المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 25 آب/2012

من أقوال الأباء القديسين

 ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه

 

عناوين النشرة

"مؤسسة بشير الجميل" أحيت ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا

نديم الجميل: لا نستطيع أن نبني وطنا كل 20 سنة تندلع فيه حرب أهلية

"السياسة" عن مصادر بريطانية: إسرائيل تهاجم إيران و"حزب الله" قبل تشرين الثاني 

لهذه الاسباب تم رفع الحصانة النيابية في السابق : قتل ، اتجار بالمخدرات و اهدار المال العام

النائب عماد الحوت الحوت: لا قيمة قانونية للاستنابات القضائية السورية

لقاء تضامني مع المرعبي لفاعليات عكارية وشجب طلب رفع الحصانة عنه وطالب ب"محاسبة الجميع"

قرار داخلي وعربي باسقاط الحكومة الميقاتية

موقع الجمهورية": جهات غربية معنية بمكافحة تبييض الأموال بدأت تحقيقا سريا بقضية تبييض أموال يقوم بها تاجر ألبسة كبير

وزير العدل السابق ابراهيم نجّار عن الاستنابات السوريّة لـ"الجمهورية": لم يتمّ التجاوب يوماً مع طلباتهم

النائب السيد نواف الموسوي: الرهان على ضرب المقاومة وانهائها سراب والمعادلة اللبنانية قوية ولا يمكن ان تتفكك بتطورات خارجية

حكومة حزب الله الميقاتية تعيش أيامها الأخيرة وميقاتي اتخذ قرار الاستقالة والقفز من سفينة "8 آذار" قبل غرقها مع سفينة الأسد

عندما لا "يستفيق" قرطباوي إلا على المرعبي

خطوة ناقصة وغير موفقة خطاها وزير العدل شكيب قرطباوي

رأى ان تصرف قرطباوي غير دستوري/فارس سعيد: المطلوب حلول وطنية لا طائفية للأزمة

لقاء تشاوري في دارة عبد الواحد للرد على قرار وزير العدل

14 آذار" لوحت بفتح ملف المخابرات بعد طلب رفع الحصانة عنه

المرعبي لـ"السياسة": لا ميليشيا لدي لحماية الناس ومن واجبي كشف الحقائق ليحاسب المقصرون

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري دعا بري إلى رد طلب رفع الحصانة عن المرعبي

النائب محمد كبارة: بري سيرد طلب قرطباوي وعلى نصر الله رفع الغطاء عن الخاطفين

ميشال سماحة يمتنع عن حضور الجلسات إلى حين استدعاء كفوري

القناة العاشرة: الحرب الاهلية في سوريا انزلقت الى لبنان

عائلة طارق الربعة ومناصروه يدعون الى التظاهر حتى إطلاق سراحه

اجتماع البعثات الاوروبية في بيروت: الوضع ممسوك ورفع الحيطة وقلق من حوادث طرابلس

الوطن السعودية: ايران تدعم النظام السوري عسكريا عبر الحرس الثوري و"حزب الله"

جعجع: لا تخوف من اندلاع حرب اهلية في لبنان مجددا والازمة السورية لن تنتقل إلينا رغم محاولات إثارة المشاكل

حزب الوطنيين الاحرار حذر الحكومة من مغبة النأي بالنفس عن مقومات الدولة

نوفل ضو: مؤتمر بيت عنيا يلقي الضوء على اقتراحات اصلاحية/نريد تحويل الانتخابــات من محطة الى مســـار متكامل

النائب محمد كبارة لـ"السياسة": المؤامرة السورية على لبنان قائمة منذ سنوات عدة

من غير المسموح أن يبقى جرح طرابلس ينزف

ميشال عون صامت... فما هو المبرّر؟

نداء "الإستيذ"/عماد موسى/ لبنان الآن

الممانعة" لحظة سقوطها: مذهبية عارية/علي الامين/ البلد

المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم: ما يجري في لبنان لن يؤدّي إلى حرب.. ولا وجود لقواعد تدريب "للجيش الحر"

هذه هي "شركة نبيه بري وعائلته" للسياسة اللبنانية/كلير شكر/لبنان الآن

إيران لن تربح معركة سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

سوريا لن تدع لبنان يرتاح وهي مأزومة وتخيّره بين بقاء حكومة عاجزة أو الفراغ/اميل خوري/النهار

مغامرات رئيس الحكومة/عبد السلام موسى/المستقبل

هل بدأ بري يُعيد تموضعه الإستراتيجي شيعياً/الجمهورية/شارل جبور

بوضاهر يرأس اجتماعاً أمنياً في صيدا واحتمال تحريك استنابات قضائية بحق الأسير

اعلام العار" في LBC أو جناح متلفز "للأخبار": 14 أيلول ذكرى للبشير أم لحبيب الشرتوني؟/طارق نجم/موقع 14 آذار

تغطية نارية لإسقاط ملف سماحة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

من ميشال سماحة إلى آل المقداد... والمثال كترمايا/سامر فرنجيّة /الحياة

طهران: يبقى الأسد أو نخسر الحرب/أسعد حيدر/المستقبل

نظام الأسد يتاجر بدم الفلسطينيين على وقع الثورة السورية/فادي شامية/المستقبل

رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بني غانتز : من يعتقدون أن بإمكانهم إزالة اسرائيل مخطئون بتقييم قوتنا

حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة لمواجهة تهديدات إيران

إسرائيل تحذر من "فخ" الدعاية الإيرانية

اجتماع أميركي- تركي "عملياتي" في أنقرة ومحادثات في روما لمرحلة "ما بعد الأسد"

واشنطن: خطط طارئة لتأمين الأسلحة الكيماوية في سورية

أوباما وكاميرون يلوحان بـ "إعادة النظر" في مقاربتهما ويدعوان المعارضة إلى التوحد لقيادة المرحلة الانتقالية

الخلافات داخل مجلس الأمن تمنع الاتفاق على إقامة مخيمات للاجئين وفرنسا تدعو دول المنطقة الى الاجتماع الوزاري للأمم المتحدة بشأن سورية الخميس المقبل

الاف السوريين الأرمن يلجأون إلى أرض أجدادهم

مخطط إيراني لاجتياح الأنبار وصولاً إلى مساندة نظام الأسد

العفو الدولية" تدين "العنف الفظيع" تجاه المدنيين العزل في حلب

العثور على عشرات الجثث في الأحياء واستمرار المذابح على يد قوات النظام جراء القصف بالطيران والمدفعية الثقيلة

الكاهن اليسوعي الاب باولو دالوليو: زيارة البابا لبنان "خطيرة جداً"

رعب بدمشق... ومملوك يدير معركة طرابلس

عون شارك في العيد الأول ل "Seven" الممولة ل"الوطني الحر": لبنان في خطر لكن الحوادث الأمنية في بعض المناطق لن تجتاز حدودها

الراعي تلقى دعوة للمشاركة في مهرجان ذكرى تغييب الصدر

فتفت: تقسيم الدوائر كيدي ولمصلحة أشخاص ولا يعبر عن صحة التمثيل

سليمان فرنجية كرم مظلوم في ختام رسالته الرعوية في زغرتا: نحن مع الكنيسة دائما والمنطقة ستبقى متماسكة ولن نتعدى على أحد

لبنان الرسمي والشعبي والكنسي يتحضر لاستقبال قداسة البابا

علم وخبر لحزب "الديموقراطيين الأحرار"

 

تفاصيل النشرة

 

"مؤسسة بشير الجميل" أحيت ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا

نديم الجميل: لا نستطيع أن نبني وطنا كل 20 سنة تندلع فيه حرب أهلية

 وطنية - 23/8/2012 أحيت "مؤسسة بشير الجميل" الذكرى الثلاثين لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية في 23 آب 1982 باحتفال رسمي وشعبي أقامته على ملاعب مدرسة اللعازارية في الاشرفية، بعنوان "بقيتم... واليوم تنتصرون".

وأنشدت خلال الاحتفال أغاني وأناشيد المقاومة اللبنانية وأناشيد البشير لمدة ساعتين. وملأ الجمهور الساحات المحيطة بالمدرسة حتى ساحة ساسين، وأحاط النائب نديم الجميل والنائبة السابقة صولانج الجميل ويمنى الجميل. وبث الاحتفال على شاشة عملاقة مباشرة.

حضر الاحتفال ممثل الرئيس أمين الجميل نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية شاكر عون، الوزير السابقة نايلة معوض، النواب: ميشال فرعون، جان أوغاسبيان، رياض رحال، فادي كرم، فادي الهبر، إيلي ماروني، سرج طورسركيسيان، باسم الشاب، شانت جانجنيان، سيبوه قلبقيان، نهاد المشنوق، جوزف المعلوف، غسان مخيبر، عاطف مجدلاني، رياض رحال، وتمام سلام، الوزير السابق سليم الصايغ، الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس جمعية الصناعيين نعمت فرام، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الأمين العام للحزب المهندس عماد واكيم، جويس أمين الجميل، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض يوسف معوض، النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي، الإعلامية مي شدياق، روز انطوان شويري، اعضاء مجلس بلدية بيروت، مخاتير الاشرفية والرميل والصيفي، أعضاء في المكتب السياسي الكتائبي ورؤساء أقاليم المناطق وقدامى المحاربين في "القوات" والكتائب.

في بداية الاحتفال وبعد النشيد الوطني، ألقى النائب نديم الجميل كلمة قال فيها: "يا رفاق، 23 آب 1982، بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. 23 آب، تحقق حلم جمهورية على امتداد وطن، بشير نقل جمهور المقاومة إلى جمهوريتها. 23 آب، كل مقاوم وكل شهيد، كل مواطن وكل واحد منكم شعر بأنه أصبح هو رئيس جمهورية لبنان. 23 آب، هو تاريخ انتصار بشير، انتصار المقاومة اللبنانية، انتصار للبنان... لكل اللبنانيين".

أضاف: "يا رفاق، 21 يوما، كم هي قليلة بعمر الوطن؟ صحيح ما تقوله الاغنية، لكنها كانت كافية لنقدم نموذجا عن كيف يجب أن يكون الوطن، وكيف يجب أن يكون الرؤساء والمسؤولون. في 21 يوما، حقق بشير المستحيل لأن لم يكن عنده أمر مستحيل. لقد برهن لنا أن الدولة هي خيارنا الوحيد، وأكد لنا أن الدولة هي الرهان الصائب".

وتابع: "اليوم، التاريخ يتابع دورته: بعد 30 سنة من تزوير تاريخنا وتشويه صورة بشير وذكراه، فما يظهر اليوم وفي كل يوم أن بشير كان على حق. أنتم كنتم على حق، فاليوم الكل عاد إلى مشروع بشير. "بقيتم... واليوم تنتصرون". منذ 30 سنة حتى اليوم، رفعنا كأس "الباش" وقلنا له: "ونبقى". في هذه اللحظة، هو يرفع كأسنا، ويقول لنا: أنتم بقيتم، فاذهبوا اليوم وحققوا الانتصار". نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، المطلوب أن ننتقل من ال10452 كيلومترا مربعا كمساحة وطن إلى 10452 كيلومترا مربعا مساحة قيم وأخلاق. نحن اليوم في زمن جديد يرمز إليه تاريخ 23 آب. نحن في زمن الانتصار، نحن في زمن الانتصارات".

وقال: "من صمد وضحى واستشهد هو بشير وأنتم. من أخرج السوري من الأشرفية وزحلة وعين الرمانة هو بشير وأنتم. من طرد المحتل السوري هو نضالكم من بشير إلى آخر شهيد سقط في ثورة الأرز. واليوم، المعركة يتابعها أبطال في سوريا، هم أيضا قرروا أن ينتفضوا لكرامتهم وحريتهم. هذه المعركة هي معركة شعبين في بلدين ضد المجرم السفاح نفسه في وجه المستبد القاتل نفسه، هي معركة استرداد الكرامة، كرامة المواطن وكرامة الانسان، هي معركة تجري على امتداد العالم العربي، هي معركة الشباب العربي".

أضاف: "يا رفاق، أنتم وأنا على عاتقنا مسؤولية تاريخية لا نستطيع أن نبني وطنا كل 20 سنة تندلع فيه حرب أهلية. لبنان الذي نريد أن نبنيه هو لبنان الذي تتساوى فيه كل مجموعات النسيج الوطني بالحقوق والواجبات. في هذا اللبنان، ممنوع أن تكون فيه من الآن فصاعدا طائفة "عادية" وطائفة "سوبر"، طائفة "برصاص"، وأخرى "بلا رصاص". لبنان الذي نريده، يجب أن نحترم فيه حرية وحقوق الانسان، حرية وكرامة المواطن. لم نعد نستطيع السير خلف شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة". وفي النهاية، المواطن غير معتبر. واجبنا أن نؤمن لكل لبناني أمنه، أمنه المعيشي، البيئي والتربوي والصحي. لبناننا هو لبنان القيم، لبنان حيث المرأة والرجل يتساويان بالقانون بدون تمييز. لا يمكن أن نقبل في القرن ال21 بأي تمييز جنسي، عنصري، عرقي، طائفي أو مذهبي. إنه لبنان الذي نعيد فيه مكانة للقيم: قيمة الصدق والنزاهة، قيمة "قول الحقيقة مهما كانت صعبة". لبنان الذي نريده يتساوى فيه ابن الناطور مع ابن رئيس الجمهورية، وفيه جيش واحد يفرض هيبته على ال10452 كيلومترا مربعا، ولا يمنع فيه عرض مسرحية لأن الأمن العام... لم يفهمها".

وتابع: نريد لبنان حيث الهجرة خيار، لا ضرورة أو حاجة، نريد لبنان "يلي جراسنا بدا تضل تدق فيه ومآذننا بدا تضل تصلي فيه"... هذه فرصتنا ليكون لدينا وطن وجمهورية في لبنان".

وختم: "يا رفاق، في 23 آب 1982 نزلتم إلى الطرق وابتهجتم واحتفلتهم ورقصتم فرحا. لقد اعتقدوا أنهم في 14 أيلول بإمكانهم أن يسرقوا انتصارنا، فرحنا، أملنا بالمستقبل، أملنا بلبنان، وأن يقتلوا فينا الحلم. نحن هنا في لبنان جئنا اليوم لنؤكد ان مشروعنا باق، وأن مشروعنا انتصر، وانتصر لبنان، وهم إلى زوال، إلى مزبلة التاريخ، ولو بعد حين.

عاش رئيس الجمهورية بشير الجميل، عاشت المقاومة اللبنانية ليبقى لبنان".

بعد ذلك، أدت الفرقة الموسيقية الأغاني والاناشيد.

 

"السياسة" عن مصادر بريطانية: إسرائيل تهاجم إيران و"حزب الله" قبل تشرين الثاني 

  كشفت أوساط استخباراتية وديبلوماسية بريطانية لصحيفة "السياسة" الكويتية أن "إسرائيل ستهاجم إيران ولبنان في آن واحد، خلال الأسابيع الأحد عشر المقبلة"، بعدما أنجز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمهيد طريق المعركة سياسياً وأمنياً وعسكرياً وإعلامياً.وقالت الأوساط الديبلوماسية التي عملت نحو ثلاثة عقود من الزمن في عواصم عربية وفي طهران وإسرائيل وسوريا ولبنان، أن نتنياهو ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان، "استطاعوا إقناع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بوجاهة وضرورة تسديد ضربة قاصمة للبرنامج النووي الايراني قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، المقررة في تشرين الثاني المقبل، كما استطاعوا إقناع اليهود الأميركيين الأقوياء بدعم توجهات نتنياهو ووزيريه نحو الحرب لدى الإدارة الأميركية التي تعارض ذلك قبل الانتخابات". وكشفت الأوساط أن ليبرمان، أبلغ بعض عواصم القرار الاوروبي أن "الجيش الإسرائيلي المستعد أكثر من أي وقت مضى لضرب البرنامج النووي الإيراني، مصمم قبل فوات الأوان على إزالة هذا البرنامج من الوجود في أقرب وقت ممكن، كما هو مصمم على إنهاء "حزب الله" كي لا تتعرض الدول العبرية لهجوم عليها من الخلف في الوقت الذي ستكون فيه منشغلة في حربها مع طهران".

 

لهذه الاسباب تم رفع الحصانة النيابية في السابق : قتل ، اتجار بالمخدرات و اهدار المال العام

بيروت اوزارفر/مهما " اجتهدت" تسريبات قيادة الجيش في توصيف أسباب ادعائها على النائب معين المرعبي، بالقول إن ما هو منسوب اليه يتخطى حدود الإنتقاد، فإن الحقيقة الثابتة تبقى أن مواقف المرعبي أزعجت قيادة الجيش عموما والعماد ميشال قهوجي شخصيا، مما يعني أن محتوى طلب رفع الحصانة لا يتخطى ما يصطلح على تسميته بـ"جرائم القول"، الأمر غير المسبوق في الحياة البرلمانية.

وشهد لبنان منذ عهد الاستقلال في العام 1943 حتى اليوم إلا ثلاث حالات رفع حصانة نيابية. أولها كان في العام 1952 حين اتهم النائب رفعت قزعون بقتل أحد الصحافيين. أما الحالتان الأخيرتان فقد حصلتا في مجالس ما بعد الطائف، حيث رفعت الحصانة عن النائب يحيى شمص في العام 1994، لاتهامه بالاتجار بالمخدرات، علماً أن محكمة الجنايات في بيروت عادت وأصــدرت حكماً في حزيران 1996 قضــى بسجنه لمدة سبع سنــوات. وقد بقي مسجوناً إلى حين صدور قانون عفو عام عن جرائم المخدرات، خرج بموجبه من السجن قبل سنتين من انتهاء مدة محكوميته. وفي العام 1999، سحبت الحصانة النيابية من النائب حبيب حكيم لاتهامه بإهدار المال العام في الملف المتعلق بمحرقة برج حمود. وبعد أن أوقف على ذمة التحقيق، عاد القضاء وأخلى سبيله بسبب وضعه الصحي

 

النائب عماد الحوت الحوت: لا قيمة قانونية للاستنابات القضائية السورية

وطنية - 24/8/2012 استنكر النائب عماد الحوت، في مقابلة مع التلفزيون السعودي، "الأحداث التي تجري في مدينة طرابس"، معتبرا أنها "تأتي في سياق محاولات النظام في سوريا نقل أزمته الى لبنان بدءا من متفجرات ميشال سماحة، مرورا بجو الخطف الذي ساد في الأيام الأخيرة كردة فعل على خطف لبنانيين في سوريا نتمنى جميعا عودتهم سالمين، وذلك لتحوير الأضواء عن جرائمه في الداخل السوري، والرد على مواقف رئيس الجمهورية". واعتبر الحوت أن "الجيش اللبناني بحاجة ليتمكن من الضرب على أيدي المخلين بالأمن الى غطاء لا تستطيع هذه الحكومة تأمينه نظرا لوجود افرقاء بين مكوناتها يقدمون دعم النظام السوري على استقرار لبنان ولا يرغبون بقيام الدولة القوية كبديل عن الدويلات". وعن الاستنابات القضائية السورية، أجاب الحوت بأن "قضاء مثل هذا النظام المجرم هو قضاء فاقد للمصداقية وبالتالي لا قيمة قانونية لاستناباته". وحول القصف الجوي السوري الذي طال بعض الأراضي اللبنانية، اعتبر الحوت "أن النظام السوري يستخدم جميع الأوراق التي يمتلكها، وهناك تقاعس من الحكومة اللبنانية عن التصدي للاعتداءات المتكررة على الأراضي اللبنانية وقد نأت الحكومة بنفسها حتى عن الدفاع عن السيادة وأمن المواطنين فلاذت بصمت لم يقطعه سوى موقف رئيس الجمهورية".

 

لقاء تضامني مع المرعبي لفاعليات عكارية وشجب طلب رفع الحصانة عنه وطالب ب"محاسبة الجميع"

وطنية - 24/8/2012 عقد في قاعة مسجد بلدة البيرة - عكار لقاء تضامني مع النائب معين المرعبي حضره عدد من فاعليات منطقة الدريب ورؤساء البلديات والمخاتير، وجرى فيه بحث تداعيات طلب الحصانة عن المرعبي وخلص الى بيان مشترك تلاه رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط محمود عبد المجيد جاء فيه: "في بلدنا الحبيب لبنان، لا يمكن أن يمر يوم إلا وفيه جديد فلا يمكن أن تسمع خبرا فتجلس لتحلله وتتعمق في أسبابه وتداعياته حتى تصدم في اليوم التالي بخبر آخر يهز كياننا ويخدش كرامتنا في بعض الأحيان. وهذا ما هو حاصل اليوم ازاء الطلب المقدم من وزير العدل الى الأمانة العامة في مجلس النواب والرامي الى رفع الحصانة عن سعادة النائب المقدام معين المرعبي. فإننا لم نكن ولن نكون مكسر عصا. صحيح أن رفيق دربنا في عكار هو البؤس والحرمان، صحيح أننا صبرنا وما زلنا نصبر على الظلم والحرمان، صحيح أن عكار لم تنصف في يوم من الأيام، ولكننا ما كنا خرافا ولن نكون خرافا تقدم قرابين لمن أرادوا النيل من كرامتنا وعزتنا. عكار بأهلها، بكل أهلها عرين الجيش اللبناني، عكار الشهامة والإباء ما بخلت بتقديم خيرة شبابها شهداء على درب الحرية والسيادة وصون الوطن والأرض".

أضاف: "ليتهم ما أضلوا الطريق، ليتهم طالبوا برفع الحصانة عمن زعزع قيام الدولة وسرق منها هيبتها وعنفوانها، ليتهم طالبوا برفع الحصانة عمن هاجم البطريرك، ليتهم طالبوا برفع الحصانة عمن ثبت أنهم عملاء لإسرائيل، وعمن هاجم اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن وفرع المعلومات، ليتهم طالبوا برفع الحصانة عمن هاجم المفتي وعمن قطعوا طريق المطار واستباحوا حرمته، وعمن اغتال الضابط الطيار سامر حنا وعمن يخطفون الرعايا العرب والأجانب وخاصة الأخوة السوريين الهاربين من الظلم والقهر والاستبداد والموت، ليتهم طالبوا برفع الحصانة عمن يلعب بالنار محاولا زرع الفتنة في لبنان عامة وفي طرابلس وعكار خاصة". وتابع: "نحن ازاء ذلك نطالب برفع الحصانة عن الجميع ومحاسبة الجميع. كفى مزايدات علينا، كفى التطاول على نوابنا ومسؤولينا، فلسنا نحن الناقة الضالة، كنا وسنبقى داعمين للجيش اللبناني ولكل القوى الأمنية في الدولة اللبنانية وخاصة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. لا تضيعوا البوصلة ولا تنساقوا لنزوات النظام السوري ومخابراته التي حملت ميشال سماحة هدايا متفجرة بمناسبة شهر رمضان المبارك الى أهلنا في عكار". وختم البيان: "لماذا يطالب برفع الحصانة عن النائب المرعبي، ألأنه أطلق موقفا أو عبر عن رأي في سياق ما يجري على الساحة اللبنانية. ألم يكفل الدستور اللبناني حق حرية التعبير، ألم تعط المادة 39 من الدستور اللبناني حصانة للنائب بالتعبير عن رأيه طيلة مدة نيابته. إننا في عكار نشجب بشدة طلب رفع الحصانة عن النائب المرعبي الذي نقدر ونحترم، آملين أن يعاد النظر في هذا الطلب، فالنائب المرعبي لم يقتل ولم يسرق ولم يخطف كما فعل الآخرون، ولم يعمل أبدا على زرع الفتنة كما عملت زبانية النظام السوري على زرعها في كل زاوية من زوايا الوطن الحبيب. إن كل ما يجري من تقصير ومن غبن تتحمل مسؤوليته هذه الحكومة. عودوا عن خطئكم، فلسنا نحن من يسقط أوراق التين ويعري الدولة ومؤسساتها. نحن العكاريين أم الصبي في عيشنا الواحد، في تلاحمنا ودعمنا لقيام هذه الدولة ولتحقيق السيادة والحرية والإستقلال".

قرار داخلي وعربي باسقاط الحكومة الميقاتية

كشفت معلومات لـ"الجمهورية" أنّ "هناك قراراً داخلياً وعربياً لإسقاط الحكومة الميقاتية، وقيادة "حزب الله" واعية لجدّية لخطة السعودية في هذا الشأن، وتصميمها على إطاحة حكومة ميقاتي مهما كانت الكلفة"ن مضيفة انه "وعلى هذا الأساس يعمل "حزب الله" في المرحلة الراهنة للضغط على رئيس الحكومة بغية دفعه في اتجاه عدم الاستقالة، ويشاطر الحزب الرأي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرى أن هذه الحكومة هي صمّام الأمان الوحيد لضمان أمن الساحة الداخلية واستقرارها في ظلّ التوتر التي تعيشه المنطقة، وتحديداً الوضع السوري المتأزّم المرشّح للاتساع والتطوّر وامتداد شظاياه الى الداخل اللبناني".

واشارت المعلومات نفسها إلى حديث في الكواليس السياسية عن الحاجة الى حكومة إنقاذ وطني تقوم بالمهمات الموكلة الى طاولة الحوار، وقد أثبتت حكومة ميقاتي عجزها عن إيجاد حلّ للملفات الداخلية العالقة، ولكنّ إسقاطها يتطلب اعتماد أحد السيناريوهات الثلاثة اولها تقديم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقالته بنفسه، وهذا الطريق الأسهل، لأنّ الحكومة تصبح تلقائياً بحكم المستقيلة كما استقالة وزراء رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من الحكومة"، لافتة الى ان "هذه الخطوة تبقى غير كافية ولا تغيّر في واقع الحكومة ما لم تقترن باللجوء إلى البرلمان لطرح الثقة بالحكومة من خلال الأكثرية الجديدة التي تكوّنت مع انضمام نوّاب "جبهة النضال الوطني" إلى تكتل نواب 14 آذار، إلّا انّ طرح الثقة هو بيَد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمكن أن يمتنع عن تحديد جلسة عامة للمجلس النيابي، الأمر الذي يحول دون إسقاط الحكومة أو تأخير إسقاطها بالحد الأقصى". واكدت ان "تكرار تجربة إسقاط حكومة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي في أيار العام 1992، حيث أدى الإضراب الشعبي وموجات التظاهر والاحتجاج إلى استقالة كرامي بسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية". ولفتت الى إنّ "قنوات الاتصال بين السعودية وزعيم المختارة مفتوحة، والهدف منها هو الدفع بوليد جنبلاط الى الاستقالة مقابل شروط يضعها جنبلاط بنفسه، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيكرّر "البيك" التجربة مع قوى 8 آذار في ضوء وضعه السياسي داخل هذه الحكومة الذي يتيح له "هزّ العصا" متى يشاء كونه يشكّل "بيضة القبّان" كالعادة؟".

 

وزير العدل السابق ابراهيم نجّار عن الاستنابات السوريّة لـ"الجمهورية": لم يتمّ التجاوب يوماً مع طلباتهم

أكّد وزير العدل السابق ابراهيم نجّار لصحيفة "الجمهورية" عن التجربة السابقة التي خاطبه بموجبها وزير العدل السوري عند صدور الاستنابات القضائية السورية في حقّ وزراء ونوّاب وقادة أمنيين: "أنّه عندما تسلّم ذلك الكتاب أحاله فوراً إلى النائب العام التمييزي سعيد ميرزا، معتبراً أنّ دوره لا يتجاوز "البوسطجي"، وأنّ ما فعله حينها كان بهدف تصويب الآلية التي اعتمدها السوريون، فأحال الطلب إلى النائب العام التمييزي في حينه لأنّه يعود إليه وحده أمر التعاطي مع هذا الطلب، فهو مَن يرفض أو يتجاوب معه. وقال نجار: لقد اعتمد السوريون عبر التاريخ، آليات عدة في التعاطي مع لبنان، فحوّلونا تارة من قاضي التحقيق في دمشق إلى قاضي التحقيق في لبنان، وتارة أخرى عبر النائب العام التمييزي في البلدين مباشرة، وطوراً عبر وزارة العدل، وفي كلّ الحالات، لم يتمّ التجاوب يوماً مع طلباتهم".

 

موقع الجمهورية": جهات غربية معنية بمكافحة تبييض الأموال بدأت تحقيقا سريا بقضية تبييض أموال يقوم بها تاجر ألبسة كبير

خاص: علم موقع "الجمهورية" أن "جهات غربية معنية بمكافحة تبييض الأموال بدأت تحقيقا سريا مفصلا بقضية تبييض أموال يقوم بها تاجر ألبسة كبير".

 

النائب السيد نواف الموسوي: الرهان على ضرب المقاومة وانهائها سراب والمعادلة اللبنانية قوية ولا يمكن ان تتفكك بتطورات خارجية

وطنية - 24/8/2012 - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي، خلال إحتفال أقامه "حزب الله" في بلدة شقرا الجنوبية، بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لإنتصار المقاومة في حرب تموز من العام 2006، "أن الرهان على ضرب المقاومة وإنهائها إنما هو سراب، وأن أحدا لا يستطيع في لبنان أن يستثمر أي تطور إقليمي ليفرض إرادته سياسيا على الآخرين، لأن المعادلة اللبنانية هي على مستوى من القوة التي لا يمكن ان تتفكك بتطورات خارجية إنما تتطور وفق سياق داخلي".

وشدد النائب الموسوي على "أن قوتنا وقدراتنا راسخة، ولا يمكن لأحد في لبنان أن يقصينا أو يهمشنا أو يعيدنا إلى الوراء، في الوقت الذي نطرح فيه شراكة كنا نطالب وننادي بها لا بالأحادية أو الإستبداد"، داعيا "الواهمين لأن يستيقظوا من أحلامهم المتبددة وأوهامهم التي تذروها الرياح، وأن يعودوا إلى حوار يقفزون فيه من فكرة أن بإمكانهم إلغاء المقاومة".

وأشار إلى "أن الرهان اليوم هو على أن النظام السوري سيسقط، الأمر الذي سيضعف "حزب الله" ويدفع إسرائيل لشن حرب عليه لتجريده من سلاحه، في الوقت الذي تدركون بسرائركم وتتداولون في غرفكم الضيقة أن الأمور في سوريا لا تسير وفق ما تتمنون وترغبون، وأن أي مسؤول إسرائيلي لا يجرؤ على شن حرب على لبنان إلا وقد قرر سلفا الإستقالة من الحياة السياسية والعسكرية إلى غير رجعة، وأن المقاومة في عام 2006 واجهت العالم بأسره وصمدت وانتصرت فكيف بها الآن وهي تملك من القدرات أضعاف ما كانت عليه في ذلك الوقت".

ودعا النائب الموسوي "هؤلاء المراهنين الى ان يوقفوا هذه الحرب التي لا جدوى منها سوى تفتيت وحدة لبنان الوطنية واثارة الانقسامات والأزمات فيه"، كما دعا "من لا يزال يحمل في صدره ذرة من الوطنية واللبنانية، الى أن يقرأ تصريح وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق "موشي أرينز" - الذي هو ليس إلا جزءا من الدعاية الإسرائيلية والحرب النفسية التي تقودها حكومة هذا الكيان ضد لبنان والمقاومة فيه، وقد أتى في إطار سجال سياسي محتدم حول قيام إسرائيل بضرب إيران في الوقت الحالي أو تأجيل ذلك - والذي نصح فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بأن ينتظر قليلا، لأنه وبحسب رأي أرينز فإن هناك إمكانية في هذا الوقت لسقوط النظام السوري وبالتالي إزاحة استخدام الصواريخ السورية في أي حرب ضد إيران، وأن تستثمر النزاعات السياسية الداخلية اللبنانية ما سيؤدي إلى إضعاف "حزب الله" وقدرته على استخدام قدراته العسكرية في أي حرب قد تتحول إلى إقليمية شاملة". وقد جرى في ختام الإحتفال عرض تمثيلي لعملية إقتحام أحد المواقع الإسرائيلية من قبل مجموعة من المقاومين، وتكريم لمجموعة من أبناء شهداء البلدة.

 

حكومة حزب الله الميقاتية تعيش أيامها الأخيرة وميقاتي اتخذ قرار الاستقالة والقفز من سفينة "8 آذار" قبل غرقها مع سفينة الأسد

بيروت - "السياسة": أكد مصدر سياسي وسطي لـ"السياسة" أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتخذ قراره بالاستقالة منذ فترة قصيرة وأنه ينتظر التوقيت المناسب لتنفيذه بعد إنجاز سلسلة مشاورات يعتبرها ضرورية قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة. وأوضح المصدر المطلع على أوساط السراي الحكومي أن ميقاتي توصل إلى القناعة بضرورة الاستقالة, التي ستؤدي إلى سقوط الحكومة, بسبب جملة من العوامل أهمها:

أولاً: قناعته أن حكومته فشلت في تطبيق سياسة النأي بالنفس تجاه الأزمة السورية, فوجد نفسه شاهد زور على قوى سياسية تتألف منها الحكومة متورطة حتى العظم في تلك الأزمة, وتشارك عسكرياً ومخابراتياً في قمع الثورة, وتفرض الانحياز الرسمي إلى جانب النظام السوري, في وقت تجاهر المعارضة بتأييدها ودعمها الثورة السورية.

ثانياً: إن الوضع المتفجر في لبنان ليس سوى انعكاس مباشر للوضع السوري, الذي دخل, برأي ميقاتي, في المرحلة الضبابية, بحيث ستكون الأشهر الفاصلة عن نهاية العام الجاري, حاسمة باتجاه سقوط النظام, وعليه فإنه يفضل أن يكون خارج الحكم عندما يحصل ذلك.

ثالثاً: أحرقت الأزمة السورية رصيد ميقاتي, الذي تلقى في أقل من شهر ضربتين موجعتين من النظام السوري في عقر داره, الأولى بإرسال الوزير السابق ميشال سماحة لتفجير شمال لبنان بالفتنة المذهبية, والثانية, بتفجير الوضع الأمني في مدينته طرابلس.

وتبين للجميع أن النظام السوري الذي بات يخوض حرباً طائفية على المكشوف داخل بلاده, يسعى لمدها إلى لبنان باستهداف الطائفة السنية تحديداً, لذا وجد رئيس الحكومة أن الأجدى الابتعاد حتى لا يتحمل مسؤولية العجز عن حماية طائفته مما يدبر لها وللبنان.

رابعاً: سقوط الضمانة الوحيدة التي نالها ميقاتي من "حزب الله" عندما ارتضى تشكيل "حكومة الانقلاب", وهي تركه يحكم. ففي محصلة تجربة هذه الحكومة واجه ميقاتي الصعوبات والعراقيل في مختلف الملفات من حلفاء "حزب الله", أكثر مما واجه من معارضة قوى "14 آذار". ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير جاءت قبل أسابيع قليلة, ومن الحزب نفسه الذي مارس ما يشبه الانقلاب المسلح على حكومة يشكل عمادها الرئيسي, عندما أطلق مسلحيه تحت ستار العشائر, ليمارسوا الخطف وقطع الطرق, فقدم بذلك نموذجاً عما سيفعله لحظة سقوط النظام السوري, ومجيء لحظة السيطرة العسكرية الكاملة على البلد.

خامساً: حسابات الانتخابات النيابية ليست على جدول الأعمال اليوم كما يروج البعض ليستنتجوا بأن ميقاتي يريد القفز من الزورق المثقوب حتى لا يغرق انتخابياً مع فريق "8 آذار", سيما وأن محاولاته لإعادة التواصل الانتخابي مع تيار الحريري فشلت. والواقع إن ميقاتي يعرف أن ثمة قراراً سورياً - إيرانياً بعدم إجراء الانتخابات في موعدها المقرر الصيف المقبل, إذا لم يكن فوز الحلفاء مضموناً, لذا سيكون مطلوباً من الحكومة اقتراح التمديد للمجلس النيابي الحالي, وهذا ما لن يقبل به ميقاتي, ويفضل النأي بنفسه عن هذا الخيار.

سادساً: في المحصلة جاءت حكومة ميقاتي بقرار انقلابي اتخذه الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله, والاثنان يواجهان اليوم لحظات تاريخية حاسمة: الأول بات خارج الحسابات الدولية والإقليمية, والثاني ينتظر حرباً ساحقة روج هو شخصياً لها في خطاباته الأخيرة.

وبناء على ذلك, فإن الحكومة ساقطة بالفعل سياسياً, وعاجزة أمنياً, وفاشلة اقتصادياً واجتماعياً, والأهم من كل ذلك أنها فقدت أي مشروعية داخلية وخارجية.

 

عندما لا "يستفيق" قرطباوي إلا على المرعبي

المستقبل/سجّل وزير العدل شكيب قرطباوي سرعة قياسية تفوق سرعة الضوء بإحالته طلب رفع الحصانة النيابية عن النائب معين المرعبي، بناء على الدعوى المقامة ضده من وزارة الدفاع بجرم التعرض للجيش وقائده. فما إن وصله كتاب النيابة العامة التمييزية بهذا الخصوص حتى وقعه على عجل وأحاله على رئاسة المجلس النيابي من دون أي تحفّظ، وربما قبل أن يقرأه ويطلع على حيثياته وأسبابه الموجبة، مع ما يمكن ان تتركه هذه الإحالة من تداعيات سياسية في هذه المرحلة المصيرية.

إذا كانت حجة وزير العدل أنه قام بواجبه الإداري والروتيني في التوقيع على كتاب النيابة العامة، فإن اللافت في إستنسابية تعاطيه مع القضايا والملفات العالقة في وزارته وأمام القضاء، إذ إن هناك عشرات الملفات التي تستوجب الإسراع في معالجتها وبتّها وبعضها يمسّ أمن الدولة وحياة الناس، تقابل بلا مبالاة وزير العدل والنيابات العامة التي تقع تحت سلطته المباشرة.

لو سُلّم جدلاً بأنه كان من حق وزير العدل أن يقوم بما قام به وإن كان منطلقه سياسياً بالنظر لإنتمائه الى تكتل يقع على نقيض من موقع النائب المرعبي، فإن من حق اللبنانيين أو السواد الأعظم منهم أن يسأله، لماذا لم تصدر عن النيابات العامة التابعة لسلطته الإستنابات التي طالب بها رئيسي الجمهورية والحكومة بحق من خطف الرعايا السوريين والأتراك في لبنان، وهدد على شاشات التلفزة كل الرعايا العرب والأجانب بالخطف يومياً، وقطعوا طريق المطار لإصطياد أي مواطن عربي أو أجنبي يمرّ عليها، وحوّلوا البلد محميّة للمليشيات والمافيات وقطاع الطرق؟

لماذا لم تتحرك حمية الوزير حيال إعلان الجناح العسكري لعشيرة آل المقداد وغيرها من العشائر المتكافلة والمتضامنة معها؟، وأين موقفه من إستعراضات المسلحين المقنعين الذين صالوا وجالوا وعقدوا المؤتمرات الصحافية وراحوا يصدرون البلاغات الواحد تلو الآخر ويتوعدون بالمفاجآت، ويستجوبون المخطوفين السوريين والأتراك وكأنه لا وجود لدولة ولا لأمن ولا لقضاء يدعي معاليه السهر على إستقلاليته وإطلاق يده؟، ولماذا لا يكلّف خاطره بسؤال الأجهزة القضائية ماذا فعلت في شأن البحث عن هؤلاء المخطوفين وتحريرهم وإستعادة بعض من هيبة الدولة مؤسساتها وشريعة القانون التي فقدت لصالح شريعة الغاب، أم أنه مقتنع بإقتناع تيار "الإصلاح والتغيير" بأن الخطف مقابل الخطف مباح ومغطى بحكم العشائرية والزبائنية؟

لماذا يتقاعس صاحب المعالي عن دوره في حثّ القضاء على الإسراع في التحقيق مع الوزير السابق ميشال سماحة ووضع اللبنانيين أمام حقيقة ما كان يخطط له، أم أنه متضامن معه في محنته من خلال ما عبّر عنه من رفض لطريقة توقيف هذا المتهم بجرائم إرهابية كادت تأخذ البلد الى الجحيم؟، ما هو دافع القيّم على شؤون العدل للطلب من النيابة العامة التمييزية سحب الإذن الذي أعطته الى القوى الأمنية لعرض المضبوطات والمتفجرات والتي كان يود سماحة تفجيرها في شمال لبنان وتحديداً في عكار لتفجير الفتنة الطائفية والمذهبية؟. ولماذا التلكؤ في إصدار إستنابة قضائية بحق مدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك ومعاونيه في الإستخبارات السورية؟، ألا يرى أن هذا التلكؤ والمماطلة يعطي النظام السوري فرصة لهجوم مضاد ضدّ لبنان عبر ما يسمّى إصدار مذكرات قضائية سورية بحق قيادات سياسية لبنانية بزعم تسليح المعارضة السورية ودعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح؟. لماذا لم يبادر الوزير الذي يزعم، كما تياره السياسي، غيرته على الجيش والمؤسسة العسكرية الى سؤال القضاء العسكري، أين أصبحت محاكمة المتهم بقتل النقيب الطيار سامر حنا وإسقاط طائرته؟ ولماذا تتأخر محاكمته ولم يصدر حكم بحقه رغم مضي أربع سنوات ونصف السنة على هذه الجريمة؟

أمام هذا الواقع رأى مرجع قانوني، أن "خطوة وزير العدل وإن كان قانونية في الشكل، الا أنها متسرعة في المضمون". وأوضح المرجع لـ"المستقبل"، أنه "كان يفترض بوزير العدل دراسة هذا الطلب بهدوء وترو، وبحثه مع المراجع السياسية، بدل أن يذهب الى خطوة قد تحرج المجلس النيابي ورئيسه، سيما أن الأكثرية الموصوفه لهكذا طلب غير مؤمنة، وبالتالي فإن إسقاط هذا القرار سيحرج المجلس النيابي والقضاء والجيش اللبناني وقيادته". لافتاً الى أنه "كان حرياً بوزير العدل أن يتثبّت ما إذا كانت تصريحات النائب معين المرعبي هي من ضمن ممارسته لعمله الرقابي في المجلس". مذكراً بأن "المادة 98 من النظام الداخلي للمجلس النيابي تشدد على التأكد من أن طلب رفع الحصانة يجب أن يكون بعيداً عن الغايات الحزبية والسياسية ولا يستهدف حرمان النائب من ممارسة عمله النيابي".

 

خطوة ناقصة وغير موفقة خطاها وزير العدلشكيب قرطباوي

المستقبل اليوم/خطوة ناقصة وغير موفقة عدا كونها غير دستورية، خطاها وزير العدل أمس عندما أسرع من دون تبصّر ودراسة الى إحالة طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي الى رئيس المجلس نبيه بري. يعرف أكثر من غيره، أو هكذا يُفترض، بحكم مهنته ووظيفته ودرايته، ان نائب الأمة لا يُلاحق بسبب آرائه وأفكاره وتصريحاته، وان المادة 39 من الدستور واضحة مثل عين الشمس، ولا تتحمل ولا تحتمل التأويل في هذا الشأن، تماماً مثلما قال النائب مروان حمادة. غير أن الوزير المجتهد بدا وكأنه يؤثر هواه السياسي على هويته المهنية، وغرضيته على احترافه.. يلتقط فرصة يراها سانحة لتسجيل سابقة كيدية متأتية من مناخه السياسي والتنظيمي المليء بالتحريض والافتراء على بيئة أثبتت أنها الأكثر حرصاً واحتضاناً وإيماناً بالجيش الوطني ودوره وأولويته وحصرية دوره المدافع عن السيادة والأرض والعرض. أخطأ الوزير كثيراً. اجتهد وسقط، واستعجل وهوى، فيما لبنان لا يحتمل سقطاته ولا كيديته ولا هواه العوني المشرقط كلاماً طنّاناً عن الجيش والحرص عليه، فيما منخرط حتى أذنيه في كل ما يضرب أحادية ذلك الجيش وقدسية سلاحه ودوره. الدستور واضح و"نظام" المجلس النيابي أوضح، وكان يفترض بالوزير أن يراجع خطوته جيداً، قبل أن يقدم ويسقط.

 

رأى ان تصرف قرطباوي غير دستوري/فارس سعيد: المطلوب حلول وطنية لا طائفية للأزمة

المستقبل/أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، أن "المطلوب في ظل هذه الأزمة ليس الحلول الطائفية بل الحلول الوطنية"، مشيرا الى "وجود سلسلة تدابير يجب ان تأخذها الدولة اللبنانية وليس الإكتفاء بإعلان النوايا فقط". واعتبر ان تصرف وزير العدل شكيب قرطباوي بطلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي "غير مقبول وغير دستوري". وأشار في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم" أمس، الى تحركات 14 آذار وبياني المنظمات الشبابية في 14 آذار والأمانة العامة وما دعت اليه، معتبراً ان "الموضوع بات يتجاوزالعمل السياسي التقليدي، إذ أن الناس يتحرّكون اكثر مما يحرّكهم أحد". وأوضح أن "المنظمات الطالبية أطلقت بالأمس الصرخة، وهي تحضّر لتظاهرة كبيرة تنطلق الأربعاء المقبل من هوفلين باتجاه وزارة الخارجية"، مستبعداً حصول اي إشكال، "لأن التحرّك سلمي وطني ديموقراطي، ويحق للبنانيين ان يعبّروا عن غضبهم أمام عجز هذه الحكومة التي وصفت بذلك حتى من أركانها، إذ ليس قليلاً ان يتحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن قصور وتقصير من قبل الحكومة".

وعن المطالبة بغطاء سياسي للجيش، قال: "لم نطلب من الجيش أن يجد حلولاً سياسية، لأن الحل السياسي يجب ان يكون في يد السلطة التنفيذية، بحيث ينفّذ الجيش أوامرها". وانتقد "الغياب الكامل للسلطة التنفيذية"، مستغرباً "كيف ان مجلس الوزراء لم يجتمع بشكل طارئ لمرة واحدة بهدف معالجة الأحداث في طرابلس".

أضاف: "ليس مطلوباً من الجمعيات الأهلية أن تجتمع لمعالجة مشكلة في طرابلس او مشكلة المخطوفين في الضاحية الجنوبية او مشكلة الفلتان الأمني في بعض أحياء بيروت، بل المطلوب من الحكومة ان تعالج هذه المواضيع، في حين نجدها تغيب او تغيّب نفسها عن أية معالجة، لا بل تشتكي امام الرأي العام اللبناني، وتتكلم كما يتكلم المواطن في وصفها هذه الحالة بالشاذة".

ولفت الى أن "هناك رأياً عاماً شيعياً بدأ يلاحظ ان السياسة المتبعة من حزب الله والتي تخطف الطائفة الشيعية لمصلحة جهات إقليمية معينة وباتجاهات داخلية معينة بدأت تتعب الرأي العام الشيعي"، معتبراً أن "المطلوب في ظل هذه الأزمة ليس الحلول الطائفية بل الحلول الوطنية، والذي يمتلك الحل والربط في هذا الموضوع هو الدولة اللبنانية و(الرئيس نبيه) بري هو أحد رؤوس هذه الدولة وبالتالي عليه ان يأخذ التدابير اللازمة". وسأل: "لماذا لا يجتمع المجلس النيابي لمناقشة هذا الفلتان الأمني لأن مركز الحوار الأساسي في لبنان يجب ان يكون مجلس النواب؟ ولماذا يتغاضى بري عن جمع المجلس من أجل مناقشة كل هذه المواضيع؟ ولماذا لم يجتمع مجلس الوزراء بشكل طارئ؟ وكيف يمكن لرئيس الجمهورية الا يبعث برسالة الى مجلس النواب يطالب فيها رئيسه بالإنعقاد الفوري؟"، مشيرا الى "وجود سلسلة تدابير يجب ان تأخذها الدولة اللبنانية وليس الإكتفاء بإعلان النوايا فقط، علماً ان النوايا التي عبّر عنها سليمان والجميع هي نوايا حسنة، إنما لا تكفي".

وتعليقاً على الكتاب الذي تسلمّته الأمانة العامة لمجلس النواب من وزير العدل ويطلب فيه رفع الحصانة عن النائب المرعبي، قال: "تصرّف قرطباوي غير مقبول وغير دستوري ولا يمكن محاسبة النائب وفق هذا الأسلوب، بل المحاسبة تتم عبر صناديق الإقتراع ومن قبل المواطنين". وكشف عن اتصالات من مسؤولين وهيئات مدنية واجتماعية تستنكر تصرف وزير العدل.

 

لقاء تشاوري في دارة عبد الواحد للرد على قرار وزير العدل

عكار ـ "المستقبل"/عقد في دارة الشهيد الشيخ احمد عبد الواحد لقاء تشاوري ضم عدداً من رؤساء البلديات والمخاتير، وتم خلاله التداول في الرد على طلب وزير العدل شكيب قرطباوي المقدم الى الامانة العامة لمجلس النواب في قضية رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي. وتقرر ابقاء الاجتماعات مفتوحة لاستكمال التشاور مع العلماء ورؤساء البلديات والمخاتير، على ان يصدر بعد ظهر اليوم بيان بهذا الخصوص، بحيث تقرر عقد مؤتمر صحافي في قاعة مسجد البيرة بعيد صلاة الجمعة.

 

14 آذار" لوحت بفتح ملف المخابرات بعد طلب رفع الحصانة عنه

المرعبي لـ"السياسة": لا ميليشيا لدي لحماية الناس ومن واجبي كشف الحقائق ليحاسب المقصرون

بيروت - "السياسة" والوكالات: لم تطل فترة الانتظار اللبناني لتلقي الرد السوري على توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة, فسيل الاشكالات الامنية وتحريك الملفات السياسية المتأججة تحت جمر التهدئة واستعادة سيناريوهات الحرب بخطف هنا ورد هناك جاء ابلغ من الرد المباشر, خصوصاً بعدما استتبع, أمس, بطلب لرفع الحصانة عن النائب في كتلة "المستقبل" معين المرعبي من خلال تسليم وزير العدل شكيب قرطباوي الأمانة العامة لمجلس النواب الطلب لملاحقته من قبل النيابة العامة التمييزية, بناء لطلب قيادة الجيش على خلفية اتهامه بإثارة النعرات الطائفية.

ومن المتوقع, وفق ردات فعل المعارضة الأولية, ان يحدث طلب رفع الحصانة اهتزازاً سياسياً واسعاً وردات فعل عنيفة, بعدما اعلن النائب مروان حمادة ان الطلب غير قانوني, متمنياً على رئيس مجلس النواب نبيه بري رده في الشكل كي لا تضطر هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الادارة والعدل الى رده أصلاً وبأكثرية ساحقة.

بدوره, استغرب عضو كتلة "المستقبل" أحمد فتفت "ممارسات" قرطباوي.

وقال "في الوقت الذي يصمت معاليه عن جرائم الخطف الفاضحة وعن تلكؤ القضاء بتلبية طلب رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) بإصدار استنابات قضائية بحق القائمين بعمليات الخطف والمتبنين له, وفي وقت يتلكأ القضاء عن إصدار استنابة قضائية بحق اللواء علي مملوك في قضية تصدير الإرهاب الى لبنان بواسطة الوزير السابق ميشال سماحة, يُحيل وزير العدل طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي الى الأمانة العامة للمجلس النيابي مع علمه بأنها مخالفة صراحة للمادة 39 من الدستور اللبناني" التي تنص على انه "لا يجوز إقامة دعوى جزائية على أي عضو من أعضاء المجلس النيابي بسبب الآراء والأفكار التي يبديها خلال مدة نيابته". وفي هذا المجال, ذكرت "وكالة الأنباء المركزية" ان قوى "14 آذار" وفور تبلغها النبأ باشرت حركة اتصالات مكثفة بين مكوناتها بهدف الدفاع عن الزميل وادانة عمل وزير العدل والمؤسسة العسكرية. وأكدت مصادرها أن هذه القوى لن تتوانى عن فتح ملف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.

من جهتها, ذكر المرعبي أنه "سبق وتحدى قيادة الجيش وطلب أن يقدم العماد جان قهوجي استقالته بالتزامن مع تقديمه استقالته من النيابة, حتى تتم المحاسبة في المحاكم المناسبة ليظهر من بيننا المقصر في حق المواطنين وخصوصاً أهالي عكار". وأكد المرعبي لـ"السياسة" أن "المقصر الأول هو العماد قهوجي والقيادة العسكرية التي لم تقم بواجبها في حماية المواطن لا على الحدود الشمالية اللبنانية مع سورية ولا على طريق المطار", مشدداً على "ضرورة محاسبة من فشل في المحافظة على كرامة الوطن وحماية المواطن من فوضى الأجنحة العسكرية وقتل الأبرياء".

ولفت إلى أن "مهمته كنائب الدفاع عن الأهالي وحمايتهم من قذائف النظام السوري على عكار وكل فوضى الخطف والقتل المتكرر, في الوقت الذي يتلكأ فيه المسؤولون عن الدفاع عنهم", مستغرباً "انشغال الجيش بأمور أخرى بعيدة عن شؤون المواطن". وقال: "ليس لدي ميليشيا لحماية الناس, ومن واجبي إظهار الأمور على حقيقتها لتتم محاسبة المقصر في حق المواطن", مشدداً على أنه "يتكلم باسم أهالي عكار ولا علاقة لكتلة المستقبل بالأمر". وفي تصريح صحافي آخر, أعلن المرعبي انه مستعد للمحاسبة, "لكن لا قيادة الجيش ولا اي كان يستطيع منعنا من قول الحق, ويحق لنا التحدث عن كل ما يجب للحفاظ على حياة المواطنين لأنهم يتخاذلون عن القيام بواجباتهم بحماية الناس والسيادة الوطنية", لافتا الى انه لا يتناول المؤسسة العسكرية انما القيادة والمسؤول عنها.

 

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري دعا بري إلى رد طلب رفع الحصانة عن المرعبي

 وطنية - 24/8/2012 دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في بيان، رئيس المجلس نبيه بري إلى رد طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي الذي أحاله وزير العدل شكيب قرطباوي على المجلس"، معتبرا أن هذا الطلب "مخالف للدستور"، ومتخوفا من أن يستغل البعض نتيجة التصويت عليه لاثارة الفتنة". وقال مكاري: "أتمنى أن يتصرف الرئيس بري بحكمته المعهودة ويرد طلب رفع الحصانة في الشكل، لأن التصويت عليه واسقاطه في الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل، سيكون فرصة يستغلها البعض لتحقيق الفتنة التي كان أعداء لبنان يريدون تحريكها بعمليات التفجير، أو بقطع الطرق وفوضى الخطف". ورأى إن "أكثر من نصف نواب المجلس على الأقل يرفضون طلب رفع الحصانة، نظرا إلى أنه غير دستوري ومخالف للمادة 39 من الدستور، ويشكل سابقة خطيرة لجهة ملاحقة نائب بسبب آرائه السياسية، لكن البعض سيستغل هذا الموقف لكي يصور الأمر وكأن مجلس النواب منقسم بين من هو مع الجيش اللبناني ومن هو ضده، ونحن لا نريد أن نعطي هذا البعض فرصة رسم هذه الصورة المغلوطة والمزيفة، لأن جميع اللبنانيين مع الجيش، وبالتالي كل القوى السياسية هي مع الجيش".

اضاف: "كنا نأمل أن يشكل الوزير قرطباوي صوت العقل والتجرد بين وزراء التيار الوطني الحر، وأن يمارس عمله الوزاري انطلاقا من تاريخه كرجل قانون، ولكن يا للأسف تبين أنه انجر الى ممارسات الكيدية السياسية". وتابع: "لقد تصرف الوزير قرطباوي باستنسابية فاضحة من المؤسف أن تصدر عن وزير آت من عالم القانون، فتناسى حض النيابات العامة على إصدار الإستنابات التي طالب بها رئيسا الجمهورية والحكومة بحق من زرعوا الفوضى في البلد الأسبوع الفائت ومارسوا عمليات الخطف والتهديد وقطع الطرق، وتناسى إصدار استنابة قضائية في حق اللواء السوري علي مملوك الذي يقف وراء قضية المتفجرات التي نقلها الوزير السابق ميشال سماحة". وختم مكاري: "المطلوب اليوم، بدلا من السعي الى رفع الحصانة عن ممثل للشعب بسبب آرائه السياسية، حماية هذا الشعب باعطاء الحصانة للجيش، وتحصين الجيش بقرار سياسي حازم، يمكنه من فرض الأمن والاستقرار في البلد".

 

النائب محمد كبارة: بري سيرد طلب قرطباوي وعلى نصر الله رفع الغطاء عن الخاطفين

14 آذار/استغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة طلب وزير العدل شكيب قرطباوي رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي، مذكراً بأن "القانون واضح ومواده تؤكد أن للنائب الحق في التصريح والتعبير عن رأيه وأفكاره طيلة مدة نيابته". ورأى كبارة في حديث لموقع 14 آذار أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري سيردّ الطلب، وهذا أمر طبيعي، وليس من الممكن أن يسير بري به لأنه سيكون هناك إجماع من جانب الكثير من النواب ضد الطلب". وأكد أنه "من الطبيعي أن تساند كتلة "المستقبل" النائب المرعبي وتقف بوجه طلب رفع حصانته، لأنه عضو فاعل فيها ويقوم بواجباته ويدافع عن منطقته وحقوق الناس وكرامتها، وعن الأمانة الموكلة له من عكار". وبشأن تزامن طلب رفع الحصانة عن المرعبي مع عمليات خطف، وتعديات من قبل النظام السوري للسيادة اللبنانية، أشار كبارة إلى "أن النظام السوري محميّ من الدولة والحكومة، والخاطفين أيضاً يتم حمايتهم من النظام السوري وحلفائه". وتمنى كبارة على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من موقعه وإمكانياته الموجودة في المنطقة وحزبه وطائفته، أن يرفع الغطاء عن الخاطفين ويعلن أن اليد التي ستمتد على أي مواطن من دولة شقيقة وصديقة ستقطع مثلما طالب بري برفع الغطاء عن أي جهة تقطع طريق المطار وأن اليد التي ستمتد عليها ستقطع".

 

ميشال سماحة يمتنع عن حضور الجلسات إلى حين استدعاء كفوري

المستقبل/في تطور لافت، قد يعيق مواصلة التحقيق معه على الأقل في الأيام القليلة المقبلة، كشفت أمس مصادر قضائية بأن الوزير السابق ميشال سماحة رفض في الجلسة السابقة من استجوابه الخميس الماضي في 16 الجاري الاجابة على أسئلة قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا أثناء استكمال التحقيق معه. وأوضحت المصادر ان سماحة أعلم خلال الجلسة القاضي أبو غيدا بأنه يمتنع عن حضور جلسات استجوابه إلى حين استدعاء ميلاد كفوري إلى التحقيق ومواجهته به. ورأت المصادر أن امتناع سماحة عن الحضور إلى التحقيق لاستكمال استجوابه، سوف يؤدي إلى تعليق الجلسات معه انما لن يعيق السير بالقضية، مؤكدة بأنه سيتم استدعاء اللواء السوري علي مملوك المتهم في القضية عينها، انما ليس في الوقت الراهن. وأفادت مصادر أخرى ان وكلاء الدفاع عن سماحة قد تقدموا بمذكرة شاملة طلبوا فيها استدعاء كفوري وإبطال التحقيقات الأولية المجراة مع موكلهم لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وأفيد ان القاضي أبو غيدا سوف يحيل المذكرة إلى النيابة العامة العسكرية لإبداء رأيها بشأنها قبل اتخاذ قراره.

 

القناة العاشرة: الحرب الاهلية في سوريا انزلقت الى لبنان

المركزية- رجحت مصادر سياسية اسرائيلية ان "تتواصل "الحرب الاهلية" في شمال لبنان، وان تشهد مدينة طرابلس مزيدا من القتال، على خلفية الازمة في سوريا". ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن المصادر الاسرائيلية قولها ان "الحرب الاهلية في سوريا انزلقت بالفعل الى لبنان، وبشكل لا سابق له، ويبدو انها لن تتوقف. بل بالتأكيد، ستتواصل ما دام القتال محتدماً في سوريا".

وأشارت إلى ان "سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، من شأنه ان يفتح عهدا جديدا في لبنان، لكنه سيكون متأرجحا بين الحرب الاهلية، والاستقرار الامني شبه الكامل".

 

عائلة طارق الربعة ومناصروه يدعون الى التظاهر حتى إطلاق سراحه

المركزية ـ دعت عائلة المهندس طارق الربعة ومناصروه الى "التظاهر حتى رفع الظلم عنه واطلاق سراحه، وذلك يوم الإثنين المقبل في الحادية عشرة من قبل الظهر على ان يكون التجمع إبتداء من العاشرة أمام المحكمة العسكرية. وطالبت العائلة في بيان "الجمعيات الأهلية والشعبية وكل مواطن شريف يرفض الظلم ويرفض التجني والإفتراء على الشرفاء وتركيب الملفات وتلفيق التهم لهم بهدف حماية أحد أفرقاء السياسة من القرار الإتهامي للمحكمة الدولية، بالزحف إلى المحكمة العسكرية لنصرة قضية العدل ولرفض التدخل السياسي ورفض توقيف المهندس طارق تعسفيا منذ أكثر من 25 شهرا دون إعتراف أو دليل ". وقالت: "يأتي تحركنا هذا تحت شعار مناصرة البطل المهندس طارق عمر الربعة الصامد في سجنه والصابر على البلاء ليذكر الظالم إن إبن بيروت المقاومة لا ولن يخضع له ولا لأي حاقد مستبد مثله" .

 

اجتماع البعثات الاوروبية في بيروت: الوضع ممسوك ورفع الحيطة وقلق من حوادث طرابلس

المركزية – حمل اجتماع بعثات الدول الاوروبية في لبنان الذي عقد امس في مقر بعثة الاتحاد الاوروبي على مستوى معاونين للسفراء، في ظل غياب معظم السفراء في اجازات، عنوانين اساسيين، ضرورة رفع درجات الحيطة والحذر والتنبه لما قد تؤول اليه الاوضاع على الساحة اللبنانية والقلق البالغ من النزاع الدموي في طرابلس خشية تمدده الى مناطق لبنانية اخرى. وبحسب معلومات "المركزية" فإن المجتمعين الذين اجروا جولة تقييمية للوضع اللبناني برمته وبحثوا في التطورات الاخيرة وانعكاساتها على وضع الرعايا الاوروبيين والبعثات، اكدوا اهمية المتابعة الدقيقة للوضع اللبناني المتشظي بتداعيات الازمة السورية عليه تارة بقطع الطرق واخرى بعمليات الخطف او بحوادث امنية على غرار ما يجري على جبهة جبل محسن – باب التبانة، الا انهم، وعلى رغم قلقهم مما يحمل المستقبل اجمعوا على اعتبار ان الوضع لا يزال تحت السيطرة في ظل اليقظة الامنية والوعي السياسي اللذين تبين حتى الساعة انهما كفلا عدم تفلت الامور من عقالها وضبطا الحوادث المتنقلة بين منطقة واخرى بطريقة مطمئنة تؤشر الى استمرار الامساك بزمام الوضع الامني وتكفل بقائه تحت السيطرة. الا ان المجتمعين، ابدوا، وفق مصادر متابعة خشية من امكان تمدد المواجهات في طرابلس اذا لم توجد القوى السياسية تفاهما نهائيا حول النزاع المزمن بين باب التبانة وجبل محسن، الى مناطق اخرى ليصبح عندها الوضع اكثر خطورة مما هو عليه اليوم.

 

الوطن السعودية: ايران تدعم النظام السوري عسكريا عبر الحرس الثوري و"حزب الله"

المركزية- أشارت صحيفة "الوطن" السعودية ان "الأنباء تتواتر منذ بداية الثورة السورية عن أنواع مختلفة ومباشرة من الدعم الايراني للنظام السوري، منها الدعم المالي الذي ذكرت بعض التقارير الصحافية الغربية أنه يصل إلى 5,8 مليارات دولار، فضلا عن 290 ألف برميل من النفط يومياً، ومنها الدعم العسكري المباشر من خلال جناحين عسكريين إيرانيين هما: الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني، وهو ما يتأكد يومياً بمقاطع الفيديو التي تبثها العناصر الإعلامية السورية المعارضة، وفيها يظهر الأسرى من هذين الفصيلين معترفين بأهدافهم وقياداتهم، بالإضافة إلى تحول بعض الحسينيات في دمشق إلى مراكز إدارة وتخطيط لعمليات قمع الثورة، وذلك بهدف توفير حرية حركة الكوادر الإيرانية في سوريا، بعيدا عن السفارة، أو المركز الثقافي الإيراني".

ولفتت الصحيفة الى ان "إيران تدرك أن النظام السوري هو الحليف الأكثر انقيادا لها في المنطقة، وتعلم أن بقاء النظام السوري يؤمن لها الحرية الكاملة في نقل الأسلحة إلى حزب الله، مما يمكنها من تحريك هذه الجماعة لخدمة مصالحها القائمة على خلق أسباب القلق والتوتر، والمنطلقة من أيديولوجيا الثورة الإيرانية، والهادفة إلى تصديرها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى".

واشارت الى ان "تزويد إيران للنظام السوري بالأسلحة، انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن ذي الرقم 1747 الذي يحظر على إيران تصدير الأسلحة بموجب الفصل السابع، وهو ما أشار إليه جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، مؤكدا أن الحظر يمنع صادرات الأسلحة الإيرانية، مما يسمح لمجلس الأمن بإجازة إجراءات، تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري".

وخلصت الصحيفة السعودية الى القول ان "رهان النظام السوري على الدعم الإيراني سبب رئيس في استمرار الخيار العسكري الذي انتهجه النظام منذ البدء الأول للثورة، وهو الرهان الباقي له، في ظل الانشقاقات السياسية والعسكرية وغياب أي تأييد شعبي حقيقي، مما يجعل من القول بمسؤولية إيران عن جزء كبير من الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوري قولا سائغاً ومبررا بالأحداث والأدلة".

 

جعجع: لا تخوف من اندلاع حرب اهلية في لبنان مجددا والازمة السورية لن تنتقل إلينا رغم محاولات إثارة المشاكل

 وطنية - 24/8/2012 طمأن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى ان "الأزمة السورية لن تنتقل الى لبنان ولا تخوف من اندلاع حرب أهلية مجددا بالرغم من ان بعض حلفاء النظام السوري في لبنان وعلى رأسهم حزب الله، يحاولون إثارة بعض المشاكل في الداخل اللبناني وفي أكثر من منطقة لتخفيف الضغط الذي يعاني منه هذا النظام، وقد أثبتت قضية توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة بأن نظام الأسد كان يحاول مؤخرا إثارة فتنة في لبنان بين العلويين والسنة من جهة وبين المسيحيين والسنة من جهة أخرى". كلام جعجع جاء ضمن مقابلة مع صحيفة "Frankfurter Allgemeine" الألمانية حيث أكد "ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يبذل قصارى جهده لتجنيب لبنان أي حرب أهلية وللحفاظ على ما تبقى من الدولة اللبنانية".

وعمن يقف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها، قال جعجع:"لدي تحليلي الخاص والواضح وأعرف ذاتيا من يقف وراءها ولكنني لا أستطيع الإعلان عن هذا الأمر الآن بل أترك الأمر للتحقيقات، ولكن يمكنني القول إنها تأتي في سياق سلسلة الاغتيالات التي وقعت في لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى وقتنا الحاضر"، مشيرا الى أنه "غير راض عن التحقيقات الجارية وهذا مرده الى ان الدولة مشلولة جزئيا تجاه كل ما له علاقة بسوريا وحزب الله". سائلا:"أوليس مستغربا أن تكون كل محاولات الاغتيال والاغتيالات التي وقعت قد طالت شخصيات سياسية ضمن قوى 14 آذار؟ هذه ليست مصادفة بل ان هذه الاغتيالات مقصودة عن سابق تصور وتصميم ومن هنا يصبح جليا من هي الجهة التي تقف وراءها".

ولم يخف جعجع قلقه من "أن تعود موجة الاغتيالات لتطال قيادات أخرى في لبنان"، لافتا الى انه "بعد محاولتي الاغتيال ضدي شخصيا وضد النائب بطرس حرب فإن سياسيي قوى 14 آذار يأخذون تدابير أمنية كبيرة في هذا الإطار على أمل ألا تكون الجهة التي تقوم بهذه الاغتيالات قادرة على القيام بأي محاولة مجددا".

وعن الهدف من المتفجرات التي اكتشفت في قضية ميشال سماحة، اعتبر جعجع أن "النظام السوري كان يحاول إثارة فتنة بين السنة والعلويين بعد أن تبين ان هذه العبوات كانت معدة لقتل مئات المواطنين العاديين، وكان هذا النظام يتصور ان السنة ستكون ردة فعلهم العفوية قتل الشيعة والعلويين في لبنان وحينها تندلع حرب أهلية في لبنان ما يخفف الضغط على هذا النظام في سوريا".

وعن الاستنابات القضائية الصادرة عن النظام السوري بحق بعض السياسيين اللبنانيين بحجة أنهم يدعمون الثوار بالسلاح، جدد جعجع التأكيد بأن "ادعاءات النظام لا أساس لها وهي غير صحيحة، كما ان هذا النظام لا يحق له إصدار مثل هذه الاستنابات لأنه نظام غير شرعي وليس دولة فعلية، باعتبار أنه لا يملك التأييد من أكثرية الشعب السوري، عدا أن هناك معارضة له من جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة".  وعن إمكان وصف النظام السوري ب "الميليشيا العلوية"، أجاب جعجع: "ان العلويين هم جزء أصيل من تكوين المجتمع في الشرق الأوسط، بينما النظام بعثي يضم علويين وغير علويين ولكن ما تبقى من هذا النظام هو وحدات مسلحة تحاول البقاء".

ورأى أن "سقوط نظام الأسد هو مسألة وقت، قد يتطلب الأمر بضعة أشهر، وما ان ينتهي هذا النظام سوف يتخلص لبنان من إحدى أكبر مشاكله"، لافتا الى ان "نهاية هذا النظام ستؤثر على حزب الله ولكن هذا لا يعني نهاية الحزب"، معتبرا انه "بعد سقوط هذا النظام ستتوفر لنا فرصة أكبر لبناء دولة حقيقية وقادرة في لبنان باعتبار ان هذا النظام كان عائقا أمام قيام الدولة والى جانبه بالطبع حزب الله".

وردا على سؤال، رفض جعجع أن يطلق عليه توصيف "سيد حرب"، شارحا أنه "في بداية الحرب اللبنانية، كان يتخصص في الطب، في السنة السابعة، في الجامعة الأميركية في بيروت ومن ثم في الجامعة اليسوعية، وقد ترك مقاعد الدراسة للدفاع عن القرى والمناطق المسيحية التي كانت تتعرض حينها لهجمات من منظمات فلسطينية مسلحة والى جانبها كل الأحزاب اليسارية في الشرق الأوسط مدعومة من الاتحاد السوفياتي".  وأضاف: "خلال الحرب اللبنانية، لم أكن أخطط لتغيير النظام في لبنان أو لأهداف سياسية بل جل ما في الأمر أنني كنت أدافع عن وجودنا ضد مجموعات مسلحة متعددة لدرجة أنه أتى بعض المحاربين في ذلك الوقت من بلدان أفريقية ليحاربوا على أرض لبنان".

وتابع: "بعد اتفاق الطائف، بدلا من أن يخرج السوريون من لبنان قاموا بتثبيت أنفسهم أكثر فأكثر للسيطرة عليه، ومن هنا بدأت معارضتي لهذا النظام، فرموا بي في المعتقل وما ان خرجوا في العام 2005 من لبنان حتى خرجت الى الحرية". وعن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، أكد جعجع ان "لهذه الزيارة اهمية معنوية في خضم هذا التحول التاريخي في الشرق الأوسط، فالبابا سيأتي الى لبنان ليظهر ان المسيحيين متواجدون هنا في صلب هذه اللحظة التاريخية ما سيعطي تطمينات لمسيحيي المنطقة، فدور الفاتيكان يتخطى دوما السياسة وهو دور بناء للمستقبل، فالبابا يأتي ليذكر الجميع بأن اختلافاتنا لا تؤدي الى شيء بل هناك قيم تجمعنا كمسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين وهندوس وسواها من الديانات. وبالتالي هذه الزيارة هي انتصار لما يمثله البابا وما يحتاجه مسيحيو الشرق الأوسط في هذا الوقت". وعن تخوف المسيحيين من وصول الأخوان المسلمين في سوريا الى الحكم وتفضيلهم بقاء الأسد في السلطة، أجاب:"ان المسيحيين في سوريا قلبهم مع الثورة وهم يدعمون الثوار بأكثريتهم ولكن بعض المسيحيين الذين يطلقون مثل هذه التصريحات هم من المستفيدين من هذا النظام، فالمسيحيون جزء من الشعب السوري ويطمحون إلى الوصول الى الحرية والديمقراطية". وشدد جعجع على ان "التاريخ لا يمكن ان يعود الى الوراء وانطلاقا من هذا الأمر فإنه من الصعب جدا وصول المتطرفين الى السلطة بينما الشعوب تطالب وتنادي بالحرية والديمقراطية"، واصفا الجيش السوري الحر بأنه "علماني ومعتدل ولا يجب الحكم على الأمور قبل حصولها، فعلى سبيل المثال في مصر وفي ظل حكم الإخوان يستمر الأقباط بالعيش كما كانوا مع فارق وحيد أنه بات لديهم حرية تعبير وإمكانية تحسين وضعهم أكبر من ذي قبل". وردا على سؤال، اعتبر جعجع أنه "على الغرب ان يدعم الجيش السوري الحر ليربح معركته، لأنه ليس من مصلحة أحد أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وهذا ما يتمناه المجلس الوطني السوري وجامعة الدول العربية، ومن وجهة نظر إنسانية في ظل ما نشاهده يوميا من قتل لمئات المواطنين يجب على حلف شمال الأطلسي التدخل فورا كما فعل في ليبيا، ولكن المشكلة انه حين لا يوجد مصلحة سياسية او استراتيجية محددة فلا أحد يهتم".

وأوضح جعجع ان "الربيع العربي كأي خطوة تاريخية مهمة يشوبها عدد من النواقص والأخطاء ولكن التاريخ يصحح نفسه بنفسه، فالوضع الان ليس مثاليا ولكننا في وضع مختلف لدينا كل الامكانيات المتاحة للسير قدما ولهذا السبب نطلق عليه تسمية "الربيع العربي"، فهذا الربيع لم ينته بل هو يبدأ الآن، فالثورة الفرنسية أو الثورة الأميركية مثلا أخذتا عشرات السنوات المليئة بالدماء والدموع للوصول الى أهدافها ونتائجها في النهاية"، لافتا الى ان "ربيع لبنان بدأ منذ العام 2005 ولكنه ربيع غير مكتمل يحتاج الى دولة فعلية ليتحقق".

وعن إمكان حصول اتفاق سلام بين لبنان واسرائيل، رأى جعجع "ان هذا الأمر متعلق بقرار عربي شامل وبخطة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت 2002، فبعد السير بهذه الخطة والوصول الى دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية وبعد موافقة كل الدول العربية عليها يمكن البحث في هذا الأمر والا ما الجدوى منه، وبرأيي لقد تأخر الاسرائيليون بالقبول بهذه الخطة لأنه مع تصاعد الديموقراطية سيصبح للشعوب العربية مطالب أكثر شمولا من ذي قبل".  وعن إمكان ترشحه إلى رئاسة الجمهورية سنة 2014، قال جعجع: "صراحة انا لا أسعى الى هذا المنصب ولا أقوم بإقناع النواب بانتخابي أو الدخول بمساومات أو القيام بتموضع جديد للوصول الى هذا الهدف، سأستمر بما أقوم به ولكن اذا أتيحت الفرصة قبل الانتخابات وكانت الأوضاع مؤاتية وهناك ارادة طبيعية لدى العديد من النواب الذين يرغبون بي رئيسا فحينها لكل حادث حديث".

 

حزب الوطنيين الاحرار حذر الحكومة من مغبة النأي بالنفس عن مقومات الدولة

 وطنية - 24/8/2012 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. وبعد الاجتماع صدر بيان اكد المجلس فيه انه "ينتظر ما ستؤول إليه تعليمات رئيس الجمهورية إلى الأجهزة الأمنية والقاضية بتحرير المخطوفين وبتوقيف الخاطفين وسوقهم أمام العدالة"، معتبرا أن "التقصير في هذا المجال من قبل مؤسسات الدولة وأجهزتها هو بمثابة استقالة تعرضها للتفكك وتهدد أمن المواطنين وسلامتهم، وأقل ما يمكن أن يقال فيها أنها تنتمي إلى زمن ما قبل قيام الدولة بمعناها المطلق، حيث لا عقد ولا عهد ولا دستور ولا قانون ولا ميثاق إلا منطق القوة والعصبية القبلية". وحذر البيان الحكومة من "مغبة النأي بالنفس عن أمور مفصلية في الدفاع، ولو بتأخير فاضح، عن مقومات الدولة من دون التوقف عند أي اعتبار آخر. وإذا كانت ثمة معادلات تحول دون قيامها بواجباتها ووفائها بالتزاماتها فما عليها سوى الرحيل وإعلان الحقيقة كاملة على الرأي العام، ليكون على بينة من اداء الأطراف الحكومية الضالعة في مخطط النيل من أمن لبنان، واستقراره وثوابته ووحدة أبنائه". اضاف البيان :" ان الممارسات المدانة من خطف وقطع طرقات ومظاهر مسلحة وتهديدات والتي تمت تحت غطاء عشائري المعنى والذي يقصده حزب الله وحلفاؤه بعنصر "الشعب" في الثلاثية البدعة: الشعب والجيش والمقاومة. فالشعب وفقا لهؤلاء ليس هو إلا الأفراد والجماعات التابعة لهم والذين يمكن ضبط حركتهم وتوجيهها بحسب ما تقتضيه مخططاتهم ومصالحهم وادعاء عدم المسؤولية عن أعمالهم في نفس الوقت. وهم لا يقيمون وزنا للفئات الشعبية الأخرى حتى ولو كانت تشكل الأكثرية كما حصل مع حكومة الائتلاف الوطني برئاسة الرئيس سعد الحريري".

وجدد البيان "المطالبة بالعودة إلى المؤسسات الدستورية والتزام روحيتها بعيدا من المقولات المخادعة. بدءا من رفض الثلاثية ـ الخدعة مرورا بقيام الأجهزة القضائية والأمنية والعسكرية بواجباتها بحسب الدستور والقوانين وصولا إلى امتلاك الدولة حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم ومهمة حفظ الأمن والاستقرار".

وسأل الحكومة :"عن سبب تقاعسها في اتخاذ الإجراءات التي يستوجبها كشف المخطط الذي أعده النظام السوري وعهد بتنفيذه إلى الوزير السابق ميشال سماحة، وبإزاء فداحة المعلومات المتوافرة عن هذا المخطط والخروقات التي تلته لحرف الأنظار وإحباط الداعين إلى فضحه طالعتنا أخبار استنابات قضائية سورية بحق شخصيات وقيادات لبنانية تصب في نفس اتجاه أعمال الإخلال بالأمن"، مكررا مطالبته "الحكومة بطرد سفير النظام السوري الذي لا يزال يوزع الاتهامات من منابر رسمية وخاصة، واستدعاء السفير اللبناني، ورفع شكوى إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي، وإلغاء الاتفاقية الأمنية والمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني من جانب واحد وتسطير استنابة بحق رئيس جهاز الأمن القومي السوري علي مملوك ومساعده اللذين ثبتت مسؤوليتهما عن المخطط".

وختم البيان :"أن كل تقصير أو تمييع سواء لموضوع التحقيق مع سماحة أو بالنسبة إلى التدابير القانونية والدبلوماسية بمثابة تواطؤ مع النظام السوري ويرتب مسؤوليات إضافية على الحكومة اللبنانية".

 

نوفل ضو: مؤتمر بيت عنيا يلقي الضوء على اقتراحات اصلاحية/نريد تحويل الانتخابــات من محطة الى مســـار متكامل

المركزية- أعلن رئيس اللقاء المستقل- عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو أن المؤتمر المزمع عقده في 27 تشرين الأول في بيت عنيا في حريصا بعنوان " الانتخابات مسار سياسي وشعبي" سيلقي الضوء على اقتراحات اصلاحية تتضمن طرحا حول كيفية تحويل الانتخابات من محطة موضوعية في المكان والزمان ومن صفقة سياسية الى عملية مسار متكامل يمتد سنوات.

وقال في حديث لـ"المركزية": "أردنا في اللقاء المستقل أن نعرض وجهة نظرنا من موضوع الانتخابات وهو ليس عملية محدودة في الزمان تحصل في يوم ويتم التحضير لها خلال أسبوع، فنحن مقتنعون أن الانتخابات مسار متكامل، وليس عملا يعنى فيه بعض السياسيين في لبنان، فالدولة معنية به أيضا كما المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة والناس، وذلك من خلال اختيار المرشحين قبل الوصول الى مرحلة اختيار النواب". وأشار الى "اننا لا نرى اليوم أن الانتخابات هي مسار، بل يتم التعاطي معها وكأنها محطة صغيرة تحصل كل اربع سنوات، في وقت يفترض أن تكون مسارا يجب أن يمتد على مدى السنوات الأربع". أضاف: "سنلقي الضوء على، كيف يمكن ان تتحول الانتخابات من محطة موضوعية في المكان والزمان ومن صفقة سياسية الى مسار متكامل يمتد سنوات"، لافتا الى أن طرح هذا الموضوع أتى انطلاقا من التعثر الحاصل في قانون الانتخاب خصوصا أن البحث فيه لا يحصل على قاعدة أن الانتخابات مسار، بل قضية مَن يحصل على حجم تمثيل أكبر من الآخر في الانتخابات، مع أنه لم يتم التعاطي مع واقع القانون في لبنان لناحية انعكاسه حالة سياسية معينة وتطورا في الفكر السياسي، مشيرا الى أن من خلال الاقتراحات الاصلاحية التي سنتقدم بها سنثبت أن قانون الانتخاب جاء ليجمل بعض الأمور الا أنه كما هو مطروح لن يحول الانتخابات الى مسار ديموقراطي حقيقي.

 

النائب محمد كبارة لـ"السياسة": المؤامرة السورية على لبنان قائمة منذ سنوات عدة ومن غير المسموح أن يبقى جرح طرابلس ينزف

بيروت - "السياسة": خيم الهدوء الحذر على محور باب التبانة-جبل محسن في طرابلس, أمس, بعد الاتفاق على قرار وقف إطلاق النار, في حين استمرت عناصر الجيش المتواجدة على الخط الفاصل في الرد على مصادر النيران التي تنوعت بين رصاص قنص وقذائف صاروخية. وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من طرابلس, جهوده لعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة, وعقد الاجتماعات لمتابعة الوضع الأمني في البلاد, واتصل بالقادة الأمنيين مشدداً على ضرورة المضي في كل التدابير المناسبة لضبط الوضع ومنع إطلاق النار. وأدى استمرار التوتر الأمني إلى شل الحركة في مدينة طرابلس, كما تسبب بإغلاق معظم المحال التجارية والمؤسسات, فيما ظلت الطريق الدولية سالكة على خطين وإن بحذر شديد بسبب عمليات القنص. من جهته, أمل عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة, أن تكون الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش في طرابلس أقرت وقفاً تاماً لإطلاق النار. وأكد لـ"السياسة" أن نواب المدينة وفعالياتها السياسية والدينية الذين عقدوا في منزله اجتماعين متتالين لمعالجة هذا الموضوع, طلبوا إلى الجيش اللبناني التدخل والضرب بيد من حديد لإسكات مصادر النار بالقوة من أي جهة كانت, وملاحقة مطلقي النار ومن يقف وراءهم واعتقالهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم, "لأنه من غير المسموح أن يبقى جرح باب التبانة-جبل محسن ينزف, وأن تستخدم طرابلس ساحة لتنفيذ المؤامرات الخارجية على لبنان". وأضاف كبارة: "نحن نعلم بأن النظام السوري له مصلحة في خربطة الوضع الأمني في لبنان, وانتقال الفتنة إليه, ليس فقط من خلال المخطط الذي كان قد كشفه النائب والوزير السابق ميشال سماحة باستهداف الشمال تحديداً, بل لأن المؤامرة السورية على لبنان قائمة منذ سنوات عدة, وإلا كيف يمكن أن نفسر عمليات الخطف التي حصلت في بيروت في الأسبوع الماضي وإقفال طريق المطار وما يحصل كل يوم على الحدود اللبنانية-السورية, وبالأمس (اول من أمس) سقط أربعة قتلى في بلدة عرسال". وعن تورط رئيس "الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد في هذا المخطط, قال كبارة: "أساساً رفعت عيد يتلقى أوامره من النظامين السوري والإيراني وهو اعترف بذلك بنفسه. وهذه المسألة يعرفها القاصي والداني".

 

ميشال عون صامت... فما هو المبرّر؟

الجمهورية/وسط الوضع الأمني المتأزّم والمستجدّات الأمنيّة الخطيرة، يلجأ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى اعتماد سياسة الصمت، صمتٌ يبرّره مناصروه بأنّ «الظروف لا تستدعي الظهور الإعلامي»، ويعزوه معارضوه إلى «الإرباك الكبير الذي يعيشه الجنرال». يبقى السؤال لماذا لم يعلّق العماد عون على حوادث الخطف الأخيرة؟ وما هو موقفه من الجناح العسكري لآل المقداد؟ وهل وصل إلى مرحلة بات مقتنعاً فيها بأنّ إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب؟

في هذا الإطار، يلفت عضو تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون في اتصال مع "الجمهورية" إلى أنّ عدم تعليق العماد عون على الأحداث الأخيرة "لا يعني صمتاً، إنما الظروف لا تستدعي الظهور الإعلامي، فمواقفنا معروفة تجاه المواضيع المطروحة"، مؤكّداً أنّ "التيّار الوطني الحرّ يدين الأحداث الأخيرة بشدّة وتحديداً عمليّات الخطف لأنها تُدخل البلد في شريعة الغاب والفوضى، ويذهب ضحيّتها مواطنين أبرياء على حساب الأجهزة الأمنية وأمن لبنان واستقراره، في معزل عن أحقيّة القضيّة الإنسانيّة التي ينادون بها، كما أنّ إقفال طريق المطار لا يؤدّي الى نتيجة بل على العكس يؤذي اللبنانييّن ويضرب الموسم السياحي".

وعن علاقة "التيّار الوطني الحر" بـ"حزب الله" في هذه المرحلة، قال عون: "طبعاً العلاقة تختلف عن المرحلة السابقة، خصوصاً بعد الخلاف على قضية المياومين التي شكّلت محطّة لاستخلاص العبر وتصويب أخطاء الطرف الآخر تجاهنا، فطبيعة العلاقة تحدّدها المواكبة الفعليّة والحقيقيّة للبرنامج الإصلاحيّ ومدى تقبّل التغيير الفعلي الذي ينادي به "التيّار الوطنيّ الحرّ"، وبالتالي العلاقة اليوم محكومة بطريقة معالجة الملفات الإصلاحيّة التي ننادي بها". واعتبر عون تعليقاً على طرح ملف استقالة الحكومة على طاولة البحث، أنّ "لا ضرورة لإسقاطها خصوصاً أن لا بدائل ممكنة عنها في ظلّ الوضع الهش على صعيد الاستقرار الداخلي، فحكومة تعمل قدر الإمكان على استيعاب الأزمة السوريّة أفضل من حكومة مساندة لإسقاط النظام السوري".

أما عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، فرأى في اتصال مع "الجمهورية" أنّ "غياب العماد عون ونوابه عن الساحة السيّاسيّة ملفت ويشكل دليلاً على حال الإرباك الكبير الذي يعيشه والذي بدأ مع قصة العميل ميشال سماحة حيث تبيّن أن النظام السوري متورّط بشكل مباشر، وهناك دلائل حسيّة على ذلك والعماد عون على علم بها، الأمر الذي أحرجه أمام الرأي العام المسيحي، إضافةً إلى أنّ الإرباك نتج من طريقة استقبال البطريرك ما بشارة بطرس الراعي في عكّار الذي كان يصفها العماد عون بأرض القاعدة والتطرّف". ووصف فتفت ما حصل في الضاحية الجنوبية في الأيّام الأخيرة بأنه "مظهر غير حضاري تحت عنوان عشائري تسبّب بخطف مواطنين أبرياء من الشارع تحت أعين القدرة العسكريّة لـ"حزب الله"، وهذا ما يدفع العماد عون في هذه المرحلة إلى التروّي والهدوء لإعادة النظر في مواقفه، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يملك العماد عون القدرة والحريّة للعودة إلى صوابه بعد تورّطه لدرجة كبيرة مع النظام السوري؟ وهل يملك القدرة لإعادة تموضعه ولمواقفه السابقة؟" وفي سياق آخر، أكّد فتفت أن "الحكومة مستقيلة فعلياً، فهي لا تجتمع وتعيش على إيقاع إرجاء الجلسات، كما أنها مستقيلة أمام الأحداث الأمنيّة الحاصلة وأمام أحداث طرابلس المفتوحة على كلّ الاحتمالات"، مشيراً إلى أنّ الحكومة "نكست في وعدها أمام مواطنيها في إقرار سلسلة الرتب والرواتب للمرّة الرابعة، وبالتالي نحن نعيش فعلاً فترة اللاحكومة واللاستقرار". ولاحظ فتفت أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلوّح بالاستقالة بين الحين والآخر "لتخويف حلفائه، فتهديده لا يصبّ إلاّ في خانة المناورات السيّاسية بهدف ابتزاز الأفرقاء السياسييّن الموجودين في حكومته سياسياً، هؤلاء الأفرقاء الذين وصلوا إلى مرحلة فشل كبيرة في معالجة كلّ الملفّات المعيشيّة والحياتيّة التي تمسّ حياة اللبنانييّن". وجزم فتفت بأنّ "استقالة الحكومة ليست في يد ميقاتي الذي لم يأتِ بإرادته فقط بل بإرادة سورية وفق سقف شروط محدّد بأوامر من الرئيس السوري بشّار الأسد ومن الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله".

 

نداء "الإستيذ"

عماد موسى/ لبنان الآن

إستوقفني  نداء رئيس مجلس النواب اللبناني "الإستيذ " نبيه بري ، نداء العقل في لحظة الجنون، المتضمن أسئلة وجدانية  صادقة مستهلة بـ"أي مشهد وطني هذا الذي نتطلّع إليه ويتطلّع العالم إليه؟ خطف وقنص وقطع طرقات ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟". كأني بساكن القصرين، عين التينة والمصيلح، بعيد عن أورشليم وعن المشاهد المستفزة والمُستهجنة والغريبة عن تراث اللبنانيين وثقافتهم ومنطق الدولة؟ ألم يشاهد دولة الرئيس نسيبَه عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر يتصدّر، بصفته العشائرية، أحد المجالس، ويستمع إلى عنتريات أحد خريجي السجون وزعماء الأحياء؟

ألم يلمح النائب الدكتور علي المقداد، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، وهو يُشارك في لقاء متلفز في رابطة عشيرة آل المقداد؟ وعلى سيرة الخطف: من خطف أحمد زيدان؟ أي عشيرة؟ ومن حرره؟ ومن نحر له الخراف على مدخل قصر عين التينة في كانون الأول الماضي؟ ألم يكن الخاطف والمحرٍّر من عشيرة آل طليس المحترمة؟ يتحدث  الرئيس بري عن المجالس العسكرية كأنها مجرّد فطريات، متجاوزاً وجود حزب يعتقل ويحقق ويتسلّح ويهوّل ويحمي لبنانيين مشتبهاً بضلوعهم في اغتيالات، ويمنع تنفيذ أي استنابة قضائية تطاول أياً من عناصره، وللحزب هذا امتدادات وحلفاء، و"حركة أمل" حليف لصيق.

في نداء الرئيس بري بلاغة ووجع وتساؤلات حول تحوّل الوطن إلى "رقعة للطوائف والمذاهب والجهات والفئات المتقاطعة". كلام جميلٌ بديع ورد في صياغة أدبية.

ومثل هذا الكلام لا يختلف حوله عاقلان كما وأنه لا يجعل من الرئيس بري منزهاً عما جرى ويجري من أحداث، فهو ممثل في حكومة "كلنا للوطن" من خلال مستشاره و"مبلور" أفكاره  وخلاصة الأوفياء الدكتور علي حسن خليل، طبيب الحالات السياسية المستعصية ووزير الخارجية الفذ عدنان منصور، المتمسّك بالإتفاقات اللبنانية السورية كما أنزَلها عبد الحليم خدام قبل عقدين من الزمن، والحريص على تبرئة النظام السوري من كل عيب. والرئيس بري  من مهندسي تلك التركيبة الحكومية "البتراء"، وفي صلب تلك  السلطة الرخوة  والحكم  الهش والهيبة المستباحة في زواريب طرابلس وسهول الحشيشة.

والرئيس بري هو من دعاة الحوار الوطني وكان أوّل  المتخلفين عن حضور  الجلسة الأخيرة، "نظراً للمكان والظروف والاشكاليات التي رافقت انعقاده"، كما ورد في بيان صادر عن مكتب دولته و"عدم حضور بري الحوار هو انتصار وحماية له" على حد قول العلاّمة الدكتور علي حسن خليل. بما معناه  تصرف بري عين الصواب دائماً وأبداً.

وفي الإطار عينه يتوسع مفسرو مواقف دولته ويعتبرون ترفعه وامتناعه عن الحضور إلى بيت الدين بمثابة موقف  ضد سياسة الإبتزاز التي  مارستها قوى 14 آذار بشروطها على رئيس الجمهورية ، متناسين إشتراط 8 آذار إدراج موضوع شهود الزور في إحدى جلسات الحوار، وهو الشرط والبند والحجة التي تلطى فريقُه خلفها  لتطيير الحوار وحكومة الحريري، وكاد البلد معهما أن يطير...

" كلُ يريد لبنان ساحة له وبالتالي أين مساحتنا وساحتنا كلبنانيين؟" سأل الرئيس بري في ندائه الأبوي، وثمة من يسأل "الإستيذ":  هل سورية ـ الأسد  وإيران ضمن الكل؟

ليت الرئيس "الإستيذ" نبيه  بري يخرج من التوريات والعظات ومن مديح الذات المنزهة الطاهرة الواعية المقدسة الرسولية، ويعمل من أجلنا.

 

الممانعة" لحظة سقوطها: مذهبية عارية

علي الامين/ البلد

ثمة نظام من القيم الغريب العجيب يحاول البعض "بلف" الناس به بالتخويف حينا وعبر احتكار الدين احيانا. نظام يجري ترويجه بما يخالف منطق التاريخ والقيّم الانسانية.

اذ ثمة من يريد القول لنا ان شعوبا تعاني العسف والظلم والاستبداد قادرة ان تنتصر على العدو، وان مجتمعات تعيش في جمهوريات الخوف، او ممالكها الاسلامية والعلمانية والطائفية، قادرة ان تقول كلمتها وتحرر ارضها من الاحتلال. من حقائق التاريخ الراسخة ان الاستبداد لا يولد الا الهزائم، اما الحضارية او العسكرية. والهزيمة، الداخلية اولا، هي جائزة كبرى تقدم لكل عدو سواء كانت اسرائيل، او التخلف عن ركب العالم المتحضر، كما هي الحال في سورية منذ عقود. فاذا كان الظلم قيمة مدانة ومرفوضة تحاربها الاديان والشرائع الانسانية ولا تضفي عليها اي شرعية، ومنها الاسلام، الا ان الاسلام الايديولوجي وغيره يستطيع احيانا تسويغ الظلم وتبريره واضفاء القداسة على هذا الفعل في الممارسة السياسية اذا اقتضت مصالحه في ظرف معين ذلك. من هنا  يستحيل، في المفهوم الديني وفي عالمنا، وجود سلطة سياسية دينية لانها لا يمكن لها ان تحتكر تفسيره وتمثيله. ثمة سلطة سياسية تستخدم الدين لمصالحها السياسية المشروعة وغير المشروعة او في تعبير اكثر تهذيبا: لها رؤيتها الدينية غير الملزمة، وهي رؤية يقيدها الزمان والمكان، ولا ترتقي ابدا الى قداسة القيم الدينية وثباتها على امتداد التاريخ.

من هنا يمكن ان نلاحظ كيف ينكفىء الخطاب الممانع والتحريري الديني نحو دوائر عصبية ومذهبية ينهل من امراضها، ويستقوي بها ويدجج جمهوره بمنطق انقسامي، ويطلق العنان لثقافة الانقسام المذهبي المتخلف، فقط لمواجهة مقولة التحرر من الاستبداد ولحماية النفوذ والسلطة وليس الدين او القيم الانسانية.

فحين يصعب الرد على مطالب الحرية والكرامة ومقاومة الظلم والتسلط والمصادرة للشعب السوري، تستحضر المؤامرة والخرافة (خروج الامام المهدي) كجواب ينعش الخطاب المذهبي او التكفير. وهو جواب العاجز الذي يحيَد العقل ويستنجد بالروايات الدينية الصحيحة وغير الصحيحة في محاولة اسقاط تعسفي محبوك بدجل على العقل والدين. فكلما همِّش المنطق والعقل تقدمت الخرافة والعصبية المذهبية كجواب يبرر اللامنطق في حياتنا الدُنيا، لا لشيء الا لتبرير سحق المظلوم والطامحين الى كرامة انسانية في المقلب الآخر. بذلك الاسقاط وحده يتحول مطلب حرية الشعوب الى رجس من عمل الشيطان. لا بل تستكمل ثقافة الاستبداد الديني وغير الديني مسيرتها المريبة والمأزومة لتعلي من شأن القوة في مواجهة قوة الحق، فيصبح قتل المدنيين عملا مشروعا، لا بل بطوليا، من قبل اجهزة النظام في سورية، ما دام هؤلاء لا يسلمون بـ"حكمة" هذا النظام ورموزه.

وفي نموذج النظام السوري نما الاستبداد وقام النظام الامني وتغوَّل في الدولة والمجتمع، تحت ذريعة  أن التحرير من الاحتلال هو الاولوية مع رذل مقولة الحرية، فكانت النتيجة أن "النظام الوطني التقدمي" هو الذي حل محل المحتل فأعمل في الوطن نهشاً وضياعاً وفساداً وجمّد الحياة السياسية وتعسف بالسلطة وعاث فيها فسادا. فهو من جهة لم يحقق تحرير الارض، ومن جهة ثانية مارس احتلال مؤسسات الدولة وتسلط على المجتمع بذريعة وهمية اسمها التحرير. وعندما خرج الناس عليه اطلق العنان لآلة القتل والتدمير. إذ هل يمكن لعاقل أن يسكت وهو يرى كيف ان الطائرات الحربية السورية ومدافع الجيش تستخدم بهذا الاسلوب الانتقامي والتدميري من الناس والمدن والقرى. هكذا اسلوب يكشف مدى الغربة بين السلطة والناس، بل العداء، الذي تعبر عنه السلطة بهذا القمع غير المسبوق في حجمه واجرامه من نظام ضد بلده وشعبه.

 

المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم: ما يجري في لبنان لن يؤدّي إلى حرب.. ولا وجود لقواعد تدريب "للجيش الحر"

عبّر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن قناعته بأن كل ما يجري على الساحة اللبنانية لن يؤدّي إلى حرب أهلية، معتبراً أن الظروف المؤدية إليها غير متوفرة واللبنانيون لن ينجروا إليها.

ابراهيم، وخلال لقاء مع وفدً من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية والمستشارين برئاسة النقيب إلياس عون، قال: إنّ الإتصالات مع الجانب التركي حول قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا ما زالت قائمة، نافياً وجود أية شروط تركية تتقدم على أية مساهمة منهم  للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين بمن فيهم المخطوفين التركيين".

وأكد ابراهيم أن "الامن العام يعمل تحت سقف القانون وفي هديه، داعياً الإعلام للتصرف بحكمة ومسؤولية وما تمليه الحقيقة وبوحي من القانون والضمير وعندها لن يكون هناك مشكلة، فانا اشعر بأننا نكون صغاراً عندما نزيح ولو سنتمتراً واحداً عن القانون".

وأشار ابراهيم الى أنّ "الأمن العام يعمل على تنفيذ القانون فهو غطاؤنا في كل ما نقوم به ومن يطلق علينا النار على خلفية سياسية فليبقى في السياسة ، فكتابنا هو القانون، وقانوننا ليس إستنسابياً ولبنان لن يكون في خير إذا اعتدي على القانون بإسم السياسة"، مضيفاً: "للصحافيين الدور الأكبر، فكلمتهم هي الأمضى والرأي العام يتأثر بكل كلمة تُقال في الصحافة، فالإعلامي لا يضبطه إلا ضميره ومسؤوليته تجاه وطنه والضمير والقانون هما ضمانة لبنان"، متابعاً "لا مشكلة لدينا إذا تعرّضنا للهجوم من أحد فلن نحيد عن تطبيق القانون الذي نعمل تحت سقفه، ولا يتعتقدن أحد أن من يدعمني يمكن أن يجعلني اتهور ولا من يهاجمني يجبرني على التراجع، فانا لا أتوقف امام أي إستهداف ولن اتراجع عن هدف صممت للوصول اليه".

ورداً على سؤال يتّصل بأسماء تعود لمنظمات وخلايا ومجالس تظهر من وقت لآخر تهدد بدخول البلاد حرباً أهلية، قال: "إن ما يحصل في المنطقة وتحديداً في سوريا يؤثر علينا، وإن تفريخ هذه المنظمات هي نتيجة هذا الواقع ومن إنعكاساته ولكننا لن ننجر في لبنان الى حرب أهلية وأنا لست قلقاً من هذا الأمر، فالحرب الأهلية لا تقوم عندما تحصر المشكلة في منطقة ما، وتوسعها لتتحول إلى حرب أهلية يحتاج إلى من يتورّط فيها من الداخل ومن الخارج وهذا الأمر غير موجود، ولا أعتقد أن هناك إرادة سياسية أو شعبية لقيادة البلاد في هذا الإتجاه".

وحول ملف المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا وما حققته الإتصالات التي يشارك فيها، قال: "منذ اليوم الأول لعملية الخطف تعرّفت إلى مكان وجودهم ومنذ تلك اللحظة أنا على إتصال مباشر مع مدير المخابرات التركية فهو صديق قديم"، مضيفاً "بالأمس أجريت إتصالاً به فلم يكن قلقاً على مصيرهم، نافياً أن يكون هناك شرطاً تركياً يقدم الإفراج عن المخطوفين التركيّين في بيروت لقاء أي دور لهم للإفراج عن اللبنانيين وهذا منطق لم يتطرق إليه الاتراك أبداً"، مؤكداً أن "الدولة لا يمكنها التعاطي بهذا الموضوع إلا من دولة إلى دولة".

ورأى إبراهيم أن "التطرّف هو الدافع الأساسي لكل ما يحصل وهو ليس بريئاً ونحن نعمل جاهدين من أجل عدم إنتقال كرة النار الطرابلسية إلى أية منطقة أخرى ونحن نرصد المناطق الحساسة التي يمكن أن تتأثر بما يجري لمنع حصول أي رد فعل فيها، فأنا لن اتقاعس وخطوط الإتصال مفتوحة مع الجميع من أجل ذلك وبالتنسيق مع مختلف المؤسسات الامنية والعسكرية".

وحول ما إذا كان واثقاً بأن طريق المطار لن تقفل، قال: "أنا واثق بأن لا هذه الطريق ولا أية طريق أخرى ستقفل بعد اليوم ونحن نعمل بتوجيهات رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان يوصينا منذ أن كان قائداً للجيش لمنع السماح بإقفال أي طريق وفرض الأمن في كل لبنان بدون إراقة الدماء".

ورداً على سؤال يتصل بدخول السلاح إلى لبنان ووجود مراكز تدريب "للجيش السوري الحر"، قال: "أؤكد أن في هذا الكلام تضخيماً لزرع القلق عند الناس، ومن المؤكد أنه ليست هناك قواعد تدريب "للجيش السوري الحر". وعن قضية شادي المولوي وتأثيراتها على دور الأمن العام، قال: "أنا مقتنع بأنني كنت على حق وأنها لحظة يدفع تداعياتها البلد الى اليوم".

وعن قضية إختطاف حسان المقداد وما تسبب به، قال:"نتطلّع إلى قضيته كما كل مخطوف بمن فيهم المخطوفين الأحد عشر، فنحن ضنينون بأمن أي لبناني يتعرّض لما تعرضوا له أينما وجد".

وعن قضية الرقابة على مختلف المصنّفات والمنشورات والأفلام التي تدخل إلى لبنان، قال: "لقد منحنا القانون صلاحية المراقبة ونتعاون مع اللجنة المكلفة رسمياً بهذه المهمة والوزارات المعنية ,ونحن نلتزم بما يقول به القانون لمنع أية تداعيات سلبية على المجتمع، ومن يعترض على هذا العمل فليعمل على تعديل القانون". ورداً على سؤال عن إجراءات تسهيل دخول المواطنين اللبنانيين على المعابر، كشف أنه قريباً جداً سنستخدم جواز السفر "البيومتري" وهو الذي سيسمح بالتسجيل الإلكتروني لحركة الدخول والخروج بأسرع وقت ممكن دون الحاجة إلى ختم، وأن هذا الأمر سينهي زحمة العبور عليها في الإتجاهين.

(بيان إعلامي)

 

هذه هي "شركة نبيه بري وعائلته" للسياسة اللبنانية

كلير شكر/لبنان الآن

نبيه بري، الرجل الشيعي الأول في السلطة اللبنانية منذ بدايات عهد "الطائف". انتخب خلفاً لحسين الحسيني في عهد الياس الهراوي، وصار واحداً من أركان "الترويكا" الحاكمة، وشريكاً مضارباً لابن زحلة ولرفيق الحريري. مع اميل لحود، أمسك العصا من الوسط بين "الخصمين"، رئيس الجمهورية ورجل الاستثمارات الصيداوي. واستطاع الصمود بوجه "ثورة" قوى الرابع عشر من آذار ليعود رئيساً للمجلس مع الرئيس التوافقي ميشال سليمان. يصنّف أنه من بين أكثر الساسة اللبنانيين دهاء وخبرة في تفكيك ألغاز حقل الألغام اللبناني، والنفاذ من دهاليزه وأوحاله. مطرقته التشريعية، يهابها كلّ النواب، سواء من هم في خطه السياسي، أو من خصومه. وحنكته في تدوير الزوايا وتسنين العقد المستعصية، تثير الريبة والشك في أذهان شركائه، وتدفعهم إلى إجراء حساباتهم، مرّة واثنتين وثلاثاً...

نبيه بري. اسم لا يزال يلعب "سولو". صحيح أنه يرأس حركة "أمل" التي يفترض أن تنتج قيادات حزبية تساعد "الرأس" في إدارة بعض الشؤون المحلية والسياسية، لكن العارفين بحركة بري، يدركون جيداً أن الرجل يختصر أكثر من رجل في شخصه. مساعده علي حسن خليل يمسك ملف التواصل مع بعض القوى السياسية. شقيقه محمود يحمل بعضاً من المهمات، ونقطة على السطر.

حتى الآن، لا يبدو أن "أبو مصطفى" في صدد تحضير "وريث سياسي" يكمل المسيرة من بعده. ثلاثة شباب وسبع فتيات هي حصيلة زيجتين لبري، من ليلى بري ورندا عاصي. له من زوجته ليلى ستة أبناء هم سيلان، سوسن، فرح، مصطفى، عبد الله وهند. ومن زوجته رندا، له ريم، أمل، ميساء وباسل. غالبيتهم لا تتعاطى الشأن العام وبعيدة كل البعد عن متطلبات السياسة.

محمود بري، اسم يطل بين الحين والآخر من خلف الكواليس الضيّقة. شقيق رئيس مجلس النواب، له بعض اللمسات الخفيّة التي نادراً ما تطفو على السطح. يُقال إنه من الدائرة الضيقة لبري، وأحد أبرز مستشاريه غير المرئيين. طبيب عاش لفترة طويلة في فرنسا، وزوجته فرنسية. هو اليوم في لبنان، لا يمارس مهنة الطب، وإنما الهندسة السياسية المتصلة بشؤون شقيقه. يتولى ملف التواصل مع بعض الشخصيات اللبنانية. يجري بعض اللقاءات "الصعبة" على غيره. رأيه دوماً حاضر على طاولة بري، لا سيما وأنّ الأخير يثق به كثيراً، وينصت إليه كثيراً. انتقل إلى دائرة الضوء يوم طرح اسمه وزيراً للخارجية، لكن الموانع التي وضعت بوجهه، دفعته إلى تزكية صديقه علي الشامي (زوجتا الرجلين صديقتان أيضاً).

له مكانته في حلقة شقيقه. بمقدوره تقديم أي شخص يثق به إلى الصفوف الأمامية ليكون موضع ثقة من القيادة. على علاقة طيّبة مع أبناء شقيقه جميعاً، كونه شخصية محببة من الأقربين والأبعدين، وصاحب كاريزما، وإن كان لم يقدم حتى اللحظة، كمشروع نائب.

مصطفى بري، الابن البكر للرئيس بري، يحمل اسم جده. بعيد كلياً عن الشأن العام والتزاماته. متفرّغ لـ"البيزنيس" لا سيما في مجال التعهدات، ويحيل كل ملفات الخدمات التي ترفع إليه، إلى شقيقه عبد الله.

عبد الله بري، الاسم الأكثر شيوعاً بين أبناء رئيس مجلس النواب. هو الأقوى بينهم. يدير أعماله الخاصة، ولكن له دوره في الشأن العام، من باب الخدمات تحديداً. يتردّد إلى بلدة تبنين، مسقط الرأس، ليقيم في بيت العائلة تحديداً. له كلمته في الشؤون الاجتماعية في الجنوب، ويعتبر واحداً من الحلقة الضيّقة للرئيس بري التي تضمّ أحمد بعلبكي، علي حسن خليل، قبلان قبلان، محمود بري، علي اسماعيل، هاني قبيسي، العميد محمد سرور (يتولى شؤون المصيلح). حكي كثيراً عن توليه منصباً قياديّاً في حركة "أمل"، تمهيداً لتسلّم رئاستها من والده. وبالفعل فقد انخرط في صفوفها لبلوغ هذا الهدف، ولكن المؤتمر الحزبي الأخير لم يلحظ تسميته في أي موقع رفيع لأسباب بقيت مجهولة... فاستبعدت الفكرة.

باسل، الأصغر بين أخوته، تخرّج مؤخراً في الجامعة الأميركية في بيروت، ووضع رجله في مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل"، بدعم من والدته السيّدة رندا، التي تعتبر الرقم 2 في حلقة الرئيس بري، من بعده طبعاً، وأحد أبرز مفاتيح الوصل والربط. لا يزال عود الشاب طرياً. ولم يُبدِ حتى اللحظة جدية في العمل الحزبي، لكن راصدي حركته، يؤشرون إلى نيّة والدته في "دعكه" في العمل السياسي من باب "الحركة"، ليكون، لربما، وريث "الامبراطورية البريّة"!

لكن الأماني شيء، والواقع شيء آخر. يقول الراصدون أنفسهم، إنّ السيّدة بري تتمنى أن يتحقق هذا المشروع، لكن الخلاف الحاصل بينها وبين عبد الله بري، الذي يطمح أيضاً لأن يكون "الخليفة الشرعيّ" للرئيس بري، قد يؤخر انطلاقة أخيه باسل، ويضع أمامه الكثير من العراقيل. هذا السبب بالذات، هو الذي يزيد الحجج في ذهن رئيس مجلس النواب، للإبقاء على "نجليه" تحت جناحه، أقله راهناً، وإبعادهما عن الضوء.

فرح بري، أكثر بنات رئيس المجلس قرباً من الشأن العام، وتكاد تكون الوحيدة التي يعرفها الإعلام والمتعاطون بالسياسة. التحقت بصفوف وزارة المغتربين بعد تخرّجها لتنضم لاحقاً إلى وزارة الخارجية برتبة دبلوماسية، بعد دمج الوزارتين. يُقال إنّها "بنت أبيها" شخصية وحضوراً وديناميكية. في وزارة الخارجية لها مكانتها، لدرجة تسييرها الملف الشيعي في الملاك الديبلوماسي، معرفة وقراراً. متزوجة من العقيد علي نور الدين. وفي حين تعيش زوجة رئيس مجلس النواب الأولى، ليلى في الجنوب، غير معنية بلوازم السياسة ورجالها، تملأ زوجته الثانية رندا، كل المساحة... تحت عنوان رئاستها "للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين". نجحت السيدة بري في توسيع دائرة حراكها، الاجتماعي، الخدماتي، السياسي والاستثماري. تدير شبكة كبيرة من الاستثمارات في لبنان والخارج بمساعدة أشقائها. تتدخّل "السيّدة الثانية" في كل شاردة وواردة، وكلمتها مسموعة في عين التينة، لها رأي في الاستحقاقات كافة، نيابية، حكومية، بلدية وحتى إدارية. ويجزم العارفون بكواليس الرئاسة الثانية أنّ من ينجح في الجلوس إلى جانب السيدّة رندا سيكون مؤهلاً للترفع في الوظيفة أو في المكانة السياسية. معروف عن الرئيس نبيه بري أنه محب للعائلة ومتعلّق بأخبارها وهمومها. ويحرص على الاهتمام بأوضاع أبنائه جميعاً. ولكن حتى اللحظة لم يختر بعد من سيكون ساعده الأيمن، ومكمل المسيرة من بعده. في لقاءاته الشعبية نادراً ما تلحظ وجود أحد أبنائه، لتعلّم "الكار" من "الكبير"، ما يدّل على ترحيل المهمة إلى أجل غير مسمى بعد. وحده دوماً في الصورة، "سلطان" على عرشه... وحتى اللحظة يدير بري السياسة من مقارّه المتعددة جغرافياً، حيث تنقّل من بربور (مقر قيادة "أمل" راهناً)، إلى عين التينة والسمرلند (منزل مشابه بهندسته لمنزل عين التينة)، مروراً بالمصيلح، والفيلا البحرية في بلدة القاسمية الجنوبية... محاطاً بدائرة قريبة منه، لا يتجاوز عديدها عدد أصابع اليد الواحدة، ولا متقدّم فيها بين متساوين.

 

إيران لن تربح معركة سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار

  "تخوض القيادة الايرانية معركة مصير في سوريا إذ ان سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، الحليف العربي الضروري والحيوي للجمهورية الاسلامية، سيؤدي الى تفكيك المحور الايراني – السوري وانهياره والى تغييرات استراتيجية بالغة الاهمية في المنطقة تعزز مواقع الدول والقوى العربية المعتدلة وحلفائها الغربيين على حساب مصالح طهران ونفوذها وتبدل تدريجاً وجذرياً موازين القوى والمعطيات في الخليج العربي والعراق ولبنان وفلسطين والاردن، الامر الذي يشكل انتكاسة كبيرة للنظام الايراني من الداخل ولدوره الاقليمي والدولي ولمشروعه ومخططاته في العالم العربي ويقلص كثيراً قدرته على حماية برنامجه النووي المتطور والدفاع عنه في المفاوضات مع الدول الست الكبرى. لكن المشكلة الاساسية التي تواجه القيادة الايرانية أنها عاجزة عن إنقاذ نظام الاسد، على رغم الدعم العسكري والأمني والمالي والاقتصادي الواسع الذي تقدمه له، لأن هذا النظام أنهك نفسه بنفسه ولأن ايران ليست قادرة بامكاناتها وعلاقاتها على حمايته من السقوط وعلى منع تغيير الاوضاع جذرياً في سوريا". هذا ما قالته لنا مصادر ديبلوماسية غربية وثيقة الاطلاع في باريس.  وأوضحت أن أربعة عوامل رئيسية تدفع الى القول إن القيادة الايرانية لن تستطيع ان تمنع سقوط نظام الاسد وان تربح معركة سوريا وهذه العوامل هي الآتية:

أولا: ترفض القيادة الايرانية الاعتراف بوجود ثورة شعبية حقيقية في سوريا، بل ترى أن ما يجري مؤامرة اقليمية – دولية على المحور الايراني – السوري، وتتصرف هذه القيادة على أساس ان الازمة ليست شأناً سورياً داخلياً فحسب، بل انها شأن ايراني في الدرجة الأولى وعليها تالياً أن تدافع عن نظام الاسد كما تدافع عن نظامها، وليس ثمة مجال للمساومة ولأنصاف الحلول من حيث مصيره. وعلى هذا الأساس دعمت ايران كلياً خيار الحسم العسكري – الامني الذي تعتمده القيادة السورية من أجل سحق الثورة الشعبية والإمساك بالبلد مجدداً. لكن هذا الخيار فشل وصار مصدر خطر حقيقي على سوريا والنظام معاً، لأنه يدمر تدريجاً الدولة ومؤسساتها والمجتمع ومقومات الحياة الطبيعية ويقضي على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، ويزرع الفوضى والتناحر الطائفي بين السوريين ويعزز امتداد الثورة الى مختلف المدن والمناطق.

ثانياً: فشلت ايران في اقامة تحالف اقليمي – دولي قادر على توفير الحماية لنظام الاسد والتصدي بفاعلية للمجموعة العربية المعادية عموماً له ولمجموعة اصدقاء الشعب السوري التي تضم 107 دول وتتمسك بتنحي الاسد عن السلطة وتعمل على إسقاط النظام. فحسابات روسيا والصين مختلفة عن الحسابات الايرانية إذ انهما مستعدتان لعقد "صفقة ما" مع الدول المؤثرة تشمل الانتقال السلمي للسلطة وتنحي الاسد في مقابل اشراكهما في عملية التغيير وضمان مصالحهما. وأظهرت القمة الاسلامية الاستثنائية في مكة عزلة المحور الايراني – السوري وضعفه، إذ انها علقت عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي ولم يتمكن الرئيس محمود احمدي نجاد من ان يفعل شيئاً.

ثالثاً: لا تملك القيادة الايرانية مشروعاً سياسياً قابلاً للتنفيذ لانقاذ نظام الاسد وتسوية الازمة إذ ان الحل الذي تقترحه يرتكز على بقاء الاسد في السلطة ويدعو الى حوار وطني من أجل الحفاظ على النظام ومنع تغييره. وهذا الحل الايراني مرفوض لدى الثوار والمعارضين والدول البارزة والمؤثرة ومرفوض أيضاً لدى الروس والصينيين.

رابعاً: تتبنى القيادة الايرانية مبدأ "كل شيء أو لا شيء" في تعاملها مع الازمة السورية ومع ملفها النووي مما يجعلها تواجه مع حلفائها أخطاراً جدية. فقد رفض المسؤولون الايرانيون عروضا قدمتها اليهم جهات اقليمية ودولية تدعوهم الى اقناع الاسد بالرحيل في مقابل اشراكهم في مفاوضات حل الازمة، كما رفض الايرانيون عروض الدول الست الكبرى التي تقترح تقديم دعم دولي كامل لبرنامجهم النووي السلمي في مقابل وقف عمليات تخصيب الاورانيوم في منشآتهم ووضع حد لنشاطاتهم السرية التي تسمح لهم بانتاج السلاح النووي. وهذا الموقف المتشدد يجعل القيادة الايرانية تواجه مأزقاً حقيقياً واحتمال المواجهة المسلحة مع اسرائيل ودول اخرى. واستناداً الى مسؤول اوروبي بارز ان "هذه مرحلة حاسمة وبالغة الخطورة في مسار المحور الايراني – السوري الذي لن يستطيع ان يخرج منتصراً من معاركه المتعددة مع الدول والجهات المعادية له وان يضمن في وقت واحد بقاء نظام الاسد وامتلاك ايران السلاح النووي".

 

سوريا لن تدع لبنان يرتاح وهي مأزومة وتخيّره بين بقاء حكومة عاجزة أو الفراغ

اميل خوري/النهار

من المعلوم أن سوريا لن تدع لبنان يرتاح ما دامت هي غير مرتاحة، وتأكيداً لذلك يقول بعض حلفائها في لبنان إن حرباً ستقع فيه إذا سقط النظام في سوريا، أو أن حرباً إقليمية ستقع وتشعل المنطقة إذا سقط هذا النظام، وما يحصل حاليا في لبنان من فلتان أمني تارة هنا وطورا هناك وقيام عمليات خطف عشوائية ما هو إلا أول الغيث...

والحكومة التي جاءت بها سوريا من لون سياسي واحد بعدما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري وحوّلت تحت ضغط الشارع أقلية 8 آذار أكثرية كانت مهمتها قلب ميزان القوى في الداخل وتصفية الحسابات مع قوى 14 آذار والقيام بانقلاب مضاد على انقلابها الذي أخرج القوات السورية من كل لبنان، حتى إذا ما جرت انتخابات 2013 يكون الفوز فيها مضمونا لمرشحي قوى 8 آذار بحيث يعود الحكم السوري غير المباشر والمقنّع إلى لبنان. لكن الأحداث الدامية في سوريا قلبت الحسابات وإن لم تغيّر الاهداف لدى سوريا وحلفائها في لبنان. فالحكومة الحالية التي جاءت بها لتحكم وتصفي الحسابات مع قوى 14 آذار تحولت حكومة مشلولة وعاجزة عن مواجهة مجموعات مسلحة تزعزع الأمن والاستقرار وتقطع الطرق تارة في طرابلس وطورا في عكار والبقاع وحتى في الضاحية الجنوبية حيث السيطرة لـ"حزب الله" لكن بلباس غير لباسه وأقنعة تخفي هويات أفرادها، وهو ما يضع الحكومة الضعيفة والعاجزة بين خيارين: إما أن تستخدم القوة فيسقط قتلى وجرحى وتزداد الامور تعقيدا، وإما ان تستخدم اللين ولغة الحوار فتتهم بإضاعة هيبة الدولة، وهذا ما جعل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل يقول صراحة في حديثه الى "النهار": "ان لا سبيل امامنا الا اعتماد الحكمة في المعالجات وخصوصا ان الاوضاع التي تمر بها البلاد والمنطقة صعبة واستثنائية وواجبنا ان تسلك الطرق التي تجنب البلد الخراب والدمار، فإما ان تكون الحكمة على الجميع وإما القوة على الجميع".

والاغرب من ذلك ان يبلغ الفلتان في البلاد حدا جعل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهو الحزب الاقوى والاكثر تسلحا والممثل في الحكومة، يعلّق على ما يجري من اعمال خطف وتهديد للمسؤولين والسياسيين واستفزازهم بعبارات نابية، "ان الساحة خرجت عن سيطرته"... فمن يصدّق هذا القول، ومن يتصوّر ان حزبا كحزبه يفقد السيطرة على عشيرة تعيش في كنفه وهو حزب تخاف منه اسرائيل التي اوجد معها توازن رعب؟ فإذا صح أن الحزب قادر لكنه غير راغب لاسباب شتى فما عليه سوى ان يسحب وزراءه من الحكومة كي لا يتحمل مسؤولية ما يجري بحيث لا تسقط هيبة الدولة فقط بوجوده بل هيبة الحزب نفسه.

أما لماذا لا يستقيل وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" ووزراء "تكتل التغيير والاصلاح" احتجاجا على الفلتان الذي لم تشهد البلاد مثله إلا زمن الحرب، فلأن سوريا تريد وهي في وضع مأزوم وضع لبنان بين خيارين: إما بقاء الحكومة الحالية على عجزها وفشلها وشللها في مواجهة حال الفلتان المطلوبة في لبنان ما دامت سوريا في وضع صعب وخطير، علّ هذا الفلتان يشعل الفتنة في الوقت اللازم فيصبح مصيره مثل مصير سوريا ويصير على الدول الشقيقة والصديقة للبنان ان تهتم به ولا تظل متفرغة لخلق المتاعب لسوريا. والخيار الآخر أن تستقيل الحكومة بمبادرة من رئيسها أو من وزراء كتلة النائب وليد جنبلاط، واذذاك تكون سوريا قد جعلت لبنان ينتقل من وضع سيئ مع الحكومة الحالية الى وضع أسوأ مع الفراغ لأنها ستحول دون تشكيل حكومة جديدة. وفي الحالين تكون سوريا قد حققت ما تريد في لبنان ما دامت هي مأزومة. لذلك، ترى اوساط سياسية ان لبنان لا يستطيع ان يبقى صامدا امنيا واقتصاديا إذا طالت الحرب في سوريا، ولا ان يحول دون امتداد الحريق السوري اليه مع اشتداد المعارك فيها من دون ان يتمكن اي طرف من حسمها، فليس سوى الاسراع في حسم هذه المعارك ما يجعل لبنان ينجو من انعكاساتها وتداعياتها. واذا امكن اطفاء الحرائق المتنقلة في لبنان حتى الآن، فلأن الغالبية تكره الحرب بعدما ذاقت منها الامرين، وان هيئة الحوار مدعوة للبحث في حكومة بديلة تكون قادرة على مواجهة تداعيات حرب سورية قد تطول، او يصبح مطلوبا من الحكومة الحالية على ضعفها وعجزها اتخاذ قرارات جريئة في مجلس الوزراء، ومن لا يوافق على اتخاذها، يكون قد كشف عن نياته خدمة لسوريا. والحكومة التي تتمثل فيها ابرز قوى 8 آذار ولا سيما "حزب الله" الاقوى على الارض، يمكنها ان تضع حدا للفلتان وتعكير الامن الذي تمارسه مجموعات تابعة لهذه القوى وليس خصومها من قوى 14 آذار وذلك باعلان كل منطقة تفقد السيطرة عليها منطقة عسكرية كي يتولى الجيش اعتقال كل مسلح ومصادرة سلاحه، عندها تختبر حقيقة نيات من يعلنون انهم يرفعون الغطاء عن المسلحين فعلا لا قولا.

لقد بات الوضع السيئ في البلاد يتطلب اتخاذ مواقف جريئة إما مع الحكومة الحالية وهي التي تمسك بالأمن من خلال "حزب الله"، او مع حكومة يتم الاتفاق مسبقا على تأليفها تجنبا لفراغ محتمل اذا كانت القيادات فيه تحب لبنان ولو قليلا.

 

مغامرات رئيس الحكومة

عبد السلام موسى/المستقبل

فعلاً، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في موقع لا يحسد عليه، رئيساً لحكومة "لا يريد أن يحكم"، بإعتراف رئيس مجلس النواب نبيه بري. لكن، بالإذن من بري، كلامه صحيح إلى حد ما، لكن الأصح أن ميقاتي، رئيس حكومة "لا يمكنه أن يحكم"، لأن "حزب الله" هو الحاكم، وميقاتي مجرد واجهة "تهشمت" لكثرة ما فعلت بنفسها، وفعل الحلفاء بها، كما فعل الخصوم، في السياسة طبعاً، ولا عتب عليهم، لأن هذا حقهم كمعارضة. لا تجد أوساط سياسية مواكبة مفراً من القول ان ميقاتي يستحق كل ما يصيبه. موسم القطاف قد حان، يحصد ما زرعته "وسطيته" من "ضبابية" جعلته "أسير" معادلات أكبر منه، قادته إلى "محرقة سياسية" توقعها له الكثير من المراقبين، منذ ارتضى التكليف والتأليف بقوة سلاح "حزب الله"، من دون أن يحسب حساباً للمثل القائل :"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، وقد وقع "وكثّر" بالعامية !.فإذا كان ميقاتي اليوم غير مدركٍ أنه وقع وأوقع لبنان في حفرة سحيقة، فهي مصيبة. أما إذا كان مدركاً، ونعم الإدراك، ولم يقم، حتى اللحظة، بما يلزم، للخروج من هذه الحفرة، فالمصيبة أكبر، وهي تكبر كلما تقدم الوقت. تكبر المصيبة طالما أن ميقاتي ما زال يناور بمواقف تبقى دائماً "مع وقف التنفيذ". يعترف بفشله في الحكم، ويقول إن لبنان بحاجة إلى "حكومة إستثنائية"، لكنه سرعان ما يرضخ لمعادلة "سيد الحكومة"، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأن حكومته "باقية"، ولا يتجرأ على مواجهتها، ولو كان الثمن مزيداً من إنهيار الدولة والفلتان الأمني والخطف وبروز الأجنحة المسلحة للعشائر. هذه المآسي التي يقف حيالها متفرجاً، وينفض يديه منها، كما فعل بري، وقبله نصر الله بأن الأمور في مملكته وضاحيته "باتت خارج السيطرة"، وإن كان بري زايد عليه بأن "من سيقطع طريق المطار ستقطع يده"، وهذا ما لم يقله السيد الذي يقطع فقط أي يد تمتد إلى سلاحه. الواضح، في نظر مصادر قيادية في "14 آذار"، أن ميقاتي تعلم من "حزب الله" أسوأ ما يمكن أن يتعلمه منه، وهو "الهروب إلى الأمام" ، إذ يبدو واضحاً للمراقبين أنه يحتمي بـ"الفوضى" حتى يتجنب تجرع كأس الإستقالة، التي قد تكون بمثابة الخلاص له، بأقل الخسائر الممكنة، إذا ما تجرأ على قلب الطاولة على "حزب الله"، لكن لا شيء يوحي بذلك، يبدو ميقاتي أعجز من قرار كهذا، كما لو أن الحزب لا يمسك بقرار الحكومة وحسب، بل بقرار ميقاتي، لدرجة أن العجز بات "صديق" الأخير، في كل شيء، في الحكومة وخارجها، حتى في مدينته طرابلس، التي نأى بنفسه عنها في الأحداث الأخيرة، تماماً كما نأى بنفسه عن عكار التي ما زالت، وكل الشمال، في مواجهة مؤامرة النظام السوري. في إعتقاد الأوساط السياسية أن الفوضى التي "يحتمي" بها ميقاتي أمست "هدامة" تعاكسه، بعد أن كانت "بناءة" لمصلحته، لدرجة أنه استطاع "تمرير" عدد من الأزمات، بأقل الخسائر الممكنة من رصيده السياسي، وإن كانت الأزمات الكبرى تنتظره على كل كوع، كما أزمة الأمن في طرابلس، والتي هرب منها ميقاتي أيضاً. ويبقى السؤال: ماذا ينتظر ميقاتي أكثر مما حصل ويحصل؟ لماذا يناور باستقالته والبلد لا يحتمل مناورات؟ لماذا يرضى بأن يكون هو وحكومته "مكسر عصا" لحلفائه، من دون أن يسأل عن هيبة الموقع الذي ارتضى أن "يخطفه" بغير حق، وبقوة السلاح؟ ألا يخجل من نفسه، ومن شارعه، ومن بيئته، حين يطل نصر الله هازئاً من حكومته، وساخراً من عجزها، كما يفعل النائب ميشال عون دائماً، أو حين "يزلطه" الرئيس بري بأنه رئيس حكومة "لا يريد أن يحكم"؟ بطبيعة الحال، ليس ميقاتي بغافل عن كل ما يحصل، هو "عاجز"، وعلى ما يبدو يشعر بـ"فداحة الخسارة"، ولم يعد لديه ما يخسره، لذا يهرب إلى الأمام، ويبدو كمن "يقامر" و"يغامر"، لعل وعسى، يحقق من ورقة "إستقالة الحكومة" مكسباً سياسياً، يبقيه نائباً أو وزيراً في الحد الأدنى، أو يعيده رئيساً لحكومة إنقاذية، بالحد الأقصى.

 

هل بدأ بري يُعيد تموضعه الإستراتيجي «شيعياً»؟

الجمهورية/شارل جبور

الكلام عن رئيس مجلس النواب نبيه بري فرضته ثلاث وقائع: النداء الأخير الذي وجّهه ودفع أمانة 14 آذار إلى الاستشهاد بفقرة من فقراته، الهاجس الأمني الذي يعيشه في ظلّ التساؤل عن الجهة المستفيدة من اغتياله، الحراك داخل البيئة الشيعية على غير صعيد ومستوى. لا يمكن تنسيب حالة القلق على المصير التي تعيشها الطائفة الشيعية إلى حدث محدد بعينه، على غرار الأزمة السورية التي تشكل بالتأكيد أحد العوامل الرئيسية في إطلاق النقاش والحوار حيال مستقبل هذه الطائفة المخطوفة من قبل "حزب الله"، إنما هناك عوامل أخرى لا يجوز إسقاطها أو القفز فوقها، بدءاً من اغتيال الرئيس رفيق الحريري والانسحاب السوري من لبنان الذي رفع الغطاء عن الحزب ووضعه للمرة الأولى في حالة مواجهة مباشرة مع القوى السياسية الأخرى، مروراً بحرب تموز، والتي، بمعزل عن كلفتها الباهظة على هذه البيئة والبلد، تصرّف بعدها الحزب على أنه قائد الأمة الإسلامية، وصولاً إلى أحداث 7 أيار وإسقاط الحكومة الحريرية... وكل هذه الأحداث وغيرها تندرج في سياق واضح هدفه الهيمنة على البلد من مربع مذهبي تنفيذاً لأجندة إيرانية تتصِل بأهداف محور الممانعة. وقد أفضَت كل هذه التراكمات إلى تناقضات جوهرية في العلاقة بين إيران و"حزب الله"، وبين البيئات الأخرى، وتحديداً العربية والسنية، إلى درجة أنّ المكوّن الشيعي بات غير مرغوب فيه في هذه الدول، فضلاً عن أن تفكك أوصال الدولة السورية وانزلاقها التدريجي نحو الانهيار الكامل سترتد أولى انعكاساته على الحزب، إن على مستوى نفوذه وهيمنته على القرار الوطني المركزي، أو لجهة قدرته على مواصلة استئثاره بقرار الطائفة الشيعية.

فقوّة الحزب ليست متأتية من سلاحه، إنما من وظيفته الإقليمية والدعم الإيراني والسوري له، وانتفاء هذه الوظيفة بعد انهيار حليفه السوري سيحوّله إلى مجرد لاعب داخلي، إلّا في حال إقدامه على مواجهة إسرائيل، هذه المواجهة التي لا يبدو أنّ إيران ستدفعه باتجاهها خوفاً من أن تؤدي إلى القضاء على الورقة الوحيدة المتبقية لها على البحر الأبيض المتوسط.

ومن هنا، فإنّ كل ما تشهده البيئة الشيعية من نقاش وبيانات ومواقف وحراك، وهي مرشحة للاتساع لا الانحسار، مردّه إلى التحولات المفصلية الكبرى الحاصلة على مستوى المنطقة، وتحديداً سوريا. وبالتالي، ضمن إطار هذا المشهد العام، يدخل النداء الوجداني الأخير للرئيس بري وكلامه التوصيفي عن الواقع المُذري الذي وصلت إليه البلاد، وتأكيده أن "ليس من حاضن للجميع سوى الدولة على رغم القصور والتقصير". لا يجوز إطلاقاً المقارنة بين أداء رئيس المجلس بالأمس واليوم من دون الأخذ في الاعتبار التحوّلات الجارية، فالظروف هي التي تحدد دور برّي ووظيفته على غرار تحديدها دور غيره من اللاعبين، إذ إنّ المعطيات والمستجدات والأحداث هي التي تفرض التموضع بهذا الاتجاه أو ذاك. فرئيس المجلس، على سبيل المثال، كان خاضعاً للتأثير السوري وبدأ بالتحرر التدريجي منه، فيما رئيس الجمهورية تحرر نهائياً من هذا التأثير. ومن ثم فلكلّ فرد داخل الحزب الواحد حساباته في السياسة، فكيف بالحري مع شخصية سياسية برزت قبل نشوء "حزب الله"، وهي ليست بوارد تحت أي عنوان أن تضحّي بنفسها لمصلحة الآخرين؟ ولكن هذا لا يعني أيضا الاصطدام بالحزب، والذي سيجد نفسه في أمسّ الحاجة إلى برّي كونه مطوقاً من كل الجوانب، وبالتالي أقلّه أن يكون وضعه متيناً داخل الطائفة الشيعية، الأمر الذي سيدفعه، ربما، إلى اعتماد سياسات عقلانية لحفظ رأسه.

وما تجدر الإشارة إليه أنّ العمق الاستراتيجي لبرّي عربي وليس إيرانياً، ومصلحته المباشرة مرتبطة بالدولة اللبنانية بعد أن أدخل أنصاره داخل هذه الدولة التي يشكل انهيارها الضرر الأكبر له، كما مصلحته في تشكيل شبكة أمان للشيعة الذين باتوا محاصرين نتيجة التطورات المعلومة. وانطلاقاً من معادلة أنه لا يمكن لأيّ طرف أن يقوى إلّا على حساب الآخر، فالرئيس بري سيكون أكثر المستفيدين من تراجع حضور "حزب الله" ونفوذه. وحتى في أوج قوّة الحزب ومماشاته في معظم خطواته، لم يُسلِّم بالتحالف بين السيد نصرالله والعماد عون، وبقيت العلاقة مع الأخير غير ثابتة وتفتقد إلى عامل الثقة. فيما برّي، وفي عزّ خلافه مع "المستقبل"، ظلّ مشدوداً إلى التحالف مع الثنائي الحريري-جنبلاط. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل المعارضة الشيعية للثنائية الحزبية نجحت في التأسيس لخيار ثالث لديه الحيثية على الأرض ويشكل البديل عن رئيس المجلس؟ وهل قوى 14 آذار لديها خيار وازن شيعياً يسمح لها بتشكيل حكومة بمعزل عن بري؟ وهل ما زال رئيس المجلس يشكل حاجة للمعارضة بغية إرساء تحالف ميثاقي؟ ويبقى السؤال مَن هو المستفيد من إلغاء الرئيس بري؟ وفي الجواب أن المستفيد هو من يريد تجميد الأوضاع داخل الطائفة الشيعية لعدم الإفساح في المجال أمام حيثية سياسية في الربط مع الوقائع الجديدة، لأنّ هذا الربط يعني النجاح في العبور إلى الدولة واضطراره مرغماً إلى الانخراط في هذا المشروع.

 

بوضاهر يرأس اجتماعاً أمنياً في صيدا واحتمال تحريك استنابات قضائية بحق الأسير

صيدا ـ "المستقبل"

كشفت مصادر مطلعة لـ" المستقبل" أن مجلس الأمن الفرعي في الجنوب الذي انعقد قبل ظهر أمس، في سرايا صيدا الحكومي، برئاسة محافظ الجنوب نقولا بوضاهر، تبلغ من مراجع قضائية، احتمال إعادة تحريك الاستنابات القضائية، التي كانت سطرت بحق الشيخ أحمد الأسير، إبان فترة اعتصامه المفتوح عند مدخل صيدا الشمالي، وما رافقه من اشكالات مع عدد من المواطنين، وذلك في حال سطرت استنابات بحق المجلس العسكري لعشيرة آل المقداد، على خلفية حجزهم حرية مواطنين سوريين وأتراك بقوة السلاح، وبالتالي فقد تبلغت القوى الأمنية والعسكرية ضرورة التحسب والتيقظ لأي ردود فعل على هذه الاستنابات في حال صدورها. وفي السياق نفسه، كان لافتاً في المقررات الرسمية لمجلس الأمن الفرعي، الذي شارك فيه النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الجنوب، اعادة التأكيد على قرار مجلس الوزراء، القاضي بمنع اقفال الطرقات الرئيسية والفرعية في نطاق محافظة الجنوب، لا سيما الخط الساحلي.

وقرر المجلس تحويل مخفر صيدا القديمة، الواقع في مبنى البلدية في ساحة النجمة، الى فصيلة درك برئاسة ضابط، مع ما يرتب ذلك من زيادة في عديد عناصر قوى الأمن الداخلي، بهدف تفعيل الحضور الأمني في صيدا القديمة، وهو ما اعتبرته مصادر أمنية، حلا بديلا لفكرة استحداث مخفر للدرك داخل المدينة القديمة، الذي كانت تطالب به فاعليات صيدا.

وطلب من البلديات، استكمال الاحصاءات المتعلقة بالنازحين السوريين في مختلف مناطق الجنوب، وأماكن تواجدهم، ومعرفة اعدادهم وحاجاتهم، بهدف تأمين الحماية اللازمة لهم، وتقديم المساعدة الاجتماعية والتربوية، وأشاد بعمل اتحاد الجمعيات والهيئات الأهلية في مدينة صيدا في هذا المجال. واستعرض المجتمعون الوضع الأمني في الجنوب عموما، وفي مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة بشكل خاص، وأعربوا عن ارتياحهم للحالة الامنية المستقرة، التي تنعم بها المدينة في الوقت الحاضر، الأمر الذي انعكس على حركة تنقل المواطنين، وأعاد حركة العجلة الاقتصادية الى المدينة الى طبيعتها، وأعلنوا عن تقديرهم "لدور الفاعليات السياسية والدينية والحزبية والهيئات الاقتصادية والاجتماعية البناء، في تعزيز روح التواصل والتعاون بين المواطنين على اختلاف طوائفهم ". وشكروا الاخوة الفلسطينيين قادة واحزابا، لحرصهم على امن المخيم واستقراره من جهة، والتواصل الايجابي والبناء مع مدينة صيدا والجوار، تعزيزا للسلم الاهلي، وتثبيتا لقناعاتهم بعدم التدخل كطرف في المعادلة اللبنانية الداخلية.

 

اعلام العار" في LBC أو جناح متلفز "للأخبار": 14 أيلول ذكرى للبشير أم لحبيب الشرتوني؟

طارق نجم/موقع 14 آذار

التغطية الحية "لفتوّات" آل المقداد التي قامت بها قناتي الجديد والمؤسسة اللبنانية للارسال، شكلت بحدّ ذاتها محطة وضعت المؤسسة التي يديرها بيار الضاهر ضمن خانة المتصيدين في المياه الوسخة وليست العكرة. والكلام عن طلب المجلس الوطني للإعلام من القناتين التقدم باعتذار عن «الأخطاء التي ارتُكبت في سياق تغطية قضية المخطوفين وإلا فالإقفال ليوم واحد"، قوبل بشراسة من جانب بيار الضاهر الذي نأى بنفسه عن الأحداث التي جرت على الأرض بإعتبار "أنّ الكاميرات لا تخطف" مع أن الجميع يعلم وعلى رأسهم الضاهر أنّ هذه الكاميرات نفسها هي من سعّرت نيران الأزمة ولم تسهم أبداً في استيعابها بل هي كانت أشد وطأً من عمليات الخطف والترهيب. مقدمة أخبار LBC البارحة لم تكن أقل شراسة من رئيس مجلس الادارة الموقّر، وقد صاغها خالد صاغية بطلب من الضاهر شخصياً مع العلم أن البارحة الأربعاء كان دور سكرتير التحرير جان فغالي في كتابة المقدمة التي تكتب مداورة مع صاغية. المقدمة فتحت النار بالدرجة الأولى على رئيس الجمهورية وعلى طاولة الحوار وربما أيضاً من ورائه على جورج غانم الذي اقصي بعد 25 عاماً في ال بي سي ليشغل منصب المستشار الإعلامي للقصر الجمهوري. خالد صاغية لم يبخل على المقدمة بلمسة آتية من بيئة مسرحيات زياد الرحباني حين شبّه وزارة الداخلية بذلك المحلل السياسي (عبد الأمير) الذي لا يعلم ما يجري حوله غامزاً من قناة مروان شربل. أصابع ميشال عون لم تكن غائبة عن طبخة مقدمة LBC، حيث تطرقت الى قضية العسكريين المعتقلين في قتل الشيخين في عكار الذين اطلق سراحهم واعيد اعتقالهم.

خالد صاغية التي تعبق الروائح اليسارية من حناياه، تبيّن مع مرور الوقت أن هذه العطور تفتقد للاصالة أو على الأرجح باتت فاقدة للصلاحية. فمنذ أسابيع، حين رشحت المعلومات أنّ إنتقال صاغية الى المؤسسة اللبنانية للارسال بات حتمياً، كانت ردة فعل ابراهيم الأمين النفي المطلق للموضوع، ولاذ حينها صاغية بصمت اشتهر بأنه لغته شبه الدائمة. مع الوقت، تبيّن أنّ الأمين على خطأ وأنّ الخلاف بين الرفيقين حول الثورة السورية كان الفيصل بينهما ظاهرياً على الأقل. وصدقت الأنباء أن اليساري القديم بات مديراً في ابرز المؤسسات الإعلامية التي أسسها أحد أبرز رموز اليمين اللبناني، بحسب تصنيفات هذه الأوساط. اليساري الذي تحوّل الى خادم لمصالح مؤسسة تبتغي الربح ولا قضية لها سوى ابقاء الضاهر على رأسها، جاءت أولى الخطوات لتلميع صورته عبر إضفاء طابع انساني يضمن الخروج له ولمن لحق به من جريدة الأخبار من تناقض ايديولوجي انتقدوا عليه الكثيرين من قبل. حاول صاغية ورفاقه أن يقدموا آداءً جديداً للـLBC عبر نشرة مختلفة اكثرها إثارة للضجة ما سمي بنشرة "إعلام العار" والتي دافعت عن حقوق المثليين والفئات المهمشة في المجتمع وجرى تناقلها باعتبارها احدى فتوحات العصر الحديث.

لكن فريق بيار الضاهر الجديد سقط في قمقم اسوأ من الايديولجيات الموروثة حين وقع ضحية لعبة الإتجار لمن يدفع أكثر والتلاعب على الحبال السياسية في سبيل جني الأموال. فكل من ميسم قصير، وليال حداد (التي لطالما انتقدت الآداء الاستفزازي للجزيرة ووضاح خنفر لتعود تمارسه شخصياًLBC )، ونادر فوز (الذي كان دائم التقرب من الأوساط اليسارية لـ14 آذار) وبالطبع راعيهم صاغية، لم يشكلوا فريق يساري – ليبرالي في المؤسسة كما اريد تظهيره في الإعلام بل كانوا عملياً حلقة ربط بين LBC وبين جريدة الأخبار. وابرز دليل على ذلك التقرير المصوّر الذي نشر على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال عن الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن يكون على قدر براءة الأطفال الذين ظهروا في مقدمته. هذا التقرير واكبه مقال نشره قاسم قاسم في الأخبار والذي انتقل من صفحة المخيمات الى القسم السياسي وهو القسم الذي نقل من ادارة فداء عيتاني الى حسن عليق بطريقة تضمن ولاءه التام لحزب الله. قاسم الذي اختار عنواناً قريباً من أسلوب تفكيره غطى تعليقات سعوديين مزعومين على التويتر بنيت مواقفهم على تقارير مدسوسة أصلاً، وجاء ما كتبه تكملة للتأكيد على صحة المعلومات التي اوردها تقرير LBC وقد نشر الإثنان في وقت متزامن مما لا يترك مجالاً للشك أن فريقاً واحداً يعمل في مؤسستين مختلفتين. بالعودة للاطفال والعيدية في تقرير الـLBC، فإنهم يشبهون الى حدّ بعيد مظهر بيار الضاهر وهو يحتضن ابنتيه في مطار روما الدولي ليلة 2 كانون الثاني 2012 بعيونه الشاردة التي تبحث عن تمويل من هنا أو هناك. في تلك الفترة كان الضاهر في خضم صراعه مع الوليد بن طلال الذي وجه أكثر من ضربة مالية لادارة الضاهر، دفعت الأخير الى الطلب من أصحاب شركات الإعلانات أن يدفعوا مسبقاً مبالغ مالية لحجز إعلانات في محاولة ايجاد تمويل يسهل عليه تمرير الوقت. في التقرير المتلفز الذي نشرته مؤسسة بيار الضاهر عن سعد الحريري اسقاطات نفسية لتجارب مرّ بها الضاهر شخصياً، كان ختامها استلامه للأموال ذات المصدر السوري (من المرجح انها عبر رامي مخلوف) التي استطاعت أن توقف المؤسسة على رجليها، والتي يقال أنها كادت تعرض حياة الضاهر للخطر لتواجده في دمشق خلال تفجير الأمن القومي-خلية الأزمة قبيل بدأ هجوم الجيش الحرّ على العاصمة السورية. بيار الضاهر إعتاد أن "يأكل وينكر" كما يقال بالعامية ومن المتوقع أن يتخلى قريباً عن دعم مموليه من زبانية النظام، كما سبق له أن خلع بذة القوات اللبنانية الزيتية وأنكر صلاته بها وفضلها في منحه فرصة العمر التي وضعته على رأس المؤسسة اللبنانية للارسال. بالعودة للذاكرة، حين دشن بشير الجميل استديوهات LBC قال يومها في خطاب الافتتاح "نريد من هذه المحطة أن تنشر القيم والأخلاق والمبادئ التي ناضلنا وقدمنا الشهداء في سبيلها...الرسالة هي الأهم". كان ذلك في العام 1980. ومنذ ذلك التاريخ مرّت LBC في خضم عواصف حملتها، وبارادة الوصي عليها أي بيار الضاهر، إلى مسارات سياسية مغايرة تماماً لروحية مؤسسها أي الشيخ بشير الجميل. بعد 32 عاماً على الخطاب أعلاه، تتساءل مصادر مطلعة حول الموقف الذي ستتخذه المؤسسة الإعلامية التي يديرها الضاهر في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل في 14 ايلول: فهل سيكون استنهاضاً للرسالة التي أطلقها بشير الجميل لإعادة بسط السيادة اللبنانية؟ أم أنها ستكون محطة لـ"إعادة الاعتبار" للقاتل حبيب الشرتوني كما فعلت جريدة الأخبار؟

 

تغطية نارية لإسقاط ملف سماحة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الخائفون من إسقاط ملف الوزير السابق ميشال سماحة أو تعطيله لم يعودوا أقلّية، وتتزايد الإثباتات بين أيديهم. ويقول بعضهم: بناءً على الظروف التي تحيط بالقضية، سيكون ممكناً السؤال بعد أيّام أو أسابيع: هل تتذكّرون ملفّاً إسمه ميشال سماحة؟ خطفٌ ومجالسُ عسكرية ونارٌ مشتعلة تقطع طريق المطار، ثمّ تفجيرٌ في طرابلس، وبقيّة "النيران" تأتي عند الحاجة، وفي الأمكنة غير المتوقّعة. هكذا تتمُّ التغطية الناريّة لملف سماحة. ولكن، في الكواليس، هناك عملٌ أمني - سياسي - قضائي لخنق الملف في مهده. ومن سوء الأقدار أن تكون وزارة العدل، في ظلّ حقوقي بارز ونقيب سابق للمحامين، جزءاً منه.

فالمطلوب هو إحباط الخطوات غير المسبوقة التي أنجزها فرع المعلومات والمدّعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمّود ومفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالوكالة القاضي سامي صادر، الذي لم يعد اليوم في واجهة المسؤولية بعد عودة المدّعي العام الأصيل القاضي صقر صقر من عطلته. إذاً، وكما كان متوقّعاً، تجري محاولة لإسقاط الملف بالجبهات المفتوحة وبؤر التوتّر والتهويل بالفتنة وإطاحة الاستقرار، إذا لم يتمّ إقفاله. أمّا محامو الدفاع فيتكفّلون بإثارة الغبار حول شخص الشاهد ميلاد كفوري ويطرحون شكوكاً حوله ويُغرِقون التحقيق في شكليّات عملية التوقيف.

في الأيّام الأولى، حاول وزير العدل شكيب قرطباوي أن يجري تسوية بين خيارين متناقضين: إلتزامه المهني الذي يُعرَف به من جهة، ومستلزمات انتمائه إلى خط سياسي من جهة ثانية. وبقي قرطباوي يحاذر الذهاب بعيداً في التناقض مع صورته كرجل قانون. لكنّ هذا الوضع لم يستمرّ طويلاً. وبناءً على طلب من النائب ميشال عون، أخذ قرطباوي يغلّب الاعتبارات السياسية في الآونة الأخيرة.

فمنَعَ القاضي حمّود من إصدار إذنٍ بعرض المضبوطات التي تدين سماحة. وهذا ما حَرَم الرأي العام من المعاينة الملموسة لحجم الأدوات التي جرى تحضيرها لإثارة الفتنة، علماً أنّ رئيس الجمهورية قال إنّه شاهد المتفجّرات بأمّ العين، ووصفها بالمرعبة. وبناءً على طلب عون أيضاً، يرفض الوزير تقديم استنابة قضائية بحق رئيس مجلس الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك و"العميد عدنان"، على رغم ادّعاء القاضي صادر عليهما. وخلافاً لذلك، أعطيت دمشق مجالاً لشنّ هجوم معاكس عملاً بقاعدة: "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، فعمدت إلى تحضير استنابات قضائية مضادّة ضدّ قيادات لبنانية. ويشبه ذلك ما قام به وزير الخارجية عدنان منصور عندما رفض الاستجابة لطلب رئيس الجمهورية تقديم كتاب احتجاج على الخروقات العسكرية السورية للأراضي اللبنانية، إلى أن تقدّمت دمشق بشكوى على لبنان...

شربل نحّاس آخر؟ ووفقاً لمصادر متابعة، فإنّ كلّ مظاهر التوتّر التي جرت بعد اعتقال سماحة، كان هدفها تشتيت الاهتمام بالملف والضغط المادي والمعنوي على المعنيّين للتراجع، ومنع استكمال الخطوات الكفيلة بوصول التحقيق إلى كشف الخيوط الكاملة للمخطّط والأسماء الضالعة فيه، تحت طائلة إحداث زلزال سياسي داخلي. فالمطلوب وضع لبنان بين خيارين:

- إمّا الإصرار على استكمال الملفّ بإصدار القرار الظنّي والمحاكمة وكشف الحقيقة في هذا الملف وملفّات سابقة ذات صلة. وسيكون الردّ على ذلك بترهيب واسع وزعزعة للاستقرار.

- وإمّا "لفلفة القضية" ورميها في أدراج النسيان، شأنها شأن العشرات بل المئات من الملفّات المتراكمة منذ عشرات السنين.

وحتى اليوم، تضيع الاتّجاهات داخل بعض المؤسّسات المعنية. وهذا الضياع، في ذاته، يخدم الاتّجاه إلى التعطيل. فمقابل موقف أكثر وضوحاً من الرئيس سليمان، يلتزم الرئيس نجيب ميقاتي موقفاً مطّاطاً، وتتولّى قوى 8 آذار توزيع الأدوار للخروج من المأزق المشترك. ومن هنا، يبدو حيويّاً انتظار موقف القضاء، ومراقبة الاتّجاهات "اللافتة" التي أظهرها القضاء في الأيّام الأخيرة: هل سيرضخ للضغوط أم سيحافظ على الإنجازات الأمنية والقضائية الاستثنائية التي تحقّقت في الأيام الأولى؟ كما يبدو حيويّاً انتظار موقف وزير العدل: هل سيُغلّب التموضع السياسي أو المصلحة السياسية في ملفّ سماحة وسواه من الملفّات، أم سيحافظ على صورته المهنيّة فيَصِلُ إلى حيث وصل رفيقه في "التغيير والإصلاح" شربل نحّاس؟

 

من ميشال سماحة إلى آل المقداد... والمثال كترمايا

سامر فرنجيّة /الحياة

أُغلقت دائرة العنف على نفسها، ولم يعد يخرق منطقها أي شيء، قد يوقف الانحدار إلى العنف أو حتى يخفف من حدته. منسوب التماثل بين أصحاب القتل بلغ ذروته، ساجناً الأفرقاء المتخاصمين في دوامة القتل والقتل المضاد. فقطع الطريق الحدودية مع سورية من قبل شبان من مجدل عنجر جاء رداً على قطع طريق المطار من قبل شبان من الضاحية، الذي بدوره كان رداً على خطف لبنانيين على يد مجموعات في سورية، وهو الرد على موقف أمين عام حزب الله الداعم للنظام البعثي وقمعه، الذي جاء رداً على الثورة السورية، في دوامة لا تنتهي إلّا بالعنف. دوامة العنف تساوي الفروقات لتلغيها. فعلى رغم الخطف المتبادل، لم يعد هناك فارق بين مجموعة وأخرى. فالخطاب ذاته، والتذاكي نفسه، والصورة متشابهة، والأسماء قابلة للتبادل. المسافة بين أبو إبراهيم وماهر المقداد أقرب بكثير مما يتخيلان، هما الكومبارس في مسرحية عنف لا يسيطران عليها، على رغم كل فظاظتهما وتذاكيهما. أصاب دوران العنف لبنان، العالق بين مطرقة أيديولوجية الممانعة العنفية وسندان المجتمع المهترئ، لكي يعمق حالة اللامبالاة، أو «السينيكية»، التي تنخر تركيباته الاجتماعية. هذا التزاوج بين العنف واللامبالاة جعل من الوقاحة أسلوب تخاطب مقبولاً، فلم تعد تردعه أية حواجز اجتماعية أو علاقات إنسانية. في حربه على التباس النظام السياسي اللبناني، رفع حزب الله وحلفاؤه الوقاحة والفضيحة الرخيصة إلى مرتبة الفلسفة السياسية، مفجراً المكبوت العنفي، الذي ناضل ضده هذا النظام، وإن كان بطرق قد لا تعجب الكثيرين. في هذا المجتمع السينيكي - الوقح، لم تعد هناك مؤمرات تُفضح أو حقائق تُكشف أو عيب يُقمع. لم يعد للفروقات السياسية معنى، أو للمؤسسات فعل، أو للأخلاق مكان. إنه انحدار كامل، يطاول السياسة والفن والفكر وحتى الحياة. علاقة الحقيقة والأيديولوجية، التي بنى عليها الفكر السياسي إحدى دعائمه، انتهت، ليرسو مكانها وضع منحرف في صراحته، لا ينفع فضحه لأنه أصبح علنياً. فانكشف المستور وزال الالتباس لتطفو على السطح تعاسة هذا المجتمع، بوقاحة لم يعد للرأي العام أو الدولة أو حتى الأخلاق قدرة على لجمها. في هكذا وضع، يذوب المجتمع ليعود شللاً مسلحة لا تفهم إلّا لغة العنف البدائية. فالكلام يفقد معناه والحجج جدواها، ويتحوّل التواصل إلى مجرّد «حربقة» عنفية، تفتقد الحد الأدنى من العقلانية. عدنا إلى ما وصفه الفكر السياسي بـ «الحالة الطبيعية»، معززة بحداثة اليوتيوب وأيديولوجيات المقاومة. ظهرت تلك الوقاحة والسينيكية في قضية ميشال سماحة، النائب والوزير السابق المتّهم بافتعال نعرات طائفية من خلال زرع عبوات في مناطق لبنانية معينة. غير أن فضح تلك المؤامرة، الكفيل في مجتمعات طبيعية بتغيير بنية النظام بأكمله، مرّ مرور الكرام لدى تحالف الوقاحة، الذي لم يجد أفضل من الاستنكار لطريقة التوقيف، أو المحاولة الخبيثة لتبرير هذا الحدث باسم الحرب المفتوحة. وخير دليل غمغمة الكاتب والشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني، الذي استنتج من كشف هذا المخطط أن ميشال سماحة «ضحية بالدرجة الأولى. إنه ضحية الامتيازات والتمييز والاحتكار والمحاصصة والتهميش والأنانية والتنكر للمقاييس والمعايير السليمة والعادلة والوطنية. إنه ضحية نظام يكاد يذهب باللبنانيين وببلدهم جميعاً على مذبح المصالح الفئوية والانقسامات المدمرة والغرائز الجاهلية» (الأخبار، ١٧/٠٨/٢٠١٢). هكذا، يتحول التنظير إلى مجرّد غطاء للقتل، مساوياً بين مساوئ النظام اللبناني وزرع القنابل. والفارق بين الضحية والبطل خيط رفيع، بسهولة يسقط فيه المرء.

يبدو يوماً بعد يوم أن الفضيحة الفعلية ليست في المخطط الذي كان يدبر، بل في فقدان «رفاق السلاح» تلك المهنية التي سمحت لهم بالإفلات من أي عقاب على مدار السنين. نُبذ سماحة - الشخص، لقلة مهنيته، واستمرّ سماحة - المخطط في أشكال مختلفة.

اكتشاف مؤامرة كمؤامرة سماحة يؤدي في مجتمع اللامبالاة إلى الوقاحة، وليس إلى العيب. وقد تجسدت تلك الوقاحة في اختراع «الجناح العسكري لآل المقداد» الذي جاهر علناً بالخطف والتهديد الطائفي، مقدماً نفسه كوجه علني للمؤامرة والحرب المقبلة. ففي هكذا وضع، لا داعي لإرسال متفجرات في صندوق سيارة نائب ووزير سابق لإشعال فتن، إذ البعض يقدم نفسه طوعاً للقيام بالدور نفسه، متلطّياً بهذه البنية التي تمّ استحداثها وتحديثها، أي العشائر، ومدافعاً عن بشار الأسد في اللحظة ذاتها التي يقصفه فيها. وما يدفع الاستهانة بالعقول إلى حدودها القصوى تلك الضحكة الخفية على وجه ممثل الشق المدني لآل المقداد، ضحكة من يعلم أنه يخترق جميع حدود الحياء وما من أحد يردعه.

التفجير الحالي للوضع في لبنان لن يأتي كما كان مخططاً له، من خلال متفجرات تزرع في الليل لكي تغذي الأحقاد الطائفية، بل على يد أجنحة عسكرية وألوية مستحدثة وقطاع طرق، لم يعودوا مضطرين حتى إلى إخفاء نياتهم. المطلوب عنف، ولا حاجة لتغطيته بشعارات المشاركة أو المقاومة أو الكرامة. والتصاريح التي أطلقت في أيام الاختطاف (عفواً الاستضافة) التي يمرّ بها لبنان، تعبّر عن هذا المطلب الدفين للعنف، في مزجها للعداء الكامل حيال الداخل والخارج بأعذار وتحليلات ومطالب حتى مطلقها غير مقتنع بها. إنه العنف من أجل العنف، لا مبرر له ولا غطاء له، عنف صاف، كالذي هدد به حزب الله المجتمع اللبناني على مدار السنوات السبع الأخيرة، والذي أفلت منه اليوم (هذا إذا أفلت منه حقاً). لهذا العنف تاريخ، وهو ليس التاريخ المجرّد للطوائف الذي يُفسّر كل شيء ولا شيء في آن، أو تاريخ المؤمرات، الوهمية والحقيقية. إنه تاريخ تحالف الحقد والوقاحة بقيادة حزب الله الذي رفع العنف إلى قيمة بحد ذاتها، وأراد منه أن يكون بديلاً عن المجتمع الضعيف والركيك.

وهذا العنف هو الابن الشرعي لزواجين: الأول بين العصبية الطائفية وتنظيرات الممانعة، التي تبرع بها بعض اليساريين، ممن وصل بهم حقدهم الأبله إلى درجة تبرير الإجرام، مقدمين وجهاً مقبولاً للعنف. أما الثاني، فهو خليط من حالة الضعف العميقة والمتزايدة من جهة وجنون العظمة الكوني والمتزايد أيضاً، وهو خليط لم يعد يستوعبه إلّا العنف المفرط، العنف المجاني، العنف كمخرج انتحاري من هذا المأزق. هذان الزواجان كفيلان بالإخلال بأي عقل وضرب أي مجتمع. ولا شيء يعبر عن هذا التناقض وعنفه أكثر من هذا الهوس بإغلاق طريق المطار، وهو ما لا معنى له إنما يراد منه أن يكون ذا أهمية استراتيجية، بحيث تطلق منه مواقف إقليمية ودولية. إغلاق طريق المطار هو بطولة من لم يعد لديه شيء آخر. إنه المكان الأخير لاستعراض عنف لا يطاول إلّا الذات.

تراجيدية الحرب المقبلة ليست في قسوتها أو المآسي التي ستأتي بها على الجميع فحسب، بل في سخافتها أولاً. فلسوف يموت الكثيرون ليس لأجل المقاومة أو السيادة أو حق المسيحيين أو غير ذلك من الشعارات، بل فقط لأن هناك حزباً شرّع العنف وتحالفاً شرّع الوقاحة. إنها حرب سخيفة بسخافة «الجناح العسكري لآل المقداد»، لا تملك حتى الآمال المغلوطة للسبعينات، إذ تعانق مباشرة بؤس الثمانينات.

فإذا كان للحرب الأولى من مكان رمزي فهو عين الرمانة وبوسطتها الشهيرة. أمّا الحرب المقبلة، فرمزيتها في مكان آخر، في كترمايا وعنفها الخبيث والمجاني. فليبدأ موسم السحل.

 * كاتب لبناني

 

طهران: يبقى الأسد أو نخسر الحرب

أسعد حيدر/المستقبل

خطير جداً، كلام الجنرال محسن رضائي بأن "المنطقة تشهد الشوط الأخير من المباراة التي ستحدد نتيجة المواجهة الحاصلة في سوريا". رضائي ليس مسؤولاً إيرانياً عادياً. فهو أبرز العسكريين الذين قادوا "الحرس الثوري" طوال 16 سنة وجعل منه جيشاً ومؤسسة لها حضورها الطاغي في قطاعات عسكرية واقتصادية ومن ثم سياسية عديدة، وهو أمين سر "مجلس تشخيص مصلحة النظام" الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، إضافة الى كونه مرشحاً سابقاً ولاحقاً عام 2013 لرئاسة الجمهورية. بداية، التأكيد بأن سوريا تحوّلت الى "ملعب" لقوى خارجية ليس جديداً، لكنه يشكل اعترافاً من أحد "اللاعبين" الأساسيين وهو إيران، بهذا التحوّل. لم يعد للرئيس بشار الأسد، بحكم هذا التحوّل، حق القرار ولا حتى المشاركة في صياغة القرار، إنه منفذ مزايد عن وعي وتصميم بكل ما تبع ذلك من جرائم وتدمير شامل لسوريا.

الأخطر أن يأتي توصيف "المباراة النهائية" من الجنرال محسن رضائي، الذي ليس مسؤولاً إيرانياً عادياً. عندما يعترف "عسكري" بحجم رضائي بأن بلاده تخوض "المعركة الأخيرة" يعني الشعور العميق والمسبق بأن خسارة معركة سوريا تعني خسارة الحرب. ليس أصعب بالنسبة لجندي العيش في مربع الموت، لأنه وإن كان ينتج الاستشراس القاتل فإنه أيضاً يقود في وجهه الآخر الى اليأس.

إيران تعرف جيداً أن خسارة الأسد ونظامه هي خسارة استراتيجية كاملة. من المؤكد أنها ستنكفئ بعيداً داخل حدودها، خصوصاً وأن رضائي يعتبر "أن سوريا والعراق وأفغانستان وإيران تشكّل حزاماً من ذهب في الشرق الأوسط". سقوط إحدى الحلقات تعني تفكك هذا الحزام. من المؤكد أن سقوط الأسد سيشجع قوى عراقية عديدة ومهمة على إعلان معارضتها للنفوذ الإيراني. وواشنطن والعرب سيشجعون هذا التحوّل المكمّل استراتيجياً للخسارة السورية. إيران تبذل وتعطي أكثر ما يمكنها لاستمرار الأسد الى الأبد مهما بلغت معاناة الشعب السوري وتعمّق الرفض العربي الشعبي والرسمي لسياستها.

لكن القيادة الإيرانية تعرف جيداً أن لدعمها مهما كان ضخماً حدوداً وسقفاً لا يمكنها مهما بالغت في استعراضات قوتها الصاروخية، كسره أو اختراقه. إيران لا يمكنها مدّ النظام الأسدي أكثر بالمال والخبراء. في وقت معيّن لا تعود هذه المساعدات كافية، لأن النظام الأسدي يتراجع والمعارضة تتقدم. إيران لا يمكنها التدخّل العسكري المباشر لنجدة حليفها. على قواتها العسكرية أن تخترق العراق والأردن تحت سماء مكشوفة تهيمن عليها إسرائيل. أيضاً لا يمكنها عبور تركيا فهذا من سابع المستحيلات لأنه يعني الحرب مع تركيا والحلف الأطلسي. ولا يمكنها استخدام الطيران الإيراني، لأن قوته محدودة ومن المستحيل أن تترك سماءها مكشوفة في وقت تدق فيه طبول الحرب الإسرائيلية الأميركية يومياً. أكثر ما يوجع القيادة الإيرانية، أنها كانت تتأهّب وتعمل لإقامة "جبهة إسلامية محورها إيران"، نتيجة لما تسميه "الصحوة الإسلامية" في العالم العربي الذي يعني عملياً "الربيع العربي". سقوط النظام الأسدي وحتى غرق سوريا في "اللبننة" واستمرار الموقف الإيراني الداعم للأسد يعني خسارة كل مشاريعها كون سوريا تحوّلت من "جبهة" الى "ملعب"، ولأن كل يوم قتال في سوريا، يسحب من رصيدها الشعبي والإسلامي دفعة أكبر فأكبر. مشكلة إيران الإضافية، أنها تعيش داخلياً على مفترق طرق خطير وحساس مليء بالاستحقاقات. العقوبات الاقتصادية تنهش النظام وتحدث تشققات اجتماعية تزداد عمقاً يومياً، وإذا كانت السلطة قد نجحت في وأد احتجاجات شعبية لأنها عرفت كيف تتعامل معها بعد أن طوّقتها، فإنها في الوقت نفسه دفعت شرائح واسعة من المعارضة للإنزلاق نحو التشدّد فرفض النظام، خصوصاً وأن معارضين بحجم مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي اللذين لم يرفضا النظام وإنما أرادا إصلاحه وتطويره، اختفيا عن الأنظار والسمع بسبب التشدّد عليهما في الإقامة الجبرية. ما زال في إيران أصوات عاقلة في قلب حالة "الزلازل" التي تعيشها. يقول هاشمي رفسنجاني "إذا تصرّفنا في شكل صحيح وبحكمة وأسبغنا ليونة على علاقاتنا مع العالم وانتهجنا سياسة انفراج بإمكاننا تخطي هذه المرحلة الحرجة". هل من يسمع في طهران صوت العقل أم أن العيش في مربع الخسارة يلغي العقل؟

 

نظام الأسد يتاجر بدم الفلسطينيين على وقع الثورة السورية

فادي شامية/المستقبل

ليس خافياً أن النظام السوري اتخذ ـ منذ زمن طويل ـ القضية الفلسطينية دثاراً يخفي به سوأته عن الرأي العام، بزعم أنه نظام الممانعة العربي الوحيد المتبقي في المنطقة. بتلك الدعاية برّر نظام الأسد استمراره في موروثات الفساد والقمع، بحجة أنه يتعرض لهجمات وضغوط نتيجة مواقفه القومية، وفي ظلها أخفى سعيه الدائم الى التقرب من الغرب وتفاوضه المتقطع مع "إسرائيل".

وبطبيعة الحال؛ فقد اتخذ بشار الأسد من احتضانه فصائل المقاومة الفلسطينية؛ وعلى رأسها "حماس"، ومن دعمه "حزب الله" في لبنان دليلاً على "مقاومته" و"ممانعته"... وللرد على منتقديه في سكوته عن الاستفزازات الإسرائيلية، أو قمعه أي مقاومة على جبهة الجولان طيلة أربعين سنة.

استخدام الورقة الفلسطينية

عندما اندلعت الثورة الشعبية في سوريا في آذار من العام الماضي؛ زخّم النظام السوري هذه الدعاية بقوة، زاعماً وجود مؤامرة كونية عليه لـ "احتضانه" القضية الفلسطينية، ولما كان الأمر يتطلب تأييداً فلسطينياً لهذا الزعم فقد حاول النظام السوري تحويل الوجود الفلسطيني لديه إلى احتياط "تشبيحي"؛ سواء على مستوى الفصائل أو على مستوى السوريين من أصل فلسطيني.

بدأ استخدام الورقة الفلسطينية باستذكار وجود فلسطينيين في سوريا يرغبون في العودة إلى وطنهم!. جرى دفع هؤلاء باتجاه الجولان في حافلات استأجرها النظام، ونتيجة للمواجهات عاد بعضهم في سيارات إسعاف أو على أكف الرجال. أوصل نظام الأسد رسالة إلى العالم مفادها أن بقاء النظام يعني هدوءاً على جبهة الجولان، وسقوطه يعني التهاب هذه الجبهة.

في مخيم اليرموك (يبعد 8 كلم عن وسط دمشق)، لم تمر هذه الرسالة بسلام، فقد انتفض المخيم على من يريد استغلال الدم الفلسطيني (7/6/2011)، فسال المزيد من الدم الفلسطيني؛ هذه المرة بأيدٍ سورية، جعلت المخيم كله يهتف ضد النظام السوري، و"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" (فصيل فلسطيني تابع كلياً للنظام السوري)، التي أُحرقت مكاتبها من قبل الأهالي الغاضبين.

منذ ذلك اليوم صار مخيم اليرموك، وغيره من أماكن تجمع السوريين من أصل فلسطيني، بؤراً للاحتجاجات، يسري عليها القمع نفسه الذي يتعرض له باقي السوريين. وعلى مدى أكثر من عام واصل الفلسطينيون في سوريا انتفاضتهم ضد من يقمع شعبه ويقمعهم باسم الدفاع عن قضيتهم، وصولاً إلى تدمير الصنم الأكبر لحافظ الأسد في مخيم اليرموك وإحراق المكاتب الحزبية التابعة لنظامه كلها (14/7/2012).

على صعيد الفصائل؛ استمات النظام السوري في الضغط على "حماس" لإصدار بيان تأييد له، ولما لم تفعل الحركة، صدّرت أجهزة الإعلام الرسمي السوري غير مرة بيانات منسوبة الى قيادات في "حماس" بهذا المعنى، من بينها بيان ينتقد العلامة القرضاوي؛ فلم تكتف الحركة بنفي صحة البيانات، وإنما تقصّد كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية تقبيل جبين القرضاوي ويده، في لقاءين منفصلين معه في الدوحة.

يئس النظام السوري من "حماس"، وتردت العلاقة بينهما، فزاد من اعتماده على "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة"، وحوّلها ـ هي و"فتح الانتفاضة" ـ إلى فرقة شبيحة لقمع الثورة، لا سيما في مخيمات اليرموك وجرمانا وفلسطين وخان الشيخ وبعض أحياء دمشق وريفها، حيث يسكن الفلسطينيون.

فصائل المقاومة تتبرأ من "نظام المقاومة"!

نتيجة لما سبق؛ فقد انسحبت قيادة "حماس" من دمشق، واشتغل كثير من "كوادرها" في العالم في خدمة الشعب السوري، إغاثياً وإعلامياً، فيما تحوّلت غزة إلى أحد أكثر المناطق المناصرة للثورة السورية في العالم، فيها تُسيّر التظاهرات، ومنها تُجمع التبرعات التي تشرف عليها وجوه معروفة في "حماس".

ولا يختلف الوضع كثيراً في مناطق الضفة الغربية لجهة المناصرة والتعاطف (سيّر الرئيس محمود عباس أخيراً حملة لإغاثة الفلسطينيين في سوريا)، أما في المناطق المحتلة منذ العام 1948 فقد كانت المواقف أشد وضوحاً. "شيخ الأقصى" وزعيم "الحركة الإسلامية" في الداخل رائد صلاح لم يتوانَ عن التوشّح بعلم الثورة، وإعلان سوريا محتلة من قبل نظام ظالم، كما لم تتأخر حركته في تنظيم حملات تبرع سخية للسوريين "الذين يُقتلون بالسلاح نفسه الذي يقتل به الصهاينة الفلسطينيين".

بالانتقال إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان والأردن، فقد بات اسم "المجرم بشار" على كل لسان فلسطيني. لم يعد بمقدور القوى الحليفة للنظام السوري أو "حزب الله" أن تدافع عن نظام "الممانعة"، وسط سيل لا ينقطع من روايات القمع التي ينقلها النازحون مرتين أو أكثر ـ مرة من فلسطين ومرة من سوريا ـ.

ثمة انقسامات مكتومة في عدد من الفصائل الفلسطينية التابعة لسوريا اليوم. "القيادة العامة" ليست بمنأى عن هذه الانقسامات؛ فقيادتها في فلسطين باتت ترى أن أمينها العام أحمد جبريل ذهب بعيداً في دعم نظام الأسد، خلافاً للمصلحة الفلسطينية.

لم يعد فصيل معتبر من فصائل المقاومة الفلسطينية يؤيد الأسد، ومنها من فك تحالفه حتى مع حلفائه، وشرائح واسعة من الفلسطينيين باتت تلعن بشار ليل نهار... لكن نظام الأسد ما زال يتاجر بفلسطين، والسيد حسن نصر الله، أحد أبرز حلفائه في لبنان يقول: "نحن موقفنا في سوريا ـ منذ اليوم الأول للأحداث إلى اليوم ـ ننظر إليه بالعين الفلسطينية"!.

 

رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بني غانتز : من يعتقدون أن بإمكانهم إزالة اسرائيل مخطئون بتقييم قوتنا

حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة لمواجهة تهديدات إيران

واشنطن, تل أبيب - ا ف ب, يو بي اي: تتوجه حاملة طائرات أميركية ترافقها مجموعتها الضاربة قريباً إلى الشرق الأوسط, في انتشار يأتي قبل أربعة أشهر من الموعد المقرر, بهدف مواجهة "التهديدات" الإيرانية وفي ظل تصاعد الاضطرابات في سورية. وخلال زيارته مساء اول من امس حاملة الطائرات "يو اس اس جون ستينيس" في قاعدتها بواشنطن حيث التقى 2300 بحار سيكونون على متنها, أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ان تسريع الانتشار يهدف إلى التعاطي "مع الكثير من التهديدات في الشرق الأوسط في الوقت الحالي", مشيراً إلى أن هذه التهديدات تقع في نطاق مسؤوليات القيادة الأميركية الوسطى التي تتضمن منطقة الخليج العربي. وقال "من الواضح ان إيران تشكل احدى تلك التهديدات التي يجب أن نكون قادرين على التركيز عليها والحرص على أن نكون مستعدين للتعامل مع اي تهديدات قد تنطلق من ايران". واضاف "ثانياً, السبب هو الاضطرابات في سورية ونحن نتابع ذلك عن كثب". وأوضح بانيتا أن الولايات المتحدة تبقي على قوة في المنطقة نظراً لمخاطر قيام ايران بإغلاق مضيق هرمز ووسط ثورات "الربيع العربي" التي "تطرح تحديات". وردا على سؤال بشأن فرض منطقة حظر جوي فوق سورية, قال بانيتا ان هذا الاقتراح "ليس موضع بحث حالياً", وذلك بعد أيام من تلويح الرئيس باراك أوباما باللجوء إلى الخيار العسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حال قامت قواته بنقل أو استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأوضح وزير الدفاع أن التركيز الأميركي على سورية يشمل 3 مجالات هي: المساعدة الإنسانية والعمل مع الأردن وتركيا لإدارة قضية اللاجئين, ومراقبة مخزون الأسلحة السورية الكيماوية والبيولوجية, وتقديم دعم غير قاتل لقوات المعارضة السورية. واشار إلى أن لا وقت محدداً لانتهاء فترة وجود حاملتي طائرات أميركيتين في الخليج, مضيفاً ان "وجود حاملتي طائرات أمر مهم بالنسبة لنا كي يكون لدينا القدرة على مواجهة أية حالة طارئة". وحاملة الطائرات "ستينيس" التي كان يفترض أن تنشر في نهاية العام الجاري في المحيط الهادىء ستحل محل "يو اس اس انتربرايز" التي ستخرج من الخدمة, علماً أن الولايات المتحدة ليس لديها سوى حاملة طائرات واحدة في المنطقة حالياً. ووسط تصاعد الحديث في تل أبيب عن ضربة وشيكة لإيران, وجه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بني غانتز تحذيراً إلى "من يعتقدون ان في إمكانهم إزالة اسرائيل", في اشارة ضمنية الى ايران التي كرر مسؤولوها في الايام الاخيرة ان الدولة العبرية "ورم سرطاني" سيزول قريباً.

وقال غانتز في بيان عسكري ان "من يعتقدون ان في امكانهم ازالة اسرائيل ويتخذون قرارات في هذا المعنى سيواجهون قوة الجيش الاسرائيلي", و"في هذه الايام, ان دولة اسرائيل وسكانها مهددان. هذه التهديدات هي نتيجة تقييم خطأ لقوتنا وقدراتنا". واضاف غانتز الذي كان يتحدث خلال احتفال في ذكرى جنود سقطوا من لواء غولاني "في ضوء هذه التهديدات, فإن جيشا يضم في صفوفه افضل واشجع جنود وضباط في العالم هو مستعد على طول حدود بلادنا". من جهتها, أعلنت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تجري مشاورات مستمرة مع اسرائيل بشأن البرنامج النووي الايراني, وأبلغت الدولة العبرية انها لا تزال تعطي الاولوية للقنوات الديبلوماسية على حساب الخيار العسكري. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند ان "امن حلفائنا الاسرائيليين هو أولويتنا الاولى. نواصل مشاوراتنا المكثفة في هذا الشأن ونستمر في دعم طلباتهم. لكننا اوضحنا لهم بوضوح شديد انه, من وجهة نظرنا, لا يزال هناك وقت للديبلوماسية". وخلال زيارته أفغانستان الاحد الماضي, أكد رئيس الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي ان الولايات المتحدة واسرائيل لا تشعران بأن التهديد الذي يمثله الملف النووي الايراني داهم بالدرجة نفسها بالنسبة للجانبين, كما لديهما تفسيرات مختلفة على رغم تلقيهما تقارير استخبارية مشابهة بشأن الملف.

 

إسرائيل تحذر من "فخ" الدعاية الإيرانية

القدس, سيول - وكالات: حذرت اسرائيل, أمس, الأمين العام للأمم المتحدة وزعماء الدول من عدم السقوط في "فخ" الدعاية الإيرانية عندما يحضرون قمة دول عدم الانحياز في طهران الأسبوع المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور, "من دون شك سيقوم النظام الإيراني باستغلال هذا المؤتمر لأغراض دعائية وسيحاول خلق انطباع إضفاء الشرعية على سياساته".

وأضاف "نتوقع من كل الذين يقررون الذهاب الى هناك أن يكونوا على علم بأي تلاعب مماثل والحذر من عدم الوقوع في الفخ". وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي اكد أول من أمس, أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيحضر قمة عدم الانحياز في طهران في 30 و31 أغسطس الجاري على الرغم من معارضة الولايات المتحدة واسرائيل. من جهة أخرى, أعلنت كوريا الشمالية, أن رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى كيم يونغ نام سيحضر قمة حركة عدم الانحياز خلافاً لما تردد عن مشاركة زعيمها كيم جونغ أون فيها. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" نقلاً عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية ان "كيم يونغ نام سيقوم بزيارة رسمية إلى إيران تلبية لدعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ويحضر قمة حركة عدم الانحياز", مشيرة إلى أن ما نشر في وسائل غعلام إيرانية عن مشاركة الزعيم الكوري الشمالي في القمة سوء فهم.

 

اجتماع أميركي- تركي "عملياتي" في أنقرة ومحادثات في روما لمرحلة "ما بعد الأسد"

واشنطن: خطط طارئة لتأمين الأسلحة الكيماوية في سورية

أوباما وكاميرون يلوحان بـ "إعادة النظر" في مقاربتهما ويدعوان المعارضة إلى التوحد لقيادة المرحلة الانتقالية

عواصم - وكالات: كشف مسؤولون أميركيون, أمس, أن وزارة الدفاع "البنتاغون" أعدت خططاً طارئة لإرسال فرق صغيرة من قوات متخصصة إلى داخل سورية لتأمين مخازن الأسلحة الكيماوية.

وتأتي هذه المعلومات بعد أيام على تلويح الرئيس باراك اوباما بالتدخل العسكري إذا أقدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام أسلحة كيماوية ضد الشعب, أو نقلها إلى جماعات متطرفة.

ونقلت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الصادرة أمس, عن المسؤولين قولهم ان مسؤولي التخطيط في "البنتاغون" يركزون على حماية أو تدمير أي أسلحة تترك بلا حراسة أو تكون عرضة للسقوط في أيدي مقاتلي المعارضة أو ميليشيات على صلة بتنظيم "القاعدة" أو "حزب الله" أو غيرها من الجماعات المسلحة.

وأوضح المسؤولون أن تأمين المواقع قد يشمل غارات سرية تقوم بها فرق عمليات خاصة مدربة على التعامل مع مثل هذه الأسلحة, وغارات جوية موجهة بدقة بحيث تقوم بإعطاب الأسلحة الكيماوية من دون نشر محتواها في الجو. وكشفت الصحيفة أن الأقمار الصناعية والطائرات الأميركية من دون طيار تقوم حالياً بعمليات مراقبة جزئية لمواقع تخزين هذه الأسلحة, مشيرة إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد أن سورية قامت خلال السنوات الماضية بإنتاج أو شراء مئات الأطنان من غاز الأعصاب وغاز الخردل.

وأضافت أن مدى سمية المكونات الكيماوية تقل بصورة كبيرة مع مرور الوقت, ولذلك فليس من الواضح لأي مدى ستكون هذه الأسلحة قاتلة, مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه الأسلحة ستكون فعالة جداً في نشر حالة من الفوضى. في سياق متصل, حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الاميركي باراك اوباما من انهما سيضطران للنظر في مسار جديد للتحرك في حال هددت سورية باستخدام اسلحة كيماوية ضد مسلحي المعارضة. واتفق كاميرون واوباما في اتصال هاتفي, مساء اول من امس, على ان "استخدام -او حتى التهديد- باستخدام اسلحة كيماوية غير مقبول تماماً, وسيرغمهما على اعادة النظر في مقاربتهما المعتمدة حتى الان". وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن الزعيمين أكدا "الحاجة الى وجود معارضة ذات صدقية وأملا أن يكون اجتماع القاهرة المقبل فرصة لها لاظهار وحدة حقيقية بشأن الأهداف التي تسعى اليها وتجانس في عملها بهدف (انجاز) مرحلة انتقالية". وتمت ايضا مناقشة "معاناة" اللاجئين السوريين, مع الامل في ان يبذل المجتمع الدولي مزيدا من الجهد لايصال المساعدة الانسانية إليهم. وشدد كاميرون على ان التعاون الاقليمي والدولي "حيوي" في هذه القضية, مشددا على ضرورة العمل "بتعاون وثيق" مع "تركيا وقطر والسعودية ودول اخرى" في هذا الاطار.

من جهته, ذكر البيت الابيض ان اوباما عبر لكاميرون عن قلقه حيال الوضع الانساني الذي يتزايد صعوبة في سورية, وطالبا ان تساهم دول اضافية في الدعوات الانسانية الصادرة عن الأمم المتحدة.

وكاميرون الذي انهى لتوه عطلته الصيفية في ويستمينستر, اتصل ايضا بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في محاولة للتأكيد على أن سورية تبقى في طليعة الاهتمامات الدولية.

وأفادت رئاسة الوزراء البريطانية الى ان هولاند وكاميرون كانا "متفقين تماما" بشأن مجمل القضايا السياسية والانسانية والعسكرية المرتبطة بالازمة.

واعتبر الجانبان ان على البلدين "تعزيز" تعاونهما بهدف "تحديد كيفية دعم المعارضة ومساعدة الحكومة السورية التي قد تتشكل بعد سقوط الأسد الحتمي". وشددا على "ضرورة تشجيع القادة الدوليين الاخرين على مواصلة الضغط الدولي" على النظام السوري, كما تطرقا الى وضع اللاجئين الذي يثير "قلقاً كبيراً". وفي أنقرة, عقد أمس مسؤولون أتراك وأميركيون أول اجتماع من نوعه "لتخطيط العمليات" بهدف إنهاء نظام الأسد. وجرى خلال الاجتماع تنسيق الردود العسكرية والاستخباراتية والسياسية على اعمال العنف والازمة المستمرة في سورية, إضافة إلى خطط الطوارئ التي يمكن تطبيقها في حال ظهور تهديدات مثل قيام النظام السوري بشن هجوم كيماوي. وترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية هاليت جيفيك فيما ترأست الوفد الاميركي السفيرة اليزابيث جونز.

وضم الوفدان رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين وديبلوماسيين. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو في 11 أغسطس الجاري عن مثل هذه الالية لعقد الاجتماعات لتسريع انهاء الاطاحة بالنظام السوري. في غضون ذلك, أعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي ان روما ستستضيف محادثات دولية "خلال الايام المقبلة" بشأن مستقبل سورية بعد الأسد.

وقال لصحيفة "لا ريبوبليكا" ان ايطاليا "اقترحت اجراء محادثات غير رسمية في روما خلال الايام القليلة المقبلة مع مجموعة من الدول الحليفة والشريكة لمناقشة الادوار والمسؤوليات الدولية في سورية بعد الاسد", مشيراً إلى ان المحادثات التي ستعقد الأسبوع المقبل "ستتناول الجوانب الامنية وبناء المؤسسات واعادة الاعمار الاقتصادي والجوانب الانسانية. 

 

الخلافات داخل مجلس الأمن تمنع الاتفاق على إقامة مخيمات للاجئين وفرنسا تدعو دول المنطقة الى الاجتماع الوزاري للأمم المتحدة بشأن سورية الخميس المقبل

باريس - ا ف ب: دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أمس, دول المنطقة المجاورة لسورية إلى المشاركة في اجتماع وزاري لمجلس الاأمن الدولي سيعقد في نيويورك في 30 اغسطس الجاري ويخصص للمساعدة الانسانية. وقال فابيوس خلال مؤتمر صحافي, "طلبت من وزراء خارجية الدول المعنية الحضور", من دون أن يوضح أياً من الدول دعيت الى الاجتماع لكن يفترض أن تكون الأردن ولبنان وتركيا والعراق. وأضاف "يجب تأمين مدخل انساني داخل سورية" من دون أن يحدد كيف يمكن فرض هذا المدخل على النظام السوري في غياب اجماع في مجلس الأمن الدولي لاتخاذ اجراءات ضد دمشق. وذكر بأن الاجتماع الذي يتركز على "الجوانب الانسانية" تنظمه فرنسا بصفتها رئيسة لمجلس الامن الدولي في أغسطس الجاري, مضيفاً أن الأمر يتعلق "بلفت الانتباه الى هذه القضايا, وتعزيز الوسائل اللازمة" و"توعية الرأي العام", مؤكداً أنه بالنسبة لفرنسا فإن أي تدخل عسكري لا يمكن أن يتم إلا تحت غطاء "الشرعية الدولية" للأمم المتحدة.

وحذر من جديد من تدهور الوضع في لبنان, مضيفاً "يجب أن نبذل ما بوسعنا لمنع ذلك, ومن أجل احترام المجموعات". من جهة أخرى, أعلنت المسؤولة عن الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس, أن الخلافات داخل مجلس الأمن تحول دون الاتفاق على اقامة مخيمات للاجئين السوريين في سورية, الأمر الذي دعا إليه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.

وقالت آموس خلال مؤتمر صحافي, مساء أول من أمس, إن "السلطات السورية اعلنت بنفسها أنها تعارض اقامة مخيمات في سورية". وأضافت أن "إقامة مخيمات داخل الأراضي السورية تستدعي التأكد من إمكان جعلها آمنة, ولا بد من حمايتها بشكل أو بآخر, لذلك لا بد من قرار لمجلس الأمن, ولا أشعر داخل مجلس الأمن برغبة في التوصل إلى قرار يتيح ذلك". وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعلن الاثنين الماضي خلال مقابلة مع صحيفة "حرييت" أن تركيا لن تكون قادرة على استيعاب اكثر من مئة ألف لاجىء سوري على أراضيها, داعياً الأمم المتحدة إلى إقامة مخيمات للاجئين "داخل الحدود السورية" لاستيعاب التدفق المتواصل للاجئين هربا من المعارك, في وقت وصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو سبعين الف لاجىء. إلى ذلك, أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة, أن بكين ستقدم مساعدة انسانية بقيمة 30 مليون يوان (3,7 مليون يورو) للاجئين السوريين في الأردن ولبنان. وذكرت الوكالة نقلا عن وزارة الخارجية الصينية, أن هذه المساعدة "ستشهد على مشاعر الصداقة التي يكنها الشعب الصيني للشعب السوري". وتترافق المواجهات الجارية في سورية بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين مع أزمة انسانية حادة وصفها مسؤولون أميركيون الثلاثاء الماضي بأنها من بين الأسوأ في العالم, منددين بالاعتداءات التي تستهدف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والطبية.

 

الاف السوريين الأرمن يلجأون إلى أرض أجدادهم

يريفان - ا ف ب: "كنا نسمع اطلاق نار وقصفا طوال الليل", يقول يانوك سولاهيان عند وصوله الى ارمينيا ارض اجداده هرباً من المعارك في سورية, كما فعل آلاف الارمن منذ بدء النزاع.

وتكثفت المعارك في الاسابيع الماضية حيث اصبح المسيحيون من اصل ارمني يشعرون بخوف متزايد. ويقول سولاهيان ان "السلطات تحذرنا كل الوقت وتنصحنا بعدم مغادرة منازلنا لكي لا نتعرض للقتل".

ووصل اكثر من ثلاثة آلاف سوري ارمني الى ارمينيا, الجمهورية السوفياتية السابقة, منذ بدء النزاع في سورية في مارس 2011, لكن العديد منهم على غرار سولاهيان يعتزمون العودة الى بلدهم فور عودة السلام. ويضيف "في نهاية أغسطس (الجاري) وإذا كان كل شيء على ما يرام, نعتزم العودة الى حلب مع بدء المدارس" مبدياً تفاؤلاً إزاء الوضع. وبحسب بعض التقديرات, فإن ما بين 60 و100 ألف مسيحي من اصل ارمني يقيمون في سورية. وهم احفاد الارمن الذين فروا من المجازر ابان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الاولى. ويتخوف بعض اللاجئين من حصول مشكلات في سورية في حال الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد الذي تقيم حكومته علاقات ودية مع ارمينيا, وإقامة محله نظام اسلامي. وتقول امرأة مسنة قادمة من حلب, رفضت الكشف عن اسمها, في مطار يريفان "هذا الغموض يجعلنا بالتأكيد خائفين جداً. كيف سينتهي كل هذا وما سيحصل للاقلية المسيحية في حال رحيل الأسد?". وفي يريفان, اتخذت السلطات اجراءات لتسهيل عودة السوريين الارمن الى اراضي اجدادهم عبر تبسيط اجراءات الحصول على تأشيرات دخول والسماح لهم بالحصول على جواز سفر من القنصلية الارمنية في حلب. وقال فردوس زكريان المسؤول في لجنة وزارة الشتات الارمني المكلفة شؤون السوريين الارمن بين امور اخرى "حتى الان لا يمكننا ان نسمي ذلك عملية هجرة كثيفة. عدد من الارمن في سورية لا يريدون ترك منازلهم واعمالهم". وقدم اكثر من ثلاثة الاف سوري ارمني طلبات للحصول على الجنسية الارمنية في الاشهر الستة الماضية, ما يدل على القلق المتزايد ازاء مستقبلهم في سورية. وتشدد وزارة الشتات على واقع ان الوضع ليس حرجاً بعد وانه من غير المرتقب تنظيم عملية اجلاء جماعية.

 

المالكي دعا طهران إلى التعقل وسط مخاوف من صدام سني - شيعي في العراق

مخطط إيراني لاجتياح الأنبار وصولاً إلى مساندة نظام الأسد

انقسامات حادة داخل التحالف الشيعي الحاكم حيال تسهيل عبور القوات الإيرانية إلى سورية

بغداد - باسل محمد:السياسة

كشفت مصادر في "الحزب الاسلامي" العراقي لـ"السياسة" ان هناك خطة ايرانية للتدخل العسكري الواسع عبر محافظة الانبار العراقية السنية غرب بغداد باتجاه سورية لدعم نظام بشار الاسد, في حال اندلعت حرب اقليمية نتيجة تدخل عسكري غربي محتمل. وقالت المصادر ان الخطة الايرانية تعتمد على أمرين أساسيين:

- الأول دعم وحدات عسكرية عراقية تابعة للميليشيات والاحزاب الدينية الشيعية, في مقدمها "حزب الدعوة" برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي, والتي ستشرف على تأمين خط سير القوات الايرانية الكبيرة التي ستتدخل في سورية.

- الثاني إرسال حكومة المالكي قوات خاصة للإشراف على الممر البري الممتد من محافظة ديالى مروراً ببغداد وانتهاء بالطريق السريعة في محافظة الانبار باتجاه نقطتي الحدود السوريتين في التنف والبوكمال, ما أعطى اشارات قوية من الناحية الستراتيجية الامنية ان هناك نية مسبقة لمساعدة قوات التدخل الايرانية على عبور الاراضي العراقية باتجاه الاراضي السورية.

وأضافت المصادر أن قيادة تنظيمات الصحوة السنية أصدرت تعليمات صارمة لعناصرها المنخرطة في القوات الامنية داخل الانبار أو تلك التي لم تنخرط بعد بهذه القوات لـ"الاستعداد للمعركة مع القوات الايرانية الغازية", وانها من الآن ستكون في حالة استنفار, كما أن مجلس عشائر الأنبار وضع خطة لتسليح ابناء العشائر.

في سياق متصل, كشفت أوساط داخل التحالف الشيعي الحاكم الذي يقود حكومة المالكي لـ"السياسة" ان طهران ابلغت بغداد انها ستكون ملتزمة اتفاق الدفاع المشترك الموقع بين النظامين الايراني والسوري.

ورأت الاوساط ان هذا البلاغ الايراني للحكومة العراقية ربما يكون معناه ان ايران تفكر بشكل جدي في التدخل العسكري الواسع لدعم الاسد في مواجهة تدخل عسكري غربي محتمل.

واشارت إلى ان هناك انقساماً داخل التحالف الشيعي بين فريق يؤيد تسهيل مهمة القوات الايرانية العابرة الى سورية وبين فريق آخر متردد لمساندة هذه الخطوة الايرانية وبين فريق ثالث يعارض ويؤمن بأن مصلحة العراق أولاً وان على التحالف ان يستشير شركاءه السنة والأكراد وان لا يتخذ اي قرار منفرد في هذا الملف الحيوي والمصيري. وهذا الفريق الاخير يتبنى الرأي القائل بحتمية سقوط الأسد وهزيمة النظام الايراني, وبالتالي اذا تدخل التحالف الشيعي في العراق لدعم التدخل العسكري الايراني فسيكون الثمن هو زوال وانهيار حكومة المالكي.

من جهته, قال عضو مجلس محافظة الانبار جاسم الحلبوسي لـ"السياسة" ان المحافظة وضعت خطة امنية شاملة لمواجهة حرب اقليمية واسعة في سورية بالتنسيق وبإشراف الحكومة في بغداد.

واضاف ان القوات العسكرية الموجودة في الانبار واهالي المحافظة لن يسمحوا بعبور قوات عسكرية ايرانية كبيرة عبر مدينتهم الى سورية, مؤكداً أن مواجهة القوات الايرانية هو خيار المدنيين والعسكريين من المحافظة مهما كان الثمن.

واشار الحلبوسي الى ان اندلاع حرب اقليمية سيعرض محافظة الانبار الواقعة على الحدود مع سورية الى احتمالين: الاول, عبور قوات تابعة للنظام السوري الى داخل المحافظة للجوء او المناورة الميدانية وهذا الامر لن يتم لأن قرار الحكومتين المحلية والاتحادية هو استقبال المدنيين حصراً. أما الاحتمال الثاني, فهو تدخل قوات ايرانية ودخولها حدود محافظة الانبار وهذا الامر سيواجه بحزم لأنه لن يسمح ابداً بتدخل ايراني عبر العراق في الوضع السوري, وفي حال رافقت القوات الايرانية قوات عراقية تابعة لميليشيات فإن الامر لن يختلف وستكون مواجهة القوات الايرانية والميليشيات العراقية معاً هو خيار اهل الانبار وقواتها الامنية. في سياق متصل, قال النائب في ائتلاف "دولة القانون" (برئاسة المالكي) أمين هادي عباس لـ"السياسة" ان المالكي طلب من الحكومة الايرانية فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتجنب الانحياز الى نظام الاسد ولعب دور ايجابي في الازمة السورية, مضيفاً ان اي تدخل عسكري ايراني في سورية سيعد مجازفة كبيرة وسيضر في المقام الاول بمصلحة ايران التي هي في الاساس تواجه مشكلات كبيرة مع الولايات المتحدة والدول الغربية. وأكد عباس ان المجتمع الدولي لن يسمح بعبور اي قوات ايرانية الى سورية عبر العراق لأن هذا الاخير لازال واقعاً تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة, وهذا معناه ان الدول الكبرى ستتدخل لحمايته من أي تدخلات عسكرية خارجية. وقلل النائب المقرب من المالكي من اهمية الخطاب الايراني الذي يتضمن تهديداً بالتدخل في سورية اذا كان هناك تدخل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة, معتبراً هذه التصريحات الايرانية مجرد وسيلة ضغط وتخويف لأن طهران عاجزة عن تنفيذ تهديداتها على الارض.

ورجح أن تتحلى القيادة الايرانية بالحكمة والعقل مستبعداً أن تخوض اي حرب عسكرية مع دول كبرى من اجل نظام الاسد, كما أنها لن تجازف بمصالحها كدولة اقليمية مهمة وكبيرة ولها تاريخ إذا سارت الامور نحو تغيير النظام السوري الحالي.

 

العفو الدولية" تدين "العنف الفظيع" تجاه المدنيين العزل في حلب

بيروت - ا ف ب: أكدت منظمة "العفو الدولية" أمس, أن المدنيين يواجهون "عنفا فظيعا" في مدينة حلب شمال سورية, متهمة النظام باستهداف الأحياء السكنية بالضربات الجوية والقصف من دون تمييز.

وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة "العفو الدولية" بعد عودتها من زيارة الى حلب, في بيان, إن "استخدام القوات النظامية للأسلحة التي تفتقد إلى الدقة مثل القنابل غير الموجهة الى أهداف محددة, وقذائف المدفعية والهاون, زادت الخطر على المدنيين". وأشارت المنظمة إلى أنها حققت في حوالي ثلاثين عملية عسكرية "قتل فيها وجرح عدد كبير من المدنيين غير المتورطين في النزاع, وبين هؤلاء عدد كبير من الأطفال". وأضافت أن القصف يستهدف من دون تمييز الأحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين, بدلا من الأهداف العسكرية.

ولفتت إلى أن "المدنيين يتعرضون لمستوى فظيع من العنف, وهم يواجهون يوميا قصفا مدفعيا وضربات جوية من القوات الحكومية", موضحة أن البعض منهم قتلوا في أماكن لجأوا اليها بعد الهرب من منازلهم. وأضافت أن بعض المدنيين قتلوا خلال انتظارهم في طابور للحصول على الخبز, وبينهم كيفا سمرا, فتاة في الثالثة عشرة, وشقيقها زكريا في الحادية عشرة اللذان قتلا في 12 أغسطس الجاري مع جارتهما وهي والدة لأحد عشر طفلا. وتحدثت المنظمة عن ارتفاع في نسبة الاعدامات الميدانية ومن دون محاكمة قام بها النظام وطالت مدنيين غير متورطين في النزاع, مضيفة أن "جثثا لشبان إجمالا مقيدة ومصابة بطلقات نارية في الرأس عثر عليها مرارا قرب مركز المخابرات الجوية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية". وأشارت إلى "انتهاكات متصاعدة" من بينها اعدامات وسوء معاملة لسجناء قام بها الثوار, وبينهم عناصر من الجيش السوري الحر. ورأت منظمة "العفو الدولية" أنه "من المخجل ان يستمر المجتمع الدولي منقسما حول سورية, غير عابئا بالأدلة الكبيرة بشأن خطورة انتهاكات حقوق الانسان, فيما المدنيون يدفعون الثمن".

 

العثور على عشرات الجثث في الأحياء واستمرار المذابح على يد قوات النظام جراء القصف بالطيران والمدفعية الثقيلة

دمشق - وكالات: تجددت الاشتباكات في دمشق, أمس, وتواصلت في احياء مدينة حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية, على وقع استمرار العنف في مناطق أخرى ما أسفر عن سقوط 125 قتيلاً على الأقل بينهم نساء وأطفال. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات في حي الحجر الاسود جنوب دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين, مشيراً إلى قصف على الحي وحي العسالي المجاور. واضاف ان مقاتلين معارضين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في حي القدم (جنوب) على طريق دمشق - درعا, وقتلوا وجرحوا ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوات النظام.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي دمر في جنوب غرب دمشق تعرض "للقصف بالمدفعية الثقيلة من الدريج وجبل قاسيون". واستمرت حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة جنوب غرب دمشق, حيث قتل اول من امس 25 شخصاً. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت جثث خمسة شبان محملة في شاحنة صغيرة في حي التضامن الدمشقي, فيما أوضح ناشطون انه تم العثور عليها صباح امس, مشيرين الى ان هؤلاء اعدموا على يد قوات النظام. كما عثر في حي القابون على عشرات الجثث مصابة بطلقات نارية. وتواصلت العمليات العسكرية أيضاً في معضمية الشام قرب دمشق حيث عثر الثلاثاء الماضي على 42 جثة بعضهم اعدم ميدانيا. وخلال تشييعهم, تعرض موكب التشييع لقصف من قوات النظام تسبب بمقتل عدد آخر من الاشخاص. ووصف المجلس الوطني السوري المعارض ما حصل بـ"المذبحة" و"الجريمة الوحشية", مطالبا بلجنة تحقيق دولية في الحادث. أما في داريا القريبة أيضاً من العاصمة, فأفادت مصادر في المعارضة أن قوات النظام مدعومة بالدبابات اقتحمتها, أمس, بعد قصف بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على مدى 24 ساعة. واضافت المصادر أن القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا واصابة 150 في داريا التي تقع على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق. وفي مدينة حلب, ذكر المرصد ان احياء سليمان الحلبي القريب من الوسط والشعار والصاخور وطريق الباب (شرق) وبستان القصر وسيف الدولة (غرب) بالاضافة الى مناطق في حي صلاح الدين وحي الزبدية (جنوب غرب) تتعرض للقصف من قبل قوات النظام. وترافق القصف مع اشتباكات في مجمل هذه الاحياء, بالاضافة الى اطراف حي الحمدانية (غرب). وفي محصلة غير نهائية, أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 125 قتيلاً على الأقل, أمس, بينهم نساء وأطفال, مشيرة إلى أن 61 منهم قضوا في دمشق وريفها, والباقون في حلب ودرعا وحمص و ديرالزور وحماة وادلب وطرطوس.

 

الكاهن اليسوعي الاب باولو دالوليو: زيارة البابا لبنان "خطيرة جداً"

روما - ا ف ب: أعلن الكاهن اليسوعي الاب باولو دالوليو, الذي أجبر أخيراً على مغادرة سورية, ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لبنان في سبتمبر المقبل ستكون "خطيرة جدا" بسبب تداعيات النزاع السوري. وقال الكاهن اليسوعي ان زيارة البابا لبنان المقررة بين 14 و16 سبتمبر المقبل "خطيرة جداً لأن الحكومة اللبنانية الحالية مرتبطة بشكل ما بالنظام السوري. إذن, هناك مشكلة امنية هائلة".

واعتبر ان على البابا "ان يطلب مساعدة جهاز استخبارات يضمن أمنه, لأن الاجهزة اللبنانية ليست كافية في المعطى الحالي". وعن الرسالة الاساسية التي يأمل أن يحملها البابا الى شعوب الشرق الاوسط, قال الأب دالوليو "آمل أن يتمكن البابا من الاظهار أن المسيحيين منحازون الى حقوق الانسان وقد اخذوا مسافة تاريخية من الفساد السياسي والحكم القمعي". واضاف ان على المسيحيين "ان يكونوا شركاء صادقين مع المسلمين في بناء شرق اوسط اخوي خال من أي تمييز", و"يجب الكف عن محاولة استخدام الشرق الاوسط كفضاء لنزاع جيو ستراتيجي, وعلى البابا ان يقول ذلك. عليه ان يقول ايضا انه يقر بالاهمية الكبيرة للتعددية في الشرق الاوسط", سواء بين المسيحيين انفسهم او بين مختلف الديانات. والاب دالوليو الذي غادر سورية في يونيو الماضي بناء على طلب الكنيسة والسلطات السورية, كان أسس قبل ثلاثين عاما دير مار موسى الحبشي على بعد 80 كلم شمال دمشق ليستضيف فيه الرهبان ويجعله موئل حوار بين المسيحيين والمسلمين. ومذذاك, يدعو الكاهن اليسوعي الى حل ديمقراطي في سوريةن

 

رعب بدمشق... ومملوك يدير معركة طرابلس

الجمهورية/ركزت الصحف العربية الصادرة الخميس، على تزايد حدة القصف الذي تنفذه قوات الرئيس السوري بشار الأسد على عدة أحياء ومناطق في سوريا، قائلة إنه "ينشر الرعب،" في أنحاء البلاد، بينما حملت صحف لبنانية على النظام السوري قائلة إنه أشعل فتنة الاشتباكات الطائفية في مدينة طرابلس. وكتبت صحبفة الحياة  في عنوانها  "القصف ينشر الرعب في دمشق،" مضيفة  "أطلق الجيش السوري قذائفه أمس على أحياء في جنوب دمشق بينما كانت طائرات الهليكوبتر تطلق صواريخها من الجو في هجوم لم يسبق له مثيل من حيث حدته، وذلك في محاولة لاستعادة النظام سيطرته. وتحدث سكان في دمشق عن حال الخوف والرعب التي تسيطر على أحياء العاصمة." وفي سياق متصل، تابعت صحيفة "المستقبل" اللبنانية انعكاسات الأزمة السورية على أعمال العنف في مدينة طرابلس اللبنانية، وكتبت تقريرها تحت عنوان "علي مملوك يدير معركة طرابلس،" في إشارة إلى اللواء النافذ في جهاز أمن الدولة السوري.  واضافت: "لم تحد الأنظار المحلية والإقليمية والدولية أمس عن طرابلس الجريحة، التي تواجه، مع الجيش اللبناني، مؤامرة النظام السوري الهادفة إلى تفجير الساحة اللبنانية برمتها، في ظل استمرار أدواته، لا سيما الحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن، بتنفيذ أوامر الضباط السوريين، بإبقاء عاصمة الشمال مشلولة تحت مرمى القصف والقنص، من دون الالتزام بمساعي التوافق على وقف إطلاق النار." وشددت ان"معلومات موثوقة كشفت لها أن رئيس الحزب رفعت عيد يتلقى أوامر سورية مباشرة، من العقيد حافظ مخلوف، مساعد اللواء علي مملوك في جهاز أمن الدولة، والمعروف بالرجل الأقوى فيه، للذهاب نحو مزيد من التفجير في طرابلس."

وتابعت قائلة: "يد النظام السوري التي تعبث بأمن لبنان استدعت استنفارا دولياً لحمايته، تُوج بدعوة الأمم المتحدة، على لسان مساعد أمينها العام جيفري فيلتمان، إلى دعم دولي للبنان لحمايته من تداعيات النزاع في سوريا، بعد أن أشار، في اجتماع لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط، إلى إن اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة عمّق المخاوف من محاولات لجر لبنان إلى التوترات الإقليمية."

 

عون شارك في العيد الأول ل "Seven" الممولة ل"الوطني الحر": لبنان في خطر لكن الحوادث الأمنية في بعض المناطق لن تجتاز حدودها

وطنية - 24/8/2012 شارك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في اجتماع أعضاء مجموعة "Seven" في فندق غراند هيلز– برمانا، للاحتفال بالعيد الاول لاطلاق المجموعة، الممولة ل"التيار الوطني الحر" وهدفها "بناء قاعدة ثابتة من المحازبين والمناصرين تتكفل بتأمين تمويل ثابت وذاتي للتيار الوطني الحر وبالتالي تمكينه من الحفاظ على حرية قراراته".

بداية، تم عرض فيلم ترويجي عن "Seven" وتقديم ملخص لأبرز إنجازات المجموعة ووضعها الحالي وخطة عملها للعام المقبل.

وخلال الإحتفال، انضم عدد من ألاعضاء الجدد إلى المجموعة. وقد التزم الأعضاء الحاليون ب"العمل على زيادة الانتساب الى المجموعة من اجل بلوغ مستوى الدعم المالي الذي هدفت اليه عند اطلاقها العام الماضي".

عون

وألقى عون كلمة أعرب فيها عن تقديره "الصادق" لمبادرة "Seven"، مؤكدا على "أهمية التمويل الذاتي من أجل البقاء بمنأى عن أي محاولة تأثير على حرية مواقف وقرارات التيار الوطني الحر". وحث على "تحقيق الإستقلال المالي للحزب"، طالبا من الجميع "مساعدة "Seven" في تأمين أكبر عدد من المشتركين ليبقى قرار التيار حرا وغير خاضع لأي جهة لا داخلية ولا خارجية".

وإذ لفت إلى أن "التيار الوطني الحر يواجه حربا كونية تجلت بوضوح في إنتخابات العام 2009، ويوميا في الإعلام الذي يقوم بحملات تضليلية وتشويه الحقائق لتكوين رأي عام معاكس لتوجهاته الإصلاحية"، أكد "وجوب العودة إلى تاريخ كل رجل سياسي لمعرفة حقيقته"، مشيرا إلى أن "من يغير سياسته في كل لحظة لا يمكن أن يبني وطنا".

وتناول عون موضوع الرشوة الإنتخابية، موضحا أن "شراء الأصوات غايته الحصول على النفوذ الذي يساعد على تكوين ثروات طائلة تفوق الأموال التي صرفت في التجارة السياسية، ورد الديون المترتبة على لبنان إلى سيول الفوائد المرتفعة". ولفت الى ان "المجتمع اللبناني تحول إلى مجتمع ريعي، ما أدى إلى وقف الإنتاج، وباتت الدولة تعيش على الإستدانة والضرائب".

ثم تطرق الى السياسة الأمنية، مشيرا إلى ان "العالم العربي برمته يعيش حال الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها كوندوليزا رايس في العام 2007"، مذكرا برده عليها في حينه وبقوله: "لن تنطلق أي شرارة حرب مذهبية من لبنان إلى الخارج، كما أن لبنان لن يتلقى أي شرارة حرب طائفية من الخارج". وجدد التأكيد أن "لبنان يتفاعل وينفعل مع الأحداث التي تحصل في البلدان المحيطة به وخصوصا في سوريا لأن البلدين متجاوران ولديهما مصالح مشتركة من حيث الحدود ومجاري المياه والتبادل التجاري، هذا بالإضافة إلى التقارب العائلي بينهما".

واعتبر عون ان "كل هذه الأمور دفعت التيار الوطني لإقامة أفضل العلاقات مع سوريا ولكن بطريقة متكافئة"، مشددا إلى أنه "ترك الأمور السياسية لتسلك مسارها الصحيح أي عن طريق الدولة اللبنانية، لأن التيار الوطني الحر لا يسعى ولا يريد إقامة أي علاقة سرية أو جانبية مع أي طرف خارجي، وهذا هو السبب الأساسي الذي يدفع الدول الخارجية لمجابهته".

وأكد أن "من ينتخب التيار ينتخبه لأنه يعمل للإصلاح بوجه الفساد الذي ينتجه المال السياسي في الإنتخابات"، مشددا على ان "التيار الوطني الحر لا يستطيع أن يدفع مليار ومئتي مليون دولار في الإنتخابات كما فعل خصومه في انتخابات العام 2009"، ولافتا إلى ان "هذه الأموال تدفع فقط في المناطق المسيحية، لأن هذه المناطق هي التي تحدد هوية الجهة التي ستفوز بالإنتخابات".

كما أشار إلى ان "لبنان يعيش في خطر، وهذا الخطر يأتي من الخارج أكثر منه من الداخل، لأن الأطراف التي تريد الحرب في الداخل لا تستطيع افتعالها، فيما الأطراف القادرة على إشعال الحرب لا تريدها"، وقال: "هؤلاء يراهنون على الخارج أي على أميركا وأوروبا لأنهم يعتقدون أن هذه الدول ستساعدهم على كسب المعركة في الداخل، في حين أن هذه الدول لا يهمها سوى مصلحة إسرائيل ضد لبنان منذ لحظة نشوئها وحتى يومنا هذا. كما أن السعودية وقطر وتركيا مرتبطون بهذه السياسة الغربية، ما يعني أن كل هذه الدول تهدد وجودنا، خصوصا بعد نشوء النظام السياسي الحالي في تونس والذي انتقل ليجتاح سوريا ومنها إلى عكار، فطرابلس".

وطمأن عون اللبنانيين أن "الحوادث الأمنية التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية لن تجتاز حدود تلك المناطق، لأن الفريق السياسي الذي ينتمي إليه التيار الوطني الحر استطاع أن يظهر قدرة على احتواء هذه الأحداث وعلى مواجهتها وإخمادها إذا ما دعت الحاجة".

وهو إذ شدد على "رفض التيار الوطني الحر لكل انواع الخطف والخطف المضاد"، اشار إلى انه "على اللبنانيين العودة إلى الأسباب التي ادت إلى هذه الحال"، معتبرا أنها "ردة فعل ونتيجة لأمور معينة وليست فعلا قائما بذاته"، ومذكرا بتنبيهه للحكومة اللبنانية بأنها "تستطيع أن تتبع سياسة النأي بالنفس في ما يخص الأحداث التي تحصل في سوريا، ولكنها لا تستطيع أن تنأى بنفسها عما يحصل في عكار وطرابلس خصوصا بعد دخول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق، والذين دخل معهم مقاتلين عمدوا لمحاربة سوريا من داخل الأراضي اللبنانية، متمردين بذلك على الشرعية وعلى قوانين الأرض التي يعيشون فيها".

وقال: "الحكم العاقل يكون بالإبتعاد عن مشاكل الآخرين، بحيث لا يمكن أن نسمح لأي مشكل أن يتطور على أرضنا، ليعود ويذبحنا لاحقا".

وإذ اعتبر أن "الأحداث التي تحصل في العالم العربي أثرت إقتصاديا على لبنان"، طالب "بعدم الخضوع لليأس، لأن الشعب العظيم هو الشعب الذي يملك القدرة على الخروج من الواقع الصعب والقدرة على الإستمرار". وقال: "الشعوب الصغيرة هي مثل أحجار الشطرنج، تتناقلها أنامل الكبار، وجل ما تستطيع أن تفعله هو أن تعرف دورها وتحفظ رأسها إلى أن تتغير اللعبة أو يتغير اللاعبون".

ثم لفت إلى أن "بعض اللبنانيين لا يعرفون حجم دورهم ويعتقدون بأنهم يستطيعون مواجهة دول كبيرة في هذه اللعبة التي تضم إيران وروسيا والصين في مواجهة أميركا واوروبا والبلدان العربية".

وقال: "الحكمة تكمن في كيفية الإستمرار. قد تكون في احتواء حال معينة، أو تجنب وقوع مشكل كبير، ولذلك يتوجب على المسؤول الوعي والسهر لمتابعة هذه الأمور. في الكثير من الأحيان، يجب أن نحتوي نتائج الذين يخطئون، لذلك تكون صدورنا معرضة دائما، ولكن نشكر الله الذي منحنا درعا يساعدنا على المواجهة وبالتالي نستطيع أن نستمر".

 

الراعي تلقى دعوة للمشاركة في مهرجان ذكرى تغييب الصدر

فتفت: تقسيم الدوائر كيدي ولمصلحة أشخاص ولا يعبر عن صحة التمثيل

 وطنية - 24/8/2012 استهل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي استقبالاته، في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، بلقائه صباح اليوم عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت، وتناول البحث الاوضاع في لبنان.  وكانت مناسبة أعرب فيها فتفت عن "شكر غبطته لزيارته الناجحة لمنطقة عكار وهي زيارة وطنية بامتياز جاءت في وقتها المناسب واعطت رسالة حضارية عن واقع عكار الحضاري المميز والمسالم في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة لا سيما بعد الاتهامات السابقة لعكار والتي هي براء منها".

واضاف النائب فتفت: "كانت مناسبة ايضا تداولنا خلالها قانون الانتخاب الذي اعدته الحكومة الحالية وقد شرحنا موقفنا لغبطته من النسبية وابدينا اعتراضنا على طريقة تقسيم الدوائر. ونحن نعتبر ان هذا التقسيم جاء كيديا وخدمة لمصالح اشخاص معنيين مثلما حصل في صيدا وجزين والزهراني وصور وكذلك في المتن وبعبدا وفي المنية - الضنية وقد جاءت التقسيمات الشمالية لتريح البعض في طرابلس وغير متوازنة ولا يمكن القبول بها. ولكن هذا لا يعني اننا ضد النسبية فان حكومة الرئيس السنيورة طرحت النسبية وفق القانون الذي اعده الوزير السابق فؤاد بطرس، ونحن مع اي قانون يريح الناخب وعندما يلغى السلاح الموجود خارج المؤسسة الشرعية نكون مع النسبية التي تعبر ساعتئذ عن صحة التمثيل وليس كما هو الواقع حاليا. ونحن، تبعا لذلك، مع أي تعديل لقانون الانتخاب ضمن النظام الاكثري وفي دوائر صغرى". واشار الى ان "البحث مع البطريرك الراعي تناول ايضا الاوضاع المتردية في طرابلس"، مؤكدا ان "وضع طرابلس مرتبط بالوضع الاقليمي مع الاسف الشديد وقد اصبح واضحا ان لا التزام لقرارات التهدئة ما قد يجر المدينة الى اتون الحرب الدائرة حاليا في سوريا. واستبقى البطريرك النائب فتفت على الغداء .

وفد ابرشية بعلبك و"طلائع مزرعة التفاح"

ثم التقى الراعي وفدا من ابرشية بعلبك - دير الاحمر المارونية برئاسة المطران سمعان عطاالله حيث كان بحث في اوضاع الابرشية وامور كنسية اخرى.

بعدها التقى وفدا من "طلائع بلدة مزرعة التفاح وفرسانها" برئاسة خادم الرعية الاب مرسال نسطة.

وفد حركة "أمل"

واستقبل البطريرك الماروني وفدا من حركة "أمل" برئاسة الشيخ حسن المصري وعضوية عبدالله موسى اللذين سلماه دعوة للمشاركة في المهرجان الرابع والثلاثين لذكرى تغييب الامام موسى الصدر.

وكانت مناسبة نقل خلالها الشيخ المصري "تحيات الرئيس نبيه بري الى صاحب الغبطة".

واضاف: "تحدثنا خلال اللقاء عن كل شؤون البلد الامنية والسياسية وضرورة العمل من اجل وأد الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية. ونوه صاحب الغبطة بمواقف الرئيس نبيه بري خصوصا حيال ضرورة عدم إغلاق طريق المطار تحت "طائلة قطع اليد" وهذه كلها تصب في خدمة لبنان النائي بنفسه عن كل ما يدور من صراعات حوله، معتبرا ان استجرار الفتنة الى لبنان هو عمل غير مسؤول ولا يصب في وطنية صاحبه. وجرى الحديث ايضا عن قانون الانتخابات والصيغة المثلى التي على اللبنانيين ان يسلكوها.

وقد عبرنا لغبطته عن ايماننا المطلق بأن السلاح في الداخل اللبناني لا يحل ازمة ولا يطرد خوفا وان الحوار الهادئ وغير المشروط هو السبيل الوحيد لحل كل الازمات في هذا البلد".

ابو كسم

ومن زوار الديمان مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم الذي اطلع البطريرك الراعي على "آخر التحضيرات الجارية لاستقبال قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في لبنان". وقد زود الراعي الخوري ابو كسم "التوجيهات اللازمة من اجل نجاح الزيارة المقررة في أيلول المقبل".

 

سليمان فرنجية كرم مظلوم في ختام رسالته الرعوية في زغرتا: نحن مع الكنيسة دائما والمنطقة ستبقى متماسكة ولن نتعدى على أحد

وطنية - 24/8/2012 ختم المطران سمير مظلوم رسالته الرعوية في أبرشية زغرتا -اهدن مكرما من قبل رئيس كتلة لبنان الحر الموحد النائب سليمان فرنجيه، الذي اقام غداء تكريميا لمظلوم حضرته شخصيات سياسية، روحية، زمنية، دينية، مدنية، عسكرية، نقابية وانمائية.

فرنجية

وقد سلم فرنجيه ونواب كتلة لبنان الحر الموحد ووزير الدفاع فايز غصن مظلوم درعا تذكارية كتب عليها: "زرعت المحبة والرجاء فحصدت الحب والوفاء"، كما سلمه كتابا يؤرخ لتاريخ المسيحية منذ البدء الى يومنا هذا.

فرنجية

وقال فرنجية: "اننا ابناء بيئة واحدة نكرم شخصا مميزا وشخصا يعمل دائما على المحبة والوفاق والالفة"، ولفت الى ان "الظروف السياسية التي ابعدت الاطراف ازعجت المطران مظلوم الذي لم يكن يوما مع احد على حساب بكركي، بل كان دائما ملتزما بقراراتها وكان يسعى دوما لتقريب الناس من بعضها".

ورأى فرنجيه انه "في زمن المصاعب وعدم التفهم كان يتفهمنا جميعا وكان يستمع الينا". وقال:"هذا الشخص هو الاب الروحي لنا وسنبقى دائما ملتزمين بقرارات كنيستنا".

اضاف: "نحن مع الكنيسة دائما ولكن لدينا رأينا والكنيسة تحترم من لديه رأيه وكرامته وشخصيته، هذه المنطقة ستبقى متماسكة ولن نتعدى على كرامة احد ولن نقبل ان يتعدى احد على كنيستنا. ونتمنى على رؤساء البلديات المسؤولين عن التواصل مع المجتمع والكهنة الذين يشكلون المرشد لهذا المجتمع ان يركزوا على عدم بيع الاراضي، هذا الشعار الذي تبناه البطريرك مار بشاره بطرس الراعي".

مظلوم

ورد مظلوم بكلمة وجدانية اختصرت 12 سنة امضاها في زغرتا "حيث شعر بالحب كما لم يشعر يوما في عمره"، ولفت الى انه "سعيد جدا بهذا اللقاء"، وعبر عن شكره وامتنانه لفرنجيه واكد ان هذا اللقاء هو لقاء محبة. واشار الى ان حياته مع ابناء رعية زغرتا-اهدن سمحت له بالتعرف على عفوية موجودة لدى ابنائها جميعا".

ورأى "ان رسالته ككاهن ومطران مسيحي كانت دوما "محبة الجميع دون تمييز او تفرقة". ولفت الى انه لمس محبة كبيرة من قبل الجميع لم يكن يتوقعها في حياته، وشكرهم على هذه المحبة وهذا اللقاء".

وتابع: "كنا نمر في ظروف سياسية، هذه الظروف كانت تدفع ربما ابناء العائلة الواحدة الى اخذ مواقف متشنجة ومتضاربة، وحينها كنت محرجا كيف يمكنني التقريب بين وجهات النظر المختلفة، وكنت اجد عند فرنجيه تقبلا دائما لنصيحتي، اذ كان يعتبر انه مهما اختلفنا في الرأي السياسي نبقى ابناء الكنيسة الواحدة، وكان يحافظ دوما على الاحترام والمحبة للكنيسة على رغم عدم موافقته على بعض الاراء السياسية، وهذا دليل انتماء واصالة وصلابة ونظرة ثاقبة للامور، وانه ملتزم بكنيسته ووطنه، وهذا ما تفتخر به الكنيسة".

وأشار مظلوم الى ان "رعية زغرتا-اهدن هي رعية تعيش التقاليد المارونية في كل بيت"، وهذا ما رسخ ايمانه الماروني اكثر". وتمنى ان "تبقى هذه المحبة للكنيسة جارفة وواسعة، تترجم بالالتزام بنشر الالفة والسلام والمحبة وخدمة المجتمع بكل امكانياتنا، والتحلي بالنبل الذي يدفع الانسان الى مسامحة من يسيء اليه ومن يعتبره عدوا له".

وهنا توجه لفرنجيه قائلا: "تبقى المثال بمسامحتك من اساء اليك والى العائلة والى زغرتا واهدن وتعاليك على الجراح، ويبقى هذا مثال لكل مسيحي وكل مؤمن وماروني، ونرجو ان يتمثل كل لبناني من كل الطوائف خاصة المسؤولين بمسامحة بعضهم بعضا وبالتعالي فوق الجراح، اذ ان الوطن في حاجة الى ان نعيش جميعا يدا بيد وبالفة وتضافر".

وقال: "اني سعيد بتسليم الوديعة الى المطران جوزيف معوض المتميز ببساطته المسيحية الحقيقية التي تؤهله ان يكون مسؤولا عن رعية زغرتا اهدن".

وطلب المطران مظلوم من الجميع كبارا وصغارا "الالتفاف حول المطران معوض لتكوين عائلة واحدة معه، والعمل معه بكل محبة وتفان ومن دون تردد، لان الهدف الاساسي من رسالة المطران هو جمع العائلة والرعية معا وجعلها عائلة واحدة"، وتمنى "ان تبقى المحبة سائدة في قلوب الجميع".

يمين

وكانت عضو المكتب السياسي في المرده فيرا يمين، قد لفتت في كلمتها الترحيبية الى ان اللقاء بمن يضم هو "صورة مصغرة للبنان الوطن الذي نرجوه"، وقالت: "ان سليمان فرنجيه ابن الكنيسة قولا وعملا، عفا، غفر فتفوق على نفسه. اما سيادة المطران سمير مظلوم الذي اعتمد المحبة والرجاء والايمان نهجا فقد كان الراعي الصالح لرعية طاعنة في الايمان بمعزل عن التعصب".

 

لبنان الرسمي والشعبي والكنسي يتحضر لاستقبال قداسة البابا

الخوري ل"الوطنية": الزيارة تؤكد اهتمام الفاتيكان بدور لبنان ورسالته

 وطنية - 22/8/2012 - يتحضر لبنان الرسمي والشعبي والكنسي لاستقبال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في 14 و15 و16 ايلول المقبل في زيارة دولة، بناء لدعوة وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قداسته لزيارة لبنان في العام 2010. وتأتي هذه التحضيرات بحماسة بعدما اكد الناطق باسم الكرسي الرسولي فيديريكو لومباردي ان الاستعدادات للرحلة مستمرة بلا ادنى تردد من قبل الفاتيكان، اضافة الى وصول السيارة الخاصة بقداسة البابا mobile Papa الى لبنان عبر مرفأ بيروت.

فزيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ليست الاولى لخليفة بطرس الى لبنان بل هي الثانية بعد مرور 15 عاما على الزيارة الاولى حينما زار البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني لبنان في العام 1997.

الراعي:رسول الوحدة

ورحب البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، في اتصال "مع الوكالة الوطنية للاعلام"، بزيارة قداسة البابا بالقول: "أنتم رسول الوحدة لتجمعوا على هذه الأرض المقدسة، التي اسمها لبنان، شعوب الشرق الأوسط وقد حملتم إليهم عطية السلام هذه الهبة التي نادى بها المسيح القائم من الموت، قائلا بصوت مدو: "سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطيكم إياه العالم. فليكف قلبكم عن القلق والخشية".

وعبر الراعي عن الشوق الى هذه الزيارة، وقال: "إننا ننتظر بحرارة وشوق ساعة اللقاء، واثقين أن لغة القلب للقلب التي سننصت إليها من قبلكم ستحمل حياة لوطننا ولمنطقتنا، عبر محطات زاخرة بالصلاة والمصالحة والإنفتاح المثمر على الآخر".

الخوري: اهتمام فاتيكاني بلبنان

وفي حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، أعلن وزير البيئة ناظم الخوري "ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر تؤكد اهتمام الفاتيكان بدور لبنان ورسالته الذي كان البابا يوحنا بولس الثاني قد اعطاه هذا الدور، الرسالة الانسانية للبنان، ونحن كلبنانيين مسلمين ومسيحيين المطلوب منا ان نحضر لاستقبال قداسته نظرا لاهمية زيارته الى لبنان، رغم عدم الاستقرار والمشاكل التي تمر بها المنطقة اليوم ولا سيما بين الديانات الموجودة والمذهبية والطائفية".

اضاف: "لبنان بلد العيش المشترك، هو بلد نموذجي يجب ان نحافظ عليه، وزيارة البابا تؤكد هذا الدور وتؤكد رسالة لبنان في المنطقة".

وبالنسبة للتحضيرات، أشار الوزير الخوري الى ان مجلس الوزراء شكل لجنة تحضيرية عليا برئاسته تضم 4 وزراء، كما ان هناك لجنة تنفيذية يرأسها العميد جوزف نجيم وتضم ممثلين عن عدد من القطاعات والوزارات، كذلك فان الكنيسة مشاركة بممثلين لها في هذا التحضير الذي يشمل عددا من القضايا من بنى تحتية وامور لوجستية. اما عن الشق الاعلامي والاعلاني والتحضير للمكان الذي سيجري فيه القداس الالهي في 16 ايلول، فانه ضخم لان المنطقة كبيرة وستستقبل حوالى 150 الف شخص وهذا يتطلب جهدا لتأمين راحة المشاركين".

وعن التدابير الامنية لعدم قطع الطرق، أكد الوزير الخوري "ان الشق الامني هو اساسي، وأنا لا اتصور ان هناك لبنانيا يقطع طريقا او يحرق الدواليب اثناء زيارة قداسة البابا، والذي يقوم بهذا الشيء من المؤكد انه ليس شخصا لبنانيا، ولكن القوى الامنية على اهبة الاستعداد، من قوى امن وجيش، والحرس الجمهوري هو الذي يشرف على الامن خلال الزيارة".

وردا على سؤال عما أعلنه الكاهن اليسوعي باولو دالوليو بان زيارة البابا للبنان خطيرة لان الحكومة اللبنانية مرتبطة بالنظام السوري وهناك مشكلة امنية بسبب تداعيات النظام السوري على لبنان، قال الوزير الخوري: "مع احترامي له، الا ان كلامه سياسي، وعليه ان يتمنى نجاح الزيارة، وهو يعلم ان هناك اهتماما رسميا من الحكومة اللبنانية، وفخامة رئيس الجمهورية هو المشرف ويتابع الموضوع عن كثب. ورئيس الحكومة ايضا لديه اهتمام بالغ بالموضوع ويواكب التحضيرات. كما ان هناك لجنة وزارية تضم وزراء مسلمين ومسيحيين ومن مشارب سياسية عدة. اعتقد ان الحكومة اظهرت كل النية وكل الاستعداد وكل الجدية للتحضير لهذا الحدث الكبير".

تابت: جهوزية تامة

وقد أكد الاب مروان تابت، في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، "ان التحضيرات لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر من 14 الى 16 ايلول المقبل هي على قدم وساق"، وقال: "بعد أن أعلن المتحدث باسم الفاتيكان الأب لومباردي فيديريكو تأكيده حصول الزيارة الى لبنان، أسرعنا بالإستعدادات لنكون في جهوزية تامة".

وأشار الى تحضيرات القصر الجمهوري وتكليف العميد جوزف نجيم من قبل فريق عمل القصر لمتابعتها، مؤكدا ان تحضيرات الكنيسة قد استكملت لجهة توقيع الإرشاد الرسولي او اللقاءات مع مجلس البطاركة الأساقفة في لبنان والشبيبة والمرجعيات الإسلامية والأرثوذكسية.

وقال: "لقد انجزت الترتيبات الاعلامية والمطبوعات المتعلقة بالزيارة وتم ارسالها للتوزيع، كما ان الاستعدادات لحضور القداس الإحتفالي في بيروت تمت بالتنسيق مع المحافظين والقائمقامين ورؤساء اتحاد البلديات والبلديات والرعايا على مستوى لبنان كله"، مشيرا الى "التواصل مع عدد كبير من المؤسسات التربوية الاسلامية للمشاركة، وهذا يعبر على ان لبنان أكثر من بلد، كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، بأنه رسالة"، مؤكدا ان لقاء اللبنانيين مع بعضهم في هذه الأيام هو أفضل تعبير عن ان لبنان يبقى بلدا لجميع المحبين".

وأكد الاب تابت "ان ليس هناك من صعوبات تذكر، إلا انه كما في أي تحضير لأي استقبال كبير يبقى بعض الأمور التقنية"، مشيرا الى "التواصل 24/24 بين جميع المسؤولين المولجين بالتحضير ان كان من قبل اللجنة العليا التي تشكلت من وزراء يرأسها الوزير ناظم الخوري أو فريق عمل رئاسة الجمهورية أو فريق عمل السفارة البابوية أو فريق عمل الكنيسة". وقال: "كل الأمور العالقة تحل بأفضل ما يمكن، وحتى الآن لم تواجهنا صعوبات تذكر يمكن أن تؤثر سلبا على مجريات التحضير للزيارة".

وأعلن ان "هناك ما يقارب 800 إعلامي من لبنان والخارج سيغطون هذه الزيارة، والترتيبات مع كل وسائل الإعلام، تمت ان في اجتماعات في القصر الجمهوري أو في "الوكالة الوطنية للاعلام" برعاية وزير الإعلام وليد الداعوق، ومع جميع المسؤولين عن المراكز الإعلامية في الدولة اللبنانية، وهم على استعداد تام، وقد ساعدونا في انجاح التحضيرات"، مشيرا الى تجهيز قاعة للاعلام في فندق فينيسيا للاعلاميين من داخل لبنان وخارجه كي يستطيعوا أخذ المعلومات وإرسالها.

وشكر الدولة اللبنانية "التي قدمت كل الترتيبات، من خلال عمل الوزارات، حتى تكون التغطية الإعلامية على افضل ما يكون"، موضحا ان "بامكان الإعلاميين الدخول الى الصفحة الألكترونية الخاصة بالزيارة ليحصلوا على كل التعليمات والتفاصيل عن الزيارة كما يمكنهم الدخول الى الصفحة الألكترونية لرئاسة الجمهورية أو "الوكالة الوطنية للاعلام" للحصول عليها.

نبذة عن البابا

من هو قداسة البابا الذي ينتظره اللبنانيون بشوق، بعدما تعرفوا الى سلفه البابا يوحنا بولس الثاني وأحبوه.

ولد الكاردينال جوزف راتزنغر، البابا بنديكتوس السادس عشر في بلدة ماركتيل آم إن، في أبرشية باساو الألمانية، يوم سبت النور في 16 نيسان 1927، ونال سر المعمودية في اليوم عينه. والده ضابط في الشرطة، متحدر من عائلة مزارعين في مقاطعة بافاريا الجنوبية، وقد عاش في ظروف اجتماعية واقتصادية متواضعة. أما والدته فمتحدرة من عائلة حرفيين من بلدة رينشتينغ الواقعة قرب بحيرة شيام. وقد عملت قبل زواجها طاهية في فنادق عدة.

مراحل الطفولة والمراهقة والشباب

أمضى راتزنغر طفولته ومراهقته في بلدة تراونشتاين الوديعة قرب الحدود الألمانية النمساوية على بعد 30 كيلومترا من مدينة سالزبورغ. في هذا الإطار، الذي وصفه هو ذاته بأنه متأثر بـ"موزار"، تلقى تربية مسيحية، إنسانية وثقافية.

لم تكن مرحلة شبابه بالسهلة، لكن إيمانه وتربيته العائلية كانا لهما الفضل في إعداده لمواجهة التجربة القاسية التي مر بها إبان مرحلة النظام النازي الذي عرف بعدائه القوي للكنيسة الكاثوليكية. وقد كان الشاب جوزف شاهدا لقيام النازيين بالاعتداء على كاهن رعيته قبيل احتفاله بالذبيحة الإلهية.

في هذه الظروف المعقدة اكتشف جوهر الإيمان بالمسيح وروعته. وكان لأثر عائلته عليه دورا محوريا، كون هذه العائلة قد بثت في نفسه شهادة ساطعة عن المحبة والرجاء المتجذر في وعي حقيقي لانتمائه إلى الكنيسة.

في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تم تطويعه قسرا في أجهزة الدفاع الجوي المساعدة.

علومه

بين العامين 1946 و1951 درس الفلسفة واللاهوت في معهد فرايزينغ العالي وفي جامعة ميونيخ.

رسم كاهنا في 29 حزيران 1951. وفي العام التالي بدأ رسالة التدريس في المعهد العالي في فرايزينغ.

في العام 1953 حصل على شهادة الدكتوراه في اللاهوت إثر مناقشته أطروحته: "شعب الله وبيته في عقيدة الكنيسة لدى القديس أغوسطينوس".

بعد انقضاء 4 سنوات حصل على شهادة تأهيل للتعليم، بناء على دراسته التي أعدها تحت إشراف أستاذ اللاهوت الشهير غوتليب زونغين والتي حملت عنوان: "لاهوت التاريخ لدى القديس بونافنتور".

من التعليم إلى المجمع الفاتيكاني الثاني

تولى الأب راتزنغر تدريس مادة اللاهوت العقائدي واللاهوت الأساسي في المعهد العالي للفلسفة واللاهوت في فرايزينغ، وفي الوقت عينه كان استاذا في جامعات بون من 1959 حتى 1963، مونستر من 1963 إلى 1966، وتوبينغين من 1966 إلى 1969. في هذه السنة الأخيرة أصبح قيما على كرسي العلوم العقائدية وتاريخ العقيدة في جامعة راتيسبون التي كان أيضا نائبا لرئيسها.

بين العامين 1962 و1965 كانت له مساهمة فاعلة في المجمع الفاتيكاني الثاني بصفة خبير، كما كان مساعدا للكاردينال جوزف فرينغز رئيس أساقفة كولونيا، بصفة مستشار لاهوتي.

ساهم نشاطه العلمي المكثف في جعله يتولى مهام دقيقة في الجمعية العامة لأساقفة المانيا وفي اللجنة اللاهوتية الدولية.

في العام 1972 أسس بالتعاون مع عدد من كبار اللاهوتيين في الكنيسة ومن بينهم هانز أورس فون بالتازار وهنري دو لوباك المجلة اللاهوتية "كومونيو".

رئيس أساقفة وكاردينال

في 25 آذار 1977 عينه البابا بولس السادس رئيس أساقفة على ميونيخ وفرايزينغ واحتفل بسيامته الأسقفية في 28 أيار من السنة ذاتها. وقد كان أول كاهن من هذه الأبرشية البافارية الكبرى تتم سيامته أسقفا عليها منذ نحو 80 سنة. واتخذ شعارا له: "شريك الحقيقة". وشرح هو نفسه هذا الشعار بالقول: "يبدو لي أن هذا الشعار يظهر بشكل أساسي الرابط العميق بين رسالتي التعليمية ورسالتي الحالية. ولئن كانت النشاطات مختلفة، فإن محورها كلها هو ضرورة السير في اتجاه الحقيقة، بهدف خدمتها. إضافة إلى ذلك فقد اخترت هذا الشعار لأنه، في عالم اليوم، باتت الحقيقة أمرا منسيا بصورة مطلقة، حيث تبدو صعبة المنال بالنسبة للإنسان. لكن إذا فُقدت الحقيقة فإن كل البناء الإنساني ينهار".

في 27 حزيران 1977 عينه البابا بولس السادس كاردينالا.

وفي العام 1972 شارك في المجمع الذي عقد بين 25 و26 آب والذي انتخب البابا يوحنا بولس الأول. عينه الحبر الأعظم الجديد موفده الخاص إلى المؤتمر المريمي الدولي الثالث الذي انعقد في الإكوادور بين 16 و24 أيلول. وفي شهر تشرين الاول من العام ذاته شارك في المجمع الذي انتخب البابا يوحنا بولس الثاني. كان مقررا في الجمعية العادية الخامسة لسينودس الأساقفة التي انعقدت في العام 1980 تحت عنوان: "رسالة العائلة المسيحية في العالم المعاصر".

وفي العام 1983 كان رئيسا منتدبا للجمعية العادية السادسة للسينودس التي انعقدت تحت عنوان: "المصالحة والتوبة في رسالة الكنيسة".

رئيس مجمع العقيدة والإيمان

في 25 تشرين الثاني 1981 عينه البابا يوحنا بولس الثاني رئيسا لمجمع العقيدة والإيمان وكذلك رئيسا للجنة البيبلية البابوية وللجنة اللاهوتية الدولية. وقد استقال لهذه الغاية من مهامه الرعائية كرئيس لأساقفة ميونيخ وفرايزينغ في 15 شباط 1982.

وهو ترأس ايضا اللجنة التي أعدت التعليم الديني في الكنيسة الكاثوليكية والتي قدمت ثمرة أعمالها للأب الأقدس بعد 6 سنوات من العمل المتواصل بين العامين 1986 و1992.

في 6 تشرين الثاني 1998 وافق البابا يوحنا بولس الثاني على انتخاب الكاردينال راتزنغر نائبا لرئيس مجمع الكرادلة.

وفي 30 تشرين الثاني 2002 وافق على انتخابه عميدا لهذا المجمع.

في العام 1999 كان الموفد الخاص للحبر الأعظم للاحتفالات التي جرت لمناسبة مرور 1200 سنة على تأسيس أبرشية بادربورن في ألمانيا.

وفي 13 تشرين الثاني 2000 تم انتخابه عضو شرف في الأكاديمية البابوية للعلوم.

في الكوريا الرومانية

تولى الكاردينال راتزنغر مهام عدة داخل الكوريا الرومانية، حيث كان عضوا في مجلس الكرادلة والأساقفة في أمانة سر دولة الفاتيكان، فرع العلاقات مع الدول. كما كان عضوا في مجامع عدة داخل الكرسي الرسولي من بينها مجامع: الكنائس الشرقية، والعبادة الإلهية والاسرار وإعلان البشارة للشعوب والتربية الكاثوليكية ورجال الدين ومجمع دعاوى القديسين. كما كان عضوا في المجلس الحبري لوحدة المسيحيين والمجلس الحبري للثقافة وعضوا في محكمة التوقيع الرسولية، وفي عدد من اللجان البابوية الخاصة مثلا بأميركا اللاتينية وتطبيق القوانين الكنسية وإعادة النظر بقانون الكنائس الشرقية.

المؤلفات

له مؤلفات عدة من بينها كتاب "تمهيد للإيمان المسيحي" وهو يحتل لديه مكانة خاصة كونه يضم مجموعة الدروس الجامعية التي كان يعطيها حول الإيمان الرسولي، وقد نشره في العام 1968. ولديه أيضا كتاب يحمل عنوان: "العقيدة والوحي" وهو مجموعة أبحاث وعظات وأفكار رعائية.

كما انه وضع الخطاب الذي ألقاه أمام الأكاديمية الكاثوليكية في بافاريا في كتاب حمل عنوان: "لماذا لا زلت أحيا في الكنيسة على الرغم من كل شيء؟" وقد لاقى هذا الكتاب صدى واسعا، حيث عبر فيه، بوضوحه المعهود، أنه "فقط داخل الكنيسة يمكن للفرد أن يكون مسيحيا، وليس إلى جانبها".

من هنا، فإن مؤلفاته العديدة ساهمت بشكل كبير في تعميق الفكر اللاهوتي حيث كانت بمثابة محاور أساسية في هذا الفكر. في العام 1985 نشر كتابا حواريا تحت عنوان: "العلاقة بالإيمان"، وفي العام 1996 أصدر كتابا آخر تحت عنوان: "ملح الأرض". ولمناسبة ذكرى ميلاده الـ70 أصدر كتابه "في مدرسة الحقيقة"، وقد ضم مجموعة أبحاث لمفكرين عدة ألقوا الضوء على جوانب هامة من شخصيته ومؤلفاته.

شهادات الدكتوراه

حاز على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات عدة من بينها: جامعة القديس توما في ولاية مينيسوتا الأميركية (1984)، والجامعة الكاثوليكية في إيخشتات الألمانية (1987)، وجامعة ليما الكاثوليكية في البيرو (1986)، وجامعة لوبلين الكاثوليكية في بولونيا (1988)، وجامعة نافار الإسبانية (1998)، وجامعة القديسة مريم في روما (1999)، ومن كلية اللاهوت في جامعة روكلاو البولونية (2000).

في 19 نيسان 2005 إنتخب حبرا أعظم، بعد الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني.

 

علم وخبر لحزب "الديموقراطيين الأحرار"

المركزية- انضم حزب "الديموقراطيين الأحرار" برئاسة السيدة تريسي داني شمعون الى قائمة الأحزاب اللبنانية بعد نيله العلم والخبر من وزارة الداخلية.

ومن أهدافه العمل على وحدة الشعب اللبناني التعددي والدفاع عن الحرية والسيادة وترسيخ الديموقراطية، ومن مبادئه العدالة والأمان والازدهار.

وستعمل السيدة شمعون مع الأعضاء المؤسسين على إجراء انتخابات أولية وفقا للنظام الداخلي خلال سنة.