المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار04 كانون الثاني/2012

المزمور 107/33-38/الرب يخلصنا من الضيق
يجعل الأنهار قفرا ومجاري المياه جفافا. والتربة المخصبة ملحا لشر المقيمين بها. يجعل القفر مرجا والأرض القاحلة مجاري مياه، فيسكن هناك الجياع ويقيمون لهم مدينة سكنى. يزرعون حقولا ويغرسون كروما فتثمر لهم غلالا. يباركهم فيكثرون جدا ولا يقلل بهائمهم.

 

عناوين النشرة

*مقتل مغترب بتحطم طائرته في ساحل العاج

*سليمان يزور حاكم دبي ويشيد باحتضان الإمارات للبنانيين

*بيان من أهالي عرسال يفضح وزارة الدفاع ويتهم "حزب الله" بمحاصرة البلدة

*شورى الدولة يرفض مشروع نحاس

*جنبلاط يعلن إنتماءه الى الثورة السورية: يا بني معروف آن الأوان

*توافق على تسمية انطوان ضاهر رئيسا لمجلس القضاء الاعلى

*التغيير والإصلاح": شكّلنا لجنة لبحث ردّ "شورى الدولة".. ولملاحقة السنيورة بمجلس النواب

*أمانة 14 آذار تؤكد استمرار ثورة الأرز لتحقيق السيادة والوحدة والمحكمة/سعيد: لا نراهن على سقوط النظام السوري بل على شجاعة الشعب وصموده

*تعليق جريدة المستقبل ليوم الثلاثاء

*هل سقطت مهمة المراقبين العرب؟/علي حماده/النهار

الفريق الدابي.. ارحل/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الأقباط لطنطاوي: لن نتقبل تهانيك بالأعياد قبل القصاص لشهداء القديسين

*فاليرو: تجارب إيران الصاروخيّة رسالة سيّئة جدًا إلى المجتمع الدولي 

*المرشّحة الرئاسية عن الحزب جمهوري ميشال باكمان تعلن أنها ستضع الصواريخ الأميركيّة في حالة تأهّب لمواجهة إيران 

*حكاية «القاعدة» تستمر فصولاً و14 آذار تقرأ في كلام فرنجية «رسائل سورية»

*عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" نوفل ضو لـ "المستقبل": لا يجوز أن تصبح المؤسسات اللبنانية الناطق الرسمي باسم سوريا

*وفد من "القوات" في بلدة عرين الجيش مستنكراً كلام فرنجية/أبو خاطر: نقف الى جانبكم في السراء والضراء

*ماروني لـ «الجمهورية»: كنت أتمنى لو زرنا عرسال كتلة مجتمعة

*الحريري: ليقُل المراقبون الحقيقة كاملة

*عدوان: سنلاحق غصن وصولاً إلى طرح الثقة به

*في حضور السنيورة ممثلاً الحريري ونواب وشخصيات جناز في وداع والدة الشهيد باسل فليحان رضى نصر

*عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجرّاح : قول فرنجية إنّه مع النظام السوري يعني أنّه مع الارهاب والقتل والفظائع 

*سينغ اوضح ما تناقله الاعلام عن جدار بين كفركلا والمطلة: "اليونيفيل" تتواصل مع الطرفين لزيادة تحسين الترتيبات الامنية

*جعجع استقبل بييتون

*الراعي يترأس غدا الاجتماع الشهري للمطارنة/ريفي ومزيد من الزوار في بكركي للتهنئة بالاعياد/بويز: لبنان على خط الزلازل لكنه يتجاوز المحن دائما

*الاحدب: تشوية الحقائق عبر الايحاء بأن اهل السنة هم مع الارهاب أمر مستنكر

*الأخبار : بكركي وحزب الله مع "الدولة المدنية المؤمنة

*ميشال عون: سياسة الوجهين واللسانين لا تشبهنا

*تقارير غربية في بيروت عن رحيل الأسد في يوليو

*الراعي استقبل وفداً من «حزب الله»

*سليمان التقى حاكم دبي

*ممثّل لجان التنسيق المحليّة في سوريا عمر إدلبي: مجازر ترتكب في سوريا منذ دخول المراقبين إليها.. وتصريحات العربي خطيرة للغاية

*وفاة أول صحافي سوري إثر إصابته في الاحتجاجات

*مراقب عربي: البعثة تعرضت للتهديد ووسائل الإعلام السورية تلجأ للتزييف

*نائب المراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سوريا فاروق طيفور: مواقف "حزب الله" وإيران تناصر القاتل على المقتول.. ونرفض الحوار والنظام سيسقط

*القاعدة» و«السلاح خارج العاصمة» في البازار السياسي/فادي عيد/الجمهورية

*الارهاب والتحوّل الثقافي الاجتماعي في الجنوب/جورج علم/الجمهورية

*لماذا لا تستطيع إيران/جورج سولاج/الجمهورية

*عون يخوض التعيينات بسلاح الاستقالة هل تبدأ الـ 2012 كما انتهت الـ 2011؟ /اميل خوري/النهار

*زيارة ميقاتي لفرنسا بين بُعدين بارزين دفع للاستقرار دون المسّ بموقع المعارضة/روزانا بومنصف/النهار

*بحرية الشام والأحواز يندحر النظام الإيراني/ داود البصري/السياسة

*معظم عواصم العالم لم تعد ترى أن نظام بشار الأسد سينجو من هذه الأزمة/طوني بدران/السياسة

*بريطانيا وأميركا ودول الأطلسي تحشد ترسانتها تمهيداً لفرض الحظر الجوي 

*الثورة السورية تبدأ خطوات فتح المعركة العسكرية مع الأسد ودعوات الى استقالة غليون وسحب الاعتراف بالمجلس الوطني/حميد غريافي/السياسة

*إيران تصعّد لمواجهة العقوبات وخسارة سوريا/ أسعد حيدر/المستقبل

*الشعب السوري رجل 2011... وكلّ سنة! /خيرالله خيرالله /ايلاف

 

مقتل مغترب بتحطم طائرته في ساحل العاج

 المستقبل/قتل المغترب اللبناني نادي الريس، في حادث تحطم طائرته الخاصة في ساحل العاج الـ"كوت ديفوار" الإفريقية، بعدما سقطت طائرته في منطقة حرجية، واستغرقت عملية البحث عنه ساعات عدة.

وأفادت مصادر مطلعة في ساحل العاج، أن سبب سقوط الطائرة يعود الى دخولها مجالاً جوياً من الضباب وهي في طريقها من منطقة ساحلية في العاصمة ابيدجان.

والريس في الأربعينيات من عمره يعيش في "الكوت ديفوار"، ولديه جنسيتها، ويملك صحيفتين فيها. وهو من منطقة جزين، متزوج ولديه ولدان

 

سليمان يزور حاكم دبي ويشيد باحتضان الإمارات للبنانيين

 المستقبل/التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال زيارة غير رسمية الى الإمارات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصره في زعبيل أمس، في حضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وكبار المسؤولين، وعرض معه العلاقات الاخوية بين البلدين، منوها بـ "احتضان أكبر جالية لبنانية تسهم في عملية التنمية في الامارات".

وذكرت وكالة "انباء الامارات"، ان "الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عرض مع الرئيس سليمان العلاقات الاخوية المتميزة بين دولة الامارات ولبنان"، معتبرا ان "العلاقات بين لبنان والامارات، حيث تعيش جالية لبنانية كبيرة يتجاوز عددها مئة الف نسمة بحسب تقديرات متعددة، قويّة ومتميزة وستظل كذلك بجهود قيادتي البلدين وتواصل شعبيهما الشقيقين". من جهته، أشاد سليمان بـ "الحركة الاقتصادية والعمرانية، التي تشهدها الامارات بفضل سياسة قيادتها الرشيدة حيث استطاعت مواجهة التحديات رغم تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية بكل ثقة واقتدار ما جعل الامارات تتخطى هذه الأزمة وتتابع مسيرتها الانمائية على غير صعيد". كما أشاد بـ "العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين منذ الأزل"، منوها بـ "احتضان الامارات لأكبر جالية لبنانية، التي تعيش في مجتمع متسامح ومتنوع وتسهم بخبرات أبنائها وقدراتهم في عملية التنمية في دولة الامارات". واشارت الوكالة الى ان "الرئيس سليمان وجه دعوة الى الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لزيارة بلده الثاني لبنان".

 

بيان من أهالي عرسال يفضح وزارة الدفاع ويتهم "حزب الله" بمحاصرة البلدة

صدر عن وجهاء أهالي عرسال بيان شديد اللهجة يوجه اتهامات خطرة الى "ميليشيات حزب الله" والى وزارة الدفاع الوطني. البيان جرى توجيهه الى كل من رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء والى قيادة الجيش اللبناني. وجاء فيه، وفق النسخة التي وردت على "يقال.نت" الآتي:

نحن سكان عرسال البلدة الحرة الكريمة، نعاني منذ شهور عديدة من العيش بحالة من الخوف بسبب الخطر الذي يهدد حياتنا يوميا نتيجة للتدهور الامني الحاصل في محيطنا الذي تحول الى ساحة لعربدة الجيش السوري ضد مواطنين لا حماية لهم. كوننا محاصرون من سوريا من جهة ومن جهة اخرى ميلشيات حزب الله.

لم يستجب احد من اصحاب القرار حتى الآن لطلباتنا في  تأمين الدفاع عن ارواحنا وممتلكاتنا على الاقل بارسال قوة من الجيش اللبناني الى بلدتنا. بدلا من ذلك ادهشتنا تصريحات وزير الدفاع واصحاب مصالح اخرين غير المسؤولة والتي تلقي بالمسؤولية لما يجري في عرسال علينا وكأننا نمكن عناصر القاعدة من العمل من داخل بلدتنا.

الحقيقة المرة هي ان ايدي نصر الله  وميلشياته المسلحة المضرجة بدماء آلاف السوريين الابرياء تتجه الآن للمس بنا وباللاجئين السوريين الذين لا حول لهم ولا قوة بعد ان فروا طالبين المأوى والحماية منا. لا يمكن للمزاعم الكاذبة من جانب صناع القرار ان تغطي على واقعنا المرير وهو ان مصيرنا اخذ ينتقل تدريجيا لايدي حزب الله الذي يسلك تجاهنا وكاننا تحت سلطته هو وليس تحت سلطة الحكومة اللبنانية الشرعية. ان ما حصل قبل شهر لهو دليل واضح على سيادة قانون الغاب الذي يسلك بموجبه حزب الله في لبنان. والمثال على ذلك عندما حاول  رجال حزب الله المتنكرين بلباس رجال الأمن خطف مواطن سوري موجود تحت حمايتنا. يحتقر حزب الله قوانين الدولة وسيادتها ويطأ باقدامه كرامتنا وكأنه لا يوجد جيش ولا حكومة ولا شعب في لبنان.

نناشد الحكومة اللبنانية الشرعية ثانية ان تحررنا وان تأمن لنا الحماية من عربدة حزب الله والجيش السوري.

وجهاء بلدة عرسال

 

شورى الدولة يرفض مشروع نحاس

قرر مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي شكري صادر وعضوية المستشارين زياد شبيب وريتا كرم القزي عدم الموافقة على مشروع المرسوم الأخير المتعلق بالأجور، مبررًا رفضه المشروع لأن إعادة ترتيب المبالغ التي منحت للأجراء تحت تسمية بدل النقل والتي صدرت المراسيم بمنحها في فترة زمنية غابت فيها مراسيم تحديد الحد الادنى ونسبة غلاء المعيشة، ووضعها تحت تسمية الحدّ الأدنى للاجور ونسبة غلاء المعيشة يتعارض مع المادة 68 من قانون الضمان الاجتماعي التي يستند اليها مشروع المرسوم".

وأضاف مجلس الشورى: "ولأن المبلغ المقترح ضمه إلى الأجر أو اعتباره عنصراً من عناصره، أي مبلغ 236 ألف ليرة، هو في جزء منه بدل نقل عن كل يوم عمل فعلي منحته المراسيم المتعاقبة منذ العام 1995، خلافاً للقانون، الى حين تفعيل وسائل النقل العام، ولهذا السبب إن اعتبار هذا المبلغ جزءاً من الأجر يعتبر تعديلاً في المراسيم المتعلقة ببدل النقل المشوبة بعيب عدم الإختصاص والتي لا يمكن تصحيحها أو تعديلها بمراسيم إنما بتدخل من السلطة صاحبة الاختصاص وهي السلطة التشريعية".

وجاء في نص القرار: "إن مجلس شورى الدولة - الغرفة الادارية، وبعد الإطلاع على كتاب وزير العمل عدد 3064/3 تاريخ 23/12/2011 المتضمن طلب ابداء الرأي بشأن مشروع المرسوم المشار اليه أعلاه، وكتابه عدد 3064/3 تاريخ 29/12/2011 المتضمن طلب ابداء الرأي بمشروع مرسوم مماثل في مضمونه للمشروع الاول، وبعد الإطلاع على مشروع المرسوم المقترح، وبعد الاطلاع على تقرير المستشار المقرر،

وبعد المذاكرة حسب الاصول، يبدي ما يلي:

أولاً - ملاحظات مبدئية:

1- إن تدخل الحكومة في تحديد نسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها يجب ان يبقى تدخلاً استثنائياً يحصل فقط عند الاقتضاء وكلما دعت الحاجة ، بحسب نص المادة 6 من القانون رقم 36/67 ، أي انه عند عدم الاقتضاء وعدم الحاجة يكون من غير الجائز للسلطة التنفيذية التدخل في هذا الميدان الخارج أصلاً بطبيعته عن حدود اختصاصها والداخل في مجال حرية التعاقد التي للمشترع وحده حق تقييدها، وبالتالي فإن احترام حرية التفاوض الجماعي المنصوص عليها في المادة الثانية من اتفاقية منظمة العمل الدولية، من جهة، والتقيد بحدود نص المادة 6 آنفة الذكر من جهة أخرى، يجعلان إمكانية تدخل الحكومة لتحديد نسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها على صورة زيادة على الاجور، محصورة إما عند انتهاء التفاوض الجماعي إلى اتفاق، بحيث يأتي المرسوم لتكريس هذا الاتفاق، وإما عند غياب أي اتفاق بنتيجة التفاوض الجماعي.

2- إن إعادة النظر بالحدّ الادنى الرسمي للأجور يجب أن تتم قانوناً بصورة دورية، سنوية على الأقل، وذلك عملاً بالاتفاقية العربية بشأن حماية الأجور. وبالتالي فإن التقيّد بالموجب الملقى على عاتق الحكومة في التحديد الدوري للحد الأدنى الرسمي للأجور مستمد من نص هذه الاتفاقية وغير مرتبط بأي اتفاق أو تفاوض.

ثانياً: في البناءات:

- ورد في بناءات مشروع المرسوم أنه مبني على موافقة مجلس الوزراء بقراره رقم 33 تاريخ 21/12/2011، غير أن ملف طلب الرأي خلا من هذا القرار، لذلك فإن الرأي الحاضر يتناول مشروع المرسوم بالصيغة المحالة من الوزير المختص.

- ينبغي اضافة رقم وتاريخ قرار مجلس الوزراء الذي سيصدر بشأن مشروع المرسوم بعد إبداء الرأي من قبل هذا المجلس.

ثالثاً: في المادتين الأولى والثانية :

- خلافاً لما تقتضيه النصوص القانونية والمبادئ العامة لجهة وجوب اعادة النظر بالحد الادنى الرسمي للاجور بصورة دورية ( سنوية على الاقل) وتحديد نسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها عند الاقتضاء وكلما دعت الحاجة، لم تصدر أية مراسيم لتحديد الحد الادنى الرسمي للاجور أو لتحديد نسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها، خلال الفترة الممتدة من العام 1996 وحتى العام 2008. وفي المقابل تزامن ذلك مع صدور مراسيم بتجديد ومن ثم برفع قيمة بدل النقل اليومي للاجراء، الذي كان قد جرى منحه لأول مرة في العام 1995 بصورة مؤقتة الى حين تفعيل وسائل النقل العام ( بموجب المرسوم رقم 6263 تاريخ 18/1/1995)، فارتفعت قيمة بدل النقل من ألفي ليرة في العام 1995 حتى وصلت الى ثمانية آلاف ليرة عن كل يوم عمل فعلي في العام 2008.

- انطلاقاً من هذا الواقع، وبالنظر الى كون تدخل السلطة التنفيذية لاجل تحديد أو تعديل بدل النقل اليومي للاجراء يخرج عن نطاق التفويض المعطى لها من المشترع بموجب المادة 6 من القانون رقم 36/67، أي بالنظر الى عدم شرعية المراسيم المتعاقبة منذ العام 1995 وحتى الآن والتي تضمنت منح أو تعديل قيمة بدل النقل، يأتي مشروع المرسوم المقترح ليعيد ترتيب المبالغ التي منحت للاجراء تحت تسمية بدل النقل والتي صدرت المراسيم بمنحها في فترة زمنية غابت فيها مراسيم تحديد الحد الادنى ونسبة غلاء المعيشة ، وليضعها تحت التسمية التي تستطيع السلطة التنفيذية ان تتدخل فيها من حيث المبدأ وهي تسمية الحد الادنى للاجور ونسبة غلاء المعيشة .

- إن تحقيق اعادة ترتيب المبالغ المذكورة في الموقع القانوني السليم لا يمكن اجراؤه دون تدخل من قبل المشترع وذلك للاسباب التالية :

1- لأن ذلك يتعارض مع المادة 68 من قانون الضمان الاجتماعي التي يستند اليها مشروع المرسوم التي اشترطت ان يكون المبلغ الذي يتقاضاه الاجير ناتجاً عن العمل أو مقابلاً له لكي يمكن اعتباره من ضمن الكسب الذي يتخذ اساساً لحساب الاشتراكات المدفوعة الى الصندوق. ولأن بدل النقل لا يعتبر دخلاً ناتجاً عن العمل أو مقابلاً له بل تعويضاً عما ينفقه الاجير للانتقال من والى العمل، وفق ما استقر عليه الاجتهاد.

2- لأن المبلغ المقترح ضمه الى الأجر أو اعتباره عنصراً من عناصره، أي مبلغ 236 ألف ليرة، هو في جزء منه بدل نقل عن كل يوم عمل فعلي منحته المراسيم المتعاقبة منذ العام 1995 ، خلافاً للقانون، الى حين تفعيل وسائل النقل العام ، ولهذا السبب إن اعتبار هذا المبلغ جزءاً من الأجر يعتبر تعديلاً في المراسيم المتعلقة ببدل النقل المشوبة بعيب عدم الاختصاص والتي لا يمكن تصحيحها أو تعديلها بمراسيم إنما بتدخل من السلطة صاحبة الاختصاص وهي السلطة التشريعية .

رابعاً: في المادة الرابعة:

- إن تاريخ 1/1/2011 الوارد في هذه المادة والذي تعتبر الزيادات الممنوحة بعده زيادات غلاء معيشة لأجل حسمها من الزيادة المقترح منحها بموجب مشروع المرسوم ، يختلف عن التاريخ الذي ورد في مشاريع المراسيم السابقة التي عرضت على هذا المجلس دون تبيان سبب ذلك. ويرى هذا المجلس ان اعتماد تاريخ 1/10/2010 هو الاقرب الى الواقع.

- يقتضي استبدال عبارة "التي شملت جميع اجراء المؤسسة دون استثناء وفي آن واحد" بعبارة "والتي شملت جميع اجراء المؤسسة أو شملت فئة معينة من الاجراء في المؤسسة"، وذلك لأن المعيار في جواز حسم الزيادات الممنوحة سابقاً من الزيادة الحالية، هو في شمول الزيادة الممنوحة فئة كاملة من الأجراء في المؤسسة.

خامساً: في المادة الخامسة:

ترمي هذه المادة الى تطبيق أحكام الفقرتين (و) و (ز) من المادة 50 من قانون العمل على حالات الصرف التي تطال أياً من عقود العمل الجارية وذلك بمجرد أن يكون الصرف حاصلاً بسبب أو بنتيجة أو في سياق تطبيق احكام المرسوم المقترح.

وحيث أن الفقرتين المذكورتين تنصان على ما يلي :

"و- يجوز لصاحب العمل انهاء بعض او كل عقود العمل الجارية في المؤسسة اذا اقتضت قوة قاهرة أو ظروف اقتصادية أو فنية هذا الانهاء، كتقليص حجم المؤسسة أو استبدال نظام انتاج بآخر أو التوقف نهائياً عن العمل. وعلى صاحب العمل ان يبلغ وزارة العمل رغبته في انهاء تلك العقود قبل شهر من تنفيذه، وعليه ان يتشاور مع الوزارة لوضع برنامج نهائي لذلك الانهاء تراعى معه اقدمية العمال في المؤسسة واختصاصهم واعمارهم ووضعهم العائلي والاجتماعي وأخيراً الوسائل اللازمة لاعادة استخدامهم.

ز- يتمتع العمال المصروفون من الخدمة تطبيقاً للفقرة السابقة، ولمدة سنة تبدأ من تاريخ تركهم العمل بحق أولوية (أفضلية) في العودة الى العمل في المؤسسة التي صرفوا منها إذا عاد العمل فيها الى طبيعته وأمكن استخدامهم في الاعمال المستحدثة فيها".

حيث أن الصرف لاسباب اقتصادية أو فنية يعتبر صرفاً مشروعاً لا يوجب إعطاء تعويض عن الصرف التعسفي أو عن الاساءة في استعمال حق الصرف. وإنما يوجب بعض الموجبات الاخرى على عاتق صاحب العمل وفق ما يتبين من الفقرة (و).

وحيث بالتالي ان من شأن المادة الخامسة المقترحة ان تفتح المجال للتذرع باحكام الفقرتين (و) و (ز) لأجل تلافي نتائج الصرف التعسفي أو الاساءة في استعمال حق الصرف، عبر الاستناد اليها في أية حالة صرف تتم بعد دخول المرسوم المقترح حيز التنفيذ.

وحيث بالتالي يستحسن عدم الاشارة الى احكام الفقرتين (و) و (ز) من المادة 50 من قانون العمل لأن ذلك يشكل اضافة احكام جديدة الى احكامها.

سادساً: في المادة السادسة:

ترمي هذه المادة الى السماح لصاحب العمل بأن يحسم عوائد الفائدة على الاشتراكات المسددة من قبله سابقاً، من المؤونات لفروقات تعويضات نهاية الخدمة التي سيتوجب عليه تكوينها بنتيجة تطبيق احكام هذا المرسوم.

وحيث يتبين من المادة 54 البند (4) من قانون الضمان الاجتماعي بأنه عند تصفية حساب الأجير المضمون اختيارياً (أي الذي اختار نظام تعويض نهاية الخدمة) يدفع ربّ العمل للصندوق مبلغاً يساوي جميع التعويضات المحسوبة وفقاً لأحكام المادة 51، محسوماً منه قيمة حساب الأجير في الصندوق. وتتألف هذه القيمة من مجموع مدفوعات رب العمل للصندوق مضافاً اليها الفوائد بالمعدل المحدد في نظام الصندوق الداخلي. أي أن فوائد مدفوعات رب العمل الى الصندوق هي جزء من معادلة الاحتساب المنصوص عليها في المادة 54 المذكورة، وبالتالي إن تطبيق المادة السادسة المقترحة يؤدي الى تغيير المعادلة الحسابية المحددة في هذا النص، الأمر الذي يشكل تعديلاً لنص المادة 54 من قانون الضمان الاجتماعي، وهو ما لا يجوز اجراؤه بموجب مرسوم إنما يحتاج الى قانون.

سابعاً: إن مشروع المرسوم المحال بتاريخ 29/12/2011 لا يختلف بمضمونه عن المشروع الاول لذلك ينطبق عليه ما ينطبق على هذا الاخير من ملاحظات. لذلك، يرى عدم الموافقة على مشروع المرسوم للاسباب المبينة اعلاه

 

جنبلاط يعلن إنتماءه الى الثورة السورية: يا بني معروف آن الأوان

أعلن وليد جنبلاط ، وبعبارات صريحة، إنتماءه الى القورة السورية ووجه دعوة مهمة الى دروز سورية إلى التوقف عن المشاركة نهائيا في أجهزة القمع التابعة لبشار الأسد، بطريقة ذكرت المراقبين بما كان يطلبه من دروز فلسطين، في لقاءاته بهم في الأردن والقاهرة. ويأتي موقف جنبلاط هذا، وهو موقف مهم للغاية، في سياق تشكيل جبهة لبنانية عريضة مؤيدة للثورة السورية، بعد نداءات وجهها "دروز الجبل الأحرار" تأييدا للثورة وبعد بيان علني صدر عن شبلي زيد الأطرش.

ويتعرّض موقع "يقال.نت" لهجوم من مجهولين يدعون أنهم إشتراكيون- إتضح بأنهم يعملون لمصلحة المخابرات السورية- بسبب نشره لبياني " الدروز الأحرار" وشبلي زيد الأطرش!

أدلى رئيس جبهة "النضال الوطني" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بتصريح اليوم قال فيه: "كم يتشابه القول الشهير والرائع للمثقف الكبير ورئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل والكاتب فاكلاف هافل: "قوة الضعفاء" بقول الشهيد كمال جنبلاط: "إن الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم"، فلقد أثبتت كل التجارب التاريخيّة أن حركة الشعوب تتقدم الى الأمام ولا تتراجع الى الخلف، وأن ما بُني على باطل لا يُكتب له الاستمرار على قاعدة "يمهل ولا يُهمل".

وأضاف "قوة الضعفاء التي كتب عنها فاكلاف هافل، ذاك الكاتب المسرحي الذي عايش ربيع براغ في العام 1968 عندما قمع الجيش الأحمر محاولات رئيس وزراء تشيكوسلوفاكيا ألكسندر دوبتشيك تطبيق إصلاحات سياسيّة وعاد في مرحلة لاحقة لقيادة "الثورة المخمليّة" في العام 1989 بعد أن أمضى سنوات في السجون كمعتقل سياسي؛ كأنه يكتب عن واقع الحال الراهن".

ورأى جنبلاط أن "قوة الضعفاء هي التي حركت وتحرك الثورات العربيّة للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة. فكما أشعل جان بالاخ النار في جسده في العام 1969 رافضاً للنظام الشمولي، كذلك فعل محمد بوعزيزي في تونس رفضاً للقمع والاذلال. فالتاريخ مسار تراكمي وكتاب مفتوح لمن يريد أن يستخلص العبر".

وتمنى "لو تنظر القيادة الروسيّة الى مبدأ "قوة الضعفاء" في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا وضرورة الاقرار بأن الحلول الأمنيّة لا يمكن أن تشكل حلاً للازمة القائمة التي لن تُحل إلا بتغيير جذري للنظام. فبدل التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه (1981) التي تذكر بأحداث بوادبست (1956)، قد يكون من الأفضل توجيه النصح له القبول بأن تداول السلطة هو أهم من التمسك بها وسفك الدماء. ألم يسبق أن إنتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي؟".

وتابع "وحبذا أيضاً لو تنظر الجمهوريّة الاسلاميّة الى مبدأ "قوة الضعفاء" ويتذكر أحفاد الامام الخميني أنه المبدأ الذي طُبق في مواجهة شاه إيران وأدّى الى إسقاطه في نضال تاريخي كبير ما أكد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة".

وحول الوضع في إيران قال "قد تكون الصورايخ الايرانيّة تملك قوة عسكرية كبيرة، ولكن يبقى صدى كلمات الشاعر الكبير سعدي الشيرازي أقوى مفعولاً، فليتذكر أبناء الثورة الاسلامية ما كتبه لرفع الظلم عن الشعب السوري، فهو قال:

آدميون نحن ولنفس الأصل ننــــتمي                فكيف نهنأ بالعيش والغير يألمُ

ما إستحق الحياة من يرى أخاه يشقى              وهو بالملذات والخيرات ينــعمُ

وتوجه إلى الدروز في سوريا "أما الى بني معروف في سوريا، فهم أيضاً يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود الى الوراء، وأن الذاكرة الشعبيّة لا ترحم، وأن الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وإدلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السوريّة المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل لأنهم يمثلون "قوة الضعفاء". فآن الآوان للاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري، وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السوريّة الأخرى.

وختم جنبلاط في بيانه "كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة "قوة الضعفاء" وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وإنتصروا، كذلك سوف يحدث في البلدان الأخرى، لأن هذا هو منطق التاريخ وحكمه. فعلاً، صدق القول إنه "يمهل ولا يهمل"!

 

توافق على تسمية انطوان ضاهر رئيسا لمجلس القضاء الاعلى

ذكرت معلومات لصحيفة "اللواء" انه "تم اخيراً التوافق على تسمية رئيس غرفة التمييز القاضي انطوان ضاهر رئيساً لمجلس القضاء الاعلى، بعد استبعاد رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضي اليس شبطيني العم، والقاضي طنوس مشلب، وتضيف المعلومات ان مرسوم تعيين القاضي ضاهر سينشر في الجريدة الرسمية الاسبوع المقبل بعد اعلانه اليوم"، لافتة الى انه "في حالة التعيين يصبح متاحاً تسمية اعضاء المجلس العدلي وبدء جلسات المحاكمات التي طال انتظارها وخصوصاً محاكمة الموقوفين في ملف نهر البارد وما تفرع عنه، والذين عرفوا بالموقوفين الاسلاميين الذين مضى على توقيفهم اكثر من 4 سنوات، رغم ان البعض منهم لا تتجاوز مدة سجنه في حال خضع للمحاكمة الثلاث سنوات

 

التغيير والإصلاح": شكّلنا لجنة لبحث ردّ "شورى الدولة".. ولملاحقة السنيورة بمجلس النواب

أعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال الحلو، بعد اجتماع التكتل في الرابية، أنه "تمّ خلال إجتماع التكتل مناقشة مسألة القرارات التي صدرت عن ديوان المحاسبة في ما يتعلق بالارتكابات التي طالت الاموال العامة وأكّدت مسؤوليّة الرئيس فؤاد السنيورة"، وقال في هذا السياق: "تمّ بحث هذا الموضوع من الناحيتين القانونيّة والسياسيّة، إذ إن القرارات التي صدرت اعتبرت أنّ هناك تعديًا على المال العام والمسؤول عنه من بين المسؤولين بشكل خاص الرئيس السنيورة". ورأى أنّه "على مجلس النوّاب أن يتّخذ موقفًا من الوزير المرتكب، وعليه أن يُحاسب بكل الأمور التي تتعلّق بالأموال العامة، وبناء على هذا الموقف يجب على الأقل أن تتم ملاحقة الوزير المرتكب، أي ملاحقة الرئيس السنيورة عندما كان وزيرًا للماليّة وسنطالب بإتخاذ هذا التدبير والإجراء".

وأضاف حلو: "تطرقنا خلال إجتماعنا إلى الرأي الإستشاري الذي صدر عن "مجلس شورى الدولة" بشأن الأجور، قائلاً: "لقد شكّل التكتل، على هذا الاساس، لجنةً مصغرةً لتبحث بالعمق هذا الرأي تمهيداً لاتخاذ الموقف المناسب منه"، وأضاف: "بالنظرة الأولى رأينا أن هناك ثغرات تشوب هذا الرأي، وعلى ضوء دراسة اللجنة سيتّخذ الموقف المناسب، فنحن تبلغنا الرأي خلال الإجتماع ولم يتسنّ لنا الوقت لاتّخاذ الموقف المناسب بشأنه من الناحية القانونيّة".  وعن سبب عقده للمؤتمر الصحافي بدلاً من رئيس التكتّل النائب ميشال عون كما جرت العادة، قال حلو: "الجنرال هو من يقرّر متى يطل هو ومتى يطل غيره، وربما لأنّ الموضوعين المطروحين هما موضوعان قانونيّان فضّل أن يطل أحد محامي التكتل، وفي كلّ الاحوال فإنّ هذا قرارًا سياديًا يعود لدولة العماد". ولجهة إحتمال رد "تيَّار المستقبل" على ما صدر من قبل "التكتل" بحق الرئيس السنيورة عبر تقديم الوثائق التي بحوزته عن التجاوزات المرتكبة خلال مرحلة الحكومة الانتقاليّة برئاسة عون، قال حلو: "بالنسبة لنا شفافيتنا ونظافة كفّنا مشهود لنا بهما، وأصبحت الأمور واضحة أمام الرأي العام اللبناني وبالتالي أصبح يعرف من هو المرتكب ومن هو البريء". وبالنسبة لموضوع بلدة عرسال و"القاعدة"، أكَّد حلو أنّ "موضوع عرسال لم يبحث" خلال اجتماع التكتّل.(رصد NOW Lebanon)

 

أمانة 14 آذار تؤكد استمرار ثورة الأرز لتحقيق السيادة والوحدة والمحكمة

سعيد: لا نراهن على سقوط النظام السوري بل على شجاعة الشعب وصموده

 أكدت قوى 14 آذار "إستمرار مسيرة ثورة الأرز، نضالاً من أجل سيادة الدولة التامّة، وحدة الشعب اللبناني تحت سقف اتفاق الطائف الذي نصّ على المناصفة الإسلامية ـ المسيحية، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في سبيل استقرار قائم على العدالة والقانون". وشددت على "أننا لا نراهن على سقوط النظام السوري، بل على شجاعة الشعب السوري وصموده". عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا في مقرها في الاشرفية أمس، في حضور النائبين مروان حماده وعمّار حوري، النائب السابق فارس سعيد، وكل من نوفل ضو، ادي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، نصير الأسعد، راشد فايد ونديم عبد الصمد. وعلى الاثر تلا سعيد البيان الآتي: "يطل علينا العام 2012 حافلاً بالمتغيرات الجوهرية الناتجة عن الربيع العربي الذي أعاد الكرامة الإنسانية للمواطن العربي من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن وصولا إلى الثورة السورية التي فرضت إحترامها على الجميع من خلال شجاعة الشعب السوري وصموده أمام آلة القتل النظامية.

ولن تكون سنة 2012 شبيهة بسابقاتها، إذ أن للسقوط الحتمي للنظام السوري تداعياتٍ أكيدة نتوسمُ فيها الخير لجميع الأحرار والإستقلاليين الذين أطلقوا في لبنان من خلال انتفاضة الإستقلال الشرارة الأولى لثورة الحريّة والكرامة والمجتمع المدني في العالم العربي. هذه الثورة التي أحبطت مخططات الإنقلابيين منذ اللحظة الأولى لنجاح إنقلابهم في غفلة من الزمن".

اضاف: "أمام هذه المعطيات، تؤكّد قوى 14 آذار إستمرار مسيرة ثورة الأرز نضالاً من أجل: سيادة الدولة التامّة، بحيث لا يكون على الأراضي اللبنانية سلاحٌ غير سلاح الدولة، وسلطةٌ غير سُلطتها. وحدة الشعب اللبناني بمسلميه ومسيحييه، وبكل اتجاهاته ومشاربه، تحت سقف اتفاق الطائف الذي نصّ على المناصفة الإسلامية ـ المسيحية والحفاظ على إستقلال لبنان والسير تدريجاً في اتجاه الدولة المدنية، واستعادة الدور الفاعل للبنان في محيطه العربي. المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في سبيل استقرار قائم على العدالة والقانون. عودة الجميع إلى البيت اللبناني الذي سقفُه إتفاق الطائف وأرضيَتُه العيش الواحد ورسالته صون الإنسان وصون الديموقراطية فيه". وتمنى للبنانيين جميعاً أعياداً مجيدة "وننظر وإياكم إلى مستقبلٍ واعد".

حوار

ورد سعيد على أسئلة الإعلاميين، معلقاً على قول السفير السوري علي عبدالكريم علي بأن الذي يراهن على سقوط النظام مخطىء، بالقول: "نحن لا نراهن على سقوط النظام السوري، بل نراهن على شجاعة الشعب السوري وصموده، وانه لا يمكن ان يبقى في القرن الـ21 عائلات حاكمة او استبدادية توزع كما تشاء السلطات على الناس". أضاف: "لقد سقط النظام في تونس ومصر وليبيا وسيسقط ايضا في سوريا، فرحتنا ونظرتنا الى الربيع العربي اننا نلمس ونتعرف اليوم على هذا العالم العربي، ونلمس لمس اليد بان كل القيم التي ناضلنا من أجلها كلبنانيين مسيحيين ومسلمين ومدنيين وهي حقوق الانسان والحرية والديموقراطية، اصبحت معممة اليوم على كل المجتمعات العربية". وعن فشل الدولة في إلقاء القبض على المتهمين الاربعة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أجاب: "تعاطي الحكومة اللبنانية مع المحكمة الدولية هو موضوع مخجل لنا كلبنانيين، التقييم يأتي من المحكمة الدولية نفسها، الحكومة تقول بانها تبذل جهودا من أجل إلقاء القبض على المتهمين الاربعة، ونحن كلبنانيين نؤكد بأن هذه الجهود لم تبذل. المحكمة هي التي تقيم جهود الحكومة في لبنان".

 

المستقبل اليوم

إذا كان من عنوان يجمع تلاوين جوقة الخط الممانع، فهو مقولة غوبلز "اكذب اكذب..". وكلما كان الكذب أكثر صلافة، كانت الدهشة من وقاحة مطلقه أكبر وأبلغ. ينبري وزير قلما سمعه الناس يتحدث إلى رمي دعوى خطيرة، لا تنال من منطقة ووطنية أهلها فحسب، بل إذا ما قُرأ معطوفاً على أحداث الجوار ذهبت دلالاته إلى ما هو أبعد من ذلك وأخطر. يسعى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية إلى تكذيب الإشاعة المغرضة بشيء من الديبلوماسية التي تهدف إلى استنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة لبنان وموقعه الذي جعلتها هذه الحكومة في الحضيض، لكن جوقة الخط الممانع لا تسمع أو لا تريد أن تسمع. النائب سليمان فرنجية، يستجمع كل ما في قاموسه من مفردات معبّرة، ليؤكد معلومات ممثله في الحكومة.. باختصار يعلن أن "الهجوم على فايز غصن هو هجوم على خطنا السياسي"!.

لفرنجية مآثر كبيرة في الشأن العام اللبناني، لا تبدأ بالـ"بينغو"، ولا تنتهي في أنه أحد رموز الحملة على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حياته وبعد جريمة اغتياله الإرهابية يوم غطى جريمة التلاعب بمسرح الجريمة.. يقحم نفسه كما فعل غصن من قبله في شأن ليس من اختصاصه، بل من اختصاص الجيش والأجهزة الأمنية. على كل حال، سعيكم مردود، ولن يوقع أحدٌ بين الجيش وأهله في عرسال أو أي بقعة لا ترى أمنها إلا في كنف المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الشرعية، ولن تظفر أنت ومن وراءك بزجّ الجيش في حسابات داخلية ضيقة أو خارجية تهدف إلى صرف الأنظار عن أتون جرائمها المستمرة، أو تحضيراً، ربما، لحفلة إجرام جديدة تكون "القاعدة" شماعتها. أما المزاج السياسي الذي تنتمي إليه عرسال وشقيقاتها الأحرار من بقع لبنان، فلم يفتر يطالب بنشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية حماية للمناطق اللبنانية من اعتداءات كتائب الأسد، وكل دعاويكم لن تغطي ما يحصل أو ما يمكن أن تقدم عليه المخيلة المجرمة.

 

هل سقطت مهمة المراقبين العرب؟

علي حماده/النهار

سقط أكثر من ثلاثمئة مواطن سوري برصاص النظام منذ بدء مهمة المراقبين العرب، وكل يوم يمر لا يقل عدد القتلى عن الاربعين او الخمسين. معنى هذا ان منسوب القتل ما تغيّر، وان النظام يواصل سياسته الامنية فيما يعمل على حرف مهمة المراقبين العرب عن مسارها المعلن. فالهدف الاول لمهمة المراقبين التحقق من وقف القتل، وهذا لم يحصل، على الرغم من اعلان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمره الصحافي البارحة ان الدبابات خرجت من بعض المدن، وتأكيده ان المراقبين نجحوا في ايصال مواد غذائية الى مناطق محاصرة، وقيامهم بسحب جثث من بعضها الآخر، وكذلك اطلاق اكثر من ثلاثة آلاف معتقل. لكن الحقائق على الارض لا تعكسها تصريحات العربي، الذي قفز فوق البند الاهم من المبادرة، والبروتوكول، ومهمة المراقبين، عنينا بذلك وقف القتل. والنظام في سوريا لم يوقف القتل بل انه يكمل طريقه من دون اي تعديل يذكر فيما يذبح السوريون في الشوارع، ويستمر اعتقال عشرات الآلاف في معتقلات جرى استحداثها لتبقى خارج نطاق رؤية المراقبين. اكثر من ذلك، تتقاطع التأكيدات ان المراقبين مُراقَبون من قرب من المخابرات السورية، بحيث ان امكان التواصل معهم بحرية وبعيداً من اعين النظام محفوف بأكبر الاخطار ان لم يكن مستحيلاً.

نقول هذا الكلام كي نلفت الجامعة العربية الى عوامل سلبية من شأنها اذا ما استمرت ان تطيح مهمة المراقبين. واول هدف من اهداف المهمة على الارض ان يوقف النظام قتل المدنيين. فهل تحقق شيء من هذا الهدف؟ بالتأكيد لا، بل ان بشار الاسد يعمل على تجويف مهمة المراقبين العرب على ارض الواقع، الامر الذي يتطلب وقفة حازمة من جانب الجامعة العربية تعلن صراحة ان القتل لم يتوقف، وان النظام في سوريا مطالب بوقف فوري لكل اعمال القتل في كل مكان، ووقف اطلاق النار على التظاهرات في كل مكان، وبالطبع يجب ان يقترن الاعلان العربي بتشديد على ضرورة اطلاق كل المعتقلين من دون شروط، كالقول ان من يطلقون يجب ان يكونوا ممن "لم تتلطخ ايديهم بالدماء"! وماذا عن مجرمي النظام وفي مقدمهم بشار الاسد نفسه؟

ان مهمة المراقبين العرب تعبر طريقاً محفوفاً بالفخاخ، والتعامل مع النظام في سوريا ليس بالامر الهيّن. ومن هنا كان الحزم العربي مرغوباً في هذه المرحلة الفاصلة بين التعريب والتدويل. ومن نافل القول ان التدويل يجب ان يشتمل على وجه عسكري واضح المعالم، من قبيل انشاء ممرات آمنة لاغراض انسانية، او انشاء مناطق عازلة على الحدود مع تركيا والاردن بحماية "الناتو" والجامعة العربية في عمل مشترك. ان بشار ما عاد يحكم سوريا، انه يقاتل شعبها. وهذا فارق جوهري. فإذا كان حتى اليوم يتمتع بتفوّق عسكري على الشعب الثائر، فإن ثبات الثورة وتصميم الشعب على التخلّص من قتلة الاطفال سيقلبان عاجلاً ام آجلاً المعادلة على الارض، باعتبار ان النظام صار بمثابة القوة الاحتلالية المندحرة يوماً بعد يوم.

 

الفريق الدابي.. ارحل

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كتب الزميل مشاري الذايدي، وغيره، مطالبين بتنحية رئيس وفد «المراقبين» العرب إلى سوريا، أو قل «المتفرجين»، وطالب رئيس البرلمان العربي بسحب الوفد فورا، ويوما عن يوم يزداد حجم عدم الثقة بالفريق العربي المراقب من قبل المعارضة السورية، فما الحل؟

الإجابة المنطقية هي أن على الفريق السوداني الدابي الرحيل فورا، واعتذاره عن عدم إكمال مهمته، فالثقة فيه مفقودة، وهذا أمر واضح، خصوصا بعد تصريحاته المتناقضة، حيث قام بالإدلاء بتصريحين، الأول صححه له نبيل العربي، والثاني كان محاولة لتفنيد تصريح أحد المراقبين العرب، وهو من وصفته بـ«المراقب الوحيد الحقيقي»، والذي قال إنه رأى قناصة بدرعا، لكن الفريق الدابي قال إنه لم يقل ذلك، علما أن التصريح جاء بشكل واضح في شريط فيديو! فهل بعد ذلك يمكن الوثوق بالدابي، هذا عدا عن علاقته بنظام البشير!

والحل لا يكمن فقط برحيل الدابي، أو السحب الفوري للمتفرجين العرب، كما يطالب رئيس البرلمان العربي، بل إن الحل يكمن في تصحيح الخطأ، وتطوير عمل الفريق العربي في سوريا، ليقوم بمهام حقيقية، وليس المراقبة فقط. فما يحدث في سوريا أمر معلوم إلا لمن يريد أن يجادل فقط من أجل منح الوقت للطاغية بشار الأسد. ولذا، المفروض تطوير خطة إرسال المراقبين العرب للتحقق من تنفيذ بنود البروتوكول العربي، والتأكد أساسا من أن الجامعة العربية تستحق الثقة، خصوصا أن هناك تصريحا غريبا عجيبا منسوبا لابن حلي، المسؤول في الجامعة، حيث يطالب المراقبين العرب بعدم إصدار تعليقات على الأوضاع في سوريا! فهل على المراقبين تسليم ما لديهم للدابي وهو يصوغ ما يشاء في تقريره الختامي؟ أمر غير معقول!

وعليه، فالمفروض أن تعلن الجامعة عن ضرورة الاستعانة بهيئة دولية ذات مكانة، وشخوص اعتبارية محترمة، مثلما فعل ملك البحرين، أو على غرار محكمة الحريري، مع ضرورة تفعيل بند دخول الإعلام، العربي والدولي، وسحب الدبابات والشبيحة من الشوارع فورا، وإطلاق سراح المعتقلين، كما نصت المبادرة العربية، ويحدد لذلك مدة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أيام. حينها تظهر الجامعة جديتها في حماية المدنيين السوريين، وتطبيق المبادرة العربية، لأن ما نراه اليوم ما هو إلا محاولة مفضوحة لإنقاذ الأسد، وإن أحسنا الظن فالظاهر أن الجامعة غير قادرة على تطبيق مبادرتها تجاه سوريا.

عدا عن ذلك - وهذا الأفضل في كل حال - لا بد من الشروع بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن، على أن تعنى بذلك لجنة عربية محددة، وليس بالضرورة الجامعة، يضاف إليها تركيا، وتشكل بعضوية كل من السعودية وقطر والإمارات والكويت وليبيا، والمغرب، وكل من لديه الرغبة في وقف آلة القتل الأسدية، على أن تشرع تلك اللجنة في توفير جهد دبلوماسي من روسيا إلى أميركا، مرورا بأوروبا، لتوفير قرار أممي، أو دولي، لتأمين منطقة عازلة للسوريين، وفرض حظر طيران.

هذا ما يجب فعله، وليس انتظار انتهاء مهمة الدابي التي لا تحظى بمصداقية، ولا تحمي السوريين العزل.

 

الأقباط لطنطاوي: لن نتقبل تهانيك بالأعياد قبل القصاص لشهداء «القديسين»

القاهرة - «الراي»/أكد كاهن كنيسة العذراء في منطقة فيصل القس فلوباتير جميل، في رسالة بعث بها إلى رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير حسين طنطاوي، لمناسبة استعدادات الكنيسة القبطية للاحتفال بأعياد الميلاد، أن «على المجلس العسكري أن يعيد فتح التحقيقات في ملف حادثة انفجار كنيسة القديسين في الإسكندرية، وإعلان اسم الفاعل قبل طلب المشاركة بمندوب عن المجلس العسكري في احتفالات الكنيسة بالعيد ليلة 7 يناير»، فيما اوضح كاهن كنيسة العذراء في إمبابة القمص متياس نصر، إن «الأقباط سينتقمون لشهدائهم، وسيظلون على نضالهم لكشف ملابسات الانفجار الذي أودى بحياة 24 وأصاب أكثر من مئة». من جانبه، اعتبر نائب رئيس محكمة النقض السابق الاب فلوباتير، على هامش استعدادات الاقباط للاحتفال بالعيد، أن «العار سيظل يلاحق المصريين، إذا ظل الاقباط على خوفهم». وقال خلال مشاركته في وقفة احتجاجية نظمها أقباط وناشطون أمام دار القضاء العالي، في الذكرى السنوية لأحداث القديسين ليل اول من امس، انه بعث برسالة للمشير طنطاوي اكد فيها إن «الأقباط يعتبرونه المسؤول الأول عن عدم إعلان نتائج تحقيقات حادث كنيسة القديسين، وأن الأقباط لن يضحك عليهم، وعلى المشير أن يعيد التحقيق في ملابسات الحادث، ويعلن عن المتهمين فيه قبل أن يفكر في تهنئة الأقباط بعيدهم، أو إرسال من ينوب عنهم في صلاة قداس عيد الميلاد». وخاطب فلوباتير طنطاوي: «عليك أولا فتح ملف كنيسة القديسين، لأنك تعرف الفاعل، ولا تريد الكشف عنه لأنك مسؤول متقاعس، ولذلك لن نستطيع تقبل منك تهنئة العيد منك». وطالب «بالكشف عن الحقائق في حوادث قتل شهداء ماسبيرو وشارع القصر عيني ومقتل الشيخ عماد عفت»، مؤكدا أن «الأقباط ليس لديهم موقف من شخص المشير، ولكن موقفهم منه كمسؤول يتحمل دماء المصريين جميعا». وهتف المحتجون بعدما أعلن القس فلوباتير عن تأجيل المحكمة نظر قضية القديسين، لضم طنطاوي كخصم في الدعوى القضائية التي أقامتها الكنيسة لإلزام الحكومة باعادة فتح ملف تحقيقات القديسين. وقال كاهن كنيسة العذراء القمص متياس نصر، إنهم «على استعداد للنضال الدائم، إلى حين القصاص لشهدائهم، وتقديم الجناة والمتورطين عن أحداث القديسين إلى المحاكمة». من ناحيته، قال نائب رئيس محكمة النقض السابق أحمد مكي، إن «العار سيلحق بالمسلمين إذا ظل الأقباط في مصر خائفين». وأضاف إن «أحداث ماسبيرو، رغم بشاعتها، لم تحدث فتنة طائفية، لأن النسيج المصري متماسك». وأكد أن «المسؤولين الحالين امتداد لنظام مبارك»، منتقدا كون جماعة «الإخوان المسلمين» جمعية غير مرخصة، «ومع هذا لا يستطيع أحد الاقتراب منهم». وقال إن «الشعب المصري لم يتحرك في يناير، لإقامة الدولة الإسلامية، لكنه تحرك من أجل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية».

 

فاليرو: تجارب إيران الصاروخيّة رسالة سيّئة جدًا إلى المجتمع الدولي 

إعتبرت فرنسا أنّ التجارب الايرانيّة لصواريخ عابرة للقارات أثناء مناوراتها البحرية في "مضيق هرمز" تشكل "رسالة سيئة جدًا إلى المجتمع الدولي"، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين على لسان المتحدث باسمها برنار فاليرو. فاليرو، وفي لقاء مع الصحافيّين، ذكّر بأنّ "تطوير ايران برنامج "بالستي" يثير قلقًا كبيرًا لدى المجتمع الدولي، ولهذا السبب منع القرار 1929 إيران من مواصلة أيّ نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية التي يمكن تزويدها بشحنة نووية". كما ذكّر فاليرو بأنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح في 21 تشرين الثاني تجميد اموال "البنك المركزي الايراني" ووقف صادرات النفط الايراني احتجاجًا على البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الايراني، كما ورد في التقرير الاخير لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذريّة". وأضاف: "في الاطار الاوروبي تتواصل المناقشات من أجل تطبيق سريع لهذه المقترحات، والنقاشات تتقدم بشكل جيد". (أ.ف.ب.)

 

المرشّحة الرئاسية عن الحزب جمهوري ميشال باكمان تعلن أنها ستضع الصواريخ الأميركيّة في حالة تأهّب لمواجهة إيران 

أعلنت المرشّحة للفوز بترشيح الحزب "الجمهوري" للانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة ميشال باكمان أنّها ستضع الصواريخ الأميركيّة في حالة تأهب لمنع إيران من التزود بالسلاح النووي في حال انتخابها رئيسة. وفي تصريح لقناة "سي بي سي" الأميركيّة عشيّة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ايوا، قالت باكمان: "ما يجب فعله هو اتخاذ موقف حازم جدًا لكي تفهم إيران أننا نتعاطى مع هذه المسألة بجدية وأننا لا نريدها أن تتزود بالسلاح النووي". وأضافت باكمان أنّها في حال انتخابها رئيسة فستقوم "بكل ما هو ممكن لتوجيه رسالة قوية" والتأكيد أن "الولايات المتحدة في حالة تأهب"، وهي مستعدة لنشر صواريخ من نوع "باتريوت" وأخرى بالستيّة في الولايات المتحدة والشرق الاوسط. وكان ميت رومني المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية قد أعلن قبل أسبوع، في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأنه سيسعى في حال انتخابه الى "قطع رأس النظام" القائم في إيران، معتبرًا أن "إيران تحاول مرة جديدة بناء إمبراطورية شر". يُشار إلى أن باكمان كانت تصدرت لائحة المرشحين الجمهوريين في استطلاعات الرأي لفترة قصيرة خلال الصيف الماضي قبل أن تتراجع إلى ما دون عشرة في المئة.  (أ.ف.ب.)

 

حكاية «القاعدة» تستمر فصولاً و14 آذار تقرأ في كلام فرنجية «رسائل سورية»

الجمهورية/وفي اليوم الثالث من السنة الجديدة، لم يتبدل المشهد العام في المنطقة، بحيث تسارعت الاحداث في اكثر من بلد، لكن الاهتمام ظل منصبا على الحدث السوري حيث تواصل بعثة المراقبين العرب مهمتها على وقع المطالبات بسحبها من سوريا. وفي إنتظار التقرير الأول لها، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن المظاهر العسكرية سُحبت من المدن السورية في خلال زيارة البعثة. ولفت الى انه "ما يزال هناك قنّاصة واطلاق نار في المدن السورية"، مطالباً بالإفراج الفوري عن المعتقلين في السجون السورية، وطلب من المعارضة "تزويدنا أسماء المعتقلين في السجون السورية".

في غضون ذلك، تحدثت اسرائيل عن "أسابيع معدودة" لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وتوقع وزير الدفاع إيهود باراك أن "تكون للأحداث في سوريا انعكاسات على هضبة الجولان، الأمر الذي يستوجب إتخاذ مزيد من اليقظة والتأهب من الجهات الأمنية المختصة" في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية في واشنطن لـ"الجمهورية" ان الإدارة الاميركية سترسل موفدين ورسائل رسمية في الأيام القليلة المقبلة الى عواصم العالم، بما فيها لبنان، تحذرمن معاقبة المصارف المركزية في حال تبين أنها تتعاون مع المصرف المركزي الإيراني، أو شركات النفط الإيرانية، بعدما وقّع الرئيس الاميركي باراك أوباما قانونا كان اقره الكونغرس في هذا الشأن.

وقد وقع اوباما هذا القانون في هاواي، حيث كان يقضي إجازة العيد مع اسرته، وجاءت هذه الخطوة وسط تصاعد التوتر بسبب البرنامج النووي الإيراني، بعد أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال فرض عقوبات جديدة عليها.وأوضح البيت الأبيض ان أوباما وقّع أحد القوانين التي تحدّد موازنة مؤسسات الحكومة الأميركية للسنة المالية المقبلة. ويضم قانون تخصيص التمويل لوزارة الدفاع والمؤسسات التابعة لها، بندا يتيح للإدارة الأميركية معاقبة المصارف والشركات الأجنبية التي تتعاون مع المصرف المركزي الإيراني أو الشركات الإيرانية العاملة في قطاع النفط. كما يسمح القانون بمنع مثل هذه الشركات الاجنبية من إجراء أي عمليات مالية في الولايات المتحدة، بالإضافة الى امكانية معاقبة مصارف مركزية أجنبية في حال تبين انها تتعاون مع المصرف المركزي الإيراني أو شركات النفط الإيرانية.

مجلس وزراء

داخليا، يُستأنف الحراك السياسي مجددا اليوم بعد عودة كل من رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي من إجازة العيد التي امضياها في الخارج.

وينعقد مجلس الوزراء بعد ظهر غد في بعبدا وعلى جدول اعماله 73 بندا، ابرزها ما يتصل بمشروع مرسوم تشكيل هيئة إدارة قطاع النفط والنظام الداخلي لهذه الهيئة كما رفعته وزارة الطاقة.

وذكر مصدر وزاري لـ"الجمهورية" ان المجلس سيناقش ملف تنظيم "القاعدة" الذي لم ينته السجال حوله بعد. وقد رفعت المواقف التي اطلقها رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية من منسوب التوتر بعدما دافع بشدة عن وزير الدفاع فايز غصن معتبراً ان المستهدف من الهجوم عليه هو الخط السياسي الذي ينتمي إليه والمؤسسة العسكريّة لتعطيل دورها. واعلن أنّ رئيسي الجمهوريّة والحكومة "يُدركان أنّ المعلومات عن وجود "القاعدة" في لبنان جديّة". وانتقد وزير الداخليّة والبلديّات مروان شربل من دون أن يسميه لجهة أدائه إزاء هذا الموضوع.

صمت حكومي

وعلى رغم من الصمت الذي لزِمَه الوزراء المعنيون بهذا الملف كما وزير الدفاع، فقد علمت " الجمهورية" ان اتصالات اجراها وزير الداخلية بقادة الأجهزة الأمنية التابعة له، متمنيا عدم الرد او تناول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد على المواقف مما بات يعرف بـ "ملف القاعدة" على أساس أن ما تقرر في مجلس الدفاع الأعلى يجب ان يُطبّق، وخصوصا لجهة الإجراءات التي إتخذت على مستوى التحقيق والبحث، وقد تقرر أن تبقى سرية جداً.

مصادر امنيةوقالت مصادر امنية لـ"الجمهورية" أنها لن ترد على من سيتناول هذا الملف لأسباب عدة، مؤكدة أن همّها كان في الأيام القليلة الماضية إمرار عطلة رأس السنة في أجواء هادئة ومميزة، وهذا ما حصل بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والمدنية والطبية على كل المستويات. وهكذا فقد مرّت الساعات الفاصلة بين سنة وأخرى من دون أي ضحية لا من اللبنانيين ولا من آلاف المغتربين والسياح العرب والأجانب كما كان يحصل قبلاً.

الحريري و14 أذار

وفي حين أعتبر الرئيس سعد الحريري "أنه من غير المفيد محاولة تحويل القضية إلى مشكلة بين الناس والجيش، وأن المشكلة هي في تصريحات مغلوطة نفاها وزراء في الحكومة نفسها"، قرأت مصادر بارزة في قوى 14 آذار في تذكير فرنجية بمرحلة إستشهاد الرئيس رفيق الحريري وحديثه عن الحملة التي تعرض لها وكان في حينها وزيرا للداخلية وتذكيره بأن موقفه كان مستنداً إلى التقارير الواردة إليه من المؤسّسات الأمنية "رسالة تهديد سورية للشعب اللبناني، مفادها أن هناك تفجيراً امنياً سيحصل في لبنان"، ودعت المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الى إستدعاء فرنجية ومساءلته عما يملك من معلومات.

وهبي لـ"الجمهورية"

وفي حين زار منطقة عرسال متضامنا، كل من النائب إيلي ماروني على رأس وفد كتائبي، ووفد من نواب "القوات" في زحلة ضم طوني أبو خاطر وجوزف المعلوف وشانت جنجينان، يرافقهم النائب عاصم عراجي، اشارالنائب امين وهبي الى "ان تأكيد فرنجية وجود "القاعدة" معناه محاولة تمهيد لأحداث في لبنان وتلبيسها لجهة معينة، وهنا مكمن الخطر". واعتبر "ان ما قاله غصن كان بالنسبة الى فرنجية مكلفا جدا في السياسة، اذ ان تصريحاته لم تكن مقبولة لدى احد وخلقت شبه إجماع وطني على رفضها بعدما فُسّر كلامه بأنه تحريض على لبنان و تبرير للاعتداءات السورية عليه بحجة ملاحقة تنظيم القاعدة".

وإذ اكد وهبي "ان النظام السوري لا يُدافَع عنه بشيء"، ذكّر بأن "في الامس سقط 3 شهداء بنيران الجيش السوري في وادي خالد"، وسأل: لماذا لم يدافع غصن وفرنجية عنهم؟ اليس عليهما الدفاع عن هؤلاء المواطنين بدل اعطاء تبريرات للنظام السوري؟"

جنجنيان لـ"الجمهورية"

من جهته، اكد جنجنيان لـ"الجمهورية" ان "التضامن مع عرسال ليس متاجرة بدماء ابنائها كما قال احد النواب في الأكثرية، بل تأكيد براءة هذه البلدة اللبنانية التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن الحبيب من الاتهامات التي نسبت اليها. ومن غير المقبول ان نوزع الاتهامات من دون دليل لإرضاء الآخرين على حساب ابناء شعبنا، لذا نطالب الجيش اللبناني بأن يتولى حماية عرسال وهي البلدة التي قدمت مئات الشهداء على مذبح الوطن". وقال "إن الواقع أثبت أن لا صحة ابدا للاتهامات التي سيقت في حق عرسال، وأظهر مدى الخلافات والانقسامات التي تعصف بالحكومة وغياب التنسيق وتناقض الحلفاء في ما بينهم".

اوساط في المعارضة

في هذا الوقت، لاحظت اوساط نيابية في المعارضة ان مؤتمر فرنجية كان مخصصا للدفاع عن غصن "الذي على ما يبدو تورط في الاعلان عن معلومات مضللة مصدرها من وراء الحدود". ورأت ان فرنجية "لم يكن موفقا في دفاعه لأنه كان هو الآخر يدور في حلقة مفرغة، فلم يقدم الدليل، بل كان يصوب سهامه نحو الجميع محاولا التلطي وراء المؤسسة العسكرية عندما إعتبر أن "المستهدف ليس وزير الدفاع، بل الجيش اللبناني من خلال وزير الدفاع، والهجوم على الوزير هو هجوم غير مباشرعلى المؤسسة العسكرية لتعطيل دورها، وعندما يهان وزير الدفاع تهان المؤسسة العسكرية".

واكدت الاوساط "ان معلومات غصن هي في الأساس معلومات سورية بحتة ولغايات خاصة في نفس المسؤولين في النظام السوري ومصدرها الفرع 279 في المخابرات العامة السورية، خصوصا وانها تزامنت بطريقة لافتة مع الانفجارين اللذين حصلا في دمشق بحيث لوحظ ان النظام السوري سارع فورا ومن دون اي دليل او تحقيق الى اتهام تنظيم القاعدة". ودعت هذه الاوساط غصن الى الكشف عن معلوماته والجهة الامنية التي تملكها، متسائلة "كيف ان لدى وزير الدفاع معلومات ليست موجودة لدى رئيسي الجمهورية والحكومة، وبالتالي لدى وزير الداخلية المعني ايضا بهذا الشق الامني الحساس". وقالت: "هذا دليل على أن هناك خللا ما وعدم تنسيق، وإلاّ فإن الادعاء بوجود معلومات ما هو إلاّ مجرد أضاليل وحجج واهية، وإلاّ ماذا ينتظر وزير دفاعنا؟

8 آذار

في المقابل، قالت مصادر في قوى 8 أذار لـ"الجمهورية" ان "فرنجية لم يتحد قوى 14 أذار انما سجّل عتبا كبيرا على رئيسي الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش الذين تركوا غصن لوحده ولم يدافعوا عنه، بل تسابقوا الى نفي ما قاله، في حين أنه لم يتحدث من عندياته، بل قال معلوماته نتيجة تقارير موجودة، ووضعهم امام الامر الواقع".

مصادر ميقاتي لـ " الجمهورية"

وعلى خط الاجور، من المنتظر ان يعيد مجلس شورى الدولة ملف الاجور الى نقطة الصفر إذ سيرفض المرسوم بالصيغة التي بلغته لاحتوائه على عيبين اساسيين فيه هما: عدم جواز ضم بدل النقل والإنتقال الى صلب الحد الأدنى للأجور، وثانيهما يتصل بتدخل الحكومة لضرب التفاهم الذي حصل بين طرفي الإنتاج: الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام، إضافة الى مخالفات أخرى نتيجة عدم وجود ما يتطابق بين مقترحات وزير العمل شربل نحاس والقوانين الخاصة بقانون العمل في لبنان.

وقالت مصادر ميقاتي لـ "الجمهورية": "أيا يكن قرار المجلس، وسواء صدر اليوم أو غدا، فإن الأمور ستسلك الآليات الدستورية ومن ضمن المؤسسات". وكشفت "ان الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام أكدا له تمسكهما بالإتفاق الرضائي الذي تم التوصل اليه في قصر بعبدا قبل جلسة مجلس الوزراء التي أطاحت به وأن لا بديل يمكن اللجوء الى تطبيقه والإلتزام به.

ونفت المصادر ما نقل عن "أوساط رئيس الحكومة" من اعتبار ان ما سيحصل غدا (اليوم ) على مستوى مجلس الشورى سيشكل ردا على الإنقلاب الذي قاده الحلف الثلاثي ضده وانه "سيرد الصاع صاعين" حسبما ما نشر بعض وسائل الإعلام. وقالت "ان هذا الكلام لم يصدر عن اي مرجع او مصدر قريب من رئيس الحكومة، وهو كلام غير صحيح على الإطلاق، وما يهم رئيس الحكومة هو ان يعالج موضوع بهذه الأهمية من ضمن المؤسسات الدستورية وداخلها وليس عبر وسائل الإعلام ولا بأُسلوب التحدي الذي لجأ اليه البعض سابقا.

نحاس لـ "الجمهورية"

وفي حين علم ان لقاء سيعقد اليوم بين وزير العمل ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، قال وزير الإقتصاد نقولا نحاس لـ "الجمهورية" ردا على سؤال عن الخطوات التي ستلي قرار رد مجلس الشورى: "سنعود الى مضمون القرار، ونأخذ بالملاحظات التي سترد فيه".

وحول امكان إحياء التفاهم الذي تم بين الهيئات الإقتصادية والعمال قال انه "الخطوة الفضلى". وأضاف: "عندما يتفق أصحاب القضية ويتوافقوا على كل شيء هل ان مهمتنا في الحكومة نقض هذا الإتفاق؟" واشار الى "ان رئيس الحكومة لن يوقع أي مرسوم مخالف للقوانين المعمول بها، خصوصا إذا كان فحواها خارج إقتناعاته".

ولفت الى أهمية عدم زجّ الملفات المعيشية والإقتصادية في آتون السياسة، معتبراً ان خوض المعارك السياسية في الملفات الإقتصادية ليس جيدا وليس وقته لا في الشكل ولا في المضمون".

 

عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" نوفل ضو لـ "المستقبل": لا يجوز أن تصبح المؤسسات اللبنانية الناطق الرسمي باسم سوريا

أكد عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" نوفل ضو، ان "الأحداث التي تشهدها سوريا، ستؤدي إلى سقوط النظام، وهذا الموضوع لا يحتاج إلى نقاش"، داعياً وزير الدفاع فايز غصن وغيره إلى "إرفاق إتهاماتهم عن وجود تنظيم لـ "القاعدة" داخل لبنان، بالمستندات والبيانات التي تثبت أقواله". وأشار إلى ان "هكذا اتهامات من شأنها أن تشكل خطورة على لبنان أمام مجلس الأمن من جهة وأبناء بلدة عرسال من جهة أخرى"، مشدداً على أنه "لا يجوز أن تصبح المؤسسات الرسمية اللبنانية الناطق الرسمي بإسم الدولة السورية".

وأكد ان "فريق 14 آذار ليس بوارد مهاجمة الجيش على العكس، بل يدعم جهوده في مواجهة أي عدوان خارجي"، مضيفاً ان "قوى 8 آذار متورطون اليوم، ويريدون الخروج من ورطتهم ورمي الكرة بملعب فريق 14 آذار". كذلك لفت إلى ان "فريق 14 آذار ليس في صدد أي تحرّكات شعبية وإنقلابات بقدر ما هو مطلبه من السلطات الدستورية والرسمية تحمّل مسؤوليتها"، مؤكداً على انه عندما "نصل إلى مرحلة تستدعي تحرّكاً شعبياً سنقوم بذلك".

وهنا نص الحوار:

[ يبدو أن فريق 14 آذار من خلال البيان الذي أصدره اخيراً بعد إجتماعه، يراهن على سقوط النظام السوري، ما هي المعطيات والمعلومات التي تعتمدون عليها في هذا السياق؟ أو أنها مجرّد تحليلات شبيهة بالتحليلات الأخرى والتي تؤكد بأن النظام صامد ولن تستطيع أي قوة إسقاطه؟.

ـ في الواقع ليس لدينا أي معطيات، والمسألة بعيدة كل البعد عن الرهان السياسي، الموضوع مجرّد قراءة سياسية وتقييم لأحداث يراها جميع الناس أمامهم، ونحن نرى بأن الواقع السياسي والإقليمي للبنان يستدعي من شعبه الأخذ بعين الإعتبار لما يحدث في سوريا، لكون ما يحصل هناك سيؤدي من وجهة نظرنا إلى سقوط النظام، وهذا الموضوع لا يحتاج إلى نقاش، وعلى هذا الأساس اللبنانيون مدعوون إلى تحمّل مسؤولياتهم في بناء مستقبلهم بالإستناد إلى هذا الواقع.

ما صدر مؤخراً عن إجتماع "14 آذار" ولد من معطيات تثبت أن جميع الأوضاع الأمنية ذاهبة إلى إسقاط النظام، وعلينا أن نتعاطى مع هذا الموضوع كواقع سياسي وليس من باب التمنيات من سقوط النظام أو عدمه.

[ هناك إتهامات إلى "فريق 14 آذار" تشير إلى أنكم لا تقومون بدور فعّال وتكتفون بإصدار مواقف وبيانات من دون وضع خطط واضحة للمواجهة، ما ردكم على هذه الأقاويل؟.

ـ عملياً منذ نشوء حركة 14 آذار، كانت مطالبنا ولاتزال واضحة وثابتة، نحن داعمون لمسيرة ثورة الأرز الداعية إلى بناء الدولة على أسس إتفاق الطائف، ودعم الدولة لبسط سيادتها على كل أراضيها وحل جميع الميليشيات ونزع السلاح غير الشرعي الذي يسيطر ويتحكم بالمقررات المصيرية السياسية والإقتصادية في البلد.

أما من يقول بأننا لا نملك أي أفق أو مشروع سياسي أو تصوّر إلى المرحلة المقبلة فكلامه نوع من الهرطقات ويشبه زوبعة في فنجان، وهدفه فقط النيل من مسيرة 14 آذار. أريد توضيح مسألة مهمة نحن في هذه المرحلة لسنا بحاجة إلى مشروع سياسي جديد بقدر ما نحن بحاجة إلى تطبيق ميثاق الطائف والنظام الحالي، نحن في مرحلة الدفاع عن الدستور والنظام، ولكن هناك أبواق من الجهة الآخرى تحاول التشويش والتأثير السلبي على مسيرتنا ولكن نحن بالمرصاد لهم لتعطيل جميع محاولاتهم الهادفة إلى السيطرة ومصادرة القرار السياسي والإقتصادي، وهذا ما برز جلياً من الجهة الأخرى عندما عطلوا نتائج الإنتخابات النيابية عام 2005 وثم في العام 2009، وبعدها الإنقلاب على حكومة سعد الحريري.

[ من المواضيع التي طرحتموها قضية جعل بيروت وقبلها طرابلس وغيرها مدناً منزوعة السلاح، ولكن هذه المطالبات بقيت حبراً على ورق ولم تتحول إلى نشاط شعبي يدعم هذا الشعار السياسي، ما تعليقكم؟.

ـ لا بد من الإشارة الى أننا لسنا في صدد أي تحرّكات شعبية وإنقلابات بقدر ما هو مطلبنا من السلطات الدستورية والرسمية بتحمّل مسؤوليتها، ولكن عندما يأتي الوقت ونرى فيه أنه الأمر وصل إلى مرحلة تستدعي تحرّكاً شعبياً سنقوم بذلك، ولكن نحن ننظر إلى معالجة الوضع بالحوار أولاً وبشكل هادئ، وعندما يفشل الأمر سنتحول إلى الحراك الشعبي.

[ يلاحظ تراجع هجوم 14 آذار على الرئيس نجيب ميقاتي، بعد تمويل المحكمة الدولية ومواقف مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الإيجابية تجاهه اذ وصفه بأنه الرجل المناسب للمرحلة الحالية، وبعد دعوة فرنسا له إلى زيارة باريس، أين أصبح شعار إسقاط ميقاتي وحكومته من قبلكم؟.

ـ نحن ضد كل الأوصاف الشكلية والسياسية التي تطلق على هذا الرجل السياسي أو غيره، وهي أوصاف لها علاقة بالدعاية السياسية، ونحن لا نراهن على أي شخص بل على مسؤول يستطيع أن يطبّق القانون، ونرى بأن الرجل المناسب في هذه المرحلة هو الذي يستطيع بسط سلطة القانون. وأريد التأكيد بأننا لسنا مع قيام أو إسقاط حكومة ميقاتي وليست هي المقاربة، نحن مع الدستور اللبناني، وحكومة ميقاتي جاءت بأسلوب غير دستوري وبقوة السلاح، وبعد الإنقلاب على النتائج النيابية الأخيرة وعلى حكومة سعد الحريري وعلى الطائف.

[ ما تعليقكم على كلام النائب سليمان فرنجية ودفاعه عن وزير الدفاع وإتهامه قوى 14 آذار بالهجوم على الجيش وإقحامه في مسائل سياسية وتعطيل دوره؟.

ـ أولاً من وقف في مواجهة تصريح وزير الدفاع هم رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ورئيس الحكومة، والثلاثة هم خارج موقع 14 آذار، ثانياً لسنا بوارد مهاجمة الجيش على العكس نحن ندعم جهوده في مواجهة أي عدوان خارجي وكنا دوماً نطالب ببسط سلطته على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود لمنع إدخال أي سلاح من وإلى سوريا، وهذا الكلام صدر أيضاً عن مجلس الأعلى للدفاع الوطني، وفي الحقيقة أن قوى 8 آذار متورطون اليوم، ويريدون الخروج من ورطتهم ورمي الكرة بملعب فريق 14 آذار.

وكلام فايز غصن خطير جدا بحق لبنان وشعبه، ولا يجوز الإكتفاء بالقول إن هناك تنظيماً لـ "القاعدة" داخل لبنان دون إرفاق هذه الإتهامات بالمستندات التي تثبت ذلك، وهذا الكلام سيشكل خطورة على لبنان أمام مجلس الأمن وبحق قسم من الشعب اللبناني وهم أبناء بلدة عرسال. كما أنه لا يجوز أن تصبح المؤسسات الرسمية في لبنان الناطق الرسمي بإسم الدولة السورية.

[ معنى ذلك أن حملة التضامن مع أهالي عرسال هي نوع من رسالة سياسية ورد على الفريق الآخر، وكيف يمكن أن يبلور حلولاً بالنسبة إلى مشكلة ترسيم الحدود؟.

ـ من الطبيعي أن يكون هذا التضامن رداً سياسياً على الجهات الأخرى، فهناك مواطنون لبنانيون تم تصنيفهم على أساس أنهم من حماة الإرهاب، وسيشكل ذلك خطراً عليهم، وجميع اللبنانيين مع أهالي عرسال، وكلام غصن أو غيره ليس إلا دليلاً على أن تلك الحكومة لا تمثل شعبها.

[ كيف تنظرون إلى مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الأخيرة، ودعوته إلى الحوار وبناء الدولة المدنية، وموقفه من السلاح؟.

ـ نحن ننظر إلى كل تصريح، أو موقف سياسي بالإستناد إلى قناعتنا التي تتمثل بضرورة إحترام ميثاق الطائف، وبالتالي، فأي موقف سياسي يصدر من أي جهة أو شخصية حتى "روحية" يتفق مع هذه المقاربة، نؤيده. وموقفنا من أي تصريح يأتي من خلال ميزان يقيس مدى ملائمته مع اتفاق الطائف ومضامينه.

حاوره: ربيع دمج

 

وفد من "القوات" في بلدة عرين الجيش مستنكراً كلام فرنجية

أبو خاطر: نقف الى جانبكم في السراء والضراء

المستقبل/قام وفد قواتي كبير أمس، بزيارة تضامنية الى منطقة عرسال برئاسة رئيس كتلة "نوّاب زحلة" أنطوان أبو خاطر وضم النواب جوزف المعلوف، شانت جنجنيان وعاصم عراجي ومنسّق القوات في زحلة والبقاع الأوسط شارل سعد ومسؤولي القوات في المنطقة. ولفت بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع، إلى أن "الوفد زار مكتب "تيّار المستقبل" في عرسال حيث كان في استقباله حشد كبير من مناصري "التيّار" برئاسة المسؤول فيه ببلدة عرسال بكر الحجيري الذي رحّب بالوفد وشكر وقفته التضامنية مع أبناء عرسال، منتقداً كلام النائب سليمان فرنجيّة (في مؤتمره الصحافي الذي عقده اليوم (أمس) دفاعاً عن وزير الدفاع فايز غصن وتأكيدًا لكلامه بوجود تنظيم "القاعدة" في لبنان)". وقال النائب أبو خاطر: "أتينا من زحلة عاصمة البقاع كنواب تكتل زحلة وكقوات لبنانية للوقوف الى جانب اهل عرسال التي قدمت 300 شهيد، فعرسال هي عرين الجيش اللبناني ونحن نأسف لما قاله اليوم النائب سليمان فرنجية"، مؤكداً "التمسك بثوابت ثورة الأرز من زحلة الى عرسال". أما النائب عاصم عراجي، فقال: "أتينا للتضامن مع أهل عرسال، فكلام وزير الدفاع هو باطل باعتبار أن عرسال هي مدينة الصمود، وعرسال كانت مهملة ومنسيّة لولا الشهيد رفيق الحريري"، معتبراً أن "كل لبنان مستهدف حين تُستهدف عرسال، وكلام فرنجيّة يؤكد استهداف عرسال ومن خلالها قوى 14 آذار".

اضاف: "نحن إلى جانبكم في السراء والضراء وعرسال كانت وستبقى بلدة الصمود". بعدها، قام الوفد بزيارة مبنى بلدية عرسال حيث قال منسّق القوات في زحلة والبقاع الأوسط شارل سعد إن "القوات اللبنانية من زحلة تُحيي عرسال المظلومة وتنقل الى أهاليها تحيّات رئيس حزب القوات سمير جعجع"، مشدداً على أن "زحلة وعرسال وكلّ لبنان يريدون العيش بسلام".

من ناحيته، رحب رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري بالوفد الزائر والحضور، منتقداً كلام النائب سليمان فرنجية والنائب عاصم قانصوه، وقال: "إن عرسال أمانة بأيدي رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأهل عرسال مع الثورة السوريّة". واستهل النائب المعلوف كلمته بمعايدة الجميع باسم كتلة زحلة والرفاق في "القوات اللبنانيّة"، مشيرًا إلى أن "ما قاله فرنجية باطل ومردود فهذه المنطقة وطنيّة 100 %"، لافتاً الى أنّ "من مسلمات قوى "14 آذار" بناء هذا الوطن والأهم الحفاظ على سيادته واستقلاله". أضاف: "لن نسمح بالعودة الى الوراء ونحن نريد ان يكون الجيش متواجدًا على كل بقعة من أرض الوطن".

واعتبر أن "من يُضر بسمعة لبنان هو هذه الحكومة والوزراء وأسيادهم"، مؤكداً أن "لا وجود لـ"القاعدة" في عرسال بل فقط رجال وطنيين وعلى رأسهم الجيش اللبناني".

أما مسؤول "تيّار المستقبل" في البقاع الأوسط أيّوب قزعون، فقال: "أتينا لدعم أهالي عرسال ولنؤكد ان سقفنا الدولة ولن نرضَى بما يُحاك لعرسال ونحن ندعم الثورة السورية بكل فخر وعلى رأس السطح

 

ماروني لـ «الجمهورية»: كنت أتمنى لو زرنا عرسال كتلة مجتمعة

الجمهورية/ أوضح عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني أنّ «زيارته عرسال كانت بالتنسيق مع كتلة نواب زحلة، وأنها تقرّرت خلال اجتماع عُقد السبت الماضي»، لافتاً الى أنّ «الكتلة لم تكن في وارد زيارة البلدة». وقال في حديث إلى «الجمهورية»: «بغض النظر عن حقهم بالزيارة، إلّا أنّها تركت تأويلا وتفسيرا لدى الرأي العام السياسي والإعلامي»، مشيرا إلى «أنني علمت أنّ زيارة أعضاء الكتلة لعرسال وضعت في خانة الزيارة الحزبية وليس تحت عنوان زيارة للكتلة، علماً انني كنت اتمنى لو كانت الزيارة جامعة». وتمنى ماروني لو «دُرست الزيارة بعمق اكثر، فهي فسّرت على أنها ردّ على زيارتي»، مشدّدا على انه «كان يفضّل لو بقيت في ذهن الناس صورة كتلة زحلة الموحّدة التي تعمل من اجل الجميع». وأعلن أنه «لم يتسنّ له حتى الساعة الاتصال ببقية أعضاء الكتلة لاستيضاحهم ملابسات ما جرى»، مؤكدا أنّه «من الطبيعي أن يحاط الرئيس أمين الجميّل بكل التفاصيل التي أقوم بها». وشدّد على «أنني من اجل زحلة ووحدتها وناسها أتجاوز دائما الكثير من الأمور، وأنصح بمزيد من التنسيق والتواصل بين مكوّنات الكتلة».

 

الحريري: ليقُل المراقبون الحقيقة كاملة

الجمهورية/ردّ الرئيس سعد الحريري على النائب سليمان فرنجيّة، مُعتبراً أنّ «من غير المفيد تحويل قضيّة عرسال إلى مشكلة بين الناس والجيش»، مشيراً إلى أنّ «المشكلة هي في تصريحات مغلوطة نفاها وزراء في الحكومة نفسها». أكّد الحريري، في دردشة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّ "أحداً لا يحرّض الشعب السوري ضدّ النظام، بمقدار ما تحرّضه ممارسات النظام نفسه الوحشيّة والقمعية والدموية"، مشدّداً على أنّ انخراطه في عالم السياسة "جاء لمتابعة إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وليس لانتزاع منصب من هنا أو من هناك". وتعليقا على اتّهامه بالمراهنة على سقوط نظام الرئيس السوري بشّار الأسد، جزم الحريري بأنّه "لا يراهن على شيء إلّا على الشعب اللبناني". وإذ أكّد أنّ "قتل الأبرياء في سوريا أمر غير مقبول من أيّ شخص محترم في هذا العالم"، أوضح أنّه "لا يمكن إخفاء الحقيقة، فالنظام السوريّ هو مَن يقوم بالقتل، وكلّ هذه الأخبار منشورة وموجودة على موقع "يوتيوب"، مضيفاً: "العالم كلّه يشاهد عمليّات القتل، وليس أنا وحدي، بل حتّى الروس".

وأوضح الحريري أنّ "كلّ عربيّ يشاهد مأساة الشعب السوري وتضحياته من أجل الحرّية والكرامة، لا يمكنه أن يبقى غير مكترث"، معرباً عن قلقه على لبنان "لأنّه يُدار من حكومة موالية للنظام في سوريا".

وعن عودته إلى لبنان في السنة الجديدة، في معرض التنبّؤات في شأن العام الجديد، ختم بالقول: "قلت إنّني عائد قريباً، قبل أن يتنبّأ بذلك أحد". وكان الحريري قد أكّد صباحاً عبر "تويتر"، أنّ "النظام السوري يعتبر أنّ توقيعه لبروتوكول المراقبين العرب يعطيه شرعيّة لقتل مواطنيه". وإذ لفتَ إلى أنّ "النظام السوري يقول إنّه يريد الإصلاح، والنتيجة هي المزيد من القتل"، رأى أن "لا وقت طويلا أمام مراقبي جامعة الدول العربية، والمصداقيّة أساسيّة، ونظام بشّار الأسد يستمرّ في القتل أكثر فأكثر، وقد حان الوقت للمراقبين ليقولوا الحقيقة والقصّة كاملة، وليس كما يريدها نظام الأسد".

 

عدوان: سنلاحق غصن وصولاً إلى طرح الثقة به

رأى نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان أنّ وزير الدفاع فايز غصن "يشوّه بتصاريحه صورة لبنان خدمةً لسوريا"، مشيرًا إلى أنّ زملاء رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية تبرّأوا من وزير الدفاع. وقال: "سنلاحق غصن وصولاً إلى طرح الثقة به". عدوان، وفي حديث إلى قناة "mtv"، أضاف: "سنوجه استجوابًا إلى غصن وإن لم نحصل على جواب كافٍ سنصل إلى الاستجواب وبعدها سنطرح الثقة به لحماية صورة لبنان كي لا تبقى مشوّشة". وأردف: "سنتصدى لما يحصل من مس لسيادة لبنان".  وإذ اعتبر أنّ "ليس لدى الحكومة رؤية ولا موقفًا واضحًا من القضايا الوطنية"، ختم عدوان بالقول: "لقد طلبنا من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري أن يكون هناك جلسة عامة ونأمل أن تتم بسرعة". (رصد NOW Lebanon)

 

في حضور السنيورة ممثلاً الحريري ونواب وشخصيات جناز في وداع والدة الشهيد باسل فليحان رضى نصر

المستقبل/خلال جناز أقيم في الكنيسة الإنجيلية في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، ودعت عائلة النائب الشهيد باسل فليحان الوالدة رضى نصر فليحان التي وافتها المنية بعد صراع مع المرض.

حضر الجناز الذي رأسه القس حبيب بدر، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلاً الرئيس سعد الحريري، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، النواب محمد قباني، ميشال فرعون، جان أوغاسابيان، نهاد المشنوق، عاطف مجدلاني، باسم الشاب، فؤاد السعد، غازي يوسف، نبيل دو فريج، الوزراء السابقون ريا الحسن، محمد شطح وجهاد أزعور والنائب السابق غطاس خوري وعائلة الفقيدة والأصدقاء.

وكان الرئيس سليم الحص والنائبان عمار حوري ومحمد الحجار والوزير السابق سامي حداد ومسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني وشخصيات قدموا العزاء الى العائلة قبل الجناز في قاعة شارل سعد التابعة للكنيسة. استهل الجناز بتلاوة الإنجيل، ثم ألقى بدر عظة تحدث فيها عن مزايا الراحلة وأهمية الإيمان في حياة الإنسان. بعد ذلك، كانت كلمة لشقيق الراحلة رجا نصر استذكر فيها "رضى الأخت والأم والصديقة المؤمنة والمحبة لمحيطها". ونوّهت شقيقة زوجها منى فليحان باحتضان الفقيدة للعائلة، ثم شكر ابنها رمزي فليحان باسم العائلة الرئيسين الحريري والسنيورة وكل الذين قدموا العزاء للعائلة بوفاة والدته. وبعد صلاة الجناز بمباركة رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجليزية القس سليم صهيوني، تقبّلت العائلة التعازي في قاعة الكنيسة ثم توجهت الى مدافن العائلة حيث ووري جثمان الفقيدة في الثرى. وتستمر العائلة في تقبّل التعازي اليوم وغداً بين الحادية عشرة قبل الظهر والسابعة مساء في قاعة الكنيسة الإنجيلية في ساحة رياض الصلح.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجرّاح : قول فرنجية إنّه مع النظام السوري يعني أنّه مع الارهاب والقتل والفظائع 

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجرّاح أنّ "الطائفة السنيّة ليست بحاجة لحدث ما كي تعلن ولائها للرئيس سعد الحريري ولاسيّما بلدة عرسال التي كان ولاؤها لـ(الرئيس المصري الراحل جمال) عبد الناصر والرئيس رفيق الحريري وهي قدمت الشهداء ضد الاحتلال الاسرئيلي وكذلك في مخيم نهر البارد (ضد تنظيم فتح الاسلام)، مضيفًا: "عرسال لن تكون إلا قلعة للوطنية والاعتدال ولرفيق الحريري".

الجرّاح، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، اعتبر أنّ "هناك من يريد إصباغ عرسال بالتعصّب المذهبي"، مؤكداً أن "عرسال لا يمكن أن تنجّر إلى التطرف، وهي منحازة للاعتدال ولمشروع رفيق الحريري". وإذ أشار إلى أنّ "الحكومة فيها القليل من الوزراء والكثير من المخبرين، إذ إنّ هناك من في الحكومة يعمل لمصلحة الغير وليس لمصلحة لبنان"، أكّد الجرّاح أنّ "أهالي عرسال يحتضنون الاهالي الهاربين من الارهاب السوري، وأنّ هذا فقط حدود الدعم العرسالي، على الرغم من أنّ موقفها واضح وهي الى جانب الشعب السوري والثورة السورية، ولكن حدود الدعم لا يتخطى الدعم الانساني والطبي"، لافتًا إلى أنّ "معظم العائلات اللاجئة هم من الاطفال والنساء الذين هربوا من إجرام النظام". الجرّاح الذي لفت إلى أنّ "فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان جزم بأنّ لا وجود لتنظيم "القاعدة" في عرسال، وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديّات مروان شربل"، أشار إلى أنّ "أحداث العراق أثبتت أنّ سوريا كانت الحضن لـ"القاعدة" وللمتطرّفين وكان النظام يرسلهم إلى هناك للقيام بالتفجيرات، كما لا ننسى أن النظام هو من أرسل "فتح الاسلام" إلى مخيّم نهر البارد"، مضيفًا: "اليوم رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية يقول إنّه مع النظام السوري، وبالتالي إذًا هو مع الارهاب والقتل والفظائع التي يمارسها النظام وهذا شأنه، لكن عرسال لن تقف الا مع الحق والشعب السوري". ورأى الجراح أنّ "النظام السوري لا يتمتع بأيّ مصداقيّة لدى مجلس الامن، وكذلك (وزير الدفاع فايز) غصن لا يتمتع بالمصداقية ليؤخذ كلامه في مجلس الامن على محمل الجد، وبالتأكيد سيُسأل في مجلس النواب، وسوف يتم طرح الثقة به".(رصد NOW Lebanon)

 

سينغ اوضح ما تناقله الاعلام عن جدار بين كفركلا والمطلة: "اليونيفيل" تتواصل مع الطرفين لزيادة تحسين الترتيبات الامنية

 وطنية - 3/1/2012 اوضح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" نيراج سينغ ما تناقلته وسائل الاعلام عن بناء جدار يفصل بين بلدة كفركلا اللبنانية ومستعمرة المطلة، فقال: "ان اليونيفيل تتواصل مع كلا الطرفين من اجل زيادة تحسين الترتيبات الامنية في هذه المنطقة". اضاف: "نظرا لحساسية المنطقة نرى انه من الضروري التوصل الى حلول متفق عليها مع كل من الجانبين لاتخاذ تدابير عملية من شأنها تخفيف التوترات المتفرقة، والحد من نطاق اي سوء فهم محتمل وبناء الثقة بين الطرفين وتحقيقا لهذه الغاية نحن نبحث في افكار مختلفة في هذه المرحلة".

 

جعجع استقبل بييتون

 وطنية - 3/1/2012 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع السفير الفرنسي دوني بييتون، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي، وجرى عرض للأوضاع في لبنان وسوريا والمنطقة.

 

الراعي يترأس غدا الاجتماع الشهري للمطارنة

ريفي ومزيد من الزوار في بكركي للتهنئة بالاعياد

بويز: لبنان على خط الزلازل لكنه يتجاوز المحن دائما

 وطنية - 3/1/2012 يترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر غد الأربعاء، الإجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، وعلى جدول أعماله شؤون كنسية واجتماعية.

مهنئون

وكان الراعي واصل اليوم استقبال المهنئين بالأعياد، فالتقى على التوالي المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، ثم رئيس حزب "التضامن" النائب اميل رحمة، ثم النائب البطريركي العام للسريان الكاثوليك في الأراضي المقدسة المطران غريغوريوس ملكي، فنائبة المندوب الدائم للبنان في الأمم المتحدة كارولين زيادة، والنائب البطريركي العام الماروني المطران بولس الصياح، والقائمة بأعمال السفارة التركية فايزة بارودجو آل غينار، ثم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي يرافقه قائد القوى السيارة العميد الركن روبير جبور.

ريفي

ووصف ريفي الزيارة بأنها للمعايدة، "وكانت مناسبة عرضت فيها للبطريرك الأجواء الأمنية التي سادت الأعياد، وخصوصا نجاح الخطة الأمنية التي نفذت ليلة رأس السنة، والتي لم يقع فيها أي حادث سير أو حادث أمني".

ونوه البطريرك بالجهود التي بذلت، داعيا الى "الاستمرار في الإجراءات الضرورية التي تحقق الأمن والإستقرار الداخلي".

واستقبل الراعي أيضا عضو مجلس الأمناء في المؤسسة المارونية للانتشار جوزف غصوب يرافقه الزميل جورج عرب.

وأطلعه غصوب على المراحل التي اجتازها مشروع بناء كنيسة مارونية في دبي.

وظهرا، استقبل البطريرك النائب السابق فارس بويز وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد.

وأشار بويز الى ان "الأوضاع الدولية والإقليمية متشنجة، بل معقدة، وبالغة الخطورة تاريخيا، وعندما أقول معقدة، أعني بذلك اننا ربما في خضم عاصفة على كل المستويات دوليا وإقليميا، وهو ما ينذر بأزمات، حيث تشهد المنطقة أكثر من انقلاب وحركة سياسية، أي ثورة حقيقية في العمق الأيديولوجي، ومن هنا كان لا بد من أن نتحدث مع صاحب الغبطة عن أفضل الطرق في لبنان لاتقاء شر هذه الأحداث بمناعة تمكننا من تجاوزها".

أضاف: "لبنان عبر تاريخه عاش أزمات كثيرة، وهو كما قلت دوما على خطي الزلازل، الزلازل الجغرافية والزلازل السياسية ايضا، لكنه أثبت انه وطن ثابت وتجاوز هذه المحن، ورغم الصورة الهشة لمكوناته، يبقى أفضل بكثير من عدد من الدول التي تظهر في المنطقة بأنها في بحبوحة وآمنة فيما هي تملك المناعة اللازمة".

وتابع: "في الظروف التاريخية، كان هناك دائما مشروع يبدأ مسيحيا وينتهي وطنيا، يكون وراء إنقاذ البلاد، مثل مشروع البطريرك الحويك الذي خرج بمشروع الإستقلال، وبين حلف بغداد والناصرية خرج الرئيس شهاب بمشروع للبلاد، كما كان هناك مشروع على الدوام على يد الزعماء المسيحيين، ثم أصبح مشروعا وطنيا. ونحن نطمح الى هذا الأمر ليمكننا من خلق مناعة لازمة للخروج من الأزمة، وشاركنا قلق صاحب الغبطة حيال ما يحصل في المنطقة، مؤكدين ان المخرج الوحيد لهذا الأمر يكون بتضافر جهود القوى السياسية واستقلاليتها عن أي ارتباط سياسي أو أمني أو مادي".

 

الاحدب: تشوية الحقائق عبر الايحاء بأن اهل السنة هم مع الارهاب أمر مستنكر

وطنية - 3/1/2012 أكد نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق مصباح الاحدب، امام زواره في طرابلس، رفضه للكلام الذي "يراد منه اظهار الطائفة السنية وكأنها مع تنظيم القاعدة"، لافتا الى "ان التطرف والاصولية موجودة لدى كل الطوائف في لبنان، ومن حق أي انسان ان يلتزم بدينه، ولكن محاولة تشوية الحقائق عبر الايحاء بان اهل السنة هم مع الارهاب امر مستنكر، وهو اعتداء عليهم".

وشدد الاحدب على "ان اهل طرابلس والشمال والاغلبية الساحقة من سنة لبنان لم يزحفوا بالملايين الى الساحات مطالبة ببناء دولة الحرية والديموقراطية والعدالة ليقال عنهم انهم متطرفون وارهابيون".

وقال: "نسمع ان ثمة اموالا تأتي الى بعض الاطراف في لبنان، وان هذه الاموال لا تأتي من دول بل من جمعيات اهلية عربية، اذا كانت هذه الاموال تأتي بهدف التصدي ل"حزب الله" في طرابلس كما يقال، فالجميع يعلم ان "حزب الله" لديه مجموعات سنية في طرابلس، فهل تكون حماية اهل السنة بتقاتلهم في ما بين بعضهم البعض؟"

واضاف: "المواطن اللبناني لا يقبل الانقسامات التي تحاول المصالح الاقليمية فرضها عليه، والمسؤولية هنا تقع على عاتق المؤسسات العسكرية التي عليها القيام بواجباتها وحماية السلم الاهلي والاغلبية الصامتة غير المسلحة والحدود اللبنانية والوطن". واشار الى ان "هناك الكثير ممن يحاول نقل المواجهات من الداخل السوري الى لبنان، وهذا ليس من مصلحة لا ثوار الحرية في سوريا ولا ثورة الارز في لبنان، فنحن مع الشعب السوري سياسيا وانسانيا لانه يثور في وجه نظام قمعي استبدادي، ولكننا نرفض كل محاولات زج لبنان في هذا الصراع حرصا على الوحدة الوطنية وعلى الثورة السورية".

 

الأخبار : بكركي وحزب الله مع "الدولة المدنية المؤمنة"

كتبت "الأخبار" تقول ، ينطلق الأسبوع الأول من 2012 بحماوة سياسية و"خمول" على صعيد الحكومة. فقد علا السجال بشأن تنظيم القاعدة في اليومين الماضيين، بينما تعقد الحكومة يوم غد جلستها الأولى هذا العام، من دون أن يكون مقرراً لهذه الجلسة أي قرارات حاسمة بشأن القضايا الأساسية المطروحة

تنظيم القاعدة في لبنان؟ ممر لتنظيم القاعدة في لبنان؟ لا وجود لتنظيم القاعدة في لبنان؟ لم يعد هذا الموضوع جدياً في السجال الداخلي، وبدأ يتّخذ منحىً كوميدياً، خصوصاً مع زيارة النائب إيلي ماروني لعرسال التي قال منها إنه "حضر للتفتيش عن القاعدة". لم يجد ماروني أي دليل على وجود التنظيم الأصولي في المدينة البقاعية، إلا أنّ فريق السلطة لا يزال يشدد على ذلك، وهو ما أكده أمس رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

فخلال مؤتمر صحافي عقده في بنشعي أمس، تناول فرنجية ملف وجود القاعدة، مشيراً إلى أنّ "الجو موجود بناءً على تقارير ومعلومات"، مضيفاً أنّ "وزير الدفاع فايز غصن يتعرض لحملة عنيفة على غرار الحملة التي تعرض لها هو عندما كان وزيراً للداخلية". وقال فرنجية إنّ "المستهدف ليس وزير الدفاع، بل الجيش اللبناني من خلال وزير الدفاع، والهجوم على الوزير هو هجوم غير مباشر على المؤسسة العسكرية لتعطيل دورها"، موضحاً أن "ما قاله غصن هو أن بعض الإرهابيين يتسللون عبر الحدود السورية، ومجلس الوزراء تبنّى قرار وزير الدفاع".

وعن المعلومات الموجودة بخصوص هذا الملف قال فرنجية: "لا أكشف عن المعلومات لأني لست وزيراً للدفاع، وأتمنى أن يكشف غصن عن المعلومات التي في حوزته"، مؤكداً أن الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي يعلمان أن هذه المعلومات صحيحة. وردّ فرنجية على كلام رئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي أشار إلى "وجود وزراء يعملون لتلطيخ سمعة البلد"، فقال: "هناك أشخاص يلطّخ تاريخهم سمعة البلد". ووصف فرنجية وزير الداخلية دون أن يسمّيه بأنه "يتعاطى بخفة مع هذا الموضوع"، مضيفاً: "كان يعمل تحت أمرة الأجهزة الأمنية وفجأة أصبح وزيرها ولا يزال يتصرف وكأنه تحت امرتها". ولفت رئيس المردة إلى أنّ "من تاجر بدم الرئس رفيق الحريري يتاجر بدم أبناء عرسال"، مؤكداً أنه ما من طائفة مستهدفة جراء فتح ملف تنظيم القاعدة.

وردّ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري على فرنجية عبر دردشة على موقع تويتر، فرأى أن "من غير المفيد محاولة تحويل القضية إلى مشكلة بين الناس والجيش، والمشكلة هي في تصريحات مغلوطة نفاها وزراء في الحكومة نفسها".

وزار عرسال أمس وفد قواتي برئاسة نواب تكتل زحلة لـ"الوقوف إلى جانب أهالي عرسال التي قدمت 300 شهيد، وهي عرين الجيش"، كما قال النائب أنطوان أبو خاطر. وأسف الأخير لما قاله فرنجية، مؤكداً "التمسك بثوابت ثورة الأرز من زحلة إلى عرسال". كذلك اعتبر النائب عاصم عراجي كلام الوزير غصن "باطلاً، باعتبار أنّ عرسال مدينة الصمود، وكل لبنان مستهدف حين تستهدف هذه المدينة". ونقل الوفد تحيات رئيس القوات، سمير جعجع، وشدد أعضاؤه أمام الأهالي على أنّ "أن زحلة وعرسال وكل لبنان يريدون العيش بسلام".

من جهة أخرى، وفي ما يخصّ جلسة الحكومة يوم غد الأربعاء، تشير أوساط وزارية إلى أنّ الاجتماع لن تكون له مفاعيل جدية، مشيرة إلى أنّ ملف رفع الأجور ينتظر رأي مجلس شورى الدولة "الممكن إصداره يوم غد قبل عقد الجلسة".

حزب الله في بكركي

على صعيد آخر، نشطت العلاقة مرة جديدة بين حارة حريك وبكركي، فاستقبل أمس البطريرك بشارة الراعي وفداً من حزب الله في منطقة جبيل، برئاسة الشيخ محمد عمرو. واللافت أنّ هذا اللقاء الذي هدف إلى التهنئة بالأعياد حضره الكاردينال نصر الله صفير. ونقلت مراسلة "الأخبار" جوانا عازار أنّ الطرفين اتّفقا على ضرورة إرساء "الدولة المدنيّة المؤمنة" في لبنان. وأوضح عمرو في اتّصال مع "الأخبار" أنّ زيارة الوفد لبكركي جاءت على أساس أنّ "غبطة البطريرك يمدّ يده للجميع، وقلبه يتّسع للجميع، كذلك فإنّ بكركي تمثّل البيت اللبناني". ولفت عمرو إلى أهميّة "التحرّك الداخلي للمسؤولين اللبنانييّن والقيادات الروحيّة لتجنيب لبنان من يتدخّل في شؤون الآخرين"، ناقلاً عن الراعي وصفه للبنان بأنّه رسالة الشرق إلى الغرب ورسالة الغرب إلى الشرق، وكلامه عن الشرق الذي يواجه مشاكل ويتخبّط في أنظمة فرديّة وحزبيّة ما يضرب الديموقراطيّة، فيما ذهب الغرب بعيداً في العلمنة وفصل بين الدولة والله. من هنا، طالب البطريرك بالعمل من أجل بناء الدولة المدنية، الديموقراطية، العادلة. أضاف عمرو أنّ حزب الله يتّفق على إرساء الدولة بهذا الشكل، فهي "الدولة المدنيّة المؤمنة" التي تحدّث عنها العلّامة محمّد مهدي شمس الدين. من هنا تأييد حزب الله لهذه الدولة التي "تشكّل حتّى جزءاً من فكرنا الدينيّ، إذ ليس لدينا ما يسمّى الدولة الدينيّة، فالدولة هي للناس الذين لهم حريّة التعبّد كما يشاؤون".

ووصف عمرو الزيارة بالإيجابية، مشيراً إلى أنه طالب خلالها البطريرك بـ"إعادة طاولة أو طاولات للحوار، لبحث كلّ الأمور من دون استثناء"، مضيفاً: "وبطبيعة الحال، يحضر موضوع السلاح على طاولة البحث".

أما أوساط بكركي، فأشارت إلى أنّ البطريرك الراعي "يدعو منذ فترة الى إرساء الدولة المدنيّة المؤمنة التي تفصل الدين عن الدولة من دون أن تؤدّي الى العلمانيّة الملحدة. فلبنان يحترم الأديان والطوائف جميعها، والدولة المدنيّة تبنى على أساس المواطنة والمشاركة في الحكم والمساواة بين المكوّنات اللبنانيّة، إضافة الى عدم تسييس الدين وعدم تديين السياسة".

ووصفت الأوساط اللقاء بـ"الودّي والإيجابي، والذي يأتي في سياق سياسة الانفتاح وشعار الشركة والمحبّة الذي تعتمده بكركي. يبقى أنّ أبواب بكركي مفتوحة للجميع، وهي تعقد يومياً لقاءات من هذا النوع مع قيادات من ديانات وطوائف مختلفة، وفي سياق آخر هي تركّز على قيمة الحوار وأهميّته، لأنّ لبنان يتعرّض لخضّات، ولا بدّ من تحصينه بالوحدة الداخليّة لمواجهة أيّ طارئ".

 

ميشال عون: سياسة الوجهين واللسانين لا تشبهنا

صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بياناً جاء فيه: "تطالعنا من حين لآخر مقالات وتحليلات في وسائل الاعلام حول موقف العماد ميشال عون من ملف تصحيح الأجور، فينسبون إليه أو إلى مصادر في التيَّار (الوطني الحرّ) مواقف ويقرأون في نواياه ليخرجوا بما يناسبهم من إستنتاجات،  وأخرها ما ورد في إحدى الوسائل الاعلامية عن أنَّ العماد عون غير مقتنع بمشروع الوزير (العمل شربل) نحاس وهو لم يوافق عليه إلَّا لتسجيل نقطة في مرمى رئيسي الحكومة (نجيب ميقاتي) والجمهورية (ميشال سليمان)". وفي سياقٍ متصل، أضاف البيان: "إنَّ مواقف العماد عون واضحة لا بل شديدة الوضوح، وليست بحاجة إلى تأويل وهو لم يكن يوماً ممن يقولون شيئاً ويقصدون شيئاً آخر، وهو إن وافق على أمر فهذا يعني أنه موافق، وإن رفض فرفضه يكون على رؤوس الأشهاد وليس من تحت الطاولات". وختم البيان: "سياسة الوجهين واللسانين والموقفين ليست من عاداتنا ولا تشبهنا وإن كانت هي القاعدة السائدة في هذا الزمن الرديء فيبقى العماد عون ومعه التيَّار الوطني الحرّ الاستثناء".   (بيان صحافي)

 

تقارير غربية في بيروت عن رحيل الأسد في يوليو

بيروت ـ «الراي/شكل اول يوم عمل في الـ 2012 عيّنة لما ستكون عليه السنة الجديدة في لبنان... تقارير ديبلوماسية غربية تتحدث عن ان يوليو سيكون «آخر المطاف» في نظام الرئيس السوري بشار الاسد. مؤتمر صحافي للنائب سليمان فرنجية «صديق الاسد» يدافع فيه عن «مزاعم» وزير الدفاع فايز غصن بتسلل عناصر من «القاعدة» من لبنان الى سورية. وفد من «القوات اللبنانية» (يتزعمها سمير جعجع) زار بلدة عرسال البقاعية تضامناً في وجه اتهامها بايواء عناصر «القاعدة». معلومات اسرائيلية عن قرار الدولة العبرية بناء جدار فاصل بين كفركلا اللبنانية ومستعمرة المطلة الاسرائيلية. استمرار «الغزل السياسي» بين «حزب الله» الذي زار البطريرك مار بشاره بطرس الراعي للمعايدة، ورأس الكنيسة المارونية. اتجاه تحالف «14 آذار» المعارض لمساءلة وزير الدفاع عبر القنوات البرلمانية. توقُّع رد مجلس شورى الدولة للصيغة الحكومية الثالثة في شان تصحيح الاجور، واحتمال حدوث المزيد من «الكر والفر» في الحكومة بين رئيسها نجيب ميقاتي و«حلفائه اللدودين»، اي «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون. وعلى اهمية هذه الملفات فان الانظار اللبنانية ستكون مركزة على سورية واحتمالات الاوضاع فيها، لا سيما في ظل تقارير ديبلوماسية غربية يتم التداول بها في حلقات ضيقة، تتحدث عن تقديرات تشير الى نهاية حتمية لنظام الرئيس الاسد في يوليو المقبل. وعلمت «الراي» ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الذي كان زار بيروت قبل مدة افصح عن معطيات مشابهة، يوم ابلغ من يعنيهم الامر بضرورة حماية لبنان من «شظايا» الانهيار المرتقب لنظام الاسد والحد من انعكاسات ذلك. ولفت، في هذا السياق، الاهتمام الغربي المتزايد بسياسة «النأي بالنفس» التي يعتمدها الرئيس ميقاتي، الذي من المتوقع ان يسمع تشجيعاً لمواصلة هذا الخيار، خلال المباحثات التي سيجريها مع كبار المسؤولين الفرنسيين في زيارته المقررة لباريس خلال هذا الشهر. ورغم هذا الاطمئنان النسبي لخيارات ميقاتي «من فوق»، فان كرة الهواجس تتدحرج «من تحت» على وقع ملفين هما:

* استمرار السجال على حماوته حول تصريحات وزير الدفاع الذي كان تحدث عن تسلل من عرسال البقاعية لعناصر من «القاعدة» الى سورية، التي سارعت الى تلقف هذا «الاعتراف» والزج بلبنان في التفجيرين اللذين شهدتهما دمشق عبر رسالتها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

* الانتهاكات الحدودية للقوات السورية، لا سيما في شمال لبنان، وهو الامر الذي كان ادى اخيراً الى مقتل ثلاثة لبنانيين برصاص وحدات من حرس الحدود السورية داخل الاراضي اللبنانية في وادي خالد.

وكان ملف بلدة عرسال قفز الى الواجهة مجدداً مع «الخروج الاضطراري» لرئيس «تيار المردة» النائب فرنجية مدافعاً عن نائب رئيس التيار وزير الدفاع، راسماً معادلة «الهجوم على غصن هو بمثابة هجوم على خطنا السياسي».

وبدا فرنجية في المؤتمر الصحافي «الطارىء» الذي عقده امس كانه يحاول تعزيز «خطوط الدفاع» امام وزير الدفاع وتأمين «الحماية السياسية» له، بعد «تنصُّل» رئيسيْ الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل (وان تحت عنوان ان لبنان يمكن ان يكون ممراً وليس مقراً) من تبني كلام غصن، كما بعد بدء قوى 14 آذار استعداداتها لـ «الانقضاض» السياسي على نائب رئيس «المردة» في البرلمان ومن خلال رفع شعار ضرورة «مساءلته» على «تشويه سمعة لبنان وزجّه في اتون الازمة السورية».

وحرص فرنجية على تشبيه المرحلة الراهنة بما حصل بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005 «اذ من كان يتكلم، كانوا يحمّلونه دم الرئيس الشهيد»، ومعتبراً ان «وزير الدفاع يتعرض اليوم للشيء نفسه، من التخويف والتهويل». اضاف: «أضع الدولة أمام مسؤوليتها، فالحكومة تبنّت كلام وزير الدفاع عندما قال ان هذا الجو موجود، فهو كلام صحيح وفقاً لمعطيات»، معتبراً ان «الجيش مستهدف من خلال استهداف غصن وهدف هذا الهجوم تعطيل دور المؤسسة العسكرية».

وتساءل: «من تاجر بدم رفيق الحريري لاعوام، ألا يتاجر بأهالي عرسال ومجدل عنجر؟». واذ اكد ان «لا منطقة مستهدفة في لبنان ولا طائفة مستهدفة أيضا»، قال: «لكن من الصحيح أيضاً ان هناك «قاعدة» وارهاباً في لبنان»، متمنياً على وزير الدفاع ان «يكشف عن المعلومات التي يملكها، ومعالجة هذا الموضوع بعيدا عن الاعلام»، مشيراً الى «ان الرئيسين سليمان وميقاتي يعرفان ان معلومات غصن جدية، ولكن كنت أتمنى ان لا تتطور هذه القضية على هذا الشكل».

واعلن «ان معلوماتنا تفيد ان المطلوب اليوم وجود منطقة عازلة في لبنان لاستهداف سورية وضربها»، مستشهداً بقول الرئيس سعد الحريري «الذي أعلن اننا نريد منطقة عازلة واحدة فيها جيش تركي وأخرى جيش لبناني، ومعلوماتنا ان أميركا تريد منطقة عازلة في لبنان ضد سورية وهذا ليس من مصلحة لبنان». وأضاف: « لبنان مجموعات وسياسيين وهناك أطراف تنأى بنفسها. ونحن مع النظام السوري، وحتى داخل الحكومة هناك مَن مع النظام ومن هو ضد، والجميع يعلمون بمن فيهم ميقاتي ان لبنان مفتوح أمام جميع الجهات الارهابية. «القاعدة» هي اسم لتعريف مجموعات ارهابية، وهناك ارهابيون يدخلون من الحدود اللبنانية السورية تحت حجة اللجوء». وتابع: « أتفهم الرئيسين سليمان وميقاتي والأفضل عدم حل المسألة بالجدل، (...) وانا أشهّد قائد الجيش (العماد جان قهوجي) ومدير المخابرات (العميد ادمون فاضل) عما اذا كانت هناك معلومات في هذا الاطار»، مكرراً القول: «يوجد قاعدة في لبنان، وليس نحن من قال ذلك بل وزير دفاع سابق ... فأحدهم خائف على سنّيته والآخر على صيته». ورداً على سؤال قال: «اليوم سورية في سورية، ونحن مع النظام السوري على رأس السطح وسنفعل ما بوسعنا للدفاع عنه، ولكن لن نقوم بأي شيء ضد لبنان ولم نضع يوماً صورة الرئيس بشار الأسد فوق مكاتبنا».

 

الراعي استقبل وفداً من «حزب الله»

بيروت ـ «الراي»/أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «وجوب ان نعمل جاهدين من اجل ان نبني دولة مدنية ديموقراطية تفصل بين الدين والدولة لكنها لا تفصل بين الدولة والله، وحيث يعيش مسلمون ومسيحيون معا لاقامتها على أساس من المواطنة، الاحترام المتبادل، وبالحوار الدائم».

وأمل الراعي خلال استقبله امس وفداً من «حزب الله» برئاسة الشيخ محمد عمرو جاء مهنئا بالاعياد في ان «تحمل السنة الجديدة كل الخير والبركة وان نلتزم بعيش القيم السموية التي نبني عليها حياتنا اليومية»، مذكرا بـ«وصف البابا يوحنا بولس الثاني لبنان بالرسالة والنموذج للشرق والغرب، ما يعني ان نقول لكل أبنائنا في هذا الشرق ومعظمهم مسيحيون ومسلمون اننا نعيش في التنوع والمساواة في الحقوق والواجبات».

 

سليمان التقى حاكم دبي

بيروت ـ «الراي»/وصف نائب رئيس دولة الامارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم العلاقات بين الامارات ولبنان بانها «قوية ومتميزة وستظل كذلك بجهود قيادتي البلدين وتواصل شعبيهما الشقيقين». وجاء كلام الشيخ محمد بن راشد خلال استقباله امس الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يقوم بزيارة رسمية للامارات.

وقد اشاد سليمان «بالحركة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها الامارات بفضل سياسة قيادتها الرشيدة حيث استطاعت مواجهة التحديات رغم تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية بكل ثقة واقتدار ما جعل الامارات تتخطى هذه الأزمة وتتابع مسيرتها الانمائية على غير صعيد»، منوّهاً باحتضان الامارات لأكبر جالية لبنانية (نحو مئة الف نسمة) «تعيش في مجتمع متسامح ومتنوع وتساهم بخبرات أبنائها وقدراتهم في عملية التنمية في دولة الامارات». كما وجّه الرئيس اللبناني دعوة الى الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم «لزيارة بلده الثاني لبنان».

 

ممثّل لجان التنسيق المحليّة في سوريا عمر إدلبي: مجازر ترتكب في سوريا منذ دخول المراقبين إليها.. وتصريحات العربي خطيرة للغاية

إعتبر ممثّل لجان التنسيق المحليّة في سوريا عمر إدلبي أنّ "كلام الأمين العام لـ"جامعة الدول العربيّة" نبيل العربي غير دقيق"، مشيرًا إلى أنّ "390 شهيدًا سقطوا في سوريا على يد قوّات النظام السوري منذ دخول المراقبين العرب إلى سوريا وهذا لا  ينسجم مع ما قاله العربي فهناك مجاز ترتكب" في سوريا. إدلبي، وفي حديث لقناة "الجزيرة" من القاهرة، قال: "منذ اللحظات الأولى لتوقيع النظام بروتوكول المراقبين العرب قلنا إننا ندعم المراقبين، ولكن هذا ليس شيكًا على بياض والتصريحات اليوم خطيرة وخطيرة للغاية". (رصد NOW Lebanon)

 

وفاة أول صحافي سوري إثر إصابته في الاحتجاجات

 دمشق - يو بي آي: توفي, أمس, الصحافي السوري شكري أبو البرغل اثر إصابته برصاصة في الوجه يوم الجمعة الماضي. وقال ايهم نجل أبو البرغل ان والده "توفي في الساعة السابعة من صباح اليوم (أمس) في مستشفى المواساة الحكومي بدمشق, بعد تعرضه لرصاصة في منزله يوم الجمعة الماضي في بلدة داريا قرب العاصمة دمشق". وكان التلفزيون السوري ذكر السبت الماضي ان الصحافي أبو البرغل أصيب برصاص مجموعات مسلحة. وبات أبو البرغل أول صحافي يلقى حتفه في الاحتجاجات التي تشهدها سورية. يشار الى ان عددا من الصحافيين السوريين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو عشرة أشهر, وما يزال عدد منهم رهن الاعتقال منذ أشهر.

 

مراقب عربي: البعثة تعرضت للتهديد ووسائل الإعلام السورية تلجأ للتزييف

الرياض - أ ش أ: كشف عضو في فريق المراقبين المكلفين من قبل جامعة الدول العربية, متابعة التزام النظام السوري بالمبادرة العربية, عن تعرض عدد من أعضاء الفريق للتهديد من قبل جهات لم يحددها, مشيرا إلى أن هذه التهديدات تهدف لمحاولة إيقاف نشاط عمل البعثة في التقصي والرصد وتدوين الحقائق, علاوة على زرع التخويف والترهيب بين أعضاء فريق المراقبين.

وأكد عضو البعثة, في تصريحات لصحيفة "الاقتصادية" السعودية أمس, أن بعض وسائل الإعلام السورية تحاول تزييف الحقائق والتشويش والتضليل للنيل من عمل فريق الجامعة من خلال نشر الكذب والأقاويل المغلوطة التي تنسب إلى أعضائه, إضافة إلى تعمد الإساءة لعدد من افراد الفريق. وأوضح أنه تم رصد عدد من الملاحظات التي شاهدها الفريق في مهمته في بعض المدن السورية ومنها آثار إطلاق نار كثيف على جدران المنازل وحرق وقصف لبعض المواقع السكنية الأخرى التي عاشتها تلك المناطق طيلة فترة الاحتجاج التي اندلعت قبل تسعة أشهر, مشيرا إلى أن ما تم رصده سيرفع ضمن تقرير واحد مفصل وشامل إلى الجامعة العربية حين الانتهاء من المهمة العربية. وقال عضو البعثة الذي طلب عدم ذكر اسمه "إن فريق الجامعة العربية استمع إلى شهادات بعض المواطنين السوريين الذين بينوا بالوثائق والصور سقوط العديد من أقاربهم شهداء خلال تلك المواجهات على يد النظام السوري وفق تأكيداتهم". وأوضح أنه تم تقسيم الفريق المكلف بمراقبة الوضع في حمص إلى أربع مجموعات مقسمة على عدد الأحياء التي تشهد سخونة في الأحداث وتعيش حالة من الاضطرابات, مشيرا أن بعض الأهالي أكدوا لهم انقطاع التيار الكهربائي والمياه من حين لآخر.

 

نائب المراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سوريا فاروق طيفور: مواقف "حزب الله" وإيران تناصر القاتل على المقتول.. ونرفض الحوار والنظام سيسقط

رأى نائب المراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سوريا وعضو المكتب التنفيذي في "المجلس الوطني السوري" فاروق طيفور أنّ "حزب الله في لبنان و(الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله ومنذ فترة بسيطة كان موقفه داعمًا للقاتل (الرئيس السوري) بشار الأسد"، معتبرًا أنّ "مواقف "حزب الله" وايران تناصر القاتل على المقتول".

طيفور، وفي حديث إلى قناة "mtv"، أضاف: "نحن وقفنا إلى جانب "حزب الله" في العام 2006 أثناء حرب تموز"، مشيرًا إلى أن "موقف السيد نصرالله أساء له ولحزبه ولشيعيّته، فلقد كانت صوره توضع في البيوت والآن صوره حُرقت وداستها الأقدام بعد موقفه". وأضاف: "أتمنى أن يعود (نصرالله) عن موقفه هذا".  

وعن قوّة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ونظرتهم إلى الآخر، قال طيفور: "نحن لا نستطيع تقدير قوتنا بالتحديد لأنّ ليس هناك تنظيم ثابت لنا لكن نحن في إطار الأنصار والمؤيدين وأنصارنا ليسوا من المنتسبين"، مضيفًا: "نتجه الى مشاركة الآخرين في الحكم في سوريا، ونحن (الإخوان المسلمون في سوريا) انتلقنا الى دعم المعارضة وسعينا لبدء حوار مشترك مع الآخر ابتداءً من مؤتمر اسطنبول وكان الهدف منه تقريب وجهات النظر". وأردف: "هدفنا الحوار داخل إطار المعارضة في سوريا". وقال: "مشروعنا منذ عام 2004 يطرح اللقاء مع الآخر في دولة مدنية، ونحن مع قيام دولة مدنيّة في سوريا".

وعن الدور الذي تلعبه "جامعة الدول العربيّة" في معالجة الأزمة السوريّة، أكد طيفور أنّ "هناك خيبة أمل كبيرة ولكن ليس من "جامعة الدول العربية"، مشيرًا إلى أنّ "النظام هو الذي يُفشّل الآن مهمة المراقبين العرب". وتابع: "أعتقد أنّ "الجامعة العربية" ستتّخذ موقفًا، والملف سيُطوى في سوريا ويُحال الى مجلس الامن الدولي". وأضاف: "نحن مع حماية شعبنا وأبناء وطننا"، مشددًا على أنهم "يتظاهرون بطريقة سلمية ولم يلجأوا إلى العنف". إلى ذلك، اعتبر طيفور أنّ "القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة للإخوان المسلمين"، مشيرًا إلى أنّ "الأولوية انتقلت من القضية الفلسطينية الى القضية الوطنية التحرّريّة". وقال: "بعد المجازر والدماء في سوريا نرفض الحوار والنظام سيسقط". (رصد NOW Lebanon)

 

القاعدة» و«السلاح خارج العاصمة» في البازار السياسي

فادي عيد/الجمهورية

علّم أنّ زيارات نوّاب بيروت للمرجعيّات السياسية والروحية حول «بيروت منزوعة السلاح»، ستكون مدار متابعة في الأيّام القليلة المقبلة، خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وكما يشير أحد نوّاب العاصمة، كان مرحّباً ومتجاوباً مع هذا المطلب، وتمنّى عليهم أن يضعوه في أجواء تحرّكاتهم ولقاءاتهم، على أن يعقدوا معه لقاءً ثانياً لهذه الغاية، ومن المفترض بحسب الاتّصالات الجارية أن يكون اللقاء خلال الأيّام القليلة المقبلة.

في هذا السياق، ثمّة أجواء عن تطوّر هذه الحركة إلى أن تشمل فريق 14 آذار، بمعنى أن تجري اتّصالات لقوى المعارضة على مستوى إعادة تحريك موضوع السلاح غير الشرعي مع فاعليّات سياسية إلى اتّصالات عربية، ومع الأمم المتّحدة، وذلك في ردّ على فريق 8 آذار الذي يتّهم المعارضة بتهريب السلاح إلى سوريا، وبمعنى آخر هناك مواجهة مرتقبة في هذا الإطار على خلفية موقف وزير الدفاع فايز غصن بشأن وجود القاعدة في لبنان، إلى ما تطرّق إليه النائب سليمان فرنجية في مؤتمره الصحافي، إذ تلفت أوساط المعارضة إلى أنّ بداية السنة الجديدة لن تكون عاديّة، بل ستشهد تحرّكات ولقاءات بين مكوّنات هذه القوى لمواجهة تداعيات الأحداث السوريّة، إضافة إلى مواقف الوزير غصن والنائب فرنجية، وحتى هنالك صدام مرتقب مع الحكومة على خلفية عدم تحرّكها بشأن ما جرى في وادي خالد، أو ما قاله الوزير غصن، إضافة إلى مواجهة حكوميّة ـ حكوميّة، بمعنى أنّ ما جرى في مجلس الوزراء مؤخّراً من مساجلات بين وزراء جبهة النضال الوطني ووزراء عون ـ "حزب الله"، قد يتطوّر إلى مواجهات أكثر حماوة، لا سيّما أنّ بعض الوزراء الوسطيّين أكّد على هذا المنحى، وأشار إلى أنّ ما حصل في الجلسة الأخيرة للحكومة سيتكرّر لاحقاً، ولن يكون هنالك سكوت وصمت على بعض المواقف الأخيرة من كلام الوزير غصن إلى مسألة التعيينات وغيرها من الأمور التي جعلت من الحكومة الميقاتية حكومات ومعسكرات، حتى أنّ ثمّة معلومات بأنّ الرئيس ميقاتي بات محرجاً إلى حدّ كبير داخل بيئته وتحديداً بشأن اتّهام الوزير غصن عن وجود القاعدة في عرسال، فذلك سيدفع بميقاتي إلى الردّ، وهذا ما حصل في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بعدما وضعت كلّ المعلومات على الطاولة، وفحواها أنّ هناك بعض الانتهاكات المحدودة وليس على مستوى ما قاله غصن، على اعتبار أنّ المداولات التي جرت في المجلس المذكور سرّية، وهنالك توافق على أن تبقى الاجتماعات لهذا المجلس مفتوحة، فإنّ رئيس الحكومة أكّد خلال الاجتماع المذكور على ضرورة عدم زجّ أيّ بلدة أو منطقة بأيّ اتّهامات، على أن تعالج الأمور في حال كان هنالك معطى معيّن لدى الأجهزة الأمنيّة من قبلها مباشرة وبعيداً عن الإعلام.

من هنا، من المرتقب أن تتظهّر خلال الساعات المقبلة الاتّصالات الجارية بين نوّاب وقيادات الرابع عشر من آذار لناحية التوافق على آليّة مساءَلة وزير الدفاع في المجلس النيابي، وهذا الموضوع مدار نقاش واتّصالات، والاتّجاه السائد ينحو باتّجاه المساءَلة في ضوء المشاورات الجارية والردّ على النائب سليمان فرنجية، وهذه الأمور ستتبلور خلال الساعات المقبلة، إذ ثمّة معلومات عن اتّصالات مكثّفة تجري بين أقطاب 14 آذار لتحديد الموقف من هذه المسائل، لا سيّما وأنّ بيان الأمانة العامّة لـ 14 آذار، السبت المنصرم، وضع الخطوط العريضة للتحرّك المرتقب والموقف من وزير الدفاع وممّا يجري في سوريا

 

الارهاب... والتحوّل الثقافي الاجتماعي في الجنوب

جورج علم/الجمهورية

تقرير جديد برسم الأمم المتحدة يتحدّث عن التحوّل الثقافي الاجتماعي في الجنوب، بعد النجاح الذي حققه الإرهاب في رَدع أصحاب المؤسسات السياحيّة في مدينة صور، ومنعهم من تقديم المشروبات الكحوليّة لمن يرغب من الزبائن والروّاد. ويرفق هذا بما سبقه من تقارير تناولت حوادث الاعتداء التي تعرّضت لها دوريات اليونيفيل، والانطباعات التي تكوّنت وتتكون عند القيادة في الناقورة حول ظروفها، والأهداف المتوخّاة منها، والمتغيّرات النوعيّة والميدانيّة التي تخضع لها المعادلة اللبنانيّة - الأمميّة - الإسرائيليّة عند الخط الأزرق، وفي نطاق انتشار اليونيفيل في الجنوب بشكل عام.

ويربط هذا التقرير بشكل واضح بين ما يستهدف بعض الدوريات، وما تتعرّض له بعض مطاعم صور وملاهيها، "فالإرهاب واحد يضرب في صور، كما يضرب اليونيفيل، والهدف واحد هو النَيل من عزيمة القبّعات الزرق، وتيئيسهم، والحدّ من فاعليّة دورهم... وربما حملهم على الرحيل، آخذين بعين الاعتبار أن المؤسسات المستهدفة في صور هي تلك التي يقصدها أنفار اليونيفيل".

الجواب المتوافر من بعض المراجع على هذا التقرير وما يتضمنه، يأتي متواضعا وتقليديّا، ويفتقر الى القوّة والحيويّة، ويكتفي بالإشارة الى أن "القضيّة في صور هي قيد الاهتمام والمتابعة، حالها حال الاعتداءات التي طاولت دوريات اليونيفيل، وإن الحقيقة ستظهر، والعدالة ستنتصر، ولو بعد حين". وتعوّل على الزيارة التي قام بها رئيس الجمهوريّة الى الجنوب بمناسبة الأعياد، وتفقّده وحدات الجيش، وزيارته مقر قيادة الطوارىء في الناقورة، وإصراره على الجهات المختصّة للقيام بمهامها كما يجب، وتحقيق ما هو مطلوب منها على أكمل وجه.

إنها مجرّد تمنيات، وهي كذلك الى ان "يصبح الفول في المكيول". وبالانتظار، هناك اهتمام رسمي جدّي بالزيارة التي سيقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى لبنان مطلع هذا العام، وهناك ورش عمل، وحركة اتصالات ناشطة بين الوزارات المعنيّة، تحضيرا للمواضيع التي ستأخذ طريقها الى طاولة المحادثات، وأيضا للأجوبة اللبنانية على الأسئلة الافتراضيّة المتوقّع أن يطرحها بان، وما يجب أن تتّصِف به من شفافيّة وحجَج مُقنعة. ليست الزيارة هي الحدث، على رغم كونها تشكّل دافعا منشّطا للحيويّة اللبنانيّة التي تعاني خمولا مزمنا. يكمن الحدث - من منظار الأمم المتحدة - بطبيعة المتغيرات السياسيّة - الاجتماعيّة التي تشهدها الساحة الجنوبيّة، ومدى ارتباطها بالفرز الطائفي - المذهبي الذي تشهده سائر المناطق اللبنانيّة، والذي اندفع قويّا بعد أحداث السابع من أيار 2008، وما زال مستمرا ولو على وتيرة هادئة نسبيّا، ومدى ارتباط ما يجري في الجنوب بالبقاع الشرقي، وأيضا بالشمال، وارتباط الوضع العام بما يجري في سوريا من تحوّلات تصيب العصب السياسي - الاجتماعي القائم، من دون أي تقدير واضح بعد لمعالم الصورة النهائية التي ستستقر عليها الأوضاع المتفاقمة حاليّا. هذا المحفّز بالذات هو الذي يجعل دوائر الأمم المتحدة في حيرة من جرّاء أسئلة افتراضيّة مطروحة في سياق البحث والتشاور والتنسيق مع الحكومة ومع الفعاليات السياسيّة والجهات الحزبيّة المختصة، وأوّلها يتناول "حزب الله"، ومدى تطابق مصالحه مع استهداف المنشآت السياحيّة في صور وما تخلّفه من تداعيات سياسيّة - اجتماعيّة، وأيضا استهداف اليونيفيل في الوقت الذي يجمع فيه بعض أهل الرأي على القول إنّ ما يجري هو استهداف لـ"حزب الله"، ومحاولة لحصاره وعزله عن محيطه، وإبطال مفعول نفوذه في المناطق المحسوبة في نطاق نفوذه الأمني والسياسي جغرافيّا ومعنويّا.

 

لماذا لا تستطيع إيران

جورج سولاج/الجمهورية

تسعى إيران إلى إنقاذ النظام في سوريا لأنها تدرك أنّ دمشق تدفع ثمن تحالفها الاستراتيجي معها وأنها ستدفع بدورها ثمن سقوط هذا النظام. إلّا أنّ إيران لا تملك عصا سحرية ولا قدرة كافية لصدّ المحاولات العربية والدولية المتواصلة والمتصاعدة تدريجاً بهدف تغيير النظام السوري تحت مبرّرات وعناوين سياسية وإنسانية شتى. كما أنّ إيران بنظامها البراغماتي على قناعة في أنّ رفض حليفها السوري الإسراع في تحقيق إصلاحات حقيقية سيؤدي إلى تفجّر الأزمة أكثر فأكثر وخروجها عن السيطرة. وقد سبق لطهران، بعدما أيقنت أنّ النظام السوري غير قادر على الحسم، أن شجّعت القيادة السورية على إصلاحات تسمح لها بالبقاء في السلطة لكنها لم تلقَ آذانا صاغية. وقد اجتمع مسؤولون إيرانيون مع ممثلي المعارضة السورية في عاصمة أوروبية لأنهم أرادوا معرفة المزيد عنهم وتقويم وزن ودور الإسلاميين في المعارضة، وإذا كان في الإمكان إيجاد تسوية مع النظام، إضافة إلى العلاقات التي يمكن أن تبنيها سلطة جديدة في سوريا مع "حزب الله".

إلّا أنّ مشاكل إيران الحقيقية هي في مكان آخر ولا تمكّنها من إنقاذ سوريا:

أولا: تقوم الاستراتيجية الإيرانية على أنّ امتلاك القوة النووية هو اهم بكثير من امتلاك الورقة السورية في تكريس خلل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لمصلحة طهران.

ولا شك في أنّ الإيرانيين يحرزون تقدّماً في برنامجهم النووي، وقد جمعوا من اليورانيوم المنخفض التخصيب ما يكفي لصنع ثلاث إلى أربع قنابل في حالة تخصيبه بدرجات أكبر.

إلّا أنه لا يمكن للولايات المتحدة العيش مع إيران مسلّحة نووياً لأنها سوف تمثل مخاطر عديدة للعالم، بما في ذلك خطر إثارة حرب نووية في الشرق الأوسط.

ثانيا: يعوّل الأميركيون على أنّ تاريخ الجمهورية الإسلامية يُظهر أنّ الضغط الجدّي عليها يؤتي ثماره. فقادة إيران يعدّلون سلوكهم عندما يشعرون بأنه لا بدّ من القيام بذلك. ففي عام 1988 أنهى آية الله الخميني الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات، بعدما عانى تكاليفها الباهظة، على الرغم من أنه شبّه ذلك القرار بالاضطرار إلى تجرّع السم.

كما أنّ السياسة الإيرانية التي تمثلت باغتيال معارضين إيرانيين في أوروبا توقفت في التسعينيات عندما بات جلياً أنّ ثمن مواصلتها مكلف جداً، وهو الثمن الذي كان يشمل العقوبات.

وقبل الإيرانيون بتعليق تخصيب اليورانيوم، حتى أنهم عرضوا اقتراحاً مثيراً للاهتمام لإجراء مفاوضات حول برنامجهم النووي والاختلافات الأخرى مع واشنطن في عام 2003 عندما هزمت الولايات المتحدة الجيش العراقي خلال ثلاثة أسابيع واعتقد الإيرانيون أنهم الهدف التالي.

والآن يشعر قادة إيران بقلق حقيقي. فهم لا يحظون بأي ثقة في المنطقة بسبب عدم انسجامهم مع "الصحوة العربية"، ودعمهم للنظام السوري. كما أنهم أكثر عزلة على الساحة الدولية من أي وقت مضى، ويعانون من العقوبات الدولية التي وصفها الرئيس محمود أحمدي نجاد مؤخراً بأنها الهجوم الاقتصادي الأكثر حدة الذي يتعرّض له أي بلد.

ثالثا: أصبحت إيران ضعيفة حسب دراسة لمستشار الرئيس اوباما السابق دنيس روس، كما أنّ الجهود المشتركة الأميركية - الأوروبية خلال الأشهر القليلة المقبلة لوقف شراء النفط الإيراني ومنع التداول التجاري مع "البنك المركزي الإيراني" سوف تزيد بشكل كبير الضغط الحالي الذي يشعر به القادة الإيرانيون بالفعل. وسوف تعني هاتان الخطوتان خسارة عائدات وزيادة زعزعة استقرار العملة الإيرانية الضعيفة بالفعل، وهي نتائج لا يمكن لقادة إيران تحمّلها. ويعتقد خبراء غربيّون انه يمكن تحقيق ذلك من دون زيادة كبيرة في أسعار النفط إذا جاءت تدريجياً، في حين يتم ضخ نفط إضافي إلى السوق من ليبيا والعراق وزيادة الإنتاج السعودي، ولو بشكل محدود. ومع تعثر النظام الإيراني، يضع الضغط المتزايد قادة إيران مرة أخرى في وضع يجعلهم يسعون إلى البحث عن مخرج لمأزقهم النووي والاقتصادي، وليس في موقع القوي القادر على التصدّي للتغيير في سوريا.

 

عون يخوض التعيينات بسلاح الاستقالة هل تبدأ الـ 2012 كما انتهت الـ 2011؟

اميل خوري/النهار

 نقل عن العماد ميشال عون قوله في مجلسه الخاص انه يعتبر نفسه الرئيس الشرعي (LÉGITIME) والعماد ميشال سليمان الرئيس القانوني (LÉ GALE) لأنه هو الذي يملك الكتلة النيابية الكبرى التي تمثل المسيحيين وله في الحكومة الحالية عشرة وزراء يشكّلون الثلث الذي يقرر مصيرها إذا لم يحصل هؤلاء الوزراء على ما يريدون من مطالب ومشاريع تهم الناس...

لذلك فإن العماد عون قرّر أن يخوض في السنة الجديدة معركة التعيينات في كل أسلاك الدولة وتقديمها على أي موضوع آخر حتى إذا ما كسب هذه المعركة يكون قد كسب سلفاً معركة الانتخابات النيابية المقبلة من خلال إدارات له فيها مناصرون ومحازبون يجندون الموظفين التابعين لهم لخدمة مرشّحي "التيار الوطني الحر". وهو يصرّ على عدم تجزئة معركة التعيينات وذلك بالاتفاق عليها في إطار سلّة واحدة كي يعرف حصته فيها، فإما تكون مرضية أو غير مرضية وعندها يتخذ القرار الصعب، وهو استقالة الوزراء العشرة من الحكومة، وهي استقالة قيل إنها مكتوبة وموضوعة في تصرف العماد عون.

لكن يبدو أن الاتفاق على التعيينات دفعة واحدة يحتاج الى وقت، عدا أن هذه التعيينات ينبغي أن تمر على هيئات الرقابة لتبدي رأيها في الاسماء المقترحة لملء وظائف الفئة الأولى وغربلتها، اذ قد يكون بعضها يتحلى بالمواصفات المطلوبة من حيث الكفاية والجدارة لكنها لا تتحلى بالنظافة والنزاهة، أو أنها تتحلى بالنظافة والنزاهة ولا تتحلى بالكفاية والجدارة. لذلك ينبغي درس كل دفعة من التعيينات يتم الاتفاق عليها وعدم انتظار الاتفاق عليها لتصدر دفعة واحدة.

أما إذا لم يحصل العماد عون على ما يريد في تعيينات وظائف الفئة الأولى ويختار الوظائف التي لها أهميتها في مجال الخدمات العامة، وفي تأمين الاعتمادات الكافية للمشاريع الدسمة مثل الكهرباء والمياه والنفط، فإنه قد يقرر الانسحاب من الحكومة لأن بقاءه فيها من دون الحصول على ما يطالب به فيما يقترب موعد انتخابات 2013، سيكون مضراً به وبمرشحي "التيار الوطني الحر" شعبياً، إذ إنه سيواجه بسؤال الناس عما فعله مدة وجود وزرائه في السلطة وأي وعود استطاع تحقيقها وهي كثيرة خصوصاً في مجال "التغيير والاصلاح" ومكافحة الفساد.

والقرار بالاستقالة يطرح الأسئلة الآتية:

1 – هل العماد عون مستعد لأن ينفرد في اتخاذ قرار مهم كهذا من دون التنسيق مع حلفائه ولاسيما منهم "حزب الله" إذا كان لهذا الحزب رأي آخر من دون أن يخشى تخليه عنه وهو سنده الأساسي في الانتخابات النيابية؟

2 – هل يوافق "حزب الله" على تطيير حكومة ميقاتي في توقيت معيّن فيتضامن عندئذ وزراؤه مع وزراء عون في اتخاذ قرار الاستقالة لتواجه البلاد أزمة وزارية وفراغاً حكومياً ينقذها من استحقاقات داهمة مثل التمديد للمحكمة الخاصة بلبنان في آذار المقبل؟

3 – هل يكون لايران وسوريا مصحلة في إحداث أزمة وزارية في لبنان وفراغ حكومي عند ازدياد المواجهة الدامية بين النظام في سوريا والثائرين عليه، واشتداد تأزم العلاقات بين إيران ودول الغرب والتي قد تبلغ حدود حرب شاملة في المنطقة قد تتحول حرباً عالمية ثالثة؟

الواقع ان موقف العماد عون هذا سواء تفرّد في اتخاذه او تم بالاتفاق مع حليفه "حزب الله" يضع حكومة ميقاتي بين خيارين: إما الاستجابة لمطالب وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" وهذا معناه رسملة معركته الانتخابية في 2013 وتوفير الأسباب لفوز أكبر عدد من مرشحي "التيار الوطني الحر" بحيث تصبح الأكثرية النيابية له ولحلفائه تمهيداً لاقامة "الجمهورية الثالثة" الموعودة... وإما لا تستجاب هذه المطالب، وعندئذ يخرج الوزراء العشرة من الحكومة تحضيراً لخوض معركة الانتخابات النيابية علّ ذلك يعوض خسارتهم معركة التعيينات والمشاريع الدسمة. فإذا كانت هذه خطة العماد عون في السنة الجديدة، فما هي الخطة المضادة لها؟

يرى قريبون من الرئيس سليمان أن تباشر الحكومة إقرار مشروع موازنة سنة 2012 في مجلس الوزراء ومن ثم في مجلس النواب قبل أي مشروع آخر. وعندما يتم ذلك فلا يعود ثمة خوف من تداعيات استقالة الحكومة إذ إنها تتحول حكومة تصريف أعمال ريثما يتم التوصل الى تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة مهمتها الإشراف على الانتخابات.

وهذه الحكومة المنسجمة والمتجانسة تكون أقدر من أي حكومة على إجراء التعيينات من دون عوائق وشروط ومحاصصات وتستطيع أن تخيّر مجلس النواب بين القبول بمشروع قانون للانتخابات إذا لم تتوصل الحكومة الحاليّة الى اتفاق عليه، أو اجراء الانتخابات على أساس القانون الحالي. فهل تبدأ سنة 2012 بما انتهى به عام 2011؟

 

زيارة ميقاتي لفرنسا بين بُعدين بارزين دفع للاستقرار دون المسّ بموقع المعارضة

روزانا بومنصف/النهار

l مع انطلاق السنة الجديدة، تأتي زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس خلال الشهر الجاري واستقباله في الاليزيه ليخرقا نوعا ما روتين الخلافات الناشئة داخل الحكومة نفسها منذ بعض الوقت، وكذلك لخرق التجاذب المستمر بين الحكومة والمعارضة ولتعطي الحكومة اللبنانية او رئيسها تحديدا وما يمثله من فريق يحاول ان يكون وسطيا، دفعا على صعد عدة. هذا الدفع هو اولا لمصلحة وجود المؤسسات اللبنانية ولو عبر قشرة واهية تتمثل في استمرار وجود الدولة التي ينظر الى لبنان من خلالها على اساس ان للدولة قدرة على المدى الطويل على ضبط الوضع الامني وعدم الدخول في معمعة ما يجري في دول المنطقة. وهذه النقطة تكتسب اهمية كبيرة خصوصا لدى الاوروبيين والفرنسيين تحديدا القلقين على استمرار مشاركة قواتهم في القوة الدولية العاملة في الجنوب، ويهمهم وجود الدولة لمساءلتها وتأكيد حضورها حيث يمكن الاعتماد عليها الى حد ما على رغم الاهمية التي تعلقها باريس تحديدا، على ان يتمكن الجيش اللبناني من الامساك بالأمن في الجنوب على نحو قد يخفف عن القوة الدولية.

والدفع هو ثانيا لرئيس الحكومة في وجه بعض الافرقاء الموجودين في الحكومة، على الاقل وفق ما ترى مصادر متابعة. اذ ان التباين الذي يظهر بين رئيس الحكومة و"حزب الله" بين فترة واخرى يفيده، وفق ما برز في موضوع التمويل للمحكمة الخاصة بلبنان، كما ان وقوفه في وجه طلبات العماد ميشال عون يقويه، بمعنى عدم رضوخه لطلبات هذين الفريقين الحليفين من حيث القدرة على اخذ لبنان الى معادلة اخرى كان لوح بها وزير الطاقة جبران باسيل اخيرا على اثر التحالف الذي انتج التصويت على مشروع زيادة الاجور، علما ان فشل تسويق نجاح هذا التصويت في فرض مشروع وزير العمل يدفع الى التساؤل عن فاعلية هذه المعادلة وقدرتها على عدم اسقاط الحكومة في متاهات جديدة.

وتبعا لذلك، لا ترى مصادر في المعارضة ان استقبال المسؤولين الفرنسيين لميقاتي يصب في خانة توجيه رسالة ضد مصلحة الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار، وخصوصا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان استقبل الحريري قبل بعض الوقت في توقيت سياسي لم يحبذه بعض من محيط الرئيس الفرنسي، لاعتبارات من بينها ان الاخير لم يتقيد كما تفيد بعض المعلومات في ابراز بعض النقاط المتحفظة التي يعتقد المسؤولون الفرنسيون ان على السياسيين اللبنانيين التقيد بها في المرحلة الراهنة في معرض التعامل مع الازمة في سوريا. لكن عامل الصداقة الوثيق بين ساركوزي والحريري املى تجاوز البرتوكول في هذا الاطار غداة الاعلان عن توجيه الدعوة لميقاتي لزيارة فرنسا، كنتيجة مباشرة لاقراره تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. والواقع ان هناك وجهة نظر فرنسية تدفع في اتجاه ان يعمل لبنان قدر المستطاع على تحييد نفسه عن تداعيات الوضع السوري، على رغم ادراك باريس، شأنها شأن كل الدول التي تعرف لبنان والمنطقة جيدا صعوبة عزل لبنان عن تأثيرات الوضع السوري وانعكاساته. ولذلك تقول مصادر ديبلوماسية معنية ان باريس جهدت في ايصال هذه الرسالة الى المعارضة اللبنانية وسائر المسؤولين اللبنانيين، وهي حريصة على استمرار تأكيدها. وهذه النقطة تشكل اساسا في اي مقاربة غربية مع الحكومة اللبنانية الحالية على رغم التحفظات الكبيرة التي رافقت تشكيلها واستمرار الكثير من التحفظات عنها، مع الاقرار بأن لوجود حكومة اهمية كبرى في هذه المرحلة بالذات. وهذه الاهمية تكتسبها استنادا الى خطورة الوضع الذي يستشعره الجميع انطلاقا مما يجري في المنطقة والمخاوف اساسا على الوضع اللبناني، ليس فقط نتيجة التطورات المأسوية في سوريا فحسب، على رغم ان هذه التطورات اساسية في التأثير في الشأن اللبناني، بل التطورات في كل المنطقة اي العراق والعلاقات بين الدول العربية وايران بما ساهم في الاسابيع الماضية في زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان وتوجيهه رسائل بهذا المعنى الى المسؤولين اللبنانيين. كما يساهم في زيارة مماثلة يقوم بها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون واستقبال باريس للرئيس ميقاتي. فهذه الاحاطة الغربية والدولية اذا صح التعبير تتجاوز الاعتبارات الداخلية والحسابات للافرقاء السياسيين، على رغم انها استقطبت اهتماما لدى الانقلاب على الحكومة السابقة نتيجة المعادلة السياسية التي اريد اخذ لبنان اليها، وساهم في تجميدها ان لم يكن اكثر، التطورات المفاجئة التي قامت في سوريا منذ 15 اذار من العام المنصرم قبل انطلاق الحكومة الجديدة وحتى تأليفها. والاستقرار النسبي على الصعيد الامني على رغم الحوادث المتفرقة المقلقة في جميع المناطق اللبنانية هو عنصر يهم الدول الغربية الدفع اكثر في اتجاهه قدر المستطاع، بالاعتماد على التواصل مع الحكومة ومحاولة مدها بالوسائل اللازمة لذلك، على غرار اقرار الكونغرس الاميركي اخيرا المساعدات للجيش اللبناني في اطار هذا العامل والرؤية الابعد المتصلة بتداعيات الوضع السوري على لبنان من كل جوانبه.

 

بحرية الشام والأحواز يندحر النظام الإيراني

 داود البصري/السياسة

النظام الإيراني يعيش اليوم بشكل حقيقي ومباشر هواجس السقوط ومخاوف الاضمحلال والتراجع, بل انحسار الدور السياسي والطائفي له في الشرق الأوسط, وهذه الهواجس ليست مجرد شكوك واحتمالات, بل أضحت بعد ربيع الثورات في العالم العربي وفشل النظام الإيراني المطلق في ركوب الموجة الثورية وتخندقه الفضائحي في صف النظام السوري المجرم الذي تتسارع أيامه وسيندثر قريبا جدا, حقيقة معاشة يعيها أساطين النظام وفقهائه وحواريه جيدا, ويعلمون أن تقدمهم التكتيكي في العراق المحكوم بعصابات طائفية إيرانية الهوى والنشأة والولاء والمرجعية لن يمنع أبدا هزيمتهم الستراتيجية في الاقليم وترجلهم الوشيك عن ساحة الأحداث وهزيمة مشروعهم الطائفي الرجعي المريض المعبأ بأحقاد التاريخ وخرافاته العبثية. لقد حانت ساعة الحقيقة, فالتهديدات العنترية الجوفاء التي يبثها النظام الإيراني وحكايات صواريخه الكارتونية العابرة للقارات, ليست سوى محاولات جوفاء وإيحاءات مزيفة بقوة متلاشية ولاقيمة لها, كما أن لجوء بعض دول المنطقة للتسلح اتقاء لرغبات النظام الإيراني الانتقامية قد تناست حقائق ستراتيجية مهمة تتعلق بحلفاء إيران الاقليميين ومصادر القوة الإيرانية التي تنبثق أساسا من تموقع ستراتيجي في دعم عصابات التخريب والعمالة المرتبطة بالمشروع الإيراني, والتي حولت دمشق العربية الأصيلة من قاعدة للقومية العربية لقاعدة صفوية رجعية ظلامية متقدمة في العمق العربي. النظام الإيراني يعيش وضعا داخليا متأزما لا يحسده عليه أحد, فالصراعات الداخلية بين أقطاب النظام قد وصلت الى حدود كسر العظم, والخشية من ثورة وانتفاضة الشعوب الإيرانية تمثل الهاجس الأكبر لنظام لا يتقن سوى فبركة المؤامرات, واختراع الأعداء والعيش في سلاسل لا تنتهي من الأزمات والمصائب والتهديدات, واللجوء الى التسلح المفرط, وتسليح عصابات القتل وفرق الموت في الاقليم, ونشر الدعايات المضللة الهادفة إلى قلب الأنظمة وتصدير الخراب, كما حصل ويحصل في مملكة البحرين ومناطق أخرى, وكما يحصل في العراق من تصعيد للفتنة الطائفية وإشعال للموقف الداخلي.

ضعف النظام الإيراني الداخلي لا يترجم إلا من خلال افتعال القوة والإفراط في استعراض العضلات ونشر التهديدات كالحديث عن إغلاق مضيق هرمز مثلا! أوقطع أيدي الأعداء, ويقصدون عرب المنطقة, وليس إسرائيل بطبيعة الحال , فإيران الثورة الإسلامية لم تطلق قواتها رصاصة واحدة عليها, بل كانت الصواريخ والتفجيرات من نصيب العرب وحدهم.

 إيران تعيش اليوم فعلا فوق البركان الثوري المتفجر بعد أن انقلب السحر على الساحر, وتخشى من تجدد الربيع الثوري الإيراني المقبلة مؤشراته والواضحة إرهاصاته بقوة اليوم, فحليف النظام الأكبر, وهو الحكم السوري, يعيش أيامه الأخيرة وسيودع قريبا مسرح التاريخ نحو مزبلته الشهيرة, وساعتها سيعلم العالم بطبيعة الحلف الشيطاني الإيراني- البعثي السوري وما ستكشفه وثائق المخابرات وغيرها من الوسائل, وسقوط صنم دمشق سيمثل تحولا ستراتيجيا كبيرا في الشرق الأوسط وهزيمة تامة ونهائية للمشروع الإيراني الذي سيندحر قبل أن تتكفل الشعوب الإيرانية المنتفضة باستكمال المهمة والإجهاز على الجثة المتيبسة, ولعل أكبر سلاح عربي واقليمي مهمل في المسألة الإيرانية, والذي ينتظر التفعيل الفعلي والإعداد اللوجستي والاستخباري والعسكري, هو ملف حرية الأحواز وضرورة تقديم دعم عربي وإقليمي ودولي للشعب العربي في الأحواز المحتلة للإسراع بحق تقرير المصير في ظل ثورة شعبية احوازية قائمة منذ عقود بجهود أبناء الأحواز الذاتية, وفي ظل مسيرة نضالية شامخة معمدة بآلاف الشهداء والمعتقلين والمطاردين الذين يناضلون من أجل الحرية والكرامة والانعتاق وتغيير المسار الستراتيجي الكامل للصراع الاقليمي فقضية الأحواز لاتمثل قضية تحرر وطني لشعب عربي أصيل طال استعباده وأسره ونهب موارده, وتغيير هويته ومحاولة طمسها بالكامل, بل إنها قضية ستراتيجية كبرى تعزز مفهوم الأمن الخليجي بشكل جذري, وتنقل حدود القوة العربية إلى افاق واسعة وجديدة وغير مسبوقة في دلالاتها واشكالياتها, وتسقط للأبد المشروع العنصري الطائفي الإيراني الخبيث الهادف الى تمزيق المجتمعات العربية, والخليجية تحديدا.

أبناء الأحواز الأحرار هم اليوم في ثورة معلنة وتضحيات مستمرة وهم في حالة تواصل تام, بل اندماج مطلق مع سيل الثورات العربية الهادرة التي غيرت شكل وطبيعة الملفات الاقليمية والدولية, والمشروع التحرري الأحوازي هو قضية عربية مقدسة إضافة الى بعدها الستراتيجي الكبير, ففي تحرك المارد الأحوازي انهيار حقيقي لقوى الشر والعدوان, وفي التفات العرب الى عنصر القوة الأحوازية المهمل متغير جذري كبير لا ينبغي أبدا إضاعة فرصته, الأحوازيون في انتظار مساندة واستجابة أشقائهم العرب الأحرار ليحيلوا أحلام النظام الإيراني العدوانية إلى كوابيس ثقيلة وكئيبة, فحرية الأحواز ينبغي أن تكون أول الملفات القادمة على الساحتين الخليجية والعربية. أيها العرب إن التاريخ يقف اليوم إجلالا واحتراما للدماء العربية المقدسة التي تسفك في مقاومة الفاشيست والمتخلفين , ولتكن القضية العربية الأحوازية هي العنوان المقبل لوحدة الثوار والأحرار العرب في كل مكان... لاتدعوا الفرصة التاريخية تفلت من أياديكم.

* كاتب عراقي

 

أكثر من تدخل دولي يلوح في الأفق.. والدائرة تضيق حول

مشكلة الأسد عدم استغلال الوقت الذي اشتراه له حلفاؤه

معظم عواصم العالم لم تعد ترى أن نظام بشار الأسد سينجو من هذه الأزمة

بقلم - طوني بدران: في الثاني عشر من نوفمبر, علقت جامعة الدول العربية عضوية سورية بشار الأسد. وبعد ذلك نصح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني علنا الرئيس السوري بالتنحي وهي أول مطالبة من نوعها من جانب أي زعيم عربي. وكان المسؤولون الأتراك أكثر صراحة: بعد عشرة أيام على قرار الجامعة العربية, دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان صراحة الأسد الى التنحي متهما اياه ب¯"الجبن". ثم فرضت جامعة الدول العربية عقوبات على النظام, بما في ذلك تجميد أصوله, وانهاء جميع المعاملات مع مصرف سورية المركزي, ووقف التعامل المالي مع الحكومة السورية. وامتنع العراق, ولبنان " نأى بنفسه" عن القرار.

الآن, بعد التعليق سوف يعتمد الأسد على الدول الحليفة, ولا سيما ايران وروسيا, لعرقلة أي اجراء دولي أملا بكسب الوقت من أجل اخماد التظاهرات بنفسه. ورغم أن هذا الاسلوب يثبت ضعفه يوما بعد يوم فهو سيواصل العمل به. فهذا كل ما لديه.

ايران حليف ستراتيجي لهذا النظام منذ 1979. ولأكثر من ثلاثة عقود, عمل الاثنان جنبا الى جنب مع "حزب الله" للتوازن مع الدول العربية المؤيدة للولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه, كانت سورية, كحليف لا غنى عنه لايران, رأس جسر لها في شرق البحر الأبيض المتوسط وخط الامداد الرئيسي لحزب الله. وبناء على ذلك, فايران وحزب الله يدعمان بقوة الأسد في أزمته الحالية, ولا يرجح أن ينقلبا عليه في المستقبل.

قال أحد المسؤولين السوريين "لبنان وايران هما رئتانا الاقتصاديتان, وروسيا درعنا السياسية". وبالفعل أفشلت روسيا قرارا في مجلس الأمن الدولي في أوائل أكتوبر يدين "الانتهاكات الخطيرة والمنتظمة لحقوق الانسان" في سورية والاجراءات الممكنة المقترحة. تأمل الولايات المتحدة وفرنسا اعادة النظر في المسألة ولكن ثمة تغيراً في موقف موسكو مع انها أدانت قرار الجامعة العربية, واتهمت الولايات المتحدة بالتحريض على العنف وعرقلة الحوار.

بالنسبة لروسيا, فان الضغوط الغربية والتركية على سورية تشكل تعديا على مجال نفوذها التقليدي. في الواقع, العلاقات العسكرية الراسخة بين موسكو ودمشق تعتبر مصدر قوة لروسيا في الشرق الأوسط وما بعده. على سبيل المثال, الروس كثيرا ما يهددون بتقديم أسلحة متطورة الى سورية بهدف انتزاع تنازلات من الولايات المتحدة واسرائيل. وتتيح سورية أيضا لروسيا موطئ قدم في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال محطة صيانة بحرية مشتركة في ميناء مدينة طرطوس السوري. في العام 2008, كان ثمة حديث عن تجديد وتوسيع الميناء لاستيعاب وجود بحري روسي دائم, رغم أن أي شيء من هذا لم يتحقق منذ ذلك الحين. ولم يكن مستغربا أن تعلن موسكو أنها ستواصل توريد جميع عقود الأسلحة مع الحكومة السورية وسترسل سفناً حربية الى سورية هذا الصيف (كذلك الى بيروت وجنوا وقبرص). وحاولت الدعاية السورية تصوير هذا الخبر على أن روسيا ترسم "خطا أحمر" حول سورية. الروس, مع ذلك, كانوا أكثر دهاء: فقد أبلغت مصادر عسكرية في موسكو صحيفة ازفستيا أن هذا التحرك قد خطط له منذ سنة, ولاعلاقة له بالأزمة الحالية في سورية.

حتى فقد الكرملن الثقة بالأسد, لم يخش الأمم المتحدة. ولكن هل يخشى حلف شمال الأطلسي?

تعتمد الاجابة على تركيا والولايات المتحدة. ففي بداية الأزمة أخرت أنقرة الولايات المتحدة رسميا عن اعتماد سياسة ما لتغيير النظام في سورية. فأردوغان كان صديقا شخصيا للرئيس السوري, وكان خائفا من اضطرابات على حدود بلده. طوال فصلي الربيع والصيف, حاول رئيس الوزراء التركي التوسط لايجاد حل سياسي للأزمة, ولكن الأسد تجاهله باستمرار. الآن, تدرك أنقرة أن الأسد لا مستقبل له, وقد ترددت قليلاً لتضع ثقلها خلف الانتفاضة.

وللتأكيد على ذلك, تبنى أردوغان سياسة معادية للأسد علنا وبقوة. كما وافقت تركيا على بعض عقوبات الجامعة العربية ووفرت ملاذا آمنا لقائد الجيش السوري الحر وعدد من ضباطه.

توقت الأتراك عند هذا الحد. والأسد يود أن تبقى الأمور على هذا النحو. ويعتقد النظام السوري أنه ما زال لديه بطاقتان يلعب بهما لتحييد أنقرة عن التدخل: حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني (الانفصالي) وترددها في الدخول في صراع مع ايران.

الأسد يقوم الآن باعادة تأسيس العلاقات مع حزب العمال الكردستاني من خلال السماح له باقامة قواعد في الأراضي السورية, وهذا أمر تم حظره كجزء من اتفاق سلام العام 1998 مع تركيا. كما استخدمت ايران حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. في أغسطس, حيث ألقي القبض على القائم بأعمال زعيم المجموعة خلال عمليات في جبال قنديل, ثم أطلق سراحه. الأتراك يقرأون هذه الخطوة كرسالة لمناسبة التخلي عن دمشق. وعلاوة على ذلك, وفقا لصحيفة لوفيغارو, فان الأسد سمح لحزب "الاتحاد الكردي الديمقراطي" السوري, التابع لحزب العمال الكردستاني, بالعمل في المناطق الكردية في سورية.

في المقابل, وافق الحزب على عدم الانضمام الى المظاهرات مع المعارضة العربية السورية.

لكن الورقة الكردية ليست قوية, لأن أكراد سورية أنفسهم أساسا لا يستثمرون في بقاء الأسد. ومن ناحية أخرى, حذر داوود أوغلو أثناء زيارة له لقطر في أكتوبر الماضي, أن سورية ينبغي أن تذكر الماضي, في اشارة الى التهديد التركي عام 1998 بغزو سورية بسبب دعمها لحزب العمال الكردستاني حيث أرسلت أنقرة آنذاك تعزيزات عسكرية الى الحدود كانت كافية لاقناع دمشق بسرعة التوقيع على اتفاق وقف كل أشكال الدعم لحزب العمال الكردستاني.

من خلال شرحه للظروف التي قد تقرر تركيا أن تتدخل فيها بفعالية, أشار ابراهيم كالن مستشار أردوغان للسياسة الخارجية الى أن ذلك لن يحدث قبل أن يبدأ "مئات الآلاف من الناس, بالهجرة الى تركيا". واذا قرر الأتراك اتباع سياسة الصقور فعلا, فهم يريدون أولا تأمين تفويض دولي ودعم قوي من حلف شمال الأطلسي, لأن أنقرة لا ترغب في مواجهة الانتقام السوري والايراني المحتمل بمفردها.

ولكن على الرغم من أن فرنسا ايدت انشاء ممرات انسانية, فان بقية دول حلف شمال الأطلسي لم تفعل. وقد تهرب اللاعب الأكثر أهمية, الولايات المتحدة, بعيداً عن التدخل المباشر. وبدلاً من ذلك, دعت واشنطن الى ارسال مراقبين دوليين وتعميق الضغوط الاقتصادية والسياسية. وجاء التصريح الوحيد حول امكانية التدخل على لسان ممثل الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي, ايفو دالدر أثناء حديث يوم 7 نوفمبر في مجلس الأطلسي حين وضع ثلاثة شروط للنظر في اتخاذ اجراءات في سورية: "الحاجة الموصوفة والدعم الاقليمي, والأساس القانوني السليم للعمل". وأضاف مباشرة أن أيا من هذه الشروط لا تنطبق على سورية. فليس من الواضح أن ثمة "حاجة موصوفة يمكن اثباتها" ربما يشير هنا تلميحاً الى السيناريو الذي تحدث عنه ابراهيم كالن عن مئات الآلاف من اللاجئين. والاشارة الى "أساس قانوني للعمل" يعني ضمناً الحصول على تفويض من الأمم المتحدة من غير المرجح أن يحدث قريبا نظراً لاستعمال روسيا لحق النقض. والنتيجة أن كل اللاعبين في حال ترقب, الولايات المتحدة تتطلع الى جامعة الدول العربية والى تركيا للقيادة, وتركيا كما هو متوقع, في انتظار أن تسوء الأمور بما فيه الكفاية.

الآن, أكثر من تدخل دولي يلوح في الأفق, مشكلة الأسد الأهم هي عدم قدرته على استخدام الوقت - الذي اشتراه له حلفاؤه ودفع ثمنه أعداؤه الماكرون - في تهدئة الأوضاع واستعادة السيطرة الكاملة على الشارع من دون استخدام الكثير من العنف ما قد يؤدي أخيرا الى تدخل خارجي. رغم الجهود التي يبذلها الأسد للتلاعب بالفصائل المحلية واحدة تلو الآخر وقد فشل, كما يلعب لعبة الخلد على الصعيد الوطني مع المتظاهرين, ومع عدد متزايد من المنشقين من الجيش.

الستراتيجية الأكثر دموية من أي وقت مضى ضيقت دائرة الأصدقاء حول الأسد في الخارج وفي الداخل. وحلفاؤه داخل سورية يتضاءلون يوما بعد يوم, وحتى الاعتماد على روسيا وعلى تردد الولايات المتحدة سوف يكون في نهاية المطاف على المحك اذا تصاعد عدد القتلى من السوريين. وبالتأكيد سوف يحدث هذا.المشكلة مع هذا السيناريو أن معظم عواصم العالم لم تعد ترى أن الأسد سوف ينجو من هذه الأزمة.

* عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية

 

بريطانيا وأميركا ودول الأطلسي تحشد ترسانتها تمهيداً لفرض الحظر الجوي 

الثورة السورية تبدأ خطوات فتح المعركة العسكرية مع الأسد ودعوات الى استقالة غليون وسحب الاعتراف بالمجلس الوطني

حميد غريافي/السياسة

كلما استمر مخاض الثورة السورية مدة اطول في صراعها الدامي الشرس مع النظام الذي التهم طوال الاشهر العشرة الماضية اكثر من ستة آلاف قتيل قضى ربعهم على الاقل تحت التعذيب, ومئة الف معتقل حسب اخر اعلان من نوعه لرئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون, عشية انبلاج فجر العام الجديد, اضافة الى اكثر من 50 الف هارب الى خارج الحدود في لبنان وتركيا والاردن حتى العراق, ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر وبعض عواصم اوروبا والولايات المتحدة, كلما اقتربت سورية ولبنان معا من مفترق واحد لطريقين لا ثالث لهما, سترسم معالمهما بكل وضوح خلال الاشهر الستة الاولى من هذا العام, وهما اما ظهور مفاجآت مذهلة تطيح نظام بشار الاسد وعصاباته وتقضي عليهم او تزج بهم في السجون وامام محاكم جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان, ليتشكل على اثرها نظامان ديمقراطيان قويان وآمنان في دمشق وبيروت, او ان يكون النصف الثاني من العام الجديد 2012 بداية عام التقسيم اثر حربين اهليتين تأتيان على الاخضر واليابس في البلدين وتحولانهما الى صومال او افغانستان جديدتين لا تقوم لهما قيامة في المستقبل المنظور.

وكشف مسؤول فرنسي, في إدارة الرئيس نيكولا ساركوزي, أول من أمس, هذين السيناريوهين المتوقعين بشدة ووضوح امام القيادات الاوروبية والعربية في باريس, ضمن حديث له امام عدد من ديبلوماسيين عرب واجانب لمناسبة اطلالة العام الجديد, حول نتائج الربيع العربي او تداعياته على لبنان وسورية بشكل خاص, حيث أعرب عن مخاوفه من هشاشة جامعة الدول العربية, بحيث تكون اعطت نظام الاسد الجديد فرصة تفجير الفتنة الطائفية والمذهبية الدامية لشق البلاد وتحويلها الى دويلات غير متجانسة, "إذ لا يمكن استعادة لحمتها في المستقبل بسهولة", كما اعطته استخدام ورقة لبنان ذريعة للنيل من المجتمع الدولي والدول العربية السنية التي تحتضنه منذ زوال الاحتلال العسكري السوري له العام 2005 عبر تفجير حرب مذهبية - طائفية مقابلة فيه تنهب بهذا البلد الديمقراطي.

ونقل أحد الديبلوماسيين الاوروبيين عن المسؤول الفرنسي ل¯ "السياسة" قوله "ان هذا السيناريو السلبي جدا والقاتم لمصير لبنان وسورية قد يكون الدافع السريع وراء استنفار القوات الجوية البريطانية في جزيرة قبرص والقوات الخاصة التركية في الشطر التركي منها والقوات الاميركية الصاروخية والجوية في اسطولي المتوسط الجاثمين حاليا امام سواحل سورية ولبنان وعلى متنيهما نحو 240 طائرة مقاتلة, وترافقهما سفن اطلاق صواريخ من طراز (كروز) توما هوك, استباقاً لما قد يحصل من تطورات دراماتيكية في مدن دمشق وحمص وحماة واللاذقية ودير الزور, حيث يبدو ان القوى المناوئة لنظام الأسد خطت خطوات حثيثة باتجاه فتح المعركة العسكرية المسلحة معه, بعد فشل النظام العربي في نهيه عن مجازره وجرائمه وتردده في احالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية, وبعدما ارتفع عدد عناصر "الجيش السوري الحر" الى اكثر من 40 الفا خلال الاشهر الثلاثة الماضية, وعثور الدول المحيطة بسورية وهي تركيا والعراق وخصوصا الاكراد ولبنان والاردن واسرائيل على طرقات تهريب للسلاح ثابتة الى الثوار والعسكريين".

وتوقع المسؤول الفرنسي ان "تضطر جامعة الدول العربية في مدة اقصاها منتصف فبراير المقبل, الى تحويل الملف السوري الى مجلس الأمن وان تكون الاجهزة الامنية والقوات الخاصة الغربية والتركية وربما الاسرائيلية, قد استقرت داخل حدود سورية الملتهبة, تمهيدا لاتخاذ مواقف شديدة الاندفاع باتجاه فرض منطقة حظر جوي على المدن السورية المستهدفة من النظام وحظر تحرك الدبابات السورية على الاراضي, تماما كما حدث في ليبيا, وتدمير الآلة العسكرية السورية التي تنتقل الآن من مجزرة الى مجزرة ومن مدينة الى مدينة ومن محافظة الى محافظة".

كذلك, توقع المسؤول الفرنسي ان تتضح المعالم النهائية للثورة السورية خلال الاشهر الثلاثة المقبلة, وان يحدث تغيير جذري في رئاسة وقيادة "المجلس الوطني السوري" بحيث يطاح برهان غليون وبطانته "التي بدأت تشذ عن توجهات شارع الثوار", بعدما اعتقدت انها تمكنت من الوقوف على ارض صلبة ومن التفرد باتخاذ القرارات كما فعل غليون عندما لم يستشر احدا من القوى الثورية الداخلية ولا من اعضاء مجلسه الوطني في الخارج, في مسألة توقيع اتفاق تحت مسمى "توحيد المعارضة السورية" مع "هيئة التنسيق الوطنية" المعروفة بقربها من بعض رموز نظام الاسد وخصوصا نائبه فاروق الشرع, حيث أن احد قادة "هيئة التنسيق" هيثم المناع, هو ابن شقيق الشرع, وقد تمكن من حمل غليون على التوقيع على رفض اي تدخل عسكري خارجي في سورية ضد النظام في الوقت الذي نضجت فيه افكار القبول بهذا التدخل على غرار تدخل "حلف شمال الاطلسي" في ليبيا لإنقاد الشعب الثائر, خصوصا بعدما منحت جامعة الدول العربية الفرصة الاخيرة لتجنب هذا التدخل الاجنبي, لكنها اثبتت انها عاجزة وعديمة التأثير على نظام لا يفهم الا بلغة الصواريخ والطائرات والدبابات والتدمير والقتل.

ودعما للمطالبة بتنحي غليون عن رئاسة المجلس الوطني, "لتواطئه" مع من يعارض الثورة الداخلية من معارضين خارجيين مزعومين, أصدر احد احزاب المعارضة السورية في واشنطن اول من امس, بياناً يعبر عن وجهة نظر فئة كبيرة داخل الادارة الاميركية والمجتمعات العربية في الولايات المتحدة, دعا الى عدم تجاوز مطالب الشارع السوري الثائر, خصوصا لجهتي, طلب الحماية الدولية والتدخل العسكري الخارجي, وضرورة اسقاط النظام وتقديم رموزه الى المحاكمات.

 

إيران تصعّد لمواجهة العقوبات وخسارة سوريا

 أسعد حيدر/المستقبل

كل ما تقوم به إيران في هذه الفترة، هو من باب الهجوم في معرض الدفاع. تشعر القيادة الإيرانية، انها تتعرض لهجمة غير مسبوقة من الخارج، وتطورات دقيقة في الداخل. لا يعني ذلك انه لا يجب الحذر واعتبار التصعيد مجرد مظاهرة قوة تنتهي كما "عاصفة في فنجان". لا شك أن وضع "الهر في الزاوية"، يدفعه للتنمّر، فكيف إذا كان المحشور ليس ولا يريد أن يكون "نمرا"ً من ورق"؟!.

المناورة البحرية الضخمة في مضيق هرمز، ليست من النوع الجديد. لكن لأنها جاءت بعد التهديدات باقفال هذا الشريان الحيوي للنفط والعالم، أصبحت مهمة. المناورات نفذت بسرعة كبيرة رداً على التهديدات الغربية بوضع النفط الإيراني على لائحة العقوبات. مثل هذا القرار يعني فعلاً قطع الهواء والماء عن إيران. منطق "عليّ وعلى أعدائي" ليس بعيداً عن عقلية القيادة الإيرانية التي تعيش حالاً من فائض القوة الكبير. لا يمكن للولي الفقيه ترك إيران تختنق وهو الذي يريد ان تصبح إيران قوة إقليمية عظمى وليس مجرد "شرطي للخليج" كما كان يريد الشاه. لكن بين الرغبات والقدرات مسافة طويلة جداً. لا الغرب مستعد لخوض هكذا حرب، ولا إيران قادرة على الدخول في هكذا مغامرة، قد تضرب وجودها كله، وليس مجرد "قوتها".

ما يدفع إيران الى هذا التصعيد غير المسبوق، أن العقوبات الغربية بدأت تفعل فعلها. في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تصعد إلى السماء، كان "التومان" الإيراني يسقط على الأرض. المشكلة أن "التومان" الإيراني، مرشح أكثر فأكثر للسقوط. انهيار القدرة الشرائية ونمو التضخم ونسبة البطالة المرتفعة، أسباب كافية لتفجير "طنجرة الضغط" الموضوعة على النار. ما يؤكد ذلك، انه كلما اقترب موعد استحقاق الانتخابات التشريعية في 3 آذار المقبل، ارتفع صفير "طنجرة الضغط". الخطر الحقيقي ان إيران القوية تتحول يوماً بعد يوم، الى "اتحاد سوفياتي إقليمي"، تستطيع الصعود الى الفضاء، ولا تقدر على حل مشاكل مواطنيها على الأرض.

قائد "الحرس الثوري" الجنرال محمد علي جعفري، أعرب عن قلقه أمام قيادات "الحرس"، مضيفاً "أن الوضع الأمني والثقافي في العاصمة، ليس مقبولاً. هذا الكلام تهديدٌ مبطنٌ في مواجهة الانقسامات داخل "البيت" الواحد، خصوصاً بين "النجاديين" و"المحافظين". ما يؤكد جدّية هذا التهديد، وضع هذا "الوضع المقلق"، تحت مظلة "الحرب الناعمة"، التي يشنها الغرب على إيران. يجب متابعة الوضع الداخلي في إيران بدقة. ما يحصل يشكل "كوكتيلاً" متفجراً، في وقت تهب عليه رياح "الربيع العربي"، لتجعله أكثر اكتمالاً ونضوجاً للانفجار. كلام الجعفري يؤشر الى أن "الحرس الثوري" لن يبقى مجرد مراقب "للباسيدج" ومدى سيطرتهم على الشوارع والميادين. هذه المرة، قد يتدخل بنفسه. لا شيء يمنع من تحول إيران الى سوريا ثانية.

لا شك في أن إيران تعيش حالة حقيقية من الاستهداف في كل ما يجري في سوريا. كلما ضعف النظام الأسدي، أصيبت إيران بالوهن. ليست المسألة ان تخسر إيران حليفاً لا تستطيع تعويضه فقط. المأزق الحقيقي أن إيران الإسلامية، ستخسر أيديولوجياً. سقوط النظام الأسدي، يسحب إيران بعيداً عن الحدود مع فلسطين. ما يعمّق هذا المأزق، أن البديل غير موجود. "حزب الله" يساعدها على الحضور، لكنه يضيف الى مأزقها مأزقاً جديداً. كيفية المحافظة عليه وليس استثمار وجوده، سيشكل هماً كبيراً عليها مواجهته. هذه المواجهة، تتطلب قراءة جديدة للمنطقة، في وقت لم تكتمل صورتها ولم تنضج أطرافها. من دون هذه القراءة، لا يمكن صوغ استراتيجية مناسبة. هذا الغموض الكامل، ليس لأسابيع وأشهر، الأرجح لعام وحتى عامين، سواء سقط النظام الأسدي اليوم أو بعد أشهر.

أغرب ما في التطورات، أن "الأسديين" يبدون ثقة مفرطة، بأن النظام الأسدي تجاوز "القطوع". الدليل عندهم:

[ معارضات متحاربة ومتناحرة ومتنافسة في ما بينها، في وقت المطلوب فيه اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن تتوحد.

[ أن النظام الأسدي ما زال متماسكاً ومتضامناً. لم تنجح عشرة أشهر من الثورة في تفكيكه ولو بنسبة عشرة في المئة.

[ ان جبهة الممانعة ما زالت صلبة. إيران وروسيا مع النظام الأسدي حتى سقوطه. والعديد من الدول العربية تبطن غير ما تظهر.

[ جرى "تدجين" لجان المراقبين، واستطاعت دمشق اللعب على مهمتهم، بحيث حوصرت في بعض الشوارع والأزقة. أما الباقي، وأوله فكّ أسر المعتقلين، وتنفيذ باقي بنود البروتوكول، فقد ضاع بين أيهما أولاً البروتوكول أو المبادرة.

أيضاً وهو الأخطر، أن النظام الأسدي يتبّع حالياً استراتيجية مستولدة من التجربة الجزائرية التي عرفت "بالجزأرة". التجربة استمرت عشر سنوات كاملة، وانتهت ببقاء النظام وانهيار الإسلاميين. عماد "الجزأرة" الدفاع عن المناطق والنقاط "النافعة" للنظام مثل دمشق وحلب والجبلين العلوي والدرزي، والتخلي تدريجاً عن المناطق الساخنة، وتحديداً الأرياف، بما فيها ريفا دمشق وحلب، والقيام تدريجاً بعمليات عسكرية جراحية، تستنزف قوى هذه المناطق، تماماً كما حصل في الجزائر، عندما جرى تحصين مناطق انتاج النفط والدفاع عنها، وترك الأرياف مباحة، أمام العنف المزدوج، فالنظام كان يتعمّد المذابح حتى يجفّف "الحوض من الماء".

سيناريو "الجزأرة" السوري مهم وخطير، وقد يغرّق سوريا في بحر من الدماء، لكن لا يمكن اطالة فترة "مقاومة" النظام الأسدي وممانعته طويلاً، كما يأمل أركانه. السبب، أن نظام "جنرالات فرنسا"، كان مدعوماً من فرنسا وكل الغرب، وحتى من معظم العرب، بمن فيهم المغرب وتونس وليبيا، الخائفين من الخطر الأصولي الإسلامي. في حالة سوريا، الوضع مختلف. المعارضة ليست إسلامية أصولية، حتى ولو ظهر في بداياتها الشيخ العرعور. العالم، خصوصاً واشنطن وباريس، ليس خائفاً من وصول الإسلاميين، على مثال "الاخوان المسلمين" الى السلطة. باختصار، الصراع أكثر تعقيداً في سوريا، من أن يمر سيناريو "الجزأرة" بهذه البساطة. أمام إيران وسوريا، ستون يوماً من المواجهات والاختبارات. من المؤكد أن نتائجها، سترسم مصير المنطقة لفترة طويلة.

 

الشعب السوري رجل 2011... وكلّ سنة!

خيرالله خيرالله /ايلاف

لدى التمعّن بالاحداث العربية التي لا سابق لها والتي شهدها العام 2011، يمكن القول بسهولة ان حدث الاحداث كان الشعب السوري. كان رجل السنة وكلّ سنة. فاجأنا الشعب السوري بقدرته على المقاومة والممانعة في وجه نظام لم يكن له هدف سوى القضاء عليه وتطويعه وحرمانه افراده من حقّ المواطنة. نعم، ان الشعب السوري كان رجل العام 2011 وهو رجل السنة 2012. من كان يتصوّر ان الشعب السوري سيصمد كلّ هذا الوقت في مواجهة نظام لم يكن لديه من همّ سوى مصادرة ارادته وتحويله الى مجرّد ارقام على غرار ما هو حاصل في كوريا الشمالية حيث خلف كيم جونغ ايل والده كيم ايل سونغ، ثم خلف كيم جونغ اون والده كيم جونغ ايل!

سوريا ليست كوريا الشمالية، علما ان الشعب الكوري يمكن ان يفاجئنا يوما. سوريا شعب يقاوم النظام ويرفض الخضوع له. تضم سوريا مجموعة من المكونات لا تزال تسعى الى قيام دولة ديموقراطية تعيش بشكل طبيعي في الشرق الاوسط بعيدا عن وهم اسمه وهم الدور الاقليمي الذي لا وجود له. بكلام اوضح، سئم الشعب السوري من المتاجرة به ومن عملية الهروب المستمرة الى امام التي لم تنطل عليه يوما. كان الشعب السوري يعرف ان كلّ ما في الامر انّ الكلام عن "مقاومة" او "ممانعة" ليس سوى مبرر لتدجينه  وافقاره وانتزاع حقوقه البديهية وتحويله الى مجرد قطيع. لذلك انتفض الشعب السوري. كان مفاجأة الربيع العربي الذي لم يزهّر ولن يزهّر الا في دمشق. لا قيمة للربيع العربي اذا لم يزهّر في دمشق وينتج نظاما جديدا يكون قدوة للعرب وغير العرب في المنطقة بعيدا عن اي نوع من الظلم او التعصّب او العنصرية او التزمت الديني.

قليلون راهنوا على الشعب السوري. معظم العرب والاجانب اعتقدوا ان لا امل يرتجى من سوريا وان النظام القائم قادر على مقاومة ايّ انتفاضة شعبية. فاجأ السوريون معظم العرب وغير العرب، بما في ذلك اوروبا والولايات المتحدة. نزل السوريون الى الشارع. سينزلون باعداد اكبر على الرغم من القمع والظلم والاعتقالات العشوائية التي لم توفّر بعض انقى السوريين واكثرهم تعلّقا بالوطن والعروبة الحضارية. في النهاية، لن لن يصحّ الا الصحيح. لم يكن ممكنا الاّ ان ينفجر الوضع في سوريا لاسباب موضوعية. في طليعة هذه الاسباب ان النظام لم يكن قادرا على ايجاد حلّ لايّ مشكلة من المشاكل المطروحة منذ سنوات عدة بدءا بحرية التعبير وانتهاء برغيف الخبز مرورا في طبيعة الحال بتأمين حدّ ادنى من المساواة بين المواطنين بعيدا عن الطائفية والمذهبية.

 كان السوري العادي يعرف تماما ان الشعارات التي يستخدمها نظام غير قادر لا على الحرب ولا على السلام انما تصب في خدمة عائلة ومجموعة تابعة لها لا هدف لها سوى البقاء في السلطة. كان همّ النظام محصورا في بقائه في السلطة. لم يفهم هذا النظام معنى الخروج العسكري من لبنان نتيجة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. لم يفهم معنى التغيير الاستراتيجي الذي شهدته المنطقة والذي يتمثّل في انه اصبح، نتيجة الاغتيال، تحت رحمة ايران في لبنان. لم يتعلّم شيئا من التجارب التي مرّ بها. على العكس من ذلك، تمسّك بالكتاب القديم الذي يقرأ منه اركان النظام والذي يقوم على فلسفة الغاء الاخر.

بقي النظام يقرأ من هذا الكتاب الى ان فوجئ باليوم الذي اكتشف فيه انه لم يعد امامه سوى الغاء شعبه. الى الآن، لم يستطع النظام استيعاب ان ذلك ليس ممكنا وان الغاء الشعب السوري لن يحلّ المشكلة العضوية التي يعاني منها تاريخيا، اي منذ نشوء الكيان السوري. كلّ ما في الامر ان على النظام في سوريا مواجهة الحقيقة المرّة المتمثلة في انه اوصل البلد الى ازمة  نظام وكيان في الوقت ذاته وان تعليم السوريين في المدارس ان لبنان وفلسطين والاردن ولواءالاسكندرون جزء من سوريا الطبيعية ليس سوى نكتة. ربما تكمن المشكلة في ان النكتة طالت اكثر مما يجب وانه آن اوان مواجهة الواقع.

يقول الواقع بكلّ بساطة ان النظام السوري الذي قام على سياسة الابتزاز غير قابل للاصلاح وان الشعب السوري يعرف ذلك. اكثر من ذلك، اذا كان النظام يراهن على الانقسامات في صفوف العارضة، فأنّ هذا الرهان ليس في محله. لا مكان لمثل هذا النوع من الرهانات لانّ مشكلة النظام ليست مع المعارضة. انها مع الشعب اوّلا واخيرا. لم يعد الشعب السوري يقبل العيش في قفص. انه يعرف ما يدور في العالم ومطّلع على ادق التفاصيل. انه يعرف ان النظام الذي ينادي بالعلمانية في سوريا لا يمكن ان يكون صادقا مع شعبه عندما يدعم "القاعدة" في العراق وحزبا مذهبيا مسلحا تابعا لايران في لبنان.

خلال نحو نصف قرن من جود هذا النظام السوري الذي بدأ في العام 1963 بعثيا مدنيا وانتهى نظاما عائليا- بعثيا، لم يتغيّر شيء. كان الهدف منذ البداية الغاء الشعب السوري. تبيّن ان الشعب السوري لا يقبل الغاء نفسه وان سوريا ليست كوريا الشمالية. فاجأ السوريون النظام مثلما فاجأه قبل ذلك اللبنانيون. تبيّن ان السوريين، مثل اللبنانيين، متعلّفون بثقافة الحياة وانهم يرفضون الشعارات الطنانة التي لا تنطلي على احد. انّهم رجل السنة وكلّ سنة. ستظلّ سوريا قلب العروبة النابض. لكنّ الكلام هنا عن العروبة الحضارية وليس عن عروبة المزايدات التي لا تصبّ سوى في خدمة دولة عنصرية اسمها اسرائيل لا اكثر ولا اقلّ.

 

حديث سجعان القزي إلى موقع النشرة في 03 كانون الثاني 2012

عبارة "استراتيجية دفاعية" لم تعد تنطبق على الواقع، بل "اتفاق دفاع مشترك" بين دولة لبنان ودويلة حزب الله.

أجرى المقابلة بولا أسطيح

هل تعتقد أن لبنان سيتأثر سنة 2012 بتطور الوضع السوري؟

ليس الانعكاس الأمني وحده ما يقلقني، بل الانعكاس السياسي لأحداث سوريا على لبنان. لقد تعرّض لبنان منذ سنة 1975 لأشرس حرب بسبب صراعات الشرق الأوسط. وتكبد اللبنانيون مختلف أنواع المآسي، لكنهم حافظوا بشكل أو بآخر على وحدة كيان الوطن وإن على حساب وحدة مؤسسات الدولة.

اليوم الوضع مختلف، فالخطر على الكيان قد يكون أكبر من الخطر على الأمن. ففي حال أنقذ السوريون وحدة بلادهم المهددة، من المرجح أن يحافظ لبنان على وحدته. أما إذا تعرّض الكيان السوري للانهيار فمن المستبعد ألا تبلغ عدوى التغيير نفسه الكيان اللبناني، لاسيما وأن قطار التغيير يعمّ الشرق الأوسط كله.

لكن قد يكون اللبنانيون قادرين بعد على إنقاذ لبنان، وسوريا أيضاً، إذا توحدوا وخلقوا ديناميكية وحدوية في الشرق الأوسط كخيار آخر عن ديناميكية التقسيم، وقدموا تجربتهم نموذجاً لتغيير الأنظمة من دون تغيير الكيانات. ولقد سبق للبنانيين أن لعبوا هذا الدور في أوائل القرن الماضي حين نقل السوريون بإشراف فرنسي تجربة الكيان اللبناني الجمهوري التعددي الموحد، بعدما كان الفرنسيون أعلنوا من حلب في 27 حزيران سنة 1922 قيام الفدرالية بين الولايات السورية (حلب، دمشق، جبلُ الدروز واللاذقية). وللتذكير، بعد الحرب العالمية الأولى، نصح الزعيم الإنكليزي ونستون تشرشل صديقه جورج كليمنصو رئيس وزراء فرنسا آنذاك بإقامة ملكية في سوريا عوض الجمهورية، لكن الأخير، المؤمن جداً بالنظام الجمهوري، أجابه: لا أقبل بنظام ملكي حتى في سوريا.

هل القادة اللبنانيون قادرون فعلاً على القيام بهذا لدور، فيما يرفضون حتى الجلوس إلى طاولة حوار وطني؟

هناك فارق بين التمني والواقع. إن عملية الإنقاذ هذه تتطلب صحوة وطنية شاملة، بل تدخلاً روحياً يوقظ في اللبنانيين، قادة وشعباً، إيماناً وطنياً يتعدى الانقسامات الحالية. في السابق كان اللبنانيون طوائف متحدين في دولة، أما اليوم فقد أصبحت الدولة منقسمة بين طوائف، لا بمفهوم الحصص فقط، بل من حيث المربعات الأمنية أو السياسية الخاصة. وبالتالي، لا أرى في اللحظة الحالية القادة اللبنانيين مستعدين لاتخاذ مثل هذه المبادرة. في السابق كان مصير لبنان ككل مرتبطاً بالصراع العربي / الإسرائيلي، إما اليوم فكل طائفة ومذهب مرتبط بكل صراعات المنطقة وقضاياها. فالشيعة (حزب الله) رهنوا لبنان بمصير الثورة الإيرانية والهلال الشيعي والمواجهة بين الشرق والغرب، والسنة ينتظرون سقوط الهلال الشيعي العلوي وبروز الدور السعودي، والمسيحيون والدروز يتابعون بقلق الثورات العربية وتغيير الأنظمة وإعادة هندسة المنطقة بين الأكثرية والأقليات. وتجاه هذه المخاوف العامة، لا يبدو أي طائفة لبنانية مستعدة أن تتخلى عن أسلحتها أو أوراقها أو مواقعها أو مواقفها أو علاقاتها. وفي ظل هذه المعطيات لا يوجد أمل بنزع سلاح حزب الله، ولا بسقوط 8 و 14 آذار. فسلاح حزب الله هو امتداد للسلاح الإيراني، والاصطفاف السياسي بين 8 و 14 هو امتداد للاصطفاف الشرق أوسطي. وما لم تتبلور صورة الأحداث وهوية الأنظمة في المنطقة يصعب خلق قوة ثالثة منظمة وذات هيكلية ثابتة.

يعني أن انعقاد هيئة الحوار للبحث بالاستراتيجية الدفاعية مؤجل بانتظار كل هذه التطورات؟

بداية إننا نفهم القلق الوطني الذي يشعر به فخامة الرئيس ميشال سليمان والذي يدفعه إلى إيجاد الظرف الملائم لإطلاق حوار وطني جديد. ففي ظل الأوضاع الحرجة، طبيعي أن يسعى رئيس الجمهورية لدرء الأخطار بالوسائل التي تتيحها له صلاحياته المحدودة. لكن المفاجأة هي أن فريق 8 آذار الذي دعا إلى الحوار لدعم وجود حكومته، تحفّـظ عنه حين علم بجدول أعماله. فحزب الله يريد الحوار لتشريع سلاحه بينما المطلوب حوار لإنهاء ظاهرة سلاحه.

وبصراحة، نعتقد أن عبارة "استراتيجية دفاعية" لم تعد تنطبق على الواقع، ويُستحسن استعمال عبارة "اتفاق دفاع مشترك" بين دولة لبنان ودويلة حزب الله. فلم يعد حزب الله حزباً بل أصبح دولة، ولم يعد سلاحه مقاومة بل أصبح جيشاً. وفي هذا السياق كلمة حوار سقطت أيضاً ويجب أبدالها بكلمة مفاوضات. ويفترض بالدولة اللبنانية الرسمية، وليس الأطراف السياسيون، أن تجري هذه المفاوضات مع حزب الله.

لكن هناك حواراً آخر يمكن أن يحصل. وهو لقاء وطني سريع بين الأطراف اللبنانيين لتحييد لبنان عن الصراع القائم بين الأنظمة العربية والشعوب العربية. فبقدر ما نؤيد مشروع التغيير والإصلاح في العالم العربي، وندعم حاجة الشعوب للعيش في ظل أنظمة ديمقراطية ومدنية بالفعل، لا نعتقد أن لبنان قادر على تحمّل الانحياز العملاني لهذا الفريق أو ذاك. لا نقول ذلك عن جبن أو انهزام أو تخل عن دور، إنما لأن دور لبنان مختلف عن دور تركيا وعن دور حلف شمالي الأطلسي، وبخاصة تجاه سوريا.

لكن ألا يجدر بالشعب اللبناني أن يدعم بقوة نضال الشعوب ضد الأنظمة الديكتاتورية ومن أجل الديمقراطية؟

لو كان الشعب اللبناني موحَّداً حيال هذا الموضوع، ما كانت مشكلة التحييد لتطُرح، ذلك أن انقسام اللبنانيين يخيفني أكثر من أحداث سوريا. إذ أن كل الصراعات العربية والإقليمية والدولية دخلت إلى لبنان بسبب هذا الانقسام المزمن. من جهة أخرى، بقدر ما أعتبر أن الديمقراطية هي النظام المثالي، مشكلة لبنان مع محيطه ليست ناتجة عن طبيعة النظام الدستوري القائم فيها فقط، بل عن وجود أطماع توسعية لهذه الدول في لبنان، أكان نظامها ديمقراطياً أم ديكتاتورياً. صحيح أن الأنظمة الديمقراطية العربية تخلق بيئة تحصّن الديمقراطية اللبنانية، ولكن لا ديمقراطية في العالم العربي من دون ديمقراطيين.