المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 23 آب/2012

إنجيل القدّيس لوقا 14/07-14 /التواضع والتكبر

لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد! ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

عناوين النشرة

*الساكت عن الحق شيطان أخرس والمتزلف شيطان ناطق/الياس بجاني/

*23 آب 1982 /شارل جبور/الجمهورية

*مؤامرة وقف إطلاق النار/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*دمشق تعتب على عون: دعمناكَ بكرم... فادعَمْنا بسماحة/طوني عيسى/الجمهورية

*بيار عطاالله - لماذا نحب بشير الجميل؟

*100 ضابط يؤيدون نتنياهو في ضرب إيران و400 شخصية تعارضه وهو يحاول إقناع حزب «شاس» بموقفه

*تقرير: الحرب مع إيران تكلف إسرائيل 42 مليار دولار

*واشنطن: نختلف مع تل أبيب في تقييم خطر طهران النووي وتوقيت ضرورة التحرك 

*42 مليار دولار كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران

*دمشق "تدعي" على شخصيات لبنانية عقب توقيف سماحة واتهام مملوك

*نصيحة لجميل السيد بمغادرة لبنان خشية اعتقاله في قضية سماحة

*DNA السيد في سيارة سماحة؟

*السيد ردا على تسريبات طاولته في قضية سماحة: الحسن مدعو للاجابة على أسئلة كثيرة في الشأنين العام والخاص

*عشائر "حزب الله" لتهديد الداخل/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*عن ميشال سماحة "البجعة السوداء"... تستطيع 14 آذار السؤال: ألم نقل لكم/ايلي الحاج/النهار

*ظهورات العذراء تُثير الدهشة... والفاتيكان يُحقّق/الأرشمندريت د. شربل الحكيم/الجمهورية

*قمة الانحياز لإيران؟/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*سيناريوهات سوريا وفق حلفاء الأسد/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مؤامرة وقف إطلاق النار/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*عد مسارعته لمنع عرض الأدلة التي تدين سماحة... أين وزير العدل من التباطؤ في إصدار الإستنابات القضائية اللبنانية بحق المسؤولين السوريين؟

*بري لـ"السفير": كل من يقطع طريق المطار بعد اليوم ستُقطع يده

*36 ساعة من عمليات الخطف واحتجاز مواطنين سوريين واتراك/النائب ايلي كيروز يوجه سؤالا للحكومة عبر مجلس النواب: هل المطلوب بناء الدولة أو بناء المجالس العسكرية العائلية؟

*دعوات أميركية لوضع لبنان تحت الوصاية بعد عجز سلطاته عن التصدي للميليشيات/حميد غريافي/السياسة

*ضاهر للسياسة: سنقاضي الأسد دولياً لضلوعه في جرائم الاغتيال  ونصيحة لجميل السيد بمغادرة لبنان خشية اعتقاله في قضية سماحة

*سفير الفاتيكان في دمشق:طرفا النزاع في سوريا ضربا بالقانون الانساني الدولي عرض الحائط

*سليمان عرض الاوضاع مع الخوري وترو ومجدلاني و"القومي"

*فرنسا نددت بشدة بالاشتباكات في مدينة طرابلس

*هدوء صباحي حذر في طرابلس وسط قنص مستمر و7 قتلى وأكثر من 70 جريحا حصيلة الاشتباكات

*اجتماع في مكتب قهوجي عرض المستجدات الامنية

*اتفاق على وقف النار في طرابلس اعتبارا من الخامسة عصرا

*قيادة الجيش: قوانا تنفذ خطة عسكرية كاملة وتتعاطى بحكمة ونعلن عن مبادرة لإجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية في طرابلس

*14 آذار: لإصدار أوامر للجيش بالتدخل والافراج عن المخطوفين والتقدم بشكوى أمام مجلس الأمن ضد الحكومة السورية لانتهاكها سيادة لبنان

*"المستقبل"- عكار استنكر مقتل نائب رئيس بلدية الغزيلة

*مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني : ما يجري في طرابلس أصبح خطرا ولإفساح المجال للجيش ليقوم بدوره لا لأخذ محله

*نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت : لرفع الغطاء عن الخاطفين والنظام السوري وراء اختطاف المقداد بعد انكشاف سماحة

*عشيرة ال جعفر: لا جناح عسكريا لنا في ظل الجيش

*نواف الموسوي:اضعاف المقاومة معناه اعطاء اسرائيل الضوء الأخضر للعدوان على لبنان

*أشاد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير: نأمل ان يضع موقف بري حدا لاعمال العبث على طريق المطار

*الراعي استقبل ليون واسود ووفد جمعية "الكنيسة الكاثوليكية"

*وزير الثقافة: من الضروري تفعيل الحكمة والوعي في هذه المرحلة الدقيقة

*اعتصام طالبي كتائبي امام وزارة الخارجية احتجاجا على الخروق السورية وتلويح بتوسيعه ليعم المصالح الطلابية في 14 آذار

*عوده استقبل حمد و ابو رزق في دار المطرانية

*الرابطة المارونية نوهت بمواقف رئيس الجمهورية: احداث الشمال يجب ان تتوقف وللتمسك بسياسة النأي بالنفس وتطبيقها

*جنجنيان: توقيت الإستنابات السورية محاولة للثأر من الدولة على خلفية توقيف سماحة

*المقداديون" أخلوا بالاتفاق مع "حزب الله"

*النائب محمد كبارة: النظام السوري عاد لإشعال الفتنة بين باب التبانة وجبل محسن

*شمعون: لم نسمع من عون أي انتقاد لتصرفات آل المقداد

*أموال حزب الله الطاهرة...مصدرها كندا وما وراءها/طارق نجم /موقع 14 آذار

*آل المقداد يهددون الحاج حسن على خلفية مؤتمره الصحافي

*نصرالله في القمقم/ جسي حرب/موقع 14 آذار

*قيادي في "14 آذار": 3 اقتراحات رئاسية لدمج "حزب الله" في الجيش اللبناني/ناجي يونس/لبنان الآن

*مقولة شعب وجيش ومقاومة تحايل لفظي هدفه تشريع ثنائية عسكرية - أمنية في لبنان/زياد ماجد/لبنان الآن

*في العشيرة سُنّة ومسيحيّون... و"قوّتها الغذائيّة" في طبق "شيش برك" التركي/ماهر المقداد لـ"NOW": لدينا صواريخ "لاو" وقاذفات مضادة للطائرات

*إلى عدنان منصور: سقط النظام، أو كاد، إذًا فلّ/عماد موسى/لبنان الان

*دبلوماسي لبناني لـ"NOW": هكذا يتخلص لبنان من دبلوماسية "المندوب السامي السوري"

*رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي: عشرة آلاف كلداني في لبنان ينتظرون الرحيل والكنيسة والاحزاب المسيحية رفضت توطيننا/رونا كيّال/لبنان الآن

*السيناريوهات المرعبة/حسين شبكشي (الشرق الاوسط)

*إذاً القصة عند "حزب الله"، فهل من مجيب/المستقبل اليوم/

*النأي لا يستقيم في اللغة والجغرافيا والسياسة والمطلوب "الدرء/وسام سعادة/المستقبل

*إذا كانت الحكومة مخطوفة/كارلا خطار/المستقبل

*نواب"المستقبل: الاستنابات السورية أكاذيب مكشوفة  ونرفض إنشاء مجلس عسكري للسنّة ونحذر من الانجرار إلى الفتنة

*الوزير السابق ميشال اده تسلم من الراعي أعلى وسام بابوي في بكركي

*حزب البعث السوري يتشقق وينشق/داود البصري/السياسة

*انفجارات تستهدف العبريين في شتى بقاع الدنيا... والاتهام الأول لطهران و22 دائرة حرب الظل بين إيران وإسرائيل تزداد اتساعاً

*اعضاء في مجلس الشيوخ يدعون لإنشاء مناطق آمنة محمية عسكرياً والسؤال: متى تتدخل الولايات المتحدة لإنقاذ الشعب السوري

*الصراع في سورية أحد جبهات التنافس المستمر بين إيران وحلفاء أميركا/بقلم- روبرت هاديك/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

الساكت عن الحق شيطان أخرس والمتزلف شيطان ناطق

الياس بجاني/مجرم وقاتل وزنديق ومارق كل من يؤيد أو يدافع عن الرئيس السوري الأسد الذي يقتل شعبه ويريد أن يحكمه بقوة السلاح والبطش والإرهاب. هذا الرجل هو دراكولا أي مصاص دماء ويكون على شاكلته كل من حتى يقف موقفاً محايداً من إجرامه. ومجرم وقاتل وزنديق كل من يقف ضد العدالة في لبنان ويتستر على إجرام أوباش الأسد والملالي من الميليشيات والمرتزقة والمأجورين والصنوج والطبول وممتهني الاغتيالات والفوضى والمافياوية وتجار المقاومة والممانعة والتحرير. مجرم ومنافق وزنديق كل من يحاول التعمية على الجريمة الكبرى التي كان النظام السوري الأسدي بطريقة إلى تنفيذها من خلال الإبليسي ميشال سماحة. نعم في هذه الخانة الوضيعة والمنحطة نضع وزير العدل أن لم يمارس كل ما هو مطلوب منه قانونياً ومعه في نفس الخانة نضع كل رجال القضاء والسياسيين والمسؤولين والقياديين ورجال الدين والمواطنين الذين يعطلون إحقاق الحق وتبيان الحقيقة والاقتصاص من سماحة وغيره من المتورطين في المؤامرة القذرة من لبنانيين وسوريين وغيرهم.

وفي سياق التبجيل والتكبير والتملق والتزلف ومسخ الجوخ نذكر كل من ينحي هذا المنحى من المواطنين والقياديين أنه منحى ابليسي بعيد كل البعد عن مفهوم وروحية الإنجيل حيث أن الإنسان كائن من كان لا يشكر عندما يقوم بواجبه، بل يؤنب ويوبخ ويحقق معه ويعاقب عندما لا يفعل ذلك وهذا امر وضحه السيد المسيح في انجيل القديس لوقا/17 من 01-10: حيق قال: " فقال الرسل للرب: زد إيماننا

فقال الرب: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم، ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ، بل ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت.  فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن .  كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا". من هنا نلفت كل الذين يمسحون جوخ للرئيس ميشال سليمان من أحزاب وسياسيين وجمعيات ومؤسسات وأفراد كونه مارس بعض من صلاحياته انهم يخالفون تعليم المسيح ويضعون انفسهم في خانة المتملقين والمتزلفين الجاهلين لروحية الإيمان ومن عنده اذنان سامعتان فليسمع ويعود إلى ينابيع الحق والإيمان.

 

23 آب 1982

شارل جبور/الجمهورية

إنّ تسليط الضوء على ذكرى انتخاب الرئيس بشير الجميل بعد ثلاثة عقود بالتمام والكمال على هذا الحدث التاريخي عوضاً عن ذكرى اغتياله، يعكس رغبة وإرادة لدى شريحة واسعة من البيئة المسيحية بخلع رداء الإحباط "والبكاء على الأطلال" وإحياء محطات يلفّها الحزن واليأس، والاستعاضة عنها بمحطة حفلت بانتصار استثنائي لخيار سياسي تمثّل بانتخاب رمز هذا الخط رئيساً للجمهورية في 23 آب 1982. الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية ليس انتصاراً لفريق من اللبنانيين على فريق الآخر، بل هو تتويج لخيار "لبنان أولا" في مواجهة التدخلات الخارجية التي أرادت تحويل هذا البلد إلى مسرح لتدخلاتها ونفوذها وهيمنتها. فهذه المقاومة لم تنشأ إلّا بفعل انهيار الدولة وتفككها، وهي رأت في وصول رمزها إلى سدة الرئاسة الأولى نهاية لمهمتها التي على الدولة وحدها مواصلتها بأن تتكفّل في وظيفة احتكار القوة المسلحة على كامل أراضيها. وما حالت دونه ظروف اغتيال بشير، عادت واكتملت فصول حلقاته مع اتفاق الطائف عبر الانخراط في مشروع الدولة، في مؤشر ثابت يدلّ على أن هذه المقاومة لبنانية صافية وأجندتها محلية صرفة، وكل ما نسجته من علاقات كان بُغية توظيفه لمصلحة خيار الدولة أولاً وأخيراً.

ويأتي الاحتفال هذا العام مع عودة رئاسة الجمهورية إلى ممارسة دورها السيادي الذي غابت عنه مع اغتيال الرئيس رينيه معوض وإطباق النظام السوري وصايته على لبنان، هذه الرئاسة التي شكلت تاريخياً رأس الحربة في الدفاع عن استقلال لبنان وديموقراطيته ودوره على مستوى العالم العربي. فالرئاسة الأولى، وبخلاف ما يظنّ البعض، لا تكمن أهميتها في ما تمتلكه من صلاحيات تتعطل في الأزمات، إنما في ما تطلقه من مواقف تعبّر عن توجّه الدولة أو رأسها، هذه المواقف التي ترجح كفة داخلية على أخرى، خصوصاً أن المجتمع الدولي يأخذ في الاعتبار ما يصدر عن المراجع الرسمية أكثر ممّا يصدر عن المعارضة، كما أن وضع اليد السورية على الرئاسات الثلاث ومؤسستي مجلس النواب ومجلس الوزراء لم يكن بطبيعة الحال بالصدفة بَل "لتشريع" الوجود السوري مؤسساتياً.

ولكن أهمية التركيز على انتخاب بشير الجميل تكمن في التوقيت السياسي الذي جاء بعد محطتين مؤسستين لاستقلال لبنان: ثورة الأرز والثورة السورية، إذ إن إحياء هذه الذكرى قبل انتفاضة الاستقلال كان يعتبر، وعن حق، حدثاً مسيحياً بامتياز، وذلك بمعزل عن كل ما قيل أو يمكن أن يقال في هذا المجال، بينما تحوّل إحياؤها بعد 14 آذار 2005 إلى محطة وطنية بامتياز، لأنّ هذه الانتفاضة أعادت توحيد المسيحيين والمسلمين ومكّنتهما من استخلاص عِبَر التاريخ وأهمية وحدتهما كضمان رئيس لسيادة لبنان واستقلاله.

فإحياء هذه الذكرى كان يمكن توصيفه بأنه فئوي لولا إجراء المسلمين قراءة نقدية لحقبة ما قبل العام 1990، شأنهم في ذلك شأن المسيحيين وحتى الفلسطينيين الذين قدموا اعتذاراً علنياً، وحيث أثبتت الأحداث أنهم كانوا ضحايا ووقودا لمشاريع أكبر منهم ومن اللبنانيين. فانتفاضة الاستقلال بهذا المعنى حوّلت انتخاب بشير الجميل من حدث مسيحي إلى حدث وطني، لأنّ انتخابه شكل انتصارا على النظام السوري، هذا النظام الذي نجحت هذه الانتفاضة في جعل نظرة الجماعتين المسيحية والمسلمة حياله موحدة، وهي أنه أساس كل الأزمات اللبنانية، فضلاً عن نجاح الانتفاضة في مصالحة المسيحيين مع عروبتهم والمسلمين مع لبنانيتهم.

وما ينطبق على ثورة الأرز ينسحب على الثورة السورية، لأنّ الوقائع دَلّت الى أن الثورة الأولى لا يمكن أن تكتمل من دون نجاح الثورة الثانية، نظراً لارتباط سيادة لبنان بحرية الشعب السوري، كما ارتباط معاناة المسيحيين وكل ما أصابهم بالنظام السوري المنتهي الصلاحية.

ويبقى أن أهمية إعادة الاعتبار لمحطة 23 آب تكمن في توجيه رسالة إلى كل المسيحيين مفادها أنه عندما تحوّلوا إلى رأس حربة وذهبوا بخياراتهم حتى النهاية وتجاوزوا محليتهم السياسية بدخولهم على الأجندة الدولية والعربية تحت عنوان السلام، بمعزل عن خطأ هذا العنوان أو صوابه، إنما عندما توقّع أكبر دولة إسلامية السلام يحقّ للبنان تحييد نفسه تحت هذا العنوان، تمكّنوا من تحقيق الانتصارات الوطنية.

وبالتالي، فإنّ تحوّلهم اليوم مجددا إلى رأس حربة في مواجهة المشروع الإيراني سيقودهم أيضا إلى تحقيق الانتصارات الوطنية، مع فارق أن هذه المواجهة تتمّ في إطار بيئة عربية وإسلامية حاضنة. ولكن تجدر الإشارة الى أن هذه المواجهات هدفها كان وما يزال النأي الفعلي بلبنان وإعادة مسار الدولة إلى السكة الصحيحة.

ومن المفيد في هذه اللحظة التاريخية إعادة التذكير بدور المسيحيين في فصل الورقة الفلسطينية عن لبنان، والتي لولاها لَما كان ولد اتفاق الطائف، ومن ثم في دورهم مع شركائهم المسلمين في إخراج الجيش السوري. إن انتصار 23 آب توّج في 14 آذار، وستستكمل فصول هذا الانتصار مع عودة هيبة الدولة التي أعادها بشير لحظة انتخابه، هذه الهيبة التي تمّ ضربها للاستقواء على الدولة الذي ما زال مستمراً بواسطة "حزب الله" وسَعي النظام السوري إلى تصدير أزمته إلى لبنان، ولكن نهاية هذا المشروع باتت على قاب قوسين أو أدنى مع دخول هذا النظام مرحلته الأخيرة والسريعة.

 

بيار عطاالله - لماذا نحب بشير الجميل؟

النهار/سنين كثيرة مضت على استشهاد الرئيس بشير الجميل، ورغم ذلك لا تزال اجيال عدة متعلقة بصورته وشخصيته وعلى الغالب برمزيته وما مثله بالنسبة الى قسم كبير من اللبنانيين من طموح الى زعيم او قائد مؤسس لمشروع دولة كان يعلن بشير الجميل انه يريدها قوية ومرهوبة الجانب، تستقيم فيها احوال هذه التعددية اللبنانية وتستقر تحت عناوين كثيرة في مقدمها طمأنة المسيحيين وتالياً الاقليات اللبنانية المختلفة الى حاضرها ومستقبلها ومعنى لبنان في نهاية المطاف ليس في صخوره وجباله ولا في "عبقرية" ابنائه، بل في الحاضنة والملاذ التي يشكلها لكل هذه التعددية او التنوع المميز ولا شيء اخر، ووها هي الحرب الاهلية في سوريا وسقوط النظام يعيد تأكيد هذا الامر للاقلية الشيعية اللبنانية التي ستكتشف تدريجاً مدى حاجتها وعمق ارتباطها بالكيان اللبناني وعقم الرهان على "حلف الاقليات".

ليس بشير الجميل قديساً ولا صاحب "المدينة الفاضلة" وفي مسيرته السياسية الكثير من الامور التي تستمر مادة للنقاش السياسي الصاخب: العلاقة مع اسرائيل اسبابها ونتائجها ومسوغها الفكري والسياسي نتيجة الظلم التاريخي والانساني الكبير اللاحق بالشعب الفلسطيني، في موازاة الظلم الذي انزلته التنظيمات الفلسطينية المسلحة وحلفائها بالدولة اللبنانية وكل من ساند مشروعها في الحفاظ على شخصيتها السيدة والحرة والمستقلة. مسألة العلاقة بين القوى المسيحية سواء في الشمال لجهة احترام التعددية الحزبية، ام ما بين مكونات فريق "الجبهة اللبنانية" وفرض توحيد البندقية المسيحية بالقوة على الاطراف الاخرى وغيرها من الاسئلة حول شرعية ما جرى ومدى احقيته ام لا في زمن المقاومة والحرب التي لا مكان للهزيمة فيها وثمة خيار واحد لا ثالث له: بين الاستسلام والاذعان او المقاومة ولو "اقتضى الامر التحالف مع الشيطان" كما كان يردد الرئيس كميل شمعون.

نحن نحب بشير الجميل، لأنه ذهب في التزامه بالقضية اللبنانية الى درجة الاستشهاد، ولانه لم يتلفت الى موازين القوى السياسية والعسكرية وتالياً لم يمشي في اتفاق طائف ما تلبية لنصائح السياسة الاميركية الغبية وقناصلها ومبعوثيها. لكن بشير الجميل لم يرفض ويقاوم عبثاً بل استند الى صلابة في الموقف وخطة مقاومة في العمل لكي يقلب المعادلة رغم ان وزير خارجية فرنسا كوف ديمورفيل كان يعيره العام 1978 وخلال حرب "المئة يوم" على الاشرفية، ان بشير الجميل ورفاقه لا يمثلون سوى 10 في المئة من الشعب اللبناني".

نحب بشير الجميل لانه لم يكن يعيش في برج عاجي ولا مقر مغلق بل كان مع الناس وبينهم ويتحسس مشاعرهم والامهم ومعاناتهم، ومع المقاتلين وبينهم في كل لحظة وعلى كل جبهة ومتراس: يتذوق طعامهم ويسألهم عن اسلحتهم وبزاتهم العسكرية ويبث فيهم المعنويات وروح المقاومة والانتصار رغم كل الاوضاع المأساوية التي مرت فيها القضية اللبنانية من صورته حاملاً البندقية في الاشرفية الى نداء زحلة الشهير الى المقاتلين المحاصرين من جيش النظام السوري وصولاً الى احلك الظروف واصعبها.

نحب بشير الجميل لانه حمل مشروعاً واضح المعالم ولم يساوم ولم يبيع ويشتري لا للسعودية ولا لسوريا ولا ل اسرائيل فكان ان دفع الثمن في محاولته الاستقلالية المستميتة، ليدخل المسيحيون بعده في نفق لم يخرجوا منه حتى الساعة رغم كثرة من حاولوا "التشبه ببشير الجميل".

نحب بشير الجميل لالف سبب وسبب وننتقده لالف سبب وسبب لكن الاهم ان الرئيس الشهيد كان صادقاً مع نفسه ومع الاخرين وكان ملتزماً الى ابعد حدود الالتزام لذلك لا تنساه الاجيال ولو بعد 30 عاماً على انتصاره واستشهاده.

 

دمشق تعتب على عون: دعمناكَ بكرم... فادعَمْنا بسماحة!

طوني عيسى/الجمهورية

تلقّى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون عتباً من دمشق: «دعمناك في قضية فايز كرم فلماذا تصمت على توقيف ميشال سماحة»؟ وبناءً على هذا العتب، سيتخلّى عون عن البرودة، وينضمّ قريباً إلى المرافعين عن سماحة.

كان اللواء جميل السيّد يُعبِّر تماماً عن موقف الحليف الإقليمي عندما قال عبر الـOTV: إنّ السيّد حسن نصرالله والعماد عون يتحمّلان مسؤولية معنوية عن توقيف سماحة. وليس المقصود هنا نصرالله، لكن عون في الدرجة الأولى. فالمطلوب دفعُه إلى الخروج من حال النأي بالنفس التي التزمها إزاء ملف سماحة حتى اليوم، والانخراط في المواجهة. فـ"حزب الله" يُحرِق أصابعه إذا أمعن في الانخراط، أما "الجنرال" فلا يمتلك أشياء كثيرة للاحتراق!

الرسالة التي وصلت إلى الرابية من دمشق مباشرة تقول لعون: "نحن وقفنا معك في قضية العميد فايز كرم، على رغم ثبوت تهمة العمالة لإسرائيل. وفَرَضْنا على حلفائنا الذين يبنون خطابهم السياسي على مقاومة إسرائيل أن يسكتوا ويقبلوا بالحكم المخفّف، وكانت تلك سابقة لم نستطع تسويق مبرّراتها أمام الجمهور المحسوب على المقاومة. لكنّك اليوم، تلتزم الصمت وتبعد نفسك عن ملف سماحة تحت شعار أنّ المطلوب هو انتظار القضاء".

ويضيف ناقلو الرسالة السورية إلى عون: "ليس سماحة حليفاً عادياً لنا، إنّه جزء من فريقنا الأساسي. ولا تنسَ أنّه كان وسيطاً أساسياً بيننا وبينك، وهو ساهم في صناعة التحالف القائم بيننا. ولا يجوز تحت أي عنوان أن تبعد نفسك عن معركة الدفاع عنه، ولو كانت الوثائق والدلائل تجعله في موقع الضعيف. فالعميد كرم كانت الوثائق والدلائل تجعله في موقع الضعيف أيضاً. ومع ذلك، قاتلتَ مِن أجله ووقفنا معك، ولا يجوز أن تتمتّع بالامتيازات ولا تقوم بالواجب في المقابل".

ردّ عون: "سنقوم بالواجب ضمن موقعنا في الحكومة. فوزير العدل شكيب قرطباوي لن يسير في إجراءات قضائية في حقّ اللواء علي مملوك. كما أنّنا سنحاول التخفيف من الهجمة القضائية على سماحة وندعمه حيث يكون لنا مجال للقيام بذلك".

فكان الردّ على عون: "لا يكفي العمل على الملف القضائي، فهو ضعيف. والمطلوب أن تكون هناك حملة سياسية عنيفة يشنّها الحلفاء، وأنت الأنسب لذلك، بحيث يقع الملف والمحققون والقضاة تحت الضغط المعنوي، ما يؤدّي إلى تخفيف الضغط على سماحة، وتعطيل الملف".

ظالماً كان أم... ظالماً!

بناءً على ذلك، يستعدّ عون لشنّ حملة سياسية في ملف سماحة، وهو يجد نفسه مضطراً إلى القيام بها. والتحفُّظ الذي التزمه عون حتى الآن ليس ناتجاً من شعوره بالمسؤولية، أو عن عدم وضوح الملف. فهو اعتاد التعاون مع الحليف السوري "ظالماً كان أم... ظالماً!". لكنّه اليوم يخشى أن تطيح معركة سماحة الخاسرة بما تبقّى له من قواعد مسيحيّة، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاق النيابي. وهو لم يعُد قادراً على الانكشاف أكثر، وتحمُّل فقدان مزيد من الناس الذين ساروا خلف شعاراته، والذين يدركون يوماً بعد يوم أنّها ليست سوى شعارات.

فـ"الجنرال" بوقوفه إلى جانب سماحة سيكون وحيداً ووجهاً إلى وجه مع المرجعيات المسيحية الأخرى كلّها، من رسمية وروحية وقيادية: الرئيس ميشال سليمان الذي فضح في صراحة غير مسبوقة مخطّط الرعب وحيثياته، البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي "بقّ البحصة" في تأكيده وجود محاولة لإشعال الفتنة، والدكتور سمير جعجع الذي تمكّن مرّة أخرى من تقديم إثباتات للرأي العام عموماً، والمسيحي خصوصاً، على صوابية النضال الذي يخوضه النهج السياسي الاستقلالي.

ولذلك، سيكون عون مضطراً إلى دفع الضريبة للحلفاء، والذين بواسطتهم يؤمّن مَصالحَهُ على أنواعها في السلطة. لكنّه سيدفع الثمن مجدّداً من شعبيته التي تبتعد عنه يوماً بعد يوم، وتزيدها التطوّرات اقتناعاً بالخط السيادي.

 

مؤامرة وقف إطلاق النار

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

 وقف إطلاق النار هو كالمرأة الحامل دنساً، يحتضن في رحمه جنيناً اسمه إطلاق النار. لحظة الولادة ينتهي الحمل (أي الوقف) ويُطِلُ إبن السفاح رأسه مطلقاً النار ... مجدداً.

أما شعار "كسر اليد" التي ستمتد لقطع طريق المطار " من الآن فصاعداً" على ما وعد به الرئيس نبيه بري، فما هو سوى الشقيق التوأم لحمل السفاح المسمى وقف إطلاق النار.

"كسر اليد" على طريق مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووقف إطلاق النار في طرابلس يراد منهما شيء واحد فقط: إنقاذ حزب السلاح من مأزق الأجنحة العسكرية، وإنقاذ ثكنة بشار الأسد بقيادة رفعت علي عيد في بعل محسن من مواجهة الضغط الشعبي المباشر.

لذلك منع بري شبيحة نصر الله وشبيحته أيضاً من مهاجمة دولة الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الكبير أثناء اجتياح بيروت في السابع من أيار العام 2008 كي يكون جاهزاً للقبول بوقف إطلاق النار بعد استباحة بيروت وأهلها. ولذلك ذهب الرئيس نجيب ميقاتي في عطلة "فطرية" كي يكون حاضراً لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بعد إنهاك طرابلس، ما يحفظ ثكنة الأسد بقيادة علي عيد في بعل محسن، على أمل تجدد الإطلاق عندما تسمح الظروف. لذلك، لكل ذلك، لم تتخذ حكومة الميقاتي –ولن تتخذ- قراراً بإزالة ثكنة الأسد في بعل محسن، ولم يتخذ بري –ولن يتخذ- قرارا بقطع اليد (لا كسر اليد) التي تمتد لقطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. الغريب فعلاً هو أن بعض السُذّج لم يتعلموا، أو لم يتعظوا، من خسارة بيروت في يوم نصر الله المجيد، وما زالوا يقبلون بالحديث عن وقف لإطلاق النار هناك، أو كسر لليد هنا، أو حتى يقبلون بالبحث في "إستراتيجية دفاعية" يريد لها صاحبها أن تكون الضربة الرسمية القاضية لاستيعاب الجيش في الميليشيا، ما ينهي آخر قوة  نظامية في لبنان.

المخجل حقيقة هو أنه حتى الضرير الأعمى شاهد عناصر ثكنة الأسد يقتلون أو يصيبون 80% من الضحايا في طرابلس –ضحايا الجيش ضمناً- فيما تقتصر  المعالجة على الحديث المسموم عن وقف لإطلاق النار مع علي عيد ...المخجل حقيقة هو أنه حتى الأصم الأطرش سمع وفهم وتأكد أن "الجنرال" رفعت علي عيد قد "أمر" قواته باستهداف عناصر وآليات الجيش في طرابلس بهدف ضرب الجيش بأهل طرابلس، ومع ذلك يُحاصَر حصن علي عيد فقط لتوقيف مطلوب لجأ إليه، بدلاً من أن يكون الحصار مقدمة لإزالة ثكنة الأسد وتحرير سكان بعل محسن منه، وإزالة خطره عن كاهل طرابلس.

الكون كله شاهد إطلاق 60 قذيفة هاون من عيار 120 ملم من ثكنة الأسد في بعل محسن على طرابلس في خلال 30 دقيقة مساء الثلاثاء بعد اتفاق فعاليات طرابلس على وقف إطلاق النار!!!!

=فهل ما زال عاقل يريد وقفاً لإطلاق النار مع ثكنة الأسد وجحافل نصر الله؟

=هل ما زال عاقل يريد وقفاً لإطلاق النار ينقذ رفعت علي عيد المحاصر في ثكنة الأسد، كي يعود لإطلاق النار بعد فترة؟

=هل ما زال عاقل يريد وقفاً لإطلاق النار ينجب إطلاقاً جديداً لكل النيران بعد فترة؟

=هل ما زال عاقل يريد حواراً لبحث استراتيجية استيعاب الجيش في ميليشيا نصر الله؟

=هل ما زال عاقل يصدق مسألة "كسر اليد" التي تمتد إلى طريق مطار رفيق الحريري ويعتقد بأنها تهدف إلى إنقاذ سمعة البلد، وليس إلى إنقاذ سمعة شعب "أشرف الناس" الملطّخة في كل دول العالم؟

=هل ما زال عاقل يعتقد بأن أدوات الأسد وإيران في لبنان "ستذبل وتسقط" من تلقاء نفسها بعد سقوط الأسد في دمشق؟

=هل ما زال عاقل يصدق أن قواتنا ستتلقى قرارا من السلطة السياسية بالتصدي لطيران الأسد المروحي في أجوائنا؟

=هل ما زال هناك غبي أو ساذج يصدق، أو يعتقد، بأن نصر الله يقود تنظيماً لبنانياً أو حتى تنظيماً ... قد يتلبنن؟

=هل ما زال هناك غبي أو ساذج يتحدث عن النأي بلبنان عن ارتدادات الثورة السورية السنيّة ضد عائلة الأسد العلوية؟

=هل ما زال هناك غبي لم يشاهد بأم العين أن المؤامرة الأسدية لا تدور في لبنان إلا على أرض البيئة السنيّة، فيما المؤامرة الفارسية تدور على أراضي كل الشرائح اللبنانية؟

 الشعب اللبناني، من خارج بيئة نصر الله-الأسد-عون، ليس بحاجة إلى مجالس عسكرية لتقوده. قراره متخذ بمواجهة أي تمدد للأعداء خارج "أرضهم" وقراره متخذ برفض استيعاب جيشنا اللبناني في أي ميليشيا، وقراره متخذ ... بعدم التحالف مع أي عدو ضد عدو آخر.

الشعب اللبناني لن يكون مع العدو الإسرائيلي ضد العدو الإيراني أو العدو الأسدي. ولن يكون مع العدو الإيراني-الأسدي ضد العدو الإسرائيلي.

الشعب اللبناني سيكون مع لبنان، والباقي: "فخار يكسِّر بعضو".

التحدّي هو أن نبقى كي يولد لبنان. ولبنان لا يولد من وقف لإطلاق النار مع ثكنة الأسد أو ثكنة نصر الله أو من استيعاب الجيش في ميليشيا تحت عنوان استراتيجية دفاعية مزعومة.

 

 100 ضابط يؤيدون نتنياهو في ضرب إيران و400 شخصية تعارضه وهو يحاول إقناع حزب «شاس» بموقفه

تل أبيب: «الشرق الأوسط» /بعد أن خرجت 400 شخصية إسرائيلية ببيان يدعون فيه الطيارين العسكريين إلى التمرد على خطة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إعلان الحرب على إيران، تمكن المقربون من نتنياهو من تجنيد 100 ضابط في جيش الاحتياط لتأييده في ضرب إيران واستعدادهم لتنفيذ أي أوامر يصدرها في الموضوع. وكتب هؤلاء الضباط في رسالة وجهوها إلى نتنياهو، أمس، أنهم يثقون به وبقراراته. ويرفضون أي ضغوط جماهيرية أو حزبية عليه لثنيه عن مهماته، ويؤكدون أنهم توجهوا برسالتهم هذه بعد أن قرأوا الرسالة التي كان قد وجهها 400 شخصية إسرائيلية من الأدباء والجنرالات السابقين في الأسبوع الماضي، دعوا فيها إلى التمرد على قرار الحرب ورفض أوامر الهجوم على إيران. من جهة ثانية، كشف النقاب أمس عن محاولات لإقناع حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بتغيير موقفه وتأييد الضربة على إيران؛ فقد أرسل نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي، يعقوب عميدرور، للالتقاء مع الرئيس الروحي لحزب «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسيف، ليشرح له «مدى الخطر على وجود إسرائيل من تطوير السلاح النووي في إيران»، ولكن تبين أن يوسيف لم يقتنع بعد، حيث إنه تحدث في خطبة السبت الأخيرة عن الخطر الإيراني الداهم، وطلب من المؤمنين أن يصلوا لإبعاد هذا الخطر، لكن نتنياهو لا يكتفي بالصلاة ويريد ضربة عسكرية. وكشفت صحيفة «معاريف، أمس، عن أن عددا من الجنرالات في الجيش الإسرائيلي الذين يعارضون توجيه ضربة كهذه كانوا قد توجهوا إلى يوسيف قبل عميدرور ليقنعوه بضرورة تفعيل نفوذه لمنع نتنياهو من القيام بمغامرة حربية ضد إيران. وأوضحوا له أن مثل هذه الضربة لن تحقق مرادها، وأن إسرائيل وحدها لا تستطيع أن تنفذ ضربة كهذه من دون موافقة ومشاركة الولايات المتحدة. وجاء لقاء عميدرور مع يوسيف في إطار «تزويده بمعلومات دقيقة عن الخطر الإيراني وضرورة طرح الخيار العسكري بقوة أمام الإيرانيين»، علما بأن إيلي يشاي، رئيس حزب شاس، ما زال غير مقتنع بموقف نتنياهو من ضرورة شن الحرب على إيران. وعلم أنه موجود الآن في الولايات المتحدة، لإجراء سلسلة لقاءات هناك مع القادة الأميركيين للبحث في هذه المسألة. وذكرت «معاريف» أن مكتب نتنياهو قطع صلاته مع مكتب رئيس الدولة، شيمعون بيريس، منذ أن خرج بتصريحاته ضد توجيه ضربة لإيران من دون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، فقد اعتبر نتنياهو تصريحات بيريس هذه تجاوزا لصلاحياته كرئيس بروتوكولي، ولم يحضر لقاءه الأسبوعي مع رئيس الدولة يوم الجمعة الماضي.

 

تقرير: الحرب مع إيران تكلف إسرائيل 42 مليار دولار

القدس -رويترز /توقعت مجموعة معلومات الأعمال "بي.دي.آي كوفيس" أن يتكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تصل إلى 167 مليار شيقل (42 مليار دولار) إذا هاجمت إيران بسبب برنامجها النووي. وأفادت المجموعة البحثية المرموقة اليوم الثلثاء أن الأضرار الاقتصادية المباشرة ستصل إلى 47 مليار شيقل أو ما يعادل 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي في 2011. وذكرت أن الأضرار غير المباشرة ستصل إلى 24 مليار شيقل سنويا لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات وخمس بسبب انهيار أعمال. وأشارت بي.دي.آي كوفيس إلى أن الحرب مع "حزب الله" التي استمرت 32 يوما في 2006 خفضت نمو الاقتصاد الإسرائيلي 0.5 في المئة. وكبدت التكاليف المباشرة مثل الأضرار التي لحقت بالعقارات والبنية التحتية المدنية، الاقتصاد خسائر أخرى بلغت نسبتها 1.3 في المئة. وأضافت: "في حال نشوب حرب بالحجم والمدة والأضرار نفسها، فإنه من الممكن توقع أضرار تبلغ 16 مليار شيقل". وختمت: "من المنطقي افتراض أنه إذا نشبت حرب فسوف تشمل وسط البلاد الذي يضم 70 في المئة من النشاط الاقتصادي لإسرائيل"، مشيرة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بلغ 870 مليار شيقل في 2011.

 

واشنطن: نختلف مع تل أبيب في تقييم خطر طهران النووي وتوقيت ضرورة التحرك 

42 مليار دولار كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران

باغرام (أفغانستان), تل أبيب, طهران - وكالات: توقعت مجموعة اقتصادية مرموقة أن يتكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تصل إلى 167 مليار شيكل (42 مليار دولار) إذا هاجمت إيران بسبب برنامجها النووي.

وذكرت مجموعة معلومات الأعمال "بي.دي.اي كوفيس" البحثية في تقرير نشر, أمس, أن الأضرار الاقتصادية المباشرة, ستصل إلى 47 مليار شيكل أو ما يعادل 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي في العام .2011 وأضافت أن الأضرار غير المباشرة قد تصل إلى 24 مليار شيكل سنوياً لمدة ثلاثة إلى خمسة أعوام بسبب انهيار الأعمال والمشروعات الاقتصادية.

وأشارت المجموعة إلى أن الحرب مع "حزب الله" اللبناني التي استمرت 32 يوماً في يوليو من العام ,2006 خفضت نمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 0.5 في المئة, موضحة أن التكاليف المباشرة مثل الأضرار التي لحقت بالعقارات والبنية التحتية المدنية كبدت الاقتصاد الإسرائيلي خسائر أخرى بلغت نسبتها 1.3 في المئة. واعتبرت المجموعة أنه في حالة نشوب حرب بنفس الحجم والمدة والأضرار من الممكن توقع أضرار تبلغ 16 مليار شيكل. ورأت أنه من المنطقي افتراض أنه إذا نشبت حرب فإنها ستشمل وسط إسرائيل الذي يضم 70 في المئة من النشاط الاقتصادي للدولة العبرية, لافتة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بلغ 870 مليار شيكل في العام .2011. في سياق متصل, ذكرت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, أرسل مساعداً مقرباً منه إلى الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب "شاس" المتشدد, من أجل الحصول على دعمه للهجوم على إيران. وأفادت المصادر أن مدير مجلس الأمن القومي ياكوف اميدرور توجه الجمعة الفائت إلى منزل الحاخام يوسف في القدس ليتحدث إليه في الملف الايراني. وحتى الآن, امر الحاخام وزراء "شاس" بأن يرفضوا بشكل قاطع أي هجوم إسرائيلي على إيران من دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة. وقال معلقون ان نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك لا يملكان أغلبية في الحكومة والحكومة الأمنية المصغرة لشن هجوم على إيران, لذلك يرتدي "شاس" أهمية كبرى.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الحاخام يوسف يبدو منذ زيارة اميدرور أقل "تصميما" على معارضة هجوم إسرائيلي. ونقلت الإذاعة مقاطع من تعليق ديني مساء السبت الماضي, شبه الحاخام يوسف فيه القادة الإيرانيين بأمان, وهو عدو فارسي لإسرائيل في عهد التوراة. من جهة أخرى, أقر رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تشعران بأن التهديد الذي يمثله الملف النووي الإيراني داهم بالدرجة نفسها بالنسبة للجانبين, كما لديهما تفسيرات مختلفة على رغم تلقيهما تقارير استخبارية مشابهة بشأن الملف.

وقال الجنرال ديمبسي على هامش زيارته أفغانستان, مساء أول من امس, انه يجري محادثات مع نظيره الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز "مرتين أسبوعياً" بهدف "مقارنة المعلومات الاستخبارية" و"مناقشة التداعيات الاقليمية". وأوضح أن البلدين لا يشعران بالطابع الداهم للخطر النووي الايراني عليهما بالدرجة نفسها, مشيراً إلى أن إسرائيل تعتبر أن خطر تحول إيران قوة نووية داهم بالنسبة إليها أكثر من الولايات المتحدة. وقال ديمبسي "نعرف أن الوقت لدى كل منا يسير على إيقاع مختلف", وان الإسرائيليين "يعيشون تهديداً وجودياً لا نعيشه نحن", مضيفاً "يمكن أن يكون هناك بلدان يفسران المعلومات الاستخبارية نفسها ويصلان إلى خلاصتين مختلفتين, أعتقد أن هذا حقاً ما يحصل". في المقابل, كشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, أمس, عما وصف ب¯"منجزات عسكرية متطورة" تم صنعها في وزارة الدفاع الإيرانية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن من بين تلك المنجزات الجيل المتطور من صواريخ "فاتح 110 ", ومحرك ضخم للقطع البحرية, ومنصات لإطلاق الصواريخ, ومدرعات تكتيكية من نوع "ارس", ومدافع هاون من طراز "وفا", وأنظمة اتصالات من نوع "شاهد" تستخدم في الملاحة البحرية.

 

دمشق "تدعي" على شخصيات لبنانية عقب توقيف سماحة واتهام مملوك

قال النائب العام الاول في دمشق القاضي مروان لوجي ان القضاء السوري يعد مذكرات ملاحقة بحق نواب وشخصيات لبنانية "بتهمة دعم المجموعات المسلحة في سوريا ومدها بالسلاح والمال".

واشار لوجي في حديث لقناة "المنار" الى ان السلطات القضائية السورية "تعد مذكرات ملاحقة واستجواب بحق فعاليات ونواب لبنانيين بتهمة تأمين المأوى والملاذ الآمن والتحريض والتمويل وتقديم السلاح للمجموعات المسلحة السورية الخارجة على سلطة الدولة والقانون". واضاف لوجي "هناك حاليا نواب لبنانيون متهمين بالمشاركة والدعم للجماعات الارهابية في سوريا سواء المال او السلاح او الغذاء وتسهيل دخولها الى سوريا". ولم يفصح عن الاسماء "في انتظار انتهاء التحقيقات". ونقلت القناة عن مصادر سورية اتهامها مسؤولين ونواب في "تيار المستقبل"، منهم رئيسه سعد الحريري والنائبان خالد ضاهر وعقاب صقر، اضافة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "بدعم مجموعات معارضة مسلحة في سوريا". يشار ان هذه الخطوة جاءت عقب توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة في ملف الاعداد لعمليات ارهابية في لبنان والذي اتهم معه اللواء علي مملوك وعقيد سوري آخر بهذا الملف.

 

نصيحة لجميل السيد بمغادرة لبنان خشية اعتقاله في قضية سماحة

أوردت صحيفة "السياسة" الكويتية نقلاً عن "مصادر شديدة الخصوصية" أن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد تبلغ معلومات من جهة استخباراتية غير لبنانية ترجيحها أنه سيتم توقيفه على خلفية علاقته بقضية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، كما تلقى نصيحة بمغادرة لبنان لأن محاولة قوى "8 آذار" التصدي بالقوة لتوقيفه سيشكل إحراجاً إضافياً لها.وكشفت المصادر أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يحقق في مدى تورط السيد في قضية سماحة بشكلٍ ما، كي يُبنى على الشيء مقتضاه.

 

DNA السيد في سيارة سماحة؟

ذكرت صحيفة الأخبار أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أرسلت "مساند مقاعد سيارة الوزير السابق ميشال سماحة إلى مختبرات الشرطة القضائية لإجراء فحوصات عليها من أجل محاولة تحديد الأشخاص الذين كانوا في السيارة إلى جانب سماحة، من خلال الحمض النووي (DNA)". ورأت الصحيفة أن القصد من هذه الفحوصات هو "تحديد ما إذا كان المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد موجوداً في سيارة سماحة أم لا". وأضافت أن الفحوص المخبرية التي أخضعت لها سيارة سماحة المصفحة، وهي من نوع أودي، كشفت أن "صندوقها يحوي آثار متفجرات ".(الأخبار)

 

السيد ردا على تسريبات طاولته في قضية سماحة: الحسن مدعو للاجابة على أسئلة كثيرة في الشأنين العام والخاص

 وطنية - 22/8/2012 - أوضح المكتب الاعلامي للواء الركن جميل السيد في بيان أنه "ردا على استفسارات بعض وسائل الاعلام التي اتصلت باللواء السيد للاستيضاح عن تسريبات رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن المتكررة أخيرا عن وجود رابط ما في قضية الوزير السابق ميشال سماحة لجهة انتقالهما بين سوريا ولبنان، فقد أوضح اللواء السيد بأن الأولى بالعميد الحسن كرئيس جهاز أمني أن يبيض تلك البيضة لدى قاضي التحقيق العسكري بدلا من أن يقاقي بها يمينا وشمالا عبر التسليات والتسريبات الاعلامية، وخصوصا أن ملف التحقيق أصبح كله في عهدة القاضي وأن وسام الحسن يعرف أصلا أن البيضة التي يقاقي بها هي بيضة ممودرة، كما يعرف تماما أن ذلك ثابت أيضا لدى قاضي التحقيق، وأنه حتى ولو صح لاحقا في التحقيقات أن سماحة قد يكون نقل المتفجرات بمبادرة منه أو باستدراج من وسام الحسن ومخبره ميلاد الكفوري، والفرق شاسع بين الحالتين، وأنه بصرف النظر عن وجود السيد أو آخرين مع سماحة أو لا في ذلك التاريخ أوغيره، فإن المؤكد أن سيارة سماحة التي هي من نوع "أودي" لا يمكن أن تتسع لشخصين مستغبيين في الوقت نفسه".

وأضاف متسائلا "إذا كان ملف التحقيق في قضية الوزير سماحة متينا ومتماسكا وجديا الى هذه الدرجة التي يدعيها العميد وسام الحسن والتي تلقى على أساسها التهاني من مختلف المراجع والسفارات، فما هو الداعي من وسام الحسن لكل هذا التشهير بسماحة عبر تلك التسريبات والتسليات الاعلامية والسياسية طالما أنه واثق من متانة ملفه وطالما ان هذا الملف أصبح في عهدة القضاء المختص؟ وما هو الداعي لتهريب "المخبر الملك" ميلاد الكفوري في قضية سماحة الى خارج لبنان على غرار تهريبه "للشاهد الملك" محمد زهير الصديق وغيره في قضية رفيق الحريري، علما بأن تهريب الشهود والمخبرين إلى الخارج لم يحصل أبدا في تاريخ لبنان ولم يكن معتمدا على الإطلاق في التقاليد والأصول القضائية والتحقيقية اللبنانية؟".

وأضاف:"السؤال الثاني الذي يطرح نفسه أنه إذا كان وسام الحسن حريصا فعلا على أمن لبنان، كل لبنان، وحتى في حال أثبتت التحقيقات اللاحقة بأن ميشال سماحة قد أدخل فعلا بعض المتفجرات طوعا أو استدراجا، فأين تحقيقات وسام الحسن وقاضيه سعيد ميرزا في جريمة ادخال ستة كونتينرات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات بواسطة الباخرة "لطف الله - 2" الى شمال لبنان أخيرا وأين هم كبار المسؤولين اللبنانيين المتورطين في هذا التهريب والمعروفين لدى الحسن؟ وأين ينام هذا التحقيق منذ ثلاثة أشهر الى اليوم ؟ ومن اتصل بمن من داخل الدولة وخارجها لتجميد هذا التحقيق وغيره من التحقيقات؟ ومن أطلق أخيرا الضابط السوري الذي قبض عليه في جوار بلدة بريتال البقاعية مدخلا أسلحة وكواتم صوت وغيرها الى لبنان، ومن هو هذا المدعي العام الذي كتب في قرار الافراج عنه العبارة التالية المخالفة للقانون:"ممنوع تسليمه الى الأمن العام اللبناني بعد الإفراج عنه"؟.

وتابع:"أسئلة كثيرة وكثيرة جدا في الشأن العام والخاص سيكون وسام الحسن مدعوا للاجابة عليها، ولعل اهمها ما يتعلق بالموجبات الأخلاقية والمهنية التي ينبغي لأي رئيس لأي جهاز أمني أن يلتزم بها في تصرفاته وتحقيقاته كون مسألة الأمن والتحقيقات تصبح مسخرة عندما تعالج وتستند الى شهود ومخبري زور وكمائن وأفخاخ للخصوم السياسيين وبالتسلية والتسريبات، تماما كما تحولت تحقيقات إغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مسخرة ومهزلة أيضا في الماضي القريب بفضل تسريبات ومؤامرات وسام الحسن وفريقه القضائي والأمني وأسيادهم في السياسة. وربما من مصلحة وسام الحسن أن يستفيد قبل فوات الأوان من هذه النصيحة المجانية التي تقول أن ما من سر يجلس عليه اليوم إلا وسيكون هذا السر فوقه غدا، وأن لبنان هو بلد اللاأسرار بامتياز، بما في ذلك سر غيابه المشبوه وغير المبرر عن موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم إغتياله، وقديما قيل في لبنان : "ما حدا عقل وندم ".

 

عشائر "حزب الله" لتهديد الداخل

عبد الوهاب بدرخان/النهار

شكل يوم الخامس عشر من آب عينة من "الدولة" التي يدعو "حزب الله" الى اقامتها، مخيرا اللبنانيين بين ان يقبلوا "دولة السلاح غير الشرعي" وبين "دولة الجناح العسكري للعشائر". في اليوم التالي، ومن دون ان يتوقف استهداف السوريين على الهوية المذهبية، اطل السيد حسن نصرالله يتحدث استنادا الى "يوم مجيد" آخر، اذ ليس افضل من الاحتفال بـ"يوم القدس" في ايران الا ان يكون مسبوقا بـ"يوم مطاردة السوريين" في لبنان. لم يكن الامين العام آسفا او خجلا من فقد حزبه السيطرة على هوجة آل مقداد، كان بالاحرى مفتخرا بما حصل وبالرسائل التي اطلقتها عمليات الخطف، من دون ان تكلف الحزب شيئا من هيبته، بل على العكس زادت قوته غطرسة وفجاجة. ويعلم نصرالله ان احدا لم يصدّق "براءته" مما حصل، او ان حزبه لم يقدم دعما للخاطفين، لكنه لا يأبه ولا يهتم. وهو يعلم ايضا ان انكشاف الدولة مجددا في ذلك اليوم اساء للبنانيين جميعا وأهانهم، لكنه لا يأبه ولا يهتم، فقد غدا ديكتاتوراً محليا متشبها بصانعيه السوري والايراني.

"يوم العشائر" كان ايضا عينة مما كان الحزب تصوره وخططه لفرض السيطرة على البلد وانهاء الدولة حتى بأكثر مظاهرها هشاشة. نعم، هو استند الى قضية المخطوف المقدادي والمخطوفين الـ 11، الا ان همه الاساسي تركز على حماية الدور والمساهمة اللذين كلف بهما في سياق المقتلة الدائرة في سوريا. لم يرد "حزب الله" ان يساوم، ولو جزئيا، على هذا الدور، والا لأمكنه ان ينقذ مخطوفي اعزاز منذ فترة طويلة. لذلك بدا كأنه تخلى عنهم، حتى اذا ما فقدوا – لا سمح الله – امكنه استثمار ذلك في لبنان وضد خصومه السياسيين في فريق 14 آذار، متجاهلا حقيقة ان هؤلاء يسعون الى اطلاقهم ويتمنون النجاح في ذلك، اقله منعا لفتنة داخلية، لكنهم اصطدموا بواقع ان القضية اصبحت موضع تجاذب ومساومة بين دول. في خطاب "يوم القدس" ابلغ نصرالله الجالسين الى طاولة الحوار انهم يثرثرون في واد، وانه في واد آخر. خاطب الاسرائيليين ليفهم الاميركيون، لكن ليفهم الداخل اللبناني ايضا بأن ترسانة "حزب الله" هي بالتأكيد في خدمة المشروع الايراني، حتى لو كان الثمن تدمير لبنان. جاء كلامه في سياق الجدل الاميركي – الاسرائيلي على الحرب، وفي خضم التهديدات المتراشقة بين ايران واسرائيل، لكن وسط صمت في دمشق يعكس خروج سوريا – النظام من معادلة الحرب والسلم في المنطقة. اصبح "العبء الاستراتيجي" اكبر بالنسبة الى "حزب الله"، لذلك كشف نصرالله اوراقه، فهو مستعد مرة اخرى لأخذ لبنان رهينة في حرب من اجل ايران اولا. واذا كان يهدد اسرائيل، فهو لا يتوقع من جدليي "الاستراتيجية الدفاعية" سوى ان يخافوا... وان يخافوا خصوصا على رؤوسهم. فالعشائر ستهتم بالداخل فيما يتكفل الحزب باسرائيل.

 

عن ميشال سماحة "البجعة السوداء"... تستطيع 14 آذار السؤال: ألم نقل لكم؟

ايلي الحاج/النهار

كان ميشال سماحة، النائب والوزير السابق، تلك "البجعة السوداء" التي تتدخل مرات نادرة في التاريخ من حيث لا يتوقع أحد فتغيّر في مسار أحداثه. ورغم فصول العنف والحروب الصغيرة ، تظل مرحلة ما قبل "اكتشافه" شيئاً وما بعده شيئاً آخر مختلفاً. انتقلت قوى 14 آذار من موقع المستضعفة التائهة إلى مصاف المنتصر أدبياً وأخلاقياً ووطنياً. يمكنها أن ترفع رأسها وتسأل: "ألم نقل لكم؟". فميشال سماحة الذي خلّف أيتاماً كثيرين في الصحافة والتنظير والسياسة، والرجل ذو الأدوار التراجيدية الذي انتهت الحرب ولم يوقف حربه – على ما تفيد الإتهامات الجسيمة والمحملة بالأدلة في حقه- دفع بقوة "الخط السياسي" الذي ينتمي إليه نحو خسارة يستحيل تعويضها بأدوار كوميدية يؤديها مسلحو آل المقداد وأشباههم، ولا يسترها صمت لألسنة 8 آذار، لأنه ناتج من عجز مطبق أمام وقائع وليس  من حكمة. وتتقاطع معلومات سياسية وصحافية على أن قضية سماحة انكشفت لدوائر الدولة العليا قبل شهر ونصف على الأقل من توقيفه، تحديدا بعدما زار مسؤول أمني كبير تركيا بناء على طلب من وزارة خارجيتها . مَن لفتهم خبر الزيارة ذلك اليوم اعتقدوا أنه ذاهب للبحث في قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، لكنه اطلع هناك بالصوت والصورة على خطة وضعها النظام السوري لتفجير الأوضاع في لبنان من خلال متفجرات سينقلها عبر الحدود ويسلمها إلى المنفذين الرجل – المفاجأة: ميشال سماحة.

المعلومات التركية نقلها المسؤول الأمني إلى رئيسه السياسي وزير الداخلية وكان وقعها كالصدمة لشدة خطورتها فنقلها بدوره إلى رئيس الجمهورية الذي حرص هو أيضاً على التأكد بدقة من صدقية المعلومات والإثباتات، قبل أن يوعز بإحباط الخطة بحزم وعدم التهاون.

على هذا الأساس بدأت مراقبة سماحة بإذن قضائي أصدره مدعي عام التمييز آنذاك سعيد ميرزا . لم تكن الكاميرا الخفية التي حملها ميلاد الكفوري وحدها تصور المتفجرات التي نقلها سماحة بيديه في مرآب منزله والأموال التي سلّمها إليه وبلغت 170 ألف دولار بدل 200 ألف كان قد طلبها، بل كانت كاميرات أخرى تصوّر وتسجّل لفيلم قد يكون بثلاثة أبعاد، مما سيحدو آخرين غير عائلة السياسي المتورط  إلى نكران علاقتها به. وبعدما واجه سماحة المحقق في فرع المعلومات وأقر بما أسند إليه قابل رئيس الفرع العميد وسام الحسن بناء على طلبه كما بات معروفاً. يذكر سياسيون واسعو الإطلاع أن سماحة سأل الحسن ما مفاده " الآن وقد أقررت بكل شيء وأحبطتم الخطة التي كانت ستثقل على ضميري، كيف يمكننا لفلفتها؟ أقترح أن أخرج إلى وسائل الإعلام وأشكركم في تصريح وأثني على جهودكم لحفظ الأمن والإستقرار، وأقول إن ثمة التباساً وقع بالنسبة إلى المتفجرات التي عثرتم عليها عندي".

لم يكن يتوقع سماحة أن الدولة اللبنانية يمكنها أن تذهب إلى نهاية التحقيق في قضية توصل في نهايتها إلى الرئيس السوري بشار الأسد ومساعده الأمني الأبرز اللواء علي المملوك، لكنه سمع جواباً أن هذه القضية لم تعد قابلة للفلفة. كان موقفه "أمرنا لله" ، ووقّع محضر إفادته المسجل صوتا وصورة أيضاً وفي حضور مدعي عام بالإنابة التمييز سمير حمود.

لماذا حضر مدعي عام التمييز خلافاً للعادة ؟ يفسر سياسي بناء على معلوماته أن وزير العدل شكيب قرطباوي كان اتصل بحمود طالبا نقل التحقيق من فرع المعلومات إلى مديرية المخابرات ليطمئن أكثر الفريق السياسي الذي ينتمي إليه سماحة، وسمع جواباً أن القضية في يد المعلومات وهو ضابطة عدلية ولكن لتطمئن قلوب الجميع سأحضر التحقيق بنفسي. وهكذا كان.

تضيف المعلومات السياسية أن توجيها سورياً سرى بعد توقيف سماحة بالوصول إلى ميلاد الكفوري الشريك المشارك في كشف الخطة أياً يكن الثمن، لكنه كان قد غادر لبنان بحماية قانونية وأمنية. وساد صمت مطبق الأوساط السياسية الحليفة للنظام السوري في لبنان. حتى اللواء المتقاعد جميل السيد الذي رفع الصوت وحده هدأ وبدأ البحث بمشقة عن محام متمرس يدافع عن سماحة الذي يعدّ بحق "مجمع أسرار" حروب لبنان منذ 1975 وربما قبلها . سيقول جميل السيّد في مجلس خاص إن ميشال سماحة بطول مترين وعقل عصفور، وسيتوجه وزير سابق صديق لسماحة إلى عائلة الرجل الموقوف في إحدى أخطر القضايا التي عرفها لبنان طالباً لزوم الصمت إن لم يكن الدفاع عنه في المقدور. نهاية محزنة لسياسي رفض أن يغادر الحلبة حتى بعد الخسارات. سيرفض محامون كبار على التوالي تولي الدفاع عن سماحة حتى لو كان متمولون كبار لا سيما سوري ولبناني من المقيمين خارج لبنان على استعداد لدفع أموال طائلة. في نهاية الأمر اقتنع محام بالمهمة الصعبة.

 

بعد مسارعته لمنع عرض الأدلة التي تدين سماحة... أين وزير العدل من التباطؤ في إصدار الإستنابات القضائية اللبنانية بحق المسؤولين السوريين؟

موقع القوات/أكّد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون ضرورة "أن نعرف أين أصبحت التحقيقات في قضية توقيف ميشال سماحة وما توصلت إليه التحقيقات خصوصا بعد تورّط مسؤولين سوريين كبارا في القضية وحتى الوقوف خلفها". وأبدى شمعون في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية" الرغبة بجلب رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك والعقيد السوري "عدنان" البارحة قبل اليوم للمثول أمام القضاء اللبناني ونيل الجزاء العادل.

عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت اعتبر ان الموقف الحكومي في قضية ميشال سماحة والإتهامات التي وجّهت إلى اللواء السوري علي المملوك والعقيد السوري "عدنان" فاضح "وهناك تقصير يوجب استجواب وزير العدل شكيب قرطباوي". وقال فتفت في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية": "موقف الحكومة في هذه القضية أتى متأخرا جدّا، وحتى الآن لا موقف واضح من قبلها في هذا الملف، والموقف الوحيد في هذا الصدد أتى من قِبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أمّا رئيس الحكومة فموقفه مموه، ونستغرب أن يستعمل وزير العدل شكيب قرطباوي صلاحياته لمنع عرض الأدلة التي تدين ميشال سماحة بشكل واضح". وأضاف فتفت: "نبقي على ثقتنا الكاملة بالقضاء، وعدم الضغط على القضاء امر مهمّ جدّا، ولكن يبقى المطلوب من السلطات القضائية الإسراع في بتّ هذا الملف لأنّ التباطؤ بدأ يثير عمليات إستفهام كبيرة جدا"، مشيرا الى ان "أصول توجيه الإستنابات القضائية تكمن في طلب حضور المتّهم أولا والإستماع إليه كشاهد، ومن ثمّ توجيه الإتهام".

وتابع عضو كتلة "المستقبل": "الرئيس سليمان مشكور لمواقفه ولكنه يقوم بالدور الّذي يجب أن يقوم به مجلس الوزراء ووزير العدل، وهذا التقصير لا يمكن أن نسمّيه تقصيرا لأننا أصبحنا في حالة "اللاحكومة"، ففخامة الرئيس يحاول ملء الكثير من الفراغات التي أحدثها رئيس الحكومة والوزراء المختصين، علما بأن رئيس الجمهورية يجب أن يبقى أعلى من الدخول بالأمور التفصيلية"، مذكّرا بمواقف الرئيس سليمان بعد كلام وزير الدفاع فايز غصن عن وجود القاعدة في لبنان ووجود مراكز لتدريب الجيش السوري الحرّ في الداخل اللبناني، وتصريحات بشار الجعفري في الأمم المتحدة...

وقال: "سليمان يلعب دوره كحريص على السيادة والدستور، وهذا ما يؤكد ان الحكومة مقصّرة بشكل مذهل لدرجة إلغاء وجودها والنأي بالنفس وصل مع هذه الحكومة إلى درجة إلغاء الذات".

بدوره، إعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني أن "هذه الحكومة وليدة النظام السوري وأداة طيّعة بيد هذا النظام، ولذلك فإنّها تمارس كل الضغوط للفلفة هذا الموضوع ولضبضبة هذه القضية".

وقال ماروني في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية": "سنبقى نطالب بتحقيق العدالة والإقتصاص من كل المجرمين، ومن المستغرب ان القضاء وافق أن يخضع للضغوطات السياسية التي أوقفت الإستنابات القضائية بحق علي مملوك وأمثاله ومن يصدر الأموار الناهية لزعزعة إستقرار لبنان".

وأضاف: "من الطبيعي في ظل هذه الحكومة الطيّعة بيد النظام السوري ان نرى ان هناك محاولة لتمييع قضية ميشال سماحة ومتفرعاتها بما يشمل القبض على منفذي عمليات الخطف الأخيرة بحق بعض المواطنين غير اللبنانيين، وكل الأمور الحاصلة للتغطية على هذا الملف".

عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف اعتبر أن التأخر في إصدار إستنابات قضائية لبنانية بحق ئيس مكتب الأمن القومي السوري والمسؤولين السوريين المتورطين في قضية سماحة هو أمر مستهجن من قبل وزير العدل شكيب قرطباوي، "خصوصا أن المعلومات دقيقة وبين يدي القضاء العسكري".

وقال المعلوف في اتصال مع موقع "القوات اللبنانية": "منع قرطباوي الإعلام من بث الأدلة التي تدين سماحة بعد فترة قصيرة من توقيفه يؤكد ان وزير العدل يتابع هذه القضية عن كثب، ما يعني ان هناك استنساب في التعاطي مع هذه القضية من قبله، وهذا أمر مستغرب ومستهجن".

وطالب عضو تكتل "القوات اللبنانية" القضاء اللبناني "بإصدار الإستنابات القضائية بحق مملوك وجميع من ارتكب جرائم جنائية من خطف وإطلاق نار وخلق حالات شغب، والتي كنّا نراها بكل وضوح على شاشات التلفزة، وجميعها أعمال جنائية بحسب القانون اللبناني".

 

بري لـ"السفير": كل من يقطع طريق المطار بعد اليوم ستُقطع يده

اعتبر الرئيس نبيه بري لصحيفة «السفير» ان ما يجري في طرابلس هو جزء من تداعيات الازمة السورية، لافتا الانتباه الى ان «هناك من يسعى الى استخدام البلد، كمقر أو ممر للدخول على خط الصراع المحتدم في سوريا، علما ان لبنان قابل للتأثر بما يجري من حوله أكثر بكثير من قدرته على التأثير، فهل من يتعظ؟». ودعا الجميع الى التحسس بمسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة الحرجة، والكف عن العبث بمصير الوطن. وفي سياق متصل، أبدى بري امتعاضه الشديد من حالة الفلتان التي يشهدها البلد، مؤكدا في الوقت ذاته أن طريق المطار خط أحمر، والجيش بات معه «كارت بلانش» لمنع إقفالها مجددا، أياً كان الثمن. وأضاف: أنا أقول بصراحة، ان كل من يقطع طريق المطار بعد اليوم، ستُقطع يده.

 

36 ساعة من عمليات الخطف واحتجاز مواطنين سوريين واتراك

النائب ايلي كيروز يوجه سؤالا للحكومة عبر مجلس النواب: هل المطلوب بناء الدولة أو بناء المجالس العسكرية العائلية؟

وجّه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز عضو كتلة القوات اللبنانية سؤالاً الى الحكومة بواسطة رئاسة مجلس النواب، ممثلةً بشخص رئيسها نجيب ميقاتي ووزراء العدل والداخلية والبلديات والدفاع الوطني حول موقف الحكومة اللبنانية من:

-ظاهرة انتشار عشرات المسلحين من عشيرة آل المقداد في الضاحية الجنوبية وتحولها الى ما يشبه الثكنة العسكرية،

- عمليات الخطف التي لجأ اليها ”الجناح العسكري“ لعشيرة آل المقداد والتي استمرت 36 ساعة وأدت في حصيلتها النهائية الى احتجاز عشرين مواطناً سورياً ومواطناً تركياً ضمن الأراضي اللبنانية وذلك يوم الاربعاء في 15 آب 2012،

على ان تجيب الحكومة وفقاً للقانون قبل ان يحوّله الى استجواب. وهنا نص السؤال:

دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري المحترم

تحية وبعد،

نتشرف بأن نوجه من خلال رئاستكم الكريمة سؤالاً الى الحكومة ممثلةً بشخص رئيسها الاستاذ نجيب ميقاتي ومعالي وزير العدل النقيب شكيب قرطباوي ومعالي وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ومعالي وزير الدفاع الوطني السيد فايز غصن بخصوص الظهور المسلح الكثيف في الضاحية الجنوبية وقطع الطرقات وعمليات خطف حوالي عشرين مواطناً سورياً ومواطناً تركياً ضمن الأراضي اللبنانية على يد ”الجناح العسكري“ لعشيرة آل المقداد وتحديداً لجهة ما يأتي:

- في الوقائع :

• اعلان ”المجلس العسكري“ لعشيرة آل المقداد.

• انتشار عشرات المسلحين من عشيرة آل المقداد في الضاحية الجنوبية مزودين باسلحة رشاشة وسترات واقية من الرصاص.

• 36 ساعة من التسيب والفلتان المسلح وعمليات الخطف وقطع طريق المطار وطرق أخرى.

• خطورة أحداث الاربعاء 15 آب عبر موجة خطف غير مسبوقة طاولت عشرات السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية على يد ”الجناح العسكري“ لعشيرة آل المقداد.

• كلامٌ عن تهديدات تطاول الرعايا الخليجيين والعرب والاتراك في لبنان، ما أدى الى مسارعة الدول الخليجية الى توجيه تحذيرات عاجلة الى رعاياها لمغادرة لبنان مع تلميح بعضها، لاسيما قطر الى امكان اتخاذ اجراءات جذرية وموجعة تطال اللبنانيين العاملين فيها.

• عجز رسمي سياسي وامني عسكري وغياب تام لكل تدخل من الدولة.

- في المسألة القانونية :

1- ان الافعال الجرمية المذكورة اعلاه، تنطبق عليها أحكام المواد 429 و430 من قانون العقوبات اللبناني، وتشكل جرم استيفاء الحق بالذات وعقوبته السجن من ثلاثة أشهر الى سنتين لكل من اقدم استيفاءً لحقه بالذات، وهو قادر على مراجعة السلطة ذات الصلاحية بالحال، على استعمال العنف على الاشخاص واللجوء الى الاكراه المعنوي حين يستعمل العنف او الاكراه مسلح او جماعة من ثلاثة اشخاص او اكثر ولو غير مسلحين.

2- كما تنطبق على هذه الافعال أحكام المادة 569 من قانون العقوبات اللبناني وتشكل جرم حرمان الحرية الشخصية بالخطف المعاقب عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة اذا كانت دوافع الجريمة طائفية او حزبية أو ثأراً من المجنى عليه لفعل ارتكبه غيره من طائفته او محازبيه أو أقاربه، او اذا استعمل الفاعل ضحيته رهينة للتهويل على الافراد او المؤسسات او الدولة بغية الاكراه على تنفيذ رغبة او القيام بعمل او الامتناع عنه او اذا حصل الجرم بفعل جماعة من شخصين أو اكثر كانوا عند ارتكابه مسلحين.

3- وتنطبق على هذه الافعال احكام المادة 346 من قانون العقوبات اللبناني التي تعاقب كل حشد او موكب على الطرق العامة او في مكان مباح للجمهور ويعدّ تجمغاً للشغب ويعاقب عليه بالحبس من شهر الى سنة : اذا تألف من ثلاثة اشخاص او اكثر بقصد اقتراف جناية او جنحة وكان احدهم على الأقل مسلحاً او اذا اربى عدد الاشخاص على العشرين وظهروا بمظهر من شأنه أن يعكر الطمأنينة العامة.

4- وكذلك تنطبق احكام المادتين 322 و326 من قانون العقوبات اللبناني المتعلقة بالعصابات والتجمهرات والاجتماعات المسلحة التي تكون الغاية من حيازتها ارتكاب جناية والمعاقب عليها بالحبس مع التشغيل من سنة الى ثلاث سنوات مع الغرامة.

- في المسألة السياسية :

1- ان الافعال المذكورة اعلاه تشكل من الناحية السياسية والدستورية، تقويضاً كاملاً لهيبة الدولة اللبنانية ونيلاً من تلك الهيبة وتغييباً لسلطتها بشكل كامل، وقضاءً على مفهوم مركزية دولة القانون، واحلالاً لقانون القوة بدلاً من قوة القانون وخصخصةً للعدالة بدلاً من العدالة العامة، واحلالاً لمنطق شريعة الغاب بدلاً من منطق الدولة أم الشرائع، وتشويهاً لصورة لبنان الخارجية كدولة ديموقراطية تحترم حقوق الانسان وتحرص على علاقاتها وصداقاتها الدولية. كما ان هذه الافعال تُظهر لبنان بصورة المجتمعات البدائية المتخلفة والدولة الضعيفة العاجزة عن ضبط الامن والاستقرار وفرض سيادة القانون والحرص على السلامة الفردية والحريات الشخصية والعامة للمواطنين ولسائر المقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة.

2- ان الافعال الجرمية المذكورة اعلاه تهدد بصورة جدية وخطيرة مصير ومستقبل آلاف العائلات اللبنانية المقيمة أو العاملة في الدول العربية والخليجية والذين يتعرضون لردود الفعل السلبية من قبل تلك الدول بنتيجة تهديد رعاياها المتواجدين على الاراضي اللبنانية لخطر التعرض للخطف اذ صدرت بعض ردود الفعل ولاسيما من دولة قطر تهدد باعادة جميع اللبنانيين المقيمين والعاملين فيها الى لبنان في حال تعرض أحد المواطنين القطريين في لبنان لأي خطر.

- في الاسئلة المطروحة :

1- ماذا تنوي الحكومة اللبنانية ان تفعل حيال عجزها وغيابها التام ؟ لقد أظهر الواقع ان لبنان هو بلا حكومة. وهل اتخذت الحكومة قراراً بالبقاء كدولة ومؤسسات وقضاء وعدالة وأجهزة أمن داخلي ودفاع ام انها تود أن تتحول ساحة لصراعات مذهبية وعشائرية ومناطقية وعائلية وفردية ؟ وهل المطلوب بناء الدولة أو بناء المجالس العسكرية العائلية والخاصة ؟ وهل المطلوب تعميم منطق الدولة أو منطق الثأر الشخصي واحقاق الحق بيد كل مواطن مطالب به؟

2- لماذا لم تتحرك النيابة العامة التمييزية والنيابات العامة الاستئنافية المختصة بنتيجة المؤتمرات الصحفية العلنية وعلى رؤوس الاشهاد وعلى هواء محطات التلفزة حيث تم الاقرار بشكل مشهود بارتكاب الافعال الموصوفة أعلاه بالجرائم المعاقب عليها في قانون العقوبات اللبناني ؟ وكيف يجوز الصمت عن الاقرار العلني بارتكاب تلك الافعال ولماذا لم يقم القضاء بواجبه في ملاحقة وتوقيف الفاعلين واحالتهم الى التحقيق ومن ثم الى المحاكمة؟

3- لماذا لم يتحرك الجيش اللبناني بموجب التكليف الصادر منذ سنوات عن مجلس الوزراء بحفظ الأمن ولم يبادر الى اتخاذ الاجراءات الفورية التي من شأنها لجم التسيّب والفلتان المسلح وعمليات الخطف وقطع الطرق ؟ وهل سيبادر الجيش الى دهم مكان احتجاز المخطوفين والى اطلاقهم بعدما التقتهم وسائل الاعلام المختلفة ؟

4- ماذا تنوي الحكومة اللبنانية أن تتخذ من تدابير عاجلة لمنع تداعيات الاحداث من ان تؤثر سلباً على علاقة الدولة اللبنانية بالدول العربية الشقيقة التي يعتمد عليها الاقتصاد اللبناني بشكل اساسي لدعم سياحته ومرافقه الخدماتية ولتأمين الامن الاقتصادي والاجتماعي لآلاف العائلات اللبنانية التي يعمل افرادُها ويقيمون في تلك الدول ويساهمون بشكل رئيسي في تأمين معيشة شريحة واسعة من ابناء الشعب اللبناني؟

لذلــك

وبناءً على ما تقدم

جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم احالة السؤال المفصّل أعلاه الى دولة رئيس مجلس الوزراء والى معالي وزير العدل ومعالي وزير الداخلية والبلديات ومعالي وزير الدفاع الوطني طالبين منهم الاجابة عليه خطياً ضمن مهلة خمسة عشر يوماً على الأكثر من تاريخ تسلمهم السؤال، عملاً بأحكام المادة 124 من النظام الداخلي لمجلس النواب، تحت طائلة ممارسة حقنا في تحويل السؤال موضوع هذا الكتاب الى استجواب عملاً بأحكام المادة 126 من النظام الداخلي لمجلس النواب.

وتفضلوا بقبول الاحترام

في 22/8/2012 النائب ايلي كيروز

 

دعوات أميركية لوضع لبنان تحت الوصاية بعد عجز سلطاته عن التصدي للميليشيات

حميد غريافي/السياسة

كشف أحد كبار قادة اللوبي اللبناني في واشنطن أن أعضاء كباراً في ادارة الرئيس باراك اوباما وفي الكونغرس "باتوا يعتقدون ان المجتمع الدولي يجب ان يضع لبنان تحت الوصاية الدولية بعدما تبين للعالم ان رؤوس نظامه الثلاثة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد الجيش جان قهوجي, عاجزون بل مشلولون كليا عن لعب أدوارهم الطبيعية في الحفاظ على امن البلاد وسلامتها وكرامتها من الارهاب, وقد وقفوا متفرجين على عصابات "حزب الله" تستبيح بعض مناطق بيروت وتقطع طريق مطارها الدولي وتختطف مواطنين سوريين وغير سوريين وتهدد باختطاف رعايا دول الخليج المقيمين في لبنان واقتحام بعض سفاراتها, وكل ذلك من اجل اطلاق عنصر واحد من حزب الله (حسان المقداد) محكوم بالسجن في لبنان بعمليات نصب واحتيال, وقد فر الى سورية قبل نحو سنتين هربا من القضاء, فيما لم تفتعل عائلات مئات المخطوفين اللبنانيين المعتقلين في أقبية المعتقلات البعثية السورية منذ اكثر من عقدين من الزمن اي اضطراب امني في البلاد ولم تقم باختطاف أحد لإطلاق اكثر من ألف مغيب لبناني على ايدي الاستخبارات وافراد عائلة بشار الاسد".

ونقل القيادي في اللوبي اللبناني عن نائب في لجنة العلاقات الخارجية والاستخبارات في الكونغرس قوله ان "وضع الدولة اللبنانية تحت الوصاية الدولية لا يعيب اللبنانيين بل يريحهم من التحديات والاعتداءات عليهم من فئة معينة تابعة لايران يعتبرها العالم اشد إرهاباً من تنظيم القاعدة (حزب الله), ويوجه اصابع الاتهام بالضعف والعجز وعدم الكفاءة في تسلم زمام الامور الى سليمان وميقاتي وقهوجي دون سواهم من المسؤولين الاخرين, ويحمل هؤلاء الثلاثة مسؤولية كل ما يجري في البلاد لانه لا يقابل بإجراءات من المفترض ان تتخذها كل دولة تحترم نفسها وشعبها في مثل هذه الظروف الفوضوية".

ولفت البرلماني الأميركي إلى أن أسوأ اضطرابات أمنية في العالم حالياً, وهي تحديدا في الصومال وبعض اجزاء اليمن وأفغانستان, لم تؤد الى اقفال المطارات التي تربطها بالعالم على ايدي مسلحين من العصابات المسيطرة على اقسام كبيرة من العواصم, كما يحدث منذ فترة طويلة في مطار بيروت الدولي على ايدي عصابات "حزب الله" و"حركة امل" الشيعيين".

وقال النائب الأميركي: "أطلعني اعضاء وفد برلماني اميركي كان في طريقه للقيام بجولة على بعض عواصم الشرق الاوسط انهم اضطروا لقضاء 24 ساعة في مطار عمان بعد تحويل مسار هبوط الطائرة من مطار بيروت بسبب ممارسات عصابات حزب الله".

وأضاف "إننا بتنا هنا نعتقد ان الجيش اللبناني يرفض تنفيذ اوامر قائديه الاعلى سليمان وقهوجي, وإلا كيف نفسر عدم تدخل الجيش لاطلاق سراح المخطوفين السوريين والاتراك واعتقال المسلحين الارهابيين من جماعات آل المقداد التابعة لحزب الله وحركة امل? وكيف نفسر صمت سليمان وميقاتي وقهوجي المطبق حيال تهديدات حسن نصرالله العلنية في خطبه المتتالية لتأزيم الموقف الداخلي وتركه مضطربا باستمرار? وكيف نفسر ذهاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الى تركيا للبحث في مصير مختطفي "حزب الله" ال¯11 في حلب, فيما لم يحركا ساكناً منذ وصولهما إلى كرسييهما حيال اختطاف وتغييب أكثر من ألف لبناني يقال ان معظمهم مازال في غياهب السجون السورية منذ عشرات السنين?

وكشف البرلماني الاميركي لقيادي اللوبي اللبناني في واشنطن أن الادارات الاميركية المتعاقبة منذ ولاية جورج بوش الابن الاول حتى الامس القريب طالبت المسؤولين اللبنانيين بضرورة فتح مطار آخر في لبنان يكون بديلاً عن مطار رفيق الحريري الدولي, فيما يتساءل مسؤولو ادارة اوباما واعضاء الكونغرس ومعظم الدول الاوروبية والعربية: كيف لا يكون بمقدور الرئيس اللبناني او رئيس الحكومة استخدام نفوذهما الاعلى في البلاد قاطبة لفتح مطار آخر مثل القليعات او حالات او غيرهما لاستقبال المسافرين وتأمين سفر المغادرين بموجب الجداول العالمية الى لبنان ومنه, من دون ان يتعرضوا لاهانات عصابات الارهاب التي حولت الجزء الاكبر من بيروت العاصمة ومطارها الدولي والطرقات الدولية التي تصب فيها الى ما يشبه منطقتي ابين وزنجبار في اليمن التي تحتلها عصابات "القاعدة" وتفصلها عن باقي مناطق البلاد تماما كما فعل حسن نصرالله ونبيه بري في مطلع الاسبوع الماضي بفصل بيروت عن بقية محافظات البلاد?

وسأل النائب الاميركي: "كيف تقبل كرامات سليمان وميقاتي وقهوجي وواجبهم الوطني تجاه لبنان وشعبه بالاستمرار في دفن رؤوسهم بالرمال امام المغامرات الايرانية والسورية في البلاد, وبالعجز المستغرب عن مجرد فتح مطار من دون موافقة نصرالله واحمدي نجاد وبشار الأسد"?

 

ضاهر للسياسة: سنقاضي الأسد دولياً لضلوعه في جرائم الاغتيال  ونصيحة لجميل السيد بمغادرة لبنان خشية اعتقاله في قضية سماحة

بيروت - "السياسة":  علمت "السياسة" من مصادر شديدة الخصوصية أن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد تبلغ معلومات من جهة استخباراتية غير لبنانية ترجيحها أنه سيتم توقيفه على خلفية علاقته بقضية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة, كما تلقى نصيحة بمغادرة لبنان لأن محاولة قوى "8 آذار" التصدي بالقوة لتوقيفه سيشكل إحراجاً إضافياً لها.

وكشفت المصادر أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يحقق في مدى تورط السيد في قضية سماحة بشكلٍ ما, كي يُبنى على الشيء مقتضاه.

وتؤكد المعلومات الجديدة ما نشرته "السياسة" في عددها الصادر الأحد الماضي عن ضلوع جميل السيد في مخطط التفجيرات الإرهابية التي كان يعد لها ميشال سماحة تنفيذاً لأوامر من رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك, بهدف إحداث فتنة طائفية ومذهبية في لبنان.

وفي خطوة التفافية في ظل الأدلة الدامغة عن تورطه في المخطط الإرهابي, أعلن النظام السوري, على لسان النائب العام الأول في دمشق القاضي مروان لوجي, أن القضاء السوري يعد مذكرات ملاحقة بحق نواب وشخصيات لبنانية بتهمة دعم "المجموعات المسلحة" ومدها بالسلاح والمال, في إشارة إلى الثوار.

وأشار لوجي في حديث لقناة "المنار" اللبنانية, التابعة لـ"حزب الله", إلى أن السلطات القضائية السورية تعد مذكرات ملاحقة واستجواب بحق فعاليات ونواب لبنانيين بتهمة تأمين المأوى والملاذ الآمن والتحريض والتمويل وتقديم السلاح للمجموعات المسلحة السورية الخارجة على سلطة الدولة والقانون.

ورداً على الخطوة السورية, قال عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر لـ"السياسة" ساخراً: ان "النظام السوري أصبح مثل المسلسل الدرامي ضيعة ضايعة", مضيفاً: "إن نظام بشار الأسد يعيش اليوم آخر أيامه بعد انفضاح أمره, ولم يعد هناك من يصدق ما يقوم به هذا النظام عندما يتحول رأس النظام ومعاونوه إلى إرهابيين يرسلون المتفجرات إلى لبنان مع شخصيات سياسية, لأن أزلامهم في لبنان أصبحوا قلة والمطلوب منهم جميعاً تنفيذ أعمال إجرامية".

ورأى في تحرك القضاء السوري ضد بعض السياسيين اللبنانيين, "اتهاماً مباشراً للدولة اللبنانية والحكومة بشكلٍ خاص لأنها حكومة بشار الأسد وهي قامت بكل ما هو مطلوب منها تجاهه. فلا هي اهتمت باللاجئين السوريين, ولا قدمت لهم ما يحتاجونه من مساعدات إنسانية. كما أنها لم تدافع عنهم ولم تحمهم من الخطف على أيدي عصابات السفارة السورية, بالتواطؤ مع شبيحة النظام في لبنان الذين خربوا البلد وعطلوا كل مؤسساته خدمة لهذا النظام الذي يعيش آخر أيامه".

وقال ضاهر إن "على بشار أن يرحل اليوم قبل الغد لتجنب المزيد من الدماء, فماذا يريدون بعد من لبنان? لقد قاموا بانقلاب ضد حكومة الوحدة الوطنية, وأتوا بحكومة أحادية تتآمر على الناس وخططوا لاغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنواب بطرس حرب وخالد ضاهر ومعين المرعبي وغيرهم".

واضاف انه بعد انكشاف المخطط الإرهابي "نحن من سيقوم بمحاكمة بشار الأسد أمام المحاكم الدولية وسندعي عليه بمحاولة قتل كل اللبنانيين", متسائلاً "هل قام سماحة بكل هذه الأعمال من تلقاء نفسه أم بأوامر من بشار في آخر محاولة له لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين"?

وعن الأسباب التي منعت الأسد من الاتصال بالرئيس ميشال سليمان, أشار ضاهر إلى أن الرئيس السوري لا يحترم لبنان ولا يعترف بالدولة اللبنانية أصلاً, "حتى أن الفريق المؤيد للنظام مستاء من تصرف الحكومة ومن إلقاء القبض على سماحة ومستاء أيضاً من الرئيس سليمان, لأنه دافع عن السيادة الوطنية, فهم يريدون أن يكون ميشال سليمان مثل (الرئيس السابق المكوالي لنظام الأسد) أميل لحود, لكن الظروف لا تشبه بعضها, هناك تغيير كبير في لبنان في مواقف رئيس الجمهورية ومواقف البطريرك الراعي والنائب وليد جنبلاط, لقد فشل النظام السوري بقيادة الحرب ضد الأقليات المسيحية لتكون خط دفاع عنه, كما فشل بإخافة المسيحيين ووضع الأقليات بمواجهة بعضها". وبشأن الدعوة للتسلح بهدف حماية أهل السنة, أكد ضاهر وقوف تيار "المستقبل" ضد السلاح وضد سلاح "حزب الله", ولكنه لفت إلى أنه إذا بقيت الأمور على ما هي عليه, وظلت الدولة غائبة, فلا أحد يقف بوجه من يريد أن يدافع عن نفسه.

 

سفير الفاتيكان في دمشق:طرفا النزاع في سوريا ضربا بالقانون الانساني الدولي عرض الحائط

 وطنية - 22/8/2012 أعلن سفير الفاتيكان في سوريا المونسنيور ماريو زناري انه "ينبغي حض جميع الاطراف على احترام القانون الانساني الدولي في سوريا الذي يجري انتهاكه". وقال في نداء عبر اذاعة الفاتيكان بث اليوم: "علينا الان ان نطلب من جميع اطراف النزاع ان يحترموا بحزم القانون الانساني الدولي الذي، وكما نلاحظ، ضرب به الجانبان المتنازعان عرض الحائط". واضاف: "الاولوية الآن هي للمطالبة باحترام الحدود التي وضعها القانون الانساني الدولي". وعن الخسائر في صفوف المدنيين "نعجز عن الكلام ومن الصعب على الجميع الادلاء بتصريحات. اننا مصدومون الى حد كبير وقلقون للغاية على المستقبل". واوضح "ان مهمة المسيحيين في مثل هذا الوضع المأسوي ان يكونوا كما يمليه عليهم دينهم افرادا يبنون الجسور، وهناك امثلة على ذلك لدى الطرفين".

 

سليمان عرض الاوضاع مع الخوري وترو ومجدلاني و"القومي"

 وطنية - 22/8/20123 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المقر الرئاسي في قصر بيت الدين اليوم مع وزير البيئة ناظم الخوري للأوضاع العامة والمشاريع التي تنفذها الوزارة للحفاظ على البيئة خصوصا في موسم الصيف.

ترو

واطلع الرئيس سليمان من وزير المهجرين علاء الدين ترو على خطوات انهاء ملف المصالحة في بريح تمهيدا لاقفال هذا الملف نهائيا.

زوار

وعرض رئيس الجمهورية مع كل من النائب عاطف مجدلاني ، الوزير السابق الياس حنا والنائب السابق عبد الله حنا للأوضاع السائدة على الساحة الداخلية راهنا.

واستقبل الرئيس سليمان وفد "جمعية الشيخ ابو حسن عارف حلاوي الخيرية" الذي اطلعه على نشاطات الجمعية خصوصا على المستوى الصحي والمساعدة الانسانية.

"القومي"

وزار المقر الرئاسي الصيفي وفد من منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة الشوف وكان عرض للتطورات السياسية.

 

فرنسا نددت بشدة بالاشتباكات في مدينة طرابلس

 وطنية - 22/8/2012 نددت فرنسا اليوم بشدة بالاشتباكات في مدينة طرابلس . وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: "تندد فرنسا بشدة بالاشتباكات الجديدة أمس في طرابلس" والتي وقعت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة اللتين تشهدان اشتباكات بين الحين والآخر نتيجة خلافات تاريخية عززتها الأحداث في سوريا". وأضافت: "نتابع بكل انتباه تطور الوضع في لبنان ونعرب عن قلقنا إزاء ارتفاع عدد هذه الحوادث". وشددت على ضرورة ألا "ينقل لبنان إلى أرضه نزاعا‹ليس له"، في إشارة إلى النزاع السوري.

 

هدوء صباحي حذر في طرابلس وسط قنص مستمر و7 قتلى وأكثر من 70 جريحا حصيلة الاشتباكات

 وطنية - 22/8/2012 افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض ان ليلا آخر من الاشتباكات العنيفة دارت بين التبانة وجبل محسن على المحاور كافة وصولا الى القبة وتحديدا في البقار والريفا حيث اطلقت القذائف الصاروخية ب7 وب10 والانيرغا على نطاق واسع ووصلت بعضها الى خارج مناطق الاشتباكات التقليدية، فيما عملت وحدات الجيش اللبناني التي لا تزال منتشرة في التبانة والقبة والجبل على الرد بغزارة على مصادر النيران في محاولة لوقف الاشتباكات التي استمرت الى ساعات الفجر الاولى، حيث هدأت حدتها لتعود اعمال القنص والرصاص المتقطع والتي تطاول الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار في محلةالتبانة من دوار ابو علي وصولا الى دوار الملولة. وقد بلغت حصيلة الاشتباكات حتى الساعة 7 قتلى واكثر من 70 جريحا .وفي هذه الاثناء تشهد مناطق الاشتباكات التقليدية هدوء حذرا تتخلله بعض اعمال القنص.

 

اجتماع في مكتب قهوجي عرض المستجدات الامنية

 وطنية - 22/8/2012 عقد ظهر اليوم في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي، اجتماع امني في اطار التنسيق المشترك بين الجيش والاجهزة الامنية لمواكبة الاوضاع الراهنة، ضم الى العماد قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل، مساعد المدير العام للامن العام العميد فؤاد خوري ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن. وعرض المجتمعون المستجدات الامنية، وتم التوافق على اتخاذ سلسلة من الاجراءات المشتركة لمكافحة الجرائم المنظمة وفرض الامن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية.

 

اتفاق على وقف النار في طرابلس اعتبارا من الخامسة عصرا

 وطنية - 22/8/2012 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال انه تم الاتفاق في الاجتماع الذي عقد في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس وحضره عدد من النواب والفاعليات والقادة الامنيين وعلماء ومشايخ وكوادر من منطقة باب التبانة، على وقف لاطلاق النار اعتبارا من الخامسة عصر اليوم، ونشر الجيش في كل من باب التبانة وجبل محسن.

 

قيادة الجيش: قوانا تنفذ خطة عسكرية كاملة وتتعاطى بحكمة ونعلن عن مبادرة لإجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية في طرابلس

 وطنية - 22/8/2012 أصدرت قيادة الجيش– مديرية التوجيه البيان الآتي: "إزاء تفاقم الأحداث الأمنية في مدينة طرابلس، التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين، وإصابة عدد من العسكريين بجروح بينهم سبعة عناصر خلال ليل أمس، وبعد مناشدات فعالياتها السياسية المتكررة للجيش للتدخل بغية ضبط الوضع الأمني، تؤكد قيادة الجيش ما يلي:

- إن قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات أو محيطها، وهي تنفذ خطة عسكرية كاملة، وتؤدي واجبها التام في التصدي للمخلين بالأمن والرد بحزم وقوة على مصادر النيران من أي جهة كانت، لكن هذه القوى تتعاطى مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل المدينة إلى ساحة للفتنة الإقليمية. - إن قيادة الجيش إذ تثمن تمسك جميع القوى السياسية بدور الجيش وتدخله السريع فور حصول الأحداث، تدعو القيادات السياسية على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها إلى عدم التدخل في ما يحصل ميدانيا على أرض المدينة، وعدم المساهمة في إذكاء الخلافات، وإلى تحمل المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، وهي تحذر من محاولات البعض صب الزيت على النار، واستغلال الأوضاع الإقليمية المتوترة لتصفية حسابات داخلية من شأنها إلحاق أشد الضرر بالجميع.

- نظرا إلى خطورة الوضع ومنعا لمحاولة جر الفتنة إلى لبنان كله، وكون الانتشار العسكري لا يحمي وحده المدينة وأهلها، فإن قيادة الجيش تعلن عن مبادرتها إلى إجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة وبخاصة في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع، وفضح المخلين باتفاقات التهدئة والمحرضين على العبث بالأمن والاستقرار".

 

14 آذار: لإصدار أوامر للجيش بالتدخل والافراج عن المخطوفين والتقدم بشكوى أمام مجلس الأمن ضد الحكومة السورية لانتهاكها سيادة لبنان

وطنية - 22/8/2012 عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا اليوم، حضره النائب سيبوه كالباكيان والنائب السابق فارس سعيد والسادة ندي غصن، آدي أبي اللمع، يوسف الدويهي، واجيه نورباتليان، الياس أبو عاصي، علي حماده، شارل جبور، ميشال حجي جورجيو، نديم يزبك، وسام شبلي وسيمون درغام.

وقال حماده قبل تلاوة البيان: "استفقنا جميعا على احداث مقلقة ومستنكرة في طرابلس، أسفرت عن 10 قتلى حتى الآن وأكثر من مئة جريح في كل المناطق، وكل هذا في إطار فتنة مفبركة يعرف القاصي والداني أن الهدف منها هو إثارة الفتنة وتسديد ضربة في مرمى الدولة اللبنانية والشرعية والقانون.

من هنا إن مطلبنا قبل أي شيء هو أن تتحمل الدولة مسؤولياتها بالكامل في دخول مناطق الاشتباكات والضرب بيد من حديد وفرض الامن مهما كانت الكلفة ومهما كان الثمن".

ثم تلا البيان الآتي:

"أولا- يشهد المواطن اللبناني منذ مدة أعراض سقوط الدولة في لبنان، بسبب عجزها عن تأمين الحد الأدنى من الاستقرار، واستنكافها معظم الأحيان عن القيام بواجبها كسلطة وحيدة لضبط الأمن على جميع أراضيها والمقيمين. وهو ما أعاد الى الأذهان صورة حال الدولة إبان الحرب الأهلية، سواء في ما يحصل من قطع للطرق ومصادرة للمجال العام، فضلا عن عصابات التفجير والخطف وسائر الموبقات الأمنية، ولا سيما عندما نسمع بعض كبار المسؤولين يستعيد شعار "الأمن بالتراضي".

فمنذ نيسان 2012 شهدت الساحة اللبنانية، بالتزامن مع تداعي النظام السوري أمام ثورة الشعب الباسلة، سلسلة أحداث شديدة الخطر، بدءا بمحاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع، مرورا بأحداث طرابلس وعكار والانتهاكات السورية على طول الحدود، ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، ثم محاولة تفجير لبنان طائفيا ومذهبيا كما ظهر من خلال التحقيقات الأولية مع ميشال سماحة والاتهام الرسمي الموجه اليه والى مرجعيته الأمنية السورية، وصولا الى خطف المواطنين اللبنانيين والسوريين والأتراك وتهديد الرعايا العرب في لبنان.

ثانيا- تؤكد الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان هذه الأحداث تندرج ضمن مخطط واضح لتفجير لبنان بالتزامن مع انهيار النظام السوري، وذلك بقرار سوري - ايراني، يستخدم أدوات لبنانية كانت ولا تزال تابعة لهذا المحور ورهن تعليماته الأمنية. غير أن ذلك كله لم ينجح في اعادة إنتاج الحرب الأهلية في لبنان، بفضل وعي اللبنانيين ورفضهم أن يكونوا مرة اخرى حطبا لنيران القوى الإقليمية. وليس من قبيل الادعاء الزائف إذا قلنا إن وعي فريق 14 آذار شكل حجر الزاوية في هذا الرفض اللبناني لسيناريو الخراب. فقد وفرت قيادات 14 آذار الغطاء السياسي في الشمال لإحباط مخطط الفتنة بعد حادثة الكويخات وأحداث باب التبانة وجبل محسن، كما ساهمت في عدم الانزلاق نحو المزايدات المذهبية في عاصمة الجنوب.

وفي هذا الصدد يتساءل اللبنانيون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في ندائه البارحة: "خطف وقنص وقطع للطرق ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟! من يغطي ما يجري؟ من الذي يريد للبنان كل هذا الشر؟".

ثالثا- أمام هذا الواقع المتردي، والذي ينذر بأوخم العواقب، تطالب قوى 14 آذار الحكومة اللبنانية:

1- بإصدار الأوامر الصريحة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالتدخل الحاسم للافراج عن جميع المخطوفين، وملاحقة الفاعلين بجرمهم، بصرف النظر عن الجهات التي توفر لهم التغطية المعنوية أو الدعم المادي، علما ان الإخفاء القسري يشكل جريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي.

2- التقدم بشكوى أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية بسبب انتهاكها سيادة لبنان وزعزعة استقراره.

3- طرد السفير السوري من لبنان، بعدما تحولت السفارة السورية إلى مركز لإدارة عمليات الخطف والتفجير وزرع الفتن الطائفية.

وتدعو قوى 14 آذار جميع اللبنانيين في لبنان وبلاد الانتشار إلى التحرك السلمي من أجل تنفيذ هذه المطالب.

رابعا- إذ تثني قوى 14 آذار على المواقف الأخيرة لفخامة رئيس الجمهورية حيال الأحداث الجارية، فإنها تطالب بتطوير هذه المواقف في الاتجاه الصحيح نفسه. وتذكر جميع المسؤولين في الدولة بأن واجب السلطة لا يقتصر على اتخاذ المواقف، إنما يتمثل في اتخاذ التدابير والإجراءات الملزمة للجميع".

حوار

ثم سئل حماده عن وجود مجالس عسكرية عائلية، وأن هناك من يتهمهم بعدم السماح للجيش بدخول باب التبانة، فأجاب: "لا حساسية مع الجيش اللبناني في باب التبانة، وأنتم لاحظتم انتشار الجيش بالامس في باب التبانة، وكان يدافع عن المنطقة، والموضوع ليس موضوع باب التبانة او جبل محسن. فهناك في جبل محسن الالاف من اهلنا اللبنانيين وهم ضحايا لما يحصل. نحن لا نتحدث عن هموم الناس، بل عن أيد خفية وحتى معروفة تتلاعب بمصائر البشر. نحن ضد المجالس العسكرية أكانت للعشائر ام للمذاهب ام غيرها لا فرق، كل الناس سواسية تحت القانون".

سئل: لماذا يتهمكم الفريق الآخر بالتصدي للجيش؟

أجاب: "لا يحصل شيء من هذا القبيل. نحن نطالب علنا بدخول الجيش كل المناطق، وبأن ينتشر ويضرب بيد من حديد، ليس فقط في الشمال بل في الجنوب والبقاع وبيروت وفي أي مكان، وان يمنع قطع الطرق ومنع الناس من الوصول الى المرافق العامة، كالمطار، وان يمنع ما يحصل على صعيد الاشتباكات في طرابلس، لأن كل الناس هناك أهلنا، أكان في باب التبانة أم في جبل محسن، وهناك الكثير من المطلوبين هنا وهناك".

سئل: هل من إجراءات لقوى 14 آذار لمنع إنشاء أجنحة عسكرية، وخصوصا أن هناك العديد من الطوائف تتعهد إنشاء أجنحة عسكرية؟

أجاب: "ليس هناك أجنحة عسكرية للطوائف، إنما هذه نكتة الموسم، ولا شيء يدعى مجالس عسكرية في الجناح العسكري لآل المقداد، انها تغطية لشيء آخر. هذه عائلة كريمة والجميع لديه أصدقاء فيها، مثلها مثل بقية العائلات، وإذا سلمنا لمنطق المجالس العسكرية والاجنحة العسكرية فيصبح كل لبنان اجنجة عسكرية، وهذا أمر مدان، و14 آذار كلها يد واحدة وصوت واحد ضد أي سلاح من خارج الدولة او اي مظهر من المظاهر العسكرية والامنية".

سئل: ماذا يغطي الجناح العسكري لآل المقداد؟

أجاب: "انه واجهة لشيء أساسه سياسي أكثر مما هو عائلة أو أي شيء آخر".

 

"المستقبل"- عكار استنكر مقتل نائب رئيس بلدية الغزيلة

 وطنية - 22/8/20112 استنكر المنسق العام لعكار- الدريب في "تيار المستقبل" خالد طه مقتل نائب رئيس بلدية الغزيلة عماد اسماعيل. وقال: "كلما زاد الخناق على النظام الاسدي المجرم، ازدادت وحشيته وإجرامه وازداد اللعب بالاوراق الاقليمية، ولا سيما اللبنانية منها، واليوم طرابلس الورقة المتوافرة في كل وقت". وأعرب عن أسفه للأحداث في طرابلس، "والقنص على المواطنين من جبل محسن في اتجاه باب التبانة". وأكد أن "باب عكار لا يغلق في وجه الشهادة، إذ لها نصيبها من التضحيات، وهي تدفع دائما فاتورة الدماء من اجل سلامة الوطن واستقراره". وختم: "لقد أسقط رصاص القنص العشوائي شهيدا عكاريا مقداما مناضلا ورفيقا، رحم الله الشهيد عماد اسماعيل نائب رئيس بلدية الغزيلة- عكار، ليلتحق بقافلة شهداء الدفاع عن لبنان وقضيته واستقراره".

 

 مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني : ما يجري في طرابلس أصبح خطرا ولإفساح المجال للجيش ليقوم بدوره لا لأخذ محله

 وطنية - 22/8/2012 - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وفدا من أهالي عنجر والبقاع ضم علماء ورؤساء بلديات وفعاليات اجتماعية بقاعية.

وشكر الوفد لمفتي الجمهورية الجهود والمساعي التي قام بها من أجل الإفراج عن موقوفين لبناني وسوري لدى الجيش اللبناني في مجدل عنجر في حادث التباس حصل معهما، مما استدعى التدخل المباشر لمفتي الجمهورية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والعمل معا لتخفيف الاحتقان في المنطقة ولجم الشارع بانتظار انتهاء التحقيقات لإطلاق سراحهما. وقد تمَّ الإفراج عنهما بعد معرفة حقيقة الإشكال الذي كاد أن يؤدي إلى فتنة في مجدل عنجر. وقد أصر مفتي الجمهورية على إطلاق سراح المواطن السوري واللبنانيين معا خصوصا وأن الأخوة السوريين أصبحوا مستهدفين في لبنان إضافة إلى نزوحهم، ويجب على المخلصين حمايتهم من الأذى الذي يتهددهم. وحث "جميع الفرقاء وخصوصا الجبهات القتالية على إفساح المجال للجيش ليقوم بدوره لا لأخذ محله وتجاهله، بل ومحاولة ابتزازه والضغط عليه تارة في التصريحات والمواقف وتارة بالنزول إلى الشارع وقطع الطرق وتعريض حياة الناس الآمنين للموت والخطر".

ورأى أن "ما يجري في طرابلس بين الحين والآخر وخصوصا في اليومين الأخيرين أصبح خطرا داهما على طرابلس والشمال ما يخفي وراءه من تعطيل دور الجيش الذي قد يصبح ضحية بين الفريقين المتقاتلين إذا لم يلجم كل مرجع جبهته المقاتلة". ودعا "الجيش الى القيام بدوره الشجاع حتى لا تتدهور الأوضاع إلى درجة فقدان الأمل حرصا على سلامة أهل طرابلس والشمال خصوصا ولبنان عموما".

واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من حركة "أمل" ضم الشيخ حسن المصري وعبد الله موسى، وقال الشيخ المصري : "تشرفنا بزيارة صاحب السماحة، وقدمنا له دعوة لحضور ذكرى إخفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه في النبطية في 31 من آب، ونقلنا له تحيات الرئيس نبيه بري وقيادة الحركة، وكانت مناسبة تبادلنا فيها وجهات النظر لما يدور على الساحة اللبنانية والساحة العربية، وقد أعرب سماحته عن إكباره للرئيس بري خصوصا في تصريحاته الأخيرة التي كانت الفيصل في المواقف الوطنية والتي أشار فيها إلى قدسية طريق المطار، وأنه لن يسمح لأيٍ كان أن يقطع طريق المطار بعد اليوم على الإطلاق مهما كانت قضيته عادلة وصادقة؛ واستعار بعض التعابير من دولة الرئيس حيث ما يجري على الساحة اللبنانية هو نوع من أنواع العصفورية والخوت السياسي الذي لا يستند لا إلى منطق ولا إلى مبدئية، الإنسان السياسي والزعيم السياسي في هذا البلد لبنان إذا أراد أن يتحدث حول قضية ما عليه أن يبدأ من منطلقات وركائز وطنية وأساسية وتصب في خدمة الوطن، أما من يريد أن يأخذ لبنان إلى حيث لا يجب أن يكون لبنان، وهذا ما حاولنا أن ننأى بلبنان عن كل ما يدور حولنا في عالمنا العربي من ربيع هنا أو ربيع هناك، أما الربيع الحقيقي الذي نراه نحن فهو الربيع الذي يؤدي إلى وحدة العالم العربي، ما يؤدي إلى التشتت العربي ليس هناك من ربيع وليس هناك من بصيص أمل لدى هذه الأمة العربية، الأمة العربية إذا اجتمعت حول كلمة واحدة، في ذاك اليوم يكون الربيع العربي الصادق، كما يكون الفجر الصادق الذي يؤذن بالصلاة، أما الفجر الكاذب فهو يخدع المصلين ويخدع الصائمين". وختم: "نحن مع الربيع العربي الصادق الذي يؤدي إلى اللحمة العربية، الذي يؤدي إلى وصول الشعب العربي إلى حقه ولكن بمنطق وبفهم لا يبنى على الذبح وعلى القتل وعلى السحل وعلى الاعتداء هنا أو هناك، المهم أعان الله المسؤولين في هذا البلد لبنان حتى ننقذه مما يحاك له ومما يرتب له في الخفاء من أجل أن يربط بما يجري في سورية أو في غير سورية، ونحن دائما ندعو لإخواننا السوريين أن ينقذ الله بلدهم سورية مما يحاك له من مؤامرات كما علينا أن نعمل من أجل أن ننقذ بلدنا مما يحاك له من مؤامرات.

 

نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت : لرفع الغطاء عن الخاطفين والنظام السوري وراء اختطاف المقداد بعد انكشاف سماحة

 وطنية - 22/8/2012 اعتبر نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت في حديث الى "اذاعة الفجر": أن "تجدد الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس يأتي في سياق مسلسل اعتداءات النظام السوري على لبنان الذي بدأ بتوقيف الوزير السابق ميشال سماحة وخطف اللبناني حسان المقداد"، موضحا أنه "كلما اشتدت أزمة النظام في سوريا كلما حاول تصدير الأزمة الى محيطه لا سيما لبنان".

أكد الحوت "ضرورة اطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في سوريا، ولكن عن طريق الدولة والحكومة وليس عن طريق الخطف المضاد"، داعيا "الحكومة والقوى الامنية الى الحزم في الرد على هذا الموضوع، والقوى السياسية الى رفع الغطاء عن الخاطفين". وعن الدعوة لانشاء "مجالس عسكرية للسنة" في الشمال، رأى الحوت "أن هذا الأمر وحتى لو كان ردا على المجالس الأخرى، فإنه "مرفوض" لأنه يؤدي الى انهيار منظومة الدولة والى عودة الميليشيات".

حديث ثان

وفي حديث الى "إذاعة الشرق"، رأى النائب الحوت ان "الوضع الامني كان سيئا في عيد الفطر"، مشيرا الى ان "هذا الامر سيستمر حتى يقتنع الجميع بالتوقف عن مشروع الدويلات لصالح مشروع الدولة". وشدد على ان "من مصلحة عدد من القوى السياسية كما من مصلحة جميع اللبنانيين ان ننخرط في مشروع الدولة واذا لم تتشكل هذه القناعة سيبقى الوضع على ما هو عليه".

وقال: "ان حوادث خطف اللاجئين السوريين مقصودة، بمعنى ان هناك رسالة تريد ان تقيد الدعم الذي يقدمه الشعب اللبناني للشعب السوري ولكي يتوقف سيل اللاجئين السوريين الى لبنان"، مشيرا الى ان "النظام السوري وراء اختطاف اللبناني حسان المقداد في سوريا كي ينقل الفوضى الى لبنان بعد انكشاف ميشال سماحة"، مشددا على أن التحركات التي قام بها البعض للتهويل لن تجدي نفعا، لذلك الاجدى ان نهدأ وان نسلم الأمر للدولة لتسعى هي للافراج عن المخطوفين الذين يشكلون قضية تهم جميع اللبنانيين"، معتبرا ان "الحكومة هي اصلا ائتلاف حكومات وبالتالي لم تكن يوما قادرة على انجاز ملف واحد وقد تأخرت في التعامل مع الموضوع". وعن موقف رئيس الجمهورية، رأى الحوت أن الرئيس ميشال سليمان "هو رمز سيادة الدولة ومن الطبيعي أن يتخذ موقف الدفاع عن سيادة الوطن في مقابل مؤامرات النظام في سوريا على لبنان، كما من الطبيعي أن يدعو الى أن تأخذ القوى الأمنية والعسكرية دورها في حماية المواطن"، معتبرا "أن الصراع اليوم لم يعد بين فريق يريد الدولة وفريق يريد الدويلات بل بين رمز الدولة فخامة رئيس الجمهورية ومن خلفه الفريق الداعم للدولة وتقويتها والفريق الذي قرر إضعاف الدولة لصالح دويلاته".

 

عشيرة ال جعفر: لا جناح عسكريا لنا في ظل الجيش

 وطنية - 22/8/2012 - أكدت عشيرة آل جعفر في بيان توضيحي اليوم ردا على ما صدر في بعض وسائل الاعلام عن تشكيل جناح عسكري من قبلها، "عدم وجود او تشكيل جناح عسكري في عشيرتنا في ظل جيش وطني يشكل جناح لبنان وحامي الوطن"، مؤكدين "تضامنهم الكامل مع جميع المخطوفين اللبنانيين في سوريا والعمل على اطلاق سراحهم وحرصهم على السلم الاهلي والاستقرار الوطني والعيش المشترك"، ومناشدين "جميع الجهات اطلاق حرية جميع المخطوفين".

 

نواف الموسوي:اضعاف المقاومة معناه اعطاء اسرائيل الضوء الأخضر للعدوان على لبنان

 وطنية - 22/8/2012 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي خلال إحتفال أقامه "حزب الله" بمناسبة الذكرى السادسة لانتصار حرب تموز 2006 في بلدة قبريخا في الجنوب،أن "وجود مقاومة قوية وقادرة وفاعلة تتمكن من إحباط العدوان الإسرائيلي هو شرط من شروط بقاء الدولة في لبنان، وأن من يتحدث عن أحادية الدولة في مسائل الأمن والسيادة فإنه بذلك يتحدث بالضرورة عن أن المقاومة هي ركيزة من ركائز الدولة وهذا البلد، بحيث أنه إذا أزيلت هذه الركيزة لن تقوم للدولة قائمة". وإعتبر أن "سياسة قلب الحقائق وتصوير المقاومة على أنها نقيض للدولة، لا علاقة لها بالمنطق السياسي ولا تستند إلى تجارب التاريخ، وأننا مدعوون في لبنان لبناء الدولة والحفاظ على بقائها وإيجاد صيغة ملائمة تجعل منها مستمرة وقائمة على النحو الذي تؤمنه قوة المقاومة وقدراتها".

وشدد الموسوي على أنه "مخطئ من يتصور أن بإمكانه الوصول إلى إلغاء المقاومة عبر الحوار، وأن من يسعى لأن يشق طريقا عبر مكائد أو تشاطر سياسي أو مناورات وتحالفات أو ما يدبره في ليله إلى شطب المقاومة من المعادلة اللبنانية فإنه يرتكب خطيئة بحق نفسه قبل أي أحد آخر، وإن عليه أن يعيد النظر بحساباته"، مشيرا الى أن "آلة عسكرية جبارة متحالفة مع كل حكومات العالم ومع تحالفات في الداخل اللبناني والعالم العربي، فتح معها جسر جوي مباشر من أميركا وبريطانيا في عام 2006 ولم تستطع إلغاء المقاومة".

وإذ تمنى أن "نتمكن في لبنان مع المخلصين لقضية وحدة الأمة وتحرير فلسطين من تشكيل هيئة واحدة للدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي والفتنة التي هي صنيعة السياسة الأميركية والإسرائيلية"، رأى أن "الأمة اليوم ليست بحاجة الى هيئات طائفية ومذهبية للدفاع عن فلسطين، بل إلى هيئات واحدة موحدة من أجل تحريرها، في الوقت الذي يمكن فيه بين ليلة وضحاها أن نستيقظ لنجد أن المسجد الأقصى قد جرى هدمه بفعل الإنهيارات أو لأي سبب كان، وأن هذه الأمة تتطلب اليوم هيئة للدفاع عنها وعن وحدتها في مواجهة الفتنة".

ولفت إلى "أننا كنا على الدوام أصحاب الإنتماء الى أمة واحدة سواء على المنبر او في الميدان أو بالتدريب والإعداد والتجهيز، وأننا نخوض حربا دفاعية للجم الإسرائيلي عن القيام بعدوان على لبنان"، معتبرا أنه "إذا كان في بلدنا من هو وطني ومنصف فإنه على الرغم من إختلافه السياسي معنا فإنه لا يرفع صوته ضد المقاومة في هذه المرحلة لأنه يعرف أن إضعافها يعني بدء الهجوم الإسرائيلي".

وقال: "إننا نقول لكل وطني في لبنان إنك إذا كنت بالفعل تريد لبنان أولا ومخلصا لقضيتك الوطنية، فإنك إن أضعفت المقاومة تكون قد أعطيت الضوء الأخضر لإسرائيل للعدوان على لبنان، والتي تنظر إلى استمرارك في سياسة التحريض الطائفي والمذهبي من أجل اثارة الفتنة على أنه فرصة سانحة من شأنها ان تعيق طرق أمداد المقاومة، الأمر الذي يعطيهم الجرأة في ذلك"، مشيرا إلى أن "المقاومة تمارس صبرا غير محدود لكي تمنع الاسرائيلي من التفكير بأن الأمور في وطننا قد وصلت الى نحو أن المقاومة محاصرة بالطوائف والمذاهب ما يسهل عليه إستئصالها واقتلاعها".

وتخلل الحفل باقة من الأناشيد لفرقة الإسراء للأناشيد الإسلامية

 

أشاد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير: نأمل ان يضع موقف بري حدا لاعمال العبث على طريق المطار

 وطنية - 22/8/2012 أشاد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، في بيان، بموقف "دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي أكد في تصريح له انه من الآن وصاعدا ستكسر يد كل من يقدم على قطع طريق المطار، بغض النظر عن القضية التي ينزل من أجلها". وأمل شقير ان "يضع موقف الرئيس بري حدا للأعمال العبثية التي تمارس على طريق مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، والتي من شأنها وقف أهم شريان حيوي يصل لبنان بالعالم الخارجي، وضرب مصالح الدولة والمواطنين والزائرين العرب والاجانب". وقال: "هناك مسؤولية على الجميع لاتخاذ قرارات وخطوات مماثلة لاعادة الطمأنينة الى كل من يريد القدوم الى لبنان، خصوصا ان المشاهد التي بثت على شاشات التلفزة المحلية والعالمية حول معاناة المسافرين قد اضرت بسمعتنا كثيرا على المستويين العربي والعالمي".

 

الراعي استقبل ليون واسود ووفد جمعية "الكنيسة الكاثوليكية"

وزير الثقافة: من الضروري تفعيل الحكمة والوعي في هذه المرحلة الدقيقة

 وطنية - 22/8/2012 استقبل البطريرك مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من جمعية "عون الكنيسة المتألمة الكاثوليكية البابوية" الي تعنى بمساعدة المسيحيين اللاجئين والمضطهدين حول العالم، برئاسة الأخ أندريز هاليمبا الذي قال بعد اللقاء:"تعمل الجمعية مع مسيحيي الشرق الأوسط منذ اعوام عدة، وهي تدعم وجودهم. وتعمل حاليا على سلسلة من المشاريع في لبنان لتقديم المساعدة"، مؤكدا "ان أهدافهم مساعدة اللاجئين من الدول العربية ومن بينهم مسلمي ومسيحيي سوريا".

ثم التقى الراعي وزير الثقافة غابي ليون الذي أشار بعد اللقاء "إلى أن الزيارة تناولت موضوع الوادي المقدس وما تقوم به وزارة الثقافة، بالتعاون مع الأونيسكو لإبقائه على لائحة التراث العالمي كمعلم طبيعي نادر في العالم". ولفت الى "ان هذا المعلم تم وضعه على لائحة التراث العالمي، نظرا لارتباطه بشكل وثيق مع جماعة من الناس هم الموارنة والمؤمنون، وارتباط تاريخهم بتاريخ هذا الوادي، الأمرالذي يوجبنا الحفاظ عليه، لأنه كنز وطني كبير وله علاقة بالطائفة المارونية وتاريخها". وختم:"كما تطرقنا مع صاحب الغبطة الى الوضع العام في لبنان وخصوصا الإضطرابات التي يشهدها وكم من الضروري تفعيل الحكمة والوعي والتروي في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها".

ومن زوار الصرح النائب زياد أسود يرافقه غابي جبرائيل. اثر اللقاء أوضح أسود:"انه تم البحث مع غبطة البطريرك في شؤون تتعلق بمنطقة جزين و بالوجود المسيحي فيها وضرورة العمل على ترسيخ هذا الوجود وتفعيل تواصله مع كافة أطراف المجتمع اللبناني"، مؤكدا "انه قد أطلقنا عهدا على أنفسنا هو الحفاظ على وجودنا المسيحي في الجنوب مهما كانت الضغوط والظروف والإغراءات".

 

اعتصام طالبي كتائبي امام وزارة الخارجية احتجاجا على الخروق السورية وتلويح بتوسيعه ليعم المصالح الطلابية في 14 آذار

 وطنية - 22/8/2012 افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في وزارة الخارجية والمغتربين كاتيا شمعون، ان مصلحة الطلاب في حزب الكتائب، نفذت اعتصاما أمام مقر الوزارة في الاشرفية، احتجاجا على تصرفات سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان، اضافة الى السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية". وانتقد المعتصمون السياسة التي تنتهجها الوزارة حيال الخروق السورية للسيادة اللبنانية، معتبرين انها "لا تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار"، مطالبين ب"علاقات ديبلوماسية عادية مع سوريا"، مشددين على ضرورة "الا تتحول السفارة السورية في لبنان الى مركز جديد للهيمنة على لبنان".

والقى رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا كلمة، طالب فيها ب"اعادة النظر في المعاهدات اللبنانية السورية والغاء المجلس الاعلى اللبناني - السوري، واستدعاء السفير السوري وتحذيره بضرورة عدم خرق بلاده للسيادة اللبنانية"، وداعيا الى العمل من اجل اعادة المخطوفين في سوريا. وتطرق ريشا في كلمته الى حق المغتربين بالاقتراع، لافتا الى "المماطلة باصدار المراسيم التطبيقية المنظمة لحق المغتربين"، وامهل وزارة الخارجية "اسبوعا لتحقيق هذه المطالب، والا سيكون هناك تظاهرة كبيرة لكل المصالح الطلابية في 14 اذار". وفي الختام، توجه ريشا مع وفد من مصلحة الطلاب في الكتائب الى مبنى وزارة الخارجية حيث رفع المعتصمون كتابا الى الوزير عدنان منصور يتضمن المطالب كافة، تسلمه مدير مكتبه ريان سعيد الذي وعد بنقل الكتاب الى الوزير.

 

عوده استقبل حمد و ابو رزق في دار المطرانية

 وطنية - 22/8/2012 - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت بلال حمد ونائبه نديم أبو رزق. اثر اللقاء قال حمد:"لمناسبة عيد الفطر السعيد، نتمنى كل خير للبنانيين.أحببنا أنا ونائب رئيس المجلس البلدي نديم أبو رزق زيارة سيدنا أولا من أجل معايدته، وثانيا لنستفيد من نصائحه وبركاته.كما وضعناه في أجواء عمل البلدية ومشاريعها، وكالعادة أعطانا النصح والإرشاد، نحن بمساندته وبركته إن شاء الله، نسير دائما من حسن إلى أحسن، وإن شاء الله بلدية بيروت بأيد أمينة، بيد هذا المجلس البلدي الموجود اليوم في بيروت".

 

الرابطة المارونية نوهت بمواقف رئيس الجمهورية: احداث الشمال يجب ان تتوقف وللتمسك بسياسة النأي بالنفس وتطبيقها

 وطنية - 22/8/2012 - اشارت "الرابطة المارونية" الى انها "تنظر الى التطورات الجارية في البلاد بقلق كبير بعدما بلغت الأحداث الأخيرة درجة بالغة من الخطورة باتت تهدد السلم الأهلي، وتقوض مقومات الدولة وتنال من هيبتها". واعتبرت الرابطة في بيان، ان "هذه التطورات تحتم المسارعة الى معالجة التدهور الحاصل بحزم ومسؤولية، ووقف التراجع على كل المستويات، والعمل على إنتشال الدولة من الدرك الذي وصلت إليه نتيجة إنفلات الامور والعودة الى منطق "الميليشيات" من خلال تجاوز القوانين والعبث بالنظام العام، اسفا للصمت المقلق للمرجعيات اللبنانية أو تباطؤها المتهيب للوقوف بوجه الفتنة ووأدها في المهد". وتعاطف البيان مع ذوي المخطوفين اللبنانيين في سوريا، مؤيدا كل مسعى لإطلاقهم، حاثا السلطات اللبنانية على بذل كل الجهد لبلوغ هذا الهدف. ودان عمليات الخطف التي حصلت أخيرا وطاولت أتراكا وسوريين، وبروز ظاهرة ما يسمى بـ"المجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب، وقطع الطرق ولا سيما تلك الحيوية كطريقي المطار والمصنع، داعيا الى عدم تكرار هذه الامور المسيئة لوجه لبنان الحضاري ولاقتصاده، وقبل أي شيء لسلطة الدولة وقدرتها على فرض الأمن والاستقرار". واعتبر ان "الاحداث الخطيرة التي تشهدها عاصمة الشمال طرابلس يجب أن تتوقف فورا لأنها أحداث عبثية وليس لها ما يبررها سوى تبادل الرسائل على خلفية الانقسام الحاصل حول ما يجري في سوريا، وإن أحدا في لبنان والى أي اتجاه انتمى لا يستطيع أن يقدم أو يؤخر في مسار الأزمة التي سلكت منحى دوليا وإقليميا، داعيا "الفرقاء جميعا الى التمسك بسياسة النأي بالنفس وتطبيقها فعلا لا قولا لان أمن لبنان واستقراره يبقى فوق كل اعتبار". وايد البيان مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ولا سيما دعوته الأجهزة القضائية والأمنية لأخذ مسؤولياتها كاملة وتعقب الخاطفين، والتصدي لأي محاولة لاقفال الطرق والإخلال بالانتظام العام، كما العمل على ضبط الفلتان الاعلامي الذي يتحمل قسطه من التوتير الذي عم البلاد بسبب أسلوب مقاربته لملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا وبثه معلومات مغلوطة وغير دقيقة عن مصيرهم، ما إستثار الغرائز والعصبيات"، مشددا على ان "مواقف الرئيس سليمان ينبغي أن تكون محركا للأجهزة القضائية والأمنية، ووزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام للاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل على وقف حال التسيب القائمة". وحيا البيان الجيش اللبناني على الدور الكبير الذي يقوم به، ودعا "كل من يطاوله بنقد أو تشكيك الى التوقف عن هذا النهج، فالجيش اللبناني وخصوصا في هذه الاحوال البالغة التعقيد، يبقى الضامن للسلم الأهلي، وصمام الامان، والقوة القادرة على التحرك في جميع الاتجاهات لتحقيق المهمات المنوطة به، وينبغي أن يحصن بالتفاف اللبنانيين من حوله، وبتسليم كل الاطراف السياسيين بدوره، فلا يكون التعاطي معه من منظار المصلحة الخاصة، بل من منظار المصلحة الحقيقية للبنان. فالجيش هو لكل لبنان وهو القادر على بسط سلطة الدولة والقضاء على منطق الدويلات التي لا يريد أي مواطن مخلص عودتها لتمعن نهشا في جسد الوطن".

 

جنجنيان: توقيت الإستنابات السورية محاولة للثأر من الدولة على خلفية توقيف سماحة

وطنية - 22/8/2012 - رأى عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان في تصريح، أن "الإعتراف بالخطأ وإن كان من وجهة نظر علم الإجتماع فضيلة، فهو من وجهة نظر النظام السوري رذيلة إن لم يكن هزيمة"، معتبرا بالتالي أن "الرئيس الأسد وبدل من أن يبادر الى الإتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لإستنكار ما جاء في إعترافات ميشال سماحة ومحاسبة اللوائين علي مملوك وكنعان، لجأ وكعادته الى مناوراته الهزيلة ومراوغاته المكشوفة إنما هذه المرة عبر إستباق القضاء اللبناني بالتلويح بتسطير قضائه إستنابات بحق العديد من الشخصيات النيابية والسياسية والقيادية في لبنان بتهمة دعم الإرهاب في سوريا". ولفت الى أن "من يستمع الى موضوع التهمة، وبغض النظر عن كونها بحت إفتراء، يظن للوهلة الأولى وكأن الإستنابات سوف تصدر عن قضاء دولة أفلاطون الخيالية حيث كرامة الإنسان وحقوقه مصانة ومقدسة، لكن سرعان ما يعود ليتأكد بأن مصدر الإستنابات سيكون نظاما ديكتاتوريا قام على دماء الشعب السوري وعلى ثقافة القمع والخطف والإعتقال والتفنن بالتعذيب والترهيب داخل أقبية مخابراته، هذا من جهة، مشيرا من "جهة ثانية الى أنه على القضاء الذي يريد تسطير إستنابات قضائية بحق نواب لبنانيين، أن يكون معترفا به من قبل الشعب السوري قبل أن يعهد بإستناباته الى القضاء اللبناني لتنفيذها، وأن يكون معترفا بدولته من قبل المجتمع الذي صوت بغالبية 133 دولة على قرار تنحي رئيسها بشار الأسد عن الحكم".

وأشار الى أن "توقيت الإستنابات السورية ومضمونها ينم عن محاولة رخيصة للثأر من الدولة اللبنانية على خلفية توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة وإعترافه بما كان يخطط له النظام السوري في لبنان وبما يضمره للبنانيين، رافضا أن يكون نواب لبنان وقياداته السياسية والأمنية محط تهديد ووعيد في كل مرة يجد النظام السوري نفسه في خانة الإتهام المباشر، فكيف والإتهام الحالي موثق بإعترافات وصور وأفلام ووثائق ومضبوطات غير قابلة للطعن أو التشكيك بصدقيتها"، لافتا الى أن "ما فات القضاء السوري هو عدم إمتلاكه ما يثبت بالوقائع والحيثيات دعم اللبنانيين لما أسماه الإرهاب في سوريا مقابل إمتلاك القضاء اللبناني دلائل قطعية تثبت تورط نظام الأسد بالتخطيط لإندلاع حرب أهلية وطائفية في لبنان".

ولفت الى أنه "بات من المؤكد أن سماحة ليس الوحيد المتعامل مع مخطط الفتنة في لبنان، إذ أن الخطورة تكمن بمن سهل مرور سيارته المحملة بالعبوات الناسفة على الحدود دون إخضاعها للتفتيش، وبالمستترين وراء الشعارات الرنانة والعاملين أمثاله في الظل على إنزلاق لبنان الى حرب بين أبنائه"، مطالبا "القضاء اللبناني بعدم الرضوخ لأية ضغوطات خارجية كانت أم محلية، والإسراع وفقا لمسؤولياته في إنهاء التحقيق مع سماحة لتسطير ليس فقط إستنابات قضائية على غرار الإستنابات السورية، إنما مذكرات توقيف وجاهية وغيابية بحق كل لبناني وسوري يثبت التحقيق تورطه في مشروع ضرب الدولة اللبنانية وإدخال اللبنانيين في نفق من السواد لا يعرف سوى الله وحده كيفية الخروج منه".

وطالب ب "عرض المضبوطات في ملف سماحة أمام الرأي العام اللبناني والدولي كما سبق أن وعدت به الجهات الأمنية والقضائية المختصة، عل عرضها يشكل لدى القضاء السوري موضع خجل من حقائق ووقائع وحيثيات أرادها النظام المذكور وسيلة لترهيب وقتل اللبنانيين الأحرار وليس العكس كما تدعي إستناباته زورا".

وعلى صعيد آخر وعلى مستوى ما آلت اليه عمليات الخطف والخطف المضاد، لفت النائب جنجنيان الى أن "ما يجري عمليا هو نتيجة طبيعية لوجود سلاح غير شرعي مع فريق من اللبنانيين يحاول مساواته مع سلاح الجيش تحت عنوان المقاومة وتحرير الأرض، وهو ما أدى حكما الى ظهور أجنحة عسكرية لهذه العشيرة أو لتلك العائلة والى ضرب هيبة الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية"، مطالبا "الدولة بالإسراع في اتخاذ الإجراءات كافة لعودة المخطوفين الى ذويهم وإنهاء هذه الحالة الشاذة المهينة للشعب اللبناني وللدولة برمتها".

 

المقداديون" أخلوا بالاتفاق مع "حزب الله"

بيروت - "السياسة": طلب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من أركانه تكثيف الاجتماعات مع زعماء العشائر المحسوبة عليه, في محاولة لوقف الانفلاش المسلح الذي شهدته بعض المناطق في الأيام الأخيرة. وتبين لنصر الله أن آل المقداد وحلفاءهم من العشائر الكبيرة أخلوا باتفاق جرى مع الحزب وقضى بأن يغض الطرف عن عمليات الخطف التي نفذوها مقابل الالتزام بخطط الحزب وتعليماته في إدارة ملف المخطوفين. فقد قرر "المقداديون" توسيع نطاق عمليات خطف المواطنين السوريين ثم رضخوا لمطلب الحزب بالإفراج عن بعض المختطفين, ولكنهم ينوون الآن اختطاف المزيد من دون موافقة الحزب. وفي الإطار نفسه, اصدر رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" نبيه بري تعليمات صارمة لمناصريه ومحازبيه بالابتعاد تماماً عن موضوع الخطف المتبادل, وأنذر كل من يتدخل في المسألة بالفصل من الحركة, لأنه يعتبر الأمر برمته محرقة لكل من يتورط فيه.

 

النائب محمد كبارة: النظام السوري عاد لإشعال الفتنة بين باب التبانة وجبل محسن

تلا النائب محمد كبارة بعد اجتماع لنواب وفعاليات طرابلس، بياناً أكد فيه المجتمعون على أن "النظام السوري بعد فشله بإشعال الفتنة التي أوكل بها العميل الارهابي ميشال سماحة عاد لإشعال الفتنة بين باب التبانة وجبل محسن وذلك للفت الانظار عما يجري في مدن سوريا". ودعا المجتمعون "أبناء جبل حسن لعدم الانجرار وراء مخطط (الرئيس السوري بشار) الاسد الدنيء، لافتاً الى أن "أبناء التبانة يدركون ما يُعد لطرابلس ويرفضون رفضاً قاطعاً الانجرار وراء هذه اللعبة المكشوفة" وإذ أشار الى أنّه "من المفروض على الجيش اللبناني بأن يقوم باستهداف مثير الفتن وهم معروفون وسوقِهم الى العدالة ومعاقبتهم"، استنكر المجتمعون "إطلاق النار العشوائي الذي قام به بعض افرار الجيش والضباط، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات منعاً من تكرارها والا سوف نأخذ مواقف تصعيدية"، لافتاً الى أنه "تم التوصل مع فاعليات باب التبانة الى وقف اطلاق النار بشكل فوري".

 

شمعون: لم نسمع من عون أي انتقاد لتصرفات آل المقداد

المستقبل/شدد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "لا يحق له الآن الرد على إنشاء مجلس عسكري لأهل السنّة لأننا لم نسمع كلمة واحدة منه ينتقد فيها تصرفات آل المقداد"، معتبراً "اننا لو كنّا في دولة تحترم نفسها، فلا يحق لعون ان يفتح فمه، ولكن بدلاً من ذلك لديه عدد من الوزراء والنواب".

ورأى في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، ان "الدولة مقصّرة ليس منذ اليوم بل منذ فترة"، منتقداً قيامها بالتفاوض مع بعض الجهات أكانت "حزب الله" او سواها من أجل ضمان فتح طريق مطار بيروت الدولي. وقال: "كنا نأمل الا تحصل مثل هذه الأحداث خصوصاً في فصل الصيف، ولكن إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فكل شيء قد يكون متوقعاً". وطلب من الوسائل الإعلامية "عدم إعطاء حجم لمواضيع لا تستحق ذلك، وإعطاء الميكروفونات لأي شخص كان"، مستغرباً كيف يصوّر الإعلام آل المقداد "وكأنهم دولة الصين". واشار الى ان "الدولة ومن خلال الجيش لا تستطيع الدخول في إشكال وجهاً لوجه مع العشائر لأن ذلك قد يؤدي الى انشقاق داخل الجيش نفسه نظراً الى تركيبته"، واصفاً الدولة بـ "الدف العتيق الذي يثقب كل يوم من مكان جديد". وانتقد "أداء الأطراف المتمثلة بالحكومة أكان العماد ميشال عون الذي يهدّد يومياً بالنزول الى الشارع او هؤلاء الذين يهددونا بالسلاح وبرفع الأصابع، واولئك انفسهم يخرّبون الدولة". وعن المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، قال: "أرى أنه "شد ركابه"، ومواقفه ايجابية و"قابض القصة جد". ولفت الى أن "السوري يتلهى بنفسه وهو يحتاج الى إنقاذها"، معتبراً ان "أزلام سوريا في لبنان "مكَفيين وموَفيين" ولا يحتاجون الى مساعدة سورية، أما إذا انتهى النظام السوري فإن هؤلاء يخسرون السند المعنوي".

 

أموال حزب الله الطاهرة...مصدرها كندا وما وراءها

طارق نجم /موقع 14 آذار

جمّد مكتب المدعي العام الأميركي في منهاتن اول امس مبلغ 150 مليون دولار يتعلق بنشاط حزب الله من خلال البنك اللبناني الكندي بحسب ما نشرته Bloomberg. وتعود هذه الاموال الى حساب للبنك اللبناني المذكور الذي كان مقره في بيروت وضمن الأموال المحجوزة البالغة 580 مليون دولار من صفقة بيعه لصالح بنك آخر هو السوسيته جنرال . وكان محققون امريكيون فيدراليون قد أدعوا على البنك اللبناني الكندي في كانون الاول لمساعدته في غسل ما لا يقل عن 329 مليون دولار لصالح حزب الله، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، عبر وسائل عدة منها بيع وشراء السيارات المستعملة على أن تحول جميع المبالغ النقدية من مبيعات السيارات ومن الاتجار بالمخدرات إلى لبنان عبر هذا البنك.

وبحسب بريت بهارا، مدعي عام جنوب نيويورك الأمريكي ذو الأصول الهندية، "فإنّ هذه الأموال تمثل العصب الحيوي للمنظمات الارهابية والاجرامية، وبما أنّ عملية تبييض اموال الارهابيين والمهربين تجري عبر مصارف تقع خارج البلاد، فإننا اردنا من خلال ما قمنا به أن نظهر أنّ هذه المصارف وأصولها ليست بمنأى عنا". وكان بهارا هو من أصدر الأمر القضائي كذلك في 15 كانون الأول 2011 لاتخاذ الإجرآت المناسبة مع البنك اللبناني الكندي فيما نسب اليه من تبييض اموال وعدد من شركات الصرافة والشحن والسفر اللبنانية لتورطها في هذه المسألة.

أنشطة حزب الله لم تقف عند حدود الولايات المتحدة بل كانت كندا هي ممراً آخر لحزب الله نحو القارة الأمريكية. وكانت كندا منذ العام 2010 قد ادرجت كندا اثنتين واربعين جماعة ضمن لائحة 'الكيانات الارهابية' بينها حزب الله، بحيث أن هذا الاعلان يجرم العمل مع هذا التنظيم أو التبرع بأموال له كما يمنح السلطات المختصة صلاحية لمصادرة أصول مالية التي قد يمتلكها الحزب في كندا. ونتيجة لذلك، مثلت اللبنانية الأصل منى دياب (26 عاماً) أمام محكمة كيبك بتهمة مساندة الجماعات الإرهابية، بعد القبض عليها في أيار من العام الفائت بمطار بيار تريدو بمونتريال، وهي تحمل في حقائبها أسلحة مفككة إلى عدة قطع كانت موجهة لحزب الله. وقد أشارت التحقيقات أنّ المتهمة ذات الجنسية الكندية، قد لجأت للعديد من أفراد الجالية اللبنانية لمساعدتها على نقل قطع مفككة لأسلحة مشابهة من قبل ولنفس الجهة.

وقد اورد ماثيو لفيت، الخبير في شؤوون مكافحة الارهاب، جزأً من كتابه Terror in the Peaceable Kingdom، يعرض فيه أنشطة حزب الله في كندا. فقد جاء في هذا الفصل الذي نشره مركز Washington Institute for Near Eastern Policy في تموز 2012، أن حزب الله يواكب الدعم المالي والمادي الذي تلقاه من إيران عبر شبكة لجمع التبرعات والقيام بالمشتريات الخاصة به من الخارج لتعزيز قدراته على شنّ الهجمات ولشراء أسلحة ومعدات متطورة. وللقيام بهكذا أنشطة، يلجأ حزب الله لعناصره المقيمين خارج لبنان (إما بصفة دائمة أو مؤقتة)، وكذلك لمجموعة من رجال الأعمال "الأبرياء" نسبياً، وأيضاً تحت مسميات لشركات تم تأسيسها من قبل الحزب (أغلبها شركات وهمية).

جهود حزب الله في كندا ليست ظاهرة حديثة، لأنّ الحزب تمكن من بناء شبكة من الأنصار المتعاطفين معه في البلاد. فبحسب ما أدلى به محمد حسين الحسيني، الذي أمر بترحيله من كندا في العام 1994، لمسؤولين أمنيين كنديين فإنّ لحزب الله أعضاء في مونتريال، أوتاوا، تورونتو، وفي كل أرجاء كندا. ولكن في قضية شهيرة، وجهت محكمة اتحادية أمريكية لمحمد دبوق اتهامات بضلوعه بجمع التبرعات لصالح حزب الله ولإستخدامه المزدوج لتشغيل شبكة الاتجار في الولايات المتحدة وكندا. ووفقاً للمحققين الأمريكيين، دبوق هو أحد عناصر حزب الله وقد تلقى تدريباً متخصصاً في الاستخبارات والدعاية، ولذا تمّ إرساله إلى كندا من قبل الحزب لغرض الحصول على معدات مراقبة (مثل كاميرات فيديو وأجهزة اتصالات محمولة) وكذلك معدات عسكرية (مثل أجهزة الرؤية الليلية التي تعمل بأشعة الليزر، وأجهزة الكشف عن الألغام، ومعدات رصد متقدمّة الطائرات). ووفقاً للمعلومات التي جمعتها الأجهزة الأمنية في سياق تحقيقاتها، فأنشطة دبوق في كندا والعشرين في مونتريال ثم في فانكوفر، كان يشرف عليها ضابط المشتريات حزب الله الحاج حسن اللقيس، الذي كان يقيم في لبنان.

ويشيرماثيو ليفيت أنه تحت اشراف دبوق، ارتكب عناصر حزب الله في كندا قائمة طويلة من جرائم الاحتيال بما في ذلك تزوير الجوازات وبطاقات الائتمان والاحتيال للهجرة، واستخدام العملة المزورة، وأكثر من ذلك. وبحسب الكاتب لافيت، فإنّ حزب الله أرسل عشرات الآلاف من الدولارات من لبنان إلى كندا لتمويل مشتريات من المواد ذات الاستخدام المزدوج. وفي وقت لاحق، عمل ناشطو حزب الله في كندا على استخدام واسع النطاق لبطاقات الائتمان المزورة واستطاعوا الحصول على الكثير من المواد لصالح حزب الله بنصف السعر الأصلي. وقد استعان دبوق بصديق له من لبنان يدعى سعيد حرب لتسهيل شراء المعدات ذات الاستخدام المزدوج، واختبار استخدام بطاقات الائتمان المزيفة لشراء هذه المواد بحسب اعترافات دبوق لمكتب التحقيقات الفدرالية لاحقاً. وكان فوزي مصطفى عاصي الذي ألقي القبض عليه من قبل السلطات الامريكية لتوفيره مواد معينة لصالح حزب الله،، قد وصف محمد دبوق بأنه هو من كان يرسل كل المعدات التي يحتاجها الحزب.

وإلى جانب أنشطة جمع التبرعات والمشتريات ذات الاستعمال المزدوج العسكري والمدني، فإنّ أعضاء حزب الله موجودن في كندا للقيام بأنشطة مثل جمع المعلومات الاستخبارية وذات الطبيعة الأمنية، وفق تقييم استراتيجي كندي صدر في العام 2008. وقد اشارت الأدلة أنّ الحزب يملك خلايا نائمة في كندا لغرض تنفيذ هجوم عسكري قد يكون انتقام لمقتل عماد مغنية او لاي غاية أخرى وقد وضع نتيجة ذلك أكثر من 20 شخص تحت المراقبة.

 

آل المقداد يهددون الحاج حسن على خلفية مؤتمره الصحافي

افادت مصادر خاصة بموقع "14 آذار" أنّ الشيخ محمد الحاج حسن، رئيس التيار الشيعي الحرّ، قد تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص يدعي أن اسمه حسن المقداد مساء هذا اليوم.

وقد هدد المدعو المقداد الشيخ الحاج حسن وتوعده بالنيل منه على خلفية المؤتمر الصحافي الذي عقده امس. وعلى الأثر، تحركت فصيلة جسر بيروت والمدعي العام نجاح عبيد لاتخاذ الإجرآت اللازمة وبوشرت التحقيقات على الفور.

*موقع 14 آذار

 

نصرالله في القمقم!

 جسي حرب/موقع 14 آذار

مؤسف الا يسارع حلفاء سوريا ومحور الممانعة ولو مرة واحدة الى اطلاق مبادرة او اتخاذ موقف شجاع يكسران تقليد الخنوع والانبطاح. مؤسف الا يرى قادة هذا التحالف اين تكمن مصالحهم للمرحلة المقبلة والا يبعثوا بالاشارات وان الاولية الى الاطراف الاخرى سواء في لبنان ام خارجه. لكنه علينا الا نلومهم فهذا دأبهم منذ استلام حافظ الاسد السلطة في دمشق وهو ما سيستمر حتى اليوم الاخير لبشار الاسد سواء في منصبه ام على رأس حزبه ام في سوريا ام على قيد الحياة.

نقول هذا الكلام لسببين اولهما لان ممثلي هذا التحالف من اللبنانيين ما اعتادوا الا على تنفيذ اشارات النظام السوري وامتداداته في لبنان والمهجر.

ومن الامثلة المعبرة من هذا القبيل تصريح حافظ الاسد لجريدة الاهرام عام 1995 الذي اشار فيه الى انه يبدو ان اللبنانيين يرغبون في تمديد ولاية الرئيس الراحل الياس الهراوي فهرع على الفور موالو سوريا الى التطبيل للتمديد وتخوين كل من عارض هذه الخطوة الانقلابية على الدستور. وها هم ثوار سوريا وبعض مسؤولي نظامها من سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين وامنيين ينشقون عن رؤسائهم ويلتحقون بالثورة. "عفارم عليهم" مثلما يقال بالتركية فهم يقدمون على ذلك لاسباب مختلفة بعضها وطني وبعضها الآخر مصلحي من باب غسل اليدين مما يجري او حفظ الرأس للمرحلة المقبلة او اقله تفادي كأس مرة واثمان باهظة. الم يكن يجدر باي قيادي من صفوف هذا التحالف ان يقدم على خطوة مماثلة فيعلن انشقاقه عن النظام السوري بدل ان يسارع البعض الى الدفاع عن ميشال سماحه او التسكع امام المندوب السامي السوري او تهنئته بانتصار جيش النظام في دمشق او التنظير والتهليل للنصر المظفر غير المبني على اي واقع او منطق؟

الم يكن يجدر بالسيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون مثلا ان ينشقا عن النظام السوري فهما قائدان متمرسان بالحروب والمواجهات ورفض الامر الواقع والاستجابة لنفحات الشعوب التواقة الى الحرية والتحرير والسيادة والاستقلال؟ انه تساؤل في موضعه المؤاتي وهو ما شدد عليه الباحث الدستوري والمتابع لشؤون المحكمة الخاصة بلبنان د.انطوان سعد الذي يستغرب الا يقدم نصرالله وعون على هذا الانشقاق فيكونان اول قائدين في 8 آذار يكسران تقليد الولاء للسوريين ومحور الممانعة.

وبدل ذلك ارتضى نصرالله ان يفقد التأييد العريض والمنقطع النظير في لبنان والعالمين العربي والاسلامي بكل ابعاده الرحبة والفسيحة.

فقد اندثر نصرالله من موقع القائد الملهم وسيد التحرير الى صفة رئيس حزب متطيف متمذهب ملتصق بالنظام السوري وينفذ كل اوامر الاسد مهما كانت.

فقد نصرالله ثقة مئات الملايين وبات محصورا في الضاحية يترقب من سينتصر في سوريا ليحدد مصيره في ضوء ذلك.

كان نصرالله سيد الساحة فادخل نفسه في القمقم....كان السيد المطاع فاصبح المسؤول المشبوه بكل شيء.

كان نصرالله النموذج المحتذى في الاداء العسكري والمقاوم فتحول الى حامي العصابات والبرابرة وان قال انه غير قادر على تحمل المسؤولية عما اقدم عليه آل المقداد وانه غير معني بذلك ولا يستطيع ان يضبط شارع مناصريه والفئات التي تدور في فلكه.

كان نصرالله برع في استعادة الاسرى اللبنانيين والعرب من السجون الاسرائيلية فاصبح اليوم اسير مجموعات مسلحة تطالب باطلاق سراح لبناني فتخطف السوريين في لبنان.

يجب ان يطلق سراح اللبنانيين المخطوفين في سوريا فورا لكنه هل نعمل على تحقيق هذا المطلب بضرب الدولة وتخريب البلد ووضعه على شفير الحرب الاهلية ونقترب من الصومال وافغانستان فنخطف السوريين و"نهشل" رعايا الدول الشقيقة والصديقة؟ ماذا لو لم يطلق سراح اللبنانيين في سوريا؟فهل ينقض المقداديون هذه المرة على اللبنانيين من صنف معين؟

لم يمتنع المقداديون الاشاوس عن بطولاتهم والاستعانة ببنك معلوماتهم والاعتماد على مجلسهم العسكري لاستعادة اللبنانيين المخفيين في السجون السورية؟

في هذه المنزلة اصبح السيد حسن والى هذا الحد من الدرك ذهب بنفسه و مع هذا الواقع يجب ان يتعامل الجميع.

اما العماد عون فلا مجال لنامل منه خيرا وقد تكون هذه العبارة خير ما يعكس ما اثبتته الظروف.

 

قيادي في "14 آذار": 3 اقتراحات رئاسية لدمج "حزب الله" في الجيش اللبناني

ناجي يونس/لبنان الآن

كشف قيادي في قوى "14 آذار" لموقع "NOW" أن لدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ثلاثة اقتراحات أساسية من أجل "استراتيجية دفاعية"  تدمج "حزب الله" في الجيش اللبناني. وأوضح القيادي، وهو وزير سيادي سابق في حكومة فؤاد السنيورة، أن اقتراحات سليمان طُرحت على بساط البحث في خريف عام 2006 ، أي بعد حرب تموز، عندما كان قائداً للجيش، أمام لجنة وزارية مصغرة مكلفة الشؤون الأمنية ترأسها السنيورة. عندها، أكد سليمان، وفقاً للمصدر ذاته، أن الجيش قادر على استيعاب "حزب الله" في صفوفه وفقاً للسيناريوهات الآتية:

1. نشر لواء كل عناصره من "حزب الله" "عرضياً" على طول الحدود مع اسرائيل.

2. نشر 3 ألوية "مطعمة" بعناصر من "حزب الله"في شكل عامودي على الحدود.

3. توزيع عناصر "حزب الله" على قطاعات الجيش على غرار استيعاب ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية بعد حلها عام 1991.

وبحسب هذا القيادي، فإن سليمان حدد ثوابت للاستراتيجية الدفاعية أهمها أن قرار الحرب والسلم سيكون في يد الحكومة اللبنانية، وبأنه في حال تبني أي من الاقتراحات السابقة، سيكون أفراد "حزب الله" بإمرة الجيش اللبناني.

انعطافة جنبلاط

وعلى صعيد آخر، أكد الوزير السابق أن "الصدام الحقيقي انطلق بين النائب وليد جنبلاط وحزب الله. فالأول زعيم درزي وهمه الاساسي حماية طائفته"، لافتاً الى أنه وفيما "يُصر على البقاء في الحكومة"، يشن هجوماً "على النظام السوري والعماد عون، وقد بدأ يصعد من وتيرة انتقاده لسلاح حزب الله ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة". وأوضح أن هذه السياسة تؤشر الى قرب "انعطافته عن حزب الله"، وأبرز معالمها:

- "كلام جنبلاط عن الفريق الآخر، أي عودته الى 14 آذار، مع الابقاء على تمايزه وأن له أفضل الصلات مع الرئاسة الأولى، علاوة على تواصله الجيد مع الرئيسين (نبيه) بري و(نجيب) ميقاتي".

- "تحذير جنبلاط من التداعيات السيئة على العدالة والحريات والنظام الديمقراطي اذا انتصر الفريق الآخر".

- "انتقاد جنبلاط سلاح حزب الله وأضرار ثالوث الجيش والشعب والمقاومة".

في المقابل، قال القيادي إن "14 آذار ترحب بعودة جنبلاط الى صفوفها لكنها ليست مرتاحة كثيراً الى أدائه ولن تقبل بـأن تتعاطى معه أسوة بتجارب الماضي، وستحصل الاحزاب المسيحية في هذا التحالف على اكبر عدد من المقاعد في مناطق نفوذ رئيس جبهة النضال الوطني". وأضاف أن جنبلاط واقع بين خيارين أحلاهما مرّ: الأول رفضه مشروع قانون الحكومة القائم على النسبية، والثاني رفضه أي مشروع يقوم على الدوائر الصغرى، والذي قد تتفق عليه الأطراف المسيحية في بكركي وسيلقى دعم تيار المستقبل". ففي هاتين الحالتين، يتابع القيادي ذاته، سيخسر جنبلاط أكثر من نصف كتلته التي أمنها في ظل قانون الانتخابات الحالي.

 

مقولة شعب وجيش ومقاومة تحايل لفظي هدفه تشريع ثنائية عسكرية - أمنية في لبنان

زياد ماجد/لبنان الآن

يدرك اللبنانيون أن مقولة "الجيش والشعب والمقاومة" بمعزل عن الترتيب المعتمد لعباراتها الثلاث ليست أكثر من تحايل لفظي هدفه تشريع ثنائية عسكرية - أمنية في لبنان، هي ثنائية الجيش وحزب الله. ويمكن لمن يريد البحث في معنى الثنائية هذه في السياق الطوائفي والخلافي اللبناني أن يتحدّث عن مؤسسة عسكرية رسمية، هي تلك التي تخصّ الدولة بما هي موضع التعاقد السياسي (المُفترض) بين اللبنانيين، وعن مؤسسة عسكرية أهلية، هي تلك التي تمثّل أكثرية شيعية وتشكّل مصدر خوف وتهديد لقسم كبير من سائر اللبنانيين.

على هذا الأساس، لا يملك شعار "الجيش والشعب والمقاومة" أن يقيم توازناً أو تكاملاً بين مكوّنات ثلاثة لمعادلة سياسية "دفاعية" على ما يدّعي مُعتمدوه. هو يحيل (بسماجة لفظية) الى قضية فقدان الدولة سيادتها السياسية وقدرتها على "احتكار العنف" المباشر أو الرمزي التي يفترض بالدول أن تملك. كما يحيل الى استحالة قدرتها على تحديد توجّهاتها الخارجية في منطقة شديدة التوتّر نتيجة هشاشة الإجماعات الوطنية أولاً – أي هشاشة إجماعات "الشعب" نفسه الذي تشير إليه العبارة، ونتيجة فرض "المقاومة" خياراتها عليها ثانياً لأنها شريكة فيها وفي "الشعب" الذي تمثّل. والخيارات هنا قد تكون عسكرية (ولأسباب نووية لا علاقة للبنان بها لا من قريب ولا من بعيد)!

على أن الأمر يتخطّى التوجّهات الخارجية التي يمكن لعوامل عديدة أن تتحكّم بها وتلجم انفلات صراعاتها. فتداعيات استفراد طرف مذهبي بحمل السلاح وتوظيفه داخلياً تحت مسمّى "المقاومة" لا يمكن أن تبقى بعيدة عن استثارة ردود أفعال أطراف مذهبيين آخرين ولا يمكن كذلك أن تبقيهم في كنف "الدولة" حين تكون الاخيرة مساوية نظرياً للمقاومة وتحت رحمتها فعلياً. وهذا في ذاته مدعاة استجلاب كل أنواع التوتّرات والتشنّجات المحلية.

أما وأن "المقاومة" قد قرّرت، إضافة الى كل هذا، توظيف "جناح عسكري" لإحدى عائلات "الشعب" لخطف رعايا أجانب وقطع الطرقات وتهديد سلامة المطار الدولي رداً على خطف مناصرين لها أو أعضاء من "شعبها" في بلد الرعايا، فإنها تدفع نحو المزيد من تفكيك سيادة الدولة ومن تعميق الانقسامات داخل "الشعب" نفسه. ذلك أنه لم يعد من مبرّر للدولة أن تمنع تشكّل أجنحة عسكرية لعائلات أخرى من الشعب، ومن مذاهب مختلفة هذه المرة، للتصرّف وفق ما تقتضيه مرجعيّات هذه العائلات و"مصالحها" و"تحالفاتها" الخارجية.

بهذا المعنى، تشكّل التطوّرات الأخيرة التي شهدها لبنان أخطر تهديد لمقوّمات فكرة الدولة فيه. فالأحداث التي أصابت (وتصيب) بيروت وضواحيها وبعض المناطق البقاعية ليست سلوكاً إجرامياً ضد عمّال ولاجئين سوريين فحسب. هي أيضاً جرائم ضد فلسفة الدولة والقانون والمؤسسات الأمنية الشرعية. وهي جرائم قد تكون تأسيسية لجرائم تحاكيها مستقبلاً، بمبادرات "شعبية" وبهمَم عائلية عالية قد لا تترك الكثير للجيش والمقاومة والشعب لِيسهروا عليه...

 

في العشيرة سُنّة ومسيحيّون... و"قوّتها الغذائيّة" في طبق "شيش برك" التركي

ماهر المقداد لـ"NOW": لدينا صواريخ "لاو" وقاذفات مضادة للطائرات

كارين بولس، الاثنين 20 آب 2012

لم يكشف آل المقداد اسم القائد العسكري للعشيرة الملثّم الذي ظهر في يوم عمليّات الخطف متحدثًا باسم المسلّحين، كما رفضوا أن يُعلن اسم قائد الجناح العسكري الذي لم يكن موجودًا بين الملثّمين. ولذا، وللاطلاع على الشؤون العسكريّة للعائلة، كان لا بد من سؤال الشخص "الأكثر شهرة" فيها هذه الأيّام، أي ماهر المقداد، أمين سر جمعيّة العشيرة الخيريّة، والناطق الرسمي باسمها.

يؤكّد ماهر، في حديثه إلى "NOW"، أنّ العائلة مسلّحة منذ زمن بعيد. لكن اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 كان المفصل الكبير في تاريخ هذا التسلّح، إذ إنّ السلاح الفردي الموجود في كل بيت إنضوى تحت لواء منظّم للدفاع عن العائلة وظل كذلك إلى أن انتهت الحرب الأهلية عام 1990". وأضاف ماهر: "لكن بعد عام 2006 بدأت السلطة تنهار ولم نعد نرى دولة في لبنان، ومن أجل حماية أنفسنا إضطررنا أن نُفعِّل الجناح العسكري في العائلة". لدينا صواريخ "لاو" وأوضح ماهر المقداد أنَّ "أقوى قطعة سلاح تملكها العشيرة هي المعروفة في لبنان بالـ"500" أو "الدوشكا"، إضافة إلى قاذفات "B7" وصواريخ "لاو" شارحًا أنّ ترسانة العائلة تتألف من السلاحين الخفيف والمتوسّط". أما مصدر هذه الأسلحة ففردي، "والجيش السوري لم يزوّدنا بالأسلحة. ولم نكن أصلًا على وئام مع النظام السوري. وأنا شخصيًا ممنوع من دخول الأراضي السورية. وفي العام 1976 كنت من المقاتلين الذين قاتلوا ضد الجيش السوري مع "الحركة الوطنيّة اللبنانية".

كما يشدّد ماهر على أنّ الترسانة غير مرتبطة بـ"حزب الله" لا من قريب ولا من بعيد. وأكثر من ذلك، فإنّ العائلة تاريخياً ليست على علاقة جيّدة مع الحزب".

من كل الطوائف

لماهر المقداد إلمام جيّد بتاريخ عائلته. يختصر أهم محطاته لـ"NOW" بالقول إنّ "بداية وجود آل المقداد كان في منطقة جبيل منذ سنة 1840 في قرية إسمها حجولا وانطلقوا منها إلى لاسا عقب أحداث 1860". وأضاف: "تجمّعوا في لاسا وبدأوا يتكاثرون هناك. وفي العام 1895 بدأوا في النزوح باتجاه البقاع وبيروت وضواحي بيروت وأتوا إلى منطقة حارة حريك ومنطقة رويس – البرج. وبدأوا أيضاً منذ العام 1895 بالتوجه والتكاثر في منطقة البقاع". وأردف: "في العشرينات من القرن الماضي، جمع كبير العائلة آنذاك آل المقداد في قرية واحدة إسمها مقنة في البقاع. وهناك قِسمٌ من آل المقداد إتجه نحو الشمال وبات من السُنَّة وآخر بات من النصارى ومنهم من اتّجه نحو الجنوب وحافظ على شيعيّته. المسيحيّون من أبناء العائلة هم من الروم الأرثوذكس وهم في أميون في الكورة والمختار هو يعقوب حنا المقداد". وأكد ماهر أنَّ "أبناء العائلة جميعهم من مسيحيّين وسنيّين وشيعيّين ممثّلون داخل الجمعيّة". أما انتشار العائلة فيمتد إلى سوريا والعراق والأردن واليمن وفلسطين لكن التواصل الأكبر هو مع آل المقداد في سوريا، وهم من السُنّة".

"لا 14 آذار بيننا"

ولا ينفي ماهر وجود الكثير من أبناء العشيرة داخل "حزب الله"، لكن ولاءهم للعشيرة وليس للحزب. وهناك أيضًا من منهم في حركة "أمل" و"الشيوعي" و"السوري القومي الاجتماعي"، والأحزاب الوطنيّة الأخرى، لكن لا يوجد لدينا خطًا مرتبطًا بقوى "14 آذار" وبمشاريع أميركيّة إنهزاميّة".

قوّة "الشيش برك"

"ربما قوّة رجالنا من الشيش برك"، تقول زويا المقداد ضاحكة في معرض تعليقها على أحداث الاسبوع المنصرم والذي كان مسلحو العائلة نجومه.

تشرح زويا ذلك بإنّ رجال العائلة يفضّلون هذا الطبق ويليه "المجدرة" و"المدردرة" و"البرغل" و"الفتوش". هذه هي الأطباق الأساسيّة لدى آل المقداد".

وتروي زويا عن "المطبخ المقدادي" لكي تؤكد "بساطة العشيرة وحبّها للحياة والناس جميعًا"، وأنّها لا تتمنّى "الإذية لأيّ شخص"، وتستدرك بالقول: "لكن في حال تعرّض أحد أفرادها لأي أذى فلدى أبنائنا طريقتهم للردّ". وهي تصرّ على الاضاءة على الجوانب المدنيّة للعائلة والتي لم تظهر في الاعلام. فللمرأة التي تعطيها العشيرة حريّة كبيرة، دورها فيها، والنساء يشاركن في قرارات العائلة، لكن بعد الرجال. أما السلاح فأمر يخص الرجال ونساء العشيرة لا علاقة لهن به. فهن يعملن في الجمعية ويقمن بجمع التبرعات وتقديم المساعدات لكل من يحتاج إليها". السلاح ليس أولويّة، تقول زويا، بل "العلم ومستقبل أبنائنا، هذا ما يعنينا وهذا ما نتعب لأجله. حتى أنّ الامتحانات الرسميّة تصير همًا جماعيًا للعائلة. وبينما يقوم المسلحون بدورهم في المشاكل، ففي زمن الامتحانات،  يجتمع أساتذة آل المقداد كلّهم ليعطوا دروسًا خصوصيّة لتلاميذ العشيرة".

 

إلى عدنان منصور: سقط النظام، أو كاد، إذًا فلّ.

عماد موسى/لبنان الان

قبل شهر، وتحديدًا في 26 تموز كشف وزير خارجيّة لبنان وسوريا عدنان منصور في مقابلة مع قناة "المنار" أنّ "خمسة لبنانيين قُتلوا داخل سوريا والجثث ما زالت هناك"، وذلك في محاولة "خبيثة" للإلتفاف على  طلب رئيس الجمهوريّة من منصور إبلاغ السفير السوري في بيروت الدكتور علي عبد الكريم علي إحتجاج لبنان على انتهاك الجيش السوري (النظامي) للحدود اللبنانيّة. بكل بساطة: خمسة لبنانيّين قُتلوا والفاعل مجهول. خمسة جثث عائدة لمن؟ من هم أصحابها؟ ألديهم أهل وأقارب وأشقاء وبطاقات هويّة؟ أو هم مواطنون درجة "تارسو"؟ ومن أبلغه بورقة النعي تلك؟

ألم يهتم معاليه باستردادهم والسؤال عنهم لاسترجاعهم ودفنهم وفق طقوسهم الدينيّة؟ وهل عبرت تلك الجثث عبر المصنع كما يعبر الأحياء من خلال منظّمات إنسانيّة أو لا تزال في أحد برادات المشافي في دمشق؟ شهرٌ مضى ولم يتحرّك لا رئيس ولا وزير ولا مسؤول ولا سفير ولا جهاز أمني  لكشف هويّة  قتلى لبنان الخمسة. ولم يتقدّم نائب لبناني بسؤال إلى الحكومة عبر رئاسة مجلس النواب سائلاً عن ظروف مقتلهم أو اغتيالهم؟ ما يجعل معلومة وزير الخارجيّة والمغتربين مفتقرة إلى الجديّة والإنسانيّة في آن وإلا لوجب عليه إعلان أعلى درجات الإستنفار لجلاء الحقيقة وعقد مؤتمر صحافي يكشف فيه ما توافر عن قتلى لبنانيّين سقطوا في ظروف غامضة. شهر مضى ولم تظهر أي دلائل على انتماء القتلى الخمسة إلى عشائر فاعلة وإلا لقامت القيامة وحقّقت بورصة الخطف نجاحًا منقطع النظير.

لنفترض أنّ وزير خارجيّة "الكيان الغاصب" أفيغدور ليبرمان أشار في حديث إلى وجود جثّة لمواطن إسرائيلي قُتل قبل 10 أعوام أو عشرين في إيران أو في اليمن أو في المغرب أو في أيّ بلد أفريقي أو أوروبي أو أميركي. كيف كانت لتتصرّف الحكومة الإسرائيليّة؟ ليتخيّل منصور ردّ فعل الإسرائيليّين على اكتشاف جثّة "صهيوني" في مكان ما من العالم ويتّعظ.

وكي لا يستهول معاليه المقاربة، وتنتفض مشاعره القوميّة أنصحه بأن يحذو حذو وزير الخارجيّة الأردني ناصر جودة باستدعائه سفير سوريا إلى وزارة الخارجيّة في عمان عقب سقوط 4 قذائف داخل الحدود الأردنيّة وإصابة طفلة أردنيّة. السفير السوري تخلّف بحجّة إجازة عيد الفطر فاستُدعي القائم بالأعمال السوري في عمان وأُبلغ رسالة حاسمة. ولو تعلّق الأمر  بجثث لأردنيّين في سوريا لتصرّفت الخارجيّة الأردنيّة بشكل حازم يفتقده سفيرنا الذي يشغل مكتب وزير. لا وجود جثث للبنانيّين في سوريا يحرّك دوائر قصر بسترس لجلاء الحقيقة، ولا الإنتهاك اليومي للحدود والسيادة، ولا قصف اعزاز بالطيران الحربي وفيها لبنانيّون أعزّاء ولا ما يحضّه للإستفسار عن الجهود التي قامت بها سوريا لتحرير المخطوفين اللبنانيّين من إيدي القائد  أبي ابراهيم ولا إعلان شبه موقف من تصدير اللواء علي مملوك إرهابه إلى لبنان. يتريّث منصور في استدعاء السفير علي المواظب على لقاء جاره الرئيس السابق إميل لحود، والتنقّل بخجل. فماذا يفعل منصور حيث هو؟ ليقل له أحد بكل تهذيب: سقط النظام، أو كاد، إذًا فلّ. إنما لا تغادر وحيدًا. إصطحب التسعة والعشرين معك.

 

دبلوماسي لبناني لـ"NOW": هكذا يتخلص لبنان من دبلوماسية "المندوب السامي السوري"

لبنان الآن/مرة جديدة تصل العلاقات اللبنانية السورية الى الحائط المسدود وتبلغ مأزقاً لا يمكن ألا يطرح اللبنانيون والسوريون بعده المعضلة القائمة على بساط البحث بكل صراحة وشفافية. موقع "NOW" حاور دبلوماسياً لبنانياً رفيعاً في شؤون وشجون العلاقات الدبلوماسية اللبنانية-السورية، وما لها، وما عليها وفي كيفية بناء علاقات سوية وندية مع أي نظام مقبل بعد النظام الحالي، أو في أقل تقدير في كيفية كف يد النظام الحالي، في أفضل الطرق. يشرح الدبلوماسي أن "النظام السوري مع أقرب حلفائه هو الذي تسبب بالمأزق الراهن مع أن المسؤولين اللبنانيين متحالفون مع دمشق أو أقله لا يمكن تصنيفهم في خانة أخرى". ويقول إن "حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تعكس كل التناقضات من هذه الزاوية بدءاً من مواقف التيار الوطني الحر وأمل وحزب الله وصولاً إلى الحزب الاشتراكي وبينهم ميقاتي". كما يعتبر أن "الظاهرة الابرز في الفترة الأخيرة، هي مسيرة وزير الخارجية عدنان منصور من الازمة السورية ومواقفه في المحافل العربية والدولية التي تتناقض كلياً مع مفهوم النأي بالنفس الذي يتناقض بدوره ومن الاساس مع رسالة لبنان ومصالحه الاستراتيجية". والى جانب ممارسات النظام السوري بحق لبنان والشكوك الكبرى بتورطه في مسلسل الجريمة السياسية، يرى الدبلوماسي أن تجربة الحوار السوري السعودي والمرونة في التعاطي مع السوريين قدمتا العبرة من أن لا جدوى من أي ايجابية في التفاعل مع نظريات التقارب مع حكام دمشق. فقد ثبت أن السوريين يريدون دائماً أن يحصلوا على كل شيء، ولا يقدمون أي أمر وإن أقل من الحد الأدنى، وهم سيستمرون في التخوين والبطش بالآخرين في أول فرصة ستسنح لهم.

ويشير الدبلوماسي الى أن نمط التعاطي السوري مع لبنان يبرز بكل وضوح نية المسؤولين السوريين بالسيطرة والهيمنة. فهم غير مستعدين على الاطلاق أن يتنازلوا قيد انملة عما يخططون له إلا ما يضطرون إلى القيام به. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الانسحاب العسكري السوري عام 2005 والتبادل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق حيث يجمع المراقبون على أن النظام السوري عمل بكل قواه ليبقي على نفوذه في لبنان بعد انسحاب جيشه على قاعدة الخروج من الباب والعودة من النافذة.

أما "المندوب السامي السوري" علي عبد الكريم علي، كما يسميه الدبلوماسي، "فهو مثال فاقع على رفض السوريين الاعتراف باستقلال لبنان والاقرار بأن للبنانيين دولتهم وحقهم في تقرير مصيرهم. فالسفير علي يتدخل في الشاردة والواردة ويوزع التهم ويأمر من يوالونه وخصوصاً في وزارة الخارجية ويمارس دور عنجر من مقر السفارة السورية وقد وصل به الأمر الى حد التطاول على الدولة ورئاستها".

ويستغرب الدبلوماسي أن يكون علي بهذه الحمية وبهذا النشاط فيما يعيش السفير اللبناني في سوريا في الظلام الدامس.

ويرى الدبلوماسي أن النظام السوري "انكشف تماماً بعد القاء القبض على ميشال سماحه متورطاً في العبوات والتحريض على القتل والفتنة واشعال الحرب الاهلية بأمر سوري مباشر، وهو ما يقتضي في أقل تقدير قطع العلاقات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق". ويؤكد أن "الأمثلة المعبرة عن  المنحى السوري السيئ في التعاطي الرسمي مع لبنان لا تعد ولا تحصى، وهي بادية للعيان في معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق وفي كل الاتفاقات والبروتوكولات اللاحقة بين البلدين بعد اتفاق الطائف وعصر الاحتلال السوري حتى الامس القريب".

ويشير إلى "أن تصحيح العلاقات اللبنانية-السورية ينطلق من تنفيذ جملة معايير في طليعتها أن تكون الدولة اللبنانية حرة سيدة قرارها حين توقع على أي معاهدة مع دمشق أو مع سواها من الدول وأن تنبع أي اتفاقية من القاعدة التي تحقق اكثر ما يمكن من مصالح للشعب اللبناني". ويلفت الى أن النظام السوري كان احكم قبضته على لبنان وأنشأ سلطة موالية لاحتلاله حين الزم لبنان بمعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق وبكل ما تفرع عنها بالاكراه وبموجب النفوذ الذي مارسه السوريون وحلفاؤهم اللبنانيون.

ويضيف  الدبلوماسي ان اقامة افضل العلاقات اللبنانية السورية تحتم ازالة ما فرض بالاكراه وفي ظل الاحتلال على مختلف المستويات تمهيداً لاتفاق السلطات الشرعية في بيروت ودمشق على الرؤية الاكثر ملاءمة لترسى عليها العلاقات الثنائية مستقبلاً. ويؤكد هذا الدبلوماسي ان تصويب المسار من هذا القبيل لا يكتمل الا بنهج سوري سليم ينطلق من استعداد اي حكم سوري عتيد للاقرار الفعلي والنهائي باستقلال لبنان وسيادته لتبنى العلاقات بين الدولتين على هذا الاساس.

ويرى أن وصول المسؤولين السوريين إلى قناعة فعلية مماثلة هي الاساس والقاعدة الصلبة بغض النظر عما ستقدم عليه الدولتان اللبنانية والسورية من تغيير في اطار العلاقات الثنائية وما ستستحدثانه من هذا القبيل ... وإلا فإن تجارب الماضي ستتكرر على هذا الصعيد.

 

رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي: عشرة آلاف كلداني في لبنان ينتظرون الرحيل والكنيسة والاحزاب المسيحية رفضت توطيننا

رونا كيّال/لبنان الآن

كشف رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي لـ"NOW" أن "هناك أكثر من 2000 عائلة كلدانية في لبنان موزعة في مناطق مسيحية كزحلة خاصةً وسد البوشرية والجديدة والروضة وهم تقريباً فوق الـ10 آلاف شخص، ينتظرون الأمم المتحدة لتوطنهم في بلاد أخرى فهم لا يريدون البقاء في لبنان".

وتمنى قصارجي "لو يتم توطين الكلدان في لبنان كما حصل مع الأرمن. ولكن للأسف لم يكن هذا المشروع جديًا من قبل الكنيسة وبخاصة المارونية المتمثلة بالبطريرك بشارة الراعي". وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة متقدمة وقررنا أن نأخذ أرضاً في البقاع مساحتها 300 ألف متر ونوطن الكلدان العراقيين لكن المعارضة كانت من الموارنة، وقال لي البطريرك نصر الله بطرس صفير حينها: "ستصبحون أكثر منا"، في وقتٍ ينادي المسيحيون في لبنان بالتوازن عبر مشروع التجنيس لأن المسلمين عددهم أكثر من المسيحيين". وقال إن "كل الأحزاب المسيحية "من كبيرها إلى صغيرها" لم تقبل مشروع التوطين ولم تأخذه بشكلٍ جدي". ويشير قصارجي إلى أن "أعداداً كبيرة من الكلدان المهجرين تأتي من سوريا إلى لبنان وأقاربي في الشام يحضّرون أوراقهم للذهاب إلى أميركا ويقفلون محالهم وأرزاقهم ويهاجرون". ويتابع: "الربيع العربي لم يفدنا كمسيحيين ولا بأي شكل، ففي العراق مثلاً وقع مليون ونصف قتيل. ولهذا السبب أنا ضد الربيع العربي بالمطلق".

ورأى قصارجي أن "فترة الـ40 سنة الماضية أيام حافظ وبشار الأسد، عاش المسيحيون في سوريا بهدوء. وأرفض أن أعيش في منطقة أكون فيها محميًا من المسلمين، مضيفًا: "في سوريا كان المسيحيون يعيشون بكرامتهم تجاراً وكتاباً وسياسيين، أما الآن فهم يُضربون، وهناك مؤسسات وأحزاب وتيارات سياسية تحاول ضربهم".

وأردف أن "الدول الغربية  اعطت الضوء الأخضر للأخوان المسلمين، فلقد أعطوهم قيمة "ليحركشوهم" بين بعضهم لتبقى المنطقة العربية مشتعلة والمستفيد الأول إسرائيل"، متابعًا: "أنا مبدأي المواطنة ولا أدخل في تفاصيل كأنّ الأسد يحمي المسيحيين أو المعارضة تفعل ذلك".

وقصارجي الذي اعتبر أن "هناك مخططًا لتهجير المسيحيين من العراق ولبنان وسوريا وفلسطين والشرق عامةً"، أشار إلى "حالة من التهجير البطيء والاستنزاف، يتعرّض لها مسيحيو الشرق". وقال: "على صعيد الكنيسة لسنا منظمين والكلام كثير"، وأضاف: "لم نحبذ يومًا أن يترك المسيحيون أرضهم ويلجأوا الى بلدان أخرى، لكن للأسف الشديد الأوضاع في الشرق غير مستقرة.

وختم قصارجي متوجهًا إلى الكلدان في الشرق بالقول: "أصمدوا، ونحن لا ندعوكم للمشاركة في الثورات العربية وفي نفس الوقت ندعوكم لتختاروا خياراتكم كما تريدون، ونحن لم يكن لدينا سلاح بل تجارة وفكر وثقافة"، معتبرًا أنه "لن يأتي ذلك اليوم الذي سيرجع فيه الكلدان إلى العراق". 

 

السيناريوهات المرعبة!

حسين شبكشي (الشرق الاوسط)

يدور حديث لا ينقطع منذ اندلاع أحداث الثورة السورية، وهو أن ما يحدث على أرض الشام مقدمة لمواجهة إقليمية حادة قد تتسبب في وقوع حرب عالمية ثالثة كبرى، وخصوصا أن الدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن منقسمة وبشكل كبير بين مؤيد للنظام السوري الدموي، وتحديدا روسيا والصين، ومؤيد للثوار؛ فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. ومع إطالة مدة الثورة السورية بانتشارها وزيادة قوتها يستمر تضعضع النظام السوري، ويبقى «المراهنون» على حرب عالمية كبرى على وهم يتهاوى أمام أعينهم.

ولكن السؤال يبقى قائما ومشروعا عن إمكانية دخول المنطقة العربية في حروب من النوع «الكبير»، هناك كثير من السيناريوهات المطروحة الآن لتأجيج المنطقة وإدخالها في دوامة من الخطر. ولعل الحديث المتواصل عن «ضربة قوية» ضد المنشآت النووية الإيرانية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة هو الأكثر تداولا وإمكانية، وكثرة التصورات والاحتمالات المنقولة عن ذلك تبقي الموضوع قائما في دائرة الممكن والمحتمل. ولكن إسرائيل تبقى عنصر خراب وقلق لا ينقطعان، فالحديث قائم بحقها، وأنها قد تنتهز فرصة تداعي نظام الأسد في سوريا، وذلك بتوجيه ضربة مركزة ضد لبنان، وتحديدا لأهداف حزب الله هناك، الذي من المفترض أن يكون قد تأثر بشكل سلبي وملحوظ من فقدانه لدعم نظام الأسد.

ومن جهة أخرى، لا يمكن التقليل من «تهديدات» إسرائيل المتواصلة ضد الحكومة المصرية وإنذارها بحماية حدودها، وأنها سوف تقوم بعمل ذلك بنفسها، إذا استمر «التقاعس» المصري في القيام بهذه المهمة، وهي لغة فيها كثير من العجرفة والجدية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، إذ إن إسرائيل تدرك تماما أن مصر بمعاهدتها للسلام معها لا تستطيع نشر المعدات اللازمة ولا العدد الكافي من القوات البشرية لتأمين الحدود، وهو ما أدى إلى استغلال «مجاميع مجهولة» من الإرهابيين غير معلوم مصدرهم للآن؛ سواء أكان من قطاع غزة أو من إسرائيل نفسها، فقطعا هناك مسؤولية «أخرى» يجب أن يتحملها طرف آخر مع الحكومة المصرية، وهي المسألة التي ستكشفها التحقيقات التي تجريها الحكومة المصرية بأجهزتها المختلفة وهي تقوم في الوقت نفسه بأكبر عملية عسكرية في شبه جزيرة سيناء لملاحقة المجاميع الإرهابية المختبئة فيها.

وهناك أيضا الحديث القديم المتجدد عن حروب المياه، وهي حروب ذات أبطال كثر مرشحين لها، فهناك مصر والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وأوغندا وتركيا والعراق وسوريا وإسرائيل ولبنان والأردن، كل له حاجة، وكل له حجته، وكل يعد عدته، ولكن مع الوضع القائم، ومع الازدياد المهول في أعداد السكان، وبالتالي الاستهلاك والاحتياج الكبير، سيكون الوضع بحاجة لأن يحدث «تغيير» على أرض الواقع، لإعادة رسم الحصص التي يحصل عليها كل طرف من منسوب الأنهار والمياه الجوفية في أراضيه والمصادر المشتركة للمياه. وهي جميعها سيناريوهات رعب، ولكن يجب أخذها على نحو عال من الجدية والتحوط. هذا كله مع عدم إغفال فزاعات الخلافات الطائفية والمنازعات الإثنية والدينية، وهي كثيرة على أراض ودول مختلفة، وجميعها أشبه بقنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، وشظاياها فتاكة ومدمرة ستصيب المنطقة بأسرها، وضررها مهول وحارق ومدمر.

سيناريوهات الحرب المختلفة كثيرة، وأسبابها موجودة، ويبقى الرهان على التحوط والتدبر والحكمة، فذلك كفيل بأن يكون سدا واقيا لخطر عظيم.

 

إذاً القصة عند "حزب الله"، فهل من مجيب؟!.

المستقبل اليوم/نداء الرئيس نبيه بري "للعقل في لحظة الجنون"، مؤثر ومطلوب في زمن سقوط الدولة. مع الموافقة الشديدة على مواقف الرئيس بري الوطنية، لا يمكن إلا القول "هذا ما جنته أياديكم".

فليسمح الرئيس بري، في موازاة التعاطف مع ندائه، بتوضيح الواضح. الحكومة يرعاها "حزب الله"، والسلاح سلاح "حزب الله"، والمناطق العصيّة على الدولة تحت سيطرة "حزب الله".. وعليه "إعقلوا وتوكّلوا" وتبصّروا في ما يمكن فعله. أكثر ما يُفهم من نداء بري، أنه يضع المسؤولية عند "حزب الله"، لأن اللبنانيين يعلمون جيداً أنه ليس هو من يسيطر عسكرياً على الضاحية الجنوبية، وليس هو مرجعية الخطف والتبادل والمقايضة.إذاً القصة عند "حزب الله"، فهل من مجيب؟!.

 

بري في "نداء للعقل في لحظة الجنون": لا حاضن سوى الدولة رغم القصور والتقصير

المستقبل/اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في "نداء للعقل في لحظة الجنون"، ان لا حاضن للجميع سوى الدولة على رغم القصور والتقصير. وقال: "أي مشهد وطني هذا الذي نتطلع اليه ويتطلع العالم اليه؟ خطف وقنص وقطع للطرق ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟ من يغطي ما يجري؟ من الذي يريد للبنان كل هذا الشر؟". وأشار الى "غياب للمسؤولية السياسية ولدور المرجعيات والاحزاب والقوى إزاء ما يحصل، وتقسيم وتقاسم للادوار والشوارع والمناطق في وطن أصغر من أن يقسم"، متسائلاً "ترى هل تحول الوطن الى رقعة للطوائف والمذاهب والجهات والفئات المتقاطعة؟ ألا نعلم أن من خطف أبناءنا أثناء عودتهم، أو في دمشق، إنما يريد خطف لبنان؟ كل يريد لبنان ساحة له، وبالتالي أين مساحتنا وساحتنا كلبنانيين؟ ام اننا ننسج مجلس "لوياجيرغا" اقتباساً من التجربة الافغانية؟". أضاف: "أيها اللبنانيون، اتقوا الله في هذا الوطن، احموه منكم. نقول ليس من حاضن للجميع سوى الدولة رغم القصور والتقصير. ترى هل ينفع في لحظة الجنون وجعل الوطن صندوقاً للفرجة على عصفورية التعايش بالنار، هذا النداء للعقل...وليس لـ "لوياجيرغا"؟".

 

"النأي" لا يستقيم في اللغة والجغرافيا والسياسة.. والمطلوب "الدرء"

وسام سعادة/المستقبل

ليسَ هناك ما هو أكثر ابتذالاً من مقولة "النأي بلبنان عمّا يجري في سوريا". ولو أنّ المروّجين لمصطلح "النأي"، أو المنزعجين منه، فكّروا لحظة في الوقوف على كنهه في "لسان العرب" لإبن منظور لاتضحت عندهم حقيقة الأمر. فالنأي، في اللغة، يعني "البُعد"، ونأى يعني بعد، ونأوت بعدت والمنتأى هو الموضع البعد. وفي شعر الحطيئة، "وهند أتى من دونها النأي والبُعد". وكلّ هذا لا يمكن أن ينطبق على سوريا. فأقلّ ما يقال فيها أنّها ليست بعيدة، وحتى لو افترضنا ضرورة انتهاج سياسة الحياد فهذه لا تكون باصطناع البعد، لأنّه أمر مستحيل، ويزيده استحالة الواقع التاريخيّ، الذي يجعل سوريا أقرب إلى لبنان بعد نكبة فلسطين، نظراً لأن الحدود الجنوبية ما عادت حدوداً بالمعنى الحديث للكلمة، بل "جبهة دائمة" بأشكال متعدّدة، تتنقل بين أزمنة "الاحتراب" و"الهدنة" و"الاحتلال" و"التحرير".

ولو فتّش المعنيّون في "لسان العرب"، لربّما استوقفهم مصطلح بديل، هذا ان كان حسّهم الوطنيّ سليماً، وما يريدونه هو حماية الكيان اللبنانيّ الهشّ بالفعل من اهتزازات جديدة على خلفية الأزمة السوريّة، مع الأخذ بعين الإعتبار أنّ اللبنانيين سينقسمون بطبيعة الحال حول طبيعة تشخيصهم لهذه الأزمة، وحول نظرتهم لمسارها ومآلها.

هذا المصطلح البديل هو مصطلح "الدرء"، ويعني "الدفع"، ويبدو مصطلحاً ثميناً كونه يؤمّن في وقت واحد التداعي إلى حدّ أدنى من الإجماع الوطني على "درء التداعيات السلبية" للأزمة السوريّة، وهو ما يعني ضمناً درء أي تدخّل سوريّ من أي جهة أتى بالشأن اللبنانيّ، دون أن يعني وقوعاً في أحابيل "النأي"، أي في توهّم "بعد" غير ممكن اطلاقاً بين ما يجري في سوريا، وبين الواقع اللبناني. كما أنّه، مصطلح يدعو إلى الفعل الدفاعي، وليس فقط إلى استقالة الدولة من مهامها السيادية، ومن واجباتها الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يجري في محيطها.

وفي الحديث الشريف "ادرءوا الحدود بالشبهات"، أي ادفعوا. وفيه: "اللهم اني ادرأ بك في نحورهم"، أي أدفع بك لتكفيني أمرهم.

أما في تاريخ الفكر العربي، فهناك طبعاً اشكالية "درء تعارض العقل والنقل"، أي رفع التناقض بينهما، بدلاً من توهّم أنّه تناقض جوهريّ ولا فكاك منه، وبدلاً من ايثار أحدهما على الآخر، وبدلاً من النأي بالنفس عنهما. وهذا تماماً، ما هو مطلوب، في السياسة اللبنانية تجاه سوريا: درء التعارض بين الواجب الأخلاقيّ للبنان وبين واجب حماية لبنان من التداعيات السلبية للأزمة في البلد المحيط.

فالواجب الأخلاقي لا يمكنه أن يقتصر فقط على استقبال اللاجئين أو حمايتهم، بل ينبغي أن يكون قادراً على عدم الإنعزال عن الإجماع العربي والدوليّ المحقّق حول المسؤولية الأساسية التي يتحمّلها "الحلّ الأمنيّ" الذي لجأ اليه النظام السوريّ لجهة هذه الكارثة الإنسانية

أمّا حماية لبنان من التداعيات السلبية فيكون بالدرجة الأولى برفض مساعي النظام، الميئوسة حالته في آخر الأمر، من تصدير أزمته، وتصدير وقائع احتضاره الدمويّ إلى لبنان، ولا يكون باستهداف مواقف رئيس الجمهورية الشجاعة، لكن التي يفترض في أي بلد آخر أن تكون بحكم البديهية، حيال تدخّل أمنيّ إرهابيّ مفضوح يرعاه رأس النظام السوريّ ضدّ لبنان واستقراره.

"النأي" لا يستقيم لا باللغة، ولا في تشخيص واقع الصلة بين لبنان وسوريا، ولا في بلورة السياسة الرسمية الممكنة للبنان حيال الأزمة السوريّة بأبعادها كافة: ثورة، قمع دمويّ فظيع، كارثة انسانية، حرب أهلية.  أمّا "الدرء" فيستقيم لغة، وتشخيصاً، وكان يمكن حتى أن يفرز أرضية حدّ أدنى من الإجماع الوطنيّ اللبنانيّ لـ"درء التداعيات السلبية" للأزمة السوريّة، و"درء التعارض" بين واجب لبنان الأخلاقيّ وبين واجب حماية الكيانية الهشّة. وعلى الرّغم من أنّ مساعي النظام السوريّ التخريبية، وهو في طور انتقاله من "الإحتضار الدموي" إلى "النزاع الأخير"، قد بدأت تتوسّع في "بنك أهدافها"، مصدومة بالصفعة التي تلقتها من خلال القاء القبض على "الجهبذ" ميشال سماحة، إلا أنّ الحفاظ على الحدّ الأدنى من تجنيب لبنان الكارثة ما زال ممكناً. ولا يعني ذلك أنّه ينبغي توفّر هذه القناعة بشكل متساوي بين الجميع، ذلك أنّ بين الفرقاء من هو "بشّاري أكثر من بشّار" نفسه، ولا صحّة كبيرة لكل ما يروّج عكس ذلك. في الوقت نفسه، فإنّ الحركة الإستقلالية اللبنانية هي المعنية بالأمر قبل سواها، وهذا تحدّ جديد عليها إذا ما أرادت الخروج من كبوتها المزمنة: الجمع بين شعارين مركزيين في وقت واحد، "كل التضامن مع ثورة الشعب السوريّ"، و"كلّ النضال من أجل الدفاع عن السلام الأهليّ والكيان اللبنانيّ" في وجه كلّ الإرتدادات السلبية للوضع في سوريا، من أي جهة أتت.

 

إذا كانت الحكومة مخطوفة..

كارلا خطار/المستقبل

خطفت مسرحية الخطف والخطف المضاد والتبادل والمقايضة اهتمام اللبنانيين والعالم واحتارت الدول الفاعلة في كيفية إيجاد حلّ سريع.. في ظل تواصل حلقات الاختطاف بينما الحكومة "ولا على بالها"، تنام على لاجئ سوري مخطوف وتستفيق لتجد لبنان بكامله مختطف حتى إشعار آخر.

اللبنانيون يعيشون في عهد الحكومة "النائمة" في عسل "النأي بالنفس"، ويشعرون بضياع لبنان ومؤسساته واهتراء أجهزته.. وكذلك في عصر الاستنكارات والتنديد والتهديد بالاختطاف وتحدّي الدولة واستعراض قوة لا شرعية أمام عيون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتباهي على مرأى من كل العالم بالسلاح "الفالت" والمرجلة على القوى الشرعية. ربما هو مفهوم الدولة الحديثة في تعريف هذه الحكومة التي تحجز مقاعداً لها في صفّ المتفرّجين الأول بينما يطلّ الأفراد المقنّعون على شاشة ثلاثية الأبعاد بأهدافها: تهديد اللاجئين والسوريين الأحرار وترويع العرب والأجانب في لبنان فضلاً عن فرض منطق الدويلة على الدولة اللبنانية والعبث بالسلم الأهلي.

خطف هنا واشتباكات هناك، وسط غياب تام للدولة ـ فالحكومة "تنام على أذنها" ـ لا تخرقه إلا مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان المنددة بالاختطاف وطلب استنابات قضائية بحقّ من ارتكب جرائم الخطف وقطع الطرق، تأييداً من داعمي فكرة بناء الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وحماية القاطنين فيه والابتعاد عن بث الذعر في نفوس اللبنانيين..

"بالنسبة إلينا الحكومة غير موجودة" يقول عضو اللقاء "الديموقراطي" النائب أنطوان سعد ويعيد "حكومة ما في"، يتابع "إنطلاقاً من هنا الدولة فقدت هيبتها وما يحدث أن عشيرة آل المقداد تشكل غطاء لـ"حزب الله" بخلاف ما قاله الأمين العام للحزب عن أن حزبه وحركة "أمل" لا علاقة لهما بالعشيرة." ويؤكد أنه "لولا وجود الحزب ودعمه لما كان بإمكان الجناح العسكري للعشيرة أن يقوم بعمليات خطف يومية".

ورأى سعد أن "الدولة لا تعرف كيف ستتحرك"، ناصحاً رئيس الحكومة "باستخدام سلطة الجيش والقوى الأمنية القادرة وحدها أن تسيطر على الأراضي اللبنانية، والجيش موجود في لبنان لهذه الظروف والمهمات". وعلّق على ما حصل في طرابلس من انسحاب للجيش قائلاً "الأمن بالتراضي لا يبسط أمن الدولة، فقد فقدت الدولة اللبنانية مصداقيتها ولم تعد ممسوكة كما يجب من قبل الأمن".

من جهته، يؤيد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني رأي سعد ويقول "موقف فخامة الرئيس مما جرى في الأيام الأخيرة، وإن تأخر يومين، وطني ومتقدّم، وبالتالي يرتقي الى المطلوب، بينما الكلام نفسه لم يصدر حتى الآن عن الحكومة". وأضاف "كان المطلوب أن تجتمع الحكومة بصورة استثنائية وأن تتخذ قرارا مشابهاً".

وأشار قباني الى أنه "لا يمكن للأمور أن تجري بهذه الخطورة من حيث الخطف التلفزيوني المعلن والكلام عن اتهامات توجّه الى أبرياء والتباهي بالقدرة غير المحدودة على الوصول على أبرياء من جنسيات مختلفة من سوريا بالدرجة الأولى وأتراك وعرب".

وشدّد قباني على أنه من "الضروري أن تجتمع الحكومة فوراً لإعلان حالة طوارئ وتكثيف الجيش وقوى الأمن والتصدّي الفوري لما يجري، وقبل ذلك الإيعاز الى النيابات العامة بالتحرك". ووصف المشهد في الأيام السابقة "بالغريب والخطر جداً، وبالتالي كانت البلاد بلا دولة، والدولة عادة يُقصد بها الحكومة وأجهزتها الأمنية والقضائية". وختم قباني "هذه الصورة المريعة لا تدعو الى الإطمئنان أبداً".

 

نواب"المستقبل: الاستنابات السورية أكاذيب مكشوفة  ونرفض إنشاء مجلس عسكري للسنّة ونحذر من الانجرار إلى الفتنة

المستقبل/أجمعت مواقف نواب كتلة "المستقبل" أمس، على رفض فكرة إنشاء "مجلس عسكري لأهل السنة"، مشددة على وجوب "عدم الإنجرار خلف هذا الاجراء لأنه يخدم النظام السوري عبر تبرير حالات كحالة آل المقداد". ورأت ان الجناح المسلّح لآل المقداد هو القناع الجديد لـ "حزب الله" والنظام السوري لمحاولة تخريب لبنان، واصفة ما تردد عن مذكرات ملاحقة تعدها السلطات السورية، بأنها "ألاعيب للنظام السوري وأكاذيب باتت مكشوفة داخل سوريا وفي لبنان وأمام العالم أجمع".

فتفت

رأى عضو الكتلة النائب أحمد فتفت، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أن فكرة إنشاء مجلس عسكري للسنة في طرابلس "مرفوضة من الجميع وهي أمر ليس وارداً ولا أحد يقبل الانجرار الى فتنة من هذا المستوى". واعتبر أن "هناك نية لإبقاء طرابلس مدينة في حالة توتر كبيرة لتطبيق كلام الرئيس السوري بشار الأسد أنه في حال اشتعلت سوريا فإن المنطقة بأكملها ستشتعل"، مشيراً إلى أنه لم يفاجأ بما يحصل في طرابلس لأن تصريحات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله جعلته ينتظر ذلك.

وأعرب عن اعتقاده أن الاستنابات السورية بحق نواب لبنانيين في حال صدرت "هي قصة سخيفة، ونحن لا نأخذها بجديّة، فهم يعملون على إصدار مذكرات كهذه بعد إتهام رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك بتحضير تفجيرات في لبنان بالتسيق مع الوزير السابق ميشال سماحة، وهي إجراء سياسي"، مشيراً الى أن النظام السوري "يقوم بأي شيء لإشاحة النظر عما يقوم به في سوريا".

ضاهر

علق عضو الكتلة النائب خالد ضاهر، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، على المعلومات التي تردّدت عن مذكرات ملاحقة بحق مسؤولين ونواب في "المستقبل"، بالقول: "فزّعونا". ولفت الى ان "ألاعيب النظام السوري أكاذيب باتت مكشوفة داخل سوريا وفي لبنان وأمام العالم أجمع"، معتبراً ان "النظام السوري فقد صدقيته منذ فترة طويلة، وأصبح في أواخر أيامه. فالثورة السورية أسقطته فعلياً، وباتت تسيطر على غالبية الأرض، أما النظام فلا وجود له إلا على ظهر الدبابات وفي الطائرات".

وأبدى ارتياحه الى موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي "يعبّر عن سيادة وطنية". وقال: "إذا كان رئيس الجمهورية يستغرب عدم الاتصال به، فهذا يعني ان النظام السوري لا يعتبر لبنان دولة بل مزرعة كانت تنفذ فيه الأوامر السورية، أما الآن فيبدو ان السلطات اللبنانية لم ترّد على ضغوط الأسد لجهة طلب إطلاق سراح سماحة، وهذا يعود الى تساقط أوراق النظام السوري".

وأكد ان "الجميع في لبنان بات يدرك ان هذا النظام لم تعد له أظافر حقيقية تؤذي اللبنانيين وبالتالي فقد كل قدرة على التخريب". واوضح ان "الجناح المسلّح لآل المقداد هو القناع الجديد لحزب الله والنظام السوري لمحاولة تخريب لبنان"، رافضاً "السلاح غير الشرعي في كل المناطق".

وقال: "اننا نريد الدولة وسلاحها فقط، ولكن إذا كان حزب الله يريد أخذ البلد الى حرب طائفية، وهو يبدو مصراً على ذلك، من خلال كلام حسن نصرالله الأخير الذي حمل تهديداً للبنانيين بحيث أعلن انه لا يمون على هذا السلاح المنتشر، ما يعني ان نصرالله يقول لنا انتظروا ان يفتك هذا السلاح بكم، وبالتالي هذا الامر ولّد ردود فعل عند اللبنانيين جميعاً مسلمين ومسيحيين". وطالب الدولة بأن "تحزم أمرها"، والجيش اللبناني بأن "يحمي الناس ويمنع هذه التعديات لأن ذلك من بديهيات قيام الدولة"، محمّلاً السلاح غير الشرعي لـ "حزب الله" والنظام السوري مسؤولية كل التداعيات في لبنان. ورفض "من حيث المبدأ قيام كيانات مسلحة، ولكن في النتيجة إذا كان حزب الله قد أخذ القرار بالحرب الأهلية في لبنان، فهو يتحمّل كل هذه النتائج، وهو سبب كل ردود الفعل التي تحصل هنا وهناك".

الجراح

اشار عضو الكتلة النائب جمال الجراح، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، الى "وجود قرار سوري واضح بتفجير الأوضاع في لبنان وإستعمال أدوات مختلفة في هذه الخطة الشيطانية"، لافتاً الى ان "المخطط السوري وبعدما فشل في تفجير الشمال عبر الوزير السابق ميشال سماحة ومتفجراته، لجأ الى ما يسمى بالمجلس العسكري لآل المقداد والذي يحظى بتغطية واضحة من قوى الأمر الواقع في الضاحية الجنوبية".

وأكد رفضه لما يحكى عن تشكيل "مجلس عسكري لأهل السنة"، مشدداً على وجوب "عدم الإنجرار خلف هذا الأجراء لأنه يخدم النظام السوري عبر تبرير حالات كحالة آل المقداد".

منيمنة

اعتبر الوزير السابق حسن منيمنة، في حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، أن اصدار القضاء السوري مذكرات ملاحقة واستجواب بحق بعض الشخصيات اللبنانية "محاولة للرد على لبنان باتهام مسؤول الأمن القومي السوري علي مملوك وتورطه مع ميشال سماحة في مخططات تفجير الساحة اللبنانية"، واصفاً الخطوة بـ "الملفقة، وتأتي في سياق الرد أيضا على مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة إن من المخطط السوري تجاه لبنان أو من الاستراتيجية الدفاعية".

واوضح ان "إنشاء مجلس عسكري لأهل السنّة أمر متوقع في ظل ظهور العشائر المسلحة، لكنه مرفوض"، معتبرا أن تلك الدعوات تدخل في إطار "خدمة المشروع الذي يريد إغراق لبنان بالفتنة، والرهان يبقى دائماً على الدولة".

علوش

لاحظ عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3"، أنه "على الرغم من إعطاء القيادات السياسية الطرابلسية الضوء الأخضر للجيش اللبناني للضرب بيد من حديد لكنه لم يتمكّن من السيطرة على الأوضاع بالكامل لأن السبيل الوحيد لوقف هذا المسلسل المتكرر هو سحب السلاح من الجميع". ورأى أن ما يحصل في طرابلس "هو جزء من صورة التوتر القائم في منطقة جبل محسن وباب التبانة الذي يتفجّر من وقت الى آخر".

 

الوزير السابق ميشال اده تسلم من الراعي أعلى وسام بابوي في بكركي

إده: الموارنة أساس في وطن العيش المشترك

المستقبل/تسلم رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، من البطريرك الماروني بشارة الراعي، أعلى وسام بابوي من رتبة الصليب الكبير في جوقة القديس غريغوريوس، الذي منحه إياه البابا بنديكتوس السادس. وذلك خلال حفل اقيم للمناسبة في الصرح البطريركي في بكركي أمس، في حضور السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، ممثلا البابا، راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، الذي أشاد بـ"الدور الذي لعبه ولا يزال الوزير اده على الصعد الوطنية والانسانية". وأشار الى أن "شهرة اده تجاوزت حدود بلاده الى اقطار اخرى عديدة في الشرق والغرب، بفضل ما حمله من انسانية وحب العدالة وقيم اخلاقية ونشر للسلام وسط الشعوب".

إده

وبعد أن تلا السفير كاتشيا باسم البابا البراءة البابوية للوسام، وعدد الحمائد التي يتحلى بها المحتفى به، والتي أوجبت منحه الوسام، شكر الوزير إده الحبر الاعظم والبطريرك الراعي على منحه وتقليده الوسام.

وقال: "يشرفني، وأعتز بتسلمي هذا الصليب الاكبر للقديس غريغوريورس الكبير، بحضوركم جميعا أيها الاعزاء وبمشاركتكم إياي اعتبار الصليب اسما للحياة، بمعرفتها وبعيشها على الارض كما في السماء". ولفت الى ان "المدرسة المارونية في روما هي تجذر وانفتاح، والمجمع اللبناني الماروني الاول عام 1763 تجذر وانفتاح، والمطبعة الاولى في هذا الشرق التي حملها المطران سركيس الرزي على كاهله من روما الى دير مار انطونيوس قزحيا في وادي قنوبين المقدس تجذر وانفتاح، لتبزغ تباشير النهضة الحديثة التي انطلقت من لبنان، لتحدث نهضة عربية عامة، مهد لها هذان التجذر والانفتاح ذاتهما، وكل هذه السلسلة المباركة المتواصلة من القديسين والطوباويين الموارنة، تجذر وانفتاح، كنيسة مارونية كاثوليكية صخرة راسخة، لأنه لم يفتها سر التجسد والتجدد، لم تشأ خيرها استئثارا لابنائها وحسب، بل لجميع الجميع في محيطها وبيئتها في آن، وعلى السواء، انها دائما العظة فوق الجبل، التي الهمت الموارنة ان يكونوا اساسا ولبنة صيغة مجتمعية فريدة، تقوم على التنوع الديني، وان يكونوا حجر الزاوية في بناء لبنان، وطنا متميزا على اساس العيش المشترك الواحد، وطنا رائدا في ازالة المسافات بين الاديان، بل في جعله موئل حوار معاشا في ما بين معتنقيها جميعهم".

أضاف: "وإن بدا مشهد لبنان معتما، مغما في هذه الايام، فهذا طارىء الى زوال، ونحن أهل رجاء لم يخب أبدا، كنيسة ومجتمعا وكيانا ووطنا، امتحان صيغتنا وايماننا، وهذه الارض سوف تظل جميلة مفضلة راسخة واحدة، لمن يقف حياته على المحبة، على العدالة، للحريص ابدا على الا يصاب في روحه المسيحي".

وختم "أتمنى أن يختزن شكري العميق للحبر الاعظم، وللبطريرك الراعي، وللكاردينال نصر الله صفير، والمطران بولس مطر، على هذا الصليب الذي مُنحته، والذي أعتبره دعوة لي الى التأمل أكثر فأكثر، والى المزيد من تنقية ايماني المسيحي الماروني بالمزيد من المحبة، مسددة خطاي نحو النور المخلص".

الراعي

من جهته أعرب البطريرك الراعي عن فرحه بهذا التكريم، وباللقاء الأخوي". وقال: "يسعدني بإسم الكاردينال صفير، وكل المطارنة أن أهنئ الوزير اده لنيله الوسام البابوي، شاكرين من كانوا في أساس هذا الطلب، وهما المطران مطر، والسفير كاتشيا". واعتبر انه "لو طلب من اللبنانيين إبداء رأيهم في الموضوع، لكانوا أجمعوا على توقيع طلب منح الوزير إده هذا الوسام".

أضاف: "أنت تعلم كم يحبك الشعب اللبناني يا معالي الوزير ويقدرك، وهذا الوسام الذي منح لك، أعطي للشعب اللبناني بكامله". ورأى أن "هذه المناسبة تمت قبل زيارة البابا الى لبنان، للاشارة الى نوعية الشعب اللبناني الذي يريدها في هذا الوطن، وأنتم من هذه النوعية".

ولفت الى أن "مجتمعنا يتراجع بشكل لافت، وبدأنا نشعر بأن وجهنا يتبدل في لبنان، وكذلك هويتنا، وأن ما نراه اليوم ليس لبنان ولا شعب لبنان، لا قيمه ولا تقاليده". وتمنى أن "يكون ميشال اده على مستوى هذا الوسام، وأن نكون نحن على مستوى هذا الوسام، وأن نكون قد أعطينا للكنيسة وللكرسي الرسولي وللبابا أجمل صورة عن المجتمع اللبناني".

وشكر السفير كاتشيا على "حضوره ودعمه لهذا الطلب"، متمنيا "أن يمنحنا البابا من خلال زيارته للبنان دفعا جديدا لعيش حقيقتنا اللبنانية المسيحية على طريقة ميشال إده".

 

حزب البعث السوري يتشقق وينشق

داود البصري/السياسة

متغيرات ومفاجآت الثورة السورية افرزت وقائع ميدانية غاية في الغرابة والتعقيد, وتعبر عن الهشاشة التكوينية للنظام السوري المجرم الذي يواجه اليوم معركة تقرير مصيره النهائي بيد شعبه الحر الشجاع الذي فجر ثورة شعبية هائلة هي بمثابة الام لكل ثورات الشرق القديم, حيث سرعان ماتبينت الهشاشة التكوينية لبنية النظام العامة رغم مظاهر الرعب الاستخبارية والعسكرية التي يحيط نفسه بها ويحاول من خلال الاستعمال المفرط للقوة واسلوب ارهاب الدولة الشامل اخفاء معالم التفكك والانهيار في بنيته العامة, ولعل توسع ظاهرة الانشقاقات ووصولها الى درجات مرعبة وحساسة وتصيب النظام في مقتل قد شملت ايضا المنظومة الحزبية البعثية التي هي الشاهد الصامت على الاحداث في ظل تراجع دور حزب البعث العربي الاشتراكي, القائد نظريا للدولة السورية, عن ملفات ادارة الصراع الداخلي, ومواجهة الثورة الشعبية, والتي انيطت بقوات النخبة من الجيش السوري مهمة قمعها بشراسة منقطعة النظير, ولعل ما راج اخيرا عن اعتقال الامين العام المساعد للقيادة القومية للحزب الرفيق عبد الله الاحمر في عملية امنية هي اشبه بمحاولة انشقاق علنية ما يركز الضوء على طبيعة الصراعات الصامتة في الاروقة الحزبية,  فليس سرا ان حزب البعث السوري كما كان شأن خصمه اللدود البعث الراحل في العراق مجرد واجهة سلطوية براقة لسلطة تنتحل اسم الحزب وتهيمن على البلد ومقدراته من خلاله ولكن من دون وجود سطوة حقيقية للجهاز الحزبي على الوضع العام وهي القضية التي اكتشفها مبكرا مؤسس الحزب نفسه الراحل ميشال عفلق الذي لاذ بالصمت وفضل الاغتراب والرحيل بعيدا وهو يرى ان الحزب الذي اسسه لم يبق منه سوى اسمه ويافطته الاعلانية ! وهي القضية المحورية التي اكتشفها مبكرا ايضا القيادي والاديب الفلسطيني الراحل الشهيد كمال ناصر الذي عاصر الصراعات البعثية وعاين عن كثب انقلاب اللجنة العسكرية السورية بضباطها العلويين على القيادة البعثية القومية في 23 فبراير عام 1966 فاطلق صرخته الشعرية الشهيرة والتي لخصت مسيرة وتوجهات ومصير حزب البعث بقوله :          

»لم يبق للبعث عندي ما اغنيه 

  ودعته وسابقى العمر ابكيه«!  

فكانت مسيرة حزب البعث بقطريه, السوري والعراقي. مسيرة دموية واستئصالية اكلت العديد من الرؤوس القيادية واظهرت الهشاشة التنظيمية للحزب الذي تحول لمطية سلطوية يركب على ظهرها الطغاة من المتغلبين والشقاوات والبلطجية, كما فعل صدام حسين في العراق, وكذلك آل الاسد في الشام, وعبد الله الاحمر لم يعرف عنه تاريخيا سوى كونه صدى ضعيفا لارادة سيده الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي اختاره للقيادتين القومية والقطرية منذ عام 1975 وظل اسما ورقما متحركا يشارك في النشاطات البروتوكولية ويشرف على نشاطات بعض البعثيين العرب المرتبطين بالقيادة السورية, مثل فروع الحزب في العراق واليمن وموريتانيا والسودان, وهي فروع ضعيفة لم ترتق مستوياتها القيادية والميدانية لما هو مؤمل ومطلوب منها, ولم يستطع اي قيادي بعثي ان يبرز في الساحة السورية وينافس القيادة الصنمية لآل الاسد والذي ورثها بشار رغم عمره الصغير وحيث يتحكم ببعثيين كانوا في سلم المسؤولية قبل ان يولد الرئيس نفسه في مهزلة سلطوية عرف بها البعثيون, وتميزوا عبر تاريخهم القلق والدموي في الشرق الاوسط.

 النظام السوري يعيش اليوم في شبكة رعب وخوف هائلة من المفاجآت الخيانية التي يتوقعها في اي لحظة, وقد اثبتت الاحداث بأن رصيد حزب البعث السلطوي هو صفر, والحزب بأسره عبارة عن كمية مهملة, وكل الاسماء البعثية التي ظهرت سابقا تم ايداعها في متحف التجميد مثل محمد زهير مشارقة وعبد الحليم خدام وغيرهما الكثير, ولا مناص لحزب البعث السوري, إن اراد ان يغفر له الشعب خطاياه, من اتخاذ قرار الانشقاق عن النظام وسحب بساط الصفة البعثية عنه واظهاره بمظهره الحقيقي كنظام قمعي عشائري تسلطي جاء بالنصب والدجل وبانتحال الشعارات, سيذهب حزب البعث تحت اقدام المتصارعين وسيخرج من التاريخ السوري والعربي عاريا بالكامل يجر فضيحته التاريخية في كونه مطية الطغاة والقتلة, وسواء انشق عبدالله الاحمر ام لم يفعل فان حزب البعث تحول الى دمعة في التاريخ بعد ان ترك طويلا كمومياء حية.

 سيخرج البعثيون من التاريخ فجأة كما دخلوه خلسة وهم يجرجرون الويلات التي اقترفوها بحق شعبهم, انها النهاية البائسة لحزب رومانسي حلم بالوحدة والحرية والاشتراكية فلم يحقق سوى التجزئة والخراب والديكتاتورية والهيمنة الفردية القاتلة... لقد آن أوان دفن حزب البعث, فإكرام الميت دفنه....!

كاتب عراقي

 

انفجارات تستهدف العبريين في شتى بقاع الدنيا... والاتهام الأول لطهران

22 دائرة حرب الظل بين إيران وإسرائيل تزداد اتساعاً

بقلم: نيكولاس كوليش وجودي رودرن/السياسة

انفجرت قنبلة مغناطيسية بسيارة دبلوماسية في نيودلهي. وكشفت الشرطة عن مخبأ للمتفجرات في ملعب غولف بمدينة مومباسا الكينية. خمسة سياح إسرائيليين وسائق حافلة بلغارية لقوا مصرعهم في هجوم خارج المطار في مدينة بورغاس الساحلية على البحر الأسود.

هذه مجرد أمثلة قليلة عما يقول بعض مسؤولي المخابرات الإسرائيلية والأميركية أنها غيض من فيض هجوم مستمر من جانب إيران وحزب الله ضد إسرائيل وحلفائها في الخارج. لكن الروابط تبدو ضعيفة في بعض الأحيان, فالتكتيكات تتغير, والأهداف منتشرة في جميع أنحاء العالم, من القوقاز إلى جنوب شرق آسيا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط.

يقول ماثيو ليفيت, مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "هذه ليست رواية بوليسية لها بالضرورة حبكة يمكن للقراء أن يتبعوها من صفحة إلى صفحة. فكل من إيران وحزب الله يتبنى حجة إنكار معقولة".

يقول المحللون أن حرب الظل القائمة بين إسرائيل وإيران وحزب الله هي أكبر القواسم المشتركة في مناورات بين وكالة "سي أي ايه" و"الكي جي بي" ( الاستخبارات الروسية) عبر حرب باردة وحملة ضد إرهاب القاعدة متعطشة للدعاية. وهذا يمثل عودة إلى فكرة مفادها أن الهجوم الأكثر فعالية هو غالباً ذلك الهجوم الاكثر غموضا والتباسا.

يقول أندرو اكزوم, زميل مركز الأمن الأميركي الجديد" في واشنطن: "أنهم يريدون ما يكفي من الغموض لكي لا يمكن القول أنهم فعلوا ذلك, والشك يجعل من الصعب على إسرائيل أو الولايات المتحدة الرد ". وهذا الصراع السري يشير إلى عودة فنون الحرب الباردة السوداء.

اتهامات

بعد الانفجار الذي وقع في بلغاريا, نفى كل من إيران وحزب الله تورطهما بأسرع مما اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإصبع الاتهام اليهما. المخابرات الإسرائيلية لديها أدلة مثل المكالمات الهاتفية بين لبنان وبورغاس في الشهرين ما قبل التفجير, وفقا لمسؤول حكومي رفيع المستوى تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات مصنفة ومكثفة في الأيام الثلاثة التي سبقت الاعتداء.

لكنهم غير مستعدين لفضح تفاصيل عملهم في مكافحة التجسس علنا. "نحن نعلم المصادر في لبنان" رغم أن لا هوية للموجودين على الجانب الآخر في بلغاريا, يقول المسؤول. "لا ينبغي أن يعرفوا أننا نعرف الأرقام في لبنان".

بعد بضعة أسابيع من الهجوم, توقف التحقيق البلغاري إلى حد بعيد. المسؤولون هناك لم يحددوا المهاجم, ولا من قتل في الانفجار, أو الشركاء. إنهم يترددون في إعلان مسؤولية حزب الله من دون دليل صارم, نظراً لأن الاتحاد الأوروبي لم يصف المجموعة بأنها منظمة إرهابية.

ويتوقع الحلفاء الأوروبيون أدلة ملموسة بدرجة أكبر من حجم المكالمات قبل اتخاذ أي خطوات ضد حزب الله. إنهم يحتفظون "ببعض الشكوك ان كان حزب الله كمنظمة بنفسها, أو إيران على سبيل المثال, استخدمت أفرادا لهم بعض الانتماء لحزب الله" كما يقول مسؤول أمني كبير في ألمانيا.

التحقيق في نيودلهي يظهر المزيد, ولكن هناك, أيضا, علاقات دبلوماسية وتجارية تدخل الهند في معضلة. فإيران مورد رئيسي للنفط إلى الهند, التي كافحت لتحقيق التوازن بين علاقاتها مع إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.

وقد تحدثت الشرطة الهندية في مارس عن علاقة الثلاثة مواطنين إيرانيين بالهجوم الذي وقع في نيودلهي. لكن عندما نشرت صحيفة "تايمز أوف انديا " أن الشرطة حددت "الحرس الثوري" الإيراني كمسؤول عن الاعتداء, نفى المسؤولون فورا تقرير الصحيفة.

يقول بعض الخبراء ان الاعتداءات كان قد خطط لها على عجل, ربما لأن إيران وحزب الله, سارعا إلى ذلك بعد سلسلة من الهجمات السرية حول البرنامج النووي الإيراني. أما الحرب الأهلية في سورية فقد تهدد حكومة الحليف الإيراني, وهذا حافز آخر للعمل.

تقول راشمي سينغ, المحاضرة في مركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا: نرى إيران وحزب الله كتلتين من دون منافسة داخلية أو انشقاق أو تحزب, وهذه الأشياء تصبح هامة عندما يكون لدينا ضغوط خارجية كما نفعل الآن, ". مؤكدة أن "ما يحدث في سورية يجعل هذا الأمر أكثر حدة من أي وقت مضى".

إن توسع هذه المؤامرات والمخططات أبقت إسرائيل على حذر. وهذا أشبه بصراع القط والفأر المستمر في أفريقيا, وأوروبا, وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.

غضب في طهران

"كان هناك نوع من اليأس في شن هذه الهجمات; وهي لم تكن بالضرورة معدة بشكل جيد . حتى عندما يتم احباطها هناك شعور بأنهم فعلوا شيئا. انها تحتاج إلى إظهار بعض النتائج ". كما يقول مسؤول إسرائيلي كبير. ويقول محللون إن زيادة التخطيط دليل على عمق الغضب في طهران بعد فرض العقوبات الدولية. والانتقام البسيط هو دافعها الممكن, كما يقولون.

وقد وعد حزب الله بالانتقام من إسرائيل لاغتيال عماد مغنية, مدير فريقه الأمني السابق, الذي لقي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في سورية .2008  إيران تتهم إسرائيل بقتل ما لا يقل عن أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين, وضعت في سيارات عدد منهم قنابل مغناطيسية.  وقد أقر افراييم هاليفي, رئيس الموساد السابق  بأن حرب الظل لم تكن أحادية الجانب فقط "بتدبير الهجوم على كلا الجانبين". مميزا بين "المارة الأبرياء" و"الأشخاص الذين يهددونك".

يعتبر الإسرائيليون محاولة اغتيال القنصل الإسرائيلي العام في اسطنبول وقتل دبلوماسي سعودي في كراتشي, في مايو ,2011 بداية الهجوم الأخير. تقول الولايات المتحدة انها أحبطت مؤامرة دبرتها إيران العام الماضي لقتل السفير السعودي في واشنطن بمساعدة عصابة مخدرات مكسيكية.

ولكن تكثيف الهجوم الجديد جاء في فبراير عندما انتشرت تكتيكات مماثلة لتلك التي استخدمت في اغتيال العلماء الإيرانيين ضد الإسرائيليين. حيث انسل راكب دراجة نارية إلى جانب سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في نيودلهي وألصق بها جهاز متفجر صغيراً.  وقد اصيبت زوجة مسؤول دفاعي إسرائيلي بجروح في الانفجار الذي أعقب ذلك, وثلاثة آخرون, لكن نجا الجميع.

في العاصمة الجورجية تبليسي, وفي اليوم نفسه, وجد سائق سيارة السفارة الإسرائيلية شيئا عالقاً بالسيارة بمغناطيس, كما قال لمحطة التلفزيون الجورجية "ريال تي في". وطوق المحققون المنطقة في حين أبطل خبراء المتفجرات مفعول القنبلة. ولم يتأذ أحد.

في اليوم التالي, هز انفجار منزلا مستأجرا في بانكوك. وفقد رجل ساقيه بعد أن انفجرت قنبلة عندما كانت شرطة بانكوك تحاول إلقاء القبض عليه. كما ألقي القبض على رجل آخر في مطار سوفارنابومي في بانكوك عند محاولته الفرار من البلاد. وقبض على مشتبه به ثالث انتقل في الحال الى ماليزيا, حيث أنه لا يزال يكافح تسليمه الى البلد المجاور.

وقالت الشرطة في تايلند ان أولئك المشتبه بهم, كانوا يستهدفون أعضاء السفارة الإسرائيلية بالمتفجرات التي كانت مزودة بمغناطيس. هؤلاء الثلاثة, بالإضافة الى رجل آخر وامرأة لهما صلة بالقضية, هم إيرانيون. تقول الشرطة الهندية ان أحد المشتبه بهم كان على اتصال بأحد المشتبه بهم في تايلند. ويقول المسؤولون الإسرائيليون أن لديهم مكالمات لهاتف محمول ورسائل نصية بين تايلاند والهند وباكو, عاصمة أذربيجان. وأعلنت الأجهزة الأمنية هناك في مارس أنها ألقت القبض على 22 شخصا قالوا أنهم يستعينون بإيران لتنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيل واميركا وأهداف غربية أخرى.

روني بار-أون, رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي, قال إن إيران قد تمرر الأسلحة والذخيرة, والتكنولوجيا من خلال المراسلات الدبلوماسية. "لدينا موارد غير محدودة, ولدينا وقت محدود للتعامل مع هذه التهديدات وسواها. قبل منتصف الصيف, ورغم المكالمة المغلقة في نيودلهي, فقد تم احباط جميع العمليات حيث اعتقل اثنان من الإيرانيين في نيروبي في يونيو فيما يتعلق بالمتفجرات التي عثر عليها في ملعب مومباسا للغولف. وفي يوليو, اعتقلت الشرطة في قبرص لبنانيا بجواز سفر سويدي يشتبه في أنه يستكشف عن طائرات وحافلات تقل سياحا إسرائيليين إلى الجزيرة المتوسطية.

بعد بضعة أيام, تسلل شاب نحيل مع حقيبة كبيرة وسط حشد من السياح الإسرائيليين في مطار بورغاس عندما كانوا يجرون أمتعتهم الى محطة انتظار الحافلة. وفجر القنبلة المخبأة في حقيبة الظهر.

المدنيون في بلغاريا كانوا الضحايا وليس أهدافاً عسكرية أو دبلوماسية, وهذا ليس بالضرورة مؤشرا على أن الآخرين كانوا وراء هذا الهجوم. يقول السيد ليفيت: "عندما تفشل والوقت يمر, في بعض الأحيان قد تخفض الحاجز أمامك ". يقول يورام شفايتزر, زميل أبحاث معهد دراسات الأمن الوطني هؤلاء المسؤولون يريدون رؤية إسرائيل متورطة في القتال مع جيرانها. فلهذا السبب تحديداً, من الأفضل لإسرائيل اعتماد سياسة ضبط النفس والرد في وقت تختاره هي بطريقة هادفة وسرية" بعبارة أخرى, قد يستمر الصراع, ويتم اللعب به في الظل.

*عن "نيويورك تايمز"

 

اعضاء في مجلس الشيوخ يدعون لإنشاء مناطق آمنة محمية عسكرياً والسؤال: متى تتدخل الولايات المتحدة لإنقاذ الشعب السوري

الصراع في سورية أحد جبهات التنافس المستمر بين إيران وحلفاء أميركا

بقلم- روبرت هاديك/السياسة

دعا أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام, وجوزيف ليبرمان في افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" منذ بضعة ايام الى تصعيد التدخل الأميركي في الحرب الأهلية في سورية, مطالبين بتزويد المتمردين في سورية بالأسلحة والتدريب, والاستخبارات. كما دعوا الولايات المتحدة لدعم إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية, محمية بالقوة الجوية الأميركية وغيرها من قدرات (لكن دون القوات البرية الأميركية). وأكدوا أن عدم اتخاذ مثل هذه الخطوات سيؤدي الى إطالة أمد الحرب الأهلية الدامية في سورية, وسيعزز دور الإسلاميين الراديكاليين كتنظيم القاعدة, ويزيد فرص وقوع أسلحة كيميائية في سورية -في نهاية المطاف- في أيدي خطرة, كما يتسبب في رمي الولايات المتحدة خارج البلاد بعد أن يسقط نظام الأسد.

الخطوة الأساسية في صياغة ستراتيجية فعالة هي التركيز على أهداف واقعية يمكن الحصول عليها. مثل تقصير مدة الحرب في سورية إلى حد كبير, تحديد الفصائل البارزة, والسيطرة على الأسلحة الأكثر تهديدا لسورية في خضم القتال والفوضى.هذه أهداف محتملة جداً ليست في متناول صناع القرار في الولايات المتحدة, على الأقل بتكاليف معقولة. الأساس المنطقي لأعضاء مجلس الشيوخ في التدخل الأميركي يعني القدرة على التأثير في الأحداث في سورية بما يبدو ممكناً. قد تفشل الولايات المتحدة في التدخل بسرعة لإنهاء الحرب أو الاستيلاء بسرعة على أسلحة كيميائية في سورية, وثمة مخاطر في أن تجد الولايات المتحدة نفسها تتسلق سلم التصعيد, مع زيادة استخدام القوة الجوية والقوات البرية في محاولة لتحقيق أهداف الحملة. وان حصل هذا بطريقة كبيرة وواضحة, ستكون هيبة الولايات المتحدة عرضة للخطر, ما يضطر السياسيين الاستمرار في إضافة الذرائع أملا في تحقيق أهداف طموحة أكثر من اللازم.

ومع ذلك, هذا لا يعني أن على الولايات المتحدة تجنب الصراع. في الواقع, هناك أهداف هامة يمكن تحقيقها في سورية, ويمكن الحصول عليها بالقليل من المخاطر. فبدلاً من محاولة التأثير على مجرى الحرب الأهلية في سورية, ينبغي على الساسة الأميركيين التركيز على تعزيز موقف أميركا الديبلوماسي وعلى الحرب غير النظامية وبناء القدرات التي ستكون حاسمة في مستقبل الصراعات في المنطقة. التدخل المتواضع والمقيد بعناية في سورية, بالتنسيق مع حلفاء أميركا ممن هم بالفعل لاعبون في المنطقة, سيعزز العلاقات الحرجة وقدرات الحرب غير النظامية للولايات المتحدة وحلفائها والتي سوف تحتاجها في المستقبل.

جبهة واحدة

الصراع في سورية جبهة واحدة فقط من جبهات التنافس المستمر بين إيران وحلفاء اميركا من السنة على الجانب الغربي من الخليج. هذا التنافس تم اللعب به في الماضي من خلال حروب بالوكالة في لبنان واليمن, وقد أصبح العراق ساحة المعركة المقبلة. هل ينبغي أن تصبح إيران دولة نووية, من المؤكد أن هذا التنافس سوف يزيد ويتنامى. بغض النظر عن النتائج في سورية, يجب أن يستعد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج لتعميق التنافس الأمني مع إيران.

دول مجلس التعاون الخليجي السنية تبني قواتها العسكرية التقليدية, وخاصة الدفاعات الصاروخية لمواجهة التهديد الذي تشكله الصواريخ الباليستية الإيرانية. ومع ذلك, يجري القتال الفعلي في السنوات الأخيرة عن طريق ميليشيات متمردة عادة ما تكون مسلحة ودربتها إيران في بعض الدول السنية. فعلى سبيل المثال, قطر, والقوات الخاصة التي لعبت دوراً كبيرا في الإطاحة بنظام القذافي في ليبيا, هي أحد داعمي المتمردين في سورية إلى جانب المملكة العربية السعودية.

على الجانب الآخر, فإن قبض المتمردين السوريين هذا الأسبوع على 48 من مستشاري الحرس الثوري الإيراني يوضح دور إيران في البلاد.

من المرجح جداً أن هذا النوع من الحرب غير النظامية سيظل المظهر الأكثر شيوعاً للتنافس الأمني بين إيران والبلدان السنية. حزب الله في لبنان, ومختلف الميليشيات الشيعية في العراق, وتدريب إيران ودعمها الحالي للميليشيات الموالية الأسد في سورية تثبت الخبرة الإيرانية في هذا النوع من الحروب. البلدان السنية لها مصلحة قوية في مضاعفة قدراتها العسكرية غير النظامية الخاصة بها لكي تجاري إيران في هذا التنافس الأمني الجاري.

الحرب الأهلية في سورية توفر فرصة للولايات المتحدة وحلفائها من السنة للقيام بذلك تماما. ومساندة الولايات المتحدة للمتمردين في سورية ستشكل حملة حرب غير تقليدية ومهمة أساسية للقوات الخاصة. هذه البعثات سرية  في العادة وتقوم بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين. وبذلك, يمكن استخدام ضباط استخبارات الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والقوات الخاصة في حملة حرب غير تقليدية في سورية كفرصة لتبادل المهارات والتدريب وتقاسم المصادر, وتحسين الثقة وإنشاء مجموعة اجراءات تنفيذية. هذه التجربة الميدانية ستكون مفيدة للغاية في حالات الطوارئ في المستقبل. ولها نفس القدر من الأهمية في طمأنة البلدان السنية أن الولايات المتحدة حليف موثوق به ضد إيران.

وقد تكون أهداف حملة حرب غير تقليدية للولايات المتحدة-ودول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في سورية الإطاحة بنظام الأسد, وإقامة حكومة صديقة للولايات المتحدة ولمصالح الخليج السني. ومع ذلك, ينبغي ان يعترف الساسة أن حملات حربية غير تقليدية هي مشاريع هشة دون أي ضمان للنجاح. فهي قد تستغرق سنوات وتأخذ مجراها مع الكثير من الفرص المحرجة على طول الطريق. والحرب السورية تثبت أنها قذرة كأي حرب بالوكالة حديثة أخرى, لأن كلا الجانبين على ما يبدو يرتكب جرائم حرب. بدلاً من التزام الولايات المتحدة بهدف الإطاحة بنظام الأسد, وهي المهمة التي لا يمكن أن تؤدي الا الى دوامة التصعيد, وينبغي التركيز على الهدف المتمثل في اكتساب الخبرة لدى ائتلاف الحرب غير النظامية.

ولكن لتحسين احتمالات تحقيق هذا الهدف, ينبغي على الساسة توسيع مشاركة الولايات المتحدة خارج حدودها الحالية. وينبغي ألا يستبعد تقديم المساعدة الفتاكة للمتمردين غير المتوافرة لدى الشركاء الآخرين. ينبغي السماح لمدربين ومستشارين من القوات الخاصة الأميركية بزيارة معسكرات المتمردين في تركيا وسورية. أخيرا, على صناع القرار في الولايات المتحدة أن ينظروا في الاستخدام المحدود للقوة الجوية-على سبيل المثال, طائرات بدون طيار للدعم الجوي الوثيق وجمع المعلومات الاستخبارية. وبما أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة سيكون حشد قدرات الحرب غير النظامية في دول مجلس التعاون الخليجي, ينبغي أن يتولى ضباط القوات الخاصة وأجهزة الاستخبارات في دول مجلس التعاون الخليجي زمام المبادرة, بدعم من ضباط الولايات المتحدة.

هذا النهج سيكون بناء جدا لدعم قدرات العمليات الخاصة لدى التحالف عامة مع الحد من المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة.

انتقاد

مما لا شك فيه أن البعض سوف ينتقد هذا النهج ويعتبره استغلالا لكارثة إنسانية في سورية بغية السماح للولايات المتحدة وحلفائها صقل بعض التقنيات غير السارة. ثمة نموذج تاريخي هو " الحرب الأهلية الإسبانية" في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي,  لقد كانت حربا أهلية قبيحة جداً, استخدمتها الدول الكبرى في أوروبا لتجربة عقائدها العسكرية قبل الحرب العالمية الثانية. من وجهة النظر هذه, فان التدخل سوف يسرع في معاناة سورية ويجعل الولايات المتحدة شريكا في حرب قذرة.

ومع ذلك, فان تدخل الولايات المتحدة دعما لحلفائها السنة سوف يقصر الحرب ويعجل في نهاية نظام الأسد, وسوف ينقذ الأرواح ويخفف من معاناة السوريين. ان تدخل الولايات المتحدة لا يمكن أن يؤكد هذه النتيجة والساسة الأميركيون ينبغي ألا يضيعوا هيبة الولايات المتحدة وصولا إلى هذه النتيجة. ولكن كما رأينا في البلقان في أوائل التسعينات, كنا نقف جانبا بينما كانت تدور رحى حرب أهلية بمشكلاتها الأخلاقية. وعلى النقيض من ذلك, عندما سمح أخيرا بمساعدة الميليشيات الكرواتية والبوسنية, انتهى القتال حالا. لا أحد يستطيع أن يضمن نتيجة مماثلة في سورية. من ناحية أخرى, يمكننا أن نرى ما تمر به سورية الآن. رغم أن إنهاء الحرب لا ينبغي أن يكون هدفا للتدخل المحدود جداً الذي نناقشه هنا, فإن احتمالات إنهاء القتال بشروط مواتية تبدو أعلى إذا ما قورنت بعدم التدخل على الإطلاق.

وعلاوة على ذلك, فإن الحرب غير النظامية هي المستقبل الذي يجب أن تستعد له الولايات المتحدة وحلفاؤها. وعندما يستبعد أعضاء مجلس الشيوخ ماكين وغراهام ليبرمان- من الصقور - الأكثر تشددا في واشنطن- استخدام القوات البرية التقليدية, ينبغي أن يستنتج السياسيون أن لديهم مجموعة أدوات مستنزفة للتصدي للتحديات الأمنية المستقبلية. لكن بما ان تجارب العراق وأفغانستان ما زالت ماثلة, فان الساسة سيترددون كثيرا في استخدام القوات البرية التقليدية في حالات الطوارئ بالمستقبل. من بين الأدوات القليلة المتبقية ثمة الاستخبارات وضباط العمليات الخاصة ممن يتبعون تقنيات الحرب غير النظامية إلى جانب الحلفاء.

إن دعم الحلفاء السنة في سورية سوف يشحذ مهارات الحرب غير النظامية ويعمل على تحسين العلاقات العملياتية, ويعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لاحتمالات المستقبل. حتى أنه قد يضع نهاية للحرب وينقذ بعض الأرواح.

*عن "صمول وورز جورنال"

 

ظهورات العذراء تُثير الدهشة... والفاتيكان يُحقّق

الأرشمندريت د. شربل الحكيم/الجمهورية

جريدة الجمهورية تقع رعية مديغوريه ضمن منطقة البوسنة والهرسك وهي قرية كرواتية ترتفع 200 م عن سطح البحر. في قرية مديغوريه ومعناها «بين الجبال» تستمر العذراء بالظهور يومياً في الساعة عينها الساعة 6:40 مساءً من 24 حزيران 1981 حتى اليوم (أي منذ أكثر من 30 سنة)، تستمر بالظهور لستّة أولاد صاروا اليوم راشدين وذلك لنشر رسالة السلام ودعوة العالم إلى الإيمان بالله وإلى التوبة والمصالحة.... كنيسة بلدة مديغوريه حيث يلتقي المؤمنونT+ | T-منذ ذلك اليوم حتى الآن، كان لدى "الشهود" الستّة ظهورات يومية مجتمعين أو منفردين أينما كانوا وأصبح يُحتفل بعيد ظهورات العذراء في مديغوريه في 25 حزيران من كل عام.

ماريا بافلوفيتش هي واحدة من الشهود الستّة التي ما زالت تظهر لها يومياً السيدة العذراء حتى الآن وهي التي تستقبل الرسالة الشهرية التي تعطيها العذراء إلى العالم في الخامس والعشرين من كل شهر. كما سلّمتها السيدة العذراء الصلاة من أجل الأنفس المطهرية.

أصبحت "مديغوريه"، حسب الإحصاءات الدينية، أوّل مكان عالمي للحجّ، إذ فاق عدد الحجّاج الأربعين مليوناً منذ بدء ظهورات مريم العذراء فيها عام 1981، لقد سلّمت العذراء للشباب الستّة، عشرة أسرار تتعلّق بمستقبل العالم. ولا يحقّ لهم البوح بهذه الأسرار لأحد إلّا في الوقت الذي ترتئيه العذراء، وعندما تتوقّف السيّدة العذراء عن الظهور، ستُعطي ثلاثة تحذيرات إلى العالم.

وماريانا ستكون شاهدة على هذه التحذيرات، والتي ستحدث على الأرض. وسيتبع التحذيران الآخران التحذيرَ الأوّل بعد فترة قصيرة من الوقت. وبعد التحذيرات الثلاثة، ستُتْرك العلامة المرئيّة الدائمة على الجبل، حيث ظهرت السيّدة العذراء للمرّة الأولى في مديغوريه.

مديغوريه قرية صغيرة في بلاد البوسنة والهرسك، تحوّلت معظم بيوتها إلى شبه فنادق لاستقبال الزائرين الوافدين من شتّى أصقاع الدنيا طوال أيّام السنة.

إنّ ظهورات العذراء في مديغوريه موضوع دهشة واهتمام وتقدير. وقد تولّت التحقيق فيها لجان معيّنة من الفاتيكان لتفسير الأحداث الفائقة الطبيعة التي تجري هناك، ذلك أنّ الشهود الستة يصابون غالباً بحالة ذهول عند كلّ ظهور، لا سيّما عندما يتحدّثون إلى العذراء ببساطة كلّية، ويلمسون يدها للسلام عليها.

وقد أُخضِع هؤلاء مراراً للتخطيط الدماغي، ولفحوص مختلفة، لدحض إمكان أيّ توهّم أو ادّعاء أو تخيّل. فالأشخاص الستّة المختارون، يرون حقّا "ظاهرة غريبة ومدهشة" وغير مرئيّة من عيون الآخرين.

بدأت ظهورات العذراء في 24/6/1981 في قرية مديغوريه في يوغسلافيا على ستة أشخاص وهم: (إيفان، فينسكا، ماريا، ياكوف، مريانا، وإيفانكا)، ومنذ ذلك التاريخ والعذراء تظهر لهؤلاء الأشخاص وترسل من خلالهم رسائل أسبوعيّة للرعية تحثّ فيها على الصلاة من أجل السلام.

في مديغوريه، وفي مساء كلّ يوم، المئات من أبناء الرعيّة والآلاف من الزائرين في الداخل، وفي الساحات المحيطة بها يتجمّعون هناك للصلاة: شيوخ وعجائز، أطفال وشباب وصبايا، يرون الزائرين الآتين من كلّ حَدب وصوب للحج والصلاة.

كان أوّل ظهور للعذراء في مديغوريه في الخامس والعشرين من حزيران 1981 لستّة أشخاص، فتياناً وفتيات بين العاشرة والسابعة عشرة من عمرهم، وهم اليوم على مشارف الأربعينات، وحسب ما يقال إنّه لا يزال بعض منهم ينعم برؤية العذراء، الداعية أبداً إلى السلام.

سلّمتهم الأسرار العشرة بطريقة فرديّة لكلّ واحد منهم، حتى إنّهم لا يعرفون ما إذا كانت الأسرار نفسها لكلّ منهم أم أنّها مختلفة.

وظهور العذراء في مديغوريه يتميّز بشكل عجيب، فهي تظهر بوجه رائع وأخّاذ، عيناها زرقاوان، ترتدي ثوباً بلَون فضّي، وتلتفّ بوشاح أبيض، يزيّن رأسها شعر أسود طويل، يعلوه تاج باثنتي عشرة نجمة.

قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: "لقد أصبحت مديغوريه كرسي اعتراف، ولو لم أكن البابا لكنت الآن في مديغوريه". فالجميع يعترفون في مديغوريه لأنّ فيها نعمة خاصة للاعتراف.

والأهمّ في ظهورات العذراء رسالتها للعالم: وتتمركز حول السلام للعالم، والارتداد إلى الله بالتوبة والاعتراف، وبالحب والمسامحة والصوم. تدعو العذراء أبناء الكنيسة للصيام كلّ أربعاء وجمعة، على الخبز والماء فقط.

مدى صحّة الظهورات

لا بدّ من إخضاع هذه الظهورات المريميّة لسلطة الكنيسة التي ستعترف بها أو ترفضها، فقرار الكنيسة منوط بتحقيق أمرين هامّين:

الأول: تحقيق مفصل يتناول الأشخاص الذين يعتقدون بأنّهم يحظون بهذه الظهورات وعلى الخصوص شخصيّتهم وتوازنهم الجسدي والنفسي وتصرّفهم قبل الظهورات وبعدها.

الثاني: تحقيق يتناول الوحي نفسه، فلا بدّ من التنبّه إلى ظروف الرسالة ومضمونها وموافقتها لتعليم الكنيسة وفائدتها الروحيّة.

وآخر الأمر على السلطة الكنسية أن تقوم بتمييز روحي حقيقي لكي تصدر حُكماً بتمييز ما يأتي من الله أو ما يأتي من الشيطان. في رأي بعض علماء اللاهوت الحجّة القاطعة على الأصل الإلهي للوحي تكون معجزة تصحبه و تكون تأييداً لصحّة هذا الوحي الفائق الطبيعة، ولا بدّ من مراعاة توجيه الأسئلة للشخص الرائي في أقرب وقت ممكن بعد الظهور.

بالإضافة إلى الرسائل العامّة، تقوم الأم البتول الطوباوية بإعطاء كلّ واحد من الرائين الستّة ما مجموعه عشرة "أسرار" أو أحداث سوف تحدث على الأرض في المستقبل القريب. بعض هذه الأسرار تخصّ العالم بأسره، في حين أنّ بعضها الآخر يخصّ الرائين أنفسهم أو القرية. يومي السبت والأحد 10 و11 آذار 2012 عاش لبنان نعمة وبركة فريدتين إذ تباركت أرض لبنان بظهور للسيدة العذراء للشاهدة ماريا والتي شاءت العناية الإلهية أن تزور ماريا أرض لبنان في هذه الفترة من الزمن حيث شرقنا يُعاني وأنفسنا عطشى للسلام والأمان.

عاش قرابة مائة ألف مؤمن على مدى يومين أجمل لحظات حياتهم وأعذبها... وأشارت الشاهدة إلى أنّ السيدة العذراء كانت طلبت من سياسي العالم أن يسلكوا طريق المحبة والقداسة في خدمتهم لشعوبهم. كما قالت السيدة العذراء لماريا: إنّها وجّهت نظراتها إلى جميع الحاضرين وقرأت نيّات قلوبهم. أمّا مساء الأحد 11 آذار وبعد الانتهاء من صلاة مسبحة أسرار الفرح ظهرت السيدة العذراء من جديد للشاهدة ماريا لمدّة أربع دقائق في ظلّ صمت وسلام شاملين ولافتين من الحضور... رسالة العذراء إلى جمع المؤمنين الحاضرين "أنّها تباركه وتُحبّه". فرقصت القلوب من البهجة وعمّ الحضور فرحٌ سماوي... انهمرت خلاله دموع الشكر والتسبيح والتهليل. نصلي للأم البتول سيدة مديغوريه لكي تعطينا سلامها وفرحها ونقول لماريا: "طوبى لعينيك اللتين تشاهدان الأم البتول". ونقول لنا نحن الذين لم نشاهد السيدة العذراء بالعيان، ما قاله المسيح لتوما الرسول بعد أن أراه جروحاته وجنبه المطعون "طوبى لمن لم يرَ وآمن"التعليقات

 

قمة الانحياز لإيران؟

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

إيران تحصد هذه الأيام متاعب تدخلاتها الخارجية في شؤون العديد من الملفات الإقليمية، وتشعر بآثار تلك السياسات وهي تسعى إلى التسويق السياسي لقمة عدم الانحياز التي تنعقد في عاصمتها طهران يوم 28 الحالي. وليس غريبا أن نرى السياسة الإيرانية تزداد نعومة - مؤقتا - في المنطقة، ونتابع تحركات «دبلوماسية دافئة» تجاه عدة عواصم كانت لفترة طويلة هدفا للتدخلات السلبية من قبل إيران.

لذلك كله، ليس غريبا أن تحاول إيران فتح جسور مع البحرين التي وصفتها طهران بأنها محافظة إيرانية، وتحاول التخفيف من جراح الماضي بالنسبة للعلاقات مع الإمارات العربية رغم التعدي الدائم قولا وفعلا على الجزر الإماراتية المحتلة. ولم يكن مستغربا أن نرى الرئيس أحمدي نجاد في قمة مكة تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين، ولم يكن مفهوما وقتها أن تصدر قبل القمة بيانات إيرانية رسمية تتحدث عن «الدور الإيجابي الذي تلعبه الرياض في تحقيق الاستقرار في المنطقة». وكان الإلحاح الإيراني شديدا وبكافة الأشكال على ضرورة توجيه الدعوة للدكتور محمد مرسي كي يكون أول رئيس مصري يزور طهران منذ ثورة الخميني عام 1979، بل إن طهران أصدرت نداء رسميا للدكتور مرسي تطالبه فيه بالحضور. في الوقت ذاته جاب عدد من المبعوثين الإيرانيين في أوروبا التي تلتزم بقرارات المقاطعة الاقتصادية ضد طهران لتحسين الصورة، وسافر البعض الآخر إلى دول أميركا اللاتينية لحث الأنظمة الثورية الصديقة على المشاركة في القمة. قمة عدم الانحياز، يراد لها أن تكون قمة الانحياز للصراع الإيراني ضد «الشيطان الأكبر» و«سياسة الاستكبار» التي تتبعها واشنطن ضد إيران بدعم من «الصهيونية العالمية». قمة عدم الانحياز ليست تجمعا عالميا لمؤتمر دولي لحركة دولية لها تاريخها في زمن مأزوم، لكنها محاولة إيرانية للخروج من مأزق الضغوط الدولية التي تمارس ضدها منذ أن تم الإعلان عن إمكانيات إيران النووية واقتراب موعد قدرة طهران على إنتاج أول قنبلة نووية. هل ستسمح الدول الزائرة، التي تمثل كافة قارات العالم، للدولة المضيفة بتحويل المؤتمر إلى حملة علاقات عامة لإخراج السياسة الإيرانية من مأزق الحصار الدبلوماسي والاقتصادي؟! هذا السؤال يتعين على الدبلوماسية الإيرانية أن تتعامل معه وهي ترسم الهدف المرجو من هذه القمة التي قد تنتهي إلى «حفل تصوير جماعي» مكلف للخزانة الإيرانية من دون أي عائد سياسي

 

سيناريوهات سوريا وفق حلفاء الأسد!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

على موقع «المنار» التابع لحزب الله مقال يستشرف الوضع في سوريا وفق سيناريوهات محتملة. ومثل بقية الموالين لنظام بشار الأسد، فإن أتباع حزب الله لهم مصطلحاتهم السياسية الخاصة، فالنظام هنا هو «المقاومة»، والشعب السوري المنتفض ضده هو «مشروع مؤامرة». السيناريو الأول أن ينتصر النظام على معارضيه، ومن خلال الحسم العسكري الميداني، يفرض بعد ذلك عليهم الحوار السياسي معه. ومع أنه احتمال مستبعد تماما، إلا في ظروف فوضى إقليمية غير محسوبة، فإننا سنتفق مع صاحبه بأن النظام لو فعلها، وتمكن من دحر الثورة الشعبية، فإنه بالتأكيد سيستطيع فرض الحل السياسي مع تنازلات كبيرة من جانبه.

السيناريو الثاني، وهو الأكثر واقعية، يقر باحتمال هزيمة النظام. ويفترض إحدى نتيجتين لسقوط بشار، تورط سوريا في مرحلة الحرب الطائفية الأهلية، وكاتب «المنار» هنا يرى من إيجابياتها أنها ستفشل المكاسب الجيوسياسية لدول الخليج وتركيا والغرب. طبعا، لا نختلف معه في أن الحرب الطائفية ستخدم مخلفات نظام الأسد وكذلك إيران، وستفسد على كل السوريين حلمهم في إقامة دولة موحدة مستقرة. والنتيجة المحتملة الأخرى، استيلاء المعارضة على الحكم، الذي يراه أمرا يخدم الخليج والغرب. أيضا، نحن لا نختلف معه في هذا الاستنتاج، باستثناء أن المستفيد الأكبر هنا هو الشعب السوري الذي كان يرزح لأربعين عاما تحت نظام أمني فاشي يحصي عليه أنفاسه، أما الدول الإقليمية فقد تعايشت مع نظام «الأسدين».

والسيناريو الثالث هو حالة «ألا يكون هناك منتصر أو منهزم». وهذا، مثل الأول، أمر صعب التخيل لأن النظام مكون من عصابة ويقتات على منافع الحكم، فكيف سيستمر بلا شعب ولا منافع؟ هذه فرضية شبه مستحيلة لأن المعارضة السورية تمثل فعليا أكثر من 70% من البلاد، سكانا ومساحة، وبالتالي لن يستطيع النجاة وسط هذا البحر المعادي لزمن طويل، مهما دام الدعم الخارجي له.

والعلة في كل التحليلات التي يطرحها مؤيدو النظام أنهم يريدون إلباسه صفات مزورة، انفضحت مع الزمن الطويل، ولم تعد تعني شيئا في داخل سوريا والعالم العربي. لم يعد أحد يصدق فرية المقاومة للنظام السوري أو حزب الله. هي أكذوبة انطلت على كثيرين لأربعة عقود ولم تكن مشاركة نظامي إيران وسوريا وحزب الله سوى جزء من صراع إقليمي لا علاقة لفلسطين به. لا يمكن لنظام مجرم يستعبد شعبه أن يحرر شعبا آخر. وحزب الله، هو الآخر، كان على الدوام مخلبا لإيران التي لها مطامع إقليمية وتستخدم القضية الفلسطينية ستارا لتحقيقها.

ويبقى الفريق المنسي في تحليل السيناريوهات لفريق حزب الله وإيران، هو الشعب السوري. السوريون هم أصحاب الثورة من ساعتها الأولى وإلى اليوم، وغاياتها سوريا بحتة ضد نظام فاشي مجرم مماثل لأنظمة سقطت، كنظامي صدام في العراق والقذافي في ليبيا. ومن المحتم سقوط مثل هذا النظام، إن عاجلا أو آجلا. الشعب السوري هو الذي ثار وتحمل آلام ثورته، وليست السعودية أو قطر أو تركيا أو الغرب. ومحاولة تدليس الحقيقة بمصطلحات سياسية، لا يمكن أن تلغي اللاعب الأساسي، أي الشعب السوري، لذلك قلت إن سيناريوهات بقاء النظام مستحيلة بعد ذبحه عشرات الآلاف وإجماع ملايين الناس ضده. وهذا لا ينفي القول بتطابق المصالح، إنه من صالح الدول الإقليمية، أن الشعب السوري هو الذي ثار. وربما أيضا من صالح الغرب والسعودية، أن إيران وحزب الله وقفا على الرصيف الآخر من الشارع، فعرف المواطن السوري صديقه من عدوه. تخيلوا لو أن إيران وقفت ضد نظام بشار مبكرا، كان من المؤكد أنها ستشارك في صياغة النظام السوري الجديد. طبعا هذه فرضية خاطئة لأن النظام الإيراني، المشابه لنظام الأسد في فاشيته وعقيدته السياسية، يعجز عن مثل هذا التفكير. وحتى بعد هذا الزمن الطويل، 17 شهرا من حرب النظام على الشعب، يضلل كتاب حزب الله أنفسهم وأتباعهم بتصوير ما يحدث على أنه نزاع إقليمي بين النظام السوري والسعودية وقطر، مع تغييب متعمد لعشرين مليون إنسان سوري هم أصحاب القضية. وبالتالي عندما يحللون ويستنتجون السيناريوهات تظهر لامنطقية، لأنهم يتناسون أن بشار في دمشق مجرد محتل اليوم، وأهل دمشق وحلب وحماه ودرعا ودير الزور وغيرها هم المعنيون بمحاربته، وليست المعارضة السورية في الخارج، ولا الأميركيون أو السعوديون.