المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 18 شباط/2012

ملاخي 04/01-06/مجيء يوم الرب

"وقال الرب القدير: سيأتي يوم يحترق فيه جميع المتجبرين وفاعلي الشر كالقش في التنور المتقد. في ذلك اليوم يحترقون، حتى لا يبقى لهم أصل ولا فرع. وتشرق لكم أيها المتقون لاسمي شمس البر والشفاء في أجنحتها، فتسرحون وتمرحون كالعجول المعلوفة، وتدوسون الأشرار وهم رماد تحت أخامص أقدامكم، يوم أعمل عملي، أنا الرب القدير. أذكروا شريعة موسى عبدي التي أوصيته بها في حوريب إلى جميع بني إسرائيل، لتكون فرائض وأحكاما. ها أنا أرسل إليكم إيليا النبي، قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب. فيصالح الآباء مع البنين، والبنين مع الآباء، لئلا أجيء وأضرب الأرض بالحرمان".

 

عناوين النشرة

*بان كي مون في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية: علينا أن نشق طريقا إنمائيا يكفل تحقيق مستقبل نطمح إليه

*الراعي لبى دعوة مؤسسة "بيت الضيافة" الى الغداء: نصلي ليكون الصوم زمن مصالحة حقيقية ونرمم روابط الاخوة

*الجمعية العامة للامم المتحدة تتبنى قرارا يدين القمع في سوريا بأغلبية 137 دولة

*عقوبات أميركية على وزارة الاستخبارات الإيرانية لاتهامها بتأييد القمع في سوريا 

*مدير الاستخبارات الاميركية يرجح أن القاعدة وراء التفجيرات الانتحارية في سوريا

*إذاعة اسرائيل: إيران وحزب الله يحاولان المس بأهداف إسرائيليـــة في الخارج

*اسرائيل تطلب من مجلس الامن الدولي ادانة الهجمات الاخيرة

*سليمان تلقى دعوة لحضور سيامة المطارنة الجدد وبحث الاوضاع الفلسطينية مع شريف مشعل والتقى خير الدين

*الحكم على الشيخ محمد علي الحسيني 5 سنوات أشغال شاقة بجرم التعامل مع اسرائيل

*مظاهرة في القبيات ضد بيع أرض لـ"غرباء"!

*بلمار سلّم فرانسين مسودة قرار اتهامي جديد

*قرار خليجي غير معلن باستبعاد العمالة الشيعية اللبنانية/مروان طاهر/الشفاف

*أحد يضع علينا الشروط أو يملي علينا شيئا ونحن لا نفعل ذلك... جعجع لنصرالله: ما اتهمت به "القوات" في الحرب "إذ صحّ" لا يعدو نقطة ببحر "حزب الله" في الحرب والسلم

*مصادر "14 آذار": نصرالله نصّب نفسه زعيماً مطلقاً متجاهلاً وجود الدولة باعتباره هو الدولة 

*أحمد الحريري لنصر الله: كل إصلاحات الدنيا لن تعيد شهداء سوريا.. والأسد فوّت فرصة إجرائها  

*تهجم نصرالله على "14 آذار" هروب إلى الأمام بانتظار تطورات سوريا... المعلوف: حدّيته لتأكيد ثانوية الموضوع اللبناني أمام الولاء للخارج

*سعيد وحوري يعلقان على حديث نصرالله

*الجيش السوري الحر يعرض لمعتقل يتحدث عن أدوار "حزب الله" وإيران في قمع

*أبو جمرة: هل سيباشر عون تعديــل الدستور لتتناسب الصلاحيات مع المقامات ومسؤولياتها؟

*لقاء المسيحيين المستقلين" اجتمع في حريصا: التسمية مرحلية والنهج مستوحى من القيم وشعار الراعي

*عن زيارة جنبلاط التركية/ صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ما يلي:

*"الأحرار": لترحيل الحكومة اليوم وتشكيل تكنوقراط

*القبس الكويتية: «حزب الله» طلب من قادته تغيير أماكنهم

*فضل الله يتصّل بالحريري

*الجمهورية : 14 آذار أخرجت نصر الله عن طوره "فقصففي كل الإتجاهات

*علوش: من يضع شروطاً على الحوار هو "حزب الله" برفضه بحث سلاحه

*عراجي: لا جديد بكلام نصرالله.. وهو أوضح أنه يرفض الحوار

*زهرا: نبرة نصر الله المرتفعة تدل على عمق ازمة احزاب 8 آذار

*التمويل الايراني ليس فقط من اجل المقاومة بل لتنفيذ مشروع ولاية الفقيه

*فتفت: نصرالله بدا مربكا ولا جديد في خطابه

*النائب محمد كبارة : نصر الله تحدث عن كل شيء إلا عن لبنان

*العجوز: خطاب نصرالله لم يأت بجديد

*مكاري نفى دعم 14 آذار للمعارضة السورية بالسلاح والمال: لا أحد يمكنه ان يتحكم باللعبة إن قطعنا الطريق على أي تدخل خارجي

*باسيل في لقاء حواري مع طلاب "التيار الوطني الحر": نحن أولاد مكاتب عندما نخطط للاصلاح وأولاد شارع عندما ننفذه

*فايز شكر يتّهم جنبلاط وجعجع بـ"العهر"!

*واشنطن تضع لمستها الخاصة على 'فزاعة القاعدة' في سوريا 

*جنبلاط يستدرج «التسوية المذهبية» ليكون عَرّابها/طوني عيسى

*توازنات عسكرية جديدة في سوريا... بانتظار الممرات/أسعد بشار/الجمهورية

*الدعوة إلى طائف جديد رسالة تخويف للمسيحيّين/شارل جبّور/الجمهورية

*مجلس القضاء أحال على قرطباوي طلب صرف رئيس غرفة محكمة التمييز القاضي غسان رباح من الخدمة

*رباح لـ"النهار": استقلت امتعاضاً وترفعاً ولرد الأذى عن القضاء/ كلوديت سركيس/النهار

*الأسد والدولة الفاشلة/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*لبنان يقاطع "مؤتمر أصدقاء سوريا" وهو ليس تحت علم الجامعة وله محاذير

*14 آذار في ظلّ المخاوف من موقفها:إدخال عامل توازن ولا حسابات خاطئة/روزانا بومنصف/النهار

*هل استعجلت 14 آذار تأييد المعارضة السورية؟انقسام اللبنانيين يدخلهم لعبة الصراعات/اميل خوري/النهار

*مهاجمة إيران تحتاج إجماعاً إسرائيلياً/رندى حيدر/النهار

*سفير الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت الدكتور غضنفر ركن آبادي لـ«الجمهورية»: إذا هوجمنا سيكون ردّنا أقسى وأوجع/طارق ترشيشي/الجمهورية

*نائب رئيس "تيار المسقبل" انطوان اندراوس: عون سيسقط مع سقوط بشّار الاسد... و"حزب الله" أعد خطّة "ب" لما بعد البعث...  

*انهيار الغرب والفوضى العالمية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*بري التقي عون في عين التينة

*مهرجان ل"المستقبل" في ذكرى استشهاد الحريري وتحرير صيدا

*الراعي في رسالته الراعوية الأولى في زمن الصوم الكبير: إنه زمن التغيير أي زمن التوبة ووسائله الصلاة والصوم والصدقة

*فرنجيه:المرحلة دقيقة ولكن في النهاية سننتصر/العروبة خلاصنا وصوابية مواقفنا ثبتت في كل المراحل

*السيد نصرالله : متمسكون بالسلاح..وسنثأر لمغنية ثأراً مشرّفاً

 

تفاصيل النشرة

 

بان كي مون في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية: علينا أن نشق طريقا إنمائيا يكفل تحقيق مستقبل نطمح إليه

 وطنية - 17/2/2012 - وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في 20 الحالي وقال:"لقد هبت رياح التغيير فاجتاحت العالم بأسره على مدار السنة الماضية. وجاهر ملايين المواطنين بسخطهم على الأوضاع السائدة بشأن مواضيع متشابهة، هي اللامساواة والفساد والقمع وانعدام فرص العمل اللائق. فهذه التعبئة الحاشدة إنما هي في جوهرها نداء من أجل إعمال العدالة الاجتماعية". تابع:"يرتبط تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع ارتباطا عضويا ببلوغ الأهداف الإنمائية المتفق عليها،التي تبلورت في مؤتمر القمة الاجتماعي في كوبنهاغن، ومؤتمر القمة للألفية، وغيرهما من المنتديات. وإذ نرنو إلى مؤتمر ريو + 20 المعني بالتنمية المستدامة الذي بات على الأبواب، فإن لدينا فرصة سانحة لإعادة التفكير في الاستراتيجيات الإنمائية والممارسات التجارية لكي ترشدنا إلى السبيل المؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة وإنصافا". واضاف:"الاستدامة ترتهن بإنشاء أسواق توزع ثمار التنمية بشكل أفضل. فهي تعني تلبية طلبات المستهلكين المتزايدة على منتجات وخدمات أكثر مراعاة للبيئة. ومن مدلولاتها أيضا إرساء الأسس لصون الكرامة وحفظ الاستقرار وإتاحة الفرص للجميع. وفي غمرة الجهود المبذولة لإجراء هذا التحول، لا مناص من إدراج عنصر الإدماج الاجتماعي في صميم سياساتنا وجهودنا الأخرى." وختم:"علينا إذا أن نعمل يدا بيد لتحقيق التوازن على صعيد الاقتصاد العالمي، ولإبرام عقد اجتماعي جديد للقرن الحادي والعشرين.علينا أن نشق طريقا إنمائيا يفضي إلى مزيد من العدالة الاجتماعية ويكفل تحقيق المستقبل الذي نطمح إليه".

 

الراعي لبى دعوة مؤسسة "بيت الضيافة" الى الغداء: نصلي ليكون الصوم زمن مصالحة حقيقية ونرمم روابط الاخوة

 وطنية - 17/2/2012 لبى البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي دعوة الاب انطوان سلامة رئيس مؤسسة "بيت الضيافة" في جونية الى الغداء، بمشاركة المطارنة غي بولس نجيم، سمعان عطاالله، انطوان العنداري، طانيوس الخوري والمدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب اميل عقيقي والمدبر الاب ايوب شهوان ومدير تجمع المدارس الرهبانية الاب حنا رحمة، في حضور رئيس بلدية جونية انطوان افرام، ورئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام والعديد من الفاعليات الاجتماعية وهيئات المجتمع المدني وقيادات امنية. قائمقام كسرواتن جوزف منصور

بداية كلمة ترحيب من المحامية منى طعمة، قالت فيها: "يعز علي أن أرحب بكم يا صاحب الغبطة في بيت الضيافة، أنتم الذين عرفتم بالخدمات الانسانية واهتمامكم بالفقراء على كل الصعد وبالروح الرسولية والنشاطات الرعوية". ثم كانت كلمة لرئيس البلدية الذي قال: "نحن كمجلس بلدي انبثق من روح الوفاق، نتطلع بأمل كبير الى اهتمامكم ودعمكم وبركتكم لمجلسنا البلدي، لكي يحافظ على وحدته وتضامنه، بعيدا عن التجاذبات من أي نوع كانت، وذلك لكي يصب كل طاقاته في الانماء والسهر على الخير العام، وخصوصا أن لمدينة جونية طابعا خاصا لكونها واجهة لبنان الثقافي والحضاري والروحي في هذا المشرق. وما مشاركتكم اليوم يا صاحب الغبطة في كسر الخبز بقلب واحد ونفس واحدة كما جاء في اعمال الرسل، الا تاكيد لشعار شركة ومحبة الذي تسعون جاهدين منذ اعتلائكم السدة البطريركية الى تحقيقه وتطبيقه من خلال رسالتكم وعملكم في كنيستنا ووطننا الحبيب.

وبزيارتكم اليوم لهؤلاء الاحباء الذين لم تسمح لهم الظروف القاهرة بالذهاب اليكم، أتيتم انتم اليهم، لمشاركتهم في كسر الخبر بايمان ومحبة وتواضع، وهكذا تؤكدون مرة اخرى ان المشاركة الحقيقية والفعلية لا تعرف تفرقة من رأس الهرم حتى اسفله، وذلك على خطى سيدنا المسيح حين قال: "لان كل ما فعلتم باخوتي الصغار فبي فعلتم".

بدوره شكر الرئيس الفخري لمؤسسة "بيت الضيافة" الاب انطوان عطاالله الحضور وعدد الانجازات التي يقوم بها "بيت الضيافة"، كما شكر "كل الذين يعطون من قلوبهم ومحبتهم الفقراء والمحتاجين".

بعدها ألقى البطريرك الراعي كلمة شكر فيها كل الحضور والمساهمين في انعاش "بيت الضيافة"، وهم في الوقت عينه "كل السند كي يستطيع ان يكمل الرسالة التي يقوم بها الاب عطاالله".

وجدد شكره "باسم الكنيسة وباسم الجميع على ما تساهمون به على المستوى الانساني، وهي عشرة أمور ذكرتهم في كلمتك (الاب عطاالله)، وكأنها وصايا الله العشر، أو بالاحرى وصايا المحبة العشر والعائلات الفقيرة".  أضاف: "موائد المحبة، المواد الغذائية توزع على العائلات، المساعدات المالية على مختلف انواعها، كل هذه الوجوه العشرة التي ذكرتها تؤكد كم ان الله كبير في عطاياه، ومحبة القلب ايضا، وكل من يساعدك من محسنين ومساعدين واداريين على انواعهم، كل هذا يؤكد كم أن الله كبير في محبته وان المحبة حقا لا حدود لها، فشكرا للجميع وللمؤسسة على كل النشاطات التي تقوم بها".

وتابع: "أشكر كل الذين كانت لهم كلمات لطيفة، لكنني سأبدأ بالاطفال الذين أتحفونا بمحبتهم ورقصاتهم وبقلبهم وعيونهم الخيرة، وكذلك طلاب الابتدائي الذين رتلوا مع الاب طوني الخولي، وكذلك الاب وديع سقيم رئيس المدرسة المركزية وكل الاباء الاداريين. والشكر للرب على هذا المكان، لانه مكان ترميم روابط الاخوة، إذ لا يمكننا الحديث عن الاخوة وهناك انسان مريض لم نتطلع اليه وانسان فقير أهملناه وانسان آخر حزين وآخر ضائع، هذا البيت هو مكان لترميم الاخوة بين الناس، ولا يمكننا ترميم هذه الاخوة ما دام هناك انسان مجروح، وهذا ما سننطلق به الاسبوع المقبل في الصوم، فنرمم معنويا وروحيا، ونتأمل في أن يكون هذا الزمن فعلا زمن اخوة من جديد، زمن مشاركة ومحبة، وهذا ما نحن بامس الحاجة اليه في مجتمعنا اللبناني، وليس على المستوى الانساني فقط، ولكن على مستوى الوطن وعلى المستوى السياسي". وقال: "نصلي ليكون زمن الصوم الآتي زمن مصالحة حقيقية، زمن الترميم مع الله من جهة مع ذواتنا ومع بعضنا البعض من جهة أخرى، وقد وجهت اليوم رسالة الفصح، وهي في موضوع الصوم، زمن التغيير، تغيير كل علاقاتنا، والعلاقة مع الله ينبغي ان تتغير كي تسلم علاقتنا مع بعضنا البعض".

وختم: "لقد سمعنا انشودة يكفي انني لبناني، هذه الكلمات تضعنا امام مسؤولياتنا، ليبقى لبنان رمزا للانسانية والمحبة والروحية والاجتماعية والثقافية".

بعدها ألقيت قصائد في المناسبة، وقدم "بيت الضيافة" في ختام اللقاء درعا تكريمية للراعي. وبعد الظهر، يزور البطريرك في إطار زيارته الراعوية للرهبانيات والاديار، دير راهبات مار يوحنا المعمدان - حراش حيث يطلع على اوضاع الرهبانية ورسالة الراهبات في المنطقة. على صعيد آخر، علمت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان الراعي سيوجه رسالة عامة في 25 آذار المقبل، الذكرى الاولى لانتخابه.

 

الجمعية العامة للامم المتحدة تتبنى قرارا يدين القمع في سوريا بأغلبية 137 دولة

نهارنت/تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس جلسة قرارا غربيا يدين القمع في سوريا بعد ايام عدة من استخدام موسكو وبكين حق النقض ضد نص مماثل في مجلس الامن الدولي.

ووافق على القرار 137 دولة فيما رفضت 12 دولة القرار منها روسيا والصين وإيران وامتنعت 17 عن التصويت. ولوحظ أن المجموع لم يكن 193 دولة بسبب عطل في عملية التصويت إذ شكا ممثلو دول عدة من عدم تحميل البرنامج لتصويتها. وكان قد حذرت روسيا التي اقترحت من دون جدوى حتى الان اجراء تعديلات على النص، من انها لن تدعم مشروع القرار "غير المتوازن" بشكله الحالي.

ويتم تبني القرار بالغالبية البسيطة للدول الاعضاء ال193 في الجمعية العامة، التي تعد هيئة استشارية لا يطبق فيها حق الفيتو. ويطالب النص الحكومة السورية بانهاء هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لتامين انتقال ديموقراطي للسلطة في سوريا ويوصي بتعيين مبعوث خاص للامم المتحدة الى سوريا. نهارنت/وكالة الصحافة الفرنسية

 

عقوبات أميركية على وزارة الاستخبارات الإيرانية لاتهامها بتأييد القمع في سوريا 

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية وذلك بعدما اتهمتها وزارة الخزانة الأميركية بدعم النظام السوري "الذي يواصل ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان"، إضافة إلى "دوراها الرئيسي" في حملة القمع في إيران. وأوضح مسؤول شؤون الارهاب والاستخبارات المالية في وزارة الخزانة ديفيد كوهن "اليوم قررنا فرض عقوبات على وزارة الاستخبارات لانتهاكاتها حقوق الانسان الاساسية للمواطنين الإيرانيين وتصدير ممارستها الشرسة لدعم الحملة المقيتة التي يشنها النظام السوري ضد شعبه". واضاف: "إننا نستهدف الوزارة كذلك لدعمها جماعات إرهابية، ومن بينها تنظيم "القاعدة" بصورة عامة، وتنظيم "القاعدة" في العراق، و"حزب الله" و"حماس"، مما يكشف مرة أخرى مدى رعاية إيران للإرهاب بوصفها سياسة للدولة الإيرانية".(أ.ف. ب.)

 

مدير الاستخبارات الاميركية يرجح أن القاعدة وراء التفجيرات الانتحارية في سوريا

نهارنت/أعلن جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الاميركي أنه من المرجح أن يكون فرع القاعدة في العراق هو الذي نفذ التفجيرات الانتحارية التي شهدتها سوريا مؤخرا، بعد أن تسلل عناصر التنظيم الى صفوف المعارضة التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال كلابر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، أن التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب منذ كانون الاول الماضي "تحمل جميعها بصمات القاعدة .. ولذلك نعتقد أن القاعدة في العراق آخذة في مد نفوذها الى سوريا". وتأتي تصريحات كلابر لتؤكد معلومات ذكرتها وسائل الاعلام سابقا بان مسؤولين أميركيين يشتبهون بان لتنظيم القاعدة يدا في التفجيرات، كما ياتي عقب رسالة لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط فيديو اعرب فيها عن تاييده للتمرد ضد نظام الاسد. وأعرب كلابر عن قلقه من أن مسلحين من القاعدة اخترقوا المعارضة السورية المنقسمة وسط تصاعد أعمال العنف في البلد المضطرب. وأشار الى أن "ظاهرة اخرى مثيرة للانزعاج هو أننا شاهدنا مؤخرا تواجد متطرفين اخترقوا جماعات المعارضة". وذكر أن "جماعات المعارضة في العديد من الحالات ربما لا تعلم بوجودهم بينها". وأكد على أن المعارضة متشرذمة بشكل كبير وان نظام الاسد على ما يبدو قادر على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الحالي مع استمراره في حملة القمع العنيفة ضد المناهضين له. وقال انه لا توجد مؤشرات حاليا على ان الازمة في سوريا ستنتهي قريبا. وكان كلابر قال للكونغرس في السابق ان سقوط نظام الاسد هو مسالة وقت ليس الا، الا انه توقع صراعا طويلا. واضاف كلابر أن اجهزة الاستخبارات الاميركية تراقب "الشبكة الواسعة" من مخزونات الاسلحة الكيميائية السورية التي قال انها تمثل تحديا اكبر من ذلك التي مثلته الترسانة الليبية قبل سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وأردف: "رغم انه حتى هذه اللحظة، فانها تبدو في امان، ونحن نراقب ذلك بدقة". وأشار الى انه يتوقع ان دور القاعدة والانقسامات بين صفوف المتمردين ووجود الاسلحة الكيميائية "سيؤثر على اية مناقشة حول تقديم اية مساعدة" للمعارضة.

 

إذاعة اسرائيل: إيران وحزب الله يحاولان المس بأهداف إسرائيليـــة في الخارج

المركزية- أعلن مصدر مسؤول في هيئة مكافحة الارهاب التابعة لديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلية، في حديث للإذاعة الاسرائيلية "عرابيل" ان "ايران و"حزب الله" يواصلان محاولاتهما للمساس بأهداف اسرائيلية في الخارج، فيجب على المواطنين الاسرائيليين توخي الحيطة والحذر خارج البلاد والانصياع للتوجيهات الامنية". وأوضح المصدر ان "هذا الانذار يستند الى نتائج التحقيق مع المواطنين الايرانيين الذين اعتقلوا في أعقاب فشل محاولتهم لارتكاب اعتداء ارهابي ضد دبلوماسيين اسرائيليين في بانكوك" .

 

اسرائيل تطلب من مجلس الامن الدولي ادانة الهجمات الاخيرة

طلبت اسرائيل من مجلس الامن الدولي الخميس اصدار ادانة رسمية للهجمات أو محاولات الهجوم الاخيرة التي استهدفت موظفين في سفاراتها. وقال المندوب الاسرائيلي رون بروسور في رسالة وجهها الى المجلس ووزعتها البعثة الاسرائيلية في الامم المتحدة أنه "كان حري بمجلس الامن الدولي ادانة هذه الهجمات على الفور". واضاف "تأمل اسرائيل في أن يصدر ادانة تامة اليوم". وتابع: "كما على المجلس معالجة هذا التهديد عبر البحث عن اجراءات فاعلة ضد ايران وحزب الله". وندد بروسور "بحملة الارهاب التي تقودها ايران وحليفها حزب الله على اهداف اسرائيلية في العالم في الاسابيع الاخيرة" في اشارة الى العمليات التي استهدفتها في الهند وتايلاند وجورجيا. فبعد سلسلة هجمات او محاولات هجوم اتهمت اسرائيل فورا ايران التي نفت أي مسؤولية بالرغم من توقيف ثلاثة ايرانيين يشتبه في ضلوعهم فيها.

ووجهت نسخة من الرسالة الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون. وكان بان أدان الاثنين الهجومين في الهند وجورجيا وطالب بفتح تحقيقات. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

سليمان تلقى دعوة لحضور سيامة المطارنة الجدد وبحث الاوضاع الفلسطينية مع شريف مشعل والتقى خير الدين

وطنية - 17/2/2012 - بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، سلسلة مواضيع سياسية وعمالية وانمائية مع زواره في قصر بعبدا اليوم، حيث عرض مع مفوض العلاقات العربية في السلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" شريف مشعل (عباس زكي) للاوضاع في الداخل الفلسطيني بعد المصالحة الاخيرة بين "فتح" و"حماس"، اضافة الى العلاقات اللبنانية - الفلسطينية واوضاع الفلسطينيين في لبنان.

الوزير خير الدين

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الدولة مروان خير الدين للتطورات الراهنة والاتصالات الجارية بين المعنيين حيال الشأن الحكومي القائم.

المفوض العام للاونروا

واطلع الرئيس سليمان من المفوض العام للاونروا فيليبو غراندي والمدير العام للوكالة في لبنان سلفاتوري لومباردو على نشاطات "الاونروا" والمساعدات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في المخيمات في لبنان.

رئيس الاتحاد الدولي لارباب العمل

وزار القصر الجمهوري، وفد من الاتحاد الدولي لارباب العمل المسيحي في العالم برئاسة بيار لوكوك الذي اطلع الرئيس سليمان على التحضيرات للمؤتمر الدولي، بعنوان "المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والاقتصاد"، الذي سينعقد في بيروت في آذار المقبل، ويهدف الى اعادة القيم الانسانية الى المؤسسات الاقتصادية بحيث لا تبغي الربح فقط بل تراعي القيم الانسانية والاجتماعية ايضا.

المطران ابو جودة

وتسلم رئيس الجمهورية من النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة دعوة الى حضور حفل سيامة المطارنة الجدد على ابرشيات كل من جبيل والبترون واللاذقية.

وفد آل الصلح

واستقبل الرئيس سليمان القنصل مصطفى الصلح مع وفد من العائلة، شكره على تعزيته بوفاة والده.

 

الحكم على الشيخ محمد علي الحسيني 5 سنوات أشغال شاقة بجرم التعامل مع اسرائيل

حكمت المحكمة العسكرية اليوم الخميس بالسجن خمس سنوات مع أشغال شاقة على الشيخ محمد علي الحسيني في جرم التعامل مع اسرائيل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن "المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد نزار خليل أصدرت، حكما مساء اليوم الخميس، قضى بإنزال عقوبة الاشغال الشاقة مدة خمس سنوات في حق محمد علي الحسيني في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي". وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ادعى على الموقوف الشيخ الحسيني في جرم التعامل مع المخابرات الاسرائيلية، والاتصال به، والتعامل مع دول أجنبية تتعامل مع المخابرات الاسرائيلية، وعلى حيازة أسلحة، سندا الى المادة 278 عقوبات وتنص على عقوبة الاشغال الشاقة الموقتة من ثلاث الى عشر سنوات والى المادة 72 اسلحة، واحاله الى قاضي التحقيق العسكري الاول. يذكر أن الجيش كان قد اوقف الحسيني للاشتباه بتعامله مع اسرائيل، حيث داهمه في منزله في منطقة صور في الجنوب وصادرت أجهزة كومبيوتر واسلحة. وكان الحسيني أطلق قبل ثلاث سنوات "المجلس الاسلامي العربي" في محاولة واضحة ولو غير معلنة للتصدي لنفوذ "حزب الله" الواسع داخل الطائفة الشيعية. وعلى موقعه على الانترنت، يقول المجلس أن مشروعه السياسي يتلخص في "العمل الدؤوب لاسترجاع القرار الشيعي من مختطفيه الذين يستغلون اسم الطائفة"، و"رفض التطرف والاكراه والارهاب بجميع انواعه واساليبه". ويطرح "المجلس الاسلامي العربي" نفسه ك"مرجعية اسلامية لشيعة العرب"، ويحدد "هدفا استراتيجيا" له "استرجاع اخوتنا من الشيعة العرب المنخدعين بالاكاذيب والاراجيف الضالة والمضللة من أحضان نظام ولاية الفقيه وبراثنه"، في اشارة الى ولاء حزب الله للجمهورية الاسلامية الايرانية. وافتتح الحسيني خلال السنوات الماضية عددا من المراكز والمشاريع الخيرية في مناطق تعتبر معاقل لـ"حزب الله" مثل الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب، حسب وكالة "فرانس برس"..

 

مظاهرة في القبيات ضد بيع أرض لـ"غرباء"!

الشفاف/لا يذكر خبر "النهار" مصدر المال "الحلال" أو "الحرام" الذي يُستخدم لشراء أراضي حتى في "القبيات"! بعد "حسينية" زغرتا، هل قرّر "الحزب" بناء "حسينية" في "القبيّات"؟ عكار – "النهار" خلافاً لما جرى في الحدت وساحل المتن من تمرير صفقات بيع الاراضي بصمت ودون اي اعتراض، تفاعلت امس قضية بيع اراض في القبيات من اشخاص من خارج البلدة، وتظاهر عدد كبير من الاهالي احتجاجا على عملية البيع، وتوجه عشرات الشبان الى منزل شاهين نادر الذي باع قطعة ارض ضخمة في خراج القبيات، وطالبوه بالرجوع عن البيع وخصوصاً انه كان قد رفض بيعها من ابناء البلدة وفضل بيعها من خالد الاسعد طمعاً بالمزيد من المال. وعمد المتظاهرون الى رشق منزل نادر بالحجارة والبيض قبل ان يتدخل الجيش والقوى الامنية لاتخاذ تدابير امنية لاعادة ضبط الوضع الأمني.

 

بلمار سلّم فرانسين مسودة قرار اتهامي جديد

أكدت مصادر على صلة وثيقة بمكتب المدعي العام الدولي دانيال بلمار أنه سلّم قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين خلال الأيام القليلة الماضية مسودة قرار اتهامي جديد. وأشارت المصادر لصحيفة "الأخبار" إلى أن مسودة القرار مرتبطة بجرائم محاولتي اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر واغتيال الامين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. ولفتت مصادر أخرى على صلة بفريق عمل المدعي العام الدولي إلى أن ما احاله بلمار على فرانسين يتضمن أيضاً إضافات إلى القرار الاتهامي الصادر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتحفظت المصادر عن ذكر أي معلومات عن مضمون ما ورد إلى قاضي الإجراءات التمهيدية، ملمحة في الوقت عينه إلى إمكان ان يُضاف متهم جديد إلى لائحة المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري

 

قرار خليجي غير معلن باستبعاد العمالة الشيعية اللبنانية؟

مروان طاهر/الشفاف

أشار عائدون ومقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي من الشيعة ان دول المجلس بدأت باعتماد سياسة عدم السماح لهؤلاء بالتواجد على اراضيها للعمل. ففي إمارة "ابو ظبي"، يمنع منعا باتا إستخدام او توظيف اي شيعي خصوصاً اللبنانيين من بينهم مهما كانت الظروف او الحاجة ماسة الى خدماته المهنية. وهذا الامر ظهر أثناء سعي محطة "سكاي نيوز" لاستخدام إعلاميين لبنانيين شيعة من المقيمين في الإمارات او من خارجها. فقد رفضت السلطات في الإمارة منح هؤلاء تأشيرات دخول الى الامارات لمن هم خارجها، او نقل كفالة من هم داخل الامارة. إمارة "دبي" ليست افضل حالا، حيث ان السلطات ترفض تجديد إقامات الشيعة لدى نفاذ المدة، في حين ان من بقي فيها يكون من العاملين في نطاق المنطقة الحرة التي تحرص السلطات في دبي على عدم التدخل في قوانينها حرصا على سمعتها الدولية. اما للعاملين داخل الإمارة فالباب موصد، للجُُدُد، ويقفل بانتهاء مدة الإقامة. الى ذلك يعاني المواطنون الشيعة من مراقبة مشددة خصوصا لجهة تحويل اموال الى لبنان او مقتنيات عينية قد يشتم من تحويلها رائحة إرسال اموال الى حزب الله حسب تقديرات السلطات الإماراتية. خصوصا السيارات وذات الدفع الرباعي منها تحديدا، حيث تشترط السلطات المزيد من الاوراق والإثباتات والرسوم من أجل إعاقة إرسال سيارة الى لبنان. كما ان السلطات المالية تفتح تحقيقات محددة مع الذين يريدون تحويل اموالهم الى لبنان. الوضع في دول مجلس التعاون الاخرى ليس بأفضل حالاً. فلا المملكة العربية السعودية، ولا قطر، ولا البحرين، تسمح بدخول الشيعة الى اراضيها. ويبدو ان قرار عدم تجديد إقامات الشيعة المقيمين حاليا في دول مجلس التعاون ساري المفعول، بحيث يتم خلال مهلة أقصاها ثلاث سنوات، من تاريخ بدء العمل بقرار عدم تجديد الإقامات، إقصاء الشيعة اللبنانيين من دول التعاون وإعادتهم الى لبنان من ضجة ودون ترحيل جماعي.

 

أحد يضع علينا الشروط أو يملي علينا شيئا ونحن لا نفعل ذلك... جعجع لنصرالله: ما اتهمت به "القوات" في الحرب "إذ صحّ" لا يعدو نقطة ببحر "حزب الله" في الحرب والسلم

كلمة د. جعجع لمناسبة إطلاق الشرعة السياسية لحزب "القوات"

ردّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خلال حفل إطلاق شرعة الحزب، على بعض ما تناوله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بالقول " كنت أتمنى ان يقتصر حديثي عن النظام الداخلي وعن الشرعة، ولكن للأسف، في الأمس علت بعض الأصوات، لذا أنا مضطر للتوقف عند بعض النقاط التي أتت على لسان السيد حسن نصرالله، ليس لأرد عليه لأننا نعرف موقعنا ونعرف أيضاً أين موقعه... فنحن نعرف المقياس الذي يعتمده نصرالله لتوصيف الناس، ولكن الأمور بحاجة الى التواضع يا سيد حسن، فهل كل الشعوب العربية أغبياء ولا تعرف ماذا تفعل، إلا أنت؟"

وتابع "يذكرني خطاب السيد نصرالله بخطابات أحمد السعيد وأحمد الشقيري ونايف حواتمة وسواهم، وهم يتكلمون عن قضية فلسطين، من هنا أوضّح أنه كي نصل الى فلسطين حرة نحن بحاجة الى شعب عربي حر والى ديمقراطية صحيحة".

وأسأل السيد حسن "أيُعقل ان يكون الجميع مخطئ في الشأن السوري، بعد نيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس 137 صوتاً لصالح قرار يدين سوريا؟ فإذا كان السيد حسن يعتبر ان الجميع اتفق ضد النظام السوري لأنه يدعم المقاومة وهو نظام ممانعة، "فالله يقطع هيك مقاومة على هيك ممانعة إذا بدا تكون هيك الممارسة"، باعتبار أنه لا نستطيع ان نتغنى لا بشعار مقاومة، ولا بكلمة ممانعة".

وفي سياق الردّ، قال جعجع "أسأل السيد حسن، ألم يُسقط أحمد البوعزيزي النظام في مصر وتونس واليمن؟ هل غاب مفهوم العدوى الفكرية والسياسية عن ذهن السيد حسن؟ فنحن في العام 2005 أعطينا مثالاً يُحتذى به، بأن أناساً عزل استطاعوا تغيير مجتمعاتهم في مواجهة نظام ديكتاتوري وقوى أمنية، فالثورة البولشفية مثلاً التي بدأت في روسيا في العام 1917 استمدت أفكارها من الفكر اليساري منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر. فاذا كان السيد حسن يتكلم بجدية فهذا يعني ان هناك تقصيراً كبيراً في قراءة التاريخ".

وأردف "هل نحن من نزج لبنان في آتون الحرب؟ فمن يزج لبنان هو الذي يملك القدرة الاستراتيجية الخارجية والسلاح. بينما نحن نملك موقفاً أدبياً وسياسياً، وحين يزول هذا الأخير فلا معنى لوجود لبنان في الأساس باعتبار ان موقفنا من الأزمة السورية أو المصرية أو الليبية أو التونسية، ما هو الا موقف سياسي وأدبي".

واستنكر التطاول على الأمين العام لقوى 14 آذار د. فارس سعيد فأوضح ان " الدكتور سعيد لم يتكلم باسم المجلس الوطني السوري، إنما هذا الأخير أرسل رسالته الى الإحتفال، فارتأت قوى "14 آذار" أن يتلوها الدكتور سعيد. فمما يشكو د. سعيد؟ فهو من عائلة كريمة ومن منطقة تاريخية ويكفيه فخراً انه استطاع المساهمة في أكبر ثورة قامت في المنطقة وهي ثورة الأرز. لذا ننصح السيد حسن بأن من يريد ان يحترمه الناس عليه ان يحترم الآخرين".

وقال انه " لو صح كل ما اتُهمت به القوات في أيام الحرب، لا يُشكّل نقطة في بحر ما ارتكبه حزب الله في أيام الحرب وفي أيام السلم. فأنا لا أحب الدخول في مثل هكذا سجالات، ولكن إذا أراد ان يدخل السيد نصرالله في هكذا سجال، فأنا على استعداد تام، فمن بيته من زجاج هو آخر من يحق له أن يرمي الناس بالحجارة".

وسأل جعجع نصرالله " هل يحصل مجازر في سوريا أم لا؟ فالظاهر ان السيد حسن لا يشاهد التلفزيون ليرى ما يحصل في جسر الشغور وحمص والرستن وإدلب... هذه المدن التي تُهاجم بالدبابات والمدفعية وبالطائرات أحياناً، ونشهد سقوطاً للأبنية الشاهقة التي تُذكرنا بالقصف الاسرائيلي على غزة، تعيش هكذا مقاومة وتحيا الممانعة..."

وتابع جعجع بالردّ على السيد نصرالله بما يتعلق بدعوته الى الحوار غير المشروط بالقول "ان حزب الله لم يكن جدياً يوماً في جلسات الحوار الوطني إلا في الجلستين الأولى والثانية. وقد اتفقنا على موضوع المحكمة الدولية، ولكن ماذا حصل بعدها في هذا الإطار؟ لقد كان حزب الله أول من رفض التعاون معها، وحتى في مسألة السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، فحين اندلعت حوادث نهر البارد كان السيد حسن هو من وضع الخطوط الحمراء لعدم دخول الجيش اللبناني الى مخيم نهر البارد سقط فيه أكثر من30 شهيداً. فاذاً على أي أساس سنتحاور...؟ نحن بالأصل لا نضع شروطاً مسبقة لأننا لسنا من هذا النوع وهذا الجنس ولكن في الوقت ذاته نرفض ان يُملي أحد علينا الشروط. "

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

مصادر "14 آذار": نصرالله نصّب نفسه زعيماً مطلقاً متجاهلاً وجود الدولة باعتباره هو الدولة 

أكدت مصادر في قوى "14 آذار" أن أمين عام "حزب الله" السيد نصرالله نصب نفسه كما في كل إطلالة زعيما مطلقاً أوحداً مدافعاً عن لبنان متجاهلاً وجود الدولة باعتباره هو الدولة. واستغربت دفاعه المستميت عن لبنان فيما كان غائباً كلياً عندما وجه الرئيس السوري بشار الأسد اهانة مباشرة لرئيس الحكومة حين وصفه بـ"العبد المأمور لعبد مأمور". وقالت المصادر لـ"المركزية" من نصب نصرالله زعيماً على لبنان ووفق أي منطوق يتصرف، فما هو مسموح له ممنوع على غيره وكأنه "الإله المنزّل". وشددت المصادر على تجاهل نصرالله التام للتجديد للمحكمة بـ"أخذ العلم" بعد الحملة الشرسة التي قادها ضد المحكمة "الإسرائيلية – الأميركية"، كما تجاهل الرد على سياسة اليد الممدودة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، مشترطاً عدم فرض شروط لاستئناف الحوار فيما هو يفرضها بنفسه من خلال فرض سلاح الحزب ورفض البحث في مصيره، على رغم أن جدول أعمال الحوار الذي وضع عام 2006 كان نص على بند السلاح من ضمن الاستراتيجية الدفاعية الذي يشكل نقطة خلافية كبيرة بين اللبنانيين يتوجب توفير أطر الحل لها.

 

أحمد الحريري لنصر الله: كل إصلاحات الدنيا لن تعيد شهداء سوريا.. والأسد فوّت فرصة إجرائها  

أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على "أهمية بناء علاقة مع سوريا الجديدة الديموقراطية من الآن"، لافتا إلى أن رسالة المجلس الوطني السوري في مهرجان البيال تندرج في هذا الإطار وتجسد في مكان آخر "تقاسم الألم الذي يعانيه الشعب السوري اليوم وسبق للبنانيين أن ذاقوه من النظام نفسه".

ورد الحريري في مقابلة مع موقع "NOW Lebanon" على كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي رجّح خروج النظام السوري من أزمته عبر بعض الإصلاحات، بالقول: "إن كل إصلاحات الدنيا لا تعوّض آلاف القتلى"، وشدد في هذا السياق على أن "نظام الأسد فرّط بهذه الفرصة"، ناصحًا في المقابل المجلس الوطني السوري "بمحاورة روسيا إنطلاقا من مصالحها، وإعطائها ضمانات بصون تلك المصالح مستقبلاً". وفي معرض إبداء استغرابه اتهام نصر الله لقوى "14 آذار" بانخراطها في الوقائع والاحداث السورية، قال الحريري: "نحن مع الشعب السوري وأعلنا دعمنا له في ثورته السلمية لبناء نظام ديموقراطي متنوع لا اكثر ولا أقل اما إذا كان السيد نصر الله يريد الرد على اتهام الشعب السوري له ولعناصره الذين يؤازرون النظام الأسدي عبر اتهامات وهمية وافتراضية لفريقنا، فهذا تدحضه الوقائع ولا يقبله عقل". وعن الخطوات البديلة في ضوء رفض أمين عام "حزب الله" المبادرة التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري، أجاب: "الرئيس الحريري كعادته يقدم المبادرات لحماية لبنان، لكن لا نجد من بعض الأطراف إلا المزيد من التعنت والاستعلاء، هذا شأنهم نحن نفعل ما تمليه علينا ضمائرنا أمام اللبنانيين، الذين أصبحوا يعرفون من يمد "اليد القوية"، ومن يرفض الحوار البناء ويريد مضيعة الوقت وإبقاء البلد رهناً بمصالح وحسابات اقليمية"، متسائلا: "الحوار يُفترض أن يقوم على المسائل الخلافية، وهل من مسائل خلافية غير السلاح الذي عبر الاستقواء به حصل ما حصل الى الآن من عراضات وانقلاب على نتائج الانتخاب؟". وردًا على سؤال عن تلويح أمين عام "حزب الله" بأنه سيفكّر بكيفية "رد الجميل" لإيران في حال تعرضها لهجوم عسكري إسرائيلي، أجاب الحريري: "نحن لن نزايد على السيد نصر الله في انتمائه الى الثورة الايرانية، وهو الذي افتخر بكونه جندياً في جيش الولي الفقيه وأعلن حصوله على التمويل من هناك، وبالتالي فمن غير المستغرب أنه سيهب لحماية النظام الذي يؤمّن وجود حزب الله، لكن على حزب الله أن يعي أن لبنان ليس ملكاً حصرياً له، وأن هناك لبنانيين آخرين لا يقبلون بالدفاع عن إيران انطلاقاً من لبنان، وقبل هذا وذاك هناك دولة في لبنان لها مؤساتها هي التي تقرر من تحارب ومتى وكيف". وعن مصير الحكومة الحالية، رأى الحريري أن "نصر الله حسم مصيرها وأكد استمرارها مهما كان الأمر"، متسائلاً عما إذا كان قرار استقالة رئيسها نجيب ميقاتي "بيده فعلاً". وقال: "حزب الله يترك أفرقاء هذه الحكومة يتلهون بخلافاتهم على السلطة، بينما يتفرّغ هو لمتابعة التطورات السورية لكي يتمكن من أن يبني على الشيء مقتضاه".

الحريري الذي أعرب عن ثقته بأنّ قوى الرابع عشر من آذار ستتوصل "قريبًا إلى توافق حول موضوع قانون الانتخاب"، وأكد في الوقت عينه "إستمرار ورشة العمل في سبيل وضع الإطار التنظيمي لقوى 14 آذار قيد التطبيق"، كشف أنّ "ورشة التحضير لإحياء يوم 14 آذار التاريخي إنطلقت"، لافتًا في هذا الإطار إلى وجود "أفكار عديدة على قدر من الأهمية، يتم التشاور بها مع الحلفاء لبلورة الصورة سريعاً" في ما يخص مهرجان ذكرى الرابع عشر من آذار المقبل. 

 

تهجم نصرالله على "14 آذار" هروب إلى الأمام بانتظار تطورات سوريا... المعلوف: حدّيته لتأكيد ثانوية الموضوع اللبناني أمام الولاء للخارج

أى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف أنّ تهجم أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله على كل قادة "14 آذار" خلال إطلالته المتلفزة الخميس لا يعدو كونه هروبًا إلى الأمام بانتظار ما قد يحدث في سوريا، مستغربًا هذا الكلام من نصرالله في وقت وجهت قوى "14 آذار" من البيال دعوة واضحة وايجابية إلى "حزب الله" لإعادة النظر في قراءته الاستراتيجية لما يحدث في المنطقة ولوضع مقاربة جديدة لموضوعي لبنان وسوريا. واستغرب المعلوف ردة الفعل السلبية القاطعة التي قابل بها نصرالله إيجابية قوى "14 آذار"، ورأى أن كلامه بهذا المقدار من الحدّية في مقابل ما تضمنته خطابات ذكرى "14 شباط" من إيجابية، قد يكون أتى لتأكيد نصرالله أنّ الموضوع اللبناني هو موضوع ثانوي في مقابل الولاء للخارج الذي يعتبره أهم من المسائل الوطنية، مذكّرًا في هذا السياق بأنّ نصرالله أكد عدم إيمانه بـ"لبنان أولاً" الذي يعني تسليمًا بنهائية الكيان اللبناني. وأكد المعلوف في حديث صحافي أنّ هناك مسارًا تاريخيًا سيمضي قدمًا وواقع الأمور سيتطور تلقائيًا لأنّ الحرية والديمقراطية هما اللتان تنتصران دائما، وقال: "الأزمة السورية قد تطول ولذلك من الأفضل ألا ننتظر، بل علينا أن نباشر بوضع مقاربة جديدة للوضع اللبناني تساهم في رسم استراتيجية أسلم للتلاقي بين جميع المكونات اللبنانية".

وإذ شدد على أنّ قوى "14 آذار" غير معنية بموضوع التسليح في سوريا، أوضح المعلوف أنّ هذه القوى إنما تؤيد التعاطي مع الموضوع السوري من ضمن إطار سياسي سليم، على أن يتم أولاً وقف العنف الذي يرتكب بحق المواطنين السوريين الأبرياء، لافتًا في المقابل إلى عدة تناقضات في خطاب نصرالله ومن بينها تأييد "حزب الله" للثورة في تونس ومصر والبحرين، إلا في سوريا حيث بقي متمسكًا بنظرية أنّ ما يحصل هناك مؤامرة. واشار المعلوف إلى التناقض الواضح في خطاب نصرالله من خلال قوله من ناحية إنه يؤيد الحوار الوطني غير المشروط، ومن ثم تأكيده من ناحية ثانية أنّ سلاح "حزب الله" باق حتى إشعار آخر، وأنه يستطيع أن يجلب السلاح الذي يريد لزيادة ترسانة الحزب العسكرية، متسائلاً "ألا يكون بذلك يضع هو نفسه شروطًا للحوار"؟.

وردًا على سؤال، شدد المعلوف على أنّ أحدًا غير "حزب الله" لا يملك السلاح والصواريخ في لبنان خارج إطار الدولة، مذكرا بأنّ أي طرف في قوى "14 آذار" لم يوجّه السلاح إلى الداخل مثلما فعل "حزب الله" في 7 أيار 2008. المصدر: وكالات

سعيد وحوري يعلقان على حديث نصرالله

اعتبر مُنسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد أن موقف أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله كان ملتبساً، ولم يجب على الشرط الوحيد الذي طرحته قوى "14 آذار"، وهو عودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة، اي احترام الشرعية اللبنانية والتعاون مع المحكمة وتسليم السلاح الى الدولة، ملاحظاً ان نصرالله لم يجب على هذا الشرط الوحيد بل تعمّد تكريس الانقسام في لبنان وبين اللبنانيين.

واضاف سعيد في تصريح لصحيفة "اللواء"، ان استخفافه بالناس، لا يليق برجل بمكانته وبموقعه، ونحن نقول له: "إذا كان مؤمناً فلينظر إلى الطبيعة ويتعظّ، ويرى أن الشجرة مهما علا رأسها فلن تصل إلى ربها... فليتواضع." واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، ان أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله يدعو الآخرين للحوار بمنطق "انا ظل الإله على الارض"، والذي لا يفيد لا الحزب ولا المقاومة ولا حتى يفيد الوحدة الوطنية. حوري، وفي تصريح لصحيفة" اللواء"، أشار الى ان هذا "المنطق هو اللامنطق"، اذ كيف يطالب بحوار غير مشروط، بعدما اخرج سلاحه من مضمون الحوار، وبعدما اعطى شرعية لماله، وبعدما قال ان الحكومة باقية بارادته، وكرس تحالفه مع النظام السوري، ثم يأتي ويطلب من الآخرين الحوار؟

 

الجيش السوري الحر يعرض لمعتقل يتحدث عن أدوار "حزب الله" وإيران في قمع

http://www.youtube.com/watch?v=Ob2SjdnRI7k

 

أبو جمرة: هل سيباشر عون تعديــل الدستور لتتناسب الصلاحيات مع المقامات ومسؤولياتها؟

المركزية- علّق نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة على تصريح رئيس تكتل التغيير والاصلاح الثلثاء الفائت، ورغبته في رفع مشروع قانون نظام داخلي لمجلس الوزراء لانتظام العمل في هذا المجلس. وقال في بيان: "من الضروري تعديل مرسوم تنظيم أعمال مجلس الوزراء رقم 2552 تاريخ 1/8/1992 او استبداله بنظام داخلي لعدم شمول هذا التنظيم، كل مستلزمات عمل مكونات مجلس الوزراء. لكن قبل البدء بتعديل التنظيم او وضع نظام داخلي جديد، يجب تعديل الدستور الذي سيستند اليه، الذي صدر عام 1990 تنفيذا لاتفاق الطائف، تحت شعار: " الطائف او المدفع ".

فهل يباشر رئيس الكتلة النيابية والوزارية الاكبر للتغيير والاصلاح بالعمل لتعديل الدستور اولا، وبالحد الادنى، " بالفاصلة"، لتتناسب الصلاحيات مع المقامات ومسؤولياتها؟ وبعده واستنادا الى هذا الدستور، استصدار القوانين والانظمة والمراسيم اللازمة".

 

لقاء المسيحيين المستقلين" اجتمع في حريصا: التسمية مرحلية والنهج مستوحى من القيم وشعار الراعي

 وطنية - 17/2/2012 عقد "لقاء المسيحيين المستقلين" اجتماعه الدوري في مزار سيدة لبنان - حريصا، في حضور أمين سر التجمع الوزير السابق عبد الله فرحات، النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الوزراء السابقين: الياس سكاف، فارس بويز، الياس سابا، جوزف الهاشم، سليمان طرابلسي، ناجي البستاني، الياس حنا وكريم بقرادوني، النواب السابقين: جبران طوق، بيار دكاش، انطوان حداد وجاك جوخادريان، السفراء: فؤاد الترك، جوي تابت ورشيد الضاهر، فادي روحانا صقر، بطرس الدويهي، شربل خوري، جان حواط، ادمون بطرس، شادي مسعد، جو إده، العميد المتقاعد ميشال كرم وكلود بويز كنعان، وتم البحث في "مجمل الشؤون الوطنية والسياسية والصراعات في لبنان داخل المؤسسات وخارجها وعلى المستوى العربي وبخاصة الوضع السوري".

وعلى الاثر، تلا فرحات البيان الاتي:

"عقد لقاء المسيحيين المستقلين اجتماعه الدوري في سيدة حريصا، فأكد المجتمعون على:

اولا: ان تسمية اللقاء تتخذ طابعا مرحليا في انتظار ان يستكمل مقومات بنائه الذاتي للانطلاق في اطلالة وطنية نحو الشريك الآخر في الوطن، بما يضمن تضافر الجهد المشترك في سبيل تعزيز شأن لبنان الحر الديموقراطي المستقل.

ثانيا: ان نهج اللقاء المسلكي في أداء دوره الوطني والسياسي يستوحى من القيم الاخلاقية والروحية وشرعة حقوق الانسان، ومن الشعار الذي أطلقه غبطة البطريرك بشاره الراعي الشركة والمحبة، في التعاطي المسيحي - المسيحي والمسيحي - الاسلامي المشترك.

ثالثا: اعتماد الموضوعات المدرجة في ورقة العمل في انتظار تعيين لجان مختصة لدرسها وتقديم تقارير بها، على ان تكون هذه اللجان مطعمة ببحاثة اختصاصيين واساتذة جامعيين.

رابعا: تحديد النطاق العضوي الذي يتألف منه اللقاء بالشخصيات التي قامت وتقوم بدور مسؤول في مجالات الشأن العام".

 

عن زيارة جنبلاط التركية/ صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ما يلي:

"عاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من تركيا حيث التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وبحث معه في التطورات الإقليمية الراهنة، وتأتي هذه الزيارة استكمالا لما اتفق عليه في بيروت بين أوغلو وجنبلاط على ضرورة استمرار التشاور في اوضاع لبنان والمنطقة العربية. وكان تأكيد مشترك على أهمية بذل كل الجهود السياسية والإنسانية من أجل إنقاذ سوريا من محنتها، وتشديد على أن الحل السياسي وحده هو البديل عن استفحال العنف من قبل النظام الذي يؤدي الى المزيد من العنف.

ورافق جنبلاط في زيارته نائبه للشؤون الخارجية دريد ياغي".

 

"الأحرار": لترحيل الحكومة اليوم وتشكيل تكنوقراط

المركزية- دعا حزب "الوطنيين الأحرار" الى ترحيل الحكومة اليوم قبل الغد، وتشكيل حكومة تكنوقراط تتفرغ لإرادة شؤون المواطنين.  عقد المجلس الأعلى لحزب "الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي: "نأسف لعدم التجاوب مع سياسة اليد الممدودة لقوى 14 آذار التي عبّرت عنها المواقف المسؤولة في احتفال "بيال" لمناسبة الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ونسجل ثبات المعارضة على مشروعها العبور الى الدولة الواحدة الموحدة الجامعة في مقابل مضي قوى 8 آذار، وخصوصا قائدها حزب الله، في خطة اضعاف الدولة لحساب الدويلة. ونرى ان مضمون الخطابات واحد في الهدف، وان اللفتة التي خصت بها المعارضة السورية تعود الى التلاقي حول النظرة الى مستقبل العلاقات اللبنانية- السورية كما وردت في الكتاب المفتوح للمجلس الوطني السوري الذي يصلح ان يكون خارطة طريق تؤمن مصالح الشعبين والدولتين.

ونؤكد مجددا رفضنا لكل انواع الفتن والعمل على وأدها، كما نجدد الدعوة الى الحوار حول البند الباقي من جولات الحوار السابقة اي بند السلاح غير الشرعي الذي اصبحت وظيفته سياسية داخلية، على ان يرافقه تنفيذ ما اتفق عليه من دون إبطاء. وقفنا امام الازمة الحكومية التي باتت تشبه المهزلة- المأساة حيث انقلبت المقاييس واختلطت المفاهيم، اذ نجد تناقضا بين احد الوزراء وبين مجلس الوزراء مجتمعا، فيمارس الوزير فيتو لتعطيل قرار المجلس وتكون النتيجة ضرب مبدأ التضامن الوزاري والتصويت الديموقراطي وشل الحكومة. ناهيك عن التضارب بين تصريح رئيس التكتل المنتمي اليه هذا الوزير والذي أكد انتهاء أزمة توقيع مرسوم بدل النقل وبين تصريح الوزير التصعيدي والمتهكم على رئيسي الجمهورية والحكومة. كل ذلك وسط استخفاف بمصالح الشعب الذي يعاني ويرزح تحت وطأة الأزمات المتراكمة على كل الأصعدة. وما يعزز هذا الواقع تصرف ضابط ايقاع الحكومة الذي له اولوياته المحلية والاقليمية، والذي لا يشعر بالضغط والإحراج ما دام الأفرقاء المتنافسون يمحضونه ثقتهم ويجددون التزامهم الوفاء له والدفاع عن مصالحه. يبقى ان الحل يكون بترحيل هذه الحكومة اليوم قبل الغد، وتشكيل حكومة تكنوقراط تتفرغ لإرادة شؤون المواطنين، وإنجاز قانون انتخابي يؤمّن صحة التمثيل ليتمكن اللبنانيون من اختيار ممثليهم الحقيقيين، ويضمن مشاركة المنتشرين في اماكن تواجدهم مما يسمح بتداول السلطة وبعودة اللعبة الديموقراطية الى سابق عهدها.ونأسف شديد الأسف للضحايا التي تسقط كل يوم في سوريا، وندين تصاعد القمع الذي يتفاقم يوما بعد يوم ليأخذ شكل الجريمة ضد الانسانية، خصوصا القصف العشوائي بالاسلحة الثقيلة والطيران ضد المدنيين العزّل في اكثر من مدينة وقرية. ونعتقد انه كان اجدى بالنظام التجاوب مع الخطة العربية بدل إطلاق مشاريع إعلانية على غرار الاستفتاء على دستور جديد، وإلغاء المادة الثامنة التي تنص على الدور القيادي لحزب البعث، وقد تأخر طرحه سنوات ولم يعد متوقعا له ان يشكل صدمة ايجابية في ظل الخسائر البشرية والمادية الجسيمة. ونعتبر انه من واجب الشرعيتين العربية والدولية تولي فرض مبادرة واحدة لتمكين الشعب السوري من التعبير عن تطلعاته بحرية بعيداً من الترهيب المادي والفكري. وعليه تبقى هذه الخطة التي تحظى بدعم الجمعية العمومية للأمم المتحدة الحل الأفضل والطريق الأقصر لوضع حد للعنف الأعمى، والسماح بتبني الديموقراطية والتعددية وتأمين الحرية والكرامة لكل السوريين من دون استثناء.

 

القبس الكويتية: «حزب الله» طلب من قادته تغيير أماكنهم

تلقت قيادات سياسية في «حزب الله» ليل أول أمس عدم البقاء في أماكن تواجدها عقب ورود المعلومات حول اغتيال نائب رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) تسيفي أشكالوف في اسبانيا.

وأشارت مصادر مقربة من الحزب الى أن اجراءات استثنائية اتخذت تحسباً لأي ردة فعل اسرائيلية، والى حد التباحث في مسألة ارجاء مهرجان يوم الشهداء في مجمع سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية، الى أنه ارتؤي الابقاء على المهرجان منعاً لاثارة أي حالة من الهلع بين الأهالي.

 

 فضل الله يتصّل بالحريري

 أجرى العلامة السيد علي فضل الله اتصالا بالرئيس سعد الحريري تداولا خلاله في الأوضاع العامة وجرى التنويه بكل المواقف الداعية إلى وأد الفتنة في الساحة الإسلامية خصوصا، وفي الساحة اللبنانية عموما، وفق ما أعلن المكتب الاعلامي لفضل الله.

 

الجمهورية : 14 آذار أخرجت نصر الله عن طوره "فقصففي كل الإتجاهات

كتبت "الجمهورية" تقول ، إنّ تخصيص السيد حسن نصرالله حيّزاً واسعاً من خطابه للردّ على المواقف التي أطلقت في مهرجان "البيال"، وإصراره على عدم تجاهل هذه المناسبة، يدلل إلى أنّ السيد تقصّد الردّ في محاولة لإعادة التوازن إلى المشهد السياسي الذي شعر بأنه اختلّ جرّاء المتحوّل السوري الذي ما يزال يرفض التسليم بما سيترتب عليه من نتائج على أرض الواقع. وفي موازاة الحماوة السياسية التي عادت إلى المشهد السياسي المحلي بين محطتي 14 و16 شباط، شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة نقاشات حامية سبقت التصويت على مشروع القرار العربي بشأن سوريا الذي تبنّته 137 دولة، فيما عارضته 12 دولة، بينها الصين وروسيا، وامتنعت 17 دولة أخرى عن التصويت عليه. وعلى رغم أنّ قرار الجمعية العموميّة ليس له الطابع التنفيذيّ مثل مجلس الأمن، إلّا أنّ الشعب السوري حقّق نصراً معنويّاً على غرار النصر الذي حقّقه الشعب الفلسطيني عندما اعتمدت الجمعية العامّة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان "حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، وبالتالي إنّ أهمّية ما تحقّق تكمن في تشكّل رأي عامّ دوليّ ضاغط على النظام السوري ومن يقف خلفه وتحديداً روسيا والصين، الأمر الذي سيؤدّي إلى مزيد من عزل هاتين الدولتين، ويفتح الباب أمام مستقبَلاً أمام مشروع قرار عن مجلس الأمن. ويطالب نصّ القرار الحكومة السوريّة بإنهاء هجماتها على المدنيّين، ويدعم جهود الجامعة العربيّة لتأمين انتقال ديموقراطيّ للسُلطة في سوريا، ويوصي أيضاً بتعيين مبعوث خاصّ للأمم المُتّحدة إلى دمشق. وليس للقرار الذي صاغته المملكة العربيّة السعوديّة، وقدّمته مصر إلى الجمعيّة العموميّة قوّة ملزمة.

نصرالله وقارب الأمين العام لـ"حزب الله" جملة ملفات محلية وخارجية ورد على خطبات مهرجان "البيال" متهماً قوى 14 آذار بالتورّط بالمال والسلاح وبتسعير القتال في سوريا، ومعلناً الوقوف الى جانب النظام السوري الممانع الذي "لم يستسلم ولم يبع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق رغم الضغوط الأميركية عليه"، ومؤيّداً أي دعوة للحوار الوطني من دون شروط مسبقة قائلا: "يا قادة "14 آذار" لستم في موقع من يضع الشروط أو يملي الشروط".

تحذيرات أميركية وإسرائيلية

وجاء كلام نصر الله على مسافة ساعات من إعلان وزيرة الأمن القومي الأميركية جانيت نابوليتانو أنّ حزب الله المتحالف مع إيران قد يحاول شنّ "أعمال إرهابية" في الأراضي الأميركية، مشيرة الى أنّ بلادها تراقب نشاط الحزب باهتمام في مختلف أنحاء العالم. وأعلنت ان الوزارة لا تملك في الوقت الراهن معلومات محدّدة وموثوقة حول إعداد أعمال إرهابية من هذا القبيل، لكنها شدّدت على ضرورة التحلّي باليقظة. وفي السياق، اعلن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي الوزير موشيه يعلون أنّ إسرائيل تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المزيد من المحاولات الإيرانية للاعتداء على أهداف إسرائيلية أو يهودية في أنحاء مختلفة من العالم. وقال إنّ إيران تشعر بالقلق بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها، وهي تعمل من منطلق الشعور بالضغط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية كبيرة أنها لا تعلم شيئاً عمّا ذكرته صحيفة (الجريدة) الكويتية، من أنّ إسرائيل أحبطت محاولة لاغتيال وزير الدفاع إيهود باراك أثناء زيارته الأخيرة لسنغافورة. وأضافت المصادر أنّ هذا النبأ عار عن الصحة، كما يبدو.

إتفاق على التهدئة وعلى خط الأزمة الحكومية، وبعدما تجاوز لبنان قطوع التمديد لتفويض المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان للسنوات الثلاث المقبلة بالكثير من الهدوء، وكأنّ شيئاً لم يحصل، تتجه الأنظار بدءاً من اليوم الى الملفات الحكومية الداخلية، ولا سيّما منها ما يتصل بملف تجميد أعمال مجلس الوزراء.

وسجّلت بورصة الأزمة الحكومية في الساعات الأخيرة تقدّماً على صعيد المعطيات التي تحدثت عن صيغة حلّ بدأ العمل عليها بعيداً من الأضواء.

وفي معلومات لـ "الجمهورية" أنّ اتفاقاً ضمنياً حصل بين الأطراف الأساسيّين داخل الحكومة بضرورة التهدئة، إفساحاً في المجال امام انضاج هذا الحلّ الذي يرتكز على معالجة كلية وغير جزئية لمختلف الملفات، تتطلب توافقاً معيّناً على كلّ الأمور، أهمّها تفعيل عمل مجلس الوزراء. وقد أبدت كل الأطراف النيّات الحسنة للخروج من أزمة تعليق مجالس الوزراء.

وتوقعت مصادر وزارية لـ "الجمهورية" أن يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد مباشرة بعد الجلسة التشريعية المقرّرة في 22 من الجاري، اذا سلكت الامور مسارها الطبيعي بإيجابية، لافتة الى ان الكلام بين اطراف النزاع ليس مقطوعاً، وقد شكل اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الوزير جبران باسيل في الأول من امس خطوة كبيرة في هذا الاطار.

برّي: "اسألوا غيري"

ووصف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الموقف الأميركي الذي تبلّغه من المسؤول الأميركي فريدريك هوف، المكلّف الملف النفطي العالق بين لبنان واسرائيل، بأنه موقف جيد.

وقال برّي لـ"الجمهورية" إنّه أبلغ إلى هوف أنّ لبنان غير مستعدّ للتنازل عن "كوب واحد"، وهو في الوقت نفسه لا يريد "كوباً" من غيره، انما يريد حقوقه في المنطقة البحرية النفطية فقط.

ومن جهة ثانية، أكد برّي أنه ما يزال على موقفه من الازمة الحكومية القائمة، وألّا جديد لديه، مشيرا الى "أنني قلت ذلك، بعد اللقاء الذي عقدته مع الرئيس ميقاتي".

ورداً على سؤال عمّا يقال من أنّ موضوع التجديد كان الحجّة لوقف جلسات مجلس الوزراء، وان هذا التمديد حصل، فلماذا لا تعاوَد هذه الجلسات؟ اكتفى بالقول: "اسألوا غيري".

مصادر حكومية

توازياً، تحدثت مصادر حكومية واسعة الإطلاع لـ "الجمهورية" عن رزمة من الاتصالات تجري بعيدا من الأضواء يشارك فيها مجموعة من المستشارين والأصدقاء المشتركين. وحرصت المصادر على الاحتفاظ بالكثير من الكتمان بما هو متداول لحمايتها من التدخلات التي يمكن ان تعطل جوانب من الحلّ.

وقالت المصادر إنّ اللقاءات المعلنة رسمت الخطوط العريضة للحدّ الأدنى لما هو مقبول، والمخارج والحلول الممكنة في الأيام القليلة المقبلة وفي مهلة أقصاها في 22 شباط الجاري موعد الجلسة التشريعية حيث من المقرّر ان تستوي قضية بدلات النقل والمنح المدرسية من خلال البتّ باقتراح القانون المدرج على جدول اعمال الجلسة في بندها الرابع عشر.

وفي هذه الأجواء، ذكر مصدر وزاري أنّ ميقاتي الذي يواكب حركة الإتصالات ومعه فريق مستشاريه ووزرائه، لفت الى خطورة الحل الذي يمكن ان يتم التوصل اليه في مجلس النواب متجاوزاً السابقة الدستورية التي ارتكبها وزير العمل شربل نحاس في رفضه توقيع المرسوم الذي يترجم قراراً صادراً عن مجلس الوزراء بشأن النقل.

وكان ميقاتي توجّه عصر امس الى طرابلس من اجل عقد بعض اللقاءات التي يراها ضرورية في اطار السعي الى تبريد الأجواء الطرابلسية بعد الأحداث الأخيرة على ان يعود صباح اليوم الى بيروت. ويرأس في العاشرة والنصف صباح اليوم اجتماعاً وزارياً موسّعاً يخصّصه للبحث في ملف النقل وبحضور وزير الداخلية مروان شربل والأشغال العامة والنقل غازي العريضي ولم يتأكد حضور وزير المال محمد الصفدي وكبار موظفي الوزارتين للبحث في ما أثارته فوضى تسعيرة "السرفيس" ومصير التعويضات المقرّرة لأصحاب اللوحات العمومية من فروقات اسعار البنزين.

شربل نحّاس لـ"الجهورية"

في غضون ذلك، قال وزير العمل شربل نحّاس لـ"الجمهورية": نحن نواجه ثلاث مسائل في أزمتنا الحكومية: الاولى هي المحكمة الدولية والتي شقّت طريقها من خلال الترتيب الذي عمل عليه رئيس الجمهورية. الثانية هي مشكلة كيفية عمل مجلس الوزراء بغياب النظام الداخلي للسلطة التنفيذية والتي تظهر في كل مرة يحصل خلالها خلاف داخل المجلس.

والمسألة الثالثة وتأتي في سياق الأزمة الأساس حيث استغل موضوع كان معروفاً ومعلوماً منذ أسابيع عدّة هو بدل النقل ليصبح عقبة أمام الحكومة.

أضاف نحاس: أنّ بدل النقل هو بدعة تمّ اختراعها لحرمان الأجراء والموظفين من نسبة تصل الى 20 او 30 في المئة من تعويضات نهاية الخدمة وجئنا لنقول هذا ليس مرسوم بدل نقل، هذا اجر مقنّع ويجب ان يردّ الى نصابه الطبيعي وعلى مجلس النواب ان يقرّر كما على النواب ان يقرّروا انفسهم بين من هو مستعدّ ليتواطأ في عملية حرمان الأجراء والموظفين من نسبة من تعويضاتهم في نهاية الخدمة وبين من يعتبر ان هذا حق لهم يجب عدم المساس به، خصوصا ان من بين النواب هناك احدهم الذي ينتمي الى كتلة معينة لا يهتم هو ولا كتلته بشؤون العمال يستمر في نضاله من اجل حرمان الاجراء حقوقهم (في اشارة الى النائب نبيل دو فريج). واستغرب نحّاس الحديث عن خمس خيارات امامه، جازماً ان الخيار الوحيد هو حجب الثقة داخل مجلس الوزراء الأمر الذي يحتاج الى عشرين صوتاً اي الثلثين، سائلاً: هل هذا العدد موجود؟ وعن التطاول على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء قال نحّاس: في كلّ دولة تكون فيها السلطة التنفيذية هي سلطة جماعية تصبح من حيويات الامور ان تحدّد كيفية اتخاذ القرارات داخل هذه الهيئة الجماعية والدليل انه كلما حصل خلاف على موضوع حسّاس يتبيّن ان هذه الثغرة يجب ان تُقفل.

وختم نحّاس بالقول إنّ القرار السياسي لجهة بقاء الحكومة هو حاسم لأنها تشكّل عنصر استقرار في وضع البلد.

عبود وديب لـ"الجمهورية"

من جهته، قال وزير السياحة فادي عبود لـ"الجمهورية" إنّه لم يطلع على مشروع بدل النقل الذي يعدّه زميله نحّاس، لكنه اوضح ان نواب تكتل "التغيير والاصلاح" سيقدّمون في جلسة الاربعاء النيابية مشروع قانون جديد للنقل.

بدوره، قال النائب حكمت ديب لـ"الجمهورية" إنّ مشروع القانون الذي سيتقدّم به التكتل يهدف الى تحصين الأجر وتحسينه وتوضيح كافة المفاهيم والمصطلحات والى تعريف البنود بشكل مفصّل. ويتضمن جداول تتعلق بالمسافات الجغرافية واسعار الوقود على غرار نظام بدل النقل المتبع في الدول الاوروبية وليس مثل القانون المطروح من النائب نبيل دو فريج.

ولفت الى أنّ مشروع القانون الذي طرحه دو فريج يهدف الى قوننة او تشريع بدل النقل الذي تمّ اعتماده كعرف على مدى الأعوام الماضية خلافا للقانون، مشيرا الى أنه في حال أقرّ مشروع دو فريج فهذا لا يعني إقفال الطريق على اقتراحات جديدة، أو على درس قانون الوزير نحّاس.

 

علوش: من يضع شروطاً على الحوار هو "حزب الله" برفضه بحث سلاحه

لفت عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش إلى أن "مبادرة الرئيس سعد الحريري و(رئيس حزب "القوات اللبنانية") الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل في مهرجان 14 شباط في البيال، نحو الطرف الآخر، لم تلقَ آذان صاغية بل تم مواجهتها بنوع من الاستكبار".وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، قال علوش معلّقاً على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس: "بالنسبة للسيد نصرالله فإنّ مسألة الهزائم دائماً خارج البحث، وهو لا يذكر إلا الانتصارات، ولذلك لم يأتِ على ذكر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي هي هزيمة بالنسبة له، وهو يحاول دائماً أن يُنسّي جمهوره واقعة المحكمة الدولية". وحول ترحيب نصرالله بالحوار إذا كان من دون شروط، قال علوش إن "مسألة عدم وجود شروط هي مسألة وهمية"، مشدداً على أن "المشكلة هي في أنّ مَن يضع الشروط الحقيقية على الحوار هو "حزب الله" برفضه أن يتم بحث سلاحه". (رصد NOW Lebanon)

 

عراجي: لا جديد بكلام نصرالله.. وهو أوضح أنه يرفض الحوار
أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس "كان تكراراً لمواقف سابقة وليس هناك من جديد فيه"، وأضاف عراجي: "بالنسبة للسلاح قال السيد حسن إنه سيبقى إلى أبد الآبدين، أما بالنسبة لسوريا فموقفه واضح بدعم هذا النظام الذي يقتل شعبه، وبالنسبة للحوار فكان واضحاً السيد نصرالله بأنه رافض للحوار لأنه عندما يقول إنه لن يذهب الى الحوار بشروط يعني أنّه لن يحاور على المشكلة الأساسية وهي السلاح". وتابع عراجي في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5": "السيد حسن صعّد بالأمس كثيراً بكلامه وبالأخص على الدول العربية وهذا ليس لصالح اللبنانيين، وهجومه بهذا الشكل على الدول العربية مضر على الجاليات الللبنانية هناك وعلى أعمالها". (رصد NOW Lebanon)

 

 

زهرا: نبرة نصر الله المرتفعة تدل على عمق ازمة احزاب 8 آذار

التمويل الايراني ليس فقط من اجل المقاومة بل لتنفيذ مشروع ولاية الفقيه

 وطنية - 17/12/2012 - رد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، على كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مهرجان "القادة الشهداء" في الحزب، وقال : "لا يمكن أن تدل هذه النبرة المرتفعة (في كلام نصرالله) والتفصيل الشخصي إلا على عمق الأزمة التي تعيشها أحزاب 8 آذار وتحديدا حزب الله".

أضاف زهرا: "السيد حسن (نصرالله) تجاهل الدعوات المخلصة الى تجنيب لبنان مما يمكن أن يتسبب به التدخل في الأزمة السورية، وثم إنه قوَّل 14 آذار ما لم تقله عندما أعلن في نبرة عالية إنها لا يمكن أن تعطي ضمانات". وتابع : "الضمانة التي عرضها الرئيس سعد الحريري في خطابه في البيال هي لتفادي الفتنة السنية - الشيعية، لكن في كل خطابه بدا السيد نصرالله مكابرا، وكأننا ذاهبون الى الدوحة بعد 7 أيار، وكأنه لم يمر الزمن ولم تفشل 8 آذار في السلطة وفي كل مشروعها". وعن مسألة التمويل الذي حصلت عليه قوى 14 آذار، قال زهرا: "14 آذار عندما تريد تمويل مشروعها السياسي، لها أصدقاء يفعلون ذلك لمصلحة البلد وهذا ليس في السر، ولكن هذا لا يلغي ان هناك تمويلا واحدا لحزب الله مصدره إيران وهذا التمويل ليس فقط من اجل المقاومة بل من اجل تنفيذ مشروع ولاية الفقيه" وتصدير الثورة الاسلامية وهذا ما نختلف مع السيد حسن عليه وهذا ما يمنع قيام الدولة ، وتجاهل ان يكون هناك سلطة وحيدة هي مشكلتنا مع مشروع حزب الله. وردا على سؤال، أجاب زهرا: "عبر الأراضي السورية يمكن لحزب الله أن يدخل الأسلحة إلى لبنان". وإذ لفت إلى أن "النظام في سوريا ظن أنه يستطيع أن يستمر في العبث بأمن جيرانه من دون ان يصيبه اي شيء من هذا العبث"، قال: "فلتبادر هذه الحكومة الصديقة لسوريا (حكومة الرئيس نجيب ميقاتي) إلى أخذ قرار سياسي شجاع بإرسال الجيش إلى الحدود كافة، ولتضرب بيد من حديد كل من يحاول التسلل من لبنان الى سوريا من اجل العبث بأمن سوريا، وبالاتجاه الاخر ايضا ، اما الادعاء والاتهام ورفع السيد حسن صوته واتهام 14 اذار بالتورط وتهريب السلاح والتمويل فلم نر اي دليل على هذا الكلام الا الادعاءات والاتهامات السورية ! وفي المقابل رأينا وصول قتلى من حزب الله من خارج الحدود ومنع الدولة اللبنانية من التدقيق في امرهم ؟ ولا اعتقد ان هؤلاء استشهدوا في عمليات داخل اسرائيل ، ولا يعرف من اين ارسلوا ؟

 

فتفت: نصرالله بدا مربكا ولا جديد في خطابه

 وطنية - 17/2/2012 - علق عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ، في حديث الى اذاعة الفجر، على خطاب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، معتبرا "أن لا جديد في الخطاب مع إصرار الحزب على السلاح ووضعه كشرط للحوار". ورأى "أن السيد نصرالله نأى بنفسه أولا عن المحكمة الدولية لأنه هزم فيها ولم يعد يستطيع مقاومتها، وثانيا عن الحكومة كونها مربكة ولا تجتمع"، معتبرا "أن نصرالله جافى الحقيقة بادعائه أن قوى 14 آذار تملك السلاح وتمول المعارضة السورية"، قائلا "إن نصرالله هو من يملك السلاح واعترف بتلقي المال السياسي والعمالة لإيران".

واعتبر "أن السيد نصرالله بدا مربكا نتيجة تفاجئه بالخطابات في البيال، لاسيما خطاب الرئيس سعد الحريري الذي مد فيه اليد ودعا للحوار"، واصفا خطاب نصرالله "بخطاب رجل ميلشيا مقابل خطاب رجل دولة". وشدد فتفت "على ضرورة الالتزام بجدول أعمال الحوار الوطني"، مشيرا "إلى أن الفريق الآخر يضع السلاح كشرط للحوار ثم يقول لاشروط للحوار"، مؤكدا "أن الظرف السياسي الحالي يتطلب من السيد نصرالله وقف دعمه للنظام السوري، والنأي بنفسه عن السلاح وتسليمه للدولة بما سينعكس إيجابيا على العلاقات اللبنانية - اللبنانية".

 

النائب محمد كبارة : نصر الله تحدث عن كل شيء إلا عن لبنان

 وطنية - 17/2/2012 - رأى النائب محمد كبارة، في تصريح اليوم، انه "كعادته عندما يتحدث السيد حسن نصر الله، يتحدث في خطابه عن كل شيء إلا عن لبنان الوطن. لم يتضمن خطابه مفردة وطن ولا مرة واحدة. يتحدث السيد حسن نصر الله عن الأمة، ولكنه لا يقول إنه يعني الأمة الفارسية التي سقط ويسقط قتلاه من أجلها".

وتابع "يقول بأن سلاحه هو لمواجهة إسرائيل، التي لم يواجهها منذ العام 2006 ولا مرة واحدة، فيما كانت عصابته المسلحة تعمل قتلا وتدميرا وتشريدا وحرقا ونهبا في بيوت الآمنين في بيروت في السابع من أيار، وتحاول التواجد المسلح في طرابلس لتفتعل التوترات الأمنية بين أهل المدينة وتغير بالتسلل إلى المناطق المسيحية في لاسا وترشيش والبترون وغيرها. فهل هذا هو طريق تحرير القدس يا سيد حسن؟"

اضاف: "ويقول السيد حسن نصر الله عندما يتكلم عن 14 شباط، بأنها هي ذكرى عزيزة عليه، فيما هي ذكرى أليمة بالنسبة لنا ولأهل الضحايا، ضحايا سلاح الغدر والقتل والخيانة. أتعرف الفرق بين الذكرى العزيزة والذكرى الأليمة يا سيد حسن؟ الذكرى العزيزة هي ذكرى فرح، والذكرى الأليمة هي ذكرى القتل والدم والجنازات. هي عزيزة إلى درجة أنه ألقى بحزبه كله في آتون الاتهام واحتضن المتهمين الأربعة وآواهم في مناطقه وأعلن أنه سيحميهم 300 سنة، هذا إن بقي".

واردف كبارة "ومع ذلك، وعلى جري عادته، يفاخر حسن نصر الله بسلاحه الذي حقق له يوما مجيدا بقهره للبنانيين العزل الآمنين الشرفاء. ويعدنا بأنه سيكدسه أكثر، وأكثر، ليهددنا به أكثر وأكثر، معتبرا أن ليس أمامنا خيار سوى أن نخضع لشروط سلاحه. سلاحك لن نقبل به ولن نخافه يا سيد حسن لأنه سلاح فتنة وليس سلاح حق وتحرير. ولن نقبل بأي حوار حول موضوع سلاحك اللاشرعي وعليك التخلي عنه لنجلس معا حول طاولة الحوار، لنبني معا وطنا لنا جميعا دون إكراه من طرف لآخر ولا ضغط أو تهديد، ومن دون سلاح الغدر والغطرسة".

ولفت الى انه "نحن لا نملك سلاحا كمثل سلاحك، ولكننا، وكما قال الإمام الحسين رضي الله عنه، لن نعطيك عطاء الذليل ولم نقر لك إقرار العبيد. كلا يا سيد حسن. لن نخضع لا لأصبعك ولا لسلاحك، ولو امتلكت سلاح العالم كله. لن يسجل التاريخ على الشعب اللبناني أنه خضع لسلاح فيلق القدس الفارسي. أما أن تتهمنا بأننا نحن من يرسل مقاتلين لمؤازرة الشعب السوري ضد نظام الأسد الاستبدادي فهو شرف لا ندعيه يا سيد حسن".

واضاف "ولكن أسألك، بل أتحداك، بأن تقول لشعبك لماذا تسحب جثث قتلاك من المستشفيات وتمنع الأدلة الجنائية من التحقيق في أسباب قتلهم؟ أتحداك بأن تقول لأتباعك، وليس لنا نحن لأننا نحن نعرف ولا نصدقك، أتحداك بأن تقول للثكالى في الجنوب وفي ضاحية بيروت الجنوبية أين قتل أولادهم؟ في أي ساحة قتال فقدوا أحبتهم؟ بل أتحداك بأن تقول لهم لماذا أرسلت أولادهم كي يقتلوا دفاعا عن الأسد ونظامه. نعم أتحداك يا سيد حسن بأن تقول لجماعتك، وليس لنا لأننا لا نصدقك، أن تقول لهم لماذا تضعهم في مواجهة الشعب السوري. بل لماذا تشتري لهم عداء الشعب السوري بعدما ورطتهم بعداء الشعب اللبناني، وما زلت تفاخر بالمناسبات العزيزة والمجيدة".

وختم كبارة "إتق الله في أتباعك يا سيد حسن، وليس فينا، فنحن نحفظ جيدا ونفهم جيدا كم تعزنا، وكم تعتز بأمجادك التي تقهر بها شعبنا والشعب السوري أيضا. أما فلسطينك يا سيد حسن، فهي ليست فلسطيننا. نحن نريدها وطنا ودولة لشعبها، وأنت تريدها، كما جنوب لبنان، ساحة لفيلق القدس الفارسي. إسرائيل عدونا يا سيد حسن. وهذه لا نحتاج منك شهادة فيها. ولكن بتصرفاتك ستجعل من فيالق القدس بمختلف أسمائها عدوا لنا ولكل العرب، كما جعل من نفسه نظام الأسد عدوا لشعبه وعدوا لنا".

 

العجوز: خطاب نصرالله لم يأت بجديد

وطنية 17/2/2012 - علق رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين الأحرار" الدكتور زياد العجوز على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقال:"لم نستغرب مضمون الخطاب، فهو لم يأت بجديد، وكعادته فهو خطاب فوقي، وفيه الكثير من المزايدة، وبعيد عن الواقع العربي الحقيقي". واكد انه خطاب مرفوض بمضمونه وأهدافه ورسائله، متمنيا "لو تلقف مبادرات مد اليد قبل فوات الأوان".

 

مكاري نفى دعم 14 آذار للمعارضة السورية بالسلاح والمال: لا أحد يمكنه ان يتحكم باللعبة إن قطعنا الطريق على أي تدخل خارجي

 وطنية - 17/2/2012 إعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري اليوم الجمعة أن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله "هو الذي يحدد شروطا ونتائج مسبقة للحوار، ويفرغه من مضمونه، باعلانه أمس، كما مرارا وتكرارا، انه متمسك بسلاحه، وأنه يزيده كما ونوعا، وبرفضه أكثر من مرة أي حوار في شأن هذا السلاح". ولاحظ مكاري "أن السيد نصرالله هو الذي يحدد نتائج مسبقة للحوار باتخاذه من تلقاء نفسه، على سبيل المثال، قرارا بتعريض لبنان للخطر وللانتقام من شعبه كله من أجل الثأر لشخص واحد، بغض النظر عمن هو هذا الشخص، علما أن طريقة مواجهة اسرائيل قرار يجب ان يكون للدولة بكل مؤسساتها ومكوناتها، لا لحزب واحد". وقال: "قد يكون صحيحا أن ثمة تراجعا في مرتكزات القوة لدى الكيان الصهيوني، وأن ثمة قلقا لديه. هذا عظيم، ولكن بم ينفعنا ذلك وبم يفيدنا؟ ليس المهم بالنسبة الينا أن تقلق اسرائيل فقط، بل المطلوب ألا يقلق شعبنا اللبناني بعد اليوم من الحروب وعدم الاستقرار والخوف من استعمال أرضه لتصفية الحسابات، أما القوة الرادعة فيجب ان تكون في ايدي الجيش اللبناني حصرا، فكما أقلق "حزب الله" اسرائيل، يستطيع جيشنا ان يقلقها، وأن يردع أي اعتداء منها، وهذا ما اثبته الجيش في أكثر من مناسبة".

واضاف "نؤكد أننا في موقع من يعطي الضمانات، لأن وعينا وحسنا الوطني واستقلالية قرارنا هي الضمانة، ايا كان تطور الحراك الاقليمي، والضمانة هي أننا لم ننفذ يوما، ولن ننفذ يوما اية أجندات خارجية". واشار الى انه "في ما يتعلق بوحدتنا واستقرار بلدنا، اللعبة ليست أكبر منا، كما سمعنا أمس، بل هي في أيدينا جميعا اذا كنا واعين وعلى القدر الكافي من المسؤولية، ولا أحد يمكنه ان يتحكم بها اذا قررنا أن نقطع الطريق على أي تدخل خارجي، وهذا ما نتمنى على "حزب الله" أن يفعله". وقال مكاري "معيارنا الواحد في التعامل مع ثورات الربيع العربي هو معيار حق الشعوب في الحرية، اينما كانت، واذا كان المأخذ علينا أن الرئيس حسني مبارك كان حليفنا، فهل سمعنا أحد يوما ندافع عن مبارك عندما نزل الشعب المصري الى الشارع، كما يفعل البعض اليوم دفاعا عن النظام السوري؟ وأريد هنا أن اقلب السؤال الذي سمعناه أمس: "حزب الله" يعادي ثوار سوريا ويقف ضدهم، فماذا اذا انتصروا وسقط النظام، وهو السيناريو الذي يجمع كل العالم على ترجيحه، في حين يتفرد "حزب الله" بترجيح السيناريو الآخر؟"  وأضاف: "اذا كانت الذريعة للدفاع عن النظام السوري هي ان سوريا دولة ممانعة حقا، فلماذا كانت اسرائيل حتى الأمس القريب تمانع اسقاط نظام الأسد؟ نعم نحن مع الوقوف على الحياد، في اي خلاف بين دولة واخرى وبين حكومة ومعارضة، ولكن لا يمكننا ان نقف على الحياد عندما نرى شعبا يقتل، وعندما نرى مجازر ترتكب بحقه كل يوم ومنذ أشهر طويلة، لا يمكننا أن نقف على الحياد أمام جريمة تحصل أمام أنظارنا". ونفى مكاري "أي دعم على الأرض للثورة السورية من قوى 14 آذار، بالسلاح أو بالمال، فالدعم سياسي وعاطفي واعلامي ليس إلا، في حين أن الطرف الآخر هو الذي يدعم النظام عمليا، ويرسل العناصر للقتال الى جانبه ومساعدته في قمع شعبه". وتساءل: "لماذا لم يستخدم سماحة السيد كلمة جريمة عندما تحدث عن اغتيال الرئيس الحريري، بل وصفه بأنه حادثة؟"

 

باسيل في لقاء حواري مع طلاب "التيار الوطني الحر": نحن أولاد مكاتب عندما نخطط للاصلاح وأولاد شارع عندما ننفذه

 وطنية - 17/2/2012 - نظمت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في "التيار الوطني الحر" لقاء حواريا مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل حضره أكثر من 500 طالب من مختلف الجامعات.

استهل اللقاء بكلمة لرئيس اللجنة أنطون سعيد الذي أكد للطلاب أنهم "كما حصدوا ثقة زملائهم وانتصروا في الإنتخابات الجامعية، هكذا هم نواب التكتل ووزراؤه الذين ينتصرون على الفساد ويثابرون لإحراز الإصلاحات الموعودة لأنهم يمثلون الشعب اللبناني ومحط ثقتهم. وأشار إلى أن "المشاركة والتكاتف الفعليين بين طلاب التيار الوطني الحر ونواب تكتل التغيير والإصلاح ووزرائه سيتحققان من خلال لقاءات مستمرة، أولها اللقاء اليوم مع الوزير جبران باسيل، وذلك كي لا يكون طلاب التيار فقط متفرجين على الأحداث والمجريات، بل مشاركين فيها وصانعي القرار في شأنها أيضا".

رفول

بدوره، حيا المنسق العام ل "التيار الوطني الحر" بيار رفول الطلاب واعتبرهم "أمل المستقبل وعنصر المسيرة النضالية التي يقودها التيار"، مشيرا إلى "مكامن الفساد والخلل التي اكتشفها تكتل التغيير والإصلاح والتي يجاهد لمعالجتها".

باسيل

ووجه الوزير باسيل كلمة إلى الطلاب أكد فيها أنه يفخر بهم ويرى نفسه من خلالهم، وقال:"معكم، يمكن للمرء أن يعود لجذوره ولأصوله، ويشعر بالفخر واللحظة التي لا يمكنكم أن تروا أنفسكم فينا، يكون التيار الوطني الحر قد فقد حيويته".

وأكد أنه عندما يكون جالسا أمام مكتبه، يتذكر أيام الدراسة ويوم كان طالبا في الجامعة، معتبرا أننا "نحن أولاد مكاتب عندما نريد أن نخطط لمشاريع الإصلاح، ولكننا أولاد شارع عندما نريد أن ننفذها. نحن من افترش الساحات وملأنا الطرق حشودا عندما لم يجرؤ أحد على فعل ذلك وعندما يمس بكم وبقضيتنا الإصلاحية، لا يمكننا أن نسكت أو نرضخ، فلا أحد علينا كبير إلا الله".

ورأى باسيل أن "المقامات تكون برجالها، فالرجل هو من يحافظ على المقام، وليس المقام من يصنع الرجل"، معتبرا أن "من في الفريق الآخر يحاولون المس ببراءتكم وبمقاومتكم وبتطلعاتكم وبإصلاحكم، يختلقون الأكاذيب ويعيشون فيها، كي يقولوا أن لا إمكان للاصلاح في لبنان، وكي يجعلونا فاسدين مثلهم، إذ هم لا يقومون بذلك ليقولوا إنهم إصلاحيون، وذلك لأنهم يعرفون أنفسهم أنهم فاسدون".

وأضاف:"من يتهمنا باحتكار شعار ما، فليتفضل ويضع يده في يدنا للاصلاح، ولكن لا يلصق علينا الأكاذيب بافتراءاته"، وقال: "تخيلوا أن من رائحتهم نتن، يريدون التكلم عن روائح المازوت. تخيلوا أن اللص الحي يريد أن يتكلم عن الفساد تخيلوا أن دولة رئيس النفايات يريد أن يتحدث عن المال العام".

واعتبر أن "صليبنا كبير نحمله على أكتافنا، وهو ليس معكوفا أو مشطوبا، صليبنا كبير لأن طريقنا صعبة، فهي طريق الإصلاح في وجه الفساد. نحمل صليبنا بخشبيته وليس بذهبيته، فصليبنا صليب محبة وسلام، وسياستنا سياسة انفتاح وتفاهم وليست سياسة انغلاق وتطرف".

وأشار إلى أن "سياستنا ظاهرة، بينما سياستهم هي الظواهري، فالفريق الآخر قد أعطى مفاتيح البلد للغرب سابقا، وهو يعطيها اليوم لسوريا عن طريق الشمال"، منتقدا المتحدثين باسم المجلس الوطني السوري في لبنان.

وختم بالقول: "من اعتاد على رؤية وزيرين أو ثلاثة وزراء مسيحيين فقط في الحكومة، يجب أن يعتاد الآن أن فيها عشرة وزراء مسيحيين، وهذا نبض جديد في التعاطي، نحن لا نمثل الناس كي نبيع حقوقهم في الحكومة. من يريد أن يتعاطى معنا على أساس تمثيلنا فأهلا وسهلا، أما من يريد تحجيمنا فلديه مشكلة"، واصفا طلاب "التيار الوطني الحر" بأنهم "الأمل الآتي وسلاحنا ليس لنهدم بل لنبني لبنان ونعمره".

 

فايز شكر يتّهم جنبلاط وجعجع بـ"العهر"!

سأل الامين العام القطري لحزب "البعث العربي الاشتراكي" الوزير السابق فايز شكر "منذ متى القدرة الذهنية لسمير جعجع ليحلل هكذا في احتفال 14 شباط عن الثورة السورية؟ ومن قال لوليد جنبلاط أن النظام السوري سيسقط؟ اليست مواقف سمير جعجع ووليد جنبلاط عهرا؟ شكر اعتبر أن "مستوى تعاطي وليد جنبلاط مع موضوع كبير من هذا الحجم ليس بعقله بل بأحقاده مشيرا الى ان حزب البعث هو من خلق كمال جنبلاط تحت اسم الاشتراكية، والبعث أيقظ الحس الحقيقي للمواطنية مؤكدا أن جنبلاط لا يستطيع التكلم عن الشمولية وهو الاكثر تسلطا في الشوف. شكر لفت الى أنه "بمجرد استلام الاسد نسخة الدستور وقبل أن يعرف ماذا في داخله كان هناك موقف معارض من المعارضة اذ "ألغيت المادة الثامنة من الدستور رغم أنها لم تكن تقول أن حزب البعث يقود وليس هو الحاكم الوحيد" مشيرا إلى أن "الشعب والجميع في سوريا يطالبون بحسم هذا الموضوع". من جهة ثانية، اعتبر شكر أن "حكومة 8 آذار لم تكن بقدر الحمل لتحمي الشعب اللبناني، والكثير من المرات يكون لدينا أبناء نعول عليهم ولكنهم يتميزون بالجهة السلبية" لافتا الى أن "الدور القطري في لبنان هو خطة في سبيل ما تريد قطر ان تصل له في الازمة السورية".

 

واشنطن تضع لمستها الخاصة على 'فزاعة القاعدة' في سوريا 

رئيس الاستخبارات الأميركية يعتقد أن القاعدة في العراق آخذة في مد نفوذها نحو سوريا، مرحجا أنها تقف خلف التفجيرات الانتحارية الأخيرة.

ميدل ايست أونلاين

 كلابر: القاعدة اخترقت المعارضة السورية المتشرذمة

 واشنطن - قال جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الاميركي انه من المرجح ان يكون فرع القاعدة في العراق هو الذي نفذ التفجيرات الانتحارية التي شهدتها سوريا مؤخرا بعد ان تسلل عناصر التنظيم الى صفوف المعارضة التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال كلابر امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي ان التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي "تحمل جميعها بصمات القاعدة.. ولذلك نعتقد ان القاعدة في العراق آخذة في مد نفوذها الى سوريا". وتاتي تصريحات كلابر لتؤكد معلومات ذكرتها وسائل الاعلام سابقا بان مسؤولين اميركيين يشتبهون بان لتنظيم القاعدة يدا في التفجيرات، كما ياتي عقب رسالة لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط فيديو اعرب فيها عن تاييده للتمرد ضد نظام الاسد. واعرب كلابر عن قلقه من ان مسلحين من القاعدة اخترقوا المعارضة السورية المنقسمة وسط تصاعد اعمال العنف في البلد المضطرب. واضاف ان "ظاهرة اخرى مثيرة للانزعاج هو اننا شاهدنا مؤخرا تواجد متطرفين اخترقوا جماعات المعارضة". واشار الى ان "جماعات المعارضة في العديد من الحالات ربما لا تعلم بوجودهم بينها". واكد على ان المعارضة متشرذمة بشكل كبير وان نظام الاسد على ما يبدو قادر على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الحالي مع استمراره في حملة القمع العنيفة ضد المناهضين له. وقال انه لا توجد مؤشرات حاليا على ان الازمة في سوريا ستنتهي قريبا. وكان كلابر قال للكونغرس في السابق ان سقوط نظام الاسد هو مسالة وقت ليس الا، الا انه توقع صراعا طويلا. واضاف كلابر ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تراقب "الشبكة الواسعة" من مخزونات الاسلحة الكيميائية السورية التي قال انها تمثل تحديا اكبر من ذلك التي مثلته الترسانة الليبية قبل سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال "رغم انه حتى هذه اللحظة، فانها تبدو في امان، ونحن نراقب ذلك بدقة". واشار الى انه يتوقع ان دور القاعدة والانقسامات بين صفوف المتمردين ووجود الاسلحة الكيميائية "سيؤثر على اية مناقشة حول تقديم اية مساعدة" للمعارضة.

 

جنبلاط يستدرج «التسوية المذهبية» ليكون عَرّابها

طوني عيسى/ببراعة سياسية، يُخرِج النائب وليد جنبلاط نفسه من عقدة الضعف التي تحكّمت به منذ ثلاث سنوات. وهو اليوم يطرح نفسه عرّاباً لتسوية بين الأقوياء... لا بدّ أنها آتية

حتى أمسٍ قريب، كان جنبلاط يؤكد التمسّك بالطائف خياراً وحيداً، ويقول: "كَلّفَنا هذا الاتفاق 14 عاماً من الحروب، أي من العام 1975 إلى العام 1989. ولا نعلم كم يستغرق التوَصّل إلى اتفاق بديل منه". لكن جنبلاط بادر فجأة إلى طرح معاكس: "الطائف انتهى، والمطلوب طائف سنّي - شيعي". هذا التبدّل في موقف جنبلاط من الطائف ليس معزولاً، إنه جزء من التحوّلات السياسية التي يعيشها الزعيم الدرزي، والتي دفعت به مجدّداً إلى خارج الحضن السوري، وإلى تموضع وَسطيّ في المعادلة الداخلية. فجنبلاط لم يقطع الجسور المفتوحة مع "حزب الله"، فيما هو يرمّم جسوراً انقطعت لبعض الوقت مع تيار "المستقبل". وهكذا أصبح الدور الدرزي حلقة وُسطى يرضى عنها الطرفان المتصارعان، السنّي والشيعي. ومن خلالها، يمكن للطائفة الدرزية، الصغيرة حجماً، أن تضطلع بدور أساسي في "هندسة" التسوية الإجبارية الآتية إلى لبنان. ثمة مَن يعتقد أن جنبلاط كان أكثر طموحاً خلال العام الفائت: لقد سعى إلى أن يكون عرّاب التسوية السورية الداخلية. فطائفته لها موقع مميّز في سوريا. وهو شخصياً يمتلك رصيداً من العلاقات الدولية، في آن معاً، مع موسكو وأنقرة والغرب ومعظم العرب. وهذا ما يتيح له دوراً تاريخياً في إنجاز تسوية تنقذ سوريا. وهو بدعواته النظام إلى الاستجابة للإصلاح، كان يأمل في تسوية على الطريقة اليمنية. لكن النظام أحبط المحاولات السياسية بالتعَنّت والقمع. فردّ جنبلاط بدعوة الدروز السوريين إلى عدم الانخراط في هذه المغامرة، وارتدّ إلى الملف اللبناني الداخلي على طريقة: "اللهم فاشهَدْ، إنني قد بَلّغت"!

"القمع الوَطني" يُبْطِل العقود

في الملف اللبناني، يرى جنبلاط أنه قادر فعلاً على رعاية التسوية التي لم تتحقّق في سوريا. وهو يعتقد أن العمل المطلوب أولاً هو مَنع انتقال الشرارة المذهبية إلى لبنان، خصوصاً إذا ما كُتب لسوريا الدخول في المجهول. وفي مرحلة لاحقة، يصبح ممكناً إنضاج تسوية لبنانية داخلية، تقوم أساساً على تسوية بين السنّة والشيعة.

وحتى اليوم، نجح جنبلاط في الحفاظ على ثقة "حزب الله". ولم تتأثّر هذه الثقة بابتعاده عن النظام السوري، وبتقاربه في الشكل والمضمون مع الرئيس سعد الحريري. وإذ يمدّ فريق 14 آذار يداً إلى "الشركاء" في "حزب الله"، ويأخذ الحريري على عاتقه "المسؤولية عن منع الفتنة بين السنّة والشيعة"، ويؤكد السيد حسن نصرالله رفض الفتنة، يشعر جنبلاط بأنّ "التسوية المذهبية" قد تكون أقرب من "الفتنة المذهبية" التي يدرك الجميع مخاطرها. لكن لحظة التسوية لم تنضج بعد.

هذا الدور الذي يطمح إليه جنبلاط، يبدو أيضاً صمّام الأمان له وللدروز. فمن خلاله، أبعَدَ عنه المخاوف الأمنية التي دفعته يوماً إلى أحضان النظام وحلفائه. ومن خلاله، يعود قوياً كـ"بَيضة قبّان" بين الأكثرية والأقلّية، ويحجز للدروز موقعاً مميّزاً في تسوية المتصارعين السنّة والشيعة. وإذا تمّت التسوية بين هذين الطرفين في لبنان، فإنها ستكون الأولى في المنطقة منذ انطلاق "الربيع العربي"، وقد تكون الوحيدة. ومن مصلحة الشيعة، قبل الآخرين، التقاط لحظة التسوية لحسابات إستراتيجية واضحة. ويرى كثيرون أنهم سيفعلون، وأن هناك إشارات إلى ذلك.

وسواء كانت سوريا مُقبلة على تغيير للنظام في المدى المنظور، أو على مرحلة طويلة من المغامرات المجهولة الآفاق قبل انكشاف الصورة، فإنّ سوريا الآتية لن تكون في أي حال هي نفسها سوريا القديمة. فالنظام كقوة توسعيّة تُحرِق الأوراق الإقليمية خدمة لاستمراره، وبينها لبنان، باتَ من الماضي. وقد يكون منطقياً أن ينشأ عَقد وطني جديد في لبنان، يختلف عن ذلك الذي فرضته معطيات سابقة. لكن التحدّي يكمن في الآتي: هل يُصاغ هذا العقد في ظل شعور الجميع بالحرية التي نادَت بها جماهير "الربيع العربي"؟

فتكرار "القمع الوَطني" يؤدي إلى ولادة صفقات ومُحاصصات مدمّرة، كتلك الجارية اليوم، ولا يُنتِج عقوداً وطنية دائمة، بل إنه يُبْطِل العقود القائمة ويُسقِطُها!

 

توازنات عسكرية جديدة في سوريا... بانتظار الممرات

أسعد بشار/الجمهورية

تسير الجهود الدولية والعربية الهادفة الى وَقف القمع في سوريا، جنباً الى جنب مع التصاعد المستمر في قوة الجيش الحر وقدرته على تهيئة واقع ميداني يسبق الاتجاه الدولي والعربي لفرض ممرات انسانية او مناطق حدودية عازلة ومن المتوقع ان يطلق مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي سينعقد في تونس، دينامية تحالف دولي يتجه حُكما الى مساعدة الشعب السوري عبر تحقيق خطوات محددة، أولها الاعتراف بالمجلس الوطني، وليس آخرها تمويل الجيش الحر وتسليحه ومساعدته على تشكيل قيادة موحدة تستطيع إدارة العمليات على الارض، وتنسيق المواجهات العسكرية. وربما تبدأ أولى بوادر التسليح بإرسال منظومات اتصال وصواريخ مضادة للدروع ومضادة للطائرات والمروحيات، تِبعاً لحاجة الجيش الحر الذي يركز على تعطيل فعالية المدرعات والآليات العسكرية.

وتقول اوساط ديبلوماسية ان تركيا أعطت موافقة مبدئية على تطوير مساعدتها للجيش الحر من مجرد إيواء قيادة هذا الجيش واحتضانها والسماح بمرور عناصر الجيش وضبّاطه عبر الحدود (555 كلم)، الى البدء بتزويده بالسلاح الذي سيبدأ بعد الاتفاق في مؤتمر أصدقاء سوريا على توزيع مهمات الدعم المالي والمادي، بحيث تتوَلّى دول عربية التمويل وتتولّى تركيا، عبر اراضيها، مساعدة الجيش الحر على تنظيم نفسه. هذا مع العلم بأن عملية تحرّك الجيش الحر عبر الحدود الطويلة مع تركيا باتت أسهل، في ظل صعوبة ضبطها من الجيش السوري الذي يعاني فقدان السيطرة في الكثير من المناطق شمالي سوريا وشرقها، وخصوصاً إدلب التي خرجت عن السيطرة من دون ان يستطيع النظام تجريد حملة عسكرية ضدها أسوة بحمص، وذلك بسبب قدرتها على التمَوّن من الجهتين الغربية والشمالية.

وتضيف الاوساط الديبلوماسية ان التقارير التي تَرِد، تشير الى ان الجيش الحر بات قادرا على ممارسة حرب عصابات في الكثير من المناطق السورية من الشمال الى الوسط، مروراً بدمشق وريفها، ووصولا الى المناطق الشرقية حيث يعمد الى قطع إمدادات الجيش السوري، وإجباره على تخفيف تحركاته العسكرية، كما ان هذا الجيش بات يتواجد في معظم البلدات والارياف، فيما يسيطر الجيش السوري على دمشق ومدن الساحل، ويكتفي بالسيطرة على مدن كبرى كحماة، ولكنه لا يدخل الى الأحياء المكتظة، بل يكتفي بالسيطرة على الشوارع الرئيسة والساحات والمراكز الرسمية والحزبية. كما ان هذه التقارير تتحدث عن بعض حالات الكر والفر في هذه المدن، ففي الزبداني، على سبيل المثال، دخل الجيش السوري وسيطر على الشارع الرئيسي في المدينة، لكنه لم يستطع تأكيد السيطرة على المدينة التي بقيت أحياؤها بقبضة الجيش الحر، ولهذا السبب يخفّف الجيش من وجوده ليلا في المدينة، ليعود ويعزّزه في اليوم التالي تفادياً لتعرّضه لعمليات يَشنّها الجيش الحر. وتشير التقارير الى ان حالات الانشقاق قد بدأت في الاسبوعين الاخيرين، وتتسِع للمرة الاولى لأنها أصبحت تشمل الضبّاط من الرتب العالية الذين ينشقون مع وحدات عسكرية صغيرة ومتوسطة، ما سيؤدي الى ازدياد عديد الجيش الحر وفاعليته وقدرته على تنظيم نفسه، بانتظار الدعم الدولي والعربي المُتوَقّع الذي استبَقه الجيش الحر بإقامة توازن عسكري، ليس فقط لأنه افشل الحسم الذي توَعّد به النظام في حمص، بل لانه بدأ يمسك زمام المبادرة، سَعياً للانتقال الفِعلي الى دمشق وضواحيها، مع ما يعني ذلك من بداية حقيقية لسقوط النظام.

 

الدعوة إلى طائف جديد رسالة تخويف للمسيحيّين

شارل جبّور/الجمهورية

من خارج السياق، ومن دون مقدّمات، وعلى طريقته في افتعال الصدمات لإثارة الأزمات، قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط إنّ «الطائف انتهى ونحن في حاجة إلى طائف جديد بين السنّة والشيعة، أي في حاجة إلى تسوية جديدة». التوقيت جاء مباشرة بعد "البيال". وكأنّ ثمّة ما أزعج "البيك" في هذا المهرجان الذي كان يفترض أن يكون أحد أركانه، لولا عامل الخوف الذي جعله بعد أحداث 7 أيار، "ينسحب" من المربّع الوطني إلى المربّع الطائفي. هذا الانسحاب الذي قد يكون نجح في "النأي" بالدروز عن المواجهة مع "حزب الله"، ولكنّه "نأى" بهم أيضاً عن المشروع الخلاصيّ للبنان بامتداده العربي والدولي، وهو الانخراط في مشروع الدولة تنفيذاً لاتفاق الطائف الذي لم يطبّق بفعل الوصاية السوريّة وتمسّك الحزب بسلاحه.

يدرك الزعيم الدرزي أنّ البحث في أيّ تسوية سياسية يتطلّب ظروفاً مؤاتية أكانت خارجية أم داخلية، وهذه الظروف لم تنضج بعد، كما يدرك، أو يفترض كذلك، أنّ ضمانته تكمن في تنفيذ الطائف، وليس بتسوية بين السنّة والشيعة تستثني المسيحيّين ويذهب معها الدروز "فرق عملة". وللتذكير فقط أنّ طائفة الموحّدين بقيادة العائلة الجنبلاطية لعبت أدواراً أكبر بكثير من حجمها وإمكاناتها، وهي لم تنكفئ إلّا نتيجة الصراع السنّي-الشيعي، أو لأنّها قرّرت تحييد نفسها في الوقت الذي كان بإمكانها الاستمرار من ضمن تحالف 14 آذار، هذا التحالف الذي جعل من جنبلاط زعيماً وطنياً، مفسحاً في المجال أمامه بلعب دور كبير منذ لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى محاولة اجتياح الحزب للجبل. لا شكّ أنّ لا شيء يدعو إلى الاستغراب مع الزعيم الدرزي، إذ في إمكانه أن يبدّل غداً موقفه بالدعوة إلى "ضرورة تنفيذ الطائف بحرفيته قبل أي محاولة لتعديله"، وأغلب الظنّ أنّ موقفه من أنّ "الطائف انتهى" لا ينمّ عن قناعة سياسية، بقدر ما يعبّر عن انزعاج تكتيّ من محطة "البيال"، هذا الانزعاج العائد إلى الآتي:

أولاً عدم انفراط عقد 14 آذار لمجرّد خروجه من صفوفها، وثبات هذا الفريق على أهدافه ومشروعه.

ثانياً نجاح 14 آذار بتنظيم مناسباتها وكأنّ خروج الزعيم الدرزي لم يبدّل شيئاً في وضعها ومسارها.

ثالثاً انتساب المسيحيّين إلى الربيع السوريّ وحضورهم في قلب المشهد السياسيّ، الأمر الذي يضعهم حول الطاولة لا تحتها، ويجعلهم في موقع هندسة أي تسوية سياسية، لا ضحيّة لهذه التسوية أو تلك.

رابعاً لم يتقبّل جنبلاط أنّ المسيحيّين لم يعودوا "هنوداً حمر" بعد موقفهم من الثورة السوريّة، وعودتهم بقوّة عبر بوابة "البيال" إلى المعادلة الوطنية والعربية.

خامساً نجاح المسيحيّين بتجاوز إشكاليتين تاريخيتين: العلاقة مع المسلمين والعلاقة مع سوريا. ففي الإشكالية الأولى، يرى جنبلاط أنّ المسيحيّين تقدّموا عليه لدى المسلمين والعرب. وفي الإشكالية الثانية تمكّنوا من خلال ثباتهم في مواجهة النظام السوري وتأييد المعارضة السوريّة من حجز موقع مهمّ في قلوب السوريّين، الأمر الذي سيحوّلهم إلى جسر عبور تصحيح العلاقة المأزومة تاريخياً بين لبنان سوريا.

سادساً إنّ دور المسيحيّين في الربيعين اللبناني والعربي سيجعلهم من رواد النهضة العربية الجديدة.

لعلّ عودة المسيحيّين إلى صدارة المشهد السياسيّ بعد "حروب الإلغاء" التي مورست ضدّهم من قِبل النظام السوريّ تشكّل ضمانة للبلد، لأنّ وحدهم من باستطاعتهم إبعاد الفتنة السنّية-الشيعية وترسيخ الدولة المدنية المنصوص عليها في الطائف، فيما الكلام عن طائف بين السنّة والشيعة يعني نهاية لبنان ونهاية المسيحيّين والدروز في الطليعة، فضلاً عن أنّ الشيعة والسنّة ليسوا بوارد إقامة تسوية على حساب المكوّنات الأخرى في البلد.

يبدو أنّ كلّ ما أراد قوله النائب جنبلاط بموقفه يختصر بعبارة "أنا هنا". ولكن يبقى أنّ زعيم المختارة تسرّع ولم يتنبّه إلى أنّ الموقف الذي اتخذه لا يخدم مساعيه الحثيثة الهادفة إلى إعادة الوصل مع المملكة العربية السعودية، حيث نجحت اتصالاته وزيارة النائبين مروان حمادة وغازي العريضي إلى الرياض بكسر القطيعة جزئياً مع المملكة من خلال الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية سعود الفيصل بالنائب جنبلاط، فيما الدعوة إلى طائف جديد هي نسف للطائف السعودي، هذا الطائف الذي يعتبر من أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة السعودية، والتي سعت كلّ من سوريا وإيران إلى الانقلاب عليه واستبداله بطائف سوريّ وإيرانيّ... فهل هذا فعلاً ما أراده جنبلاط؟

 

مجلس القضاء أحال على قرطباوي طلب صرف رئيس غرفة محكمة التمييز القاضي غسان رباح من الخدمة

رباح لـ"النهار": استقلت امتعاضاً وترفعاً ولرد الأذى عن القضاء

 كلوديت سركيس/النهار

 أحال مجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي سعيد ميرزا على وزير العدل شكيب قرطباوي الطلب الذي تقدم به عضو مجلس القضاء الأعلى رئيس غرفة محكمة التمييز القاضي غسان رباح لإعفائه من الخدمة في المؤسسة القضائية. ويأتي تقديم القاضي رباح صرفه من الخدمة في اعقاب ما أثير أخيرا" بعد فصله في دعوى  عالقة أمام القضاء في غرفة محكمة التمييز التي يترأسها. وعلم ان مجلس القضاء أحال طلب رباح على وزير العدل عملا" بالأصول القانونية  التي تمنح القاضي حق تقديم طلب صرفه من الخدمة بعد مرور 25 عاماً على عمله في السلك القضائي  وتبته السلطة التنفيذية ممثلة بوزير العدل.  "النهار" إتصلت بالقاضي رباح الذي قال انه قدًم إستقالته تحت وطأة "الضغط النفسي لأن ما أثير يصيب العدلية أكثر مما يصيبني ونتيجة ما حلً عليً لجهة ما أثير في حقي". ولماذا أقدم على تقديم طلبه الى مجلس القضاء؟ قال:"ضمًنت طلب استقالتي الذي تقدمت به كلمتين.وهما امتعاضاً من موقف الوزارة. فأنا ابن العدلية منذ 38 عاماً لم أجد أحداً وقف الى جانبي في وجه ما أثير، وترفعاً لعدم الدخول في "البازار". ان القرار الذي اصدرته هو صائب مئة في المئة ومؤلف من 15 صفحة لا يمكن ان "ينشال منه ضمة أو فتحة" بدليل ان الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي تنظر في المراجعات التي تقدم أمامها بالخطأ الجسيم رفضت طلب وقف التنفيذ لأن قيمة الدعوى كبيرة،ولكان قاض غيري تنحى ربما". ولماذا لم تتنح عنها؟. "أنا لست معتاداً التنحي. أنا لا أهرب من مسؤوليتي بدليل انه تمً تفجير سيارتي عام 1984 وتاريخي في العمل القضائي يشهد لي". ويُصر رباح ، وهو العضو الحكمي في المجلس العدلي ومرشح لتجديد عضويته في مجلس القضاء، على طلبه بالاستقالة، ويقول: "لأنني لم أعد أشعر ان القضاء هو بيتي.أحد لم يقل لي "مرحبا".لم يقف أحد الى جانبي. مثلما حصل معي يوم تفجير سيارتي حيث صدر الحكم النهائي في صددها بعد 20 سنة وقضى بتعويضات قيمتها 12 ألف ليرة"، مشيرا" الى ان "اليوم الذي سيتبين منه الخيط الأبيض من الخيط الأسود آت لا محالة". وسئل: "لكن سرى كلام عن وجود شريط مصور". فأجاب واصفاً الشريط المحكي عنه بأنه ضرب من العاب جاسوسية المركب والمجتزأ وغير واضح من اين يبدأ ومن اين ينتهي. وحتى الآن لم أره ولم يُعرض عليً". وقال"أحضره أحد النواب الى المجلس النيابي". وسأل (...) لا يجوز ان تكون مخاصمة القاضي على هذا النحو". وعما تردد من قبض مبالغ مالية، دعا رباح الى رفع السرية المصرفية عنه، مشيرا" الى ان ثمة مبلغا "زهيداً" في حسابه لا يتعدى الـ 20 ألف دولار". وردا" على سؤال قال "لا أحب ان أسيس القضية حتى لا يقال هذا ضعف مني"، مبدياً تمسكه بموقفه من الاستقالة "لأرد الأذى عن القضاء. ولا مشكلة في ان أردً المشكلة عن نفسي". ولمح الى انه سيتقدم "بدعاوى في حق كل من حاول التشهير بي وبتاريخي ومآثري في العدلية".  ولاحقاً نقلت مصادر قريبة منه أنه قد يعود عند استقالته، إذا استمر التشهير به وتواصل صمت المعنيين في الوزارة.

 

الأسد والدولة الفاشلة

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"حوّل الرئيس بشار الأسد سوريا دولة فاشلة وجعل السوريين رهائن حساباته وسياساته الخاطئة وضحايا إصراره على إعطاء الأولوية القصوى لفرض الخيار العسكري - الأمني - القمعي على مواطنيه، ووضع نظامه في مواجهة قاسية مع تحالف عربي - إقليمي - دولي مصمم على إنهاكه واستنزافه سياسياً وديبلوماسياً واقتصادياً ومالياً وأمنياً وإعلامياً الى أن يسقط بطريقة أو بأخرى. لقد رفضت الدول العربية والغربية البارزة العرض الذي طرحه الأسد عليها ضمناً والذي يضعها امام خيارين: إما أن ترضخ هذه الدول لشروط الرئيس السوري وتقبل بتمسكه بالسلطة وإجرائه إصلاحات شكلية تضمن بقاء النظام بتركيبته وطبيعته وتوجهاته الحالية، وإما أن يواصل النظام حربه البالغة القسوة على شعبه المحتج أياً يكن عدد الضحايا وبقطع النظر عن الإدانات الإقليمية والدولية لأعماله". هذا ما قاله لنا مسؤول عربي بارز مشارك في المشاورات العربية - الدولية في شأن الأزمة السورية. وأوضح "ان القرارات المهمة التي أصدرها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة تشكل هزيمة كبيرة للنظام السوري إذ أن الأسد لم يعد يستطيع تغيير المعادلة والخروج سالماً من المواجهة واستعادة مواقعه السابقة حتى لو تمكن من السيطرة عسكرياً على مناطق ومدن معينة. فقد قررت الدول العربية باستثناء لبنان تصعيد المواجهة مع النظام السوري وإفهامه ان الفيتو الروسي - الصيني لن يحميه، فشددت عقوباتها وإجراءاتها ضده وأوقفت كل أشكال التعاون الديبلوماسي معه، وقررت في المقابل توفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة، وهو تطور غير مسبوق ويمهد للإعتراف رسمياً بالمجلس الوطني السوري في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس يوم 24 شباط الجاري. كما قررت هذه الدول، بعد تحفظ لبنان والجزائر، تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة لوقف الحل العسكري في سوريا وخصوصاً من طريق دعوة مجلس الأمن الى تشكيل قوة حفظ سلام عربية - أممية للإشراف على تنفيذ وقف النار. وهذه الخطوة تفتح باب التفاوض مع روسيا والصين على مستقبل سوريا، وإذا منعت الدولتان صدور قرار دولي يدعم المطلب العربي، فإن ذلك قد يدفع دولاً إقليمية وغربية الى تزويد المعارضة السلاح ضمن إطار الدفاع عن النفس والى التدخل بأشكال متنوعة لتوفير الحماية للمدنيين ووقف الحرب الداخلية في سوريا".

وذكر المسؤول العربي "ان الأسد يراهن على عدم وجود قرار دولي باستخدام القوة العسكرية ضده وضد نظامه، الأمر الذي يعني بالنسبة اليه انه يستطيع أن يفعل ما يشاء في سوريا. والواقع ان إدارة الرئيس باراك أوباما مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران لمنعها من إمتلاك السلاح النووي، لكنها ترفض مع حكومات الدول الأخرى المعنية بالأمر اللجوء الى الخيار العسكري في سوريا ولكن ليس حماية لنظام الأسد بل لأنها مقتنعة، إستناداً الى معلوماتها الدقيقة، بأن هذا النظام إنتهى وسيسقط لأنه ينهار تدريجاً ويضعف ويتآكل ويواجه قوى خارجية معادية له تملك إمكانات واسعة ونقمة شعبية حقيقية عميقة في الداخل علنية أو ضمنية نتيجة تعامله البالغ الشراسة مع المحتجين وسقوط هيبة الدولة وتردي الأوضاع الداخلية في مختلف المجالات والعزلة الواسعة العربية والإقليمية والدولية التي أوصلت سياساته البلد اليها". واستناداً الى هذا المسؤول العربي "فإن الحل العسكري إنقلب على الأسد وصار مصدر التهديد الرئيسي له وليس لشعبه فحسب، لأن الرئيس السوري أثبت عجزه عن حسم الأمور والسيطرة على البلد مجدداً من طريق القتل والقمع والتدمير، بل ان الأوضاع تتدهور باستمرار والغالبية العظمى من الدول المؤثرة تزداد تصميماً على العمل من أجل إسقاط النظام وليس من أجل التوصل الى أي نوع من التفاهم معه. لقد صار الخيار العسكري خياراً إنتحارياً مدمراً يهدد مصير سوريا ويؤدي في النهاية الى تغيير نظام الأسد بعد دفع أثمان باهظة". وخلص الى القول: "ليس ثمة نظام ديكتاتوري متسلط في العالم يدرك سلفاً ان نهايته إقتربت. كل الأنظمة المتسلطة فوجئت بسقوطها وظل حكامها يرددون حتى اللحظة الأخيرة ان الأزمة التي يواجهونها قد انتهت ويراهنون على بقائهم في السلطة سنوات طويلة أخرى. وهذا حال سوريا اليوم".

 

لبنان يقاطع "مؤتمر أصدقاء سوريا" وهو ليس تحت علم الجامعة وله محاذير

خليل فليحان/النهار

تقرّرت مقاطعة لبنان لاعمال "المؤتمر الدولي لأصدقاء سوريا" الذي يعقد في تونس في 24 من الجاري، مما يعني ان وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور سيتغيب عنه نظرا الى ما يمكن ان يصدره من قرارات لا يمكن ان يتحملها لبنان. وتجدر الاشارة الى انها من المرات القليلة التي يغيب منصور عن اجتماعات وخصوصا عربية، لمعالجة الازمة السورية. ومبرر غياب لبنان عن اجتماع تونس انه لا ينعقد تحت علم الجامعة العربية، وهناك مشاركون من دول اجنبية واقليمية. ومعلوم أن وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام هو الذي اقترح انعقاد هذا المؤتمر في عاصمة بلاده. اللافت ان سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين أيّد امس بعد اجتماعه بالوزير منصور، انعقاد هذا المؤتمر شرط ان تدعى اليه جميع فئات المجتمع السوري لا ممثلو المعارضة فقط. وافادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان موانع مشاركة لبنان في مؤتمر تونس، تعود الى محاذير جعلت منصور يتحفظ عن قرارات سبق أن اتخذت في الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي التأم في القاهرة الاحد الماضي، حيث لا يزال صالحا ما كان أكده – خلال الجلسة ان هناك محاولة للاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري". ولفت المجتمعين الى ان مثل هذا القرار "لا يسهم في البدء بالحوار المطلوب بين ممثلين للنظام من جهة، وآخرين للمعارضة، وفي حال موافقة الجامعة  على مثل هذا القرار سيؤدي الامر الى اشعال الفتن في سوريا وتدمير شعبها.

كذلك تحفظ منصور عن تدويل الازمة السورية الذي تمثل في قرار اتخذه المجلس الوزاري، بناء على اقتراح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وهو إعادة طرح الازمة السورية على مجلس الامن من اجل تدعيم بعثة المراقبين العرب لتشكيل قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة وتجهيزها وزيادة عددها من أجل الاشراف على وقف جميع اعمال العنف في الاراضي السورية ومراقبة تنفيذ الوقف الشامل لاطلاق الناروتوفير الحماية للمدنيين من اعمال العنف والانتهاكات، وكذلك الاشراف على تنسيق مهمات الاغائة الانسانية العاجلة ممن تضرّر من الحوادث التي تقع في البلاد منذ اكثر من 11شهرا. والدليل على تدويل الازمة ان العربي أكد ضرورة التحرك من خلال مجلس الامن وحشد التأييد الدولي وجميع الاطراف المعنيين لكسر دائرة العنف الجارية ولتحقيق تطلعات الشعب السوري الى مستقبل أفضل ." وقد تحفظ منصور ايضا عن القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري، وهو "وقف جميع أشكال التعاون الديبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات والمؤتمرات الدولية (...)" وغني عن البيان ان انشاء العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق يعود لسنوات قليلة بعد مطالبة دامت نحو ربع قرن . والنقطة الرابعة التي تحفظ عنها هي اجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية، والخامسة هي تقديم مشروع قرار للجمعية العمومية في أقرب الآجال يتضمن المبادرة العربية وبقية القرارات الصادرة عن الجامعة في شأن الازمة السورية. كذلك تحفظ لبنان عن البند التاسع ونصه "فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي لها ودعوتها الى توحيد صفوفها والدخول في حوار جاد يحفظ لها تماسكها وفاعليتها قبل انعقاد مؤتمر تونس". وهذا يعني دعوة سابقة لتفويض الرئيس بشار الاسد صلاحياته الى نائبه فاروق الشرع من اجل برنامج الاصلاح وتشكيل حكومة موقتة.

 

14 آذار في ظلّ المخاوف من موقفها:إدخال عامل توازن ولا حسابات خاطئة

روزانا بومنصف/النهار

احدثت المواقف التي اطلقتها قوى 14 اذار في ذكرى 14 شباط نقزة لجهة اعلان اركانها موقفا حاسما وواضحا من النظام السوري والتقارب الواضح مع المعارضة السورية . فالتجربة اللبنانية منذ سنوات الحرب عمقت لدى اللبنانيين المخاوف من رد فعل سوري يقوم به النظام لدى استعادته قوته كما اظهر التاريخ الحديث جدا بعد اضطرار النظام السوري الى سحب قواته العسكرية من لبنان في نيسان 2005 على اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وحفلت كل الاعوام التي تلت هذا الانسحاب بمحاولات سورية مباشرة لـ"الانتقام" عبر السعي الى وضع اليد مجددا على لبنان مباشرة او عبر الحلفاء كان آخرها اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري قبل عام. وهذه المخاوف تستمر قائمة في اذهان اللبنانيين في ظل عدم حسم وضع النظام السوري على نحو واضح ولو ان ثمة تأكيدات حاسمة على اكثر من مستوى لعدم امكان عودته باعتبار ان اوراقا لا يزال يملكها في لبنان عبر حلفائه يمكنه استخدامها اذا اشتد الخناق عليه في اكثر من اتجاه وفق ما يخشى كثر، بغض النظر عن اعلان قوى 14 اذار تقاربها او تحالفها مع المعارضة السورية ومنذ الاتهامات الاولى التي رمت تبعة دعم المعارضة على الفريق السني الاساسي في لبنان.

هذه المخاوف قد لا يكون مبالغا بها في المطلق نظرا الى ان لبنان يمكن ان يستخدم لتنفيس احتقانات ما ولو ان كلا من الرئيس سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اعتمدا موقفا واحدا ازاء نبذ الفتنة وعدم السماح بها. لكن هذه المخاوف هي في غير محلها او سياقها وفق مراقبين معنيين كون الدعم والتقارب مع المعارضة السورية لا يخرج عن الاطار المعنوي وليس المادي اي التدخل عبر الدعم عبر الحدود بممرات آمنة او ما شابه او بالسلاح ولا يجب ان يفسر او يترجم هذا الموقف الجامع لقوى 14 اذار في هذا الاتجاه اذ ان احدا من اركان هذه القوى لم يشر لا من قريب او من بعيد الى هذا الاحتمال. وهناك اعتبارات متعددة من بينها في شكل اساسي ان النظام السوري نفسه في حال استمر فلا يمكن ان يعود كما هو اقله وفق الدستور الجديد الذي وجه الدعوة الى الاستفتاء حوله في 26 الشهر الجاري. فهذا الدستور يفترض انه يعني عدم اعلاء السلطة الامنية على السلطة السياسية في سوريا بعد الان ويفترض ان يعني عدم استمرار حزب البعث قائدا للدولة . وفي حال جرت انتخابات صحيحة وذات صدقية كما يقول النظام على انها من الخطوات الاصلاحية المقبلة، فان سوريا جديدة كليا ستحل محل سوريا القديمة التي يعرفها اللبنانيون بغض النظر عن احتمال بقاء الرئيس السوري في السلطة او عدمه. ففي الاتهامات  التي يرميها البعض ان هذه المواقف تستدرج الازمة السورية الى لبنان في حين ان النظام السوري يستند الى قاعدة تحالف ثنائية في لبنان واحدة على اساس الحلفاء المباشرين الذين يتمتعون بقوة امر واقع حقيقية مبنية على اعتبارات عدة من بينها السلاح واخرى على قاعدة الدولة اللبنانية الحليفة في مواقفها ولو من خلال النأي بالنفس في الصراع العربي العربي والسوري العربي والدولي بحيث تبدو تغطية النظام السوري قسرية على جميع اللبنانيين . ولذلك فان الجديد الذي ادخلته قوى 14 اذار على المشهد السياسي لهذه الجهة بغض النظر عن تحبيذ البعض ذلك او تحفظه عنه هو احداثها التوازن في المشهد السياسي من حيث عدم سريان هذا الواقع على جميع اللبنانيين بعدما كانت رجحته قوى 8 اذار ومعها النظام السوري لمصلحتها لدى تأليف الحكومة الحالية من خلال هذه المعطيات في حين ان الانقسام اللبناني القائم حول الوضع السوري يحتم اكثر فاكثر على الحكومة اللبنانية ان تأخذ في الاعتبار هذا الانقسام. والمجاهرة بهذا الموقف المعنوي اخذ ابعادا نتيجة الوضوح الذي اتسم به والصراحة غير المعهودة في هذا الاطار فضلا عن الخطاب القوي وليست ناتجة لا عن تهور ولا عن حسابات خاطئة في هذا الاطار وفق ما يقول معنيون ولا عن السعي الى التلاقي مع المحور الغربي والعربي المناهض للنظام على رغم توافر هذا العنصر كامر لا يمكن تجاهله. والمسألة ليست مسألة استدراج الازمة السورية الى لبنان ما دامت قوى 8 اذار كانت سباقة في اعلان تحالفها ودعمها للنظام منذ الاشهر الاولى لانطلاق الثورة في سوريا وعلى عكس ما بادرت اليه من دعم الثورات في الدول العربية الاخرى.  لكن الحياد غير ممكن من باب التعاطف الانساني مع امور سبق ان عايشها اللبنانيون انفسهم وهي لا تزال حية في ذاكرتهم ولا الحياد ممكن ايضا حتى من باب التوظيف السياسي واستهجان ما يقوم به النظام. يساعد في ارساء هذا التوازن في المشهد السياسي التخبط الذي تواجهه الحكومة بين افرقائها والتي تعكس من حيث شاء القيمون عليها ام لم يشأوا تراجع قدرة المرجعية الاقليمية وهيبتها عن ضبط التوزانات بين الحلفاء واهتزاز الروابط ما بين هؤلاء الافرقاء  بحيث تعكس هذه الخلافات طغيان الحسابات والمصالح الشخصية المباشرة .

 

هل استعجلت 14 آذار تأييد المعارضة السورية؟انقسام اللبنانيين يدخلهم لعبة الصراعات

اميل خوري/النهار

بعدما أعلنت قوى 14 آذار في "البيال" وقوفها مع المعارضة السورية وتحديداً مع "المجلس الوطني"، في مقابل وقوف قوى 8 آذار مع النظام وضد المعارضة السورية، فإن هذا الأمر يعزز الانقسام بين اللبنانيين وهو ما كان قد حصل أكثر من مرة في تاريخ لبنان السياسي. والسؤال الذي يثير القلق هو: هل من انعكاسات محتملة على الداخل اللبناني في حال انتصر رهان قوى 14 آذار على قوى 8 آذار أو انتصر رهان قوى 8 آذار على قوى 14 آذار، وهل يبقى مكان للصلح والمصالحة والوفاق بعد انتصار رهان على آخر؟ ثمة من يرى أن على اللبنانيين جميعاً وعلى اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم أن يحيدوا أنفسهم عما يجري في سوريا فلا يناصرون فريقاً ضد فريق، بل ان ينتظروا لكي يتعاملوا مع النتائج تعامل اللبناني  المحايد الذي ليس له مصلحة في ان يتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وان يترك للسوريين أنفسهم معالجة أمورهم بأنفسهم إذ يخشى إذا ما انتصر النظام على الثائرين عليه أن ينكل بخصومه ليس في سوريا فحسب بل في لبنان وفي دول عربية وقفت مع الثوار ضد النظام وان يحصل خلاف ذلك إذا ما انتصر الثوار السوريون على النظام.

الواقع انها ليست المرة الأولى التي يدفع فيها اللبنانيون ثمن انقساماتهم وانحيازهم الى هذا المحور أو ذاك خصوصاً عندما يخرج عن كونه صراعاً داخل سوريا إنما صراع عربي وإقليمي ودولي على سوريا، بحيث يدفع من يخسر الرهان الثمن فتتجدد الصدامات المسلحة بدءاً بطرابلس ثم إلى مناطق أخرى ولا يعود في إمكان الدولة، وهي على ما هي من ضعف، السيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة. والجميع يذكر ماذا كانت نتائج انقسام اللبنانيين بين مؤيدين للتيار الناصري ومناوئين له فوقعت حوادث 1958 التي لم تتوقف إلا بعد تسوية أميركية – مصرية تمت بعد دخول الاسطول السادس الاميركي الشواطئ اللبنانية، ليس بسبب تلك الحوادث فقط، بل بسبب انهيار "حلف بغداد"، وكان لا بد من سد الفراغ الذي أحدثه ذلك. وقضت التسوية كما هو معلوم بانتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة رباعية تمثل القوى السياسية الاساسية حينذاك، وقد وصفت بحكومة "اللاغالب واللامغلوب". وعندما انقسم اللبنانيون بين مؤيد لوجود السلاح الفلسطيني في لبنان ومناهض له كانت الحرب اللبنانية – الفلسطينية ثم اللبنانية – اللبنانية ولم تتوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق الطائف، وتكليف "قوات ردع عربية" وقف الاقتتال والتي تحولت في ما بعد قوات سورية صافية أخرجت المسلحين الفلسطينيين من لبنان إلى تونس وفرضت سوريا وصايتها على لبنان مدة 30 عاماً. وقد دفع لبنان ثمن ذلك من سيادته واستقلاله وحريته. واذا كانت احداث 1958 انتهت بتسوية اميركية – مصرية اتت باللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، وحرب 1975 انتهت بتسوية أميركية – سورية بموافقة عربية وبلا ممانعة اسرائيلية، فهل من تسوية للأحداث الدامية في سوريا ومع من، وتكون قادرة على إرضاء النظام والثائرين عليه في آن واحد؟ واذا لم تتم التسوية فما الذي يحدث ليس في لبنان فقط بل في المنطقة عندما تتحول الحرب الداخلية في سوريا حرباً اقليمية ويكون لبنان إحدى ساحاتها؟

ثمة من يعتقد انه اذا كان لا بد من تسوية لاخراج سوريا من أزمتها الخطيرة فإنها تكون أميركية – روسية في الدرجة الاولى ويتوقف وضع اسسها على تطور المعارك العسكرية السياسية بين النظام وخصومه. لذا تراقب روسيا باهتمام نتائج هذه المعارك كي تبني على الشيء مقتضاه. وفي المعلومات ان روسيا تحاول ان يكون الانتصار العسكري للرئيس الاسد على ان يكون الانتصار السياسي للشعب السوري بحيث يتنحى الرئيس الاسد عن منصب الرئاسة من موقع المنتصر وليس من موقع المهزوم. والسؤال الذي يبقى مطروحاً هو: هل استعجلت قوى 14 آذار في اعلان موقفها مما يجري في سوريا وانه كان عليها التريث وانتظار النتائج عملا بسياسة الحياد وعدم زج لبنان في صراعات المحاور، إلا اذا اعتبرت قوى 14 آذار ان لا فضل لها إذا اتخذت موقفاً بعد ظهور النتائج...

 

مهاجمة إيران تحتاج إجماعاً إسرائيلياً

رندى حيدر/النهار

 يكشف اتهام إسرائيل إيران بالمسؤولية عن عمليات التفجير التي استهدفت عدداً من ديبلوماسييها في العالم، حجم الاحتدام الذي بلغته المواجهة الإسرائيلية لمشكلة البرنامج النووي الإيراني. كما يثير هذا الاتهام الإسرائيلي المباشر المخاوف من انزلاق السجال الكلامي بين البلدين إلى ما هو أخطر من ذلك. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت تقارير كثيرة غربية تحدثت عن تخطيط إسرائيل لعملية عسكرية ضد المنشآت النووية في إيران في الربيع المقبل، وعن تبدل الموقف الأميركي الرافض لخطوة كهذه. فحتى نهاية العام الماضي كان واضحاً الرفض الأميركي القاطع لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران، وقد جاء ذلك على لسان أكثر من مسؤول عسكري وسياسي أميركي. ولكن منذ مطلع 2012 لوحظت بداية تبدل في هذا الموقف، تجلى خصوصا في الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة لإسرائيل في نهاية الشهر الماضي والتي قيل إن جزءاً أساسياً منها خصص لمناقشة مشكلة البرنامج النووي الإيراني. بعد الزيارة خرجت تقارير إسرائيلية تقول إن المسؤولين الأميركيين باتوا أكثر اقتناعاً بأن إيران قادرة حالياً على انتاج السلاح النووي، وأن الأمر مرتبط بقرار القيادة السياسية في طهران. وترافق هذا كله مع تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي شدد فيها على ضرورة معالجة المشكلة الإيرانية قبل ما سماه"فوات الأوان". ثمة اجماع داخل الطاقم السياسي للحكومة الإسرائيلية الحالية على ضرورة توجيه ضربة عسكرية الى المنشآت النووية قبل انتهاء أعمال تحصينها بدفنها تحت الأرض مما يجعل من الصعب مهاجمتها، أو قبل اقدام إيران على اجراء تجربة نووية أولى تجعل من خلالها انضمامها الى نادي الدول النووية حقيقة واقعة.

ولكن، لا وجود لمثل هذا الاجماع داخل القيادة العسكرية. فرئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس لا يرى ضرورة لهجوم عسكري على إيران قبل استنفاد الضغوط الاقتصادية. وهذا هو موقف رئيس الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي الذي حذر من ضربة عسكرية قد تؤدي الى تعرض إسرائيل لخطر هجوم صاروخي ساحق على مدنها وبلداتها. الا ان تعيين اللواء أمير إيشل المؤيد للضربة العسكرية لإيران قائداً لسلاح الجو الإسرائيلي الجديد عزز فرضية الهجوم على إيران. ويبقى السؤال الأساسي مطروحاً: هل من الممكن أن يحصل اجماع داخل إسرائيل على توجيه ضربة الى إيران قريباً؟ الجواب رهن بأكثر من عامل بدءاً من الموقف الأميركي ونتائج العقوبات الاقتصادية الجديدة على إيران، الى مصير نظام بشار الأسد في سوريا، وانتهاء باستكمال إسرائيل استعداداتها لمواجهة نتائج عمل عسكري قد يشعل المنطقة بأسرها.

 

سفير الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت الدكتور غضنفر ركن آبادي لـ«الجمهورية»: إذا هوجمنا سيكون ردّنا أقسى وأوجع

طارق ترشيشي/الجمهورية

أكّد سفير الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت الدكتور غضنفر ركن آبادي أنّ بلاده تأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجدّ، وهي «في أتمّ الجهوزية للردّ فوراً وبقسوة موجعة، ولكنّنا لا نريد أن نكون البادئين بالحرب». واستبعد أن تغيّر موسكو موقفها المؤيّد لدمشق، مُعتبراً «أنّ التدخّل العسكري في سوريا مستبعَد، ونستطيع أن نقول مستحيلاً»، مشيراً إلى أنّ طهران وأنقرة «متّفقتان على ضرورة الاستقرار في سوريا وأهمّيته»، ومؤكّداً أنّ «الاتّصالات مستمرّة» بين إيران والمملكة العربية السعودية بغية «تعزيز مجالات التعاون بين البلدين وإحباط مخطّطات التفرقة والفتن».

ردّاً على سؤال عمّا حقّقته الثورة الإسلامية في إيران بعد مرور 33 عاماً على انتصارها، قال آبادي: "نحن اليوم نحتفل بالذكرى 33 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وفي هذه المناسبة نقول إننا التزمنا كلّ المبادئ الواردة في الدستور الايراني وعلى رأسها الوقوف الى جانب القضايا المُحقّة والعادلة في العالم والقيم الانسانية، وذلك في موازاة التقدّم الكبير في مجال الصناعات المدنية والعسكرية والتكنولوجيا والملف النووي. وإنّ أهمّية هذا التقدم الايراني أنّه يأتي مترافقا مع القيَم الإلهية. نحن في ايران الى جانب كلّ هذا التقدم، ايماننا بالقيم الانسانية يساعدنا، فلا نخاف من أيّ تهديد من أحد لأنّنا ملتزمون القيَم الإلهية. فبعد 33 عاما نفتخر ونعتزّ بأن تكون الجمهورية الاسلامية باتت نموذجا ناجحا لكلّ الانظمة في العالم.

نحن نعرف لماذا اخترنا اسم "الجمهورية" لدولتنا، فهذا الاسم يعني انّ كلّ شيء داخل البلاد يتمّ عبر صناديق الاقتراع، وللشعب دور في اتّخاذ أيّ قرار أساسيّ، ولذلك نحن في الذكرى 33 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران أجرَينا 32 مرّة انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية، إضافة الى استفتاء على الدستور وعلى تعديل الدستور، حتى إنّ القائد في ايران والولي الفقيه يختاره مجلس الخبراء الذي هو ايضا يختاره الشعب مباشرة، و"الإسلامية" تعني الرجوع إلى الإسلام والقرآن في كلّ ما يتعلق بالقانون. ونعتبر أنّنا خطونا خطوات جبّارة للوصول الى الهدف الاساسي وهو إسعاد الناس على هذه الارض".

المستهدف هو المقاومة

وردّاً على سؤال هل إنّ الحرب ضدّ سوريا اليوم هي حرب كانت مقرّرة أصلاً ضدّ الجمهورية الإسلاميّة، وإنّ ما تتعرّض له سوريا هو محاولة لإضعاف إيران؟ أجاب آبادي: "إنّ الحرب تستهدف المقاومة ضدّ الاحتلال الاسرائيلي، وهذا الامر أوضح من الشمس ولا يحتاج الى تحليل، المطلوب هو الاعتراف بأمن اسرائيل ومصالح الكيان الصهيوني، وعندها تُحَلّ كلّ المشاكل. قالوا لنا "أُسكتوا" في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ونعطيكم كلّ ما تريدون ونفتح لكم كلّ الابواب المغلقة في وجوهكم. نحن قلنا لا يمكن ان نسكت تجاه معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني وأيّ شعب يواجه الاحتلال والظلم لأنّنا اصحاب مبادئ. ومنذ اليوم الأوّل نواجه كلّ الصعوبات ولكنّنا لم نتنازل عن مبادئنا. والقضيّة الفلسطينية اليوم لم تعد قضية عربية أو إنسانية أو إسلامية بحت، بل قضية عالمية، وعلى هذا الاساس فإنّ المستهدف هو المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وكلّ مَن يخدم المقاومة مثل سوريا هو مستهدف، وهذا لا لبس فيه".

صحوة عالميّة

وقيل لآبادي: بعد الفيتو الروسي ـ الصيني الثاني في مجلس الأمن الدولي، هناك مَن يقول إنّ النظام العالمي تغيّر، وإنّه لم تعد هناك أحادية قطبية تحكم العالم، وإنّ هذا العالم عاد الى الحرب الباردة؟ فأجاب: "منذ انتصار الثورة الإسلامية، قلنا إنّ مرحلة الظلم التي يستخدمها الاستكبار العالمي قد انتهت، وإنّ الأحادية في اتّخاذ القرارات في العالم انتهت. وقلنا إنّ جذور كلّ المشكلات تعود الى مجلس الامن الدولي. ولذلك نبذل كلّ جهودنا لتغيير نظام الادارة العالمي، وبدأنا وركّزنا على مبدأ العدالة، فالعدل هو جعل كلّ شيء في مكانه المناسب، والظلم هو ان تجعل شيئا في غير مكانه. وعلى هذا الاساس ركّزنا على حكم الاسلام والمبادئ، ونحن نوفّر كلّ الخدمات للشعب الايراني ونعمل لتحقيق العدالة في العالم. لا يمكن في القرن 21 أن تتحكّم بالناس مثلما كنت تفعل أيّام الحرب العالمية الاولى والثانية. الشعوب اصبحت واعية، ما يعني انّ هناك صحوة عالميّة عموماً وصحوة إسلامية خصوصاً، وعلى كلّ الانظمة أن تأخذ ذلك في الاعتبار. أمّا في ما يتعلق بالنظام السوري فالغالبية الشعبيّة معه، ولا يمكن أحداً أو بلداً الإملاءُ على الآخرين ما يجب عليهم فعله".

وعمّا يقوله البعض من أنّ الموقف الروسي المؤيّد لسوريا قد يتغير انطلاقاً من مصلحة روسيّة معيّنة، قال آبادي: "أعتقد أنّ من يدقق في الأحداث ويحلّل القضايا على أساس الحقائق الميدانية، يكون عاقلاً ولا يمكن لرأيه أن يتغيّر. وإذا تغيّرت الحقائق يمكن لرأي العاقل أن يتغيّر. وأنا لا أعتقد أنّ هناك تغييراً في المواقف الروسية المُتّخذة".

جاهزون للردّ

وسُئل آبادي عن التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران في الربيع المقبل، والذي تحدّثت عنه تسريبات أميركية، وهل إنّ منطقة الخليج مقبلة على ربيع ساخن؟ فأجاب: "منذ سنوات عدة ونحن نسمع أشياء مماثلة. هذه الامور نأخذها على محمل الجدّ، ونحن في أتمّ الجهوزية للردّ فوراً وبقسوة موجعة. ولكنّنا لا نريد أن نكون أوّل مَن يبدأ بالحرب. نحن نشدّد على الوحدة في المنطقة وعلى ضرورة التكاتف، والحقائق الموجودة على الارض لا تثبت انّ الارضية ممهّدة لأجل حرب. ومعلوماتنا تقول إنّ العاقل لن يقدم على اعتداء في هذه المرحلة لأنّ النتيجة معلومة مسبقاً. أمّا إذا اتُّخذ القرار في إطار اللاعقلانية فهذا شيء آخر وردّنا سيكون واضحا".

وسئل آبادي أيضا: هناك تحضير لتحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على غرار ما حصل في يوغوسلافيا السابقة والعراق من خارج مجلس الأمن، فما موقفكم؟ أجاب: "بعد فشل إقرار شيء مماثل في مجلس الامن، فإنّ أيّ محاولة للّجوء الى اسلوب آخر يحتاج دراسة مُعمّقة. وعندما يكون كلّ الشعب مع نظامه فعلى المعتدين تبرير هجومهم للرأي العام، ولكن في النهاية لا يصحّ إلّا الصحيح. والجميع رأوا كيف استُقبل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عندما زار سوريا أخيراً، فمن أين جاءت تلك الأعداد الكبيرة لاستقباله، ويضاف الى ذلك كلّ المظاهر التي تخرج في الشوارع تأييدا للنظام. وعلى كلٍّ مَن يفكّر في توجيه ضربة للمقاومة، عليه التفكير أكثر لأنّ الموضوع معقّد جدّاً وليس بهذه السهولة لأنّ سوريا ركن اساسيّ في منظومة المقاومة".

إيران وتركيا

وعن العلاقات الإيرانية ـ التركيّة والمفاوضات بين الجانبين حول موضوع الدرع الصاروخيّة، وكيف توفّق طهران بين علاقتها مع أنقرة التي تتّخذ موقفاً معارضاً للنظام السوري، وبين تحالفها مع دمشق قال آبادي: "علاقتنا مع تركيا جيّدة والزيارات مستمرّة بين البلدين، وأجواء المحادثات إيجابيّة. والمهمّ أنّ طهران وأنقرة متّفقتان على ضرورة وأهمّية الاستقرار في سوريا. ومن هذا المنطلق المحادثات مع الإخوة الأتراك مستمرّة، ونحن ندعو الجميع الى الأخذ في الاعتبار ما يجري حقيقة في سوريا حتى يتمكّنوا من اتّخاذ القرار المناسب، وقد خطونا حتى الآن خطوات مؤثّرة وجيّدة في هذا الاتجاه، واستبعد استخدام الاراضي التركية منطلقاً لعلميّات ضدّ سوريا، وإنّ التدخّل العسكري في سوريا مستبعَد ونستطيع أن نقول مستحيلاً".

مخاوف دول الخليج

وعن مخاوف دول الخليج من تنامي قوّة إيران على الرغم من إعلانها دوماً أنّها ترغب في إقامة افضل العلاقات مع جوارها العربي، ولماذا لم تتمكّن إيران بعد من تذليل هذه المخاوف حتى الآن؟ قال آبادي: "نحن افتتحنا أخيراً في طهران المؤتمر 25 للوحدة الاسلاميّة بمشاركة دول الخليج الفارسي، ونحن مع التكاتف والتضامن، ورسوّ أسطول البحرية الايرانية في ميناء مدينة جدّة في السعودية في إطار زيارة صداقة خير دليل على انّ ايران تبذل جهودها لأجل إزالة هذا التخويف والكذب الذي يروّجه الاسرائيليّون والاميركيّون ومَن يحرص على الأمن الاسرائيلي، ونتمنّى ان تثمر جهودنا في هذا الاتّجاه، فهل اعتدت ايران ولو مرّة واحدة على أحد؟ نحن نريد إقامة العدالة وندعم أيّ قضيّة عادلة، ونحن سنساعد مَن يحارب إسرائيل".

الحوار مستمرّ مع الرياض

وسئل آبادي: بعد اللقاء الأخير في الرياض بين وليّ العهد السعودي الأمير نايف بين عبد العزيز ووزير الأمن الإيراني الشيخ حيدر مصلحي، هل حصلت لقاءات جديدة بين الجانبين؟ أجاب: "كلّ هذه مؤشّرات على تحسين العلاقات وتعزيز مجالات التعاون بين البلدين وإحباط مخطّطات التفرقة والفتن، والحوار مستمرّ والاتّصالات مستمرّة".

وعن العقوبات النفطية المفروضة على إيران، وكيف ستواجهها، وهل إنّ التهديد بإغلاق هرمز يمكن ان يكون أحد وسائل المواجهة؟ قال آبادي: "كلّ شيء مدبّر لمواجهة العقوبات، وخير دليل على ذلك أنّ الجميع يسافر الى إيران، فهل يشهد أيّ شارع أو مدينة ما أو سوق ما تأثيرات لهذه العقوبات؟ نحن جاهزون لمواجهة أيّ حصار، وكنّا نتوقّع ان يذهبوا في النهاية الى الضغط على إيران، وكلّ هذا كان مدبّراً مسبقاً. ولكنْ هناك شيء اسمه الحقّ والعدالة، ونحن حريصون جدّاً على السلام والهدوء والاستقرار واستتباب الأمن، خصوصا في هذا المضيق، ونحن من أوّل البلدان الحريصة على الحفاظ على أمن هذه المنطقة، وحريصون أيضا على أن لا نكون البادئين بأيّ حرب أو أيّ اشتباك، وهذا مُعلن بصوت عالٍ حتى لا يقال إنّ أصوات إيران دوما تقرع طبول الحرب، على العكس نحن نركّز على هذا المبدأ، ولكن إذا هوجمنا عسكريّا أو اقتصاديّا أو بأيّ شكل آخر... لا يمكن إلّا أن نردّ، فالإسلام ليس الدين الذي يقول إذا ضربوك على خدّك الأيمن فدُر لهم الأيسر، وعلى أساس هذه المبادئ نقول يجب أن يكون مضيق هرمز آمناً للجميع. ونعتقد أنّ هذا منطق مبدئيّ لا يمكن التعامل به بالاستثناء أو بالانتقائيّة عمَّن يستفيد منه. إن شاء الله نحن حريصون على الأمن والاستقرار وأن لا يصل الوضع الى التدهور، ولكن هذه القوّة موجودة. أمّا بالنسبة الى التهديدات الاسرائيلية، فلدينا قوّة أقسى للردّ وأوجع، ولكن نأمل في أن لا تصل الأمور إلى هذه المرحلة وأن تظلّ في سياق الحكمة والدراية والعقلانيّة".

 

 نائب رئيس "تيار المسقبل" انطوان اندراوس: عون سيسقط مع سقوط بشّار الاسد... و"حزب الله" أعد خطّة "ب" لما بعد البعث...  

::سلمان العنداري:: اعتبر نائب رئيس "تيار المسقبل" انطوان اندراوس ان "حركة 14 آذار اثبتت انها في صلب الربيع العربي، وأنها شكّلت بحراكها الشعبي والسياسي الذي قامت به عام 2005, المبادرة الاولى في مواجهة الإستبداد والظلم والقمع". اندراوس وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني شاء التذكير بأن "ما يقوم به النظام السوري اليوم في القرى المدن السورية بوجه شعبه من قتل وسفك للدماء، يعيدنا الى فصول الحرب الاهلية اللبنانية وما حصل في زحلة والاشرفية والدامور، وكيف كان النظام السوري يقصف المدن ويتفرّج على المحرقة بين ابناء الوطن الواحد".

واضاف: "ما يحصل في سوريا يذكرنا ايضاً بما قام به العماد ميشال عون وبأعماله الدونكيشوتية عندما قصف مواقع لبنانية، واصاب الدولة في غيبوبة قبل ان يرحل الى فرنسا".

وانتقد اندراوس بشدة اداء العماد ميشال عون في السياسة، معتبراً انه "الوحيد الذي لم يعتذر عن الافعال التي اقترفها وقام بها ابان الحرب الاهلية اللبنانية، بالرغم من ان كل من النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع اعترفا بالأخطاء وفتحا صفحة جديدة مع المجتمع اللبناني". ورأى ان "عون يصطف اليوم مع اكبر ظلم في القرن الحادي والعشرين، الا وهو بشار الاسد الذي سبق والده بأشواط بكمية القتل والقمع والاستبداد، وبالشراسة اللامتناهية في الاجرام، مع الاشارة الى ان والده كان يمتلك من الذكاء ما يتيح له المناورة وكسب الوقت".

واذ رأى ان "ميشال عون سيسقط مع سقوط بشار الاسد ونظامه، على اعتباره الحليف المدلل في لبنان"، اشار اندراوس الى ان "حزب الله يدرك جيداً قواعد اللعبة، ويقرأ بعمق الاحداث والتطورات، ولذلك فإنني اعتقد ان بحوزته خطة "ب" سينفذها ويقوم بها في حال سقوط النظام في دمشق، وبالتالي فهو اذكى من العماد عون بكثير، لأنه يعي تماما انه ما من سبيل الا العيش في لبنان مع كل الافرقاء والطوائف والمذاهب، لا على قاعدة الإلغاء". وعن كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّاً على خطاب البيال، قال: "لا شك ان كل ما يقوله السيد نصرالله لم يعد مفاجئاً، او صادماً بأي شكل من الاشكال، فالكلمات هي نفسها ولن تتغير، مع الإشارة الى ان ما يقوله الحزب في العلن هو عكس ما يضمره في الخفاء، والقطب المخفية تملأ خطاب هذا الفريق المرتبك".

واشار الى ان "ما يجري في كواليس قيادة حزب الله مغاير لما يراه الناس على الشاشات، وما يقرأه المواطن على صفحات الجرائد، وبالتالي فإن "حزب الله" يعي تماما ما يحصل في سوريا، على اعتباره حزباً امنياً ومخابراتياً بالدرجة الاولى، وبالتالي يتعين عليه ان يحسم امره وان يتخذ قراره في هذا الاطار قبل فوات الأوان".

واشار الى ان "الحزب يعرف تماماً ان النظام السوري الحالي آيل الى السقوط المحتّم الا ان الامور تتعلق بعامل الوقت، وبقدرة الشعب السوري على الاطاحة بهذا النظام، مع التأكيد بأن مسار الاحداث لا يرتبط بأي جهة خارجية، انما يتعلق بالشعب الذي يواجه القتل والدبابات والقصف المستمر". وعن الاصلاحات التي وعد بها الرئيس السوري بشار الاسد، ومنها إلغاء المادة 8 من الدستور، اعتبر اندراوس ان " النظام السوري يقوم بعمليات تجميلية وقد تعوّدنا على هذه السياسة التي لن تنجح بعد الآن في اخفاء الفظائع اليومية التي تركتب على اكثر من صعيد".

واضاف: "الاسد يضحك على شعبه وعلى الناس،وعلى الرأي العام العربي والعالمي، الا ان الامور باتت مكشوفة، والفلكلور المتمثّل بالدستور عبارة عن كذبة كبيرة ومهزلة فاضحة لن تمر".

وتابع: "إن سياسة الرئيس السوري مزدوجة وكاذبة، وتلويحه بشعار الاصلاح اتى بعد ممارسته للقتل والقمع على مدى اشهر، وبالتالي فهو غير قادر على القيام بأي خطوة اصلاحية بموازاة حمام الدم المستمر، بالاضافة الى اي اصلاح حقيقي يعني نهاية النظام السوري وانتحاره".

*موقع 14 آذار

 

انهيار الغرب والفوضى العالمية

أمير طاهري/الشرق الأوسط

ما مدى تأثير انهيار الغرب على النظام العالمي؟.. هذا هو السؤال الذي يشغل دوائر المفكرين حول العالم. مؤخرا، صرح محلل صيني لهيئة الإذاعة البريطانية بأن أوروبا قد باتت «متحفا للسياح القادمين من الدول الناشئة»، ومن جهة أخرى أصبح التكهن بأن تتولى الهند دورا رياديا عالميا من المواضيع الأكثر تشويقا على طاولات النقاشات. وفي طهران تنشر وكالات الأنباء الرسمية تقارير عن «النهاية الوشيكة للشيطان الأكبر» بصورة يومية تقريبا، ويضيف الرئيس أحمدي نجاد إلى خطاباته بعض الإثارة من خلال التلويح بيده بأن أميركا قد انتهت.

وفي الوقت الذي أفرز الحديث عن الغرب الذي ينهار في أوروبا والولايات المتحدة صناعة كاملة تسمى بـ«الانهيار»، تقوم قنوات التلفزيون بأوروبا والولايات المتحدة بإذاعة برامج حوارية مع نجوم تلك الثقافة الجديدة الذين يطلق عليهم «الانهياريون» والذين يوصون الغرب بالانسحاب، بينما يشير آخرون على الغرب بالبحث عن دور هامشي في المستقبل، وتحتل مجلدات تحمل عناوين مثل «عالم ما بعد أميركا»، و«نهاية الغرب» الأرفف في المكتبات بالعواصم الغربية. بيد أنه عندما يتعلق الأمر ببناء نظام لا يملك «الانهياريون» سوى القليل من الأفكار الجديدة الأصيلة. يتحدث «الانهياريون» عن عالم جديد متعدد الأقطاب تصبح فيه الهند والبرازيل عضوين دائمين في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، ولكن قبل فحص الحلول التي يقدمها هؤلاء، دعونا نلقِ نظرة على مقدمة نظرياتهم:

إن مفهوم الانهيار هو اختراع غربي ذو تاريخ طويل شهد نشأته المؤرخ ثوسيديديس أثناء الحرب البلوبونيزية، بينما اعتقد المؤرخ الروماني تاكيتوس أن الغرب قد وصل إلى القمة في عهد الإمبراطور أغسطس ثم لاحظ الفيلسوف الألماني شوبنهاور في القرن التاسع عشر بداية انهيار الغرب، ورغم ذلك كانت التعليلات التي يرددها «الانهياريون» القدامى أقل فكاهة من تلك التي يرددها الحاليون (أصر انهياري أميركي من أصل هندي على أن السبب في ازدياد هيمنة الهند وانهيار الولايات المتحدة هو وجود عدد أكبر من الهواتف الجوالة في الهند).

هل الغرب فعلا في حالة انهيار؟.. ويبقى السؤال.

لو تم تعريف كلمة الغرب كأسلوب حياة من حيث الحضارة التي تقوم على الرأسمالية والديمقراطية وحكم القانون، فإن مصطلح الغرب سوف ينطبق على دول عديدة خارج أوروبا وأميركا الشمالية، خصوصا دولا مثل اليابان والهند والبرازيل. ومن هذا المنطلق تعتبر دول مثل روسيا والصين قد بدأت رحلة طويلة نحو انتهاج النمط الغربي. وكأسلوب حياة لا يوجد للغرب منافسون الآن خارج كوريا الشمالية، فبورما الدولة المنغلقة الأخرى، تحاول أن تتبنى النهج الغربي في الوقت الذي نجد فيه إيران تجمع بين مجتمع يعيش على النمط الغربي إلى جانب نظام سياسي شبيه بالنظام السوفياتي مستخدمين مصطلحات دينية.

ومن ثم فإن الغرب بعيد تماما عن مرحلة الانهيار، لأنه يعيش في الوقت الراهن ذروة تاريخية لشعبيته. ولذلك يعتبر الطغاة والحكام المستبدون على اختلاف أشكالهم الغرب عدوا ويتمنون سقوطه وانهياره.

من ناحية أخرى، يمكن الطعن في صحة نظرية «الانهياريين» لو نظرنا إلى الغرب جغرافيا قاصدين بذلك الاتحاد الأوروبي وأميركا الشمالية، حيث تمثل المنطقتان 10 في المائة من سكان العالم و60 في المائة من الاقتصاد العالمي، ويوجد بهما 90 في المائة من براءات الاختراع الجديدة و80 في المائة من الابتكارات العلمية والتكنولوجية. وعلى الرغم من الازدهار الثقافي في الكثير من المناطق في العالم، فإن الأدب الغربي والفنون لا تعطي أي دلائل على الانهيار.

وعلى الرغم من الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم هذه الأيام ما زال الغرب قادرا على تحقيق معدل نمو ضئيل، وللدقة تعاني العديد من دول الغرب من ديون ضخمة تقترب في بعض الأوقات من 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأحد الأسباب في ذلك ربما يرجع إلى رغبة الأفراد في إقراض هذا «الغرب»، على العكس تفشل إيران في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية على الرغم مما تقدمه من فوائد متضاعفة.

من ناحية الديموغرافيا، فالغرب القديم لا يعاني انهيارا، فهو لا يعاني من معدل نسبة المواليد الضخم الذي تعاني منه «الدول النامية» والذي يضطرها في بعض الأحيان إلى سن قوانين للحد من الانفجار السكاني، مثل سياسة الطفل الواحد في الصين والعقم الإجباري في الهند. وعلى عكس روسيا، لا يواجه الغرب تهديدا بالانخفاض في عدد السكان.

قياسا على ذلك في النواحي الأخرى نجد الغرب يظهر في أفضل حال، فهو مكان خال تقريبا من سجناء الرأي، كما يحقق الغرب عامة تقدما يفوق المتوسط العالمي في العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. وعلى الرغم من أن وضع النساء في الغرب لا يعد مثاليا تظل حقيقة أنه ليس هناك فصل عنصري بين الجنسين.

ماذا عن الحلول التي يوفرها «الانهياريون» لمشكلة غير موجودة؟

يبدو الحديث عن تعدد الأقطاب أكثر منطقية في السياسة عنه في الهندسة، فمع تعريف الأقطاب تجد أنه من المستحيل أن تجد أكثر من قطبين متقابلين. فمن الممكن أن يقوم نظام عالمي يتمحور حول مركز واحد للقوة، كما حدث في مؤتمر فيينا وفي مؤتمر برلين في وقت لاحق، ففي الحالتين طالبت قوى أوروبية بالسيطرة على العالم ومحاولة تقسيمه في ما بينهم وأصبح تخيل أن تتصارع قوى نامية تلجأ للحروب من أجل تحقيق طموحات محلية أو عالمية ممكنا، هكذا كان الحال بين العالمين عندما كانت الولايات المتحدة تتبع سياسة عدم الانحياز، وكانت روسيا سوفياتية، وألمانيا نازية، وإيطاليا فاشية، واليابان عسكرية، بينما تحارب بريطانيا وفرنسا الإمبرياليتان من أجل حماية أو زيادة مناطق نفوذهما.

انقسم العالم إبان الحرب الباردة إلى كتلتين متنافستين بقيادة الولايات المتحدة وروسيا، وما نفتقده الآن هو غياب قيادة عالمية وليس انهيار الغرب.

تحاول الولايات المتحدة أن تلعب دورا هامشيا برئاسة باراك أوباما ويعزز ذلك جزئيا خلط مؤيدي أوباما بين الدور القيادي للولايات المتحدة ومفهوم الإمبريالية. ويرجع ذلك أيضا إلى أن الأميركيين قد سئموا من حروب خاضوها في أماكن متفرقة من العالم خلال عقد كامل تحت اسم الدور القيادي لأميركا، فحتى أقوى الفرق الرياضية بحاجة إلى استراحة ما بين الشوطين.. السؤال هو: كم من الوقت سوف تستغرق الاستراحة؟ قد تعني استراحة طويلة أن العالم سيتجه إلى فوضى تنتج عنها حرب إلى أن ينشأ ميزان قوة عالمي جديد.

 

بري التقي عون في عين التينة

 وطنية - 17/2/2012 - استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، بعد ظهر اليوم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في عين التنيه، ودار الحديث حول الاوضاع الراهنة.

 

مهرجان ل"المستقبل" في ذكرى استشهاد الحريري وتحرير صيدا

السنيورة:الحكومة مطالبة باعتقال المجرمين وتسليمهم الى المحاكمة ولا نتدخل في شؤون سوريا ولا نتردد في تضامننا مع شعبها في مطالبه المحقة

الحوت: تعالوا الى كلمة سواء لبناء الدولة الحاضنة لجميع ابنائها

بهية الحريري: لن نسمح بالعبث بانجازات عظيمة حققها اللبنانيون

وطنية - 17/2/2012 شدد الرئيس فؤاد السنيورة على ان "الحكومة الحالية مطالبة باعتقال المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتسليمهم إلى المحاكمة العادلة، لكي تثبت أن لها صلة بفكرة قيام الدولة والحفاظ على هيبتها وسمعة مؤسساتها، لا أن تكون هي بأدائها أساس الغطاء الذي يتم عبره العمل على تحطيم فكرة الدولة وإضعاف حضورها عبر التستر على المتهمين والقوى التي تقوم بحمايتهم". واعتبر أنه "لا يجوز بعد الآن الاستمرار في هذه الازدواجية الغريبة العجيبة التي تجمع بين المشاركة في الحكومة وبين تعطيل العمل بالقانون والنظام وتحقيق العدالة، وآملا مع الانطلاقة القريبة للمحاكمات الغيابية في المحكمة الدولية في شهر حزيران المقبل في أن نصل إلى الحقيقة في هذه الجريمة. لأن لا قيامة للبنان الحرية والعدالة من دون أن يتوقف سيف الحق بالقتل ويتوقف حال الحق في الفرار من وجه العدالة". أقامت منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب مهرجانا سياسيا، لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتحرير المدينة من الاحتلال الاسرائيلي والذكرى السابعة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بعنوان "رفيق الحريري من التحرير الى الشهادة"، في قاعة ثانوية رفيق الحريري في صيدا، في حضور الرئيس السنيورة، النائبين بهية الحريري وعماد الحوت، السفير عبد المولى الصلح، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، المونسنيور الياس الاسمر ممثلا راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ديب الطبيلي الرائد عمران شبو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، آمر فصيلة درك صيدا الرائد سامي عثمان، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الحاج محيي الدين القطب، ورؤساء عدد من الدوائر الرسمية، عضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" المهندس يوسف النقيب، منسق "التيار" في جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد كجك، المسؤول السياسي ل"الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود والمسؤول التنظيمي حسن ابو زيد، عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح اليوسف، ممثل حركة "حماس" وسام الحسن وممثلون لعدد من الفصائل والقوى الفلسطينية في منطقة صيدا ولأحزاب وقوى لبنانية، وهيئات روحية وفكرية وثقافية واقتصادية ونقابية وتربوية واجتماعية وشبابية وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ومن اعضاء مجلس بلدية صيدا ومن مخاتيرالمدينة واعضاء منسقية تيار المستقبل في الجنوب والمسؤولين عن قطاعات "تيار المستقبل" ومكاتبه ولجانه وحشد من ابناء المدينة والجوار.

متبولي

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء مدينة صيدا، كانت كلمة ترحيب من عريف المهرجان الدكتور مصطفى متبولي الذي توقف عند "محاولة بعض القوى السياسية اللبنانية في كل احتفال بالتحرير تغييب الدور الذي قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي، وتناسي هذه القوى اللحمة القوية بين مختلف مكونات الدولة اللبنانية الذي جسده الرئيس رفيق الحريري في تحركاته الديبلوماسية والتي نتج منها "تفاهم نيسان" 1996، والذي أكد حق لبنان المقدس في مقاومة الاحتلال وتحرير الجزء المحتل من اراضيه".

حمود

ثم تحدث المنسق العام ل"تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود، فقال: "لولا شباط ما في آذار ولولا آذار ما كان ربيع"، في 14 شباط 2005 وقع الزلزال فاغتيل أعز الرجال كبير شهداء لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكان دمه نسغ الحياة في شجرة آذار وأغصانها، نسغ الحياة في عصب انتفاضة الاستقلال وفي وعي الأبطال الذين شرعوا الأبواب للمستقبل، في ذلك اليوم المجيد نعم فليسمعوا، ذلك اليوم المجيد هو 14 آذار 2005. وفي 16 شباط 1985 يوم كان العدو الصهيوني المحتل لا يزال يعيث فسادا وغدرا وقتلا على أرض لبنان، أبت صيدا وأبى الأحرار الا أن يرووا بدمائهم شجرة الحياة والحرية، فطردوا العدو الاسرائيلي وانطلقوا الى آذار الوطن. وعلى رغم الفتن والمحن، كانت ثمة فسحة للحوار ونعرف ما كان لرجل الحوار الرئيس الشهيد رفيق الحريري من يد في هذا الحوار الوطني الذي توج أخيرا باتفاق الطائف فتعطرت احلامنا بربيع يزهر لبنان وانسانا وعمرانا، على رغم أعداء الربيع. والآن سبع سنوات على الزلزال وسبع سنوات على الربيع، إنه تقريبا في كل مكان، نعم فلماذا لا ندخل معا ذلك الزمن الجديد. نعم وباليد الممدودة وبالإصرار على منع الفتنة نقول: ألا فاسمعوا دقات الزمن. انها ساعة الحرية، أي فتنة ندعو اليها اذا كنا نطالب بالحرية والكرامة والعدالة ؟ واي شراكة تبغون اذا كان الهدف السلطة بأي ثمن؟ لماذا يراد لطائفة رائدة أن توصم كلها بوصمة سلاح يشهر في وجه شركائها في الوطن؟".

السعودي

والقى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي كلمة جاء فيها: هنا صيدا وشرارة المقاومة. هنا سطر رجالات مضوا بدمائهم ومواقفهم ملاحم في الوطنية والتضحية: رياض الصلح، معروف سعد، نزيه البزري، محرم العارفي، جمال الحبال، مصطفى سعد، رفيق الحريري، واللائحة تطول. رجالات مع حفظ الألقاب، وإلى جانبهم ركب من المقاومين والشهداء والمناضلين من القوى الإسلامية والوطنية والجيش، رسموا دروب التحرير من صيدا إلى كل لبنان، في أنموذج يحتذى، لا بل وحتى من الصعب أن يحتذى، لما رافقه من عنفوان وكرامة وتضحية بالنفس ونكران للذات، في سبيل الوطن".

واضاف: "هنا صيدا، هنا بوابة الجنوب، هنا كانت غرف العمليات التي منها انطلقت مجموعات المقاومين، لتدحر شيئا فشيئا قوات الإحتلال الإسرائيلي، ولتثبت للعالم أن الإرادة الصادقة قادرة على أن تحقق أي إنجاز، عندما يكون الهدف هو تحرير الأرض. أنظر اليوم بين الوجوه، أرى جنودا مجهولين، قد يعلمهم أو لا يعلمهم حتى أبناء صيدا. منهم التاجر الذي كان يغلق متجره ساعة لا ليرتاح، لكن لينصب مكمنا للعدو ثم يعود. ومنهم الطبيب الذي ينهي جهاده نهارا في المستشفى، ليكمل جهاده في تنفيذ عملية ضد العدو في الليل. نعم، هكذا كان أبن صيدا، كانت المقاومة وما زالت جزءا من حياته اليومية، وكانت وما زالت ذاكرة العدو الصهيوني مليئة بالخوف من وحول صيدا. هنا صيدا، هنا القلب الواحد. ذكرى تحرير صيدا اليوم تعيدني إلى زمن كان الصيداويون واللبنانيون على قلب رجل واحد، يضربون العدو بيد من حديد، فلا ينفع معهم لا اسلحته ولا جنوده ولا ألويته، في ثني عزمهم قيد أنملة عن التحرير. نعم، هكذا كانت قوتنا بوحدتنا الوطنية، لا بأي شيء آخر. لكن للأسف، هذا ما فطن له عدونا بعدما هزمناه، وعرف أن سبيله الوحيد إلى هزيمتنا هو في ضرب وحدتنا الوطنية، وزرع عناوين خلافية حتى ننقسم حولها".

وقال: "أرى كم كان صعبا أن تكون رفيق الحريري. أن تكون رفيق الحريري، يعني أن تضع نصب عينيك مصلحة لبنان وشعبه، وتجعل مصلحة أي طرف آخر ثانوية أمام لبنان. أن تكون رفيق الحريري يعني أن تحمل في قلبك لبنان أينما ذهبت حول العالم بحيث إذا نظر إليك الناس رأوا لبنان. أن تكون رفيق الحريري، يعني أن تمشي في حقل ألغام السياسة وأنت تعرف ذلك، حتى تحصل مكسبا إقتصاديا أو ثقافيا للبنان. أن تكون رفيق الحريري يعني أن تسخر كل علاقاتك الإقليمية والدولية لخدمة لبنان، من دون أن تسمح لأي طرف كان أن يجعل لبنان صندوق بريد المنطقة. أن تكون رفيق الحريري، يعني أن تكون قوميا عربيا إلى أبعد الحدود، ولا تسمح لأي متغير اقليمي أو دولي أن يغير ثوابتك القومية والعربية. أن تكون رفيق الحريري معناها أن تقتطع من وقتك الخاص حتى مع عائلتك حتى لا تشعر بالتقصير في حق لبنان. كلمتان تختصران ببساطة حياة رفيق الحريري، لبنان أولا.. لبنان أولا، كلمتان على لسان كل لبناني، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لكن أحدا لم يفهم معنى "لبنان أولا" كما فهمها رفيق الحريري، والدليل أنه ما تحقق إجماع في لبنان على شخص كما تحقق على شخصه، لأن الجميع وجد فيه ميزان الحركة الوطنية. في هذه الأيام، في الذكرى المشتركة بين تحرير صيدا وشهادة رفيق الحريري، علينا أن نتعلم من تاريخ المناسبتين. نتعلم أنه مهما اختلفت آراؤنا حول كل المواضيع، يجب أن يبقى لبنان أولا. نتعلم أن علينا بدل أن نختلف باسم الوطن، أن نتوحد تحت لوائه".

بهية الحريري

وقالت النائبة بهية الحريري: "نقف اليوم، مرة جديدة، في لحظة مفعمة بالأمل وشديدة الألم، في لحظة بالغة الثقة بالأهل والأخوة والأبناء وعظيمة الهول من عمق الجراح، من صيدا الحبيبة انطلقت دائما مواكب النور والحرية في أصعب الظروف. هنا نشأنا وكبرنا والتحديات من حولنا وفي داخلنا، وهنا انتصرنا على خوفنا وبؤسنا وقهرنا وصغائرنا واحتلالنا وتمزق أوصالنا، وهنا عقدنا العزم على التزامنا الحرية والعدالة سبيلا لوجودنا. ومن صيدا مدينة الأخوة الصادقة والإتجاهات الصحيحة، من هنا انطلقت مسيرة التحرير من العدو والإحتلال، ومن هنا انطلقت مسيرة الحرية والوحدة والنهوض والبناء. من هنا صوب السلاح نحو أعداء لبنان، ومن هنا مدت اليد إلى أبناء الوطن والأخوة والأصدقاء لإعادة البناء. لقد كان التحرير غاليا وارتوت أرض صيدا والجنوب بدماء الشهداء وكتبت ملاحم الصمود والتجذر بالأرض والإيمان، ومن هنا رفعت راية الأحلام الجميلة والمستقبل الواعد لكل أبناء الوطن من دون استثناء".

واضافت: "إن إيماننا بالله عز وجل يجعلنا نرضى بما كتب لنا بأن تكون أحلامنا وردية وجميلة ومغمسة بالدماء الطاهرة، وأن نكون اليوم نستعيد تلك الذكرى، ذكرى التحرير ومقاومة الأعداء وذكرى الحبيب الشهيد وأياديه البيض، وأن تكون ذاكرتنا تضج بالإنجازات العظام والجراح الكبيرة، فان أبناء صيدا ومنذ زمن بعيد عاهدوا الله والوطن الا يسقطوا راية الإيمان والأمل والتقدم والإزدهار مهما كان هول الجرائم والعدوان، وإننا على طريق رفيق الحريري نريد أن نموت بأحلامنا. لا أن نموت بذاكرتنا وألا يثنينا قهر أو عزل أو موقع أو مكتسبات عما يفيد لبنان كل لبنان لأنها الرسالة التي استشهد من أجلها أبناء صيدا والجنوب من أجل تحرير الأرض، وهذه هي الغاية نفسها التي استشهد من أجلها الرفيق الحبيب من أجل قيامة لبنان وعزته وكرامته".

واضافت: "ننظر اليوم من حولنا إلى أشقائنا العرب وهم يملأون الميادين رافعين رايات الحرية والعدالة ويسقطون في ساحات الشرف شهداء من أجل المستقبل الآمن المستقر والمزدهر لتجتمع إرادة الأجيال بعزيمةٍ وكبرياء، كما جسد أبناء فلسطين بتضحياتهم وشهدائهم أسطورة انتصار الحق على الباطل، وكما جسدنا في هذه المدينة الحبيبة ملحمة الأخوة اللبنانية الفلسطينية، والتي ستستمر حتى تحقيق الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال وحدته وتضحياته وعودته إلى أرضه وقيام دولته وعاصمتها القدس الشريف، نتطلع إلى مستقبل عربي ناهض ومتآلف ينعم أبناؤه بالحرية والعدالة والديموقراطية وأن يتمتع إخواننا العرب بحقهم في حرية التعبير والإعتقاد، وأن يكونوا شركاء في تقرير مصيرهم، وفي نهضة أوطانهم ، وفي تكامل أمتهم على أسس إنتاجية حديثة تضعهم في مصاف الشعوب المتقدمة ليعودوا كما كانوا دائما شركاء فاعلين في بناء نهضة إنسانية كبيرة. وإننا مع سعد رفيق الحريري ورفاق رفيق الحريري وأصدقائنا وحلفائنا وأبناء وطننا لن نسمح مهما كانت التضحيات بالعبث بما حققه الشعب اللبناني من إنجازات عظام على طريق الوحدة والبناء والتحرير، كما لم نسمح عشية الرابع عشر من شباط في العام 2005 بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، كما لم نسمح للغرائز ولحب السلطة أن تتملكنا عشية العزل والإقصاء".وختمت: "إن إيماننا بلبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، عربي الهوية والإنتماء، لا يتزعزع وأمانة في أعناقنا تجاه التضحيات العظام التي بذلها أبناء لبنان خلال اعوام طوال من أجل تحرير الأرض وإعادة بناء الوطن والإنسان. عاش شهداء التحرير. عاش شهداء النهوض والبناء، عاشت أحلامنا بمستقبل آمن مستقر ومزدهر حتى ولو كان ثمنها دماء الأشقاء والأحباء".

الحوت

والقى النائب الحوت كلمة "الجماعة الاسلامية" جاء فيها: "كأنه قدر صيدا الأبية أن تقدم الشهيد تلو الشهيد، شهيد يحرر الأرض مثل جمال حبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف، وشهيد يحرر الارادة مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اليكم يا ابناء صيدا الأبية، الى اولئك الشهداء اتوجه بالخطاب لأؤكد أننا كلبنانيين لا نزال على العهد لم نغير ولم نبدل، فلا نزال في صراع مع العدو الصهيوني ولا نزال عاملين على بناء وطننا ومجتمعنا، وهكذا سنبقى، عينا وساعدا للبناء والازدهار وعينا وساعدا ترقب العدو الصهيوني المخادع. ان صيدا التي تفاخر بشهدائها وبأبنائها الذين كانوا ولا يزالون يشكلون جبهة تصد في مواجهة الفتن الداخلية والخارجية، تقف اليوم في ذكرى تحريرها وذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري لتؤكد تمسكها بثوابتها الاسلامية والوطنية ، وحدة مع شركائها في الوطن وتضامنا مع الشعوب العربية في سعيها نحو الحرية والعدالة وتفاعلا مع قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين. من صيدا التي اطلقت شرارة المقاومة عام 1982 فأنجزت تحريرا وإجبارا للعدو على الانسحاب مدحورا مخذولا".

واضاف: "من هنا، من مدينة التحرير والشهداء، أرسل رسالتي الى شركائنا في الوطن واضحة لا لبس فيها: لقد حاولتم أن تنفردوا بحكم لبنان معتمدين على استقواء احيانا وعلى قرار اقليمي احيانا اخرى، فماذا حصل؟ لقد شغل صاحب القرار الاقليمي بنفسه بعدما نهض شعبه سعيا الى الحرية فأصبح قاب قوسين أو أدنى من الزوال بفعل هذه الثورة الشعبية المباركة. ولقد كانت تجربتكم في الحكومة فشلا يتلوه فشل، فأدخلتم البلد في مناكفات ومحاصصات، وفحت من وزاراتكم رائحة الفضائح وأرسيتم التعطيل نهجا فضحيتم بمصالح المواطن تحقيقا لمصالحكم. اليكم، ايها الشركاء، في الوطن اقول: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم نبني من خلالها لبنان الدولة الحاضنة لجميع ابنائه. لبنان الوطن الذي يستمد كل منا تمثيله وقوته من خلال الانتماء اليه والى شعبه لا من خلال الانتماء الى غيره او الاعتماد على الدعم من سواه. لبنان الذي لا تبقى فيه المقاومة منفصلة عن الشعب في ثلاثية متعددة العناصر، الجيش والشعب والمقاومة، بل تصبح المقاومة فيه مقاومة الشعب اللبناني ودولته، ويكون الجيش سياج الوطن المدافع عن ابنائه، فيعود الشعب اللبناني المنطلق في هذا كله، فنتوحد جميعا بناء للمؤسسات وحماية للتراب ودفاعا عن الأرض في منظومة تقودها الدولة الحاضنة للجميع فنعود من جديد دولة واحدة وليس ائتلاف طوائف".

وتابع: "اما ما يتعلق بالموقف الرسمي من ثورة الشعب السوري الأبي، فإنني أعلن من صيدا الحرية أن موقف الحكومة اللبنانية واداء وزير خارجيتها لا يمثل اكثرية الشعب اللبناني، اذ كيف تدعي هذه الحكومة التمسك بالعلاقات المميزة بين الشعبين اللبناني والسوري ثم تغيب عن مؤتمر "اصدقاء سوريا" في تونس ؟ وكيف تدعي هذه الحكومة الحرص على التزام اتفاقات موقعة بين البلدين وتنسى أن الاتفاقات انما توقع لخدمة الشعوب وليس لخدمة الأنظمة أو الانحياز اليها في مواجهة شعوبها وسفك دمها.كفانا متاجرة بقضايا الأمة وشعوبها تحت شعار الصمود والتصدي، فأي صمود حين نرى النظام يوجه البنادق نحو صدور أبناء شعبه العارية، وأي تصد هو ذاك التصدي لثورة سلمية تطالب بأبسط حقوق الانسان من حرية وكرامة وعدالة. كفى متاجرة بقضايا الأمة واستغباء عقول الناس عبر انكار هذه الدماء الزكية التي يسيلها النظام في سوريا. او اعتبار أن كل هذا القصف الوحشي الذي يطول المدن ليس سوى دخان دواليب تحرق على ظهر البيوت، أو اتهام هذه الشعوب بالعمالة للغرب حينا وبالتنكر لقضية فلسطين احيانا. لهؤلاء أقول بالفم الملآن: ان فلسطين لا يمكن أن يحررها عبيد ارتضوا الاذلال بيد حاكم ظالم او الارتهان لنظام جائر، ففلسطين لن يحررها سوى الأحرار. ولقد انطلقت شعوب الأمة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وكسرت قيودها لتستعيد حريتها ولتكتب صفحة جديدة من امجاد هذه الأمة عنوانها بناء مجتمعاتها وتحرير فلسطين بعيدا من المتاجرة والمزايدة والاستغلال".

وقال: "لقد كان لبنان على الدوام واحة للحرية في عالمنا العربي في زمن أنظمة مستبدة بعضها عميل لغرب وبعضها مرتهن لشرق، وما حفظ للبنان هذا الموقع الرسالة سوى هذا التنوع الموجود فيه، والسعي الدائم الى التعايش بين هذه الطوائف رغم ما تعرضت له هذه التجربة من انتكاسات في بعض الأحيان. فهل نتخلف اليوم عن ركب الحرية وقد ازهر ربيعها في كثير من الدول العربية؟ وهل نتخلف عن اداء رسالتنا كلبنانيين في دعم هذا الربيع العربي وحركة الشعوب نحو الحرية فننقل اليها ايجابيات تجربتنا اللبنانية الغنية بالتنوع ونجنبها، في الوقت نفسه، اخطاء وقعنا فيها من تقوقع طائفي أحيانا واستقواء أحيانا أخرى فنحصنها من الفشل ونمنع عنها الاستغلال ونشد على ايديها في سيرها على طريق تكريس المواطنة معيارا أساسا في الحقوق والواجبات، والعدالة ميزانا في العلاقة بين مكوناتها، والحرية طريقا لممارسة كل مواطن حقه في التعبير عن رؤيته بكل مسؤولية ووعي بعيدا من مفهوم الأقليات والأكثريات ، بل في اطار المواطنة التي وحدها تشكل الضمان للجميع مهما اختلفت أديانهم واعراقهم. من هنا، من صيدا المحررة، أتوجه بتحية الأخوة الى عواصم تحررت من انظمة الجور والطغيان، فتحية الى تونس الخضراء وقاهرة الأزهر، وبنغازي الأبية وصنعاء اليمن السعيد".

وختم: "من هنا، من صيدا المحررة، أتوجه بتحية تضامن مع حمص الإباء وإدلب الصمود ودرعا الصابرة وحلب المنتفضة، ومع كل مواطن عربي يسعى الى الحرية والعدالة والكرامة. هنيئا لصيدا ذكرى تحريرها ورحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

السنيورة

وكانت كلمة الختام للرئيس السنيورة جاء فيها: "قبل سبعة وعشرين عاما من الآن، وفي مثل هذا اليوم، خرج آخر جندي من جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي من هذه المدينة الحبيبة لتدخل صيدا في عصر التحرير والتحرر. ولقد كنت ذلك الصباح من أوائل الذين دخلوا إلى المدينة مع الرئيس سليم الحص وقد غسلت المدينة عنها رجس الاحتلال الذي مكث اعواما على صدرها. لكن الحقيقة التي يعرفها أهل المدينة أن صيدا كانت قد تحررت قبل هذا التاريخ إذ أسهم أبناء هذه المدينة الأبطال وبفضل المقاومين الأوائل والشهداء الأوائل أمثال نزيه القبرصلي وجمال حبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة وسليم حجازي وبشير الأتب وأحمد الديماسي وغيرهم من الشهداء الأبطال، في استرجاع المدينة وشوارعها من المحتل الذي كان قد انكفأ إلى جحوره يخاف التنقل في الليل وبالكاد يتحرك في النهار".

واضاف: "تعود بي الذكرى الى شهر أيلول من العام 1982 عندما قصدت أنا وأخي وصديقي رفيق الحريري، الذي زارني في حينها في بيروت وكانت بيروت ما زالت آنذاك تحت الحصار الإسرائيلي، وحيث توجهنا إلى صيدا وبصحبتنا الدكتور حسني المجذوب بحيث توليت أنا قيادة السيارة وعبرنا حواجز الذل والاخطار للاطمئنان الى أهلنا وعائلاتنا وأبناء المدينة. كما تعود بي الذكرى أيضا في يوم آخر من العام 1983 يوم زرت صيدا التي كانت يومها ايضا ما زالت تحت الاحتلال. وان انس لا أنس ذلك المشهد لدورية إسرائيلية راجلة مذعورة كانت على طريق السلطانية، كانوا يلتفتون يمينا ويسارا خوفا من مكمن هنا او هناك، وهو ما يعبر عن حال المحتل الاسرائيلي آنذاك. وبمعنى آخر، ان المدينة كانت تحت سيطرة المقاومين الشجعان فيما كان العدو الاسرائيلي وجيشه ينتظر القرار السياسي من قيادته بالانسحاب. أي ان المقاومين من أبناء المدينة استطاعوا عمليا تحريرها قبل الانسحاب الرسمي للمحتل الإسرائيلي من المدينة".

وتابع: "أستذكر هذه الوقائع من دون أن ننسى انه مع سواعد اولئك الشهداء المقاومين كانت هناك سواعد أخرى من ابناء المدينة لتعزيز صمود أهلها خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي، وسواعد أخرى من مهندسي ورشة إعادة الاعمار وعمالها، والتي أطلقها يومها رفيق الحريري ابن المدينة البار. لقد قرر رفيق الحريري آنذاك أن يتابع مسيرته الإعمارية وأن يضع إمكاناته في خدمة أهله وأبناء وطنه ومدينته فكانت بذلك بدايات المشوار. مشوار إعادة الاعمار من صيدا التي انصرفت تلملم جراحها وتتطلع إلى الأمام في بداية مسيرةٍ نهضويةٍ تتطلع فيها نحو المستقبل وتتطلع معها كذلك مدينة بيروت وباقي مدن وبلدات الوطن من أجل إعادة الإعمار والنهوض".

وقال: "لهذه الأسباب كلها، أود أن أشير إلى أن العنوان الذي تم اختياره لهذا اللقاء أي "رفيق الحريري من التحرير إلى الشهادة" هو عنوان مناسب ومتصل بتاريخ المدينة وتاريخ رفيق الحريري. فمشاريعه الخيرة تعززت مع تحرير المدينة، وهو الذي كان يؤكد نظرته الوطنية والرؤيوية وإسهاماته النهضوية الشاملة على كامل مساحة تراب الوطن. وهو في هذا السبيل كان قد بادر قبل سنوات من الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 إلى إطلاق العمل على إنشاء مجمع كفرفالوس الجامعي والتعليمي والطبي، وهو ذلك الحلم الكبير الذي كان يراوده لسنين وعمل جاهدا من أجل انشائه في هذا الموقع المتوسطي لخدمة أبناء صيدا والجنوب والبقاع الغربي وراشيا ومنطقة إقليم الخروب. لكن، ويا للأسف، فلقد انتصر الحقد آنذاك على إرادة العمل والإنجاز بحيث قام العدو الإسرائيلي بتخريب هذا المجمع الحضاري والخدماتي وهدمه. لقد اراد العدو الإسرائيلي من تخريب هذا المجمع ضرب فكرة العيش الواحد لدى اللبنانيين وإلغاء فرصة أن تستعيد مدينة صيدا تألقها وحيويتها ومنعها من أن تتحول ليس فقط بوابة الجنوب وبوابة تحريره، بل ليمنعها من أن تصبح مركزا حضاريا جاذبا للنشاطات العلمية والثقافية والاقتصادية والسياحية. أقول هذا الأمر وقد تكون المصادفة أن تاريخ استشهاد الرئيس الحريري يتصادف مع تاريخ تحرير مدينة صيدا. هذه المدينة التي أرادها الرئيس الشهيد أن تصبح منارة للمدن اللبنانية الأخرى".

واضاف: "أيها الأخوة والأخوات، انطلاقا من رؤيتكم ومن إرادتكم أنتم، لقد قررنا نحن أبناء المدينة ووفاء لذكرى آبائنا وأجدادنا ولذكر الرئيس الشهيد استكمال المسيرة ذاتها لتحقيق التطلعات التي وضعها الرئيس الشهيد وباشر تنفيذها من أجل تطوير المدينة استنادا إلى الرؤية التي اكتسبت عمقها وزخمها عبر الممارسة الجدية والدؤوبة لطبيعة الحياة التي أردناها وأرادها الرئيس الشهيد لهذه المدينة العظيمة. ولهذه الأسباب، فقد عمدنا إلى تركيز جهودنا من أجل تحقيق جملة من المشاريع التي تتقدم على طريق الإنجاز".

وتابع: "على ذلك، ها نحن نعمل، انا والسيدة بهية، على تحقيقها بمعاونة أهل المدينة وبفضل إراداتهم وعزيمتهم وبتوفيق من الله تعالى. ويبقى هدفنا في عملنا العام والنيابي التقدم على مسارين إثنين أساسيين: الأول الاستمرار في النهوض بفكرة الدولة ليس فقط في صيدا بل في كل لبنان واحترام الدستور والقانون والنظام باعتبار ذلك أساسا للأمن وللاستقرار وللعمران ولوحدة الوطن والمواطنين ولإستدامة النمو والتنمية المناطقية. والثاني: جعل مدينة صيدا بالتأهيل وبالتقدم وبإعمار المرافق والخدمات بيئة جاذبة لجميع الصيداويين والجنوبيين وسائر اللبنانيين بحيث تتحول وتتطور تدريجا إلى الحال التي حلمنا أن تصبح عليها وكذلك حلم بها الرئيس الشهيد، أي أن تصبح مدينة جاذبة للعمل المستنهض للهمم والنشاط المنتج وليس فقط معبورا للعبور إلى ما حولها وما بعدها. منطقة جذب توفر بحيوتها وأنشطتها مجالات لأبنائها وللقاطنين فيها بما في ذلك فرص العمل والعيش الكريم لها ولزائريها أيضا تقدم لهم فرصة الإسهام في نموها وتطويرها، لتعود مدينة تليق بأهلها وناسها وتلبي طموحاتهم وطموحات وحاجات أبنائهم من بعدهم. هذا ما يحتاج منا جميعا التعاون الصادق والرؤية السوية والجهد المبادر وكذلك الصبر والمثابرة والإقدام وإنا إن شاء الله على هذا الدرب سائرون".

وقال: "لقد وقفنا منذ يومين أمام ضريح الرئيس الشهيد نستذكر الشهادة والتضحية التي قدمت على مذبح الوطن من أجل أن يبقى لبنان الرسالة ولبنان الحرية. ونعترف بأن المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري لا يزالون فارين من وجه الحقيقة والعدالة ونحن نأمل مع الانطلاقة القريبة في شهر حزيران المقبل للمحاكمات الغيابية أن نصل إلى الحقيقة في هذه الجريمة. لأن لا قيامة للبنان الحرية والعدالة من دون تحديد المجرمين وكشفهم ومحاسبتهم ورفع الحماية عنهم. وبالتالي تحقيق ما عملنا وناضلنا من أجله وهو أن يتوقف سيف الحق بالقتل ويتوقف حال الحق في الفرار من وجه العدالة. وما شهدناه خلال هذين اليومين من أخذ العلم بالتمديد للمحكمة لمدة ثلاث سنوات جديدة هو خطوة بالاتجاه الصحيح بعد أشهر من الضجيج المفتعل والاعتراضات والتوتيرات المتعمدة ولكن كما تعلمون غير المبررة. إن الحكومة الحالية مطالبة باعتقال المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد وتسليمهم إلى المحاكمة العادلة لكي تثبت هذه الحكومة أن لها صلة بفكرة قيام الدولة والحفاظ على هيبتها وسمعة مؤسساتها، لا أن تكون هي بأدائها أساس المعادلة أو الغطاء الذي يتم عبره العمل على تحطيم فكرة الدولة وإضعاف حضورها عبر التستر على المتهمين والقوى التي تقوم بحمايتهم. لا يجوز بعد الآن الاستمرار في هذه الازدواجية الغريبة والعجيبة التي تجمع بين المشاركة في الحكومة وبين تعطيل العمل بالقانون والنظام وتحقيق العدالة. ألا يكفي هذه الحكومة ما يقوم به وزراؤها من ارتكابات وممارسات تضرب القوانين والمؤسسات ومصالح المواطنين عبر سلسلة طويلة من الارتكابات في أكثر من قطاع وأكثر من مجال سياسيي وأمني واقتصادي واجتماعي انتهاء بفضيحة المازوت الأحمر واستمرار تراجع خدمات الكهرباء والاتصالات إلى فوضى القطاع الصحي وتراجع خدماته وتدهور أحوال القطاع التربوي".

واضاف: "إن لبنان الذي شكل واحة الديموقراطية في المنطقة في وقت سابق، ينتظر الآن على مفترق الربيع العربي لكي تزدهر حقوله وتتسع آفاقه، ولهذه الأسباب فإننا أعلنا ونعلن تضامننا وتأييدنا لإخواننا في سوريا في ثورتهم المباركة من أجل تحقيق الحرية وتوسيع المشاركة السياسية والانتهاء من أنظمة القمع والتسلط والاستبداد. لقد قلنا سابقا إننا مع إعلاننا عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، لكننا لا نتردد في إعلان تضامننا مع الشعب السوري في مطالبه المحقة. كما أننا نعتبر أن موقف المجلس الوطني السوري من العلاقة مع لبنان بمثابة تطابق كامل مع تطلعاتنا وطموحاتنا في علاقات متوازية ومتوازنة مع الشقيقة سوريا قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".

وتابع: "في هذه المناسبة العزيزة، ذكرى التحرير وذكرى الاستشهاد، لا بد أن نؤكد الثوابت التي أرساها واستشهد من اجلها شهيدنا الكبير رفيق الحريري ورفاقه الأبرار و كل شهداء التحرير، وهي الثوابت التي تقول انه ما من عدو لنا في لبنان إلا العدو الإسرائيلي الذي ما زال رابضا على ارض لبنانية نحن عاملون وساعون الى تحريرها .. هذا العدو الغاصب نحن بازائه نناضل من اجل تحرير الأرض ، واننا في ذلك متماسكون ومتضامنون، نحن نبني تعاوننا مع أبناء وطننا على قواعد تعزيز وجود الدولة اللبنانية، الدولة القادرة والعادلة، التي لها الحق المنفرد في حمل السلاح واقتنائه واستخدامه من أجل خدمة الأمن والنظام ودعم الاستقرار الذي هو دعامة النمو والتنمية والاستنهاض الإقتصادي والإجتماعي بما يسمح بإيجاد فرص العمل الجديدة لأبناء الوطن بما يحسن أوضاع الناس المعيشية والحياتية".

وقال: "ما زلنا نؤكد العهد والوعد والاستعداد لبذل الجهد من أجل الوقوف وقفة رجل واحد، لكن في إطار الدولة الجامعة، الدولة السيدة الحرة المستقلة والعادلة والحريصة على عروبة لبنان وتقدمه وازدهاره. إننا لن نقبل بعد اليوم أي تجاوز لدور الدولة التي تملك هذا الحق الحصري لحمل السلاح وللمقاومة ولقيادة جهد التحرير لما تبقى لدينا من أرض لبنانية محتلة من العدو الإسرائيلي في ظل الدستور والميثاق الذي ارتضاه الشعب اللبناني وجرى الاتفاق والتعاهد عليه. وعلى هذا الأساس، نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل الأطراف في لبنان لنجدد العهد على لبنان وللبنان ولننطلق سويا نحو هذا المستقبل الواعد".

وختم: "عشتم وعاشت صيدا مدينة حرة تعبق بأريج الحرية وتنفحه مع النسمات التي تتشبع بعبير زهرها الفواح، مدينة نابضة بإرادة الحياة المتطلع دوما نحو المستقبل بثقة واقتدار. ستبقى مدينة صيدا بإرادة أهلها حرة أبية، وسيبقى لبنان، سيبقى لبنان

 

الراعي في رسالته الراعوية الأولى في زمن الصوم الكبير: إنه زمن التغيير أي زمن التوبة ووسائله الصلاة والصوم والصدقة

ليحررنا الصيام من قيود الجسد ولتفتح الصدقة قلوبنا إلى المحبة

وطنية - 17/2/2012 - وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم الرسالة الراعوية الأولى في زمن الصوم الكبير، جاء فيها:

إلى إخواننا السادة المطارنة وأبناء وبنات كنيستنا المارونية، الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وسائر المؤمنين والمؤمنات، السلام والبركة الرسولية.

زمن الصوم الكبير، الذي يبدأ يوم الأحد 19 شباط 2012، المعروف بمدخل الصوم، وتحيي فيه الكنيسة آية تحويل الماء إلى خمر في قانا الجليل، هو زمن التغيير على صورة هذه الآية، استعدادا لقيامة القلوب بالسر الفصحي، سر موت المسيح تكفيرا عن خطايانا، وقيامته من أجل تقديسنا. فيطيب لي أن أوجه إليكم رسالتي الراعوية الأولى هذه في مناسبة الصوم الكبير لسنة 2012. وهذا ما سأحافظ عليه في كل سنة بإذن الله، فضلا عن الرسالة الراعوية التي سأوجهها إليكم سنة بعد سنة في الخامس والعشرين من آذار/ مارس، في ذكرى بداية خدمتي البطريركية.

الصوم الكبير زمن التغيير

تأنس ابن الله، يسوع المسيح، "ليجعل كل شيء جديدا" ، فيرمم صورة الله في الإنسان التي شوهها بخطيئته وشره، ويعطيه القوة، بكلمته ونعمته، لينتصر على التجارب والغرائز والأميال المنحرفة. وصام قبلنا في البرية أربعين يوما، قضاها في التقشف والصلاة وعلمنا الإنتصار على تجارب الشرير بالعودة الدائمة إلى كلام الله والعيش بسلام داخلي عميق . وهكذا استعد لبدء رسالة خلاص العالم وفدائه وأعلن: "روح الرب علي مسحني وأرسلني" . الصوم الكبير هو زمن التغيير في اتجاهات ثلاثة: التغيير في العلاقة مع الله بالصلاة والتوبة من أجل استعادة بهاء البنوة الإلهية، والتغيير في العلاقة مع الذات بالصوم والإماتة بهدف التحرر من كل ما يعيب هذه البنوة وصورة الله فينا، ومن أجل تدريب الإرادة على كبح الأميال والغرائز المنحرفة، والسيطرة على الذات، والتغيير في العلاقة مع كل إنسان، ولاسيما مع ذوي الحاجة، بأعمال المحبة والرحمة والتصدق، بغية ترميم الأخوة الشاملة. من شأن هذا التغيير المثلث أن يدخلنا في عمق سر الشركة والمحبة. يتزامن الصوم الكبير في قسم منه مع ربيع الطبيعة التي تتغير بلباس ثوب جديد استعدادا لموسم العطاء. فكم يجدر بالإنسان أن يكون شبيها بالطبيعة. فلا بد من أن ننزع منا أنماط الحياة العتيقة بالتقشف والتوبة، كما فعلت الطبيعة في فصل الشتاء، وأن نلبس ثوب الحياة الجديدة على مستوى التفكير والرؤية، والأفعال والمسلك. فها يوحنا المعمدان ينادي: "توبوا وآمنوا بالإنجيل" ، وبولس الرسول: "لا تتشبهوا بهذا العالم، بل تغيروا بتجديد أفكاركم، مميزين أين هي مشيئة الله الصالحة والمقبولة والكاملة" .

صلاة وصوم وصدقة

وسائل هذا التغيير ثلاثة: الصلاة والصوم والصدقة. هذه الثلاثة متكاملة وغير منفصلة وتشكل شريعة الصوم الكبير. نقول "شريعة" لأنها واجب على الجميع، وشريعة إنجيلية دعا إليها المسيح الرب .

الصلاة ضرورة حياتية. فالروح القدس الذي يملأ كيان المصلي والمصلية يحرره، كما يقول بولس الرسول، من أعمال الجسد المنحرفة، ويثمر فيه ثمار الروح كالمحبة والفرح والسلام واللطف والطهر والتواضع والصلاة والصبر . الصلاة تقرب القلب من الروح القدس الذي يقود حياتنا ويحررنا من عبودية الخطيئة. يؤكد القديس يوحنا فم الذهب أنه "من غير الممكن أن الإنسان الذي يصلي، يستعبد للخطيئة. فالصلاة تجعل غير الممكن ممكنا، والصعب سهلا". ويجزم القديس ألفونس دي ليغوري: "من يصلي يخلص حتما. والذي لا يصلي يهلك بالتأكيد". لكن الصلاة تنبع من الإيمان بالله ومحبته. فالذي لا يؤمن ولا يحب، لا يستطيع أن يصلي، وبالتالي أن يخلص .

والصوم حاجة لأن به، وبما فيه من حرمان للذات من الطعام والشراب، يكفر كل إنسان عن خطاياه والشرور التي ارتكبها، بالتعويض عنها. فالمسيح، ابن الله، كفر عن خطايا جميع الناس وشرورهم بآلامه وموته، وهو بريء من كل خطيئة شخصية ، بل ما صنع إلا الخير لجميع الناس .

لكن الصوم يشمل أيضا حرمان الذات مما يسميها بولس الرسول "أعمال الجسد" وهي: "الزنى والنجاسة والدعارة وعبادة الأوثان والسحر والعداوة والخصومة والحسد والغضب والعصيان والإنقسام والبدع والقتل والسكر وكل ما يشبه ذلك" . والله يؤكد بلسان أشعيا النبي: "أليس الصوم الذي فضلته هو هذا: حل قيود الشر، وفك ربط الظلم، وإطلاق المستضعفين أحرارا، وتحطيم كل استعباد؟" .

والصوم، إلى جانب كونه شريعة إنجيلية، هو أيضا وصية كنسية من وصاياها السبع: "صم الصوم الكبير وسائر الأصوام المفروضة، وانقطع عن الزفر يوم الجمعة" . ويأمر القانون 882 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية أن "يتقيد المؤمنون المسيحيون بواجب حفظ الصوم والقطاعة، بالطريقة التي يرسمها الشرع الخاص بكل كنيسة". تحدد كنيستنا المارونية في المجمع اللبناني أن "الصوم الكبير، المعروف بالأربعين، يبدأ يوم الإثنين التالي أحد مدخل الصوم، وهو "اثنين الرماد"، ثم يتواصل في اسبوع الآلام للمشاركة في آلام الفداء، وينتهي يوم السبت السابق أحد القيامة. ولا يصام في أيام الآحاد والسبوت إلا السبت المقدس، المعروف "بسبت النور"، وفي الأعياد الواقعة أثناء الصوم الكبير وهي: دخول المسيح إلى الهيكل، والقديس مارون، والقديس يوحنا مارون، والأربعين شهيدا، والقديس يوسف، وبشارة مريم العذراء. والصوم هو الإنقطاع عن الطعام والشراب من نصف الليل إلى نصف النهار. كما يجب القطاعة عن أكل اللحم كل يوم جمعة على مدار السنة، ما عدا ما كان منها موافقا للأعياد المأمورة، وفي الأسبوع السابق لبدء الصوم الكبير، وفي المدة الواقعة بين عيدي الميلاد والغطاس، وبين أحد القيامة واحد العنصرة" .

الصدقة تجاه الفقراء، وهي تعبير عن واجب العدالة ووصية المحبة الأخوية:"أحب قريبك حبك لنفسك" . أوصى بها الرب يسوع: "تصدقوا بما هو لديكم" ؛ ويوحنا المعمدان: " من له قميصان، فليعط من ليس له"، ويعقوب الرسول: "إن كان أخ أو أخت عريانين، وليس لهما قوت يوم، وقال لهما أحدكم: إذهبا بسلام واستدفئا واشبعا، ولم تعطوهما حاجة الجسد، فماذا انتفعا؟ كذلك الإيمان وحده، بدون أعمال ميت"، ويوحنا الحبيب: "من كان له مقتنى الدنيا، ويرى أخاه في فاقة، ويمسك عنه مراحمه، فكيف تكون محبة الله فيه؟". فلا يكن حب بعضنا بعضا بالكلام واللسان، بل بالأعمال والحق".

الصدقة هي مجمل أعمال الرحمة بأفعال محبة نساعد بها إخوتنا وأخواتنا سواء في حاجاتهم الجسدية بإطعام الجائع، وإيواء الشريد والغريب، وكساء العريان، وزيارة المريض والسجين ، أم في حاجاتهم الروحية بالتعليم والتربية والتعزية والمشورة والتشجيع.

ويعود السيد الرب لينبه بلسان أشعيا النبي: "أليس الصوم الذي فضلته هو أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل البائسين المطرودين بيتك؟ وإذا رأيت العريان تكسوه. حينئذ يبزغ كالفجر نورك، ويسير برك أمامك، ومجد الرب يجمع شملك. وحينئذ تدعو، فيستجيب الرب".

المسيح الفادي يجري التغيير

بقولنا إن الصوم الكبير هو زمن التغيير، نعني أنه زمن التوبة الداخلية والإرتداد إلى الله وإلى الذات وإلى الآخرين. الصلاة والصوم والصدقة هي الأشكال التعبيرية لهذه التوبة الداخلية، وهي في الوقت عينه الوسائل لقبول غفران الخطايا. لكل هذه الغايات تقام في الرعايا والأديار والمدارس الرياضات الروحية، وليتورجيات التوبة، واللقاءات الإنجيلية والزيارات التقوية التي ينبغي على المؤمنين والمؤمنات المشاركة فيها وعيشها زمنا مرضيا لله.

هذه كلها وسائل للتغيير، للتوبة التي تعني بلفظتها اليونانية "meta-noia" ثورة على النفس من أجل إصلاحها وإصلاح علاقاتها مع الله والذات والناس. لكن المسيح يسوع هو الذي يجري التغيير بكلمته ونعمته وقدرة روحه القدوس، ويبلغ بالتوبة إلى أهدافها وثمارها.

كل أناجيل آحاد الصوم تقدم لنا نماذج التغيير الذي حققه المسيح، بفيض من حبه ورحمته للانسان، وكطبيب للأرواح والأجساد.

إنجيل مدخل الصوم يذكر آية تحويل الماء إلى خمرة فائقة الجودة في عرس قانا الجليل ؛ للدلالة أنه قادر على تحويل باطن الإنسان العتيق إلى إنسان جديد. وبهذا التحويل يزرع الفرح والسعادة في القلب، كما في جمهور عرس قانا والعروسين، ما يعني أن المسيح هو شخصيا فرح الإنسان الدائم والثابت.

إنجيل شفاء الأبرص ، يعطي التغيير شكل التطهير لجسد الأبرص من كل قروحه، بكلمة استجاب بها يسوع طلبه: "لقد شئت فكن طاهرا. فزال برصه للحال". هكذا يجري التغيير في نفس التائب ويزيل كل تشويهات الخطيئة.

إنجيل شفاء المرأة النازفة يكشف وجها آخر من التغيير، هو إيقاف نزيف الدم بعد أن باءت بالفشل كل محاولات الأطباء على مدى اثنتي عشرة سنة. ويرمز إلى إيقاف نزيف القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية عند الإنسان من جراء الخطيئة.

إنجيل الإبن الشاطر ، في منتصف زمن الصوم، يتناول بالمثل التغيير السلبي الذي أجرته خطيئة الإبن الأصغر، إذ نقلته من حالة البنوة والبحبوحة والكرامة إلى حالة الغربة والفقر والإنحطاط الإجتماعي؛ والتغيير الايجابي الذي أجرته توبته، إذ حررته من عبودية خطيئته ومن أسبابها والتسليم لها، ونقلته إلى حالة الإصلاح الجذري، الذي أجرته مصالحة الأب له إذ أحيته من موت، وصوبته بعد ضياع، وزرعت السعادة في البيت بعد الحزن والتعاسة بسبب الغياب.

إنجيل شفاء المخلع يعطي التغيير وجهتين: إعادة الحياة لجسد مشلول قام يمشي، وإعادة الحياة لعقل وإرادة وقلب وضمير شلته الخطيئة، فسلك المخلع الذي شفي في طريق الحقيقة والخير والحب ونداءات الله.

إنجيل شفاء الاعمى يصف التغيير بإعطاء البصر لعيني الأعمى المنطفئة، والبصيرة لنفس الإنسان التي أعمتها الخطيئة، فزاغت عن نور المسيح بشخصه وتعليمه وآياته وافعاله، وعاشت في ظلمة الشر القاتمة.

إنجيل الشعانين وهو الأحد الأخير من زمن الصوم، يجعل التغيير وصولا، عبر بحر من الأمواج ورحلة في شراع الكنيسة دامت ستة أسابيع، إلى "ميناء الأمان والنجاة"، إلى المسيح الذي يدخل القلوب والمجتمع البشري ومدينة الأرض بسلامه وأمانه والإستقرار. ومع المسيح نمشي في الأسبوع المقدس، ونشاركه في آلام الفداء والخلاص بلوغا إلى فجر القيامة، حيث التغيير عبور من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة والحياة الجديدة، وهكذا يكون التغيير قيامة القلوب.

نداء: الصوم الكبير موسم المحبة الإجتماعية

إننا نحيي ونشجع كل المبادرات التعبيرية عن المحبة الإجتماعية التي يقوم بها طلاب المدارس والجامعات وإداراتها لدى المياتم ودور المسنين ومراكز الإعاقة والحالات الصعبة، عملا بروح "الصدقة الإنجيلية" والرحمة النابعة من قلب الله "الغني بالمراحم" . كما نعرب عن شكرنا للمؤسسات التجارية والصناعية وللأشخاص ذوي الإرادة الصالحة الذين يسخون في مناسبة الصوم الكبير وسواها على العائلات الفقيرة والمحتاجة سواء بالوسائل المباشرة، أم بواسطة المؤسسات الخيرية والاجتماعية، الكنسية والمدنية. ونقدر بالمناسبة المساعدات المالية التي تقدمها الأبرشيات والرهبانيات ولاسيما في المدارس والجامعات الكاثوليكية والمستشفيات، تخفيفا عن كاهل الأهل والطلاب. ونثني على كل الخيرين الذين يقومون بمشاريع إنمائية في المناطق على المستوى الصناعي والزراعي والإستثماري، وموفرين فرص عمل وحركة إقتصادية مشجعة.

نظرا للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية المتردية ولحالة الفقر الآخذة بالإتساع، فإنا نوجه النداء إلى الجميع في الكنيسة والمجتمع والدولة، لالتزام المحبة الإجتماعية حسب تعليم الكنيسة الإجتماعي القائم على مبدأين: الأول: "خيرات الدنيا مرتبة من الله لجميع الناس"، والثاني: "على الملكية الخاصة يقع رهن إجتماعي". ندرك من هذا التعليم، المضاف إليه مبدأ التضامن والترابط بين البشر، واجب المحبة الاجتماعية القائمة على تقاسم خيرات الأرض المادية والثقافية والانمائية والاخلاقية.

الكنيسة من جهتها مدعوة لتستعمل ممتلكاتها، الحاملة صفة الوقف، أي أنها موقوفة لخدمة الرسالة ومساعدة الفقراء، لهتين الغايتين المتوازيتين. الفقراء والمحتاجون هم في الأساس من حصة الكنيسة، بل كنوزها، لأن فيهم يتماهى وجه المسيح. والسلطة السياسية مدعوة لتستثمر طاقات الدولة وأملاكها ومالها العام ومرافقها ومرافئها والضرائب والرسوم والاقتصاد الوطني في خدمة الخير العام، لكي يعيش المواطنون في بحبوحة وحياة كريمة. ومن أولى واجبات السلطة السياسية الاعتناء بالمواطنين الفقراء والمحتاجين، فيشعرون بقيمة انتمائهم إلى وطنهم، ويعتزون.

علم المكرم البابا بيوس الثاني عشر أن "من يملك خيرات، إنما يمتلكها لأجل الجميع. وهذه حقيقة مسيحية ملزمة". وعلم الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني من بعده أن "نكران هذه الحقيقة وعدم الالتزام بمساعدة الفقراء إنما هما تشبه بالغني المترف الذي تجاهل لعازر المسكين المنطرح عند باب بيته . ونبه القديس يوحنا فم الذهب جازما إلى ان "الامتناع عن إشراك الفقراء في الخيرات العامة وفي خيراتنا الخاصة هو سرقة لحقوقهم، واستلاب لحياتهم. فالخيرات التي نحوزها ليست لنا، بل هي لهم". ولهذا، كلنا مدعوون للمساهمة المالية والعينية، على قدر كل واحد منا، لمساعدة إخوتنا وأخواتنا الفقراء الفقراء والمحتاجين، بحكم وصية الكنيسة: "أوف البركة أي العشر. وهي مساعدة بدافع من المحبة ومن باب العدالة، لأننا نعيد لهم ما هو في الاساس من حقهم. هذه هي ثقافتنا الانجيلية وتعليم كنيستنا .

سنة الكتاب المقدس

أعلنت الكنيسة في لبنان سنة 2012 سنة الكتاب المقدس، عملا بتوصية من جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط، التي انعقدت في روما، في شهر تشرين الأول 2010، ونحن ننتظر صدور الإرشاد الرسولي في أعقابها.

نرغب مع السادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات تفعيل سنة الكتاب المقدس هذه وبخاصة في رياضات الصوم التي تقام سواء في الرعايا أم في الأديار أم في المدارس، وندعو المؤمنين والمؤمنات للمشاركة فيها. فإن "كلمة الله مصباح لخطانا ونور لسبيلنا" . حاجة نفوسنا إليها مثل حاجتنا للخبز، عملا بقول الرب يسوع: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" . ما اجمل أن نجعل زمن الصوم عن الطعام، زمن جلوس إلى مائدة كلام الرب لتغذية النفس، عقلا وقلبا، وتجسيدها في الاعمال والمبادرات والمواقف. كم نتمنى أن يقرأ كل مؤمن ومؤمنة نصا يوميا من الانجيل وكتب العهد الجديد.

يجدر بالوعاظ والمرشدين أن يستقوا مواضيع العظات والتأملات والأحاديث من الإرشاد الرسولي: "كلمة الرب - "Verbum Domini، الذي أصدره قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في 30 ايلول 2010، في أعقاب الجمعية العامة لسينودس الأساقفة، التي انعقدت في روما من 5 إلى 26 تشرين الأول 2008، بموضوع: "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها". يقول قداسته أن من واجب الشعب المسيحي أن يعرف كلمة الله وتأثيرها في الحياة والرسالة، لكي يتمكن من مواجهة التحديات الجديدة التي يطلقها زمننا الحاضر بوجه الذين يؤمنون بالمسيح، ويعيش تجددا روحيا يتفجر من التعمق في كلمة الله التي تثبت إلى الأبد".

فليعمل كل خدام الكلمة من أجل بلوغ الأهداف التي يرسمها هذا الإرشاد الرسولي وهي:

1. إكتشاف كلمة الله كينبوع للتجدد الدائم في حياة المؤمنين والكنيسة، وبالتالي إقامة علاقة شخصية مع الكتب المقدسة في اليتورجيا والتعليم المسيحي والبحث العلمي، بحيث لا يكون الكتاب المقدس كلمة من الماضي، بل كلمة حية وفاعلة. هذا الإكتشاف والتجدد يفترضان الإصغاء والتأمل وارتداد القلب من أجل حفظ كلمة الله، والإنفتاح على العنصرة الدائمة، على أساس المحبة الكبيرة للكتاب المقدس .

2. العمل على أن تصبح كلمة الله أكثر فأكثر قلب كل نشاط كنسي، من خلال تثقيف بيبلي ملائم لكل المستويات، وإنعاش العمل الراعوي بالروح البيبلية .

3. مساعدة المؤمنين على إحياء لقاء شخصي وجماعي مع المسيح، كلمة الحياة، الذي أصبح منظورا، وعلى أن يصبحوا شهودا للكلمة وينقلوها، فيبنوا الشركة ويجعلوها في اتساع دائم. إن إعلان الكلمة يولد الشركة، ويحمل الفرح ويدخل الآخرين في علاقة مع الله الذي ينقل إلينا حبه، لكي ننال الحياة بوفرة .

4. القيام بكرازة جديدة للانجيل قائمة على اليقين بفاعلية الكلمة الإلهية، في البلدان التي أصبح الإنجيل فيها منسيا أو مهملا بسبب العلمنة المتنامية .

5. تعزيز الحوار المسكوني بالتركيز على الدراسات البيبلية، وجعلها باتجاه الوحدة الكاملة بين المسيحيين، مع الإقتناع بأن سماع الكتب المقدسة معا والتأمل فيها يجعلاننا نعيش في شركة حقيقية، ولو لم تكن بعد كاملة .

الخاتمة: صدى لدعوة قداسة البابا

في الخاتمة ندعو إلى ما دعا إليه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في الرسالة التي وجهها إلى الكنيسة جمعاء بمناسبة الصوم الكبير 2012، وتحمل تاريخ 3 تشرين الثاني 2011. فانطلاقا من كلمة الرسالة إلى العبرانيين: "لينتبه بعضنا إلى بعض، لكي نحض بعضنا بعضا على المحبة والأعمال الصالحة" ، يدعو قداسته إلى ثلاثة:

أ. الإنتباه إلى الآخر والاعتناء به بروح الأخوة والتضامن والعدالة، كما وبالرحمة والحنان، النابعة كلها طبيعيا من القلب. هذا الإعتناء بالآخر يقتضي منا المساهمة في خيره المادي والروحي والمعنوي، على مثال السامري الصالح.

ب. التبادل فيما بيننا بروح الشركة والمحبة، إذ نعمل بوصية بولس الرسول: "أنا لا أطلب ما هو منفعة لي، بل ما هو منفعة للكثيرين، لكي يحيوا بسلام"، "وليسع كل واحد منا إلى ما يطيب للقريب في سبيل الخير من أجل البنيان"، "وأن نسعى جميعنا في طلب السلام، وفي طلب بنيان بعضنا بعضا".

ج. السير إلى القداسة في عيش المحبة وإتمام الأعمال الصالحة، وهذه دعوة مسيحية شاملة إلى القداسة. فالإهتمام بالآخر والتبادل في عمل الخير إنما يهدفان إلى أن نشجع بعضنا بعضا على محبة فاعلة ومتنامية مثل "نور الفجر الذي يزداد سطوعا إلى رائعة النهار" .

نرفع صلاتنا إلى الله في زمن الصوم، الذي هو الزمن المقبول، بشفاعة أمنا مريم العذراء وأبينا القديس مارون، ملتمسين النعمة لنجعل منه ومن تغيير داخلي، نطوي معه صفحة صفراء من حياتنا، ونبدأ مسيرة تجدد شامل في علاقاتنا الشخصية مع الله والذات وكل إنسان. فلترفعنا صلاة كل يوم النابعة من الكتاب المقدس إلى عالم الله لنستمد منه قيم الروح، وليحررنا الصيام من قيود الجسد، ولتفتح الصدقة قلوبنا إلى محبة تكبر مثل نور الفجر إلى وضح النهار. وليرتفع من كل فم وقلب نشيد المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

=============================================================================================================

فرنجيه:المرحلة دقيقة ولكن في النهاية سننتصر

العروبة خلاصنا وصوابية مواقفنا ثبتت في كل المراحل

 وطنية - 17/2/2012 - اكد رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه في كلمة خلال العشاء السنوي التقليدي في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه لمناسبة "خميس السكارى"، أن "المرحلة دقيقة والحذر واجب انما لا خوف لان خياراتنا ستربح في النهاية رغم المشاريع الكبيرة التي يتم تركيبها للمنطقة". وقال:"ان مجموعتنا هي الاساس، لقد وقفت الى جانبنا في كل الظروف، في اللحظات الصعبة اكثر من اللحظات الجيدة، بكم نكبر ومن دونكم نصغر والباقي مجد ضائع". ولفت الى ان "البعض يتهمني بأنني مقصر في اطلالاتي الاعلامية ولكن موقفنا ثابت ولن نبدله، الذي يطل عبر الاعلام كثيرا يطل لتأكيد مواقف فيما نحن ثابتون في الموقف الذي تمليه علينا مسيحتنا ومارونيتنا وما تمليه علينا الجغرافيا وطبيعة علاقاتنا، وقد ثبتت صوابية مواقفنا في كل المراحل".

واوضح انه غير مطمئن لما يحصل في لبنان والمنطقة "لأن ما يجري حولنا شبيه بمرحلة سايكس - بيكو حيث نعيش هذه المرحلة مجددا، ونحن عشنا في السابق مرحلة الصراع العربي - الاسرائيلي واليوم نعيش مرحلة اسمها الصراع السني ـ الشيعي ، وهذا الصراع سيؤثر تلقائيا على لبنان". ورأى أن "أي تغيير اليوم ليس لمصلحة الاقليات والمسيحيين ولكننا نرى مرتزقة عند بعض المسيحيين يدافعون عما ليسوا مقتنعين به". وأضاف: "ما يخيفنا هو كلام التطمين الصادر عن الاميركيين او الفرنسيين او بعض العرب الذين، وهم يطمئنوننا يجعلوننا نخاف أكثر، وهم يحاولون إقناعنا أن التطرف أصبح انفتاحا، كما يطمئنوننا الى وجودنا ولكن ليس المهم فقط ان تبقى الكنائس وان نبقى في هذا الشرق بل الاهم ان يبقى لنا دورنا وان نكون شركاء حقيقيين لاننا اساس في بناء هذا الوطن، ووجودنا ليس منة من احد بل نابع من قوتنا وجذورنا وعزتنا وكرامتنا". ولفت الى ان "المطلوب اليوم فك الارتباط بين سوريا وايران، فكانت المحاولات بداية عبر التقرب الى سوريا لتغيير مواقفها، وعندما فشل هذا المشروع كانت خطة ضرب النظام ليس من منطلق قومي او سياسي بل من منطلق طائفي، فبدأوا بالحديث عن اصلاحات ثم عن تعديلات لتصل الامور الى المراهنة على اسقاط النظام خلال اسبوع ومن ثم اسابيع فأشهر الى ان بدأوا اليوم يتحدثون عن حرب اهلية هي برأيهم ستؤدي الى قطع المحور بين ايران وسوريا ولبنان عبر ضرب سوريا من خلال حرب علوية سنية يعتقدون انها ستوصلهم الى اهدافهم ولكن هذا التفكير يبقى في باب الامنيات".

وحذر من أنه "عندما تنتهي الأمور في سوريا ستبدأ في لبنان، نتذكر في الثمانينات حوادث حماه وعندما انتهت اتى الفارون من هناك الى لبنان فكانت حروب لتنظيف هذا الجو لذا أحذر اليوم من تكرار هذا الامر، كي لا يكون عندنا جو سيء في الشمال". وأضاف:"عندما يتحدثون عن مؤتمر أصدقاء سوريا يكون الغرب سعيدا، انما المندفعون اكثر هم العرب الذين لا يخططون بل يعملون بردة فعل نابعة من عواطفهم او احقادهم، وهم سيسلحون ويمولون حيث يستطيعون، ولبنان أرض خصبة، لهذا يجب ان نكون متيقظين لأن المرحلة المقبلة دقيقة وتتطلب الإنتباه والحذر وعلينا فهم معنى الأمن الاجتماعي ووعي خطورة المرحلة. أتمنى ألا يحصل أي شيء ويجتاز لبنان هذا القطوع ولكن ما سبق وخبرناه وعشناه لا يجعلنا نتفاءل كثيرا".

وقال: " يوجهون القرار الاتهامي اليوم ضد حزب الله لا ضد سوريا. بدأنا نفهم لماذا هذا الاتهام، لأنه برأيهم إذا سقط النظام السوري فإن المحكمة تسقط لذا فإن توجيه الاتهام للحزب يكون كمن يضرب عصفورين بحجر واحد، برأيهم اذا سقط النظام السوري يكون أسقط الغطاء المعنوي والحقيقي للمقاومة، وعبر ملف المحكمة يقومون بالتركيز على تسليم سلاح حزب الله، واذا لم يسقط النظام سيفتشون عن وسائل اخرى ولن يدعوننا نرتاح لأن هدفهم ضرب سلاح حزب الله. وإذا أرادوا تركيب كيانات طائفية في سوريا فالمشكلة ايضا كبيرة في لبنان. لكن رغم ذلك أطمئنكم، فنحن مررنا بظروف أصعب والنهاية كانت جيدة وستكون جيدة إن شاء الله وكل رهانات الآخرين ساقطة، ولولا ذلك لما وجدناهم يتخبطون يوما بعد آخر".

وطمأن فرنجيه إلى أن "الجو جيد بالنسبة الى خياراتنا التي ستنتصر في النهاية، والوضع في لبنان وسوريا سيكون بأفضل حال، وعلينا تخطي المرحلة الصعبة والدقيقة"، متمنيا "لو يعود العرب عربا لأنهم حاليا ليسوا عربا بل سنة وشيعة، ولو عادوا عربا كما نعرفهم لكان أفضل بكثير لنا لأن ما يحمينا هي العروبة التي تجمع كل العالم وليس الجو الطائفي في المنطقة الذي سيوصل إلى أقلية وأكثرية، فالرئيس سليمان فرنجيه كان أول الداعمين للرئيس جمال عبد الناصر لأن العروبة جمعت عبد الناصر الى الرئيس فرنجيه ولكن عندما يصبح عبد الناصر سنيا والرئيس فرنجيه مارونيا فما من جامع بينهما، الآن نحن في أجواء طائفية ولكن جونا سيربح وكذلك خيارنا وخطنا". ولفت إلى أن "هناك مشاريع كبيرة يتم تركيبها للمنطقة ولكن لا خوف منها"، مشيرا الى أن "14 آذار و8 آذار مشروعان كبيران يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض ولكن نحن من سيربح والايام ستبرهن ذلك". إشارة إلى أن العشاء شارك فيه السيد روبير فرنجيه الذي كانت له كلمة ترحيبية، طوني سليمان فرنجيه، صونيا فرنجيه الراسي، الوزير السابق يوسف سعادة بالاضافة الى كوادر في التيار ومدعوون.

 

السيد نصرالله : متمسكون بالسلاح..وسنثأر لمغنية ثأراً مشرّفاً

 محمد علوش/المنار /16 شباط/2012

بإرادة لا تعرف الهزيمة..وبلغة لم تتعود إلا على الصدق..وبخطاب الفصل الواضح والشفاف والحازم أطل سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء مساء اليوم الخميس في مجمع سيد الشهداء الضاحية الجنوبية . بداية توجه سماحته بالعزاء لعائلة آل الموسوي بفقدهم والد الشهيد القائد السيد عباس الموسوي السيد علي الموسوي أبو حسين ومن ثم أكد سماحته على ضرورة ان يكون لأي جماعة منهاجا واضحا وقواعدا صلبة،مشيرا إلى انه" بجهاد ومقاومة ودماء الشهداء  تم تكريس اسس صلبة وثابتة للمقاومة".  واعتبر السيد نصر الله  ان" بعض الانظمة والحكومات في العالم العربي  خلال  60 عاما كانت متواطئة مع الغرب على حساب فلسطين وكانت هذه الانظمة مخلصة وصادقة للاميركي والاسرائيلي "،ورأى سماحته أن" العدو يعترف بأن اسرائيل لم تعد دولة من غير الممكن التغلب عليها" .

كما طلب السيد من المصريين ان "يفتشوا عن الاسرائيلي والاميركي عند  حدوث  فوضى واضطراب"، ورأى سماحته ان"اي بديل في سورية هو اقل سوء من الحالي بالنسبة لاسرائيل"، مستغربا كيف ان" البعض يفاوض عشرات السنين مع إسرائيل ويرفض الحل السياسي في سورية".

وفي موضوع المقاومة والسلاح قال سماحته إن" لدى المقاومة سلاح معروف وايضا هناك سلاح مخبأ وغير معروف"، وتوجه لجماعة 14 آذار بالقول "لستم في موقع من يضع الشروط او يملي الشروط علينا"، كما نفى سماحته علاقة الحزب بالتفجيرات الاخيرة التي حدثت في الهند وجورجيا وتايلندا"، مؤكدا  أن" الثأر لعماد مغنية سيكون مشرفا". 

أي جماعة لا يكون لها منهاج واضح وقواعد صلبة تصبح في مهب الريح

جهاد ومقاومة ودماء الشهداء  تم تكريس اسس صلبة وثابتة للمقاومة

في البداية قال سماحته" نحيي هذه الذكرى السنوية ذكريات ومواقف وتاريخ وأمجاد وشهادة ثلة من قادتنا، قادة المقاومة، شيخ شهداء المقاومة راغب حرب، سيد شهداء المقاومة عباس الموسوي، والحاج عماد مغنية". وعبّر سماحته عن حزنه "اذ اننا نفتقد اليوم وللمرة الاولى منذ 20 عاما حضور السيد ابو حسين الموسوي والد الشهيد القائد السيد عباس الموسوي هذا السيد الجليل الذي يكفي أنه أب ووالد سيدنا وأستاذنا وقائدنا وحبيبنا وعزيزنا وأميننا العام السيد عباس الموسوي وفي حجره تربى هذا القائد المجاهد الكبير هذا السيد الجليل ",وأضاف سماحته"بعد شهادة نجله ورغم كبر سنه كان يذهب الى المحاور ، ولم يترك فرصة كان في مقدوره ان يساهم في الحفاظ على المقاومة ودعمها الا وقام بذلك"،وعاهد سماحته روح الفقيد"اننا نسحفظ روحه وعهده ووصية نجله وسنواصل الطريق".

وتقدم سماحته من "عائلة آل الموسوي جميعا والاقارب المباشرين وعموم أهل بلدة النبي شيت وأهلنا في البقاع وكل محبي السيد عباس والمقاومة بالتعزية والمواساة في هذه المناسبة الأليمة".

وأضاف السيد نصرالله " هؤلاء الشهداء القادة كان لهم تأثير كبير في تثبيت أسس وقواعد ومباني وثقافة وعقلية ومنهج هذه المقاومة وهذا الحزب، وهذا مهم لثبات المقاومة في رؤيتها وتحالفها واستراتيجياتها".

وتابع سماحته "في مثل بلدنا ومنطقتنا التي هي على خط الزلزال العسكري والامني دائما يجب ان نشيد بنياننا على اسس قوية وراسخة وقوية حتى يتمكن هذا البنيان من الصمود والحفاظ على اهله وكرامتهم واستقرارهم،و ما ينطبق على المباني ينطبق على الجماعات البشرية،ان كنا نتحدث عن عائلة او عشيرة او مجتمع او دولة او تنظيم او حركة، اي جماعة بشرية تتشكل وتتكون ولا يكون لها منهاج واضح وقواعد صلبة وكذلك اي شعب سيصبح في مهب الريح امام اي عاصفة".

وأضاف السيد نصرلله"من ليس له اصول واسس وثوابت يؤسس عليها رؤيته وحركته ومساره يصبح حاله كالهمج الرعاع، ببركة القادة الشهداء بتضحياتهم وجهادهم ومقاومتهم ودمائهم تم تكريس اسس صلبة وثابتة للمقاومة ولذلك وجدتم ان المقاومة بعد 30 عاما من انطلاقتها هي قوية صلبة راسخة واضحة على درجة عالية من اليقين، وعنوانها كما هذا المهرجان ارادة واضحة ولا هزيمة، نحن عندما ننطلق في كل المسائل التي سأتحدث عنها لا ننطلق من أمزجتنا ولا من انفعالتنا ولا عواطفنا ولا قلقنا ولا مصالحنا الشخصية او الفئوية ويحضر امامنا دائما مصلحة الامة والوطن والناس الذين ندافع عن كرامتهم واستقلاليتهم".

وأردف سماحته بالقول "في رأس هذا المنهج الموقف من المشروع الصهيوني، واسرائيل الكيان الغاصب هي كيان هذا المشروع وهي دولة هذا المشروع وجيشه واداة هذا المشروع الكبير والخطر، ونحدد الموقف على ضوء هذا الفهم بناء على انتمائنا الانساني والاخلاقي والوطني والقومي ونذهب الى مساحة الفعل المقاومة في مواجهة هذا المشروع العدواني".

ورأى السيد نصر الله أن "خطر المشروع الصهيوني الذي تمثله اسرائيل يشمل كل المنطقة، وعندما نأخذ الموقف العدائي من هذا المشروع لانه يحتل فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين ويعمل على تهويد دور القدس وهو الحق المصائب بالشعب الفلسطيني وما زال،وبالتالي علينا ان نواجه هذا المشروع ونسقطه".

وأضاف سماحته "على هذا المبدأ الذي على اساسه نأخذ مواقفنا ونبادر ونتحالف، ومن خلاله  ننظر الى الآخرين اكانوا تيارات او احزاب او اشخاص في المنطقة او في لبنان، اي هؤلاء ما هو موقفهم من القدس وفلسطين والمشروع الصهيوني وكيف يتصرفون ازاء هذا الموقف، لكن في هذا الزمن الاولى للحركات الاسلامية الصاعدة ان تقيم نفسها من خلال هذا الموقف وان تقيمنا شعوبنا من خلاله بالخصوص اذا كنا حركة اسلامية".

 خلال 60 عاما بعض الانظمة والحكومات في العالم العربي كان متواطئا مع الغرب على حساب فلسطين

بعض الانظمة العربية كانت مخلصة وصادقة للاميركي والاسرائيلي

وأشار سماحته إلى أنه"خلال اكثر من 60 عاما من قيام هذا الكيان باحتلال فلسطين بعض الانظمة والحكومات في عالمنا العربي كان متوطئاً مع الغرب على حساب فلسطين والامة وساعد على بقاء هذا الكيان وحاول ان يقنع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بقبول التسوية بالشروط الاسرائيلية وبعض الانظمة كانت مخلصة وصادقة للاميركي والاسرائيلي".

بعض الأنظمة إنشغلت بأمورها الداخلية وهي تتحمل مسؤولية الخذلان

ولفت السيد نصر الله إلى ان هناك صنف آخر من الانظمة والحكومات العربية اخذت منحى حيادي وانشغلت بامورها الداخلية وانشغلت عن هذا الصراع وهي تتحمل مسؤولية خذلان فلسطين ولبنان والاردن، وهناك صنف من الانظمة كان لها مواقف ممانعة وتحملت مخاطر وعقوبات ومؤامرات كبيرة، عندما انتمي الى هذا المنهج وهذه القضية وهذا الفكر سواء كنت مسلما او مسيحيا سواء كنت اسلاميا ووطنيا او قوميا هل من الحق والانصاف ان اساوي في النظرة والموقف بين انظمة فعلت المستحيل لتبقى اسرائيل وبين انظمة فعلت المستحيل لتبقى فلسطين وتنتصر المقاومة؟ ثم تنقلب الدنيا رأسا على عقب فيصبح من سكت وباع وتخاذل وتآمر هو المدافع عن شعوب هذه المنطقة والعكس، كيف ذلك ؟ ..

وتابع سماحته "نحتاج هذا المنهج لنفهم ما يجري حولنا، في زمن الفتنة يسمونها فتنة لانها ليست واضحة وصريحة، والصحيح ان تضع القضية كلها وتنظر اليها بعمق دون تعصب ومواقف مسبقة".

واعتبر السيد نصر الله أن" الزوايا التي يجب ان ندخل خلالها الى اوضاع المنطقة اولا موقع اسرائيل وكيف تتصرف وما هي الفرص التي تنظر اليها اين هي اسرائيل مما يجري في المنطقة خصوصا في مصر وسورية والعراق ولبنان وفلسطين، الحديث المسيطر على الاهتمامات هو سورية فيما البحرين متروكة ولا احد يسأل عما يجري فيها، في اول الاهتمامات ما يجري في سورية ومصر وهذا امر حساس، معاناة الاسرى وتهجير الفلسطينيين اين العالم العربي والاعلام العربي".

وأضاف سماحته "لو كان خضر عدنان اسرائيليا هل تصرف العالم كما يتصرف الآن مع رجل معرض للموت وهو يطالب بأمور محقة، لو كان اسرائيليا اسيرا عند فصيل مقاوم لما تدخل رؤساء عرب لتوفير الضمانات والاطمئنان على صحته؟ لو ذهبنا ابعد في العقل الاسرائيلي سنجد أن القلق وعدم الوضوح يسيطر على العقل الاسرائيلي حول تطورات المنطقة، وهذا عبّر عنه المسؤولون الاسرائيليون".

وأردف قائلا" في مؤتمر هرتزيليا الذي عقد مؤخرا كان العنوان العريض هو القلق الوجودي، باراك قال إن التحديات السياسية والامنية  التي تواجهها اسرائيل اكثر مصيرية من التي واجهت الآباء المؤسسين لاسرائيل، في الوقت الذي كان مفترض ان اسرائيل تسير نحو مزيد من القوة، اسرائيل تتحدث عن الخطر الوجودي نتيجة الفعل المقاوم الجهادي وتضحيات المقاومين".

العدو يعترف : اسرائيل لم تعد دولة من غير الممكن التغلب عليها

اقاموا العزاء على مبارك وفرح لما يجري في سورية

وتابع سماحته "نتانياهو كان قال  بعد الانسحاب الاحادي من لبنان ومن قطاع غزة وبعد حرب لبنان الثانية إن اسرائيل لم تعد دولة من غير الممكن التغلب عليها، هذا الكلام قبل سقوط مبارك وانسحاب اميركا من العراق فكيف الآن؟ هناك تراجع في مرتكزات القوة لاسرائيل، اليوم اميركا والغرب الى تراجع في منطقتنا والعالم، من المرتكزات التسوية التي كانت تسير وباتت اليوم بحكم المنتهية، من مرتكزات القوة انظمة قدمت خدمات لاسرائيل وهو نظام مبارك وهذا النظام اليوم ذهب، لذلك اقاموا العزاء على مبارك وفرح لما يجري في سورية، العراق كان سدا منيعا يحمي البوابة الشرقية لاسرائيل نتانياهو يقول إن العراق تحول الى حليف لايران ، القوة العسكرية من مرتكزات القوة الاسرائيلية لكن الرهان عليها تراجع واثبتت حرب غزة وحرب لبنان ان القوة الجوية غير قادرة عن حسم معركة وكذلك القوة البرية، من مرتكزات قوة العدو ضعف هذه الامة لكن العدو اليوم يتحدث عن عناصر قوة بهذه الامة وقوة دول ممانعة خصوصا عندما يتحدث عن الصواريخ.

داغان : حزب الله يملك قوة نارية ما لا تملكه 90% من دول العالم

مائير داغان قال للصحافيين إن "حزب الله يملك من القدرة الصاروخية والقوة النارية ما لا تملكه 90% من دول العالم وهذا رئيس الموساد، صح او خطأ ؟ الله اعلم، لكن يكفي ان يؤمن الاسرائيلي بأن المقاومة اللبنانية تملك قوة نارية ما لا يملكه 90% من دول العالم حتى يشكل هذا رادعا للعدوان وحاميا للبلد".

أيها المصريون في كل فوضى واضطراب  فتشوا عن الاسرائيلي والاميركي

اي بديل في سورية هو اقل سوءً من الحالي بالنسبة لاسرائيل

وأضاف سماحته "من عناصر قوة العدو كان التماسك الداخلي والعقيدة وهذا كله في تراجع، امام الاسرائيلي اليوم تهديدات كبيرة ولكن امامه فرص، واتكلم عن الفرص لنمنع استفادة الاسرائيلي منها، هم يقولون إن الفرصة الوحيدة امامهم في مصر ان ينتخب رئيس جديد ويقوم تحالف مع الجيش لتعطيل ارادة الشعب والا الفوضى، ايها المصريون في كل فوضى واضطراب  وإثارة للمذهبية في مصر فتشوا عن الاسرائيلي والاميركي، في العراق ايضا فرصته الفوضى بعد ان فشل الاميركي في البقاء هناك".

وتابع سماحته " في سورية يتم الحديث عن إسقاط النظام، باراك يقول إن القيادة ليست دائما بين خيارين سيء وجيد قد تكون بين خيارين سيء او أسوأ وهناك خيار في اسرائيل أن اي نظام افضل من بقاء الاسد، اسرائيل تراهن وتعتقد ان البيئة الاستراتيجة ضدها في المنطقة يجب إسقاط النظام السوري، اي بديل في سورية هو اقل سوءً من الحالي بالنسبة لاسرائيل".

مع اسرائيل يفاوضون عشرات السنين ويرفضون الحل السياسي في سورية

ودعا السيد نصر الله العرب والناس جميعا للتأمل لماذا الاصرار من العالم لإسقاط هذا النظام بسورية؟ اليس غريبا اصطفاف اميركا والغرب والدول العربية المعتدلة ومعهم القاعدة لاسقاط النظام؟ هل يستطيع احد ان يناقش ان النظام في سورية ممانع؟ هذا النظام لم يستسلم ولم يخضع لاميركا واسرائيل ولم يبع المقاومة، من جملة مطالبه كولين باول كان تسليم خالد مشعل،هذا النظام وقف في وجه المشروع الاميركي الاسرائيل ودعم المقاومة، هناك سلبيات في النظام وتعترف به قيادته، اقصى ما يقال انهم لم يفتحوا جبهة الجولان انت الذين تسألون هل فتحتم جبهة او دعمتم المقاومة؟ هذا النظام يحتاج الى الاصلاح؟ الكل ينادي بالاصلاح بما فيهم قادة النظام وبدأ بالاصلاح واصدر قوانين لذلك وشكل لجنة لتعديل الدستور".

وأضاف سماحته"انا اذكر في تلك الايام كنا على ثقة ان القيادة السورية تريد الاصلاح وستقدم على خطوات اصلاحية، البعض كان يناقشني ويقول لا لن يفعل شيئا، منذ البداية قال النظام جاهزون للاصلاح، وهل كان المطلوب بالاصلاح اكثر مما حصل؟ لكن الاصرار على المواجهة المسلحة واساقط النظام ما هو المنطق؟ لماذا هذا الاصرار؟ هذه الحكومات العربية تقول لهم ما الحل مع اسرائيل يقولون سياسي، هل هناك سقف زمني؟ لا، عشرات السنين يتفاوضون مع اسرائيل ويتحدثون عن مبادرة سلام عربية اي هي؟ ما زالت على الطاولة؟ مع اسرائيل يفاوضون عشرات السنين ويرفضون الحل السياسي في سورية، يقبلون حلا سياسيا مع اسرائيل وتسوية معها لماذا مع نظام عربي له الكثير من الايجابيات مرفوض الحل السياسي؟ بعض الناس يقولون هذا وفاء نعم هذا وفاء وفيه أيضا مصلحة للأمة".

يرسلون السلاح إلى سورية  ليقاتل السوريون بعضهم

ولفت سماحته إلى انه" منع سلاح عن المقاومة في فلسطين وفي لبنان لكن في لبنان وصل، لكن الى سورية يرسلون السلاح ليقاتل السوريون بعضهم ، لاجل من وخدمة لمن؟ هذا الاصرار الغربي الاسرائيلي العربي على القتال في سورية وإسقاط النتظام الا يدعو الى التوقف؟

لو قدّر في البحرين أن يكون حكومة منتخبة ستجدونها تقف الى جانب فلسطين

وأضاف السيد نصر الله "حتى في البحرين بالمنهجية التي لديكم لماذا لستم مع الشعب البحريني؟ عندما بدأت الحرب على غزة اول من نزل على الشارع كانوا اهل البحرين تضامنا مع غزة، وعندما كانوا يتظاهرون لاجل فلسطين كان يطلق عليهم الرصاص الحي من قبل السلطة البحرينية، ولو قُدر في يوم ما اي يكون في البحرين حكومة منتخبة ستجدونها تقف الى جانب فلسطين، اما النظام فنعرف موقفه من اسرائيل".

فرصة إسرائيل الكبرى هي الفوضى والفتنة

وتابع سماحته "اليوم فرصة اسرائيل الكبرى هي الفوضى والفتنة التي يراد لها ان تنتقل في اجواء التحريض والاكاذيب، هل نعطي اسرائيل هذه الفرصة وهي التي تعيش قلقا وجوديا؟ الاسرائيلي يفكر بعد 20 و30 سنة ان امتلاك ايران للقدرة النووية السلمية ماذا يعني للمنطقة؟ يجب ان نبحث عن حل سياسي في سورية ولبنان والعراق والبحرين ومصر، يجب ان نضيع الفرصة على الاسرائيلي".

وسأل سماحته "ما أقدم عليه الأسد والقيادة السورية من اصلاحات هل يمكن ان يقدم عليه ملك او امير او شيخ في اي نظام عربي حالي؟ عندما يكون هناك اصلاحات جدية يسخر منها الاميركيون لانهم لا يريدون اصلاحات يريدون تدمير سورية ومصر".

أي دعوة للحوار الوطني دون شروط مسبقة دعوة مقبولة

 وفي الداخل اللبناني قال سماحته" قبل يومين مرت ذكرى عزيزة على كل اللبنانيين هي ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري وعدد من الشهداء، مع الوقت تحولت المناسبة الى ذكرى يحتفل بها، نحن اهل حوار ونحترم الطرف الآخر بالنهاية لسنا إلغائيين، ونحن نعترف بالآخر، هناك رأي عام يجب ان يسمع وجهتي النظر، اولا اي دعوة للحوار الوطني دون شروط مسبقة دعوة مقبولة ونؤيدها ونشارك بها، في اي حوار وطني الافرقاء يتفقون على جدول حوار ولا شيء يفرض على احد، امام اذا كان الدعوة الى حوار بشروط فهذه ليست دعوة الى الحوار، لا اريد ان افرض فهمي لما سمعته في الاحتفال لان الدعوة ملتبسة اتمنى ان اسمع دعوة واضحة هل الحوار بشروط او دون شروط؟ هل الحوار بنتائج مسبقة او دون نتائج مسبقة؟.

لو أن أحد غير جعجع عدد المجازر لكان افضل

لم نقاتل سورية من أجل فلسطين ولبنان

وأضاف سماحته"جزء كبير من الهجوم في 14 شباط تركز علينا، وجزء كبير تركز على سورية وكنت افضل ببعض ادبيات الخطاب عندما بدأ الدكتور جعجع  يعد اسماء المجازر لو أحد غيره عدد المجازر لكان افضل، حتى ثكنة مجزرة فتح الله لنا وليست علينا وتؤكد ان علاقتنا مع سورية استراتيجية ولم نقاتل سورية من اجل فلسطين ولبنان".

اذا كان المتحدث باسم  المجلس الاسطنبولي  فارس سعيد فهذه بداية جيدة

وتابع "اما الذين قتلتهم ميليشات وقوات بعض المتحدثين عن المجازر لماذا قُتلوا؟ ركزتم في خطاباتكم على سورية، اما عن خطاب المجلس الاسطنبولي اذا كان المتحدث باسمهم فارس سعيد فهذه بداية جيدة، ركزتم الحملة على سورية على اي قاعدة؟ هل هذه مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين والمسلمين فيه؟.

انتم كلكم في 14 آذار متورطون بتسعير القتال في سورية

واعتبر سماحة السيد "يجب ان يكون لدى قوى 14 آذار منهج، انا عندي معيار واحد اتطلع الى ليبيا ومصر وسورية وكل الدول عبره، ارونا معياركم الواحد، تذكروا قبل نحو سنة خطبت عن موضوع الثورات والبحرين ،وقامت قوى 14 آذار قيامتها، سعد الحريري يومها هجم علينا وقال قبل ايام صدرت مواقف عن قيادات عن حزب الله خصصت لزج لبنان في خضم التحركات ببعض البلدان العربية الشقيقة، واعتبر الحريري في صحيفة النهار في 23 آذار 2011  أن موقف حزب الله وجه آخر لتصدير الانقسام والفتنة ورأى أن الجمهور اللبناني والاسلامي لم يقف عند هذه الترددات والدعوات الخطيرة ولن يسمح بفتح الابواب امام اي مغامرة بمصالح لبنان وعلاقاته مع اشقائه العرب،وأضاف الحريري أن هذه السياسة من حزب الله مرفوضة من اغلبية اللبنانيين، وصب الزيت على الخلافات العربية شيء آخر ولبنان لن يكون جسرا تعبر منه الخلافات الى اي بلد عربي شقيق، ضعوا هذا الكلام امام خطابات البيال، اين المنطق، لماذا تقاتلون بالمال وبالسلاح وانتم كلكم في 14 آذار متورطون بتسعير القتال في سورية".

السيد لجعجع : هل قوانين سورية تسمح لك بان تدخلوا السلاح وتحريض السوريين على بعضهم؟

وتابع السيد نصر الله "عندما اعتقل اخ عزيز لنا في مصر وتم وضع ملف اسمه خلية حزب الله في مصر، قامت الدنيا في 14 آذار ولم تقعد، حزب الله يزج لبنان بالصراعات، وآخذ شاهدا آخرا كلام الحكيم قال حينها إن هذه الواقعة لا يمكن ان تمر عرضيا في اي دولة مهما كانت النوايا حسنة كما انه لا يجب لاي حزب ان يسمح لنفسه بمخالفة الدول الاخرى، هل قوانين سورية تسمح لك بان تدخلوا السلاح وتحريض السوريين على بعضهم؟ اذا كان ارسال السلاح الى المقاومين الذين يقاتلون عدو هذه الامة مدان فكيف تفعلون ذلك في قضية فيها فتنة وشبهة؟ ادعوكم الى الهدوء وحاسبونا على نفس معاييركم".

وأضاف سماحته " اقول لهم في 14 شباط ربطتم خياراتكم في رهان واحد ولم يقدموا اي فعل، يستفيدون من بعض الوهن في الحكومة، لكن ماذا لديهم رهانات على تطورات خارجية ويحسمون أن النظام سيسقط في سورية كما حسموا في رهانات سابقة ولم تنجح معهم، انا لا اتكلم عن لبنان اولا ولا اكذب، ليس لدينا لبنان اولا ونقطة على السطر، مع سورية لماذا لا تقفون على الحياد؟ هناك فرضيتان لهما انعكاس على لبنان ، الاولى ان يحصل تجاوب من الشعب ويتم تجاوز المحنة في سورية كيف ستتصرفون حينها؟ هذه المشاركة الميدانية ألن تترك اثرها على العلاقات بين البلدين؟ الفرضية الثانية اذا انزلقت سورية الى حرب، ماذا تحضرون انتم للبنان؟".

نحن أموالنا من إيران وانتم اموالكم من أين ؟

قوى 14 آذار انفقت ما يزيد عن 3 مليار دولار من اين هذه الاموال؟

وتابع سماحته "من شروط الحوار الشفافية والوضوح، نحن الذين سنجلس على الطاولة يجب ان نكون نعرف بضعنا جيدا، سأعطي مثالين، الاول في الموضوع المالي، الاسبوع الماضي خطبت قلت إن دعمنا من ايران مشكورة، قام البعض في 14 آذار بالقول بإدانتنا، طيب هم اموالهم من اين، من 2005 قوى 14 آذار انفقت ما يزيد عن 3 مليار دولار، من اين هذه الاموال؟ قولوا لنا، ومن اجل اي شيء هذا المال، ايران لم تعط المال او السلاح لحزب الله لانه لبناني بل لانه حركة مقاومة للعدو الاسرائيلي ودعم قوى المقاومة عرف تاريخي وقانوني اما انتم تنظيم سياسي لا علاقة لكم بقتال اسرائيل".

هناك سلاح معروف وايضا هناك سلاح مخبأ وغير معروف

وفي موضوع السلاح قال سماحته" لماذا الغموض نحن نقول إنه لدينا سلاح وقلنا إننا نزداد تسلحا وكمًّا ونوعاً نزيد، وهناك سلاح معروف وايضا سلاح مخبأ وغير معروف"،وأضاف السيد"يجب ان نخفي للاسرائيلي دائما المفاجآت لذلك فقط".

من يمنع بناء الدولة صاروخ زلزال يضرب اسرائيل او الكلاشينكوف التي تضر بالاستقرار؟

لدينا سلاح واعترفوا ايضا بذلك لنناقشه في الاستراتيجية الدفاعية

وأشار إلى أن "احد القادة في 14 آذار يقول إن حزب الله يتحدث عن سلاح الآخرين لتبرير سلاحه هذا كذب، عندما نتحدث عن سلاح المقاومة لدينا تبرير وحيد سلاحنا للدفاع عن لبنان ولتحرير الارض، لو لم يكن لدى اي لبناني قطعة سلاح واحد نحن متمسكون بسلاحنا للدفاع عن لبنان، اذاً لا نبرر سلاحنا بوجود سلاح لدى الآخرين بل بحماية بلدنا ومن لديه شاهد غير ذلك فليقل، من يمنع بناء الدولة صاروخ زلزال يضرب اسرائيل او الكلاشينكوف التي تضر بالاستقرار، موضوع السلاح نعم نقول لدينا سلاح واعترفوا ايضا بذلك لنناقشه في الاستراتيجية الدفاعية".

لو نجحت الحرب الاسرائيلية على لبنان وفلسطين هل كان سيولد الربيع العربي؟

وفي موضوع الربيع العربي توجه سماحته لجماعة 14 آذار بالقول"هل انتم مقتنعون ان الربيع العربي ولد من رحم ثورة الأرز؟ الربيع العربي صعد ضد الانظمة التي تديرها رايس وكلينتنون نفس الذين يديرونكم، بعضكم تجول طويلا مع أبو الغيط، انتم اسقطتم نظام مبارك؟ لو نجحت الحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006 وحرب غزة ونجحت اميركا بحرب العراق هل كان سيولد الربيع العربي؟ ام كان سيحل على بلادنا العربية خريفا قاسيا".

يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يضع الشروط او يملي الشروط

وتابع سماحته"يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يضع الشروط او يملي الشروط، اذا بنيتم على قراءة اقليمية معينة أنتم مشتبهون، ثانيا يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان بالاوضاع القائمة لان اللعبة في المنطقة اكبر منكم، هل القرار لديكم لتعطوا ضمانات؟ الحريص على منع الفتنة بين الشيعة الوسنة يجب ان يعمل على وقف نوابه ووسائل اعلامه التي تحرض بلغة طائفية في الليل والنهار، مع الاخذ بعين الاعتبار هذه النقاط اقول نحن مع الحوار دون شروط ولدينا منطق وحجة وجاهزون للانفتاح وخيار اللبنانيين ان يكونوا مع بعض ونحن مع الاستقرار في لبنان ومع بقاء الحكومة الحالية ومعالجة وضعها وتستحق على المستوى الوطني ان يحافظ عليها".

ثأرنا لعماد مغنية ليس في مجندين او دبلوماسييين اسرائيليين

ليس لنا علاقة بالتفجيرات لا خوفا ولا طمعا

سيأتي يوم نثأر فيه لعماد مغنية ثأرا مشرفا

بين ثأر قريب غير لائق وثأر مشرف بعيد نفضل الثاني

وفي موضوع التفجيرات في الهند جورجيا وتايلاند جزم السيد نصر الله "ان لا علاقة لنا لها في حزب الله ليس خوفا ولا طمعا، من له علاقة لا اعرف ولن اضيع وقتي بالتحليل، بهذه النقطة اذكّر سيبقى دماء الحاج عماد مغنية تلاحقهم وهذا الدم لن يسكن، اما ثأرنا فهم يعرفون اين، ثأرنا ليس في مجندين او دبلوماسييين اسرائيليين، من المهين لحزب الله ان يثأر لقائده الكبير بقتل اسرائيليين عاديين، اما من هو في دائرة الاستهداف فيعرفون انفسهم ويتخذون اجراءات واقول لهم ابقوا كذلك لانه ما دام هناك دم يجري في عروق احدنا سيأتي يوم نثأر فيه لعماد مغنية ثأرا مشرفا، بين ثأر قريب غير لائق وثأر مشرف بعيد نفضل الثاني".

لم يمر يوم اقتربت فيه من فهم الحسين وكربلاء الا في الايام الاولى من حرب تموز

وفي الموضوع الاسرائيلي قال سماحته سأجيب رغم اني كنت مترددا، البعض كوّن صورة سوداوية في المنطقة ان المنطقة ستتغير لمصلحة اسرائيل واميركا والبعض قال إن حزب الله سيلجأ ويستعين بالاسرائيلي، هذا كلام معيب.

وأضاف سماحته"الشيخ راغب قتل لانه رفض ان يصافح وكل شهدائنا قُتلوا لانهم رفضوا ان يساوموا ، وعُرض علينا ان نساوم، في 2006 بالظروف السيئة التي كانت قائمة اغلب الدول العربية كانت ضدنا والحكومة ضدنا والدول الغربية ضدنا واغلب الاعلام ضدنا والقصف اغلب ناسنا هجروا، وقيل ان لا خيار امامنا الا الاستسلام".

ثقافتنا هيهات منا الذلة

وتابع" احد القادة المحبين حاول الضغط لوقف الحرب ولكن قيل له إن هناك قرارا لسحق حزب الله، بعض قيادات 14 آذار قالوا إن هناك حلا اما اسرائيل تسحقكم واما القبول بتسليم السلاح وتسليم الاسيرين وقبول انتشار قوات متعددة الجنسيات وتقف الحرب، قلت للاخوان لم يمر فيه يوم اقتربت فيه من فهم الحسين وكربلاء الا في الايام الاولى من حرب تموز لانهم قالوا إن امامنا خيارين اما نستسلم ونقبل باحتلال جديد واما السحق، لكل من يخطر في باله هذا الوهم اقول تعرف عقليتنا وثقافتنا هيهات منا الذلة.

وختم سماحته بالقول "نحن اهل المقاومة نقول باقون هنا مستمرون هنا بهذا النهج وهذه الثوابت ولا تقلقوا على المستقبل، القلق اليوم هو الاميركي والاسرائيلي وسنتمكن من مواجهة الفتنة بالثبات والوعي".