المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار03 شباط/2012

انجيل القديس لوقا 13/18-21/مثل حبة الخردل ومثل الخميرة
وقال يسوع: ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا أشبهه؟ هو مثل حبة من خردل أخذها رجل وزرعها في حقله، فنمت وصارت شجرة تعشش طيور السماء في أغصانها. وقال أيضا: بماذا أشبه ملكوت الله؟
هو مثل خميرة أخذتها امرأة ووضعتها في ثلاثة أكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله.

تفاصيل النشرة
وفاة نسيب لحود بعد صراع طويل مع المرض
رئيس مكتب الدفاع بالمحكمة الدولية يعيّن محامين للمتهمين الأربعة
المحكمة الدولية طلبت من بان كي مون تجديد عملها لثلاث سنوات
*رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان فرانسوا رو : سنثير مسألة شرعية المحكمة وكشف الأدلة وأسماء الشهود
*متهم خامس في جريمة الحريري؟
*المحكمة الخاصة بلبنان ستحاكم المتهمين باغتيال الحريري غيابيًا 
*قرار غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان بشأن الإجراءات الغيابيّة
*رئيس الاستخبارات الاسرائيلية: كل منزل من أصل عشرة في لبنان يُعدّ مخزناً للصواريخ
*تقرير المنسقية العامة لليوم 02 شباط/2012 من صحيفة هاارتز الإسرائيلية/نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي: بالإمكان ضرب كل مواقع إيران النووية
*الأسد والخروج من الباب الخلفي/علي حماده/النهار
*حكم بالسجن ثلاثة أشهر على الممثل المصري عادل إمام بتهمة الإساءة للإسلام 
*مقتل 73 شخصا في أعمال شغب عقب مباراة لكرة القدم في مصر
*كفررمان: المشروبات الروحية باقية رغم الترهيب
*البلد يعيش وفق مزاجية موتورين.. وجلّ ما يريده عون إحتكار التعيينات"
*بيضون: من يحجب "الداتا" عن الأجهزة الأمنية يكون متواطئًا مع العملاء والمخربين... والوظيفة الإقليمية لسلاح "حزب الله" إنتهت
*السفير السابق جوني عبدو: من يريد إغتيال الحريري هو الذي يريد قتل المنحى السيادي في لبنان ومؤكِّدًا أنَّ "الأسد ذاهب حتمًا"
*جعجع: فلتستقل هذه الحكومة..والبديل حكومة تكنوقراط تهتم بشؤون المواطن 
*اجتماع عاصف بين المفتي قباني والسنيورة تخلله مشادات كلامية
*مختار الغابة – برمانا جورج أبو جودة :كيف يتم توقيف إبني من خلال إدعاء كاذب غير مبني على وقائع؟
*اللاذقاني: أبو فاضل هددني بالقتل و حاول إخراج شيء من جيبه
*ميقاتي طلب من سليمان رفع جلسة الحكومة وأكّد ألاّ جلسات لحين الاتّفاق على التعيينات
*رئيس الجمهورية "يبقّ البحصة": طفح الكيل/باسمة عطوي/المستقبل
*الراعي التقى وزير الصحة وفرعون وشخصيات
*سليمان عرض وصحناوي لتحضيرات قمة التواصل العربي واطلع من سلامة على تدابير مصرف لبنان
*حوري: "حزب الله" وسوريا يريدان حكومة تصريف اعمـال قبل "تجديد البروتوكـول"
*قاسم : حزب الله يفكك ألغام التعطيل الداخلي /المعايير، بكل استعداد وجهوزية من أجل تحقيق الدفاع عن لبنان وبناء الوطن.
*اجتماعان للجان اللبنانية ـ السورية في جديدة يابوس والدبوسية/تشــكيل لجنتان فرعيتـــان على جانبي الحدود وللتواصـــل
*بري مستهدف لحرصه على المؤسسات/زهرا: الحـــكومة "خدمت عسكريتها"
*السنيورة عرض مع كونيللي الأوضاع محليا وإقليميا: لحود كان مثالا لرجل دولة يعرف التمييز بين العام والخاص
*وزير الخارجية الألماني: لا مستقبل للأسد.. وعليه تمهيد الطريق للانتقال السلمي
*غول: تركيا على استعداد لدرس استقبال الأسد وعائلته
*خطف 11 من الزوّار الإيرانيين في سوريا 
*آشتون: أدعو مجلس الأمن إلى التحرّك دون تأخير بشأن الوضع في سوريا 
*ساركوزي سيقدّم نصًا جديدًا إذا رفض المجلس الدستوري القانون حول"إبادة" الأرمن 
*المغرب تؤكد التزامها العمل للوصول إلى توافق بشأن مشروع قرار دولي بشأن سوريا 
*كندا والنرويج قلصتا عدد الديبلوماسيين/الولايات المتحدة تتجه لاتخاذ قرار بإغلاق سفارتها في دمشق
*الصفعات التي تلقاها النظام السوري/علي ب. اسعد/السياسة
*بركان الغضب/محمد سلام
*المعارضة الايرانية: سقوط نظام الأسد فشل لنظام طهران... وربيع ايران قادم من البوابة السورية...والوضع في اشرف خطر لأن المالكي يسير وفق اجندة الحرس الثوري/طارق نجم/موقع 14 آذار
*لاريجاني مهدداً الدول الغربية: سنقطع أيدي من يغامرون في الخليج 
*رئيس "الموساد" أبلغ واشنطن عزم إسرائيل على ضرب إيران
*الولايات المتحدة وحلفاؤها سيكونون في موقف قوي لفرض شروطهم
*تدمير ترسانة إيران النووية يطيح بالنظام... وينقذ المنطقة و يجب الإعداد لعملية عسكرية متكاملة لتحقيق نتائج مرضية/جيمي م.فلاي وغاري شميت/السياسة
*إعترافات نائب "عوني": لا انسجام بين كل افرقاء الحكومة... لا ثقة بجنبلاط وسليمان يلغينا سياسيّاً/سلمان العنداري/موقع 14 آذار
*مؤامرات حزب معصوم/مصطفى علوش
*جبران باسيل.. طاقة وطاقيّة/ايمن شروف
*قيام الدولة في لبنان يقترب مع اقتراب سقوط نظام الأسد/ربى كبّارة/المستقبل
*رئيس الجمهورية "يبقّ البحصة": طفح الكيل/باسمة عطوي/المستقبل
*تل أبيب تبلغ واشنطن رفضها امتلاك طهران «القنبلة» وتحدّد 27 منشأة نووية إيرانية هدفاً... لحرب في الصيف
*شيعيّة الشيخ صبحي الطفيلي/نصير الأسعد/الجمهورية
*حرب أهلية في سورية بديلاً من حرب إقليمية؟/عبدالوهاب بدرخان/الحياة
*انتصار الأسد على شعبه سيشرع الأبواب العربية أمام إيران/صالح القلاب/الشرق الأوسط
*مطالب ديبلوماسية تعكس مخاوف على لبنان إلحاح على الدولة لضبط الحدود مع سوريا/روزانا بومنصف/النهار
*"يا عدرا" اعينينا على أمثال أبو فاضل/غسان حجار/النهار
*زيارة فرنسا لن تغيّر سياسة "النأي بالنفس"/مصادر حكومية: دوافع الحملات انتخابية/سمير منصور/النهار
*اقتراعُ المغتربين... من المكسيك/بقلم نهاد محمود/النهار
*نسيب لحود/حازم الأمين/النهار

تفاصيل النشرة

وفاة نسيب لحود بعد صراع طويل مع المرض
أفادت
إذاعة "صوت لبنان 100.5" أن رئيس حركة "التجدد الديمقراطي" النائب السابق نسيب لحود توفي فجر اليوم في مستشفى "اوتيل ديو" بعض صراع طويل مع المرض. (رصد NOW Lebanon)

رئيس مكتب الدفاع بالمحكمة الدولية يعيّن محامين للمتهمين الأربعة
عيّن رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرانسوا رو محامين دائمين للمتّهمين الأربعة في قضيّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وفي بيان على موقعها الالكتروني، أشارت المحكمة الى أنه "على إثر قرار غرفة الدرجة الأولى محاكمة المتهمين غيابيًا، طلب قاضي الإجراءات التمهيدية اليوم تعيين محامي دفاع، وقد عيّن رئيس مكتب الدفاع المحامين الثمانية الذين سبق أن عُيّنوا بصفتهم محامين مناوبين، وصرّح أنّه واثق من تعيينه محامين ذوي خبرة وكفاءة، وهم مستقلّون تمامًا ويتمتّعون بحريّة اختيار الإستراتيجية التي يعتبرونها الأنسب للدفاع عن حقوق المتّهمين". وذكر البيان أنه يجب على المدّعي العام إطلاع المحامين على المواد المؤيدة لقرار الاتهام في غضون 30 يوم عمل، مشيراً إلى أن محامي الدفاع يواجهون مهمّةً صعبة، وهي تمثيل المتّهمين والدفاع عنهم بدون التواصل معهم.(موقع المحكمة على الانترنت)

المحكمة الدولية طلبت من بان كي مون تجديد عملها لثلاث سنوات
طلبت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تجديد عملها لمدة ثلاث سنوات. وأعلن المتحدث بإسم المحكمة مارتن يوسف في لقاء مع الصحافيين في بيروت أنه "يعود للأمين العام، بعد التشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن، اتخاذ قرار التمديد". وأوضح يوسف أن الطلب "تم قبل أشهر عدة خلال العام 2011"، ولفت إلى أن عملية تعيين مدّعٍ عام جديد للمحكمة خلفاً لدانيال بلمار الذي تنتهي ولايته في نهاية شباط، قد أخذت طريقها الى التنفيذ، وهي كذلك من صلاحية الامم المتحدة. إلى ذلك وصف يوسف القرار الصادر عن الغرفة الأولى في المحكمة الدولية بمحاكمة المتهمين غيابياً بعد تعذر توقيفهم، بأنه "تاريخي، لأنها المرة الاولى التي تدخل فيها محكمة دولية في مرحلة المحاكمات الغيابية".(أ.ف.ب)

رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان فرانسوا رو : سنثير مسألة شرعية المحكمة وكشف الأدلة وأسماء الشهود
أعلن رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان فرانسوا رو أن "هيئة الدفاع التي سيتم تعيينها قريباً عن المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ستثير في جلسات تعقد خلال الأسابيع المقبلة مسألة شرعية المحكمة وضرورة كشف الادعاء عن الأدلة وأسماء الشهود كاملة". وفي لقاء مع الصحافيين في بيروت، قال رو إن الخطوة التالية بعد اتخاذ المحكمة قرار محاكمة المتهمين الأربعة المنتمين إلى "حزب الله" غيابياً، تكمن في أن "يطلب قاضي الاجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين) من مكتب الدفاع تعيين محامين، على أن يبدأ النشاط القضائي فور حصول التعيين". وأوضح رو أنه جاهز لتعيين المحامين "فور تلقي الطلب" المفترض أنه وشيك، وأضاف: "خلال الاسابيع والاشهر المقبلة، ستحصل جلسات اجرائية تثار خلالها مسائل عدة بينها شرعية المحكمة للنظر في اغتيال الحريري، وخلال مهلة ثلاثين يوم عمل من تعيين المحامين، يفترض أن يكشف مدعي عام المحكمة لهيئة الدفاع الادلة التي استند اليها في القرار الظني". ولفت رو الى أن "الادعاء طلب في تشرين الثاني من قاضي الاجراءات التمهيدية الموافقة على عدم تسليم بعض اسماء الشهود والوثائق الى الدفاع، وقد ردّ فرانسين بأن هذا جدل يجب أن يتم في حضور محامي الدفاع".وأشار رو الى أن "مرحلة الاجراءات الوجاهية القادمة ستشهد بالتأكيد جلسة حول هذا الموضوع"، معتبراً أن المدعي العام في المحكمة "سيحاول على الأرجح تأخير موعد تسليم كل الادلة قدر المستطاع"، مشدداً على اهمية أن يحصل عليها الدفاع كاملة ولفت إلى أن الدفاع "يحتاج الى وقت لدراسة كل هذه الوثائق والأدلة"، لافتاً إلى أن "لا أحد يمكنه أن يعرف بالتحديد موعد بدء المحاكمة الغيابية". (أ.ف.ب)

متهم خامس في جريمة الحريري؟
علمت «اللـــواء» أن متهماً خامساً، سيجري الإعلان عن اسمه، في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل نهاية الشهر الجاري.

المحكمة الخاصة بلبنان ستحاكم المتهمين باغتيال الحريري غيابيًا 
أعلنت "المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان" أنّها ستحاكم غيابيًا الاعضاء الاربعة في "حزب الله" المتّهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري والصادرة بحقهم مذكرات توقيف.المحكمة، وفي بيان نشر على موقعها، ذكرت أنّ "غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان قرّرت محاكمة المتهمين الاربعة غيابيًا في قضية اعتداء 14 شباط 2005 الذي وقع في بيروت".واضاف البيان "استنتجت غرفة الدرجة الأولى أنّ جميع الخطوات المعقولة قد اتخذت لضمان ظهور المتهمين وابلاغهم التهم المسندة اليهم"، وأضاف: "مع أنّ المحكمة الخاصة بلبنان هي المحكمة الدولية الوحيدة التي تستطيع محاكمة المتهمين غيابيًا، إلا أنّ المحاكمة الغيابية تعد إجراء أخيرًا لضمان ألاّ يعطل سَير العدالة من يختارون الفرار من وجهها".(أ.ف.ب.)

قرار غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان بشأن الإجراءات الغيابيّة
أعلنت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، في تعميم إعلامي، الخطوات القادمة بشأن الاجراءات الغيابيّة للمحاكمة أمامها. وقد جاء في التعميم:
"بعد صدور قرار يلزم باتخاذ عدد من الخطوات الضرورية قبل الشروع في المحاكمة فعليًا.
تعيين محامي الدفاع
أحد الإجراءات الأولى التي يتّخذها قاضي الإجراءات التمهيدية، أن يطلب إلى رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو تعيين محامين للمتهمين. وإذا كان المتهمون محتجزين، أو إذا قرروا المشاركة في الإجراءات، جاز لهم أن يعيّنوا محامين يختارونهم للدفاع عنهم.
وفي غضون 30 يومًا من تاريخ صدور قرار غرفة الدرجة الأولى، يكشف المدّعي العام للدفاع على نسخ عن الأدلة المؤيدة التي أرفقت بقرار الاتهام في مرحلة تصديقه. وتتضمن إلى جانب النسخ عن الأدلة المؤيدة المرفقة بقرار الاتهام ، إفادات جميع الشهود الذين يعتزم المدعي العام دعوتهم إلى الإدلاء بشهاداتهم في أثناء المحاكمة. ومن واجب الإدعاء أيضًا أن يبدأ بتقديم أي أدلة أمكنه جمعها، ومن الممكن أن تثبت براءة المتهمين.
وفي أثناء متابعة الإدعاء تحقيقاته، يمكن لمكتب الدفاع أن يراجع القضية كاملةً ويبدأ تحقيقاته بنفسه. وعلى الرغم من أنّ عبء الإثبات يقع على الإدعاء، إلا أنّه يمكن للدفاع أن يطعن في مزاعم الإدعاء، وأن يطرح نظريات مختلفة في القضية، وأن يستدعي شهوده ويقدّم أدلّته. وقد تشمل التحقيقات التي يضطلع الدفاع بها استجواب الشهود، ومعاينة مسرح الجريمة، وجمع الأدلة. وقد يطلب الدفاع أيضًا معلومات ومساعدة من السلطات اللبنانية أو من دول أخرى. وبعد الحصول على إذن قاضي الإجراءات التمهيدية، يجوز للدفاع أيضًا استدعاء الشهود وإجراء عمليات التفتيش والمصادرة. ويقدّم مكتب الدفاع لدى المحكمة المساعدة إلى الدفاع في الشؤون القانونية والتنظيمية.وفي هذه المرحلة، تجيز قواعد الإجراءات أيضًا، تقديم دفوع أولية بعدم اختصاص المحكمة، أو الزعم بوجود عيوب قانونية و/أو تقنية في شكل قرار الاتهام، أو التماس فصل بعض التهم عن غيرها. ويمكن للفريقين إيداع هذه الطلبات خطيًا.
خطة العمل والمحاكمة
قبل الشروع في الإجراءات بما لا يقلّ عن أربعة أشهر، يضع قاضي الإجراءات التمهيدية خطة عمل، ويحدّد موعدًا أوليًا لبدئها. وعليه أن يمنح الدفاع وقتًا كافيًا لدراسة القضية والاستعداد للمحاكمة. وقاضي الإجراءات التمهيدية مسؤولٌ أيضًا عن تقديم ملف إلى غرفة الدرجة الأولى يتضمّن عدة بنود، منها:
- جميع المستندات التي أودعها الفريقان والمتضررون المشاركون في الإجراءات؛
- جميع الأوامر والقرارات التي أصدرها وملخص لها؛
- اقتراحات بشأن الشهود الذين يعتزم المدعي العام استدعاءهم والشهود الذين يريد المتضررون المشاركون في الإجراءات استدعاءهم؛
- نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف بين الإدعاء والدفاع.
مثول المتهمين في أثناء إجراءات المحاكمة الغيابية
على لبنان التزام مستمر بالبحث عن المتهمين وتوقيفهم ونقلهم إلى عهدة المحكمة. وإذا عثر على المتهمين في أثناء الإجراءات الغيابية، أو إذا اختاروا المشاركة في هذه الإجراءات، كان لهم الحق في طلب إعادة محاكمتهم بحضورهم.
وفور انتهاء إجراءات المحاكمة كاملة، إذا ظهر المتهمون في أعقاب إدانتهم غيابيًا، أمكنهم:
· قبول الحكم بالإدانة أو العقوبة؛
· قبول الحكم بالإدانة ولكن طلب عقد جلسة جديدة لجهة العقوبة؛
· طلب المحاكمة مجددًا.
التسلسل الزمني في قضية عياش وآخرون:
17 كانون الثاني/يناير 2011- المدعي العام يقدّم قرار اتهام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية للنظر فيه.
28 حزيران/يونيو 2011- قاضي الإجراءات التمهيدية يصدّق قرار الاتهام ويطلب إبقاءه سرّيًا.
30 حزيران/يونيو 2011- السلطات اللبنانية تُبلَّغ قرار الاتهام وتُمنح مهلة 30 يومًا لتقديم تقرير عما تبذله من جهود للبحث عن المتهمين وتوقيفهم ونقلهم إلى عهدة المحكمة.
29 تموز/يوليو 2011 – قاضي الإجراءات التمهيدية يطلب رفع السرّية عن جزء من قرار الاتهام لا يورد إلا معلومات عن هوية المتهمين والتهم المُسندة إليهم.
17 آب/أغسطس 2011 – السرية ترفع عن قرار الاتهام وقرار تصديقه.
18 آب/أغسطس 2011 –رئيس المحكمة يقرر الإعلان عن قرار الاتهام ويطلب تكثيف الجهود لتوقيف المتهمين.
8 أيلول/سبتمبر 2011- رئيس المحكمة يدعو إلى انعقاد غرفة الدرجة الأولى في إطار قضية عياش وآخرون.
17 تشرين الأول/أكتوبر 2011- قاضي الإجراءات التمهيدية يطلب إلى غرفة الدرجة الأولى اتخاذ قرار بشأن الإجراءات الغيابية.
20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 – غرفة الدرجة الأولى تدعو إلى إيداع المذكرات بشأن الإجراءات الغيابية.
11 تشرين الثاني/نوفمبر 2011- غرفة الدرجة الأولى تعقد جلستها الأولى لتسلّم الملاحظات والمذكرات من الإدعاء ومكتب الدفاع بشأن الشروع في إجراءات المحاكمة الغيابية.
23 تشرين الثاني/نوفمبر 2011- غرفة الدرجة الأولى تقرر انتظار ردّ من السلطات اللبنانية على طلبات المساعدة التي قدّمها مكتب المدعي العام بشأن الجهود المبذولة لتوقيف المتهمين، قبل اتخاذ قرار بشأن الإجراءات الغيابية.
15 كانون الأول/ديسمبر 2011 – غرفة الدرجة الأولى تتسلم تقريرًا ومواد تقع في بضع مئات من الصفحات من مكتب المدعي العام، أرسلها النائب العام لدى محكمة التمييز في لبنان ردًا على طلبات
المساعدة.
للمزيد غرفة الدرجة الأولى
STL-11-01 رقم القضية.(الموقع الرسمي للمحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان)

رئيس الاستخبارات الاسرائيلية: كل منزل من أصل عشرة في لبنان يُعدّ مخزناً للصواريخ
أعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية افيف كوخافي أن "إيران تملك كميات من المواد الاشعاعية تكفي لإنتاج أربع قنابل ذرية من الآن"، وأوضح قائلاً: "اليوم اجهزة الاستخبارات الدولية متفقة مع إسرائيل على ان إيران جمعت مئة كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%، اي ما يكفي لصنع اربع قنابل". وفي خلال مؤتمر "هرتزليا الدولي حول الأمن" قرب تل ابيب، أضاف كوخافي: "إن إيران تواصل حثيثاً جهودها لتطوير قدراتها النووية، ولدينا أدلة تثبت ان الايرانيين يحاولون الحصول على اسلحة نووية، ونقدّر أنهم بحاجة الى سنة من يوم إعطاء الأمر بإنتاج أسلحة". من جهة أخرى اعتبر كوخافي ان اسرائيل مهددة "بنحو 200 الف قذيفة وصاروخ يبلغ مدى معظمها أربعين كلم، وعدة آلاف يبلغ مداها مئات الكيلومترات"، وقال: "هذه الصواريخ تشكل بعداً استراتيجياً يجب على الجيش الاسرائيلي ان يأخذه في الاعتبار، لأنها انطلاقاً من لبنان وسوريا وبطبيعة الحال من ايران، قد تضرب في قلب مدننا وكامل منطقة تل ابيب في متناولهم"، وذكر أن أجهزته تفيد أن "منزلا من اصل عشرة في لبنان يُعدّ منشأة لتخزين صواريخ او قذائف أو منصة لإطلاق تلك الصواريخ التي تزداد دقة وقدرة على التدمير"، وتابع: "الشرق الاوسط اصبح اكبر ترسانة في العالم والتيار الجهادي الدولي يغتنم فرصة فوران العالم العربي للتسلل الى سوريا وسيناء وغيرهما".(أ.ف.ب)

تقرير المنسقية العامة لليوم 02 شباط/2012 من صحيفة هاارتز الإسرائيلية/نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي: بالإمكان ضرب كل مواقع إيران النووية

http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/israel-vice-pm-military-strike-can-hit-all-of-iran-s-nuclear-facilities-1.410626
Israel Vice PM: Military strike can hit all of Iran's nuclear facilities/By Barak Ravid/Haaretz
أكد موشى يعالون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ضرب مواقع المفاعلات النووية الإيرانية عسكرياً أمر ممكن والإمكانيات متوفرة لذلك بعكس ما كان أعلنه بعض القادة الكبار في الجيش الأميركي لجهة عدم توفر قدرات عسكرية تقليدية للقيام بهذه المهمة. وأوضح أن ايران النووية هي قطعاً تهديداً وكابوساً للعالم وللدول العربية ولإسرائيل. وأشار إلى أن الخيارات لوقف المساعي الإيرانية النووية الحثيثة هي العقوبات الإقتصادية ومساندة المعارضة الإيرانية لإسقاط الحكم والخيار العسكري. وأكد أن حكام إيران سيستمرون في سعيهم النووي لأنهم في الوقت الراهن لا يعتقدون أن الخيار العسكري سيستعمل ضدهم/ اضغط هنا لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية

http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/israel-vice-pm-military-strike-can-hit-all-of-iran-s-nuclear-facilities-1.410626

الأسد والخروج من الباب الخلفي
علي حماده/النهار
عودة الملف السوري الى مجلس الامن في اطار مناقشات مستفيضة يقف فيها النظام السوري في مواجهة النظام العربي الرسمي الممثل بالجامعة العربية ورئاسة القمة العربية ومعهما المجتمع الدولي بشكل عام، تشكل نقلة جديدة في المعركة على المستوى الدولي مع روسيا، التي بلغ موقفها مرحلة غير منطقية، عبر تعطيل استصدار قرار اممي بعقوبات على نظام بشار الاسد لدفعه الى وقف المجزرة التي يرتكبها في سوريا. والحال ان تذرّع موسكو بأن النزاع داخلي هو سبب عرقلتها ما تسميه "التدخل الدولي" في سوريا، وقد رمت قبل يومين بورقة قبول النظام فتح حوار غير رسمي مع المعارضة السورية ربما من اجل حرف الانظار قليلا عن جلسات المناقشة في مجلس الامن حول الازمة السورية.
في مطلق الاحوال لا بد من القول ان الموقف الروسي صار اكثر عزلة من ذي قبل، فمشاهد القتل المروعة التي تمتلئ بها الشبكة العنكبوتية تغزو بيوت مئات الملايين عبر العالم، والدفاع عن بشار الاسد ما عاد مقنعا من الناحية المعنوية والاخلاقية، كما ان الوقوف في مجلس الامن بهذا الشكل مؤداه بناء جدران عالية جدا ستجعل وجود موسكو على هذه الارض العربية المشرقية امراً صعب المنال، فالتحالف مع ايران ونظام بشار الاسد ما عاد مفتاحا صالحا لدخول المنطقة. ومصير نظام الاسد محسوم، لكونه لن يكون جزءا من مستقبل سوريا، فالمعركة الراهنة هي المخاض الصعب الذي لا بد للسوريين من ان يعبروه من اجل التخلص من هذه المرحلة السوداء في تاريخهم، مرحلة البعث و"جمهورية حافظ الاسد".
انها مرحلة سوداء في تاريخ سوريا والمنطقة، باعتبار انها بلغت بأصحابها الى قمة "الجنون" من اجل بناء انظمة توتاليتارية انتهت الى حكم عائلي مافيوي دموي نشهد اليوم "تجلياته"! لقد بات جليا ان الارض في سوريا تغيّرت ملامحها، والغزوات التي يقوم بها النظام في كل اتجاه، وآخرها في مناطق ريف دمشق الخارجة على السيطرة كليا او جزئيا، لم يُفِدْ منها النظام في سعيه الى حسم الوضع العسكري. فكلما دخل بلدة او قرية وامعن فيها قتلا وتدميرا يعود ليخرج منها بفعل المناخ الشعبي المعادي واستعداد الناس للموت في سبيل الحرية والكرامة، وقيامهم بتأمين العنصر الاهم لحماية افراد "الجيش السوري الحر" ألا وهو البيئة الحاضنة. هذا ما يربك النظام ويمنعه من الحسم مهما بالغ في استخدام العنف. لقد تحول عسكر بشار الاسد جيش احتلال حقيقيا، يواجه بيئة رافضة للاحتلال, فالشعب يسميهم احتلالا، وقد استبدل العلم الرسمي (علم الوحدة) بعلم الاستقلال بما يعكس رغبة جامحة وحقيقية في طيّ الصفحة السوداء التي سادت اكثر من 42 عاما. في النهاية لن يعود بشار ليحكم سوريا. وسيخرج من الباب الخلفي لتاريخ بلاده. اما حافظ الحفيد فسيكمل في احسن الاحوال حياته مواطنا بريطانيا مع والدته في لندن. لقد حكم التاريخ على بشار، والتاريخ لا يرحم: أتت ساعة الحقيقة.

حكم بالسجن ثلاثة أشهر على الممثل المصري عادل إمام بتهمة الإساءة للإسلام 
أكد الممثل المصري عادل إمام أن "حكمًا صدر ضده بالحبس ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة إلى الإسلام" في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي مشددا على أنه "استأنف الحكم"، وبالتالي فإن الحكم لن يُنفَّذ. إمام، وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، أوضح أن المحكمة حكمت عليه "بالسجن لمدة ثلاثة أشهر مع دفع غرامة 1000 جنيه مصري (160 دولار تقريبًا)"، وقال: "البعض الذي حاول أن يشتهر قام برفع دعاوي قضائية على أعمال قمت ببطولتها باعتبارها مسيئة للإسلام وهذا طبعًا ليس صحيحًا فكل الأعمال التي لعبت بطولتها كانت تعرض على الرقابة ولو كان فيها ما يسيء لكانت الرقابة أوقفتها"، مشيرًا إلى أن "من بين الأعمال التي ينتقدونها أفلام "الإرهابي"، و"مرجان أحمد مرجان"، ومسرحية "الزعيم". وأكد إمام أنه تم الحكم عليه "غيابيًا إلا أن محاميه قام بالاستئناف على هذه الحكم حيث حدد موعد لجلسة الاستئناف في 3 نيسان المقبل"، لافتًا إلى أن "الكثير من لجان حقوق الإنسان والكثير من الفنانين قاموا بالاتصال به للاطمئمنان عليه وإعلان التضامن معه في مواجهة هذه الحكم". يُار إلى أنه أول حكم تصدره محكمة مصرية حيال حرية الإبداع للفنانين المصريين وتقضي بحبسه نتيجة مشاركته في عمل مصرح به رقابيًا بعد نجاح التيارات الإسلامية في الحصول على غالبية مقاعد مجلس الشعب المصري. وكان المحامي الإسلامي عسران منصور أقام دعوىً قضائية ضد الفنان عادل إمام قبل بضعة سنوات يتّهمه فيها بالإساءة للدين الاسلامي في مسرحية "الزعيم" وفيلم "مرجان أحمد مرجان". (أ.ف.ب.)

مقتل 73 شخصا في أعمال شغب عقب مباراة لكرة القدم في مصر
قتل 73 شخصا على الاقل واصيب المئات في أحداث شغب وقعت مساء الاربعاء في مدينة بورسعيد عقب مباراة كرة قدم بين فريقي الاهلي والمصري. وافاد مصدر امني مصري ان احداث الشغب اندلعت "فور اعلان الحكم النتيجة وهي فوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للاهلي، حتى هاجم جمهور نادي المصري جمهور نادي الاهلي داخل الملعب" بالحجارة والزجاجات والالعاب النارية. وكشف المصدر أن "اثنين من اللاعبين أصيبا بجروح طفيفة، كما قامت الشرطة بحماية مدرب الاهلي البرتغالي مانويل جوزيه لمنع الاعتداء عليه". وواصل امن استاد بور سعيد مصحوبا بمجموعة من قوات الأمن المركزي تأمين سلامة لاعبي الاهلي المحتجزين داخل غرفة الملابس في الوقت الذي نزل فيه جماهير الاهلي في جانب من أرض الملعب.*وكالة الصحافة الفرنسية.

كفررمان: المشروبات الروحية باقية رغم الترهيب
النبطية - "النهار"/نفض اصحاب محال بيع المشروبات الروحية "الغبار الاسود" عن محالهم في كفررمان غير آبهين بـ"الرسالة العنفية" التي حملها ملثمون الى بلدة متنوعة الاتجاهات السياسية والاجتماعية فجر الثلثاء، وأعلن اصحاب المحال استمرارهم في بيع الكحول "في معركة للدفاع عن الحريات الشخصية". وكان ملثمان اقدما فجر الثلثاء على احراق إطارين امام واجهات محال "ابو رواد" و "
saleh Drink" لبيع المشروبات في كفررمان مما ادى الى احتراق عدد من لافتات الاعلانات وانتشار الغبار الاسود. ورجحت مصادر امنية لـ"النهار" ان يكون ما حدث رسالة تستهدف محال بيع المشروبات الروحية، علما اننا كنا متخوفين من انتقال موجة التفجيرات من صور الى النبطية". ولفتت الى انه "بعد مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة تبين ان ملثمين حملا اطارين واحرقاهما ببرودة امام واجهة المحلين المتجاورين، ثم هربا بسيارة نحو مثلث النبطية – كفررمان – حبوش، غير ان اللقطات كشفت ان الشخصين ومن معهما في السيارة كانوا على دراية واضحة بالمكان المستهدف وكيفية توزيع كاميرات المراقبة، لان تحركاتهم كانت تحجب التفاصيل، علما ان اعمارهم قد لا تتجاوز الـ 18 سنة".واكد اصحاب المحلين المستهدفين لـ"النهار" انهم لن يقفلوا محالهم "اذا كان احراق الاطارات يراد منه ذلك، بل سنستمر في ممارسة اقتناعاتنا، لكننا نفضل انتظار نتائج التحقيقات الامنية ونطالب القوى الامنية بنقاط حماية ثابتة امام محالنا". وسألوا: "لماذا لا تحمينا الدولة اللبنانية ما دمنا حائزين ترخيصا من وزارة المال؟ فهذه ليست المرة الاولى تتم محاولة ترهيبنا لوقف بيع المشروبات الروحية، لكننا لن نتوقف عن مزاولة نشاطنا ما دمنا تحت سقف القانون. واذا كان هؤلاء الرافضون لبيع المشروبات اقوياء فلماذا استتروا بالليل للقيام بفعلتهم؟ الجواب واضح فهم لا يعبرون عن رأي غالبية الاهالي".

"البلد يعيش وفق مزاجية موتورين.. وجلّ ما يريده عون إحتكار التعيينات"
بيضون: من يحجب "الداتا" عن الأجهزة الأمنية يكون متواطئًا مع العملاء والمخربين... والوظيفة الإقليمية لسلاح "حزب الله" إنتهت
جمال العيط، الخميس 2 شباط 2012
شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون على "أهمية داتا الإتصالات في عملية كشف وملاحقة المجرمين"، ووضع حجبها من قبل وزير الإتصالات عن الأجهزة الأمنية في إطار "الإخلال بالواجبات والمسؤوليات"، موضحاً أن "داتا الإتصالات تختلف عن التنصّت على المكالمات الهاتفية، بحيث القانون الذي يحظر "التنصّت" إلا بموجب قرارات قضائية وإدارية، لا يتطرق إلى "الداتا" التي يجب أن تكون في متناول الأجهزة الأمنية لكي تقوم بواجباتها في حماية أمن الوطن والمواطنين، وهي كان لها الأثر الكبير في كشف شبكات عملاء العدو الإسرائيلي".
بيضون، وفي حديث لموقع "
NOW Lebanon" لفت إلى أنّ "حجب داتا الإتصالات عن الأجهزة الأمنية يُعتبر تلاعبًا بالأمن الوطني، وتواطؤًا على أمن البلد، وبالتالي من يحجب الداتا يكون متواطئاً مع العملاء والمخرّبين"، مشيرًا إلى أنّ "فشل وزراء التيار الوطني الحر في ممارسة مسؤولياتهم وواجباتهم لا يجب أن تتم تغطيته بمواقف وقرارات عشوائية تضر بمصالح لبنان واللبنانيين"، وأضاف بيضون موضحًا: "التيار الوطني" عاجز عن تحقيق أي انجاز منذ مشاركته في الحكم، فضلاً عن أنّ الحكومة الحالية ليس لها أي انجاز يُذكر حتى اليوم، فالبلد بدون موازنة عامة أي بدون مؤسسات فاعلة، وبات اليوم يعيش وفق مزاجية أشخاص موتورين، وليس كدولة حقيقية تعمل من خلال مؤسساتها الدستورية كما يفترض أن يكون وفق الشعار الفضفاض "كلنا للوطن كلنا للعمل". وإذ لفت إلى أنّ "النائب ميشال عون لم يقدّم أي شيء من الاصلاح والتغيير، بل جل ما يريده هو المحاصصة واحتكار التعيينات الادارية عند المسيحيين"، شدد على كون "كل شعارات التغيير والاصلاح أثبتت أنها شعارات وهمية، والأخطر من كل ذلك أنّ خطاب عون هو خطاب تحريضي ينشر العداء والحقد والكراهية بين اللبنانيين، ولم يكن يوماً خطاباً جامعاً أو موحدًا أو وطنيًا للأسف الشديد". وفي سياق متصل بانعكاسات الأزمة السورية على لبنان، رأى بيضون أنه "في ضوء التغيير الحاصل في سوريا، فقد النظام السوري وظيفته الإقليمية، وبالتالي فإنّ "حزب الله" الملحق بالنظامين السوري والإيراني يجب أن يعترف بأنه كذلك فقد وظيفته الإقليمية"، موضحًا أنّ "الدور الذي طالما حضّر "حزب الله" له في لبنان والمنطقة سقط بسقوط الدور السوري، إذ إنّ الاستراتيجية الاقليمية السورية – الإيرانية، التي يشكل "حزب الله" أحد ركائزها، أصبحت اليوم بدون أي فاعلية سياسية"، ودعا بيضون في المقابل إلى "ضرورة أن يقتنع "حزب الله" في هذه المرحلة بوجوب بناء الدولة والمؤسسات في لبنان، وأن يخوض في حوار حقيقي مع قوى الرابع عشر من آذار لإجراء مصالحة وطنية حقيقية وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة للحد من انعاكسات الاضطرابات في المنطقة، وتحديدا في سوريا، على لبنان، لأنّ ذلك يؤمن حماية لـ"حزب الله" نفسه كما يؤمن حماية البلد والمقاومة، هذا إذا كانوا فعلاً يريدون المقاومة"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "الوظيفة الإقليمية لسلاح "حزب الله" إنتهت، والمفروض اليوم أن يتم الاتفاق على خطة من ضمن الحوار الوطني، لإقرار إستراتيجية دفاع وطني تفضي إلى تسليم هذا السلاح للجيش اللبناني المؤتمن بكل التأكيد على توزيع واستخدام السلاح لمقاومة أي عدوان تشنه إسرائيل على لبنان".

السفير السابق جوني عبدو: من يريد إغتيال الحريري هو الذي يريد قتل المنحى السيادي في لبنان ومؤكِّدًا أنَّ "الأسد ذاهب حتمًا"
أكَّد السفير السابق جوني عبدو أنَّ "حاكم لبنان الأمني هو (رئيس لجنة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج) وفيق صفا من دون أدنى شك". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، سأل عبدو: "لو أتى وفيق صفا وطلب من وزير الاتصالات (نقولا صحناوي) الـ"داتا"، هل لدى أي لبناني شك في أنَّه لن يعطيه إياها؟". وإذ أكَّد أنَّ "المهم أن تُظهر الدولة نوع من الإرادة السيادية"، أضاف عبدو: "لماذا يُهدد (رئيس شعبة المعلومات العميد) وسام الحسن أو (مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء) أشرف ريفي؟ لأنَّهما ليسا خاضعين لا لوفيق صفا ولا للنظام السوري (نظام الرئيس السوري بشار الأسد)، وهما يرفضان أن يخضعا لهما، وهما خاضعان لدولتهم"، لافتًا إلى أنَّ "المستهدف ليس فقط أشرف ريفي ووسام الحسن بل من ورائهم أيضًا". وإذ أكَّد أنَّ "الدولة ليست حزب الله"، أشار إلى أنَّ "هذه الحكومة هي حكومة حزب الله بموضوعي الأمن والإستراتيجية ولا علاقة لها بالدولة اللبنانية ". وردًا على سؤال عما إذا كان الرئيس سعد الحريري مهدد، أجاب: "طبعًا مهدد وهو في خطر، ولا أخفيك أنني قمت بزيارته للإطمئنان عليه إثر تعرضه لحادثة كسر رجله، وأنا من الناس الذين نبهوه كثيرًا". وتمنى عبدو "على جمهور سعد الحريري وقوى "14 آذار" وتيَّار "المستقبل" أن يناشدوه ألا يعود إلى لبنان في الوقت الراهن".
وفي سياقٍ متصل، أضاف: "الذي يريد إغتيال سعد الحريري هو الذي يريد أن يقتل المنحى السيادي في لبنان وهما النظام السوري وحزب الله"، مُعربًا عن إعتقاده أنَّ "قرار الاغتيالات تم توقيفه في السابق لكن اليوم أعيد العمل به، وعندما يأتي الأمر بالإغتيالات فهم جاهزون للتنفيذ في الداخل اللبناني"، مؤكِّدًا أنَّ "الذي يملك السلاح والقدرة على إشعال البلد هو حزب الله"، موضحًا أنَّ "التطرف السني هو الذي يبرر وجود حزب الله". وردًا على سؤال عما إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو رجل سوريا في لبنان، أجاب: "بشار الأسد هو الذي قال "عندنا نجيب بلبنان وليس أنا". وأضاف عبدو: "مع إنه كذاب (بشار الأسد) لكن لا أقدر أن أكذبه في هذا الموضوع". وعن الدعوة إلى طاولة الحوار في لبنان، لفت عبدو إلى أنَّ "هدف (رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب) وليد جنبلاط من الحوار هو الاستقرار وهذا شيء جيد، أما رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) يريد أن يفعل شيء، و(رئيس مجلس النواب) نبيه بري يريده للتغطية"، مذكرًا بأنَّ "من رفض الحوار في أول مرة هم نبيه بري و"حزب الله" و(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون". وفي سياقٍ متصل، قال عبدو: "يتهمنوننا (كفريق "14 آذار") بأننا نعرقل، نعم نعرقل وضع اليد على البلد (من قبل حزب الله)".
وأشار إلى أنَّ "ميشال عون يحسد الرئيس سعد الحريري لأنه كسر رجله، وبري لأنه رئيس مجلس النواب وميقاتي لأنه رئيس الحكومة، ويحسد جنبلاط على المختارة (مكان إقامة جنبلاط)، وسمير جعجع على معراب (مكان إقامة جعجع)، ويحسد (رئيس حزب "التوحيد العربي") وئام وهاب لأن ليس لديه (عون) خفيف دٍم في التيَّار (الوطني الحرّ) ومشكلة عون ألا أحد يحسده على الرابية (مكان إقامة عون)".
وفي الشأن السوري أكَّد أنَّ "بشار الأسد ذاهب حتمًا"، موضحًا أنَّ "الحسم العسكري لو كان ليتم لكان تم في اول ثلاث وأربعة أيام من الثورة السورية".(رصد
NOW Lebanon)

جعجع: فلتستقل هذه الحكومة..والبديل حكومة تكنوقراط تهتم بشؤون المواطن 
تقدم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من عائلة رئيس "حركة التجدد الديمقراطي" النائب السابق نسيب لحود وكل عائلات المتن وبعبدات بأحرّ التعازي"، معتبراً أن "لحود تميّز بأدائه الراقي". وأضاف في مؤتمر صحفي: "لن ننسى المواقف الشجاعة الذي أخذها نسيب لحود دفاعاً عني وعن القوات اللبنانية في أصعب الظروف"، مشيراً الى أن "لبنان خسر في غيابه لأنه رجل دولة". واذ اعتبر أنه "كان حليفاً شريفاً مترفعاً عن الحسابات الضيقة"، شددّ على أنه "سيبقى رمزاً من رموز ثورة الأرز الذي يحاول البعض أن يمحيها". وحول الحكومة اللبنانية التي علّق رئيسها نجيب ميقاتي جلساتها بالأمس، لفت جعجع الى أنه "لا يمكن السماح باستمرار هذه الحكومة"، متسائلاً: "ما المانع اليوم من أن تتقدم هذه الحكومة بموازنة العام 2011 وقد أصبحنا اليوم في سنة 2012 ؟". وتابع: "لقد كان الصرف من خارج الموازنة ممنوع أيام حكومة الرئيس الحريري والسنيورة على الرغم من أن المجلس النيابي كان مغلقاً، أما اليوم يطالبون وبكلّ عين وقحة الصرف من خارج الموازنة"، متسائلاً: "هل من مناقصة تمت على عهد هذه الحكومة الا بالتراضي وبشكل غير جدي؟". جعجع الذي شددّ على "عدم وجود أي سبب يتيح لهذه الحكومة بالبقاء"، لفت الى "غياب أي خطة موحدة تجمع أطراف هذه الحكومة باستثناء إسقاط حكومة الرئيس الحريري العام الماضي". وأضاف: "فلتستقل الحكومة الحالية، والبديل حكومة تكنوقراط تهتم بشؤون المواطن". وفيما خص موضوع الكهرباء، قال جعجع: "اذا أرادوا أن يأتوا ببواخر لتوليد الكهرباء فلتوضع أمام من يريد هذه البواخر وليس مقابل خليج جونيه لأنها تتسبب بتلوث البحر".(رصد
NOW Lebanon)

اجتماع عاصف بين المفتي قباني والسنيورة تخلله مشادات كلامية
كشفت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان اجتماعا عاصفا عُقد قبل يومين بين مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة في منزل الأول، جرت خلاله مشادات كلامية تطرقت الى مواضيع شتى منها ما تم نشره في جريدة "الأخبار" حول زيارة وفد دار الفتوى الى السنيورة وتوجيه دعوة له للمشاركة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث لم يبلغ السنيورة وسائل الإعلام بالزيارة لأنه سبق ان أقسم يمينا بعدم مصافحة مدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري الذي كان ضمن الوفد وتساءلت شخصيات اسلامية: هل وقع الطلاق البائن بين المفتي قباني والسنيورة وتيار المستقبل، بحيث لا يمكن ان تعود الأمور الى مجاريها كما كانت سابقا، ام يكون الطلاق بينونة صغرى أم ان الساحة الإسلامية ستشهد مفاجآت تعالج الوضع الراهن وتعيد الأمور الى نصابها ولن يكون هناك طلاق؟

مختار الغابة – برمانا جورج أبو جودة :كيف يتم توقيف إبني من خلال إدعاء كاذب غير مبني على وقائع؟
وجه مختار الغابة – برمانا جورج أبو جودة إلى القيمين على الأمن والقضاء في لبنان في بيان السؤال الآتي: "كيف يتم توقيف إبني رئيس بلدية الغابة – برمانا أمين أبو جودة من قبل النائب العام في جبل لبنان ماهر شعيتو من خلال إدعاء كاذب غير مبني على وقائع أو إثباتات تقدم به المحامي بول كنعان الذي إختلق قضية مفادها أنَّه تم الادعاء عليه من أجل الالتفاف على إعتدائه على إبني أمين أبو جودة في شهر آب الماضي حيث أطلق كنعان ومرافقوه النار عليه فاصيب بكتفه ولم يتم استدعاء كنعان أو استجوابه؟". ووضع المختار جورج أبو جودة القضية برسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب العام التميزي القاضي سعيد ميرزا.

اللاذقاني: أبو فاضل هددني بالقتل و حاول إخراج شيء من جيبه
قال الصحافي والمعارض السوري، الدكتور محيي الدين اللاذقاني، إن خصمه الموالي للنظام السوري، اللبناني جوزيف أبو فاضل، هدده بالقتل حين انتفض واقفاً ليلة أمس وهو غاضب يتجه نحوه ليؤذيه جسدياً أثناء برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي بثته قناة "الجزيرة" في الدوحة. وروى اللاذقاني من العاصمة القطرية أن جوزف أبو فاضل صرخ به مرتين: "بدي اقتلك.. بدي اقتلك"، ثم مد يده داخل جيبه "وبعدها هجم نحوي وراح يشتمني، وبرغم ذلك لم أتلفظ بأي كلمة مشينة نحوه كي لا أنزل إلى مستواه"، وفق تعبيره عبر الهاتف حين اتصلت به "العربية" اليوم الأربعاء. ورفض الدكتور محيي الدين أن ينفي أو يؤكد وجود سلاح في جيب جوزف أبو فاضل، لكنه أكد بأنه رآه يضع يده في جيبه علامة على وجود شيء فيها، ربما رغب باستخدامه لأذيتي".
وقال اللاذقاني إنه فكر في لحظة غضبه بأن يضرب جوزيف أبو فاضل بجهاز حاسوب محمول كان أمامه على الطاولة، "لكن أخلاقي كانت أسرع من غضبي فأرجعتني إلى مستواي الإنساني، وبقيت فقط أحذره بأنني قد أضربه وأذله، لكنه استمر بالاعتداء والشتيمة". وتحدث عما كان في الكواليس بعد أن انقطعت اللقطات عن المشاهدين، فقال إن "أبو فاضل استمر يشتم ويتهجم أكثر عليّ داخل الاستديو، وحاول فيصل القاسم أن يفصلنا فلم يفلح، ثم أسرع مصور قطري نحونا وحاول بدوره، فنجح بفصلنا عن بعض، لكن المسكين أكل نصيبه من الخناقة فوقع على الأرض، وبوقوعه انتهت الخناقة فجأة على هذه الحال من التوتر". وذكر اللاذقاني أنه نام ليلة هادئة، لأنه كان راضياً عن نفسه، وعندما استيقظ صباح اليوم سمع أن الشرطة القطرية اعتقلت أبو فاضل لتهجمه جسدياً عليه وتلفظه بأكثر الشتائم وضاعة، "لكني لا أستطيع تأكيد هذا الخبر بعد".  وقال إنه لن يقاضي أبو فاضل "لأني لو فعلت لأعطيته قيمة، كما أني لا أريد أن أنزل إلى مستواه، تماماً كما تفعل الثورة المباركة في سوريا، فهي ترفض أن تمارس ما يمارسه النظام في حقها

ميقاتي طلب من سليمان رفع جلسة الحكومة وأكّد ألاّ جلسات لحين الاتّفاق على التعيينات
إلتأم مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء وبعد طلب ميقاتي من رئيس الجمهوريّة رفع الجلسة إثر خلاف حول ورقة التعيينات التي اقترحها سليمان، تلا وزير الاعلام وليد الداعوق مقرّرات الجلسة، وقال: "افتتح رئيس الجمهورية الجلسة طالبًا المزيد من الجهود لكي تقوم اللجان الوزاريّة بعملها وعدم التأخّر بعملها، مضيفًا أنّ جلسات الحكومة قد تطول في بعض الاحيان وانه يقتضي بحث الامور المدرجة على جدول الاعمال بشكل منتظم كسبًا للوقت وحصر المناقشات بالمواضيع المطروحة". وأضاف الداعوق: "أثنى دولة رئيس مجلس الوزراء على ما قاله فخامة الرئيس ثم استوضح ميقاتي وزراء "التغيير والاصلاح" عمّا قيل عن دعوة من قبلهم الناس للتظاهر امام السراي الحكومي، فأكد (وزير الطاقة والمياه جبران) باسيل ان هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق ولم يصدر عن أي وزير في الحكومة ولا يعدو كونه كلامًا صحافيًا". ومن ثمّ أعلن الداعوق مقرّرات الجلسة وأشار إلى أنّه تقرّر "استكمال وتطوير "مركز التحكّم بالاتّصالات" التابع لوزارة الداخلية والبلديات خلال ثلاثة أشهر"، وأضاف: "تمّ قبول هبة مقدمة من الرهبانية المارونية في ميفوق لانشاء مستشفى حكومي". وردًا على أسئلة الصحافيين، قال الداعوق: "دولة الرئيس ميقاتي طلب من فخامة الرئيس رفع الجلسة وهذا ما حصل الآن"، وأوضح أنّ سبب ذلك يعود إلى أنّ جلسات مجلس الوزراء غير منتجة ولا يتّخذ فيها مقرّرات، وبعد أن طرح رئيس الجمهوريّة ورقة تعيينات تدخل ضمن صلاحياته الدستوريّة جرى رفضها قال ميقاتي إنّه يرفض عقد جلسات أخرى ما لم يتم الاتّفاق على مسألة التعيينات". وأشار الداعوق إلى أنّه من الممكن أن يحصل اعتكاف لميقاتي في مرحلة لاحقة وهو لم يحدّد موعد الجلسة القادمة". (رصد
NOW Lebanon)

رئيس الجمهورية "يبقّ البحصة": طفح الكيل
باسمة عطوي/المستقبل
تتعدد دلالات كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي وجّهه في جلسة الثلاثاء، الى وزير الطاقة جبران باسيل، سواء بتذكيره بضرورة اعتماد الآلية في التعيينات الادارية، او بتحذيره من ان "الأنا " تسببت بحروب وجرّت الويلات على لبنان في السابق. على الارجح لن يمرّ هذا الكلام مرور الكرام، ولن تقتصر مفاعيله على داخل جدران قاعة مجلس الوزراء فقط، بل سيمتد تأثيرها حتما الى العلاقة التي تربط الرئاسة الاولى بالتيار "الوطني الحر" ورئيسه، داخل مجلس الوزراء وخارجه، ووضع قواعد جديدة للتواصل بينهما، بعيدا عن "الهدنة" التي أرسى مداميكها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بعد تولّيه سدة البطريركية المارونية.
في المفاعيل الاولية لكلام رئيس الجمهورية، يظهر أنه أراد القول "طفح الكيل في ما يتعلق بتسيير عجلة الدولة والمؤسسات" على حد تعبير "اجواء مقربة منه" لـ"المستقبل"، مشيرة "الى ان رئيس الجمهورية يرى" انه بات من الضروري استعمال النبرة العالية لمصلحة الدولة والمواطن الذي يئن تحت وطأة أزمات معيشية وشلل إداري وسجال سياسي، وبالتالي إن كلامه للوزير باسيل هو لوضع النقاط على الحروف وليس لدافع شخصي، او للرد على الحملات التي يقودها الجنرال ميشال عون على الرئاسة الاولى ".
تذكر اوساط بعبدا " أن كلام رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء سبق وأن أعلنه في كثير من مواقفه، وفي العديد من اللقاءات الثنائية التي جرت بينه وبين الجنرال عون، أي تمسكه بتطبيق آلية التعيينات والبعد قدر الامكان عن المحسوبيات في مقاربة الشأنين السياسي والحياتي للناس، ومنها التعيينات الادارية لتكون خطوة أولى نحو السير بإتجاه الدولة، لكن الفرق هذه المرة أن هذا الكلام قاله الرئيس بشكل "رسمي" ما يعني أنه ملزم من الآن فصاعدا بتنفيذ الالتزام الذي يطالب القوى السياسية ومنهم التيار الوطني بتطبيقه".
لا تنكر الاوساط "ان كلام سليمان وجّه رسالة الى "التيار"، حول كيفية التعاطي مع مقام الرئاسة الاولى وصلاحياتها وقد يكون هذا هو الهدف الثاني الذي أراده سليمان وليس الهدف الاول، لكنها تؤكد في المقابل انه لم يرد "الثأر الشخصي" من الجنرال، لأسباب عدة اولها أنها ليست من "الصفات الشخصية" للرئيس وليست أسلوب عمله، ولو أراد ذلك لرد مباشرة او من خلال مصادره الخاصة، وتجربة السنوات الماضية أكبر دليل على ذلك. والسبب الثاني ان رئيس الجمهورية يدعو دائما الى تطبيق الديموقراطية في التعاطي مع الشأن السياسي، وعليه يجب أن يتقبل كلام "جنرال الرابية" من منطلق تطبيق الديموقراطية من جهة، ومن جهة أخرى لأنه يعرف أن كل القوى السياسية لها مصالح في لبنان، ولها حسابات تتعلق بحيثيتها الشعبية التي تريد أن تفعلها من خلال خطابات نارية، وقد يكون خطاب الجنرال عون ضمن هذا السياق، لكن الاجواء تشك في أن تأتي هذه الطريقة بمردود على الصعيد الشعبي". ولكن ماذا عن عبارة "الانا تسببت بحروب " التي قالها الرئيس سليمان، تشرح الاوساط المقصود من هذه العبارة بالقول "نعم رئيس الجمهورية يريد التذكير والتنبيه أن "الانا "، والحسابات الشخصية جرّت الويلات على البلاد في السابق وأدخلتنا في أيام الجمهورية الثانية، في الزواريب السياسية الصغيرة وأبعدتنا عن التفرغ لحل المشكلات الكبيرة التي ترهق كاهل المواطن، وبمعنى آخر دفعتنا الى إضاعة الطريق المؤدي الى بناء الدولة، وإذا تابعنا على هذا النحو فسنواجه مشكلات كبيرة وأكثر تعقيداً ".
أين بكركي من كل ما يجري، خصوصا انها اول من بادر الى إعادة حرارة التواصل بين بعبدا والرابية ؟ يقول المسؤول الاعلامي في البطريركية المارونية وليد غياض لـ"المستقبل" ان "لا تحرك جديدا لغبطة البطريرك الراعي في هذا الاطار، وان كان حريصا على التواصل مع الجميع ويدعو في العلن والسر الى حل الامور بالحوار، لكن غبطته في الوقت نفسه لا يتدخل عند إطلاق موقف سياسي من هنا أو هناك، بل يتحدث بالمبادئ العامة والعناوين الكبيرة التي يجب أن تحكم التواصل السياسي، وبالتالي فهو لا يعلّق على كلام أحد زعماء ولا يعاتب أشخاصاً على لهجاتهم، بل يذكّر بالمبادئ العامة التي تحرص بكركي على تطبيقها بين السياسيين".  في الاطار نفسه، تذكر الاوساط المقربة من رئيس الجمهورية "أن إعادة الحرارة الى العلاقة بين الرئيس سليمان والجنرال عون، أتت ضمن المسعى المسيحي الشامل الذي قاده البطريرك الماروني، للمّ شمل القيادات المارونية وتوحيد خطابهم من أجل مصلحة لبنان والمسيحيين فيه، وبالتالي فالرئيس يتعامل مع أي طرف مسيحي من منطلق رئاسة الجمهورية، أي أنه رئيس لكل اللبنانيين، وهو لا يضع نفسه في إطار ضيّق أشبه بمن يقول للآخر"اليوم أنا على خلاف معك وغدا ربما نتصالح"، فإذا كان لدى الجنرال مآخذ معينة تجاه الرئيس فهذا شأنه، لكن الرئيس سيظل حريصا على تطبيق مبدئه القائل بأنه لجميع اللبنانيين، وأنه حريص على صحة الاداء الحكومي خصوصا مع وزراء "التيار" الذين يجب أن يحسبوا كلامه من منطلق مؤسساتي ودستوري وليس شخصياً، وذلك لمصلحة البلاد والعباد، أما العلاقة بالرابية فربما من الافضل أن تبقى على ما هي عليه اليوم.

الراعي التقى وزير الصحة وفرعون وشخصيات
المركزية- عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مع النائب ميشال فرعون، للأوضاع الراهنة والتطورات محليا وإقليميا. واشار النائب فرعون الى ان "البحث تناول مواضيع عدة تتعلق بمدينة بيروت، إضافة الى بعض المسائل الإنمائية التي تهم الأشرفية وأبناءها".
الخازن: كما بحث مع النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن في الأوضاع العامة.
آلـ حماده: واستقبل البطريرك الراعي وفدا من آل حمادة في الهرمل برئاسة شيخ العشيرة الحمادية فوزي سعدالله حمادة، الذي أشار الى ان "الزيارة لشكر البطريرك الراعي على زيارته التاريخية لمنطقة البقاع والهرمل، ولتأييد مواقفه الوطنية وللتأكيد على العلاقة المميزة والتاريخية التي تربطنا بالبطريركية المارونية"، معتبرا "ان لبنان لا يمكن ان يستمر إلا بجناحيه المسيحي والمسلم".
الداوود: والتقى غبطته بعد ذلك النائب السابق فيصل الداود الذي أكد ان البطريرك الراعي "يمثل رمز التلاقي الوطني في لبنان"، معتبرا ان "بكركي في موقعها الجامع لكل الشرائح اللبنانية، هي الأرض الخصبة لطرح غبطته النوعي الشركة والمحبة".
دلول: كما استقبل الدكتور نزار دلول الذي بحث معه في الأوضاع الراهنة، إضافة الى الأوضاع الإقتصادية ولقمة عيش المواطن اللبناني والتي تقف في وجهها انانية بعض المسؤولين والسياسيين والتي تتجلى من خلال مسألة التعيينات". وأشار الى "انه لمس لدى البطريرك من خلال زيارته الأولى للصرح، روح الحيوية والشباب ومستقبل لبنان الواعد، لأن غبطته ينطق بجرح المواطن اللبناني وهو ملم في الأمور كافة والمواضيع التي تهم اللبنانيين على الصعد كافة".
الخوري: كما التقى القاضي يوسف سعدالله الخوري وعرض معه للأوضاع العامة.
وظهرا،استقبل البطريرك الراعي وزير الصحة علي حسن خليل وعرض معه للأوضاع الراهنة والتطورات محليا وإقليميا.

سليمان عرض وصحناوي لتحضيرات قمة التواصل العربي واطلع من سلامة على تدابير مصرف لبنان
المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي ووفد من الاتحاد الدولي للاتصالات للتحضيرات والمواضيع التي ستبحث فيها قمة التواصل العربي التي تنعقد في قطر الشهر المقبل ودور تقنية الاتصالات والمعلومات والاخطار الناجمة عنها اضافة الى مسألة قرصنة اسرائيل وتعديها على شبكات الاتصالات اللبنانية.
وتناول مع النائب ميشال فرعون الاوضاع الراهنة على الساحة السياسية الداخلية.
ثم بحث مع الوزير السابق خليل الهراوي في عدد من المواضيع والملفات السياسية المطروحة قيد النقاش راهناً.
حاكم مصرف لبنان: واطلع رئيس الجمهورية من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الوضع المالي والنقدي والتدابير التي يتخذها المصرف للحفاظ على هذا الوضع.
الحوت: كذلك اطلع الرئيس سليمان من رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت على اوضاع الشركة وخطوات تحسينها وتعزيز اسطولها الجوي.
وزار بعبدا وفد من الرهبنة المريمية اللبنانية برئاسة الاباتي بطرس طربيه الذي أثار مع رئيس الجمهورية موضوع البنى التحتية المتعلقة بالمواصلات والتي تساهم بإنماء منطقة زوق مصبح ومؤسساتها والساكنين فيها إضافة الى تسهيل انتقال الطلاب الذين يقصدون تلك المنطقة

حوري: "حزب الله" وسوريا يريدان حكومة تصريف اعمـال قبل "تجديد البروتوكـول"
المركزية- رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "هناك اكثر من مشكلة داخل مجلس الوزراء ودائماً هناك محورية متمثلة بـ"التيار الوطني الحر"، فهو يستعمل العنوان الطائفي لمعركته تارة، وموضوع الاصلاح والتغيير تارة اخرى، ولكن لم تعد هذه الأمور تنطلي على احد". وقال في حديث اذاعي "الأمور لا تستقيم بين الاصلاح والمازوت الأحمر وبين التغيير والمخالفات التي تجري في الوزارات التي يتسلمها وزراء التيار الوطني الحر، وما شهدناه امس في جلسة مجلس الوزراء وما نشهده كل يوم هو محاولة من "التيار الوطني الحر" ليذكرنا بانه موجود". واعرب حوري عن اعتقاده ان "هناك استنتاجاً يقول ان "حزب الله" والجانب السوري، في مكان ما، يريدان اخذ الحكومة الى حكومة تصريف اعمال قبل نهاية آخر الشهر اي قبل التجديد للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

قاسم : حزب الله يفكك ألغام التعطيل الداخلي
المعايير، بكل استعداد وجهوزية من أجل تحقيق الدفاع عن لبنان وبناء الوطن.

كلام الشيخ قاسم جاء في كلمة ألقاها خلال حفل تكريمي أقامه مركز مودة للثقافة الأسرية في مطعم السويس تايم-الحدث، قال فيها: " لبنان في قلب العاصفة، لكن هناك اتجاهان فيه : اتجاه يحاول أن يستخدم لبنان كمعبر يخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي، واتجاه آخر يحاول أن يجعل لبنان سيداً مستقلاً قادراً على أن يصنع قراراته بأيدي أبنائه لمستقبل هذا البلد. نحن من الذين يعملون ليكون لبنان سيداً، قادراً، وألا يكون في الركب الذي يأخذه إلى مشاريع الآخرين، هم يزعمون أن خياراتهم خيارات لمصلحة لبنان، ولكن للأسف خياراتهم خيارات افتعال أحداث، واستخدام لبنان والإساءة إلى هذا الواقع، ونحن نرى ما يحصل على الحدود الشمالية، كل هذا عبارة عن تخريب ضد لبنان وليس لمصلحته مهما كانت العناوين، إذا كان هناك حقيقة اهتمام بالانقاذ الشعبي في سوريا، أين هم في الانقاذ الشعبي لفلسطين؟ ولم نر هذه الحماسة، ولم نر هذا العطاء، ولم نرى هذه التضحيات التي يتحدثون عنها لمصلحة فلسطين، وفلسطين أولى وهي محور في كل ما يحصل في منطقتنا. نحن لنا مسار سنحرص عليه، مسارنا يتكون من ثلاثة أمور أساسية: الأولى الحرص على ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة والثانية وأد الفتنة والعمل للوحدة الإسلامية والوطنية بكل المعايير التي تساعد على استقرار لبنان والثالثة السعي من خلال الحكومة ومن خلال موقعنا داخل تركيبة النظام من أجل أن نعطي بعض الحقوق للناس، وأن ننجز بعض الخدمات والحاجيات المطلوبة. نحن اليوم مرتاحون لأدائنا، وأطمئنكم على رغم كل الصراخ الذي تسمعونه ضدنا أحياناً، أو الإساءات لنا، أو محاولة تشويه سمعتنا، أو بث الأخبار الكاذبة التي يبثونها ويصدقونها ويحاولون إيجادها، هذا كله لا يؤثر، هم يصرخون ونحن نعمل، يذهب صراخهم في الأثير أما عملنا فيتجذر في الأرض استعداداً وجهوزية، وبحمد الله تعالى نحن نعمل على تفكيك ألغام التعطيل الداخلي من كل المعايير، ومطمئنون أننا نقوم بواجبنا بكل استعداد وجهوزية من أجل تحقيق الدفاع عن لبنان وبناء الوطن.

اجتماعان للجان اللبنانية ـ السورية في جديدة يابوس والدبوسية
تشــكيل لجنتان فرعيتـــان على جانبي الحدود وللتواصـــل
المركزية- شكلت للجنة اللبنانية ـ السورية الأمنية والعسكرية المشتركة لمحافظتي البقاع وريف دمشق لجنتين فرعيتين على جانبي الحدود للإتصال والتواصل الدائم. بدعوة من الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري – اللبناني، عقدت اللجنة اجتماعا، قبل ظهر اليوم في مركز الهجرة والجوازات في جديدة يابوس، شارك فيه عن الجيش اللبناني رئيس لجنة مراقبة ضبط الحدود العميد الركن مانويل كرجيان ورئيس فرع مخابرات منطقة البقاع العميد الركن عبد السلام سمحات، عن مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني العقيد توفيق ابو ابراهيم ورئيس القسم الثاني في اللواء الثالث في الجيش اللبناني العقيد ميشيل أبو عيسى، وعن فرع مخابرات البقاع العقيد خليل ناصر، رئيس الفرع الثالث - فوج التدخل الثاني المقدم كمال كمال، رئيس ضابطة جمارك البقاع العقيد محمود غنام ورئيس دائرة أمن عام البقاع الأولى الرائد سامي ديب. وعن الجانب السوري حضر قائد شرطة ريف دمشق العميد عبد الرزاق المطلق، مدير إدارة الهجرة والجوازات العميد أحمد خميس، والقيادة العامة - هيئة العمليات العميد عبد الرحمن علي، رئيس أركان حرس الحدود العميد الركن عبد الرحمن النداف، مدير إدارة التوجيه المعنوي العميد محمد حسن العلي، معاون أمن عام الضابطة الجمركية العميد صالح المحاميد، مدير منطقة النبك العميد عبد الله عوض الدرعاوي، رئيس قسم الأمن الزبداني العقيد منذر العلي، مدير مركز جديدة يابوس الحدودي عبد الوهاب البقاعي، ومدير المكتب الخاص في محافظة ريف دمشق يامن الحسين. ومن قيادة شرطة ريف دمشق أحمد عمر جمعة ومدير العلاقات العامة في المجلس الأعلى اللبناني – السوري أحمد حاج حسن.
بعد تبادل الكلمات الترحيبية ومراجعة محاضر اجتماعات سابقة، وزع المحضر الآتي:
1- عرض الجانب السوري اللمشكلات التي تحدث بين الحين والآخر والتسلل والتهريب على جانبي الحدود وخصوصا بلدة عرسال – الطفيل – معربون – مزرعة دير العشاير لجهة لبنان والطلب بضبط الحدود من خلال تركيز نقاط مراقبة تغطي كامل المنطقة المذكورة وتسيير دوريات ربط واتصال في ما بينها على همة الجانب اللبناني.
2- أودع الجانب السوري كتابا موثقا للجانب اللبناني يتضمن أسماء أشخاص لبنانيين وسوريين ضمن الأراضي اللبنانية يقومون بعمليات تهريب لأشخاص واسلحة للقيام بعمليات تخريبية داخل الاراضي السورية ( مرفق ربطا كتاب موثق بالموضوع )
3 - تم التوافق على عقد اجتماع للأمن العام والجمارك اللبناني والهجرة والجوازات والجمارك السورية لمركزي أمن عام المصنع ومركز هجرة الجديدة لبحث عدد من المواضيع التي تخص عملهما، يحدد لاحقا.
4- تم الاتفاق على اقتراح تشكيل لجنة عسكرية امنية فرعية مشتركة لبنانية – سورية على جانبي الحدود المشتركة بين محافظتي البقاع وريف دمشق تضم عن الجانب اللبناني ضابط من مكتب التعاون والتنسيق وضابط من فرع مخابرات منطقة البقاع، علما أن الجانب اللبناني أبلغ أن أن لديه ممثلين الأول من مكتب التعاون والتنسيق والثاني من فرع مخابرات منطقة البقاع لتأمين الاتصال الدائم . وتضم عن الجانب السوري ضابطا من الجيش والقوات المسلحة - أمن عسكري وضابطا عن حرس الحدود.
وتتركز مهمة هذه اللجنة على الاتصال والتواصل والتنسيق الدائم بكل الوسائل على مدار الساعة في ما بينها بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس الاعلى السوري اللبناني".
في الدبوسية: وكانت اللجنة السورية اللبنانية الفرعية الأمنية المشتركة لمحافظات حمص - طرطوس- لبنان الشمالي عقدت اجتماعا الاثنين الفائت في 30 كانون الثاني الماضي في مركز الدبوسية، بناء على دعوة من الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري اللبناني شارك فيه عن الجانب اللبناني: العميد الركن مانويل كرجيان (الجيش اللبناني - رئيس لجنة مراقبة ضبط الحدود)، العقيد توفيق أبو إبراهيم (الجيش اللبناني مكتب التنسيق)، العقيد الركن محمد مرعب (الجيش اللبناني - فوج الحدود البرية الأول)، الرائد ميلاد طعوم (الجيش اللبناني - فرع مخابرات الشمال)، المقدم نزار الجردي (رئيس شعبة جمارك العبودية)، الرائد خطار ناصر الدين (الأمن العام اللبناني- معلومات الشمال)، الملازم أول أوغست عبد النور (رئيس مركز العبودية الأمن العام)، الملازم أول وسيم طبيعات ( الأمن العام اللبناني- رئيس مركز العويضة).
وعن محافظة حمص- طرطوس حضر: العميد جمال طلاس (معاون قائد شرطة محافظة حمص)، العميد الركن عبد الرحمن النداق (رئيس الأركان حرس الحدود)، العميد عبد الرحمن علي (القيادة العامة - هيئة العمليات)، العقيد كمال عيسى (رئيس ضابطة جمارك طرطوس)، العقيد نجيب يوسف (رئيس ضابطة جمارك حمص)، العميد الركن جهاد مصطفى طاهر (رئيس قسم المخابرات تلكلخ )، العقيد الركن عدنان يوسف (قائد كتيبة القوات الخاصة)، العقيد غصاب عفاش (قائد كتيبة حرس الحدود)، المقدم محمد سليمانو (رئيس فرع الهجرة و الجوازات بحمص)، المقدم بسام سليم سعود (رئيس مركز هجرة العريضة)، المقدم أحمد شعبان الشحادي (رئيس مركز هجرة الدبوسية )، جدعان حسن علي (رئيس مركز العريضة الحدودي)، جمال قنطار (أمين جمارك العريضة)، ماهر عبد الوهاب معروف (أمين جمارك الدبوسية )، منصور سليمان ديب (رئيس مفرزة الدبوسية).
وحضر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري اللبناني مدير العلاقات العامة السيد أحمد الحاج حسن".
ووزع محضر عن الاجتماع، جاء فيه:
"1- اعلن الجانب السوري أنه تم الاتفاق في إجتماع اللجنة السورية اللبنانية العسكرية المشتركة على أن تقوم دوريات من الحانب اللبناني من جهة الحدود ( وادي خالد)، علما ان الجانب السوري شكا من وجود المسلحين والمهربين من جهة لبنان يطلقون النار على الجانب السوري. أودع الجانب السوري بعض الخروق الموثقة بالمكان والزمان والأسماء إلى الجانب اللبناني لمعالجة الأمر لاحقا.
2- أكد الجانب اللبناني أنه اتخذ التدابير اللازمة على الحدود بتسيير دوريات على الاوتستراد المستحدث والذي يصل إلى حاجز شدرا (جهة البنان)
3- أكد المجتمعون التنسيق الدوري والمستمر بين مسؤولي المكاتب الحدودية المتقابلة في الجانبين (أمن عام – هجرة – جمارك) والتواصل اليومي والمباشر في الحالات الضرورية.
تم الاتفاق على عقد اجتماع للأمن العام والهجرة والجوازات في كلا من العريضة والعبودية والدبوسية يوم الاثنين في 13/2/2012 في مركز العريضة الحدودي.
4- تم الاتفاق على اقتراح لتشكيل لجنة عسكرية أمنية مشتركة سورية لبنانية على جانبي الحدود المشتركة بين محافظة الشمال ومحافظتي حمص طرطوس ومؤلفة:
عن الجانب اللبناني – ضابط من مكتب التعاون والتنسيق وضابط من فرع مخابرات الشمال، ضابط من مكتب التعاون والتنسيق وضابط من فرع مخابرات الشمال لتأمين الاتصال الدائم.
عن الجانب السوري: الجيش والقوات المساحة ممثلة ب 1- الأمن العسكري 2- حرس الحدود 3- القوات الخاصة.
أ- مهمة هذه اللجنة هي الاتصال و التواصل الدائم بكل الوسائل على مدار الساعة في ما بينها بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري اللبناني.
سيعقد اجتماع آخر لنفس الغرض في 6/2/2012".

بري مستهدف لحرصه على المؤسسات
زهرا: الحـــكومة "خدمت عسكريتها"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "الحكومة "خدمت عسكريتها" منذ زمن، وهي تسير من تعثر إلى تعثر اكبر، لوجود تعارض في مصالح مكوناتها"، مشيراً الى "غياب الانتاجية والاتهام المتبادل بين اعضائها، واللبنانيون طبعاً هم من يدفع ثمن هذا الامر"، مؤكداً انها "باقية في الحكم لحاجة النظام السوري اليها". ورأى في حديث اذاعي "ان "التيار الوطني الحر" اعتبرها لحظة مناسبة ليأخذ كل المراكز المسيحية في الدولة من خلال التعيينات، وهو يقول انا امثل المسيحيين وكأن دوام الحال امر مؤكد، الحكومات موقتة لكن الادارات دائمة في لبنان وعملية ملء الشواغر لا تتم بغياب فريق اساسي من اللبنانيين المتمثل بـ "14 آذار" الموجود خارج الحكومة". وردا على سؤال اذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحاول ايجاد صيغة للتعيينات كما فعل في موضوع تمويل المحكمة الدولية، اوضح ان "ادارة البلد والسلطة لا تقوم بالتشاطر والخزعبلات والابتزاز المتبادل بين مكونات الحكومة". وقال: "امس ظهرت صرخة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بان البعض يعطل ليبرر فشل وزرائه بالخدمات من الكهرباء الى المياه والهاتف واجور العمال ثم يظهر ميقاتي ويتّهم الآخرين بالتعطيل، وكل هذه الامور تظهر الحالة الانقلابية وغير الطبيعية التي اتت بهذه الحكومة". واذ اشار الى "عدم انتاجية وتعطيل متبادل بين مكونات هذه الحكومة"، اكد ان "الحكومة من غير الممكن ان تستمر عندما يزول اللاصق السوري لمكوناتها، فغير قادرة على الاستمرار في الانتاج، وغير قادرة على الاستقالة في الوقت نفسه، واللبنانيون يدفعون ثمن هذا المأزق الذي تتخبط به". وعزا زهرا في سياق متصل "ورود اسم رئيس مجلس النواب نبيه بري في دائرة التهديد الامني الى موقعه الذي يفتش فيه عن حلول بين كل المكونات والحريص على العودة الى منطق المؤسسات، وان كان طبعا من ملوك اللعبة اللبنانية التقليدية ويحرص على الحصول على حصته من دون المساومة مع احد، الا انه يدعو دائماً الى العودة الى منطق لبنان الواحد والشراكة ولبنان الذي يجب ان يعود الى المصالحة الداخلية".

السنيورة عرض مع كونيللي الأوضاع محليا وإقليميا: لحود كان مثالا لرجل دولة يعرف التمييز بين العام والخاص
 وطنية - 2/2/2012 رثى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الوزير والنائب السابق نسيب لحود، في تصريح أدلى به إلى قناة "المستقبل" الإخبارية وقال: "في الحقيقة، هذا اليوم حزين بالنسبة لي شخصيا كما بالنسبة للكثير من اللبنانيين. لقد خسر لبنان، وخسرنا معه مثل الكثيرين من أصدقائه ومحبيه وممن عرفوه، خسرنا رجلا كبيرا، رجل دولة آمن بلبنان واستقلاله وسيادته وعروبته وانفتاحه واحترامه لحقوق الإنسان، وتقديره لكل القيم التي ناضلنا من أجلها خلال السنوات الماضية". أضاف: "لقد عرفت نسيب لحود على مدى سنوات طويلة، قبل أن يصبح سفيرا للبنان في الولايات المتحدة الاميركية. وبعد ذلك، عرفته نائبا في مجلس النواب، ولمست منه مقدار تعلقه بلبنان وبالديمقراطية في لبنان وباحترام الرأي الآخر، وعرفته معارضا للحكومة آنذاك التي كنت فيها، ثم عرفته في ثورة الأرز وفي مرحلة النضال التي مررنا بها من اجل تعزيز المسار الذي سرنا عليه من اجل أن يستعيد لبنان دولته واستقلاله ووحدته الوطنية. وعرفته أيضا عندما كان وزيرا للحكومة الثانية التي ترأستها. في كل هذه المراحل، كان نسيب لحود دائما مثالا ونموذجا لرجل الدولة الوطني الذي يعرف كيف يميز بين العام والخاص، والذي يعرف كيف يتعامل مع الآخرين وكيف يحاور وكيف يصل إلى النقطة التي يريدها بطريقة سلسة ناعمة واضحة وثابتة على المواقف وعلى الأساسيات. أيضا، عرفت في نسيب لحود صديقا محبا حريصا على المبادىء والأخلاق والقيم التي تميز بين الأمور حسب جدواها وحسب منفعتها للوطن. اما على الصعيد الشخصي فهو صديق صدوق. أعتقد أن لبنان خسر خسارة كبيرة بفقدان هذا الرجل الكبير". وتابع:"أود أن أعبر باسمي، وباسم الكثير من اللبنانيين الذين شاهدوه وربما اجتمعوا به، وربما أيضا كانت لهم اتصالات معه، وباسم زملائي في كتلة نواب "المستقبل" وأيضا باسم 14 آذار وباسم اللبنانيين الجالسين في منازلهم المنتظرين، أن يتعزز في إدارة الشأن العام رجال يأتون على نموذج نسيب لحود ويرفعون لواء استعادة الدولة اللبنانية وهيبتها وكرامتها واحترامها للانسان ومثلها التي نسعى جميعا من اجلها. باسم هؤلاء جميعا، أود أن أنقل لجميع اللبنانيين تعازينا الحارة، سائلين الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته، وسائلين لأصدقائه أيضا في التجمع الديمقراطي أن يتابعوا هذه المسيرة التي اختطها نسيب لحود، والتي بقي حريصا عليها حتى في أيام شدته ومحنته، ثابتا على مواقفه، حريصا على لبنان وعروبته وديمقراطيته، وبالتالي أسأل الله تعالى أن يكون له الموقع المختار في جنات الخلد، كما نسأل لعائلته الصبر والسلوان". وتمنى السنيورة "للجميع أن يتابع هذه المسيرة التي مشى عليها نسيب لحود"، مبديا ثقته "بأننا في نهاية الامر، ومع تمسكنا بهذه المبادىء والقيم، سوف نحقق ما حرص نسيب لحود على تحقيقه خلال السنوات الماضية من نضاله وعمله السياسي".
كونللي
وكان السنيورة قد استقبل عصر اليوم في مكتبه في "السادات تاور"، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي. وتركز البحث على الاوضاع العامة والمستجدات الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية".

وزير الخارجية الألماني: لا مستقبل للأسد.. وعليه تمهيد الطريق للانتقال السلمي
دعا وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفيلله الرئيس السوري بشار الأسد بشكل غير مباشر إلى "الاستقالة". فيسترفيله، وبعد اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، في تل أيب، قال: "إن الرئيس الأسد ليس له مستقبل"، مضيفاً: "يجب على الأسد تمهيد الطريق للانتقال السلمي من أجل إنهاء العنف والقمع". (وكالة آكي الايطالية)

غول: تركيا على استعداد لدرس استقبال الأسد وعائلته
أعلن
الرئيس التركي عبد الله غول أن تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد. إذ ورداً على أسئلة صحافيين عمّا إذا كانت تركيا على استعداد لاستقبال أفراد عائلة الرئيس السوري في حال طلبوا ذلك، أجاب غول: "لا وجود لمثل هذا الأمر في الوقت الراهن، لكن إذا ما قُدِّم لنا مثل هذا الطلب، فإننا سندرسه بالتأكيد". (أ.ف.ب)

خطف 11 من الزوّار الإيرانيين في سوريا 
نقلت وكالة "الأنباء الإيرانية الرسمية" عن قنصل إيران في سوريا عبد المجيد كامجو قوله إنّ  "11 من الزوار الإيرانيين خطفوا في مدينة حماه في سوريا"، معتبرًا أنّ هناك "مسلحين يحاولون اغتنام وجود الزوار ليدفعوا إلى الاعتقاد أن إيران ترسل قوات إلى سوريا"، وأضاف: "لكنّها حجة واهية وكل الإيرانيين المخطوفين حتى الآن مدنيين". كما أوضح كامجو أن "بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا حذرّت الزوار بعدم التنقل على الطرقات". إلى ذلك، أوضحت الوكالة أن عملية الخطف هذه ترفع عدد الإيرانيين المخطوفين في سوريا إلى 29. (أ.ف.ب.)

آشتون: أدعو مجلس الأمن إلى التحرّك دون تأخير بشأن الوضع في سوريا 
حضّت وزيرة خارجيّة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أعضاء مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياتهم و"التحرك من دون تأخير" لوضع حدٍ لأعمال العنف في سوريا. وقالت: "ينتابني شعور بالرعب إزاء الوضع في سوريا حيث يواصل النظام حملة القمع الشائنة التي لا ترحم ضد الشعب السوري". آشتون، وفي بيان، أضافت: "لقد حان الوقت لكل أعضاء مجلس الأمن الدولي لكي يقفوا إلى جانب الشعب السوري"، مذكرةً بأن الاتحاد الأوروبي يدعم مبادرات جامعة الدول العربية "لوضع حد للأزمة" في سوريا. (أ.ف.ب.)

ساركوزي سيقدّم نصًا جديدًا إذا رفض المجلس الدستوري القانون حول"إبادة" الأرمن 
نقلت وكالة "فرانس برس" عن عضو في الحكومة الفرنسية قوله إن "الرئيس (الفرنسي نيكولا ساركوزي) قال لنا خلال الجلسة إنه سيقدم على الفور نصًا جديدًا في حال رفض المجلس الدستوري هذا القانون"، فيما أشار عضو آخر إلى أنّ ساركوزي انتقد بشدّة الوزراء المترددين في تبني هذا القانون، واصفًا رؤيتهم بالمحدودة". إشارة إلى أنّ  نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ من كافة التيارات قدموا الثلاثاء طعنًا أمام المجلس الدستوري ضد القانون الذي يجرّم إنكار "إبادة" الأرمن الذي كان البرلمان تبناه. (أ.ف.ب.)

المغرب تؤكد التزامها العمل للوصول إلى توافق بشأن مشروع قرار دولي بشأن سوريا 
أكّد الوزير المغربي المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني الالتزام بالعمل "مع جميع الشركاء من أجل التوصّل إلى توافق حول القرار" الذي قدّمته بلاده إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا، معتبرًا أنّ "الأهم اليوم هو وقف العنف ودعم الخطة العربية التي ستسمح بتوفير الاستقرار في البلاد". وفي تصريحات نقلتها وكالة "المغرب العربي للأنباء"، جدّد العمراني دعوته مجلس الأمن إلى "مساندة هذه الخطة لوقف أعمال العنف فورًا والسماح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته المشروعة لبناء دولة ديموقراطية"، مشيرًا إلى أنّ المغرب "يعي مسؤولياته لكوّنه البلد العربي الوحيد العضو في مجلس الأمن ويدرك أهمية القرار الذي تبنته "جامعة الدول العربية"، خصوصًا خطة العمل وخارطة الطريق لحل الأزمة السوريّة".(أ.ف.ب.)

كندا والنرويج قلصتا عدد الديبلوماسيين/الولايات المتحدة تتجه لاتخاذ قرار بإغلاق سفارتها في دمشق
مونتريال, أوسلو, دمشق - ا ف ب, د ب أ: أكدت مصادر واسعة الاطلاع في سورية, أمس, أن "احتمالات إغلاق السفارة الأميركية في دمشق, باتت أكبر من احتمالات بقائها مفتوحة". وقالت المصادر ان السفارة الأميركية "كانت تقدمت بطلب تعزيز الحماية الأمنية لها وإغلاق شارع المنصور في حي الروضة الواصل بين ساحة الروضة وساحة المالكي والمحاذي تماماً لها, وانتظرت أياماً من دون ورود أي رد إيجابي" من السلطات السورية. وأكدت المصادر أنه في حال لم يأت رد سوري رسمي على طلب السفارة الأميركية حتى نهاية الدوام الرسمي اليوم الخميس, وقت انتهاء المهلة التي أعطتها السفارة للسلطات السورية لتنفيذ إجراءات الحماية, "فإن السفارة الأميركية ستغلق أبوابها بشكل نهائي في دمشق" في سياق متصل, أعلنت كندا والنرويج تخفيض عدد الديبلوماسيين في سفارتيها بدمشق. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد, في بيان, ان "السفارة الكندية تبقى مفتوحة ولا تزال تقدم خدمات محدودة في دمشق وحلب بإشراف قنصلنا الفخري", الا ان قسم التأشيرات والهجرة في السفارة مقفل. واضاف "بسبب القيود على التنقلات المفروضة من السلطات السورية ونظرا الى التدهور المستمر في الاوضاع الامنية, فقد تراجعت بقوة قدرتنا على مساعدة الكنديين الموجودين في البلاد". واوضح ان الديبلوماسيين الكنديين تمكنوا من التواصل مع اكثر من 3400 كندي موجودين في سورية خلال الاشهر الماضية, الا انه من المستحيل معرفة العدد المحدد للذين غادروا البلاد باستثناء الاشخاص ال¯300 الذين ابلغوا السلطات الكندية بذلك, كما دان "استمرار المجزرة بحق السوريين الابرياء". بدوره, أعلن وزير الخارجية النرويجي جوناس غاهر ستوير ان بلاده قلصت عدد موظفي سفارتها في دمشق لاسباب امنية. وقال في تصريح تلفزيوني "قررنا الآن سحب الموظفين غير الاساسيين, أي كل من ليس وجوده ضروريا لتسيير اعمال السفارة", لكنه لم يحدد عدد الاشخاص المعنيين.واضاف "نعتبر الامن اولوية وما زلنا نعمل بالحد الادنى الضروري" من الموظفين.

الصفعات التي تلقاها النظام السوري
علي ب. اسعد/السياسة
تحت ستار الحل الأمني بحجة أنه مطلب جماهيري, كما صرح وزير خارجية سورية وليد المعلم, بدأ النظام يفقد أعصابه ويتصرف بغرائز اجرامية بتكثيف أعمال القتل والاجرام ضد الشعب السوري بقصف المدن والأحياء السكنية مستعجلا ً في حسم الأمور لصالحه في سبيل الدفاع عن بقائه واستمراره قبل فوات الأوان في مجلس الأمن, ظانا ً أنه بذلك سيخمد الثورة.
 لكن النظام الأسدي تفاجأ بحساباته الخطأ وبتقديراته في قلب الأمور لصالحه عسكريا ً بعد انشقاقات  في صفوف الجيش وبشكل واسع لصالح "الجيش السوري الحر", هذا الجيش الذي استطاع رغم سلاحه المتواضع وبفضل إيمانه بقضية شعبه في مطالبته بالحرية والكرامة أن يتجاوز الخطوط الحمر من خلال سيطرته على بعض المدن السورية بعد طرد كتائب و"شبيحة" الأسد منها, إلا أن المفاجأة كانت وصول هذا الجيش الى مشارف مطار دمشق الدولي في العاصمة وتمركزه لساعات عدة قبل أن ينسحب تحت الضغط العسكري من كتائب الحرس الجمهوري, وهذا دليل على أن النظام البعثي الأسدي أصبح منهكا وخائر القوى خصوصا ً بعد أن خسر المعركة ديبلوماسيا ً وسياسيا ً وعجز النظام الإيراني عن إنقاذه من محنته المتزامنة مع الحصار الإقتصادي والعزلة الدولية عليه, ليكتمل الأمر بتسديد الجامعة العربية له ضربة موجعة في قرارها بعدم الموافقة على إرسال فريق بعثة المراقبين العرب إلى سورية, الأمر الذي شكل صفعة قوية للنظام.
هذا النظام أراد جعل فريق بعثة المراقبين العرب ستارا ً لتغطية جرائمه ضد شعبه بعد مساندة التقرير الذي صدر عن رئيس البعثة الفريق أول ركن محمد أحمد الدابي للنظام السوري, والدابي هذا لديه صفات مشتركة مع النظام السوري من ناحية الإجرام, ومن المحتمل أن يكون النظام السوري قد اشترى ذمة الدابي ليزور الحقائق خصوصا بعد الفضائح التي تحدث عنها أنور مالك, أحد المراقبين الجزائريين الذي انسحب من عمل البعثة, والدابي متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اقليم دارفور السوداني ومطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.
  النظام السوري الذي يتقن فنون الكذب والخداع والعمل المخابراتي, عندما كان من ضمن قوات الردع العربية في لبنان في أواخر السبعينات, من القرن الماضي استطاع أن يديرها بأسلوبه المخابراتي ليتحكم بتلك القوات, وكان يوعز لعملائه في منظمة "الصاعقة" الفلسطينية بإطلاق النار على قوات الردع وتحديدا ً على فرق القوات السعودية العاملة ضمن قوات الردع بهدف إجبارها على الإنسحاب من لبنان, وقد نجح النظام السوري إلى حد بعيد حيث إنسحبت الفرق السعودية وباقي الفرق العربية من العمل في قوات الردع العربية من لبنان لتخلو الساحة فقط للنظام السوري عبر قوات الردع العربية العاملة في لبنان.هذا المشهد تكرر اليوم, ولكن بقرار من المملكة العربية السعودية عندما قررت هي الإنسحاب من فريق بعثة المراقبين العرب وباقي المراقبين الخليجيين إحتجاجا ً على جرائم النظام الأسدي ولإستشعار المملكة بأن هناك خدعة ومراوغة من النظام السوري لإستغلال فريق عمل المراقبين العرب لأهداف معينة تخدم مصالح نظام دمشق ما شكل صفعة للنظام الأسدي بعد انسحاب أولئك المراقبين من البعثة, وهو أحد الأسباب التي منعت جامعة الدول العربية من إرسال فريق بعثة المراقبين إلى سورية. وليد المعلم البرفيسور والمعلم في فبركة الكذب والخداع الذي أراد أن يقتل الشعب رغم أنه أحد أبنائه قد مهد للنظام البعثي الذي ينتمي إليه بارتكاب المجزرة عندما قال "الحل الأمني هو مطلب جماهيري", الحل الأمني يا معالي الوزير في عُرفك هو قتل الأطفال وهدم البيوت على رأس قاطنيها وقصف الناس العزل بمدافع الدبابات, لذا لا أستطيع أن أقول لك إلا "إذا لم تستح ِ فافعل ما شئت".* كاتب لبناني

بركان الغضب
محمد سلام
البركان يَنفُثُ دُخانه في سوريا. فهل هناك من يُدرك سوريا والمنطقة قبل أن يبدأ البركان بقذف حممه؟ البركان الذي ينفث الدخان ليس هو الثورة. الثورة، ثورة الشعب السوري بكامل أطيافه، تبذل دماً زكياً طاهراً في مواجهة استبداد نظام الأسد وشعب البعث، المكون أيضاً من شرائح متعددة. فسوريا، مذ حَكَمَها الأسد الأول، قُسّمَت إلى شعبين: شعب البعث صاحب الحق في الحياة ومغانمها، وشعب سوريا الممنوع عليه العيش خارج إطار العبودية للأسد، سيد البعث، ولا يمكنه الارتقاء إلا إذا انتسب إلى شعب البعث.   البركان الذي ينفث دخاناً في سوريا هو سليل المارد السني الذي خرج قبل عام من قمقم الاستبداد العلماني وحليفه الفساد الأفقي وتدحرج، على نقيض ما كان يتوقعه سيد "حزب السلاح" حسن نصر الله من التدحرج، فخرج منتصراً من ... صناديق الاقتراع الديمقراطية - الشفافة.  "تدحرج" المارد السني، مناقضاً رؤية وكيل الفقيه الفارسي، من تونس إلى المغرب إلى مصر، وخرج من صناديق الاقتراع، مارداً سياسياً مكتملاً لا ينغّص عيش أحد سوى أنصار الشمولية، بشقّيها الاستبدادي والعلماني. المستبد لا يقبل الآخر إلا خاضعاً، والعلماني لا يقبل الآخر إلا إذا كان مثله ناكراّ لذاته ولكيانه ولدينه ولربه. ومع تصاعد حدة ثورة الشعب السوري ضد شعب "البعث" الأسدي، تدحرج المارد السني واستقر في بركان، والبركان بدأ ينفث دخانه. فهل هناك من يدرك أهمية إنجاد الثورة السورية بسرعة لإسقاط الأسد وشعبه البعثي، قبل أن يبدأ البركان بقذف حمم سنيّة؟  وبدأ البركان السني ينفث دخانه، متأففاً من أعفان غطرسة علمانية ملحدة لا تستطيع التكيف مع المناخ السياسي المتغير، فتأخذ طريقها إلى الانقراض مع تساقط آخر نظام استبداد علماني فسادي في الشرق العربي. والعلمانيون العرب، بغطرستهم العفنة المترسّبة في نخاعات عظامهم من حقبة الدّجل السوفياتي تحت شعار "الصداقة مع الشعوب" والتحالف مع الاستبداد ضد الشعوب، ما عادوا يرون في الثورات العربية ربيعاً. هي، برأيهم، صارت "خريفاً" لأن الإسلام السياسي "قطفها" أو "خطفها". عاجزون هؤلاء المصابون بعمى الغطرسة حتى عن الإعتراف بأن الإسلام السياسي انتصر بديمقراطية وشفافية في صناديق الإقتراع.
ما عادت الديمقراطية، التي دجّلوا باسمها على كل شعوب الأرض وما زالوا يدجّلون، ما عادت هذه الديمقراطية تعني لهم شيئاً، فقط لأن الإسلام السياسي انتصر ... بها. "شباب الثورة من الطبقة الوسطى المتعلّمة، لكن الإسلاميين قطفوا الانتخابات"، يقول مقدّم أحد برامج الحوار السياسي على شاشة لبنانية. المقدم "الجنتلمان" يريد أن يقول إن الإسلاميين الذين "قطفوا" أو "خطفوا" الثورات هم من شريحة الأميين، المتخلفين، الشحّاذين، الجاهلين. لم يقلها تصريحاً، لكنه عّبر عنها بكل جوارحه عبر تعريفه المُنَمَق لمن يسميهم بشباب الثورة من غير الذين فازوا بالانتخابات الديمقراطية الشفّافة. هذا يعني تحديداً أن عفن العلمانية المتغطرسة يرفض ديمقراطية صناديق الاقتراع. بل يعني بأن هذا العفن غير قادر حتى على القبول بالآخر إن لم يكن مثله. والآخر هنا هو الإسلام السياسي الذي انتصر، ولم يقطف أو يخطف أو يصادر بالقوة والسلاح. هذه، بالتحديد، هي شمولية العلمانيين.  والعلمانيون العرب، بشموليتهم المريضة وغطرستهم العمياء، لا يبصرون أن الأدوار انقلبت، والمعايير "تشقلبت". فما عاد المؤمن "متخلفاً" أو "رجعياً" أو "جاهلاً" وما عاد العلماني، أو المتعلمن، هو رمز" للمثقف" أو "للثقافة"، ولم يعد المتعلمن العفن صاحب الوكالة الحصرية للفهم، بغض النظر عن كثافة زجاج نظارتيه، أو رثاثة هندامه، أو حجم الكتب والمطبوعات التي يتأبطها، أو لون السائل الذي يمزّه أو المسحوق الذي يستنشقه وهو يحلل سياسة الكون على إيقاع يسمعه بأذن قفزت من رأس واستقرت في ورك.
أفهم، وأتفهم، صعوبة إدراك عناصر شريحة التفل العلماني، بشقّيه الماركسي واللاييكي، لانقلاب المفهوم الذي تربّوا وعاشوا عليه في القرن الماضي، خصوصاً لجهة تسارع عملية انقلاب الأدوار. ولكن، لا أفهم، ولا أقدر أن أتفهم، رفضهم للآخر إلا على قاعدة أنه موقف شمولي من الحياة لا يختلف عن موقف بعث الأسد الأخير أو موقف الولي الفقيه.  العلمانيون، أو المتعلمنون العرب، ما أدركوا - ولا أدري إذا كانوا سيدركون يوماً – أن من لا يتأقلم مع المناخ ... مصيره إلى انقراض.  ولا أدري إذا كانوا سيدركون يوماً أن انقراضهم لن يوفّر لهم متحفاً للتاريخ الطبيعي، تعرض فيه هياكلهم العظمية كما يعرض الهيكل العظمي للديناصور في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك، على سبيل المثال لا الحصر. العلمانيون العرب لم يتمكنوا، حتى الآن، من اللحاق "بأشقائهم" من العلمانيين الغربيين الذين قدّموا اعتذاراهم لشعوب الثورات العربية عن "المعايير المسبقة" التي كانوا يقيّمونهم على أساسها.
العلمانيون العرب، ما زالوا، غير قادرين على الإعتراف بالآخر، فيما يفتح المارد السني الخارج من صناديق الاقتراع يديه لملاقاة بقية مكونات أوطانه، ومن ضمنهم العلمانيون بصفتهم العلمانية، وليس بغطرستهم الشمولية التي تمنعهم من قبول الآخر إلا إذا أنكر ذاته.  البركان السني ينفث دخانه في سوريا فيما علمانيو شعب البعث الأسدي يسيرون إلى حتفهم، يحملون السلاح مع حزبهم الاستبدادي ضد كل الشعب السوري.  شعب البعث الأسدي، بسنته وشيعته ومسيحييه ودروزه وعلوييه ... ألخ يحمل السلاح مع أسده. جميعهم يقاتلون مع أسدهم، ليس بصفاتهم الطائفية ولا بجذورهم الكيانية، بل بصفتهم شعب البعث الأسدي العلماني المستبد. إذا زال بعثهم يخسرون ميزتهم الفريدة، يخسرون نعمتهم المكتسبة بالتسلط من قاعدة رفضهم لأساسهم.   السوريون في الثورة من كل الطوائف، والأسديون في السلطة هم من طائفة واحدة هي طائفة الاستبداد البعثي العلماني. جميع طوائف سوريا تواجه طائفة البعث العلماني الاستبدادي.
ولكن، ولأن الواقعية العددية في سوريا هي واقعية سنّية، تحوّل المارد إلى بركان ... وبدأ ينفث دخانه. فهل من يتّعظ ويعجّل في سقوط طائفة البعث الأسدي العلماني قبل أن يبدأ البركان السني بقذف حممه؟ البركان السني لن يقذف حممه على بقية الطوائف، بل فقط على من يعادي التغيير في سوريا، وعلى من يؤيد طائفة الاستبداد البعثي في سوريا.  حتماً سيأتي من يقول إن مضمون الكلام هو تحريض سنّي. هذه سيقولها الشمولي الفارسي وسيقولها الشمولي العلماني. ولكن نفس الكلام، بل أكثر منه، قاله الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأول لـ"حزب الله"، قبل أن يتحوّل الحزب المسلح إلى مجرد فرع محلي لفيلق "القدس" الفارسي. فهل الشيخ صبحي الطّفيلي أيضاً محرّض سنّي؟ البركان السني ينفث دخانه في سوريا، فهل هناك من يَتّعظ ويُعَجّل في تهاوي علمانية الأسد المستبدة قبل أن يقذف البركان حممه؟الشيخ صبحي الطفيلي قال في مقابلته الفائقة الأهمية عبر محطة "إم تي في" إن "ملايين" البشر ستتدفق عبر الحدود من سوريا، فهل هناك في لبنان من سيتعظ قبل أن يبدأ البركان بقذف حممه؟  هل هناك بين أتباع وحلفاء الأسد على الأرض اللبنانية من يدرك أن الأدوار انقلبت؟
هل هناك بين أتباع وحلفاء الأسد على الأرض اللبنانية من يدرك أنه فقد عمقه، وفقد حليفه، وفقد إمداده؟ هل هناك بين أدوات وحلفاء الأسد على الأرض اللبنانية من يدرك أن عمقه صار عمقاً لخصمه، وأن حليفه صار حليفَ خصمه وأن إمداده صار إمداداَ لخصومه؟ هل هناك بين أدوات وحلفاء الأسد على الأرض اللبنانية من يدرك بأن الديناصور انقرض لأن حجمه لم يتناسب مع التغيير المناخي العام؟
هم يدركون حتماً. ولكنهم يُواجَهون بعقبتين:
-عقبة أنهم ليسوا أصحاب قرار، بل هم ينفذون القرار الصادر عن فقيههم في طهران.
-عقبة عدم قدرتهم على مصارحة أتباعهم بضرورة الانفتاح على شريحة أمضوا قرابة سبع سنوات في نعتها بـ"العملاء والخونة"، هذا إذا كان قرار الانفتاح خياراً متاحاً لهم. 
وعلى الرغم من ذلك هم يحاولون التواصل سراً مع "العملاء" و "الخونة"، ولكن مع الإصرار على التمسك بحجمهم الديناصوري المسلّح ورفض الخضوع لحمية (ريجيم) إلزامية لتصغير قياسهم علّها تساعدهم على "التأقلم". 
ولكن، ما هو أسوأ من التواصل السري هو أن "العملاء" و "الخونة"، يقبلون بأن يجالسوا الديناصورات للبحث في "النأي بلبنان" عن تأثيرات حمم البركان السني في سوريا.
 وأسوأ من الأسوأ هو أن  "العملاء" و "الخونة" ما زالوا كما كانوا قبل السابع من أيار العام 2008، يوم قيل لهم إن حزب السلاح سيجتاح بيروت، فقال أحد جهابذتهم إن "السيد حسن عاقل ولن يفعلها".
السيد حسن نصر الله فعلها عامداً، متعمداً، واعتبرها إنجازاً "مجيداً" أيضاً، فيما "العميل- الخائن" الجهبذ يبقى متمسكاً بقناعته بأن السيد حسن "عاقل، ولن يفعلها".
قعر السوء يتجسد في شريحة داء العوز المناعي، وهي شريحة العلمانيين المتغطرسين الذين يعتقدون بأن البركان السنّي في سوريا غير موجود لأن عيونهم النفعية لا تراه ببصرها.
بصيرتهم الملغّية أساساً لأن نفعيتهم قائمة على تراكم الحقد، تحول دون رؤية الحاجة إلى ضبط تدفق ما أسماه الشيخ صبحي الطفيلي بـ"ملايين" البشر و "ملايين ملايين" الأسلحة من سوريا إلى لبنان. ولا يعتقد عاقل بأن الشيخ الطفيلي كان يتحدث عن ملايين البشر من طائفة السيخ أو الهندوس أو البوذيين.
 عمى البصيرة يمنع إدراك حقيقة بسيطة وهي أن ضبط التدفق المليوني من سوريا إلى لبنان هو مهمة أكبر بكثير من حجم وفهم وقدرة جهابذة العلمانيين. هو مهمة لن يتمكن أي طرف من القيام بها، إلا اللبناني المسلم السني، وحتما ليس عبر مسخرة النأي بالنفس، بل عبر حقيقة القيام بالدور.  البركان السني ينفث دخانه في سوريا، فهل من صاحب بصيرة يدرك بأن التعامل معه لبنانيا يتم بالاستيعاب، لا بالتجاهل السخيف ولا بالمواجهة الخاسرة؟ البركان السني ينفث دخانه في سوريا. فهل من يدرك أن استيعاب حممه في لبنان لا يكون إلا بدور لبناني مسلم سني يحول دون إعادة سنة لبنان إلى جحش في عرس أو جنازة غير لبنانيين؟هل هناك بين تفل العلمانية العمياء من يدرك أن أقصى طموح اللبنانيين المسلمين السنّة هو أن يكونوا لبنانيين، ومسلمين، وسنّة. هل هناك بين أغبياء العلمانية المتغطرسة من يدرك أن الخسارة ستلحق فقط بالمكون اللبناني كي تعيد السنّة إلى جحش في عرس أو جنازة غير لبنانيين؟  كم كان حليماً وحكيماً وهادئاً وديمقراطياً ذلك المارد السني لأنه نجح في الخروج ... من صناديق الاقتراع. كم هو غاضب هذا البركان السني الذي ينفث دخاناً في سوريا. إذا انفجر بركان الغضب في سوريا، عندها لن ينفع الندم على التخلف في ... دعم الثورة والتعجيل في إسقاط الأسد وشعبه البعثي العلماني.  وكم هو ساذج ذلك الذي يعتبر أن البركان غير موجود لأن عمى بصيرته وتضخم حقده يمنعانه من رؤيته.

المعارضة الايرانية: سقوط نظام الأسد فشل لنظام طهران... وربيع ايران قادم من البوابة السورية...والوضع في اشرف خطر لأن المالكي يسير وفق اجندة الحرس الثوري  
طارق نجم/موقع 14 آذار
أعرب السيد شاهين آبادي عضو قيادة مجلس المقاومة الايرانية ومسؤول لجنة العلاقات الخارجية فيها عن أعتقاده أنّ سقوط نظام بشار الأسد الحاكم في سوريا ما هو إلا تمهيد حتمي لسقوط نظام الملالي الحاكم في طهران. آبادي وفي مقابلة له مع موقع "14 آذار" الالكتروني من باريس، عرض تطور وضع آلاف لاجئي المعارضة الايرانية في مخيم اشرف في العراق وما يتعرضون له من اعتدءاءت وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان.
الوضع في أشرف: الإنتقال من المخيم الى معسكر ليبرتي خطر... والمالكي يسير وفق الاجندة الإيرانية
وقال آبادي "عندما استلمنا اشرف في العام 1986 حولناها بجهودنا واموالنا الى مدينة مزدهرة يتوفر فيها جميع أنواع الخدمات الصحية والحياتية بعد ان كانت منطقة جرداء. وبعد قدوم الامريكيين، قام جيش الولايات المتحدة بالاشراف على تجريد الاشرفيين من اسلحتهم طوعاً ودققوا بخلفية كل واحد على حدة من سكان أشرف ليتأكدوا من عدم قيام هؤلاء بأي عمل يناقض القوانين الامريكية. وقد ارسلوا لهذا الخصوص 7 وكالات امنية امريكية مختلفة من اجل آداء المهمة المذكورة. وبعد فترة 16 شهر من التدقيق والتحري الشامل عن اهل اشرف صنف الامريكيون المخيم بانه منطقة يسكنها المدنيون وبالتالي فهو تحت حماية اتفاقية جنيف الدولية الرابعة. وقد تعهد الامريكيون في العام 2004 بحماية اشرف.
و مع نهاية 2008، وقّع الامريكيون اتفاقاً مع العراق على الانسحاب من العراق مع تسليم حماية مخيم اشرف الى الجيش العراقي. وللأسف فإن حكومة العراق هي حكومة غير ديمقراطية ولا تحترم معايير حقوق الانسان بالرغم من انها تعلن التزامها بها". وتابع: "منذ ان استلم الرئيس طالباني الحكم وزار ايران في العام 2009، طلب الخامنئي منه ان يقوم العراق بحصته من الالتزام الخاص بأشرف اي التخلص من المخيم ومن فيه. ومن ذلك الحين بدأ الحصار الجائر بحق المخيم والمضايقات والهجمات والاعتدءات التي لم تتوقف حتى يومنا هذا. ومع تصاعد العنف وسقوط عشرات القتلى والجرحى من أهل المخيم، تعالت الصرخات الدولية من أوروبا ومن الامم المتحدة مطالبة بحماية المخيم مما دفع حكومة المالكي لتشكيل لجنة صورية للتحقيق بما جرى. وبعدها عمد المالكي الى تحديد كانون الاول 2012 كموعد نهائي لاخلاء المخيم الى وجهة مجهولة". وعن الحلول البديلة، أجاب آبادي: "رفضت الحكومة العراقية طلبات العديد من النواب الأوروبيين والشخصيات العالمية لزيارة المخيم, لذا قدموا حلاً يقضي بلجوء هؤلاء الى بلد ثالث. وكانت الخطة تقتضي ان تؤكد المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة وضعهم كلاجئين قبل نقلهم خصوصاً انها اعلنت سكان اشرف كطالبي لجوء. وهنا بدأ فصل جديد من العوائق التي وضعتها حكومة المالكي والتي تسير بحسب اجندة الملالي في طهران والتي كانت تسعى الى أمرين إما تسليم الاشرفيين اليها وإما قتلهم. والدليل على هذا هو أن حكومة المالكي اصرت ان يتم انتقال الاشرفيين في مجموعات الى بغداد امام مفوضية اللاجئين وان يعودوا لاحقاً الى اشرف حتى يصدر تقرير اللجنة النهائي حول ذلك. وهذا الاجراء بالذات يعرض امن هؤلاء للخطر ويضعهم في فخ ان يقعوا اسرى او قتلى في يد المليشيات العراقية المؤيدة للملالي.
وآزاء هذا الوضع المريب، اقترحنا من جهتنا ان يرفع علم الامم المتحدة على المخيم وان تحقق مفوضية اللاجئين مع اهل اشرف في المخيم نفسه. وبحجة انها لا تستطيع ضمان امن المفوضية الاممية، رفضت حكومة المالكي انتقال مفوضية اللاجئين الى اشرف. ومع تعقد الاوضاع واتقراب مهلة المالكي من نهايتها، تم اقتراح حل آخر هو ان ينتقل الاشرفيون الى مخيم ليبرتي وهو القاعدة العسكرية الامريكية السابقة في بغداد قرب المطار وقد وضعت الرئيسة مريم رجوي شروطاً لذلك أهمها: ان ينتقل الاشرفيون بسياراتهم، ان يأخذوا كل ما هو قابل للنقل معهم، وأن يكونوا تحت حماية الامم المتحدة، وان يبدأ عمل مفوضية اللاجئين في الحال، وتتوقف الاعتداءات، وان يكون للشرطة مراكز حول المخيم وليس ضمنه. وقد وقع العراق والأمم المتحدة على ذلك وتقرر نقل اللاجئين الاشرفيين الى مخيم ليبرتي. ولكن للأسف بالرغم من التوقيع على هذا الاتفاق، لم يتوقف اطلاق صواريخ كاتيوشا على اشرف من قبل عصائب اهل الحق التابعة لفيلق القدس الثوري الايراني". وفي تطور خاص بقضية اشرف اصدرت لجنة من الخبراء في القانون الدولي مذكرة قالت فيها أنه إذا نفذت النسخة العراقية من التطبيقات في معسكر ليبرتي حسب مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة فهذا سيكون الطرد الإجباري أو النقل القسري لسكان مخيم أشرف داخل العراق واعتقالهم التعسفي في مخيم ليبرتي الذي لن يتطابق مع الحلّ المقبول بشكل متبادل من قبل كلا الطرفين و«أمن وحالة» سكّان أشرف كما تم تأكيده في البيانات العديدة للأمين العام للأمم المتحدة". كما أنّ سفير النظام الإيراني في العراق دانايي فر وهو بالمناسبة احد قادة قوة «القدس» في الحرس الثوري قال في 20 كانون الثاني 2012 إن عناصر من الامن الايراني سيتواجدون في معسكر ليبرتي كما نقلت عنه وكالة أنباء «مهر» التابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني.
سقوط الأسد فشل لسياسة طهران وتمهيد لسقوط الملالي...والربيع الايراني قادم من بوابة دمشق
وعن الوضع في سوريا وتداعياته على ايران، رأى آبادي "أن سقوط نظام الاسد يؤشر دون ادنى شك إلى فشل للسياسة الخارجية الايرانية وهو دليل على قرب سقوط النظام الايراني الذي بات قريباً. وعن إحتمالات المستقبل بالنسبة للدعم الايراني لنظام الاسد في سوريا، ان الأمر بغاية الجدية بالنسبة لنظام طهران لان سوريا هي من الاوراق الاقليمية الحاسمة بل الأثمن لبقاء نظام الملالي واستمراريته ودوام نفوذه الأقليمي. وهي مستعدة للاستمرار بدعم الاسد على المستويين المالي والتسليحي حيث انه لا مجال لتعويض خسارة نظام الاسد. فما تخشاه ايران هو ان يصل الربيع العربي الى ابوابها عن طريق البوابة السورية. ومن وجهة نظر استراتيجية كذلك، يمثل رحيل بشار الاسد ونظامه اكتمال العزلة الدولية المفروضة على النظام الايراني الذي كان يتنفس عبر الرئة السورية ويصل من خلالها الى العالمين العربي والغربي. وأنا أجزم بأن الخامنئي يضع ثقله كي يرى الاسد باقياً على كرسيه في دمشق لانه اكثر الحلفاء ولاءاً لنظام الملالي".
وقد ذكّر آبادي بالبيان الصادر عن المقاومة الايرانية والذي يشير الى أن نقل الاسلحة والمساعدات الاخرى من ايران يتم من خلال العراق الى سوريا. وقد جاء في البيان " إن نظام الملالي كلف المالكي رئيس الوزراء العراقي بتوفير كل التسهيلات اللازمة لنقل الأسلحة وقوات الحرس والجماعات المسلحة ومنها عصائب الحق والنفط والمساعدات الضرورية الأخرى لديكتاتور سورية عبر الحدود العراقية السورية. وقام الحرسي حسن دانايي فر سفير النظام الإيراني في العراق ومن قادة قوة «القدس» الإرهابية التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني بإبلاغ المالكي بهذا الموضوع، وبدوره طمأنه المالكي بأنه يتخذ كل الإجراءات اللازمة والترتيبات الضرورية على الحدود". كما ذكر آبادي بما قاله قائد لواء القدس في الحرس قاسم سليماني أن النظام الإيراني يسيطر علَى كل من العراق والجنوب اللبناني مهددًا بأنه سيستخدم البلدين للحرب ضد المجتمع الدولي وأن العراق والجنوب اللبناني خاضعان لإرادة طهران وأفكارها وطهران قادرة على إثارة حركات لإقامة حكومات إسلامية في هذين البلدين. واعتبر سليماني على حد زعمه أنّ الشعب السوري موال تمامًا للحكومة السورية ولم يتمكن أنصار المعارضة حتى الآن من إقامة تجمع مليوني ضد الحكومة. ورأت المعارضة الايرانية أنّ هذه التصريحات هي ابتزاز لخامنئي ضد المجتمع الدولي تعكس من جهة خوف نظام الملالي الحاكم في إيران من انهيار جبهته الإقليمية بفعل ثورة الشعب السوري وتعتبر من جهة أخرى محاولة سافرة لترويع الأطراف الدولية لمنعها من فرض عقوبات نفطية ومالية على النظام الإيراني الأمر الذي يظهر بوضوح مدى استغلال النظام الإيراني عدم اعتماد المجتمع الدولي سياسة الحزم والصرامة تجاهه، لترسيخ سلطته وتمرير مشروعه لامتلاك أسلحة نووية وتصديره الإرهاب والتطرف. المصدر : خاص موقع 14 آذار

لاريجاني مهدداً الدول الغربية: سنقطع أيدي من يغامرون في الخليج 
رئيس "الموساد" أبلغ واشنطن عزم إسرائيل على ضرب إيران

تل أبيب, واشنطن, طهران - وكالات: كشفت مصادر اسرائيلية, أمس, ان رئيس جهاز "الموساد" تامير باردو أبلغ واشنطن بإمكانية قيام تل أبيب بالتحرك عسكرياً ضد إيران من جانب واحد, فيما هددت طهران ب¯"قطع أيدي من يغامرون" في الخليج العربي, في إشارة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية. وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن باردو توجه الأحد الماضي إلى واشنطن للتباحث بشأن إمكانية شن هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية, مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارات لرئيس "الموساد" تحاط عادة بالسرية, إلا ان الخبر كشف "عرضا" عندما تحدثت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي الديمقراطية دايان فاينشتاين عن زيارة باردو خلال جلسة استماع للجنة مساء أول من أمس. وفي هذه الجلسة التي نقلتها شبكة تلفزيون اميركية على الهواء, قالت فاينشتيان انها اجرت محادثات مع باردو الذي التقى أيضاً رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي.آي.ايه" ديفيد بترايوس.
وكشفت القناة الاسرائيلية الثانية أن رئيس "الموساد" تحدث عن امكانية قيام اسرائيل بشن هجوم من جانب واحد على ايران, في الوقت الذي يتأرجح فيه المسؤولون الاسرائيليون بين الرغبة في توجيه ضربات للمنشآت النووية الايرانية وبين رفض ذلك. في سياق متصل, دعا تقرير لمركز أميركي للسياسات غير الحزبية, نشر أمس, الولايات المتحدة إلى تحريك سفنها الحربية وتصعيد أنشطتها السرية وتشديد لهجتها, لتشعر ايران بجدية تهديدها بضربة عسكرية لوقف برنامجها النووي. واعتبر التقرير, الذي أعده سياسيون وجنرالات ومسؤولون أميركيون سابقون, أن أفضل فرصة لمنع ايران من سعيها لامتلاك أسلحة نووية هو ان تبدي الولايات المتحدة بوضوح استعدادها لاستخدام القوة, رغم أنه لم يصل إلى حد الدعوة للتحرك عسكرياً ضد طهران.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "مواجهة التحدي وقف عقارب الساعة": ان "الولايات المتحدة عليها ان توضح ان ايران أمامها خياران: إما ان تتخلى عن برنامجها النووي من خلال ترتيبات يتم الاتفاق عليها من خلال التفاوض وإما ان تقوم الولايات المتحدة او اسرائيل بتدمير برنامجها عسكرياً". في المقابل, حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني, أمس, من ان بلاده "ستقطع أيدي من يغامرون" في الخليج, في إشارة إلى الولايات المتحدة التي أكدت أنها لن تسمح لطهران بإغلاق مضيق هرمز الستراتيجي الذي تمر عبره حوالي ثلث الصادرات النفطية المنقولة بحراً إلى العالم. وقال لاريجاني, أمام مجلس الشورى, إن "التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين والغربيين بشأن مضيق هرمز نابعة من خشيتهم من هيمنة الثورة الصامدة للشعب الإيراني", مشيراً إلى أن مضيق هرمز هو "مضيق سلام, ولو حاول البعض القيام بمغامرة في الخليج أو بحر عمان, فإن الشعب الإيراني سيبادر الى قطع أيديهم".
ويأتي موقف لاريجاني بعد إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الخليج العربي ترافقها فرقاطة بريطانية وبارجة فرنسية, منذ حوالي أسبوعين, وعزمها على إرسال حاملة طائرات ثانية في شهر مارس المقبل, في رسالة إلى إيران بأن الأسرة الدولية لن تسمح لها بتنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز. وخلال جلسة مجلس الشورى, أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن الميزانية العامة للعام الإيراني المقبل الذي يبدأ في 21 مارس المقبل, بلغت 416 مليار دولار, وأن الإنفاق الدفاعي ارتفع فيها بنسبة 127 في المئة. من جهة أخرى, أكد مسؤولون حكوميون, أمس, أن كوريا الجنوبية واليابان سترسلان مبعوثين اليوم إلى واشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين وسؤالهم عن كميات النفط التي يمكنهما استيرادها من إيران, في ظل العقوبات الجديدة التي لا تترك للدولتين الاسيويتين بدائل تذكر لمصادر الطاقة. وتستورد الدولتان كميات كبيرة من الخام من ايران وتتعرضان لضغوط لخفضها من أجل الحصول على اعفاء من قانون أميركي يفرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الايراني, علماً أن اليابان هي ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم وكوريا الجنوبية هي خامس مستهلك له. ووفقاً لأرقام رسمية نشرت أمس, انخفضت كمية النفط الخام التي استوردتها كوريا الجنوبية من إيران بنسبة 45 في المئة في ديسمبر الماضي مقارنة مع شهر نوفمبر الماضي, في مقابل ارتفاع الواردات من قطر والكويت.

الولايات المتحدة وحلفاؤها سيكونون في موقف قوي لفرض شروطهم
تدمير
ترسانة إيران النووية يطيح بالنظام... وينقذ المنطقة و يجب الإعداد لعملية عسكرية متكاملة لتحقيق نتائج مرضية

بقلم جيمي م.فلاي وغاري شميت/السياسة
 دأب رؤساء الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية على القول ان تسلح ايران نوويا أمر غير مقبول. ومع اقتراب ايران من تحقيق هذا الهدف, ما زال القادة السياسيون مترددين, بمن في ذلك كبار المسؤولين في ادارة أوباما كوزير الدفاع ليون بانيتا. الآن يتحدثون بوتيرة أعلى عن العواقب الوخيمة المحتملة لتوجيه ضربة عسكرية اسرائيلية أو أميركية للبرنامج النووي الايراني, وكذلك عن مخاطر ايران كدولة نووية. ماثيو كرونغ استحق التقدير لنهوضه بالحجة القائلة ان تداعيات هجوم عسكري ضد البرنامج النووي الايراني خطر جدير بالاهتمام, في ضوء النتائج الأكثر خطورة في حصول ايران على القنبلة " وقت الهجوم على ايران " يناير- فبراير 2012. ومع ذلك, ثمة مشكلات في ستراتيجية كرونغ في تفادي السيناريو الكابوس وهو الضربة العسكرية المحدودة, بل يمكن فعلا ان تفعل عكس ما تعتزم- كالدفع بالبرنامج النووي الى تحت الأرض والسماح لايران بالاحتفاظ بقدرتها على تهديد الولايات المتحدة وحلفائها. اذا اعتمدت الولايات المتحدة جديا الحل العسكري, سيكون من الأفضل التخطيط لعملية لا تضرب من خلالها برنامج ايران النووي فحسب بل تستهدف زعزعة استقرار النظام, حيث يحتمل أن يكون في هذا حل للأزمة النووية الايرانية دفعة واحدة والى الأبد.
يقيم كرونغ أدلته على الضربات الاسرائيلية المحدودة الناجحة لمفاعل تموز في العراق العام 1981, ولمفاعل الكبر في سورية العام 2007. في حين أن البرنامج النووي الايراني في العام 2012 لا يمكن مقارنته بأي من هاتيك الحالتين اللتين كان البرنامج بهما في حالة جنينية أولية وكان التركيز فيها على بناء مفاعلات بمرافق مساعدة محدودة. وبمجرد تدميرهما كان من الصعب لأي من البلدين اعادة بنائها فورا.  ومع ذلك, عاد صدام حسين في النهاية الى الأعمال التجارية في مجال الأسلحة النووية. وبعد ضرب مفاعل تموز, أعاد صدام العمل في البرنامج العراقي تحت الأرض وقام بتنويعه واستكشاف مسارات متعددة للقنبلة. بحلول العام 1991, كان العراق قريبا من الحصول على القدرات الخاصة بتطوير أسلحة نووية - وهذه الحقيقة اكتشفت بعد "حرب الخليج" تحديدا.
خلافا لذلك, فان ايران ظلت لسنوات تعمل على توسيع برنامجها وهي تشغل الآن عدة مفاعلات كبيرة ومرافق تخصيب لليورانيوم, تقوم وكالة الطاقة الذرية الدولية بتفتيشها, بالاضافة الى مجموعة كبيرة من برامج البحوث المرتبطة بها والمرافق ودراسة معدات تخصيب اليورانيوم وصنعها وتجميعها. رغم ان المرافق المعلنة يبدو أنها معزولة في مجمعات آمنة أو في منشآت عسكرية والكثير من المرافق الفرعية وضعت في أحياء سكنية حضرية.  هكذا, يخطئ كرونغ عندما يقول ان شن هجوم على البرنامج النووي الايراني "يمكن أن يقلل الأضرار الجانبية... من خلال ضربة ليلية أو جعل تلك المصانع أقل أهمية على قائمة الأهداف." اذا قررت الولايات المتحدة عدم استهداف المواقع المرتبطة بها لأسباب انسانية, فيبقى لدى ايران مستقبل نووي. المثير للقلق أكثر, على حد تعبير وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد, هي " المجهولات المعروفة." فلا مشكلة في أن توجد عناصر خفية في البرنامج النووي الايراني. اذ بعد تكريس موارد كثيرة لبرنامجها النووي ومعاناتها لسنوات من عقوبات قاسية على نحو متزايد, فأنه من المعقول تماما الاعتقاد أن طهران تحتفظ على الأقل بمنشأة تخصيب رائدة صغيرة بعيدة عن رقابة المجتمع الدولي. على كل حال, اخفاء أحد تلك المنشآت عن عيون العالم لن يكون أمرا صعباً ; والوكالة الدولية وصلت بشكل محدود جداً الى ورش العمل التي تنتج المكونات الخاصة بتجميع أجهزة الطرد المركزي, وبالتالي لا يمكن تتبع حجم ونطاق أنشطة تخصيب اليورانيوم بدقة في ايران.
علاوة على ذلك, فان قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم مهارة تقنية لا يمكن نسفها من الوجود. وكذلك الأمر بالنسبة للتقدم الذي أحرزته في مجال التسلح. تلك الجوانب من البرنامج يحتمل أن تنجو في أعقاب عملية قصف محدودة على غرار ما دعا اليه كرونغ.
من المؤكد ان لا طائل من ضربة محدودة. وما جاء به كرونغ يبدو الى حد ما محاولة لتجنب عواقب تسليط الضوء على المشككين بعمل عسكري في كثير من الأحيان, سواء ردت ايران عسكريا أو بعمليات عن طريق وكلاء لها ارهابيين. يقول ان الولايات المتحدة "يمكن أن توضح أولاً أن ما يهمها فقط تدمير البرنامج النووي الايراني, لا الاطاحة بالحكومة" على سبيل توقع رد ايراني معتدل. ولكن هنا, أيضا, ارتكب خطأ. فايران واجهت المجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي لسنوات. وسواء كانت الضربة العسكرية محدودة أو تهدف لزعزعة استقرار النظام, فان زعماء ايران من المؤكد ان تكون ردة فعلهم قوية لهذا التحدي حفاظا على مصداقيتهم في المنطقة, فهم سيستخدمون الصواريخ والوكلاء والعناصر الارهابية.
على أية حال, ايران قتلت الأميركيين لسنوات مؤخرا, من القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. وتم الكشف في العام الماضي عن مؤامرة ايرانية لاغتيال السفير السعودي على الأراضي الأميركية, يبدو أن طهران ليست في مزاج يتيح لها تعديل سلوكها. ومن المشكوك فيه أن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية وقوات الحرس الجمهوري سيقبلون بضربة محدودة من دون انتقام. نظراً للتداعيات المحتملة جراء ضربة عسكرية محدودة, فان السؤال الذي ينبغي على الولايات المتحدة أن تطرحه على نفسها هو: لماذا لا تتخذ الخطوة التالية? رغم كل شيء, فبرنامج ايران النووي أحد أعراض مرض أكبر هو النظام الثوري الأصولي في طهران.
ويمكن هنا تقديم الشكر للتطورات السياسية الداخلية وللعقوبات التي جعلت النظام في أضعف حالاته منذ عقود مضت. لكن المجتمع الدولي يستنفد ببطء العقوبات, والضغوط التي مورست على ايران حتى الآن لم تؤد الى وقف برنامجها. الضربة المحدودة للمنشآت النووية لن تؤدي الى تغيير النظام. ولكن عملية أوسع نطاقا قد تفعل. وسوف لا تحتاج الى القيام بغزو أرض بهدف الاطاحة بالحكومة على وجه التحديد. سوف تحتاج الولايات المتحدة أساسا الى توسيع قائمتها للأهداف لتتجاوز البرنامج النووي الى مراكز القيادة والتحكم الرئيسية لدى الحرس الجمهوري ووزارة الاستخبارات, والمرافق المرتبطة بالمسؤولين الحكوميين الرئيسيين الآخرين.
قد يكون الهدف الوصول الى شل قدرة الحكومة على السيطرة على الشعب الايراني. وهذا يتطلب حملة موسعة, ولكن نظراً لأن ضربة محدودة تستغرق أياما وايران سترد, لذا سيكون من الأفضل الآن تصميم عملية عسكرية بفرصة أكبر لتحقيق نتائج مرضية. بطبيعة الحال, لا ضمانة بأن ينهار النظام الايراني فورا اثر ضربة من هذا القبيل. ولكن تكلفة الضربة على البلد, وضعف النظام, سوف يفتحان الباب للمعارضة المتنامية لحكام ايران الحاليين. ويقال أحياناً ان الضربة ستؤدي الى التفاف الشعب حول النظام. في الواقع, نظراً لعدم شعبية الحكومة, يبدو من المرجح أكثر أن ينظر الشعب الى عجز النظام عن احباط الهجمات كدليل على عري الامبراطور وعلى جر البلاد الى أزمات يائسة بلا داع. واذا حصل هذا, فان النزعة الوطنية والكبرياء الايراني سيقودان الى مزيد من الغضب تجاه النظام الحالي.كحد أدنى, سيكون أفضل بكثير لحكام ايران ان يعالجوا الاضطرابات الداخلية بعد ضربة هائلة بدلا من التفرغ تماما لتوجيه ضربة مضادة للأعداء في حال كانت الضربة محدودة.
قد يدعي البعض أنه اذا سقط النظام, فان أي زعيم لاحق سوف يقيم البرنامج النووي بنفس القدر, خاصة بالنظر الى النزعة القومية الايرانية وفخر المواطنين المفترض في برنامجهم النووي. لكن بقدر تزايد التكاليف الاقتصادية للبرنامج, ثمة أيضا, خيبة أمل جراء عزل ايران. كما قالت الناشطة الايرانية شيرين عبادي لصحيفة وول ستريت جورنال في أبريل 2011 : " أحمدي نجاد يتحدث عن الطاقة النووية بصفتها تمثل الكبرياء الوطني... لكن هذا ليس صحيحاً. الناس لا يهتمون. "
الولايات المتحدة, بالتنسيق مع حلفائها, ستكون آنذاك في موقف قوي يتيح لها أن توضح للقادة الجدد في ايران أن الطريق الى الرخاء يعتمد على التخلي عن البرنامج النووي. لقد تجنبت ادارة أوباما الاختيار بين عملية عسكرية وبين ايران نووية.. بالاعتماد على استنتاجات الاستخبارات الأميركية بأن ايران لم تتخذ القرار النهائي بتطوير سلاح نووي. ولكن اذا كان للتاريخ دروس وعبر, فان ثقتها بتلقي أي معلومات مخابراتية خلافا لذلك في الوقت المناسب وبطريقة لا لبس فيها - ليست في محلها. صدق كرونغ حين قال ان ضربة عسكرية ينبغي أن تكون حتمية. الا أنه أخطأ حين أوحى بأن ضربة محدودة هي الحل الوحيد الذي ينبغي أن يكون على الطاولة. اذا تم اختيار الضربات العسكرية, سيكون وضع النظام أمام مخاطر أفضل بكثير من تركه جريحا وقادرا نوويا ومستعدا للقتال في يوم آخر. جيمي م.فلاي المدير التنفيذي لمبادرة السياسة الخارجية.  غاري شميت المدير الستراتيجي للدراسات المتقدمة في معهد انتربرايز الأميركي
* عن فوزن بوليسي

إعترافات نائب "عوني": لا انسجام بين كل افرقاء الحكومة... لا ثقة بجنبلاط وسليمان يلغينا سياسيّاً...  
سلمان العنداري/موقع 14 آذار
مما لا شك فيه ان التيار الوطني الحرّ يمر باصعب اللحظات السياسية في تاريخه. فالتيار الذي يدّعي محاربة الفساد، ويرفع شعار الاصلاح والتغيير، اصطدم بالحلفاء والخصوم على السواء، في ظلّ سياسة متشددة يمارسها على طاولة مجلس الوزراء وفي الادارات العامة، وفي الملفات والاستحقاقات الاساسية اليومية التي تعيشها البلاد. "التيار فقد ثقته بالحلفاء، كما فقد حلفاؤه الثقة به وبسياسته المنفصمة والمتعجرفة والحاقدة في كثير من الاحيان". هذا ما يقوله وزير بارز في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مجالسه الخاصة، الامر الذي يشير بقوة الى عمق الفجوة التي خلّفتها الخلافات والتناقضات على طاولة الحكومة التي ابصرت النور قبل نحو عام، بعد انقلاب شبه مسلّح قام به "حزب الله" الذي جمع اكثريته الجديدة بسلاحه، مُسقطاً حكومة الرئيس سعد الحريري. وفي هذا الاطار، يقول نائب في تكتل "التغيير والاصلاح" ان "العلاقة بين التيار الوطني الحر والحكومة سيئة للغاية، اذ وصلت الى مرحلة دقيقة وحسّاسة للغاية. ويعود هذا التدحرج في العلاقة الى طريقة تعاطي الفريق الحكومي في الملفات اليومية، الامر الذي اوصل الامور الى حافة الهاوية". وأضاف: "نحن لا نعتبر انفسنا جزءاً من هذه السلطة على قاعدة اننا جئنا من خارج كل اللعبة السياسية التي كانت قائمة منذ عشرين عاماً الى اليوم. فلدينا مفاهيمنا الادارية والسياسية والاقتصادية والسياسية المختلفة كلياً عن الطبقة السياسية التي تحكّمت بالقرار وبالادارات والقطاعات على مدى عقود"، مؤكداً ان "كل الطبقة السياسية في لبنان باستثناء التيّار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح، هي طبقة مذنبة ومتواطئة بقضايا الفساد واهتراء المؤسسات، وهذا ما يفسّر الاختلاف الجذري في النهج والاسلوب في ما بيننا".
ويضيف النائب: "لو لم تكن الادارة سيئة الى هذا الحدّ، لما وصل وضع المؤسسات الى هذا الوضع المتلاشي والضعيف"، لافتاً الى ان "ما يميّز التيار الوطني الحرّ عن باقي الفرقاء في الحكومة هو النهج الجريء، والشفافية والنيّة الصادقة في التغيير وقلب المعادلات، في وقت يستمرون فيه بإعتماد الاسلوب التقليدي نفسه، وفي طرح الحلول نفسها من باب الانتحار المجّاني والاضافي الذي لا يزيد الامور الا تعقيداً". ومن هذا المنطلق، يرى النائب "العوني" ان"التيار والتكتل على تناقض تام مع هذه الحكومة لانها لا تتعاطى مع المسائل بجديّة، ولا تحسم الامور، ولا تبادر باتجاه الحلّ الحقيقي والفعّال، الامر الذي يستتبع الكثير من النتائج والتداعيات السلبية والكارثية". هل صحيح ان التيار الوطني الحر يعرقل الحكومة ويريد الاستئثار بالتعيينات الادارية؟. يجيب النائب بثقة وقليل من الانفعال: "وحده النهج السيء يدمّر الاقتصاد والمجتمع، وما تقوم به بعض الجهات في الحكومة سيوصلنا الى هذه النتيجة، لان استمرار عقلية الزبائنية والمحاصصة والسرقة والافساد سيؤدي الى خراب الدولة على رؤوس الجميع".
ويضيف: "على من يخرج بتصريحات ويتّهمنا بأننا نعرقل قيام الدولة ان يعي ان البلاد مدمّرة ومشوّهة منذ العام 1992، فأين الزراعة والصناعة والسياحة، وماذا حل بالمصارف وبسمعة المصارف، وماذا عن الديون وتراكمات الفوائد على لبنان، وماذا نقول عن وضع الموازنة المأساوي، وعن الفلتان الحاصل في بعض القرارات والقوانين والانظمة، وهل رأى هؤلاء ماذا فعلوا في قطاع الصحة والضمان الاجتماعي والكهرباء وفي ملف المهجّرين؟".
ويستطرد قائلاً: "كل هذه الملفات لم يكن التيار مسؤولاً عنها منذ سنوات عديدة، لاننا كنّا خارج السلطة"، لافتاً الى ان "ما يريدونه هو ان نصبح شركاء في جرائم لم نرتكبها. فالفريق السياسي الذي نضطر الى التعاطي معه، يحاول زجّنا في قضايا الفساد، وفي جرم لم نرتكبه، ولم نغطّه يوماً". وعن سرّ الهجوم العوني العنيف على رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، يؤكد النائب نفسه ان "الجرّة كسرت بيننا وبين جنبلاط الذي لم يوفرنا يوماً بتصريحاته اللاذعة، كما ان تناقضاته وقفزه من مكان الى آخر، جعلتنا نتأكد من عدم ثقتنا بهذا الرجل الذي يعرف تاريخه جيداً". ويستغرب النائب "كيف يعطي وليد جنبلاط بكل جرأة دروساً بالأخلاق والسياسة وهو اول من خالف هذه الادبيات، وتاريخه السياسي يشهد عليه".
وتابع: "بيننا وبين وليد جنبلاط عدم ثقة ولا ولن نركن اليه يوماً، ولا نعتقد انه بالامكان ان نتعاطى مع شخص يقفد توازنه السياسي، ويغيّر مواقفه كل لحظة، وبالتالي لا نرتاح للعلاقة معه التي وصلت اليوم الى حدود القطيعة". ويستمر النائب "العوني" بجردة الحساب، ويعتبر ان "العلاقة مع الرئيس ميشال سليمان "مش منيحة"، واتّهامه لنا بأننا نشوّه سمعة الرئاسة، كلام في غير موضعه، لان احداً لا يشوّهها سوى الرئيس بحد ذاته، فبقدر ما يتصرف بشكل صحيح وسليم، بقدر ما تكون الرئاسة سليمة، الا ان المشكلة مع قصر بعبدا وتحديداً مع سليمان تكمن في انه يريد ان يفرض علينا اموراً لا نقبلها، ونشعر وكأنه يريد استهدافنا سياسياً بشكل مباشر او غير مباشر، وبالتالي فإن من يهدد صلاحيات الرئاسة هو من يتولى هذه الصلاحيات ويمارسها بشكل منقوص". وباختصار، (يقول النائب)، "نحن جسم غريب عن تركيبة هذه السلطة، ونحن غرباء عنهم كائناً من كانوا هؤلاء، لاننا لسنا نسخة طبق الاصل عن احد، ولم نكن شركاء لهم في اي صفقة على حساب الناس والبلد، ولسنا شهود على كل ما حصل، ولهذا لن نعطي براءات ذمّة لاحد". ويشدد النائب في حديثه على ان "التيار يريد ان يكون نسخة جديدة تحاول استنهاض لبنان لا استغلال مؤسسات البلد والاستفادة من الوضع المهترىء في المؤسسات، وبالتالي فنحن لسنا شركاء في هذا النظام، والاختلاف في الرؤيا والتناقض موجود داخل الحكومة. ومن هذا المنطلق لا تستغربوا ان لا يكون هناك اي انسجام بيننا وبين كل الاطراف السياسية".
*موقع 14 آذار

 مؤامرات حزب معصوم
مصطفى علوش
منذ أيام مرّت مقالة للصحفي جان عزيز في صحيفة "الأخبار" من دون أن تستدرج أي ردّات فعل رغم خطورة المعلومات الواردة فيها. باختصار فإنّ الكاتب سرد وقائع ومعلومات يؤكد فيها أن ما قامت به ميليشيا "حزب الله" في السابع من أيار لم يكن وليد رد فعل على قرارات اتخذتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بل إن ما سُمِّي بـ"غزوة حزب الله" ما هو إلاّ مؤامرة أعدّت بالتنسيق مع الفرنسيين والسوريين لتغيير المعادلة السياسية القائمة من خلال العنف والتخريب الذي قامت به ميليشيا الحزب الإلهي بمساعدة الميليشيات والشبيحة المنضوية تحت لوائه.
تقول الرواية بأنّ مسألة كاميرات المراقبة في المطار لم يكن لها وجود في الأساس، وإنما كانت فكرة لمعت في أذهان المتآمرين لدفع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة إلى قرارات معينة تكون مسوّغاً للعملية الأمنية "الجراحية" كما سُمِّيت وقتها. وقد استفادت هذه التركيبة من "غفلة" وليد جنبلاط الذي هدّد الحكومة ودفعها إلى اتخاذ القرارات الشهيرة المتعلقة برئيس جهاز أمن المطار وبخصوص عدم شرعيّة منظومة اتصالات كان قد نصبها الحزب من خلال المنشآت الرسمية.
من الواضح بناءً على خلفية الكاتب والصحيفة الناشرة للمقال أن الهدف الأساسي لتمرير هذه المعلومات، وعلى الأرجح من مخابرات "حزب الله"، هو تأكيد "غباء" صُنَّاع القرار في قوى 14 آذار، وأنهم مجرّد أدوات تتلاعب بها أجهزة المخابرات شرقاً وغرباً، والأهم هو "بهدلة" صُنَّاع القرار في فرنسا على أنّهم مجرّد متآمرين على قوى 14 آذار، وقد يكون الهدف في الأساس زعزعة الثقة بالمواقف الفرنسية المتعلقة بالأمور السورية.
من حيث لا يدري، أسّس الأستاذ جان عزيز لفضيحة تطال حزب ولاية الفقيه قبل أن تطال فرنسا. وما يؤكد حصول المؤامرة هو غياب أي تعليق لا من المسؤولين الفرنسيين ولا من الحزب. هذا يعني أن "حزب الله" استدرج قوى 14 آذار من خلال مؤامرته إلى قرارات سوّغت له اعتداءاته. ويعني أيضاً أن فورات الغضب التي مثّلها الأمين العام للحزب قبيل إصداره الأوامر إلى ميليشياته للتخريب إنّما كان جزءاً من مسرحية متقنة الإخراج ليس فيها أي أثر للأخلاقيات الإنسانية. ويعني أيضاً أنّ هذا الحزب لا يأبه بسقوط الضحايا البريئة والتسبُّب بالدمار في سبيل تحقيق أهدافه، وأنّه مستعد للتآمر مع القوى "الاستكبارية" ضد أبناء بلده طالما ذلك يؤمّن له الغلبة. ويعني بالتأكيد أن الرادع الأخلاقي والديني الذي طالما تغنى به سماحة الأمين العام ما هو إلا جزء من التقيّة المبرمجة لخداع الرأي العام.
بناءً على كل ما تقدَّم، ونحن على أبواب الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فقد يكون من الواجب مراجعة بعض الأدبيات المتعلقة بهذه القضية وحيثياتها وتفاصيلها.
لقد كان السائد في أوساط قوى 14 آذار هو أنّ قرار الاغتيال أخذه بشار الأسد، أمّا التنفيذ فقد كان مشتركاً بين أطراف عدّة أمنية وميليشوية مرتبطة بهذا النظام. الوقائع والمعطيات أكدت لاحقاً أنّ مَنْ نفَّذ على الأرض كانت عناصر مخابراتية من حزب الولي الفقيه، وعلى الأرجح من دون مشاركة أي طرف آخر لضمان حسن التنفيذ. هذا لا يعني أن أطرافاً أخرى لم تكن عالمة بالجريمة قبل حدوثها.
في معرض الدفاع عن اتهام النظام السوري في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد يؤكّد المدافعون عن هذا النظام أنّ سوريا هي التي تضرّرت أكثر من غيرها، وبشكل مباشر، من قضية الاغتيال، ويكفي أنّ قواتها انسحبت من لبنان على خلفية الجريمة بعد احتلال دام ثلاثة عقود. كما أنّ النظام تعرّض لحصار سياسي قاسٍ استمر ثلاث سنوات، أما المستفيد الأوّل فهو العدو الإسرائيلي الذي يسعى دائماً إلى الفتنة. على كل ذلك كنّا نردّ بأنّ النظام السوري كان نزقاً بارتكابه الجريمة بدافع التخلص مما مثله رفيق الحريري من حجم سياسي محلي ودولي، ولم يدخل في حساباته إمكانية الخروج من لبنان وإنشاء لجنة تحقيق دولية ومن بعدها المحكمة الدولية.
في المحصلة فإنّ النظام السوري قد يكون أحد الخاسرين الكبار كنتيجة لهذه الجريمة. أما الرابح الأكبر من دون شك فهو مشروع ولاية الفقيه للأسباب التالية:
1 ـ لم يكن الرئيس الشهيد يوماً على علاقة ودّ مع الحزب المعصوم لأسباب منطقية ومنها تناقض الرؤى في السياسة والأمن والمواجهة مع إسرائيل، وتكفي مراجعة تصريحات قيادات الحزب ضدّ الرئيس الشهيد في حياته للتأكد من ذلك. أمّا مسرحية الودّ والمحبة بين نصرالله والرئيس الشهيد التي روّج لها بعد استشهاده، فلم تكن إلاّ جزءاً موازياً لمسرحية أبو عدس لإخفاء آثار الجريمة.
2 ـ تخلّص "حزب الله" من شخصية أمّنت عودة لبنان إلى الخريطة الدولية ما صعَّب على الحزب إمكانية ابتلاعه لمصلحة مشروع ولاية الفقيه.
3 ـ تخلّص مشروع ولاية الفقيه من أحد روّاد المواجهة مع هذا المشروع على المستوى الدولي.
4 ـ ضرب مشروع بناء الدولة، وبالتالي تعميم الفوضى والتدهور الاقتصادي ليتمكّن الحزب من التسلّل من جديد عبر مشروع بديل هو مشروع ولاية الفقيه.
5 ـ على الرغم من الحلف القائم بين نظام الأسد ونظام ولاية الفقيه، فإنّ هذه العلاقة لم تخلُ من الصدامات والتنافس في لبنان تمثّلت في فترة بصدامات دموية (حرب "أمل" و"حزب الله"). إنّ الوجود السوري في لبنان شكّل نوعاً من كف اليد للحزب في كثير من المسائل الأمنية والسياسية في لبنان، لذلك فإنّ خروج الجيش السوري قد مكَّن هذا الحزب من أن يتحرّر بشكل كامل، لا بل إنّه وضع النظام السوري تحت رحمته في الموضوع اللبناني. لذلك، فإنّ النظام السوري على الأرجح كان ضحية استدراج حزب الولي الفقيه ليشارك في قرار الجريمة من خلال تحريض هذا النظام على الرئيس الشهيد وتصويره بأنّه يشكّل تهديداً مذهبياً له، هذا بالإضافة إلى تصويره أحد مهندسي القرار 1559، أمّا التخطيط والتنفيذ والتكليف الشرعي فقد كان على عاتق الحزب المعصوم. وهكذا يكون حزب الولي الفقيه وإسرائيل المستفيدين الأكبرين من اغتيال رفيق الحريري.
مصطفى علوش- عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل
(المستقبل)

 جبران باسيل.. طاقة وطاقيّة
ايمن شروف
محظوظ وزير الطاقة جبران باسيل بين نواب ووزراء تكتل "التغيير والإصلاح". حظّه هذا بدأ منذ كان يتردد كل 15 يوماً إلى باريس حيث منفى الجنرال الفخم، ليقابل شانتال ويوطّد علاقته بها، ويتزوجها، فيتحوّل من اسم "غير معروف" كما يقول العونيون، إلى نجم الساحة و"البطل" الذي لم يظهر فعلياً إلا بعد عودة الجنرال ميشال عون من فرنسا.  هو اليوم وزير طاقة. وزير ملك لا يشبه عدنان السيّد حسين، فهو من يُفصّل ويخيّط مع "عمّه" كل شاردة وواردة. أخذ من الجنرال كل الصّفات التي تخوّله أن يكون الوريث، ليس السياسي فقط، بل حتّى وريث "المنطق" والتصرفات والأفكار والسياسات الداخلية الحزبية والخارجية السياسية. هو ملك على وزراء التيار وعلى التيار نفسه برتبة أقل بدرجة من قائد الجيش السابق. في أوساط شباب "التيار الوطني الحر"، امتعاض كبير من باسيل ومن عون لأنّه بسط يد وزير الطاقة على حساب الجميع. لكن مشكلة هؤلاء أنهم لا يسعون إلى أي تغيير، لقد قنعوا بهذه الحال عن سابق إصرار وتصميم، وأي امتعاض يُحكى في الغرف المغلقة أو لا يباح به من الأساس. كل هذا جعل من باسيل ما هو عليه اليوم، لا يتوانى عن تعميم الأوامر حتى في قلب الحكومة. يقول إن هذا نمط التيار، وباعتقاده أنّه يستطيع فرض هذا النمط على الجميع. قد يكون هذا التفكير ليس فقط نتاج الحالة العونية، بل من تبعات سياسة "حزب الله" التي أطلقت يد حليفه المسيحي وجعلته يعتقد أنّه الزعيم الذي لا يُقهر. يُعلّق أحد السياسيين على هذه السياسة: بتنا في حيرة من أمرنا، من يملك الستين ألف صاروخ، ميشال عون أو "حزب الله"؟!.
هو يلبس في الطاقة، "طاقية" يُخبئ فيها كل ما يفعله. من الوزارة إلى التكتل وصولاً إلى التيّار. يعتقد أنّ باستطاعته دائماً قلب الأمور لمصلحته، أو بالأحرى يُبقي على خط عودة. ولكن فعلياً، ماذا الذي فعله باسيل ليعتقد بأنّه وصل إلى مرحلة يفرض فيها ما سمّاه نمطه على كل اللبنانيين وليس فقط على أفرقاء الحكومة؟ استطاع وزير الطاقة أن يجمع كل اللبنانيين حتى بعض المؤيدين للتيار "الوطني الحر"، على رفض العتمة التي بلغت مرحلة لم يسبق لها مثيل في عهده. على أيّامه لم يعد هناك حسابات 8 و14 آذار في رفض البقاء تحت وطأة الظلام. استطاع أن يجعل وزراء "حزب الله" الحليف الأوّل له يسمعونه في مجلس الوزراء يتحدث ويتذمرون. في ولايته الوزارية، حُرم اللبنانيون من المازوت الأحمر في عزّ موسم الشتاء. أصحاب الصهاريج والمولدات المحسوبون على تيّاره استثمروا على حساب الدولة ومالها وعلى حساب الناس ودفئهم. الحديث عن الإنجازات لا ينتهي أبداً، منها ما حصل أوّل من أمس على طاولة مجلس الوزراء، حين قبل بعروض لمشروع كهربائي بعد انتهاء المهلة المسموحة لذلك. أيضاً، يرفع النائب نبيل نقولا فاتورة كهرباء أعطيت له من الوزارة، تزعم بأن النائب محمد قباني لا يدفع فواتيره، تبيّن في ما بعد أنّها لا تعني نائب "المستقبل" بل تخص شخصاً آخر. وتبيّن أيضاً أن خلفية الحملة على مقرر لجنة الطاقة، لها علاقة بالمازوت الأحمر.
كل هذا وهناك من يريد مكافحة الفساد. ويقول إنّه وحده من يفعل ذلك، هو سيكشف كل الناس ولديه ملفات على كل الناس. لكن حين يسأله وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور في جلسة مجلس الوزراء عن "انزعاجه" من ملاحقة من افتعل فضيحة المازوت الأحمر، لا يجد الجواب. الجيّد في كل هذا أنّه اعتاد أن يبقى هادئاً، ومن الجيّد أيضاً أنّه لم يشاهد جوزيف أبو فاضل على شاشة "الجزيرة". دائماً هناك ما يعترض عمل وزير الطاقة، ودائماً هناك من يعرقل فكره الإصلاحي. هو اعترض أول من أمس وأبدى امتعاضه من العوائق التي تعترضه تقنيا وماليا واداريا في تطبيق خطة الكهرباء وعدم تعيين مجلس ادارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان. لم يتوقّع باسيل أن يسأله رئيس الجمهورية ميشال سليمان، من باب الانتقاد، عمّا إذا كان يجوز له أن يجول على السياسيين ويستطلع آراءهم في مرشحين لهذه التعيينات، أين احترام الآلية وأين احترام المؤسسات اذا كنت تقف على آراء السياسيين وتتجاوز ما اتفق عليه من آلية ومعايير؟ ولو قدمت ثلاثة أسماء مرشحين لكل مركز فإن رئيس الجمهورية كفيل بتأمين انتظام عمل المؤسسات. في هذا العهد، أي عهد باسيل في وزارة الطاقة، إمّا أن ينعم اللبنانيون بالكهرباء من دون انقطاع وإمّا سيُحرمون منها أكثر. هذا باختصار ما سيحصل إن لم يستجب الجميع لما يريده الوزير المضيء المشع والمميز، من استجرار الطاقة إلى تلزيم الشركات مروراً برفض تمويل الصناديق المانحة لمشروعه الكهربائي. فضلاً عن السدود لا سيّما في البترون. ويريد أن ينجح كما نجح في إخراج وزير العمل شربل نحّاس من اللعبة الحكومية، حين وافق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على 15 مليون دولار لصندوق المدينة التي من خلالها سيخوض معركته النيابية، تمهيداً على ما يبدو لمعركة رئاسية لا تغيب عن باله (كما كان يقول حين تقرّب من عون)، بالضبط كما كانت هذه المعركة هي الحاضرة الأبرز في كل ما فعله ويفعله العماد عون. في النهاية، تحدث باسيل في مؤتمر صحافي مطوّل، لم يصل إلى أي نتيجة سوى أنّ التظاهر وارد في أي وقت، والتيار "الوطني الحر" هو من علّم الناس على التظاهر. لقد ذكّر وزير الطاقة كل المعنيين بالأمر أنّه هو و"التيار" من أقام 14 آذار 2005، حين هرب الجميع كما قال. هذا الحديث لا بد أنه استفزّ كل المنظمات الشبابية التي كانت شريكة في ما بينها بالتحضير لهذا اليوم التاريخي. خصوصاً وأن وزير الطاقة لم يكن في ساحة الشهداء يومها. على أي حال، ليس بجديد كلام باسيل ولا تحريفه للحقائق، كل ما هنالك أنّ اللبنانيين سيتظاهرون ويضيئون شموع خروج وزارة الطاقة من ظلامها وظالمها. (المستقبل)

قيام الدولة في لبنان يقترب مع اقتراب سقوط نظام الأسد
ربى كبّارة/المستقبل
دخل ملف الأزمة السورية أروقة الامم المتحدة بما يؤذن بقرب سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، حاملاً معه أبرز المعوقات التي حالت حتى الآن دون عبور لبنان الى "الدولة" الحقيقية التي ينضوي كل ابنائها تحت سيادتها، بالتساوي دون غطرسة وتعنّت فريق يستقوي على مواطنيه بسلاح أوجده أصلاً لمقاومة اسرائيل. وأظهر طرح الملف على طاولة مجلس الأمن الدولي بيد عربية جامعة، أن نظام الاسد الذي بقي لعقود لاعباً اقليمياً رئيساً، بات معلقاً بموقف دولة وحيدة هي روسيا، وهو موقف قابل للتغيير عندما تحصل على السعر المناسب، رغم أن الغرب لا يبدو في وارد دفعه، وهو ينتظر تطور الامور العسكرية وحسمها. أما دعم ايران فقد يطيل معاناته من دون أن يوفر له حماية مماثلة في مجلس الأمن. وترتبط سيادة لبنان الفعلية بقيام الديموقراطية في سوريا رغم سعي حلفائها المحليين والخارجيين، على ندرتهم، الى إثارة المخاوف من انعكاسات سلبية للديموقراطية على الاستقرار أو من فوز الاسلاميين في انتخابات دول تغيرت أنظمتها. فالحجم الكبير للاسلاميين حاليا هو نتاج فترات القمع الطويلة للأنظمة التي انهارت وهذه الشعبية لا بد وستتأكّل مع انتقالهم إلى السلطة. ومن الواضح ان على "قوى 14 آذار" ألا تتقوقع في انتظار سقوط النظام السوري وإنما تتابع قضاياها متصدّية لكل محاولات هجمات النفَس الاخير لحلفاء سوريا، عبر تهيئة نفسها للتعامل مع المراحل المقبلة: سقوط النظام خصوصا وأن المدى الزمني للتخلص منه ما زال مجهولا ولاحقا سقوطه.
فالتصدّي للحكومة الحالية، التي شكّلتها دمشق لتنأى بلبنان عما يحدث في اراضي جارته، واجب قائم رغم أن سقوطها غير مرجح اذ لا بديل جاهزاً لها، والخارج منشغل إما باستحقاقاته الداخلية وإما بمآل الثورات العربية، ولانها ما زالت حاجة سورية للاستخدام عندما يشتد الطوق اكثر حول عنق النظام، وهو ما تبدى بموافقة "حزب الله" على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وباستمرار اجتماعاتها رغم كل الخلافات المستشرية بين مكوناتها في شأن ملفات أساسية.
وإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ليس لعودة "قوى 14 آذار" إلى السلطة، وإنما لقيام حكومة انقاذ من تكنوقراط تقودنا الى الانتخابات المقبلة. ولا يغفل سياسي متابع ملاحظة تململ بدأ يطفو على السطح ضمن الاوساط الشعبية لحلفاء سوريا، منبعه استمرار المراهنات على بقاء نظام الاسد الذي فقد هيبة عاش عليها عقودا، بدليل توسع رقعة الثورة لتحاصر دمشق، بعد فشله رغم القمع الدموي من قمع ثورة مستمرة منذ نحو 11 شهراً اسقطت اكثر من ستة آلاف قتيل.ويتعامل حلفاء سوريا في لبنان بحذر مع مجريات ما تشهده أراضيها تجنباً لسقوطهم مع سقوط النظام، وعلى "قوى 14 آذار" أخذه في الحسبان. فـ"حزب الله" العاجز عن جرّ البلاد إلى معارك مذهبية أو طائفية أو إلى حرب مع اسرائيل، يميل إلى فتح ابواب الحوار ويمتنع مسؤولوه عن التبجح يوميا بمناصرة النظام السوري، وذلك دليل إعادة حسابات، سمحت باستقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان، ودفعت النائب وليد جنبلاط الى العمل في هذا الاتجاه. وكذلك قراءة أمينه العام الأسبق صبحي الطفيلي للثورة السورية الموجهة اساسا للطائفة الشيعية والتي يدل توقيتها على شعوره بأن طائفته باتت على استعداد لتقبّلها حدّا من الخسائر التي ستلحق بها جراء فقدان الحلقة الوسيطة التي تربط الحزب بمعقله الأساسي: إيران. كذلك ينكبّ النائب ميشال عون ووزراؤه ونوابه على المناكفات المحلية داخل الحكومة هروبا من الالتصاق بملف نظام يتهاوى.
ويقترب تخلّص سوريا من نظام "حزب البعث" الذي ربض عقودا على أنفاس مواطنيه وأنفاس اللبنانيين، فيما نحن على مشارف الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانطلاق "ثورة الارز" و"انتفاضة الاستقلال الثاني". وهذه فرصة لـ"قوى 14 آذار " لتبرهن صدق مقولة أن لبنان قادر على أن يقدم نموذجا متميزا للعلاقة بين مكونات الشعوب التعددية، وقد لاقت برسالتها الجوابية المفتوحة "المجلس الوطني السوري" الذي أعلن أول اعتراف حقيقي بلبنان الدولة السيدة المستقلة بما يسمح بالمشاركة في رسم المرحلة المستقبلية. لذا، على "قوى 14 آذار" أن تخرج من إطار ردّ الفعل إلى المبادرة، وأن تواكب انعكاسات سقوط النظام السوري موحّدة لا بنشوة انتصارية أو من مصالح انتخابية ومن دون أن تكرّر أخطاء الفريق المستقوي بسلاحه، فتنعزل وتتعنت، بل تفتح له ابواباً تقوم على قواعدها الاساسية: الدولة بإقرار من الجميع من دون سلاح خارج الشرعية. ويبقى توقيت انفتاحها ومداه مربوطا بمدى تقبل الفريق الآخر للانضواء تحت لواء الدولة.

رئيس الجمهورية "يبقّ البحصة": طفح الكيل
باسمة عطوي/المستقبل
تتعدد دلالات كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي وجّهه في جلسة الثلاثاء، الى وزير الطاقة جبران باسيل، سواء بتذكيره بضرورة اعتماد الآلية في التعيينات الادارية، او بتحذيره من ان "الأنا " تسببت بحروب وجرّت الويلات على لبنان في السابق. على الارجح لن يمرّ هذا الكلام مرور الكرام، ولن تقتصر مفاعيله على داخل جدران قاعة مجلس الوزراء فقط، بل سيمتد تأثيرها حتما الى العلاقة التي تربط الرئاسة الاولى بالتيار "الوطني الحر" ورئيسه، داخل مجلس الوزراء وخارجه، ووضع قواعد جديدة للتواصل بينهما، بعيدا عن "الهدنة" التي أرسى مداميكها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بعد تولّيه سدة البطريركية المارونية.
في المفاعيل الاولية لكلام رئيس الجمهورية، يظهر أنه أراد القول "طفح الكيل في ما يتعلق بتسيير عجلة الدولة والمؤسسات" على حد تعبير "اجواء مقربة منه" لـ"المستقبل"، مشيرة "الى ان رئيس الجمهورية يرى" انه بات من الضروري استعمال النبرة العالية لمصلحة الدولة والمواطن الذي يئن تحت وطأة أزمات معيشية وشلل إداري وسجال سياسي، وبالتالي إن كلامه للوزير باسيل هو لوضع النقاط على الحروف وليس لدافع شخصي، او للرد على الحملات التي يقودها الجنرال ميشال عون على الرئاسة الاولى ".
تذكر اوساط بعبدا " أن كلام رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء سبق وأن أعلنه في كثير من مواقفه، وفي العديد من اللقاءات الثنائية التي جرت بينه وبين الجنرال عون، أي تمسكه بتطبيق آلية التعيينات والبعد قدر الامكان عن المحسوبيات في مقاربة الشأنين السياسي والحياتي للناس، ومنها التعيينات الادارية لتكون خطوة أولى نحو السير بإتجاه الدولة، لكن الفرق هذه المرة أن هذا الكلام قاله الرئيس بشكل "رسمي" ما يعني أنه ملزم من الآن فصاعدا بتنفيذ الالتزام الذي يطالب القوى السياسية ومنهم التيار الوطني بتطبيقه".
لا تنكر الاوساط "ان كلام سليمان وجّه رسالة الى "التيار"، حول كيفية التعاطي مع مقام الرئاسة الاولى وصلاحياتها وقد يكون هذا هو الهدف الثاني الذي أراده سليمان وليس الهدف الاول، لكنها تؤكد في المقابل انه لم يرد "الثأر الشخصي" من الجنرال، لأسباب عدة اولها أنها ليست من "الصفات الشخصية" للرئيس وليست أسلوب عمله، ولو أراد ذلك لرد مباشرة او من خلال مصادره الخاصة، وتجربة السنوات الماضية أكبر دليل على ذلك. والسبب الثاني ان رئيس الجمهورية يدعو دائما الى تطبيق الديموقراطية في التعاطي مع الشأن السياسي، وعليه يجب أن يتقبل كلام "جنرال الرابية" من منطلق تطبيق الديموقراطية من جهة، ومن جهة أخرى لأنه يعرف أن كل القوى السياسية لها مصالح في لبنان، ولها حسابات تتعلق بحيثيتها الشعبية التي تريد أن تفعلها من خلال خطابات نارية، وقد يكون خطاب الجنرال عون ضمن هذا السياق، لكن الاجواء تشك في أن تأتي هذه الطريقة بمردود على الصعيد الشعبي". ولكن ماذا عن عبارة "الانا تسببت بحروب " التي قالها الرئيس سليمان، تشرح الاوساط المقصود من هذه العبارة بالقول "نعم رئيس الجمهورية يريد التذكير والتنبيه أن "الانا "، والحسابات الشخصية جرّت الويلات على البلاد في السابق وأدخلتنا في أيام الجمهورية الثانية، في الزواريب السياسية الصغيرة وأبعدتنا عن التفرغ لحل المشكلات الكبيرة التي ترهق كاهل المواطن، وبمعنى آخر دفعتنا الى إضاعة الطريق المؤدي الى بناء الدولة، وإذا تابعنا على هذا النحو فسنواجه مشكلات كبيرة وأكثر تعقيداً ".
أين بكركي من كل ما يجري، خصوصا انها اول من بادر الى إعادة حرارة التواصل بين بعبدا والرابية ؟ يقول المسؤول الاعلامي في البطريركية المارونية وليد غياض لـ"المستقبل" ان "لا تحرك جديدا لغبطة البطريرك الراعي في هذا الاطار، وان كان حريصا على التواصل مع الجميع ويدعو في العلن والسر الى حل الامور بالحوار، لكن غبطته في الوقت نفسه لا يتدخل عند إطلاق موقف سياسي من هنا أو هناك، بل يتحدث بالمبادئ العامة والعناوين الكبيرة التي يجب أن تحكم التواصل السياسي، وبالتالي فهو لا يعلّق على كلام أحد زعماء ولا يعاتب أشخاصاً على لهجاتهم، بل يذكّر بالمبادئ العامة التي تحرص بكركي على تطبيقها بين السياسيين".
في الاطار نفسه، تذكر الاوساط المقربة من رئيس الجمهورية "أن إعادة الحرارة الى العلاقة بين الرئيس سليمان والجنرال عون، أتت ضمن المسعى المسيحي الشامل الذي قاده البطريرك الماروني، للمّ شمل القيادات المارونية وتوحيد خطابهم من أجل مصلحة لبنان والمسيحيين فيه، وبالتالي فالرئيس يتعامل مع أي طرف مسيحي من منطلق رئاسة الجمهورية، أي أنه رئيس لكل اللبنانيين، وهو لا يضع نفسه في إطار ضيّق أشبه بمن يقول للآخر"اليوم أنا على خلاف معك وغدا ربما نتصالح"، فإذا كان لدى الجنرال مآخذ معينة تجاه الرئيس فهذا شأنه، لكن الرئيس سيظل حريصا على تطبيق مبدئه القائل بأنه لجميع اللبنانيين، وأنه حريص على صحة الاداء الحكومي خصوصا مع وزراء "التيار" الذين يجب أن يحسبوا كلامه من منطلق مؤسساتي ودستوري وليس شخصياً، وذلك لمصلحة البلاد والعباد، أما العلاقة بالرابية فربما من الافضل أن تبقى على ما هي عليه اليوم.

تل أبيب تبلغ واشنطن رفضها امتلاك طهران «القنبلة» وتحدّد 27 منشأة نووية إيرانية هدفاً... لحرب في الصيف
الحياة/طهران - محمد صالح صدقيان؛ القدس المحتلة - آمال شحادة؛ فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن مفتشيها سيعودون إلى إيران بعد 3 أسابيع، إثر اختتامهم «رحلة طيبة» للبلاد، أشارت طهران إلى أنها لم تشمل تفقد منشآت نووية، لكن الوفد تطرّق خلالها إلى اتهامات بتنفيذ إيران تجارب سرية لصنع سلاح ذري. في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس استخبارات الدولة العبرية (موساد) تامير باردو التقى سراً في واشنطن، مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، وأبلغهم أن تل أبيب لن تقبل بامتلاك طهران سلاحاً نووياً بعد سنة. وفي تطوّر يُعتبر سابقة، عرض جنرالات إسرائيليون مخاطر الامتناع عن حسم الملف النووي الإيراني، ونشروا خريطة لـ27 منشأة نووية إيرانية، تضعها تل أبيب في لائحة أهدافها. ويحدد الجنرالات الصيف المقبل، موعداً لهجوم عسكري على إيران، معتبرين أن اغتيال علمائها النوويين ومحاولات تخريب منشآتها الذرية، لم تجدِ نفعاً، بل ينهض الإيرانيون مجدداً بنشاطات سريعة ومذهلة، خصوصاً في منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم.
ورأى مسؤول عسكري إسرائيلي إن جيشه قادر على توجيه ضربة واسعة للمنشآت الإيرانية، لكنه شدد على أن ذلك ما زال قيد نقاش داخلي، بسبب معارضة جهات مسؤولة، مشيراً إلى أن القيادتين السياسية والعسكرية ما زالتا تبحثان في مسألتين: إذا كانت الضربة ستحقق هدفها بإلحاق الضرر المطلوب بالبرنامج النووي الإيراني، والثمن الذي ستدفعه إسرائيل، إذا شنّت هجوماً.
في فيينا، أشارت الوكالة الى أن خبراءها سيزورون إيران يومي 21 و22 الجاري، فيما قال مديرها العام يوكيا أمانو: «الوكالة ملتزمة تكثيف الحوار. ما زال من الضروري إحراز تقدم في شأن القضايا الجوهرية». أتى ذلك بعد اختتام وفد ضم 6 مفتشين، برئاسة البلجيكي هيرمان ناكيرتس، زيارة إلى طهران استمرت 3 أيام. وقال ناكيرتس: «أجرينا محادثات مكثفة طيلة ثلاثة أيام، في شأن كل أولوياتنا. نحن ملتزمون تسوية كل المسائل العالقة، وقال الإيرانيون إنهم ملتزمون ذلك أيضاً». وأضاف لدى عودته إلى فيينا: «ثمة عمل كثير يجب إنجازه، لذلك خططنا لزيارة أخرى في مستقبل قريب جداً». وتجنّب ناكيرتس، وهو نائب مدير الوكالة، الردّ على أسئلة عن احتمال «وضع خريطة طريق أو خطة عمل لتسوية قضية الأسلحة» النووية المزعومة، أو مدى تفاعل الإيرانيين مع الوفد، قائلاً: «لا يمكنني التعليق. كانت رحلة طيبة، وسأبلغ المدير العام (للوكالة يوكيا أمانو) نتيجتها».
أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، فاعتبر المحادثات مع الوفد «جيدة وخطوة إلى أمام»، وزاد: «خططنا لمواصلة المشاورات بين الجانبين». ولفت إلى أن الوفد «لم يطلب زيارة أي منشأة نووية، على رغم أننا كنا مستعدين لتسهيل ذلك»، مضيفاً أن المفتشين «طرحوا أسئلة في شأن الدراسات المزعومة». ويشير بذلك إلى معلومات استخباراتية غربية تفيد بتنفيذ إيران تجارب سرية لصنع سلاح نووي، كان أمانو أوردها في تقرير أصدره في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي في فيينا قوله: «الحكم على الزيارة سيتم من خلال تلمس مدى تعاون الإيرانيين مع وفد الوكالة، في شأن مسائل مهمة. أي شيء أقلّ من ذلك، ليس مقبولاً». ورجّح آخر أن الزيارة لم تكن «كارثة، والباب ما زال مفتوحاً» للتفاوض.
في غضون ذلك، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المسؤولين الإسرائيليين أمس، ضرورة إيجاد تسوية سلمية للملف النووي الإيراني. وبعد لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس، حض بان الإيرانيين على إثبات الطابع السلمي لبرنامجهم النووي. وسُئل هل يخشى هجوماً إسرائيلياً على إيران، فأجاب: «لا بديل من تسوية سلمية لتلك المسائل». إلى ذلك، حض «مركز السياسات غير الحزبية» (مقره واشنطن) إدارة الرئيس باراك اوباما على تحريك سفنها الحربية وتكثيف نشاطاتها السرية وتشديد لهجتها، لتشعر إيران بجدية تهديدها بهجوم عسكري، وتوقف برنامجها النووي. وورد في تقرير للمركز الذي يضم ساسة وجنرالات ومسؤولين أميركيين سابقين: «على الولايات المتحدة أن توضح لإيران أن أمامها خيارين: إما أن تتخلى عن برنامجها النووي، من خلال ترتيبات يُتفق عليها بالتفاوض، وإما أن تدمّر الولايات المتحدة أو إسرائيل برنامجها عسكرياً».
في طهران، قدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمجلس الشورى (البرلمان) أمس، مشروع موازنة للسنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ الشهر المقبل، يخفّض الانفاق الحكومي 5.6 في المئة ويستهدف خفض اعتماد البلاد على عائدات النفط، لكنه يزيد الانفاق الدفاعي بنسبة 127 في المئة. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الموازنة احتُسبت على أساس 85 دولاراً لبرميل النفط، وهذا أقل من سعر الخام في الأسواق العالمية. وقال نجاد إن حكومته تتطلع إلى خفض اعتماد البلاد على واردات النفط. لكن النائب علي أكبر أوليا اعتبر أن «الموازنة المقترحة، متفائلة جداً، ولا تتوافق مع واقع اقتصادنا».

 شيعيّة الشيخ صبحي الطفيلي
نصير الأسعد/الجمهورية
من نافل القول إنّ الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي يعرفُ الكثير الكثير عن الحزب بنيةً ومواقعَ وتشابكاتٍ ومعلوماتٍ أمنيّة، وقد يكون يملك معطياتٍ عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو الذي كشفَ أنّه التقى في ربيع 2005 القائد العسكريّ - الأمنيّ للحزب الراحل عماد مغنيّة، وهو الذي يعتبر الاغتيال شرخاً "تأسيسياً" في العلاقات الشيعيّة - السنيّة بل يرى أنّ على "حزب الله" أن يقدّم كلّ التنازلات في موضوع المحكمة الدوليّة وغيره من أجل حماية السلم الاهلي. بيدَ أنّ لإطلالته التلفزيونيّة مساء الإثنين عبر شاشة "ام.تي.في" علاقةً بعنوان أكبر من عدد من الجزئيّات مهما كانت أهميّتها. لم يترك الرجل مكاناً للشكّ في كونه مقتنعاً بأنّ النظام في سوريّا آيل إلى الانهيار.  لكنّه كان واضحاً جداً في كونه مسكوناً بهاجس الخطر المتأتيّ من فتنة سنيّة – شيعيّة وبهاجس الخطر من "مطحنة" للشيعة كما سمّاها تقود إليها سياسة إيران - "حزب الله". فمن الواضح أنّ الشيخ صبحي الطفيلي يقرأ سياسة طهران - "حزب الله" على نحو دقيق. فهو يعتبر أنّ دعم النظام الإيراني و"حزب الله" لنظام بشّار الأسد في سوريّا، قد أدّى إلى وضع الشيعة – خصوصاً في لبنان – في مواجهة الشعب السوريّ بكافّة طوائفه وأطيافه وتحديداً المكوّن السنّي. وقال في محطّة مفصليّة من حديثه إنّ "حزب الله" الذي كان يتلقّى حتىّ الآن الدعم من سوريّا (من النظام السوريّ) سيتلقى غضباً سوريّاً عارماً في ضوء المتغيّرات السوريّة، وإنّ هذا الغضب سيصيب الشيعة.
وفي السياق نفسه، أفاض الطفيلي في شرح السياسة الإيرانيّة لافتاً إلى أنّها في دعمها لنظام الأسد من جهة وفي ردّها على أزماتها الداخليّة وأزمات علاقاتها بالعالم من جهة أخرى، وضعت شيعة المنطقة، الشيعة العرب، في وضع خطير. وأبرَز فكرةً بالغة الأهميّة في قوله إنّ شيعة عدد من الدول العربيّة – لا سيّما في الخليج – دفعوا دفعاً لينفصلوا عن الغالبيّات في دولهم في معارك "خاصة" ضدّ أنظمة الحكم بدلاً من أن يخوضوا في أمر التغيير وظروفه من ضمن حركات شعبيّة "عامّة". لم يقم الشيخ صبحي في حديثه التلفزيونيّ بصياغة "كاملة" للإستنتاجات. لكنّه أراد ان يقول إنّ ما يتخوّف منه وما يخشاه، أي الفتنة السنيّة – الشيعيّة ليست افتراضاً تحليلياً – نظرياً عنده بل هي أكثر من احتمال: ففي المنطقة فتنةٌ مشتعلة بالفعل كما في العراق و"نائمة" في دول أخرى... وذات أساس في لبنان. وهوَ إذ حمّل المسؤوليّة لـ "الجميع" كما قال، لم يُخفِ قناعته بأنّ "حزب الله" يتحمّل تلك المسؤوليّة بالأولويّة، ويُطلق صرخةً عالية: إلى أين يتمّ أخذ الشيعة؟.
ويستطردُ في ما هو أكثر من مجرّد تحذير، متوجهاً إلى الحزب ليؤكّد له أنّ كلّ ما لديه من تسليح لا يفيده لأنّ البداية يجب أن تكون في مراجعة الحزب لسياساته التي شكّل احتلال بيروت في إطارها في أيّار 2008 أكبر إساءة إلى العلاقات الإسلاميّة – الإسلاميّة وإلى السلم الأهلي.
إنّ ما يدقّ الطفيلي الناقوس بشأنه هو في العمق، حتىّ من دون أن يقولَه حرفياً، إنّ "حزب الله" الذي أنهى المشروع المقاوم في 1996 بـ "تفاهم نيسان" كما يعتقد الشيخ، باتَ "حزب حرب أهليّة". ولذلك طالبه بـ "المراجعة"... بمراجعة ما آلت أموره إليه ودعاه إلى مبادرة تصالحيّة مع الفريق الإسلامي الثاني وبسرعة، على أن تتضمّن المبادرة خطوات فعليّة في مسألة العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري. على أنّ الشيخ صبحي أثار في حديثه مسألةً أخرى على درجة عالية من الأهميّة والخطورة. فهو ألمحَ إلى أنّه سمع من أوساط قريبة من "حزب الله" أو غير بعيدة عنه أنّ "خيار التحالف مع إسرائيل" قد يكون وارداً ذات يوم في مواجهة ما قد يعتبره الحزب وطهران مدّاً إسلامياً سنّياً!.
للوهلة الأولى يثير هذا الطرح قدراً من التعجّب... إذ كيفَ لهكذا تحالف أن يقوم؟. غير أنّ ما يثيره الشيخ فيه نسبةٌ من "الواقعيّة" إذا جاز التعبير. واقعيّة إمكان الانكفاء بالشيعة من طائفة فاعلة في محيطها الإسلاميّ ومتأصّلة في عروبتها... ومؤسّسة في الكيان اللبناني، إلى أقليّة قد يقودها عقل سياسيّ ما إلى استهواء "تحالف الأقليّات"!. وبهذا المعنى فإنّ الشيخ صبحي يحذّر في خضمّ الربيع العربيّ من هكذا "انبعاثات سامّة".خلاصةُ القول إنّ كلام الأمين العام الأسبق لحزب الله موجعٌ للحزب وإيران لكنّه منبّه ومحفّز للشيعة. إنّه "الكلام الشيعي" الذي يجب أن يُقال عند هذا المنعطف الذي تجتازه المنطقة ويجتازه لبنان. إنّه الكلام الذي يجب أن يُسمع كي تتحصّن كلّ البيئات في لبنان من أجل سلام لبنان.
لقد أحسنتَ يا شيخ صبحي وأصبت كبد الحقيقة، ليس لأنّك بما أعلنت اصطففت في وجه سياسة قيادة الحزب، بل لأنّك تحدّثت في توقيت حسّاس وقرّرت أن تحاول التأثير بخطاب فيه قدرٌ من التحديث للخطاب الدينيّ!.

حرب أهلية في سورية بديلاً من حرب إقليمية؟
عبدالوهاب بدرخان/الحياة
قدّم النظام السوري في مواجهته للانتفاضة الشعبية حتى الآن بعض أكثر سمات الطغيان عقماً ودموية وبشاعة، فيما قَدّمت تضحيات الشعب بعض أهم نماذج الصمود والتحدي والثبات في التاريخ البشري. وإذ يحلم هذا النظام بأن يبقى فارضاً نفسه على الشعب ويريد أن يحكمه بالقهر والإخضاع، فإنه يقدّم حالياً، كنتيجة لأخطاء الشهور الماضية، نموذجاً لاستدعاء الحرب الأهلية وصنعها.
ومن قبيل تحليل القرارات والممارسات، يُفترَض أن قادة هذا النظام يعرفون ماذا يفعلون، لكن يبدو أن العقل السياسي تعطّل كلياً، وإلا لما كان هذا الجنوح الى خيار تخريب البلد كوسيلة واعية لتدعيم السيطرة عليه وإدامتها. كان يُشار الى النظام السوري، على بعثيته، باعتباره نسخة معدّلة ومنقّحة، أي معقلنة، لنظام صدّام في العراق ونظام القذافي في ليبيا، وكانت تُنسب اليه حنكة وبـراغماتية ووطنية راسخة لم يُعثر على أي أثر لها في ردود فعله، سواء في التعامل مع الاحتجاجات السلمية أو أخيراً في التصدي للصدع الانشقاقي الذي أصاب الجيش. وإذ عيب على صدّام حسين والقذافي أنهما فضّلا تعريض بلديهما وشعبيهما للانتهاك الخارجي، واعتُبرا زعيمين طائشين متهوّرين، فإن نظام دمشق أوصل سورية الى المآل نفسه، ويُظهر -كالنظامين البائدين- إصراراً على استدراج التدخل الخارجي حتى لو لم يكن وارداً، لهزمه في الداخل، وبالتالي «الانتصار» على الشعب وإخضاعه.
هي وصفة جهنمية لكن وهمية، اجترحها النظام لنفسه. قد ينجح للأسف، في فرض جانبها التخريبي البحت، أما النتائج التي رسمها لها فلم يعد قادراً على تحقيقها، ولا تستطيع ايران وروسيا ضمانها له، فهما تسعيان الى حماية مصالحهما عبر حمايته لكنهما تعلمان أن هذه المصالح باتت مهددة، وأي حرب أهلية قد تقضي عليها نهائياً، لذلك فإنهما تشتغلان حالياً بما هو متاح أي باستغلال الوضع لإجراء مقايضات قد تسنح هنا أو هناك. وما يسوّغ ذلك للروس والايرانيين أن لديهما نظاماً حليفاً بات معطوباً ولا بأس بهدهدة أحلامه وأوهامه طالما أنها تمنحهم الوقت والأدوات لاستغلاله قبل أن يباشر انهياره. ففي موسكو أو في طهران، لم يعد احتمال السقوط أو الانهيار مستبعداً، بل هو متداول سراً، أما انكاره علناً، فيهدف أولاً إلى إبقاء النظام السوري في وضعية يمكن استثمارها، ويرمي ثانياً الى استدراج المساومات (كما بين روسيا والولايات المتحدة، وبين الدول الغربية وإيران بالنسبة الى التفاوض على برنامجها النووي).
ومع التصعيد الأخير الذي ربط بين الأزمتين السورية والإيرانية، لاحت في المنطقة ملامح حرب ما، وطالما ان نظام دمشق طرح نفسه «متبرّعاً» بسورية ساحة لها، هرباً من مأزقه، فإن مصالح كثيرة تتقاطع لدفع هذه الحرب الى حيث تتوافر لها أرضية مواتية. ووفقاً للسيناريو الكلاسيكي الموروث من حقبة الحرب الباردة، فإن «حروب الآخرين» أو «الحروب بالوكالة» تبقى مخارج مفضّلة، وقد يبدو أفضلها الآن أن أي حرب أهلية في بلد مثل سورية تتيح لكثيرين المساهمة فيها بأقل الأضرار والتكاليف، خصوصاً أن النظام يريدها وسيعتبرها من براعاته في «إشعال المنطقة»، إما لتكبير الأزمة -تدويلاً أو أقلمةً-، ظناً منه أنه سيكون طرفاً لاعباً فيها كالآخرين، وإما لخلط الأوراق، ظناً منه أنه سيبقى قادراً على استنقاذ حكمه رغم أن استسقاطه سيكون الهدف الرئيسي لتلك الحرب.
من بين أوهام وأحلام كثيرة، اعتقد نظام دمشق أن الشعب يجب أن يرضخ للقتل ويرضاه، وأن العالم يجب أن يغضّ الطرف أو يبارك قمعه الوحشي للشعب، وأن الجند يجب أن يشكروه على منحهم فرصة قتل أهلهم ومواطنيهم، وأن المجتمع الدولي يجب أن يكافئه على «استقرار» سورية ولم يرَ ما حلّ بتونس ومصر، اللتين كانتا أكثر «استقراراً» بكل المقاييس... بل اعتقد أن مشكلته مع «مؤامرة» خارجية وليست مع «ثورة» داخلية، وأن الصين وروسيا معجبتان بإتاحته الفرصة لهما لمواجهة الأميركيين وتلقينهم درساً أكثر ايلاماً من الدرسين العراقي والأفغاني... وهو اعتقد طبعاً أن القضاء على «ثورة الداخل» يبدأ بغلق أبواب التدويل، لكن الروس والصينيين المقتنعين بوجاهة «الفيتو» الذي أشهراه في مجلس الأمن، لم يتوقعوا أن يركن النظام الى موقفهما ويكتفي به، فلا يسعى الى رفده أو استثماره بمبادرة سياسية قوية وشجاعة كان تعهّد بطرحها والإسراع في تفعيلها. لم يعد الصينيون في مزاج مواكبة بلادته رغم أنهم لا يعيّرون أي نظام بقمعه لشعبه. أما الروس، فيواصلون المساومة آملين في صفقة مع الاميركيين «لاقتسام سورية».
كان الذهاب الى التعريب نتـيجة لفشل التدويل، ولا شك في أن العـودة الى الـتدويل نتيجة لفشل التعريب، وها هو النظام السوري يستخلص إمكان نجاحه باستغلال هـذين الـفـشـلـيـن لـيباشر ترجمتهما بتصعيد العنف والمزيد من القتل اليومي. باتت لديه ذريعة، رغم عدم حاجته اليها، هي أنه استقدم المراقبين العرب ليؤكدوا روايته الأولى والأخيرة ويشهدوا بأن هناك مسلحين يعتدون على «شبّيحته»، ولذلك تأسّف لتجميد عمل المراقبين. وبهذا التصعيد، يريد النظام نقل المواجهة الى مستوى آخر، الى حرب طائفية كما سبق وخبرها في لبنان بل شارك في هندستها. بدأ «يفرج» عن المخطوفين والمـعتقـلين والـمفـقودين برمي جثثهم بعد تشويهها والتمثيل بها، وافتتح موسم القتل الطائفي المتقصد، كما في في الشعار الذي حملته العُصبة التي لـفّـت بـهـا رؤوس ضحايا كرم الزيتون في حمص، وكما في قتل الكاهن المسيحي المتعاطف مع الانتفاضة في حماه. وهذه ليست سوى أمثلة حديثة معروفة، ثمة على الأرض كمٌّ من الوقائع البـغيـضة يـرسّـِخ الانـدفاع في هذا الاتجاه.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت المواجهة تتغيّر من عملياتِ قمع الى حرب مواقع. كَثُرَ السلاح فجأة في الأيدي، وبدا كأن الجميع تخلى عن أي تحفظ في الاشارة الى «طائفية» الصراع، ولم تعد لدى أحد أسباب لتجهيل هذه الحقيقة. كان السفير الاميركي روبرت فورد حذّر باكراً، وقبل وقت طويل من سكوته الحالي، من عسكرة الانتفاضة ومن حرب طائفية، لكن «العسكرة» حصلت بفعل ضغوط النظام وعجز المجتمع الدولي عن لجمه، أما «التطييف»، فلم يكن السمة الأولية للانتفاضة، لكن النظام حرص على تظهيره من خلال تخويف الأقليات من «البعبع» السنّي وتحريضها على عدم الحياد إزاءه. وكان رجب طيب اردوغان بالغ التصميم أخيراً، حين قال ان تركيا «ستمنع» نشوب حرب أهلية في سورية، بمعزل عما يمكن أن يفعله واقعياً. غـير أن حـرب الـسيطرة على المدن والبلدات «المحررة» بدأت تقرّب خيار المنطقة/ المناطق «العازلة/ الآمنة» من لحظة الحقيقة، فهناك بحث جدي في اقامة ما يمكن أن يسمى «تحالف الراغبين» في مساعدة الـشـعب السـوري من خلال تلك المناطق... تــحـت مـظـلة «الـناتـو». كـانـت فـي اللقاء الخليجي-التركي في إسطنبول بداية ملامح لم تتبلور بعد لمثل هذا الخيار.

انتصار الأسد على شعبه سيشرع الأبواب العربية أمام إيران
صالح القلاب/الشرق الأوسط
بعد اعتراف مسؤول إيراني كبير، هو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، بوجود قاعدة إيرانية في منطقة مضايا بالقرب من بلدة الزبداني، التي تداولت اسمها بكثرة وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، وبعد اعترافه باستقدام أعداد من مقاتلي حزب الله اللبناني للمشاركة في حماية هذه القاعدة، التي وصفها، من قبيل الضحك على ذقون الغافلين والأغبياء، بأنها سياسية وليست عسكرية، فإنه لم تعد هناك حجة للذين يغلقون آذانهم بأصابعهم ويضعون أكفهم فوق عيونهم حتى لا يروا ولا يسمعوا الحقائق ويعترفوا بأن إيران تشارك ومنذ اليوم الأول لانطلاق شرارة الثورة السورية بالسلاح والرجال والأموال في القتال في المعركة التي يخوضها نظام بشار الأسد ضد شعبه.
الكل، كل العرب، يعرفون أن هناك تحالفا استراتيجيا، بلون طائفي فاقع للأسف، بين سوريا وإيران الخمينية، كانت قد جرت صياغته في وقت مبكر في عهد (الإمام) الخميني والرئيس السابق حافظ الأسد، وأن هذا التحالف لم يقم على أساس مواجهة «العدو الصهيوني» والاستكبار العالمي والإمبريالية الأميركية، كما بقي يتحدث ولا يزال إعلام البلدين، وإنما من أجل تمكين الإيرانيين من إنجاز تطلعاتهم «الإمبراطورية» في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وحقيقة فإن هذه المسألة باتت معروفة ومؤكدة ولا ينكرها إلا من هو مصاب بحَوَل سياسي أو من يصر على البحث عن أثر الذئب مع أن الذئب واقف أمامه فاغرا فمه ومكشرا عن أنيابه.
ولذلك فإن إيران، التي تعرف أنها إذا سقط نظام بشار الأسد فإنها ستخسر سوريا وستخسر العراق على المدى البعيد وأيضا ستخسر رؤوس جسورها في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية المهمة ومن بينها حزب الله وسابقا وإلى فترة قريبة حركة حماس ودولة غزة، قد بادرت منذ اليوم الأول لدخول هذه المعركة ضد الشعب السوري، الذي لم يجد بدا من أن يشعل نيران هذه الثورة المجيدة بعد أكثر من أربعين عاما من تحمل البطش والاستبداد والقهر، على أنها معركتها، وأن الانتصار فيها على هذا الشعب سيكون انتصارا لها ولمشاريعها وتطلعاتها في الشرق الأوسط كله بل وأبعد من هذا. وبالتالي فإن الخسارة وسقوط هذا النظام سيمثلان سقوطا لكل هذه التطلعات وكل هذه المشاريع التي هدفها إنعاش مجد الفرس القديم في هذه المنطقة.
وهنا، وعلى هذا الأساس، فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن انكسار «الثورة السورية» - لا سمح الله - وصمود نظام بشار الأسد - لا سمح الله أيضا - سيتبعهما وعلى الفور تمدد إيراني بالنفوذ المباشر في اتجاه الأردن، وبالطبع في اتجاه القضية الفلسطينية، وبحيث تصبح المملكة العربية السعودية التي هي جدار الاستناد العربي والرقم الأهم في معادلة هذه المنطقة مطوقة بالنفوذ الإيراني وبرؤوس الجسور الإيرانية من كل الجهات، وذلك على اعتبار أن طهران ستبادر إلى إنعاش الحركة الحوثية والسعي لاختراق الواقع اليمني المستجد، وتحويل هذا البلد أو الجزء المؤثر منه جغرافيا وديموغرافيا إلى قلعة مطلة على الخليج العربي من جهة الجنوب.
كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد حذر في وقت مبكر من هلال إيراني، وليس شيعيا كما لجأت إيران ومعها كل أتباعها وحلفائها للترويج له، يبدأ أحد طرفيه من اليمن في الجنوب وينتهي طرفه الآخر في بيروت والجنوب اللبناني في الشمال، مرورا بالطبع بما يعتبره الإيرانيون قنابلهم الموقوتة في بعض الدول العربية الخليجية وفي العراق وسوريا. وهذا ما اتضح على نحو لا يلجأ إلى إنكاره سوى أعمى البصر والبصيرة بعد انطلاق الثورة السورية، وبعد لجوء رئيس وزراء العراق نوري المالكي إلى تصرفات لا يمكن أن تكون عفوية أو مجرد أخطاء إدارية، أدت إلى إنعاش الفتنة الطائفية في بلده وتحريكها مرة أخرى على غرار ما كان عليه الوضع في سنوات منتصف العقد الماضي.
ثم إنَّ ما لم يُعطَ الاهتمام الذي يستحقه هو أن إيران تراهن، وهي تخوض معركة إسقاط الثورة السورية وصمود نظام بشار الأسد، على سقوط أنظمة «الربيع العربي» في حجرها لأسباب اقتصادية. ولعل ما يؤكد وجود مثل هذا الرهان الإيراني أن هناك معلومات لم يتم التأكد من صحتها بعد، تتحدث عن وجود قنوات اتصال بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وطهران، وأيضا بين الإخوان المسلمين المصريين وبعض من هم في الدائرة المحيطة بمرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي. وهنا وفي هذا الصدد فإن هناك من يردد اسم زعيم حركة حماس خالد مشعل، ويردد أيضا اسم كاتب مصري «إسلاموي» معروفة علاقته الحميمة بالإيرانيين منذ انتصار الثورة الخمينية في عام 1979.
والمثير للاهتمام بالفعل، ونحن بصدد الحديث عن هذه المسألة التي هي في غاية الخطورة والأهمية، هو أن الموقف المصري الرسمي تجاه ما يجري في سوريا غير واضح وتسوده ضبابية مثيرة للتساؤلات. ويقال في هذا المجال إن ارتباك الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تجاه تعاطيه مع تطورات ومستجدات الوضع السوري المتفجر قد يعني أن موقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي هو صاحب القرار في مصر، أقرب بالنسبة للمسألة السورية إلى موقف الجزائر والعراق منه إلى موقف قطر والمغرب والمملكة العربية السعودية. وحقيقة، إذا كانت هذه التقديرات فعلية، فإن هذا يشكل انتكاسة للثورة المصرية التي هي أم ثورات «الربيع العربي»!!
كنت أحد المشاركين في ندوة دعا إليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وقد تحدث في جلسة تحت عنوان «الواقع العربي الجديد.. تأهيل واستشراف» نائب رئيس الوزراء المصري السابق الدكتور حازم الببلاوي، المشهود له بالكفاءة والتفوق في المجال الاقتصادي الذي هو تخصصه الأكاديمي، بألم ومرارة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر، وأشار إلى أنه لم يصل من المساعدات العربية المنتظرة والمتوقعة سوى خمسمائة مليون دولار من المملكة العربية السعودية ومثلها من قطر، وهو قال إن الخبز في ظل الأوضاع المصرية الحالية يأتي على قدم المساواة مع الكرامة.
ومما قاله الدكتور الببلاوي أيضا، إن مصر تمر الآن بأوقات صعبة لأنها تمر باختناق تمويلي، وقال أيضا «إننا نتحدث عن هذه اللحظة الراهنة، وإن الوقت ليس وقت المشاريع الطويلة الأمد، وإن حالنا الآن كحال المريض الذي يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة حيث لا تنفع المسكنات ولا يفيد التضميد ولا يجوز الحث على الصبر والمزيد من الصبر وتحمل الآلام بشجاعة ورجولة»!!
وما قاله هذا الرجل المطلع على حقيقة أوضاع مصر الاقتصادية - التمويلية على وجه التحديد - بحكم مواقع المسؤولية التي شغلها وبحكم كفاءته المعروفة، يعني أن الدول العربية المقتدرة لا تملك ترف «الفرجة»، وأنها إن لم تتحرك الآن وبسرعة فإن الثمن على المدى القريب جدا، في ضوء ما تسعى إليه إيران من استغلال لظروف ما بعد ثورات الربيع العربي، سيكون مكلفا وباهظا جدا لكل من يستهدفهم الإيرانيون بنفوذ رؤوس جسورهم في أكثر من دولة من دول هذه المنطقة.
إنه لا يجوز ترك مصر لتواجه ما تواجهه الآن وفي هذه اللحظة الراهنة من تحديات اقتصادية فعلية، والمسألة هنا تتعلق بالأمن القومي الذي يعتبر أمنا وطنيا لكل دولة عربية مستهدفة من قبل إيران، والمعروف أن الساحة الخالية تستقطب البديل الجاهز للتدخل. ولذلك فإن المؤكد أن الإيرانيين سيستغلون هذه الأوضاع الاقتصادية البالغة السوء لاجتذاب هذه الدولة الأساسية والمحورية، إن ليس إلى جانبهم فإلى موقع المحايد، وهذا ما يمكن الإحساس به الآن بالنسبة لموقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية مما يجري في سوريا، وموقفه من تعاطي الجامعة العربية مع الأزمة السورية المتفاقمة والمستفحلة.

مطالب ديبلوماسية تعكس مخاوف على لبنان إلحاح على الدولة لضبط الحدود مع سوريا
روزانا بومنصف/النهار
تكاد المخاوف من تداعيات الاوضاع المتأزمة في سوريا على لبنان تختصر مجمل القلق الذي يعبر عنه رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان في الوقت الراهن بكل من يعنيه ذلك من احتمالات. وقد اعربت جهات ديبلوماسية غربية في لقاءاتها في الآونة الاخيرة مع المسؤولين اللبنانيين عن هذه المخاوف على الاستقرار في لبنان.
ويقول مصدر ديبلوماسي اميركي ان احتمال شعور القيادة السورية بضيق الخناق حولها وعليها لا يستبعد امكان اثارة مشاكل في لبنان بدافع اعتبارات متعددة على خلفية محاولة نقل الصراع الى خارج الحدود السورية او على خلفية اخرى تنطوي على محاولة الانتقام من وضع ما. وهذا الامر يشكل مصدر قلق يصار في ضوئه الى الطلب بالحاح من السلطات اللبنانية ضبط الحدود ومراقبتها تماما وفق ما يقع على عاتق اي دولة في هذا الاطار مع الاصرار على التزام القرارات الدولية التي نصت على جملة امور من بينها ضبط لبنان حدوده مع الدول المجاورة. ولم يتح للمصدر المعني التأكد من صحة المعلومات التي برزت حول احباط محاولة اغتيال العميد وسام الحسن وما اذا كانت على صلة بما يجري في سوريا. ولا يخفي المصدر انه تتم المقاربة الاميركية للوضع اللبناني راهنا انطلاقا من القلق الذي تثيره الاوضاع السورية واحتمال ارتدادها في لبنان. لذلك يحتل موضوع ضبط الحدود اهمية كبرى وهو يسير في موازاة ابراز موضوع حقوق الانسان الذي يشكل نقطة اساسية في كل اللقاءات الرسمية التي يجريها المسؤولون الاميركيون مع الحكومات في انحاء العالم وعبر اصدار التقرير السنوي حول حقوق الانسان. وهذا الموضوع يثار ايضا مع المسؤولين اللبنانيين جنبا الى جنب مع جملة نقاط من بينها تشجيع الجهود لتجنب الاتجار بالبشر في لبنان وحماية الضحايا وملاحقة المعتدين وكذلك في موازاة القلق حول اوضاع السجون والسعي الاميركي مع الحكومة اللبنانية من اجل تحسين ظروفها والمساعدة في اصلاح النظام القضائي وتأييد مدونة قواعد السلوك التي اعلنت عنها قوى الامن الداخلي التي يعتبرها المصدر الديبلوماسي خطوة اولى مهمة على طريق احترام حقوق الانسان وحماية الحريات العامة. وقد كان هناك ترحيب اميركي اخيرا بجهود الحكومة اللبنانية على صعيد اصدار مراسيم حول معاقبة جريمة الاتجار بالبشر كما بجهود المجتمع المدني في هذا الاطار.
الا انه في ما خص حقوق الانسان في لبنان، فان المصدر الاميركي يولي ما يتصل باللاجئين السوريين الى لبنان اولوية قصوى. اذ يحض الحكومة اللبنانية ويشجعها على العمل عن كثب مع المجموعة الدولية من اجل تلبية حاجاتهم الانسانية وتأمين سلامتهم بمن فيهم سلامة المنشقين او الهاربين من الجيش السوري. اذ في حين ان هناك تذرعا لبنانيا في ما خص مسألة اللاجئين بالاستناد الى الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا من اجل منع استقبال الفارين من الجيش او المنشقين عنه يصر المصدر الاميركي على وجوب ان تضبط السلطات اللبنانية الحدود في شكل اساسي بما من شأنه منع الخروق الامنية من الجهتين او منع عبور عناصر ارهابية في حال وجدت في موازاة السماح بلجوء من يلجأ او يطلب اللجوءالى لبنان على قاعدة انسانية تشمل الجنود المنشقين او الفارين في حال تركوا السلاح وطلبوا اللجوء الى لبنان خوفا على حياتهم. اذ ان هناك قوانين دولية تحتم على لبنان التزامها وتتخطى في الغالب الاتفاقات الثنائية المعقودة بين البلدين. ويقر المصدر المعني وجود اشكالية اثارها موضوع اقامة مخيمات للاجئين السوريين الذي طرح ابان وجود الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون في لبنان. والى مشكلة النازحين التي يواجهها لبنان على هذا الصعيد يلفت المصدر المعني موضوع الانتهاكات والاختراقات السورية للاراضي اللبنانية والتي تتسبب في رأيه باحراج كبير للحكومة التي تجد نفسها امام خيارات صعبة وغير ممكنة على غرار احتمال الرد على مصادر النيران، او تصعيد الخطاب ازاء ما يحصل. في المقابل يشكل ابراز "حزب الله" الحرص على الاستقرار الداخلي في تغليب الاعتبارات اللبنانية راهنا عامل ارتياح وكذلك اتاحة المجال امام تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اشارة الى اهمية بقاء الحكومة على اي عامل آخر في هذه المرحلة. في جانب آخر يؤكد المصدر الاهمية التي توليها واشنطن للتعاون العسكري مع الجيش اللبناني خصوصا في ضوء التطورات في المنطقة حيث امكن لقائد المنطقة الوسطى في الجيوش الاميركية الجنرال جيمس ماتيس مناقشة التعاون مع الجيش اللبناني الى جانب الاطلاع على وجهات نظر المسؤولين اللبنانيين كل من موقعه على الوضع الاقليمي. كما يؤكد استمرار التقاء واشنطن مع قوى 14 آذار على العناوين الكبرى المتعلقة بسيادة لبنان واستقلاله من دون التفاصيل اللبنانية اليومية.

"يا عدرا" اعينينا على أمثال أبو فاضل
غسان حجار/النهار
قد لا تكفي كلمة "عيب" للدلالة الى المسرحية الهزلية المشينة التي عرضت على شاشة قناة "الجزيرة" مساء الثلثاء في برنامج "الإتجاه المعاكس" بين المحامي اللبناني جوزف أبو فاضل والمعارض السوري محي الدين اللاذقاني. الإختلاف في الرأي أمر مطلوب ومرغوب، لأننا لا نعيش في بلد النظام الواحد والعقيدة الواحدة، وهذا الأمر هو ما سمح لأبو فاضل، وغيره، بإبداء رأيهم بحرية، ولو كنا حتماً لا نتفق معه في دفاعه المستميت عن النظام السوري. لكن حرية ابداء الرأي ليست فلتاناً ميليشيوياً عبر الهواء المباشر، والنجومية لا تصنعها العضلات المفتولة والكلام البذيء الذي صار معتمداً في الخطاب السياسي اللبناني، الآخذ الى الهبوط بسرعة قياسية، بعدما بلغ الميليشيويون المناصب المتقدمة في هرمية الدولة اللبنانية، وجاؤوا باتباعهم الى المراكز المحيطة، فنصّبوا عدداً منهم مستشارين وآخرين في مواقع ادارية، وجعلوا من بعضهم اعلاميين وكتاباً، ومحللين استراتيجيين خصوصاً! جوزف أبو فاضل، بما فعله الثلثاء، نموذج لهذا الوضع المتردي وغير المقبول، والذي يسيء الى عوالم الكتاب والإعلاميين والمحللين، وكل اللبنانيين، كأن الفضيحة لا تكفي عبر محطاتنا اللبنانية لنعممها على الفضائيات الواسعة الإنتشار. فعلى مثال فايز شكر ومصطفى علوش، خطا أبو فاضل، بل تجاوز المستوى الكلامي والعنفي، لكسب علامات اضافية في رصيد متناقص، وان يكن الطرف الآخر لم يقصّر هو أيضاً في الهبوط بالمستوى الحواري والإستفزاز غير المقبول. انقسم اللبنانيون أمس ما بين مؤيد ومعارض، وهذا أمر لا ينم عن ذكاء وفطنة طبعاً، بل عن انقسام سياسي عميق، لا يخلو من الغباء، اذ انهم يتجاوزون كل القيم والعادات والتقاليد، وخصوصاً المقاييس، ليدافعوا دفاعاً أعمى مستميتاً، سواء عن أبو فاضل وصحبه من المستميتين في الدفاع عن سوريا، أو عن المعارض السوري كأنه من أبناء عمنا أو لنا علاقة قربى به، أو كأننا ضامنون لما ستؤول اليه الأمور مع سلطة سورية جديدة، ربما تحتاج الى كثير وقت كي تستقر رؤيتها وفكرها وأوضاعها الميدانية. الإنفعال السريع واللجوء الى العنف والضرب لا يليقان بمن نصّب نفسه في موقع السياسي أو الكاتب أوالمحلل، لأنها أمور تحتاج الى هدوء وعمق تفكير لا يتفقان مع ردات الفعل الغرائزية والشارعية. أما الكلام البذيء فحدث ولا حرج، لانه تجاوز كل حدود المقبول، ولكن ليس من يحاسب على تلك الإساءات الى الناس، والى المشاهدين، والى المحطة وضيوفها، وبخاصة الى الذوق العام لدى العامة والخاصة على السواء. ولعل أطرف ما نطق به أبو فاضل قوله "وحياة العدرا بقوم بضربه لهالكلب". فيا عذراء اعينينا في ضبط العنف واللسان، ولا تعينيه في ما ذهب اليه من تصرف مهين ومشين، كما اننا لن نحملك عبء اعانة الطرف الآخر في مسرحية تفترض حوار العقل، لا قتال المجانين!

زيارة فرنسا لن تغيّر سياسة "النأي بالنفس"/مصادر حكومية: دوافع الحملات انتخابية
سمير منصور/النهار
يدرك الجميع بمن فيهم معارضو الحكومة من داخلها ان اسقاطها في الظرف الراهن شبه مستحيل، ويكاد يكون خطاً أحمر، ولذلك فإن الحملة التي تستهدفها من داخلها وخارجها، من موالاة او معارضة، لن تؤدي سوى الى انهاكها في "افضل" الحالات.
ولئن يحلو للبعض الاعتقاد ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مستفيداً من هذا الواقع، يتصرف من موقع القوة واحياناً على طريقة "عرف الحبيب مكانه فتدلل"، فإن أوساطه تؤكد ان مواقفه المعروفة "تعكس ثوابت وطنية لديه يتمسك بها، ودائماً تحت سقف الدستور والقانون ودون ان يستقوي بأي واقع، ومواقفه لن تتغير إذا كان اسقاط الحكومة بالأمر اليسير".
ويوماً بعد يوم يبدو واضحاً ان الحملة على الحكومة تأتي من داخلها في معظم الاحيان، وهذا ما وضع المعارضة في موقع المتفرج تاركة الهجوم على الحكومة على همة بعض وزرائها وأبرز المشاركين فيها، وهو رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، الذي يساند وزراءه بالقصف من بعد على الحكومة مشاركاً في انهاكها ومؤكداً في الوقت نفسه ان هدفه ليس اسقاطها بل حمايتها!
وترى مصادر حكومية ان قول عون تزامناً مع حملته بـ"اننا لن ننسحب من الحكومة حفاظاً على الاستقرار" لهو أكبر تأكيد ان هذه الحملة لا تتعدى محاولات تحسين الشروط والمواقع داخل الحكومة.
وهل من شروط افضل من الحصول على ثلث الحكومة؟
تجيب هذه المصادر: "هناك محاولات لتحسين الشروط لجهة نيل حصة اكبر في التعيينات الادارية وفي الالتزامات والمشاريع للوزارات وفي كل المجالات". وتشبّه المرحلة الراهنة بـ"مرحلة عضّ الاصابع، فالكل يدرك ان اسقاط الحكومة غير ممكن في هذه المرحلة، وان لا بديل منها ومن رئيسها بحكم توازنات داخلية وخارجية، وبالتالي فإن هذا الكل محكوم بالتعايش معها والقبول بها، ومن هذا الواقع يسعى الى تحسين الشروط والمواقع داخلها".
وفي موقف لافت تعزو المصادر الحكومية الحملة المتصاعدة على الحكومة الى اقتراب مرحلة الاعداد للانتخابات النيابية: "انها الانتخابات يا عزيزي وكثيرون افتتحوا معاركهم، وهذا هو الجزء الاساسي من الكباش الحاصل... الكل بدأ يشتغل انتخابات". وعما يحكى عن امتعاض سوري من الحكومة ورئيسها خصوصاً تقول: "انها تسريبات سمعنا بها، ولكن لا شيء رسمياً او مباشراً تلقيناه في هذا الصدد من اي جهة. ولعل اصحابها انطلقوا من العتب الذي أبداه السفير السوري علي عبد الكريم علي في تصريح ادلى به في السرايا بعد لقاء مع الرئيس ميقاتي، وكان هذا العتب على الحكومة نتيجة عدم ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية كما يجب ومنع تهريب السلاح الى سوريا. والحكومة بالتأكيد تتفهم هذا العتب ولا سيما في الظروف الدقيقة التي تعيشها سوريا. وثمة جهود مشتركة ولجان تعمل لضبط الحدود في الاتجاهين". وماذا عما قيل عن حساسية واستياء سوريين من زيارة رسمية سيقوم بها ميقاتي لفرنسا بعد عشرة ايام؟ وهل يمكن ان تكون سبب هذه التسريبات؟
"ولِمَ الحساسية من زيارة كهذه؟" تسأل المصادر الحكومية "إذا كان ما قيل صحيحاً" ثم توضح ان "من اهداف رئيس الحكومة، منذ تأليفها، فك الحصار وفتح قنوات للبنان مع الخارج وهذا ما يخدم سوريا كما يخدم لبنان، والزيارة تأتي في هذا الاطار، ولن تغيّر زيارة لفرنسا او لاي دولة موقف لبنان الذي ينطلق من النأي بالنفس وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، أضف الى ذلك ان الزيارة عنوانها لبناني وهدفها الحصول على دعم فرنسي وأوروبي للبنان والضغط على اسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، وكذلك البحث في امكان الحصول على دعم فرنسي للجيش اللبناني".

اقتراعُ المغتربين... من المكسيك
بقلم نهاد محمود/النهار
إستحوذت فكرةُ مشاركةِ المغتربينَ اللبنانيينَ والمتحدّرينَ منهم، في الإنتخاباتِ النيابيّةِ على كثيرٍ من الطروحاتِ التي سبقتِ الإنتخاباتِ الماضيةِ، وقد أقرّتِ السلطاتُ المعنيّةُ المبدأَ الذي لم يلقَ معارضة في حينه، لكنَّ تطبيقهُ يواجهُ عقباتٍ جدّيةٍ، خاصةً أنَّ الحماسة لهُ في بلدانِ الإغترابِ هي أقلّ بكثيرٍ من حماسة من يطرحونه في لبنان، ويبالغون في تصويرهِ مكسباً يبيعونه لأصحابِ العلاقةِ بأكثرِ من قيمتهِ الواقعيةِ، لأسبابٍ سياسيّةٍ محليّةٍ وفئويّةٍ، لا علاقة لها بتوطيد علاقةِ الإغترابِ بالوطن. نعرضُ في ما يلي لتجربةِ المكسيك في هذا المجالِ، وقد كانت موضوعاً طرحته الهيئةُ الفيديرالية للإنتخاباتِ
IFE خلالَ الأسبوعِ الأوّلِ لهذه السنةِ فلعلَّ فيها ما يضيءُ على جوانبٍ تستدعي اهتمامَ المولجين بهذا الموضوعِ في بلدنا.
ورد في بيانِ الهيئةِ انه لتاريخه، فإن عدد المسجّلين للإقتراعِ من المكسيكيين خارج البلادِ بلغَ 21 ألفاً علماً بأن المهلةَ انتهت في منتصفِ كانون الثاني الجاري. وبناءً عليه فإن كلَّ تصويتٍ سيكلّفُ مبلغ 9857 بيزوس (13 بيزوساً للدولار الواحد) أي حوالى 766 دولاراً، ذلك ان المبلغَ المرصودَ لتصويتِ المغتربين بلغ 207 ملايين بيزوس. والجديرُ بالذكرِ أنَّ عددَ المقترعين عام 2006، وكانت المرةُ الاولى لممارسةِ هذه التجربة، بلغ حينها 32632 وكان المبلغُ المرصودُ للبرنامجِ 270 مليون بيزوس. وهكذا يظهرُ أنَّ عددَ المهتمين بالإقتراعِ يتراجعُ هذه المرة بمعدّلٍ كبير. ويعيدُ مسؤولُ الهيئةِ الفيديرالية للإنتخابات قلة الطلبات إلى أنَّ كثيرين من المكسيكيين في الخارجِ لا يحوزون على بطاقةٍ إنتخابيةٍ، وأنَّ السفارات والقنصليات لا تملكُ صلاحيةَ إصدارها. تماماً كما لا تملكُ البعثاتُ اللبنانيةُ في الخارجِ صلاحيةَ إصدار جوازات سفر جديدة، والتي حُصرت بالأمن العام في بيروت.  ثمّ أنَّ شروطَ المشاركةِ تقتضي أن يرسلَ المواطنُ نسخةً عن بطاقتهِ الإنتخابيّةِ مع الوثائقِ اللازمةِ إلى السلطاتِ المختصةِ في بلدهِ، حتى تقوم هذه بإرسالِ ورقةَ الاقتراعِ إلى طالبها، الذي يعيدُها بعد تعبئتها بواسطة البريد الى المكسيك. وبهذه الطريقة لا تدخلُ البعثاتُ الديبلوماسية والقنصلية في العمليةِ الإنتخابية، علماً بأنَّ بلداناً كثيرةً تجري الإنتخابات في بعثاتها هذه، كما أنَّ دولاً أخرى تعتمدُ الإنترنت لاقتراعِ موطنيها في الخارجِ.
إن فكرةَ أنَّ الديموقراطيةَ شاملةٌ للجميعِ دون تمييزٍ أو استثناءٍ، هي طرحٌ شرعيٌّ ونبيل. فحقُّ الإنتخاباتِ نتيجة طبيعيّة للمواطنة، ولكنَّ الهيئةَ المكسيكيّةَ، التي تتحمّلُ كل نفقات الإقتراعِ في الخارجِ هذه المرة، تعتبرُ العمليةَ مكلفة، وأنها بتطبيقها الحالي تمنعُ الكثيرين من المشاركة...
ما سبق عرضه يتناولُ انتخابات المكسيكيين في الخارج لمرشحي رئاسة الجمهورية كل ست سنوات، أما انتخاب النواب والشيوخ فغير مطروحٍ بتاتاً، ولا يطالبُ به أحدٌ، نظراً الى صعوبةِ تحقيقهِ عملياً.
فإذا كانت ستجري الإنتخاباتُ في سفاراتنا وقنصلياتنا فعلينا إعداد صناديق اقتراعٍ بعددِ الدوائرِ الإنتخابيةِ في كلٍّ منها، كذلك فإن المهتمين بالإنتخاباتِ من مغتربينا هم المهاجرون حديثاً. أما المتحدرون فلا تعنيهم القضية، بل يرفضونها كما سمعت من أحدهم أثناءَ احتفالٍ إغترابيٍّ حين طرحَ سياسيٌّ لبنانيٌّ زائرٌ الموضوعٍ  "لا نريدها" قال من الصفوفِ الخلفيةِ. وكثيرون منهم أعربوا عن اعتقادهم بأنه لا يجوزُ لهم منطقيّاً وأخلاقيّاً تقريرَ أمورٍ في بلدٍ لا يعرفون عنه الكثير. وهنا جوهرُ الموضوعِ فكم عملنا لتعزيزِ صلة المغتربين وأبنائهم بهذا البلدِ، وكم بُذلَ من جهدٍ جدّي للتفاعلِ مع الثروةِ الإنسانيّةِ الكبرى التي يشكّلها الإغترابُ اللبنانيُّ في العالمِ...
 إنَّ مقاربةَ موضوعِ حقوقِ المغتربين من بابِ الإقتراعِ، قد يُرضي ضمائرَ كثيرين باعتبارهم يدافعون عن حقٍّ شرعيٍّ لمواطنينا وأبنائهم، لكن في ذلك اختصارٌ كبيرٌ لمسؤولياتنا تجاه لبنانَ المغتربِ.

نسيب لحود
حازم الأمين/النهار
مات نسيب لحود، ويبدو ان لهذا الموت مضموناً رمزياً أيضاً. ذاك ان موته الجسماني سبقه موت أصاب من يشبهونه، أو من يتمنون مشابهته. أولئك الذين نزلوا الى تظاهرة "14 آذار" من خارج طوائفهم وأحزابهم ومناطقهم. نعم لقد متنا قبل ان يموت نسيب لحود. لا بل ان موت الرجل مثل تتويجاً وتطويباً لموت سياسي كبير بدأ يزحف من اليوم الثاني لنجاح التظاهرة. نسيب لحود الآتي الى التظاهرة من موقع استثنائي في الحياة العامة في لبنان، كان الرجل الوحيد في "14 آذار" الذي كنا نقول اننا نشبهه من دون ان نشفعها بعبارة "للأسف"، وهو اذ أطاحت به "14 آذار" في الانتخابات الأخيرة، كان سبق ان أطاحت بنا أيضاً، ومرة ثانية كانت إطاحته تتويجاً لاطاحتنا. الرجل الذي جاء الى جنازة الرئيس رفيق الحريري من موقع خصومة حكومات الحريري الأب الاقتصادية، والذي لم يتمكن ميشال المر من حرمانه من مقعد نيابي متني على رغم جهوده الهائلة، والذي هزم رئيس الجمهورية اميل لحود في بلدته بعبدات، والذي اعتقد ذات يوم ان بول أشقر يمكن ان يكون على رأس حملته الانتخابية، وانه يجب مصالحة جورج حاوي مع أصوله المتنية، نسيب لحود هذا مات بالأمس متوجاً موت وهم كان ساورنا ذات يوم. وبينما قُتل جورج بعبوة في المصيطبة، ها هو بول هائم مع جماهير السامبا من فقراء أميركا اللاتينية شاهراً في وجوهها بطاقة صحافية منتهية الصلاحية. وخلافاً لما هو شائع عن نسيب لحود لجهة ضعف متنيته لحساب لبنانية جديدة وتقدمية، فإن الرجل يشبه المتن على قدر مشابهته تلك اللبنانية. فهو المتني القادم الى الشأن العام من الموقع السياسي العائلي والتقليدي ابناً وحفيداً، وهو مغادر هذا الموقع الى جوهر سياسي متقدم وحديث. ونسيب لحود بهذا المعنى لحظة نادرة، ذاك ان العائلة السياسية في لبنان لطالما زودتنا بشبابها الجدد مستولدة عبرهم مسوخ آبائهم وأجدادهم، في حين استولدت عبر نسيب المعنى الحقيقي والواعد لتعاقب الاجيال. هل كان علينا ان ندرك باكراً ان لا مكان للرجل في جمهوريتنا؟ لقد فعلنا ما يشبه ذلك عندما أيقنا ان لا مكان له على رأس جمهوريتنا. ففي يوم اعلان ترشيحه الى الرئاسة عندما أعلن برنامجه أمام اللبنانيين من الـ"بيال" غير مبتعد خطوة واحدة عن موقعه في "14 آذار 2005" وغير مقترب خطوة واحدة نحو حلفائه الجدد، يومها كنا نعلم ان الرجل لن يكون رئيساً للجمهورية. فالرئيس في لبنان هو ذاك الذي لا يُعلن برنامجه أمام اللبنانيين، ولا يختار من اختارهم نسيب لحود لحضور حفل الإعلان. هل كان علينا ان ندرك ان لا مكان للرجل على رأس جمهوريتنا عندما نمي الينا وإليه ان "14 آذار" تفاوض على مقعده مع مرشح يمثل علامة انحطاط كبرى ومخيفة. وهل من لحظة سياسية أنقى من ان يجتمع في شخص واحد خصومة ميشال عون وأمين الجميل له؟ وان يكون حاداً وحاسماً في رفضه سلاح "حزب الله"، ومدركاً ان "14 آذار" استنكفت عن مخاطبة جمهور لن يكتمل الربيع من دونه، وهو لم يكتمل فعلاً. فما موت نسيب لحود سوى تتويج مكثف لعدم انعقاد ربيعنا.