المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 26 آب/2012

رسالة بطرس الثانية/الفصل الثاني/1-10/المعلمون الكذابون

وكما ظهر في الشعب قديما أنبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على أنفسهم الهلاك السريع.  وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق. وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين.  فما أشفق الله على الملائكة الذين خطئوا، بل طرحهم في الجحيم حيث هم مقيدون في الظلام إلى يوم الحساب، وما أشفق على العالم القديم، بل جلب الطوفان على عالم الأشرار ما عدا ثمانية أشخاص من بينهم نوح الذي دعا إلى الصلاح. وقضى الله على مدينتي سدوم وعمورة بالخراب وحولهما إلى رماد عبرة لمن يجيء بعدهما من الأشرار، وأنقذ لوط البار الذي هالته طريق الدعارة التي يسلكها أولئك الفجار، وكان هذا الرجل البار ساكنا بينهم يسمع عن مفاسدهم ويشاهدها يوما بعد يوم، فتتألم نفسه الصالحة. فالرب يعرف كيف ينقذ الأتقياء من محنتهم ويبقي الأشرار للعقاب يوم الحساب،  وعلى الأخص الذين يتبعون شهوات الجسد الدنسة ويستهينون بسيادة الله. ما أوقحهم وأشد كبرياءهم! لا يتورعون من إهانة الكائنات السماوية المجيدة.

 

عناوين النشرة

*سفراء النظام/الياس الزغبي

*حسين عمر وصل الى منزله في حي السلم: الخاطفون وعدوني ان الباقين سيكونون في لبنان بعد 5 أيام

*معطيات خطيرة في قضية سماحة عن تورط "8 آذار" لم تكشف بعد

*"وقفة تضامنية" مع المرعبي نظمتها بلديات عكارية والضاهر طالب باستقالة الحكومة وطعمة دعا بري لرد طلب وزارة العدل

*"الكتلة الوطنية": طلب رفع الحصانة عن المرعبي اتى في غير مكانه وحزب الله وقوى 8 آذار متمسكون بالنظام السوري حتى آخر رمق

*نداء مشترك لجمعيتي المقاصد و"معا نعيد البناء": المسيحيون والمسلمون مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات

*مقتل 3 سوريين باصطدام دراجتهم بسيارة عند مفرق جربتا

*منصور الى طهران غدا لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز

*سليمان مستاء من سياسة النظام السوري العدائية تجاه لبنان

*علوش لـ"السياسة": لايوجد قرار بحل نهائي

*مخاوف من تنظيفها موقعاً مشبوهاً بعد تغطيته  وإيران توسع عمليات تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو" المحصنة تحت الأرض

*الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان صادقت على النظر في قرارها

*مجلس الأمن يستعدّ للتجديد لـ"اليونيفيل" وتنفيذ توصيات المراجعة وتفهم الحاجة إلى نقل وحدات من الجيش اللبناني إلى الشمال

*انتعاش "الحشيشة" والبذار فُقدت من السوق والمساحات التي لم تُتلف "على مدّ النظر"

*الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا اتفاق مع إيران ولا لقاءات مرتقبة

*فيلتمان شجّع بان على زيارة طهران وعرض عضلات أميركي وفرنسي في المياه

*مزيد من المواقف الرافضة لرفع الحصانة عن المرعبي ولقاء تضامني في البيرة

*قرطباوي لـ"الجمهورية": إستنابات ومحاضر لم يُعلَن عنها

*وقف النار انهار بعد ساعات في طرابلس: 3 قتلى و12 جريحاً وقنص وقذائف صاروخية وملثّمون يحرقون متاجر

*بيان لعلماء وناشطين سياسيين واجتماعيين: لا يمكن الشيعة إلاّ أن يكونوا مع المظلومين

*"القوات اللبنانية"... لم نعد الجناح العسكري للمسيحيّين/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*حزب الله محاصر ولفكّ الحصار عليه الانشقاق/انطوان سعد/الجمهورية/

*الإستعجال الإسرائيلي لضرب إيران ولحس المبرد/الجمهورية/عصام عبد الله

*منصور اتصل بنظيره الكويتي مستنكرا خطف الحوطي: حادث فردي بغيض يراد منه الابتزاز ولا أبعاد سياسية أو طائفيه له

*جهات متابعة لـ"NOW": موقف الراعي منتقد لسلاح "حزب الله" ورافض للنسبيّة

*وزراء عون في حكومة حزب الله عشرة عبيد زغار/جريدة الجمهورية/

*حذر وتريّث مسيحي من قانون الانتخاب/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*دور أساسي للمؤسسة العسكرية يخفف من هواجس إيران وروسيا وحزب الله وإسرائيل/خطة دولية إقليمية لإنهاء الأزمة السورية... «ممر آمن» للأسد وجيش موحد يدير الفترة الانتقالية

*الخبير القانوني الدكتور انطوان صفير لـ"اخبار اليـوم": الحصانـة لا تعني ان النائب متفلّت مــن العقاب

*سيمون ابو فاضل- حرب طرابلس انتقاماً لتوقيف سماحه ورداً على سليمان وميقاتي...!

*الشمال في عين العاصفة/علي حماده/النهار

*سوريا إلى أين... لبنان إلى أين؟ ومعركة حلب تحدد الموقفين الروسي والأميركي/اميل خوري/النهار

*عون: السعودية وقطر وتركيا تهدد وجودنا

*عون يتوجس من سليمان والراعي.. ويلتزم الصمت في ملف سماحة/جليل الهاشم/المستقبل

*كلام كثير وفٍعل قليل في دعم الثورة السورية/أسعد حيدر/المستقبل

*الأسد يصُب زيته "الأخير" على نار طرابلس

*السفير السوري علي عبدالكريم آخر "الولاة" السوريين في لبنان/كارلا خطار/المستقبل

*العلامة السيد هاني فحص: نريد المقاومة وسلاحها رافعة للدولة وعامل تقوية لها"وندعو الى تشكيل عقل شيعي يوظّف القوة للصالح العام

*أتكون العشائر بديلاً من حزب الله؟/بول شاوول/المستقبل

*الرئاسة اللبنانية لا تخفي مواكبتها للتغيرات الإقليمية «وعلى الفرقاء أن ينسوا ميشال سليمان الذي يعرفونه»/وليد شقير/الحياة

*تقدم خلالها اقتراحاً لحل الأزمة السورية /طهران: عبد العزيز بن عبد الله يشارك في قمة "عدم الانحياز"

 

تفاصيل النشرة

 

سفراء النظام

الياس الزغبي

كان لبنان يتحرّق، تحرّقاً مزمناً، للتبادل الدبلوماسي بينه وبين سوريّا، إلى أنْ سنحت له الفرصة بفعل الحضانة السعوديّة لبشّار الأسد، في مرحلة عقلنة عربيّة طارئة لنظام البعث السوري، وحاجته إلى جواز مرور نحو الغرب. فكان اقتياد العاهل السعودي لبشّار إلى قصر بعبدا، وكان فتحُ سفارة النظام في الحمرا. وبما أنّ فتح السفارة السوريّة كان إضطراريّاً وفولكلوريّاً، ظلّت مهمّة السفير "ع. ع. ع" بروتوكوليّة واجتماعيّة لفترة طويلة، وظلّت أذرع النظام التقليديّة ناشطة وفاعلة، بأحزابها وتيّاراتها وشخصيّاتها وأجهزتها. وكاد السفير اللبناني في دمشق يكون مجهول الإقامة، مغيّباً عن أيّ دور وحضور.

ومع اندلاع الثورة السوريّة قبل سنة ونصف، تمّ تفعيل دور السفير علي وحركته، بالتلازم مع الإمتدادات السوريّة الأخرى، إلى أن دفعته حشرة النظام نحو الصدارة في التصدّي لأعلى مرجعيّة لبنانيّة، رئيس الجمهوريّة، في خرقٍ موصوف للأعراف واللياقات الدبلوماسيّة بين الدول. وحين اشتدّ الخناق على عنق النظام، أَطلق العنان لكلّ قواه اللبنانيّة المحلّية، وقرّر اعتماد جميع ملحقاته وأتباعه، كسفراء متعدّدي النشاطات والوظائف، إلى جانب السفير "الرسمي"، وبالتكافل والتضامن معه. وقد بدأنا نشهد، منذ أسابيع، نماذج متنوّعة من هؤلاء السفراء:

-  واحد حوّل " قصر بسترس " إلى " غيتو " دبلوماسي، في قلب الأشرفيّة، ومأوى للسفير السوري وتطاولاته، في حين أُوصدت كلُّ القصور في وجهه ( نهاراً جهاراً، على الأقلّ!).

-  ثانٍ جعل من وزارة العدل متراساً لردّ أو عرقلة الإجراءات القضائيّة ضدّ الثنائي مملوك – سماحة في أخطر قضيّة تهدّد لبنان دولةً وشعباً ونسيجاً وطنيّاً. وسارع، في المقابل، إلى جعل نفسه "بوسطجي"، خلافاً للدستور، بهدف النيل من نائب، وتغطية "سموات" المملوك بـ"قبوات" المرعبي، إرضاءً لمرجع مربوط بمرجع!

-  ثالث شاء أن يقي خيمة النظام المتهاوية بيديه ولحمه الحيّ، فتطوّع للمهمّة القذرة: نقل المتفجّرات وتوزيعها تعميماً لـ"فائدة" القتل والفتنة. لكنّه تسربل بورطته قبل حلول الكارثة!

-  رابع، وخامس، وسادس، و... توزّعوا وظائف سفاراتهم، بين " جناح عسكري " لعشيرة هنا، وخطف مفتوح هناك، وتأجيج الفتنة هنالك، في طرابلس. ناهيك عن الألسنة - العبوات المتفجّرة حقداً وشحناً، والمتوعّدة سحلاً وبتراً، على شاشات الغضب والتحريض.

لم يسبق أنْ كان لدولة أكثر من سفير في دولة أخرى.

النظام السوري كسر القاعدة، بعدما اضطرّ لكسر عقدته المزمنة مع لبنان.

تريدون اعترافاً دبلوماسيّاً، وتبادل سفراء؟ لا بأس، خذوا منّي سفيراً يستولد سفراء، ويفرّخ خلايا وأعشاشاً وعبوات!

ولكن، هل ظاهرة تعدّد سفراء النظام السوري في لبنان، وهوالمحتضر على فراش دماء شعبه، دليل قوّة وعافية، أَم مؤشّر تشتّت وتفتّت وانهيار؟

كلّ الممالك والأنظمة الساقطة، عبر التاريخ، أصابها، في مرحلتها الأخيرة، ما يُصيب نظام الأسد:

غرور واعتداد، شراسة واستماتة، فقدان حسّ التقدير وحسن الرؤية، إعتبار كلّ آخر عدوّاً، والتحوّل إلى آلة عسكريّة صمّاء، الجميع فيها قِطَع غيار.

والإبتكار الوحيد الذي يُسجَّل لنظام آل الأسد، أنّه نجح في فتح سفارات كثيرة له في دولة واحدة.

وقضى القدر أن تكون هذه الدولة، لبنان.

وقضت هشاشة بعض اللبنانيّين أن يكونوا سفراء، برتبة عملاء.

 

حسين عمر وصل الى منزله في حي السلم: الخاطفون وعدوني ان الباقين سيكونون في لبنان بعد 5 أيام

 وطنية - 25/8/2012 وصل الموكب الذي يقل المخطوف المحرر حسين عمر الى باحة منزله في منطقة حي السلم، حيث حمل عمر على الأكتاف ونثر عليه الأرز وأطلقت المفرقعات والهتافات والزغاريد المرحبة به. وفور وصوله، طمأن عمر أهالي المخطوفين الباقين الى انهم "جميعا بخير"، ونقل عن أحد الخاطفين المدعو أبو شوقي قوله له: "انزل سلم على أبو ابراهيم لأنك ستغادر غدا صباحا. وعندما سألته: والشباب؟ قال لي: بعد 5 أيام باذن الله يكونون في لبنان".

 

معطيات خطيرة في قضية سماحة عن تورط "8 آذار" لم تكشف بعد

 بيروت - "السياسة": كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة", أن قضية الوزير السابق ميشال سماحة مرشحة للتفاعل من خلال الكشف عن معطيات جديدة بالغة الأهمية, مشيرة إلى أن محامي الدفاع عن سماحة يحاولون إظهاره بمظهر المخدوع من قبل المخبر ميلاد كفوري, وتصويره على أنه كان يجهل الوجهة النهائية للمتفجرات التي نقلها من سورية, في حين الوقائع التي ستظهر تباعاً ستكشف عن المنفذين الذين اتصل بهم سماحة في مناطق مختلفة من لبنان, واتفق معهم على خطط استخدام العبوات في أماكن معينة وتواريخ محددة.  وكشفت أن معظم هؤلاء المنفذين ينتمون إلى أحزاب لبنانية تابعة للنظام السوري بالإضافة إلى بعض المأجورين, مؤكدة أن المعطيات التي لم تكشف بعد بالغة الأهمية لأنها تكمل عقد التحقيق, وتمكن القضاء من توجيه الاتهام مدعماً بالأدلة ضد المقرر أي الرئيس بشار الأسد عبر اللواء علي مملوك والعقيد عدنان مجهول باقي الهوية, والمنفذ سماحة وشركائه في أحزاب "8 آذار".

 

"وقفة تضامنية" مع المرعبي نظمتها بلديات عكارية والضاهر طالب باستقالة الحكومة وطعمة دعا بري لرد طلب وزارة العدل

 وطنية - عكار - 25/8/2012 نظمت بلديات عكارية، "وقفة تضامنية" مع النائب معين المرعبي، في قاعة بلدية حلبا - مبنى عصام فارس، شارك فيه النائبان خالد الضاهر ونضال طعمة، عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" المحامي محمد خالد المراد، منسق التيار في عكار المحامي خالد طه ورؤساء بلديات وإتحادات بلديات ومخاتير ووفد من أسرتي الشيخ أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب.

استهل اللقاء بكلمة لرئيس بلدية حلبا سعيد شريف الحلبي الذي أعلن "استنكاره لمحاولة رفع الحصانة عن النائب المرعبي"، وقال إن مواقف المرعبي جاءت "جراء المشاهدات العينية التي يراها المرعبي كل يوم على الحدود الشمالية والقذائف التي تتساقط على المواطنين هناك"، معلنا رفضه ل"تقييد الكلمة الحرة في لبنان".

الضاهر

وألقى الضاهر كلمة أكد فيها أن القضية "ليست بحد ذاتها قضية شخص أو نائب أو مسؤول، بل هي قضية الحريات العامة والخاصة في عكار، والتي هي مقدسة ويحميها القانون والدستور في لبنان"، مستغربا "عدم إصدار إستنابات قضائية بحق مسؤولين سوريين اتهموا مع ميشال سماحة في قضية المتفجرات التي كانت تستهدف إشعال الفتنة في عكار مترافقة مع زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى المنطقة". وتحدث عن "تقصير الحكومة والجيش بالنسبة الى الإنتشار على الحدود الشمالية ومنع التعدي على المواطنين اللبنانيين في عكار وكل لبنان"، سائلا "ألم تقصر الحكومة والمؤسسات اللبنانية في حماية الحدود وفي الدفاع عن السيادة"؟ وقائلا "إن المرعبي لا تهمه الحصانة التي هي من الله والشعب والدستور".

ودعا الحكومة الى "الإستقالة لأنها مسؤولة عن دماء كل اللبنانيين، فلا يزايدن أحد علينا في وطنيتنا وفي الذود عن المؤسسات، ولتكن معالجة الأمور بحسب الدستور والقوانين"، وختم: "إن الإرهابين ليسوا من عكار، ورئيسهم ميشال سماحة مع رئيسهم الأعلى بشار الاسد".

طعمة

بدوره اعتبر طعمة أن "عكار لم تضع الحواجز والخطوط الحمر للجيش ولم تسقط طائرات ولم تخطف أحدا، فلا يزايدن أحد علينا في محبتنا للجيش، إن خطيئة النائب المرعبي أنه يريد العدل والعدالة للشهيدين الشيخ عبد الواحد ومرعب ولا يريد التهجم بل الإنتقاد عند كل خطأ. خطية المرعبي أنه يحب لبنان أكثر من اللزوم، لذلك نطالب الرئيس نبيه بري برد طلب وزارة العدل رفع الحصانة النيابية عن المرعبي وفق المادة ال39 من الدستور، حيث انه لم ينتقد الجيش إلا بأنه يراه فوق هذا الإنتقاد".

المراد

وتحدث المراد عن "المفهوم القانوني لرفع الحصانة عن النائب"، فقال "إن رفع الحصانة بصيغتها الحالية تخالف الدستور والقوانين المرعية الاجراء، وأن واجب وزارة العدل كان أن لا تقحم بذاتها في مثل هذا الإجراء"، مطالبا رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس ب"رد الطلب شكلا قبل الأساس الذي لا يتطابق مع الدستور".

وكانت كلمة لرئيس إتحاد بلديات القيطع عبد الإله زكريا قال فيها: "نتضامن اليوم مع النائب معين المرعبي بدلا من ان نكون نكرمه على عمله من اجل عكار". وتحدث عن "هجمة تتعرض لها عكار وآخرها متفجرات وصواعق ميشال سماحة التي كادت تدمر عكار"، محييا الأجهزة الأمنية "المعنية بإحباط المؤامرة الدنيئة هذه"، ومؤكدا ان المرعبي "لم يفرط بالمؤسسة العسكرية شأنه شأن كل عكاري، ولكن هاله التصرفات الفردية التي تمس المؤسسة نفسها فطالب بتصويبها".

وختم: الحصانة يجب أن ترفع عن نواب من يمتلك سلاحا غير شرعي. لن نقبل بان يكون هناك صيف وشتاء تحت سطح واحد، ولا يتوهمن أحد بانه يمكن أن يوقع بين عكار والجيش، فالإنتقاد للمصلحة العامة لا يفقد للود قضية".

عبد المجيد

كما كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات وسط الدريب محمود عبد المجيد الذي قال ان أهالي عكار "طالبوا الدولة بالإنتشار على الحدود لضبط الأمن ونشر الامان، وكان النائب المرعبي من أوائل الذين طالبوا بذلك، ونحن طلاب عدالة ومساواة ولا نقبل أن يتطاول أحد على المؤسسة العسكرية ولكننا في الوقت نفسه نرفع الصوت عاليا منددين بهذا الطلب في رفع الحصانة لانه غير قانوني ونحمل الحكومة مسؤولية ما يجري على الساحة اللبنانية والكيل بمكيالين في تقييم الأحداث والأمور".

وتحدث أخيرا رئيس "حركة شباب عكار" خالد عبود المرعب، فأكد على "الوحدة الوطنية والعيش المشترك"، وقال "إن المرعبي يستنكر الإجرام والتعدي والمس بالسيادة ويطالب الدولة ومؤسساتها الأمنية بالتحرك وحماية المواطنين، فيأتي الرد بإثارة النعرات الطائفية وطلب رفع الحصانة. ولا نريد بان يفهم من تضامننا مع النائب المرعبي بإننا ضد أبنائنا في المؤسسة العسكرية، فنحن ابناء مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحماة الجيش وحاملو راية "سيبقى لبنان".

 

"الكتلة الوطنية": طلب رفع الحصانة عن المرعبي اتى في غير مكانه وحزب الله وقوى 8 آذار متمسكون بالنظام السوري حتى آخر رمق

 وطنية - 25/8/2012 عقدت اللجنة التنفيذية لحزب "الكتلة الوطنية" اجتماعها الدوري في بيروت، وأصدرت بيانا اعتبرت فيه ان "طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي اتى في غير مكانه ان كان من ناحية الشكل او المضمون، فرفع الحصانة لا يمكن أن يتم حسب الدستور اللبناني من أجل اراء او افكار ابداها".

وقال البيان: "ان حزب الكتلة الوطنية وإن كان على علم ان دور وزير العدل هو أشبه بساعي بريد وإنه كان على النيابة العامة التمييزية عدم التحرك اصلا وكنا نفضل لو قام الوزير وهو الرئيس التسلسلي للنيابة العامة قانونا ان يطلب منها عدم التسرع في هذه الخطوة وفي مطلق الاحوال، ان لا يرفع الطلب الى المجلس النيابي كونه يخل بالدستور اللبناني. وهنا نتساءل هل كان النقيب شكيب قرطباوي ليوافق على كيفية تعامل الوزير شكيب قرطباوي مع هذه القضية؟ لقد كان أجدى بالنيابة العامة وبتوجيه من وزير العدل ان تصدر استنابات قضائية بحق من كان يروج ويفاخر بخطف مواطنيين سوريين وأجانب مباشرة امام عدسات الكاميرات وأمام مئات الالاف من المتفرجين غير آبه بالدولة وبسلطاتها وبقوانينها جاعلا منها مهزلة امام العالم أجمع، عوض طلب رفع الحصانة عن نائب جل ما قام به هو التعبير عن آرائه". واشار الى انه "أثبتت الأحداث الأخيرة ان حزب الله وقوى 8 آذار متمسكون بالنظام السوري حتى آخر رمق ومستعدين لإدخال لبنان في أتون الأزمة السورية حتى آخر نقطة دم لبنانية. فقضية الوزير ميشال سماحة والتي تبعتها فوضى المسلحين من ميليشيات وعشائر بعد خطف احد اعضائها والذي حتى الآن لا أحد يعلم من وراء خطفه، وحوادث طرابلس الأخيرة والفوضى على جميع الأصعدة تثبت ان النظام السوري يريد ان يحول لبنان الى ساحة حرب، اولا لجعله بيئة غير آمنة لمعارضيه وثانيا وهو الأهم من أجل تفكيك الدولة لبسط سيطرة الدويلة".

وختاما دعا قوى 8 آذار وخصوصا حزب الله الى "الإبتعاد عن النظام السوري المتوجه نحو الهلاك، فحزب الله والمتخصص في كل المجالات العسكرية والشبه عسكرية يعلم ان اخر الدراسات الصادرة عن وحدات تحليل السلوك النفسي تثبت ان السلوكيات تنتقل كالأمراض المعدية، وأول نصيحة تعطى من قبل وحدة التحاليل هو الابتعاد عن الأشخاص ذوي السلوك الإجرامي وأصحاب الحظوظ السيئة لكي لا يصيبهم نفس المصير، فكيف بالأحرى إلتصاقهم بنظام مجرم نفذت حظوظه، ربما فات الآوان على البعض لكن على البقية الإتعاظ ومحاولة الإبتعاد عن مصير أقل ما يقال فيه أنه أسود".

 

 نداء مشترك لجمعيتي المقاصد و"معا نعيد البناء": المسيحيون والمسلمون مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات

 وطنية - 25/8/2012 وقعت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت وجمعية "معا نعيد البناء" المؤلفة من رجال دين وأهل علم مسيحيين، نداء مشتركا يؤكد الثوابت الوطنية المشتركة الجامعة بين المسلمين والمسيحيين.وأوضحوا في بيان أن "النداء ينص على:

اولا: المسيحيون والمسلمون مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ومسؤولون معا عن أوطانهم ومجتمعاتهم.

ثانيا: تأكيد صيانة واحترام الحريات الدينية إيمانا وشعائر وممارسة، والتي كانت الطابع الذي تميزت به المجتمعات العربية على مدى التاريخ.

ثالثا: رفض كل أنواع التطرف والغلو التي تحاول إنكار الآخر المختلف أو التنكر له أو تجاوزه أو فرض قيود على حرياته.

رابعا: إدانة كل أنواع الارهاب الجسدي أو الفكري أو الديني ، والتمسك بمبدأ اللاإكراهية في الدين ، على قاعدة الايمان بالله الواحد رب الناس أجمعين .

خامسا: اعتبار الاعتداء على أي مسيحي ، لدينه ، بمثابة اعتداء على كل مسلم واعتبار انتهاك حرمة أي كنيسة بمثابة انتهاك لحرمة كل مسجد وتأكيد حرمة بيوت الله جميعا وقداستها.

سادسا: التأكيد ان دعوة المسيحيين الى عدم الخوف وتاليا الى عدم الهجرة، يفترض أن يكون مترافقا، بل يجب أن يترافق، مع دعوة المسلمين الى تجنب تخويفهم باستخدام سلاح الأكثرية العددية أو التلويح باستخدامه فليس صحيحا ان الوحدة الوطنية لا تقوم إلا على طغيان العدد أو على وحدة المعتقد لقد قامت الوحدة الوطنية ويجب أن تقوم على أساس قبول التنوع والتعدد، بما يتطلبه ذلك من احترام للحريات الخاصة والعامة، المدنية منها والدينية".

زيارات

وللمناسبة، نظمت جمعية المقاصد زيارة لجمعية "معا نعيد البناء" تحت شعار "تعرف تحب" الى مساجد بيروت للتعرف عليها وعلى الشعائر الدينية ودورها التعليمي والثقافي، وضم الوفد رئيس الجمعية امين الداعوق وأعضاء مجلس امناء المقاصد وعلماء المقاصد والأب مارون عطاالله والأب بولس فغالي والمحامي رشيد جلخ ورجال من اهل العلم والدين.

استهلت الجولة بزيارة جامع محمد الامين في وسط بيروت حيث كان في استقبالهم امين الفتوى في الجمهورية الشيخ امين الكردي وتمَّ استعراض الشؤون الدينية وتعزيز ثقافة المعرفة في توطيد الاستقرار وتحقيق الأمن الروحي في المجتمع والاطلاع على دور ورسالة المسجد في رعاية الفرد والأسرة والمجتمع التي تبني حضارة الإنسان ببعدها الروحي والأخلاقي وعمقها الاجتماعي.

وأعطى المسؤول عن العلاقات العامة في مكتب الرئيس رفيق الحريري عدنان فاكهاني صورة موجزة عن "المراحل التي تم فيها بناء جامع محمد الامين بإشراف وتوجيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي بناه على نفقته الخاصة"، وقدم لعطاالله ميدالية برونزية وهي ذكرى افتتاح جامع محمد الامين، ثم زار الوفد ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

بعد ذلك زار الوفد بعض مساجد وسط بيروت وهي الجامع العمري الكبير وجامع عساف وجامع النوفرة وجامع الخاشقجي بالإضافة الى زيارة مقام الامام الاوزاعي.

وانتقل الوفد الى دار الفتوى حيث استقبلهم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وكان حديث عن العلاقات الإسلامية المسيحية، وتحدث المفتي خلال اللقاء عن "دور دار الفتوى في التعاون من أجل نبذ الأحقاد وغرس روح التلاقي والمحبة والإخوة والأخلاق السامية في حياة اللبنانيين وتنشئتهم عليها"، وأكد "ضرورة تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمعات الإنسانية لأهميتها في تحقيق التعاون في الحياة المشتركة في المجتمعات البشرية بين المسلمين والمسيحيين"، ولفت إلى أن "الإسلام يدعو إلى الاعتدال والمحبة والتعاون بين الشعوب انطلاقا من قول الله تعالى في القرآن الكريم: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، وأشار إلى أن "لبنان هو الوطن النموذج للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وطوائفهم والذي يحرص اللبنانيون على تعزيزه في حياتهم وهو أمان وطنهم".

وختم الوفد جولته بزيارة كلية الدراسات الاسلامية في المقاصد، وألقى رئيس جامعة المقاصد هشام نشابة محاضرة اكد فيها "ضرورة تعزيز ثقافة الحوار الإسلامي المسيحي المبني على القيم الخلقية السامية في الإسلام والمسيحية". وأقيمت مأدبة غداء تكريمية على شرف الوفد.

 

 مقتل 3 سوريين باصطدام دراجتهم بسيارة عند مفرق جربتا

 وطنية - البترون - 25/8/2012 أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" لميا شديد أن ثلاثة عمال سوريين قضوا نتيجة اصطدام دراجة نارية كانوا على متنها بسيارة رباعية الدفع من نوع pathfinder سوداء اللون رقم لوحتها 140030/ج، عند مفرق دير مار يوسف - جربتا، وقد نقلت جثثهم إلى مستشفيات البترون وتنورين والبوار، وقد عرف منهم مخايل جرجس ليوس ونجدة بديع ضاهر، فيما باشرت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية سائق السيارة الذي فر إلى جهة مجهولة.

 

منصور الى طهران غدا لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز

 وطنية- 25/8/2012 يتوجه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصورالى طهران قبل ظهر غد الاحد لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز قبل ان ينضم الى الوفد الذي سيراسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قمة عدم الانحياز التي ستنعقد في العاصمة الايرانية منتصف الاسبوع المقبل

 

سليمان مستاء من سياسة النظام السوري العدائية تجاه لبنان

 بيروت - "السياسة": تعكس المواقف الأخيرة للرئيس ميشال سليمان من تطورات الأوضاع, سيما في ما يتعلق بإحباط القوى الأمنية المخطط التفجيري الذي كان يعد له النظام السوري من خلال النائب والوزير السابق ميشال سماحة, استياءً واضحاً من ممارسات هذا النظام تجاه السيادة اللبنانية. وأكدت أوساط وزارية لـ"السياسة" أن سليمان ضاق ذرعاً باستمرار الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية وما خلفته من خسائر بشرية ومادية لم يعد ممكناً السكوت عنها, إلى أن جاء كشف المخطط الفتنوي ليخرج سليمان عن صمته ويدفعه إلى إطلاق مواقف هامة, أبرزها طلبه من الرئيس بشار الأسد الاتصال به لتوضيح خلفيات الاتهامات الموجهة لرئيس فرع الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك بشأن ضلوعه في المخطط الإجرامي الذي كان ينوي سماحة تنفيذه. واضافت الأوساط إن سليمان نظراً لاستيائه الشديد مما تم الكشف عنه, لم يبادر إلى الاتصال بالأسد لتهنئته بعيد الفطر, للمرة الأولى منذ انتخابه في مايو 2008, في رسالة امتعاض واضحة على انتهاج دمشق لهذه السياسة العدائية تجاه لبنان, بالرغم من سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الحكومة اللبنانية تجاه الأزمة السورية. وأعربت أوساط قيادية في قوى "14 آذار" عن اعتقادها بأن ممارسات السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي باتت تحتم على وزارة الخارجية اتخاذ التدابير اللازمة بحقه وصولاً إلى الطلب إليه مغادرة لبنان, بعد تماديه في توجيه انتقادات للرئيس سليمان, بعيدة من اللياقات الديبلوماسية التي تفترض بالسفراء العرب والأجانب في لبنان احترامها في التعامل مع المسؤولين اللبنانيين, وتحديداً رئيس الجمهورية. واضافت إن تصرفات هذا السفير لم تعد مقبولة ولا بد من اتخاذ قرار سياسي وديبلوماسي واضح بإبلاغه أنه شخص غير مرغوب به على الأراضي اللبنانية, ونقل شكوى إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة ضد ممارسات نظامه بحق لبنان وشعبه.

 

علوش لـ"السياسة": لايوجد قرار بحل نهائي

 بيروت - "السياسة": اعتبر القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش أن سقوط وقف إطلاق النار في طرابلس مرده إلى عدم وجود أسس ثابتة لوقف المعارك, ولنفس الأسباب التي سقطت فيها مئات القرارات بوقف النار منذ بداية اندلاع هذه الاشتباكات حتى اليوم.  وقال علوش لـ"السياسة" إنه من الواضح عدم وجود قرار بحل نهائي لمعالجة هذا الوضع الشاذ في منطقة باب التبانة-جبل محسن, لأنه في المقابل هناك رغبة لاستمرار هذه الجبهة إقليمياً, مشيراً إلى أن الأمور أصبحت خارج السيطرة, ولو أنه لا يوجد قرار بتفجير واسع في الشمال.

وعن أسباب سقوط وقف إطلاق النار, عزا علوش ذلك إلى أمور عدة: إما أن هناك عقماً في القرار السياسي, وإما أن هناك إرباكاً في القرار السياسي وذلك غير مستبعد, وربما هناك أجنحة داخل الجيش لا تريد حسم هذا الأمر. واضاف: هناك إمكانية عند الجيش للحسم وقطع دابر الفتنة من جذورها, ولكن هذا الأمر لا يكون ممكناً, إلا إذا توافر الغطاء السياسي المطلوب.

 

مخاوف من تنظيفها موقعاً مشبوهاً بعد تغطيته  وإيران توسع عمليات تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو" المحصنة تحت الأرض

 عواصم - وكالات: كشفت مصادر ديبلوماسية, أمس, أن ايران قامت بتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة محصنة تحت الأرض, ما يمهد الطريق لتوسع كبير في عمل يخشى الغرب أن تكون غايته النهائية إنتاج قنابل نووية. وقالت المصادر إن إيران قامت بتركيب مزيد المئات من أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو" الموجودة في أعماق جبل لحمايتها من أي هجوم محتمل. ولفتت إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن طهران غطت بناية في موقع "بارشين" العسكري جنوب طهران, الذي يطلب مفتشو الأمم المتحدة زيارته, بغطاء يشبه الخيمة, وذلك في تطور آخر سيثير على الأرجح قلق الغرب. وعبر ديبلوماسيون غربيون عن اعتقادهم أن إيران تنظف الموقع لازالة أي أدلة على أي أنشطة نووية غير مشروعة في المكان الذي يشك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها أجرت فيه تجارب ذات طبيعة عسكرية. ومن الممكن أن تعني تغطية المبنى, الذي يعتقد أنه يحوي غرفة من الصلب تجري فيها تجارب التفجير, السماح لايران باجراء عمليات التنظيف وغيرها من الأعمال التي يمكن رصدها عبر صور الأقمار الاصطناعية. وقال ديبلوماسي غربي إن الأعمال التي يشتبه أنها تنظيف في بارشين "تتزايد" وأن ذلك من شأنه أن يضيع إمكانية عثور مفتشي الوكالة الذرية على أدلة قوية في الموقع حتى لو سمح لهم بزيارته. وأضاف "مع الوضع في الاعتبار مدى التنظيف فمن غير المحتمل ان تجد الوكالة, حتى لو سمح لها بالدخول, شيئا في بارشين".

في سياق متصل, اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, خلال محادثات مع عضو في الكونغرس الأميركي يزور اسرائيل حاليا, ايران باحراز "تقدم متسارع نحو امتلاك اسلحة نووية", مضيفا أنها "تتجاهل تماما" مطالب الغرب بكبح برنامجها النووي. وعلى وقع هذه التطورات, استأنفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران, أمس في فيينا, محادثاتهما بشأن البرنامج النووي الايراني بهدف التقدم نحو اتفاق يتيح للوكالة الوصول بشكل أوسع الى مواقع ايرانية. وقال السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية لدى وصوله الى مقر البعثة الايرانية حيث عقد اللقاء "نتوقع تقدما خلال هذا الاجتماع". وأضاف أن "واقع مواصلتنا هذه المحادثات (بعد أكثر من شهرين من التوقف) مع الوكالة يشير الى اننا مصممون على الوصول الى نتيجة ايجابية, حيث يحاول الطرفان خفض خلافاتهما".

وابرز ما تريده الوكالة هو التحقق من كل النقاط التي اثارتها في تقريرها الصارم الصادر في نوفمبر الماضي, الذي قدمت فيه للمرة الأولى خلال أكثر من ثمانية أعوام من التحقيق في ايران عناصر تشير الى أن الجمهورية الاسلامية عملت على صنع السلاح الذري قبل العام 2003 ويحتمل بعد ذلك أيضا. واحدى النقاط المحورية في المحادثات تتعلق بالسماح لمفتشي الوكالة بالوصول بشكل غير مشروط الى بعض المواقع التي اعتبرتها الوكالة مشبوهة في تقريرها, وعلى الاخص قاعدة بارشين العسكرية جنوب طهران.

 

الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان صادقت على النظر في قرارها

النهار/أصدرت غرفة الدرجة الاولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان قرارا امس برئاسة القاضي روبرت روث بمنح محامي الدفاع عن المتهمين الاربعة المصادقة على استئناف قرار اعادة النظر في المحاكمة الغيابية الصادر عنها امام محكمة الاستئناف في المحكمة، وكذلك المصادقة على استئناف محامي الدفاع قرارها  المتعلق بطعن محامي الدفاع باختصاص المحكمة. وكان الادعاء طلب من غرفة الدرجة الاولى عدم المصادقة على طلب محامي الدفاع، معتبرا ان الغرفة يجب الا تصادق على استئناف مسائل غير ناشئة عن قرارها.

 

مجلس الأمن يستعدّ للتجديد لـ"اليونيفيل" وتنفيذ توصيات المراجعة وتفهم الحاجة إلى نقل وحدات من الجيش اللبناني إلى الشمال

نيويورك - علي بردى/النهار

علمت "النهار" من ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن أمس أن القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" ستباشر تنفيذ توصيات المراجعة الاستراتيجية التي أجرتها دائرة المنظمة الدولية لعمليات حفظ السلام، من دون أي تعديل في قواعد الاشتباك الخاصة بـ"اليونيفيل"، فور التمديد المتوقع لها الخميس المقبل لمدة سنة إضافية حتى 31 آب 2013.

وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة شارك فيها الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام أدموند موليه، للبحث في طلب الحكومة اللبنانية التجديد لـ"اليونيفيل" من دون أي تعديل، ووفقاً لرسالة وجهها الأمين العام بان كي - مون الى مجلس الأمن في هذا الشأن، والتي أشار فيها الى قرار مجلس الأمن الرقم 2004 حيال المراجعة الاستراتيجية لـ"اليونيفيل" بغية "وضع نهج متكامل وشامل لتنفيذ القرار 1701"، و"زيادة مشاركة الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار"، و"زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية (...) كعنصر أساسي لدعم المبادرات الرامية الى تحقيق وقف دائم للنار".

وحصلت "النهار" على المشروع الأولي للقرار الذي أعدته فرنسا، والذي يكرر فيه مجلس الأمن "دعمه القوي لسيادة لبنان واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه"، داعياً كل الأطراف الى تنفيذ كل بنود القرار 1701". وإذ يعلن "تأييده التام للأولويات الاستراتيجية وتوصيات المراجعة الاستراتيجية"، يقرر "تمديد التفويض الراهن لليونيفيل حتى 31 آب 2013". ويرحب بـ"الحوار الاستراتيجي" بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني. ويدعو الى "تسريع" عملية تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية "بما يتفق مع التوصيات ذات الصلة في المراجعة الاستراتيجية". ويكرر التنديد بـ"أشد العبارات" بـ"الهجمات الإرهابية ضد اليونيفيل" ويطالب بجلب الفاعلين الى العدالة. ويطالب اسرائيل "بتسريع انسحابها من الشطر الشمالي لبلدة الغجر من دون ابطاء". ويطلب من الأمين العام تقديم تقرير كل أربعة أشهر، أو عندما يرى التوقيت مناسباً في شأن تسريع تنفيذ توصيات المراجعة الاستراتيجية.

وقال الديبلوماسي الغربي لـ"النهار" أن "مشروع القرار الخاص بالتجديد لليونيفيل سيتضمن إشارة الى تنفيذ توصيات المراجعة الاستراتيجية"، مضيفاً أن أعضاء مجلس الأمن "يتفهمون تماماً حاجة الجيش اللبناني الى نقل وحدات من الجنوب الى الشمال، من أجل التعامل مع التداعيات الناجمة من الأزمة السورية وأثرها على لبنان". ووضعت توصيات المراجعة الاستراتيجية تحت ثلاث أولويات استراتيجية لـ"اليونيفيل" في تنفيذ ولايتها، وهي: أولاً "وضع نهج متكامل وشامل لتنفيذ القرار 1701، وتحديد أولويات لأهداف الأمم المتحدة، وكفالة تكامل أفضل بين اليونيفيل وهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة والفريق القطري التابع للأمم المتحدة"، وثانياً "زيادة مشاركة الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701، لا سيما من خلال السعي الى تعزيز مشاركتها، ومشاركة وزاراتها ومؤسساتها الأمنية في جنوب لبنان"، وثالثاً "زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية، ليس فقط كشرط أساسي للاستئناف التدريجي للمراقبة الأمنية الفعالة والمستدامة في منطقة عمليات اليونيفيل، وفي المياه الإقليمية اللبنانية، بل وكذلك كعنصر أساسي لدعم المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف دائم للنار". وتنص "آلية الحوار الاستراتيجي" على أنها "أداة لتعزيز ليس فقط قدرات القوات المسلحة اللبنانية للاضطلاع بمسؤوليات أمنية أكبر في جنوب لبنان وفي المياه الإقليمية اللبنانية، بل وكأداة لتمكين القوات المسلحة اللبنانية من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار". وتشدد التوصيات على أن إنشاء مكتب لـ"اليونيفيل" في تل أبيب "لا يزال يتسم بأهمية بالغة". أما "الآلية الثلاثية" فتضمنت توصية بأن تستفيد "اليونيفيل" من جهودها التي "تساعد على بناء الثقة ونزع فتيل التوتر في بؤر الاحتقان المحتملة". وتحذر توصية متعلقة بـ"النشاطات التنفيذية" من أن "على اليونيفيل أن تتوخى الحرص كي لا تقبل فرض قيود طوعية على حرية تنقلها"، وتمكن "اليونيفيل" من "الإفادة أكثر من القيمة المضافة لفريق المراقبين العسكريين التابع لمهمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ("الأونتسو") في لبنان، وأن تستخدمهم في مهمات محددة في إطار ولاية اليونيفيل". وتركز التوصيات أيضاً على "أهمية تحسين العلاقات مع السكان المحليين، وأوصى في هذا الصدد بوضع استراتيجية دائمة وطويلة الأجل، وتعزيز قدرات اليونيفيل في مجال الشؤون المدنية، لا سيما قدرات عنصر الموظفين الوطنيين فيها. وقبل الشروع في المراجعة الاستراتيجية، قام مكتب الشؤون العسكرية التابع لإدارة عمليات حفظ السلام بإجراء دراسة للقدرات العسكرية لليونيفيل من 27 تشرين الثاني 2011 الى 7 كانون الأول 2011 وشملت الدراسة "إجراء تحليل وتقويم، بالتنسيق مع اليونيفيل، لإمكان تعديل القوات ضمن القوام المأذون به البالغ 15 ألف جندي، واستجابة للوضع السائد في الميدان. ولتحقيق هذا الهدف، ومن وجهة نظر عسكرية صرفة، أبدت المراجعة عدداً من الملاحظات الغرض منها الإبقاء على قوة أكثر عدداً ولكن ليس أقل قدرة".

 

انتعاش "الحشيشة" والبذار فُقدت من السوق والمساحات التي لم تُتلف "على مدّ النظر"

بعلبك – "النهار"/مع غياب الاهتمام الرسمي بالقطاع الزراعي في منطقة بعلبك – الهرمل والذي يشكل الركيزة الاساسية لأكثر من 70 في المئة من سكانها، لجأ معظم مزارعي منطقة بعلبك – الهرمل الى تخزين بذار نبتة القنب الهندي "حشيشة الكيف" تمهيداً لزرعها في الموسم المقبل، مما ادى الى فقدانها من السوق. لاحظت جهات محلية ودولية معنية بملف زراعة النبتة وأعمال إتلافها، تهافتاً غير مسبوق على معاودة زراعتها بعدما كانت تراجعت الى حد كبير نتيجة الحملات الرسمية التي بدأت مطلع التسعينات، وتشديدها خلال السنوات الخيرة والتي كانت تؤدي الى اتلاف مساحات واسعة من الحقول المزروعة. وسألت هذه الجهات عن كمية المخدرات التي قد تنضح داخل السوق المحلية هذه السنة وخصوصا مع نضوج النبتة  المزروعة في مساحات واسعة على مد النظر في المناطق السهلية والجبلية في المنطقة، واستعداد المزارعين لحصادها مع توقف حملة القوى الامنية في اتلاف تلك الاراضي وتاليا استحالة استكمال الحملة بسبب ضيق الوقت في موسم الحصاد الذي يبدأ مطلع الشهر المقبل.

 

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا اتفاق مع إيران ولا لقاءات مرتقبة

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الاجتماع الذي عقدته مع طهران في فيينا حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل انتهى من دون التوصل الى اتفاق. و قال رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكارتس:"ما زالت هناك خلافات هامة، حالت دول الوصول الى اتفاق"، مضيفاً ان الطرفين لم يتفقا ايضا على عقد اجتماع آخر. (أ.ف.ب)

 

فيلتمان شجّع بان على زيارة طهران وعرض عضلات أميركي وفرنسي في المياه

خليل فليحان/النهار/علمت "النهار" ان المسؤولين المعنيين تلقوا معلومات ديبلوماسية تفيد بأن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية السفير جيفري فيلتمان شجعّ الأمين العام بان كي - مون على تلبية الدعوة الرسمية التي تلقاها من ايران الى القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز التي ستعقد في ايران على مدى يومين في 30 من الشهر الجاري.

وفي المعلومات ان فيلتمان يرمي من وراء هذا التشجيع الى امرين: الاول حض المسؤولين على ان تكون المفاوضات مع الايرانيين جدية وصادقة وبهدف حصر الانتاج النووي في الاستعمالات غير العسكرية لا غير. كما انه يريد التثبت من حقيقة الدور الايراني في الازمة السورية وطرق التعامل معها ووسائل الدعم التي تقدمها طهران الى دمشق ودعم محاولة بان توفير أجواء الانتقال السياسي ووقف العنف والانصراف الى الحوار.  وذكر سفير دولة بارزة في حركة عدم الانحياز في بيروت ان ايران التي تتسلم رئاسة الحركة ستنتهز فرصة انعقاد القمة على ارضها لطرح الازمة السورية بهدف تعويم النظام، والمرجح ان تؤيد طهران اشتراك الرئيس بشار الاسد شخصيا في القمة لتكون مناسبة من أجل اطلاع الدول الاعضاء الـ 120 على وجهة نظره في خلفيات الازمة التي تضرب سوريا منذ ما يزيد على 19 شهرا. ولم يستبعد السفير أن تطرح الدولة المضيفة والصديقة للنظام في سوريا مشروع حل تراه متكاملاً ويمكن ان يضع حدا للقتال وينقل سوريا الى الحوار والممارسة الديموقراطية. واشار الى انه لم يطلع على اقتراح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي المتعلق بتسوية النزاع في سوريا نظراً الى إحاطته بكتمان شديد.

ومن المتوقع ان يلتقي وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور نائب وزير الخارجية الايراني لشؤون البلاد العربية وافريقيا امير عبد اللهيان بعد ظهر اليوم في منزله للبحث في التحضيرات لاجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز بعد غد الاثنين.  واستغربت مصادر وزارية الترويج الاعلامي لاتصالات اميركية وتركية تتناول مرحلة ما بعد الاسد، لافتة الى أن مسؤولين في واشنطن وأنقرة ربما يناقشون خلف أبواب موصدة السبل لانهاء هذا الحكم الذي لم تقو عليه حتى اليوم المعارضة المسلحة في الداخل ولا المعارضة السياسية في الخارج، لذا يجري البحث في انشاء منطقة حظر جوي محدودة يمنع تحليق المقاتلات الحربية في فضائها. في حين لا ترى فرنسا ودول اوروبية اخرى فائدة ولا قدرة على انشاء منطقة للحظر ما لم تكن هناك قوة جوية كبيرة تمنع بالقوة استعمال القوات السورية سلاحها الجوي ضد اهداف مدنية. واللافت ايضاً غياب المسؤولين عما يجري حول البلاد من عرض عضلات للبحرية الأميركية باعادة واشنطن حاملة الطائرات "يو.إس. إس. ستينيس" القتالية الى الشرق الاوسط بطلب من القيادة المركزية الاميركية، علماً أن الاهداف المعلنة لاعادة تلك الحاملة ثلاثة، الاول مواجهة اي تهديد من ايران، والثاني هو متابعة الاضطرابات في سوريا "عن كثب" وفق تعبير وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، والثالث منع ايران من تنفيذ تهديداتها باغلاق مضيق هرمز امام ناقلات النفط. وامس اعلنت السفارة الفرنسية وصول الفرقاطة جان دو فيين الى المنطقة، وتحدثت مصادر قيادية عن زيارة ستقوم بها تلك الفرقاطة للمياه الاقليمية اللبنانية 24 و29 من الشهر المقبل. وسألت المصادر القيادية ماذا فعل المسؤولون بعد تحذير وزير خارجية الفرنسي لوران فابيوس من انتقال عدوى الاقتتال الدائر في سوريا الى لبنان وتحديدا في طرابلس، واستغربت وصف بعض السفراء في بيروت طبيعة الحوادث في عاصمة الشمال بأنها امتداد لما يجري في سوريا من مواجهات دامية، وعجز الحكومة مجتمعة عن وقفها.

 

مزيد من المواقف الرافضة لرفع الحصانة عن المرعبي ولقاء تضامني في البيرة

المستقبل/لليوم الثاني على التوالي، استمرت ردود الفعل الشاجبة للطلب الذي أحاله وزير العدل شكيب قرطباوي على مجلس النواب لرفع الحصانة عن عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي، حيث أكدت المواقف "مخالفة هذا الطلب للدستور"، معتبرة أنه "من الاستحالة الموافقة عليه".

مكاري

دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في بيان، رئيس المجلس نبيه بري إلى رد طلب رفع الحصانة عن المرعبي الذي أحاله وزير العدل شكيب قرطباوي على المجلس"، معتبرا أن هذا الطلب "مخالف للدستور". وتخوف من أن "يستغل البعض نتيجة التصويت عليه لاثارة الفتنة". وقال: "أتمنى أن يتصرف الرئيس بري بحكمته المعهودة ويرد طلب رفع الحصانة في الشكل، لأن التصويت عليه واسقاطه في الاجتماع المشترك لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل، سيكون فرصة يستغلها البعض لتحقيق الفتنة التي كان أعداء لبنان يريدون تحريكها بعمليات التفجير، أو بقطع الطرق وفوضى الخطف".

ورأى إن "أكثر من نصف نواب المجلس على الأقل يرفضون طلب رفع الحصانة، نظرا إلى أنه غير دستوري ومخالف للمادة 39 من الدستور، ويشكل سابقة خطيرة لجهة ملاحقة نائب بسبب آرائه السياسية، لكن البعض سيستغل هذا الموقف لكي يصور الأمر وكأن مجلس النواب منقسم بين من هو مع الجيش اللبناني ومن هو ضده، ونحن لا نريد أن نعطي هذا البعض فرصة رسم هذه الصورة المغلوطة والمزيفة، لأن جميع اللبنانيين مع الجيش، وبالتالي كل القوى السياسية هي مع الجيش".

اضاف: "كنا نأمل أن يشكل الوزير قرطباوي صوت العقل والتجرد بين وزراء التيار "الوطني الحر"، وأن يمارس عمله الوزاري انطلاقا من تاريخه كرجل قانون، ولكن يا للأسف تبين أنه انجر الى ممارسات الكيدية السياسية". وتابع: "لقد تصرف الوزير قرطباوي باستنسابية فاضحة من المؤسف أن تصدر عن وزير آت من عالم القانون، فتناسى حض النيابات العامة على إصدار الإستنابات التي طالب بها رئيسا الجمهورية والحكومة بحق من زرعوا الفوضى في البلد الأسبوع الفائت ومارسوا عمليات الخطف والتهديد وقطع الطرق، وتناسى إصدار استنابة قضائية في حق اللواء السوري علي مملوك الذي يقف وراء قضية المتفجرات التي نقلها الوزير السابق ميشال سماحة". وختم مكاري: "المطلوب اليوم، بدلا من السعي الى رفع الحصانة عن ممثل للشعب بسبب آرائه السياسية، حماية هذا الشعب باعطاء الحصانة للجيش، وتحصين الجيش بقرار سياسي حازم، يمكنه من فرض الأمن والاستقرار في البلد".

حبيش

ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش في حديث إلى تلفزيون "المستقبل"، ان "الجيش هو من تقدم بطلب رفع الحصانة والمسألة قانونية". ولفت الى ان "الجيش وجد ان بعض التصاريح تتهجم على شخص قيادة الجيش"، معتبرا ان "الموضوع أكبر من مسألة كلام او موقف، فالمسألة تتعلق بعرف في مجلس النواب وبالمادة 39 من الدستور وهي واضحة في هذا الاطار اذ تنص على انه "لا يجوز اقامة اي دعوى على اي نائب بسبب الافكار التي يدلي بها طيلة فترة نيابته"، اضافة الى تضامن المجلس النيابي". وأكد انه "من غير السهل القبول برفع الحصانة عن المرعبي".

وشدد على ان "التعرض للمؤسسة العسكرية لا يخدم أحدا الا من قبل لا يريدونها ان تقوم بواجبها". وأوضح ان "هذا لا يعني انها غير قابلة للانتقاد من أجل التصويب، ولكن شرط ان يبقى الانتقاد بعيدا عن التجريح الشخصي"، مؤكدا أن "رفع الحصانة من الخطوط الحمر التي يجب ان يحافظ عليها مجلس النواب".

الجسر

وأوضح عضو الكتلة النائب سمير الجسر في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، أن "المادة 39 من الدستور تؤكد عدم امكان ملاحقة اي نائب بسبب آرائه وافكاره اثناء ولايته ولا بعدها".

وفي حديث آخر إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أكد ان "المرعبي ليس ضد الجيش وان مواقفه قد تكون اتت تحت وطأة الانفعال"، لافتا الى انه "سيتم التعاطي مع هذا الامر بالوسائل الدستورية".

مخيبر

في المقابل، طالب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب غسان مخيبر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، بـ "تحصين قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية وبابعادها عن التجاذبات"، مؤكدا انه "ضد ما يقوم به ويقوله النائب المرعبي". واشار الى ان "الدستور اللبناني حصن النائب في اقواله وافكاره طيلة مدة نيابته، وفي هذه الحال لا مجال لاقامة اي دعوى ضده، اما في الحالات الاخرى، فالنائب يمكن ان يلاحق ويحاسب"، لافتا الى ان "الاجتماع الذي سيدعو اليه الرئيس نبيه بري سيبحث في المواد الجرمية المسندة الى المرعبي وسيتم اتخاذ القرار المناسب في ضوئها".

اجتماع تضامني في البيرة

وفيما ارتفعت عشرات اليافطات في عكار دعما للمرعبي وتأييداً له، مذيلة بتواقيع أصدقاء النائب معين المرعبي وعشرات باسم رئيس "حركة شباب عكار" خالد عبود مرعب. عقدت بلديات الدريب الأوسط اجتماعاً لها في قاعة مسجد البيرة، بحضور رئيس الاتحاد محمود عبد المجيد وعائلة الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد ومخاتير وفعاليات.

وبعد التداول في موضوع رفع الحصانة تلا عبد المجيد بياناً باسم الحاضرين فقال: "لا، لم نكن مكسر عصا، لا ولن نكون مكسر عصا. صحيح أن رفيق دربنا في عكار هو البؤس والحرمان، وصحيح أن صبرنا وما زلنا نصبر على الظلم والحرمان، وصحيح أن عكار لم تنصف في يوم من الأيام، ولكننا ما كنا خرافاً ولن نكون خرافاً تقدم قرابين لمن أرادوا النيل من كرامتنا وعزتنا"، مشيرا إلى أن "عكار بكل أهلها عرين الجيش اللبناني، عكار الشهامة والاباء ما بخلت بتقديم خيرة شبابها على درب الحرية والسيادة وصون الأرض والوطن".

وتابع: "ليتهم من أضلوا الطريق، ليتهم طالبوا رفع الحصانة عمن زعزع قيام الدولة وسرق منها هيبتها وعنفوانها، ليتهم طالبوا رفع الحصانة عمن هاجم البطريرك، ليتهم طالبوا رفع الحصانة عمن ثبت أنهم عملاء لاسرائيل، وليتهم طالبوا رفع الحصانة عن من هاجم اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن، ومن هاجم فرع المعلومات، ومن هاجم المفتي، ومن قطعوا طريق المطار واستباحوا حرمته، ولترفع الحصانة عمن اغتال الضابط الطيار سامر حنا، ومن يخطفون الرعايا العرب والأجانب وخاصة الأخوة السوريين الهاربين من الظلم والقهر والاستبداد، ولترفع الحصانة عمن يلعب بالنار محاولاً زرع الفتنة في لبنان عامة وطرابلس خاصة وعكار، ليتهم رفعوا الحصانة عن قتلة الشهيد الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه ورفضوا تحويل القضية الى المجلس العدلي. كل ذلك ولا أحد يبالي ولم يطلب أحد رفع الحصانة عن أحد، ولم تتحرك الحكومة مجتمعة أو الوزراء منفردين أو المجلس النيابي مجتمعاً ولا النواب منفردين، ولم يكتفوا بذلك حتى هاجموا رئيس الجمهورية وهو أعلى منصب في الدولة. هل يحل لهم ما يحرم على غيرهم ". وطالب باسم المجتمعين بـ "رفع الحصانة عن الجميع ومحاسبة الجميع. فكفى مزايدات علينا، وكفى التطاول على نوابنا ومسؤولينا، فلسنا نحن الناقة الضالة، كنا وسنبقى داعمين للجيش اللبناني ولكل القوى الأمنية في الدولة اللبنانية وخاصة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي"، مردفا: "لا تضيعوا البوصلة ولا تنساقوا لنزوات النظام السوري ومخابراته التي حمّلت ميشال سماحة هدية متفجرة بمناسبة شهر رمضان الكريم الى أهلنا في عكار. فلماذا يطلب رفع الحصانة عن النائب المرعبي، ألا لأنه أطلق موقفاً أو عبر عن رأي في سياق ما يجري على الساحة اللبنانية، ألم يكفل الدستور اللبناني حق حرية التعبير، ألم تعطي المادة 39 من الدستور للنائب الحق بالتعبير عن رأيه طيلة مدة نيابته، والشعب هو من يعطي الحصانة". وختم: "اننا في عكار نشجب بشدة طلب رفع الحصانة عن النائب المرعبي الذي نقدر ونحترم ونطالب برد هذا الطلب الغير قانوني، فالنائب المرعبي لم يقتل ولم يسرق ولم يخطف كما فعل الآخرون ولم يعمل أبدا على زرع الفتنة، كما عملت زبانية النظام السوري على زرعها في كل زاوية من زوايا الوطن الحبيب".

 

قرطباوي لـ"الجمهورية": إستنابات ومحاضر لم يُعلَن عنها

جريدة الجمهورية/أكّد وزير العدل شكيب قرطباوي لـ"الجمهورية" وجود "استنابات قضائية في حق جميع المخلّين بالأمن فضلاً عن المحاضر المفتوحة في كل الأحداث الأمنية"، مشدّداً على أن "القضاء يقوم بواجبه"، وواصفاً الإجتماع الذي عقده أمس مع المدّعين العامين بـ"الكبير والمهم"، لافتاً الى "أن القضاء يعمل بصمت وبعيداً من الإعلام". وعما إذا كان ثمة استنابات قضائية في حق الخاطفين وقاطعي الطرق والمخلّين بالأمن في غير منطقة إضافة الى الإستنابات التي أعلن عنها في حق المسلّحين والمسؤولين عن أحداث طرابلس، قال وزير العدل: "أنا لا أتدخّل في عمل القضاء الذي أحترم استقلاليته ولكن القضاء يقوم بواجبه كاملاً، والإستنابات هي إجراء قضائي عادي في حق أي مخلّ بالأمن أو مشبوه وهي تصدر على الدوام، وإذا كان يُعلَن عن بعضها، فهذا لا يعني عدم صدور غيرها في أحداث أُخرى".

وأضاف: "إن المخافر والفصائل في المناطق تتحرّك بدورها فور حدوث أي خرق أمني في دائرتها وتحرّر المحاضر وتبقيها مفتوحة الى أن تجري التحقيقات ويحاكم المطلوبون".

وعما إذا كانت الإستنابات معرّضة للبقاء حبراً على ورق من دون توقيف المطلوبين لا سيما المتحصّنين منهم قال قرطباوي: "هذا واجب الضابطة العدلية ونحن لا نتدخّل في عملها".

وفي سياق آخر، نفى قرطباوي علمه بصدور استنابات قضائية في حق إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير كما تردد أخيراً. وعن طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي أكّد قرطباوي أنه قام بواجبه في هذا الخصوص. وكان قرطباوي عقد اجتماعاً للمدّعين العامين ومفوّضي الحكومة لدى المحكمة العسكرية بناء على دعوة المدّعي العام لدى محكمة التمييز بالانابة القاضي سمير حمود، وعرض المجتمعون للأوضاع القضائية التي تعني النيابات العامة في ظلّ الحوادث الامنية الأخيرة، وإتفقوا على التشدّد في المسار القانوني ومتابعة جميع القضايا من دون استثناء، واصدار الإستنابات القضائية المناسبة وكل ما يقتضيه الوضع في اطار الإجراءات التي يسمح بها القانون، كذلك تم الإتفاق على متابعة الموضوع في اجتماع يُعقد في الأسبوع المقبل. الى ذلك، سطّر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استنابات قضائية الى كل من الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لمعرفة الأشخاص المسلّحين في أحداث طرابلس الأخيرة وكشف هويتهم وملاحقتهم وتوقيفهم، ولا سيما منها الذين يظهرون على شاشات التلفزة.

 

وقف النار انهار بعد ساعات في طرابلس: 3 قتلى و12 جريحاً وقنص وقذائف صاروخية وملثّمون يحرقون متاجر

النهار/ لم يصمد قرار وقف النار ساعات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. فالاشتباكات تجددت صباح أمس وأوقعت حتى المساء ثلاثة قتلى و12 جريحاً. والقتلى هم: خالد برادعي، عصام معرباني، وليد مصمص. اما الجرحى فهم: حنين خانات، علي عواد، خضر عبد الكريم، سارة سليمان، احمد الوعري، محمود محمد قواص، فاروق معراوي، وليد مرعي، محمد درويش، نبيل النابوش، والصحافي حسين نحلة الذي أصيب في رأسه والصحافية الكندية ماريا مور، وهما من طاقم "سكاي نيوز العربية"، عند أوتوستراد طرابلس الدولي في مستديرة أبو علي. ومن الجرحى الذين اصيبوا برصاص القنص، على محاور باب التبانة وجبل محسن، سبعة عسكريين من الجيش. وأوقعت معارك طرابلس منذ اندلاعها بداية الاسبوع الحالي 16 قتيلاً واكثر من 100 جريح. وكانت اعمال القنص خرقت الهدوء الحذر بعد الظهر واستهدفت اوتوستراد طرابلس - عكار الدولي في محلة التبانة، كما سجلت رشقات نارية متقطعة. وعزا مراسل "النهار" في طرابلس ان سبب تجدد الاشتباكات مجددا الى عدم رضا بعض المسلحين عن الاتفاق الذي جرى في الاجتماع الامني - السياسي الاخير الذي عقد في منزل الرئيس نجيب ميقاتي أول من أمس، فنصب عدد منهم مكمناً واغتال الشيخ خالد برادعي (24 عاما) بينما كان جالسا مع رفاق له في "مشروع الحريري السكني" في القبة، عند الثانية والربع فجرا. وعلى الأثر اشتدت المعارك واستمرت حتى العاشرة صباحاً. وشهدت أحياء التبانة وجبل محسن والبقار في طرابلس عمليات قنص وإطلاق رصاص متقطع وسمع بين الحين والآخر دوي قذائف صاروخية من نوع "بي 7" و"إينرغا"، وبقي الأوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار مقطوعا في التبانة بسبب القنص الكثيف الذي استهدف أي هدف متحرك عليه. وكانت عناصر الجيش ترد على مصادر النار، في حين شلت الحركة تماما في أحياء المدينة الأخرى. وجاب مسلحون شوارع طرابلس ملثمين، واقدموا على احراق عدد من المتاجر، وشوهد 7 ملثمين صباحاً يحرقون "كشك" لبيع القهوة قبالة "ساحة النور". وانبعثت سحب دخان من جبل محسن اثر اندلاع حريق كبير في مولد كهرباء، وجُرح احمد الوعري نتيجة القصف المركز على المنطقة. وظل الحذر سائداً محاور القتال، وتخرقه من حين الى آخر اصوات طلقات نارية.

 

بيان لعلماء وناشطين سياسيين واجتماعيين: لا يمكن الشيعة إلاّ أن يكونوا مع المظلومين

النهار/أصدرت مجموعة من الناشطين في الطائفة الاسلامية الشيعية بيانا عبروا فيه عن "دعمهم المطلق لكل الشعوب العربية التي تبحث عن حريتها بعد سنوات من القمع والظلم الممارس بحقها" و"شددوا على ان الطائفة الشيعية لا يمكن الا ان تكون مع المظلوم في وجه الظالم". وجاء في البيان:

"لو افترضنا ان الجمهور الشيعي، تمكن من التعبير عن رأيه بحرية، فماذا يمكن ان يقول، بعيدا من اساليب الترغيب والترهيب؟

سوف يجاهر بأنه يريد دولة مواطنة في لبنان، لا خائفة ولا مخيفة، ودولة جامعة مستقلة ومنفتحة على الجميع في العراق، ودولة ديموقراطية عصرية واصيلة بديلة في سوريا، بعدما فقدت سلطتها الحاكمة بالاستبداد المزمن والمجازر المتعاقبة، اهليتها للاصلاح، ويريد للعقلاء من السنة والشيعة في السعودية، حكاما ومحكومين، ان لا يكرروا تبادل الاخطاء والانفعالات، كما حصل سابقا... ويريد حوارا جادا من اجل الاصلاح في البحرين وسوف يتساءل هذا الجمهور، عما اذا كان يناسب صورة الشيعة وسمعتهم التاريخية، ان لا يمر نهر الحزن والغضب الانساني الكربلائي بالحولة والتريمسة؟

ان موقفا شيعيا معبرا عنه بقوة وحكمة ومحبة ورحمة واعتدال وتوازن، مع الشعب السوري، من شأنه ان يساهم بقوة، في تلافي الفتن الطائفية، في كل البلاد العربية، وخصوصا في سوريا، حيث لم يعد هناك مجال لاخفاء الوقائع المقلقة والمهددة للفتنة، والتي يرتكبها اشقياء واغبياء بثياب مذهبية مهلهلة وادوات جريمة مسمومة.

ان الحريصين على الحفاظ على الصورة الحقيقية والمتوارثة للشيعة، باعتبارهم مكونا اصيلا وشريكا في اوطانهم، مدعوون الى تصحيح المشهد، لجهة تظهير الموقف الشجاع والصحيح المتعاطف مع انتفاضات الشعوب العربية وحقوقها، من دون تفريق بين مستبد هنا او هناك، وان يعبروا بشجاعة عن موقف عقلاني، ثوري وواقعي، آخذين في اعتبارهم ان للشعب السوري حقا عليهم، كما هو حقهم عليه، وان هذه اللحظة هي لحظة الوفاء بالحقوق، وهي لا تتحمل تأجيلا او تسويفا او صمتا او تهريبا او تهورا، او خضوعا لابتزاز السائد السياسي الشيعي بالقوة، والحافل باحتمالات الخطر على سلامة الوجود الشيعي والحضور الشيعي في اي حركة نهوض وطني، والمؤثر سلبيا على امثالهم من مكونات الاجتماع الوطني في البلاد العربية... هذه المكونات التي لا تقل مطالبتها بالانحياز النهائي للديموقراطية والتغيير، إلحاحا عن مطالبة غيرها، نفيا للشبهات التي تأتي من مواقف وخطابات تجير مكونات دينية بعينها لصالح الاستبداد من دون ان يكون ذلك مطابقا للواقع او حائزا رضا الجماعات المعنية بدورها الوطني وتاريخها في المشاركة وشوقها الى الحرية والعدالة.

اننا في حاجة الى امثال عبد القادر الجزائري، ليطفئوا الفتنة بالتعاون مع علماء دمشق وفاعلياتها، وفي حاجة الى عقل وفكر عبد الرحمن الكواكبي، وخط ابرهيم هنانو ورفاقه وشجاعة الشيخ صالح العلي وريادته وسلطان باشا الاطرش وفريقه الذي لا ننسى ان ادهم خنجر الآتي من وسط نضالي شيعي في جبل عامل كان ضيفه الآمن وشريكه في النضال... اننا في حاجة الى التذكير بعالم الشام المرجع الديني الشيعي السيد محسن الامين، الذي شهد له الجميع بالريادة في الاصلاح والوحدة، ونتخيله خطيبا للجمعة في المسجد الاموي او مسجد السيدة زينب، في جماعة من كل المذاهب، كما كان يحدث، يقرأ الفاتحة، في نهاية الصلاة، بصوت جهير وجريح، على ارواح شهداء التريمسة، ويختمه بدموع حسينية طاهرة مطهرة... وهل يمكن السوري... المسلم او المسيحي ان ينسى الشامخ الباذخ علما وعملا فارس الخوري... او السلسلة الذهبية من الامراء آل ارسلان وبالاخص الامير شكيب وعجاج نويهض وامثالهم من علامات سوريا وبلاد الشام. وماذا كان يمكن ان يفعلوا لو بعثوا؟ سوف ينهمكون قطعا بسد ذرائع الفتنة. واننا اذ ندعو الى استيعاب بعض المواقف وتجاوزها من الطرف السوري والى اعادة النظر فيها من الطرف اللبناني المعني، نؤكد اننا لن نفرط بالدم السوري، ونطالب باطلاق سراح اخوتنا المحتجزين تطبيقا لسد ذرائع الفتنة. وهذا بياننا موقعا بأسمائنا من دون مواربة لاننا منحازون كجميع اهلنا للحق والحقيقة في سوريا ومستقبلها الذي يعنينا".

ووقع البيان: العلامة السيد محمد حسن الامين، العلامة السيد هاني فحص، الشيخ حسان رطيل، الشيخ عباس الحايك، الشيخ عباس الجوهري، السيد ياسر ابرهيم، الشيخ محمد حجازي، الشيخ محمد علي الحاج. والنشطاء في الشأن السياسي والاجتماعي: احمد مطر، اكرم عليق، اسماعيل شرف الدين، بادية فحص، حنين غدار، حبيبة درويش، حارث سليمان، حسن عباس، حيدر اللقيس، حامد السيد، حسن بزيع، حسن محسن، حسين حركة، حسن فحص، حسن هزيمة، حسين قاسم، خليل الزين، خليل شقير، راشد حمادة، زينة الرز، سناء الجاك، سامي منصور، سعود المولى، صلاح الحركة، علي الامين، عبد الله رزق، علي عميص، عمر حرقوص، علي عبد الامير عجام، عماد قميحة، علي حيدر شعيب، علي الحارث، عماد الامين، علي حسين، علي عطوي، علي شرف الدين، غالب ياغي، فادي الطفيلي، فادي توفيق، فادي يونس، فؤاد حطيط، فادي كنج، كاظم عكر، كريم صالح، لقمان سليم، ماجد فياض، مجيد مطر، مصطفى الكاظمي، مصطفى فحص، مياد حيدر، ميرنا المقداد، محمد المقداد، محمد الشامي، مروان كنج، مالك كلوت، نضال ابو شاهين، نوفل الجلبي، نبراس الكاظمي، هادي الاسعد، هاني امهز، وائل الاسعد، ياسر اياد مكي.

 

"القوات اللبنانية"... لم نعد الجناح العسكري للمسيحيّين

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

عند رؤية أيّ مشهد مسلّح على الساحة اللبنانية، يعود الحنين إلى قلب كل "قوّاتي" ويتذكر المرحلة التي كان فيها الجناح العسكري لـ"القوات اللبنانية" يُرعب الخصوم فقط عند ذكر اسمه، فكيف إذا تصادم معه عسكريّاً؟ داخل صوفيّة في غرفة الجلوس، تحتفظ "أم جورج" بالبزة الزيتية التي كان يرتديها ابنها عندما كان مقاتلاً في "القوّات"، تُخرجها من حين إلى آخر لتغسلها وتُعرّضها للشمس، فلم يعد أحد يرتديها بسبب سفر جورج الى الخارج للعمل بعد حلّ الجناح العسكري للحزب، وضيق فرص العمل أمام الشباب في الوطن. من يرى البزة يخال للوهلة الأولى أنها صُنعت الآن، ما زالت محافظة على لونها، لم تتعرّض للتلف، وجودة قماشتها تبقيها على قيمتها بعد عشرة أعوام، و"البطش" على الكتف الذي كان يرمز إلى مرحلة العزّ يأخذ الاهتمام الأكبر لدى "أم جورج" عند الغسل. عند مجيء جورج من الخارج، أوّل ما يفعله هو الذهاب إلى المتاريس التي كان يخدم فيها في جرود جبيل لإلقاء نظرة واسترجاع الذكريات، ويعود الى منزله ويتفقّد عدّته الحاضرة بمجملها: البزة، الحذاء العسكري، وقنينة المياه الزيتية، لكن هذه العدّة تخلو من شيء واحد هو السلاح. نعم، فالسلاح أصبح من العصر الماضي، ولم يعد أحد من شباب "القوّات" الذي قاتل في الماضي مستعدّ للقتال والدخول في حرب تدمّر البلد، مع عدم الإسقاط من الحساب حمله مجدّداً إذا تعرّض الوطن لخطر خارجي مثل العام 1975. في أحد الاحتفالات التي نظّمتها "القوات اللبنانية"، وعرضت خلالها لأرتال الدبّابات التي وضعت عليها الأرزة وحولها الدائرة الحمراء، قال بعضهم: "رزق الله" على تلك الأيّام. فأجابهم أحد الفكهاء: "ليس رزق الله، إنما انتقلنا الى زمن سلاح نصرالله"، من هنا تطالب "القوات" بتسليم سلاح كل الميليشيات الى الدولة بما فيها سلاح "حزب الله".

المظاهر المسلّحة التي ظهرت أخيراً في الضاحية الجنوبية والبقاع من خلال آل المقداد، وفي طرابلس خلال المواجهات بين جبل محسن وباب التبّانة، لم تَرُق لشربل الذي ينشط في مصلحة طلاب "القوّات" وعلى "الفايسبوك". ملاحظاته كثيرة، ويعتبر "أننا في زمن السلم والدولة ونشاهد العصابات المسلّحة المغطّاة حزبيّاً تقتل وتخطف وترفع المتاريس، وإذا نسينا هذا كلّه، وقارنّاهم بـ"القوات"، مع أنه لا تجوز المقارنة، نجد أن مقاتلي "القوات" لم يرتدوا يوماً الأقنعة، بل قاتلوا بكلّ فخر وليس عندهم ما يخافون منه أو يخبئونه، كما أنّ "القوّات" تميّزت بدقّة التنظيم، في وقت تعيش طرابلس حال عدم تنسيق داخل المجموعة القتالية الواحدة". ويدعو شربل "الأقنعة السوداء التي ظهرت الى تسليم نفسها والعودة الى كنف الدولة". يرفض "القواتيّون" العودة الى لغة الحرب، وإنشاء أي جناح مسلّح للدفاع عن المسيحيين، بعد الفاتورة الغالية التي دفعوها، وحُمّلوا وحدهم مسؤولية الحرب وتبعاتها، فهم يطالبون بتسليم سلاح "حزب الله"، وبالتأكيد لن يحملوا السلاح لتبرير "تعَنّت" الحزب في الاحتفاظ بسلاحه.

 

حزب الله محاصر ولفكّ الحصار عليه الانشقاق

انطوان سعد/الجمهورية/بعدما كاد "حزب الله" يتربّع على عرش قلوب العرب، مسلمين ولبنانيين، وكلّ من آمن بنضاله وتضحياته في مواجهة إسرائيل شأن كلّ مَن يؤمن بالنضال لاستعادة أرض مغصوبة وحقّ مسلوب، تناسى البعض أو غضّ الطرف عن اغتيال قادة المقاومة في "اليسار الديموقراطي" تحت شعار توحيد البندقية في مواجهة العدو، وقد شكّلت هذه الاغتيالات خطيئة من خطايا الحزب.

أما وقد بات وجود العدو الإسرائيلي مكلفاً في الجنوب بعدما تعرّض لضربات موجعة من الحزب وانسحب في 25 أيار 2000 كما تمكّن الحزب من الصمود في حرب تموز 2006، ولو كان هذا الصمود مكلفاً على جميع اللبنانيين وعلى لبنان. وقد غضّ اللبنانيون الطرف أيضاً عن أسباب هذا العدوان وعن نظرية "لو كنت أعلم"، فمدّت دول الخليج يد العون كما العادة إلى لبنان ولا سيّما قطر والسعودية، واحتضنت الحزب الذي استقبلهم في الجنوب وقد سلّم قطر مفتاح الجنوب الذهبي. وبدلاً من أن يذوب "حزب الله" في مؤسسات الدولة فتقوى الدولة به، راح يكرّر خطاياه، فانزلق إلى الداخل اللبناني مستعملاً السلاح الذي قاتل به إسرائيل في وجه اللبنانيين غادراً بهم كما يغدر الخائن وطنه، كما استعمل أو لمّح باستعمال سلاحه لحصد الأغلبية البرلمانية وتشكيل حكومة ليتها لم تكُن وهي تشبه كلّ شيء سوى الحكومة، فأكمل خروجه من الرحب الواسع إلى قمقم الضاحية، مكملاً مساره الانحداري على درب الخطيئة فامتنع عن تسليم المتّهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما وقف في وجه الثورة في سوريا، الثورة التي ناصرها في تونس وليبيا ومصر واليمن وسمّاها إرهاباً في سوريا، ثورة استمرّت تنزف لأشهر بعدما بدأت سلمية وتعرّضت للذبح والقتل بالرصاص والقصف، فلم تجد سبيلاً سوى الدفاع عن النفس، وقد اتّهم الحزب بقتل هذا الشعب دفاعاً عن نظام القتل والذبح. وها إنّ الحزب اليوم يشعر أنّ ظهره بات مكشوفاً بعدما ترك الجميع الأسد من سفراء ووزراء ورؤساء حكومة ونائب الرئيس وقادة أمنيين... كما تمكّن الثوار من قتل القادة الأمنيين التابعين للجزّار الذي بدأ ينهار نظامه شيئاً فشيئاً. في حين أنّ الحزب لا يزال متمسّكاً به حتى باتت خسارته لا تعوّض إذ أقفلت في وجهه الطريق إلى العالمين العربي والإسلامي، وبات يغذّي من حيث يدري أو لا يدري حروباً شيعية - سنّية حتى أنّه بات يخجل من المواجهة المباشرة مع الثوّار أو حتى مع اللبنانيين ليتلطّى وراء عائلة المقداد ومجلسها العسكري، ومن يصدق؟!

هذا ما يُظهر ضيق القمقم الذي أدخل نفسه فيه، فهل يستمر في المكابرة وعدم الاعتراف بخطاياه والعودة عنها للعودة إلى الفضيلة، ودرب الفضيلة تبدأ بعودته إلى الوطن ليكون لبنانياً كما سائر اللبنانيين سقفه القانون والدستور لا السلاح والسيطرة. وحتّى يعود إلى ربوع العالم العربي والإسلامي يجب عليه الانشقاق عن نظام الأسد فيمتثل بجميع المنشقين وينشق معه مَن يتعمشق به (عون وفرنجية...) وبالأسد وبنظام طهران لأنّ الجغرافية قريباً ستضيق به وبحلفائه، فيحاصر نفسه لبنانياً وعربياً وإسلامياً في مدى جغرافي وسياسي وديني سيكون صعباً عليه الخروج منه جسماً لبنانياً عربياً إسلامياً متعافياً بل بقايا من التاريخ اللبناني والعربي والإسلامي المعيب.

 

الإستعجال الإسرائيلي لضرب إيران ولحس المبرد

الجمهورية/عصام عبد الله

المتابع للمواقف السياسية في الداخل الإسرائيلي يُفاجَأ بحجم التصريحات والرؤى والدراسات التي تنشر عن ضربة إسرائيلية محتملة لمنشآت نووية إيرانية وقدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذها والفترة الزمنية التي تستغرقها إيران لإعادة البناء. وقبل هذا وذاك، الآثار التي ستترتب عن هكذا عملية، عسكرياً وسياسياً. نتنياهو التزم الوعد الذي قطعه لأوباما بعدم توجيه الضربة قبل الانتخابات الأميركية

كل المعلومات والتحليلات السياسية والعسكرية، في أوروبا وفي الولايات المتحدة تؤكد أنّ السنة الحالية ستشهد ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، لا سيّما في ظل إصرار إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة ورفضها المقترحات الأميركية القائلة بالموافقة على التخصيب بنسبة خمسة في المئة في الداخل الإيراني أو عشرين في المئة، خارج الأراضي الإيرانية، بمراقبة من وكالة الدولية للطاقة الذرية ومتابعتها. أمّا علامات منع الضربة فيكون وفق احتمالين:

الإتّفاق بين إيران ومجموعة 5+1 على آلية للبرنامج النووي الإيراني. وهذا ليس محققاً حتى الآن وغير منظور في الأفق القريب.

أو ذهاب إسرائيل إلى انتخابات نيابية مبكرة، وهذا ما يتجنبه بنيامين نتنياهو، وعلى العكس من ذلك فإنّه أقام حلفاً وثيقاً مع ايهود باراك وزير الدفاع بشأن الموضوع الإيراني عموماً والضربة الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية على وجه الخصوص. يبقى احتمال ثالث وهو رفض أميركي مطلق للضربة، لما له من انعكاسات على الواقع الاقتصادي الأميركي والقدرة العسكرية الأميركية على تحمل أعباء المشاركة في الدخول في حرب لا يمكن التكهّن بمداها والنتائج. لتاريخه، إلتزم نتنياهو بالوعد الذي قطعه للرئيس الأميركي باراك اوباما بعدم توجيه الضربة قبل الانتخابات الأميركية، لكنّه سيصبح في حل من هذا الوعد اعتباراً من السادس من تشرين الثاني المقبل. تماماً كما فعل اولمرت في عملية الرصاص المصبوب عام 2008 في السابع والعشرين من كانون الأول إلى الثامن عشر من كانون الثاني 2009، أي بعد الانتخابات الأميركية الأخيرة التي فاز بها اوباما بالرئاسة وكان في مرحلة التهيّؤ لاستلام مقاليد الرئاسة في العشرين من شباط 2009.

لكنّ عملية الرصاص المصبوب استهلكت نصف المخازن الإسرائيلية، وفق القيادات العسكرية الإسرائيلية في حينه، فكيف إذا اشتعلت حرب في المنطقة نتيجة رد إيراني غير محسوب بدقة، والى أي مدى يمكن للولايات المتحدة أن تذهب في دعم إسرائيل بالعتاد والذخيرة، واستطراداً، هل تدخل الحرب إلى جانب إسرائيل ووفق أي منظور وأي هدف، وماذا إذا رفضت روسيا دخول الولايات المتحدة الحرب؟

وفي العودة إلى الداخل الإسرائيلي، فإنّ عدداً من السياسيين توقّف أمام تصريحات الرئيس شيمون بيريس التي قال فيها "إنّ إسرائيل لن تتمكّن من وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني"، مؤيداً بذلك موقف القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل. وأهمية موقف بيريس، ليس لأنّه رئيس للدولة، بل لأنّه أب القنبلة النووية الإسرائيلية، فهو الذي بنى مجده وسمعته على قرار بنائها والحصول عليها.

وأعقب موقف بيريس، موقف للرئيس الإسرائيلي الأسبق إسحق نافون عبّر فيه عن تأييده لتصريحات بيرس ضدّ هجوم إسرائيلي منفرد على إيران.

ثم كرّت السبحة، عندما حذر الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية، أوري ساغي، من الحملة التي يقودها نتنياهو وباراك لتجنيد الإسرائيليين إلى جانب ضربة عسكرية وصفها بـ"الهستيريا المدبّرة" التي أدخلت القلق بين الإسرائيليين. والأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل وصل إلى شاؤول موفاز، بل إنّ العالم النووي الإسرائيلي الكبير عوزي ايفن اقترح أن تغلق إسرائيل مفاعل ديمونا مقابل وقف إيران تطوير برنامجها النووي. وهذا يعني في المفهوم العملي والعلمي، إنّ الرؤوس النووية الإسرائيلية دخلت في مرحلة انتهاء الصلاحية، فإذا تمّت التضحية بها مقابل البرنامج النووي الإيراني، فإنّ إسرائيل تكون مستفيدة على الجانبين، بينما تدّعي إيران انتصاراً بإزالة المفاعل النووي الإسرائيلي. (إيفن هو أحد أبرز العلماء النوويين الإسرائيليين، كان عضو كنيست عن حزب ميرتس اليساري وسرّب مخطط مهاجمة المفاعل النووي العراقي في العام 1981 لبيريس الذي كان في حينه رئيس المعارضة الإسرائيلية). لكنّ موقف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، ايهود باراك، بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران من دون انتظار القرار الأميركي، ما زال موضوعاً على الطاولة وغير آبه لما يدور من نقاشات، فمَن لديه المعلومات لا يتنظر التحليلات، ومَن يعمل على بناء الأمن لدولة إسرائيل ووجودها في المنطقة وجعلها حقيقة تاريخية وجغرافية لن تردعه تصريحات ولن تثني من عزيمته مواقف يصفها بالبلهاء.

أمّا على الجانب الأوروبي، فإنّ الحركة السياسية لدى صنّاع القرار تأخذ في الحسبان كلّ الاحتمالات، لا سيّما في ضوء المعلومات التي تتساقط على دوائر الاستخبارات ومفادها أنّ إسرائيل قد طوّرت رؤوسا بيولوجية، وحتى نووية صغيرة قد تلجأ إلى استخدامها في ضرب المنشآت الإيرانية، بما يضمن نجاح الضربة ويعيق البرنامج النووي الإيراني أكثر من عشرين سنة.

ويبدو أنّ أجهزة المخابرات الفرنسية والبريطانية اختبرت دقّة هذه المعلومات وأدركت أنّ الإصرار الإسرائيلي على ضربة عسكرية لإيران، وفق الأسلحة التقليدية المتاحة لها من المخازن الأميركية، على أهميتها وفعاليتها، لكنّها لن تؤدي إلى إلغاء البرنامج النووي الإيراني، بل ستحمل مشروع حرب إقليمية قد تتطوّر إلى ما لا تُحمد عقباها على الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني أساساً ضائقة اقتصادية لا قبل له بها في المرحلة الحالية. ومن هنا، يجهد الأوروبيون لإقناع الإيرانيين بوجوب الاتفاق على حل لبرنامجهم النووي من خلال تكثيف الاجتماعات عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعلّهم يسحبون بذلك الذرائع الإسرائيلية كأساس لأيّ عمل عسكري، ولمنع إسرائيل من اللجوء إلى استخدام القوة "البديلة"، بما يجنّب المنطقة والعالم نذر حرب مؤكدة.

وفي واشنطن، هناك مخاوف أن لا تؤدي ضربة إسرائيلية أحادية إلى تدمير منشآت إيران النووية المبنية تحت الأرض، ويمكن أن تدفع إيران إلى القيام بحملة انتقامية على مستوى العالم، وقد تجرّ الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط. ويرى محلّلون إسرائيليون أنّ الحديث الذي يملأ الدولة العبرية حول ضربة وشيكة ضد منشآت إيران النووية يهدف إلى انتزاع التزام أقوى من واشنطن بشأن البرنامج النووي الذي تطوره الجمهورية الإسلامية. ويعزّز تلك التكهنات توزيع أقنعة واقية من الغازات على السكان، والاختبارات على نظام إرسال التحذيرات من أي هجوم بواسطة الرسائل النصية على الهواتف المتنقلة، والتكهنات بشأن العدد المحتمل للضحايا الإسرائيليين الذين يمكن أن يسقطوا في أي هجوم إيراني مضادّ على إسرائيل، وهو ما ذهب إليه وزير الدفاع ايهود باراك وعدد من كبار المسؤولين عندما قال إنّ النزاع يمكن أن يستمر 30 يوما ويؤدي إلى مقتل 500 إسرائيلي. قصارى القول إنّ العد العكسي لقرار إسرائيلي في الموضوع الإيراني قد بدأ فعلاً، وإنّ قابل الأيام سيشهد مزيداً من التصريحات والمواقف المؤيدة والرافضة والناصحة والمانعة، لكنّ المحللين الإسرائيليين يعلقون آمالاً على لقاء مرتقب بين نتنياهو واوباما في نيويورك الشهر المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإنّ هذا الاجتماع قد يوفر فرصة جيدة لاستعادة الثقة والتفاهم بين الجانبين في ما يتعلق بسياستهما حول إيران. أمّا على الجانب الأميركي، فثمة من يقول إنّ الرئيس الأميركي ما زال يراهن على المفاوضات مع إيران وعلى العقوبات، وانّه لا بدّ له أن يهمس في أذني نتنياهو بوجوب الصبر والانتظار إلى ما بعد تبلور صيغة الموقف على الساحة السورية، فليس من داع للعجلة لإبعاد الأنظار عن الملف السوري وإعطائه جرعة تنفّس في أوج ضيق الخناق عليه، فهل يسمع أم يلحس المبرد؟

 

منصور اتصل بنظيره الكويتي مستنكرا خطف الحوطي: حادث فردي بغيض يراد منه الابتزاز ولا أبعاد سياسية أو طائفيه له

 وطنية - 25/8/2012 اتصل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، هذه الليلة، بنظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، معربا له عن الإدانة الشديدة لعملية خطف المواطن الكويتي عصام الحوطي في منطقة البقاع اليوم. وقال منصور إنه أوضح للصباح "ان هذا الخطف ليست له أية أبعاد سياسية أو طائفية وإنما هو حادث فردي يراد منه الابتزاز"، مضيفا "كما أكدت له حرص السلطات الأمنية اللبنانية على تكثيف جهودها من أجل إطلاق سراحه. ونتمنى على الأخوة الكويتيين ووسائل الإعلام أن لا يعطى ما جرى بعدا سياسيا أو طائفيا. وان الكويت قيادة وشعبا لها مكانة خاصة في قلب كل لبناني، وان علاقات البلدين الأخوية والمميزة جدا أكبر من أن تعكرها عملية فردية بغيضة نستنكرها وندينها بكل شدة".

 

جهات متابعة لـ"NOW": موقف الراعي منتقد لسلاح "حزب الله" ورافض للنسبيّة

ذكرت جهات متابعة لموقع "NOW" أنّ "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ينتقد في مجالسه التحرّكات الأخيرة التي حصلت من قبل آل المقداد لاسيّما منها خطفهم لعدد من العمّال السوريّين كرد على خطف ابنهم حسّان المقداد في سوريا". وأكّدت أنّ موقف البطريرك من سلاح "حزب الله" أصبح متقدمًا واصفة إيّاه بأنّه "موقف منتقد لسلاح الحزب ويصبّ في صالح الشرعيّة اللبنانيّة". وأشارت إلى أنّ هذا الموقف يمكن أن يتظهّر بشكل أوضح في نهاية شهر أيلول المقبل في إطار نداء المطارنة الموارنة السنوي". وبشأن الانتخابات النيابيّة لعام 2013، قالت الجهات عينها إنّ البطريرك "يدعو الأطراف المسيحيّة الرئيسة إلى حزم أمرها بشأن مشروع القانون المطروح والاتّجاه نحو الدوائر الصغرى مع تحفّظ لجهة اعتماد نظام الاقتراع النسبي".

 

وزراء عون في حكومة حزب الله عشرة عبيد زغار

جريدة الجمهورية/

ما ان وصلوا الى السراي، حتى قَتلت السلطة تسعة منهم، ثم تكفّل عون قَتل العاشر، وكان اسمه شربل نحاس

المسيحيون في لبنان عامة، لا يحبون الفكر النقدي. أصلاً قلّة منهم فكرها السياسي واضح ومحدد. لذلك، عندما تقول إن ثمّة مسيحيين "أغبياء" في السياسة، فكأنك كفرت بالمسيح. في قاموسهم هناك مسيحيون خونة، ومأجورون، ومجرمون، لكنْ مسيحيون أغبياء؟ فمعاذ الله. نحن أحفاد عبقرية قدموس (هل كان قدموس مسيحياً؟) وبطولة يوسف كرم. يا ليت للمسيحيين عباقرة بعدد أبطالهم. لو اقتدينا ببعض عباقرتنا، وتركنا أبطالنا قليلا، لمَا وصلنا الى هذا الانحطاط السياسي. نحن نتكلم عن الحرية والديموقراطية والكرامة، بلغة مسعورة وفارغة من مضمون القِيم. هناك تيار مسيحي لا يريد لك ان تعيش. يجب ان تبقى غاضبا وناقما وشاكيا وباكيا. انت منذور للبطولة والطهرانية الغبية. انت خُلقت لتلعن الظلام، وتلعن الآخر. المراجعة النقدية لمسار سياسي يؤدي الى الهلاك، غير مسموح. الاعتذار غير موجود. ديموقراطية بعض المسيحيين فريدة نوعها، ولا مثيل لها إلّا في الانظمة الشمولية. قائدي دوماً على حق. احيانا، واحيانا فقط، مشكلة قائدي في الدائرة الضيقة حوله. كل تلك العبقرية، و"قائده" لا يعرف كيف يختار مستشاريه. لغة تيار مسيحي عريض، في مؤازرة الجيش كانت شوفينية الى حد الإساءة الى هذه المؤسسة الوطنية. قصر نظرهم لم يصِل الى أبعد من "الجزمة". ليس الجيش عندهم رمز قيام الدولة وهيبتها. الجيش عندهم ليس الحامي بل الحلّ! رزانة قيادة الجيش أنقذتنا من تلك الموجة المسعورة. المسيحي الغبي لا يمكن ان يكون عزيز النفس وثاقب النظر. في خضمّ الحرب تعارك حزبا الكتائب والاحرار، وانتصر ابن بيار الجميل على ابن كميل شمعون. أصالة كميل شمعون الوطنية حوّلته "عرّاباً سياسياً" لبشير الجميل. وعندما كان يختلف مع الكتائب، لم يكن يستعمل "حادثة الصفرا" استعمالاً مقيتاً. غيره يستعملها دوماً وهو حليف ميليشيا العلم الاصفر! ثمّة صنف من السياسيين المسيحيين ينطبق عليهم هذا القول: "حيث تكون الجيفة، تجتمع الغربان". لا يريدون الماضي عبرة، بل جيفة يقتاتون منها. بين "حزب الله" في الضاحية الجنوبية وعين الرمانة والشياح، طريق اسمها "طريق كميل شمعون".

يا لها من مصادفة مُرة. مشكلة المسيحيين ليست بسبب شيعي يريد السكن على الجانب الآخر من طريق كميل شمعون، المشكلة انّ المسيحي لم يعد يفكر بالعودة الى حارة حريك. للتذكير، نجح كميل شمعون في درء التهجير عن دير القمر، وفشل عون في إعادة المسيحيين الى حارة حريك. في ظلّ "تفاهم" عون و"حزب الله"، لم تعد حارة حريك إلّا قلماً انتخابياً للمسيحيين، مجرّد قلم انتخابي فقط لا غير.

لو كان كميل شمعون حياً، وقام حلف رباعي استبعده في دورة انتخابية، هل كان نقل البندقية وانتقل الى الخط المناقض لتاريخ اهله وشعبه العظيم؟ هذا "الشعب العظيم" يمثّله اليوم عشرة وزراء في الحكومة.

لأغاتا كريستي رواية بعنوان "عَشرة عبيد زغار". ما إن وصل هؤلاء العشرة الى مكانهم المقصود واقفلوا على أنفسهم، حتى قُتل منهم تسعة، ثم قُتل العاشر، على رغم انه كان الباقي الوحيد! "عبيد" عون العشرة، ما إن وصلوا الى السراي، حتى قَتلت السلطة تسعة منهم، ثم تكفّل عون قَتل العاشر، وكان اسمه شربل نحاس. لا تحتاج الى صفات "رجل دولة" لتقول: أريد موازنة قائمة على الإنفاق فقط. تحتاج فقط الى ان تكون "غبياً" في إدارة شؤون الدولة... وأنانياً! وتحتاج الى إغماض العينين عند قراءة تحوّلات الشعوب، لتؤكد أنك بارد القلب وبليد الرؤية. مشكلة الوزراء العشرة ليست في مصاعب وزاراتهم، وهي مصاعب حقيقية، المشكلة انهم اعتبروا أنفسهم قادرين على اجتراح المعجزات. هنا كمنت "الغباوة السياسية". لسنوات خَلت، لم يكن العونيون يحبون بائع الكعك السوري. كانوا يرون فيه رجل الاستخبارات المتخفّي. اليوم هم ممتعضون لأنّ ثمّة بائع متفجرات مسيحي اسمه ميشال سماحة، قُبض عليه بالجرم المشهود. يبدو ان "طبيعة" الاستخبارات السورية تغيرت بعدما اصبح عون حليف بشار الاسد. كميّات القتل اليومي هناك، وعدد الضحايا من بائعي الكعك وعمّال البناء السوريين، من فِعل الموساد و"خلية حمد"... وأمير قطر.

 

حذر وتريّث مسيحي من قانون الانتخاب

فادي عيد/جريدة الجمهورية

لم تلغِ التطورات الدراماتيكية في الشمال استمرار الانشغال السياسي بمشروع قانون الانتخاب الجديد، حيث لا يزال الانقسام حاداً بين القوى والأحزاب على اختلاف انتماءاتها أو تأييدها لفريقي 8 و14 آذار على فاعلية هذا القانون وقدرته على تحقيق أكبر قدر تمثيلي لشرائح الفسيفساء اللبنانية كلّها. وفي هذا الإطار، تتريّث أوساط مارونية فاعلة قبل إعلان موقفها من مشروع قانون الانتخاب الذي كانت أحالته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي إلى المجلس النيابي، ومردّ هذا التريّث أنّ مشروع القانون هذا يحمل في طيّاته تقدماً نوعياً على رغم الثغرات الكبيرة الموجودة:

ـ الثغرة الأولى تتمثّل باعتبار الطائفة السنّية أن القانون يرمي إلى تحجيم حضورها السياسي، ولا يريد المسيحيون أن تشعر الطائفة السنّية بما كانوا شعروا به هم في العام 1992، عندما وافقت الطوائف الإسلامية على قانون انتخاب أمّن لها إمكان التحكّم بانتخاب عدد كبير من النواب المسيحيين، وشاركت في الانتخابات على أساسه، على رغم مقاطعة تخطّت الثمانين في المئة من أعداد الهيئات الناخبة.

ـ الثغرة الثانية تكمن في توزيع الكتلة الشيعية الناخبة وفق الإفادة منها لتحقيق انتصارات سياسية وانتخابية على حساب صحة التمثيل المسيحي.

ـ الثغرة الثالثة تتمحور حول وجود حرية عمل سياسي داخل الوسَطين المسيحي والسنّي، أكثر ممّا هي متوافرة في الوسطين الشيعي والدرزي.

وترى الأوساط حسنات في هذا المشروع، منها أنه يُنهي الأحادية السياسية داخل كل طائفة، بحيث لا يعود الخلاف السياسي مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومع الرئيس نبيه برّي مثلاً خلافاً مع الطائفة الشيعية برمّتها، وكذلك هي الحال لدى الدروز والسنّة أيضاً.

لذلك، تضيف الأوساط نفسها، لا يُعقل أن تبقى الأمور على ما هي عليه اليوم لجهة ما يسمّيه نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي بـ"استيلاد" للنواب المسيحيين في كنف القيادات الإسلامية السنّية والشيعية، بحيث أن عدد النواب المسيحيين في كتلة تيار "المستقبل" مثلاً هو أكثر من عدد نواب كتلتي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" مجتمعتَين.

الأمر الذي ينطبق أيضاً على عدد النواب المسيحيين في كتلة النائب وليد جنبلاط الذين يفوقون عدد نواب "الكتائب" أو "القوات"، وأيضاً بالنسبة إلى النواب المسيحيين المنضوين في كتلتي "حزب الله" وحركة "أمل". وتكشف المعلومات أن نواباً من تكتل "التغيير والإصلاح" تواصلوا مع هذه الأوساط المارونية طالبين دعمها مشروع القانون الذي تقدّم به التكتل، والذي يرفع عدد النواب المنتخبين من المسيحيين إلى ما بين 48 و51 نائباً، فكان الجواب أن الفارق لا يزال كبيراً وبعيداً عن 64 نائباً، مع إقرار بالتحسّن الذي يمكن أن يتحقّق.

وتعِدُ هذه الأوساط بمفاتحة القوى الحزبية المسيحية في قوى الرابع عشر من آذار لمعرفة نيّاتها وهل لديها التزام جدّي من تيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي لبلورة اقتراح قانون يرمي إلى تمكين المسيحيين من ممارسة حقهم في انتخاب نوابهم.

من هنا، تتريّث هذه الأوساط في إعطاء جوابها النهائي، وهي إذ لمست جدّية وإمكانية، فإنها ستدعو "التيار الوطني الحر" إلى إعادة النظر في قانون تعارضه الطائفة السنّية في لبنان. أما إذا لم تكن هناك جدّية، فسيتركّز الحوار مع التيار على إمكان تحسين مشروع القانون الحالي قبل الموافقة عليه.

أما بالنسبة إلى التحسينات المطلوب إدخالها على المشروع، فهي كالآتي:

ـ فصل الضنية والمنية عن عكار وإعادتها إلى طرابلس، كما كان قد ورد في المشروع الأساسي (الرئيسان نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي كانا قد أصرّا على ذلك في جلسة مجلس الوزراء).

ـ فصل صور عن دائرة الزهراني ـ جزين من أجل عدم تذويب الصوت السنّي في صيدا (الرئيس نبيه بري كان قد أصرّ على ذلك لأنه يترشّح في دائرة الزهراني).

ـ إعادة النظر في تقسيم جبل لبنان، بحيث لا تتأثّر الدوائر المسيحية بالصوت الشيعي في كسروان والمتن الشمالي.

 

دور أساسي للمؤسسة العسكرية يخفف من هواجس إيران وروسيا وحزب الله وإسرائيل/خطة دولية إقليمية لإنهاء الأزمة السورية... «ممر آمن» للأسد وجيش موحد يدير الفترة الانتقالية

خاص «الراي/أوضحت مصادر ديبلوماسية عربية رفيعة المستوى لـ «الراي» ان مخرجا للأزمة السورية يجري العمل على انضاجه بهدوء بين دول القرار العالمي وبموافقة إيران ودول الخليج وتركيا، ويقضي المخرج بتأمين «ممر آمن» للرئيس بشار الأسد كي يغادر السلطة على ان يضمن المرحلة الانتقالية بعد انتهاء حكمه «جيش قوي موحد متماسك» يُعاد تنظيمه من الموجود حاليا عبر قيادات لم تتلطخ أياديها بالدم مع اعادة دمج ضباط وجنود الجيش الحر. ورأت المصادر ان أكثر الدول قربا من الأسد وعلى رأسها إيران وروسيا والصين «باتت مقتنعة بأن النظام السوري انتهى وان لا حل نهائيا ببقاء الأسد في السلطة» لكنها تحتاج الى ضمانات في مرحلة ما بعد الاعلان عن سقوط النظام «ولا تجد ذلك إلا في بقاء دور قوي للمؤسسة العسكرية خلال مرحلة انتقالية، فهذا الدور يخفف من هواجس حزب الله وإيران قليلا خصوصا ان نقاشا مستفيضا دار في طهران وكواليس الحزب اللبناني حول انعكاسات سقوط الأسد على ما يسمى بمحور الممانعة وحول التخفيف ما أمكن من سلبيات هذه الانعكاسات ما دامت الامور كلها تسير في اتجاه تغيير النظام». وتفسر المصادر سبب تراجع حدة المواقف المؤيدة لبشار الأسد بين طهران والضاحية الجنوبية لبيروت بانها جزء من اعادة تموضع للتحول تدريجيا من الانحياز الاعمى للنظام السوري ضد الشعب السوري الى منطقة تخفيف الخسائر. ويمكن في هذا الاطار ادراج المواقف التي عبر عنها مسؤولون إيرانيون كبار في محادثات مغلقة مع نظرائهم الخليجيين، اضافة الى نأي «حزب الله» بنفسه عن مناصرة الشبكات السورية التخريبية في لبنان بعدما بدأت تفاصيلها بالانكشاف تدريجيا.

وتعتبر المصادر ان بقاء الجيش السوري موحدا وتوليه عملية انتقالية سياسية «موضع ترحيب أميركي واوروبي، بل ان الأميركيين ومنذ اللحظة الاولى للثورة السورية لم يخفوا رغبتهم في رؤية مجموعة من الضباط من رتب عالية ومن مختلف الطوائف تدخل الى القصر الجمهوري في سورية وتطلب من الأسد التنحي. فبقاء الجيش السوري موحدا يشكل ضمانة ايضا للحدود الإسرائيلية اذ ان الفوضى يمكن ان تنتج مجموعات متطرفة وخارج اطار السلطة المركزية تهدد حالة الاستقرار القائمة منذ عقود في ما يتعلق بجبهة الجولان. اما روسيا والصين فبقاء دور لجيش موحد اكثر من ضروري لهما نظرا للاتفاقيات والمعاهدات ونوعية الاسلحة الموجودة». وذكرت المصادر ان الأسد ابلغ محاوريه الروس والإيرانيين الذين نقلوا الاقتراح اليه بانه موافق وغير متمسك بالسلطة لكنه لا يريد تسليم البلاد للارهابيين والفوضى، حسب تعبيره، وان الوقت الذي يقضيه في مواجهة المسلحين سيوفر امكانات اكبر للحل المطروح. «لكنه في الوقت نفسه يدفع بالجيش السوري للقيام بعمليات دموية اكثر من ذي قبل ويستخدم الطائرات بشكل عنيف ويزج بالجنود النظاميين في معارك القرى بل يكلفهم احيانا بمهمات الشبيحة، وكأنه يريد احراق الحل تماما وخلق أمر واقع تتسع فيه الهوة اكثر بين الجيش والناس... وهو الأمر الذي بدأ يفقده صدقيته تماما في موسكو وطهران». وكشفت المصادر ان العميد مناف طلاس الذي غادر النظام قبل اسابيع من دون ان تفتح وسائل الاعلام السورية الرسمية النار عليه كما فعلت مع غيره اجرى سلسلة محادثات مع ضباط كبار في الجيش السوري ومع نظرائهم في الجيش الحر بدأها بالدعوة الى التخفيف من التطرف في المواقف والبحث عن قواسم مشتركة للاتفاق في مرحلة سقوط النظام وما بعدها «لكنه لم يفصح عن نتائج جهوده التي باركتها دول خليجية اضافة الى فرنسا». وختمت المصادر بالقول ان خيارات الاماكن التي سيلجأ اليها الأسد وعائلته محدودة «انما لا يستغرب احد ان قرر اللجوء الى دولة خليجية لطالما هاجمها وحلفاءه ووسائل اعلامه، لانه يعتبر ان مسؤولي هذه الدولة هم الوحيدون الذين ان تعهدوا التزموا وان وعدوا صدقوا».

 

الخبير القانوني الدكتور انطوان صفير لـ"اخبار اليـوم": الحصانـة لا تعني ان النائب متفلّت مــن العقاب

 المادة 39 تنص على أنه لا يمكن ملاحقته طوال مدة ولايته نسبة لارائه

المجلس يحدد ما إذا كانت مواقف المرعبي تعتبر مسّاً بالسلم الأهلي

استبعد الموافقة على الطلب راهنا حيث الإصطفاف السياسي حاد

على جميع النواب ان يربأوا بنفسهم عـن المسّ بالمؤسسة العسكرية

 24/8/2012 – (أ.ي) – توقف الخبير القانوني الدكتور انطوان صفير عند قضية إحالة طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي الى المجلس النيابي، موضحاً ان الحصانة النيابية التي نصّت عليها المادة 39 من الدستور تعني ضمانة معينة تعطى للنائب أثناء مدة ولايته ليقوم نيابة عن الشعب اللبناني، أياً كانت الدائرة التي انتخبته، في التشريع ومراقبة الحكومة والإدلاء برأيه كنائب عن الشعب.

وقال صفير، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، هذه الضمانة تعطى عبر الدستور والقوانين المرعية الإجراء، ولكن هذا لا يعني ان النائب متفلّت من العقاب، بمعنى انه لا يمكن ان يدلي بما يريد وقد يكون لرأيه أثاراً سلبية على المجتمع الداخلي او الاقتصاد او السياحة او العلاقات بين الطوائف او السلم الأهلي.

وأضاف: المادة 39 واضحة في هذا الإتجاه، إذ تنص على أنه لا يمكن ملاحقة النائب طوال مدة ولايته نسبة للآراء التي يدلي بها أثناء هذه الولاية.

وعن الموضوع المطروح اليوم، قال صفير: في الشكل، طبعاً باستطاعة وزير العدل إحالة ما يشاء على مجلس النواب باعتبار ان الموضوع أتى في سياق المؤسسات الدستورية حيث قيادة الجيش معنية بتصريحات النائب المرعبي لجهة اعتبارها ان إطلاق المواقف ضدها يعتبر مسّاً بالسلم الأهلي في لبنان.

وتابع: لكن في المقابل، هذه الإحالة لا تعني مجلس النواب بالمطلق، إلا من خلال القرار الذي سيتخذه.

وأوضح صفير ان مجلس النواب هو سيّد نفسه وهو من سيقرّر ما إذا كان هذا الجرم جرماً يُعاقب عليه برفع الحصانة. أما إذا رأى مجلس النواب خلاف ذلك فالموضوع يبقى في مكانه.

ولفت الى أن البحث في الإحالة يبدأ من هيئة مكتب المجلس ثم لجنة الإدارة والعدل وخلال 15 يوماً ينتقل الى الهيئة العامة للمجلس.

وأشار صفير الى أن موضوع رفع الحصانة النيابية دقيق، وعندما يريد مجلس النواب اتخاذ قرار بهذا الشأن أكان بالنسبة الى المرعبي او سواه، فهناك عرف ينطلق من سوابق، حيث الحصانة رفعت نتيجة قضايا جزائية كقضية النائب السابق يحيى شمص، مشيراً الى أن المجلس النيابي منذ الإستقلال حتى اليوم شهد ثلاث حالات رفع الحصانة لكنها كلها كانت استناداً الى ملفات جزائية، ولم ترفع الحصانة نتيجة آراء معينة خلال مدة نيابته.

ولفت الى ان تحديد ما إذا كانت مواقف المرعبي تعتبر مسّاً بالسلم الأهلي، فهذه سلطة استنسابية معطاة للمجلس النيابي ليتخذ القرار المناسب.

وأبدى صفير اعتقاده انه من الناحية السياسية أن على جميع النواب أياً كانت اتجاهاتهم السياسية ان يربأوا بنفسهم عن المسّ بالمؤسسة العسكرية، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن الإنتقاد، ولكن من خلال ما يحفظ ويصون المؤسسة العسكرية.

ورداً على سؤال، استبعد أن يوافق مجلس النواب على رفع الحصانة عن المرعبي لا سيما في هذه المرحلة حيث الإصطفاف السياسي حاد، وبالتالي لن يتخذ الموضوع منحى تنفيذياً.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الدعوى تبقى سارية المفعول بعد انتهاء ولاية المرعبي وعدم انتخابه مجدداً، أجاب صفير: لا يمكن ملاحقته عن المواقف التي أدلى بها أثناء مدة ولايته، وليس لا يمكن ملاحقته اثناء مدة ولايته، إذ يمكن ملاحقة النائب بقضايا مدنية او مالية أثناء ولايته وبعدها.

 

سيمون ابو فاضل- حرب طرابلس انتقاماً لتوقيف سماحه ورداً على سليمان وميقاتي...!

القانون الانتخابي لـ 8 آذار لن يوصلها الى أهدافها للحصول على الغالبيّة

الديار/لا يسقط الاهتمام الرسمي والسياسي بأحداث مدينة طرابلس، متابعة مسار قانون الانتخابات النيابية الذي اقرته الحكومة وفق صيغة تأتي مكملة للانقلاب واهدافه الذي اقدمت عليه سوريا وحلفاؤها في قوى 8 آذار، من خلال اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري قبيل ندلاع شرارة «الربيع العربي» وما يحمل من انعكاسات مباشرة على القوى الممانعة له داخلياً وخارجياً.

فاذا كان الهدف من تفضيل قوى 8 آذار للصيغة المعتمدة من قبل الحكومة على ايّ تصورات اخرى، من رجل ضرب قوى 14 آذار وتخسيرها رغماً عنها في عدد من الدوائر على خلفية الصيغة الهجينة التي دمجت بين التقسيمات وبين اعتماد النسبية، فان انطلاق احداث طرابلس، وبحسب مصادر المعارضة، هو قرار واضح من جانب محور الممانعة الاقليمي والمناطقي من اجل اشعال الساحة اللبنانية تزامنا مع انهيار النظام السوري، دون الاسقاط من الاعتبارات المباشرة، القرار الهادف لضرب كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان كمحاسبة له على مواقفه الاخيرة من نظيره السوري بشار الأسد، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتأمينه الغطاء السياسي المتواضع لشعبة المعلومات في توقيفها ميشال سماحة وضرورة ترك هذا الملف على عاتق القضاء، ومن ثم مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي بصفته مسؤولاً عن رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن، الذي ضبط الموقوف سماحة قبل تنفيذ العمليات التي كان يحضر لها في الشمال اللبناني وتحديدا منطقة عكار.

اذ في صفوف قوى 14 اذار، من يجد في احداث طرابلس، استكمالاً للمضي في سياسة القضاء على آخر مقومات وهيكلية الدولة، واشعال الساحة الداخلية لتوظيف هذه الاحداث لصالح النظام السوري الذي لا يزال يراهن، على امكانية استعادة انفاسه الدولية اذا ما اجاد استعمال الورقة اللبنانية المشتعلة، في موازاة عدم التوقف عن محاولات السيطرة الكاملة بطابعيها الدستوري والشعبي على الدولة اللبنانية من زاوية اقرار قانون الانتخابات الذي انتجته قوى 8 اذار الحكومية ورفضه وزراء جبهة النضال الوطني التي يرأسها النائب وليد جنبلاط بعدم التصويت لصالحه في مجلس الوزراء، في حين سعى الرئيس سليمان لتجميل هذا القانون شكلياً، برفضه التقسيمات التي اعتمدت في دوائر جبل لبنان، لناحية ضم الدوائر «على بعضها»...

الا ان المتابعين لمساري احداث طرابلس وقانون الانتخابات النيابية، حتى اقرار المجلس النيابي لصيغته النهائية، يقولون ان قوى 8 آذار خسرت حتى حينه معركة قانون للانتخابات مفصل على قياسها من اجل تخسير قوى 14 اذار، وادخال البلاد في نظام سياسي خاضع كليا لقوى الممانعة الداخلية، والتي لم تصدر حتى حينه موقفاً واضحاً من احداث الشمال، لادخالهم في حساباتهم احتمال انهيار الدولة نهائياً اذا ما توسعت هكذا اعمال وعجز الجيش اللبناني عن تطويقها وضبطها بحيث تسقط البلاد كلياً، تحت وصاية «حزب الله» الذي يقبض على مقدرات وقرارات البلد على اكثر من صعيد، وهو حساب يتشابه مع حساباتهم لاعتماد قانون الانتخابات الذي اعدته الحكومة، اذ باتت احداث الشمال والاهداف من قانون الانتخابات بمثابة وجهين لعملة واحدة، اذ في اهداف القوى هذه وضع البلاد كلياً تحت قبضتها.

واذا كان من المستبعد ان تحقق قوى 8 اذار فوزاًَ من خلال احداث طرابلس التي اشعلتها فان النتيجة ذاتها ستلقاها في المجلس النيابي الذي سيخرج قانونا للانتخابات مغايراً عن الذي تأمله قوى 8 اذار بنوع خاص، اذ رغم عدم ظهور تحركات علنية لتنسيق المواقف، فالواضح حسب قطب سياسي في قوى 14 اذار المسيحية، بأن العديد النيابي للقوى التي ترفض قانون الحكومة المفخخ قادرة على اسقاطه في مجلس النواب، وان فرضت الظروف الامنية استمرار غياب الرئيس الحريري والنائب عقاب صقر، لكونها تمتلك العدد المطلوب لترجح الكفة لصالحها بالتضامن او التحالف مع النائب جنبلاط وكتلته والنائب ميشال المر والى جانبه النائب نائلة تويني.

وقد بدا واضحا أن الكثير من التلاقي بين القوى الرافضة لقانون الدوائر الخمس عشرة، تجمعها تطلعات موحدة، تبقى اكثر من التباينات، فرفض كل من الرئيس الحريري والنائب جنبلاط لقانون النسبية، يجعلهما يلتقيان مع كل من الرئيس امين الجميّل والدكتور سمير جعجع الرافضين لهذا الأمر، في حين ان قواسم مشتركة تجمع مع اخرين، كأن يؤيد الدكتور جعجع والنائب المر، اعتماد الدوائر المصغرة، مع ملحقات، اذ للقوات توجه بنقل مقعد الاقليات من الدائرة الثالثة الى الدائرة الاولى واعتبار بلدة دير الاحمر وجوارها دائرة انتخابية مستقلة من اجل تصحيح التمثيل المسيحي عنها، وكذلك هو الامر مع المناطق المسيحية في الجنوب اللبناني، المفترض ان يحترم صوت ناخبيها من خلال اعتماد تقسيمات مصغرة وقد عمدت القوى المسيحية الرافضة للقانون الحكومي، هذه المرة، الى اعطاء الموقف الأولي الرافض لهذا القانون للقواعد الشعبية والمناطقية، على غرار نواب الدائرة الأولى الذين اجتمعوا في مكتب النائب ميشال فرعون، مع الفعاليات المناطقية التي اعربت عن رفضها للقانون والى ذلك دمج منطقة الباشورة مع مناطق هذه الفعاليات، في حين كان موقف النائب المر نتاج اجتماع رؤساء واعضاء البلديات والفعاليات والمخاتير في القضاء، الذين رفضوا دمج قضائي المتن الشمالي والجنوبي، وطالبوا بتقسيمات اصغر من الدائرة المعتمدة حالياً، الا انه في المحصلة، فان رفض القانون الحكومي من قبل القوات اللبنانية كعصب اساسي شعبي وسياسي في محورها وحزب الكتائب بما له من حضور وكذلك النائبين المستقلين في قوى 14 اذار المسيحية بطرس حرب وروبير غانم، يرفضون بالجملة او بالمفرق القانون الذي اعدته الحكومة، فيكونون في المحصلة حسب المراقبين متقاربين مع توجيهات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وكذلك لجنة بكركي، لكون هذا المنحى يصب في خانة تحرير الناخب والمرشح المسيحي ويفرز تمثيلاً مسيحياً افضل واصح، في مقابل ابتعاد التيار الوطني الحر عن هذا التفاهم لصالح الموافقة على قانون يحمل في طياته كل الاسباب لكي لا يحظى بتأييد بكركي التي فوجئت بهذه الصيغة المفخخة...

 

الشمال في عين العاصفة

علي حماده/النهار

لا يحتاج المراقب إلى عناء كبير كي يدرك ان العمل على تفجير الشمال اللبناني قائم على قدم وساق. فمنذ اشهر طويلة لا تتوقف محاولات تحويل المنطقة وعاصمتها طرابلس الى منطقة اضطرابات دائمة. ومع اشتداد الازمة في سوريا بدا واضحا ان العمق الانساني الطابع للثورة يشكل شوكة في خاصرة نظام في سوريا. واكثر من ذلك فالقاعدة الشعبية في الشمال مؤيدة للثورة، ومناوئة للنظام وتعتبر ان الثورة السورية هي ثورة كل العرب واولهم لبنان ضد الظلم والقتل في حق ملايين السوريين. لن نتحدث عن المواجهات المفتعلة دورياً منذ مدة طويلة، ولا عن اغتيال الشيخين في الكويخات، ولا عن الشعور العام الذي يسيطر على سنّة لبنان بأن ثمة من يستقوي عليهم ويحاول ان يحولهم رعايا مغلوبين في بلد تعتبر فيه التوازانات الدقيقة مقدسة. ولن نتحدث عن ظاهرة بعل محسن التي تحولت مع الايام ثكنة عسكرية او قل قلعة متقدمة لنظام بشار الاسد و"حزب الله". ولن نتحدث عن معلومات تشير الى ان "حزب الله" نصب في مناطق غير اسلامية مطلة على طرابلس مدفعية من أعيرة مختلفة لاستخدامها ساعة تحين الساعة. ولن نتحدث عن هزال التمثيل الطرابلسي في الحكومة مع ان الحصة العددية كبيرة، بل سنتحدث بكلمة مختصرة عن قيام بعض قيادات طرابلس الرسمية بتوزيع الاموال منذ مدة غير قصيرة على العديد من الشلل المسلحة في المدينة في محاولة تأسيس حالة مسلحة عائلية الطابع لفريق ٨ اذار، وهي ليست بعيدة عن "حزب الله" الذي يتسلل الى الشمال وطرابلس عبر المال والسلاح والحمايات ظاناً ان في استطاعته اختراق البيئة المعادية له وللنظام في سوريا. ثمة أيد كثيرة تتلاعب بالشمال اللبناني وعاصمته. والواضح من خلال كل ما حصل في المدة الاخيرة ان ثمة هدفا كبيرا يتلخص بتحويل المنطقة بؤرة قلاقل ومواجهات تنقل بعضا من الاحتقان السوري الى بلاد الارز. وما مؤامرة ميشال سماحة التفجيرية التي اجهضت قبل حصولها سوى الدليل الساطع على أن بشاراً ومن معه لا يردعهم شيء. بل ان حلفاء النظام وفي مقدمهم " حزب الله" ماضون في العمل على خطين في لبنان:

أولاً - خطة احكام سيطرة على الدولة ومؤسساتها، وتعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التابعة لمحور طهران - دمشق، والقيام بعمليات تذكيرية لكل من يتأرجح، بقدرة الفريق على استخدام الشارع مسلحا (آل مقداد نموذج حي).

ثانياً - مواصلة الضغط في الشمال تارة بالقتال الطرابلسي، وطورا بالضغط على منطقة عكار من جهات عدة إن من سوريا او من المناطق المحاذية التي يمسك بها "حزب الله".

في مطلق الاحوال، ثمة قرار كبير اتخذه النظام في سوريا وحلفاؤه في لبنان عنوانه: تفجير الشمال.  وسؤالنا موجه الى رئيس الحكومة الطرابلسي الشمالي: هل يأتي يوم وينشق فيه عن بشار فيساهم في منع تفجير الارض التي يقول إنه ابنها؟

 

سوريا إلى أين... لبنان إلى أين؟ ومعركة حلب تحدد الموقفين الروسي والأميركي

اميل خوري/النهار

من أين يبدأ المبعوث المشترك الاممي – العربي الجديد الاخضر الابرهيمي لاخراج سوريا من الحرب الداخلية. هل يبدأ من حيث بدأ سلفه كوفي أنان فانتهى باعلان فشله؟ هذا هو السؤال المطروح ولا جواب عنه حتى الآن. ثمة من يقول إنه لن يبدأ من نقطة طلب تنحي الرئيس بشار الاسد أولاً لأن الخلاف حاد حولها داخلياً وخارجياً، إنما قد يبدأ من نقطة تشكيل حكومة انتقالية حتى اذا تم التوصل الى اتفاق على تشكيلها يصبح موضوع تنحي الرئيس الاسد ونقل صلاحياته الى هذه الحكومة مطروحاً كي تستطيع اتخاذ الاجراءات التي تتطلبها عملية الانتقال بحيث تبدأ بالدعوة الى اجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد ينبثق منها مجلس نيابي ينتخب رئيساً للجمهورية  وتأليف حكومة جديدة تتولى وضع دستور جديد للبلاد يعتمد التعددية والنظام الديموقراطي الصحيح.

لكن هل في الامكان التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة بالسرعة المطلوبة كي تنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية، واذا لم يتم التوصل الى هذا الاتفاق فما العمل؟

وثمة من يقول ان لا أمل في حل سياسي لما يجري في سوريا، انما بات الحل عسكريا وان طال أمده لان أياً من الطرفين المتقاتلين لن يرضى بصيغة حل سياسي ما دام طرف يصر على مناقشة هذا الحل على طاولة الحوار بوجود الرئيس الاسد، وطرف آخر يرفض ذلك ويصر على عدم مناقشة أي حل بوجود الرئيس الاسد وإنما بعد تنحيه، وفي أقصى حد بعد تشكيل حكومة تنتقل اليها صلاحيات الرئيس.

أما الدول المعنية بوضع سوريا، وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية ومن معها، وروسيا ومن معها فتتريث لاتخاذ موقف من هذا الوضع، منتظرة الآتي:

أولا: ما ستسفر عنه مهمة المبعوث الاممي – العربي الجديد الاخضر الابرهيمي. ثانيا: ما سيقرره مجلس الامن في ضوء ما ستسفر عنه مهمة الابرهيمي سواء كانت نتائجها سلبية أم ايجابية، لمعرفة ما اذا كانت الدول الاعضاء في المجلس ستوحد موقفها في اتخاذ قرار قابل للتنفيذ بدءاً بوقف تام لاطلاق النار. ثالثا: انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية علَّ الادارة الاميركية الجديدة يكون لها موقف مما يجري في سوريا يختلف عن موقف الادارة الحالية بحيث تلتقي في الرأي مع روسيا في ايجاد حل سياسي أو حتى عسكري في سوريا. رابعاً: انتظار نتائج المعارك الدائرة بين الطرفين في سوريا، ولا سيما في حلب، كي يبنى على الشيء مقتضاه. فاذا انتصرت المعارضة فان انتصارها يجعل روسيا ومن معها، تراجع موقفها وتعيد النظر في شروطها ومطالبها. واذا لم تنتصر المعارضة فقد تعيد الولايات المتحدة الاميركية ومن معها النظر في موقفها، بحيث تلتقي عندئذ وروسيا على حل مشترك للوضع في سوريا كأن لا يتنحى الاسد الا بعد تشكيل حكومة انتقالية تحول دون حصول فراغ وفوضى. اما اذا ظلت المعارك سجالا بين الطرفين ولم يتمكن أي طرف من التغلب على الطرف الآخر، وتعذر حتى ايجاد مناطق عازلة فان هذا يدخل الوضع في سوريا مرحلة “اللبننة” التي لم تنته الا باتفاق عربي ودولي على تلزيم سوريا وقف الاقتتال في لبنان بقرار صدر عن قمة عربية، فان مثل هذا الاتفاق يصبح مطلوبا لتلزيم وقف الاقتتال في سوريا لدولة او لمجموعة دول. خامسا: انتظار مدى اتساع دائرة الانشقاقات عن المؤسسات العسكرية والمدنية، حتى اذا ما توسعت يكون انهيار النظام قد تحقق من الداخل فلا تعود ثمة حاجة للبحث عن حل سياسي أو حل عسكري، بل يفرض الواقع نفسه فيتحمل السوريون مسؤولية البحث عن نظام بديل وحكم بديل. فاذا تعذر عليهم ذلك بسبب تجاذبات داخلية وخارجية، فان سوريا تدخل عندئذ في فوضى عارمة كالتي تسود العراق.

يبقى السؤال المهم: الى أين سوريا لكي نعرف الى أين لبنان؟

 

عون: السعودية وقطر وتركيا تهدد وجودنا

المستقبل/زعم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "السعودية وقطر وتركيا تهدد وجودنا، خصوصاً بعد نشوء النظام السياسي الحالي في تونس". وطمأن اللبنانيين بأن "الحوادث الأمنية التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية لن تجتاز حدود تلك المناطق"، معتبراً أن "الفريق السياسي الذي ينتمي إليه التيار الوطني الحر استطاع أن يظهر قدرة على احتواء هذه الأحداث وعلى مواجهتها وإخمادها إذا ما دعت الحاجة". شارك عون في اجتماع أعضاء مجموعة "Seven" في فندق "غراند هيلز" ـ برمانا أمس، للاحتفال بالعيد الاول لاطلاق المجموعة، الممولة لـ"التيار الوطني الحر"، وهدفها "بناء قاعدة ثابتة من المحازبين والمناصرين تتكفل بتأمين تمويل ثابت وذاتي للتيار الوطني الحر وبالتالي تمكينه من الحفاظ على حرية قراراته". وألقى كلمة قال فيها: "لبنان يتفاعل وينفعل مع الأحداث التي تحصل في البلدان المحيطة به وخصوصاً في سوريا لأن البلدين متجاوران ولديهما مصالح مشتركة من حيث الحدود ومجاري المياه والتبادل التجاري، هذا بالإضافة إلى التقارب العائلي بينهما". واشار الى ان "كل هذه الأمور دفعت التيار الوطني الى إقامة أفضل العلاقات مع سوريا ولكن بطريقة متكافئة". ورأى ان "لبنان يعيش في خطر، وهذا الخطر يأتي من الخارج أكثر منه من الداخل، لأن الأطراف التي تريد الحرب في الداخل لا تستطيع افتعالها، فيما الأطراف القادرة على إشعال الحرب لا تريدها"، لافتاً الى أن "هؤلاء يراهنون على الخارج أي على أميركا وأوروبا لأنهم يعتقدون أن هذه الدول ستساعدهم على كسب المعركة في الداخل، في حين أن هذه الدول لا يهمها سوى مصلحة إسرائيل ضد لبنان منذ لحظة نشوئها وحتى يومنا هذا. كما أن السعودية وقطر وتركيا مرتبطة بهذه السياسة الغربية، ما يعني أن كل هذه الدول تهدد وجودنا، خصوصاً بعد نشوء النظام السياسي الحالي في تونس والذي انتقل ليجتاح سوريا ومنها إلى عكار، فطرابلس". وذكر بتنبيهه الحكومة اللبنانية بأنها "تستطيع أن تتبع سياسة النأي بالنفس في ما يخص الأحداث التي تحصل في سوريا، ولكنها لا تستطيع أن تنأى بنفسها عما يحصل في عكار وطرابلس خصوصاً بعد دخول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق"، مؤكداً أن "الشعوب الصغيرة هي مثل أحجار الشطرنج، تتناقلها أنامل الكبار، وجل ما تستطيع أن تفعله هو أن تعرف دورها وتحفظ رأسها إلى أن تتغير اللعبة أو يتغير اللاعبون".

 

عون يتوجس من سليمان والراعي.. ويلتزم الصمت في ملف سماحة

جليل الهاشم/المستقبل

أبدت مصادر سياسية لبنانية إستغرابها للصمت المطبق الذي يسود صفوف العونيين، خصوصا، جنرالهم ميشال عون، منذ توقيف الوزير النائب السابق ميشال سماحة بجرم إدخال متفجرات الى لبنان من سوريا والتخطيط لاشعال فتنة في شمال لبنان وإغتيال شخصيات مدنية وسياسية وعسكرية ودينية. مراقبون عن قرب من اوساط الرابية قالوا إن عون يعيش هذه الايام هستيريا كوابيس عدة، خصوصا بعد إكتشاف "مخطط سماحة"، الذي وصفه عون بـ"الخنفشاري"، حيث بلغت مسامع الجنرال وعونييه، تراجع نسبة مؤيديهم في صفوف المسيحيين 7% منذ توقيف سماحة.

ويضيف المراقبون ان عون حائر هذه الايام بين تسديد فواتير تحالفاته، مع نظام دمشق خصوصا، الضغوط التي تُمارس على عون لاخراج سماحة من السجن او في الحد الادنى طمس معالم ملفه الاجرامي، والتعمية عليه، والحد من التداعيات السياسية لإكتشاف المخطط الإرهابي. الجنرال، تشير معلومات، تلقى إتصالا من القيادة السورية، في اعقاب توقيف سماحة، يطلب منه المتصل، التدخل وفي أسرع وقت ممكن من اجل، مساعدة سماحة، وكان رد الجنرال مرتبكا، ووجد المخرج بأنه "سينتظر القضاء"، وبأنه أيضا، سوف يستشير وزير العدل شكيب قرطباوي في ما يمكن التعويل عليه، من اجل الحد من أضرار ملف سماحة. وتسير المعلومات الى ان عون نجح عبر قرطباوي في تأجيل عرض المضبوطات من متفجرات متعددة الانواع والاشكال مع سماحة، ولكن هذا التوقيف، يسقط قانونا، مع صدور القرار الظني وإدانة سماحة. وإذا كانت هذه حال الجنرال مع ملف سماحة، فهناك ملفات أخرى تقض مضاجعه، خصوصا، على جبهته المسيحية، حيث يراقب الجنرال، كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعين، وعين أخرى على الصرح البطريركي في بكركي.

فعلى جبهة سليمان، تشير معلومات الى ان عون بدأ يقرأ ما يصفه بالتحول الذي طرأ على مواقف الرئيس منذ خطابه في المدرسة الحربية، وصولا الى مواقفه الاخيرة في جبيل.

سليمان من اكثر الذين يخيفون الجنرال، فالرئيس اعلن أنه ليس مرشحا، للتجديد، ولا يدعم ترشيح أي قريب او صديق للانتخابات النيابية، وتاليا لا يمكن إطلاق النار على الرئيس سليمان الذي يطلق مواقف تصب في خانة بناء الدولة ومؤسساتها، والامنية خصوصا، التي خرج منها عون، وسليمان على حد سواء.

وما أثار قلق الجنرال هو الموقف السيادي الذي أطلقه سليمان بشأن إنتظاره إتصالا من نظيره السوري بشار الاسد يوضح في خلاله الاسد له ملابسات ملف سماحة، خصوصا، ان الرئيس سليمان، أوفد عبر وسطاء، الى القيادة السورية، سؤالا إستيضاحيا بشأن ماهية الملف الإجرامي لسماحة، فلم يلق سؤاله جوابا.

وعلى خط مواز يراقب عون بحذر حركة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يعتبر انه يتناغم الى حد التطابق بمواقفه مع الرئيس سليمان، وان الراعي أيضا، حسب معلومات اوساط الرابية، أنجز الكثير في مسيرة تكريس ثوابت الكنيسة المارونية، وشرعة عملها السياسي، وهو تاليا سيلتزم الإقامة في الصرح البطريركي، لإدارة شؤون الكنيسة الوطنية والعامة والادارية، فضلا عن موقعه الديني على رأس كنيسة إنطاكيا وسائر المشرق.

اوساط الرابية، تعتبر ان تحولا ما، طرأ على موقف البطريرك الراعي، منذ اللقاء الذي عقده مع مسيحيي قوى 14 آذار، وتم إستكماله في الزيارة الراعوية الى قضاء عكار، التي سعى الكثير من العونيين الى إقناع البطريرك الراعي بالعدول عنها، خصوصا بعدما أشاعوا أكاذيبهم عن تنظيمات أصولية وإرهابية تسيطر على الارض العكارية، وتريد شرا بالبطريرك الراعي وبالمسيحيين في عكار والشمال.

رد البطريرك الراعي، جاء حاسما، الزيارة ستتم في موعدها، خصوصا في ظل إنكشاف مخطط سماحة، وضرورة الرد عليه بتأكيد لحمة اللبنانيين عموما والشماليين خصوصا في وجه مخططات الفتنة و"أيادي الشر" كما وصفها البطريرك الراعي. وفي سياق متصل، بلغت مسامع العونيين الاصداء الايجابية للزيارة الراعوية الى عكار، والانفتاح على بكركي، كما يريده البطريرك الراعي، وعلى طريقته في تكريس ثوابت الكنيسة المارونية، وشرعة عملها السياسي، التي شارك الراعي في إعدادها، خصوصا ان البطريرك يعمل على إنجاح زيارة قداسة الحبر الاعظم الى لبنان، وهو يريد مشاركة المسيحيين جميعا في إستقبال قداسة البابا، ويصر على الدور التاريخي لبكركي بوصفها الحاضنة لجميع أبنائها، وليس لفئة منهم على حساب أخرى. القلق العوني يزداد ايضا، في إعتبار ان الثنائي سليمان الصرح البطريركي، يخلقان مناخا مسيحيا، لا يبشر بالخير للعونيين، خصوصا في الملف الانتخابي، حيث أن الغطاء الذي يؤمنه الثنائي، يتيح للمستقلين المسيحيين، الخروج من الاصطفاف بين ثنائية 8 و 14 آذار، ما يعني مرشحين قادرين على منافسة وكسر احتكار التيار العوني للتمثيل النيابي في الاقضية المسيحية، خصوصا ان قوى 14 لا تتعارض في توجهاتها مع التوجهات المتصاعدة للثنائي سليمان الراعي.

 

كلام كثير وفٍعل قليل في دعم الثورة السورية

أسعد حيدر/المستقبل

عظيم الشعب السوري ومظلوم. عظيم لأنه ثار ويقاتل ويصمد منذ سنة ونصف. مظلوم لأنه وحيد، يدعمه الجميع بأقوى العبارات وأخف ما يمكن من الدعم. حتى الآن يقاتل الشعب السوري وصدره مكشوف، وسط خلل في موازين القوى بينه وبين النظام الأسدي، لا مثيل له. ممنوع على القوى الثائرة من السوريين أن يتسلحوا، تارة بحجة وجود مجموعات من "القاعدة"، وتارة من الخوف على الأقليات. في الواقع، كل الأطراف حليفة للثورة بالكلام، في حين يضخ حلفاء النظام أقصى ما لديهم وعندهم من وسائل سياسية ومالية وعسكرية. مهما صفت النوايا ومهما بلغ منسوب البراءة، فإن ما يجري هو مساهمة مباشرة أو غير مباشرة أو قبول بالعجز في تدمير سوريا. كأنه كُتب على سوريا الدمار حجراً حجراً، وان تغرق في ضعفها. مهما فعل السوريون يلزمهم أكثر من عشر سنوات بعد الاستقرار لإعادة بناء ما تهدم، والعودة لاعباً. العراق الثري بالنفط بالكاد بدأ يعيد ما تهدم، فكيف بسوريا الفقيرة التي استنزفها الأسد الأب والأسد الابن عندما جعلا من عائدات نفطها سراً أسدياً لا يعرف به إلاّ المنجّمون.

يكفي لمعرفة تدني تسلح الثوار السوريين مراقبة نوعية السلاح المتقدم والممتاز في طرابلس، والتخلف النوعي والكمي في سوريا. لو لم يكسر السوريون حاجز الخوف منذ أشهر طويلة لما صمدت الثورة أسبوعاً واحداً. مصيبة هذه الثورة في سوريا ليس فقط الخبث المرتفع غربياً وعربياً وانما أيضاً في تدني مستوى المعارضات السورية سياسياً وأحياناً أخلاقياً، كإن قيادات هذه المعارضات من كوكب آخر غير سوريا. لو كان لدى قيادات المعارضات السورية مقدار ذرة من الإخلاص للثورة أكثر مما لديهم من الحب لذاتهم ومواقعهم لما غادروا أي قاعة تجمعهم إلا وهم موحّدون ولو في مجلس موسع حول الحد الأدنى مما هو مطلوب لإنقاذ سوريا. تشرذم المعارضة السورية قاتل. سبق وان خسرت الثورة السورية ضد فرنسا بسبب تشرذم قياداتها ومحاصرتها أيضاً من الخارج، فانتصرت فرنسا عسكرياً إلى حين تغير الأوضاع الداخلية والخارجية.

انتهاء العطلة الصيفية في العالم، خصوصاً في أوروبا، أعاد تنشيط الأجواء السياسية، ووضع الملف السوري على الطاولة. باريس تبدو متحمسة للقيام بمبادرة. الرئيس فرنسوا هولاند يريد لكنه لا يقدر. إعادة السيناريو الليبي الذي نفذه سلفه نيكولا ساركوزي، شبه مستحيل. الجيش السوري موجود وهو في جانب منه ما زال قوياً قادراً على إلحاق خسائر في أي قوة ضاربة في زمن اعتاد فيه الغرب على صفر ـ خسائر. فرنسا وأي دولة أوروبية حليفة معها غير قادرة على التدخل في سوريا. يجب أن تقود الولايات المتحدة الأميركية أي حملة عسكرية، وهي ليست في وارد القيام بذلك، لأن الحملة الانتخابية الرئاسية بدأت، ولأن روسيا لن تقبل أي عمل عسكري خارج الأمم المتحدة، التي تمسك بمفتاح قرارها. الفيتو جاهز طالما أن الحل لا يرضيها.

يجب تقطيع الوقت وملء الفراغ طوال الشهرين القادمين أي إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية. بعد ذلك إذا أعيد انتخاب أوباما يصبح حراً وقادراً على اتخاذ القرار المناسب، أما إذا ربح رومني فإنه يجب انتظار شهرين إضافيين للتعامل مع التشدد الجمهوري المعروف. في هذه الأثناء لن تقف فرنسا مكتوفة الأيدي. من الواضح انها ستتتحرك سياسياً وديبلوسياً. تستطيع فرنسا لعب دور رئيسي وفاعل مع المعارضات السورية على غرار ما فعلته بريطانيا مع المعارضات العراقية قبل الغزو الأميركي. على الأقل يمكن لباريس دفع المعارضات السورية للانضواء في مجلس موسع يتفق أعضاؤه على الحد الأدنى الذي يسمح بوحدة كلمة الثورة في الداخل والخارج معاً، فتسقط حجج كثيرة تحول دون دعمها سياسياً وعسكرياً. أيضاً تركيا التي تراجع دورها كثيراً طوال الأشهر العشرة الماضية، تبدو وكأنها تتوثب للعودة بقوة إلى الواجهة. يمتلك رجب طيب أردوغان الأسباب الكافية لتلعب تركيا دوراً هجومياً في مواجهة الأزمة في سوريا، كون الأسد اختار قذف "كرة النار" إلى داخل تركيا عبر دعمه لحزب العمال الكردستاني، فإن تطورات الأوضاع في سوريا أصبحت تعني مباشرة الأمن القومي التركي. أردوغان يملك الأسباب والوسائل لاستعادة زمام المبادرة في الأزمة السورية، دون قلق من المعارضة التركية. ما لم تشعر موسكو ومعها طهران، أن تحولاً عميقاً قد وقع في الغرب وعند العرب في كيفية التعامل مع الثورة في سوريا، فانهما لن تغيرا موقفهما، بالعكس ستزدادان تصميماً في دعم النظام الأسدي الذي لم يعد يهمه الرأي العام العالمي، فهو يستخدم حالياً الطيران الحربي ضد قرى ومدن عديدة علناً، مستعيداً التجربة الشيشانية في الدمار الشامل ولا أحد يعترض. مهما طالت المسافة بين البدايات والنهاية فإن النتيجة واحدة. نهر الثورة طويل وصبر الثوّار أطول.

 

الأسد يصُب زيته "الأخير" على نار طرابلس

المستقبل/كأنما كتب على طرابلس أن تدفع الفاتورة اللبنانية الأعلى ثمناً للثورة السورية القائمة ضدّ نظام القتل والإستبداد في سوريا. وكأنما أراد النظام الأسدي لمدينة التعايش أن تبقى البؤرة الأكثر توتراً والجرح الأغزر نزفاً لتقديمها في سوق المقايضة مع القوى الإقليمية والدولية حتى فك الخناق المضروب على عنقه. لا يختلف اثنان على أن النظام السوري الذي كان اللاعب الأمني شبه الوحيد على ساحات المنطقة ويحسب له ألف حساب، تحوّلت ساحته الى ملعب للقوى الإقليمية والدولية، وبات يستجدي القاصي والداني بما فيها إسرائيل من أجل تخفيف خناق شعبه عنه، ولعل الأمثلة ما زالت حيّة كيف أن نظام بشار الأسد حوّل في السنوات الأخيرة حياة العراقيين الى جحيم من خلال تدريب الإرهابيين في معسكراته ومدهم بالسلاح والعبوات الناسفة التي كانت تفجّر بين الأبرياء في العراق وفي المساجد والكنائس وحتى في العتبات الدينية التي هي من أقدس مقدسات حلفائه، وليس غائباً عن بال أحد كيف كان هذا النظام مع حليفه في طهران حرّك الحوثيين في اليمن الذين امتدت أيديهم الإجرامية الى أراضي المملكة العربية السعودية، فضلاً عن سيطرته الكاملة على حركة "حماس" في فلسطين وزرع الشقاق بين أبناء الشعب الفلسطيني ونسف قضيته لحساب مشروع إيران والبعث السوري، وحاول العبث بأمن مصر والأردن، وأشعل الساحة اللبنانية وكان الراعي الأول لأحداث السابع من ايار 2008 من أجل استجداء عودته الى لبنان.

المؤسف أن هذا النظام وبعد أن فقد كل هذا الأوراق دفعة واحدة، بات موقع نفوذه محصوراً في جبل محسن وبعض المربعات الأمنية سواء في ضاحية بيروت الجنوبية التي بدأت تشهد ولادة عصابات مسلّحة وأجنحة عسكرية للعشائر والعائلات اللبنانية المحسوبة عليه، وفي بعض المواقع العسكرية التابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة سواء في الناعمة أو قوسايا وغيرها، ولذلك هو لا يتردد اليوم في تحويل فقراء باب التبانة والبداوي والزاهرية والمنكوبين والقبة وكذلك سكان جبل محسن الأبرياء الى وقود لمحرقته، ولا يخجل بذلك طالما أنه حوّل شعبه الى كتل من اللحم والدماء في مجازره التي بدأت منذ الأيام الأولى للثورة، والتي لن تتوقف بالتأكيد قبل سقوطه والإجهاز عليه نهائياً.

لقد أثبتت مجريات الأحداث في طرابلس أن معادلة هذه المعركة أبعد بكثير من الخروقات الأمنية التي دائماً ما تبدأ من وكر النظام السوري في جبل محسن، وتمتد كالنار في الهشيم لتشمل كل طرابلس، إنما باتت خاضعة لمشيئة النظام الأسدي الذي تطارده هواجس الإنهيار في كل لحظة، وتتعقبه ضربات الثوار الى معاقله التي لم يعد يأمنها بعد الإنشقاقات ومحاولات الإنقلاب وانفضاض الأحباب واقرب المقربين من حوله، وليس أدل على ذلك من الاتفاقات الأمنية التي تبرم ليلاً في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويبددها بعد دقائق معدودة أصحاب القرار الحصري في إشعال طرابلس، وهذا الحال لم يتغيّر ويبدو أنه لن يتغيّر في المدى المنظور لأن الحل في طرابلس ليس سياسياً كما أنه ليس أمنياً ايضاً، فالسياسة عاجزة عن ترجمة إتفاقات وقف إطلاق على الأرض، والحسم الأمني مستبعد وغير مطروح حتى من الطرف الأقوى، لأن من يمسك بقرار الأكثرية الشعبية في طرابلس وبالقدرة على الحسم، يدرك أن ولوج هذه الدوامة هو مطلب نظام دمشق الساعي دوماً الى إشعال فتنة سنية علوية ما زال عاجزاً عن إشعالها في سوريا، ومن هنا فإنه بات مكتوباً على طرابلس أن تبقى في هذه الدوامة، بإنتظار سقوط النظام السوري الذي يسقط معه باقي الأدوات والعملاء في لبنان ومنهم رفعت عيد وزمرته اللذان يقفان دائماً وراء ما يحصل في طرابلس، والمشكلة أيضاً ان الأسد غير مقتنع بأن أزمته باتت حصرياً مع شعبه الذي انتفض على واقع الذل والقهر والإستبداد والإستعباد، وقرر العيش بكرامة وبحرية وهو يدفع الآن أغلى الأثمان من أجلها. وفي تقييمه للتدهور المستمر في طرابلس يرى مصدر أمني، أن "الوضع في طرابلس أكثر تعقيداً من أي وقت مضى". ويؤكد المصدر لـ"المستقبل"، أن "قرار الحرب والسلم في طرابلس هو الآن بيد الفريق السوري في طرابلس وخصوصاً "الحزب العربي الديمقراطي" ومسؤوله العسكري رفعت علي عيد، الذي ينقلب دائماً على كل إتفاقات وقف إطلاق النار". وقال "لم نعرف حتى الآن ما هي مبررات خرق وقف إطلاق النار، وإطلاق القذائف من جبل محسن على مناطق التبانة والزاهرية والقبة، واصطياد الناس بالقناصة في باب التبانة والملولة حيث الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار وسوريا". مبدياً إعتقاده أن "طرابلس لن تعرف الإستقرار قبل إنتهاء الأزمة في سوريا سلباً أو إيجاباً، لأن كل ما يحصل في طرابلس مرتبط سياسياً وعضوياً بالأحداث السورية".

 

السفير السوري علي عبدالكريم آخر "الولاة" السوريين في لبنان

كارلا خطار/المستقبل

لا شكّ في أن السفير السوري علي عبدالكريم علي سيكون آخر "الولاة السوريين" في لبنان. والى أن يسقط نظامه المستبد في سوريا أو يُطرد بشخصه من لبنان، يجهد الوالي بما استطاع من الإدلاء بمواقف وتصريحات وتخصيص زيارات الى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور للحفاظ على غنائم الباب العالي. متفائلاً يبدو السفير في تعاطيه مع التطورات الأمنية والسياسية على الساحتين اللبنانية والسورية. ويظهر بمظهر غير العابئ بتبعات أفعال نظامه الإجرامية على الواقع اللبناني. لكن ما أثار حنق السفير، وجعله يخرج عن صمته إزاء التطورات الإرهابية التي حشرت النظام السوري في "بيت اليك"، هو طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الرئيس السوري "الاتصال به لتوضيح ما تم توجيهه من تهم الى مسؤولين سوريين في قضية الوزير السابق ميشال سماحة لانه اتصل به عندما كان هناك اتهام سوري لشخصيات لبنانية في مسائل أمنية تتعلق بسوريا".

بعد أسبوع من الصمت، وزيارة "مقطوعة النفَس" أيضا الى حليفه وزير الخارجية عدنان منصور، أطل علي برأسه من عنق الزجاجة مفجّرا غضب رئيسه.. هكذا استعاض الرئيس السوري بشار الأسد عن الإتصال بالرئيس اللبناني ميشال سليمان "بردّ جريء" في غير محلّه على كلام سليمان مصرّاً على "العلاقة الأخوية التي تربط البلدين والتنسيق نرجو أن يبقى حاراً ومستمراً على مستوى القيادات". ولم يتردد في القول إن "ما يجري على الحدود بين لبنان وسوريا يعاكس تماماً سياسة النأي بالنفس التي تتبناها السلطات اللبنانية تجاه الوضع في سوريا".

الرئيس سليمان أظهر بالقول والفعل أن العلاقة "الأخوية" مقطوعة، وتحوّلت الى علاقة جديّة ووطنية تمسّ هيبة الدولة بينه وبين رأس النظام السوري. فللمرة الأولى منذ العام 2008، لم يتصل سليمان بالأسد لتهنئته بحلول العيد، وكان آخر اتصال بينهما قد حصل بعد الانفجار الذي وقع في مبنى الأمن القومي في دمشق. وإن كان النظام، من جهته، يرى أن العلاقة الأخوية مستمرة، فعلى الأسد أن يتّصل.. يبقى أن تفسيرا واحدا يبرر انقطاعه عن الإتصال وهو أن "تشريح" التّهم ليس أهم من تشريح جثث المواطنين السوريين الأبرياء، وأن الأسد غير مستعدّ لخسارة "الدقّ" بعدما خسر المعركة.

لذا فإنه لم يبدِ أي خجل في الردّ على سليمان، من خلال سفيره، بعد اتهام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر مؤخرا ميشال سماحة ورئيس مكتب الأمن القومي في سوريا علي مملوك وعقيداً سورياً يدعى عدنان بالقيام بـ"أعمال إرهابية" في لبنان. فهل يمكن وصف العلاقات بين نظامين في بلدين مجاورين بالأخوية حين يثبت بالإعتراف أن أحد الأنظمة يسعى الى نشر الفتنة والقتل في البلد الثاني؟ يعترض السفير السوري على طلب الرئيس اللبناني المحقّ، محلّلا بذلك نقل الإرهاب من بلده الى لبنان. فضلا عن أنه يغمز في كلامه الى استمرار تلازم المسارين بين نظامه وحلفائه في لبنان، معترفا بأن سياسة النأي بالنفس لم تكن خيار الحكومة اللبنانية إنما صنيعة النظام السوري. والثابت أن النظام يريد من الحكومة اللبنانية أن تنأى بنفسها عن الأحداث التي تناسبه وأن تتحرك في القضايا التي لا تناسبه. ولهذا وُجد صندوق البريد، لنقل الرسائل الى وزير الخارجية اللبناني بإيعاز من النظام السوري، والدليل هو انقسام قوى 8 آذار حول كيفية التعاطي مع الأمور في حين من المفترض أن يلتزموا سياسة النأي بالنفس. فضلا عن أن النظام السوري يريد من الحكومة اللبنانية أن تنأى بنفسها عن مجارز القتل، لتدافع في المقابل وبإستماتة عن نظام الأسد وارتكاباته. فمن الإستنسابية الإعتبار أن حكومة لبنان النائية بنفسها، تعتبر على لسان وزير خارجيتها أن قتل الجيش السوري للبنانيين على الحدود هو خطأ ميداني لا يستأهل الحديث عنه. ومن مهزلة سياسة النأي أن يقتحم جنود سوريون الحدود اللبنانية لخطف عناصر من الأمن العام، دون أن يعلّق الأخير على الحادثة لا بل عاقب عناصره المختطفين!

يستغل صندوق بريد النظام السوري شعار "النأي بالنفس" لزج لبنان في ما يجري على الساحة السورية بكل الإمكانيات.. أوضحها السفير السوري بشكل غير مباشر: النأي بالنفس سياسة مستوردة، لكن لا بدّ من أن تاريخ انتهاء صلاحيتها قد اقترب. ذكّر عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني بما "تردده قوى 14 آذار عن أن النأس بالنفس يجوز حين تنأى الحكومة بنفسها عن دعم النظام السوري والشعب السوري، لكن للأسف فالحكومة تنتهج سياسة النأي بالنفس عن الشعب وتقف الى جانب النظام، حيث أنها تعتبر أن من واجبها دعم النظام الوحشي".

ويعلّق ماروني على تصريحات السفير السوري قائلا "ليس السفير من يستحقّ العقاب إنما القيادات اللبنانية التي تستقبله والتي اعتادت على الزحف، وبالتالي لن تستيقظ لتقف على كرامة رئيس البلاد ولا على سيادة البلاد ولا يهمّها استقلال لبنان وتستمر باستقباله". وكرر "هذه القيادات يجب أن تُعاقَب لأن السفير السوري هو سفير النظام الوقح والشرس في لبنان". وختم ماروني "مهما قلنا لن يتحقق شيء قبل سقوط هذا النظام". من جهته، رأى نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس "أن لغة السفير هي اللغة الخشبية التي يعتمدها النظام السوري، كما أن السفير ومعلّمه بشار الأسد يلاحظان أن مواقف رئيس الجمهورية لا تلتقي مع مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بغض النظر عن مواقف "حزب الله" وحركة "أمل"، لذا فهما يسعيان الى الإستفادة من الإنقسام اللبناني، خصوصا وأن ميقاتي على رأس الداعمين لهما مع الحزب والحركة". وتابع أندراوس "للأسف إن موقف ميقاتي ليس واضحا خصوصا وأنه أحيانا كثيرة يلتزم الصمت، كما أن إشادة السفير السوري بسياسة النأي بالنفس هي إشادة بالقاعدة التي أرساها ميقاتي وكان الأول في تطبيقها نقلا عن النظام السوري وهي ليست قاعدة رئيس الجمهورية". وعلى المدى القريب، يصف اندراوس علاقة سليمان بالأسد "بالجدية وستتطور الى الأسوأ، طالما أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها فيما رئيس الجمهورية يتّخذ مواقف حازمة، خصوصا وأن النظام السوري يضع نصب عينيه تخريب الوضع في لبنان مع اقتراب موعد زيارة البابا، لذا فهو يسعى الى قلب الطاولة على رأسه وعلى اللبنانيين". وختم: "العلاقة الأخوية تتناقض مع ما صرّح به السفير السوري، فإذا كانت بالفعل علاقة أخوية يكون من واجب بشار الأسد الإتصال بالرئيس اللبناني الذي لطالما كان المبادر الأول بالإتصال به".

 

العلامة السيد هاني فحص: نريد المقاومة وسلاحها رافعة للدولة وعامل تقوية لها"وندعو الى تشكيل عقل شيعي يوظّف القوة للصالح العام

المستقبل/دعا العلامة السيد هاني فحص الى "تشكيل عقل شيعي جديد يحسن التصرّف بهذه القوة (الشيعية التي لا يُستهان بها) ويوظّفها للصالح العام لأنّ استثناء أي طائفة بهذا البلد وغلبتها إضرار بالطائفة وبالآخرين" وأكد "أنّّنا نريد المقاومة وسلاحها رافعة للدولة وعامل تقوية لمشروع الدولة أكثر من تحجج أو تذرّع بضعف الدولة الذي يلزمنا أكثر بأن نقدّم لها أسباب العودة والقوة والعدالة".

وتحدث عن المبادرة التي أطلقها مع السيد محمد حسن الأمين مشيراً الى أنه "نريد أن نبلور قوة الاعتراف، ونريد أن نقول لهذا السائد الشيعي الذي يتذرع أنّ جهادية أحد من الناس أو من الأنظمة تكفي لتبرير أخطائه في حقّ شعبه أنّ هذا خطأ". وقال في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس: إن "موضوع النداء الذي أطلق أولاً جاء في اللحظة التي كان فيها الجرح يكبر بسرعة وبعمق غير عادي، برأيي نحن لم نبادر، بمعنى أنّه بدأنا أو أسّسنا في التعبير عن مواقفنا، أنا أذكر سنة 2011 كنت في روما وتكلمنا عن الربيع العربي وانتظرت أن يبدأ في سوريا، هذه ليست نبوءة مني بل توقّع الإنسان العادي خاصة إذا كان يعرف سوريا وما حصل سابقاً، هذه المسائل تكررت في ميونيخ في أوروبا، في القاهرة في مؤتمرات عدة، في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي، كنا مع الربيع العربي ولم نكن متفاجئين به".

أضاف: "بهدوء وعقلانية والقليل من الخوف، تأييد كامل ومشوب بالخوف، خوف العقلاء، من هنا يؤسفني أنّ بعض الصحافيين الكبار في الوطن العربي كان ينبغي أن يكونوا مسؤولين أكثر وأن لا يكتفوا بقراءة ما يكتبونه، أن يقرأوا تاريخ الناس ولا يتفاجئون بتأخيرهم ولكننا نحن لم نتأخر ومنذ الـ67 وحتى الآن دفعنا أثماناً كثيرة لمبادرتنا في تأييد الشعوب ورفض الأنظمة والشكّ فيها، نحن جزء من حركة التحرر العربي ومن الذين استمروا وأعادوا النظر في تحركهم ومارسوا دوراً نقدياً على مواقفهم وانتهوا الى اعتدال في كل شيء إلاّ في حقّ الشعوب".

وعن المبادرة، قال: "كل هذه مقدّمات المبادرة، ما أقوله هو خطوة من مسار، سبقها بيان شخصي، بنفس الصراحة والقوة التي صدر فيها البيان المشترك، نحن رتّبنا أمورنا بالمعنى الشخصي والسيد محمد حسن الأمين، لديه مواقف شخصية معبّر عنها بأكثر من مكان وأنا لست وحدي، حاولنا أن نعبّر عن قناعاتنا التي خبرناها، وهي قناعات تيار واسع في لبنان من دون استثناء الشيعة، غاية الأمر أنّ هذا الموقف ليس مظهراً تماماً ونحن حاولنا تظهيره وسيعقبه بيان بنفس القوة والصراحة وسيوقّع من قبل معنيين شيعة طلائعيين من الفكر السياسي على المستوى اللبناني والعربي وسيصدر قريباً".

أضاف: "أنا والسيد محمد حسن لا نحمل مشروعاً سياسياً خاصاً اتفقنا على أن نشكّل مظلة بالتفاهم المباشر أو غير المباشر، مع كل الأفراد والمجموعات الشيعية المختلفة التي تحمل نفس القناعات ونفس الحماس للربيع العربي، وأن نتبادل معها العمل دون أن نشاركها في خصوصيات مشروعاتها سواء كانت متفقة أو مختلفة، نحن يهمنا المشترك بينها وبين الموقف العام، بصراحة نحن نقدّم الموقف العام وبوضوح وبنفس الوقت نستعمل لغة ليّنة في النصّ وخلف النصّ ونحن لسنا ذاهبين الى قطع علاقتنا مع من نختلف عنهم ونتمنى أن لا نختلف معهم في هذه المسألة".

وأوضح "ما نريد قوله إذا كنّا نريد أن نتحدّث بالبعد المذهبي نحن مضطرون أن نتحدث عن البعد المذهبي، ولا نريد تجاهله ولكن لا نريد أن نحوّل المذهب أو الطائفة الى كهف أو الى سجن، لها خصوصياتها ولكن لا يحفظ الخصوصيات المذهبية والطائفية إلاّ العام الوطني هو الذي يحفظها وهي التي تغنيه، هذا الجدل بين الخاص والعام هو ما سنركّز عليه أردنا أن نقول إنّ السائد السياسي الشيعي والذي لسنا معادين له مختلفين عنه وقوي لأسباب عدة ولكن قوّته لا تعني قوة، قوة الاعتراف ضعيفة، نريد ان نبلور قوة الاعتراف، ونريد أن نقول لهذا السائد الشيعي الذي يتذرع أنّ جهادية أحد من الناس أو من الأنظمة تكفي لتبرير أخطائه في حقّ شعبه أنّ هذا خطأ".

سئل: أي موقف حزب الله؟ أجاب: "موقف حزب الله وحركة أمل وموقف التيار الوطني الحرّ من عداءات مجانية أو عداوات نهائية، الكل مع تخصيص الوضع الشيعي أي تظهير الصفة الشيعية، صحيح هذا الكلام، وأنا أعتقد أنّ مظاهر ردود الفعل على مستوى الحزب قيادةً وحتى القاعدة، أنا كنت بالجنوب واكتشفت أنّ الناس بشكل عام وأنصار المقاومة والمقاومين، إلاّ قلّة قليلة، تعاني شيئاً من الارتباك والإحساس بالمفارقة لأنّ طبيعتها مع الشعوب ورفع المظلومية".

وأشار الى "أنّ العقل المقاوم، العقل الذي قاوم بلحظات حرجة جداً وحرر نريد أن يسيطر على العقل السياسي اليومي أو المحلي بمعنى أنّّنا نريد المقاومة وسلاحها رافعة للدولة وعامل تقوية لمشروع الدولة أكثر من تحجج أو تذرّع بضعف الدولة الذي يلزمنا أكثر بأن نقدّم لها أسباب العودة والقوة والعدالة".

وعن قوله نحن الشيعة نغامر في الدخول الى الدولة قال: "لا يوجد تعريف جامع مانع لأي جماعة على الأقلّ لا يوجد تعريف ثابت بكل مراحل التاريخ بمعزل عن التطورات الفاعلة في عقل الجماعة كما هو حاصل، ولاية الفقيه فكرة إيرانية داخلة في الدستور الإيراني، إنّ الذين نظّروا لولاية الفقيه، اثنان مشهوران في إيران، واحد نظّر لولاية الفقيه الفقهية وواحد نشرها، والذي نظّر لها هو المرحوم الشيخ حسين علي منتظري والذي بعد التجربة عاد ونقضها، والثاني الذي نشرها وهو الشيخ يوسف الصانعي، الذي عاد وانسحب والتزم منزله ومارس عمله الفقهي، يقول لزوّاره لقد أخطأنا الولاية على الأمة وكأنّها غير راشدة ونحن لا نستطيع أن ننفّذ ولايتنا على أولادنا لأنّ التحديات والأسئلة كثيرة ولا يمكننا أن نختزل الناس".

ورأى ان "ولاية الفقيه ليست جزءاً من منظومة عقائدية وإن كان هناك من يحاول أن يجعلها كذلك، هي مسألة فقهية وفرع فقهي والنقاش معها ليس أكثر من النقاش في بعض الأمور العبادية التي تختلف آراء الفقهاء فيها ولا تستدعي التكفير أو التهميش أو الإدانة".

وعن المبادرة الى أين يمكن أن توصل أوضح "هي مبادرة انسجام مع ما يتطلّبه المشهد العربي والسوري ولا تحمل مشروعاً خاصاً بل تظهير موقف شيعي منسجم مع ذاكرة الشيعة وأحلامهم وقيمهم وقيم أهل البيت التي كان استمرار خيارها أن تكون منطلقاً إذا طُلب أو دُفعت لأن تكون ظالمة تهرب من ظلم الآخر الى ظلم الذات بمعنى التخلّي عن مشروعاتها الخاصة في سبيل إنجاح المشروع العام، وعدم التشويش عليه، وأنا أستند في هذا الكلام الى موقف الإمام علي عليه السلام، من الخلاف الراشدي الذي حسم أموره بقوله (لأسلّمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جوْر إلاّ عليّ)، ظلّ متمسكاً بأفضلية طروحاته ولكنه لم يعتبر الناس الأطروحة باطلة وأنّ أمور المسلمين يمكن أن تستقيم من دونه، هذا الأساس الذي يحركنا".

وتمنى أن "يخفّ الكلام عن المبادرة"، وقال: "وكأنّها تشعرنا بلا سابقة وبلا سياق علماً، أنه مبكراً وقفنا مع الثورة الفلسطينية ثمّ رجعنا ومارسنا نقداً على الثورة من حيث أدائها في لبنان وأسهمنا في مقدّمات بيان الاعتذار الفلسطيني، نقد ذاتي، منطلقين من كوننا كنّا جميعاً شركاء في الحرب الأهلية بذريعة فلسطين أو بذريعة لبنان وساعدنا الآخرين على أخطائهم وهذا ليس تنصلاً من مواقفنا لأنّه طوال فترة الحرب كنّا ضدّ مشاركة أحد في الحرب الأهلية بصرف النظر عن نتائجها ومخاطرها، ولم نرض بمشاركة أحد، لم نكن استثناء لأنّ أهلنا كانوا معنا والسيد موسى حضر معنا، وبإخلاص شديد السيد موسى دفع الثمن لأنّ الأولوية كانت عنده لفلسطين ولبقاء الدولة وهو كان يقود حركة معارضة ضدّ الدولة ثمّ التفت أنّ الحرب خطر على الدولة والجيش والمؤسسات بشكل عام".

ولفت الى أن "هناك شباباً يتواصلون معنا ولا يؤيدوننا إنما متفقون معهم على موقف وهؤلاء شكّلوا بيئة حاضنة لعملية دلال المغربي، وكانت هذه العملية إعادة تذكير، نحن نأتي من هذا المحلّ من هذا التراث، نحن مصرون على تنقية الذاكرة وعلى إعادة وصلها بالمعطيات الحاضرة، كنا أكثر توازناً، لم نشكل كتلة مواجهة مباشرة مع حزب الله وحركة أمل بل العكس كان عندنا طموح أن نطوّر من داخلهم الأمور ونتفق وندوّر الزوايا، هناك تراث يجب ان يُقرأ، نحن لا نؤسس الموقف الشيعي إننا نضيف إضافة جزئية جداً، وأكثر من ذلك عندما نتحدث عن حزب الله وحركة أمل نقول إنّ السيد موسى كان مشروع توسيع مساحة الحضور الشيعي في الدولة سلماً وليس حرباً ونقول إنّه يمكن أن نتغاضى عن أي طرف سياسي يقوّض الدولة يحاول أن يستأثر بالدولة ويحوّلها الى مكسب ولكنّ المقاوم الذي قاوم إسرائيل بلحظة حرجة جداً هذا غير مقبول منه أبداً أن يقوّض الدولة بل يوظّف عمله من أجل بناء الدولة ويجعل القوة الشيعية الآتية من المقاومة ومن التحرير عاملاً إضافياً لإعادة دمج الشيعة في المجتمع اللبناني".

وتابع: "رغم شكواهم من الحرمان والتهميش الآن توجد قوة شيعية لا يستهان بها وندعو الى تشكيل عقل شيعي جديد يحسن التصرّف بهذه القوة ويوظّفها للصالح العام لأنّ استثناء أي طائفة بهذا البلد وغلبتها إضرار بالطائفة وبالآخرين". وعما إذا كانت القنوات مفتوحة مع حزب الله قال: "لو يسكت تلفزيون المستقبل وتلفزيون المنار يمكن أن تتحسن ظروف الحوار بمعنى أنا لا أريد أن نتحدث عن الإعلام إنّما على الطبقة السياسية في لبنان وليس عندي حرص على استفزاز قيادة حزب الله، منذ سنوات وأنا أحاول فتح قنوات وليس عندي أبواب مقفلة، لومي على حزب الله هو اكتفاؤه بذاته، هو يحترمك ويسايرك ويحبك وينتقدك لإسكاتك، نريد نية مشاركة اكثر، نريد عقل حزب الله وحركة امل". وعما إذا كان نداء الرئيس نبيه بري يلتقي معهم قال: "من خلال معرفتي السابقة بالرئيس بري وأنا قلتها وكتبها المرحوم نصير الأسعد، بصرف النظر عن نقدنا للرئيس بري وشكوانا منه أحياناً أنا أؤمن أنّ الرجل عنده عقل وطني واسع يضطر أحياناً لإخفائه ولكنه كامن وموجود"، الرجل تجريبي ليس لديه أوهام إيديلوجية يراقب ويوقت كلامه وفعله وعلاقاته على التطورات من دون أن يضطر الى القطع مع حلفائه وأصدقائه، وإذا ضعف صديقه أو حليفه أو غلّط هو مضطّر الى أن يدوّر على نفسه وبلده ووطنه وبلده".

ما هي نقاط ارتكاز جبل محسن ؟ولماذا الخوف من أن يكون صاعقا لفتنة طائفية تحرق كل لبنان؟

 

أتكون العشائر بديلاً من حزب الله؟

بول شاوول/المستقبل

منذ اندلاع الثورة الشعبية في سوريا، والنظام البعثي، يستهدف لبنان للمزج بين البلدين، أو لجعلهما حالة واحدة مترابطة، يمكن، انقاذاً لحظوظه الضعيفة في البقاء، أن يلعب هذه اللعبة القذرة.

النظام المنتهي، بقيت سمومه، يريد، بكل ما تبقى له من "جهد" ومن عملاء عندنا، ان يثير فتنة طائفية، مركبة بين السنة والسنة، وبين السنة والشيعة، بين الاثنتين والمسيحيين. لم تنجح مؤامراته، معظم اللبنانيين، من ناس وقيادات، نأت بنفسها عن هذا "الجحيم" الذي يرى النظام انه يحرق لبنان، ليطفئ حريقه. جربها في "طريق الجديدة". ففشلت. جربها بتسريب لائحة سوداء من الاغتيالات "المشتركة"، ففشلت. جربها مع عملائه في جبل محسن عدة مرات وفشلت. والآن يُعيد الكرة، وسيفشل. ثم، ومن بوابة المخطوفين اللبنانيين الـ11. ففشلت. ثم، ومن نافذة المخطوف من آل مقداد، فكانت ظاهرة شاذة، نافرة، مقرفة، متخلفة مفضوحة. وللمرة الأولى، منذ انتهاء الحروب (على لبنان) وكان للنظام السوري النصيب الأكبر بتغذيتها، طلع علينا "الجناح العسكري ـ آل مقداد بالأقنعة السوداء. وبالأسلحة الثقيلة وبعمليات خطف على الهويتين المذهبية والسياسية، وصولاً إلى الأتراك وتهديداً لكل الخليج، بل ولكل السوريين الموجودين في لبنان وربما خارجه! عنصرية عشائرية، مذهبية، يبدو أن حزب الله "رعاها" من خلف الأقنعة السوداء، والقبضات المرفوعة، والأسلحة المتطورة، والخطف المنظم، ليبرئ نفسه على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله وكأن ما جرى في جماهيريته العظمى من هذا الفلتان الأسود، انجاز "إلهي" جديد! فشل السوريون وعملاؤهم حتى الآن في جر لبنان إلى حرب مذهبية، وفوضى مجنونة. والفشل الأكبر تمثل باكتشاف خيوط مؤامرة دموية لا حدود لها، عندما عثر على الصواعق والعبوات والقنابل، التي أقّلها عميلهم ميشال سماحة. انه علي المملوك من وضّب هذه المتفجرات. فكأن هذا الأخير (ومن فوقه) لم تروِه دماء شعبه، ولم تشبعه جثث الأطفال، في سوريا، فجاء إلى لبنان، ليهرق مزيداً من الأرواح، ويرتكب المجازر الجماعية، والاغتيالات الفردية. فشل ميشال سماحة، كان مدوياً! خصوصاً ان القضاء اللبناني طالب بعلي المملوك... ليس كشاهد بل كمتهم! بعد مسألة سماحة، ونجاة لبنان من كارثة سياسية وأمنية وانسانية، توقع اللبنانيون ان "يضرب" النظام السوري في مكان آخر. ان يجرب جنوناً آخر في بقعة أخرى. ثم جاء الرد: عملاؤه في جبل محسن لبوا نداءه، واعلنوها حرباً على طرابلس، فلعلها تمتد إلى جغرافيات شمالية وغير شمالية أخرى. واستخدم "الجناح العسكري" من آل عيد الأسلحة الثقيلة والصواريخ ولم يوفر لا المدنيين، ولا حتى الجيش اللبناني. فهناك أيضاً العملاء "الأنقياء" في عمالتهم (تماماً كميشال سماحة) . كل ذلك يتم، لتدمير ما تبقى من الدولة اللبنانية. ومن هيبة الجيش اللبناني عبر "استنابات" أو تعزيز قوى أمر واقع ميليشيوية تكون منصات للحروب الطائفية والعشائرية. فالجناح العسكري لآل مقداد في الضاحية (والذي أضعف على الرغم من كل شيء حزب الله) مما أدى إلى اعتراف أمينه العام بعجزه عن السيطرة ولو تبريراً لمشاركته الخلفية، يوازي الجناح العسكري لآل عيد، في جبل محسن، ويوازي كذلك "مشروع" مريب للجناح العسكري لأهل السنة مما يؤدي إلى موازاة مع السلاح غير الشرعي الحزبي والفلسطيني خارج المخيمات، ومما يوازي أيضاً تواطؤ البعض في القوى العسكرية النظامية في أكثر من مكان، لا سيما على الحدود الشمالية.

التوازيات، هذه، كلها من رَحمٍ واحدة. رَحِم الوصايتين السورية والإيرانية، لابقاء اللاتوازن قائماً بين هذه الظواهر الطفيلية وبين الدولة اللبنانية، بين قوى الأمر الواقع من عشائر وعائلات وأحزاب (ومنها حزب الله) وبين القوى الأمنية والجيش اللبناني. فيجب، في رأي هؤلاء ان تبقى هذه "الميليشيات" والأجنحة العسكرية التابعة أصلاً لبعض القوى السياسية "المحلية" وللمخابرات السورية متفوقة على الدولة: أمناً وسلاماً وقضاء وسياسة واقتصاداً ونفوذاً وفاعلية وجغرافية لكي تقرر هي الوجهات السياسية الداخلية والخارجية، وشكل الحكومة وهويتها، والنظام وبنيته. كل هذه القوى "الطفيلية" من أول الضاحية إلى آخر جبل محسن مروراً ببعض البؤر الكامنة، ما زالت موجودة تتنامى ظواهر لتكون بديلاً من الدولة، في استراتيجية تقسيمية أقرب إلى الكانتونية الخصوصية (العشائرية والعائلية والحزبية والعنصرية) منها إلى الاستراتيجية الدفاعية أو التحريرية. فأي استراتيجية تحريرية هذه تستنبت داخل المجتمع كل هذه التفريخات المجزئة. كل هذه الأجسام المتفجرة. كل هذه الحروب الداخلية. أترى تقوم الإستراتيجية التحريرية على تكريس "جناح عسكري مذهبي عشائري أو عائلي من هنا وتعزيز وصاية أجنبية من هناك! وهل يمكن استقامة استراتيجية دفاعية، أو تنموية، أو زراعية، أو اقتصادية، عندما يفرخ حزب الله "أجنحة عسكرية" أو مناطق "محررة" وهل يمكن أن تستقيم استراتيجية دفاعية في ظل تفكك اجتماعي وسياسي وبنيوي أو في ظل اضعاف الدولة المركزية لمصلحة دويلات وكانتونات وظواهر فوضى وخراب ودمار وقطع طرقات وإحراق دواليب، وتهديد باغتيالات وبصواعق ومتفجرات. وهل يريدوننا ان نصدق أنهم "جديون" في رفع مثل هذه الشعارات التي عرفنا منها المئات على امتداد خمسة عقود، على لسان "الآلهة" أو الأحزاب الإلهية من يسار أو يمين أو مسيحيين أو مسلمين؟ هيدي "قديمي"! وهل يمكن التفكير بمقاومة ما، او "بممانعة" او مواجهة مع العدو الصهيوني من دون "اجماع" أي بمن حضر من 8 آذار المرتبطين أصلاً بوصايتين ترسختا بقوة السلاح والعنف والغزو وبحكومة تافهة مفككة، مرتهنة، للنظام السوري، ومتواطئة معه على سيادة لبنان وعلى حدوده وعلى أرواح المواطنين وعلى شعار عجيب غريب لم نسمع مثله لا في بلاد الماو الماو ولا في بلاد الغرائب والعجائب: ثالوث الشعب والمقاومة والجيش. هكذا. عندما نقول "الشعب" (بأل التعريف) فيعني كل "الشعب" بكل فئاته وقواه وطاقاته المدنية والانتاجية... وليس "شعباً" مبتوراً، منقسماً، مهيضاً، تنتهك ارادته يومياً بالسلاح والقوة وتمتهن كرامته، ويستذل وتزيف انتخاباته.

وتعطل حكوماته عن أي شعب يتكلمون وعن أي معادلة ثالوثية (ويسمونها أيضاً ميثاقية!) ليس فيها من الشعب سوى تصفيق حزبي ضيق من هنا، أو تهليل مذهبي من هناك! بل عن أي شعب يثرثرون، وعن أي كيميائية وهمية، عندما تتخذ قرارات الحرب والسلم باسمه من الخارج، أو من فئة حزبية واحدة ضاغطة وقاهرة، كأن يصرح السيد نصرالله بأنه "لن يأخذ اذناًَ من أحد" في حال قيام اسرائيل باعتداء على لبنان: فأين الثالوثية والمثلث والثالوث، أين معادلة الجيش هنا. وهل ستأخذ رأيه. وأين الشعب وهل ستستشيره ولو من باب "العلم والخبر" بالمجاز أو بالاستعارة أو بالايماء أو حتى بالوشوشة! النظام السوري يريد تدمير لبنان. أحداث فوضى دموية فيه (وهو النظام الذي قام واستمر على الدم). والكل يعرف ذلك. فما هو موقف حزب الله؟ هل يرد على "مخطط" توريط لبنان بحروب النظام باستنباط جناح عسكري من آل مقداد؟ وهل أبعاد خطر "الحروب" المذهبية والطائفية، تقوم على اعلان مدوٍ: تحركات آل مقداد خارج السيطرة" وهل مواجهة "جنون العنف، واستجرار المعارك، والاعتداء العنصري على السوريين، وتهديد بلدان الخليج العربية وتهديد زعامات 14 آذار بالاغتيال، (وصولاً إلى بعض رموز 8 آذار)، بالاكتفاء بالاختباء خلف الأصابع... ودفن الرؤوس في الرمال... واعلان عجز الحزب عن السيطرة على تحركات آل مقداد!

ومن لا يعرف اسطوانة "العناصر غير المنضبطة" وهي ذريعة كانت تمر على أفواه كل الميليشيات والتحركات عندما تفتعل احداثاً... من وراء الكواليس! وهنا لا بد من الاشارة إلى حقيقة بدأت تطفو على السطح: نعم! حزب الله بدأ يتراجع في أمكنة نفوذه امام العشائر والقبائل والعائلات المسلحة. وامام ظواهر الفساد وانتشار المخدرات ومصائبها وتجارة الحشيش وفرض الخوات من قبل تلك العشائر على أهل الضاحية (نتذكر هنا ما حصل لابن السيد عباس الموسوي عندما فرض عليه دفع الخوة 2000 دولار على محله لبيع الهواتف الخلوية ولما تمنع حطّم أحد آل.... فلان أو فلان محله كله! هذا حصل مع ابن الموسوي فما بالك مع الأبناء الآخرين..!) نعم! حزب الله بدأ يعاني وَهناً في مناطق نفوذه في البقاع.. وفي الضاحية.. وربما في الجنوب... فالكانتونية المذهبية تنتج كانتونية عشائرية في طبيعتها ومسحتها وقسماتها. والكانتونية المسلحة تنتج كانتونية مصغرة من معدنها وعنفها. والكانتونية السياسية تنتج كانتونية من فوضاها. والكانتونية الاجتماعية تنتج كانتونية عصبية تؤدي إلى تصدعات داخل الجسم الواحد والطائفة الواحدة والمنطقة الواحدة. انها من ملامح الصراعات المحتملة أو المتوقعة في البؤر المغلقة على نفسها، البؤر الانعزالية: او ليس هذا ما واجهته كل الأحزاب والحركات التي كان لها أن ترسم لنفسها حدوداً كانتونية اثناء الحرب؟ والكانتونية، الفكرية وهي أبشع الظواهر، تنتج نقيضها أو شبيهها، كانتونات لاعقلانية، نرجسية، ميغالومانية، لوناتيكية، جنونية، غريزية، وهذا ما شهدناه ايضاَ على امتداد عقود عندنا.. وها نحن نشهده في ما ارتكبه آل مقداد في الظرف الأخير. كأنه شيء فاق كل ما سبقه. عشيرة تحدثت إلى العالم (كالحزب) وكأنها دولة عظمى، تحدثت كأنها قادرة على تغيير العالم. لكن لم يخبرنا جناحها العسكري، هل دخل ضمن معادلة الشعب الجيش المقاومة، فتصير رباعية مفتوحة على كل العشائر... فخماسية.. فألفية! انها ظواهر التفكك. ومن سمات التفكك الانتفاخ الذاتي، والتورم، والعنف. ظواهر التفكك في جسم حزب الله سيتعزز في هذه الانفصالات التي تبدأ مفردة... وتنتهي جماعية! ولهذا فضبط الأمور الذي كان يتباهى به كان قائماً على القوة، ومفعول القوة قصير الأمد. أكثر: اذا استمر حزب الله في تفريخ متوازيات مذهبية مسلحة، (أو يرعى مثلها أو يغض النظر) فقد يؤدي إلى مزيد من الارتهانات للخارج من قبل هذه "المنظومات" العشيرية أو الحزبية؟ وقد شهدنا أصلاً عدداً لا بأس به من داخل بيئة الحزب، مرتبطاً بالعمالة لإسرائيل.

بمعنى ان كل تفكك حتى داخل بؤرة ضيقة سيفضي إلى "انفتاح" عناصرها على كل الخارج الذي يريد للحزب ان يفقد وحدته. سواء بالمال. أم بالجاه. أم بالمنافسة. أو بالمطامح. أو بالطموحات. أو بالسلطة! (أو ليس هذا ما تعرضت له منظمة التحرير عندما اخترقتها الأنظمة العربية من سوريا إلى العراق، إلى ليبيا، فإيران مع حماس؟) لكن الوجه الآخر المخيف لهذه اللعبة العشيرية "العبثية" ان تنتقل عدواها إلى بيئات أخرى، فتعلن كل "بيئة" نمطاً خاصاً من الاستقلالية، عبر تكوين مجموعات مسلحة (تدين للخارج أيضاً)، وعندها يصيب الضعف كل المكونات السياسية والاجتماعية والحزبية لمصلحة العصبيات والعشيريات والقبليات وعندها بالذات تعم الفوضى العارمة، وينعدم الصراع السياسي حتى في حدوده الدنيا! أهذا ما يريده حزب الله! أهذا ما يسعى اليه النظام السوري؟ بل أو ليس هذا ما سعت إليه اسرائيل منذ نشوئها: ضرب كل بنية عربية سياسية قائمة وتشجيع كل اشكال التفكك الاجتماعي والثقافي: فهل يريد حزب الله عبر تشجيع (أو غض النظر) الظواهر العشيرية لتنهشه لاحقاً، وتنهش كل لبنان ، أن يبعث "حلم" اسرائيل بتحويل لبنان مجموعات كانتونات. والعالم العربي وصولاً إلى ايران إلى دويلات عصبية متصارعة؟ وهل يمكن ان يستدرك الحزب، ويعيد النظر في حساباته الضيقة، واستراتيجياته التقسيمية واقنعته العشيرية وارتباطاته البرانية ومخططاته السلطوية في لبنان ونرجسيته الفائضة كسلاحه يرسم حضوراً يتلاءم وكل هذه المتغيرات على الساحة اللبنانية والعربية؟ وهل اعاد النظر بكل هذا وتمخضت عن ولادة آل مقداد كبديل؟ وهل اعاد النظر بتركيبة "جمهوريته" بادخاله العصبية القبلية عنصراً اساسياً من مكوناتها:

عندها نقول انها بداية النهاية أو اكثر: انه انخراط حثيث في لعبة النهاية!

لكن يبدو في المقابل ان الرئيس نبيه بري الثنائي التاريخي الشعبي القوي، قد سبق الحزب في معالجة الأمور، وها هو يصرخ "كفى" لا للعشيرية! ولا للفوضى! ونعم للدولة! فجّرها نبيه بري! وهذا يحسب له! واعلن نداء للتمسك بالدولة. وبمؤسساتها وهدد قُطّاع الطرق وخصوصاً طريق المطار... بتكسير أيديهم! نداء الرئيس بري أيكون بداية تحول شعبي سياسي في محاولة الوقوف في وجه تنامي القوى الكانتونية وظواهر العنف والسلاح والأحلام التقسيمية؟ أم أنه نداء، على أهميته سيلقى مصير نداءات كثيرة واكبته أو سبقتها من كل الجهات؟

 

الرئاسة اللبنانية لا تخفي مواكبتها للتغيرات الإقليمية «وعلى الفرقاء أن ينسوا ميشال سليمان الذي يعرفونه»

بيروت - وليد شقير/الحياة

بات على الأطراف اللبنانيين أن ينسوا ميشال سليمان الذي يعرفونه منذ انتخابه في أيار 2008».

هذا ما يقوله بعض المحيطين بالرئيس اللبناني في تعليقهم على ردود فعل قوى سياسية تفاجأ أو تمتعض من بعض مواقفه في الآونة الأخيرة، إن في ما يتعلق بتداعيات الأزمة السورية على لبنان، أم في شأن إصراره على انعقاد هيئة الحوار الوطني وجدول أعمالها المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية وانتشار السلاح، أم في شأن الوضع الأمني الداخلي الذي شهد اهتزازات كبيرة متنقلة على مدى الأسابيع الماضية...إلخ. وعليه، فإن الكثير من الذين تابعوا مواقف سليمان في الأشهر الأخيرة من وزراء وسياسيين، توقفوا أمام المستجدات فيها لأنهم وجدوا فيها تشدداً إزاء بعض القضايا قياساً إلى حرصه على أسلوب الليونة والمهادنة الذي سبق له أن اتبعه في مراحل سابقة حرصاً منه على عدم الاصطدام بالقوى الفاعلة التي تتمتع بعصبية في الشارع، في ظل ضعف قدرات الدولة والقوى الأمنية في مواجهتها.

 تمايز عن دمشق

ويقول مصدر وزاري راقب سلوك الرئيس سليمان في الأشهر الأخيرة أن بعض الفرقاء أخذ يتفاجأ ببعض مواقفه حيال الوضع في سورية لأن هؤلاء الفرقاء معتادون على أسلوب الرئيس السابق إميل لحود بالتماهي الكامل مع القيادة السورية. فسليمان أخذ مواقف متمايزة عن دمشق في وقت كانت وحلفاؤها ينتظرون منه، على رغم اعتماد سياسة النأي بالنفس، أن يراعي القيادة السورية والتأييد الواضح لها من قبل «حزب الله» خصوصاً، وأن يمرر لها التبريرات التي تطرحها انطلاقاً من الساحة اللبنانية لتسويق ما تعلنه بأن ما تواجهه هو أعمال إرهابية وليس ثورة شعبية. وهي أرادت من وراء تكرار حلفائها في لبنان ما جاء في المذكرة السورية إلى مجلس الأمن في 18 أيار (مايو) الماضي عن أن تنظيم «القاعدة» يتحرك من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي السورية وأن الدول الخليجية تمول قواعد «الجيش السوري الحر» وأن تيار «المستقبل» يهرّب السلاح والمسلحين من الشمال إلى الأراضي السورية، أن تغلب نظرتها إلى الصراع الدائر بين النظام وبين المعارضة. لكن سليمان نفى كل ذلك وأسقط من يدها تلك الحجج التي كانت تستخدمها هي والحلفاء، والتي جرت العادة على أن تساعدها المؤسسات اللبنانية الرسمية على تسويقها في اتجاه دول الغرب والمجتمع الدولي.

وفي المقابل واجه سليمان اشتراطات خصوم سورية، أي قوى 14 آذار، بوجوب استقالة الحكومة قبل انعقاد طاولة الحوار مجدداً حين سعى إلى إحيائها في 11 حزيران (يونيو) الماضي واعتبر أن هذا الشرط تعجيزي وأن لاستقالة الحكومة أصولاً ولا يمكن ربطها بحضور الحوار.

ويقول مصدر سياسي واكب ردود الفعل على مواقف رئيس الجمهورية إنه إذا كانت قوى 8 آذار وحلفاء دمشق والقيادة السورية نفسها، عبروا عن انزعاجهم من بعض مواقف سليمان بدليل رد السفير السوري علي عبد الكريم علي على طلبه الاحتجاج لدى دمشق على الخروق السورية للحدود وقبلها على استشهاد المصور في قناة «الجديد» الزميل علي شعبان إلى حد حصول نوع من التصادم الكلامي بينهما في إحدى الجلسات، فإن العلاقة بينه وبين قوى 14 آذار لم تخلُ من التوترات، على رغم ترحيبها بما اعتبرته مواقف سيادية اتخذها حيال التجاوزات السورية على الأرض اللبنانية.

 أسباب امتعاض «8آذار»

وبات واضحاً لمعظم الوسط السياسي أن امتعاض قوى 8 آذار من مواقف الرئيس بلغ ذروته في محطتين بارزتين:

- بعد الانزعاج من جدول أعمال الحوار جاء تأكيده في خطاب عيد الجيش في 1 آب (أغسطس) أن «لا شراكة مع الجيش والقوى الشرعية الرسمية في الأمن والسيادة واحتكار القوة التي هي حق حصري للدولة»، ليزيد توجس هذا الفريق من توجهاته. ثم حديثه عن حاجة معادلة الجيش والشعب والمقاومة إلى جهة تحدد التعاون بين المكونات الثلاثة لهذه المعادلة قاصداً الدولة والجيش. وهو أمر يناقض إصرار الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على صيغة التنسيق بين الجيش والمقاومة في خطاباته الأخيرة.

وإزاء امتعاض الحزب فإن سليمان أكد، بحسب مصادر رسمية، أن جدول الأعمال تحدد وفقاً لما كان محدداً سابقاً واتفاق الدوحة الذي وافق عليه الجميع فضلاً عن أنه كرئيس للجمهورية عليه أن يراعي ما يطالب به فريق آخر في البلد يستمر في إثارة مسألة السلاح.

- إن الوقائع التي اطلع عليها في ملف توقيف الوزير السابق ميشال سماحة واتهام رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك دفعته إلى موقف متشدد إزاء ما تضمنته عن التحضير لمخطط تفجيرات لافتعال فتنة طائفية ومذهبية، وهاله أن تكون الأمور بلغت هذا القدر من استهداف الاستقرار المهتز أصلاً. وهو ما جعله يطلق موقفاً غير مسبوق بقوله أنه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد ليشرح له ما لديه عن اتهام مسؤول سوري بهذا المخطط. ويقول بعض المتابعين أنه مقابل امتناع الأسد عن التوضيح، امتنع سليمان عن معايدة الرئيس السوري في عيد الفطر كما جرت العادة، فيما يسجل البعض الآخر عدم معايدة الأسد لنظيره اللبناني، ما يدل إلى أن العلاقة تراجعت إلى أدنى الحدود. فبعض محيط الرئيس لا يستبعد أن يكون التلويح السوري بإصدار استنابات قضائية ضد قيادات لبنانية رداً على موقفه من ملف سماحة.

 في العلاقة مع «14آذار»

أما في العلاقة مع قوى 14 آذار فإن المتابعين لسلوك سليمان معها يشيرون إلى الآتي:

- أنه تفهم ربط المعارضة حضورها جلسة الحوار في 25 تموز (يوليو) الماضي بحصول الأجهزة الأمنية على داتا الاتصالات الخليوية للتحقيق في محاولتي اغتيال 2 من قادتها (سمير جعجع وبطرس حرب) لأن من واجبات الدولة القيام بكل ما يلزم في مواجهة التهديدات الأمنية للقادة، فأجل الجلسة وعمل على تسليم الداتا (وهو ما أزعج 8 آذار)، لكنه لم يقبل ترددها في حضور اجتماع 16 تموز. وأبلغ قادتها: تودون الحضور فأهلاً وسهلاً وإذا كنتم لا ترغبون «اصطفلوا» وتحملوا المسؤولية فالاجتماع قائم.

- إن الرئيس لم يقبل الموقف الذي اتخذه بعض قادة قوى 14 آذار ولا سيما زعيم تيار «المستقبل « رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من إقرار الحكومة مشروع قانون الانتخاب على أساس النسبية و13 دائرة، حين اتصل به الأخير وحمله مسؤولية الموافقة على إلغاء فريق في البلاد من خلال هذا القانون وقال كلاماً قاسياً فرد عليه بكلام قاس بدوره ودعاه إلى قول موقفه من المشروع في البرلمان وفق الأصول بدل التوجه إليه بهذا الأسلوب. يسرد المحيطون بسليمان الكثير من الوقائع للدلالة إلى اضطراره خلال الأشهر الماضية لاتخاذ مواقف حازمة، ويردون ذلك إلى شعوره بتناقص هيبة الدولة وشلل الحكومة بفعل التناقضات التي تعطلها، وهو ما أجبره على ملاحقة عمل بعض الوزراء في شكل مباشر لاتخاذ بعض الخطوات المتعلقة بواجبات المؤسسات لا سيما في الأحداث الأخيرة وبإصرار قل نظيره. ويقول البعض أن سليمان قرر أن يتصرف في السنتين الأخيرتين من عهده في شكل مختلف عن السابق وعدم مراعاة الآخرين بعد الآن.

 تداعيات الأزمة السورية

ويرد بعض محيطه على قول بعض أوساط قوى 8 آذار بأنه يستند إلى التغييرات التي طرأت بعد اندلاع الأزمة السورية في تغيير سلوكه بالقول إن الرئيس لا يخفي الحاجة إلى التأقلم مع التغييرات في المنطقة، بل هو قال في خطاب 1 آب للعسكريين في سياق حديثه عن «التغيير في البيئة المحيطة»، أنه «قد يحتم عليكم ممارسة دور أكبر وأكثر طليعية في ظل احتمال تبدل التوازنات الاستراتيجية».

ويضيف العارفون أنه بغض النظر عن البراغماتية التي تفرض التكيف مع التغييرات في موازين القوى، فإن تحذيره، مثل غيره، من التداعيات السلبية للأزمة السورية على لبنان والمخاوف منها حتى بعد انتهائها يحتم عليه الاحتياط منذ الآن إلى ما يمكن أن تجره على لبنان وبالتالي يسعى إلى الارتكاز في مواقفه الجديدة إلى المبادئ العامة التي تحكم دور الرئاسة في التعاطي مع دور الدولة كضامن للحؤول دون تعميق الانقسام الداخلي وكملجأ للإمرة على السلاح. هذا فضلاً عن دوره في قيادة الحوار على أسس إعلان بعبدا على الصعيد السياسي.

ثمة سبب آخر بالنسبة إلى بعض المراقبين يدفع سليمان إلى اللهجة الحازمة في مواقفه هو أن تركيزه على ضرورة إيلاء الأقليات مصالحها ودورها في التغييرات الإقليمية مبرر أساسي لمحاولة استعادة المسيحيين الذين يتبوأ المركز الأول الذي يمثلهم في البلد (وفي المنطقة) دورهم في التوازنات المقبلة على لبنان وفي إحداث توازن في الصراع الناجم عن الخلاف على الأزمة السورية.

ومع إدراكه أن بعض الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان موجه ضد سياسته، فإنه تلقى رسائل بهذا المعنى من فرقاء في 8 آذار. إلا أن سليمان، وفق ما ينقل عنه زواره، يرد بالقول: «أنا أقوم بقناعاتي وبما تمليه مصلحة البلد والدستور وله علاقة بمبدأ وجود الدولة وحضورها وليس بالموقف السياسي»، وهو لن يستسلم للأمر الواقع الحالي.

 

تقدم خلالها اقتراحاً لحل الأزمة السورية /طهران: عبد العزيز بن عبد الله يشارك في قمة "عدم الانحياز"

 طهران - يو بي اي: أعلنت إيران أن الأمير عبد العزيز بن عبد الله نجل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, سيمثل السعودية في قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران الخميس والجمعة المقبلين.وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي, أمس, إن اكثر من 120 دولة ستشارك في قمة دول عدم الانحياز, حيث ستتمثل 50 منها على أعلى المستويات. وأكد مشاركة كل من الرئيس المصري محمد مرسي والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون في القمة, مشيراً الى أن نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبدالله سيشارك في القمة كممثل خاص لوالده الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأعلن صالحي أن إيران, حليفة النظام السوري, ستقدم اقتراحا لتسوية النزاع في سورية خلال القمة. ولم يعط اي توضيحات بشأن طبيعة "الاقتراح" لكنه أكد انه "عقلاني ومقبول" من كل الاطراف وانه "سيكون من الصعب جدا معارضته". وأبدى مجدداً استعداد طهران لاستضافة محادثات بين الحكومة والمعارضة السورية "بعد قمة عدم الانحياز والجمعية العامة للامم المتحدة" في سبتمبر المقبل. واضاف ان "قسما كبيرا من المعارضة السورية" مستعد للمشاركة في مثل هذه المحادثات لكن من دون تحديد أي حركات قد تكون موافقة على ذلك. وأكد صالحي مجددا دعم طهران لدمشق, معتبرا ان الازمة السورية "مفتعلة" وانه يمكن تسويتها عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة. وكرر القول ان الدعم للنظام السوري يشكل "ركيزة" في السياسة الخارجية الايرانية نظرا لان سورية في ظل الأسد تشكل "عنصراً أساسيا في المقاومة ضد اسرائيل", مضيفاً "نحن غير مستعدين للتخلي عن هذه السياسة". وسبق أن عرضت إيران مساعيها في الازمة السورية, إلا أن المعارضة والدول العربية والغربية الداعمة للثورة تجاهلت ذلك, مؤكدة أن طهران غير مخولة هذا الدور بسبب دعمها اللامحدود لنظام الأسد منذ بدء الانتفاضة ضده في مارس 2011.