لمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 20 شباط/2012

إنجيل القديس لوقا 08/16-18/مثل السراج

ما من أحد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء أو يضعه تحت سرير، بل يضعه في مكان مرتفع ليستنير به الداخلون. فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس، فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله، لأن من له شيء يزاد، ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى الذي يظنه له

 

عناوين النشرة

*نعم للحوار لا للتكاذب/علي حماده/الشرق الأوسط

*إذن.. نظموا مؤتمر أصدقاء الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*إيران تأمل "باستئناف سريع" للمفاوضات حول ملفّها النووي

*طهران تُوقِف بيع النفط لفرنسا وبريطانيا 

*حزب الوطنيين الاحرار كرم صفير /شمعون: لم يستسلم يوما ولم يخضع للترهيب

*الراعي:الصوم الكبير هو زمن التغيير وترميم العلاقات مع بعضنا البعض/الاوضاع الاقتصادية آخذة بالتردي فيما المسؤولون أسرى مصالحهم الخاصة

*كنعان: إحدى الوزارات طلبت تأجيل البحث بفضيحة المازوت الأحمر ونحن رفضنا

*شربل: مخرج بدل النقل قانوني وفعّال.. والحكومة ضرورية لحفظ الاستقرار

*نقولا نحاس: هل إنّ الوزير يسيّر عمل حكومة أم العكس؟

*خوري: نأمل ألا يضع نصرالله نفسه بوجه الشعب السوري الذي يدفع الدم وهو يعرف ثمن الدم

*رعد: نحن على خط التناقض الجذري مع مصالح العدو الصهيوني/الصراع مستمر وطويل لكن إمكانات تحقيق النصر لأمتنا أصبحت واعدة

*نواف الموسوي: لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها /لبنان لم يعد ساحة مفتوحة لنزهة عسكرية اسرائيلية

*شطح: لا يستطيع "حزب الله" أن يقرر عن الجميع.. وما يحدث بحمص يذكّر بـ"أرتحششتا"

*كرامي استقبل أهالي الموقوفين الاسلاميين ورعى مصالحة وتراجع عن دعوى بين عائلات من آل الأيوبي: قضيتهم حق ولا يجوز السكوت عنها شرعا ولا إنسانيا

*من مزيارة أول مهاجر إلى البرازيل والأول إلى نيجيريا/طوني فرنجية/النهار

*شمعون لـ "النهار": نحضر لاسقاط الحكومة واتصالات مع المعارضة السورية ولتعديل الطائف واعادة صلاحيات الرئيس  و 88 دائرة فردية للانتخابات

*ماذا تقصدون بـ"الدولة"؟!/سمير منصور/الشرق تأوسط

*وكأنه يفضل الظواهري/احمد عياش/الشرق الأوسط

*حوار الطرشان بين الدعوات إلى الحوار والشروط المتبادلة/إيجابيات في الداخل تسحقها انعكاسات الأزمة السورية/روزانا بومنصف/الشرق ألوسط

*ارتياح أميركي لخرائط لبنان البحرية والمساعدات بشروط/ ثريا شاهين/المستقبل

*ثلاثية" نصر الله.. عن الحوار  والمقاومة والفتنة!/محمد مشموشي/المستقبل

*سليمان لـ"المستقبل": الاستراتيجية الدفاعية لتحديد متى يُستخدم السلاح وأين وكيف ولماذا؟

*مصر استدعت سفيرها من سوريا 

*غاتيلوف يدعو بان كي مون لإرسال خبراء لتقييم الوضع الإنساني في سوريا

*العراق يأمل بحضور الأسد أو من يمثّله القمّة العربيّة لكنه سيلتزم بقرار "الجامعة العربيّة" 

*الوكالة الذرية تأمل التوصل لـ"نتائج ملموسة" خلال مهمّة مفتّشيها في إيران

 

تفاصيل النشرة

 

نعم للحوار لا للتكاذب

علي حماده/الشرق الأوسط

 بين اطلالات الرئيس سعد الحريري واطلالة السيد حسن نصر الله ثمة كلمة سحرية يدور حولها موقفا المرجعيتين الكبيرتين في البلد: الحوار. فمخاطبة الحريري الطائفة الشيعية والحزب بطريقة تفصل بين الاتهامات الموجهة الى قيادات من "حزب الله" وعناصر فيه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبين الموقف من الطائفة والحزب، في مقابل دعوة السيد حسن نصر الله الى حوار من دون شروط يكشفان حاجة الفريقين الى تحريك المياه السياسية الراكدة في لبنان، وان يكن ماردا المعادلة اللبنانية قد حسما أمر اصطفافهما في الازمة السورية: الحريري نصيرا للثورة، ونصر الله داعما للنظام. ومع ان الانقسام حول سوريا يستكمل انقساما لبنانيا يدور في اساسه الخيارات الكبرى في البلد، ولا سيما خيار امتلاك فئة من اللبنانيين السلاح فيما بقية الشعب أعزل، فإن تمسك "حزب الله" بالسلاح، وان مقرونا بحجة ما يسمى "مقاومة" يجعل من الحوار الهادف امرا ضروريا.  اننا مع الحوار بين اللبنانيين جميعا. ونرى ان الحوار في ظل الواقع اللبناني الداخلي المعقد طائفيا ومذهبيا ضرورة حتى مع فريق سياسي قد تثبت ادانته بقتل قادة لبنانيين في مرحلة من المراحل. والسبب في ان الصفة التمثيلية للحزب تبقى هي المحك في موضوع الحوار، فبامتلاكه غلبة تمثيلية حاسمة في الطائفة الشيعية ندرك انه لا يمكننا تجاهل امر التحاور مع الحزب الذي يجلس على برميل من البارود ويجلسنا معه عليه! طبعا ليس في كلامنا استسلام للقوة. ونحن في الحقيقة لا نخشى قوة "حزب الله" و لن نخشاها مهما صار. من هنا اهمية ان يكون الحوار اذا ما طرح جديا قائما على المصارحة والمكاشفة لا على التكاذب. فالموقف من السلاح مبدئي غير خاضع للتأويل، ولكنه خاضع للتفاوض الاجرائي المؤدي الى نزعه في شكل نهائي متى اقتنع "حزب الله" بأن لبنان لا يستمر بالتوازن المكسور الراهن. ومن المهم بمكان الا يتوهم "حزب الله" ان قوته كفيلة بجعل اللبنانيين يقبلون بالامر الواقع. فلا بد من ان تتغير المعادلة ذات يوم. ولا بد من ان يتغير المشهد في المنطقة. ولا بد من ان يأتي يوم يقف فيه عقلاء الشيعة في الحزب وخارجه ليقولوا كلمتهم، مفتتحين بذلك باب العودة الى مشروع الدولة الواحدة. في كلام السيد حسن نصر الله الاخير لم نتوقف كثيرا عند ما حفل به من سلبيات معهودة، ولكننا آثرنا ان نلتقط دعوته الى الحوار كي نضم صوتنا الى النائب وليد جنبلاط المرحب بالحوار مع علمنا ان ما يفكر فيه نصر الله قد لا يكون مطابقا لما يفكر فيه جنبلاط. ومع ذلك نعتبر ان المرحلة الاقليمية الراهنة ينبغي ان تدفع "حزب الله" الى التفكير مليا في ما هو آت من متغيّرات تماما مثلما يتعين عليها ان تجبر القوى الاستقلالية على التمسك بالفكرة القائلة ان سقوط النظام في سوريا يشكّل فرصة لكي يجتمع اللبنانيون بحرية تامة ويشرعوا في بناء وطن آمن لكل ابنائه ولا تشعر فيه فئة منهم بالخوف ولا بالغبن.نعم لحوار الكبار لا لحوار يقوم على التكاذب.

 

إذن.. نظموا مؤتمر أصدقاء الأسد!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

إذا كانت الخارجية التونسية تقول إنها لن تدعو المجلس الوطني السوري لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري القادم، بينما ستوجه الدعوة لكل من روسيا والصين، فإن السؤال هنا هو: وما الفائدة من هذا المؤتمر؟.. بل ولماذا لا يُدعى لمؤتمر أصدقاء الأسد من باب أولى؟! فكم هو غريب أن يقول وزير خارجية تونس السيد رفيق عبد السلام إنه «لن يكون هناك بالتأكيد تمثيل رسمي للمجلس الوطني السوري» في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، مشيرا إلى أن المراجع المختصة «تناقش الموضوع»، ومضيفا أن «الأمور مرهونة بأوقاتها»، ومتمنيا تشكيل مجموعة من المعارضة «يكون لها تمثيل حقيقي»!

والحقيقة هي أن القول بأن المعارضة السورية غير موحدة أمر غير واقعي، خصوصا في ظل نظام ديكتاتوري إجرامي طوال أربعين عاما مثل نظام الأسد، الأب والابن، بل السؤال هو: من الذي وحد المعارضة العراقية قبل إسقاط صدام حسين غير الأميركي خليل زلماي، وفي لندن؟.. ومن وحد المعارضة الليبية غير الفرنسيين والقطريين؟.. بل إنه قبل سقوط القذافي تمت تصفية عبد الفتاح يونس، والتي يبدو أنها لم تكن عملا انتقاميا بقدر ما كانت أشبه باغتيال أحمد شاه مسعود، أي إزاحة من المشهد السياسي استعدادا لمرحلة جديدة. فالمقصود بمؤتمر تونس أن يكون مساندا للثورة السورية، ورسالة واضحة للنظام الأسدي، وليس العكس، فدعوة الروس والصينيين ستكون بمثابة محاولة لتفريغ مؤتمر تونس من محتواه، وهذه طريقة أسدية شهيرة، فالمؤتمر المزمع عقده بتونس ليس ملحقا لمجلس الأمن حتى تحضره موسكو وبكين، بل هو مؤتمر من أجل اتخاذ قرارات تصب في مصلحة السوريين العزل، وليس من أجل وقف القتل فقط، بل ومن أجل تحقيق المرحلة الانتقالية، وفقا لرغبة الثورة السورية، التي تبنتها الجامعة العربية. ولذا يبدو أنه من المستحسن اليوم أن يكون هناك مؤتمر لأصدقاء الأسد تُدعى له كل من موسكو وبكين وبيروت، وبعض مسؤولي الجامعة، وحتى القاهرة، ويُعقد حيثما شاءوا، أما مؤتمر أصدقاء الشعب السوري فيجب أن يدعى له أولا المجلس الوطني السوري، مع الاعتراف به بالطبع، وكذلك الدول الفاعلة، والراغبة، في إنهاء معاناة السوريين، ووضع حد لجرائم الأسد، مثل السعودية وتركيا وقطر والإمارات والأردن، والدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومعها أيضا أميركا، وذلك ليتم اتخاذ قرارات، وأفعال حقيقية، يلمسها السوريون العزل، خصوصا من هم تحت القصف المدمر طوال أسبوعين، مثل أهل حمص ودرعا وإدلب.. وذلك ليخرج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، كما أوضحنا، بقرارات وخطوات عملية لدعم المعارضة السورية بكل أشكال الدعم، بما فيها السلاح، وكذلك فرض الممرات الإنسانية الآمنة، واتخاذ الخطوات الممكنة لبذل جهد دبلوماسي سواء داخل مجلس الأمن مجددا، أو خارجه، لإنهاء حقبة الأسد البالية، وضمان تفعيل دور محكمة العدل لتباشر مهمة تتبع من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بسوريا، وذلك وفقا للقرارات العربية الأخيرة.

هذا هو المطلوب من أصدقاء الشعب السوري، وعدا ذلك فيجب أن يسمى أي مؤتمر لا يتبنى مثل هذه المسائل بمؤتمر أصدقاء الأسد!

 

إيران تأمل "باستئناف سريع" للمفاوضات حول ملفّها النووي

أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده "تأمل بإستئناف سريع" للمفاوضات النووية مع القوى الكبرى، مذكرًا بأنّ إيران "كانت تؤيد إجراء هذه المفاوضات في اسطنبول" في تركيا، وشدد على أنه ينبغي "إيجاد آلية تتيح حلاً يكسب الطرفين". وفي مؤتمر صحافي في طهران، قال صالحي: "إنّ إيران ستخوض هذه المفاوضات بروح إيجابية"، وأعب عن أمله في أن "تُثبت الدول الكبرى بدورها إرادة طيبة" في محاولة لحلّ هذا الخلاف، وقال "نفهم موقف الطرف الآخر ونريد أن نمنحه إمكان حفظ ماء الوجه". (أ.ف.ب.)

 

طهران تُوقِف بيع النفط لفرنسا وبريطانيا 

أعلن المتحدث بإسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نكزاد وفق ما نقل عنه الموقع الرسمي للوزارة أن إيران أوقفت بيع النفط للشركات النفطية الفرنسية والبريطانية. (أ.ف.ب.)

 

حزب الوطنيين الاحرار كرم صفير

شمعون: لم يستسلم يوما ولم يخضع للترهيب

 وطنية - 19/2/2012 كرم حزب الوطنيين الأحرار الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في احتفال في المدرسة المركزية في جونيه التي بدأ فيها صفير مدرسا لمادة الترجمة، في حضور عدد كبير من مناصري "الأحرار" وشخصيات حزبية واجتماعية. وفي باحة المدرسة، القت فرقة كشافة وموسيقى الحزب التحية على صفير لحظة وصوله، وبادلهم التحية وأطلقت البالونات التي تحمل ألوان العلم اللبناني.

وعلى وقع أغنية الحزب، بدأ حفل التكريم الذي حضره المحتفى به الكاردينال صفير، النائب دوري شمعون، عضو كتلة "القوات" النائب ايلي كيروز، الإعلامي علي حمادة ممثلا النائب مروان حمادة، النائب السابق منصور البون، نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب، النائب السابق كميل زيادة، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، نائب رئيس حزب "الكتائب" سجعان القزي، العقيد الركن انطوان جريج ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العلامة علي الأمين، عضوا الأمانة العامة نوفل ضو ويوسف دويهي، مفوض كسروان ـ الفتوح في "الأحرار" زياد خليفة، رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام وعدد كبير من رؤساء البلديات، المخاتير ورجال الاعمال.

خليفة

بعد النشيد الوطني تحدث خليفة، ووصف صفير ب "الظاهرة في تاريخنا، وشخصا نادرا بصلابته وصانع الاستقلال الثاني، فنحن نعيش في زمن الربيع العربي الآتي من ثورة الأرز، وما من ظلم يدوم وحاكم مستبد إلا وسيسحقه شعبه، كما نؤكد من جونية عاصمة كسروان أننا مع قوى 14 آذار في مواجهة السلاح غير الشرعي والدويلة ومع الجيش اللبناني".

وتابع: "لم يغب عن البال الراحل رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق نسيب لحود، فكان شقيقه سمير موجودا وتم إعطاؤه درعا عربون وفاء ومحبة وتقدير لمواقفه". وشكر طلاب "الأحرار" ومفوضية كسروان تقديرهم ومحبتهم لنسيب الغائب.

درغام

وألقى درغام كلمة الطلاب، قال فيها: "إن صفير علمنا المسامحة والمصالحة والايمان والتمسك بالأرض والابتعاد عن الطائفية، وحلمنا أن نعيش في وطن يرعانا ويحترم الإنسان وكرامته وحريته، أما أشرف الناس فهم الذين يبنون لبنان بدولته ومؤسساته".

سعد

أما الإعلامي والمؤلف انطوان سعد، فأكد "أن البطريرك كان الحلقة التي لا تنكسر وكان مؤمنا بأنه من دون وحدة المسلمين والمسيحيين لا خروج للوصاية السورية، وهو ابن 92 عاما أمضى ربع قرن في بكركي في أصعب مراحل لبنان".

الاحدب

وشدد الأحدب في كلمته على أنه "رجل يحمل هم الوطن ومأساته، وهو شخصية هادئة ورصينة، كلامه القليل يرد على ألف جواب، ورجل الحكمة والايمان والتقوى، وفتح أبواب بكركي أمام الجميع حتى الذين كانوا ضد رأيه وخطه، كان المبشر والراعي لثورة الاستقلال الثاني، ونداء المطارنة الموارنة في العام 2000 أسس لثورة الأرز، وينادي بمرجعية الدولة والعيش المشترك الواحد والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه، وكان ضمير لبنان وضمير كل لبناني يسعى لوحدة لبنان وسيادته".

أضاف: "نحن اليوم في خضم الربيع العربي حيث الكلام عن حماية المواطن العربي من أي دين كان ولأي طائفة انتمى والجميع يعرف موقفكم في هذا الإطار ووقوفكم في وجه الظلم والطغيان والإجرام والجميع يعرف أنكم زرعتم بذور هذا الربيع، فالنظام الذي كنا نواجهه قال بعد صدور نداء المطارنة إن المسيحيين أقلية وموقف المطارنة يعبر عن قلة من هذه الأقلية، واليوم نرى ماذا يجري بهذا النظام الذي يقوم على فكر الأقلية"، مشيرا إلى "أن صفير كان الحريص على السلم الأهلي ويبقى، ووقفنا معه منذ اللحظة الأولى، فهو كان ولا يزال ضمير لبنان، التاريخ هو الذي ينصف الكبار".

الامين

ورأى الأمين "أن الكلمات تزدحم أمام هذا الرجل صاحب المقام الرفيع، فهو من فئة العظماء الكبار، فهناك الكثير من الناس يكبرون في المناصب فإن ذهبت مناصبهم ذهبوا، أما صفير فإن المناصب تكبر فيه، وإن تركها يبقى منصبه في قلوبنا وعقولنا لأنه رجل يتميز بالصلابة والحكمة في الموقف ومواقفه معروفة في مطالبته ببناء الوطن على أساس المساواة والحرية والعدالة".

حمادة

وألقى علي حمادة كلمة شقيقه النائب مروان حماده فاعتبر "أن صفير بطركه على الرغم من كونه درزيا"، مشيدا بمواقفه طيلة مسيرته وب"النضال المشترك لإخراج الاحتلال السوري من لبنان والتصدي لنظام قتلة الأطفال في سوريا وقتلة رجال الاستقلال في لبنان".

شمعون

بدوره، أكد شمعون أن البطريرك صفير "من سلسلة البطاركة الكبار، واختصر تاريخ الكنيسة على الرغم من أن ولايته بدأت في ظروف قاسية وأصبح مهددا في ظل المحاولات لتطويق بكركي، واستهدافه بسهام الأقربين والأبعدين، فلم يرضخ للضغوط وتسلح بثوابت بكركي الموافقة لثوابت لبنان ورفض الوصاية وكان المؤسس لثورة الأرز وما تبعها من إنجازات وطنية".

أضاف: "رجل الله والإنسانية والوطن، ونعبر له عن امتناننا، وهو من اختصر تاريخ الكبار من أسلافه وأرسى أسسا صلبة لمن خلفه فأضحى البطريرك النموذج، ويصح القول إنه البطريرك النموذج، فلم يستسلم يوما ولم يخضع للترهيب ولم يغادر الساحة بل كان أكثر حضورا كلما ارتفعت وتيرة التهديدات، ولا أحد منا ينسى وقفاته التاريخية، فهو مدرسة لجميع اللبنانيين الذين يشهدون للحق وللمدافعين عن الحقيقة".

صفير

بعدها صعد صفير الى المسرح وتسلم من شمعون درعا تكريمية "عربون وفاء ومحبة". وقال: "إن رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون ترك اسما وإنجازات كثيرة يذكرها له التاريخ، وما زال حتى اليوم يذكر بأعماله التي عادت بالخير على لبنان".

وأكد "أن التاريخ تواصل بين الماضي والحاضر، ومن واجب كل جيل أن يكثف ما تركه له السلف الصالح وعليه واجب إغنائه لكي يستفيد منه من يأتي بعده، وهكذا يستفيد الوطن من أبنائه وما تركوه له".

وشكر حزب الوطنيين الأحرار على هذا التكريم، مشيرا إلى "أنه لم يقم إلا بواجبه"، معتبرا "أنه حتى في أثناء القيام بواجبه قصر في القيام ببعض ما كان يجب عليه فعله".

كما، قدمت للبطريرك لوحة عبارة عن رسم شخصي قدمها عضو منظمة الطلاب الفنان فيليب فرحات نالت اعجاب الحاضرين.

واختتم الاحتفال بكوكتيل على شرف الحاضرين.

 

الراعي:الصوم الكبير هو زمن التغيير وترميم العلاقات مع بعضنا البعض

الاوضاع الاقتصادية آخذة بالتردي فيما المسؤولون أسرى مصالحهم الخاصة

واجبات السلطة السياسية الإعتناء بالفقراء فيشعرون بقيمة انتمائهم الى وطنهم

وطنية - بكركي - 19/2/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس احد مدخل الصوم في بكركي، عاونه فيه أمين سر البطريرك الخوري نبيه الترس، القيم البطريركي المونسينيور جوزف البواري، الأب توفيق بو هادير. خدمت القداس جوقة أرزة لبنان وحضره عدد من الفاعليات النقابية والطبية والشخصيات الانسانية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن عرس قانا الجليل

"حول الماء الى خمر فائق الجودة"، ومما جاء فيها: "إستهل يسوع رسالته الخلاصية بحضور عِرس في قانا الجليل، وبزرع البهجة في القلوب، وأجرى آية تحويل الماء الى خمر فائق الجودة. وأرادها علامة تدل أنه قادر على تحويل باطن الإنسان العتيق إلى إنسان جديد. وبهذا التحويل يزرع الفرح والسعادة في القلب، كما زرعه في عروسي قانا والمدعوين. ما يعني أن يسوع المسيح هو فرح الانسان الدائمِ والثابت. وبهذه الآية استبق وهيأ تحويل الخمر إلى دمه في عرس الفداء. فكما آمن تلاميذه بألوهيته عندما حول الماء إلى خمر، كذلك سيؤمنون عندما سيحوِل، في عشائه الأخير وهو وليمة عرس فداء البشر، الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه لحياة العالم". اضاف: "تبدأ الكنيسة زمن الصوم الكبير بمدخله في هذا الأحد، وببداية الصيام الأربعيني، الذي يتواصل بأسبوع الآلام، نهار غد المعروف بإثنين الرماد، للدلالة على أنه زمن التوبة والاهتداء، وبالتالي زمن التغيير. وقد وجهت رسالتي الراعوية الأولى بمناسبة الصوم، وهي بعنوان: "الصوم الكبير زمن التغيير". ونعني التغيير في المسلك وفي العلاقة مع الله والذات والآخرين، بوسائل ثلاث هي الصلاة والصوم والصدقة". وتابع: " بالصلاة نرمم العلاقة مع الله، لأنها ترفع عقولنا وإرداتنا وقلوبنا إليه، فنتحرر بقوة الروح القدس من الخطيئة والميول الشريرة. والصلاة تثمر فينا ثمار الروح، حسب تعبير القديس بولس، وهي: المحبة والفرح والسلام والطهر والتواضع والصبر والطاعة لإرادة الله. وبالصوم عن الطعام نرمم العلاقة مع ذاتنا الشخصية، لأنه يمرن الإرادة ويمكنها من السيطرة الذاتية على الأهواء المنحرفة، ويعطيها المناعة لمقاومة التجربة وإغراءاتها المضادة لوصايا الله وتعليم الانجيل. هذا فضلا عن كونها تكفيرا عن الخطايا الشخصية، والتماسا لغفران الله عن كل ما شوهْنا به صورته فينا.وبالصدقة نرمم العلاقة مع اخوتنا الفقراء والمحتاجين بما نقوم به من أعمال محبة ورحمة نساعدهم من خلالها في حاجاتهم الجسدية والروحية. إننا نسد حاجاتهم الجسدية عندما نساعدهم في حالات جوعهم وعطشهم ولباسهم وغربتهم ومرضهم. ونسد حاجاتهم الروحية عندما نساعدهم في حالات حزنهم وضياعهم وقهرهم وحرمانهم ويأسهم".

اضاف: "زمن الصوم هو موسم الصلاة والرياضات الروحية، وموسم الإماتات والتقشف. وموسم أعمال الخير والرحمة وتقديم المساعدات المالية والعينية، سواء مباشرة، أم بواسطة المؤسسات الخيرية الرسمية، ولا سيما تلك التي تنظم حملاتها السنوية في الأبرشيات والرعايا والمؤسسات وعلى الطرقات في زمن الصوم. نأمل أن نلتزم جميعنا بعيش هذه المواسم التي تهيىء نفوسنا للتوبة والمصالحة مع الله والناس. وذلك بالمشاركة في الرياضات الروحية التي تقام في الرعايا، وتختتم برتب التوبة والاعتراف الشخصي بالخطايا، من أجل التغيير والتجدد الروحي، الكفيلين وحدهما بتغيير مجرى الأمور في الحياة العائلية والاجتماعية والوطنية، والخروج من حالات الفساد والعداوات والنزاعات والشرور. وهكذا نبلغ في نهاية مسيرة الصوم الكبير إلى العبور الفصحي مع المسيح المائت عن خطايانا والقائم من الموت لتقديسنا، فنعبر من حالة الضعف إلى حالة القوة، من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، من حالة الموت الروحي إلى قيامة القلوب".

وقال: "بالعودة إلى آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، لا بد من قطف ثمار التعليم الذي تدل إليه الآية – العلامة. فإذ يجمع إنجيل يوحنا بين الماء والخمر في آية عرس قانا الجليل، يعود فيربط بين الماء والدم اللذين سالا من جنب يسوع المعلق على الصليب، عندما طعنه أحد الجنود بحربة (يو 19: 33). فإذا بعناصر آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة في العرس البشري، تصبح إياها عناصر عرس الخلاص الإلهي: فالماء الذي جرى من جنب يسوع أصبح ماء المعمودية للولادة الثانية من الماء والروح (يو 3: 5)، والخمر أصبح دم ذبيحة الفداء لغفران الخطايا والحياة الجديدة فينا بالروح القدس. ولأن الخمر علامة الفرح، فإنه يرمز للروح القدس، المعروف بخمرة الروح التي تنعش حياة المؤمنين والمؤمنات وحياة الكنيسة، فيتكلمون كلام هذا الروح، أعني كلام الحقيقة والمحبة والغفران، كلام العدالة والحرية والسلام. في الواقع عندما حل الروح القدس على التلاميذ، راحوا يكلمون الشعوب المتواجدين في أورشليم لعيد الخمسين، كان هؤلاء مندهشين إذ سمعوهم يتحدثون بعظائم الله بلغاتهم، وهم "من كل الشعوب الذين تحت السماء"، قال بعضهم، ولو بهزء: "هؤلاء شربوا خمرا، فسكروا" (أعمال 2: 1-13). فشرح بطرس أن ذلك ليس من شرب الخمر المادي، بل من "شرب" خمرة الروح القدس، إذ قال: "كلا! ما هؤلاء سكارى كما تزعمون. بل ما قيل على لسان يوئيل النبي: "يكون في تلك الايام الأخيرة، يقول الله، أني أفيض من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم... وعلى عبادي أفيض من روحي في تلك الايام، فيتنبأون" (أعمال 2: 15-18).أما موقع مريم في هذه الآية فهو أنها تعلمنا معنى "الحضور" المنفتح على الآخر في حاجاته، والعمل على سد هذه الحاجات، فقالت ليسوع: "ليس عندهم خمر". وطلبت إلى الخدم أن يستعدوا لأي عمل يقوم به يسوع: "إصنعوا ما يقول لكم". إن حاجاتنا تفتح نفوسنا على الرجاء بتدخل الله وعنايته، الذي يظهر دائما مجده في عظائم التاريخ. مريم العذراء هي الوسيطة بين البشر والله، والمسيح الوسيط الاول والوحيد بين الله والناس، يتم ما يلتمسه المؤمنون والمؤمنات على يد أمه مريم العذراء الكلية القداسة".

اضاف: "أجل، الصوم الكبير هو زمن التغيير وترميم العلاقات مع بعضنا البعض، ولا سيما على مستوى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الآخذة بالتردي، فيما المسؤولون السياسيون ما زالوا غرقى بل أسرى مصالحهم الخاصة، وعمل المؤسسات الدستورية شبه معطل، وبالتالي متسببا مباشرة بتردي هذه الاوضاع. إن زمن الصوم ينادي الجميع إلى التزام المحبة الاجتماعية. لكن الدعوة ملحة بالنسبة إلى السلطة السياسية لتستثمر طاقات الدولة وأملاكها ومالها العام ومرافقها ومرافئها والضرائب والرسوم والاقتصاد الوطني في خدمة الخير العام، لكي يعيش المواطنون في بحبوحة وحياة كريمة. ومن أولى واجبات السلطة السياسية الاعتناء بالمواطنين الفقراء والمحتاجين، فيشعرون بقيمة انتمائهم إلى وطنهم، ويعتزون. بل كلنا مدعوون للمساهمة المالية والعينية، على قدر كل واحد منا، لمساعدة إخوتنا وأخواتنا الفقراء والمحتاجين، بحكم وصية الكنيسة: "أوف البركة أي العشر". وهي مساعدة بدافع من المحبة ومن باب العدالة، لأننا نعيد لهم ما هو في الاساس من حقهم. هذه هي ثقافتنا الانجيلية وتعليم كنيستنا".

وختم: " باسم المسيح، الذي صام أربعين يوما وأربعين ليلة، استعدادا لبدء رسالته الخلاصية، نبدأ مسيرة الصوم الكبير على مثاله، لكي نهيىء نفوسنا، كل من موقعه، لتحمل مسؤولياتنا في العائلة والمجتمع، في الكنيسة والدولة. ونرجو في ختام مسيرتنا مواكبة ربيع الطبيعة المزهر لمواسم العطاء، جاعلين من حياتنا وأعمالنا نشيد تسبيح، مثل نشيد أزهار الربيع، لله الخالق والفادي، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المشاركون في القداس والعديد من الفاعليات الاجتماعية والنقابية ومن ابرزهم رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده.

هذا ويترأس عند السابعة من صباح غد في كنيسة الصرح رتبة تبريك الرماد والقداس الالهي، ويزور عند الثالثة من بعد الظهر دير الصليب في جل الديب.

 

كنعان: إحدى الوزارات طلبت تأجيل البحث بفضيحة المازوت الأحمر ونحن رفضنا

أعلن رئيس عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان أن "إحدى الوزارات طلبت تأجيل البحث في فضيحة المازوت الأحمر"، مضيفاً: "لكننا رفضنا ذلك". وفي حديث لمحطة "Otv"، قال كنعان: "بعكس الضجة الاعلامية التي أُثيرت، لم تأتِ بعد تقارير حول موضوع ملف توزيع المازوت المدعوم"، مشدداً على أن "الأهم تحديد المستفيد ومن يغطّيه سياسياً"، وذكّر بأن وزير الطاقة جبران باسيل "رفض منذ البداية دعم المازوت خوفاً من الاحتكار".(رصد NOW Lebanon)

 

شربل: مخرج بدل النقل قانوني وفعّال.. والحكومة ضرورية لحفظ الاستقرار

رأى وزير الداخلية مروان شربل أنّ المخرج الذي وجده رئيس مجلس النواب نبيه لمشكلة عدم توقيع وزير العمل شربل نحاس لمرسوم بدل النقل هو مخرج "قانونيّ وفعال"، معتبرًا أنّ "القانون سينتصر"، ولفت إلى أنّ مجلس النواب سيوافق الأربعاء في جلسته التشريعية على هذا المخرج المتمثل بإقرار اقتراح تعديل القانون للإتاحة للحكومة تحديد بدل النقل. وفي حديث لقناة "mtv"، أكّد شربل أن وزير العمل شربل نحاس مقتنع بهذا المخرج، وردًا على سؤال، أجاب شربل: "لا يتم أخذ أي قرار من دون الأخذ برأي (رئيس الجمهورية ميشال) سليمان"، مشدداً في الوقت عينه على أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "حريص على تنفيذ القانون". وعن إمكانية استمرار الحكومة رغم ما تشهده من خلافات، اعتبر شربل أنّ "وجودها ضروري لتمرير هذه المرحلة، وللحفاظ على الاستقرار، ولتنفيذ مطالب الشعب".(رصد NOW Lebanon)

 

نقولا نحاس: هل إنّ الوزير يسيّر عمل حكومة أم العكس؟

أكد وزير الاقتصاد نقولا نحاس أن عدم توقيع وزير العمل شربل نحاس لمرسوم بدل النقل هو "أمر ثانوي"، مضيفاً في حديث لقناة "المنار": "الموضوع هو كيفية انتظام عمل المؤسسات"، وسأل: "هل إنّ الوزير يسيّر عمل حكومة أم العكس؟".(رصد NOW Lebanon)

 

معتبراً أن 14 آذار أعطت أفضل صورة عن تنوّعها وتضامنها في مهرجان البيال"

خوري: نأمل ألا يضع نصرالله نفسه بوجه الشعب السوري الذي يدفع الدم وهو يعرف ثمن الدم

شدّد مستشار الرئيس سعد الحريري، النائب السابق غطاس خوري، على أن إحياء الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط في البيال "أعطى أفضل صورة عن تنوّع 14 آذار وعن تضامنها في الوقت عينه"، مؤكدًا أن "رفيق الحريري حضر في الذكرى مُكرَّراً، فهو كان أول من آمن بالحريات والديمقراطية في العالم العربي، هو كان يحلم بأن تصل الدول العربية إلى مستوى من الديمقراطية تسمح للبنان بأن يأخذ متنفّساً من واقع أنه واحة للحريات في صحراء من الأنظمة المُغلَقة". وفي حديث لقناة "الجديد"، قال خوري: "مبدأ التداول في السلطة هو في صلب ما آمن به الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي إذا تأمّن هذا المبدأ في الدول العربية، فإنه لا داعي أبداً للخوف من وصول الإسلاميين للسلطة في الدول العربية، لأنهم إذا فشلوا في تأمين تطلعات الشعوب العربية الثائرة اليوم فهي ستختار غيرها بعد أربع سنوات"، مشيراً إلى أن "تجربة العراق مؤسفة جداً لناحية ما تعرض له المسيحيون فيه، لكن ما حصل لم يكن ضد المسيحيين حصراً بل أصاب السنّة والشيعة على السواء، أما مصر فإن أحداً لن يقدر على ابتلاع عشرة ملايين قبطي، ثم إن المسيحيين في فلسطين لم يهجّرهم الملسمون بل إسرائيل العنصرية تمهيداً لتهجير المسلمين بعدهم".

خوري، ورداً على سؤال حول ما يقال عن وجود "الجيش السوري الحر" في لبنان، قال: "إن ظهور عدد من العناصر الذي قد لا يتجاوز العشرة في فيديو صوّره البعض، لا يعني أن الأمر يشير إلى أن لبنان بات قاعدة للجيش السوري الحر كما يشاع، فهذا الأمر أساساً أكبر من أن يحمله لبنان، أما أن نتضامن معنوياً وعاطفياً مع الشعب السوري فإن أحداً لا يمكنه منعنا من ذلك، وتهديد السلم الأهلي في لبنان ليس بأن نتضامن مع الشعب السوري بالمواقف".

ورداً على انتقاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لتأييد قوى 14 آذار للثورة السورية، قال خوري: "نأمل منه أن لا يضع نفسه بوجه الشعب السوري الذي يدفع الدم، وهو أكثر من يعرف ثمن الدم، أما قوله بأننا ندعم ثوار سوريا بالمال والسلاح، فهو كلام إعلامي، إذ ليس لنا القدرة ولا الإمكانية لذلك، نحن لا نقدّم لا مالاً ولا سلاحاً، كل ما نقوم به هو تأمين مساعدات إنسانية للنازحين السوريين، والدعم السياسي، أحبّ أن يصدق (نصرالله) ذلك فليكن، وإذا لم يُرِد التصديق فهو حر في ذلك"، مضيفاً: "إن أسلوب السخرية الذي استخدمه نصرالله معيب بحقّه، وربما أخذ هذه المرة دور (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب) العماد ميشال عون". وبشأن قراءة منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لرسالة المجلس الوطني السوري، قال خوري: "الحكومة الحالية تعمل لدى النظام السوري، فهل كان المطلوب أن ندعو رئيس المجلس الوطني برهان غليون ليخطفوه؟ ما حصل أنه أتت رسالة من الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري فقرأها منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار"، وتابع: "صحيح ما قاله السيد نصرالله أن اللعبة أكبر منّا، فهي أكبر منّا ومنه".

وحول قول نصرالله إنه يقبل الحوار بدون شروط، ردّ خوري: "الرئيس سعد الحريري قال بوضوح إننا نؤيد الحوار، وإنه ضد الفتنة السنّية الشيعية، وأننا لن نستخدم ما قد يحصل بسوريا على الساحة السياسية اللبنانية". وإذ استغرب "الردّ الانفعالي" لنصرالله على دعوة الرئيس الحريري للحوار، نوّه خوري بما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري من "ردّ إيجابي يعبّر عن أنه رجل دولة". ورداً على سؤال، أجاب خوري: "نحن نطالب الشريك في الوطن أن يعترف بنا كشريك، فنصرالله قال إنه إذا تعرّضت إيران لهجوم، فهو سيقرر ما إذا كان يساعدها أم لا، وبالتالي كيف يرانا شركاء بالبلد فيما يريد أن يقرر أمراً مصيرياً كالحرب والسلم بمفرده؟". وبشأن بعض الهتافات التي قيلت في البيال والتي تنافي الحديث عن منع الفتنة، قال خوري: "قد يكون حصل بعض الاختراقات أو الشعارات من خارج السياق، لكن الرئيس الحريري يريد منع الفتنة ليس بالسلاح بل بالإرادة، لأن إرادة سعد الحريري عدم اللجوء إلى العنف وأننا نحن أبناء بلد واحد نريد حل الأمور في ما بيننا بالنقاش". وحول ما ستقدّمه قوى المعارضة في 14 آذار، أوضح خوري أن الأمر قيد الدرس، وأضاف: "ما أطلقناه من مواقف في 14 شباط سيتم تطويره في 14 آذار، لأنه إذا لم كين هناك من جديد أو تطوير في المواقف، قد نقول إنه ليس هناك من جديد وبالتالي نصرف النظر عن إقامة مهرجان 14 آذار، لكن يجب أن لا يراهن أحد على غياب قدرتنا في الحشد الشعبي، لأن هذه القدرة الشعبية لا تزال على حالها بل تتقدّم، والروح النضالية موجودة". في سياق آخر، اعتبر خوري أن "وزير الخارجية عدنان منصور يعمل وزير خارجية للنظام السوري، ثم يأتي من يقول إن الحكومة تعتمد سياسة "النأي بالنفس" عن سوريا"، ونفى خوري أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة قد نأى بالحكومة اللبنانية في تموز 2006 عما كان يجري في الحرب الإسرائيلية على لبنان، وقال: "السنيورة كان قائد حكومة المقاومة باعتراف الرئيس بري". خوري أكد أن "الحكومة الحالية ستذهب بذهاب التوازن الإقليمي القائم حالياً"، وتابع: "نحن لا شهية لدينا بأن ننزل إلى الشارع لإسقاط الحكومة، ونحن لسنا معارضة انتقامية". (رصد NOW Lebanon)

 

رعد: نحن على خط التناقض الجذري مع مصالح العدو الصهيوني

الصراع مستمر وطويل لكن إمكانات تحقيق النصر لأمتنا أصبحت واعدة

 وطنية - 19/2/2012 أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "كل الضجيج حول انتصار المقاومة في لبنان واستهداف الوضع في سوريا إنما هدفه أن لا تقوى شوكة خط المقاومة والممانعة"، مشيرا الى ان "من يريد تخريب سوريا اليوم لا يهدف لتعميم الديموقراطية واشاعة الحرية والانتصار لحقوق الإنسان"، ومتسائلا "كيف يتساوى هذا مع رغبة أنظمة تطالب بالحرية وحقوق الإنسان، وهي بالواقع أنظمة ترفع شعارات كاذبة لتموه انخراطها في مشروع الحراسة للمصالح الاميريكية والإسرائيلية في منطقتنا".

وأشار رعد خلال احتفال أقيم في مجمع أهل البيت في مدينة بنت جبيل برعاية المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان لمناسبة ذكرى الشهداء القادة وانتصار الثورة الإسلامية في إيران، إلى "أننا اليوم في مواجهة قاسية مع جبهة الطغيان والنفاق الإقليمي والدولي الذي يستهدف إرادتنا وإصرارنا على تحقيق استقلالنا وسيادتنا واستعادة كرامتنا وثقتنا بأنفسنا وتحقيق شخصيتنا الحضارية ومجتمعنا القوي المتنامي، وأننا في هذا الصراع القاسي ليس لنا إلا الاتكال على إمكاناتنا الذاتية بعد التوكل والثقة بالله عز وجل، وأن كل القوة والروح الثورية التي تتحرك في شرايين ابناء أمتنا الاحرار في أي بلد من بلدان عالمنا العربي والإسلامي، إنما تستمد ثورتها من الدفق الروحي الثوري المتواصل مع الله سبحانه وتعالى، والذي فجر ينبوعه الإمام الخميني المقدس"، معتبرا أن "المعركة هي استراتيجية وحضارية، وأن الأثمان التي دفعتها المقاومة من أجل تحقيق الانتصارات والإنجازات على مستوى الأمة ككل هي أثمان لا بد من دفعها، لكن النتائج هي أكبر من ذلك بكثير، لأنه يراد لنا ان نبقى رهن التخلف والتمزق والإنشغالات الجزئية وراء تفاهات ومعارك جانبية في بلداننا حتى لا تكون صورة المشهد الذي يليق بأمتنا قابلة للتحقق". وأضاف: "نحن على خط التناقض الجذري مع مصالح الاستكبار العالمي والعدو الصهيوني، وما أنجزناه من خلال تصدينا لحروب هؤلاء واعتداءاتهم على مدى السنوات الماضية حولنا الى رقم صعب لا يستطيع أحد التطاول علينا وعلى أمننا بعد الآن، ورغم أن التهديدات تتصاعد، لكنها تذهب مع الاثير لأن الأميريكي وصل الى مرحلة الانحدار، والاسرائيلي بات عجزه عن التحرش بلبنان واضحا لأن فيه مقاومة تستطيع ان تلقن العدو دروسا اخرى وتمنعه من معاودة ارتكاب أي حماقة".

وشدد على أن "هذه المقاومة الايمانية الجهادية التي تنطلق من خط الالتزام بمنهج تحرري يفرض مهابة الامة على العالم المستكبر، هي الخيار الذي يصنع للبنان والمنطقة المجد والعزة والكرامة"، مؤكدا أن "استهداف المقاومة ليس استهدافا لهذا المجد الذي نتطلع إليه فقط، وإنما لوجود هذه الروح التي يمكن أن تتوارثها الاجيال المقبلة، فلا يبقى موطئ قدم للاستكبار العالمي في منطقتنا"، مؤكداأن "الصراع مستمر وطويل، لكن إمكانات تحقيق النصر لأمتنا أصبحت واعدة وأفق تحقيق النصر في هذا الزمن أصبح مفتوحا بعد ان كان مقفلا قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران".

وختم قائلا: "النظام العربي حكم هذه المنطقة 60 عاما على الأقل، ولم يستطع ان يصنع ابرة من أجل أن يعبر عن قدرات التقدم الصناعي وأن يحقق التفاهم والتنسيق بين قطرين عربيين، وأن يحقق التنمية رغم توفر الإمكانيات الهائلة التي تودع في المصارف الغربية".

بدوره رأى الملحق الثقافي الإيراني في لبنان أبو الفضل صالحي نيا أن "المقاومة الإسلامية في لبنان هي ثمرة الثورة الإسلامية الإيرانية التي جسدت المقاومة في جميع جوانبها من جانب القائد والشعب والسلاح والقتال، وواجهت الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية من محاولات انفصال داخل ايران في بعض المحافظات إلى محاولات الانقلاب العسكري إلى الحرب مع العراق إلى الحصار الذي ضرب على ايران اقتصاديا وعلميا وغيره".وتحدث عن الفكر المقاوم للامام الخميني، مشددا على أن "الشعب الإيراني وجد أن عليه الإتكال على نفسه وقدراته الخاصة وبدأ بالتطور والتقدم في مختلف المجالات وهذا هو العمل المقاوم الجدي". هذا وجرى إفتتاح معرض المقاومة الإسلامية في المجمع نفسه.

 

نواف الموسوي: لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها

لبنان لم يعد ساحة مفتوحة لنزهة عسكرية اسرائيلية

وطنية - 19/2/2012 شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي على "وجوب العمل لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها، وعلى السعي للوصول إلى عقد اتفاقيات تتجاوز ما تتجه الحكومة للقيام به إلى أبعد من ذلك". ولفت الموسوي خلال لقاء سياسي في بلدة الحوش- صور، إلى "أنه في أي عملية سياسية، لا بد من أن نشهد ما نشهده من تجاذب وعلاقة تتأرجح أحيانا بين التوافق والاختلاف، وأن هذا الفريق السياسي الذي تمكن من تخليص لبنان من الفتنة التي كانت تتدبر له ونجح بتشكيل ائتلاف حكومي، مطالب اليوم بأن يجعل تجربته ناجحة ومؤسسة لتجربة ائتلافية دائمة".

واعتبر "أنه طالما أننا متفقون على أن هذه الحكومة جنبت لبنان مخاطر الفتنة واللااستقرار، فمن المنطقي والمشروع التفكير بهذه الطريقة حتى في ظل وجود عقبات لإزالتها"، معتبرا "أن مدخلها يكون بالإقرار المتبادل بالحقوق التي هي لكل مكون من مكوناتها، وبالمصالح التي نرغب في أن تكون مصالح مشتركة في أي موضوع من الموضوعات التي تتصدى الحكومة للقيام بها".

وقال: "أن اللهجة العالية التي نسمعها تنم عن حقد القلوب لدى مجموعة أرغمت على مغادرة الحكم، ولا تعرف العودة إليه سوى بانتظار سقوط النظام السوري وبناء مجدها على وهم هذا السقوط"، ورأى "أن هذا الوهم بلغ أعلى درجاته بحيث ان بعض الخطباء في البيال بدأوا يتصرفون من موقع المنتصر الذي يملي الشروط ويسميها ضمانات"، معتبرا "أنه حتى لو تحقق ما يتمنونه من سقوط للنظام السوري وهو ما لن يتحقق، فلن يكون في مقدورهم أن يغيروا المعادلة الداخلية في لبنان".

ودعا الى "عدم بناء الأوهام حيال نتائج ما يجري في المنطقة على لبنان باعتبار أنه سينعكس ضعفا على المقاومة فيتمكنون منها"، لافتا إلى "أن هناك سبيلا واحدا للتعاطي مع المقاومة وفريقها السياسي وهو الحوار الذي لا ينبغي ان يكون مشروطا، ويجب أن يقوم على قاعدة تحصين لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، مشيرا إلى "أن الحوار الهادف لنزع سلاح المقاومة هو حوار مطلوب إسرائيليا وهذا ما لن يتحقق في لبنان، وأن اللبنانيين معنيون في بحث كيفية تحصين أنفسهم في مواجهة إحتمالات العدوان لا في كيفية تجريدهم من القدرات الدفاعية التي تحميهم".

وتابع الموسوي: "إن البعض في لبنان يريد أن يخبرنا بأن ثورته في العام 2005 كانت إشعاع الثورات، مع أننا كلنا نعرف وهم يعرفون أن السفيرين الامريكي والفرنسي هما القائدان الفعليان لأحداث ذلك العام، ولكن البعض يريد ان يطلق عليها اسم ثورة مع أنها كانت في حقيقة الامر عملية قيصرية لتطبيق القرار 1559 الذي صدر باتفاق امريكي فرنسي في العام2004، وهي لم تكن ثورة بقدر ما كانت عملية منسقة أمريكيا وفرنسيا نحو تطبيق جوهر هذا القرار وهو القضاء على المقاومة ونزع سلاحها، إلا أنه لم يكن للحكومات الغربية التي تضع في المرتبة الاولى المصالح الإسرائيلية من هدف في لبنان لغاية الآن غير هذا الهدف الذي هو هدف إسرائيلي".

ولفت إلى "أنه منذ العام 2005، لم يترك سادة الفريق الآخر من عرب أو غرب وسيلة إلا واعتمدوها للقضاء على أعظم مقاومة في العالم، لأنها تمكنت من هزيمة اعظم جيش في المنطقة مؤزر بأعظم دول في العالم"، ورأى "أنهم راهنوا على أن سحب القوات السورية من لبنان سوف يؤدي إلى القضاء على المقاومة، فانتظروا سنة وعندما اكتشفوا ان هذه المقاومة بقيت على عظمتها ذهبوا إلى أخر الدواء وهو الكي الإسرائيلي في العام 2006 على أساس تخليصهم منها، فأصبح الاسرائيلي نفسه يفتش عمن يخلصه مطالبا بالتوصل إلى وقف اطلاق النار". ورأى الموسوي "أنه بالرغم من أنهم بذلوا كل ما بوسعهم لكي ينالوا من هذه المقاومة فإنها تزداد عظمة في كل يوم"، لافتا إلى "أن من يقرأ تاريخ لبنان، يجد أن كل أزمة حصلت في المنطقة كانت تنفجر في لبنان على شكل حرب إسرائيلية او كانت تؤدي الى تأزم بين اللبنانين للوصول إلى حد الحرب الأهلية"، واشار الى "انه بالرغم من الصراع الدولي الإقليمي الذي يجري في المنطقة اليوم، فإن لبنان لا زال يحظى بالامان وهو بأسره حتى بمن فيه أولئك الذين يهجمون على المقاومة، هم مدينون لها بحالة الأمان التي يعيشها لبنان، لأنه بسبب حرب تموز 2006، رسمت معادلات استرتيجية وعسكرية جديدة حصنت بلدنا من ان يكون متنفسا لكل مرة تتأزم فيها الاوضاع في المنطقة، وأن لبنان لم يعد ساحة مفتوحة لنزهة عسكرية اسرائيلية من وقت إلى آخر، بل هو يستمد حصانته اليوم من قوة المقاومة وسلاحها". وشدد على "أن المقاومة كانت على قدر من الحكمة وقامت بالتصرف المناسب ورسمت قواعد تحول دون ان تنزلق التوترات في لبنان إلى حرب اهلية"، مشيرا الى "انه لولا قيام المقاومة بالمبادرات المختلفة ميدانيا وسياسيا، لكان لبنان في موقع آخر اليوم"، واوضح "أن اهم هذه المبادرات هو اننا تمكنا مع فريقنا السياسي من اخراج فريق 14 آذار من حكم البلد حيث إنهم لو كانوا فيه، لكانوا أدخلوا لبنان في آتون الأزمة السورية واحرقوه كما يشاء البعض اليوم لسوريا أن تحترق في الصراعات التي تدور بينهم".

 

شطح: لا يستطيع "حزب الله" أن يقرر عن الجميع.. وما يحدث بحمص يذكّر بـ"أرتحششتا"

أكد مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية الوزير السابق محمد شطح أن "ما يحدث في سوريا هو عملية انتقال نحو الديمقراطية ستترك تداعيات على لبنان وسوريا"، وأضاف: "الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في موقفه في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في "البيال" لجهة ما يحصل في سوريا، فالمواطن اللبناني عندما يرى ما يحدث في بعض الأحياء في حمص يتذكر أن هذا ما كان يحصل من محاصرة المدن على أيام أرتحششتا (أحد الملوك الفرس في العصر القديم)". شطح، وفي حديث لمحطة "mtv"، لفت الى أن أنه "لا يوجد شروط للعودة إلى الحوار ولكن يجب أن ينطلق من مبدأ الميثاق اللبناني أي من دولة واحدة تملك السلطة الواحدة والسلاح الواحد، وأي حوار يجب أن يكون تحت عنوان كيفية بناء الدولة"، مشيراً إلى أن "السلاح خارج الدولة يعرض بقاء لبنان للخطر"، وأضاف: "لقد انتهى الكلام الضبابي عن المقاومة، وبعد عام 2000 تحوّلت المقاومة ضمناً لجيش تحرير، واليوم "حزب الله" يملك إمكانات عسكرية يجب الاستفادة منها ضمن الدولة والجيش اللبناني ولا يجوز أن يبقى السلاح خارج إطار الدولة تحت أي مسمى، لأن الاستثناء هو أن يبقى الجيش خارج إطار مهامه بالدفاع عن الحدود، وإن وجود سيادتين ضمن الدولة يتناقض مع العيش المشترك والدستور والميثاق الوطني". وأكد شطح أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "لا يستطيع أن يفرض مواقفه على الآخرين انطلاقاً من رؤيته ضمن مجتمع متنوع ديمقراطي كما هو لبنان، وإن اختصار الموضوع برؤية ضيقة من قبل السيد نصرالله أمر يجب إعادة التفكير به". وأشار شطح إلى أن خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في ذكرى 14 شباط "يعبّر عن تفاعل مع المحيط العربي"، كما أن خطاب الرئيس أمين الجميل كان "انفتاحاً على الأزهر". وفي مجال آخر تحدث شطح عن أنه يفضّل "العمل على إنشاء مجلس شيوخ طائفي يعبر عن اللبنانيين كمجموعات". (رصد NOW Lebanon)

 

كرامي استقبل أهالي الموقوفين الاسلاميين ورعى مصالحة وتراجع عن دعوى بين عائلات من آل الأيوبي: قضيتهم حق ولا يجوز السكوت عنها شرعا ولا إنسانيا

المسؤولون متحمسون للحل وخلال أسبوعين تظهر النتائج

شعبان: إذا لم يخرجوا من سجنهم سيرى كل لبنان ما سنفعله

 وطنية - طرابلس - 19/2/2012 أكد الوزير فيصل كرامي أن "قضية الموقوفين الإسلاميين من أبناء طرابلس والشمال هي قضية حق وفيها مظلمة ولا يجوز السكوت عنها لا شرعا ولا انسانيا". ولفت الى متابعته الحثيثة خلال الشهر الماضي لهذا الملف مع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير العدل وقائد الجيش، مشيرا الى انه وجد تجاوبا منهم لانهاء هذا الملف بالسرعة المطلوبة، وتمنى على أهالي الموقوفين الاسلاميين إمهاله أسبوعين لانهاء الاتصالات والا سيبني على الشيء مقتضاه، واعدا في حال اهمال هذا الملف بعقد مؤتمر صحافي في مستهل التصعيد المطلوب يقول فيه كل الأمور كما هي.

وقال: "هذا الموضوع خارج البازار السياسي والمزايدات الانتخابية والسياسية، والمهم أن يأتي الحل والفرج إذ لا يجوز أن يبقى أولاد طرابلس والشمال خمس سنوات من دون محاكمة ومنهم مشايخ وأئمة مساجد، والسكوت عن الموضوع أكثر من ذلك لا يجوز".

كلام كرامي جاء خلال استقباله في "كرم القلة" في طرابلس وفدا كبيرا من أهالي الموقوفين الاسلاميين في طرابلس والشمال يرافقهم حشد من المشايخ وأئمة مساجد طرابلس والشمال التابعين لدار الفتوى والعديد من الجمعيات الاسلامية والانسانية.

شعبان

وعرضت خلال اللقاء تفاصيل ملف الاسلاميين في سجن رومية، وتحدث في البداية الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان وقال: "جئنا الى دارة مرجعيتنا، مرجعية طرابلس، مدينة العلم والعلماء. نجتمع هنا من أجل أن نطرح معضلة ومظلمة لطالما عاشتها مدينة طرابلس وهي قضية الموقوفين الإسلاميين الذين مضى على توقيفهم أكثر من خمس سنوات من دون محاكمة واتهام وإدانة وتبرئة وبقي ملفهم ملفا يعرض في سوق المد والجزر والبورصة السياسية بحيث يحاول الكثيرون من الساسة الاستفادة منها في المواسم والمنعطفات السياسية والانتخابية، لذلك وفي ظل هذه الحكومة التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي وفيها اربعة وزراء طرابلسيين، وكما يقال هناك حكومة مصغرة في هذه المدينة، جئنا وجاء أهلنا واخواننا من أهالي الموقوفين ليطرحوا مظلمتهم إذ لا يجوز أن يستمر الوضع على ما هو عليه".

أضاف: "لا يوجد في أي دولة من دول العالم انسان يتم توقيفه خمس سنوات من دون أن يحاكم أو تعرف تهمته، لذلك نضع هذه القضية بين أيدي معالي الوزير فيصل كرامي من أجل أن يوجد لها حلا جذريا سريعا يعيد الالفة الى الأسر التي فارقت الأخوة والأحبة واللقاء على مدى سنوات وسنوات في حكومات الظلم المتعاقبة التي ظلمت طرابلس سياسيا وانمائيا وأمنيا، لذلك نرى الخير في وجوهكم وبين أيديكم ونتمنى أن تأخذوا هذا الموضوع لكي يصل الى خواتمه السعيدة ان شاء الله".

خضر

تلاه رئيس المنتدى الاسلامي للدعوة والحوار الشيخ محمد خضر الذي قال: "قضية الموقوفين الاسلاميين هي قضية تحولت الى ورقة يتلاعب بها بعض الساسة في المواسم الانتخابية ونحن نريد اليوم من الوزير فيصل كرامي أن يعيد الأمور الى نصابها ونضع هذه القضية امانة بين يديه فهو أهل للأمانة ان شاء الله. نريد لهذه القضية أن تخرج من البازار السياسي ومن الذين يريدون أن يتاجروا بأبناء طرابلس في المواسم. نريدها أن تتحول الى قضية مظلمة وحق ينبغي أن يعود الى أصحابه وأن يعود الحق بالطرق المشروعة التي تحفظ الكرامة لطرابلس ولأهل طرابلس أفضل من أن يعود أبناء هذه المدينة المقهورين والمظلومين والمسجونين ظلما بطرق ملتوية وبصفقات سياسية مشبوهة. نريد أن يغلق هذا الملف وأن يكون خاتمة سعيدة لقضية يتجاذبها البعض ويريد من خلالها تحقيق مكاسب شخصية وسياسية وحزبية وربما طائفية أحيانا".

وختم: "نسأل الله تعالى أن يكتب الفرج لاخواننا ولذويهم على يد الوزير فيصل كرامي ابن هذا البيت العريق في أصالته وفي العمل السياسي لمصلحة هذه المدينة وهذا البلد".

سيف

بدوره قال الشيخ خالد سيف: "جئنا الى دارة الكرامة. ودارة الكرم، هذه الدار المعروفة غنية عن التعريف. نحن أهل الموقوفين الاسلاميين، نضع هذا الملف كما ذكر الأخوة المشايخ بين يدي الوزير فيصل كرامي لكي يتحرك نحو النهاية السعيدة، والنهاية التي بها يلتقي الحبيب حبيبه والأب ابنه والأخ أخيه. هذه القضية لطالما أغفلت سابقا، قضية السجناء الاسلاميين الذين لا نعلم أين تذهب ملفاتهم وبأي ادراج توضع ولأي اسباب تؤجل محاكمتهم. لماذا لا يتحاكم كل فرد على قضيته وعلى فعلته، أو على ما قام به حتى ينتهي هذا الملف؟"

وختم: "نحن لنا سجناء لهم ما يزيد عن ثلاث سنوات دون أن ينظر في ملفهم. ماذا فعلوا وماذا اقترفوا ولماذا تأخر سجنهم؟ لعل أحدهم قد لا يحكم عليه بالعدالة الحقة سوى أشهر أو وقت قليل، فلماذا التأخير في محاكمتهم؟ هذا الملف وهذه الأسئلة نضعها بين يدي الوزير فيصل كرامي ونسأل الله لنا وللأخوة المسجونين ولطرابلس وللشمال نهاية سعيدة".

كرامي

أما كرامي فقال خلال اللقاء: "نرحب بكم في بيتكم، وفعلا لطالما هذا البيت وهذا النهج وتاريخ هذا البيت دافع عن المظلومين، وفعلا قضيتنا هذه، أقول قضيتنا لأنني معني بها كما أنتم معنيون بها، قضيتنا قضية حق وفيها مظلمة ومظلمة كبيرة، ولا يجوز السكوت عن هذا الموضوع لا شرعا ولا انسانيا، لذلك بعد تأليف الحكومة وعدنا من أعلى المراجع السياسية والقضائية في لبنان بانهاء هذا الملف عبر معالجته بسرعة وحزم، وما نطلبه ليس المعجزات، نحن نطلب شيئا بسيطا جدا وهو محاكمة الأشخاص المسجونين، فكان الجواب هناك عجلة في الموضوع وهو يسير بطريقة سريعة، فوجئنا بعد ثلاثة أشهر وخمسة أشهر، وسبعة اشهر، وما زالت القضية تراوح مكانها، لذلك قمنا بخطوة تحذيرية عنكم اذا سمحتم لنا، وتكلمنا في هذا الموضوع في خطاب قبل نحو شهر والحمد لله وجد الآذان الصاغية، وزرنا فخامة رئيس الجمهورية وعرضنا عليه الموضوع، وحقيقة أنه تفاجأ لأن هذا الموضوع وضع في الأدراج، فتابع الموضوع أمامي مع المراجع المختصة ووعد بالاسراع به".

أضاف: "كذلك حملنا الملف الى دولة رئيس الحكومة، وأمامي اتصل بالمعنيين وتابع الموضوع بشكل جدي وحثيث، والشيخ شعبان يعرف ذلك، وتكلم مع أحد المراجع القضائية الكبيرة وقال له "نحن متفقون على شيء أين أصبح؟ فأجابه: "نحن بصدد انجازه بوقت قريب جدا. تكلمت أيضا مع وزير العدل شكيب قرطباوي وعلى أثر كلامي معه زار سجن رومية وقال في تصريحه الشهير أنه لن يقبل في أيامه بأي مظلومية ولا يقبل بأن تبقى الناس في السجون لسنوات دون محاكمة، وهذا منذ اسبوعين. تكلمنا أيضا مع قائد الجيش وهو متحمس جدا لحلحلة هذه المواضيع".

وتابع: "هذا ما استطعنا القيام به حتى الآن، ونحن ما زلنا ننتظر، وما نراه حتى هذه اللحظة صراحة لا يطمئن ولم نر جدية بالتعاطي مع هذا الملف، لكن نحن نقول دعونا نعطي المسؤولين الوقت الكامل، لأن الذي انتظر كل هذه الفترة ينتظر اسبوعين، وكما يقال "الذي شرب النهر لا يغص بالساقية". ننتظر أسبوعين بعد، أي حتى مطلع الشهر المقبل، وسنكمل اتصالاتنا نحن والمشايخ الكرام والقيادات في طرابلس، وأنا على يقين أننا سنصل الى حلول. متى يأتي الحل وعن طريق من؟ هذا غير مهم عندي، فالموضوع يخص أولاد بلدنا. أكثرية أولاد طائفتنا مظلومون ومسجونون من دون محاكمات واذا لم نتحدث نحن لن يتحدث أحد، واذا نحن لم نسأل عن بعضنا لا أحد يسأل عنا لذلك نحن رفعنا الصوت وتكلمنا".

وختم: "هذا الموضوع خارج البازار السياسي والمزايدات السياسية وأقولها بصراحة عن أي طريق يأتي الحل والفرج لا يهمنا، المهم أن نصل الى نتيجة، وكل أسبوع أو اسبوعين نتواصل مع الاخوان وسنطلعكم على التطورات، وعلى أثرها سندعو إلى مؤتمر صحافي ونحكي الأمور كما هي. نأمل عندما نلتقي مجددا أن يكون معنا اخواننا الذين في السجون وان يكون تم الافراج عنهم إذ لا يجوز السكوت عن قضيتهم أكثر من ذلك".

بعد اللقاء قال كرامي لوسائل الاعلام: "تباحثنا مع أهالي الموقوفين الاسلاميين بما آلت اليه أوضاع الموقوفين وأطلعناهم على التطورات والاتصالات التي قمنا بها مع فخامة رئيس الجمهورية الذي بدى متحمسا ومتابعا لهذا الملف، ومن ثم مع دولة رئيس مجلس الوزراء الذي اتصل بأحد المسؤولين القضائيين متابعا الملف بشكل جدي وسريع، كما تكلمت مع وزير العدل الذي اتخذ اجراء وزار سجن رومية واطلع على أحوال الموقوفين وصرح بكلام مهم، واعدا بالاسراع في محاكمات الأخوة الموقوفين، وأيضا تحدثت مع قائد الجيش الذي أبدى كل استعداد للمساعدة والمساهمة في الاسراع في انهاء هذا الملف".

أضاف: "في الواقع هذا الموضوع يهم كل اخواننا في طرابلس وأيضا كل الوطنيين في لبنان حتى لا نحصرها بطائفة معينة لأن الظلم ليس له دين، لذلك هؤلاء الشباب أصبحوا مظلومين، 4 سنوات و 5 سنوات دون محاكمات ومنهم مشايخ وأئمة مساجد، ولا يجوز السكوت عن الموضوع أكثر من ذلك. يجب التحرك سريعا ويجب، وخصوصا في ظل حكومة فيها رئيس حكومة من طرابلس وأربعة وزراء من طرابلس، أن يأخذ الموضوع مجالا أكبر ويكون هناك قرار أسرع مما مر به هذا الملف سابقا، ولقد أطلعنا اهالي الموقوفين على نتائج الاتصالات ووعدناهم انه خلال الأيام المقبلة سنعاود الاتصالات مع المسؤولين لنبني على الشيء مقتضاه".

أما شعبان فقال بعد اللقاء باسم الأهالي: "زرنا هذه الدار الكريمة مع أهالي الموقوفين الاسلاميين لنطرح مظلمتنا التي مضى عليها ما يقارب الخمس سنوات. نحن بعد اليوم لن نسكت لأن الظلم ظلمات يوم القيامة والساكت عن الحق شيطان أخرس. الأجهزة الأمنية والساسة يعرفون من صنع مشكلة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد وأكابر مجرميها أولئك الذين صنعوا هذه الفتنة ما زالوا طليقين ويسرحون ويمرحون ويصنعون الفتن بينما أولادنا وشبابنا الذين لم يذنبوا أوقفوا على مدى خمس سنوات ولم يعاقبوا ويدانوا أو يتهموا، لم يحاكموا ولم يبرأوا وبقيت كل هذه الأسر في ظرفها المأساوي وتذهب في كل اسبوع مرة أو مرتين الى سجن رومية لزيارة عزيز او قريب لها، لذلك نطالب بكل بساطة رئيس مجلس الوزراء ابن طرابلس والوزير فيصل كرامي ووزراء طرابلس بل ووزراء كل لبنان بحل هذا الملف بسرعة لأن لجنة أهالي الموقوفين ستضطر الى اتخاذ مواقف دراماتيكية تبدأ بالاعتصام ولا نعرف اين تنتهي من أجل حل هذه المشكلة".

وختم: "لا يجوز في ظل دولة القانون والمؤسسات أن يبقى هناك شخص على مدى 4 أو 5 سنوات دون إدانة أو محاكمة، فهذا ظلم لا نجده في أي دولة من دول الدكتاتوريات، لذلك نطالب بحل جذري وسريع والا ستكون هناك تحركات متسارعة ستفاجىء الجميع لأننا لن نرضى، اضافة الى الاهمال السياسي والاقتصادي والتنموي في طرابلس وعكار والمنية الضنية والشمال، أن يجمع علينا الظلم القضائي أو ان يكون هناك ظلم قضائي بحيث لا نحاكم وكأن هناك أبناء ست وأبناء جارية، ويطلق سراح قتلة ومجرمين وتشكل لهم كتل نيابية وكتل وزارية بينما المستضعفون والفقراء الذين لا ظهر لهم مسجونون على مدى خمس سنوات، فنحن ظهرهم واذا لم يخرجوا من سجنهم سيرى كل لبنان ما سنفعله".

استقبالات

وكان كرامي استهل نشاطه برعاية مصالحة وتراجع عن دعوى قضائية بين عائلات من آل الأيوبي على أثر خلافات سابقة أدت الى تضارب بالأيدي ووقوع اصابات وخسائر مادية. وشارك في اللقاء الشيخ خالد كريمة، الشيخ عبدالله البوش، الشيخ جمال الأيوبي والشيخ أحمد الأيوبي. وتحدث باسم المتصالحين مازن الأيوبي والشيخ جمال الأيوبي اللذان شكرا لكرامي "سعيه الكبير لانهاء الاشكال من جذوره وبسرعة فائقة ومتابعة حثيثة"، وعبرا عن "محبة آل الأيوبي خصوصا وعموم أهالي الكورة للبيت الكرامي العريق الضارب بعمق التاريخ وما زال حتى الآن يناضل ويقوم بدوره لحماية كل الشرفاء والوطنيين في لبنان".

بدوره قال كرامي: "أبارك لأهلنا الكرام من آل الأيوبي وأنسبائهم المصالحة التي يسر الله لنا أن نساهم فيها، وأقول في هذه المناسبة أن لا أحد معصوم عن الخلاف ولكن أهل الحكمة والايمان، وأبناء الأيوبي وأنسباؤهم الأعزاء منهم بلا شك، ينتصرون للصلح والوئام والتسامح والتسامي فوق كل الآلام، ونحمد الله عز وجل الذي يختبرنا في الصعاب فنكون أهلا للاختبار".

من جهة أخرى استقبل وزير الشباب والرياضة وفدا من المستشفى الحكومي في طرابلس ضم رئيس مجلس الادارة الدكتور فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة. وتحدث الوفد عن اوضاع المستشفى، ناقلا الى كرامي "شكر مجلس الادارة والموظفين والممرضين دعم الوزير كرامي وجهوده لإنجاح وتطوير المستشفى".

والتقى كرامي وفدا من التجمع الأهلي في أبي سمراء تقدمه منسق التجمع المختار الدكتور باسم عساف الذي قدم لكرامي تقريرا مفصلا عن احتياجات الملعب البلدي في ابي سمراء تمهيدا لتأهيله وصيانته وافتتاحه برعاية كرامي. ونقل عساف عن كرامي وعده للوفد بتخصيص مبلغ مالي من ميزانية وزارة الشباب والرياضة لتأهيل وصيانة ملعب ابي سمراء. وشكر عساف لكرامي تجاوبه ودعمه ومساعدته لكل أهالي وسكان منطقة ابي سمراء في طرابلس.

 

 من مزيارة أول مهاجر إلى البرازيل والأول إلى نيجيريا

المغتربون يسدّون النقص الرسمي في الخدمات والتعويل عليهم حقق الكثير من النهضة

 طوني فرنجية/النهار

"طائرة المغتربين"."طائرة المغتربين".مزيارة واحدة من بلدات قضاء زغرتا - الزاوية وقد تكون "الأغنى" بين مختلف بلدات القضاء وقراه، كون كثيرين من أبنائها هاجروا منذ القدم إلى القارة السوداء والأميركيتين واوروبا.

في البلدة نهضة عمرانية وأغلبية شوارعها على إسم البلدان التي يوجد فيها "المغتربون"، الذين يقال أن عددهم يفوق ثمانية أضعاف المقيمين ويناهز الأربعين ألفاً، بينما لا يزيد عدد المقيمين عن الستة الآف نسمة. وتشكل مزيارة مع حرف مزيارة وحميص وصخرة وحدة إجتماعية وجغرافية متكاملة. أما أسباب هجرة أبنائها منذ القدم فيقول البعض أن المهاجر اللبناني الأول إلى البرازيل كان منها، ويدعى الياس الشدياق، كما أن أول مهاجر إلى نيجيريا من البلدة أيضاً ويدعى الياس الخوري، فتعود لتردي الأحوال المعيشية وعدم تمكن الأهالي من العيش بكرامة، فكان تطلعهم إلى ما وراء البحار لتأمين معيشتهم.

تاريخياً

تروي البلدة ظمأ أهاليها من نبع "عين المطران" الذي ينبع من مرتفعات حرج إهدن، أما أبرز أنواع الأشجار فهي: السنديان والصنوبر والشربين والسرو والخرنوب. وقد عملت المجالس البلدية المتعاقبة والجمعيات الأهلية في البلدة على غرس عدد لا بأس به من أشجار الكينا والصفصاف والميموزا، بهدف إغناء التنوّع النباتي وزيادة المساحات الخضر.

وتنمو في أحراجها وكرومها النباتات والأعشاب المعروفة في القرى اللبنانية، ومختلف أنواع الزهورات التي تجفف للاستهلاك شتاء. وككل بلدة لبنانية، يقيم المزياريون في تجمعات سكنية متلاصقة تسمى حارات، ومنها في مزيارة القديمة: حارة "التحتا"، "المعلّقة"، "حارة اللوز"، "العربة" إضافة الى محيط الكنيسة وساحتها. ونتيجة لازدياد عدد السكان، ظهرت حارات جديدة منذ أواخر الأربعينات وهي "حارة الجديدة" و"الضهر" و"القلع".

في القرن السابع عشر، وقعت خلافات بين الأهالي ومشايخ البلدة حول ملكية الأراضي، فهاجر عدد من المزياريين الى البرازيل، بهدف تأمين الأموال لاسترداد الأراضي التي خسروها على أثر حكم غيابي حكم بملكية الأراضي للمشايخ. أما أحد أبناء البلدة، ويدعى يوسف الياس الخوري الملقب بـ"أبو حنا"، فراح يستدين من متمولي طرابلس ويدين "آغوات الضنية"، الى أن جاء وقت عجز فيه هؤلاء عن سداد الديون نقداً، فسددوها أراضي وعقارات، ومنها مزرعة بشنّاتا التي أصبحت مصيفًا للمزياريين. ومن "بلّوط سنديان بشنّاتا"، فرض يوسف الياس الخوري على كل مزياري أن يملأ جرابًا ويزرعه حول البلدة، وعيّن يوم الأحد من كل موسم "عيدًا" لزرع البلوط، ومن تلك "الأعياد" أحاطت بمزيارة غابات السنديان الخضر، وبات فيها أكبر حرج سنديان وضع تحت الحماية الرسمية منذ خمسة عشر عاماً.

تملكوا وتوسّعوا

بعدما عاد المزياريون الى بلدتهم، دفعوا وتملكوا الأراضي وتوسّعوا في جوارها. وتجدر الإشارة الى أن بعضاً من عائلات مزيارة اضطر بسبب قسوة طبيعة الأرض الصخرية الى شراء بساتين زيتون في منطقة ساحلية مجاورة لقرية "دير نبوح"، وكانت هذه العائلات تقيم هناك طيلة موسم قطاف الزيتون، نظراً الى صعوبة المواصلات ما بين مزيارة والساحل، ما أدى مع الوقت الى نشوء قرية "صخرة" التي سكنها الأهالي بصورة دائمة، وهي اليوم تابعة عقارياً لبلدة مزيارة.

يتألف مجلس بلدية مزيارة من ثمانية عشر عضواً، يترأسه حالياً المهندس ريمون الشدياق، الذي يعمل لتأمين كل الخدمات المطلوبة لمواكبة التوسع العمراني الذي تشهده البلدة. وإذا كانت العقبات الرسمية تعوق التحرك فالتعويل على المزياريين الذين لا يترددون في دعم البلدية ولكن هناك مشكلات لا يمكن حلّها إلا عبر الدولة، مثل ملف المياه الذي قال الشدياق أن الدولة اللبنانية تريد إدارة مياه ينابيع لبنان ومن بينها نبعان إشتراهما المزياريون وملكيتنا لهما موثقة، لذا لجأنا إلى القضاء لنبقيهما حصريين لمزيارة، خصوصاً أننا ندعم كلفة المياه بـ86000 ل.ل لأننا نعتبرها "ورثة للمزياريين. كما نخشى من الأثر السلبي للروتين الإداري الرسمي والصيانة العامة،إذا أدارت الدولة هذا المورد.

ومزيارة غير منضوية في إتحاد بلديات قضاء زغرتا، لكنها، كما يقول الشدياق، على أطيب العلاقات والتعاون قائم خصوصاً حول التخلص من النفايات المنزلية، "ونحن ننتظر زيارة وعدنا بها رئيس الإتحاد".

عن التنظيم المدني في البلدة يقول عضو البلدية ورئيس لجنة المياه بيار دعبول ان البلدية تسهّل لكل المزياريين أعمال البناء او الترميم، نعتمد الـ zonage  الذي عدّلته هذه البلدية بزيادة نسبة الإستشمار في عملية البناء، ونرقّم الشوارع والمنازل لإدخال البلدة على برنامج GPS بالتعاون مع جامعة البلمند".

أما عن المشاريع المنجزة فيتابع دعبول "إنتهينا من إيصال مياه الشفة إلى كل منزل 7/24. كما إستملكنا الأراضي اللازمة في خراج بلدة إيعال لشق طريق للسيارات (12 كلم بعرض 8أمتار) لا يمر بوسط إيعال، وتخصيص الطريق القديم للشاحنات والباصات، والتنفيذ ينتظر الدولة". والمشاريع التي قيد الإنجاز هي تأهيل شارع بإسم الشيخ رونالد الشاغوري (مضاء على الطاقة الشمسية)، بناء محطة تكرير المياه المبتذلة بـ"حربيت" في خراج البلدة، وتغيير كامل لشبكة الكهرباء بالتعاون مع وزارة الطاقة.

أما الشائعات التي تناولت ملكية الساحة العامة في مزيارة والأرض المنشأ عليها مزار سيدة المراحم ومنتفعاته، فأكد دعبول أن ملكيتهما لا تزال للبلدية، "والشيخ مرسال الشاغوري يدير المزار ومنتفعاته، وفقاً لعقد رسمي بينه والبلدية. اما نادي مزيارة فله موازنة مستقلة عن البلدية، وتديره وترعاه سيدات مزياريات معظمهن زوجات لأعضاء في البلدية الحالية. والمستوصف يستقبل مرضى ويؤمن أدوية لساكني قرى في أقضية زغرتا، بشري والمنيه ـ الضنية.

وفي مزيارة مزار سيدة المراحم الذي بات اليوم محجّة المسيحيين، يقصدونه من لبنان وديار الإغتراب لشهرته وجمال موقعه ولما فيه من رموز مسيحية متعددة، مثل المغارة والماء المتحوّل خمراً في قانا ودرب الجلجلة... وفيه أيضاً مأوى للعجزة وكنيسة ومكان لإقامة الراهبات اللواتي يقمن بالخدمة في المزار والمأوى.

 

شمعون لـ "النهار": نحضر لاسقاط الحكومة واتصالات مع المعارضة السورية

لتعديل الطائف واعادة صلاحيات الرئيس  و 88 دائرة فردية للانتخابات

رئيس الاحرار النائب شمعون يتحدث الى "النهار" وخلفه صورة للرئيس الراحل شمعون.مي عبود ابي عقل

النهار/في الثمانين من عمره ولا يزال دوري شمعون يتابع نشاطه السياسي والوطني بعنفوان الشباب. جرأته وشجاعته، الى تاريخه العائلي، تصب كلها في بوصلة الثبات على مبادئه ومواقفه. في مهرجان ذكرى 14 شباط الاخير اطلقت "قوى 14 آذار"، التي يشكل حزب الوطنيين الاحرار احد اعمدتها المسيحية، سلسلة مواقف، واعلنت مساندتها للمعارضة السورية، ورفعت السقف عاليا في محاولة لاستعادة المبادرة السياسية بعد طول انكفاء. فماذا بعد؟ واين الحزب؟ وكيف ينظر الى الواقع الداخلي والمسيحي؟ واسئلة اخرى حملناها اليه في بيت الاحرار المركزي الذي لا يزال صامدا امام هجمة المباني الشاهقة حواليه.

¶ تميز مهرجان "البيال" هذه السنة بالربط الوثيق مع المعارضة السورية، اليس من محاذير لهذا الامر؟

- الجديد في المهرجان هو قضية ربطنا مع المعارضة السورية ودعمنا لها. فلنكن صادقين مع انفسنا، نحن نتكلم بالحريات وبحقوق الانسان ، والشعب السوري ماذا يفعل؟ يحاول ان يزيح حكما لا يعترف أساسا بكل ما نؤمن به. بطبيعة الحال نحن مع هذا الشعب. نحن طبعا لا ندعمه بالسلاح ونساعده على خراب بيته، ولكن على الاقل لنعطيه الدعم المعنوي الذي يستحق، وإلا نكون كذابين، ونطلق شعارات في الفراغ.

¶ الا تعتقد انكم ذهبتم ابعد حتى من الاميركيين والاوروبيين الذين لم يعترفوا بعد بهذه المعارضة؟

- سوريا جارتنا، ونحن اقرب اليها من الاوروبيين والاميركيين. هم لا يعنوني. المهم شعوري تجاه هذا الموضوع. وكيف اعتبر ان مصلحة لبنان في نهاية الامر ان يتغير النظام في سوريا، ويأتي نظام مثلنا يحترم المبادىء التي نحترمها.

¶ من يقول ان نظاماً كهذا سيأتي؟

- نحن لا نبصر في الفنجان. بل نتعامل مع قسم من الواقع الذي لمسناه لمس اليد. قادة المعارضة السورية الموجودون في فرنسا او في تركيا او لندن معروفون بمواقفهم، وهم ناقمون على النظام ، وشعارهم هو شعارنا ذاته. تسألين اذا تغير الحكم؟ ربما يطيرون، او يصلون الى مرحلة تأتي فيها غالبية لا تريد كل هذه الامور،  لكن نحن علينا ان نتعامل مع الواقع. والواقع هو هكذا. نحن ضد هذا النظام. ومعروف كم كلف هذا النظام  لبنان اولا وكلاً منا شخصيا ثانيا.

¶ لكن هذه المعارضة هي جزئية اولا، وفي معظمها من الاخوان المسلمين. هل انتم تدعمون الاخوان؟

- كلا هذا ليس صحيحا. في قيادة المعارضة مسيحيون وعلويون حتى. في ظروف كهذه هناك الكثير من الناس الذين لا يمكنهم الظهور تحت الاضواء، لانه لا يعود بامكانهم القيام بالدورالذي يؤدونه. اعرف كثيراً من العلويين ضد النظام، ويسيرون في هذه المسيرة مع المعارضة لكن، بسبب وجودهم في محيط معين، لا يمكنهم الظهور مثل آخرين في مناطق اخرى مثل درعا او حمص حيث هم محميون قليلا في محيطهم ويمكنهم التكلم. لكن حتى اشعار آخر لا يمكن القول ان المعارضة السورية هي اسلامية فقط.

¶ هل من اتصالات وتنسيق بين قوى 14 آذار وهذه المعارضة؟

- بالطبع هناك اتصالات تحصل في الخارج. لا يجرؤون على المجيء الى لبنان، لأن المسؤولين في الحكم هنا موظفون لسوريا.

¶ ماذا بعد 14 شباط؟ ماذا تحضرون لـ14 آذار؟

-  نحضر لاسقاط الحكومة. نريد حكومة تمثل لبنان فعليا، ولا تنتظر الاوامر من سوريا.

¶ كيف ستسقطونها؟

- هي تطير منها ولحالها، هم "فايتين" ببعضهم البعض ومن دون جميلتنا.

المسيحيون والصلاحيات

¶ كيف تنظر الى الواقع المسيحي في لبنان؟

- الى المسيحي الذي ينتظر ماذا سيحصل في سوريا اقول: هناك وثيقة الازهر التي تحدد للمسلمين طريقة التعاطي والآخرين من الطوائف الاخرى. ولا يمكن "الاخوان المسلمين" ان يتجاهلوها او ينكروها. ثانيا : ومن يدعون هذه الادعاءات هم اكثر الذين يقسمون الصف المسيحي، ولا يحق لهم الكلام في هذا الموضوع لانهم هم الخاطئون والممعنون في تجذير هذا الشرخ.

¶ من تقصد بكلامك؟

- عون وجماعته. اسألهم ماذا يفعلون لجمع الصف المسيحي ليتمكن من مواجهة الاخطار التي تواجهه؟ ما الخطة التي لديهم؟ بمن يتصلون ومع من ينسقون لرص الصف المسيحي في حال حصلت "خربطات" ضد المسيحيين؟

¶ وانتم ماذا تفعلون؟

- نحن نجرب ان نجمع الصف. نحن قيادات مسيحية متعددة وموجودة ضمن قوى 14 آذار، تجتمع  بعضها مع بعض، وتجلس الى الطاولة ذاتها لتبني الدولة التي تريدها.

¶ لكنهم يتهمونكم بالتبعية للمسلمين فيها؟

- لا يهم ماذا يقولون. وليرونا النقيض عندهم.  ليرفع حزب الله يده عنهم لنرى "شو بيطلع منهم". نوابهم في المتن الجنوبي فازوا باصوات "حزب الله"، حتى في كسروان وبفارق الاصوات الموجود، طلعوا ايضا باصوات "حزب الله"، ونواب جبيل كذلك الامر. كفاه وضع نفسه مكان مار مارون، ويكاد يذهب ليجلس في براد.

¶ ما موقفك من الهجوم الذي يشنه العماد عون على رئيس الجمهورية؟

- يعتقد عون ان رئيس الجمهورية اختلس كرسي الرئاسة من امامه، ولا يستطيع ان يتصور جلوس احد غيره عليها. وكل قصته "قم لأجلس مكانك".

¶ في المقابل لم نسمع منك موقفا  يدعم مقام رئاسة الجمهورية او تدافع عنه، لماذا؟

- انا في المبدأ مع الدستور ومع رئاسة الجمهورية، وانا مع بكركي رغم اني لست على اتفاق دائم مع البطريرك الجديد بمواقفه. ولا اسمح لأحد ان يتهجم على رئاسة الجمهورية اذا لم يكن هناك من عذر او سبب وجيه جدا.

¶ على ضوء سير الامور الحالي هل ترى ضرورة لادخال تعديلات دستورية واعادة صلاحيات الى رئيس الجمهورية ليتمكن من الحكم؟

- ما نعيشه اليوم حكم بثلاثة رؤوس تتوزع على رئاسة الجمهورية ورئاستي مجلس النواب والحكومة . لا يحكم بلد بهذه الطريقة. يجب ان يكون هناك حاكم ورأس واحد هو رئيس الجمهورية. حصلت تنازلات اصبح بموجبها رئيس الجمهورية ساعي بريد، وهذا لا يجوز. انا مع تعديل الطائف واعطاء رئيس الجمهورية، ليس كل ما كان له في الماضي، ولكن القسم الاكبر من الصلاحيات بما يمكنه ان يحكم.

جنبلاط وحزب الله

 ¶ ماذا عن قانون الانتخابات؟ وهل تؤيد النسبية؟

- المرض الاساسي في هذا البلد هو الطائفية. وهناك امكان لسلوك طريق الغائها باعتماد قانون انتخابات يقوم على اعتماد نظام الدائرة الفردية، تتوزع على 88 دائرة غير طائفية، والمهم فيه ان من ينجح في المناطق المختلطة لا يكون متطرفا لانه منتخب من الجميع. وهذا ما نريده ونسعى اليه. اما المناصفة فيؤمنها مجلس الشيوخ الطائفي الموزع على 44 مقعدا للمسيحيين والمسلمين. اما قانون النسبية فلا اوافق عليه لان التجارب في اوروبا وغيرها كانت فاشلة.

¶ اعتبر وليد جنبلاط ان "الطائف انتهى ونحن في حاجة الى طائف جديد بين السنة والشيعة، اي بحاجة الى تسوية جديدة". ما تعليقك؟

- المسألة ليست سهلة بين السنة والشيعة. وبوجود ايران من جهة وسوريا من جهة ستكبر الخلافات ولن تصغر الى ان ينتهي الحكم في سوريا، وان شاء الله ينتهي الحكم في ايران ايضا ويأتينا حكم آخر. ولكن ما داموا يتصرفون في هذا الشكل فالاكيد ان الموضوع السني – الشيعي سيتأزم، ولن ينتهي الامر على سلامة رغم ان مواقف السنة هنا عاقلة .

¶ هل من مجال للتقارب مع حزب الله وهو احد المكونات الاساسية في المجتمع اللبناني؟

- عندما يقف على رأس السطح ويعلن تخليه صراحة وعلنا وكتابة عن مشروع اقامة دولة اسلامية في لبنان.

¶ اين حزب الاحرار الآن وما هو دروه؟

- نحن لا نزال نحمل "انبوب الصمغ"  لنلصق كل فسخ يحصل داخل النسيج المسيحي. من ناحية أخرى الحزب مثل اي مؤسسة اخرى تلزمه امكانات مالية، وامكاناتنا ضعيفة جدا والا لكان عندنا اذاعة وتلفزيون واذاعة مثل غيرنا تبث افكارنا وتنشر نشاطاتنا. لكننا مستمرون في المواقف التي نأخذها وبجرأتنا وشجاعتنا، مما يعطينا كسبا وعطفا شعبيا كبيرا لا بد في نهاية المطاف من ان يجد طريقه على ارض الواقع في شكل ما.

 

ماذا تقصدون بـ"الدولة"؟!

سمير منصور/الشرق تأوسط

 سيبقى جدلاً بيزنطياً ذاك السجال حول "السلاح"، وكحوار الطرشان لن يؤدي الى نتيجة، سوى الى مزيد من التوتر والتباعد، ما دام طرفا السجال لم يتوصلا الى ملامسة الجوهر، أي التفاهم على جدول أعمال لحوار وطني جدي، لن يكون في ظل هذه الأجواء، وما دام كلٌ يغني على ليلاه ووفق حساباته ومصالحه السياسية، المحلية والإقليمية.

وأما جدول الأعمال فلا يعني العنوان المعروف أي ما بات يسمى بـ"الاستراتيجية الدفاعية" في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي، بل يعني التوصل الى فهم مشترك بين المتحاورين لعدد من العناوين ذات الصلة وأبرزها:

أولاً- "حتى إشعار آخر": عندما يقول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله: "سنحتفظ بسلاحنا حتى إشعار آخر للدفاع عن لبنان" ينبغي التفاهم على المقصود بـ"حتى إشعار آخر" وإن يكن من المرجح أن المقصود: "حتى قيام الدولة".

ثانياً- في الدولة والجيش: كان السيد حسن يقول في مناسبات سابقة وفي أكثر من خطاب ان "سلاحنا باق حتى قيام الدولة القادرة على حماية لبنان، والى أن يصبح الجيش قادراً على التصدي لأي اعتداء إسرائيلي"، هنا ينبغي التوصل الى فهم مشترك للدولة القادرة وللجيش: متى تصبح الدولة قادرة أو متى يصبح الجيش قادراً؟ كم يجب أن يصبح عديده وما هي الأسلحة التي ينبغي أن يمتلكها؟

ثالثاً- في "الأسباب والنتائج": وكان "السيّد" يقول في مناسبات سابقة وفي أكثر من خطاب: "إن هذا السلاح لن يبقى الى الأبد، وأنه النتيجة وليس السبب. عالجوا الأسباب تعالجون النتائج" وكان يقصد، وهو بالتأكيد على حق، أن هذا السلاح وجد في ظل غياب الدولة والجيش القادر على الدفاع عن لبنان، وعن منطقة الجنوب تحديداً التي عانى أهلها الأمرين من الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية. وهنا ينبغي التوصل الى فهم مشترك لكيفية معالجة "الأسباب" لكي تعالج "النتائج".

رابعاً- في "مشروع الدولة": بين مجمع "بيال" ومجمع "سيد الشهداء" كان السلاح والدولة محور الخطب. الطرفان يريدان الدولة، والرئيس سعد الحريري يرتكز في كل خطاب له على "مشروع الدولة" وكذلك سائر خطباء قوى 14 آذار وأبرزهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل. هذه "الدولة" تشكل إذاً جامعاً مشتركاً بين الطرفين، ومرة جديدة تبدو الحاجة ملحة، لكي يكون الحوار مجدياً - إذا حصل – الى معرفة المقصود بـ"الدولة" وكيف يفهمها كل طرف؟ متى تصبح جديرة بحماية حدودها من خلال الجيش وسائر القوى الأمنية وبعيداً من أي سجال حول "أحادية السلاح" و"التفرد بقرارات الحرب والسلم" وما شابه. ستبقى الدعوة الى الحوار "مزحة" و"نكتة" لا تبعث على الضحك، ما دام الطرفان لم يتوصلا الى فهم مشترك لتلك العناوين!

 

وكأنه يفضل الظواهري

احمد عياش/الشرق الأوسط

شغل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ولا يزال الكثيرين منذ أن ألقى كلمته الخميس الماضي في اليوم الذي خصصه الحزب لإحياء ذكرى ثلاثة من قادته هم الشيخ راغب حرب والأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي والقائد العسكري عماد مغنية. وإذا كان نصرالله وضع سقوط هؤلاء القادة في إطار الصراع ضد إسرائيل فإنه لم يميّز بين اغتيال إسرائيل لحرب والموسوي على أرض الجنوب وبين الانفجار الذي أودى في دمشق بمغنية الذي لم تعلن إسرائيل حتى الآن مسؤوليتها عن اغتياله. ربما يكون هذا التفصيل من غير قيمة في أدبيات نصرالله، لكنه كذلك عند الآخرين الذين تابعوا الأمين العام للحزب فانقسموا بين منتقد له بشدة كأهل 14 آذار ومرحب بشدة كأهل 8 آذار، ومرتاح باعتدال كالسفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر الذي طمأنه تأكيد نصرالله على استقرار لبنان، وهذا أمر يشارك فيه كل اللبنانيين من دون إغفال أهمية أن ينأى زعيم "حزب الله" بنفسه عن الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل أخيراً في جورجيا ونيودلهي.

لا حاجة الى اثبات ان اللبنانيين في حالة الخلاف على سوريا مثلما هو العالم في حالة الصراع عليها. فقادة 14 آذار في مهرجان 14 شباط جاهروا بمناصرة الثورة السورية. مثلما هم قادة 8 آذار وعلى رأسهم نصرالله في مناصرة النظام السوري.

كان الامر ليبدو منطقياً أن يرد نصرالله على خطباء 14 آذار بإعلان مزيد من الدعم للأسد. ولكن أن يقابل دعوة هؤلاء الى الحوار حول سلاح الحزب بفتح ملفات من زمن الحرب اللبنانية والقاء التهم عليهم ووصفهم بنعوت تستخدم حالياً بوفرة في وسائل اعلام النظام السوري فأمر يدعو الى الاستغراب. وظهر نصرالله في غضبته على قادة 14 آذار ليس مدافعاً عن النظام السوري فحسب بل وكيلاً عنه في مهاجمة خصومه. ليس قليلاً أن يدافع الرئيس أمين الجميّل عن التغيير في العالم العربي ويناصر الدكتور سمير جعجع ثوار سوريا ويتلو الدكتور فارس سعيد رسالة "المجلس الوطني السوري". فهذا الصوت المسيحي اللبناني الوازن يقدم شهادة في "الربيع العربي" ستترك بصماتها في المستقبل. أما دعوة الرئيس سعد الحريري وضماناته لنبذ الفتنة فستثبت الايام انها خطوة تاريخية ترتقي الى مصاف خطوات الآباء المؤسسين لميثاق لبنان عام 1943. نصرالله قال بالأمس انه لا يقبل ضمانات غير تلك التي يوفرها سلاحه. وهكذا فإن المواصفات التي يريدها في محاوريه لا تنطبق على قادة 14 آذار. لا بل انها تلائم زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري الذي قال الاميركيون انه وجد فرصة في سوريا. فالاثنان نصرالله والظواهري يتصارعان على حور الجنة.

 

حوار الطرشان بين الدعوات إلى الحوار والشروط المتبادلة

إيجابيات في الداخل تسحقها انعكاسات الأزمة السورية

روزانا بومنصف/الشرق ألوسط

تنطلق اوساط واسعة الاطلاع في قراءتها للمشهد اللبناني عقب احياء ذكرى 14 شباط وما تخللها من مواقف ومن ثم رد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عليها لتخلص الى ان لبنان لا يزال محكوما على الصعيد الداخلي بحوار الطرشان الذي لن يفضي الا الى تمديد الستاتيكو القائم لمدة طويلة ما لم تحصل تطورات ليست في الحسبان. فالعالمون بخفايا الأمور يجزمون ان لا "حيط عمار" وفق التعبير الشعبي يقوم راهنا، ليس بين رؤيتين متناقضتين يمثلهما فريقا النزاع في لبنان، بل بين اتجاهين استراتيجيين عمقت في ما بينهما التطورات الاقليمية في المنطقة ومن بينها الازمة السورية. ذلك ان ما بدا واضحا من هذين التطورين يتمثل في طغيان انعكاسات الازمة السورية على لبنان ومواقف فريقي النزاع فيه الى درجة سحقت معها معالم ونقاط ايجابية في الشق الداخلي حصرا كان يمكن البناء عليها للشروع في اعادة ترميم الوضع الموغل في الانقسام السياسي منذ اكثر من سنة، والذي تعمق اكثر فاكثر في ضوء انعكاسات الازمة السورية. ولعل ما يثبت تفلت فرصة التركيز على بعض النقاط الايجابية أو رؤوس الجسور التي كان يمكن توظيفها عقب مهرجان "البيال" هو الموقف المتمايز نسبيا لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن موقف السيد نصر الله في مقاربة بعض المواقف التي اطلقها خطباء 14 آذار أقله على الصعيد الداخلي وإن كان موقف بري يتفق تماما مع نصر الله في النظرة الى الشق السوري.

وفي رأي الاوساط ان طغيان العامل السوري برز بوضوح في خلفية رد فعل نصر الله الذي فاجأ كثيرين في خروجه عن المعتاد عبر رده بالاسماء وبنبرة لم تخل من التهكم على خطباء المهرجان، وهو امر اكتسب دلالة بالاستخفاف بالفريق الآخر وتجاهل مسائل حيوية للغاية اطلقتها قوى 14 آذار على صعيد رفضها لاي فتنة ومد اليد، فجاء الرد عليها من زاوية محصورة بمسألة دعمها للمعارضة السورية.

العوامل السلبية التي طغت وفق هذه الاوساط هي في نقاط عدة في الشكل والمضمون من بينها ان  السيد نصر الله ابرز قوى 14 آذار كأنها على مشارف رهان على انهيار النظام السوري بما سيؤدي تاليا الى اضعاف حلفائه في لبنان وفي مقدمهم الحزب، بحيث انها تعمد مسبقا الى مد اليد اليه للتحاور قبل حصول الانهيار السوري وتداعياته وانطلاقا من موقع قوة مفترضة مسبقة تسمح لها بمطالبته بوضع سلاحه على طاولة الحوار في المستقبل القريب اليوم واكثر من اي وقت مضى. ولا يمكن نفي وجود اعتقاد قوي لدى اكثر من طرف محلي وخارجي ان انهيار النظام السوري سيؤدي الى متغيرات كبيرة تطاول حلفاء النظام في لبنان وفي المنطقة، وقد قارب اركان قوى 14 آذار الموضوع على اساس امكان مد اليد مسبقا قبل نشوء أمر واقع جديد قد يجعل الأمور اكثر صعوبة. في حين فهم من كلام السيد نصر الله بقاء وضع الحزب  ثابتا ايا تكن المتغيرات. ويرى كثر ان مقاربة الحوار في ظل لحظة ضائعة اقليميا ومقلقة على اكثر من صعيد قد لا يكون سيئاً في ذاته وعلى الأقل لا ضير من المحاولة. فهناك نصائح كثيرة للبنان ألا ينتظر انهيار النظام السوري من اجل ان يتحاور افرقاؤه الاساسيون. ولعل الدعوات الى الحوار تنطلق من هذه النصائح ومن اعتبارات اخرى تتصل بمحاولة كل طرف رمي كرة رفض الحوار على الآخر نظراً الى الشروط التي يضعها كل منهم او انتظارا للتطورات الاقليمية. غير ان ذلك لا يعني ان ما اطلق من مواقف يدل على رهانات غير واقعية او حتى وهمية تجاه "حزب الله" والا لما كان الرئيس سعد الحريري قد اخذ على نفسه التزام منع الفتنة السنية الشيعية في لبنان. إذ بدا لمن توجه اليهم الامين العام للحزب انه استفزه توجه الرئيس الحريري الى الطائفة الشيعية وكذلك  الضمانات التي قال الحريري انه مستعد لـ"تحمله كامل المسؤولية في منع الفتنة بين اللبنانيين ومنع الفتنة السنية الشيعية خصوصا"، علما انها نقطة مهمة لكونها تنطلق من الزعيم السني الابرز في لبنان، مثلما استفز السيد نصر الله استمرار التركيز على سلاح الحزب. لكن نقطة الضمانات التي تحدث عنها الحريري اساسية.  ومهمة تلاقي ما سبق ان قاله وكرره السيد نصر الله نفسه من الحرص على الاستقرار ما لم يكن ينكر على قوى 14 آذار اي دور في البلد وبات يحدد مفهومه للدولة اللبنانية وفق ما يتهمه خصومه على وقع الخط البياني الذي بات اكثر وضوحا في خطابه السابق عن علاقته بايران وتلقيه المساعدة منها واعلانه انه في حال حصل امر ما بين اسرائيل وايران فنحن سنرى ما سنقوم به، والمقصود بهذه الـ"نحن" الحزب من دون الدولة ومؤسساتها. 

وتعتبر الاوساط ان الفريقين اضاعا تحت وطأة الانفعالات والاحتدام المعنى الحقيقي للحوار لان لا حوار حقيقيا ومجديا ما لم يتصل بشروط كل فريق وهواجسه وتطلعاته. وليس ادل على ذلك من اخفاق كل جولات الحوار السابقة من العام 2006 وصولا الى العام الماضي في التوصل الى قاسم مشترك واحد من شأنه ان يطلق ملامح تسوية جذرية في لبنان. واي حوار جديد لا يعتمد وضع كل هذه الشروط على الطاولة والتحاور في شأنها تفصيليا لن يكون حظه افضل من الجولات السابقة. فليست هناك اوهام في ان حصر الحوار بمسألة سلاح حزب الله لا تعني سوى الدوران في مطحنة الفراغ والمراوحة، كما ان اي حوار لا يأخذ هذه النقطة الجوهرية في صلب أهدافه لا يعني سوى ابقاء الازمة الداخلية مفتوحة على شتى المزالق والاخطار. والسؤال هل ان الوقت ملائم لان يضع كل فريق اوراقه على الطاولة للحوار ام ان الاحتدام الاقليمي في ظل حسابات كبيرة حول الربح والخسارة اقليميا تدفع الى ملء الفراغ الداخلي بالكلام على الحوار من دون حوار حتى تتوافر الظروف الملائمة لذلك؟

الإيجابي في هذه المواقف على رغم الاحتدام التي تثيره والمخاوف من تشنجات سياسية اضافية هو رسم الطرفين المتنازعين خطاً أحمر حول الاستقرار الداخلي وضرورة حمايته على رغم التناقض في كل المواقف الاخرى. فهذا الحد الادنى يبدو جل ما هو مطلوب من لبنان ومن افرقائه في المرحلة الحالية وكل فريق يلبيه من جانبه وفق معاييره واعتباراته.

 

ارتياح أميركي لخرائط لبنان البحرية والمساعدات بشروط

 ثريا شاهين/المستقبل

لمست أوساط لبنانية بارزة، ارتياحاً أميركياً للعمل الجدي الذي يقوم به لبنان في مجال الدفاع عن حدوده البحرية وثروته النفطية، وتقديراً أميركياً لاظهار لبنان للخرائط التي في حوزته والتي وضعها بين أيدي الأمم المتحدة في هذا الاطار. ويأتي هذاالموقف، بحسب الأوساط، في اطار التقدم في موضوع التنقيب عن النفط وبالتالي تبريد الأجواء المتصلة به وهو أمر يصب في خانة تبريد الأجواء السياسية، مضافاً إلى الدعم الأميركي لاستقرار لبنان ولتحصين لبنان مما يجري حوله. وخرجت الأوساط بهذا الانطباع بعد الزيارة التي قام بها إلى بيروت مساعد المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هو ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وسبق لهو أن اعلن ارتياحه للخرائط اللبنانية، الأمر الذي اثر على زيارته لبيروت التي أرجئت مراراً بعد ضغوط معينة. وسيستكمل مهمته في هذا الملف بعدما كان درس الخرائط لدى كل من لبنان واسرائيل وقارن بينها، وفي ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده واسرائيل. وسجلت بداية بحث لبناني قبرصي لاعادة ترتيب الاتفاقية البحرية بما يحفظ حق لبنان في سياق الخرائط التي لديه. من هنا تحرك هو للنظر في ما يمكن فعله في هذا الملف، وفق مصادر ديبلوماسية.

وعلى خط آخر، اقرت واشنطن في الأونة الأخيرة المساعدات العسكرية والتنموية الاقتصادية للبنان، وهذه المساعدات كانت تخصص للبنان منذ العام 2005، وبشكل سنوي وهي: للجيش اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، ومساعدات عينية واقتصادية بقيمة 100 مليون دولار أيضاً. لكن حصول حادث العديسة وكل الحوادث في الجنوب التي استهدفت القوة الدولية العاملية في الجنوب "اليونيفيل" سبب حركة متعاظمة في الكونغرس الأميركي حول انه لا ضرورة لتسليح الجيش اللبناني ودعمه عسكرياً وليس لازماً ذلك، لأنه من غير المعروف ما اذا كانت هذه المساعدة تستخدم ضد اسرائيل، أو ما اذا كان "حزب الله" يحصل عليها. الإدارة الأميركية خلافاً لموقف الكونغرس عملت على دعم لتمويل الجيش على اعتبار انه ضمانة للاستقرار، وانه ليس مؤسسة طائفية، وانه من المفترض تقويته في وجه أي طرف مسلح، واقرت الموازنة الأميركية آخذة في الاعتبار استمرار تقديم المساعدات للبنان مخفضة قليلاً إن كانت عسكرية أو تنموية، لكنها اقرت بشروط أبرزها، من غير اللازم أن يصل سلاح الجيش اللبناني إلى أي منطقة أخرى. كما أن تسليح الجيش يفترض ان لا يتناول أسلحة فتاكة وثقيلة وقاتلة. بالتالي تم الحفاظ على مبدأ التمويل والبرامج العسكرية والتدريبية ذات الصلة به.

هذا التمويل، وفقاً للمصادر مسألة جيدة بالنسبة إلى الجيش، لأن مصدر المساعدات له باتت ضئيلة وشبه معدومة. أولاً، لوجود حكومة في لبنان جاءت بها الظروف التي جاءت بها، ونفوذ "حزب الله" الضاغط عليها، وثانياً، نظراً إلى التقويم الذي لدى الدول الغربية حول ان الجيش يتعاون مع "حزب الله" في الجنوب زيادة عن اللزوم.

والإدارة وجدت انه من المهم ان تتم تقوية الجيش لأنها تعتبر ذلك لصالح نزع السلاح للمنظمات المسلحة في لبنان على المدى الطويل. وهي لن تتخلى عن ذلك، انما ليس التسليح وفقاً للطريقة اللازمة لاحتياجات الجيش الفعلية. البرامج العسكرية سارية المفعول، والمبدأ ان لا تتوقف، وسيبقى تمويل الجيش حالياً مع ربطه بالشروط المشار إليها وهي محور مناقشات بين الادارة والكونغرس من أجل تطبيقها.

وأقرت في الموازنة نفسها المساعدات الاقتصادية وبانخفاض مماثل لخفض المساعدات العسكرية والتي اصبحت كل واحدة زهاء 75 مليون دولار.

الإدارة لا ترغب في أن تقطع المساعدات للبنان على الرغم من ظروفه السياسية لا سيما ما يتمثل بنفوذ "حزب الله" في الحكومة، فيما الكونغرس يخضع لضغوط اسرائيلية سياسة الادارة انها لم تتراجع مرة في موضوع المساعدات أو تتأخر. وهدفت في ابقائها إلى ابقاء خيوط التواصل مع القيادة السياسية في لبنان، في انتظار اتضاح صورة الموقف اللبناني في ظل نتائج الثورة السورية. وبعد ذلك، هناك خياران اما تعزيزها او مزيد من الخفض. وتبعاَ لهذا التوجه، الذي ينسحب ايضاَ على مستقبل التعاطي الأميركي مع لبنان يبلغ الأميركيون باستمرار رسائل الى المسؤولين اللبنانيين متصلة بضرورة الانتباه لكي لا يؤثر الوضع السوري سلباً على الوضع اللبناني، إلى حين ظهور نتائج التطورات السورية.

واشنطن ترى انه من الناحية المالية تطبق المصارف اللبنانية كل الاجراءات المطلوبة في مجال العقوبات الدولية على سوريا، لان هذه المصارف حذرة إزاء التعرض لعقوبات دولية هي بدورها. اهم شيء بالنسبة إلى واشنطن الموضوع المالي، على ان استقبال لبنان لأشخاص مطلوبين ليس في الأولوية لدى واشنطن، لأنه سواء دخلوا إلى لبنان أو خرجوا منه، فان حظراً دولياً مفروض عليهم في كل الاتجاهات وعلى مستوى المواقف التي تنفذها الحكومة، كان متوقعاً لدى واشنطن ان تكون تلك المواقف أسوأ مما يجري اتخاذه حالياً، لأنه كان يتوقع منها مواقف متطرفة وجذرية. لكن هذا الواقع لعب دوراً في الابقاء على حيز معقول من التواصل السياسي الأميركي مع الحكومة، وابقى موضوع مقاطعتها مستبعداً. ما يعني ان مواقفها افضل مما كان متوقعاً لها. وأدى في ذلك الى كبير تضافر جهد رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبالتعاون مع كتلة رئيس جبهة النضال الوطني النيابية وليد جنبلاط الأمر الذي ادى إلى دوزنة الموقف.

 

ثلاثية" نصر الله.. عن الحوار  والمقاومة والفتنة!

محمد مشموشي/المستقبل

لا يعني تعبير "الحوار من دون شروط" الا أنه من دون جدول أعمال، وبالتالي من دون موضوع، ليصبح في المحصلة حوارا من أجل الحوار فقط.

ليس الهدف هنا القول أن لا حوار لبنانيا ممكن الا بشروط، مع أن اشتراط اللاشروط من قبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله هو شرط في حد ذاته، بل لتذكير من يعنيه الأمر بأن العبارة شكلت على الدوام صيغة هروب الاحتلال الاسرائيلي من اجراء حوار فعلي حول القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال، وللايحاء بأن من يفترض مثل ذلك في الحالة اللبنانية انما يضع نفسه و"شركاءه في الوطن" في موقع شبيه لمن يمارس فعل الاحتلال في وجه من يطالب بانهاء هذا الوضع.

أكثر من ذلك، فاليد المدودة للحوار التي بادرت اليها قوى 14 آذار في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تنطلق أساسا من فراغ، ولا هي قبل ذلك اعتراف بالعجز عن مواصلة وحتى تصعيد وقوفها في وجه سلطة الأمر الواقع التي يجسدها "حزب الله"، بل مجرد عودة الى الحوار الذي انطلق العام 2006 وتوقف عند نقطتين سال حبر كثير في الحديث عنهما: مستقبل سلاح الحزب الذي جرى اختصاره(من قبل نصرالله شخصيا) تحت عنوان الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وترسيم الحدود اللبنانية السورية الذي ابتدع له نصر الله نفسه كلمة تحديد الحدود.

لم ينفذ شيء من قرارات الحوار يومها، فضلا عن أن أحدها المتعلق بالمحكمة الدولية قد تم التراجع عنه من قبل الحزب، لكن تلك مسألة أخرى لا يتسع المجال لبحثها في هذه العجالة. والسؤال الآن: هل تشكل اعادة بحث قضية السلاح، حتى لا نتحدث عن ترسيم الحدود باعتبار أن الطرف السوري غير جاهز في هذه المرحلة لا للترسيم ولا للتحديد، هو الشرط الذي عناه السيد حسن عندما اشترط أن يكون الحوار من دون شروط؟.

وفي المحصلة، أي موضوع للحوار الذي قال السيد حسن انه يرحب به، بل وأي جدول أعمال، هو ما يرى أنه ممكن في هذه المرحلة؟.

النقطة الثانية في خطاب نصرالله، ردا على قوى 14 آذار، تتبدى بجلاء في كلامه على "المقاومة الباقية في لبنان" بسلاحها ومالها الايرانيين، من دون أدنى اهتمام بكل ما يقوله هو عن المآل الذي آلت اليه هذه المقاومة بعد أن باتت مهمتها "دفاعية" فحسب، وانتقل سلاحها الى الأزقة والزواريب في بيروت وغيرها من المدن.

فهي "مقاومة لبنانية"، بالرغم من أنها مذهبية عدة وعددا وتمويلا، وباقية بالرغم من أن بعض الشركاء في الوطن يتحفظون على ممارساتها وكونها دولة كاملة ضمن الدولة الناقصة(بسببها قبل أي شيء)، وليس الا خائنا من ينبس ببنت شفة عن الحاجة اليها أو دمجها بالجيش اللبناني. ليس ذلك فقط، فهي التي تقرر كما قال في خطاب سابق ما اذا كانت ستلعب دورا في أي حرب على ايران... لسبب بسيط هو أن ايران لم تطلب سابقا، وقد لا تطلب لاحقا، أي شيء منها في مقابل السلاح والمال اللذين قدمتهما لها منذ ثمانينات القرن الماضي.

أما ثالثة الأثافي، كما يقال، فكانت سؤاله قوى 14 آذار عن مصادر الأموال التي قال انها أنفقتها في خلال الأعوام الماضية، وعن الهدف السياسي من صرفها بالمقارنة مع الهدف الذي تلقى الحزب المال من أجله. فهل في كلامه هذا، بغض النظر عن الهدف السياسي منه وعن صحة الأرقام التي أوردها، امتداح لملايين الدولارات وترسانات الأسلحة التي قدمها نظاما معمر القذافي وصدام حسين(حتى لا نتحدث عن غيرهما) لكل من المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية في المراحل السابقة؟، وهل يبقى على اللبنانيين دين سياسي لهذين النظامين المخلوعين، ولشخصي العقيد والمهيب، لمجرد أنهما ساعدا المقاومة حينها، بالقدر الذي يتحدث به السيد حسن عن ايران الآن؟.

تبقى النقطة الأكثر خطورة المتعلقة ب"ضمانة" الرئيس سعد الحريري الشخصية، والمعنوية والسياسية، لمنع حدوث فتنة مذهبية سنية شيعية في لبنان أيا كان مستقبل الوضع في سوريا. لا يجد السيد حسن ما يقوله في هذا السياق سوى التشكيك بالضمانة من جهة أولى وبشخص الضامن من جهة ثانية. وليس ذلك مهما في أي حال، كما أنه لا يحتاج الى تعليق.

المهم أن السيد حسن، الذي يتهم الآخرين بأنهم يعملون لاحداث فتنة مذهبية في لبنان ويحرضون عليها، يضع مآل الثورة في سوريا أمام احتمال من ثلاثة لا يلبث أن يستبعد واحدا منها بشكل كامل: انتصار الثورة وسقوط النظام. أما الاحتمالان الآخران، من وجهة نظره، فهما اما انتهاء الأزمة بنجاح النظام في قمع الثورة وعودته تاليا الى لعب دوره السابق في لبنان، ليتساءل اذا عما يكون عليه وضع قوى 14 آذار التي أيدت الثورة ومطالب الشعب السوري، أو دخول سوريا في حرب أهلية تمتد نيرانها الى لبنان... ثم ليتساءل عما سيكون عليه وضع قوى 14 آذار، و"الضامن" تحديدا، في مواجهة الرياح الطائفية والمذهبية التي ستهب على لبنان بنتيجة هذه الحرب.

لا شك أن للسيد حسن حساباته السياسية، وحتى تمنياته الشخصية، بالنسبة للاحتمالات السورية الثلاثة التي تحدث عنها. لكن على افتراض قناعته بامكان دخول سوريا في حرب أهلية، وقناعته الأخرى بانتقال هذه الحرب الى لبنان، ألا يشكل ذلك حافزا كافيا له لالتقاط الكرة التي القاها باتجاهه الرئيس سعد الحريري، أيا كان موقفه منه ومن سياساته في لبنان ونحو سوريا؟. أم أن السيد حسن لا يكترث فعلا(مع أنه لم يترك مناسبة الا قال العكس) باحتمال نشوب حرب مذهبية بين السنة والشيعة، لا في لبنان ولا في المنطقة عامة بعد ذلك؟.

غريب فعلا هذا المنطق، والأغرب منه اختزال الأمر كله بما قال انها تعليقات سياسية أو مقالات صحافية أو برامج اعلامية تحرض على الحرب المذهبية في لبنان.

أيا يكن الوضع المقبل في سوريا، وتاليا في لبنان، فلا حاجة لتكرار القول ان "ثلاثية" السيد حسن نصرالله هذه الحوار بشروطه، والمقاومة الباقية مهما كان، والتفرج على رياح الفتنة المذهبية تهب على المنطقة عموما وعلى لبنان بشكل خاص، هي الموضوع... مهما قيل غير ذلك.

 

أكد أن تداول السلطة في سوريا "فرصة" لممارسة الديموقراطية في لبنان بشكل صحيح

سليمان لـ"المستقبل": الاستراتيجية الدفاعية لتحديد متى يُستخدم السلاح وأين وكيف ولماذا؟

أجرى الحوار: جورج بكاسيني وعلي نون وباسمة عطوي /المستقبل

على هدوئه وثقته بلبنان واللبنانيين، وعلى وعيه التام بالطبيعة الأولى للكيان الوطني وأهله، وعلى ثباته عند مسلماته التي رافقته طوال سنوات عمره "الوظيفي" في الجيش ثم في قيادته ثم في رئاسة الجمهورية، يحضر فخامة العماد ميشال سليمان الى محدثيه وزواره. حضوره الآسر لا يلغي التقاطه أدق التفاصيل، والاسترسال عنده لا يعني إغفال فاصلة واردة من جملة مكتملة، أو كلمة في غير مكانها أو مصطلح لا يركب في موضعه. واضح بقدر ما يقتضيه المقام. مبهم بقدر ما تقتضيه متطلبات المسؤولية. هادئ لا تستفزّه كلمة طائشة أو استعارة (لا بد منها) لبعض أدبيات السياسة الراهنة. لكن عندما يقرر يعرف تماماً كيف "يلقي" موقفه ويختصر في كلمة أو كلمتين الرد الذي يود تظهيره.

لا تعني الرئاسة الأولى بالنسبة إليه إلا المسؤولية العامة. ليس رئيساً لفئة من اللبنانيين من دون فئة، ولا طرفاً سلبياً يميل إلى البعض على حساب الآخر، ولا يبدو أنه يهتم كثيراً أو قليلاً لمحاولات تصنيفه أو إعطائه علامات أو شهادات أو أرقام عن نسب من يمثّلهم. هو بالمعنى الدستوري الوطني الدقيق والعام، أكبر من تلك التوليفات ولا يستطيع من يستمع إليه إلا أن يخرج بكل تلك الانطباعات.

لا تسمع منه كلمة واحدة نابية، لا قصداً ولا عفواً، ولا مواقف نافرة في أي شأن سياسي أو قضية مطروحة. كأنه بذلك يعرف تماماً أن اللبنانيين لديهم ما يكفي ويفيض من أسباب الانقسام. وليس من مهام رئيس الجمهورية أن يضيف أسباباً أخرى إليها. كما ليس من مهامه أن يُسعّر النار إن وجدت بل إطفاؤها وترميدها حتى آخر نفس.

يريح من يجلس أمامه و"يُعدي" بإطمئنانه وتفاؤله ونياته الطيبة من يستمع إليه حتى لو كان من صنف المتشائمين الأبديين. في حديثه الى"المستقبل" استفاض في عرض عموميات موقفه من كل شأن سئل عنه. وتفادى أكثر من مرة، بلباقة، مطبات الاصطفاف العشوائي.. إلا باتجاه المصلحة الوطنية العليا.

وهذا نص الحديث:

[المنطقة تعيش حراكاً غير مسبوق منذ فترة، كيف تقرأون ذلك في ظل ما يجري حولنا؟.

ـ مظاهر العولمة في العالم، بدأت من خلال المواد الاستهلاكية، لكن اليوم العولمة تمتد الى مجالات لا يمكن التنبؤ بها وهي متجددة دائماً، سواء كانت سلعة أو خبراً أو نكتة، وبالتالي باتت منتشرة عند الجميع، والأكيد أنه في مجال الفكر السياسي سيكون هناك انتشار بفعل العولمة والتعددية.

[ما علاقة الربيع العربي بالعولمة؟.

ـ إن الربيع العربي والعولمة ناتجان عن التطور التكنولوجي والذي بات سريعاً بشكل رهيب، فمثلاً حين تم اختراع الراديو "الترانزستور" على أبواب الحرب العالمية الثانية زاد منسوب الحرية الفردية للناس بشكل كبير جداً، لأنهم باتوا على تواصل مباشر مع الخطابات السياسية ومواقف رؤساء الدول والمرجعيات الدينية، في حين أنه قبل هذه المرحلة كان التواصل يتم من خلال وسيط، سواء كان الزعيم أو كبير العائلة أو قائد الفرقة والذي كان وحده يهتم بإيصال المعلومة للناس، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أحداثاً عالمية أو اختراعات حتى. مع الراديو بات الفلاح والعامل والعسكري يتلقى المعلومة مباشرة. وإذا أردنا المقارنة بين تأثير الراديو حينها وبين تأثير وسائل التكونولوجيا والمعلومات اليوم، نجد أن ما يحدث شيء رهيب جداً، والأكيد أن التطور لا بد أن يلحق بكل وجوه الحياة والنظم السياسية والمالية والاجتماعية، إذ لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه.

[هل ترى أن الربيع العربي هو تتمة منطقية لهذا التطور بحيث لا يمكن العودة الى الوراء؟

ـ الربيع العربي هو مصطلح الهدف منه المطالبة بالديموقراطية، وأعتقد أنه سيكون هناك ربيع أوروبي وأميركي، يتناول ربما مواضيع أخرى هي على جدول هذه الدول والشعوب التي باتت أفضلية بالنسبة لها. وبالتالي الأفضلية في العالم العربي هي تعميم الديموقراطية، لذلك يحصل الربيع؛ بالتالي من الطبيعي أن تحصل تطورات في العالم، وقد سبق لنا أن شهدناها في الولايات المتحدة وأوروبا وستبقى موجودة بوجوه مختلفة، قد تتناول مواضيع اجتماعية واقتصادية ومواضيع الطاقة النووية. ولا يجب أن ننسى أن هناك تحركات لمواجهة معامل الطاقة النووية، وهناك مواضيع أخرى ستكون سبباً للتحرك الذي يشهده العالم وهذا ناتج عن التطور التكنولوجي والتقني.

[هل أنتم متخوفون مما يحصل حولنا في الربيع العربي وانعكاسه على النسيج الوطني اللبناني كما يردد البعض؟.

ـ أريد أن أسأل أليس نحن من يتسبب بالأحداث؟ أنا أقول إننا نملك حصانة كبيرة في نظامنا، وهذه الحصانة أو المظلة التي أرساها الطائف على لبنان ظهرت أهميتها خلال الشهور الماضية من خلال الاستقرار الذي يسود البلاد. إذا أراد اللبنانيون تخريب الاستقرار فباستطاعتهم ذلك، لكننا نملك الفرصة والمجال لحماية هذا الاستقرار وتحصينه كي نحصد إيجابيات أكثر، وبالتالي فالأمور تعود لنا، ولو أن الحريق قربنا يؤثر علينا، لكن يمكننا إطفاؤه إذا رفضنا أن يمتد إلينا، أو حين تصيبنا شرارة منه لا تتسع، تماماً كما حصل في أحداث طرابلس التي أظهرت أن لا أحد يريد إشعال الوضع في طرابلس ولذلك حين بدأت الأحداث سرعان ما انطفأت، والأفضل أن نستمر في ترقب عدم امتداد الحرائق.

[لكن البعض يحذر من أنه حين تنتهي الأحداث في سوريا ستمتد الى شمال لبنان؟.

ـ الجواب بالنسبة لي هو نفسه. اللبنانيون يملكون كنزاً، إما أن تكون لهم الإرادة في المحافظة عليه وزيادته أو أن يفرّطوا به. النظام اللبناني في مرحلة تاريخية في العالم، وهو نظام صالح إذا تمت ممارسته برقي وشفافية ووطنية، ولا نحتاج لذلك سوى النيات الحسنة والممارسة الجيدة، أنا أضمن للبنانيين أنه لن يحصل أي تطورات سلبية، وأعتقد أن هذه النية موجودة عند معظم اللبنانيين والتعبير عنها أحياناً يكون خطأ، والممارسة اليومية يشوبها أحياناً بعض الأخطاء لكن في الإجمال لا أعتقد أن أحداً يريد التفريط بالنظام الديموقراطي في لبنان أو في استقرار البلاد.

[حصلت دعوات خلال الأيام الماضية لحوار تحت سقف الدولة، لكن ردود الفعل على هذه الدعوات لم تكن وفق الآمال المعقودة عليها، هناك عنوان مطروح بأننا نريد حواراً تحت سقف الدولة ومن أجل بناء الدولة، وهناك منطق آخر يقول إن السلاح يجب أن يبقى وأن الحوار يجب أن يتم وفقاً لشروطنا، ما هي مقاربتكم لهذين الطرحين؟.

ـ دعوت الجميع الى الحوار ووضعت العنوان. قلت إننا نلتقي ونتحاور لبحث الاستراتيجية الدفاعية التي سبق أن تم طرحها على طاولة الحوار السابقة، التي نعود ونكررها في البيانات الوزارية منذ أن تسلمت مهامي وحتى الآن لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، أي للإفادة من المقاومة ومناقشة موضوع السلاح من الزوايا الثلاث: الزاوية الأولى هي تنفيذ ما سبق واتفق عليه في شأن السلاح الفلسطيني، وثانياً كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان، ووضع استراتيجية دفاعية تجيب عن الأسئلة التالية: متى نستخدم هذا السلاح وأين وكيف ولماذا نستخدمه؟. ثالثاً السلاح المنتشر في المدن الذي يجب أن لا يرتبط بموضوع الاستراتيجية الدفاعية ويجب أن يُنزع، هذه هي المواضيع الأساسية للحوار الذي أدعو إليها. إذاً، الدعوة للحوار حول هذه النقاط التي تثير جدلاً وكل موضوع آخر يُطرح على الطاولة فليكن إذا قبل المتحاورون بمناقشته. وهذا ليس ممنوعاً فليأتِ جميع الأطراف للحوار، وأي أمر يُطرح على الطاولة يمكن مناقشته إذا قبل المجتمعون بذلك، وفي حال رفضوا معنى ذلك أن النقاش لن يكون مجدياً. فمثلاً إذا قلت إنني أريد طرح موضوع الطائفية السياسية ولم يقبل بمناقشة هذا الأمر نصف الموجودين على الطاولة، فهذا معناه إذا طرحنا الموضوع لن يجدي نفعاً. المهم هو القبول بإيجاد إرادة لحل هذه المواضيع.

[هل ترون أن هناك إمكانية لانطلاق الحوار في ظل الجدال السياسي الحاصل في البلاد؟ أليس هناك أزمة ثقة عميقة بين الناس؟.

ـ لا أعتقد أن هناك خلافاً عميقاً بين اللبنانيين حيال البنود التي يجب أن تناقش، لكن طريقة الطرح يكون فيها أحياناً نوع من التحدي.

[هل لديكم أفكار معينة يمكن أن تشجع قوى 14 و8 آذار للإجتماع حول طاولة الحوار؟.

ـ الدعوة هي للبحث في الاستراتيجية الدفاعية وبعدها يمكن البحث في كل المواضيع، طبعاً لدي طروحات لتفعيل الحوار، ومعظم اللبنانيين يناقشون النقاط التي يختلفون عليها، وطرق تفعيل الحوار أمر أبحثه بشكل أسبوعي مع مجموعة من المثقفين والخبراء، وأنا حريص على مواكبة طروحاتهم دائماً، فنقاط الخلاف معروفة ولدينا الكثير من الأفكار لمقاربتها.

[فخامة الرئيس منذ بداية عهدك راهنت على حكومة وحدة وطنية ثم أُسقطت، ثم راهنت على السين ـ سين وأسقط أيضاً ثم راهنت على الحوار وأسقط أيضاً، واللبنانيون يعرفون من أسقط هذا الحوار، على ماذا تراهن اليوم؟.

ـ أملي الأساسي هو في نظامنا اللبناني الذي ظهر أنه متين، ولا يجب أن ننسى أنه مرت ظروف صعبة على البلاد منذ العام 2004 وحتى الآن على الأقل، وتبين أيضاً أننا نملك مؤسسة مهمة جداً هي الجيش اللبناني، الذي برهن ان تعاطيه مع الشؤون الوطنية كان على مستوى عال جداً من الحضارة والديموقراطية، وهذا يعني انها مؤسسة مهمة في ظل الاحداث التي تجري حولنا. كما أننا نملك نظاماً مالياً يجب تحصينه، وأيضاً نظامنا السياسي التعددي الذي يؤمن الشراكة في إدارة الشأن العام بين كل اللبنانيين، بصرف النظر عن العدد وهذا برأيي يشكل غنى كبيراً بالنسبة للنظم الديموقراطية، وهذا ما أقول أنه سيكون مثار اهتمام دول العالم في المرحلة المقبلة، ولحسن الحظ أننا نملكه والمطلوب منا هو تحصين ما نملكه، أي تحصين الجيش وحمايته وتطبيق الديموقراطية بشكل صحيح في نظامنا السياسي، وكذلك الأمر بالنسبة لنظامنا المالي وتطويره في الاتجاه الصحيح.

[فخامة الرئيس تدعون للحوار الوطني بين أطراف متشظية وفي ظل أزمة حكومية وتطاول غير مسبوق على مقام رئاسة الجمهورية، أليس من الأجدى حل الأزمة الحكومية التي يمثل أعضاءها طرف سياسي واحد؟.

ـ الحكومة ليست من طرف سياسي واحد، وهذا الأمر ظهر جلياً في مواضيع عدة وملفات طرحت، صحيح أنها لا تجمع كل الأطراف اللبنانيين، لكن يمكن تسميتها بأنها حكومة تضم قوى 8 آذار ومستقلين، ولا يجب أن ننسى أن رئيس الحكومة ليس من قوى 8 آذار، وبالتالي هي ليست "حكومة الطرف الواحد". وهذا الأمر ينطبق على أدائها حيث برهنت أنها لا تمثل طرفاً واحداً. التطاول لا يمكن ربطه بتركيبة الحكومة، يمكن التطاول على الحكومة ورئيس الجمهورية من دون أن يكون المتطاول مشتركاً في بنية الحكومة. التطاول لا تفسير له. يجب أن تكون ثمة أخلاق سياسية وأن يتوخى النقد التحسين والانتاج وليس التشهير والمبارزة والتعطيل، على كل حال "ماشي الحال"، ويبدو أننا لم نتعود على بعضنا البعض، فبعد العام 2008 بتنا ندير أمورنا بأنفسنا وبدأنا نشعر أننا غير معتادين العمل سوياً بشكل صحيح. وأتت ظروف صعبة أحاطت بالبلد وحوله وهذا ما ساهم في عدم التطور والتقدم. وأعتقد اننا نستعيد تدريجياً كيفية ممارسة الديموقراطية الحقيقية. الديموقراطية ليست فقط انتخابات بل هي كيف نضحي بأفكارنا الشخصية من أجل طروحات أفضل، ويكون لدينا استعداد وفرح بقبول فكرة الآخرين تكون لمصلحة الوطن. الديموقراطية هي قبول الآخر بالرأي والشكل واللباس والفكر السياسي والفرح بقبول فكرة الآخر حين تكون لصالح الوطن.

[إذا ترجمنا ما تقوله فخامة الرئيس، من موضوع طاولة الحوار والتطاول على مقام رئاسة الجمهورية مروراً بفكرة ان هناك وزيراً لا ينفذ قرار مجلس الوزراء؟.

ـ لا أحد يمكنه التطاول على رئاسة الجمهورية، من يتطاول على رئاسة الجمهورية هو من يتأذى، رئاسة الجمهورية مثل الصخرة تتكسر عليها الأمواج ومن يتطاول عليها هو من يتأذى قبل غيره، لذلك هذا الأمر لا يعني لي شيئاً أبداً. أما في ما يتعلق بأداء الوزراء فالقانون والدستور حددا آلية عمل مجلس الوزراء، وحين يحصل تصويت فالوزير مُلزم بتنفيذ قرار مجلس الوزراء، وإذا لم ينفذ عليه أن يمتلك حجة، وإلا عليه أن يستقيل. إما أن تنفذ قرار مجلس الوزراء أو تستقيل. في موضوع الأزمة الحكومية المستغرب ويدفعني للتوقف عنده، وقد تكلمت مع الوزير شربل نحاس في هذا الموضوع، هو أن المرسوم يقر بحق العمال أعطاهم إياه العرف طيلة 16 عاماً، والعرف هو بمنزلة القانون في كل دول العالم، وإذا قرر مجلس الوزراء إعطاء العمال حقوقهم بشكل مؤقت بموجب مرسوم وفي الوقت نفسه قرر إعداد قانون لسد الثغرة الموجودة في القانون الحالي ليصبح المرسوم قانونياً، وبالتالي إذا اعترفنا بوجود ثغرة نعمل على سدها، فكيف لا أقبل الاعتراف بحق هؤلاء العمال؟ يعني "ما بتركب معي" أن أقبل بمشروع قانون لسد هذه الثغرة، وفي نفس الوقت لا أقبل بإعطاء العمال حقهم إمتداداً لعرف وبقرار من مجلس الوزراء. هنا وجهات النظر المختلف عليها ولكن آمل أن تنتهي هذه المشكلة بشكل إيجابي، وبتفهم من الوزير صاحب العلاقة لحقوق العمال.

[فخامة الرئيس، المواطنون مصدومون من طريقة التعاطي مع ملف الأجور والنقل والذي يتداول به منذ أشهر، ما هي الضمانات لكي لا يتكرر هذا الأمر كي يحصل الناس على حقوقهم في الملفات المعيشية الأخرى؟.

ـ الضمانة هي الناس والمحاسبة، الناس عليهم أن يحاسبوا القيمين على شؤونهم العامة. عليهم الإنصات الى الكلام الجيد وتقبله ورفض الكلام السيئ، أيضاً تقبل القرار الجيد ومواجهة القرار السيئ. وأن لا تكتفي بالسير خلف آراء محددة وتعتبرها منزلة لأنها صادرة عن جهة معينة، وترفض أي آراء تقولها جهة أخرى فقط لأنها ليست من تيارها السياسي. للأسف هذا يفتح على نقاش قانون الانتخاب الحالي الذي أدى إلى هذه النتائج. قانون العام 2009 كان صالحاً ربما عند تأسيس دولة لبنان ولكنه اليوم بات يفرز متاريس في المواقف، ويصبح المسؤول السياسي مقبولاً مهما فعل أو كيفما تصرف لأنه ينتمي أو يمثل فئة سياسية لا بل مذهبية، ويتم رفض الآخر لأنه لا ينتمي الى فئة سياسية محددة، علماً أن المشكلة موجودة عند الفئتين.

[بهذا المعنى أن المحاسبة يجب أن تتم في صناديق الاقتراع؟.

ـ نعم في صناديق الاقتراع وأيضاً في التعبير. هناك ربيع أوروبي يحصل وربما يمتد الربيع الى لبنان. لا أحد يشكو من تداول سلطة وديموقراطية في لبنان، ولكن هناك حقوق الناس وكيفية التعاطي مع الشأن العام يمكن أن تولد ربيعاً في لبنان طابعه اجتماعي.

[هل تدعو الى ربيع لبناني؟.

ـ لا أدعو الى ربيع لبناني، بل أدعو للمحاسبة في كل الأماكن، في مراكز الاقتراع وفي حرية التعبير والكلام الواضح ومجابهة المسؤولين ومواجهتهم بالحقيقة.

[هل أنت مرتاح لأداء هذه الحكومة التي باتت رائحتها مازوت؟.

ـ السؤال ليس سهلاً، فمن يعمل في الشأن السياسي لا يرتاح إذا كان يملك ضميراً ورأياً متجرداً. يا للأسف لا يستطيع أن يحقق واحد بالمئة مما يطمح إليه. في المقابل لا يمكن القول إن هذه الحكومة رائحتها مازوت، هناك تحقيقات تجري وننتظر الأمور والنتائج بهدوء وبعيداً عن "الميكروفونات".

[هل تتوقع أن يعاود مجلس الوزراء اجتماعاته قريباً، خصوصاً بعد الحديث عن نتائج إيجابية في لقاء الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون؟.

ـ أكيد يجب أن تعاود الحكومة اجتماعاتها، لا يجوز أن يبقى الأمر على هذا النحو، لا أريد التعليق على اجتماع الرئيس نبيه بري مع الجنرال ميشال عون، ولم أطلع من الرئيس بري على تفاصيل الاجتماع الذي عقده، لكن معاودة اجتماعات مجلس الوزراء ستحصل بالتأكيد قريباً ووفق الأصول وانتظام العمل الحكومي.

[هناك من يقول إن كل ما حصل من أزمة حكومية هو لتمرير التمديد للمحكمة الدولية؟.

ـ لا علاقة للتمديد للمحكمة بالأزمة الحكومية. كما أريد أن ألفت الى أن عبارة "تعليق" جلسات مجلس الوزراء "ليست قانونية"، ما حصل هو أنه تمت المطالبة بتأجيل البند الذي كنا نناقشه، ولم يتم التصويت عليه، وكنا نسعى لعدم التأجيل، في هذه الأثناء حصلت محاولة تعطيل النصاب ورفعنا الجلسة.

[ ما تعليقكم على الانتقادات التي وجهت بشأن جزئية "أخذ العلم" بقرار الأمم المتحدة المتعلق بتمديد عمل المحكمة والقضاة العاملين فيها؟.

ـ أصدر مجلس الأمن المحكمة تحت الفصل السابع لثلاث سنوات، على أن تُمدد لفترة إضافية يقررها مجلس الأمن بالتشاور مع الحكومة اللبنانية. الجدال في لبنان ليس على مدة التمديد والسؤال هو عن هذه المدة، لذلك لم تتم الإجابة عن الكتاب.

[هل يمكن أن تعقد جلسة لمجلس الوزراء قبل سفرك الى رومانيا؟.

ـ إن شاء الله ممكن جداً. إذا ما عقدت هذا الأسبوع، فالأسبوع الذي يليه.

[من الالتباسات حول الوضع الحكومي وموقفها من الوضع في سوريا مواقف هذه الحكومة في الجامعة العربية. فالموقف المعلن للحكومة اللبنانية هو النأي بالنفس، ولكن الموقف الفعلي كما تبين في الأسبوعين الأخيرين في اجتماع الجامعة العربية هو تحفظ لبنان عن القرار العربي وخروجه عن الإجماع. كيف تفسرون ذلك؟.

ـ سبق واعترضت الحكومة على قرار سابق للجامعة العربية، عندما تناول قرارها موضوع تعليق عضوية سوريا والتمثيل الديبلوماسي معها وترك الموضوع للدول حسب وضعها الجغرافي. نحن اعترضنا أكيد لأن ثمة تجربة سابقة في لبنان تتعلق بمبدأ الإجماع في القرارات العربية، عندما جاؤوا ليشكلوا محكمة عربية دولية تستند الى الشرع الإسلامي، لبنان وحده عارضها لذلك لم يستمروا بطرحها لأن لبنان عارضها. من هذا المنطلق نحن كبلد له خصوصية لا نوافق على تدابير من هذا النوع تعزل أي بلد عربي. هذا سبب، وهناك أيضاً الوضع المميز لبلدنا مع سوريا. وكذلك وضعنا مختلف عن الأردن حتى. لا يمكن أن ننسى أن سياسة الدولة تقررها الجغرافيا السياسية لهذه الدولة. نحن عندنا جارة وحيدة هي سوريا، فأي بلد عربي عنده جيران، ولكن نحن عندنا جارة واحدة فقط. هذه العلاقة انعكست على طبيعة العلاقات الاجتماعية بين لبنان وسوريا، وكذلك على المواقف السياسية في لبنان. ولذلك عندما اعترضنا على ذلك القرار، كان من الطبيعي أن نتحفظ على القرار الثاني باعتباره يستعيد القرار السابق ويشدد على قطع أي تعاون ديبلوماسي مع سوريا. ولذلك قلت في الجامعة اللبنانية في طرابلس إننا ضد عزل الدول العربية باعتبار أن ذلك يؤدي الى عزل الشعب. ولهذا السبب تحفظنا.

[ولكن سياسة النأي يُفترض أن تكون مترجمة من خلال الرسميين اللبنانيين وأصحاب القرار؟.

ـ القرارات التي اتخذت لغاية اليوم هي لصالح لبنان، ولتجنيبه الضرر مبدئياً. هذا القرار طبيعي أن نتخذه لأن نصف اللبنانيين مع اتجاه المعارضة في سوريا والنصف الآخر مع النظام. هناك روابط لا يمكن تجاوزها.

[بعيداً عن الحكومة، خطابكم فخامة الرئيس منذ خمسة شهور تقريباً ولغاية اليوم مع تأييد حق الشعوب...؟

ـ هذا مؤكد، ولا أزال مع الديموقراطية وتداول السلطة في سوريا وفي أي بلد قريب لأن في ذلك فرصة أساسية للبنان ليمارس ديموقراطيته بشكل صحيح ويتألق. خصوصاً عندما تصبح الأنظمة المحيطة بنا تشبهنا. لكن في المقابل ما دام الغرب ينظر بطريقة مختلفة الى قضية فلسطين، مقارنة مع نظرته الى مصر والأردن واليمن وليبيا، ستبقى الديموقراطية غير التي ننشدها. إسرائيل تحتل وتقمع وتمنع انتساب فلسطين الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ألا يحق لنا أن نسأل لماذا؟. بالأمس اتخذوا قراراً ضد سوريا تؤيده 137 دولة، في المقابل فلسطين عندها تقريبا 131 دولة تؤيد انتظامها في الجمعية العمومية. أين هذه الديموقراطية إذن، تلك التي تسمح بإزالة معالم القدس والقتل والقصف. أين الديموقراطية التي لا تعطي الحق لمواطن بهويته وأرضه؟. لذلك نحن مع الديموقراطية الحقيقية التي ستؤدي الى تداول السلطة.

[ما توصيفكم الدقيق لما يحصل في سوريا؟ هل هو نتيجة للعولمة أو للربيع العربي أو مجرد مشكلة مع عصابات مسلحة؟.

ـ موجة العولمة المطالبة بالديموقراطية لها مظهر واحد. ثمة مطالب بالتغيير السياسي. أعتقد أن جميع السوريين ينشدون الديموقراطية. منهم من يريدها من خلال إسقاط النظام الحالي، منهم من هو مع العنف، ومنهم من يؤيد النظام من دون عنف وهناك من هو متمسك بالنظام. الأكيد أن كل الشعب السوري بكل مذاهبه وطوائفه يتطلع الى الديموقراطية الحقيقية. ما أعرفه أنه يجب أن يتوقف العنف، وليذهب الجميع الى الحوار، والسير بالإصلاحات الحقيقة في ظل ظروف مؤاتية، ولنترك للسوريين أنفسهم تقرير مصيرهم.

[هل تعتقد أن تحقيق هذه الخطوة ما زال ممكناً؟.

ـ إقفال الطرق أمام الحوار يقود الى الحرب.

[انطلاقاً من حرصكم على أنظمة ديموقراطية من حولنا وخصوصاً في سوريا، هناك نظرية يتبناها بعض القوى السياسية في لبنان، ومفادها أن التغيير في سوريا سيؤثر سلباً على الأقليات في سوريا ولبنان معاً. ما هي مقاربتكم لهذا الموضوع، والمقصود هنا الأقليات المسيحية؟

ـ ما عنيته بارتداد الوضع على لبنان، كنت أقصد به عدم ارتداده على الأقليات. يجب أن نتجاوز هذا الهاجس وليخرج البعض منه، وبالتالي يجب أن نبني تفكيرنا على المواطنة وليس على الأقليات. القلق والخوف موجودان نظراً لما حصل في العراق، ومن ثم في مصر. ولكن المهم أننا في لبنان نموذج خاص وعلينا أن نحصن النظام الذي يميزنا. الخوف يأتي دائماً من السياسة، وأبداً ليس من الطوائف. مطالب الربيع العربي هي سياسية وليست طائفية، ولكن مظاهرها تترك بعض الارتدادات. نحن لا مطلب سياسياً عندنا. جميع اللبنانيين ارتضوا الطائف. قد تكون هناك مطالبات بتعديل صلاحيات، ولكن لا طلب بإلغاء الطائف أو تغييره.

[لكن النائب وليد جنبلاط دعا الى طائف سني ـ شيعي؟.

ـ هو صحح هذا الكلام موضحاً بأنه يقصد الحوار. فالطائف مبني على الحوار.

[نفهم من كلامكم قبل قليل أن لا قرار سياسياً بتوتير الأوضاع في الشمال؟.

ـ لم أقل ليس هناك قرار، وإنما عنيت بأن لبنان غير واقع في خلاف أو تداعيات كما يحصل في دول أخرى. بل على العكس هناك قرار بعدم التوتير.

[لكن لماذا هذا الخوف لدى اللبنانيين من احتمال أن يقود أي حادث الى الدمار؟.

ـ القلق من حسن الفطن وهو مشروع، لكن المهم تلقف الخطر ومعالجته حين نستشعره قبل أن يتمدد.

[هل جاء انتشار الجيش اللبناني نتيجة الاستشعار بالخطر أم نتيجة ما قيل عن لوائح وصلت من السوريين بأسماء بعض الناس؟.

ـ من واجبات الجيش أن يؤمن مراقبة الحدود حين يحصل التوتر.

[هل سيتم ذلك في عرسال مثلاً؟.

ـ في أي مكان يجد الجيش ضرورة لتواجده، ذلك أنه معني بضبط الحدود والأمن في الداخل. ومع الجيش الغطاء السياسي من دون الحاجة الى قرار حكومي لأن الأخير موجود. لكن بالطبع التوجيه من قبلنا موجود أيضاً.

[تحت أي عنوان ستكون جولتكم الخارجية في الـ2012؟

ـ تحت العنوان نفسه. المغتربون هم بمثابة الشرايين التي تصل لبنان بالعالم. هذا الاتصال معهم ضروري، بالإضافة الى أننا في مرحلة ما عدنا نجد فيها دولاً منزوية أو معزولة. ديبلوماسية تبادل الزيارات والتباحث في الأمور ضرورية من أجل تثبيت حضورنا. ونحن حققنا وجودنا عبر عضويتنا في مجلس الأمن، ومهما كانت الانتقادات، كان أداؤنا جيداً وله تأثيره.

[ في ما يخص المرأة اللبنانية ودورها، هل سنشهد انصافاً لها في التعيينات المقبلة، خصوصاً أنكم من أشد المتحمسين لإشراكها في الشأن العام؟.

ـ إشراك المرأة في المراكز الإدارية وارد في الآلية التي تم إقرارها، وأقول إنه يجب أن يكون للمرأة حضور بارز، لكن التعيينات تتم من خلال التصويت، فإذا لم يفلح التصويت بإيصال المرأة سيكون ذلك علامة سيئة وغير إيجابية في تاريخ اللبنانيين وأدائهم، لأننا نتغنى بدور المرأة، وهي تتمتع باحترام وأثبتت فعاليتها في محطات عدة، ولكن لم يترجم دورها بعد في السياسة. هنا أقول إن الحق ليس على المرأة بل على السياسة التي لم تعطها دورها، هناك من يقول إن المرأة اللبنانية لم تعرف كيف تأخذ دورها، وأنا أقول إن السياسة هي المشكلة وقانون الانتخاب هو المشكلة، وهما اللذان استبعدا المرأة، فالعطل موجود فيهما وليس في المرأة.

سؤال أخير. نقرأ في الصحف بين فينة وأخرى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا يمثل المسيحيين وأن غيره من يمثلهم خير تمثيل ويعبر عن مصالحم. ما رأيكم؟

ـ أنا أعبّر عن جميع اللبنانيين وأفتخر بأنني أنتخبت رئيساً من قبل سبعة وتسعين بالمئة من المجلس النيابي، والنواب الذين انتخبوني يمثلون اللبنانيين ولا يزال معظمهم في المجلس الحالي، والتيارات هي بنفس الأحجام، وبالتالي فإما حين انتخبوني كذبوا على الناس وأخلوا بوكالتهم ولم يأتوا بالشخص الذي يريده الناس، أو أنهم كانوا صادقين، فإذا كانوا كذلك فهذا يعني أنني أمثل المسيحيين، وإذا أخلوا فمعنى ذلك أنهم لا هم يمثلون ولا أنا أمثل.

 

مصر استدعت سفيرها من سوريا 

أعلنت مصر أنها قررت استدعاء سفيرها في سوريا، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن "وزير الخارجية محمد كمال عمر استقبل السفير المصري بدمشق صباحاً بعد أن تمّ استدعاؤه منها، وتقرّر أن يبقى في القاهرة حتى إشعار آخر". (أ.ف.ب.)

 

غاتيلوف يدعو بان كي مون لإرسال خبراء لتقييم الوضع الإنساني في سوريا

دعا نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرسال خبراء لتقييم الوضع الإنساني في سوريا. وقال غاتيلوف في صفحته على موقع "تويتر": "إنّ الوضع الإنساني في سوريا يتطلب تقييماً موضوعياً، وربما يتوجّب على الأمين العام للأمم المتحدة دراسة إرسال خبراء إلى هناك". (موقع "تويتر")

 

العراق يأمل بحضور الأسد أو من يمثّله القمّة العربيّة لكنه سيلتزم بقرار "الجامعة العربيّة" 

أعرب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن أمله في أن يحضر الرئيس السوري بشار الاسد القمّة العربيّة المقبلة في بغداد، إلا أنّه شدّد على أنّ العراق سيلتزم بقرار "جامعة الدول العربيّة" حيال مسألة الحضور هذه، وقال: "نحن نسأل الجامعة العربيّة هل قرارها بتعليق مشاركة سوريا هو فقط في (اجتماعات) الجامعة ام على مستوى القمة ايضًا". المالكي، وفي مقابلة مسجّلة مع قناة "الرشيد" الخاصة بثت مساء السبت، قال: "إذا كان فقط على مستوى المندوبين (في الجامعة) فنأمل حضور سوريا (القمّة) سواء أكان على مستوى رئيس الجمهورية أو من يمثله". واستدرك قائلاً: "أما إذا كان القرار يقضي بتعليق كل المشاركات فنحن جزء من الجامعة العربية". وقال: "نفضّل أن تكون هناك مشاركة لأنّها تفتح صفحة للحوار بعيدًا عن التدخّل وعن اثارة اجواء طائفيّة، وحيث إنّ لا مصلحة لأحد في أن يتدهور الوضع أكثر في سوريا". يشار إلى أنّه من المقرّر أن تُعقد القمة العربيّة المقبلة في بغداد في 29 آذار، وسبق أن تحفّظ العراق، الذي يتقاسم مع سوريا حدودًا بطول 600 كلم، على قرار تعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة العربية، وعلى قرار فرض عقوبات اقتصادية عليها، لكنه لم يبد تحفظًا على القرارات الاخيرة للجامعة المتصلة بتشكيل قوة عربيّة دولية مشتركة يتم نشرها في سوريا وتقديم الدعم "السياسي والمادي" للمعارضة السورية. (أ.ف.ب.)

 

الوكالة الذرية تأمل التوصل لـ"نتائج ملموسة" خلال مهمّة مفتّشيها في إيران

أعرب رئيس مفتشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذرية هرمان ناكيرتس عن أمله بأن تتمكن بعثة الوكالة المتّجهة إلى إيران من تحقيق "نتائج ملموسة"، وأن يكون اليومان اللذان سيمضيهما المفتّشون في طهران "جيدين ومثمرين". وأشار ناكيرتس إلى أنّ "الأولوية تبقى بالتأكيد للنظر في البعد العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إلا أننا سنتطرق إلى كل المواضيع المهمة، وبالتأكيد فإن الموضوع برمّته شديد التعقيد ويمكن أن يأخذ وقتًا طويلاً، ونأمل أن تكون مهمتنا بناءة". (أ.ف.ب.)

 

 الوكالة الذرية تأمل التوصل لـ"نتائج ملموسة" خلال مهمّة مفتّشيها في إيران

أعرب رئيس مفتشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذرية هرمان ناكيرتس عن أمله بأن تتمكن بعثة الوكالة المتّجهة إلى إيران من تحقيق "نتائج ملموسة"، وأن يكون اليومان اللذان سيمضيهما المفتّشون في طهران "جيدين ومثمرين". وأشار ناكيرتس إلى أنّ "الأولوية تبقى بالتأكيد للنظر في البعد العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إلا أننا سنتطرق إلى كل المواضيع المهمة، وبالتأكيد فإن الموضوع برمّته شديد التعقيد ويمكن أن يأخذ وقتًا طويلاً، ونأمل أن تكون مهمتنا بناءة". (أ.ف.ب.)