهذا نوع من التهديد المستمر من قبل النظام السوري بانه قادر على تفجير المنطقة في اي لحظة، ومن هنا فان النظام السوري يحاول افتعال نوعا من الحرب الأهلية في لبنان من خلال هكذا تحركات".

واعتبر "انه لا يوجد شيء يسمى "الجناح العسكري لآل المقداد" ولن يكون موجودا لأنه في منطقة الضاحية الجنوبية لا يتحرك احد بهذه الكمية من السلاح ويقوم بهكذا أعمال من دون تغطية من قبل حزب الله أو حركة أمل"، سائلا: "هل أن حركة أمل وحزب الله متفقان على هذا العمل؟ بخاصة وان ما نشهده من فلتان وتردد من قبل الدولة اللبنانية في أخذ هكذا قرارات وحسم هكذا مشاكل، يذكرنا بما جرى في العام 1975 عندما كانت الدولة اللبنانية مترددة ولا تحسم الاعمال المسلحة للمنظمات الفلسطينية آنذاك والتي ادت الى الحرب اللبنانية".

وأعرب عن أمله في "الا يكون ما نشهده اليوم مقدمة لحرب لبنانية جديدة"، محذرا السلطات اللبنانية من "انه في حال لم تقم بواجبها الدستوري بحماية اللبنانيين وتأمين الاستقرار لهم ومنع الخروج عن القانون وقطع الطرقات واستعمال السلاح بهذه الطريقة، فنحن متجهون لا مفر الى حرب لبنانية جديدة".

ولفت الجميل الى "ان التشنج الموجود على الساحة الداخلية اللبنانية سيؤثر على الحوار الذي لن يصل الى نتيجة في هذه الحالة، ولكن وجود هذا الاجتماع هو صمام أمان للبنانيين ويدل على ان رئيس الجمهورية قادر في مكان ما على جمع كل القيادات للحوار والنقاش، لأنه متى انقطع التواصل بين الفرقاء فنحن ذاهبون عندها الى الطلاق".

وردا على سؤال، حول امكان تعديل القانون الذي يجيز للمرأة أن تمنح جنسيتها لأولادها، أكد دعمه لهذا القانون، مشيرا الى "انه موجود في برنامج حزب الكتائب الانتخابي، لان هذا حق مقدس للمراة اللبنانية"، كاشفا "ان عدم اقرار هذا القانون حتى الآن يعود الى الخوف من ان يتم استعماله من قبل الفلسطينيين في لبنان لنيل الجنسية، بخاصة واننا نرفض التوطين في لبنان".

 

نواف الفارس: النظام السوري وراء كل ما كان يجري في لبنان

 أكد السفير السوري لدى العراق المنشق نواف الفارس أن "كل تفجير في لبنان منذ زمن طويل خصوصاً بعد العام 2005 هي من فعل النظام السوري"، مشددا على ان "الوزير السابق ميشال سماحة هو رجل سوريا في لبنان والصديق الشخصي لـ(الرئيس) بشار الاسد وهو من المتحمسين جدا لبشار ونظامه وهو عميل مأجور ومعروف عند كل السوريين وكل اللبنانيين".

الفارس، وفي حديث مع صحيفة "الشرق" القطرية، اعتبر أن "كشف العمل الذي كان يستعد له سماحة، مهم للغاية لفضحه وفضح الموالاة المرتبطين بسوريا"، لافتاً إلى أن "التهديدات الأخيرة بقرب تنفيذ عمليات لـ"القاعدة" في لبنان هي من تخطيط النظام وثبت بالدليل المؤكد أن "القاعدة" هم النظام السوري، وأن السلفيين هم الاستخبارات السورية وازلامهم في لبنان وان توقيف ميشال سماحة بالجرم المشهود ومعه ادواته والتفجيرات أزاح الغطاء عن كل شيء يمكن أن يشير إلى وجود سلفيين أو قاعدة في لبنان لتفجير الساحة اللبنانية".

وشدد على أن "هدف النظام الآن في سوريا هو تفجير الساحة اللبنانية، لأنه يعتقد ان تفجير لبنان سيخفف الضغط عليه". وأضاف: "القدر حال دون ذلك، وانكشفت الأمور للشعب اللبناني والشعب السوري وللعالم، وأن كل ما كان يجري في لبنان من خلل أمني سواء قتل أو تفجير أو إثارة فتن يقف وراءها النظام السوري وأزلامه في لبنان".

وانتقد الفارس "فكرة ضم إيران إلى لجنة إسلامية تعنى بحل الأزمة"، مؤكداً أن "ضم إيران لأي جهد دولي هو تفشيل لهذا الجهد". وشدد على أن "إيران طرف يقاتل بضراوة ضد الشعب السوري، وأن من يقوم حالياً بذبح الشعب السوري هم الإيرانيون وبالسلاح الروسي وأن وجودها في أي جهد سياسي دولي لن يكون في صالح أي طرف سوى بشار (الاسد)"، مشيراً إلى أن "الطرح الذي سيق خلال القمة الاسلامية بتشكيل لجنة من عدة دول إسلامية تضم إيران ليس مقبولا من قبل الشعب السوري"، ولافتاً إلى أن "الأمور في سوريا وصلت إلى خط اللارجعة ولم يعد هناك مجال للحوار وأن هناك غالباً ومغلوباً الآن".

وأعرب الفارس عن أسفه للنتائج المتواضعة التي خرجت بها القمة الإسلامية التي عقدت مؤخراً في مكة المكرمة، مشيراً إلى أن "مجرد تعليق عضوية سوريا في المنظمة الإسلامية لا يكفي إزاء الدم المُراق في سوريا حيث لم يراع الاسد حرمة للشهر الكريم، فسقط قرابة 4700 شهيداً خلال شهر رمضان فقط"، وقال: "إن تعليق عضوية سوريا في المنظمة لن يترك أثراً على الارض، وكنا نتوقع من المنظمة خطوات عملية أكبر من أجل الضغط على النظام ومؤيديه خصوصاً إيران، العضو في المنظمة". وعن رؤيته لمستقبل العمل السياسي في ضوء انضمام رئيس الوزراء رياض حجاب إلى الثورة وانشقاق قادة كبار عن النظام، أكد الفارس أن "كل انشقاق مهم ويدعم الثورة والمعارضة ويدعم الشعب السوري ويعطي زخماً للثورة مما يكن الشخص المنشق خصوصاً أصحاب المناصب المتقدمة في الدولة".

 

الفاتيكان: انعكاسات الازمة السورية لن تؤثر على زيارة البابا للبنان

وطنية - 20/8/2012 أكد الفاتيكان اليوم ان تبعات الازمة السورية وما ترتب عليها من عمليات خطف في لبنان لن تؤثر على زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لهذا البلد المقررة من 14 الى 16 ايلول المقبل. وقال المتحدث باسم الكرسي الرسولي فيديريكو لومباردي ان "الاستعدادات للرحلة مستمرة بلا ادنى تردد من قبل الفاتيكان"، وذلك ردا على سؤال بشأن التصريحات التي ادلى بها الجمعة بطريرك الارمن لاذاعة الفاتيكان واعرب فيها عن القلق من امكانية الغاء زيارة البابا. واضاف المتحدث ان "الدليل الملموس هو ان سيارة البابا شحنت بالفعل وهي في طريقها الى بيروت". وكان بطريرك الكنيسة الارمنية نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني قال ان "ما يحدث في سوريا يخلق حقا وضعا خطيرا يمكن ان تكون له انعكاسات على الحياة السياسية في لبنان ويحول دون زيارة البابا". اضاف: ان الغاء هذه الزيارة "سيكون شيئا مؤسفا حقا". وخلال زيارته سيوقع البابا على "الارشاد الرسولي" (رسالة تتضمن خطوطا ارشادية للكنائس المحلية) المنبثق من سينودس اساقفة الشرق الاوسط الذي عقد في روما في تشرين الاول 2010. ومن المقرر ان يلقي بنديكتوس السادس عشر سبعة خطب على الاقل خلال هذه الزيارة التي ستكون ال24 التي يقوم بها الى الخارج منذ توليه السدة البابوية عام 2005.

 

قاسم هاشم: لنجنب وطننا أية منزلقات قد تجرنا اليها بعض مغامرات 14 آذار

 وطنية - 20/8/2012 أمل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم في "ان يأخذ اللبنانيون من مناسبة عيد الفطر السعيد القيم والمعاني بأبعادها الوطنية والانسانية لتكريس مفاهيم المحبة والالفة والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والابتعاد عن لغة الإثارة والتحريض والشحن والسعي لتوسيع قاعدة التفاهم والحوار بين المكونات الاجتماعية والسياسية، حيث التطورات والتحديات تتطلب تضافر جهود كل الافرقاء لنجنب وطننا أية منزلقات او أخطار قد تجرنا اليه بعض المغامرات السياسية التي يحاول فريق 14 آذار ان يأخذ لبنان اليها من خلال إصراره على الشراكة الكاملة له مع عصابات الإجرام والتخريب في سوريا". وقال بعد استقباله مطران مرجعيون للروم الكاثوليك جورج حداد ورؤساء بلديات ومخاتير من بلدات وقرى حاصبيا والعرقوب وفاعليات اجتماعية: "اليوم أحوج ما نكون الى تغليب لغة العقل والحكمة بعيدا من الخطاب الموتور لاننا بغنى عن العودة الى التوتير السياسي نظرا لتداعياته على مجمل الواقع الوطني، ألا يكفي اللبنانيون أزمات ومعضلات اجتماعية واقتصادية أصبح من الضرورة الوطنية الإلتفات اليها والعمل الى معالجة كل المشاكل الحياتية اليومية، بدءا من الماء والكهرباء وأزمة الغلاء والفساد المستشري والبطالة المنتشرة، وهذه وان كانت مسؤولية الحكومة بالدرجة الاولى الا انها قضية وطنية تستدعي وضع الخطة الوطنية الإنقاذية للوصول الى الحلول الناجعة والسريعة، وهذا يوجب على الحكومة الإسراع في معالجة القضايا الاجتماعية بالدرجة الاولى والتي لا تقل أهمية عن مقاربة المسائل السياسية وتعقيداتها الحالية، ولا يمكن إعفاء المعارضة من مسؤوليتها في الإسهام في وضع الآليات التي تعجل الحلول بدل التصويب على الحكومة بهدف العودة للامساك بالسلطة والحكم كهدف أسمى وأعلى لقوى 14 آذار، وهذا ما تبين في الآونة الأخيرة بخاصة في جلسات طاولة الحوار، وكأن لا هم لهذا الفريق الا الحكم ليتسنى له تنفيذ مشروعه المتكامل مع منظومة خارجية لها ما لها من أهداف وغايات لا تمت لمصلحة الوطن بصلة". وختم هاشم: "المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى الإرتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية بعيدا من الحسابات السياسية الضيقة والرخيصة أمام مخاطر ما يجري من حولنا والخوف من امتداد سلبياته نحونا اذا لم ندرك القراءة الحقيقية".

 

فضل الله: لا يمكن أن يكون هناك لبنان بمعزل عن المقاومة

 وطنية - 20/8/2012 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، خلال احتفال تأبيني في بلدة عيناتا الجنوبية، "أننا أمام معادلات تاريخية استراتيجية، وأنه ليس المهم أن نمتلك السلاح فقط بل أن تكون لنا الجرأة في الإعلان عن هذه المعادلات وتنفيذها عندما يحين وقتها". وإذ أشار فضل الله إلى ما طرحه قائد المقاومة (السيد حسن نصرالله) بالأمس من معادلة جديدة يعرف العدو أنها "جدية وجادة"، أكد "أننا لا يمكن ان نطرح مثيلا لها على الملأ إن لم تكن المقاومة قادرة على تنفيذها، وأنها هي مظلة الحماية الحقيقية لبلدنا، والتي تردع العدو وتمنعه من شن أي عدوان أو حرب أو من أن يستسهل ذلك، مشددا على "أننا نعيش هنا باطمئنان واستقرار وأمان لاننا نمتلك مثل هذه المعادلات المرتكزة على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأنه مهما يكن الصخب الداخلي فإننا نفصل بين ما تحضر له المقاومة من جهوزية واستعداد وبين كل النقاشات والسجالات والحوارات وما شابه". ولفت فضل الله إلى ما "تتعرض له المقاومة منذ سنوات من مؤامرات وهجمات إعلامية وسياسية وتحريض طائفي ومذهبي، أنها تعطي أذنا صماء لمثل هذه السجالات وتقدم في كل محطة من المحطات مفاجآت للجميع، وهي مفاجآت مقلقة ومرعبة لعدوها، ومفرحة ومطمئنة لصديقها وحليفها، وتشكل اليوم ركيزة اساسية من ركائز البلد، إذ أنه لا يمكن أن يكون هناك بلد إسمه لبنان بمعزل عن المقاومة بعد أن باتا متلاصقين ولا يمكن الفصل بينهما". ورأى أن المقاومة "ليست فقط جزء مقوما للوضع السياسي، بل هي جزء من ميثاقنا الوطني، وأن الذي يريد أن يتكلم اليوم عن ميثاق وطنيٍ يجب أن يتحدث عن العيش الواحد وعن لبنان الموحد ولبنان السيادة، وأنه عندما يحاول البعض ان يفصل المقاومة عن هذه الميثاقية الوطنية فإنه يتحدث عن بلد آخر غير لبنان"، مؤكدا أننا "عندما نستمع إلى بعض المواقف التي تتحدث عن المقاومة وعن معادلات الجيش والشعب والمقاومة، فإننا نعتبر ذلك صراخا في واد سحيق لا يمكن أن يغير شيئا من كل هذه المعادلة الداخلية". وشدد فضل الله على "أننا نتطلع الى بلدنا لنواجه كل محاولات إثارة الفتن من خلال التحريض، بالحكمة والصلابة والشجاعة والجرأة"، داعيا لأن "نكون حكماء في الوقت الذي يحاول فيه البعض ان يعمم مثل هذا الخطاب التحريضي ويثير الإنقسامات وبالتالي يخرب البلد"، مؤكدا أن خطاب حزب الله "سيبقى ويظل خطاب السلم الاهلي والاستقرار والهدوء وإشاعة المحبة والإيمان بين الناس على الرغم من كثرة الأحقاد التي يثيرها البعض من هنا وهناك أو ما يشاع من محاولة لبث الإضطراب والفتن".

 

قاووق:اسرائيل تهدد وهي ترتجف لأنها تدرك ان المقاومة تستعد

 وطنية - 20/8/2012 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في ذكرى أسبوع والد الشهيد ربيع علي رميتي في بلدة برج قلاويه، أن "أكثر ما يقلق إسرائيل اليوم هو أنها حين تهدد لا تجد شيئا من القلق عندنا، في حين أنها تنتظر من إيران والمقاومة وشعبها الخوف من المناورات التي تجريها والتي تنعكس نتائجها على الشعب الإسرائيلي، فيزداد خوفا ورعبا، ما سبب اقتحام المظاهرات لمنزل وزير حربه للمطالبة بعدم انجرار اسرائيل للحرب".

وقال: "اسرائيل تهدد وهي ترتجف لأنها تدرك ان المقاومة تستعد ونجحت بالرغم من كل الضعوط والظروف الصعبة في أن تعاظم قدراتها العسكرية، الأمر الذي أوجب زيادة قلق العدو وغيظ كل أعدائها وتعزيز منعة لبنان أمام تهديداته. ومن الطبيعي أن لا يعجب إزدياد قوتها الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءا من مشروع أمريكي لاستهداف المقاومة، لأن ذلك يثبت خسارة رهاناتهم".

وإذ أكد أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة أقوى وأصلب من أن تهتز بمتغيرات إقليمية أو ضغوط دولية لأنها معادلة كتبناها وثبتناها بالدم"، تسائل "عما نراهن عليه لحماية بلدنا واستكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، أعلى الذين قاتلوا مع إسرائيل عام 1982، أم على الذين تآمروا على الوطن والمقاومة في عدوان 2006"؟ مشددا على أن "فريق 14 اذار لا يمكن أن يؤتمن على العباد أو البلاد، لأن آخر همه تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، أو إيقاف الخروق الجوية الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وأنهم قد بدلوا شعارهم من "لبنان أولا" الى "الجيش الحر أولا"، بعد أن دخلوا معه في شراكة عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية ومالية وورطوا لبنان في أتون الحرب المشتعلة في سوريا". أضاف: "إننا لطالما حذرنا من جر هذه النار الى لبنان، ولكن فريق 14 آذار جرها عمدا، تنفيذا لمطلب أمريكي وإقليمي، لأنه إذا ما أراد أن يعمل وفق الروزنامة الأمريكية فإنه سيفقد وظيفة وجوده، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى دعم سياسي ومالي، وخاصة أننا على أبواب الإنتخابات". وتابع "اننا نؤيد المشروع الذي يخيف إسرائيل وأمريكا، ولا يمكننا أن نكون تجاه الأزمة السورية في الخندق الذي يمتدحانه. ان ما يحصل في سوريا بات واضحا، إذ لا علاقة له بإصلاحات أو بحرية أو ديقراطية، والذين اجتمعوا في مكة لإدانة النظام في سوريا هم نفسهم الذين قتلوا بالأمس طفلا في المنامة وحكموا على رئيس جمعية حقوقية بالسجن لثلاث سنوات لأنهم تظاهروا بدون ترخيص. لماذا يدعمون المظاهرات والعمليات المسلحة في سوريا إذا كان التظاهر حرام عندهم؟ ولماذا تنتهك حقوق الإنسان في بلادهم طالما أنهم مجتمعون للمطالبة بتحقيقها في سوريامطالبا بأن "تتوقف عمليات القمع في البحرين والمنطقة الشرقية لأن هؤلاء المتظاهرون هم عرب ومسلمون وبشر ولهم حقوق إنسانية".

 

النائب هاني قبيسي: بعضهم يستكثر الدفاع عن لبنان ويمارس سياسات التقسيم ونعتمد مع حلفائنا سياسة الصبر والعض على الجراح لينجو لبنان من الفتنة

وطنية - النبطية - 20/8/2012 استقبل عضو كتلة "التحرير والتنمية" النيابية النائب هاني قبيسي في منزله في زبدين - النبطية وفودا مهنئة بعيد الفطر، بينها رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين واعضاء الجمعية، رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير، رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب باسيل باسيل على رأس وفد من راهبات النبطية، وفود من قيادة حركة "أمل" في الجنوب، من حزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب واخر من القومي ووفود شعبية من مناطق الجنوب. ورحب قبيسي بالوفود ناقلا لها تحيات الرئيس نبيه بري، متمنيا ان يكون العيد بارقة خير على الوطن والامة العربية والاسلامية، مهنئا اللبنانيين بالعيد مسلمين ومسيحيين وخصوصا مثلث الجيش والشعب والمقاومة. وقال قبيسي امام الوفود: "اننا نعيش اياما صعبة على مستوى وطننا لبنان ومنطقتنا العربية التي تدار فيها مؤامرات كبيرة وكبيرة تسعى لضرب ثقافة المقاومة وارادتها، وما يجري على ساحة لبنان وعلى الساحة العربية والاسلامية يهدف لضرب ثقافة المقاومة، ونحن في شهر اب شهر تغييب الامام القائد السيد موسى الصدر عن ساحة جهاده وعن ساحة ابنائه، تطل علينا الذكرى في 31 الحالي وهي ستقام في مدينة النبطية لنشارك فيها جميعا في تجديد الولاء للنهج المقاوم الذي ارساه الامام القائد لان المستهدف في هذه الفترة هو فكر المقاومة وثقافة الامام الصدر وثقافة المقاومة وارادتها حيث يسعى البعض لتدميرها من خلال لغة الفتنة والكراهية والحقد على مستوى كل مساحات العالم العربي" .

وقال: "يستكثرون الدفاع عن لبنان والدفاع عن القدس والدفاع عن القضية الاساس للعرب وهي فلسطين، ويمارسون سياسات التقسيم والفرقة والتشرذم، ويجتمعون لانقاذ لبنان او لانقاذ المنطقة تحت عناوين مختلفة، ولا نرى من الجهد الذي يبذل الا تكريسا للغة الفتنة وسياسات الفتنة، ونسأل الله ان ينجي لبنان منها، ونرجو ان يهتدي الجميع الى واقع سليم يؤسس لاخراج لبنان من دوامة تدور على مستوى كل المنطقة، ومع الاسف ان كثيرين يبتعدون عن القضايا الاساسية لهذه المنطقة وهذا العالم، منذ ان كانت النكبة وبدأت مشكلة فلسطين بدأت منطقة الشرق الاوسط تعاني من ظلم الصهاينة ومن اعتداءاتهم ومن اجتياحاتهم، استبشرنا خيرا في الاسبوع الماضي عندما انعقدت قمة التعاون الاسلامي او جمعية التعاون الاسلامي في المملكة العربية السعودية، استبشرنا خيرا بهذا الاجتماع لان هذه المؤسسة تأسست للدفاع عن القدس في العام 1969 وتداعى المسلمون من كل دول العالم للدفاع عن الاقصى وعن القضية الاساس وهي قضية فلسطين، قضية القدس بمسجدها وبكنيسة قيامتها، مع الاسف نرى في هذه الايام ان 57 دولة من الدول المنتمية الى هذه المنظمة اكثرها لا بل 90 بالمئة منهم يقيمون علاقات ديبلوماسية مع العدو الاسرائيلي واجمعوا على طرد سوريا من منظمة التعاون الاسلامي، فهل يكون مهمة هذه المنظمة الدفاع عن القدس وفلسطين وبالتالي تطرد سوريا حامية المقاومة وداعمة المقاومة على مر التاريخ في لبنان حتى انتصرنا في هذا الجنوب ونحن نعيش اجواء ذكرى الانتصار على العدو الاسرائيلي في تموز 2006، نستغرب هذه المواقف من دول اقامت علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل وهي دول اسلامية والمستهدف في هذه الايام هو الاسلام بعناوينه الثورية المقاومة، لانهم يقاتلون الاسلام بالمسلمين ويقاتلون العروبة بالعرب ويسعون لتكريس الفرقة وتدمير كل الامجاد التي بناها الشهداء في هذه التلال والمناطق حتى خرج العدو الصهيوني مندحرا".

ولفت قبيسي الى ان "السياسات التي تعتمد في هذه الايام اخطأت البوصلة وتسعى الى الفرقة والتفريق والفتنة والابتعاد عن القضية الاساس، نسأل الله ان يهدي الجميع الى الطريق القويم الصحيح لكي نتمكن من الدفاع عن القدس مجددا ونستطيع تحرير فلسطين مجددا، واكثر العرب يلهون في قضايا اخرى ويسعون الى تكريس فتن جديدة، ونحن نحذر كما قال الامام القائد السيد موسى الصدر منذ اكثر من ثلاثة عقود "احذروا الاسرائيليات الجديدة في عالمنا العربي"، ها هي الدول العربية تقسم، قسمت السودان ويسعون الى تقسيم سوريا ونسأل الله ان ينجو لبنان من هذه المؤامرات لان ما شهدناه خلال الحرب الاهلية كان نتيجة لتقصير الامة العربية بالدفاع عن لبنان وعن القضية الفلسطينية".

وختاما دعا العرب الى "الهداية والى واقع نستعيد معه الجامعة العربية والوحدة العربية ونتمكن من تحرير القدس، ولكي ينجو لبنان على القيادات اللبنانية ان تتحلى بالوعي والصبر والحكمة والدراية وان تتمسك بالوحدة الوطنية الداخلية، ونأمل ان يعود الجميع الى الوعي والرشد لننقذ لبنان" مضيفا "نحن في كتلة التنمية والتحرير نعتمد سياسة مع حلفائنا واخوتنا في كل الكتل الانتخابية وهي سياسة الصبر والعض على الجراح لكي ينجو لبنان من فتنة يجري التخطيط لها، اننا مع حلفائنا نسعى لاخراج لبنان من هذه الازمة ليعود الى عزته وكرامته ووحدته".

 

"التقدمي" نوه بفرع المعلومات بانهاء ملف رجا الزهيري وطالب الاجهزة المختصةالتوسع معه بالتحقيق لكشف تفاصيل المسألة

 وطنية - 20/8/2012 شكر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب، "الأجهزة الأمنية الرسمية لا سيما فرع المعلومات والشرطة القضائية على جهودها في معالجة قضية اختفاء المدعو رجا الزهيري. وشجب الحزب "اطلاق النار العشوائي الذي حصل في وطى المصيطبة بعد عودته الى المنطقة، وطالب الأجهزة المختصة التوسع بالتحقيق مع المدعو الزهيري لكشف كل تفاصيل هذه المسألة التي قد تكون مصطنعة ومزيفة وسببت بلبلة وإرباكا وقلقا وازعاجا غير مبرر على الاطلاق في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية تعيشها البلاد وفي أوج حالة الفلتان الامني التي أججتها حالات الخطف والخطف المضاد".

 

شبّيح" ومحلّل سياسي ابو فاضل: تحرك عائلة المقداد مثمر وميشال سليمان يرأس "كرخانة موز"!

الشفاف/"الحَسَنة" الوحيد لمسيو أبو فاضل أنه من الفريق "الآخر"! "الإنشقاق" ممنوع!

اكد الكاتب والمحلل السياسي جوزيف ابو فاضل في حديث صحافي تلفزيوني انه "تم خطف اللبنانيين في سوريا لانهl من الطائفة الشيعية"، مؤكدا ان "كل ما صدر على لسان المخطوفين من تصريحات ضد "حزب الله" غير منطقي وهم اجبروا على الادلاء به"، لافتا الى ان "تحرك عائلة المقداد وقيامها بخطف سوريين من الجيش السوري الحر مثمر ولو حصل منذ اليوم الاول لتم استرداد المخطوفين فورا".

وشدد على ان "الهدف من الاعتداء علي في المصنع هو خطفي وكان من بين المعتدين من الجيش السوري الحر وفوع المعلومات وتيار "المستقبل"، داعيا الى "انتظار التحقيق"، متسائلا "الى من سنتشكى وانا لم اعد اثق ابدا بالقضاء اللبناني بعد هذه الحادثة". واضاف: "عندما وصلت الى المصنع سألت قوى الامن ان كنت استطيع المرور فاكدوا لي ان الملثمين يريدون اعتقال سوريين موالين للنظام"، لافتا الى انهم "طلبوا من ان اتوقف فاذ بي اقلع بسرعة بعد ان تعرضت السيارة لمحاولة تكسيرها وبعد ان اقلعت وعلى مسافة اطلق النار على سيارتي"، مؤكدا انني "كدت ان اموت ورئيس الجمهورية يتنزه في جرود جبيل وكل همه الانتخابات"، مشددا على اننا "في "كرخانة الموز" التي يرأسها ميشال سليمان وهو ترك مركزه الوسطي ليميل الى قوى 14 آذار".

 

عقله عقل عصفور"!: مخطط "سماحة" كان استفزاز "السنّة" لاستدراج "جهاديي" العالم

خاص بـ"الشفاف" 

كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، أن موقع "الامن العام" اللبناني، في المصنع عند الحدود اللبنانية السورية، تلقى أمرا من احد المسؤولين، طالبا منه تسهيل مرور الوزير والنائب السابق الموقوف ميشال سماحة، في اليوم الذي يفترض فيه أن سماحة نقل المتفجرات التي ضبطت لاحقا، من دمشق.

وفي سياق متصل، قال احد أصدقاء سماحة المقربين للوزير السابق ميشال إده، أن سماحة "وإن تجاوز في طوله المترين، إلا أن ، عقله لا يتجاوز عقل عصفور"!

"غبي"! من جهتها، زوجة سماحة السيدة "غلاديس" صُدمت بنتائج التحقيقات مع زوجها، وبالادلة الدامغة التي تدينه، وهي - بعد أن كانت طالبت من وصفتهم بـ"الخط السياسي"، الذي ينتمي اليه سماحة بالدفاع عنه وتبني قضيته- لا تنفك تصف زوجها الموقوف بـ"الغبي" الذي كان يحتفظ بهذه الكمية من المتفجرات، وتبدي استغرابها كون زوجها بلغ به الدُرك حدّ نقل متفجرات من سوريا الى لبنان لاستخدامها في مخطط إرهابي ينفَّذ في لبنان لمصلحة النظام السوري.

إستفزاز "السُنّة" لاستدراج "الجهاديين" من أنحاء العالم

مصادر سياسية في قوى 14 آذار، إعتبرت ان المخطط السوري الذي إضطلع بتنفيذه سماحة كان يقضي بخلق فتنة طائفية ومذهبية في لبنان، بهدف حرف الانظار عن المجازر التي تحصل في سوريا، خصوصا ، ومن خلال إستهداف الطائفة السنية في عكار، في شمال لبنان. الأمر الذي كان سيزج بلبنان في أتون حرب أهلية جديدة يكون "السنّة" طرفا رئيسيا فيها بعد استهدافهم بمخطط "سماحة" الارهابي، ما يجعل من لبنان موقع استقطاب لـ"الجهاديين السنّة" من مختلف أنحاء العالم، بما يساهم في تخفيف الضغط عن النظام السوري، الذي يترنح تحت ضربات الثوار، هذا من جهة، فضلا عن جعل لبنان يتقاسم مع سوريا العناوين الإخبارية لجهة إندلاع الحرب الاهلية فيه من جديد.

 

3 قراءات لموقع «حزب الله» في الفلتان الذي شهده لبنان

بيروت - وليد شقير/الحياة

تعاطى كثير من الأوساط السياسية والديبلوماسية مع حال الفلتان والفوضى التي شهدها لبنان يوما الأربعاء والخميس الماضيان، على أنها أكثر من مجرد تحرك عفوي وانفعالي من قبل عائلة المقداد رداً على خطف ابنها حسان المقداد في دمشق، وعلى الأنباء التي وقعت فيها محطات تلفزة بطريقة هستيرية ودراماتيكية عن المحتجزين اللبنانيين الـ11 في مدينة إعزاز السورية منذ 22 أيار (مايو)، الماضي والتي أشارت إلى مقتلهم أو مقتل 4 منهم في قصف قوات النظام على المدينة. وغلب لدى هذه الأوساط، من خلال مشاهدة وقائع رد الفعل على شاشات التلفزة وما تخللها من اتهامات بأن هذه الفوضى وهذا الفلتان جاءا مقصودين، في منطقة نفوذ «حزب الله» ومعه حركة «أمل» في ضاحية بيروت الجنوبية وأن الحزب ربما أراد توجيه رسائل سياسية عبر ترك الأمور تأخذ هذا المنحى.

إلا أن إعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن الأمور خرجت عن سيطرة الحزب والحركة، في خطابه مساء الجمعة دفع بعض هذه الأوساط إلى عدم الاكتفاء بهذا التفسير الذي ذهبت إليه أكثرية قوى «14 آذار» كما ورد على لسان رئيس الحكومة السابق رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة في مداخلته في هيئة الحوار الوطني عن أن ما حصل «ليس صدفة لحرف الانتباه عن اعتداء سافر على لبنان من قبل اللواء علي المملوك و(الوزير السابق) ميشال سماحة، ولإخضاع اللبنانيين في مسرحية شبيهة بمسرحية القمصان السود». وأيضاً كما ورد على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر «حزب الله» مسؤولاً عما جرى ويقف وراءه. وعليه تعددت القراءات للأحداث التي هزت لبنان وعلاقاته الاقليمية والخليجية، وضربت ما تبقى من هيبة الدولة ويمكن تلخيصها بثلاث قراءات، استناداً إلى الظروف السياسية المحيطة بالوضع اللبناني الحساس داخلياً وبصفته ميداناً للرسائل على الصعيد الإقليمي، كالآتي:

1 - القراءة الأولى تقول إنه على صحة اعتبار قضية المخطوفين مأساة إنسانية، فإن رد الفعل على خطف حسان المقداد، قبل بث إشاعة مقتل المخطوفين في إعزاز، فإنه لا يعقل أن تقوم عائلة المقداد بما قامت به في الشارع من دون «قبة باط» سياسية من «حزب الله» منذ الصباح الباكر في الضاحية الجنوبية. ويرى أصحاب هذه القراءة أن الحزب ترك الأمور تفلت من دون ضبطها لأن سياق تطور الأحداث وآخرها «التجرؤ» على توقيف سماحة وتوجيه التهمة إليه وإلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي المملوك، حفل بالمواقف التي تتحدى سلطة «حزب الله» وحليفه النظام السوري في لبنان، في شكل غير مسبوق. ويقول مصدر سياسي بارز إن «الحزب أراد توجيه رسائل عدة نتيجة لذلك باتجاهات مختلفة، انطلاقاً من قراره تجنب التورط المباشر في أحداث أمنية، كما حصل في 7 أيار (مايو) 2008 لتفادي الانعكاسات المذهبية لذلك. وهي رسائل جرى التعبير عنها بألسنة الآخرين، لأنها تعبر عن مواقف الحزب».

انزعاج من سليمان وجنبلاط

وفي اعتقاد المصدر نفسه أن الحزب «منزعج من النقلة الجديدة في مواقف أطراف عديدة أبرزها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بدءاًَ من تحديد الأول جدول أعمال هيئة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية وصولاً إلى السلاح المنتشر في المدن». لكن هذا جاء بعد تراكم مواقف عديدة لرئيس الجمهورية تعاكس توجهات الحزب في شأن انعكاسات الأزمة السورية على لبنان، فهو وقف ضد الانتهاكات السورية للأراضي اللبنانية علناً واصطدم بالسفير السوري علي عبدالكريم علي عند استشهاد المصور في قناة الجديد علي شعبان، ورد على الرسالة السورية إلى مجلس الأمن التي تتهم فريق «المستقبل» بتهريب السلاح والمسلحين والسعودية وقطر بتمويل ذلك، ونفيه الأنباء التي سعى إلى تسويقها فريق 8 آذار عن وجود «القاعدة» في لبنان، وعن تمركز «الجيش السوري الحر» في الشمال، وصولاً إلى إعلانه أن تطبيق معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» الذهبية بالنسبة إلى الحزب يتطلب جهة ما تحقق التعاون بين مكوناتها الثلاثة هي الدولة، انتهاء بتغطيته الكاملة لتوقيف سماحة وما قام به فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي غير آبه برد فعل دمشق وحلفائها.

ويقول المصدر البارز إن «حزب الله لم يخف انزعاجه من كلام سليمان عن المعادلة الذهبية - أي الجيش والشعب والمقاومة، وأوصل إليه بطرق عدة عدم ارتياحه إلى كلامه»، وكذلك إلى تصريح جنبلاط حين قال انه «لا يمكن تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة الاستمرار في هذه الشراكة الغامضة على حساب الجيش والأمن والاقتصاد والمصير...» والذي مهّد فيه للعودة عما وافق عليه في البيان الوزاري للحكومة الائتلافية الحالية والتي سبقها، وهذا يعني أن الفرقاء الذين أخذوا يتمايزون عن الحزب باتوا يستفيدون من ضعف موقع سورية في صوغ السياسة اللبنانية، وتأثير سطوة «حزب الله» كوكيل للمحور السوري - الإيراني على القرار السياسي في لبنان.

ويضيف المصدر البارز: «لا يمكن عزل ما حصل على الأرض، عن الجو الإقليمي، إذا اقتنعنا بأن الحزب أراد قول ما يريد بألسنة الآخرين. فالهجوم على السعودية وقطر وتركيا إقليمياً، وعلى سليمان وجنبلاط وزعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري من قبل أهالي المخطوفين واختطاف رعايا دول وتهديد آخرين ليس بعيداً عن إمعان هذه الدول في السعي إلى إسقاط النظام السوري، وصولاً إلى تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي في مكة، على رغم الاعتراض الإيراني، هذا فضلاً عن استمرار خطف عدد كبير من الإيرانيين في سورية.

حزب الله استفاد من الأحداث

ويخلص المصدر إلى القول إن «حزب الله» ترك الأمور تتفاعل على الأرض، بموازاة نأيه بنفسه عن الإدلاء بأي موقف في شأن توقيف سماحة، لكن كان متوقعاً أن يقود تسلسل الأحداث إلى رد من جانب الحزب وحلفائه.

وما يدفع أصحاب هذه القراءة إلى القول إن «حزب الله» استفاد من الأحداث هو أنه ترك آل المقداد يقومون بما قاموا به، خلال الساعات التي سبقت الأنباء عن مصير المخطوفين الـ11 وأنه لم يكن ممكناً لميليشيا عائلية أن تحدد «بنك أهداف» من دون مساعدة جهة ما. ويذهب هؤلاء إلى حد القول إن قادة الحزب غابوا عن السمع لساعات قليلة قبل أن يقرروا مع قادة «أمل» النزول إلى الشارع والتحرك لدى آل المقداد لوقف عمليات الخطف والتراجع عن تهديد الخليجيين وفتح طريق المطار، فإفلات الأمور أدى غرضه من زاوية الرسائل السياسية التي وجّهت.

2 - القراءة الثانية هي التي تأخذ بما قاله السيد نصرالله عن أن الأمور خرجت عن السيطرة، نتيجة الأداء السياسي والإعلامي للحكومة وأطراف سياسيين وإقليميين حيال قضية المخطوفين ولأن الحزب لا يستطيع الوقوف في وجه تحرك أهاليهم بعدما تحولت قضيتهم إلى مأساة إنسانية لم تستطع الدولة تداركها...

إيران والحزب مع الاستقرار

ويضيف أصحاب هذه القراءة: بات مؤكداً بالملموس أن الحزب حريص على الاستقرار في البلد نتيجة قرار منه ومن إيران بتجنب إغراق ورقة نفوذ طهران في لبنان بأحداث أهلية تستنزفها قبل احتمال حصول مواجهة كبرى في المنطقة في ظل استمرار الحديث الإسرائيلي على حرب ضد إيران قد يكون لبنان أحد مسارحها، وللحزب فيها دور أساسي، فإذا كانت طهران تخسر ورقة سورية أو على الأقل تتعرض لضعف هذه الورقة فإنها لا تريد أن يتورط الحزب في مواجهات أهلية تقود إلى إضعاف ورقته اللبنانية. وهو حرص يوازيه الإصرار على بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على ضعفها مخافة أن يضطر إلى اللجوء لتسوية مع الفريق اللبناني الخصم حول حكومة جديدة بشروط مختلفة لن يسهل معها العودة إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة ومقتضياتها. ويرى هؤلاء أنه على صحة الانزعاج من موقفي سليمان وجنبلاط وتزايد الهجوم على سلاح «حزب الله» فإنه ما زال مطمئناً إلى أن ميزان القوى ما زال لمصلحته وهذا ما يجعل السيد نصرالله يقول إنه إذا اعتدي على لبنان لن نطلب إذناً من أجل أن ندافع عنه، مهدداً إسرائيل بإسقاط عشرات آلاف القتلى.

ويضيف هؤلاء: كان للحزب ولرئيس البرلمان نبيه بري موقف مميز عن بعض حلفائه في ما يخص توقيف الوزير سماحة، تسبب بانتقادات من بعضهم، حين تجنب الانخراط في الدفاع عنه في انتظار اتضاح المسار القضائي للقضية، بل إن أوساط الحزب وبري لم تخف ضمناً إقرارها بأن هناك قرائن وأدلة إذا صحّت قضائياً، تثبت أن ما قام به الجانب السوري خطأ جسيم.

تمايز الأداء مع دمشق

3 - القراءة الثالثة تقول إن النظريتين السالفتين قد تكونان صحيحتين معاً، أي أن الحزب ترك الأمور تفلت لأهداف سياسية، وأنها خرجت عن السيطرة وسعى جهده لضبضبتها، تحت سقف حرصه على الاستقرار لأن تهديده في الظروف الراهنة ليس لمصلحته منعاً للتورط في أحداث أهلية تستنزفه وتضعف موقعه في أي مواجهة، أو تفاوض مقبلين، على ضوء التطورات السورية.

ويستند أصحاب هذه القراءة إلى معطيات تفيد بأن هناك تمايزاً بين الحزب والقيادة السورية في إدارة الأمور على الساحة اللبنانية، وأن حرص الحزب على تفادي تصاعد الحساسيات المذهبية في لبنان سبق أن دفعه إلى عدم الاستجابة لرغبات سورية بافتعال أحداث معينة في لبنان. وهو ما يردده حتى بعض عتاة خصوم النظام السوري في لبنان، ويستدل هؤلاء على قضية الوزير سماحة للتأكيد على هذا الاستنتاج، ليخلصوا منه إلى ترجيح لعب الموالين المباشرين للنظام دوراً في التحريض على حال الفلتان والفوضى التي قادتها عائلات وحركتها آلام أهالي المخطوفين وساهم في تحريكها بعض القريبين من النظام (وجود نائب في مجلس الشعب السوري في منزل آل المقداد يشترك، كما قيل في التعريف عن السوريين المنتمين إلى الجيش السوري الحر). وعليه يجب تصديق كلام السيد نصرالله حول «خروج الأمور عن السيطرة» وإذا صحت نظرية التمايز «في الأداء عن الجانب السوري، فهذا يعني أنه أسقط في يد الحزب حين تحركت عائلات وجدت من يرفد ما تقوم به من حلفائه الذين لا يستطيع أن يقف في وجهه. ويـمكن القول إن الحزب اضطر للتغاضي عن عمل قد يساهم في توجيه الرسائل التي يريد من قبل جمهوره وفقاً للقراءة الأولى للأحداث من دون أن يتورط هو فيها مباشرة، لكنه اضطر أيضاً للتدخل من أجل وضع حد لذلك حين بلغ مرحلة تؤثر في صورته خصوصاً أن بعض جمهوره لم يكن مرتاحاً أيضاً للفلتان الذي حصل لأنه يضرّ بالحزب وبقدرته على إمساك الأرض. وهو ما ظهر في الخلاف الذي وقع بين آل المقداد وبين النائب عن الحزب المذكور علي المقداد.

وفي اختصار يرى أصحاب هذه القراءة أن ما حصل يدل على أن الأزمة السورية وردود الفعل من حلفاء النظام في لبنان أدخلهم جميعاً في مأزق حول طريقة التعاطي مع المرحلة الجديدة من هذه الأزمة...

 

هل فقد «حزب الله» السيطرة على جوانب من شارعه أم أن هناك توزيع أدوار بين «صقور» و«حمائم»؟ ومعطيات متفائلة قد تحرّر لبنان من ملف المخطوفين

بيروت - «الراي/مع عودة وزير الداخلية والبلديات اللبناني مروان شربل من زيارته لتركيا بمعطيات متفائلة في شأن قضية المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سورية ذهب معها بعض المعلومات الى توقع حصول تطورات اضافية من شأنها الافراج عنهم في غضون 48 ساعة، بدت مصادر واسعة الاطلاع شديدة الحذر في التعامل مع نفحة التفاؤل هذه وخصوصاً في ضوء الحساسية الشديدة التي يرتبها التعاطي الاعلامي مع هذه القضية والذي ابدت تركيا مرات عدة عبر القنوات الديبلوماسية استياءها منه مفضلة حصر المعالجات بالقنوات السرية. وزاد هذا الجانب تعقيدا انه بات لتركيا نفسها رهينتان تركيتان في لبنان عقب موجة الخطف الواسعة التي حصلت الاسبوع الماضي. وفي اي حال تقول هذه المصادر لـ «الراي» ان الاسبوع الجديد يطل على اختبار محفوف بمجموعة تحديات وارباكات هائلة للحكومة اللبنانية وسط التداعيات المخيفة التي تركتها موجة الخطف والتي تداخلت انعكاساتها الخارجية والداخلية مع تداعيات قضية توقيف الوزير السابق ميشال سماحة والادعاء عليه وعلى رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك حتى بات العنوان الامني يحتل صدارة المشهد اللبناني واولوياته القصوى.

وتشير هذه المصادر الى ان الاجراءات التي تَقرر وضعها موضع التنفيذ في جلسة الحوار الاخيرة ومنها تشكيل وفد من هيئة الحوار للقيام بجولة على الدول المؤثرة في قضية المخطوفين وكذلك في جلسة مجلس الوزراء ومنها تشكيل لجنة وزارية شرعت في عملها مع زيارة الوزير شربل لتركيا، ابرزت وصول هذه المسألة الى مستوى متقدم من الخطورة بحيث وضعت الدولة والقوى السياسية جميعا وجها لوجه امام حقيقة تمثلت في ان لبنان ينزلق للمرة الاولى نحو فوضى امنية تنذر بكل الاخطار المحتملة على استقراره ولا سيما بعد الانتقال من «الخطف المنظم» سواء من عشيرة المقداد التي تحتجز تركيا ونحو 15 سورياً لمبادلتهم بحسان سليم المقداد المخطوف بسورية او سرايا المختار الثقفي التي خطفت سوريين لمقايضتهم باللبنانيين الـ 11 في سورية، الى الخطف العشوائي الذي ذهب ضحيته سوريون بداعي السرقة. وتضيف هذه المصادر انها لا تشاطر الكثير من الدول العربية والاجنبية في خشيتها من حرب اهلية في لبنان بفعل تصدير الازمة السورية اليه، لكن ذلك لا يعني تجاهل خطر تفشي الفوضى الامنية التي بدأت تسود فيه منذ الاسبوع الماضي وهو خطر سيضع الدولة والحكومة والقوى المعنية خصوصا بمسألة المخطوفين على محك القدرة على احتواء الفوضى او السقوط امامها مع كل ما يعنيه ذلك من خطر التفكك التصاعدي لسلطة الدولة. ولعل ما استوقف المصادر في هذا السياق هو ان اصرار «حزب الله» وحركة «امل» على التمايز و«غسل الايدي» من حركة الخطف التي قامت بها عشيرة المقداد، اوحى في الظاهر على الاقل بوجود «تيارات» مختلفة داخل بيئة شيعية عرفت دائما بانها بيئة «حزب الله» ولا تنفصل عنه.

وتقول هذه المصادر انه على صعوبة الاخذ بهذا التمايز، فان الانطباعات السائدة لدى القوى السياسية حياله يدفعها الى ان تتعامل معه من منطلق احتمالين يوجبان رصداً حقيقياً لما ستحمله التطورات المقبلة في مسألة المخطوفين: فاما هناك تمايز حقيقي وهذا يعني بداية تطور شديد الاهمية يثبت ما حذر منه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الجمعة من «فقدان السيطرة على الساحة» بما يعني ان الحزب نفسه يفقد السيطرة على جوانب عدة من شارعه، واما ان هناك توزيع ادوار بين «صقور» و«حمائم» من ضمن البيئة الواحدة، وفي الحالين فان المصادر تعتبر ان عنوان قضية المخطوفين بات يختصر الازمة الاشد سوءا التي ضربت الطائفة الشيعية في لبنان من جراء الازمة السورية مع اقتراب الازمة الاخيرة من مراحلها الاكثر دموية.

وتجد سائر الطوائف والقوى اللبنانية نفسها معنية مباشرة بالتعامل مع ما يجري داخل الشارع الشيعي الذي يتعرض لموجات الفعل ورد الفعل، لان مجمل الوضع الامني في البلاد صار رهينة حل قضية المخطوفين او ابقائها فتيلا مفجرا للانفعالات.

وتعتقد المصادر ان الاسبوع الجديد يفترض ان يشهد فسحات انفراج، في حال ثبت وجود معطيات ايجابية حول هذه القضية، مما يعني ان دولا معنية بها وقادرة على التأثير، قد تبذل جهودها بقوة لمنع انزلاق لبنان الى فوضى قطعا لدابر الافادة منها من جانب القوى الاقليمية التي تخطط لها والتي قد يكون النظام السوري في مقدمها.

وكانت بيروت عاشت مناخ تفاؤل بعد تلقي رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري اتصالين من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقب زيارته لتركيا اكد فيهما ان المخطوفين اللبنانيين الـ 11 بحالة جيدة، في حين ينتظر ان يبلغ الوزير شربل الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة حل قضية المخطوفين مضمون المحادثات التي اجراها مع الجانب التركي الذي تردد انه اشترط تسليم مخطوفيه في لبنان أولاً، وهو ما لم تؤكده أي مصادر موثوقة.

وكان لافتاً في سياق متصل اعلان الرئيس ميقاتي ان «ما شهدناه في الايام الاخيرة من مظاهر اعادنا بالذاكرة الى سنوات الحرب الأليمة التي اعتبر اللبنانيون انهم طووا صفحتها في اتفاق الطائف»، مؤكداً ان «من غير الجائز ان يشارك احد عن قصد او غير قصد في محاولة هدم البنيان الوطني عبر خيارات سياسية حيناً او ممارسات احيانا تزيد الانقسام والشرذمة». واذ ابدى «تفهمه حال الغضب والانفعال حيال خطف مواطنين لبنانيين اعزاء في سورية» الا انه لم ير «ما يبرر ويجيز ارتكاب التجاوزات الفاضحة لسلطة الدولة والقانون التي حصلت ولا سيما أعمال الخطف والاخلال بالأمن وتهديد سلامة العابرين على الطرق». وفي موازاة ذلك، واصل الرئيس سليمان اطلاق الاشارات البالغة الدلالات باتجاه النظام السوري، اذ اوضح أثناء زيارته البطريرك الماروني في مقره الصيفي في الديمان (شمال لبنان) ما نُشر عن أنه ينتظر اتصالاً من الرئيس بشار الاسد فقال: «من الطبيعي أنه عندما حصل اتهام سوري (العام 2010) لـ 33 شخصية لبنانية (بشبهة تورطهم بـ «فبركة شهادات زور» أمام لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) سارعتُ واتصلت بالرئيس الأسد للاستعلام عن الموضوع وتحادثنا في الأمر، واليوم هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري (اللواء علي مملوك) وأنا أنتظر من الرئيس السوري أن يشرح لي الوضع وان شاء الله يتحقق هذا الاتصال». وقال رداً على سؤال انه «مرتاح للوضع في لبنان، لكن اذا أردنا أن نفجره فنحن نفجره بأيدينا، ومهما تكاثرت الاضطرابات فلن أسمح بحصول فتنة في لبنان»، مضيفاً: (اتفاق) الطائف قام بتوزيع مهم لجميع اللبنانيين وأشرك الجميع في السياسة وليس لأحد مطلب سياسي وأتى اعلان بعبدا بالأمس ليكرس سياسة لبنان حيال القضايا التي تحيط بنا فلماذا نسعى الى اشعال بلدنا وجعله فدية أو ضحية على مذبح الربيع العربي».

 

وفاة جندي باطلاق نار في بقاعصفرين والجيش اوقف متورطين

وطنية - 20/8/2012 صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: " مساء أمس، وعلى خلفية إشكالات سابقة بين مواطنين في بلدة بقاعصفرين-الضنية، أقدم أحد الاشخاص على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه الجندي محمد تحسين العلم، مما أدى الى إصابته بجروج خطرة ووفاته لاحقا، وعلى أثر ذلك، حضرت قوة من الجيش الى المكان وداهمت بعض المنازل، حيث أوقفت عددا من الاشخاص المتورطين، وضبطت كمية من الاسلحة الحربية والذخائر بحوزتهم. تستمر قوى الجيش بملاحقة الجاني، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة".

 

اختطاف سوري في بدنايل

وطنية - 20/8/2012 افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في زحلة ماريان الحاج ان المدعوة رهف حسن مشهداني ادعت امام مخفر بيت شاما في بعلبك انه عند منتصف ليل امس وبالقرب من مفرق بدنايل اقدم اربعة ملثمين يستقلون سيارة جيب رمادية اللون على اختطاف زوجها خالد محمد المشهداني مواليد العام 1982 (ادلب) من امام منزله وفروا به الى جهة مجهولة.

وعلى الفور باشرت القوى الامنية تحقيقاتها لمعرفة اسباب الخطف والخاطفين.

 

كيروز افتتح مع جعجع بركتي ري في بزعون وبقرقاشا: فلسفتنا في الجبة تشدد على الإنماء المتوازن ورفض التمييز

وطنية - 20/8/2012 افتتح نائبا جبة - بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز بركتي ري في كل من بزعون وبقرقاشا تسع كل واحدة منهما حوالى 35 ألف م3 من مياه الري، واقيم للمناسبة غداء في بزعون حضره رؤساء بلديات قضاء جبة بشري والمجالس البلدية ومخاتير المنطقة إضافة الى فاعليات المنطقة وأهالي البلدتين.

وأكد كيروز في كلمة له ان "القوات اللبنانية ليست خطا نضاليا أو مسيرة سياسية أو عقيدة فكرية فحسب، واذا كانت غاية القوات كيانية بامتياز، فإن الانسان في ذاته يمثل بالنسبة الينا قيمة لا تعلوها قيمة أخرى من القيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لذلك فإن القوات اللبنانية تؤكد التزامها الثابت للانسان وكل الانسان، بكل أبعاده الروحية والمادية وصولا الى تحريره من كل العبوديات".

وقال: "المناسبة عزيزة علينا، لأن أهلنا عزيزون علينا ولأن المياه باتت عزيزة علينا حتى في هذه المنطقة الغنية بالمياه. لقد اخترنا، بعد طول تفكير بالأولويات، أن ننشىء بركتين لمياه الري في بزعون وبقرقاشا، لمعرفتنا بحاجتهما الماسة الى المياه ولا سيما ان الزراعة تمثل لأهلنا في هاتين البلدتين موردا أساسيا للعيش الكريم".

وأشار الى أن "فلسفة القوات اللبنانية في الجبة تركز على رفض التمييز بين ابن ست وابن جارية، وتشدد على الانماء المتوازن والمتواصل وتسعى الى تعزيز التجذر في الأرض لأن أرضنا ليست مجرد سلعة للبيع وانما جزء أساسي من وجودنا وهويتنا، وجزء أساسي من الوجدان التاريخي الماروني على قاعدة الارتباط الوثيق بين المقاومة التاريخية والأرض".

وختم: "لا بد من التنويه بالدور الأساسي لاتحاد بلديات جبة بشري في تحقيق هذا الانجاز المهم، عبر ما قدمه الاتحاد من تمويل واهتمام وتعاون، كما نحيي أهلنا في بزعون وبقرقاشا، آملين أن نتمكن من تحقيق مزيد من الانجازات، كما ندعو رفاقنا في البلدتين الى السعي بكل جدية لخلق دينامية نشطة للنهوض والارتقاء بالانسان والمجتمع والقوات من اجل غد أكثر ازدهارا وأكثر ثقة وأكثر طمأنينة، وفي مساهمة إنسانية وتاريخية لتحقيق الملكوت على الأرض".

مخلوف

بدوره ألقى رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف كلمة قال فيها: "يدشن اتحاد بلديات قضاء بشري، برعاية نائبي المنطقة ستريدا جعجع وايلي كيروز، المرحلة الاولى من مشروعه الانمائي الواسع المتعلق بتحسين إمكانية ري الأراضي الزراعية في القضاء، وما ندشنه اليوم هو بركتان واحدة في بقرقاشا وثانية في بزعون، وهما كفيلتان بتوفير الثروة المائية اللازمة لانعاش القطاع الزراعي".

ولفت الى ان "بركتي بقرقاشا وبزعون هما حلقة اولى من سلسلة ستتوالى لتشمل بشري وحدشيت وبقاعكفرا وحصرون وحدث الجبة، وكل بلداتنا هذه تعاني تاريخيا من شح في ثروتها المائية، ومن تقهقر في الإفادة من أراضيها الزراعية الواسعة". أضاف: "أقدم اتحاد بلديات بشري، مدعوما من النائبين جعجع وكيروز، على هذا المشروع الانمائي الحيوي تحسسا منه بواقع القطاع الزراعي المتردي، وهو مورد العيش التقليدي لأبناء المنطقة، وبسبب هذا التردي نزح ابناء المنطقة عن قراهم بهجرتين داخلية وخارجية، وتحولت الأرض شبه فارغة مع ما يحمل هذا الفراغ من أخطار. ومنذ أن بادر الاتحاد الى مقاربة ملف تنمية القضاء بمختلف الأوجه والقطاعات، وضع هدفا أساسيا بعيدا لعمله هو ترسيخ اهلنا في القضاء، والحد من هجرتهم الى داخل لبنان والى خارجه. وهذا الهدف هو الترجمة العملية للمفهوم المعاصر للتنمية الذي يعني ترسيخ الناس في أريافهم".

ونوه "بالتعاون القائم بمسؤولية وجدية بين نائبي المنطقة واتحاد البلديات الذي هو قدوة يمكن الاقتداء بها لاستقطاب مزيد من الطاقات والامكانيات لدفع مسيرة النهوض الانمائي قدما الى الأمام، ولا يسعنا الحديث عن نهوض إنمائي منشود بدون التطرق الى دور الدولة بمؤسساتها الحكومية المختصة المدعوة الى التفاتة جدية لهذا القضاء تلامس حاجياته الاساسية ومعوقات نموه، وتضع الحلول العلمية لهذه المعوقات". وعاهد "أبناء المنطقة وسائر مسؤوليها على مضاعفة الجهود الانمائية الهادفة الى ترسيخ اهلنا في ارضهم وحفظ هوية هذه الأرض، أرض القداسة والقيم العالية"، وشكر "كل من تعاون مع الاتحاد لإنجاز هذا المشروع من القائمقام السيدة رلى البايع وسعادة المحافظ ناصيف قالوش الى سائر مسؤولي وزارة الداخلية والبلديات بتوجيه معالي الوزير مروان شربل، الى الشركة المتعهدة التي نفذت بأفضل الشروط الفنية الى البلديات المعنية بهذا المشروع".

 

شهيّب لـ "النهار": ما حصل ترك بصماته على "الجيش والشعب والمقاومة" والحلّ بفكّ قيد المؤسسة العسكرية ومن حقّ أهل الجبل أخذ الاحتياطات

مي عبود أبي عقل /النهار

 الاسير في الجنوب والطريق الجديدة، وآل المقداد في البقاع والضاحية، وحدود المصنع مقابل طريق المطار. خطف وخطف مضاد، وتهديدات و"عنتريات" مسلحة وعراضات اعلامية، اعادت الى الاذهان ايام الميليشيات. بعض التهديدات وصل الى الجبل، وهناك يلزم عضو "جبهة النضال الوطني" النائب اكرم شهيب منزله في عاليه، بعد معلومات تلقاها عن محاولات تستهدفه.

* هل صحيح ما يحكى عن تهديد شخصي وأمني لك؟ وأين دور الدولة؟

 بلغنا من مصادر رسمية لبنانية ومصادر خارجية موثوق بها  تحذير من أن هناك توجهاً     لإسكات بعض الاصوات في لبنان، واتخذنا بعض الاحتياطات. والدولة تساعد ضمن الامكانات المتوافرة. انما لا التهديد ولا الوعيد، لا في الماضي ولا في المستقبل ولا اليوم، يغيّر اقتناعاتنا او توجهنا السياسي الداعم للحق والحريات والديموقراطية وحرية الشعوب والوقوف الى جانب ثورة الشعب السوري.

* كيف تقرأ ما يجري على الساحة اللبنانية في ظل اعمال الخطف والخطف المضاد والتهديد العلني من قبل افراد وجماعات لدول ورعايا دول عربية؟

- يا للاسف تدرج لبنان عبر السنوات الاخيرة من وحدة الدولة ومركزية القرار، الى الطائفية و المذهبية. وشاهدنا في الايام الاخيرة قبائل وعشائر، وهذا مظهر من مظاهر تفكك الدولة. لا شك ان صورة الدولة تأثرت بما حدث، من خلال اهتزاز ثقة الناس والتعدي على الحريات، كما اهتزّت خارجياً بشكل كبير.

ما حصل الاربعاء الماضي ترك بصماته على نظرية  "الجيش و الشعب والمقاومة" امام الرأي العام، فظهر الشعب  منقسماً، والجيش مقيداً، والمقاومة عشائر. والحل هنا لا يكون الا بفك قيد الجيش واطلاق يده. وحده الجيش مع القوى الامنية اللبنانية يحمي البلد وأهله ومقاومته واقتصاده. البلد يرفض القسمة والانقسام والانجرار الى الفوضى وعودة اجواء  1975. لا يجوز ان يبقى البلد مخطوفاً من فريق يرى في النظام السوري نموذجاً للديموقراطية وفي ثورة الشعب السوري مؤامرة. احد رموز النظام السوري هدد مع بداية الثورة قائلاً: "إما نحن و إما الفوضى"، اي اما هذا النظام واما الفوضى. ونتذكر هنا ما حدث في طرابلس وحادثة الشاب من آل المولوي، ونتذكر عكار ومحاولة الايقاع بين الجيش واهالي عكار، صيدا، بيروت، المخيمات... كلها حوادث كادت تؤدي الى اشعال فتنة في لبنان.

* هل نحن على أبواب فتنة سنية - شيعية بدأت شرارتها بالاندلاع؟

رأينا الاربعاء محاولة فتنة جديدة. ورفض القيادات السياسية اللبنانية الاساسية جميعها منطق الفوضى وتدمير الدولة، واحتضان العالم العربي والغرب للوفاق والامن في لبنان، أنقذا البلد. ما حدث بالامس هو محاولة جديدة لفتنة جديدة، بعدما فشلوا في الفتنة السنية - السنية أولا، ثم السنية – العلوية ثم السنية - المسيحية في الشمال وعكار، وخصوصاً بعد الحادثة الاخيرة التي كشفها فرع المعلومات. هذا الفشل أدى الى ما حدث هذا الاسبوع، وكاد يؤدي الى مكان آخر، وخصوصا أن التهديدات وصلت الى الجبل ومناطق اخرى.

* هل انت خائف من هذه الفتنة؟

- طبعاً هناك قلق وخوف. من هنا اهمية طاولة الحوار والقرارات المهمة التي على الحكومة اتخاذها. من حق عائلة المقداد أن تسأل عن مصير ابنها، ونحن ضد خطفه وخطف الـ11 حاجا في سوريا. والخطف ليس الحل، واحتجاز حرية الناس أمر مدان. 

النظام السوري قصف اعزاز للمرة الاولى، وانتشر خبر موت الـ11 حاجاً ليسير في الخط نفسه مع خطف الشاب من آل المقداد، لكي تجد الفتنة بيئة حاضنة لها في لبنان. هذا تآمر من النظام السوري على لبنان. وحوادث الخطف في سوريا كادت تؤدي الى أزمة داخلية في لبنان، وتقوض المؤسسات، وتقضي على مسيرة الوفاق والسلم في البلد لولا حكمة القيادات  السياسية الاساسية التي تدعو الى نبذ الفتنة ومنع العنف.

* هل صحيح انك وجهت تحذيراً الى آل المقداد عبر "حزب الله" من التعرض لأهل الجبل وأذيتهم؟ وهل اخذتم احتياطاتكم؟

- ليس صحيحاً، ولم نتصل بأحد. ودعونا الى التهدئة في الجبل انما بعد ما سمعناه وشاهدناه، من حق اهل الجبل ان يأخذوا كل الاحتياطات. انما الاعتماد الأول والاخير هو على الدولة والقوى الامنية اللبنانية. نحن تحت سلطة الدولة والقانون. هناك لجنة اتصال ميدانية  بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله" في تواصل دائم. كل همنا ألا تمتد يد الفتنة الى أي من المناطق الحساسة في الساحل او الجبل. قد يكون هناك فريق ثالث يريد جر المنطقة الى الفتنة، ونحن والحزب وحركة "أمل" نسهر على عدم حصول اي خلل في العلاقة بين ابناء الجبل، ونعمل ليبقى كل البلد في منأى عن العنف. والجبل مصون ومحمي بأهله وبوجود الدولة فيه. 

* هل انتهى الاتفاق الضمني بين الحزبين، ومؤداه التفاهم على الخلاف على الوضع السوري مقابل التزام معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"؟

- أكدنا هذه المعادلة في ظرف سياسي معين، على ان تتزامن مع طاولة الحوار حيث يتم البحث في موضوع السلاح ووجهة استعماله وأمرته. وهناك كلام واضح في شأن هذا الموضوع لرئيس الجمهورية، ونحن الى جانبه في هذا الموقف. اما الثورة السورية فهي ثورة الشعب هناك، صحيح ان على  لبنان ألا يكون طرفاً فيها، لكن هذا لا يعني عدم اغاثة النازحين السوريين، وبقاء لبنان مساحة حريات وواحة للديموقراطية والتعبير عن الرأي.

لقد نظّمنا الخلاف مع "حزب الله" حول الملفات الخلافية ورأينا معروف في موضوع السلاح، فلا يتم حله الاّ في جلسات طاولة الحوار وبالتفاهم مع الحزب، وفي الوقت نفسه لا يستعمل في الداخل، بل أن تكون وجهة استعماله الدفاع عن لبنان، وليس سلاحاً استراتيجياً لمشاريع اقليمية او في الصراع العربي - الاسرائيلي.

* هل يمكن هؤلاء ان يتحركوا من دون اذن او على الاقل غض طرف من "حزب الله"؟

- بالتأكيد "حزب الله" يدرك خطورة ما حدث وقد جهد لمنع امتداد نار ما كان يحدث.

* هل ما يجري هو للتغطية على توقيف ميشال سماحة وما يمكن أن تبيّنه التحقيقات؟

- العنوان هو ميشال سماحة، لكن الموضوع هو تآمر النظام السوري على لبنان. دائما كان يتغنى السفير السوري في لبنان حين يخرج من اي زيارة، ان سوريا والنظام مع الامن والاستقرار في لبنان ووحدة البلد ومنع الفتنة... وتبين من خلال ما يحضر للبنان، وخصوصا في الشمال، عكس ذلك. من هنا دعوتنا الى طرده والغاء الاتفاق الامني ومعاهدة الصداقة والاخوة بين البلدين. ميشال سماحة واسطة، انما يجب ان نرى من قرر ومن خطط ومن أرسل ومن أعطى العبوات لارسالها الى لبنان. واذا كانت ضد "الجيش السوري الحر" او ضد الشعب اللبناني فهي اعتداء على لبنان وارضه وسلامته ووحدة ابنائه.

* هل صحيح انه تم تحديد موعد لوليد جنبلاط بعد عيد الفطر في السعودية؟

- الموعد سيأتي، والعلاقة جيدة مع المملكة والتواصل قائم. هناك ظروف حالت دون تحديد الموعد، لكنه قد يكون في أي وقت.

* هل الثمن قطع العلاقة مع 8 آذار؟

- نحن اصلاً لم ندخل 8 آذار. نحن في موقع الوسط. قيل اننا الثلث المعطل في الحكومة، انما نحن الثلث الضامن، الضامن فيها لوحدة البلد وللحد من جنوح البعض للسيطرة على قراري الحكومة والمجلس. لا علاقة لموقعنا وحركتنا السياسية في الداخل اللبناني بالزيارة. نحن على علاقة تاريخية مع السعودية، أتت ظروف قاسية في مرحلة من المراحل، كان لهم رأيهم ولنا رأينا. انما نعتبر ان القرار الذي اتخذ في ذلك الوقت كان خيرا للبنان، منعا للفتنة وحفظا للامن والاستقرار في البلد.

* لماذا أنتم ضد النسبية؟ هل تخشون تحجيمكم؟

- موقعنا في السياسة في لبنان لا يرتبط بعدد النواب ولا بعدد الوزراء، انما نرى في هذا الظرف وهذه المتغيرات في المنطقة أن هناك نظرة إلغائية سياسيا لفئة معينة في لبنان، ونحن منها، وهناك رأي أن "تيار المستقبل" يملك نسبة من النواب خارج اطار واقعه. يعتبر أصحاب نظرية النسبية ان 35% من النواب السنة يمكن ان يفقدوا مواقعهم في حال اعتماد النسبية، وبالتالي تتغير معادلة الاكثرية والاقلية لمصلحة الفريق الآخر في لبنان.

النسبية كلام حق يراد به باطل الآن. ليست هي الكمال اذا لم تقترن باصلاحات، وابرزها ورد في وثيقة الطائف، وهي قانون أحزاب جديد، والغاء الطائفية السياسية، وانشاء مجلس شيوخ. يجب طمأنة الطوائف الصغيرة في البلد كي لا تبتلع. النسبية تصبح حقا حين تتم الاصلاحات السياسية التي أقرها اتفاق الطائف. تحتاج مسيرة النسبية الى اصلاحات عديدة، عندما تقر نغيِّر رأينا في موضوع القانون الاكثري. من واجبنا وحقنا ان ندافع عن وجودنا ودورنا السياسيين.

* هل التعديل في تقسيم الدوائر يمكن أن يغيّر رأيكم؟

- حاولوا إغراءنا في هذا المشروع المقدم من الحكومة بضم دائرتي الشوف وعالية في دائرة واحدة، مما يعطي كتلتنا النيابية قوة وفرصة نجاح كبيرة. الموضوع ليس هنا. فمثلما لا نرضى ان نحجم نحن، لا نرضى ان يحجم غيرنا. قانون الانتخابات قانون ميثاقي - وفاقي لا يجوز أن يكون كما أتى. سوف يشرَح هذا القانون ويناقش في المجلس، حتى يأتي قانون يحفظ الجميع ويلغي منطق الالغاء عند البعض.

* أي قانون تقترحون ؟

- نحن حتى الساعة مع قانون الستين على قاعدة الاكثرية مع اصلاحات تدخل عليه، الى ان يأتي قانون آخر لا يلغي أحداً ويؤمن المستقبل السياسي لهذا الوطن ويبقى لبنان موقعا متقدما للديموقراطية والحريات. 

 

الإبراهيمي: من السابق لأوانه دعوة الأسد للتنحي والمعارضة تتوقع فشله في إنهاء الصراع

 الراي/بيروت - رويترز - اعتبر الممثل الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية الاخضر الابراهيمي ان من السابق لاوانه القول ان كان الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان يتنحى، فيما توقعت المعارضة السورية ان يفشل في مهمته لانهاء الصراع. وأوضح الابراهيمي في مقابلة مع وكالة «رويترز» انه يدرك جيدا مشكلة مجلس الامن وانه لذلك سيحتاج لان يستوضح على نحو عاجل مدى التأييد الذي ستمنحه اياه الامم المتحدة لضمان حصول مهمته على فرصة أفضل للنجاح. وقال: «عندما أذهب الى نيويورك سأطلب الكثير من الاشياء. كيف ننظم أنفسنا ومن الذي سنتحدث معه ونوع الخطة التي سنضعها»، مضيفا: «سنبدأ مناقشة كل هذه الامور ونوع التأييد الذي سأحصل عليه ونوع التأييد الذي سأحتاج اليه للقيام بهذه المهمة». وأقر الابراهيمي بأن المشاكل التي واجهها سلفه كوفي انان دفعته للتروي، موضحا: «عانيت كثيرا قبل تولي مثل هذه المهمة وكنت أبحثها مع الامم المتحدة والامين العام للامم المتحدة وكيف يرون ذلك وكيف سأعمل في هذا السياق». ووصف الابراهيمي الوضع في سورية بانه «رهيب ومرعب للغاية. وأنتم ترون ذلك على شاشات التلفزيون كل يوم. القرى والمدن تسوى بالارض من خلال القصف»، مضيفا انه لم يكن في وسعه ان يرفض المهمة في مثل هذا الموقف حيث مئات وآلاف وربما ملايين يعانون بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف. غير انه رفض ان يستدرج بشأن ان كان يعتقد ان الرئيس بشار الاسد يجب ان يتنحى في تناقض مع انان الذي قال انه من الواضح ان الرئيس السوري «يجب ان يتخلى عن منصبه». وقال عندما سئل ان كان سيطالب الاسد بالاستقالة: «من المبكر جدا بالنسبة لي ان أقول هذا. انني لا اعرف بدرجة كافية ما يحدث». واوضح انه سيجتمع مع الاسد ومع زعماء المعارضة في اقرب وقت مناسب، مضيفا: «هذا مبدأ اساسي آخر. لا ترفض ابدا ان تتحدث الى اي شخص واذا كان من اجل شيء فمن اجل فهم الموقف».

وقال الابراهيمي انه كان على اتصال مع انان لكنه امتنع عن التعقيب على سبب فشل انان في مهمته أو ان كان قد تلقى نصيحة بتجنب القيام بمبادرات معينة. من جهة ثانية، توقع هيثم المالح، احد مؤسسي مجلس الامناء الثوري السوري، ان الابراهيمي سيفشل في انهاء الصراع بسبب تصميم نظام الاسد على مواصلة استخدام العنف ضد معارضيه.وقال في افتتاح مقر مجلس الامناء في ضاحية المعادي في القاهرة ان الحل الوحيد هو انهاء النظام السوري الذي وصفه بالورم الذي لا علاج له سوى الاستئصال.واوضح انه يتوقع ان يفرض المجتمع الدولي حظرا للطيران على سورية ما يسمح لجماعات المعارضة في المنفى بالبدء في العمل في مناطق في شمال سورية.

 

حكام وأوهام وركام

غسان شربل/الحياة

في غياب مؤسسات منتخبة بحرية وصحافة حرة تمارس حق الرقابة والمساءلة تصاب الدول بغرور يدفعها الى ارتكاب أوهام مكلفة. تصاب الدول بما يمكن تسميته عقدة الدور. تريد إمساك أوراق خارج حدودها. أوراق للتأثير على قرارات جيرانها وأمنهم واستقرارهم وتوجهاتهم. تدافع الانظمة الديموقراطية عن سياساتها امام برلماناتها. تحاول حشد الأرقام لإقناع الرأي العام. تدافع الأنظمة الاخرى عن نفسها خارج حدودها. تضخم صورة العدو الخارجي وتعتبر العالم بأسره مسرحاً لاشتباك لا يرحم معه. تعيش من مناخ المواجهة المفترضة وتستخدمه لإسكات اي صوت معارض في الداخل.

تصاب الدول بعقدة الدور لأسباب كثيرة. النوم على ذاكرة امبراطورية او ما يقترب منها وشعور بأن مؤامرات خارجية ادت الى ضرب الزمن الذهبي الذي لا بد من استعادة بعضه اذا كانت استعادته كاملاً متعذرة. الشعور بفائض قوة بفعل امتلاك ثقل سكاني وآلة عسكرية وثروة يمكنها تطوير هذه الآلة او بفعل القدرة على استثمار موقع استراتيجي وبيئة مجاورة يمكن تأليب مكوناتها ضد بعضها البعض. او الشعور بضرورة تصدير ثورة او نموذج وانطلاقاً من توهم امتلاك حلول لمشكلات الآخرين ايضاً.

في غياب الديموقراطية ووسط تحيات الجنرالات وتقارير الامن ومدائح المستشارين يتحول الرجل الذي التهم السلطة ورفاقه قائداً تاريخياً تفيض طموحاته عن حدود دولته. هكذا تبدأ لعبة الترغيب والترهيب. والهدف واضح وبسيط مصادرة قرار الدول المجاورة والحاقها بطموحاته ومغامراته.

اننا لا نتكلم هنا عن فصول قرأناها في كتب التاريخ. نتكلم عما عشنا وسمعنا. في بدايات الحرب العراقية - الايرانية حضرت في بغداد مؤتمراً صحافياً للسيد الرئيس المهيب القائد الذي حضر ببزة عسكرية كاملة الاناقة. كان الجيش العراقي توغل في الأراضي الايرانية والرئيس يحلم بتصفية حساب تاريخي واستغلال «فرصة لا تتاح الا كل مئة سنة او اكثر». سأل احد الصحافيين صدام حسين عن مستقبل ايران كدولة فرد بابتسامة خفيفة مطبوخة بالعنجهية: «هذا امر تقرره الشعوب الايرانية». وكان واضحاً ان صدام يحلم بتفكيك ايران. بعد عشر سنوات سيرسل الرجل نفسه جيشه لغزو الكويت ومن دون اطلاع وزير الدفاع ورئيس الاركان. كان صدام يريد زعامة الاقليم وان تعترف له اميركا بحقه في ان يكون شريكها الاول. وفي سياق معركة الدور هذه انتج صدام اسلحة كيماوية وجرثومية وارتكب الحلم النووي. عقدة الزعامة والدور دفعت معمر القذافي الى تبديد ثروات هائلة في مغامرات مضحكة مبكية. ارسل الاموال والمتفجرات في اكثر من اتجاه وارتكب الحلم الكيماوي والنووي. أوفد قوات لدعم عيدي امين في اوغندا ثم تبين انها لا تتقن القتال في الغابات. ارسل قوات الى تشاد وعادت مهزومة. فجر الطائرات ودفع التعويضات لاحقاً. يئس من انتزاع الزعامة العربية فاشترى تاجاً ونصب نفسه ملكاً لملوك افريقيا. والبقية معروفة. اعرف تماماً الفارق بين ايران والعراق وليبيا لجهة الدول والانظمة وصناعة القرار. لكنني اسأل نفسي احياناً هل سنكتب بعد سنوات ان ايران ايضاً دفعت ثمن لعنة الزعامة والدور؟. لا اعرف لماذا يخالجني شعور ان ايران ستنوء تحت اعباء الدور الكبير على غرار ما حل بالاتحاد السوفياتي. وان التهديدات التي يطلقها مسؤولون فيها عن «الشوط الاخير من المباراة» مع الغرب على ارض سورية تنم عن سوء تقدير للاخطار ومكابرة في قراءة المشهد. وامام المشاهد السورية الراعبة يطاردني في هذه الايام سؤال: هل تدفع سورية حالياً ثمن استنزاف قدراتها وطاقاتها في احلام الدور الاقليمي ومعارك الخارج في وقت كانت تحتاج فيه الى الالتفات الى الفقر المتزايد في الارياف وتنامي البطالة وتصاعد الغضب من الفساد ومقاومة الحزب لواجب التقاعد واصرار الامن على الامساك بالحناجر والاقلام والنوافذ واجهزة الكومبيوتر. تستحق هذه المنطقة ان تعلن منطقة منكوبة من فرط ما شهدت وتشهد. انها قصة حكام وأوهام وركام.

 

الأخضر الإبراهيمي يقود سورية إلى... الطائف؟

جورج سمعان/الحياة

تعيين الأخضر الإبراهيمي «ممثلاً خاصاً مشتركاً» إلى سورية جاء ليطوي صفحة لم يحقق فيها التعاون الأممي - العربي أي إنجاز لوقف نزف الدم في هذا البلد. فالمبعوث المشترك كوفي أنان استقال أول الشهر معلناً عجزه عن تحقيق أي بند من البنود الستة لخطته. ذهب الأمين العام السابق ورافقته بعثة المراقبين الدوليين. عوّل على تحقيق اختراق على المستوى الأمني بمساعدة عناصر هذه البعثة يكون الخطوة الأولى نحو إطلاق حوار يفتح الطريق أمام مرحلة انتقالية. عزا فشله إلى عدم توافق الكبار في مجلس الأمن، وإلى عدم تعاون الأطراف المتصارعين على الأرض في بلاد الشام.

هؤلاء هم أنفسهم من سيتعامل معهم الإبراهيمي الذي بدّل التسمية أو اللقب. وسيبدل بالتأكيد «الوظيفة»، أي المقاربة وطريقة التعامل مع الأزمة، من دون أي ضمان لنجاحه في هذه المهمة. بدّل في التسمية لأنه لا يريد مواصلة نهج أنان الذي طرق التسوية من باب الأمن أولاً في بلد غابت عنه السياسة أكثر من أربعة عقود، وبات ساحة مفتوحة لحروب بالواسطة بين لاعبين دوليين وإقليميين. فكان من الطبيعي تالياً ألا يتقدم خطوة إلى أمام. بدّل في التسمية ليطرق الأزمة من باب السياسة هذه المرة.

يفترض إذاً أن يفتح الإبراهيمي صفحة جديدة، أن يطلق تجربة جديدة. وتستدعي شجاعته في القبول بهذه المهمة جملة من الأسئلة. ولا تتناول هذه الأسئلة خبرتَه الديبلوماسية والسياسية. هو صاحب تاريخ طويل في التعامل مع أزمات معقّدة تشابكت فيها العوامل والظروف المحلية والإقليمية والدولية، وتطلبت الكثير من الصبر والأناة والحنكة والحكمة. إنها تتناول التطورات التي وصلت إليها الأزمة السورية وما فرضته وتفرضه المستجدات على مواقف جميع اللاعبين في الداخل والخارج.

أي هل حان وقت التسوية، سواء كانت موقتة أم دائمة؟ هل وصل الحوار بالحديد والنار إلى طريق مسدود واستنفد الطرفان الداخليان كل عناصر القوة؟ ام أن بلوغ القتال هذه الحدة بات يسمح بطرح سياسي يوقف عجلة الموت اليومي؟ وهل بات اللاعبون القريبون والبعيدون مقتنعين بأن ما جرى ويجري على الأرض السورية منذ سنة ونصف سنة بدّل الكثير من قواعد اللعبة؟ ألم تتراجع سطوة النظام وتتقلص سلطته؟ ألم يتعب خصومه من تجاهل المجتمع الدولي لمعاناتهم، ومن تشتت قواهم السياسية والعسكرية؟

باختصار، ماذا طرأ على المشهد العام في الداخل السوري والخارج؟ هل أزف أوان قيام «طائف سوري» وكان لا بد من «خبير» كان له دور في «الطائف اللبناني» الذي أوقف الحرب الأهلية وحروب الآخرين قبل عقدين ونيف وأطلق العملية السياسية القائمـــة الى اليوم بكل سلبـــياتها وإيجابياتها؟ ألا تقوم التسويات والصفقات سوى على صفيح حام يرقص فوقه المتصارعون؟

إذا صحت الأنباء عن انشقاق نائب الرئيس فاروق الشرع بعد خروج رئيس الوزراء إلى الأردن، وفرض الإقامة الجبرية على بعض قادة البعث، مع تواصل موجة الانشقاقات السياسية والعسكرية، يكون النظام في دمشق تعرّى من آخر أوراقه «الوطنية». لم يعد في مقدوره إقناع السوريين بأنه يدافع عنهم بمواجهة «الإرهاب» أو «المؤامرة». أي أن النظام خسر معركته السياسية. ويكاد يخسر معركته العسكرية. تلقى ضربة موجعة بمقتل أبرز أركان «خلية إدارة الأزمة» وباحتدام المعارك في قلب العاصمتين، واشتداد قوة المعارضة المسلحة وتوسعها. وما يشي بمزيد من ضعفه محاولاتُه المستمرة لنقل الأزمة إلى خارج الحدود من أجل تعميم الفوضى وإشعال الصراع الطائفي والمذهبي في كل الإقليم بما يهدد السلم العالمي. وهو قد ينجح في ذلك إذا استمرت الخلافات في الإقليم وخارجه على مستقبل سورية والنظام البديل، وعلى «تقاسم» التركة بما يحافظ على مصالح جميع اللاعبين أو جلّهم.

لكن حسابات اللاعبين الإقليميين والدوليين في محاولة «تصدير» الأزمة تختلف تماماً عن حسابات دمشق. تداعيات الأزمة وانعكاساتها على الإقليم تقلق الجميع، حلفاء النظام وخصومه على حد سواء. اللاجئون المتدفقون إلى دول الجوار بدأوا يشكلون قنابل موقوته تثير متاعب داخلية، سواء في لبنان أو الأردن أو تركيا. وما شهده لبنان أخيراً من أحداث فاقم الاحتقان الطائفي والمذهبي... من توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، أحد مستشاري الرئيس بشار الأسد، بتهمة الإعداد لتفجير الصراع الطائفي والمذهبي في البلاد... إلى خطف إحدى «العشائر» اللبنانية مجموعة من السوريين المحسوبين على المعارضة... إلى حد بات معه لبنان على شفا السقوط في الحرب مجدداً!

ولا يختلف الوضع في الأردن الذي يرى إلى تدفق اللاجئين إلى أراضيه وما تخلّفه المناوشات على الحدود تهديداً لأمن وطني يعاني أصلاً من حدة الصراعات السياسية التي تأثرت وتتأثر بالتطورات على الساحة العربية كلها، فضلاً عن الهم المقيم الذي يضاعف أوجاعه جمود التسوية وصعود التيارات الإسلامية... أما العراق الذي لا يترك العنف جروحه تلتئم فيسكنه هاجس تجدد الصراع المذهبي إذا أيقظ انهيار النظام في دمشق أحلام قوى سنّية كثيرة بالقدرة على استعادة ما كان قبل الغزو الأميركي.

ولا يخفي الأتراك مخاوفهم من احتمال قيام كيان كردي آخر في شمال سورية على غرار كردستان العراق. وتزداد هذه المخاوف من احتمال تقسيم سورية وانعكاس ذلك على التركيبة التركية. ومثل هذه المخاوف ليس بعيداً من إيران التي تقيم على فسيفساء ديموغرافية مقلقة يزيد في إذكائها الصراع الداخلي، المعلن منه والمكبوت. فضلاً عما قد يلحق بالعراق ولبنان والأردن من جراء تفتيت سورية.

هذه المعطيات والمخاوف تحد من رغبات النظام السوري ومخططاته. حتى إمكان قيام «شريط علوي» في الساحل الغربي يبقى احتمالاً ضعيفاً. فمهما بلغت قدراته العسكرية، فهي ستظل دون قدرة الأكثرية على إســـقاط مثل هذا المشروع الذي فشل في العشرينات على رغم دعم الانتداب الفرنــسي المباشر.

باختصار، لم يعد النظام قادراً على رفض شروط أي تسوية يقتنع بها حلفاؤه الإيرانيون أو الروس والصينيون... فهل يناور كالمعتاد لتقطيع الوقت؟ ألم يستنفد هذا السلاح كما يكاد يستنفد آلته العسكرية؟

ومن الظروف المستجدة على الأزمة السورية «قمة التضامن الإسلامي» الاستثنائية التي عُقدت في مكة الكرمة قبل أيام، ووجهت أكثر من رسالة إلى أكثر من طرف. أولهم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي شعر بلا شك بأن موقف العالم الإسلامي من الأزمة السورية يقف خلف الموقف العربي العام الداعي إلى رحيل النظام في دمشق، في حين تقف إيران في المقلب الثاني. وهو ما لا تحتاج إليه هذه الأيام مع اشتداد العقوبات عليها وتهديدها بالحرب كل يوم.

ومثل هذا الشعور ينتاب روسيا التي لم تعد تواجه متاعب في علاقاتها مع عدد من الدول العربية وعلى رأسها دول مجلس التعاون فقط، بل قد تتحول علاقاتها بالعالم الإسلامي إلى ما يشبه العلاقة التي كانت للاتحاد السوفياتي مع هذا العالم إثر اجتياح أفغانستان أواخر السبعينات من القرن الماضي. إلى هذا، تزداد علاقتها بشركائها في مجلس الأمن تعقيداً. فقد رفضت الدول في «مجموعة العمل من أجل سورية» (باستثناء الصين) دعوتها إلى عقد جلسة للبحث في آفاق المرحلة الحالية ومستجداتها. ويشي ذلك بعمق الانقسامات حيال صيغة الحل في سورية.

واكب هذا التطور في المواقف الإسلامية والدولية أخيراً إطلالة مصرية قد تشكل مؤشراً إلى سعي القاهرة لاستعادة دور إقليمي رائد غاب منذ عقود: اقترح الرئيس محمد مرسي إنشاء مجموعة اتصال من مصر والسعودية وإيران وتركيا لتسوية الأزمات في المنطقة. ولم يتأخر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في الإشارة إلى توجه لتشكيل لجنة خاصة تضم السعودية وتركيا ومصر وإيران «لوضع أطر واضحة لمعالجة المشكلة السورية في شكل جذري وسريع».

مثل هذه الدعوة المصرية، وتعيين الإبراهيمي «ممثلاً خاصاً» يفتحان مجالاً لحوار سياسي على مستوى الإقليم يخفف حدة المواجهة بين إيران وبعض العرب. ويمكن أن يتوكأ عليه اللاعبون الكبار ليعــــفيهم من تدخـــل لا يرغبون فيه. فالأميركيون والأوروبيون والأتراك لم يبدلوا مواقفهم من الأزمة السورية على رغم زج النظام طائراته الحربية في دكّ المدن، وعلى رغم المجازر المتنقلة، وعلى رغم فشل أنان وقرار إنهاء مهمة المراقبين الدوليين.

هذه المعطيات المستجدة في الأزمة السورية تشي ربما بحاجة الأطراف الخارجيين إلى هدنة ما، أو تكشف استنفادهم كل الذرائع لتبرير مواقفهم وتغطية سياساتهم حيال هذه الأزمة. وهو أمر قد يتيح للممثل الخاص المشترك فرصة لاختبار مدى نضج الظروف لتسوية أو صفقة عبر «طائف سوري»... وإلا كان مصير مهمته أسوأ من مصير مهمة سلفه أنان. يبقى أن أحداث الداخل السوري ستظل لها الكلمة العليا في تحديد مستقبل هذه المهمة. فرأس النظام الذي فقد ويفقد كل يوم أبرز عناصر قوته، قد يكون فقد سلطة القرار لمصلحة الممسكين بالآلة العسكرية على الأرض، تماماً خصومه الممسكين بالآلة المواجهة بلا رأس أو قيادة تمسك بقرارهم!

 

زيارة راعوية ناجحة للراعي إلى عكار تزيل غيمة صيف افتعلها "مغرضون"

 جليل الهاشم/المستقبل

بين صيف العام وصيف العام الحالي كثرت الزيارات الراعوية للبطريرك الماروني بشارة الراعي، ففي الصيف الماضي كان غبطته يجول متفقداً أحوال موارنة الأطراف في المناطق الشيعية، ولاقى استقبالاً وحفاوة بالغة، لم تخف في طيّاتها بعداً سياسياً، أريد منه في حينه الإشارة إلى أن موقع الصرح البطريركي انتقل من ضفة إلى أخرى، وما يحمله الراعي يخالف، ما كان أدمن على ترداده لسنوات سلفه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

وفي الصيف الحالي، جال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مناطق ذات غالبية سنّية في عكار متفقداً أحوال موارنة الأطراف وأيضاً استقبل البطريرك بحفاوة لم تقل عن تلك التي تم استقباله بها في المناطق الشيعية، وإن باختلاف الظروف السياسية التي رافقت الزيارتين.

مصادر شمالية عزت التبدل في المشهد المناطقي إلى تبدل في المناخ العام في البلد، مشيرة الى أن زيارة البطريرك الراعي إلى عكار تكتسب أمية رمزية، شكلاً ومضموناً، ومن حيث التوقيت.

فهي أولاً زيارة إلى المنطقة اللبنانية الأكثر تأثراً بالأحداث السورية، والحاضنة تاريخياً للجيش اللبناني ومعقله وخزانه، تزامناً مع إحتضانها مؤخراً لتيارات إسلامية ناشطة في الشمال كما أنها المنطقة التي شهدت في الآونة الأخيرة، توترات وتشنجات متنوعة ذات أبعاد مذهبية وطائفية وخلافه.

ولذلك فإن زيارة البطريرك الراعي إلى عكار أصابت أهداف عدة فهي في جانب منها "تطمينية" لتهدئة روع المسيحيين وإعطائهم دفعاً معنوياً وفي جانب آخر فهي "توضيحية" لما أحاط سابقاً بمواقف اتخذها البطريرك الراعي في شأن الوضع في سوريا والقلق على مصير الأقليات المسيحية وتكرار تجربة العراق.

وتضيف المصادر الشمالية أن الزيارة هي أيضاً في جانب آخر بمثابة تطبيع للعلاقة بين بكركي والشريحة السنية وتنقيتها من الشوائب والالتباسات.

المصادر أضافت أن الحفاوة لتي لقيها البطريرك الراعي في عكار مردها إلى عاملين أساسيين إضافة إلى التقاليد العكارية، الاول، وهو الإيعاز الذي أصدره الرئيس سعد الحريري إلى تيار المستقبل بالمشاركة بكثافة في استقبال البطريرك الماروني الذي كان بادر إلى الاتصال بالحريري وبحث معه موضوع الزيارة. أما العامل الثاني، تضيف المصادر، فهو إكتشاف المخطط التفجيري في عكار والذي اتهم في تدبيره الوزير والنائب السابق ميشال سماحة الى أن تتضح نتيجة التحقيقات الجارية لسماحة. المخطط التفجيري كما أشيع، كان يستهدف زيارة البطريرك، من ضمن استهدافات عدة أخرى، ما أدى الى ما يشبه انتفاضة عكارية في وجه المخططين لتأكيد هوية عكار الوطنية وانتماء أبنائها الى الدولة ومؤسستها، ورفضهم لكل أشكال الفتنة، أياً كان مصدرها.

فقد كان واضحاً أن قضية ميشال سماحة أرخت بظلالها على أجواء الزيارة والكلمات التي ألقيت بما فيها الكلمة المكتوبة التي افتتح بها الراعي زيارته قائلاً: "سيدة الانتقال حمت هذه المنطقة من تفجيرات كانت تهيؤها أيدي الشر والضمائر الميتة".

مصادر كنسية واكبت الزيارة الراعوية تحدثت للمستقبل، فوصفت الزيارة والنتيجة التي أسفرت عنها بـ"الصدمة الإيجابية" التي فتحت نوافذ، كانت مغلقة ومقفلة وخاضعة للتضليل والتكهنات.

وأَضافت المصادر الكنسية ان كلمة أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، في الإفطار الذي أقيم تكريماً للراعي في عكار، لاقت صدى إيجابياً لدى البطريريك الراعي، الذي قال: "إن كلمة الحريري يؤسس عليها، للمستقبل" وإن الجو الشبابي الانفتاحي، الذي عكسه الحريري في كلمته هو السائد في صفوف الطائفة السنية، وهو الذي لا يختلف مع الآخر، بل على استعداد وجاهزية كاملة لتقبله، وهذا ما يجب التعويل والتأسيس عليه لبناء لبنان الغد".

المصادر الكنسية المواكبة للزيارة، أعربت عن دهشتها من الجو السائد في عكار، لجهة الانفتاح والعيش المشترك، خصوصاً في ظل ما أشيع عن وجود الأصوليات المتشددة، والتي تتخذ من عكار ملاذاً آمناً لها، فوجد البطريرك نفسه بين أهل، تجمعهم لبنانيتهم اولاً وأخيراً، ولا تفرقهم طوائفهم.

الانطباع الذي عاد به غبطته من عكار، عكسته المصادر الكنسية بالقول إن عكار، بما تمثل من خزان بشري للجيش اللبناني ومؤسسات الدولة عامة، تفتقر الى عناية الدولة الإنمائية على المستويات كافة. وتضيف أن بكركي بما عرف عنها من حرص على منطق الدولة ومؤسساتها، سوف تضع عكار في أول سلم الاهتمامات الدينية والوطنية، من أجل النهوض بها، لأن هذا النهوض بعكار، حسب غبطته، يؤدي حكماً الى النهوض بالمؤسسات وخصوصا الجيش.

وتختم المصادر الكنسية أن الزيارة الراعوية لعكار أزالت الكثير من سوء الفهم المتراكم، وإن كان ما كان في السابق مجرّد غمامة صيف افتعلها مغرضون، ولم يتورّعوا عن إصدار بيانات مزوّرة لإفشال الزيارة ومفاعيلها، وهذا ما أدركه الصرح البطريركي بالملموس.

 

عذابات السوريين في مهب «فقدان السيطرة»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

* «من يريد أن يراشق بالحجارة حقا.. لا يختار حجرا كبيرا».(مثل لبناني)

* بشر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مستمعيه في خطبة ألقاها يوم الجمعة الماضي بمناسبة «يوم القدس» في طهران بأن إسرائيل «ورم سرطاني سيزول قريبا».. وأن «دول المنطقة ستنهي قريبا وجود المغتصبين الصهاينة على أرض فلسطين». وخلال أقل من يومين، أدلى محسن رضائي، أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق لـ«الحرس الثوري» والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، بدلوه.. فقال إن منطقة الشرق الأوسط تشهد الآن «الشوط الأخير من المباراة» الذي ستحدد نتيجته المواجهة الحاصلة في سوريا. وتابع «إذا وقعت تلك البلاد بين أيدي الأميركيين فإن حركة الصحوة الإسلامية ستتحول إلى حركة أميركية، لكن إذا حافظت سوريا على سياستها فإن الصحوة الإسلامية ستتجذر في الإسلام». ثم فصّل موضحا «إذا بقيت سوريا مستقلة ولم تقع بين أيدي الأميركيين والمحتلين (الغربيين) فإن الصحوة الإسلامية في المنطقة ستتجه إلى الإسلام». وأيضا، كي لا يكون هناك أي لبس في موقف طهران الرسمي، نقل عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي قوله إن «الولايات المتحدة وبريطانيا والصهاينة يستخدمون (القاعدة) والجماعات التكفيرية لإضرام الحرب الأهلية في سوريا.. لكن عليهم أن يعلموا أنه يوما ما سيصبحون أنفسهم هدفا لتلك الجماعات». وكان الجنرال عطاء الله صالحي، قائد الجيش الإيراني، قد قال قبلا في تصريح له إن إيران «قادرة على سحق إسرائيل في غضون 11 يوما إذا تعرضت ذات يوم لهجوم إسرائيلي».

كل هذا يوحي بوجود «منطق سياسي ما» وراء هذا التصعيد الكلامي.

قد يكون وراء كلام من هذا النوع خلق حالة من البلبلة داخل إسرائيل. وواضح أن الخلاف «العلني» الذي ظهر خلال الأسبوع الفائت بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة شيمعون بيريس بسبب قول بيريس إن إسرائيل لا تستطيع توجيه ضربة إلى إيران من دون تعاون أميركي، يشير جزئيا إلى اختلاف، على الأقل، في التصور التكتيكي لنظرة مؤسسة السلطة في تل أبيب إزاء شروط «التعايش» مع إيران كقوة إقليمية كبرى وجارة تقاسمها حدودها.

ثم إن القيادة الإيرانية، ربما تكون مغرورة أو متغطرسة، وأيضا قد تكون مغامرة، لكنها حتما ليست غبية.

طهران تدرك جيدا أسلوب واشنطن في العمل السياسي. وإذا كان لنا أن نتذكر، فعلينا تذكر أن عددا من وزراء خارجية إيران في عهد «الجمهورية الإسلامية» (تحديدا، صادق قطب زاده وعلي أكبر ولايتي وكمال خرازي والوزير الحالي علي أكبر صالحي) درسوا وعاشوا في الولايات المتحدة ويفهمون نهج التفكير الأميركي، ولكن أولا وقبل أي شيء آخر يعرفون حجم الولايات المتحدة السياسي والمادي والعسكري. هؤلاء جميعا يدركون تماما أن التكلفة والمكاسب - لا المبادئ - تحتل رأس أولويات تعاطي واشنطن مع أي ملف دولي.

ثم إن إيران «الخمينية» تعاملت مرارا مع «الشيطان الأكبر»، ويجوز القول إنها استفادت من ذلك التعاون، بدءا من فضيحة «إيران كونترا» وانتهاء - لتاريخه - بتسليم العراق أرضا وشعبا لما يمكن وصفه بالمشروع الإقليمي الإيراني الكبير الذي أخذ يستفز ردود فعل مذهبية وشوفينية معادلتين بالتطرف والحدة.. ولكن في الاتجاه المعاكس.

أكثر من هذا، وبخلاف الانطباع السائد بأن رد الفعل الطبيعي على طروحات مشروع «الولي الفقيه» يتجسد عبر الفصائل الجهادية والسلفية السنية، نجد أن بعض الفصائل السنية المتشددة تقتات من أموال إيران، وبالتالي تضرب بسيفها في غير مكان. وهذا الوضع المرتبك في الساحات الإسلامية السنية اليوم يبدو جليا وخطيرا في غير مكان واحد.. منها على سبيل المثال لا الحصر مصر وقطاع غزة.

ثم إن هذا الارتباك، الذي يأخذ أحيانا طابع المزايدة في الراديكالية يتغلغل اليوم أكثر فأكثر في سوريا بعدما سقطت الجدران السلطوية وانهار السقف الأمني. ومن ثم، غدا هذا التغلغل مبررا جاهزا للقوى الغربية التي ما كانت في الأصل متحمسة لتغيير نظام بشار الأسد، ضامن الهدنة الدائمة مع إسرائيل، للامتناع عن تقديم المساعدات النوعية للثورة السورية. وهذا طبعا يضاف إلى الموقفين الروسي والصيني اللذين يتخذان من صراعيهما الداخليين مع «الإسلام السياسي» ذريعة لتغطية دعمهما الكبير لإيران.. من منطلق ابتزاز الأحادية الأميركية وإنهاكها.

وهنا لا بد من التمعن قليلا ببعض مقولات الساسة والدبلوماسيين الروس والصينيين - وكذلك حتى بعض الساسة الغربيين من وقت لآخر - حول خطر «الإسلام السياسي» في سوريا إذا أسقط نظام الأسد بالقوة.

أولا، هذا الكلام يتجاهل أن نظام دمشق يستند إلى دعم نظام إيراني يتباهى بأنه يمثل «الإسلام السياسي». وكلام محسن رضائي في الفقرات الأولى من هذا المقال واضح وقاطع لا يحتاج إلى تفسير.

ثانيا، تتجاهل موسكو وبكين أنه كلما طالت الأزمة السورية مع بقاء النظام ازدادت صلابة عود «الإسلام السياسي» وازدادت راديكاليته وصدقيته ورغبته في الانتقام.. بل إنه مع مسيرة الانهيار الطويل والمؤلم لكيان الدولة في سوريا ستشرع الأبواب أكثر لكل من هبّ ودبّ من الفصائل الراديكالية الهامشية المتشددة للتسلل إلى الساحة الداخلية.. وممارسة شبقها الدموي والتدميري فيها.

ثالثا، إن نظام دمشق جعل منذ زمن بعيد أكذوبة «حماية الأقليات من غول التطرف» عنوانا لشرعيته السياسية المشكوك فيها. وهو بعدما انكشف زيفها ميدانيا على أرض لبنان حيث لم تنج أقلية واحدة من تنكيله، ها هو يمارسها داخل سوريا مجازفا بتوريط الأقليات السورية بمعارك انتحارية لا طائل منها.

الحصيلة الوحيدة الناجمة عن هذه «الحالة الرمادية» هي، كما جاء بالأمس على لسان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، «فقدان السيطرة».. نعم «فقدان السيطرة».. أو هكذا يراد لنا أن نصدق. نصر الله قال بالأمس في سياق تبريري - تهديدي إن حزب الله لا يسيطر على تحركات الجماعات المحسوبة عليه مذهبيا وسياسيا في موضوع الخطف وقطع الطرق والتجاوزات من شتى الأنواع. وذلك في إشارة إلى إقدام عشيرة آل المقداد على خطف مواطنين سوريين وأتراك ردا على خطف أحد أبناء العشيرة في سوريا. والخطير في كلام السيد نصر الله، الذي كان يعي جيدا أبعاد كلامه بدليل قوله «افهموه كما شئتم»، أن «الحزب» أوجد في الشارع اللبناني - والشيعي، بالذات - مزاج هيمنة واستعلاء.. وها هو يحاول الآن رفع مسؤوليته، المعنوية على الأقل، عما يمكن أن يجره هذا المزاج وتبعاته.

المشكلة مع «رفع المسؤولية» حيث لا بد من «تحمل المسؤولية».. فكيف يمكن الاقتناع بأن «الحزب»، وهو قوة أمنية وعسكرية تملك الصواريخ الموجهة إلى أهداف محددة في عمق إسرائيل، وتتمتع بقاعدة ولاء مذهبي عريضة.. عاجز إلى هذا الحد عن ضبط عشيرة محلية؟! وبالمناسبة، «فقدان السيطرة» موجود أيضا على الجانب الإسرائيلي.. فهل صحيح حقا ما تقوله إسرائيل عن أمن سوريا.. أو ما تهدد به في موضوع إيران؟

 

اللاجئ السوري يناديكم

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

هناك ثمن فادح دفعته سوريا بسبب الحرب الأهلية الدائرة الآن، هذا الثمن أكبر من التدهور الاقتصادي، أو استنزاف القدرات العسكرية، وأضخم من تشويه صورة النظام والبلاد في عيون المجتمع الدولي. هذا الثمن هو الثمن الإنساني ذو الفاتورة عالية الكلفة التي لا يمكن تحديد الحد الأعلى لخسائرها. حتى تاريخ كتابة هذه السطور، فإن تقارير الهيئات الدولية تتحدث عن 150 ألف سوري تحولوا من مواطنين دائمي الإقامة داخل منازلهم في وطنهم إلى لاجئين في مخيمات بتركيا والأردن وكردستان ولبنان. يعيشون في خيام بلا خدمات ولا وظائف ولا روابط اجتماعية أو إنسانية. وتتحدث هذه التقارير عن تحول نحو مليون ونصف مليون مواطن إلى مهاجرين محليين تم تهجيرهم أو اضطروا إلى الهجرة إلى مناطق أقل خطرا أو أكثر أمنا. هؤلاء انتقلوا من منازل آبائهم وأجدادهم إلى معسكرات مؤهلة مجهزة، أو نصبوا خياما في المزارع أو الصحراء يعيشون فيها على الكفاف أو المساعدات الإنسانية. وبعض هؤلاء استضافهم أهل الخير من الشعب السوري الكريم ويعرفون بمهاجري الإيواء لدى أسر. ملف اللاجئين داخل وخارج سوريا هو ملف تزداد حدته يوميا، وتزداد كلفته الباهظة مع كل عملية إجرامية تقوم بها قوات النظام السوري. هؤلاء البشر الكرام يبحثون كل يوم عن شربة ماء نظيفة، وعن كمية طحين للخبز، وسقف يؤوي، ومروحة كهربائية لمواجهة حر هذا الصيف القائظ. المهاجرون الذين يواجهون غربة الداخل أو الخارج يطالبون المجتمع الدولي والعالم العربي بالدعم، بدءا من شحنات الطحين والماء والدواء، إلى خدمات الصحة والتعليم لأطفالهم، حتى إرسال السلاح للدفاع الشخصي عن الذات للمقاتلين في الداخل. وخيرا فعل الشعب السعودي في حملة الخير التي جمع فيها مساعدات كريمة للشعب السوري الشقيق، والآن نحن بحاجة إلى تنبيه جامعة الدول العربية ومبعوثها الدبلوماسي العريق الأخضر الإبراهيمي لهذا الملف. سوريا ليست فقط نظام بشار الأسد ومعارضيه، وأزمة الشعب السوري ليست جهات اقتتال فحسب، لكنها قبل كل شيء ملف إنساني يفرض نفسه على كل صاحب ضمير. وإذا كان رجب طيب أردوغان، ولوران فابيوس، وهيلاري كلينتون، قد قاموا بزيارات ترافقهم كاميرات الإعلام لمعسكرات الإيواء للمهاجرين السوريين، فإن الأخضر الإبراهيمي مطالب بما هو أهم وأعمق من زيارات التصوير لمعسكرات اللاجئين، لذلك عليه أن يسمع من هؤلاء حقيقة تلك الأهوال التي فرضت عليهم ترك بيوتهم وأراضيهم وأملاكهم فرارا من جحيم جنون مجازر النظام.

 

الحرب الأهلية في سوريا قنبلة شرق أوسطية موقوتة

باسم الجسر/الشرق الأوسط

الأخضر الإبراهيمي يعرف أن مهمته مستحيلة طالما أن مجلس الأمن مقيد اليدين بالفيتو المزدوج الروسي - الصيني. وعلى الرغم من خبرته العريقة في ميدان حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يجد نفسه، هذه المرة، أمام صراعات دولية وإقليمية ووطنية وطائفية متشابكة قلما عرف تاريخ الشرق الأوسط مثلها في العصر الحديث. ولسنا نرى أيا من الأطراف العالقة في حبال هذه الصراعات مستعدا للتراجع عن موقفه تسهيلا لبلورة أي حل سياسي بعد أن بلغت التجاذبات والمعارك ما بلغته، وسال من الدماء ما سال، وتهجر من المواطنين السوريين الأبرياء ما تهجر. فالنظام السوري بات يعرف، بعد عجزه عن قمع الانتفاضات الشعبية، أن الخيار الوحيد لديه هو مواصلة القمع والقصف والقتل، وأنه ممنوع عليه الاستسلام من قبل إيران. أما الانتفاضة الشعبية التي تحولت إلى حركة عصيان ثم إلى مقاومة مسلحة، فإنها أيضا باتت ممنوعة من التراجع، لا سيما أنها هي أيضا وجدت من يمدها بوسائل الصمود والمقاومة.

لا استسلام، إذن، حتى الآن من قبل النظام أو الشعب المقاوم، بل إصرار على الصمود والقتال. ولكن إلى متى.. شهر..؟ شهرين..؟ سنة..؟ سنوات..؟ إلى أن تتفكك قوات النظام العسكرية والمدنية؟ أم إلى أن تفرغ الساحة من مقاتلين مقاومين؟ أم إلى أن يتحول الشعب السوري برمته إلى مهجرين ولاجئين؟

إن المجتمع الدولي والدول الكبرى والدول العربية والإسلامية غير مسموح لها بأن تتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. بأي شكل من الأشكال، عن طريق مجلس الأمن أو بالضغط الاقتصادي أو بفرض عقوبات أو بمد المقاومة السورية بأسباب ووسائل الصمود، أو بفرض منطقة حظر جوي. قد يقول البعض إن كل دعم غربي أو عربي للمقاومة السورية سيقابله مزيد من الدعم الروسي - الإيراني للنظام السوري، وبالتالي فإن تضخم الدعم الخارجي المزدوج للفريقين لن يؤدي إلى حسم النزاع، بل إلى تصعيده وامتداده إلى كل منطقة الشرق الأوسط. ربما، ولكن أن يُترك شعب بأسره مخيرا بين الذل والموت والتهجير ليس أقل ضررا أو مأساة من توسيع النزاع لدفع القتال إلى حافة الحسم.

إن تحول الربيع العربي في سوريا إلى حرب أهلية كان منتظرا بسبب اختلاف أوضاع الحكم فيها وتعددية هويات أبنائها الطائفية، ومركزها الجغرافي وحلفها مع إيران، وكونها حجرا أساسيا في مشروع الهلال الشيعي - الإيراني الذي تعمل إيران على إقامته على حدودها إلى البحر المتوسط. وهو مشروع تقاومه الشعوب والدول العربية والدول الغربية، ولا تحبذه كثيرا روسيا والصين الداعمتان حاليا للنظام السوري. ولكن مهما اختلفت أوضاع سوريا عن أوضاع تونس وليبيا ومصر واليمن، فإن رياح التغيير والحرية والديمقراطية التي هبت على العالم العربي سوف تستمر في هبوبها على سوريا. ومهما طال الأمر والنزاع والقتال، فإن النصر في النهاية سيكون للشعب وللحرية وللإنسان، لا للمدفع والدبابة.

إن مراهنة النظام السوري على التوازنات الدولية وتضارب مصالح الدول الكبرى التكتيكية، لعبة ذكية ولكنها خطرة. فالمصالح تتغير. وكم ذهبت الصفقات بين الدول الكبرى بأنظمة وحكومات دول صغيرة. وإذا كانت سنة الانتخابات الأميركية حالت دون تدخل واشنطن في سوريا، فإن موعد الانتخابات بات قريبا. وأيا كان الرئيس الأميركي القادم، فإن أولى خطواته ستكون اتخاذ موقف أكثر تأثيرا على ما يحدث في سوريا. لا من أجل إنقاذ الشعب السوري فحسب، بل لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط من امتداد ألسنة النار السورية إليها. وقضية المتفجرات التي كانت معدة للتفجير في لبنان لإحداث فتنة طائفية فيه، ليست سوى نموذج صغير لما ينتظر غيره من البلدان العربية إذا طالت الحرب الأهلية في سوريا.

لقد كثر الحديث مؤخرا عن تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية. كما أثيرت قضية الحكم الذاتي للأكراد على غرار ما حصل في العراق، وأنها مشاريع قديمة تراهن إسرائيل على إحيائها لمنع قيام طوق مصري - سوري حولها، بل ولتفتيت العشرين دولة عربية «المتحدة» لثلاثين أو أربعين دويلة عرقية وطائفية ومذهبية متخاصمة حكما. كما لم يتوقف الحديث عن الضربة الإسرائيلية أو الأميركية - الإسرائيلية للمفاعل النووي الإيراني. وعن الزاوية التي قد تطل منها إسرائيل لتفجير الوضع أكثر مما هو متفجر، ولخلط كل الأوراق، وربما لتعجيل حل أكثر من أزمة أو قضية شرق أوسطية. والسورية في طليعتها.