المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 28 آب/2012

انجيل القديس متى 06/19-21/الغنى

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون. فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

 

عناوين النشرة

*نتنياهو: لبنان سيدفع ثمن أي هجوم ينفذه "حزب الله" ضد إسرائيل

*الجمهوريّة تنشر التحقيق والإعتراف/سماحة لكفوري في الشريط المصوّر: 4 فقط يعلمون بالعملية أنا وأنت و مملوك والأسد  

*مدير الأمن العام كاد يتعرض للاختطاف في تركيا  وقيادات في "حزب الله" وجميل السيد وعباس إبراهيم متورطون في جريمة سماحة/حميد غريافي/السياسة

*حروب أهلية وسايكس ـ بيكو جديد/جورج سمعان/الحياة

*ليبرمان يحسم موقفه إلى جانب توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران

*مصدر صحافي إسرائيلي: إيران وإسرائيل متحالفتان وكل منهما يحتاج للآخر ليبقى

*ألم يمل الإيرانيون من المعارك/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*إيران تفتتح قمة عدم الانحياز.. وأجندتها رفع العقوبات وحل الأزمة السورية «سياسيا»

*الحلقي والمعلم سيمثلان دمشق.. والقاهرة تدافع عن مقترحها باعتبار طهران «جزءا من الحل»

*صفير لـ"NOW": نعيش أياماً بائسة لكن وضع لبنان أفضل من جيرانه

*الراعي يرفض منطق الميليشيات والمجالس العسكرية للعشائر

*جناز ومسيرة في ذكرى الرئيس كميل شمعون والسيدة زلفا/دوري شمعون: لبنان دويلات لكل منها قانونها وأمنها

*قداس لـ"القوات" ـ قرطبا لراحة أنفس الشهداء

*التحقيقات في جريمة مقتل الكاهن في الرهبانية المارونية ايلي مقدسي تتواصل

*توقيف بنغلادشية في المطار قتلت كفيلتها

*تشاور في مجلس الأمن هذا الأسبوع لمنع تسرّب الأزمة السورية الى لبنان

*لمَ لا يكون مطار ثان وثالث ورابع في القليعات وحامات ورياق؟ قرار التعطيل سياسي ويؤكد منطق الاستئثار والرهينة

*اعتصام سلمي في طرابلس رفضا للاقتتال بدعوة من بلديتها

*عمليات دهم في طلعة العمري بطرابلس بعد إطلاق نار في المنطقة

*فاعليات طرابلس: لتثبيت وقف اطلاق النار والتعاطي بحزم وبالقانون مع ظاهرة الإعتداء

*توقيف 11 موالياً لحزب الله في الزاهرية ..أطلقوا النار على الجيش

*سامي الجميل: "الدولة متواطئة حيال ما يحصل في طرابلس"

*رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب لميقاتي: إرحل رحمة بطرابلس ورأفة بك

*مصدر لـ"يقال.نت": رفعت عيد بتصرف حافظ مخلوف وطرابلس رهينة بيد "حزب الله" والمخابرات السورية

*عائلة المخطوف الكويتي في البقاع تحرّكت احتجاجاً:لبنان كله مخطوف والبقاعيون رهينة قطّاع طرق

*ترقُّب لتداعيات الانفراج الجزئي في ملف المخطوفين ومخاوف من استشراء «الخطف المالي»

*لبنان «يصارع» العجز لمنع الانزلاق الكامل إلى الفوضى الأمنية

*توتر في الناعمة بعد مقتل شخصين على خلفية أحداث 7 مايو

*رعد: أنظمة عربية تموّل الفتن في لبنان كرمى لعيون الأميركي والأوروبي

*اتهام في مصر لجعجع بتمويل انقلاب على نظام الحكم

*السعودية تعلن احباط مخططات "ارهابية" وضبط خليتين في الرياض وجدة

*"حزب الله": ضائع بالثلاثة...ماذا عرض نصرالله على الأسد؟/طارق السيد/ موقع 14 آذار

*مقتل رمزي السبلاني في إشكال في أحد المسابح في الاوزاعي 

*هل اتّهام «حزب الله» بتفجير بلغاريا يُفجّر الحكومة؟/جريدة الجمهورية/شارل جبور

*حكومة النأي بالنفس.. المنتهية الصلاحية/علاء بشير/المستقبل

*المشروع الإيراني محاولة رسم سقوف عالية لمواجهة احتمال إقصاء الأسد عن الحل/روزانا بومنصف/النهار

*لبنان يفتقد المناعة لمنع استيراد الأزمة السورية ولهذه الاسباب الحكومة لا تحكم... ولا تستقيل/سابين عويس/النهار

*أول رئيس مصري في إيران!/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*شرعية الحكم فوق أنهار الدم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*الأسد الإيراني والعجز الدولي!/طارق الحمد/الشرق الأوسط

*طهران تطالب عدم الانحياز بالتصدي للعقوبات

*اسرائيل في خلاف مع الادارة الاميركية حول البرنامج النووي الايراني في تقرير وكالة الطاقة الذرية

*مدى تغلغل ايران في الوضع السوري

*رسالة الخبث والإرهاب الإيرانية للكويت/داود البصري/السياسة

*العنف البعثيّ الأسديّ ما طبيعته؟/وسام سعادة/المستقبل

*المعلم يؤكد ان لا حوار مع المعارضة قبل تطهير سوريا

*النظام السوري ومدرسة سيّاد بري/خيرالله خيرالله

*الموت يهدد 400 جريح .. والنظام يكشف أنفاق تركيا – حمص/ محمد نمر/موقع 14 آذار

*التدخل الخارجي والطائفية... لعنة الثورة السورية/غسان المفلح/السياسة

*لجان التنسيق: قطعان من القتلة نفذت إعدامات ميدانية فيها بعد حملة عسكرية دامت 5 أيام

*النظام السوري يحرق عاصمته لإخماد ثورتها: مقتلة داريا تخلف 320 جثة بعضها لأطفال ونساء

*الجيش السوري يستخدم رسائل «النقال» لمخاطبة المسلحين

*قوات خاصة بريطانية تعمل في سورية لوضع اليد على مخازن الكيماوي

 

تفاصيل النشرة

 

نتنياهو: لبنان سيدفع ثمن أي هجوم ينفذه "حزب الله" ضد إسرائيل

بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تهديد إلى الحكومة اللبنانية بواسطة دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقاه في القدس، قال فيها إن "إسرائيل سترد على أي استفزاز من جانب "حزب الله"، وأن دولة لبنان ستدفع الثمن". ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم عن نتنياهو قوله للدبلوماسي الغربي، خلال لقائهما قبل عدة أسابيع في القدس، إنه "بالنسبة لنا، فإن حكومة لبنان هي المسؤولة عن كل ما يجري في أراضيها".  ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو أوضح للدبلوماسي الغربي أن "إسرائيل ترى بـ"حزب الله" جزءاً من الحكومة اللبنانية، ولذلك فإنه في حال هاجم الحزب  إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة شديدة ولن يميز بين الحزب ودولة لبنان التي يعمل من أراضيها". وأشارت الصحيفة إلى أن "نتنياهو لم يدخل في تفاصيل، لكن أقواله تعني أنه في أي مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" في المستقبل، سيهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا وبنى تحتية في لبنان، مثل محطات توليد الكهرباء وموانئ ومطارات ومبان حكومية وليس فقط أهدافا تابعة للحزب".  وأضافت الصحيفة أن رسالة التهديد هذه تأتي في الوقت الذي تستعد إسرائيل لمواجهة سيناريوهات عدة قد تتطور إلى مواجهة مع "حزب الله". ويتعلق السيناريو الأول بمحاولة حزب الله، على خلفية احتمال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، أن ينقل من سوريا إلى لبنان أسلحة كيماوية وصواريخ أرض – أرض وصواريخ مضادة للطائرات، وقد أعلن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال الشهور الماضية أن إسرائيل ستدرس مهاجمة شحنات أسلحة كهذه لمنع وصولها إلى أيدي "حزب الله".  وتشير التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي الى أن هجوما إسرائيلياً كهذا قد يؤدي إلى رد "حزب الله" على شكل هجمات صاروخية باتجاه إسرائيل. ويتعلق السيناريو الثاني بهجوم إسرائيلي أو أميركي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتشير التقديرات الإسرائيلية في هذه الحالة إلى أن "حزب الله" سيستجيب لطلب حرس الثورة الإيرانية بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل وضمن ذلك إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب ومنطقة وسط إسرائيل كلها. (يو بي اي)

 

"الجمهوريّة" تنشر التحقيق والإعتراف... سماحة لكفوري في الشريط المصوّر: 4 فقط يعلمون بالعملية أنا وأنت و مملوك والأسد  

على وقع الصمت المطبق الذي يسجّله "حزب الله" في ملف ميشال سماحة، وعلى وقع انتظار بعض حلفاء سماحة القضاءَ كي يقول كلمته، وعلى وقع الإرباك الذي أصيب به النظام السوري جرّاء قلّة احتراف اللواء علي مملوك وسماحة، وهو إرباك أدّى حتى داخل النظام، إلى إطلاق العنان لدى قادة الأجهزة الأمنية الأخرى لمشاعر الشماتة والسخرية، بزميل استسهل تنفيذ عملية أمنية خطيرة تبيّن أنّها مكشوفة، وأنّها غير محميّة. على وقع كلّ ذلك يستمرّ البعض في لبنان من قانونيّين وشخصيات موالية للنظام السوري، في التسويق لنظرية المصيدة التي نجح فيها المخبر ميلاد كفوري، باصطياد سماحة "وإقناعه بعد جهد" بأن يساعده في استهداف المعارضين السوريّين في لبنان، وفي القيام بتفجيرات في الشمال لتحقيق هذا الهدف.

ليس صعباً توقّع أنّ من يسوّقون لنظرية المصيدة، يدركون أنّهم أوقعوا أنفسهم في مصيدة أكثر وضوحاً، ولكن ما العمل بالنسبة لهم، فالخيارات الأخرى للدفاع عن سماحة لم تعد موجودة، وبات من الضروري اللجوء إلى نظرية المؤامرة الهوليودية، التي يحاول أصحابها عبثاً في دفاعهم عن ناقل العبوات وواهبها، أن يخترعوا معايير علمية جديدة لتكذيب حاستَي النظر والسمع، بحيث يصبح فيلم سماحة الموثّق تركيباً تقنيّاً، ومن يدري ربّما يصبح صمت "حزب الله" مؤامرة على سماحة، أو ربّما يصبح انكشاف سماحة مجرّد تضحية من النظام بأحد أبرز حلفائه اللبنانيّين، لانتفاء الحاجة إلى التعامل معه.

وبالطبع فإنّ الوقائع القديمة والحديثة في ملفّ سماحة، لا تسمح لمروّجي نظرية المصيدة بأن يذهبوا بعيداً في تفاؤلهم بإمكان التشويش على الرأي العام. فلو كان ميلاد كفوري نصب مصيدة حقيقية لسماحة، لكان زلزال من نوع آخر قد ضرب فرع المعلومات، ولكان تحوّل تحذير الحاج وفيق صفا، الذي اتّصل بعد دقائق على توقيف سماحة باللواء ريفي وبالعميد الحسن مرّات عدة منبّهاً (هل تدركون ماذا تفعلون؟) إلى أفعال، ولكان النظام السوري وعلى الرغم من أزمته الكبرى، انقضّ على لبنان الرسمي من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة، ولكان كلّ من ريفي والحسن قد حزما أمتعتهما وغادرا المديرية العامّة للأمن الداخلي، ليس إلى منزليهما، بل إلى قاعة المحكمة ليحلّا مكان سماحة نفسه.

لكي يتمّ توضيح ما كان واضحاً منذ البداية، لا بدّ من العودة قليلاً إلى الوراء، إلى كفوري نفسه وعلاقته بميشال سماحة، وأيضاً إلى علاقته بالنظام السوري، تلك العلاقة القديمة التي بدأت بشكل خجول منذ ذهاب إيلي حبيقة إلى دمشق، والتي تعمّقت عمليّاً في العام 1990 بعد 13 تشرين الأوّل ودخول الجيش السوري إلى ما كان يسمّى بالمنطقة الشرقية.

عمل كفوري مع حبيقة وكان ضليعاً في خبرته الأمنية، وبقي معه حتى 15 كانون الثاني 1985، ثمّ غادر لبنان بعد أن تيقّن أنّه ملاحَق من "القوات اللبنانية"، ليحاول العودة فيما بعد لأسباب عائلية، بعد أن توسّط له لدى القوات شقيق مسؤول قوّاتي (أصبح اليوم حليفاً للنظام السوري)، فعاد، لكن القوات أوقفته كي تعرف منه لائحة بأسماء مخبرين بقوا في المنطقة يعملون لحبيقة، وبعد ذلك تُرك لسبيله فسافر مرّة ثانية إلى بلد عربي. مع اندلاع حرب الجيش و"القوات اللبنانية"، وبعد دخول الجيش السوري إلى المناطق التي كان يسيطر عليها العماد عون، عاد كفوري إلى لبنان، ولكن عبر سوريا، حيث انخرط في تعاون أمني مع شخصية أمنية قريبة منها، وبقي هذا التعاون قائماً حتى العام 2005. بعد ذلك التاريخ ورث ميشال سماحة ميلاد كفوري، وهذه الوراثة التي عمرها سبع سنوات، أدّت إلى بناء علاقة ثقة لا حدود لها بينهما، وهي تعزّزت بعد أن طوّر كفوري علاقته المباشرة بالنظام السوري، فأصبح محطّ ثقة أجهزة الأمن السورية، ودخل في علاقات جديدة مع أصدقاء النظام ومنهم الوزير محمد الصفدي، وغيره الكثير من إعلاميّين وسياسيّين.(المفارقة أنّ كفوري تعرّف للمرّة الأولى على اللواء أشرف ريفي بتوصية من الوزير الصفدي، ثمّ بنى علاقة بعد ذلك مع العميد الحسن).

علاقة كفوري لأكثر من عشرين عاماً مع أجهزة الأمن السورية، وعلاقة الثقة التي بناها مع سماحة، كانت سبباً لاختياره لتنفيذ التفجيرات، وهو ما يعطي صورة واضحة عن هذه العملية، وعن الثقة في غير مكانها التي أدّت إلى فضحها.

وهنا لا بدّ من استعراض وقائع في الشريط المصوّر بصوت سماحة وصورته، يقول لكفوري الذي سأله عن سبب اختياره لتنفيذ العملية، حيث يؤكّد له بأنّ ثقة أجهزة الأمن السورية به هي التي دفعتهم لاختياره، كما يطمئنه بالقول: أربعة فقط يعلمون بالعملية، أنا وأنت واللواء مملوك والرئيس الأسد.

في الشريط المصوّر ما يكفي لتوضيح الصورة من دون التباس. لم يكن كفوري يسعى لإقناع سماحة أو استدراجه إلى تنفيذ العملية، كان يبدو متردّداً، وربّما يعود السبب الأكبر إلى أنّه عمل في المجال الأمني كجامع معلومات وليس كأداة تنفيذية، والأرجح أيضاً أنّه لم يُرد التورّط في تفجيرات لصالح نظام لم يعد بعيداً سقوطه. أمّا سماحة فلم يكن في موقع ناقل العبوات بل في موقع التخطيط والتنفيذ، كان أكثر من حلقة وصل. في الشريط المصوّر أيضاً ما يكفي من أدلّة بصوت سماحة، لم يكن متيسّراً توقيفه لولا توفّرها. فلقد تمّت دراسة كلّ كلمة قالها قبل اتّخاذ القرار، وربّما لو استعمل لغة الإيماء لكان صعب اتّخاذ هذا القرار. لو كان استعمل كلمات مبهمة، لو كان تجنّب ذكر الأسماء (الأسد ومملوك)، لو كان امتنع عن الإشارة بصراحة إلى التفجيرات والأماكن المحدّدة، لكان ذلك أدّى إلى التفكير مليّاً قبل تنفيذ عملية توقيفه.

لكنّ كلّ ذلك لم يحصل، فكان أن أدان سماحة نفسه بنفسه، واقتصر الجهد الذي مارسه المحقّقون على ساعات قليلة، كانت كافية لاعترافه، بعد أن تيقّن أنّ سيّد الأدلّة هو الشريط المصوّر بصوته وصورته.

 

مدير الأمن العام كاد يتعرض للاختطاف في تركيا  وقيادات في "حزب الله" وجميل السيد وعباس إبراهيم متورطون في جريمة سماحة

لندن- حميد غريافي:

كشفت أوساط المعارضة السورية في القاهرة, أمس, أن قيادات في "حزب الله" في بيروت "ضالعة في جريمة الوزير السابق ميشال سماحة الارهابية, ومطلعة بشكل دقيق وخطوة بخطوة عن طريق المدير السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد على تهريب العبوات المتفجرة الاربع والعشرين التي سمله إياها مدير الامن العام القومي السوري اللواء علي مملوك لزرعها في مناطق حساسة طائفيا ومذهبيا في شمال لبنان, بهدف تصفية شخصيات وطنية على رأسها البطريرك بشارة الراعي وعدداً ممن رافقوه من مطارنة ونواب ووزراء سابقين من قوى "14 آذار" خللال زيارته الرعوية إلى عكار قبل نحو أسبوعين. وقالت الأوساط لـ"السياسة" في اتصال بها في لندن ان "موظفين أمنيين سوريين من بطانة مملوك يعملون لصالح الثورة أمنياً وسياسياً, وهم جزء من المجموعة التي فجرت العبوة الناسفة خلال اجتماع الأمن القومي ما أدى إلى مقتل أربعة من كبار أركان النظام, كان لهم دور متقدم في كشف مؤامرة ميشال سماحة - مملوك- الأسد التي احبطتها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني, التي مازالت تمتلك معلومات اخرى تطول عدداً من قيادات "حزب الله" وحلفائه, كانوا جميعاً في صورة ما سيحدث في عكار وطرابلس ومناطق شمالية اخرى من اغتيالات وتفجيرات تشمل قواعد وثكنات عسكرية لبنانية تحت ستار أن مرتكبيها من السلفيين وتنظيم القاعدة".

واتهمت أوساط المعارضة السورية جميل السيد وعدداً من "معاونيه الامنيين السابقين والمستمرين في وظائفهم الامنية حتى الآن" بأنهم "مخططو ومنفذو مؤامرة سماحة- مملوك", كاشفة أن "بعضهم رافق السيارة التي نقلت المتفجرات من سورية إلى لبنان, بسيارات كانت تسير أمامها في احداها جميل السيد وثلاثة من معاونيه المستمرين في عملهم داخل جهاز الامن العام, ما يبعث على الشك بأن مدير الامن العام الراهن اللواء عباس ابراهيم ضالع هو الآخر بالمؤامرة".  وحذرت الأوساط من ان "اللواء ابراهيم يتابع بشكل مخلص وحميم سياسات سلفه جميل السيد في قيادة الامن العام ويسير على خطاه, بدليل انه مقرب جدا من مملوك ورئاسة الاستخبارات العسكرية السورية ويزورها بشكل منتظم تحت ذريعة "التنسيق الامني بين البلدين" بموجب المعاهدة الامنية اللبنانية - السورية, وبدليل آخر هو بدء ظهوره في مؤتمرات صحافية ومقابلات تلفزيونية واستقبال شخصيات يسخرها بذكاء لصالح قوى "8 آذار" والنظام السوري, من دون العودة إلى رؤسائه في قوى الامن الداخلي او سواهم من القادة السياسيين والعسكريين رغم معرفته بأنه يخالف القانون, تماماً كما كان يفعل جميل السيد". وكشفت الأوساط أن ابراهيم, المعروف بارتباطه بـ"حزب الله", "كاد يتعرض للاختطاف في تركيا الاسبوع الماضي لدى مرافقته وزير الداخلية مروان شربل للبحث في اطلاق سراح اللبنانيين الأحد عشر المخطوفين في سورية, لكن السلطات التركية منعت حدوث عملية الاختطاف في أراضيها".

وكان قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد اتهم في مقابلة متلفزة اول من امس المخطوفين اللبنانيين بانتمائهم الحزبي الى بعض قيادات "حزب الله" (الثانوية), وبأنهم تواجدوا في حلب بطلب من قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت. وأكدت اوساط المعارضة السورية ان ما تمتلكه شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من أسرار لم يكشف النقاب عنها حتى الآن, "قد يكون جرى تأجيلها لما بعد سقوط نظام الاسد وانهيار الهيكل التابع له في لبنان وعلى رأسه "حزب الله" و"حركة امل", إذ أن خطورتها قد تؤدي الى استدعاء جميل السيد وعدد من القيادات الحزبية المساندة له والشخصيات السياسية من وزراء سابقين وراهنين والتحقيق معهم وزجهم في السجون لمحاكمة بعضهم امام المحاكم المحلية اللبنانية والبعض الاخر يمكن ان تلحق ملفاتهم الجرمية بملفات المتهمين امام المحكمة الدولية وبينهم عدد آخر من قيادات حزب الله والنظام السوري".

 

حروب أهلية و... "سايكس ـ بيكو" جديد؟

جورج سمعان/الحياة

إذا صح أن النظام في دمشق مستعد للبحث في استقالة الرئيس بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة، كما أعلن من موسكو نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، فلا حاجة به إلى التعميم على وحداته العسكرية وجوب رفع وتيرة القتال والضغط لتحقيق مكاسب حاسمة على الأرض قبل حلول نهاية هذا الشهر... إلا إذا كان يريد تعزيز موقعه التفاوضي عشية انطلاق الأخضر الإبراهيمي في مهمته الأسبوع المقبل، حاملاً مشروع مرحلة انتقالية «لا تشمل الأسد». ولكن إذا كان النظام قادراً على الحسم فلماذا يقبل بمثل هذا المشروع أصلاً؟ ولماذا يتأخر في إلحاق الهزيمة بخصومه؟ وأي عسكر سيكون له دور في المرحلة المقبلة وقد باتت الأرقام اليومية للضحايا والمجازر تفوق الوصف؟

بخلاف ذلك، تعتقد دوائر عسكرية بأن زج النظام القوات الجوية يومياً في الحرب الدائرة، لا يمثل ذروة العنف الذي يمارسه على شعبه فحسب، بل يؤشر أيضاً بوضوح إلى عدم قدرة القوات البرية بمختلف قطعاتها وفروعها وتشكيلاتها على توفير وحدات كافية لرد التحدي في طول البلاد وعرضها. ولو كانت له القدرة على الحسم لما تأخر في استعادة كل المعابر الحدودية التي تربط سورية بدول الجوار من أيدي «الجيش الحر» والمجموعات المسلحة التي يواجهها. ولو كان قادراً على الحسم لما لجأ إلى القفز خلف الحدود: إلى طرابلس عاصمة شمال لبنان، وإلى مناوشات فوق الخطوط الأردنية، وإلى استخدام الأجواء العراقية لضرب خصومه، وإلى إخلاء الساحة في مدن الشمال للحركات الكردية التي تناصب تركيا العداء وتحلم بإقامة «كردستانها» السورية.

التوازن العسكري القائم بين النظام والمعارضة منذ اندلاع الثورة لم تفرضه الترسانة العسكرية للطرفين. كان التفاوت ولا يزال واضحاً وفاضحاً، فرضته معطيات على الأرض، أولها وآخرها تصميم المعارضة على المضي حتى النهاية في إسقاط النظام، مهما بلغت التضحيات وأياً كانت المواقف الإقليمية والدولية، وفرضه أيضاً تصميم روسيا وإيران على منع انهيار النظام أياً كانت نتائج المواجهات، وإن تحمّلا نصيباً وافراً من المسؤولية عن القتل والتدمير اللاحق بسورية وما قد يجره من تفتيت للبلاد، كما فرضه تصميم خصوم دمشق، من أميركيين وأوروبيين وأتراك وعرب، على منع انهيار المعارضة اياً كان الثمن. خصوم النظام، وإن امتنعوا حتى الآن عن التدخل المباشر، كما كانت حالهم مع نظام القذافي، يريدون إسقاطه مهما طالت الأزمة، وحلفاء النظام يستميتون في الدفاع عنه وإن أدى ذلك إلى تدمير سورية أو تفتيتها، لأنهم يدركون أنه عاجز عن الحسم أو استعادة سيطرته على البلاد، لذلك قد تكون هناك مبالغة في أن يتوهم النظام القدرة على الحسم... وفي خلال أسبوع أو اثنين، مثلما هناك مبالغة في أن يتوقع بعضهم سقوطه غداً أو بعده، فلا الدائرة الصلبة المقاتلة انفكت عنه ولا الدعم الإيراني والروسي توقفا، لا في مجلس الأمن ولا في الميدان العسكري، بل هناك من يعتقد بأن فقدانه أركان خلية إدارة الأزمة واتساع رقعة المواجهات على مساحة البلاد كلها سهَّلا تدخل موسكو وطهران في إدارة مسرح العمليات مباشرة.

هذه كانت المعادلة التي دفعت كوفي أنان إلى الاستقالة، فهل دفع خروجُه الأطرافَ المتصارعين إلى إعادة النظر في مواقفهم ومحاولة الخروج من هذا المأزق بتسوية ترضي الجميع يتولى رسم خطوطها الإبراهيمي، أم أن كل هذه المواقف لا تعدو كونها مناورة جديدة يفيد منها الجميع؟ فلا تبدو روسيا وإيران شريكتين أساسيتين في ما يحل بسورية وشعبها، ولا تبدو الولايات المتحدة وشركاؤها عاجزين عن رفع التحدي، كأنهم جميعاً يحتاجون مرحلة جديدة من كسب الوقت.

الواقعية السياسية أو البراغماتية تقتضي أن تكون الولايات المتحدة تعلمت من تجربة العراق، الذي بات تحت اليد الإيرانية، وربما انتقل لاحقاً إلى الروسية... فضلاً عن النظام السياسي الهش الذي لا ينقصه سوى إعلان التقسيم رسمياً، لذلك رفضت ولا تزال ترفض التدخل العسكري، وتفضل حلاًّ يحفظ هياكل الدولة، ولا سيما العسكرية منها.

أما تركيا، التي أطلقت ولا تزال تطلق كل يوم سيلاً من التهديدات والتحذيرات، فلم تُبْدِ لحظةً رغبتها في تدخل لا يمكنها التحكم بتداعياته وارتدادته على الداخل التركي، ولا حاجة إلى التذكير بمواقفها التي عارضت وتعارض فكرة الهجوم على إيران، لأنها لا تريد ببساطة خسارة كل ما بنت طوال عقد من علاقات سياسية وتجارية وأحلام باستعادة دور مفقود، مثلما لا تريد أن تكون كبش محرقة في الصراع الدولي المحتدم حول سورية.

أما الدول العربية، والخليجية خصوصاً، التي تخوض صراعاً مريراً مع إيران في أكثر من ساحة، فلا أحد فيها يرغب بالتأكيد في حرب رابعة في الخليج.

خطا باراك أوباما، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، خطوات لإعادة الاعتبار إلى العمل الدولي والتعاون تحت مظلة الأمم المتحدة، بعدما كانت الإدارة السابقة خرجت إلى حربين من دون أي تفويض أممي، الأمر الذي رتب أعباء وأيقظ أعداء، وتُرجم هذا التوجه في محطات كثيرة، كان آخرَها التدخلُ في ليبيا ولكن استناداً إلى تفويض من الأمم المتحدة. وأبعد من ذلك، دفعت واشنطن باريس ولندن والجامعة العربية إلى الواجهة، وهي إلى اليوم لم تتحرك في الأزمة السورية إلا في إطار مجلس الأمن. وهذا ما سهل ويسهل على روسيا والصين الاعتراض على أي قرار لا يروقهما في هذه الأزمة. وقياساً على هذا النهج ربما، لا يُتوقع أن تخرج أميركا إلى الحرب على إيران، في حال أصرت على انتاج قنبلتها النووية، من دون قرار دولي، فضلاً عن أسباب أخرى كثيرة تدفعها إلى التردد في خيار الحرب.

وعملاً بهذا النهج، لا تخفي الإدارة الأميركية حاجتها إلى دور روسي في المواجهة الدائرة حول الملف النووي الإيراني، ولم تتردد في دعوتها الصين إلى «شراكة» في المحيط الهادئ، حتى وإن كانت تجدد قواعدها من فيتنام إلى استراليا وبحر الصين! وقد أفادت كل من موسكو وبكين من الصراع الأميركي-الإيراني في «الشرق الأوسط الكبير»، ولم تصلا إلى حد التحالف مع طهران، كما لم تصلا إلى حد الانخراط في مواجهة مع واشنطن. أفاد البلدان في ترتيب جملة من المصالح مع الطرفين، وهو ما يعرفه الطرفان المتصارعان، لكن حاجتهما إلى هاتين القوتين كانت ولا تزال ضرورية.

واشنطن يهمها العمل مع موسـكو وبكـين فـي إطار النـظام الدولـي القـائـم، من أجل تبـادل مصالح في أقاليم شتى، فضلاً عن حاجتها إليهما في حلحلة كثير من المشكلات التي تهدد الـسـلم والأمـن في هـذا الإقليم أو ذاك، كما وتشابك المصالح التجارية والمالـية والاقتصادية بين الصين وأميركا، وهذه تحتل الموقـع الأول في العلاقة بين الدولتين، ولا تقل حاجة موسكو وبكين إليها أيضاً. إنه تفاهم الضرورات، لذلك وافقتا بلا تردد على كل حِزَم العقوبات التي اتخذها مجلس الأمن لكبح جماح الجمهورية الإسلامية ودفْعِها إلى وقف برنامجها النووي، لكنهما عارضتا وتعارضان أي عمل عسكري غربي لوقف هذا البرنامج بالقوة، علماً أن أميركا التي تطالب بإسقاط نظام الأسد لم تدع إلى إسقاط النظام في طهران، بل ما زالت تطرح مقاربات ومشاريع تسويات للتفاهم معه!

ما سعت وتسعى إليه الولايات المتحدة، هو ضرب «المواقع الخارجية» لإيران، وعلى رأسها سورية، وهي تدرك سلفاً أن روسيا والصين لن يتخليا عن هذين البلدين، لأنهما يشكلان ورقة مساومة ثمينة لها ثقلُها في أي صفقة أو ترتيبات لها علاقة بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومستقبل الطاقة وأمنها في هذين الإقليمين، وإذا كانت واشنطن تجهد لتطويق إيران في المنطقة بالاعتماد على تركيا وحلفائها العرب وما أنتجه «ربيعهم» من أنظمة جديدة، فإن موسكو وبكين تجهدان لمواجهة المد الغربي من المتوسط إلى آسيا الوسطى، ولمواجهة... المد السني أيضاً، الذي سيخلف آثاره على مسلمي روسيا والصين وعلى البلدان الإسلامية التي تشكل فضاء حيوياً لأمنهما القومي ومصالحهما الاستراتيجية.

والسؤال أمام هذه المواجهة الكبرى: هل اقتنع المتصارعون في سورية وعليها، بأن الحسم العسكري مستحيل، وأن لا بد من تفاهم ما يتولى نسجه الإبراهيمي؟ هل اقتنع هؤلاء بأن استمرار لغة السلاح قد تُغرق المنطقة كلها في حروب أهلية يستميت النظام في دمشق لتصديرها خارج الحدود، إلى لبنان والأردن والعراق وتركيا؟ وإذا لم يكن الإبراهيمي أوفر حظاً من أنان هل تودع سورية وهلالها «سايكس-بيكو» القديم ليستقبلا آخر جديداً؟

 

ليبرمان يحسم موقفه إلى جانب توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران

مصدر صحافي إسرائيلي: إيران وإسرائيل متحالفتان وكل منهما يحتاج للآخر ليبقى

تل أبيب: «الشرق الأوسط» Lأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن تأييده لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وجاء تصريحه في وقت كشف فيه النقاب عن خلاف جديد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والإدارة الأميركية في الموضوع الإيراني، وهذه المرة حول تفسير تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي سيطرح هذا الأسبوع بشأن تقدم المشروع الإيراني.

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو يرى أن تقرير رئيس الوكالة الدولية، يوكيا أمانو، يؤكد أن إيران خطت خطوة أخرى كبيرة إلى الأمام في مسيرة تسلحها النووي، بينما يرى الأميركيون أن مضمون التقرير لا يؤدي إلى تغيير التقديرات الأميركية حول سبل التعامل مع إيران. وأضافوا أن سلسلة العقوبات الجديدة التي أقرت قاسية بما فيه الكفاية، والوسائل الدبلوماسية لإقناع إيران لم تستنزف بعد.

وقال نتنياهو إن إيران «قامت بتسريع الخطى نحو تطوير سلاح نووي»، مضيفا أن طهران «تتجاهل بشكل تام المطالب الغربية» لها بتقليص برنامجها النووي. وأضاف نتنياهو، خلال لقاء له مع رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي مايك جروس، الذي يقوم بزيارة لإسرائيل، أن إيران تضرب بمطالب الغرب عرض الحائط وتواصل مساعيها للوصول إلى درجة 20 في المائة في تخصيب اليورانيوم، «فإذا لم نتدارك الأمر فسيصلون إلى درجة 90 في المائة ويصبح بمقدورهم تطوير قنبلة نووية».

وقد انضم إلى نتنياهو وزير خارجيته، ليبرمان، الذي قال في حديث مع القناة الثانية المستقلة للتلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، إنه «من المحظور السماح لإيران بتطوير السلاح النووي، مهما يكلف ذلك من ثمن». وأضاف ليبرمان، أنه يؤيد ضرب إيران منذ سنة 2001، عندما أعلن أنها تخطط لتصبح دولة نووية، ولم يغير رأيه. وهاجم ليبرمان أسلوب النقاش العلني في إسرائيل حول هذا الموضوع. وقال: «ثرثرتنا الزائدة في الموضوع أدت إلى الضرر بقوة الردع الإسرائيلية.. فقد اعتلينا شجرة عالية جدا في هذا النقاش. ووصلنا اليوم إلى وضع بات فيه عدم القيام بعمل ضد التطور النووي يكلفنا ثمنا». واعتبرت تصريحات ليبرمان دعما لموقف نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، اللذين يقودان تيار المؤيدين لتوجيه ضربة لإيران، علما بأن أكثرية الوزراء في إسرائيل لا يزالون يعارضون.

وفي هذا السياق، خرج الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، بدعوة للإسرائيليين أن يتضرعوا إلى الله بأن يحول إيران إلى خراب ويبيد حزب الله. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الشبكة، أمس، أن كبير الحاخامات الشرقيين في إسرائيل، يوسيف، دعا خلال درسه الديني الأسبوعي في نهاية الأسبوع، الإسرائيليين إلى الصلاة والابتهال إلى الله ليخرب إيران ويبيدها كليا، وذلك خلال صلوات وابتهالات اليهود في فترة الأعياد اليهودية مع حلول الشهر العبري «تشري».

ولفت الموقع إلى أن الحاخام عوفاديا يوسيف قد حظي في الأسبوع الماضي، بجلسة خاصة مع قادة الدولة العبرية، بمن فيهم رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال يعقوف عامي درور، الذي قام بإطلاع زعيم «شاس» الروحي، على آخر المعلومات والمستجدات المتعلقة بإيران. وكانت محافل سياسية إسرائيلية أعربت عن تقديرها أن الخطوة المذكورة كانت محاولة من رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، تجاوز معارضة زعيم «شاس» في الائتلاف الحكومي، إيلي يشاي، المعروف بمعارضته لشن هجوم إسرائيلي ضد إيران، والضغط عليه لتغيير موقفه.

من جهة ثانية، تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية تحريضها ضد الضربة على إيران. ونشرت صحيفة «هآرتس»، مقالا بقلم الخبير عنار شيلو، يقول فيه إن «في إيران وإسرائيل نظامين فاشلين مدينين بالبقاء لبعضهما، ولولا ذلك لسقطا منذ زمن». وجاء في المقال أيضا: «إيران محتاجة لإسرائيل إلى درجة اليأس. فلو لم تكن إسرائيل موجودة لاحتاجت إيران إلى إيجادها.. فإسرائيل هي ترياق النظام الإيراني، فهو باق بفضلها منذ سنين طويلة. إن الخطابة المعادية لإسرائيل تمكن النظام الملالي القاسي من صرف انتباه الجماهير عن مشكلاتهم الحقيقية وعن أزمتهم الاقتصادية وعن غلاء المعيشة الذي يرتفع إلى مستويات لا تحتمل. وعن القمع السياسي وقتل المتظاهرين، وعن عدم وجود حرية ورجم النساء. فقد كانت الكراهية دائما قوة موحدة، فلا يوجد كالعدو الخارجي المشبه بالشيطان لإسكات التوترات الداخلية». ويتابع شيلو قائلا: «يخدم نتنياهو وباراك مصلحة خامنئي وأحمدي نجاد. وهما يتقنعان بقناع المعتدي الذي يساعد على تشبيه إسرائيل بالشيطان في إيران، ويسهل الآن أن تعرف إسرائيل بأنها ورم سرطاني في الشرق الأوسط. وسيقتنع المتشككون أيضا. وحتى لو كان الحديث عن تهديدات باطلة من قبل إسرائيل فإنها قد أفادت النظام الإيراني الذي امتاز باختيار عدو يخدمه خدمة صادقة.. والخطابة المعادية لإيران تمكن نتنياهو من الضرب على أوتار المحرقة وصرف انتباهنا عن مشكلاتنا الحقيقية.. عن الأزمة الاقتصادية وعن غلاء المعيشة الذي يرتفع إلى مستويات لا تحتمل، وعن الخدمات العامة المنهارة، وعن الاستثمارات الضخمة في المستوطنين والحريديين (المتدينين اليهود). وتساعد إيران إسرائيل؛ فهي تهددها، وهذه التهديدات زيت في إطارات حكومة نتنياهو المتعثرة تنقض عليها كأنها تجد غنيمة كبيرة. إن غيوم الحرب التي أنتجها باراك ونتنياهو والتي تلوث جونا على الدوام من بدء الشتاء الأخير إلى نهاية الصيف، قد نجحت في خنق الاحتجاج الاجتماعي الواسع جدا والذي كان تهديدا حقيقيا للحكومة. إن إسرائيل تستحق قيادة أخرى وستحصل على قيادة أخرى، والمسألة مسألة وقت فقط. وفي هذه الأثناء ينشغل قادة إسرائيل وإيران الفاشلون بلعبة معقدة تبدو مثل معركة شديدة بالسكاكين. لكن النظر من قريب يبين أنها ليست معركة بل هي رقصة تانغو. إنه حلف أبدي بين نظامين أكل الدهر عليهما وشرب يدينان ببقائهما بعضهما لبعض».

 

ألم يمل الإيرانيون من المعارك؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران احتفالية تهم الحكومة الإيرانية، التي تعتقد أنها في حاجة إلى ترميم صورتها أمام العالم، وبالدرجة الأهم أمام المواطن الإيراني الذي شهد ثلاث سنوات شوهت سمعة الرئيس والمرشد والقوى السياسية بشكل لم يحدث لهم مثله منذ قيام الثورة في عام 1979. الشائع أن أحمدي نجاد فاز رئاسيا بالتزوير، وكشف النظام عن وحشية في معاملته لأتباعه الذين تظاهروا سلميا مع فريق من النظام مثل موسوي. ولاحقا، شاهد الإيرانيون نظامهم متورطا في دعم النظام السوري الذي ملأت الشاشات جرائمه ومجازره، والآن مشروعه النووي صار يقاسم المواطن العادي ثمن خبزه ووقود سيارته وهو الذي لن يستفيد منه في نهاية المطاف. لمؤتمر دول عدم الانحياز نافذة مهمة، مع أن المنظمة ذاتها لم تعد ذات قيمة منذ عقود، إنما هي فرصة لطمأنة المواطن القلق من الحصار وتصريحات الحرب والضرب من إسرائيل والغرب. والمواطن الإيراني بلغ مرحلة من النضج، والملل أيضا، بحيث لم يعد فعلا يبالي كثيرا بالقضايا التي يرفعها النظام خارجيا ويقتطع من قوته لتمويلها، هو الذي يمول محاربة الغرب، وإسرائيل، ويدعم حزب الله، والقوى العراقية الموالية له. والآن في وقت تتقشف فيه الحكومة الإيرانية في نفقتها على حاجات المواطن تدعم بمبالغ وبكرم كبير نظام الأسد الآيل للسقوط. وليس من قبيل المبالغة أو السخرية ما يقال عن جملة ضوابط وجهتها الحكومة للإعلام الرسمي بتحاشي بث صور الأكل والأطمعة والترف الرسمي على التلفزيون، وغيرها لأنها تعرف أن الاحتقان الداخلي بلغ حد الانفجار، ربما. وهنا من الطبيعي أن يتساءل المرء: لماذا تريد القيادة الإيرانية الاستمرار في هذه المعارك؟ ولاحظوا أن القيادة هنا مصطلح غامض، ففي السابق كان المرشد يمثل السلطة الأخيرة، وبضعة شركاء في الرئاسة مثل هاشمي رفسنجاني يقررون للبلد سياسته وتفاصيل حياته اليومية. اليوم نحن نعرف أن المرشد لا يزال على كرسي السلطة، لكنه لم يعد مطلق الصلاحيات، حيث يشاركه الحرس الثوري الذي كبر وصار جزءا من القرار. الرئيس أحمدي نجاد، هو الآخر، أكلت الكثير من صلاحياته، وأهين عدة مرات، حيث فرض عليه وزراء ومنع من تعيين آخرين، ورغم تهديداته واعتزاله المؤقت لم يتغير الوضع كثيرا. والسؤال هو: لماذا يريد هؤلاء، سواء كان المرشد، أو الرئيس، أو جوقة الرؤساء، أو الضباط الخفيون في الحرس الثوري، السير في طريق المواجهات مع العالم؟ لماذا الاستمرار في سياسة مشاريع إقليمية مكلفة، في العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن وأفغانستان، وغيرها؟ ما الذي يصبو إليه المخططون الإيرانيون من مشاريع تستنفد أموالهم، وتعرضهم للمواجهات مع دول أكبر منهم؟ حتى لو افترضنا وقبلنا بمبررات مشروعهم العسكري النووي، رغم ضخامة فاتورته، بأنه يمثل بوليصة تأمين للنظام مستقبلا من أي تهديد. فحتى لو قبلنا بهذا الافتراض، فلماذا المواجهات في أنحاء المنطقة؟ التبرير الوحيد أننا أمام قيادة من المدرسة القديمة، تؤمن بصراع الثقافات والأنظمة، رغم أن نهاية الحرب الباردة أثبتت فشل تلك النظريات. التنافس اليوم اقتصادي وعلمي وثقافي، أما الجزء العسكري فلا يقدم الكثير من المنافع إلا لباعة السلاح. كل ما تقاتل الأميركيون والروس من أجله في أربعين عاما من الحرب الباردة يبدو سخيفا اليوم، ففيتنام وكوبا والصين والولايات المتحدة وروسيا كلها منخرطة في علاقات كاملة. في طهران، مثلما في بعض العالم العربي، قادة يعيشون على قراءاتهم القديمة ويؤمنون بالمؤامرات ويعتقدون أن المكاسب العسكرية والأمنية تمثل غاية الانتصار، في حين أن دولة مثل كوريا الجنوبية تهدد أسواقا كبرى بتقنياتها وتحقق مكاسب أعظم مما تفعله كوريا الشمالية، التي تشبه كثيرا إيران، وتنفق كل أموالها على المشاريع العسكرية والسياسية الفاشلة.

لو أن القادة الإيرانيين تخلوا عن طموحاتهم السياسية والعسكرية ربما بنوا دولة أكبر وأقوى مهيمنة في المنطقة، ونجحوا في فرض وجودهم دون أن يدفعوا لحزب الله أو الأسد أو الحوثيين في اليمن دولارا واحدا. وبالطبع هكذا سيكتشفها الإيرانيون في يوم ما، سيتوصلون إلى هذه النتيجة، لكن ربما بعد فوات الأوان، كما حدث لصدام ويحدث الآن للأسد.

 

إيران تفتتح قمة عدم الانحياز.. وأجندتها رفع العقوبات وحل الأزمة السورية «سياسيا»

الحلقي والمعلم سيمثلان دمشق.. والقاهرة تدافع عن مقترحها باعتبار طهران «جزءا من الحل»

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»

افتتحت إيران، أمس، الاجتماعات التحضيرية لقمة عدم الانحياز، وذلك بعد ترحيبها بوفود 120 دولة نامية تشارك في القمة التي بدأت أمس باجتماع الخبراء. وحسب تصريحات لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران ستسعى إلى تحقيق هدفين خلال تلك القمة؛ الأول إقناع الدول المشاركة بضرورة العمل على رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، والثاني العمل على حل الأزمة السورية «سلميا وسياسيا» من خلال «مشروع شامل» ستطرحه إيران على طاولة مباحثات القمة. ودعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس خلال افتتاح الأعمال التحضيرية للقمة، التي ضمت خبراء من نحو 100 دولة ستشارك فيها إلى التصدي للعقوبات الدولية التي فرضت على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، قائلا إن كثيرا من أعضاء الحركة يؤيدون هذا البرنامج.

وقال صالحي إن «حركة عدم الانحياز يجب أن تتصدى بجدية للعقوبات الأحادية الجانب التي فرضها بعض الدول ضد بعض أعضائها».

ولفت إلى أن حركة عدم الانحياز «دانت هذه الإجراءات حتى الآن»، وأضاف «نستغل هذه الفرصة لشكر حركة عدم الانحياز على دعمها حقوق إيران المشروعة» في الأنشطة النووية.

وتخضع إيران منذ 2006 لعقوبات دولية تم تشديدها في الآونة الأخيرة عبر فرض حظر مالي ونفطي غربي مشدد، بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في أن له أهدافا عسكرية، على الرغم من نفي طهران المتكرر لذلك. وإيران التي تتسلم الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز ومدتها ثلاث سنوات من مصر، تقول إن استضافتها القمة تثبت أنها ليست معزولة دوليا، كما تريد الولايات المتحدة، الترويج لذلك. وتريد طهران بشكل خاص أن تساندها قمة حركة عدم الانحياز في مواجهتها مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بسبب أنشطتها النووية.

وأكد صالحي مجددا أن أنشطة إيران النووية «سلمية»، وقال: «نحن لا نطالب إلا بحقوقنا المشروعة. نرغب في حل عادل (للملف النووي الإيراني) وليس حلولا منحازة تعتمد سياسة الكيل بمكيالين من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات أخرى من الأمم المتحدة».

وقال إن إيران تسعى للحصول على دعم حركة الانحياز من أجل الحفاظ على «حقوقها هذه»، على الرغم من المطالب المتكررة من مجلس الأمن الدولي بوقف هذه الأنشطة. لكن حركة عدم الانحياز، التي تمثل نحو ثلثي أعضاء الأمم المتحدة، تضم دولا ذات مصالح سياسية وأهداف متنوعة. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت ستوقع بالإجماع وثيقة تدعم إيران في مواجهتها مع مجلس الأمن الدولي، أم لا.

من جانب آخر، عبر الوزير الإيراني أيضا عن رغبته في أن تتخذ القمة «إجراءات فعالة» ضد أعمال الإرهاب «التي تقوم بها حكومات بدعم من قوى غربية»، مشيرا بشكل خاص إلى اغتيال عدة علماء نوويين إيرانيين منذ 2010. واتهمت طهران أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية بأنها تقف وراء هذه الاعتداءات، التي تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني. ولدعم موقفها، قامت السلطات الإيرانية أمس بعرض هياكل سيارات دمرت من جراء القنابل التي أدت إلى مقتل بعض هؤلاء العلماء، عند مدخل مركز المؤتمرات حيث يجتمع الخبراء.

ومن المرجح أن تهيمن الأزمة السورية على محادثات قمة دول عدم الانحياز، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، أمس، إنه من المتوقع أن تتشاور إيران مع الدول على هامش القمة بشأن «حزمة شاملة» لحل الأزمة السورية. وقال للصحافيين إن «الدول الأعضاء في الحركة يعارضون أي تدخل أجنبي والأنشطة الإرهابية في سوريا، ولذلك سوف يتم عرض مقترح جديد على هامش القمة، وسوف تعمل الدول على تقييمه». ولم يقدم مهمانبرست تفاصيل بشأن المقترح الخاص بسوريا، التي سيمثلها في القمة رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم، ولكنه قال إن الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز «تريد أن تستمتع لوجهات نظر الشعب السوري، وترى خطة شاملة لتسوية الأزمة»، وأضاف: «إن شعب سوريا هو الذي يجب أن يقرر مصيره السياسي، وليس الدول الأجنبية». وأشار إلى أنه سيتم أيضا في قمة طهران بحث مسألة تشكيل مجموعة اتصال لسوريا. وكان صالحي قد أعلن في وقت سابق أن لدى بلاده «مشروعا شاملا» لحل الأزمة السورية، متوقعا أن يلقى قبولا من جميع الأطراف المعنية.

وكشق علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أمس، عن أن بلاده تعمل على «تشكيل مجموعة اتصال» دولية توجد فيها بشكل أساسي الدول التي شاركت في اجتماع طهران حول سوريا مؤخرا، على أن يعقب ذلك «توفير الأرضية لإجراء الحوار وإجراء هدنة لإيقاف إطلاق النار لتوفير أرضية للحوار الشامل». وشدد بروجردي أثناء وجوده في دمشق على استعداد بلاده «لتوفير الأرضية لإجراء المباحثات مع المعارضة بمشاركة الحكومة السورية»، معربا عن اعتقاده أن «الحل الوحيد للأزمة يكمن في الحل السياسي»، مؤكدا أن «المبادرة المصرية» ومبادرة بلاده «ليستا شيئا واحد»، موضحا أن اقتراح الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي يقوم على مشاركة أربع دول هي إيران ومصر وتركيا والسعودية، في مباحثات بخصوص التطورات الراهنة في سوريا.. ولفت بروجردي إلى أن «أي خطوة بهذا الخصوص يجب أن تكون بالتشاور مع الحكومة السورية».

وأردف بروجردي أن «سوريا بلد مستقل عربي إسلامي ونعارض بصورة كاملة القرارات المتخذة ضد هذا البلد في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي»، مضيفا أن «احتمال الهجوم العسكري انخفض بصورة كبيرة بعد إجراءات روسيا والصين عبر الفيتو وإرسال قوات بحرية للمنطقة»، واستبعد «أي مقامرة من الجانب الإسرائيلي».

ورأى المسؤول الإيراني أن وجود القطع البحرية العسكرية الروسية والصينية في البحر المتوسط «خير دليل على جديتهم في الدفاع عن سوريا»، معتبرا أن السبب الرئيسي لما تشهده سوريا هو «فقدان أميركا وإسرائيل قاعدتهم الرئيسية في الشرق الأوسط، وهي مصر» بعد إسقاط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وسعت إيران أمس إلى التضخيم من حجم قمة عدم الانحياز وأهميتها بالنسبة لإيران، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن 27 من رؤساء الجمهورية وملكين و7 رؤساء وزارة و9 مساعدين لرؤساء الجمهورية ورئيسي برلمان و23 وزير خارجية سيمثلون بلادهم في المؤتمر. وستعطي مشاركة لاعبين كبار، بينهم بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيصل إلى طهران الأربعاء، والرئيس المصري محمد مرسي، ثقلا دبلوماسيا للقمة. وأعربت إيران عن أملها في أن تؤدي زيارة مرسي للبلاد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «نحن واثقون تماما من أن وجود الرئيس المصري في إيران سوف يؤدي لتوسيع نطاق العلاقات الثنائية». ومن المتوقع أن يصل مرسي إلى طهران الأربعاء أيضا لحضور القمة التي ستشهد تسلم إيران الرئاسة الدورية للحركة من مصر. ويشار إلى أن إيران ومصر ليس بينهما علاقات دبلوماسية رسمية منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، بسبب توقيع مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل. وفي غضون ذلك، دافعت مصر، أمس، عن اقتراحها بتشكيل مجموعة اتصال إقليمية بشأن سوريا تضم إيران، الحليف القوي لنظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة أن طهران يمكن أن تكون «جزءا من الحل» للأزمة السورية. وكان الرئيس مرسي اقترح في منتصف أغسطس (آب) خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة إنشاء مثل هذه المجموعة، على أن تضم مصر وإيران، إضافة إلى السعودية وتركيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي للصحافيين: «لو كتب النجاح لهذه اللجنة ونحن مصرون على نجاحها، ستكون إيران جزءا من الحل، وليس من المشكلة وبالتالي نحن دعونا إيران لتكون جزءا من هذه اللجنة الرباعية». وتابع أن «المحاولات الأخرى محاولات مهمة جدا، وبالتأكيد حققت جزءا من النجاح، ولكن كان يغيب عنها طرف أو أكثر، وما تحاوله اللجنة الرباعية التي أتت بمبادرة من الرئيس جمع كل الأطراف المؤثرة في المسألة السورية». وردا على سؤال بشان ما أثير من احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أكد أن زيارة مرسي لطهران لن تشمل أي موضوع آخر، وأنها لن تستغرق سوى «ساعات»، وستكون مخصصة فقط لقمة عدم الانحياز. وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أجرى اتصالات هاتفيه مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ومع نظيريه التركي والإيراني، وذلك سعيا من مصر لتكثيف التشاور مع الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة السورية. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن الاتصالات التي يجريها وزير خارجية مصر قد شملت أيضا التباحث مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتبادل الآراء حول سبل حل الأزمة والخروج من دائرة العنف المفرغة التي تكتنف الوضع السوري.

 

صفير لـ"NOW": نعيش أياماً بائسة لكن وضع لبنان أفضل من جيرانه

ناجي يونس، الاحد 26 آب 2012

أعرب البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن أمله في" ألا تكثر ظاهرة الأجنحة العسكرية للعشائر والعائلات لأنها تعني أن البلد في حالة فوضى وحرب".  وتمنى في حديث لموقع "NOW" لو كانت الأوضاع العامة في لبنان أحسن مما هي عليه اليوم، إلا أنه قال إن "وضع بلدنا احسن من جيرانه على كل حال". وعن تأكيده منذ حوالى عام أن الأيام التي يمر فيها لبنان بائسة، أجاب صفير: "إنها بائسة نوعا ماً، ونأمل أن تتحسن"، مضيفًا: "إن هذه الأيام لن تزداد بؤساً إذا نظرنا إلى ما حولنا من بلاد حيث نرى أن لبنان لا يزال في حالة أفضل من غيره". ورداً على سؤال عما اذا كان يخشى من أيام عصيبة قد تعود الى لبنان، رأى أن "كل الاحتمالات واردة"، معتبرًا أن "لبنان وأي بلد لا يتكل اجمالاً على الأجنحة العسكرية بل على الأنظمة التي يجب أن تطاع وتسود". وفي خصوص خشيته من عدم اجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري ربيع العام المقبل، أكّد البطريرك الماروني السابق: "لا أعتقد بأنه محكوم على هذه الانتخابات ألا تجري، لكن يجب اجراؤها في طريقة منظمة"، مشددًا على ضرورة "إقرار قانون انتخاب مقبول يتلاءم مع الوضع الحالي في لبنان". وعن موقفه من قانون  النسبية، قال صفير: "يجب تطبيق النسبية لكنني لا أعتقد بأن الناس مستعدون الآن ليطبقوا هذا المبدأ".

 

الراعي يرفض منطق الميليشيات والمجالس العسكرية للعشائر

بيروت ـ «الراي»/شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على انه «لا يمكن القبول بالإنحطاط الذي بلغ إليه المجتمع اللّبناني من خلال الإنفلات الأمني، والعودة إلى منطق الميليشيات وظاهرة ما يُسمّى «بالمجالس العسكرية» للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، والعبث بالأمن الأهلي والنظام العام». وشكر الراعي في قداس الأحد «مساعي الخيّرين التي أدّت إلى الإفراج عن أحد اللبنانيين المخطوفين في سورية»، آملاً «في الافراج عن العشرة الباقين»، ومناشداً اللبنانيين الذين يحتجزون مخطوفين أن يفرجوا عنهم. واذ أكد انه «لا يمكن القبول بما يجري في طرابلس، وتحديداً في باب التبّانة وجبل محسن وجعلها ساحة للتقاتل والقتل وصندوقاً لتبادل الرسائل المتفجّرة على خلفية الإنقسام الحاصل حول حوادث سورية المؤلمة والمؤسفة»، قال: «لا يمكن القبول باستمرار دوّامة العنف والحرب في سورية، وبمسلسل المتفجّرات في العراق، أيّاً كان مصدرها، ومهما كانت أسبابها وغاياتها ومن المؤسف أن تتحوّل المطالبة بالاصلاحات إلى حرب أهلية مذهبية مقصودة، على ما يبدو، وأن تصل هذه الحرب المذهبية إلى لبنان عبر طرابلس»، سائلاً «ما المُبرِّر ومَن المستفيد؟ ومَن المسؤول عن نزع هذا الفتيل؟».

 

الراعي: لا للانحطاط والعودة إلى منطق الميليشيات والعشائر

الديمان - "النهار"/لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى انه لا يمكن القبول بالانحطاط الذي بلغ اليه مجتمعنا اللبناني، عبر الانفلات الامني والعودة الى منطق الميليشيات وظاهرة ما يسمى بالمجالس العسكرية للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، لا سيما ما يجري في عاصمة الشمال طرابلس، التي صارت ساحة للتقاتل والقتل وصندوقا لتبادل الرسائل المتفجرة على خلفية الانقسام الحاصل حول احداث سوريا المؤلمة والمؤسفة. وشكر الراعي مساعي الخيرين التي ادت الى الافراج عن احد المخطوفين اللبنانيين في سوريا، آملا الافراج عن الباقين. كما ناشد اللبنانيين الذين يحتجزون مخطوفين أن يفرجوا عنهم احتراما لكرامة الشخص البشري. كلام البطريرك الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وبعد تلاوة الانجيل القى الراعي عظة بعنوان"المطلوب واحد، ومريم اختارت النصيب الأفضل" قال فيها: "لا يمكن القبول بالانحطاط الذي بلغ اليه مجتمعنا اللّبناني من خلال الانفلات الأمني، والعودة الى منطق الميليشيات والممارسات الميليشياوية، وظاهرة ما يُسمّى "بالمجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، والعبث بالأمن الأهلي والنظام العام، والاعتداء على كرامة الانسان بالخطف وعلى مؤسّسات الدولة الاداريّة والعسكريّة والقضائيّة، والتغطية السياسيّة لكلّ هذه الممارسات الشّاذة والمُشينة. واعلن الراعي رفضه ما يجري في طرابلس، وتحديداً في باب التبّانة وجبل محسن، وبجعلها ساحة للتقاتل والقتل، وصندوقاً لتبادل الرسائل المتفجّرة على خلفيّة الانقسام الحاصل حول أحداث سوريا المؤلمة والمؤسفة. ورأى ان "عكار والضنّية والقلمون ليست موئلاً للارهاب. فلطالما كان الشمال منطلقاً لوحدة لبنان وأبنائه، وأرض الولاء للدولة والخزان البشري لمؤسّساتها العسكريّة والأمنيّة". وتوجه الى المسيحيّين، بأن "وجودكم في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط ضرورة حيويّة لمجتمعاتنا المشرقيّة، وأنتم فيها مواطنون أصيلون وأصليّون منذ ألفَي سنة. واستقبل الراعي وفدا من مجلس منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" برئاسة النائب السابق مصطفى علوش، وكان عرض لمجمل ما يجري على الساحة الطرابلسية والشمالية. واستقبل المدير العام للزراعة لويس لحود.

 

جناز ومسيرة في ذكرى الرئيس كميل شمعون والسيدة زلفا/دوري شمعون: لبنان دويلات لكل منها قانونها وأمنها

دير القمر ـ "المستقبل"/أقامت عائلة الرئيس كميل شمعون وحزب الوطنيين الاحرار قداسا وجنازا لراحة نفسه ونفس قرينته السيدة زلفا في الذكرى الـ 25 لرحيلهما في كنيسة سيدة التلة في دير القمر.

رأس القداس الاباتي مارسيل ابي خليل يحيط به عدد من الآباء والكهنة، وشارك فيه الى جانب رئيس الحزب النائب دوري شمعون وعائلته ونجله كميل والمجلس الاعلى للحزب، ممثل عن الرئيس امين الجميل ايلي قرداحي وممثل الرئيس سعد الحريري محمد الكجك والنائب السابق ادمون رزق وشخصيات وفاعليات بلدية واختيارية وأهالي من دير القمر والجوار.

وألقى ابي خليل عظة عدد فيها مزايا الرئيس الراحل كميل شمعون ومواقفه الوطنية وتفانيه من اجل لبنان وحريته وسيادته واستقلاله، وعمله الدؤوب ونضاله من اجل الوحدة الوطنية.

شمعون

وتبع ذلك مسيرة شموع من الكنيسة الى النصب التذكاري في ساحة داني شمعون حيث ألقى النائب دوري شمعون كلمة قال فيها: " لقد اضحى لبنان دويلات طائفية ومذهبية لكل منها قانونها وامنها ودستورها تتجاذبها الدول القريبة والبعيدة، وهي تتنافس في بيع ولائها الى من يدّعي تأمين مصالحها الخاصة الضيقة",

واضاف متوجها الى والده: " بعد 25 عاما ماذا فعلوا بالاستقلال بعد غيابك وغياب كبار الاستقلاليين ولا سيما الشيعة منهم امثال كاظم الخليل وعادل عسيران واحمد وكامل الاسعد وصبري حمادة وغيرهم، الذين لم يستغلونه يوما لضرب الدولة ومؤسساتها وهيبتها؟. اي استقلال بعدما راح الزعماء الشيعة الجدد يتقاتلون ويقاتلون اخوانهم في الوطن ليستغل كل منهم حصته او شارعه او تحت عباءة عائلته". وتوجه الى اهل السنة: "الذين اصبحوا اليوم حاملي لواء لبنان اولا، ولا شك في دعوة بعضهم الى تحويل هذا الشعار فعل ايمان يترجم يوميا على الارض بالعمل والممارسة".

وختم:"والى "بني معروف" اخواننا في هذا الجبل، اقول مجددا، بالرغم من كل ما حصل وما قد يحصل، ان مصيرنا واحد ولبناننا واحد". وكان سبق القداس والمسيرة وضع اكاليل من الزهر على المدافن.

 

قداس لـ"القوات" ـ قرطبا لراحة أنفس الشهداء

المستقبل/أقامت منسقية قضاء جبيل - مركز قرطبا في حزب القوات اللبنانية قداسها السنوي لراحة أنفس شهداء البلدة، في دير مار سركيس وباخوس قرطبا، ترأسه رئيس الدير الأب جوزيف الدكاش وعاونه فيه المونسينيور يوسف السخن وحضره منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس مركز قرطبا في "القوات" هادي مرهج، رئيس قسم قرطبا الكتائبي المحامي روبير كرم، ايلي بيروتي ممثلاً رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية قرطبا فادي مرتينوس، أعضاء المجلس البلدي وعدد من الشخصيات وأهالي الشهداء.

الدكاش

وألقى الدكاش عظة قال فيها: "اليوم هو يوم الوفاء لشهداء بلدة قرطبا، لأنهم رحلوا كي نبقى ونعيش بكرامة، ووقفوا في وجه من أراد أن يعري الوطن من ثياب العز". أضاف: "حرام أن نكون عاراً على بيدر الوطن، ومن الشهداء نأخذ العزم والإرادة لتخطي كل الصعوبات والمساحات الضيقة والأنانيات والحرتقات الصغيرة"، مؤكداً أن "الوطن لا يبنى بالحرتقات والأنانيات بل بالتضامن والتكاتف وتجاوز الحساسيات والنكايات".

كرم

وألقى كلمة أهالي الشهداء الدكتور أنطوان كرم، معاهداً "الشهداء الأبطال بمتابعة المسيرة وتحقيق الحلم". وتوجه الى أهالي الشهداء بالقول: "إن شهادة أبنائكم لم تذهب سدى، فهم قدوة للأجيال الطالعة ورفاتهم في الأرض الخصبة بذور لنفوس طيبة تحيي أجساد الشباب فيمشون على دروب الحياة، ونور شهدائنا يضيء لهم من السماء الطريق ويواكبهم ليرسوا على شاطئ الأمان".

مرهج

واكد هادي مرهج أن "القوات اللبنانية تكرم وتنحني أمام ذكرى الأرواح الطاهرة لشهداء بلدة قرطبا من مقاتلين ومدنيين الذين يشكلون قسماً من آلاف الشهداء الذين لولاهم لما كنا اليوم نقف في هذا المكان ونحيي ذكراهم"، داعياً الى "عدم النسيان أننا جميعاً دفعنا دماً ولا نزال وخسرنا أهلاً ورفاقاً وهم أحياء فينا لأجل إيماننا ووجودنا كي تبقى أجراسنا تقرع" .

وفي الختام، تم توزيع هدايا تذكارية على أهالي الشهداء.

 

التحقيقات في جريمة مقتل الكاهن في الرهبانية المارونية ايلي مقدسي تتواصل

الناعمة ـ "المستقبل"/اظهرت التحقيقات ان الجثة التي عُثر عليها مساء السبت على شاطئ الناعمة تعود الى الكاهن في الرهبانية المارونية ايلي مقدسي من مواليد حوش حالا_البقاع عام 1962. وافادت المعلومات ان الضحية غادر الدير الكائن في منطقة بحر صاف يوم الجمعة. الى ان عُثر على جثته قبالة الناعمة. واكدت جهات معنية ان رأس الجثة وجد مغطى بكيس من النايلون ومشوه والتحقيقات التي بدأت منذ العثور على الجثة مستمرة الى حين الكشف عن الجريمة ومن يقف وراءها، ولم تتوضح اي معطيات أخرى حتى ليل أمس.

 

توقيف بنغلادشية في المطار قتلت كفيلتها

المستقبل/صدر عن المديرية العامة للأمن العام، البيان الآتي: "بتاريخ اليوم(أمس) تمكنت دائرة الأمن العام في مطار رفيق الحريري الدولي من توقيف المدعوة س.أ.، من التابعية البنغلادشية، بعد الإشتباه بها أثناء محاولتها مغادرة لبنان بمفردها. وبعد إجراء التحقيقات اللازمة تبين أنها قامت بقتل كفيلتها ظهر اليوم(أمس) وفاء نحلة، في منزلها في منطقة الشياح، وسرقة بعض الأشياء الثمينة. وبناء لإشارة النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، أحيلت المذكورة إلى دائرة التحقيق والإجراء في المديرية العامة للأمن العام لإجراء المقتضى القانوني".

 

تشاور في مجلس الأمن هذا الأسبوع لمنع تسرّب الأزمة السورية الى لبنان

خليل فليحان/النهار

ارتفعت نسبة القلق الدولي والعربي حيال ما يجري فمن حوادث امنية في لبنان، عجزت المعالجات الرسمية عن انهائها بسرعة ووضع قواعد تمنع تكرارها، نظراً الى مدلولاتها والتفسيرات التي اعطيت لها ومنها انها امتداد لما يجري من اقتتال في سوريا. وهذا ما دفع مسؤولي تلك الدول الى الدعوة علناً للاسراع في حماية لبنان من تلك التداعيات التي تتكرر في طرابلس وفي مقدمة الداعين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ومنظمة الامم المتحدة مشددة على ضرورة تحصين لبنان قبل امتداد تلك التداعيات الى مناطق اخرى تعتبر هشة وقابلة للاشتعال والاسراع قبل اغراق البلاد بالاقتتال المذهبي. من هنا كان تحرك اكثر من سفير دولة كبرى ناقلاً تحذيرات حكومة بلاده من تجدد القتال في طرابلس.

واستغربت دوائر ديبلوماسية عدم اقدام الحكومة حتى الآن على انشاء خلية مهمتها تحصين البلاد في وجه ما تتعرض له من هزات امنية ذات لون مذهبي، يشبه ما يحدث في مناطق سورية والتخوّف من اشتعالها في انحاء اخرى على ان تتشكل من رئيس الحكومة وعضوية وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والقادة الامنيين لمتابعة الاوضاع واستباق ما يمكن ان يقع من حوادث وفي حال حصولها وضع الاجراءات السريعة والكفيلة بالمعالجة الضامنة لوقف الاشتباكات من دون تباطؤ لعرضها على مجلس الوزراء في جلسة استثنائية.

واعرب سفير دولة كبرى عن دهشته عندما سأل مسؤولاً بارزاً عن السبب في عدم تنفيذ الاستنابات التي صدرت بحق المخلين من الفريقين واعطاء التعليمات للجيش بمصادرة السلاح منعاً لعدم استخدامه من جديد فكان الجواب "لا يمكن القيام بذلك لان مناطق اخرى مسلحة والمفروض بالحكومة جمع السلاح من كل الفرقاء دفعة واحدة حفاظاً على التوازنات".

رد السفير ان الحالة الامنية في طرابلس ستبقى هشة وقابلة للاشتعال في كل وقت انطلاقاً من هذا المنطق. واقترح تنفيذ قرار 1701 لبناني، في الداخل ما بين السلطات الامنية من جهة، وبين الاحزاب والافرقاء حاملي السلاح من جهة اخرى، وليس فقط منع مصادرة السلاح المتجه الى لبنان. وسأل السفير ايضاً المرجع نفسه عن مصدر الذخيرة لكل فريق؟ وهل من مراقبة امنية لنقل الذخائر الى مخازن الاسلحة؟ من يموّل ومن يغطي نقل عملية السلاح؟

وانتقد بشدة الدور الرسمي المقتصر حتى الآن على تحديد موعد لوقف اطلاق النار واختفاء المسلحين وكل انواع المظاهر المسلحة. وكان له اقتراح آخر بتجريد السلاح لكل منطقة تقع فيها صدامات ما بين اللبنانيين والا فان الفلتان الامني سيحل كل مدة في منطقة جديدة.

واستغرب بقوة ظاهرة الخطف للبنانيين او لاجانب، في وضح النهار في اكثر من منطقة، وامام اعين الناس، اما لمبادلتهم بمخطوفين او من اجل تقاضي المال. وسأل كم لهذا الاختطاف من وقع سيئ لدى الراغبين في المجيء الى لبنان من اللبنانيين لزيارة اهلهم واصدقائهم، ومن العرب لتمضية اجازة او فصل الصيف. ودعا الى وضع حد عاجل الى هذه الظاهرة والى الاقتصاص من مرتكبيها بشكل يمنع على هؤلاء او لمثلهم تكرار هذا الفعل المشين وهو احتجاز حرية انسان لابتزازه مادياً.

وتوقع تشاوراً واسعاً حول توفير الحماية الدولية للبنان لمنع تسرب الازمة السورية الى اراضيه وذلك في أروقة مجلس الامن هذا الاسبوع على هامش المشاورات التي سترتفع وتيرتها لاصدار قرار جديد للمجلس في الثلاثين من الشهر الجاري للتمديد لقوة "اليونيفيل" سنة جديدة.

 

لمَ لا يكون مطار ثان وثالث ورابع في القليعات وحامات ورياق؟ قرار التعطيل سياسي ويؤكد منطق الاستئثار والرهينة

النهار/ "مذل ومهين" مشهد المسافرين في مطار رفيق الحريري عبر شاشة "اورونيوز" في فقرة "No Comment"ـ اي "بلا تعليق"، وهم يجرون حقائبهم وراءهم، مصطحبين عائلاتهم واولادهم بين الاطارات المشتعلة على طريق المطار خلال الاسبوع الفائت. المسألة مذلة ومهينة واكثر، لكنها ليست كذلك بالنسبة الى الحكومة اللبنانية رغم ان الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان وزيراً للاشغال، كان المبادر الى اعداد مشروع لاطلاق العمل في مطار الرئيس رينه معوض، او اختصاراً مطار القليعات، ادراكاً منه لأهمية وجود مطار ثان في لبنان.

خلال جلسة الحوار الاخيرة، بادر النائب ميشال فرعون الى طرح الموضوع، لأن الامور "لم تعد تحتمل واللبنانيين جميعاً اصبحوا مشروع رهائن على طريق مطار رفيق الحريري". لكن الاكثر اذلالاً من مشهد المسافرين وحقائبهم، ما يرويه فرعون عن رحلة طائرة شركة "أير فرانس" الى بيروت خلال قطع طريق المطار، وما كان من امر هبوطها قسراً في مطار دمشق الدولي رغم كل المحاذير الامنية، وذلك بعد تحويل مسارها عن مطار بيروت، اذ قام الركاب بجمع مبلغ 19 الف دولار اميركي من جيوبهم الخاصة من اجل دفع ثمن المحروقات للطائرة لتتمكن من العودة بهم الى بيروت او الى اقرب مطار فكان ان هبطت في قبرص. وبرأي فرعون ان كل الدول تمتلك مطارين وثلاثة واربعة، ولكن اصرار بعض القوى في "8 آذار" على التعامل مع هذه المسألة على انها قضية سياسية يعوق تطور الامور ايجاباً، ويشير فرعون الى وجود مطارات القليعات، حامات ورياق، وان لا سبب يحول دون تطويرها واستخدامها في الاحوال العادية والطارئة، تماماً كما يوجد مرفأ في بيروت ومرافئ اخرى في جونية وطرابلس وصيدا وصور، وكلها تعمل تحت اشراف الدولة اللبنانية.

منطق الرهينة

يروي نائب بيروت ميشال فرعون انه تلقى مئات الاتصالات من مواطنين مؤيدين لطرحه ومطالبين بأن لا يكون مطار بيروت الدولي رهينة في يد اي حزب او جماعة مسلحة. لكن منطق الرهينة لا يكفي لتبرير الامر، على ما يبدو، والمسألة بالنسبة الى النائب احمد فتفت تختصر بالحاجة الى "قرار سياسي كبير بفتح مطار رينه معوض" خصوصاً ان ثمة مشكلة في المطار نتيجة وجوده قرب الحدود السورية، الامر الذي يوافق عليه النائب جان اوغاسبيان لجهة تأكيد الحاجة الى قرار سياسي. ويذَكر اوغاسبيان بأن الوزيرة نائلة معوض طرحت فكرة تشغيل مطار القليعات ابان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لكن الامور كانت تعود دائماً الى دائرة القرار السياسي ورغبة فريق معين في الابقاء على حصرية هذا المنفذ الحيوي، وتالياً حصرية الهيمنة عليه. والمسألة برمتها، برأي اوغاسبيان، ليست تقنية، ذلك لان مطار القليعات قادر على استقبال طائرات اسوة بمطار بيروت، لكن المشكلة تبقى في دائرة القرار السياسي وحده.

رفض سوري للقليعات ؟

تؤكد الوزيرة السابقة نائلة معوض انها تقدمت بطلب اعادة فتح مطار القليعات تحت عنوان انمائي عريض، بأنه لا يجوز عدم فتح المطار الشمالي لاسباب اقتصادية واجتماعية تنعش منطقة برمتها، وذلك في معزل عن منطق الرهائن. لكن ما يجري في الآونة الاخيرة على طريق المطار يضيف، الى الاسباب الانمائية، حجة قانونية ووطنية برفض منطق ان يبقى المطار رهينة واللبنانيون الآخرون مشروع رهائن لدى آل المقداد وجناحهم العسكري وكلما عنّ على بال احد ان يقفل المطار لسبب خاص.

تتذكر معوض ان الرئيس نجيب ميقاتي اعد خطة لفتح مطار القليعات عندما كان وزيراً للاشغال، وفي رأيها ان القليعات جاهز لاستقبال الطائرات، وتحتاج مدرجاته الى الصيانة، لكنها لا تقل اهمية عن مدرجات مطار بيروت، والامر يحتاج الى القليل من التجهيزات لكي تستقيم الامور لكن. "اعتقد ان هناك رفضاً سورياً للامر ورغبة في استمرار الهيمنة عبر مطار بيروت من "حزب الله" الذي يهيمن على هذا المرفق الاستراتيجي ويشكل نافذته الى العالم"، والكلام لمعوض التي تضيف: "لو لم يكن مطار رينه معوض موجوداً ومطار حالات ومطار رياق لكنا تفهمنا الامر، لكن القليعات يحتاج الى القرار السياسي لتنتهي هذه البهدلة وعذابات العائلات ورعبها على طريق مطار بيروت".

تتابع معوض انها سمعت ان لمطار حامات مدرجا مهماً ويستخدم من الجيش وتهبط فيه طائرات عسكرية اميركية ضخمة، ولكن رغم ذلك يركّبون عنه اخباراً بأنه غير صالح وما الى ذلك، وكذلك يفعلون بالنسبة الى مطار رياق، وتالياً لا يجوز الاستمرار في هذه المسألة، والمسؤولية تتحملها الحكومة لان حرية اللبنانيين وزائري لبنان ليست رهناً لحزب مسلح وعشائر مسلحة".

قباني والعوامل السلبية

لرئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني رأي مغاير "قليلاً" ورغم تمسكه بالحاجة الى مطار ثان الا انه يحدد استناداً الى زياراته السابقة الى مطار رينه معوض، جملة امور تجب معالجتها قبل الدعوة الى بدء العمل بالمطار ذلك لان الموقع والمدرج ورغم اهميتهما ليسا كافيين برأيه، والاهم هو انشاء "الهيئة العامة للطيران المدني، لأن الكادر الحالي لا يكاد يكفي مطار بيروت فكيف به امام التعامل مع مطارين؟" ويرى أن اعداد الفريق البشري للمطار يبقى العائق الاكبر، لأن التجهيزات التقنية متوافرة ضمن حرم مطار رفيق الحريري، لكن مشكلة ادارة القليعات تطرح مشكلات عمن يتولى ادارة هذا المطار". سبب آخر يقدمه قباني يتصل برأيه بالحاجة الى الاتفاق مع السلطات السورية على تشغيل المطار، لان حركة الملاحة الجوية عند الهبوط والاقلاع تحتاج الى المرور في بعض الاجواء السورية، وهذا غير ممكن اليوم بسبب الوضع الامني في سوريا. اضافة الى سبب آخر يختصره باتجاهات الرياح التي غالباً ما تكون جنوبية غربية في الشمال. وفي اختصار يرى قباني ان استعمال المطار اليوم ممكن في الرحلات الداخلية وللطائرات المتوسطة والصغيرة الحجم. لكن كل ذلك ينتهي عند القرار السياسي الذي يحتاجه مطار رينه معوض بدءاً من الهيئة العامة للطيران الى تجهيز الفريق البشري، وصولاً الى التجهيزات.

ينفرد رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بالاعلان ان الحكومة قررت فتح مطار ثان وأن القرار اقتصادي بحت، ولا دخل له بالسياسة وشؤونها من قريب او من بعيد. ويعلق شقير على الحاجة الى اتفاق مع الدولة السورية للسماح للطائرات بعبور الاجواء السورية اثناء الهبوط والاقلاع من القليعات، بأن تجهيز مطار رينه معوض يحتاج الى مدة من الزمن، والى حين انجاز ذلك فإن الامور تكون قد تغيرت في سوريا، ويشدد على الحاجة الى مطار آمن للمستقبل وأن غالبية الطائرات التي تهبط في مطار بيروت هي من طراز تشارتر، وتالياً تستطيع الهبوط في كل المطارات اللبنانية ...

مطار بيار الجميّل في حامات عطّله السوريون

قبل مدة اعد الباحث نبيل يوسف دراسة عن مطار حامات او "مطار بيار الجميل الدولي" اشار فيها الى استخدامه من الجيش اللبناني لهبوط طائرات عسكرية أميركية من نوع "سي 130" لانزال معدات عسكرية لصالح الجيش اللبناني. وذكر يوسف ان الفكرة بدأت العام 1973 بين الرئيس فرنجية، الرئيس كميل شمعون، والشيخ بيار الجميل، في اجتماع في قصر بعبدا بعد تعرض مطار بيروت الدولي للقصف وسيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة على الطريق المؤدية اليه، وحاجة "المناطق المسيحية، من زغرتا شمالاً الى كفرشيما جنوباً ودير الأحمر شرقاً، الى منفذ جوي".

وهكذا وقع الخيار اولاً على تحويل الاوتوستراد أمام القاعدة البحرية في جونيه البالغ طوله نحو كيلومتر مدرجا يمكنه استقبال طائرات صغيرة، فيفتح بذلك منفذا جويا الى الخارج. وجاء من يخبر الشيخ بشير الجميل أن في مرفأ بيروت طائرة صغيرة ماركة "بيغل BIGEL" وهي بمحرك واحد موضوعة في صناديق تمهيداً لشحنها براً الى العراق، وانه يمكن جمعها واستعمالها. نقلت الصناديق من مرفأ بيروت الى أمام قاعدة جونيه وبدأ بعض طلاب ميكانيك الطيران بجمعها.

في هذا الوقت استطاع أحد طياري سلاح الجو اللبناني الاقلاع من مطار رياق بطائرة تدريب ماركة "دوف DOVE"، وهي طائرة بمحركين أكبر من طائرة "بيغل" وتتسع لثمانية ركاب، وحط فيها على مدرج قاعدة جونيه المستحدث. تبعه طيار آخر قادم من قاعدة القليعات الجوية يقود طائرة تدريب من نوع "فوغا". ولم يتمكن طيار ثالث من الاقلاع بطائرة تدريب صغيرة من نوع "شيكمن". هكذا ولد أول مطار في المنطقة الشرقية وقامت الطائرة "دوف" وبعض الطوافات التي أحضرت من رياق والقليعات بأكثر من رحلة أسبوعياً الى قبرص واليونان، خاصة لنقل الجرحى والأدوية والمعدات الطبية والبريد. في نيسان 1976 أقلعت الطائرة من المدرج وعلى متنها طيار ومساعده، في طريقها الى قبرص لاحضار شحنة أدوية، لكنها سقطت في البحر الذي ابتلعها مع ملاحيها.

لكن الحاجة برزت الى مطار "حقيقي" فاقترحت حامات عند حدود بلدة وجه الحجر أعلى رأس الشقعة في منطقة البترون كاحتمال أول، وبلدة معاد في منطقة جبيل كاحتمال ثانٍ، ومحلة سهل الجديدة في منطقة زغرتا كاحتمال ثالث. وبررت اللجنة تصنيفها على اعتبار أن موقع حامات يتمتع بتسهيلات طبيعية تضاهي مطار بيروت الدولي، اذ في الامكان جعل مدى مدرجه أربعة آلاف متر، ومن الممكن أن يبلغ طوله في المرحلة الأولى وبسرعة نظراً الى طبيعة الأرض 1900 متر بعرض 120 متراً، اضافة الى امكان انشاء ثلاث حظائر للطائرات، وبذلك يمكنه استقبال 3 ملايين مسافر في السنة و35 طائرة في اليوم بسبب نوعية ارضه الصخرية. ومن أهم ميزات هذا الموقع وجوده فوق هضبة مكشوفة تسمح للطائرة بالهبوط فوق البحر بحيث تصل الى زاوية تقارب الصفر عند أول المدرج، في ظاهرة شبه نادرة في المطارات العالمية، اضافة الى اعتبارات اتجاه الهواء.

اختير موقع حامات، ويقال ان مختار البلدة ومختار وجه الحجر قاما بتسليم أصحاب العقارات تعهدات موقعة من بشير الجميل بدفع كامل الحقوق التي اتفق عليها. وانطلق العمل الى ان كان صيف العام 1976 بوتيرة سريعة، وأسس حزب الكتائب شركة قامت بشراء العقارات الواقعة ضمن حرم المطار وتسجيلها. وتقرر تسميته: "مطار بيار الجميل الدولي". لكن القوات السورية دخلت البترون ربيع العام 1978 وانسحب مقاتلو الكتائب الى جبيل، تاركين فيه معدات الرادار التي كانت وصلت حديثاً من أوروبا. وكان يلزم أرض المدرج طبقة واحدة من الاسفلت ليباشر استقبال الطائرات.

تمركز القوات السورية في مطار حامات أوقف كل الأعمال وسرقت جميع المعدات، وأصبح مهبطاً لطائرات الهليكوبتر السورية.

 

اعتصام سلمي في طرابلس رفضا للاقتتال بدعوة من بلديتها

نفذت نقابات المهن الحرة في الشمال والفعاليات الاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، اعتصاما سلميا مفتوحا دعت اليه بلدية طرابلس، دفاعا عن أمن واستقرار المدينة، وتكريسا للعيش الوطني الواحد ضمن حملة " طرابلس مدينة آمنة ومستقرة"، في داخل باحة دائرة الهندسة في بلدية طرابلس. حضر الاعتصام الى رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال وأعضاء المجلس البلدي، أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان توفيق دبوسي، نقيبة أصحاب المصارف في الشمال مهى المقدم، نقيب أطباء الأسنان في الشمال الدكتورة راحيل الدويهي، رئيس رابطة الأساتذة في الجامعة اللبنانية الدكتور حميد حكم، رئيس رابطة أساتذة التعليم الخاص في لبنان نعمة محفوض، نقيب المحامين في الشمال بسام الداية ممثلا بالمحامي مصطفى عجم، رئيس الاتحاد العمالي العام في الشمال شعبان بدرة ورؤساء جمعيات وحشد كبير من أبناء المدينة.

 

عمليات دهم في طلعة العمري بطرابلس بعد إطلاق نار في المنطقة

وكالة أخبار اليوم/سجل صباح الأحد بعض رصاص القنص على محاور الاشتباكات في طرابلس ما أدى إلى إصابة مواطن , في حين تنفذ هيئات المجتمع المدني اعتصاماً في مبنى البلدية دفاعاً عن أمن واستقرار المدينة . وفي هذا السياق , أعلن رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال ان ما يحصل في المدينة من فلتان دفع بالمجتمع المدني إلى رفض ما يحصل , واعتبر ان هناك من يريد اختطاف المدينة من تحت كنف الدولة , مؤكداً ان جناح أهل طرابلس هو جناح الدولة .  وأشار الغزال إلى ان هذا الاعتصام سلمي مغلق وسيبقى كذلك , مؤكداً ان صوت المجتمع المدني سيصل إلى الجهات كافة . من جهة أخرى , علم ان مجموعات من باب التبانة تطالب بالافراج عن 5 مسلحين اعتقلهم الجيش امس .  هذا وينفذ الجيش عمليات دهم في طلعة العمري في طرابلس بعد تسجيل إطلاق نار في المنطقة . من جهة أخرى , أوضحت مصادر أمنية للـ LBCI انه ليس هناك من خطة أمنية في طرابلس , واشارت إلى ان الجيش يقوم بالمهام الموكلة إليه وهو يسير دوريات ويقوم بعمليات دهم ويرد على رصاص القنص , كاشفة عن اعتقال بعص المسلحين في المدينة ولاسيما في حارة البقار والملولة .

فاعليات طرابلس: لتثبيت وقف اطلاق النار والتعاطي بحزم وبالقانون مع ظاهرة الإعتداء

عقد في دارة عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة، اجتماع حضره وزير الدولة أحمد كرامي، أحمد الصفدي ممثلاً وزير المال محمد الصفدي، النائبان سمير الجسر وأحمد فتفت، النائب السابق مصطفى علوش، آمر سرية درك طرابلس العميد بسام الايوبي، إضافة إلى مشايخ وعلماء وفاعليات منطقة باب التبانة. وشدّد المجتمعون في بيان على "التزام جميع المعنيين بتثبيت وقف اطلاق النار وعدم الرد على أي طرف أمني وترك أمر المعالجة للجيش"، مطالبين الجيش اللبناني "تثبيت الأمن في مناطق التوتر ومنع الخروقات الأمنية ومعالجتها بالنتائج والأسباب". كما طالبوا قوى الأمن الداخلي "تثبيت الأمن في باقي مناطق المدينة"، لافتين الى وجوب "التعاطي مع ظاهرة الإعتداء الفئوي على متاجر لبعض أهالي المدينة بالحزم المطلوب وبالقانون". هذا وطالبوا بـ"معالجة مصابي الأحداث ودفع اكلاف الإستشفاء كافة"، داعيةً الى "تكليف الهيئة العليا للإغاثة بإحصاء الأضرار كافة والتعويض على المتضررين بالأنفس أو الماديات وبالسرعة المطلوبة". المجتمعون الذين طالبوا الحكومة بـ"تحضير مشروع انمائي اجتماعي واقتصادي لمناطق الحرمان"، شدّدوا على وجوب "إنشاء ورش طوارئ لإصلاح الأضرار الناتجة عن الاشنباكات". (الوطنية للإعلام)

 

توقيف 11 موالياً لحزب الله في الزاهرية ..أطلقوا النار على الجيش

ذكر تلفزيون" المستقبل" أنه جرى توقيف 11 عنصرا موال لـحزب الله في طرابلس اطلقوا النار على الجيش في منطقة الزاهرية! وأشارت مصادر أخرى الى أن 10 من الموقوفين هم من آل الموري. ويشتبه بأن هؤلاء أقدموا مع آخرين على إطلاق النار على الجيش اللبناني.

 

سامي الجميل: "الدولة متواطئة حيال ما يحصل في طرابلس"

المستقبل/أشار عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل، أن "قضية الوزير السابق ميشال سماحة، هي بمثابة تحد كبير للقضاء اللبناني، ويبدو أن هناك تواطؤا للدولة اللبنانية حيال ما يحصل في طرابلس، لمصلحة عدم الإستقرار". وأكد أن "الحدود أصبحت مستباحة، وفكرة الأمن بالتراضي هي الكارثة". ولفت في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، الى أنه "يجب الا يتراشق اللبنانيون مع بعضهم والدولة تتفرج، وأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعديد من الوزراء الذين هم من مدينة طرابلس لم يتمكنوا من ضبط الإيقاع بعد، علما أن ما يحصل في المدينة هو محاولة من قبل النظام السوري، هدفها إشعال الساحة الداخلية، من خلال مجموعة من الناس يمون عليها هذا النظام، وأن كل الأوراق السورية في لبنان تحرّكت، كجماعة آل مقداد والوزير السابق ميشال سماحة". ورأى أن "الحزب القومي السوري الإجتماعي" والمنظمات الفلسطينية التابعة للسوريين، لم يتحركوا بعد، لكن من المحتمل ان يتحركوا، وأن الحزب القومي يحضر الأرضية". ودعا "الدولة الى أن تكون متيقظة". وأوضح أنه "قد تبين ان الدولة لا تتكلم ولا تتجاوب إلا مع الذين يتحدونها، ومن هم تحت القانون "بتطلع براسهم". وسأل "هناك العديد من المعتقلين فهل خربنا البلد من اجل استرجاعهم؟". وذكر أن "همنا الوحيد هو بناء دولة لجميع اللبنانيين، كي يعيش فيها الجميع بسلام واستقرار، ولن نشارك في فرط الدولة، التي استقالت عن الحفاظ على البلاد". وأكد "أنهم لن يتمكنوا من رفع الحصانة عن (عضو كتلة "المستقبل") النائب معين المرعبي".

 

رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب لميقاتي: إرحل رحمة بطرابلس ورأفة بك

المستقبل/ رأى رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب أن "وقف إطلاق النار ليس حلاً في طرابلس"، مشدداً على أنه "لا بد من أخذ خطوات جذرية للمشكلة ومنع السلاح الظاهر". وسأل: "ماذا يمنع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من إعطاء تعليمات برفع الغطاء عن الفريقين، أو أن يجمع حكومته ويبلغ حلفاؤه أنه لا يستطيع الاستمرار بهذه الطريقة رحمة بطرابلس ورحمة به"، لافتاً الى أنه إن لم يستطع فليذهب". وأكد في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أمس، "الالتزام بـ"أوامر الجيش الذي يلتزم بأوامر الحكومة، كما حذر من وضع الجيش بمواجهة أهله في الشمال". واعتبر أن "الاستنابات القضائية ضرورية عند طرح الحل"، سائلاً: "من سيوقفون بالاستنابات القضائية؟ وعلى أي محكمة سيحالون؟". ولفت الى أن "الأمين العام لـ"الحزب الديموقراطي العربي" رفعت عيد يقول إنه جزء من المقاومة وهذا يعني أنه لا يستطيع أحد أن يقترب منه ويوقفه لأن التعليمات المعطاة في الدولة اللبنانية على مستوى البيان الوزاري، في المقابل الفريق الثاني يعتبر إرهابي وإسلامي ويتوقف".

وشدد على أن "هدف الجميع الآن وقف إطلاق النار، وكأن هذا الأمر هو طموحنا، وقف إطلاق النار ليس انجازاً، بل الإنجاز أن يكون هناك حلول جذرية". وأشار الى أن "اليوم لا حل، وهناك سلاح محوري، ومن يقول ذلك هو رفعت عيد الذي يقول إنه يمثل بشار الأسد وأحمدي نجاد"، مؤكدا أن "المشكلة ليست مع العلويين إنما هي رفض لوجود سلاح محوري". وأوضح أن "الحل هو عندما ينفذ كلّ من الجيش والقوى الأمنية قراراً سياسياً يصدره رئيس الحكومة"، محذراً من أن "المؤسسات العسكرية تُستنزف"، معتبراً أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان "يأخذ مواقف واضحة ولكن يجب أن تترجم قرارات على الأرض". ولفت الى أن "الدولة لا يجوز أن تكون مجيشة لحماية النظام السوري"، مذكراً بأن "طرابلس ليست هونغ كونغ لكي يتحججوا بالكثافة السكانية والجيش يستطيع ضبط المنطقة". واعتبر أن "ما برر التسلح هو عدم إمكان اتخاذ قرار بسحب سلاح آخر، وأساس المشكل يجب أن يعالج". وقال: "ميقاتي لا يستطيع أن يتفلت من الارتباط مع النظام السوري، وآن الآوان لكي يرحل"، مشيراً إلى "أن البديل هو أي بيان وزاري يؤكد بوضوح أن السلاح في الداخل ممنوع". ونبّه الى أن "ما يحصل من اعتداءات في طرابلس يؤجج لمواجهة سنية علوية، فقد كان هناك أيضاً من يحاول افتعال فتنة سنية ـ مسيحية"، مؤكداً أن "لا أحد في لبنان (8 و141 آذار) مقتنع بأن معركة زائدة في لبنان تستطيع أن تغير الوضع في سوريا". وقال: "ندعم موقف ميقاتي إن أخذ قراراً يضع الحد واتخاذ قرار حاسم، وهو على ما يبدو أنه لا يستطيع أن يفك ارتباطه بالنظام السوري، لذا كلما غادر أسرع تفادى جحيماً للبلد وحدوث مشاكل أكثر". وشدد على "أن أهالي باب التبانة ليسوا "قاعدة" وأهالي جبل محسن ليسوا "حزب الله"، لكن الاثنين هما عاطلين عن العمل، وطرابلس تحتاج الى الدعم الاقتصادي والتنموي"، جازماً بأننا في أي حكومة مقبلة "لن نقبل بأن تغطى الأعمال المسلحة على أساس أنها مقاومة".

 

مصدر لـ"يقال.نت": رفعت عيد بتصرف حافظ مخلوف وطرابلس رهينة بيد "حزب الله" والمخابرات السورية

أكد مصدر سياسي لبناني أن حلّ مشكلة طرابلس موجودة عند المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يقيم علاقات ممتازة مع أجهزة المخابرات السورية التي يأتمر بها رفعت عيد.

وقال المصدر لـ"يقال.نت" إن رفعت عيد يأتمر بحافظ مخلوف، وكان يفترض بعباس ابراهيم أن يثبت أن العلاقات التي يقيمها هي لمصلحة لبنان بتوجيه طلب الى مخلوف ليأمر عيد بوقف العمليات العسكرية. وقلّل المصدر من أهمية إلقاء الجيش القبض على مجموعة موالية لـ"حزب الله" في طرابلس، وهي من آل الموري، لأن هؤلاء سيفرج عنهم قريبا بطلب من "حزب الله"، الذي يرعى مع المخابرات السورية تفجير الأوضاع في طرابلس. ولفت المصدر الى أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تلعب دورا مشبوها، لأنها تسلّم "حزب الله" أوامر عمليات على بياض، وهذا ما اتضح، على سبيل المثال في قضية محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، حين سحب المتورط بالجريمة بطاقة مخابرات جيش ليتمكن من تهريب رفيقه الذي أوقفه سكان البناية. وأشار المصدر الى أن الوضع في طرابلس سيبقى متوترا، لأن قرار التفجير متخذ بالتنسيق بين "حزب الله" والمخابرات السورية اللذين يستطيعان من خلال مجموعاتهما في جبل محسن وباب التبانة  التحكم بعوامل التفجير.

 

عائلة المخطوف الكويتي في البقاع تحرّكت احتجاجاً:لبنان كله مخطوف والبقاعيون رهينة قطّاع طرق

زحلة – دانييل خياط/النهار/"مستعدون للتفاوض مع الجهة الخاطفة، أكرموا زوجي بالله  عليكم"، "زوجي يعيل عددا من العائلات المستورة، وساهم في ايجاد فرص عمل لعدد من شباب البقاع، فهل يكون جزاؤه الضرب والخطف؟ حكّموا ضمائركم وردّوه الى أهله ووطنه". "أهكذا تعاملون الضيف يا أهل الكرم والضيافة، أليس للضيف عليكم حق؟" هكذا خاطبت فوزية عرفات زوجة المهندس الكويتي عصام الحوطي، الذي خطقه ثلاثة مسلحين قبل ظهر السبت من قرب منزله في بلدة حوش الغنم البقاعية، عبر لافتات رفعها أفراد عائلاتها وعدد من جيرانها خلال اعتصام رمزي نفذوه الاولى من بعد ظهر أمس بعد انقضاء أكثر من 24 ساعة من دون ان تعرف عنه عائلته خبرا في ظل عدم تلقيها اتصالا من الخاطفين الذين دعتهم فوزية الى "أن يقولوا لنا ماذا يريدون"؟

حاملين قضيتهم خرج أفراد عائلة عصام اللبنانية ومحبوه من منزله، تتقدمهم زوجته التي كانت أول من ظهر من باب مدخل المبنى، محدثة صدمة، ترددت في فرقعة كاميرات الصحافيين، بحملها قميص عصام المبلل بدمائه جراء ضرب خاطفيه له على رأسه لمقاومته إياهم. مشهد الزوجة تضم الى قلبها الموجوع وجع زوجها، لم يمنع من السؤال عن سبب وجود دليل جنائي بحوزة العائلة. صحيح ان هناك "أدلة وبصمات" على ما قالت فوزية، وشهود عيان ايضا، فالخاطفون نفذوا عمليتهم "من غير لثام، بكل وقاحة يأخذونه من امام البيت ولا أحد يجرؤ على الاقتراب" أضافت: "الساعة 11:00 على عينك يا تاجر"، كما تذكر عبارة خطت الى جانب صورة لعصام. ولكن ألا تفترض الف باء التحقيقات جمع كل الادلة الجنائية، لتكوين ملف إدانة صلبا عند انعقاد المحاكمة؟

سيراً توجه أحباء عصام في مسيرة صامتة الى مركز الجيش الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار من بيته، وكأنهم أرادوا لوسائل الاعلام ان تقيس المسافة فتؤكد ما رفعوه في احدى اللافتات "100 متر بعيدا عن الجيش فماذا فعلتم؟" سؤال أجاب عنه أحد الجيران، الذي كان مشاركا في الاعتصام، مشيرا الى ان الجيش "حضر بعد 3 دقائق من عملية الخطف، وقام بواجبه".

عصام ليس متروكا في محنته، الى الطريق نزلت زوجته وعائلته لحمل قضيته الى الرأي العام، حماته ثيرا عودة لا ترحم أحدا من سخطها وتخص الخاطفين بغضبها: "اشكيهم لله، حرام عليهم، ليشفقوا على أولاده، أليس لديهم اخوة وأخوات وأولاد؟ ما هذا الظلم؟ هل نحن في غاب؟ هل يقفل الناس الابواب على أنفسهم؟ وتطالب بتعليق مشنقة الخاطفين وسط الطريق. ابن حميه محمد يناشد الخاطفين "ليس تلك شيم اهل بعلبك والبقاع ولا العشائر" محددا من حيث يدري أو لا يدري هوية المشتبه بهم، يضيف ان صهره "من أهل البلد كل الناس تحبه"، هو رجل كبير يعاني الضغط والسكري "ليأخذوا أحدنا مكانه ويتركوه".

خلال الاعتصام توقفت سيارة مستفسرة من المعتصمين عن سبب تجمعهم، فدعتهم شقيقة فوزية الى الاعتصام معهم: "اليوم دورنا ولكن غدا قد تكونون أنتم". سمعة لبنان كلها باتت مخطوفة، والبقاعيون تحديدا أصبحوا رهينة قطّاع طرق، تجار بشر، سارقين، وحشاشين، بقبضة هؤلاء سلامة عصام الحوطي وسلامة كل اللبنانيين بعودته سالما. فهل تقدم السلطات الرسمية والقوى الحزبية، المحرجة من خطف مواطن خليجي كويتي، على ردع عصابات الخطف، فلا نبقى نسأل "الدور على مين"؟

 

ترقُّب لتداعيات الانفراج الجزئي في ملف المخطوفين ومخاوف من استشراء «الخطف المالي»

لبنان «يصارع» العجز لمنع الانزلاق الكامل إلى الفوضى الأمنية

لم يكن الانفراج الذي سُجل في قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية بإطلاق أحدهم، عاملاً كافياً للتأكد من معالم «صفقة ناجحة» قد تشهد فصولاً قريبة متعاقبة كما اوحت بذلك المعطيات الفورية. ذلك ان بعض الاوساط المطلعة والمعنية بهذه الازمة، قالت لـ «الراي» انه لا بد من ترقب تطورات الايام القليلة المقبلة لمعرفة اذا كان ثمة تأثير لبعض الجهات المؤثرة في هذا الملف على خاطفي الرهينتين التركيتين في لبنان، وقيام إحداها بإطلاق أحدهما، وهو الامر الذي يشكل عند ذلك مؤشراَ الى امكان حصول عملية تبادل شاملة للمخطوفين وإنهاء هذه الأزمة.

وفي انتظار ذلك، تعتبر هذه الاوساط ان تداعيات ظاهرة الخطف بدأت تهدّد بتفاقم خطير سواء كانت دوافعها سياسية او مالية، باعتبار انها تكشف حالة استشراء الفلتان الامني بشكل خطير وأثره على صورة الدولة الخارجية فضلاً عن الاخطار الامنية الداخلية.

ولفتت في هذا السياق الى ان خطف المواطن الكويتي عصام الحوطي في البقاع السبت، وإن أُدرج في اطار عمليات الخطف التي تهدف الى الحصول على فدية مالية، فانه لا يقلّ خطورة في تداعياته عن الخطف ذي الاهداف السياسية. حتى ان هذه الظاهرة التي كانت استشرت قبل موجة الخطف الاخيرة لسوريين وتركييْن لمبادلتهم باللبنانيين الـ 11 في سوية وبابن عشيرة المقداد «حسان»، اضحت الوجه القاتم الاخر لتفكك سلطة الدولة تفككاً خطيراً في مناطق تخضع إما لمربعات امنية حزبية وإما لنفوذ عشائر بدليل تزايد ضحايا الخطف من دون رادع او عقاب.

وتخشى هذه المصادر ان تكون هذه الظاهرة المتفاقمة بالاضافة الى الاثر الشديد السلبية الذي خلفته سابقاً عمليات قطع الطرق وأصداء الاشتباكات التي حصلت في مدينة طرابلس، هي بمثابة إشهار علني لعجز الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها واجهزتها عن احتواء معالم الانزلاق الى فوضى امنية بدأت اثارها ومضاعفاتها ترخي باثقل الاكلاف على لبنان.

واضافت المصادر ان تقليل بعض المسؤولين من خطورة هذه الظاهرة بدا مثيراً للسخرية وخصوصا ازاء «هجرة» الرعايا العرب وامتناعهم عن زيارة لبنان في موسم الاصطياف، وما شكله ذلك من اذى معنوي ومادي واقتصادي للبنان. كما ان الجانب الاخر من هذا الاذى يبرز يوما بعد يوم في اللغط الدائر حول الزيارة المقررة للبابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان بين 14 سبتمبر و 16 منه. فرغم ما اشاعته تأكيدات الفاتيكان المتكررة من ان الزيارة قائمة في موعدها، لا تزال هذه المصادر تبدي حذراً شديداً حيال هذا الاستحقاق البالغ الاهمية الذي يعول عليه اللبنانيون، بكل طوائفهم وفئاتهم، اهمية ضخمة باعتبار ان اي عامل امني طارىء او اي اتساع لظواهر الاضطرابات المتنقلة في البلاد قد ينعكس في اللحظة الاخيرة إما على الزيارة كلاً او على برنامجها المقرر مما يفرض تعديله.

وتقول المصادر ان هذا التخوف يبقى امراً مطروحاً ما دامت دوامة الفلتان الامني تحكم المشهد اللبناني وتقدم «خدمات معروفة « لكل الجهات المستفيدة من زعزعة الاستقرار فيه. وهي ترى ان السباق بين هذه الزعزعة والجهود المبذولة لمواجهته لا يبدو متكافئاً في ظل العجز الحكومي الواضح عن اتخاذ مبادرات استثنائية يستلزمها الوضع القائم، مما يعني ان ثمة جهات داخلية ايضاً تماشي محاولات إضعاف الدولة لاعتبارات لم تعد خافية على احد. وقد عاشت بيروت امس عيناً على «فسحة الامل» التي منحها اطلاق اللبناني حسين علي عمر في سورية ووصله الى لبنان جازماً ان الحجاج العشرة الآخرين بخير، وعيناً اخرى على الاوضاع في طرابلس التي استمرت محاورها في باب التبانة وجبل محسن تشهد هدوءاً حذراً تخرقه عمليات قنص وبعض الرشقات وسط محاولات للجيش اللبناني لضبط الوضع والقضاء على ظاهرة حرق المنازل والمحال العائدة لسنّة وعلويين في كل من جبل محسن وباب التبانة. وفي ملف حسين عمر، الذي كان وصل عصر اول من امس الى بيروت على متن طائرة تركية خاصة يرافقه مسؤول تركي أمني واستُقبل بـ «عرس» في الضاحية الجنوبية، فكان لافتاً اعلانه بعيد عودته الى لبنان أن رفاقه العشرة الآخرين في صحة جيدة ناقلاً عن المسؤول عن المجموعة التي تخطفهم من «ثوار الشمال» أنه سيفرج عنهم بعد 5 أيام. واذ تزامنت هذه الخطوة مع إفراج آل المقداد عن 6 سوريين كانوا احتجزوهم الأسبوع الماضي رداً على احتجاز حسان المقداد في دمشق مع الإبقاء على 4 سوريين والتركي إيدن طوفان اضافة الى اطلاق سرايا المختار الثقفي اربعة من السوريين المخطوفين لديها لمبادلتهم بالحجاج الـ 11، كان لافتاً وصول المفرج عنه الى لبنان مرتدياً قميصاً أبيض وربطة عنق حمراء عليها العلم التركي، وقال إنه طلبها من أحد المسؤولين الأتراك عربون شكر لجهود الجانب التركي موضحاً انه عندما طلب المسؤول التركي منه استرجاعها قبل سفره الى بيروت أصر على الاحتفاظ بها لإبلاغ الجميع بشكره للدور التركي في إخلائه. وفي موازاة ذلك، اكد وزير الداخلية مروان شربل « أنه تسلم رسالة من رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان حملها ضابط الارتباط التركي الذي رافق المخطوف المفرج عنه حسين عمر من أنقرة الى بيروت. وتتعلق الرسالة بالجهود التي يواصل الاتراك بذلها من أجل الافراج عن سائر المخطوفين العشرة الباقين». واذ نفى أن يكون الاتراك يشترطون مواصلة جهودهم بالافراج عن الرهينتين التركيتين في لبنان، علماً ان مبادرة حسن نية على هذا الصعيد مطلوبة لبنانياً، وصف ما قاله المخطوف المفرج عنه بأن زملاءه سيطلقون خلال خمسة أيام بأنه تعبير عن «فرحة شخصية». ويذكر ان الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري اجرى اتصالا بحسين علي عمر، مهنئا إياه بسلامة العودة ومطمئنا إلى صحته، ومتمنياً الإفراج السريع عن سائر زملائه المخطوفين في سورية. اما في طرابلس فبقي الوضع امس على هدوئه الحذر وسط انحسار الاشتباكات المسلحة مع استمرار ممارسات القنص المتقطعة وسقوط بعض القذائف. وفي حين نفّذ الجيش اللبناني عمليات دهم بحثاً عن مطلقي النار وقام بتوقيف عدد من المطلوبين، بدا واضحاً ان قوى الجيش والامن الداخلي تمكنت من توسيع خطة انتشارها في اطار محاولتها الامساك بالارض بما يسمح بالسيطرة على الموقف تدريجاً.

 

توتر في الناعمة بعد مقتل شخصين على خلفية أحداث 7 مايو

بيروت ـ «الراي»/ساد التوتر الشديد في حارة الناعمة (جنوب بيروت) امس خلال تشييع الشابين كمال الشيخ موسى ومصطفى رامز شقيف اللذين قضيا نتيجة إطلاق نار عليهما فجر السبت في دوحة عرمون على خلفية تداعيات سياسية ومذهبية لاحداث السابع من مايو 2008 (العملية العسكرية لـ «حزب الله» في بيروت ومحاولة اقتحام الجبل). وفي حين أعقب اعلان وفاة شقيف فجر امس متأثراً بالجروح التي اصيب فيها (الشيخ موسى كان قُتل فوراً بـ 12 رصاصة) قيام عدد من الشبان بقطع طريق خلدة بالاتجاهين، شهد تشييع الضحيتين دعوات الى الثأر ما لم تتول الجهة الامنية سريعاً توقيف الفاعلين ومعاقبتهم. وكانت مجموعة من الشبان وعلى خلفية إشكالات ذات أبعاد سياسية وقعت إثر حوادث السابع من مايو وأخرى شخصية تجددت قبل أشهر قد أوقفت منتصف ليل الجمعة ـ السبت كمال الشيخ موسى (من الأكراد) الذي كان في سيارة مرسيدس في دوحة الحص والى جانبه مصطفى شقيف (من العشائر)، فأنزلوهما من السيارة وأطلقوا الرصاص عليهما من أسلحة رشاشة فقتل كمال على الفور فيما أصيب مصطفى بجروح خطرة. وبحسب مصدر أمني، فأن الفاعلين طلبوا من أحد السوريين العاملين لديهم قيادة سيارة القتيل ووضعها تحت جسر خلدة، إلا أن حاجزاً للجيش إشتبه بالسيارة فعثر في صندوقها على القتيل ومعه الجريح شقيف في حال الخطر، فتم نقل الإثنين الى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات. وفي حين أظهرت التحقيقات الأولية أن أ. عثمان وشقيقه خ. ومعهما بعض الشبان يشتبه بوقوفهم وراء العملية، عمدت عائلة الشيخ موسى على الاثر الى إحراق محل لبيع الأجهزة الخلوية يخص عثمان. وقد إتهمت العائلة أحد أحزاب الثامن من آذار بالوقوف وراء هذه العملية.

 

رعد: أنظمة عربية تموّل الفتن في لبنان كرمى لعيون الأميركي والأوروبي

بيروت ـ «الراي»/أكد رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «أننا قدمنا التنازلات من أجل استعادة الدولة التي صورتها في أذهاننا، والتي هي على ما يبدو في أذهان البعض، تفرد واستئثار وتسلط وهيمنة وإبعاد للآخرين». وقال رعد: «لم يرفّ للبعض جفن حين خرجت فئة وطنية كبرى من مؤسسة تنفيذية عليا في الدولة، فراح الإنقسام ينهش جسد الوطن واللبنانيين، وبدأ الاحتقان يتصاعد في ما بينهم»، معتبرا أن «ما نحصده اليوم هو نتيجة لتلك السياسة التي راح أصحابها يزرعون بأحقادهم وأضغانهم وبروح الإنقسام في صدورهم التمايز والإنقسام، ويبثون الاحقاد والضغائن». ورأى أن «هؤلاء ومنذ حكموا في هذا البلد ربطوا إرادة الوطن ورهنوها بإرادة الأجنبي، وكبلوا حرية المواطن وإرادته بديون فاقت 60 مليار دولار»، مشيرا إلى «أنهم وبكل بساطة يصفقون اليوم لما يجري في العالم العربي، في الوقت الذي تمول فيه أنظمة عربية مؤثرة ونافذة ما يجري من فتن في لبنان واليمن وسورية كرمى لعيون الأميركي والأوروبي الذين يريدون أن يلحقوا لبنان بمنظومة الأنظمة العربية التي تريد أن تمهد الطريق للتصالح مع العدو الاسرائيلي وفق شروطه».

 

اتهام في مصر لجعجع بتمويل انقلاب على نظام الحكم

يقال نت/أصدر  النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قرارا  بتحويل ملف الى نيابة أمن الدولة باتهام رئيس "حزب القوات اللبنانية " سمير جعجع بدعم وتمويل عضو مجلس الشعب المصري محمد أبو حمد لقلب نظام الحكم في مصر عبر تحريك الشارع القبطي بالاتفاق مع مسؤول أميركي!! ووفق الإحالة فإن  أبو حمد استلم المال عند زيارته الى جعجع في بيروت منذ أيام. ومن يتابع السياسية المصرية يدرك أن هناك حملة " إخونجية" على أبو حامد الذي يتخذ مواقف مناهضة للحكومة ولأداء الرئيس المصري الجديد. وفي سياق الإنتقام، رفع بلاغ مبني على كلام تلفزيوني، أقحم لبنان وجعجع والأقباط في القضية. وقد وزع في مصر الخبر الآتي:

أحال النائب العام، المستشار عبدالمجيد محمود، بلاغًا يتهم محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق، بالدعوة إلى التظاهر 24 أغسطس الجارى للانقلاب على نظام الحكم والشرعية، وتلقي أموال من الخارج، لنيابة أمن الدولة العليا. وذكر صاحب البلاغ، ويدعى محمود عبد الرحمن في بلاغه رقم 2232 لسنة 2012 بأنه أثناء مشاهدته برنامج "مصر الجديدة" الذي يذاع على قناة "الناس" تلقى مقدم البرنامج خالد عبدالله اتصالا هاتفيا من الناشط السياسي والحقوقي محمد عثمان، أخبره فيه بأن يمتلك معلومات مؤكدة عن تلقي أموال لإحداث الفتن الطائفية، والانقلاب على النظام والشرعية، وأن هذه التمويلات الخارجية تلقاها أثناء سفرة إلى لبنان وقابل سمير جعجع السياسي اللبناني المعروف بسياسته المتطرفة، كما حصل على دعم مادي من رجل الأعمال نجيب ساويرس وكل هذه التمويلات لإثارة الفتن والقلاقل لتهييج الشعب المصري على النظام المنتخب.وأشار إلى أن أبو حامد أجرى حوارًا مع شبكة تلفزيونية عالمية، بأن هناك مسؤولا أمريكيا طالبه بحشد ما لايقل عن 100 ألف مواطن، للاعتصام أمام القصر الجمهوري والأماكن الحيوية بمشاركة الإعلامي توفيق عكاشة وآخرين لمدة ثلاثة أيام وسوف نحرك الأرض من تحت أقدامك، لحدوث ضغط شعبي ومحاولة إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمد مرسي.

 

السعودية تعلن احباط مخططات "ارهابية" وضبط خليتين في الرياض وجدة

نهارنت/اعلنت السعودية الاحد احباط مخططات لهجمات "ارهابية" نوعية كانت تستهدف خصوصا قوات الامن والمنشآت العامة اذ تم ضبط خليتين مرتبطتين بتنظيم القاعدة في الرياض وجدة والقبض على ثمانية اشخاص غالبيتهم من اليمنيين. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية قوله ان هذه المخططات بلغت "مرحلة متقدمة". وقال المتحدث ان "الجهات الأمنية المختصة رصدت وعلى مدى عدة اشهر انشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج"، وهو المصطلح المستخدم في السعودية للدلالة الى تنظيم القاعدة. وبحسب المصدر، "اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية ارهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة". وذكر انه تم الكشف عن خلية اخرى مرتطبة بهذه الخلية في مدينة جدة على البحر الاحمر. ونقل مراسل "نهارنت" عن الداخلية أم "الخلية الإرهابية في جدة عملت على إعداد مواد كيميائية متفجرة وتجربتها". وبعد متابعة الخلية في الرياض، تبين بلوغ عناصرها "مرحلة متقدمة في السعي لتحقيق أهدافهم بما في ذلك اعداد وتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض"، ما اسفر بحسب المتحدث عن اصابة احد اعضاء الخلية بحروق وبتر في اصابعه. وعمل عناصر الخلية على "التواصل مع التنظيم الضال (القاعدة) في الخارج تمهيدا للبدء في عملياتهم الاجرامية النوعية". وتم القبض على زعيم هذه الخلية، وهو سعودي، واسفرت اعترافاته عن "معلومات تفصيلية" عن عناصر الخلية ومخططاتها والاشخاص الذي كان يتم التواصل معهم في الخارج، فضلا عن "القبض على ستة من اعضاء هذه الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية". كما القي القبض على سعودي واحد من اعضاء الخلية التي قالت السلطات انها ضبطتها في جدة.

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت

 

"حزب الله": ضائع بالثلاثة...ماذا عرض نصرالله على الأسد؟

طارق السيد/ موقع 14 آذار

على الرغم من كل الأقاويل أو وجهات النظر التي تحدثت عن الطريقة التي تم من خلالها استهداف القادة السوريون الاربعة او ما سميا بإدارة الازمة السورية، لكن هذه الضربة المؤلمة قد أدت وبكل تأكيد إلى زعزعة بنية النظام العسكرية وحتى يصح فيها القول القشة التي قصمت ظهر البعير.

بعيد التأكد من نبأ اغتيال الضباط الأربعة في سوريا أجرى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إتصالاً بالرئيس السوري بشار الاسد معزياً ومستفسراً عن صحة شقيقه ماهر الأسد، ليصار بعدها التطرق إلى وضع الأسد الشخصي ومعنوياته، لكن الاهم في الموضوع ان نصرالله وضع خلال الإتصال كل إمكانيات حزبه بتصرف الأسد في حال تطلب الامر مساندة عاجلة للنظام السوري.

مصادر سياسية بارزة تؤكد لموقع 14 آذار أن " إتصالاً بين الشخصين قد حصل فعلاً، وأن نصرالله عرض خلاله على الأسد مساعدة من نوعين، الاولى مده بعناصر من القوة الخاصة في "حزب الله" في أي وقت يحتاجهم حتى لو تطلب الامر إرسالهم إلى الجبهات المفتوحة مع الثوار، والثانية إمكانية إستقباله في المكان الذي يقيم به نصرالله شخصياً أو حتى داخل السفارة الإيرانية في بيروت في حال أراد الأسد ذلك"، وتلفت إلى ان " الأسد فضل التروي كونه وبحسب ما يعتقد انه ما زال بإمكانه إدارة الدفة في سوريا بمعاونة بعض الخبراء السياسيين والعسكريين الروس".

وتشدد المصادر على أن "حزب الله" وقبل مقتل وزير الدفاع السوري العماد داوود راجحة كان قد وضع معه ومع هيئة الأركان السورية خطة عسكرية للتدخل مباشرة لمساندة النظام في حال تعرضه لأي عدوان خارجي، ومن ضمن هذه الخطة نشر ردارات وبطاريات صواريخ في البقاع وتزويد الجيش السوري بـ 2000 عنصر من نخبة عناصر الحزب"، وتُرجح أن " تكون الخطة لا زالت قائمة على حالها مع تعديل طفيف يقضي بإنتشار الحزب عسكرياً بكامل عتاده على عند معبر المصنع وبعض مناطق الجبل ذات الموقع الإستراتيجي".

وتضيف المصادر نفسها أن "عرض نصرالله هذا لم يلقى ترحيباً إيرانياً وخصوصاً لدى المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي الذي تعود له وحده كيفية إدارة الملف السوري أقله من الناحية الدينية والمذهبية وتحديداً عندما يتعلق الموضوع بمصير الطائفتين العلوية والإسماعيلية في سوريا"، وتؤكد أنه " حتى الساعة لم يدخل الإيراني على خط الازمة السورية بشكل مباشر، وإلا لكانت الأمور اتخذت منحاً اخراً، وهو لغاية اليوم لا يزال يفاوض في السياسة على برنامجه النووي أولاً، وعدم حصول تطهير عرقي بحق الأقليات ثانية".

وترى المصادر أنه وعلى اثر ما حصل في سوريا فأن "حزب الله" أصبح اكثر ضياعاً لجهة تقرير السياسة التي يجب إتباعها في المرحلة المقبلة، فمن جهة هو يعترف بفضل النظام السوري عليه في معظم الأزمات التي واجهها أكانت في الداخل اللبناني او حتى على الصعيد الخارجي، وبين ولائه العقائدي المطلق لإيران التي تدير الأزمة بحسب مصالحها"، وتعتبر ان الحزب يقف اليوم محرجاً بين ولاءاته المتعددة وبين مصلحته التي من شأنها ان تحدد مصيره العسكري وحتى السياسي، ولكن من المؤكد أن النظام السوري سيكون له أيتام كثر في لبنان وفي طليعتهم "حزب الله".

وتقول الأوساط عينها: " أن الأجواء بالنسبة إلى الحزب اليوم ضبابية أكثر من أي وقت مضى، فهو مشتت الأفكار وضائع بين مجموعة عناوين وطروحات لم يجد لها حلاً ً يكون بمثابة إنجاز له بعد سلسلة من الإخفاقات التي لحقت في بنيته الأمنية والتنظيمية منذ أن قرر إغراق نفسه في وحول وزواريب السياسة"، وتضيف " لم يعد امام "حزب الله" سوى خيار واحد، إعلانه الدولة اللبنانية مرجعية له ولسلاحه وللمناطق التي تخضع لسيطرته، واعترافه بأحقية الشعوب في إختيار مصيرها على غرار تأييده للشعب البحريني".

وتكشف المصادر عن "خطة أعدتها الولايات المتحدة وبريطانيا للإطاحة بالأسد وقد تم الاعداد لها بشكل محكم، وهي تعتمد على مراقبته طوال الوقت إلى حين استنفاذ الطرق الدبلوماسية وعندها يتم تنفيذها دون ان تعلن اي من تلك الدول مسؤوليتها عن العملية أقله لفترة محدودة لا تتجاوز الاسبوع"، وتجزم أن " الضباط الأربعة الذين تم استهدافهم جرت مراقبتهم عبر الأقمار الإصطناعية التابعة لهذه الدول لفترة زمنية لا تقل عن الشهرين، والأيام المقبلة سوف تثبت أن للمخابرات الأميركية والبريطانية يد طولى في عملية التنفيذ التي حصلت في اهم مبنى أمني مخابراتي في العالم العربي".

 

مقتل رمزي السبلاني في إشكال في أحد المسابح في الاوزاعي 

ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أن "المواطن رمزي السبلاني قُتل بثلاث رصاصات في صدره على اثر اشكال فردي وقع بينه وبين شخص من آل عساف في أحد المسابح في خلدة –الاوزاعي".

وعلى الإثر، حضرت دورية من قوى الأمن الداخلي وفتحت تحقيقًا في الحادث، وتعمل على ملاحقة مطلق النار الذي فر الى جهة مجهولة. (الوطنية للإعلام)

 

هل اتّهام «حزب الله» بتفجير بلغاريا يُفجّر الحكومة؟

جريدة الجمهورية/شارل جبور

ثمّة معلومات بدأ يتمّ تداولها على نطاق واسع ومفادها أنّ المرحلة القريبة المقبلة ستشهد اتهاماً قضائياً - رسمياً لـ«حزب الله» بالمسؤولية عن تفجير الحافلة السياحية في بلغاريا في تموز الماضي والتي أسفرت عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين والسائق البلغاري

وتفيد المعلومات أنّ الاتهام البلغاري للحزب سيُستتبع بتضامن أوروبي-أميركي مع صوفيا، الأمر الذي يعني وضعه أوروبياً على لائحة المنظمات الإرهابية ومن ثمّ إبلاغ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن توجّه الولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي إلى قطع العلاقات الرسمية مع لبنان في حال استمرار الحكومة التي يشكل "حزب الله" أحد أبرز مكوناتها.

وفي حال صحّت المعلومات لن يكون أمام ميقاتي سوى الاستقالة، لأنّه لا يستطيع تحمّل مسؤولية جعل لبنان معزولاً مع كل ما يترتّب على هذه العزلة من انهيار اقتصادي ومالي ومصرفي يؤدّي إلى تجويع اللبنانيين وتهجيرهم، وبالتالي الطريق الأقصر لاستيعاب ردّة الفعل الدولية تكون باستقالته.

وقد حاول الأخير طوال فترة تكليفه أن يعمل على خطين: إسترضاء التقاطع السوري-الإيراني الذي كان وراء إيصاله، واسترضاء المجتمع الدولي تحت عنواني المحكمة والاستقرار، إلّا أنّه في اللحظة التي لن يعود فيها غضّ النظر ممكناً بالنسبة إلى المجتمعين العربي والدولي سيعني انتهاء الوظيفة التي من أجلها تمّ تكليفه كونه يجسّد بشخصه المواصفات التي كانت مطلوبة لهذا الدور.

وما ينطبق على رئيس الحكومة ينسحب على "حزب الله" الذي لا يستطيع أيضاً تحمّل تبعات دفع لبنان إلى مواجهة مع المجتمع الدولي.

فلو كان الأمر عائداً إليه لما تردّد في ذلك، إنّما لا يتحمّل وضع كلّ البيئات الشعبية في مواجهته بدءاً من بيئته، خصوصاً أنّ بيروت ليست طهران، وبالتالي سيكون مضطراً إلى إعطاء الضوء الأخضر لميقاتي من أجل الاستقالة. وقد حاول الحزب بدوره استرضاء المجتمع الدولي بواسطة هذه الحكومة التي دعا أمينه العام السيد حسن نصرالله فور تكليف رئيسها إلى إعطائها فرصة قبل الحكم عليها، خصوصاً أنّ "حزب الله" يُدرك جيداً أنّه لا يستطيع وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، وهو يمارس بخلاف ما يعلن، وكان طموحه أن يحتلّ الموقع الذي احتلّه حليفه السوري بين عامي 1990 و2005، إلّا أنّ حساباته اصطدمت بجدار التوجّه الدولي-العربي الجديد بإنهاء النفوذ الإيراني على البحر الأبيض المتوسط، ولكن من دون التقليل من حجم الملفات المتّهم بها الحزب من اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى تفجير بلغاريا وما بينهما تهديده للاستقرار الإقليمي. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي مفاعيل هذا التطور في حال حصوله؟ لا شك أنّ مفاعيله كبيرة، وفي طليعتها خسارة "حزب الله" أهم إنجاز سعى إلى تحقيقه منذ العام 2005 عبر القبض على السلطة مع إسقاط الحكومة الحريرية وتشكيل الميقاتية. وهذه الخسارة ليست تفصيلاً في ظل المشهد السوري المتداعي وانعكاساته المحلية وأبرزها خروج السلطة التنفيذية من دائرة نفوذه وتأثيره، إن مع رئيس الجمهورية الذي بدأ ينظر الحزب بعدم الارتياح إلى مواقفه الأخيرة في ظلّ الكلام عن أزمة صامتة بين الطرفين، أو مع أيّ رئيس حكومة سيصار إلى تكليفه بعد ميقاتي، لأنّ زمن خطف القرار السنّي انتهى إلى غير رجعة. وقد يشكّل هذا التطور المخرج الأنسب للثلاثي الوسطي ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط بعدم تحمّل المسؤولية المباشرة في إسقاط الحكومة، خصوصاً أنّ رئيس الحكومة لا يبدو أنّه في وارد الاستقالة وكلامه عن الحكومة الاستثنائية يسقط بمجرد اشتراطه التوافق على هذه الخطوة، فيما الرئيس عمر كرامي لم يقف على خاطر أحد عندما أعلن استقالته في نيسان 2005 أثناء جلسة عامة لمجلس النواب.

 

حكومة النأي بالنفس.. المنتهية الصلاحية

علاء بشير/المستقبل

من الطبيعي أن تبادر فاعليات طربلس وقوى المجتمع المدني الى تحميل الحكومة مسؤولية ما يحصل في مدينة طرابلس منذ أكثر من أسبوع، ومن الطبيعي ايضا أن تبادر هذه القوى الى اطلاق الصرخة من مقر يحمل في رمزيته الحياد المطلق، الا وهو بلدية المدينة. بعد أن هال المشاركين في الاعتصام أمس، كما عموم أبناء المدينة محاولات اغراق طرابلس بكل أحيائها في فتنة لا تبقي ولا تذر.

لقد شعرت الهيئات الاهلية في المدينة حجم المخاطر المحدقة، فبادرت الى دق ناقوس الخطر، ورفعت صوتها علّ هذا الصوت يبلغ مسامع المسؤولين المفترض انهم يدركون هول الازمة.

ما يجري منذ اسبوع على كل المحاور المقابلة لجبل محسن، حيث يتحصن الحزب العربي الديموقراطي الموالي للنظام السوري، من عدوان يطال كل الاحياء من باب التبانة الى المنكوبين وسوق القمح، وأحياء القبة التي غرقت في المأساة، قنابل يومية وقنص لا يتوقف، كشف عن عجز واضح تعاني منه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي لم تتمكن من اتخاذ قرار يوقف الظلم اللاحق بأبناء طرابلس، حتى أن اجهزتها لم تتمكن أيضا من حلحلة المشكلات المتفاقمة يوما بعد يوم، ولا تقدمت لمعالجة الوضع المعيشي ولا الاجتماعي، ولا الاغاثة بادرت ولا فرق الصيانة في مؤسسة الكهرباء تحركت لاصلاح الاعطال الكثير، ولا حتى المسؤولين عن النظافة سارعوا لرفع النفايات المتراكمة بشكل مخيف في كل الزواية وعلى الطرقات.

أسبوع كامل مضى على غرق المدينة في جولات العنف التي اودت بحياة ما يقارب الثلاثين مواطنا وأكثر من مئة جريح في معظمهم ما زال في خطر شديد، أضافة الى نزوح آلاف، والاضرار الجسيمة في الممتلكات والمحال والمنازل، والشلل التجاري والاقتصادي المفروض قسرا، وهو ما دفع الناس كل الناس الى السؤال أين الحكومة، أين رئيسها؟ الا يوجد حكومة تسأل أو تعالج؟ أو على الاقل تبحث عن سبل ووسائل تؤمن للمواطنين الحماية والصمود، أم أن رئيسها ما زال يطرح مبدأ النأي بالنفس كحل وحيد للهروب من الواقع الذي تعيشه المدينة؟.

الصورة واضحة كانت في الاجتماع اليتيم الذي حصل في منزل رئيس الحكومة في طرابلس قبل ثلاثة أيام وبمشاركة وزراء طربلس اضافة الى وزيري الدفاع والداخلية، لم يسفر عن شيء، بل على العكس كان الرد واضحا على هذا الاجتماع، الذي أظهر أن الحكومة في واد وكل الشارع المحلي في واد آخر، حتى من المفترض انهم "حلفاء" لرئيس الحكومة الذي يقف وحيدا على أطلال مدينة يفترض انها تعني له شيئا، أو انه من صلبها يغار عليها ويرد الظلم اللاحق بأهلها؟. وحدها قنابل وقذائف الحزب العربي الديموقراطي وقناصته يمتلكون الشارع ويتحكمون بمصير الناس والعباد ومستقبل المدينة والبلد دون رادع، رغم أن الجيش يرد في كثير من الاحيان على مصادر النار؟ وحدهم الغزاة يمثلون الشرعية الغائبة، ولا من مذكرات توقيف تطال من يعتدي في الليل والنهار بالصواريخ والقذائف؟ وهم يمتلكون كل أنواع السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل الذي يطال ما بعد، بعد باب التبانة؟ ولا أحد يسمع، ولا احد يعقل؟. كل الناس ترى المشكلة في البؤرة المتسلطة على المدينة، التي تريد ربط المدينة بما يجري من أحداث في المدن والمناطق السورية كرمى لعيون عائلة الاسد وما تبقى منهم؟ وليس في المدينة أي صراع مذهبي او طائفي أو ديني كما يحاول البعض تصويره لجرها الى أتون فتنة يريدها النظام السوري وأعوانه وحدهم. رئيس الحكومة أبتدع فكرة النأي بالنفس عن الازمة، فلم يترك شيئا الا ونأى عنه، حتى أنه نأى عما يجري مؤخرا في طرابلس؟ فهل نأى حلفاؤه بانفسهم؟ فكرة النأي بالنفس كان طرحها رئيس الحكومة قبل عام ونصف فهل ما زالت صالحة، أم أن تاريخ صلاحيتها انتهى؟.

 

المشروع الإيراني محاولة رسم سقوف عالية لمواجهة احتمال إقصاء الأسد عن الحل

روزانا بومنصف/النهار

مع الاعلان عن خطة للموفد الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابرهيمي سيعرضها على مجلس الامن الدولي لمرحلة انتقالية في سوريا في اجتماعه في 30 آب الجاري، يبدو تحرك ايران في اتجاه ما تقول انه مشروع ستعرضه للحل في سوريا على قمة دول عدم الانحياز التي تعقد الاسبوع الجاري في طهران مثار تساؤل. اذ اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان بلاده ستعرض مشروعا للحوار بين النظام السوري والمعارضة انما مع الحرص على تأكيد الاستمرار في دعم ايران للنظام في دمشق وعدم التخلي عنه لأن “نهاية حكم الاسد الان تأتي بعملية كارثية على المنطقة” وفق قوله. وتندرج زيارة مساعده الى لبنان في اطار حشد الدعم لهذا المشروع. ويتناقض هذا المسعى الايراني من حيث المبدأ مع الدعم الذي قالت ايران انها تقدمه للامم المتحدة وخطة كوفي انان للحل كما مع اعلان النظام السوري انه مستعد للتعاون مع اي حل يطرحه الابرهيمي اذ يبدو المشروع الايراني محاولة رسم سقوف عالية امام خطة الابرهيمي لمواجهة احتمال اقصاء الرئيس السوري عن الحل.

وتقول مصادر وزارية لبنانية ان موقف ايران من سوريا يختصر بثلاث مراحل او خطوات: المرحلة الاولى تتمثل بدعم النظام وعدم التخلي عنه وفق ما اظهرت المواقف الايرانية باعتبار ان ايران كانت خففت من مجاهرتها العلنية في دعم الاسد وباتت متقبلة فكرة رحيله ثم عادت تتحدث عن التمسك به وعدم التخلي عنه وصولا الى زيارات متلاحقة ومتواصلة لمسؤولين ايرانيين لدمشق وبالعكس وتأكيد هؤلاء على مختلف مستوياتهم “مسؤولية دعم سوريا وعدم السماح بكسر المقاومة”. اما الخطوة الثانية فتتمثل في دعم ايران ما يعتبر خط دفاع ثان يمكن ان يلجأ اليه النظام هو السعي الى ايصال حكم موال ومؤيد للنظام الحالي وغير معاد له بحيث يحفظ له مصالحه وربما يتيح له العودة بعد حين. اذ تعتقد هذه المصادر ان البديل من ذلك هو في ما يلجأ اليه النظام من تدمير كامل للمدن على نحو يظهر نيته في تسليم بلد مدمر تعمه الفوضى في حال لم يتمكن من ايصال البديل الذي يرتاح او يطمئن له.

والخطوة البديلة الثالثة هي ما تم تداوله على نطاق واسع من تكهنات في استهداف النظام لمدن وبلدات تنتمي الى طائفة معينة وتهجيرها على اساس ان تكون مناطق في الساحل السوري هي الملجأ المحتمل للنظام والذي يسعى الى وصله بالقرى الشيعية في لبنان بحيث يبقي هذه المنطقة العلوية التي سيسيطر عليها موقعا ولو جزئيا للامتداد الاستراتيجي لايران في المنطقة ونحو البحر المتوسط.

ولا تعول مصادر ديبلوماسية في بيروت اهمية كبيرة على المشروع الايراني باعتباره مشروعا مقدرا للفشل على نحو مسبق كون ايران هي طرف في الازمة السورية وفق ما تقول هذه المصادر وتاليا هي ليست في موقع تقديم مشاريع موضوعية او مقبولة وما تفعله هو محاولة لرفع سقف للتفاوض بالنيابة عن النظام السوري او دعما له كونه يرفض التنحي عن السلطة والذهاب الى مرحلة انتقالية اتفقت عليها مجموعة العمل حول سوريا. وشأنها في ذلك شأن روسيا التي عول عليها الغرب بقوة من اجل المساهمة في ايجاد حلول للازمة السورية فكانت مقاربتها للازمة واستمرار دعمها للنظام احد ابرز العوائق حتى الآن. وتقول هذه المصادر ان ايران تدرك جيدا موقعها الذي لا يسمح لها بلعب الدور الذي تحاول ان تلعبه في موضوع الحل السوري لكنها تعمد من جهة الى تعويم نفسها كقوة سياسية فاعلة في المنطقة انهكتها العقوبات والخصومات وتحاول الخروج من ذلك الى دور اكثر فاعلية فضلا عن انها وللمرة الثانية بعد محاولتها اقامة مجموعة عمل قبل اسابيع من اجل دعم النظام السوري تحاول ان توسع من هذا الدعم الى مجموعة قمة دول عدم الانحياز من خلال طرح مشروعها على الطاولة وهو امر يخرجها من حيث المبدأ من العزلة او الابعاد الذي وضعتها فيه الدول الغربية بعدم اشراكها في مجموعة العمل حول سوريا. علّق احد السياسيين اللبنانيين المخضرمين على الحركة الايرانية الناشطة في المنطقة اخيرا حول الموضوع السوري قائلا ان هناك صراخا ايرانيا متصاعدا من اجل تبديد ايران مخاوفها الخاصة تماما كمن يرفع صوته صارخا في واد او غابة من اجل تبديد مخاوفه.

 

لبنان يفتقد المناعة لمنع استيراد الأزمة السورية ولهذه الاسباب الحكومة لا تحكم... ولا تستقيل

سابين عويس/النهار

كثيرة هي المآخذ المسجلة على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهي أكثر على رئيسها تحديدا، وتتعاظم مع تفاقم الازمة السورية واتساع رقعة انتشارها في الداخل اللبناني، ما يجعل هذه المآخذ تتحول قلقا حقيقيا من إمكان خروجها عن السيطرة، بعد إستسهال أفرقاء عملية الانزلاق والمشاركة مع النظام السوري في وحدة المسار والمصير.

فمن أزمة المخطوفين اللبنانيين في سوريا إلى تفلت الوضع الامني من خلال قطع طرق وحرق اطارات وعمليات خطف متنقلة، إلى التفجير المبرمج للإحتقان المزمن في أحياء طرابلس، وصولا إلى الانتقادات العلنية لقوى سياسية في الحكم للاداء الحكومي والشلل الفاضح في إدارة شؤون الدولة (وبقطع النظر عن تلك العائدة للقوى المعارضة بطبيعة الحال)، لا يبدو رئيس الحكومة بعيدا من أجواء تلك المآخذ والانتقادات التي دفعت به في لحظة ما الى التلويح بالاستقالة. الا أن التفكير مليا في ما ترتبه خطوة مماثلة على ميقاتي من جهة، وعلى البلاد من جهة أخرى، حمله على العدول عن الفكرة، مدفوعا أيضا بالضغط الناجم عن كون الاستقالة ليست خيارا أو ترفاً يمكن لميقاتي ممارسته أو اتخاذه في الوقت الذي يراه مناسبا له للخروج من السلطة. فالواقع، ووفق ما تقول مصادر سياسية، إن قرار الاستقالة ليس في يد رئيس الحكومة، أقله في المرحلة الراهنة. كما أن لا قرار بإطاحة الحكومة اليوم، لا محليا ولا عربيا ولا دوليا، قبل أن يتبلور المشهد السوري، خصوصا أن سقوط الحكومة يشكل أحد ملامح سقوط النظام في دمشق.

في الاوساط المحيطة والعليمة بخفايا الامور هناك من يدافع عن رئيس الحكومة، رغم صورة الانهيار التي ترتسم في الأذهان نتيجة التردي المخيف في الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. ولهؤلاء أكثر من عذر يبرر حال التقاعس أو "تضييع الوقت" التي تشهدها البلاد وتساهم الحكومة في جزء كبير منها.

ففي موضوع التقاعس، تسأل مصادر سياسية عن أسبابه، وهل يعود فعلا إلى أن رئيس الحكومة لا يحكم أو أن السلطة التنفيذية بكل مقوماتها لا تحكم؟ وفي ما يشبه الرد غير المباشر على انتقاد

رئيس المجلس نبيه بري لأداء ميقاتي، تسأل كيف يمكن لرئيس الحكومة – وهو الحلقة الاضعف فيها – أن يحكم فيما القوى المتحالفة المكونة لحكومته والتي يجب ان تمدها بالقوة في حال تناقض وكل منها يعمل وفق أجندته الخاصة؟ وهل يمكن انتقاد اداء بتصويب عين على ملف النفط وعين على مركز محافظ جبل لبنان، فيما الحكومة عاجزة عن طرح الملفات المنجزة على طاولة مجلس الوزراء لتعذر التوافق حولها، بدءاً من التشكيلات الديبلوماسية وصولا إلى مجلس عمداء الجامعة اللبنانية؟

في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، تعود المصادر بالذاكرة الى الايام الاولى للخطف، ومبادرة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري مع تركيا لنقلهم بطائرته الخاصة، مشيرة إلى أن ميقاتي سمع إستياء تركياً على مستوى رئيس الوزراء ووزير الخارجية من إقحام تركيا في المسألة بفعل الوساطة التي قام بها النائب عقاب صقر بإسم الحريري.

عن الضرورة التي تفرضها حوادث طرابلس وغيرها لانعقاد مجلس الوزراء، سألت المصادر هل يمكن للمجلس أن يخرج بقرار سياسي بالاجماع يرفع الغطاء عن المسلحين ويطلق يد الجيش؟ ولأن الجواب معروف سلفا إنطلاقا من الجهات التي تقف وراء هؤلاء وتؤمن لهم الدعم اللوجستي والمالي، وتلافيا لانفجار يطيح الحكومة من الداخل – وهي كادت تنفجر في ملفات أقل شأنا مثل الاجور والمياومين - إكتفت السلطة السياسية بالتنسيق القائم على مستوى الرئاسات ومع قيادة الجيش بتوفير الغطاء السياسي للمؤسسة العسكرية وإعطائها الضوء الاخضر للتحرك والمواجهة ضمن الهامش الذي يمنع الانفجار الشامل وإراقة الدماء عبر استدراج القوى العسكرية إلى مواجهات معد لها مسبقاً.

صحيح أن هيبة الدولة أصيبت وإهتزت، تقول المصادر السياسية عينها، لكنها تضيف أن هيبة "حزب الله"، الذي يقف وراء الحكومة، أصيبت أيضا واهتزت. وهذا ليس بقليل لحزب إعتاد أن يهز البلاد بقمصانه السود منذ 7 أيار 2008. وليس كلام الحزب عن خروج الامور عن سيطرته إلا الدليل لفقدان لبنان مناعته الكاملة أمام منع استيراد الازمة السورية الى الداخل بحيث لم يعد المشهد المحلي يقتصر على لاعبين بأوراق مكشوفة بل أصبحت هناك حاجة للإستعانة بالأدوات التي تستعيد معها مشاهد الحرب. تتم المعالجات اليوم بـ"القطعة" في ظل التزام القوى المحلية إنهاء الحوادث "بساعتها" لتقتصر الصورة المطلوب نشرها على تفجير متنقل يزرع الفوضى وعدم الاستقرار حتى بلورة المشهد الكبير.

 

أول رئيس مصري في إيران!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

زيارة الدكتور محمد مرسي إلى طهران لحضور قمة عدم الانحياز هي نوع من الاختبار العملي لشكل وتوجه السياسة الخارجية المصرية في ظل أول رئيس مدني منتخب ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي.

الزيارة هي أول زيارة لرئيس مصري منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وبعد جفاء في العلاقات بين القاهرة وطهران كانت له أسباب رئيسية:

1) احتضان نظام الرئيس الأسبق محمد أنور السادات شاه إيران وأسرته منذ خروجهم الأخير من طهران إلى مدينة أسوان وإقامته في مصر حتى وفاته.

2) قيام مصر حتى في زمن المقاطعة العربية بتوفير السلاح وخبراء إدارة المعارك للعراق، أثناء الحرب الطاحنة بين العراق وإيران. ويذكر أن نظام التسليح والذخيرة الروسي كان وقتها الغالب على منظومة التسليح المصرية.

3) قيام إيران بإطلاق اسم الإسلامبولي قاتل الرئيس السادات على ميدان من أكبر ميادين طهران، مما أثار حفيظة واعتراض القاهرة أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

4) موقف إيران المعادي لدول الخليج العربي واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية وتهديدها الدائم لأمن البحرين.

وفي عهد الرئيس السابق مبارك كانت الحسابات المصرية تقوم على أن أمن مصر القومي يرتبط بسلامة دول الخليج، وأن أي تهديد لأمنهم يعتبر «خطا أحمر»، على حد وصف مبارك. وتأتي التفسيرات المصرية الرسمية لهذه الزيارة أنها ليست زيارة مصرية لإيران بقدر ما هي مشاركة في قمة عدم الانحياز التي كانت القاهرة من مؤسسي حركتها منذ أكثر من نصف قرن. وتقول هذه المصادر إن مصر التي كانت رئيسة لآخر دورة، عليها وعلى رئيسها أن يقوم بروتوكوليا بتسليم الرئاسة الجديدة لإيران، ثم تضيف: «الزيارة أقل من نصف يوم».

الموقف الحاسم لتقييم اتجاهات هذه الزيارة يعتمد على 3 أمور أساسية: 1) فحوى الرسالة التي سيقدمها الدكتور مرسي في كلمة للمؤتمر. 2) هل سيتم أثناء هذه الزيارة الإعلان عن إعادة العلاقات بين البلدين التي تم تجميدها منذ أكثر من 30 عاما؟ 3) نتائج لقاء الدكتور مرسي بالمسؤولين الإيرانيين وما سوف يتم الإعلان عنه عقب هذه اللقاءات.

عواصم دول الخليج العربي تتابع نتائج هذه الزيارة رغم التطمينات التي أعطاها الدكتور مرسي شخصيا لبعض قادتها. أما واشنطن، فهي تنتظر وتراقب بقلق ما يمكن أن تسفر عنه. وأما تل أبيب التي تعد لضربة عسكرية لإيران، فهي تخشى أن تحصل طهران على دعم سياسي من أكبر دولة سنية عربية. المقربون من الرئيس المصري يؤكدون أن الرجل يريد فتح كل الأبواب المغلقة في العلاقات الإقليمية منذ العهود السابقة، ويريد أن ينتهج سياسة استثمار العلاقات الطيبة مع أطراف متعددة من أجل لعب دور إيجابي.. فهو يريد استخدام علاقاته الجيدة بحماس من أجل وساطة مع السلطة الفلسطينية، وبنفس المنطق يسعى لأن يستخدم علاقات طيبة مع طهران لنزع فتيل التوتر مع دول المنطقة. السؤال: إلى أي حد يمكن أن تنجح تصورات الدكتور مرسي في ظل منطقة مليئة بالاستقطاب السياسي والعلاقات المعقدة والمتشابكة، وفي ظل جبال من الشك والظنون والتاريخ السلبي؟ دعونا نراقب وننتظر.

 

شرعية الحكم فوق أنهار الدم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«عندما يخاف الناس من السلطة يحل الطغيان، وعندما تخشى السلطة الناس تقوم الحرية» (توماس جفرسون)

عندما جئت إلى بريطانيا، قبل 34 سنة، من لبنان تمزّقه الحرب فوجئت بعدة أشياء. وكان بين أكثر ما فاجأني منها أن الشرطي الذي يجول في أحياء لندن – يومذاك – ما كان يحمل سلاحا ناريا، بل عصا صغيرة وزوجا من الأصفاد التي تستخدم للسيطرة على مشاغب هنا ومخمور يضايق المارة هناك.

هذا المنظر كان غريبا علي أنا الآتي من بلاد قيل فيها «إن السلاح زينة الرجال».. بل والنساء والأطفال أيضا. وهكذا حملت استغرابي إلى الصديق الصحافي الرياضي المعروف أكرم صالح، رحمات الله عليه، واستوضحته السبب. فابتسم وقال لي «هناك نمط تعايش بين مخالف القانون ورجل الأمن تحول بمرور الأيام إلى عُرف أو تفاهم غير مكتوب.. فطالما بقي رجل الأمن محافظا على هيبته من دون سلاح فإن المخالف لن يضطر للاستعانة بالسلاح، وبالتالي العنف القاتل، غير أن استخدام رجل الأمن السلاح الناري سيؤدي عاجلا أو آجلا إلى تسرب السلاح الناري إلى مخالف القانون. وهكذا ستتحول شوارع مدن مثل لندن إلى نسخ عن شوارع بعض المدن الأميركية في عز أيام (المافيا)..».

خطر لي كلام الصديق العزيز الراحل، وأنا أتابع مشاهد «الحكم بقوة السلاح» كما يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

كثيرة هي الملاحظات التي تنتقد ممارسات الثوار، ومنهم عسكريو «الجيش الوطني الحر»، وأزعم أن أصحاب هذه الملاحظات، بل والانتقادات، على حق في كثير من الحالات.

أيضا أصبحت واثقا من أن ثمة فصائل مسلحة تتحرك وتنشط في سياق الثورة، في بضع مناطق سورية، لها أولويات خاصة بها قد لا تكون في نهاية المطاف مطمئنة لسائر السوريين، ولا تخدم مصالح الثورة. هذا واقع لا بد من الاعتراف به بصرف النظر عن الأعذار. ولكن هنا ينبغي التساؤل عما جعل هذا الواقع ممكنا.. كي لا نقول إنه أوجده وسعى إلى تعميقه؟ أي منطق سياسي؟ أي ذهنية؟ أي أخلاق؟

في الدول السوية القابلة للحكم تكون السلطة تكليفا لا تشريفا، ويكون الحاكم خادما للشعب لا سيدا عليه، ويكون أهل السلطة مؤتمنين على الصالح العام. ولهذا يؤدي الحاكم عند توليه مسؤولياته اليمين، ويقسم على احترام النظام، ولكنه يقسم قبل ذلك على حماية الشعب. ولذا في بعض الدول المحترمة تستقيل الحكومات ويستعفى سياسيون عند وقوع حوادث لا يكونون مسؤولين عنها مباشرة، مثل التقصير في التحسب لفيضان، أو البطء في تأمين الغوث بعد زلزال، أو التعرّض لإحراج انكشاف تقاضي وزير ما من وزراء الحكومة رشي.. أو تورّط في علاقة غير مشروعة.

ولكن في عالمنا العربي ما نشهده وشهدناه خلال العامين الأخيرين مخيف ومؤلم حتى في ضوء المعايير العربية المتدنية لممارسة السلطة. فالحكم بالتمادي، عبر عقود، .. لا يشبع من الحكم ولا يكتفي بجني ثمار التسلط بمفرده، بل يوزع خيرات التنعم برقاب الناس على الأقربين والمحاسيب.

ثم إن الحاكم المنشغل بترتيب الفوز بالاستفتاءات والانتخابات بأكثر من 90 في المائة، سنة بعد سنة، وعقدا بعد عقد، لا وقت لديه للتساؤل عما إذا كان يحق للشعب محاسبته. أبدا، فدور الشعب «المبايعة» فقط.. كما قال عبد القادر قدورة رئيس مجلس النواب السوري السابق يوم تعديل الدستور خصيصا لتسهيل وراثة بشار الأسد عرش والده الراحل.

ثم لا يتحمل الحاكم أي مسؤولية تقصير، إزاء نشوء مناطق أو جيوب خارجة عن سلطة الدولة.. تتراكم فيها مشاعر العداء المذهبي والديني والعشائري والعرقي. ومن ثم، عندما تتيح لها الظروف تتحول هذه المناطق والجيوب إلى بؤر مسلحة تواجه أهل السلطة – أو بالأصح، التسلط – بالعنف المسلح الذي هو اللغة الوحيدة التي يفهمون. وهذا حقا ما شهدناه في بعض دول «الربيع العربي».

وفي سوريا، إحدى هذه الدول، انكشف كذب شعارات النظام منذ سنوات كثيرة.

فلا ديمقراطية في دولة تركب فيها الأغلبية البرلمانية تركيبا تحت قيادة «حزب قائد» سَلَفا قبل إجراء الانتخابات. ولا عروبة في دولة تتخذ قراراتها السياسية الاستراتيجية اليوم خارج حدود العالم العربي، ويشك أنها على علاقة جيدة مع نبض الشارع العربي. ولا اشتراكية في دولة تتحكم بثرواتها الطبيعية ومؤسساتها ثلاث عائلات، بجانب المستفيدين منها والمتعاونين معها. ولا «تحرير» أو «مقاومة» أو «ممانعة» في دولة لا يطلق جيشها طلقة واحدة على محتلي أرضها.. ولا تقاتل إلا عبر المسلسلات التلفزيونية وأجساد مواطني الدول المجاورة. ولا مجتمع مدني حيث لا فصل حقيقيا بين السلطات.. بل تتولى الحكم «مافيا» أمنية عائلية طائفية خلف واجهات مدنية مفتعلة تجسدها «ديكورات» تحمل مسميات مثل مجلس الشعب ومجلس الوزراء. وبالتالي، فلا النائب نائب حقيقي مهمته التشريع، ولا الوزير وزير حقيقي في حكومة منتخبة شعبيا على أساس برنامج سياسي مطلبي.. ومسؤولة فقط أمام الشعب. ولعل في هذا ما يساعد على فهم أسباب إحجام نسبة عالية من النواب والوزراء عن الانشقاق عن نظام قتل حتى الآن من شعبه أكثر من 25 ألف نسمة خلال أقل من سنتين.

عودة إلى السلاح... والثورة عندما تلجأ إلى التسلح..

أذكر كيف انتقدت كما انتقد غيري في حينه «عسكرة» الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى). لكنني أذكر أيضا أن تلك الانتفاضة استدرجت الفلسطينيين إليها زيارة آرييل شارون إلى المسجد الأقصى، بعدما أحرجت الانتفاضة الأولى (انتفاضة أطفال الحجارة) سلطات الاحتلال بسلميتها.

كانت الانتفاضة الثانية «المُعَسكرة» استدراجا محسوبا من جانب اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي كان يعرف المدى الذي يريد الوصول بها إليه.. ومن ثم تبرير قمعها بالطريقة التي يختارها.

الشيء نفسه، حصل ويحصل الآن في سوريا.

هنا نرى نظاما فاشيا مشابها في منظومة قيَمه لليمين الإسرائيلي، وقد بوغت بسلمية الانتفاضة التي أطلق شرارتها أطفال درعا، فسعى بمرور الوقت لدفعها أكثر فأكثر نحو التطرف – الطائفي وغير الطائفي – والعسكرة، عبر القبول اللفظي بالمبادرات السلمية ثم الانقلاب عليها. ومن ثم اعتمد التصعيد التدريجي للقمع الدموي باستخدام أسلحة أشد فتكا.. من الذبح بخناجر «الشبيحة» إلى القصف بالمدفعية واقتحام الدبابات.. ووصولا إلى الطيران الحربي.

قبل مئات السنين أيام القتال بالسلاح الأبيض كان هناك توازن بين الشعوب والجيوش. غير أن ميزان القوى العسكري التقليدي لا يقوم في أي بلد اليوم بين الجيش والشعب. وأي رئيس دولة كبرى، بفضل التقدم الهائل لتكنولوجيا السلاح، يستطيع تدمير مدن بلاده جميعا، وفي الدول النووية بمقدور القيادة إفناء شعبها بـ«كبسة زر».

وبناء عليه فالمسألة اليوم في سوريا، وغير سوريا أيضا، ليست حول أيهما أقوى؛ جيش النظام؟ أم منتفضي الشعب؟، بل هل من يأمر الجيش – أي رئيس الدولة – مؤتمن حقا على حماية الشعب؟!

هل يبقى لأي رئيس يقتل شعبه، مهما كانت المبررات، أي حق في حكم ذلك الشعب؟

الإجابة عند السيد الأخضر الإبراهيمي.

 

الأسد الإيراني والعجز الدولي!

طارق الحمد/الشرق الأوسط

عشية تصريح حسين طائب رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أول من أمس بأنه على إيران مسؤولية دعم حكومة الأسد، وعدم السماح بـ«كسر خط المقاومة»، شهدت سوريا مجزرة مرعبة ارتكبتها قوات الأسد وراح ضحيتها قرابة 440 قتيلا سوريا، فما معنى ذلك؟ الإجابة واضحة، وهي أن إيران شريكة في دماء السوريين العزل، حيث تقوم طهران بدعم الأسد، أهم عميل لها في المنطقة، والذي بسقوطه يسقط أهم خط إمداد للمشروع الإيراني في المنطقة، منذ ثورة الخميني، وأهمية خط الإمداد هذا تساوي قرابة العقود الأربعة من التآمر، والتسليح، والتمويل، لعدة مشاريع إيرانية سواء بلبنان أو سوريا، وهي مشاريع مختلفة إعلاميا، وثقافيا، واقتصاديا. ولذلك فلا غرابة في أن يقول رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني إنه على طهران حماية الأسد، كما أنه لا غرابة في أن نرى حجم الجرائم الأسدية في تزايد كبير. فالواضح أن لحظة سقوط الأسد قد اقتربت، ولذا نجد أن النظام قد جن جنونه، كما أن التحركات الإيرانية تجاه سوريا باتت تفوق التحركات الروسية، بشكل ملحوظ، حيث تنوي إيران الآن طرح خطة خاصة بسوريا ضمن جدول أعمال قمة عدم الانحياز. وعليه، فلا غرابة في أن تدعم إيران الأسد، عميلها الأبرز، فبسقوطه يسقط المشروع الإيراني بالمنطقة.. لكن الغريب، والمريب، هو العجز الدولي أمام جرائم الأسد، وخصوصا أن المجتمع الدولي يعي أن الأسد يقترب من لحظات السقوط، وأنه من الممكن اختصار المعاناة السورية، وتجنيب سوريا الدولة الدمار والانهيار الكامل، لكن الغرب، وعلى رأسه أميركا، لا يفعلون شيئا يذكر، فكل المطلوب اليوم، وبشكل ملح، هو تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تمكنها من إيقاف وصد الطائرات والدبابات الأسدية، والقصة لا تقف هنا فقط، بل وضرورة التحرك لفرض حظر الطيران، والمناطق الآمنة داخل الأراضي السورية على الحدود التركية، والأردنية، ولا حاجة للجوء إلى مجلس الأمن ما دام الروس والصينيون يريدونه لحماية المجرمين، فمن الضرورة التحرك الآن عبر قوات الناتو، وحتى القوات العربية الراغبة في المشاركة، وبجميع أنواع المشاركة، علما أن عدد قوات الجيش السوري الحر لا يستهان به على الإطلاق، وكل ما يحتاجون إليه هو الأسلحة النوعية، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة. وأيا كانت كلفة مثل هذه الخطوات فإنها ستكون أقل بكثير من كلفة الانهيار المفاجئ في سوريا، فمسؤولية المجتمع الدولي حماية العزل، والسلم الاجتماعي، وأمن المنطقة ككل، وذلك لا يتحقق إلا بإسقاط الأسد، وهو أمر اقترب، وبات قاب قوسين أو أدنى، وكل المطلوب للتعجيل بذلك هو التسليح النوعي، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة، فحينها ستكون الانشقاقات العسكرية بنحو كبير قد يقود لهروب الأسد نفسه. وهذا الأمر سيكون أقل كلفة من الانهيار المفاجئ، أو إطالة أمد الأزمة، وعندما نقول «أقل كلفة»، فالمقصود إنسانيا، وأمنيا، وسياسيا، خصوصا عندما يطرد الأسد الإيراني من سوريا، حيث تعود طهران لحجمها الطبيعي، وتعود سوريا، بكل مكوناتها العرقية والدينية، لعمقها العربي بعد أن أطالت الغياب بالفلك الفارسي.

ولذلك فقد حان وقت التحرك الثلاثي.. حظر الطيران، والمناطق الآمنة، والتسليح النوعي للجيش السوري الحر.

 

طهران تطالب عدم الانحياز بالتصدي للعقوبات

طهران – محمد صالح صدقيان/الحياة

أعلنت إيران لدى افتتاح الاجتماعات التحضيرية لقمة حركة عدم الانحياز أمس، نيتها تعزيز الحركة «لتقوم بدورها التاريخي»، وحضت على «إصلاح» الأمم المتحدة، كما دعت الدول الأعضاء في الحركة إلى «التصدي بجدية للعقوبات» المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.

وبدأ خبراء من الدول الأعضاء الـ120 في الحركة، اجتماعات تحضيرية لصوغ توصيات ستقدّم لاجتماع وزراء الخارجية الذي يُعقد غداً وبعده، قبل لقاء القمة يومي 30 و31 من الشهر الجاري. وتتسلّم إيران من مصر، الرئاسة الدورية للحركة ومدتها 3 سنوات.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: «على حركة عدم الانحياز التصدي بجدية للعقوبات الأحادية التي فرضتها دول ضد بعض أعضائها». وأضاف لدى بدء الاجتماعات التحضيرية: «الوقت مناسب جداً الآن لاتخاذ خطوات عملية لمحاربة الإرهاب، بما فيه الإرهاب الحكومي الذي تسانده الدول الغربية، وآخره اغتيال علمائنا النوويين».

وزاد: «لا نطالب سوى بحقوقنا المشروعة. نرغب في حلّ عادل (للملف النووي الإيراني)، لا بحلول منحازة تعتمد سياسة الكيل بمكيالين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات أخرى من الأمم المتحدة. ونستغل هذه الفرصة لشكر حركة عدم الانحياز لدفاعها عن حق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية».

ودعا إلى «تحديد جدول زمني لإزالة الأسلحة النووية، وخضوع الكيان الإسرائيلي للجدول، وتفعيل اقتراح إيران إيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط».

وشكر صالحي مصر «الشقيقة، حكومةً وشعباً، والتي خدمت كلّ أهداف الحركة خلال رئاستها»، وأعلن عزم بلاده «تنشيط حركة عدم الانحياز وتعزيزها، لتقوم بدورها التاريخي، وتحويلها آلية نافذة لتحقيق مصالح الدول الأعضاء، في هذه الفترة الحساسة». واعتبر أن «منظمة الأمم المتحدة، بعد 6 عقود على تأسيسها، ما زالت تحتاج إصلاحات هيكلية لتواكب التطورات العالمية»، داعياً إلى «منع كل أنواع الاستعمار والتدخل الخارجي في شؤون الدول». وتطرّق صالحي إلى «التطورات في الشرق الأوسط»، داعياً إلى «الاستماع إلى تطلعات شعوب العالم للحرية والعدالة»، معتبراً أن «دخول الأطراف السياسيين الحقيقيين والوطنيين في حوار شامل للتوصل إلى مصالحة وطنية، يحتاج إلى سياق سياسي متكامل يستند إلى رؤى داخلية خاصة بكل بلد». وشجب «جميع أنواع الاستعمار»، مؤكداً «رفض التدخل الأجنبي واستغلاله للأحداث التي شهدتها دول المنطقة، وأي تدخل في الدول الأخرى بذريعة مكافحة الإرهاب».

 مصر وسورية

وأعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن الرئيس المصري محمد مرسي الذي سيشارك في القمة، «سيلتقي مسؤولين إيرانيين بارزين»، معتبراً زيارته طهران «تساهم في تنمية العلاقات الإيرانية – المصرية». وسيصبح مرسي أول رئيس مصري يزور إيران منذ الثورة عام 1979، فيما أشار النائب منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری (البرلمان) الإيراني، إلى أن مرسي سيزور مفاعل «بوشهر» النووي، لافتاً إلى وضع برنامج لتفقد جميع الرؤساء المشاركين في المؤتمر، منشآت ذري إيرانية في أصفهان وناتانز وبوشهر.

وأشار مهمان برست إلى أن «قضية سورية ستُطرح على هامش المؤتمر، لمواجهة التدخل الأجنبي في ذاك البلد»، مؤكداً أن «أعضاء حركة عدم الانحياز يعارضون أي تدخل أجنبي وأي نشاط للجماعات المتطرفة والإرهابية العالمية في سورية». وتحدث عن «رزمة شاملة» لتسوية الأزمة السورية، مضيفاً: «يجب توفير أجواء في سورية لتحقيق المطالب الشعبية في مسار ديموقراطي، ونعتقد بإمكان تحقيق هذا الهدف، في إطار خطة كوفي أنان بنقاطها الست». وأعلنت إيران أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيصل إلى طهران بعد غد، مشيرة إلى أنه سيلتقي رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، فيما أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني كلّف عمه الأمير الحسن بن طلال ترؤس وفد بلاده إلى القمة.

إلى ذلك، شدد وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي على استتباب الأمن في البلاد، مؤكداً أن «أي محاولة للإخلال بالأمن، لن تنجح». وتطرّق إلى معلومات على استعداد المعارضة لتنظيم احتجاجات خلال القمة، قائلاً: «محاولات مثيري الفتنة لن تنجح. أنصار النظام البائد ومثيري الفتنة يريدون استعراض عدتهم وعددهم خارج البلاد، ويريدون أن يثبتوا وجودهم وإعلان أنهم ما زالوا أحياء خارج البلاد، لكنهم عاجزون عن القيام بأي خطوة».

 

اسرائيل في خلاف مع الادارة الاميركية حول البرنامج النووي الايراني في تقرير وكالة الطاقة الذرية

الحياة /تعمقت الخلافات بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية حول كيفية التعامل مع الملف النووي الايراني. ورفضت اسرائيل الموقف الاميركي الذي يرى ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية  يزيد من فرصة الحلول الدبلوماسية لانهاء ازمة التسلح النووي الايراني. وفيما روجت اسرائيل لصور تدعي انها للمنشات النووية الايرانية وتؤكد على مواصلة ايران بناء وتطوير هذه المنشات ، اعلنت الحكومة الاسرائيلية ان التقرير يقوي موقف الحكومة الايرانية بشان برنامجها النووي، مشيرة ان التقرير الجديد للوكالة الدولية يؤكد أن إيران وضعت المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع النووي تحت الارضي الواقع بالقرب من مدينة قم الإيرانية، وأن هذه الأجهزة تخصب اليورانيوم بنسبة 20%. وفي لقائه الاخير مع   رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، مايك روجرز، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن المعلومات الجديدة التي يكشفها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو "دليل آخر على أن إيران تتقدم بتسارع نحو إنتاج أسلحة نووية وسط تجاهل تام للمطالب الدولية".

وفي ترويجها لصور نسبتها اسرائيل الى "المعهد للمعلومات والأمن الدولي في واشنطن"، ادعت ان الصور التقطت اواسط الشهر  الجاري بواسطة الاقمار الاصطناعية وتظهر فيها  تغييرات تثير الشكوك حول تجديد إيران عملية إخفاء نشاطاتها في المفاعل النووي في بارشين. وتظهر الصور،بحسب اسرائيل، مبنى يشتبه أن إيران أجرت تجارب في داخله مرتبطة بتطوير أسلحة نووية، وقد تمت تغطيته  كله بالقماش. وفي تحليل الاسرائيليين للصور فقد قامت  ايران في الاشهر الأخيرة بهدم مبنيين مجاورين للمبنى المركزي الذي يشتبه بأن التجارب أجريت بداخله. كما جرت تغطية المبنى بقماش باللون الوردي، وهو ما اشتبه بأنه للتمويه على عملية تنظيف وإخفاء آثار التجربة عن الأقمار الصناعية. وبحسب الاسرائيليين فان تحليل الصور يشير الى انه تجري في قاعدة بارشين  ابحاث وعملية تطوير البرنامج النووي العسكري الإيراني ،فيما  زيارات مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابل محاولة إيران الإخفاء، يضاعف الشبهات من إن البرنامج النووي العسكري الإيراني يتقدم بأسرع مما كان يعتقد الغرب.

 

مدى تغلغل ايران في الوضع السوري

المستقبل اليوم/لا يكاد يمر يوم واحد من دون أن تقدّم إيران عيّنة عن مدى تغلغلها في الوضع السوري، ومدى انخراطها في الدفاع عن الجزّار الدمشقي. ولم يكن كلام بروجردي بالأمس إلاّ تأكيداً علنياً مُضافاً لما صار العالم كله يعرفه بتفاصيله ودقائقه ووقائعه، والتي تفصح في آخر المطاف عن حقيقة يعرفها أحرار سوريا قبل غيرهم وهي انّ بشار الأسد لم يعد إلاّ "ممثلاً شرعياً" لمصالح إيران وروسيا في سوريا، ويذبح السوريين بصفته غريباً عنهم، مثل أي ممثل لقوى غاشمة تحتل بلداً آخر. "أمن طهران من أمن دمشق" يقول المسؤول الإيراني. ويردّ "ممثّله" الجزّار الدمشقي التحية بأحسن منها ويؤكد له أنّه مستمر في تأدية واجبه مهما كلّف الثمن.. ومجزرة داريا المروّعة عيّنة عن ذلك الثمن، بل بالأحرى عيّنة عن طبيعة ذلك الأداء الجهنمي الغاشم الذي يلغو بالممانعة والمقاومة فيما هو يمعن قتلاً وسفكاً بالشعب العربي المسلم في سوريا. ومرّة أخرى، يقدّم النظام الإيراني عيّنة عن حقيقته القائلة بأنّه لا يهتم إلاّ بمصالحه وبمشاريعه، وأنّ هذه لا تقوم إلاّ على حساب العرب ودمائهم وأوطانهم، وأنّ الشعارات الكبيرة والطنّانة عن الأمّة الإسلامية ووحدتها، وعن فلسطين وشعبها، وعن مقارعة الصهاينة وما إلى ذلك، ليست إلاّ لغواً إنشائياً لا أكثر ولا أقل. رحم الله شهداء مجزرة داريا والشعب السوري المكافح، فهم بدمائهم يؤكدون نهاية الطاغية، ويكتبون تاريخاً جديداً لهم وللعرب وللعالم، ويكشفون زيف تجّار الشعارات وزيف ادّعاءاتهم.. وحقيقتهم الأخيرة

 

رسالة الخبث والإرهاب الإيرانية للكويت!

داود البصري/السياسة

في تاريخ العلاقات الدولية والإقليمية الحديث, لم تكن دولة الكويت بعيدة عن اهتمامات النظام الإيراني السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية, وحتى الاجتماعية , فالنظام في طهران قد أدرك الأهمية الجيوسياسية الكويتية منذ أيامه الأولى وكان التركيز في بدايات عصر الخميني على نشر ما أسموه بوثائق السفارة الأميركية, في طهران حول الكويت! كما كان التركيز على اختراق الساحة الكويتية مذهبيا وعقائديا وسياسيا, من الأمور التي يعرفها كل من عرف الكويت وعاش فيها أو إهتم بأمورها, فاللوبي الإيراني في الكويت له قوة كبيرة وبأس شديد أيضا وهذه من الحقائق الميدانية التي تعلو على أي مجاملات , وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة الأقوال والآراء التي تفوه بها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني وهو من صقور النظام الإيراني والتهديدات التي أطلقها ضد الكويت في حال سقوط نظام بشار الأسد في الشام والذي سيتبعه سقوط الكويت حسب ما قيل وهي الأقوال التي نفاها وياللعجب للمرة الأولى ليس وزارة الخارجية الإيرانية, ولا لاريجاني شخصيا ولا الحكومة الإيرانية بل جاء النفي عن طريق السفير الكويتي في طهران السيد مجدي الظفيري! وهي سابقة طريفة في سياقات العمل الديبلوماسي , أقول بصرف النظر عن صحة ما قيل ونشر , فإن السياسات والمواقف الإيرانية من الكويت ودول الخليج العربي لا تسير إلا وفقا للتوجهات العدوانية الإيرانية المكشوفة والمفضوحة والمحاطة بملاءة شفافة من مواقف التقية السياسية والآيديولوجية المعروفة عن الديبلوماسية الإيرانية التي تعطيك القبلات والأحضان الساخنة وتخبئ في الوقت نفسه خناجر الغدر خلف العباءة الفضفاضة , ولماذا نذهب بعيدا , أليست الكويت ما غيرها هي من كانت محطة لأوسع وأكبر شبكة تجسس أقامها الحرس الثوري الإيراني وفككتها المخابرات الكويتية ? ألا يحمل التاريخ القريب جدا ملفات واضحة وصريحة لتآمر إيراني بمساعدة المخابرات السورية ضد أمن الكويت الوطني كما حصل في عقد الثمانينات من القرن الماضي وحملات الانفجارات الرهيبة التي حدثت وقوافل المجرمين والإرهابيين الإيرانيين ومن أعضاء عملاء إيران في الأحزاب العراقية والذين هربتهم المخابرات الإيرانية من السجون الكويتية بعد غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت عام 1990 ? ألم تجند المخابرات الإيرانية مواطنين كويتيين لتنفيذ أفعال إرهابية خسيسة في الحرمين الشريفين عام 1989 حكم على بعضهم بالإعدام ونفذ بهم فيما أفرج عن البعض الآخر وهو ملف سنعود لاحقا للنبش فيه والتطرق إليه, ألا تشكل الكويت وبقية دول الخليج العربي هاجسا أمنيا إيرانيا مستمرا وتعد العدة من خلال حملات التبشير والتعبئة وغسل الأموال وتكوين اللوبيات وجماعات الرأي المؤيدة من أجل التسلل للداخل الكويتي بطرق شتى? ألم تتعرض السفارة الكويتية في طهران لمضايقات مستمرة ويتعرض المواطنون الكويتيون للخطف والاعتقال والمطاردة? ألا تقوم مخابرات الحرس الثوري الإيراني بإيواء مجرمي "القاعدة" ومنهم الكويتي المسحوبة جنسيته سليمان بوغيث? أليس الهجوم الإعلامي والفكري والسياسي والتهديدي الإيراني المباشر ضد أمن وعروبة واستقلال وحرية مملكة البحرين يشكل تعديا فاضحا على الأمن الكويتي نظرا الى وحدة المصالح الخليجية ? ألا تشكل التعبئة الطائفية الإيرانية وتشجيع بعض الأصوات الناعقة في العراق من عملاء النظام الإيراني على تعكير الوضع بين العراق والكويت جزءا من الحالة الهجومية الإيرانية ?

بكل تأكيد فإن النظام الإيراني وهو يعد العدة للتوسع الأكبر في مواجهة الثورة السورية ومحاولة حماية نظام بشار الأسد والمحافظة عليه مستعد للذهاب الى ابعد مدى في سبيل منع الانهيار الكبير للمعسكر الإيراني, في الشرق الأوسط , فإنهيار نظام بشار يعني النهاية الحتمية للدور الإقليمي الإيراني ويعني أيضا أن إيران ستحجم إقليميا وستدخل معركة الدفاع عن النفس, وحتى الوجود في المعركة الداخلية التي ستحتدم ضد ومع القوميات غير الفارسية, ومطالبات الشعوب العربية والبلوشية والكردية والآزرية بحقوقها القومية وهو ما يعني في النهاية تفتيت الكيان الإيراني وإنحساره في الهضبة الفارسية فقط لا غير , لذلك كانت الإشارة الإيرانية الفظة لتحجيم العرب وعودتهم لمكة فقط! وهو وهم سخيف سيدفع أولئك الدهاقنة وأهل معابد النيران أثمانه قريبا , فنيران حقدهم ستطفئها الشعوب الحرة وستكون بداية النهاية من دمشق العرب والحرية والمجد ذاتها فيما تكمل الشعوب الإيرانية المهمة المقدسة عبر انتفاضتها المقبلة والحتمية وهو ما يرعب النظام الإيراني المتغطرس الذي يتصور إنه بالإرهاب وحده تحيا الأمم والشعوب. الرسالة الإيرانية للكويت ولدول الخليج العربية بل للعالم العربي وصلت وتم استيعابها رغم كونها مفضوحة بالكامل , والرد عليها سيكون بتشديد الخناق على بقايا الفاشيين في الشرق القديم, وعلى تعزيز الدعم لأشقائنا أحرار الشام الذين يخوضون بدمائهم ويسطرون أروع ملاحم التضحية والجهاد , أما الكويت فلها رب يحميها وقيادة تعرف كيفية التعامل مع حالات التهديد الوطني , والكويت بمثابة العسل المر والمسموم لكل من تسول له نفسه وأوهام القوة الزائفة انه قادر على ابتلاعها , فمن سيبتلع في النهاية هم أهل الدجل والإرهاب , ومن سيحجم الى حد التضاؤل هم أولئك العنصريون القتلة أعداء الشعوب , فالتاريخ لا يجامل الطغاة, بل يقذفهم لمزبلته الشهيرة مهما حاولوا الدجل وادعاء القداسة, التهديدات الإيرانية ضد الكويت ودول الخليج العربي ليست سوى عفطة عنز.

*كاتب عراقي

 

العنف البعثيّ الأسديّ ما طبيعته؟

وسام سعادة/المستقبل

العنف البعثيّ، الأسديّ .. قبل داريا، وفي داريا، وبعد داريا، ما صنفه، ما طبيعته؟ فاشيّ؟ استبداديّ أسيويّ؟ كولونياليّ؟ كانيباليّ؟ مضاد للثورة؟ عنف ثوريّ؟ في العنف البعثيّ الأسديّ شيء من كلّ هذا.  إنّه عنف فاشيّ طالما أنّه عنفٌ يمجّد نفسه، وينظر إلى نفسه كطاقة حيويّة، ويعتبر أنّ "الحلّ الدمويّ" على هذه الشاكلة كفيل بتجديد الدماء في عروق هذا النظام. وهو كذلك، لأنّه يقسّم السوريين بين فئتين، كما لو كانت كل فئة تنتمي إلى "قوم" بعينه، أحدهما يهدر دمه، لأنّه يسعى وراء انهاء زمن الإستبداد والطغيان والغلبة الفئوية، وثانيهما يوعد بالتنعّم بـ"الإصلاحات" الواهية، كونه استحلّ لنفسه دم الآخر.

لكنّه أيضاً عنف يدرك في نهاية المطاف أنّ الطابع الفئويّ الأقلويّ لنظامه يعني غربة هذا النظام عن الأكثرية المجتمعية، بصرف النظر عن نجاح هذا النظام في اقتطاع أقليّات من هذه الأكثريّة والتحصّن بها، أو نجاحه حتى في تقسيم هذه الأكثرية المجتمعية، السنيّة على الصعيد المذهبي، إلى مجموعة أقليّات إثنية ومناطقية واقتصادية معزولة عن بعضها البعض، في وقت من الأوقات.

ولأجل ذلك، هو أيضاً عنف بسمة كولونيالية. يتعامل مع "القوم" الثائرين عليه على أنّه "سكّان أصليين" في مستعمرة ما وراء البحار، ويعمّم دعاية مفادها أنّ المشكلة مع هؤلاء القوم أنّهم يرفضون الحداثة والتنوير والعلمانية، ويريدون العودة إلى الجاهلية أو الظلامية، في حين أنّه يريد هو، و"الحرس الثوريّ الإيرانيّ" المستقدم لحماية النخاع الشوكيّ للنظام، تلقينهم مبادئ التنوير والعقلانية على أصولها.

وإذا كانت السمة الكولونيالية للنظام الأسديّ تبرز قبل الثورة في حرصه على تقسيمه الناس إلى معازل مفصولة وجدانياً وحياتياً عن بعضها البعض، فإنّها تحضر مع تمادي فصول العنف الدمويّ، بالاتكاء على مقولة "حلف الأقليّات"، والإيحاء لهذه الأقليّات بأنّ مصيرها سيكون مهدّداً بشكل وجوديّ ونهائيّ، في حال سقوط النظام. بالتالي، يعامل رجل النظام البعثيّ نفسه بوصفه "الرجل الأبيض" في مواجهة البدائيين الذين تحرّكهم الدول الأجنبية والمجموعات الإرهابية.

لكنّه يظهر في المقابل، كعنف "كانيباليّ"، أي كعنف بدائيّ يعبّر ولو رمزيّاً عن شهوة أكل لحم البشر، شهوة تقطيع الجثث بالسكاكين، وحصاد غلة دمويّة يوميّة كلّ يوم، صارت تحطّم أرقاماً قياسية في الآونة الأخيرة. وهو أيضاً عنف يستحضر أجواء الإستبداد الشرقيّ في نسخته السوريّة القديمة، المتعطّشة للإله الدمويّ مولوخ، والغرض من هذا الإيحاء محاولة تصوير العنف البعثيّ الأسديّ لنفسه بأنّه القاعدة التي يتداولها الحكّام في هذه المنطقة من العالم جيلاً بعد جيل، وإنّه إمّا الإستقرار البليد في ظلّ الإستبداد الشرقيّ، وإمّا الفوضى المطلقة التي بمستطاع الإستبداد الشرقيّ أن يتحكّم بمنطق إدارتها، فيعيد بناء صرحه، ولو بعدَ حين.  والعنف البعثيّ الأسديّ، هو بطبيعة الحال عنف معاد للثورة، أي أنّه عنف يقول أربابهم لأنفسهم أنّ الثورة ليست قدراً، وأنّ الثورات منها ما نجح ومنها ما فشل، وأنّ السبب وراء نجاح الثورات هو عدم تصميم الأنظمة على قمعها بشكل شامل وهمجيّ، في حين أنّ السبب وراء اخمادها هو تحديداً الجرأة على قمعها، وعدم الإلتفات إلى أي حاجز أخلاقيّ أو قانونيّ، ولا إلى القيل والقال في الإقليم وفي العالم، قبل أن تلفظ الثورة أنفاسها الأخيرة. لكنّ هذا العنف هو أيضاً "عنف ثوريّ"، طالما أنّ النظام البعثيّ ينظر إلى نفسه كنظام يستند إلى "شرعية إنقلابيّة"، وليس إلى "شرعية دستوريّة" أو "مؤطّرة قانونياً". إنّه ينظر إلى نفسه كعنف ثوريّ تقدميّ يمارس ضدّ آخر رجعيّ. أو أقلّه هو ينظر إلى ما يجري على أنّه مبارزة بين ثورتين: الثورة البعثيّة المتجدّدة أبداً، والثورة الإسلامية التي بألف روح في سوريا. في العنف الذي يمارسه نظام الإحتضار الدمويّ شيء من كلّ هذا. مع ذلك، ثمّة ما يجعله عنفاً فاشيّاً ناقصاً: فرق الشبيحة أبعد ما تكون عن الطابع الأيديولوجيّ المنظّم عند الفاشيين، وإن كانت قريبة جدّاً من العناصر الرثّة الأوّلية التي يحتاجها الفاشيّون لتركيب منظماتهم الضاربة في الأحياء والدساكر. وهو كذلك عنف كولونياليّ ناقص: فالشبيحة ليسوا غزاة أتوا من ما وراء البحار، ولا يمكنهم بعد ذلك العودة إلى "الحاضرة" أو "المتروبول" بعد الإنسحاب من "المستعمرة"، كما عاد الفرنسيون من الجزائر مثلاً. وعنف كانيباليّ ناقص: ما عدنا في زمن أكل فيه الفرنجة جثث أهالي معرّة النعمان بعد ذبحهم. وهو عنف استبداديّ أسيويّ ناقص، وعنف ثوريّ ناقص، وعنف ثوريّ مضاد ناقص... إنّه يبقى على دمويّته الفائقة، عنف نظام هزليّ، أكثر هزليّة من نظام القذافي وبأشواط، لأنّ الدمويّة تتماهى هنا مع ثقل الدم المطلق. إنّه بإختصار.. عنف خسيس.

 

المعلم يؤكد ان لا حوار مع المعارضة قبل تطهير سوريا

AFP /اعلن ناشطون نهار الاحد العثور على مئات الجثث في مدينة داريا في ريف دمشق التي اقتحمتها القوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين، في وقت اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان النظام لن يبدأ اي مفاوضات مع المعارضة حتى تطهير البلاد من المجموعات المسلحة. ومن دمشق ايضا، اكدت طهران على لسان احد مسؤوليها الكبار ان "امن سوريا من امن ايران"، فيما سجل هذا اليوم اول ظهور علني لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع منذ اكثر من شهر بعد معلومات تحدثت عن انشقاقه او وضعه في الاقامة الجبرية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان 320 شخصا على الاقل قتلوا في داريا خلال الحملة العسكرية التي استهدفت المدينة في الايام الخمسة الماضية. من جانبها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان الجيش النظامي طهر مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التى ارتكبت الجرائم بحق ابناء المدينة وروعتهم وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة. من جهتها، وصفت لجان التنسيق المحلية في بيان ما حصل في داريا ذات الغالبية السنية بانه "مجزرة ارتكبها النظام". واضافت ان وحشية أجهزة النظام وميليشياته زرعت الموت في شوارع البلدة وبساتينها من دون تمييز بين رجل او امراة او طفل وقد راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد. واكدت ان جيش النظام تحول الى جيش احتلال قاتل للسوريين. من جهتها، اتهمت الامم المتحدة في تقرير صادر عنها منتصف آب الماضي القوات النظامية السورية والشبيحة بارتكاب مجازر ضد الانسانية، مشيرة الى ان المقاتلين المعارضين يرتكبون كذلك جرائم حرب وان على نطاق اضيق. يذكر انه منذ توقف الامم المتحدة عن اصدار ارقام للضحايا في سوريا، يتعذر التحقق من الحصيلة التي يعلنها المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد في ارقامه على شهادات ناشطين على الارض، نظرا للقيود المفروضة على وسائل الاعلام في سوريا.

 

النظام السوري ومدرسة سيّاد بري

خيرالله خيرالله

ليس لدى النظام السوري سوى الرهان على الوقت. ولكن هل الوقت لمصلحته كي يجوز مثل هذا الرهان؟ يبدو انه يظن ان عامل الوقت يمكن ان يساعده في التحكم مستقبلا بجيب علوي على الساحل السوري وذلك عن طريق متابعة الحملات العسكرية الهادفة الى تهجير اكبر عدد ممكن من سكان حمص من جهة والتوسع في اتجاه حلب والمناطق القريبة منها من جهة اخرى. وهذا ما يفسّر الى حد كبير هذا الحشد الكبير من القوات الموالية للنظام في دمشق نفسها وذلك بغية اطالة معركة العاصمة قدر الامكان في انتظار ترتيب الاوضاع في المنطقة الساحلية ذات الاكثرية العلوية.

يبدو واضحا ان الكلام الذي صدر عن نائب رئيس الوزراء السوري السيّد قدري جميل، وهو كردي، يندرج من حيث يدري او لا يدري، في هذا السياق، سياق كسب الوقت ليس الاّ. تحدث قدري جميل من موسكو، بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن حوار وطني وعن امكان طرح مسألة استقالة الرئيس بشّار الاسد في سياق هذا الحوار. اراد ان يقول ان ليس هناك ما يمنع احد المشاركين في الحوار من طرح مسألة استقالة الاسد. كاد ان يقول ان من سيطرح مثل هذا الكلام سيجد من يردّ عليه بكلام آخر وليس برصاصة ولن يكون مصيره مثل مصير اطفال درعا الذين تجرّأوا في بداية الثورة على كتابة شعارات معادية للنظام على الجدران!مثل هذا الكلام الصادر عن وزير كردي، صهر لخالد بكداش، كان شيوعيا، وربّما لا يزال، والذي أعارته بعض وسائل الاعلام أهميّة، لا يقدّم ولا يؤخّر. انه كلام تجاوزه الزمن لا علاقة له بالواقع السوري، اي بما يدور على الارض حيث لم يعد امام النظام سوى خيار واحد هو الدولة العلوية...

ان المسؤول العربي الوحيد الذي تجرّأ على طرح المسألة العلوية بكلّ أبعادها وما ينوي بشّار الاسد عمله بشكل صريح هو الملك عبدالله الثاني الذي اشار في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبل اقل من شهر، الى "الجيب العلوي". هذا هو الخيار الوحيد الباقي امام الرئيس السوري. وهذا الخيار هو الذي يدفعه الى الرهان على عامل الوقت وعلى متابعة السير في الحلّ الامني الى النهاية اعتقادا منه ان ذلك سيساعد في رسم خطوط الدفاع عن "الجيب العلوي".

هل ينجح النظام السوري في مخططه؟ الجواب الاقرب الى الواقع ان مثل هذا الخيار تجاوزه الزمن. وهذا عائد الى ان حجم الجرائم التي ارتكبها النظام في حق السوريين لن يسمح بانتقال آل الاسد والمحيطين بهم الى المنطقة العلوية والعيش بأمان فيها. اكثر من ذلك، هناك ثارات قديمة بين العلويين انفسهم يمكن ان تحول دون تمكين آل الاسد من المكوث طويلا في القرى والبلدات التي يمتلكون نفوذا فيها. هل نسيت عائلة محمد عمران من قتل الرجل الذي كان ضابطا كبيرا ومن رفاق حافظ الاسد؟ هل نسيت عائلة صلاح جديد من سجن الرجل...حتى الموت؟ حتى عائلة غازي كنعان، يمكن ان تكون لديها اسئلة تطرحها على بشّار الاسد. لا يمكن في اي شكل الاستخفاف بالخلافات العلوية- العلوية وبالعراقيل التي يمكن ان تحول دون قيام "جيب علوي" يمكن ان يحتمي به آل الاسد. ولذلك، يبدو رهان النظام السوري على الوقت في غير محله. الرهان الوحيد الباقي امام اهل النظام يتمثّل في ايجاد صيغة تؤمن انتقال كبار المسؤولين السوريين الى الخارج، الى روسيا او ايران تحديدا.

اما سوريا نفسها، فتبدو دولة قابلة للانفجار من داخل في حال عدم التوصل الى حل سياسي في القريب العاجل يؤمن قيام مرحلة انتقالية، لا يكون للاسد الابن ومن معه علاقة بها لا من قريب او بعيد. في حال عدم حصول ذلك، هناك خوف كبير من صوملة سوريا. نعم صوملة سوريا. كان هناك في الماضي القريب خوف من صوملة اليمن، ولكن يبدو حاليا ان الخوف على سوريا صار اكبر بكثير من الخوف على اليمن. هذا لا يعني ان اليمن في امان، بمقدار ما يعني ان البلد تجاوز، ولو موقتا، مرحلة صعبة توجت بخروج الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة وبدء مرحلة انتقالية قد تنتهي بصيغة جديدة تدار من خلالها شؤون البلد...وأزماته. قد يكون الفارق بين بشار الاسد ومحمد سياد بري، آخر رئيس للصومال الموحّد، ان الاخير استطاع بعد خسارته السلطة في العام 1991 الانتقال الى مسقط رأسه والعيش، حتى وفاته، في حماية اهل عشيرته. وهذا امر لن يتمكن الرئيس السوري من عمله. كلّ ما يستطيع عمله هو ان يفعل ما فعله سياد بري، اي تأمين عدم قيام بلد موحّد طوال اكثر من اربعة عقود. قبل واحد واربعين عاما، رحل سياد بري عن مقديشو. هناك الآن محاولات لانتخاب رئيس جديد للصومال. قد تنجح هذه المحاولات كما قد تفشل. الشيء الاكيد كلّ الصومال مدمّر. هل سيكون علينا الانتظار طوال اربعة عقود، بعد خروج بشّار الاسد من دمشق كي يصبح في الامكان البحث عن رئيس جديد لسوريا؟ انه سؤال اكثر من جدّي في ضوء الاصرار الذي يبديه النظام السوري على تدمير كل قرية ومدينة سورية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن الساحل الى دير الزور وآخر قرية على الحدود مع الاردن. من قال ان محمد سياد بري ليس صاحب مدرسة سياسية تقوم على فكرة "عليّ وعلى اعدائي يا ربّ"؟!.

 

الموت يهدد 400 جريح .. والنظام يكشف أنفاق تركيا - حمص

 محمد نمر/موقع 14 آذار

نداء انساني أطلقته المعارضة السورية لانقاذ محافظة يعيش أهلها حصاراً تعدت مدته الـ 82 يوماً، ويبقى مصير أهالي حمص الموت في غياب الغذاء والدواء، فما من مجتمع دولي يخطف نظرة على الشعب السوري ولا من مساعدات تصل هذه المحافظة التعيسة، وإذا ظل الوضع يراوح مكانه، قد يختفي الحمصي الأصيل من هذه المحافظة ويبقى شبيح النظام يطوف فوق دماء الأبرياء.

ولمعرفة أهم ما يدور في حمص، تواصل موقع 14 آذار مع الناشط السياسي عبد الله أبو عمر المتواجد هناك، الذي قال: "الحصار مستمر منذ 85 يوماً، لا طعام ولا شراب الا من مؤونة البيوت"، كاشفاً عن أن "مستودعات الأدوية نفدت أول من أمس، كما تم إغلاق المشفى الميداني الوحيد في المنطقة، وبات مصير أي مصاب الموت، وهناك في حمص حالياً مئات الجرحى الذين أصيبوا بقذائف جيش النظام السوري، ومنهم عاهاتهم دائمة". وأشار إلى أنه "منذ حوالي اسبوعين توقف النظام عن اقتحام مناطق حمص، وظلت الاشتباكات خفيفة، لأنه اعتمد اسلوب الحصار ليمنع عن الناس وصول المساعدات، وكي يموتون من الجوع والمرض بدلاً من رصاص القنص والقذائف"، وأشار إلى أن "الكهرباء عن المنطقة مقطوعة ويعيش الأهالي على مولدات الديزل، والمياه موجودة لكن بقلة أما الاتصالات فتأتي أحياناً وتنقطع أحياناً أخرى". ولفت إلى أن "الأطباء باتوا ينقلون السيروم من مريض إلى آخر"، وأفاد أن "عدد الجرحى كان 800، اخرجنا البعض منهم وعلى دفعات من نفق بين حمص وتركيا قبل كشفه، وبقي حوالي الـ 400".

وقال: "الناس هناك يعتبرون أن العالم كله تخاذل عن حمص، والمجلس الوطني انتهى بالنسبة لهم، ولا يتابعون ما يجري في الخارج، وأن لا مجال للحوار، بل لا يريدون إلا مقتل بشار الأسد وأعوانه"، مشدداً على أن " تركيز الناس هناك على مصادر الذخيرة فقط وكيفية الحصول عليها، خصوصاً في ظل معلومات عن جهة تصادر الذخائر والأسلحة المرسلة إلى حمص".

وأكد أن "حمص مقسمة إلى 4 مناطق، القسم المحاصر ويضم (حمص القديمة، باب الدريب، باب تدمر، باب تركمان، باب المسدود، الحميدية، باب هود، الصفصافة، جورة الشياح، وادي السايح، الخالدية، جزء من القصور)، وهو جزء محرر من قبل الجيش الحر لكن النظام يحاصره من كل الجهات، وفيه 800 عائلة مدنية فقط". أضاف: "القسم المحتل من قبل نظام الاسد، ويضم مناطق: النازحين، كرم الزيتون، البياضة، جب الجندلي، باب السباع، العدوية، بابا عمرو، وهو جزء لا يسكنه الأهالي بتاتاً فسكانه نزحوا خوفاً من الذبح او القتل من قبل جيش الاسد، وأغلب سكانه النازحين من السنة ". وتابع: "أما القسم الثالث فهو للمؤيد للنظام السوري، ويضم: وادي الدهب، النزهة، الزهراء، وهو جزء يعيش الحياة الطبيعية ويتوفر لديهم كل الأمور الأساسية ووالكماليات أيضاً، وهم من العلويين".

أما القسم الرابع، "فهو الذي لا يعيش فيه الجيش حر من أحياء المعارضة، ويضم: الوعر، الغوطة، الانشاءات، كرم الشامي، الدبلان ويعيش فيه سكانه الأصليين فقط إضافة الى نازحين من الاحياء المحتلة، ولا يتواجد فيه الجيش النظامي، لكنه بات معرضاً للإقتاحام في أي لحظة".

 

التدخل الخارجي والطائفية... لعنة الثورة السورية

غسان المفلح/السياسة

440 سقطوا يوم 25 اغسطس 2012, 300 منهم بداريَّا, بلدة غياث مطر التي ترمز أكثر من أي مكان آخر في سورية كلها للسلمية,  لم يسبق أن سقط ولا نصف هذا العدد في أي يوم من 528 يوما من الثورة السورية. 440 اسما, 440 وجها, 440 قصة... وقاتل واحد...." غياث مطر الذي اقتلعوا حنجرته وسلموها لأمه مع جسده المذبوح, غياث الذي كان عنوانا لشعارات الثورة السلمية..وللشعب السوري واحد واحد. اعطونا جيشا متماسكا طائفيا نعطكم عصابة وليس دولة..نكذب, جميعنا نكذب..لولا الجيش الطائفي لما استمرت العصابة, ولو لم يكن جيشا طائفيا وعصابة تحكم سورية, لما وجدت كل هذا الدعم من إسرائيل ومن إيران ومن روسيا, اعطونا هكذا ترويسة نعطكم اوباما يصرح ان الاسلحة الكيماوية خط احمر, ويجب الا تقع بأيد غير ايدي تلك العصابة حتى لو افنت هذه العصابة الشعب السوري برمته, بينت الايام والثورة السورية كشفت ان العصابة الأسدية وجيشها تحميهما إسرائيل, ولم تحم حسني مبارك او زين العابدين ولا القذافي وهذا الكلام للسيد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الذي يقف ضد التدخل الخارجي, وللسيد محمد مرسي الرئيس المصري الجديد الذي يريد معادلة فيها إيران لكن لايعرف كيف يخرجها, اتضح ان الطرف الأكثر تشددا في رفض التدخل الدولي لحماية الشعب السوري هو إسرائيل, وجميع هؤلاء السادة من اسلاميين ومن قوميين ومن فاعلي وقادة أقليات في سورية ولبنان ومصر, يعرفون هذه الحقيقة, هذا القتل لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة وبهذه المعادلات الخطابية والعسكرية في السياق السوري من دون تماسك طائفي.

جميعنا يعرف أن آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش يملكون لوحدهم ما يعادل نصف ثروة الشعب السوري, والمجتمع الدولي يعرف وإيران تعرف وإسرائيل تعرف..وهيئة التنسيق والمجلس الوطني والجميع يعرف مصدر هذه الاموال وكيف حصلت على مدار اربعة عقود, وعلى حساب دم وعرق وكرامة وحرية الشعب السوري..ويخرج علينا من يتهم الشعب السوري المنتفض بالطائفية.

حزب الله ليس حزبا طائفيا, كما ترى هيئة التنسيق المعارضة, لكن الشعب السوري المنتهكة فيه حقوق اكثريته حتى كل هذا الدم فيه اتجاهات طائفية.. عندما تدعم الثورة قطر او السعودية يعتبر هذا تدخلا خارجيا, أما الموقف الايراني والاسرائيلي والروسي, فهو للحفاظ على السيادة الوطنية السورية من أي تدخل.

ما يقلق هذه المعادلة انها لم تستطع ان تجعل من اكثرية الشعب السوري طائفة سياسية..ولا حتى جيشه الحر..بغض النظر عن ردود افعال فردية هنا وهناك, جميعنا نكذب عندما نتعامل مع تلك المعادلة أعلاه كما نتعامل معها لخوفنا من أن نتهم بالطائفية..هذه المعادلة هي التي كذبت بأن هنالك أصدقاء حقيقيين للشعب السوري..لأن ما يرتكب بحق هذا الشعب يمكن للمرء ان يسميه جريمة دولية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.

المعادل الطائفي الفعلي على الارض, وهو المتوافق مع البنية الأقلياتية لمضمون الخطاب السياسي حول سورية, حيث نجد أنه في كل دول العالم الأقليات تطلب حماية المجتمع الدولي من أكثرية مجتمعاتها سواء كانت دينية او قومية اوطائفية, إلا في سورية, حيث من المفارقات المرة, أن ممثلي ومن يدعون تمثيل الأقليات يرفضون التدخل العسكري الدولي, ما عدا الأقلية الآشورية المندمجة قلبا وقالبا في الثورة, لنلاحظ أن الأقلية الكردية حتى ترفض التدخل, والفعاليات الأقلياتية الآخرى!! منطق مقلوب وملتو, والغاية منه تبرير ما يحدث من قتل والتستر على الجاني, وهذا لايمكننا تبريره بأنه فقط خوف من الأكثرية المضطهدة في سورية, بل يمكننا تفسيره بكره متأصل لهذه الأكثرية- رغم أن سورية لم تحكم بتاريخها من ممثلي هذه الأكثرية بوصفهم كذلك- في تلك الثقافات المتولدة بفعل سلطوي داخلي وخارجي, لهذا عندما تعلن ألمانيا بأن ساعة سقوط الأسد أزفت وانها تحضر نفسها لاستقبال لاجئين مسيحيين فهي تريد القول ان البديل من الاكثرية, وهو مضطهد للمسيحيين, منطق مقلوب وحقير..لهذه الاسباب وغيرها طالبت الأكثرية الثائرة في سورية وهي ليست أكثرية دينية او طائفية,بل هي شعب ثار من أجل حريته وكرامته كبقية شعوب الارض..وهذه الحقيقة هي ما يمارس عليها من محاولات طمسها تحت جنح الظلام الاسرائيلي الايراني الروسي, وبعض الادارات في العالم الغربي, لهذا نحن نطالبهم بالتدخل لكي يحموا أقلياتهم من مجتمعنا, ألم يزعموا بخوفهم على الأقليات? ولكي يحموا الأكثرية من العصابة الأسدية? مطالبة عوجاء لاتستقيم لكن حجم الدم كبير..وحجم الاحساس بالثأر في سورية اصبح لايمكن انهاءه عبر زمن طويل في ظل هذه الجريمة الدولية.

يقول محللون كثر أن الوضعية السورية الآن رهن بقرار علي خامنئي المرشد الايراني الأعلى, وقرار الروسي فلاديمير بوتين, حتى الدول الغربية التي تتحلق حول عنوان: اصدقاء الشعب السوري, تحمل هذين الرجلين مسؤولية فشل المجتمع الدولي في ايجاد حل كما يقال.

التدخل الخارجي ربما ليس جيدا في كثير من البلدان وفي غالب الاحيان, والنماذج التي عمل الاميركان عليها كانت سيئة, كالعراق وافغانستان, لكن في سورية ومنذ زمن بعيد حيث كنت من بين الداعين إليه منذ ما بعد انهيار السوفييت..لقراءة لبلدنا ازعم انها كانت صحيحة, ولاتزال ويذكر كثر من رفاقنا في السجون أن احد اهم مزاعمي حول هذا الموضوع هو وجود إشكالية طائفية عميقة كرسها نظام العصابة الأسدية منذ العام 1970 .

استطاعت المعارضة السورية بشقوقها التنسيقي والمجلس الوطني والمنبر الديمقراطي أن تجنب الدول الصديقة الاحراج في رفضها التدخل العسكري..فمنذ تأسست هيئة التنسيق وبعدها المجلس الوطني ولاحقا المنبر الديمقراطي وحتى الآن, أن هذه الاطر تأسست لكي لاتطالب المعارضة السورية بتدخل خارجي, كثيرون يمارسون التقية والباطنية ايضا..حيث يصرحون للاعلام بشيء ويمارسون شيئا آخر وخاصة بعض قيادات المجلس الوطني اما شباب هيئة التنسيق والمنبر فهم اوضح في هذه النقطة واذكرها هنا للامانة والموضوعية, بعد سبعة عشر شهرا من مطالبة اهلنا في سورية بالتدخل الدولي..ها نحن نجد من جديد انها قضية مطروحة للنقاش, إن خلافي منذ ذلك الزمن وحتى الآن مع هذه المعارضة يتمحور حول هذه القضية بشكل رئيسي, واذا كان هنالك من يستقبل المجلس من المجتمع الدولي حتى اللحظة فهو يستقبله من أجل ابقاءه ضمن هذا الحيز. شعبنا لم يعد لديه ما يخسره في حال استمر في الثورة, وإن لم يستمر فسيخسر رهانه على المستقبل, وهذا ما يرفضه شعبنا قلبا وقالبا.

*كاتب سوري

 

جان التنسيق: قطعان من القتلة نفذت إعدامات ميدانية فيها بعد حملة عسكرية دامت 5 أيام

النظام السوري يحرق عاصمته لإخماد ثورتها: مقتلة داريا تخلف 320 جثة بعضها لأطفال ونساء

دمشق - وكالات - داريا... اسم سيظل محفورا في ذاكرة السوريين طويلا لتلك الضاحية الدمشقية التي ارتكبت فيها قوات النظام مذبحة قل مثيلها، واودت بـ 320 شخصا عثر على جثثهم فيها وبينهم اطفال ونساء، بعد حملة للقوات النظامية عليها استمرت خمسة ايام. مع ذلك داريا لم تكن وحدها لحظة اكتشاف الجريمة المروعة فيها اول من امس. كانت معها مدن سورية عديدة دفعت 150 قتيلا اخر ليرتفع الاجمالي الى 500 قتيل يتم تسجيلهم في يوم واحد، وهي الحصيلة الاعلى منذ بدء الثورة في منتصف مارس 2011. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم العثور على مئات الجثث في داريا التي كانت اقتحمتها القوات النظامية بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين منذ الثلاثاء الماضي، مضيفا ان 320 شخصا على الاقل قتلوا في هذه الضاحية التي يسكنها عموما نحو 200 الف نسمة وتقع الى الجنوب الغربي من العاصمة خلال الحملة العسكرية. ويشمل العدد 34 شخصا قتلوا السبت في الضاحية. وقال المرصد انه «تم توثيق اسماء نحو مئتين من الشهداء بينهم نساء واطفال وشبان ورجال ومقاتلون، اذ شهدت الضاحية قصفا عنيفا واشتباكات عنيفة واعدامات ميدانية بعد الاقتحام». في المقابل، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجيش انامي «طهر داريا من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التى ارتكبت الجرائم بحق ابناء الضاحية وروعتهم وخربت دمرت الممتلكات العامة والخاصة». ووصفت لجان التنسيق المحلية في بيان ما حصل في داريا بانه «مجزرة». ولفتت الى ان «وحشية أجهزة النظام ومليشياته زرعت الموت في شوارع البلدة وبساتينها من دون تمييز بين رجل وامراة وطفل في مقتلة (...) راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد».

وذكرت ان ما حصل ياتي «نتيجة اجرام ممنهج يبدأ بفرض الحصار وقطع وسائل وسبل الحياة ليتبعه قصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة والطيران»، مضيفة انه يتبع ذلك «تدخل قطعان القتلة لتمارس الاعدامات الميدانية وتقطيع الأوصال وحرق الجثث». واشارت الى ان «جيش النظام تحول الى جيش احتلال قاتل للسوريين»، واتهمت النظام بانه «يواجه المجتمع الدولي بتحد جديد مع بدء مهمة جديدة ومبعوث جديد» في اشارة الى المبعوث الدولي- العربي الجديد لحل الازمة السورية الاخضر الابراهيمي. واعتبر ناشطون ان ما حصل في داريا محاولة جديدة «للقضاء مرة واحدة والى الابد على الثورة في العاصمة بعد ان اعاد المقاتلون المعارضون التجمع في ضواحي جنوب العاصمة»، بعدما اعلن الجيش النظامي في اواخر يوليو الماضي استعادة السيطرة الكاملة على دمشق اثر اسبوعين من المعارك العنيفة مع المقاتلين المعارضين. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت تحت عنوان «مجزرة في جامع ابو سليمان الدارياني في داريا» عشرات الجثث المصفوفة جنب الى جنب في قاعة يسيطر عليها نور خافت.

وفي ريف دمشق ايضا قتل خمسة مقاتلين اثر اشتباكات وقصف في مزارع بلدة رنكوس. اما في مدينة حلب، فتواصلت عمليات القصف على احياء صلاح الدين وسيف الدولة وسليمان الحلبي والصاخور والميدان للقصف من قبل القوات النظامية، ووقعت اشتباكات بين هذه القوات والمقاتلين المعارضين في احياء سيف الدولة والصاخور والميدان وسليمان الحلبي. وقصفت الدبابات بشكل عنيف احياء عدة في المدينة ما اجبر السكان على الهرب للبحث عن ملجأ. وقال احد القادة الميدانيين من المقاتلين المعارضين في سيف الدولة ان الجيش النظامي «يحاول التقدم ونحن نصدهم، لكن هناك الكثير من الشهداء والجرحى». وفي مدينة حمص، تجدد القصف بشكل عنيف على احياء حمص القديمة المحاصرة من مدفعية النظام المتواجدة في الغابة في الوعر.

 

الجيش السوري يستخدم رسائل «النقال» لمخاطبة المسلحين

دمشق - «الراي»/في رسائل حملت بطياتها تهديدا واضحا للمعارضة المسلحة وللجهات التي يمكن ان تؤويها أو تتستر عليها، استقبل الكثير من حملة الهاتف المحمول في سورية خلال اليومين الماضيين رسائل قصيرة بتوقيع «الجيش العربي السوري» حثت المدنيين على الإبلاغ عن «الإرهابيين» وأماكن وجودهم «لإنقاذ أنفسهم وعائلاتهم»، وطالبت المسلحين برمي أسلحتهم لـ«إنقاذ» حياتهم ورحمة لأهلهم.

وجاء في إحدى الرسائل: «إلى عناصر المجموعات المسلحة أسرعوا بتسيلم سلاحكم وأنقذوا أرواحكم». وفي ثانية: «إلى كل من يحمل السلاح ضد الدولة سلم سلاحك تضمن حياتك»، وخاطبتهم ثالثة بالقول: «أيها المسلحون ارحموا أهلكم وأنفسكم، لا أمل في مواجهة الجيش العربي السوري». كما وجه الجيش السوري رسائل إلى المواطنين وخصوصا في المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة وقال في إحدى الرسائل: «أخي المواطن.. أن تخبر عن إرهابي يعني أنك تنقذ نفسك وأهلك»، وقالت أخرى: «أخي المواطن.. حافظ على مدينتك وأهلك بالإبلاغ عن أماكن الإرهابيين».

 

قوات خاصة بريطانية تعمل في سورية لوضع اليد على مخازن الكيماوي

لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «ديلي ستار صنداي» البريطانية امس أن نحو 200 جندي من القوات الخاصة البريطانية يعملون داخل سورية أو حولها لتصيد أسلحة الدمار الشامل لدى النظام السوري.

وقالت الصحيفة إن وحدات من القوات الخاصة البريطانية توغلت في عمق الأراضي السورية استعداداً لوضع يدها على ترسانة الأسلحة الكيميائية الفتاكة، إذا ما قرر الرئيس بشار الأسد استخدامها أو تحريكها. وأضافت أن مظليين بريطانيين يعملون أيضاً على الأرض في سورية إلى جانب القوات الخاصة وجهاز الأمن الخارجي البريطاني «أم آي 6» ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وقوات خاصة فرنسية وأميركية. ونسبت الصحيفة إلى خبير بريطاني وصفته بالبارز في شؤون الدفاع قوله ان هذا السيناريو «يبدو أنه مثل شيء من روايات فريدريك فورسايث، لكنه حقيقي ويمكن أن يؤدي إلى مقتل الكثير من الناس». وأضاف الخبير «لا يمكن أن نسمح باستعمال الأسلحة الكيماوية في منطقة الشرق الأوسط».