المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 24 شباط/2012

إنجيل القديس لوقا 20/20-26/دفع الجزية إلى القيصر

فراقبوه وأرسلوا جواسيس يظهرون أنهم أبرار ليمسكوه بكلمة فيسلموه إلى يد الحاكم وقضائه فسألوه: يا معلم، نحن نعرف أنك صادق في كلامك وتعليمك، لا تحابي أحدا، بل بالحق تعلم طريق الله.  أيحل لنا أن ندفع الجزية إلى القيصر أم لا؟ فأدرك يسوع مكرهم، فقال لهم: لماذا تجربوني؟ أروني دينارا! لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟ قالوا:للقيصر فقال يسوع: إدفعوا إذا إلى القيصر ما للقيصر، وإلى الله ما لله فما قدروا أن يمسكوه بكلمة أمام الشعب، وتعجبوا من جوابه فسكتوا.

 

سامي الجميّل عبر "كلام الناس": الطائف اصبح مثل البناية ذات الاساس المهترئ والحلّ يكون بإعتماد اللامركزية الموسّعة اي ما يعرف بمشروع المناطقية

لا حلفاء لي في موضوع الفساد"،

من موقع الكتائب/حيّا منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل روح مايا بشير الجميّل في ذكرى استشهادها، آملا ان تكون الصفحات السود قد طويت.

الجميّل وفي حديث لبرنامج "كلام الناس" عبر "LBC" تطرق الى المعلومات بشأن استهدافه، فرأى أن رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن حرّ بأعطاء المعلومات في هذا الموضوع، معتبراً أن "مشكلتنا هو الاستخفاف بهذه القضايا بشكل عام لاننا لا نتفق على الموضوع الا عند وقوع الكارثة"، مشيرا الى أن لا دخل له بمسألة "الداتا " ولم يتبلغ من هو الطرف، لافتاً الى أنه لا يريد أن يدوس على عمل الاجهزة ويتكلم في الموضوع.

وأضاف:"بسبب التوتر السوري وشبه الحرب الاهلية في سوريا ولارتباط لبنان بها هناك مصلحة لأطراف معينة لافتعال مشاكل داخلية".

وعن مواقفه بعد الجلسة التشريعية اليوم الخميس، قال:"كنت أمام خيارين إما أن أعمل مثل الطرف الآخر وأدخل بسجالات عقيمة وإما أنظر الى المستقبل ففضلت ألا نبقى بالسجال العقيم و90 % من المواطنين لم يفهوا شيئاً مما حصل اليوم".

وأضاف:"لا أريد الدخول بكل هذه الديباجات لأنها تحتاج الى أخصائيين لذلك أدعو الى لجنة نيابية تستعين بخبراء عالميين في المحاسبة تجرد كل الحسابات من التسعين الى 2011".

وشدد الجميّل على أن لا حلفاء له في موضوع الفساد لا في 8 آذار ولا في 14، معتبراً أن كلّ من "مد" يده على المال العام يجب أن يحاسب، مشيرا الى ان الفرق بينه وبين العماد ميشال عون انه يقدم حلا عملا أما هو فيكتفي بالسياسة وبالأمور النظرية، مضيفاً ان "الشغل" على المحاسبة تقوم بها شركة ونحن يجب ان نتفرغ للنظر الى المستقبل.

ورأى الجميّل أن  رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يلعب دور الحكم إذا لم تكن لديه آلية خاصة لاسيما أن ميزانية الرئاسة 17 مليارا في السنة فيما ميزانية رئاسة مجلس الوزراء 700 مليارا لذلك يجب إعطاء رئيس الجمهورية الآليات للعب دوره وأقلها أجهزة رقابة التي يجب أن تكون مرتبطة برئاسة الجمهورية أو بمجلس النواب وليس بمجلس الوزراء.

واذ لاحظ الجميّل ان الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط اقرّا بوجود أزمة نظام، قال:"لقد جربنا كل انواع الحكومات وفشلنا فالمشكلة اذا في النظام القائم على المحاصصة وليس في الحكومات وهذا ما يخلق تنافسا بين الطوائف لذلك ندعو الى تطوير النظام والخروج من هذا النظام العقيم".

ولفت الجميّل الى ان" ثمة طائفة تستقوي بالنظام السوري على سائر الطوائف"، مشيراً الى أن حزب الله يأخذ الطائفة الى التحالف مع هذا النظام.

وأضاف:"اذا انهار النظام السوري يكون حزب الله قد فقد حليفاً أساسياً والنظام الجديد الذي سيحكم في سوريا سيتحالف مع فريق داخلي جديد وبالتالي نعود الى الدوامة نفسها من الاستقواء بالخارج فاليوم الوقت المناسب لايقاف هذه الدوامة لذلك نحتاج الى نظام جديد لاسيما ان الطائف اصبح مثل البناية ذات الاساس المهترئ".

ورأى الجميّل ان "مبادرة تطوير النظام يجب أن تنطلق من مجلس النواب وانتخابات 2013 يجب ان تكون قائمة على هذا الاساس على ان نذهب بعدها الى هذا الامر ويجب ان تكون برامج انتخابات 2013 تطوير النظام".

وتابع الجميّل:"السيّد حسن نصرالله إعترف في 1989 ان سلاحه هو ضمانته فالسلاح في جزء منه سببه النظام الطائفي والمواطن أصبح رهينة لدى السياسيين الذين تحولوا الى أوصياء عليه لذلك يجب أن نحرر المواطن من الطبقة السياسية الحاكمة من خلال اعتماد اللامركزية".

وشدد الجميّل الى ان "الحلّ يكون بإعتماد اللامركزية وبالإتيان بمؤسسات الدولة الى المناطق ورفع هيمنة النواب والزعماء الطائفيين والأحزاب السياسية عن الشعب وتحرير هذا الشعب من وصاية هؤلاء"، معتبراً أن الحياد هو الحل الأساسي والوحيد الذي يمكن أن تعتمده الدولة في سياساتها الخارجية.

وأضاف:" تطوير النظام مهم لهدفين، اولا ازالة الازمة الطائفية والصراع الطائفي الذي عمره 70 عاما لان اللامركزية تخفف الصراع ويصبح المجلس المحلي المنتخب هو الذي يهتم بواجبات المنطقة ما يجعل ميزانية الدولة موزّعة والصراع على السلطة لا تعود له قيمة على ان تراقب الدولة ما يجري لكي "لا يفتح كل واحد على حسابه" وهذا المشروع لا يضعف الدولة المركزية، ثانيا يتحرر المواطن ويكون ولاؤه للدولة لا لحزب او لزعيم يدبّر اموره".

وتابع قائلا:"النظام اللامركزي يحرر المواطن من وطأة الزعماء والنواب ويكون انتماء المواطن للدولة على ان يكون المجلس المحلي منتخبا من الناس وهو خاضع للرقابة والمحاسبة".

ولفت الجميّل الى انه مقتنع بأن الحل للبنان هو بتطوير النظام، مشيراً الى أن هذا الموضوع هو قضيته وسبب وجوده في مجلس النواب، مشدداً على أنه سيحاول تحقيقه بالطرق الديمقراطية اي في الانتخابات النيابية.

وأضاف:"لقد طرحت على رئيس لجنة الداخلية والبلديات النائب سمير الجسر تحديد جلسة خاصة لموضوع اللامركزية ومن المفترض ان ينجز هذا الموضوع خلال سنة في اللجنة على ان يطرح في جلسة عامة ويوضع كل شخص امام مسؤوليته او سنصعّد رويدا رويدا للوصول الى حل".

وأردف:" مشروع اللامركزية هو مشروع كتائبي طرح في المشروع الانتخابي عام 2009 بشكل مفصّل وكل مرشحي الكتائب خاضوا الانتخابات على هذا الاساس ونريد ان يفهم الشعب اللبناني اهمية هذا المشروع-الحل وسأخوض الانتخابات على اساس هذا المشروع".

ولفت الجميّل الى انه يعتبر نفسه منتجاً في مجلس النواب مشيرا الى انه تقدم حتى الآن ب13 اقتراح قانون من بينها 7 بمفرده وال6 الاخرى كانت مشتركة.

وتابع:" من المشاريع التي تقدمت بها: الغاء "جريمة الشرف" وكان أول انجاز نيابي لي ومشروع قانون عفو عن اللبنانيين اللاجئين الى اسرائيل وقانون يعطي موظفي القطاع العام حق انشاء نقابات وتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب على صعيد التصويت الالكتروني، واقتراح قانون مجانية الكتب المدرسية ومشروع قانون كامل عن الانتخابات البلدية ومشاريع اخرى كما وجهت اسئلة عدة الى الحكومة ولا زلت انتظر الجواب عن مد شبكة حزب الله في ترشيش".

وفي الموضوع السوري، شدد الجميّل على ان الشعب السوري يجب أن يقرر شكل الحلّ في سوريا، نافياّ ان  يكون الرئيس سعد الحريري قد اتصل بالرئيس أمين الجميّل معاتباً على كلمته في احتفال البيال، مضيفاً:"لا نكنّ للنظام السوري اي علاقة من الاحترام لانه قصفنا ودمرنا واغتال قياداتنا ونهبنا ولوعادت لنا الامور لكنا انهيناه غدا".

وأكّد الجميّل ان حزب الكتائب من اكثر الاحزاب التي سقط لها شهداء على يد النظام السوري من حرب المئة يوم الى اغتيال بشير الجميّل، مشيراً الى انه مع سقوط هذا النظام مئة في المئة  لكنه اعلن انه "ضد ربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية مع الدعم المطلق للشعب السوري بتقرير مصيره وضد استيراد الثورة السورية الى لبنان وتحويلها الى حرب لبنانية".

وتابع:" يجب ان نشرح لوزير الخارجية معنى النأي بالنفس لانه يتناقض في تصاريحه مع هذه السياسة ولست ضدّ رئيسي الجمهورية والحكومة في موقفيهما من الملف السوري ولو انا كنت رئيس الجمهورية في لبنان لكنت شخصيا شاركت في مؤتمر اصدقاء سوريا ولكني ضدّ ان تأخذ الدولة موقفا من المشاركة لان اللبنانيين منقسمون".

وأضاف:"على الصعيد الشخصي انا مع اغاثة النازحين السوريين ومع الاعتراف بالمجلس الوطني السوري واهنئ النائب وليد جنبلاط على كل ما يقوم به في الفترة الاخيرة لاسيما في الموضوع السوري".

واكد الجميّل ان حزب الكتائب لا يؤمن بأن الديكتاتورية هي الحل لحماية الاقليات، مناشداً الشعوب ان تحافظ على الاقليات بعد الثورات، معتبرا أن كلام المجلس الوطني السوري مطمئن لكن عليه ان يحوّله الى فعل، مشيرا الى ان "على الاحزاب المنضوية في المجلس الوطني السوري ان تلتزم بالكلام الصادر عن المجلس ككل لاسيما في الانتخابات السورية بعد الثورة".

وفي موضوع وجود القاعدة في لبنان قال:" لا أنفي ولا أؤكد وجود القاعدة لان لا معلومات حسية لدي عن الامر وزيارة النائب ايلي ماروني لعرسال كانت بالتنسيق مع حزب الكتائب لاسيما بعد كلام وزير الدفاع الذي فهِم على ان ابناء عرسال يأوون القاعدة".

وعن الانتخابات النيابية المقبلة قال:" لم نصل الى مرحلة تشكيل اللوائح وسنجلس مع الحلفاء عندما يحين الوقت وليس مطروحا ان يدير رئيس حزب القوات سمير جعجع انتخابات المتن ولن تخاض الانتخابات من دون كتائب والتنسيق مستمر مع 14 آذار ولن يحصل تخط لاحد او القفز فوق احد".

واوضح الجميل انه سيتم الاتفاق بين قوى 14 آذار على كل النقاط، مشدداً على انه لن يكون هناك خلاف، مشككاً في الكلام عن قيام بكركي بتشكيل لائحة، معتبرا ان هذا شأن الاحزاب، لكنه اوضح انه ليس ضد اي خطوة تقريبية.

ولفت  الى انه ليس مطروحا ان يكون التحالف بين جعجع والوزير الياس المر خارجاً عن الكتائب، مؤكداً تواصله المستمر مع الأخير.

وعن امكانية ان يتم التحالف مع التيار الوطني الحرّ قال:" طالما التيار الوطني الحر متحالف مع حزب الله ويتبنى ثوابت الحزب لا يمكن ان اتحالف معه والتيار يغطّي ممارسات الحزب لناحية تعطيل عمل الدولة ولكننا نؤمن بأن المسيحيين يجب ان يبقوا على تواصل دائم على الرغم من الخلاف السياسي".

وعن قانون الانتخاب، قال:"ان وزير الداخلية مروان شربل لم يحدد الدوائر في قانون الانتخاب واللجنة المنبثقة عن اجتماعات بكركي استكملت الجولة على الفرقاء وقد تعقد اجتماعا الاسبوع المقبل للخروج بتوصيات ترفع الى الاجتماع العام للقيادات المسيحية".

وشدد الجميّل على تفهمه شعور الطائفة الشيعية عن عدم تمثيلها الجيّد في الحكم الا انه أكد ان الحلّ لا يكون بالسلاح وانما بالحوار.

وعن تخصيص ساعة في المدارس للمقاومة سأل الجميّل:"كيف نختصر المقاومة بمقاومة واحدة وأين احترام بطولات الآخرين وشهدائهم؟"، كاشفاً ان يوم الثلثاء سيعقد مؤتمرا صحافيا يخصص لموضوع كتاب التاريخ، معتبراً ان من يلغي تاريخك يلغيك.

واشار الجميّل الى انه يجب ذكر محطات بارزة في كتاب التاريخ منها حرب السنتين وال100 يوم وحرب زحلة، مؤكداً انه مع تخصيص ساعة للمقاومة ولكن من دون الغاء المقاومات الاخرى التي يجب ان يخصص لها ساعة ايضاً.

واشار الجميّل في الختام الى ان حلمه اللعب مع المنتخب اللبناني في كرة القدم، معتبراً أنه إذا وجد أشخاص مؤمنون بقضية يستطيعون أن يحققوا الأحلام، مهنئاً المنتخب ومؤكداً جهوزيته لأية مساعدة، آملا أن تذلل كل العقبات أمام المنتخب اللبناني ليلاقي الفوز الذي يستحق.

 

 

 

عناوين النشرة

*الراعي استقبل مقبل والضاهر ووفدا من آل حماده وسلم ملفات عجائب الدويهي إلى الأب قزي موقعة

*سليمان وقع مرسومي استقالة نحاس وبدل النقل

*فتوش: التزام القانون يعيد عجلة العمل الحكومي

*سليمان لنتنياهو: لبنان دولة متجذرة ألحقت هزيمة بإسرائيل لا تزال تعاني منها حتى اليوم

*القائد الجديد لـ"اليونيفل" الجنرال باولو سييرا رأس للمرة الأولى الاجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة

*تشديد على وقف إسرائيل خروقها للسيادة

*"إعلاميون ضد العنف" أدانت مقتل صحافيين في سوريا واستنكرت التحريض على الـ"MTV"

*"الكتلة الوطنية": الحكومة بعيدة عن النأي بالنفس وتدخل لبنان في صراع المحاور

*شمعون: حكومة المناكفات ستسقط مع سقوط النظام السوري 

*خادمة سريلانكية تقتل مخدومتها في برج البراجنة

*إطلاق نار في إشكال في محلة الرويسات وجريح سوري في زحلة

*إرجاء جلسة مجلس النواب بعد خلاف بين 14 و8 آذار حول إنفاق الحكومة

*حماده: لعدم اعتماد معيارين في سياسة الصرف من خارج الموازنة

*سامي الجميل: من 2005 إلى 2010 كان المجلس النيابي مقفلاً وكان هناك سلاح

*ضاهر: عون ضحى بنحاس لأن حزب الله قرر الكف عن إنهاك الحكومة وإظهارها عاجزة

*الجميل زار مفتي طرابلس مترئسا وفدا كتائبيا: لنتفق على عقيدة وطنية واحدة ولا سيادة مع سلاح غير شرعي

*مسلسل بَيع الأراضي - تابع... فضيحة جديدة في بسكنتا/باسكال بطرس/الجمهورية

*بعد ستة أشهر على اكتشافها عند مفترق صور ـ قانا إعادة "دفن" ستة نواويس رومانية بموافقة "الثقافة"

*لبنان بين جزرة معاودة المفاوضات وعصا العقوبات الدولية المفروضة على طهران/رسائل أميركية تطالب بشكل حاسم بقفل "البوابات الإلكترونية" بوجه الودائع الإيرانية/ريتا صفير/النهار

*اعتراض الـ"بي. بي. سي." في عكار

*الجميّل اليوم في طرابلس يتخطى الحدود "ولكن داخل لبنان" وجعجع ليس وحده ولا تنسوا "العنيد" أما الحسابات الرئاسية فليس وقتها/  إيلي الحاج/النهار

*تجمع تضامني مع الثوار السوريين في حديقة سمير قصير/جنبلاط لـ "المستقبل": الشعب سينتصر على جلاده والنصر آت

*جنبلاط لـ"النهار": الفيتو الروسي مشؤوم والغرب ينتظر قضاء النظام على حمص

*مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا،: 8 آذار "فاتت بالحيط" وطابخ السم آكله

*اللواء": نحاس ضحيّة صفقة عقدها عون سيحصل على ثمنها في التعيينات وتسهيل مشروعات وزرائه بعد تعويم الحكومة

*نحاس "المنحوس"

*نحاس مهزوم آخر من جيش الحاقدين على الحريري/ أحمد الأيوبي/المستقبل

*عندما تكون "القاعدة البرتقالية" أكثر مبدئية من قيادتها! صدمة سلبية في "التيار".. وسؤال الإدارة السياسية بلا أجوبة

*في ظل سلاح يقتلنا... أين الحل؟/طارق السيد/14 آذار

*شهيب لـ"المستقبل": النأي عن الإجماع العربي أخطر

*الأزمة السوريّة «تنخر» البيت الدرزي/فادي عيد/الجمهورية

*الحيويّة الشيعيّة اللبنانيّة/نصير الأسعد/المستقبل

*على أبواب السفارات مجدداً : سفارة كندا/غسان حجار/النهار

*سابقة شربل رفضت لئلا يكررها سواه ولا تعيينات إلا وفق الآلية التي اقترحها فنيش/اميل خوري/النهار

*السياسة": الأسد لم يتعلم من دروس غيره ويعـمل على تقسيم سـوريا

*جريح لبناني في القاع عند الحدود السورية.. وإحراق "فان" وسيارة في كفرزبد

*مسؤول أميركي: خطة مساعدة إنسانيّة ستُعرض على "مؤتمر أصدقاء سوريا" 

*"الاتحاد الدولي لحقوق الانسان": مجلس الأمن يتحمّل مسؤوليّة وقف سفك الدماء في سوريا 

*التدخل العسكري في سوريا الآن/علي حماده/النهار

*مؤتمر "أصدقاء سوريا" فرصة لتخطي التراخي الدولي/ ربى كبّارة/المستقبل

*مؤسس "الإئتلاف الوطني اللبناني العربي" يوسف شمص: حكم زمرة النظام السوري الأكثر همجية

*ساركوزي: مقتل الصحافيَين في سوريا يثبت أنّ على هذا النظام التنحي

*الملك السعودي لمدفيديف: لا جدوى من الحوار حول سوريا.. وكان الأولى التنسيق قبل "الفيتو" 

*المجلس الوطني السوري": النظام لن يسقط إلا بالقوة العسكرية

*منتهى الأطرش  لـ «الراي»: النظام يغري فقراء الدروز بالمال ويطلب منهم الانضمام للشبيحة 

*شعب سورية يرفض «التقسيم» والنظام يسعى إليه/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

الراعي استقبل مقبل والضاهر ووفدا من آل حماده وسلم ملفات عجائب الدويهي إلى الأب قزي موقعة

المركزية- عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي مع نائب رئيس الحكومة سمير مقبل للأوضاع العامة.

بعد الللقاء أشار مقبل الى "ان الزيارة لاخذ البركة، وقد بحثنا في شؤون وشجون البلد، ونحن نعتبر ان البطريرك الراعي هو مجد للبنان ورصيد لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم لنحافظ على بلدنا لبنان".

ثم استقبل النائب السابق مخايل الضاهر وعرض معه الاوضاع، فكاهن رعية الارمن الكاثوليك في اليونان الاب روفايل شيفيكيان الذي اطلع البطريرك على اوضاع ابناء الطائفة المارونية في اليونان والتي يقوم بخدمتها روحيا.

واستقبل وفدا من آل حمادة في بيت الدين ضم المغترب خالد حمادة، مكرم حمادة ووديع ابي راشد لاطلاع غبطته على مشروع اعادة بناء بيت مشايخ العقل الذي تهدم بفعل الحرب.

وأشار خالد حمادة الى أن "البطريرك الراعي هو المرجع لكل اللبنانيين وشددنا على ضرورة إعادة تفعيل العلاقات التاريخية العريقة بين مشايخ آل حمادة والبطريركية المارونية.

ومن الزوار أيضا المدير البطريركي لأبرشية جبيل المارونية المونسنيور جوزف معوض.

من جهة أخرى، وفي نهاية التحقيق على صعيد الكنيسة المارونية في الشفاء العجائبي المنسوب الى المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، وقع البطريرك الراعي الملفات التي سترسل الى مجمع القديسين في روما، الذي يقوم بدوره بالتحقيق في صحة هذا الشفاء ورفع قراره الى قداسة البابا لأخذ القرار النهائي بخصوص تطويب البطريرك الدويهي".

وبعد التوقيع شكر رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي المطران سمير مظلوم باسم المؤسسة وكل محبي البطريرك المكرم البطريرك الراعي الذي سلم ملفات التحقيق هذه الى طالب الدعوى الاب بولس القزي لحملها الى مجمع القديسين في روما .

وأشاد البطريرك الماروني ب"عمل المحكمة الكنسية وكل من ساهم بطريقة أو بأخرى في هذه الدعوى"، متمنيا "متابعة الصلاة لكي يمنحنا الله نعمة اعلان البطريرك الدويهي طوباويا جديدا عما قريب".

 

سليمان لنتنياهو: لبنان دولة متجذرة ألحقت هزيمة بإسرائيل لا تزال تعاني منها حتى اليوم

نهارنت/رد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على كلام رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهديدي بضرب لبنان وقوله بعدم وجود دولة بهذا الاسم في خريطة العالم الجديدة مذكّرا بأن "لبنان دولة عمرها آلاف السنين وهي متجذرة في التاريخ ولن ينال من وجودها مثل هذا الكلام". وأضاف سليمان خلال استقباله المجلس الجديد لجمعية المراسلين العرب في القصر الجمهوري في بعبدا الخميس أن "لبنان وعلى رغم عدم وجود دعم عسكري ومالي مشابه للدعم الذي تحصل عليه اسرائيل هو البلد الوحيد الذي ألحق هزيمة عسكرية بإسرائيل التي لا تزال تعاني تداعياتها المعنوية الى اليوم".وكان قد سئل نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في سويسرا بمناسبة البدء في بناء أول وأكبر خط قطار إسرائيلي رداً على سؤال وجهته له صحفية ألمانية من جريدة "دي تسايت":" سيد نتنياهو سؤالي الأول هو: البدء في بناء خط القطار العملاق يؤكد الأحاديث حول أنكم ستضربون لبنان"؟. فأجاب نتنياهو "نعم وهذا ليس سراً بدعم أميركي غربي ودول خليجية ولهذا تم تحذيرهم ولكن عليك قبل أن تسألي بالنظر لخريطة العالم الجديدة لا يوجد دولة بهذا الاسم".  ولفت سليمان البيوم الى أن "لبنان بتركيبته المتنوعة ونظامه التعددي، مناهض، لا بل هو نقيض كامل لنظام اسرائيل العنصري، وهو نظام قد لا يجد له مكانا بين انظمة العالم التي بدأت بفعل العولمة تتجه نحو التعددية والتنوع التي هي ركيزة النظام اللبناني". وأشار رئيس الجمهورية الى أن "لبنان هو من مؤسسي الامم المتحدة وأحد واضعي الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي لا تنم ممارسات اسرائيل وكلام نتنياهو سوى عن ازدراء بالإنسان كقيمة في ذاتها يجب أن تكون مصونة من القوانين والشرائع". يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يعقد المؤتمر الصحفي مع أمير قطر.

 

سليمان وقع مرسومي استقالة نحاس وبدل النقل

فتوش: التزام القانون يعيد عجلة العمل الحكومي

المركزية ـ وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم، مرسومي قبول استقالة وزير العمل شربل نحاس وإعطاء بدل نقل يومي ومنح التعليم بصورة موقتة للمستخدمين والعمال.

إستقالة نحاس: توقيع إستقالة نحاس جاء اثر قبولها من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقى صباحا في السراي وزير العمل بالوكالة نقولا فتوش الذي تولى مهام الوزارة بالوكالة "بموجب مرسوم توزيع الحقائب الوزارية بالوكالة، خلفا لنحاس". بدل النقل: وعلى الاثر وقع الرئيس سليمان مرسوم بدل النقل بعدما وقعه الوزير فتوش الذي اعلن من السراي انه: "استنادا الى قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على إصدار مرسوم بتحديد بدل النقل والمنح المدرسية، وفقا للاتفاق الرضائي الذي تم بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، علما انني كنت قد وافقت على هذا المرسوم عندما عرض في جلسة مجلس الوزراء في حينه، لقناعة مني بأهمية حلحلة الأمور بين العمال وأرباب العمل، بما يحفظ مصلحة لبنان ويصون أمنه الاقتصادي والاجتماعي في أدق الظروف وأحرجها، لهذا وقعت اليوم على المرسوم وأودعته المراجع المختصة". وتمنى الوزير فتوش ان "يكون هذا الامر فرصة للانطلاق من جديد لتفعيل عمل الحكومة وتحقيق ما يتمناه اللبنانيون من عمل وانتاج من حكومتهم، بعدما أدت التجاذبات السياسية الى عرقلة عمل الحكومة التي لا يعيد لها عجلتها الحقيقية الا التزام جميع الفرقاء بالقانون". وأكد فتوش "ان المسار الوحيد المفترض سلوكه بعد اليوم هو الاستمرار في معالجة مطالب الناس وقضايا الشأن العام وفق القوانين المرعية الاجراء واحترام الثوابت الوطنية ضمن دولة المؤسسات، بعيدا من اي نوع من الضغوط والاستفزازات".

 

القائد الجديد لـ"اليونيفل" الجنرال باولو سييرا رأس للمرة الأولى الاجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة

تشديد على وقف إسرائيل خروقها للسيادة

المركزية ـ رأس القائد الجديد لـ"اليونيفل" الجنرال باولو سييرا للمرة الأولى الاجتماع العسكري الثلاثي الذي انعقد في الناقورة في حضور كبار الضباط في الجيشين اللبناني والإسرائيلي وفي القوات الدولية العاملة في الجنوب وتم البحث في احداث منطقة كفركلا. وفي هذا الإطار أبلغ مصدر أمني "المركزية" ان اللقاء ناقش تخطي القوات الإسرائيلية السياج الحدودي مقابل بلدة عيترون الثلثاء الفائت وتم التشديد على ضرورة وقف إسرائيل خروقها للسيادة اللبنانية. كما ناقش الاجتماع إتخاذ إجراءات أمنية إضافية على طول الخط الأرزق وتحديدا في محيط بلدة كفركلا للحفاظ على الإستقرار ومنع التوترات.

بدوره أبلغ مصدر سياسي جنوبي "المركزية" ان " اليونيفل" تبلغت من الضباط الإسرائيليين خلال اللقاء عزم بلادهم على بناء جدار فصل بين بلدة كفركلا اللبنانية ومستوطنة المطلة الإسرائيلية.

 

"إعلاميون ضد العنف" أدانت مقتل صحافيين في سوريا واستنكرت التحريض على الـ"MTV"

المركزية- أدانت جمعية "إعلاميون ضد العنف" بشدة مقتل ثلاثة صحافيين في سوريا، مراسل نيويورك تايمز الأميركي اللبناني الأصل أنتوني شديد، الأميركية ماري كولفين والفرنسي ريمي اوتليك، وإذ تعلن تضامنها مع شجاعة الصحافيين وجرأتهم وإصرارهم على كسر العزلة التي يفرضها النظام السوري بغية نقل وحشيته وغطرسته ودمويته، إيقاظا للرأي العام الدولي ودفعه إلى التحرك وقفا لهذه المجزرة المتمادية، تحمل السلطات السورية مسؤولية مقتل الصحافيين، فضلا عن آلاف المواطنين المتسلحين بإرادتهم وتوقهم إلى الحرية.

وفي السياق نفسه، أي في سياق اللغة الخشبية التي يستخدمها النظام السوري وسعيه إلى التعتيم الإعلامي تنفيذا "لحلوله" الأمنية، تحذر الجمعية من محاولات نقل التجربة السورية إلى لبنان عبر التحريض المكشوف والرخيص الذي لجأ إليه رئيس المجلس الوطني للإعلام المنتهية صلاحيته عبد الهادي محفوظ بطلب سوري ضد محطة الـ"MTV" بهدف إسكات المحطة التي نقلت صوت اللبنانيين إبان الوصاية السورية على لبنان، وهي تنقل اليوم صوت السوريين في ظل اختطاف نظام البعث إرادة الشعب السوري.

وتعلن الجمعية عن تضامنها مع الإعلامية نجوى قاسم التي تعرضت للتهديد من أحد الأبواق السورية بسبب قيامها بواجبها الإعلامي على أكمل وجه.

 

"الكتلة الوطنية": الحكومة بعيدة عن النأي بالنفس وتدخل لبنان في صراع المحاور

المركزية- أعلن حزب "الكتلة الوطنية" أن مواقف الحكومة أثبتت انها ورقة في يد الإرادة الإقليمية المسماة "قوى الممانعة"، وهي تدخل لبنان في صراع المحاور الملتهب في الشرق الأوسط وبعيدة كل البعد عن النأي بالنفس الذي تدعيه لتجنب لبنان المخاضات. ورأت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية، في بيان أصدرته بعد إجتماعها "ان مسلسل التعثر الحكومي يؤكد ان هذه الحكومة لا مشروع اقتصاديا او اجتماعيا لها، وكل ما يحصل هو مناوشات يهدف فيها أقطابها الى استقطاب شارعهم حتى لو استعملوا الشعارات المذهبية".

واعتبر البيان "ان رفض الوزير شربل نحاس توقيع مرسوم النقل يؤكد ان العمل بالنظام الديموقراطي يحق لأي وزير ان يعترض على قرار مجلس الوزراء بعرض تبريراته او برضوخه لقرار المجلس، وفي حال العكس عليه الإستقالة، إن مبادرة الوزير نحاس بالإستقالة رفضا لتوقيع مرسوم غير مقتنع به هو موقف منسجم مع تفكيره على رغم ملاحظاتنا على ادائه الوزاري، وكان من الأفضل حتى لو اراد ان يقدم استقالته ادبيا لتكتله السياسي ان يقدم استقالته للرأي العام او للموسسات الرسمية".

وقال: "لقد اثبتت مواقف هذه الحكومة انها ورقة في يد الإرادة الإقليمية المسماة "قوى الممانعة"، فكما تم استدعاء السيد اسماعيل هنية الى طهران لتبليغه الاعتراض على اتفاق حماس وفتح، تم ارسال رسالة امنية من طرابلس الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وقت اجتماعه مع الرئيس الفرنسي، ان هذه الحكومة والتي وجدت تلبية لدفتر شروط مقيدة بعدم الإستقالة، وهي تدخل لبنان في صراع المحاور الملتهب في الشرق الأوسط وبعيدة كل البعد عن النأي بالنفس التي تدعيه لتجنب لبنان المخاضات".

ودعا الى "وقفة انسانية تجاه ما يحدث من مجازر في سوريا، فهل يعقل ان تدمر مدينة حمص في القرن الحادي والعشرين من قبل جيش مكلف حماية شعبه، ان مشاهد الموت والدمار تذكر الشعب اللبناني بحصار الأشرفية وزحلة وقصف المناطق الشرقية وطرابلس على يد الجيش السوري أبان السبعينات وأواخر الثمانينات، كما تذكرنا بالغارات الاسرائيلية على بيروت والضاحية الجنوبية خلال حروب الكيان الصهيوني عامي 1982 و2006، اما الأدهى من ذلك كله فهو ان يقف من كان يتلقى صواريخ الرجمات السورية، ومن كان يقاوم القنابل والمدافع الاسرائيلية الى جانب من يقصف شعبه ومدنه بالمدافع والصواريخ، فهل انين أطفال حمص مختلف عن انين اطفال الجنوب والضاحية الجنوبية"؟

واشار الى انه "في خضم النقاش حول تشريع سلفات الخزينة المقدم من الحكومة وقيمتها 8900 مليار ليرة لبنانية، لا بد من الإشارة الى ان على الحكومة والمجلس النيابي اقرار الموازنات وعدم اللجوء الى صرف من خارج الموازنة، ان ما حصل بعد عام 2005 حيث اضطرت فيه الحكومات الى صرف 11 مليار دولار كان ممرا ضروريا لتأمين تواصل عمل سير الدولة في وقت كانت المعارضة السابقة تعطل عمل المجلس النيابي وتمنع اقرار الموازنات وهنا كمنت العلة. في حال ضرورة تشريع هذا التقصير عليه ان يشمل كل المراحل بدءا من العام 2005 حتى اليوم".

وخلص الى القول: "ان "التيار الوطني الحر" الذي رفع شعار الإصلاح ووضع حدا للمديونية هو كما عودنا في كل مواقفه السابقة يستنسب الامور وينحى في الإتجاه الذي انتقده في السابق، وتكون النتيجة زيادة في المصاريف والهدر والمديونية".

 

شمعون: حكومة المناكفات ستسقط مع سقوط النظام السوري 

المصدر: ANB /نفى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون وجود رضى كاملاً عن اداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على الرغم من توقيعه على بند تمويل المحكمة الدولية، واصفاً هذه الحكومة بـ"حكومة المناكفات وتقاسم الحصص".شمعون وفي حديث الى قناة الـ"ANB"، اليوم (الخميس)، شدد على ان "الحكومة ستسقط مع سقوط النظام السوري"، وسأل: "هل الاختلاف والمحاصصة امران يصبان في مصلحة الوطن والمواطن؟".الى ذلك، أشار شمعون الى ان "من وافق على استقالة الوزير شربل نحاس هو الفريق الذي ينتمي اليه مع الحلفاء"، فيما اكد ان "التيار الوطني الحر" لا يتعاطى بجدية في امور كثيرة منها الكهرباء والمياه والاتصالات، لان ما يهمه هو تقاسم الحصص والمحاصصة واقتسام الغنائم". وتطرق الى الاقتراحين المقدمين من النائبين ابراهيم كنعان ونبيل دوفريج بشأن بدل النقل، فقال: "النسبة لي فإن الاقتراح المقدم من دوفريج ابسط واهين وديمقراطي." وشدد على ضرورة ان "تبحث مسألة النقل داخل الحكومة، لانه من اختصاصها ومتى وصلت الامور الى طريق مسدود تحال على المجلس النيابي لمناقشتها". وعن ذكرى 14 شباط التي اقيمت في البيال، قال شمعون :"إن الرئيس سعد الحريري هو المعني الاول في المناسبة كونه ابن الشهيد (رفيق الحريري) وما ازعج الفريق الآخر هو دعمنا للشعب السوري بالمطالبة بالحرية والديمقراطية". ونفى شمعون ان "يكون كلام الرئيس الحريري في البيال كلاماً تجريحياً بل على العكس كان كلاماً واقعياً يحافظ على الوجود المسيحي ويطمئنهم". وختم مؤكداً ان "هاجس النائب ميشال عون الاول والاخير هو كرسي الرئاسة الاولى، وبالتاكيد لن يصل اليه"، مؤيداً تعديل اتفاق "الطائف" لانه ليس اتفاقاً منزّلاً.

 

خادمة سريلانكية تقتل مخدومتها في برج البراجنة

نهارنت/أقدمت خادمة سري لانكية صباح اليوم الخميس على قتل مخدومتها نعمت منذر (والدتها وحيدة - مواليد 1942) بعدما ضربتها، داخل منزلها في برج البراجنة قرب حسينية الرمل العالي.

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن الخادمة ضربت منذر بحوض للأزهار مرات عدة ما أفقدها الوعي، فطعنتها طعنات عدة بالسكين. وقد أوقفت السريلانكية بناء على إشارة النيابة العامة.

 

إطلاق نار في إشكال في محلة الرويسات وجريح سوري في زحلة

نهارنت/تطور خلاف بين (حسين ز). وآخرين من جهة و(ع.د. اللهيب) و(م. قاسم) وآخرين من تلاسن الى إطلاق نار من أسلحة رشاشة في محلة الرويسات - الضاحية الشمالية الشرقية للجديدة في قضاء المتن، ولأسباب مجهولة. وأدى الرصاص المتبادل الى إصابة واجهة منزل المواطنة جوزفين المبيض الذي يقع ضمن بقعة إطلاق النار، ولم يفد عن إصابة أحد في المنزل. إثر ذلك انسحب المواطن زعيتر وآخرين معه بسرعة مستقلين سيارة رباعية الدفع سوداء اللون تحمل اللوحة رقم 253150/ب الى جهة مجهولة. وقد أرخى الحادث جوا من القلق والتوتر في المنطقة. وفي مجال آخر، أقدم المدعو م. س. من بلدة بر الياس، على اطلاق النار على السوري أ. الملا داخل ملحمة سلوم فأصيب بعدة طلقات نقل على أثرها الى احدى مستشفيات البقاع الاوسط في حالة حرجة. وحضرت القوى الامنية وفتحت تحقيقا بالحادث.

 

إرجاء جلسة مجلس النواب بعد خلاف بين 14 و8 آذار حول إنفاق الحكومة

نهارنت/رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التشريعية اليوم الخميس بعد انسحاب نواب 14 آذار وأرجأها الى 5 آذار المقبل. وانسحب عدد كبير من نواب "14 آذار" وخصوصا كتلة "المستقبل" من الجلسة التشريعية في مجلس النواب على خلفية عدم ربط ال11 مليار دولار بمشروع 8900 مليار للحكومة الذي يطلب من المجلس الموافقة عليه لتغطية الانفاق لغاية 31-12-2011.

في حين بقي النواب بطرس حرب، سامي الجميل، جورج عدوان ومروان حماده بسبب طلبهم للكلام. وطالب الجميل من ساحة النجمة "بفصل موضوعين لا علاقة لهما ببعض، اولا ضبط الفساد ونطالب بمحاكمات وتكريس نصف القضاء من اجل التحقيق بكل ليرة صرفت من دون استثناء منذ العام 1990، أما أن نحاسب المؤسسات الدستورية لانها لم تعمل بين 2005 و2010 لا يجوز، فهي لم تعمل بسبب تعطيل البلد واستعمال السلاح واقفال المجلس النيابي". ورأى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد الستيورة من ساحة النجمة أن تأجيل الجلسة هو افساح في المجال للعمل على حل جدي لمشكلة سائدة لمدّة طويلة. أما النائب جورج عدوان، فصرح أن "تعطيل المؤسسات لا يخدم اللبنانيّين ولا يجب أن نقونن موضوع ونغفل عن الآخر".

ومن جهته، طالب حمادة بـ"ألا تعتمد سياسة المعيارين في موضوع الصرف من خارج الموازنة"،آملا من "خلال اللجنة التي ذكرها الرئيس نبيه بري ان نتوصل خلال اسبوعين الى حل لهذا الموضوع وان يكون بعدها موازنة عامة للبنان وان يتم الصرف على أساسها". كما طالب رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط "باقفال هذا الموضوع بالسياسة وبته بأسرع وقت".

وفي السياق نفسه، اعتبر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان أن الأعذار التي أعطيت لتعطيل الجلسة بسبب ال 8900 مليار ليرة مرفوضة، رافضا أي تسوية على حساب المال العام وعلى حساب القانون والشفافية. أما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون فأكد أن ال 11 مليار دولار لم يسجلهم أحد ولم يقبل أحد بكشف حساب، مضيفا "هناك فوضى في المالية، ونحن ضمن خطتنا الاصلاحية نريد كشف حساب، والا فليطرد الناخبون من اختاروهم". وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من ناحيته، وبعد لقائه بري بعد رفع الجلسة، أن "خرجنا من الأزمة بايجابية والجميع متمسك بالدستور والمؤسسات والوحدة الوطنية". وكان قد اجتمع الرئيسان قبيل انعفاد الجلسة التشريعية صباحا. وقد اشترط فريق 14 آذار لتمرير التسوية حول مشروع بدل النقل ومشروع الـ8900 مليار ليرة لإنفاق الحكومة الحالية، حصوله على براءة ذمة مالية عن كل الصرف السابق لهذا التاريخ، أي ما بين عامي 2006 و2010. وقد أبلغ السنيورة الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بهذا الأمر، حيث دخل عليهما في مكتب رئيس المجلس، وانضم إلى خلوتهما أمس الأربعاء، مما أدى الى سحب مشروع القانون عن الجلسة، بحسب ما أفادت صحيفة "اللواء". وأكد السنيورة، بحسب الصحيفة عينها، أنه لا يمكن للمعارضة أن توافق على إقرار المشروع الذي يؤمن للحكومة الانفاق، إلا في حال قوننة الحسابات التي صرفتها الحكومات السابقة بين 2006 و2010.

 

حماده: لعدم اعتماد معيارين في سياسة الصرف من خارج الموازنة

طالب النائب مروان حماده في مؤتمر صحفي من مجلس النواب ان "لا تعتمد سياسة المعيارين في موضوع الصرف من خارج الموازنة"، مضيفاً: "ونأمل من خلال اللجنة التي ذكرها الرئيس نبيه بري ان نتوصل خلال اسبوعين الى حل لهذا الموضوع وان يكون بعدها موازنة عامة للبنان وان يتم الصرف على اساسها". من جهة أخرى، تطرق حماده الى الموضوع السوري، وقال: "بالامس ارتكب النظام السوري مجزرة بحق زملائنا الصحافيين العرب والأجانب في باب عمرو ووجه 11 صاروخا في لحظة واحدة على المركز الصحافي، هذه جريمة توصف بجريمة القتل الموصوف وسيحاكم عليها بشار الاسد امام محاكم العالم ولما يرتكبه بحق الشعب السوري". (رصد NOW Lebanon)

 

سامي الجميل: من 2005 إلى 2010 كان المجلس النيابي مقفلاً وكان هناك سلاح

طالب عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل بأن "يعطى دور للقضاء للتحقيق في الإنفاق الحكومي"، رافضاً "محاسبة المؤسسات الدستورية من 2005 الى 2010 فقط، لأن مجلس النواب كان مقفلاً وكان هناك سلاح". ورأى الجميل أنه من "الجيد إعطاء مهلة أسبوعين من اجل ان يكون هناك تعاون لحل موضوع الصرف من خارج الموازنة من جميع جوانبه".(رصد NOW Lebanon

 

ضاهر: عون ضحى بنحاس لأن حزب الله قرر الكف عن إنهاك الحكومة وإظهارها عاجزة

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر تعليقاً على استقالة وزير العمل شربل نحاس أن "الأمور وصلت الى حدود المأزق ولم يعد باستطاعة (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب) العماد (ميشال) عون ان يبقى مستمراً بنهج المزايدة، لان حزب الله اخذ قراراً بأنه يجب الكف عن إنهاك الحكومة وإظهارها بأنها عاجزة أمام الرأي العام".وقال في حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ" حول التضحية من قبل عون بنحاس أن ""طابخ السم آكله"، فالوزير نحاس سار بهذا النهج بإرادته وبدعم من العماد عون، ألم يسانده عون بقوله نحاس يساوي ميقاتي؟".واعتبر ضاهر أنه "ليس سرا القول إن هذه الحكومة هي رهينة بيد "حزب الله" والنظام السوري وهي صنيعته، وبالتالي هدفها الوحيد مساعدة النظام السوري وترسيخ سلطة "حزب الله" وحماية سلاحه، بدليل السياسة الخارجية التي يعتمدها لبنان"، مؤكداً أن "هذه الحكومة لا يهمها المواطن ولا الاصلاح".وعن موقف لبنان بعدم المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا غداً في تونس، أوضح أن "موقف لبنان ليس مستغرباً فهو يقف اليوم الى جانب النظام السوري في قتل شعبه، ولكن هذا معيب لان لبنان بلد الحريات وهو مؤسس في الجامعة العربية".(رصد NOW Lebanon)

 

الجميل زار مفتي طرابلس مترئسا وفدا كتائبيا: لنتفق على عقيدة وطنية واحدة ولا سيادة مع سلاح غير شرعي

نتضامن مع الشعب السوري لانه يناضل في سبيل الديمقراطية

الشعار: جر لبنان لعلاقات خارجية خروج عن الانتظام العام

الصراع في لبنان سياسي لا طائفي والكلمة أقوى من السلاح

 وطنية - 23/2/2012 استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مكتبه بدار الفتوى في طرابلس، الرئيس أمين الجميل مترئسا وفدا من حزب الكتائب ضم: النائب سامر سعادة، الأمين العام للحزب ميشال الخوري ونائب الرئيس سجعان قزي ورئيس مجلس الإعلام جورج يزبك، في حضور الدكتور عبد الإله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، محافظ الشمال ناصيف قالوش، الوزير السابق عمر مسقاوي، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الدكتور الشيخ حسام سباط، مدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش، الرئيس السابق للمحاكم الشرعية السنية الشيخ ناصر الصالح، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، الدكتور مصطفى جنيد، رئيس اللجنة الإقتصادية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أنطوان منسى، رئيس التجمع التنموي اللبناني الدكتور خالد الخير وحشد من العلماء ورجال الدين.

وبعد لقاء استمر حوالى الساعة، سلم مفتي طرابلس الجميل درعا تكريمية ومجموعة من "موسوعة حوار الحضارات بين الإسلام والغرب".

الجميل

وأدلى الجميل بتصريح استهله بالقول: "بداية أشكر سماحة المفتي والأخ العزيز الدكتور الشيخ مالك الشعار على هذه المبادرة بدعوتنا اليوم إلى طرابلس العزيزة، ان هذه المبادرة الوطنية نعتبرها كذلك رسالة ميثاقية ومن الصعب علينا بوجود سماحة المفتي أن نتحدث عنه، وإذا أردنا الإختصار نقول أن سماحته إنسان مميز، مميز بمحبته وبالخير الذي يقوم به، وهو رجل دين مميز بالتقوى وبسعة إطلاعه ومميز بالإيمان، وكذلك الأمر هو رجل مميز بمواقفه الشجاعة في سبيل طرابلس وفي سبيل الألفة والسلام بطرابلس، وهذا أمر على قدر كبير من الأهمية، ونعرف تماما في الظروف الصعبة التي مرت بها طرابلس أنه كان رجل المواقف، نزل إلى الأرض كي يوقف الإقتتال بين الأخوة وحتى يصالح الناس بين بعضهم البعض وحتى يضع حدا للخلافات ويرسم طريق الوئام والسلام في هذه العاصمة الثانية للبنان أي طرابلس العزيزة".

أضاف: "إنه شرف كبير لنا أن نكون في هذا الصرح الذي هو ليس طرابلسيا وسنيا بل نعتبره لبنانيا بامتياز ومرجعا على صعيد الفكر والمواقف الوطنية والإنسانية بصورة خاصة وعامة، وهذه المدينة عزيزة كثيرا على قلبي وأمضيت فيها قسما من طفولتي، ولا أنسى علاقتي مع المرحوم الشهيد رشيد كرامي الذي كان رئيسا للحكومة وتربطني به علاقة خاصة عززت العلاقة بيني وبين طرابلس. والبعض يذكر أني زرت طرابلس في أحلك الظروف حتى نؤكد تعلقنا بهذه المدينة وحبها ولشخصياتها الكبيرة التي أعطتها طرابلس من رؤساء حكومات لهم موقع خاص في قلوبنا، وقد تعاونا مع الرئيس رشيد كرامي بشكل مباشر وأنا أشهد على مواقفه الوطنية في كل الظروف والشجاعة التي كانت لديه حتى في إجتماعاتنا في سوريا كان لديه مواقف مميزة للحفاظ على مصلحة لبنان وسيادته، ونحن مستمرون على هذا الطريق ونعرف تماما تعلق الرئيس سعد الحريري بهذه المدينة والمنطقة ونعتز بالتحالف الموجود مع تيار المستقبل وحلفائنا حتى نستمر في الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا ونحافظ على سيادة لبنان وعلى النظام الديمقراطي في لبنان".

وتابع: "هذه مسيرتنا وهي مستمرة ولن تتوقف وسنستمر في الجهد والنضال من أجل التحرر من مجموعة العقد والإعتبارات. وقد تباحثنا مع سماحة المفتي في هذه الموضوعات وكيف نعود كلبنانيين لكي نأخذ هذا الدور الطليعي في هذه المنطقة والقيم التي يجسدها لبنان، وتجسدها الثورات العربية في المنطقة التي هي بحاجة لهذه القيم".

وأردف: "نحن على تواصل مع كل القيادات ومع الرئيس (نجيب) ميقاتي في هذه الفترة، ونعرف الجهود والتضحيات التي بذلها ليؤكد الحفاظ على الدستور وعلى المصلحة العليا وعلى المحكمة الدولية التي والحمد لله، قطعنا بعض العقبات في سبيل إستمرار مهامها".

وقال: "أود أن أشكر في هذه المناسبة طرابلس التي احتضنت النائب الكتائبي (سامر سعادة) وهذا دليل إضافي على القيم التي تجسدها طرابلس العزيزة بحيث شعر النائب الكتائبي أنه في بيته ومع أهله. اؤكد لكم أن حزب الكتائب هو حزب لديه هم واحد هو سيادة لبنان وإستقلاله وديمقراطيته، وهذا الحزب هو لكل لبنان، وطرابلس هي لنا جميعا لأنها في قلبنا كل يوم، وقد ناضل الحزب مع كل أبناء طرابلس في مرحلة ما قبل الإستقلال وكذلك خلال معركة الإستقلال، وهنا نتذكر المعاناة المشتركة في تشرين الثاني من العام 1943 حيث جمع الأسر بين عبد الحميد كرامي والشيخ بيار اللذين كانا ضحية القمع الفرنسي وسجنا معا، فالمغفور له عبد الحميد كرامي في راشيا والوالد الشيخ بيار كان "في سابع أرض" في مركز الأمن العام وكانا معا ضحية الإضطهاد الفرنسي وناضلا في سبيل سيادة لبنان وإستقلاله".

اضاف: "لا بد من توجيه نداء من طرابلس الفيحاء إلى الجميع بدءا بأنفسنا وإلى كل القيادات اللبنانية حتى نتلاقى جميعا في سبيل مشروع لبنان والتلاقي حول مشروع الدولة اللبنانية الذي من المفترض أن يجمعنا كلنا لكي نتخلص من كل هذه الدويلات وهذه المربعات الأمنية والسياسية والإجتماعية وكل التقوقع حتى أن البعض يعتبر أن هناك كونفيدرالية الدويلات وكل هذا على حساب الدولة اللبنانية وعلى حساب المصلحة اللبنانية العليا، وكذلك يجب الخلاص من كل أنواع التطرف الذي ليس من شيمنا وليس من تقاليدنا، والتطرف لا يخدم إطلاقا مصلحة لبنان، وقد حان الوقت حتى نتفق جميعا على عقيدة وطنية واحدة ونعزز منطق السيادة، ولا يمكن إنجاز السيادة طالما هناك سلاح غير شرعي بيد عناصر خارج إطار الدولة اللبنانية وخارج إطار الجيش وقوى الأمن الداخلي، وهذا من شروط الإستقرار اللبناني وشروط إنجاز السيادة الوطنية، ونعتبر ان هذا بإمكانه أن يحفظ مصلحة لبنان ويحفظ الإستقرار والسلام في ربوعنا، وهذا هو خيارنا وقدرنا وقناعاتنا وهذا هو الرهان ولا خلاص للبنان خارج هذا الرهان، ولا بد أن نكون جميعا شركاء متساوين في الحقوق والواجبات والولاء للبنان أولا وآخرا هو الذي يوحدنا".

وتابع: "نحن كلبنانيين وطرابلس كذلك بصورة خاصة، نعرف كم عانينا بمرحلة الهيمنة السورية في لبنان التي عملت على تفكيك المجتمع والتقاليد والمؤسسات، ونحن الآن لا يمكن إلا أن نتعاطى ونتضامن مع الشعب السوري الذي يطالب بالحرية وبالديمقراطية ويستشهد كل يوم في سبيل هذه القيم التي كنا نحن سباقين للاستشهاد في سبيلها، وفي هذه المرحلة المطلوب منا رص الصفوف وتحصين الساحة الداخلية لمواجهة الأحداث في سوريا، وخصوصا أنتم أبناء طرابلس والشمال تعرفون التداخل على الحدود وعلينا حماية ساحتنا بوحدتنا وبتضافر كل الجهود لتحصين الساحة الداخلية أمام الإستحقاقات والعواصف التي يمكن أن نتعرض لها".

وختم: "هناك مقولة بأن أمن لبنان من أمن سوريا، وفي الوقت نفسه أنا أكمل هذه المقولة وأقول بأنه ليس من المفروض أبدا أن نسمح بأن يؤدي أن لا أمن في سوريا إلى لا أمن في لبنان. لا، نحن نريد الأمن في لبنان، ومن هنا حكمة أبناء طرابلس وقياداتها وكلنا سوية يجب أن نتضامن مع الشعب السوري الذي يناضل في سبيل الحرية والديمقراطية، ونحن معه، وليس هذا من قبيل الجميل فلبنان لا يعيش إلا بالديمقراطية والحرية وإحترام التعددية وحقوق الإنسان والجماعات من شيمنا وهذه من تقاليدنا وعلة وجودنا".

مأدبة

ثم أولم الشعار في دارته للجميل والحضور، وانضم إليهم النائبان نهاد المشنوق وروبير فاضل، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، راعي أبرشية طرابلس للروم الملكيين المطران جورج رياشي، نقيب المحامين بسام الداية، توفيق سلطان ونقباء سابقون وفاعليات.

الشعار

وعقب المأدبة ألقى الشعار كلمة قال فيها: "كم أثمن عاليا وباعتزاز التفاتتكم الكريمة وتلطفكم بتخصيص دار الفتوى في طرابلس والشمال.. ومن أؤتمن على حمل رسالتها الدينية، والأخلاقية، والوطنية، بهذه الزيارة التي تمثل نقلة نوعية في ممارسة العمل الوطني ورفع الحواجز الوهمية بين المناطق وأبناء الوطن وسائر المسؤولين. وأنا، إذا أرحب بكم في مدينتكم وبلدكم ودارتكم: قيمة وطنية مسؤولة.. لا يكتمل عقد العمل بدونها، ولا مسيرة الغد في إعادة الجميع إلى الثوابت والأهداف والأدبيات إلا معها- لا يفوتني أبدا من أن أسكب في أذهان الحاضرين ونفوسهم ما تمثلونه من قيمة ثقافية وفكرية معا، كان آخرها ما أمتعتم به الوطن في كلمتكم الأخيرة في البيال، وقبلها ما أمتعتم به الوطن وأوروبا والعالم عبر الفضائيات في مؤتمر الكتائب في ضبية والذي شارك فيه رهط من فحول أرباب الفكر في العالم".

أضاف: "أما الوثيقة التي أعلنتم بنودها تجاه الربيع العربي ومضامينه فتستحق وبدون مجاملة أن ينعقد لها مؤتمر لتأصيل بنودها، وشرح مقاصدها، وبيان كلياتها وقواعدها. فمرحبا بكم يا فخامة الرئيس: قيمة وطنية فأنتم مدماك أساس من مداميك هذا الوطن الكبير. ومرحبا بكم ثانية وثالثة: قيمة ثقافية وفكرية، لها رؤاها، ومناخها، وفضاؤها الإنساني والسياسي، من أجل غد مشرق آمن، ومن أجل لبنان، والأمل، والمستقبل".

وتابع: "لا أريد أن أتحدث إليكم في السياسة، فأنتم رجالها وأساطينها. ولا أريد أن أخوض في أمر له علاقة بالموالاة أو بالمعارضة، من حيث المواقف والكر والفر، أو من حيث الانتماء السياسي، والحزبي، والمذهبي، حتى لا أكون طرفا ولو محقا. وإنما أريد كعادتي أن أتناول في حديثي بعضا مما له علاقة بالانتظام العام الذي لا يسع واحدا منا غض النظر عنه، وذلك في نقاط محددة: أولها: الإنتماء للوطن، وأعني بهذا الشعار وهذا الخط العريض أن اللبنانيين مطالبون أن يكون ولاؤهم لوطنهم لبنان قبل أي ارتباط أو انتماء لأي بلد آخر".

وأردف: "صحيح أننا بلد منفتح على العالم، وأنا لا أتصور لبنانيا على غير ذلك، وربما كانت هذه من أهم ميزات اللبناني في تقدمه وتحضره ورقيه واستيعابه لكل أنواع التطور الفكري والتقني. ولكن هذا لا يعني أن أجرَّ لبنان لعلاقاتي ومصالحي الخارجية سواء كانت عربية أم اسلامية أم غربية، لإن جرَّ لبنان إلى أي بلد آخر، إلى أي مصلحة خارجية، أعتبره خروجا عن الانتظام العام وخروجا عن المواطنة. وبوضوح أكثر ينبغي أن تكون علاقتي بوطني وانتمائي للبنان متقدمة على علاقتي مع سوريا مثلا، أو مع مصر، أو مع السعودية، أو مع إيران، أو أميركا، أو أي بلد آخر. وهذا بحد ذاته يفرض علي، كمواطن، ألا أحارب من أجل الآخرين في الخارج، وأن تكون المواقف السياسية والشعارات يتقدم فيها لبنان على بقية العالم. وإن استطرادي في هذه النقطة لشعوري أنها تمثل الخطر الأكبر، والعقدة الأساس في المشكلة اللبنانية. وكم أتمنى أن تكون هذه القضية متبناة عند الجميع، وأن تأخذ حيزا أساسيا في الإعلام والفضاء الثقافي، والوطني، والسياسي".

وقال: "ثانيا: أريد أن أجزم بأن الصراع في لبنان سياسي، ولا يجوز أن نتوسع به لجهة دينية، أو طائفية، أو مذهبية- ولو أن رائحة ذلك يمكن أن تظهر أحيانا، إلا أن الجزم بأن الصراع سياسي من شأنه أن يبعد شبح الفتنة الطائفية أو المذهبية، وهذا بحد ذاته انتصار، ويمثل قوة تعقل وتحكم، وحذار مائة مرة، أو ألف مرة، أن نجر لإطار طائفي، أو ديني، أو مذهبي، مهما كان خطاب الآخرين. فالخطأ لا يقابل بمثله، والسيئة في ديننا لا ترد بالسيئة، ويحضرني في هذا المقام قول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

أضاف: "هنا لا يفوتني أن أكبر ما قاله دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري في خطابه التاريخي في البيال، عندما برأ الشيعة كطائفة ومذهب من دم الشهيد الرئيس رفيق الحريري، ثم دعا إلى الحوار، والحوار يعني الكلمة، والكلمة تعني الإنسان، والتحضر، والرقي، ورباطة الجأش. نعم، الكلمة هي الأساس، والكلمة صفة المتكلم، وهي التي تحدد ثقافته، وتربيته، وأدبياته، وبيئته، بل مضمونه وجبلته".

وتابع: "لا أبالغ إذا ذكرت أن الكلمة أقوى من السلاح، لأنها تخاطب العقل، وتصنع القناعة عند الآخرين، وهي وسيلة بناء وعطاء. أما السلاح فوسيلة ضعف وانهزام. صحيح أن السلاح وجِّه إلينا في السابع من أيار، لكننا نقول ما قاله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "إخواننا بغوا علينا"، وقبل ذلك نقول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". وإذا كان سباب المسلم فسوقا فقتاله كفر".

وأردف: "ثالثا: أريد أن أجزم بأن قوتنا في وحدتنا الوطنية، وأن إسرائيل تقاوم بالوحدة الوطنية قبل أن تقاوم بالسلاح وأنه لا خيار عندنا عن العيش المشترك أيا كانت الظروف. وآمل ألا يفرط أحدنا بالآخر، فلبنان الذي لا يقوم على طائفة بعينها أو حزب بعينه، هو هو لا يستغني عن طائفة ولا مذهب ولا فريق، وهنا دوركم يا فخامة الرئيس، ويا أصحاب الدولة، في مواقفكم وأدبياتكم. فلا يكفينا منكم ألا تجروا الوطن إلى فتنة أو معركة داخلية، وإنما المطلوب منكم أن تحولوا دون وقوع الفتنة والمعركة. ولا يكفينا منكم رباطة جأشكم والحفاظ على أدبياتكم التي تفاخرون بها، وإنما نريد منكم شيئا آخر: أن ترفعوا أولئك الذين خرجوا عن أدبياتهم، وانهاروا في مستنقع الشتائم والسخرية والتطاول على الآخرين. نعم لبنان الوطن والشعب يعلق عليكم وعلى أمثالكم الآمال العريضة والكبيرة. وثقوا كما أن قوتنا في وحدتنا الوطنية، فإن قوتنا كذلك في السلم والحفاظ عليه. فكثيرون من الذين يفكرون بعضلاتهم بدل عقولهم يريدون أن نستدرج إلى معركة وفتنة نتيجة ردة الفعل والثأر".

وختم: "نحن أمة لن نقاتل أحدا من أبناء الوطن أيا كان. وكم أتوق إلى مؤتمر وطني تعلن فيه فتوى شرعية ودينية تحرم قتال اللبنانيين مع بعضهم، وتحرم استخدام السلاح في وجه غير إسرائيل، العدو أولا وآخرا، للأمة العربية والإسلامية. وفي نهاية المطاف، أكرر الترحيب بكم فخامة الرئيس وأصحاب الدولة والأعزاء، مؤكدا على قيمتكم الوطنية والثقافية والفكرية معا، ومؤكدا على الانتماء للوطن بكل أبعاده ومضامينه ومقاصده، ومؤكدا أن الصراع سياسي ليس غير ولا يجوز أن يعطى أي صفة مذهبية أو دينية، ومؤكدا أن قوتنا في وحدتنا الوطنية، كما في الإصرار على السلم وعدم الانجرار إلى المعارك والفتن، كما نؤكد ألف مرة أن الكلمة هي السلاح الأقوى والأمضى، وهي لغة العقلاء والنبلاء بينما السلاح لغة الضعفاء والمنهزمين عقليا وفكريا".

 

مسلسل بَيع الأراضي - تابع... فضيحة جديدة في بسكنتا

باسكال بطرس/الجمهورية

في حين تأخذ ظاهرة استفحال بيع الأراضي مَداها الخطير في لبنان من دون حسيب أو رقيب، وسط دعوات المرجعيات المسيحية، وعلى رأسهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى التمسّك بهويتنا وأرضنا والتصَدّي لعمليات البيع والتعامل معها، برزت الى الواجهة مؤخرا فضيحة تفوق هذه الظاهرة خطورة وبشاعة، وقعت وقوع الصاعقة على أهالي بسكنتا التي شهدت في الآونة الأخيرة صفقات تجارية مزوّرة طالت عقارات عدة في المنطقة

في ليلة غاب فيها ضوء القمر، نجحت شبكة عنكبوتية سرية، بطُرق غير شرعية، وتحديدا عبر التزوير والاحتيال، في بيع نحو 40 عقارا في جبل صنين ومدينة بسكنتا، يعود بعضها الى مقيمين في بسكنتا، والبعض الآخر الى مغتربين، إضافة الى بعض الوَرثة الذين لم يجروا بعد عمليات حَصر إرث وانتقال ملكية.

وفي هذا السياق، يرى رئيس بلدية بسكنتا طانيوس بطرس غانم، في حديث الى "الجمهورية"، أنّ "عمليات التزوير هذه باتت واقعاً لا يمكن التكَتّم عنه"، لافتاً الى أنّ "أصحاب العقارات اكتشفوا عمليات التزوير، في مطلع العام الحالي، وعن طريق الصدفة، فعَلَت الصرخة في المنطقة، وتوجّهوا الى القضاء لإبطال عملية البيع واسترجاع أملاكهم بطريقة قانونية"، مشيراً الى أن "بعض المالكين يتحققون من صحة ملكية عقاراتهم، والعدد قابل للارتفاع".

ويؤكد غانم أن "القضية اليوم في عهدة القضاء، برئاسة القاضي سعيد ميرزا، حيث تجرى تحقيقات واسعة في هذا الإطار"، ويدعو الى معاقبة الجناة، قائلا: "لن نقبل بحلّ القضية حُبّياً وبالتراضي، أو بأن يتمّ طمسها، أو تشغيل الوساطة، القضية ليست مَزحة أو لعب أولاد، بل هي تمَسّ بالأمن الاجتماعي".

وإذ يمتنِع عن كشف أي معلومات أو أسماء مُشتبه بها في قضية التزوير، احتراما لسريّة التحقيق وحسن عملية سيره، يطالب غانم بـ"التحقيق مع الصغير والكبير، وعدم استثناء أحد"، ويقول: "نَشدّ على يد القاضي سعيد ميرزا الذي تسلّم هذا الملف، ونضع آمالنا عليه للوصول الى كشف الفاعلين فينالوا عقابهم"، مُجدِّدا تأكيده أن "لا ملجأ آخر لدينا سوى القضاء الذي نعوّل على نزاهته، حتى لا يُضطر كل ذي حق أن يأخذ حقه بيده. وبالتالي، يفلت الأمن ولا يعود بإمكاننا أن نردع الناس عن بعضهم بعضاً".

يشرح الوريث يوسف حداد الذي وَقع ضحية عمليات الاحتيال والتزوير، أنه "في بادئ الأمر سمعتُ من الأهالي كلاما عن تعرّض حارة ذات قيمة أثرية كبيرة في المنطقة لعملية بيع مزوّرة، فنزلت الى الدوائر للتأكد من صحة الأمر، فنحن نملك، ضمن أحد العقارات الذي ورثناه عن جدّنا، حارة أثرية"، ويضيف: "إتضحَ لي أنّ ما يُشاع هو صحيح، وأن التزوير يَطال ثمانية من عقاراتنا، وقد اختفت من الملفات كل الأوراق والمستندات الثبوتية (من براءات ذمّة وبيانات كيل وعقود بيع واتفاق وتخطيط وإفادات تخمين...) ولم يبقَ في الملف سوى محضر تحديد الملكية، والذي باتَ يحمل اسم المزوّر "جان مخايل الحداد". رجل لا نعرفه، وهو ليس من العائلة"، لافتاً الى أننا "لم نعرف ما اذا كان تمّ القبض عليه أم لا، فالتحقيق سرّي ولا يمكننا الاطلاع عليه"، هذا فضلا عن عقار تاسِع كان لا يزال ملفّه قيد التزوير، وكأنّ العملية تمّت حديثاً وهرب الفاعلون قبل إنهائها، خوفاً من كشف أمرهم".

ويتابع: "قدّمت شكوى على الفور، لأنّ بحوزتي السندات المطلوبة، ولدي وكالات من كل الورثة المعنيين، فنحن المالكين الشرعيين". ويشير يوسف أنّ "أملاكنا تضمّ بساتين متنوّعة الأصناف، وكروم شاسعة وطاحون، ونحن نعمل ونعيش منها"، سائلاً: "كيف تنظّم سندات ملكية من دون مستلزمات التسجيل؟"

ويختم يوسف حداد: "نناشِد، باسم جميع ضحايا التزوير، كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير العدل شكيب قرطباوي والبطريرك الماروني بشارة الراعي، إيلاء هذا الملف الخطر الأهمية اللازمة لإعادة البيوت والأراضي الى أصحابها، بعد أن باتَ المجرمون يسيطرون على أراضينا وأرزاقنا، وبتنا مهجّرين من أرض نملكها منذ مئات السنين"، ويسأل: "أين الدولة وأين هم المسؤولون وأين هي حماية الملكية الفردية؟"

بدوره، يفيد ريشار حداد، وهو مغترب يعيش في الخارج، أنّ "أفراد الشبكة استغلّوا غيابي عن البلد، لتزوير أرض جدودنا التي تعني لنا الكثير"، مستغرباً "كيف تتبدّل الملفات العقارية وتزوّر بين ليلة وضحاها، لتصبح بأسماء أفراد لا علاقة لنا بهم لا من قريب ولا من بعيد".

ويضيف: "لدي وثائق وسندات عقارية وإفادات من عامي 1996 و2000 تُثبِت ملكية بيت حداد للعقار المسجّل عام 1990، ولدي وصية بهذه الأرض أعمل عليها منذ العام 2009 مع محام". ويقول: "هذه جريمة أفظع من جريمة القتل".

وإذ يؤكد ريشار أن "لنا ثقة كبيرة بدولتنا وبأرشيفها المهمّ"، يشدّد على أنّ "هذا الموضوع يشكّل خطرا كبيرا علينا، ويجب علينا مقاومته بكلّ ما أوتينا من قوة، والتحدث عنه بصوت عال لتوعية الضمائر النائمة كي تستيقظ وترى ما الذي يحصل في دولتنا، وتحديدا في الدوائر العقارية. ونحن نخاف أن تمتد هذه الظاهرة من بسكنتا، فتطال الأراضي اللبنانية كلّها".

ويسأل ريشار: "هل سمعت في حياتك بتاريخ "34 -3-1988"؟ يبدو أنّ من كان يقوم بعملية التزوير كان خائفا وسريعاً عندما كتب هذا التاريخ، فأضاف على شهر آذار ثلاثة أيام!!"

ويكشف ريشار عن عملية بيع شَملت عقارا تابعا لبيت عمه في صنين مساحته 65 ألف م2، "وبلغت قيمة العملية مليوني ونصف دولار أميركي"، موضحا أنه "في ضوئها، تمّ القبض على المزورين فيما كانوا هاربين الى البرازيل". من جهته، يقول وكيل ريشار حداد، المحامي طوني جنحو: "تمّ توقيف المتهمين س. خ. ح. ونجله شربل، اللذين تبيّن أن لهما صِلة واسعة بالموضوع، وهما اليوم في سجن بعبدا للتحقيق معهما والكشف عن المجموعة المشاركة في عمليات البيع". واذ يؤكد الأستاذ جنحو أنّ هذين "الموقوفَين لا يملكان الامكانيات أو القدرة العلمية ليقوما بعمليات التزوير إلّا بإرشاد أشخاص مخضرمين في هذا المجال"، يَلفُت الى أنّ "أكثر من طرف وجهة رسمية شاركوا في هذه العمليات، ما أدى الى تشكيل شبكة سرّية لكلًّ من أعضائها وظيفته: منهم من تسلّم الأمور الرسمية لتمريرها خفية عن المسؤولين، ومنهم من كان يراقب ويطّلع على ملكية العقار ووضع أصحابه والاستفادة من غيابهم لتمرير عملية التزوير..."، سائلا: "من الذي دلّهما على العقارات التي تواجه مشاكل أمام الدوائر العقارية في بعبدا ليعمَلوا على تزويرها؟"  ويتابع: "يبدو أنّ أكثر من "رأس" يدير عملية التزوير، ويُخفي بصماته تحت قناع موظف رسمي وقانوني"، ويشدّد على أنّه "تمّ التلاعب بالأوراق والمستندات في الدوائر العقارية وفي قلم القاضي العقاري، التي من المفترض أن تحفظ ممتلكات الناس وتصونها".

وفي ما يتعلق ببيع عقارات عالقة أمام القاضي العقاري في جبل لبنان بسبب اعتراضات أو خلافات، يوضح جنحو أنه "كان يُشطب بقلم الحبر الاعتراض المدوّن على الصحيفة العقارية، وبالتالي يُنظّم صكّ جديد"، مستغربا كيف أن "بعض العقارات التي بيعَت، هي بالأساس عالقة أمام القاضي العقاري جرّاء خلافات واعتراضات على المسح الذي تمّ في العام 1960".

ويضيف: "حتى في زمن الحرب، عندما كان الفلتان مستشريا في معظم المؤسسات الادارية، جَنّبت الدولة الدوائر العقارية الفوضى، وحافظت على أمنها وسرّيّتها. فما الذي تغيّر اليوم حتى أصبحت ممتلكات الناس عرضة للتزوير والضياع والسلب؟ هل "فِلت الملَقّ"؟" ويشدّد جنحو على أنّ "كل الأدلة والاثباتات موجودة، ولا مجال لتطميش الموضوع ووضعه في الأدراج. كل الجهات الرسمية المعنيّة تتحرّك، فالقضية باتت وطنية، وسيحاسب كلّ من خَطّط ونفذ وشارك في عمليات التزوير والبيع"، مشيرا الى أنه "اذا تبيّن وثبُت خلال التحقيق أنّ الشارين اشتروا عن حسن نية وهم ضحية هذه العمليات، وبالتالي لا اطلاع لديهم على عملية التزوير، فلن يعاقبوا أسوَة بغيرهم، ولكنهم بطبيعة الحال سيخسرون العقارات المُشتراة، ويعمل القضاء على معالجة القضية وفقاً للأصول والأحكام القضائية"، معتبرا أنّ "الأمر شبيه بأن يصرف لك أحدهم مبلغا مقابل أوراق نقدية مزوّرة، ليتبيّن لك لاحقا أنّ ما بحوزتك لا يساوي شيئا". من البديهيّ أن تتحوّل هذه الفضيحة العقارية في بسكنتا الى قضيةٍ وطنية بامتياز، وبانتظار ما قد ينكشف على اثرها من عملياتٍ مشابهة في مناطق أخرى في لبنان... لا يجب أن تمرّ هذه القضية مرور الكرام، من دون الكشف عن ملابساتها وعن المشاركين فيها، ومحاسبتهم، أيّا كانوا. فإذا لم تتمكّن دولتنا سريعا من الإمساك بزمام الأمور بقبضة من حديد، ووضع حدّ لكلّ ما يشوب الوطن من انتهاكات… لن نستبعد أبداً أو حتى نفاجأ اذا تبيّن لنا يوما أن أرض الوطن معروضة برَسم البيع…".

 

بعد ستة أشهر على اكتشافها عند مفترق صور ـ قانا إعادة "دفن" ستة نواويس رومانية بموافقة "الثقافة"

صور ـ فادي البردان/المستقبل

بعد اكثر من ستة اشهر على اكتشاف ستة نواويس اثرية تعود الى العصر الروماني في حفرة توسطت طريق عام صور الناقورة، قبالة آثار صور البرية في البص، وبعد تركها مكشوفة طوال تلك الفترة الا من قطعة بلاستيكية وضعت فوقها لفترة وجيزة، عمدت بلدية صور الى اعادة ردم تلك الحفرة وبالتالي دفن تلك النواويس الاثرية مجددا ولربما لالفي عام آخرين ريثما تأتي شعوب اخرى قد تعرف قيمتها اكثر منا. كانت تلك النواويس والمزينة بالكتابات اكتشفت اثناء حفريات جرت على طريق عام صور مفرق قانا ما تسبب في حينه وحتى قبل اسبوع، بعجقات سير خانقة هناك، ما اثار حفيظة المواطنين والعابرين لتلك الطريق من سكان محليين ودوليين، ما حرك المجلس البلدي في المدينة واتحاد بلديات القضاء الى ايجاد حل لهذه المشكلة التي علقت حسب اكثر من مصدر متابع في وزارة الثقافة التي تتبع اليها المديرية العامة للاثار المعنية بهذه الاثار المكتشفة والحفاظ عليها. ولكن بدلا من ان يتم نقل النواويس الى اي من المتاحف الاثرية، ارتأى المعنيون اعادة دفنها مجددا واستكمال اعمال الحفريات لتوسعة مجاري الصرف الصحي الموجودة اصلا او فتح مجارير صرف صحي جديدة تكون بعيدة عن مكان طمر تلك النواويس. وفي هذا الاطار، يؤكد متابعون لهذا الموضوع ان تلك النواويس لا يمكن ان تكون وحدها في هذا المكان، لان المنطقة غنية بالاثار لاسيما وانه وفي عقار مجاور لها، تم اكتشاف مقبرة فينيقية قبل سنوات تولت بعثة اثرية اسبانية استخراج عدد من اللقى الاثرية منها، تجري دراستها في الجامعات الاسبانية اليوم. ويضيف المتابعون، بان تلك النواويس المكتشفة موجودة اصلا على الطريق الاثرية التي تربط شرق صور بالمدينة القديمة التي تمر تحت قوس الاسكندر المقدوني في اثار صور "البص". ويقول هؤلاء ان حل مشكلة السير تم على حساب التاريخ والاثار والثقافة ايضا.

 

لبنان بين جزرة معاودة المفاوضات وعصا العقوبات الدولية المفروضة على طهران

رسائل أميركية تطالب بشكل حاسم بقفل "البوابات الإلكترونية" بوجه الودائع الإيرانية

ريتا صفير/النهار

 وقت شكلت مسألة النأي بالمصارف اللبنانية عن العقوبات المفروضة على سوريا أحد عناوين المحادثات بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والمسؤولين الفرنسيين خلال زيارته الباريسية، فان التحرك الحكومي الأخير لم يحجب الاتصالات المتواصلة للسعي الى تحييد القطاع المصرفي والمالي عن تداعيات العقوبات المفروضة على ايران. ومع تركيز الأنظار على مآل الجهود لمعاودة المحادثات بين طهران والمجموعة الدولية بالتزامن مع كلام للبيت الابيض عن أن الوقت لا يزال متاحاً لنجاح العمل الديبلوماسي، دخل لبنان على "خط الأزمة" من بابها المالي، عبر الرسائل الجديدة التي تلقاها مسؤولوه، وفي مقدمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمشرفون على شركة "مجموعة المهندسين المتحدين"، تدعوهم فيها الى قفل "البوابات الالكترونية" اللبنانية امام الودائع الايرانية. أما مصدر التحذيرات الجديدة التي تطالب بيروت باتخاذ تدابير تضمن عدم جعل لبنان مركزاً للعمليات الالتفافية على العقوبات المفروضة على طهران، فهو هذه المرة "مجموعة العمل من أجل ايران غير النووية" والتي يرأسها المندوب الاميركي سابقاً لدى الأمم المتحدة السفير مارك والاس، وتضم في عضويتها شخصيات اميركية ديبلوماسية وسياسية وأدبية، كالسفير دنيس روس.

وبشكل مباشر، تطالب الرسائل التي وجهت قبل يومين الى مصرف لبنان والشركة المذكورة آنفاً، بوقف علاقاتهما مع المصارف والمؤسسات المالية الايرانية ومنع ايران من استخدام لبنان مركزاً لها هرباً من العقوبات. وحددت الرسالة نهاية الشهر الجاري مهلة قصوى للحصول على توضيحات من المسؤولين اللبنانيين حيال هذه القضية.

ويبدو ان "مجموعة المهندسين المتحدين" التي تتخذ بيروت مقراً لها تقدم خدمات الـ"سويفت" لنحو 400 مصرف في 40 بلداً في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فضلاً عن خدمات الكترونية عبر مكاتب لها في مصر والبحرين ولبنان. وما يقلق مؤسسات المجتمع الدولي في هذا المجال، هو استخدام المجموعة وبواباتها الالكترونية للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران، الامر الذي حدا بهذه المؤسسات الى مطالبتها باثبات وفي شكل حاسم، بعدم السماح للشركات الايرانية باللجوء الى خدماتها. ومواصلة للنهج عينه، دعت مصرف لبنان الى توضيح علاقاته بالمؤسسات الايرانية والشروع في رقابة مشددة لنشاطات مجموعة "المهندسين المتحدين".

وطلبت الرسالة التي وجهت الى المدير العام للمجموعة محمد صادق توضيح تدابير محددة، في مقدمها ان يتولى تحديد المؤسسات الايرانية الخاضعة لعقوبات والتي تواصل المجموعة توفير خدمات لها، واثبات ان المجموعة ستتولى قطع أي علاقة مع هذه المؤسسات وعدم توفير الخدمات والوسائل التي تتيح لها الالتفاف على الضوابط والعقوبات المفروضة على التحويلات المالية عبر خدمات الـ"سويفت".

وفي رسالة منفصلة الى سلامة، أبدى والاس أسفه لاستخدام ايران المصارف اللبنانية ونظام "سويفت" اضافة الى التبادل المالي، لتسهيل تمويل برنامجها النووي وعمليات ارهابية والممارسات الهادفة الى قمع شعبها. وإذ ذكّر بالاجراءات التي اتخذتها وزارة الخزانة الاميركية حيال المصرف اللبناني – الكندي سابقا، لفت الى تزامنها مع اجراءات تشرف عليها وزارة العدل الاميركية عبر السعي الى مكافحة تبييض الاموال واستعادة اكثر من 480 مليون دولار من "كيانات" عدة ترتبط بـ"حزب الله" بينها المؤسسات المالية اللبنانية.

وعليه، ناشدت الرسالة سلامة اتخاذ خطوتين واضحتين: أولاهما ضمان ان "مجموعة المهندسين المتحدين" أنهت علاقاتها مع المؤسسات المالية الايرانية،وثانيهما وقف العمليات اللبنانية مع أي مؤسسة أو مصرف ايراني يشمله العقوبات، وبينها "مصرف صادرات". ومعلوم ان "مجموعة العمل من أجل ايران غير النووية" تمثل احدى مجموعات الضغط الاميركية التي أطلقت حملة في كانون الثاني الماضي بهدف دفع "سويفت" التي تعنى بالتحويلات المالية وتتعامل مع 9700 منظمة ومؤسسة مصرفية عبر العالم في 209 دول، الى اتخاذ اجراءات اكثر صرامة مع النظام المصرفي الايراني. كما وزعت نسخة من الرسائل الموجهة الى المؤسسات اللبنانية على هيئات ومؤسسات أوروبية وأميركية ، منها وزارة الدفاع ومصارف بلجيكا وكندا وفرنسا وايطاليا وهولندا واليابان وسويسرا وبريطانيا وصندوق النقد الدولي.

 

اعتراض الـ"بي. بي. سي." في عكار

 النهار/أثار النائب مروان حماده ضمن كلمته في الجلسة النيابية موضوع تعرض "مخابرات الشمال" للاعلام اللبناني والعربي والدولي. وتبين ان ذلك يعود الى حادث حصل قبل يومين مع بعثة صحافية لمحطة الـ"بي. بي. سي." التي كانت تحاول اجراء تحقيق عن النازحين السوريين في منطقة وادي خالد. وعلم ان البعثة ابلغت تعليمات من مركز المخابرات العسكرية في عكار بضرورة تقديم نسخ عن التحقيق الى المركز. ويبدو ان ثمة اجراءات مماثلة اتخذت مع محطات عربية واجنبية اخرى، علما انه يسمح لمحطات لبنانية باجراء تحقيقات في المنطقة نفسها.

 

الجميّل اليوم في طرابلس يتخطى الحدود "ولكن داخل لبنان" وجعجع ليس وحده ولا تنسوا "العنيد" أما الحسابات الرئاسية فليس وقتها

إيلي الحاج/النهار

يحلّ الرئيس أمين الجميّل اليوم ضيفاً على مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعّار ويكرّس في الزيارة نهجاً لمؤسس الحزب والده الراحل بيار الجميّل الذي فاجأ الزعيم الراحل صائب سلام في مناظرة تلفزيونية شهيرة بينهما خلال عز "حرب السنتين" وأهوالها : " صائب بيك، بشرفك أنا ما بحب الإسلام؟". يوجّه الرئيس السابق للجمهورية كلامه السياسي الميثاقي اليوم وليس سؤال الوالد الراحل إلى المفتي، كما يوجهه بالطبع إلى  قيادات في الفيحاء، جلّها من حلفائه في "تيار المستقبل" الذين دعاهم الشعّار إلى اجتماع  يليه غداء في أحد مطاعم المينا على شرف ضيفه. كان ميشال خوري ابن شكا المجاورة حضّر مع المضيفين للزيارة بعناية قبل أيام. والكتائبيون يعطون هذه الخطوة أهمية كبيرة لأن الرئيس الجميّل  يعبُر من خلالها حدود الطائفة المعنوية إلى "قلعة المسلمين" على ما كُتِب بخطّ التيارات الإسلامية المتشددة في ساحتها الرئيسية، وما صمد في وجه محاولة  "المستقبل" تبديل العبارة بـ"قلعة اللبنانيين". وإلى خوري يرافق الجميّل نائبه في الحزب سجعان قزي  ونائب طرابلس الكتائبي سامر جورج سعادة الذي يُقسم قياديون في الحزب من اليوم أنهم لن يقبلوا بترشيحه ثانية في عاصمة الشمال ليكون مطراناً على مكة. هؤلاء يصرّون على عودة سعادة إلى مكانه الطبيعي على مقعد والده الراحل في البترون. في انتخابات 2009 قبلوا على مضض بأن يحتل مقعد البترون مرشح "القوات اللبنانية" انطوان زهرا للمرة الثانية إلى جانب بطرس حرب نائب الجرد الدائم منذ 1972 - باستثناء برلمان المقاطعة المسيحية عام 1992 حين حلّ مكانه في مقعد تنورين منوال يونس - نتيجة لمروحة وساطات واسعة من قريطم إلى الرياض تسهيلاً لفوز الثنائي. في المحصلة دفع الثمن ابن الرميلة صهر طرابلس ونائبها العلماني عن الموارنة الياس عطا الله.   لم تفد نيابة سعادة عن طرابلس الكتائب. لعلّ طرفة تناقلها الناس عند انتخابه توضح السبب. وهي تقول إن أحد أخوال سعادة الخازنيين هنأه بفوزه وقال له: "دخلك يا ابن إختي إذا وصّيتك على حلو من عند الحلاّب بطرابلس بتعرف ترجع؟". إلاّ أن للحزب إقليماً لطرابلس كان أُقفل مطلع الحرب عام 1975 مع نزوح المسيحيين عن المدينة وأعيد افتتاحه العام 2009 وعاود العمل الإداري السنة الماضية. سيُناضل الكتائبيون لنقل مقعد طرابلس الماروني إلى البترون، وإذا لم يُفلحوا فسيكون على حرب وزهرا ومن يدعمهما في انتخابات 2013 أن يقلقوا من اليوم.

ولا تحمل زيارة الجميّل لطرابلس إلا الطابع السياسي العالي المستوى والطموح، على ما يوحي الحديث مع مسؤولين في حزبه. فإذا قيل بعد خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المؤيد للثوار السوريين في "البيال" إن الرجل الخارج من صفوف الكتائب قد تجاوز الحدود اللبنانية، فها هو رئيس الكتائب يتخطى الحدود ولكن داخل الحدود اللبنانية، وهو يحلّ كبطريرك سياسي ضيفاً على مدينة أرجأت ظروفها مرتين زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي. هل نسي أحد أن أمين الجميّل حمل خلال الحرب لقب "العنيد"؟ 

إذا كان بعضهم بدأ يحسب ويتحسب لانتخابات 2014 الرئاسية التي تراود أحلام كل سياسي ماروني فعلى الجميع أن يأخذوا في الاعتبار موقع رئيس الجمهورية السابق الذي حالت الحروب الباردة والساخنة دون تمكنه من تولي الرئاسة فعلاً على الجمهورية المشلّعة والمحتلة من جيوش وميليشيات متعددة في تلك الحقبة المظلمة. كذلك إذا كانت الرياح تجري في اتجاه قوى 14 آذار بفعل سقوط مرتقب للنظام السوري عاجلاً أم آجلاً، فسيتوجب على الحلفاء تذكر مقدار التضحيات التي قدمها الرجل وعائلته وحزبه في سبيل المبادئ، بل "في خدمة لبنان".

لا يوافق المسؤولون الكتائبيون على هذه الرؤية. ليس في العلن على الأقل. سجعان قزي، على سبيل المثال، يؤكد أن أي كلام على انتخابات نيابية في 2013 أو رئاسية في 2014 يفتقد المعطيات. سيتخطى الزمن المعطيات الحالية بفعل المتغيرات التي ستطرأ حتماً . من يعرف من اليوم ما الذي سيحصل في سوريا ولبنان والمنطقة؟ لكن المسؤولين في الحزب يجمعون على الإشادة بخطاب رئيسهم سواء في "البيال" أو في السياسة عموماً، ويشيرون إلى قول المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وكذلك السفير الفرنسي دوني بييتون إن موقف الجميّل من الأحداث في سوريا "حكيم ويحمي لبنان". موقف تختصره عبارة لا تنتزع تصفيقاً واسعاً من جمهور حماسي كما في مهرجان "البيال": "التضامن (مع الثوار) من دون تورّط".

حاول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله دق إسفين في خطابه الجوابي على "البيال" بين الجميّل وحلفائه في 14 آذار لكن الرئيس السابق لم يقع في الفخ، يقول الكتائبيون، وكان رده تعزيز التحالف ورفض المساس بوحدة 14 آذار وزخمها. أما الخطوة التالية التي يحضّر لها رئيس الكتائب فهي جمع أعضاء "لقاء قرنة شهوان" سابقاً لتكريم راعيه المطران يوسف بشارة، في منزل عائلة الجميّل ببكفيا الشهر المقبل، وقد غاب منهم على التوالي الشهداء: جبران تويني، بيار الجميّل، وأنطوان غانم والنائب الراحل نسيب لحود. ذكراهم ستكون حاضرة، وبقوة. 

 

تجمع تضامني مع الثوار السوريين في حديقة سمير قصير

جنبلاط لـ "المستقبل": الشعب سينتصر على جلاده والنصر آت

ربيع دمج/المستقبل

كان اللقاء مساء أمس في حديقة سمير قصير، حيث اجتمع حشد كبير من السياسيين والناشطين والمواطنين المناصرين للشعب السوري المقهور الذي لا يزال يعاني منذ شهور الويلات بفعل قهر نظامه واستبداده، فتداخلت هتافاتهم التضامنية المنددة بالظلم الأسدي مع نشاز أصوات الموالين للنظام الذين كانوا يرددون: "نحن شبيحتك الأوفياء الى الأبد.. ونحن معك في ابادة معارضيك الذين تحركهم إسرائيل".

وحرص شبيحة النظام على التواجد في مكان نقطة التضامن قبل ساعتين من الموعد المقرر للتشويش ومحاولة توتير الجو، ولم ينسوا توجيه رسالة شكر الى روسيا والصين وايران لوقوفها الى جانب الاسد.

وفي الموعد وصل عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب يرافقه الأمين العام للحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، وبعد لحظات حضر رئيس "التقدمي" النائب وليد جنبلاط ترافقه زوجته نورا والوزير وائل أبو فاعور، الوزير السابق حسن منيمنة، أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" أنطوان حداد، العلامة السيد هاني فحص مع وفد من رجال الدين الشيعة بينهم الشيخ عباس الجوهري، رئيس "لقاء العلماء اللبناني" وعضو الحركة الوطنية السورية كريم مروة. وأعرب جنبلاط لـ "المستقبل" عن يقينه بأن "الشعب السوري يريد الحرية كباقي الشعوب العربية لذا سينالها في الوقت القريب، وسينتصر على جلاده ليعيش حياة ملؤها الكرامة والديموقراطية". وأوضح ان مشاركته في هذا التجمع تأتي من باب الحس الوطني الانساني لا من الباب السياسي، وان وجوده لا يمثل أياً من فريقي 14 أو 8 آذار "بل يمثل ناشطين ومواطنين عاديين يتعاطفون مع اشقائهم في الانسانية". وقال: "نحن جزء من المجتمع المدني، ووجودنا هنا تخطّى الاحزاب، اننا نرى عذابات الشعوب ونحاول أن نقدم لهم ما نستطيع". ورأى أن "النصر يلوح في الأفق وهو آت لا محالة وستحتفل حمص وحماه وادلب وحوران وكل المناطق بعرس النصر". بدوره، انتقد مروة بسخرية ما يتناوله الاعلام السوري بأن المعارضين يتحركون دعماً للامبريالية الصهيونية العالمية، متسائلاً "هل يجوز قتل الأطفال وتشويههم والاعتداء الوحشي على النساء والشيوخ العزل؟ مَن هو الصهيوني ومَن هو المجرم؟". وقال: "في كل الأوقات كانت الثورة سلمية وستبقى سلمية، الذين ينزلون إلى الشارع ويتم قتلهم هؤلاء هم المجرمون". وقاطعت احدى المواطنات السوريات مروة مؤكدة أن "النظام الصهيوني أرحم بكثير من النظام السوري الذي يقتل شعبه فيما الاسرائيليون يقتلون اعداءهم". وطلب العلامة فحص عبر "المستقبل" من المجتمع الدولي ودول اوروبا خصوصاً "التدخل الفوري لوقف حمام الدم في سوريا"، لافتاً إلى "دور اوروبا المنحاز الى كل قضايا الشعوب". وقال: "نحن هنا للتضامن مع الثوار السوريين وإضاءة الشموع لأرواحهم الطاهرة ولإلقاء التحية على شهداء سوريا وشيوخها ومستقبلها الزاهر والمشرق في الوقت القريب".

وشدد على ان تواجده مع زملائه رجال الدين هو "لتجسيد التضامن بين جميع الشعوب والطوائف والمذاهب والوقوف في وجه الظلم الواقع والقائم في الدول العربية من سوريا حتى إيران".

وفي وقت لاحق، حضر عشرات الشبان الأكراد والسوريين المقيمين في لبنان وحملوا لافتات تسخر من الأسد وعائلته، ومزقوا صورهم، وقاموا باحراق الاعلام الروسية والصينية والايرانية، الأمر الذي استفز الموالين للنظام فحاول بعضهم التسلل من خلف الحواجز الحديدية إلا أن مخابرات الجيش وعناصر قوى الامن الداخلي أحاطوا بالمكان ومنعوهم من الدخول الى الحديقة.

   

جنبلاط لـ"النهار": الفيتو الروسي مشؤوم والغرب ينتظر قضاء النظام على حمص

النهار/لاقى حضور رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى حديقة الشهيد سمير قصير في وسط بيروت مساء امس للمشاركة في لقاء تضامني مع الشعب السوري، ترحيباً من شبان مشاركين يدورون في فلك منظمة الشباب التقدمي وجهات سياسية أخرى من أفرقاء 14 آذار من "تيار المستقبل" ويساريين. وعلمت "النهار" من مصادر المنظمين ان اللقاء كان مدروساً، ولم يريدوا احضار حشد اكبر منعاً لحدوث احتكاكات في قلب بيروت مع المناوئين لهم. ولم يكتف جنبلاط هذه المرة بإصدار البيانات النارية واللاذعة ضد النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، بل أراد امس النزول الى الشارع وتوجيه رسالة الى الروس قبل السوريين، وخصوصاً ان العلم الروسي جرى احراقه في قلب العاصمة اللبنانية امام عدسات المصورين. ولم يتردد جنبلاط في تصريح لـ"النهار" ليل امس في وصف "الفيتو" الروسي في مجلس الامن بـ"المشؤوم"، لأنه "شكّل أفضل ذريعة للغرب ليقف مكتوف الأيدي، فيتحجّج تارة بتنظيم القاعدة وتارة بأهمية استمرار التظاهر السلمي كي لا يتدخّل، ونعلم انه يستطيع أن يتدخل ولو لوقف اطلاق النار وانقاذ أهل حمص والشعب السوري". أضاف: "كأن هذا الغرب بالاشتراك الضمني وغير الضمني مع الدول الكبرى الأخرى، ينتظر أن يقضي النظام السوري على حمص، وبالتحديد على بابا عمرو، لأن حمص هي المعبر، وبابا عمرو هي الجسر الى الساحل السوري حيث النفوذ للقاعدة الروسية لتلاقي مصالح المثلث السوري والروسي والايراني". ويتابع: "أذكر في ما أذكر انه أيام حصار بيروت عام 1982، وفي أوج أعمال القصف، كانت هناك فترات من الهدنة تنظمها الحكومة آنذاك مع الدول الكبرى لفتح ممرات إنسانية لأهل بيروت ولإدخال المساعدات والادوية قبل تسوية اخراج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من العاصمة. أما اليوم في سوريا، فثمة خبث لا مثيل له، وكأن الجميع ينتظرون النظام السوري للقضاء على كل ما تبقّى في بابا عمرو ليدخل لاحقاً في وساطة أو تسوية أو ما شابه من تحركات سياسية. يبدو ان يوضاس، يمتلك وجوهاً عدة ومتنوعة".

 

مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا،: 8 آذار "فاتت بالحيط" وطابخ السم آكله

 المستقبل/لفت مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، الى "الظروف التي تمت فيها عملية تشكيل الحكومة، وكيف تشكلت وعلى يد من"، مؤكدا أن "قوى 8 آذار" فاتت بالحيط منذ تشكيل الحكومة، التي ينطبق عليها المثل القائل طابخ السم آكله، وأن حلم (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون برئاسة الجمهورية هو الذي خرب لبنان والمسيحيين فيه".

وقال في حديث الى تلفزيون "إي أن بي" امس: "أن مفتاح الحكومة معروف أين هو إقليميا وداخليا، واستقالة الحكومة هي في يد "حزب الله" والمرشد الإقليمي سوريا، لأن إيران لا تدخل في هذه القضايا"، لافتا الى "أننا لسنا في جمهورية أفلاطون، وعلى الدولة أن تبدأ من فوق، من الدستور". وسأل: "أي دستور في العالم يقبل بوجود سلاح غير شرعي على أرض الدولة؟"، مشيرا الى أن "فريق "8 آذار" هو الذي عطل مجلس النواب ومجلس الوزراء عندما كنا معه في الحكومة، وأسقط حكومة الرئيس الحريري بواسطة السلاح". أضاف: "عندما استلمت قوى "14 آذار" الحكومة منذ 2005 حتى عام 2010، ألم نكن في حال حرب؟ وهي حرب تموز؟ وإغلاق مجلس النواب؟ وانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة؟ فلماذا ارتفعت نسبة النمو؟ وفي المقابل، نرى اليوم الحكومة قائمة، ومجلس النواب ليس مغلقا، فلماذا هذا التدني في نسبة النمو؟". ورأى أن "الأمور تصور وكأننا نستهدف وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، في حين يستهدف الوزير باسيل نفسه في موضوع الكهرباء"، مذكرا بـ"الطلب منه تشكيل الهيئة الناظمة ولم يشكلها بعد 5 أشهر، ورفض التمويل من قبل الصناديق العربية، لذلك تحوم الشبهات حوله بسبب تصرفه بهذا الشكل". وشدد على "أننا لا نستخدم السلاح من أجل إسقاط الحكومة، لأننا لا نملك السلاح ولا نريد أن نتسلح، فلا "القوات اللبنانية" ولا قوى "14 آذار" لديها سلاح"، و(رئيس حزب القوات) سمير جعجع هو الذي مد اليد الى "حزب الله"، عندما قال إنهم شركاء أعزاء في البلد، وردّ (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصر الله في خطاباته بالهروب الى الأمام"، مؤكدا أنه ""إذا رغب أحد في فتح سيرة الحرب، وبمعرفة ماذا فعل كل فريق، فنحن جاهزون أن نفتح هذه الملفات علنا معه في الإعلام؟". ولفت الى أن "مشكلتنا ليست مع النظام السوري، بل مع الفرقاء التابعين له في لبنان، ونحن لا نأخذ موقفا مع المعارضة السورية، ولا نرسل مقاتلين وأسلحة، بل نقف مع قضية عادلة، لأن هناك أطفالا ونساء يقتلون في سوريا، ما يعني أننا نقف معنويا مع الشعب السوري".

 

اللواء": نحاس ضحيّة صفقة عقدها عون سيحصل على ثمنها في التعيينات وتسهيل مشروعات وزرائه بعد تعويم الحكومة

عمر البردان/ اللواء/كتب عمر البردان في "اللواء": أسئلة كثيرة طرحت في الساعات الماضية عن الثمن الذي حصل عليه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لقاء الصفقة التي عقدها وأطاحت بوزير العمل شربل نحاس بهذا الشكل، في وقت كان يعتقد هذا الأخير أنه محمي من قبل الجنرال وحلفائه، وإن كانت الشكوك ساورته في أكثر من محطة، سيما عندما تخلى عنه وزراء التيار والحلفاء وصوتوا ضد المشروع الذي تقدم به بشأن زيادة الأجور.

وفي المعلومات التي توافرت لـ"اللواء" عن حقيقة الصفقة التي أطاحت بالوزير نحاس، أن النائب عون الذي كانت لديه وقبل أشهر بعض الملاحظات على أداء وزير العمل في أكثر من محطة، وجد أن استمرار تغطيته لوزيره سياسياً وتبنيه لمواقفه المشاكسة التي كانت تعرقل العمل الحكومي، قد تسببت بإحراجات داخل التيار، وهذا ما ظهر من خلال الانتقادات التي وجهت إلى نحاس وطريقة أدائه في الحكومة التي اعتبرها بعض «العونيين» أنها تسيء إلى سمعة التيار وتفقده المزيد من شعبيته على الساحة المسيحية.

وتشير المعلومات إلى أن الأزمة الحكومية الأخيرة زادت من حجم الضغوطات على النائب عون وحملته مسؤولية وصول الوضع الحكومي إلى ما وصل إليه بفعل سياسات بعض وزرائه وفي مقدمهم نحاس، الأمر الذي وضع رئيس "التيار الوطني" في وضع بالغ الإحراج، خاصة وأن "حزب الله" وحركة "أمل" وجها انتقادات ضمنية إلى أداء الوزير نحاس من خلال رفضه الموافقة على مرسوم بدل النقل الذي وافقت عليه الحكومة ومن ضمنها وزراء التحالف الشيعي، في وقت يجهد حلفاء سورية في لبنان على التمسك بهذه الحكومة كحديقة خلفية لدمشق، في ظل التخلي العربي عن النظام السوري جراء ما يقوم به ضد شعبه. وكشفت المعلومات أن لقاء عون بالرئيس بري والذي جاء بناء على نصيحة من جانب "حزب الله" للأول شكل خارطة طريق حقيقية للمسار الذي يجب أن تسلكه الأمور، لناحية إصرار بري على عون أن يوقّع الوزير نحاس على مرسوم بدل النقل قبل أي شيء آخر، لعودة الأمور إلى مجاريها، ولكي يعود الرئيس ميقاتي عن قراره بتعليق جلسات الحكومة، على أن تبحث كل القضايا العالقة ومن بينها ملف التعيينات في أجواء هادئة وبما يفعل الأداء الحكومي ويزيل العقبات التي تعترض زيادة إنتاجية مجلس الوزراء.

وبحسب المعلومات فإن عون تعهد لبري أن توقيع نحاس على مرسوم النقل في جيبه، وأنه سيلتقي بوزير العمل ويطلب إليه التوقيع على المرسوم قبل جلسة الأربعاء، لكن المفاجأة التي حصلت أن نحاس شعر بأن عون قد ضحى به من خلال صفقة ما عقدها على حسابه، لقاء ثمن كبير سيحصل عليه في المرحلة المقبلة، سواء في التعيينات وما يتصل بعدد من المراكز المسيحية التي يدور خلاف بشأنها، أو من خلال إمرار بعض المشروعات التنموية والحياتية لوزراء التكتل التي لا تزال طي الأدراج ولم يطلق سراحها بعد، إضافة إلى أن النائب عون قد تلقى نصائح من حلفائه بأن استمراره في أدائه المعارض للرئيس ميقاتي وحكومته لن يكون في مصلحته وسيتسبب له بالكثير من المتاعب في المرحلة المقبلة، وبالتالي لا بد من أن يخفف من سقوفه العالية على قاعدة خذ وطالب، بانتظار معرفة اتجاهات الريح في لبنان والمنطقة، وتحديداً في ما يتعلق بتطورات الأوضاع في سورية.

 

نحاس "المنحوس"

المستقبل/سقط وزير العمل المستقيل أو المدفوع الى الإستقالة شربل نحاس على مذبح المقايضة الكبرى، التي أبرمها رئيس تكتله العماد ميشال عون مع حلفائه، ليوقّع التيار العوني عبر إستقالة نحّاس القسرية ورقة تنعى شعارات "الإصلاح والتغيير" التي صمّ آذان اللبنانيين من كثرة تردادها على مدى أكثر من خمس سنوات، فيما تكشف الممارسات اليومية لهذا التيار وقيادييه، أن شعارات الإصلاح لم تكن أكثر من "أومبالاج" لتغليف الصفقات والمصالح والتنفيعات في هذه الوزارة أو تلك. صحيح أن شربل نحاس "المنحوس" على يد حلفائه يغادر الملعب السياسي مطأطئ الرأس، مطروداً ببطاقة حمراء غير مأسوف عليه، بعدما أمعن في التجاوزات والإرتكابات التي لا تعدّ ولا تحصى، غير أن المفارقة هي في أن طرد هذا الوزير لم تأت ببطاقة مايسترو اللعبة الذي يفترض به أن يكون رئيس الحكومة، إنما جاءت ببطاقة جنراله الذي لم يعتد تقبّل وجود جندي داخل معسكره لا ينفّذ أوامره فوراً ولا يدين له بالطاعة العمياء. لا شكّ في أن إستقالة أو إقالة نحاس من منصبه الوزاري مهّد الطريق أمام حكومة المصالح أن تبرم الإتفاقات المعقودة بين أطرافها المتكالبين على تقاسم المغانم والمصالح، الا أن حسناتها أراحت الوسط السياسي من رجل لا يزال يحمل الفكر الستاليني ويحاول تعميمه على الواقع السياسي والإقتصادي والمالي في لبنان، حتى ضجّ من أفكاره العقيمة أقرب المقربين منه، سيما وأنه الشخص الذي حفلت تجربته الوزارية بالمخالفات والإرتكابات.

فلم يسبق لوزير بتاريخ لبنان القديم والحديث أن تمرّد على الدولة بكل مؤسساتها الدستورية كما فعل شربل نحاس الذي تخطى كل قرارات مجلس الوزراء لا سيما بما خصّ قرارات زيادة الأجور، وضرب عُرض الحائط بالقرارات والأحكام القضائية الصادرة مجلس شورى الدولة حول الأجور وبدل النقل، والتي أكدت لثلاث مرات متتالية ليس عدم قانونية مشاريع نحاس فحسب، بل عدم جدواها.

لم يسبق لوزير بتاريخ الجمهورية اللبنانية أن فتح وزارة مالية لحسابه الخاص، فماضي نحاس القريب شاهد على دوسه القوانين، من خلال حجز كل إيرادات وزارة الإتصالات التي كان يتولى مسؤوليتها في الحكومة السابقة، واضعاً كل عائداتها المالية بحساب خاص في مصرف لبنان، حارماً الخزينة من هذه الأموال ومن فوائدها التي لم يدر أحد الى جيوب من ذهبت هذه الفوائد.

لم يسبق لوزير قبل شربل نحاس أن فتح معركة إقصاء مدراء عامين ومنتجين وفاعلين في وزارته كما فعل هو في عهده، حيث شنّ حرباً قذرة امتهن فيها كرامات الناس واتهم خيرة الموظفين بالفساد ومن بينهم المدير العام للصيانة والإستثمار في وزارة الإتصالات ومدير عام "أوجيرو" عبد المنعم يوسف، ليس من أجل شيء الا لإقصائه، وتحويل الوزارة الى ملكية خاصة، ما أدى الى تراجع غير معهود في قطاع الإتصالات في عهده وعهد وزراء تكتله، سواء بالخدمات أو التطوّر التقني والمعلوماتي وصولاً الى التراجع الهائل في الإيرادات.

لم يسبق لوزير قبل شربل نحاس، أن تسلل من خلف ظهر مجلس الوزراء وتجاهل عن سابق تصور وتصميم قرار هذا المجلس القاضي بوضع المعدات العائدة لشركة الهاتف الخلوي الثالثة في عهدة شركة "أوجيرو" الى حين تشغيلها، واستعان بمرافقيه ومستشاريه، ليقتحم مبنى الإتصالات في منطقة العدلية محاولاً الإستيلاء على هذه المعدات خلافاً للأصول، من أجل وضعها بتصرف إحدى الشركتين العاملتين حالياً، وإفتعاله معركة وهمية لم يوفر فيها الأجهزة الأمنية ومعظم أركان الدولة لأنه فشل في تحقيق غايته.

ولم يسبق أيضاً وأيضاً لوزير في تاريخ لبنان أن أقدم في اليوم الأخير من فترة تصريف الأعمال في عهد الحكومة السابقة، وعشية صدور مرسوم تشكيل الحكومة الحالية، أن أصدر قراراً أقال بموجبه عدداً من الموظفين ومسؤولي الدوائر في وزارة الإتصالات بسبب إنتمائهم السياسي، وعيّن مكانهم أشخاصاً آخرين من فريقه البرتقالي خلافاً للقانون الذي يمنع الوزير من توقيع مثل هذه القرارات خلال فترة تصريف الأعمال. طبعاً هذه البطولات الهمايونية لم ترتكب بعضلات هذا الوزير الذي تضيق الصفحات بذكر مآثره المرّة، إنما بغطاء تياره الذي يسعى لتصوير المفاسد أنها إصلاح وتغيير، ولعلّ هذا التيار لم يكن يجرأ على هذه "الإرتكابات الإصلاحية" التي نفذها عبر وزيره المطرود وغيره ممن لا يزالون يرتعون بنعمة السلطة، لو لم يكن هذا الفريق مغطى بسلطة قوّة الأمر الواقع التي تتحكم باللعبة السياسية وتضبطها على إيقاع أجندتها المحلية والإقليمية.

 

نحاس مهزوم آخر من جيش الحاقدين على الحريري

 أحمد الأيوبي/المستقبل

منذ أن تولى شربل نحاس الآتي من عالم الأيديولوجيا الشيوعية وزارة العمل، انطلقت جوقة من المداحين في أوساط الإعلام من بقايا اليسار تشيد بالرجل وتعتبر وجوده في وزارة العمل فرصة نادرة لا تعوّض لإحقاق حقوق الطبقة الكادحة من العمال والمستضعفين في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية اللبنانية. ومع جلوس نحاس على كرسي الوزارة، ومحاولته تطبيق "أفكاره" ونظرياته الاقتصادية، عبر التدخل في وزارات أخرى ومحاولة التحكم بمسار عمل الحكومة والتطاول على رئاسة الحكومة، تبيّن لمن جاء به إلى الموقع الوزاري أن أداءه يتناقض مع الواقع من جهة، ومع ما جاؤوا من أجله إلى الحكم من جهة أخرى. فالطروحات التي رمى بها نحاس على طاولة مجلس الوزراء، جاءت مناقضة لكل متطلبات العلاج الاقتصادي المنتظرة من حكومة "قولنا والعمل"، وكان تطبيقها سيحدث كارثة على الاقتصاد، المبني في الأساس على كونه اقتصادا حرا. وقد بدا ذلك واضحاً في ملف تصحيح الأجور وما رافقه من خلل في العمل الحكومي بالإجمال، تسبب به نحاس في الأساس.

لست خبيراً اقتصادياً، ولا أباشر هذا النقاش من بابه الاقتصادي، بل إن ما لفتني في ما بات يطلق عليه "تجربة" شربل نحاس، هو ذلك التباكي والرثاء لهذه التجربة، حيث حرصت الأوساط اليسارية إياها على تضخيم حدث كان متوقعاً.

فمنذ وقوع أزمة تصحيح الأجور وتمرد نحاس المتكرر على التوجه العام لمجلس الوزراء، علت الأصوات الإعلامية والسياسية إياها تطالبه: "لا تستقل" و"إبقَ على قلوبهم".. وبعد أن وضع نحاس استقالته بتصرف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، اعتبر البعض أن "النظام يهزم فرصة إصلاحية"، والبعض الآخر تحدث عن "مأساة رجل شجاع"، وكأن سلوكه كان فعلاً إنجازاً إصلاحياً سيغير حياة اللبنانيين، في حين حاول آخرون مقارنته بوزراء اعتبروا من الكبار لأنهم واجهوا سابقاً "طغيان" السلطة، مثل أميل بيطار، كما جرى حشر اسم الوزير السابق جورج افرام باعتباره استقال اعتراضاً على مرسوم يتعلق بالكهرباء في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 2/9/1993..

يحق لكتاب العزاء أن يُعزّوا أنفسهم فعلاً، لأنهم خسروا موقعاً وزارياً لم ينالوه في عز الشيوعية الغابرة، وفي ذروة الحضور اليساري في العالم وفي دنيا العرب، وخاصة في لبنان، وهذا جزء من التركيبة العجائبية لهذه الحكومة التي سمحت بمجيء شخص يحمل الفكر الستاليني إلى وزارة العمل بعد انقراض الستالينية وتحوّل الشيوعية إلى ماضٍ وإن كان قد بقي بعض مخلفاتها على شكل أحزاب هنا وهناك لم تعد تملك من الخطاب والرؤية غير اجترار شعارات لم تعد تجد لها مكاناً في القاموس السياسي والاجتماعي الحاضر.

يحق لمشيّعي تجربة شربل نحاس ـ إذا استمر سيناريو الاستقالة ـ أن يشعروا بالخسارة، لأن كثيرين منهم كانوا يراهنون على حقده الشخصي الدفين والمعلن على رفيق الحريري وعلى سعد رفيق الحريري، بعد أن فشل في مراحل سابقة في تحقيق التحول الذي قام به كثيرون ممن أدركوا فشل تجربتهم اليسارية بمنحاها السائد، وقاموا لاحقاً بقراءات نقدية جعلتهم أكثر قرباً من الواقع ومكنتهم من صياغة معادلة خاصة بهم، ولعل أبرز هؤلاء جورج حاوي والياس عطا الله وسواهما ممن خاضوا تجربة معالجة سقوط التجربة السوفياتية وتداعياتها، خاصة أن هذه المراجعات ركزت على إيجاد بعد جديد للانتماء الوطني وأسس لمقاربة مختلفة، غيّرت من الاصطفاف اليساري التقليدي وجعلته يقدّم الانتماء الوطني على الطروحات الأممية العابرة للقارات والعواصم.

يذكر الجميع أن أحد أهم "مؤهلات" نحاس هو حقده الهائل على "المدرسة الحريرية" وعلى تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في البناء والإعمار، وفي تشويه هذه التجربة، وتصويرها على أنها ليست أكثر من عملية فساد وهدر وصفقات، متجاهلاً تأثير الوصاية السورية وتحكمها بالمسار السياسي وبالعملية الاقتصادية في البلد، وناسفاً كل الإنجازات الكبرى التي أعادت حضور لبنان العربي والدولي.

ولعل النائب عون "أفاد" من نظرية نحاس المعادية للحريرية في خطابه السياسي الوقح الذي تجاوز كل حدود اللياقة والاحترام، فضلاً عن الضرب بالمصالح الوطنية عُرض الحائط.

في سياق المتابعة النقاشية لهذا الملف، يصبح من غير المفهوم إلصاق الانتماء المسيحي بالوزير نحاس ومحاولة تصوير ما جرى معه على أنه استهداف للمسيحيين، وهو الذي لا يعتنق الأيديولوجيا الدينية ولا يعترف بأثرها في حياته، نظراً لتمسكه بأيديولوجيته الخاصة النابعة من الشيوعية وتوابعها الفكرية.

والسؤال البارز هنا: هل كان ما أقدم عليه نحاس من استقالة وضعها بتصرف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" عملاً شجاعاً، حتى يوصف بأنه رجل شجاع؟.

الواضح أن الاستقالة بمفهومها التقليدي والاحتجاجي الذي حاول نحاس الإيحاء به، كان يجب وضعها مباشرة أمام مجلس الوزراء وأمام رئيس الجمهورية لتصبح سارية المفعول من الناحية الدستورية.

فالوزير نحاس، لم يقدم على هذه الخطوة التي لو حصلت بالشكل الدستوري الذي أشرنا إليه، لأمكن القول إن نحاس قام بما تمليه عليه قناعاته، الرافضة للمساومة على ما يعتبره إجراءً غير دستوري، وهو التوقيع على مرسوم بدل النقل، واحتجاجاً أيضاً على الخذلان الذي تلقاه من التكتل الذي ينتمي إليه، بعد أن مارس النائب عون سياسته التقليدية في ممارسة الابتزاز السياسي وعقد الصفقات، ولو على حساب وزرائه ونوابه، باستثناء الصهر المدلل طبعاً.

لقد أفرغ نحاس استقالته من مضمونها المعنوي عندما وضعها في سوق البازار السياسي بتصرف عون، خاصة أن الوزراء الذين سبق أن استقالوا قدموا استقالاتهم بشكل معلن ونهائي، بينما اكتفى نحاس بإعلان وضع استقالته بتصرف النائب عون، وبتسريب كلام عن مقربين منه فحواه أن "العتب على الجنرال كبير كبير!"، فأين يُصرف العتب في لحظة مواجهة يقول نحاس إنها ناجمة عن الالتزام بالقناعات الوطنية وبمصالح الطبقات الكادحة؟. لو أن نحاس كان شجاعاً لكان خلع القفازات ولكشف حقيقة موقف عون "المخزي" بحقه، لكن الواقع أن فعلة نحاس جاءت في موقع الاستجابة لضغط الأمر الواقع، الذي حتم عليه الاستقالة بهذه الصيغة المقيدة، وليس من موقع المبادر الثائر على التواطؤ ضد مصلحة العمال والفقراء كما دأب على الإعلان والتكرار. فكان وزير العمل مثل من يمارس فضيلة الصبر ليس قناعة بفضلها، بل لانعدام الحيلة عن فعل سواها. النتيجة الأهم التي يمكن استخلاصها من هذه التجربة أن تكتل "التغيير والإصلاح" ليس موقعاً لا للتغيير ولا للإصلاح، بل هو منبر للصفقات والسمسرات والبحث عن مواقع السلطة، عشية الانتخابات النيابية، التي يواجه فيها عون، كثيراً من الحقائق المرة، ليس أهونها انهيار نظريته حول التحالف الاستراتيجي مع النظام الأسدي في سوريا، وهي الزيارة التي حرمته من زيارة مقام مار مارون في براد، ولو أن الأوضاع فيها مستقرة، فلماذا يؤجل الجنرال حجه لهذا العام.

في الوقت نفسه، يواجه عون تعاظم بنيان حزب "القوات اللبنانية" الذي تحول إلى مؤسسة قوامها الشباب، وعمادها شرعة متطورة، وهي تواصل التقدم في الوسط المسيحي، وفي الجامعات، من غير أن يجد العونيون المحرومون من التنظيم والمؤسسة، والمرتهنون لمزاجية الزعيم وصهره، أي سند لهم في مواجهة بدأت تصبح غير متكافئة لصالح خصومهم في الشارع المسيحي..

لو كان شربل نحاس شجاعاً لما غيّب نفسه عن مشهد يقرّر مصيره، ولما ترك وزنه السياسي ليصبح بوزن ورقة الاستقالة النائمة في درج الجنرال الذي يتبجح أنه هو شخصياً وليس التكتل سيقرّر مصير الورقة وصاحبها. في هذه الواقعة لم يُهزم شربل نحاس شخصياً، بل هُزمت تلك المدرسة التي قامت على قواعد الحقد الموتور على الرئيس رفيق الحريري، وهُزم مشروعها، لأنه ثبت بالدليل القاطع أنه حتى لو سيطر خصوم الرئيس الشهيد بالقوة المسلحة وبالانقلابات الدستورية على مواقع القرار، فإنه لا يمكن إدارة البلد بعيداً عن قواعد البناء والتنمية والحفاظ على الاقتصاد الحر وعلى الحريات العامة والتمسك بالتوازنات الوطنية الحاكمة لمسار الاستقرار في لبنان، أياً يكن الحكام. لم يستطع شربل نحاس أن يكون وزيراً ناجحاً، وفشل في أن يكون ثائراً حقيقياً، وهذا هو مصير الذين يتحكم الحقد بهم ويسيرهم الثأر حتى من الشهداء، وصدق الشاعر حين قال: لله درّ الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

شربل نحاس واحد آخر من خصوم رفيق الحريري ومن الحاقدين عليه، يدفن في السياسة، وينضم إلى قافلة المهزومين أمام هامة وعظَمَة رجل دارت الأيام مرة جديدة لتأخذ له حقه من ظالميه ومن المفترين عليه ولو بعد حين.

*رئيس "هيئة السكينة الإسلامية"*

 

عندما تكون "القاعدة البرتقالية" أكثر مبدئية من قيادتها! صدمة سلبية في "التيار".. وسؤال الإدارة السياسية بلا أجوبة

كلير شكر (السفير)، لن يكون دخول شربل نحاس إلى «الجنة الحكومية» كما خروجه منها. بدا هذا اليساري لحظة نيله لقب «المعالي» غريباً في «البيئة البرتقالية». أفكاره الاجتماعية لا تجد حتماً من يهلل لها في بيئة ليبرالية تشبه معظم بيئات «السوق السياسي اللبناني». سمعته النظيفة، هدّأت من منسوب «النقزة» التي أثارتها «سيرته التاريخية»، ولكن. كان يكفي شربل نحاس اختباراً واحداً على طاولة مجلس الوزراء، كي يتأكد للجميع، من الخـصوم والرفاق، أن عناد هذا الرجل غير قابل للعلاج أو للتسويات. قناعاته ومبادئه فوق كل اعتبار و«معاركه» لا تخضع للعرض والطلب في بازار المساومــات والدعوات إلى التواضع والواقعية، ولكن. تلك المبدئية جعلت منه «قيمة مضافة» في «البيت البرتقالي». كانوا يأخذون على «التيار» أنه مبدئي أكثر من اللزوم وعليه أن يتصالح مع الواقع السياسي اللبناني.

المفارقة أنه بعد استقالة شربل نحاس، ينبري من يردد في «التيار» أنه كان من الخطأ أن يسير نحاس عكس التيار. «فقد كان مطلوباً من شربل أن يكون أكثر واقعية وأقل مبدئية»!

لم يحسب شربل نحاس، أن أعظم «إنجازاته» سيكون بانضمامه إلى نادي الوزراء السابقين، بعدما تمكّن من جمع «الخطوط المتوازية» كلها ضده. وأن بعض الجالسين بقربه على طاولة مجلس الورزاء، لن يكونوا أكثر رحمة، من هؤلاء الذين يكنون لهم الخصومة بالعلن. وأن بعض «بيئته الحاضنة»، بمستوياتها الفوقية، لم يبلع «تطرّفه الإصلاحي».

لم يعد خافياً على أحد أن دفاع وزير العمل عن حقوق «البروليتاريا»، لدرجة وصفه «عمّالياً أكثر من العمال»، لم يكن مقبولاً من بعض رفاقه العونيين من الوزراء والنواب والكوادر. بعض هؤلاء بدوا، بعد الاستقالة، وكأن حملاً ثقيلاً أزيح عن أكتافهم، ولكن.

شربل نحاس، ومن حيث يدري أو لا يدري، نجح في كشف مستور «التيار الوطني الحر». الحالة الشبابية العابرة للمناطق والطوائف. تلك التي كان «مناضلوها» يبيعون «الليمون» على الطرقات تشجــيعاً لليد العــاملة اللبنانية. تلك التي تمتهن التظاهرات والنوم في العراء تعبيراً عن حرية الرأي. تلك التي تتخذ من زوايا منازل «العونيين» مقرات للاجتماعات السرية... باختصار، تلك التي خاضت حروباً من أجل «الإصلاح والتغيير»، باللحم الحي، بدت في اليومين الماضيين، متعاطفة مع الوزير المشاكس، بدليل ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي. من اتصلوا بنحاس، من تضامنوا معه من بيوتهم بصمت، وهم الأغلبية.

في المرحلة الأخيرة، بدت بعض «القيادات البرتقالية» جزءاً لا يتجزأ من النادي السياسي التقليدي اللبناني، بمنظومة مصالحه الاقتصادية المتطابقة. شبهها البعض بأداء بعض مكونات «الحزب الجمهوري» في الولايات المتحدة الأميركية الذي يدافع عن مصالح الأغنياء وعن الضرائب المفروضة عليهم، ويتغنّى بمظاهر «البهرجة».

ولكن شربل نحاس لم يُقطع من شجرة. بكل بساطة، يمكن القول إنه صار الأول بين «نظرائه». في أوساط الشباب «العونيين». مثلهم الأعلى. لم يعد ذلك «البعبع اليساري» الذي يأكل «الليبراليين»، وإنما صار مناضلاً يشبههم، يعيدهم إلى جذورهم، إلى عنادهم في الدفاع عن معتقداتهم، «إلى زمن الأبيض والأسود، حيث لا مكان للرمادي وتسوياته»، كما يقول أحد الناشطين «البرتقاليين».

بدت القاعدة «العونية» بالأمس منسجمة مع ذاتها، أكثر من قيادتها. صادقة مع مبادئها ومعتقداتها. لم تتنّكر لـ«ألف باء» دخولها الحياة السياسية. قبل أن تصبح معجونة بخميرة التسويات التي تُفسد.

لم يهضم ناشطون عونيون كثر السيناريو الغامض الذي دفع وزير العمل إلى تقديم استقالته. بدوا مصدومين. بنظرهم ثمة حلقة مفقودة ينتظرون من يفُك شيفرتها، ليبنى على الشيء مقتضاه. إذاً «ليس مقبولاً أن تعترف الدولة اللبنانية بأمها وأبيها لنحاس بصوابية موقفه، ثم يتخلى عنه أهل بيته».

تحويل «أزمة نحاس» إلى أزمة داخل «البيت البرتقالي»، زاد من غموض «السر الكبير» الذي أدى الى تطيير وزير العمل. نواب عونيون جاهروا بموقفهم في التكتل وخارجه الى جانب نحاس. في المقابل، ثمة طبقة «برتقالية» تعتبر نفسها أكثر انغماساً في مطبخ قيادتها، وضعت أمام سائليها سلّة متكاملة من المقومات التي تعتبر أن استقالة نحاس «ليست آخر الدنيا». هؤلاء صاروا يجيدون لغة التسويات، ولذلك بدوا متفهمين أكثر من اللزوم لتلك النهاية التراجيدية للمغامر شربل نحاس.

في جعبة هؤلاء، الكثير من الأسباب التي دفعت بـ«وزير العمال» إلى تقديم نفسه ضحية على مذبح التفاهمات الكبرى، والتي تلقي المســؤولية بالتساوي، على نحاس، وعلى قيادته. تراكمات كثــيرة تعود لأشــهر خلت، معظمها يتصل بسوء الإدارة الســياسية هي التي أوصلت إلى الحائط المسدود، «واذا استمرت الإدارة نفسها، سنتعثر بمطبات كثيرة من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة».

إنها الإدارة السياسية، وهنا يكون الكلام في معرض تحميل المسؤولية لـ«الجنرال» من دون تسميته وللوزير جبران باسيل «على الطاير». يتقاسم المسؤولية معهما «عداً ونقداً» الحلفاء وخاصة «حزب الله»، الذي كان مطلوباً أكثر من مرة أن يضرب يده على الطاولة لمنع الانزلاق الى مطارح يصعب فيها إيجاد خطوط للرجعة الى الوراء.

حسب هؤلاء أيضا، دعوة الى نزع صفة «البطولة»: «لطالما طلبنا منه خدمات في زمن وزارة الاتصالات ثم وزارة العمل ولم يتجاوب معنا. كان يتصرف معنا على اساس أنه وحده (نحاس) على حق وغيره مخطئ دوماً، يرفض التنسيق مع شركائه وحتى مع وزراء في «التكتل». يختبئ وراء «البيروقراطية» لتكديس الملفات على طاولته»... وبالنتيجة «كان لا بدّ من قرار حاسم، بعدما أعطي هذا الرجل ما لم يعط لغيره». بالمحصلة، تلقى «التيار الوطني الحر» صدمة سلبية، باعتراف أهله. ولكنه هل سينجح في استثمارها والتعلم من درسها لمراجعة أدائه، مع مكوناته أولاً، مع حلفائه ثانياً، سواء على طاولة مجلس الوزراء، أو تحت قبة البرلمان، أو في بيته الداخلي؟

 

في ظل سلاح يقتلنا... أين الحل؟ 

طارق السيد/14 آذار

يرفض حزب الله وضع إمكاناته وسلاحه ضمن إستراتيجية دفاعية يشرف عليها الجيش اللبناني رغم شعاراته الرنانة الطنانة والفضفاضة عبر دعواته المتكررة إلى إعتماد معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا الرفض يعني بالمطلق رفضاً لأي محاولة من شأنها ان تحدد وجهة إستخدام هذا السلاح خلال الفترات القادمة. وللتذكير فقط فإن تاريخ إستعمال حزب الله لسلاحه في الداخل اللبناني يعود إلى زمن نشأته في العام 1982، فمعظم اللبنانيين يتذكرون كيف قام هذا الحزب على ترهيب الناس وفرض معتقداته المستوردة ليتحول بعدها إلى القتل والتنكيل بمن سبقوه في محاربة إسرائيل فقط لأنهم يساريون ولا يتبعون ما جاء به الإمام الخميني. سنوات مضت، ثم خاض بعدها معركته ما قبل الأخيرة ضد إسرائيل في العام 2006، تلك الحرب التي ألحقت بلبنان خسائر كبيرة لا يزال الشعب اللبناني يدفع ثمنها على كل الاصعدة حتى يومنا هذا، لكن في المقابل لم تزل إسرائيل تنعم بهدوء لم تشهده منذ إعلان دولتها بعد أن رفع الحزب القسط الى العلى في مقاومتها.

لم يكن مقتل الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا على يد عناصر من حزب الله أولى تجاوزات هذا الحزب في الداخل، فقد سبقه خطف وتعذيب لمواطنين لبنانيين وغير لبنانيين فقط للإشتباه بتعاملهم مع عدوهم بالأمس إسرائيل، لكن معادلة القبض على متهمين بالتعامل لحساب إسرائيل تحولت الى القاء القبض على متهمين مناوئين للنظام السوري. ومن إجتياح بيروت والجبل في السابع من أيار 2008 والذي سمي باليوم المجيد، إلى الإنقلاب على الدستور والذي أدى إلى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وتكليف آخر بتشكيل الحكومة، لم يعد هناك أدنى شك أن ما اطلق عليه طاولة الحوار لم تكن إلا بدعة حزبية هدفها تضييع الوقت من أجل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم من تجاوزات للأعراف والقوانين، وفضائح ترتكب بالجملة دون حسيب أو رقيب. ومن يراجع كلام نواب حزب الله يدرك أن كل طروحاتهم بشأن سلاحهم لم تكن سوى مفرقعات في الهواء هدفها إلهاء المطالبين بنزع هذ السلاح من أجل اهداف آنية، وخير دليل هو كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي هدد فيه بقطع اليد التي ستمتد الى هذا السلاح، قبل ان تنتقل عدوى التهديد الى النائب علي عمار الذي قال يوماً ان هذا السلاح لن ينتهي إلا بإنتهاء القرآن ونبي الإسلام.

واليوم يراهن حزب الله على تغيّرات مستقبلية في حال تمكن من قلب الأوضاع في المنطقة من خلال تغيير المسار من مرحلة المواجهة بين النظام السوري وشعبه الى مرحلة توجيه الانظار الى معركة قد يفتعلها مع اسرائيل، لكن ما غاب عن بال الحزب, هو أن الشعارات التي رُفعت بدءاً من تونس، مروراً بمصر، وصولاً إلى ليبيا والبحرين وسوريا، لم نر فيها واحدة تدعو الى مناهضة اسرائيل في ممارستها ضد الفلسطينيين. وغاب عن بال حزب الله أن الشعوب العربية خرجت للمطالبة بحياة كريمة وبالعدل والمساواة، والأمن والأمان في بلدانها، خصوصاً بعد أن وصلت الامور إلى حد لم تعد تطاق في ظل أنظمة قمعية قاتلة للشعوب. وللتذكير فقط، لم يضرم الرمز التونسي الشاب محمد بوعزيزي النار في نفسه من أجل القضية الفلسطينية أو إستنكاراً للتعديات الإسرائيلية، إنما قام بهذا العمل تعبيراً عن رفض الإهانات التي تتعرض لها شعوب من الأنظمة الأمنية، وفي ظل إفتخار الحزب بكلام وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي قالت يوماً، إن ما من قوة في العالم تستطيع نزع سلاح هذا الحزب، يبقى هناك سؤال وحيد هو إلى كم بوعزيزي نحتاج حتى يصار إلى وضع هذا السلاح تحت إمرة الجيش اللبناني؟.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

شهيب لـ"المستقبل": النأي عن الإجماع العربي أخطر

حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل

وضع عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيب استقالة وزير العمل شربل نحاس "في اطار المقايضة"، مؤكداً ان "التصرف الخاطئ يؤدي الى نتيجة كهذه ويصبح الوزير ضحية التسويات". ورأى انه "آن لنا الا يكون لبنان بمنأى عن معاناة انسان شقيق، والأخطر ان ينأى في نأيه السوري عن اجماع عربي وتعاطف دولي مع شعب يهتف للحرية خصوصاً حينما نقول ان سوريا شقيقة".

ورد في حديث الى "المستقبل" امس، على رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية من دون ان يسميه ، معتبراً انه هو "من يتذاكى حينما يريد ان يلبس (رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد) جنبلاط أمورا بعيدة عنه وعن تاريخه المقاوم". وذكّر بدور الجبل الأساس "في فتح طريق المقاومة نحو الجنوب"، لافتاً الى ان "أبناء سلطان باشا موقعهم مع الشعب السوري في مواجهة الظلم أي كان داخلياً أو خارجياً وهم اصحاب مبدأ الموت ولا المذلة".

وهنا نص الحوار:

[ كيف تقرأون استقالة الوزير شربل نحاس خصوصا بعدما وضعها بيد النائب ميشال عون وليس بيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟ وهل تضعونها في اطار المناورة؟

ـ عملياً نحاس لم يستقل بعد، لأن الاستقالة يجب ان توجه الى المرجع الصالح الذي وقع مرسوم تعيينه، ساعتئذ تصبح في الموقع الصحيح بعد تقديمها الى رئاسة الحكومة. واعتبر ان نحاس ما كان ليصل الى هذا الموقف لو كان تعاطى مع الامور ضمن القوانين والأعراف. والتصرف الخاطئ يؤدي الى مثل هذه النتيجة ويصبح ضحية التسويات. وأضع استقالته في اطار المقايضة وليس المناورة.

[ حانت لحظة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا ماذا قصد وليد جنبلاط؟

ـ المقصود هو ان ينأى أبناء جبل العرب عن أن يكونوا أداة نظام يقتل شعبه وخصوصاً انهم كانوا دائماً في طليعة المدافعين عن الحرية والمواجهين للنظام منذ ايام سلطان باشا الأطرش الذي قاد معركة وطنية مع صالح العلي وابراهيم هنانو في وجه الاستعمار الفرنسي. فأبناء سلطان باشا موقعهم مع الشعب السوري في مواجهة الظلم أي كان داخلياً أو خارجياً، وبالتالي هذا النداء لأبناء جبل العرب بأن يكونوا الى جانب الشعب السوري الذي يقف وقفة العز والبطولة في مواجهة آلة القتل، وهم اصحاب مبدأ الموت ولا المذلة.

[ كيف واكب دروز سوريا مواقف زعيم المختارة ودعواته؟

ـ هناك حراك وطني شعبي يحدث في جبل العرب والمناطق الأخرى اقتناعاً منهم بأن الأنظمة تزول والشعوب تبقى، وبالتالي القمع والاعتقالات في جبل العرب دليل على هذا الحراك الشعبي الذي اتسع بعد صمود حمص.

[ رئيس تيار "التوحيد العربي" وئام وهاب قلق على جنبلاط بعد كلامه الأخير، هل هذا تهديد مبطن؟

ـ لا أريد أن أتحدث عن وهاب، انما اود التأكيد أننا نعيش في بلد ديموقراطي، وجنبلاط وقف منذ اليوم الأول الى جانب الشعب السوري، حتى خلال لقاءاته مع (الرئيس السوري بشار) الأسد كان يتحدث عن ضرورة الاصلاح والإنحياز الى الشعب، وأمثال وهاب وغيره معروفون انهم ينفذون التعليمة السورية التي حينما تصدر تبدأ من أعلى القمم الى آخر موقع سياسي لهم في لبنان، ولا نستغرب مثل هذا الكلام لوهاب فهو صدى لصوت المسؤولين السوريين، ما يعطينا مزيداً من القناعة بأن الشعب السوري على حق في مواجهة النظام.

[ جنبلاط وصف سياسة النأي بالنفس بـ "السخيفة"، ما الذي استجد لهذا الموقف الجديد؟

ـ علينا ان نحترم حق بشر نزحوا الى ديارنا وآن لنا الا يكون لبنان بمنأى عن معاناة انسان شقيق، والأخطر ان ينأى في نأيه السوري عن اجماع عربي وتعاطف دولي مع شعب يهتف للحرية لا سيما حينما نقول ان سوريا شقيقة، وهذا موقف اجتماعي وليس سياسياً، فكيف نستطيع ان ننأى بنفسنا عن هذا الشعب الأبي خصوصاً أننا ندرك ان النأي لا يحل المشكلة بل يؤجلها، والمشكلة ان البعض لا يرى ان في سوريا ثورة.

[ هل صحيح ان جنبلاط "يتذاكى" كما اعتبر البعض عندما يدافع عن المقاومة؟

ـ لم نكن يوماً الا بجانب المقاومة، والكل يتذكر انه في العام 2006 جنبلاط هو من أعلن انتصار المقاومة على العدو قبل ان يعلنها أي شخص آخر. والمقاومة انطلقت من منزل كمال جنبلاط فكيف يتذاكى وهو المؤمن بها في وجه هذا العدو؟. انما اذا أراد البعض ان يلبس جنبلاط اموراً بعيدة عنه فنستطيع القول انه هو من يتذاكى. وكان للجبل دور أساس في فتح طريق المقاومة نحو الجنوب فلا يتذاكى أحد علينا.

 

الأزمة السوريّة «تنخر» البيت الدرزي

فادي عيد/الجمهورية

!عاد الملفّ الدرزي ليطغى من جديد على ما عداه، وأخذ يتحوّل إلى كرة ثلج في ضوء التصعيد الواضح، بعدما قطع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط كلّ الخطوط مع النظام السوري.

إنّما اللافت ما قاله عن فرز بين الدروز، الأمر الذي ترك استياءً لدى المرجعيّات الدينية وكبار المشايخ، لأنّ ذلك من شأنه أن يخلق انقسامات وخلافات بين الدروز، ليس على مستوى دروز لبنان وسوريا فقط، بل أيضاً ضمن أبناء الطائفة الواحدة في لبنان، باعتبار الكلام الجنبلاطي يُطلق للمرّة الأولى على هذا الصعيد، ما لم تألفه الساحة الدرزية في إطار الخلافات بين قياداتها. والملاحظ هنا، بحسب أوساط متابعة، أنّ المساجلات تدور على خط جنبلاط ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب، بحيث تشير المعلومات إلى اتّصالات بعيدة عن الأضواء تجري بينه وبين جنبلاط، إنّما بطريقة غير مباشرة، أي عبر مقرّبين مشتركين، إذ تؤكّد أوساط الوزير وهّاب أنّه ومهما تفاعل السجال أو صعّد الزعيم الإشتراكي، فإنّ وهّاب ملتزم بكلّ ما يحصّن الساحة الدرزيّة ويحفظ وحدتها في لبنان وسوريا، وبالتالي فإنّه يحتكم إلى حكمة المشايخ "وهم في الأجواء".

وفي هذا السياق، فقد أكّدت المعلومات أنّه وبعد زيارة الوزير وهّاب إلى أركان الهيئة الروحيّة وكبار المشايخ، فهناك فصول جديدة من التواصل سيقوم بها مقرّبون منه أيضاً باتّجاه مشايخ في عرمون وبيصور وكفرمتّى وسواهم، وذلك بهدف وضعهم في أجواء ما يحصل ونقل حرص وهّاب على تحصين الطائفة وعدم نقل الخلافات السياسية إلى الناس، وترك الخيار لحكمة المشايخ وما يرتؤونه، خصوصاً وأنّ الحديث عن فرز درزي ـ درزي إنّما يعني التقسيم، وذلك لا يقبل به عاقل مهما كان انتماؤه السياسي والحزبي. ويُنقل عن أوساط رئيس حزب التوحيد، أنّه وطالما يقول البعض إنّ هناك شبّيحة من جبل لبنان تقاتل في سوريا، وهناك أيضاً عمليّات توزيع سلاح، فليُظهروا ذلك، وليكشفوا المعلومات وما يملكونه في هذا السياق، وإلّا فإنّه من المعيب إطلاق التّهم جزافاً، لا سيّما وأنّها تسيء إلى كلّ الدروز على حدّ سواء. وعلى خط موازٍ، فإنّ أوساطاً على بيّنة من التحرّك الجنبلاطي تؤكّد أنّ زعيم الإشتراكي أخذ قرار عدم المهادنة مع النظام السوري، ومواقفه بشأن دروز جبل العرب إنّما هي من ضمن هذا السياق، فالرجل ليس لديه ما يخسره، وقد سبق له ونصح النظام، والآن لم يعد هنالك ما ينفع، وأنّ تحذيره لدروز سوريا هو على خلفية المصلحة المستقبلية التي يراها جنبلاط للمحيط الذي يعيشون فيه، ولو كان ذلك قد جاء وفق أسلوبه وعلى طريقته التي لا تعجب البعض، أمّا اللافت في هذا السياق فهو غياب النائب طلال إرسلان عن السمع، كما عن الشأن الداخلي، وحصر مواقفه في العموميات، مع الإشارة إلى أنّه سبق له والتقى الرئيس السوري بشّار الأسد وغمز من قناة جنبلاط، وانتهت الأمور عند هذا الحدّ.

ويبقى أخيراً أنّ المعلومات المتوافرة تشير إلى أنّ "أبو تيمور" سيرفع من وتيرة تصعيده ضدّ النظام السوري، وهنالك زيارات سيقوم بها لبعض الدول العربية والأوروبّية، على غرار زيارته لتركيا، وقبلها إلى قطر وروسيا، وهنا ينقل عنه في مجالسه استياءه وحزنه للموقف الروسي، واللافت في هذا الإطار الانتقادات الهادئة التي وجّهها جنبلاط إلى الروس على خلفية موقفهم ودعمهم للنظام السوري، وقد يُصعّد لاحقاً أكثر باتّجاههم إذا بقيت الأمور على ما هي عليه.

 

الحيويّة الشيعيّة اللبنانيّة

نصير الأسعد/المستقبل

في الفترة الأخيرة ثمّة ظاهرةٌ لافتة تتمثّل في مجموعة من "المبادرات المدنيّة" ضمن البيئة الشيعيّة اللبنانيّة، وآخرها تحت مسمّى "مواطنون لبنانيّون من الجنوب" أعلنت الانحياز إلى الشعب السوريّ وثورته المستمرّة منذ ما يقارب العام. وأهميّة هذه المبادرات أنها مستقلّة. هي إعتراضيّة على "حزب الله" وسياساته بداهةً، لكنّها مستقلّة عن 14 آذار أيضاً، بمعنى أنّها تجسّد حيويّة أو ديناميّة شيعيّة تشقّ طريقها، وتضَع - بَل هي مرشّحة لأن تضَع - حدّاً لفكرة سابقة كانت ترى إلى العلاقة بالشيعة المستقلّين عن "الثنائيّة" والمعترضين عليها بوَصفها "ملفاً" على طاولة 14 آذار. وتضع حداً بشكل أساسيّ لتفكير كان بعض أصحابه يتطلّع إلى "ملحق شيعيّ" لـ 14 آذار، مع العلم أنّ أعداداً كبيرة من الشيعة اللبنانيين كانت شريكة في "اللحظة التاريخيّة" التي اسمها 14 آذار 2005.

ليست غاية هذه السطور استرجاع المحطّات في "المسألة الشيعيّة" منذ سبع سنوات، ما هو جادّ منها وما هو "تخبيص".

الغايةُ الجوهريّة الأولى هي تظهير حقيقة أنّ تلك الديناميّة الشيعيّة تتنامى في هذه الأيام، في رحاب ربيع "عام" هو الربيع العربيّ، وفي مرحلة يحتاج الشيعة اللبنانيّون والعرب إلى تأكيد انتمائهم إلى أوطانهم وإلى عروبتهم وإلى القيَم التي توحّدت الشعوب العربيّة حولها، وفي مرحلة يحتاج الشيعة العرب - واللبنانيّون من بينهم - إلى تأكيد رفضهم "التصادم" الشيعيّ - السنيّ المتصاعد رغماً عنهم في أماكن عدّة على الخارطة العربيّة. والغاية الجوهريّة الثانية هي إبراز ما تعلنُه هذه الديناميّة الشيعيّة المتنامية في العمق، أي ليس فقط رفض اختزال فريق سياسيّ - حزبيّ للطائفة، بل رفضُ فرض خيارات سياسيّة عليها، تتناقض مع تاريخها ومساهماتها عبر التاريخ في الكفاح من أجل الحقّ والعدالة والحريّة والكرامة، خيارات أدّت وتؤدّي إلى عزل الشيعة وانعزالهم بدلاً من انفتاحهم المعروف على كلّ التيّارات الفكريّة التنويريّة والحداثيّة، وأدّت وتؤدّي إلى وضعهم مع الجلّادين ضدّ الضحايا في مواجهة ثورات شعبيّة ديموقراطيّة تعلنُ أنّ الإنسان غايتها وهدفها. وها هي الديناميّة الشيعية المتنامية الآن تعلن اعتراضها الصارم على وَضع الشيعة بجانب نظام ديكتاتوريّ فاشي في سوريّا. والغاية الجوهريّة الثالثة - من السطور السابقة - هي تظهير حجم الشجاعة المعنويّة والأخلاقيّة والسياسيّة والوطنيّة لدى المنخرطين في الديناميّة المنَوّه عنها. فما يحصل بالفِعل، عبر المبادرات المدنيّة، هو كسرٌ لجدار الخوف من القوّة، بل هو كسرٌ لمنظومة "ثقافيّة" كاملة لدى الفريق السياسيّ - الحزبيّ الشيعيّ المسلّح، بل هو إعلان استعداد لتحمّل كلفة الاعتراض و"المناطحة". والعبرة هنا واضحة: جنوبيون من مختلف الفئات الاجتماعيّة يوقعون على موقف - مبادرة، ويضعون عناوينهم، ويخبرون عن مهنهم!.

الغايةُ الجوهريّة الرابعة هي تظهير حجم العراء الذي يعتري "حزب الله". ففي ما يتجاوز بنيته التنظيميّة، يبدو واضحاً أكثر فأكثر أنّ الحزب مقطوع الصلة بنخب الشيعة وبأوساطهم الاجتماعيّة على اختلافها وتنوّعها. يبدو واضحاً أكثر فأكثر أنّه فاقدٌ لـ "الشرعيّة" الفكريّة - الثقافيّة - السياسيّة، إذ "يتطوّر" فقط في تحوّله إلى مجرّد كتلة عسكريّة - أمنيّة "تشتغل" في السياسة!.

أمّا الغاية الجوهريّة الخامسة والأخيرة، فهي أنّ الديناميّة الشيعيّة، موضوع هذه السطور، إنّما تطرحُ على 14 آذار، وفي وجهها، تحدّياً كبيراً.

فالمنخرطون في المبادرات ليسوا جسماً مستعداً لــ "الانضمام" إلى 14 آذار بالمعنى "التنظيمي"، وليس مطلوباً منهم ذلك في الأصل، على رغم انحياز عددين منهم سياسياً إلى 14 آذار، أو بالأحرى على رغم كَون هؤلاء "ضدّ" 8 آذار. فالتحدّي المطروح هو تحدّي التواصل مع الحَيوات الشيعيّة هذه، وهو مباركة 14 آذار لمبادرات "حوار مدنيّ"، لا سيّما أن لا أفقَ لحوار سياسيّ مباشر بين قوى سياسيّة. وهو - وهذا الأهمّ - أن تقرأ 14 آذار جيداً أنّ مستقبل لبنان لن تحسمه إلّا حيويّات أو ديناميّات مدنيّة من هذا النوع، وأن تدرك مبكراً أنّ الأفق الذي تذهب إليه تلك الديناميّات المتنوّعة هو أفق الدولة المدنيّة، وأن تتبنّى هذا الأفق كأولويّة للمرحلة المقبلة. من المبالغة القول إنّ ما يجري ربيع شيعيّ، ومن الخطأ - في الوقت نفسه - اعتبار أنّ ثمّة ربيعاً يخصّ طائفة. إنّ ما يجري هو فرصة لتجديد ربيع لبنان، وإعادة صَوغ أهداف "الثورة" وأولويّاتها.

 

على أبواب السفارات مجدداً : سفارة كندا

غسان حجار/النهار

 قررت ان أذهب لزيارة شقيقتي في كندا، لذا لا بد لي من تقديم طلب الحصول على تأشيرة دخول. هذا أمر عادي لا أرفضه بالطبع، رغم ان الكنديين يحصلون على الفيزا في مطار بيروت ولا يحتاجون الى اجراءات وكثير مستندات. لكن لا يهم فلكل بلد أنظمته وقوانينه، ولم نبلغ نحن حتى الساعة القدرة على مجاراة دولة الإمارات العربية المتحدة في القرار الذي اتخذته بفرض حصول الكنديين على فيزا في مقابل منع كندا رعايا الإمارات من الحصول على التأشيرة في مطاراتها. ولما سألت قيل لي انك تحصل على الموعد عبر بنك عوده، فقلت في نفسي: "حسناً انها خطوة أولى محترمة"، رغم انها مقرونة بدفع 76 دولاراً يجب ألا تستوفى الا بعد الحصول على التأشيرة، لأنها لا تستعاد، وهي تعتبر سرقة لأموالنا اذا لم نحصل على الخدمة الموعودة، علماً ان دول الغرب ترفض في المبدأ استغلال الفقراء والضعفاء وأبناء دول العالم الثالث، وتحترم حقوق الإنسان لديها، الإقتصادية قبل الإجتماعية. حصلت على الموعد في الثامنة صباح الإثنين وأوصتني موظفة المصرف بألا أتأخر على عادة اللبنانيين. خرجت من منزلي باكراً، لأصل قبل الموعد المحدد بعشر دقائق. أدخلت مع كثير من الناس الى خيمة مسقوفة لكنها مفتوحة الجانب، وحصلت على بطاقة رقمها 42، فقلت: "لا بد انهم يستقبلون منذ السادسة صباحاً حتى بلغ الرقم 42". وطلب منا عنصر الأمن المدني، وهو لبناني بالطبع، ان نقف في الصف. لم أعلم لماذا نقف في الصف مادام حامل الرقم 20 لم يكن قد دخل بعد. المكان لا يتسع لنجلس أصلاً لأن ثمة منتظرين كثراً. ولكنه كل 5 دقائق يُصر علينا ان نقف في الصف. كان البرد القارس المثلج يلفحنا، وكنت أنظر من حولي الى عجوز وزوجته تبدّل لونهما من شدة البرد، أما العائلة الأخرى فتصطحب ابنها البالغ من العمر سنتين والذي لم يتعرف الى اسمه بعد. هل من الضروري إحضاره، سألت الوالدة، قالت: "نعم"، ضحكت، وسألتها ثانية: "هل يمكن ان يكون مزوراً، فيما هو لا يقدر على الكلام أو على اجراء المقابلات ليؤكد هويته ويجيب عن أسئلة مفترضة؟...". لن أروي بقية التفاصيل والسؤال عن أوراق غير ضرورية حتماً لشخص لن تطول زيارته أكثر من عشرة أيام. ما يهمني ان أتحدث به هو الإستقبال في العراء وفي البرد، وشكراً لله ان السماء لم تكن ماطرة في ذلك النهار. "حملة المعاملة بالمثل في السفارات" والتي أطلقناها قبل مدة تعالج هذه المشكلة في عدم احترام حقوقنا كناس لهم أيضاً كراماتهم كما مواطني تلك الدول، ولا أعلم ماذا يتبدل في أي منا اذا حصل على جنسية كندية أو أميركية أو فرنسية؟ ولماذا يصبح أكثر احتراماً وتقديراً؟ هل يتبدل الإنسان؟ بالطبع كلا. تتبدل معاملته مما يعني ان لا احترام للإنسان وانما للدول الأكثر قدرة ونفوذاً. ولإراحة الضمير نقول ان سفاراتنا في الدول الأكثر فقراً تعامل الناس المتقدمين اليها بمثل ما نُعاملُ نحن في سفارات الدول الأغنى والأقوى. لذا من المجدي ان نتخذ عبرة مما نعيشه كل يوم عملاً بالقول "عامل الناس بمثل ما تريد ان يعاملوك".

 

سابقة شربل رفضت لئلا يكررها سواه ولا تعيينات إلا وفق الآلية التي اقترحها فنيش

اميل خوري/النهار

تتساءل اوساط سياسية باستغراب لماذا يتأخر "حزب الله" في التدخل لدى حليفه العماد ميشال عون كلما اصطدمت المصالح الخاصة بالمصالح العامة... ويصبح الدستور مجرد وجهة نظر والقوانين تطبق وفق هذه المصالح، بل يترك الحزب للرئيس بري من وقت الى آخر مهمة كنس الالغام من طريق الحكومة وقد تريث هذه المرة في الاقتراب من الخلاف بين الرئيس ميقاتي والوزير شربل نحاس لانه مع القاعدة التي تقول ان على الوزير الذي لا يوقع مرسوما لاعتراضه عليه ان يكتفي بتسجيل تحفظه عنه في مجلس الوزراء او يستقيل. والرئيس بري كما الرئيس ميقاتي يعارضان تسجيل سابقة امتناع اي وزير عن توقيع المرسوم الخاص به رغم موافقة مجلس الوزراء عليه لئلا تصبح هذه السابقة قاعدة يعتمدها اي وزير خصوصا في المواضيع المهمة مثل التعيينات. وليس مقبولا من جهة اخرى ان يتولى مجلس النواب حل خلاف في مجلس الوزراء على موضوع معين، انما على الحكومة ان تتحمل مسؤولية عملها امام المجلس والا دخلت البلاد ما يسمى "الحكم المجلسي"، وهذا يتعارض ومبدأ الفصل بين السلطات. لقد دعا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عند تأليف حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، المسؤولين الى هدنة عمرها سنة "كي تعطى الفرصة للعمل، وان من لا يريد ان يحقق اولويات الناس عليه ان يستقيل من الحكومة لا ان يظل البعض يخترع كل يوم نزاعا او قصة جديدة".

هذا الموقف الواضح لم يترجم لا في حكومة الحريري ولا في الحكومة الحالية لان المصالح الخاصة تتقدم مصالح الناس واولوياتهم، وهذا يتكرر مع الحكومة الحالية رغم انها حكومة "حزب الله" الذي لا يرى حتى الآن مصلحة في ترحيلها وتحقيق اهداف قوى 14 آذار، فلا شيء من مطالب الناس تحقق ولا حتى مشروع الموازنة العامة اقر بالسرعة اللازمة توصلا الى تنفيذ المشاريع الانمائية والعمرانية في البلاد، وصار تقديم التعيينات عليها، مع ان الجميع يعلمون ان هذا الموضوع هو عقدة العقد في كل حكومة وعهد لان التعيينات جبنة يتقاسمها النافذون. لذلك كان لا بد لـ"حزب الله" من التدخل في الخفاء لدى حليفه العماد ميشال عون لازالة العقبات التي تحول دون معاودة عقد جلسات مجلس الوزراء.

لكن التعامل مع الحكومة الميقاتية وهي حكومة حزب وبقاؤها ضروري حاليا لخدمة السياسة السورية في الوقت العصيب، يختلف عن التعامل مع حكومة الرئيس الحريري السابقة والتي كان ينبغي اسقاطها لانها لا تسير في هذه السياسة، في حين ان الحكومة الحالية يجب ان تبقى لانها ضرورة ليس لخدمة النظام في سوريا فحسب، بل خدمة للأمن والاستقرار في البلاد، والاهم من ذلك جعل ادارات الدولة من خلال ملء الشواغر فيها ادارات غير حزبية او فئوية لانها اذا كانت غير ذلك فقد يكون لها دور فاعل في الانتخابات النيابية المقبلة وتكون قادرة على تعطيل اجراءات الحياد. وهذه التعيينات التي تخضع لآلية اقرها مجلس الوزراء قد تجعل وزراء يرفضون توقيع المراسيم الخاصة بها اذا لم يكونوا موافقين عليها وذلك اسوة بما فعله الوزير نحاس، فتعطل جلسات مجلس الوزراء مهمة اخرى.

والغريب في امر من يرفضون هذه الآلية ولاسيما "تكتل التغيير والاصلاح" انهم يتناسون ان من اقترحها وطرحها على مجلس الوزراء ونالت موافقته هو وزير "حزب الله" السيد محمد فنيش. فلماذا لا يدافع الحزب عن هذه الآلية التي اقرها ويجعل حلفاءه يلتزمونها؟

لقد شدد الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي على تطبيق هذه الآلية تطبيقا دقيقا كاملا لان تطبيقها هو الذي يأتي بأصحاب الكفاية والنزاهة على رأس الادارات ويجعلها قادرة على مواكبة تنفيذ مشاريع كل حكومة بكل شفافية، لا ان تأتي التعيينات بالمحاسيب والانصار فتصبح ادارات الدولة لغير الدولة. واذا كان البعض يعتبر ان هذه الآلية تخالف الدستور وصلاحيات الوزير، فليعد النظر فيها مع ان الحكومة السابقة التي كانت تمثل غالبية القوى السياسية في البلاد قد وافقت عليها. لذلك على رئيس الحكومة وكل وزير ان يرفع ثلاثة اسماء من اللائحة التي يكون قد اعدتها لجنة مؤلفة من الوزير المختص ورئيس مجلس الخدمة المدنية او من ينوب عنه، ومن اختصاصي يسميه وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية للتأكد من المواصفات المطلوبة لكل من وظائف الفئة الاولى الشاغرة بعد ان يسقطوا الاسماء الصادرة بحقها عقوبة عن اي من هيئات المراقبة، وتعرض الاسماء المقترحة على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب. الواقع، ان من يحاول الالتفاف على تطبيق هذه الآلية يكون مسؤولا عن ابقاء المراكز شاغرة في ادارات الدولة، اما بذريعة انها آلية غير دستورية، او ان يتوصل الى تعيين من لا تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة. لكن رئيس الجمهورية يفضل عندئذ وضع موضوع التعيينات جانبا والعودة اليها في ظروف سياسية افضل، والانصراف الى الاهتمام بأولويات الناس وهمومهم ومصالح الوطن.

 

سوريا

 

السياسة": الأسد لم يتعلم من دروس غيره ويعـمل على تقسيم سـوريا

المركزية- نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر مقربة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تأكيدها أن ليس هناك من "أسباب ثأرية" وراء حملته على الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق باغتيال والده كمال جنبلاط الذي سبق له أن أعلن وفي أكثر من مناسبة أنه سامح، ولكنه لن ينسى"، مستغربة "ذهاب البعض إلى هذا التحليل الخطأ، خصوصاً أن جنبلاط لم يكن ولا مرة في وارد ربط الخاص بالعام".وكشفت المصادر أن حملة جنبلاط على الرئيس الأسد نابعة من قناعته بأن الأخير "لم يتعلم من دروس غيره من القادة العرب الذين اختاروا طريق القمع الدامي في تصديهم للانتفاضات التي حصلت في دولهم، خصوصاً أن الشعوب عندما تقول كلمتها لا يبقى أمام القادة سوى الانصياع لإرادتها ولا يمكن مواجهة الشعب بالقتل والتهجير والتدمير، وهذا ما فعله ويفعله الأسد بالشعب السوري منذ ما يقارب السنة، معطياً لنفسه الحق بإبادة شعبه لأنه تجرأ وطالب بالإصلاحات أسوة بغيره من شعوب المنطقة". وأكدت المصادر أن بدعة التصويت على الدستور الأحد المقبل، التي وصفتها بـ"الأكذوبة المفضوحة"، بعد تدمير حمص وتحويلها ستالينغراد جديدة، "كانت وراء حملة جنبلاط على نظام الأسد، الذي على ما يبدو استفاد كثيراً من "الفيتو" الروسي ليقوم بحرب إبادة ضد معاقل السنة في حمص وحماة ودرعا ومعرة النعمان ودير الزور وريف دمشق، من ضمن مخطط مكشوف لتقسيم سوريا، وإبادة السكان السنة في محيط الدولة العلوية التي بدأت تظهر ملامحها بعدما نقل كل الأسلحة الثقيلة إليها، وبعدما أصبح ميناء طرطوس قاعدة للبوارج الحربية الروسية والإيرانية، في ظل الإستعدادات الروسية لتسليح الجيش السوري بأسلحة أكثر فتكاً من التي يستخدمها النظام في حرب الإبادة على المدن السنية".

وأوضحت أن "أكثر ما أزعج جنبلاط في الآونة الأخيرة، هو تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن المعارضة السورية وارتباطها بتنظيم "القاعدة" ورفض تسليحها واستحالة إقامة ممرات آمنة لإغاثة المنكوبين". أما في موضوع الفرز بين من هو مع الشعب السوري من دروز الجبل ومن هو مع النظام ومن حراس الهيكل، فأوضحت المصادر أن "جنبلاط وردت إليه معلومات تفيد أن بعض القيادات الدرزية من حلفاء النظام السوري في لبنان تولت بأوامر من الأسد نفسه توزيع المال والسلاح على السكان الدروز في مناطق عدة من دمشق والجبل، وبالأخص في جرمانا، إحدى ضواحي دمشق، وشهباء والسويداء، حيث قام شبيحة النظام بافتعال مشكلات في هذه الأماكن أدت الى سقوط عدد من الجرحى، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الجنود الدروز الذين سقطوا في المواجهة مع المنشقين، ما أزعج جنبلاط كثيراً، وأصبح يردد في مجالسه الخاصة والعامة "يا حيف ع الدروز يا حيف كيف تحولوا من حماة لوطنهم إلى مرتزقة لدى نظام الأسد".

 

جريح لبناني في القاع عند الحدود السورية.. وإحراق "فان" وسيارة في كفرزبد

أفاد مندوب "NOW Lebanon" في البقاع عن "نقل المواطن اللبناني عمر على رادي مُصاباً بطلق ناري في ظهره في منطقة مشاريع القاع عند الحدود اللبنانية السورية إلى مستفى شتورا للمعالجة".

من جهة ثانية وفي بلدة كفرزبد في البقاع الشرقي سُجِّل إقدام مجهولين على إحراق "فان" وسيارة يعودان للمواطن ملحم ابراهيم الخطيب، وأشار معلومات إلى أن السبب قد يكون "خلافات عائلية وشخصية".

 

مسؤول أميركي: خطة مساعدة إنسانيّة ستُعرض على "مؤتمر أصدقاء سوريا" 

أعلن مسؤول أميركي كبير على هامش مؤتمر الصومال في لندن أنّ خطة مساعدة انسانيّة دوليّة ستُعرض الجمعة على "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي يعقد في تونس.المسؤول، وفي حديث مع الصحافيين طالبًا عدم الكشف عن اسمه، قال إنّ "النظام السوري سيواجه تحدي قبولها"، موضحًا أنّ وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون تحدّثت الخميس عن هذه الخطة مع عدد كبير من المسؤولين الاجانب. وأضاف: "من بين الامور التي ستخرج غدًا (الجمعة) من الاجتماع ستكون هناك مقترحات ملموسة" تتعلق بتقديم مساعدة إنسانيّة في الايام المقبلة.(أ.ف.ب.)

 

كونا": مصدر رسمي أوروبي أكد إضافة 7 وزراء سوريين إلى قائمة العقوبات الأوروبيّة 

ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أنَّ مصدرًا أوروبيًا رسميًا كشف اليوم عن أنَّ "وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيقومون خلال اجتماعهم الاثنين المقبل بإضافة سبعة وزراء سوريّين في قائمة العقوبات الاوروبيّة". المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أوضح أنَّ العقوبات المتوقّعة على الوزراء السوريين الذين لم يكشف عن هوياتهم هي رفض إعطائهم تأشيرات دخول لدول الاتحاد وتجميد أرصدتهم في البنوك الاوروبية وذلك بسبب استمرار اعمال العنف في سوريا. وإذ أشار إلى أنَّ "الوزراء سيبحثون خلال اجتماعهم المرتقب فرض قيود على البنك المركزي السوري والصادرات من المعادن الثمينة كما سيتم بحث فرض حظر على رحلات الشحن من سوريا من أجل الضغط على النظام السوري لوقف أعمال القمع ضد الشعب"، لفت المصدر إلى أنَّ "مجلس الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية سيقيّم نتائج "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي سيعقد في تونس غدًا من أجل مناقشة كيفية تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري". وذكر المصدر أنَّ "الوزراء سيناقشون اتخاذ المزيد من الخطوات الدبلوماسية في الأمم المتحدة وسبل تكثيف الدعم المقدم إلى مبادرات جامعة الدول العربية لإيجاد الحلول السياسيّة للأزمة السوريّة". إشارة إلى أنَّ الاتحاد الاوروبي كان قد وضع 100 مسؤول سوري على رأسهم الرئيس بشار الاسد في قائمة العقوبات الاوروبية لمسؤوليّتهم عن أعمال العنف الجارية في سوريا.(كونا)

 

"الاتحاد الدولي لحقوق الانسان": مجلس الأمن يتحمّل مسؤوليّة وقف سفك الدماء في سوريا 

حث "الاتحاد الدولي لحقوق الانسان" الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على احالة ملف الازمة السورية إلى "المحكمة الجنائية الدولية" والعمل على منع تدفق الأسلحة الى سوريا.

"الاتحاد الدولي لحقوق الانسان"، وفي بيان وزّعه اليوم مكتبه بالقاهرة، أبدى انزعاجه ازاء تصاعد العنف في سوريا، داعيًا "مجلس الأمن الدولي لاعادة فتح النقاش فورًا حول هذه المسألة واتخاذ اجراءات حازمة وحاسمة لوضع حد لسفك الدماء وحماية الشعب السوري". كما أعرب عن قلقه العميق جراء حملة الاعتقالات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الانسان البارزين في سوريا وخشيته على سلامة المعتقلين وخصوصًا في اطار السياق الحالي الذي تنتشر فيه ممارسة التعذيب واساءة المعاملة أثناء الاحتجاز في سوريا.

وأضاف الاتحاد أنَّه "منذ اعتراض الصين وروسيا على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا في الرابع من شباط الجاري (عبر استخدامهما حقّ النقض ضدّه) تصاعدت حدة الهجوم العنيف من قبل النظام السوري ضد شعبه مع استمرار تدفق الأسلحة الى داخل البلاد ما أدى الى المزيد من عسكرة الصراع". وشدّد على أنَّ "مجلس الأمن عليه الاعتراف بأن فشله في التوصّل إلى اتفاق يؤجج العنف في سوريا ويؤدي إلى مقتل ومعاناة المدنيين الأبرياء".(كونا) 

 

التدخل العسكري في سوريا الآن

علي حماده/النهار

 لم نكن في حاجة الى انتظار تفجر وحشية النظام في سوريا في حمص وحي بابا عمرو كي ندرك ان الحلول السياسية والحوارية لا تنفع مع مع ورثة حافظ الاسد. فقد جرت مواجهة الثورة السلمية بالرصاص الحي ثم صارت قذائف المدفعية والدبابات والمدفعية المضادة للطائرات الوسيلة المفضلة لمواجهة الشعب وارتفاع اعداد القتلى الى الآلاف كان عنصرا حاسما في تزايد الانشقاقات، ومن ثم في تشكيل "الجيش السوري الحر". فالمعالجة الدموية التي اتسمت بها سياسة بشار واعوانه للثورة السورية السلمية جعلت انشقاق العديد من جنود الجيش النظامي وضباطه امرا طبيعيا نظرا الى صعوبة تقبل هؤلاء هذا المستوى من الوحشية، وقد ادى الأمر في شكل طبيعي الى بدء شرائح مدنية بحمل السلاح دفاعا عن النفس بعدما بلغ القتل والاعتقال القاتل والتعذيب والاغتصاب مستويات لا تحتمل. لقد بدأ الناس باعتبار مسألة الدفاع عن النفس امرا مشروعا. وما كان من الممكن ان يبقى الشعب الثائر كله يخرج يوميا ليشكل اهدافا بشرية شبيهة بالطيور يرميها جنود النظام وشبيحته بالنار من دون ان يتطور الوضع في اتجاه ان يزداد حمل الشعب للسلاح، خصوصا مع ترسخ اقتناعات الثوار بان المجتمع الدولي الذي هب لانقاذ الليبيين من مجزرة محتملة لم يتحرك على الأرض لانقاذ السوريين من مجزرة قائمة ودائرة تحت انظار العالم. فالقتل في سوريا يحصل على الارض وينقل مباشرة على الهواء. والعالم لا يتحرك باكثر من اجراءات ديبلوماسية وعقوبات اقتصادية تحتاج الى وقت طويل قبل ان تتبلور فاعليتها وتأثيرها على نظام بشار الاسد الذي اتخذ قراراً واضحا بالقتل ثم القتل ثم القتل كرد على الثورة. وبالتالي بات من المستحيل اسقاط نظام كهذا بدون استخدام القوة، وهذه لن تكون الا خارجية كي توازن بين قوة كتائب النظام وضعف المقاومة الشعبية عسكريا. لقد عكس موقف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال مكالمته الرئيس الروسي بالامس واقعا اليما بلغته الازمة السورية، ففي قول الملك لمحدثه ان الحوار مع روسيا ما عاد مفيدا في المسألة السورية ما يشي بأن الامور وصلت الى مرحلة الفرز العربي والدولي الحاسم بين من يقفون مع قتلة اطفال في سوريا ومن يقفون مع ثورة شعب اعزل في ثورته من اجل الحرية والكرامة. واذا ما انتقلنا من المستوى المثالي الى المستوى العملي نقول ان الوضع في سوريا سائر الى مزيد من حمامات الدم في كل المدن والقرى والبلدات، ومن هنا اهمية الدفع في اتجاه تأمين حماية عربية - دولية للشعب، وهذه لن تكون الا من طريق تدخل عسكري عربي - غربي يبدأ بانشاء ممرات انسانية آمنة أقله عبر حدود مع تركيا والاردن يمكن حمايتها بسهولة نسبية.

ان كل يوم يمر من دون تدخل عسكري الطابع يزيد في معاناة السوريين، ويجعلهم مشاريع شهداء بعشرات الآلاف. فهل سنبقى متفرجين حتى تصير سوريا بلد المليون شهيد؟

 

مؤتمر "أصدقاء سوريا" فرصة لتخطي التراخي الدولي

 ربى كبّارة/المستقبل

يوفر مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي ينعقد غداً في تونس فرصة ليتخذ أكبر تجمع عربي-دولي من خارج مجلس الامن، بسبب التعنت الروسي-الصيني، خطوات عملية توضح للنظام الاسدي إستحالة مضيّه في القمع الدموي من دون أي رادع وتؤكد للشعب السوري أنه لن ينزف وحيداً فترة أطول. وأولى هذه الخطوات تنظيم الإغاثة الانسانية عبر ممرات آمنة تتطلب حمايتها تقديم الدعم السياسي والعسكري للمعارضة في حال استمرار استبعاد التدخل العسكري المباشر ضد نظام أسقط في نحو عام اكثر من سبعة الاف ضحية من أبناء شعبه، وتدل كل المؤشرات على استمراره في هذا المنحى باعتباره الوحيد المتبقي امامه ليحول دون سقوطه. فحتى الآن ما زال المجتمع الدولي منقسماً في مواجهة تهديدات حلفاء سوريا الوحيدين، ايران روسيا والصين، من أي تدخل خارجي لاسقاط النظام. في المقابل يستفيد المؤتمر من زخم قرار إدانة النظام السوري الذي صدر عن الجمعية العمومية للامم المتحدة في السادس عشر من الجاري بأغلبية شبه ساحقة، وإن لم يكن ملزماً.

وما زال المجتمع الدولي، رغم إجماعه على ضرورة تنحي الرئيس بشار الاسد للتوصل الى حلّ سياسي، يتردد في اتخاذ خطوات عملية لدعم الشعب في مسيرته للتخلص من النظام لاسباب متنوعة، منها خشيته من الحرب الاهلية وانعكاساتها على دول الجوار أو انشغاله بترتيب أموره الداخلية من انتخابات أو ازمات اقتصادية، متلطياً خلف "الفيتو" الروسي في مجلس الامن . لكن موسكو ستغيب عن المؤتمر الذي ينعقد غدا حيث لا يكون لرفضها الممرات الآمنة أثر مباشر.

فعشية المؤتمر أعربت مثلاً الخارجية البريطانية عن أملها في أن يؤدي هذا الاجتماع الى "زيادة الضغوط الديبلوماسية" على النظام السوري، وأشارت ايطاليا إلى أملها في ان يؤدي إلى "زيادة الضغوط الاقتصادية"، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه يبعث بـ "رسالة واضحة" الى موسكو. وكلها أهداف غير فعّالة خصوصا وأن جميع بيانات الإدانة أو خطوات المقاطعة الديبلوماسية والاقتصادية الجزئية لم تردع حتى الآن النظام الأسدي، بل هو يستفيد من التراخي الدولي ومن استبعاد التدخل العسكري لتصعيد قمعه الدموي أملاً في التوصل إلى حسم عسكري مستحيل. وهو يسعى من خلال ذلك الى جعل سوريا ساحة صراع دولي بما يطيل عمره ويبقي ابواب المساومات مع الخارج مفتوحة امامه كما فعل خلال سنوات حكمه الطويلة تحت ستار مقولة العداء لاسرائيل مجسدة بمعادلة المقاومة والممانعة. ورغم طرح الازمة السورية عبثاً على طاولة مجلس الامن ودخولها اروقة الامم المتحدة فما زال الغرب والولايات المتحدة يتحاشيان فعلياً وعملياً تدويل الوضع السوري. لكن لطرفي المواجهة الميدانية، النظام ومعارضيه، سنداً دولياً أو أقليمياً: للنظام سند عملي يوفر له علنا ًحاجاته العسكرية والاقتصادية (ايران وروسيا) ويحميه في مجلس الامن (روسيا)، أما المعارضة فلها حتى الان مجرد سند لفظي واسع مثلته 137 دولة في الجمعية العمومية للامم المتحدة. فقد أوضحت تصريحات مسؤولين اميركيين وغربيين أن دولهم تستبعد التدخل العسكري. بل وصل الأمر بواشنطن مثلاً إلى التصريح بأنه "من المبكر" تسليح المعارضة رغم عدم اقفالها الباب نهائياً امام هذا الخيار. لكن المؤتمر الذي ينعقد لتخطي الفيتو الروسي في مجلس الامن هدفه دعم قرار الجامعة العربية الذي وضع تصورا لمراحل الانتقال الديموقراطي يستند على تقديم كل اشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة بما يفتح الباب أمام مدها بالسلاح وتدريبها لتصعّد ضغوطها على النظام وتحمي المدنيين قدر الامكان. رغم أن هذه الخطوة وحدها قد لا تساعدها على قلب الموازين بسرعة. فالنظام يملك ترسانة قوية والانشقاقات رغم اتساعها نوعاً وكمّاً لم تؤد بعد الى انقسام القوى النظامية وما زالت بعض الفئات تلتف حوله رغم توسع التظاهرات الاسبوع الماضي لتطال دمشق وحلب المدينتين اللتين طالما استند النظام الى هدوئهما للقول انه يسيطر على الأوضاع.

كما لا يمكن للمجتمع الدولي مواصلة التراخي متذرعاً بأن المعارضة ليست موحدة بين الخارج والداخل، وأن عليها ان تضم "كل الاتجاهات والطوائف" كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، اذ ثمة استحالة لتوحدها من دون ممرات انسانية تشكل لها ارضية مشتركة. وجليّ أن هذا العذر واهٍ وغير مقنع في ظل الحجم التمثيلي لـ"المجلس الوطني السوري" الذي سيحضر المؤتمر خصوصاً وان تنسيقيات الثورة في الداخل رفعت منذ أشهر شعارات واضحة في تظاهراتها تؤكد ان "المجلس الوطني يمثلنا" . ويبدو الأمر كأن الرهان الدولي يعني ترك الشعب السوري ينزف وحيدا بانتظار سقوط النظام على نار بطيئة تؤدي مع الوقت الى انهيار الاقتصاد والآلة العسكرية، متناسياً حجم الضحايا الذين سيسقطون خلال هذه الفترة. ويبدو أن لهذا الحل بنظره فوائد منها كونه أقل كلفة بالنسبة اليه وأقل مخاطر، فهل يغير المؤتمر هذا الواقع؟.

 

 مؤسس "الإئتلاف الوطني اللبناني العربي" يوسف شمص: حكم زمرة النظام السوري الأكثر همجية

 المستقبل/أهاب مؤسس "الإئتلاف الوطني اللبناني العربي" يوسف شمص، بـ "جميع القوى الوطنية اللبنانية والعربية ودول العالم ان تقف وقفة صلبة لوقف حمامات الدم والمجازر في سوريا الثورة من قبل عصابات الأمن السوري ومخابراته"، مؤكدا ان "ليس هناك من إرهابي في هذا العالم أكثر همجية من حكم هذه الزمرة الغاشمة، والتي تعد بحق وريثة النازية البغيضة".

وقال في تصريح بعد الإجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي للإئتلاف بكل أعضاء لجانه أمس: "جريا على مواقفنا المبدأية الثابتة من الربيع العربي بالوقوف الى جانب الثورات العربية التغييرية، ولاسيما الثورة السورية للشعب الأبي هناك، وبعد ان ناقشنا مضمون رسالة المجلس الوطني السوري الهامة والموجهة للشعب اللبناني، والتي أعلنها بكل جرأة منسق الأمانة العامة لقوى الربع عشر من آذار فارس سعيد في مهرجان ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في "البيال" وما تحتويه هذه الرسالة من ثوابت وتفاصيل لتكريس أسس العلاقات المستقبلية بين لبنان وثورة الأرز فيه ومع سوريا الثورة، على قاعدة الثقة والإحترام المتبادلين والمصالح المشتركة حاليا ومستقبلا". وأوضح إن "موقفنا هذا ليس موقفا عرضيا طارئا بل هو استمرار لمواقفنا السابقة من بدايات الثورة السورية، والتي كنا قد جاهرنا بها وهي من موقفنا الريادي في الإئتلاف كمكون شيعي ضد قوى الظلامية والإرتهان"، مشيرا الى "أننا من موقعنا نهيب بجميع القوى الوطنية اللبنانية والعربية ودول العالم ان تقف وقفة صلبة لوقف حمامات الدم والمجازر، التي ترتكب على مرأى من العالم ومسمعه ضد كل المحافظات والدساكر في سوريا الثورة من قبل عصابات الأمن السوري ومخابراته، فليس هناك من إرهابي في هذا العالم أكثر همجية من حكم هذه الزمرة الغاشمة والتي تعد بحق وريثة النازية البغيضة".

 

ساركوزي: مقتل الصحافيَين في سوريا يثبت أنّ على هذا النظام التنحي

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه تبلغ أن "صحافيَين قتلا أحدهما فرنسي" في حمص، وأضاف: "سبق أن قتل مصور فرنسي (جيل جاكييه) قبل فترة، وسأقدّم بالطبع التعازي إلى الأسر"، مشيرًا إلى أن "ذلك يدل على أهمية العمل الصحافي وكم هذه المهنة صعبة وخطيرة". وتابع ساركوزي في تصريح من مقر حملته الإنتخابية: "ذلك يثبت أن هذا يكفي الآن، وعلى هذا النظام (السوري) التنحي وليس هناك أي سبب لكي لا يحظى السوريون بحق عيش حياتهم واختيار مصيرهم بحرية". (أ.ف.ب.)

 

الملك السعودي لمدفيديف: لا جدوى من الحوار حول سوريا.. وكان الأولى التنسيق قبل "الفيتو" 

ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز تلقى اليوم الأربعاء إتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة وخاصة ما يجري في سوريا . وأضافت الوكالة أن ميدفيديف شرح للملك عبدالله وجهة نظر الحكومة الروسية حيال الملف السوري، فأجابه خادم الحرمين الشريفين بأن "المملكة العربية السعودية لا يمكن اطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا، وكان من الأولى من الأصدقاء الروس أن قاموا بتنسيق روسي عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي". وأضاف الملك عبدالله: "أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي". ("واس")

 

المجلس الوطني السوري": النظام لن يسقط إلا بالقوة العسكرية

شدد عضو المكتب التنفيذي في "المجلس الوطني السوري" سمير نشار على أن "هذا النظام لن يسقط إلا بالقوة العسكرية"، وأضاف: "أمام اسرائيل، هذا النظام هو أضعف ما يكون في الدفاع عن نفسه وهو لا يدافع عن شعبه بل عن نفسه"، معتبرًا أن هذا النظام "لا يعرف قيم للإنسانية أو لحقوق الإنسان". نشار، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، رأى أن "المواقف الروسية تغطي ممارسات (الرئيس السوري بشار) الأسد"ن لافتًا إلى أن "الموقف الروسي خاسر ومعزول دوليًا وعربيًا".  وإذ أشار إلى أن "شرائح المعارضة أغلبها في "المجلس الوطني السوري" الذي يمثل القسم الأكبر من المعارضة"، أوضح نشار أن "المجلس الوطني السوري" لا يمثل فقط "المعارضة الخارجية بل الداخلية والخارجية". وأضاف: "صحيح أنه لا يمثل الكل بل القسم الأكبر"، معتبرًا أن "نظام الاسد هو الاخ التوأم لـ(الزعيم الليبي الراحل) معمر القذافي". وقال: "أتوقع مصيرًا للأسد يشبه مصير القذافي".  وفي السياق ذاته، راى نشار أن الأسد "يراوغ ويماطل لمحاولة إبادة حي بابا عمرو"، مشيرًا إلى أن المعارضة طالبت بالممرات الإنسانية "لتأمين مرور الجرحى والأطفال". وتابع: "قوات الأسد لن تسمح بالممرات الانسانية وهي تريد إبادة حي بابا عمرو"، متوقعًا أن "يبلور مؤتمر "أصدقاء سوريا" (الذي سيُعقَد بتونس) لوضع آلية دولية لإنقاذ الشعب السوري". وختم بالقول: "الأسد فقذ أي مصداقية في قواننيه وخطابته ويجب أن يُعتبر شيء من الماضي". (رصد NOW Lebanon) 

 

منتهى الأطرش  لـ «الراي»: النظام يغري فقراء الدروز بالمال ويطلب منهم الانضمام للشبيحة 

بيروت ـ من ريتا فرج/الراي

توجهت الناشطة الحقوقية منتهى الأطرش الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) برسالة شكر الى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بعد موقفه الاخير الذي حمل أعنف هجوم على نظام الرئيس بشار الاسد ودعا الى «الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسورية بين من يدعمون النظام وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سورية ديموقراطيّة متنوعة». الأطرش، وهي ابنة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي العام 1925? أكدت « أن التصحريات التي أدلى بها الاستاذ جنبلاط تبرهن بشكل قاطع على أنه مع الثورة ضد الطغيان وأنه أدرك بعد تجربة والده المعلم الكبير كمال جنبلاط أهمية الحرية والديموقراطية المستمدة من الشعب».

واعلنت أن «النظام الغاشم يغري فقراء الدروز بالمال ويطلب منهم الانضمام الى الشبيحة ورغم كل ذلك اهالي جبل العرب ينتصرون للثورة السورية»، مشددة على «أن دروز سورية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري المناضل وهم مكوّن أساسي في صنع مستقبل سورية»، ومطالبة بعض الدروز بـ «الاصغاء» لما «قاله الأمير شكيب أرسلان بأن الدروز عرب أقحاح ولا بد ان يلتزموا بعروبتهم وإنتمائهم الى الوطن العربي». «الراي» اتصلت بالناشطة الحقوقية منتهى الأطرش وأجرت معها الحوار الآتي:

• أشار النائب جنبلاط الى أنه «حانت ساعة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسورية بين من يدعمون النظام وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سورية ديموقراطيّة متنوعة». ما رأيك بالموقف الأخير لزعيم المختارة؟

- النائب وليد جنبلاط قارئ جيد للأحداث والتطورات في المنطقة، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها تؤكد وقوفه الى جانب الثورة السورية، وأنا من جديد أشكره على موقفه بدعم حق الشعب السوري بالحرية والديموقراطية، وهو في مواقفه الأخيرة أكد لنا أنه مع الثوار في سورية من جبل العرب الى دمشق ومن مدينة حمص الجريحة الى دمشق ومن حلب الى ادلب. التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الاستاذ وليد جنبلاط تبرهن بشكل قاطع على أنه مع الثورة ضد الطغيان وأنه أدرك بعد تجربة والده المعلم الكبير كمال جنبلاط أهمية الحرية والديموقراطية المستمدة من الشعب.

• أكد جنبلاط أن «أهل جبل العرب ناضلوا في الماضي لتحرير سورية من الانتداب ويناضلون اليوم من أجل تحرير سورية من الطغيان». كيف تقاربين ما تقدم به جنبلاط في رسالته الثالثة الى أهل جبل العرب؟

- اتمنى أن يتلقى كل الدروز في جبل العرب الرسالة التي وجّهها الاستاذ وليد جنبلاط. هذا النظام الغاشم يغري فقراء الدروز بالمال ويطلب منهم الانضمام الى الشبيحة ويستعمل بعض عملائه لتوزيع السلاح على الدروز. ورغم كل هذا الضغط فإن اهالي جبل العرب ينتصرون للثورة السورية.

• ما الأخبار التي تصلك عن الحراك الشعبي في المناطق الدرزية؟

- أنا موجودة الآن في الشام بحكم انتقالي في فصل الشتاء الى دمشق، والأخبار التي تصلني من بعض الأقارب تؤكد التطور السريع للحركة الثورية وخصوصاً بعد الأحداث المؤلمة والمفجعة في حمص وحماة والرستن وإدلب. فهذه الأحداث أعادت إحياء الشعور القومي لدى الدروز. وأنا موقفي من النظام ليس وليد اللحظة، فقد ناضلتُ لفترة ثلاثين عاماً وما زلت أناضل وأقول مجدداً للثوار الشرفاء أنا الى جانبكم ووراءكم، ولن أتخلى عن موقفي هذا رغم البطش والقتل الشديدين. وأريد تأكيد مسألة أخرى انه رغم توزيع المال على الفقراء من الدروز وغيرهم في جبل العرب، فالناس في النهاية يعودون الى أصولهم وقناعاتهم بأن الدروز جزء لا يتجزأ من الشعب السوري المناضل وهم مكوّن أساسي لصنع مستقبل سورية.

• ما تقدمتِ به شدد عليه جنبلاط حين دعا الدروز للوقوف الى جانب العروبة والى جانب محيطهم العربي والإسلامي. هل دروز سورية اليوم أمام امتحان العروبة؟

- تاريخ الدروز في جبل العرب يؤكد أنهم جزء لا يتجزأ من العروبة والنضال الوطني وهم يقاومون الطائفية وشعارات التقسيم التي يروج لها النظام. ليس لدى الدروز في سورية أي نية للانفصال وحيويتهم وتاريخهم ونضالهم يبرهن على أنهم امتداد لأبناء الوطن العربي. الدورز جزء من أبناء سورية الحبيية رغم محاولات التشويه والتهديد التي يلجأ اليها النظام. ومنذ فترة تمّ استدعاء بعض مشايخ الطائفة الدرزية من النظام وقالوا لهم: أنتم أقلية ونحن أقلية وعليكم دعمنا، وها هو حزب البعث الذي يدّعي العروبة والعلمانية يستخدم الطائفية للبقاء في السلطة. الدورز في سورية ليسوا أقلية وهم أكثرية بإنتمائهم الوطني وبشراكتهم في صنع مستقبل سورية.

• حذر جنبلاط الدروز من «الانجرار خلف الشبيحة» وقد أشرتِ في السابق الى أن بعض الدروز يعملون ضمن هذه الفرق. بماذا تطالبين اليوم أهالي جبل العرب؟

- ما قاله الاستاذ وليد جنبلاط موجود على أرض الواقع وقد قلته لك في السابق. بعض ضعاف النفوس والفقراء يتم استدراجهم للعمل في فرق الشبيحة وانا تعرفت على أحدهم وهو من أبناء جيراني فقد أغروه كي يعمل معهم فترك الجامعة وقال لي انهم يدفعون الكثير من المال. أريد أن أقول لبعض الدروز الذين يعملون في الشبيحة عليكم الاصغاء لأبناء الثورة السورية والوقوف الى جانب الثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحرية والديموقراطية للخروج من هذا السجن الذي أسرنا جميعاً لمدة 42 عاماً وعليكم الاصغاء لما قاله الأمير شكيب ارسلان بأن الدروز عرب أقحاح ولا بد ان يلتزموا بعروبتهم وإنتمائهم الى الوطن العربي.

• انتقد النائب وليد جنبلاط عملية الاستفتاء على الدستور الجديد. ما رأيك في ذلك؟

- هذا الدستور وضع لمصلحة النظام واستمراره ويريد اخراجنا من سجن الى سجن لأن الدستور في الأساس وبعدما قرأتُ بعض ما ورد فيه لا يهدف لاعطاء الحرية للسوريين، ولا أعلم كيف بمقدور النظام القيام بالاستفتاء تحت القتل والرصاص والخوف. 

 

شعب سورية يرفض «التقسيم» والنظام يسعى إليه

عبدالوهاب بدرخان/الحياة

مطلع الشهر الثاني عشر للانتفاضة الشعبية، استشرس النظام ساعياً الى الحسم العسكري، لكن الشعب استبسل وأظهر أنه ماضٍ الى أقصى تحدّيه للموت، فلا عودة الى الوراء. لا يزال العقل الأمني يعتقد أنه يملك أسباب بقاء النظام، ولذا فهو يزوّد جنوده بكمّامات استعداداً لمهاجمة حمص بأسلحة غير تقليدية، وقد يسترشد بجريمة نظيره العراقي البائد في حلبجة عام 1988. أما العقل السياسي، فيتباهى بأنه ضلّل

المسعى العربي، ولا يزال يتجاهل أنه بدد الفرص الأخيرة لـ «حل سياسي»، ممعناً في تجاهله أيضاً أن ثمة حراكاً شعبياً لم يُعرف له مثيل عربي تحت أي حكم استبدادي.

مطلع الشهر الثاني عشر للانتفاضة الشعبية، وضع أكثر من ثلثي دول العالم النظامَ السوري في خانة النبذ والعزل، مع حلفائه، الذين باتوا جميعاً ملطخةً أيديهم بدماء الشعب السوري، وشركاءَ في القمع الإجرامي، ملوّثين بممارساته، ومتورّطين بلعنته. أما خصومه في الخارج، أولئك الذين يعتبرهم مجرد أطراف في «مؤامرة» يخوضها الشعب ضدّه، فتضاءلت طموحاتهم الى الحدّ الأدنى: اذ تقتصر «مؤامراتهم» حالياً على التسوّل لدى الروس لفتح ممرات إنسانية، بغية إيصال شيء من الغذاء والدواء والكساء لمن يفترض أنهم أبناء شعبه، ليتبيّنوا أن هذا النظام فَقَدَ منذ زمن انتماءه الى هذين الشعب والبلد، وأنه ينتمي الى ذاته، الى مصالحه، وهي ليست مصالح الشعب والبلد. ويبدي الروس استعداداً لتلبية هذا المطلب الإنساني لكنهم سيُخضعونه للمساومة، إذ تنبغي رشوتهم ورشوة النظام في آن ليقتنعا معاً بقبوله. ومطلع الشهر الثاني عشر للانتفاضة الشعبية، أخرج النظام ورقتين من قبعته السحرية، معتقداً أنه لا يزال قادراً على تمرير مثل هذه الخدع. الأولى سعياً إلى مصداقية ضائعة، إذ التقطت صورة الرئيس وهو يتسلّم نسخة من الدستور الجديد المعدَّل والمراجَع، ثم قُدّم الإعلان عن موعد الاستفتاء على الدستور، وكأنه «مَكْرُمة» من الرئيس الى الشعب. أما الثانية، فخصّصت للتخويف، إذ انتهز الرئيس لقاءه مع المبعوث الصيني ليحذّر رسمياً من أن ما تتعرض له سورية يهدف بشكل أساسي الى «تقسيمها» و «ضرب موقعها الجيوسياسي» و «دورها التاريخي في المنطقة»، فبعد التخويف من الصراع الطائفي، واضطهاد الأقليات، و «إحراق المنطقة»... ومن... ومن... ها هو التقسيم يُلاك بأفواه النظام وأبواقه، فإذا المحذّرون من رجسه والمدّعون رفضه يلوّحون به مهدّدين: إما القبول بهذا النظام و «دوره التاريخي» وإما الذهاب الى التقسيم.

لم يُسمع أي صوت ولا رُفعت أي لافتة طوال التظاهرات والمواجهات للمطالبة

بـ «التقسيم» أو ما يشبهه أو يعادله، وحتى الذين قتل آباؤهم وأبناؤهم أو خُطفوا وعُذّبوا وأهينت إنسانيتهم، لم تدفعهم انفعالاتهم الى القول إنهم يريدون تقسيماً

للبلد. بلى، طالب المتظاهرون بتدخل خارجي، آملين بنهاية قريبة للظلم والظلام اللذين

فرضهما النظام على سورية. طالبوا بأي تدخل، عربي أو غير عربي، آملين بخفض كلفة الدم، لكنهم أدركوا الآن أنهم متروكون ليتدبروا أمرهم في مواجهة هذا النظام. سمعوا الجميع في مجلس الأمن يطمئنون النظام وحلفاءه الروس والصينيين، بل يرددون ما يشبه القَسَم، بأنهم لا يعتزمون التدخل. سمعوا الأمين العام لحلف الأطلسي يستبعد أي دور لـ «الناتو» وينفي «أي نيّة للتدخل في أي حال، ولا حتى لحماية قوافل

الاغاثة»... كل ذلك ترجمه نظام دمشق استبعاداً مطلقاً لتكرار «السيناريو الليبي»، وتجنباً لتكرار «السيناريو العراقي»، حيث عزي للاحتلال الأميركي الانقسام والاقتتال الطائفيين، وكذلك الأمر الواقع التقسيمي على الأرض.

بذل النظام ولا يزال يبذل كل ما لديه من رصيد لإحباط أي احتمال للتدخل. لم يقبل سوى المراقبين العرب، بعدما تيقن مسبقاً من إمكان تدجينهم، ومن توظيفهم في سعيه الى ترويض الدور العربي ليكون دعامةً لحلّه الأمني، أما تقويض الحل السياسي العربي، فترك أمره للروس. لكنه حرص على إبقاء الأبواب موصدة أمام الأمم المتحدة ومنظماتها كافة، ولم يسهّل مهمة هيئتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر، لأنهما لا تجاريان «شبيحته» في قتل الجرحى والمصابين وخطفهم أو في سحب جثث الضحايا للمساومة عليها، بل منع قوافل الإغاثة من الوصول الى المناطق المنكوبة أو صادر حمولاتها. لكن ظلّت هناك شكوى لدى النظام، فوحده الإعلام بقي عصيّاً عليه، يفضحه ويُنصف الشعب.

من هنا، فإن الحديث عن التقسيم، رغم هذا الإقفال المحكم للبلد وعدم وجود احتلال أو تدخل عسكري مباشر، يفترض أمراً من ثلاثة:

- إما أن النظام هو من يسعى الى التقسيم ويريده بمثابة انتقام من الشعب والبلد،

- وإما أنه يطرح التقسيم ليحصل على «كيان ذاتي» ذي لون مذهبي واحد (منفصل ومتصل في آن)، متمثلاً بالشرط الفيديرالي لأكراد العراق،

- أو أنه يضع ورقة التقسيم على الطاولة للمساومة على بقائه، إذ لم يفهم ولا يريد أن يفهم أن استمراره لم يعد خياراً منذ اختارت سورية الشعب الخلاص منه. ورغم تاريخه الأسود، كان بإمكانه أن يرحل برصيد أقل من الدم والدمار، وأتيحت له فرص ادارة الرحيل من دون أن ينشر الذعر الطائفي ويفاقم الأحقاد، لكنه تشبث بالبقاء، مستقوياً بترسانة النار، التي لم تكن تخيف أي عدو -خصوصاً العدو الاسرائيلي-، وتأكد أخيراً أنه لم يستقدمها إلا لمواجهة محتملة مع الشعب.

عشية ما يسمى استفتاء على الدستور «ينتويه» النظام وسيلزم جميع موظفيه وأفراد عائلاتهم بالمشاركة، بل تحديداً المشاركة بـ «نعم»، سيكون العالم الذي نبذه قد محض المعارضة اعترافاً فعلياً وشكل هيئة دائمة -بديلاً من مجلس الأمن- منبثقة من «مؤتمر أصدقاء سورية» لمتابعة كل مساعدة ممكنة للشعب السوري وتنظيمها، فقد أدرك المجتمع الدولي أخيراً، وبفضل انفضاح الانحياز الروسي-الصيني، أن النظام وحلفاءه يسعون الى أزمة طويلة ولا يريدون حلاًّ سياسياً كما يدّعون، وإلا لكان الحلفاء أقنعوا النظام بأن هذا الحل لا يستقيم بتكليف لفيف من الموظفين إعداد الدستور وغيره من الاصلاحات (بمعزل عن مضمونها). فبهذه الطريقة استغفل النظام حلفاءه، وإذا بهم يحاولون بدورهم استغفال العالم، فيخرج الروسي لافروف، ومن بعده الصيني تشاي جون ليقولا إن الرئيس السوري لديه «خطة للإصلاح»، وإنهما يؤيدانها. لكنهما يتجاوزان -مثله- أن القتل والتدمير المستمرين منذ ما يقرب من السنة انتزعا من هذا الرئيس أهلية الحديث عن الاصلاح، لذا لم يعد لديه سوى التلويح بورقة التقسيم، الذي يرفضه الشعب كما يرفض نظامه.

* كاتب وصحافي لبناني.