المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار05 شباط/2012

انجيل القديس لوقا 13/07-14/الضيافة والتواضع
ولاحظ أن بعض المدعوين يختارون المقاعد الأولى، فقال هذا المثل: إذا دعاك أحد إلى وليمة عرس، فلا تجلس في المقعد الأول. فلربما كان في المدعوين من هو أهم منك، فيجيء الذي دعاكما ويقول لك: أعطه مكانك! فتخجل، وتقوم إلى آخر مقعد. ولكن إذا دعيت فاجلس في آخر مقعد، حتى إذا جاء صاحب الدعوة قال لك: قم إلى فوق، يا صديقي. فيكبر قدرك في نظر جميع المدعوين، لأن من يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفع. وقال يسوع لصاحب الدعوة: إذا أقمت وليمة غداء أو عشاء، فلا تدع إليها أصدقاءك ولا إخوانك ولا أقرباءك ولا جيرانك الأغنياء، لئلا يبادلوك الدعوة، فتنال المكافأة على عملك. بل إذا أقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان. وهنيئا لك إذا فعلت لأنهم لا يقدرون أن يكافئوك، فتكافأ في قيامة الأبرار.

عناوين النشرة
*الجيش ينفذ إنزالا وعملية تمشيط في وادي خالد والمعارضة تعتبرها
أوامر سورية
*ميقاتي يؤكد أنه لن يقبل بالاستخفاف بمجلس الوزراء: أردت بخطوتي إبراز من هو
المعطل
*إصابة رقيب وعنصر أمن في اعتراض دورية حاولت إزالة مخالفة في حي السلم
*الراعي بدأ جولة رعوية في ساحل المتن: لضرورة تجذر المسيحيين في أرضهم في لبنان
*لا للتخلي عن اي قطعة ارض مهما كانت صغيرة
*شمعون: ما يقوم به عون "جرصة" بحق المسيحيين
*الجميل رد على كلام وزير الداخلية: سخف معلومات رسمية تتعلق بتهديد مباشر بالقتل وهل كان يفضل ان تبقى الاجهزة الامنية عمياء خرساء؟
*شربل أمر الأجهزة الأمنية بالإمتناع عن إبلاغ أي مرجعية معلومات تتعلق بوضعها الأمني 
*بطاركة لبنان الكاثوليك عرضوا الأوضاع
*تظاهرة في البقاع دعماً للثورة السورية
*الاتصالات مع عون لحل الأزمات التي تواجهها الحكومة مقطوعة
*مجدلاني: هناك مسرحية حكومية لا مشكلة حكومية
*حوري: ميقاتي يمارس سياسة تحسين ظروفه التفاوضية لكسب نقاط في مجلس الوزراء وفي الشارع
*السنيورة في باريس للقاء الحريري
*لبنان... وتزوير التاريخ!/ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله
*رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون للمستقبل": العد العكسي لسقوط الحكومة بدأ/حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل
*قرار الغرفة الابتدائية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: رصد المتهمين الأربعة وتعقّبهم دون جدوى
*عون كمن يسير بين القبور ويغني ليقول إنّه ليس خائفًا/سعيد لـ"لبنان الحر": الجنرال خائف من أن يطير من المعادلة بسبب التصاقه بالنظام السوري
*قبضايات يفرضون الخوات و"حزب الله" يناشد الدولة/الضاحية الجنوبية مناطق نفوذ وخلافات عائلية وعشائرية
*تنويم مريب/الياس الزغبي
*لبنان: عودة الاغتيالات؟/علي حماده/النهار
*رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابيوس لـ"النهار": ملتزمون "اليونيفيل" ووحدة لبنان  مع ضمان أمن إسرائيل ودولة فلسطينية قابلة للحياة/ريتا صفير/النهار
*سفينتان حربيتان ايرانيتان في ميناء سعودي لمواجهة "معاداة إيران"
*الأميركيون يتحدثون عن ضربة إسرائيلية عسكرية لإيران ولكنهم في نفس الوقت يتحضرون هم أنفسهم للقيام بهذه المهمة
*هل إسرائيل مستعدة للهجوم على إيران؟/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط
*اليوم سوريا.. وغدا إيران
*دنيس روس رجح تحرك تل أبيب عسكرياً خلال 9 أشهر بغض النظر عن موافقة واشنطن 
*وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا يدعو العالم الى الوحدة بشأن فرض عقوبات على ايران
*الخارجية الأميركية: "محادثة بناءة" بين كلينتون ولافروف اليوم في شأن سوريا 
*إيران تنفي اتهامات استخبارية بالتخطيط لشن هجمات على الأراضي الأميركية 
*الإمارات وقطر توقفان تمويل التجارة مع إيران
*أهالي حمص يشيعون قتلاهم بعد سقوط أكثر من 260 الجمعة و21 قتيلا اليوم السبت
*اوباما يدعو الاسد الى "التنحي
*دعوة لطرد السفراء السوريين
*تصميم" على إدانة سوريا"
*هيغ: "الأسد بلا رحمة
*"الجيش السوري الحر": جيش النظام أقرب للانهيار والمجنّدون يمتنعون عن الخدمة
*"هيومن رايتس": قوات الأسد تعذب الأطفال بالصدمات الكهربائية
*موسكو رفضت مشروع القرار الدولي الجديد رغم التنازلات الكبيرة 
*عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جورج صبرا: المسيحيون لا يمكنهم الاستمرار هكذا الى جانب نظام زائل في سوريا
*بين "مجزرة حماة الكبرى" و"ثورة الكرامة السورية": الثوار تغيّروا.. والنظرة إلى العلاقة بلبنان أيضاً/فادي شامية/المستقبل
*لبنان مخطئ في عرقلته إرادة الجامعة العربية/خلف الحبتور/السياسة
*الرئيس السوداني عمر البشير : الخرطوم اقرب الى الحرب مع جنوب السودان منها الى السلام
*يقطع الشغل/عماد موسى/لبنان الآن
*عُقد عونية.. برسم الحل/نادين سلام (اللواء)
*بري متمهّل و"حزب الله" مرتاب فمن يعالج الصدع الحكومي/ابراهيم بيرم/النهار
*ما الهدف الفعلي من "تعليق" مجالس الوزراء؟/سركيس نعوم/النهار
*الاب بولس روحانا لـ "النهار: "أمل مشترك" لمسلمين ومسحيين في مداولة أوجبها "الربيع العربي" ونبني دول القانون انطلاقا من الكرامة الإنسانية/النهار/هالة حمصي
*مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار للنهار: ما يجري في طرابلس قتال الفقراء وعلاقتنا ببكركي ممتازة وتحريم القتال شرط للحوار مع "حزب الله"/النهار/مي عبود ابي عقل
*الإسلاميون" قادمون.. ما العمل؟/أسعد حيدر/المستقبل
*مصائب حكومة عند حكومة فوائد!/عبد السلام موسى/المستقبل
*إيران: بحث يائس عن تطهر/امير طاهري/الشرق الأوسط
*الفيلم الوثائقي البحث عن قتلة الحريري: الفيديو والنص
*لبنان والمتن وبعبدات ودعوا نسيب لحود بمأتم مهيب  وميقاتي قلده باسم رئيس الجمهورية وسام الارز

تفاصيل النشرة

الجيش ينفذ إنزالا وعملية تمشيط في وادي خالد والمعارضة تعتبرها أوامر سورية
نهارنت/نفد الجيش عملية إنزال في بلدة الرامي في وادي خالد شمالا بعد الأخبار التي تداولها الإعلام عن أن هناك عناصر من الجيش السوري الحر في المنطقة ما لقي شجبا من الأهالي ومن المعارضة التي اعتبرت العملية "أوامر" من سوريا. وروى مصدر عسكري لقناة الـ"LBC" أنه صباح السبت "قامت وحدات من الجيش بعملية إنزال عبر ثلاث مروحيات في بلدة الرامي التي تقع بين جبل أكروم ووادي خالد وقام بتمشيط المنطقة حتى ساعات". وتنشر صحيفة محلية تحقيقات تقول فيها أن وادي خالد قاعدة متقدمة للجيش الحر وتنشط فيها اجتماعات يعقدها ضباط وأفراد منه "العشرات منهم ينتقلون عبر المعابر غير الشرعية بحرية مطلق ويهرّبون المقاتلين والسلاح وكاميرات الفيديو والجنود الجرحى بين لبنان وسوريا". وأشار المصدر إلى أن هذه التدابير اتخذت "حسب الظروف وقد تنتهي اليوم".
واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي أن "الجيش انتشر اليوم على الحدود اللبنانية - السورية بناء على أوامر سورية لكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي". ورأى المرعبي أن "التقارير التي صدرت عن بعض وسائل الاعلام وتؤكد تسلل ارهابيين من سوريا الى لبنان وبالعكس هي غريبة عجيبة".
وأسف المرعبي "لطريقة انتشار الجيش بعد الأوامر السورية، في حين ان شهداء وادي خالد وجرحى هذه المنطقة لم يدفعوا بالدولة اللبنانية الى نشر الجيش"، لافتا الى أن "هناك مخططا بين الجيش من داخل عكار والقوات السورية من الجهة المقابلة لتهجير النازحين السوريين الى لبنان وخصوصا اعتقال المطلوبين". وأشار إلى أن "الجيش السوري يضغط على أبناء المنطقة لعدم ايواء النازحين السوريين"، وشدد على "تأييد الجيش لمنع الاعتداءات السورية المتكررة على لبنان". كذلك نقلت القناة عينها عن الأهالي نفيهم "لوجود أية عناصر من الجيش السوري الحر أو تهريب للسلاح كما مطالبتهم بانتشار الجيش على الحدود لحمايتهم من الخروقات السورية". وكشف الأهالي عن زرع ألغام من الجانب السوري في وادي الواويات وتمركز عدد من الدبابات السورية على طول الحدود. يشار إلى أن العديد من "الإختراقات" السورية للحدود اللبنانية تمت منذ بدء الحركة الإحتجاجية ضد النظام في 15 آذار الماضي ليس آخرها إطلاق النار على ثلاثة صيادي سمك في البحر شمالا ومقتل فتى منهم، كذلك يؤكد العديد من الأمنيين عن ارتفاع منسوب تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا ومن سوريا إلى لبنان.

ميقاتي يؤكد أنه لن يقبل بالاستخفاف بمجلس الوزراء: أردت بخطوتي إبراز من هو المعطل
نهارنت/أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عدم وجود اتصالات أو وساطات توصلا الى مخرج للمأزق الراهن، مشيرا إلى عدم استعداده لقبول لقبول "أي استخفاف بمؤسسة مجلس الوزراء".
ولفت ميقاتي في حديث لصحيفة "النهار" في عددها الصادر صباح السبت، الى لأنه "لا يمكن الفصل بين الحكومة ومجلس الوزراء بتأكيد التمسك بالحكومة ولكن بتعطيل جلسات المجلس"، متسائلا "لماذا نمضي 12 ساعة أسبوعيا على الطاولة اذا كنا غير منتجين؟". وأشار إلى أنه " ليس أسير أي موقف لا يضع شروطا لكن شرطه الوحيد هو إعادة الانتاجية الى مجلس الوزراء، ولكن لماذا نجتمع إن كنا غير منتجين وإذا كان أي من وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" ليس راضياً؟". وعلق ميقاتي على تصريحات بعض الوزراء، فاعتبر أن "واحد يمتنع عن توقيع مرسوم يهم جميع اللبنانيين"، في إشارة إلى وزير العمل شربل نحاس الذي رفض توقيع مرسوم بدل النقل. "وآخر يتهم الحكومة بتعطيل خطته للكهرباء"، وقد اتهم وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الحكومة بتعطيل خطة الكهرباء التي قدمها. "وثالث يقول إن القرارات الحكومية حبر على ورق"، وكان وزير السياحة فادي عبود قد صرح أن القرارات السياحة التي تتخذها الحكومة هي "حبر على ورق"، مشيرا إلى قرارات عدة اتخذت منذ أشهر ولم تنفذ. وتجدر الإشارة إلى أن الوزراء الثلاث أي نحاس وباسيل وعبود، ينتمون إلى التيار الوطني الحر. وفي هذا السياق، سأل ميقاتي "لمَ إضاعة الوقت بجلسات غير منتجة؟"، مضيفا "أنا لست مستعدا لقبول أي استخفاف بمؤسسة مجلس الوزراء. فإما أن نجتمع ونتخذ قرارات ونحترمها وإلا ما الجدوى؟". وتابع شارحا "أنا أردت بخطوتي إبراز من هو المعرقل. وعندما ألمس تعهدا جديا أن المجلس سيعود الى العمل المنتج وأن قراراته ستحترم، عندها تكون الأمور قد عادت الى طبيعتها". وشهدت جلسة مجلس الوزراء الأربعاء مواجهات عدة عند طرح ملف التعيينات على الطاولة، حيث اعترض وزراء "التيار الوطني الحر" على أسماء اقترحها رئيس الحكومة لمناصب عدة، فقام الأخير برفع الجلسة رافضا الدعوة إلى جلسات جديدة حتى يتم حل أزمة التعيينات. ومن جهتها، أكدت أوساط ميقاتي لصحيفة "السفير" عدم حصول أية اتصالات مع رئيس الحكومة بشأن التطورات الأخيرة داخل المجلس، لافتة الانتباه إلى أن "ما قام به هو أنه أطلق صرخة رفض لبقاء الأمور في مجلس الوزراء على ما هي عليه، وبالتالي فإن العلاج لا يكون بالمسكنات، بل بحل جذري على قاعدة ضبط الأداء العام داخل مجلس الوزراء". ورأت أوساط ميقاتي في صحيفة "اللواء" أن "ما لجأ إليه رئيس الحكومة ليس سابقة، بل السابقة هو أن يتمرّد وزير على قرار لمجلس الوزراء"، في إشارة الى رفض وزير العمل تطبيق قرار دفع بدل النقل، ورفض وزراء التكتل العوني الموافقة على إجراء تعيينات في الهيئات الرقابية التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.

إصابة رقيب وعنصر أمن في اعتراض دورية حاولت إزالة مخالفة في حي السلم
نهارنت/أصيب رقيب وعنصر من قوى الأمن الداخلي بعدما تعرضت دوريتهما لرشق بالحجارة أثناء قيامها بإزالة مخالفة بناء في حي السلم فجر اليوم السبت. وفي المعلومات، وبينما كانت دورية من فصيلة المريجة بمؤازرة دورية من الجيش اللبناني ودورية من فوج التدخل تقوم بإزالة مخالفة بناء تعود لشخص من آل فخر الدين، تجمع عدد من النساء والشبان والاطفال فجرا ورشقوا القوة المشتركة بالحجارة. وأدت الحادثة إلى إصابة رقيب وعنصر من قوى الامن الداخلي. كما أقدم ع. ق. فخر الدين على إطلاق عيارات نارية من سلاح حربي بالقرب من موقع المخالفة وفر الى جهة مجهولة. وهو موضع ملاحقة وقد تمت إزالة جزئية للمخالفة بعد إزالة السقف

الراعي بدأ جولة رعوية في ساحل المتن: لضرورة تجذر المسيحيين في أرضهم في لبنان
لا للتخلي عن اي قطعة ارض مهما كانت صغيرة

وطنية - 4/2/2012 شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في جولة له في ساحل المتن مساء اليوم، على "ضرورة تجذر المسيحيين في أرضهم في لبنان، لأن ضعفهم في أرضهم ينعكس ضعفا حتى على الاغتراب"، داعيا الى "الحفاظ على ملكية الاراضي مهما كانت صغيرة". وقد بدأ الراعي جولته بزيارة كنيسة السيدة في سن الفيل، رافقه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس بمطر، المطران المتقاعد طانيوس الخوري وعدد من الكهنة، وكان في استقباله قائمقام المتن مارلين حداد، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، كاهن الرعية جورج شهوان وعدد من أبناء البلدة. وبعد كلمتي ترحيب من كحالة وشهوان، تحدث الراعي، فقال "ان بيروت التي نحن على ابوابها في سن الفيل، هي عاصمة الشراكة والمحبة، وللبنان الوطن دور أساسي في هذا العالم المتناحر، هذا العالم الذي لم يجد مجالا للتعايش، لذلك علينا ان نبقى متمسكين بأرضنا وبالعيش والتعايش فيها مع كل شركائنا في الوطن، وخصوصا ان اللبناني كشخص يشكل فرادة، وكل مجموعة وكل طائفة تشكل فرادة بحد ذاتها".
بعد ذلك انتقل الراعي الى كنيسة مار مطانيوس في الجديدة حيث كان في استقباله النائب ابراهيم كنعان وحداد، وسلمه رئيس البلدية انطوان جبارة مفتاح البلدة. ورحب كل من جبارة وكاهن الرعية الاب جوزف غزالة بالبطريرك الذي أكد "ان بيروت كانت من اولى الرعايا المسيحية وقد عرفت المسيحية منذ 2000 عام. لذلك علينا ان نتجذر في لبنان انطلاقا منها بحسب ما ورد في الارشاد الرسولي مع جميع شركائنا المسلمين، من سنة وشيعة وموحدين وعلويين، لبناء هذا الوطن وتعميم حضارته، هو الوطن المعروف بوحدته على رغم كل التنوع، من هنا نركز على حضورنا ودورنا لأن اخواننا المسلمين في لبنان والعالم العربي يركزون على دور المسيحيين على اعتبارهم اصحاب حضارة لا يستغني عنها المسلمون". ثم انتقل الى كنيسة مار سركيس وباخوس في الجديدة، حيث القى كاهن الرعية الاب يوسف سعيد كلمة رحب فيها بالبطريرك والمطارنة. اما الراعي، فقد نقل للجميع "الشركة والمحبة من بكركي ومن صاحب الغبطة الكاردينال نصر الله صفير"، وقال: "ادعوكم الى التجذر في الارض والانطلاق منها الى العالم العربي والانتشار. لا للتخلي عن اي قطعة ارض مهما كانت صغيرة، لتأمين حضورنا فيها، وهي الرسالة التي سيحملها لنا البابا يوم سيزور لبنان في الخريف المقبل".

شمعون: ما يقوم به عون "جرصة" بحق المسيحيين
 رأى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون أن ما يحصل اليوم داخل الحكومة من خلافات امر غير مقبول ولا يليق باللبنانيين. واعتبر في حديث للـ
mtv أن ما يقوم به رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "جرصة بحق المسيحيين"، مشدداً على أن المسيحيين ليسوا بحاجة لأحد كي يدفع عنهم، وداعياً عون الى "النزول الى المستوى الذي يجب أن يكون فيه وألا يفكر فقط بمصلحته

الجميل رد على كلام وزير الداخلية: سخف معلومات رسمية تتعلق بتهديد مباشر بالقتل وهل كان يفضل ان تبقى الاجهزة الامنية عمياء خرساء؟
 وطنية - 4/2/2012 علق رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل على كلام وزير الداخلية مروان شربل امس، وقال: "ذهلت عندما سمعت كلام وزير الداخلية فهو تقريبا سخف المعلومات الرسمية التي توفرت لدى الاجهزة الامنية المهمة في وزارته، وهي معلومات تتعلق بتهديد مباشر بالقتل وتتعلق بحياة احد المواطنين ايا كان هذا المواطن، ومن شأن هذا الوضع ان يهدد بزعزعة امن لبنان واستقراره". واشار في حديث الى "صوت لبنان"، الى "انه وكأن وزير الداخلية يأسف ان يكون مسؤول عن هذه الاجهزة قد ابلغنا بالخطر المحدق بنا، بينما هؤلاء القادة في الاجهزة قاموا مشكورين بأبسط واجباتهم الرسمية، والانسانية والضميرية، ووفروا دماء بريئة وانقذوا البلد من كارثة لا يمكن لاحد ان يعرف ما هي عقباها". واضاف: "يبدو ان وزير الداخلية نسي انني فقدت ابني البكر الحبيب بيار وفي ظروف معروفة، والان يأتي تهديد لابني الاصغر سامي، فهل بنظر الوزير الكريم كل هذا امر هامشي ويتم تضخيمه ولا اهمية له، ولا اهمية لحياة المواطنين والاستقرار؟". وسأل: "هل كان يفضل ان تبقى الاجهزة الامنية عمياء خرساء، وعلى المواطنين والبلد السلام؟". واعرب عن خشيته من "ان يكون هذا المنطق هو السائد في البلد الان، وهذا اكثر ما يؤلم"، لافتا الى "انعدام الحس بالمسؤولية وانعدام الشعور الوطني والانساني وانعدام الثقة بالدولة ومؤسساتها". وختم الجميل: "البلد يعيش فراغا لم يشهده من قبل، والبلد على كف عفريت، والله يعين لبنان".

شربل أمر الأجهزة الأمنية بالإمتناع عن إبلاغ أي مرجعية معلومات تتعلق بوضعها الأمني 
علمت محطة "
mtv" أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وبعد اجتماع طارئ له مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أصدر توجيهاته بامتناع الأجهزة عن تبليغ أي مرجعيات سياسية أو غير سياسية معلومات تتعلق بوضعها الأمني وذلك سعياً لخفض أجواء التوتر التي بدأت تعم البلاد من بوابة الأخبار عن عودة شبح الإغتيالات.
(رصد "
NOW Lebanon")

بطاركة لبنان الكاثوليك عرضوا الأوضاع
النهار/عقد بطاركة الكاثوليك في لبنان اجتماعاً في بكركي أمس عرضوا خلاله قضايا كنسية والأوضاع. وشارك في الاجتماع الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ومطران الكلدان ميشال قصارجي والمطران السابق للاتين بولس باسيمز. وحضر جانباً من الاجتماع السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا والسكرتير الأول في السفارة  المونسنيور باولو بورجا. 

تظاهرة في البقاع دعماً للثورة السورية
بدعوة من "حزب التحرير – ولاية لبنان" انطلقت ظهر اليوم في منطقة البقاع تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة "مناصرة لأهل سوريا في مواجهتهم البطولية للنظام البعثي الإجرامي الذي لا يزال حتى الساعة يلغ في دماء الناس ويقتل الأبرياء تثبيتًا لحكم آل الأسد". وذكر الحزب في بيان أن "التظاهرة سارت بين مدينتي سعدنايل وتعلبايا، وشارك فيها وجهاء من المنطقة، وهتف فيها المتظاهرون "لا إله إلا الله والأسد عدوّ الله"، ورفعوا شعار "لن نركع إلا لله"، في ختام المظاهرة خطب بالمتظاهرين عضو لجنة الاتّصالات المركزية في حزب التحرير-ولاية لبنان، ماهر صوّان، فأثنى على بطولات أهل سوريا في مواجهة الجزار الطاغية، كما أثنى على إخوانهم الذين يناصرونهم في لبنان، ودعا إلى الصبر في هذا الصراع المصيري، فإنما النصر صبر ساعة". (بيان)

الاتصالات مع عون لحل الأزمات التي تواجهها الحكومة مقطوعة
نهارنت/لم تتم أي اتصالات حتى الآن مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في شأن ما حصل في مجلس الوزراء ولا حتى من أجل معاودة الجلسات. وصرح وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الخميس أننا "لسنا نحن من اتخذ موقف المقاطع للجلسات الوزارية أو لجلسات مجلس الوزراء". وقال باسيل الذي زار مساء أمس بكركي والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إنه أطلع البطريرك "على حقيقة ما حصل، لأنه ليس خلافا عاديا". أما عن جلسات مجلس الوزراء فأشار وزير الطاقة إلى أنه "نحن سنحضر الجلسة حين ندعى إليها". وشهدت جلسة مجلس الوزراء الأربعاء مواجهات عدة عند طرح ملف التعيينات على الطاولة، حيث اعترض وزراء "التيار الوطني الحر" على أسماء اقترحها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمناصب عدة، فقام الأخير برفع الجلسة رافضا الدعوة إلى جلسات جديدة حتى يتم حل أزمة التعيينات. وأضاف باسيل لـ"النهار" "فقد فرض رئيس الحكومة علينا بدعة دستورية، وخيّرنا بين الانتقاص من صلاحياتنا أو تعليق عمل مجلس الوزراء". وقد شارك وزير الطاقة أمس في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس العروض المقدمة من شركات استئجار بواخر توليد الطاقة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

مجدلاني: هناك مسرحية حكومية لا مشكلة حكومية
وطنية - 4/2/2012 اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني، تعليقا على الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وقرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تعليق الجلسات، أن "هناك "مسرحية حكومية وليس مشكلة حكومية". وقال مجدلاني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,5" اليوم: "إذا أخذنا الحكومة ككل، نرى ان كل وزير فيها أصبح حكومة، فهناك وزير يفتح على حسابه في الكهرباء ورائحة المازوت تفوح من وزارته ويطلب زيادة التقنين في بيروت بدلا من ان يطالب بزيادة التغذية لكل لبنان، وهناك وزير آخر يعرقل زيادة الأجور، ووزير يمنع داتا الاتصالات عن الاجهزة الامنية، اذا هو يكشف لبنان أمنيا". وسأل: "من يخطط لاغتيال زميلنا النائب سامي الجميل؟ هل سيتصل ويخطط من بكفيا أو يمكن أن يكون موجودا في طرابلس او صور او البقاع او غيرها من المناطق؟". وختم: "الداتا كانت الأساس في اعتقال عدد من شبكات التجسس الاسرائيلية، وعندما يمتنع الوزير عن اعطائها للأجهزة الامنية يتم وضع علامات استفهام حول هذا الأمر، فهل يفعل ذلك لحماية بعض المجرمين الذين يخططون لعمليات اغتيال جديدة؟".

حوري: ميقاتي يمارس سياسة تحسين ظروفه التفاوضية لكسب نقاط في مجلس الوزراء وفي الشارع
 وطنية- 4/2/2012 اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "يمارس سياسة تحسين ظروفه التفاوضية داخل الحكومة، وهو يمارس هذه السياسة لكسب نقاط سواء داخل مجلس الوزراء او حتى في الشارع". وذكر حوري في حديث الى قناة "اخبار المستقبل" اليوم، بأنه "منذ حصول الانقلاب الشهير على حكومة الرئيس سعد الحريري قالت قوى "14 آذار" إن هذا الانقلاب اتخذ بقرار سوري وبتنفيذ من "حزب الله". وقال: "في هذه الحكومة فإن كل فريق يريد أن يقوم بدور البطولة، وأتى أداء وزراء "التيار الوطني الحر" على قاعدة "عنزة ولو طارت"، فهم يقومون بكثير من التجاوزات. لقد رأينا ملف المازوت الأحمر كيف يتناقض مع الشفافية، ورأينا وزير العمل شربل نحاس يمنع عن العمال بدل النقل، ورأينا وزير الاتصالات نقولا صحناوي يمنع الـ"داتا" عن الأجهزة الأمنية". اضاف: "نحاس يتخذ خطوات هي في الاساس مخالفة لقرار ديوان المحاسبة، ويمنع داتا الاتصالات عن الاجهزة الامنية، معرضاً الوضع الامني لكثير من الانكشاف، وهذا يشكل نقطة سوداء في مسيرة هؤلاء الوزراء المحسوبين على تكتل "التغيير والاصلاح". الوزير الذي يرى نفسه غير منسجم مع اداء الحكومة فليستقل، لكن لهذه الحكومة ووزرائها سقف يحظر عليهم الاستقالة إلّا إذا أتى أمر بذلك".وفي هذا السياق، اوضح حوري ان "إستقالة الحكومة ليست بيد النائب ميشال عون أو غيره، بل قرار الإستقالة هو إقليمي"، واصفاً المرحلة اليوم ب"الانتقالية، وبالتالي فإن كل طرف يحاول تحقيق نقاط معينة". وذكر حوري اللبنانيين بأن "حزب الله" اخذ جمهوره في "موضوع المحكمة الى مكان "بدعسة خاطئة او بدعسة ناقصة"، فهو اخبرهم بأنه لن يتم التمويل ولن يمر، ولاحقاً فوجئنا بأن التمويل قد سلك طريقه وبموافقة من "حزب الله". تابع: "ربما في وقت لاحق قد تكون هناك مصلحة لكل مكونات الحكومة في ان تذهب الى حكومة تصريف اعمال، ولكن ضمن المعطيات الحالية قد لا يكون متاحاً تشكيل حكومة جديدة في ظل هذه التعقيدات الموجودة، خصوصاً ان هناك فريقاً كبيراً من اللبنانيين ينتظر مستجدات ما يحصل في سوريا، لا سيما حلفاء سوريا في لبنان". وشدد على ان "الفريق الآخر هو من يستطيع القيام بالفوضى الامنية، لانه يملك السلاح والقدرة".
وفي ما يتعلق بالوضع السوري، أشار حوري إلى أن "عدد القتلى في حمص شيء فوق الوصف"، موضحاً ان "قتل الناس لن يقدّم ولن يؤخر". وسأل حوري: "هل يريد (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يقتل جميع الناس؟". واعتبر أن "النظام السوري يقوم اليوم بقتال تراجعي طامحا من خلاله إلى إنشاء دويلة خاصة به، لكن فرص نجاح هذا التقسيم لا وجود لها، وسوريا ستبقى موحدة ستبقى سوريا العربية السيدة".من جهة ثانية، شدد حوري على أن "الوزير الراحل نسيب لحود يمثل عملة نادرة في السياسة والجانب الوطني وفي إحترامه وتعاطيه مع الآخرين، وهو تميّز بهدوئه وحسمه". وقال: "الفكر الذي يمثله نسيب لحود هو فكر نقي وعندما يرى أي خطأ يقول وجهة نظره ويبتعد، ولا شك اننا خسرنا في "ثورة الأرز" و"14 آذار" خسارة كبيرة بفقدان نسيب لحود".

السنيورة في باريس للقاء الحريري
وصل الى باريس  الرئيس فؤاد السنيورة، يرافقه مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، على متن طائرة خاصة. ومن المقرر أن يعقد السنيورة مع الحريري إجتماعا تقييميا، تستعرض فيه مراحل المرحلة المقبلة وتحدياته. ويواصل الحريري إقامته في باريس حيث يخضع لنظام معالجة، بعد تعرض ساقه اليسرى لـ3 كسور! ويترأس السنيورة كتلة المستقبل النيابية.

لبنان... وتزوير التاريخ!  
ميدل ايست أونلاين/ بقلم: خيرالله خيرالله
الاكيد ان لبنان لا يحتاج الى اعادة كتابة تاريخه بواسطة حكومة "حزب الله" التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي. اللهم الاّ اذا كان المطلوب شرح المراحل التي مرً ويمر بها الوطن الصغير منذ "ثورة الارز" والتي جعلته ينتقل من الوصاية السورية الى الوصاية الايرانية وكيفية حصول ذلك عن طريق توجيه السلاح المذهبي الى صدور اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق. سيحلّ موعد اعادة كتابة تاريخ البلد، من دون تزوير من ايّ نوع كان، لدى توافر ظروف طبيعية وليس في ظلّ حكومة شكّلها حزب مذهبي مسلح. سيكون ذلك على اسس مرتبطة بثقافة الحياة اوّلا وثقافة المقاومة الحقيقية ثانيا واخيرا، وهي المقاومة التي ترفض السلاح غير الشرعي والتي اخرجت القوات السورية من الاراضي اللبنانية في العام 2005.
ولكن قبل ان يصبح ذلك ممكنا، من المفيد الاهتمام قليلا بالجغرافيا. وهذا يعني، في طبيعة الحال، الاصرار على ترسيم الحدود مع سوريا انطلاقا من مزارع شعبا الجنوبية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 عندما كانت تحت السيطرة السورية. فترسيم الحدود، بما يصبّ في مصلحة سوريا ولبنان والشعبين السوري واللبناني، هو ما تطالب به المعارضة السورية، ممثلة بـ"المجلس الوطني" التي تمثل حاليا اوسع الفئات الشعبية في سوريا والتي تجاهد من اجل الانتقال بالبلد الى مرحلة جديدة. مرحلة وئام بين البلدين الشقيقين تسود فيها لدى الجانبين قناعة فحواها ان ازدهار بيروت من ازدهار دمشق وازدهار دمشق من ازدهار بيروت وليس من تدميرها. ما قد يكون اهمّ من ذلك اقتناع النظام في سوريا، اي نظام فيها، بان الانتصار على لبنان ليس بديلا من الانتصار على اسرائيل وان الدور الاقليمي الواسع والمتعدد الجانب لسوريا ليس اكثر من وهم في غياب نظام طبيعي في هذا البلد المهمّ...
في حال كان مطلوبا اجراء تقويم للمرحلة التي يمر بها لبنان وسوريا هذه الايام، فالواضح ان الوقت ليس وقت "تهريب" كتاب جديد للتاريخ يدرّس في المدارس بهدف نشر ثقافة الموت وتغيير طبيعة المجتمع اللبناني المتنوع ولا شيء غير ذلك. فالمرحلة الراهنة هي مرحلة انبعاث الحياة مجددا في لبنان واعادة الاعتبار الى الوطن الصغير. انها ايضا مرحلة التغيير الكبير في سوريا.
سيعيد التغيير سوريا الى السوريين عاجلا ام آجلا. سيسمح هذا التغيير بعودة سوريا الى الحضن العربي الدافئ بعد غربة استمرّت سنوات عدة كان مطلوبا فيها ان تكون سوريا خنجرا في ظهر كلّ ما هو عربي في المنطقة بدل ان تكون سندا للبنانيين والفلسطينيين والعراقيين واهل الخليج العربي الذين يتربص بهم النظام الايراني ذو المطامع المكشوفة والذي يرفض الاعتراف باحتلاله ارضا عربية هي الجزر الاماراتية الثلاث... حتى لا نتحدث عن امور اخرى في سوريا ولبنان والعراق.
نعم، ان المجتمع الدولي في مرحلة اعادة الاعتبار الى لبنان وتجربته. يدلّ على ذلك اختيار الامم المتحدة لبيروت مكانا لانعقاد مؤتمر "اسكوا" وهي الهيئة التابعة لها والتي تهتم بشؤون المنطقة. جاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى بيروت وقال الكلام الذي يجب قوله عن الشرق الاوسط والربيع العربي، خصوصا في ما يخص سوريا والثورة الشعبية فيها والنظام البائس الذي يعتقد ان هناك حلولا امنية تسمح له بمواجهة شعب قرر استعادة حريته وكرامته وتاريخه الحضاري.
لم تمض ايام على مؤتمر "اسكوا" حتى انعقد مؤتمر آخر في لبنان عن الربيع العربي والتعددية والتغييرات التي يشهدها الشرق الاوسط. نظم المؤتمر حزب الكتائب اللبنانية مع "اتحاد الاحزاب الديموقراطية الوسطية" وهي احزاب حاكمة في غير دولة اوروبية بينها المانيا وهنغاريا على سبيل المثال وليس الحصر.
عادت بيروت منبرا حرّا على الرغم من كلّ الضغوطات التي تمارس على اللبنانيين. لم يتردد الرئيس امين الجميّل في قول كلام جريء عن الثورات العربية وعن "اننا سعداء برؤية الشعوب تنتفض ضد الديكتاتورية على امل بلوغ رحاب الحرّية والديموقراطية والمساواة. انها تلتقي مع التجربة اللنانية وتؤكد صحة رهان اللبنانيين على هذه القيم في هذا الشرق المتوسطي العربي". اطلق رئيس حزب الكتائب، وهو رئيس سابق للجمهورية اللبنانية تعرّض لظلم كبير، "شرعة- اطار للثورات العربية والانظمة المقبلة". ركّز على "الدولة المدنية" و"دولة القانون" وعلى ان "الانسان هو الرجل والمرأة" وعلى "انّ لا مشروعية لاي مقاومة لا تصب في مشروع بناء الدولة ومؤسساتها".
كانت هناك كلمات اخرى لمسؤولين حزبيين اوروبيين وعرب واتراك. ما يجمع بين كلّ الكلمات الاعتراف بان العرب فاجأوا العالم وان على العالم اعادة اكتشاف العالم العربي وان للبنان دورا رائدا في مجال نشر ثقافة الحياة والاعتراف بالآخر في المنطقة وتكريس الدولة المدنية. بعد اكثر من عقدين على سقوط جدار برلين وبعد عقدين تماما على انهيار الاتحاد السوفياتي، جاء دور التحاق العرب بالمفاهيم والقيم المتعارف عليها في العالم الحضاري. على رأس هذه المفاهيم الديموقراطية وحقوق المواطن بغض النظر عن دينه وعرقه و"حقّه الطبيعي في العيش من دون تمييز فردي او جماعي" على حد تعبير امين الجميّل. لم يكن المؤتمر اعادة اعتبار للبنان فحسب، كان ايضا اعادة اعتبار لقيّم تنادي بها الثورات العربية وتدور كلّها حول قيمة الانسان وحقه في العيش الكريم. كان هناك شعور لدى معظم المشاركين بانّ لبنان المقاوم سينتصر في نهاية المطاف، لا لشيء سوى لانه يمثّل الامل. لا يمكن لثقافة الحياة التي تجسّدها "ثورة الارز" الاّ ان تنتصر على ثقافة الموت حتى لو مرت بعض الدول العربية بمراحل انتقالية، كما حال مصر حاليا، حيث يوجد حاليا "عدد كبير من المصريين الراغبين في اقامة دولة مدنية، لكن الاغلبية الجديدة في البرلمان تمارس طغيان القوة وترفض التحاور مع سائر الافرقاء" على حد تعبير السيد نجيب ساويرس، رجل الاعمال المصري والعضو المؤسس في الكتلة المصرية الليبيرالية. شيء ما يتغيّر في المنطقة انطلاقا من لبنان. من كان يصدّق يوما ان لبنان سيستعيد بفضل مقاومته الشعبية دوره الاقليمي في مجال نشر ثقافة الحرية والانفتاح...ثقافة الحياة اوّلا!

رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون للمستقبل": العد العكسي لسقوط الحكومة بدأ
حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل
لاحظ رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، انه بحسب تركيبة الحكومة الحالية كل مجموعة فيها تريد شد "اللحاف" الى ناحيتها، و"الملق فالت"، معتبراًَ أن لا حل جدياً للأزمة الحكومية قريباً. ورأى ان العد العكسي للحكومة بدأ لأنها لا تستطيع ان تسير في هذا الشكل، "ولولا البهدلة لكان رئيسها رفع العشرة"، مستبعدا اعتكافه لأنه "معلق بالكرسي أكثر وباله طويل على قدر طول قامته".
ورأى في حديث الى "المستقبل" امس، ان النظام السوري متله بأموره الداخلية وليس لديه الوقت لمحاولة اغتيال قيادات او شخصيات لبنانية، معرباً عن اعتقاده ان "من يقوم بتسريب الخبر الى المستهدف هي نفسها الجهة التي تقوم بالضغط علينا، في محاولة منها لضرب "خط الرجعة" في حال ذهب النظام السوري، ظنا منها انها بذلك تفرض نفسها وتكون في موقع القوة".
وهنا نص الحوار:
[ ما رأيكم بما حصل في جلسة مجلس الوزراء مؤخراً، خصوصاً ان البعض اعتبره تمثيلاً؟ ولماذا تخلق مكونات الحكومة الأزمات في هذا الوقت؟
ـ يجب أن نلفت الى ان الحكومة مؤلفة من أشخاص ومجموعات هي "حزب الله" بالدرجة الأولى والنائب ميشال عون وجماعته وحركة "أمل" وحصة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)، وكل واحد من هذه المجموعات يريد شد اللحاف الى جانبه، علماً أن البعض لديه طمع أكثر من غيره وعلى رأسهم عون. وبمعنى آخر عون يعتبر ان القرار الذي يتخذه منزه ويجب ان ينفذ، في حين أنه لم يحترم طوال حياته قرارات الغير، فوصلوا اليوم في هذه التركيبة الى عقدة الحائط المسدود.
وأظن ان كل أركان الحكومة في وضع عصبي غير طبيعي، اذ يشعرون بأن السند الرئيسي لبقائهم وهو النظام السوري ذاهب لا محالة فماذا يفعلون؟. وعلى كل حال فان السوري اليوم منهمك في محاولة لملمة وضعه الداخلي وليس باله بالحكومة، وهذا يؤدي الى مزيد من التخبط بين مكوناتها بعد فقدان من كان يجمعهم. فسوريا كانت تصدر التعليمات الى الجميع وهم ينفذون ويمشون في الصف بحسب القرار والإرادة السورية. اليوم هذا الشيء مفقود و"الملق فالت". وأرى ان العد العكسي للحكومة بدأ لأنها لا تستطيع الاستمرار في الشكل الذي تسير به. ورئيس الحكومة لولا البهدلة لكان رفع العشرة.
[ وزراء عون يحمّلون رئيس الحكومة مسؤولية تعطيل مسيرة الإصلاح، كيف تقرأون هذا الأمر؟
ـ وزراء عون يعتبرون أنفسهم مصلحين وهذا أمر تعيس، فالكل يعلم ويرى الفضائح في الكهرباء و"التخبيص". ورأينا فضيحة المازوت الأحمر والهاتف والاتصالات وتهديدات "الفرخ" الوزير نقولا صحناوي بالنزول الى الشارع والاعتصام، فكيف لهم ان يدعوا الى اعتصام ضد أنفسهم؟.
[ هل برأيكم سيعتكف رئيس الحكومة؟
ـ اعتقد ان ميقاتي معلق بالكرسي أكثر، وهو من الجماعة التي بالها طويل على قدر طول قامته.
[ هل تتوقعون حلاً للأزمة الحكومية في فترة قصيرة خصوصاً ان الأطراف غير مستعجلين على الحل؟
ـ لا حل جديا لهذه الأزمة، ومن الممكن ان يعملوا على مداواة الأمور بشكل من الأشكال كي يحافظوا على مواقعهم. ولكنني أستبعد حلاً جذرياً يعيد الحياة الى الحكومة كجهاز واحد منتج.
[ في ظل هذه الأزمة أين هي هيبة رئيس الجمهورية خصوصاً بعد معاتبة وزير الطاقة جبران باسيل في شأن المرشحين لإدارة مؤسسة كهرباء لبنان؟
ـ رئيس الجمهورية مساند لرئيس الحكومة اليوم، والاثنان يواجهان "الخربطات" التي يقوم بها عون وجماعته، ولولا البلد ومصلحته اولا لكنا قلنا "ينضربو وبطيخ يكسر بعضو". ونحن عندما شكلنا حكومة التمثيل الوطني لم يكونوا راضين عن ذلك فأقدموا على الانقلاب للسيطرة على الحكم وتفكيرهم هو نفسه، وإذا لم يجدوا أحداً لينقلبوا عليه فهم بالتأكيد سينقلبون على أنفسهم.
*هناك معلومات أمنية تؤشر الى تحضيرات لتنفيذ اغتيالات، في أي إطار تضعون هذا الأمر؟ وهل وصل السوري الى مرحلة تصدير أزمته الى لبنان أم ان هناك جهازاً أمنياً قابضاً على البلد يريد تصفية من لا ينصاع لأوامره كما قال السفير جوني عبدو؟
ـ نعم بالأمس سمعنا بمخطط لاغتيال النائب سامي الجميل، لا أظن ان السوري "بالو فاضي" لمثل هذه الأمور. ومن يقوم بتسريب الخبر الى المستهدف هي نفسها الجماعة التي تقوم بالضغط علينا، في محاولة منها لضرب "خط الرجعة" في حال ذهب النظام السوري، ظناً منها انها بذلك تفرض نفسها وتكون في موقع القوة. كنا نأمل ان يكون جوني (عبدو) واضحا أكثر من ذلك ويسمّي الأمور بأسمائها أفضل، وإذا كان يقصد أن "حزب الله" هو من يقوم بذلك فليسمّه.
[ هل ترون ان بامكان "حزب الله" ان يقوم بهكذا عمل؟
ـ من الممكن الا يفعل ذلك ويكتفي بالتهديد فقط.
[ بالأمس عقدت لجنة أمنية لبنانية ـ سورية اجتماعاً قدم خلاله الجانب السوري كتاباً بأسماء لمهربين وارهابيين عبر الحدود، كيف يتم ضبط الحدود في ظل غياب الدولة وتلهيها بأمور أخرى؟
ـ عندما كنا نناشد بضرورة ترسيم الحدود منعاً للتسريبات من الطرفين لم يستجب أحد، لأن ذلك ليس من مصلحتهم، اذ يناسبهم بقاء الحدود فالتة. والمسألة اليوم انقلبت عليهم وهم يقطفون ثمرة ما زرعوه.

قرار الغرفة الابتدائية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: رصد المتهمين الأربعة وتعقّبهم دون جدوى
النهار/ذكر القرار الذي أصدرته الغرفة الابتدائية لدى المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي روبرت روث وعضوية القضاة ميشلين بريدي وديفيد ري وجانيت نوسورثي ووليد عاكوم، وقررت فيه السير بالمحاكمة الغيابية، أن المعلومات المتاحة لا تشير الى أن أيا من المتهمين الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري غادر لبنان منذ إحالة القرار الاتهامي على ممثلي الحكومة اللبنانية في 30 حزيران 2012. وقال ان المحكمة اقتصر تحليلها على التدابير المتخذة في لبنان. وذكر أن هذه التدابير تشمل الرصد، والزيارات المتكررة للمكان الاخير لمحل الاقامة المعروف لكل من المتهمين، والاستفسارات من السجلات العامة والنشر في وسائل الاعلام.
وأكد القرار الذي نشره الموقع الالكتروني للمحكمة بالانكليزية "أن المحاكمة الغيابية لا يمكن ان تنتظر القبض على المتهم، وأن مصلحة العدالة تقتضي بأن تكون المحكمة راضية لجهة أن الشخص المتهم لن يوقف على الارجح في المستقبل القريب، أي بعد وقت قصير من بدء الاجراءات الغيابية، رغم أن الدائرة الابتدائية واثقة من أن السلطات اللبنانية ستواصل جهودها للقبض على المتهمين الاربعة. وليس لديها أي سبب للاعتقاد ان اعتقالهم وشيك. وحتى لو بدأت الاجراءات الغيابية، كما هو الحال في أي جريمة خطرة تستمر خطوات التحقيق التي تهدف الى القبض عليهم، ويفترض ان يكون المتهمون الاربعة علموا بطريقة غير رسمية منذ 30 حزيران الماضي أنهم المتهمون المحتملون". وأشار القرار الى أنه تم ابلاغ كل منهم وفقا لقانون الاجراءات الجنائية اللبنانية ووثائق المحكمة المختلفة لاطلاعهم على حقهم في المشاركة في المحاكمة من دون وجودهم في قاعة المحكمة.
وذكر ان لدى الغرفة الابتدائية "الدليل على حصول ما لا يقل عن 46 محاولة غير ناجحة بين أوائل شهر تموز 2011 ومنتصف كانون الثاني 2012 للعثور على سليم جميل عياش في شقته او في منزل عائلته في القرية. والدليل يشير الى انه غادر شقته في وقت ما عام 2011، ولم يكن في عمله السابق في مركز الدفاع المدني في بيروت منذ تموز 2011 على الاقل. ومسؤولو العدالة اللبنانية سعوا من دون جدوى وراء مصطفى امين بدر الدين بين اوائل تموز 2011 ومنتصف كانون الثاني 2012 نحو 42 مرة في شقته في حارة حريك ومقر اقامة والدته في الغبيري. ولكن المعلومات التي وردت مفادها انه اختفى مباشرة بعد نشر اسمه في القرار الاتهامي في وسائل الاعلام. وهو ايضاً طُلب في عنوان عمله في بيروت من دون جدوى. وكان اسمه وصورته مع الاتهام الموجّه اليه قد نشرت على نطاق واسع في لبنان. ويمكن الغرفة الابتدائية ان تخلص الى انه توارى عن الانظار. وهي اقتنعت بأن جميع الخطوات المعقولة قد اتخذت لابلاغه لضمان مثوله امام المحكمة. ويجوز وفقاً لذلك المضي قدماً في محاكمة غيابية". كذلك ذكرت الغرفة ان حسين حسن عنيسي "سعى المسؤولون اللبنانيون وراءه في الفترة نفسها نحو 37 مرة على خمسة عناوين محتملة لاقامته في بيروت، الا انهم أُعلموا انه اختفى مباشرة بعد نشر اسمه في وسائل الاعلام. وثمة محاولات فشلت لتحديد مكان وجوده في منزل والدته في شَهور (
Shahour 11) مرة في آخر مكان معروف له في صور، ولم يجدوه. ومنذ اوائل تموز وحتى منتصف كانون الثاني باء بالفشل تعقب أسد حسان صبرا في آخر مقر إقامة معروف له وومن دون جدوى. وكذلك في منزل ذويه في جنوب بيروت على الاقل 32 مرة. واختفى بعد نشر اسمه في وسائل الاعلام. وكشفت التحقيقات انه ترك منزل والده في وقت قريب في كانون الاول 2011. وتثبت الادلة ان اياً من المتهمين الاربعة لم تتم رؤيته في آخر مقر اقامة له معروف منذ احالة اوامر القبض عليهم والقرار الاتهامي على السلطات اللبنانية في 30 حزيران 2011، ونشر اسمائهم في وسائل الاعلام. لذلك اقتنعت الغرفة الابتدائية بأنه لا يمكن العثور عليهم، وقد تواروا عن الانظار ولا يرغبون في المشاركة في محاكمة رغم ابلاغهم التهم والسبل الممكنة للمشاركة فيها. وقد سمح مزيج من هذه الظروف للغرفة الابتدائية بأن تستنتج انه تم استيفاء شروط المادة 106 لعقد الاجراءات الغيابية". وردت الغرفة في قرارها طلب الادعاء في دعوة الحكومة اللبنانية للحضور امام المحكمة.

عون كمن يسير بين القبور ويغني ليقول إنّه ليس خائفًا
سعيد لـ"لبنان الحر": الجنرال خائف من أن يطير من المعادلة بسبب التصاقه بالنظام السوري

علّق منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد على السجال الحاصل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون، معتبرا انه يفيد الطرفين، وان سببه البحث عن إعادة ترميم مواقعهما في طائفتيهما، لكي يشد ميقاتي العصب السنّي حوله وحول صلاحيات رئيس الحكومة، وليظهر عون أنَّه المدافع الأول عن مواقع المسيحيين وحقوقهم، مؤكِّدًا أنَّ أداء الاثنين في هذا الاشتباك ليس أداء رجال دولة. ورأى سعيد أنَّ قوى "8 آذار" تتنافس مع الجمهورية اللبنانية لبناء دولتها، مشددا في حديث لاذاعة "لبنان الحر" على أنَّ العماد عون كمن يسير بين القبور ويغني ليقول إنّه ليس خائفًا. وأوضح أنَّ عون خائف فعلاً من أن يطير من المعادلة بسبب التصاقه بالنظام السوري. وإذ لفت إلى أنَّ سياسة النأي بالنفس حكيمة في حال الالتزام بها حيال ما يجري بسوريا، أكَّد سعيد أنَّ ذلك يتطلب التزام جميع اللبنانيين، مشددا على أنَّ سقوط النظام السوري حتمي. وأشار إلى أن لبنان أمام مفترق طرق، فإما اعادة إنتاج الحرب اللبنانية أو إنتاج التفاهم بين اللبنانيين. واعتبر سعيد أنَّ من خلَق المشكلة القائمة في لبنان اليوم وعطل قيام الدولة هو "حزب الله" الذي يمتلك السلاح، وقال: "يجب أن يدرك "حزب الله" الا إمكان لان يمتلك السلاح بعد سقوط النظام في سوريا". الى ذلك، أكد سعيد أنَّ الوزير السابق نسيب لحود كان قائد رأي كبير في لبنان وأعطى للسياسة موقعًا مختلفًا، لافتا الى انه كان رجلا مبدئيًا ويأخذ قرارات حاسمة.المصدر: إذاعة لبنان الحر

قبضايات يفرضون الخوات و"حزب الله" يناشد الدولة/الضاحية الجنوبية مناطق نفوذ وخلافات عائلية وعشائرية
النهار" – خاص/يدخل أربعة شبان المقهى. يتناولون الغداء ويحتسون الشاي مع بعض الحلويات. يطلبون الفاتورة. الحساب 100 ألف ليرة لبنانية. يتوجهون الى صندوق المحاسبة ثم يعلو الصراخ. الشبان ينهالون بالضرب على الموظف،يستولون على 100 ألف ليرة بعد ان يحطموا زجاج المقهى ثم يغادرون من دون ان يعترضهم احد!.هذا المشهد في قلب الضاحية الجنوبية، وتحديداً على اوتوستراد السيد هادي نصرالله (حارة حريك)، ووفق أصحاب محل بالقرب من المقهى المذكور، ان ما يجري في الضاحية يفوق بكثير ما شهده ذلك المقهى.
خوات على المحال
حمل الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحذيراً غير مسبوق من الفلتان المتفشي في بعض احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، واضعاً الدولة أمام مسؤولياتها عبر أجهزتها الأمنية المعنية.  فلتان لم يكن في مقدور سيد المقاومة تجاهله بعد تصاعد وتيرة الشكاوى من تصرفات "ميليشيوية" تدأب مجموعات على ممارستها، وتعيد الى الأذهان مشهد المناطق اللبنانية خلال الحرب. ولعل اخطر من فيها لجوء اشخاص الى فرض خوات على بعض المحال والمطاعم والمقاهي، وأيضاً على اصحاب المهن الحرة. هذه الظاهرة هي الأخطر، ولم تعرفها الضاحية حتى في سنوات الحرب، فالمنطقة ظلت خارج الادارات الأمنية التي انتشرت في مناطق المتحاربين في بيروت الشرقية والغربية وصولاً الى الجبل.
الخوات تفرض بطريقة غريبة، وتبدأ مع دخول "عميل شركة التأمين" مطعماً او مقهى، ويسأل صاحبه: "هل تريد بوليصة تأمين على مطعمك؟" ينصت صاحب المطعم مستفسراً  "عن أي نوع من التأمين تتحدث!". تأمين ضد الحريق والسرقة، ويبعد الزعران عن المطعم. هذه العروض لا تعجب صاحب المطعم، فيعتذر من عميل شركة التأمين. لكن الأخير يكشف المستور: "التأمين هو مبلغ شهري للشباب هنا في الحي، وهؤلاء يقدمون لك الحماية، عدا عن ان ما نعرضه عليك ليس اختيارياً وفهمك كفاية".
لا يرغب صاحب المطعم في اكمال حديثه متمنياً عدم ذكر اسمه لأن شركة التأمين المزعومة هي "عصابة الزعران" او قبضايات الحي، اما مبلغ التأمين او الخوة التي يدفعها شهرياً فهي 1000  دولار اميركي. والأمر لا يقتصر على المطاعم والمقاهي بل يصل الى محال بيع الخضر، ولا يسلم بعض الاطباء والمهندسين من دفع مبالغ شهرية لقاء عدم التعرض لسياراتهم او افتعال المشكلات أمام عياداتهم ومكاتبهم. الأمر يتكرر في غير مطعم ومقهى، وقبل نحو اربعة اشهر، شهد اوتوستراد السيد هادي نصرالله اشكالاً بين احد اصحاب المطاعم وعناصر مسلحة من حي مجاور بسبب رفض صاحب المطعم دفع الخوة. وبالفعل نجح في مهمته لأنه ينتمي الى عشيرة بقاعية، وانتهى الأمر بعدما اثبت قدرته على حماية المطعم بنفسه. اضافة الى الخوات، يعمد "القبضايات" الى فرض توظيف اقربائهم في عدد من المقاهي والمطاعم، والطريف انهم يتناولون الطعام في تلك المقاهي من دون دفع قرش واحد. واللافت ان عائلات تتقاسم مناطق النفوذ لفرض الخوات، وعلى سبيل الذكر لا الحصر تخضع المنطقة الممتدة من جسر الليلكي الى مجمع الحدت الجامعي لسيطرة العائلة الفلانية، ولا يسمح للعائلة الثانية المسيطرة على قسم من اوتوستراد السيد نصرالله ان تمد نفوذها الى هذه المنطقة، والعكس صحيح، ما يجعل المسألة أحياناً مشكلة بين عائلات العشائر.
المياه... شح و تشبيح
تعاني الضاحية الجنوبية ندرة في المياه كما هي الحال في اكثر من منطقة لبنانية، ولعل احد اسباب ازمة المياه هناك تكمن في عدم تحديث تمديدات المياه الى منطقة عرفت ازدياداً غير مألوف في عدد قاطنيها منذ ثمانينات القرن الفائت، اذ تضاعف عدد سكانها، فيما ظلت كمية المياه المخصصة لها على حالها منذ عقود، وزاد الطين بلة منع وزارة الطاقة والمياه حفر الابار الارتوازية.
ومع ازدياد طلب السكان على المياه، ظهرت تجارة مربحة لاصحاب الصهاريج، وهؤلاء لم يكفهم بيع المياه في اشهر الشح الممتدة من نيسان الى تشرين الثاني، فعمدوا احياناً الى التواطوء مع بعض موظفي مصلحة المياه لزيادة أرباحهم، وفحوى التواطؤ يكمن في زيادة تقنين المياه، مما يدفع الاهالي الى زيادة شراء المياه من اصجاب الصهاريج. ويلفت زائر الضاحية حركة هذه الصهاريج التي تتنقل بين الاحياء وتبيع برميل المياه بالفي ليرة واحياناً بثلاثة الاف، وخصوصاً في فصل الصيف حيث يزيد استهلاك العائلة الواحدة عن 15 برميلا اسبوعياً، اي ما يعادل الـ45 الف ليرة تتكبدها كل عائلة، ويضاف اليها رسم المياه السنوي لمصلحة المياه في جبل لبنان (عين الدلبة سابقاً).
معظم اصحاب الصهاريج هم من اصحاب النفوذ ويعمدون الى تقسيم الاحياء في شكل يصبح لكل واحد منهم زبائنه الدائمون ولا يستطيع صاحب صهريج آخر ان يبيع المياه في "المربع" التابع لزميله.
"مقاهي الأرصفة" وفوضى الفانات
مشهد الفلتان يتجلى أيضاً في ظاهرة انتشار المقاهي على الارصفة.مقاه على مساحات صغيرة جداً لا تتعدى الـ6 امتار مربعة واصحابها يسيطرون على رصيف ويرفعون عليه قوائم حديداً وستائر غالباً ما تكون من القماش، ويرفعون عليها صور شخصيات سياسية واعلام حزبية للاحتماء بها، وسط عجز البلديات عن ازالتها وعدم اكتراث القوى الامنية. اما فوضى الفانات واصحابها فحدّث ولا حرج. فسائقو الفانات، وجلهم من المراهقين، لا يترددون عن ممارسة الشغب اليومي، بدءا من قيادة الفانات بطريقة تزرع الرعب في نفوس المارة وسائقي السيارات، وصولاً الى عرض العضلات واستعمال العصي لاتفه الاسباب، ولم يعد مستغرباً ان يوقف السائق فانه في وسط الطريق للتحدث مع زميله في فان آخر على الجهة المقابلة، واذا تذمر احد السائقين يكون السائقان ومرافقوهما بالمرصاد ويخرجون شاهرين العصي. هذه الظاهرة وغيرها دفعت "حزب الله" اكثر من مرة الى الطلب من القوى الامنية القيام بمهماتها في الضاحية الجنوبية. فالحزب ليس في مقدوره مواجهة "جمهوره " لان سكان الضاحية في غالبيتهم من انصار الحزب، وليس شرطاً ان يكونوا داخل الجسم التنظيمي، مما يضع "حزب الله" في موقع حرج حيال خلافات عائلية او عشائرية. انه موقف لا يحسد عليه، وهو اصلاً تحت الرقابة المشددة من خصومه السياسيين الذين ينتظرون مثل هذه الحوادث لتوجيه "سهامهم" اليه وتحميله المسؤولية عن هذا الفلتان. 

تنويم مريب
الياس الزغبي
ليس في تعليق جلسات الحكومة (ولا قيمة للنقاش في دستوريّته)، ما يخدع أيّ مراقب سياسي: لم تكن المسألة نتيجة خلاف طارئ على تعيين رئيس المجلس التأديبي، بل خاتمة طبيعيّة لتفاعل عامليْن لبناني وسوري. العامل الداخلي هو تراكم سلبيّات هذه الحكومة المصنّعة خلافا للمنطق السياسي والدستوري، والمستجمَعة من تناقضات ركّبتها سطوة السلاح. والعامل السوري هو ارتخاء قبضة النظام عن أطراف الحكومة، بفعل تآكل اللاصق الأمني والسياسي الذي جمعها. فالرئيس ميقاتي بدأ، منذ مدّة، "ينأى" بنفسه عن زورق النظام المتهاوي، ومعه الرئيس سليمان في حساباته القريبة خلال السنتين المقبلتين.
و"حزب الله" نفسه بدأ يُعيد حساباته في أثمان الالتصاق بمصير بشّار الأسد، وفي خضمّ المساومة الايرانيّة الخفيّة مع الغرب. والرئيس برّي سبق حليفه الطاغي الى كبح فرامله على طريق دمشق.
ووليد جنبلاط استشعر قبلهم جميعا حركة الريح في سوريّا الجديدة.
أمّا ميشال عون فيبحث بأسلوب الهاوي السياسي، وناصب الأَشْراك المتسربل بحبائله، عن مهرب من رهاناته المصدومة، ولا يجد الاّ العبث المدمّر، في الملفّات والمؤسّسات والطائفيّات.
ولعّله يقدّم، من حيث يدري (على الأرجح)، خدمة للباحثين عن مبرّر لتنويم الحكومة وجعلها حكومة تصريف أعمال، بدون استقالة، فلا تتحمّل وزر المنعطفات الخطرة، من تصدير مأزق نظام الأسد عبر الحدود اللبنانيّة، الى التجديد للمحكمة، الى القضايا الملتهبة في الأمن والتهديد بالاغتيالات، والكهرباء والغلاء والتعيينات والتمويل والموازنة العالقة ... وليس رفْع عون عقيرتَه في كلّ اتجاه، وتصعيده غير المسبوق للحقن الطائفي، الاّ ستارا للفشل المتمادي لوزرائه، وتقهقر أدائهم منذ 4 سنوات. فهو محترف في اثارة الدخان والغبار وتوليف المبرّرات حول هزائمه المتناسلة. ويضحك "حزب الله" في عبّه، لأنّه يجد دائما حليفا يخوض معاركه لقاء أثمان سهلة. وهو مرتاح الى شلّ الحكومة وتنويمها، تفاديا لامتحانات قاسية مثل امتحان التمويل المرّ.
ولولا العيْب، لسارع الى توجيه شكر علني مزدوج للشريكين اللدودين، ميقاتي وعون. فبتعطيلهما الحكومة تغييب للمسؤوليّة وتفريج لحرجه. وأكثر ما يُريح "حزب الله" هو تمترس الاثنين وراء "حقوق" طائفتيهما و"صلاحيّتهما" في صراع لا يملكان التفويض فيه: فلا الميقاتي مخوّل شعبيّا وسياسيّا وواقعيا شنّ حرب السنّة، ولا العون مفوّض كي يكون سيف النصارى بعدما أنهكهم في التزامات خطيرة، وتنكّر لشهدائهم ومفقوديهم في مربّعات الضاحية وعلى سجّادات قصر المهاجرين. وليس الشهداء، في بازاراته، سوى "لصوص" سقطوا ضحيّة "غيرة زوجاتهم"!
ولكنّ لعبة الملاكميْن لم تعُد تصلح للكسب الشعبي والسياسي، لشدّة انكشافها وهشاشتها. الأوّل لم يحرّك مشاعر طرابلس وغيرها من مواقع السنّة، والثاني لم يستنفر وجدان المسيحيّين.
الأوّل زاد، من حيث لا يشاء، العطف على المرجعيّة السياسيّة الفعليّة لطائفته (تيّار "المستقبل"). والثاني ضاعف، من حيث لا يتمنّى، صدقيّة خيارات مسيحيّي "ثورة الأرز"، ولم يحصد سوى المزيد من ازدراء الرأي العام اللبناني. شركاء متضاربون ومتحاربون على تفليسة سياسيّة، وصلوا الآن الى نومهم الشتائي المريب. وبرغم ريبته، قد لا يصحون منه!

لبنان: عودة الاغتيالات؟
علي حماده/النهار
هل صحيح ان قرار تعليق الاغتيالات قد رفع، وعادت لعبة "الروليت الروسية" لتدور على الساحة اللبنانية، ولا سيما لتحوم فوق رؤوس القيادات الاستقلالية في مرحلة من أكثر المراحل دقة في لبنان والاقليم؟ لنعد بالذاكرة قليلاً الى الاغتيالات التي انطلقت في الاول من تشرين الاول 2004 مع المحاولة التي نجا منها مروان حماده واستمرت الى 2008 قبل ان ينقض "حزب الله" وحلفاء النظام في سوريا على بيروت والجبل ويشرعوا في قلب التوازن السياسي في البلد. والحال ان الاغتيالات طالت من دون استثناء رجالات وقادة استقلاليين، وشكلت مسارا اساسيا للانقلاب المضاد الذي اطلقه تحالف "حزب الله" والنظام في سوريا ردا على ثورة الارز التي أخرجت جيش بشار الاسد من لبنان، ووضعت أسس استقلال ثان، لم يتحقق بجميع الشروط. في المقابل ما استهدف شخص واحد ينتمي الى صفوف 8 آذار، بل اننا نذكر جيدا انه في حين اختبأ نصف مجلس نواب 2005 (14 آذار) في الفنادق المحصنة او غادر بعضهم الى الخارج، كان النصف الآخر ( 8 آذار) يكمل حياته اليومية في البلاد من دون أدنى تعديل على المسار، وذلك دليل حسي الى حال الاطمئنان التي سادت صفوف قادة 8 آذار وملحقيهم في ذروة مرحلة الاغتيالات. وهذا، بكل بساطة رسم صورة واضحة لهوية الجهة القاتلة. ولا يشك أحد لحظة في ان قتلة الاستقلاليين في لبنان، إنما كانوا من الفريق الآخر محليا وإقليميا. ولعل القرار الاتهامي في قضية اغتيال رفيق الحريري، والقرارات الاتهامية المتعلقة بقضايا مروان حماده والياس المر وجورج حاوي التي ربطها المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار بقضية الحريري، تكشف مدى تورط أفراد في "حزب الله" بالاغتيالات.  معروفة هوية القتلة في لبنان. ومن المؤسف حقاً ان تفرض المعادلة الطائفية والسياسية في لبنان على الضحية ان تجلس والجلاد الى طاولة واحدة، وان تسعى الضحية دائماً من باب الحفاظ على البلاد واستقرارها الى التحاور مع من يمسك بالبندقية، ولا يتورع عن استخدامها بطرق شتى. في مرحلة ما بعد "اتفاق الدوحة" وبدء سيطرة محور النظام في سوريا و"حزب الله" على السلطة، ثم ومع انفتاح أبواب العالم العربي وأوروبا أمام بشار الاسد، توقف القتل، وعادت البلاد الى طبيعتها. والسؤال هو: هل اتخذ النظام في سوريا قراراً بالعودة الى الاغتيالات في لبنان، في رد منه على أزمته العميقة والوجودية المتفاقمة؟ وهل يريد النظام ان يضبط الساحة اللبنانية المتعاطفة مع الثورة السورية وشلّها عبر الاغتيالات؟ المعلومات المتقاطعة خارجيا تتخوف من "حزمة اغتيالات" جديدة في لبنان والله أعلم!/"باريس"

رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابيوس لـ"النهار": ملتزمون "اليونيفيل" ووحدة لبنان  مع ضمان أمن إسرائيل ودولة فلسطينية قابلة للحياة
ريتا صفير/النهار
بين زيارتين، واحدة لاسرائيل وفلسطين تمت في الساعات الماضية، واخرى لاحقة لقطر، حط رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابيوس في بيروت موفدا من المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا هولاند. واذا كان الهدف الاساسي للزيارة التي تندرج ضمن جولة على دول المنطقة تمثل في شرح ثوابت السياسة الخارجية الفرنسية، قبل نحو شهرين من الاستحقاق الرئاسي، فمن الطبيعي ان يشكل لبنان جزءا من جدول اعمال الموفد الرئاسي لأسباب عدة. في مقدمها الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، الى الاطلاع عن كثب على تحولات "الربيع العربي" وخصوصا في سوريا وقياس تداعيات الاحداث المحتملة على لبنان.
وشملت لقاءات فابيوس مروحة من المسؤولين، هم رئيس الجمهورية ورئيسا مجلس النواب والحكومة ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعدد من قوى 14 آذار والمسؤولة عن المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتختصر خلاصتها، وفقا لمصادر ديبلوماسية معنية" بتوجيه "رسائل طمأنة" الى اللبنانيين حيال مجموعة قضايا تبدو بمثابة ثوابت للخارجية الفرنسية، ولم يغب عنها ملف اوضاع اللاجئين السوريين شمالا. ووصفت المصادر الديبلوماسية حصيلة المحادثات بـ"الايجابية".
وقد اوجز فابيوس لـ"النهار" ثوابت هولاند بتأكيد مجموعة عناوين، منها ان "التزام فرنسا ضمن القوة الدولية مستمر انطلاقا من تمسكنا بوحدة الاراضي اللبنانية، وهي وحدة تفرض ان يتم ضمانها. تؤدي اليونيفيل من وجهة نظرنا دورا مفيدا، وتساهم الكتيبة الفرنسية فيها في شكل مهم".
وفي بلورة للسياسة الفرنسية في هذا الشأن وخصوصا في ظل الجدل الدائر حيال سحب القوى الفرنسية من افغانستان نهاية 2012، يقول:
"بقدر موافقتنا على المشاركة في افغانستان بعد 2001، بتنا منذ 2005 نعتبر ان معنى الحضور العسكري بدا اقل دقة . قلنا ان لا حل عسكريا هناك. اذا كانت المسألة تتعلق بـ"القاعدة"، فان مكافحتها لا تتم بحضور 250 الف جندي."  اما في ملف المحكمة الدولية ومحاكمة المطلوبين غيابيا وسط الانقسام اللبناني حول التمديد للبروتوكول، فيؤكد انه "يجب ان تتمكن هذه المحكمة من اداء عملها كي تحدد المسؤوليات. ومن هذا المنطلق اتخذت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قرارا قضى بتوفير المساهمة المالية، لم يكن سهلا، ونرحب به".
وعن محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، ومدى استعداد هولاند في حال فوزه لدعم الاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، يوضح "نحن مع ضمان امن اسرائيل وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ندعو الى حوار حقيقي بين الجانبين. في منطقة مضطربة تبرز فيها تهديدات. مبادؤنا واضحة".
وبالتزامن مع التهديدات الايرانية والمعطيات المتكررة عن ضربة عسكرية محتملة لايران، يشرح موقف هولاند بالقول: "نعتبر ان حصول ايران على السلاح النووي العسكري يشكل خطرا كبيرا. واذا حصل ذلك، فان الامر لن يقتصر على مخاطر بالنسبة الى دول يمكن ان تضرب بهذه الاسلحة، ولكن الامر يشكل تشجيعا على انتشار هذا السلاح. نعارض هذا الانتشار بدءا من ايران. ووفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية، يبدو ان طهران غير راغبة في وقف البرنامج، لذا وضعت العقوبات لردعه. هي عقوبات مبررة، ونأمل ان تكون كافية كي يدرك المسؤولون الايرانيون ضرورة اتخاذ اجراءات تثبت انهم لا يذهبون في اتجاه تملك سلاح نووي".
وكان فابيوس وصف في مؤتمر صحافي "تصرف نظام الرئيس بشار الاسد وسقوط آلاف القتلى" بالأمر "غير المقبول"، آملا "أن يوافق مجلس الأمن على مشروع قرار في هذا المجال". وأضاف: "لن يحل المشاكل كلها ولكن سيسمح اذا تمت الموافقة عليه بوقف المجزرة وايجاد الوسائل للتوصل الى حل". وابدى تفهمه لموقف الحكومة اللبنانية لجهة النأي عن الأحداث في سوريا، معتبرا ان "على مجلس الأمن ان يدعو الى وقف القمع واجراء حوار مع المعارضة". وذكر بأن لا معاهدة بين لبنان والمفوضية العليا للاجئين داعيا الى التحسب لامكان ازدياد اعدادهم.
وعن "الربيع العربي"، قال "نرى أن الديموقراطية تستلزم انتخابات ولكن هذا لا يكفي.  يجب احترام حقوق الاقليات. ودور فرنسا مواكبة هذه الحركة مع الانتباه الى عدم تحريفها عن مسارها".

سفينتان حربيتان ايرانيتان في ميناء سعودي لمواجهة "معاداة إيران"
رست سفينتان حربيتان ايرانيتان السبت في ميناء جدة السعودي في اطار "مواجهة الميل نحو معاداة ايران" في حين تشهد العلاقات بين طهران والرياض توترا ونقلت وكالة فارس عن قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري ان سفينة الامداد "خرج" والمدمرة "الشهيد قندي" رستا السبت في جدة المطلة على البحر الاحمر "طبقا لاوامر المرشد الاعلى (آية الله علي خامنئي) بالانتشار في عرض البحر". واوضح الاميرال ان "هذه المهمة تهدف الى اظهار نفوذ جمهورية ايران الاسلامية في عرض البحر ومواجهة الميل نحو معاداة ايران" مؤكدا انها ستستمر ما بين سبعين وثمانين يوما" دون تحديد وجهتها لاحقا. وقد توترت العلاقات بين السعودية وايران خلال الاشهر الاخيرة اثر اعلان السلطات الاميركية ان اجهزة الاستخبارات الايرانية حاولت اغتيال السفير السعودي في واشنطن. لكن طهران نفت قطعا اي علاقة لها بهذه المؤامرة التي يلاحق فيها القضاء الاميركي ايرانيين اثنين. وقد كان التوتر شديدا اصلا بين البلدين اثر دخول قوات سعودية باسم دول مجلس التعاون الخليجي في آذار الى البحرين التي تواجه حركة احتجاج شيعية. وقد كثفت البحرية الايرانية انتشارها في المياه الدولية السنة الماضية وخصوصا في خليج عدن والمحيط الهندي لحماية السفن الايرانية من القراصنة الصوماليين. وفي شباط 2011 ارسلت ايران ايضا لاول مرة سفينتين حربيتين الى البحر المتوسط عبر قناة السويس.
مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

الأميركيون يتحدثون عن ضربة إسرائيلية عسكرية لإيران ولكنهم في نفس الوقت يتحضرون هم أنفسهم للقيام بهذه المهمة
تقرير المنسقية لليوم الأربعاء 04 شباط/12 من موقع دبكة الإسرائيلي
http://www.debka.com/article/21708/
افاض تقرير لموقع دبكة الإسرائيلي نشر اليوم في سرد وقائع موثقة عن الإحتمالات القوية لضرب إيران عسكرياً من قبل إسرائيل هذه السنة وربما خلال عدة اشهر فقط لمنعها من اكمال تصنيع القنبلة النووية، وفي نفس الوقت اشار التقرير إلى استعدادات عسكرية أميركية غير مسبوقة لنفس الغاية حيث يتم نقل الآلاف من الجنود الأميركيين إلى جزر وقواعد محيطة بإيران في اليمن والسعودية وغيرهما. وفي أيران تجري استعدادات عسكرية لافتة لمواجهة كل الإحتمالات مع تصعيد في لجهة التهديد ضد إسرائيل وأميركا ودول الخليج.
اضغط هنا لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية
Americans talk about an Israeli strike on Iran, but prepare own offensive/DEBKAfile/04.02.12

هل إسرائيل مستعدة للهجوم على إيران؟
ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط
يشغل بال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، هذه الأيام الكثير من الأمور، من ضمنها خفض ميزانية الدفاع وإدارة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. مع ذلك مبعث القلق الرئيسي لديه هو احتمال شن إسرائيل هجوما على إيران في غضون الأشهر القليلة المقبلة. ويعتقد بانيتا أن هناك احتمالا كبيرا في توجيه إسرائيل ضربة ضد إيران في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) قبل أن تنتقل إيران إلى مرحلة «الحصانة» في تصنيع قنبلة نووية بحسب وصف الإسرائيليين. ويخشى الإسرائيليون من تمكن إيران قريبا من تخزين كمية من اليورانيوم المخصب في منشآت عميقة تحت الأرض تكفي لصنع سلاح نووي، ولا توجد دولة يمكن أن تمنعها من ذلك إلا الولايات المتحدة وذلك بتبني الخيار العسكري. لا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يترك مصير إسرائيل معلقا بالقرار الأميركي والذي سيستند إلى معلومات استخباراتية تؤكد تصنيع إيران لقنبلة نووية، وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة.
ربما يكون قد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى قرب هجوم إسرائيل على إيران عندما طلب الشهر الماضي تأجيل مناورات بين القوات الأميركية والإسرائيلية والتي تنتهي بمرحلة إطلاق ذخيرة حية في مايو. واعتذر باراك بقوله إن إسرائيل لن تتمكن من توفير الموارد اللازمة لتمويل هذه المناورات السنوية خلال فصل الربيع الحالي. ويقال إن الرئيس أوباما وبانيتا قد حذرا إسرائيل من معارضة الولايات المتحدة لأي هجوم على إيران لاعتقادهما أن هذا سيعوق مسار العقوبات الاقتصادية الدولية الذي يثبت نجاحه يوما تلو الآخر، وكذلك الخيارات الأخرى غير العسكرية الرامية إلى إثناء إيران عن تصنيع سلاح نووي. مع ذلك لم يقرر البيت الأبيض بالتحديد رد الولايات المتحدة على أي هجوم من قبل إسرائيل.
وتدير إدارة أوباما مناقشات مكثفة حول عواقب أي هجوم إسرائيلي على إيران على الولايات المتحدة، بمعنى أنه هل ستستهدف إيران السفن الأميركية في المنطقة أم ستحاول إغلاق مضيق هرمز، وكذلك تأثير الصراع والارتفاع المحتمل في أسعار النفط الناتج عن ذلك على الاقتصاد الأميركي الضعيف. يبدو أن الإدارة الأميركية تفضل أن تنأى بنفسها عن الصراع ما لم تستهدف إيران المصالح الأميركية، حيث سيستدعي ذلك ردا قويا من الولايات المتحدة.
ربما تحدث السياسة الأميركية، التي تشير إلى تصرف إسرائيل أحادية الجانب، ثغرة مثل التي حدثت عام 1956 عندما أدان الرئيس الأميركي أيزنهاور الهجوم الإسرائيلي - الأوروبي على قناة السويس. وما يزيد من تعقيد الأمور هو الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية العام الحالي، والتي يدعو خلالها المرشحون الجمهوريون إلى توجيه المزيد من الدعم إلى إسرائيل. ويحذر مسؤولون أميركيون طهران من مغبة سوء الفهم، فلدى الولايات المتحدة التزام تجاه أمن إسرائيل يعود إلى ستين عاما مضت، وإذا تم توجيه ضربة لمدنيين في إسرائيل، يمكن للولايات المتحدة أن تشعر بالتزام الدفاع عنها. ويقال إن الإسرائيليين يعتقدون بإمكانية شن هجوم عسكري محدود يستهدف فقط المنشآت النووية في ناتانز وأهداف أخرى. مع ذلك سيكون من الصعب تدمير المفاعل النووي المقام تحت الأرض في مدينة قم من خلال الهجوم الجوي. من الطبيعي أن يرد الإيرانيون، لكن يعتقد الإسرائيليون أن يكون هذا الرد متمثلا في وابل من الصواريخ من حزب الله في لبنان. وتشير إحدى التقديرات الإسرائيلية إلى احتمال أن تصل الإصابات في الدولة اليهودية إلى 500. وتشير إسرائيل إلى عدم قدرة سوريا على الرد على الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي لديها عام 2007. وربما يقوم الإيرانيون بالمثل لخوف النظام من خطر شن حرب واسعة النطاق. وشبه بعض الإسرائيليين أي هجوم ضد إيران بهجوم إنقاذ الرهائن في عنتيبي بأوغندا عام 1976، والذي أعقبه تغير في نظام الحكم في البلاد.
ويذكر أن القادة الإسرائيليين موافقون بل ومرحبون باحتمال قيامهم بهذا الهجوم وحدهم ويؤكدون عزمهم في وقت يتم فيه التشكيك في قواهم بسبب «الربيع العربي». ونقل عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله للولايات المتحدة: «تنحوا جانبا ودعونا نقم بالأمر». ويتضمن سيناريو الحرب القصيرة تقريبا خمسة أيام من الهجمات الإسرائيلية المحدودة يعقبها وقف لإطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة. ويقال إن الإسرائيليين يقرون باحتمال أن يكون التدمير للبرنامج النووي الإيراني متواضعا مما يستدعي شن هجوم آخر خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويرى مسؤولون أميركيون وجود خيارين من أجل إثناء إسرائيل عن شن مثل هذا الهجوم: إما انفتاح طهران على مفاوضات جادة تهدف للتوصل إلى صيغة تضمن استخدام البرنامج النووي الإيراني في أغراض سلمية مدنية، وإما التصعيد الأميركي للعمليات السرية من أجل الحد من قدرة البرنامج النووي الإيراني إلى درجة تجعل إسرائيل تؤمن بعدم ضرورة شن هجوم عسكري ضد إيران. ولا يعتقد مسؤولون أميركيون أن نتنياهو اتخذ القرار النهائي بشأن الهجوم، ويشيرون إلى تشكك مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية رفيعي المستوى في هذا الأمر. مع ذلك يشك مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في صدق الإسرائيليين، حيث يشعرون بالقلق من شن هجوم وعواقبه غير المقصودة.* خدمة «واشنطن بوست»

اليوم سوريا.. وغدا إيران
طارق الحميد/الشرق الأوسط/العنوان أعلاه ليس أمنيتي، أو عبارتي، بل هو مقولة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، التي قالها مؤخرا في اجتماع عُقد في العاصمة الإيرانية طهران، برعاية الحكومة الإيرانية، تحت اسم «الصحوة الإسلامية»، وحضره آلاف الشباب، وذلك للقول إن الثورات العربية تسير على غرار ثورة إيران الخمينية، لكن الأمور سارت عكس ما تمنى نجاد بذلك الاجتماع!
فبعد عرض صور بالاجتماع لما حدث بكل من تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، هذا عدا عن صور محرضة تجاه السعودية ودول الخليج العربي، والأردن، والمملكة المغربية، وقف شاب إيراني فجأة بالمؤتمر حاملا لوحة كتب عليها كلمة واحدة هي «سوريا؟»، أي: ماذا عن سوريا؟ حينها انطلقت الأصوات بالقاعة مرددة: «الله.. سوريا.. حرية وبس»! بالطبع أسقط بأيدي المنظمين، وانطلقت أصوات أخرى تردد شعارات تدافع عن نظام بشار الأسد. وقتها حان موعد كلمة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وبعد أن ارتقى المنصة متحدثا قال للحضور: «لا بد أن نكون يقظين.. فالغرب يريد تأجيج الصراع الطائفي في مجتمعاتنا من أجل أن يطيل بقاء إسرائيل»! ثم قال مضيفا: «اليوم سوريا.. وغدا بلدكم»، أي: إيران!
فنجاد يربط سلامة بلاده بسلامة نظام بشار الأسد، وليس العكس؛ فبدلا من أن يقول طاغية دمشق إن تهديد النظام الإيراني يعني إضعاف النظام الأسدي، فإن نجاد هو من يقول إن استهداف الأسد اليوم يعني استهداف طهران غدا، ومعنى هذا الحديث واضح؛ فنجاد يعي أنه لا قيمة، ولا دور، لإيران بالمنطقة لولا انبطاح النظام الأسدي لهم؛ حيث مكنهم من المنطقة، خصوصا لبنان، وذلك بزرع العميل الإيراني حسن نصر الله هناك، مما سهل لإيران وسوريا، مثلا، المتاجرة بقضية فلسطين، ومحاربة إسرائيل المزعومة، وبالطبع من خلال أكذوبة ترويج الممانعة، التي ثبت زيفها؛ فالممانعة لم تكن إلا محاولة لاختراق المنطقة من قبل إيران، وعميلها النظام الأسدي، ومعهما نصر الله. تصريحات أحمدي نجاد عن أن «سوريا اليوم.. وبلدكم غدا» تعني أنه بات يدرك جيدا أن سقوط نظام بشار الأسد سيكون بمثابة قطع يد إيران الخارجية، وهذا يعني فشلا ذريعا لسياسة إيران الخارجية، ومنذ ثورة الخميني؛ حيث رمت طهران بكل ثقلها خلف النظام الطائفي بسوريا، منذ عهد الأسد الأب، وإلى عهد الأسد الابن، الذي ساعد إيران أيما مساعدة للتغلغل بالملفات العربية، واختراق المنطقة، وتجنيد عملاء فيها. وعليه، فإن سقوط نظام الأسد يعني أن إيران ستنكفئ على الداخل لمواجهة استحقاقات مؤجلة، وهذا ما يخشاه ملالي طهران، ومعهم نجاد، والدليل تحذيره للشباب الإيرانيين بأن يكونوا يقظين في تعاطفهم مع الشعب السوري؛ حيث يذكرهم بأن «اليوم سوريا.. وغدا إيران» وهذا هو المتوقَّع؛ لذا فإن سقوط الأسد سيفيد الجميع.

دنيس روس رجح تحرك تل أبيب عسكرياً خلال 9 أشهر بغض النظر عن موافقة واشنطن 
بانيتا يعتقد أن إسرائيل ستوجه ضربة لإيران في الربيع المقبل
 تل أبيب تتوقع رداً من طهران عبر إطلاق "حزب الله" صواريخ تسفر عن سقوط حوالي 500 إصابة
واشنطن, تل أبيب, طهران - وكالات: كشفت معلومات صحافية أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا يرى أن هناك "احتمالاً كبيراً" لأن تقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية في الربيع المقبل. وكتب الصحافي ديفيد ايغناتيوس مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" أكد فيها ان بانيتا يعتبر أن اسرائيل قد تشن غارات على ايران في ابريل المقبل او مايو المقبل أو يونيو المقبل, قبل أن تدخل ايران في "مرحلة المناعة" وتبدأ تصنيع قنبلة ذرية. وقال إغناتيوس الذي كان يرافق بانيتا على متن الطائرة في طريقه إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي, أول من أمس, إن "الإسرائيليين يخشون أن يكون الإيرانيون خزنوا ما يكفي من اليورانيوم المخصب بمنشآت عميقة تحت الأرض لصنع سلاح, ولا يمكن إلا للولايات المتحدة أن توقفهم عسكرياً حينها". وأضاف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يريد ترك مصير إسرائيل يعتمد على عمل تقوم به الولايات المتحدة, قد يستند إلى معلومات استخبارية تفيد أن إيران تبني قنبلة, وهو أمر لم يحصل بعد. ولفت إلى أن وزير الدفاع إيهود باراك ربما أشار إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً على إيران قريباً حين طلب الشهر الماضي تأجيل مناورات أميركية - إسرائيلية تختتم بمرحلة إطلاق نار مباشر في مايو المقبل. وإذ اشار إلى أن الولايات المتحدة تفضل البقاء خارج الصراع إلا إذا استهدفت إيران مصالحها وهو ما سيدفع بها إلى الرد بقوة, أضاف الصحافي إن الإسرائيليين يعتقدون أن الضربة قد تكون محدودة تستهدف منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتنز وغيرها, فيما ضرب منشأة قم تحت الأرض سيكون صعباً من الجو, ويتوقعون أن ترد إيران بصواريخ من "حزب الله" في لبنان, كما يتوقعون أن يسقط حوالي 500 إصابة في إسرائيل. وأشار إلى أن الإسرائيليين يشبهون الضربة بقصف مفاعل دير الزور في سورية العام 2007, وقد يظهر الإيرانيون المستوى عينه من ضبط النفس لخشيتهم من أن الحرب الشاملة قد تهدد النظام, غير أن الأميركيين يعتقدون أن نتانياهو لم يتخذ القرار النهائي بشن الهجوم.
ورداً على سؤال لصحافيين خلال زيارته بروكسل, رفض بانيتا التعليق على مقالة الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست". وقال "بإمكان ديفيد ايغناتيوس ان يكتب ما يشاء, الا أن ما افكر به هو ملكي وحدي وليس ملك شخص آخر", مضيفاً ان "اسرائيل أشارت الى انها تدرس" شن غارات على المنشآت النووية الايرانية "ونحن أبدينا قلقنا". وكان بانيتا اعتبر في تصريحات الأحد الماضي ان طهران ستحتاج الى "حوالي عام" لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة ذرية, وبعدها عاما او عامين اضافيين لتجهيز صاروخ. وهذه التقديرات تتقاطع مع تقديرات أعلن عنها رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء أفيف كوخافي, أول من أمس, إلا أنه اضاف أن بحوزة إيران كميات من المواد الإشعاعية كافية لصنع 4 قنابل نووية. في سياق متصل, رجح الديبلوماسي الأميركي المخضرم في الشرق الأوسط والمساعد السابق في البيت الأبيض دنيس روس إمكانية قيام اسرائيل بشن ضربة جوية ضد ايران في غضون 9 أشهر.
وقال روس في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" نشرتها أمس, إن نتانياهو "لن يشعر بالضرورة بأنه مقيد بأي اعتراض من الرئيس باراك أوباما, على الرغم من علاقات بلاده التاريخية الوثيقة مع واشنطن".ولفت إلى ان "الاسرائيليين ينظرون إلى التهديد الإيراني نظرة وجودية, واذا شعروا بأنه يشكل تهديداً وجودياً لهم فلن يكترثوا بما يريد الآخرون, ويمكن أن يتصدوا لهذا التهديد من جانب واحد".واضاف روس, الذي ترك منصبه في مجلس الأمن القومي الاميركي في نوفمبر الماضي لكنه استمر في تقديم المشورة للبيت الأبيض, "إن اسرائيل تعمل في اطار زمني قصير حيال ايران يتراوح بين 9 و12 شهراً بسبب الموقف العدائي الذي تنتهجه الأخيرة من وجودها, في حين تحرص الولايات المتحدة على اتاحة الوقت لفرض عقوبات أكثر صرامة على طهران لإجبارها على قبول حل وسط", كاشفاً أن الاسرائيليين "يتحدثون عن 9 إلى 12 شهراً لأن هناك فترة زمنية محددة من قبلهم". وفي تل أبيب, أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون ان هناك احتمالاً أن تقود الولايات المتحدة نفسها حملة عسكرية ضد إيران, فيما اعتبر وزير الدفاع ايهود باراك "انه خلافاً للماضي هناك اعتقاد ينتشر على مستوى العالم يؤكد حيوية واهمية منع ايران من ان تصبح دولة نووية, وان من الاهمية عدم استبعاد أي خيار يمكن اللجوء اليه لمنعها من تحقيق هدفها". وشدد في تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية, أمس, "على ضرورة القيام بأي عمل ضد طهران إذا فشلت العقوبات المفروضة عليها في إجبارها على وقف برنامجها النووي". واضاف باراك "ان كثيراً من المحللين يعتقدون ان مواجهة مع إيران اذا اصبحت دولة نووية سوف يصبح اكثر صعوبة وخطراً وسيكلف الكثير من الارواح اذا لم ينفذ أي عمل عسكري ضدها في هذه المرحلة وقبل ان تصبح مسلحة نووياً". في غضون ذلك, حذر وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير, أمس, الحكومة الاسرائيلية من مغبة توجيه ضربة عسكرية لإيران, فيما أعرب نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ عن قلقه من إمكانية اندلاع حرب مع طهران. من جهة أخرى, كشفت مجموعة من 17 عضواً في مجلس الشيوخ الاميركي عن مشروع قانون يدعو الى منع الشركات التي تتاجر في النفط الايراني من شراء الخام من الاحتياطيات الستراتيجية الاميركية, في مسعى لدعم مجموعة من العقوبات الجديدة تهدف تقييد ايرادات ايران النفطية.

وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا يدعو العالم الى الوحدة بشأن فرض عقوبات على ايران
دعا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا العالم إلى اتّخاذ موقف موحّد في دعم العقوبات القاسية المفروضة على ايران من اجل الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي. ووصف بانيتا العقوبات بانها "اجراءات سياسية واقتصادية قاسية جداً"، وقال: "لقد وضعنا قدرا هائلا من الضغط على ايران لعزلها عن باقي العالم". وردا على سؤال من جندي اميركي خلال زيارة لقاعدة رامستاين الجوية الواقعة في ولاية راينلاند-بفالز الالمانية، أجاب بانيتا: "يجب ان نستمر في هذا الضغط، وأرى أنه في الوقت الحالي فإن الأمر الأكثر أهمية هو أن يبقى المجتمع الدولي موحّداً في مواصلة الضغوط (على ايران) لمحاولة إقناعها بأن عليها أن لا تطور اسلحة نووية"، وقال: "إذا لم يتحقق ذلك، فإن جميع الخيارات مطروحة امامنا. (أ.ف.ب)

الخارجية الأميركية: "محادثة بناءة" بين كلينتون ولافروف اليوم في شأن سوريا 
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف أجريا صباح الجمعة "محادثة بناءة" حول سوريا. وقال الناطق باسم الخارجية مارك تونر في مؤتمر صحافي إن "هيلاري كلينتون ولافروف اجريا صباحاً محادثة بناءة"، لافتا إلى أن الوزيران "توافقا على أن يواصل فريقاهما في نيويورك العمل على مشروع قرار". وأضاف تونر إن فريقي البلدين "يبذلان جهداً كبيراً للتوصل إلى رد موحّد لمجلس الأمن" على العنف في سوريا، معتبراً أن "مجرد استمرار المفاوضات هو أمر مشجع". (أ.ف.ب.)

إيران تنفي اتهامات استخبارية بالتخطيط لشن هجمات على الأراضي الأميركية 
أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست أن بلاده "تنفي بشكل قاطع مزاعم (مدير الإستخبارات القومية الأميركي) جيمس كلابر (الذي اتهمها بأنها أصبحت أكثر استعدادًا لشّن هجمات على الأراضي الأميركية) التي لا أساس لها". وأضاف إنّ "هؤلاء الذين هم أنفسهم متهمون بدعم اغتيال العلماء الإيرانيين في طهران، ليس مسموحًا لهم بأن يطلقوا مثل هذه المزاعم الزائفة وغير الدقيقة".
(أ.ف.ب.)

الإمارات وقطر توقفان تمويل التجارة مع إيران
دبي - رويترز: كشفت مصادر مصرفية أن البنكين المركزيين الإماراتي والقطري أخطرا البنوك بوقف تمويل التجارة مع إيران, مما يحرم الأخيرة من مصدر ائتماني آخر وهي ترزح تحت عقوبات اقتصادية غربية بسبب برنامجها النووي. وقال مصرفي في دبي ناشط في تمويل التجارة ان "المصرف المركزي لدولة الامارات طلب من البنوك في دبي وقف اصدار خطابات ائتمانية لتمويل التجارة مع ايران", مشيراً إلى أنه "قبل العقوبات كان المصرف المركزي يفحص التجارة مع ايران بشكل منتظم وكان يريد معرفة تفاصيل جميع الصفقات بين البلدين". اضاف: "لن تستطيع البنوك أن تفعل هذا بعد الآن".ويوجد نحو ثمانية آلاف تاجر ايراني مسجلين في دبي, حيث بلغت تجارة اعادة التصدير بين ايران والامارات 19.5 مليار درهم (نحو 5.32 مليار دولار) في النصف الاول من العام 2011, بحسب أحدث أرقام من سلطات الجمارك الاماراتية. بدوره, كشف مصرفي بارز آخر في دبي ان مصرف قطر المركزي أبلغ البنوك أيضاً في الآونة الاخيرة بوقف تمويل التجارة الإيرانية.

أهالي حمص يشيعون قتلاهم بعد سقوط أكثر من 260 الجمعة و21 قتيلا اليوم السبت
شيع أهالي حي الخالدية في مدينة حمص وسط سوريا وإدلب وغيرها من المناطق ظهر السبت القتلى الذين سقطوا جراء القصف المدفعي الذي نفذته القوات النظامية ليلا، والذين قدروا عددهم بأكثر من 250 فيما سقط 21 قتسلا برصاص الأمن أثناء التشييع أيضا اليوم السبت. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع وكالة فرانس برس من حي الخالدية في حمص السبت "توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الانقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين (...) وبدأ تشييع عدد من القتلى بمشاركة الالاف". وردا على سؤال قال العبدالله "الوضع هادئء الان في مدينة حمص ولا تسمع طلقات النار، لكن هناك تصعيدا كبيرا في ريف حمص لاسيما في الرستن التي تتعرض للقصف". وقال احمد القصير المتحدث باسم مجلس الثورة في مدينة حمص "بدأت الصلاة على عدد من الشهداء في الخالدية، وانطلقت مواكب تشييعهم"، مضيفا "المساجد تكبر والكنائس تقرع الاجراس في حمص تحية لشهداء الخالدية"، ومؤكدا خروج "تظاهرات في كافة مناطق حمص تأييدا للخالدية". كذلك قتل 12 مدنيا وجرح حوالى ثلاثين آخرين اليوم السبت برصاص قوى الامن السورية خلال تظاهرات تشييع لقتلى في مدينة داريا بريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "قتل 12 شخصا واصيب نحو ثلاثين بجروح برصاص قوات الامن التي اطلقت النار على مشيعين في داريا" التي تبعد حوالى 20 كلم جنوب دمشق. بدوره أعلن المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريف دمشق اسامة الشامي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن التي "انتشرت باعداد كبيرة في داريا اضافة الى المدرعات والقناصة على الابنية الحكومية (...) اطلقت النار عشوائيا على المشيعين وسقط منهم 12 شهيدا وعدد كبير من الجرحى". واضاف الشامي ان "بعض عمليات التشييع لم تتم، وعادت الجثامين الى منازل اهلها". وبحسب الشامي، فان عناصر الامن "يطوقون مستشفى داريا ويحاولون الدخول اليه، واهالي الجرحى يحاولون منعهم".
واشار الشامي الى ان القوات النظامية تحاول منذ مساء الجمعة السيطرة على الزبداني في ريف دمشق من اربعة محاور" مؤكدا ان عناصر الجيش السوري الحر "سيطروا على مركز امن الدولة في المنطقة". وتحدث الشامي عن خروج تظاهرات في عدد من مناطق محافظة دمشق منها المعضمية والقابون والتل، اضافة الى "تظاهرات طيارة" في عدد من مناطق العاصمة. ووصف الشامي بعض مناطق العاصمة بانها "مدينة اشباح" مضيفا "حتى المناطق التي لا تعد مناطق ساخنة، مثل الاسواق والسفارات ومنطقة القصر الجمهوري، تشهد حركة سير خفيفة جدا مقارنة بالايام العادية". وكان المجلس الوطني السوري المعارض اكد السبت ان القصف خلف 260 قتيلا ومئات الجرحى، في حين قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 217 مدنيا قتلوا خلال القصف الذي استخدمت فيه قذائف الهاون. لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى اليوم السبت نفيا قاطعا ان يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص او دخلها، معتبرا ان بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار التصعيد "للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي". واوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان القصف الذي تعرض له حي الخالدية "كان عنيفا جدا وادى الى تسوية عدد من المباني بالارض فيما دمر عدد من المباني تدميرا جزئيا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول الى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، الا انها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدبابات".
وقال "ما جرى في الخالدية غطى على ما جرى في باقي احياء حمص التي تعرضت بمعظمها للقصف في نفس الوقت ايضا، مثل باب عمرو والبياضة والانشاءات ووادي العرب وباب الدريب وجب الجندلي وباب السباع والوعر". واعتبر العبدالله ان ما جرى هو محاولة من السلطات "لكسب المزيد من الوقت وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة لعلهم يتراجعون عن مظاهراتهم السلمية". وحذر احمد القصير من صعوبة الوضع الانساني في الخالدية وقال "لا نستطيع ايصال المساعدات الطبية وهناك نقص في الدم والمواد الطبية، وعدد كبير من الجرحى ما زالوا تحت الركام". وطالبت جماعة الاخوان المسلمين السورية السبت باحالة المسؤولين عن "المجزرة المروعة التي حصلت في حمص" فجرا الى القضاء الدولي داعية مؤسسات الاغاثة الدولية الى التحرك فورا لانقاذ الجرحى وبينهم العديد من النساء والأطفال. وتعد حمص معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد. وتتزامن التطورات في حين يجري تداول مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا يفترض ان يطرح على التصويت السبت. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ان روسيا غير موافقة على مشروع القرار الذي يدعمه الغربيون بصيغته الحالية وأنه يأمل ان لا يتم عرضه على مجلس الامن الدولي السبت. مصدرنهارنتوكالة الصحافة الفرنسية.

اوباما يدعو الاسد الى "التنحي
طالب الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت الرئيس السوري بشار الاسد ب"التنحي" متهما نظامه بقتل مدنيين في "هجوم مشين" على مدينة حمص. وقال اوباما في بيان "على الاسد ان يوقف حملة القتل والجرائم التي يشنها على شعبه حاليا. عليه ان يتنحى ويسمح بانتقال ديموقراطي فورا".

دعوة لطرد السفراء السوريين
من جهة أخرى، دعا رئيس البرلمان العربي، علي سالم الدقباسي، الدول العربية، إلى طرد السفراء السورين المعتمدين لديها، والمنتمين إلى النظام السوري. وقال الدقباسي في بيان له اليوم إن الدول العربية كافة مُطالبة بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية المتعلقة بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وهو ما يستدعي العمل على طرد السفراء السورين وقطع العلاقات الدبلوماسية، ووقف أي تعاملات اقتصادية حتى يستجيب النظام لمطالب الشعب السوري، والتحرر من النظام الشمولي والاستبدادي. ومن ناحية أخرى، طالب الدقباسي جامعة الدول العربية والدول العربية الأعضاء في مجلس الأمن بالتصدي بحزم لمناورات المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ومحاولته المماطلة في اتخاذ أي قرار من مجلس الأمن يدين ممارسات النظام. وأكد أن هذا التأخير يتيح للنظام السوري الاستمرار في استخدام الحل الأمني لقتل أبناء الشعب وإجهاض كل المبادرات والحلول السياسية. وأشار الدقباسي إلى أن مماطلات المندوب الروسي في مجلس الأمن لم تعد تنطلي على الشعوب العربية التي تقف بقوة مع كفاح الشعب السوري من أجل استرداد حريته وكرامته. وختم الدقباسي بيانه مستنكراً وقوف المجتمع الدولي والعالم متفرجاً إزاء ما يحدث حالياً في حمص وريف دمشق وإدلب وحلب وحماة ودرعا وبقية المدن والقرى السورية من جرائم في حق الإنسانية، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن هذه

تصميم" على إدانة سوريا"
اعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو السبت عند دخوله الى مجلس الامن ان الغربيين "مصممون على التصويت اليوم" في المجلس على مشروع قرار يدين القمع في سوريا. وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت "نامل في حصول تصويت اليوم". وقال دبلوماسيون ان روسيا تدفع من جهتها من اجل ارجاء التصويت.

هيغ: "الأسد بلا رحمة
 ندد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت باعمال العنف "المروعة" في حمص حيث قتل اكثر من مئتي مدني في عمليات قصف ليل الجمعة السبت بحسب المعارضة السورية، متهما الرئيس بشار الاسد بانه "بلا رحمة". وبناء على ما تداولته وسائل الاعلام، ندد هيغ في بيان ب"الهجوم على حمص ليل الثالث من شباط/فبراير والذي اوقع مئتي قتيل" ووصف تلك الانباء بانها "مروعة". واضاف "ادين بدون اي لبس استخدام الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية في مناطق آهلة بالسكان".

"الجيش السوري الحر": جيش النظام أقرب للانهيار والمجنّدون يمتنعون عن الخدمة
أكّد المتحدث باسم "الجيش السوري الحرّ" الرائد المظلّي ماهر النعيمي أنّ "وضع الجيش النظامي السوري في حال يرثى لها، وهو أقرب إلى الإنهيار"، مؤكدًا أنّه "لم يعد أيّ مجند يلتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وهذا مؤشر على الإنهزام". وفي اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، قال النعيمي إن "لدى الجيش إمكانات عسكرية هائلة في ما يخص السلاح، لكن الإرادة والجهوزية لدى الجنود غير موجودتين"، مشيرًا إلى "تململ كبير على مستوى القاعدة والضباط والعسكريين". وإذ أكد النعيمي حصول انشقاق اليوم في محافظة درعا بصفوف الجيش النظامي، قال "إن الاشتباكات التي حصلت هي نتيجة اضطرار المنشقين إلى الاشتباك مع الحواجز المحيطة والدفاع عن أنفسهم إلى حين تأمين خروجهم بالتنسيق مع عناصر من الجيش الحر إلى مناطق آمنة"، لافتًا إلى حصول "إنشقاقات عديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في كل المحافظات الساخنة، بعضها على مستوى أفراد وبعضها على مستوى مجموعات". من جهة أخرى، قال النعيمي: "نحن في صدد هيكلة الجيش الحرّ ليستوعب كل المنشقين بكل رتبهم وكل المجموعات الموجودة على الأرض"، مضيفًا: "استراتيجيتنا عدم مقاتلة الجنود، بل نقاتل من يهجم على المدنيين، ونحن نساهم من خلال الدفاع في تفكيك الجدار الاستنادي للطغمة الحاكمة، أي تفكيك المنظومة الأمنية والعسكرية لسلطة الاغتصاب العائلية التي تستخدم مقدرات البلاد وعتادها العسكري لمصلحتها الشخصية"، وأشار إلى أنّ "آليات الجيش هي أملاك الشعب ولا نفجر آلية أو ندمّرها إلا إذا كانت تطلق النار علينا"، وقال: "نحن في موقع الدفاع في مواجهة الشبيحة وكتائب الأسد الذين يسحقون التظاهرات والمواطنين العزل"، مؤكدًا "استحالة الاحتفاظ بالآليات التي يتمكن العناصر المنشقون من الحصول عليها لأنه لا يمكننا تحريكها". (أ.ف.ب.)

"هيومن رايتس": قوات الأسد تعذب الأطفال بالصدمات الكهربائية
بيروت - ا ف ب: ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان, أمس, أن أطفالاً بالكاد يبلغون من العمر 13 عاماً تعرضوا للتعذيب على أيدي الجيش وقوات الأمن في سورية, خلال حملة القمع المستمر الذي تنفذه قوات النظام ضد المعارضين. وأكدت المنظمة غير الحكومية في تقرير أن "الجيش وضباط الامن لم يترددوا العام الماضي في توقيف أطفال وتعذيبهم", موضحة انها "احصت 12 حالة على الاقل اعتقل فيها أطفال في ظروف غير إنسانية وعذبوا او قتلوا بالرصاص في بيوتهم او في الشوارع". واتهمت الحكومة السورية بأنها "حولت مدارس إلى مراكز اعتقال وقواعد عسكرية, ونشرت قناصة على هذه المباني التي أوقف فيها اطفال". وقالت مديرة حقوق الانسان في المنظمة لويس ويتمن, في التقرير, ان "القمع لم يوفر الأطفال, وان أطفالاً بالكاد يبلغون 13 عاماً أفادوا "هيومن رايتس ووتش" أن ضباطا احتجزوهم في غرف إفرادياً وضربوهم بعنف واستخدموا الصدمات الكهربائية في تعذيبهم وأحرقوهم بالسجائر وعلقوهم بسلاسل معدنية لساعات في بعض الأحيان على ارتفاع بضعة سنتيمترات عن الارض". وذكر والدا فتى في الثالثة عشرة من عمره في اللاذقية ان ابنهم اعتقل لمدة تسعة ايام بعد ان اتهم بإحراق صور للرئيس السوري بشار الاسد وبالتحريض على التظاهر ضد النظام وبتدمير آليات للقوى الامنية. ونقل تقرير المنظمة عن الوالدين قولهما ان قوى الامن "أحرقوا عنق الصبي ويديه بالسجائر وصبوا ماء مغليا على جسمه". وروى فتى آخر في الثالثة عشرة للمنظمة انه تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة ايام على ايدي عناصر أمن في مركز عسكري, مشيرا الى انه فقد وعيه بعد ان تعرض لصدمة كهربائية في معدته. وقال "عندما استجوبوني للمرة الثانية, استخدموا أيضا الكهرباء. وفي المرة الثالثة, اقتلعوا أظافر رجلي". وأمام هذا الواقع, دعت المنظمة في تقريرها "مجلس الامن الدولي الى أن يطلب من دمشق فوراً وقف هذه الانتهاكات والتعاون مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة", مطالبة "الحكومة السورية بسحب قواتها من المدارس والمستشفيات".

موسكو رفضت مشروع القرار الدولي الجديد رغم التنازلات الكبيرة 
دول "الخليجي" تعيد تقييم علاقاتها مع روسيا على الأصعدة كافة لـ"غدرها" بالعرب وتراجعها عن تأييد مبادرتهم بشأن سورية

عواصم - وكالات: كشفت مصادر خليجية, أمس, أن دول مجلس التعاون الخليجي بصدد "مراجعة علاقاتها مع روسيا على الأصعدة كافة", بسبب ما أسمته "المراوغة" و"الغدر" من موسكو, على خلفية معارضتها المبادرة العربية لحل الأزمة السورية, على الطريقة اليمنية, رغم أنها وافقت عليها وشاركت في "طبخها" قبل تبنيها من قبل الجامعة العربية. ونقلت جريدة "ايلاف" الالكترونية, أمس, عن المصادر الخليجية استغرابها أن موسكو أيدت المبادرة العربية ووافقت عليها, ثم نكثت بوعدها واتخذت موقفاً متشدداً و"مشيناً" في مجلس الأمن, وهو ما اعتبرته دول مجلس التعاون مثار أسف واستغراب. واعتبرت المصادر أن التضارب في موقف موسكو يؤكد أنها لا تريد حلاً, فضلاً عن إغراءات إيرانية تمثلت في صفقات سلاح مقابل ثمن موقفها المساند لنظام الأسد. واضافت: "لقد اتخذت موسكو موقفا مخادعاً, فضلا عن أنها وضعت دماء السوريين, سلعة تباع وتشترى, في بازار الاسلحة ومشترياتها". وتعليقاً على معلومات من مسؤولين إماراتيين تفيد أن سورية وإيران سحبتا أرصدتهما كافة من بنوك الامارات, وأودعتاها لدى روسيا والصين, قال مصدر خليجي: "هذه المعلومات تذكرنا بما فعله صدام حسين, حين أرسل طائراته المدنية إلى إيران, ولا تزال الطائرات لدى إيران, رافضة تسليمها".
وكشف المصدر أن دول مجلس التعاون "بصدد مراجعة وتقييم علاقاتها مع روسيا على الأصعد كافة", إثر موقفها من الأزمة السورية. وفي موسكو, أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف, مساء أمس, ان بلاده لا يمكنها ان تدعم مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن بشأن سورية "في صيغته الحالية", رغم كل التنازلات التي قدمتها الدول العربية والغربية. وقال غاتيلوف "تلقينا (مشروع القرار الجديد), لقد تم أخذ بعض تحفظاتنا في الاعتبار لكن هذا الأمر لا يكفي لندعمه في صيغته الحالية", مستبعداً حصول تصويت في الأيام المقبلة. ويؤكد مشروع القرار الجديد, الذي تم التوصل إليه بعد مشاورات طويلة في مجلس الأمن ليل أول من أمس, دعم المجلس لقرارات الجامعة العربية من دون ان يتضمن دعوة واضحة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد, أو أن يأتي على ذكر حظر على الأسلحة او عقوبات. وبحسب النص, فإن مجلس الأمن "يدعم بشكل تام قرار الجامعة العربية الصادر في 22 يناير 2012, والقاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم وتؤدي الى نظام سياسي ديمقراطي وتعددي".لكن النص لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة وخصوصاً نقل سلطات الأسد الى نائبه, وذلك بطلب من موسكو التي رفضت ان يستبق المجلس نتيجة الأزمة, ويطلب مسبقاً من الرئيس التخلي عن السلطة, كما أضيفت عبارة "يقودها السوريون بأنفسهم" لإرضاء الروس.
كما تضمن النص تنازلات أخرى لموسكو, فلم يذكر اي اشارة الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سورية في نوفمبر الماضي, ولا الى المخاوف التي وردت حيال بيع اسلحة روسية لسورية. ويدعو المجلس في مشروع القرار الى "تسوية الازمة السياسية الحالية في سورية بطريقة سلمية", لمنع اي مقارنة مع ليبيا. وكما في الصيغ السابقة, فإن النص الجديد "يندد بأي عمل عنف أياً كان مصدره, ويطالب جميع الاطراف في سورية بما فيها المجموعات المسلحة (معارضة) بأن توقف فوراً أي عنف أو أعمال انتقامية". كما "يندد بالانتهاكات المتواصلة والفاضحة والواسعة النطاق لحقوق الانسان" من قبل السلطات السورية ويطلب ان "تضع الحكومة السورية حداً فورياً" لها, وان توقف "هجماتها على الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير". وكان ديبلوماسيون رجحوا إمكانية التوصيت على مشروع القرار في مجلس الأمن خلال الأيام القلية المقبلة, وربما الاثنين المقبل, إلا أن الموقف الروسي الجديد يبدو أنه أعاد الأمور إلى المربع الأول, خاصة وأن الدول العربية ترفض تقديم تنازلات إضافية, ولن تقبل بالحصول على قرار ضعيف من مجلس الأمن. واشار الديبلوماسيون إلى امكانية اجراء محادثات بين الغربيين والروس بشأن الوضع في سورية خلال مؤتمر الأمن الذي يعقد في ميونيخ خلال اليومين المقبلين. وفي هذا السياق, ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية, طالباً عدم كشف هويته, أمس, ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستجري اتصالاً هاتفياً بنظيرها الروسي سيرغي لافروف. وقال المسؤول, تعليقاً على صيغة مشروع القرار, "من وجهة نظرنا, فإن ذلك يحقق هدف دعم مطالب الشعب السوري والجامعة العربية, ويوفر طريقا سياسية سلمية بقيادة السوريين", مضيفاً ان "هذا النوع من القرارات يجب ان يحظى بتأييد المجلس بأكمله, والوزيرة والسفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس تجريان اتصالات هاتفية للحصول على تصويت قوي خلال الساعات والايام المقبلة".

عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جورج صبرا: المسيحيون لا يمكنهم الاستمرار هكذا الى جانب نظام زائل في سوريا
أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جورج صبرا في حديث لمحطة "العربية" أن " كامل مكونات الشعب الشوري يريدون اسقاط النظام". ولفت صبرا إلى أن "هيئة التنسيق السورية أبقت الباب مفتوحاً أمامها للدخول الى المجلس الوطني، وكذلك كل مكونات المعارضة، وفق حوار مفتوح"، وقال: "لقد دعوناهم الى حضور اجتماعات المجلس لكن هم لم يحضروا". وأشار صبرا الى أن "من بين المسحيين في سوريا من يصطف إلى جانب النظام، كغيرهم من الاقليات، وحتى الآن لم يتحرك المسيحيون اجتماعياً الى جانب الثورة"، ولفت إلى أن "تعيين العماد داود راجحة (وهو مسيحي) في رئاسة أركان الجيش السوري هو أسلوب من النظام للتحايل على الناس"، وقال: "هذا لا ينطلي علينا، فحقوق السوريين لا تؤخذ هكذا، ولا يعنينا هوية المسؤول الطائفية"، مؤكداً أن "النخب المسيحية تشكل بفعالية بالثورة". لكن صبرا اعتبر أن "السبب الرئيس بعدم تحرك المسيحيين الى جانب اخوانهم من الشعب السوري هو تأخر الكنيسة في اظهار موقف حقيقي يضع المسيحيين في قلب الصورة"، وشدد على أن "المسيحيين لا يمكنهم الاستمرار هكذا الى جانب نظام زائل، والمسيحيون لن يكونوا الا الى جانب الثورة لبناء سوريا الجديدة". ولفت صبرا الى أن "الإخوان المسلمين لديهم إسلامهم المعتدل وعلى مر تاريخ سوريا لم يكونوا الا وطنيين"، مشدداً على أهمية الدولة المدنية". (رصد NOW Lebanon)

بين "مجزرة حماة الكبرى" و"ثورة الكرامة السورية": الثوار تغيّروا.. والنظرة إلى العلاقة بلبنان أيضاً
فادي شامية/المستقبل
في 2 شباط 1982 بدأت الحرب على مدينة حماة. استمر القتل والتهديم الرهيب إلى 23 من الشهر نفسه. الحسم حصل في الأيام الأولى وما تلا ذلك كان وقتاً لـ "التمشيط" والاعتقال، والاستباحة؛ سرقةً واغتصاباً للنساء!. عُرفت هذه الأحداث باسم مجزرة حماة الكبرى (الثانية)، وقد راح ضحيتها ما بين 30 إلى 40 ألف سوري حسب معارضي النظام-، غالبيتهم الساحقة لا علاقة لهم بـ "الأخوان المسلمين" الذين أراد الرئيس حافظ الأسد القضاء على معارضتهم له.
بالعودة إلى ذلك الزمن؛ كان واضحاً أن الصدام بين حافظ الأسد و"الأخوان" حاصل لا محالة، لكن أحداً لم يكن يتوقع قسوة ما حصل. حافظ الأسد قالها أمام مؤتمر حزبه الثالث عشر بدمشق في تموز1980: "الخطّة السياسية إزاء الإخوان المسلمين وأمثالهم لا يمكن أن تكون إلا خطّة استئصالية"!. الاستئصال لديه تمثل بمجازر تمهيدية متتالية: مجزرة جسر الشغور (60 قتيلاً في 10/3/1980)- مجزرة حماة الأولى ( بين 5-12/4/1980)- مجزرة سجن تدمر (27/6/1980 قُتل فيها 1181 من المعتقلين السياسيين الإسلاميين)- مجزرة حي المشارقة ـ حلب (صباح عيد الفطر في 11/8/1980، قُتل فيها نحو مئة؛ دفنتهم الجرافات في مقبرة هنانو، بعضهم كان ما زال جريحاً لم يُفارق الحياة)... ثم وقعت مجزرة حماة الكبرى!.
بطبيعة الحال استغل النظام تهور "الطليعة المقاتلة"، وهي المجموعة التي انسلخت عن "الأخوان" واتخذت مساراً عنفياً في مواجهة ظلم النظام، لا سيما هجوم "الطليعة" على مدرسة المدفعية في 16/6/1979، والتي قُتل فيها 35 طالباً عسكرياً. كما قام النظام نفسه بعمليات اغتيال نسبها إلى "الطليعة المقاتلة"، والأهم أن "بروباغندا" النظام لم تُفرّق بين "الطليعة المقاتلة" و"الأخوان المسلمين"، بل حشرت الجماعة كلها؛ فجعلتها والمنشقين عنها في خانة واحدة، عندما صدر القانون رقم 49 في 7/7/1980، والذي تنص مادّته الأولى على أنه "يُعتبر مجرماً ويُعاقب بالإعدام كلّ منتسبٍ لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين"!.
في ذلك الزمن؛ لم يحسن معارضو الأسد مواجهته. آلته الإعلامية تفوقت عليهم؛ فعزلتهم في خانة الطروحات الطائفية المشبوهة. كان المد القومي في أوجه، وكانت الطروحات المقابلة موصومة حكماً بالرجعية. لم تتحرك المدن السورية نصرةً لحماة، إما رفضاً لسياسة "الأخوان المسلمين"، وإما خوفاً من بطش النظام. لم يشكل "الأخوان" جبهة شعبية تتعدى المتعاطفين معهم، وأكثرهم في حماة، فاستُفردت المدينة وعوقبت على احتضانها "الأخوان". ولم يكن الإعلام في ذلك الزمن كحاله اليوم، وفي ظل تحكم النظام بكل شيء، لم يدرك العالم إلا متأخراً حقيقة ما جرى هناك، وربما لم يدرك أحد في هذا العالم بعد كل ما جرى!. أوصل النظام رسالته: لا حياة لشيء اسمه "الأخوان" بعد اليوم. ولا إمكانية لمعارضة لا يرضى النظام عن خطابها في سوريا في عهد حافظ الأسد، بدليل أن القمع وحال الطوارئ استمرت إلى ما بعد زوال "الأخوان" عن سوريا، لدرجة أن مجرد لفظ اسمهم بات ممنوعاً!.
الثورة اليوم
ورث بشار الأسد الحكم عن أبيه. كل شيء كان ممهداً لـ "قيادة إلى الأبد" (كما تقول شعارات النظام). بات همّ المعارضين السوريين، وعلى رأسهم "الأخوان المسلمون"، مجرد العودة إلى أرض الوطن. توسطت "حماس" و"الجماعة الإسلامية في لبنان"، والعلامة يوسف القرضاوي، وغيرهم لتحقيق ذلك، لكن بشار الأسد لم يجد نفسه مضطراً لـ "العفو"!. ومع مرور السنين كان كل شيء يتغير؛ لم يعد خطاب "الأخوان المسلمين" هو نفسه نهاية سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. انتشارهم في أصقاع الأرض، وقراءتهم في تجربتهم المريرة، واحتكاكهم بأطياف المعارضة السورية المنفية والمطرودة والخائفة علمتهم إنتاج خطاب جديد؛ بات مقبولاً أكثر بكثير من خطاب "حزب البعث" البالي، فوضعوا "ميثاق الشرف الوطني للعمل السياسي في سوريا"، وتعلموا من الغرب أشياء كانت تنقصهم. خصمهم السابق عبد الحليم خدام انشق أيضاً وتحالف معهم فترة من الزمن. آخرون أيضاً انشقوا عن النظام؛ منهم من انضم إلى معارضة الخارج، ومنهم انتُحر، ومنهم من فر وصمت، ومنهم من خاف وسكت.
وفيما كان العالم يتغير بسرعة نحو الحرية، متأثراً بظواهر لافتة في المجال الإعلامي؛ "العولمة الإعلامية"، و"الانفجار الإعلامي"، وانتشار "الإعلام الاجتماعي"... ظل "نظام البعث الأخير" على جموده الكامل. ضيّع بشار زهوة انتخابه رئيساً شاباً، وأهدر آمال "ربيع دمشق"، ثم ارتكب حماقته في لبنان، فاندلعت "ثورة الأرز"، وأُخرج جيشه من لبنان ذليلاً... ثم حل موسم الثورات العربية، ولم ير الأسد في ذلك كله أي شيء يستحق التغيير، بدليل أنه نصّب نفسه واعظاً للحكام العرب، الذين سبقوه إلى السقوط، فقال قبل شهر ونصف على اندلاع الثورة في بلاده: "إذا لم تكن ترى الحاجة للإصلاح قبل ما جرى في مصر وتونس، فقد فاتك الوقت أن تقوم بأية إصلاحات... وما تعرضت له مصر وتونس هو نتاج اليأس، وانعدام الأمل والكرامة"!.
وفي وقت كان كثيرون يظنون أن سوريا معزولة عن الثورات العربية، وأن نظام الأسد راسخ رسوخ الجبال؛ شاء القدر أن ينفجر الاحتقان، من حيث لم يحتسب أحد؛ من درعا التي لم تشهد في السابق أي احتجاج على النظام، ومن أضعف الناس؛ الأطفال!. لم ينجح النظام في الحسم في الأيام الأولى، ولم تسعف الحكمة بشار الأسد في خطابه الأول...فانتهى كل شيء!، وما الذي يجري وسيجري إلا سيرورة دموية، لحتمية تاريخية، ستُبصر النور في وقت قريب إن شاء الله!. ولدى إجراء المقارنة بين الماضي والحاضر؛ يتضح أن ثورة 15 آذار 2011 لا تشبه معارضة "الأخوان المسلمين" للأسد وقت مجزرة حماة عام 1982، وأن ما فعله الوالد في حماة لا يمكن للولد أن يكرره، ولو استعان بالمستشارين أنفسهم. لم تعد حماة وحدها، والمدن السورية باتت تطلب السماح منها بعد ثلاثين عاماً، ومن قبل هتفت المدن لبعضها: "نحنا معاكم للموت". لم يعد النظام قادراً على خنق الإعلام لأن كل ضحية صار مراسلاً ومذيعاً ومصوراً في الوقت نفسه. الثائرون ما عادوا فصيلاً واحداً، بل مزيج هائل من تنوع الشارع السوري، وهؤلاء انتظموا في تنسيقيات، والأحزاب و"المجلس الوطني" و"الجيش الحر" وكل المعارضة هي في الواقع تبعٌ لهذا الشارع، وهذا الشارع لن يعود قبل أن يصنع "الثورة الشاملة"!.
لبنان في قلب الثورة
ولأن الفوارق كبيرة جداً بين ما جرى وقت مجزرة حماه وما يجري اليوم، فإن لبنان بات في قلب الثورة السورية، ليس من باب التغييرات المتوقعة جراء تغير النظام في سوريا فحسب، وإنما من باب أن القوى الثائرة باتت تنظر إلى لبنان- للمرة الأولى- بهذا الشكل المختلف، والذي يجيب عن إشكالية مزمنة في علاقة البلدين، إذ ليس قليلاً أبداً في ظل آلة الموت الرهيبة، أن يبعث "المجلس الوطني السوري" رسالةً مفتوحة إلى الدولة اللبنانية؛ يعيد فيها تأسيس العلاقات اللبنانية- السورية على قواعد جديدة، لطالما تمناها لبنان: "إعادة النظر في الاتّفاقات الموقّعة بين البلدين في سبيل التوصّل إلى اتّفاقات جديدة تراعي مصالح كلّ من البلدين من جهة، والمصالح المشتركة بينهما من جهة ثانية، فضلاً عن تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الديبلوماسي الصحيح على مستوى سفارتين وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوريّ، وترسيم الحدود السوريّة اللبنانيّة، ولا سيما في منطقة مزارع شبعا، وضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وإنهاء الدور الأمني - المخابراتي، سواء التدخّل في الشؤون اللبنانيّة، أو تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون، فضلاً عن تشكيل لجنة تحقيق سوريّة - لبنانيّة مشتركة لمعالجة ملفّ المعتقلين والمفقودين اللبنانيّين في سجون النظام".
هذه العبارات المختصرة كان يلزمها دهراً كاملاً من التفاوض مع نظام الأسد لو لم تندلع الثورة - حتى يُكتب ما يشبهها إن كُتب- ، ولكن دون تنفيذ صادق بالتأكيد. اليوم وبفضل الثورة السورية بات الصوت اللبناني يجد صداه في سوريا والعكس صحيحاً، لأن الشعبين - في غالبيتهما- اقتنعا بأن مكمن الداء هو "نظام البعث الأخير"، فبوجوده تحوّل انتقاد اللبنانيين لسياسته تحريضاً على الشعب السوري!، وبظله تفسخت وشائج المحبة بين الأخوة والمتصاهرين من اللبنانيين والسوريين!.
بفضل الثورة السورية سيكون شهداء استقلال لبنان الثاني؛ ابتداءً من رفيق الحريري ومن تلاه على الدرب شهداء لسوريا الجديدة، وسيكون شهداء "ثورة الكرامة" ورموزها؛ ابتداءً من الطفل الشهم حمزة الخطيب شهداء لبنان أيضاً!. وعلى عكس "ثورة الأرز" اللبنانية؛ تشكّل "ثورة الكرامة" السورية اليوم؛ اللحظة التاريخية لوحدة شعبين، ونهاية وصايتين، وسيادة "ديموقراطيتين"، تتناغمان اليوم عبر تبادل الرسائل المفتوحة ("المجلس الوطني" و"الأمانة العامة لـ 14 آذار") وغداً عبر تبادل سفراء من طينة وعقلية مختلفة كلياً عمن يُسمى اليوم سفيراً لسوريا في لبنان!.

لبنان مخطئ في عرقلته إرادة الجامعة العربية
خلف الحبتور/السياسة
احدثت المحاولات التي تبذلها المعارضة السورية للاطاحة بالرئيس بشار الاسد واعوانه شرخا في صفوف اللبنانيين فالأكثرية تتعاطف الى حد كبير مع المتظاهرين ضد النظام, اما الاقلية الحاكمة فتدعم بقوة النظام السوري فيما نجد فريقا ثالثا متخوفا من انتشار العنف عبر الحدود, يغمض عينيه املا في ان يتلاشى الخطر بكل بساطة وتنحرف الحكومة اللبنانية خارج سرب غالبية الدول الاعضاء في الجامعة العربية فقد نأت بنفسها رسميا عن الادانات الصادرة في مجلس الامن الدولي ضد حملة القمع التي يشنها النظام السوري والتي حصدت آلاف الابرياء حتى الان.
حان الوقت ليدرك اللبنانيون ان ما يحصل في سورية يتجاوز الانتماءات السياسية الشخصية في ديسمبر الماضي اعلنت الامم المتحدة ان حصيلة القتلى وصلت الى 5400 ويتواصل قتل المدنيين على ايدي قوات النظام وفي الاسبوع الماضي وحده لقي 210 اشخاص مصرعهم في غضون اربعة ايام فلقد توجهت اعداد هائلة من اللاجئين السوريين الى تركيا وليبيا وهربت اعداد لا تحصى الى المنطقة الجبلية في شمال لبنان حيث تستضيفهم عائلات محلية وقد غادر عدد كبير من انصار الاسد واختبأ اخرون وسط المدنيين او يخضعون للاقامة الجبرية لقد فهموا الرسالة بوضوح وهم بالطبع يخشون عن تعرضهم للانتقام عندما تسقط الحكومة. ازاء حجم الهمجية التي يمارسها النظام السوري بحق شعبه في حين ان من واجبه حمايتهم وخدمتهم لم يعد الرئيس وازلامه واعوانه مناسبين للحكم واكثر من ذلك فما كان نزاعا سياسيا داخليا في البداية تحول الى ازمة انسانية يتحتم على المجتمع الدولي اخلاقيا ان يتدخل لحلها.
من جانبها خطت الجامعة العربية مراقبيها خطوة صائبة عندما سحبت مراقبيها اقتناعا منها بان ليست لدى الاسد نية للالتزام بخطتها الرامية الى انهاء العنف واطلاق عملية انتقالية في سورية وشريط الفيديو الذي يجري تداوله عبر الانترنت عن مراقب في الجامعة العربية يدخل مسجدا في مدينة حمص ليجد جثة "شهيد" في الخامسة من العمر مزقها الرصاص, هو خير شاهد على ما يجري هناك. يبدو لي ان لبنان مخطئ تماما في عرقلة ارادة الجامعة العربية والامم المتحدة اللتين تبذلان جهودا من اجل احلال السلام في هذا البلد المجاور الذي يقف على شفير الحرب الاهلية الاجدر باللبنانيين ان يكونوا رأس الحربة في الحملة ضد الاسد بدلا من ان يقفوا على الحياد كما فعلت سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية لا يستطيع لبنان ان يبقى حياديا لان السوريين واللبنانيين يتشاطرون التاريخ والثقافة وروابط الدم العائلية اللبنانيون والسوريون اشبه بأسرة واحدة لاشك ان هناك بعض التوتر في العلاقات بين الجانبين كما يحدث في اي عائلة لكن في الازمنة العصبية يجب ان ترص العائلات صفوفها, كما حصل عندما شنت اسرائيل هجمات جوية على لبنان عام 2006 ففتح السوريون منازلهم وقلوبهم للبنانيين الهاربين من النزاع هؤلاء السوريون انفسهم الذين استضافوا العائلات اللبنانية يتكبدون الان معاناة لا تطاق.
الى جانب الاعتبارات الانسانية القوية التي تستوجب على لبنان ان يلتف كاملا خلف الشعب السوري, ترتكب الحكومة اللبنانية خطأ بالرهان على فرس خاسرة عندما تتسلم المعارضة السورية مقاليد السلطة وانا على يقين من انها ستفعل عاجلا ام اجلا, سيتأثر مستقبل العلاقات اللبنانية - السورية سلبا بالدعم الذي يظهره لبنان للنظام الذي يقمع هؤلاء المعارضين. سينطبع ذلك في ذاكرة الاحزاب المعارضة السورية و"الجيش السوري الحر" الذي تأسس حديثا فهم سيتذكرون اولئك الذين تجمهروا ضدهم في لبنان, بما في ذلك الذين تصرفوا بطريقة معيبة وسلموا السوريين الهاربين الى الجيش السوري.
تأخر الوقت قليلا لكن لم يفت الاوان كي يصحح اللبنانيون موقفهم ليس هذا من اجل اخوانهم السوريين فحسب وانما ايضا من اجل الشعب اللبناني اناشد اللبنانيين ان يضعوا السياسة والمصالح المذهبية جانبا ويساندوا السوريين التواقين الى التخلص من نير العبودية السلطوية كما فعل التونسيون والمصريون والليبيون واليمنيون عليهم ان يشجبوا الشخصيات العامة التي تعلن دعمها للنظام السوري على حساب طالبي الحرية. الوقت يداهم لبنان حكومة وشعبا عليهم ان يهبوا فورا لمساعدة اللاجئين السوريين وحمايتهم فهم يعانون من نقص المواد الاساسية في الجبال في الشمال وفي سهل البقاع حيث تهبط الحرارة في الليل الى درجتين مئويتين تحت الصفر على الحكومة ان تدعم الشعب السوري في سعيه الى الحرية وحقوق الانسان ويجب ان تعتذر لوقوفها الى جانب من يقتلون السوريين ويمارسون التعذيب بحقهم.
ينبغي على اللبنانيين العاديين ان يتجاهلوا الزعماء الطائفيين الذين يعملون من اجل مصالحهم الذاتية ويفتحوا قلوبهم ومنازلهم للاجئين السوريين لقد استبعد اللبنانيون على ايدي الاحزاب السياسية والسياسيين والزعماء القبليين لاكثر من قرن متى سيحسمون امرهم وينتصرون لمبادئهم ويوظفون افكارهم وهويتهم ولبنانيتهم في خدمة الخير والحق? لا يجوز ان نسير مغمضي الاعين خلف القادة بطريقة عمياء ومن دون مساءلتها في قراراتهم ان من حق الشعب ان يطالب بقيادة وطنية مخلصة تضع مصلحة لبنان فوق جميع الاعتبارات وتتبنى اجندة لبنانية خالصة.
فضلا عن ذلك اذا اختار اللبنانيون فعل الصواب, ستعزل روسيا والصين وتحرجان بسبب وقوفهما ضد الشعب السوري الذي يرفض الخضوع لحاكم طاغية تلحق هاتان القوتان اذى كبيرا بالعرب تحقيقا لمآربهما الخاصة وانا ادعو الى مقاطعة اسلامية - عربية للواردات الصينية والروسية الى ان تتوقفا عن دعم الديكتاتوريين. نحيي تركيا على انتقادها لتصرفات حليفها السوري منذ البداية ولكنني امل في ان تتوقف انقرة عن القول وتنتقل الى الفعل ونحيي ايضا قطر على موقفها الاخلاقي الواضح والصريح اذا كانت قطر قادرة على اظهار هذه المهارات القيادية المثيرة للاعجاب على الساحة العالمية, فليس هناك ما يمنع لبنان والذي يتعذر فصله عن جارته الشمالية, من فعل الشيء نفسه.
* رجل أعمال اماراتي

الرئيس السوداني عمر البشير : الخرطوم اقرب الى الحرب مع جنوب السودان منها الى السلام
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة ان السودان اصبح اقرب الى الحرب منه الى السلام مع جنوب السودان. وقال البشير خلال حوار عرضه التلفزيون الرسمي "الاجواء الان مع الجنوب اقرب الى اجواء الحرب من السلام". وجاءت تصريحات البشير بعد ان حذر رئيس جنوب السودان سلفا كير الخميس من ان النزاع يمكن ان يتجدد اذا لم تفض مفاوضات النفط المريرة مع الخرطوم الى اتفاق يعالج قضايا رئيسة اخرى ومن بينها منطقة ابيي المتنازع عليها. وكشف ان "اتفاقا يمكن ان نفكر بتوقيعه ينبغي ان لا يركز فقط على الازمة النفطية، وانما ان يكون شاملا يغطي كل المسائل العالقة". وزاد من التوتر عدم ترسيم الحدود التي يقطع بعضها حقول النفط، اضافة الى الاتهامات المتبادلة بدعم كل طرف للمتمردين ضد الطرف الاخر. الا ان البشير قال ان السودان لن يقدم على الحرب الا اذا فرضت عليه. وكان جنوب السودان قد انفصل في تموز الماضي بعد استفتاء جرى بعد عقدين من الحرب الاهلية التي ادت الى مقتل مليوني شخص. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال ان الازمة بين البلدين الجارين يمكن ان تتحول الى تهديد كبير على السلام والامن الاقليميين.
واعلنت جوبا الاحد الماضي انها علقت انتاجها من النفط بشكل شبه تام بعد فشل محادثات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مرة اخرى في حل الخلاف مع السودان بشان رسوم مرور النفط في اراضيها. واقرت الخرطوم بمصادرتها 1,7 مليون برميل من نفط جنوب السوداني منذ ان توعدت في تشرين الثاني باستقطاع 23 بالمئة من صادرات نفط الجنوب كبدل رسوم التصدير واستعمال المصافي في الشمال. اما جوبا فقد وصفت ذلك بانه "سرقة".وقال البشير ان الخرطوم ستستمر في استقطاع تلك النسبة من النفط الى حين التوصل الى اتفاق. وبعد الانفصال، اصبح ثلاثة ارباع النفط السوداني في مناطق عائدة لدولة الجنوب. الا ان دولة جنوب السودان التي تفتقر الى منفذ بحري، تعتمد على البنى التحتية والمرافىء الموجودة في الشمال لتصدير النفط. ويعتمد الجنوب على النفط الذي يشكل اكثر من 90% من عائداته، بينما قال وزير مالية الخرطوم العام الماضي ان خسارة النفط من الجنوب ادت الى نقص في الميزانية بمقدار 30%. ومنذ ذلك الوقت والسودان يشهد تصاعدا في التضخم - التي قالت الحكومة انه سيصل الى 17% هذا العام-- وانخفاضا حادا في قيمة الجنيه السوداني. وفي الوقت ذاته تعاني الخرطوم من ديون تصل الى نحو 40 مليار دولار، كما تعاني من عقوبات اميركية تحظر جميع اشكال التجارة تقريبا مع السودان منذ العام 1997 وتخنق امكانية حصولها على تمويل خارجي. ويقاتل النظام السوداني منذ اشهر متمردين من الاقليات الاتنية في كل من جنوب كردفان وولاية النيل الازرق، كانوا قد حاربوا الى جانب المتمردين السابقين الذي اصبحوا يحكمون جوبا حاليا.

يقطع الشغل
عماد موسى/لبنان الآن
"يقطع الشغل". أضناكم السهر. أتلف أعصابكم الصراخ. أرهقتكم الإنجازات. أحنت ظهوركم الملفات. كرّجوها. إطلبوا حمّالين من كل الطوائف لحمل الملفات وحملكم. إرحموا أنفسكم. تناولوا مهدئات أو فناجين يانسون. أو خذوا إجازة لأسبوع . لشهر. لشهرين.
تستحقون الإجازة لتمضيتها بين عوائلكم في ربوع سويسرا أو أوكرانيا أو على شط الدردنيل وقد تكون الإجازة فرصة لمتابعة التحصيل الدراسي.
يقطع الشغل. العمر بيخلص والشغل ما بيخلص (من أقوال جارتنا فريال) تعبتم أعزائي الوزراء كثيراً في الأشهر الستة الأخيرة. تورمت عيونكم من تمحيص أرقام الموازنة. حققتم معجزات للقرون المقبلة. آن لكم أن تموّهوا قليلاً. وإليكم باقة من المقترحات.
أقترح على الرئيس ميقاتي أن يتوجه إلى إيسلندا ويبتني له كوخاً على الجليد ويتسلى بحفر الحفر وصيد الأسماك بخيط وسنارة في انتظار أن يرده تلكس من لبنان يفيد أن العماد عون إعتزل السياسة وتنسّك في براد.
وأقترح على المهندس سمير مقبل تمضية إجازة في تاهيتي حيث يمكنه أن يتابع دورة لستة أشهر في تصنيع اللولو.
وأقترح على الوزير مروان خير الدين القيام بجولة راعوية على  طاجكستان وآسيا الوسطى على ظهر بغل. وأن يقفل هاتفه الخلوي.
وعلى الوزير غازي العريضي أن ينصرف إلى الشعر الصوفي.
وعلى  معالي علي قانصوه أن يشغل نفسه بتابلو كانفا.
وعلى الأخ المحروم علي حسن خليل إستئجار "أبارتمانت" على ضفاف بحيرة لوزان. ومن هناك يناجي "الدردارة" وحبه الأول ويتفرج على البط.
وأقترح على وزير المالية محمد الصفدي أن يتسلى بتفقيس طيور الفري.
وعلى وزير التنمية الإدارية الحاج محمد فنيش أن يتحضر للألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة.
وأحلى إجازة يمضيها وائل أبو فاعور بعيداً عن جبران باسيل ولو في بر الأناضول.
سليم كرم أراه في أوكرانيا. شربل نحاس مخيّم على قبر لينين.
جبران باسيل في كينيا يروّض الآساد.
حسين الحاج حسن في هولندا يقطّف توليب.
فادي عبود يعدّ أكبر صحن فوارغ على بوابة فاطمة.
علاء الدين ترو يجمع فراشات.
أحمد كرامي يتابع دروساً في السالسا.
ناظم الخوري شوبينغ وإسترخاء.
فايز غصن سيهرع إلى الفليبرز عندما يسمع بكلمة إجازة.
فيصل كرامي ينتهز الفرصة للمشاركة في مسابقات الروديو متنقلاً من ظهر ثور هائج إلى ظهر حصان حرون.
وأتوقع أن أشاهد شكيب قرطباوي في فيلم و"هلقتني لوين؟"
عدنان منصور سيلتحق بمركز عمله الأساسي كمساعد أول للوزير المعلم. لا إجازة في قاموس منصور.
نقولا نحاس سيمضي الإجازة في نصب أفخاخ للدببة في القطب الشمالي. سافر مع ميقاتي على نفس الطائرة.
وأحلى إجازة يمضيها نقولا صحناوي على
play station 3 . نيكولا إبن الجيل التالت.
يقطع الشغل الوزاري وساعته يقول مروان شربل في سرّه. الرئاسة أريح. وكم يحتاج لإجازة طويلة تنتهي أقله بعد الفراغ من بناء جسر جل الديب الجديد.
فريج صابونجيان أنصحه أن يمضي شهراً في إم القيوين وشهراً عند السلطان قابوس.
وليد الداعوق راجع على المدرسة. باء فتحة باء با ...
بانوس مانجيان طالعة على فاريا وراجعة بنيسان.
حسان دياب طالع على باله مشوار على كوبا. والآن وقتها.
غابي ليون، سيحضر لوحده جلسات مجلس الوزراء. يضع جدول الأعمال بالتشاور مع فخامة الرئيس ميشال عون ثم يلقي كلمة في الوزراء. غابي ليون سيجن في هذه الإجازة. سيجن أن غاب عن الصورة ولم تطن في أذنه عبارة: الله يحميك معالي الوزير.
يقطع الشغل. خذوا إجازة طويلة. خففوا عنكم وعنّا. حفظكم الله.

عُقد عونية.. برسم الحل!
نادين سلام (اللواء)
يستمرّ العرض العوني المنفرد كلاعب رئيسي على الساحة اللبنانية منذ أكثر من شهر، محاولاً فرض سياساته ورؤيته للملفات الساخنة مرّةً أو رافضاً الحلول والمقترحات الأخرى مرّات، مما أدّى في كلتا الحالتين إلى تعطيل دور الحكومة ومقرراتها وممارساً الضغوط الإضافية على المواطن الذي يُعاني من غياب دور الدولة في ظل الظروف المعيشية الصعبة والسياسية الإقليمية الدقيقة!
وكانت جلسة مجلس الوزراء أمس الأول آخر الفيض حيث يبرع الوزراء العونيون في كل مرّة في إيجاد الحُجج والأسباب للرفض الدائم لكل ملف لا تأتي مفاتيحه من جعبتهم، وكان آخرها تعيينات في الهيئات الرقابية التابعة لمجلس الوزراء، دون تقديم بدائل للأسماء المطروحة، وكأن الهدف من الاعتراض هو الاعتراض بحدّ ذاته، وبالتالي التعطيل تحت ذريعة التعدّي على حقوق أكبر «كتلة نيابية»!
ولكن في نهاية المطاف وكما آلت إليه الأمور على الأرض، إن التذرّع بحقوق الفريق العوني وصلاحياته لم يهدف يوماً إلا التعدّي على صلاحيات الآخرين، والذرائع تبيّن أنها عُقد قديمة جديدة لم يستطع الجنرال التغلّب عليها، فغرق وأغرق تيّاره فيها:
إن عقدة رئاسة الجمهورية، التي على ما يبدو لم ولن تُحلّ عند الجنرال، لم يحقّق منها إلا محاولات دائمة لإلغاء الرئيس وتحويل صلاحياته للكتلة العونية على أنها أكبر كتلة مسيحية وازنة على الساحة، بغضّ النظر إذا ما أدّت هذه المناورات إلى تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية وإضعاف الموقف المسيحي ككل.
أما عقدة رئاسة الوزراء، والتي تمثّل العقدة السنّية بشكل عام، فهي واضحة في المحاولات الدائمة لإضعاف الموقع وإفشال مبادراته وتمييع قراراته، بغضّ النظر عن الضرر الجسيم الذي يلحق بمصالح الناس، دون إغفال إستهداف التيّار الممنهج للعاصمة وكأنها حكر على طائفة دون أخرى، علماً أنها الفسحة الحاضنة للجميع دون استثناء وضرب استقرارها إنما يضرب إستقرار البلد كله، والتهديد المستمر باحتلال ساحاتها وتعطيل مرافقها إنما يعطّل استثمارات آلاف اللبنانيين، المسيحيين قبل المسلمين، وكأنها حرب عبثية ضد النفس.
أما الرئيس نبيه بري، فلم يَسْلَمْ  هو الآخر من العُقد العونية بما أن فلسفة الأخير تقوم على إلغاء الجميع، حلفاء كانوا أم خصوماً، فكان يحاول باستمرار تسجيل النقاط على حليف الأمر الواقع بدءاً من تشكيل لوائح الإنتخابات النيابية السابقة وصولاً إلى اللجان والقوانين في المجلس النيابي اليوم.
أما حزب الله، فلا زال حتى الساعة خارج حقل الرماية العونية لأن المصالح لا زالت متشابكة ولا طاقة للتيّار على مواجهة الحزب، ولكن لا ضمانات في السياسة العونية حيث انتقل الشقيق السوري من عدو إلى صديق وسلاح المقاومة من معتدٍ على شرعية الدولة إلى ضامن لها، وممكن أن تحكم المصالح في الاتجاه المعاكس فيُعاد ترتيب التحالفات كما تشتهي الرياح الآنية القادمة!
أمّا العُقدة الخليجية فهي من الثوابت على مختلف الأصعدة، بدءاً بالإقتصادية في محاربة التيّار لتملّك الأشقاء العرب في تجاهل غبي للموارد الحيوية التي يقوم عليها الإقتصاد اللبناني كونه يستند على جذب الإستثمارات الأجنبية وتقديم التسهيلات لها. وأمس الأول، رفض الوزير شربل نحّاس «أن يتحوّل لبنان لإمارة خليجية» في زجّ رخيص للدول الخليجية ضمن الأنظمة التوتاليتارية متجاهلاً سياسة الأنظمة التي يتباهى التيّار بتحالفه معها!
إن مجموعة العٌقد التي تتحكّم بمزاج السياسة العونية وتوجهاتها عديدة وصعبة الحل كما أنها تصبّ في خانة واحدة لا ثاني لها: النرجسية السياسية القائمة على التفرّد في اتخاذ القرارات وإلغاء الآخرين.. وهو أمرٌ مستحيل في نظام «ديمقراطي» وتعدّدي كلبنان.
إن الربيع العربي الذي كان لبنان من أول البلاد المستضيفة له إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، إضافة الى الخبرة الطويلة التي اكتسبها اللبنانيون خلال سنوات طويلة من الإقتتال الداخلي ودفعوا ثمنها المرتفع من الأرواح والأرزاق، أضفت نضجاً ووعياً سياسياً لم يرقَ بهم بعد إلى التعالي عن الخلافات والإنتماء للوطن أولاً وأخيراً، ولكن حتماً لم يعد النفاق السياسي ينطلي عليهم، وباتت الأوراق مكشوفة بشكل أوضح، فالجميع قادر على التمييز بين مَنْ يحاول السيطرة على مقدّرات الدولة لمنافع خاصة تحت ذريعة خدمة المواطن السريعة، ومَنْ يحاول إلغاء الآخر بحجة الحفاظ على الحقوق وتعزيز الصلاحيات من جهة ومَنْ يحاول الحفاظ على الحدّ الأدنى من الإستقرار الداخلي ومقوّمات الدولة الفاعلة ضمن الأطر الدستورية المتعارف عليها من جهة أخرى.
عُقد كثيرة لم يستطع الجنرال حلّها فهل ينجح الحلفاء بفكّها أم أن الفواتير ما تزال قيد التسديد الواحدة تلو الأخرى؟!

بري متمهّل و"حزب الله" مرتاب فمن يعالج الصدع الحكومي؟
ابراهيم بيرم/النهار
هل كان الموضوع الذي ادى برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى اتخاذ القرار الصعب غير المتوقع بتعليق جلسات مجلس الوزراء، يستأهل هذه الضجة الكبرى؟
ذلك هو السؤال المطروح لدى اوساط على صلة بدوائر القرار في "حزب الله"، والذي عليه تندفع هذه الاوساط الى احاطة ما حصل بكمية كبيرة من الريبة وطرح التساؤلات والاسئلة عن المقاصد المضمرة التي أملت على الرئيس ميقاتي اتخاذ ما اتخذه من خطوات وتقرير ما قرره من مقررات في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء.
لا تخفي الاوساط اياها ان ثمة بالأصل تباينات وتناقضات "متراكمة" في داخل مجلس الوزراء تركت تأثيراتها غير المحمودة على مسيرة العمل الحكومي منذ ان قيّض لهذه الحكومة ان تشرع في رحلتها قبل اشهر، لكن ان تبلغ الامور الوجهة التي بلغتها ليل الاربعاء الماضي، فذلك لم يكن في لائحة الحسابات وقائمة التوقعات.
ومما زاد مناخ الريبة اياه هو ان الجلسة التي سبقت مباشرة الجلسة الاخيرة سادها جو من الايجابية والمرونة سمح بامرار العديد من المقررات، وخلّف انطباعاً فحواه ان "ثمة مشهداً جديداً ومعادلة مختلفة تفرض نفسها على واقع الحكومة، وتعد بمزيد من الانفراج وتقلص مرحلة التعطيل.
وما زاد ايضاً في المناخ اياه هو مسألة تعليق جلسات مجلس الوزراء، فهي سابقة دستورية تنطوي على كثير من المظاهر والمضامين الخطيرة.
وحبل الاسترابة الذي سيبقى حاضراً لدى الاوساط اياها الى ان يثبت العكس، أي بجعل ما يبدده يصل الى حد التساؤلات عما اذا كان قرار تعيين جلسات مجلس الوزراء ابن ساعته أم انه دُبر في ليل وبالاتفاق مع آخرين، وسعياً الى مقاصد بعيدة المدى، أم انها كانت خطوة لا بد منها لإحداث الصدمة الكهربائية اعادة مسار العهد الحكومي الى نصابه الطبيعي.
ومثل هذا التساؤل يدفع بطبيعة الحال طارحيه الى التبصر والتمعن أكثر لمعرفة ما اذا كان قرار ميقاتي منعطفاً جديداً قرر الرجل توسله وسلوكه من الآن فصاعداً لفرض معادلات ووقائع جديدة، وهو مجرد عقبة برزت في سياق المسيرة الحكومية، وبالتالي لن تلبث ان تجد لها حلاً ونهاية، إذا برز في ميدان "كاسحو الالغام" المعهودون، الذين يبادرون عادة الى تدوير الزواية ورأب الصدع وايجاد التسويات اللازمة! وبصرف النظر عن طبيعة الاجابات المنتظرة من كل هذه التساؤلات، وهي عناوين عريضة تتدرج تحتها بالتأكيد عناوين فرعية، ثمة في الاوساط نفسها من بات يتخوّف من ان تطول الازمة المستجدة، ولا تجد في الوقت المناسب من يبادر الى أخذ المبادرة والشروع في التصدي للمهمة المنتظرة، أي المعالجة وايجاد قواعد التسوية. ولهذا التخوف لدي مطلقيه مبرراته وأسسه، وأولها ان الشخص الذي يسر عادة بأنه يطلق عليه لقب "كاسح الالغام" أمام الحكومة، قال ليل أول من أمس لبعض أفراد حلقته الليلية الضيقة، جواباً عن الموضوع! لم يفاتحني أحد في الموضوع. ورغم اقتضاب الجواب فإن هؤلاء خرجوا بانطباع ان بري لم يعد على درجة الحماسة عينها للمبادرة الى رأب الصدع، وذلك لكثرة "الصدعات" وتراكم الخلافات  التي اعترت مسيرة الحكومة الميقاتية، منذ بداياتها.
ثم ان بري، ولأسباب عدة يسرها، لا يبدو انه هو من سيفاتح المعنيين في الامر، مع أبطال "الخلاف" في موضوع المصالحة، بل سيتركهم يأتون هم إليه لكي يكون لدوره في المعالجة مداخل مختلفة ومخارج متميزة عن السابق، عسى أن يكون ثمة باب يخرج منه الى معادلة مختلفة لمسيرة العمل الحكومية يكون ديدنها التسهيل والتسيير لا التعطيل. وعلى رغم أن الاوساط نفسها وجدت في الكلام الذي أطلقه الرئيس ميقاتي اخيراً من مرفأ طرابلس، والذي اعلن فيه صراحة انه ليس في وارد "الاستقالة او الاعتكاف، نوعاً من "بداية التراجع" وابداء حسن نية يشي بأنه ليس في وارد الذهاب الى ابعد من حدود ما بلغته في الساعات القليلة الماضية، فان في اوساط قوى 14 آذار من يجد ان مضامين هذا الكلام لا تعنى بالضرورة أن مياه العمل الحكومي عائدة في القريب العاجل الى مجاريها، اذ ان ميقاتي ما لجأ الى خطوته الاعتراضية "النافرة"، من دون مقدمات وجذور ومن دون ان تكون هناك رسائل يريد ان يبعث بها الى اطراف في الخارج، وتتصل بالواقع في سوريا والمحكمة الخاصة بلبنان، فضلا عن آليات العمل الحكومي المعقدة اصلا ضد العمل في اتفاق الطائف.
ولم يعد خافياً على كل متتبعي الحراك السياسي في الايام العشرة الاخيرة ان ميقاتي لم يكن في وضع المرتاح وهو يتلقى رسائل عتب سورية بشكل مباشر او غير مباشر على الكثير من المواضيع دلّت كلها على ان النظام في دمشق ليس مرتاحاً اطلاقاً الى مواقف وتحركات تجري على الساحة اللبنانية يقوم بها خصومه واعداؤه بكل حرية وراحة. وكذلك لم يعد جديراً القول ان ميقاتي الذي نجح في امرار موضوع تمويل المحكمة الدولية يدرك تمام الادراك ان الامر ترك طعنة تجري في خاصرة "حزب الله" وانه يريد في مقابلها العديد من الخطوات المتصلة بالمحكمة وسواها من القضايا الداخلية والخارجية، ولا سيما أن شهر آذار اقترب وثمة موعد مهم يتصل بالمحكمة الدولية. ولكن السؤال هل تكون حركة ميقاتي والصدمة التي خلّفها قراره بتعليق جلسات مجلس الوزراء كافية لإفهام من قصده برسالته تلك؟ ذلك ما ستجيب عنه الايام القليلة المقبلة؟

ما الهدف الفعلي من "تعليق" مجالس الوزراء؟
سركيس نعوم/النهار
الخبراء في القانون، ومعهم الصحافيون "الخبراء" فيه ايضاً، سيغتنمون فرصة "تعليق" رئيس الحكومة جلسات مجلس الوزراء قبل يومين للخوض في مدى انسجام هذه الخطوة مع الدستور والقانون في صورة عامة. ويُرجَّح في حال كهذه ان ينطلق معظم هؤلاء في بحثهم القانوني من خلفيات سياسية – طائفية – مذهبية، وذلك تبعاً لموقع كل منهم في الصراع الدائر حالياً بين اللبنانيين بل في الحرب السياسية المشتعلة بينهم. طبعاً لا يرمي هذا الكلام الى النيل من خبرائنا القانونيين، ذلك انهم يمتلكون في معظمهم المعرفة القانونية على اتساعها وتشعبها. لكنهم "بشر"، وتوظيف العلم والمعرفة لخدمة "الاهداف" عند بعض البشر امر اساسي ومفهوم على لاعدالته.
في اي حال ليس النقد همُّنا، فنحن نحترم كل الناس وكل الاتجاهات وكل المواقع وإن اختلفنا معها. لكن في معمعة "التعليق" التي ادخل فيها الرئيس ميقاتي البلاد، بل التي اجبره وزراء "التيار الوطني الحر" على ادخالها فيها، لا بد من قول بعض الاشياء، ومن منطلق سياسي لا قانوني، التي قد تلقي بعض الضوء على ما يجري. اولاً، ليس في صلاحيات رئيس مجلس الوزراء اللبناني اي نص عن "تعليق" الجلسات. هناك نص يقول ان رئيس الحكومة هو الذي يدعو الى عقد جلسات لمجلس الوزراء وهو الذي يترأسها. فهو رئيس السلطة التنفيذية. اما رئيس الجمهورية فانه يترأس الجلسات التي يحضرها. لكنه لا يمتلك حق الدعوة الى عقدها. وبهذا المعنى يمكن تفسير "التعليق" الميقاتي بأنه قرار بالامتناع عن الدعوة الى جلسات مجلس الوزراء ما لم يتوصل مع الذين يعطلون في رأيه الانتاج الحكومي واعمالها عن مواقفهم السلبية والمتشددة. وانطلاقاً من هذا يمكن وصف "التعليق" بأنه قرار سياسي الهدف منه "شد الحبل" مع "التيار الوطني الحر" والذين يغطونه، ولكن من دون قطعه. ثانياً يمكن الاشارة هنا الى ان ميقاتي، وعلى ما بدا من تصريحاته في طرابلس، متمسك بخطوته ولن يتراجع عنها قبل زوال الاسباب التي ادت اليها. ثالثاً يمكن الاشارة الى ان في إمكان الذين يرون "التعليق" غير دستوري والذين لا يوافقونه عليه لأن لا مبرر له في رأيهم، يمكن ان يلجأوا الى مجلس النواب، ويطلبوا منه داخله التراجع عن موقفه "السياسي" في نظر البعض، و"القانوني" في نظر البعض الآخر، وغير القانوني في نظر البعض الثالث، تحت طائلة مساءلته او بالأحرى تحت طائلة نزع الثقة عن حكومته او على الاقل محاولة نزعها. وبذلك يكون الاحتكام الى السلطة الاشتراعية وليس الى "الشوارع" والغرائز التي تسيّر معظمها.
ما هي النتيجة التي قد يحققها اللجوء الى مجلس النواب؟
النتيجة ستكون الاعلان الرسمي لانهاء الاكثرية النيابية "الجديدة". ذلك ان الظروف ستجمع المعارضة "الجديدة" ايضاً مع نواب "جبهة النضال الوطني" الجنبلاطية وكتلة ميقاتي، فتتحول المساءلة ومحاولة نزع الثقة لمصلحة الاخير. وهذا امر لا يريده خصوم ميقاتي من "حلفائه" في الاكثرية الجديدة التي اوصلته الى السرايا الحكومية، ولا يريده قائدهم "حزب الله" الذي يراقب مواقفه بدقة وبحذر وربما بشكوك كثيرة، وخصوصاً من موضوعي "المحكمة الخاصة بلبنان" وارسال الجيش الى الشمال الحدودي. فهم وإن كانوا لا يرون مصلحة لهم في استقالة حكومته في الظروف الراهنة فإنهم واثقون ان لا مصلحة لهم في تقويته بثقة جديدة. في اي حال على هؤلاء الاخصام ان يعرفوا جيداً ان ميقاتي ليس "حبتين". فهو "بارد" وذكي ومناور وشاطر في التقاط الفرص وحماية مصالحه. والفرصة التي اتاحها له تصرّف وزراء "التيار الوطني الحر" بشعبويته وبفوقيته وبلا ذكائه مكّنه او قد يمكّنه، اذا لم تستجد ظروف معاكسة، من تجنب امرين. الاول، تلافي عرض تعديل بروتوكول "المحكمة" على مجلس الوزراء، كما يصرّ فريق 8 آذار، وقائده على الاقل الى ما بعد شباط الذي يفترض ان تشهد نهايته تمديد الامين العام للامم المتحدة مدتها ثلاث سنوات جديدة. اما الثاني، فهو تلافي عرض موضوع إرسال الجيش الى الشمال المحاذي لسوريا لضبط التهريب رسمياً ولحماية ظهر نظام الاسد من الجهة اللبنانية عملياً، وكذلك لضرب "الاسلام اللبناني" المعادي للنظام المذكور بذريعة انه "قاعدة" او إرهاب. هل ينجح ميقاتي في ان "يظمط" سالماً من الموضوعين المذكورين؟ الله اعلم.

الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط الاب بولس روحانا لـ "النهار: "أمل مشترك" لمسلمين ومسحيين في مداولة أوجبها "الربيع العربي" ونبني دول القانون انطلاقا من الكرامة الإنسانية
النهار/هالة حمصي

كان الهمّ المسيحي – الاسلامي مشتركا، ومقتضاه ان ثمة ضرورة "للسعي الى بناء مجتمعات تعددية قائمة على الكرامة الانسانية التي تستمد قوتها من الايمان بالله الواحد، خالق الجميع". عندما توافق مسيحيون ومسلمون اخيرا على هذا السعي، كان الامر خطوة اولى ناجحة في ورشة عمل مشتركة تعد بخطوات مستقبلية لاحقة. "نحن في بداية الطريق"، يقول الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط الاب بولس روحانا لـ "النهار". والطريق واضحة المعالم في عينيه: "انطلاقا من الكرامة الانسانية الواحدة التي تجمعنا، مسيحيين ومسلمين، ومن المساواة الانسانية، علينا العمل على بناء دول القانون في المنطقة العربية". "الربيع العربي" وانعكاساته على المسيحيين والمسلمين، نماذج المواطنة في العالم العربي، والعمل المشترك بين المسيحيين والمسلمين لتحقيق الحرية والعدالة في مجتمعاتهم العربية، عناوين اثارتها "المداولة المسيحية - الإسلامية حول الحضور المسيحي والشهادة في العالم العربي" التي استضافتها كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا - انطلياس (24-27 ك2)، بدعوة من مجلس الكنائس العالمي، وبالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الاوسط. وشارك فيها نحو 50 شخصا، بينهم رجال دين مسيحيون، ومفكرون مسلمون ومسيحيون، وممثلون شبابيون. الفكرة التي تستحوذ على روحانا هي "ان المسيحيين والمسلمين ليسوا حزبين سياسيين متقابلين. فهم قبل كل شيء شهود لانسانية جديدة في ضوء ايمانهم المشترك بالإله الواحد، خالق الجميع، وان اتخذ هذا الايمان اشكالا وتعابير مختلفة بينهم". ولا تشكل مطالبة البعض بأن تعلن الكنيسة موقفا من هذا او ذاك سوى "نهج خاطئ"، على ما يرى، بما يستوجب التوضيح. ويقول: "الكنيسة ليست حزبا، بل جماعة ومؤسسة، وبالتالي لا يمكن ان تكون مع ذاك النظام او ضده. لديها مرجعيتها الانجيلية وتعاليم تشكل مخزونا انسانيا وروحيا كبيرا يمكّنها، في عودتها اليه بصفاء، من طرح نظرة اجتماعية الى التعاون مع المسلمين او غيرهم، وتقريب وجهات النظر". ويتدارك: "المسلمون ايضا، اذا عرفوا ان يرجعوا الى مصادرهم الدينية، لا يطرحون انفسهم نهجا سياسيا فقط تجاه المسيحيين. واذا طرح المسيحيون والمسلمون انفسهم نهجين سياسيين، يصبح الصراع قائما بينهم". الحوار الذي شهدته المداولة طوال اربعة ايام كان "مواجهة آنية ومباشرة، انطلاقا من اهتمام مشترك بالواقع العربي المستجد، وتعبيرا شفويا اكثر مما كان ارتكازا على نصوص مكتوبة". ويقول روحانا: "نعم، حققت المداولة هدفها، لانها سمحت للمتداولين بالتعبير عن آرائهم. وهذا امر جيد".
وفي الحصيلة، توافق المتداولون على "تنامي الامل المشترك في الوصول الى واقع جديد تبنى فيه المجتمعات العربية على الكرامة الانسانية التي هي اساس العيش المشترك والتنوع واحترام الآخر بغيريته، وعلى دعم الحركات الشعبية السلمية التي تطالب بالديموقراطية والحريات ومساعدتها في تحقيق القيم التي دعت اليها، كالمساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة...". وحيال كل ما تم البحث فيه، يبدي روحانا ثقة كبيرة "بان الكنائس مجتمعة قادرة على طرح حل مجتمعي". بالنسبة اليه، "يمثل مجلس كنائس الشرق الاوسط البيت الجامع للمسيحيين. لقد ارادوه كذلك منذ تأسيسه عام 1974. وعندما يكون بيتا جامعا، فانه يعنى بكل الشؤون الجامعة. واعتقد ان علاقة الكنائس بالمجتمع مسألة جامعة للمسيحيين. وبدلا من الذهاب الى المجتمع متفرقين، اي ان تكون كل كنيسة على حدة، لا بد من ان نتوافق، انطلاقا من تعاليمنا الروحية، على رؤية سياسية واجتماعية نتحاور من خلالها مع اخواننا المسلمين. الغاية إذاً من المجلس، في دخوله مداولة مماثلة، هو تأكيد البعد الجامع للمسيحيين، خصوصا في الامور التي تعنيهم جميعا".  بعد ايام على انتهاء المداولة، يبدي روحانا ثقة بأن "نداء المسيحيين وصل الى المسلمين"، ومتابعة المسيرة مع المسلمين في صدارة اجندته. "نحضر لعقد مؤتمر كبير معهم في لبنان في كانون الاول 2012، يكون متابعة للمداولة الاولى"، يفيد. وغموض بعض الامور و"الربيع العربي اليانع" وغيرها من الامور "تتطلب مزيدا من الصراحة والحوار بيننا". من كل هذه الحركة، يأمل روحانا في "التوصل الى تصور شبه مشترك في الامور الضرورية الاساسية. ولا بد من الاتفاق على امور ضرورية للعيش المشترك لتنظيم الشأن العام". ومن هذه الامور، ما يسميه "المساواة في المواطنة التي يجب الا يكون فيها اي لبس". ويقول: "ان يكون الدين عامل تمايز بين المواطنين امر مرفوض، ايا تكن جهته. نريد ان نتجاوز التمايز بين الناس على اساس ديني. واذا كنا ابناء الدين، علينا ان ننطلق من الكرامة الانسانية المشتركة التي هي العامل الجامع...".  المحاذير الماثلة في الطريق "كثيرة"، ويدركها جيدا روحانا. "هناك نضال، وتغيير ذهنية يجب تحقيقهما". وما يدعو اليه المسيحيون والمسلمون هو "معركة مشتركة، ولنلتق في الانسان، لانه على صورة الله. واذا لم نلتق فيه، لا نكون فهمنا عمق الدعوة الدينية التي ائتمنّا عليها".

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار للنهار: ما يجري في طرابلس قتال الفقراء وعلاقتنا ببكركي ممتازة وتحريم القتال شرط للحوار مع "حزب الله"
النهار/مي عبود ابي عقل
معروف بخطابه الجامع والمعتدل، ووجوده في طرابلس ضمان لاعلاء شأن الكلمة وسيادة التعقل. وساطته بين بعل محسن وباب التبانة تبرد النفوس، وانفتاحه يطمئن البقية الباقية من المسيحيين، وتحريمه حمل السلاح شرط للحوار مع "المسلم الآخر". من هنا اللقاء مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، الوحيد المنتخب، وليس المعين، بين المفتين.
الى متى يستمر الصراع السني – العلوي في طرابلس؟
- ليس هناك صراع بين السنة والعلويين في طرابلس، فهم يعيشون في اطار وطني، ونحن على تواصل دائم بعضنا مع بعض. ما حدث في السابق لم يكن ثمرة خلاف اعتقاد. هناك يد خارجية، يدرك كل العاملين في الحقل العام انها كانت تعبث بالامن لتحقيق مآرب سياسية. التصريحات تطالب بتأمين بعض الحقوق السياسية والوطنية، وهذا من حقهم. انا واحد ممن ساهموا ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في اصدار مرسوم بانشاء المجلس العلوي الاسلامي. العلويون شريحة من المجتمع ومن حقهم ان يكون لهم مناصب رسمية.
اذاً بين من ومن تدور الاحداث الامنية؟
- يؤسفني ان اقول إنه طابور خامس يعمل في الليل. وانا اجزم ومسؤول عن كلامي انها جهات ويد خارجية تعمل لتقوية جانبها السياسي في منطقة ما على المستوى الاقليمي او المحلي.
ظلم وفقر
البعض يرى ان طرابلس اصبحت بؤرة للاصوليين والارهاب. ما تعليقك؟
- اتحفظ عن كلمة بؤرة. فطرابلس فيحاء، وجولة في المدينة تشهد على كلامي. هناك مجموعة من السلفيين لهم حضور، هذا صحيح. هناك فريق له وجهة نظر في بعض الامور السياسية ربما تختلف عن رأي البعض. المحظور بالنسبة اليّ ان يكون هناك فريق يريد الخروج عن الدولة، او ان يعتبر ان الجيش وقوى الامن والقضاء لا يمثلون وجودنا الوطني، فهذا امر خطير. لكن ان يكون لشخص فكر سياسي او ديني لا يمس الامن، فهذا امر جيد. ثقي ان ليس هناك بؤرة او احتقان بل هناك فقر وشكوى من الدولة انها قصّرت في هذه المناطق. عندما نجد انعداما للبنى التحتية في التبانة وفي القبة، كم سيصبر الناس؟ هذه المناطق ليست فقط محرومة بل هي معدومة. هناك فقر مدقع، وقوم لا يجدون عملا لانه لا يوجد عندنا مرافق حيوية تستوعبهم. نحن الان ننتظر حركة المرفأ وفتح المطار الذي سيحتضن كل هؤلاء الشباب والصبايا، وتخف المأساة الاجتماعية. ما يحدث هو نتيجة الفقر والحاجة. هذا قتال الفقراء، انه احتقان. اضافة الى ظلم آخر وهو وجود نحو 150 شابا موقوفين، لم يحاكموا منذ ثلاث سنوات، هل هذا عدل؟ لذلك كثر الاحتقان والغضب، والناس يعبرون بمسيرة وتظاهرة.
مناهضون وموالون لسوريا
اين السوريون مما يجري؟
- السوريون خرجوا من لبنان لكن لا احد يستطيع ان ينكر انهم لم يتركوا بقايا. البعض لديه اقتناع بالخط السوري إما للمصلحة الخاصة لان السوريين جعلوهم نوابا او وزراء ومديرين، واما اقتناع وفكر وسياسة. نحن في طرابلس متلاقون على امر واحد: من حق كل انسان ان تكون له علاقة مع الخارج، لكن ليس من حق احد ان يجر الشمال او لبنان الى الخارج.
أليس هذا ما يفعله بعض الفئات في طرابلس؟
- ليست هناك فئة تجر طرابلس الى سوريا. هناك فريق يتعاون مع السوريين. وحتى الان لم يتصرف احد منهم بما يسيئ الى امن الوطن.
وهناك فريق يناهض سوريا ويعمل ضدها!
- في الاطار السياسي ينبغي على لبنان ان ينأى بنفسه عن اي عمل مباشر في ما يحدث في سوريا. فنحن بلد له حدوده وحجمه وقوته، وعلى كل بلد ان يعالج مشاكله الخاصة. لست مع ان نتدخل في اي شأن خارجي، ولست مع ان يتدخل الخارجي بأمورنا الا اذا نحن طلبنا منه. لكن هناك جانب انساني، فعندما يزحف او يلجأ الينا او يتسغيث بنا بعض الناس، فنحن في ديننا وفهمنا الانساني نغيث الملهوف ونحتضن اي قادم، لكننا لن نعينه على مقاومته للحكم لاننا غير قادرين على ان نحقق شيئا. ينبغي ان نسخر طاقاتنا وعلاقاتنا مع الخارج لخدمة لبنان، لكن ان نجر البلد الى سوريا او مصر او السعودية او ايران او غيرها فهذا ممنوع وسنقاومه. وقد قلت في اجتماع كبير مع اخواني العلماء، لا تصاريحنا ولا تشجيعنا للتظاهرات ستسقط النظام او ستنصره. انا مع القرار الحكيم الذي اتخذته الدولة برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في هذا الشأن.
بكركي و"حزب الله"
كيف تصفون العلاقة مع بكركي؟
- بكركي مدماك اساس، وتجربتنا مع غبطة البطريرك صفير الوطني بامتياز تجعلنا نعتبرها حضنا وطنيا مميزا. وقد اعلن البطريرك الجديد ان سياسته هي استكمال لسياسة اسلافه البطاركة. اعتقد ان مهمة المرجعيات الروحية ان تحافظ على الانتظام العام الوطني، وآمل ان لا تدخل اي مرجعية روحية في اي جزئيات سياسية. علاقتنا مع بكركي اكثر من ممتازة، وصلتي الشخصية بصاحب الغبطة الراعي قائمة من قبل ان يكون بطريركا.
متى سيزور البطريرك طرابلس؟
- سيخص غبطته الشمال بيومي السبت والاحد 18 و19 شباط الجاري ، الاول لطرابلس والثاني للضنية، وسيشارك الرئيس نجيب ميقاتي في الاستقبال. ونحن في انتظار تشريفه وسيستقبل استقبالا يليق بمركزه وبشخصه، وطرابلس كعادتها لكل قادم فكيف اذا كان البطريرك الراعي؟
كيف هي علاقتك مع "حزب الله"؟
- في الاساس لا توجد علاقة مباشرة بيننا. حتى 12 تموز 2006 كنت اعتبر "حزب الله" مقاوما لاسرائيل وكنت ادعم هذا التوجه باقتناع ، وليس مجاملة. لكن بعد 7 أيار اختلفت النظرة والمعادلة عندي ، اذ لا يمكنني ان اتخيل ان واحدا يحمل سلاحا يريد ان يقاتل اسرائيل يمكنه ان يحمل السلاح في وجه اخيه المواطن ايا كان، ولن اقول المسلم. لا يوجد في الدنيا اخطر من قتال الناس بعضهم للبعض . جريمة 7 ايار عندي تساوي اخطر بكثير من المجد الذي وصل اليه "حزب الله" في 2006. منذ ذلك اليوم اصبحت متحفظا، وارسلت اكثر من رسالة الى سماحة السيد حسن نصرالله في هذا الخصوص لاني لا اريد ان يسترسل الحزب في هذا الطريق. انا متألم مما حدث في ذلك اليوم، ولذلك ليست هناك الآن علاقة. زارني اكثر من وفد يقول ان سماحة السيد يرغب بلقائي، لكنني لم اجد من المناسب ان اقوم بزيارته.
هل تقصد ان "حزب الله" يسترسل بما بدأه في 7 أيار؟
- يعني عندما سماحة السيد حسن نصرالله يطل على التلفزيون ويقول لا نريدكم ان تنسوا 7 ايار ، وانه يوم مجيد، فهذا امر مخيف . صورة سماحة السيد التي كانت في ذهني خالطها الضباب. وانا منزعج.
وما الحل؟
- الحل بالحوار. انا لست ضد الجلوس مع "حزب الله". وحتى الان هناك صلة مع الكثير من اركانه. لكن ينبغي ان نعلن حرمة التقاتل في ما بين اللبنانيين، والا فلا مضمون للحوار. واذا حصل اعلان بحرمة التقاتل في ما بيننا فانا مستعد لاي لقاء.
هل تخشى فتنة سنية – شيعية؟
- كلا، لأن السنّة لن يجروا الى هذه المعركة على الاطلاق. وقد التقيت مع كل المرجعيات السياسية والدينية واخذنا القرار اننا لن نحمل السلاح بوجه بعضنا البعض. وآمل ان يعود الجميع الى رشدهم.

الإسلاميون" قادمون.. ما العمل؟
أسعد حيدر/المستقبل
توجد قوّة دفع حقيقية، توصل الإسلاميين، خصوصاً الإخوان المسلمين منهم إلى السلطة. فوز الإسلاميين بالأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية في الكويت يؤكد العبور العظيم للإسلاميين من ضفّة المعارضة إلى ضفّة السلطة. في دول عربية معيّنة مثل تونس ومصر يخرج الإسلاميون من تحت الأرض إلى الفضاء الخارجي. النظام العربي القائم منذ ستين عاماً، هو المسؤول الأوّل والأخير عن هذا "التسونامي". "الربيع العربي" فتح "ثغرة" في السد الكبير. المياه التي تجمَّعت طوال عقود ستة، أسقطت السدّ.
الإسلاميون قادمون.. اهربوا. هكذا يواجه الخائفون من ليبراليين وقوميين وطائفيين، هذا "التسونامي" وكأنه "اجتياح عسكري". السيف فيه هو الفيصل. "الإسلاميون" وتحديداً "الإخوان المسلمين" منهم ليسوا "الشيطان"، ولكنهم أيضاً ليسوا ملائكة ولا هم أبرياء. النظام العربي صنع منهم "شيطاناً" يخافه كل مَن ليس منهم، وهم الواقع بعضهم ساهم في صنع هذا الخوف. لا شك أنّ السلفيين خصوصاً الانتحاريين منهم كان لهم الدور الكبير في تعميق الخوف والكراهية ضدّهم.
الإسلاميون، ليسوا جسماً واحداً. "الإخوان المسلمون"، يشكّلون الجزء الأكبر من جبل الجليد الذي تنقّل من المحيط إلى الخليج. حتى هؤلاء وهم الذين يجمعهم تنظيم دولي واحد، تيّارات. المهم أن القمع الرسمي الذي جاء في أحيان عديدة نتيجة لمواقف خاطئة في مراحل معينة، هو الذي دفع بالإسلاميين خصوصاً "الإخوان المسلمين" للنزول إلى تحت الأرض. يجب الإشارة إلى أنّ السلفيين في مصر لم يشكّلوا خصماً "للنظام المباركي" لذلك لم يعانوا من سياسة الانكفاء والسرّية. "الجهاديون" كما يُطلق عليهم، هم الذين وضعوا الجميع أمام فوهة المسدس. ثم جاء 11 أيلول عام 2001 "ليعولم" كراهية الإسلاميين. الظلم الذي لحق في مراحل معينة بـ"الإخوان المسلمين" من جهة وكون المجتمعات العربية "مجتمعات تقية" (بمعنى التقوى) رفع من رصيدهم.
أيضاً الغرب، وتحديداً واشنطن وقبلها باريس، عزّزوا احتضان الإسلاميين من مجتمعاتها. الظلم ليس مقبولاً لأسباب أخلاقية فكيف إذا كان رفضه ومحاربته من صلب الإسلام؟ تجربتان أكدتا كذب الغرب وخداعه: في الجزائر فاز الإسلاميون في الانتخابات التشريعية، فرفض العسكر وباريس وما تيسّر من الأنظمة العربية هذا الفوز، فكانت العشرية السوداء التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة ألف جزائري. وفي غزّة فازت "حماس" في الانتخابات ورفضت واشنطن وغيرها هذا الفوز رغم كل شرعيّته ومصداقيته، وتنكّر الجميع لنتائج صناديق الاقتراع وللديموقراطية. لا يمكن أن يكون أي طرف مع الديموقراطية ويرفض نتائجها في وقت واحد. بعيداً عن حركة "حماس" وكيف تعاملت مع انتصارها وكيف أغرقته في "زواريب" غزة فحققت انفصالها عن الضفة الغربية، فإنّ إنكار انتصارها الشرعي شكّل طعنة مباشرة لكل الذين يتشدّقون بالديموقراطية، من قوى غربية وعربية على السواء.
الآن، والإسلاميون، خصوصاً "الإخوان المسلمين" منهم، يزحفون ويتقدمون إلى السلطة، ويأخذونها في كل الدول التي اجتاحتها عاصفة الربيع العربي، يقفون أمام اختبار حقيقي، لا بل يمكن القول إنهم يتلقّون "عمادة النار". السلطة من تحت الأرض مختلفة جداً من مقاعد المسؤوليات. الآن، على الإسلاميين بعيداً عن اتجاهاتهم وتوجهاتهم، أن يقدموا للناس ما يحتاجونه. الشعارات لا تطعم الأفواه خصوصاً الجائعة منها، ولا تصنع اقتصاداً نامياً، ولا تلغي أو تخفض البطالة والتضخم. مطلوب من القادمين إلى السلطة أن يقدموا للناس ما يحتاجونه وما يطالبون به منذ عقود، الخبز والكرامة. على القادمين الجدد من المعارضة إلى السلطة "أن يتلاءموا مع مجتمعاتهم أو يتغيّروا". لا يمكن مطلقاً أن يستمروا كما كانوا منغلقين في خطاب ديني يحفّز الإرادات ويؤجّج الغضب، لكنه لا يُطعم ولا يُحرِّر. كل يوم يرفع هؤلاء القادمون من منسوب الحرية والخبز بكرامة والأمن والاستقرار والضمانة للآخرين في تمايزهم هو خطوة جديدة وحقيقية باتجاه بناء الأمّة والتوجّه الثابت نحو الجهاد الأكبر في فلسطين. أنظمة القمع أسقطت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". الحرية تعيد لـ"المعركة" شرعيتها الشعبية.
فترة السماح أمام القادمين الجدد إلى السلطة ليست ولن تكون مفتوحة. صناديق الاقتراع "سيف ذو حدّين"، الخطأ في التعامل مع الناس العاديين الذين خرجوا إلى الشوارع وواجهوا وقاتلوا حسابه عسير. لأنّ السلطة هي مطهر أو مذبح فإنّ على الإسلاميين أن يحرّروا الآخرين من خوفهم منهم، وأن لا ينسوا أو يتناسوا أن المجتمعات العربية "فسيفسائية" في تعدديتها وتكوينها الاجتماعي والطوائفي والسياسي. كيفية تعاملهم مع هذه التعددية تغني أو تدمّر. في جميع الأحوال خروجهم إلى الهواء الطلق سيؤكد ما إذا كانت خلافاتهم الفكرية غنى أم نقمة عليهم وعلى مجتمعاتنا. ليس أمراً عادياً ولا سهلاً تحمّل نسبة عالية من "الأوكسجين" بعد أن اعتادوا على الهواء المتسرب من القمع والخوف.
العالم العربي، افتقد طويلاً الحوار المنتج. "لا يمكن أن ينجح الحوار من موقع المستسلم ولا من موقع المستقوي". الحوار المنتج ينجح من موقع الاعتراف المتبادل بالشراكة في الوطن والمسار والمصير.
انتهى الزمن الذي كان فيه "الماضي مغارة" وحان الوقت لأن لا يكون "المستقبل فوضى".

مصائب حكومة عند حكومة فوائد!
عبد السلام موسى/المستقبل
بدا استغراب رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن يفعل أهل الحكومة ما يفعلونه بها" ليس منسجماً تماماً مع واقع يقول إنه لو قُدر لـ"أهل الحكومة" أن يفعلوا بها أكثر ما كانوا قصروا، ما دام "الفِعل" بالحكومة يُعوض ما يفعلونه بالشعب الذي ما انفكوا منذ تأليف "حكومة التناقضات" يتلاعبون بلقمة عيشه وبأمنه وبمستقبله، كرمى لحساباتهم السياسية، مصالحهم الشخصية، وارتباطاتهم الخارجية.
اللافت اليوم، أن أحداً من الغيارى على الحكومة لم يستنفر لإصلاح ذات البين، بين رئيسها نجيب ميقاتي وجنرالها النائب ميشال عون، بل على العكس، يبدون "سعيدين" بما حل بها من "مصيبة" يريدون استثمارها في "النأي بالنفس" عن مصائب أخرى تنتظر الحكومة، وفي المقابل يريدون استثمار أزمة تبدو "مفتعلة" في جوانب منها من أجل شد العصب الشعبي لكل منهم، طائفياً وسياسياً، بما يؤكد أن مصائب الحكومة عند الحكومة فوائد"!
النائب وليد جنبلاط ينأى بنفسه عن رأب الصدع، فيما تبدو "همة" الرئيس بري ثقيلة في التحرك على خط المعالجة بخلاف عادته عند أي اهتزاز. أما "حزب الله"، وهنا بيت القصيد، فليس من عادته التدخل أو التلهي بـ"نكايات صغيرة" لا ترتقي إلى مهامه المقاومة والممانعة، أو بكلام آخر، لماذا يتدخل بعد أن أوصل رسالته إلى الجميع، كي لا يقال أوامره، بأن إسقاط هذه الحكومة، في هذه المرحلة، خطٌ أحمر، وتحت هذا السقف، تلهوا ما شئتم، وحققوا ما استطعتم من مكاسب بالتوافق، بـ"السلبطة"، بإفتعال الأزمات، لا يهم، المهم أن تبقى الحكومة حية ترزق، ولا تعود ما يسمونها بـ"الحريرية" إلى السلطة.
إذاً، وفق "خط أحمر" يرسمه "حزب الله" بعناية وإتقان، ورغم ما يُحيط بالأزمة الحكومية من "سقوف عالية"، لا يبدو أن "أهل الحكومة" في وارد تفجيرها، وفي مقدمهم المعنيون بالأزمة، أي ميقاتي وعون.
من هنا، يتضح لماذا لم يقلب ميقاتي الطاولة انتقاماً لصلاحيات رئيس الحكومة التي مل اللبنانيون من بُكائه عليها، بل اكتفى بتسجيل موقف حدد فيه طبيعة مرحلة ما بعد الهزة الحكومية بـ"لا اعتكاف ولا استقالة"، وهو ما مفاده أنه "لولا حساسية الوضع المحلي والإقليمي لكنت استقلت، لأن الكيل طفح"، وكأنه يقول إنني ملتزم "الخط الأحمر" الذي رسمه "حزب الله" الذي سبق وأن هدده أمينه العام السيد حسن نصر الله، بأنه "إذا استقال، فالبلد كله سيستقيل"، في أبلغ تهديد على أن "حزب الله" في صدد استباحة البلد من جديد، إذا ما سقطت الحكومة التي يستخدمها كـ"غطاء" لتثمير انقلابه.
بهذا المعنى، يُسخر ميقاتي الأزمة في محاولة لـ"تلميع صورته" وتعويم وضعه سنياً، في وقت لم يبادر "التيار الوطني الحر" إلى رفع السقف أكثر، بل اكتفى أيضاً باستثمار الأزمة مسيحياً تحت عنوان "استعادة التوازن المسيحي" ورفض عدم التشاور معهم، لاسيما إذا كان التعيين سيُسمّي شخصيات مسيحية.
وأتت زيارة الوزير جبران باسيل إلى بكركي في سياق "التقريش العوني" لما حصل مسيحياً، بدليل تصريحه أنه أطلع البطريرك الراعي، كما صرح، على "حقيقة ما حصل (..) فقد فرض رئيس الحكومة علينا بدعة دستورية، وخيّرنا بين الانتقاص من صلاحياتنا او تعليق عمل مجلس الوزراء. ونحن مؤتمنون مضموناً على حقوق الناس الذين نمثلهم وشكلاً وعلى الحفاظ على كرامتهم". إذاً، التشكيك سيد الموقف بحقيقة الأزمة، فهي تبدو "مفتعلة" بغية تبادل الخدمات بين "أهل الحكومة" من خلال "اللكمات". ميقاتي يلمع صورته، وعون يستثير المسيحيين، وبري و"حزب الله" في موقع المتفرج طالما أن إمتيازاتهما على اختلافها بـ"الحفظ والصون"، وطالما أنهم مطمئنون أنه في النهاية ستعود حكومة التناقضات إلى الطاولة من أجل تثمير نتائح الإنقلاب الذي تم بقوة سلاح "حزب الله".
ترى أوساط سياسية "أن هذا ما يريده "حزب الله". يريد "تعطيل الحكومة" في سياق مواجهة الاستحقاقات الدولية بـ"لا حكومة"، لا سيما ما هو مرتبط بالوضع السوري، أو بالتجديد لبروتوكول المحكمة الدولية". بهذا المعنى، يبدو الهدف واضحاً، ازمة حكومية ظاهرها تعيينات، وباطنها هروب من مسؤوليات كثيرة، طالما أن أزمة من هذا النوع لا تدينهم بقدر ما تعينهم على تجاوز هذه المسؤوليات الداخلية والخارجية، لكن خطورتها أن تشرع الساحة اللبنانية على احتمالات خطيرة ربطاً بالتطورات السورية المتسارعة، وبما يريده نظام بشار الأسد من لبنان.

إيران: بحث يائس عن تطهر
امير طاهري/الشرق الأوسط
مع نشر أسماء «المرشحين المصرح لهم» من قبل مجلس الأوصياء، يبدو أن حملة الانتخابات البرلمانية في إيران بدأت بشكل جاد. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الملالي والساسة المعروفين باسم «إصلاحيين» يطالبون بمقاطعة الانتخابات. أعتقد أنهم مخطئون وأن مناوراتهم لن تكون في صالح الشعب. لكن، قبل أن أوضح السبب، دعوني أولا أوضح بعض النقاط. بادئ ذي بدء، لم أصوت من قبل قط في أي انتخابات نظمها النظام الخميني ولن أدلي بصوتي هذه المرة بالمثل. والسبب أن هذا النظام لن يسمح لأي من الأفراد الذين يحتمل أن أمنحهم صوتي بخوض الانتخابات. إضافة إلى ذلك، أعتقد أنه في ظل نظام يمكن فيه لملا واحد أن يفرض سيطرته على قرارات كل أفراد النظام، لا يمكن أن يكون «مجلس الشورى الإسلامي» سوى برلمان مصطنع. إن أي شخص على دراية بالموقف في إيران سيدرك أن الإيرانيين متفقون حول كيفية التعامل مع نظام يعده كثيرون فاسدا. والبعض - وأنا من بينهم - يؤيد تغيير النظام، وهذا يعني حل النظام الخميني والاستعاضة عنه بنظام يختاره الشعب. ربما يعمد أنصار «تغيير النظام» إلى توجيه جهودهم بشكل خاطئ. قد يكون السواد الأعظم من الإيرانيين غير مؤهل لتغيير جذري وفرعي آخر في منهجية حكم الدولة. كذلك، من المحتمل ألا يكون تغيير النظام أمرا ممكنا على المدى القصير. فقد يتطلب الأمر أعواما، بل عقودا، للتخلص من آفة النظام الخميني التي استشرت في إيران منذ 1979.
كمفكر، أعتبر أن واجبي أن أعرض الأمر وفقا لرؤيتي له، مع اعترافي باحتمالية أن أكون مخطئا. لا أعتقد أن هذا النظام لديه القدرة على الإصلاح، تماما كما كان نظام صدام في العراق ونظام القذافي المستبد في ليبيا. ومع ذلك، فإن ثمة تيارا آخر مقتنعا بالعكس. دعونا نطلق على هذا التيار اسم «معسكر الإصلاحيين»، مع أنه لم يقدم اقتراحا واحدا لإصلاح أي جانب مهم من النظام الخميني. إن كثيرا من الشخصيات «الإصلاحية» البارزة هم أشخاص شغلوا مناصب في النظام على مدار عقود. وتتمثل شكواهم الرئيسية الموجهة ضد النظام في كونهم يخاطرون بخسارة امتيازاتهم والنفوذ الذي يتمتعون به في تشكيل السياسات. بعد ذلك، هناك هؤلاء الذين فقدوا وظائفهم، وفي حالات متزايدة، آثروا النفي في الغرب. ومن ثم، يكون انتقاد هؤلاء الأشخاص لمن حلوا محلهم في مناصبهم أمرا مفهوما. وحتى في الأنظمة الديمقراطية، عادة ما يتجه هؤلاء الذين فقدوا مناصبهم لانتقاد من خلفوهم في شغلها.
من الطبيعي بالنسبة للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني أن يشعر بغصة من «المرشد الأعلى» علي خامنئي. فعلى مدار عقود، زعم رفسنجاني أنه قد «ابتكر» خامنئي بالدفع به إلى قمة الهرم السياسي. والآن، بعد أن أصبحت للدمية – التي كان يحركها ويؤدي صوتها أحدهم نيابة عنها - حياة خاصة بها، يجب ألا نُفاجأ بالمرارة التي تعتمل في نفس المؤدي الصوتي. كذلك، يجب ألا يمثل استياء الرئيس السابق محمد خاتمي من خليفته في الحكم مفاجأة؛ لقد أوقف الرئيس محمود أحمدي نجاد منح الأموال العامة لمنشأة أقامها خاتمي (هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن «السلطات» قد استولت على جواز سفر خاتمي).
إذن، لماذا يكون «الإصلاحيون» مخطئين بمقاطعتهم الانتخابات؟
أحد الأسباب أنهم من خلال هذا العمل، يثيرون حالة من الارتباك. فالإيرانيون الراغبون في تغيير النظام مجمعون في الرأي بشكل غير مسبوق على مقاطعة الانتخابات. ومن خلال محاولتهم الإمساك بالعصا من المنتصف، يأمل «الإصلاحيون» الإيرانيون في تحريف رسالة المقاطعة الجماعية المتوقعة. ويرغب معسكر «تغيير النظام» في أن ينظر للمقاطعة على أنها رفض للخمينية ككل، وليست فقط تعبيرا عن مشاعر الغضب تجاه المجموعة التي تمسك بتلابيب السلطة الآن. في أي نظام، يقبل هؤلاء الذين يدعون إصلاح النظام قواعد اللعبة التي يضعها. إن «الإصلاحيين» الإيرانيين لا يمكنهم الحديث بلسان متشعب. ولا يمكنهم الادعاء بأن الانتخابات في الجمهورية الإسلامية كانت حرة ونزيهة بالدرجة الكافية، ما داموا هم أنفسهم ينتخبون ويمارسون السلطة.
لقد كان لانتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في عام 2009 مميزاته وعيوبه، كحال جميع الانتخابات الرئاسية السابقة في الجمهورية الإسلامية. وينطبق الأمر نفسه على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في شهر مارس (آذار) المقبل.
في الانتخابات الخمينية، لا يمنح الشعب حق الاختيار، نظرا لأن المرشحين المصدق عليهم من قبلُ فقط هم الذين يحق لهم خوض الانتخابات. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الإجراء يتيح الفرصة للناخبين في الاختيار من بين فصائل مختلفة داخل المؤسسة الخمينية. وهذا، بدوره، يسمح للفصائل بالصراع على السلطة بطريقة سلمية وسياسية مصطنعة لا باللجوء إلى العنف.
في المراحل المبكرة من الخمينية، حاولت بعض الفصائل الفوز بالسلطة عن طريق حمل السلاح، مودية بحياة عشرات الآلاف. وبعد عام 1983، ظهر على السطح إجماع على فكرة ضرورة تحقيق توازن القوى بين الفصائل المختلفة عن طريق إجراء انتخابات على مرشحين مصدق عليهم بشكل مسبق. وساعد هذا في نزع فتيل العداءات بين الأحزاب، وفي وقت ما، قلل من قيمة العنف كوسيلة للاستحواذ على السلطة داخل النظام. لم يعد أي مرشح بحاجة لمشاهدة منافسيه من داخل النظام يتم اغتيالهم أو شنقهم. والآن، قل عدد المنافسين من داخل النظام ممن يتم إعدامهم أو اغتيالهم. فهم إما مودعون في السجون أو رهن الإقامة الجبرية. وقد سمح للبعض منهم بالإقامة في الغرب. إن هؤلاء الذين يزعمون أن بإمكانهم «إصلاح» هذا النظام غير القابل للإصلاح، يجب أن يقبلوا قواعده ويشاركوا في كل جوانبه، حتى وإن لم يكونوا راضين دائما عن النحو الذي تسير عليه الأمور. لا يمكن لأحد إصلاح نظام يرغب في الإطاحة به، كما لا يمكن إصلاح نظام من خلال مقاطعته أو إظهار التبرم منه أو ممارسة التقية. ربما من دون إدراك ذلك، يحلم «الإصلاحيون» بالتطهير. فعلى نحو ينافي المنطق، يأملون في إخماد النيران التي أشعلها الخميني ورفاقه الإرهابيون. وعلى الرغم من ذلك، فإنه كما في عقيدة الثالوث النصرانية، قد يختار بعض الناس التطهر. وبدلا من ممارسة التقية، يجب أن يفكر «الإصلاحيون» مليا في التساؤل الوحيد الذي يشكل أهمية في السياسة الإيرانية اليوم: هل النظام الخميني قادر على الإصلاح؟ وإن لم يكن قادرا، ألا يتعين عليهم التحول إلى معسكر «تغيير النظام»؟ في الانتخابات الخمينية لا يمنح الشعب حق الاختيار نظرا لأن المرشحين المصدق عليهم من قبلُ هم فقط الذين يحق لهم خوضها

الفيلم الوثائقي البحث عن قتلة الحريري: الفيديو والنص

http://www.youtube.com/watch?v=I8f9PiPr5to&feature=youtu.be&a

في 14 فبراير 2005، أودت عبوةٌ زنتها أكثر من طنّ برئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وبحياة 22 شخصًا من مرافقيه وعابري السبيل في موقع الانفجار. منذ ذلك الحين، انطلق مسار التحقيق والمحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان للكشف عن قتلة الحريري، وهو مسارٌ رافقه انقلاب في أوضاع المنطقة عمومًا وفي أوضاع لبنان خصوصًا، مما أدّى إلى تجاذبات حادة قسمت اللبنانيين بين حركتيْ 14 آذار الذي يتزعمه تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري وحلفائه و8 آذار الذي يقوده حزب الله بزعامة حسن نصر الله وحلفائه، وبلغ الانقسام ذروته في كسر موازين القوى لمصلحة حزب الله وحليفيه الإقليميين سوريا وإيران، لكن مسار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل استمرّ وتُوِّج أخيرًا بإعلان المحكمة الدوليّة تبنيها القرار الظنّي الذي أصدره المدّعي العام دانيال بلمار واتهم بموجبه أربعة عناصر من حزب الله بالضلوع في تنفيذ عمليّة الاغتيال.
عبر ثلاثة أجزاء، يروي "البحث عن قتلة الحريري" مسار التحقيق والأحداث التي رافقته منذ 2005 وحتّى اليوم، محيطًا بظروفه السياسيّة والإقليميّة المعقدة. فبعد سقوط نظاميْ طالبان وصدام حسين تباعًا في أفغانستان والعراق، حاول النظام السوري حماية نفسه بتجديد ولاية حليفه الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحّود والحؤول دون فوز رفيق الحريري بالأكثريّة النيابيّة في الانتخابات العامّة المزمع إجراؤها مطلع صيف 2005، إلاّ أن تجديد ولاية لحّود أثار حفيظة المجتمع الدولي ودفع الولايات المتحدة وفرنسا إلى إصدار القرار 1559 في مجلس الأمن والداعي إلى احترام الدستور في لبنان وسحب الجيوش الأجنبيّة منه ونزع سلاح الميليشيات. على هذه الخلفيّة جاء اغتيال الحريري، لكن مسلسل الاغتيال لم يبدأ بالحريري ولم ينته معه. قبله، نجا الوزير والنائب مروان حمادة من محاولة اغتيال استهدفته لدى خروجه من منزله في أكتوبر 2004. بعده، توالت الاغتيالات حاصدةً وجوهًا سياسيّة وإعلاميّة وفكريّة يجمعها معارضتها للنظام السوري وسلوكه في لبنان، إذ أعقب مصرع الحريري اغتيال كلٍّ من الصحافي والكاتب سمير قصير والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ومدير عام جريدة "النهار" جبران تويني والنائب وليد عيدو والوزير الكتائبي بيار الجميّل وغيرهم ولم ينج من عمليات الاغتيال سوى وزير الدفاع اللبناني السابق الياس المرّ والإعلاميّة ميّ شدياق.
في أجزائه الثلاثة، يتابع "البحث عن قتلة الحريري" مراحل التحقيق منذ تكليف القاضي الألماني دتليف ميليس برئاسة لجنة التحقيق وصدور تقريره الأول الذي أحدث ضجّة في توجيه أصابع الاتهام إلى أجهزة المخابرات السورية واللبنانية وتوصيته بالقبض على الضباط الأربعة جميل السيد، علي الحاج، ريمون عازار ومصطفى حمدان. وفي موازاة البحث في مجريات التحقيق، يستعرض الوثائقي الأحداث التي دخلت على خط التحقيق ووضعت لبنان أمام استحقاقات ومزالق أمنيّة خطيرة: حرب تموز 2006، ظهور تنظيم فتح الإسلام ودحره في معركة نهر البارد ثم نزول حزب الله وحلفائه إلى الشارع لإطاحة حكومة الأكثرية التي كان يرأسها فؤاد السنيورة وإدخال لبنان مجددًا في دائرة النفوذ السوري - الإيرانيّ. 
وعلى الرغم من تبدّل رؤساء لجنة التحقيق الدولية وتغيّر المعادلة السياسيّة والإنقلاب على سعد الحريري وحكومة الوحدة الوطنيّة التي شكلها إثر فوزه وتيار 14 آذار في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2009، إلاّ أنّ ذلك كلّه لم يعق إنشاء المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان ومباشرتها مهماتها في لاهاي، وهنا يبرز "البحث عن قتلة الحريري" الوثائق التي استندت إليها مجلة "دير شبيغل" الألمانيّة والمحكمة في اتهام الرجل القويّ في حزب الله عماد مغنية بالتخطيط لعملية اغتيال الحريري فضلاً عن أربعة عناصر أخرى من الحزب المذكور بينهم مصطفى بدر الدين وسليم العيّاش، كما يشير إلى الدور المهم الذي قام به الضابط اللبناني وسام عيد في كشف شبكة الاتصالات الخلوية وتظهير خيوط الأدلة التي أفضت إلى تحديد المتهمين وتسببت باغتيال عيد في آن واحد.
إلى الوثائق والأرشيف التلفزيونيّ، يتضمّن "البحث عن قتلة الحريري" مقابلات عدّة مع شهود المرحلة وبعض الشخصيات البارزة: الوزير والنائب مروان حمادة، مدير عام الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي، اللواء علي الحاج، رئيسا الوزراء اللبنانيان السابقان فؤاد السنيورة وسعد الحريري، النائبان عن حزب الله حسين الحاج حسن ونوار الساحلي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، النائب السابق فارس بويز، المحقّق الدولي دتليف ميليس، السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد ساترفيلد، السفير الأميركيّ السابق في مجلس الأمن جون بولتون، مساعد وزير الخارجية الأميركيّ السابق سكوت كاربنتر، نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام، السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى ومسؤول منظمة التحرير الفلسطينيّة الراحل كمال مدحت الذي خصّ "البحث عن قتلة الحريري" بشهادته في وقائع معركة نهر البارد قبل أن يقضي هو الآخر غيلة في مجرى الأحداث.

الجزء الأول

مقدمة التقرير:

-هزت جريمة اغتيال رفيق الحريري العالم

ساترفيلد: اتذكر اغتيال الحريري بوضوح كما اتذكر اغتيال جون كندي، كان له وقع كبير

المراسل: ترددت دعوات من كل مكان تطالب بمعرفة الحقيقة خلف عملية الاغتيال، الاتهامات بالجريمة وجهت الى اسرائيل، القاعدة، حزب الله وسوريا. 4 من كبار الجنرالات اللبنانيين اعتقلوا في هذه القضية.

علي الحاج: فتشت كأننا نحن مجرمين.

المراسل:سببت سلسلة جرائم الاغتيال موجة رعب اجتاحت لبنان.

مي الشدياق: كيف سحبت نفسي للخارج لأخرج رأسي لا اعرف؟

المراسل:أعاد المشهد الى الذاكرة صورة الحرب الاهلية في لبنان حيث وتر المنطقة بأكملها.

- نحن لسنا عائشين نحن شبه عائشين هناك نفس فينا فقط، العالم ليست سعيدة.

المراسل:هذه قصة اهم جريمة في الشرق الاوسط.

اشرف ريفي: هذا النوع من الارهابيين اما نحن نسيطر عليه اما هو يسيطر علينا وكان قرارنا اننا يجب ان نحمي البلد.

المراسل:لماذا اغتيل رفيق الحريري ومن وراء عملية الاغتيال؟

خدام: المتآمر، ما عقوبة المتآمر؟ الموت.

التقرير: المراسل: الاول من اكتوبر عام 2004.

مروان حمادة: خرجنا بسيارة هذا المدخل

المراسل:كان وزير الدولة مروان حمادة قد غادر منزله عابرا الطريق القصيرة المؤدية الى البرلمان كان حمادة رافضا للوجود السوري في لبنان، كما كان واحدا من أشد مناصري الحريري.

حمادة: الطقس جيد ،الناس على البحر او على جادة البحر يتنزهون، الناس كثيرين. خريف بيروت عادي وجميل.

المراسل:على بعد 50 مترا انفجرت قنبلة فيه حينما كانت سيارته تعبر الطريق.

حمادة: كانت السيارة المفخخة هنا ،وكان هناك حاجز في الطريق لكي نخفف سيرنا وعندما خففنا سيرنا واصبحنا بالسيارة فوق القنبلة تفجر كل شيء وقذفت السيارة من جانب الى أخر.

المراسل:دمرت القنبلة سيارة حمادة واشعلت النيران في 3 سيارات اخرى كانت مركونة على مقربة من المكان.

حمادة: شعرت في الدماء وبشعري وثيابي يشتعلون .رأيت الابواب تتطاير ورميت بنفسي محاولا الخروج والهروب على قدمي ولكن كانت قدمي قد بترت .نظرت الى الوراء ،كان المرافق قد اختفى ولم نعثر الا على اشلاء من جسده.

المراسل:كان مروان حمادة محظوظا اذ نجا بحياته. واضطر للعيش تحت حماية 38 حارسا شخصيا يعملون على حراسته ليلا نهارا.

حمادة: اعيش الآن بطريقة مختلفة تماما منذ بدء الاغتيالات في لبنان.

المراسل:كان في محاولة اغتيال حمادة الشرارة الاولى لمعركة بدأت بالفعل قبل 6 سنوات. عام 1998 انتُخب القائد السابق للجيش اللبناني اميل لحود رئيسا للبنان. وكان هناك سوري رفيع المستوى لم يكن مرتاحا لانتخاب لحود.

عبد الحليم خدام: قناعتي ان لبنان لا يحتمل عسكري واعرف الرئيس لحود بطبعه وانفعاليته لا يستطيع لملمة الوضع في لبنان. لذلك آثرت التحدي.

المراسل:كان بشار، الابن الثاني للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. لم يتفق خدام مع بشار في خططه للبنان .ايضا لم يكن وحده قلقا من وصول لحود الى سدة الرئاسة. وكذلك رفيق الحريري.

ديفد ساتيرفيلد: رفيق الحريري كان قبل كل شيء وطنيا لبنانيا مواقفه السياسية في اي ظرف كانت تمثل انعكاسا حقيقيا لتعزيز المصالح اللبنانية الوطنية بقدر الامكان في ظل الظروف المتاحة ويجب ان يكون مفهوما ان هذه الظروف كانت تضيقية وصعبة.

المراسل:فرضت هذه الظروف بالتأكيد قيودا ثقيلة، كان لحود مواليا لسوريا وكان يعارض سياسة الحريري في كل مناسبة. ومع انتخاب لحود رئيسا للبلاد كان قد مضى على وجود القوات السورية في لبنان اكثر من 20 عاما. كانت اجهزة المخابرات السورية تتحكم بكل مظاهر الحياة في لبنان. فرضوا سيطرتهم على القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء اللبناني.

حمادة: في عهد الرئيس لحود كانت توزع خلال المخابرات توزع على الوزراء الموالين لسوريا ولأميل لحود ملفات كاملة فيها الموقف من كل موضوع على جدول الاعمال. اي الموضوع وفي العامود الثاني ماذا يجب ان يقولوا بهذا الموضوع وكيف يجب ان يصوتوا في هذا الموضوع.

المراسل:بسبب النزاع المتسلط بين الحريري ولحود ساءت علاقة رئيس الوزراء اللبناني بالحاكم الغير مباشر في لبنان بشار الاسد. كان يمكن ان يبقى الخلاف بين الرجلين في حدود السياسة الاقليمية لو ان العالم لم يتغير للأبد بعد نحو 3 سنوات من تسلم لحود السلطة.

المراسل: 11 سبتمبر عام 2001.

القاعدة من 3000 شخص قتلوا في هذه الاعتداءات. كان 11 سبتمبر نقطة تحول ايضاً في تاريخ الشرق الأوسط.

سعى رفيق الحريري للاستفادة من الظروف لمحاولة تحرير لبنان من الهيمنة السورية. هذا ما وضع الحريري في مواجهة مصيرية مع الرئيس السوري بشار الأسد.

غداة هذه الاعتداءات عقدت سلسلة اجتماعات لبحث الأزمة في واشنطن.

الديموقراطية في الشرق الأوسط اصبحت مطلباً لأميركا. فكر البيت الأبيض ان الإصلاح السياسي قد يضعف التأييد للقاعدة في المنطقة. واشنطن تعرف جيداً ان لبنان بلد معقد وساحة لعدد كبير من الصراعات لذا كان لا بد من دعم الإصلاح السياسي فيه لذا اعتقدت واشنطن بأن رفيق الحريري يستحق التأييد.

بعد عودة الحريري الى لبنان من الممكلة العربية السعودية شكلت علاقات الحريري السياسية الجيدة مع سوريا والسعودية عاملاً رئيسياً في انهاء الحرب الأهلية في لبنان.

دامت الحرب 14 عاماً واسفرت عن سقوط 150 الف شخص. في العام 92 اصبح الحريري رئيساً للحكومة اللبنانية واطلق خطة طموحة لإعادة الاعمار تولى شخصياً الإشراف عليها. لقد غيرت الخطة وجه بيروت.

(مقاطع من جولة الرئيس رفيق الحريري مع حفيده حسام في وسط بيروت وقوله بأن الحرب سيئة).

المراسل: اثبت الحريري انه قادر على اصلاح لبنان.

ساترفيلد: شعر بمسؤولية كبيرة لبذل مجهود جبار ليعيد لبنان الى الخارطة السياسية العالمية وكان هو وجه لبنان الوطني وكان قادراً على تجسيد روح الوطن بطريقة قلما تجدها عند العديد من السياسيين.

المراسل: في المقابل كان هناك من يخطط ضد مشروعه الاصلاحي.

كان اميل لحود الرئيس اللبناني الموالي لسوريا يعارض كل سياسات الحريري لإعادة اعمار البلاد وكان الحريري يطمئن زملائه بأن تلك مشكلة مؤقتة.

مروان حمادة: يقول لنا رفيق الحريري فلنصبر على الأمر، عهد اميل لحود سينتهي في صيف 2004 ولعله يأتي رئيس للبنان متعاون ويتعاطى باستقلالية اكبر.

المراسل: إلا ان سوريا ارادت ابقاء رجلها الوفي في السلطة، في تلك الفترة كانت سوريا محاطة بأنظمة صديقة للغرب في ال عراق والأردن وتركيا واسرائيل.

الالاف من عناصر القوات الاميركية نشرت في العراق وكانت دمشق قلقة من عملية اجتياح.

عماد مصطفى: بدأ الحديث يدور في اروقة ودهاليز السياسة في واشنطن لماذا لا تكون سوريا هي التالية وبدأ الحديث بشكل جدي عن امكانية ان تصبح سوريا هي الهدف التالي بعد العراق.

المراسل: ايقنت سوريا عندئذ انها بحاجة ماسة الى ضمان امن خاصرتها الغربية عن طريق الاحتفاظ بسيطرتها الكاملة على لبنان.

في ظل هذه الظروف عملت دمشق على تعديل الدستور اللبناني لمنح لحود 3 سنوات اضافية في الحكم.

عماد مصطفى: كانت المنطقة تمر في مرحلة مخاض واضطرابات عظيمة والقوى المعادية لسوريا في الولايات المتحدة بدأت تظهر مخالبها وانيابها.

المراسل: اعتبرت واشنطن ذلك تحدياً مباشراً. قام الحريري مع الحكومتين الاميركية والفرنسية بصياغة ما اصبح يعرف لاحقاً بالقرار 1559 الذي يطالب سوريا بمغادرة لبنان.

أمل الحريري في ان تساهم الضغوط الدولية في حماية لبنان.

ساترفليد: الحريري لم يسعى الى التصادم مع دمشق أوضح لي كما اوضح للآخرين رغبته القوية في ان يرى تقدماً في مكانة لبنان الوطنية واستقلاله وسيادته الاجتماية والسياسية والاقتصادية بطريقة تختلف نوعيا عما كانت عليه الظروف السائدة الى ان تم اغتياله.

المراسل: في شهر يونيو 2004 زار الحريري دمشق للقاء الرئيس الأسد وكان يأمل التوصل الى تسوية للخلاف بينهما ولكن ذلك لم يكن ممكناً.

عبد الحليم خدام: عندما دخلت الى عند بشار كان مضطرب ومتوتر واخبرني بأن الحريري كان عنده وقال لي: الحريري يلعب وهو يظن انه يستطيع ان يأتي برئيس جمهورية فقلت له: انظر انا من  آتي بالرئيس والذي يفكر ان يخرج عن سيادتنا سنطحنه طحناً.

المراسل: عاد الحريري الى لبنان وتوجه مباشرة الى منزل حليفه المقرب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكان حاضراً صديق الرجلين وزميلهما مروان حمادة.

حمادة: وصل وهو يتصبب عرقاً ومتوتر الآعصاب ويقول لقد هددني صراحة.

وليد جنبلاط: هدده بشار الأسد وقال له: اميل لحود هو انا واذا كان شيراك يريد اخراجي من لبنان فسأحطم لبنان.

حمادة: قال اما ان تصوتوا للتجديد لإميل لحود واما سأهدم لبنان على رأسك وعلى رأس وليد جنبلاط.

المراسل: اعترف الحريري لحمادة وجنبلاط بأنه لن يستطيع معارضة الأسد.

حمادة: نصحت الرئيس الحريري بالموافقة على التمديد وهذه اول مرة قيل له انت مستهدف بالاغتيال.

المراسل: تلك الرواية لتهديد الأسد للحريري نفاها الأسد بشدة.

(مقطع من حديث تلفزيوني للأسد يقول ان هذا الأمر ليس من طباعه).

المراسل: لكن مهما كانت حقيقة ما جرى خلف الأبواب المغلقة فان حلفاء الحريري احسوا بالتأكيد انه مهدد. ذلك المساء غادر الحريري بيروت متوجهاً الى منزله في منتجع فقرا.

كان لفارس بويز منزل في المنطقة نفسها، استقل سيارته للقاء الحريري.

فارس بويز: رأيت رفيق الحريري لوحده في آخر القاعة وامامه تلفزيون وينظر اليه وكئيب جداً وقلت له: ما القصة كيف كانت زيارتك؟

فتردد بعض الشيء وقال لي: لقد قرروا التمديد لإميل لحود. كانت في عينين الرجل دمعة وقال لي: يا فارس قرارهم نهائي وقلت المستحيل لكنهم لا يريدون ان يسمعوا اي شيء من احد لا بل ان مواجهة هذا القرار امر سيكون خطير.

المراسل: الا ان تنازل الحريري للأسد جاء متأخراً جداً، رأى رفاقه ان دمشق وجهت رسالتها الى الحريري.

حمادة: ما عرفته من رفيق الحريري شخصياً خلال 15 يوماً قيل له اما ان تستقيل واما ان نقلب المجلس ضدك ونقيلك فقدم استقالته.

المراسل: لكن الحريري لم يكن عازماً عن التنازل عن حكم لبنان. في الواقع امل الحريري ان يسقط الغالبية البرلمانية الموالية لسوريا بتحقيقه فوزاً كاسحاً في الانتخابات المقبلة.

(مقطع من حديث للرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال حملته الانتخابية عن ان الحكومة اللبنانية تخاف من ان الانتخابات لن تكون لمصلحتها).

المراسل: كان الحريري يعرف انه يتحدى اقوى قوة في لبنان ويخاطر بحياته.

حمادة: كان يتساءل هو ووليد امامنا من تعتقد انه سيقتل في البداية؟

المراسل: ادى التفجير الذي استهدف مروان حمادة الى موجة غضب عارمة واحتجاجات دولية.

حمادة: قضية مروان جلبت ضغوط كبيرة من المجتمع العربي والسعودية ومصر والمجتمع الدولية وكوفي انان وشيراك وبوش انهم كانوا قد افهموا سوريا ان هذا الأمر ممنوع وان هناك خطوط حمراء تحفظ رفيق الحريري.

المراسل: لكن حمادة ورفاقه كان لديهم شكوك في ذلك.

حمادة: كنا نعتقد ان هذه الخطوط الحمراء ستلعب دورها وكنا نقول له لا تطمئن يا شيخ رفيق فالأمور مع هؤلاء المجرمين ليست كذلك.

المراسل: تعززت ثقة الحريري بعد تبلغه رسالة من هذا الرجل .... ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري.

خدام: حملني ماهر الأسد بأن بلغ الرئيس الحريري بأن لا شيء ضده.

المراسل: اعتقد الحريري بأن ماهر يتحدث باسم الرئاسة السورية.

خدام: اجبت الرئيس الحريري بأن ماهر لا علاقة له بالموضوع السياسي واخوه هو من يدير الأمر.

المراسل: لسوء حظ الحريري تبين لاحقاً ان رفاقه كانوا على حق.

علي الحاج كان يترأس جهاز الأمن الداخلي اللبناني المكلف بحماية رفيق الحريري إلا انه بعد تسلمه منصبه عمد الحاج الى تقليص عدد الحراس الشخصيين للحريري من 40 الى 8.

علي الحاج: امر طبيعي بأن رئيس حكومة سابق ان نسحب العناصر خارج اطار المرسوم.

المراسل: بحسب هذا المرسوم يحق لرئيس الوزراء السابق مثل الحريري الحصول على حماية 8 حراس فقط.

اشرف ريفي: اتصل بي الرئيس الحريري لكي اتحرى عن الموضوع، تكلمت مع احد المقربين مع رئيس الحكومة آنذاك عمر كرامي.

المراسل: هذا الشخص ذكر ريفي بالقانون الذي يحدد عدد الحراس الشخصيين.

ريفي: انا طرحت على احد مستشاري الرئيس كرامي هذا السؤال: هل هذا الموضوع طبق على كل رؤساء الحكومات السابقين الذين هم في وضع مماثل؟ كان الرئيس الحص معه 27 عنصرا.

المراسل: لم يخضع اي رئيس وزراء سابق لمعاملة من هذا النوع.

وفي ذلك الوقت وعلى بعد 9000 كلم من نيويورك حفزت الأزمة الوشيكة الأمم المتحدة لأن تفعل شيئاً.

تيري رود لارسن كان ايضاً صديقا مقرباً من ال حريري.

لارسن: في الأيام التي سبقت الاغتيال كلفني الأمين العام للأمم المتحدة لوضع مقترح للحوار بين السلطات السورية والحريري بحثاً عن طريقة للخروج من الأزمة والخلافات التي كانت موجودة آنذاك.

كانت هناك قضايا صعبة لكن عندما غادرت تلك الأسبوع اعتقدت ان هناك حلاً للأزمة بناءاً على المحادثات التي اجريتها في دمشق ومع الحريري.

المراسل: بيروت 14 شباط 2005 : يوم الاغتيال

وصل رفيق الحريري الى البرلمان كان واثقاً بقدرته على تحقيق فوز ساحق في الانتخابات.

حمادة: اتى الشيخ رفيق ومر بابتسامة كبيرة على كل النواب وكان فرحاً ويقول اياً كان قانون الانتخابات سننجح وسنحصل على الاكثرية. وكان احد بعث له بوريقة صغيرة وكان على موعد لم يفصح لنا عن سر الوريقة وقال انه خارج الى منزله.

بويز: قال لي اثناء خروجه حين التقيته على درج المجلس لا نستطيع تغيير حرف من هذا القانون المنزل من السلطات العليا ولن نغير شيء من هذا القانون. فدعاني الى لغداء فقلت له سأسجل موقفي وابلغني انه سيكون في مطعم مقابل المجلس.

المراسل: في المقهى المجاور امضى الحريري بعض الوقت مع صحافيين، ثم غادر متوجهاً الى منزله وكان يغير طريقه باستمرار للاحتياطات الامنية وكان قرر ذلك اليوم ان يسلك الطريق البحري.

على بعد ميل كان فارس بويز يعقد مؤتمراً صحافياً في البرلمان.

(صوت الانفجار)

بويز: عندما كنت اتكلم سمعت الانفجار وراودتني فوراً شكوك حول موضوع الحريري لكن كنت اظنه لا يزال في القهوة وعندما سألت قالوا انه غادرها منذ دقيقتين.

المراسل: سبب الانفجار حفرة في الطريقة بسعة اكثر من 10 امتار.

الرئيس سعد الحريري: كنت في الطريق من الرياض الى ابو ظبي في الطائرة وعندما وصلت الى ابو ظبي قالوا لي عبر  الهاتف ان هناك انفجار، ودخلت الى الصالة لأشاهد التلفزيون وكنت احاول معرفة الأمر.

جنبلاط: لم نكن متأكدين انه قتل وظننا انه نجا، فذهبنا الى الجامعة الاميركية والتقينا ببهاء ودخلنا الى الطوارىء وهناك استوقفني ضابط الأمن في الجامعة من آل شلق وابلغني بأنه لا فائدة الحريري استشهد.

المراسل: كان الحريري واحداً من 23 شخصاً قتلوا في التفجير.

(حديث سعد الحريري عن رجوعه الى لبنان وانها كانت اطول رحلة بالنسبة اليه من ابو ظبي الى بيروت)

المراسل: بات على السلطات الآن ان تعرف من امر بارتكاب الجريمة ومن نفذها. كشفت عمليات التحقيق خطة تمويه للحقائق تفوق التوقع.

المراسل: احدث اغتيال الحريري صدمة كبيرة بلغ صداها العالم، بدى صيت الحريري اكبر من مجرد زعامة بلد صغير في الشرق الاوسط.

ساتيرفيلد: اتذكر اغتيال الحريري بوضوح كما اتذكر اغتيال كنيدي كان له وقع كبير، كان صباح عيد الحب هنا في الولايات المتحدة وانا اتناول وجبة الافطار هاتفني مركز العمليات في وزارة الخارجية وأبلغني بالخبر وبعدها بوقت قصير اتصلت بي سفارتنا في بيروت وبكل صراحة كانت صدمة شخصية ومهنية لم اتلقى مثلها خلال 30 عام التي قضيتها في الحكومة الاميركية. خبر اغتيال الحريري كان مروع للغاية.

المراسل: في واشنطن كان السفير السوري يقوم بتمارين الصباح.

عماد مصطفى: اشعلت شاشة التلفزيون اما شاشة الجري لأفاجئ بالخبر المذهل المتعلق بالجريمة النكراء والشنيعة المتعلقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. تتجاوز شخص الرئيس الحريري وطبعا فان مقتله كارثة هائلة وطنية وانسانية وشخصة.

خدام: فاجئنا الخبر سيارة متفجرة عند البنك البريطاني، مباشرة اتخذت الانطباع ان المقصود رفيق.

المراسل: توجه خدام الى بيروت للمشاركة في مراسم دفن الحريري كان الوحيد من بين القيادات السورية الذي حضر المراسم.

خدام: عندما يفقد الانسان صديق عزيز وانسان يعرفه انه بريء، من واجبي الاخلاقي وواجبي الشخصي.

المراسل: قبل اشهر قليلة فقط كان مروان حمادة ايضا ضحية سيارة مفخخة.

حمادة: ماذا شعر رفيق الحريري عندما انفجرت به 1800كلغ من الـTNT طالما حصل معي على 40 كلغ هذا ماذا شعر بـ1800 كلغ؟ ودائما اذكره عندما استذكر هذه اللحظة.

المراسل. بعد مقتل الحريري بدأ التحقيق في عملية الاغتيال، كان المدير العام للأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي من بين اول من وصلوا الى موقع الجريمة لقد هاله ما شاهده هناك.

ريفي: زهلنا يومها، ليس فقط فوجئنا ان في مسرح الجريمة كان اقل متعاطي بشأن مسرح الجريمة لا يرتكب الاخطاء التي ارتكبت.

المراسل: لم يتم اغلاق موقع الجريمة، اجزاء من سيارة الشاحنة التي استخدمت في ارتكاب الجريمة رميت فيالحفرة، ادت مياه الامطار الى افساد قيمتها كأدلة ملموسة. كان موكب الحريري يضم 6 سيارات مع حلول الظلام يوم الانفجار امر شخص ما بنقل حطام السيارات الـ6، شك ريفي ان ما يحدث ليس مجرد خطأ بشري.

ريفي: كان فعلا هناك قرار واحد ينفذ قرار مركزي بازاحة السيارات من مكانها الطبيعي والعبث في مسرح الجريمة تحت حجة الحفاظ على بقايا السيارت.

المراسل: ولم يعرف من امر بنقلها في ذلك الوقت. بيروت الـ14 من مارس عام 2005، شهر كامل منذ اغتيال الحريري، نزل مليون شخص الى شوارع العاصمة اي ما نسبته تقريبا 1 من كل 4 من السكان، اراد هؤلاء ان يعرفوا الحقيقة : من امر باغتيال الحريري؟ وفي مقابلة له عام 2009 لم يكن لدى ابنه ادنى شك حول هوية القاتل.

(حديث للرئيس سعد الحريري: من قتل رفيق الحريري هو نظام الوصاية السوري الذي لم يستطع ان يحتمل شخص مثل رفيق الحريري عربي معتدل)

المراسل: تلك تهمة نفتها سوريا محملة اسرائيل مسؤولية الجريمة.

عماد مصطفى: قليلة جدا اجهزة المخابرات في العالم التي تمتلك مثل هذا الحذق وهذه الخبرة في عملية اغتيال معقدة ومتطورة لهذه الدرجة ويجب ان تكون نظام استخباراتي مارس عمليات الاغتيال خارج بلده على الاقل لـ50 سنة مضت.

المراسل: ليس هناك شك ان الحريري سلك طريق يقود الى التصادم مع النظام السوري. في الحلقة المقبلة سوف نرى اذا كان هناك اي دليل موثوق بأن سوريا من امر باغتيال الحريري كما يدعي رفاقه وسوف نروي قصة الاسابيع الصاخبة التي تلت اغتيال الحريري وقصة التحقيق التي قادت الى عملية اعتقال مثيرة لـ4 من كبار الجنرالات اللبنانيين وكيف ان سوريا غادرت اخيرا لبنان بعد حوالي 30 عام.

مصطفى: خرجنا فورا وبشكل سلكي وبشكل منظم لم يخطر علة بالنا ان نكون في لبنان رغم انف فئات كبيرة من ابنائه.


لبنان والمتن وبعبدات ودعوا نسيب لحود بمأتم مهيب  وميقاتي قلده باسم رئيس الجمهورية وسام الارز
الراعي: علم قيمة لبنان وعيشه الواحد وريادته في الحريات
علامة وقيمة بفضل أخلاقيته وشجاعته في شجب الفساد
سعى لخلق ثقافة خدمة الشأن العام وكان أمثولة في النزاهة
سلامة: لبنان فقد رجلا عشق وطنه كما نذر وعمل في سبيله دون كلل
زيادة: نم قرير العين فالمسيرة التي كنت رائدا في اطلاقها ستستمر
مهنا: سافر بالإتجاه المعاكس عبر الزمن كأبطال القصص الخرافية

وطنية - 4/2/2012 ودع لبنان والمتن وبعبدات اليوم، رئيس حركة التجدد الديموقراطي الوزير والنائب السابق نسيب سليم لحود بمأتم مهيب، في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت.
ترأس الصلاة الجنائزية لراحة نفسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، والمطارنة بولس مطر، طانيوس الخوري ورولان ابو جودة، السفير البابوي غابريال كاتشيا، رؤساء الطوائف وممثلو الكنائس في لبنان ولفيف من الكهنة. وحضر الجنازة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس امين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة، نادر الحريري ممثلا الرئيس سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري. وحضر نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، والوزراء: محمد الصفدي، ناظم الخوري، نقولا نحاس، غازي العريضي، وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، العميد فؤاد هيدموس ممثلا وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي، النواب: وليد جنبلاط ونجله تيمور، مروان حمادة، دوري شمعون، ايلي عون، نعمة طعمه، فؤاد السعد، تمام سلام، نبيل دو فريج، جواد بولس، بطرس حرب، هاغوب بقرادونيان، غازي يوسف، اكرم شهيب، نهاد المشنوق، ميشال فرعون، فريد الياس الخازن، ميشال موسى، عاطف مجدلاني، جان اوغاسبيان، انطوان زهرا، سليم سلهب، اميل رحمة، جمال الجراح، محمد الحجار، انطوان سعد، امين وهبي، خضر حبيب، غسان مخيبر، فريد حبيب، محمد قباني، جان اوغاسبيان، دوري شمعون، روبير غانم وياسين جابر.
كما حضر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الوزراء السابقون: حسن منيمنة، ابراهيم نجار، مخايل الضاهر، طارق متري، فريد هيكل الخازن، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، جهاد ازعور وخالد قباني، السفيرة الاميركية مورا كونيللي، السفير الفرنسي دوني بييتون، السفير السعودي علي عواض عسيري، سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست، النواب السابقون: صولانج بشير الجميل، مصباح الاحدب، سمير فرنجية، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، غبريال المر، نايلة معوض، بيار دكاش، الياس عطا الله وخليل الهراوي، السفير الفلسطيني اشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرافقه امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، قائد الدرك العميد صلاح جبران ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على راس وفد من الضباط، نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق كميل زيادة، الامين العام للحركة الدكتور انطوان حداد وعائلة الفقيد، جويس امين الجميل، منى الهراوي، هدى السنيورة، رئيس الصليب الاحمر اللبناني سامي الدحداح، رفيق شلالا، القنصل العام انطوان عقيقي، المفتي الشيخ علي الامين، منير الحاج، زينة الحاج علي، العميد كارلوس اده، وهيئات دبلوماسية وقضائية وعسكرية ونقابية وحزبية وحشد من اعضاء حركة التجدد الديموقراطي ومعارفه ومحبوه وابناء بلدته بعبدات والعائلة.
الراعي
بعد تلاوة الانجيل المقدس من قبل المطران الياس عوده، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "ان علمتم هذا، وعملتم به، فطوبى لكم" قال فيها: "نودع بالاسى والصلاة المغفور له النائب والوزير السابق نسيب لحود، رئيس حركة التجدد الديموقراطي الذي يعود الى بيت الاب في السماء لينال الطوبى، لانه علم وعمل، فيسوع المسيح يدعو، في انجيل اليوم، كل مسؤول في العائلة والمجتمع كما وفي الكنيسة والدولة ليمارس مسؤوليته بروح الخدمة والنزاهة والتجرد تجاه الجماعة الموكولة اليه ويقول: "لقد اعطيتكم قدوة لتفعلوا كما فعلت انا.. فليس خادم اعظم من سيده، ولا رسول اعظم من مرسله، ان علمتم هذا، وعملتم به فطوبى لكم"( يو: 16-17). نسيب لحود علم وعمل فطوباه وانه ليعز علينا ان تبدأ زيارتنا الراعوية الى ابرشية بيروت بوداعه هذا".
أضاف: "علم قيمة الحياة فصقلها بالتربية العائلية في بيت كريم من لبنان، على ابعادها الاخلاقية والاجتماعية والوطنية، والده المرحوم سليم لحود النائب ووزير الخارجية المتميز، فتح امامه خط الخدمة العامة والعطاء في سبيل لبنان بحسب تقاليد اسرة آل لحود - بعبدات الكريمة، ووالدته الثكلى والمجروحة في شيخوختها السيدة ناديا يارد زرعت في قلبه القيم الانسانية والروحية والمناقبية. واغنى نسيب حياته بالعلوم العامة في كلية سيدة الجمهور، وبالهندسة الكهربائية والصناعية متخرجا من احدى جامعات بريطانيا في سنة 1968، وعمل بموجب هذه التربية والعلم في حقل الهندسة بشكل لامع، فأسس سنة 1972 شركة معروفة بانجازاتها، على مستوى التجهيز والمنشآت الصناعية والبترولية ومحطات توليد الطاقة ومصانع تحلية مياه البحر ومصانع الاسمنت في مختلف بلدان الشرق الاوسط والخليج العربي، وهي "شركة لحود للهندسة"التي احتلت مكانا مرموقا بين مثيلاتها".
وتابع: "علم نسيب لحود قيمة الحياة الزوجية والعائلية، فاقترن بالسيدة عبله فستق، واحتضن ابنتها، فعاشا حياة رضية مخلصة، وبارك الله زواجهما بثمرة البنين، فانجبا ابنا وابنة، وفرا لهما العلم والتربية وأسس المستقبل، وأسعد بزواج ابنته وعائلتها الناشئة. وأخلص للوالدين ولا سيما للسيدة الوالدة التي اعتزت به والتي نسأل لها طول العمر على عزاء الهي. وشد روابط الاخوة مع شقيقه وعائلته، ومع سائر ابنائه الكرام. وفاخر مع الاسرة بكونها تواصل برجالاتها خدمة لبنان بأرفع المناصب، ونأمل ان يستمر هذا التراث من جيل الى جيل".
وقال: "علم المرحوم نسيب قيمة لبنان وعيشه الواحد بتنوع مكوناته الثقافية والدينية، وريادته في تعزيز الحريات العامة وحقوق الانسان ونشر الحداثة. وعلم ان السياسة فن شريف لتنظيم حياة الدولة بهدف تأمين الخير العاموإنماء الشخص البشري وترقي المجتمع. وراح يؤهب نفسه لها بثقافة سياسية عميقة على مناقبية وأخلاقية رفيعة، وبدأ العمل بنشاط ديبلوماسي، عندما عينه المغفور له المرحوم الرئيس الياس الهراوي سفيرا للبنان في واشنطن سنة 1990، فبرزت عليه منذ ذاك الحين ملامح رجل دولة، ثم عين نائبا في البرلمان اللبناني في السنة التالية، ومن بعدها انتخب نائبا على ثلاث دورات، فتفرغ للعمل النيابي على مدى خمس عشرة سنة، وأعطاه من قلبه في مختلف اللجان النيابية وفي دورات المجلس النيابي. لقد كان مجليا حتى شكل في الحياة السياسية اللبنانية علامة فارقة وقيمة مضافة اتسعت الى البعدين الاقليمي والدولي. والكل بفضل منطقه واخلاقيته وعمق فهمه وصوابية تحليله وغنى ديبلوماسيته، وشجاعته النبيلة في الدفاع عن الحق والعدل، وفي شجب الفساد واستغلال السلطة، وفي المحافظة على نص الدستور وروحه. وهذا كله ظهر من خلال نشاطه في كل من لقاءي قرنة شهوان والبريستول وثورة الارز".
أضاف الراعي: "علم نسيب لحود قيمة الديموقراطية القائمة على القيم الاخلاقية والمنهجية العلمية، وعمل من اجل نشر ثقافتها، فأسس مع زملاء له "حركة التجدد الديموقراطي"، من اجل تحصين سيادة لبنان واستقلاله، وترسيخ دور هذا الوطن في العالم العربي، والدفاع عن الحريات، وتطوير الحياة الديموقراطية في لبنان، وبناء اقتصاد وطني منفتح على العالم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء مواطنة جامعة، يكون فيها اللبناني مواطنا في الدولة ولها، لا في طائفته، وسعى عبر هذه "الحركة" الى خلق ثقافة سياسية هي ثقافة خدمة الشأن العام، وإعداد نخبة اخلاقية تخضع بحرية للصالح العام. وقد أعطى مثالا يحتذى به، عندما قطع كل اعماله الخاصة واعمال شركته في لبنان، لكي لا يأتي عمله السياسي متأثرا او مرتبطا بمصالحه الشخصية. يا لها من أمثولة في النزاهة والنبل السياسي".
وتابع: "علم ان الديموقراطية تؤمن بالثقافة والكفاءة والاختصاص لدى العاملين في الادارة العامة المتصفين بالتقنية الادارية. ولذلك كان يشجب تدخل رجال السياسة في التقنيات الادارية، ويصبو الى تشريعات تحرمها، من اجل تحقيق استقلالية الادارة، وتعزيز حرية حركتها الواسعة، وجعلها في خدمة المواطنين بروح الاخلاص والتفاني. واخيرا علم نسيب لحود ان العلم والعمل ينضجان بالتضحيات والمحن، ويكتملان بذروة الالم الحسي، وقد رافقه طيلة ثلاث سنوات ونصف. لكن المرض العضال الذي فتك به أصاب بالصميم كل عارفيه، وجميعهم صلوا من اجل شفائه ونحن منهم. وبتأثر عميق رأيناه يجهد نفسه منذ اكثر من شهرين ليزورنا في الكرسي البطريركي لاول مرة بعد انتخابي بطريركا، وكأنه أرادها في آن زيارة تهنئة ووداع، فكانت كذلك".
وقال: "فيا ايها العزيز نسيب، كنت مثالا وقدوة في كل شيء، عبر مراحل حياتك ونشاطاتك، وكما في كل ما قلت وفعلت. لقد علمت في حياتك السياسية ان لبنان هو السيد، فعملت كخادم أمين له. وعلمت ان لبنان أرسلك، فعملت كرسول له مخلص وحكيم. فأنعم بالطوبى السماوية التي يعدك بها سيدك السماوي يسوع المسيح في انجيل اليوم:"طوبى لك لانك علمت هذا وعملت به".
وختم الراعي: "اني باسم فخامة رئيس الجمهورية الممثل، ودولة رئيس مجلس النواب ممثلا، ودولة رئيس مجلس الوزراء ممثلا، وباسم صاحب الغبطة والنيافة والسادة المطارنة، وصاحبي الفخامة واصحاب المعالي والسعادة الوزراء والنواب والسفراء، والآباء وهذا الجمهور الكريم، أقدم أسمى مشاعر التعزية لوالدته وزوجته وابنه وابنتيه وصهره وشقيقه وأسرته، ولسائر انسبائه ولا سيما آل لحود ويارد وفستق الكرام، راجين لهم بلسم العزاء، وله السعادة في مجد السماء،آمين".
ميقاتي
ثم وضع الرئيس ميقاتي على نعش الفقيد باسم رئيس الجمهورية وسام الارز برتبة ضابط اكبر وقال: "ايها الصديق الغالي تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان قرر فخامة رئيس الجمهورية منحك وسام الارز الوطني برتبه ضابط واسمح لي يا ايها العزيز نسيب قبل ان أضع الوسام على نعشك ان أنحني إجلالا وإكبارا لرجل عرفته مثالا للقيم الوطنية والاخلاق العالية".
سلامة
والقيت خارج الكنيسة كلمات لاصدقاء نسيب لحود. ونوه الوزير السابق غسان سلامة في كلمته بمزايا الراحل وقال: "كان نسيب صادقا مع الناس، ان خوطب صدق، ان قال عنه ان هو حب وفى واذ تعهد نفذ، كان موقفه المعلن هو رأيه المضمر، وفي كل مقام كان له نفس المقال وكان رأيه واضحا، صريحا وشفافا، فان عجز الاخرون عن سماعه كان الصمت ملجأه وكانت نظرة واحدة منه تردع المخادعين والمتملقين.
كان صادقا مع كل واحد منا وكان في الاساس صادقا مع نفسه لا يسمح لذهنه النقي ببداية توهم ولا يدخل في تقييمه شيئا من تحيز ولا يرضى لعواطفه ان تنافس عقله ولا لاحاسيسه ان تمس ضميره.
كان نسيب عقلا تجسد رجلا، رجلا مدركا ككل واحد هنا، ان نسيبا ما اعدم واحدة من مزايا الرجولة.
كان حاسما بلا تهور وحازما بلا قسوة وعازما بلا تردد فما خاف يوما من التفرد برأي ولا من مخالفة السائد من الافكار وكان صاحب همه بقدر ما كان صاحب حجة، فان اقتنع بامر اندفع لتحقيقه دون كسل واصر على تنفيذه دون تمهل وما زادته نوائب الدهر الا اصرارا على الفعل فان ورث ديونا انشأ مؤسسة وان خانته السياسة زاد تمسكا بضرورة اصلاحها وان فاته امر تفاقم عطش المعرفة لديه وان واجه عقبة اعتبرها تحديا مضافا لا غدرا للتراجع.
كان نسيب مقداما وكان الشجاعة نفسها وشجاعته كانت مضربا للمثل.
تغلبت على حادث تعرضت له وانت في ريعان الشباب فترك اثارا في جسمك ولم ينل ذرة واحدة من عزيمتك فعدت تعمل كما لو انه ما كان. ويوم تحالفت الامراض عليك وتكالبت كنت في خصامها مقاوما مواجها مغالبا.
كنت تستجمع القوة ضد اي استسلام وتجد الامل حيث غيرك وقع في اليأس باصرار وعزيمة وارادة صنعت من فولاذ، انشأ نسيب صرحا مهنيا ضم المئات من العاملين وشاء ان يحيط نفسه بابناء وطنه اولا يبني معهم المؤسسات هائلة في دول اعطاها القدر امكانية النمو السريع، وما التقيت يوما باحد في اي منذ هذه الدول الا واشاد باخلاقيته ومناقبيته ومهنيته، يوم دخل السياسة كان نموذجيا بفصله ما بين الخاص والعام وقرر ان لا تدخل شركته في اي نشاط في لبنان، فللمهنة شأنها وللعمل الوطني الصافي شروطه وكان لا يخلط ابدا بينهما ويشقى لاقناع الاخرين بصوابية هذه القاعدة الاخلاقية.
واسس نسيب حركة لم يكن التجدد اسما لها وحسب بل كان هدفا يوميا فما كان ابعده عن سياسة اللافتات وهو المهتم بالمضمون، بالمعنى وبالجوهر لا بالاشكال والتسميات فكان مدركا للجذور وانما كان مصرا على التحديث وكان يرى الطوائف ولكنه ينبذ الطائفية.
كان يعرف الافراد ولكنه يعمل في سبيل المؤسسات، فكان في لبنان مرشح الناس وكان في العالم الاوسع من طينة اللبنانيين الذين يثق محبو هذا الوطن باستقامتهم وبحنكتهم وبقدرتهم".
وختم سلامة معزيا "اللبنانيين عامة برحيلك، لبنان فقد فيك رجلا عشق وطنه كما نذر وعمل في سبيله دون كلل متجاوزا عثرات العمر متناسيا خيبات الزمن متعاميا عن قلة الانصاف وكان لم ينظر يوما لتلك المناصب كمراتب تشريف بل كأدوات للعمل والخدمة".
زيادة
والقى النائب السابق كميل زيادة كلمة حركة التجدد الديموقراطي وقال:
"الرجل الكبير الذي نلتقي لوداعه اليوم، والذي ادمنت على صداقته منذ اكثر من نصف قرن، ليس زعيما سياسيا، ولا قائدا ملهما، ولا نصف اله، ولا نصف قديس.
فهؤلاء يعدون بالعشرات في بلاد الارز، لا بل بالمئات. نسيب لحود من طينة اخرى. نسيب ببساطة كان صاحب مدرسة، هي مدرسة المبادىء والمعايير والمناقب والأخلاق السياسية.
فالغاية الاسمى عند نسيب كانت ترسيخ اسس ومبادىء واخلاقيات السياسة السليمة.اما السياسة بمعناها الضيق والمتعارف عليها في لبنان، اي الانخراط المباشر في الصراع على السلطة، فكانت بالنسبة اليه مجرد وسيلة، مجرد مجال لتطبيق تلك القواعد والمبادىء وحقل اختبار لتلك القيم والاخلاق. بهذا المعنى كان نسيب مهتما
بترسيخ قواعد ومبادىء اللعبة الديموقراطية اكثر من اهتمامه بأن يكون هو نفسه لاعبا.
ان هذا لا يعني ان نسيب كان يستخف بالسياسة، بل كان من اشد المواظبين على العمل السياسي، لكنه، كما عهدتموه، كان ينكفئ طوعا ومن دون اي تردد، عندما كان يلحظ انها هزلت، وانها تكاد تتحول الى مجرد لعبة تناتش على المواقع والحصص والمكاسب،
بعيدا عن جوهر السياسة واهدافها النبيلة الراقية".
واردف قائلا: "لقد اسس نسيب لحود مدرسة للاخلاق السياسية والثقافة الديموقراطية وحقوق الانسان، عمادها الاول الدفاع عن الحريات، حرية الاخصام والمختلفين كما حرية الحلفاء والمتطابقين، فالحرية بالنسبة لنسيب لحود ليست فحسب حقا طبيعيا وبديهيا لكل انسان بل هي الشرط الاساسي للابداع والتطور والتقدم في اي زمان ومكان.
وعماد هذه المدرسة ايضا الدفاع عن الدستور، والدفاع عن المؤسسات، والعيش المشترك،
ووحدة لبنان، وسيادته واستقلاله، والعدالة الاجتماعية والاقتصاد المزدهر المنفتح على العالم.
والاهم الاهم بالنسبة الى نسيب لحود كانت الدولة، الدولة التي يجب ان تنضوي في كنفها كل السلطات. كما آمن نسيب لحود بحتمية قدوم الربيع العربي، وتحرر الانسان العربي من قيود الخوف والاستبداد والظلم والقهر، وقيام نهضة عربية حديثة يكون لبنان احد روادها ومراكز اشعاعها وتعيد الى العالم العربي دوره الانساني والحضاري الكبير".
وأضاف زيادة: "لقد تحلقنا مع نسيب لحود وحوله، مجموعة من النساء والرجال، من اجيال ومناطق وطوائف مختلفة، بغية السعي الى تجسيد هذه الافكار وترسيخ هذه القيم ووضعها موضع التحقق والاختبار.
واسسنا سوية حركة التجدد الديموقراطي. وقد خاضت هذه الحركة تجارب ومعارك سياسية،
كما دخلت، كأي كيان سياسي، في تحالفات واصطفافات. لكنها سعت جاهدة، وفي كل الظروف والمراحل، الى التزام الآداب السياسية والمناقب التي نتشارك فيها مع نسيب لحود
ويشاركنا هو فيها، منذ تأسيس حركة التجدد.
اقول هذا بتواضع شديد، كما اراد دائما نسيب، وجل من لا يخطئ. لكنني اعتقد اليوم،
وبعد اكثر من عشر سنوات على تأسيس الحركة، ان اهم ما قمنا به، هو اثبات امكانية قيام كيانات سياسية مبنية على الاستقلالية والتعددية الطائفية والمذهبية من دون اي تصنع او افتعال، في بلد بات ينوء تحت وطأة الاستقطاب الطائفي والتبعية للخارج،
واثبات امكانية المطابقة بين الاقوال والافعال، واثبات امكانية الاشتغال بالسياسة
وفق المبادىء وليس وفق المصالح.
طبعا يبقى الكثير الكثير من العمل كي تأخذ حركة التجدد مكانها الطبيعي على الخارطة السياسية، اذ لعلنا ساهمنا، الى جانب نسيب لحود ومعه، في ارساء قواعد ومبادىء للممارسة الديموقراطية، اكثر من مساهمتنا في البناء الافقي والعمودي للحركة.
ولمن يسأل اليوم عن مستقبل حركة التجدد بعد رحيل نسيب لحود، سواء من موقع الحرص او من التشكيك، نجيب:
ان ثمة تصميم قاطع لدى اعضاء حركة التجدد على استكمال بنائها والتشبث بدورها الذي نؤمن انه دور طليعي في معركة بناء الثقافة الديموقراطية وترسيخ قواعد الممارسة الديموقراطية، التي كرس نسيب لحود حياته السياسية من اجلها.اذ لا ديموقراطية حقيقية من دون ديموقراطيين، كما قال يوما وعن حق المفكر الكبير والصديق العزيز
غسان سلامة الذي سبقني في تأبين صديقه وصديقي نسيب".
وتابع: "نسيب لحود ونحن في حركة التجدد لم نكن يوما ابدا وحدنا في هذه المعركة.
ان جميع المتحلقين هنا حول نسيب لوداعه، قد شاركوا بشكل او بآخر في هذه المعركة.
والا ما معنى ان تكون هذه الكنيسة وباحاتها تغصان بهذا الحشد نساء ورجالا، من قادة الرأي والمجتمع المدني والسياسيين الشرفاء والنشطاء والاجتماعيين وأصحاب الاقلام الحرة واصحاب المواقف الصادقة والجريئة، المبنية على المبادىء والقيم والحقوق.
وكم اخاله قرير العين برؤيتنا مجتمعين هنا لتكريم مسعاه وجهاده والاهداف النبيلة
التي ناضل من اجلها طوال حياته".
وختم زيادة قائلا: "نعم، نم قرير العين يا صديقي، فالمسيرة التي كنت رائدا في اطلاقها ستستمر، والحرية ستبقى وتزدهر، والاستقلال والسيادة سيتعززان والديموقراطية ستنتصر".
مهنا
وكانت كلمة لمنسق قطاع الشباب في الحركة ايمن مهنا قال فيها:
"مهيب ومربك في لحظة الوداع لشبه غيابه أن نخرج عن طاعته، فنسمح لنفسنا بما لم يكن ليسمح به.
أخاله يعاتبنا، ولو متفهما، على وجومنا حيال هذا السفر المفاجئ. أهو أول سفر له؟ وقد حفلت حياته بأسفار وراء أهداف، حقق بعضها وسوف نحقق البعض الآخر.
وكما أعرفه، سيعاتبني إن استرسلت طويلا في الذكرى وغرقت عميقا في الحنين. وصوته الدافئ يردد: لا وقت للأسف. لا وقت للحنين.
عساي أخنق حرقة في قعر الحلق فأبوح لكم بسر يعرفه شباب التجدد:
نسيب لحود رجل أتى من الغد.
سافر بالإتجاه المعاكس عبر الزمن، دونما حاجة إلى مركبات مجنحة كأبطال القصص الخرافية. لكنه مثلهم، صنع المستحيل، وابتكر نوعا جديدا من الانتماء.
في لبنان، ينتمي الناس عادة إلى أحزاب ومجموعات، وفاء لمآثر مؤسسها أو التزاما بتقليد عائليٍ قديم.
ينتمي الناس إلى أحزاب ومجموعات، لاستعادة أمجاد غابرة، أو للمحافظة على مكتسبات تاريخية.
وكان هناك شابات وشباب، من مناطق مختلفة، من طوائف تصارع أمراؤها، من عائلات تعددت خلفياتها الفكرية، رسبوا في امتحان الانتماء اللبناني الماضوي التقليدي. ومن ثم تعرفوا إلى نسيب لحود. حدسهم قادهم إليه.
عرفوا أن نسيب لحود أتى من عصر ينبذ فيه الشعب كل شعبوي.
كلُّ سياسيٍّ هناك يدرُسُ ملفاتِه بدقّة إلى جانب فريقِ عملٍ مختص. في عصر نسيب لحود، يوسَمُ بالعارِ كلُّ من سخّرَ المصلحةَ العامة من أجل مآربِه الشخصية.
في الزمن الذي أتى منه نسيب لحود، لبنان دولة طبيعية. سيّدة؟ طبعاً. مستقلّة؟ أكيد. يسكنها مواطنون تحرّروا منذ عهود من سجنِ الطوائف ونارِ نزاعاتها.
في عصرِ نسيب لحود، فلسطين مستقلة، وسوريا حرّة، والعالمُ العربيُّ الأوسع يتنفّس نسيم الربيع بملء رئتيه.
وبعدَ الحدسِ جاءَ الانتماء. من خلال نسيب لحود، انتمى أخيراً هؤلاء الشابات والشباب، الذين أتكلَّمُ باسمهم الآن. انتمينا إلى الغد. هذا هو معنى حركةِ التجدد: رابطُنا هو الانتماء إلى رؤيةٍ للجمهورية، معيارُها ومقياسُها نسيب لحود.
يبتسمُ شبابُ التجدد عندَ قراءةِ لقب "رئيس جمهورية الأحلام". لأنهم يعرفون أنّه، على جمالِهِ، شعارٌ خاطئ. فالجمهوريةُ التي يرأسُها نسيب لحود موجودة، هي واقع، إنما في الغدِ الذي عاد إليه منذُ يومين.
أما اليوم، فما دورُنا إلاّ أن ننقُلَ لبنان إلى هذا الغد، فنلتحقَ نحنُ بالجمهورية التي يرأسُها نسيب لحود.
مهمتُنا كبيرة، إنما ثقتُنا أكبر.
إيمانُ الرئيس نسيب لحود الهائلُ بنا سيكون رافعةَ نجاحِنا. منذُ اللحظةِ الأولى لإنشاءِ قطاعِ الشباب في حركةِ التجدد الديموقراطي، حتى اللقاء الأخير معَهُ منذُ بضعة أسابيع، وهو يرسُمُ لنا دربَ العبورِ إلى جمهوريّته.
ذهبَ مهندسُ الجمهورية عن عصرِنا هذا قبلَ إتمامِ العديدِ من الجسور على تلكَ الدرب. حان دورنا لإكمال البناء.
ذَهَبَ، لكنّه سيُطِلُّ من بعيد، مرّاتٍ عديدة، ليُلقيَ التحيةَ على النائبِ الذي يجرؤ على الدفاعِ عن الدستور لحظةَ الشدائد،
وعلى المشرّعِ الذي يقرُّ إصلاحَ قانونِ الانتخابات، وقوانينِ الاحوالِ الشخصية، وقوانينِ التمييز ضدَّ المرأة،
على المسؤولِ الذي يسهمُ في إخراجِ لبنان من دوّامةِ الدينِ والعجزِ والفقر،
على الحزبِ الذي يختارُ الدولةَ كنفاً لقوّتِهِ،
على الثائرِ العربي الذي يحلمُ بالحرية.
لكلِّ واحدٍ من هؤلاء مكانٌ في جمهوريةِ نسيب لحود.
نسيب لحود، دخلَ التاريخ، لأنّه سكنَ المستقبل.
شبهُ وداعٍ لشبهِ غياب... تعرفُ حيثُ أنت، ونعرفُ حيثُ نحن، أنَّ الأمرَ لم ينتهِ...
لم تسمحْ يوماً لنقطةٍ نهائيّةٍ على السطر.
وتقبلت عائلة الفقيد ومسؤولو الحركة التعازي في الكنيسة. ثم انتقل موكب الجنازة الى بلدته بعبدات ليوارى الثرى.
وتتقبل العائلة التعازي يومي الاحد والاثنين في دارته في بعبدات، ويومي الثلاثاء والاربعاء في صالون كنيسة مار جرجس للموارنة