المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار07 شباط/2012

انجيل القديس لوقا 14/34-35/15 من 01 وحتى07/مثل الملح ومثل الخروف الضال
الملح صالح، ولكن إذا فسد الملح، فماذا يملحه؟ لا يصلح للتربة ولا للسماد، بل يرمى به خارج المكان. من كان له أذنان تسمعان، فليسمع. وكان جباة الضرائب والخاطئون يدنون من يسوع ليسمعوه. فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة متذمرين: هذا الرجل يرحب بالخاطئين ويأكل معهم! فكلمهم بهذا المثل:من منكم إذا كان له مئة خروف، فأضاع واحدا منها، لا يترك التسعة والتسعين في البرية ليبحث عن الخروف الضائـع حتى يجده؟ فإذا وجده حمله على كتفيه فرحا، ورجع إلى البيت ودعا أصدقاءه وجيرانه وقال لهم: إفرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضائـع! أقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة.

عناوين النشرة
*الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في سوريا
*بولندا ستمثل المصالح الأميركيّة في سوريا
*أوباما: مستعدون لتنفيذ خططنا بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا دعت الحاجة
*أوباما: من الممكن حل الأزمة السورية دون تدخل عسكري
*ولايات المتحدة: تسجيل عدد كبير من "الانشقاقات" في صفوف كبار الضباط في الجيش السوري
*يوسف: لا معلومات عن المدعي العام الجديد للمحكمة الدولية.. وتعيين المحاكمات الغيابية بنيسان
*جنبلاط: الـ"فيتو" صفعة للشعب السوري.. وللاعتراف باللاجئين بدل الاستعراضات العسكرية شمالاً
*سيرا التقى الرؤساء الثلاثة: نلتزم بلبنان وبولاية الـ"يونيفيل" بموجب الـ1701
*بلمار يعد تقريراً بنتائج تحقيقاته المستندة الى إثباتات لخلفه متهم خامس قريباً والمحكمة اقتنعت بعدم القدرة على توقيف الأربعة
*فيلتمان زار عائلة الراحل نسيب لحود معزيا ونقل رسالة من بايدن تؤكد "استمرار دعم أميركا لحلمه"
*
رئيس الحكومة الى فرنسا من دون وفد وزاري وانضمام حزب الله الى الحملة على ميقاتي/موقف استباقي لزيارته الى باريس
*
سليمان استقبل شربل ومنصور وقائد الطوارىء: للعمل من خلال الحوار الهادئ للحفاظ على السلم الاهلي وابقاء البلاد في منأى عن ارتدادات ما يحصل من حولنا
*الكتائب: لا مفر من استقالة الحكومة وإعادة خلط الأوراق/تهديد السياسيين من دون كشف الجهات يزعزع الاستقرار في البلد
*الراعي اطلع من وفد دار الهندسة على مشروع وادي قنوبين وبحث مع رئيس معهد يوحنا بولس انشاء معهد العائلة والزواج في لبنان
*فتفت: لانتشار الجيش على الحدود الشمالية وليس داخل القرى
*جنبلاط ل"الانباء" : الفيتو الروسي - الصيني صفعة للشعب السوري ويسمح بمواصلة ارتكاب المجازر
*سيرا التقى مسؤولين لبنانيين وأكد الالتزام بلبنان وبولاية اليونيفيل بموجب ال1701
*ابادي بعد زبارته شربل : طلبنا التأكد من خبر نقل المهندسين الايرانيين المخطوفين في سوريا الى لبنان
*معين المرعبي : لتجميد مفاعيل الاتفاقية الأمنية مع سوريا
*السفير الايراني في لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام: ايران تدعم سوريا لان اكثرية الشعب تؤيد النظام الحالي ولكننا لم ندعمها بالسلاح ولم نتدخل في شؤون أي دولة
*عون استقبل وفدا من المجلس السياسي ل"حزب الله"
*ابو زينب: نريد مجلس الوزراء مجلس شراكة لا أحد يتسلط فيه وعلى الشخصيات المسؤولة استئناف الجلسات على أسس واضحة  والتفاهم مع "الوطني الحر" بات جزءا من البنية اللبنانية
*المؤتمر السنوي ل"حزب السلام اللبناني" في جبيل /روجيه اده: لتوافق اللبنانيين على تحييد لبنان عسكريا والغاء الطائفية بديموقراطية تعتمد النظام الاتحادي اللامركزي
*كيروز قدم اقتراح قانون لالغاء عقوبة الاعدام والاخذ بأحدث التشريعات واعادة تأهيل المجرم ورفع الضرر عن الضحية
*
تقارير عن إطلاق النظام السوري سراح العقل المدبر لتفجيرات لندن ومدريد  يعتقد أنها إشارة تحذير لواشنطن ولندن
*كلينتون: سنضاعف جهودنا مع شركائنا لمواجهة مجلس أمن عقيم.. وسنجفف موارد تمويل النظام
*مؤتمر في ميونيخ يتحول إلى منصة غضب عربية - تركية على الفيتو الروسي – الصيني
*نعم.. الرعب وراثة في سوريا/ طارق الحميد/الشرق الأوسط
*بيان صادر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية/ابو أرز
*فرق خاصة من المخابرات السورية في البقاع
*فيلتمان يزور بيروت لتعزية بنسيب لحود
*رئيس الجمهورية حضر القداس الاحتفالي في عيد أبرشية بيروت للروم الكاثوليك
*عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان: 620 مفقوداً لبنانياً لا يعترف بهم النظام السوري
*الإفراج عن رجل الاعمال السوري محمد غياث الجابي على طريق رياق مقابل فدية مالية
*تركيا وقطر تحذرتا من كارثية الحرب على المنطقة وشددتا على ضرورة إستئناف الحوار
*ايران تهدد بمهاجمة أية دولة تشارك في ضربها
*تظاهرات في ثمانين مدينة أميركية وكندية رفضاً للحرب
*مخاوف على القطاع المصرفي في لبنان جراء استغلاله من "حزب الله" لتبييض أموال المخدرات والجرائم
*مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية محمد شطح يعقد اجتماعات في واشنطن: تحولات المنطقة سعي  لحكومات طبيعية
*بلمار أبلغ ميقاتي التزامه تسليم قراره الثاني نهاية شباط ومجلس الوزراء معلّق لما بعد التمديد للمحكمة في آذار/سابين عويس/النهار
*نواب "المستقبل" يدعون الى إلغاء المعاهدة ـ الكارثة وينتقدون جمهوريات الوزارات
*إجراءات على جانبي الحدود والجيش يُواصل عملياته في وادي خالد وأكروم
*وادي خالد "يتكتّم" على "الجيش الحر" وجواره يتوجّس من "اليد الغريبة"/كريم أبو مرعي/النهار
*الحرب الباردة تتّسع دولياً وميدانياً وروسيا تواجه تبعات حمايتها للنظام/روزانا بومنصف/النهار
*ميقاتي نادم على عدم تأليف حكومة تكنوقراط والعودة إلى مجلس الوزراء تبدأ بالموازنة/اميل خوري/النهار
*وافق نتانياهو واللوبي الصهيوني في أميركا على الصفقة.. لكن القيود لا تزال كثيرة
*المعارضة السورية تفاوض إسرائيل: الجولان مقابل الأسد/ عـلاء ســالم/ السياسة
*اعقدوا القمة العربية في طهران أيها العرب/داود البصري/السياسة
*العملة الإيرانية فقدت 50 في المئة من قيمتها/سعود القصيبي/السياسة
*الدب الروسي... وديبلوماسية الصدم/مهى عون/السياسة
*الإيرانيون قادرون على التخلص من نظامهم... فمتى يتحركون/ علي رضا نادر/السياسة
*كابوس انتخابات لدى عون وجماعته . ولا شيء غيره!/محمد مشموشي/المستقبل
*لا "حرب باردة" تدشّنها موسكو على شرف بشّار الأسد/وسام سعادة/المستقبل

تفاصيل النشرة

الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في سوريا
أعلنت الوزارة الخارجية الأميركية أنّ سفارة الولايات المتحدة في دمشق "علقت كل أنشطتها اعتبارًا من 6 شباط 2012 نظرًا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الأمنية"، مشيرةً إلى أنّ "كل موظفي السفارة وكذلك عائلاتهم قد غادروا سوريا"، ودعت، في بيان، كل الأميركيين الذين لا يزالون في سوريا إلى مغادرة البلاد. إلى ذلك، كانت شبكة "سي. أن. أن." قد أعلنت في وقت سابق نقلاً عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أنّ السفارة أصبحت "هدفًا محتملاً لهجمات إنتحارية". (أ.ف.ب.)

بولندا ستمثل المصالح الأميركيّة في سوريا
أعلنت وزارة الخارجية البولندية أنّ بولندا "ردّت إيجابًا (على الطلب الأميركي بتمثيل مصالحها في سوريا بعد أن أعلنت تعليق مهام سفارتها في دمشق) من روح التضامن الدولي والصداقة الأميركيّة البولنديّة".(أ.ف.ب.)

أوباما: مستعدون لتنفيذ خططنا بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا دعت الحاجة
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ لدى الولايات المتّحدة "فكرة جيّدة عمّا يحصل في برنامج إيران النووي"، مشيرًا إلى أنّ "إحدى الصعوبات تكمن في ان إيران نفسها منقسمة أكثر من ذي قبل، ومعرفة من يتّخذ القرارات في لحظة ما هو أمر معقّد". وفي حديث لشبكة "أن بي سي"، تابع أوباما: "لقد خططنا طويلاً لمختلف الخيارات في الأعوام الأخيرة، ونحن مستعدون لتنفيذها إذا دعت الحاجة"، مؤكدًا أنّ حلاً دبلوماسيًا لهذه الأزمة لا يزال ممكنًا. ومن جهة أخرى، أوضح أوباما أن "إسرائيل لم تتخذ قرارًا في شأن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانيّة".(أ.ف.ب.)

أوباما: من الممكن حل الأزمة السورية دون تدخل عسكري
أكد الرئيس الامريكي باراك أوباما "فرض العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وزيادة الضغوط عليها حتى تتخلى عن السلطة"، مشيرًا إلى أنه يمكن حل الازمة السورية دون تدخل عسكري من الخارج". أوباما، وفي مقابلة مع تلفزيون "ان.بي.سي"، قال: "أعتقد انه من المهم جداً لنا محاولة حل هذا الامر دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج". (الموقع الاكتروني لرويترز)

الولايات المتحدة: تسجيل عدد كبير من "الانشقاقات" في صفوف كبار الضباط في الجيش السوري
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل أنّ الولايات المتّحدة لاحظت "عددًا كبيرًا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار (في الجيش السوري النظامي) الذين ينضمون إلى المعارضة".
وفي حديث للصحافيين، قال ليتل إنه بعد فشل تمرير القرار الدولي السبت في مجلس الأمن بشأن الأزمة السوريّة فلا بد من ممارسة "ضغوط دبلوماسيّة واقتصادية هائلة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "هناك فرصًا كبيرة بأن تفضي هذه الضغوط إلى نتيجة". (أ.ف.ب.)

يوسف
: لا معلومات عن المدعي العام الجديد للمحكمة الدولية.. وتعيين المحاكمات الغيابية بنيسان
جدّد الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف التأكيد على أن قرار غرفة الدرجة الأولى في المحكمة للبدء في المحاكمات الغيابية للمتهمين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه هو "قرار تاريخي". وقال في هذا الخصوص: "هو قرار تاريخي لأنّ هذه المحكمة هي أول محكمة دولية تدخل في مرحلة المحاكمات الغيابية منذ خمسين عاماً، كما انّها المحكمة الدولية الوحيدة حتى الآن التي ستدخل في هذه المرحلة". يوسف، وفي حديث لمحطة "الجديد"، قال :"إن قوانين لبنان تسمح بالمحاكمات الغيابية، ولكن في النهاية لمصلحة المحكمة ولمصلحة المتهم أن يكون المتهم موجود، ونحن نتمنى أن يكون المتهم معنا في المحكمة". وأضاف :"لقد وصلنا إلى مرحلة المحاكمات الغيابية لأن المتهمين لم تتسلمهم المحكمة او لم يتعاونوا ولو تم القبض عليهم أو سلموا أنفسهم بعد صدور حكم الدرجة الأولى أو الإستئناف او حتى بعد انتهاء المحاكمة أو عمل المحكمة سيكون لهم الفرصة بموجب قوانين المحكمة أن يطلبوا محاكمة جديدة وحكم جديد". وردا على سؤال، أجاب يوسف: "نتأمل أن تبدأ المحاكمات الغيابية بحلول آخر عام 2012 ولكن لا يوجد تاريخ محدد لهذا الأمر إذ ان هذا الأمر يعتمد على مشوارات فريق الدفاع مع قاضي الإجراءات التمهيدية وعلى أساسها سيحدد القاضي التواريخ المحاكمة لانه حينها سيكون قد كوّن فكرة عن المهلة التي يحتاجها فريق الدفاع لتكوين دفاعه ودرس الأدلة"، مشيراً إلى أن "الإعلان عن موعد بدء المحاكمات الغيابية سيكون في شهر نيسان المقبل". وإذ شدّد يوسف على أن "التزامات الدولة اللبنانية تجاه المحكمة الدولية في خصوص القبض على المتهين ستظل مستمرة أثناء المحاكمات وحتى ىخر يوم من عمل المحكمة وحتى ما بعدها"، قال :"لا يمكننا الإستمرار رغم ذلك في انتظار تسليمنا المتهمين للبدء بالمحاكمات طالما ان القواعد تسمح بالمحاكمات الغيابية". وتابع :"سيكون لفريق الدفاع خلال المحاكمات الفرصة أن يردّوا على اتهامات مكتب المدعي العام وأن يعترضوا على الأدلة وسيكون لهم الفرصة ان يحققوا ويستدعوا الشهود وقد يقدمون سيناريوهات مختلفة تماماً عن تلك التي سيقدمها المدعي العام". يوسف الذي أكّد أن "الأمر الأهم بالنسبة للمحكمة هو أن تكون المحاكمة عادلة". أوضح أن "طرح مسالة شرعية قيام المحكمة من قبل فريق الدفاع هو حق له وسبق أن حصل في محكمة يوغوسلافيا السابقة، فهذه ليست حالة غير طبيعية، ولكنه لم يتعارض مع مسار المحاكمات الغيابية إذا ما حصل. بل سيكون المساران متلازمان". ولفت يوسف إلى أن "قاضي الإجراءات التمهيدية له الحق عندما يتسلم قراراً اتهامياً من الإدعاء أن يصدره كاملاً أو يرفضه كاملاً أو أن يكتفي باصدار جزء منه أو رفض جزء منه". وأضاف: "أما المدعي العام الجديد (البديل عن دانيال بلمار) فيتم اختياره من قبل الأمم المتحدة لا المحكمة وما إن يحصل هذا الأمر سيتم إعلانه ". وأضاف: "قد يحصل هذا الأمر خلال الأسابيع المقبلة ولكن حتى الىن لم يصلنا أي اسم، كما ان اي قرار اتهامي جديد لم يصل بعد لقاضي الإجراءات التمهيدية وحينها سيعلن المدعي العام هذا".(رصد "
NOW Lebanon")

كان حري ببعض الأجهزة الأمنيّة أن تمنع ذهاب بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان إلى جبل العرب بسوريا للقتال ضد الثوار"
جنبلاط: الـ"فيتو" صفعة للشعب السوري.. وللاعتراف باللاجئين بدل الاستعراضات العسكرية شمالاً

أكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من روسيا ثم الصين جاء ليقضي على ما تبقى من مبادرة "الجامعة العربيّة" التي حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سوريا يفضي الى الخروج من الآحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطيّة والتنوّع بعيدًا عن الوعود الاصلاحيّة الوهميّة التي لم تتحقق ولن تتحقق".
جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" ينشر غدًا، قال: "لقد جاء هذا الـ"فيتو" بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وإهانة الى الثورة السورية التي أرادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية، وسيعطي المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في جميع أنحاء سوريا دون إستثناء".
وإذ رأى أنّ "هذا الـ"فيتو" المزدوج هو أيضًا إهانة لكل الشعوب العربيّة الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعد أن قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال"، أضاف جنبلاط: "فهذا الفيتو يتناقض، أقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الأساسيّة والطبيعيّة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدوليّة".
جنبلاط الذي لفت إلى أنّ "هذا الـ"فيتو" يأتي بعد ثلاثين عامًا على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها"، أشار إلى أنه قد "نُفذت أمس الأول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير أهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وإجبارهم على الخضوع، فمصير الوحدة الوطنيّة وعروبة سوريا بات مرتبطًا بمصير مدينة حمص". وعلى الصعيد اللبناني، قال جنبلاط: "إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربيّة والدوليّة نظرًا لخصوصيّة الموقف اللبناني إزاء الأزمة السوريّة، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الأوان للسلطات الرسميّة أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها". وأضاف: "فهذا أفضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية"، وسأل: "هل نسينا أن الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان؟"
وأضاف جنبلاط "من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافيّة وتقارير إعلامية مشبوهة حول "الجيش السوري الحر" واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانيّة أو للانقضاض على النازحين"، وختم بالقول: "كان الأحرى ببعض الأجهزة الأمنيّة اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب إلى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير". (مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي)

سيرا التقى الرؤساء الثلاثة: نلتزم بلبنان وبولاية الـ"يونيفيل" بموجب الـ1701
زار القائد العام الجديد لـ"يونيفيل" اللواء باولو سيرا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.وأشار بيان لـ"يونيفيل" إلى أنّ "هذه الإجتماعات الرسميّة هي الأولى التي يعقدها اللواء سيرا مع كبار المسؤولين اللبنانيين بعد توليه قيادة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) في 28 كانون الثاني الماضي، حيث تمت خلالها مناقشة المسائل المتعلقة بتنفيذ ولاية الـ"يونيفيل" بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، مع التركيز بشكل خاص على التعاون بين الـ"يونيفيل" والقوات المسلحة اللبنانية". ولفت البيان، إلى أنه "عقب الإجتماعات قال سيرا: "لقد تشجعت كثيرًا بحفاوة الإستقبال الذي لقيته من الرؤساء والدعم القوي الذي عبروا عنه لمهمتنا، وقد أكدت لهم إستمرارية عمليات الـ"يونيفيل" وإلتزامي الشخصي بلبنان وبولايتنا بموجب القرار 1701". وأضاف: "إن الـ"يونيفيل" هنا تلبية لدعوة من حكومة لبنان، وكل جهودنا وأنشطتنا تتم بالتنسيق مع مضيفينا". وتابع سيرا: "إن عملنا جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية أدى إلى تحسن كبير في البيئة الأمنية في الجنوب، وأنا عازم على المضي قدمًا في هذه الشراكة الإستراتيجية"، معولاً على "الدعم المتواصل من قيادة الدولة حيث أن مشاركتها أساسية لنجاح مهمة الـ"يونيفيل"، وقال: "هو يأتي بالقدر عينه من الأهمية بالنسبة لي بناء علاقات قوية مع سكان جنوب لبنان والحفاظ عليها، وهم الذين رحبوا بنا بينهم وسلامتهم في جوهر عملياتنا". (الوطنية للإعلام)

بلمار يعد تقريراً بنتائج تحقيقاته المستندة الى إثباتات لخلفه متهم خامس قريباً والمحكمة اقتنعت بعدم القدرة على توقيف الأربعة
المركزية- علمت "المركزية" من مصادر قضائية مطلعة ان مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي زار بيروت قبل نحو شهر من انتهاء ولايته التي طلب عدم تجديدها لأسباب صحية، حمل الى المسؤولين الذين التقاهم اضافة الى عبارات الوداع التي حضر لأجلها، حزمة من المعلومات التي بقيت في إطار سري تمحورت حول "الخيط الرفيع" الذي يربط سلسلة الجرائم التي وقعت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ببعضها البعض وعزمه على إصدار قرار اتهامي جديد في محاولة اغتيال الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حماده واغتيال أمين عام الحزب الشيوعي سابقاً جورج حاوي قبل انتهاء ولايته يسلمه الى قضاء الإجراءات التمهيدية في المحكمة القاضي دانيال فرانسين الذي يعود اليه اعلان القرار او استنسابية ابقائه طي الكتمان وفقاً لما يرتأي. وأبلغ بلمار من التقاهم عن متهم خامس سيعلن اسمه قريباً رافضاً الافصاح عن هويته او مدى ارتباطه بأي من الملفات التي تحقق فيها المحكمة الدولية، إلا انه أوضح ان هيئة المحكمة باتت على قناعة بصدقية موقف لبنان إزاء عدم قدرة السلطات المختصة على القاء القبض على المتهمين الأربعة سليم عياش، مصطفى بدر الدين، حسين العنيسي وأسد صبرا لوجودهم خارج الأراضي اللبنانية بعدما بذلت الأجهزة المعنية أقصى جهودها ولم تتمكن من توقيفهم وتبعاً لذلك قررت المحكمة بعد التجديد لها المباشرة بالمحاكمات الغيابية. وبحسب المصادر فإن بلمار الذي لم يفصح عن هوية خلفه، على رغم سماعه السؤال في هذا الخصوص في أكثر من لقاء، أكد انه يعد تقريراً مفصلاً يوضح فيه نتائج ما وصلت اليه التحقيقات التي أجراها منذ تسلمه مهامه بالتفصيل سيضعه امام المحكمة لتسليمه الى خلفه، بحيث يتسنى له إكمال المهمة في ضوئه. ولعل أهم ما استغرب عنه لقاءات بلمار اللبنانية هو إبلاغ محادثيه ان قراراته الاتهامية لا تستند فقط الى داتا الاتصالات التي حصل عليها وإنما ترتكز الى اثباتات وقرائن عدة قد يصار الى نشرها لاحقاً.

فيلتمان زار عائلة الراحل نسيب لحود معزيا ونقل رسالة من بايدن تؤكد "استمرار دعم أميركا لحلمه"
وطنية - 6/2/2012 زار نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، ترافقه السفيرة الاميركية مورا كونيللي دارة الوزير والنائب السابق الراحل نسيب لحود في بعبدات، حيث قدم التعازي الى والدته السيدة ناديا وزوجته السيدة عبله وأولاده سليم وجومانا ورلى وشقيقه سمير، في حضور نائبي رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائبين السابقين كميل زيادة ومصباح الأحدب وأمين السر انطوان حداد وأعضاء اللجنة التنفيذية. ونقل فيلتمان رسالة تعزية من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى زوجة الفقيد أكد فيها "أن نسيب لحود يمثل أفضل ما في لبنان"، معربا عن أسف "الحكومة الاميركية للخسارة الكبرى بوفاته"، مؤكدا "استمرار دعم الولايات المتحدة للحلم الذي كان يعبر عنه نسيب لحود برؤية لبنان قويا ومستقلا". ودون فيلتمان في سجل التعازي كلمة أشار فيها الى ان "لا أحد يتفوق على نسيب لحود في النزاهة والمناقبية"، آملا أن تبقى ذكراه مصدر إلهام لنا جميعا".

رئيس الحكومة الى فرنسا من دون وفد وزاري وانضمام حزب الله الى الحملة على ميقاتي/موقف استباقي لزيارته الى باريس
المركزية – ترك انضمام حزب الله الى الحملة التي يشنها تكتل التغيير والاصلاح وتحديدا التيار الوطني الحر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكثر من تساؤل وعلامة استفهام، خصوصا ان قيادات الحزب كانت حتى الامس تدعم رئيس الحكومة في مواجهته لوزراء تكتل التغيير داخل مجلس الوزراء وتعمد الى مراضاة ميقاتي في مواقفها على حساب التكتل ورئيسه العماد ميشال عون، علما ان حزب الله كان حتى الامس ايضا يعد بالتدخل مع حلفائه ومكونات الغالبية النيابية وقوى الثامن من آذار بتفعيل الحكومة والتدخل لحلحلة الكثير من الصعوبات التي تحول دون عملها كخطوة تصب في النتيجة في مصلحة رئيس الحكومة ودعم موقعه السياسي الذي اهتز اخيرا بفعل انضمام العديد من التيارات والاحزاب المؤيدة للنظام السوري الى الحملة التي تستهدف موقع الرئاسة الثانية وشاغلها راهنا.
وفي المعلومات بحسب اوساط سياسية دبلوماسية ان حزب الله يشن حملة استباقية على رئيس الحكومة قبل سفره الى فرنسا ومحادثاته الرسمية هناك سيما بعدما تنامى اليه من مراجع عليمة ان الرئيس ميقاتي سيتناول مع المسؤولين الفرنسيين ومن بين الملفات المطروحة على جدول اعمال الزيارة بعض انشطة القطاع المصرفي اللبناني الذي توجه اليه اتهامات بين الحين والآخر عن استقبال رؤوس اموال سورية وتبييض الاموال الخاصة بحزب الله، علما ان الرئيس ميقاتي كان قد نجح في الآونة الاخيرة من خلال الاتصالات التي اجراها مع البنك الدولي والهيئات والمنظمات المالية الاميركية في تجنيب لبنان وبعض المصارف التي راجت اسماؤها بالتعامل مع حزب الله مع عقوبات دولية.
وتقول الاوساط الدبلوماسية ان باريس اعطت الضوء الاخضر لزيارة رئيس الحكومة الى فرنسا التي سيغادر اليها منتصف الاسبوع بعد مشاركته في القداس الاحتفالي في ذكرى مار مارون الخميس المقبل بعدما وفى لبنان بالتزاماته المالية في تمويل المحكمة الدولية الخاصة به، وكانت للرئيس ميقاتي اليد الطولى في اتخاذ القرار متخطيا في ذلك معارضة كل مكونات الحكومة له وايعازه الى الهيئة العليا للاغاثة التي تخضع مباشرة لرئاسة الحكومة تسديد حصة لبنان من تمويلها ومن ثم اشراكه القطاع المصرفي في قرار التمويل هذا فودفع المبلغ من قبل جمعية المصارف.
وتضيف: ان باريس اعدت جدولا حافلا بالملفات والقضايا لمحادثات رئيس الحكومة الرسمية في قصر الاليزيه مع الرئيس نيقولا ساركوزي ورئاسة الحكومة الفرنسية وفي وزارة الخارجية. وان عناوين هذه اللقاءات للرئيس ميقاتي ستركز على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا المساعدات الفرنسية للبنان بشقيها العسكري والانمائي اضافة الى قضايا شائكة اخرى وفي مقدمها القضايا المتعلقة بوجود القوات الدولية العاملة ضمن القوات الدولية "اليونيفل" وما تعرضت له من تفجير واعتداءات اودت بحياة العديد من افرادها. وتقول الاوساط الدبلوماسية في هذا المجال ان باريس ستطرح على الرئيس ميقاتي خطة ترمي الى توسيع مهام وانتشار قوات الامن اللبنانية وتحديدا الجيش في منطقة الجنوب وتخلي القوات الدولية والفرنسية، تحديدا عن بعض مهماتها للقوى الرسمية اللبنانية على ان تبحث في تفاصيل الموضوع لاحقا مع المختصين والمعنيين في الموضوع من سياسيين وامنيين. وتقول الاوساط ان من بين الملفات الشائكة في المحادثات اللبنانية – الفرنسية المرتقبة ما يتعلق بأنشطة حزب الله سواء في منطقة الجنوب وانتشاره الذي بات واضحا هناك ومخالفته القرار 1701 اضافة الى انشطته المالية. وان حزب الله وعلى رغم علمه بصدقية الرئيس ميقاتي ومواقفه اللبنانية الاصيلة الصرف الا انه ومن قبيل التحسب للامور واستباقها يقف اليوم هذا الموقف المؤيد جزئيا للهجوم على رئيس الحكومة وانتقاد مواقفه عله يحصل على ضمانات او بعض اشارات واضحة لما ستكون عليه الامور من الملفات التي ستطرحها باريس. وفي سياق متصل، اكدت اوساط مطلعة ان الرئيس ميقاتي سيتوجه الى باريس من دون ان يصطحب معه وفدا وزاريا وانما بعض المعاونين والمستشارين بعدما بلغ التعاطي داخل الحكومة حد تعليق جلساتها بفعل الارباكات والتجاذبات السياسية اضف الى انه فضل ان يعقد لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين في اطار ضيق جدا.

سليمان استقبل شربل ومنصور وقائد الطوارىء: للعمل من خلال الحوار الهادئ للحفاظ على السلم الاهلي وابقاء البلاد في منأى عن ارتدادات ما يحصل من حولنا
 
وطنية - 6/2/2012 دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "جميع الافرقاء السياسيين الى التبصر في واقع المرحلة الراهنة واستقراء المستقبل، والعمل من خلال الحوار الهادئ والرصين على الحفاظ على السلم الاهلي وابقاء البلاد في منأى عن ارتدادات ما يحصل من حولنا"، معتبرا "ان ذلك لا يتحقق إلا من خلال التحاور والتفاهم واطلاق عجلة مؤسسات الدولة بما يعيد العمل الى الانتظام العام ويبقي كل الامور في اطار الهدوء والاستقرار المطلوبين بقوة في هذه الفترة". وابدى الرئيس سليمان امله امام زواره في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم "في أن تكون خطوة المصالحة الفلسطينية، وكما كان لبنان يطالب، بادرة امل لخطوات يقوم بها الطرفان من اجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات وبما يساعد الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه وتحرير ارضه وقيام دولته المستقلة".
شربل
وفي نشاطه عرض الرئيس سليمان مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل للوضع الامني ولما تقوم به الوزارة من اجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
منصور
واطلع رئيس الجمهورية من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على الاجواء العربية والتطورات السائدة راهنا، وكذلك على الاتصالات الجارية لعقد القمة العربية الدورية المقبلة في بغداد.
خليل
وتناول الرئيس سليمان مع النائب يوسف خليل الاوضاع العامة وعددا من الملفات السياسية المطروحة للنقاش.
وزراء سابقون
واستقبل رئيس الجمهورية كلا من الوزيرين السابقين ريمون عودة وسليم وردة، وتطرق مع كل منهما الى الواقع القائم على الساحة الداخلية واهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي.
قائد الطوارئ
وزار بعبدا القائد الجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني الجنرال الايطالي باولو سيرا الذي تمنى له رئيس الجمهورية النجاح في مهمته من اجل استمرار الهدوء في الجنوب من خلال قيام اليونيفيل بواجبها بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني ومواصلة تنفيذ احترام القرار 1701.

 

الكتائب: لا مفر من استقالة الحكومة وإعادة خلط الأوراق
تهديد السياسيين من دون كشف الجهات يزعزع الاستقرار في البلد
 وطنية - 6/2/2012 عقد المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي اجتماعهما الشهري المشترك برئاسة نائب الرئيس شاكر عون، تلاه اجتماع للمكتب السياسي جرى في خلاله البحث في آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والعربية.  بعد الاجتماع اصدر المجتمعون بيانا لفتوا فيه الى أن المكتب السياسي توقف عند "الوضع الأمني في البلاد التي اصبحت مكشوفة على كل المستويات"، واعتبر ان "التهديد الذي يتعرض له القادة السياسيون دون رادع ودون كشف الجهات التي تقف وراءه، من شأنه ان يشل الحياة الديموقراطية والسياسية ويزعزع الاستقرار ويعطل الدورة الاقتصادية". وإذ عبر عن تقديره "الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية لكشف خيوط من المؤامرة وحماية الشخصيات السياسية"، أسف "ان تكون هذه الجهود لم تواكب من قبل الحكومة كما يقتضي كما لم يتم امداد الأجهزة التي اظهرت فعالية في عملها بالدعم اللازم". كما واكب المكتب السياسي "التطورات الجارية في سوريا، واسف للدماء البريئة التي تسقط كل يوم من مواطنين عاديين وشيوخ وأطفال ونساء دفاعا عن الحرية وحقوق الانسان". وأسف الحزب "لكون مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من اقرار التدابير الحاسمة التي من شأنها ان تحمي حياة الناس في المدن السورية كما لم يتمكن من دعم مسار الديموقراطية ومن تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بكل حرية". واستغرب المكتب السياسي "النهج المتبع من قبل اعضاء الحكومة التي تشكلت اساسا على انها حكومة اللون الواحد واذ بها فجأة تدخل في غيبوبة ويتعطل مسارها ولا يدرك احد الى متى ستستمر في اغماءتها على حساب موقع الدولة ودورها، فكافة المؤسسات معطلة ومصالح الناس متوقفة واقتصاد البلاد متراجع وصورة لبنان في الخارج في اسوأ احوالها ولا من يبالي". واعتبر انه "اذا ما استمرت الأمور على حالها فلا مفر من استقالة الحكومة واعادة خلط الأوراق الحكومية مجددا وتشكيل حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ لبنان والمنطقة". اما على صعيد التعيينات الادارية، فرأى المكتب السياسي انه "بات من الواضح والجلي ان المنطق السائد هو منطق الزبائنية على حساب المصلحة الوطنية وبحجة تحقيق المصالح المزعومة للطوائف تعمل الحكومة على اسقاط الهيكل على رأس كل الطوائف". اما على الصعيد الاجتماعي، فكرر الحزب تحذيراته من "عدم قدرة المواطن اللبناني على تحمل الضيقة الخانقة التي يرزح تحتها فحذار من ثورة الجياع التي ان وقعت فلن ترحم احدا".

الراعي اطلع من وفد دار الهندسة على مشروع وادي قنوبين وبحث مع رئيس معهد يوحنا بولس انشاء معهد العائلة والزواج في لبنان
وطنية - 6/2/ 2012 إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الامهات في مدرسة راهبات القلبين الأقدسين –البوشرية في كنيسة السيدة في الصرح في إطار اللقاءات الأسبوعية ضمن برنامج التنشئة المسيحية. وتناول مع رئيس معهد يوحنا بولس الثاني الحبري للدراسات حول الزواج والعائلة المونسنيور ليفيو ميلينا يرافقه أمين السر العام الدولي للمعهد الدكتور فيكتور سولديفيلا، الأب خليل الشلفون عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة الحكمة والخوري جورج فارس مدير الدروس في معهد العائلة والزواج في الجامعة، شؤونا تتعلق بعمل أحد فروع هذا المعهد في لبنان. وأوضح المونسنيور ميلينا أن "الزيارة هدفها شكر غبطة البطريرك لدعمه لمشروع إيجاد فرع لمعهدنا هنا في لبنان يشمل نشاطه كل دول منطقة الشرق الأوسط حيث الحضور المسيحي. وهذا الفرع منبثق من معهد يوحنا بولس الثاني وهو يعمل في لبنان إلى جانب جامعة الحكمة"، مشيرا إلى أن "هدفه القيام بأبحاث وتقديم التثقيف على الصعيد الجامعي في المواضيع التي تتعلق بالعائلة والزواج عند المسيحيين. وهي من القضايا الأولية والهامة جدا بالنسبة للكنيسة وللمجتمع أيضا، لأنه من دون العائلة لا يمكن للكنيسة نقل الإيمان وقيمه ومن دون العائلة ينهار المجتمع ولا يمكنه إيجاد الدعم لثقافة وتعليم المواطنين في المستقبل". وتابع المونسنيور ميلينا "أنا أعتقد أن مسألة العائلة والزواج هي من المسائل المهمة جدا لأنها تشكل أساسا لعائلة مستقرة منفتحة على الحياة، وهي شأن هام أيضا بالنسبة لثقافتنا ولمجتمعنا في العالم وتحديدا هنا في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط".
وقال "لقد تلقينا من قبل مجلس البطاركة الكاثوليك في لبنان طلبا لتأسيس فرع لمعهدنا الرئيسي في روما ولكن فروعه متواجدة في عشرة بلدان حول العالم منها: واشنطن، مكسيكو سيتي لدول أميركا الوسطى، البرازيل، إسبانيا لدول أميركا اللاتينية، أفريقيا الفرانكوفونية في البنين، وأفريقيا الأنغلوفونية كذلك في الهند، ملبورن، الفيليبين، وكوريا الجنوبية. وقد بدأنا العمل في لبنان كمشروع تأسيسي مع نهاية العام 1990 وكانت مجرد فكرة طرحت للدرس وكان في أثنائها غبطة البطريرك لا يزال مطرانا على أبرشية جبيل وكانت لنا اتصالات معه حول هذا الموضوع. ولكن الحضور الفعلي في لبنان بدأ منذ نحو سنة، بدعم وتشجيع من غبطة البطريرك الراعي كذلك من المطران بولس مطر من قلب جامعة الحكمة. وقد بدأ حضورنا كمركز مرتبط مع جامعة الحكمة وكانت هذه المرحلة التأسيسية الأولى. واليوم، نحن باتجاه تأسيس فرع متكامل تابع لمعهدنا. وهناك برامج منوعة منها ما هو خاص بالعلمانيين ومنها ما هو خاص بالكهنة والرهبان حيث هناك برامج خاصة تؤهلهم الحصول على إجازات تثقيفية لاهوتية تكون في خدمة رعايا الكنيسة، كذلك في خدمة تثقيف طلاب معاهد الكهنوت أو في حياة الكنيسة بشكل عام. وهناك دروسا خاصة بالماستر تقدم للعلمانيين وذلك للترويج لحياة العائلة في قلب المجتمع. ويمكننا الإستفادة من هذا الأمر لتوظيفه في مراكز الإصغاء العائلي ومساعدة العائلات التي تمر بصعوبات وللرعية أيضا في ما يتعلق بالتحضير للزواج ومساعدة الأزواج المنفصلين. وفي خلال زيارتي الأولى هذه إلى لبنان وضعنا تصورا لحضور مؤسستنا بمؤازرة لجنة راعوية العائلة في الكنيسة مع رئيس اللجنة الاسقفية للعائلة في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان المطران أنطوان نبيل العنداري. هذا وقد أسس في لبنان، عدد من طلابنا اللبنانيين القدامى في المعهد في روما، مراكز إصغاء للأزواج الذين يعانون من المشاكل. كما أنه لدينا العديد من الطلاب الذين يعملون في هذا العمل الراعوي منذ سنوات".
وختم" أتمنى أن يمدنا الفرع الجديد في لبنان، هذا البلد الغني بالتقاليد المختلفة للكنائس الكاثوليكية والذي طرح فيه الحوار بين مختلف الديانات، بالتجارب الغنية. ويبقى الهدف الرئيسي لعملنا وهو الإنسان، الحب، الزواج والعائلة ونحن لا نقدم فقط حلولا راعوية فورية وإنما كل المبادئ من الناحية الفلسفية اللاهوتية، الأخلاقية والإنسانية التي تتيح للشخص فرصة إيجاد الحلول المناسبة بنفسه". وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الحبري "يوحنا بولس الثاني للدراسات حول الزواج والعائلة،" هو كلية لاهوتية في جامعة اللاتران في روما. أسسها البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1981 بعد مرور سنة على انعقاد السينودس من أجل العائلة عام 1980 لإهتمامه الشديد "بدور العائلة في حياة كل إنسان، مبينا أنها هي الخلية الأولى والأساس لكل مجتمع وهي طريق الكنيسة. ويهدف هذا المعهد إلى إيضاح دور العائلة في المجتمع المعاصر ورسالتها التبشيرية في العالم. والملفت أنه في الثالث عشر من شهر أيار من العام 1981 وفي ساحة القديس بطرس تعرض البابا يوحنا بولس الثاني إلى محاولة الإغتيال أثناء المقابلة العامة التي كان مقررا أن يعلن فيها عن تأسيس هذا المعهد".

دار الهندسة
ومساء، إطلع البطريرك من مدير التخطيط المدني والبنى التحتية في دار الهندسة "شاعر ومشاركوه" المهندس فؤاد خوري، مع وفد يرافقه ضم أعضاء من شركة باتكو المعنية بالمسح الطوبوغرافي للمشروع، مع عدد من المعنيين، على تفاصيل مشروع الدراسة الأولية لوادي قنوبين وكيفية تحويله إلى "قرية نموذجية للسياحة الدينية والحياة الروحية" من خلال تقرير مرئي للرؤية الإستراتيجية المقترحة للمشروع بقسميه: الأول المتعلق بتأهيل الطريق الترابية الموجودة داخل الوادي، والثاني المتعلق بكيفية إعادة إحياء قرية وادي قنوبين وتحويلها مركزا نموذجيا للسياحة والحياة الروحية وفق المعايير الدولية. وتخلل العرض المصور شرح مفصل لأبرز مراحل هذا المشروع والتي تركزت بشكل خاص على الأهمية الدينية والثقافية لهذا الموقع وضرورة الإستفادة منهما واستثمارهما ما يخلق فرص عمل جديدة ويحد من النزوح إلى العاصمة كونه سيشكل شريانا حيويا للمنطقة في حال تنفيذه. واستعين بنماذج مشابهة من مناطق حول العالم تم استثمارها وتحولت الى مرافق سياحية دينية تجذب الآلاف من السواح وتغذي المناطق المتواجدة فيها. وفي ختام اللقاء تم الإتفاق على تعيين موعد لاحق تشارك فيه منظمة الأونيسكو وعدد من الوزارات المعنية بهذا الملف، على أن تعقبه اجتماعات لاحقة تشمل جميع المعنيين من بلديات وجمعيات أهلية وأصحاب اختصاص وعلاقة، للبحث في كيفية إنطلاق العمل بهذا المشروع الذي لقي ترحيب ودعم غبطة البطريرك "لما له من فوائد على كافة شرائح المجتمع اللبناني وبالتالي فهو يفرض ضرورة تضافر جهود كل القوى اللبنانية لما فيه الخير العام للجميع".
استقبالات
ومن زوار الصرح البطريركي اليوم كهنة وراهبات بحثوا مع البطريرك في قضايا كنسية واجتماعية وانمائية واغترابية كذلك، النحات الإسباني ماركو أوغوستو الذي نحت تمثال مار مارون المرفوع على حائط كنيسة مار بطرس في روما.

فتفت: لانتشار الجيش على الحدود الشمالية وليس داخل القرى
وطنية - 6/2/2012 - جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، "رفضه استعمال لبنان كساحة أمنية أو عسكرية باتجاه الداخل السوري، مطالبا الجيش اللبناني بالانتشار على الحدود الشمالية وليس داخل القرى. وقال: "على الجيش ان يحمي السكان المدنيين في الشمال ويمنع التهريب، والقول ان هناك قواتا تابعة للجيش السوري الحر اكذوبة كبيرة نشرتها بعض وسائل الاعلام ولا اساس لها من الصحة، والجيش اللبناني تأكد ان لا وجود لمثل هذه التجمعات أو الاعمال العسكرية". وأشار الى ان "هناك تقصيرا في القرار السياسي الذي يجب أن يطالب الجيش بالانتشار على الحدود، فهذا هو الحل لكل الأمور". ورأى ان "تعطيل جلسات مجلس الوزراء لم يكن له اي مبرر واضح، وأن السبب الذي اعطي لتعطيل الجلسات غير مقنع لاحد الا اذا كانت هناك اسباب غير مرئية". وأعرب عن اعتقاده أن "هناك محاولة للاستفادة شعبويا وطائفيا من جهة "التيار الوطني الحر" مسيحيا ومن جهة الرئيس نجيب ميقاتي اسلاميا بالقول إنه يحافظ على صلاحيات رئاسة الحكومة".
اضاف: "الساحة الطرابلسية لها موقفها مما يجري في سوريا، ومن الطبيعي أن يكون لدى الناس موقفا معينا من الاحداث الاليمة كالتي تجري في سوريا". وختم فتفت : "هناك تقصير كبير في موضوع النازحين السوريين الى لبنان. إذ لم يعد هناك أمكنة لاحتوائهم والحكومة ترفض أن تجد مخرجا وان تساعد اللاجئين السوريين بشكل طبيعي".

جنبلاط ل"الانباء" : الفيتو الروسي - الصيني صفعة للشعب السوري ويسمح بمواصلة ارتكاب المجازر
وطنية 6/2/2012 أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، وجاء فيه: "لقد أتت ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي من روسيا، ثم الصين، لتقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربية التي حاولت ترتيب حل سياسي للازمة في سوريا يفضي الى الخروج من الاحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الاوحد نحو ارساء التعددية والديمقراطية والتنوع بعيدا عن الوعود الاصلاحية الوهمية التي لم تتحقق ولن تتحقق. ولقد جاء هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية واهانة للثورة السورية التي ارادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية. وسيعطي هذا الفيتو المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الابرياء في جميع انحاء سوريا دون استثناء. وهذا الفيتو المزدوج هو ايضا اهانة لكل الشعوب العربية الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل افضل في بلدانها بعد ان قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال. فهذا الفيتو يتناقض اقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الاساسية والطبيعية التي اقرتها المواثيق والقوانين والاعراف الدولية. وهذا الفيتو يأتي بعد ثلاثين عاما على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الاخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها، وقد نفذت امس الاول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير اهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة واجبارهم على الخضوع. فمصير الوحدة الوطنية وعروبة سوريا بات مرتبطا بمصير مدينة حمص. أما لبنانيا، فإذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربية والدولية نظرا لخصوصية الموقف اللبناني ازاء الازمة السورية، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الاوان للسلطات الرسمية ان تعترف بوجودهم، فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل اشكالها. وهذا افضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية. وهل نسينا. ان الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير اعلامية مشبوهة حول الجيش السوري الحر واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية او للانقضاض على النازحين. وكان حريا ببعض الاجهزة الامنية اللبنانية ان تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".

سيرا التقى مسؤولين لبنانيين وأكد الالتزام بلبنان وبولاية اليونيفيل بموجب ال1701
وطنية - 6/2/2012 زار القائد العام لليونيفيل اللواء باولو سيرا اليوم، رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأشار بيان "لليونيفيل" الى ان "هذه الإجتماعات الرسمية هي الأولى التي يعقدها اللواء سيرا مع كبار المسؤولين اللبنانيين بعد توليه قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في 28 كانون الثاني الماضي، حيث تمت خلالها مناقشة المسائل المتعلقة بتنفيذ ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، مع التركيز بشكل خاص على التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية". ولفت الى انه "عقب الإجتماعات قال اللواء سيرا: "لقد تشجعت كثيرا بحفاوة الإستقبال الذي لقيته من الرؤساء والدعم القوي الذي عبروا عنه لمهمتنا. وقد أكدت لهم إستمرارية عمليات اليونيفيل وإلتزامي الشخصي بلبنان وبولايتنا بموجب القرار 1701". أضاف: "إن اليونيفيل هنا تلبية لدعوة من حكومة لبنان، وكل جهودنا وأنشطتنا تتم بالتنسيق مع مضيفينا. إن عملنا جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية أدى إلى تحسن كبير في البيئة الأمنية في الجنوب، وأنا عازم على المضي قدما في هذه الشراكة الإستراتيجية". وأردف: "إنني أعول على الدعم المتواصل من قيادة الدولة حيث أن مشاركتها أساسية لنجاح مهمتنا. ويأتي بنفس القدر من الأهمية بالنسبة لي بناء علاقات قوية مع سكان جنوب لبنان والحفاظ عليها، وهم الذين رحبوا بنا بينهم وسلامتهم في جوهر عملياتنا

ابادي بعد زبارته شربل : طلبنا التأكد من خبر نقل المهندسين الايرانيين المخطوفين في سوريا الى لبنان
وطنية - 6/2/2012 عرض وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، بعد ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، مع السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي، في حضور المديرين العامين لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي والامن العام بالوكالة العميد فؤاد خوري، لآفاق التعاون بين البلدين. بعد اللقاء قال ابادي: "سررنا بلقاء الوزير شربل وتناولنا سبل التعاون بين الجمهوريتين الاسلامية الايرانية واللبنانية، وبين وزارتي الداخلية في البلدين". اضاف: "تطرقنا الى الخبر المنشور حول نقل المهندسين المخطوفين الايرانيين في سوريا الى لبنان للتأكد من صحته او عدمها. سمعنا بهذا الخبر وطلبنا من الحكومة اللبنانية متابعة هذا الموضوع حتى تقوم بالاجراءات اللازمة لاطلاق سراحهم في حال كان الخبر صحيحا".

عشائر ووجهاء وادي خالد ردوا على "حملة الاتهامات": ما نشرته احدى وسائل الاعلام افتراءات كاذبة ونحملها مسؤولية
تعرض أبناء المنطقة لأي مكروه وعلى النيابة الاستئنافية التحرك
وطنية - 6/2/2012 عقد في دارة الشيخ أحمد ابراهيم في العماير في وادي خالد، لقاء موسع جمع وجهاء العشائر وفاعليات الوادي، الى عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" محمد المراد وحشد من أهالي منطقة وادي خالد وبعض رؤساء بلديات عكار. وخصص المجتمعون اللقاء "للرد على حملة الاتهامات المنظمة من قبل بعض وسائل الاعلام والجهات السياسية التي لا تريد الخير للوادي وأهله"، مشيرين إلى أنه "بدل التركيز على واقع وادي خالد التنموي والاجتماعي، ومعاناة النازحين السوريين الحقيقية الذين فروا من سوريا، كان الحري بهذه الجهات التنبه لما تفعله والنتائج المترتبة عن مثل هذه الأضاليل".
وفي ختام الاجتماع، صدر عن المجتمعين بيان باسم الوجهاء والعشائر تلاه أحمد الشيخ فقال: "تطالعنا احدى الوسائل الاعلامية بتقرير عن منطقة وادي خالد، أوردت فيه معلومات لم يسمع بها أبناء المنطقة أنفسهم وصورت هذا الوادي المعطاء والمعروف بنبل أهله وكرمهم وشيمهم وكأنه مصدر للارهاب ومأوى للمسلحين".
أضاف: "نقول لكل من يهمه الأمر بأن وادي خالد وعلى مر الزمن لم يقم بأي عمل يسيء لأي كان، وعلى الرغم من الحرمان والتهميش الذي يعيشه حتى أيام الأحداث اللبنانية ورغم أنه كان محروما من المواطنة، حافظ على العيش المشترك مع كل الطوائف وحافظ على ممتلكات الدولة اللبنانية، وكل ما في الأمر وبسبب موقع وادي خالد الحدودي استقبل النازحين من سوريا بسبب تردي الأوضاع الأمنية في بلدهم وقدم لهم ما يستطيع من معونات ومساعدات ومأوى بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والطائفية، كما كان يفعل دائما مع كل خائف ومهجر لأن هذا العمل من صميم مبادىء أهالي وادي خالد المشهورة بإكرام الضيف وإغاثة الملهوف". وتابع: "نود أن نبين للجميع أن الجيش السوري منتشر على جميع الحدود السورية المحاذية لمنطقة وادي خالد والمزروعة بالألغام حيث لا يستطيع المرء أن يعبر تلك الحدود ولو راجلا، في الوقت الذي صور الأمر عبر بعض وسائل الاعلام وكأن الأمر نزهة في الطبيعة. لقد ساءنا هذا التصرف المضلل كما ساء اللبنانيين جميعا، فوادي خالد ليس جزيرة معزولة نائية بل هو جزء لا يتجزأ من لبنان وتحت حماية الجيش اللبناني الذي طالبناه مرارا وتكرارا بالانتشار على الحدود لحماية الأهالي". وختم: "هذا الأمر اقتضى منا عقد هذا اللقاء لتصويب الوقائع ودحض كل ما سيق من افتراءات كاذبة تضمنها تقرير هذه الأقنية الذي نضعه في خانة سلسلة من الأكاذيب المحاكة ضد منطقة وادي خالد. لذلك نحتفظ لأنفسنا باتخاذ الاجراءات والتدابير القانونية بحق هذه القناة وتحميلها مسؤولية أمن كل مواطن من أبناء هذه المنطقة إذا تعرض لأي مكروه بسبب هذا التحريض، واعتبار هذا البيان الصادر بمثابة إخبار قانوني نضعه في تصرف النيابة العامة الاستئنافية المختصة، راجين منها التحرك واتخاذ ما يلزم من اجراءات قانونية".

معين المرعبي : لتجميد مفاعيل الاتفاقية الأمنية مع سوريا
وطنية - 6/2/2012 علق النائب معين المرعبي في بيان اليوم، على الاتفاقية الأمنية السورية-اللبنانية، وقال: "أمام قيام النظام السوري بالطلب الى النظام اللبناني تسليمه عددا من الأفراد، اضافة الى قيام مخابرات الجيش اللبناني بطلب استجواب واعتقال عدد كبير من المواطنين اللبنانيين والسوريين بحجة وجود اخبارات بحقهم، ومن ثم احالتهم الى القضاء بتهم واهية، فاننا نذكر ونحذر مما يلي: لقد تمت ادانة النظام السوري الحالي من قبل مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة بحيث تم اتهامه بارتكاب جرائم ومجازر تعتبر جرائم ضد الانسانية، وبالتالي فإن تطبيق مفاعيل الاتفاقيات العسكرية والأمنية والقضائية بين لبنان وسوريا سيجعل من الحكومة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية، ومسؤولين وضباطا وأفرادا، شركاء في هذه الجرائم ضد الانسانية بالتكافل والتضامن، كما انهم سيكونون موضع ملاحقة ومساءلة وفقا للقانون الجنائي الدولي بسبب مشاركتهم في سياسة الابادة الممنهجة للشعب السوري". وختم: "لذلك، يجب على الحكومة اللبنانية أن تقوم بتجميد مفاعيل هذا الاتفاقيات فورا وعدم تنفيذ أي بند منها حفاظا على أرواح الابرياء من الشعبين السوري واللبناني، ومنعا لأي محاذير وتبعات قد تصيب بها البلد".

السفير الايراني في لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام: ايران تدعم سوريا لان اكثرية الشعب تؤيد النظام الحالي ولكننا لم ندعمها بالسلاح ولم نتدخل في شؤون أي دولة
وطنية - 6/2/2012 عقد السفير الايراني الدكتور غضنفر ركن ابادي لقاء مع اعلاميين من مختلف وسائل الاعلام في لبنان ضم ممثلين لنحو 50 وسيلة اعلامية، لمناسبة الذكرى ال33 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية والمولد النبوي، اليوم في دار السفارة الايرانية - بئر حسن. بداية، رحب ابادي بالحضور مؤكدا "اهمية الاعلام في لبنان ودوره في تعزيز اواصر العلاقات بين البلدين وتبيان الحقائق امام الرأي العام في المنطقة بعيدا عن التحريف والتزوير لا سيما في ظل الاحداث الكبيرة التي تحصل"، معتبرا ان "ذلك مسؤولية دينية واخلاقية وانسانية". واشار الى ان "انتصار الثورة الاسلامية في ايران مثل، على الدوام، الحضن الدافئ لكل المستضعفين والاحرار والمطالبين بالحق والعدالة والسلام في العالم، وفي الوقت نفسه، كانت الثورة بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرات الاعداء ومحاولاتهم زرع الفتن بين شعوب المنطقة". واكد ان "العلم الايراني سيبقى مرفرفا اينما وجد الى جانب العلم الفلسطيني دعما وتأييدا". اضاف: " الثورات والحراك الجماهيري في المنطقة مستمدة من الثورة الاسلامية في ايران لاننا مبدئيا مع حق الشعوب في تقرير مصيرها ومصير النظام الذي تختاره". ونفي نفيا قاطعا ان "تكون الجمهورية الاسلامية قد تدخلت في شأن أي دولة يجري فيها الحراك في المنطقة"، وميز "بين حراك دولة واخرى وان ما يجري في دولة لا ينطبق على ما يجري في الدولة الثانية"، معتبرا ان "ايران تدعم سوريا اليوم اكثر من اي يوم مضى لان اكثرية الشعب ما زالت تؤيد النظام ومعه، وهذا ما ثبت بالمسح والمعلومات الصحيحة التي تحاول ان تشوهها بعض وسائل الاعلام الغربية والعربية".  ونفى ان تكون الجمهورية الاسلامية الايرانية "قدمت دعما بالسلاح او بالرجال الى النظام السوري". وجدد التأكيد ان "الجمهورية الاسلامية تؤيد حق الشعوب"، مذكرا بان "الثورة في بداياتها كانت اول من استقبل وفد الجماعة الاسلامية المصرية"، وقال: "لسنا على خلاف مع الاخوان المسلمين من منطلق الوحدة الاسلامية التي نعمل لها وننادي بها".

عون استقبل وفدا من المجلس السياسي ل"حزب الله"
ابو زينب: نريد مجلس الوزراء مجلس شراكة لا أحد يتسلط فيه وعلى الشخصيات المسؤولة استئناف الجلسات على أسس واضحة  والتفاهم مع "الوطني الحر" بات جزءا من البنية اللبنانية
وطنية - 6/2/2012 استقبل رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون نائب رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" محمود قماطي يرافقه عضو المكتب السياسي غالب ابو زينب.
بعد اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة ونصف ساعة، صرح ابو زينب: "زيارة مباركة هي لدولة الرئيس العماد ميشال عون، قدمنا خلالها التبريك بالعيد السادس للتفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله في 6 شباط 2006، وكان ايضا يوم اثنين. ونقلت اليه تحيات سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب وكل الكوادر والأخوة في الحزب.
في هذه المناسبة لا بد من الشهادة ان العماد عون، هذا الرجل الوطني، بذل كل عمره في خدمة الوطن لتقديم الغالي والنفيس من أجله، وفي السعي الدؤوب من أجل مصلحة لبنان بالرغم من الظلم الذي لحق به. وبالرغم من كل اولئك الذين يتهجمون عليه بالأمس واليوم، وقد شنوا عليه حربا كونية في الإنتخابات واستقدموا كل ما يمكن في كل المراحل، وما زال البعض مستمرا في هذا الإطار، بالرغم من هذا الظلم استطاع الجنرال أن يكون واضحا وشفافا وأن يضع دائما المصلحة الوطنية في المقدمة. ولا نستغرب إن أتى الهجوم عليه من اليمين أو من اليسار، لأن كل هجوم يخشى أصحابه أن يفضح الجنرال أوضاعهم بصدقه وشفافيته وموضوعيته. من هنا أريد أن أطل على التفاهم وما أدى اليه خلال هذه السنوات وما سوف يؤدي اليه في المستقبل".
ورأى أن "التفاهم حقق أولا، وبشكل أساسي، إسقاط كل تلك الجدران التي وضعت بين اللبنانيين، وأوجد نوعا من الثقة والثقافة في الوحدة الوطنية اللبنانية، وبذلك سقطت كل تلك المواقف التي كانت مبنية سابقا، وكل التخيلات التي أراد البعض أن يبنيها. التفاهم أوجد كذلك بين اللبنانيين حالة أساسية، فلم يعد يستطيع أحد، مهما علا شأنه، أن يستفيد من أي اصطفاف طائفي. لم يعد لبنان قابلا لأن يكون ساحة لاصطفافات طائفية يستفيد منها هذا الطرف أو ذاك. إذا، سقطت هذه المقولة بفضل التفاهم الذي احتوى فئة أساسية من اللبنانيين لا تطول فقط التيار الوطني الحر وحزب الله، بل كل الحلفاء وكل من يؤمن بلبنان سيد، حر، قوي وقادر على حفظ موقفه".
أضاف: "هذا التفاهم، أرسى بشكل أساسي ولمرة نهائية عملية التوازن الداخلي، بحيث لم تعد الأمور مقتصرة على طرف هنا أو طرف هناك، بل أعاد الشراكة بين اللبنانيين جميعا بحيث لا يمكن لأحد أن يقول إنه يستطيع أن يتفرد بالحكم أو أن يكون الحكم على طريقة الإمارة او المشيخة. لبنان أعيد الى مرحلة الشراكة الكاملة بين كل مكوناته الأساسية، واستطاع التفاهم أن يعطي لبنان قوة معنوية وذاتية من خلال فرض الإستقرار اللازم الذي يمنع العدو الإسرائيلي وغيره من الأعداء من أن يدخلوا الى التفاصيل اللبنانية كما كانوا في السابق. ونحن اللبنانيين والقيادات، ترسخت لدينا، مع كل ما مررنا به من محطات منذ عام 2006، القوة والإصرار على حماية الإستقرار الداخلي وكل الوطن من أي اعتداء.
منذ اللحطة الأولى لهذا التفاهم، عملنا على بناء الدولة لتكون في خدمة المواطن، لا دولة مزرعة، عملنا على هذا الموضوع بكل جدية، وسنستكمله بالرغم من كل العوائق. نحن نعرف أن هذا الموضوع يحتاج الى تأن وصبر منا جميعا لنبلغ المرحلة المتوخاة، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم، بل سنكمل ما بدأناه من عملنا في الوزارات، وعلى مستوى الناس، ونسأل الله أن يأتي التفاهم في عيده السابع وقد أحدثنا اختراقا أساسيا في هذه البنية نستطيع من خلالها أن نعيد بناء الدولة على أسس سليمة".
وتابع: "أقول للبنانيين كل عام وأنتم بخير لمناسبة هذا العيد الوطني، وكل عام وأنتم بخير لمناسبة ولادة الرسول الأعظم، وكل عام وأنتم بخير لمناسبة عيد مار مارون".
سئل: هناك من يراهن بعد ست سنوات من ولادة هذا التفاهم على زعزعته؟
أجاب: "هذا التفاهم هو تفاهم استراتيجي تحول الى تحالف وأصبح جزءا لا يتجزأ من البنية اللبنانية الأساسية، لذلك من لديه أحلام أو تمنيات عليه أن ينتظر طويلا، وفي النهاية لن تتحقق".
سئل: بعد ست سنوات أين أنتم من الأمور الاستراتيجية؟
أجاب: "في موضوع المقاومة، لدينا مقاومة تدافع عن لبنان وتمنع الاعتداء علينا، وتشكل قوة في لبنان، نحن والتيار متفقون على أنه يجب أن يكون هناك استراتيجية دفاعية لحماية لبنان في المواضيع الإجتماعية. نحن نعمل، لكننا في نظام طائفي ولا نستطيع اتهام أحد، لأننا عندما نتملك الوثائق والأدلة، ورأينا ذلك أكثر من مرة، يصبح المتهم متمترسا خلف الطائفة والمذهب، وبالتالي إذا اتهم فنكون كمن اتهم طائفة بأكملها. هذا ما يعوق العمل الإصلاحي. نحن بحاجة الى تطوير هذه الذهنية لنكمل الى الأمام".
سئل: الى أي مدى يمكن أن ننتظر التطوير، وخصوصا أننا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء رأينا تصلبا على حساب حقوق الطوائف؟
أجاب: "في هذا الموضوع، وفي ضوء الممارسة الديموقراطية في مجلس الوزراء وخارجه، نستنتج أنه يجب ألا يكون هناك إطباق على أي موضوع، بل يجب أن تكون المسائل مفتوحة، ولا أدري لمصلحة من يتم في هذه اللحظة السياسية تعليق العمل الحكومي. بغض النظر عن أي موضوع، مجلس الوزراء هو لكل اللبنانيين، وبالتالي يتشارك فيه الجميع، ولا تسلط من أحد على أحد".
سئل: قيل إن هدف تعليق الجلسات أن هناك اتفاقا تحت الطاولة لتمرير بروتوكول المحكمة كما مرر التمويل لكي لا يحرج "حزب الله".
أجاب: "سمعنا هذا الكلام وكلاما آخر، وهذا الكلام برسم الشخصيات المسؤولة التي يجب أن تبادر الى تحمل المسؤولية الوطنية في هذا الإطار وتسارع الى استئناف عقد جلسات مجلس الوزراء على أسس واضحة لا لبس فيها، فلا يتم التسلط على أي فريق، وخصوصا على فريق أساسي فيه".
سئل: هل الرئيس ميقاتي هو من يحاول التسلط في مجلس الوزراء؟
أجاب: "أقول إننا لا نريد أن يتسلط أحد على أحد، ونريد مجلس الوزراء مجلس شراكة لأن الجميع يتقاسمون المسؤولية، مجلس الوزراء متنوع وكل الناس يجب أن يتشاركوا".
سئل: هل قمتم بوساطة مع العماد عون كي تتبلور الأمور؟
أجاب: "نحن أتينا لمعايدة العماد عون في هذا العيد، ثم جئنا نستمع منه الى كل المسائل في هذا المجال، والعماد عون لا يحتاج الى وساطة لأن موقفه معروف، ونحن دائما الى جانبه هو والتيار الوطني الحر".
سئل: ما هي الخطوة التي ستتخذونها إذا استمر تعليق الجلسات؟
أجاب: "المطلوب من الجميع التحرك في هذا الاتجاه وليس نحن فقط، نحن شركاء".
سئل: العماد عون لوح مرارا بالنزول الى الشارع، هل ستساندونه في هذا الموقف؟
اجاب: "العماد عون لوح بالنزول الى الشارع لأنه كان هناك من يريد أن يصور أن النزول الى الشارع هو ضد التيار الوطني الحر وما يقوم به، لذلك أراد أن يصوب هذه المسألة. كلما احتاج الأمر للنزول الى الشارع من أجل خدمة الناس نكون نحن والجنرال والتيار الوطني الحر جنبا الى جنب. لا نحن ولا التيار ولا العماد عون لديه هواية إنزال الناس الى الشارع من أجل التباهي أو الإستعراض. وعندما رأى العماد عون أن الأمور أقفلت طرح هذا الحل. نحن الى جانبه في ما يحقق مصالح الناس".
سئل: هل بحثتم في مرحلة ما بعد خروج الرئيس السوري بشار الأسد؟
أجاب: "ليس هناك مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، لم نبحث فيها لأن هذا الموضوع غير موجود. فالنظام في سوريا قوي ويستند الى شعبه والى شعبيته الأساسية، وهو موجود في مواجهة الإدارة الأميركية والإسرائيلية ليكون الى جانب الحق وليس الى جانب الباطل".

المؤتمر السنوي ل"حزب السلام اللبناني" في جبيل /روجيه اده: لتوافق اللبنانيين على تحييد لبنان عسكريا والغاء الطائفية بديموقراطية تعتمد النظام الاتحادي اللامركزي
وطنية – 6/2/2012 عقد "حزب السلام اللبناني" مؤتمر السنوي في مجمع "اده ساندس" السياحي - جبيل بعنوان "حياد عسكري ونظام اتحادي لا مركزي ولا طائفي"، في حضور حشد من الفاعليات السياسية والحزبية والنقابية ورؤساء البلديات والمخاتير. بداية النشيد الوطني ثم نشيد الحزب، فكلمة أمينه العام المحامي رفاييل صفير عدد فيها النشاطات المستقبلية، مؤكدا "استمرار الحزب في مواكبة كل المراحل والتطورات والمحطات الاسياسية التي يمر فيها لبنان".  ثم القى الدكتور نبيل خليفة كلمة اعتبر فيها ان "حياد لبنان يجعله بلد استقرار وازدهار".
وتلاه المونسنيور ميشال فريفر من ابرشية دمشق المارونية بكلمة تحدث فيها عن معنى "السلام الروحي والوطني".
روجيه اده
وفي الختام، القى رئيس الحزب المحامي روجيه اده كلمة اشار فيها الى ان "بكركي ناضلت وما زالت من اجل السلام"، معتبرا ان "لبنان الطائفي لا مستقبل له".
وقال: "نجتمع اليوم وطبول الحرب الاقليمية - الدولية الكبيرة تقرع وتهدد بالامتداد الى لبنان وهدير الحرب الاهلية يضج من وراء الحدود ويهدد السلم الاهلي اللبناني.
لذا، ندعو فورا الى التوافق في ما بيننا على تحييد لبنان عسكريا. ونبدأ الحوار الجدي بمشاركة لبنان الفكر والاقتصاد ولبنان المجتمع المدني، للتوافق على نظام
لا طائفي لا مركزي إتحادي، يعزز مناعتنا الوطنية المنهارة بسبب ما أفسدته الطائفية والفئوية اللعينة عبر الاجيال والمحن".
واضاف: "إن حياد لبنان العسكري هو حيادنا الايجابي لأنه يبقي حرياتنا وإلتزامنا القضايا اللبنانية والعربية وتلك الحضارية - الكونية، من دون ان نسمح بأن يبقى لبنان ساحة لأي حرب".
وتابع: "اما تصورنا الإنقاذي لنظام مستقبلي فنبنيه على تجربتنا التاريخية منذ القرن التاسع عشر لنبني لبنان الاستقرار والازدهار للقرن الحادي والعشرين، نازعين عنا آفة النظام الطائفي لمصلحة نظم جمهوري إتحادي، لا مركزي، لا طائفي، يعزز المواطنية في الدولة المدنية، دولة ديموقراطية الحريات جميعا".
وقال: "ان المواطنية اللبنانية لم تعززها صيغة ال1943 الميثاقية ولا صيغة الطائف إذ أصابها سرطان العصبيات الفئوية الذي تفشى في النفوس والنصوص والاداء السياسي الفاسد والمفسد، فتعطلت لغة العقل وتكلمت الانانيات متدنية الى ادنى مستويات الخطاب السياسي والفساد الفكري والمادي". واكد اننا "نتضامن مع الثائرين من اجل حريات الشعوب العربية وكراماتها، لأن الشعوب الثائرة لن ترحم".
وطالب ب"تحييد لبنان عسكريا وفق النموذج النمساوي، في مقابل تفعيل اتفاق الهدنة وترسيم حدودنا مع اسرائيل وسوريا والبحر المتوسط برعاية الامم المتحدة ومؤسساتها المختصة وبضمان منها، بحيث تكون القوى الذاتية للدولة مسؤولة حصرا عن ممارسة السيادة والدفاع عن كل شبر من ارض لبنان وأجوائه وحدوده البحرية الاقتصادية".
واضاف: "اما حين يستدعي اي اعتداء على لبنان مساندة مقاومة شعبه، فالحق التنظيمي والتمويلي واللوجستي لهذه المقاومة تتولاه المؤسسات الامنية والسياسية والديبلوماسية للدولة على غرار النموذج السويسري". ودعا الى "اعادة النظر جذريا في الصيغة الدستورية الطائفية اللبنانية التي فشلت في تحقيق المواطنية اللبنانية والسلام اللبناني الدائم بين مكونات الدولة –الكيان".
وتابع: "نؤمن بان إلغاء الطائفية إلغاء مطلقا من النصوص والنفوس ممكن وآمن ولازم. ويتعين اعتماد بنية دستورية متماسكة ومتكاملة تعتمد اللامركزية الواسعة بحيث يكون لكل محافظة حاكم ينتخبه مباشرة ناخبو المحافظة، ومجلس محافظة منتخب بالنسبية من دون حد ادنى وبلوائح مغلقة. ويضاف الى المنتخبين لمجلس المحافظة رؤساء البلديات فيها. ويكون النواب المنتخبون في المحافظات اعضاء حكما في المجلس النيابي الاتحادي. لذلك، يتعين ان يعاد ترسيم حدود المحافظات بتقسيم جبل لبنان المتصرفية الى خمس محافظات، وتقسيم الاقضية التاريخية الاربعة الى محافظتين، على ان تبقى بيروت الكبرى ثلاث محافظات".  ودعا الى "تحقيق استقلال القضاء ووضع قانون لا طائفي للاحزاب والفصل بين النيابة والوزراة وانتخاب رئيس جمهورية مباشرة من الشعب وضرورة اشراك المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة"، مشددا على "ضرورة ان يعود لبنان وطن لجوء الاحرار الهاربين".  وختم: "اني واثق بان السلام اللبناني والازدهار الانساني والاقتصادي مستحيلا التحقيق إن لم نجرؤ على المخاطرة بالتغيير الجذري بدءا بالحياد العسكري، وبالتوافق على الغاء الطائفية عبر ديموقراطية مدنية حديثة تعتمد النظام الاتحادي اللامركزي بحيث توفر لنا افضل الحظوظ لتطوير المواطنية اللبنانية العادلة وإنهاء الحرب الاهلية الدائمة وإنجاح حلم لبنان الرسالة، رسالة التقاء الحضارات على قيم انسانية جامعة أهمها الحريات وحقوق الشعوب في المشاركة في تقرير مصيرها".

كيروز قدم اقتراح قانون لالغاء عقوبة الاعدام والاخذ بأحدث التشريعات واعادة تأهيل المجرم ورفع الضرر عن الضحية
وطنية - 6/2/2012 قدم النائب إيلي كيروز اقتراح قانون الى المجلس النيابي عبر رئيس المجلس نبيه بري يرمي الى الغاء عقوبة الاعدام من المنظومة القانونية اللبنانية واستبدالها بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعتقال المؤبد.
وطلب كيروز إحالة الاقتراح الى اللجان النيابية عملا بأحكام المادتين 101 و102 من النظام الداخلي لمجلس النواب وصولا الى مناقشته والتصويت عليه في الهيئة العامة للمجلس النيابي.
الاسباب الموجبة
في الاسباب الموجبة لالغاء عقوبة الاعدام في لبنان: "لن يكون هناك سلام اجتماعي دائم، لا في قلوب الافراد ولا في اخلاق الناس، ما لم يوضع الموت خارج القانون (Albert Camus).
يتطلع لبنان في هذه الحقبة من تاريخه الى النهوض والسير قدما على طريق بناء دولة القانون والحريات وحقوق الانسان، والى الاستفادة من حركة التطور التشريعي في العالم، من هنا لا بد أن تواكب المنظومة الجزائية اللبنانية أحدث ما حققته التشريعات المقارنة والمعاهدات الدولية الساعية الى تأمين شروط أفضل وظروف أكثر انسانية وعدالة لمعالجة الجريمة كظاهرة اجتماعية والمجرم كشخص بشري. وفي هذا الإطار، تأتي ضرورة الغاء عقوبة الاعدام من المنظومة الجزائية اللبنانية لاعتبارات متعددة نوجز ابرزها:
أولا: في الدستور اللبناني:
"
لقد نص الدستور اللبناني في مقدمته على أن لبنان هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة، وعلى أنه ملتزم مواثيقها والاعلان العالمي لحقوق الانسان، وعلى أن الدولة تجسد هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات دون استثناء، إن تجسيد هذه المبادئ التي ينص عليها الدستور، والتي أصبحت جزءا من المنظومة القانونية اللبنانية، يفرض تعديلا في التشريعات الجزائية المخالفة، لإلغاء عقوبة الاعدام.
ثانيا: في الاعلان العالمي لحقوق الانسان:
"
إن إلغاء عقوبة الإعدام ينسجم مع المنحى العام للاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يقوم على عمادين: العماد الأول هو المادة الثالثة من الاعلان التي تقول: لكل انسان الحق في الحياة والعماد الثاني الذي يتشكّل من المواد 18 وما بعدها والذي يمهد لسلسلة من الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية والثقافية. إن هدف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أبراز فرادة الحياة البشرية والحفاظ عليها".
ثالثا: في الاتجاه التشريعي الدولي:
"
إن الاتجاه التشريعي الغالب على المستوى الدولي يحرم بوضوح وصراحة تطبيق عقوبة الإعدام ويعتبرها من المخلفات التشريعية البائدة، من هنا، لا بد للمشترع اللبناني من أن يواكب هذه الحركة التي تسود العالم، وأن يأخذ منها أحدث وأفضل ما فيها في سبيل معالجة أكثر عدالة وإنسانية لأسباب الجريمة وللمجرم".
رابعا: في فلسفة العقاب:
"
لا يجوز، في مواجهة الجريمة، أن نلجأ الى فرض حكم الإعدام، وذلك لتبرير التقصير في مكافحة الرذيلة، من هنا لا بد من إعادة النظر بالسياسة الجنائية ومن اصلاح التشريع العقابي في القانون اللبناني، لتغيير مفهوم العقوبة وغايتها، من ردع المجرم والانتقام المقونن منه، الى إعادة تأهيله وتسهيل انخراطه في المجتمع بالاضافة الى رفع الضرر عن الضحية".
خامسا: في استحالة تصحيح الخطأ القضائي:
"
لقد أثبتت سيرة المحاكمات في العالم عدم عصمة القضاء عن امكانية الخطأ، من هنا إن أي سوء تطبيق للعدالة أو فشل لها في تنفيذ عقوبة الاعدام لا يمكن الرجوع عنه والتعويض عليه".
سادسا: في تنفيذ حكم الاعدام في لبنان:
"
ان طريقة تنفيذ الاعدام في لبنان غالبا ما تؤدي الى نتيجة معاكسة للغاية العقابية المرجوة اصلا من تنفيذ العقوبة وهي الردع ذلك أن الطريقة فيها الكثير من التحقير للكرامة البشرية، وتثير مشاعر التعاطف الشعبي مع المحكوم عليه اكثر من السخط على جريمته".
واشار الى انه بناء على ما سبق بيانه أعلاه، "نتقدم من الهيئة العامة لمجلس النواب باقتراح القانون الآتي نصه:
اقتراح قانون
يرمي إلى إلغاء عقوبة الإعدام
واستبدالها بالأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعتقال المؤبد
المادة الأولى: تلغى عقوبة الاعدام أينما وردت في القانون اللبناني ولاسيما في قانون العقوبات وقانون العقوبات العسكري، وتستبدل بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد وذلك وفق طبيعة وظروف الجرم المرتكب".
المادة الثانية: يستفيد من أحكام هذا القانون المحكومون بالاعدام بتاريخ سابق لصدوره والذين لم يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم وتستبدل عقوبتهم بالأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد.
المادة الثالثة: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.
 

 تقارير عن إطلاق النظام السوري سراح العقل المدبر لتفجيرات لندن ومدريد  يعتقد أنها إشارة تحذير لواشنطن ولندن
 
لندن: الشرق الأوسط/ أفادت تقارير صحافية في بريطانيا بأن سلطات النظام السوري أقدمت على إطلاق سراح أبو مصعب السوري، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات لندن قبل 7 سنوات في ما يبدو أنه تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا من عواقب سقوط النظام وإدارة ظهورهم له في مواجهة الانتفاضة التي تشهدها البلاد.  ونقلت صحيفة «تليغراف» خبر الإفراج عن السوري، واسمه مصطفى ست مريم نصار، من معتقله في حلب عن موقع إلكتروني للمعارضة السورية.  كانت المخابرات الأميركية قد اعتقلت السوري في باكستان على ما يبدو عام 2005 ورحلته إلى بلده الأصلي في إطار برنامج نقل السجناء خارج الولايات المتحدة. وإلى جانب أنه مطلوب في بريطانيا فأبو مصعب السوري مطلوب أيضا لاتهامه بالمسؤولية عن تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، التي أسفرت عن 191 قتيلا وتفجيرات مترو باريس عام 1995. كانت تفجيرات مترو أنفاق لندن في 7 يوليو (تموز) 2005 قد أسفرت عن 52 قتيلا و700 مصاب. وتقول الصحيفة البريطانية: إن النظام السوري ربما أفرج عن أبو مصعب كرد فعل على الحملة الأميركية والغربية ضده.  وإذا صح نبأ الإفراج عنه فإن هذا يعد بمثابة ضربة كبيرة في القضاء على تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيميها أسامة بن لادن في غارة بباكستان في مايو (أيار) الماضي وأنور العولقي في اليمن بسبتمبر (أيلول) الماضي. وقبيل اعتقال السوري كان يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون خليفة بن لادن في قيادة التنظيم. من جانبها، قالت هيلينا، زوجة السوري، إسبانية الأصل التي أشهرت إسلامها بعد زواجها به، وتقيم حاليا في قطر، إنها لم تسمع عن زوجها أي خبر، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي منذ اختفائه عام 2004، وأضافت: «آمل أن يجتمع شملنا مرة أخرى في يوم من الأيام»، حسب الصحيفة البريطانية.
 
 
كلينتون: سنضاعف جهودنا مع شركائنا لمواجهة مجلس أمن عقيم.. وسنجفف موارد تمويل النظام
 
مؤتمر في ميونيخ يتحول إلى منصة غضب عربية - تركية على الفيتو الروسي - الصيني
 
ميونيخ - لندن: الشرق الأوسط/ وصفت الولايات المتحدة أمس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا بأنه «مهزلة»، وقالت إنها ستعمل مع دول أخرى لدعم حدوث تغيير ديمقراطي في سوريا. ولم تكبح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حدة انتقادها للفيتو الروسي الصيني رغم أنها لم تذكر أي دولة منهما بالاسم. وقالت «ما حدث في الأمم المتحدة كان مهزلة». بينما لم يخف المسؤولون العرب المشاركون في مؤتمر حول الأمن في ميونيخ غضبهم إثر الفيتو المزدوج، ووصل رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.  وكان مشروع القرار الذي أحبطته روسيا والصين يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي بعد انتفاضة دموية مستمرة منذ 11 شهرا. كما كان يدعم بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه وسحب القوات من المدن والبدء في عملية تحول ديمقراطي.  وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف خلال زيارة قصيرة لبلغاريا، أمس «الدولتان اللتان رفضتا دعم خطة الجامعة العربية تتحملان المسؤولية كاملة عن حماية الآلة الوحشية في دمشق». وأضافت «سيتعين علينا في مواجهة مجلس أمن عقيم أن نضاعف جهودنا خارج نطاق الأمم المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الذين يدعمون حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل». وتابعت «يجب أن نكثف الضغط الدبلوماسي على نظام الأسد والعمل على إقناع المقربين من الرئيس الأسد على ضرورة رحيله».
 
وقالت كلينتون أيضا، إن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لمحاولة تشديد العقوبات «لتجفيف موارد التمويل وشحنات الأسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام».
 
وقالت كلينتون بحسب وكالة «رويترز»: «سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام ويرسلون إليه الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والأطفال». ومضت تقول «سنعمل مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير».
 
ولم تذكر كلينتون أي تفاصيل عن الدول التي قد تتعاون في هذا الأمر أو ما الذي ستفعله تحديدا، ولكن الولايات المتحدة تسعى على ما يبدو لتشكيل مجموعة «أصدقاء سوريا» للعمل معا في ظل عدم القدرة على إحراز تقدم في الأمم المتحدة بسبب روسيا والصين.  دعا وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أمس، إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء في سوريا. وقال فسترفيلي للصحافيين، خلال مؤتمر أمني دولي في مدينة ميونيخ الألمانية: إنه ينبغي على تركيا وجامعة الدول العربية الاضطلاع بدور رئيسي في تشكيل مثل تلك الهيئة. وأضاف فسترفيلي في كلمته عقب إخفاق مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بشأن سوريا: إن مجموعة الاتصال تلك ستضيف «حراكا جديدا» إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية. واقترح فسترفيلي تشكيل تلك الهيئة لتكون على غرار مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تشكلت العام الماضي.  وفي ميونيخ، واجهت سوريا نقدا عربيا - تركيا لاذعا، حيث لم يخف مسؤولون عرب وأتراك غضبهم إثر الفيتو الروسي - الصيني من المشاركين في مؤتمر حول الأمن في المدينة الألمانية. ووصل رئيس الحكومة التونسي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.
 
وقال حمادي الجبالي في تصريح أدلى به على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ، إن «الشعب السوري ينتظر أفعالا (..) أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري (..) علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى».  وحول تعطيل الصين وروسيا تبني قرار يدين القمع في سوريا في مجلس الأمن الدولي، أدان الجبالي «الاستخدام المفرط لحق النقض» في المجلس، مضيفا أنه «حق يتم استغلاله وعلى الأسرة الدولية مراجعة هذه الآلية».
 
من جهته، رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ أيضا أن تصويت روسيا والصين شكل «إشارة سيئة» إلى الأسد «تعطي حق القتل».  وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا «للأسف كان أمس يوما حزينا وهذا ما كنا نخشاه بالضبط».  ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن التصويت يدل على «استمرار عقلية الحرب الباردة». وأضاف أن «روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار، بل ضد الغرب».
 
ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب في الحادي عشر من الشهر الحالي في القاهرة لمناقشة تطورات الملف السوري، وأعلن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون إمكانية عرض الخطة العربية مجددا في إطار جديد أمام مجلس الأمن في وقت لاحق.  وقال إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم «مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن». وأعلن العربي أمس أن الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل وقف أعمال العنف في سوريا، وذلك غداة إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية.  وقال العربي في بيان، إن «إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية». وبدورها، عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أمس عن «أسفها العميق لفشل مجلس الأمن في التوصل لاتفاق حول سوريا»، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو «حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة».  وفي سياق متصل، انتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج صراحة أمس صمت إيران إزاء قمع النظام السوري للمتظاهرين في سوريا. ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن أرينج المتحدث باسم الحكومة قوله خلال اجتماع في بورصة (شمال غرب) لحزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الإسلامي) الحاكم «إني أتوجه إليك يا جمهورية إيران الإسلامية. لا أدري إن كنت جديرة بأن تحملي اسم الإسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سوريا؟».
 
نعم.. الرعب وراثة في سوريا
 طارق الحميد/الشرق الأوسط
 
كم كان محقا السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة وهو يقول: «إن الرعب شيء وراثي في دمشق»؛ فالسفير جيرار أرو يقول: «إن الأسد الأب قام بعملية قتل جماعي، والابن يفعل الشيء نفسه». لكن السؤال هنا هو: هل يصمت العرب على جرائم الابن كما فعلوا مع جرائم الأب؟  قوة نظام الأسد، الأب والابن، لم تكن بسبب ما امتلكوه من إمكانات، بل لأنهم اعتادوا الإفلات من العقاب والعواقب؛ حيث إنهم لم يدفعوا ثمنا جادا في يوم من الأيام، سواء بلبنان، قديما وحديثا، أو حتى بالعراق؛ فالنظام الأسدي لم يؤذِ سوريا وحدها، بل المنطقة برمتها، وعلى مدى أربعين عاما، تارة بالطائفية، وأخرى بالترهيب، هذا عدا عن العنف والابتزاز، وها هي صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية تكشف، أمس، عن أن نظام بشار الأسد قد قام، الأسبوع الماضي، بإطلاق سراح أبو مصعب السوري، مخطط تفجيرات 7 - 7 في لندن، وهذا يعني، ببساطة، أن النظام الأسدي يعود للعبة التي يتقنها جيدا، وهي استخدام الإرهاب والإرهابيين!
 
نظام الأسد اعتاد استغلال أخلاقيات خصومه، حتى وهم يدافعون عن الحق، وينصرون المظلوم، لكن مع وقوع آلاف القتلى السوريين، وعملية الترهيب الممنهجة التي تقوم بها القوات الأسدية، ولجوء محاميَي الطاغية بمجلس الأمن، روسيا والصين، لاستخدام حق النقض (الفيتو)، فإن على العرب اليوم الابتعاد عن وصفات «العربي» المتراخية، خصوصا أنه قد ثبت أن النظام الأسدي غير صادق، وغير قابل للإصلاح، بل إن مجرد الحديث عن الإصلاح اليوم يعني إضاعةً للوقت؛ لذا فإن على العرب الآن العمل على إنجاح المبادرة الفرنسية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مساء السبت الماضي، والتي قال فيها: «إن فرنسا لن تستسلم»، وكشف عن أن باريس «تتشاور مع شركائها الأوروبيين والعرب بهدف تشكيل مجموعة أصدقاء للشعب السوري يكون هدفها تأمين دعم المجتمع الدولي لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية». بل لا يجب الاكتفاء بهذا الحد، الذي طالما طالبنا به هنا مرارا وتكرارا؛ فيجب أن تكون أولى مهمات «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» هي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ودعمه بجميع أنواع الدعم، كما يجب أن تكون مهمتها أيضا توفير الممرات الآمنة، ومنطقة عازلة للسلاح، وهو أمر يمكن تحقيقه بحال تشكل ما يسمى «تحالف الراغبين» من الدول العربية، والمجتمع الدولي، أوروبا وأميركا، ولا بد من أن تسعى تلك الدول، خصوصا العربية منها، إلى طرد سفراء طاغية دمشق من عواصمها، وهو أمر مستحق، ولا بد من فعله الآن، وأكثر من أي وقت مضى؛ لأنه لا أمل بإصلاح النظام الأسدي، ومهما قالت موسكو، وحتى إن أرسلت كلا من وزير خارجيتها ورئيس استخباراتها لإقناع الأسد بذلك.  ملخص القول: إن دعم المبادرة الفرنسية الخاصة بمجموعة أصدقاء الشعب السوري الآن بات أمرا حتميا، خصوصا بعد أن ثبت أن «الرعب شيء وراثي في دمشق

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

في العام ٢٠٠٨ وعلى أثر الزيارة التي قام بها رئيس "التيار الوطني الحرّ" إلى دمشق داعياً اللبنانيين إلى الإنفتاح على النظام السّوري، حدّدنا يومذاك ستة شروط للقبول بهذا الإنفتاح وهي:

١ـ إنتظار نتائج التحقيقات الجارية من قِبَل المحكمة الدولية حول الإغتيالات السياسية التي طالت عدداً من الشخصيات اللبنانية باعتبار ان النظام السّوري هو المُتهَم الرئيسي بالوقوف وراء تلك الإغتيالات.
٢ـ تسليم جميع المسؤولين السّوريين المتورطين في جرائم فردية أو جماعية ضدّ الشعب اللبناني منذ العام ١٩٧٦ إلى اليوم لمحاكمتهم أمام القضاء اللبناني أو الدولي.
٣ـ الكفّ عن التدخل في الشؤون اللبنانية ووقف تهريب الأسلحة إلى المنظمات المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية.
ـ إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون السّورية.
٥ـ ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بدءاً من مزارع شبعا مع الإحتفاظ بحق استرجاع المناطق المسلوخة عن لبنان الواقعة على سلسلة الجبال الشرقية.
٦ـ تقديم إعتذار رسمي للشعب اللبناني عن كل المآسي والنكبات التي حلّت به على يد النظام الأسدي خلال فترة احتلاله للبنان وبعد انسحابه منه.
طبعاً لم ينفّذ النظام السّوري أيّاً من هذه الشروط، لا بل شدّد قبضته على لبنان سياسياً وأمنياً وفرض عليه تشكيل حكومة موالية له لتوظيفها في مواجهة الثورة الشعبية القائمة ضدّه، وفي التهرّب من العقوبات الدولية والعربية المفروضة عليه والإلتفاف عليها.
أما موقف الثورة السّورية فجاءَ مغايراً كلّياً لموقف النظام السّوري، حيث وجّه المكتب التنفيذي "للمجلس الوطني السّوري" بتاريخ ٢٥ كانون الثاني المنصرم رسالةً إلى الشعب اللبناني تضمّنت معظم الشروط المذكورة أعلاه، أي ترسيم الحدود وضبطها ومنع تهريب الأسلحة، وإنهاء الدور الأمني والإستخباراتي في لبنان وعدم التدخّل في شؤونه، وتشكيل لجنة سورية ـ لبنانية مشتركة لمعالجة ملفّ المفقودين، مضافاً إليها إعادة النظر في الإتفاقيات الموقّعة بين البلدين وتركيز العلاقات بينهما في إطار التمثيل الديبلوماسي الصحيح... وبتاريخ ٢١ كانون الثاني المنصرم وجّه "الجيش السّوري الحُرّ" إعتذاراً للبنانيين عمّا ذاقوه من نظام الأسد الأب والإبن.

إن اللبنانيين الشرفاء إذ يشكرون القيّمين على الثورة السّورية على هذه البادرة الطيّبة وما حملته من نوايا حسنة، يجدّدون دعمهم الكامل لهذه الثورة المجيدة ويتمنّون لها النجاح العاجل في التخلّص من هذا النظام الفاشي رحمةً بالشعبين السوري واللبناني.
لبَّـيك لبـنانLاتيان صقر ـ أبو أرز

 فرق خاصة من المخابرات السورية في البقاع
شتورة ـ "المستقبل"/كشفت مصادر مقرّبة من لجان تنسيقيات الثورة السورية عن معلومات أمنية تفيد بوجود فرق خاصة من المخابرات السورية مكلّفة بمهام أمنية في البقاع. وأشارت إلى أنّ عمل تلك الفرق يهدف للاحاطة بكل ما له علاقة بالنازحين السوريين لا سيما النشطاء منهم. وذكّرت بأكثر من حادث خطف نفّذته هذه الفرق واستهدفت معارضين سوريين في غير منطقة بقاعية. وأوضحت المصادر عينها أنّ الفرق المذكورة تتشكّل من عنصرين أو ثلاثة على الأكثر وتتبع مباشرة "قيادة ميدانية" مقيمة في البقاع، مؤلفة من خمسة ضباط يعملون براحة تامة بفضل تسهيلات وفّرتها لهم أحزاب لبنانية موالية للنظام السوري تتميّز هي الأخرى بتركيبة أمنية حديدية!. ورصد ناشطون سوريون مناهضون للنظام تحرّكات لفرق "مجموعة الخمسة" في بلدات برالياس وجلالا وتعلبايا ومدينة زحلة.

فيلتمان يزور بيروت لتعزية بنسيب لحود
علمت "النهار" ان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، سيزور بيروت خلال اليومين المقبلين ناقلا رسالة تعزية من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى عائلة النائب الراحل نسيب لحود. ولم يعرف ما اذا كان فيلتمان سيجري لقاءات اخرى على هامش هذه الزيارة

رئيس الجمهورية حضر القداس الاحتفالي في عيد أبرشية بيروت للروم الكاثوليك
النهار/حضر رئيس الجمهورية ميشال سليمان، عصر السبت الماضي، القداس الاحتفالي في كاتدرائية القديس يوحنا الذهبي الفم في مطرانية بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك برئاسة راعي الابرشية المطران كيريللس سليم بسترس، في مناسبة عيد الأبرشية. كذلك حضر الرئيس امين الجميل، السفير البابوي غبريالي كاتشا وممثلو الطوائف المسيحية وكهنة الابرشية ووزراء ونواب وفاعليات وحشد من المصلين. والقى بسترس عظة جاء فيها: "إن لبنان، هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير برسالته، في حاجة إلى جميع أبنائه. ولن ينقذه إلا الولاء الكامل المطلق له، فنكون، كما يقول نشيدنا الوطني، "كلنا للوطن"، أي للبنان المعافى، السيد، الحر، المستقل والمستقر، والنابع قراره من ذاته لا من الخارج. فالدولة هي ضمان الوحدة وضمان الجميع عبر مؤسساتها، ولا حياة لأي فريق خارجها. إن لبنان لا يمكن أن يحقق رسالته في التنوع والتميز والعطاء على الصعيدين الإقليمي والدولي، خارج وجود الدولة ومؤسساتها. وأنتم، يا فخامة الرئيس، تجسدون هذا التطلع وتعملون في سبيله، ويشهد على ذلك تاريخكم المعروف في المؤسسة العسكرية التي حرصتم على إبقائها موحدة. ومن ثم، فإن دعوتكم المتكررة إلى طاولة الحوار لا بد من أن تستجاب، لأنها نابعة من حرصكم على وحدة الحكم والمحافظة على مكونات لبنان الواحد، التي هي السبيل لاجتياز الصعاب الجسيمة التي تجتازها البلاد(...)". وبعد تقبل التهاني في صالون الكنيسة، دون سليمان كلمة في السجل الذهبي للأبرشية. ثم قدم بسترس اليه أيقونة تاريخية، فيما قدم سليمان الى الأبرشية درع رئاسة الجمهورية "تقديراً لدورها الانساني والوطني”.

عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان: 620 مفقوداً لبنانياً لا يعترف بهم النظام السوري
السياسة/دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان, أمس, إلى إلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري "لأنه يمثل أخطر معاهدة يمكن أن توقع بين بلدين", واصفًا إياها ب¯"الكارثة", سيما وأن المادة الرابعة منها "تتكلم عن إعادة تمركز للقوات السورية في لبنان وهي انسحبت بالكامل".  واعلن أوغاسبيان, في حديث إذاعي, أنه "عند ترؤسه اللجنة التقنية المشرفة على الاتفاقيات بين لبنان وسورية, تبين وجود 42 اتفاقية تم تعديل 28 منها اتفاقية وزارة العمل والتي ترتبط بفتح مجالات العمل بين الجانبين أو اتفاق الاتصالات والسياحة والصحة والتربية وغيرها". أما في ما يخص لجنة المفقودين في السجون السورية, أوضح أوغاسبيان أن "الإحصاء يدل على أن هناك نحو 620 معتقلاً مفقودًا لا يعترف بهم الجانب السوري", مضيفا "اننا لسنا في وضع سياسي يسمح بإعادة فتح هذا الملف نتيجة الانقسام الداخلي والخلافات والصراعات بين المسؤولين". وفي موضوع الحدود, لفت إلى أن "هناك ثلاثة محاور تم العمل عليها, الأول: من الجانب اللبناني حيث تم إنشاء لجنة لتحضير الملفات والوثائق المتعلقة بوجهة النظر اللبنانية بالنسبة للحدود, باستثناء شبعا والمناطق التابعة للقرار 1701 في المرحلة الأولى, وبطلب سوري بدأ المسح من العريضة (في شمال لبنان), وفي الاجتماع بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والطرف السوري كان من المفترض أن تجتمع اللجنة اللبنانية والسورية, ولكن السوريين ماطلوا". ولفت إلى أن "الدراسة الأمنية التي وضعت تحدد قطاعات الحل للقوى الأمنية وتوزيع مسؤولياتها على الحدود إضافة إلى التدابير الأمنية في المراكز الموجودة على الحدود".

الإفراج عن رجل الاعمال السوري محمد غياث الجابي على طريق رياق مقابل فدية مالية
بيروت - يو بي آي: أفرج مجهولون, أمس, عن رجل اعمال سوري كان اختطف قبل يومين فور دخوله الاراضي اللبنانية من نقطة المصنع الحدودية في وادي البقاع شرق لبنان, بعد دفع فدية مالية.
وقالت مصادر امنية انه تم ترك رجل الاعمال السوري محمد غياث الجابي على طريق رياق- بعلبك شرق لبنان, مقابل فدية مالية تقدر بمبلغ مليون ليرة سورية ومصاغ ذهبي عائد لزوجته, بعد مفاوضات تمت ليل اول من امس بين زوجته والخاطفين من دون ابلاغ الاجهزة الامنية. واشارت المصادر إلى أن رجل الأعمال سلم نفسه إلى القوى الامنية بعد الافراج عنه.

تركيا وقطر تحذرتا من كارثية الحرب على المنطقة وشددتا على ضرورة إستئناف الحوار
إيران تهدد بمهاجمة أية دولة تشارك في ضربها

طهران, ميونيخ (ألمانيا), تل أبيب - وكالات: هدد "الحرس الثوري" الإيراني, أمس, بضرب أية دولة تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية, فيمت حذرت تركيا وقطر من مخاطر الحرب المحتملة على المنطقة, مؤكدتين ضرورة الحوار بين طهران والغرب. وقال نائب قائد "الحرس الثوري" العميد حسين سلامي لوكالة "فارس" شبه الرسمية, أمس, ان "أية بقعة يستخدمها العدو لشن عمليات عدائية ضد إيران ستكون معرضة لهجوم انتقامي من قواتنا المسلحة". من جهته, أكد قال قائد القوة البرية في "الحرس الثوري" العميد محمد باكبور ان بلاده "لن تكون البادئة بالحرب أبداً", لكن رد فعلها علي أي هجوم عسكري سيكون "صاعقاً وهجومياً", مشيراً إلى أن قوات الحرس "لديها القدرة على تنفيذ عمليات رادعة".
وجاء موقف باكبور على هامش المناورات التي أجرتها القوات البرية التابعة ل¯"الحرس الثوري", أمس وأول من أمس, في جنوب إيران. وأوضح المسؤول العسكري أن الهدف من المناورات هو "تطوير إمكانات الوحدات لمواجهة أي تهديدات". بدوره, أعلن نائب القائد العام للجيش العميد عبد الرحيم موسوي أن القوة الجوية "في كامل جهوزيتها وذلك في ظل استخدامها المعدات الحديثة والإجراءات التكتيكية", فيما أكد وزير الدفاع أحمد وحيدي أن إيران لم تستورد أي سلاح من الخارج, وأن صناعاتها الدفاعية تنتج جميع القطع التي تحتاجها القوات المسلحة. في سياق متصل, حضت تركيا وقطر, أمس, الدول الغربية على عدم مهاجمة ايران, وبذل مزيد من الجهود للتفاوض لإنهاء النزاع بشأن برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو, في كلمة خلال مؤتمر ميونخ الأمني, ان أي هجوم سيكون "كارثة" على المنطقة, وان النزاع بشأن برنامج ايران النووي يمكن حله على وجه السرعة.
وأكد أنه "إذا توافرت الارادة السياسية القوية والثقة المتبادلة فسيمكن حل هذه المشكلة في بضعة ايام", مشيراً إلى أن "الخلاف الفني ليس كبيراً جداً, والمشكلة هي الثقة المتبادلة والارادة السياسية القوية".
واضاف ان "الخيار العسكري سيحدث كارثة في منطقتنا, لذا فقبل هذه الكارثة يجب ان يتوخى الجميع الجدية في المحادثات, ونأمل أن يلتقي الطرفان قريباً من جديد لكن هذه المرة ستكون هناك نتيجة كاملة".
بدوره, قال وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية, في كلمة له أمام المؤتمر, ان شن هجوم "ليس حلاً, وتشديد الحظر على ايران سيجعل السيناريو اسوأ", مضيفاً "أعتقد انه مع حلفائنا وأصدقائنا في الغرب يجب ان نفتح حوارا جادا مع الايرانيين للخروج من هذه المعضلة. هذا ما نشعر به في منطقتنا". وفي تل أبيب, أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, أن القوة الاقتصادية والعسكرية هي ضمانة الدولة العبرية الوحيدة للدفاع عن أمنها, بعد التطورات الاخيرة في ايران وسورية.
وقال في بداية اجتماع الحكومة الاسبوعي "في الايام القليلة الماضية تذكرنا مجددا طبيعة الجوار الذي نعيش فيه. وفي منطقة كهذه فإن الشيء الوحيد الذي يضمن وجودنا وأمننا وازدهارنا هو القوة, لذلك سنواصل بناء قوة اسرائيل العسكرية والاقتصادية والاجتماعية, فهذه هي الضمانة الوحيدة للسلام كما انها دفاع اسرائيل الوحيد في حال انهيار السلام". واضاف "لقد سمعنا تصريحات حكام ايران عن تدمير اسرائيل, وشاهدنا الجيش السوري يذبح ابناء شعبه, ورأينا حوادث اخرى لسفك الدماء, وفي منطقتنا, يوجد العديد من الحكام الذين ليست لديهم اي موانع اخلاقية لقتل جيرانهم او شعبهم". وكان نتانياهو يشير الى تصريحات للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي في خطبة الجمعة الماضي, والى التقارير التي تتحدث عن عمليات قتل للمدنيين بنيران الجيش السوري.

تظاهرات في ثمانين مدينة أميركية وكندية رفضاً للحرب
نيويورك - ا ف ب: تظاهر الآلاف في ثمانين مدينة أميركية وكندية تلبية لدعوة من تجمع منظمات سلمية إلى "يوم تحرك جماهيري" للتحذير من حرب أميركية محتملة على ايران. وفي مانهاتن بقلب نيويورك, تجمع نحو 500 شخص في ساحة تايمز سكوير, مساء أول من أمس, وساروا حتى مقر البعثة الاميركية في الامم المتحدة وقنصلية اسرائيل. وكتب على لافتة عملاقة تقدمت المسيرة "لا للحرب, لا للعقوبات, لا للتدخل, لا للاغتيالات". وقالت مديرة منظمة "العالم لا يمكنه الانتظار" في نيويورك ديبرا سويت ان "ما تقوم به الحكومة الايرانية لا يبرر على الإطلاق ان تعلن الولايات المتحدة الحرب" على هذا البلد, مضيفة "لا أعرف ماذا سيفعل (الرئيس الاميركي باراك) اوباما لكنني أعرف ماذا فعل وهو فرض عقوبات قاسية لن تطال سوى الناس العاديين". و"العالم لا يمكنه الانتظار" واحدة من الحركات السلمية والحقوقية الستين التي دعت الى هذا التحرك. وأعلنت هذه المنظمات في كتيب وزع خلال التظاهرة ان "حرب الولايات المتحدة على ايران بدأت في أي حال", مشيرة خصوصاً الى "العقوبات الاقتصادية القاسية" التي فرضت على الجمهورية الاسلامية, و"انتشار حاملات الطائرات الاميركية قرب الساحل الايراني". وإلى نيويورك, نظمت تظاهرات في مدن اميركية عدة بينها شيكاغو (شمال) وسان فرانسيسكو ولوس انجليس (غرب) وواشنطن وبوسطن وفيلادلفيا (شرق وشمال شرق), وكذلك في مدينتي كالغاري وفانكوفر غرب كندا.
 
مخاوف على القطاع المصرفي في لبنان جراء استغلاله من
"حزب الله" لتبييض أموال المخدرات والجرائم
السياسة - خاص:  أعربت مصادر مصرفية لبنانية رفيعة المستوى, أمس, عن خشيتها من الانعكاسات السلبية التي قد يولدها قيام "حزب الله" باستغلال الجهاز المصرفي اللبناني لإدارة وتبييض الأموال الطائلة التي تدرها تجارة المخدرات والجريمة المنظمة التي يمارسها الحزب خارج لبنان.  وقالت المصادر ل¯"السياسة" إن الجهاز المصرفي اللبناني "يقف على شفا هاوية نتيجة التضخم الهائل لهذه الأموال الناتجة بشكل رئيسي عن تجارة المخدرات التي يمارسها عناصر "حزب الله" في دول أميركا الجنوبية (بنما وكولومبيا ومثلث الحدود) وكذلك في دول أفريقيا وأوروبا, حيث أن أغلب الحسابات يتم فتحها من قبل عناصر الحزب الذين يعرفون عن أنفسهم كأشخاص عاديين من دون ذكر أي علاقة تربطهم بالحزب".  وكشفت المصادر في هذا السياق عن "حساب مصرفي رقمه 145178 في بنك لبنان كندا, حيث تمت إدارته من قبل مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله وتم استخدامه كحساب لتمرير الأموال الخاصة بالحزب".  وأشارت الى أن "حزب الله" يتوخى في جميع تعاملاته المالية التي تتم عبر المصارف اللبنانية, عدم الإشارة إلى أي علاقة له بهذه التعاملات, وذلك لإدراكه للأخطار التي قد يولدها ذلك على استمرار استخدامه هذه المصارف من جهة, وللآثار السلبية التي قد يولدها افتضاح أمره على المصارف نفسها خاصة من قبل المؤسسات المصرفية الدولية.  وأوضحت أن "حزب الله" وبعض الجهات العاملة في المصارف اللبنانية يعمدان إلى "التحايل بحسب مبدأ ما يعرف باسم "اعرف زبونك" (Know Your Client KYC).  وأضافت المصادر ان "حزب الله" لا يكتفي بإدارة أمواله المشبوهة في المصارف اللبنانية بل إنه استغل "خبرته" في هذا الإطار لتقديم هذه الخدمة إلى جهات أخرى تبحث عن طريقة لتبييض أموالها مقابل عمولات دسمة.  وأشارت إلى أن ما يقوم به الجهاز المالي للحزب في البنوك اللبنانية يعرض الجهاز المصرفي اللبناني برمته للخطر, وكذلك المصارف الأخرى التي تتعامل معه من خارج لبنان, والتي قد تتعرض هي الأخرى لعقوبات منها على سبيل المثال لا الحصر إدراج أسماء المصارف اللبنانية في القائمة السوداء المعروفة باسم  "financial Action Task Force on Money Laundering", وهو جهاز لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب على المستوى الدولي.  ونوهت المصادر إلى أن الجهاز المصرفي في لبنان يعتبر أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الدولة وأكثرها استقراراً, حيث أنه لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية العام 2008, مشيرةً إلى أن هذا الجهاز يضم 131 مصرفاً تدير مبلغاً يعادل أربعة أضعاف الناتج القومي اللبناني ويقدر ب¯ 88.5 مليار دولار.
 
وذكرت بأن أحد أهم المؤسسات المالية التابعة لحزب الله المعروفة باسم "بيت المال" كانت قد تعرضت لعقوبات أميركية منذ العام 2006, مما اضطرها الى إدارة تعاملاتها المالية باسم مؤسسة "القرض الحسن", وخاصة مع بنك "لبنان كندا" وبنك "جمال ترست" وبنك "فينيسيا" والبنك "اللبناني السويسري" وبنك "سوسيتيه جنرال".

مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية محمد شطح يعقد اجتماعات في واشنطن: تحولات المنطقة سعي  لحكومات طبيعية
النهار/أجرى مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية محمد شطح سلسلة لقاءات في واشنطن، اذ عقد اجتماعين منفصلين مع مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان ومدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ستيف سيمون. وأفاد بيان وزعه مكتب شطح ان الاخير ابلغ فيلتمان وجهات نظر الحريري حول التطورات الأخيرة في لبنان، وقدّم قراءته للتغيير في العالم العربي. وحضر الاجتماع نائب مساعد وزيرة الخارجية السفير جاك ويلس. اما الاجتماع الذي عُقد في مجلس الأمن القومي، فحضرته مديرة الشؤون اللبنانية هاجر حجار وكبير مستشاري الشرق الأوسط في مكتب نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن جوناثان فاينر. كذلك ناقش شطح هذه القضايا مع السيد فريد هوف والمديرين الإقليميين للشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية. وفي الكونغرس، بحث شطح في العلاقات اللبنانية - الأميركية مع رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية ستيف شابوت، كما دعت اللجنة اللبنانية – الأميركية في الكونغرس شطح إلى اجتماع للبحث في العلاقات اللبنانية – الأميركية. وأكد شطح ان "التحولات الديموقراطية في العالم العربي تتطلب معالجة أمرين: نموذج اقتصادي جديد وتلبية التوقعات الكبيرة للمجتمعات العربية"، معتبرا ان "حماية لبنان من أي انعكاسات سلبية للتطورات في سوريا وغيرها من الدول الأخرى في المنطقة هو أحد أهم الأهداف الفورية، والتوصل إلى منطقة أكثر ديموقراطية من الناحية الاقتصادية سيكون له فائدة كبيرة لطموحات لبنان". ودعا الولايات المتحدة إلى "اداء دور بنّاء بالتعاون مع سائر المجتمع الدولي ودول المنطقة". ومن ضمن اللقاءات ايضا، لقاء في "كابيتول هيل" مع المسؤولين عن لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، واجتماع آخر مع أعضاء من "فريق العمل الأميركي من أجل لبنان". واختتم شطح زيارته بمحاضرة في مؤسسة كارنغي بعنوان "سبعة اعوام على ثورة الأرز: لبنان على هامش الربيع العربي"، وقال: " من الصعب التفكير في لبنان على هامش أي شيء يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فلبنان يكون إما وسط المسرح وإما في عين العاصفة، والتحولات في المنطقة هي سعي الى حكومات طبيعية". وتحدث عن "الحاجة إلى إصلاح سياسي حقيقي في لبنان لتعزيز الحكم وفاعلية الدولة"، سائلا: "هل يمكننا مقاربة مسألة حساسة كهذه في ظل وجود حزب رئيسي في البلاد يمتلك قوة مسلحة مستقلة؟". وختم: "وجود منظمة مسلحة تسليحا ثقيلا ومستقلة عن الدولة اللبنانية ولديها تحالف عسكري واستراتيجي معلن مع قوى إقليمية أخرى، يمثل تهديدا لديموقراطية لبنان الهشة ولأمنها ووحدتها الوطنية، وينبغي النظر في إنشاء مجلس شيوخ تتمثل فيه الطوائف".

بلمار أبلغ ميقاتي التزامه تسليم قراره الثاني نهاية شباط ومجلس الوزراء معلّق لما بعد التمديد للمحكمة في آذار
سابين عويس/النهار
هل جاء قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تعليق جلسات مجلس الوزراء بعدما ضاق ذرعاً بممارسات وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" في المجلس، أم أن تلك الممارسات كانت النقطة التي فاضت بها الكأس، كما سبق أن كشف لـ"النهار"؟ ينفي رئيس الحكومة أي ربط لموقفه بالمحكمة الدولية كما يتردد، مؤكداً انه نابع من تراكمات كثيرة في العمل الحكومي لم يعد جائزا السكوت عنها. لكن هذا التأكيد لا يحول دون القول إن القرار وفّر لميقاتي الذهاب الى النهاية في سياسة النأي بالنفس عبر تحييد الحكومة عن استحقاقات سياسية وامنية داخلية لم يعد ثمة حيلة لتأجيلها ولا سيما منها استحقاق المحكمة. وتكفي العودة الى المعطيات التي حملتها الزيارة الوداعية لمدعيها العام القاضي دانيال بلمار لبيروت، والتي لم يفصح عنها باستثناء ما توافر من معلومات كانت كشفتها "النهار" في حينها ( الاثنين 30 كانون الثاني 2012) للدلالة على هذا الترابط. فعندما زار المدعي العام رئيس الحكومة في السرايا، ابلغ اليه نيته تسليم رئيس المحكمة تحديثاً لقراره الاتهامي الاول بعدما توصل من خلال الادلة الى الربط بين جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجورج حاوي ومحاولتي اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر، وأنه يستند في تحديثه الى أدلة تعزز القرار الاول وقد اضاف الى المتهمين الاربعة متهما جديداً، وقد طلب ميقاتي التريث مبديا خشيته من انعكاس صدور قرار جديد ( وان محدثاً للقرار الاول) على الوضع الداخلي في ظل الظروف السياسية والامنية الدقيقة، وقبيل موعد تمديد عمل المحكمة. لكن بلمار كان واضحاً في ابلاغ رئيس الحكومة أنه ملزم تسليم كل الملف الذي في حوزته بما فيه القرار الثاني قبل انتهاء مهمته نهاية الشهر الجاري، كاشفا أمام ميقاتي أن اصدار القرار الثاني سيكون في عهدة رئيس المحكمة الذي يعود له وحده اعلان القرار أو عدمه.
وصدور قرار ثان يسبق طلب الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون تمديد عمل المحكمة بموجب الاتفاق بين الامم المتحدة ولبنان الصادر في القرار الدولي 1757 تحت الفصل السابع، يحرج الحكومة إذا نأت بنفسها عن الاستجابة لطلب الامين العام، حتى لو لم يكن للجواب أي تأثير في قرار بان التمديد، لأنه يقع ضمن التشاور ولا رأي ملزماً للبنان فيه، وقد ابلغ بان السلطات اللبنانية خلال زيارته بيروت انه سيوجه مطلع شباط الجاري كتابا الى رئيس الجمهورية يعلمه فيه قراره تمديد عمل المحكمة مقترحا 3 سنوات. وتعليق جلسات مجلس الوزراء يعفي الحكومة من أي احراج اذا طرح التمديد للاطلاع – باعتبار ان لا قرار للمجلس في هذا الشأن - كما يعفي بالدرجة الاولى ميقاتي من احراج "حزب الله" في هذه المسألة الاستراتيجية بالنسبة اليه.
والواقع ان تمديد عمل المحكمة بموجب الاتفاق مع الامم المتحدة بما يمهد لبدء المحاكمات الغيابية للمتهمين من عناصر الحزب وربما لآخرين جدد سيطولهم القرار الظني الاتهامي (لم تحدد جنسيتهم بعد)، ليس كتمويلها. وإذا اتيح للحكومة بما تمثل ومن تمثل أن تغض النظر عن التمويل باعتباره تم بقرار شخصي من رئيس الحكومة – ولم يأت غض النظر عنه الا بقرار سوري على ما تقول معلومات موثوق بها لدى مراجع في قوى الرابع عشر من آذار - فلا يمكنها أن تغض النظر عن قرار التمديد لأنه لا يتعلق برئيس الحكومة، بل بمجلس الوزراء مجتمعا وبرئيس الجمهورية الذي يذيل توقيعه على الاتفاقات الدولية. وهذا يؤدي الى خلاصة مفادها أن قرار تعليق جلسات مجلس الوزراء لم يكن منفردا، وأن غياب الوساطات سيبقي المحركات مطفأة لفترة غير قصيرة، وإن شغلت فإنها لن تثمر عودة الى طاولة مجلس الوزراء قبل شهرين على الاقل، وهي الفترة الكافية لاحتواء أي قرار جديد وأي تمديد تلقائي للمحكمة.
أما عن ردة الفعل المحتملة لـ"حزب الله" على السيناريو المشار اليه، فثمة معلومات تتردد في الحلقات السياسية والديبلوماسية الضيقة مفادها أن سياسة النأي بالنفس لا تقتصر فقط على الحكومة ورئيسها، بل على الحزب أيضاً الذي ينأى عن التورط في المشهد الحكومي المعلق في انتظار بلورة المشهد السوري. وثمة من بدأ يلمس تمايزا للحزب عن هذا المشهد يعيده الى الحضن الداخلي.
هل هذا ما يفسر سياسة اليد الممدودة التي بدأت تتحدث عنها مراجع سياسية بارزة في المعارضة وفي "تيار المستقبل" تحديداً، بما يعزز المعلومات التي بدأت مراجع سياسية في المعارضة ترددها أخيراً، ومفادها أن سفينة الانقاذ المتاحة أمام رئيس الحكومة لإخراج حكومته من المأزق الذي وصلت اليه، تتمثل في الاستقالة مقابل تعهد ترؤس حكومة تكنوقراط تعدّ قانون انتخاب جديداً وتحضّر للانتخابات النيابية المقبلة بعدما بات يستحيل تسليم مقدرات البلاد وشؤونها الى حكومة ثلث اعضائها على الاقل مشغولون بالتحضير لهذه الانتخابات.
هل قيام مثل هذه الحكومة كما تسوّق له المعارضة بات ممكناً؟ وهل توافرت الظروف الداخلية والاقليمية لإجراء مثل هذا التغيير؟ قد لا تكون المعطيات الاقليمية نضجت بعد للقبول بهذا الامر، لكن ما بات شبه أكيد بالنسبة إلى المعارضة أن الاكثرية المنبثقة من انقلاب 25 كانون الثاني 2010 لم تعد قائمة اليوم

نواب "المستقبل" يدعون الى إلغاء المعاهدة ـ الكارثة وينتقدون جمهوريات الوزارات
المستقبل/أصر نواب "المستقبل" أمس، على أن "هناك تهريباً للأسلحة يتم عبر الحدود اللبنانية ـ السورية"، معلنين ان "من يقوم بهذه الأمور هو من يملك السلاح في لبنان، لا "تيار المستقبل".
ودعوا الى "الغاء المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري، لأنه يمثل أخطر معاهدة يمكن أن توقع بين بلدين"، واصفين اياها بـ "الكارثة". وتحدثوا عن "مشكلة الجمهوريات ـ الوزارات المستجدة"، لافتين الى ان "كل وزارة باتت جمهورية، فالوزراء يقررون ويعملون صفقات ويمرون اعتمادات ويلزّمون التزامات ولا أحد يعلم شيئا"
.ً
فتفت
رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث الى تلفزيون "أم.
تي. في"، أن "الجميع يطلب من الجيش اللبناني الإنتشار على الحدود وليس في المناطق الخلفية، لذلك يجب توجيه السؤال له لمعرفة سبب قيامه بعملية الإنزال في المناطق الخلفية أمس؟"، مضيفا "هناك من يحاول منع انتشار الجيش على الحدود وزجّه في اشكال مع الأهالي، وهناك من عرض صوراً لملثمين ادعى أنهم ينتمون إلى الجيش السوري الحر، وأنا أسأل هؤلاء لا يتلثمون في سوريا فلماذا يفعلون في لبنان؟".  وطالب الجيش "إصدار بيان للتأكيد ما إذا كانت هناك عناصر للجيش السوري الحرّ في هذه المناطق أم لا"، وأصر على أن "هناك تهريباً للأسلحة يتم عبر الحدود اللبنانية ـ السورية"، معلناً ان "من يقوم بهذه الأمور هو من يملك السلاح في لبنان، أما الكلام على أن "تيار المستقبل" يدعم المعارضة السورية فعلى الصعيد العسكري نحن لا نملك السلاح أما مالياً فالتيار كان يمر بأزمة مالية كبيرة شارفت على نهايتها والكل يعلم ذلك". أضاف: "أنا مع سياسة النأي بالنفس إلا أن ما يحصل هو زجّ بالنفس، لأن الوقوف بوجه الإجماع العربي يعد دعماً للنظام السوري"، معتبرا أن "التصريح عن وجود تنظيم " القاعدة" في لبنان هو من أجل تبرير التفجيرات في سوريا ولا يمكن أن يعد نأياً بالنفس". واكد أن"وزير الداخلية الحالي (مروان شربل)، بخلاف الوزير السابق، حمى القوى الامنية من موقع مؤسساتي، وضبط الموضوع الامني، لا سيما الاغتيالات لدى الرأي العام، وابتعد عن التهويل".
أوغاسابيان
ودعا عضو الكتلة النائب جان أوغاسابيان في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، الى "الغاء المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري، لأنه يمثل أخطر معاهدة يمكن أن توقع بين بلدين"، واصفا اياها بـ "الكارثة، لاسيما وان المادة الرابعة منها تتكلم عن اعادة تمركز للقوات السورية في لبنان وهي انسحبت بالكامل". واشار الى أنه "عند ترؤسه اللجنة التقنية المشرفة على الاتفاقيات بين لبنان وسوريا تبين وجود 42 اتفاقية تم تعديل 28 منها اتفاقية وزارة العمل والتي ترتبط بفتح مجالات العمل بين الجانبين أو اتفاق الاتصالات والسياحة والصحة والتربية وغيرها".
وفي موضوع الحدود، تحدث عن "ثلاثة محاور تم العمل عليها، الأول: من الجانب اللبناني حيث تم انشاء لجنة لتحضير الملفات والوثائق المتعلقة بوجهة النظر اللبنانية بالنسبة للحدود، وباستثناء شبعا والمناطق التابعة للـ 1701 في المرحلة الأولى وبطلب سوري بدأ المسح من العريضة، وفي الاجتماع بين الرئيس الحريري والطرف السوري كان من المفترض أن تجتمع اللجنة اللبنانية والسورية، ولكن السوريين ماطلوا". وتابع: "هناك لجنة تألفت برئاسة أوغسبيان لوضع خطة عن ادارة الحدود وضع ومراقبة الحدود، ولكن تبين هناك مصالح مشتركة بين الأهالي هناك"، لافتا الى ان "الدراسة الامنية التي وضعت تحدد قطاعات الحل للقوى الأمنية وتوزيع مسؤولياتها على الحدود وأيضا وضعت الخطة تدابير أمنية في المراكز الموجودة على الحدود".
وقال: "ان الجانب اللبناني في اللجان المشتركة السورية ـ اللبنانية كان على تواصل دائم مع الوزارات المعنية بالإتفاقيات الموقعة بين البلدين، في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبعد فترة زمنية تمكنت السلطات اللبنانية من تعديل ثماني وعشرين اتفاقية واهمها اتفاقية العمل والإتصالات والصحة". أما في ما يخص لجنة المفقودين في السجون السورية، فلفت الى أن "الاحصاء بيّن نحو 620 معتقلا مفقودا لا يعترف بهم الجانب السوري"، مشيرا الى "أننا لسنا في وضع سياسي يسمح باعادة فتح هذا الملف نتيجة الإنقسام الداخلي والخلافات والصراعات بين المسؤولين". وشدد على ثقته بـ "المحكمة الدولية وما يهم الشعب اللبناني العدالة ومنع ثقافة الاغتيالات"، مشيرا الى أن "داتا" الاتصالات لا علاقة لها بالتنصت ولا بالقانون 140".
ورأى ان "المجلس (الأمن) امتنع عن القيام بدوره لوقف النزيف المستمر في سوريا والذي يؤدي الى مزيد من الضحايا والدمار والتوتر الداخلي وينحى نحو الحرب الداخلية، وهذا ما يرتب تداعيات سلبية لا سيما على دول الجوار".
خوري
وعدد المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري غطاس خوري في حديث الى إذاعة "الشرق"، فضائل النائب السابق الراحل نسيب لحود، مؤكدا ان "لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل من ساهموا في بناء لبنان لهم مكان محفوظ في قلوب اللبنانيين".
وعن تعليق جلسات مجلس الوزراء، ذكر بان "هذه الحكومة اتت على اساس أن يتم الانقلاب على نتائج انتخابات عام 2009، لإقصاء الرئيس سعد الحريري الى الابد من اللعبة السياسية"، لافتا الى انه "بعدما ركبت هذه الحكومة لسوء حظهم حصلت انتفاضة في سوريا، فانقلبت الموازين، وبات رئيس الحكومة معلقا في الهواء، لم يعد له اي دعم سياسي ولا يعرف الى اين يستند، وما إذا يكمل في هذا الطريق او يأخذ موقفا وسطيا". وقال: "الآن اصبح الاشتباك بينهم على اساس سياسي. هم يقولون لميقاتي "انت لا تنفذ ما اتفقنا عليه، واذا لا تريد ان تنفذ ما اتفقنا عليه فسعد الحريري أقل كلفة علينا". اليوم هناك انهيار لهذه المنظومة الإقليمية القائمة على ايران وسوريا و"حزب الله" وحلفائهم، التي قامت بانقلاب في لبنان لتفرض واقعا جديدا وتأخذ السلطة الى مكان آخر".
واعتبر ان "الظروف التي استجدت في سوريا منعت استكمال هذا الانقلاب وأوقفت أشخاص وسطيين في الوسط".
وكشف أن" رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقول في الظاهر إن لديه مشكلة مع التعيينات، وهناك مشكلة اكثر من ذلك بكثير في البلد، هناك مشكلة الجمهوريات ـ الوزارات المستجدة، كل وزارة باتت جمهورية، الوزراء يقررون ويعملون صفقات ويمرون اعتمادات ويلزّمون التزامات ولا أحد يعلم شيئاً، اصبحت هناك مجموعة وزارات وكل وزير عامل جمهورية في داخلها. اليوم هناك معاكسة لهذا التيار ومحاولة ايقاف نهمه السلطوي والجشع المستبد بفريقه من قبل رئيس الحكومة".
وأشار إلى "قول رئيس الحكومة أن جماعة "التغيير والإصلاح" لديهم نهم إلى السلطة والمال ويفرضون رأيهم، وأنا من ناحية اخرى أبيّن حسن نيات للاطراف الآخرين وانا لا اسير معهم". وأكد لميقاتي ان "هذا لن ينفع، فالحكومة فقدت المهمة الاساسية التي أتت من أجلها، والحل هو الاستقالة وتأليف حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات المقبلة وتولّد سلطة جديدة في لبنان". وشدد على أن "الحل ليس بالاعتكاف، والحل الحقيقي اذا كان لديك (ميقاتي) فقدان للهدف الاساسي الذي أتت من أجله هذه الحكومة، هو ان يستقيلوا ويدعوا اللبنانيين يرتاحون منكم".
وجدد دعوته الحكومة الى "الإستقالة كي نتفاهم كلبنانيين، ولو لمرة واحدة من دون تدخل الآخرين، على المرحلة الانتقالية الفاصلة بين ما يجري اليوم والانتخابات المقبلة وتغيير الاوضاع في سوريا. وفيها يتم التفاهم على حكومة انتقالية وقانون انتخاب وتكوين سلطة جديدة، وإن فازوا في الانتخابات فمبروك لهم وان ربحنا نحن فسنحكم من دون اللجوء الى تهديد لا بالانفصال ولا بتعطيل المؤسسات ولا بالسلاح".
وهل هذه الدعوة نابعة من الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" وقوى الرابع عشر من آذار ام أنها دعوة شخصية، أوضح: "نحن لم نبحث في هذا الامر ونتخذ قرارا، لكن هذا الجو موجود لدينا، ونحن في النهاية نعلم انه ان تغير النظام في سوريا أو لم يتغير، فهناك ضرورة للاتفاق نحن وكل اللبنانيين الآخرين".
وأكد امكانية "تدارك التداعيات الاسوأ باقامة اتفاقاً وطنياً بيننا على كيفية ادارة شؤوننا، وعلى كيفية تكوين السلطة في لبنان"، مؤكدا اهمية ان "تكون هناك قنوات تواصل تؤدي الى تفاهم اللبنانيين ولا يجب على احد ان يكلمنا على طاولة الحوار، فهذه مأساة.. نجتمع ونتفق وفي النهاية لا ينفذ شيئ".
وعمّا إذا كانت للعماد عون وللرئيس ميقاتي مشكلاتهما في طائفتيهما ويريدان أن يبرهنان على انهما قويان مارونياً وسنياً قال: "برأيي ان كانت لديهما مشكلات فليست هذه الطريقة لحلها. اليوم ماذا يقولون للطائفة السنية انهم يريدون الحفاظ على موقع رئاسة الحكومة ولا يرضون بتعيينات ويرفضون أن يسمي العماد عون لأن هناك تعدياً على صلاحيات رئاسة الحكومة؟"، مشيرا الى ان "الطائفة السنية اليوم تهتم لمشاهد القتل التي تراها في حمص وحماه.. يعني الناس بالناس والقطط بالنفاس". وسأل عن توقيت الكلام عن صلاحيات رئاسة الحكومة؟"، لافتا الى انه "في ايام الرئيس سعد الحريري كان الكلام على ان الصلاحيات كثيرة، فاذاً هذه الحكومة وهذه الرئاسة التي اتت بهذه الطريقة والتي هي خارج ارادة الطائفة السنية هي التي ادت الى ازمة الصلاحيات والطريقة لاعادتها هي بالخروج من هذا الواقع وان يكون كل الاطراف ممثلين حقيقيين". وأكد ان "هذه الحكومة اصبحت مشلولة وعمرها الحقيقي انتهى"، لافتا الى ان "القرار الجريء بالخروج من هذه الحكومة واستقالتها هو القرار الذي يسجل لـ"التيار الوسطي" والقول إننا نريد مرحلة انتقالية". وقال إن "اي طرف باستطاعته القول إنه لا يقبل المشاركة في المهزلة". وذكر بان " رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يأت من العدم، بل بتوافق جميع اللبنانيين واكثرية ساحقة صوتت له، ولا نستطيع القول انه غير ممثل على الاطلاق، إذاً تجريده من حق ابداء الرأي في المناصب التي عليها ان تعمل لرئاسة الدولة اجحاف بحق الرئاسة". وشدد على ان "العنف الكلامي والفلتان بالشتائم على كل الاطراف امر غير مقبول".

إجراءات على جانبي الحدود والجيش يُواصل عملياته في وادي خالد وأكروم
عكار، بعلبك - "النهار"
رفعت قوات الأمن السورية واللبنانية إجراءاتها الأمنية على
الحدود اللبنانية – السورية في البقاع الشمالي خلال اليومين الأخيرين، فأقفلت القوات السورية ليل السبت معبر جوسية الحدودي، وعزّزت انتشارها عند الحدود بالدبابات. كذلك سير فوج الحدود اللبناني دوريات واتخذ إجراءات تفتيش دقيقة ونفذ عمليات تمشيط مكثفة في المنطقة، وخصوصا على المعابر الترابية غير الشرعية على امتداد الحدود.
وكان سمع ليلا دوي قذائف وعيارات نارية على امتداد الاراضي السورية من جهة الهرمل لم تكن تسمع من قبل، كما نقل الجريح السوري فراس محمد كينار إلى مستشفى البتول في الهرمل عبر معبر القاع الحدودي وما لبث ان فارق الحياة نتيجة اصاباته البالغة.
وفي السياق نفسه، يواصل الجيش اللبناني عمليته الامنية في منطقتي وادي خالد وجبل اكروم، وكانت بدأت مساء الجمعة الماضي، وسيرت دوريات راجلة ومؤللة واخرى ثابتة على معظم الطرق الداخلية التي تصل قرى وادي خالد بقرى جبل اكروم المحاذية للحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سوريا، ونفذ عمليات دهم لاماكن محددة في المنطقة. وبحسب المصادر، فان العملية اتت على خلفية توقيف الجيش لاشخاص في بيروت أعطوا معلومات امنية على جانب كبير من الاهمية استدعت تنفيذ اليوم الامني الطويل الذي استخدمت خلاله الطوافات العسكرية للمرة الأولى، وتولت احداها انزال مجموعة من عناصر فوج المجوقل قرب مستوصف الهيشة. وزادت العملية الامنية القلق والتوتر في المناطق الحدودية الشمالية ولا سيما في منطقتي وادي خالد وجبل اكروم.
وعلى المقلب الاخر من الحدود يتابع الجيش السوري تعزيزاته العسكرية على الحدود مع استقدام دبابات وحاملات جنود وعربات مدفعية من الفرقة الـ 11 وفق شهود عيان من اهالي حنيدر والكنيسة في وادي خالد وقريتي المونسة والنصوب في جبل اكروم المتاخمة لقريتي الهيت والبويت السوريتين اللتين وضعتا تحت عين المراقبة السورية المشددة. وجرى تعزيز الحراسة على المراكز السورية الحدودية وتدعيم تحصيناتها.
وإذ يبدي ابناء هذه القرى الحدودية تخوّفهم من ان تتطور الاوضاع الامنية بشكل دراماتيكي ازاء اي حادثة قد تطرا على هذه الحدود. ويضاعف قلق الاهالي تخوفهم من ان تشكل المزاعم عن وجود عناصر من "الجيش السوري الحر" او عناصر من "القاعدة" يتنقلون على جانبي الحدود، حجة لاختراقات سورية حدودية محدودة في بعض الاماكن. ويكرر الاهالي مطالبتهم بتعزيز الحضور الامني اللبناني ونشر قوات اضافية من الجيش اللبناني لحماية ابناء هذه المناطق.  وفي هذا السياق، اصدر وجهاء وادي خالد بيانا إستنكروا فيه "توجيه الإتهام بأن أهالي وادي خالد يأوون عصابات مسلحة تنتمي الى تنظيم "القاعدة". مؤكدين اننا متعاونون مع الأمن اللبناني على كل المستويات للحفاظ على السلم والأمن ودولة المؤسسات". وفي اطار ردود الفعل على العملية الامنية للجيش اللبناني، اصدر النواب معين المرعبي، خالد الضاهر وخالد زهرمان بيانا اعتبروا فيه ان "رئيسي الجمهورية والحكومة و قائد الجيش تلقوا أوامر مشددة من السفير الاسدي ورئيس المجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري، تزامناً مع التصعيد المجرم من نظام الأسد، فحركت قيادة الجيش عدداً من قطعاتها الى داخل منطقة أكروم ووادي خالد بدلا ًمن نشرها على الحدود الشمالية لمنع التعديات الأسدية على الأهالي في هذه المنطقة من الوطن (...)".  وحذر البيان "من أن تكون الغاية من هذه التحركات إرهاب أهالي المنطقة و ضيوفهم اللاجئين السوريين بدلا من الانتشار على الحدود لصون الكرامة والسيادة الوطنية ولحماية المنازل والأهالي والأطفال والنساء والشيوخ من إعتداءات قوى النظام الغاشم". وحمل البيان "المسؤولية الكاملة لرئيسي الجمهورية والحكومة و قيادة الجيش من مغبة عدم منع التعديات الأسدية على المواطنين، ومسؤولية تهجير اللاجئين السوريين من أماكن وجودهم، ونُحذرهم من مغبة خرق القوانين الدولية من خلال إعتقال اللاجئين والمواطنين اللبنانيين الذين يقومون يإيوائهم، تحت ذريعة وجود تنظيم القاعدة في مخيلة وزير دفاع الأسد فايز غصن، وندعو أهالينا في عكار إلى الوقوف صفا ًواحداً لحماية الإخوة السوريين اللاجئين إلينا بسبب المجازر والقتل والتعذيب والاعتقال".
الى ذلك اصدرت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرها الاسبوعي عن ابرز المستجدات المتصلة باوضاع النازحين السوريين الى منطقة الشمال، واعلنت فيه ان عدد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية والهيئة العليا للإغاثة قد بلغ 6375 شخصاً، ممّا يعكس زيادة بنحو 85 شخصاً منذ الأسبوع الماضي. وعلى الصعيد الأمني أشار البيان الى ان "السكان المحليين والنازحين لا يزالون يشعرون بالقلق البالغ من الوضع الأمني في سوريا. ومع استمرار التقارير التي تفيد عن تهريب الأسلحة والاضطرابات على الحدود، قامت القوات المسلحة اللبنانية بتعزيز وجودها في المنطقة".  

وادي خالد "يتكتّم" على "الجيش الحر" وجواره يتوجّس من "اليد الغريبة"
كريم
أبو مرعي/النهار
داخل أحد مراكز إيواء اللاجئين السوريين. داخل أحد مراكز إيواء اللاجئين السوريين. مصلّون في مشتى حمود يستمعون الى خطبة الشيخ عبد الرحمن عكاري. مصلّون في مشتى حمود يستمعون الى خطبة الشيخ عبد الرحمن عكاري. غروب الجمعة الفائت، لم يكن ثمة في وادي خالد ما يشي بأن المنطقة مقبلة على "عمل ما". حركتها مع انحسار ضوء الشمس وخسارة الدفء الذي يوفره، تعطي زائريها شعوراً بأن المنطقة والجوار مقبلان على سبات طويل. وحده حاجز الجيش الذي "احتل" وسط الطريق العام يقدم دليلاً على ان ما سيجري بعيداً من الأعين لن يكون تفصيلاً.
الطريق الى المنطقة طويلة، تطبعها مطبات السرعة التي لا تفارق الزائرين بدءاً من النصب شبه المكتمل لشهداء الجيش في نهر البارد وسط دوار العبدة. تصبح المطبات جزءاً من الرحلة، وجانباً أساسياً في حياة منطقة تعيش على الشائعات والأخبار.
لوادي خالد جوار و"حديقة خلفية" ورئة تنفس منها الأهالي. المازوت المهرّب كان هواءً متنشقاً. لا تعرف المنطقة معنى لمفردة "الحدود". خطوط الشبكات الخليوية تتداخل حد التبدل كل 5 دقائق. خبز المنطقة كان من سوريا. دراجاتها النارية تختلف عن تلك الموجودة في كل أنحاء لبنان، وهي ملازمة لكل المقيمين في المنطقة. سعرها 400 دولار وتعرف بـ"الصينية".
بات حاجز القوة الأمنية المشتركة لضبط الحدود في شدرا سمة ملازمة للداخلين والخارجين، وأصبح أفراد الجيش يعرفون السكان بالشكل. يبدو الجندي أكيداً عندما يسأل مستقلي السيارات عن هوياتهم. يدرك انهم ليسوا من هنا. النسوة يعبرن بتحية، و"فانات" النقل العام "تتميز" بنظرة الى مقاعدها الخلفية. سيارات اسعاف لـ"جمعية التقوى الاجتماعية الاسلامية" لا تسلم من الانتظار، وفيها أطباء ملتحون قدموا لتقديم المساعدات الى لاجئين وصل عددهم الى 4150 شمالاً و12600 في لبنان.
وقت الصلاة، تفرغ شوارع الوادي والمناطق المجاورة، وتصبح المساجد الملقى، ولا تظاهر بعد الصلاة. فيها الكثير من الشباب والمراهقين الذين يلجأون الى خُطبٍ لا تغيب السياسة عن مضمونها الديني. يقودنا الى أحد مساجد مشتى حمود حيث يؤم الشيخ عبد الرحمن عكاري المصلين، قريب له في العشرينات، وهو سوري من تلكلخ. حكايته كالشيخ الشاب الذي هرب في أيار الفائت، وعاد الى المنطقة التي يؤمّ مصليها "مجاناً، وبتكليف رسمي من دائرة الأوقاف الاسلامية". لا تفصل خطبة الرجل بين الديني والسياسي. "يا قيّوماً الى الأبد، اللهم أذِلّ بشار الأسد". الصيحات باسم الله ترتفع وتخفت، والشيخ يقود نداءات الى "جنود السماء" ليقتصوا ممن "لا نخشاهم لأنك فوقهم يا عزيز"، علما ان نحو 40 في المئة من المصلين سوريون.
ينزع الشيخ عمامته ويطلب من "أعوانه" سيجارة. يبدأ النقاش معه من يوميات النازحين الذين يتحدث باسمهم، ولا ينتهي عند الأبعاد السياسية "أنا رجل دين واتحدث من مقاربة دينية. كل انسان يحارب النظام في اختصاصه". يعيش عكاري كالنازحين هاجس التخوف من عبور الحدود. خاطرت زوجة الرجل بزيارة أهلها بعد انتقالهما الى عكار في 20 أيار، وعادت "شهيدة أسلمت الروح في مستشفى القبيات". في أوساط "المقيمين" السوريين يبدو كانون محطة فاصلة في "سهولة التنقل" عبر الحدود، فالجيش السوري "نشر عسكره في شكل متراص على طول الحدود"، ورفع السواتر الترابية، اضافة الى الألغام.
مدارس ومنازل
توسعت في عكار رقعة إقامة اللاجئين. انتقل كثيرون من المدارس الى مبانٍ مهجورة مع بدء السنة الدراسية، ومنها مدرسة العبرة التي تقيم فيها 15 عائلة، والوصول اليها يتم عبر طريق وعرة. فيها نحو 80 شخصاً، واللافت ان عدداً من النازحين انتقلوا الى منازل بدل ايجار كل منها نحو 100 دولار شهرياً. "دليلنا" السوري الذي يعرف المنطقة عن ظهر قلب انتقل الى منزل في مشتى حسن، ايجاره 100 دولار، اي ربع مدخوله الشهري من عمله مع "الهيئة العليا للاغاثة السورية"، وهي – وفق قوله – جمعية يديرها ويمولها أطباء سوريون في لندن.
في المدرسة جدول يومي للتنظيف تتوزعه النساء. أطفال يلهون في الباحة الخارجية، حاملين أحلامهم بالعودة الى بلاد يحملون منها علم ثورتها لا أكثر. يومياتهم لعب ومرح، ونادراً ما يخرجون. في كل غرفة عائلة ومواد تموينية، ورائحة الباذنجان المقلي تفوح من مطبخين. الى جمعيتي البشائر الطرابلسية والتقوى البيروتية، انضمت "مؤسسة عيد الخيرية" القطرية الى المساهمين في توفير متطلبات الحياة. قلة من الرجال تجلس في "مكتب" الطبقة السفلية. غالبيتهم مطلوبون. يقول أحدهم انه أمضى 3 أشهر متنقلاً بين سجون المخابرات السورية "عملت برمة العروس، ورجعت مع 15 قطبة في رأسي". حياتهم انتظار يقطعه تواصل عبر الهواتف الخليوية مع الداخل السوري عبر الشبكتين اللبنانية والسورية. اتصل أحدهم بشقيقه في تلكلخ، وعلم منه ان "تظاهرة واحدة خرجت بعد صلاة الجمعة". يؤكد اللاجئون ان العودة ممكنة لمن يرغب "500 ليرة (سورية) للهجانة ونصل بكم الى حمص". لماذا لا تعودون؟ "المخابرات في انتظارنا". يبدو السؤال عن العلويين كمن يفتح ملفاً غير مكتمل العناصر "قدمت عائلات علوية الى لبنان في المدة الأولى، لكن أفرادها عادوا. غالبيتهم ليسوا مطلوبين". يحاولون مراراً رفع تهمة المذهبية والسلفية. يلفتك أكثر من ملتحٍ يجول "صامتاً" في ردهة المدرسة، وجواب السؤال عنهم: "قطعوا على أنفسهم عهداً ألا يحلقوا لحاهم الا بعد سقوط النظام". بعده، من كان من العلويين بريئاً "يُسامَح"، اما المتورطون "فإلى المحاكمة".
في الطريق الى معبر البقيعة الحركة معدومة. على النقطة المشرفة على النهر الكبير وتلكلخ، أطفال يلهون، وصحافية شقراء تستطلع الأجواء من خلف نظارتين سوداوين. أقفل الجيش اللبناني المعبر غير الشرعي بحواجز من الاسمنت. ونشر السوريون عربات مدرعة تشرف على السواتر الترابية التي رفعوها. القنص مستمر بوتيرة أخف تزداد ليلاً. آثار الرصاص بادية على المنازل التي نادراً ما تكتسي بأكثر من السقوف الحديد. "الأدلاء" أولاد لم يمنعهم احتمال القنص من مزاولة كرة القدم في الباحات الخلفية. الجنود السوريون بادون للعيان، وكذلك حال التأهب "يطلقون النار ليلاً عشوائياً، ولو مرّ في جوار النهر كلب". يؤكد القاطنون ان التهريب "انخفض في شكل ملحوظ، ولا سيما مع ارتفاع منسوب النهر.
"الجيش الحر"... والآخرون
لا يحبذ سكان الوادي والجوار سؤالهم عن "الجيش السوري الحر". السؤال عن أي شيء في المنطقة يعرض السائلين للمساءلة. المطلوب أولاً معرفة الجهة، والأفراد على دراجاتهم حاضرون لـ "المساندة" دائماً. يحاول وادي خالد ان ينزع عنه صورة الحاضن لغير النازحين. "الشاب الذي صوِّر على انه ضابط في الجيش السوري الحر، لبناني ومعروف بالاسم، وفاعليات المنطقة أصدروا بيان نفي". لم يكن أحد مدركاً ان للجيش اللبناني رأيا مغايرا. في الشارع نفسه نُصب مع غروب الجمعة حاجز عسكري، لا يلفت فيه سوى ان رتبة الضابط المسؤول عنه أعلى من المعتاد. رسم ابتسامة على وجهه، زادها "اشراقاً" معرفته بأن مهمتنا في المنطقة انتهت. تنتهي جولتنا لتبدأ مهمته.
كان نفي وجود "الجيش الحر" حاضراً أيضاً على لسان عكاري "هذا زمن فكر وتحليل. ما يتردد دليل على ان للنظام موّالٌاً سيغنيه قريباً، وقد يتمثل بتشديد أمني وطلب تسليم مطلوبين". ما ردكم؟ "سنهرب من منزل الى آخر، لكن حتى الآن المضايقة غير موجودة. أوقف كثيرون في شدرا وأعيد إطلاقهم من حلبا. نواب المنطقة دعمونا سياسياً لكن الأمر لا يكفي، والتواصل مع مخابرات الجيش قائم عبر طرف ثالث". في بعض الروايات تناقض، ولا سيما متى تعلق بعبور الحدود. يؤكد جمع من الشباب ان العملية باتت شبه مستحيلة نظراً الى الألغام والعيون، لنفاجأ بعد دقائق بشاب قيل لنا انه "أتى من الضفة الأخرى". روايته ان الجيش السوري انتشر على الهضاب، وحدد للمتنقلين درباً ترابياً وحيداً غير مزروع بالألغام، بعدما "أغلق" الطرق المؤدية الى داخل القرى وفرض حولها طوقاً يمنع أياً كان من التنقل "ولا سيما ليلاً". يختلف حديث الجوار عما يقوله أهل الدار. تتنوع المنطقة مذهبياً وطائفياً بتنوع مقاربتها من الأزمة السورية. لكن سؤال المختلفين عن الصبغة المذهبية للوادي، يعيد الى الأذهان ان المنطقة "بقيت واحدة في أحلك ظروف الحرب، والناس يشربون الماء نفسه". لا يريد السكان تسمية الأمور بأسمائها. تسألهم عن تهريب السلاح، فيردّون بـ"نشاطات عبر الحدود، لكن كمية البضائع انخفضت 90 في المئة، فما الذي يجري تداوله؟". تسأل الأوساط العلوية عن "الجيش الحر"، فيأتي الرد بأنهم "مجموعة من الفارين يتحركون ليلاً. عصابات مدعومة من مجموعات لبنانية". أما الكتمان "فمرده الى تهديد البعض وتورط البعض الآخر". في القرى ذات الغالبية المسيحية والعلوية، منطلق الحديث هو الحياة المشتركة مع أهل الوادي، لكن التخوف قائم من "المشاهد الغريبة عن المنطقة التي أصبحت حاضنة لتحركات مريبة. نخاف القادمين من خارجها لئلا يتسببوا بتوتر غير موجود". دفعت هذه "التحركات" كثيرين من القرى الى التوجس من أصوات الدراجات النارية ليلاً، ودائماً من "اليد الغريبة والفتاوى التي تصدح من المساجد". الخوف "طبيعي جداً جداً، لكنه ما زال أسير الحلقات المغلقة". بعضٌ مما يخرج منها هو السؤال عن احتمال سقوط النظام في سوريا. في شدرا "اذا سقط متضايقين واذا بقي متضايقين، ليش نحنا معتبرينو معنا؟". في تل بيرة حتمية عدم السقوط قائمة، وأي انعكاس لشعور الطرف الآخر بنشوة الانتصار والانتقام "سنكون جاهزين لها، لكننا جيران وأهل ونستبعد الموضوع"، مع التأكيد أن الخوف من "اليد الغريبة" ما زال قائماً.

الحرب الباردة تتّسع دولياً وميدانياً وروسيا تواجه تبعات حمايتها للنظام
روزانا بومنصف/النهار
مهدت روسيا للتصويت ضد القرار العربي الغربي في مجلس الامن حول الوضع السوري جنبا الى جنب مع الصين باستخدامهما حق الفيتو من خلال الايحاء بخطة بديلة من هذا القرار تتمثل في الزيارة التي يعتزم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القيام بها غدا الثلثاء لدمشق مع رئيس الاستخبارات الروسية. اذ في مقابل عرقلة القرار الدولي لمصلحة النظام السوري الذي كانت تحضر له روسيا على رغم التعديلات الجذرية التي ادخلت على مشروع القرار مراعاة لتحفظاتها، فان السؤال الاساسي الذي يطرح هو: ماذا بعد فشل المجتمع الدولي في ايقاف قتل الشعب السوري؟ وهل ان هذا الفشل يعني وفق ما يرى كثر ان الازمة السورية باتت مفتوحة على حرب اهلية كان استخدمها الروس كذريعة من اجل رفض الموافقة على القرار الدولي فيما باتت العبارة تستخدم غربيا كما ورد على لسان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على سبيل الخشية من ان البديل من القرار الدولي الذي يعبر عن اجماع كامل يضغط لوقف العنف هو فتح المجال امام حرب اهلية تزايدت مؤشراتها في ضوء ما جرى الاسبوع الماضي في حمص وغيرها من المدن السورية. ولذلك قدمت روسيا البديل بسرعة وعلى نحو استباقي وحتى قبل التصويت في مجلس الامن على مشروع القرار من اجل عدم اتهامها بدفع الامور الى الفراغ على صعيد الجهود الدولية والعربية من اجل وقف العنف في سوريا. وهي بذلك ستكون المسؤولة عن اي تطور سلبي في شكل خاص علماً ان اي اجتماع عربي مثلا على غرار ذلك الذي سيعقد وفق ما هو متوقع في 11 من الجاري سيدفع في اتجاه المزيد من الاجراءات ضد النظام في حال لم يتوقف العنف كون العرب استنفدوا اقتراحاتهم السلمية من خلال خطة العمل او خريطة الطريق التي لا تزال مطروحة بالنسبة اليهم على الطاولة.
وتاليا فان الانظار ستتجه الى زيارة لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية لمعرفة ما اذا كان الروس سينجحون حيث فشل المجتمع الدولي وكل الجهود الاقليمية الاخرى اي التركية والعربية اولا في وقف العنف من جانب النظام وفي اقناع هذا الاخير ثانيا بالقيام باصلاحات جوهرية وفي العمق وليست شكلية وسطحية كما فعل حتى الآن من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه على رغم الصعوبة الكبيرة لدى النظام للقيام بذلك باعتبار ان الاصلاحات الحقيقية تعني انهاء نظامه. لكن روسيا باتت تتحمل مسؤولية كبرى مع الصين في المرحلة المقبلة امام المجتمع الدولي والرأي العام العربي في حال تواصل سقوط القتلى على يد النظام باعتبار ان روسيا هي التي حمته ولا تزال حتى الآن. يضاف الى ذلك ان الفيتو الروسي، وهو الاساس باعتبار ان الصين لم تكن لتستخدم الفيتو بمفردها لولا توافر الفيتو الروسي، لم يسقط مبادرة او مشروع قرار غربي اي اميركي واوروبي بل اسقط خطة عمل عربية من اجل انتقال سلمي في سوريا. اي ان روسيا همشت الدول العربية واضعفت قرارهم وتأثيرهم لمصلحة ان تأخذ دور صانع السلام في سوريا. وليس خافيا ان هذا الدور من جانب روسيا ترقبه كثر منذ الخريف الماضي حين استخدم الروس الفيتو لاول مرة حول الوضع السوري اذ ميزت روسيا نفسها بأن اظهرت امتلاكها ورقة التأثير على النظام من خلال حمايته على الصعيد الدولي حتى قبل ان يضطلع العرب بمحاولة تقديم مبادرة دعمتها روسيا واقنعت النظام السوري بالسير بها ثم بخطة عمل عربية تطالب النظام بتفويض صلاحيته الى نائبه على طريق ايجاد حل سلمي لسوريا فلم ترحب بها روسيا.
ويعتقد كثر ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بات يخوض انتخاباته المرتقبة في آذار المقبل في هذا الجانب المتصل بالسياسة الخارجية الروسية في ظل الاعتراضات الداخلية المتعاظمة خصوصا على اعادة انتخابه رئيسا لروسيا بحيث ان نجاحه في تبريد حمى العنف في سوريا ربما يساعده على تجاوز ما يثيره اعادة انتخابه من اعتراضات خصوصا في حال شاب العملية الانتخابية ما شاب الانتخابات في كانون الاول الماضي من تزوير وضغوط والعكس صحيح ايضا. فهل يعطي النظام السوري روسيا ما يحميها من غضب الدول العربية والرأي العام العربي وما يحميها ايضا من لوم المجتمع الدولي وتحميلها مسؤولية اي مجازر جديدة وسقوط المزيد من الضحايا فيعزز اوراقها مرحليا؟ ام انه سيخذلها كما سبق ان فعل مع الاتراك ومع الدول العربية التي توسطت لديه لدى بدء الازمة علما ان تجاوب النظام مع مبادرة حل سلمي في حال حصول ذلك لا يعني نجاح روسيا في امتلاك كل عناصر الازمة السورية باعتبار ان المعارضة السورية تعترض على حماية روسيا للنظام وتحملها مسؤولية سقوط ضحايا سوريين بأعداد كبيرة نتيجة حمايتها للنظام. وثمة اسئلة يطرحها كثر عما اذا كانت الامور في ظل استعادة روسيا زمن الحرب الباردة مع الولايات المتحدة والغرب في وقوفها ضد المشروع العربي الغربي حول الوضع السوري ستقتصر على هذه الحدود السياسية ولا تتطور الى ابعد من ذلك ما دامت روسيا رفضت حظر الاسلحة على سوريا وارسلت سفن شحن الى النظام السوري في ما يراه كثر وجها آخر للحرب الباردة على الارض قبل دخولها قاعات مجلس الامن الدولي.

ميقاتي نادم على عدم تأليف حكومة تكنوقراط والعودة إلى مجلس الوزراء تبدأ بالموازنة
اميل خوري/النهار
يشعر الرئيس نجيب ميقاتي بالندم لأنه قبل بتأليف مثل هذه الحكومة، كما يشعر الرئيس ميشال سليمان بالندم ايضا لأنه قبل توقيع مرسوم تأليفها ولم يبق مصرّاً على تأليف حكومة تكنوقراط مهما كانت النتائج. وكان حصل اتفاق بين الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي على تأليف حكومة تكنوقراط لانها تكون حكومة منسجمة ومنتجة اكثر من حكومة تتألف من 8 و14 آذار او من 8 آذار فقط ويكون فيها للعماد ميشال عون خصوصا الثلث المعطل. لكن تدخل سوريا حال دون تأليف حكومة تكنوقراط، لا تعرف شيئا عمن سيعينون فيها في حين ارادت في مرحلة تواجه فيها ضغوطا سياسية واقتصادية حكومة ترتاح اليها وتثق باعضائها، وكان قد سبق هذا الموقف السوري تهديد صدر عن العماد عون بمنع حكومة تتألف من تكنوقراط من الوصول الى مجلس النواب وتلاه تهديد السيد حسن نصرالله بحجب الثقة عن مثل هذه الحكومة. وهكذا وضعت سوريا وحلفاؤها في لبنان الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي بين خيارين: اما تأليف حكومة من اكثرية 8 آذار واما مواجهة الفراغ الذي قد يتحول ازمة حكم.
والموقف السوري هذا في لبنان ليس جديدا سواء قبل وصايتها عليه او بعد هذه الوصاية. اذ انها كانت تضع الزعماء اللبنانيين في كل استحقاق بين خيارين: السيئ او الأسوأ. "الكحل أو العمى" فكان معظمهم يضطر الى اختيار السيئ خوفا من الاسوأ وهو الفراغ، فوافقوا مكرهين على اجراء انتخابات نيابية على اساس قوانين تخالف اتفاق الطائف، والا لا تكون انتخابات، ووافقوا على انتخاب رؤساء جمهورية وعلى تشكيل حكومة من دون اقتناع انما لتحاشي خطر الفراغ في الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة. ورغم معارضة تعديل الدستور بهدف التمديد للرئيس الياس الهراوي ثم للرئيس اميل لحود، فقد تم ذلك لأن البديل هو خطر الفراغ والفوضى.
لذلك فحكومة الرئيس ميقاتي باقية برغم كل العلل والامراض فيها الى ان تقرر سوريا رحيلها، وهذا القرار يتوقف على تطور الحوادث الدامية في سوريا وعلى قرار مجلس الامن الدولي ولاسيما روسيا التي تردد انها تتعمد المماطلة في الوصول الى حل كي تعطي النظام السوري فرصة جديدة عله يستطيع خلالها حسم الازمة عسكرياً ووضع الجميع امام الامر الواقع. حتى اذا كان ثمة حل سياسي فإنه يكون بين غالب ومغلوب او يكون لرئيس غالب هو الاسد حتى اذا تنحى فإنه يكون قد فعل ذلك بملء ارادته وليس بارادة اي خارج.

واذا كان الرئيس ميقاتي ارتكب خطأ القبول بتأليف مثل هذه الحكومة، ولم يصر على تأليف حكومة تكنوقراط مهما تكن النتائج، فإنه أخطأ في تحديد مواضيع جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء، اذ كان عليه ان يترك الملفات الشائكة جانبا مثل التعيينات ويجعل الوزراء ينصرفون الى درس مشروع الموازنة واقراره لان تنفيذ المشاريع الحيوية والمهمة مرتبط باقرارها وليس للبلاد مصلحة في تأخير اقرارها لأنه لم يعد ممكنا انتظار المشاريع الانمائية في حين ان التعيينات تحتمل الانتظار الى ان يصير اتفاق عليها، خصوصا ان الجميع يعلمون ان هذه التعيينات كانت في كل عهد ومع كل حكومة عقدة العقد ويتداخل فيها السياسي والمذهبي والمصلحي والحزبي والحصص. واذا كان لا بد من معاودة عقد جلسات لمجلس الوزراء فينبغي الاتفاق على مباشرة درس مشروع الموازنة. وبعد ذلك لا يهم ان بقيت الحكومة بقرار سوري او ذهبت بقرار منه، او بفعل تطور الحوادث في سوريا اذ لا يعود ثمة خوف من احتمال حصول فراغ حكومي، لأن هذا الفراغ في حال حصوله، يمكن سده اما بحكومة اتحاد وطني تفرض الظروف المحلية والاقليمية والدولية تشكيلها كشبكة امان للبنان وحفاظا على السلم الاهلي فيه، واما بتشكيل حكومة تكنوقراط تصبح الثقة فيها مضمونة باصوات كتلة النائب وليد جنبلاط وكتل اخرى في 8 و14 آذار تساعد التطورات في سوريا على خلطها واعادة النظر في تموضعها. وحكومة التكنوقراط هذه هي التي تقر قانوناً عصرياً جديداً للانتخابات بعيداً عن تأثيرات مصلحية وحزبية وسياسية ومذهبية، وهي التي تعد اعداداً جيداً لانتخابات 2013 وتشرف عليها بحياد تام كي ينبثق منها مجلس نيابي شرعي يمثل تمثيلا صحيحا مختلف القوى السياسية والحزبية في البلاد وكل اطياف الشعب وخصوصا انه المجلس الذي  سينتخب رئيس الجمهورية الجديد سنة 2014 وقبله رئيس مجلس النواب الجديد والاكثرية فيه تسمي رئيسا للحكومة. وفي انتظار ذلك فالحكومة باقية ما بقي النظام الحالي في سوريا، او عندما يقرر هذا النظام او التطورات رحيلها.

وافق نتانياهو واللوبي الصهيوني في أميركا على الصفقة.. لكن القيود لا تزال كثيرة
المعارضة السورية تفاوض إسرائيل: الجولان مقابل الأسد

القاهرة - عـلاء ســالم: السياسة
ثمة مقولة شهيرة لكارل ماركس: "ان الأطراف المشاركة في صنع الأزمة لا يمكن أن يكونوا جزءًا من الحل, لكونهم ببساطة سبب وجود الأزمة نفسها". تصف تلك المقولة, حال ربيع دمشق والطريق المسدود الذي بلغه على الأقل بالمدى المنظور, ما عبر عنه استعصاء الحل السياسي للأزمة التي قاربت دخولها العام الثاني. فمن جانبه, مازال النظام ممسكاً بخياراته الأمنية في التعاطي مع مطلب التغيير ويدعو للتهدئة الداخلية المسبقة قبل الحديث عن ادخال اصلاحيات هيكلية, تُعيد بناء الدولة السورية الجديدة على أسس من التعددية السياسية ومشاركة أوسع في صنع القرار, وتمكين المجتمع من المحاسبة السياسية التي هي جوهر العملية والممارسة الديمقراطية, وله حججه بهذا التوجه. ومن جانبها تطالب المعارضة السياسية بتغيير النظام بأسسه السلطوية, لأنه من الصعب الحديث عن اصلاح جذري من دون هدم الأسس الاستبدادية التي قامت عليها دولة البعث, ولها حججها بهذا السياق أيضاً.
والمعضلة هنا أن كلا الطرفين بات غير قادر على حسم أزمة ربيع دمشق لصالحه, فلا السلطة بما لديها من حيازة مطلقة لآليات العنف والقهر المنظم داخل المجتمع قادرة على كبح مطالب التغيير واسكات الشارع الغاضب, لكي تبدأ ما تنويه من اصلاحات سياسية تلبي تلك المطالب, واضعة رهاناً كبيراً على عامل الوقت الذي تعتقد أنه يعمل لصالحها, ولا المعارضة السياسية بالداخل والخارج قادرة بما لديها من وفرات محدودة على حسم المواجهات بالشارع لصالحها, كما تم في حالتي مصر وتونس من قبل بشكل سلمي. وأمام هذا الاستعصاء الجامد الذي بات لا فكاك منه, بدأ الطرفان يتطلع للخارج لمساندة خيارته في معالجة الأزمة. فقد راهنت السلطة على منظومة تحالفاتها الاقليمية والدولية من أجل اقامة حائط صد منيع أمام مشاريع تدويل الأزمة سواء داخل المنطقة بما فيها السياق العربي والجامعة العربية أو داخل الأمم المتحدة وتحديداً بمجلس الأمن, واستفادت من هواجس تلك الأطراف الستراتيجية وتحديداً روسيا والصين من خسارة آخر حلفاء لهم بالمنطقة, وخضوع المنطقة بالكامل للنفوذ الغربي والأميركي, في توقيت بات غاية في الصعوبة للمعارضة التي ارتأت ما يشبه التردد المتزايد لتمرير الخيار العسكري بالحالة السورية نظراً للمخاطر الجمة التي تكتنف تداعياته على الصعيدين السوري الداخلي والاقليمي بسبب تعدد النقاط الساخنة حوله والتي يمكن أن تنفجر من تداعيات هذا التدخل, وتم التعبير العلني عن تلك الهواجس من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشكل لا يقبل التأويل حتى الآن.
ارتأت المعارضة السياسية بالخارج أو تحديداً قطاع كبير منها محاولة القفز على حالة الاستعصاء تلك, وتحدي مقولة ماركس بأن يكونوا جزءاً من الحل لا خارجه, لكن بطريقة أخرى. عبر اعادة بلورة وترتيب المحفزات الستراتيجية للغرب لكي يعيد التفكير بمسألة الخيار العسكري داخل سورية من جديد, عبر طرح مقايضة تقوم ليس على الاعتراف المجاني باسرائيل فحسب, وانما أيضاً التخلي عن المطالب السيادية السورية باستعادة كامل الهضبة المحتلة منذ العام 1967 أو على الأقل الاستجابة التامة للمتطلبات الأمنية والمائية الاسرائيلية بالجولان, حال الحديث عن التسوية. وهي المتطلبات التي عقدت تمرير التسوية السياسية السورية ــ الاسرائيلية منذ مدريد.فبدأت قيادات من المجلس الوطني الانتقالي ــ الذراع الخارجي للمعارضة السورية, وتحديداً تلك التي يقيم في واشنطن وفرنسا بالمجاهرة بتلك النية من أجل اعادة الاعتبار لخيار التدخل الأطلسي بسورية, وحسم الصراع مع السلطة كما بدا بالحالة الليبية من قبل.
ويدرك هؤلاء أن لدى قيادة الأطلسي السياسية والعسكرية حساباتها الخاصة تجاه مسألة التدخل العسكري بسورية, حتى الآن تصب بخانة المخاطر والاستنزاف أكثر من كونها تصب بخانة العوائد الستراتيجية. اذ لا يوجد كما هي الحال بالمسألة اليمنية من قبل, محفزات دافعة لهذا التدخل العسكري, وتكبد خسائر يصعب مقارنتها بالحالة الليبية.
فبعدما فشلت قيادات المعارضة بالخارج المؤيدة بشكل العام لمسألة الحسم العسكري لربيع دمشق أو على الأقل الجزء الأكبر منها تحت اشكال وصور متعددة, من دفع الأطلسي للتدخل بسبب افتقاد الاجماع الاقليمي بالجامعة العربية أو الغطاء القانوني من مجلس الأمن, لجأت لما يمكن توصيفه بالخيار الاسرائيلي, في مشهد يكاد يعادل مشهد التدخل العسكري بالعراق. فالمتغير الصهيوني الذي برز بالتدخل الأميركي بالعراق, والدافع لتدخل مماثل في ايران حالياً, بدا ذا مصداقية كبيرة للمعارضة السورية التي تستعجل الحسم السياسي للأزمة, تحديداً وأن المقابل يصعب مقاومته اسرائيلياً, تسوية مجانية تدعم من حظوظ حكومة بنيامين نتانياهو, بل هو نفسه الحصول على فرصة تاريخية ربما لا تتكرر مستقبلاً, وتحسن من مصداقيته وصورته داخل اسرائيل, وهي تسوية مغرية أيضاً للوبي المناصر لاسرائيل بالولايات المتحدة وداخل الادارة الأميركية, لكونه يمكنها من تجاوز عقوبات كثيرة أمام تمرير المشروع الأميركي بالمنطقة. اذ بالاضافة لتفكيك الحلقة السورية في سلسلة التحالف الايراني بالمنطقة التي عُجز من قبل عسكرياً وسياسياً كسرها, بما يحمله من تداعيات كبيرة على مناصريها غير الرسميين من حزب الله وحركة حماس. ما يرهن ربيع دمشق بالكامل للخارج واسرائيل بشكل لم نره في أي من مشاهد التغيير بالربيع العربي, والتي كانت في جزء كبير منها ضد التبعية للخارج وفرض خيار الاستقلالية والمصلحة الوطنية على ما عداها, حتى قياساً بالحالة الليبية التي يستشهد بها بهذا السياق.
ثمة معضلة كبرى في الكيفية التي يتم بها تمرير تلك الصفقة المغرية على جميع الأصعدة سورية واسرائيلياً وحتى داخل القوى المحركة لحلف الأطلسي التي يبدو أنها استوعبت تجربتي العراق وأفغانستان جيداً. وقبلهم كيفية بلورة نمط هذا التدخل العسكري هل سيكون مماثلاً للمشهد العراقي أو يكون معادلاً للمشهد الليبي, وحل الاشكاليات العسكرية التي تواجه تلك الخيارات على صعيدي التمويل والحشد القتالي والدعم اللوجيستي. فعلى المستوى السوري, تُعد فكرة الرهان على الخارج في قضيته المركزية الكبرى العمل العسكري للاطاحة بالنظام موضع خلاف كبير بين شقي المعارضة: هيئة التنسيق ــ معارضة الداخل, والمجلس الوطني الانتقالي ــ معارضة الخارج. اذ في الوقت الذي يعارضه الداخل بشكل تام بهدف الحفاظ على سلمية الثورة ويعتبر أن تسليحها بمثابة خطأ ستراتيجي يقود لتصفية الثورة ومنع الأغلبية الصامتة من التفكير والالتحاق بالتغيير, الذى يجيزه الثاني ويدعو بعض أعضائه علناً اليه لتسريع وتيرة التغيير, كما أكد سامر نشار أحد قادة المجلس القومي المعارض الذي دعا لتدخل عسكري للاطاحة بنظام الأسد في أسرع وقت ممكن. ما دعا هيثم مناع نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي لوصف دعوة تدخل الناتو عسكرياً بالاقتراحات اليائسة والمسعورة, مؤكداً أن هؤلاء يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أميركية أو تركية, معتبراً أن من لديه ثقة أن الناس تؤيده لا يحتاج الى تدخل عسكري خارجي.
وساهم هذا الاختلاف في فشل المعارضة السورية فى التوحد, رغم القواسم المشتركة المتمثلة في: اسقاط النظام ورفض الطائفية واقامة نظام ديمقراطي واعادة انتاج التناقضات العقائدية بين قواها, ما وضع معوقات أمام تمرير الدعم الخارجي لهم والنظر اليهم كرف بديل للنظام في دمشق. ففي الوقت الذي اندفعت فيه معارضة الداخل للحفاظ على تظاهرات الشارع بوصفها الضامن لابقاء المعارضة حية واجبار النظامين العربي والدولي على ممارسة ضغوطهما على دمشق من أجل الاستجابة لمطلب التغيير والاصلاح السياسي, اندفعت القوى الخارجية لحشد التأييد للتدخل العسكري سواء بشكل مباشر عبر العمل مع الدول المعنية أو من خلال حث الدول المتحالفة مع نظام الأسد على التخلي عنه لتمرير عقوبات وضغوط أكبر داخل الأمم المتحدة. وبين هذين المسارين, نشأ مسار مواز ثالث يحاول التقرب من القوى الصهيونية سواء داخل اسرائيل أو عبر اللوبي المناصر بالولايات المتحدة من أجل حثه على قبول المقايضة الجديدة الجولان مقابل رحيل الأسد, وتسهيل مهمة الحشد الخارجي للعمل العسكري لازاحة الأسد عن السلطة. بدأت أولى تلك الاتصالات من خلال توجه قادة المعارضة, الى أيوب قرا نائب وزير تطوير الجليل والنقب بالحكومة الاسرائيلية في 28 مايو 2011 للمطالبة بالتداخل العاجل لدى حكومته وتحديداً نتانياهو لدعم أنشطتها ضد نظام الأسد.وقال قرا للاذاعة الاسرائيلية أنه أحال الطلب السوري لرئيس الحكومة الاسرائيلية طالباً منه استخدام نفوذه في المحافل الدولية وتحديداً لدى ادارة الرئيس أوباما لزيادة الضغط على سورية. وكان قرا ألغى بشكل مفاجئ لقاء مع 5 معارضين سوريين في فينيا يوم 17 مايو لأسباب أمنية, وهو الاجتماع الذي كانت ستطرح فيه فكرة المقايضة التي دعمها اليمين النمساوي. وتدريجياً وبعد مؤتمر أنطاكيا بدأت تتبلور شخصيات وقيادات وصفت بالجناح المتصهين داخل معارضة الخارج, ركزت الاتصالات والعلاقات مع الشخصيات الاسرائيلية واليهودية الأميركية في اندفاع يكاد يماثل مجموعة لحالة أحمد الشلبي ــ العراقية وتحضيرها للغزو الأميركي للعراق. فهؤلاء يدركون أن عامل الوقت لا يعمل في صالحهم بعد الاستقطاب الحاد الذي أحدثته الأزمة السورية, ولذا يدفعون بكل قوة من أجل التدخل العسكري, وتعظيم الفوائد التي يمكن أن يحملها لاسرائيل والغرب.
والمثير هنا أن اسرائيل نفسها بدت ساحة للاتهامات المتبادلة, فالمعارضة بالخارج اتهمت الدولة دون سند واضح بالتفاوض مع اسرائيل عبر وسطاء في المكسيك والبرازيل وجنوب افريقيا من أجل تحييد الدور الاسرائيلي المناوئ مقابل صفقة سلام شاملة تتجاوز النطاق السوري لتشمل ايران وحزب الله وتدعي تلك المقايضة, حال خروج بشار الأسد وجماعاته من محنتهم الراهنة سالمين ونجاحهم في اجهاض الثورة واستعادة زمام الأمور وامتناع اسرائيل عن دعم المعارضة السورية والشارع الثائر بالسلاح والمعلومات والدعاية الاعلامية, وقيامه بالتوقيع على معاهدة السلام الثالثة فوراً مع الدولة العبرية بعد مصر والأردن, فان حزب الله, سيلتزم المعاهدة السورية ويوقع بروتوكولاً سرياً مع حكومة نتانياهو, يتعهد فيه بوقف عدائه للدولة العبرية وعدم استخدام أسلحته, وخصوصًا صواريخه الايرانية والسورية ضد أراضيها, بعدما يحمل الدولة اللبنانية على توقيع اتفاق بين الأطراف اللبنانيين على طاولة الحوار يضع بموجبه معظم ترسانته الصاروخية في عهدة الجيش اللبناني ". بل اعتبر البعض أن قرار سورية في 19 يولية 2011 الاعتراف بالدولة الفلسطينية عبارة عن تمهيد لعزل سوري ــ اسرائيلي, لكونه اقراراً بحدود 1967 ما يعني اقراراً واعترافاً ضمنياً باسرائيل, ونظام الأسد حسب هذا التوصيف لم يكن ليقدم على تلك الخطوة من دون الشعور بوطأة حراك الشارع, وبات على استعداد لارسال رسائل جادة لاسرائيل بالمصالحة والتسوية معها, بقصد تحييدها من أزمته الداخلية.
غير أنه لا توجد مصداقية كبيرة لتقارير المعارضة, ووجود حالة من الغزل السوري ــ الاسرائيلي, كما أن قطاعاً لا يستهان من معارضة الخارج مازال يرفض مضامين تلك المقايضة وطرحها أساساً على ساحة النقاش السياسي. ولذا فان تلك التقارير لا تستند للتناقض بمضامينها واستنتاجاتها الرئيسة فحسب, وانما أيضاً الرفض المطلق لها من جانب أقطاب تلك المعارضة التي عبرت عن رفضها للنهج المتصهين لبعض شخوصها وتنأى بنفسها عنه.
غير أن تلك المقايضة حتى وأن قبل بها نتانياهو والمتشددون من حوله واللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة فان هناك عدداً من القيود والكوابح أمام تمريرها كما حدث من قبل بالعراق.
يأتي في مقدمة تلك القيود, الخلافات الحادة داخل اسرائيل حول بلورة موقف ستراتيجي موحد من الأحداث السورية. ففي الوقت الذي يطالب السياسيون والمتشددون بتأييد الثورة السورية, وقبول المقايضة التي تطرحها بعض تيارات المعارضة الخارجية, بوصفها فرصة لن تتكرر بعد, فان المؤسسة الأمنية ترفض هذا التوجه, وترفض التدخل المناوئ ضد حكم الأسد, لكون البديل السياسي غير واضح المعالم, أو يصب في خانة العداء المحتمل لاسرائيل. اذ مازالت الاستخبارات الاسرائيلية العسكرية "أمان" والخارجية "الموساد" والداخلية "شين ــ بت" تعارض نهج نتانياهو ووزير دفاع باراك للاطاحة بالأسد عبر مساعدة أطياف المعارضة سواء بالداخل أو الخارج بشكل كبير, تلتقي تقديراتها الستراتيجية مع تقديرات جناح صغير داخل ادارة أوباما في واشنطن بتوقع مجيء نظام حكم سلفي متشدد على أنقاض حزب البعث تشارك فيه مجموعات اسلامية أشد خطورة وتطرفا من الاخوان المسلمين, الأمر الذي من شأنه عودة الاضطراب الى الحدود السورية - الاسرائيلية, ودفع حزب الله الى فتح جبهة لبنان مقابل عدم التحرش به بسبب مواقفه الراهنة من الثورة والاخوان والسلفيين المعارضين.
ثانياً اختلاف السمات الطوبوغرافية للدولة السورية قياساً للحالة الليبية, فاذا ما تجاوزنا القيود السياسية ــ القانونية الحالية ازاء بلورة اجماع حول التدخل العسكري, فان هناك قيوداً على الأرض تجعل من هذا الخيار شبه مستحيل. ففي البداية يجب اقامة ممرات أمنة ومناطق عازلة لحماية السكان المدنيين, وهذا لن يكون الا بالشمال بالتعاون مع تركيا الدولة الوحيدة المثالية لمرور الدعم العسكري الخارجي لتلك الحماية. وتالياً العمل على اعادة تسليح المعارضة بالداخل من أجل أن تشكل مع الجيش السوري الحر نواة مقاومة مسلحة تساعد على هذا التدخل, من خلال هذا الممر الوحيد أيضاً.
فكرة الممرات الآمنة أو مناطق عازلة تحت الحماية الدولية تراجعت عنها تركيا التي قادت من قبل مثل هذا التوجه, لامكانية أن تكون بداية لتدخل عسكري شامل بقصد أو بدون قصد, بالاضافة للجدوى المحدودة لها. كما أن حلف الأطلسي ليس في خططه حالياً اقامة مثل تلك المناطق وحشد القوات اللازمة لفرضها واقعياً على الأرض, لاسباب عدة يأتي في مقدمتها القدرات العسكرية التي يتمتع بها الجيش السوري والتي تمكنه في التصدي العسكري لهذه الخطط, ما يحمل في طياتها مواجهات مفتوحة تسمح بمشاركة قوى اقليمية سواء فاعلين رسميين مثل ايران, أو غير رسميين مثل حزب الله, وتوسيع نطاق الحرب لتشمل منطقة المشرق بأسره. والأهم ماهية وحجم الخسائر المتوقعة وغياب التعويضات المتوقعة حيث لا تملك سورية مزايا نفطية أو اقتصادية مغرية للتدخل, والأهم الأزمة المالية العالمية, والتحدي القادم من أفغانستان حالياً لدول الحلف, بعضها مثل فرنسا على أعتاب انتخابات رئاسية.
وأخيراً المعارضة الشعبية الداخلية لفكرة تسليح الثورة, لكونها من ناحية ستقود لحرب أهلية غير متكافئة بين القوات النظامية والقوى الثورية, ومن ناحية أخرى انحسار الدعم الشعبي لحركة الشارع واستمرار الأغلبية الصامتة على مواقفها الرافضة للمشاركة بالحراك الثوري. واذا أضيف لذلك الخطاب السياسي ــ الاعلامي لقادة الحلف الرافض لمبدأ التدخل أو حتى وجود نية له, فان صورة الكوابح التي نتحدث عنها تكتمل أبعادها. ونحن هنا لا نتحدث عن مضامين هذا الخطاب الذي رفض فكرة التدخل وترك الأمر للشارع السوري وجهود الجامعة العربية ومجلس الأمن فحسب, وانما أيضاً عن مضامين الستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة التي أعلنها أوباما منذ شهرين التي أنهت فكرة المغامرات العسكرية بالخارج بسبب التكلفة الباهظة التي تكبدتها الولايات المتحدة من مكانتها ونفوذها.
لم يدر بخلد من يطالب بتلك المقايضة سراً أو جهراً, بما تحمله من الحصول على مساعدة أكبر ليس من داعمي اسرائيل ومؤيديها فحسب, وانما أيضاً من اسرائيل نفسها, أنهم يرتكبون جريمة ليس في حق أنفسهم فهم أحرار بهذا السياق, وانما الأهم بحق شعوبهم ومقدراتها والدفع بها نحو هوة سحيقة تستنزف موارد سورية كما حدث بالعراق من قبل. فهؤلاء الداعمون هم من يضعون الآن على قمة أولوياتهم بالشرق الأوسط أمن اسرائيل وبقاءها على غيرها من الاعتبارات بالاضافة لتمكينها من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية داخل المنطقة بتحطيم من تراهم في خانة الأعداء الحاليين أو المحتملين.

اعقدوا القمة العربية في طهران أيها العرب

داود البصري/السياسة
لا أدري حقيقة كيف سيكون شكل وتوجه وإدارة قمة قومية عربية في هذا الزمن العربي الصعب والعصيب حينما تعقد كما هو مفترض تحت رعاية وسطوة وإدارة حكومة عراقية في بغداد, هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من المشروع الإيراني في الشرق الأوسط? ولا أدري كيف تعقد قمة عربية في بغداد الجريحة والأسيرة, وهي تئن تحت سلطة حكومة طائفية أشاعت الخراب والفوضى والروح الطائفية المريضة, وكرست كل معاني الفشل في إدارة الدولة والمجتمع وأدارة ملفات الخلاف بشكل صارخ في فشله وعقمه ? كيف تقوم قمة عربية في بلد حكومته تصرح علنا بتضامنها التام والصريح والميداني المباشر مع النظام السوري المجرم الذي يقتل شعبه من اشقائنا السوريين بدم بارد ويتوعد الدنيا بأسرها بالويل والثبور ? جميعنا يعرف, وحتى الأطفال يعلمون, بأن حكومة نوري المالكي هي واحدة من اسوأ الحكومات فشلا وطائفية وانحيازا في تاريخ العراق المعاصر , كما أنها نتاج لعملية تلاقح طائفي مشبوهة مارست المخابرات الإيرانية دورا رئيسا في تشكيلها وإدامتها وتعزيزها, بل ان هذه الحكومة تضم عملاء معروفين ومفضوحين, ولائهم الأول والأخير للنظام الإيراني كما هي الحال مع وزير النقل هادي العامري, وهو قائدا فيلق "بدر" الإيراني المتخصص في الاغتيالات والعمليات الإيرانية القذرة في العراق, والذي قبل أيادي المرشد الإيراني خامنئي علنا, وهو يحمل رتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني! هذا غير المواقف الفاضحة للسلطة العراقية في المسألة البحرينية وتدخلها الفظ في شؤون مملكة البحرين من خلال الدعم الواضح والصريح للخطاب الإيراني, ولجماعات التخريب الإيرانية هناك , وليس سرا أن الصدريين وهم مكون رئيسي في حكومة المالكي يتآمرون علنا ضد أمن وسلامة وهوية البحرين العربية الخالصة, فكيف تناط شؤون وملفات العالم العربي ولمدة عام كامل بعهدة الديبلوماسية العراقية الفاشلة ? والتي لا تتناغم مع إيقاعاتها الجماعات الطائفية والإرهابية الحاكمة والمهيمنة ? وكيف تكلف دولة بقيادة العمل القومي العربي ونصف قياداتها الرئيسية هاربة ومتهمة بالإرهاب كما هي الحال مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي? الذي يواجه تهما خطيرة جعلت من مؤسسة الرئاسة العراقية مهزلة حقيقية , أما عن الفساد وتردي الخدمات وانهيار الأمن والفوضى الميدانية القائمة في العراق فتلك من طبائع الأمور , تصوروا أن وكيل الخارجية العراقية السيد لبيد عباوي قد طلب من السفير الإيراني وضابط المخابرات الحرسي المعروف حسن دانائي فر الكف عن إصدار التصريحات التي تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية, وقد تناسى الرفيق عباوي أن ذلك السفير هو المندوب السامي الحقيقي والمعلن للولي الإيراني الفقيه يحرك السياسيين العراقيين ويصدر لهم "الفرمانات" الإيرانية الواجبة التنفيذ , ويجتمع اجتماعات ماراثونية بهم وبالشكل الذي لا ينسجم أو يتناسب ابدا مع مهمات سفير لدولة أجنبية ? لا أدري ماذا فعلت الحكومة العراقية ازاء تصريحات قائد "فيلق القدس" للحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني الذي أعلن رسميا عن الهيمنة الإيرانية على العراق ولبنان ? وكان سليماني صادقا في كل حرف قاله , هل انتفض المالكي, وقام بصولته الفرسانية ضد الهيمنة الإيرانية, أم انه طنش كالعادة فلا خبر جاء ولا وحي نزل ? لأنه وحزبه وتحالفه الطائفي الممثل الرسمي لذلك المشروع, أما "الكاكا" هو شيار زيباري وزير الخارجية, ورأس الديبلوماسية العراقية فهو كالعادة في الصيف قد ضيع اللبن واكتفى بتطمينات وتمنيات واهازيج نائب الامين العام للجامعة العربية بن حلي, وهي تطمينات متفائلة كثيرا وغير واقعية ! خصوصا وأن مسؤولية القمة العربية ليست بروتوكولية فقط وليست المسألة استقبال وتوديع الزعماء العرب في المنطقة الخضراء وينفض السامر بعدها, بل انها في الظروف الحالية مسؤولية تاريخية عظمى.
ما الموقف النهائي الرسمي العراقي الواضح والصريح من الثورة السورية الكبرى ومن نظام "الشبيحة" السوري القاتل ? وما الموقف النهائي الرسمي العراقي من المخربين الإيرانيين في البحرين ? وكيف السبيل للتخلص العراقي من الاصطفافات الطائفية المريضة التي هشمت العراق بالكامل واحالته الى كانتونات طائفية مريضة وسقيمة? في زمن الثورات العربية الشاملة يبدو العراق تحت ظل حكومته الطائفية أشبه بمحمية إيرانية ذليلة , فلا قرار يمر من دون ان يختم بالتوقيع الإيراني , خصوصا وان الميليشيات الطائفية ذات الحمولات المذهبية الزاعقة والهوية الإيرانية هي التي تهيمن على الشارع العراقي, بصراحة الديبلوماسية العراقية مهلهلة بالكامل ولا تصلح أبدا لقيادة العمل القومي العربي في زمن الثورات العربية... أما تأكيدات وتمنيات بن حلي وضحكات هو شيار كاكا فهي أشبه بأحلام العصافير , لأن القمة العربية ستكون أكثر مصداقية فيما لو عقدت في العاصمة الإيرانية طهران! ففي ذلك توفير للوقت والجهد.
* كاتب عراقي

العملة الإيرانية فقدت 50 في المئة من قيمتها
سعود القصيبي/السياسة
فيما أطلقت إيران قمرا صناعياً إلى الفضاء باستخدام صاروخ "سفير" الجديد والذي له استعمالات عدة كناقل بعيد المدى للمواد عالية الانفجار, بدا تدهور كبير في مفاصل الاقتصاد الايراني بدءا من تراجع سعر العملة بشكل كبير. وفيما تحاول ايران التملص لعدم اثبات نواياها ومنع مفتشي الامم المتحدة من زيارة موقع عسكري قرب طهران, يشتد الخناق الاقتصادي على ايران كنتيجة لتلك السياسة العقيمة بامتلاك سلاح نووي واقامة دولة عظمي شرق اوسطية فارسية العقيدة متسلحة بشعارات اسلامية طائفية في مواجهة مباشرة مع الغرب من خلال عقوبات اقتصادية من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
ونظرا للشكوك والمساور في نوايا إيران المتعلقة بتخصيب اليورانيوم خصوصاً في أعقاب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية اواخر العام الماضي حول برنامج ايران النووي, أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الحليفة فرض عقوبات جديدة على طهران. وخلال اجتماع في بروكسيل, اعتبر وزراء خارجية دول الاتحاد أن "بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأة فردو المحصنة قرب قم, يفاقم مخاوف في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني, كما ينتهك في شكل فاضح 6 قرارات لمجلس الأمن و11قراراً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ويساهم في رفع التوتر في المنطقة. وينص القرار الأوروبي على حظر فوري لأي عقود جديدة للنفط الخام ومشتقاته, بين دول الاتحاد وإيران, فيما تبقى العقود المبرمة سارية حتى الأول من تموز (يوليو) المقبل. وأقر الاتحاد ايضاً حظر تصدير معدات أساسية وتكنولوجيا تُستخدم في قطاع النفط إلى إيران, وحظر الاستثمار في صناعاتها البتروكيماوية, كما جمد بيعها ذهباً وماساً أو معادن أخرى ثمينة. كما جمد أيضا القرار أصول المصرف المركزي الإيراني في أوروبا, وحظروا جزئياً التعاملات معه وإنتاج قطع ورقية أو نقدية لحسابه. كذلك, استهدفت العقوبات "البنك الإيراني للتجارة" الذي يمتلك فروعا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ونتيجة للتك العقوبات فقد انخفضت قيمة الريال الايراني مقابل الدولار أكثر من 50% وارتفعت أسعار البضائع بنسبة تجاوزت 10%... وللحد من تأثير العقوبات, اعلنت ايران زيادة أسعار الفائدة البنكية إلى 21% كآلية للمساعدة في خفض السيولة في الاقتصاد. وهو ما يقل عن معدل التضخم الذي يبلغ حالياً نحو 20% ما دفع كثيراً من الإيرانيين إلى سحب مدخراتهم من البنوك وشراء الذهب والنقد الأجنبي الأمر الذي أدى بدوره إلى صعود أسعارها. وفي ظل تزايد التوتر بين ايران والغرب بعد قيام ايران بتنظيم مناورة بحرية استمرت 10 أيام بالقرب من مضيق هرمز منذ أسابيع وتهديدها مرات عدة بإغلاق مضيق هرمز امام حركة النفط العالمية, تزايدت الجهود الدولية لدفع إيران والأطراف المعنية لاستئناف المحادثات المتعثرة حول برنامج إيران النووي. وإقرارا بالصعوبات الحالية خصوصاً في الاقتصاد أعرب مسؤولون إيرانيون عن عزمهم استئناف المحادثات مع القوى العالمية في أقرب وقت ممكن. كما حثت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ايران على بدء حوار جاد مع القوى العالمية وتوقعوا تقديم ايران لتنازلات كبيرة. وفيما تشتد فيها الازمة السورية مع حليف ايران نظام الاسد وسقوطه الوشيك من خلال ثورة الكرامة السورية والذي يعتبر انتكاسة لدور طهران وللنفوذ الايراني, تهدد الاحداث الجارية بسقوط اقتصاد ايران كما هي الان مع نظام الاسد ومن قيام ثورة اخرى موازية, وفي النهاية لا يصح الا الصحيح وما طار طير وارتفع الا كما طار وقع.
* كاتب سعودي

الدب الروسي... وديبلوماسية الصدم
مهى عون/السياسة
يُعتبر الدب الروسي من أضخم الحيوانات الموجودة على سطح الأرض. هو حيوان مفترس وله طبائعه الخاصة التي تميزه عن باقي الحيوانات وأهمها العناد والبطء في الحركة وقصر النظر. للدب محميات على الأرض كناية عن مساحات يسيطر عليها ويُحرم دخولها على الغرباء بشراسة ووحشية معروفة.
هذا ويغطي جسمه فراء وسماكة من الشحم يقيانه من البرد, عند تدني درجات الحرارة, حيث انه وحيال هذا الصقيع القطبي عادة ما يلجأ الى السبات العميق ولا يستفيق سوى بعودة دفء أيام الربيع. الدب الروسي الديبلوماسي استفاق ولكن متأخراً على ربيع الثورات العربية, مدركاً أنه قد فوت على نفسه حصة مهمة من الكعكة الليبية, ولكنه غير مدرك بأن ذلك هو عائد لبطء حركته وقصر نظره. لذا نراه اليوم في طور الاجتهاد الحثيث لاستلحاق ما فاته, عبر التأكيد على محميته التقليدية, سورية, مسترجعاً ومستحضراً حقوقاً يعتبرها "مكتسبة "في هذه المنطقة المحورية من الشرق الأوسط.
ولكن إذا كان صحيحاً أن علاقة وطيدة كانت ولاتزال تربط بين البلدين, يبقى أن الدب الروسي اليوم وببطئه وبلادته المعهودتين, يحاول أن يتناسى ان المعسكر الاشتراكي قد انهار إلى غير رجعة, وأن الحرب الباردة لا يمكن إنعاشها من جديد حيث ان حائط برلين الذي كان من أهم مكوناتها قد انهار, وحيث ان المعطيات الدولية التي كانت مؤاتية وحاضنة لعملية تقاسم السلطة بين الجبارين لم تعد هي نفسها اليوم. وربما يتناسى أيضاً واقع القرية الكونية, واقعاً بات يقول ان القوة الاقتصادية هي التي أخذت تدريجياً دور القوة العسكرية, وبأن مبارزة غزو الفضاء لم تعد معياراً أساسياً للتفوق! وأن القطب الذي يعتبره عدوه الأول اي الولايات المتحدة, لم تعد قطباً أو جباراً بالشكل الذي كانت تتقمصه خلال الحرب الباردة, وان هذه المرحلة انتهت وأفلت, بعد بروز الكتل الاقتصادية المهمة, كاليابان والصين والاتحاد الأوروبي, بالمقابل.
يبقى أن ما يمكن أن توحي به ردة الفعل الروسية على موضوع نشر الصواريخ الباليستية الأميركية على تخوم روسيا في بلدان أوروبا الشرقية, من عودة لشكل من أشكال الحرب الباردة بين الجبارين, لا يعدو كونه مجرد بالونات, من غير المستبعد أن تكون من نسج الخيال الروسي وإعلامه ضمن محاولة لإعادة تموضع الديبلوماسية الروسية على مستوى وحجم عالمي فقدته وتقلص بعد انهيار المعسكر السوفياتي. ولابد من الذكر هنا أن هذا النوع من الإيحاء, أي بروز معالم حرب باردة جديدة إنما يصب في مصلحة روسيا وخصوصا في مصلحة بوتين الانتخابية, لانه يسعى عبره الى تجميل صورته عن طريق تقديم نفسه على شاكلة بريينيف العصر الحديث.
وبالعودة للموضوع السوري لابد من الإشارة إلى أن حجة الديبلوماسية الروسية اليوم القائلة أن التدخل الأجنبي سوف يؤدي إلى تدهور الأوضاع الداخلية في سورية, هي حجة واهية كونها لا تستند إلى أسس صلبة. فكيف تتخوف السياسة الروسية من الحرب الأهلية ومن مزيد من سفك الدماء في ظل المجازر المستمرة? كيف يحق لضمير إنساني الوقوف ورفع كارت الفيتو على خلفية تفادي حروب أهلية والدماء تسيل شلالات على الأرض السورية? ما هذا التناقض في المنطق? وقاحة ما بعدها وقاحة, ليس فقط بالتمسك بحق الفيتو والمجزرة مستمرة, ولكن في ادعاء التربع على حصرية امتلاك أي قرار يعني الداخل السوري.
يعتبر بوتين اليوم سورية بمثابة محمية متناسيا أن كل ما كان يمت بصلة لهذه الوضعية أصبح من الماضي. وهو إن يعني شيئا فهو يعني أن الدب الروسي لم يستوعب بعد أبعاد حالة "الربيع العربي", أي الخلفيات الشعبية التي استولدته, ويبرر في الوقت نفسه توصيفنا لها ب¯ "البليدة" وال¯ "بطيئة". ناهيك عن أن مجرد مقارنتها بالديبلوماسية الأميركية والدولية عامة يمكننا أن نرى الفارق بين ديبلوماسية أميركية تهرول للتكيف السريع مع المستجدات الطارئة على الساحةلشرق الأوسطية, فتنأى عن دعم ديكتاتوريات كانت هي بالأساس من أهم داعميها ومساندي استمرارها, في وقت نرى الديبلوماسية الروسية اتية على الساحة شرق الأوسطية وبين يديها عدة الشغل القديمة, والتي هي كناية عن أدوات الاتحاد السوفياتي السابق القائمة على خيار القبضة الحديدية القمعية للشعوب.
وفي الإشارة إلى التفسيرات والتبريرات التي تحاول تفهم الموقف الروسي, إن على خلفية حاجتها للمياه المتوسطية الدافئة, أو على خلفية تعمدها هذه السياسة لعدم رغبتها في الانصياع لإرادة الولايات المتحدة, أو لتبريرات أخرى من نوع مطالبتها بنزع قاعدة صواريخ "الباتريوت" على تخومها, يبقى الأمر الواحد الصارخ والمقلق والمثير للجدل, وهو مقارنة الصفقات مع الدم, أي لأي مدى يمكن للعقل البشري تفهم وضع الصفقات أيا كان نوعها في كفة الميزان, والعذابات البشرية في الكفة الأخرى... ما معنى أن يعود الدب الروسي إلى الساحة شرق الأوسطية اليوم على ظهر الدبابة السورية الروسية المنشأ? هل سألت ذاتها السياسة الروسية هذا السؤال? هل لاتزال صالحة وقائمة وفاعلة هذه الستراتيجيات القائمة على الغزوات العنفية في ظل الربيع العربي? الأمر الأكيد هو أن روسيا اليوم لا تمشي فقط عكس التيار, ولكن أيضاً خارج السياق التاريخي الذاهب باتجاه تقديم إرادة الشعوب أولاً: فهل يستدرك الدب الروسي أهمية هذه الرياح الربيعية قبل أن يضطر للانكفاء من جديد إلى سباته العميق بحكم ضرورة الفشل?
* كاتبة سياسية لبنانية


انتهاكات حقوق الإنسان وعدم وجود انتخابات شرعية يمكن ان تساعد في ذلك
الإيرانيون قادرون على التخلص من نظامهم... فمتى يتحركون
?!
بقلم: علي رضا نادر:
ضاقت آفاق المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي, وأخذ الرأي العام الأميركي القلق يتوقع عملا عسكريا, فيما تحول الاهتمام مرة أخرى الى احتمال تغيير النظام في ايران. لكن هل سعي الولايات المتحدة لتغيير النظام في ايران, سواء من خلال العقوبات أو العمل المباشر, أفق قابل للاستمرار حقا ? قال ريال مارك غيريشت كبير المحللين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومارك دوبوويتز المدير التنفيذي لهذه المؤسسة إن الولايات المتحدة ينبغي لها متابعة العقوبات التي تؤدي الى تغيير النظام, وهما يعتقدان أنه من خلال العقوبات, فان "الثورة الديمقراطية المضادة في بلاد فارس لا بد أن تولد من جديد. ولا بد لايران الديمقراطية أن تحتفظ بالقنبلة التي صنعها خامنئي. لأنه يرجح أن تتعايش الولايات المتحدة واسرائيل, وأوروبا, وربما معظم العالم العربي مع ايران ديمقراطية دون مزيد من الخوف ". ان جاذبية اسقاط الجمهورية الاسلامية قد تكون واضحة. والعقوبات قد تبطئ المسيرة النووية لايران, لكنها على الأرجح لن تتراجع عن البرنامج. الضربات العسكرية قد تلحق أضرارا لكن يصعب أن تضمن تدمير المرافق الرئيسية مثل مصنع التخصيب في قم الذي افتتح حديثاً, وقد دفن تحت 300 قدم من الصخور.  ويعتقد كثيرون أن تغيير النظام هو الحل الوحيد لتقليص التهديد من جانب ايران كدولة مسلحة نوويا. الحلقة المفقودة غالباً في هذا النقاش أن الايرانيين فقط يمكنهم تحقيق أي تغيير للنظام. فالولايات المتحدة لم يعد بوسعها احداث تغيير سياسي في ايران كما فعلت عند الاطاحة بالحكومة المنتخبة شعبيا في ايران العام 1953. العقوبات المفروضة على البنك المركزي, على سبيل المثال, قد تشيع الفوضى الاقتصادية على نطاق واسع, وتهز ثقة السكان في الحكومة الايرانية. حتى يمكن للعقوبات أن تزيد استياء الايرانيين من الحالة الراهنة لدرجة أنهم قد يكونون أكثر عرضه للخروج الى الشوارع في احتجاجات. ومع ذلك, لن يطيح الايرانيون بحكامهم بسبب المصاعب الاقتصادية وحدها, وبالتأكيد ليس بايعاز من الولايات المتحدة. مصادر المشكلات الايرانية فهي تتراوح بين الحالة البائسة للاقتصاد الى سوء ادارة الحكومة والفساد. ومع ذلك, فالعامل الأهم عدم شرعية هذا النظام بسبب معاملته للمواطنين الايرانيين عموما. فالانتخابات الرئاسية في العام 2009 حطمت ايمان ملايين الايرانيين في السياسة الانتخابية. ووطد آية الله علي خامنئي سلطة الحرس الثوري, كما أن قمعه العنيف للمعارضين أظهر للايرانيين أن النظام - الذي غالباً ما يشير الى خامنئي كحاكم "مطلق " يدين بسلطتة لله فقط - لم يعد ينظر الى الشعب كركيزة لنظامه السياسي. معارضو هذا النظام ليسوا مجرد رجال أو نساء علمانيين ممن يسكنون شمال طهران. فحتى أفراد من الحرس الثوري يعارضون نمط خامنئي السلطوي في الحكم. وقد كتب القائد السابق للحرس البحري حسين علائي رسالة الى صحيفة ايرانية كبرى ضمنها مقارنة بين سلوك خامنئي والشاه السابق الذي عالج تطلعات الشعب باحتقار. ان خيبة الأمل في هذا النظام سائدة في جميع أنحاء ايران ضمن الأوساط السياسية والعسكرية, وغالبا ما تكمن تحت السطح, الا أنها حقيقية جداً, وقوية جداً.
الايرانيون فقط بوسعهم تغيير النظام, فهل يسعون لذلك في ايران مقومات نظام سياسي أكثر ديمقراطية, حتى أكثر بكثير من بعض الدول المجاورة, من خلال طبقة وسطى كبيرة تلقت تعليماً جيدا, ومن خلال مجتمع مدني مكبوت لكن لا يزال على قيد الحياة.
العقوبات لا تؤدي مباشرة الى سقوط النظام, ولكنها توجد الفضاء والوقت اللازم للولايات المتحدة لوقف برنامج الأسلحة النووية الايراني فيما يبرز أفضل نظام سياسي في ايران. الولايات المتحدة لا ينبغي لها فرض العقوبات بقصد تغيير النظام, لكن احتواءه بغية منح الايرانيين فرصة لاحداث هذا التغيير بأنفسهم. في الوقت نفسه, ينبغي أن تركز الولايات المتحدة بشكل متزايد على انتهاكات حقوق الانسان, وعدم وجود انتخابات شرعية فيما يواجه النظام انتخابات برلمانية ورئاسية.
لسوء الحظ, قد تضر العقوبات أيضا بالايرانيين أنفسهم ممن يعارضون الحكومة. والحركة الخضراء التي تدعمها الطبقة الوسطى في ايران سوف تتحمل وطأة العقوبات.
ثمة عناصر من الحرس الثوري سوف تساهم في التجارة غير المشروعة في ايران, وقد تستفيد فعلا من العقوبات على المدى القصير. ومع ذلك ليس هناك قطاع من قطاعات المجتمع الايراني أو النظام السياسي بمنأى عن العقوبات المفروضة على البنك المركزي على المدى الطويل نظراً لحجم تلك العقوبات.ايران تعاني ككل, لكن الجهود الرامية الى احتواء النظام الايراني لن تكون مجانية من حيث التكلفة بالنسبة للولايات المتحدة أو للشعب الايراني.
* محلل سياسي في مؤسسة راند غير الربحية
- عن فورن بوليسي


كابوس انتخابات لدى عون وجماعته . ولا شيء غيره!
محمد مشموشي/المستقبل
هي الانتخابات النيابية في العام المقبل، قبل أي شيء، ما يقف وراء سياسات وحركات العماد ميشال عون وتياره ووزرائه وكتلته النيابية في الفترة الراهنة. ولأن الرياح الداخلية، والمسيحية تحديدا، فضلا عن الاقليمية، تهب في اتجاهات وأشرعة أخرى، فان عون ومجموعته يعطون كل يوم دليلا على أن هاجس الانتخابات بات كابوسهم الوحيد.
في مقدمة اهتمامات عون وجماعته، يأتي اتفاق الطائف(عمليا، الدستور اللبناني) الذي عارضه عون بقوة ووقف في وجهه الى حد أنه حال بالقصف الناري دون التئام مجلس النواب للتصديق عليه، ثم لاحق النواب والوزراء واحدا واحدا في بيوتهم ومكاتبهم بعد عودتهم من الطائف وتشكيل أول حكومة في عهد الجمهورية الثانية. حديثه العلني تارة، والهامس تارة أخرى، عما يصفه بصلاحيات رئيس الجمهورية المنقوصة ومطالبته باستعادتها ليسا سوى دليل على ذلك. أما حملته على رئاسة مجلس الوزراء، وحتى على الطائفة السنية كلها، فهي الجانب الآخر من الصورة اياها.
يتوهم العماد عون أن من شأن هذا الموقف اعطاءه "شعبية مسيحية"، خصوصا لدى من يشاركه هذا الوهم لدى الطوائف المسيحية، وربما اعادة فتح باب رئاسة الجمهورية أمامه عندما يحين موعد انتخاباتها العام 2014. ولا يفسر حملاته الحالية على الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي حاليا، بعد مواقفه المكررة المعادة بمناسبة ومن دون مناسبة مما يسميه "الحريرية"، وأخيرا انتقاداته للشهداء الأموات منهم والأحياء، الا عيشه تحت هذا الكابوس الذي يضغط عليه كما يبدو ليل نهار.
أكثر من ذلك، فهو يظن أنه بموقفه هذا، ان من اتفاق الطائف تحديدا أو من رئاسة الجمهورية، يلتقي مع موقف حليفه "حزب الله" في نهاية المطاف. لكن الانتخابات النيابية تبقى هاجس عون الأول، مرحليا على الأقل، انطلاقا من النظرية التي طالما رددها ويتخندق وراءها في الحكومة الحالية، بشأن تمثيله المسيحي، واذا بشأن "حقه الذي لا ينازع عليه" في أن ينال الحصة الكاملة من التعيينات، وحتى التشكيلات، المسيحية في الادارة والقضاء والأمن. أولا، للابقاء على حجم كتلته النيابية التي يعرف القاصي والداني كيف تم تجميعها له من هنا وهناك، ثم لاعطائه في مرحلة لاحقة فرصة استعادة مقولته الأخرى عن "الحق" في أن يكون الرئيس الواقعي للجمهورية... وليس الفعلي فقط، كما تحرص المجموعة المحيطة به على القول. هاجس عون هذا ليس جديدا في أي حال، وان كان مرور الزمن من ناحية وتطور الأحداث في سوريا من ناحية أخرى قد حولاه الى كابوس في الفترة الأخيرة. حركة ممثله شربل نحاس في وزارة الاتصالات في حكومة سعد الحريري السابقة، لجهة الاحتفاظ بعائدات الهاتف الخلوي وعدم تحويلها الى وزارة المال (الأمر المستمر مع ممثله الآخر حتى الآن)، وحديثه عن سلطات الوزير حتى في مواجهة رئيس الحكومة (الأمر الذي تكرر بالنسبة للتعيينات في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة)، لا يصبان الا في المنحى ذاته. كذلك هو الحال بالنسبة لمرسوم رفع الحد الأدنى للأجور، الذي رفضه مجلس الشورى أربع مرات بسبب تمسك الوزير اياه به على طريقة "عنزة ولو طارت"، والذي يصر حتى الآن على عدم توقيع ما يتعلق منه ببدل النقل. فقصته لا تخرج عن المسلسل اياه: التصويب على اتفاق الطائف، ومجلس الوزراء باعتباره السلطة الاجرائية من ناحية، وتوسل بعض الشعبية الشعبوية لعون وتياره ومجموعته من ناحية ثانية!. واقتحامه شخصيا قبل عام من الآن، ثم تكرارالعملية من قبل خلفه نقولا الصحناوي أخيرا، غرفة التحكم بالاتصالات في الوزارة التي يتوليانها، هي التجسيد العلني للكابوس الضمني. أما حكاية وزارة الطاقة التي كاد التمسك بها يمنع تشكيل الحكومة يومها، وكذلك مسألة الكهرباء في البلد، فلا حاجة لروايتها. يكفي، في واقع الأمر، ما تقوله الناس عنها على مساحة لبنان كله.
كل وزير محسوب على عون يقيم لنفسه ولمعلمه حكومة في داخل الحكومة. لماذا لا، ما دامت في لبنان دولة كاملة على هامش الدولة من جهة وضمن الدولة من جهة أخرى؟.
لكن الموضوع هنا انتخابي وشعبوي قبل كل شيء. العام 2013 هو الكابوس، ومن أجله يهون لدى عون ومجموعته النيابية والوزارية كل شيء، بما فيه تعليق جلسات مجلس الوزراء والحيلولة دون معالجة، أو محاولة، معالجة شؤون الناس والبلد عموما. ماذا يقال الآن، على سبيل المثال، عن شمول قرار رفع الحد الادنى للأجور موظفي القطاع العام والعاملين فيه؟. بل ما هو وجه الاختلاف بين دفع مجلس الوزراء الى تعليق جلساته الآن بدعوى "الاصلاح والتغيير" وتعليقها في عهد حكومة سعد الحريري بدعوى الاصرار على حل ما يسمى قضية "شهود الزور"؟. واقع الحال، أن الشعبوية الرخيصة حاليا وتبرئة النفس الأكثر رخصا في ما مضى هما الوجهان للعملة الواحدة التي يجري تداولها في سوق النخاسة اللبنانية الحالية التي اسمها سياسة، وهي أبعد ما تكون عن السياسة من أية زاوية ينظر اليها في لبنان أو في غيره من بلدان العالم. وأية تسوية، أو عملية "تبويس لحى" على الطريقة اللبنانية، للخروج من هذا الواقع المزري، لا تغير في هذه الحال شيئا.
ولا حاجة لتكرار القول أن العالم يتغير بصورة جذرية، وأن البعض في لبنان يصرون على أن لا يقرأوا معنى ما تشهده المنطقة في ربيعها الحالي... هذا اذا كانوا يعرفون القراءة فعلا!.

لا "حرب باردة" تدشّنها موسكو على شرف بشّار الأسد
وسام سعادة/المستقبل
خالف السلوك الروسيّ في مجلس الأمن، في السنوات الخمس الأخيرة، مجمل التوقّعات التي ازدهرت فور انتهاء الحرب الباردة، والتي تسرّعت إلى اعتبار "حقّ النقض" الذي ورثته روسيّا الإتحاديّة عن الإتحاد السوفياتيّ رمزيّاً لا أكثر، ولا قدرة لموسكو على إستخدامه، إلا لماماً. لكن واقع السنوات الأخيرة، في ظلّ الثنائيّ فلاديمير بوتين وديميتري ميدفيديف، سيظهر لنا روسيّا في مقدّمة الدول دائمة العضوية التي تستخدم هذا الحقّ، جنباً إلى جنب مع الصين في المسألة السوريّة، ولمرّتين حتى الآن، لكن أيضاً، قبل ذلك، مع الصين أيضاً عام 2007 لإعاقة صدور قرار يدين الطغمة العسكرية في ميانمار (بورما)، ولإعاقة الإدانة الدولية لإرتكابات حكومة موغابي في زيمبابوي عام 2008، وللحيلولة دون تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين في جيورجيا عام 2009. هذا في مقابل، تراجع كبير في استخدام الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا لهذا الحق في السنوات الأخيرة. هذا بحدّ ذاته يمكن أن يعني أحد أمرين: إمّا أنّ كثرة استخدام روسيا (والصين) لحقّ النقض هو علامة على موازين جديدة على الصعيد العالميّ، وإمّا أنّ كثرة الإستخدام هذه علامة على تعطّل مجلس الأمن الدوليّ بحيث تصير "حروب الشرطة" الأميركيّة أو الأطلسيّة في غير حاجة إلى قرار منه يغطّيها، حيث أنّ الحربين اللتين خيضتا في هذا الإطار، على يوغوسلافيا عام 1999، وفي العراق عام 2003، جاءتا في هذا السياق.
وخير ما يجري الإستدلال به في هذا الإطار، أنّ البرلمان اليوغوسلافيّ كان يصوّت لمصلحة مسودة "الإتحاد السلافي" الذي سوّق له يومها يفغيني بريماكوف بين روسيا وبيلاروسيا ويوغوسلافيا حينما بدأت الضربات الأطلسيّة لنظام ميلوسوفيتش، وأنّ عدم تمرير قرار دوليّ يدين نظام ميلوسوفيتش في مجلس الأمن ارتد في نهاية المطاف هزيمة استراتيجية لروسيا، بل جرى التأسيس على هذه الهزيمة لتوسّع حلف شمال الأطلسيّ شرقاً، ثم لإطلاق الموجة الأكثر توغّلاً من "الثورات المخمليّة" شرقاً، أي الثورتين الأوكرانية والجيورجية.
لكنه ينبغي الإعتراف بأنّ الوضع الدوليّ مختلف اليوم، لأنّ روسيا في أيّام حرب يوغوسلافيا كانت تلك الدولة المتعثرة للغاية التي خرجت لتوّها من أزمة إقتصاديّة ماليّة حادّة عام 1998، في حين أنّ الغرب حاليّاً لم يتماثل بعد للشفاء جراء الأزمة الإقتصاديّة الماليّة العالميّة التي ألمّت به عام 2008.
وبين أزمتي 1998 و2008 الإقتصاديتين، الأولى التي ضربت روسيا من بعد جنوب آسيا، والثانية التي ضربت الغرب، ابتداء بأميركا ووصولاً إلى أوروبا، ثمّة عقد كامل، يؤرّخ له روسيّاً بحربين، واحدة خاضها الجيش الروسيّ ضمن الحدود الفيدرالية للبلاد (ابتداء من أيلول 1999)، في داغستان أوّلاً ثم في الشيشان، وانتهت بتدمير عاصمة الشيشان غروزني بشكل شبه كامل، وثانية خاضها الجيش الروسيّ ضدّ جيورجيا "الأطلسيّة الهوى" في آب 2008، على خلفية أزمة "أوسيتيا الجنوبية"، وأظهرت حسماً استراتيجياً سريعاً للغاية من جهة، وعجزاً غربياً عن دعم "الأطلسيّ المغامر" ميخائيل سكاشفيلي، مع كونه رأس حربة الديموقراطيّة الليبراليّة في وجه الإستبداد الشرقيّ. أمّا رأس الحربة الأخرى للديموقراطية الليبرالية، لوليا تيموشنكو، رمز الثورة البرتقالية الأوكرانية، فقد أنتهى بها السبيل "جان دارك القرن الحادي والعشرين" من وراء القضبان!
إلا أنّ الإنتعاشة الروسيّة هذه لم تنبن على إعادة انتاج أسباب القوّة الداخليّة، فالنموذج الإقتصاديّ الروسيّ لم يعد كارثيّاً كما في أيّام بوريس يلتسن لكنّه لا يزال "متواضعاً" بالمقياس العالميّ، والكارثة الديموغرافية المتصلة بتناقص عدد الرّوس ما زالت أبعد من أن تداوى، وايقاع المؤسّسات الروسيّة، حكومية أو قضائية أو مدنية، لا يسرّ الخاطر. هذه الإنتعاشة انبنت أساساً على أزمة الغرب: أزمته الإقتصادية والمالية، وأزمته الإستراتيجية المتّصلة بتوسيع حلف شمال الأطلسيّ ونصب أنظمة الدرع الصاروخيّة، وأزمة حلفائه في الجمهوريات السوفياتية السابقة (أوكرانيا وجيورجيا).
من هنا، فقد جاءت الثورات العربية لتزعج فعلاً السياسة الروسيّة، ليسَ فقط لأنّ لموسكو مصالح تقليدية في ليبيا أو في سوريا، بل لأنّ هذه الثورات ستعيد إحياء سياسات "إحتواء التمدّد الروسيّ" بشكل أو بآخر، من خلال "تقاطع إسلاميّ غربيّ". إذاًَ هناك موقف روسيّ سلبيّ من هذه الثورات، بدءاً من الثورة المصريّة، وليس فقط بدءاً من الثورتين الليبية والروسيّة.
أساس هذا الموقف السلبيّ أنّ هذه الثورات ستقلّل من "التناقض الإسلاميّ الغربيّ" الذي بلغ أوجه في فلسطين وهجمات 11 أيلول وأفغانستان والعراق، وستخاطر بإعادة شحن "الثورات المخملية" في الجمهوريات السوفياتية السابقة، سواء حيث تخلّعت هذه الثورات أو حيث لم تنشب بعد، كما في آسيا الوسطى، حصن "الإستبداد الشرقيّ العصريّ".
بيدَ أنّ ما فعلته موسكو حتى الآن، كان المضيّ قدماً في صناعة "التلاقي الإسلاميّ الغربيّ" الإحتوائيّ لها. هذا يصحّ بشكل أساسيّ بعد الثورة السوريّة.
إلا أنّ للأمر حدوده هنا. فالوضع ما زال بعيداً جدّاً عن تهيئات من يحسب أنّ "الحرب الباردة عائدة". يمكن أن تعود هذه الحرب، أو غيرها، في أي وقت، لكن ليس أبداً على شرف بشّار الأسد.
وفي المقابل، فإنّ الموقف الإنعزاليّ الروسيّ عن العالمين الغربي والإسلامي، كما ترجم نفسه بلغة "الحدّ الأقصى" في مجلس الأمن قبل يومين، لا يمكن تجاوزه إلا بفعل روسيّ ما في المقابل، على جبهة بشّار الأسد، إلا إذا كان الخيار الروسيّ، هو الإنعزال أكثر فأكثر. لكن الضغط على جبهة بشّار الأسد لا يعرف حدّاً أقصى وحدّاً أدنى. في الظروف الحالية، أي ضغط عليه لا يمكن أن يترجم إلا دعوة، ولو منمّقة، لتنحيه. وما سيقوله سيرغي لافروف في دمشق غداً، من المؤكد أنه لن يرضي أهل الثورة السورية، لكنّ ليس من المرجّح أبداً أنّه سيرضي أهل النظام.