المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 27 شباط/2012

البشارة كما دوّنها القديس متى 10/16-25/زمن الاضطهاد

ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام. وانتبهوا، لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم، ويجلدونكم في المجامع، ويسوقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب. فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون، لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به. فما أنتم المتكلمون، بل روح أبيكم السماوي يتكلم فيكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص. وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان. لا تلميذ أعظم من معلمه، ولا خادم أعظم من سيده. يكفي التلميذ أن يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. إذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف أهل بيته؟

 

عناوين النشرة

*تانياهو ندّد بـ "الجرائم ضد الأبرياء" بسوريا: سأبحث الملف النووي الإيراني مع أوباما 

*الجديد": تعيين نورمان فاريل مدعٍ عام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان  

*حمادة: جنبلاط حسم أمره تجاه النظام السوري وحكومة ميقاتي هي حكومة كلنا للتعطيل

*الرئيس الايراني استقبل غصن وعرض معه الاوضاع

*طار شربل نحاس نتيجة التفاهم بين ميقاتي و باسيل

*جريصاتي لاميل لحود... ومحسوب على العماد عون وسوريا اختارته

*دمشق غير راضية على ميقاتي وبعد جميل السيد وهاب يهاجمه

*في هويّة المال /الياس الزغبي

*بيروت المتوجسة من «لبننة» سورية تخشى «سوْرنة» ... لبنان

*سنة على الثورة السورية [١] /علي حماده/النهار

*"الهلال الايراني" /احمد عياش/النهار

*في الثّلث الأخير من الرئاسة /سمير منصور/النهار

*هل يقضي الـ"تايم لاين" على حياتنا الخاصة؟

*مكاري: موقف الفيصل تعبير جدّي عما يستحقه الشعب السوري

*حرب: الحريري يمثل الإسلام الضامن للمسيحيين

*جنبلاط يدعو الى تسليح المعارضة السورية

*نديم الجميل في السويد: نساند الشعب السوري ليصبح حراً

*الوزير السابق طارق متري: الحكومة تدير شؤوننا بطريقة دنيئة

*المرجع العلامة السيد علي فضل الله: كلام الحريري مهمّ وإيجابي ويجب درس موضوع السلاح بواقعية

*كيروز في ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة: ليس باستطاعة أحد أن يخنق صوت العدالة

*اعتصام لـ "المستقبل" تضامناً مع الشعب السوري في عكار العتيقة

*ضاهر والرفاعي وعبد القادر ينتقدون سياسة النأي والسكوت عن الظلم

*"أصدقاء سوريا" أضاع مكسب التصويت في الجمعية العمومية/روزانا بومنصف/النهار

*"حكاية شربل نحاس".. هي حكاية قيادته السياسية/محمد مشموشي/المستقبل

*كلينتون: نتقدم بالملف السوري قدر المستطاع.. والتدخل الأجنبي قد يعجل بالحرب الأهلية 

*المجلس الوطني السوري "يمد اليد" للطائفة العلوية.. ويستنكر محاولة تقسيم المجتمع 

*تحولات مهمة/ميشيل كيلو

*إيجابيات مؤتمر «أصدقاء سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*التصميم الدولي يلتقي مع الحرص الداخلي للخروج من خطر الاغتيالات/ثريا شاهين/المستقبل

*إيران: الانتخابات والسياسة الخارجية/عبدالله إسكندر/الحياة

*إيران امبراطورية «اليد القصيرة»/حسام عيتاني/الحياة

*الدولة العبرية ستحتاج إلى تعبئة أسطولها الجوي والتحليق للوصول إلى إيران يشكل تحدياً في إعادة تزويد الطائرات بالوقود/ خبراء: مهاجمة إيران مهمة فائقة التعقيد والخطورة لإسرائيل

*نتنياهو يطلب مجدداً من وزرائه عدم الحديث علناً في الموضوع الإيراني

*طهران لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن إعدام القس نادر خاني

*سي. آي. ايه": طهران لم تبت بعد في مسألة استئناف برنامجها النووي العسكري/تعزيزات أميركية في الخليج لإفشال أي محاولة إيرانية لإغلاق هرمز

*مطران جبيل الجديد ترأس قداس توليته في حضور سليمان

تفاصيل النشرة

 

تانياهو ندّد بـ "الجرائم ضد الأبرياء" بسوريا: سأبحث الملف النووي الإيراني مع أوباما 

أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل سيشكل الموضوع الرئيسي لمحادثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في 5 آذار المقبل. وقال في بيان أثناء الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية في القدس إن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعطى من لا يزالون بحاجة تأكيداً واضحاً على أن تقديرات اسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني مبررة". وأضاف: "ايران تتقدم بخطى حثيثة وبوقاحة في برنامجها النووي، غير آبهة بكامل قرارات المجتمع الدولي"، موضحاً أن هذه المسألة ستشكل "الموضوع الرئيسي" خلال لقائه مع اوباما. كما ندّد نتنياهو من جهة ثانية "بالجرائم ضد مدنيين أبرياء في سوريا".(أ.ف.ب)

 

الجديد": تعيين نورمان فاريل مدعٍ عام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان 

أوردت قناة "الجديد" أنه "قد يتم تعيين القاضي نورمان فاريل خلفاً لمدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي أعلن تنحيه عن مهامه نهاية هذا الشهر".ومن جهته، علّق الناطق باسم المحكمة الدولية مارتن يوسف في تصريح للقناة عينها على هذا النبأ بالقول :"إن تعيين القاضي الجديد سيتم في نيويورك مع الأمم المتحدة التي ستنتقي الشخص المناسب لهذا المنصب".(رصد NOW Lebanon)

 

حمادة: جنبلاط حسم أمره تجاه النظام السوري وحكومة ميقاتي هي حكومة كلنا للتعطيل

وطنية - 26/2/2012 أكد النائب مروان حمادة حسم رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أمره تجاه النظام السوري، رابطا تسوياته السابقة مع النظام بسعيه للحفاظ على السلم الأهلي في لبنان.

وعدد حمادة في حديث لإذاعة الفجر لما أسماه "مراحل عبث النظام السوري في الشأن اللبناني"، معتبرا أن تاريخ الدروز في كل المحطات النضالية في سوريا إستُنهض في نفس جنبلاط ودفعه لتأييد الثورة السورية، واصفا حملات التخويف من وصول الحركات الإسلامية الى الحكم بأنها قفز فوق التاريخ. وقلل من أهمية تأثير موقف جنبلاط من النظام السوري على علاقته ب "حزب الله"، مشددا على نجاح جنبلاط في إثبات استقلاليته عن أي منحى يريد البعض أن يصبغ به الحكم في لبنان. وفي الشأن الحكومي، اعتبر حمادة أن استقالة الوزير شربل نحاس أربكت "حزب الله"، وردّ تمسك الحزب بالحكومة الى وجود مطالب سورية وايرانية بذلك. وإذ اعتبر أن أداء الحكومة يلغي مفهوم الدولة في لبنان، وصف حمادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بانها حكومة كلنا للتعطيل، منتقدا في الوقت عينه أداء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ووزراء التيار الوطني الحر. وعلق على تعيين القاضي سليم جريصاتي بديلا عن الوزير شربل نحاس، فأكد أن تسميته جاءت من قبل "حزب الله"، مستذكرا صورة تهجم جريصاتي على عمل المحكمة الدولية ودفاعه عن القتلة على حد تعبيره. واستبعد حمادة تسليم "حزب الله" المتهمين الواردة أسماؤهم في القرار الاتهامي الأول للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، داعيا الى وقف الجريمة السياسية في لبنان، ومناشدا السيد حسن نصر الله الفصل بين حزبه ومرتكبي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عبر تسليم المتهمين.

الرئيس الايراني استقبل غصن وعرض معه الاوضاع

وطنية- 26/2/2012 يواصل وزير الدفاع الوطني فايز غصن زيارته طهران، وقد استقبله الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في حضور اعضاء الوفد المرافق. وشكل اللقاء مناسبة تم خلالها استعراض الاوضاع العامة في المنطقة والتطورات الاقليمية والدولية اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وكان الوزير غصن استهل اليوم الثاني للزيارة بلقاء وزير الدفاع والاسناد الجوي في الجمهورية الاسلامية الايرانية الجنرال احمد وحيدي، وعقدت جلسة محادثات في حضور اعضاء الوفدين اللبناني والايراني تناولت افاق التعاون بين الوزارتين. بعد ذلك التقى الوزير غصن وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي لاريجاني، واجريا جولة افق تناولت مجمل المستجدات في المنطقة. على صعيد اخر يلبي الوزير غصن مساء اليوم دعوة وزير الخارجية الايراني على مأدبة عشاء يقيمها تكريماً له

 

طار شربل نحاس نتيجة التفاهم بين ميقاتي و باسيل

جريصاتي لاميل لحود... ومحسوب على العماد عون وسوريا اختارته

دمشق غير راضية على ميقاتي وبعد جميل السيد وهاب يهاجمه

الديار/طار الوزير شربل نحاس نتيجة تفاهم سري بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل، الذي اقنع عمه العماد ميشال عون بتطيير نحاس نتيجة عمق التحالف والعلاقة مع ميقاتي، وتسهيل ميقاتي للوزير باسيل شؤون الوزارات التي يتولاها وزراء عون، خاصة في وزارتي الطاقة والاتصالات ووزارات اخرى اساسية حيث يجري توقيع عقود بالتراضي، كما تجري مناقصات غير مكتملة الشروط القانونية. اهتز التيار الوطني الحر نتيجة تطيير شربل نحاس، وكاد الوزير شربل نحاس ان يخطف الضوء من الوزير باسيل نتيجة معرفته ومطالعاته في مجلس الوزراء، فدفع نحاس الثمن، وطار بثمن رخيص او من دون ثمن، فتم تقديم رأسه فدية للتيار الوطني الحر والرئيس ميقاتي مقابل تسهيلات متبادلة وكثيرة بين ميقاتي وباسيل، وهنالك مراجعات واسئلة داخلية كثيرة داخل التيار الوطني الحر عن سبب التراجع عن التأييد لشربل نحاس في موقفه لجهة عدم التوقيع على مرسوم بدل النقل والتخلي عنه بهذا الشكل.

توزير جريصاتي

اما الوزيرالجديد سليم جريصاتي فهو يخص الرئيس اميل لحود ومن اركانه ومستشاريه والقريبين منه، والرئيس اميل لحود فتح للوزير جريصاتي خطا للعلاقة مع المقاومة وخطا مع سوريا.

ومن ناحية الشكل فان جريصاتي محسوب على كتلة العماد ميشال عون، اما الذي اختار جريصاتي وزيراً فهي سوريا حيث شارك جريصاتي في صياغة النص الجديد للدستور السوري، ولذلك جاءت التوصية السورية بتوزيره مكان الوزير المستقيل شربل نحاس.

مصاريف الدولة

في هذا الوقت، تبقى الدولة مشلولة من دون اقرار مبلغ الـ8900 مليار ليرة لبنانية في مجلس النواب، حيث يرفض التيار الوطني الحر اقرار مبلغ الـ11 مليار دولار التي صرفتها الحكومات السابقة، ولذلك فان تجميد مبلغ الـ8900 مليار ليرة لبنانية وعدم اقراره في المجلس النيابي سيؤدي الى الشلل في المؤسسات وعدم تأمين الموازنات لها من مبلغ الـ8900 مليار ليرة.

بواخر الكهرباء

اما بشأن بواخر الكهرباء فانه سيتم اعتماد شركة لتأمين 400 ميغاوات قبل بداية فصل الصيف عن طريق استجرار الكهرباء من البواخر، حيث ستعمل هذه البواخر على الغاز وستبلغ كلفة الميغاوات الواحد 8 سنت يضاف اليها استئجار البواخر والذي يدير هذه العملية الرئيس نجيب ميقاتي بعدها سحب هذا الملف من الوزير جبران باسيل، وشكل لجنة برئاسته وعضوية الوزراء محمد الصفدي وجبران باسيل ووائل ابو فاعور.

وهكذا فان الرئيس ميقاتي قد سرق ضوء هذا الانجاز من الوزير باسيل، وحقق الانجاز هو شخصيا كي يقول للبنانيين ان حكومته قد حققت انجازا في مجال الكهرباء لكن في الوقت ذاته تجري اتفاقات بالتراضي ضمن وزارات التيار الوطني خارج اصول المناقصات وخارج اطار قانون المحاسبة العامة في الدولة. وسكت الرئيس ميقاتي عن هذا الامر بعدما قبض الثمن بتطيير نحاس.

هجوم وهاب على ميقاتي

وعلى صعيد اخر، وبعد الهجوم الذي شنه اللواء جميل السيد على الرئيس نجيب ميقاتي، حيث ان اللواء السيد حليف لسوريا وقريب من مركز القرار قام الوزير السابق وئام وهاب بشن هجوم لا سابق له على الرئيس ميقاتي، وموقفه الداعي للنأي بالنفس، ويبدو ان وهاب لا يتكلم حسب رأيه الشخصي فقط بل ينقل وجهة نظر سوريا بشأن العلاقة مع ميقاتي.

وتقول المعلومات ان دمشق غير راضية على سلوك الرئيس ميقاتي الذي يحاول التوازن بين اميركا واوروبة والسعودية من جهة وسوريا من جهة اخرى، وحتى الان لم يقم ميقاتي بزيارة سوريا لانه يريد ان يقوم بزيارة دمشق والسعودية في نفس الوقت، والسعودية ابوابها مقفلة بوجه ميقاتي، لذلك لم يقم بزيارة سوريا، ويمكن تفسير هجوم اللواء السيد وبعده وهاب على ان موقفهما ليس شخصيا فقط انما هو موقف سوريا من ميقاتي.

مجلس وزراء الاثنين

في مجال آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر الاثنين بسبب سفر رئيس الجمهورية الى رومانيا وعلى جدول اعمالها 78 بندا ولن تناقش الجلسة ملف التعيينات فيما تعقد جلسة ثانية نهار الاربعاء في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.

وعلم ان التعيينات لن يتم البحث بها قبل جلسة مجلس النواب التشريعية في 5 اذار، وعلى ضوء ما سيتخذ من قرارات فان ذلك سينعكس على الملفات الاساسية في الحكومة كالتعينيات والموازنة، علما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية الى اجتماع في المجلس النيابي لبحث موضوع تشكيل لجنة برلمانية من كل الكتل لقوننة مبلغ الـ11 مليار دولار التي صرفت في الحكومات الماضية، واشارت مصادر الرئيس نجيب ميقاتي الى انه لا اتصالات في موضوع التعيينات وبالتالي لا توافق حتى الآن، بانتظار جلسة 5 آذار.

وتقول المعلومات، ان الرئيس ميقاتي ميال مع جنبلاط لقوننة مبلغ الـ11 مليار دولار.

فيما اشارت مصادر تكتل التغيير والاصلاح بانه سيكون للتكتل موقف اذا شعروا ان قضية التعيينات تم تغيبها عن قصد بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في المجلس النيابي في 5 اذار.

علما ان مصادر نيابية في التيار الوطني الحر، اكدت بان التيار يرفض المشاركة في اللجنة النيابية التي سيتم تأليفها مطالباً الاكثرية بان تكون اكثرية في المجلس النيابي وتصوت لصالح القانون ولمحاسبة الذين هدروا المال العام، وكذلك التصويت لصالح اقرار مبلغ 8900 مليار ليرة، وقانون بدل النقل المقدم من النائب ابراهيم كنعان.

وتقول المعلومات ان جلسة مجلس الوزراء غدا ستحاول عدم ملامسة القضايا الخلافية.

سليمان

الى ذلك اعلن الرئيس ميشال سليمان ان الذهنية السياسية المرتكزة الى الاستفادة من النظام المبني على المشاركةوالتعددية للمحافظة على المحاصصة المذهبية والفئوية في السياسة والادارة هي التي تعوق الانطلاق الصحيح لعجلة الدولة ومؤسساتها واداراتها، مشددا على ضرورة عدم اضاعة الوقت في الخلافات، والمبارزات والتشنجات لتسييس الملفات وحصر التنافس في تحسين مضمون هذه المواضيع لتقديمها بصورة افضل ودعا الى الافادة من العبر مما يحصل حولنا وممارسة نظامنا في شكل صحيح بعدما اثبت انه حقق شبكة امان واستقرار اقتصادي واجتماعي منذ العام 2008.

جنبلاط الى السعودية

وفي مجال آخر، واصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هجومه على النظام السوري داعيا لتسليح المعارضة لكنه رفض التدخل الخارجي. واستقبل جنبلاط في المختارة الشيخ احمد الاسير مع وفد من علماء صيدا حيث ان الشيخ الاسير يقود التظاهرات في صيدا ضد النظام السوري، ووجه انتقادات لحزب الله، وقد حيا الاسير

مواقف جنبلاط.

الى ذلك، اكدت معلومات قريبة من الحزب التقدمي الاشتراكي ان علاقة جنبلاط مع المملكة العربية السعودية ستعود قريبا الى سابق عهدها كاشفة عن زيارة قريبة لجنبلاط الى السعودية بعد مواقفه الاخيرة من سوريا ومشاركته في اعتصام حديقة سمير قصير.

 

في هويّة المال

الياس الزغبي

لم تعُد نظريّة بن لادن في "الفسطاطيْن"، بين الخير والشرّ، تقتصر على العداء والعمليّات القتاليّة في الحروب، بل بادر "حزب الله" وفريقه الى اسقاطها على الفرز اللبناني الثنائي، في المال والموازنة والمساعدات الخارجيّة وعمليّات الانفاق. فأمس وقبله، قدّم فريق "8 آذار" نموذجيْن صريحيْن عن هذا الفرز، تحت معادلة: مال طاهر ومال فاسد، انفاق شرعي وانفاق غير شرعي، تمويل محمود وتمويل مذموم. فسطاط مالي هنا وفسطاط مالي هناك. - السيّد حسن نصرالله قال أمس انّ الدول لا تقدّم الأموال والمساعدات اكراما لعيون اللبنانيّين، ذاكرا أميركا والغرب (والخليج ضمنا)، مغفلا ايران، مع أنّه تباهى تكرارا في الأيّام السابقة، بتدفّق المال الايراني على حزبه، طوال ثلاثين عاما. في حساب نصرالله، المال الايراني هو "كرمى لعيون اللبنانيّين"، وليس لطهران أيّ غاية أو منفعة من ورائه. وربّما نسي، أو تناسى، ما أعلنه هو نفسه، قبلا، عن استعداده لقصف اسرائيل بالصواريخ الايرانيّة اذا شنّت حربا على ايران!... ومع ذلك، ايران جمعيّة خيريّة لا تتوخّى الربح، ولا تريد شيئا لنفسها، بل لعلّها "تنأى بنفسها" عن القرارات "السياديّة" لـ"حزب الله" وشركائه المنتفعين. بينما المال الأميركي والغربي والعربي، بما فيه باريس 1 و 2 و 3 ، "رجس من أعمال الشيطان" يجب رجم السنيورة والحريري وسائر "14 آذار" بسببه!

- وقبل ذلك بيوم واحد، كان للثنائي نصرالله – عون فرز مماثل للمال اللبناني، والانفاق من الموازنة وخارجها. واليكم هذه المفارقة المثيرة:

حكومات السنيورة والحريري أنفقت 11 مليار دولار، خلال 4 سنوات.

حكومة "حزب الله" – عون أنفقت 6 مليارات دولار، في سنة واحدة (2011). وعلى هذا المعدّل، تُنفق 24 مليار دولار في 4 سنوات، وليس 11 فقط. (طبعا، لا ندعو لها بطول العمر، يكفي ما سرقته من أعمارنا). ووسائل الانفاق هي نفسها، أي من خارج الموازنة. مع فارق جوهري هو أنّ مجلس النوّاب كان مقفلا في وجه موازنات السنيورة، بينما هو مفتوح لموازنتهم، والمفتاح مع الأكثريّة التي اقتنصوها بوهج السلاح، ومع الرئيس نفسه الذي أقفل المجلس في وجه "14 آذار". وقد قدّمت الحكومات السابقة بيانات ودفاتر ممسوكة بأوجه صرف الأموال، وأهمّها ثلاثة: الكهرباء وخدمة الديْن العام وتعويضات الجنوب، بينما المتحدّثون عن دفتر الدكّان أثبتوا، في الواقع والممارسة، أنّهم مجرّد "دكّنجيه"، في السياسة وادارة الشأن العام، وسجلاّتهم في ذلك ماثلة وطازجة، وليس أقلّها صفقة بيع وزير العمل، ومساومات التعيينات وتمويل المشاريع، وصفقات المازوت والبواخر والبطاقات والاعلانات وشراء العقارات، وصولا الى الذهب الأسود تحت البحر... ولا أحد يشرح لماذا لا يُنجزون الموازنة، ويُنفقون على أساسها، مع أنّ السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة في قبضتهم، منذ 14 شهرا. في استنتاج سهل وبسيط، أنّهم يريدون الانفاق من خارج أيّ موازنة، بلا رقيب أو حسيب. فهل هناك سبب آخر؟ وما رفْعُ العقيرة والصراخ وقذف الاتّهامات جزافا، الاّ لضخ الدخان والغبار وحجب حقائق انفاق 6 مليارات دولار، ومليارات أخرى على الجرّار. في الأمثال أنّ الفاجر يأكل مال التاجر، فكيف اذا تجسّد الاثنان في واحد! اذا، المقياس هو نفسه: المال الخارجي الذي يتلقّونه والذي يُنفقونه، نظيف وحلال، وما يتلقّاه أو يُنفقه سواهم، فاسد وحرام. فأيّ دولة تُبنى على هذا المقياس. وأيّ وطن؟ فعلا، حرام.

 

بيروت المتوجسة من «لبننة» سورية تخشى «سوْرنة» ... لبنان

 |بيروت ـ «الراي/لبْننة سورية ام سوْرنة لبنان؟ إنه السؤال المحوري الذي «يقضّ مضاجع» بيروت المتوجسة من «التقاتل» بالملف السوري بين معسكريْ الصراع «المستدام» في لبنان، خصوصاً مع المواقف التي تنطوي، تارة على تهديد «مبطن» وتارة اخرى مع سيناريوات لا تستبعد امتداد الحريق السوري الى لبنان، وربما الى «عموم» المنطقة.  ومَن يدقق في «صدام» خيارات طرفيْ الصراع في بيروت يكتشف حجم المخاوف الناجمة عن التوتر في «الأوعية المتصلة» بين لبنان وسورية، لاسيما في ضوء خلاصات لمراكز أبحاث غربية تتحدّث عن خطر «لبننة سورية»، في اشارة الى ما شهده لبنان من حرب طائفية (1975 - 1990) وعدم استبعاد «سوْرنة لبنان» مع اشتداد الحريق في سورية. في لقاء اخير مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، شاركت فيه «الراي»، أقر سليمان بأن نصف اللبنانيين مع نصف سورية، ونصفهم الآخر مع النصف السوري الآخر»، وهو ما عبّر عنه في «النص الرسمي» للحوار معه بالكلام عن «انقسام اللبنانيين» حيال ما يجري في سورية، الدولة العربية الوحيدة التي تحوط لبنان. وإذا كان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الطرف الأقوى في لبنان عاود في إطلالته اول من امس تأكيد ان بامكان «كل منا أن يعبر عن موقفه السياسي حتى في موضوع سورية ولكن دون اللجوء الى لغة التحريض المذهبي والطائفي، معتبراً «ان من يرد الفوضى في المنطقة، يردها في لبنان»، فان قوى 14 آذار بقيت على رؤيتها لمسار الاحداث في سورية و«السقوط الحتمي» لنظام الرئيس بشار الاسد. وعبّر الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري عن هذه القناعة اذ قال امام زواره في باريس (كما نقل عنه موقع «القوات اللبنانية») «ان نظام بشار الأسد ساقط حكماً، وكل ما كان متصلاً لأعوام طوال بالنظام البعثي في لبنان سيسقط حكما في المؤسسات والإدارات كافة».

واكد الحريري الوقوف «مع الشعب السوري انسانياً وأخلاقياً وسياسياً وإعلامياً من دون حدود، من دون أن يتعدى الدعم هذه الأطر لأن السوريين قادرون على تدبير أمورهم».

وتعليقاً على بدء تلفزيون «المستقبل» عرض أغنية باللغة بالفارسية مهداة من «أحرار إيران الى أحرار سورية»، وهل تردّد قبل الإيعاز ببدء بث الأغنية؟ اجاب: «ليس فعلاً. لا تردّد على الإطلاق في تقديم كل الدعم الإعلامي. هذا أقل الإيمان. ففي حين ندعم الشعب السوري الذي يٌقتل كل يوم انسانياً وسياسياً وإعلامياً، غيرنا يدعم النظام القاتل سياسياً وإعلامياً وبوسائل أخرى أيضاً».

وفي سياق متصل، اعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط انه «إذا قضى النظام السوري على حمص سقطت الثورة وسقطت سورية في المجهول»، لافتاً الى ان «الثورة السورية المشروعة معرضة اليوم للقمع من خلال وقوف المثلث الإيراني الروسي مع نظام بشار الأسد، بينما يقف العالم متفرجاً على مذابح حمص ولا يفعل شيئاً».

وكشف جنبلاط في حديث الى صحيفة «الأهرام» انه خلال زيارته الاخيرة لروسيا قال له وزير الخارجية سيرغي لافروف «لا تسوية على حساب الأسد ولا حكومة وفاق وطني على حساب الأسد»، موضحاً ان «الحل السياسي في سورية تم القضاء عليه نهائياً بما يحدث في حمص وغيرها الآن وبعد الفيتو الروسي - الصيني»، مذكراً بانه سبق ان دعا الى الحل السياسي وفق المبادرة العربية «التي قالت بشكل لائق وإن كان غير مباشر بتنحي الأسد».ورداً على سؤال اكد انه يتم استخدام بعض الدروز والمسيحيين في سورية لقمع الثوار وحماية النظام السوري، وقال: «هناك خسائر بشرية كبيرة، لأن النظام السوري يتعامل بالتحالف مع الأقليات ضد الغالبية الكبيرة وهي العربية السنية، ولذلك دعوت الدروز في الجيش السوري إلى الامتناع عن تنفيذ الأوامر».

واكد انه لا يوافق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله موقفه حيال ما يحصل في سورية، معتبراً ان نصر الله «بموقفه هذا يعارض رغبة الشعب السوري في طموحه المشروع للحرية والكرامة والتغيير».ورداً على سؤال اكد «اننا نعلم أن سلاح «حزب الله» هو لمصحلة الدفاع عن لبنان، وربما ايضا للدفاع عن الثورة الإيرانية ولم يخفِ السيد نصر الله ذلك»، وقال: «أنا مع أن يكون سلاح حزب الله ضمن إطار الدولة اللبنانية بالتوافق والتراضي للدفاع عن لبنان».وكانت لافتة مواقف من التطورات السورية اطلقها العماد عون اذ اعلن «ان الاقتتال الكبير الذي نراه حاليا هو المرحلة الاخيرة من المواجهة ولا اقول انه سيكون استقراراً مئة في المئة بعدها، ولكن لن تحصل مواجهات كبيرة بل تصبح هناك خلايا امنية تعالج فردياً انما بعد المعركة الاخيرة في حمص وادلب يكون الوضع قد انتقل الى مرحلة تنظيف».واذ دعا الدول العربية التي تطالب بحقوق الانسان في سورية الى «ان تهتم بهذه الحقوق في بلادها قبل التدخل في شؤون سورية»، اكد «أن سورية لن تنكسر والرئيس بشار الأسد لن ينهزم وستبنى في سورية ديموقراطية حديثة تكون نموذجاً لبقية الدول العربية». وفي حين جدد ايمانه «بضرورة بقاء سلاح المقاومة في هذه المرحلة لأن الهدف منه هو الدفاع عن النفس»، اعتبر رداً على سؤال عما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله عن دعم ايران للمقاومة في لبنان «أن أي مقاومة تحتاج الى دعم خارجي كي تنجح»، متمنياً لو «أن المساعدة جاءت من كل الدول العربية». 

 

 سنة على الثورة السورية [١]

علي حماده/النهار

 سأبدأ اليوم بما وقع تحت ناظري البارحة على موقعي في "فايسبوك"، وهو ما كتبه أحد الأصدقاء عن سوريا: "أتريد ان تعرف شيئا عن سوريا؟ أتريد ان تعرف ما هي سوريا؟ ببساطة يا سيدي هي شهيد يسعفه شهيد، فيداويه شهيد، فيشيعه شهيد، فيصلي عليه شهيد، فيدفنه شهيد!" كم هي معبّرة هذه الصورة، وكم تعكس حقيقة ما يعيشه المواطن السوري في هذه المرحلة حيث تواجه احلامه في الحرية والكرامة والديموقراطية والاصلاح بجهنم من الرصاص والقذائف المدفعية. ومع اقتراب الثورة من عيدها السنوي الاول وبلوغ أعداد الشهداء أرقاماً مخيفة تقارب العشرة آلاف، ترتسم ملامح أمّ الثورات العربية المعاصرة، فهي التي تختصر عبر معاناة شعب سوريا كل الثورات التي سبقتها. إن سوريا تهدي في كل يوم شهداء يسقطون في سبيل التحرر من السجن الكبير الذي بناه حافظ الاسد وأورثه الى أولاده والبطانة. ومع ذلك تستمر المعركة الكبرى مع نظام يدرج القتل المنظم لكل نسمة حرية تسكن في قلب مواطن، ضمن لائحة الاهداف المشروعة الواجب سحقها وإزالتها من الوجود. والمعركة آيلة الى مزيد من التعقيدات. فعلى المستوى الداخلي، تعتبر معركة حمص مفصلية للنظام والمعارضة الشعبية على حد سواء، فالنظام يريد اسقاطها من اجل توجيه ضربة ميدانية ومعنوية كبرى للحركة الثورية وقطع تواصلها بين الشمال والجنوب، وفكّ الطوق الثوري المفروض على العاصمة دمشق.  اما المعارضة فتقاتل في حمص للحفاظ على معقل محوري للثورة يمثل بيئة حاضنة لكل حراك ضد النظام. في مطلق الاحوال، وبعكس التقديرات المتشائمة، فإن سقوط باباعمرو ومعها حمص، إن حصل، سيكون مردوده على النظام محدوداً، باعتبار أن إسقاط مدينة معادية لا يحل المشكلة بل يعقّدها، فحمص مثل بقية المدن التي يتعامل معها النظام بوحشية متناهية، هي أشبه بأرض وشعب يواجهان قوة احتلال. وفي هذه الحالة، فإن النظام أوقد الضغائن وعمل على تسعير الاحقاد، حتى صار السوريون يعتبرون احتلال نظام الاسد أكثر خطورة ومضاضة من احتلال اسرائيلي، مما حوّل كل مواطن مقاوماً. إن المسار القائم حالياً، وبعد بلوغ معدل القتل مستوى المئة شهيد يوميا، يدل على أن الثورة ستتحول في عيدها الاول انتفاضة مسلحة، وما أسهل إغراق سوريا بالسلاح متى تقرر ذلك جدّيا!

 

"الهلال الايراني"

احمد عياش/النهار

 أن يطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مرتين خلال أيام قليلة ليتحدث في الشأن السوري، أمر يستحق الاهتمام. المرة الأولى كانت في 16 من الجاري في ذكرى قادة الحزب الثلاثة. والمرة الثانية الجمعة أول من امس لمناسبة مرور اسبوع على وفاة والد الأمين العام السابق للحزب السيد عباس موسوي. ومن يدقق ملياً في ما قاله نصرالله في المرتين، لا يجد أن هناك جديداً قاله آخر مرة يستوجب الظهور من أجله، اللهم الا اذا كان في الاعادة افادة. بالتوازي، مع اطلالتي نصرالله، كانت هناك اطلالتان ايرانيتان في 24 من الجاري لكل من وزير الدفاع احمد وحيدي والمستشار الديبلوماسي للمرشد الاعلى علي اكبر ولايتي. ففي حين اشاد الأول بقدرات "حزب الله" في مواجهة اسرائيل، أعلن الثاني وقوف ايران والعراق والحزب الى جانب سوريا. وفي خلاصة الأمر، ان حسابات طهران الممتدة من اسرائيل على المتوسط الى ايران على بحر قزوين، نأخذ في الاعتبار موقع "حزب الله" اللبناني. كلام الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي طفيلي عبر قناة MTV التلفزيونية قبل أسابيع لم ينل حقه من الاهتمام على رغم خطورته. فهو أعلن انه سمع من أوساط قريبة من الحزب أو غير بعيدة عنه "أن خيار التحالف مع اسرائيل قد يكون وارداً ذات يوم في مواجهة ما قد يعتبره الحزب وطهران مداً اسلامياً سنياً. لم يجد نصرالله في الرد على الطفيلي في 16 من الجاري سوى القول: "البعض قال ان حزب الله سيستعين بالاسرائيلي، هذا كلام معيب(...) وبدا هذا الرد ضعيفاً مقارنة بما قاله الطفيلي، وهو خطير جدا. والأسئلة مطروحة على مستقبل الأيام. ما قاله ذات يوم العاهل الاردني عبدالله الثاني عن "هلال شيعي" يوصّف جانباً من مسألة أدق تتعلق بـ"هلال ايراني". فولايتي عندما يتحدث عن ايران والعراق و"حزب الله" يأخذ في الاعتبار ان النفوذ الايراني في العراق ولبنان. لكنه لا يعبر عن الشيعة في هذين البلدين. وما قاله الطفيلي يعيد الى الأذهان التاريخ قديماً وحديثاً. فقبل المسيح بأكثر من 500 عام وعد قورش الأكبر حاكم فارس، اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر الاشوري بالعودة الى ديارهم. فيما ردت اسرائيل الجميل في صفقة "ايران غيت" الى الجمهورية الاسلامية في الثمانينات من القرن الماضي، بالاضافة الى "غض النظر" عن تدفق الأسلحة الى "حزب الله" في معارك اقليم التفاح الشهيرة ضد حركة "أمل". هذا التاريخ، فماذا عن المستقبل؟ بالتأكيد، أن السيد نصرالله متجذّر في التمسك بسلاحه ضد اسرائيل. وبالتأكيد ايضاً أن ايران حريصة على هذا السلاح في مغامرة المواجهة مع الغرب. لكن لا احد يدري الى اي حد يشبه قورش الاكبر الامام الخامنئي. فهل يشمل "الهلال الايراني" اسرائيل في لعبة الأمم؟ من يدري.

 

في الثّلث الأخير من الرئاسة

سمير منصور/النهار

 بعد نحو شهرين ونيّف، يكمل الرئيس ميشال سليمان السنة الرابعة من ولايته، ويمكن القول إنه استطاع ما أمكن الى ذلك سبيلا بالتي هي أحسن، وعملاً بسياسة النأي بالرئاسة عن الاصطفافات السياسية الداخلية وتحت عنوان "الرئيس التوافقي"، وإن يكن قد تعرض في بعض الحالات للاستدراج الى سجالات، ولا سيما ممن يرون فيه منافساً "أخذ الرئاسة من درب غيره" أي ممن "يستحقها بجدارة" وفق أوساطه ومؤيديه. وليس سراً أن المقصود هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي يحرص على التذكير دائماً بأن للرئاسة التوافقية "تداعيات" ليست أقلها النأي بالنفس عن كل ما يمت بصلة الى التعيينات والحصص في الدولة، سواء على مستوى الوزارة أو على مستوى موظفي الفئة الأولى. وقد عانى سليمان ولا يزال بسبب تلك "المعادلة" وهجمات مستمرة من عون بمؤازرة متفاوتة من حلفائه، ولولا هذه المؤازرة لما كان في امكانه ربما ان يذهب بعيداً في هجومه المستمر على رئيس الجمهورية وبهذه الكثافة، ولا سيما عندما يأتيه "المدَد" غير المحدود من كتلة "حزب الله". ولئن يكن "الجنرال" على حق في التذكير دائماً بأنه رئيس الكتلة النيابية المسيحية الأكبر في التركيبة الطائفية لمجلس النواب، وبأنه كان ممن يستحقون الفوز بالرئاسة، فإن الأكيد أن مشكلته ليست عند الرئيس سليمان الذي سأل ذات يوم وفي لحظة ردة فعل على إحدى الهجمات: "ما ذنبي إذا تم انتخابي رئيساً توافقياً؟". ولعلّ آخر تداعيات "الموقع التوافقي" والذي "لا يملك كتلة نيابية" في المرحلة المقبلة ستكون في ما يسميه رئيس الجمهورية "الخلط ما بين السياسة والادارة". وقد لفت أمس في حديث مع بعض زواره الى أن "الربح في السياسة لا يعني أن تستأثر بالتعيينات الإدارية" وسأل: "هل يعني ربحك في السياسة، أي في الانتخابات النيابية، أن تخالف الدستور؟" وأشار الى أن "هناك آلية ستعتمد في التعيينات الإدارية، وأنا كررت تمسّكي بها عندما قالوا إن رئيس الجمهورية يريد حصة في التعيينات، ومجرد الحديث عن حصص، يعني النظرة الى التعيينات كمحاصصة". وعلى أجندة رئيس الجمهورية في "الثلث" الباقي من ولايته السعي الى قانون انتخابات نيابية "يضمن حسن التمثيل ولا يؤدي الى تكتلات طائفية كما هو حاصل مع القانون الحالي" والدعوة الى معاودة اجتماعات هيئة الحوار الوطني "لأن الحوار يجب أن يبقى مستمراً ويجب ألا تكون اجتماعاته فقط تحت ضغط الأزمات". والى كل ذلك ما أكده تكراراً وهو السعي الى "تعديلات ضرورية في الدستور" الهدف منها ليس المساس بجوهر الطائف، بل "توضيح بعض البنود الغامضة ضماناً لانتظام العمل في المؤسسات وتحت سقف الدستور".

 

هل يقضي الـ"تايم لاين" على حياتنا الخاصة؟

لارا خوري/ممّا لا شك فيه ان موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" تحوّل في فترة قياسية الى الظاهرة الاكثر انتشاراً بين الناس في كل انحاء العالم، اذ اضحى هذا الموقع الوسيلة الاولى للتواصل والتفاعل بين مئات ملايين المستخدمين. وما يجعل هذا الموقع اكثر تميّزاً عن باقي المواقع الاخرى هو سهولة استخدامه، وفي القدرة على متابعة اخبار الاصدقاء وغير الاصدقاء، من خلال "التايم لاين"، وبالتالي يمكن رصد كل تفاصيل الحياة اليومية للموجودين على القائمة، من صور واخبار واحداث، وصولاً الى معلومات خاصة ويوميات مفصّلة.

وفي وقت نجد فيه ان وسائل الإعلام الإجتماعي تتوسع بشكل كبير في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ذكرت احدث الدراسات ان عام 2011 شهد زيادة في عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية بنسبة تفوق الـ40%، وهي نسبة عالية جداً في منطقة تعيش صراعات وثورات شعبية وسياسية.

و"الجميل" في مواقع التواصل الاجتماعي انها متاحة لكل الناس من كل الفئات الاجتماعية والطبقات، بحيث بات يمكننا التواصل مع من نريد دون قطع مسافات لرؤية اصدقائنا او اقاربنا ،فهذه التقنية الجديدة مهمة في حياة الناس، تقدم الكثير، ويمكن الإفادة منها على اكثر من صعيد بحيث أنها تكنلوجيا حديثة مهمة وشيقة، تضع المرء امام كل التطورات وتجعله متابعاً على كل الاصعدة".

فالمدونات وصفحات الفايسبوك والتويتر وغيرها من المواقع باتت تحثّ الناس في الكثير من دول العالم على التعبير عن ارائهم والتظاهر من أجل تحقيق مطالب منها ما هو إجتماعي أو سياسي ومنها ما هو إقتصادي. وهذا ما يبعث على الامل بأن اصحاب الحق بدأوا بالخطوة الاولى في حماية حقوق الانسان الا وهي معرفة هذه الحقوق والمطالبة بها. بدءاً من الحق بالرأي والتعبير عنه، مروراً بالحق في استقاء المعلومات وصولاً الى الحق بالمشاركة في الحياة العامة للبلد. وبعيداً من الثوارت والتظاهرات والحملات السياسية، يستخدم مئات الملايين من البشر الفايسبوك كوسيلة للتجسّس على الآخرين، كموقع اساسي لبناء شبكة علاقات اجتماعية، او كمكان افتراضي للوقوع في الحبّ والزواج، حتى ان الامور وصلت الى حدود خطرة، عندما وصل الامر ليشكّل هذا الموقع دافعاً اساسياً للقتل والانتقام.

فمنذ يومين تقريباً، ضجّت صحف العالم والمواقع الاجتماعية بخبر صاعق يفيد بأن رجل قتل زوجته بسبب الفايسبوك، وفي التفاصيل فإن التركي سيزير يلماز البالغ من العمر 26 عاما اقدم على قتل زوجته أمام أنظار أولاده، بسبب إعادة تفعيل حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "الفايسبوك" فاطلق عليها النار وقتلها.وفي منطقة الخليج، تتحدث المحاكم عن مئات حالات الطلاق بين الازواج بسبب استخدام الفايسبوك والتويتر. ومنذ مدّة تحفّظ عدد كبير من المتشددين في المملكة العربية السعودية على استخدام زوجة الامير وليد بن طلال لموقع التوتير بكثافة، وطالبوا بمحاسبتها جرّاء ذلك. وفي مصر، وبعد الاشتباكات التي حصلت بين الاقباط والجيش قبل اسابيع، استحدثت عشرات الصفحات التي تدعو الى القتل والعنف والتعصّب، الامر الذي تسبّب بعدد من الاشكالات في مناطق مصرية مختلفة. وانطلاقاً من حادثة مقتل الزوجة بسبب اعادة تفعيل حسابها على الفايسبوك، يطرح السؤال: هل وصلنا الى عصر يتسبب بحدوث جريمة قتل جراء استعمال هذا الموقع الاجتماعي؟ وهل صحيح ان الادمان على هذه المواقع بشكل سلبي قد يرتد على ارض الواقع ويشكّل خطراً على الناس بسبب كترة التواصل والفضائح والغيرة التي يسببها، بغض النظر عن غيرها من المشاكل الناتجة من طلاق و تفككك عائلي... لا شك ان استخدام هذه المواقع مفيد ومهم، شرط الا يتعدى الخصوصيات. وهنا تكمن خطورة استعمال الفايسبوك وباقي مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تؤدي الى مشاكل اجتماعية تزيد الامور تعقيداً. يُقال هذا الكلام على وقع اعتزام موقع غوغل الشهير للبحث، تغيير مفهوم احترام الخصوصية، الامر الذي يبعث على القلق لدى مئات ملايين المستخدين حول العالم اجمع. فهل تنتهك حرية الفرد؟، وهل بتنا عرضةً "لتايم لاين" جديد يلاحقنا ويفضح خصوصياتنا وحياتنا اليومية؟. في الختام, قد يعتبر البعض أن فقدان الخصوصية لم يكن نتيجة إستحداث خاصّية الـ"تايم لاين", متذرّعين, دفاعا عن رأيهم, بأن لمستخدم الفايسبوك الحرّية الكاملة في إختيار الأجزاء اليومية من حياته أو أفكاره أو آراءه التي يريد مشاركة الآخرين بها. فهل هذا الرّاي يعفي الخاصّية الجديدة من مساوئها؟ المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مكاري: موقف الفيصل تعبير جدّي عما يستحقه الشعب السوري

 المستقبل/إعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ان "الذي اخرج وزير العمل السابق شربل نحاس من الحكومة هو النهج "المافيوزي" الذي يتبعه "التيار الوطني الحرّ" داخل الحكومة، والرغبة في الحصول على مواقف شعبوية". وقال، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" أمس: "أذكر جيداً كلام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عندما قال ان استقالة نحاس هي استقالة الحكومة، ولكن نحاس استقال ولم تستقل الحكومة وعيّن "حزب الله" على الفور وزيراً بديلاً"، لافتا الى أن "الطريقة التي قدمت بها استقالة نحاس ليست قانونية ولكن عون يحب ان يصور نفسه رئيساً للجمهورية".

وتمنى ان "تصبح هذه الحكومة منتجة وأن تحمل هموم الناس، ولكنها أثبتت منذ بداية تشكيلها أنها مجموعة تناقضات واجندات مختلفة"، مشدداً على ان "هذه الحكومة لن تسقط الا بقرار من "حزب الله" لمصلحة سوريا".وفي ما خص السياسة الخارجية و"مبدأ النأي بالنفس" الذي تعتمده الحكومة، أوضح ان "موضوع السياسة الخارجية ليس مرتبطاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان ولا برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي"، معلناً انه من "مؤيدي النأي بالنفس عمّا يجري في المنطقة، ولكن سياسة "النأي بالنفس" التي تعتمدها الحكومة هي النأي لمصلحة النظام السوري". وعن مواقف ميقاتي السياسية، أكد مكاري ان "هناك أسلوباً يعتمده الرئيس ميقاتي في تحركاته وفي اتخاذ مواقفه، بحيث أتى بناءً على أجندة تحالف قوى الرابع عشر من آذار وانقلب عليها، ثم شكل حكومة وفق أجندة "حزب الله" ولم ينفذها بعد، فذلك النوع لا يمكنك ان تضع يدك بيده، واعتقد انه يتصرف هكذا بسبب حساباته الشخصية والطائفية". وأعلن أن "لا اعتراض عندي على مشروع "اللقاء الارثوذكسي" الانتخابي لكنه ولد ميتاً". وقال: "لا شك في ان القانون يعبر تعبيراً واضحاً عن إمكان أن يأتي المسيحيون بـ 64 نائباً، ولكن في المقابل يجب ان يوضع قانون مشابه للسني وللشيعي وللدرزي، لذلك تطبيقه صعب". وتابع: "نحن من المؤيدين للثورة السورية لاننا مررنا بتجربة مع النظام السوري ولدينا خبرة ونعرف ماذا فعل بلبنان وماذا يمكن ان يفعل بالشعب السوري"، مشددا على ان "هذا النظام لا يرحم، يقتل اهله وشعبه من دون اي شعور بالذنب". وعما أسفر عنه مؤتمر "أصدقاء سوريا"، رأى ان "الذي جرى بالامس في تونس اقل بكثير من المطلوب"، مشيرا الى ان "الموقف الذي عبر عنه وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل هو تعبير جدي عما يفكر فيه الشعب العربي وما يستحقه الشعب السوري". ولفت إلى ان "الثورة في سوريا تعتمد كثيراً على الداخل اكثر مما تعتمد على الخارج، والاتكال في النهاية هو على موقف الشعب السوري الذي يواجه ببسالة"، وختم: "النظام السوري في حال موت سريري لأنه لا يمكن ان يعيش في المستقبل".

 

حرب: الحريري يمثل الإسلام الضامن للمسيحيين

 المستقبل/أكد عضو تكتل "لبنان أولا" النائب بطرس حرب، أن "الكلام الأخير للرئيس سعد الحريري عن مخاوف الاقليات من ما يحصل في البلد هو مطمئن، وأن الرئيس الحريري يمثل الاسلام المعتدل الضامن للمسيحيين"، لافتا الى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يحاول ان يسير بشكل جيد بين النقاط، وأن مواقفه الاخيرة لم تلق استحسانا لدى سوريا، وهذا ما ترجم من خلال الرسائل التي وجهها حلفاؤها في الداخل الى ميقاتي". وتخوف في حديث الى إذاعة "صوت لبنان 93,3" أمس، من "وصول الإسلام المتطرف إلى السلطة في لبنان، لأن هذا الأمر سيؤدي الى ضرب الوحدة الوطنية وسقوط الحياة المشتركة". وقال: "إن التجارب السابقة مع الفريق الحكومي تشير الى صعوبة ان يحكم، وأن العقلية المتحكمة به والجو السائد لديه يصعبا بدورهما مهمة الحكم، لا سيما وأن أي قرار سيتخذ داخل الحكومة، سيترافق مع ابتزاز سياسي وضغط واتهامات، تنعكس سلبا على مصالح المواطن، والدليل على ذلك ما حصل مع الوزير شربل نحاس".

وأشار الى "صفقة جرت على حساب نحاس حضرتها الأكثرية، وأرادت ترجمتها داخل المجلس النيابي، إلا أن قوى الرابع عشر من آذار منعتها، تحت عنوان أن المجلس ليس مكانا لمسح أخطاء الحكومة أو تغطية تمرد وزير"، موضحا أن "تعنت (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون وكتلته السياسية، ورفضهم وجود صيغة تسوي صرف النفقات خارج قاعدة الاثني عشرية، دفع المعارضة الى تسوية تطبيق قواعد الصرف على حكومتي الرئيس ميقاتي و(رئيس كتلة "المستقبل") الرئيس فؤاد السنيورة، على الرغم من أن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع الجلسة، بعد أن تم تشكيل لجنة هدفها إيجاد حل قبل موعد الجلسة النيابية في الخامس من آذار المقبل". وقال: "الحياة السياسية في لبنان استبدلت بممارسات كيدية، من فريق نصب نفسه الحكم والحاكم على كرامات الناس والاوضاع في البلاد، كما أننا اليوم أمام ثلاثين رئيسا للحكومة، وأن ما حصل في مجلس النواب هو حالة مرضية تهدد مستقبل لبنان نتيجة وجود السلاح".

وذكر أن "سقوط حكومة الوحدة الوطنية أثبت غياب الحياة الديموقراطية في لبنان، نتيجة تمسك فريق في البلاد بتشكيل حكومة بحسب مفهومه، وفي هذا الجو الاقليمي الخطير، لا بد وجود فريق في لبنان ممسك لدفة السفينة في هذه العاصفة الكبيرة". ولفت الى أنه "من مصلحة اللبنانيين عدم التدخل في شؤون الآخرين ولا سيما سوريا"، موضحا أنه "لا مصلحة للبنان في الوقوف الى جانب النظام السوري بوجه شعبه، وضد كل الدول العربية، لذلك علينا أن نحترم مفهوم الحياد من دون أي استنسابية"، مشيدا بـ"موقفي رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي، لأنهما قررا عدم استجلاب الازمة السورية الى لبنان، ورفضا تجاوز الخطوط الحمراء، وتحويل الساحة الى صراع، وهما في هذا الموقف أقرب الى موقف قوى الرابع عشر من آذار في مقاربتها للازمة السورية".

ودعا "اللبنانيين إلى أن "يتركوا نافذة للحوار"، مؤكدا أن "الفريق الذي يفرض رأيه على الاخر يدمر لبنان، وأن وجود سلاح "حزب الله" خطر على الدولة ووحدتها، لا سيما أن الضرورة تقتضي إقرار مرجعية الدولة، وحصرية امتلاكها للسلاح على طاولة الحوار، بعيدا عن لغة التشاطر في ظل عدم تنفيذ أي بند تم الاتفاق عليه في الجلسات الحوارية السابقة، الأمر الذي أقلقنا من عدم وجود نوايا صافية".

ورأى أن "مشروع قانون الانتخاب الذي طرحه "اللقاء الأرثوذكسي" لم يلق استحسانا لدى أغلبية الأطراف، لذلك لا بد من طرح قانون جديد يراعي التمثيل المسيحي بشكل أفضل"، لافتا الى أن "هناك صفقة تمت في موضوع التمديد للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهي تمت بمباركة من سوريا، وجاءت ضمن معادلة تقول أن الحكومة أهم من المحكمة في الظروف الراهنة".

 

جنبلاط يدعو الى تسليح المعارضة السورية

 المستقبل/دعا رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط المعارضة السورية إلى "رصّ صفوفها"، وطالب بـ"تسليحها". وأكد في حديث مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، على هامش التجمع الذي شارك فيه في بيروت الأربعاء الماضي تضامناً مع مدينة حمص، أنّه "لم يزر سوريا منذ التاسع من حزيران الفائت"، نافياً الأنباء عن زيارة قام بها إلى دمشق في آب الفائت. ووصف حواره الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد بأنه كان "سوريالياً"، وكشف بعض ما دار معه من مواضيع، فقد سأل جنبلاط الأسد عن موضوعين الأول حول ابن خالته رامي مخلوف، الذي تدور حوله شبهات بالفساد، فأجاب الأسد واصفاً مخلوف بـ"المجنون". وعن الطفل حمزة الخطيب الذي عُذب حتى الموت بدرعا، أجاب بشار الأسد جنبلاط: "لم يتعرض للتعذيب لكنه قتل". وعلّق جنبلاط على ذلك بالقول للصحيفة: "كيف يمكن تقديم مثل هذه الإجابات، أنا لا أعرف.. إنه مصاب بجنون العظمة". وعما إذا كان بشار الأسد إصلاحياً، والقريبون منه هم من منعوه من إكمال هذا التوجه، قال جنبلاط: "إن هذه هي الكذبة الأكبر التي تم اختراعها. هذا "الإصلاحي" لم يستطع أن يتحمل مجرد حد أدنى من التغيير إبان "ربيع دمشق" في العام 2000، فزجّ بكثيرين في السجون"، معتبراً أن "الأنظمة الديكتاتورية لا يمكنها أن تصنع التغيير".

وأبدى رضاه عن قطع علاقته بالنظام السوري. وقال رداً على سؤال عما إذا كان نادماً على إعادة فتح قنوات اتصال مع دمشق في عام 2010: "كلا، التوتر كان مرتفعاً بعد أحداث السابع من أيار 2008، لكن بعد لقائي بالأسد انتفض الشعب العربي، ثم انتفضت درعا". وعما إذا كان نظام الأسد سيسقط قريباً، قال جنبلاط: "أبداً، كنت أتمنى ذلك، لقد وجد الغرب في الفيتو الروسي ـ الصيني ذريعة لعدم مساعدة الشعب السوري، ونظام الأسد عزز الأمن على حدوده مع إسرائيل، ومصلحة إسرائيل لدى بعض دول الغرب تتقدم على مصلحة الشعوب العربية".

وحول ما إذا كان سقوط حمص من شأنه سحق المعارضة السورية، أجاب جنبلاط: "كلا، سقوط حمص لا يستتبع سقوط المعارضة، إنما يُسهّل سعي النظام لوضع يده على الممر الاستراتيجي الذي يربط المدينة بمرفأ طرطوس، وهذا الأمر يُعزز التحالف الروسي ـ الإيراني ـ السوري". ووجّه جنبلاط كلمة إلى دروز سوريا قائلاً: "لا أريد أن أتحدث بأسلوب طائفي، النظام السوري يُروّج لقيام تحالف الأقليات، لكن دروز سوريا هم مواطنون سوريون، وهم إمّا مع النظام وإما ضده، في السابق قاتَل الدروز الانتداب الفرنسي واليوم حان الوقت لكي يناضلوا ضد طغيان النظام الذي يقتل المواطنين السوريين في كل مكان". من جهة ثانية، التقى جنبلاط في قصر المختارة، الشيخ أحمد الأسير على رأس وفد من علماء صيدا، وجرى استعراض الأوضاع العامة لا سيما في سوريا والمنطقة. واثر اللقاء نوّه الأسير بمواقف النائب جنبلاط "الهادفة الى تجنيب البلد أي فتنة بغنى عنها، والى تعزيز وترسيخ روح الاخوة والمودة، وتعاطيه مع الواقع السوري والوقوف الى جانب المظلومين والمقهورين".

وقال: "نشد على يده ونقول "إن القافلة تسير..." وكل هذه المواقف ليست جديدة على "وليد بك" الساعي دوماً الى العيش الواحد والمشترك بين أبناء الوطن، وهو يشكل اليوم ضمانة وطنية كبرى يجب أن يعرفها الجميع". كما التقى بحضور نجله تيمور، والوزيرين علاء الدين ترو ووائل أبو فاعور، والنائب أكرم شهيّب وفوداً شعبية عدة عرضت معه قضايا مناطقية.

 

نديم الجميل في السويد: نساند الشعب السوري ليصبح حراً

 المستقبل/لفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل الى أن "كثيرين هددونا أنه في حال خروج سوريا من لبنان سنذبح بعضنا البعض، لكنهم خسئوا". وشدد على "أننا نقف الى جانب الشعب السوري لأننا نريده أن يكون حراً ديموقراطياً يعبر عن رأيه". باشر الجميل اول من أمس، زيارته الرسمية الى السويد باجتماع عقده في وزارة التجارة الخارجية في حضور الوزيرة إيفا بيورلينغ وعدد من المسؤولين، ثم انتقل الى مجلس النواب السويدي حيث التقى عددا من النواب ومن بينهم النائب السويدي اللبناني الاصل روجيه حداد وعرض للوضعين اللبناني والاقليمي التي تعيشه البلاد العربية. ومساء، لبى دعوة اقليم السويد الكتائبي الى اجتماع حاشد حضره حداد والمونسينيور لويس غطار وممثلون عن "القوات اللبنانية"، "تيار المستقبل"، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ممثل عن الجالية السريانية في السويد، عدد من الكتائبيين وأفراد الجالية اللبنانية الذين حضر بعضهم من بلدان مجاورة للقاء الجميل. بداية، كلمة ترحيب من رئيس اقليم السويد الكتائبي أنطوان ابو ملهب، ثم، عبر الجميل عن "فخره واعتزازه بالجالية اللبنانية وبدعمها الدائم لقضايا الوطن". ووضع الحاضرين في أجواء الوضع في لبنان، مشيرا الى أن "الحكومة فرضها "حزب الله" والنظام السوري الذي بدأ يترنح، وأضحت الصوت السوري في الخارج وحكومة سوريا في لبنان. لم نعتد أن نكون الناطق الرسمي باسم أحد، بأسم الاجرام و المجازر التي تحصل في سوريا". وأكد "أننا لا نتدخل بالشأن السوري، لكننا نشعر مع المظلومين ونعاني معهم لأننا ذقنا طعم الاغتيالات والتدمير ومحاولات الإلغاء التي مارسها نظام الاسد الأب علينا، ولأن تراثنا وقيمنا ومبادئنا تمنعنا من قبول تلك الانتهاكات اللاإنسانية، كذلك حضارتنا المسيحية تفرض علينا الوقوف بجرأة الى جانب المظلومين والمقهورين ونعلن الحقيقة وألا نسمح لبعض الانظمة المجرمة بذبح الشعوب، وهذا الموقف مبدئي قبل أن يكون سياسيا". ورأى أن "نظام الاسد يستغل الاقليات كدروع بشرية ليحمي نفسه. ومنذ وصوله منذ أربعين عاما الى السلطة، عمد هو وغيره من الانظمة الظالمة في سوريا وليبيا والعراق الى تصدير الارهاب وتمويله. فمن أجل الشعب المسيحي في سوريا علينا قول الحقيقة مهما كانت جارحة، ونريد للشعب السوري أن يكون حرا ديموقراطيا يعبر عن رأيه، لذا نحن نقف الى جانبه".

ثم انتقل الجميل برفقة عدد من الكتائبيين الى مدينتي ترولهوتن وغوثنبرغ، حيث التقى هناك أعضاء القسم الكتائبي وأفراد الجالية اللبنانية. وحيا نموذج الفرد اللبناني المنتشر في كل بقاع الارض، وقال: "كثيرون هددونا أنه في حال خروج سوريا من لبنان سنذبح بعضنا البعض، لكنهم خسئوا. فانتصرنا خلال انتفاضة الاستقلال ووحدنا البلد بكل طوائفه واستعدنا حريتنا وسيادتنا وانسحب الجيش السوري من لبنان". أضاف: "هذا ما نريده أيضا لجيراننا في سوريا. فلا فرق بين القذائف التي تتساقط اليوم على حمص وحماة ودرعا والتي تساقطت على الأشرفية وزحلة وطرابلس. فالشعب الذي يفتش عن الحرية وينتفض، علينا الوقوف الى جانبه لنضع يدنا في يده لبناء مستقبل زاهر وشرق أوسط ديموقراطي من الند الى الند، من أجل أن ينعم الانسان العربي بالطمأنينة والحرية والكرامة الانسانية". أضاف: "علينا ألا نخاف بعد اليوم، ونلغي من قاموسنا عقدة الأقليات. لن نقبل بحماية من أحد، نحن أقوياء بمبادئنا وقيمنا وتاريخنا وعلينا توظيف تلك القيم لبناء الوطن الذي تحلمون به من أجل العودة اليه. علينا التشبث بايماننا بهذا الوطن ونتحرر من عقدنا لنحقق حلم جميع الشهداء الذين سقطوا من أجل القضية والحرية".

 

الوزير السابق طارق متري: الحكومة تدير شؤوننا بطريقة دنيئة

المستقبل/أكد الوزير السابق طارق متري، أن "الذي يدير العملية السياسية في لبنان هو المجلس النيابي، الذي يؤدي دورا كبيرا، و"حزب الله" يستطيع التحكم بمواقف الجميع في الحكومة، وخصوصا في مواقف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون"، مشددا على أن "الحكومة الحالية تدير شؤوننا بطريقة دنيئة جدا". وأوضح في حديث إلى تلفزيون "اخبار المستقبل" أمس، أن "هناك قواعد تحكم الحياة السياسية دائما، إضافة الى الأنظمة والقوانين"، ولكن في لبنان، الكل يفسر الدستور على هواه، في حين تبقى هناك قواعد ترعى الحياة السياسية وأي مجتمع متمدن"، مشيرا الى أن "هناك فريق لا يحترم كثيرا تلك القواعد، وهو يغيرها من أجل كسب الشارع، وهو بحاجة دائما إلى إختراع أحقاد جديدة من أجل إثارة العداوات".وشدد على أن "بعض القوى السياسية في الحكومة هي المسيطرة، ولا تحترم مجلس الوزراء، وتعتبر أن القضايا الكبيرة والصغيرة يجري القرار بشأنها قبل التشاور بشأنها في مجلس الوزراء".

 

المرجع العلامة السيد علي فضل الله: كلام الحريري مهمّ وإيجابي ويجب درس موضوع السلاح بواقعية

المستقبل/وصف المرجع العلامة السيد علي فضل الله، كلام الرئيس سعد الحريري الذي وجهه الى الطائفة الشيعية بـ"الإيجابي في ظل موجة السجالات الدائرة اليوم على الساحة اللبنانية"، داعيا الى "درس موضوع السلاح بواقعية لمعرفة مدى حاجة اللبنانيين له". ولفت الى ان "الجميع يتمنى أن يصبح هذا السلاح بيد الجيش اللبناني". وأشار في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، الى أنّه "لا يزال مستمراً في نهج والده الراحل المرجع السيد محمد حسين فضل الله "وهو مبدأ الانفتاح على الجميع"، مشدداً على أن "التواصل قائم بين كل فرقاء الوطن بكل تنوعاته". ولفت إلى الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس سعد الحريري أخيراً، فأوضح أنه "أكّد للرئيس الحريري أنّ السيد محمد حسين فضل الله والشهيد الرئيس رفيق الحريري لطالما تعاونا من أجل الوحدة الإسلامية كمقدمة للوحدة الوطنية"، وشدد على "ضرورة استمرار هذا التعاون لوأد الفتنة"، مشيراً إلى "وجود نقاط خلاف حول ما يحصل، لكن هناك التقاء على أمور أساسية وكبيرة وهي وحدة الوطن، كما وحدة المسلمين".

وعن كلام الرئيس الحريري الأخير الموجّه للطائفة الشيعية، رأى أنّه "مهم في هذه المرحلة حيث يعمل البعض على افتعال الفتن على كل المستويات، سواء تلك السنية ـ الشيعية، أو الإسلامية ـ المسيحية"، واصفاً كلام الحريري بـ "الإيجابي في ظل موجة السجالات الدائرة اليوم على الساحة اللبنانية". واعتبر أنه "يؤسس لمرحلة جديدة، يجب الانطلاق منها إلى الحوار من أجل لبنان، إذ إن الجميع بحاجة لوأد فتنة يسعى البعض من خلالها لجعل وطننا ساحة لها"، كما دعا الجميع الى "العمل بجدية لحوار بناء وفعّال". وقال: "ليكن هناك لقاءات ثنائية أو ثلاثية إذا كان اللقاء بين الجميع غير ممكن اليوم".

وعن الثورات العربية، ذكّر بكلام والده "الذي لطالما كان حريصاً على أن تكون هناك حياة داخل الشعوب العربية، بقوله: عليكم أن تختزنوا الآلام والمعاناة، قد لا تستطيعون أن تعبروا عنها في هذه المرحلة، لكن سيأتي الزمن الذي قد تعبرون فيه عن كل هذه الآلام، وأن تعملوا على إزالتها"، مضيفا "تبين اليوم أن هذه الشعوب كانت تختزن، وتستعد، لتعبّر عمّا تعاني منه وعن طموحاتها للمستقبل، لكن عليها أن تكون واعية، لأن هناك بعض من يسعى ليسرق منها هذه التضحيات والانجازات والثورات". إلى ذلك، لفت فضل الله إلى أنّه "اجتمع بالبطريرك بشارة بطرس الراعي كما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة"، موضحاً أن هذه اللقاءات "أثنَت على وجوب العمل على تغيير الواقع انطلاقاً من المدارس والجامعات". وإذ عبّر عن خشيته من "إقحام رجال الدين أنفسهم باللعبة السياسية والواقع السياسي القائم"، دعاهم لـ "يؤكدوا على دورهم بحفظ الدين أي القيم". ودعا فضل الله اللبنانيين لـ "ينطلقوا من لبنان الأساس"، مؤكداً "أننا لا نستطيع أن ننعزل عن المنطقة، لكن شرط أن يكون همنا الأساسي لبنان". وتابع: "لبنان أولاً، لكن ليس نقطة على السطر، نحن لا نستطيع أن ننعزل عن العالم، بل علينا أن نثبت أرضنا ونحصن داخلنا لننطلق إلى العالم، وإلى القضايا الكبيرة".

وعن ملف السلاح، قال فضل الله: "لا بد من أن نكون واقعيين في هذا البلد، فالجميع يعلم أن هناك تحدّياً ماثلاً أمام اللبنانيين وهو خطر الكيان الصهيوني، الذي لا يتوجه فقط إلى فريق من اللبنانيين، بل إلى الجميع، وهذا السلاح لا بد أن يُدرس بكل واقعية، لمعرفة مدى حاجة اللبنانيين له، ونعتقد حتى الآن أن الجيش اللبناني لا يملك القدرة الكافية التي تؤهله للتصدي للعدو، لذلك علينا أن نحافظ على هذا السلاح، ولا يمكن لأي عاقل أن يتنكر له"، مشدداً على ضرورة "درس كيفية تحريك هذا السلاح، لكي لا ينعكس على الواقع الداخلي، ولكي لا يستقوي به فريق على آخر".

واعتبر أن "الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى نتيجة ترضي الجميع"، مشددا على أن "الحديث عن نزع السلاح في هذه المرحلة وبالرغم من أنه واقعي، ليس لمصلحة اللبنانيين، فلا بد من إزالة هذه الهواجس من خلال العمل الجدي، والتشديد على ألا يستعمل هذا إلا ضد عدو اللبنانيين، وليكن قوة دائمة للبنان". واستطرد "الجميع يتمنى أن يصبح هذا السلاح بيد الجيش اللبناني".

 

كيروز في ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة: ليس باستطاعة أحد أن يخنق صوت العدالة

المستقبل/نظمت مصلحة طلاب القوات اللبنانية، دائرة الثانويات - قطاع كسروان لقاء على مسرح "لاسيتي" جونيه بعنوان "كي لا ننسى"، لمناسبة ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة، تخلله وثائقي عن تفجير الكنيسة والمرحلة المرتبطة به، بالاضافة الى شهادة للنائب إيلي كيروز وأنطوانيت شاهين. ووجه المسؤول عن دائرة الثانويات طوني بدر تحيتين، الأولى للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير واصفا اياه "بالمؤمن الذي لا يخاف وصمد في وجه الصعوبات"، والثانية "للرفيق الدكتور سمير جعجع، المارد في زمن الأقزام"، وتوجه إلى الطلاب بالقول: "لن ننسى العشرة آلاف شهيد، الذين ثابروا لنبقى في لبنان".

وشكرت شاهين للطلاب فرصة وجودها بينهم لتخبر عن "صفحة من كتاب كبير هو كتاب "القوات اللبنانية" المكتوب بدم شهداء وبعذاب معتقلين ولولا هذا الكتاب، لما بقي مسيحيون ولا بقي لبنان". وقالت: "اعتقدوا أنهم بقرار إلغاء يستطيعون إلغاءنا، وغاب عنهم أن ايماننا قوي. جسدي المعذب يجعلني حاضرة دائما للشهادة وذلك لانني افتخر بتاريخي. اعتقلوني لأشهد بالزور أن يوم تفجير كنيسة سيدة النجاة كان أخي جان في لبنان وأنني قد رأيته والحكيم وبعض الأصدقاء". وتحدثت عن العذاب الذي عاشته طوال الخمس سنوات التي أمضتها في السجن. وتوجهت إلى الطلاب بالقول: "لنعمل سويا ونفكر بلبنان لنصل للدولة التي لطالما حلمنا بها".

وتحدث كيروز عن "التفجير المفتعل للكنيسة الذي حصل منذ 18 سنة وكان هدفه إلغاء القوات". واستعرض الأحداث التي سبقت التفجير من "خطف واعتقالات والأحداث التي تلت التفجير من ضرب الحصار على غدراس إلى حل الحزب فاعتقال الحكيم". وتوجه إلى القضاة وقال: "أوجه إدانتي اليوم الى الذين تجاهلوا أن ليس باستطاعة أحد أن يخنق صوت العدالة وأنا اليوم أقول لهم إن الظلم أفظع من القتل".

ودعا النائب سليمان فرنجية إلى "النأي بنفسه عن لغة القدح والذم بحق "القوات" والابتعاد عن منطق التجريح".تخلل اللقاء كلمة للمسؤول عن الإعداد الفكري في مصلحة الطلاب مارون كيروز، ثم قدمت المصلحة درعا تقديرية لجيسي عيراني زوجة الشهيد رمزي عيراني. واختتم اللقاء بالصلاة والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين سقطوا بتفجير الكنيسة.

 

اعتصام لـ "المستقبل" تضامناً مع الشعب السوري في عكار العتيقة

ضاهر والرفاعي وعبد القادر ينتقدون سياسة النأي والسكوت عن الظلم

عكار ـ "المستقبل"/في اطار الدعم لقضية النازحين واللاجئين السوريين، ودعماً للثورة السورية، ورفضاً لسياسة القهر والظلم والبطش التي يمارسها النظام السوري بحق شعبه الأعزل، نظمت منسقية الجومة في "تيار المستقبل" اعتصاما تضامنيا مع قضية الشعب السوري واللاجئين في عكار والشمال، في مسجد عكار العتيقة بحضور مفتي عكار وقاضي الشرع الشيخ أسامة الرفاعي، النائب خالد الضاهر، عضو المكتب السياسي محمد المراد، والمنسقين العامين لـ"تيار المستقبل" في عكار عصام عبد القادر، خالد طه، سامر حدارة وعدد كبير من اعضاء مجالس المنسقيات ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات تربوية واجتماعية ودينية. وبعد كلمة مقتضبة للشيخ حمزة الزعبي، ألقى عبد القادر كلمة قال فيها: "يا من نأى بنفسه عن السكوت عن الظلم والعدوان، لأنكم أنتم الأحرار. فمن ينأى بنفسه عن الظلم فهو ظالم، ومن ينأى بنفسه عن الاجرام مجرم، ومن ينأى بنفسه عن الحرية عبد، ومن ينأى بنفسه عن أهله لا خير فيه لغيرهم".

واكد أن "الجميع في كل بلد لا يجوز لهم بحال أن يتعللوا بسياسة حمقاء أو يتعلقوا بأوهام بالية عن نظام الاجرام كي لا يمدوا يد العون للأحبة المناضلين من أجل شام حرة ابية"، وطالب من يحاول مساعدة الثورة السورية أن "يدعم المجلس الوطني أولاً وأن يعترف به كممثل شرعي للشعب السوري، وأن يشدد العقوبات على النظام، وأن يقوم ثانياً بتنظيم المساعدات الانسانية لكي تصل الى من يستحقها، وان يخطو أخيراً نحو خطوة حماية المدنيين بخلق مناطق آمنة"، داعياً الجميع دولاً ومنظمات الى "التحرك الآن قبل الغد".

بدروه، قال النائب ضاهر: "ها هي سوريا كلها تنزل مطالبة باسقاط نظام الكذب والاجرام، المتسلط الجبان الذي يقتل الاطفال والنساء ويطلق نيران دباباته ونيران مدافعه وراجماته على احياء حمص. ورغم ذلك فالشعب السوري صامد بعد آلاف القتلى والمفقودين وعشرات آلاف النازحين، هذا الصمود الاسطوري الذي لم يلق الا تجاوبا شعبيا على مستوى العالم وهي قضية حساسة اليوم تصيب الضمير الانساني امام هذا التقصير العالمي، لولا موقف عربي رائد تجلى بموقف المملكة العربية السعودية الحريصة دائما على المصالحة العربية وعلى التعاون العربي المشترك والاصلاح بين الدول العربية".

أضاف: "لكن النظام السوري رغم كل المبادرات السعودية استمر في القتل وسحق النساء والاطفال والمطالبين بالحرية وكان الموقف الثابت الحاسم هو ما اعلنه خادم الحرمين الشريفين بان هذا الامر لم يعد مقبولا وعلى هذا النظام ان ينتهي، فقال ذلك لرئيس روسيا بانه لا مجال للحوار حول هذا النظام، وهذا النظام قد سقط بيد الشعب السوري وسقط على المستوى العربي"، مستنكرا ومدينا "موقف لبنان بالنأي عن الحق رغم كل المواقف العربية والبعيدة عن الحق والذي يقف مع نظام طاغية".

ودعا كل الأحرار الى "التضامن والإعتصام تضامنا مع الشعب السوري لأن هذا النظام المجرم لم يسء فقط الى الشعب السوري بل اساء الينا في لبنان والى العرب والى القضية الفلسطينية"، لافتا الى ان "هذا النظام يمارس القتل كما مارسه في طرابلس عام 1985 وزحلة والاشرفية وغيرها من المناطق اللبنانية التي صمدت امام آلة القتل". وأكد ان "هذا النظام سقط شعبيا في سوريا وسقط على المستوى العربي فكل الدول العربية تطالبه بالتنحي وبأن ينتهي ليعطي هذا الشعب حقه بالكرامة والديموقراطية بعد ان انكشف اجرامه على المستويات كافة".

والقى المفتي الرفاعي كلمة، تحدث فيها عن معاني تأدية الأمانة تجاه الضيف والملهوف، وأكد ان "الشعب السوري في انتفاضته ومقاومته وثورته ينتفض نيابة عن الامة كلها عن امة اهل العدل واهل الاحسان والصدق والصفاء والمودة والعيش الواحد الكريم سواء بين المسلمين او بين المسلمين وغيرهم ان كانوا مسالمين، لأن هذا النظام لم يعد خافيا على احد ما كان يفعله وما يفعله وما نوى ان يفعله"، معتبرا ان "الذين ينأون بأنفسهم عن مناصرة هذا الشعب المحق الذي يدافع عن دينه وعرضه وعن مقدساته واطفاله ونسائه وارضه، الذي ينأى عن مناصرته اقل ما يقال انه متخاذل ان لم يكن متآمر، انه جبان رعديد ان لم يكن انسانا يعمل على المشاركة في الاعتداء على دماء السوريين وفي دماء اطفالهم والاعتداء على اعراضهم وانتهاك حرماتهم ومقدساتهم". وتابع: "اذا كنا نقول بالنأي فمالنا نسمع اولئك الذين صنعوا هذه الحكومة لا ينأون بأنفسهم ولا بلبنان وانما يقفون مع الظالم جهارا نهارا علانية ويقولون نحن مع النظام السوري، فهذا تناقض لا يمكن لنا ان نعرفه ولا يمكن لنا ان نفهمه، فإما ان ينأى لبنان ونحن ضد هذا المعنى، ولكن على سبيل التنزل عندما المخاصمة الفكرية فإما ان يكون نأياً كاملاً واما ان يكون تأييدا كاملاً". وتابع: "فليؤيدوا من شاؤوا فالله يكتب والشعوب تلعن، فمن وقف مع الحق فنحن معه ومن وقف مع الباطل فنحن ضده وضد باطله ومهما كان عنده من قوة، فان الاعمار بيد الله وليسوا هم ارقى رجولة منا نحن اهل الحق". وانتقد "الممارسات بحق النازحين بحيث وصل الامر بانهم يخافون التنقل من بلد الى بلد ومن مكان الى مكان ونحن معهم ومن ارادهم بسوء فنحن معهم وسنقاتل وندافع عنهم، لأنهم في ارضنا وهم ضيوفنا ونحن مطالبون بحمايتهم". وختم بالدعوة الى "مساندة الثورة السورية ودعمها وتشجيعها حتى تنتصر فبهذه الثورة ستولد الامة ويولد الحق والعدل". واختتم الاعتصام بمولد للشيخ أحمد الزعبي من وحي المناسبة.

 

"أصدقاء سوريا" أضاع مكسب التصويت في الجمعية العمومية

ملء الفراغ الدولي بخطوات معنوية تعجز عن آلة القتل

روزانا بومنصف/النهار

 لم يكن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي انعقد في تونس على مستوى تطلعات معظم المراقبين الديبلوماسيين والسياسيين كونه في الاساس ساهم في اضاعة مكسب اساسي تمثل قبل اقل من اسبوعين في تصويت 137 دولة في الجمعية العمومية للامم المتحدة على خريطة الطريق التي وضعتها الجامعة العربية للانتقال السلمي في سوريا. لذلك بدا الانتقال الى مستوى آخر مع ستين دولة شاركت في المؤتمر من اجل تأكيد زيادة الضغط بأنه لا يفي بالغاية المطلوبة منه اقله في الشكل. فمعظم المتابعين للمؤتمر لم يعرفوا مَنْ من الدول شارك فعلاً، بل كان المؤتمر عنواناً فضفاضاً للدول العربية والدول الاوروبية الى جانب الولايات المتحدة الاميركية. والواقع  ان اهدافاً كبيرة لم ترسمها اي من الدول المشاركة للمؤتمر خصوصا في ظل تأكيدين برزا على نحو خاص في الايام القليلة التي سبقته هما عدم وجود اي نية للتدخل العسكري في سوريا من اي جهة اتى، في منحى برزت فيه طمأنة كبيرة لروسيا التي عارضت انعقاد المؤتمر وسعت من جهتها لافشاله، والبحث في كيفية تأمين وصول مساعدات انسانية الى الشعب السوري. الا ان التوقعات ظلت كبيرة وعالية بوجود قرارات غير معلنة او اتفاقات على امر ما يساهم في كسر وتيرة الحل الامني القائم في سوريا، اذ ان الخلاصات التي انتهى اليها المؤتمر لا تحتاج الى  هذا الحشد الدولي الكبير الذي توافر في الاصل في الجمعية العمومية للامم المتحدة التي كانت رسالتها قوية جدا في هذا الاطار. وليس واضحاً اذا كان المؤتمر ترك المجال للدول الاقليمية ان تأخذ المبادرة في تنفيذ خطوات ما بعدما خطت هذه الأخيرة خطوات كبيرة على طريق رفض النظام القائم ولم يعد في امكانها العودة الى الوراء ولا السماح ان تترك وحدها في معالجة هذه المسألة. اما بالنسبة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كخلاصة رئيسية للمؤتمر فكان يكفي ان تعطي بعض الدول الاساسية اشارات حول الاعتراف بشرعية المجلس الوطني من اجل ان تسري مفاعيله على دول كثيرة لن تلبث ان تلجأ الى الخطوات نفسها وخطوة الاعتراف بشرعية المجلس ليست كبيرة  باعتبارها كانت قد تحققت الى حد كبير بحكم الامر الواقع ما لم تؤد هذه الخطوة التمهيدية الى تسليم السفارات السورية في الخارج الى المجلس الوطني في المدى المنظور وكذلك مقعد سوريا في الجامعة العربية وسواها من المنظمات الاقليمية قبل الدولية على نحو يوحي بعزل النظام كلياً. وهذه خطوات لم تحصل ولا تزال شعرة معاوية قائمة مع النظام السوري ولم تقطع معه على رغم انها اوراق تملكها الدول الغربية ولم تجار كلها دول مجلس التعاون الخليجي في سحب السفراء المعتمدين في دمشق او طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها. بل ان عدداً كبيراً من الدول لا يزال يحاذر قطع كل الجسور بما فيها لجهة ما ذهبت اليه حين احالت الرئيس الليبي معمر القذافي على محكمة الجنايات الدولية نتيجة العنف الذي اعتمده ضد الليبيين. لذلك تصاعدت  اصداء فشل المؤتمر من أروقته قبل اعلان انتهائه في ما يعتقد المراقبون انه يساهم في الوصول الى نتائج عكسية اقله لجهة تشجيع النظام السوري على المضي في الخطوات التي ينتهجها وكذلك الامر بالنسبة الى الدول الداعمة له كروسيا والصين وايران.

وبحسب مصادر معنية فان غياب الافكار الواضحة لدى الدول المعنية بالمؤتمر وماهية  الخطوات التي كان ينبغي اعتمادها هي السبب في عدم تركه انطباعات ايجابية عن نجاحه، خصوصا اذا ما قيست هذه النتائج بالحصيلة اليومية للقتلى في المدن السورية. فالكلام من جهة عن استكمال المؤتمر بآخر يعقد بعد ثلاثة اسابيع في تركيا بعد اجتماعين آخرين سيسبقانه ايضا في اسطنبول يعني ان المسار طويل على طريق ايجاد السبل لانهاء الازمة السورية وفي انتظار ان يتم ايجاد طرق، لأن تلاقي روسيا والصين اصدقاء سوريا المؤتمرين في تونس على عكس فقدان الصبر الذي بات يصيب كثراً من المعنيين بالوضع السوري لاعتبارات متعددة من بينها ما يجري من سقوط ضحايا يوميا والاعتبارات الداخلية والطائفية الضاغطة بما لا يمكن دول عدة في المنطقة الصمت او السكوت على ما يجري. ومن جهة اخرى فان قوة المضمون الخطابي الذي اعتمده كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تزامناً مع انعقاد المؤتمر بدا بالنسبة الى هؤلاء المراقبين تعويضا عن غياب اجراءات او خطوات قوية، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة في المؤتمر، علماً ان كلينتون اشارت الى ضرورة الضغط على روسيا والصين بما معناه ان الحل يبقى مفقوداً في ظل غياب التوافق الدولي. اذ ان واشنطن غير الراغبة في التدخل العسكري وفق ما اعلنت بوضوح تكرارا لا تزال تستند سياستها ازاء سوريا في ما هو معلن على اربعة او خمسة عوامل لعل ابرزها: الاستمرار في فرض المزيد من الضغوط الاقتصادية على النظام وسط توقعات بانهيارات مالية واقتصادية للدولة السورية، والرهان على انهاك الجيش السوري في مواجهته المستمرة منذ سنة تقريباً للتظاهرات والاحتجاجات من دون الرغبة في الرهان او العمل على تفكيك هذا الجيش نظراً الى عدم الرغبة في الواقع في تكرار تجربة العراق، بل على العكس من ذلك الحفاظ على وحدته، فضلاً عن الرهان والعمل من اجل توحيد المعارضة وتوفير السبل لها من أجل تمكين نفسها. هذا يشبه الى حد كبير محاولة ملء الفراغ الدولي بأمر مجد ولو معنوياً وانسانيا بخطوات صغيرة، لأن الدول العربية والغربية محرجة في عجزها عن وقف آلة القتل المستمرة في سوريا ولا تستطيع ان تحصل على سبيل لايصال المساعدات للشعب السوري. وفي المقابل فان الاستفتاء على الدستور الجديد الذي دعا اليه الرئيس السوري بشار الاسد اليوم لا يتوقع ان يحمل صدى ايجابياً اكثر من المؤتمر في ظل استمرار طغيان اصوات سقوط الضحايا على اي موقف او اجراء سياسي يقوم به النظام. اذ ان ما صدر عن المؤتمرين في تونس خصوصاً من جانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لم يطعن مسبقا في صدقية ما سيقوم به النظام فحسب خصوصاً ان لا رقابة دولية ولا من يحزنون على استفتاءات كان يجريها ولا تقل عن 99,99 في المئة ويتوقع ان تصدر اليوم بـ70ـ او 74,5 في المئة من اجل اثبات صحة رأيه بانه لا يزال يملك الاكثرية، بل طعن في شرعيته بعدما طالبه المؤتمرون بالتنحي بحيث تغدو اي نسبة لاستفتاء من دون اي قيمة فعلية.

 

"حكاية شربل نحاس".. هي حكاية قيادته السياسية

محمد مشموشي/المستقبل

هي "حكاية شربل نحاس" التي ينبغي أن تروى للبنانيين الآن، وحتى للأجيال المقبلة. لا لشيء عند الرجل، وقد يكون عنده شيء يمكن الاتفاق معه فيه أو الاختلاف، بل لأشياء عديدة لدى القيادة السياسية التي سار في ركابها ومحضها تأييده(عمليا، حبل قيادته) طيلة الفترة الماضية الى أن تخلت عنه في منتصف الطريق كما يقال. قد تكون تلك كبرى أخطاء نحاس، لكن القضية تبقى قضية تلك القيادة العماد ميشال عون باعتبارها أكثر من خروج على السياسة ومبادئها وأعرافها وتقاليدها، لأنها تطال حتى أبسط مبادئ التعامل بين البشر وليس بين العاملين في السياسة أو الحقل العام فقط.

ذلك أنه قبل أيام قليلة من "استقالة" الوزير شربل نحاس، بمعنى اقالته القسرية من قبل قيادته، تحدث العماد عون في تصريح علني له عما وصفه بالتمسك بطروحات وزيره في ما يتعلق ببدل النقل وتاليا عدم توقيع المرسوم الخاص به، الى درجة أنه قال انه سيبقى يدافع عنه وعنها حتى لو أدى ذلك الى سقوط الحكومة. وسواء كان موقف عون قد شجع نحاس على الاستمرار في عناده، أو كان نحاس نفسه لا يحتاج الى من يشجعه، فلا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لما آلت اليه الحال بعد ذلك: "استقالة" الوزير بالطريقة التي تمت، وتولي العماد عون شخصيا الاعلان عن ذلك وأن الاستقالة قدمت اليه، ثم استبداله بوزير آخر في أقل من أربع وعشرين ساعة!. وقبلها، كان عون يحتضن مواقف نحاس وغزواته في وزارة الاتصالات، كما آراءه ومناكفاته في مجلس الوزراء، لمجرد أنه يجسد سياساته الكيدية ضد قوى 14 آذار و"تيار المستقبل"(كي لا نتحدث عن الطائفة السنية)، فضلا عن تعنته أربع مرات متوالية في وجه قرارات ديوان المحاسبة، وصولا في الفترة الأخيرة الى تغطيته في ما لا يمكن التغطية عليه...الخروج على قرارات مجلس الوزراء ورفض الامتثال لها رغم كل ما يقال تحت عنوان "نفذ ثم اعترض" العسكري(وعون ضابط سابق) أو "اعترض ثم نفذ" السياسي(وقد بات عون ضابطا جديدا فيه).

لكن ذلك كله انتهى بلمحة بصر. أما "حكاية البديل"، وزير العمل الجديد سليم جريصاتي، فهي حكاية تروى بدورها. ذلك أن "الاستقالة"، مثلها مثل عملية الاستبدال، لم يكن للعماد عون شخصيا، ولا طبعا لحزبه "التيار الوطني الحر"، قرار أو رأي فيهما، في ضوء تمسك القيادة الفعلية للوضع على الأرض ولما يسمى الأكثرية النيابية الحالية وحتى ل"التيار الوطني الحر" ذاته "حزب الله" ببقاء الحكومة أيا كان حالها، وأيا كانت الخلافات والمناكفات فيها وفي ما بين أعضائها.

واذا كان هذا هو الأمر بالنسبة ل"حزب الله"، وتاليا بالنسبة لحلفائه وفي مقدمهم العماد عون وتياره، فلماذا حدث ما حدث اذا في خلال الأيام القليلة الماضية؟. غالب الظن، أن عون لم يخطئ في حديثه المتكرر عن مواقف وزيره، ولا حتى عن حمايته ولو أدى ذلك الى استقالة الحكومة، بل انه كان يلعب دورا متفقا عليه مع "حزب الله" سواء داخل الحكومة أو خارجها. هدف عون، كما بدا جليا في أكثر من مناسبة، تحقيق ما يمكنه من مكاسب على صعيد التعيينات الادارية والأمنية والقضائية في الدولة، فضلا عن ترسيخ مقولته حول التمثيل المسيحي في المجلس النيابي ومجلس الوزراء. وعمليا، فليس للحزب القائد اعتراض على ذلك ان لم يكن يشجعه وربما يحض عليه. أما هدف الحزب، فهو ممارسة نوع من الضغط على رئيس الحكومة، وحتى على رئيس الجمهورية، من أجل إلزامهما باتخاذ مواقف أكثر تأييدا للنظام السوري في مواجهة الثورة الشعبية المستمرة ضده منذ ما يقرب من عام حتى الآن. فسياسة "النأي بالنفس"، قالت دمشق أخيرا كما قال الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ربما كانت مقبولة في الفترة السابقة. بل ربما كانت مقبولة في مجلس الأمن الدولي وفي الجامعة العربية وحتى في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس قبل يومين، لكنها لم تعد مقبولة على أرض الواقع، وبخاصة عند المناطق الحدودية اللبنانية مع سوريا في عكار والبقاع وبعلبك، بدعوى أن هذه المناطق تلعب دورا سلبيا تجاه النظام لمجرد استقبالها النازحين السوريين... فكيف اذا كان بينهم من يؤيد أو يدعم الجيش السوري الحر؟!. بالرغم من ذلك، لا يجوز أن يغيب عن بال أحد أن مصير الحكومة هو "خط أحمر" بالنسبة للحزب. يمكن فعل أي شيء لتحقيق الهدفين هذين(هدف الحزب وهدف عون) بما في ذلك عدم توقيع الوزير نحاس على مرسوم بدل النقل، وشن عون نفسه حملة شتائم شنيعة على كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، وتعطيل جلسات مجلس الوزراء، ومنع تعيين أي موظف أو قاض أو ضابط ما لم يكن عون راضيا عنه... الا أن بقاء الحكومة أمر آخر مختلف. هل كان عون يدرك هذا الحد من المناورة؟. ربما، وربما ليس تماما كما هي عادته في مثل هذه الحالات، بل حتى ربما كان يظن أنه والحزب يستطيعان أن يحققا هدفيهما معا، أو أقله أن يجدا مخرجا من المأزق الذي جرا نحاس اليه في نهاية المطاف. ولم يحدث شيء من ذلك، اذا صح ما قاله عون عن عدم وجود صفقة في السر، فكان لا بد اذا من كبش فداء. وكان شربل نحاس هو هذا الكبش فداء لتمسك "حزب الله" ببقاء الحكومة مهما كانت الظروف. هذه، باختصار، هي "حكاية شربل نحاس"، بل حكاية القيادة التي سلم نحاس نفسه وزمام أمره لها، ثم عمل في النهاية على اختزالها بحملة مقصودة للتعمية شمل بها الطبقة السياسية كلها من ناحية والطغمة المالية والاقتصادية في البلد من ناحية ثانية. وهي حكاية يعرف مثلها، ويرويها بالتفصيل، كل من انتمى سابقا الى "التيار الوطني الحر"، أو وقف الى جانب العماد عون، ثم انفصل عنه في خلال السنوات القليلة الماضية. أما "حكاية البديل"، فقد رواها سليم جريصاتي بنفسه بعد ساعات فقط من تعيينه ممثلا جديدا لتيار عون في الحكومة، عندما تحدث عن اعتزازه بكونه مستشارا ل"حزب الله" في الحملة على المحكمة الدولية وتشويه سمعتها، تماما كما كان مستشارا للرئيس السابق اميل لحود في السنوات الأخيرة من عهده(سنوات التمديد الثلاث) وللرئيس السوري بشار الأسد في صياغة الدستور الجديد الذي وضع أخيرا تحت قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ في حمص وحماه وأدلب ودرعا. هل بين اللبنانيين، في ضوء ذلك كله، من يملك أن يناقش السيد حسن نصر الله، وتاليا عون، في اتهام الحكومة الحالية بأنها حكومة الحزب والنظام السوري؟.

 

كلينتون: نتقدم بالملف السوري قدر المستطاع.. والتدخل الأجنبي قد يعجل بالحرب الأهلية 

اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن "التدخل الأجنبي في سوريا قد يدفع الى حرب أهلية في هذا البلد، بينما تم التطرق في تونس الى امكانية ارسال "قوة عربية" لحفظ السلام يوم الجمعة الماضي"، مضيفةً في حديث لمحطة "BBC" البريطانية: "أعتقد أن كل مخاطر اندلاع حرب أهلية (في سوريا) والتدخل الأجنبي لن يمنع ذلك، حتى أنه سيعجل به على الأرجح". وفي هذا السياق، قالت كلينتون :"هناك الكثير من السيناريوهات السيئة التي نحاول استباقها، وفي الوقت نفسه نبقي نظرنا على الإحتياجات الإنسانية ونحاول القيام بكل ما في وسعنا لدعم المعارضة السورية وتشجيع عملية انتقالية ديموقراطية". وتابعت: "هذا الأمر استلزم أكثر من سنة في اليمن، لكن في النهاية أقسم رئيس جديد اليمين، واستمر قتل الناس طيلة كل هذا الوقت على الرغم من أنها أوضاع مؤلمة للغاية". ورداً على سؤال، لفتت كلينتون إلى وجود "معارضة قوية جداً ضدّ التدخل الأجنبي، داخل سوريا وخارجها"، وقالت في هذا المجال :"نحن لا نملك موافقة مجلس الأمن الدولي التي تعطي الشرعية والمصداقية لقرارات المجتمع الدولي"، موضحةً أن " هناك مجموعة خطيرة جداً من العوامل في المنطقة، فهناك "القاعدة" و"حماس" وأولئك الذين على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية والذين يدّعون دعم المعارضة" السورية. واذ لفتت الى أن "هناك الكثير من السوريين القلقين حيال ما يمكن أن يحصل لاحقا"، تابعت كلينتون: "لا أريد القول انه لا يمكن القيام بأي شيء وأجد أننا نتقدم قدر المستطاع"، متسائلةً: "اذا عملنا على إدخال أسلحة رشاشة، التي يمكن ولا شك تمريرها عبر الحدود، فماذا يمكنها أن تفعل مقابل الدبابات والمدفعية الثقيلة؟" (أ.ف.ب.)

 

المجلس الوطني السوري "يمد اليد" للطائفة العلوية.. ويستنكر محاولة تقسيم المجتمع 

أعلن "المجلس الوطني السوري" أنّه "يمد اليد" الى الطائفة العلوية من أجل بناء "دولة المواطنة والقانون"، مشدداً على أن "العلويون كانوا ولا يزالون جزءاً مهماً من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع ابناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي أبناء الطوائف الأخرى". المجلس، وفي بيان، قال :"لن ينجح النظام في دفعنا إلى قتال بعضنا البعض، ونحن  مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا إلى إخوتنا العلويين، لنبني سورية دولة المواطنة والقانون". ولاحظ المجلس أن النظام السوري و"منذ بداية الثورة قام بمحاولة تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكرياً وأمنياً بين الأحياء المختلطة طائفياً، وتخويف الطوائف بعضها ببعض، وقتل أناس أبرياء من الطائفتين". واضاف البيان إن النظام "قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم الى مساندته في القضاء على الثورة". وإذ أقر بوجود "ردود فعل طائفية" نتيجة ذلك، وخطر بشقِّ المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى إلى زيادة الحس الطائفي"، أشار المجلس إلى أن "الكثير من النشطاء من أبناء الطائفة العلوية وقفوا الى جانب الإنتفاضة".وشدد المجلس على أنه "من المهم التأكيد أن الخطوة الأولى لإيقاف الفتنة في سورية تكمن في اسقاط النظام. ومن المهم القول الآن أننا في "المجلس الوطني" ننظر إلى أبناء الطائفة العلوية على أنهم جزء أساسي من النسيج السوري".(أ.ف.ب)

 

تحولات مهمة!

ميشيل كيلو

كتبت قبل بضعة أعوام مقالة جعلت عنوانها «نظم عاجزة ومجتمعات ضعيفة». واليوم لا يخطر ببالي عنوان لمقالتي هذه أكثر تعبيرا عن واقعنا الراهن من «نظم متوحشة ومجتمعات مدنية»، أو «نظم ضعيفة ومجتمعات قوية».أثبت النظامان التونسي والمصري أنهما ضعيفان، أو هذا ما وقر في ذهن المواطن العربي، الذي لاحظ سرعة انهيارهما، وأقنعه «صمود» النظامين الليبي والسوري أنهما يمتلكان وسائل ومقومات قوة غير ما مارسه الأول قبل انهياره من عنف مفرط، ويمارسه الثاني منذ قرابة عام من عمليات قتل واعتقال وتعذيب وتجويع وترويع واسعة، هي دليل قوته الوحيد، مع أنه لم يمارس غيرها خلال عقود أربعة في كل ما يتصل بوجود النظام وعلاقاته مع مجتمعه ومواطنيه: بدءا بتصريحات حكامه، إلى التربية الآيديولوجية والعسكرية لأتباعه، وصولا إلى طرقه الفظة، التعبوية وغير الإنسانية، في تكوين العقل العام، كما في علاقات المواطن بمن هم فوق وبغيره من المواطنين.

لم يستخدم النظام التونسي كل قوته منذ بداية الأحداث، واستخدم النظام المصري جهازه الأمني الضخم دون جيشه. وعندما تأكد عجز ما زجا به في المعركة من وحدات أمنية، وظهر أنها غير قادرة على ضبط الشارع والسيطرة عليه، تقدم الجيشان التونسي والمصري ليقولا كلمتيهما الفاصلتين، فكان على بن علي ومبارك الرحيل: الأول إلى خارج وطنه، والثاني إلى السجن فالمحكمة.

بالمقابل، استخدم النظامان الليبي والسوري جيشيهما منذ لحظات التظاهر السلمي الأولى، وزجا بكامل قوتهما في معركة ليست معركتهما، أقله باعتبارهما جيشين من واجبهما حماية الشعبين الليبي والسوري وليسا جيشي أشخاص أو سلطات أو أحزاب أو تكوينات ثانوية وتابعة. هل كان إنزال الجيشين إلى الشارع لقمع المتظاهرين ومحاصرة وقصف المدن والقرى والقيام بدور جهاز الأمن الداخلي علامة قوة أم ضعف؟ أعتقد شخصيا أنه كان علامة ضعف بالأحرى، فالنظامان كانا سيواجهان المتظاهرين بوسائل وقوى أخرى، لو كانت لديهما مثل هذه الوسائل والقوى، أو لو كانا، كما يدعي إعلامهما، شعبيين أو معبرين عن إرادة المجتمع... أو... أو... إلخ. واليوم، نعلم جميعا أن «الأخ العقيد» سأل معارضيه بصوت مستهجن: «من أنتم؟»، ووصفهم بـ«الجرذان والمقملين»، وقال إن الشعب سيزحف عليهم من جميع أنحاء ليبيا كي يسحقهم في كل مدينة وقرية وزنقة وبيت وشارع. بينما تحدث النظام السوري عن «عصابات مسلحة» هي قلة شاردة مجرمة، وزعم بأدلة كلامية لم يتوافر أي برهان عليها وقوف أغلبية الشعب معه. إذا كان هذا صحيحا، لماذا فعل ما فعله «الأخ العقيد» قبله: قاتل بالجيش ولم يقاتل بالجماهير الغفيرة التي تقف وراءه وتفديه بدمائها وأرواحها ومهجها؟ هل كانت تراوده شكوك في ولاء هذه الجماهير، أم في صدق أحاديثه عنها، أم أنه كان يخشى انقلابها عليه وانضمامها إلى المتظاهرين، إن هي نزلت إلى الشارع بدورها؟ أظن أن كلا النظامين كان يعرف أنه لا يجوز له الثقة بالجماهير، بعد أن رأى ما يمكن أن ينجم عن نزولها إلى الشارع. ولعله مما يؤكد ضعف النظامين أنهما أحجما أيضا عن استخدام حزبيهما في الصراع: اللجان الثورية في ليبيا، وحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، بعد أن بان عجزهما وظهرت عزلتهما عن الشعب وقواعدهما منذ لحظة الانفجار المجتمعي الأولى، وافتضح واقعهما كحزبين يفتقران، شأن نظاميهما، إلى أي غطاء جماهيري، علما بأن اللجان لم تتحرك في ليبيا، وأن «البعث» فقد القسم الأكبر من أعضائه وأصدقائه: إما بانسحاب هؤلاء على مرأى ومشهد من الجماهير، أو خلال المظاهرات، حيث قتل قسم كبير منهم كان مشاركا فيها، ضد النظام بطبيعة الحال وليس معه أو دفاعا عنه، في مفارقة تستحق التأمل والتفكير. إن مقتل بعثي بيد عسكر بعثي في مظاهرة ضد البعث لهو أمر كاشف يفضح تماما طبيعة النظام، الذي لا يقر بما يجري، لأن إقراره ينزع عنه جميع أنواع الشرعية، ويكشف زيف ما يدعيه حول شعبيته ووقوف الجماهير إلى جانبه: إذا كان عضو حزبه، حزب البعث، يقتل خلال المظاهرات ضده، فمن الذي سيصدق بعد ذلك أن الشعب معه، أو يمكن أن يسانده؟!

ليس استخدام أجهزة القمع والعنف في الداخل دليل قوة، بل هو قطعا دليل ضعف، إذا ما تم استخدامها دون غيرها من مؤسسات السياسة والحكم، وكان الهدف منه الحيلولة دون حل أزمات السلطة، أو حسم صراع بين المجتمع والنظام الحاكم. ومن المعروف عموما أن السلطة تكون عنيفة عندما تمارسها أقلية، سياسية كانت أو حزبية أو طائفية أو طبقية، فالأقلية حين تستولي على الحكم أو تنفرد بممارسته لا تكون قوية، وتعتقد أنها تقوي نفسها بقدر ما تبادر إلى استخدام العنف وسيلة وحيدة لتنظيم علاقاتها مع مجتمعها ولجعلها علاقات خضوع وانصياع ينضوي فيها المجال العام بمجمله، ويوضع تحت الإشراف المباشر والدائم للأجهزة الرسمية السرية، التي تتكفل بتحويل السلطة إلى مافيا، وتنشر ثقافة تمييز واحتقار لإنسان يجسده ازدراء القانون والدستور، كي تحكم بطرق تديم سطوتها على المواطن، فليس لها من أسباب القوة غير العنف، ولا تعرف كيف تتعامل بأي طريقة أخرى مع الخاضعين لها بغيره، بينما تكون السلطة قوية حقا حين تخرج العنف من المجال العام، وتنظمه بوسائل سلمية وحوارية تلعب الأفكار والبرامج والمصالح وتشابكاتها وتوازناتها الدور الأساسي فيها، فالسلطة هنا قوية لأنها لا تستخدم القوة، وتقصر استخدامها على حالات تهديد خارجي تستهدف المجتمع والدولة والوطن، كما تكون قوية لأنها تطبع علاقاتها مع مجتمعها وتبعدها عن السرية والالتباس والعنف، وتتدبر قضايا ومسائل الشأن العام في أجواء تتسم بالانفتاح والشفافية، وسائلها توافقية وسلمية، تخلو من العنف أو الإكراه، رغم ما قد ينشب فيها من نزاعات، أو يواجهها من مشكلات. والخلاصة: يكون الحاكم قويا بشعبه أو لا يكون غير متسلط ضعيف!

لم يكن عنف «الأخ العقيد» دليل قوة، بل كان وسيلة لكشف طابع سلطته العصبوية، العنيفة والمغلقة، التي انفرد بإدارتها والتحكم فيها، وقرر تقويض الدولة والمجتمع من أجل المحافظة عليها ومنع أي إصلاح فيها، مع أنها كان عليها أن تخدمهما وتنميهما لا أن تدمرهما. لا يختلف الحال عن ذلك في سوريا، حيث عمدت السلطة إلى إطلاق العنان للعنف وأجهزته منذ بدء حركة التمرد المجتمعي الكبير الراهنة، بعد أن كان سدنتها قد نظموها خلال الأعوام الأربعين الماضية كسلطة عنف منظم تتحكم فيها أقلية سياسية انقطعت خيوط الثقة بينها وبين أغلبية مجتمعها المظلوم، فهي تحتكم إلى القوة بسبب ضعفها الهيكلي المتشعب والمتعدد الأوجه، ولا ترى وسيلة غيرها للتعامل مع مواطنيها، الذين أمضوا السنوات الأربعين الماضية وظهرهم إلى الحائط، وأيديهم مرفوعة إلى الأعلى كالأسرى، لكنهم ما إن صمموا على مبارحة وضعهم المشين خلال الأشهر الأحد عشر الأخيرة، حتى وجدوا أنفسهم وسط جحيم عنف لم يسبق لدولة تحظى بأي دعم من شعبها أن عاشت مثيلا له!

وضع التمرد الشعبي في تونس ومصر حدا للسلطتين هناك. ويضع التمرد عينه حدا لأوضاع تنمرت السلطة فيها على شعبها الأعزل، ليس لأنها قوية بدعمه وتأييده، بل بسبب رفضه لها ووقوفه ضدها ونضاله في سبيل التخلص منها. يقول الحكام الضعفاء إن الشعب معهم، وإنهم يدافعون عن أمنه وسلامته ضد مسلحين مجرمين. إذا كان هذا صحيحا، لماذا يصادرون رأي الشعب، ويرفضون منحه الحرية والقبول بحقه في التعبير السلمي عن نفسه، وبالتالي الوقف الشامل للعنف على أن تعقبه انتخابات حرة تحت إشراف دولي؟ ولماذا يعاملون الشعب وكأنه عصابة مجرمين يستحقون القتل، ويطلقون آلتهم العنيفة كي تفتك بأطفاله ونسائه وشيوخه دون تمييز؟لم تعد السلطة العربية قوية بصمت وصبر شعبها، الذي كشف تمرده كم هي ضعيفة ومتهالكة و... عنيفة، وكم تستحق الدفن، بعد أن ملأت روائح الدماء البريئة التي سفكتها بإجرامها الأعمى المفتوح أنوف مواطني العالم كله، وقوضت جميع الأسس التي يمكن أن تقوم بين سلطة شرعية وشعبها أو بين نظام عادل ومجتمعه، وأخذت تضع بيد العنف حدا لحياتها، وتنتحر بالسلاح الذي تقتل بواسطته الناس!

 

إيجابيات مؤتمر «أصدقاء سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

هناك من أُحبط من مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وحتى من طريقة إدارته، لكن هذا ليس بالضرورة صحيحا، خصوصا إذا تذكرنا أن سوريا، والمنطقة برمتها، تشهد حالة خلع أكثر ضرس فاسد بالمنظومة العربية، وهو أمر لا يمكن أن يتم من دون ألم، أو تدخل جراحي. فمع المحبطين حق حينما يستمعون لخطاب الرئيس التونسي عن سوريا، ولا يتم إدراج كلمة السيد برهان غليون ضمن الكلمات التي تم بثها علنيا، حيث ألقيت بالجلسة المغلقة. لكن سيقل الإحباط عندما نعلم أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قام بارتجال كلمة، قبل إلقاء كلمته الموزعة بالجلسة المغلقة، أشاد فيها «ببعض» ما قاله الرئيس التونسي. وأشاد الفيصل في كلمته المرتجلة «بكل» ما قاله برهان غليون في خطابه «القوي والمعبر»، بل إن الفيصل أشاد بمداخلة لأحد السوريين من حمص، واعتبرها ملخصة لمعاناة السوريين. وهذا ليس كل شيء، بل إن ما يسعد السوريين، والعرب، يتلخص في ما قاله الأمير سعود الفيصل في كلمته، حيث اعتبر أن نظام الأسد الذي يعربد في سوريا هو نظام سلطة احتلال، كما احتج الفيصل على الاكتفاء بالإعانة الإنسانية، واعتبرها عملية تسمين للضحية التي سيفترسها الوحش! ومن الإيجابيات الأخرى في مؤتمر تونس أن الفيصل، الذي فتح باب الاعتراف بالمعارضة السورية في خطابه الأخير بالجامعة العربية وتحقق في تونس رغم كل ما قاله البعض من قبل، قد فتح الباب أيضا للمطالبة بتسليح الثوار السوريين، وذلك حين قال الفيصل ردا على سؤال حول تسليح الثوار السوريين بأنه «فكرة ممتازة». بل إن الأمير سعود الفيصل قال أيضا إن الأسد سيرحل «راغبا أو مكرها»، وهذا كله يعني أن السقف الذي سيهوي على رأس نظام الأسد قد ارتفع كثيرا، وذلك دفاعا عن الشعب السوري المظلوم.

كل ما سبق يقول إن الأمور ليست بمحبطة جدا، ولو استشهد البعض بكلمة أمين عام الجامعة العربية، فالأوضاع على الأرض في سوريا تجاوزت لغط الكلام، وكما قلت ذات مرة فإن الساسة الآن سيرقصون على إيقاع دمشق، وتأكيدا لذلك فهناك معلومات مهمة سمعتها من مصادر رفيعة مختلفة تقول إنه قد انبثق عن دول «أصدقاء سوريا» تشكيل مصغر للجنة، أو قل خلية عمل، غير معلنة، مهمتها متابعة تطورات الأحداث في سوريا، وتتكون من مجموعة دول منها: السعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، وأميركا، وفرنسا، وبريطانيا. وهذا أمر ليس بالمحبط بكل تأكيد، فتلك الدول معنية بشكل مباشر بالملف السوري، ويكفي أن نتذكر أن اللقاء الثاني لـ«أصدقاء سوريا» سيعقد بتركيا، مما يفترض معه أنه سيكون لإسطنبول دور أكثر تأثيرا في قادم الأيام، وقد يكون من ضمن عمل تلك المجموعة توحيد صفوف المعارضة السورية، وأكثر. ومن الأخبار الجيدة، أيضا، إنجاز الاتفاق بين الجيش الحر والمجلس العسكري لتشكيل «وزارة دفاع» للثورة السورية. وعليه فإن جل هذه الأخبار لا تعتبر محبطة، بقدر ما أنها تعني بداية العد التنازلي لنهاية طاغية دمشق قاتل الأطفال.

 

التصميم الدولي يلتقي مع الحرص الداخلي للخروج من خطر الاغتيالات

ثريا شاهين/المستقبل

يوم الخميس المقبل في الأول من آذار، تبدأ الولاية الجديدة للمحكمة الخاصة بلبنان لمدة ثلاث سنوات أخرى، وفقاً للتجديد لها في مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، وبناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واستناداً الى مندرجات القرار 1757 الخاص بإنشاء المحكمة. وتوقفت أوساط سياسية بارزة، عند استحقاق التجديد للمحكمة، بحيث أوضحت انه يكتسب حجماً دولياً، بالتعبير عن التصميم الدولي على ملاحقة أعمال الاغتيال، وهي باتت ظاهرة دخيلة على السياسة اللبنانية، والمعروف من ورائها أساساً. وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة وعطلت العمل الطبيعي لنظام برلماني كان يعتبر الوحيد في الشرق الأوسط. وبالتالي يعني التجديد للمحكمة التصميم على ملاحقة العدالة الدولية لهؤلاء. ويكتسب التجديد كذلك حجماً محلياً، على اعتبار ان قيادات أساسية في الحكم وحتى في الأكثرية الحالية على قناعة ان موضوع المحكمة يشكل مناعة لحرية العمل السياسي وحصانته، بعيداً عن الاستفراد الجسدي، والقتل، في وقت يكفي الجو السياسي في لبنان خطر الاجتياح المسلح واستعمال السلاح في الداخل وخطر التشبيح الشارعي. ذلك ان التصميم الدولي التقى مع الحرص الداخلي على الخروج من خطر الاغتيال. ومن الواضح ان الساحة السياسية اللبنانية فيها من هم معرضون للاغتيال، ومن هم يعملون للاغتيال.

وترى الأوساط، ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النيابية النائب وليد جنبلاط، لا تروق لهم الاغتيالات أبداً. هذا فضلاً عن موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي تمكن من خلال قدرته على قطع دابر أي تعطيل، من خلاله أخذه العلم برسالة كي مون حول التجديد 3 سنوات للمحكمة.

وفي سياق ملاحقة أعمال الاغتيالات على المستوى الدولي، يعني التجديد للمحكمة ان عليها ان تنجز المهمة التي أوكلت إليها، وإن هذه المهمة لم تنجز بعد، وان القرار 1757 واضح في ذلك، لذا فإن كل أجهزة المحكمة ستستمر في العمل كما هي الحال في السابق. التجديد لها تم وفق "الإجراء الصامت" حيث أرسل الأمين العام رسالة التمديد الى رئيس مجلس الأمن، والذي عيّن موعداً وساعة بحيث إذا لم يعترض أي من الدول الأعضاء الـ15 على التجديد بعد اطلاعهم على الرسالة، يعني ان التمديد حصل.

والواقع انه لم تعترض أي دولة على هذا التمديد، بما فيهم روسيا التي أيدته، وهي بالتالي، لا تريد فتح جبهة جديدة مع المجتمع الدولي مع الجبهة المفتوحة حول سوريا، والتي تضررت جداً في مصالحها الدولية والعربية، وفي الأساس روسيا عملت على تنفيذ القرار 1757، ودعمت المحكمة. ولو لم يمر التجديد بـ"الإجراء الصامت"، لكان هناك خيار آخر وهو اللجوء الى استصدار قرار دولي عن مجلس الأمن يقضي بالتجديد. ولبنان سجل توافقاً داخلياً غير معلن على تمرير التجديد للمحكمة بالشكل الذي مرّ به إذ لم يحصل صراع داخلي حول الموضوع، وأهم شيء بالنسبة الى "حزب الله" بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، كان الحفاظ على الحكومة الذي يأتي في الدرجة الأولى من الأهمية لديه من النواع حول التجديد للمحكمة. وتزامن الموقف اللبناني مع جهود بذلها الأمين العام للمنظمة الدولية، لتجنيب احراج لبنان وإدخاله في سجالات داخلية حول المحكمة. فأرسل رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، حول مدة التمديد لثلاث سنوات، وأبلغه الرئيس انه أخذ علماً بالأمر، مع الإشارة الى ان الحكومة لم تكن لتجتمع. ورأي لبنان استشاري وليس الزامي في النهاية. كما عملت الدائرة القانونية في الأمانة العامة للأمم المتحدة، على استصدار رأي قانوني يقول انه لمجرد التجديد للمحكمة يتم التجديد التلقائي لكل ما هو مرتبط بالمحكمة بما فيه مذكرة التفاهم مع لبنان. وتبعاً لذلك، فإن مذكرة التفاهم قائمة وستتعامل المحكمة مع لبنان وفقاً لها. ويذكر ان لبنان لم يعد عضواً في مجلس الأمن للجوء الى اعتراض محتمل على "الإجراء الصامت". بالنسبة الى التمويل، فإن لبنان عليه ان يسدد كل سنة 49 في المئة من موازنة المحكمة، ويتوقع ان تطلب المحكمة من لبنان في وقت لاحق تسديد مساهمته في موازنتها لسنة 2012، لكن لدى لبنان وقت حتى الخريف المقبل. وبما ان المحكمة تقتصد مصاريفها، وبما ان لبنان سدد مساهمته في موازنة 2011 نهاية سنة 2011، فإنه لا يزال في صندوق المحكمة أموالاً تكفيها لأشهر.وعلى الخط ذاته، سيقوم كي مون في وقت قريب بتوجيه نداء الى كل الدول لتمويل المحكمة لموازنة 2012. وثمة توجه دولي بدعم المحكمة حالياً عبر الاستجابة للنداء، انطلاقاً من الدعم الدولي الذي تحظى به.

 

إيران: الانتخابات والسياسة الخارجية

عبدالله إسكندر/الحياة

تشهد إيران بعد أسبوع انتخابات برلمانية في منافسة يغيب عنها أي صوت معارض أو الحركة الخضراء. بما يعني أن مجلس الشورى المقبل سيتوزع بين أركان التيار المحافظ وحده، وليتوحد الحكم الإيراني حول لون سياسي واحد. وليصبح الحكم الإيراني حكم فريق (حزب) واحد تحت رعاية المرشد الأعلى. بما يعيد إلى الذاكرة اكثر النظم توتاليتارية، من نازية وشيوعية وبعثية. ولتسقط نهائياً ورقة الادعاء بالسماح بالتنوع والتعددية والتعبير الشعبي. لقد تمكن الحكم الإيراني، مدعوماً بـ «الحرس الثوري» (القوة الأساسية في البلاد) وفروعه، أن يقضي على الحركة الإصلاحية التي رفعت برأسها لمناسبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتتالت عملية تقييد الحرية والاعتقالات والمحاكمات والاغتيالات لرموز هذه الحركة المعارضة لمنعها من التعبير وتشتيتها والقضاء عليها. وكانت النتيجة غيابها عن هذه الانتخابات التي لم تقاطعها إلا لانعدام أي فرصة أمام رموزها للفوز. ومن لم تطله من هذه الرموز إجراءات القمع والتقييد، منعته لجنة خبراء الدستور من الترشح بحجج عدة.

هكذا، تصبح الانتخابات الإيرانية مجرد إعادة توزيع للسلطة ومنافعها بين أعضاء الفريق الواحد، وعلى أساس الولاء المطلق للمؤسسة الحاكمة. هذا الواقع الجديد لا ينسف الادعاء حول السماح بالخيارات الشعبية واحترام الحريات العامة فحسب، وإنما يؤسس لمرحلة «فاشية» شبه متكاملة، ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة من مظاهرها الأكثر وضوحاً. ولا تنعكس خطورة اكتمال النظام الفاشي في إيران في تشديد القبضة الداخلية وقمع الحريات العامة والسياسية، وإنما أيضاً بالنزوع إلى المغامرة الخارجية من دون أي محاسبة داخلية. وهذا هو الهدف من ضرب الحركة الإصلاحية التي كانت تدعو إلى التعقل في معالجة الملفات الخارجية والحفاظ على علاقة جيدة مع الجوار والامتناع عن التدخل في شؤونه. لقد تزامن تقريباً ضرب المعارضة الداخلية الإصلاحية وتصفيتها مع التصعيد الرسمي الإيراني في الملفات الخارجية كلها ومع زيادة وتيرة التعبئة العسكرية والمناورات والتهديدات لـ»الأعداء» البعيدين والمجاورين. ولم تخف هذا التصعيد محاولات ديبلوماسية ملتبسة في هذا الملف أو ذاك، أو التصريحات المتناقضة في هذا الشأن أو ذاك. لأن الوقائع على الأرض تظهر خطاً متصاعداً في التمسك بالبرنامج النووي المشكوك في أهدافه من دون أن تقدم طهران أية أدلة على سلميته. وتظهر الوقائع أيضاً استمرار التحريض والتدخل في شؤون الجوار، خصوصاً حيث تملك إيران مرتكزات تنظيمية ومذهبية. وتظهر أيضاً أن طهران تعتبر نفسها القوة الوحيدة المسؤولة عن أمن في المنطقة يناسب مصالحها فقط. وفي تبرير كل هذا التصعيد، تعمد أصوات الحكم إلى التشديد على القوة الإيرانية والتفوق السياسي والعلمي والعسكري. وكذلك على «مظلومية» مفترضة تبرر انتهاج القوة من اجل انتزاع حق مفترض. وبذلك تتجمع كل العوامل التي قد تدفع في لحظة ما إلى انفجار تسعى إليه إيران، انطلاقاً من اعتبار أن أي اختبار للقوى في المنطقة سيكون لمصلحتها، سواء في مواجهة مع الغرب أو مع دول الجوار. وستكون بعدها قادرة على فرض سطوتها وهيمنتها في الإقليم، كقوة كبيرة كما تقول هي عن نفسها. لقد «وحّد» الحكم الإيراني الداخل تحت لواء المرشد وأداته «الحرس الثوري» ومتفرعاته. وقد لا يطول الوقت حتى يحاول فرض ميزان قوى مماثل في المنطقة، استناداً إلى سيطرته الكاملة على الوضع الداخلي وقوته العسكرية المتعاظمة. وقد يكمن هنا معنى هذه الانتخابات البرلمانية التي، وإن بدت باهتة وبين أنصار الفريق الواحد، تظهر أن الحكم لم يعد مضطراً إلى مراعاة توازنات داخلية في سياسته الخارجية.

 

إيران امبراطورية «اليد القصيرة»

حسام عيتاني/الحياة

تعطي السياسات الايرانية مبرراً لتفحص المقولة عن الطموحات الامبراطورية التي استيقظت في رؤوس المسؤولين الإيرانيين. واستغلت إيران سلسلة طويلة من الظروف العربية البائسة تمتد من تدمير العراق واحتلاله، إلى الصراعات العربية - العربية وانعدام المبادرة والرؤية الاستراتيجية عند الدول العربية الرئيسة، من جهة، والاستثمار في القضية الفلسطينية من طريق تسليح وتمويل الفصائل التي والت طهران سياسياً، من جهة ثانية، لتبني لها مواقع صلبة في العديد من المفاصل المهمة. ما يدعو الى الكثير من القلق الضغط المتعدد الأساليب الذي تمارسه إيران على الشيعة العرب لحملهم على الالتحاق بها على المستويين المذهبي (الاعتراف بنظرية «ولاية الفقيه» التي لم تكن في يوم موضع اجماع بين فقهاء المذهب الشيعي، على عكس ما يزعم أنصار إيران، وخصوصاً التأويل الذي يعطي ولي الفقيه الإيراني حق الولاية على الأمة الاسلامية بأسرها)، والسياسي العملي الذي يحض الشيعة العرب على ابداء التأييد الكامل للمواقف الايرانية وفي كل المناسبات. تذكر هذه الممارسات بسعي المانيا الهتلرية الى استغلال الأقليات الناطقة بالالمانية في شرق أوروبا عشية الحرب العالمية الثانية. وتلاعبت النازية بتلك الاقليات أسوأ تلاعب واستخدمتها ذريعة لاحتلال مقاطعة السوديت التشيكية عام 1938 وفي زرع التوتر في القارة. ومعلوم ان ابناء تلك الاقليات دفعوا اثماناً باهظة لسياسة هتلر بعد هزيمته وتنوعت مصائرهم بين الترحيل والقتل والقمع لأعوام طويلة.

السلوك الخطر للسلطة الايرانية حيال الطائفة الشيعية العربية، ليس غير مكون واحد من مكونات النهج الامبراطوري الايراني. ناقشت كتابات عدة مسألة قدرة إيران على انشاء امبراطورية وادامتها (راجع على سبيل المثال مقالة ماجد كيالي «هل باتت ايران دولة عظمى حقاً؟» على موقع «الجزيرة. نت») لكن السؤال هو: هل تحتاج إيران الى امبراطورية؟

ودُرست الامبراطورية ككيان سياسي دراسة وافية وباتت معروفة الظروف المحيطة بنشوء الإمبراطوريات وأفولها. وباتت معروفة ايضاً الشروط اللازمة لتحول الدول الى امبراطوريات. وجلي أن الطموحات والرغبات التي قد تتلاعب بسياسيي هذه الدولة او تلك، لا تكفي لقيام امبراطورية. ويبدو غير مكتمل الأسس أي حديث عن مسعى إيراني لبناء امبراطورية اذا لم يأخذ في الاعتبار الوضع العالمي الحالي. فانفتاح الاسواق والحدود وتشكل اقتصاد معولم ومترابط، يفترض أن تكون الامبراطورية على مستوى الكوكب أو لا تكون. ومستوى التداخل بين العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والاستراتيجية والعلمية - التقنية، لا يتيح فرصة امام ظهور امبراطورية اقليمية، او حتى قوة عظمى اقليمية. هذا ما يمكن استنتاجه من الحدود التي اصطدمت بها اسرائيل، على سبيل المثال في محاولاتها توسيع حربيها على لبنان وعلى غزة، وفي رغبتها توجيه ضربات عسكرية الى المنشآت النووية الايرانية من دون الحصول على موافقة صريحة من القوة الامبراطورية الحقيقية (الولايات المتحدة).

وفي الحال الايرانية، لا يحتاج الاقتصاد المرتكز على تصدير النفط إلى أكثر من ضمانات التصدير التي تتطلب قدرة على حماية وسائل نقل النفط الى أسواقه. وواضح أن السيطرة على أعالي البحار، حيث تمخر الناقلات العملاقة، مسألة لا قبل للجمهورية الاسلامية بها. وبين ضمان طرق نقل النفط على مستوى العالم وبين ارسال المدمرات إلى سورية مرتين في أقل من عام في رحلات استعراضية، فرق شاسع. هذا من دون الحديث عن المستوى المتواضع (على الصعيد العالمي) لمجمل الاقتصاد الايراني خارج قطاع النفط والغاز، حيث يصعب العثور على سلعة إيرانية ذات قيمة مضافة مرتفعة في أي من أسواق العالم. ومن ناحية المضمون الايديولوجي للنظام، يجوز القول انه فقد قابليته للتصدير وانتهى في أعين الشعوب العربية منذ اعوام عديدة بعدما سقطت فكرة الوحدة الاسلامية بين أبناء المذاهب المختلفة، لأسباب هي مزيج من السياسة والدين. وبات أكثر المدافعين عن العلاقة مع طهران في العالم العربي يغلفها بدور إيران المساند للحق الفلسطيني في الصراع ضد اسرائيل. بيد أن الذريعة هذه احترقت ايضاً في سياق محاولات التسلط الايراني على العراق وفي الانحياز لأحد طرفي الانقسام في لبنان، ما اتخذ طابع تشجيع الصراع المذهبي.

وثمة مسألة شديدة الأهمية تتعلق ببناء الامبراطوريات. فإلى جانب الحاجات والضرورات الموضوعية والمادية للدول لحماية مصالحها، هناك سمة تبرز في الترجمة العملية للمصالح الامبراطورية الى سياسات. ومنذ امبراطوريات العالم القديم، كان القرار بخوض الحروب وبالتضحية بمواطني تلك البلاد من أجل مصلحة الامبراطورية قراراً مطروحاً أمام كل حكام الدول العظمى. ومن فراعنة مصر القديمة الى جورج بوش الابن، يشكل ارسال الجيوش الى الحرب عنصراً لازماً في السياسة الامبراطورية. في إيران، يبدو أن الخسائر الهائلة التي تكبدتها في الحرب ضد العراق، من الناحيتين البشرية والمادية، هي من العوامل الرئيسة التي تفسر الحديث عن «دهاء» السياسيين الايرانيين و «حنكة حائك السجاد وصبره». ويمكن وضع سجل للنشاطات الايرانية الخارجية والتعرف الى حجم المشاركة المباشرة فيها التي تكاد تبلغ الصفر، فيما تكفل الحلفاء والاصدقاء القيام بالأعباء البشرية الثقيلة. عليه يبدو المانع الحقيقي لخوض المغامرات السياسية – العسكرية، او ما يبعد عن النظام الايراني الصفات الانتحارية، هو الخوف من تداعيات الخسائر البشرية على تماسك النظام والمجتمع الايرانيين اللذين وصلا الى حافة الانهيار في المرحلة الاخيرة من الحرب العراقية - الايرانية، من جهة. أما من الجهة الثانية، فهو ضآلة المصالح التي تغري أي سلطة بحشد قواها لحمايتها والدفاع عنها بالقوة المسلحة. يضاف الى ذلك معطى ثالث هو سهولة اثارة الغبار الاعلامي والمخاوف الغربية في الشرق الاوسط، ما يجعل الابتزاز يحل مكان السياسات الجدية.

 

الدولة العبرية ستحتاج إلى تعبئة أسطولها الجوي  

التحليق للوصول إلى إيران يشكل تحدياً في إعادة تزويد الطائرات بالوقود

 خبراء: مهاجمة إيران مهمة فائقة التعقيد والخطورة لإسرائيل

واشنطن - ا ف ب: رأى خبراء أميركيون أن خيار قصف اسرائيل للمنشآت النووية الايرانية, سيكون خطيرا جدا للدولة العبرية وكذلك للولايات المتحدة التي تخاطر بالغرق في نزاع.

وتواترت تصريحات لمسؤولين اسرائيليين في الاسابيع الاخيرة حول إمكانية شن غارات لشل البرنامج النووي الايراني, لكن الاميركيين والاوروبيين كثفوا الضغوط لتجنب اي هجوم واعتماد العقوبات الدولية.وفي حال حصول هجوم, يفترض الا يشكل الدفاع الجوي وطائرات القتال القديمة الايرانية مشكلات تذكر لإسرائيل, لكن نجاح مهمة كهذه مرتبط الى حد كبير بإمكان الثقة بالاستخبارات الاسرائيلية وقدرة ايران على اخفاء موادها الحساسة. فإسرائيل معروفة بقدرتها على استهداف مواقع يخفيها اعداؤها, لكن مهاجمة المنشآت النووية الايرانية اكثر خطورة مقارنة بالغارات التي شنتها في السابق في العراق او سورية, ففي 1981 دمرت طائرات حربية اسرائيلية مفاعل اوزيراك النووي العراقي من دون خسارة اي طائرة, فيما يشتبه ان تكون دمرت العام 2007 مبنى يعتقد انه كان مفاعلا سريا في سورية.

لكن التحليق 1600 كلم للوصول الى ايران سيشكل تحديا في اعادة تزويد الطائرات الاسرائيلية بالوقود فيما تشكل المواقع الايرانية اهدافا يصعب الوصول اليها, علما ان إحداها مبني في قلب جبل.

وقال وليام فالون الاميرال السابق في البحرية الاميركية الذي قاد عمليات عسكرية في الشرق الاوسط واسيا الوسطى حتى 2008 ان "المسألة ليست علامة على خارطة او هدفا وحيدا يمكن التخلص منه بغارة فحسب". وأضاف فالون في مؤتمر في مركز ابحاث في واشنطن ان الهجوم سيكون "صعبا جدا" لأن الايرانيين ابدوا ذكاء في توزيع مواقعهم النووية. ويعتبر الخبراء ان ايران ستكون من دون شك قادرة على استئناف انتاجها لليورانيوم المخصب حتى بعد تعرضها للقصف.

وقال رئيس مؤسسة العلوم والامن الدولي ديفيد البرايت "ان المعدات اللازمة لبناء آلات الطرد المركزي يمكن نقلها سريعا وعلى الارجح سبق ان تم ذلك, بالتالي ما نخال اننا نعلمه في الوقت الحالي, قد لا يكون صحيحا بعد شهر". من جهته, رأى المستشار لشؤون الدفاع سكوت جونسون ان اسرائيل ستحتاج الى تعبئة كامل اسطولها المؤلف من 125 طائرة مقاتلة وثماني طائرات تموين لشن غارة مماثلة.

وقال انه سيكون على الاسرائيليين "تعبئة كل ما لديهم, سيكون كامل سلاحهم (الجوي) متأهبا ومستخدما". ومن الاهداف المحتملة لاستهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية, منشآت نطنز لتخصيب اليورانيوم القائمة تحت الارض, ومنشأة للطرد المركزي في طهران والمصنع الذي كشف عنه أخيرا الذي بني في الجبال في فاردو قرب قم. وبنيت منشأة فاردو على عمق 80 م تحت الارض على الاقل, ويرجح ان تكون بعيدة عن متناول القذائف التقليدية الاكثر قوة لدى الاميركيين. وستكون اسرائيل مضطرة الى شن غارة سريعة, علما ان عملية تستغرق اكثر من ليلة ستثير مخاطر "سياسية وعسكرية" كبيرة بحسب دانيال ليفي من مركز نيو اميريكا فاونديشن للابحاث الذي عمل لصالح الحكومة الاسرائيلية بين 1999 و.2001

وسيجيز هجوم يستغرق اياما, لإيران ان تواجه بسهولة المخططات الاسرائيلية, كما ان انجاز نصف العمل بحيث لا يتم القضاء على قدرة ايران النووية قد يثير ردا يستهدف الولايات المتحدة.

رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد  : الرؤساء الثلاثة في لبنان لا يعرفون شيئا عما يحدث في الدولة

الأحد, 26 شباط 2012 حذر رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد من إمتلاك "حزب الله" 45 ألف صاروخ موجهة للعمق الإسرائيلي، مشدداً على أهمية التهديد القادم من الجبهة الشمالية، حيث يشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل ونقلت وسائل الإعلام عن جلعاد قوله إن هذه الصواريخ توفرت للتنظيم على يد سوريا وإيران من خلال سفن وقطارات وغيرها، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر التغيرات في العالم العربي وزعم جلعاد أن "رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة في لبنان لا يعرفون شيئا عما يحدث في الدولة التي يعيشون فيها".

وأشار الى انه يوجد كيان جديد يطلق عليه "حزب الله ستان" وهو "كيان مستقل بشكل كامل يعمل على تهريب السلاح ولا يحتاج موافقة من سلطات الضريبة اللبنانية، وانه إذا اتصلت الآن بالرئيس اللبناني وسألته كم عدد الصواريخ التي توجد في جنوب لبنان، لتعذر عليه الرد كونه لا يعلم ما يجري هناك".

 

نتنياهو يطلب مجدداً من وزرائه عدم الحديث علناً في الموضوع الإيراني

القدس - من زكي أبوالحلاوة ومحمد أبوخضير/الراي

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليماته الى وزراء حكومته بعدم التطرق الى الموضوع الإيراني في وسائل الإعلام من دون مصادقة مسبقة من رئيس الحكومة. وذكرت صحيفة «معاريف» أن المكتب الإعلامي في ديوان رئيس الحكومة بعث برسائل قصيرة «أس أم أس» إلى هواتف الوزراء، جاء فيها «نطلب منكم تجديد الالتزام بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام في ما يتعلق بملف إيران، وفي الحالات الحرجة رجاءً التأكد من أن يتم التنسيق الشخصي مع رئيس الحكومة». وأشارت مصادر في ديوان رئيس الحكومة الى أن اللقاء الذي أدلى به وزير الامن إيهود باراك في القناة الثانية حول الموضوع الإيراني كان بالتنسيق مع رئيس الحكومة. ووجه باراك انتقادًا لاذعًا الى الرئيس شيمون بيريس، عقب نشر الصحيفة تقريرا كشف أن من المتوقع لبيريس أن يعرب للرئيس الأميركي باراك أوباما، عن اعتقاده بضرورة ألا تشن إسرائيل هجومًا على إيران في المستقبل القريب. وقال باراك في شكل ساخر، «إن بيريس نفسه هو الذي عارض عام 1981 قصف المفاعل النووي في العراق». وأضاف: «إن بيريس دافع بأن (مناحين) بيغن كان يقودنا إلى هولوكوست، وحتى هذا اليوم هناك من يدعي بأن بيريس يعتقد بأن الهجوم على المفاعل كان خطأ، فتصوروا ما الذي كان سيحدث، إذا حاول الأميركيون وحلفاؤهم إخراج صدام حسين من الكويت إذا كان لديه ثلاث قنابل نووية، وهذا ما جعل الأميركيين بالتالي، يقولون إن بيغن كان بعيد النظر». من جانب اخر، قال القيادي في «حزب العمل» عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر، «إن إيران ستواصل السعي من أجل أن تكون نووية وأن العقوبات لن تمنعها من التسلح، ولا أعتقد أنه يجب على إسرائيل أن تكون رأس الحربة أمام إيران بل يجب العالم أن يوقفها». أما على المستوى السياسي، فقال بن إلعزير «إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، سيأتي إلى المفاوضات إذا تم تجميد البناء في المستوطنات، نحن جمدنا البناء 10 شهور ويمكن أن نجمدها مرة أخرى من أجل المفاوضات». ميدانيا شيّع مئات الفلسطينيون امس، طلعت رامية (25 عاما) الذي قضى متأثرا بجراح اصيب بها مساء الجمعة خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان والقوات الاسرائيلية في بلدة الرام شمال القدس، احتجاجاً على محاولات اقتحام المسجد الأقصى. وفي عمان (ا ف ب)، حذرت جماعة «الاخوان المسلمين» اسرائيل من المساس بالمسجد الاقصى بعد اقتحام الشرطة الاسرائيلية لباحات المسجد الجمعة اثر اندلاع مواجهات مع شبان فلسطينيين اسفرت عن اصابات واعتقالات. وذكرت الجماعة في بيان، أمس، «نحذر من المساس بالمسجد الاقصى والمقدسات في القدس ونحمل العدو الصهيوني المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم المتكررة». وأعلنت «كتائب الناصر صلاح الدين»، الذراع المسلحة لـ «حركة المقاومة الشعبية»، مهاجمة مواقع وتجمعات إسرائيلية، محاذية لقطاع غزة، بـ 19 قذيفة صاروخية متنوعة، في وقت متقدم من مساء الجمعة وفجر امس، ضمن ما أسمته حملة «نفديك يا أقصى».

 

 طهران لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن إعدام القس نادر خاني

 طهران - د ب أ: أكدت مصادر إيرانية, أمس, أن طهران لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن ما اذا كانت ستقوم بإعدام يوسف نادر خاني لاعتناقه المسيحية. وذكرت قناة "برس تي في" الايرانية الناطقة بالانكليزية, أن المحكمة العليا الايرانية, التي يعد تصديقها ضروريا قبل اعدام المتهمين, تعتبر ان العملية التي من شأنها ان تؤدي إلى اصدار مثل هذه الحكم لم تستكمل بعد. وكانت وسائل اعلام اميركية ذكرت الاسبوع الماضي ان البيت الابيض دان "بأشد العبارات الممكنة" عزم السلطات الإيرانية اعدام القس الايراني (32عاما) الذي ارتد عن الاسلام واعتنق المسيحية في العام 1998 وواصل رئاسة طائفة بروتستانتية صغيرة في محافظة جيلان الشمالية المطلة على بحر قزوين.وجرى القبض عليه بعد ذلك ب¯11 عاما بعدما رفض التوبة, وهو شرط اساسي لتبرئته من الاتهامات بالردة. يشار الى ان الغالبية العظمى من الايرانيين يتبعون المذهب الشيعي, فيما يشكل السنة والمسيحيون واليهود والزرادشتيون والبهائيون اقلية.

 

سي. آي. ايه": طهران لم تبت بعد في مسألة استئناف برنامجها النووي العسكري  

تعزيزات أميركية في الخليج لإفشال أي محاولة إيرانية لإغلاق هرمز

 واشنطن, طهران - وكالات: كشفت مصادر أميركية ان وزارة الدفاع "البنتاغون" تعزز دفاعاتها الجوية والأرضية في الخليج لمواجهة أي محاولة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين دفاعيين ان الجيش الأميركي أبلغ الكونغرس بخطط لنصب أجهزة رصد الألغام وإزالتها وتوسيع قدرات المراقبة في مضيق هرمز وحوله.

ويرغب الجيش أيضاً بأن يتم الاسراع في تعديل أنظمة التسلح على السفن كي يمكن استخدامها ضد السفن الإيرانية الهجومية السريعة, فضلاً عن الصواريخ التي يتم إطلاقها من الشاطئ.

وقال المسؤولون إن هذه الاستعدادات تقودها القيادة المركزية في الجيش الأميركي التي تشرف على القوات في الخليج وتظهر مدى قيام مخططي الحرب الأميركيين باتخاذ خطوات ملموسة للتحضير لنزاع محتمل مع إيران حتى لو أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع يحاولون تجنب الحديث عن الحرب والتركيز على خيارات أخرى.

واشارت الصحيفة إلى ان مراجعة القيادة المركزية لقدرتها الدفاعية, تشير إلى قلق حيال قدرة الجيش الأميركي على الرد بسرعة إذا ما قامت إيران بزرع الألغام في مضيق هرمز.

وارتفعت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد قيام الأخيرة بتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي مستهدفة بشكل خاص قطاع النفط وهو ما ردت عليه طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه 35 في المئة من تجارة النفط العالمية.

وهدد مسؤولون ايرانيون مرارا بإمكانية اغلاق المضيق ردا على العقوبات المتزايدة على الجمهورية الاسلامية.

واعلن سفير ايران لدى الامم المتحدة في وقت سابق ان بلاده لن تسعى الى اقفال مضيق هرمز الستراتيجي الا اذا حاولت قوة اجنبية "تضييق الخناق" على طهران في ملفها النووي. في غضون ذلك, ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية, ان محللي الاستخبارات الاميركية يعتقدون الى الآن بأنه لا وجود لادلة دامغة على ان ايران قررت انتاج قنبلة نووية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم, ان تقارير اجهزة الاستخبارات الاميركية الاخيرة تتطابق مع نتيجة تم التوصل اليها في 2007 وتفيد ان ايران تخلت عن برنامجها للتسلح النووي. واضافوا ان هذه التقارير اكدت مجددا تقريرا للهيئة القومية لتقديرات الاستخبارات في 2010 وتشير الى توافق وكالات الاستخبارات الاميركية ال¯16 في هذا الشأن. ولفتت الصحيفة إلى انه لا خلاف بين الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية والاوروبية حول حقيقة ان ايران تقوم بتخصيب الوقود النووي وتطور البنية التحتية الضرورية لصنع قنبلة نووية, لكن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والوكالات الاميركية الاخرى تعتقد ان ايران لم تبت بعد في مسألة استئناف برنامجها العسكري الذي اوقفته في 2003 على ما يبدو. ويعتقد مسؤولو الاستخبارات ومحللون آخرون من خارج الوكالة ان هناك تفسيرا آخر لنشاط التخصيب الذي تقوم به ايران. وأضافت الصحيفة انهم يقولون ان ايران قد تكون تسعى الى تعزيز موقعها في المنطقة عبر اتباع "ستراتيجية غموض". وأوضحت انه بدلا من صنع قنبلة نووية, قد تكون ايران تسعى الى تعزيز موقعها عبر اثارة شكوك لدى الدول الاخرى بشأن طموحاتها النووية. وذكرت أن البعض يشير الى الهند وباكستان اللتين اتبعت كل منهما برنامجا سريا للتسلح النووي لعقود قبل ان تقرر صنع قنبلة نووية واختبار اسلحتها في 1998.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعترفت بوجود "خلافات كبيرة" مع طهران بشأن توضيح برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يخفي شقا عسكريا. وارسلت الوكالة وفدين رفيعي المستوى خلال اقل من شهر, لم يحققا اي نتيجة, فيما اعترف المدير العام للوكالة يوكيا امانو بفشل الزيارتين وعبر عن "خيبة امله". في المقابل, أعلنت إيران عزمها مواصلة التعاون والحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال ممثل ايران في الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء ان "ايران, الدولة المسؤولة التي تحترم القوانين الدولية, ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وفي شأن زيارة الى موقع بارشين النووي تطالب بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية, قال "لدخول او زيارة (الموقع) يجب الاتفاق مسبقا على اطار هذه الزيارة, لم يحصل اتفاق والمفاوضات يجب ان تستمر للتوصل الى اتفاق".

 

مطران جبيل الجديد ترأس قداس توليته في حضور سليمان

الراعي: البطريرك قوي بشعبه وكهنته ورئيس الجمهورية

مدينون لك يا فخامة الرئيس وللقديس شربل الاستقرار في البلد

عون: سأسعى لتفعيل العيش المشترك في جبيل بالتضامن مع كل الفئات

معوض: ليكن عهدكم مشفوعا بصلوات العذراء ومار يوحنا مرقس

حواط: أثبتت الحرب ان جبيل رفضت العنف وكرست العيش المشترك

وطنية - جبيل - 26/2/2012 احتفلت ابرشية جبيل المارونية بتولية اسقفها الجديد المطران ميشال عون خلفا للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية مار يوحنا مرقس - جبيل ترأسه عون بمشاركة البطريرك الراعي، وعاونه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر والمدبر البطريركي للابرشية الخوراسقف جوزيف معوض والقيم الابرشي الخوري فادي الخوري، وخدمت القداس جوقة الرعية.

حضر القداس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وزير البيئة ناظم الخوري، وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، النواب: وليد الخوري، سيمون ابي رميا وعباس هاشم، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ميشال اده، الوزير السابق ماريو عون، منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار فارس سعيد، النائب السابق شامل موزايا، مفتي جبيل وكسروان الفتوح الشيخ عبدالامير شمس الدين، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية اليس شبطيني، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، محافظ جبل لبنان والبقاع القاضي انطوان سليمان، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مارتينوس، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، المطارنة: طانيوس الخوري وسمير مظلوم ومنجد الهاشم، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة ولفيف من الكهنة ورؤساء الاديرة في الابرشية وعدد من الفاعليات الحزبية والسياسية والنقابية والروحية والديبلوماسية وعائلة المطران الجديد وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من ابناء قضاء جبيل.

معوض

في بداية القداس دخل المطران الجديد الى الكنيسة محاطا بالمطرانين مظلوم ومطر والمونسنيور معوض، وأجلس مظلوم ممثلا الراعي الاسقف الجديد على عرش الابرشية وألقى معوض كلمة جاء فيها: "نشكركم على حضوركم هذا الاحتفال، ونسأل الله ان يحفظكم بالصحة والعافية، ويلهمكم أفضل السبل في قيادتكم الرشيدة لهذا الوطن، واسمحوا لي مع اصحاب السيادة والأباتية والابوة والسماحة والمعالي والسعادة وكل الحفل الكريم ان اتوجه بكلمتي هذه الى صاحب السيادة المطران ميشال عون راعي ابرشية جبيل السامي الاحترام".

أضاف: "لقد اختارتكم الكنيسة المقدسة المستنيرة بأنوار الروح القدس، اسقفا على ابرشية جبيل المارونية. انكم عطية الله للكنيسة في جبيل. ولا يخفى على أحد ان الله، تبارك اسمه، يتابع رعايته للمؤمنين وسط العالم ليقدسهم ويقودهم شطر الملكوت في شخص الاسقف الذي يوزع النعم الروحية في الاسرار، ويعلم الايمان المستقيم، ويدبر شؤون البيعة لتحافظ على شركتها مع الله والقريب، فهو مبدأ وحدتها وقائدها الى خلاصها الابدي. ان رسالتكم تفيض الخيور السماوية على ابرشية جبيل التي تتسلمون اليوم رعايتها، يا صاحب السيادة، كممثل للسيد المسيح الرأس فيها".

وتابع: "لا بد في هذا الحدث الجلل من التوجه بعاطفة عرفان جميل الى غبطة أبينا السيد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي خدم هذه الابرشية طيلة 23 سنة، وحقق فيها نهضة راعوية بحضوره الدائم وسط المؤمنين، وتعاليمه الثاقبة، ووضعه القوانين الكنسية حير التنفيذ، وتجديده للهيكليات والانظمة على صعيد الرعايا والابرشية. ونحن اذ نرفع الدعاء الى الله من أجل ابينا السيد البطريرك ليهبه كل عضد روحي وزمني، نطيب النفس بأن هذه المسيرة التجددية مستمرة معكم يا صاحب السيادة بمعونة الله وبما تتمتعون به من حس خلقي، وثقافة لاهوتية، وروحانية عميقة، وخبرة راعوية وادارية. انها مسيرة راعوية تنطوي، كما يعلم الجميع، على تعزيات روحية، ولكنها تتطلب الجهد والتضحيات والصبر. ولذلك نلتمس من عظيم احبار اعترافنا يسوع المسيح، الأمين لمن يدعوه، ان يمدكم دوما بالحكمة والقوة".

وختم معوض: "صاحب السيادة، في هذا اليوم ترحب بكم ابرشية جبيل، وتفتخر بقدومكم اليها، وتتكوكب حولكم بكل فئاتها، اكليروسا ورهبانا ومؤمنين، لاسقبالكم في رحابها، بل في بيتكم وبين اهلكم، وتقدم لكم الاحترام البنوي والولاء، وتعبر عن استعدادها لمؤازرتكم في رسالتكم الراعوية السامية والعمل بتوجيهاتكم، لخير الكنيسة ومجد الله. صاحب السيادة ليكن عهدكم ميمونا، ومشفوعا بصلوات سلطانة الرسل مريم العذراء، ومار يوحنا مرقس اول اسقف على هذه الابرشية وجميع القديسين، وليبن رب البيت معكم، ودمتم لنا خير أب وراع".

الرقيم البطريركي

ثم تلا مظلوم الرقيم البطريركي وجاء فيه: "ها هو الرب يسوع، عظيم الاحبار وراعي الرعاة (عبرا 5 :1 ، رسالة اعطيكم رعاة ، رقم 1) "يعطيكم راعيا وفق قلبه" (ارميا 3:15، 1 بط 5 : 2)، اقامه الروح القدس باختيار سينودس كنيستنا المقدس، مطرانا لابرشية جبيل العزيزة، سيادة المطران ميشال عون الذي يتسلم اليوم في هذا الاحتفال المهيب التولية القانونية على الابرشية من حضرة مدبرها البطريركي الخوراسقف جوزيف معوض. ويسعدني ان اوفد اليكم سيادة اخينا المطران سمير مظلوم ، الزائر الرسولي على موارنة اوروبا ونائبنا البطريركي، لاعلان التولية ، واجلاس المطران الجديد على عرشه، والاشراف على اجراء مراسيم التسليم والتسلم لمقاليد الابرشية، وفقا للقانون 189 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية ، فاني اشكره مذ الان على القيام بهذه المهمة الكنسية الرسمية".

أضاف: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب تعالوا نسر ونفرح فيه " ( مزمور 118 : 24 ) . منذ انتخابنا بنعمة الله بطريركا، ابا ورأسا لكنيستنا الانطاكية المارونية ، وابرشية جبيل التي صلت اثناء انعقاد السينودس الانتخابي ورفعت صلوات الشكر لله على انتخاب راعيها بطريركا، تصلي من اجل ان يرسل لها الله راعيا وفق قلبه. فمبروك لكم ايها الاحباء، مطرانكم الجديد. ويسعدني ان يكون هو اباه خلفي في هذه الابرشية العزيزة التي آتاني الروح القدس، بتكليف من صاحب الغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، ان اعتني برعايتها كنائب بطريركي عام لمدة سنتين، خلفا للمثلث الرحمة المطران عبدالله البارد، ثم باختيار السينودس المقدس كمطران اصيل لها لمدة احدى وعشرين سنة، بعد انشائها ابرشية قائمة بذاتها. الشكر لله على الثلاث وعشرين سنة التي قضيتها معكم، ومع الاحباء الذين سبقونا الى بيت الاب ، من كهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين ومؤمنات، ولقيت كل محبة وتعاون واعتبار".

وتابع: "اود في هذه المناسبة، الاعراب عن شكري وامتناني لحضرة الخوارسقف جوزيف معوض الذي ترأس بحكمة واخلاص الابرشية، كمدبر بطريركي، منذ شغورها بانتخابي على كرسي انطاكيه، وللكهنة والرهبان والراهبات وسائر المؤمنين من ابناء الابرشية وبناتها على موآزرتهم له في الفترة الفاصلة ولا سيما في هذه الفترة الاخيرة باعداد الاستقبال اللائق بمطران الابرشية الجديد".

وقال: "ان المطران ميشال ابن الثلاث وخمسين سنة يأتيكم غنيا بروحانيته وفضائله الكهنوتية، وعلومه اللاهوتية العقائدية، وخبرته الراعوية والادارية والتعليمية ، وتمرسه في اعداد الطلاب الاكليريكيين للكهنوت، ليضع كل ما حباه الله به من مواهب وعطايا وامكانيات في خدمة الابرشية ، اكليروسا وشعبا ومؤسسات. يأتيكم من ابرشية بيروت التي خدم فيها العديد من رعاياها، ومن قلب الكنيسة المارونية ، وقد رئس مدرستها الاكليريكية البطريركية في غزير، واشرف على اكليريكية القديس اغسطينوس في كفرا - عين سعاده ، وتولى رئاسة معهد القديس بنديكتوس الكهنوتي في روما ، وشغل منصب رئيس لجامعة الحكمة ،كما انه الى اليوم رئيس الرابطة الكهنوتية في لبنان. يأتيكم وشعاره كلمة الرب يسوع في صلاته الكهنوتية :"لاجلهم اقدس ذاتي ... ليعرفوا انك احببتهم كما احببتني" (يو 17: 19)".

وختم مظلوم: "اني ادعوكم جميعا لاحاطته بالاحترام وطاعته في ممارسة سلطته الراعوية بمحبة المسيح، وموآزرته في مهمته المثلثة : التعليم والتقديس والتدبير ، وأسأل الله، بشفاعة امنا مريم العذراء سلطانة الرسل، ومار يوحنا مرقس الاسقف الاول على بلاد جبيل، ان يؤيد خدمته الراعوية بانوار الروح القدس والنعم اللازمة لتقديسه وتقديس نفوسكم".

عون

بعد الإنجيل ألقى المطران الجديد ميشال عون عظة قال فيها: "كم يسعدني يا صاحب الفخامة أن تكونوا على رأس المصلين في قداس توليتي الأسقفية على أبرشية جبيل الحبيبة وأنتم إبن هذه الأبرشية وفخرها. إن الأبرشية تعاهدكم، مع أسقفها وكهنتها وأبنائها كافة، بأن تبقى أمينة ووفية في دعائها وصلواتها على نيتكم، كي يقويكم الرب في مسؤولياتكم الجسيمة لما فيه خير وطننا العزيز لبنان ونموه وازدهاره. وإني أتوجه بالشكر الجزيل وبعاطفة بنوية ملؤها التقدير والإجلال إلى أبينا صاحب الغبطة الذي أكرمني بحضوره قداس التولية على الأبرشية التي كان فيها الأسقف والراعي لأكثر من عشرين سنة. وعهدي إليكم يا صاحب الغبطة أن أتابع العمل الذي بدأتموه بغيرة عظيمة وبذل ذات والذي أرسيتموه على قاعدة ثابتة في العمل الراعوي والمؤسسات واللجان التي أنشأتموها، فأمشي على خطاكم بمعونة الله وبالتضامن مع إخوتي الكهنة والرهبان في بنيان الأبرشية روحيا وإنسانيا وعمرانيا".

أضاف: "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لا أجمل من كلمات أمي العذراء مريم لأعبر عن شكري وامتنناني للرب الذي دعاني بنعمته عن غير استحقاق بشري إلى هذه الخدمة المقدسة السامية، ولأعبر عن فرحي واعتزازي بأن أكون راعي هذه الأبرشية الحبيبة المحبة للمسيح. لقد اختارني الرب لمهمة صعبة وأدرك عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقي، وهي قبل أي شيء آخر خلاص الأبناء الذين ائتمنني الرب لأعطيهم طعام الحياة الأبدية في حينه. وسوف أسعى بكل ما يعطيني الرب من القوة، بالتعاون مع إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات وكل ذوي الإرادة الصالحة من أبناء الأبرشية، للعمل على تطبيق مقررات المجمع البطريركي الماروني الذي دعا إلى التجدد الراعوي والروحي في الهيكليات والأشخاص والمجالات الراعوية، وأرسى الأساسات الثابتة لتسير كنيستنا المارونية في درب التجديد والقداسة، كما سأسعى بمعونته تعالى إلى تفعيل روحانية الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، لا سيما في النشاط المسكوني والعيش المشترك في جبيل، بالتضامن والتكاتف والتفاعل مع كل فئات وجماعات مجتمعنا اللبناني، كي يكون لبنان كما أراده الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني وطن الرسالة والمحبة".

وتابع: "لا شك في أن الأسقف هو الراعي الأول في أبرشيته وعليه تقع مهمة رعاية كل الخراف فلا يترك واحدا يضيع من يده. فبصلواتكم يا إخوتي ويا أبنائي الأحباء أطلب من الله أن يقويني ويعضدني كي أكون راعيا بحسب قلبه، "أسأل عن غنمي وأتفقدها، فأبحث عن المفقودة وأرد الشاردة وأجبر المكسورة وأقوي الضعيفة وأحفظ السمينة والقوية وأرعاها كلها بعدل" (حز 34: 16). لقد دعاني الله وأقامني في هذه الخدمة لأرعى رعيته في أبرشية جبيل المباركة، وأكون لها راعيا صالحا يذكر أبناءها وبناتها على الدوام بأن الرب هو إلهها وملكها الوحيد الذي يليق به التبجيل والتعظيم والعبادة والإكرام".

وقال عون: "لأجلهم أقدس ذاتي"، هذا الشعار اتخذته لأسقفيتي يقينا مني أن الأسقف مدعو ليتبع الرب يسوع الراعي الصالح اتباعا نهائيا حتى بذل الذات في سبيل الخراف. فالرب يسوع هو القدوس الأسمى الذي قدم حياته ذبيحة تامة مقدسة، فجعل بحسب روح القداسة ابن الله بالقيامة من بين الأموات (روم 1: 4)، وفيه اختارنا الله قبل إنشاء العالم لنكون في حضرته قديسين لا عيب فينا، واختارنا فيه أيضا ميراثا له لنكون مدحا لمجده (أف 1: 4-12). هذه الدعوة إلى القداسة يحملها الأسقف في صلب رسالته ليشهد لها بأقواله وتعليمه وأفعاله، فيكون أمام الجميع صورة حية للمسيح الرأس الذي جاء ليخدم لا ليخدم وليبذل نفسه في سبيل خرافه. وأنا أريد يا إخوتي، يا أبناء أبرشية جبيل المحبوبين، أن أكون بينكم الأسقف الذي يسعى إلى قداسة حياته بنعمة الله ومعونته، كي تتبنوا بدوركم، كهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين علمانيين، هذه الدعوة إلى القداسة في مسيرة حياتكم الإيمانية. وهذه الدعوة إلى القداسة يا إخوتي الأحباء ترتكز أساسا على اختبار الحب الذي يغمرنا به الرب. فمحبة الله ظهرت لنا بكونه أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لنحيا به (1 يو 4: 9) وتجلت لنا كاملة في محبة يسوع وحنانه وعطفه وعنايته وتضحيته. وبقدر ما نختبر هذه المحبة في حياتنا ندرك مدى العطية التي خصنا بها الله لنعيش في السعادة الحقة والكاملة كأبناء حقيقيين له".

أضاف: "لأجلهم أقدس ذاتي، ليعرفوا أنك أحببتهم كما أحببتني". نعم إخوتي الأحباء، أستطيع أن أشهد أمامكم عن مدى الحب الذي خصني به الله في كل مراحل حياتي ولا سيما في اختياره لي لأكون خادمه الأمين في قلب الكنيسة، ولا أظن أن الكلمات تفي للتعبير عن شكري وامتناني له. وإذا كانت رغبة قلبي أن أسلك درب القداسة وراء سيدي يسوع، فلكي تعرفوا بدوركم مدى حبه لكم، وتستقبلوا أيضا هذا الحب الذي يغير العالم والذي يعطي حياتكم طعم الفرح والسعادة الحقيقية، فتسيروا أنتم أيضا مع رعاتكم في درب القداسة التي هي غاية كل مؤمن بالرب يسوع. فبالرغم من صعوبات الحياة اليومية، وبالرغم من كل الأمور التي تحمل لنا الأحزان والآلام، والتي تدخلنا أحيانا في دوامة اليأس والقنوط من جراء كثرة الإثم والخطايا، تبقى محبة الله الجواب الأخير الذي ينهضنا من اللامعنى، لأن معنى حياتنا وطعمها الحلو يأتيان من كوننا محبوبين من الله".

وتابع: "إلى إخوتي الكهنة في أبرشيتي الحبيبة أقول: ستكونون إكليلا حولي نشكل معا جسما كهنوتيا واحدا يتناغم ويرتبط ارتباط الأوتار بالقيثارة على ما يقول القديس اغناطيوس الإنطاكي، لأننا نشترك كلنا بكهنوت المسيح الواحد. فالكهنة في الأبرشية يؤلفون عائلة واحدة، الأسقف هو منها بمثابة الأب. لذلك سأسعى إلى أن تبنى العلاقة بيننا على رباط المحبة الفائقة الطبيعة ليأتي عملنا الراعوي بالثمار المرجوة، فنكون بشهادة المحبة والوحدة في ما بين الكهنة ومع الأسقف علامة رجاء ومنبع ثقة ودعما لنمو الإيمان والمحبة لدى جميع أبنائنا في رعايا الأبرشية. وما يزيد من فرحي واعتزازي أن الرب اختارني لأكون راعيا لأبرشية تذخر بالأديار والقديسين. ففي أرجائها عاش وتنسك مار شربل قديس لبنان، ومن أبنائها الأبرار الطوباوي الأخ إسطفان نعمة. فإلى كل الأديار فيها أتطلع من عنايا إلى ميفوق والقطارة وقرطبا ومعاد وطرزيا وجبيل مصليا إلى الله كي تبقى كما كانت منارة برهبانها القديسين الذين بموهبتهم الخاصة يساهمون في نمو الإيمان وقداسة أبناء شعبنا".

وقال: "إلى إخوتي الكهنة الرهبان الذين يساعدوننا في خدمة الرعايا أمد يدي بروح الشركة الكنسية العميقة لنتعاون أكثر فأكثر في أعمال الرسالة نظرا إلى حاجات النفوس المتزايدة. كما لا أنسى بقية الرهبنات والجمعيات الرجالية والنسائية الذين ينتمون هم أيضا بطريقة خاصة إلى عائلة الأبرشية، لأنهم يساعدوننا في حاجات الرسالة الكثيرة مقدمين عونا كبيرا في مجال المرافقة الروحية وفي ميادين التربية والصحة.

ويا أبناء وبنات أبرشيتي الأحباء والمحبوبون من الله، كم أود أن أصافح كلا بمفرده لأعبر لكل منكم عن عمق محبتي الأبوية وعن رغبتي بأن تنمو المحبة بينكم لتكونوا جميعكم رعية واحدة لراع واحد هو المسيح. فلا تنسوا أنكم أعضاء حية في جسده الذي هو الكنيسة، ولا تسمحوا بالتالي أن تكون انتماءاتكم العائلية أو الإجتماعية أو الحزبية أو السياسية سببا لنقصان المحبة فيما بينكم. لأن ما يجمعنا حقا أعظم وأسمى من كل ما يفرقنا، وهو كوننا أبناء لأبينا السماوي وإخوة بيسوع المسيح الذي جعلنا معه ورثة للخيرات السماوية".

أضاف: "اسمحوا لي في النهاية أن أتوجه بكلمة شكر من القلب إلى أبي وأخي سيادة المطران بولس مطر راعي أبرشية بيروت الحبيبة، الذي رافقني طيلة حياتي الكهنوتية، واختارني له معاونا مباشرا منذ اثنتي عشرة سنة، فوضع في ثقته، وكان لي الأب والأخ والصديق والمرشد النصوح حتى دعوتي إلى الدرجة الأسقفية. ومن خلاله أشكر أبرشية بيروت بكهنتها ومؤمنيها الأحباء التي حضنتني لأكثر من أربعين سنة، منذ كنت طالبا إكليريكيا يافعا إلى اليوم، وكل الأحباء الذين رافقوني بصلواتهم ودعمهم، ذاكرا بشكل خاص أبناء الرعايا التي خدمت في الكحالة والدامور والشياح ومار جرجس ومار يوسف (الحكمة) في بيروت".

وتابع: "يا أبي وأمي الحبيبين اللذين زرعتما في بذور الدعوة والإيمان والمحبة منذ الطفولة وكنتما لي مع إخوتي الأحباء الدعم الأكبر بصلواتكم وتشجيعكم، فكيف للكلمات أن توفيكم شكرا وامتنانا مع كل الأهل والأقارب والأصدقاء في الدامور الحبيبة، كما أشكر بنوع خاص المونسينيور جوزف معوض المدبر البطريركي الذي سهر على تدبير شؤون الأبرشية خلال الفترة الإنتقالية، ويسرني أن أعلنه منذ اليوم نائبا عاما ليكون لي اليد اليمنى ويعاونني في رعاية الأبرشية. وأتوجه بالشكر أيضا إلى جميع الكهنة والرهبان وأعضاء اللجان الذين تفانوا في تحضير دخولي إلى الأبرشية تحضيرا دقيقا، ولا سيما كهنة ورهبان رعية مار يوحنا مرقس لتعاونهم في تنظيم قداس التولية هذا، كما أخص بالشكر الجزيل رئيس بلدية جبيل ومجلسه البلدي ورؤساء بلديات عمشيت ونهر ابراهيم ومجالسهم البلدية وجميع رؤساء البلديات والمجالس البلدية، والمخاتير والمجالس الإختيارية، والأخويات والجمعيات في كل بلدات الأبرشية ورعاياها".

وختم عون: "أخيرا أستمطر عليكم جميعا يا إخوتي وأبنائي الأحباء بركة الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد له المجد إلى الأبد".

الراعي

وفي ختام القداس ألقى الراعي كلمة استهلها بتوجيه الشكر لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمشاركته في القداس وإيفاده اللبنانية الاولى الى الصرح البكريركي للمشاركة في قداس ترقية المطارنة الجدد، وقال: "فخامة الرئيس، نشكر حضوركم بكثير من الامتنان والتقدير، واردت ان تظهر انك لست فقط رئيسا للجمهورية اللبنانية، انما أب على رأس جميع الحاضرين. وارغب ان اضيف شكري الى شكر سيادة راعي الابرشية لحضوركم معنا اليوم، الذي يحمل معان كثيرة نذكر منها البعض فقط كوننا لا يمكن ان نذكر كل ما تقدمه للبنان ولبلاد جبيل. نرغب ان نشكرك على كونك على رأس المرحبين بالمطران الجديد، ولايفادكم امس اللبنانية الاولى التي حضرت باسمكم رسامة المطارنة الثلاثة للتعبير عن محبتكم للكنيسة وللمطارنة وللبنان ولابرشياتهم. صلاتنا اليوم مع مطران الابرشية كي يبارك الرب خطواتكم، وتواصلوا قيادة السفينة اللبنانية الى ميناء الخلاص. فباسمكم وباسم اخواني المطارنة والرئيس العام والكهنة والرهبان والراهبات وجميع ابناء ابرشية جبيل الاحباء، وجميع اصحاب المعالي الوزراء الذين شرفونا والنواب ورئيس بلدية ومخاتيرها، نرحب بالمطران الجديد".

أضاف: "لا احد منا يشكك بأن هذه الخطوة هدية الروح القدس للكنيسة عامة ولابرشية جبيل خاصة، فهو من ألهمنا لاختياره مطارنا لهذه الابرشية، وانا سعيد جدا ليخلفني فيها لانني اعلم تماما انها ستكون في اياد امينة. اشكر ايضا المطران مطر وما قدمته ابرشية بيروت للكنيسة، وكنا دوما نقول مع المطران مطر والمطران ابي نادر رحمه الله، ان بيروت وجبيل تلتقيان سوية بشكل دائم، الى ان وصلنا الى اليوم الذي اعطتنا بيروت مطران جبيل الجديد. واشكر ايضا الدامور التي جرحت بشكل بالغ، ولعائلة المطران عون التي اثمرت صلواتهم وبركة والديه وادت الى وصوله الى ما هو عليه اليوم بعد مسيرة كهنوتية طويلة، وقد عرفتك شخصيا، كما الكثيرين، طالبا اكليريكيا في غزير، وكانت مرتسمة على وجهك علامات الكاهن والمطران الغيور. وفقك الله".

وتابع: "فخامة الرئيس، من المعاني الكبيرة التي نرغب في شكرك عليها وحضورك اليوم، الاستقرار الذي ارسيته في لبنان خلال عهدك في حين ان المنطقة "تغلي" بفعل الاحداث التي تشهدها، وهذا الامر حصل بفضل محبتك وصبرك الطويل وحكمتك السليمانية، اذ ارسيت الاستقرار في القلوب وفي هذا الوطن الحبيب واستطعت، بقلبك الكبير وصبرك الطويل وحكمتك ارساء الاستقرار في هذا البلد الذي نرى انه مهدد في كل لحظة، ولكننا نعلم نواياك وقلبك وصلاتك ومدى اعتمادك على العناية الالهية وبخاصة صديق بيتكم القديس شربل الذي تلجأ اليه دوما. ونحن مدينون لكم وللقديس شربل هذا الاستقرار في البلد".

وقال الراعي: "من المعاني الكبيرة التي ارغب في ان اقولها لك فخامة الرئيس، الامور الجميلة التي اعطيتها للبنان والكنيسة، فكونك ابن بلاد جبيل اعطيت بطريركا للكنيسة، وانا سعيد ان اكون بطريركا في عهدك وهو من رضى الله عليك، ومن خلال وجودك كرئيس في قصر بعبدا اي في بيروت، اعطيت من العاصمة لابرشية جبيل مطرانا. وهذا للتشديد على المعاني التي يحملها حضورك معنا اليوم، فحضورك يشجع ويقوي كي يواصل كل منا طريقه، انا في البطريركية والمطران ميشال في الابرشية، والاثنان عزيزان على قلبك الذي اعرف ما يختزنه من مشاعر وامنيات في هذا الموضوع".

اضاف: "الاب العام، انا حريص على القول انك اعطيت طوباويا جديدا هو الاخ اسطفان نعمة ابن لحفد. لا يمكن ان نعيش احداث حياتنا اليومية دون قراءة علامات حضور الله فيها، ولذلك نحن مدعوون الى معرفة قراءة علامات الحضور الالهي في ضوء الكلمة الالهية، لان كلمة الله ليست غامضة، بل صارت بشرا وهذه الكلمة تساعدنا على قراءة كل احداث حياتنا، والقراءات البسيطة هي من وحي هذه الكلمة. انني، من وحي هذه المناسبة، وامامكم جميعا، اجدد محبتي لابناء جبيل، لانني ومن خلال 23 سنة قضيتها معهم، تعلمت الكثير من محبة الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، وقد انطبعت في وساعدتني كي اعيش معكم بسلام. من الطبيعي الا يكون احد منا معصوما عن الخطأ، وهناك نواقص كثيرة حصلت خلال خدمتي في الابرشية، ولكنني اؤكد ان النقص لم يكن عمدا، ولا يمكن لاحد القيام بعمل كامل، ولذلك ارغب في شكركم امام المطران الجديد، وانا سعيد لابلاغ المطران عون انه سيجد كهنة ورهبانا وراهبات وشعبا محبا مطيعا ومخلصا، واقول له: ستلاقي كل التكريم والاحترام اكثر مني، لان ما يميزك انك اتيت من صلب الكهنوت، ومعروف بمحبتك للكهنة وللاكليريكيين والرهبان والراهبات لانها من تكوين شخصيتك، الى جانب قلبك المفتوح لعمل الروح، وانا على ثقة بأنك ستقود الابرشية الى الكثير من النجاح بعون الله، وهذه ابرشية تحب مطرانها وكهنتها وسوف تختبر هذا الامر".

وختم الراعي: "أجدد شكري لكم، وابارك لكم مطرانكم الجديد، لانه بفضلكم وصلاتكم وتعاوننا قد هيأتم المطارنة للعمل بمشيئة الروح وانتخابي بطريركا وانا اعتمد على صلاتكم، فالبطريرك قوي بشعبه وبمطارنته وبكهنته والرهبان والراهبات، وبرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اخذ الله بيدك فخامة الرئيس، ولك منا كل المحبة والصلاة كي يقود الرب خطواتك لتوصل سفينة لبنان الى حيث ترغب من الاستقرار والتقدم. كما اجدد شكري لمعاوني ومدبري الخوراسقف جوزيف معوض، وقد تأثرت كثيرا لدى اعلان المطران عون اختياره للمونسنيور معوض نائبا عاما له".

حواط

ثم خرج الراعي ورئيس الجمهورية والمطرانة والكهنة والفاعليات الى باحة الكاتدرائية حيث ألقى رئيس بلدية جبيل زياد الحواط كلمة قال فيها: "يشرفني يا صاحب الفخامة، ان انضم اليكم، باسم مدينة جبيل، لارحب معكم بصاحب السيادة المطران ميشال عون السامي الاحترام، وهو يتسلم مقاليد الرعاية والتدبير والتقديس على ابرشية جبيل المارونية من يد صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي رعاها على مدى ربع قرن ورافقها في كل المراحل بمواقفه الحكيمة وبصلابته المعهودة. وانتقل غبطته الى خدمة الكنيسة المارونية كلها راعيا على انطاكيا وسائر المشرق. فماثل في ذلك نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. فعسى ما كان لهما يكون لسيادتكم".

أضاف: "استقر الموارنة في بلاد جبيل منذ عام 750 حتى عام 1439 ميلادية، وهذا ما يمثل ثلث التاريخ الماروني ، وركزوا فيها بطريركيتهم في دير سيدة يانوح قرب العاقورة، وفي وادي سيدة ايليج، وفي دير مار الياس في لحفد، وفي دير مار جرجس في الكفر، وفي دير حالات. وكانت بلاد جبيل في تلك الفترة عاصمة الموارنة الروحية والزمنية والمنطق الاول في الذي تأسست منه علاقة الكنيسة المارونية مع الكنيسة لجامعة، ومع مكونات اوروبا الحالية، والتي اسهمت فيها بعد بنهضة الموارنة ودنيا العرب على السواء".

وتابع: "يختزن تاريخ جبيل كذلك ارثا غنيا من العيش الواحد بين ابنائها، موارنة وشيعة واورثوذكسا وكاثوليكا وسنة وارمن. ويبدو الموارنة في هذا السياق ، وهم الاكثر انتشارا وعددا في قرى هذا القضاء ، اول المدعوين الى المحافظة على روابط المحبة والتسامح بين ابنائها، والى الدفاع عن حقهم في الاختلاف. لقد اثبتت ايام الحرب ان ابناء هذا القضاء حافظوا على التواصل والتعاون في ما بينهم. رفضوا العنف وكرسوا العيش المشترك في هذه المنطقة. وهو ما نريد له ان يتعمم على كل لبنان بجهدكم يا صحاب الفخامة وبعنايتكم، وقد حاولتم رأب الصدع بين كل الفئات اللبنانية ولا تزالون، وبذلتكم الغالي والنفيس في سبيل ذلك رغم تطاول البعض عليكم، وفي احتفالنا هذا نجدد مع فخامتكم وصاحب الغبطة باسم الجبيليين التزام هذه الثوابت".

وتوجه إلى المطران الجديد: "ينتظرنا الكثير من العمل يا صاحب السيادة فالورشة تتطلب رص الصفوف وتوحيد الجهود بالتعاون بين الكنيسة والمجتمع المدني من اجل توفير فرص العمل لابنائنا والمسكن اللائق للعائلات الناشئة والخدمات الاجتماعية فالعيش المشترك بين ابناء قضاء جبيل هو اول الاولويات والحفاظ على التواصل في ما بيننا مهمة شاقة ولكنها غير مستحيلة واستنهاض الكفاءات الجبيلية مطلوب في هذه المرحلة. ان الجبيليين الى جانبكم في هذه المهمة الشائكة ولكنها غير مستحيلة".

بعد ذلك تقبل المطران الجديد التهاني من الراعي ورئيس الجمهورية والحاضرين وتوجه الى دار المطرانية في عمشيت حيث اقام له المجلس البلدي استقبالا حاشدا القى خلاله رئيس البلدية الدكتور انطوان عيسى كلمة ترحيبية.

استقبال

وكان واقيم للمطران عون استقبال حاشد عند مدخل قضاء جبيل في بلدة نهر ابراهيم قدم له خلاله رئيس البلدية طوني مطر كأس القربان المصنوع من الذهب باسم رئيس اتحاد بلديات القضاء فادي مارتينوس في حضور قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح ومنسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد واعضاء المجلس البلدي ولفيف من كهنة ابرشية جبيل المارونية ورؤساء بلديات ومخاتير.

وألقى الشاعر ميلاد ضو كلمة ترحيبية تلاه معوض وكهنة الابرشية ألقاها المونسنيور يوسف السخن. ثم ألقى رئيس البلدية طوني مطر كلمة ترحيبية، متضرعا الى الله ان "تبقى عزيمة المطران الجديد صامدة وشامخة كارز لبنان خدمة لشعب الله"، وقال: "هذه الابرشية التي يدخلون اليها مطارنة، ويخرجون منها بطاركة، يغرسون اشجارا في كرم الرب، تثمر نعما برعاية الروح القدس، خدمة لشعب الله ومجدا للبنان، فمن البطريرك صفير الذي حرص على دور بكركي الوطني في الدفاع عن السيادة اللبنانية بمواقفه المتجردة الى البطريرك الراعي، رجل السلام الذي يحمل لبنان في قلبه، وفي وجدانه ينشر المحبة ليحقق السلام والعدالة بين ابناء الوطن الواحد".

ورد المطران عون بكلمة شدد فيها على "ضرورة ان نعمل في هذه الابرشية يدا واحدة من اجل كنيستنا ووطننا".