المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 شباط/2012

إنجيل القديس لوقا 19/28-40/يسوع يدخل أورشليم

قال هذا الكلام وتقدم صاعدا إلى أورشليم. ولما اقترب من بيت فاجي وبيت عنيا، عند الجبل المسمى جبل الزيتون، أرسل اثنين من تلاميذه، وقال لهما: إذهبا إلى القرية التي أمامكما، وعندما تدخلانها تجدان جحشا مربوطا، ما ركب عليه أحد من قبل، فحلا رباطه وجيئا به. وإن سألكما أحد: لماذا تحلان رباطه؟ فقولا له: السيد محتاج إليه. فذهب التلميذان ووجدا كما قال لهما يسوع. وبينما هما يحلان رباط الجحش، قال لهما أصحابه: لماذا تحلان رباطه؟  فأجابا: السيد محتاج إليه. فجاءا بالجحش إلى يسوع، ووضعا ثوبيهما عليه، وأركبا يسوع. فسار والناس يبسطون ثيابهم على الطريق. ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، أخذ جماعة التلاميذ يهللون ويسبحون الله بأعلى أصواتهم على جميع المعجزات التي شاهدوها. وكانوا يقولون: تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى! فقال له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا! فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف!

عناوين النشرة

*الياس بجاني/ من التراب وإلى التراب

*ايران تبني موقعاً نووياً بالقرب من قم 

*أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي/إيران تأمل "باستئناف سريع" للمفاوضات حول ملفّها النووي

*رئيس أركان الجيوش الأميركية: شنّ هجوم على إيران سيكون سابقًا لأوانه

*رئيس الأركان الإسرائيلي: سنتخذ بمفردنا القرار بشأن مهاجمة إيران 

*رئيس الأركان الإسرائيلي  الجنرال بيني غانتس : لإبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن إيران

*باراك يدعو المجتمع الدولي لتشديد العقوبات بحق إيران قبل دخولها منطقة حصانة نوويّة

*الوكالة الذرية تأمل التوصل لـ"نتائج ملموسة" خلال مهمّة مفتّشيها في إيران

*أوباما يرسل كبيري المستشارين لـ«إقناع إسرائيل» بالامتناع عن ضرب إيران

*رئيس أركان إسرائيل: زعزعة الاستقرار في سوريا تهدد بتدهور شامل في المنطقة

*نشر بطارية مضادة للصواريخ قرب تل أبيب 

*إيران توقف مبيعات النفط لبريطانيا وفرنسا.. والاتحاد الأوروبي يقلل من شأن الخطوة

*طهران تريد استئناف المفاوضات مع الدول الكبرى في اسطنبول.. وهيغ يحذر من مهاجمتها

*بوارج إيرانية في المياه السورية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لماذا ترى إيران أنها بحاجة إلى قنبلة نووية؟/راي تاكيه/الشرق الأوسط

*النهار" عن أوساط المعارضة: قرارات ظنّية عن المحكمة الدولية خلال 10 أو 12 يوماً

*الجنرال عون طلب من برّي لفلفة فضيحة المازوت الأحمر وعدم السماح بطرح الثقة بأي من وزرائه  

*رأي جريدة المستقبل ليوم الإثنين

*باسيل: نحن من يمثّل المسيحيين ورئيس الجمهورية حَكَم

*عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني: عون يُسيء الى المرجعيات

*الراعي: الأوضاع الاقتصادية آخذة بالتردي فيما المسؤولون أسرى مصالحهم الخاصة 

*نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوسنصرالله سيسقط مع سلاحة ويلحق به حليفاه عون وفرنجية

*جنبلاط: لإعطاء كل الضمانات والمساعدات للنازحين السوريين أياً يكن عددهم

*لولا بطولات السوريين لما تجرّأ نصر الله على الحديث عن ثكنة فتح الله/وسام سعادة/المستقبل

*رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون: طالما لغة هز الاصبع لا تزال موجودة فلن نصل الى حسم 

*"نحن لم نهرب من اسرائيل...فهل نهرب من هؤلاء؟" هكذا يذلّ انصار المقاومة رموز الدولة... ويطلقون النار على من يرفع شارة الأرزة/طارق نجم/14 آذار

*حزب الله": لو كان فريق 14 آذار حاكماً لأدخل لبنان في الازمة السورية واحرقه

*الجوزو: نصر الله يتغنى بأمجاد السفاح السوري وحيداً

*ما العمل بعد رفض مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" وهل من بديل لقانون الانتخاب "الستيني"/بيار عطاالله/النهار

*خطاب نصر الله المدهش!/فادي شامية/المستقبل

*ميلاد عون بين تاريخ " العونيين" وبين سجلات قيادة الجيش

*ظاهرة غريبة أضاءت سماء لبنان/الجمهورية/ الأرشمندريت د. شربل الحكيم

*التوتّر العالي/نصير الأسعد/الجمهورية

*حزب الله" وحده يملك الضمانات والشروط ولا حلّ إلا بتسليم الجيش المسؤولية الكاملة/اميل خوري/النهار

*توقيع مذكرة تفاهم لنقل الطاقة من إيران إلى لبنان والعراق وسوريا

*وديع الصافي وأم العروبة/عماد موسى/لبنان الآن

*عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة للمستقبل: على ميقاتي أن يستقيل لإراحة البلد من فشل حكومته

*هل تحسم 14 آذار في مؤتمرها العلاقة مع المكوِّن الشيعي؟/شارل جبّور/ الجمهورية

*وزير مقرّب من سليمان : دَرَجَ العرف أن يعيّن رئيس الجمهورية رئيس «القضاء الأعلى»

*الرئيس مصمّم على شبطيني وماذا ترجم عون من وعوده؟/سيمون أبو فاضل (الديار)،

*البيضة المسيحية/محمد سلام

*رئيس الجمعية العامة في الأمم المتحدة: خيارات عدة مطروحة لإغاثة الشعب السوري

*وزير خارجية تونس وجّه دعوة لـ"المجلس الوطني السوري" لحضور مؤتمر "أصدقاء سوريا"

*نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: موسكو اقترحت عقد جلسة عاجلة مع دول الخليج مخصّصة للشأن السوري

*مصر استدعت سفيرها من سوريا 

*عميد سوري منشقّ: والدة الأسد تتحّكم بسوريا.. وهناك قرى تابعة لحزب الله في حمص

*وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: سنشكّل محفلاً دولياً واسعاً بشأن سوريا.. ونفكّر بقرارات هامة للغاية 

*رجل أعمال سوري: اقتصاد سوريا يُعاني.. وإيران ترسل السيولة عبر العراق 

*عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح: إذا أراد الأسد كسب نفسه فليذهب لروسيا أو إيران وإلاّ سيواجه مصير القذافي

*الأسد وتقسيم سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*العبرة في خيمة بشار المهلهلة/حمد الماجد/الشرق الأوسط

*مصر «بتحكي لبناني»/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*زاهي وهبي من " المستقبل" الى " الميادين" ومن " فخامة القاتل" الى " قحباء" الربيع العربي

*قحباء "الربيع اللبناني/زاهي وهبي

 

تفاصيل النشرة

 

من التراب وإلى التراب

بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أخبار اليوم وتعليق تحت عنوان جماعات التهويش والتكويش وغيبوبة الضمير/20 شباط/12

ملخص التعليق/محزن كم هو بائس وتعيس حال السياسيين والمسؤولين ورجال الدين في لبنان فهم امسوا حجر عثرة تعيق قيام الوطن وتمنع استرداد سيادته واستقلاله. ارتضوا مهمة التهويش والتكويش وربط اعناقهم بحبال الذل وامتهنوا القدح والمدح مقابل اثمان. اصبح لكل واحد منهم ثمن ومن يدفع ويزيد يمتلكهم. المطلوب اليوم ونحن نتذكر اننا من الرماد وإلى الرماد أن نتحرر من العبودية وتعيش الحرية بكل اطرها دون جبن ودون خنوع وركوع للغرائز ومكوناتها.

 

ايران تبني موقعاً نووياً بالقرب من قم 

 ذكرت قناة "بي بي سي" نقلا عن دبلوماسي قبل أيام من زيارة مفتشي الأمم المتحدة الى طهران، أن إيران تستعد على ما يبدو لتوسيع برنامجها النووي في موقع تحت الارض قرب مدينة قم. وقال هذا الدبلوماسي للمحطة البريطانية مساء السبت ان ايران تستعد على ما يبدو لوضع الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع الجديد في المدينة الواقعة في الشمال.وأضافت البي بي سي ان اجهزة الطرد المركزي يمكن ان تسرع انتاج اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه لانتاج الطاقة النووية واسلحة ذرية. واعلنت ايران الاربعاء انها شغلت ايران سلسلة من اجهزة الطرد المركزي الجديدة في منشأة نطنز يعتبر أداؤها أقوى بثلاث مرات من اداء تلك الموجودة حاليا. (أ.ف.ب.)

 

أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي/إيران تأمل "باستئناف سريع" للمفاوضات حول ملفّها النووي

أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده "تأمل بإستئناف سريع" للمفاوضات النووية مع القوى الكبرى، مذكرًا بأنّ إيران "كانت تؤيد إجراء هذه المفاوضات في اسطنبول" في تركيا، وشدد على أنه ينبغي "إيجاد آلية تتيح حلاً يكسب الطرفين". وفي مؤتمر صحافي في طهران، قال صالحي: "إنّ إيران ستخوض هذه المفاوضات بروح إيجابية"، وأعب عن أمله في أن "تُثبت الدول الكبرى بدورها إرادة طيبة" في محاولة لحلّ هذا الخلاف، وقال "نفهم موقف الطرف الآخر ونريد أن نمنحه إمكان حفظ ماء الوجه". (أ.ف.ب.)

 

رئيس أركان الجيوش الأميركية: شنّ هجوم على إيران سيكون سابقًا لأوانه

رأى رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أنّ شن ضربة عسكرية على إيران ردًا على برنامجها النووي سيكون "سابقًا لأوانه"، معتبرًا أنّ "العقوبات الاقتصادية والتعاون الدولي حول العقوبات، بدأت تعطي ثمارها". وفي حديث لشبكة "سي أن أن" الأميركية، قال دمبسي: "حتى لو اختار الغرب الخيار العسكري (مع إيران)، عليه أنّ يكون مستعدًا بشكل أفضل، فهذا الأمر يشمل في شكل أساسي حتى الآن أن نكون مستعدين دفاعيًا". وردًا على سؤال عما اذا كان سلوك القادة الايرانيين يبدو عقلانيًا، أجاب دمبسي: "في رأينا ان النظام الإيراني لاعب عقلاني، ولهذا السبب، نعتقد ان الطريق الذي اخترناه هو الأكثر حذرًا حتى الآن". (أ.ف.ب.)

 

رئيس الأركان الإسرائيلي: سنتخذ بمفردنا القرار بشأن مهاجمة إيران 

أعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتز مساء السبت ان اسرائيل ستتخذ وحدها قرار ضرب ايران، وذلك بالتزامن مع بدء مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للأمن القومي زيارة لإسرائيل. وقال الجنرال غانتز في مقابلة مع القناة العامة الأولى "اسرائيل هي الحامي الرئيسي لأمنها. هذا دورنا كجيش. على دولة اسرائيل الدفاع عن نفسها". وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي  أعطى خلال اليومين الماضيين سلسلة مقابلات لكبرى القنوات التلفزيونية الاسرائيلية تناولت خصوصا الازمة مع ايران. وتتزامن هذه المقابلات مع وصول مستشار أوباما للامن القومي توم دونيلون الى اسرائيل لاجراء "مشاورات مع كبار المسؤولين الاسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها ايران وسوريا ومسائل اخرى تتعلق بالامن في المنطقة". وبحسب الجنرال غانتز فإن ايران لا تمثل فقط "مشكلة اسرائيلية" انما "مشكلة اقليمية ودولية". من جهته دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك السبت المجتمع الدولي الى زيادة عقوباته على ايران قبل ان تدخل في "منطقة حصانة" تجعلها منيعة امام اي غارات ضد برنامجها النووي. وقال باراك في مؤتمر صحافي في طوكيو "علينا تسريع وتيرة فرض العقوبات" على طهرا،. مضيفاً "على المجتمع الدولي ان يرغم الايرانيين على التساؤل: هل نحن مستعدون لدفع ثمن العزلة (التي نعانيها)، ام علينا ان نقرر انهاء جهودنا النووية؟". وتابع باراك "على العالم ان يقوم بتشديد العقوبات قبل ان يدخل الايرانيون منطقة حصانة".(أ.ف.ب.)

 

رئيس الأركان الإسرائيلي  الجنرال بيني غانتس : لإبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن إيران

شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس على وجوب "إبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن إيران". وفي حديث للتلفزيون الإسرائيلي، قال غانتس: "إن إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها إزاء هذا الملف من منطلق اعتبارات واسعة تأخذ بعين الاعتبار الإجراءات العالمية والممارسات الإيرانية ذاتها". (موقع صوت إسرائيل)

 

باراك يدعو المجتمع الدولي لتشديد العقوبات بحق إيران قبل دخولها منطقة حصانة نوويّة

دعا وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات بحق إيران قبل أن تتمكّن من دخول "منطقة حصانة" تجعلها منيعة أمام أيّ ضربات تستهدف برنامجها النووي. وقال: "علينا تسريع وتيرة فرض العقوبات" على طهران، مشيرًا إلى أنّ "على المجتمع الدولي أن يرغم الايرانيين على التساؤل: هل نحن مستعدون لدفع ثمن العزلة (التي نعانيها)، أم علينا أن نقرّر إنهاء جهودنا النووية؟"، وأضاف: "على العالم أن يقوم بتشديد العقوبات قبل أن يدخل الايرانيون منطقة حصانة". باراك، وفي مؤتمر صحافي في طوكيو، لم يعلّق في شكل مباشر على مقال لصحيفة "واشنطن بوست" ذكرت فيه ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اعتبر ان ثمة "احتمالاً قويًا" أن تقوم اسرائيل بعملية عسكرية في الربيع المقبل ضد المنشآت النووية الايرانية. واكتفى باراك بالتأكيد أنّ دعم الولايات المتحدة لاسرائيل كان "متقدمًا وعميقًا جدًا" في ظل رئاسة باراك اوباما. وأضاف: "لا نزال في مرحلة العقوبات ونأمل في أن تكون أكثر شدة". لكنّه تدارك مضيفًا: "حين نقول نحن (الاسرائيليون) إنّنا لا نستبعد أيّ خيار، فإنّنا جادون".(أ.ف.ب.)

 

الوكالة الذرية تأمل التوصل لـ"نتائج ملموسة" خلال مهمّة مفتّشيها في إيران

أعرب رئيس مفتشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذرية هرمان ناكيرتس عن أمله بأن تتمكن بعثة الوكالة المتّجهة إلى إيران من تحقيق "نتائج ملموسة"، وأن يكون اليومان اللذان سيمضيهما المفتّشون في طهران "جيدين ومثمرين". وأشار ناكيرتس إلى أنّ "الأولوية تبقى بالتأكيد للنظر في البعد العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إلا أننا سنتطرق إلى كل المواضيع المهمة، وبالتأكيد فإن الموضوع برمّته شديد التعقيد ويمكن أن يأخذ وقتًا طويلاً، ونأمل أن تكون مهمتنا بناءة". (أ.ف.ب.)

 

أوباما يرسل كبيري المستشارين لـ«إقناع إسرائيل» بالامتناع عن ضرب إيران

رئيس أركان إسرائيل: زعزعة الاستقرار في سوريا تهدد بتدهور شامل في المنطقة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط

باشر كبيرا المسؤولين الأمنيين في البيت الأبيض، محادثات في القدس وتل أبيب، أمس، ستستغرق يومين بطولهما، بغية إقناع القيادات الإسرائيلية بأن لا تقدم على توجيه ضربة عسكرية لإيران من دون تنسيق مع الولايات المتحدة. والمستشاران هما توم دونيبيلون، مستشار الأمن القومي، ومدير عام المخابرات، جيمس كلافر، اللذان أكدت مصادر إسرائيلية أنهما مبعوثان مباشرة من الرئيس باراك أوباما. وسيبحثان عددا من القضايا والملفات «الملتهبة» مثل الأوضاع في سوريا وكذلك في العراق، إضافة إلى الموضوع الإيراني. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن المسؤولين الأميركيين الكبيرين، ينويان التوضيح بأن واشنطن غير معنية بحرب في الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويقول رون بن يشاي، الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن الأميركيين مقتنعون بأن إسرائيل مصرة على ضرب إيران في الربيع المقبل أو قبيل حلول الصيف. وهذا يزعجهم، لأنهم يأملون في استئناف المحادثات مع إيران في القريب. ولكن بن يشاي يؤكد في الوقت نفسه أن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن أن تتفاقم لدرجة الخروج بحرب. ولا يستبعد أن يكون كل هذا التحرك الأميركي الإسرائيلي محاولة ضغط نفسي على القيادة الإيرانية لكي تتراجع عن مشاريعها النووية.

وذكرت مصادر إسرائيلية أخرى أن المسؤولين الأميركيين يبحثان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التحضيرات لزيارته القريبة إلى واشنطن، حيث سيشارك في مؤتمر التنظيمات اليهودية في شمال أميركا «إيباك»، ويتوقع أن يلتقي الرئيس أوباما. وتضيف المصادر أن الإدارة الأميركية غير معنية بصدام مع إسرائيل عشية الانتخابات. وتريد إقناع إسرائيل بالاتفاق على خطة مشتركة تجاه إيران، تتبنى فيها إسرائيل الموقف الأميركي بأن تعطى العقوبات الاقتصادية ضد إيران فرصتها، وهي مستعدة في سبيل ذلك لتشديد العقوبات.

وأشارت إلى أن هناك خلافات في إسرائيل حول الموضوع، حيث إن وزير الدفاع إيهود باراك اقتنع بالموقف الأميركي ويؤيده في ذلك رئيس أركان الجيش بيني غانتس، فيما يواصل نتنياهو ونائبه موشيه يعلون التمسك بضرورة ضرب إيران، بدعوى أن العقوبات لم تحقق ولن تحقق أية نتيجة، وأن هناك مسؤولين أميركيين أيضا يؤيدون نتنياهو في موقفه.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية ينوون طرح موضوع «الربيع العربي» في المحادثات مع مبعوثي أوباما. ففي تل أبيب يعتقدون أن التغيرات في مصر وسوريا والعراق وبقية الدول العربية، تطرح معادلات جديدة في الشرق الأوسط تستلزم انتظاما جديدا لإسرائيل ودول الغرب، في صلبها الاستعداد لتغيير في الاستراتيجيات العربية تجاه إسرائيل. وأضافت أن الوضع في سوريا يمكن أن يتدهور إلى حرب شاملة. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غانتس، قد أعلن الليلة قبل الماضية، أن نظام بشار الأسد سيسقط في القريب. وأنه في جميع الأحوال يوجد وضع جديد من جراء الأحداث في سوريا: «فقد تضعضع النظام في سوريا وهناك تدفق للأسلحة السورية إلى حزب الله في لبنان، والتوتر المتصاعد يهدد بانفجار شامل في المنطقة».

وسئل غانتس إذا كان قلقا من أسلحة حزب الله، فأجاب: «دعني أقول إنه في حال صدام شامل سنواجه خطرا حربيا. ففي لبنان يوجد 40 ألف صاروخ بأيدي حزب الله، وفي قطاع غزة 10 آلاف، ولكنني لو كنت لبنانيا أو عضوا في حزب الله لما كنت سعيدا».

 

نشر بطارية مضادة للصواريخ قرب تل أبيب 

أعلن متحدث عسكري إسرائيلي مساء اليوم الأحد أن الجيش الاسرائيلي سينشر غداً الإثنين في تل أبيب بطارية صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ في اطار مشروع القبة الحديدية. وقال المتحدث العسكري في بيان موضحاً أن نصب هذه البطارية سيتم الاثنين، وأضاف: "نحن في طريقنا لاعتماد القبة الحديدية في الجيش الاسرائيلي، وفي إطار هذه العملية فإن هذا النظام سيُنشَر في مواقع عدة في اسرائيل وسيكون في منطقة غوش دان (حول تل ابيب) خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا الانتشار جزء من خطة التدريب السنوية على هذا النظام". (أ.ف.ب.)

 

إيران توقف مبيعات النفط لبريطانيا وفرنسا.. والاتحاد الأوروبي يقلل من شأن الخطوة

طهران تريد استئناف المفاوضات مع الدول الكبرى في اسطنبول.. وهيغ يحذر من مهاجمتها

  طهران - لندن: «الشرق الأوسط» قالت وزارة النفط الإيرانية، أمس، إنها أوقفت بيع النفط الخام إلى الشركات البريطانية والفرنسية، في خطوة تبدو استباقية على قرار الاتحاد الأوروبي الذي تبناه في يناير (كانون الثاني) بوقف واردات الخام من إيران بداية من يوليو (تموز) بسبب الخلاف بشأن برنامجها النووي الذي يقول الغرب إنه يهدف لتصنيع قنابل، وهو ما تنفيه إيران. وفيما قلل الاتحاد الأوروبي من الخطوة، قال دبلوماسي غربي إن طهران تستعد لتوسيع برنامجها النووي في موقع تحت الأرض قرب قم، مما قد يزيد المخاوف الغربية.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نيكزاد، على موقع الوزارة على الإنترنت «تم وقف تصدير الخام إلى الشركات البريطانية والفرنسية.. سنبيع نفطنا إلى زبائن جدد». وأضاف «لدينا عملاؤنا.. درست إيران إيجاد بديل لهذه الشركات». وإيران هي ثاني بلد منتج للنفط في منظمة «أوبك»، وتنتج 3.5 مليون برميل نفط يوميا وتصدر 2.5 مليون برميل، وتبيع أكثر من 20 في المائة من نفطها للاتحاد الأوروبي، ما يوازي نحو 600 ألف برميل يوميا، وخصوصا لإيطاليا وإسبانيا واليونان، وتصدر طهران 70 في المائة من نفطها إلى آسيا.

وكانت فرنسا تستورد عام 2011 نحو 58 ألف برميل يوميا من الخام الإيراني، ما يغطي 3 في المائة من حاجاتها. وكانت إيران أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستعيد النظر في مبيعاتها النفطية للدول الأوروبية من دون قطعها «حتى الآن»، وذلك ردا على الحظر التدريجي على النفط الإيراني الذي فرضه الاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي إن الاتحاد الأوروبي لن يعاني من نقص إمدادات النفط إذا أوقفت إيران صادراتها لأن لديه مخزونا يكفي احتياجات 120 يوما. وقالت مصادر في قطاع النفط إن كبار مستوردي الخام الإيراني يخفضون الإمدادات بشكل كبير قبل أشهر من تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي لتنزل الواردات إلى القارة في مارس (آذار) بما يزيد على الثلث أو أكثر من 300 ألف برميل يوميا.

وقالت مصادر في القطاع لـ«رويترز» إن إيران كانت تصدر 700 ألف برميل يوميا للاتحاد الأوروبي وتركيا في عام 2011 ومع بداية العام الحالي انخفضت الواردات لنحو 650 ألف برميل يوميا معه تقليص عدد من العملاء الواردات تحسبا للحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي.

إلى ذلك، قال دبلوماسي غربي لـ«بي بي سي» إن إيران تستعد على ما يبدو لتوسيع برنامجها النووي في موقع تحت الأرض قرب مدينة قم، قبل أيام من زيارة لمفتشي الأمم المتحدة إلى طهران. وقال هذا الدبلوماسي للمحطة البريطانية، إن طهران تستعد لوضع الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع الجديد في المدينة الواقعة في الشمال.

وأضافت الـ«بي بي سي» أن أجهزة الطرد المركزي يمكن أن تسرع إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه لإنتاج الطاقة النووية وأسلحة ذرية. وأعلنت إيران، الأربعاء، أنها شغلت سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في منشأة ناتنز يعتبر أداؤها أقوى بثلاث مرات من أداء تلك الموجودة حاليا. ويزور مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران خلال الأسبوع الحالي. وقال مارك فتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من مقره في لندن لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا لست متفائلا بأن إيران ستقدم المزيد من المعلومات لأنني أعتقد أن أي أجوبة صريحة عن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستؤكد أن إيران ضالعة في أعمال تتعلق بتطوير أسلحة ولن تعترف إيران خشية إيقاع عقوبات عليها».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، أن بلاده تأمل باستئناف سريع للمفاوضات النووية مع القوى الكبرى، وتنتظر أن تحدد الأخيرة موعد هذه المفاوضات ومكانها. وقال صالحي في مؤتمر صحافي إن طهران «تأمل بإجراء مفاوضات في أسرع وقت ممكن وتنتظر أن تعلن (القوى الكبرى) هذا الأمر»، مذكرا بأن إيران كانت تؤيد إجراء هذه المفاوضات في إسطنبول. واعتبر أنه ينبغي «إيجاد آلية تتيح حلا يكسب الطرفين» بهدف عدم تكرار فشل المفاوضات الأخيرة في إسطنبول في يناير 2011.

وأعلنت إيران في 14 فبراير (شباط) الحالي استعدادها لمعاودة المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل في رسالة وجهتها إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تمثل مجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وكرر صالحي أن إيران «ستخوض هذه المفاوضات بروح إيجابية» أملا في أن تثبت الدول الكبرى بدورها «إرادة طيبة» في محاولة لحل هذا الخلاف المستمر منذ أعوام. وتعثرت المفاوضات حتى الآن جراء رفض إيران حصرها ببرنامجها النووي بناء على طلب الدول الست الكبرى، الأمر الذي كررته أشتون في رسالة وجهتها في أكتوبر (تشرين الأول) إلى طهران مقترحة معاودة التفاوض.

وقال صالحي «نفهم موقف الطرف الآخر ونريد أن نمنحه إمكانية حفظ ماء الوجه»، من دون الإدلاء بتفاصيل إضافية. وأبدى القادة الأوروبيون والأميركيون ترحيبا حذرا بالرسالة الإيرانية، خصوصا أنها لا تتضمن على حد قولهم «أي شرط مسبق» وتشكل «مبادرة مهمة». وقال صالحي «نحن نبحث عن آلية لحل المسألة النووية بطريقة تكون في صالح الطرفين». إلا أنه أضاف أن إيران تظل مستعدة «لأسوأ الاحتمالات».

ولا يزال هذا الاحتمال الأسوأ، وهو الحرب، موضوع الزيارة التي يقوم بها مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إلى إسرائيل حاليا. وفي الأسابيع الأخيرة، انتشرت توقعات بأن إسرائيل تقترب من شن هجوم استباقي على برنامج إيران النووي رغم نفي إسرائيل اتخاذها مثل هذا القرار. إلا أنه يعتقد أن الولايات المتحدة التي لا تستبعد هي نفسها الخيار العسكري ضد إيران، تحاول إثناء حليفتها الشرق أوسطية إسرائيل عن القيام بمثل هذه الخطوة.

واعتبر الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس أركان الجيوش الأميركية في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» بثت أمس أن شن ضربة عسكرية على إيران ردا على برنامجها النووي سيكون «سابقا لأوانه». وأضاف ديمبسي «أعتقد أن الاستئثار بقرار مفاده أن الوقت بات مناسبا لخيار عسكري (ضد إيران) هو أمر سابق لأوانه». وتابع أن «الحكومة الأميركية واثقة من أن الإسرائيليين يتفهمون مخاوفنا.. فتوجيه ضربة في هذا الوقت سيزعزع الاستقرار ولا يحقق أهداف إسرائيل على المدى الطويل». وفي لندن، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس أن مهاجمة إسرائيل لإيران لن تكون قرارا «حكيما»، مشددا على ضرورة «إعطاء فرصة» للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية. وقال هيغ لـ«بي بي سي»: «لا أعتقد أن شن هجوم عسكري على إيران سيكون أمرا حكيما من جانب إسرائيل». وربما كان وراء الحسابات الإسرائيلية تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الثلاثاء، أن علماءه يزيدون من تخصيب اليورانيوم، كما أنه تمت إضافة 3000 جهاز طرد مركزي إضافي إلى مفاعل ناتنز. وتقول إيران إن عملية التخصيب هي جزء من برنامج نووي مدني سلمي. إلا أن الدول الغربية وإسرائيل تخشى من أن يكون هذا البرنامج يخفي وراءه قدرات لإنتاج أسلحة نووية. من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي من تصعيد الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني. جاء ذلك في كلمة ألقاها على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة دول العشرين عقد أمس في منتجع لوس كابوس في المكسيك للتحضير لقمة زعماء المجموعة في يونيو (حزيران) المقبل. في الوقت نفسه أعلن فسترفيلي عن إجراء «دراسة دقيقة للغاية» للعرض الإيراني باستئناف المحادثات حول برنامجها النووي، مشيرا إلى أنه «إذا كان هناك استعداد جاد وموضوعي للمحادثات فسنأخذها على محمل الجد، أما إذا كان العرض لمجرد الحديث الدعائي، فلن يكون ذلك بطبيعة الحال أمرا منطقيا».

 

بوارج إيرانية في المياه السورية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في الوقت الذي فاجأت فيه ضخامة المظاهرات الهادرة في العاصمة دمشق الجميع، التي تؤذن بمستوى جديد من التهديد للنظام السوري، وصلت أيضا سفن عسكرية إيرانية إلى المياه السورية في تصعيد نوعي جديد. قوات إيرانية وروسية في ميناء طرطوس ومظاهرات في دمشق، هل نحن بصدد جولة خطيرة في الأزمة السورية؟

دبلوماسية البوارج البحرية كانت في الماضي لغة مهمة في النزاعات السياسية في القرن التاسع عشر، ويبدو أنها لا تزال حتى اليوم، على الأقل إيرانيا. البارجة «خارك» وسفينة الإمداد «الشهيد قندي» أرسلتهما إيران لتبحرا بعيدا من الخليج العربي، إلى بحر العرب، فالبحر الأحمر، وعبرتا قناة السويس، وأخيرا البحر الأبيض المتوسط حيث يفترض أن ترسيا في ميناء طرطوس السوري، الذي يعتبر أيضا محطة إمداد وصيانة للأسطول البحري الروسي المتحالف مع نظام الأسد.

دبلوماسية البوارج كانت تعني استعدادا حقيقيا للقتال إن لزم الأمر، فهل إيران فعلا تنوي أن تفيدها بارجة وسفينة إن حدث قتال في هذه المنطقة المضطربة؟ بالتأكيد لا، الأسطول الإيراني هزيل مقارنة بالقوى البحرية الكبرى الموجودة في البحر المتوسط، أميركيا وفرنسيا، وكذلك تركيا وإسرائيليا. الرسالة الوحيدة هي نفسية، للتأكيد على دعم النظام السوري الذي يزداد عزلة.

إذن، نتساءل عن مدى التزام النظام الإيراني بدعم حليفه شبه الوحيد اليوم، النظام السوري؟ الأخبار تتوارد بإرسال 12 ألف مقاتل مدرب للمشاركة إلى جانب النظام، كلهم ينتمون للحرس الثوري، عبروا من العراق إلى سوريا على طريق الرطبة العراقية إلى بوابة النتفة السورية، وصولا إلى دمشق. وسبق ذلك التزام بدعم مالي واقتصادي وسياسي، وبالتالي لم تترك طهران وسيلة إلا وقدمتها لنظام الأسد، لكن حتى مع هذا الدعم السخي، فإن النظام يتهاوى، فإن صور المظاهرات الحاشدة التي انتقلت من ريف دمشق إلى قلب دمشق فاجأت الجميع، وكانت الرد الشعبي السوري على حصار حمص وحماه ودرعا وغيرها من مراكز الثورة، وكانت أيضا التأكيد على أن ثورة الداخل أهم من سلحفاة العمل السياسي الدولي، وأبلغ رد على الروس والإيرانيين.

لا تستطيع إيران بأسطولها الصغير المكون من سفينتين إيرانيتين أن تغير ميزان القوى في البحر، ولن ترجح كفة النظام على الأرض، وبالتالي لا أعرف كنه الرسالة من دبلوماسية البوارج هذه سوى التأييد المعنوي. هل تريد إيران أن تقول إنها، على الرغم من الحصار الاقتصادي الشديد الذي تعاني منه، قادرة على أن تمخر بوارجها آلاف الكيلومترات وأمام أعين البحارة الأميركيين والمصريين والإسرائيليين. وهذا التصرف ينسجم مع روح الدعاية التي تغلب على السياسة الإيرانية منذ قيام الثورة قبل ثلاثة عقود. الصراع في داخل سوريا وخارجها يدور على مستويات متعددة؛ دبلوماسيا، واقتصاديا، ودعائيا، وعسكريا، وهي جميعا مرهونة بما يحدث على الأرض داخليا، باتساع حجم الانشقاقات بين أفراد الجيش وارتفاع وتيرة المواجهات المسلحة، واستمرار المظاهرات في ظروف صعبة، هذا من جانب الشعب السوري الثائر، أما من جانب النظام، فإنه يمارس حصارا اقتصاديا عكسيا على المناطق الثائرة، وهجمات أمنية وعسكرية ممنهجة، وحملة دبلوماسية خارجية لمنع قرار التدخل الدولي الذي يصاغ تحت عناوين مختلفة، حاليا يسمى «الممرات الآمنة»، وربما «أصدقاء سوريا». وبالتالي، فإن إيران تريد القول من خلال دعم سوريا بحريا إن الحصار التركي لن يمنعها، والممر العراقي المحدود لن يعوق نشاطها. إنما إيران نفسها هدف تحت المتابعة غربيا، ولن يفلح استعراض القوة البحرية في دعم صورتها ولا أخبار تصعيد التخصيب النووي. بسقوط النظام السوري ستزيد عزلة إيران ومحاصرتها.

 

لماذا ترى إيران أنها بحاجة إلى قنبلة نووية؟

راي تاكيه/الشرق الأوسط

تنبعث من طهران، الآن، مزاعم بتحقيق تقدم في المجال النووي، وتهديدات بغلق ممرات مائية تجارية دولية، ومزاعم بتدبير مخططات إرهابية، وتلميحات إلى إمكانية التواصل الدبلوماسي. تصاعدت المواجهة بين إيران والغرب، خلال الأسبوع الحالي، في ظل اتهام إسرائيل لها بالضلوع وراء محاولات تنفيذ تفجيرات في بانكوك وعمليات أخرى تستهدف دبلوماسيين إسرائيليين في الهند وجورجيا. مع ذلك، أشار أحد المشاركين في المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، يوم الأربعاء، إلى رغبة طهران في العودة إلى طاولة المفاوضات، فما الذي تريده إيران حقا؟ ربما يسأل مخططون استراتيجيون عن أساس النهج الإيراني.. مفتاح لغز الجمهورية الإسلامية يكمن في فهم طريقة تفكير الإيرانيين. طالما تصورت إيران، أكثر من أي دولة في الشرق الأوسط، نفسها الطرف المهيمن في منطقتها. ظلت الإمبراطورية الفارسية تتقلص وتتضاءل على مدى قرون، وتلاشت الثقافة الفارسية مع تزايد النفوذ الغربي، لكن ظلت نظرة الإيرانيين للذات مبالغا فيها كما هي، ولم تتغير.

يعتقد الإيرانيون أنهم بحكم التاريخ يستحقون موقعا بارزا مميزا في الإقليم، لكن تقوم سياسة إيران الخارجية على أسس نظام حكم الملالي أو رجال الدين وثورة 1979، وسلَّم آية الله الخميني لخلفه فكرا يقوم على تقسيم العالم إلى ظلَمة ومظلومين. لقد كانت الثورة الإسلامية معركة تحرر من البراثن الثقافية والسياسية للغرب الجائر، لكن لم تكن إيران تسعى إلى الاستقلال والحكم الذاتي، بل كانت ترغب في نشر رسالتها الإسلامية خارج حدودها. وأنتج فكر الخميني والتطلعات القومية الإيرانية نهجا ثوريا شعبيا في التعامل مع الوضع الراهن في الإقليم. ربما تبدو الحماسة الثورية المستمرة لإيران محيرة ومربكة من عدة أوجه؛ لأن الصين عرفت انطباعاتنا عن الدولة الثورية. في البداية حددت الآيديولوجية سياسة بكين الخارجية، حتى إن كانت تضر بمصالحها السياسية، لكن بمرور الوقت تخلت الأجيال الجديدة من القادة عن هذا النهج الصارم، حتى إن الحزب الشيوعي الصيني لم يعد يتسم بالطابع الشيوعي إطلاقا.

في التسعينات، بدا أن إيران تسير على خطى دول مثل الصين وفيتنام؛ حيث ناضل قادة براغماتيون مثل علي أكبر هاشمي رفسنجاني وقادة إصلاحيين آخرين مثل محمد خاتمي، من أجل تحرير الجمهورية الإسلامية من فكر الخميني المنهك، لكن الشيء المختلف في حالة إيران هو توقف التطور عمدا على أيدي جيل أصغر من القادة، مثل محمود أحمدي نجاد، الذي رفض النهج العملي البراغماتي وآثر التمسك بإرث الخميني، وأصبح شعار هؤلاء هو العودة إلى جذور الثورة.

وتشهد إيران، حاليا، حربا بين الأجيال تحت رعاية المرشد الأعلى المتزمت المتشدد، آية الله علي خامنئي، ومن أطرافها يمينيون شباب تشكلت شخصياتهم بالحرب التي دامت لفترة طويلة مع العراق في الثمانينات. وعلى الرغم من التزام المتطرفين اليافعين بالأصول الدينية للدولة، فقد انتقدوا الأكبر منهم سنا لسلبيتهم في فرض القيود الثقافية الإسلامية والفساد المهيمن على الدولة. ومع نضج الثورة واختفاء السياسيين الذين شهدوا اندلاع الثورة تدريجيا من المشهد، بدأ جيل أكثر تمسكا بالعقائد يتصدر المشهد.

ويصبح الحرس الثوري أكثر قوة بحكم موقعه في أجهزة الأمن، وكذلك المؤسسات المنتخبة، من الجيل الأكبر الأكثر اعتدالا. وتشكلت نظرة هذه المؤسسة للعالم بفعل الحرب المدمرة بين إيران والعراق. من وجهة نظر الاعتماد على الذات، التي تبناها المخضرمون، كان لإخفاق إيران في الإطاحة بصدام حسين علاقة بتدخل القوة العظمى أكثر مما له علاقة بالتخطيط السيئ والافتقار إلى الموارد والمصادر. ومن الطبيعي أن يعامل الإيرانيون الدول الغربية والأمم المتحدة التي فشلت في اتخاذ موقف، حتى لو بشكل صوري، ضد الاستخدام المفرط للأسلحة الكيميائية من قبل العراق بتشكك وعداء.

لقد حل الصراع والتضحية محل الحوار والانفراجة. بالنسبة للخميني، أساس منظور شباب المحافظين، في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، هو النظر إلى الثورة الإيرانية باعتبارها إنجازا تاريخيا كبيرا لم تستطع الولايات المتحدة تقبله أو التكيف معه. وستظل القوى الغربية تتآمر ضد الدولة الإسلامية التي لا تستطيع السيطرة عليها؛ لذا تعتبر الطريقة الوحيدة لتحقيق إيران استقلالها وأهدافها القومية هي المواجهة؛ فبقاء الجمهورية الإسلامية أمر غير قابل للتفاوض مع الغرب، ولن يتم تحقيقه إلا بالثبات والتحدي. لم يبدأ البرنامج النووي الإيراني بنشأة هذا الجيل الذي شكلته الحرب؛ حيث تستثمر الدولة الإيرانية، منذ وقت طويل، في المشروع النووي أكثر من السلف؛ حيث يرى حكام إيران الحاليون أن التسلح النووي ضروري لتحقيق الطموحات القومية، في الوقت الذي نظرت فيه حكومتا رفسنجاني وخاتمي إلى البرنامج النووي كوسيلة للردع، يعتبر أساسيا بالنسبة للمحافظين لتدعيم وضعهم الريادي في المنطقة.

وحتى تكون إيران هي المهيمنة، ينبغي أن تمتلك منظومة نووية شاملة قوية. وحظي إكمال البرنامج النووي الإيراني بنصيبه من الحماسة القومية، وقد قام النظام بدوره في تعزيز أهمية تصنيع سلاح نووي كطريق لتحقيق الإنجازات العلمية والتفوق القومي. وبالنظر إلى إصدار طوابع تذكارية تحمل صور البرنامج النووي من أجل الاحتفال بتخصيب اليورانيوم، نرى أن نظام الملالي يعتقد أن الالتزام القومي بالاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا النووية يمكن أن يسهم في استعادة أسهمه السياسية.

المشكلة في هذا النهج هي أنه بمجرد تبني هذا الخطاب القومي، يصبح من الصعب على الحكومة تقديم تنازلات من دون المخاطرة بمواجهة رد فعل شعبي سلبي. بعد سنوات من الزعم أن إنشاء بنية نووية قومية هو أهم قضية تواجهها إيران منذ تأميم النفط عام 1951، ستجد الحكومة صعوبة في تبرير القبول بحلول وسط وتسويات. تجعل استراتيجية الجمهورية الإسلامية القائمة على الجمع بين الهوية والتفوق النووي مهمة الدبلوماسية مخيفة أكثر، مع ذلك هناك ثمن لتصميم إيران على تحقيق تقدم في برنامجها النووي؛ فالدولة تواجه اليوم عزلة سياسية واقتصادية، ويبدو أن الضغط الدولي المكثف على إيران قد حوَّل الاهتمام تجاه الدبلوماسية. من وجهة نظر طهران، تتمتع الدبلوماسية طويلة الأمد بميزة تتمثل في تقسيم المجتمع الدولي وحماية المنشآت الإيرانية من هجوم عسكري والتخفيف من العقوبات الاقتصادية.

ربما يتعين على طهران أن تتحلى بالصبر في سعيها إلى تصنيع قنبلة نووية، وربما يكون عليها اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتهدئة حلفائها في بكين وموسكو. وربما تكون هناك قابلية للتراجع عن أي تنازلات من جانب إيران، وربما تحمل تلك التنازلات قدرا من الرمزية حتى لا تُخرج البرنامج النووي عن المسار. هل من الممكن الضغط على طهران لتتنازل وتوقع على معاهدة تحد من قدرتها على التسلح؟ على المستوى السطحي، من الصعب معرفة كيف يمكن لقادة إيران إعادة النظر بسهولة في مصالحهم القومية. يواجه المجتمع الدولي الجمهورية الإسلامية التي تم إقصاء الأصوات المعتدلة بها عن السلطة. مع ذلك، هناك احتمال أن يتم نزع السلاح النووي عن إيران من دون اللجوء إلى القوة. ويظل خامنئي، الذي بيده السلطة والقدرة على فرض القرار على تلاميذه المترددين، هو الطرف الرئيسي الفاعل. في حال تبني استراتيجية قائمة على الإجبار واستغلال الوضع الاقتصادي المتردي تحت حكم خامنئي وكذلك ضعفه السياسي، سيتمكن خامنئي من تجاوز دائرته المحدودة وتوسيع تحالفه والسماح بقدر من البراغماتية والمرونة في المفاوضات التي تنخرط بها بلاده. أما من جهة الفكر، فما يثير قلق خامنئي هو الانقسام السياسي أكثر من تردي الأوضاع الاقتصادية. ولا تستدعي مثل هذه الاستراتيجية فرض المزيد من العقوبات، بل تستدعي خيالا واسعا.

*خدمة «واشنطن بوست»

 

النهار" عن أوساط المعارضة: قرارات ظنّية عن المحكمة الدولية خلال 10 أو 12 يوماً

نقلت صحيفة "النهار" عن أوساط المعارضة قولها إنّها "تنتظر صدور قرارات ظنّية جديدة عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خلال 10 أو 12 يوماً، وأن مذكرات التوقيف قد تتضمن أسماء جديدة غير أسماء المتّهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه". وأضافت الأوساط: "وإذا كانت أسماء المتّهمين الأربعة هي أيضاً ضمن الاتهامات في محاولتي اغتيال النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر، واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، فقد يؤدي ذلك إلى الكشف عن خيوط إضافية تتعلق بجرائم الاغتيالات الأخرى التي لم يختم التحقيق فيها بعد

 

الجنرال عون طلب من برّي لفلفة فضيحة المازوت الأحمر وعدم السماح بطرح الثقة بأي من وزرائه  

كشفت مصادر مطلعة معلومات أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون طرح بنداً أساسياً خلال لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري تمثل في طلب لفلفة فضيحة المازوت الأحمر وإصراره على عدم صدور تقرير رسمي عن التفتيش المركزي وديوان المحاسبة، وفي حال صدور التقرير تأخيره وتمييع الموضوع بحيث لا يصل الى محاسبة المعنيين. وتوجه عون الى بري انطلاقاً من "مونته" على القاضي عوني رمضان الذي يتولى التحقيق في الملف. في المقابل أعلن عون لبري عدم تكرار تصريحات وزير الطاقة جبران باسيل المهاجمة لبري وجماعته، وخصوصا بعد ما جرى في قضية معمل الزهراني، وأكد استعداد "التيار الوطني الحر" للتجاوب مع كل مطالب حركة "أمل" في كل الوزارات التي هي بأيدي وزراء من التكتل. ولكن، وفي الوقت نفسه أعرب عون عن خشيته من الوصول الى طرح الثقة في بعض الوزراء العونيين، كوزراء العمل والطاقة والاتصالات في المجلس النواب، وتمنى على رئيس المجلس عرقلة أي مسعى من المعارضة للوصول الى طرح الثقة لأنه ليس واثقا من الأكثرية النيابية في ساحة النجمة. وأكدت المعلومات أن بري كان "متفهّما" لمطالب عون بلفلفة موضوع المازوت الأحمر، لكنه شدّد على ضرورة ضبط "شهيّة" باسيل في عدد كبير من الملفات، كما ضرورة ضبط "لسانه" في التصريحات غير الموزونة التي يطلقها بين الحين والآخر وما تتضمن من اتهامات لبري وحركة "أمل" في عدد من الملفات. وسألت المصادر: هل ينتهي لقاء عون- برّي، والذي تعمّد فيه الأول تقديم تنازل كبير من وجهة نظره من خلال القيام بزيارة بري في منزله، ضمن منطق "حكّلي تحكّلك" في ملفات تفصيلية والعمل لتجنّب مزيد من الاحتكامات قد تؤدي الى تغيير التوازنات في الحكومة الميقاتية، في ظل تأكيد مقرّبين من برّي أن لا مجال مع عون لأكثر من ذلك؟  المصدر : موقع القوات اللبنانية

 

رأي جريدة المستقبل ليوم الإثنين

ُنين هكذا إذن، طارت بطولات الوزير شربل نحاس وزملائه ورئيس كتلته النائب ميشال عون، وانصاع الجميع لقرار "المرشد الأعلى" للحكومة السيد حسن نصرالله، وبكلمتين لا ثالث لهما، بحلّ ما يُسمَّى قضية التوقيع على مرسوم بدل النقل. يؤكّد ذلك مرّة جديدة، أنّ "الفيلم الإيراني الطويل" الذي أشار إليه الرئيس سعد الحريري قبل ايام يتضمّن مقاطع عدّة، لكن مضمونه واحد وهو إحكام السيطرة من خلال "حزب الله" على القرار السياسي اللبناني بشقّيه التنفيذي والتشريعي. وأنّ أي شيء يفترض ألا يعوق تلك السيطرة حتى ولو كان "ذلك الشيء" هو المحكمة الدولية على سبيل المثال وليس الحصر.

قبل افتعال الخلاف على مرسوم بدل النقل واستخدامه لتعليق عمل مجلس الوزراء بحيث يأتي موعد التمديد لعمل المحكمة الدولية، ويتم الاكتفاء بأخذ العلم بذلك فقط لا غير.. كان القرار الشهير بتمويل عمل تلك المحكمة، ما يعني بالعربي الفصيح انّ الأساس بالنسبة إلى الحزب ومرجعيّاته الاقليمية لم يكن (مجدّداً) إلاّ البحث في كيفية إحكام السيطرة الانقلابية على لبنان... وكل ما شهدناه في شأن المحكمة وفي غيرها لم يكن إلاّ زوابع غبارية كثيفة لتغطية ذلك الهدف الكبير والاستراتيجي. مسكين لبنان ومساكين أهله الغارقون في شبر القضايا المفتعلة والبطولات الوهميّة، كما في شبر الإعلانات الصاخبة عن اعتبار المواجهة مع المحكمة الدولية موازية للمواجهة مع الصهيونية العالمية وراعيتها الولايات المتحدة، حيث تبيّن أنّ ذلك يهون أمام مدّ خيوط المحور الممانع من تخوم بحر قزوين إلى تخوم البحر المتوسط، وأنّ تلك المواجهة تؤجَّل وتعلَّق على الرفّ، بل وتُلغى من جدول أعمال الممانعة والممانعين إذا ما كانت ستقف حجر عثرة في وجه المشروع الامبراطوري الأساسي. إنّه حقاً "فيلم إيراني طويل" لكن إخراجه لا يستحق أي جائزة، عدا عن أنّ الممثلين الرئيسيين يبدون هواة في فن التمثيل، وإن كانوا شطّاراً في فن البلف.. على مين؟!

المستقبل اليوم

 

باسيل: نحن من يمثّل المسيحيين ورئيس الجمهورية حَكَم

اعلن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل "نحن من يمثّل المسيحيين في السلطة، أما رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) فهو حَكَمٌ على كل اللبنانيين ويعطي رأيه بكل التعيينات بموجب الدستور، وإذا أرادوا خلاف ذلك فليأتِ إذاً إلى الرئاسة الأقوى تمثيلاً برلمانياً". ورأى في حديث الى محطة "Otv" امس، أن مرسوم بدل النقل "غير قانوني، وعندما يُقونَن في مجلس النواب يصبح التوقيع من قبل الوزير (شربل نحاس) عليه أمرا طبيعيا"، معتبراً أنه "اذا كان من الواجب على الوزير أن يوقّع كل المراسيم، فهل رئيس الجمهورية يوقع كل المراسيم؟". واكد ان موضوع تعيين رئيس الهيئة للتأديب "من حقّنا الموافقة أو عدم الموافقة عليه، وهذا حقّ لا يتزحزح"، مشيراً الى أن "مَن أوقف جلسات مجلس الوزراء خلافاً للدستور عليه أن يعيد الدعوة للانعقاد".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني: عون يُسيء الى المرجعيات

 أكد رئيس لجنة الأشغال النيابية عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني أن كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "يُسيء الى المرجعيات التي يقول انه يريد تعزيزها"، مشيراً الى أن "هذا الرجل إمّا أنّه يريد كل شيء أو يتحرك ضد الجميع، وقد سبق أن هدّد بالتظاهر واحتلال الساحات". وقال في حديث الى قناة "أخبار المستقبل" امس: "من يتكلّم عن الفساد عليه أن ينظر إلى أكتافه أولاً، وألا يلقي التهم جزافاً".  وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أوضح قباني أن "قرار توقيف توزيع المازوت يتخذه وزير الطاقة فقط، وهناك بالتالي مسؤولية على وزير الطاقة جبران باسيل لعدم إيقاف تسليم الماوزت الأحمر قبل ثلاثة أيام من تاريخ انتهاء فترة دعم سعره، لكي تنْفَذ موجودات الشركات قبل إعادة السعر الى ما كان عليه". واستغرب كيف أن هناك شركات توزيع "تمتنع كل السنة عن سحب المازوت، لكنها تسحب كميات كبيرة فقط قبل أيام من انتهاء فترة الدعم".

 

الراعي: الأوضاع الاقتصادية آخذة بالتردي فيما المسؤولون أسرى مصالحهم الخاصة 

اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس أحد مدخل الصوم في بكركي، أن "الصوم الكبير هو زمن التغيير وترميم العلاقات مع بعضنا البعض، ولا سيما على مستوى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الآخذة بالتردي، فيما المسؤولون السياسيون ما زالوا غرقى بل أسرى مصالحهم الخاصة، وعمل المؤسسات الدستورية شبه معطل، وبالتالي متسببا مباشرة بتردي هذه الاوضاع. إن زمن الصوم ينادي الجميع إلى التزام المحبة الاجتماعية. لكن الدعوة ملحة بالنسبة إلى السلطة السياسية لتستثمر طاقات الدولة وأملاكها ومالها العام ومرافقها ومرافئها والضرائب والرسوم والاقتصاد الوطني في خدمة الخير العام، لكي يعيش المواطنون في بحبوحة وحياة كريمة. ومن أولى واجبات السلطة السياسية الاعتناء بالمواطنين الفقراء والمحتاجين، فيشعرون بقيمة انتمائهم إلى وطنهم، ويعتزون. بل كلنا مدعوون للمساهمة المالية والعينية، على قدر كل واحد منا، لمساعدة إخوتنا وأخواتنا الفقراء والمحتاجين، بحكم وصية الكنيسة: "أوف البركة أي العشر". وهي مساعدة بدافع من المحبة ومن باب العدالة، لأننا نعيد لهم ما هو في الاساس من حقهم. هذه هي ثقافتنا الانجيلية وتعليم كنيستنا". وأضاف الراعي: "باسم المسيح، الذي صام أربعين يوما وأربعين ليلة، استعدادا لبدء رسالته الخلاصية، نبدأ مسيرة الصوم الكبير على مثاله، لكي نهيىء نفوسنا، كل من موقعه، لتحمل مسؤولياتنا في العائلة والمجتمع، في الكنيسة والدولة. ونرجو في ختام مسيرتنا مواكبة ربيع الطبيعة المزهر لمواسم العطاء، جاعلين من حياتنا وأعمالنا نشيد تسبيح، مثل نشيد أزهار الربيع، لله الخالق والفادي، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". (الوطنية للإعلام)

 

نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوسنصرالله سيسقط مع سلاحة ويلحق به حليفاه عون وفرنجية

اعتبر نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوس، أن الأسباب التي دفعت بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لاتخاذ هذا الموقف التصعيدي شعوره وحليفه (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب) العماد ميشال عون و(رئيس تيار المردة) النائب سليمان فرنجية بزوال الأنظمة القمعية الداعمة لهم. وأكد لاندراوس لصحيفة "السياسة" الكويتية أن الاستقواء بالسلاح لم يعد يجدي نفعاً، لأن كل الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة سقطت ولم يبق إلا نظام بشار الأسد الذي أصبح على شفير السقوط والنظام الإيراني الذي سيسقط هو الآخر. واستغرب "اعتماد نصر الله أسلوب (الزعيم النازي الألماني) هتلر في مخاطبة الناس وفي طريقة تفكيره والادعاء بأنه من خلال السلاح الذي يملكه يستطيع أن يسيطر على البلد، لكنه سيسقط مع سلاحه ويلحق به حليفاه عون وفرنجية". وأضاف "إذا فكر الطغاة يوماً بأنهم سينتصرون، فإنهم حتماً سيكونون في طريقهم إلى السقوط لأن الأنظمة الديكتاتورية لا يمكن لها أن تحكم إلا لفترات قصيرة وبعدها تسقط تحت أقدام المناضلين الشرفاء". ورأى أندراوس أن المشكلة في لبنان ليست مع السيد نصر الله بل مع الجماهير المؤيدة له، فيما هو يقودهم إلى الحروب "الدونكيشوتية"، موضحاً أن "هكذا نوعية من الطغاة تخشى على أنفسها وتحتمي بجمهورها، فبعد أن كنا نعتقد أنه سيلتقط مبادرة الرئيس سعد الحريري لتحييد هذا البلد وإنقاذه من المؤامرات المحيطة به، لكنه ذهب كعادته بالاتجاه الآخر الذي سينقلب عليه عاجلاً أم آجلا"ً. وفي ما يخص النظام السوري الذي يدعو رئيسه للإصلاحات والاستفتاء على الدستور، سأل أندراوس إذا كان الأسد يعتقد أن المنتفضين عليه إرهابيون فلماذا يريد أن يقوم بالإصلاحات؟، مشيراً إلى أن هذا يؤكد وجود "تناقض فاضح في مواقفه التي أتقن من خلالها لغة الابتزاز والضحك على الناس".

 

جنبلاط: لإعطاء كل الضمانات والمساعدات للنازحين السوريين أياً يكن عددهم

أوضح رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّه "مع إعطاء كل الضمانات والمساعدات الاجتماعية للنازحين السوريين أياً يكن عددهم". وفي حديث إلى صحيفة "النهار"، قال جنبلاط: "أمام هول المجزرة التي تنفذها كتائب الجيش السوري ضد هؤلاء وحجمها، فإنّه من الجريمة ألا يقوم لبنان بالواجبات المطلوبة منه في هذا الشأن". وأضاف جنبلاط: " لقد فتح السوريون منازلهم وديارهم أمام المهجّرين اللبنانيين في عدوان تموز 2006، وإذا لم تتسع المدارس والمؤسسات لإيواء هؤلاء النازحين في الأراضي اللبنانية، فلنفتح لهم منازلنا إذا دعت الحاجة ونقدم اليهم المساعدات الصحية والاجتماعية".

 

لولا بطولات السوريين لما تجرّأ نصر الله على الحديث عن ثكنة فتح الله

وسام سعادة/المستقبل

ما أكثر المحللين الذين انساقوا، فيما مضى، وراء مقاربات تعوّل على شخصية وأسلوب وخطاب السيد حسن نصر الله، اذ جرى تقديمه من قبلهم على انه يمثًّل موقعاً متميزاً داخل تركيبة "حزب الله". اعتبروا ان الكاريزما التي يجسّدها، والمقدرة الخطابية والسجالية التي يمتلكها، ستصنع له موقعاً مختلفاً عن "الإداريين أولاً" و"الإيديولوجيين أولاً" و"الأمنيين أولاً" داخل حزبه. اعتقدوا ان ذلك يمكنه ان يؤسس للبننة "حزب الله"، أو أقلّه لمعادلة من قبيل لبننته في مقابل تفعيل الدور الشيعي في صناعة هذا اللبنان الجديد، المنبثق بعد انتهاء الحرب الاهلية، وبعد تحرير الجنوب.

ولما كان تحرير الجنوب حاصلاً في ايام رئاسة السيد محمد خاتمي لإيران، وجد من اعتقد أن نصر الله كقائد تحرري وطني ديني في مجتمع تعددي، إسلامي مسيحي وسني شيعي، هو الأقدر على التكامل مع الظاهرة الخاتمية. من ينسى حفل الاستقبال الجماهيري الضخم، الذي أعدّه الحزب للسيد خاتمي آنذاك؟ كان هذا قبل أن يحلّ علينا محمود أحمدي نجاد، ضيفاً تقسيمياً انقلابياً ثقيل الدم.

الا ان مسار الامور جاء ليقلب هذه المقاربات الى نقيضها. فقد تدهور حال الخطاب "النصر الإلهي"، نسبة الى حسن نصر الله، لا سيما في مرحلته "النصر الإلهية"، نسبة الى تلك المقاربة التصنيفية للبنانيين بعد حرب تموز، بين "اشرف الناس" الذين تشرفوا بنصر عسكري، إلهي المصدر، وبين "الأغيار" الذين يخوّنهم "حزب الله" على مدار الساعة، انما على نحو يزيد وينقص. بيد ان التخوين تبسيط هنا، والأكثر تعقيداً منه هو "علّة التخوين". فإذا تناولنا خطب نصر الله منذ آب الى اليوم، لوجدنا انه حيناً يخوّن الآخرين بحجة ان حزبه كان يهديهم نصراً، وهم يُعرضون، وحيناً آخر يخوّنهم بحجة ان لا وزن لديهم، وله ولحزبه كل الوزن، والمعركة جارية بينه وبين اسرائيل. اما الآخرون في لبنان فلا حق لهم في المشاركة الفعلية، الميدانية، في هذه المعركة، ولا حق لهم في تقرير مسارها العام، وكل ما هو مطلوب منهم هو التهريج على شاشات الممانعة، وان لم يستجيبوا لذلك فهم عملاء لإسرائيل، في حين ان عميلها المباشر، وهو من كبار الخائضين في هذا الحقل، تخفّض له الأحكام، بطلب من "المقاومة". هي تجيز لنفسها ذلك بحجة الاعتبارات العليا للمعركة، وهو يكتسب بذلك صفة "العميل المقاوم".

والطريقة التي عالج بها "حزب الله" قضية فايز كرم، هي نفسها الطريقة التي حسبها نصر الله مؤخراً فصيحة، ومؤثرة، ومفحمة للرد على "استغلال" اخصامه السياسيين لمجزرة ثكنة فتح الله. هو اعتبر ان تنازل حزبه عن حقه في هذا الاطار، وسكوته عن الضيم، حجة له لا عليه. ذلك ان الهدف الاعلى، تدمير اسرائيل، يطغى ويهوّن ظلم ذوي القربى.

وهذا باطل ومردود. أولاً لأنه، لولا بطولات الثوار السوريين، بتظاهراتهم المتواصلة منذ سنة، رغم القمع الدموي الوحشي، وببطولات "الجيش السوري الحر"، لما تجّرأ اساساَ السيد حسن نصرالله على أن يفتح موضوع ثكنة فتح الله بالشكل الذي فتحه. انها اذاً مأثرة تحسب لبطولات اهل حمص، وليس له. وحدها الثورة السورية اذاً أعادت لشهداء "حزب الله" على يد ضباط سوريين اعتبارهم.

وثانياً، هذا باطل ومردود لأنه وبدلاً من عرفان الجميل للثورة السورية التي وسعت للسيد نصرالله، هامش البوح، فقد حدث العكس. وما عاد السيد يسمع او يرى عذابات السوريين. بل يطالب بالعكس. هو يجعل من سكوت قوى آذار على جرائم النظام البعثي شرطاً لازماً لإيقاف الفتنة المذهبية، وذلك رداً على المنطق الايجابي للرئيس سعد الحريري، في الانطلاق من اولوية عدم حصول الفتنة من الأساس، لتنظيم التعاطي الداخلي في هذا الاطار. في الوقت نفسه، يستغرب السيد كيف ان الذين يطالبون بإنقاذ الشعب السوري لهم موقف آخر في البحرين، وهو جزئياً محق. لكنه ينسى ان العلاقة بين الجارين، سوريا ولبنان، لا يمكن ان تكون كالعلاقة بين لبنان والبحرين، وان من يقول عكس ذلك، يكون موقفه صادراً عن دافع مذهبي صرف، وهذا ليس عيباً في ذاته، إنما العيب هو في إرفاق هذا الموقف المذهبي التحريضي ضد النظام في البحرين، مع موقف تحريضي لمصلحة النظام في سوريا، وبالقفز على كل الابعاد الكمية والنوعية، المتصلة بحجم البلد، وحجم الدم المراق، ناهيك عن انتفاء وجود اكثرية مذهبية كاسحة في حال البحرين، بما يتعارض مع الواقع السياسي السوري، حيث الحكم بيد عصبية فئوية. والسيد نصر الله هو آخر من يستطيع نفي ذلك، لأنه بمجرد مناصرته للنظام البعثي انما يؤكد هذه الطبيعة الفئوية.  لأجل ذلك، من الطبيعي ان تنقلب معادلة الامس نقيضها اليوم: نصر الله لم يعد عامل "وصل"، بل عامل "فصل" بين "حزب الله" وبين اللبنانيين الآخرين، وبين اللبنانيين والعرب الآخرين.

 

رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون: طالما لغة هز الاصبع لا تزال موجودة فلن نصل الى حسم 

لبنان الآن/رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، أن الحكومة "تحفة"، مشيرا الى انه لم يسبق أن عرقل وزير ما قرار مجلس الوزراء، سائلا: هل من المسموح توقيف عجلة دوران الدولة؟. ولفت شمعون في حديث الى "صوت لبنان 93.3"، الى "ان طاولة الحوار ليست مؤسسة دستورية لها شروطها"، مضيفا "ان موضوع السلاح بت في أول طاولة حوار. نحن عبر طاولة الحوار نريد حل قضية السلاح إلا انهم لا يريدون البحث في هذا الأمر". وقال: "ان لا مشكلة لدينا بالتعامل مع حلفاء سوريا شرط أن يضعوا السلاح جانبا"، وإذ شدد على "ان المشكلة ليست مع الطائفة الشيعية"، لفت الى "ان الرئيس (مجلس النواب) نبيه بري يقوم بوساطات عدة ولكنه لم يقم يوما بوساطة من أجل حل قضية السلاح. وعندما انسحبت اسرائيل العام 2000 سلمت الوضع لحزب الله، وليس للدولة أو لليونيفيل".

وأضاف شمعون: "طالما ان لغة هز الاصبع لا تزال موجودة، فلن نصل الى حسم. حتى الآن يعتبر حزب الله ان 14 آذار لا تملك المعطيات لكي تكون صاحبة القرار. هذه اشارة ضعف وليست اشارة قوة عندما ينزلق الفكر الى هذه الدرجة". وردا على سؤال، قال: "مطلبنا أنه عند أخذ أي قرار في لبنان لا ضرورة لاستشارة سوريا".

وعن تصريح رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم لصحيفة المستقبل، وكلامه عن التمثيل المسيحي، قال شمعون: "طالما لا تزال التركيبة الطائفية للحكم قائمة في لبنان، فان رئيس الجمهورية يمثل المسيحيين". وفي سياق التعليق على احتفال قوى الرابع عشر من آذار في البيال، أعرب شمعون عن اعتقاده "ان الاحتفال كان جيدا والمواقف التي أطلقت كانت لصالح لبنان". وقال: "نحن نريد لسوريا ان تتحرر وتحترم الانسان، والمناداة في هذا السياق لا تكفي، فنحن بلد صاحب رسالة في المنطقة. ولن نكتفي بالوقوف والقول إننا خائفون".

وأضاف: "في حال سقوط النظام السوري نحن لا نملك استراتيجية. وإن جل ما نريده ان يحكم السوري بلده بالشكل الذي يراه مناسبا، وان يحترم القوانين الدولية في علاقاته مع الدول. فسوريا حتى اليوم لم ترسم حدودها مع لبنان. سوريا كانت تحتل لبنان وكانت تريد جعله قسما منها. ما كان ينقص هو خطوة واحدة لتوحيد لبنان مع سوريا، وكانوا بانتظار الضوء الأخضر الدولي".

وعن الوضع المسيحي، قال شمعون: "عندما قرر كيسنجر (وزير خارجية أميركي سابق) ان يجعل من لبنان فلسطين البديلة، ماذا حل بالمسيحي في لبنان، نحن اضطررنا لأن نحمل البندقية. المسيحيون غادروا البلد نتيجة الاعمال السورية في لبنان، وعاد البعض منهم عند انسحاب الجيش السوري"، سائلا: "هل يستطيع المسيحي في الجنوب أن يعبر اليوم عن رأيه؟"..

وأضاف: "عندما أتى العماد ميشال عون إلى لبنان، زرته لأتحدث معه عن امكان التعاون في الانتخابات، فقال لي: هل أنتم موجودين؟.

ورأى شمعون "أن العماد عون أتى الى لبنان ليتحالف مع حلفاء سوريا بهدف الوصول الى رئاسة الجمهورية. والنواب الفائزون في جبيل وكسروان وبعبدا أتوا بأصوات الشيعة"، مؤكدا في هذ السياق "أن حلفاء سوريا لن يتفاهموا معنا الا اذا سقط النظام السوري".  وردا على سؤال عن العلاقة مع بكركي، قال: "إن المواقف التي تبحث في بكركي ليست في مكانها"، وقال: "انا ضد قانون الانتخابات الذي طرحه اللقاء الارثوذكسي القائم على أساس النسبية وعلاقتي بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عادية ولا أتوافق معه في بعض تصريحاته".

وعما اذا كان يخاف على المسيحيين في الشرق في ظل الربيع العربي، قال شمعون: "هذه مرحلة لا بد من المرور بها، والمسيحيون لطالما ارتضوا ان يكونوا درجة ثالثة في سوريا. يجب علي كلبناني ان اكون رائدا بالتفكير السياسي في المنطقة". وعن التجييش ضد ايران و"حزب الله" على خلفية ما يحكى عن تفجيرات ومحاولات اغتيال لشخصيات اسرائيلية، قال شمعون: "انا اريد حربا على ايران ولست خائفا من هكذا حرب. فلكل شيء حدود، والدول الكبرى لن تسمح لايران ان تمتلك القنبلة الذرية". وختم ردا على سؤال عن رؤيته للبنان، قال شمعون: "الثلج يغطي امورا كثيرة، ولكن عندما ارى ما يجري في العالم اشكر ربي ألف مرة انني لبناني وموجود في لبنان"، لافتا الى "ان الحكومة الحالية قد تستمر لشهرين او ثلاثة ولكن ليس أكثر. كان من الطبيعي ان تمر المحكمة، هذه أمور من مصلحة لبنان، المحكمة جدية وستصل الى نتيجة".

 

 "نحن لم نهرب من اسرائيل...فهل نهرب من هؤلاء؟" هكذا يذلّ انصار المقاومة رموز الدولة... ويطلقون النار على من يرفع شارة الأرزة

طارق نجم/14 آذار

من النكات التي يرويها أنصار حزب الله أنّ المكان الوحيد الذي يمكن فيه أن تشاهد سيارة قوى أمن داخلي تلاحقها سيارة مدنية داكنة من دون لوحات هي في الضاحية الجنوبية.

وفي وقت يصرّ فيه حزب الله على وصف الثورة السورية طوال السنة الماضية بأنها فوضى قادمة، في هذا الوقت تتآكل بنى النظام الاجتماعي الذي يضبط أفراد الكيانات التي يسيطر عليها حزب الله ويحاول ادلجتها بفكره ومنطقه. ويفيد بعض المطلعين على أعماق مجتمع حزب الله أن الأغلبية لا تمنح الولاء المطلق لحزب الله عن اقتناع بعقيدته أو تعلق بطروحاته الغيبية بقدر ما هي مصالح منها اطلاق يد بعض هؤلاء في بعض الأماكن وتأمين الحماية لبعضهم الآخر وشملهم بالرعاية "الحزب آلهية" بعيداً عن يد سلطة الدولة على قاعدة أنهم "مخالفون محميون". وما يندّى له الجبين هو الحالة الشاذة والفاضحة في المواقف المتناقضة لقيادات حزب الله التي تقدم نفسها على اعتبارها مثالاُ في العفاف والأخلاق والشرف، فيما تتغاضى قصداً عن أفعال من يدعون انهم انصارها. ما ستشاهدونه مصوراً لا يمثل التجربة الأولى لرجال الأمن الداخلي مع دعاة الفوضى وشبيحة السلاح فمنذ أن حاول رجال القانون تنفيذ القوانين المتعلقة بالمباني غير الشرعية انهالت عليهم الحجارة، وأحرقت سياراتهم بين صور والاوزاعي علي يد شبيحة تلك المناطق.

وفي الضاحية وقع رجال القانون لمرات في قبضة ميليشيات الأمر الواقع عندما اندفعوا لتنفيذ واجبهم بالقبض على مجرمين وخارجين عن العدالة في حقهم مذكرات توقيف وجاهية وغيابية.

في الضاحية الجنوبية وحدها تستهجن وجود دراجة نارية تضع لوحة أرقام عليها وتعلم حينها أنّ صاحبها يخرج للعمل في بيروت لأن من ينفذون القانون في بيروت البعيدة عشرات الأمتار لا يفكرون بالدخول الى أزقة الضاحية لتنفيذ القانون. هذه المرة كان رجال الأمن الداخلي، الذين أقسموا على صيانة أمن الوطن والمواطن، على موعد مع نموذج مختلف من أنصار الولي الفقيه في خراج أحد القرى الخاضعة لنفوذ أهل المقاومة المزعومة. فكما أوضح فيلم الفيديو الذي سجل خلسة, فإن رجال من الأمن الداخلي الذين يجوبون تلك المناطق تنفيذاً لأوامر قادتهم وانفاذاً للقانون، تتبعوا أصوات اطلاق عيارات نارية من بنادق صيد وغيرها. وبالفعل فقد رصدت دوريتهم عدداً من الصيادين المخالفين في المنطقة المذكورة وتوجهوا نجوهم وهم يرتدون بذلاتهم الرسمية وشارة الأرزة عليها وبوضوح. وعندما خاطب عنصرا الدورية كل من الصيادين اللذين يظهران في الفيلم طالبين منهما ابراز الرخص التي من المفترض ان يحملها وهذا أمر طبيعي، رفض الشخصان المعنيان ذلك وشتما رجلي الأمن وهددوهما ثم أطلقا باتجاههما بنادق الصيد التي يحملاها. وكذلك عمدوا الى مطارتهما واهانتهما ورميهما أرضاً وأخيراً طرداهما من المكان كما تظهر الصور.

ومن العبارات الواردة في الفيلم والتي يجدر التوقف عندها هي إجابة الصياد الضخم الجثة، الذي شهر البندقية في وجه رجل القانون واطلق باتجاهه النار على تحذير صياد آخر بأن يغادر المكان، بأن قال له "نحنا بدنا نهرب...نحن من اسرائيل ما هربنا...بدنا من هيدول نهرب؟" ربما لم تعلم قيادة حزب الله بهذه الممارسات او تلك المشابهة لها، أو لم تحرض عليها، ولكنها دون أدنى شك تتحمل وزراً كبيراً من تباعتها، منذ اللحظة التي أقنعت قاعدتها الشعبية بأنّ عشرات الآلاف من الصواريخ المخزنة والمنصوبة في الأرض اللبنانية وعلى تلال الوطن إنما وجدت للدفاع عنهم، سواء ضد الداخل او الخارج، وبأنهم هم مستهدفون كطائفة وككيان اجتماعي مستقل.

"نحن لم نهرب من وجه اسرائيل...فهل نهرب من وجه هؤلاء؟"... هذه هي حال المجتمع الذي يسيطر عليه حزب المقاومة ويزرع في حنايا ذهنه عنجهية من المفترض أن تكون موجهة الى الأعداء الخارجيين وليس الأخوة في الوطن الواحد.

من وجهة نظر قانونية, ولمن لا يعلم, فإنّ قانون الصيد البري في لبنان قد صدر تحت الرقم 580 منذ العام 2004، ووفق القانون الذي مازال ينتظر مراسيم تطبيقية فإنه على الصيادين التقدم الى المحافظة للحصول على رخصة اصطياد الطيور وحمل بندقية صيد. كما اوجب هذا القانون على الصيَادين أيضًا الحصول على ترخيص قانوني بحمل السلاح من وزارة الدفاع الوطني لأسلحة الفئة الرابعة، ومن وزارة الداخلية والبلديات لأسلحة الفئة الخامسة، وغيره من الوثائق.

تجدر الاشارة هنا إلى أنّ العديد من المناطق في لبنان تشهد صيداً غير شرعياً ولكن الدولة تنفذ القانون حالما تقبض على الاشخاص المعنيين وأقل ما تفعله في مثل هذه الحالات هو مصادرة سلاحهم وفي بعض الأحيان تغريمهم.

ومن ناحية قانونية أخرى، فإنّ قانون العقوبات اللبناني في المادة 309 قد طلب عقوبة الاعدام على من كان عضواً في عصابة مسلحة بقصد مهاجمة أو مقاومة القوة العامة العاملة ضد مرتكبي الجنايات أي جميع القوى العسكرية الرسمية، من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك وهذا ما ينطبق على هذه الحالة الظاهرة في الفيلم المصور والتي تسمى في بعض الأحيان "جمعيات الأشرار" التي وصفتها المادة 335 من نفس القانون على أنه إذا أقدم شخصان أو أكثر على تأليف جمعية للنيل من سلطة الدولة أو هيبتها أو التعرض لمؤسساتها المدنية أو العسكرية أو المالية أو الإقتصادية، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة، ولا تنقص هذه العقوبة عن عشر سنوات إذا كانت غاية المجرمين الاعتداء على حياة الغير أو حياة الموظفين في المؤسسات والإدارات العامة.

بالإضافة الى التهم الموجهة أعلاه والتي يمكن إثباتها، هناك أيضاً فعل التهديد الذي ارتكب من جانب الصيادين وهو يصنف في القانون اللبناني على أنه جريمة قائمة بذاتها كما نص على ذلك كل من المادتين 375-875 من قانون العقوبات اللبناني. وإذ تستلزم قيام جريمة التهديد توافر ثلاثة عناصر أساسية، هي: الفعل أو السلوك المادي ومنها التهديد الشفهي أو رفع اداة التهديد، ومن ثم القصد الجرمي أي الحاق الأذى بالمعتدى عليه، واستعمال احدى الوسائل التهديدية وفي هذه الحال هي بنادق الصيد، فإن ذلك كله متوفر عندما وجه الصيادان التهديد لرجلي الأمن بقولهما "بكومكن بمحلكن", ومن ثم شهرا سلاحيهما وأطلقا النار باتجاههما ترهيباً، قبل الاعتداء عليهما بالضرب ورميهما أرضاً. فقد نصت المادة 573 من قانون العقوبات اللبناني على أنه «من هدد آخر بالسلاح عوقب بالحبس مدة لا تتجاوز الستة أشهر. وتتراوح العقوبة بين شهرين وسنة إذا كان السلاح نارياً واستعمله الفاعل. كما أشارت المحاكم أنّ اطلاق النار على حائط شرفة فصيلة الدرك وعلى حائط غرفة نوم عناصرها أثناء نومهم محققاً لجرم التهديد.

بعد هذا العرض القانوني المدعوم بالأدلة القاطعة والمصورة، فهل ستبقى السلطات القانونية على رماديتها غير المفهومة آزاء هذه الآفات القاتلة التي تطال هيبتها كمؤسسة مهمتها تنفيذ القانون والقبض على "جمعات الأشرار"؟ أم هل سنبقى نسير على خطى وزير الداخلية بأن ما حصل كان "بسيطة" وفق ما علق على أحد التفجيرات التي طالت إحدى المناطق؟

إلى متى سنرزح تحت واقع مزر يفرضه على الدولة والمجتمع أصحاب سلاح البلطجة تحت مسميات المقاومة تارة او الممانعة طوراً؟ المهم أن تعلم ميليشيا حزب الله وانصارها (وهي باتت تدرك أن الأوان قد أقترب) ان ميليشيات كثيرة قبلها قد ارتكبت الجرائم عينها ووفق نفس الأساليب ومن خلال العنجهية والتلطي خلف القضايا السامية، وكان مصيرهم منافي الأرض ومزابل التاريخ فأساءوا الى قومهم ,اهلهم وقضاياهم حين حطوا من هيبة الدولة وتطاولوا عليها. إنها آخر إشارات الساعة التي اقتربت... أليس الصبح بقريب!  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

حزب الله": لو كان فريق 14 آذار حاكماً لأدخل لبنان في الازمة السورية واحرقه

النهار/ قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "كل الضجيج حول انتصار المقاومة في لبنان واستهداف الوضع في سوريا هدفه الا تقوى شوكة خط المقاومة والممانعة"، مشيرا الى ان "من يريد تخريب سوريا لا يهدف الى تعميم الديموقراطية واشاعة الحرية والانتصار لحقوق الانسان"، ومتسائلاً "كيف يتساوى هذا مع رغبة انظمة تطالب بالحرية وحقوق الانسان، وهي في الواقع انظمة ترفع شعارات كاذبة لتموه انخراطها في مشروع الحراسة للمصالح الاميركية والاسرائيلية في منطقتنا".

واضاف خلال احتفال اقيم في "مجمع اهل البيت" في بنت جبيل برعاية المستشارية الثقافية الايرانية في "ذكرى الشهداء القادة" وانتصار الثورة الاسلامية" في ايران، "اننا اليوم في مواجهة قاسية مع جبهة الطغيان والنفاق الاقليمي والدولي الذي يستهدف ارادتنا واصرارنا على تحقيق استقلالنا وسيادتنا واستعادة كرامتنا وثقتنا بانفسنا وتحقيق شخصيتنا الحضارية ومجتمعنا القوي المتنامي".

شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي على "وجوب العمل لتضييق الخلافات بدلا من الانشغال بها، والسعي للتوصل الى عقد اتفاقات تتجاوز ما تتجه الحكومة الى القيام به ابعد من ذلك".

ولفت الى انه في اي عملية سياسية، لا بد ان نشهد ما نشهده من تجاذب وعلاقة تترجح احيانا بين التوافق والاختلاف، وان هذا الفريق السياسي الذي تمكن من تخليص لبنان من الفتنة التي كانت تتدبر له ونجح في تشكيل ائتلاف حكومي، مطالب اليوم بان يجعل تجربته ناجحة ومؤسسة لتجربة ائتلافية دائمة".

وقال: "ما دمنا متفقين على ان هذه الحكومة جنبت لبنان اخطار الفتنة واللااستقرار، فمن المنطقي والمشروع التفكير بهذه الطريقة حتى في ظل وجود عقبات لازالتها"، معتبرا "ان مدخلها يكون بالاقرار المتبادل بالحقوق التي هي لكل مكون من مكوناتها، وبالمصالح التي نرغب في ان تكون مشتركة في اي موضوع من الموضوعات التي تتصدى الحكومة للقيام بها".

واعتبر "ان اللهجة العالية التي نسمعها تنم عن حقد القلوب لدى مجموعة ارغمت على مغادرة الحكم، ولا تعرف العودة اليه سوى في انتظار سقوط النظام السوري وبناء مجدها على وهم هذا السقوط". ورأى ان "هذا الوهم بلغ اعلى درجاته بحيث ان بعض الخطباء في البيال بداوا يتصرفون من موقع المنتصر الذي يملي الشروط ويسميها ضمانات، وحتى لو تحقق ما يتمنونه من سقوط للنظام السوري، وهو ما لن يتحقق، فلن يكون بمقدورهم ان يغيروا المعادلة الداخلية في لبنان".

ولاحظ انه "منذ عام 2005، لم يترك سادة الفريق الآخر من عرب او غرب وسيلة الا اعتمدوها للقضاء على اعظم مقاومة في العالم، لانها تمكنت من هزيمة اعظم جيش في المنطقة، مؤزر باعظم دول في العالم وقد راهنوا على ان سحب القوات السورية من لبنان سوف يؤدي الى القضاء على المقاومة، فانتظروا سنة، وعندما اكتشفوا ان هذه المقاومة بقيت على عظمتها ذهبوا الى آخر الدواء، وهو الكي الاسرائيلي عام 2006، على اساس تخليصهم منها، فاصبح الاسرائيلي نفسه يفتش عمن يخلصه مطالبا بالتوصل الى وقف اطلاق النار".

وختم بان "المقاومة كانت على قدر من الحكمة وقامت بالتصرف المناسب ورسمت قواعد تحول دون ان تنزلق التوترات في لبنان الى حرب اهلية، ولولا قيامها بالمبادرات المختلفة ميدانيا وسياسيا، لكان لبنان في موقع آخر اليوم، واهم هذه المبادرات اننا تمكنا مع فريقنا السياسي من اخراج فريق 14 آذار من حكم البلد، اذ لو كان فيه، لادخل لبنان في آتون الازمة السورية واحرقه كما يشاء البعض اليوم لسوريا ان تحترق في الصراعات التي تدور بينهم".

 

الجوزو: نصر الله يتغنى بأمجاد السفاح السوري وحيداً

 المستقبل/لاحظ مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن "137 دولة في الأمم المتحدة وقفت الى جانب الشعب السوري، وقالت لا للظلم، لا للطغيان، لا للإبادة الجماعية، لا لقتل الأطفال، لا للسفاح القاتل المجرم، في حين وقف (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله وحده مدافعا عن الظلم والاستبداد والطغيان والإبادة الجماعية، وراح يتغنى بأمجاد سفاح القرن الواحد والعشرين (الرئيس السوري) بشار الأسد". وقال في تصريح أمس: "إذا كانت المقاومة تعني مسايرة الظلم والاستبداد والقتل الجماعي، فإن هذا مفهوم يخالف الشرع والدين والقوانين السماوية والوضعية والوطنية أيضا، ولو أرادت إسرائيل أن تكلف أحدا بتدمير المدن السورية، وذبح الشعب السوري من الوريد الى الوريد، لما وجدت خيرا من بشار الأسد ليقوم بهذه المهة، ولما وجدت حلفاء خيرا من حلفاء بشار لمساعدته على تنفيذ هذه المهمة".

ورأى أن "خير من يخدم إسرائيل اليوم في المنطقة هو بشار، وعلى الرغم من ذلك تغزل السيد نصرالله بجماله وحسناته وجرائمه، واعتبره بطلا من أبطال الأمة العربية، واتهم بقية الحكام العرب بمهادنة إسرائيل وحماية إسرائيل، الأمر الذي يؤكد الشراكة بين نصرالله والأسد". وذكّر بأن "الأسد لم يطلق صاروخا واحدا باتجاه إسرائيل في حرب تموز 2006، ولم يرسل دبابة واحدة تواجه دبابات إسرائيل، ودباباته اليوم تطلق قذائفها على السوريين، وصواريخه تتساقط على رؤوسهم، وراح يدمر المدن السورية، في حملة تهدف الى إبادة الشعب السوري، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، والاعتداء على كرامة كل الشعب السوري". ولفت الى أن "السعودية وحدها الى جانب قطر وبعض دول الخليج وقفت الى جانب الجنوب والضاحية ولبنان، وقد بنت السعودية منفردة ما يزيد على 250 قرية ومدينة جنوبية، وأعادت إعمارها، ودفعت قطر 250 مليونا من الدولارات لبلدة بنت جبيل وحدها، بصرف النظر عما دفعته للبلدات الأخرى، وعلى الرغم من ذلك لم تكن كلمات الشكر سوى اتهامات من نصرالله لدول الاعتدال العربي، محاباة لإسرائيل من أجل الحفاظ عليها". وانتقد تحرك بارجتين إيرانيتين الى جانب الأسطول الروسي "من أجل حماية بشار الأسد من السقوط"، متسائلا "أليست هذه البوارج بمثابة إعلان حرب على العرب؟". ورفض أن "يشهد رجل دين شهادة زور لمصلحة إيران، لأن هذا الأمر خطير جدا، فكيف له أن يقابل ربه غدا؟".

 

ما العمل بعد رفض مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" وهل من بديل لقانون الانتخاب "الستيني"؟

بيار عطاالله/النهار

 في انتظار ان يحسم رأس الكنيسة المارونية امره في شأن قانون الانتخاب العتيد بعد الرفض الذي جبه به مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، الذي تبناه لقاء القيادات المارونية في بكركي، ثمة من أخذ يبحث عن بدائل لمعالجة مشكلة قانون الستين الذي يبدو انه ابغض الحلال ولا بد من العودة اليه طالما لم يتوافر الاقتناع لدى جميع المكونات التعددية اللبنانية بإمكان التوصل الى قانون انتخاب مثالي يؤمن صحة التمثيل.

القيادي الكتائبي جوزف ابو خليل قدم الى المكتب السياسي لحزبه مشروع تقسيم اداري للاراضي اللبنانية يعتقد أنه قد يكون مدخلاً لمعالجة الوضع آنياً في انتظار التوصل الى قانون عصري يستجيب لتطلعات كل اللبنانيين في تأمين صحة التمثيل. وفي تقديم المشروع الذي اعده ابو خليل وعاونه فيه السيد عقل جرمانوس، ان لبنان كله تغير لكن التقسيم الاداري لم يتغير، الأمر الذي ادى الى تجاوزه لدى تحديد الدوائر الانتخابية تارة باعتماد المحافظة وطوراً بالعودة الى القضاء او الى ما هو بين المحافظة والقضاء. وكل ذلك ليس لتأمين صحة التمثيل الشعبي او الوقوف على ارادة اللبنانيين بل لتأمين المصالح الفئوية والذاتية.

11 محافظة

ويعود ابو خليل في مشروعه الى جذور التقسيم الاداري لاراضي دولة لبنان الكبير بموجب القرار 3066 تاريخ 9 نيسان 1925 والذي قسم الاراضي اللبنانية 11 محافظة تنقسم بدورها 34 مديرية. والمحافظات هي: طرابلس، البترون، كسروان، المتن، الشوف، بعلبك، زحلة، صيدا، صور، مرجعيون وبيروت. ورمى هذا التقسيم الى ان تكون هناك لامركزية حقيقية تتيح للاهالي ادارة شؤونهم المحلية بأنفسهم من خلال هيئة منتخبة. إلا أنه أعيد النظر بهذا التقسيم مراراً في عهد الانتداب ثم في عهد الاستقلال الى ان كان التقسيم المعمول به الآن بموجب المرسوم الاشتراعي رقم 11 تاريخ 29 كانون الاول 1954. ثم تولى كل عهد تقسيم الدوائر الانتخابية على النحو الذي يعزز سلطته. واستناداً الى المشروع فان اعادة النظر في التقسيمات الادارية باتت واجبة استناداً الى التغييرات الاجتماعية والبنيوية  وهذا ما لحظه اتفاق الطائف مرتين: مرة في كلامه عن قانون الانتخاب، ومرة في كلامه عن اللامركزية الادارية الموسعة. لكن شيئاً من ذلك لم يتم وتوالى تقسيم الدوائر استنادا الى المصالح الفئوية. وفي رأي ابو خليل ان اعادة النظر في التقسيم الاداري تصطدم بعامل الخوف على وحدة الارض والشعب والمؤسسات من اي تقسيم جديد يتضمن المتغيرات التي طرأت على الوضع الديموغرافي. والعامل الثاني هو المتصل بالذهنية اليعقوبية السائدة والرافضة لاي شكل من اشكال اللامركزية الحقيقية التي تتنازل فيها السلطة المركزية عن بعض صلاحياتها للسلطات المحلية المنتخبة، الأمر الذي سيؤدي الى مأزق حقيقي واستحالة تحقيق اي اصلاح حقيقي في قانون الانتخاب يؤمن صحة التمثيل. ويقول: "ان وحدة الارض والشعب والمؤسسات لا تعالج بقوالب مأخوذة من الفكر التوتاليتاري ولا بمنطق الصهر والانصهار في البوتقة الواحدة وفرض محافظات واقضية على الجماعات الثقافية التي يتشكل منها لبنان".

التقسيم المقترح

اما ملامح التقسيم الاداري الذي في مشروع ابو خليل – جرمانوس، فيقترح دوائر طرابلس – المنية، عكار – الضنية، زغرتا – الكورة وبشري – دير الأحمر. جبل لبنان يقسم الى اربع دوائر: الشوف – عاليه، المتن، كسروان، جبيل – البترون. الجنوب صور- بنت جبيل، النبطية، جزين – مرجعيون، صيدا – اقليم الخروب. البقاع: بعلبك – الهرمل، البقاع الاوسط، حاصبيا – راشيا. بيروت اربع دوائر بعد توسيعها لتشمل الضاحية الجنوبية والمدن والبلدات المسيحية الساحلية في قضاء بعبدا. وفي الملاحظات الاولى على المشروع عدم تقسيم عكار دائرتين، الحاق مرجعيون بجزين وعدم انشاء قضاء الخيام (3 نواب شيعة)، عدم تقسيم دائرة البقاع الاوسط دائرتين الأولى زحلة والثانية البقاع الاوسط، ونقل النواب الموارنة والارثوذكس من طرابلس وبيروت الثالثة الى أماكن أكثر تمثيلاً لهم.  

 

حرّف مضمون موقف الحريري من الثورات العربية وجاء بمقارنات وتناقضات غريبة

خطاب نصر الله المدهش!

فادي شامية/المستقبل

لا يكف السيد حسن نصر الله عن مفاجأتنا.. خطابه الأخير آية في ذلك.. جمع فيه التناقضات، والمقارنات الغريبة، والاستكبار على الناس، وتحريف مواقف خصومه... وأبعد عنه الحكمة برفضه مرة جديدة يد الحوار الممدودة إليه.

التناقضات

من دون عناء؛ يكتشف المتابع لخطاب السيد نصر الله الأخير (16/2/2012) عدداً من التناقضات الأساسية؛ فهو إذ يريد أن يسمع "دعوة واضحة: هل الحوار بشروط أو بدون شروط؟ وهل الحوار بنتائج مسبقة أو بدون نتائج مسبقة؟ (ويعلن) نحن مع الحوار من دون شروط ولدينا منطق وحجة"، يعود في وقت لاحق من خطابه ليفرض الشروط والنتائج بإعلانه أنه: "لو لم يكن لدى أي لبناني قطعة سلاح واحدة، فنحن متمسكون بسلاحنا للدفاع عن لبنان"!.

كان الأحرى به لو كان صادقاً في قبوله حواراً بلا شروط أن يقول: "لدينا موقفنا من السلاح ومستعدون للتحاور في هذا الموضوع"، إذ المعلوم أن موضوع الخلاف الأساس اليوم في البلد هو السلاح، وليس الدفاع عن لبنان، وأنه البند المتبقي على جدول أعمال الطاولة الأولى للحوار عام 2006، وأن أي حوار لا يتضمن الموقف من السلاح ليس حواراً. (على سبيل المثال لا الحصر أعلن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في 25/1/2009 أن "سلاح المقاومة ليس مطروحاً للنقاش لا في الحكومة ولا على طاولة الحوار"، وفي 9/3/2010 أعلن النائب حسن فضل الله "أننا لا نذهب إلى طاولة الحوار لنناقش موضوع سلاح المقاومة ولا حتى لنناقش موضوع المقاومة، هذا الأمر ليس مطروحا للنقاش").

في مقاربته للشأن السوري؛ يسأل نصر الله -في محاولة لبناء موقفه على أساس المصلحة اللبنانية-: "على أي قاعدة ركزتم الحملة على سوريا؟ هل هذه مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين والمسلمين فيه؟"، ثم يعود نصرالله نفسه ليضرب الأساس الذي بنى عليه سؤاله عندما يقول: "أنا لا أتكلم عن لبنان أولاً ولا أكذب، ليس لدينا لبنان أولاً ونقطة على السطر! ".

هذا فضلاً عن التناقض الكبير في الأساس، المبني على انتقال "حزب الله" من دعمه الشعوب إلى دعمه النظام عندما اندلعت الثورة في سوريا!.

مقارنة مدهشة!

أكثر ما يدهش في كلام السيد نصر الله ولعله الأكثر دهشة في خطابات نصر الله كلها- مقارنته النظام السوري بالعدو الإسرائيلي!، ذلك أن نصر الله وضع مسألتين مختلفتين تماماً على طاولة المقارنة، ثم طمس صفحاتٍ من التاريخ والحقائق ليخلص إلى النتيجة الآتية: "مع إسرائيل يفاوضون عشرات السنين ويرفضون الحل السياسي في سوريا"!.

والواقع أن نصر الله بهذه المقارنة جافى الحقائق من وجوه عدة:

أولاً: من حيث أصل المسألتين؛ ذلك أن "إسرائيل" كيان عدو نظاماً وشعباً، لا يغير من وصفه هذا تغير نظام أو تبدل رئيس أو أن الحكم في "إسرائيل" ديمقراطي أو دكتاتوري، في حين أن سوريا بلد شقيق لا يغير من وصفه هذا رحيل نظام أو بقائه، والصراع بين العرب -في الماضي والحاضر والمستقبل- و"إسرائيل" هو صراع بين دولة أو عدة دول وبين كيان سياسي، شعباً ونظاماً، فيما المسألة في سوريا مختلفة، لأنها صراع بين شعب لا يريد نظامه وحاكم متمسك بالكرسي، والقفز فوق هذه الفروق يعني حكماً مساواة شعب عربي عريق الشعب السوري-يطالب بحقوقه في وطنه، بالجماعات الصهيونية المهاجرة من كل العالم إلى حيث لا تملك أرضاً!.

ثانياً: من حيث التاريخ؛ ليس صحيحاً والمقارنة هنا من باب التجاوز لأن أصل المسألتين مختلف- أن العرب فاوضوا "إسرائيل" عشرات السنين، وإنما الصحيح أن العرب حاربوا "إسرائيل" في 1948، و1967، و1973... واجتمعوا في الخرطوم وأعلنوا اللاءات الثلاث: "لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض" (1967)، وأن اختصار صراع العرب مع "إسرائيل" بالتفاوض الدائم، هو كمن يشطب صفحات كبرى من التاريخ، سيما أن طروح "السلام" الجامعة عمرها من العام 2002 فقط، وأن سوريا "الممانعة" وافقت عليها (انعقد المؤتمر الذي أطلقها يومها في بيروت)، وأن المبادرة نفسها تعبر عن موازين القوى العالمية أكثر مما تعبر عن تطلعات الشعوب أو حتى عن قناعات كثير من الحكام... وفي كل الأحوال فإن العداوة لـ "إسرائيل" لا تزال مستمرة رغم "مبادرة السلام العربية"، خلافاً للحال اليوم إزاء الثورة السورية التي سبقت فيها الشعوب العربية حكامها بمراحل، تأييداً للشعب السوري.

ثالثاً؛ من حيث الواقع؛ ليس صحيحاً أيضاً أن العرب رفضوا التفاوض مع النظام السوري، بل العكس هو الصحيح إذ لم يحظ أي نظام عربي واجه الثورة بالفرص التي عرضت على بشار الأسد، وقد كان في كل مرة يستغل هذه الفرص لقتل مزيدٍ من شعبه، بل لعل الأغرب من ذلك أن يدعي السيد نصر الله أن العرب رفضوا الحل السياسي مع النظام السوري، في حين أن مبادرتهم التي عرضوها في الجامعة العربية أو في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي مبادرة سياسية أولاً وآخراً!.

تحريف موقف الحريري و"14 آذار" من الثورات العربية

لم يكتف السيد نصر الله في خطابه "المدهش" بما سبق كله، بل تعمد تحريف الحقائق عندما قال إنه "يجب أن يكون لدى قوى 14 آذار منهج، سيما وأن لدي (أنا) معياراً واحداً، أتطلع من خلاله إلى ليبيا ومصر وسوريا وكل الدول، فأرونا معياركم الواحد"، ثم قرأ نصر الله نص كلمة ألقاها الرئيس سعد الحريري بتاريخ 22/3/2011 رداً على كلمة لنصرالله في 19/3/2011.

والواقع؛ أن "14 آذار" واجهت الاختبار القاسي عندما ثار الشعب المصري على نظام مبارك حليفها. ترددت "14 آذار" وربما ارتبكت حينها، لكنها سرعان ما أعلنت موقفها الواضح وهو الانحياز إلى الشعب المصري، وبتاريخ 11/2/2011 اجتمعت في دارة الرئيس الحريري وأعلنت: "تضامنها وتعاطفها مع الشعوب العربية المنتفضة سلميّاً، من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية" حيث أكد المجتمعون أن "تلك الثورات والانتفاضات فتحت أمام العالم العربي أبواب مرحلة تُدخل المنطقة وشعوبها في رحاب عصر جديد، وتشكّل رداً طبيعياً على ما كان سائداً من استبداد وتخلفٍ وفسادٍ عائليٍّ استفزازي، كما تشكّل ردّاً على العجز والفراغ العربيين، اللذين سادا عقوداً من الزمن".

والذي حصل أن السيد نصر الله نظّم مهرجان تأييد للثورات العربية بعد أكثر من شهر على هذا الموقف لـ"14 آذار" (19/3/2011)، فتجاوز فيه الانتفاضة النشطة يومها في إيران، ثم شن هجوماً على "دول الخليج التي أرسلت الجيوش للدفاع عن نظام غير مهدد"، وعلى هذه الخلفية رد الحريري بالقول: "استمعنا قبل أيام إلى مواقف صدرت عن قيادات رئيسية في حزب الله، خُصصت لزج لبنان في خضم التحركات التي تشهدها بعض البلدان العربية الشقيقة، وهي مواقف تتحرك على أساس أن هناك تحركات بسمنة وتحركات بزيت (غابت العبارة الأخيرة عن النص الذي قرأه نصر الله)... فالتضامن مع الشعوب العربية شيء وصبّ الزيت على نار الخلافات العربية شيء آخر... والحملة التي تطاول البحرين والمملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي هي حملة أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها أمر عمليات خارجي".

ما قام به نصر الله في خطابه الأخير أنه أخذ مواقف الحريري تلك كدليل على أنه- و"فريق 14 آذار" - كانوا ضد الثورات العربية بالمطلق، وبعد أن اجتزأ من خطاب الحريري ما يريد، خلص إلى أن معيار خصومه من الثورات مضطرب، ومعياره هو واحد، علماً أن موقفه من الثورة السورية، الذي أعلنه بوضوح تكراراً، أثبت أن "حزب الله" رسب في امتحان الصدقية!. (لعل ما يلفت اليوم أن نصر الله في المهرجان إياه حمّل القذافي مسؤولية تدخل الناتو ودعا "الحكومات العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها دعماً للثورة- حتى لا يحصل التدخل الأجنبي)".

هيهات منا الذلة!

...وكما هي العادة في خطابات نصر الله أنه يعود إلى التراث الكربلائي، وهذا ما فعله في خطابه "المدهش" عندما استذكر أيام عدوان تموز 2006، لكن ما فات نصر الله أن شعار الإمام الحسين: "هيهات (أي بعُدَت) منا الذلة" هو نفسه شعار الثوار في سوريا: "الموت ولا المذلة"، وأن خروج الإمام الحسين إنما كان لرفض الظلم، وأن ثورة السوريين إنما جاءت بعد عقود من الظلم، ما يعني أن الحسينيين اليوم هم ثوار سوريا، الذين يرفض نصر الله تأييدهم خدمةً للمشروع الذي ينتمي إليه، وأن "الملعونين" في التراث الإسلامي -وبالأخص منه الشيعي- هم الذين يقمعون الشعب السوري اليوم.

ولأن هذه المفارقة صارخة إلى درجة هدم البنية الفكرية والأخلاقية للحزب، فقد اجترح نصر الله معياراً جديداً لتحديد موقفه من الثورات، فلديه: "المبدأ الذي على أساسه نأخذ مواقفنا ونبادر ونتحالف، ونقوّم سلوكنا على أساسه، ومن خلاله ننظر إلى الآخرين؛ أكانوا تيارات أو أحزاباً أو أشخاصاً في المنطقة أو في لبنان (هو) أن نسأل ما هو موقفهم من القدس وفلسطين والمشروع الصهيوني وكيف يتصرفون إزاء هذا الموقف؟".

اللافت؛ أن السيد نصر الله جعل هذا المعيار هو الوحيد في النظر إلى الآخرين، وهذا يعني بالضرورة أنه إذا وُجد نظام جائر وقمعي مرتكب للفواحش، وعادى "إسرائيل" كما النظام السوري وذلك على افتراض أنه يعادي "إسرائيل" حقيقةً- فإن "حزب الله" يؤيده!. وما لم ينتبه إليه نصر الله أن هذا المعيار أشد خطراً على التراث الشيعي، لأن الحكم الذي ثار عليه الإمام الحسين، كان ظالماً ولكنه كان قوياً بوجه "أعداء الأمة"؛ قاتلهم وفتح البلاد الواسعة على حساب سلطانهم، فلم يشفع هذا الأمر له، ولم يُقنع الامام الحسين بالقعود عن الثورة عليه، مع الأخذ بالاعتبار أن بطولة الامام الحسين أبت عليه عندما حوصر أن يموت سلمياً، قاتل ببسالة حتى استشهد، وكذا يفعل السوريون اليوم بعدما تظاهروا لشهور سلمياً، فإذا بهم اليوم يداومون على التظاهرات السلمية، ولكنهم يدافعون عن أنفسهم بالسلاح أيضاً!.

كان حرياً بالسيد نصر الله إزاء هذا الاضطراب كله، والحشرة التي يشعر بها، أن يتلقف اليد الممدودة للحوار، لا أن يستكبر على شركائه بالوطن، -مهما كان موقفه منهم سيئاً- ويقول: "اللعبة في المنطقة أكبر منكم"، ولا أن يتعالى على تاريخ قوى وحركات قاتلت "إسرائيل" منذ العام 1948، فيعظ: أنه "من الأولى للحركات الإسلامية الصاعدة أن تقوّم ذاتها من خلال هذا الموقف (العداء لإسرائيل).

 

ميلاد عون بين تاريخ " العونيين" وبين سجلات قيادة الجيش

إحتفى " التيار الوطني الحر" بعيد ميلاد العماد ميشال عون، في 17 شباط الحالي، في عشاء أقيم للمهندسين. ولكن ، هذا الإحتفاء الذي يوحي بأن العماد عون قد وصل الى سنته السابعة والسبعين ، تبيّن أنه لا يتطابق مع الوقائع التي تؤكد أن عون أطفأ شمعته الـ79 . في سجلات قيادة الجيش، فإن العماد ميشال عون لم يسجّل ولادته في 17 شباط بل هي مسجلة في  30 أيلول. كما أنه في هذه السجلات ، فإن العماد عون ليس من مواليد 1935 بل هو من مواليد العام 1933. وبناء عليه، فإن " التيار الوطني الحر" إحتفل بعيد جنراله، في تاريخ غير التاريخ المعلن له، وهو أطفأ له 77 شمعة بدل 79 شمعة!

وفي ما يأتي رابط السيرة الذاتية للعماد ميشال عون، وفق سجلات الجيش.( إنقر هنا)

http://www.lebarmy.gov.lb/arabic/Commander_10.asp

 

ظاهرة غريبة أضاءت سماء لبنان...

الجمهورية/ الأرشمندريت د. شربل الحكيم

غاص الحرديني في أسرار الله فأعطاه موهبة صنع العجائب في حياته. بعد وفاته دُعي بحقّ قدّيس كفيفان وقدّيس الحياة المشتركة. يروي شهود عيان أنّ نوراً شعَّ من المكان الذي دفن فيه. وقد تكرّرت هذه الظاهرة الغريبة مرّات عدّة في الليل. ولم يطل الأمر حتى فاحت رائحة قداسته وانتشرت في كلّ المناطق اللبنانية وتهافت الناس لزيارة ضريحه والتبرّك به وقد جرت أثناء ذلك معجزات كثيرة. لم تمضِ سنة واحدة على دفنه حتى ارتأت الرئاسة العامّة أن تفتح القبر فكانت المفاجأة إذ وجدت جثمانه سليماً

وُلد جوزف كسّاب سنة 1808. أبوه جرجس كسّاب وأمّه مريم رعد. كان له أربعة إخوة من بينهم الياس والحبيس ليشع، الذي تنسّك في دير قزحيّا من ثمّ انتقل الى محبسة دير عنايا. كان نعمة الله، منذ حداثته تقيّاً، أرسله والده الى مدرسة الرهبان في دير حوب حيث تعلّم مبادئ القراءة والكتابة واللغة السريانية.

لمّا بلغ العشرين من عمره كانت دعوة ونداء السيّد المسيح قد ترسّخت في فكره، فتوجّه الى دير مار أنطونيوس قزحيّا ودخل اﻹبتداء، في تشرين الثاني سنة 1828 إختار اسما جديدا له فأصبح إسمه الأب نعمة الله. تعلّم في الدير تجليد الكتب وأتقنه وبرع فيه. كانت تدوم تجربة الراهب سنتين فإذا أثبت خلالهما كفايته لدخول الحياة الرهبانية تمكّن من أن ينذر نذوره ويلبس اﻹسكيم ويصبح عضواً كاملاً في الرهبانية. إنتهت سنتا تدريب نعمة الله وأبرز نذره الأوّل في 14 تشرين الثاني 1830. أُرسِل الأخ نعمة الله الى دير مار قبريانوس في كفيفان حيث مدرسة اللاهوت التي تعلّم اﻹكليريكيّين.

بعد أن أنهى دروسه الكهنوتية رُقّي الى درجة الكهنوت بوضع يد المطران سمعان زوين، النائب البطريركي، بأمر من غبطة البطريرك يوسف حبيش، في 25 كانون الأوّل سنة 1833. عيّن مدبرا ً عامّا في مجمع الرئاسة العامّة للرهبانيةً ثلاث مرّات متوالية. الى جانب تولّيه الرئاسة بقي يدرّس الأولاد في المؤسّسات الرهبانية التعليمية ويدرّس اللاهوت للإكليريكيّين، من بين تلاميذه القدّيس شربل.

كان الأب نعمة الله رجل صلاة وتقوى، وكان يتعبّد تعبّداً خاصا ً للقربان المقدّس وللبتول مريم. لم ينقطع طيلة النهار والليل عن الصلاة والتأمّل ومناجاة الله. في ساعات التجربة والارتباك كان يهرع الى الكنيسة ويسجد أمام تمثال السيّدة العذراء ويطلب منها أن تعينه.

في كانون الأوّل من عام 1858، وفي دير مار قبريانوس، تعرّض للهواء الشمالي المعروف بتأثيره الفتّاك، فمرض وأبقته الحمّى الشديدة في الفراش، وكان صامتاً شاكراً الله على ما هو عليه. الأدوية التي وصفت له لم تساعده على التقدّم، ويئس الأطبّاء من شفائه. كانت آلامه تشتدّ يوما بعد يوم وتساعد على انهياره الجسدي. تعرّض الأب نعمة الله الى ثلاث نوبات قاسية خلال عشرة أيّام وأسلم الروح في اليوم الأخير منها في منتصف ليل الثلاثاء الواقع في الرابع عشر من كانون الأوّل 1858 وكان له من العمر خمسون سنة. ساعة افتراق روحه الطاهرة عن جسده، جلس في فراشه وضمّ صورة العذراء مريم بين يديه وهو يتمتم: يا مريم، أنا أسلمك روحي، واتّكأ وأسلم روحه.

تقاطر الناس بداعي اﻹيمان ليشهدوا لهذا الحدث الخارق الطبيعة الذي يبشّر بولادة قدّيس آخر. روى أحد مرشديه، الأب روفايل بزعوني، أنّه شاهد شعاعاً من نور يخرج من فمه ساعة انفصال روحه الطاهرة عن جسده.

لم تمضِ سنة واحدة على دفنه حتى ارتأت الرئاسة العامّة أن تفتح القبر لتجمع رفاته فلا تضيع بين رفات إخوانه الرهبان الموتى. فكانت المفاجأة إذ وجدت جثمانه سليماً من الفساد لا تفوح منه أيّ رائحة كريهة. ولم يتبدّل فيه شيء. عندئذ أمر البطريرك مسعد بأن ينقل الجثمان الى تابوت خاص وأن يبقى في المدافن العامّة حيث ظلّ حتى عام 1862.

فتحت دعوى التحقيق في صحّة الأعجوبة التي شفي بها أندريه نجم، بعد أخذ بركة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. قُـبل الملفّ من قِبل مجمع القدّيسين في روما. أقرّت الجمعية العامّة الرومانية، بكرادلتها الأربعة والعشرين جميعاً صحّة الأعجوبة أمام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. وبناءً عليه تمّ التطويب في الفاتيكان على يد قداسته في 10 أيّار 1998.

بعد ستّ سنوات رفعه البابا يوحنا بولس الثاني الى درجة القداسة في 16 أيّار 2004

من عجائبه خلال حياته الأرضيّة:

ـ معرفة الغيب: نادى المسؤول عن القطيع وطلب منه أن يخرج بقرات الدير من الحارة بسرعة، وهو راكع يصلّي، وما إن أخرجها حتى سقطت الحارة كلّها.

ـ إكثار المؤونة: بعد أن عرف الأب برنردوس، رئيس دير القطارة، أنّ مؤونة الدير تكاد تفرغ، دعا الأب نعمة الله وطلب منه الدخول الى بيت المؤونة فيدرك ما يريد. وقف الحرديني في باب الغرفة وتلا صلاة قصيرة وبارك ثمّ أخذ قليلا من الماء وباركه ورشّه على الأكياس. بعد فترة أتى وكيل المؤونة ليرى ما بقي منها فوجد الأكياس قد امتلأت فأخذ يصرخ بأعلى صوته: أعجوبة، أعجوبة.

ـ عجائب حصلت بعد مماته: سنة 1891، عجز الأطبّاء عن شفاء الأب منصور عوّاد بعد إصابته، لكنّ والديه لم ييأسا بل طلبا بإيمان شفاعة الأب نعمة الله كي يخلّص ولدهم. سمع الله نداء الوالدين ومنّ على منصور بالشفاء. فكرّس منصور نفسه لله تعالى عن طريق الكهنوت وذلك شكراً له.

- أفادت مريم أنطون التي كانت تغسل في دير كفيفان بأنّها قد فقدت بصرها بكلّيته، فطلبت شفاعة القدّيس الذي استجاب لطلبها.

- ولد أندريه نجم سنة 1966 وكانت صحّته ممتازة، لكن في حزيران 1968 بدأ يشعر بهزال وانهيار أعصاب وتعذّر عليه المشي مسافة قصيرة. بعد المعاينات داخل لبنان وخارجه، أفاد الأطبّاء بفقر دم قويّ ناتج عن موت النخاع، ممّا اقتضى تأمين كمّيات كبيرة من الدم، وزرع نخاع عظمي. لكن ذلك مستحيل لأنّه ليس لديه أشقاء. يئس الأطبّاء من حالته واقترحوا على والديه نقله الى البيت ليموت فيه. لكنّ إيمانه وإيمان والديه كان أقوى من اليأس، ففي 27 أيلول 1987 زار أندريه مع والديه وأصدقائه ضريح المكرَّم الأب نعمة الله الحرديني وركع أمام الضريح وصرخ بكلّ إيمان: "بشفاعتك يا مار نعمة الله، شحّدني نقطة دم من دم يسوع يللي بالقربانة وأنا أكيد أنو بشفى". فشعر بالحال كأنّ أسلاكا ً كهربائيّة تمر في عروقه ودمه، وأحسّ بنار وبقوّة وسلام لم يشعر بهما في حياته. وراح يمشي ويركض وحده من دون مساعدة أحد. ومنذ تلك اللحظة شفي أندريه ولم يعد بحاجة الى نقطة دم. اعتُمدت هذه الأعجوبة ﻹعلان الأب المكرَّم الحرديني طوباويّاً.

 

التوتّر العالي

نصير الأسعد/الجمهورية

لماذا كان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله على هذا القدر من التوتّر العالي في خطابه الأخير؟ في مهرجان 14 شباط في الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لم يتحدّث أي من قادة 14 آذار، لا سيّما الرئيس سعد الحريري عن حوار مباشر مشروط. جلّ ما ذهبَ الرئيس الحريري إليه هو دعوة "حزب الله" إلى إجراء مقاربة جديدة لمسألتي السلاح والمحكمة الدوليّة، مقاربة تفتح ثغرة في الحوار اللبناني المسدود وتساهم في ردم الانقسام وتجعل الحوار ممكناً ومجدياً ومؤسِّساً لشراكة متجدّدة في عمليّة بناء الدولة. فلا الرئيس الحريري لفظَ كلمتي "نزع السلاح" أو "تسليمه" ولا الدكتور سمير جعجع تجاوز حدود سؤال "حزب الله": لماذا تعزلون أنفسكم عن الآخرين؟. وفي مهرجان "البيال" نفسه، ومع أنّ سعد الحريري كان جازماً في أنّ نظام الأسد آيل إلى سقوط محتّم، فإنّه وسائر قيادات 14 آذار لم يتحدّثوا بـ"انتصاريّة"، ولم يعتبروا سقوط الأسد انتصاراً لـ14 آذار – مع أنّه سيكون كذلك بمعايير عدّة – بل رأوا فيه فرصةً للبنان كي ينهض من سلسلة متّصلة من الأزمات. وأكثر من ذلك فإنّ التطرّق إلى هذا الموضوع الآن قبلَ السقوط "الرسميّ" للنظام هو شهادةٌ لـ14 آذار بأّنّها لا تقارب الوضع اللبنانيّ بـ""منطق" موازين القوى.

لماذا إذاً هذا الانفعال من جانب نصرالله؟.

وراء هذا الانفعال اعتبارٌ سياسيّ – نفسيّ بدون أدنى شكّ. فالسيّد نصرالله يعرفُ بينه وبين نفسه أنّ نظام الأسد ساقطٌ حتماً وأنّ سقوطه "خسارة" إستراتيجيّة له. لكنّه وبدلاً من أن يؤدّي بما لا يجعلُ سقوط بشار الأسد هزيمة كبرى، فهو يكابرُ ويعبّر عن هذه المكابرة بهجوم على 14 آذار.

وفي الاعتبار السياسيّ – النفسيّ نفسه أيضاً، أنّ نصرالله يعرفُ أن ثمّة تضعضعاً في صفوف حلفاء نظام الأسد، وهو تضعضع قابل لأن يتحوّل إلى انهيار سريع، أي أن ينهار الحلفاء – والأتباع – حتّى قبل السقوط "الرسميّ" للنظام. وبهذا المعنى فإنّ نصرالله يردّ على 14 آذار رافضاً مدّ اليد ويعلي الصوت لـ"لملمة" صفوف فريقه.

بل أكثر من هذا. فنصرالله يريد أن يقطع الطريق على التأثيرات الإيجابيّة، حتّى الأوّلي منها، لمبادرة الرئيس سعد الحريري إلى مخاطبة الطائفة الشيعيّة ليس فقط مبرّئاً الطائفة من دم الرئيس الشهيد ومن متّهمين "يحملون" المذهب الشيعي، بل مؤكّداً أن الطائفة الشيعيّة ليست ملكيّة لحزب كما كلّ الطوائف ليست ملكيّات لأحزاب، ومشدّداً على منع الفتنة السنيّة – الشعيّة وعلى الشراكة بين الشيعة وسائر المكوّنات في الوطن.

أمّا الأدهى – أي الأخطر – فهو أنّ السيّد نصرالله الذي يتناول رفض الفتنة بجمل اعتراضيّة وليسَ كقضيّة، إذ تعاطى مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري بوصفه "حادثة"، رفضَ مبدأ تكافل اللبنانيين فيما بينهم. رفض مبدأ أن يتضامن اللبنانيون مع بعضهم وأن يحمي كلّ منهم الآخر وأن يضمنه، فقال بما لا يقبل أي التباس إنّ "مسألة الضمانات" خارجيّة.

كذلك تحدّث نصرالله عن تسلّح 14 آذار وعن دعمها المسلّح للثورة السوريّة، والسيّد يعرف حقّ المعرفة أنّ 14 آذار لا تقاتل في سوريّا بجانب الثورة، ولا تموّلها ولا تمدّها بالسلاح، بل هو يعرف تماماً أنّ اتهام 14 آذار لا يغطّي على مشاركة حزبه "المصوّرة" في مواجهة الشعب السوريّ. غير أنّ نصرالله في كلامه هذا يستدعي 14 آذار إلى التسلّح ، وكأنّه يستدعي البلد إلى حرب داخليّة.

يا سيّد حسن،

إنّ الشطارة في السياسة هي أن لا يُظهر السياسيّ المحنّك خسارته على هذا النحو عندما يرى نفسه خاسراً.

والشطارة في السياسة هي في قدرة السياسيّ المحنّك على إستيعاب المعطيات... وعلى التعاطي مع الآخرين لحسن الانتقال إلى المرحلة التالية.

والشطارة في السياسة ليست في أن يملأ السياسيّ – "القائد" – الدنيا صراخاً في وجه الآخر "ما بتعرف مع مين عم تحكي؟". فعندما يصل القائد إلى هنا فعلى الدنيا السلام!.

وفي خلاصة القول إنّ توتّر نصرالله هو خير تعبير عن بلوغ أزمة الحزب مرحلة متقدّمة، كان في ودّ 14 آذار أن لا تكون سبباً في تأجيجها بل عاملاً في تجاوزها من أجل لبنان.

لكن ما الحيلة وقد شاء السيّد ألّا يترك أحداً من... صراخه. فلا اللبنانيون سلموا ولا الإخوان المسلمون العرب... ولا أحد.

وذلك في وقت يؤكّد اللبنانيّون الآخرون وعرب الربيع على تنوّعهم: لن نكره فلسطين بسبب من "يركب" على قضيّتها، وما الربيع إلّا لفلسطين في المطاف الأخير.

ثمّ تذكّر يا سيّد عندما تهجم على من تخاصمهم أنّ هؤلاء يمثّلون قدر تمثيلك وأكثر في لبنان... أمّا إذا جمعت خصومك لبنانيين وعرباً فحدّث ولا حرج!.

 

حزب الله" وحده يملك الضمانات والشروط ولا حلّ إلا بتسليم الجيش المسؤولية الكاملة

اميل خوري/النهار

 عندما وجه الامين العام لـ"حزب الله"السيد حسن نصرالله كلامه الى قوى 14 آذار قائلا لها: "لستم في موقع من يضع الشروط ومن يعطي ضمانات" كان على حق، لأنه وحده في موقع من يضع الشروط ويعطي الضمانات كونه يملك السلاح. وهذا معناه ان لا الدولة اللبنانية تستطيع اعطاء ضمانات تحفظ الامن والاستقرار، ولا الجيش يستطيع منع الفتنة، ولا الرئيس سعد الحريري يستطيع طمأنة الشيعة باعلانه عدم تحميلهم مسؤولية في دماء والده الشهيد، لأن وجود السلاح "في ايدي فئات حزبية وسياسية يتناقض كليا مع قيام الدولة وهو المصدر الدائم لانتاج الفتن والصراعات الاهلية". والواقع، ان السيد نصرالله هو فعلا على حق. فوحده يستطيع فرض الشروط وقد اثبت ذلك في اكثر من مناسبة وهو وحده يستطيع ان يعطي ضمانات بدوام الامن والاستقرار ويمنع الفتنة ولا يستخدم سلاحه في الداخل ولا في الخارج حتى في حال وقوع عدوان على ايران لأن القرار للحزب وحده.

لقد اثبت "حزب الله" مرارا قدرته على ذلك، فباغت الدولة اللبنانية واللبنانيين بحرب تموز 2006 وباغت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بأحداث 7 ايار، وحكومة الرئيس الحريري باستعماله الوزراء الـ11 وقال للنواب قبل ان تبدأ الاستشارات اذا سميتم الحريري رئيسا للحكومة فلن تنعم البلاد بالامن والاستقرار فيما تنعم بهما اذا سميتم الرئيس ميقاتي، فكان للحزب ما اراد. ومع حكومة ميقاتي اختفى ملف شهود الزور وحلت مشكلة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وصار التمديد لها بمجرد اخذ الدولة والحكومة علما بذلك. ورغم فشل الحكومة في معالجة اولويات الناس وهمومهم، فإن "حزب الله" اكد بقاء الحكومة لأنها مصدر الامن والاستقرار، وان حكومة اخرى بديلة قد تكون سببا لهزهما. وهذا يؤكد مرة اخرى، ان "حزب الله" هو وحده القادر على وضع الشروط واعطاء ضمانات ولا اي طرف سواه لا في الدولة ولا في مؤسساتها فمن يتعهد منع الفتنة المذهبية يبقى تعهده بلا قيمة اذا كان الحزب لا يعطي مثل هذا التعهد. لذلك فإن "حزب الله" يحمل نفسه مسؤولية قرار الحرب والسلم ومسؤولية الحفاظ على الامن والاستقرار في البلاد او زعزعتهما وهو وضع اشبه ما يكون بالوضع الذي عايشه اللبنانيون في عهد الرئيس فؤاد شهاب عندما خيروا بين القبول بحرية اقل وامن اكثر، وعندما خيروا في عهد الوصاية السورية بين الامن والاستقرار مع قليل من السيادة والحرية والاستقلال، وها ان "حزب الله" يخيرهم بين بقاء حكومة فاشلة لا تهتم بأولويات الناس لان بعض الوزراء فيها اولوياتهم ومصالحهم ولا يسمح بتغييرها بأفضل منها مع احتمال خسارة نعمة الامن والاستقرار التي يمنحها الحزب ساعة يشاء ويحجبها عنهم ساعة يشاء.

لقد نجح الجيش اللبناني في اخماد الاضطرابات في مخيم نهر البارد لان غالبية اللبنانيين التفت حوله ووقفت معه، وفي الحوادث الاخيرة في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة نجح في اخماد الفتنة لان النافخين فيها على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم ساعدوا الجيش على ذلك، ولو لم يفعلوا لتعذر على الجيش اداء مهمته اذ عليه ان يطلق النار في اي اتجاه عندما تكون الاشتباكات بين اللبنانيين انفسهم، فيتحول قوة فصل لا قوة مقاتلة ضد هذا الفريق او ذاك. لذلك تقع المسؤولية عند اندلاع اي فتنة في اي منطقة من مناطق لبنان، على "حزب الله" ومن معه، لان في يده قرار اشعالها وقرار اطفائها... كي تسهل مهمة الجيش ولن يكون الجيش مسؤولا عندما تقرر الاحزاب المسلحة الاقتتال لئلا يتهم الجيش اذا ما تدخل بالانحياز لهذا الطرف او ذاك.

فمطلوب اذاً من الجميع الاتفاق على تسليم الجيش مسؤولية الامن تسليما كاملا في كل زمان ومكان، لا ان يكون تسليمه هذه المسؤولية جزئيا، واستنسابيا وفي امكنة دون اخرى. ولا يكون الجيش مسؤولا عن امن مناطق وغير مسؤول عن مناطق اخرى، او ان يسمح له بمشاركة الآخرين في مسؤولية الامن عندما يصبحون في حاجة اليه... وعندما يسأل الناس من المسؤول عن الامن في البلاد يتم تحميل الجيش وقوى الامن الداخلي المسؤولية وتوضع له خطوط حمراء. ولذا مطلوب من جميع اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم الاتفاق على تسليم الجيش تسليما كاملا مسؤولية الامن كي يستطيع ان يحمي الجميع لا ان يحمي فئة من دون اخرى، وان يكون للجيش بالتفاهم مع السلطة السياسية حق اعلان حالة طوارئ او منطقة عسكرية عندما تدعو الحاجة وان يمنع كل ظهور مسلح لا ان يواجه بظهور مفاجئ كل مرة فيعرض حياة جنوده للخطر، كي يستطيع اغلاق باب التبانة نهائيا فلا يظل مفتوحا تارة على حرب وطورا على هدنة مفتوحة على مجهول، وان يبقى جبل محسن هادئا، وان تساعد كل الاحزاب على وقف حملات التحريض والاثارة.

والواقع ان الجيش لن يكون مسؤولا عن الامن في طول البلاد وعرضها اذا لم يسلم له الجميع بهذه المسؤولية كاملة وليس جزئيا، وعندها تبقى تضحيات الجيش مهما بلغت، اقل كلفة من حصول فتنة ويبقى القرار السياسي هو المساند القوي للقرار العسكري.

 

توقيع مذكرة تفاهم لنقل الطاقة من إيران إلى لبنان والعراق وسوريا

وقّعت إيران مع لبنان والعراق وسوريا مذكرة تفاهم لتزويد البلدان الثلاثة بالطاقة الكهربائية. وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية اليوم الأحد أن التوقيع على المذكرة حصل مساء أمس السبت بين كل من مساعد وزير الطاقة الإيراني لشؤون الكهرباء والطاقة محمد بهزاد، ومستشار وزير الكهرباء العراقي عادل مهدي، ومساعد وزير الطاقة السوري هشام مشفج، والمدير العام لنقل الكهرباء في لبنان نجيب صالح. وقال بهزاد خلال حفل التوقيع على المذكرة: "لقد تمّ سلفاً إبرام اتفاق مع العراق لنقل ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية إلى هذا البلد، وتقرر رفع هذه الكمية إلى ما بين 1200 1300 ميغاواط ليتم نقل قسم منها لكل من إلى سوريا ولبنان"، وتوقّع المسؤول الإيراني أن تنفّذ مذكرة التفاهم خلال الشهرين المقبلين بعد أن تتم المصادقة عليها من قبل البلدان الأربعة. (الوطنية للإعلام)

 

وديع الصافي وأم العروبة

عماد موسى/لبنان الآن

تحامل وديع الصافي، الكبير سناً وقيمة فنية، على أعوامه الواحد والتسعين وتوجه يرافقه نجله جورج فرنسيس والمعروف بجورج الصافي إلى دمشق قبل نحو أسبوعين،  لتحية "القيادة والشعب" وليحظيا باستقبال مميز  من وزير الإعلام السوري، المدير العام السابق للوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عدنان حسن محمود، وأي حظوة! عدنان حمود يستقبل وديع الصافي ونجله. أي دين لسورية ـ الأسد على وديع الصافي إستعجل سدادها قبل أن يغافله العمر؟ وهنا لا بد من التنويه أن لسورية مواقف تجاه الفنانين غير خافية على أحد (تسديد نفقات علاج، ومساعدات واحتضان سياسي). وما مغزى الزيارة لمعاليه في هذا التوقيت السيء؟ وإلامَ تهدف ؟ وأكاد أسأل: ما ثمنها؟ وهل لامتداح الصافي لسورية "أم العروبة والمرجع الأول والأخير لها" في ذروة العنف الدموي ما يبرره؟ تُرى هل يتتبع الصافي في أماسيه الهانئة أخبار المحطات العربية كي يشاهد بأم العين تجليات "أم العروبة"؟ وإذا كانت سورية أم العروبة فما هو موقع مصر؟ أتكون خالة العروبة؟ وماذا عن ليبيا السودان ودول الخليج والمغرب العربي وتونس التي تستعد لاستضافة مؤتمر أصدقاء سورية. أهن بنات العروبة أو ماذا؟ وكيف للصافي أن يتأكد أن ما حصل منذ 11 شهراً "غيمة سوداء وستمر"؟ أي غيمة قاتلة هذه؟ وهل يعني الصافي حقاً "أن ما تتعرض له سورية اليوم هو بفعل الصهيونية العالمية"؟ ومقتل أكثر من 400 طفل سوري في أقل من سنة بفعل ماذا؟ حكمة القيادة أو ثقافة الحوار والنهج الإصلاحي واحترام الرأي الآخر؟ ومن يرى غير وديع الصافي أن الغرب يشن حملات على سورية "لتشويه انتمائنا إلى أرضنا المقدسة"؟ من يصدق مثل هذه الترهات والكليشيهات والعبارات الفارغة من أي مضمون؟ وأي قيم تدافع عنها سورية اليوم في حمص وحلب ودمشق وإدلب؟ أهي القيم نفسها التي دافعت عنها القيادة السورية في طرابلس وزحلة والأشرفية ما دمنا "بلداً واحداً في شعبين"؟

حزنتُ جداً وشعرتُ كلبناني بما يشبه الإهانة عندما سمعتُ أسطوانة دكتور وديع الأخيرة في امتداح سورية الأسد وهي مجرّد اجترار لعبارات المديح الفضفاضة، كمثل وصفه سورية بأنها "ضمير العرب" و"شرفهم" و"المرجع". وحزنت أكثر لمشهد التملّق العلني والإستجداء المضمر أمام وزير برتبة بوق. فكبير المطربين العرب، من يختزن في حنجرته، طاقة جمال وعذوبة لا تنضب ويختصر في عمره المديد تاريخ عز وأمجاد وألحان وأغانٍ لا تتكرر، يُزار ولا يزور. يُمتدح ولا يمتدِح. ومؤسف أن يفعل العكس.  لا يزيد من قيمة وديع الصافي مليمتراً واحداً إن جاهد ووقف وصرّح وأجاد، إلى جانب وزير في نظام قمعي مدان من الغرب والشرق وثلاثة أرباع الكرة الأرضية. وما كان ليقول وديع الصافي لو زار فريدريك ميتران؟

 

عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة للمستقبل: على ميقاتي أن يستقيل لإراحة البلد من فشل حكومته

شدّد عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة، على أن الحكومة تضيّع موقع لبنان العالمي عبر اعتمادها سياسة "النأي بالنفس"، التي حسب رأيها تُجنب لبنان الخضات الامنية وتداعيات الازمة السورية، واصفاً موقفها بـ "الجبان وغير الأخلاقي". ورأى أن على الرئيس نجيب ميقاتي تقديم استقالته وإراحة البلد من فشل حكومته. وأيد في حديث الى "المستقبل" امس، موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أعلن فيه عدم السماح بالتطاول على رئاسة الجمهورية من أي جهة أتت، معتبراً أن الهجوم عليه هجوم على موقع الرئاسة واستهداف للرمزية التي يمثلها. وحذر من أن التكتيك الذي يتبعه "حزب الله" سيؤدي الى اشعال الفتنة وتدمير البلد.

وهنا نص الحوار:

[ ما تعليقكم على كلام رئيس الجمهورية عن عدم السماح بالتطاول على موقع الرئاسة؟

ـ نحن نعتبر رئاسة الجمهورية رمزاً للوطن بأكمله، وهذا الموقع يجب ان يكون مصاناً. فالهجوم على الرئيس، هو هجوم على الموقع واستهداف للرمزية التي يمثلها، وقد كثرت في الآونة الاخيرة الانتقادات ووصلت الى حد التهجم الشخصي، وموقف الرئيس في هذا الخصوص في محله وهو المؤتمن على حماية الدستور.

[ ما هو يرأيكم سبب التهجم على الرئيس سليمان؟

ـ السبب الاساسي يعود الى بعض السياسيين الذي يتخذ المواقف لتحصيل مكاسب معينة، فكل نظرياته مبنية على تحصيل المغانم في السلطة واستغلالها الى اقصى حدود لتحقيق أكبر ربح ممكن. كما ان الطمع بالسلطة والسعي الى التغطية على الرئيس والتفرد بالتعيينات الادارية من ابرز هذه الاسباب، وللقول "اننا الممثلون الحصريون للمسيحيين في السلطة التنفيذية ولا نقبل اي شريك معنا حتى لو كان رئيس الجمهورية".

[ صدرت تعليقات كثيرة على مهرجان "البيال" أبرزها من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فما ردكم على كلامه؟

ـ يقول السيد نصرالله اننا نريد الحوار غير المشروط، لكنه لا يقبل التحاور على موضوع السلاح، وهذا الموضوع يجب ان يكون البند الاول على طاولة النقاش، لأن مشكلتنا في وجوده خارج كنف الدولة، والمشكلات الاخرى تعد ثانوية امامه. فنحن نريد ان نبني دولة المؤسسات والجيش، بينما الفريق الآخر يرينا نموذجاً مختلفاً هو نموذج القمصان السود و7 ايار واجتياح بيروت والجبل وترهيب اللبنانيين والتلويح الدائم باستعمال السلاح عند كل استحقاق سياسي. من هنا يجب ان نضع حلاً لهذه المعضلة ووضع مهلة محددة للاتفاق على استراتيجية دفاعية ويكون الجيش اللبناني الوحيد الذي يملك قرار الحرب والسلم.

[ لماذا القول بأن مهرجان "البيال" استفز نصرالله؟

ـ مهرجان "البيال" كان لاحياء الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ولتأكيد الثوابت والمبادئ التي استشهد من اجلها، والقول ان الخطابات استفزت نصرالله وخصوصا خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في غير محلها، فنحن في بلد ديموقراطي، وكل شخص يحق له ان يعبَر عن رأيه بالخطاب الذي يراه مناسبا، ولا نريد ان "نعصّب" احدا، ومن "يعصّب" بسبب خطاباتنا فهذه مشكلته لأننا ندلي بمواقفنا وآرائنا بالشكل الذي نريد وفي اي وقت كان.

[ كيف تفسرون الرد على مبادرة الرئيس سعد الحريري التي أطلقها في المهرجان تجاه الشيعة والمسيحيين، والقول له انه ليس في موقع من يعطي مثل هذه الضمانات؟

ـ الرئيس سعد الحريري زعيم وطني ويمثل الطائفة السنية، وما يفعله هو المبادرة باتجاه الطرف الثاني في البلاد ومحاولة الوصول الى قواسم مشتركة تجنباً للفتنة السنية ـ الشيعية، وحاول القول ان العناصر المتهمة باغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي تنتمي الى "حزب الله" لا تمثل الطائفة الشيعية ونحن لا نتهم الشيعة بالوقوف وراء الاغتيال، فكان الجواب سلبياً من نصرالله الذي يحاول التلطي وراء طائفته لاصدار مواقف سياسية والتهجم علينا، وهذا التكتيك المتبع من الحزب سيؤدي الى اشعال الفتنة وتدمير البلد.

[ ما هي الخطوات اللاحقة لقوى 14 آذار بعد مهرجان "البيال"؟

ـ ستستمر 14 آذار في الخط الذي تمشي عليه والذي حدد المهرجان ملامحه الجديدة، وستبقى تقول كلمتها ورأيها بالصوت العالي من اجل بناء دولة حرة وسيدة ومستقلة يُحصر فيها السلاح بيد السلطات الشرعية، فكل الشهداء والتضحيات التي بذلت هي للوصول الى لبنان الذي نحلم فيه.

[ كيف تنظرون الى تعليق جلسات مجلس الوزراء؟

ـ هذا الامر يعد هرطقة دستورية وسياسية، فالحكومة تتقاتل في ما بينها، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قال انه علّق الجلسات لأنه يريد انتاجية منها، وهذا دليل على انها غير منتجة وغير فاعلة، وبعض الوزراء لا يطبق قرارات الحكومة، ويعني ذلك انه أخطأ في اختياره. والدستور أعطاه الحق باسقاط الحكومة اذا لم تقم بالعمل المطلوب منها، واذا قدّم استقالته فتسقط حكماً، لذا عليه ان يُحكّم ضميره ويقدم الاستقالة خدمة للوطن ليصار بعدها الى تشكيل حكومة جديدة تكون اكثر فاعلية وانتاجية.

[ هل تعتبر زيارته الى باريس بداية لفك العزلة الدولية عن الحكومة؟

ـ ميقاتي هو رئيس حكومة كل لبنان، وموقع لبنان العالمي تضيّعه هذه الحكومة عبر اعتمادها سياسة النأي بالنفس التي حسب رأيهم تجنب لبنان الخضات الامنية وتداعيات الازمة السورية، وهذا الموقف يعتبر موقفاً جباناً من قبل لبنان، وغير أخلاقي، ويمنعنا من القيام بأبسط واجباتنا الانسانية، وفيه تخل عن المبادئ والقيم التي قام عليها بلدنا، فهل اصبحنا في موضع نخاف فيه ان نأخذ موقفاً وان نبدي رأينا في تطورات تحصل في بلد قريب منا؟. هذه السياسة تناقض المفهوم الذي قام عليه لبنان.

[ كيف تصفون تعاطي الحكومة مع الوضع في طرابلس؟

ـ الحكومة مطالبة بأن تكون على المستوى المطلوب تجاه التحديات الموجودة، فالفتنة تطل برأسها من طرابلس عبر الصدام المسلح بين جبل محسن وباب التبانة، ويوجد خمسة وزراء من طرابلس ورئيس للحكومة، ومع كل هذه المخاطر لم يدع ميقاتي الحكومة الى الاجتماع بل بقي معتكفاً، اذ لا يستطيع ان يعتمد سياسة "النعامة" التي تخبئ رأسها في الرمل، وعندما تقع الفتنة نسارع الى البحث عن حل ولملمة الوضع. من هنا يجب عليه اعطاء الامر للجيش بالتحرك الفوري والسريع لمصادرة كل السلاح غير الشرعي، والضرب بيد من حديد وفرض هيبة الدولة، وايجاد حل لموضوع سلاح المخيمات عبر ما تم الاتفاق عليه في طاولة الحوار الوطني التي عقدت في العام 2006، واقفال المراكز الفلسطنية المسلحة التي هي برعاية النظام السوري ودعمه، وصولا الى تسليم "حزب الله" سلاحه الذي أصبح عبئاً على الدولة اللبنانية.

[ هل هناك خطوات عملية ستقوم بها 14 آذار لمواجهة الحكومة واسقاطها؟

ـ قوى 14 آذار ستلجأ الى كل الوسائل الديموقراطية والسلمية من اجل مواجهة هذه الحكومة، آخذة في الاعتبار المحافظة على السلم الاهلي وعدم تعريض الاستقرار في البلد لهزات، فنحن حريصون على السلم الاهلي لكننا لا نستطيع ان نتحمل أخطاء الحكومة واخفاقاتها في كل الملفات والصفقات المشبوهة التي يقوم بها بعض الوزراء. من هنا ننتظر الوقت المناسب للقيام بالتحرك لاسقاطها وتشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على ادارة شؤون الناس وتمرير المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة بأقل خسائر ممكنة.

[ ما موقفكم حيال الاحداث التي تجري في سوريا؟

ـ ما يحصل في سوريا مجزرة بكل ما للكلمة من معنى، على الرغم من قول النظام ان هناك مجموعات ارهابية تقوم بأعمال اجرام وقتل، لكن الحقيقة انه اصبح هناك آلاف القتلى من المدنين الابرياء وهذا ليس عمل مجموعات ارهابية. ونحن من موقعنا الجار لسوريا، علينا ان نأخذ الموقف المناسب بمساعدة هؤلاء المدنيين الابرياء الذين يتعرضون لقصف كتائب الاسد، ولا يمكننا ان نبقى ساكتين، وعدم مساعدة الشعب السوري على ان يصبح عنده نظام ديموقراطي وتداول للسلطة وحرية كما في لبنان.

حاوره: ألان سركيس

 

هل تحسم 14 آذار في مؤتمرها العلاقة مع المكوِّن الشيعي؟

شارل جبّور/ الجمهورية

تتوجّه الأنظار، بعد 14 شباط، إلى 14 آذار، حيث ما زالت الآراء منقسمة بين توجّهين: توجّه يدعو لتحويلها مجدّداً إلى محطة شعبية مليونيّة، وآخر يدعو إلى الاستعاضة عن الشارع بمؤتمر في «البريستول» يصدر عنه وثيقة سياسيّة تحدّد معالم المرحلة.الاثنين 20 شباط 2012. إنّ السبب الرئيس الذي جعل "حزب الله" يخرج عن طوره السياسي ويردّ أمينه العام بالتفصيل المملّ على المواقف التي أطلقت في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري عائد إلى الانطباع الانتصاري الذي خلّفته هذه المناسبة التي تحوّلت إلى تضامنية مع الشعب السوري، وحملت معها مبادرة "دولتية" حيال الحزب بدعوته إلى مراجعة مواقفه وسلوكه، الأمر الذي رأى فيه أنّ ثمّة من يقول له "GAME OVER". فالمبادرة لم تأتِ في ظروف طبيعية اعتادت 14 آذار على إطلاقها، إنّما في لحظة سقوط النظام السوري، وهذا ما جعلها عمليّة وليس فقط نظريّة، فضلاً عن أنّ الحزب حاول أن يزرع في عقول بيئته واللبنانيّين أنّ الضمانة الوحيدة لهم هي في سلاحه المدعوم من محور الممانعة، ومن هنا جاء ردّ فعله العنيف على ضمانة توفّرها الحركة الاستقلالية من داخل الدولة، الأمر الذي دفعه إلى رفع الصوت رفعاً لمعنويّات بيئته، وقطعاً للطريق أمام أيّ تطبيع يؤدّي إلى تراخي مناصريه.

وإذا كانت مناسبة 14 شباط أحرجت "حزب الله" فلكونها توجّهت إلى البيئة الشيعيّة وفي لحظة مفصليّة، فيما كان مقدّراً أن يكون هذا الإحراج مضاعفاً لو خصّصت قوى 14 آذار كلمة للمعارضة الشيعيّة، وقد جاء ردّ السيّد نصرالله ليؤكّد مرّة إضافية أنّ سياسة التسليف التي تعتمدها القوى الاستقلالية في غير محلّها، لا بل مسيئة إلى التوجّهات السيادية والأهداف الوطنية.

الانفتاح على "حزب الله" و"حركة أمل" لا يعني التخلّي عن المكوّن الشيعي المستقلّ الذي يجب طمأنته والتعاطف مع همومه والمساهمة في تفعيل دوره خارج 14 آذار وداخلها، أي بدءاً من إقرار قانون انتخابيّ يكسر الاحتكارية الحزبيّة إلى مأسَسة وضع 14، وكلّ ذلك تحت عنوان أوحد: كيفيّة إخراج الشيعة من قبضة "حزب الله"؟ وفي هذا السياق لم يعد الكلام عن النتائج السلبية التي تركها التحالف الرباعي على الواقعين المسيحي والشيعي مجدياً، إنّما بات من الأجدى التفكير في كيفية اختراق الواقع الشيعي الذي ساهمت 14 آذار "بشكل فعّال" في إقفاله لمصلحة الثنائيّة الحزبية داخل هذه الطائفة. ومن الأفكار أو المخارج التي يتمّ تداولها يمكن التوقّف أمام الآتي:

أوّلاً، جعل المكوّن الشيعي مكوّناً أصيلاً داخل 14 آذار، على غرار المكوّنين المسيحي والسنّي، ومع مراعاة المكوّن الدرزي ربطاً بمواقف النائب وليد جنبلاط التي عادت، بشكل أو بآخر، تتقاطع مع قوى انتفاضة الاستقلال.

ثانيا، الربط والوصل مع القوى الشيعية التي تملك الصدقيّة السياسية بعيداً عن كلّ المحاولات لاختيار أشخاص قرارهم ليس بيدهم.

ثالثا، تعزيز وضع هذا المكوّن عبر مَدّه بكلّ ما يلزم من دعم وخدمات شرط عدم التدخّل أو التأثير في سياساته.

رابعا، دعم أشخاص يملكون حيثيات سياسية للانتخابات المقبلة، بمعنى أن يكون لهم وزنهم الشعبي والمعنوي داخل طائفتهم.

خامسا، التعاون مع الرئيس نبيه برّي بالقطعة.

سادسا، الاتّفاق في العام 2013، في حال فوز 14 بالانتخابات، على سلّة متكاملة من ضمنها السلاح قبل إعادة انتخاب برّي، وإلّا انتخاب شخصيّة شيعيّة مستقلّة تحدث صدمة داخل الطائفة، خصوصاً أنّ إسقاط الثنائية الحزبية للرئيس سعد الحريري وانتخاب الرئيس نجيب ميقاتي مهّد الطريق في هذا الاتّجاه.

وبما أنّ المسألة الشيعيّة في لبنان تشكّل "الهمّ" الوطنيّ الأساسي في هذه المرحلة، لأنّ العبور إلى مشروع الدولة بعد السقوط الحتمي للنظام السوري شرطه انخراط كلّ الجماعات اللبنانية في هذا المشروع، وإلّا سيبقى معلّقا، فإنّه على قوى 14 آذار أن تبدّي العلاقة مع المكوّن الشيعي على أيّ اعتبار آخر، وذلك من منطلق ميثاقيّ لا كيديّ، بمعنى أنّ مسؤولية القطع مع الحزب يتحمّلها الأخير لوحده، فيما مسؤوليّة الوصل مع المكوّنات الشيعية تتحمّلها قوى 14 آذار.

ومن هذا المنطلق، فإنّ الأولوية لا تكمن في تحويل الذكرى السابعة لانتفاضة الاستقلال إلى مناسبة شعبيّة أو"مؤتمرية"، إنّما في إشعار الرأي العام الاستقلالي أنّ عمل 14 آذار منتِج، إذ ما الفائدة من دعوة الناس إلى "التجمهر" وإطلاق الوعود التي لا يُنفَّذ منها شيء، فيما من الأجدى وضع خارطة طريق تؤدّي إلى إعادة تفعيل هذه الحركة وإطلاق ديناميتها.

ففي ظلّ وجود فريق سيخسر في سوريا، وقناعة بأنّه لا يمكن بناء البلد من دون كافّة مكوّناته، لا بدّ من أن ترفع قوى 14 من مستوى أدائها سواء بمقاربة الملفّات الخلافيّة أو بالتوجّه نحو المأسَسة، وتحويل محطة 14 آذار إلى محطّة شيعية بامتياز على غرار تحويلها 14 شباط إلى محطة سوريّة.

 

وزير مقرّب من سليمان : دَرَجَ العرف أن يعيّن رئيس الجمهورية رئيس «القضاء الأعلى»

الرئيس مصمّم على شبطيني وماذا ترجم عون من وعوده؟

سيمون أبو فاضل (الديار)،

 دلّت المواقف التي صدرت في الأيام الاخيرة عن كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، بأن الازمة القائمة بينهما على خلفية التعيينات، لن تشهد حلا في المدى المنظور، وان تصنيف المراقبين زيارة العماد عون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، انها تأتي في محاولة لتطويق الرئيس سليمان وعزله وانشاء محاور جديدة داخل الحكومة، في وقت قد لا تكون حسابات الرئيس بري القابض على ملف النفط والغاز بقوة، تتكامل مع مطامح العماد عون الساعي لاقامة تحالف المصالح مقابل الرئيس سليمان، دون اخذه بعين الواقع قدرة الرئيس بري على إشعاره بأنه الحليف الصادق في الوقت المناسب وينهي اللقاء معه ليجد العماد عون لاحقا بأنه خالي الوفاض ولم يكسب شيئا من الرئيس بري استنادا الى سابق وواقع العلاقة بينهما في عدة محطات..

لكن المواقف العالية السقف التي اعلنها العماد عون والمرجح ان تستكمل بالتظاهر امام القصر الرئاسي في بعبدا، لم تأخذ ابعادها الجدية في هذا الحقل، على حد ما يقول وزير مقرب من الرئيس سليمان لـ«الديار»، فإذا ما كان العماد عون يسعى لعزل رئاسة الجمهورية او رئيس الجمهورية وفق الوزير ذاته - فإنه لن يستطيع ان يحقق هذا الهدف، ولا هذا الاسلوب من شأنه ان يدفع برئيس الجمهورية للتنازل في التعيينات، خصوصا في المعايير الثلاثية وهي الكفاءة، الاقدمية والجدارة، ومن هنا كان اقتراح اسم القاضية أليس شبطيني لتولي رئاسة مجلس القضاء الاعلى، وهذا الامر لا يعني من جانب الرئيس سليمان، بأن الآخرين غير صالحين، ثم ان العرف الذي ساد في لبنان على مدى العهود هو ان رئيس الجمهورية يطرح اسم رئيس مجلس القضاء الاعلى، وان الانطلاق من حسابات تدفع لان يكون لفريق سياسي الحق في ايصال قاض محسوب عليه الى هذا المنصب، هو هرطقة واضحة في هذا الشأن...

وتابع الوزير ذاته، بأنه ليس هكذا يكون التغيير والاصلاح، فرئيس الجمهورية لن يتراجع، لكون موقفه ثابتا وليس سياسيا، بل يدخل في صلب ثوابت دولة المؤسسات وان هذا الامر التزام على عاتق رئيس الجمهورية، فالامور ابعد من معركة حول حسابات انتخابية، لان الرئيس سليمان لا ينطلق من هذا الواقع.

واضاف الوزير المقرّب من الرئيس سليمان متسائلا: اين حقق العماد عون حقوق المسيحيين، واعاد صلاحيات رئاسة الجمهورية التي طالما تكلم عنها، ففي جردة حول ما حققه العماد عون كرئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية منذ سبع سنوات، ولديه عشرة وزراء في الحكومة، نستطيع الكلام صراحة بأنه لم يحقق مكاسب، لا سيما ان الواقع السياسي الذي هو عليه حاليا في المعادلة الحكومية والسياسية، في اعلى درجاته، ورغم ذلك لم يحقق اي امر لصالح المسيحيين، فكيف اذا ما تعدلت الاحجام لاحقا ؟..

وحيال التظاهر الذي اعلن النائب العماد عنه في تجاه القصر الرئاسي، قال الوزير بأنه من المفترض ان تعمد بعبدا الى التظاهر نظرا لتعديات العماد عون عليها وعلى دورها وموقعها، ثم ان مشكلة العماد عون هي مع الشركاء في الحكومة، اذ هي انجزت عدة مشاريع اسوة بخطة الكهرباء التي كانت طرحت ابان رئاسة سعد الحريري للحكومة السابقة، وقد تبنتها الحكومة ووافق المجلس النيابي على التمويل، لكن المشاكل التي تواجهها حول التعيينات طغت على ما حققته.

ويلفت الوزير الى الواقع الاقليمي الحساس على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة وسترخي تداعياتها على لبنان، فالوضع السياسي يقف على «سوس ونقطة»، و انه على قوى 8 و14 آذار والقوى المسيحية بنوع خاص، وانطلاقا من وضع الاقليات ان تتحمل المسؤولية لتؤكد للخارج وللعالم ككل، بأن صيغة لبنان ناجحة وكذلك الوضع المسيحي خصوصا من موقعه المشارك والقادر على التفاهم مع سائر الطوائف والمذاهب والاقليات في لبنان والمحيط.

ولا يضع الوزير حملة العماد عون على رئيس الجمهورية في خانة الرد عليه، لقبوله بمبدأ تجديد العمل في بروتوكول المحكمة الدولية، ويقول ان موقف الرئيس سليمان واضح في هذا المجال وهو مؤيد للمحكمة الدولية، ثم ان «حزب الله» كصاحب علاقة مباشرة في هذا الملف قد تجاوزه نظرا للوضع الحساس الذي تمر به المنطقة.

واذ ربط الوزير ذاته، احتمال عودة جلسات مجلس الوزراء باحتمال توقيع الوزير نحاس على مرسوم النقل، لانه يتم التداول بمخرج للازمة، اعتبر أن تفويض الحكومة الدخول في ملف بدل النقل الذي كان تحول الى عرف بين الاتحادات وارباب العمل، لم يكن مناسبا، اذ من الطبيعي ان تكون الحكومة ساعية الى تأمين حياة كريمة وحرة للمواطنين، لكن من الافضل لها لو ابتعدت عن الدخول في التفاصيل...

 

البيضة المسيحية

محمد سلام

إيران-الفقيه صارت في البحر الأبيض المتوسط. ولكن هل المهمة هي دعم سوريا-الأسد أم تأمين مرفأ بحري لعلويستان-الأسد؟ ليس من قبيل الصدفة أن تكون البحرية الإيرانية قد دخلت البحر الأبيض المتوسط بالتزامن مع انضمام دمشق، عاصمة سوريا، وحلب، ثاني أكبر مدن سوريا، إلى ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد. أكثر من 25,000 مواطن سوري شاركوا في مظاهرة ضد نظام الأسد في أرقى منطقة سكنية بدمشق هي حي المزة، على مقربة من قصر الأسد، ومقار أجهزة مخابراته، منذرة بقرب سقوط قبضة الأمن الأسدي عن العاصمة. قرابة 2,500 جندي انضموا دفعة واحدة إلى صفوف "الجيش السوري الحر" لحماية الشعب والثورة، في أكبر انشقاق جماعي معلن عن جيش الأسد. مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يعقد في تونس هذا الأسبوع سيعترف بالثورة السورية ممثلا للشعب السوري. وسط جميع هذه المعطيات دخلت البحرية الإيرانية إلى المتوسط. فهل جاءت لإنقاذ سوريا-الأسد أم لتأمين مرفأ بحري لعلويستان-الأسد؟. مؤشرات تصاعد الثورة في دمشق توحي بأن الأسد بدأ يعد طريق الهروب من العاصمة. ولكن إلى أين؟ معطيات القوة البحرية الإيرانية في المتوسط لا تتضمن فرقاً قتالية برية، ما يوحي بأن المهمة ليست دعم سوريا-الأسد في دمشق أو في البر السوري.

الأسد، عندما يتراجع، سيذهب إلى قرداحته في جبال العلويين. المعطى الجغرافي لعلويستان-الأسد معطى جبلي لا يمتلك مرفأ بحرياً، ومن دون مرفأ بحري لن تتمكن الدولة المنشقة عن محيطها من العيش.

كي يحظى الأسد بمرفأ بحري على الساحل الممتد من طرطوس-بانياس-جبلة إلى اللاذقية عليه أن يرتكب مجزرة فعلية بحق سكان المنطقة، وهم بالمناسبة من المسيحيين والسنّة.

على هذه الخلفية نقرأ الأنباء التي تحدثت عن متابعة دقيقة تقوم بها دولة الفاتيكان لحراك اللجوء السوري عموماً، وحراك اللجوء السوري-المسيحي، خصوصاً.

الأسد يعتمد على البحرية الإيرانية لإنجاد علويستانه بمرفأ، عند الضرورة. فهو لا يثق بسلاح بحريته، المكون أساساً من مسيحيين وسنّة، لسبب بسيط وهو أن سكان الجبال والداخل عادة لا يعملون في البحر، كما أن سكان السواحل عادة لا يخدمون في القوى العسكرية المتخصصة بالقتال في الجبال. الأسد أعد طريق هروبه إلى علويستان الجبل. وإيران رست في المتوسط لتأمين مرفأ له.

السؤال في ما خص لبنان هو:

هل يبقى الاهتمام اللبناني الفعلي بالثورة السورية، دعماً وتضامناً واقعياً، مقتصراً على اللبنانيين السنّة، أم أن مصير سكان الساحل السوري سيلزم اللبنانيين المسيحيين بالتفاعل الواقعي مع المنطقة المجاورة لما يعرف تاريخياً باسم "وادي النصارى" الذي يضم مدينة حمص؟  التساؤل يتجاوز كل ما سبقه من هلوسات سياسية عما سمي خوفاً على مصير "الأقلية" المسيحية، سواء في سوريا أو في غيرها من دول المشرق العربي. التساؤل يطرح بجدية دور المسيحيين في الثورات العربية، وتحديدا في الثورة السورية، بما يتجاوز هلوسات طلب الضمانات.

التطورات قد تضع المسيحيين في موقع من يعطي ضمانات، ليس حيال وجودهم فقط، بل ضمانات بمستقبل واعد للشعبين السوري واللبناني، على الرغم من أضاليل حسن نصر الله عن عدم قدرة خصومه على تقديم ضمانات. المسيحيون، كما دائماً، هم بيضة قبان ميزان القوى، هذا إذا  أرادوا ممارسة دور، بدلاً من الاستقالة من الدور والمطالبة بضمانات.

 

رئيس الجمعية العامة في الأمم المتحدة: خيارات عدة مطروحة لإغاثة الشعب السوري

أوضح رئيس الجمعية العامة في الأمم المتحدة ناصر بن عبد العزيز النصر في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة أن "هناك عدة خيارات مطروحة بشأن إغاثة الشعب السوري، منها الممرات الآمنة أو المناطق العازلة"، وأضاف: "سننتظر ما يصدر عن مؤتمر "أصدقاء سوريا" المرتقب في تونس"، مشيراً إلى أن مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري "تتعلّق بداية بجامعة الدول العربية".

ورداً على سؤال، أجاب النصر: "أنا متأكد بأن هناك خطوات أخرى ستكون في حال عدم تنفيذ المبادرة العربية بالشأن السوري". وحول سحب مصر لسفيرها من دمشق، قال النصر: "هذا شأن يخص مصر كما أن هناك دولاً عربية أخرى قامت بذلك، لأن هناك عدم رضى عمّا تقوم به الحكومة السورية".(رصد NOW Lebanon)

 

وزير خارجية تونس وجّه دعوة لـ"المجلس الوطني السوري" لحضور مؤتمر "أصدقاء سوريا"

ذكرت صحيفة "الحياة" أنها علمت أن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام وجّه مساء أمس دعوة رسمية إلى "المجلس الوطني السوري" لحضور مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس في 24 الشهر الجاري. وقال عضو "المجلس الوطني السوري" ورئيس مكتب الإعلام فيه أحمد رمضان أن عبد السلام أكّد أنّ ما نُقل عن عدم دعوة المجلس غير صحيح، وقال رمضان إن المعارضة ستمثل في مؤتمر تونس بوفد كبير يرأسه رئيس "المجلس الوطني" برهان غليون وسيضم كامل مكونات المعارضة وشخصيات وطنية بارزة كما سيضم أعضاء في المكتب التنفيذي في "المجلس الوطني" وأمانته العامة.

 

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: موسكو اقترحت عقد جلسة عاجلة مع دول الخليج مخصّصة للشأن السوري

شدد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على أن بلاده "تعوّل على لقاء عاجل وسريع مع مجلس التعاون الخليجي لشرح وجهات نظرها والتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الملحة" وبالتحديد مسألة سوريا. وأكد المسؤول الروسي في حوار مع صحيفة "الحياة" أن أي مشروع قرار يطرح في مجلس الأمن حول سوريا "سيمرّ عبر دراسة عميقة جداً لتجنب وجود مناطق رمادية فيه"، مجدداً "تمسّك موسكو بمبدأ الحوار من أجل تسوية الأزمة السورية ومشاركة كل أطراف المعارضة فيها".

وانتقد بوغدانوف فكرة "لقاء أصدقاء سوريا" كما انتقد "الطريقة الغريبة التي تمّت فيها الدعوة له، خصوصاً عدم دعوة كل الأطراف التي لها علاقة بالأزمة"، معتبراً أن "أي مؤتمر دولي ينبغي أن يكون تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وينطلق من المقررات الأممية". وإذ أصرّ على أن موسكو "منفتحة على الحوار مع الشركاء في كل المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية"، أضاف بوغدانوف: "أحياناً لا يرغب الشركاء بسماع وجهات نظرنا أو التعامل معها، لكن موسكو تسعى إلى عمل جماعي مشترك مع كل الأطراف".

وعن استخدام الفيتو في مجلس الأمن، انتقد بوغدانوف "موقف الزملاء والشركاء الذين دفعونا إلى استخدام حق النقض"، وقال إن "الموقف الثابت لروسيا والصين هو أنه لم يكن من الممكن أن يمر نص القرار بالصيغة المطروحة لأنه أحادي الجانب ويعبّر عن رأي واحد من طرفي الأزمة الداخلية السورية، وهذا لم يكن من الممكن أن يساعد على تجاوز الأزمة"، مجدداً تأكيد موقف بلاده الداعي إلى أن "البديل المطروح الذي لا بديل منه هو دعم الحوار بين كل أطراف الأزمة السورية وفي إطار هذا الحوار يمكن الأطراف طرح كل المسائل والنقاط الموضوعة للنقاش".

ورداً على سؤال في شأن مشروع القرار الفرنسي الجديد في مجلس الأمن، أجاب بوغدانوف: "إن موسكو لم تتعرف بعد إلى النص المقترح، لكن الدرس الليبي علّمنا الكثير. واليوم قبل تبنّي أي قرار أو اتخاذ موقف في شأنه لا بد من إخضاع النص لدراسة عميقة ودقيقة جداً لكل بند من بنوده من أجل عدم السماح بوجود مناطق رمادية فيه يمكن تأويلها أو تفسيرها في أشكال مختلفة وبطريقة يمكن أن تسفر عن تصرف من أي طرف يتوافق مع رغباته أو تطلعاته الخاصة".

وفي جواب على سؤال عن موقف النظام السوري ومدى تعاطيه مع المبادرات للتسوية، قال بوغدانوف: "إن دمشق اعتمدت قرارات مهمة جداً لتجاوز الأزمة، كمشروع الدستور الذي سيتم عرضه على استفتاء عام بعد أيام"، وأعرب عن اعتقاد بلاده بأن "الدستور الجديد سيتم تبنيه في الاستفتاء ما يفتح على مرحلة سياسية جديدة تماماً تؤسس لوضع وظروف مهمة لتطوير البلاد والحياة السياسية، وهذا التطور المهم سيكون مقدمة أساسية للانتقال إلى انتخابات برلمانية ثم تأسيس حكومة جديدة، وستكون لدى الشعب فرصة لقول كلمته، وهذا جزء مهم من الإصلاحات. ومهم جداً أيضاً أن تشارك المعارضة في تلك الانتخابات وإذا تمكنت من تحقيق فوز سيكون لها وجود في السلطة التنفيذية".

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تشعر بأنها تفقد مواقعها في المنطقة العربية، قال المسؤول الروسي إنه "لا يمكن التوقف عند مشكلة واحدة أو تباين في المواقف"، وأعرب عن ثقته بأن "لدى روسيا إمكانات واسعة وثقة متراكمة مع شركائها في العالم العربي"، وأضاف: "نحن تمسكنا بموقف ثابت حيال قضايا تحرر شعوب المنطقة وحصولها على الاستقلال وبناء مجتمعات حديثة واقتصاد متقدم، إضافة إلى أن موسكو قدمت مساعدات كثيرة في مجالات مختلفة خصوصاً على صعيد الموقف المبدئي تجاه تحرير الأراضي العربية المحتلة من الاحتلال، وفي المسألة الفلسطينية خصوصاً لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وأعتقد أن أصدقاءنا وشركاءنا العرب الأطراف التي لا تنظر إلينا كما نريد ولا تتفهم مواقفنا تماماًـ تعي أن علاقاتها مع المنطقة أوسع من مشكلة بعينها حتى لو كانت حادة جداً ومطروحة بقوة على الطاولة كما يحدث حالياً".

وتابع بوغدانوف: "إن التباين في وجهات النظر ظاهرة طبيعية خصوصاً بسبب تعقيد وصعوبة المشكلة الذي نتعامل معها حالياً، والمخرج الوحيد لهذا الموقف من وجهة النظر الروسية هو البحث عن سبل لتقارب لوجهات النظر وفتح حوار من أجل شرح وجهات نظرنا المختلفة والاستماع إلى الشركاء، وموسكو تسعى لتطوير الحوار مع شركائها، وقبل أيام أجرينا محادثات مهمة مع وزيري خارجية عربيين (البحرين والإمارات) في موسكو ولدينا مشاورات مع الأردن، واقترحنا عقد جلسة طارئة وعاجلة مع زملائنا في مجلس التعاون الخليجي على أرضية منتدى الحوار الاستراتيجي بيننا تكون مخصصة للشأن السوري، ونأمل برد إيجابي من الأصدقاء في المجلس في أسرع وقت". وأكد أن موسكو اقترحت أن يكون اللقاء عاجلاً وسريعاً من دون أن يتم ربطه بلقاء "أصدقاء سوريا" في تونس.

ورداً على سؤال عما إذا كان موضوع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد نوقش مع النظام السوري، قال بوغدانوف إن وزير الخارجية سيرغي لافروف كان واضحاً عندما أعلن نتائج زيارته الأخيرة دمشق حين قال: "طلبنا من الأسد أن يمنح صلاحيات كاملة لنائبه الأول تحديداً، أي الشخص الذي ورد اسمه في المبادرة العربية للمرحلة الانتقالية لمعالجة الأزمة. وفعلاً كلّف الأسد نائبه وأعطاه الصلاحيات المطلوبة للبدء في حوار مع كل أطراف المعارضة من دون استثناءـ وهو (نائب الرئيس السوري) مستعد للتوجه إلى موسكو في أي وقت من أجل البدء بهذا الحوار".

 

مصر استدعت سفيرها من سوريا 

أعلنت مصر أنها قررت استدعاء سفيرها في سوريا، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن "وزير الخارجية محمد كمال عمر استقبل السفير المصري بدمشق صباحاً بعد أن تمّ استدعاؤه منها، وتقرّر أن يبقى في القاهرة حتى إشعار آخر".(أ.ف.ب.)

 

عميد سوري منشقّ: والدة الأسد تتحّكم بسوريا.. وهناك قرى تابعة لحزب الله في حمص

أكد العميد الركن المنشقّ حديثاً عن الجيش النظامي السوري فايز عمرو أن المؤسسة العسكرية السورية "تشهد تململاً كبيراً بين صفوفها، ومعظم الألوية تعيش حالة مأساوية وحالة معنوية سيئة جداً". وفي حديث صحافي شدد عمرو على أن "مدينة حمص تعيش حالة إنسانية صعبة وكارثية". وإذ أشار إلى "تحكّم أنيسة مخلوف (والدة الرئيس السوري بشار الأسد) بحُكم سوريا والتعامل مع الأزمة"، أضاف العميد المنشق عمرو: "إنّ من يحكم اليوم في سوريا هم 5 أشخاص، بشار الأسد، وشقيقه ماهر، وصهره آصف شوكت، ومحمد ناصيف، وعبد الفتاح قدسية، وهؤلاء تتقدمهم أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد، وهم يشكّلون حلقة في سوريا ويأخذون كلهم الفتوى من المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي وقبله من سلفه الخميني، حيث يستخدمون في معظم الأجهزة الأمنية السورية مستشارين إيرانيين". وكشف عمرو "وجود قرى تابعة لحزب الله في حمص كقرية الردة المسلّحة بأسلحته".

 

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: سنشكّل محفلاً دولياً واسعاً بشأن سوريا.. ونفكّر بقرارات هامة للغاية 

أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن عزم تركيا "ملء الفراغ" الذي تولّد عقب "الفيتو" الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة في سوريا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أوغلو قوله خلال لقائه مع الصحافيين الأتراك في المكسيك التي يزورها حالياً: "إن مؤتمر تونس لـ"أصدقاء سوريا" سيشكّل محفلاً دولياً لحل الأزمة في سوريا، وسيزيد الضغط على النظام السوري والدول الداعمة له". وأضاف أوغلو: "سنزيد من قوة النداءات لوقف العنف بسوريا عبر هذا الاجتماع الذي سيعقد في تونس"، متمنياً أن "لا تبقى هذه النداءات دون مقابل"، وأضاف: "نفكّر في اتخاذ قرارات هامة للغاية بشأن المساعدات الانسانية في الامم المتحدة أو في تونس". (وكالة الأنباء الكويتية)

 

رجل أعمال سوري: اقتصاد سوريا يُعاني.. وإيران ترسل السيولة عبر العراق 

أكد رجل الأعمال السوري فيصل القدسي أن "الاقتصاد السوري يعاني جراء العقوبات الدولية"، وأن الحكومة السورية "في طور التفكك البطيء تحت ضغط الشارع". وفي حديث لمحطة "بي.بي.سي"، رأى القدسي إلى أن العقوبات الغربية والعربية "تطاول كل سوريا البلاد ولا تؤثر في النظام فقط"، مضيفاً: "لم يعد ثمة سياحة، حيث كانت تمثل 15 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، ومنذ تشرين الثاني توقفت صادرات النفط، وكانت تشكل ثلاثين في المئة من اجمالي الناتج المحلي، وبسبب العقوبات على المواد التي تصدرها سوريا، وبالتالي بات يمكن تصدير هذه السلع فقط الى الاردن والعراق ولبنان".

وتابع القدسي: "الواقع أن احتياط النقد الاجنبي لدى المصرف المركزي تراجع من 22 مليار دولار الى نحو عشرة مليارات وهو يتراجع سريعاً جدا"، مشيراً الى أن "ايران ترسل كميات كبيرة من السيولة الى سوريا عبر العراق، لكنها غير كافية". وأوضح القدسي أن "جهاز الحكومة (السورية) يشهد تفككاً بطيئاً وهو شبه غير موجود في حمص وإدلب ودرعا، وليس هناك محاكم، والشرطة لا تهتم بالجريمة، ولهذا الأمر تداعيات كبيرة جداً على الحكومة"، لافتاً إلى أن معظم رجال الاعمال الذين يعرفهم "غادروا البلاد من اجل سلامتهم".(أ.ف.ب.)

 

عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح: إذا أراد الأسد كسب نفسه فليذهب لروسيا أو إيران وإلاّ سيواجه مصير القذافي

أكد عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح أنّ "من حقّ كل الشعب أن يختار نظامه، والشعب السوري قال كلمته منذ 11 شهراً بأنه لا يريد النظام القائم، فردّ عليه النظام بالقنابل والقتل والمدافع والمجازر، وبالتالي بات آخر الدواء هو الكي، والكي هو أن يذهب هذا النظام بكل رموزه، فهذا النظام لا بقاء له بأي شكل من الأشكال، وليذهب (الرئيس السوري بشار) الأسد إذا أراد أن يكسب نفسه إلى روسيا أو إلى إيران، وإلاّ فسيواجه مصير (الرئيس الليبي الراحل معمر) القذافي". المالح، وفي حديث لقناة "العربية"، أشار الى أن "التظاهرات خرجت في دمشق منذ البداية وهي اليوم بدأت تتوسع حلقتها، والآن حلب دخلت على الخط وانضمّت إلى التظاهر، فالمسألة انتهت والنظام فاشل وانتهى، والناس قالوا كلمتهم، وعلى النظام أن يرحل"، لافتاً إلى أن "كل الشعب السوري يتظاهر والنظام أُنهِك، فالجيش مستنفَر منذ 11 شهراً، وهو لم يستطع مقاومة الجيش الإسرائيلي في "مهزلة" 67 التي أسموها "نكسة" وخسرنا الجولان فيها، ثم منذ عام 73 هذا النظام وجيشه يهربان ولا يقاومان، ومنذ مجيء البعث إلى سوريا، فهو لا يملك أي رؤية وهو متواطئ مع العدو الصهيوني لبقائه". (رصد NOW Lebanon)

 

الأسد وتقسيم سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على الرغم من خروج بشار الأسد أواسط شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم في إحدى الساحات الدمشقية وسط مريديه مبشرا بالنصر، فإن وكالة أنبائه نقلت عنه مساء السبت الماضي قوله لنائب وزير الخارجية الصيني بأن الأحداث في سوريا «تهدف إلى تقسيم البلاد»! فما الذي نفهمه من ذلك؟

حديث الأسد لنائب وزير الخارجية الصيني يعني أنه، أي الأسد، للتو بدأ يستوعب أن هناك ثورة حقيقية تحدث ضده، وأن من يقومون بها هم ثوار سوريون وليسوا جراثيم، كما كان يقول الأسد نفسه، ولا هم نتاج مؤامرة خارجية، كما ردد الأسد نفسه أيضا، وهذا الاستيعاب لم يأت نتاج صحوة ضمير، أو إحساس بالمسؤولية، وإنما جاء بسبب عدة عوامل فرضتها الوقائع على الأرض. فأولا، وقبل كل شيء، فإن صمود الثورة السورية بات أمرا واضحا لا جدال فيه. فطوال أحد عشر شهرا من القمع المتواصل الذي يقوم به النظام الأسدي لا تزال الثورة السورية مستمرة، وصامدة، حيث لم ينجح القمع الأسدي في القضاء عليها، أو حتى إضعافها.

فمن ناحية، هناك الزخم الدولي المتنامي، والذي لا تقوده الرغبة الدولية الصادقة في الدفاع عن الشعب السوري، بل إنما هو أمر يفرضه حجم التضحية المقدمة على الأرض من قبل السوريين؛ فحمص، مثلا، لا تزال تحت الحصار والقمع الإجرامي من قبل قوات الأسد، منذ قرابة خمسة عشر يوما، ولا تزال صامدة، ومثلها مناطق سورية أخرى. وهذه ليست القصة وحدها، فجسارة السوريين أقرب إلى الملحمة، فها هي العاصمة السورية دمشق تنتفض ضد نظام بشار الأسد، وتهب لنصرة المدن السورية المقموعة من قبل قواته الإجرامية، وهو أمر لم نره حتى في العاصمة الليبية طرابلس أيام الثورة ضد القذافي، فيومها كانت طرابلس هادئة حتى لحظة الصفر، أو قل لحظة السقوط. وليست دمشق وحدها المنتفضة اليوم، فهناك حلب أيضا، فما الذي تبقى للأسد؟

كل ما سبق من شأنه أن يحرج حتى الشيطان لو قرر الوقوف مع الأسد، وليس روسيا والصين، اللتين بدأتا تقولان علنا بأن مصالحهما الحقيقية ليست مع الأسد، وإنما مع العالم العربي ككل، فمع تحرك دمشق وحلب، فإن الأمر بات محرجا لكل من روسيا والصين، ولن يكون بإمكانهما الوقوف مع الأسد إلى النهاية، لأن عليهما الآن حساب مدى خسارتهما بعد تحرك أهم مدينتين سوريتين. وهذا ليس كل شيء، فحتى لو قررت موسكو وبكين الوقوف مع الأسد للنهاية، مثلهما مثل إيران، الخاسرة لا محالة هي وعملائها بالمنطقة، فإن الأحداث أيضا لا تخدمهما، وبالطبع لا تخدم الأسد، فالمعلومات التي باتت ترشح عن «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس تقول إن الدول المؤثرة باتت تتحرك بشكل جدي لكي لا يكون الاجتماع مجرد لعبة ومضيعة وقت، أو إعطاء فرص للأسد.

وأيا كانت نتائج اجتماع تونس، أو مواقف موسكو وبكين، فإن من جعل الأسد يتحدث الآن عن التقسيم، أو يلوح به، هو الوقائع على الأرض، وأهمها تحرك دمشق وحلب، وهو ما يعني أن لا مجال للتسويف في سوريا.

 

العبرة في خيمة بشار المهلهلة

حمد الماجد/الشرق الأوسط

أحببتم الثورات العربية أم كرهتموها فالناس تكاد تتفق على أن أبرز منجزات النظم القمعية المستبدة هو الاستقرار الأمني، فهشاشة الوضع الأمني في دول الربيع العربي (مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا) هي السمة السائدة وإن تفاوتت فيما بينها. بطبيعة الحال لا أريد أن أصل إلى نتيجة أن الاستبداد بعجره وبجره ومصائبه هو أخف الضررين، فقد سبق أن أكدت في مقالات سابقة أن مرحلة ما بعد الثورات من الطبيعي أن تمر بحالة من عدم الاستقرار والاضطرابات والهشاشة الأمنية قد تطول وقد تقصر، وهذا ما تم رصده في الثورات الفرنسية والبلشفية وغيرهما. لكن مقابل هذه الحقيقة، هناك حقيقة أخرى وهي أن بعض الثورات قد تنزلق إلى أتون حرب أهلية تأكل أخضر بلدانها ويابسها، ولهذا ثار جدل بين النخب العربية وصل بأقصى أطرافها إلى حد التحسر والندم على عهد القذافي وبن علي ومبارك، وربما قلق صادق على الانهيار المرتقب لنظام بشار، ووصل بالطرف الآخر إلى الترحيب بالثورات والتغيير مهما كانت الآثار والتبعات.

وبالتأكيد فإن هذا الجدل حول جدوى الثورات من عدمها لن يقدم ولن يؤخر شيئا في الدول التي اندلعت فيها الثورات وتدحرجت بسببها رؤوس أنظمتها أو على وشك كما في سوريا، فقد سبق سيف الثوار عذل المحللين. الذي يهم في هذه المرحلة الحاسمة هو الدول العربية التي لم تعلق بثوبها شرارة الثورات العربية والتي لا يمكن لأحد أن يجزم بأن أحدا منها بمنأى تام عن تأثير الثورات وتداعياتها، واللافت أن عددا من هذه الدول لم تتعامل كما يجب مع عواصف الثورات العربية ولم تدرك خطورتها كما ينبغي، ولم تستعد لها بحزم إصلاحية. فهذه الصين التي تبعد عن عالمنا العربي آلاف الكيلومترات وتبعد عن عاداته وتقاليده وإرثه التاريخي والحضاري مثل مسافته الجغرافية ويحكمها نظام مكين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومع ذلك فعطسة الربيع العربي أصابت الصين بالزكام.

يجب على بقية الدول العربية ألا تراهن على الاستقرار التي تنعم به متكئة على القبضة الأمنية، لأن الخيار الأمني مهما كان قويا فمآله إلى الانهيار المفاجئ مع وجود الفساد المالي والإداري، ويكفينا عبرة دول ساقت شعوبها بأشرس الأساليب القمعية كتونس وليبيا وسوريا، ثم انهارت قبضتها كما ينهار جبل جليدي ضخم، فهذا نظام بشار الذي مارس بلطجته الأمنية حتى على الإعلاميين العرب، صار عاجزا هذه الأيام حتى عن السيطرة على الإعلاميين الذين ينقلون التقارير الحية للعالم على الهواء مباشرة ومن قلب دمشق بل ومن جوار قصره الجمهوري في منطقة المزة، نعم يمكن لأي مستبد أن يراهن على الخيار الأمني مدة محدودة لكن يستحيل أن يتكئ عليها في المحافظة على حكمه مدة طويلة. عدد من الدول العربية التي تندلع فيها الثورات لم تحصن خيامها بما يكفي ضد عاصفة الثورات العربية التي اجتاحت مصر وتونس وليبيا واليمن، فاقتلعت خيام أنظمتها وعلى وشك أن تقتلع خيمة نظام بشار، أكثر الأنظمة العربية إحكاما للقبضة الأمنية، فلم يتبق للدول العربية التي سلمت حتى الآن من اندلاع الثورات إلا أن تنظف خيامها من بقع الفساد الكبيرة ثم تثبتها بأوتاد إصلاحات حقيقية وبأسرع وقت ممكن، فالعواصف معروفة بالمباغتة وقوة التدمير.

 

مصر «بتحكي لبناني»!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

تخرج مصر من حالتها الإندونيسية لتصل اليوم إلى حالتها اللبنانية، كي تصبح على مفترق طرق، إما أن تصل إلى الحالة التركية أو الحالة الباكستانية! عبارة معقدة تحتاج إلى شرح تفصيلي.. أليس كذلك؟ الحالة المصرية منذ عام 1952 هي حالة سيطرة مؤسسة عسكرية مرتبطة بحالة زواج كاثوليكي بشبكة مصالح وعلاقات مدنية، ظلت جميعا تدافع عن بعضها البعض حتى جاءت ثورة يناير 2011.

ظنت المؤسسة العسكرية أن الثوار يريدون إسقاط النظام، بمعنى إسقاط الرئيس وجماعته، لكن بعد أسابيع قليلة اكتشفوا أن مطلب الثوار هو حكم المؤسسة العسكرية الراسخ منذ 1952 واقتلاع كل جذوره وأذرعه الممتدة في كافة مؤسسات الدولة وفي كل أجهزة الأمن والسيطرة على البلاد. تلك كانت مرحلة شبيهة بمرحلة عسكر سوكارنو وسوهارتو في إندونيسيا. الآن ومنذ 6 أشهر تحولت البلاد رويدا إلى المرحلة اللبنانية بالمواصفات التالية:

1- دخول المال السياسي بقوة دون خجل إلى «معظم» القوى السياسية اللاعبة على السطح، وظهر ذلك بقوة في أساليب الإنفاق في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

2- كثرة زيارات قوى سياسية إلى عدة عواصم عربية بمعدلات أصبحت شبه أسبوعية.

3- صدور تصريحات من بعض العواصم العربية والقنوات التابعة لها من موقع التوجيه الخارجي العلني بمنطق «الخليفة الذي يوجه رعاياه في الأمصار والتخوم التابعة له».

4- صراع القوى السياسية الحالي، والتي يرتبط كل طرف فيها بطرف خارجي، ولديه مرشح رئاسة خاص به، وبالتالي يمكن فهم الصراع على «التوافق» على مرشح رئاسة اليوم بأنه صراع إرادات بين ممولين خارجيين لقوى داخلية.

من هنا تحولت مصر من الإندونيسي سابقا إلى النموذج اللبناني حاليا الذي يطبق مبدأ «حرب الغير وصراع قوى الخارج على أرض الوطن». ذلك كله بعد انتخابات الرئاسة سوف يؤهل البلاد إلى: إما أن تصبح نموذجا في التنمية والتطور مثل تركيا أردوغان، وإما الوصول إلى نموذج شبكة مصالح بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة الدينية مثل باكستان برويز مشرف!

ذلك كله يعتمد على ما يحدث هذا الشهر ريثما يتم غلق باب مرشحي معركة الرئاسة.

رئيس مصر المقبل، للأسف لن يختاره بالدرجة الأولى شعبه ولكن قوى أخرى من خارجه!

وبناء عليه يمكن معرفة أي مستقبل ينتظر البلاد!

 

زاهي وهبي من " المستقبل" الى " الميادين" ومن " فخامة القاتل" الى " قحباء" الربيع العربي

 يقال نت/بمجرد أن قرّر الإعلامي زاهي وهبي الإنتقال الى قناة " الميادين" مع غسان بن جدو وكوكبة من الإعلاميين المؤيدين للمحور الإيراني، ملأ قلمه بحبر التهجم على قوى 14 آذار عموما وعلى " تيار المستقبل " خصوصا. وهبي الذي لمع اسمه في قناة " المستقبل" وعاش في صالونات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان ينشر المقالات العنيفة ضد رموز النظام اللبناني- السوري واستحق على إحداها حكما مكلّفا للغاية، بدأ ، حاليا، يسخر من ثورة الأرز وقياداتها! من حق وهبي – كما من حق كل مراقب- أن ينتقد ، ولكن ليكتسب الإنتقاد معناه الحر، يفترض أن يتناغم مع تاريخ المنتقد ومع واقعه ومع الموقع الذي طالما شغله ومع التطلعات التي كانت لديه، يوم كان مرتبطا مهنيا وماليا بالمجموعة التي بات ينتقدها بمجرد أن تحرر منها اقتصاديا! جدير ذكره أن إطلالات وهبي على السياسة هي إطلالات "هاو" ، فهو طالما احترف شؤون الممثلين والمطربين وبعض المثقفين ..المختارين. وثمة من يقول إن زاهي وهبي هو شاعر..فإن صحّ هذا التوصيف يكون وهبي قد استحق ما يقال عن بعض شعراء البلاط: ينتقدون بمقابل ويهجون بالمجان!  وفي ما يأتي مقالة لوهبي نشرها في " السفير"، في 18 شباط الحالي. مقالة نقلته من عصر" فخامة القاتل" ضد الرئيس السابق إميل لحود الى عصر" قحباء الربيع العربي".

قحباء "الربيع اللبناني "

زاهي وهبي

على غير عادة الثوار، يرتدي «ثوار» الربيع اللبناني بدلات «السموكنغ» وربطات العنق وآخر صيحات الموضة الباريسية والايطالية، ولا يعرفون من كوبا الأبية سوى سيجارها الفاخر الباهظ الثمن. يقفون على منابرهم البائسة، متشدقين بكلام انشائي عام عن الحرية والديمقراطية والربيع الآتي.

هم على خلاف «نظرائهم» العرب، يأتون الى ميادينهم وساحاتهم وقاعات مهرجاناتهم، بسيارات الدفع الرباعي الفارهة ذات الزجاج الحاجب كي لا يُصاب أحدهم بـ«صيبة عين» من عامة الشعب، سيارات سوداء تُشبه المواقف السوداء المدفوع ثمنها مسبقاً من مموليهم ومعلميهم في عواصم الدنيا.

إنهم «ثوار».. «سينيه» و«كلاس»، لم يعرفوا يوماً خشونة الدروب الشاقة الخالية من الاسفلت ولا وعورة الوديان والجبال ولا النوم في المغاور والكهوف، ولا ذاقوا يوماً طعم الفقر والعوز ومرارة انتظار آخر الشهر الذي ينتهي راتبه قبل أن يبدأ، وما خبروا مشقة الملاحقة من أجهزة الأمن والاستخبارات وما واجهوا يوماً محتلاً وغاصباً وما جربوا عتم الزنازين وصلافة الجلادين والمحققين الباحثين عن كلمة، مجرد كلمة تدك عروشاً وتهدد أنظمة.

هؤلاء، الذين يرفلون بمنتجات «غوتشي» و«ديور» و«اسكادا» و«لوي فيتون»، يريدون الضحك علينا واقناعنا بأنهم زملاء محمد البوعزيزي ورفاقه من الباعة الجوالين ـ اللهم إلاّ اذا اعتبروا أن بيع المواقف في غرف السفارات المغلقة وعلى أعتاب الأنظمة يخولهم الانتماء الى طبقة الباعة الجوالين ـ وانهم أيضاً نظراء شباب مصر واليمن والبحرين وحفاة درعا وادلب ودير الزور، وأن شالاتهم الحريرية لا تَفْرق كثيراً عن كوفيات المقاتلين في أزقة الضفة وغزة وشعاب جنوب لبنان.

ينسى أو يتناسى زبانية الطبقة السياسية اللبنانية المنقسمة دوماً على نفسها موالاةً ومعارضة أنهم كانوا ولا يزالون أصدقاء خلصاً لكل أنظمة الاستبداد والطغيان بشقيها «الرجعي» و«التقدمي»، يُسبّحون بحمدها ويَسْبَحون في بحر نعمها وخيراتها، ظناً منهم أن الشعوب بلا ذاكرة ولا تجيد التمييز بين الصادقين والكذّابين، بين الأصيلين ومنتحلي الصفة ومبيضي المواقف أسوة بمبيضي الأموال.

أي ربيع لبناني يا سادة هذا الذي تتشدقون به، وأنتم ما تزالون في مواقعكم وكراسيكم منذ عقود، بل ان بعضكم ملتصق بكرسيه منذ قرون يرثها ويورثها جيلاً تلو جيل. أي ربيع يا سادة ويا قادة وأنتم أمراء الحرب والسلام ورجال كل الفصول الشاحبة مثل وجوهكم الكالحة وضحكاتكم الصفراء النتنة وأنيابكم التي لا تزال محتفظة ببقايا دماء ضحايا حروبكم «الأهلية» ونواياكم المبيتة دائماً تجاه بعضكم بعضاً.

أي ربيع وقد خذلتم شباب لبنان وفئاته المتعددة المتنوعة قبل أن تغيب شمس الرابع عشر من اذار العام 2005. فحولتم يوماً وطنياً مشهوداً الى مناقصة طائفية ومذهبية كانت نتيجتها إعادة لبنان عقوداً الى الوراء.

أي ربيع، ولكل منكم وردٌ لشهدائه وآلاف اللعنات لشهداء الآخرين. لا تتفقون على معنى البطولة ولا على معنى الخيانة. المقاوم هنا خائن هناك، والمناضل هناك عميل هنا، والرمز النبيل لدى فئة نقيضه لدى سواها. لا تجيدون من ضمائر اللغة والأوطان سوى «نحن» و«هم» حين تتحدثون عمن تسمونه «الشركاء في الوطن»، غافلين عن حقيقة أننا جميعاً «نحن» اذا أردنا حقاً أن يصير لنا وطن لا مسخ جمهورية كما هو حاصل الآن بفضلكم وبفضل أسلافكم في شجرة عائلة الحكّام التافهين الذين جعلوا الوطن شركة والمسؤولية تجارة فاسدة.

أي ربيع، ولكل منكم ربيع خاص يزهر في حسابات المصارف وصناديق الاقتراع الطائفية والمذهبية، فيما لا يبقى للوطن سوى شحوب الفصول كلها، وللمواطنين سوى تأشيرات الهجرة الى بلاد الله الواسعة أو التبعية لكم لأجل تأمين وظيفة لا تُسمن ولا تغني من جوع إلاّ اذا غرق أصحابها في وحول فسادكم ومستنقعات مصالحكم النتنة. حتى شوك ربيع لا تستحقون أن تكونوا لأنكم مجرد طفيليات سامة سرقت بلاداً في غفلة.

أي ربيع يكون بعدما جعله صنّاعه خريفاً طائفياً مذهبياً مقيتاً؟ وكيف يكون ربيع هواؤه ملوث بنفايات طبقة فاجرة فاسدة مفسدة، لم تترك شعاراً إلاّ وتاجرت به، ولا محتلاً أو وصياً منذ المتصرفية حتى الآن إلاّ واتكأت عليه واستنجدت به حماية لمصالحها ومغانمها ومكاسبها المتحققة على حساب شعب يئن جوعاً وعطشاً وعتمةً بفعل صفقاتكم وسمسراتكم وفضائحكم المتجلية تقنيناً مظلماً لكهرباء تشهد على لصوصيتكم عهداً تلو عهد في «جمهورية» تتناوبون عليها تناوب المغتصبين (بكسر الصاد) على عذراء بريئة في ليلة حالكة. تسمّون جمهوريتكم أولى، تسمّونها ثانية. تسمون استقلالكم أولَ، تسمونه ثانياً. تخترعون الأسماء والأوصاف وتقسّمون اللبنانيين الى شعبين، أحدهما 8 والآخر 14. فيما أنتم لم تصنعوا جمهورية من الأساس ولا استقلالا منذ البدء. لقد ساوم أجدادكم المستعمر فترك لكم مزرعة لم تعد صالحة لهذا الزمان، وعمركم ما نظرتم الى الشعب إلاّ بوصفه رعايا وقطعاناً انتخابية تحتاجونها مرة واحدة كل أربع سنوات.

لا ربيع لكم يا سادة، لا الآن ولا غداً. ولا ربيع لنا وللبناننا إلاّ برحيلكم جميعاً، وسقوطكم عن كراسيكم، ووقوفكم خلف قضبان المحاكم بتهمة لم يسبقكم أحد اليها: سرقة وطن برمته.

ما أفصح القحباء حين تحاضر في العفة. وما أتفهكم وأنتم تنتحلون أدواراً لأنفسكم في ولادة ربيع عربي صنعه ويصنعه شباب أنقياء ثاروا على الاستبداد القديم وسيثورون على الاستبداد الجديد وعلى سارقي الثورات وأنتم في مقدمتهم ـ مقدمة السارقين طبعاً ـ ولا بد من يوم قريب ينهض فيه شباب لبنان من غفوة طائفية وسبات مذهبي لينتفض عليكم جميعاً وتتفتح أحلامه حرية وديمقراطية فعليين، وساعتها يكون ربيع لبنان الحقيقي.