المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار05 كانون الثاني/2012

المزمور 107/39-43/الرب يخلصنا من الضيق
حين يقلون وينحنون ذلا تحت ثقل الأذى والحسرة. يصب الذل على أسيادهم ويقودهم في تيه بلا طريق. يرفع البؤساء من عنائهم، ويكثر عشائرهم كقطعان الغنم. فينظر المستقيمون ويفرحون، ويسد كل جائر فمه. من كان حكيما يراعي هذا، ويتبين مراحم الرب.

 

عناوين النشرة

*عون ويؤس المصير/الياس بجاني

*المحكمة" و"اليونيفل" في صلب محادثات بان في بيروت /عدم الموافقة على البروتوكول يجدد الولاية تحت الفصل السابع

*الثورة السورية تعيد قضية المعتقلين اللبنانيين الى الواجهة/أسعد بشارة/الجمهورية

*ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية الضخمة إلى حزب الله لحين سقوط الأسد/موقع الكتائب/

*بيان المطارنة الموارنة

*هكذا يجّند حزب الله بعض شبان مناطق كسروان في إستخباراته لمراقبة المنطقة: إغراءات مادية، تدريبات قاسية في الجنوب ومهمات سرية/موقع الكتائب

*فوضى الضاحية: قميص الأمن يلطّخ لابسه/علي الامين/صدى البلد

*رئيس الجمهورية عرض للاوضاع مع مقبل والتقى معلوف وبويز وبقرادوني والنجــار

*الكتلة الوطنية: مهمة الحكومة تغطية سلاح "حزب الله" وهيمنته لا العمل

*شهيب: كلام جنبلاط ثقافة تاريخية عالية لا تمحوه التكتيكات ولا السياسة اليوميـة

*طالب بتحقيق أمني حول التوغل السوري في عرسال/عدوان: على الحكومة استدعاء السفير السوري ومساءلته سنحوّل سؤالنا استجواباً ونطرح الثقة بغصـن

*شارل رزق: قانون الانتخاب ترجمة لقرار وإرادة وطنيــة/استشارة الحكومة في التجديد للمحكمة ليس مقبولا او رفضا

*جعجع: لقائي مع الحريري تخلّله اتفاق على كل المبادئ العامة.. والمملكة تُراقب بعناية 

*جعجع في السعودية قائداً مسيحياً ومرشحاً رئاسياً/لقاء ولي العهد مؤشر التنسيق الاستراتيجي معها وتأكيد على دوره لطمأنة المسيحيين وحماية الطائف/الديار/سيمون أبو فاضل

*أمانة "14 آذار" تحذّر من محاولات ربط لبنان أمنياً بسوريا واختراع سيناريو "القاعدة"  /ليسعى "حزب الله إلى سلوك طريق المصالحة مع فكرة الدولة

*أبو جمرا: أداء عون الحكومي ليس على مستوى "الأسود" التي قام باختيارها 

*وزير و"ناطق/محمد سلام/موقع الكتائب

*سعد الحريري: سأعود قريباً

*نواب "المستقبل": غصن جزء من المطبخ المتآمر وكلام فرنجية زاد من تورطه

*علّوش: نحن لا ندافع عن القاعدة ونتاجر بها كما يفعل بشار الاسد... ووجود فرنجية وامثاله مرتبط ببقاء هذا النظام  

*الجنرال الإيطالي باولو سيرا قائداً لـ"اليونيفيل"

*خبراء عسكريون يحلّلون الكلام الإسرائيلي عن بناء جدار عازل بدءاً من كفركلا/حنا: سابقة ستتكرر/قاطيشا: حماية أمنية/حطيط: يعطى الحق بمنعه

*أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد لـ "المستقبل": فرنجية يغطي "السماوات بالقبوات" دفاعاً عن وزير الدفاع

*فرنجية زار دير "مار روكز" في الدكوانة واثنى على جهود الرهبانية الانطونية في لبنان وخارجه

*الكتائب انتقدت "السطحية في التعاطي مع زيادة الأجور/ليكن العام الجديد محطة لاجراء جردة حساب وتحديد الخيارات

*مفتي الجمهورية عرض مع زواره الاوضاع الراهنة: نشر الجيش لحفظ الحدود وتفادي مثل الحوادث المؤلمة

*النائب السابق حسن يعقوب: ما تناقلته وسائل الإعلام عن الصدر غير صحيح ولا يستند الى معطى اكيد او دليل بالنسبة الينا

*كتلة "المستقبل": الكلام في حق قيادات اساسية في ما يتعلق بعرسال مردود لأصحابه  

*لماذا يورّط فرنجية نفسه مجدداً بـ «الحقيقة»/مارلين وهبة/الجمهورية

*ترسيم الحدود مَطلب سيادي والعقبات السوريّة كثيرة/صبحي منذر ياغي/الجمهورية

*ميقاتي يردّ اعتباره ويشدّد على صلاحياته/شارل جبّور/الجمهورية

*الخبث المتبادل يعطّل التفكير في قانونِ انتخابي ديموقراطي/ وسام سعادة/المستقبل

*سيمون ابو فاضل - طرح الراعي يُشكل لدى «حزب الله» مدخلاً الى المثالثة

*مراقبين لبنانيين لماذا/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*ما سرّ المنحى التصاعدي حيال سوريا؟ جنبلاط: موقف للتاريخ واستخلاص العِبر/سمير منصور/النهار

*المطران سمير مظلوم: العلاقة بين بكركي و حزب الله" مدّ وجزر وتحالف الاقليات نظرية قديمة نرفضها/بيار عطاالله/النهار

*الحكومة تتريّث في قرارها بعد موقف مجلس الشورى وتجاهل المخالفات يزيد الشكوك حول الجدية في الزيادة/ سابين عويس/النهار

*واشنطن: دمشق لم تحترم التزاماتها.. وآن الأوان لتدخل مجلس الأمن الدولي 

*اللجنة العربية تجتمع السبت لبحث مهمة المراقبين ومقتل 28 شخصا في سوريا اليوم الثلثاء

*قوات كوماندوس عربية وغربية عبرت الحدود السورية لمساعدة الجيش الحر/حرب إسقاط نظام الأسد تبدأ قبل نهاية الشهر الجاري/ حميد غريافي/السياسة

*سحب المراقبين العرب ضرورة قومية/داود البصري/السياسة

*جنبلاط.. إنحيازٌ تام لخيار الشعوب/صالح حديفة/صدى البلد

*شكرا لهيثم مناع ولـ "هيئة التنسيق/غسان المفلح/السياسة

*الأسد ربح الجولة الأولى لكنّ الحرب طويلة/طوني عيسى/الجمهورية

*البنتاغون: إغلاق مضيق هرمز إعلان حرب

*وتستمر قصة الحب القاتلة بين الإدارة الأميركية والعراق/ مهى عون/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

عون ويؤس المصير

الياس بجاني/إن الساقط في كل تجارب ابليس ميشال عون قد وصل إلى نهاية المطاف بعد أن انكشف أمره ولم يعد لديه أي مصداقية عند من يستعملون عقولهم ويحترمون انفسهم. أما الزمرة التي لا زالت معه فهي بأغلبيتها ودائع وعصي وجماعات مصالح وطرواديون وهؤلاء سوف يبتعدون عنه ويعادونه عندما يسقط الأسد. لبنانياً هو مجرد بوق وصنج للنظامين السوري والإيراني، ومسيحياً هو بعيد عن روحية المسيحية بتعاليمها والإيمان بُعد السماء عن الأرض، أما وطنياً فحدث ولا حرج وقيمياً وأخلاقياً فأيام ثلاثاء النتاق والهرار تحكي قصة الرجل ودركه السفلي. إن الساعة آتية ولم تعد يعيدة لتغلق صفحة هذا الإنتهازي والشعوبي الذي خدع الناس وباع الوطن ورهن ليس فقط قميصه بل كل تاريخه ودم الشهداء. لعنة الله على من يعبد ممتلكات الأرض ويبتعد عن الله ولا يخافه ويسلّم نفسه لإبليس وشياطينه

 

المحكمة" و"اليونيفل" في صلب محادثات بان في بيروت /عدم الموافقة على البروتوكول يجدد الولاية تحت الفصل السابع

المركزية ـ أكد مصدر دبلوماسي لـ"المركزية" ان هدف زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان في 13 الجاري التي ستستمر حتى 15 منه، يتركز على موضوعين أساسيين بروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والإطلاع الميداني على وضع قوات "اليونيفل" وعملياتها وسلسلة الاعتداءات التي استهدفتها. ولفت المصدر الى ان أمر تخفيض عدد الجنود المشاركين في "اليونيفل" ليس من صلاحية الأمين العام إذ إن القرار منوط بالدول المشاركة، وبالتالي لا يمكن ربط هذه المسألة بالزيارة التي كانت مقررة منذ فترة بعيدة نسبيا، وقد تبلغه لبنان عبر وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أثناء مشاركته في منتدى الحضارات في الدوحة من بان رسمياً. وقال المصدر: في ما يتعلق ببروتوكول المحكمة، فإن بان وبناء على أجواء اللقاءات التي سيعقدها مع المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية، سيقرر بطلب من لبنان رسميا، لدى عودته الى نيويورك الموافقة على البروتوكول وفي حال تعذر الأمر، سيعمد الى الطلب من مجلس الأمن الدولي تجديد الولاية تحت بند الفصل السابع .

 

الثورة السورية تعيد قضية المعتقلين اللبنانيين الى الواجهة

أسعد بشارة/الجمهورية

تحرّك ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية مجددا، ولم يكن ذلك ليحصل الّا بفضل الثورة السورية التي اضافت الى هؤلاء المَنسيين في غياهب السجون والى الذين يرجّح ان يكونوا ماتوا في المعتقلات، عشرات آلاف المعتقلين السوريين.الأربعاء قد بَدا، وللمرة الاولى منذ زمن طويل، ان قضية المعتقلين اللبنانيين والسوريين اقتربت من ان تصبح قضية واحدة، بما يعني ذلك من امكانية لانطلاق تحرّك لبناني يهدف الى تذكير العالم بأنّ أشخاصا لبنانيين لا يزالون أسرى السجون، وأنّ آخرين مطلوب معرفة مصيرهم. هذا التحرك الجديد سيكون عبر الأمانة العامة لـ 14 آذار التي تستعد لطلب موعد للقاء اهالي المعتقلين مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الى لبنان، بحيث سيُصار الى تسليمه كتابا منهم يطلب فيه تدخّل الامم المتحدة للكشف عن مصير أبنائهم، كما يطلب بممارسة الضغوط على النظام السوري للإفراج عن المسجونين وجلاء مصير من توفي وقضى في المعتقلات. ويحدو اهالي المعتقلين في السجون السورية الامل بإعادة فتح هذا الملف، نظرا الى أنّ ملف الاعتقال السياسي في سوريا سوف يفتح على مصراعيه على الصعيدين العربي والدولي. فعلى الصعيد العربي، ومع قبول النظام السوري بمهمة المراقبين وبنود البروتوكول، يتوَقّع ان تمارس الجامعة العربية دورا في إطلاق المعتقلين السوريين في السجون السورية، وهذا يمكن ان يساعد في تسليط الضوء على قضية المعتقلين اللبنانيين، بحُكم ان القضية باتت قضية مفتوحة.

وفي هذا الاطار، لا تستبعد الامانة العامة بعد طلب اللقاء مع الامين العام للامم المتحدة، ان يتوجّه اهالي المعتقلين الى جامعة الدول العربية بطلب شمول قضية أبنائهم بمسألة الافراج عن المعتقلين في سوريا. ويمكن في هذا الاطار توجيه كتاب الى الامين العام لجامعة الدول العربية كي تقوم الجامعة بدورها، وكي تمارس الضغوط على النظام من اجل جلاء هذه القصة الانسانية التي تراكمت آثارها السلبية على اهالي المعتقلين اللبنانيين، في ظل حكومة اضافت هذا الملف الى سجل الملفات المنسيّة والمحرّم الكلام عنها. يتحرّك اهالي المفقودين اللبنانيين في السجون السورية بأمل متجَدّد هذه المرة، وهو الناتج عن رؤية المتغيرات السريعة في سوريا، هذه المتغيرات التي اضافت الى قضية أبنائهم ملفا ثقيلا من الاعتقال السياسي الذي طال عشرات آلاف السوريين، وهو ما يكاد يجعل الملفين خاضعين لمعادلة وحدة المسار والمصير، وفق مفهوم النظام. ويتوقع الاهالي المزيد من التقدم في جلاء قضيتهم، كلما تطورت المساعي العربية والدولية في الضغط على النظام السوري.

وسيكون المشهد كثير الغرابة عندما يلتقي اهالي المعتقلين الامين العام للامم المتحدة في بيروت، فهؤلاء يتحركون في معزل عن الحكومة التي تمثلهم والتي لا تجرؤ على فتح هذا الملف، في حين حاولت الحكومة السابقة فتحه ليعود النظام السوري ويقفله بمبررات التجاهل والتجهيل، ذلك على رغم أن عددا من هؤلاء المعتقلين موجودون فعلا في السجون السورية، بشهادة معتقلين محررين أكدوا أنهم لا يزالون هناك يخضعون لقدر البقاء في ظلام المعتقلات.

ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية الضخمة إلى حزب الله لحين سقوط الأسد؟
موقع الكتائب/نقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء، عن أحد كبار الضباط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تحذيراته من وصول أسلحة كيماوية سورية إلى حزب الله، كما تحدث عن التهديدات الجدية التي تشكلها الصواريخ المضادة للدبابات والموجودة لدى سورية وحزب الله وفي قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن النظام السوري سوف يسقط خلال العام الحالي، وأن هناك مخاوف من انتقال ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية الضخمة إلى حزب الله. ونقلت عن ضابط كبير في أركان الجيش قوله إن ازدياد وتيرة الانشقاقات في الجيش السوري، وخاصة كبار الضباط تؤكد فرضية الجيش بشأن سقوط النظام. وقال إن "المخاوف الأساسية اليوم تنبع من ترسانة الأسلحة الإستراتجية الموجودة لدى سورية، وخاصة الأسلحة الكيماوية". وأضاف أن ما يقلق إسرائيل هو إلى أين ستنتهي هذه الأسلحة "إلى المعارضة أم إلى حزب الله أم إلى جهة أخرى". وبحسبه فإنه من المحتمل أن تبقى مخازن الأسلحة تحت سيطرة النظام الحالي إلى حين سقوطه، أو سيتم تسليمها إلى حزب الله. كما أشارت تقديرات الجيش إلى أن إيران سيكون لديها أسلحة نووية عملانية في السنوات الخمس القادمة. وبحسب المصدر العسكري نفسه فإنه "إذا قررت إيران إنتاج أسلحة فسوف يمر عام ونصف العام حتى تتوفر لديها منشآت عسكرية تستطيع إنتاج رؤوس قتالية نووية". كما تحدث المصدر نفسه عن الصواريخ المضادة للدبابات والتي وصفها بأنها "التحدي" القائم أمام الجيش. وبحسبه ففي السنوات الأخيرة حصل ارتفاع في تسلح سورية وحزب الله والمنظمات الفلسطينية بهذه الصواريخ التي يعتبرها الجيش "تهديدا على وتيرة وطول الحرب القادمة" وأنها "تحد من قدرة الجيش على المناورة العسكرية" و"تشكل تهديدا جديا أكثر فأكثر في ساحات القتال، وخاصة في الشمال". وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي يوجد لدى سورية 11,500 صاروخ مضاد للدبابات، مقابل 4 آلاف صاروخ لدى حزب الله، و 1700 صاروخ في قطاع غزة. كما تشير التقديرات إلى أنه في السنوات الخمس القادمة سوف تتسلح المنظمات بكميات أكبر من الصواريخ المضادة للدبابات بحيث يتوقع أن ترتفع الكميات بنسبة 40%. وعلى صلة، تشير تقديرات الجيش إلى أنه في حال اندلاع حرب في المنطقة فإنها قد تستمر إلى 3 أسابيع، ويتوقع أن يسقط خلالها في إسرائيل نحو 8 آلاف صاروخ. واستنادا إلى ذلك، وبحسب تحليلات شعبة التخطيط في الجيش ففي العام 2017 فإن الجبهة الداخلية في إسرائيل قد تكون معرضة لهجمات صاروخية واسعة النطاق قد تصل إلى 15 ألف صاروخ. كما تشير التقديرات إلى أن السنوات القادمة ستشهد ارتفاعا في أعداد الصواريخ الدقيقة والموجهة إلى منشآت البنى التحتية الحيوية ومحطات الطاقة ومنشآت إستراتيجية.

بيان المطارنة الموارنة
وكالات/عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وحضور المدبرين البطريركيين والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وقد تدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع، اصدر المطارنة بيانا تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، وجاء فيه:
"1- في بدء السنة الجديدة يتقدم الاباء من ابنائهم في الوطن والمهجر ومن جميع اللبنانيين بأحر التهاني والتمنيات، آملين ان يجعلها الله سنة خير وبركة على الجميع، وهي سنة مليئة بالمواعيد والاحداث الروحية والكنسية مثل دورة سينودس الاساقفة العالمي حول كلمة الله كبشرى فرح ازلية للبشر، ومثل يوبيل سنة الايمان الذي سيعلنه قداسة البابا بمناسبة مرور خمسين سنة على افتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وصدور الارشاد الرسولي المتعلق بسينودس الاساقفة حول مسيحيي الشرق.
2- رغم الازمات التي تلف العالم، بسبب العنف المتزايد، جراء المظالم والحروب، والنزاعات والقتل واراقة الدماء والتهميش، وهي حال تبعث في الكثيرين مشاعر فقدان الرجاء بالمستقبل، تعلن الكنيسة مجددا، في زمن الميلاد وبدء السنة الجديدة، ايمانها بان المسيح النور الحقيقي قد ظهر للعالم، وهو نور ملؤه "اللطف" كما يقول بولس الرسولي (تي 3،4) لا العنف، ونحن ندعو الى الشبه بلطف الله بالانسان في تعامله المتبادل في الشأن العام والوطني المشترك، دون التعويل على القوة حيثما يمكن التراحم ودون ظلم حتى في خدمة الغايات النبيلة.
3- منذ ايام طوينا سنة من عمر لبنان، وهناك كم من المسائل والملفات التي لا جواب عليها، بسبب الانقسام السياسي الذي يعيشه الوطن. وبات المواطن لا يعرف من اين يستقي الخبر اليقين. لذلك يهيب الاباء بالمسؤولين التعالي فوق الانقسامات والالتزام بالدستور والقوانين والاعراف التي يسترشد بها الحكم السليم.
4- ان أكثر ما يقلق الآباء الوضع الأمني الهش، وندرة الأجوبة والتدابير الناجعة، تجاه الأحداث التي باتت شبه يومية، منها التعدي على قوات اليونيفيل، وإطلاق الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية، والمتفجرات في منطقة صور، وهشاشة الوضع الأمني في المخيمات، وأعمال الخطف والنهب، والتعدي على حياة الأشخاص والمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة. لذلك يناشد الآباء السلطة السياسية حزم أمرها، وتنفيذ مقررات طاولة الحوار الوطني في موضوع السلاح على مساحة الوطن بالكامل، واستكمال المباحثات في المواضيع ذات الصلة، وحصر التعاطي بالقضايا الأمنية بالسلطة السياسية والقوى الأمنية والمختصة التي قامت مشكورة بجهود حالت دون وقوع حوادث هامة خلال فترة الأعياد.
5- رحب الآباء بقرار مجلس الوزراء الموافقة على مشروع قانون استعادة الجنسية، لإعطاء المنتشرين اللبنانيين حقوقهم الوطنية، وربطهم بوطنهم الأم، وإعادة الحق لهم في المشاركة في قضايا الوطن، ويهم الآباء أن يلفتوا النظر الى ضرورة التمييز بين موضوع استعادة الجنسية وموضوع المشاركة في الإنتخابات، وهما حقان يرتبط الواحد منهما بالآخر دون أن يفقد خصوصيته.
6- يذكر الآباء بموضوع التعيينات، وهي قضية عالقة منذ زمن، وبضرورة الإسراع في بتها، لآن إرجاء ذلك يعطل العمل في الإدارة العامة، والقضاء، وأجهزة الرقابة، والسلك الدبلوماسي غيرها، وتسهم في خلق فراغات واستثناءات غير مبررة، في مناصب كثيرة يشغل البعض منها بالوكالة أو بالإنابة، منذ زمن ليس بقليل، وهم في هذا المجال يذكرون بواجب التقيد بفصل السلطات، وعدم تسييس المؤسسات كقاعدتين أساسيتين في دولة القانون.
7- ينظر الآباء بقلق الى الوضع الحياتي، فالمواطن متروك فريسة لارتفاع الأسعار بطريقة عشوائية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية. وهم يحذرون من التأرجح الحاصل في موضوع الأجور والحقوق الأخرى، التي تحولت قضايا خاضعة للتجاذبات السياسية، ولا تراعي الطرفين المعنيين بها: العمال وأرباب العمل.
8- وختاما، يجدد الآباء تهانيهم وتمنياتهم للجميع بالسنة الجديدة، سائلين الله أن يجعلها سنة مباركة على عائلاتهم فتنعم بالألفة والمحبة والطمأنينة، وعلى وطننا لبنان وكل بلدان هذه المنطقة، فيحل فيها الأمن والمصالحة والإزدهار والسلام".

هكذا يجّند حزب الله بعض شبان مناطق كسروان في إستخباراته لمراقبة المنطقة: إغراءات مادية، تدريبات قاسية في الجنوب ومهمات سرية

موقع الكتائب/ بقيت عاطلاً عن العمل لأكثر من سنة. تراكمت الديون عليّ، حتى انني احيانا لم أجد في جيبي ثمن أجرة "السرفيس". ضاقت الحياة بي، ووجدتني فاقدا للأمل، اقضي ساعات طويلة من نهاري على الطريق برفقة بعض شبان المنطقة والاصدقاء.  بات الجميع على علم بحالي، ويأسي! ذات يوم، بادرني أحد الشبان بسؤال مفاجئ : هل تريد منزلا لك؟ واثاثا له؟ هل تريد سيارة من الشركة؟ وهل تقبل بأن يدفع أحد عنك ثمن دواء والديك؟....ضحكت طويلا بأسى " مش تأشتغل بالأول!!!؟ لم يطل ذهولي طويلاً، حتى سددّ لي " ضربة أخرى" : لديّ وظيفة لك...لكن عليك أن تبقي الامر سريا، والا...!"

للوهلة الاولى ظننت ان المعروض عليّ هو تجارة المخدرات او سرقة السيارات...بيد انني لم أجد امامي سبيلا آخر الا القبول، فأخبرني "الوسيط" بأننا سنجتمع  بال Boss الاعلى الى جانب احد مقاهي جونيه. وهكذا كان...وكانت " هديتي " الأولى: بضع مئات الدولارات! قالوا لي " تتسيسر حالك"! أما " وظيفتي" فهي عبارة عن...مراقبة نقاط محددة في مناطق كسروان خصوصاً جونيه – صربا – غدير- حارة صخر وحريصا!

وهنا بادر الى ذهني السؤال : أراقب من ولصالح من؟ فجائني الجواب : ستعمل مع أجهزة الدولة الأمنية ولا يمكنك معرفة تفاصيل إضافية أكثر...هكذا نعمل ولكن "ولا يهمك" أنت مع الدولة.

والى المهمة الاولى! هنا بدأ " الجدّ"... يطلب مني "ربّ العمل" ملاقاة احد "المسؤولين" عند الساعة السادسة صباحا في شارع بعيد من الانظار في جونيه. يصل الشاب في سيارة عادية جداً ومن طراز قديم لا توحي بأنها سيارة تابعة لحزب الله، من ثمّ ننطلق في العمل الذي يقضي بمراقبة احد الاشخاص، نلاحقه من الصباح وحتى ساعة عودته الى منزله والعملية تتكرر يومياً حتى نخرج بتقرير مبكّل في نهاية كل اسبوع. وغالبا ما يطلب منا مراقبة مراكز أحزاب سياسية ، الا ان هذا العمل يتطلب تبدل المراقبين وسياراتهم وبطريقة خفية جداً، خشية فضح امرهم.

الايجابي في هذه المهمة ان ما نحصل عليه من هدايا و"جوائز" يعدّ أكثر واغلى نظرا لصعوبة العمل ودقته.

على اي حال، ليست هذه المهمة بالسهلة أبدا، لا سيما وان الحديث يكون بالتمويه وبلغة "الشيفرا" خصوصاً عبر الهاتف كي لا يفهم احد منها شيئاً خلال التنصت. واحياناً نضطر الى التكلم بلغة يعلموننا إياها وهي ما تسمى ال" عصفوري". الا انها تظلّ عادية مقارنة بالمهام الاخرى...او بالاحرى بأيام التدريب.!عادة ما تضمّ " الدورة" الواحدة حوالى 150 شابا. يتمّ تبليغنا برحلة التدريب قبل ساعات قليلة، فينتظرنا باص في كلّ منطقة كسروانية ويقلنا لنبدو وكأننا ذاهبون في رحلة استجمام. في الحقيقة، فان محطتنا الاولى تكون في منطقة قريبة من المطار، ومن هناك نكتفي بما يقله لنا المدربون " :" انتم ذاهبون الى منطقة الجنوب"! وهناك،  في احدى مناطق الجنوب المنعزلة البعيدة عن الانظار ، نمكث لمدة شهر. الجوّ مخيف، تقشعر له الابدان. مساحات واسعة تعجّ بالاشجار والشوك... لا معالم للحياة، ثمة ثلاثة منازل فقط تحوي المأكل والمشرب وثياب التدريب الى جانب كل ما نحتاجه خلال دورتنا. نتدرب فوق الارض...وتحتها! ندخل دهاليز ومخابىء وكأننا في جبهة حرب حقيقية. ممنوع الغلط! حتى الكلام في ما بيننا ممنوع. أصلاً ننادي بعضنا البعض بأسماء وهمية يختاره المدرّب لكل واحد منا، بحيث لا احد يعرف بالاخر إلا خلال التدريب، ووحدها السلاسل الذهبية من صلبان وايقونات للسيّدة العذراء كانت الدليل الوحيد لوجود مسيحيين بيننا. اما في تكتيك التدريب، فاننا ننقسم الى فرق من 20 شابا الواحدة، ويتولى احد عناصر حزب الله تدريبنا بطريقة قاسية جداً، وهناك ايضا نتعلم حسن استخدام السلاح على انواعه.  وبعد الانتهاء من الدورة تلي فرقتنا اخرى مماثلة تتدرب في الشهر الذي يليه وهكذا دواليك ...ولم نكن في ذاك الوقت ندري أنهم من حزب الله وكنت أعتقد في وقتها أنهم من أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية.

نعود الى كسروان، والى مهمات جديدة بعزيمة اقوى. لا لا ، نحن لا نؤذي أحدا، جلّ ما نقوم به هو بهدف حماية لبنان...طبعا، هكذا كانوا يقولون لنا..."بدنا نعيش كمان، ما في غير حلّ...!"

هنا، ينتهي الحديث ليبدأ آخر يدور في العمق الاخلاقي والسياسي حول "عمل" الشاب الكسرواني.  هو، الذي لم يتنبه ربما ان حديثه الذي اطلق العنان له في احدى الجلسات مع الاصدقاء، تلاه على مسمع "موقع الكتائب" صدفةٌ هي ام غلطة "الشاطر"...لا فرق، المهم اننا حصلنا على معلومات أصلا كنا نعرفها، ليأتينا الدليل على طبق من ذهب يحمله " خدوم" لحزب الله!

إزاء كل هذا لا بدّ لنا ان نسأل: "من يضمن امن المواطنين اللبنانيين وخصوصاً اولئك الذين يلعبون دوراً في السياسة ضد حزب الله في حال ارادوا السفر عبر المطار ذهاباً واياباً؟، ومن يقبل بهذه التصرفات الموضوعة من قبل اناس يسمحون لأنفسهم ان يتدخلوا في شؤون اناس آخرين يتساوون في ما بينهم ؟، وكيف تقبل الدولة هذا التصرف وبأن يكون مواطنوها مراقبين من سواها؟، لذا بتنا نشعر اننا نعيش في دويلة الاستخبارات العسكرية والامنية ، وبأننا لسنا احراراً في بلدنا، لان الأجهزة المختصة في الدولة اللبنانية هي المخوّلة التحقيق مع أي شخص في حال قام  بخرق القانون، فكيف اذا كان هذا المواطن مسالماً لا يقوم بشيء ضد القانون؟، كما نسأل ما هي الصفة الرسمية لحزب الله التي تخوّله تخطي كل الأصول في علاقة الدولة بمواطنيها؟، وحقها الحصري في ملاحقة وتوقيف المخالفين فقط ، في حين ان المناطق اللبنانية كلها تابعة للبنان وهذا ادنى حقوق هذا الوطن، لذا بتنا نميّز بين الدولة اللبنانية والدويلة التي أقامها حزب الله لجماعته والتي يخرقها مع جماعات اخرى فقط لانها محتاجة للمال، ولقد آن الآوان ان يتم وضع حدّ لهذه التصرفات غير المقبولة وبأن تقوم القوى الامنية بالسيطرة على كل الاراضي اللبنانية وتمنع الدويلات التي اصبحت اقوى من الدولة.

 

فوضى الضاحية: قميص الأمن يلطّخ لابسه

علي الامين/صدى البلد

قام قبل ايام عدد من الشبان باقتحام مبنى المعهد العربي المهني والتربوي(مهنية الحسين بن علي) في بئر العبد، وخرّبوا بعض مقتنياته عند التاسعة مساء، علما ان المعهد يقع قبالة مبنى يضم مركز اللجنة الامنية التابعة لحزب الله. بالتأكيد لم يقم عناصر اللجنة الامنية بالاعتداء، لكن ألا تعتبر اللجنة الامنية مسؤولة عن امن محيطها؟

في المقابل تتعامل القوى الامنية مع هذا الاعتداء باعتباره يقع ضمن منطقة امنية خاصة، ما يعفيها من البحث الجدي عن الفاعلين. واذا كان الحديث هنا عن نموذج يتكرر في اكثر من حي، فإننا لن نشير الى نماذج وامثلة باتت تضج في اذهان بعض العائلات من ظواهر تتصل بالمخدرات وتوزيعها، او سوى ذلك من الامور التي تنمو معها وتتصل بها. وهي ظواهر تعكس مسارا من تمزق النسيج الاجتماعي وتراجع القيم الاخلاقية والدينية، رغم تعدد المظاهر والرموز الدينية في المنطقة.

امس عمدت قوة مؤللة من الجيش اللبناني ضمت اكثر من 70 جنديا في مؤشر ايجابي، الى دهم منطقة حي فرحات الملاصقة لمخيم شاتيلا في ضاحية بيروت الجنوبية، وعمدت الى ازالة بعض مخالفات البناء، وتحديدا خلف ما يعرف بقصر الرئيس صبري حمادة.

تأتي هذه الخطوة غير المسبوقة في منطقة تعتبر على اطراف الضاحية، وتأتي بعد مواقف نسبت الى وزير الداخلية مروان شربل عن مرحلة جديدة بدأت بالتنسيق مع حزب الله ودعمه لمباشرة قوى الامن الداخلي مهماتها كاملة في احياء الضاحية، مع مراعاة الخصوصية الامنية لمسؤولي حزب الله في هذه المنطقة.

وفيما اشارت المعلومات التي تناقلها المقيمون في حي فرحات الى ان قوة الجيش عمدت الى ازالة جزء من التعديات التي باشرها مواطنون منذ ايام، بقي السؤال قائما حول استكمال هذه المهمة في هذا الحي. وليس خافيا على أحد ان هذه المنطقة وغيرها من المناطق "الطرفية" في الضاحية، مثل حرش القتيل، حي السلم، برج البراجنة، الرمل العالي ومحيط مطار رفيق الحريري، الغربي والشرقي، شهدت قبل شهور طفرة من المخالفات التي عجزت القوى الامنية او تراخت في قمعها بحسب الآراء المختلفة.

واذا كانت المواقف التي تتسرب وتعلن من قبل قيادة حزب الله تؤكد على ضرورة قيام الاجهزة الامنية والعسكرية بدورها في الضاحية، الى حد تحميلها القوى الرسمية مسؤولية التقصير في متابعة الملف الامني وردع التجاوزات هناك، تشير في هذا السياق اوساط معنية الى ان الحزب عمد الى تأمين مواقع ميدانية مؤهلة لان تشكل مقرات عسكرية او امنية رسمية في قلب الضاحية، من دون ان يلاقي تجاوبا من قبل هذه الجهات الرسمية.

لاشك ان حزب الله تلمس عدم نجاح تجربة حملة "النظام من الايمان" التي اطلقها في الضاحية قبل عامين ورصد لها موازنة مالية وفريق عمل كبيرين، او ان هذه التجربة لم تحقق الهدف المرجو منها، باعتبار ان مناطق الضاحية واحياءها لم تزل عرضة لمظاهر مستمرة من الخروج على القانون، وهو ما يبرز في ظاهرة مصادرة العديد الارصفة وتحويلها الى ملكيات خاصة يجري استغلالها تجاريا سواء عبر انتشار المقاهي المفتوحة، إلى مظاهر سلبية بعضها مسيء للمحيط الجغرافي والاجتماعي، إلى غير ذلك من انفلات ظاهرة الدراجات النارية غير القانونية بشكل واسع، و"مافيا الفانات" وتبلور مجموعات من شبيحة الاحياء الذين بتصرفون باعتبارهم اصحاب الحول والطول في التعامل مع الكثير من القضايا التي تتيح لهم اظهار قدرتهم على ابراز نفوذهم وسلطتهم. وقد يبرز ذلك في التحكم بشبكات الستالايت الخاصة او احتكار توزيع مياه الشفة واشتراكات مولدات الكهرباء، وصولا الى بيع الكهرباء العامة للمواطنين عبر شبكات خاصة تستفيد من نظام التقنين كما يحصل في احياء كالمريجة وحارة حريك والشياح، على سبيل المثال لا الحصر.

ظاهرة الفوضى وضبط حدودها بقيت في مناطق الضاحية من المحظورات التي لا يجوز تناولها بشكل علني منعا للاستغلال السياسي، على ان هذا السلوك بدأ يظهر نتائج سلبية باعتبار ان هذه الفوضى تأكل المبتلين بها قبل ان تصيب مناطق اخرى.

وحزب الله الذي ينهمك في مواجهة العالم الخارجي، من المشاريع الدولية والاقليمية وصولا الى تلقي تداعيات العقوبات التي تطال رجال اعمال ومواطنين لبنانيين شيعة من افريقيا الى الخليج العربي وصولا الى الاميريكيتين، يجد نفسه ايضا، وبسبب خصوصيته الامنية والسياسية، معنيا بمواجهة تداعيات هذه الخصوصية في حاضنته، وتحديدا مع تولّيه السلطة الكاملة في الحكومة الحالية.

حزب الله هذا يدرك اليوم أنّ ملف الامن الاجتماعي بات قميصا يلطخ صاحبه، وهو قميص لم يزل يتردد في نزعه(شماعة الخصوصية) رغم كل المواقف التي اسلفنا، فسؤال الدولة لم تعد الاجابة عليه مسؤولية الآخر... انها مهمة ملحة بعدما تسلل غيابها الى البيوت... وإن كانت محصنة.

صدى البلد

 

رئيس الجمهورية عرض للاوضاع مع مقبل والتقى معلوف وبويز وبقرادوني والنجــار

المركزية- عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا مع نائب رئيس الحكومة سمير مقبل للأوضاع الراهنة ولعدد من المواضيع المطروحة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي تعقد عصر اليوم في السراي الحكومي. معلوف: وتناول الرئيس سليمان مع النائب جوزف معلوف التطورات الراهنة والأوضاع الأمنية والإنمائية في منطقة البقاع عموماً وزحلة خصوصاً.

وزراء سابقون: وزار بعبدا الوزراء السابقون فارس بويز وكريم بقرادوني وابراهيم النجار، وعرض رئيس الجمهورية مع كل منهم للتطورات السياسية السائدة على الساحتين المحلية والاقليمية.

 

الكتلة الوطنية: مهمة الحكومة تغطية سلاح "حزب الله" وهيمنته لا العمل

المركزية- أكد حزب الكتلة الوطنية ان هذه الحكومة هي حكومة النأي عن العمل ومهمتها تغطية سلاح "حزب الله" وهيمنته وذلك في بيان أصدرته اللجنة التنفيذية عقب اجتماعها الدوري وفيه:

لم يجفّ حبر شعار "كلنا للعمل" لنكتشف أن هذه الحكومة هي حكومة "النأي عن العمل" فمهزلة مسلسل مرسوم الأجور يثبت أن لا مشروع إقتصادي ولا مشروع إدارة وطن لهذه الحكومة. إن مهمة هذه الحكومة وما تطبقه يقتصر على تغطية سلاح وهيمنة حزب الله ودعم النظام السوري، وليس أوضح مما صرح به النائب سليمان فرنجية من أنه سيعمل أي شيء لدعم نظام بشار الأسد. أما في الداخل اللبناني فان عمل الحكومة يقتصر على الديماغوجية حيث تصدر القرارات من دون الرجوع الى القوانين، فلا هم لهذه الحكومة سوى البقاء في السلطة ولو على حطام الاقتصاد والوطن.

2- ان عملية شراء الأراضي والتي تشمل مساحات شاسعة وبأسعار خيالية أصبحت مثار تساؤل جميع اللبنانيين، فمن أين تأتي تلك الأموال الضخمة ومن ورائها؟ على القضاء أن يتحقق إذا كانت هذه المبالغ متأتية من عملية تبيض أموال، فتأثير عمليات الشراء كبيرة جداً وعلى جميع المستويات وتستحق أن يدقق في شأنها من جانب القضاء والمعنيين.

3- يبدو أن سياسة وزارة الإتصالات هي القضاء على الإتصالات فبعد أن كانت الخطوط تتداخل في ما بينها تطورت الأمور الى حد ان كل متصل وفي أغلب الأوقات لا يسمع من اتصل به في المحاولة الأولى. وفي نفس الإطار نستغرب ان يقوم نائب نجل ونحترم وبدل اللجوء الى الوسائل القانونية لإبطال قرار بحاجة الى تدقيق، الى التهديد بإستعمال القوة من أجل عدم السماح لموظفة بالإلتحاق في مركز فصلت اليه حديثاً في وزارة الاتصالات.

 

شهيب: كلام جنبلاط ثقافة تاريخية عالية لا تمحوه التكتيكات ولا السياسة اليوميـة

المركزية- اعتبر عضو جبهة "النضال الوطني" النائب اكرم شهيب ان "كلام رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط امس فيه ثقافة تاريخية عالية وارث وطني اصيل لا تمحوه التكتيكات ولا السياسة اليومية"، لافتاً الى ان "جنبلاط لا يقرأ غرق النظام السوري، فكل الانظمة الى غرق لكنه يقرأ حركة الشعوب، ومسار الشعوب لا يخطئ". وقال في حديث صحافي "ما قاله جنبلاط هو وليد جنبلاط بكل محطاته ومفاصله التي تؤرق كثراً مرة وتفرح كثراً مرّات، وما قاله مبادئ هي عصارة تاريخ بيت وقراءات تاريخ عاشه الرجل ومحصلة تجربة خبرها مع الاتحاد السوفياتي، مع روسيا، مع الغرب، مع العالم الثالث ومع حركات التحرر الانساني في الجهات الاربع اضافة الى العمل السياسي اليومي، تشكّل قراءة لثورة شعب في مواجهة نظام اختار السقوط وامعن في قتل شعبه". وختم شهيب: "فسلام على كمال جنبلاط معين الايمان بحركات الشعوب، وتحية الى وليد جنبلاط المؤمن بانتصار كل الذين ليس على صدورهم قميص".

 

طالب بتحقيق أمني حول التوغل السوري في عرسال/عدوان: على الحكومة استدعاء السفير السوري ومساءلته سنحوّل سؤالنا استجواباً ونطرح الثقة بغصـن

المركزية- انتقد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان تعاطي الحكومة اللبنانية مع الإعتداءات التي حصلت على الحدود اللبنانية – السورية من قبل الجيش السوري، معتبرا في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي ان الحكومة غائبة عن الوعي وليست موجودة. ورأى عدوان ان هذه الحوادث خلقت ذهولا عند اللبنانيين وان "الذهول الأكبر كان طريقة تعاطي الحكومة معها"، مضيفا ان "خطورة هذا الحادث انه يأتي في سياق سلسلة من التعديات امتدت لفترة أشهر". وأشار عدوان الى ان "المطلوب من الحكومة اليوم في أسرع وقت ممكن اتخاذ سلسلة تدابير وإجراء تحقيق أمني جدي لكيفية دخول القوة السورية الى لبنان وكيف نفذت عملية قتل ثلاث أشخاص وتحديد المسؤوليات"، متابعا: "إذا كانت العناصر السورية فردية يجب ان تطلب الحكومة اللبنانية من سوريا تسليمهم ومحاكمتهم في لبنان، وإذا كانوا ينتمون الى الدولة على الحكومة استدعاء السفير السوري في لبنان ومساءلته، وإذا لم يطبق ذلك على الحكومة ان تلجأ الى مجلس الأمن وان تطلب من الجيش تعزيز وجوده على الحدود والحرص على عدم تكرار هذه الحوادث، والطلب من سوريا التعجيل بترسيم الحدود"، لافتا الى ان موضوع الترسيم أصبح أشبه بقصة ابريق الزيت.

وعن وجود القاعدة في لبنان، سأل عدوان: "الى أي دولة ينتمي الوزير فايز غصن بعد ان نفى الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي موضوع القاعدة؟ أين تضامن هذه الحكومة فكل وزير أصبح يملك دويلة بحد ذاتها وينظمها على هواه؟ واعتبر عدوان ان "استغلال موضوع وجود القاعدة وربط لبنان عبر عرسال بكل ما يجري في سوريا أمر خطير جدا ويسيء الى البلد"، مؤكدا اننا "كقوات لبنانية قدمنا سؤالا الى الحكومة سيتحول استجواباً وسنذهب الى جلسة عامة لنطرح الثقة بهذا الوزير وهذه الخطوة ليست ضد الوزير ولكن انطلاقا من مسؤوليتنا كنواب بحماية لبنان".

وعن التفجيرات التي حصلت في مدينة صور، هنأ عدوان صاحب محل بيع الكحول لجرأته والموقف الذي أصر عليه بالإستمرار ببيع الكحول، مشيرا الى ان هذه القصة التي تضرب حقا أساسيا من حقوق الإنسان تمس أيضا بمعتقدات الناس. وتمنى عدوان في سياق آخر على رئيس لجنة الدفاع النائب سمير الجسر أن يدعو وزير الدفاع فايز غصن لسؤاله عن موضوع القاعدة والمعطيات التي بحوزته.

كما تمنى على رئيس لجنة الشؤون الخارجية دعوة وزير الخارجية لسؤاله عما فعل بخصوص التعديات السورية على الحدود. ودعا لجنة العدل الى استدعاء وزير العدل لسؤاله عن التحقيق في مقتل المواطنين في وادي خالد. وامل من الرئيس نبيه بري الاستجابة لطلب نواب المعارضة لعقد هيئة عامة لطرح المواضيع كافة ومحاسبة الحكومة.

 

شارل رزق: قانون الانتخاب ترجمة لقرار وإرادة وطنيــة/استشارة الحكومة في التجديد للمحكمة ليس مقبولا او رفضا

المركزية- أعلن وزير العدل السابق الدكتور شارل رزق أن قانون الانتخاب ترجمة حقيقية لقرار وإرادة وطنية، وقبل طرحه لا بد من تحديد من سينتخب وكيف ستجري العملية الانتخابية.

وقال في حديث الى mtv:" قبل طرح موضوع قانون الانتخاب، ثمة موضوع آخر لا بد من بته، وهو طريقة اجراء العملية الانتخابية، ومعرفة الهيئة الانتخابية اللبنانية، مشيرا الى ان لقانون اعادة الجنسية للبنانيين الموجودين في الخارج من أصل لبناني أولوية، لا بدّ من درسه في مجلس النواب قبل استباق الامور والتكلم عن موضوع الانتخاب". أضاف:"السجال حول كيفية الانتخاب يعكس عدم نضوج الوعي السياسي الكافي في المجتمع السياسي اللبناني"، مشيرا إلى أن المشاريع المطروحة أسبابها فئوية، فهناك من يطرح النسبية لأن لا مكان له في نظام الاكثرية، وقال:" قبل طرح أي مشروع لا بد من طرح الاسباب الموجبة له". ورأى أن ثمّة سببا موجبا لوضع قانون انتخاب، ومن الخطأ القول ان القانون هو لانتخاب شخص وتفضيل شخص على آخر، فقانون الانتخاب سببه انتقاء نهج سياسي للدولة. وقال:" الطوائف في لبنان تمثل دور الأحزاب وهنا تكمن المصيبة، فعلى الصعيد السياسي الانتماء الطائفي غير مقبول". ورأى أن أمام اللبنانيين حلين، أما الاستسلام والقول أن هذا البلد متخلف طائفيا وحكم عليه بهذا الأمر الى أبد الآبدين، وأما القول ان هناك أملا بإعادة لبنان كما كان في أوجّه، وهنا تكمن مهمة قانون الانتخاب، وهي اخراج لبنان من الورطة الطائفية المتخلفة، واعادة احياء الثنائية الحزبية التي كانت سابقا. وقال:" النسبية هي آخر المطاف، ولبنان لن ينأى بنفسه أكثر عن الثورات وسيصل الربيع العربي اليه، وهذا يعني تغييرا كاملا في الرؤية الى السياسية. ولفت الى أن قانون الانتخاب هو ترجمة حقيقية لقرار وارادة وطنية، وعندما يصل الربيع العربي من الممكن طرح أفكار جديدة لرأي عام لبناني جديد". وعن المحكمة قال:" الموضوع انتهى وأصبح وراءنا، فمن يوافق على التمويل يوافق على المحكمة، لافتا الى ان المحكمة يمكن تجديدها بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة بعد استشارة الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن، مشيرا الى ان استشارة الحكومة لا تعني أنه يحق لها ان ترفض أو تقبل".

 

جعجع: لقائي مع الحريري تخلّله اتفاق على كل المبادئ العامة.. والمملكة تُراقب بعناية 

كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه ناقش مع كبار المسؤولين السعوديين خلال زيارته للرياض "شؤون المنطقة وشجونها ومن ضمنها الملف السوري"، معلناً ان "الأخوة في المملكة قلبهم يقطر دماً للضحايا التي تسقط كل يوم في سوريا". جعجع، وفي حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، يُنشر غداً، لفت الى ان "السعودية هي في الوقت الحاضر في صدد إعادة قراءة ودرس الكثير من القضايا، تراقب بعناية ما يجري في المنطقة، وقلْبها في شكل أساسي على الخليج وعلى أمنه وعلى التطورات والتحركات التي تجري هناك"، موضحاً ان "موقف المملكة من لبنان ثابت في الأساس، كان في الماضي البعيد والقريب على هذا النحو واستمرّ كذلك وسيبقى ولا يتغيّر في اتجاه او آخر"، ومستعيداً "كم كانت علاقتها جيدة بالزعامات الوطنية من امثال كميل شمعون وصائب سلام".

واذ رفض ربْط توقُّعه بسقوط النظام السوري في الـ 2012 بما سمعه في الرياض، عزا جعجع موقفه الى "لوحة معطيات تؤشر الى ان من الصعب بقاء النظام الى ما بعد الـ 2012 "، مبرزاً هذه المعطيات على النحو الآتي: "مضي أكثر من تسعة أشهر على الثورة السورية التي تكبر ومستمرة في تعاظمها رغم الأثمان الكبيرة التي يدفعها الشعب السوري، والزخم المتنامي في الشارع السوري وتغيُّر موازين القوى على نحو عملي رغم ان الثورة غير مسلحة، والواقع الاقتصادي المأزوم في ضوء إضطرار الحكومة السورية لدفع نحو مليار دولار مطلع كل شهر لـ"الشبيحة رغم الدعم الايراني". وأضاف: "ثمة اجماع كلي في جميع العواصم الغربية باستثناء روسيا على ان هذا النظام (السوري) يجب ان يسقط ولا يمكنه ان يستمر في اي شكل من الاشكال، وحتى الدول الغربية التي كانت تُعتبر صديقة لهذا النظام لسبب او آخر، كالنمسا واسبانيا بدّلت موقفها، اما الموقف الروسي، فلفتني قول احد المحللين ان تأييد موسكو للنظام في دمشق ليس مرده الى حسابات استراتيجية، بل لأنه لم يعد يروق لها السماع بالانتفاضات التي لا تريد ان تعبر قناة السويس تفادياً للوصول اليها، وهي وصلت اليها اخيراً".

وأشار جعجع الى انه "في العواصم العربية التي تعيش إستقراراً المناخ يشبه ما هو سائد في العواصم الغربية حيال ضرورة سقوط النظام في سوريا، إضافة الى تركيا التي كانت حتى الامس القريب من اكبر اصدقاء النظام السوري وترتبط بمعاهدات تعاون استراتيجي بين الدولتين، فأصبحت الآن في مكان آخر".

ورداً على سؤال عن النقاش الذي دار خلال اجتماعه في السعودية مع الرئيس سعد الحريري؟ أجاب جعجع: "عقدنا جلسة عمل طويلة جداً تناولت وبصراحة كل شيء. لم نتحدث فقط عن مرحلة ما بعد سقوط نظام الاسد، بل عن مرحلة ما قبل سقوطه، وناقشنا المرحلة الحالية وموقفنا في حال عدم صمود الحكومة الحالية، وحتى سقوط النظام السوري وما بعد... تحدثنا عن مجمل هذه القضايا وبكل تفاصيلها، اضافة الى مسائل اخرى تتصل بقانون الانتخاب وسواه، وقد أشبعنا كل هذه القضايا مناقشة ودرساً وإتفقنا على خطوط عريضة حيال مواجهة تلك الاستحقاقات"، موضحاً ان لقاءه مع الحريري تخلله اتفاق على "كل شيء اسمه مبادئ عامة، نظرة الى لبنان، رؤية استراتيجية والمستقبل". ولفت في الوقت نفسه الى ان "التفاصيل التي أظهرت آراء مختلفة هي محور نقاش، اضافة الى ان التفاصيل لم تفسد يوماً في الود قضية ابداً".

وعن مشروع قوى "14 آذار" لملاقاة التحولات الكبرى في المنطقة، اوضح جعجع "اننا امام تصور اولي لكيفية ترتيب الاوضاع اللبنانية في ضوء الاحداث الجارية في المنطقة، لا سيما بعد سقوط النظام السوري"، لافتاً الى ان "ما بعد سقوط هذا النظام لن يكون كما قبله. هذا لا يعني ان مشكلاتنا ستنتهي مع رحيل نظام الاسد، فبعضها لا علاقة له بالنظام السوري وهي ذات جذور لبنانية وتحتاج للبحث". وأضاف: "إننا في صدد إجتماعات متتالية لقيادات "14 آذار" لمناقشة ما يمكن وصفه بالتصور الاولي لمرحلة جديدة في لبنان، وهو التصوّر الذي سيتبلور تباعاً ليصبح مكتملاً قبل ان تسبقنا الاحداث".

ورداً على سؤال حول توقُّع سقوط نظام الاسد كيف ستتم مقاربة ملف سلاح "حزب الله" الشائك من دون ان ينفجر في وجه الجميع وبعيداً عن الحساسية السنية ـ الشيعية؟ فأجاب جعجع: "في رأيي ان الحوار الجدي في خصوص سلاح "حزب الله" لن يبدأ قبل سقوط النظام السوري، وساعتئذ ستكون هناك امكانية لحوار مجدٍ مع تغيُّر ميزان القوى في لبنان والمنطقة"، مضيفاً: "كان من الافضل لـ"حزب الله" لو بدأ بالكلام عن سلاحه قبل عام، فالأمر اليوم أقلّ قيمة مما كان يمكن ان يكون عليه قبل عام، وبعد ستة اشهر او سنة سيكون سلاحه اقل قيمة مما هو عليه في الوقت الحاضر. وبقدر ما يستعجل "حزب الله" بالقبول في كلام جدي عن أجنحته العسكرية والامنية، بقدر ما يكون وضْعه افضل، وبقدر ما يتأخر بقدر ما يضع نفسه في وضع أسوأ". واوضح جعجع في السياق نفسه "ان موقفنا من سلاح "حزب الله" وامساكه بالفعل الاستراتيجي للدولة وتمسُّكنا بوجوب ان تكون الحكومة اللبنانية هي الجهة الصالحة للامساك بالقرار الاستراتيجي، هو موقف ثابت كان وسيبقى ثابتاً قبل سقوط النظام السوري وبعده".

وحول خشيته من ترجمة التهديدات التي تحدثت عن ان المضي في الضغوط على نظام الرئيس الاسد سيُحدث زلزالاً في المنطقة، ولبنان من بينها؟، قال جعجع: "ولّت أيام الزلازل، ولا أحد قادر على ان يُحدث زلزالاً، وفي أقصى الحالات يمكن للنظام السوري ان يفتعل بعض الأحداث الأمنية هنا وهناك. واذا كان "قدّ حاله" بامكانه ان يشتري لنفسه بعض الاشهر الاضافية وليس أكثر، وبالتالي كل هذه الاقوال لا تعبّر عن واقع معيّن بمقدار ما انها محاولة يائسة للتأثير على الرأي العام في اطار المسعى لمساعدة النظام الحالي على الاستمرار، ولكن هذه المحاولات لن توصل بالتأكيد الى اي مكان".

وتعليقاً على الهجوم الدفاعي للنائب سليمان فرنجية عن وزير الدفاع فايز غصن، قال جعجع: "في نهاية المطاف المطالعات التي نسمعها حول كلام وزير الدفاع والتي يحاولون اختصارها بسؤال "اليس هناك اصوليون في لبنان؟"، تنطوي على غش وتلاعُب"، متسائلاً: "فمَن قال ان ليس هناك اصوليون في لبنان؟، والا يوجد اصوليون في الولايات المتحدة واوروبا؟، وألم يتم قبل فترة توقيف خلية كانت تخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن؟". وأضاف: "هذا لا يعني ان تقف السلطات الاميركية وتقول كل يوم ان لدينا اصوليين، فهذا امر موجود، ولكنها تعمل على تعقُّبهم وعندما يتم توقيفهم يُعلن عن ذلك. اما عندنا فبالعكس، والواقع ان ما حصل عبارة عن فجور وقلة حياء". وإعتبر جعجع ان "النظام السوري أراد ان يُظهر للغرب ان ما يحصل في سوريا ليس ثورة شعبية، وفي اي حال هذه نظريتّه منذ بداية الثورة، وان "القاعدة" والاصوليين هم الذين يقفون وراء الاحداث التي تجري في ازقة حماة وحمص ودرعا وادلب وجسر الشغور والصنمين وريف دمشق والقامشلي ودير الزور وغيرها، وهو يحاول إقناع المجتمع الدولي والغرب بهذه النظرية، واكبر دليل على ذلك الأفلام التي أظهرها وزير الخارجية السوري (وليد المعلّم) في المؤتمر الصحافي الشهير الذي عقده والذي سرعان ما تبيّن انها مفبركة ومركّبة. وفي ظلّ هذه الإرادة السورية، يخرج وزير الدفاع اللبناني من حيث لا ندري ويدلي بتصريح يعلن فيه ان تنظيم "القاعدة" موجود في لبنان وعناصره تتسلل الى سوريا، وذلك قبل يومين فقط من وقوع انفجاريْ دمشق اللذين سارع النظام السوري الى توجيه اصابع الاتهام فيهما الى "القاعدة" ووجّه رسالة بذلك الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون مستنداً فيها الى تصريح وزير الدفاع اللبناني. هذه كلها وقائع ثابتة فيما هم يريدون إغراق الشعب اللبناني بنظريات لا طائل منها ومكشوفة للجميع". وأضاف جعجع: "ان يخرج وزير الدفاع ويطلق تصريحاً خدمةً للنظام السوري على حساب سمعة لبنان فهذا امر لا يمكن فهمه ولا قبوله. واذا كانوا اصدقاء للنظام السوري ويريدون خدمته، فليخدموه ولكن ليس على حساب مصلحة لبنان وتسويقه على انه اصبح مرتعاً لـ"القاعدة" فقط كرمى لعيون النظام في سوريا".

من جهة أخرى، وعن دعم "القوات اللبنانية" مشروع "اللقاء الارثوذكسي" وما سرّ هذه "القوقعة" في لحظة الربيع العربي، اوضح جعجع ان "القوقعة تقاس بناء على المشروع السياسي وليس إنطلاقاً من آلية يتم طرحها لقانون الانتخاب ليكون اكثر تمثيلاً"، سائلاً: "هل طرْح "حزب الله" لبنان دائرة واحدة ومن دون قيد طائفي ربما، يعني ان "حزب الله" هو الاكثر إنفتاحاً في لبنان ويريد مجتمعاً مدنياً؟ اكيد لا". واذ اشار الى "اننا اتفقنا مع حلفائنا على البحث في ملف قانون الانتخاب فيما بيننا"، رأى جعجع ان "مشروع "اللقاء الارثوذكسي"وجهه بشع، لكن اذا دخلنا الى المضمون تستوقفنا امور عدة"، متسائلاً: "هل يمكن القول ان النائب احمد فتفت مثلاً هو الاكثر تعصباً في البرلمان لانه انتُخب في دائرة ناخبوها من لون واحد تقريباً، او هل ان ستريدا جعجع وايلي كيروز هما من النواب الاكثر تعصباً لانهما اختيرا في دائرة ناخبوها ليسوا مسيحيين فقط بل موارنة بحت؟ اكيد لا".  

 

جعجع في السعودية قائداً مسيحياً ومرشحاً رئاسياً.. 

لقاء ولي العهد مؤشر التنسيق الاستراتيجي معها وتأكيد على دوره لطمأنة المسيحيين وحماية الطائف

الديار/سيمون أبو فاضل

فرضت زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع الى السعودية في هذا التوقيت الاقليمي الحساس، جملة تساؤلات كما حملت عدة ابعاد بعد استقباله من قبل ولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز، وكذلك لقاؤه عدداً من اركان القيادة في المملكة. واللقاءات السعودية الرسمية عادة - حسب مراقب عالم بالنهج السعودي - تتم بناء على دعوات وبرنامج محضر ومدروس للضيف الذي سيلتقي كبار المسؤولين الامنيين والسياسيين في المملكة، وهو الامر الذي يعطي هذه الزيارة بعدا، احدى جوانبه قد تترجم في استحقاقات مفصلية لاحقاً. لا سيما، انه سبق للدكتور جعجع ان التقى الامير نايف كوزير للداخلية منذ سنة ونيف، بما يعني ان ثمة مواضيع حساسة تقتضي التداول بها بين الرجلين، وبعد ان اصبح الامير نايف ولياً للعهد، بما لشاغل هذا المنصب من مسؤوليات وادوار ورسم لسياسة المملكة.

ومن موقعه السياسي كرئيس حزب القوات اللبنانية فان الدكتور جعجع هو القيادي الثاني الذي يستقبله ولي العهد الامير نايف، بعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وبذلك ان الابعاد قد تكون مشتركة بين الرجلين لناحية كونهما حلفاء المملكة، لا بل ان الرئيس الحريري يلقى دعم الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي استقبله مؤخراً عدة مرات في سياق التأكيـد على الاهتمام الـذي يلقـاه الرئيـس الحـريـري من السعوديـة. لكن ان يلتقي الدكتور جعجع المسيحي والماروني، اركان القيادة باستثناء الملك السعودي، الذي كاد ان يستقبله لو طالت مدة زيارة رئيس حزب القوات في المملكة ليوم او يومين، هو في حد ذاته رسالة تؤكد على الاحترام الذي يلقاه الدكتور جعجع من قبل هذه القيادة، التي جالت معه في نقاشات حول تطورات المنطقة والمستقبل المرتقب في ضوء التحولات التي ستطال لبنان حكما.

وبذلك، فان رئيس حزب القوات، زار السعودية كمرشح رئاسي من جانب فريقه السياسي، بعد ان اعلن الرئيس الحريري على مدى مرتين، بان مرشحه الى رئاسة الجمهورية هو الدكتور جعجع، وفق كلام من غير الممكن ان يكتشفه الرئيس الحريري لولا امتلاكه معطيات ومؤشرات تدل على ان المناخ السياسي هنالك، سائر في الاتجاه مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون الرئيس الحريري كحليف للسعودية احد الناخبين الميدانيين في حين تكون الرياض الناخب المعنوي القادر على تأمين العوامل المسهلة لوصول الدكتور جعجع الى قصر بعبدا.

وتأخذ السعودية وفق المراقبين، بعين الواقع الاداء السياسي والمواقف الواضحة للدكتور جعجع، لا سيما تمسكه باتفاق الطائف الذي لا يزال يلقى دعمها السياسي والمعنوي ايضاً.

وقد وجدت القيادة السعودية في شخص رئيس حزب القوات، المرجع الصالح لاظهار حرصها على الواقع اللبناني ولا سيما دور المسيحيين داخله في ظل مناخ من التخويف بدأ يتسع يوماً بعد يوم من قبل محور الممانعة بامتداداته، لذلك كان لاستقبال الدكتور جعجع رمزية في هذا الاطار، تؤكد على ان خادم الحرمين الشريفين، يبدي حرصه على الدور المسيحي في سائر المنطقة العربية، وان الطائفة السنية مسؤولة حيال هذا الدور الذي ارتضته لذاتها وشكل استقبالها لجعجع احدى الرسائل الضامنة له. وقد تمكن الدكتور جعجع وفق المراقبين من رسم علاقة ثابتة وواضحة مع القيادة السعودية استنادا الى ما يردده زوار المملكة من الذين يستمعون عن كثب الى رأي اركانها في عدد من المسؤولين اللبنانيين، من الذين صنفتهم الرياض اصدقاء في عدة محطات، لم يتمكنوا من المحافظة على هذه العلاقة.

 

أمانة "14 آذار" تحذّر من محاولات ربط لبنان أمنياً بسوريا واختراع سيناريو "القاعدة"      

ليسعى "حزب الله" إلى سلوك طريق المصالحة مع فكرة الدولة

عقدت الأمانة العامّة لقوى الرابع عشر من آذار إجتماعها الأسبوعي الدوريّ وأصدرت بنتيجة مناقاشاتها البيان الآتي:

أولاً – تتابع الأمانة العامة الأحداث المتنقلة على الحدود اللبنانية – السورية شرقاً في منطقة عرسال وشمالاً في منطقة وادي خالد وتسجّل اعتراضها على السكوت المطبق من قبل حكومة لبنان والمجلس الأعلى للدفاع حيال ما حصل ويحصل، وعلى التباطؤ في التحقيق في جريمة قتل ثلاثة مواطنين لبنانيين الأسبوع الماضي في وادي خالدمن جانب قوات نظام الأسد. وإذ تعتبر الأمانة العامة أن الحكومة مسؤولة عن مواجهة الخروق الأمنية السورية وعن حماية المواطنين، فإنها تحذّر من المحاولات المستمرّة لربط لبنان أمنياً بسوريا، لا سيما اختراع سيناريو تحركات القاعدة في لبنان وانطلاقاً منه؛ وهو للتذكير السيناريو الذي روَّجت له كل الأنظمة المتهاوية أمام انتفاضات الربيع العربي، وهو الأمر نفسه الذي يكرره عدد من أبواق النظام السوري.

ثانياً – تنظر الأمانة العامة بعين التقدير الى شجاعة الشعب السوري الذي يواجه أقسى حملات العنف والتسلّط من قبل النظام تحت عيون مراقبي الجامعة العربية الذين يقدمون حتى الآن صورةً ملتبسة لمهمتهم الأساسية ألا وهي تأمين الحماية للشعب السوري. إن فشل الجامعة في هذه المهمة الدقيقة والمفصلية من شأنه أن يحرمها من أدوار أساسية تنتظرها لحل الأزمات المتفجرة في العالم العربي، فضلاً عن دورها المأمول في عملية السلام.

ثالثاً – إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى بيروت الأسبوع المقبل، هي مناسبة لتذكير الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بأن التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الخاصة بلبنان لا سيما القرارات 1757 – 1680 و1701 تشكّل المدخل الرئيس لعبور لبنان من فوضى السلاح وفوضى تسيُّب الحدود اللبنانية – السورية وفوضى العدالة الإستنسابية الى استقرار المجتمع والدولة. وفي هذا الإطار وفي هذه المناسبة تكرر الأمانة العامة دعوتها حزب الله الى سلوك طريق المصالحة مع فكرة الدولة، بشروط الدولة، وإعطاء الأولوية لوحدة الشعب اللبناني أمام التحديات المصيرية، على غرار حركة حماس في فلسطين التي أعطت الأولوية لوحدة الشعب الفلسطيني ومصالحه على كلّ ما عداها.

رابعاً – وفي الوقت الذي يأكل التضخّم كل الزيادات المحتملة على الأجور، يستمرّ الغياب التام للحكومة، ولا تزال مكوّناتها تتخبّط في المناكفات والصراعات بحيث بات المواطنون يعانون من غياب المعالجة وانعدام الإستقرار.

 

أبو جمرا: أداء عون الحكومي ليس على مستوى "الأسود" التي قام باختيارها 

لفت القيادي السابق في "التيار الوطني الحر" اللواء عصام أبو جمرا إلى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون حصل على حصّة الأسد في هذه الحكومة، مؤكداً أن الأداء لم يرق حتى الآن إلى المستوى المطلوب و"ليس على مستوى الأسود التي قام باختيارها". أبو جمرا، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، شدد على أن "أداء "التيار الوطني الحر" في هذه الحكومة كان عشوائياً إنفعالياً سواء في قضيّة تمويل المحكمة أو في ملف الكهرباء أو في ملف الأجور أو في ملف الإتصالات وفي ملاحقة الفساد وأخيراً في الدفاع"، لافتاً إلى أنه لا يعرف سبب هذا "الفشل الفاضح"، ومعتبراً أنه السبب "ربما نتيجة التأثر بما يجري في سوريا". ورداً على سؤال عن البلبلة التي أثارتها مواقف وزير الدفاع فايز غصن، قال أبو جمرا: "إن قضيّة وزير الدفاع تتفاعل عي الإعلام لأنه هو من لجأ إلى الإعلام عبر إعلانه عن وجود تنظيم "القاعدة" في لبنان قبل ملاحقته وتوقيف عناصره"، مشدداً على أو وزير الدفاع هو المسؤول في وزارته عن ملاحقة أي فئة تعمل من أجل الإخلال بالأمن، "خصوصاً عبر الحدود". وأضاف: "روّع غصن المواطنين وأثار المتضرّرين قبل توقيف من اعتبرهم مخربين على الحدود". وختم أبو جمرا بالقول: "الأمر الأساس في القضايا الأمنية هو ان اعتماد الإعلام قبل وقته مضرٌّ والعماد عون يعرف ذلك جيّداً".

 

وزير و"ناطق

محمد سلام/موقع الكتائب

فاجأنا "فخامة" الوزير سليمان فرنجية في مؤتمره الصحافي الأخير دفاعاً عن وزيره فايز غصن. لم يفاجئنا لأنه دافع عن معالي وزير الدفاع، لأنه –أي "فخامة" الوزير- لم يدافع عنه. ولم يفاجئنا "فخامة" الوزير فرنجية بحديثه عن "المتاجرة" بالدماء. ربما لأننا نعرف أن الدماء، بالنسبة له على الأقل، غالية وتركتها ثقيلة. لم يفاجئنا "فخامة" الوزير إلا بأمر واحد. وهو أنه ألغى الدستور، وألغى السلطة، وألغى منصب وزيره وعيّنه –وفق حرفية كلامه- "... الناطق الرسمي بإسم المؤسسة العسكرية". عفوا "فخامة" الوزير، معالي الوزير هو  وزير. والمؤسسة العسكرية هي "إدارة". والدستور اللبناني يعتبر أن الوزير هو صاحب السلطة على الإدارة، وليس ناطقاً بإسم الإدارة. عفوا "فخامة" الوزير، وزيرك هو وزير. إلا إذا ارتأيت خفض "رتبته" وحولته موظفاً برتبة "ناطق".

عفوا "فخامة" الوزير. الوزير في لبنان هو جزء من السلطة التنفيذية. الوزير في سوريا-الأسد هو "ناطق" باسم المخابرات ... وغيرها من الإدارات، وغير الإدارات. عفوا "فخامة" الوزير، ضابط الاستخبارات في سوريا-الأسد هو أعلى من أي وزير، حتى أعلى من وزير الداخلية سابقاً غازي كنعان الذي انتحر ... بثلاث رصاصات، وحمل نعشه بنفسه، ودفن جثته أيضاً ... وترك لغيره مهمة تقبّل التعازي  أو التهنئة. لكن في لبنان، يا "فخامة" الوزير، وزيرك أعلى رتبة من مجرد ناطق باسم إدارة، إلا إذا كان الأمر قد أُشكلَ عليك واعتقدت لوهلة أننا في الأسد. أما ما أسميته "متاجرة" بدم رفيق الحريري، رحمه الله، فإنه يطرح تساؤلا أكثر تعقيدا يا "فخامة" الوزير.

من الذي "تاجر ويتاجر" بدم رفيق الحريري يا "فخامة" الوزير؟ من يطالب بالحقيقة والعدالة، أم من أخرج من غرف إنتاجه المظلمة "فيديو" أبو عدس لتضليل الحقيقة وضرب العدالة؟ "فخامتك" تعرف الجواب يا "فخامة" الوزير. "فخامتك" تصديت للمتاجرة يوم منعت العبث بمسرح جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، لأنك كنت تعرف يا "فخامة" الوزير من هو الذي يتاجر بالدم. أما تعاطفك مع الطائفة السنيّة، ورفضك تخويفها، فهو أشبه بالمديح في مجال الهجاء يا "فخامة" الوزير. "فخامتك" تعلم جيدا أن أحداً لا يستطيع أن يخيف الطائفة السنية. "وفخامتك" تعلم جيداً أن الطائفة السنية لا تخاف، ليس لأنها شجاعة فقط، فهذا ما لا تشعر الطائفة بحاجة إلى إثباته. الأكثريات، يا "فخامة" الوزير لا تخاف. هذا عنوان في علم النفس الاجتماعي. الأكثريات، يا "فخامة" الوزير تغضب ولا تخاف. وهذا أيضا عنوان في علم النفس الاجتماعي. (يمكن العودة إلى إبن خلدون، إلى إبن رشد، إلى سيغموند فرويد، وإلى نورا نيللي كليبيك). ومن خارج إطار الثقافة الأكاديمية يا "فخامة" الوزير، يمكن الرجوع إلى مواقف سيد حزب السلاح الذي أدرك مؤخرا أن كأس التخويف قد فاضت، وبدأت ينابيع الغضب "ترشح". لذلك تراجع عن شعاره الشهير "السلاح دفاعاً عن السلاح" واقترح سحب السلاح الفردي من المدن ... قبل أن يفلت الغضب من ... ينابيعه ويتحول أنهاراً.

يبقى أن "مزحة القاعدة" السمجة تعاني من تناقض في هويتها. وزيرك، يا "فخامة" الوزير، زعم أن البلد استورد "قاعدة" من سوريا عبر عرسال. والنائب السكّري عن حزب السلاح، حليفكم، قال إن البلد صَدّرَ "قاعدة" إلى سوريا عبر عرسال. المشكلة الحقيقية، يا "فخامة" الوزير قد تكون موجودة إذا ثبت أن الوزير صار "ناطقا" باسم إدارة، وليس ممثلا لسلطة على إدارة، بغض النظر عن تناقض تقارير وجهة حركة الترانزيت المزعومة عبر عرسال أو غيرها من المناطق الحدودية السائبة، علماً أن تقارير رصد العبور لا تغطي المعابر "الشرعية" ومن "يعبرها" رسميا من "القواعد" الفارسية بجوازات سفر "ملغومة".

شكرا "فخامة" الوزير لأنك لفتّنا إلى أن الوزير صار "ناطقا". المسألة أكثر من مجرد تفصيل، بل هي عنوان يجب التوقف عنده ملياً. وسيسجل التاريخ "لفخامتكم" شكره الأبدي لأنكم منعتم العبث بمسرح جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي يتاجر بدمه كل أولياء مسرح ... المسكين "أبو عدس"، مرورا بمؤامرة ما سمي "فتح الإسلام ... مرّت من هنا" وصولا إلى مسخرة "ترانزيت القاعدة ... مرّت من هناك".

*وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت.

 

سعد الحريري: سأعود قريباً

الجمهورية/شدّد الرئيس سعد الحريري على أنّ المحكمة الدولية «ماشية»، مؤكداً أن المجرمين سينالون عقابهم. وأعلن في دردشة عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أنّه «متفائل بالوضع في العالم العربي كله سنة 2012، وتحديدا في لبنان وسوريا». وعن الأسباب التي دفعت الجامعة العربية إلى اتخاذ قرار بتقليص عدد المراقبين في سوريا، على رغم معرفتها بأنّ ذلك سيضرّ بمهمتها، أجاب: «سنرى في الأيام المقبلة». وأكّد الحريري: «سأعود قريبا الى لبنان، لا تقلقوا، التقلّبات دائماً موجودة. ولبنان سيستعيد فرصته من جديد». وعن تخوّفه من تشدّد إسلامي في المجتمع السنّي في لبنان، وسط الصحوات الإسلامية في مصر وتونس، قال: «لا، لست قلقاً. لديّ كامل الثقة بتيار «المستقبل»، إذ أنّنا نملك خطة محددة وبرنامج عمل». وحيّا الحريري أبناء لبنان في الجبل والبقاع والمناطق الأخرى، معبّراً عن شوقه لبلده، وأكد أنه سيساندهم ويكون إلى جانبهم.

 

نواب "المستقبل": غصن جزء من المطبخ المتآمر وكلام فرنجية زاد من تورطه

المستقبل/أكد نواب "المستقبل" أمس، ان "كلام رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية "جاء نتيجة افتقاد كلام وزير الدفاع فايز غصن على تنظيم "القاعدة" للمنطق وللحجج والبراهين"، مشددين على ان "كلام فرنجية لم يقنع احداً "وقد زاد من تورّط وزير الدفاع في كلامه السياسي".

ورأوا ان "غصن جزء من المطبخ الذي يتآمر على لبنان اليوم"، معلنين انهم "سيقومون بدعوة غصن إلى اجتماع لجنة الدفاع الإثنين".

مجدلاني

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني في حديث الى تلفزيون "آ. أن. بي"، أن "قوى 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله" خربت البلد وإحتلت الساحات كي يكون لها كلمتها"، مشيرا الى انه "لولا إيجابية المعارضة ومسؤوليتها لما إستطاع المجلس النيابي الإجتماع ولما إستطاع أن يصوت على أي قانون، لان كل الجلسات التي إنعقدت كان نصابها بيد 14 آذار".

حوري

وأكد عضو الكتلة النائب عمار حوري في حديث الى إذاعة "الشرق"، أن "كلام النائب سليمان فرنجية جاء نتيجة افتقاد كلام وزير الدفاع فايز غصن على تنظيم "القاعدة" للمنطق وللحجج والبراهين"، مشيراً الى ان "كلام فرنجية لم يقنع احداً، وقد زاد من تورّط وزير الدفاع في كلامه السياسي".

وشدد على ان "كلام وزير الدفاع كان أساساً لأهداف سياسية خارج الحدود وكان واضحاً حين أعلن النظام السوري بعد دقائق من انفجاري دمشق أنّ تنظيم "القاعدة" وراء هذين الإنفجارين، وأنّ المستند الوحيد الذي قدّمه النظام السوري إلى مجلس الأمن هو كلام وزير الدفاع اللبناني"، معتبرا ان "غصن لم يلتقط بداية الإشارة السورية بشكل واضح فتحدث عن قاعدة تأتي من سوريا الى لبنان وبعد توضيح له عاد وقال إنّ القاعدة تأتي من لبنان الى سوريا".

اضاف: "الأسوأ أنّ فرنجية حاول أن يقيم عداوة ما بين الجيش اللبناني والشعب اللبناني، ولكنّه لن ينجح بذلك، فأهالي عرسال وفاعليات البلدة طالبت بدخول الجيش ليؤمن لها الحماية، فلا يعقل أن يكون هناك من مشكلة بين الجيش والشعب، ولذا كان كلام وزير الدفاع لا يستند الى أيّ أسلوب موضوعي، لذا فالفريق الآخر ازداد تخبّطاً في هذا الموضوع". ورأى ان "عرسال هي محطة من المحطات"، موضحا ان "المحطة السابقة كانت في عكار، ربما هناك تصوّر لبعض أطياف هذه الحكومة أنّها تخدم النظام السوري ولكن في الواقع العكس هو الصحيح، وهذه الممارسات لبعض مكوّنات الحكومة تزيد النظام السوري تورّطاً".

واكد ان "السنّة في لبنان لم يكونوا يوماً أهل تقوقع وانزواء وهم يؤمنون باتفاق الطائف وبالتعددية وبالتعايش مع كل الطوائف سوياً"، وقال: "إن السنّة في لبنان كأي طائفة ولاؤهم للبنان ولكل قضايا الشعوب، التي تسعى لنيل حرّيتها وكرامتها وفي مقدمها الشعب السوري".

وعن دعوة رئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية سمير الجسر الى عقد جلسة لمساءلة وزير الدفاع بشأن كلامه، قال حوري: "إنّ الموضوع لن يمرّ وهذه ليست مزحة ولا فكرة طرأت على البال بكل هذه البساطة". وتطرق الى عمل المراقبين في سوريا، فأكد أنّ "المطلوب منهم إعداد تقرير يصف واقع الحال وليس مطلوباً منهم أمور تنفيذية، والسؤال هو هل التزمت الحكومة السورية بمقتضيات المبادرة العربية؟، هل أفرجت عن السجناء؟، هل سحبت الجيش من المعتقلات؟، هل سمحت بالحريات الإعلامية والتظاهر وغيرها؟، كل هذه الأسئلة على المراقبين الإجابة عليها".

وختم في موضوع تصحيح الأجور قائلاً: "لقد عوّدنا بعض وزراء "التيار الوطني الحرّ" على عروض بهلوانية في كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء وفي كثير من المنتديات السياسية، لذا أصبح التقوقع في عالم الغيب ويفترض بعد عودة الملف الى مجلس شورى الدولة أن تعود الأمور الى الإتفاق الذي وقّع بين أرباب العمل والعمال إلاّ في حال فاجأنا وزير العمل برؤية جديدة وتبقى الأمور مرهونة بأوقاتها".

عراجي

ودعا عضو الكتلة النائب عاصم عراجي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، الجيش اللبناني الى "الانتشار في ظل التوغلات السورية المتكررة داخل الاراضي اللبنانية"، معربا عن تخوفه من "رسائل امنية سورية الى الداخل خصوصا وان الاتهامات لعرسال ترجمت في البعض منها في انفجارات في دمشق واتهمت بتنفيذها عناصر من "القاعدة" آتية من عرسال".

ولم يستبعد عراجي "توغلات سورية واسعة النطاق داخل الاراضي اللبنانية"، لافتا الى ان "الوضع في البلدة لا يؤشر الى وجود عناصر من "القاعدة" فيها". أضاف: "لو كان لدى الوزير غصن اثباتات لكان عرضها". ورأى ان "كلام الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل يتنافى مع كلام غصن، الذي يشكل تهديدا للاستقرار في لبنان وضررا بالاقتصاد الوطني".

الجسر

واعلن رئيس لجنة الدفاع النيابية النائب سمير الجسر في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، انه "سيدعو الوزير غصن الى حضور اجتماع للجنة الاثنين المقبل مبدئيا، بعدما صدر عنه تصريح أثار ضجة لاتزال متمادية بين أخذ ورد". وقال: "هناك من ينفي وجود اي اثر لتنظيم "القاعدة" ويقول انه يستند الى تقارير من الاجهزة الامنية، وبالتالي من حقنا ان نستمع إلى الوزير غصن لنحسم هذا الامر ولنطلع على ما لديه من معلومات، وسندعوه في بداية الاسبوع المقبل، اذ لم يكن هناك من مجال لدعوته بين العيدين فمعظم النواب كانوا في مناطقهم". وعن دعوة قائد الجيش ومدير المخابرات إلى حضور الإجتماع أوضح، انه "في المبدأ سندعو وزير الدفاع، واذا ارتأى ان هناك لزوما يأتي بمن يريد".

وقال: "ليس هناك من خطوات مرتقبة، بل نريد فقط الاستماع اليه، فهناك من تكلم على مساءلة، ونحن نريد التوضيح ان المساءلة لا تكون في اللجان النيابية، بل في الهيئة العامة لمجلس النواب، وبالتالي نحن سنستمع إلى وزير الدفاع لنرفع بعدها تقريرا الى مجلس النواب". وشدد على ان "الكلام الذي صدر عن وزير الدفاع، حتى وإن كان صريحا، يجب ألا يعلنه عبر الاعلام"، لافتا الى ان "هذا الكلام مضر من الناحية الاقتصادية والامنية ومن كل النواحي الاخرى، إذ ان له اثرا سلبيا".

وفي حديث آخر الى تلفزيون "أم. تي. في" ردّ الجسر على قول فرنجية "من تاجر بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمدة سنوات، ألا يتاجر بأهالي عرسال ومجدل عنجر؟"، آسفا لمقولة "اننا نتاجر بدماء أهالي عرسال". وأعلن "اننا سندعو الوزير غصن إلى اجتماع لجنة الدفاع الإثنين كي نرفع أي تبرير لما جرى في السابق ونحول دون الاستناد إلى هكذا مقولة".

ضاهر

ووصف عضو الكتلة النائب خالد ضاهر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، كلام فرنجية بـ "الهروب الى الأمام والإلتزام بالخط الذي يتبعه في تأييده للنظام السوري"، لافتا الى ان "ما قاله فرنجية أمر طبيعي، فهو نسّق مع غصن وطلب منه ان يدلي بتصريحه الشهير بشأن القاعدة". وإذ أكد ان "فرنجية يتكلّم بلسان النظام السوري في لبنان، وذلك انطلاقاً من التزامه"، أشار الى ان "أبلغ ردّ على فرنجية هو البيان الصادر عن قيادة الجيش بأنها تدرس ما قاله وزير الدفاع، وبالتالي اذا كان الجيش سيدرس هذا الأمر فإنه دليل على أن المعلومات عن القاعدة ليست صادرة عن مديرية المخابرات".

وتابع: "أيضاً أبلغ رد على فرنجية هو ما قاله العماد قهوجي امام وفد بلدة عرسال حيث أنكر وجود القاعدة في لبنان"، مشددا على ان "كلام كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية والأجهزة الأمنية تدحض المزاعم التي تحدث عنها غصن". وأكد ان "كلام غصن موحى به من قبل النظام السوري، ليبرر النظام أعماله الإرهابية"، قائلا: "انظروا الى سخافة النظام السوري الذي يعتمد على كلام غصن، في وقت ان الحكومة اللبنانية والدولة والأجهزة الأمنية تؤكد ان لا علاقة لها بهذا الكلام".

وشدّد على ان "مواقف النظام السوري هي كذب مفضوح ولا احد يصدّقه"، مبدياً اعتقاده ان "غصن جزء من المطبخ الذي يتآمر على لبنان اليوم"، وذكّر بـ "ما قاله منذ شهرين في مؤتمر صحافي عقده بعد اطلاق النار على إحدى الإفطارات خلال شهر رمضان الفائت، ولكن غصن ادعى "ان مرافقي كان ينظّف البندقية" وتبين في ما بعد وفق الأدلّة الجنائية عكس ذلك".

ووصف غصن بـ "البوق الذي يتكلّم باسم النظام السوري ولمصلحته وليس لديه مسؤولية وطنية"، مشيرا الى ان "غصن تصرّف إزاء مقتل اللبنانيين الثلاثة في وادي خالد كأن شيئاً لم يكن، ولم يحرّك ساكناً ولم يعزِّ أهالي الشهداء ولم يذهب الى المنطقة. وهذا ما يؤكد أكثر فأكثر انه ينفّذ ما يطلبه منه النظام السوري". وختم: "إنه وزير النظام السوري ووزير بشار الأسد

 

علّوش: نحن لا ندافع عن القاعدة ونتاجر بها كما يفعل بشار الاسد... ووجود فرنجية وامثاله مرتبط ببقاء هذا النظام  

سلمان العنداري

علّق القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علّوش على تصريحات رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي اكد ما كان روّج له وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم "القاعدة" في بلدة عرسال البقاعية، فقال: "من المؤكد ان الوزير فايز غصن ورئيسه سليمان فرنجية هما جزء من التحالف التابع للنظام السوري، ويدافعان عن هذا النظام بكل ما اوتي لهم من قوة، لان وجودهم السياسي المضخّم والمتورّم سببه وجود هذا النظام، ولذلك نراهم يدافعون عن مصالحهم، عندما يقومون بتنفيذ ما يريده النظام السوري". علّوش وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اكد ان "المطلوب هو ان تقوم الدولة بواجباتها لحماية المواطنين. واذا كان هناك من تنظيم قاعدة، فما على الدولة الا ان تقوم بواجبها وتحاصر هذه المجموعات و تقبض عليها. اما ان تطلق اشاعات في هذا الموضوع خدمةً للنظام السوري فهذا بالتأكيد مضر بمصلحة المواطنين". واضاف: "نحن لا ندافع ولا نتاجر بالقاعدة، خاصة وان النظام السوري هو احد اكثر الانظمة الذين تاجروا بهذا التنظيم وتعاونوا معه، وبالنسبة لنا فإن عداوتنا مع الارهابيين والمتطرفين هي عداوة مستمرة، لذلك فإن المطلوب من الدولة هو ان لا تقوم بإجراءات اعلامية دون اي اثباتات، لان ما يحدث اليوم يضرّ بمصلحة الناس والسياحة والاقتصاد".

عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار اشار في حديثه الى ان "المشكلة هي بين عرسال والنظام السوري. فأهالي عرسال اعلنوا صراحةً أنهم يدعمون الثورة في سوريا وهم ايضاً يساعدون اللاجئين من سوريا الى لبنان هرباً من ظلم واجرام نظام الاسد، ولذلك هناك محاولة مشتركة بين بعض السياسيين في لبنان والنظام السوري لتأديب بلدة عرسال، ولتبرير الوحشية التي يقوم بها النظام السوري تجاه اهالي البلدة والتي ادت الى جرح واستشهاد عدد من المواطنين". وعن الازمة بين الداخلية والدفاع قال: "الازمة مسألة واقعة، والقضية هي ان وزير الدفاع يريد ان يصرح ويقول ما يأمره به النظام السوري لمصلحته، ويبدو ان وزير الداخلية بعيد عن هذا الموضوع وهو يتحدث فقط بما يمليه عليه واجبه". وعن طبيعة العلاقة بين وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ووزير الدفاع فايز غصن بعد التناقض الواضح في تصريحاتهما في الآونة الاخيرة، خاصة في ما يتعلق بالموضوع الامني، اعتبر علّوش ان "الازمة واقعة بين الرجلين وموجودة، وهي ازمة بين التيار الوطني الحرّ وبين المردة من جهة، وبين التيار الوطني الحرّ والمردة ورئاسة الجمهورية من جهة اخرى". وتابع: "الازمة قائمة، ولكنها صامتة، وستبقى كذلك على الارجع، ولكنها تخاض بالوكالة".

واضاف: "الازمة هي بين من يعتبرون ان لا وجود لهم الا بوجود النظام السوري، وعلى رأسهم الوزير فرنجية والعماد عون، وبالتالي فهم في نفس الصف ولا اعتقد ان هناك مجال للمواجهة. وهناك مجموعة اخرى من السياسيين تعتبر ان وجودها السياسي غير مرتبط بالنظام السوري، وهي تريد الحفاظ على وجودها سواء بقي النظام ام رحل". وعن كلام الرئيس سعد الحريري عن قرب سقوط النظام السوري، اعتبر علّوش ان "المنطق يقول ان هذا النظام آيل الى السقوط خاصة وان الحصار قد اصبح اكثر جدية على هذا النظام، ولدى الرئيس الحريري معطيات مهمة ودقيقة وحسّاسة بعد اللقاءات والإتصالات الدولية التي يقوم بها ويجريها على كل المستويات والاصعدة".

*موقع 14 آذار

 

الجنرال الإيطالي باولو سيرا قائداً لـ"اليونيفيل"

المستقبل/أكدت إيطاليا امس "عزمها الراسخ على مواصلة تقديم مساهمة كبيرة في مجال تنفيذ القرار 1701". وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، ان وزيري الخارجية والدفاع الإيطاليين جوليو تيرسي وجانباولو دي باولا عبرا امس عن "بالغ الإرتياح لقرار الأمين العام بان كي - مون تعيين اللواء الإيطالي باولو سيرا قائدا لليونيفيل في لبنان"، والتي تساهم ايطاليا فيها بوحدة وطنية تضم أكثر من ألف جندي. وهو قائد لواء من الجيش الإيطالي عمل سابقا في إطار مهمات القوة الإيطالية في أفغانستان. وقال الوزيران إن "أحد الأهداف الأساسية للسياسة الأمنية الإيطالية، والتي تعتبر الممول الأول للقوات تحت رعاية الأمم المتحدة بين أعضاء مجموعة الثماني، هو الحفاظ على مستوى فاعل من وجودها العسكري في مناطق الأزمات استجابة لأولويات السياسة الخارجية وبما يتناسب مع التزامات الأمم المتحدة وحلفائنا". ولفتا إلى أن "إيطاليا في الحقيقة هي المساهم القطري السادس في ميزانية الأمم المتحدة لبعثات حفظ السلام" الدولية. وأشارا إلى أن "ايطاليا تؤكد من جديد عزمها الراسخ على مواصلة تقديم مساهمة كبيرة في مجال تنفيذ القرار 1701 الذي حدد ولاية بعثة "اليونيفيل" ومهماتها، والتي نشرت لضمان الحفاظ على وقف النار في جنوب لبنان بعد حرب عام 2006 بالموافقة اللازمة والكاملة من الطرفين اللبناني والإسرائيلي".

وقال البيان إن "تعيين ضابط كبير يحمل خلفية متميزة وخبرات مهنية واسعة كالجنرال سيرا بعد عامين من فترة ولاية الجنرال (الإيطالي) كلاوديو غراتسيانو هو مصدر فخر كبير لإيطاليا وشهادة تقدير مرموقة وثقة بقواتنا المسلحة، والتي يعترف بمهنيتها شركاؤنا الدوليون والسكان ذوو الصلة بقواتنا".

وخلص البيان الى ان "تعيين سيرا بالتالي تأكيد كبير للأهمية السياسية والإستراتيجية المركزية للدور النشط الذي تقوم به ايطاليا لتعزيز الاستقرار وسلامة منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ذات التأثير الأساسي على الأمن الدولي".

"اليونيفيل"

وفي الناقورة - "المستقبل"، اوضحت مصادر في القوات الدولية العاملة جنوب الليطاني انها قد اخذت علما بتعيين امين عام الامم المتحدة بان كي مون قائدا جديدا لليونيفيل خلفا للقائد الحالي الجنرال الاسباني البرتو اسارتا. وقالت انها لم تبلغ رسميا باي شيء في هذا الاطار بعد وانها بانتظار تبلغها القرار بتعيين القائد الجديد عبر الطرق الرسمية من نيويورك ، لافتة الى ان مهام القائد الحالي الجنرال اسارتا تنتهي الشهر الجاري. يذكر ان القائد الجديد لليونيفيل هو القائد الايطالي الثاني لليونيفيل بعدما كانت ايطاليا تسلمت القيادة بعد انتشار اليونيفيل المعززة في 2006 مع تسلم الجنرال كلاوديو غراتسيانو لهذه المهمة، كما ان تعيين جنرال ايطالي جاء بعد عزوف فرنسا عن ترشيح اي من ضباطها لهذه المهمة في اعقاب ما تعرضت له وحدتها من اعتداءات في الجنوب.

 

خبراء عسكريون يحلّلون الكلام الإسرائيلي عن بناء جدار عازل بدءاً من كفركلا

حنا: سابقة ستتكرر

قاطيشا: حماية أمنية

حطيط: يعطى الحق بمنعه

كارلا خطار/المستقبل

بعد المعلومات عن عزم إسرائيل اقامة أول جدار فاصل بين بلدة كفركلا اللبنانية وبلدة المطلة المحتلة، تنتهي اسرائيل من تخطيطه في الأيام القريبة ليبدأ العمل في بنائه خلال الأسابيع المقبلة. لن يتمكن حينها أبناء بلدتي بنت جبيل ومرجعيون والمارّون على الطريق الداخلي والخاص بلبنان من "التلصص" على ما يقوم به المزارعون الإسرائيليون في أراضيهم التي تبعد 10 أمتار عن الشريط الحدودي. الخبراء الاستراتيجيون يؤكدون ان الجدار سيحجب الرؤية ويؤمن للإسرائيليين الحماية من أخطار أي عمل عسكري أو غير عسكري على الحدود اللبنانية بمحاذاة الشريط الذي رسّم في العام 1949 ثم أعيد ترسيمه في العام 2000 وهو ما يعرف بالخط الأزرق. ويتفق الخبراء حول هذه النقطة حيث إن طول الجدار قد يتعدى الكيلومتر الواحد، أما ارتفاعه فحدد بخمسة أمتار، كما سيحمل وسائل إنذار. ولأن الحدود مرسمة، استغلت الحكومة الإسرائيلية الفرصة وأبلغت قوات الأمم المتحدة عن مشروعها المستقبلي الذي لا يحق للبنان الإعتراض عليه إلا في حال استباحت اسرائيل الأراضي اللبنانية من أجل عملية البناء.. ويرى خبراء آخرون بأن المقاومة هي التي فرضت على اسرائيل بناء الجدار الذي يحمل أبعادا معنوية يحصن الجنود الاسرائيليين ضد الأسى الذي يشعرون به بعد هزيمتهم في العام 2000 وهو عدوان يعطي الحق بالتصرف لمنعه. ولا بدّ من الإشارة الى أنه في شهر آب من العام 2010 قتل صحافي و3 جنود لبنانيين وضابط اسرائيلي عند الشريط الحدودي بعدما أراد الاسرائيليون قطع شجرة داخل لبنان.

تقع منطقة كفركلا التي تريد اسرائيل فصلها عن المطلة من خلال الجدار الفاصل، في وسط "إصبع الجليل" وشكلها واضح على الخريطة من الحدود بخط صاعد لينخفض بعدها راسماً شكلا مثل الاصبع. وتطل بلدتا كفركلا والمطلة، وهي اسم على مسمى، على بعضهما ويمكن للمار مراقبة كل ما يحصل في أراضي الجانبين اللبناني والاسرائيلي بوضوح، كما أنهما تشكلان بوابة مشتركة.

حنا

وبعد الاطلاع على خريطة الحدود الجنوبية للبنان، يلاحظ الخبير العسكري الاستراتيجي العميد الياس حنا أن المنطقة التي تريد أن تبني فيها اسرائيل الجدار كان يدخل منها الاسرائيلي في العام 2006 الى الخط الداخلي اي الى مرجعيون والخيام والبقاع الغربي، بالإضافة الى الخط البحري الذي يدخل منه الى صور وصيدا. ويشرح حنا بأن اسرائيل تتميز بعقلية الحصار ومفهوم "الغيتو" وهو مفهوم الانعزال عن الخارج، عائدا للتاريخ حيث عاش الاسرائيليون منعزلين عن العالم. اما اليوم فاختاروا بناء الجدار الذي سيكون شبيها بجدار شارون في الضفة الغربية، وكالسياج على حدود مصر الذي يمكن أن يتحول بدوره جدارا، كما أنهم سيبنون جدارا على الحدود الاردنية. في هذا الإطار يلفت الى أن التخطيط الاسرائيلي يمتد اليوم الى مرحلة مستقبلية، فالإسرائيليون يتساءلون ماذا سيأتي بعد الربيع العربي بشكل عام، وماذا سيتغير في الصراع؟ استراتيجياً، يرى حنا بأن الجدار هو عائق وحاجز في الوقت عينه: هو عائق لحزب الله وحاجز لإسرائيل، لكن الحاجز بمقاساته سيمنع التسلل، ما يسمى في العلم العسكري "مبدأ توفير القوى" اي مبدأ إقتصاد القوى لتحصر اسرائيل تركيزها في مكان آخر هو الطريق اي ممر المطلة الذي يؤدي الى البقاع الغربي. كما أن الكيلومتر الواحد على طريق آت من اسرائيل ويؤدي الى العمارة وقلعة الشقيف سيؤمن حماية عرضا. والجدار سيحجب نظر المارين من كفركلا اللبنانية الى كل المستعمرات الاسرائيلية وخصوصا المطلة، كما سيشكل حاجزا لمنع المراقبة في حال قررت اسرائيل القيام بهجوم أو ما شابه فالمنطقة ستكون آمنة. قانونيا، لا بدّ لإسرائيل ان ترتكز على القانون بما لا يمكن النقاش فيه حتى لا يعارض لبنان خطوتها في بناء الجدار في مجلس الأمن لأنها ليست مستعدة لأي جدل. فالحل مرسّم أصلا ولا خلاف حوله وهي تريد أن تستغله. مع الإشارة الى أن الخط الأزرق هو خط انتقالي ومرحلي وليس أساسيا، ويعني أن الحدود رُسّمت.

ويربط حنا الجدار بما يحصل عربيا. فالجدار سيشكل سابقة للتكرار في أماكن عدة حيث تعاني اسرائيل من مشاكل. وهي تقوم بما يناسبها ضمن خطة في الجبهة الجنوبية وعلى جبهة الجولان لأنهم لا يعرفون ماذا سيجري في سوريا. وهي تضع الجدار في الإطار العام: ماذا يحدث في سوريا؟ ماذا سيحدث مع حماه؟ ما قد يحدث في الاردن؟ وما قد يحدث على الجبهة السورية؟ وهذا جزء من استراتيجية كبرى.

قاطيشا

بين العامين 1968 و1975، كان العميد وهبي قاطيشا متواجدا بشكل دائم في المنطقة حيث تسعى اسرائيل الى رسم الجدار اليوم. والطريق نفسه لا يزال يمر في الأراضي اللبنانية وبمحاذاة الحدود. وكما اليوم يرى الطرفان بعضهما بوضوح تام، كذلك كانوا من الحدود اللبنانية يشاهدون المزارعين الاسرائيليين وهم يعملون في الأراضي التي تبعد عنهم 10 أمتار فقط! اليوم، يرى الخبير في الاستراتيجية العسكرية اللبنانية العميد الركن المتقاعد وهبي قاطيشا أن منطقة كفركلا هي الأكثر حساسية على الحدود اللبنانية مع اسرائيل لأن الطريق المؤدي الى بنت جبيل في بقعة كفركلا والعديسة يمر بمحاذاة الشريط الحدودي وهي طريق للسيارات. وعلى طول الكيلومتر هناك بساتين وحدائق يعمل فيها الإسرائيليون، ويعتبرونها نقطة ضعف لأن كل شخص يمر على طريق جنوب اللبناني يقف ليتفرج على بعد أمتار قليلة من المواطن الاسرائيلي. وتعتبر هذه المنطقة نقطة ضعف أمنية ضد الإسرائيليين، والدليل أنه منذ عامين قتل ضابط اسرائيلي على الحدود بسبب سهولة المراقبة. ويشرح قاطيشا بأن الهدف من بناء الجدار على حدود البستان هو منع أي مارّ من الجهة اللبنانية من اختلاس النظر الى المزارعين الاسرائيليين أو الاعتداء عليهم. وفي تحليله أن الجدار سيشكل حماية أمنية للإسرائيليين وعمقا دفاعيا. كما انهم أبلغوا المراقبين الدوليين والأمم المتحدة بقيام الجدار لسببين: للتأكيد على أنهم سيبنون الجدار من جهة أرضهم، ولخلق الإطمئنان لدى الفريق الثاني وهو الجيش اللبناني بأن التحصينات التي يقومون بها ليست عسكرية بقدر ما هي تحصينات لحجب الرؤيا فقط. ونظرا الى اطلاعه عن قرب على المنطقة الحدودية، يلفت قاطيشا الى أن الطريق من بنت جبيل الى مرجعيون داخلية وخاصة بلبنان فقط، لكنها تمر بمحاذاة الشريط الحدودي من دون أن تمر في الأرض المحتلة، وعند المرور على هذه الطريق تكون بساتين الإسرائيليين على بعد 10 أمتار من لبنان. أما على بقية الحدود ليس هناك من بساتين تصل الى الشريط الحدودي لذا لن يبنوا جدارا آخر. ولا يمكن الجزم بأن للجدار ارتدادات إيجابية أو سلبية بالنسبة الى لبنان، مشيرا الى أنه يحق للبنان أن يشكو اسرائيل لدى الأمم المتحدة إذا استباحت ارضنا، لكن قوات الأمن الدولية والأمم المتحدة سيشكلون شهودا لإطمئنان الجانب اللبناني الى ما يجري، كما أن الجانب اللبناني الرسمي سيكون شاهدا أساسيا على ما سيجري.

حطيط

وعلى الرغم من أن 12 سنة تفصل بين العام 2000 والعام الحالي، إلا أن اسرائيل اختارت هذا التوقيت لتبني جدارا معنويا لإبعاد الأسى عن جنودها المنهزمين بحسب العميد الركن المتقاعد أمين حطيط الذي قال إن الجدار الذي ستبنيه اسرائيل ما هو إلا استكمال لما حصل في العام 2000، حين استطاعت المقاومة أن تهزمها وتخرجها بالقوة من لبنان، وكان في ذلك ما نسميه "الهزيمة الميدانية". لكن بعد العام 2000، تحول ما كان يسمى ببوابة فاطمة والجدار الطيّب الى مزار للجنوبيين لإظهار فرحهم وزهوهم بالانتصار، وهذا الأمر كان يسبب الريبة والأسى لدى الإسرائيليين ويؤثر في معنوياتهم. ولقد دأبت اسرائيل أكثر من مرة عبر الأمم المتحدة الى وقف هذه التظاهرات الشعبية على الحدود، وطبعا ليس من حقها بأن تتدخل بكيفية تصرف الشعب اللبناني. ولما لم يخضع اللبنانيون المنتصرون بمقاومتهم وبصمودهم في الجنوب للإملاءات الإسرائيلية ها هي إسرائيل تلجأ اليوم الى بناء هذا الجدار. ويعتبر حطيط أن الجدار ذاته هو نوع من الإقرار الإسرائيلي بالهزيمة النفسية يتبع الإقرار الإسرائيلي بالهزيمة الميدانية في العام 2000 والتي تكرست في العام 2006. قانونيا، يقول حطيط بأن لكل دولة وفقا للقانون الدولي العام الحق بأن تقوم بما تشاء على الأرض التي تبسط عليها سيطرتها وحدودها. وانطلاقا من هذه القاعدة يمكن لإسرائيل أن تبني جدارا في الأراضي الفلسطينية التي تغتصبها وتقيم كيانها عليها. أما إذا تعدت الحدود الدولية مع لبنان فهذا الأمر يعتبر انتهاكا للسيادة اللبنانية وللأرض اللبنانية يسمح عندها للبنان بأن يلجأ بشتى الطرق للمواجهة السياسية والديبلوماسية والميدانية من أجل منع ذلك. ونحن نرى بأن الجيش اللبناني بموقفه ولفته النظر بأنه لم يسمح بتقدم الإسرائيليين الى الأراضي اللبنانية والدخول لبناء الجدار هو موقف في مكانه، خصوصا وأنه لا يوجد أي خلاف حول الخط الأزرق والحدود الدولية بل تطابق، وبالتالي فإذا أرادت اسرائيل أن تبني الجدار ستستطيع بهذا المنطق أن تقيمه مكان الشريط الشائك، أما أن تبقي الشريط وتنقل الجدار الى الأراضي اللبنانية فهذا يعتبر عدوانا يعطي لبنان الحق في التصرف لمنعه. هنا يمكن للبنان أن يشكوها للأمم المتحدة ويمكن للجيش اللبناني أن يتدخل لمنع دخول أي جندي أو عامل اسرائيلي بالقوة الى الأرض اللبنانية. أما من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، فلا قيمة للجدار خصوصا وأنه في البدء لن يكون سوى على مسافة كيلومتر واحد. كما لا قيمة ميدانية له إنما المدلول الاستراتيجي يكمن في أن إسرائيل نفسها، التي كانت ترفض فكرة الحدود الثابتة والتي كانت تضع في علمها الخطين الأزرقين في إشارة منها الى النيل والفرات على أنهما الحدود، تعود الآن وتجد نفسها ملزمة بالاعتراف بالآخر فتبني جدارا تتحصن خلفه، والتحصن هو معنوي أكثر مما هو مادي. ويختم حطيط "اسرائيل عادت واقتنعت بأنه لا يمكنها وضع الحدود حيث تشاء بل حيث تكمن القوة المقابلة وهي المقاومة التي تفرض على اسرائيل وضع الحدود."

 

أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد لـ "المستقبل": فرنجية يغطي "السماوات بالقبوات" دفاعاً عن وزير الدفاع

حاورته: صفاء قره محمد

رأى أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد في كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، "تصاعداً للثورة السورية لتحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة"، موضحاً ان "موقف جنبلاط بديهي من حيث دعوته أبناء الطائفة الدرزية الى الوقوف في المكان الذي يجب أن يقف فيه كل أبناء الشعب السوري بمعزل عن أي انتماء مذهبي".

وأسف في حديث الى "المستقبل أمس، لأنه "رغم شلال الدم الذي ما زال يتساقط في سوريا فإن مهمة بعثة المراقبين العرب تبدو كأنها معبر إلزامي من أجل الوصول إلى مستوى آخر في إدارة الأزمة في سوريا". مؤكداً أنه "سيكون للثورة السورية تأثير كبير جداً على مسار الأحداث في لبنان وعلى استعادة الشعب اللبناني دوره الرائد بالتمسك بالديموقراطية والحرية". ولفت الى أن "كلام رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية محاولة لتغطية السماوات بالقبوات بعد الموقف الخاطئ لوزير الدفاع فايز غصن".

وهنا نص الحوار:

[ كيف تقرأون موقف النائب وليد جنبلاط الذي دعا بني معروف في سوريا الى الإحجام عن المشاركة مع الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري؟

ـ هذا موقف متوقع من النائب جنبلاط لأن لا أحد يستطيع أن يقف مكتوف اليدين إزاء ما يُرتكب من مجازر بحق الشعب السوري، بمعزل عن أي انتماء طائفي أو مذهبي. جوهر ما يجري في سوريا هو انتفاضة وثورة شعبية ضد نظام قمعي تتم على يديه انتهاكات يومية لأبسط حقوق الانسان وخصوصاً انتهاكه لكرامة الإنسان. موقف جنبلاط موقف بديهي من حيث دعوته أبناء الطائفة الدرزية الى الوقوف في المكان الذي يجب أن يقف فيه كل أبناء الشعب السوري بمعزل عن أي انتماء مذهبي، ويأتي هذا الموقف ليدحض نظرية أن الصراع في سوريا هو صراع بين طوائف ومذاهب، وأن أي تغيير سيحصل على حساب طائفة معينة أو أخرى، وهذا الموقف يثبت أن الثورة السورية سوف تتصاعد لتحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة.

[ بعد مواقف أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وقضية المراقبين العرب التي لم تؤدِّ إلى وقف المجازر، ما هو السيناريو الذي يمكن أن يحصل في سوريا، وكيف ستكون انعكاساته على لبنان؟

ـ ما من أحد كان يتوقع أن تنجز بعثة المراقبين العرب مهمتها خلال أيام وأن تتكلل بالنجاح، وخصوصاً أن الكل يدرك أن النظام السوري أعطي من الفرص سابقاً ما لم يُعطَ لنظام عربي آخر، وهو أهدر كل هذه الفرص. للأسف الشديد ورغم شلال الدم الذي ما زال يتساقط في سوريا فإن مهمة هذه البعثة تبدو كأنها معبر إلزامي من أجل الوصول إلى مستوى آخر في إدارة الأزمة في سوريا، إذ مهما كان عدد المراقبين أو رغبة بعض المراقبين بالوقوف موقف المحاذاة تجاه النظام السوري، لا يمكن في النهاية لهذه البعثة إلا أن تلحظ مدى القمع الذي يتعرض له الشعب السوري على يد النظام، وأن تخلص الى نتائج تدين سلوكياته، والذي يبدو أنه يغيّر تكتيكاته لكنه لم يغيّر سلوكه حتى الآن، بدليل حديث العربي عن انسحاب للآليات العسكرية مع استمرار القناصة القيام بمهمتها المشؤومة.

[ ماذا تتوقعون؟

ـ من المتوقع انه خلال بضعة أسابيع، ومع اكتمال مهلة الشهر التي حددت لبعثة المراقبين العرب، وإذا لم يستجب النظام السوري للمطالب التي طرحتها المبادرة العربية، والتي لا تقتصر على سحب الآليات من الشوارع بل تتجاوزها الى إطلاق عشرات الآلاف من المعتقلين والسماح لوسائل الإعلام بالدخول الى سوريا وتغطية الأحداث، والسماح بالتظاهر الحرّ لأبناء الشعب السوري. إذا لم تتحقق هذه المطالب، وهذا للأسف الشديد ما لا نتوقع حدوثه، فسينتقل الملف من جامعة الدول العربية الى الأمم المتحدة التي يصعب حينها على روسيا والصين أن يستمرا باعتماد موقف متساهل مع النظام السوري، وسينتقل الموقف داخل مجلس الأمن إلى إمكانية إصدار قرارات أكثر حزماً حيال الوضع السوري.

[ بدا حديث النائب سليمان فرنجية بالأمس من خلال دفاعه عن الوزير غصن والتأكيد أن تنظيم "القاعدة" موجود في لبنان، وكأنه مقدمة لشن ما يحضّر في سوريا ومن خلال حلفاء النظام في لبنان على المناطق الحدودية، ما هو رأيكم؟

ـ كلام النائب فرنجية هو لتغطية الخطأ الكبير الذي وقع فيه وزير الدفاع فايز غصن في حديثه عن "القاعدة" وعرسال بطريقة مجافية للحقيقة والواقع، وبطريقة تم استغلالها من جانب النظام السوري من أجل تبرير التفجيرات التي وقعت في دمشق، ومن أجل تبرير حديثه الدائم عن ان ما يجري في سوريا هو مؤامرة من قوى أصولية وإسلامية وجهادية خلافاً لما هو حاصل في الواقع، أي انه ثورة شعبية. ان مسعى فرنجية محاولة لتغطية "السماوات بالقبوات" أي لتغطية الموقف الخاطئ لغصن والذي كان رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أول من دحضه وكذلك مجلس الوزراء ووزير الداخلية مروان شربل، وبدليل الإنتقادات الحادة التي وجّهها فرنجية لكل من وزير الداخلية والمراجع العليا في الدولة.

[ كيف تقرأون كلام فرنجية واتهاماته بأن المؤسسة العسكرية مستهدفة؟

ـ هذا جزء من الحملة نفسها، يجدر بكل السياسيين الذين يتدخلون بهذا الموضوع أن يقدّموا الوقائع بدلاً من تقديم المواقف. كان المطلوب من وزير الدفاع، إن كان فعلاً يملك معلومات، أن يتقدم بها. أعتقد أن أقصر طريق لحسم هذا الجدال هو تقديم المعلومات والحديث عن وقائع وليس الإستمرار في الحديث عن معلومات من دون تقديمها. ان كلام قائد الجيش العماد جان قهوجي لدى لقائه وفداً من عرسال كان حاسماً وواضحاً ان لا شبهة اطلاقاً على بلدة عرسال وأنه لا يوجد أي شبهة لوجود "القاعدة" حالياً في لبنان. آن الأوان ان يكف أنصار النظام السوري في لبنان عن استغلال هذا الموضوع الذي فقد كل صدقية له لأنه لن يكون لـ "القاعدة" مكان في لبنان بلد الإعتدال لكل الطوائف.

[ الحكومة تراوح في قراراتها، فمعركة الأجور لم تحسم بعد ردّ مجلس شورى الدولة لمشروع وزير العمل شربل نحاس ما يخلق ارباكاً في هذا الموضوع، كيف ستخرج الحكومة من مأزق الأجور، وكيف سينعكس هذا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للبنانيين؟

ـ إن ملف الأجور يشكل أكبر فضيحة في تاريخ إدارة الملفات لدى أي حكومة مرّت على لبنان، لا يجوز أن تقوم الحكومة بالتمرين نفسه أربع مرات وأن ترسب بهذا الامتحان لدى مثولها أمام مجلس شورى الدولة، هذا دليل على أن هذه الحكومة لا تملك أي رؤية موحدة لحل مشكلات اللبنانيين بل هي رفقة درب مؤقتة بين مصالح متناقضة كل هدفها لدى تشكيلها الإنقضاض على نتائج إنتخابات 2009 وسلب إرادة الناخبين. أعتقد أن أبسط طريق لحل هذا الملف هو في البحث المتروّي بعيداً عن المزايدة الشعبوية والأخذ بالاعتبار نقطتين، الأولى ضرورة ان تزيد القدرة الشرائية للمواطنين وليس فقط القدرة الإسمية للراتب، والثانية أن تؤخذ بالاعتبار أوضاع الاقتصاد خصوصاً في سنة هي أكثر السنوات عسراً في المسار الاقتصادي للبنان، إذ ان نسبة النمو لم تتجاوز 1.5 بالمئة وهو أكثر رقم إنخفاضاً منذ أكثر من 15 سنة في لبنان.

[ التعيينات لا تزال تراوح محلها وسط اصرار "التيار الوطني الحر" على تعيين ما يراه مناسباً لطموحاته، هل ستشهد البلاد أزمة جديدة في هذا الموضوع بعد تمويل المحكمة؟

ـ ان جوهر المشكلة بالنسبة الى التعييات هو هذه النظرة المتخلفة لمواقع الدولة التي تتعامل مع الوظائف الأساسية فيها بوصفها مشاعات ومزارع طائفية ومراكز نفوذ ومحسوبيات، وهذه للأسف الشديد نظرة متواصلة منذ انتهاء الحرب في لبنان حيث منطق المحاصصة والمحسوبية. السؤال المطروح هل سيكون الولاء للدولة اللبنانية أم لأصحاب النفوذ؟ وحتى هذه اللحظة ما نراه هو غلبة المحسوبية على الولاء للدولة. من الصعب أن تتم التعيينات في ظل غياب رؤية موحدة للإدارة وفي ظل عدم استعداد مراكز القوى للتخلي عن منطق المحاصصة.

[ برأيكم، هل جاء الوقت لتحقيق ما دعا اليه الشهيد سمير قصير وهو قيام الثورة ضمن الثورة من أجل مواكبة لبنان للربيع العربي؟

ـ لا شك في أن ما نشهده في العالم العربي هو نوع من التجسيد لتوقعات الشهيد سمير قصير حول أوضاع الشقاء العربي المتواصل منذ عقود، والذي كان يعتقد كثيرون انه نوع من القدر، حيث ان أحداث الربيع العربي التي تثبت ان الشعب العربي كسائر شعوب الأرض شعب توّاق الى الكرامة الإنسانية والحرية والتقدم. من المؤسف ان لبنان الذي كان سبّاقاً في ارساء مفاهيم الحرية والديموقراطية والعدالة، نجده أسير المعادلات الطائفية ومعادلات تغليب السلاح على الحياة السياسية. الوقت لن يطول قبل أن ينتفض اللبنانيون على هذا الواقع وان يكسروا قيود الاستقطاب المذهبي والطائفي، وسيكون للثورة السورية تأثير كبير جداً على مسار الأحداث في لبنان وعلى استعادة الشعب اللبناني دوره الرائد بالتمسك بالديموقراطية والحرية

 

فرنجية زار دير "مار روكز" في الدكوانة واثنى على جهود الرهبانية الانطونية في لبنان وخارجه

وطنية - 4/1/2011 زار رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية دير "مار روكز" - مركز الرئاسة العامة للرهبانية الانطونية المارونية في الدكوانة، وكان في استقباله الاباتي داود رعيدي ومجلس المدبرين، النائب العام الاب انطوان راجح، رئيس الدير الاب مارون بو رحال، رئيس ومدير المعهد الانطوني في بعبدا الاب جورج صدقه، رئيس دير مار الياس - انطلياس الاب ريمون هاشم، رئيس الصندوق الماروني الاب نادر نادر، القيم العام الاب ايلي نجار، قيم الدير الاب ايلي عبود، امين السر الخاص الاب شربل بو عبود وجمع من الرهبان الانطونيين من زغرتا وبلدات القضاء وجمهور دير الرئاسة العامة. ورافق النائب فرنجية في زيارته العميد جوزف المعراوي وقبلان يمين وانطوان فنيانوس. وعرض الاباتي رعيدي مع النائب فرنجية والاباء للاوضاع الراهنة على الساحتين المحلية والاقليمية. وبعدها انتقل الجميع الى مائدة الغداء، حيث اثنى فرنجية على "الجهود والرسالة التي تقوم بها الرهبانية في مختلف القطاعات في اديارها ومؤسساتها داخل لبنان وخارجه".

 

الكتائب انتقدت "السطحية في التعاطي مع زيادة الأجور/ليكن العام الجديد محطة لاجراء جردة حساب وتحديد الخيارات

 وطنية - 4/12/2012 عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل استثنائيا اليوم، لمصادفة الاثنين الماضي يوم رأس السنة 2012، وبعد التداول في آخر المستجدات اللبنانية والعربية أصدر المجتمعون بيانا هنأوا في مستهله "اللبنانيين لمناسبة حلول العام الجديد"، متمنين ان "تكون محطة لاجراء جردة حساب يقوم بها المسؤولون والمواطنون على حد سواء لتحديد خياراتهم فالبلاد على أبواب سنة مليئة بالتطورات المحلية والاقليمية والعربية اقل ما يقال فيها انها مصيرية وتاريخية وتحتاج الى وعي من قبل الجميع يرقى الى مستوى التحديات التي تحملها الى المنطقة ولبنان". وتوقف المكتب "امام الضياع الأمني الذي تعيشه الأجهزة الأمنية والحكومة على حد سواء، ما ادخل البلاد في سجالات خطيرة وعديمة المسؤولية تكشف لبنان وتعرضه لمزيد من التدخلات الخارجية وتفتح ساحته على المجهول عوض ان تسعى كما يمليه عليها واجبها الى تحصين الساحة الداخلية في وجه التداعيات التي تخلفها التطورات في العالم العربي". وأسف لأن "تتلهى الحكومة بالقشور فيما الوضع المعيشي والاقتصادي الى مزيد من التفاقم نتيجة تناقضاتها التي باتت تشكل الخطر الأكبر على مصالح الناس"، متوقفين "امام السطحية في التعاطي مع موضوع زيادة الأجور بحيث يرد المشروع من قبل مجلس شورى الدولة للمرة الثالثة على التوالي وللأسباب نفسها، فأصبحت لقمة عيش المواطن كرة يتقاذفها التجاذب السياسي ومادة لتثبيت نفوذ او موقع، هذا اضافة الى ان الغلاء منذ ثلاثة اشهر قد اطاح بالزيادة ولا احد يتحدث عنه". واذ اكد الحزب "مواقفه الثابتة من ان اي زيادة مهما بلغت" شدد على ان "تترافق مع سلة تقديمات اجتماعية وصحية كما يفترض بكل زيادة ان ترتكز على دراسة علمية يتولاها اصحاب الاختصاص وافرقاء الانتاج".

 

 مفتي الجمهورية عرض مع زواره الاوضاع الراهنة: نشر الجيش لحفظ الحدود وتفادي مثل الحوادث المؤلمة

النائب السابق حسن يعقوب: ما تناقلته وسائل الإعلام عن الصدر غير صحيح ولا يستند الى معطى اكيد او دليل بالنسبة الينا

وطنية - 4/1/2012 استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني النائب السابق حسن يعقوب، الذي قال: "زيارتنا الى المفتي قباني هي لأخذ البركة والتواصل الوطني، فضلا عن الوحدة الإسلامية التي نحن في أمس الحاجة اليها اليوم، والاطلاع والبحث بالموضوع الداخلي الذي لا بد أن يلامس ما يجري حولنا في المنطقة، وخصوصا ما يجري في الشقيقة سورية، ومن المعلوم أن الوعي والإدراك الذي يحتاجه اللبنانيون في هذه المرحلة يستطيع رجالات حكماء أمثال المفتي قباني أن يقوموا بدور أساس في ما يتعلق بهذه المرحلة، ونعتقد أن الواقع اللبناني لا يمكن أن يتحمل أي زج في أتون ما يجري حولنا، ولا أعتقد أن هناك لبنانيا يظن أن هذا الدفع بالداخل اللبناني في ما يتعلق بأزمات ما يحدث حولنا وخصوصا في سورية يخدم لبنان ويخدم الشعب اللبناني، ما يخدم الشعب اللبناني بشكل مباشر هو تطبيق اتفاق الطائف بما يعني من علاقات مميزة والتنسيق والتعاون بين لبنان وسورية، وسورية هي هذه سوريا النظام الموجود الآن، ومن يعتقد أنه يستطيع الحديث عن أن سوريا هي بعض الشعب الذي يعترض وليس هذا النظام والشعب الذي يؤيده فأيضا هو يدخل الداخل اللبناني في موضوع ليس لنا مصلحة به على الإطلاق، هذا الأمر هو أمر أساسي".

اضاف "الواقع الاستقراري الذي ننعم به كلبنانيين الآن يجب علينا أن نحافظ عليه، يجب علينا أن نحصنه ويجب أن ندعِّم كل أمور التوافق الداخلي اللبناني من خلال التواصل ومن خلال الحوار، الحوار دائما يؤدي إلى نتائج ونتائج إيجابية ويحتاجها الشعب اللبناني من أجل أن يستقر، من أجل أن يطمئن، من أجل أن يقضي الأيام والمخاطر التي تدور من حوله بأقل أضرار ممكنة، وهذا ما عبرنا عنه دائما بكل المواقع وبكل المحافل التي نستطيع أن نؤثر فيها ونستطيع أن نتشاور فيها".

وتابع يعقوب: "أعود للمرجعيات الحكيمة كسماحة مفتي الجمهورية، يمثل هذا الواقع، ويمثل هذا الائتلاف وهذا التواصل، وهو واقع وموئل أساسي للتواصل بين كثير من الأطراف على الساحة في لبنان".

سئل: ما صحة المعلومات التي تم تداولها حول قضية الإمام السيد موسى الصدر؟

أجاب: "اعتاد الشعب اللبناني على كثير من المعلومات، ما قصدت به الذي نشر في جريدة "اللواء" وتناوله بعض أجهزة الإعلام، أعتقد حتى الآن لا يمكن أن نضيف على ما قد أدلينا به من قبل، ولكن نحن في صدد الذهاب إلى ليبيا الآن بشكل رسمي، ويتم تشكيل وفد.

سئل: هل نفهم من كلامك أن ما تناقلته وسائل الإعلام هو غير صحيح عن موضوع الامام الصدر ورفيقيه؟

أجاب: "لا يستند إلى معطى أكيد أو دليل، هذا حتى الآن بالنسبة لنا غير صحيح، ونحن نتابع الموضوع، وأكدت أنه لا يستند إلى معطى ملموس وأكيد، ونتمنى ان نذهب مع وزير الخارجية الى ليبيا لمتابعة هذا الموضوع، ونتمنى ان يكون التجاوب من المسؤولين الليبيين في المستوى المطلوب، نحن ندرك بأن الأمور معقدة جدا في ليبيا وصعبة، والليبيون أعلنوا بأنهم يريدون فتح صفحة جديدة مع لبنان، وهم يدركون أن فتح الصفحة الجديدة الإيجابية مع لبنان هي بالسعي الحثيث والجدي لتحرير الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين".

وفد عراقي

واستقبل قباني وفدا علمائيا عراقيا برئاسة الشيخ علي ميرزاتي، الذي قال "زيارتنا للمفتي قباني، كانت لدعوته إلى حضور مشروع النجف الأشرف عاصمة الثقافة الإسلامية، مدينة العلم، مدينة التأريخ ذات الصلة مع جميع المذاهب الأخرى والبلدان العربية والإسلامية، وهذا مشهود لدى الجميع، وجئنا ندعوه ايضا إلى المشاركة مع كتاب لبنانيين لحضور مشروع النجف الاشرف عاصمة الثقافة الاسلامية، وقد اطلعناه على ما سيتم طرحه في النجف الأشرف، واستفدنا بالشيء الكثير من آرائه ومقترحاته في الوحدة الإسلامية وفي ما تحمله النجف الأشرف من تاريخ".

جمعية قطر

والتقى مفتي الجمهورية وفد جمعية قطر الخيرية الذي ضم رئيس قسم علاقات الممولين علي مبارك الكبيسي، مدير الإغاثة والطوارئ محمد أدودور، ورئيس جمعية الثقة الخيرية في عكار محمد فارس، ومحمود وليده. وحضر اللقاء رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة.

وقد قامت جمعية قطر الخيرية بالتعاون مع دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ودائرة أوقاف عكار بتوزيع مساعدات عينية من فرش وبطانيات ومواد غذائية على النازحين السوريين في عكار.

وشكر الوفد مفتي الجمهورية على رعايته واهتمامه، ووضعه في نشاط الجمعية وما تقدمه من مساعدات وخدمات اجتماعية، خصوصا في الظروف الإنسانية الصعبة.

الروابط والهيئات

كما التقى قباني وفدا من اتحاد الجمعيات والروابط والهيئات البيروتية برئاسة راجي الحكيم الذي قال بعد اللقاء: "كل ما رأيناه وكل ما سمعناه خلال السنوات القليلة الماضية لا يمر على اللبناني بصورة عامة والمسلم فيه بصورة خاصة إلا ويندفع متحمسا إلى متابعة الأحداث ومراقبة التطورات التي تمر فيها مؤسسة دار الفتوى التي عرفناها قلعة حصينة في احتضان المسلمين جميعا بكافة مذاهبهم وانتماءاتهم، ومانعا عزيزا في الذود عنهم ورفع الظلم عن محروميهم، وهذا ليس غريبا عن المرجعية الدينية التي تشكل محورا مركزيا للطائفة على امتداد الجمهورية، وهو ما نريده اليوم لتبقى رائدة في عالم السمو والعزة".

اوقاف عكار

وانتدب مفتي الجمهورية رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة للقيام بواجب التعزية في وادي خالد بالشباب الثلاثة الذين سقطوا على الأراضي اللبنانية بسبب إطلاق الرصاص عليهم من الأراضي السورية.

وطالب قباني "الدولة بالعمل على حماية المواطنين، ونشر الجيش اللبناني لحفظ الحدود وتفادي مثل هذه الحوادث المؤلمة".

 

كتلة "المستقبل": الكلام في حق قيادات اساسية في ما يتعلق بعرسال مردود لأصحابه  

المستقبل/عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعرضت الأوضاع في لبنان والعالم العربي.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب كاظم الخير استهلته بتوجيه "التهنئة بالميلاد المجيد لدى الطوائف الأرمنية الأرثوذكسية والطائفة القبطية الذي يصادف يوم الجمعة والسبت المقبلين".

وتمنت الكتلة "مع انطلاقة العام الجديد أن تستمر انتفاضة الربيع العربي التي انطلقت العام الماضي من تونس لكي تستكمل مسيرة التغيير والتطوير وتعم الديمقراطية وأنظمتها وتقاليدها وممارساتها في الأرجاء العربية لكي يتاح للأجيال الطالعة التعبير عن طموحاتها وآمالها والمشاركة في صنع مستقبلها بعيدا عن القتل والقمع والتسلط وكم الأفواه. فما قالته تجربة السنة الماضية على المستوى العربي، هو أن زمن القمع وإطلاق النار على المتظاهرين المسالمين، لن يمر بعد اليوم دون حساب، وان هذا النمط من الممارسة السياسية قد ذهب إلى غير رجعة، وان من يعتمده يكون قد فتح الباب لمواجهة غير رابحة مع شعبه". وإذ ذكرت الكتلة انها أعلنت موقفها منذ "بدايات هذه الانتفاضة المباركة"، كررت "اليوم وقوفها وانحيازها إلى جانب مسيرة التغيير والتطوير العربية والى جانب سيادة الأنظمة الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية باعتبارها الطريق السليم بل الأسلم للتنمية والتطوير وتحرير الإرادة العربية واستعادة الحقوق. فليس هناك من إمكانية لشعوب إرادتها محتلة ومدمرة ومعطلة أن تنجح في التطوير والترقي واستعادة الحقوق". كما عرضت أحداث السنة الماضية في لبنان بما "قدمته من تبدلات خطيرة تمثلت بتنفيذ قوى السلاح والأمر الواقع انقلابا على النظام الديمقراطي عبر تحويل الأكثرية المنبثقة عن الانتخابات النيابية من مكان إلى مكان، وذلك بفعل الترهيب بقوة السلاح ووهجه وتوسل أساليب العنف ومحاولة الإخضاع، وهو الأمر الذي أنتج حكومة اللون الواحد التي تعاكس التكليف الشعبي وتناقض إرادة أغلبية الشعب اللبناني التي كانت قد قررت أن تعطي تفويضها إلى الخط السياسي الذي تمثله قوى الرابع عشر من آذار، أي إلى قوى الحرية والديمقراطية والعروبة النيرة والاستقلال والتغيير الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة".

ورأت ان "أحداث السنة الماضية وبفعل هذه الممارسة التي أنتجت حكومة يسيطر عليها ويديرها حزب الله، ترافقت مع تراجع كبير لهيبة الدولة وسلطتها وسيادتها ووجودها على الأراضي اللبنانية ووسط اهتزاز لحبل الأمن خصوصا على الحدود الشمالية والشرقية واستشراء لظاهرة استغلال الدولة ومؤسساتها ومشاريعها وسمعة مؤسساتها لإفادة منافع خاصة وخارجية من قبل القوى المتسلطة على الحكومة ومؤسسات الدولة. وكذلك مع تراجع كبير في الثقة بالاقتصاد اللبناني ومستقبله وسط انخفاض كبير في نسب النمو إلى حوالي 1.5% بعد سنوات فاق فيها معدل النمو السنوي الحقيقي عن 8%، ووسط ظهور عجز وللمرة الأولى في ميزان المدفوعات وبداية ارتفاع نسبة الدين مقابل الناتج المحلي بعد سنوات من الانخفاض. وكل ذلك والحكومة تتخبط في موضوع تصحيح الأجور بين قرار وآخر، من دون الاكتراث بانعكاس ذلك على مستوى عيش اللبنانيين".

وشددت الكتلة في هذا المجال على:

"أ- التمسك بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين العمال وأصحاب العمل فيما يتعلق بتصحيح الأجور وتطلب من الحكومة بأن تتوقف هي ووزراؤها عن الدخول في مغامرات مالية واقتصادية غير محسوبة النتائج قد تنعكس سلبا على العمال وأرباب العمل والاقتصاد الوطني ككل. وهي تسجل على رئيس الحكومة السماح بالتصويت داخل مجلس الوزراء على مشروع مخالف للاتفاق المذكور ومخالف أيضا لدور الدولة الراعي للاتفاق بين طرفي الإنتاج وصلاحيتها في التعامل حصرا مع مسألة تصحيح الأجور.

ب- تحذر الكتلة مع تقدم الحكومة باتجاه البت ببعض التعيينات الإدارية إلى خطورة الاستمرار في اعتماد أسلوب الانتقام والكيدية والسياسة الزبائنية والمحاصصة الحزبية والفئوية التي تحول الإدارة إلى ساحة للصراع والنكايات بدل أن تكون موئلا للخدمة العامة والمتابعة الحقة لمصالح المواطنين".

وناقشت الكتلة "تطور الأوضاع المحيطة ببلدة عرسال التي افتعلها موقف وتصريح وزير الدفاع اللبناني والذي ظهر انه تصريح موحى به ومطلوب، والهدف منه تأمين التغطية الإعلامية والسياسية للنظام السوري الذي يرفض الاعتراف بوجود انتفاضة ومطالب شعبية عادلة ومحقة بل تريد إظهار الأمر انه نتيجة لمؤامرة إرهابية موحى بها من الخارج. وقد جاء موقف وزير الدفاع اللبناني عن بلدة عرسال ليخدم توجه النظام السوري هذا، بدليل المواقف التي صدرت ومنها الرسالة الموجهة من السلطات السورية إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون فور صدور موقف وزير الدفاع اللبناني والتي تستند فيها إلى هذا التصريح من أن عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة دخلت إلى سوريا عبر بلدة عرسال اللبنانية".

واعتبرت ان "الكلام الذي صدر خلال الساعات الماضية بالتهجم على شخصيات وقيادات لبنانية أساسية بتعابير نابية ومسفة والذي اعتبر بعضها أن الحملة على وزير الدفاع إنما تستهدف الجيش اللبناني ودوره هو كلام مردود لأصحابه ويستهدف إيقاع الفتنة بين الجيش والشعب وبين اللبنانيين والتغطية على ارتكابات وزير الدفاع الذي يحرض على وطنه، فيما يطالب أهالي عرسال وأهالي وادي خالد الكرام ككل الشعب اللبناني، بالأمس واليوم بأن يتولى الجيش حماية الحدود مع سوريا ومراقبتها، وفي هذا الصدد سوف تتابع الكتلة مساءلة وزير الدفاع من خلال المجلس النيابي".

وعن "النوايا الإسرائيلية بإقامة جدار بين منطقة كفركلا والحدود الجنوبية"، أكدت الكتلة "أهمية التنبه إلى المخططات العدوانية الاستفزازية التي يمارسها العدو الإسرائيلي وضرورة ألا يكون هناك أي تعد على السيادة اللبنانية؟، وأهمية التنبه إلى ما قد يحوكه العدو الإسرائيلي من مخططات لجر لبنان إلى تصعيد ومعارك يظهره فيها بصفة المبادر إلى التوتير".

كما توقفت الكتلة أمام قرب انطلاق العمل بمشروع الليطاني وبقرب إصدار المراسيم التطبيقية لقانون النفط، فاعتبرت أن "هذين المشروعين الرائدين الاستراتيجيين قد بدأ العمل عليهما في الحكومات السابقة والمسؤولية في الحكم استمرار"، مستغربة "التصريحات التي تنسب هذه الانجازات وتسجلها في حسابات شخصية فيما الجهود الحكومية لانجاز هذين المشروعين انطلقت منذ حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والحكومات التي تلتها ولا سيما فيما خص قطاع التنقيب عن النفط والغاز حيث أن توقيع اتفاق التعاون مع الحكومة النروجية في العام 2006 هو الذي أرسى أسس السياسة النفطية في لبنان ووضع معالم وطريق القانون الذي اقره مجلس النواب وصولا إلى الوقت الحاضر بما في ذلك إنجاز المراسيم التطبيقية لقانون النفط".

وعن "المراحل التي قطعتها مهمة المراقبين العرب في سوريا والذين قدموا لمراقبة التزام وتنفيذ السلطات السورية للمبادرة العربية"، أعربت عن "القلق الكبير لاستمرار عمليات القتل والقنص وإطلاق النار على المتظاهرين المدنيين المسالمين وكذلك استمرار السلطات السورية في منع دخول وسائل الإعلام وعدم إطلاق المعتقلين".

ورأت ان "ممارسات النظام السوري للعنف تجاه الشعب السوري المسالم تدل على أن تعامله مع المبادرة العربية إنما يهدف إلى كسب الوقت والمماطلة على أمل القضاء على الانتفاضة الشعبية المباركة لإبطال وأحرار سوريا وهي ممارسات مستنكرة ومرفوضة وهي لن تفلح برد الأمور إلى الوراء".

 

لماذا يورّط فرنجية نفسه مجدداً بـ «الحقيقة»؟

مارلين وهبة/الجمهورية

لم يوفّق الوزير السابق سليمان فرنجيّة في الدفاع عن وزيره داخل الحكومة فايز غصن، فيما يتعلّق بملفّ وجود خلايا لتنظيم القاعدة في لبنان. وتردّدت أصداء مواقفه خلال مؤتمره الصحافيّ بشدّة وقوّة في طرابلس التي تأثر الرأي العام فيها بما قاله عن حِلفه مع النّظام السوري وتهجّمه على الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري على حدّ سواء، والذي يعتبر دعسة سياسية ناقصة لأنها نقلت النقاش من البُعد الأمني الى البعد الطائفيّ، في ظلّ إحتشاد طائفيّ ومذهبيّ غير مسبوق في لبنان.الأربعاء 04 كانون ثاني 2012

رئيس تيّار المردة الذي لزم الصّمت أخيراً خلال السّجالات الإعلاميّة الحادّة بين فريقَي 8 و14 آذار، فاجأ الأوساط السياسيّة والشعبيّة في مؤتمره الصحفيّ الأخير، لا سيّما داخل البيئة السنية الشماليّة التي تكنّ له مكانة خاصّة. إذ إنهم لم ينسوا خدماته إبّان تسلّمه وزارة الصحّة، على رغم الخلافات السياسيّة العموديّة بينهما، وقد سجّلوا له مرارا هذا التقدير والعرفان.

إلّا أنّ شخصيّة سياسيّة مرموقة في طرابلس، قالت إنّ الوزير والنائب الذي تربّى في بداية حياته في طرابلس، كان عليه الانتباه الى أهميّة العيش الوطنيّ الواحد ومراعاته قدر الإمكان. إذ بمعزل عمّا إذا كانت القاعدة تستخدم لبنان "ممرّا أو مستقرا" أو لا تستخدمه، لا يمكن إلصاق التهمة بهذه البساطة بعرسال على سبيل المثال من دون معلومات ثابتة وموثقة، كما لا يمكن مقاربة موضوع بهذه الأهميّة مقاربة أمنية، فضلا عن ضرورة عدم إدخاله في أتون الصراع السياسيّ الداخليّ.

وطالبت الشخصيّات الطرابلسيّة بأخذ هذا الملفّ المتفجّر الخطير على السلم الأهلي الى المعالجة الأمنيّة التقنيّة، وهو السبيل الوحيد لوقف السجال السياسيّ - الطائفيّ الذي سيقضي على كلّ شيء في لبنان.

مواقف فرنجيّة انعكست على الشارع الطرابلسي أيضا، حيث سجّلت تحركات احتجاجية على مؤتمره الصحفي في منطقة باب التبّانة، سرعان ما جرى تطويقها نتيجة اتصالات أجرَتها فعاليات المدينة، وكان هدفها عدم الانجرار الى التشنّج في الشارع، وهو أمر لا تحمد عقباه.

مصادر سياسيّة قريبة من تيّار "المردة" أشارت الى أنّ الاستغلال السياسي، والذي تعوّد عليه فريق 14 آذار، هو الذي دفع فرنجيّة لعقد مؤتمره الصحفي، في ظل هجوم سياسي غير مسبوق على وزير الدفاع بهدف النيل منه. ولفتت مصادر المردة الى سرعة إطلاق المواقف السياسيّة من نواب "القوّات اللبنانية" التي استهدفت فرنجيّة بمهلة زمنية قصيرة، الأمر الذي يشير الى نوايا مبيّتة.

ولم تخفِ مصادر المردة عَتبها على فريقي رئيس الجمهورية ووزير الداخلية مروان شربل، وتصريحاتهما الخفيفة حول احتمال أن يكون لبنان ممرًّا وليس مقرًّا، سائلة الجميع والغيارى على الشعور الوطني أين كانوا يوم اتُهم فرنجية بحماية معسكر للتدريب في "وادي القراقير"، المنطقة الواقعة في زغرتا، لصالح تنظيم القاعدة عندما بلغ الابتزاز السياسي درجات غير مسبوقة.

وحسب رأي النّائب محمد كبّارة، فإنّ التيّار العونيّ يستخدم إقطاعيّة خاصّة لضرب الوجود السنّي في الشمال، فإذا افترضنا أنّ هذا القول ينطوي على جزء من الحقيقة، فإنّ عددًا لا بأس به من مناصري تيّار المردة وأهل السنّة في الشمال والجوار، يؤثرون عدم تورّط زعيم المردة في هذا المخطّط، ويتمنّون عليه استعمال حِنكة أسلافه وحكمة عائلة فرنجيّة خلال الزمن الماضي، فلا يُجاهر بحقائق الوزير غصن، بل يجاهر بحكمة العائلة العريقة التي كانت وما زالت، ويتمنّى أهل السنّة في الشّمال أن تبقى أبدا وَفيّة لشعار : "وطني دائما على حقّ".

 

ترسيم الحدود مَطلب سيادي... والعقبات السوريّة كثيرة

صبحي منذر ياغي/الجمهورية

!!الحدود السوريّة – اللبنانيّة المتداخلة غير المرسّمة والمحدّدة وفق القانون الدولي، كانت وما زالت سبباً أساسيّاً لصراعات سياسيّة واجتماعيّة وحتى مناطقية بين لبنان وسوريا، وسبباً لسقوط عدد من القتلى بين أهالي البلدات الحدودية لخلافات على الأراضي والمياه والطرقات والمعابر

إرتفعت في الفترات الأخيرة أصوات رسميّة سوريّة تتّهم نوّاباً وشخصيّات وجهات لبنانيّة بإرسال السلاح الى المعارضة السوريّة من خلال المعابر الحدودية غير الشرعيّة، ثمّ كانت تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن الذي اعلن فيها عن تسلّل عناصر من تنظيم القاعدة من عرسال الى داخل الاراضي السورية، وغيرها من اتّهامات في هذا الإطار، فضلاً عن تسلّل القوّات السوريّة الى داخل الأراضي اللبنانية في الشمال والبقاع، والادّعاء بأنّ دخولها كان لأراض سوريّة، هذه الأمور مجتمعة تدفع فِعلا للعمل على ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، لأهمّية هذا الأمر لكلّ من الدولتين، كون ترسيم الحدود يساعد في ضبط الحدود الفالتة، التي باتت ممرّا للتهريب بكافّة أشكاله.

أهالي طفيل: لبنانيّون بالهويّة فقط

واللافت أنّ تداخل القرى والبلدات اللبنانية مع سوريا جعل الاهالي الذين "هم لبنانيّون بالهويّة فقط" يتّخذون من المدن السوريّة القريبة مكاناً لمدارس أولادهم وتأمين الخدمات والاحتياجات الصحّية والغذائية، في حين يؤكّد عدد من الأهالي انّهم لا يشعرون بانتمائهم الى الدولة اللبنانية إلّا في مواسم الانتخابات النيابيّة، ومثال على ذلك أهالي بلدة "طفيل" فهي قرية لبنانيّة لا يمكن الوصول اليها إلّا عبر الأراضي السورية، ولا يتعرّف اليها النوّاب إلّا في المواسم الانتخابيّة.

تداخل جغرافي - عائلي

التداخل الجغرافي السوري اللبناني أدّى الى تداخل عائليّ في كلّ المناطق الحدودية، ففي ريف دمشق تقع بلدة سرغايا التي يوجد فيها تداخل عائليّ كبير مع بلدة معربون اللبنانية، ولكن على رغم المصاهرة والعلاقات فإنّ الخلافات حول ملكيّة الاراضي الزراعيّة تتكرّر دوما ومنذ عقود طويلة، وسقط نتيجتها قتلى وجرحى، فهناك خلاف كبير في هذا الإطار، وهناك خلاف بين أهالي معربون اللبنانيّة وآل شماط ومسعود وأهالي سرغايا حول أراضي موقع النهير حيث يدّعي كِلا الطرفين امتلاك الأرض، وكلّ منهم يملك مستندات رسميّة تؤكّد ذلك، وأيضا في بلدة كفير يابوس التي تتداخل بالأراضي الحدودية مع قرية مجدل عنجر اللبنانية، حيث يوجد خلاف على حوالي 500 دونم في موقع وادي خليل، وهناك عدد من الاشخاص يعيشون في كفير يابوس ويحملون الجنسيّة اللبنانية، وكذلك في مزرعة دير العشاير التي تتداخل مع دير العشاير اللبنانية نتيجة شراء الفلّاحين السوريّين أراضي من (آل نصر وآل العريان) وتوجد صلة قربى تجمع بين عدة عائلات من البلدين، كما توجد حوالي 60 امرأة لبنانيّة متزوّجة في مزرعة دير العشاير السورية، يقابلها حوالي 15 امرأة سوريّة متزوّجات من أشخاص لبنانيّين، وفي بلدة الديماس التي تتداخل بالأراضي الغربية من جهة مزرعة دير العشاير السورية ومزرعة دير العشاير اللبنانية يوجد عدد كبير من الفلّاحين السوريّين الذين يملكون أراضي ضمن الأراضي اللبنانية، ويوجد صِلة قربى بين عائلة (العرسالي و الحجيري) السوريتين مع أولاد عمّ لهم وأقارب لبنانيّين في قرية عرسال اللبنانيّة، وأشخاص سوريّين يحملون الجنسية اللبنانية في بلدة الديماس.

أمّا القرى السوريّة الممتدّة من نقطة العريضة غرباً الى نقطة الدبوسية شرقا، والبالغة 21 بلدة وقرية يسكنها خليط من سوريّين ولبنانيّين، والعوائل اللبنانيّة لديهم أراضٍ في الجانب السوريّ من الحدود ويعملون بها ويعودون الى الجزء اللبناني، وكذلك الحال بالنسبة إلى بعض العائلات السوريّة. وهناك قرى حدوديّة مقسّمة الى قسمين قسم في الأراضي اللبنانية، وقسم في الأراضي السوريّة.

ضرورة استراتيجيّة

تداخُل القرى والبلدات أدّى الى ازدهار حركة التهريب بين البلدين، وبات موضوع التهريب مشكلة شائكة يصعب حلّها، وبرأي الخبراء في المجالات الأمنيّة إنّ أيّ تهريب بين أيّ دولتين لا يمكن ضبطه بالشكل المطلوب حتى لدى أهمّ الدول وأقواها عسكريّا وأمنيّا.

رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أكّد لـ"الجمهورية" في هذا المجال: "أنّ السوريّين مستفيدون من عمليّات التهريب، لذا فإنّهم لم يزرعوا الألغام على الحدود مع عرسال حتى تظلّ الطريق سالكة امام عمليّات تهريب المازوت والبضائع..."

وحسب عدد من الذين يعملون في التهريب"... فإنّ عناصر الهجّانة السوريّة (حرس الحدود) يتّخذون من التهريب وسيلة ارتزاق وعيش، فهم يتقاضون الرشاوى والسمسرات لقاء غَضّ النظر عن البضائع وتسهيل عمليّات التهريب..."

أنفاق عسكريّة

لذا فإنّ ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، إضافة الى تفعيل القوى الأمنيّة لدى الطرفين لمراقبة هذه الحدود وضبطها يؤدّي حتماً الى التخفيف والقضاء على هذه الآفة، ولكن ما بين لبنان وسوريا عوامل أخرى تمنع هذا الأمر، أهمّها ما يقال عن الضرورة الاستراتيجيّة العسكرية لحزب الله، التي تقضي بإبقاء المجال البرّي السوري مفتوحا أمام تدفّق السلاح والصواريخ عبر هذه البوّابة، فضلاً عن الأنفاق التي تمتدّ من داخل مواقع الجبهة الشعبية - القيادة العامّة في مناطق قوسايا في البقاع الى داخل الاراضي السوريّة، والحديث مؤخّراً عن أنفاق أخرى أقيمت من داخل الأراضي اللبنانيّة في جرود الهرمل الى داخل العمق السوري.

مراقبة ورصد

وكانت اللجنة الأمنيّة الألمانية – اللبنانية بدأت بعمليّة مراقبة دقيقة للحدود اللبنانية – السوريّة، لمنع حركة نقل السلاح والأشخاص، وتمّ إعداد دراسة علميّة تقضي بتركيب أجهزة رصد وآلات سكانر للمراقبة، وتركيب كاميرات على النقاط والمعابر الحدوديّة، في الوقت الذي طرحت فيه عدّة اقتراحات، منها نشرُ قوّات دوليّة على الحدود اللبنانية – السورية، والتي أحدثت جدالاً عميقاً في الوسط السياسي اللبناني.

وإذا كانت عمليّة رصد المعابر الحدودية تجري بشكل علَني من قِبل الاجهزة المختصّة، فإنّ مصادر أكّدت أنّ فِرَقاً أمنيّة اميركيّة تقوم، وبشكل غير معلن ومن حين الى آخر، بمراقبة الحدود اللبنانية السورية في البقاع والشمال تخوّفاً من تسلّل عناصر إرهابيّة ومن تهريب صواريخ وأسلحة لصالح حزب الله، وأبرز مثال على ذلك الضجّة التي قامت منذ سنة ونصف بسبب ادّعاءات إسرائيليّة عن تسلّم حزب الله صواريخ سكود من سوريا.

وكانت اللجنة التقنيّة لمراقبة الحدود برئاسة وزير الدولة جان اوغاسبيان واصلت البحث لوضع تصوّر استراتيجي لمراقبة الحدود وضبطها.

تحفّظات سوريّة

سوريا لها تحفّظاتها في مجال ترسيم الحدود، إذ تطالب بالبدء في ترسيم هذه الحدود من الشمال وصولا إلى الجنوب، مع تعليق ترسيم الحدود في المنطقة التي لا تزال تحتلّها إسرائيل في القطاع الشرقي من جنوب لبنان لحين "جلاء" إسرائيل عنها". واعتبر مندوب سوريا لدى الأمم المتّحدة بشّار الجعفري أنّ قضيّة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا هي مسألة ثنائيّة يجري العمل على تسويتها، ونفى أن تكون هناك أيّ قواعد منظّمات فلسطينيّة مسلّحة على الحدود اللبنانية السورية، قائلاً إنّ هذه القواعد توجد على الأراضي اللبنانيّة فقط. ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان بات حاجة مُلحّة تدخل في إطار سيادة كلّ من البلدين، حتى لا تظلّ هذه الحدود سائبة وفالتة، ولا تظلّ ذريعة للنظام السوري لتوجيه الاتّهامات لعدد من اللبنانيّين.

 

ميقاتي يردّ اعتباره ويشدّد على صلاحياته

شارل جبّور/الجمهورية

إنّ رَفض مجلس شورى الدولة قرار الحكومة الأخير بزيادة الأجور ورَدّه إلى الحكومة، أعاد الاعتبار لموقف رئيسها نجيب ميقاتي بعد تعرّضه لانقلاب موصوف داخل مجلس الوزراء، دفعه مؤخرا إلى التأكيد على صلاحيات الرئاسة الثالثة، هذا الموقف الذي تمّ تفسيره على غير حقيقته أو مقاصده الفعلية

نجح رئيس الحكومة باستعادة المبادرة السياسية في ملف الأجور، الأمر الذي سيدفع قوى 8 آذار إلى التعاون معه، مرغمين، من أجل اجتراح مشروع رابع للأجور يوفّق بين طرحَي ميقاتي ووزير العمل شربل نحاس. فالتصويت بعد اليوم على هذا المشروع بات مستبعدا، لأنه يتطلب التوافق على خطة واحدة تخرجه إلى الضوء والترجمة العملية، لا المراوحة في دائرة الاقتراحات غير القابلة للتطبيق.

وستجد قوى 8 آذار نفسها مضطرة للعودة إلى مضمون الاتفاق الذي رعاه رئيس الحكومة مع طرفي الإنتاج، في سابقة فريدة من نوعها في تاريخ العلاقة بينهما، إذ توصّل بموجبه كل من الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية إلى اتفاق خطي، وهذا الاتفاق هو الوحيد الذي يشكل المعبر الآمن إلى زيادة لا يدفع البلد ثمنها ولا تتسبب بحالة تضخم كبيرة بسبب تحمّل الهيئات الاقتصادية أعباء مالية غير قادرة على تحملها، لما يرتّبه من معادلات جديدة على مستوى تعويضات نهاية الخدمة وحسابات الضمان ودمج بدل النقل في اساس الراتب.

وفي هذا السياق ذكرت أوساط مقرّبة من ميقاتي بموقفه في الجلسة التي شهدت الانقلاب الموصوف، إذ إنه رد على مسارعة وزير العمل إلى طرح مشروعه بشكل مفاجئ على التصويت، ورفضه الاتفاق بين الاتحاد والهيئات وبتدبير بين الاطراف الثلاثة («حزب الله» و»حركة أمل» و»تكتل التغيير والإصلاح») بالآتي: «اذا صوّتنا على مشروعك نخشى ألّا يوافق عليه مجلس شورى الدولة، وأن نعود مجددا الى نقطة الصفر، في حين ان الغلاء سبق الزيادات، عندها ماذا نكون قد فعلنا».

وأضافت الأوساط نفسها: «إن دلّ هذا الأمر على شيء، فإنه يدلّ على استشراف رئيس الحكومة للمسائل، ليس لأنه يمتلك رؤية أفضل من غيره، إنما لكونه يتحسّس الواقع وينطلق في مقارباته من نظرة موضوعية - واقعية تأخذ في الاعتبار الموازنة بين الزيادة والقدرة على تغطيتها، لأنّ أي تجاوز للسقف المحدد يترك تداعيات اقتصادية فادحة»، مؤكدة أن قرار مجلس شورى الدولة أعاد الحق لأصحابه، مشددة أنه انتصار لمنطق القانون على المنطق الشعبوي الذي كان سيجر البلاد إلى منزلقات خطرة.

أما لجهة موقف ميقاتي الذي حذر من «أنّ أيّ محاولة للانتقاص من صلاحيات رئاسة الحكومة، سواء من خلال التصويب المباشر على المؤسسة والقيّمين عليها، او من خلال ابتداع سوابق في الممارسة السياسية داخل مجلس الوزراء او خارجه، ستجد من الحريصين على احترام الدستور والتقيّد بنصوصه الميثاقية، ونحن في مقدمهم، رفضا مطلقا لا مجال للمساومة عليه او للمقايضة». فهذا الموقف أثار وما يزال يثير انتقادات واسعة داخل صفوف 8 آذار، التي وجدت في موقف ميقاتي مناسبة للنيل منه على خلفية «مذهبيته ومزايداته السنية الهادفة إلى تثبيت مشروعيته داخل بيئته في مواجهة الحريرية السياسية».  ولكن في حقيقة الأمر، شكّل موقف رئيس الحكومة ردا على ما آلت إليه الأمور في ملف الأجور والانقلاب الذي

تمّ في مجلس الوزراء، كما ردا على محاولات قوى 8 آذار تكريس معادلات تجعل ميقاتي تحت رحمة الأكثرية في الحكومة، إذ إن الركون إلى التصويت في ظل أكثرية واضحة لهذه القوى يفقد رئيس الحكومة دوره وتأثيره وحركته وهامشه، ويجعله رهينة بيدها ومنفّذا لمشيئتها، ما ينعكس على صورته ووضعه داخل بيئته بأنه يفرّط بصلاحيات الرئاسة الثالثة. وهذا ما يحاول تفاديه، لا بل الظهور بمظهر التمسّك بهذه الصلاحيات إلى أبعد الحدود، ليس فقط تعويضا عن طريقة وصوله إلى رئاسة الحكومة بواسطة رافعة «حزب الله»، إنما حرصا منه على الدستور ودور رئيس الحكومة وصلاحياته.

فصحيح أن السلطة الإجرائية تُناط بمجلس الوزراء مجتمعا، ولكن رئيس الحكومة يدعو هذا المجلس للانعقاد ويضع جدول أعماله، كما أن «قراراته تتخذ توافقيا، وإذا تعذر ذلك فبالتصويت»، والهدف من هذه الإشارة هو تغليب النقاش العلمي والموضوعي على الاعتبارات السياسية الانتقامية، فضلا عن أن ظروف تشكيل هذه الحكومة التي رأى فيها «حزب الله» فرصة انقلابية، بينما رأى فيها ميقاتي فرصة انتقالية، أتاحَت للحزب الحكم على قاعدة غالب ومغلوب ليس فقط بين 8 و14 آذار، إنما أيضا على مستوى تحجيم الرئاسة الثالثة، وهذا ما لن يسمح به ميقاتي، خصوصا لجهة تكريس معادلات جديدة تضرب الدستور وتحوّل الاستثناء الذي أتت به هذه الحكومة إلى قاعدة.

 

الخبث المتبادل يعطّل التفكير في قانونِ انتخابي ديموقراطي

 وسام سعادة/المستقبل

"الديموقراطيّة العدديّة" ليست من الديموقراطيّة في شيء. فالعدد لا يمكنه أن يُصاغ في "شعب" ولا في "مواطنين"، في حين أنّ الديموقراطيّة تتخذ من مبدأ السيادة الشعبية المصدر الأساسي لنظام التقرير السياسيّ، مثلما هي تتخذ من مبدأ مشاركة المواطنين الإطار الناظم لنمط حياتها السياسيّة.

بيدَ أنّ الديموقراطيّة لا يسعها مع ذلك الإفلات من قانون العدد. فكما أنّ "الديموقراطيّة العددية" ليست من الديموقراطيّة في شيء، فإنّه لا ديموقراطيّة إلا على قاعدة حُسن الإحتكام إلى قانون العدد، وليس أبداً المكابرة عليه، أو تزويره، مثلما هو شائع في الخطاب الطوائفيّ اللبنانيّ، حيث نجد أرباب الطوائف، بين من ينسب إلى نفسه حجماً أكبر من حجمه، من دون الرجوع إلى أي إحصاء مدقّق، وبين من يدّعي أنّه لا يحسبها بـ"العدد"، في حين أنّه يهرع للاحتجاج به ما أن تضعف حجّته في أي سجال، وبين من يطالب باحتساب عدده عددين وإلا تضيع "خصوصيّته" ويستبدّ به القلق الوجودي. كلّها مظاهر للإنحراف نفسه عن أساسيّات الديموقراطيّة: فهذه الأخيرة هي مسعى مؤسسيّ وتشاركيّ دائم للموازنة بين قانون العدد وقانون التعدّد، لكنّ من شروطها أن تسمّي العدد عدداً والتعدّد تعدّداً. أمّا الرياء والخبث في هذا المجال فلا ينفع أحداً.

هناك خبث كثير في السجال السياسيّ اللبناني، بيدَ أن الخبث شيء والذكاء أو الدهاء شيء مختلف تماماً. الخبث في السجال بين الطوائف يعني الإختباء وراء مصطلحات سياسية حديثة على سبيل المناكفة ليسَ إلا. والأسوأ من ذلك، بل إنّه الغباء بعينه أن تتم دعوة ذلك شكلاً من أشكال التفاوض الضمنيّ بين الجماعات المختلفة، وخير ما يردّ به على هذه الذريعة المتهافتة هو التذكير بأنّ التفاوض الضمنيّ ليسَ تفاوضاً، بل شكل من أشكال معاندة العصبيات المتدهورة حالتها في سلّم التطوّر السياسيّ أمام منعطفات قد تضطرها إلى تحديث البنى التي تتحرّك في إطارها.

وهكذا، فإنّ الجدل حول قانون الإنتخاب لم يزل منذ انتهاء الحرب الأهليّة وإلى اليوم شاهداً على انكماش خطير في الخطاب السياسيّ اللبنانيّ، وعلى الصلة العضويّة بين "الرياء" من جهة وبين "العنف" من جهة أخرى. صحيح أنّ بعض التكاذب ضروريّ بين الطوائف أحياناً، لكنّ الرياء المعجون بالخبث غير ضروريّ البتّة، أيّاً كان الطرف الذي يعتمده منبراً أو وسيلة، سواء كان في موقع الغلبة أو في موقع الإستبعاد.

والرياء، في قانون الإنتخاب، ارتدى منذ عشرين عاماً حلّتين: واحدة تقول بقانون إنتخاب يعتمد "حسن التمثيل"، وأخرى تردّ بقانون انتخاب يرسّخ "الوحدة الوطنيّة".

الرياء الأوّل وصل إلى نتيجته المنطقيّة: على كل طائفة أن تنتخب نوّابها، أي أن تختار عددها البرلمانيّ، من دون مراجعة نسب توزيع العدد البرلمانيّ قبل إقرار هذا القانون وبعده. ما يوجد نظاماً تكريسيّاً للعطب الرئيسيّ في النظام اللبنانيّ: فبعد أن تطرّف هذا النظام في ايصال نائب بألفي صوت وآخر بمئة ألف صوت ليمارسا المهام التشريعية نفسها في مجلس النواب، صرنا إلى من ينظّر أن يكون هناك مواطن حظّه كحظّ ثلاثة مواطنين من طائفة أخرى، وإلا فلا يمكن لصاحبنا أن يشعر بأنّه في مأمن في هذا الشرق، خصوصاً في ظلّ "الربيع"!

والرياء الثاني تكشّف دورة بعد دورة عن غياب المنطق: عنده أنّ "الوحدة الوطنيّة" لا تكون إلا بأن تنتخب طائفة نوّاب طائفة أخرى، في ما يذكّر بـ"حق الليلة الأولى" في أيّام "المقاطعجية"، وهذا الرياء خطير للغاية على الكيان اللبنانيّ. صحيح أنّه لا يعطي الحقّ للرياء الأوّل، حيث كل طائفة تنتخب نوّابها، لكنّه يمكن أن يعطي الحق لما هو أخطر بالنسبة إلى الكيان اللبنانيّ: تفكيكه.

والحال أنّه، دون القفز رأساً إلى تفكيك هذا الكيان من جهة، بموجب أحد الرياءين المشار إليهما، فإنّه لا بدّ من اللفت إلى المعادلة الملكة: قانون العدد لا يمكن أن تعدّل سطوته في أي تركيبة ديموقراطيّة إلا بإبراز قانون المكان، فالموازين الديموغرافيّة لا يعتدل تأثيرها إلا بإبراز موازين الجغرافيا السكّانية، وليس الخبث القائم على قاعدة "تزوير العدد" في أشكالها التي صارت معروفة ومجترّة في الخطاب الطوائفيّ اللبنانيّ. قانون المكان يمكن أن يعني في الإنتخابات مثلاً اعتماد الدائرة الفرديّة، ويمكنه أن يعني اعادة النظر في التقسيم الإداريّ، وهذه من "مقاصد اتفاق الطائف"، وهو ما يتطلّب قبل ذلك لامركزيّة حقيقيّة.

بيدَ أنّ الخوف من قانون العدد هو نفسه الخوف من قانون المكان ومن قانون التعدّد، أي من القواعد الثلاث للذهنية الديموقراطيّة السليمة، وكلّه تدليل على "رُهاب الديموقراطيّة" المرتفع منسوبه هذه الأيّام، في الديموقراطيّة الطائفية اللبنانيّة التي تشعر في الوقت نفسه باستثنائيتها في عالمها العربيّ، أوّلاً لأنّها الديموقراطيّة الوحيدة تاريخياً فيه، على علاّتها وتشوّهاتها البنيوية، وثانياً لأنّها الديموقراطيّة المتخلّفة عن الربيع الديموقراطيّ العربيّ الكبير، على علاّته وتشوّهاته البنيوية.

 

سيمون ابو فاضل - طرح الراعي يُشكل لدى «حزب الله» مدخلاً الى المثالثة

سيمون أبو فاضل

لأن التوازنات ليست لصالح عقد اجتماعي جديد

طرح الراعي يُشكل لدى «حزب الله» مدخلاً الى المثالثة

إسقاط الحريري... أيضاً... للإطاحة بالطائف كضامن للمناصفة

الديار

يكرر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مطالبته اللبنانيين الى بناء وطنهم على اساس عقد اجتماعي جديد كما جاء في عظة رأس السنة التي ضمنها ايضا هذه المطالبة حيال هذا الموضوع الوطني الذي من شأنه ان يحدد مستقبل لبنان ومسيحييه بنوع خاص.

وتأتي المطالبة بعقد اجتماعي جديد من جانب البطريرك الماروني في سياق سلسلة مواقف له تضمنت تخوفه على مستقبل الاقليات المسيحية في المنطقة وكذلك القلق من تنامي القوى المتطرفة وعودة الى لبنان للمطالبة بتعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية التى تقلصت في الدستور الناتج عن اتفاق الطائف.

الا ان الكلام عن عقد اجتماعي جديد من قبل سيد بكركي الذي ايّد هذا الاتفاق استدراكاً من الاسوأ ولهدف وقف الحرب والحفاظ على ما تبقى من حضور شعبي سياسي للمسيحيين يومها، بات حاليا يطرح تساؤلات حول مضمون العقد واساسه وبنوده وتوازناته لا سيما ان القوى الدولية والاقليمية ما تزال متمسكة بهذا الاتفاق الذي ارسى نوعا من تطبيع الواقع بين الفئات اللبنانية بخلفياتها الطائفية.

ثم ان المطالبة بعقد اجتماعي جديد غير واضح المعالم والبنود الاولية من جانب البطريرك الراعي قد تفتح الباب على المجهول لا سيما ان وقائع واضحة في هذا السياق دلت على ان المطالبة في اعادة النظر بتوزيعات اتفاق الطائف للانتقال من المناصفة الى المثالثة كانت ابان التحضيرات لعقد اجتماعات «سان كلو» حيث طرحت ايران على فرنسا بصفتها الجامعة للقوى اللبنانية يومها، صيغة المثالثة على قاعدة طمأنة «حزب الله» حيال سلاحه ودوره وكذلك لطمأنة الطائفة الشيعية التي تطالب بنفوذ سياسي - اداري في المؤسسات يتطابق مع واقعها الذي فرضته معادلة السلاح.

وقد جاء اتفاق الدوحة ببعده السياسي للحفاظ على التوازنات السياسية حتى اجراء الانتخابات النيابية في العام 2009 محطة وجدها المطالبون بتعديل اتفاق الطائف للانتقال الى المثالثة توطئة نحو ترجمة هذا الواقع مستقبلا الا ان التهيئة لهذه الصيغة كانت احرزت تقدما من جانب محور الممانعة الاقليمي بامتداداته الداخلية والتي شكل لها اسقاط الحكومة السابقة مدخلا لنقض اتفاق الطائف بعدما شكلت نتائج الانتخابات النيابية خيبة لقوى الممانعة الداخلية والخارجية لفرضها على ضوء الانكسار الديموقراطي لقوى 14 اذار المؤيدة للاتفاق فيما لو تحققت الخسارة.

وايضا كانت محطة اسقاط الحكومة السابقة متعددة الاهداف وفي طياتها اعتقاد القوى التي اطاحت بالرئيس السابق للحكومة سعد الحريري. وقوى 14 اذار، بانها اسقطت رمزية هذا الاتفاق الذي يشكل الرئيس الحريري من موقعه السياسي الرسمي ضمانة لاستمراره.

لكن اندلاع الثورات العربية ووصولها الى سوريا، عدّل في الحسابات، اذ لم يعد محور الممانعة قادرا على فرض واقع سياسي لبناني جديد، اذ في موازاة الارباك السوري، فان ايران اضحت في مواجهة متقدمة مع المجتمع الدولي، وان بقيت في نطاق القرارات الدولية والعقوبات الاقتصادية والمالية.

واستدراكاً، لانعكاس سقوط النظام السوري على «حزب الله»، وقدرته السياسية والعسكرية، بما قد يفرض توازنات جديدة لا تتلاءم مع حساباته، فان كلام مقتضب برز اخيراً عن مطالبة «حزب الله» بضمانات وتصويره الامر وكأن القوى السياسية اللبنانية تتحضر للانقضاض عليه، وطارحا الى جانب هذا الواقع نوعا من جس النبض لاسقاط اتفاق الطائف وارساء صيغة جديدة، تعطيه حضوراً يترجم عمليا في قاعدة المثالثة على حساب المناصفة التي ارساها اتفاق الطائف.

وهنا يأتي الكلام العفوي للبطريرك الراعي المطالب بعقد اجتماعي جديد، ورقة تمكن «حزب الله» من استعمالها يوما لدى المراجع الدولية، اذا ما وصلت الامور بين القوى السياسية الى تشابك سياسي وانسداد للافاق يتطلب خطوة ما لخلط الاوراق مجدداً على غرار احداث7 ايار التي اوصلت الى اتفاق الدوحة.

لكن امام الانتقال الى مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، عائقين حتى حينه، الاول يتمثل حاليا في عدم وجود مرجعية خارجية او دولية قادرة على جمع اللبنانيين في حال حصول تطورات دراماتيكية يريدها «حزب الله» قبل سقوط النظام السوري وتأثره سلبا بتداعياته، والثاني، يكمن بانه حالياً لا تزال القوى المؤيدة لاتفاق الطائف بعيداً عن احتساب عاملين، القوة والسلاح هي الاكثرية الشعبية والسياسية، بحيث تضم على سبيل المثال كل من قوى14 اذار، النائب وليد جنبلاط وتكتله الوزاري والنيابي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتكتله الوزاري النيابي، والنائب ميشال المر الذي تدور في فلكه النائبة نايلة تويني مكتبي، النائب سليمان فرنجيه وتكتله النائب عماد الحوت (الجماعة الاسلامية) في مقابل حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة امل...

وقد تركت مواقف البطريرك الراعي لدى الطوائف المسيحية، في 14 آذار نوعا من التحفظ، اذ ثمة اركان فيها، يرددون بان بكركي الزمتهم التريث بعد توافق القوى التي اجتمعت برعاية البطريرك الراعي على المشروع الانتخابي للقاء الارثوذكسي، وحاليا يثير البطريرك الراعي الانتقال في البلاد الى عقد اجتماعي جديد، قد لا نستطيع ان نتحمل تداعياته لا سيما ان التوازنات حالياً غير مشجعة بما يجعل الطرح يأتي في توقيت خاطئ.

 

مراقبين لبنانيين... لماذا؟

عبد الوهاب بدرخان/النهار

 جاء القرار اللبناني بعدم المشاركة في فريق المراقبين العرب استمرارا لسياسة "النأي بالنفس" عن الأزمة السورية، وعن العرب. كان يمكن هذا القرار ان يكون مفهوما ومقبولا لو ان لبنان الرسمي ينأى فعلا عن الأزمة، ولو انه يستطيع ذلك عمليا. غير انه برهن اكثر من مرة انه متواطئ قلبا وقالبا مع النظام ضد الشعب في سوريا.

والأدلة كثيرة. المعلن منها سياسي بلغ ذروته في مجلس الامن الدولي، وغير المعلن عسكري واستخباري يشهد عليه عدم الامان الذي يشعر به المعارضون السوريون اللاجئون في لبنان. لعل آخر الادلة كان في منع لبنانيين اكفياء من المجتمع المدني من المشاركة في عمل المراقبـين. فهذا عمل يتطلب خبرة وحيادا، وخلافا للعراقي او الاردني او الجزائري او حتى الخليجي المحايد، يبدو ان اللبـــناني المحايد غير مرغوب فيه، لا من حكومــته ولا من نظام دمشق.

اما البلبلة الهزلية التي احدثتها تصريحات وزير الدفاع عن انتقال عناصر من تنظيم "القاعدة" الارهابي الى سوريا عبر لبنان، فكشفت ما كان يعتبر مستورا في الخط السياسي الذي تتبعه الحكومة ازاء الازمة السورية. اذ تبين انه ليس خطا حكوميا وانما هو استنسابات شخصية او حزبية بحسب القرب من دمشق او البعد عنها، وبحسب المرجع السوري الذي ينفث التوجيهات. تبيــن ايضا ان هناك مكلفين اقل حرفية من مكلفين آخرين بتنفيذ التعليمات. ليس معروفا حتى الآن اذا كان وزير الدفاع ادرك اخيرا انه بكلامه غير المسؤول وضع قرية اسمها عرسال تحت الخطر. ليس باتهامها بإيواء عناصر من "القاعدة" فهذا لم يصدقه احد، وانما بوضعها على خريطة الاستهداف السوري الى جانب قرى اخرى في الشمال. وقد دفع هذا الخطر المحتمل قوى سياسية "14 آذارية" الى زيارات تضامن مع عرسال واهلها. اما الحكومة التي بذلت جهدا لنفي الهراء "القاعدي" فلم تجد داعيا لطمأنة القرية ربما لأنها مصنفة سياسيا مع المعارضة.

لم يكن اداء الدولة، حكومة وأجهزة، بأفضل حيال التوغل السوري وقتل ثلاثة مواطنين في وادي خالد. بدا كأن كلمة السر هي "لفلفة" الحادث وتناسيه. لكن مثل هذه "اللفلفة" هو ما يستدعي الازمة السورية استدعاء الى الاراضي اللبنانية، ولا يساهم ابدا في النأي عنها. كان الخط السياسي الاسلم للبنان الرسمي الا يتواطأ مع النظام اذا كان عاجزا عن التضامن مع الشعب. لكن هذا يتطلب حكومة اكثر ادراكا للمصلحة الحقيقية للبنان. فهو ليس البلد الوحيد المتاخم لسوريا، لكن العراق والاردن اكثر تحصنا منه لدرء تداعيات الازمة السورية عليهما.

 

ما سرّ المنحى التصاعدي حيال سوريا؟ جنبلاط: موقف للتاريخ... واستخلاص العِبر

سمير منصور/النهار

تعمّد وليد جنبلاط المعروف بشغفه بالتاريخ، الحديث أمس عن "قوة الضعفاء" التي كتب عنها فاكلاف هافل رئيس تشيكوسلوفاكيا سابقا، والذي عايش ربيع براغ عام 1968، ليوجه رسائل جديدة متعددة الاتجاه، ولا سيما الى القيادتين الروسية والايرانية، متمنيا لو تنطلقان من مبدأ "قوة الضعفاء" في مقاربتهما للأزمة السورية وتقرّان بأن الحلول الأمنية لا يمكن ان تشكل حلا لها، ومذكرا بانتفاضة روسيا على ظلم القياصرة وبأحداث بودابست عام 1956 وحماه عام 1981، وداعيا الى استخلاص العبر، ومشبها محمد البوعزيزي الذي اشعل الثورة في تونس بإحراق نفسه، بجان بالاخ الذي فعل الشيء نفسه عام 1969.

واما الجديد في ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي و"جبهة النضال الوطني"، والذي كان في السابق يكتفي بالتحذير من مغبة المضي في "الحل الأمني" في سوريا "لأنه لن يؤدي الا إلى مزيد من سفك الدماء" والدعوة الى اعتماد الحوار والحل السياسي، فهو اعتباره ان الازمة القائمة "لن تحل الا بتغيير جذري للنظام" وان "تداول السلطة أهم من التمسك بها وسفك الدماء".

وكان من الطبيعي ان يدفع هذا المنحى التصاعدي في الموقف الجنبلاطي من الازمة السورية، الى السؤال عن خلفياته وعما اراد جنبلاط قوله، وهو الذي اختار القاهرة لقضاء عطلة قصيرة في رأس السنة من دون الانقطاع عن تتبع التطورات في سوريا يوميا وبأدق التفاصيل؟ وهل من معلومات جديدة لديه دفعته الى هذا الموقف؟

ردا على هذه التساؤلات تجيب اوساط جنبلاط بأن هذا الموقف "هو تتمة لمواقف سابقة من الازمة السورية التي يراقبها بدقة ويتابعها بشكل يومي حثيث، ولا يرى في المشهد السوري اليومي سوى استمرار سفك الدماء وحتى في ظل وجود بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، اذ بلغت حصيلة القتلى ما يزيد على 250 منذ وصول البعثة العربية الى سوريا الاسبوع الماضي"، وتقول إنه "يقدم موقفاً للتاريخ جراء قراءته لهذه الازمة بعيدا من الحسابات السياسية المباشرة"، وتلفت الى ان "المقارنات التي اجراها مع الثورة الاسلامية في ايران واحداث مفصلية اخرى حصلت في زمن الاتحاد السوفياتي السابق مثل ربيع براغ، والثورة على قياصرة روسيا، يجمع بينها كلها انها خيضت من شعوب كانت تتوق الى الحرية وواجهت بصدورها العارية اعتى الانظمة الديكتاتورية".

ولماذا الرسالة تحديدا الى روسيا وايران؟

تجيب اوساط جنبلاط: "الرسالة واضحة وهي طبعا الى الحليفين الرئيسيين الوحيدين تقريبا للنظام السوري ومحاولة القول لهما انه لا يمكن تغليب مصلحة بقاء النظام على مصلحة بقاء الشعب السوري، وان الانحياز الى الشعب السوري هو الموقف الطبيعي المفترض اتخاذه مع تفاقم استخدام القوة المفرطة واعتماد اساليب القمع

الدامية".

وبدا واضحا ان هذا الموقف لم يكن خارج اللقاء الذي عقده جنبلاط مع السفير الايراني غضنفر ركن ابادي الذي زاره الاسبوع الماضي، فقد كان مسار النقاش مشابها لما ورد في كلام جنبلاط امس.

خلاصة القول ان جنبلاط اراد من خلال الربط بين بعض الوقائع التاريخية ومن خلال الرسالة التي وجهها الى موسكو وطهران الدعوة الى "استخلاص العبر والتأكيد انه في النهاية لا يمكن الركون الى مبدأ القوة في مواجهة الضعفاء، لان تجارب التاريخ علمتنا ان قوة الضعفاء لا يستهان بها وانها تشكل المسار الطبيعي لمجرى التاريخ وان حركات الشعوب تتقدم ولا تتراجع الى الوراء".

واذا كانت تلك "الاسباب الموجبة" للمواقف الجنبلاطية لا تشكل جوابا مقنعا عن "سر" هذا المنحى التصاعدي حيال الازمة السورية او عما اذا كان جنبلاط يستند في ذلك الى معلومات ام الى تحليل شخصي فقط، فإن اوساطه تعود الى التأكيد نقلا عنه ان كل ما في الامر انه "لا يستطيع الا ان يسجل موقفا للتاريخ ولا يمكنه الوقوف موقف المتفرج والسكوت عن استمرار نزف الدماء في سوريا"، مستذكرا كلمات للشاعر سعدي الشيرازي: آدميون نحن ولنفس الأصل ننتمي فكيف نهنأ بالعيش والغير يألم". ولعل المرحلة المقبلة قد تحمل ما يكشف سر هذا المنحى التصاعدي في الموقف الجنبلاطي من الازمة السورية!

 

المطران سمير مظلوم: العلاقة بين بكركي و حزب الله" مدّ وجزر وتحالف الاقليات نظرية قديمة نرفضها

بيار عطاالله/النهار

اتسمت العلاقة بين بكركي و"حزب الله"، منذ نشأته بالتحفظ لاسباب واعتبارات عدة، لكنها ومنذ انتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رست على نوع من التواصل والحميمية التي عززتها مواقف بطريرك الموارنة في باريس وبعلبك والجنوب، وتصريحاته عن الشؤون السورية ومصير الاقليات. لكن هذه الايجابية بين الطرفين، والتي يصفها البعض بـ "تفاهم الاقليات" لا تلغي حجم الملفات الساخنة على جدول الاعمال بين الجانبين، بدءاً من مسألة السلاح خارج الدولة ونزع سلاح "حزب الله"، الى قضية بيع الاراضي والهجمة العقارية على المناطق المسيحية والتي دخلت فيها الكنيسة المارونية طرفاً، وصولاً الى ملف التعيينات الادارية. ويقول "عراب" العلاقة بين بكركي والحزب المطران سمير مظلوم إن "لا علاقة مميزة مع اي طرف ولا تحالف أقليات بل رغبة من البطريرك الراعي في الانفتاح على جميع اللبنانيين عبر الحوار والتفاهم".

وينفي مظلوم ان تكون العلاقة بين الكنيسة والحزب نتاج انتخاب مار بشارة بطرس الراعي بطريركاً، ويؤكد ان العلاقة بدأت منذ 1992 عندما تشكلت لجنة من الجانبين بناء على طلب الحزب، ولم يكن مظلوم مطراناً حينها. وتطورت الامور تدريجاً بين مد وجزر الى ان كانت حرب تموز 2006 وما اعقبها، حيث انكفأ الحزب الى ترتيب اوضاعه وتراجع عدد اللقاءات تدريجاً. وساهم التفاهم مع العماد ميشال عون ربما في تبريد حماسة الحزب لمزيد من اللقاءات مع بكركي بعدما شعر انه يقيم علاقة تحالفية مع طرف مسيحي فاعل. واستمرت الامور على هذا المنوال الى حين انتخاب الراعي وزيارته الجنوب والبقاع حيث ابدى حزب الله الرغبة في اعادة توطيد العلاقة وهذا ما كان". والكلام للمطران مظلوم.

وما دامت الامور كذلك فلماذا لا يحاور البطريرك الاسلاميين السنة او السلفيين و "الاخوان المسلمين"؟ ويرد مظلوم بالتمييز بين الطائفة السنية والقوى السياسية المتطرفة داخلها، ويشير الى ان العلاقة مع مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة والقوى السياسية المعتدلة "لا تشوبها شائبة"، لكن المشكلة بالنسبة اليه ان الاسلاميين و "الاخوان المسلمين" لم يبادروا في اتجاه بكركي ولم يتواصلوا في شكل رسمي. اما الكلام الذي نسب الى البطريرك عن الخشية من وصول نظام اصولي متشدد الى الحكم في سوريا فيعتبر انه قائم على المعطيات الميدانية المتوافرة والخشية على مصير المسيحيين والاقليات في سوريا نتيجة الابهام في الموقف السياسي لهذه القوى". وعن نظرية "تحالف الاقليات" يقول مظلوم ان هذه النظرية ليست جديدة بل قديمة في التاريخ، وعرضت على البطريركين بولس بطرس المعوشي وانطونيوس بطرس خريش بغرض قيام تحالف يهودي – درزي – علوي – مسيحي ضد الاكثرية السنية، "لكن موقفنا في بكركي كان ان هذه المعادلة ليست حلاً ورفضت بشدة". ويضيف: "عرض النظام السوري علينا التعاون تحت عناوين عدة وكان موقفنا الدائم الرفض الكامل لهذا المشروع انطلاقاً من تمسكنا بفكرة "لبنان اولاً والوحدة الوطنية والعيش المشترك ولبنان الرسالة". ويشرح مظلوم ان قراءة البطريرك لهذه المعادلة انها تدمر الاقليات وتؤدي الى حروب لا نهاية لها.

وبالوصول الى خطاب البطريرك ودعوته الى تطوير النظام رغم حراجة الوضع السياسي الداخلي والاقليمي، يعتبر مظلوم ان الراعي ينطلق في مقاربته من وضع الدولة "المكربج" حيث تتعطل الادارات والمؤسسات العامة، وبالمختصر "الامور مش راكبة"، ولهذه الاسباب لا بد من الجلوس الى طاولة حوار لمناقشة هذه الامور بأخلاص وارادة مشتركة. اما اللامركزية فقد تكون حلاً او أي شكل آخر شرط عدم فرض الامور بالقوة بل بالحوار والتفاهم الحضاري. ويرد على الخشية من مطالبة الطائفة الشيعية بالمثالثة بأن "الامور محسوبة ولا داعي لهيمنة اي طائفة على الاخريات". وبرأيه انه لا يجوز تحت ستار الخشية من المثالثة او غيرها ترك الدولة تنهار وتدمر واللبنانيين يتفرجون ويبحثون عن ذرائع". ويمضي مظلوم في تفسير الدعوة الى التغيير، بأن الهم الاساس لدى الكنيسة المارونية هو منع انهيار الدولة والتصدي لهذا الوضع يكون بدعوة الجميع الى المشاركة وعودة المسيحيين الى ممارسة دورهم كما يجب. والواقع أن ضعف المسيحيين بعد الحرب اوصل الدولة الى الانهيار لانهم اصحاب فكرة الدولة اللبنانية المدنية، في حين فشل الاخرون في ترتيب هذه الدولة وانجاحها وحولوها مزارع مذهبية وطائفية بدليل ما نراه اليوم من ازمات ومشكلات، واستبعاد المسيحيين عن مسار بناء الدولة لم يؤد سوى الى خسائر فادحة لهذه الدولة اللبنانية". ويضيف: "ما ندعو اليه هو استعادة للدور التأسيسي للكيان والذي اضطلعت به الكنيسة المارونية ونشدد على أهمية الحوار واحترام التنوع والديموقراطية ووضع سياسة الاستئثار والهيمنة جانباً لاننا لا نملك وطناً آخر غير لبنان وغيرتنا عليه تدفعنا الى هذا الموقف".

 

الحكومة تتريّث في قرارها بعد موقف مجلس الشورى وتجاهل المخالفات يزيد الشكوك حول الجدية في الزيادة

سابين عويس/النهار

انتهت عطلة الاعياد ومعها التوقعات الطيبة بأن تحمل الـ2012 بعضاً من الهدوء وسط الاجواء القلقة حيناً والعاصفة أحياناً التي حملتها تباشير السنة الجديدة.

فالسنة التي افتتحت أول أيام العمل أمس، بدأت بأكثر من ملف ساخن يهدد الاستقرار السياسي والامني كما الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

ففيما أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس قطار التعيينات الادارية، أصدر مجلس شورى الدولة قراره في ملف الاجور، فقرر عدم الموافقة على مشروع وزير العمل شربل نحاس.

والمجلس بقراره هذا رد للمرة الثالثة مشروع الحكومة، بقطع النظر عن الجهة التي أعدته والأكثرية التي أقرته، أو الخلفيات السياسية أو الحيثيات "الشعبوية" التي تحكمت في ظروف إقراره. فالنتيجة في النهاية واحدة: لا زيادة للأجور على رغم إقرار مجلس الوزراء 3 قرارات على التوالي في هذا الشأن، والعودة مجدداً الى المربع الاول وصولاً الى القرار رقم 4.

والسؤال ماذا سيحمل القرار المقبل في طياته؟ والخيارات التي يتم تداولها حالياً متعددة: إما الاخذ بملاحظات الشورى وإعادة صياغة قرار على أساسها وإما طرح المشروع التوافقي لأصحاب العمل والعمال في قصر بعبدا، وإما العمل على إعداد مشروع مرسوم جديد، وإما تجاوز رأي المجلس لكونه استشاريا. ويستبعد أن تلجأ الحكومة الى الخيار الأخير، ليس فقط لعدم رغبتها في تجاوز القوانين وإنما لعدم تمسك راعي المشروع أساساً بمشروعه باعتبار أن الهدف لم يكن المشروع في ذاته بل توجيه رسالة صارمة الى ميقاتي تحدد الاحجام والاوزان داخل حكومته بعدما بدأت ملامح تحالفات جديدة، من شأنها لو استمرت أن تعزل الكتلة الوزارية لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح".

وأي قراءة متأنية لرد مجلس الشورى تؤشر الى أن الاتجاه يجب أن يكون نحو صياغة قرار جديد يأخذ في الاعتبار الملاحظات التي لا ينفك يكررها المجلس لدى طلب رأيه علماً أن الحكومة لم تأخذ في قراراتها الثلاثة بأي من ملاحظات المجلس ولا تزال تقع في المخالفات عينها!

وينتظر أن تتريث الحكومة في بحثها في قرارها الرابع لأكثر من سبب تقني وسياسي.

فمن حيث الشكل، يستبعد أن يطرح الملف على جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم بسبب غياب رئيس الجمهورية وانعقاد الجلسة في السرايا الحكومية، وبالتالي يستبعد حتى طرحها من خارج جدول الاعمال، فيما تشير المعلومات الى ان الموضوع سيطرح على جدول أعمال الجلسة المزمع عقدها في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية الثلثاء المقبل، مما يفسح في المجال أمام احتواء تداعيات قرار الشورى وإخراجه من أي استغلال سياسي خصوصاً بعدما بلغ الخلاف بين رئيس الحكومة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح حده، وهو الذي كان بدأ في ملف الكهرباء واستكمل في ملف الاجور، فيما الجوهر الحقيقي للخلاف يكمن في ملف التعيينات ووقوف ميقاتي الى جانب رئيس الجمهورية فيها، ولا سيما في الشق المتعلق بالحصة المسيحية.

ولكن هل تكفي مهلة الاسبوع المتاحة أمام مختلف الافرقاء لالتقاط أنفاسهم والاستعداد لجولة جديدة من البحث والتفاوض؟

لا شك في أن أي قرار جديد يجب أن ينطلق من النقاط القانونية التي حددها مجلس الشورى، والا فما الداعي لطلب رأيه اذا لم يؤخذ به؟

والواقع أن أي مراجعة للآراء السابقة للشورى تبين تركيزه على ثابتتين قانونيتين: حق الحكومة في تحديد الحد الادنى للأجر وتحديد زيادة غلاء المعيشة، كما تبين رفضه لمخالفات تحديد بدل النقل والطبابة والتعليم المتروكة أساساً للتفاوض بين فريقي الانتاج وبالتالي أي مرسوم يحال على الشورى ويلحظ تحديدا لتلك البدلات سيرفض. كما أن أي تذاك في إدراج بدل النقل ضمن بدل زيادة غلاء المعيشة سيرفض. هذا ما حصل في أول مرسوم الذي رد لعدم قانونيته، والثاني الذي رد لخلطه بين بدل النقل وغلاء المعيشة. وأي قرار في شأن هذه البدلات يتطلب تفويضاً تشريعياً وعودة الى المجلس النيابي، لأن أي تذرع بتقاعس المجلس عن دوره التشريعي أو تأخره في إدائه لا يبرر للحكومة صلاحيات ليست لها. ويرفض مجلس الشورى أن يطلب اليه أن يكون شاهد زور. فالحكومة محددة صلاحياتها، وأي اتفاق في شأن بدل النقل من دون قانون يشرع التفويض لها، يجب أن يتم بين أصحاب العمل والعمال من خارج الحكومة ومن دون مراسيم تصدر عنها.

بماذا يقبل مجلس الشورى في مثل هذه الحالة؟ وهل لاتفاق بعبدا الحظ بالتنفيذ؟

لمجلس الشورى الحق في القبول بالحد الادنى وزيادة غلاء المعيشة استنادا الى لجنة المؤشر، أما بند النقل الوارد في الاتفاق فيجب أن يستثنى من المرسوم ويطبق ضمن اتفاق الفريقين.

ويلاحظ أن رأي الشورى الذي ذكّر بالمراسيم المخالفة الصادرة منذ 1995 حسم مصير الطعون الخاصة المقدمة أمامه والتي لم يحكم بها، كما فتح الباب أمام نقاش جديد حول قانونية تلك المراسيم ينتظر أن يدفع وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" الى رد البحث الى كل المخالفات السابقة تمهيدا لاتخاذ القرار في شأنها، مما سيفتح الباب بدوره على مواجهة سياسية تستهدف السياسات الاجتماعية السابقة وتعوق أي تقدم في ملف الاجور.

3 قرارات للأجور والرابع على الطريق، ولم يحصل العمال على الزيادة، مما يطرح السؤال هل الحكومة جادة في تصحيح الاجور؟ لأنه لو كان الجواب بالايجاب لكان على العمال أن يقبضوا الزيادة منذ تشرين الاول الماضي!

 

واشنطن: دمشق لم تحترم التزاماتها.. وآن الأوان لتدخل مجلس الأمن الدولي 

وكالات/اعتبر البيت الأبيض أن دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة الى سوريا، مشدداً على أنه آن الأوان فعلاً لكي يتدخل مجلس الأمن الدولي لزيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: "لقد مضى 16 يوماً على توقيع النظام السوري بروتوكول الاتفاق على مجيء مراقبي الجامعة العربية من البديهي أنه لم يتم احترام الشروط"، مشيراً خصوصاً إلى "استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل في سوريا".

 

اللجنة العربية تجتمع السبت لبحث مهمة المراقبين ومقتل 28 شخصا في سوريا اليوم الثلثاء

علنت الجامعة العربية ان اللجنة الوزارية العربية حول الازمة السورية ستجتمع السبت في القاهرة لمناقشة التقرير الاول لرئيس بعثة المراقبين التي يثير دورها جدلا، في حين سقط أكثر من 28 قتيلا في سوريا الخميس. ففي القاهرة قال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي للصحافيين انه "تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية السبت المقبل للنظر فى التقرير الاول التمهيدي" لرئيس بعثة المراقبين. ودعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير في تصريحات للصحفيين الى "عدم التعجل في اصدار الاحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين". ميدانيا أعلنت لجان التنسيق المحلية والتي تتابع التظاهرات على الأرض بعد ظهر الثلثاء أنه "وصل عدد شهداء سوريا اليوم حتى اللحظة إلى ستة شهداء, اربعة شهداء من حمص و شهيدين في من ريف دمشق "كفربطنا وعربين " و حماه "قمحانة وحارة الجسر وحي القصور". كذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المرصد أنه "قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الامن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء وذلك اثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل اسلحتهم". واضاف المرصد في بيان "خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لاطلاق رصاص من قوات الامن المتواجدة بمخفر جاسم فاشتبكوا معها ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الامن وصلت جثامينهم الى مشفى حكومي في محافظة درعا".

وتابع ان "قوات الامن السورية تنفذ حملة اعتقالات منذ صباح الثلاثاء في المنطقة المحيطة بالمخفر اسفرت عن اعتقال اكثر من 100 شخص من الاهالي والاستيلاء على اموال من منازل الاهالي".

وفي معلومات المرصد عن المدنيين، قال أن "مواطنين استشهدا خلال اطلاق رصاص من قوات الامن السورية في حي القصور بحماة" مضيفا ان مواطنا اخر توفي الثلاثاء في بلدة قمحانة بريف حماة.

وفي مدينة حمص أوضح أنه "استشهد ثلاثة مواطنين صباح الثلاثاء في مدينة حمص خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في احياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر".

من جهة أخرى، قال التلفزيون الحكومي ان مجموعات من المراقبين تزور اليوم حمص ودرعا وادلب، كما أعلن مصدر رسمي لفرانس برس ان هجوما استهدف انبوب غاز الثلاثاء قرب مدينة حمص.

وذكرت صحيفة الوطن السورية الثلاثاء ان "حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزينتسوف ستصل في الايام المقبلة الى المياه الاقليمية السورية على ان تبقى فيها ستة ايام".

واكدت الوطن ان الاسطول الروسي يضم "طائرات سوخوي 33 وميغ 29 وطائرات عمودية من نوع كا-27 (المضادة للغواصات) ومنظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات". وذكرت الصحيفة ان المجموعة المواكبة لحاملة الطائرات تتألف "من السفينة الاميرال تشابانينكو المضادة للغواصات (...) وسفينة المساعدة نيقولاي تشكير والناقلات سيرغي اوسيبوف وفيازما وكاما". ولروسيا قاعدة بحرية في طرطوس اجرت عليها توسيعات في الفترة الاخيرة. وترفض روسيا رفضا قاطعا اي تدخل في الازمة السورية واستخدمت حق النقض في تشرين الاول ضد مشروع قرار في مجلس الامن ينص على امكانية فرض حظر على تسليم الاسلحة الى سوريا التي تعد روسيا ابرز مزوديها منذ الحقبة السوفياتية.

 

قوات كوماندوس عربية وغربية عبرت الحدود السورية لمساعدة الجيش الحر  

حرب إسقاط نظام الأسد تبدأ قبل نهاية الشهر الجاري

 حميد غريافي/السياسة

دخلت فرق من متطوعين سوريين وعرب, أنهت تدريباتها على قتال الشوارع وزرع الألغام والعبوات الناسفة واقتحام الثكنات العسكرية والمراكز الامنية, الاراضي السورية خلال الشهرين الماضيين من لبنان وتركيا والاردن والمناطق الكردية والسنية العراقية, حاملة معها كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف مضادة للآليات والدروع وصواريخ ارض - جو صغيرة محمولة على الكتف من نوعي "سام - 7" الروسي و"ستنغر" الاميركي, وانواع اوروبية اخرى, استعدادا "لبدء حرب الشتاء" ضد نظام بشار الأسد جنبا الى جنب مع قوات منشقة عن الجيش السوري, انضوت تحت لواء "الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الاسد الذي باشر تنفيذ خطة للانتقال من داخل الحدود التركية حيث يقيم الان الى المناطق السورية الشمالية, لإقامة قيادته في محافظة حمص المتوقع لها ان تكون "عاصمة الثورة بامتياز", بسبب استهدافها من الآلة الحربية "البعثية" بكل ما اوتيت من بطش وقمع ووحشية.

وقال قادة في "تنسيقيات الثورة السورية" لجأوا منذ يونيو الماضي الى الاردن وتركيا: "ان جيشي هذين البلدين الحدوديين يشرفان على الفرق السورية المتدربة العائدة الى بلدها, بعدما لم يتبق امام العالم وجامعة الدول العربية والشعب السوري سوى اعلان المقاومة المسلحة في وجه نظام بشار الاسد وعصاباته, اذا شعر هؤلاء بأن الأمور ستطول لأشهر أخرى, وان حكم "حزب البعث" بحاجة الى مدة اطول للسقوط والانهيار والتمزق, خصوصا اذا لم يتمكن المجتمع الدولي من اجتراح وسيلة الاختراق (الفيتو) الروسي في مجلس الامن, بحيث لن يبقى امامه الا التعامل مع قادة البعث بالمفهوم المسلح الذي يتعاطون به مع الشعب الاعزل".

وأكد قيادي في التنسيقيات, لجأ إلى بيروت ل¯ "السياسة" أمس, "ان لا احد من سكان القرى والمدن والمناطق السنية اللبنانية في شمال البلاد وبقاعه راغبا في تهريب السلاح الى الثوار السوريين, وكل ما يفعلونه هو عدم التدخل معنا في عمليات ادخال السلاح الى "الجيش السوري الحر" والمتطوعين المدنيين, لأننا لسنا بحاجة الى ضلوعهم في الموضوع وتعريضهم للاعتقال وربما القتل من حكومتهم التي يسيطر عليها "حزب الله" وجماعات الاستخبارات السورية, أمثال نبيه بري وميشال عون وسليمان فرنجية والحزب القومي السوري وعصابات متفرقة كانت تلك الاستخبارات نقلتها الى لبنان ثم ضاعفت دعمها بواسطة السفارة السورية في بيروت حيث السفير علي عبدالكريم علي تابع مباشرة لجماعة مدير الاستخبارات السورية علي مملوك, ومنظم عملياته في الأراضي اللبنانية, بدءا باعتقال سوريين نشطين فارين الى لبنان, مرورا بالتعرض بعمليات إرهابية للقوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) وصولا إلى تزويدهم بصواريخ "غراد" و"كاتيوشا" من مخازن "حزب الله" جنوب الليطاني المتحرش بإسرائيل بهدف توتير الاجواء الحدودية مع لبنان, عملا بمقولة احد كبار ضباط وزارة الدفاع السورية الشهر الماضي لحليف لبناني لسورية, بأن الحدود السورية مع تركيا ولبنان وباقي الدول الاخرى اذا كانت مضطربة فإن على تلك الدول الا تنتظر الهدوء والأمان إطلاقا".

وفي برلين, أماط تقرير استخباري ألماني, اللثام عن "ان عناصر تركية وبريطانية ومن الجيشين العراقي والاردني, وكلها من فرق نخبة الكوماندوس, موجودة الآن في مناطق سورية قرب حدودها الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية, لتأمين ممرات آمنة لإدخال الاسلحة والقوات الخاصة العاملة على تحديد المناطق المنوي شمولها بحظرين جوي وبري قريبين, سواء أكانت الامور بلغت مجلس الامن ام اقتصرت على تحركات الدول المحيطة بسورية, ومع اقتراب نقل المعركة المسلحة الى العاصمة دمشق, حيث شرايين القلب النابض للنظام وحيث يكمن مقتله في نهاية المطاف".

وتوقع واضعو التقرير الالماني أن "تشهد نهاية الشهر (الجاري) بداية نقل القتال والتفجيرات واستهداف المقار الحكومية العسكرية والامنية والسياسية ومهاجمة الثكنات وادارات الاستخبارات والامن القومي الى دمشق بحيث تبدأ معها عمليات نزوح سكانية هائلة الى خارج العاصمة, بل الى خارج حدود الدولة, فيما تكون ملامح ضربة جوية "اطلسية" تشارك فيها مقاتلات حربية عربية اتخذت شكلها النهائي لوقف جرائم نظام الاسد ضد المدنيين الابرياء العزل من الشعب المطالب بحريته ولقمة عيشه بكرامة".

 

سحب المراقبين العرب ضرورة قومية

داود البصري/السياسة

ما طالب به رئيس البرلمان الانتقالي العربي النائب الكويتي السابق  الفاضل علي سالم الدقباسي من ضرورة قيام الجامعة العربية بالسحب الفوري للمراقبين العرب من سورية هو ليس مجرد اقتراح مرحلي لبرلماني كويتي عريق يتمتع بخصال إنسانية وقومية مسؤولة  ويتميز بنهج فكري وسياسي واضح الرؤى والمعالم , بل أنه تعبير حقيقي عن مشاعر الشعب العربي بأسره المتضامنة الى حد الاندماج مع الشعب السوري وهو يخوض غمار ثورته الشعبية التاريخية الكبرى التي نضجت ظروف انتصارها النهائي والحاسم وحيث حانت لحظة قطف رؤوس الطغاة من الوحوش والضباع وضمن عملية مفضوحة للبيع والشراء في شعوب عريقة لا تصبر على الضيم ولا تستكين للذل والهوان , الجامعة العربية وعلى رأسها الامين العام تعلم علم اليقين ان لا فائدة ميدانية حقيقية من استمرار عمل المراقبين في ظل حالة الخديعة والكذب الشامل الذي يمارسه النظام السوري الخبير في الحرب النفسية وإدارة عمليات التضليل والكذب والمغالطات , فذلك النظام بات طريقه مسدود بالكامل في ظل انعدام الأفق السياسي والأمني وإصرار قوى الثورة الشعبية السورية على إدامة حالة الصراع وإدارة المعركة الشعبية حتى النصر الكبير وهو المصير الأسود الذي يحاول النظام السوري تجنبه لاعن طريق الخضوع لإرادة الشعب الثائر ولا عبر التحلي بأخلاق الفرسان وقبول الهزيمة والانسحاب الهادئ من مسرح التاريخ , ولكن عبر تواصل المجازر الدموية والإغراق في منهج القتل المبرمج وتعبيد الطريق لحرب أهلية لن تبقي ولن تذر, ووفقا لنظرية إجرامية إرهابية اسمها "أنا ومن بعدي الطوفان" وتهديم المعبد السوري على رؤوس الجميع , وهي مراهنة خاسرة بالمطلق , وحالة عبثية ودموية ينبغي إيقافها بأي ثمن والعالم العربي ليس بحالة من يستطيع مداواة الجرح السوري أوأن يتمكن من الضغط الفعلي على النظام لكي يرفع يده عن إرادة السوريين الحرة والمحسومة , أبدا لا يوجد أي طرف عربي يحترمه النظام السوري بل العكس هو الصحيح والدليل هو التسريبات الاستخبارية السخيفة حول أسرار وقنابل جنسية وفضائحية يلوح بورقتها النظام السوري!! اذ يتصورون أن بذلك الابتزاز الرخيص لدول وشخصيات معينة سينحرف قرار الشعب السوري وسيتجنب النظام المصير الأسود المعروف والمسجل باسم كل الطغاة عبر التاريخ والذي كان آخرهم معتوه ليبيا وأبنائه وعصابته من القتلة والمجرمين.

 النظام السوري اليوم يمارس حرفة القتل الشامل للأسف بتوثيق ومباركة وتغطية من الجامعة العربية , وكل حديث حول إطالة أمد تواجد المراقبين يعني أساسا إطالة أمد المعاناة وارتفاع قوائم الشهداء والمعذبين لنظام يراهن على إشاعة حالة اليأس بين الجماهير وعلى كسر إرادة الثورة وهزيمة الثوار معنويا عبر المماطلات واللجوء لحماية دولية وهمية لن تستطيع إنقاذ وتعويم النظام وإعادة طلائه وتسويقه مطلقا , فالنظام السوري قد مات سريريا ولم تعد تنفع معه كل الحقن والمقويات , وفريق المراقبة العربي ليس للأسف سوى شاهد حي على المجازر ولا يملك من أمره شيئا بل أنه يتفرج بسادية غريبة على مصارع السوريين وفي انتظار تقرير نهائي لا أعتقد أنه سيكون حاسماً في توجيه مسارات الأزمة السورية , وهي مهمة غير مشرفة أبدا للجامعة العربية.

عمليات القتل الشامل للسوريين هي اليوم إبادة شاملة ضد الجنس البشري وذلك ما ينقلها للمسؤولية الدولية التي وحدها تستطيع تأديب ذلك النظام الذي لا يعترف إلا بلغة القوة , ولا يقيم احتراما إلا للبلطجة واللصوصية. سحب المراقبين العرب ونقل مسؤولية حماية الشعب السوري للمجتمع الدولي هي الخطوة الحاسمة والتي لابد منها وبأسرع وقت ممكن , فمهما بلغت التضحيات فإن الشعب السوري بعد الثورة لن يعود أبدا لمرحلة ما قبل الثورة, والنظام يعيش تداعيات الاحتضار , فيا جامعة العرب قليلا من الوفاء والاحترام لدماء السوريين التي طرزت تاريخ الكرامة الإنسانية , فنظام دمشق إلى سقر.. تلك هي الحقيقة الوحيدة.

*كاتب عراقي

 

جنبلاط.. إنحيازٌ تام لخيار الشعوب

صالح حديفة/صدى البلد

تستمر أحداث الأزمة المستفحلة في بلاد الشام منذ أكثر من عشرة أشهر في التأثير الفوري والصريح والواضح على الساحة اللبنانية، التي اعتادت على تلقّي المؤثّرات من كل حدبٍ وصوب في مشهدٍ ألِفَه اللبنانيون ويتحمّلون عبر قياداتهم السياسية المسؤولية المباشرة عنه. وفي هذا الخضم الإقليمي العابق بضبابية تعكّر الرؤية السياسية لمختلف الجهات السياسية اللبنانية وينعكس ذلك على أدائهم وتصريحاتهم ومواقفهم، تتراكم التطورات الداخلية بما ينذر بانفجارٍ في الروتين السائد منذ سنة تقريباً تاريخ الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري، وهو انفجار متى حصل لن تقتصر نتائجه على فريق دون آخر بل إن نيرانه المرتقبة ستحرق أصابع جميع اللاعبين بالنار دون استثناء، إلا إذا "وبسحر ساحر" أدركوا جميعهم أن "اللعب النار" محظورٌ ولا يخدم أحداً.

في هذا المجال فإنّ السجال غير المعلوم الأفق حول وجود "القاعدة" في لبنان ودورها المزعوم في ما يجري في سوريا من أحداث مرشّح لمزيد من التفاعل، كون الملف السوري برمّته مرشّح لتطورات قريبة متصاعدة توحي بها معطيات الأرض السورية والحراك السياسي العربي والإقليمي والدولي، وقد كان موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أمس حيال الوضع السوري مؤشراً واضحاً على أن ملف الأزمة السورية في طريقه إلى متغيّرات جديدة ستبدّل الصورة الراهنة بكل المقاييس، كون جنبلاط دأب في الفترة الأخيرة على إبقاء سقف خطابه السياسي تجاه سوريا على قاعدة "ضربة على الحافر ضربة على المسمار" بما يشي بأن الصورة لديه لم تكن حينها محسومة الاتجاهات حول مستقبل ما يجري بالداخل السوري، ولذا فإنّ كلامه أمس يدلّ على أنّه على الأقل حصل على معطيات جديدة أتاحت له الخروج بما قاله حول ضرورة "التغيير الجذري" للنظام السوري.

جنبلاط الذي دعا القيادة الروسيّة إلى "اعتماد مبدأ "قوة الضعفاء" في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا، وضرورة الإقرار بأن الحلول الأمنيّة لا يمكن أن تشكل حلاً للأزمة القائمة، التي لن تُحلّ إلا بتغيير جذري للنظام"، ثم خاطب الجمهورية الإسلامية الإيرانية من المنطلق ذاته داعياً "أحفاد الإمام الخميني" لتذكّر مواجهتهم لشاه إيران "في نضال تاريخي كبير أكّد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة"، كان واضحاً هذه المرة في التعبير علناً عمّا اختزنه في صدره منذ تحوّله الشهير في 2 آب 2009 وإقفاله – المؤقّت على ما يبدو- لصفحة العداء مع الرئيس السوري بشار الأسد.

الكلام الجديد "إعلامياً" لجنبلاط لم يكن جديداً على الإطلاق لديه منذ آخر لقاء جمعه بالأسد في دمشق، يومها خرج جنبلاط بقناعة مفادها أن الأمور ذاهبة نحو مزيد من التفاقم، وهو أسرَّ لمقرّبين منه بأنه قال للأسد في ذاك اللقاء: "دخيلك مرّقوا الأمور بلا دم"، لكن ما حدث في الأيام التالية لذلك اللقاء لم يوحِ أبداً بوقفٍ للنزف، بل بمزيد من إراقة الدماء، فكانت بداية التحوّل في موقف جنبلاط.

وحول هذا الأمر، أكدت مصادر واسعة الإطلاع، أن جنبلاط، كان نقل في وقت سابق كلامه الذي أعلَنَه أمس، إلى كلٍّ من روسيا والصين وإيران "رسمياً"، وأبلغهم بضرورة الانتقال في التعاطي مع الأزمة السورية من أدائهم الحالي إلى أداء مختلف أكثر تعاطفاً مع الشعب السوري، ذلك على الأقل لأن "العلاقة مع الشعب هي الأبقى والأسلم، أمّا الأنظمة فمصيرها عاجلاً أم آجلاً التغيّر". وأشارت الأوساط عينها في حديثها إلى "صدى البلد" إلى أنه "في خلال الزيارة التي حصلت في الأيام الأخيرة من العام 2011 للسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي إلى كليمنصو والتي فاجأت الكثيرين، أبلغ جنبلاط سفير "الثورة الإسلامية" أن التعامل مع "الثورة السورية" بطريقة "المؤامرة" هو أمرٌ لم يعد ممكناً أو مقنعاً، كما طلب جنبلاط من أبادي حمل هذا الموقف إلى القيادة الإيرانية التي بإمكانها لعب دور فاعل في إقناع النظام السوري بضرورة وقف الحل الأمني فوراً و القبول بتداول السلطة".

وكشفت الأوساط المطّلعة عينها أن "السفير أبادي وافق جنبلاط على أن سوريا بحاجة إلى "إصلاح حقيقي"، لكنّه كان مصرّاً على أن الرئيس السوري جادّ في سعيه للإصلاح وكل ما يحتاجه هو بعض الوقت". وإذ لفتت إلى أن لقاء جنبلاط وأبادي تطرق لملفات أخرى لم يحِن بعد موعد الحديث عنها، ذكرت المصادر أن أبادي أكد في اللقاء على أن الدعوة لجنبلاط لزيارة طهران قائمة "في أي وقت يرغب"، وقد طلب جنبلاط استمهال الأمر "حتى يتم معالجة بعض الأمور الشخصية".

وحول ما إذا كان في موقف جنبلاط مؤشراً إلى تحوّل ثانٍ له مُغاير لتحوّل 2 آب، أوضحت المصادر أن جنبلاط "يصرّ على المُضي في قراره الاستراتيجي بدعم المقاومة كخيار أساسي وإنْ ليس الوحيد في مواجهة الاحتلال، وعلى أن القضية المركزية للعرب هي فلسطين التي يجب أن تبقى كل الأنظار مركّزة عليها، لكنه في الوقت عينه بات مقتنعاً أن حركة الشعوب العربية هي أمر يساعد على تعزيز ثقافة المقاومة وعلى تحرير القرار الوطني لهذه الشعوب بما يعزّز فرص قوّتها في أي مواجهة مع الاحتلال، كون الشعوب الحرّة، لا تلك الأسيرة، هي وحدها القادرة على تحرير فلسطين". وأضافت المصادر: "وانطلاقاً من ذلك توجَّه جنبلاط إلى الموحدين الدروز في سوريا داعياً إيّاهم هم الذين كانوا روّاد التحرر العربي والسوري "والذين يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود الى الوراء"، للتوقف عن المشاركة في عمليات القمع الأمني للثوار السوريين".

المصادر الذي ذكّرت بـ "الانتقادات التي لطالما كانت قيادات المقاومة في لبنان توجّهها للحكومات العربية"، ختمت بالتأكيد أن "جنبلاط ليس هو من يقوم بالتحوّل هذه المرة، بل إنّ الشعوب هي التي قرّرت إجراء تحوّل مصيري، وهي التي تقوده ومستمرة به حتى النهاية، والتاريخ لن يرحم من يقف بطريق من يمتلك "قوة الضعفاء" هؤلاء الذين ليس على صدورهم قميص وسوف يحررون هذا العالم".

 

شكرا لهيثم مناع ولـ "هيئة التنسيق"

 غسان المفلح/السياسة

وقع الدكتور برهان غليون ومعه بعض اعضاء الامانة العامة للمجلس الوطني السوري وثيقة مشتركة ستقدمها المعارضة للجامعة العربية بوصفها رؤية مشتركة للمرحلة الانتقالية, مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية, بزعامة هيثم مناع وحسن عبدالعظيم وصالح مسلم. أنا ادرك جيدا وأعرف كم يتعرض المجلس الوطني لضغوط من اجل انجاز اتفاق مع هيئة التنسيق, ولكن ما كان على الصديق برهان غليون توقيع مثل هذا الاتفاق. الوثيقة الموقعة هي تبني رؤية هيئة التنسيق كاملة غير منقوصة في الاتفاق, ولا أثر لرؤية المجلس الوطني التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر تونس, وماصدر عنها من بيان ختامي رماه الكتور برهان غليون في أول سلة مهملات بعد خروجه من تونس, وهذا ليس موقف غليون وحده بل معه مجموعة من الامانة العامة والمكتب التنفيذي للمجلس.

كنت منذ بداية تشكيل المجلس وأنا أنبه إلى خطورة التحرك الزئبقي لآراء الدكتور برهان, ووجهة نظره, ورغم انني كنت أدافع عنه كشخصية وطنية ويصلح لواجهة المرحلة في المجلس أمام من يهاجموه من خارج المجلس, ومع ذلك تقدمت بأكثر من رسالة داخلية أطالبه فيها من التخلص من حالة الرهاب التي يسببها له هيثم مناع وحسن عبدالعظيم, كما طالبته أكثر من مرة في أن يحسم أمره مع الثورة, ويطالب بما تطالب به, وفي كل مرة كان يضع الحجة تلو الأخرى, ويتملص من التعهدات تعهدا إثر آخر, وهنا أسأل السادة من المجلس الوطني الذين وقعوا الاتفاق. إذا كنتم منسجمين مع هيئة التنسيق التي احترم برنامجها وثباتها ومثابرتها من أجل تحقيقه, إذا كنتم كذلك لماذا أنتم في المجلس? ولماذا لاتنضمون لهيئة التنسيق? استغرب ذلك! وحذرت مرارا وتكرارا وفي رسائل داخلية من أن استمرار آراء الدكتوربرهان الرجراجة والمتهربة من تنفيذ سياسة المجلس وبيانه التأسيسي والختامي, هذه ستكون بمثابة حصان طروادة لهيثم مناع ولهيئة تنسيقه داخل المجلس الوطني, ولكن اعضاء المجلس الذين رفضوا آراء برهان غليون هذه في تونس, استمروا في المراهنة بعد التوصل إلى تفاهمات سياسية محددة تجسدت بالبيان الختامي, فليعطنا الدكتور برهان غليون إشارة واحدة لحضور هيئة التنسيق بالثورة? وبعدها نفكر في الاتفاق معهم, الدكتور برهان غليون ضد التدخل الاجنبي ليس قناعة فقط, بل خوفا أيضا من اتباع السلطة ومثقفي الممانعة الذين تواطأوا مع النظام على شعبنا ودمائه, وحذرا من هيئة التنسيق الوطنية. المجلس ليس ملكا لأحد ولن يكون أبدا, وبهذه المناسبة أدعوه للاستقالة فورا من رئاسة المجلس مالم يلتزم بنص وروح البيان الختامي للمجلس الصادر في تونس. وفي المقابل هنالك من لايريد هذا الاتفاق مع الهيئة في المجلس حرصا على مقاعده في هذا المجلس الذي ساهم غليون نفسه بتحويله إلى تشريف لاتكليف, من خلال قبوله بضم أعداد لا تساهم في تقدم الثورة في شيء..! »شيلة عرب«.

برهان غليون في تصريحه الكتابي وتوضيحه على قناة »الجزيرة«, قدم عذرا أقبح من ذنب, عندما أكد على أن خطأ هيثم مناع وهيئته أنهم سربوا الوثيقة, ولولا ذلك لما كنا سمعنا بها, يريد الدكتور غليون ومن معه من خط هيئة التنسيق داخل المجلس من تمرير الوثيقة بالكولسة! لهذا هذه ثالث مرة أشكر فيها هيثم مناع على وضوحه المغرض, لفضحه سياسات المكتب التنفيذي للمجلس وبرهان معا, وأنا لااحمل المسؤولية لبرهان لوحده, بل أحمل كامل الامانة العامة والمكتب التنفيذي المسؤولية لأنهم شاركوا في هذا الكرنفال, وهذا التهريج, ومن يريد استخدام هذا الكرنفال للنيل من برهان ومن موقعه, داخل المجلس, ليبحث له عن طريقة أخرى قانونية ومؤسسية من أجل تغيير الهياكل! كل ما تريده هيئة التنسيق ووافق معها الآن برهان غليون هو ترك شعبنا وحيدا يواجه مصيره أمام جيش يقتل شعبه, والجامعة العربية ممثلة بالجزائر والعراق ولبنان واليمن والنظام السوري والمجلس العسكري بمصر وخلفهم إسرائيل, تريد استمرار بشار الأسد في الحكم ومعه غالبية رموز هيئة التنسيق, ومن يقرأ نص الاتفاق يعرف أنه رفض لأي دعم دولي لشعبنا, وكأن التدخل العربي يوقف القتل? وكيف سيسقط النظام هذا ما لم يجب عنه لا برهان غليون ولا هيئة التنسيق ولا الجامعة العربية? ذاهبون نحو السيناريو الاسرائيلي, وهو ادخال سورية في نفق السيناريو الصفري على الطريقة اليمنية, نظام عصابة وجيش قاتل وكأكبر آلة قمع وحشية في المنطقة, ومدعوم من اطراف خارجية, وشعب اعزل وجيش وطني حر لايجد من يدعمه, حيث رفع الاتفاق الغطاء عن هذا الجيش الذي يشكل شرف الجيش السوري, وليس جيش بشار الأسد. البارحة ألم ير الدكتور برهان أن ستة ملايين سوري كانوا في الشارع يهتفون لإسقاط آل الأسد ويطالبون بالحماية الدولية?..هيئة التنسيق ورموزها يعلمون جيدا أنه لولا الضغط الاسرائيلي على الجامعة العربية, ما كان يمكن أن يكون لهم مكان في اللوحة لأن إسرائيل تسعى إلى بقاء العمل مع الجامعة العربية على أساس حل عربي..هل تصدقون? هنيئا لهيئة التنسيق عموما ولهيثم مناع نجم قناتي »العالم« و»المنار«, على هذا الانتصار. لأن جل ماتريده هيئة التنسيق هو رفض تدويل القضية, ورفضها لتدويل القضية وحماية المدنيين يعني المد بعمر النظام, الأمر بسيط بالنسبة اليهم وهذا ما حققه لهم الدكتور برهان غليون والموقعون معه من المجلس في القاهرة, ربما بحسن النوايا, وربما نتيجة ما يمارس من ضغط عليهم, وهذا محقق في البند الأول من الاتفاق, أما بقية الاتفاق فلا قيمة له لأن لابرهان ولاهيئة التنسيق قادران على تحقيق شيئ منه, ودماء شعبنا عندما تحققه لوحدها, في ظل هذا التواطؤ...فهي ليست بحاجة لا لهيئة التنسيق ولا للمجلس الوطني ولا لبرهان غليون.

اقترح جديا أن يستقيل برهان غليون من رئاسة المجلس, وكل من يوافق معه على رفض البيان الختامي للمجلس الوطني, نعم كل الاتفاق لاقيمة له لا بنظر برهان ولا بنظر هيئة التنسيق ماخلا البند الأول الذي يرفض تدويل الملف السوري, لأنه مطلب إسرائيلي أيضا, واحالة الجناة الى محكمة الجنايات الدولية, وهو سيناريو سيفضي للحوار مع النظام برموزه, على من تضحكون?

كنت سأكون مع الاتفاق لو كان معبرا عن البيان الختامي للمجلس, وهنا اعبر عن موقفي الشخصي, كعضو في المجلس الوطني, واطالب برهان غليون بالاستقالة, إن لم يعدل الاتفاق أو يرفضه بشكل كامل جملة وتفصيلا, لأن المجلس الوطني هو ائتلاف سياسي بين قوى متفقة على عناوين مرحلة بخطوطها العريضة. ليس بينهم أي اتفاق على البرامج التفصيلية. هذا يعني أن المجلس ليس حزباً ليفاوض غليون وغيره باسمه من دون الرجوع لما هو متفق عليه, اوالتحالف مع غيره. المجلس ائتلاف مفتوح لمن يرغب بالانضمام ممن يتفق مع العناوين التي طرحها وقام عليها ائتلافه, وجسدها في بيانه الختامي. الدكتور برهان غليون في كلمته للمتظاهرين السلميين في حمص والمعتصمين في الخالدية البطلة: "أنتم اصحاب الشرعية الثورية"? فكيف هم اصحاب الشرعية الثورية وتتبنى مطالبهم كما صرحت, وتوقع اتفاقا مع هيئة التنسيق ينص على ما نص عليه? وأتمنى ألا تفسد هذه المقالة العلاقة الحوارية مع الدكتور برهان, لأنني رغم كل ما كتبته سياسيا إلا أنني متعاطف شخصيا مع برهان كصديق, لما يعانيه من ضغوط, وهي غالبا ضغوط ليست في مصلحة الثورة, ولأنه من طبيعة لا تتحمل مثل هذه الضغوط, وأتمنى أن يعود للبيان الختامي للمجلس, وأتمنى على المكتب التنفيذي ألا يتملص من المسؤولية, وإذا كان الدكتور برهان غليون يرى نفسه مع هيئة التنسيق فأبوابها مفتوحة, وأتمنى ان تكون هذه المهرجانية فاتحة خير من أجل مزيد من المأسسة للمجلس والشفافية والقوننة لأعماله ولدعم مكاتبه ونشاطاته لكي يستحق ما هو منوط به من مهام..مرة اخرى شكرا للدكتور هيثم مناع على صراحتك...!

* كاتب سوري

 

الأسد ربح الجولة الأولى... لكنّ الحرب طويلة!.

طوني عيسى/الجمهورية

.. وهكذا صار. جاء المراقبون العرب إلى سوريا ليكونوا شاهداً ضدّ النظام، فتحوّلوا شهوداً على التزامه المبادرة العربيّة. وهم مرشّحون ليكونوا قنبلة خلافيّة في الجامعة العربية: لقد ربح الأسد هذه الجولة

نجح الرئيس بشّار الأسد في تمرير الأسبوع الأوّل من مهمّة المراقبين العرب وفقاً لما يطمح إليه، أي كسب الوقت، لشهرين إضافيّين. ويجهد الأسد خلال هذه الفترة للإيحاء بأنّه يلتزم الوعود التي قطعها عربيّاً ودوليّاً لإنجاز الإصلاحات المطلوبة. وهو سجّل فِعلاً مجموعة نقاط لمصلحته في وقت ثمينٍ وحاسم. وتتقاطع معلومات المصادر الديبلوماسية وتحليلاتها حول هذه النقاط، التي من شأنها، إذا لم يطرأ جديد يكسر "الستاتيكو" القائم، أن تطيل أمد الأزمة السورية الى حدود غير محسوبة، وتالياً عمر النظام وتزيد من حجم الخسائر.

والنقاط التي سجّلها النظام في مصلحته هي:

1 - يُنتظر أن يقدّم رئيس فريق المراقبين محمد الدابي تقريره الأوّل في الساعات المقبلة الى مجلس الجامعة العربية. وبدا واضحاً من خلال التناقض في الرؤية بينه وبين بعض أعضاء الفريق، أنّه سيُصدر تقريراً يتماهى مع طروحات النظام. فالدفعة الأولى من المراقبين (إقتصرت على نحو 70 عنصراً تولّت "مراقبة" 6 مدن) سجّلت سحب الدبّابات والأسلحة الثقيلة الى خارج المدن، وإطلاق 3483 معتقلاً. ولم يجد الدابي ما هو "مُرعب" في حمص، حيث اصطدم مع الثوّار لا مع النظام. وحصل الدابي على دعم من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي أبدى ارتياحه لحصول 130 وسيلة إعلاميّة على تراخيص لتغطية التطوّرات، في مقابل حجب التراخيص عن ثلاثٍ فقط هي "الجزيرة" و"العربية" و"فرانس 24". وهذا يعني أنّ الدفعة التالية من المراقبين، والتي تضمّ نحو ثلاثين، لن تقدّم ما هو مختلف. والكلام الذي أورده العربي عن وجود قنّاصة وأعمال قتل بدا دون الحجم الذي تطمح إليه المعارضة، وهو أقرب إلى التطمين بأنّه قيد المعالجة.

فالنظام استطاع "إستيعاب" المراقبين وجهّز الأرضيّة التي تعطي صورة معيّنة للواقع. وهو تعمّد تخفيف حجم القمع، وأطلق تظاهرات مؤيّدة له في موازاة الحراك الاعتراضي، وأعاد انتشار قوّاته بعيداً عن أعين المراقبين، وأطلق ما أمكن من معتقلين، عِلماً أنّ هذه المبادرات ليست ثابتة، ويمكن النظام أن يتراجع عنها في أيّ لحظة، حتى خلال انتقال المراقبين من مدينة الى أخرى.

2 - تزامُناً، سيباشر الرئيس الأسد بالإعلان عن سلسلة الخطوات التي وعد بها في طريق الإصلاح. وهو سيطلق مبادرات داخلية جديدة، بدءاً من خطابه المنتظر، وصولاً الى قيام حكومة تشارك فيها أسماء بارزة في "معارضة الداخل"، وإقرار تبديلات في المؤتمر المتوقّع لحزب البعث الشهر المقبل. وقد يقتضي ذلك الإعلان عن خطوات تؤدّي الى فكّ الارتباط بين الحزب وهيكليّة السلطة. ويعني ذلك في الدرجة الأولى تعديل المادة 8 من الدستور، القائلة بأنّ البعث هو "الحزب القائد". وستكون هذه المبادرات عنصر "تنفيس" للنقمة داخليّاً وعربيّاً ودوليّاً، بحيث ينزع النظام ورقة الإصلاح من أيدي خصومه.

3 - على خلفيّة الإشكاليّة في النظرة الى الإصلاح والتدخّل الخارجي، يستفيد النظام من تباعد النظرة بين طرفي المعارضة السوريّين: "المجلس الوطني" و" هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي". وفي تقدير المصادر، أنّ النظام يساهم في إشعال الخلافات بين أجنحة المعارضة على طريقة "فرّق تسُد". ففيما تنتظر الجامعة العربية وثيقة "سوريا الغد" التي تمّ إعدادها في القاهرة بين ممثلي الطرفين، لتكون مادة حوار مع النظام ــ كما قال العربي ــ برزت الخلافات حولها بين هذين الطرفين، خصوصاً في ما يتعلّق بالتدخّل الأجنبي والنظرة الى المرحلة الانتقالية. وهذا الخلاف يمدّ النظام بمزيد من الأوكسيجين، لعدم وجود طرف يمكنه أن يكون البديل للنظام، أو على الأقلّ ليكون محاوراً له.

4 - تتوقّع المصادر أن تظهر تباينات في وجهات النظر العربية حول الملفّ السوري في المرحلة المقبلة. وثمّة من يتحدّث عن ليونة بدأت تشهدها العلاقات بين بعض القوى العربية الكبرى ودمشق، خصوصاً في ظلّ التوتّرات الداخلية التي حصلت أو تلك المحتمل حدوثها في دول عربية، وقد يكون للملفّ السوري انعكاس عليها. ويتمّ الحديث في دمشق عن رؤية جديدة لبعض الأنظمة العربية إزاء النظام السوري.

5 - هناك تراجع نسبيّ في الضغط الدولي والعربي على النظام. فالجامعة العربية التي سيجتمع وزراء خارجيتها بعد أسبوع، تعيش حال انتظار للتقرير تِلو التقرير عن المراقبين العرب. وستشارك دمشق في القمّة العربية الدورية في آذار، وستكون حليفتها بغداد مقرّ القمّة، ما يمنح النظام رصيداً يحتاج إليه.

وفي هذا الوقت، يُمسك الروس برئاسة مجلس الأمن، فيما تتولّى إيران إشغال العالم والخليج بمخاطر قطع إمدادات النفط عبر مضيق هرمز. وهذا ما يذكّر بتهديد الرئيس الأسد بأنّ المضيق سيُقفل إذا تعرّضت سوريا لتدخّل أجنبي. وهذا ما يبقي تدخّل مجلس الأمن معلّقاً حتى إشعار آخر، فيما مناطق الحظر الجوّي موضع دراسة في العديد من العواصم الأوروبّية.

العقارب لن تعود إلى الوراء

بناءً على هذه المعطيات، يمكن القول إنّ وضع النظام في سوريا هو اليوم أفضل ممّا كان عليه في نهايات العام 2011. وفي عبارة أكثر وضوحاً، إنّ النظام ربحَ الجولة الحاليّة من الصراع، وعلى خصومه الاعتراف بذلك. لكنّ الحرب طويلة في سوريا على الأرجح. طويلة قبل إسقاط النظام وبعده. ولا يمكن أن تسمح الظروف بعودة عقارب الساعة الى الوراء، أي إلى المرحلة التي كان فيها النظام يمسك بكامل قبضته على سوريا. لكنّ العبور الى المرحلة الجديدة مليء بالمصاعب والمواجهات... وكثير من الدماء.

فهل يدرك المجتمع الدوليّ أنّ الأثمان التي ستُدفع لتعطيل آلة الدم والدمار في سوريا، ستزداد مع كلّ يوم من التأخير في الحسم، وقد لا يكون ممكناً تحديد حجمها وأبعادها في ما بعد؟

 

البنتاغون: إغلاق مضيق هرمز إعلان حرب

الجمهورية/!احتلّت التهديدات الايرانية والمناورات العسكرية التي شهدتها مياه الخليج أخيرا، حيّزا مهما في الاحداث والمواقف التي استهلت بها الادارة الاميركية العام الجديد.

واشنطن جاد يوسففإضافة الى المواقف الرسمية التي اعلنها الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية، من ان الالتزامات الاميركية تجاه امن منطقة الخليج ودوله لا يمكن التفريط بها، وان الولايات المتحدة تعرف كيف تدافع عن حلفائها، وانه لا يمكنها تحمّل فكرة اغلاق مضيق هرمز، على ما تهدد به ايران. قال مصدر مسؤول في البنتاغون "للجمهورية" إن إقدام طهران على محاولة اغلاق المضيق ستتعامل معه واشنطن على انه اعلان حرب... موقف يوضح الجدية التي تتعامل بها الادارة الاميركية مع تلك التهديدات، علما ان وزير الدفاع ليون بانيتا قد التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ظهر الثلثاء لبَحث قضايا امنية وعسكرية، وعلى رأسها الملف الايراني. اوساط في البنتاغون اشارت الى ان المعلومات التي نشرت على مواقع الكترونية، والتي قالت إنّ هناك ما نسبته 50 بالمئة من الترجيحات، تؤكد ان اسرائيل قد تقدم على توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الايرانية ما بين شهري آذار وحزيران المقبلين، وأنّ هذه القضية كانت من بين القضايا التي نوقشت في اجتماع اوباما وبانيتا.

وتذكر تلك الاوساط بالتحذيرات التي نقلها الجنرال مارتن دمسي رئيس اركان القوات المشتركة الاميركية الى الاسرائيليين في زيارته الاخيرة الى تل ابيب، وتقول انها كانت تحذيرات جدّية عبّرت عن قلق واشنطن من إقدام اسرائيل على مغامرة عسكرية تورّطها وتورط القوى العالمية في مواجهة مع طهران.

وتضيف تلك الاوساط ان التحفظات الاميركية لا تنبع من التداعيات العسكرية لهكذا صراع ومن كلفته فقط، بل ومن عدم الاستفادة من الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي بدأت تؤتي ثمارها وفق الاوساط الاميركية، وان سوء تقدير ظروف طهران الفعلية سيجعل من هكذا مغامرة كلفة غير ضرورية.

وتورد تلك الاوساط معلومات تشير فعلا الى تعمّق المأزق الايراني، والصعوبات الجدية التي تعانيها طهران. فالعملة الايرانية هَوت في يوم واحد 12 بالمئة بعد توقيع الرئيس اوباما العقوبات المالية على المصرف المركزي الايراني في عطلة الاعياد، والتهديدات الاوروبية بفرض حظر نفطي اشعل بدوره أزمة كبرى داخل ايران، علماً انّ الجميع يعلم ان العقوبات الاوروبية تتقدم بشكل تدريجي، بما يُجنّب العالم ازمة نفطية من خلال البدء في توفير بدائل للنفط الايراني من اسواق اخرى.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم البيت الابيض لتؤكد على ما تذهب اليه اوساط البنتاغون من أنّ التهديدات الايرانية ما هي الا نتيجة لحالة العزلة الشديدة التي تعيشها طهران، والى ضخامة الضغوط الاقتصادية ونجاعتها، والتي بدأت تحقق أهدافها في هذه المرحلة. وتشدد اوساط البنتاغون على القول بضرورة عدم التسَرّع والاستعجال في البحث عن بدائل اخرى للتعامل مع الملف الايراني. وتعتقد ان المواجهة الراهنة، وحتى الأسلوب الذي يجري التعامل فيه مع الملف السوري صار واحدا، بعدما وضع النظام السوري نفسه نهائيّا في احضان طهران.

وترى تلك الاوساط ان ما يجري في الخليج، فضلا عن كونه في الدرجة الاولى محاولة ايرانية لفك العزلة عن طهران والتلويح بسلاح النفط، هو ايضا محاولة ايرانية لتشكيل خط دفاع مباشر عن دمشق، بعدما بات واضحا ان الدفاع عن نظام الاسد صار في مراحله الاخيرة، وان التهويل بالحرب أمر لا مفرّ منه كواحد من الاوراق الاخيرة التي تمتلكها طهران، من دون ان يعني ذلك قدرتها على تنفيذ تهديداتها.

وتسخر اوساط في الخارجية الاميركية من كثرة التحليلات والسيناريوهات التي تتعامل مع الملفين الايراني والسوري، خصوصا لناحية مواعيد او أجندات تنسبها بعض التحليلات الى الادارة الاميركية، والى مواقف تحاول ان تلقي بظلالها شكوكا على مواقف واشنطن... وتعتقد ان الكثير منها يأتي في سياق الحرب الاعلامية التي تسعى الى إرباك القوى المعارضة للمحور الايراني السوري في المنطقة، من دون اي تبسيط للصعوبات ايضا.

فالحديث عن تسوية سياسية للازمة السورية، انطلاقا من القول ان صمود النظام واستمراره في الاصرار على الحل الامني، فضلا عمّا يعتبر ضعفا في صفوف المعارضة السورية، الى الحديث عن تشقّقات في المواقف الدولية، خصوصا في الموقفين التركي والفرنسي... ان الحديث عن هذه القضايا يفتقر الى مسلّمة اساسية، لا ترى ان النظام السوري قد فقد شرعيّته فعلا في حكم سوريا !

وتقول تلك الاوساط ان التصريحات الاسرائيلية في هذا المجال تشكل مؤشرا لا بدّ من الانتباه اليه جيدا، فوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود بارك اعلن امس الأول ان حكم عائلة الاسد صار في اسابيعه الاخيرة، لكن المشكلة ان المجتمع الدولي لم يجد خليفة له بعد. وتضيف تلك الاوساط ان البحث جار بين القوى الدولية حول المرحلة الانتقالية لأنها قد تكون هي الاصعب، لأنّ النجاح في اجتيازها سيرسم خريطة الصراعات المقبلة في المنطقة كلها، وخصوصا في العراق وايران ولبنان.

وتوافق تلك الاوسط على ان الادارة الاميركية ليست مستعجلة للحل في سوريا، على رغم فداحة الدم الذي يسيل هناك... الّا أنّ تفادي تكرار السيناريو العراقي وضرورة تشكيل جبهة عربية متماسكة في مواجهة النظام السوري وحلفائه، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، عبر إعطاء الفرصة للمبادرة العربية في ان تأخذ مداها، كلها عوامل لا مفرّ منها قبل حدوث التغيير في سوريا.

وترى تلك الاوساط اخيرا أنّ أروقة الامم المتحدة ستشهد خلال ايام انطلاقة جديدة للتحركات الدبلوماسية، من اجل اعادة طرح الملف السوري بعد انتهاء رئاسة روسيا لمجلس الامن

شمعون ردّاً على كلام فرنجية عبر موقعنا: "يا ريتو ما حكي"... والى حزب الله اقول: عودوا الى لبنانيتكم واتركوا مشروعكم الايراني جانباً...  

سلمان العنداري

اعتبر النائب دوري شمعون ان "تصريحات النائب سليمان فرنجية لن تقدّم ولن تؤخّر "ويا ريتو ما حكى". كلام شمعون جاء في حديث ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني تعليقاً على تصريحات رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي اكد ما كان قد روّج له وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم "القاعدة" في بلدة عرسال البقاعية. واشار شمعون الى ان "ما قاله فرنجية غير مقبول، لانه كان يتعين على الوزير فايز غصن ان يقدّم كل المعلومات الدقيقة والوثائق التي تؤكد وجود القاعدة في لبنان، وفي عرسال بالتحديد بدل ان يستقتل النائب فرنجية في الدفاع عنه والتغطية عليه". ولفت الى ان الكلام عن وجود تنظيم القاعدة في لبنان، هو تصريح خطير وكبير، لا بد من التدقيق به ومتابعته، ولا بد من اطلاع الرأي العام على تفاصيله قبل فوات الاوان، لان تراشق الاتهامات والاكتفاء بالتعليقات والتصريحات لن يفيدنا بشيء في هذه اللحظة الحرجة التي نعيشها اليوم".

واضاف: "لم يكن النائب سليمان فرنجية موفقاً بالصورة التي خرج بها، وبمستوى الرسائل التي اراد توجيهها، وبالتالي يمكن القول انها تصريحات غير مفيدة و"يا ريتو ما حكى".

وقال: "نحن نخاف على عرسال من ان يتم زجّها في صراعات دموية لا نهاية لها، وفي مشاكل امنية وصدامات مدبّرة مع الجيش اللبناني. يكفي هذه البلدة حرمان وقهر على مدى عقود من الزمن. يكفيها ما لديها، وليتوقفوا عن إلباسها تهم باطلة". وتابع شمعون: "كنا نتمنى على وزير الدفاع ان يحتفظ بالمعلومات السرية وان يناقشها داخل اسوار المراكز الامنية والمخابراتية في البلد، بدل رميها ككرة نار بوجه المواطن اللبناني، وبوجه البلد الذي يتخبّط على صفيحة زلزالية في المنطقة العربية".

وبالنسبة لما لمقولة سليمان فرنجية "اننا مع بشار الاسد وعلى راس السطح"، ردّ شمعون بالقول: "القاصي والداني يعرف ان سليمان فرنجية مع بشار الاسد من دون ان يقول مثل هذه الكلمات، وهو من الذين يعتبرون ان لا وجود للمسيحيين في لبنان من دون غطاء عائلة الاسد، وهذا اساس خلافنا السياسي مع فرنجية". ولدى سؤالنا حول إحتمال سقوط النظام السوري، اجاب شمعون: "النظام السوري سيسقط عاجلاً ام آجلاً، رغم مرور اشهر عدة على بداية الثورة، الا ان سقوطه محتّم، كما سقطت كل الانظمة الديكتاتورية في المنطقة، خاصة وانه يستخدم الاسلوب نفسه الذي استخدمته الانظمة السابقة".

واذ اشار الى ان "النظام على شفير الانهيار الكامل، والسقوط سيكون كبيراً", اعتبر شمعون ان "اي زعزعة لاي نظام يتطلب معارضة قوية ومتماسكة ومتضامنة في ما بينها على كل الاصعدة، وما حصل في سوريا ان المعارضة عريضة، وقامت بتشكيل نفسها، وهي في طريقها الى تنظيم صفوفها اكثر فاكثر، وهي اليوم تنجح الى حد ما في اقناع المجتمع الدولي ان ما يحصل في سوريا هو مجزرة غير مقبولة بحق الشعب". وتابع: "ان غبار النظام يعطي المعارضة الحق. كما ان ممارساته الدموية تجعله يسير نحو النهاية ولو ببطء.

وعن الدعوات الى عودة طاولة الحوار مع بداية العام الجديد، اعتبر شمعون ان "لا لزوم لطاولة الحوار ولن اشارك في اي مؤتمر يعقد في هذا الاطار، لاننا لم نتوصل يوماً الى حلول واضحة والى الاتفاق على بنود وتنفيذها". واضاف: "الموضوع الاساسي يكمن في احترام الدستور اللبناني وتنفيذه واعتماده، اما عدم احترامه سيرتب علينا الكثير من التبعات، وسيجرنا الى مزيد من الفوضى، تماماً كما يفعل اليوم "حزب الله" المصرّ على الابقاء على سلاحه رغم كل شيء، وبهذا تكون طاولة الحوار ضحك على الذقون لا اكثر ولا اقل". وفي رسالة الى "حزب الله" قال شمعون: "عودوا الى اصلكم. انتم لبنانيون. وانتم من الطائفة التي تتعلق بلبنان. عودوا الى لبنانيتكم واتركوا مشروعكم الايراني جانباً لانه لن يفيدكم بشيء".

*موقع 14 آذار 

 

وتستمر قصة الحب القاتلة بين الإدارة الأميركية والعراق

 مهى عون/السياسة

بمناسبة خروج القوات الأميركية من العراق قال الرئيس الأميركي باراك أوباما »انني "أستطيع أن أذكر بأن قواتنا نجحت في مهمة تقديم العراق إلى العراقيين بصورة تمنحهم فرصة من أجل مستقبل ناجح". فرد الهاشمي فجأة قائلاً: "إن استقرار العراق لا يزال في خطر شديد", ولم يكن الهاشمي على خطأ في تقديره إذ هزت العاصمة العراقية غداة الانسحاب,  ما يزيد عن عشرة انفجارات, أصيب بنتيجتها نحو ستين شخصاً بين قتيل وجريح. فكلام الهاشمي لم يأت من العبث, بل كان مبنياً على حيثيات تدل على أننا سنستمر بمشاهدة التداعيات والإنجازات الحقيقية لتدخل الولايات المتحدة وحلف »الناتو« في العراق, وبأن قصة الغرام التي يتكلم عنها الرئيس الأميركي لم تكن ولم تزل أكثر من قصة حب قاتلة.

لقد تبين أن احتلال العراق كان باهظ التكلفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة كما أنه تسبب في مقتل الكثير من الأميركيين وإلى إهدار مليارات الدولارات. وكان لا بد للرئيس أوباما من تنفيذ الوعود التي كان قد قطعها على ناخبيه بشأن الانسحاب بنهاية السنة. اليوم رحلت القوات العسكرية, ولكن رغم رحيلها, فلقد خلفت مشاعر الكراهية واليأس, وذلك نتيجة تغليب الإدارة الأميركية لسياسة الكذب والمراوغة في تعاطيها غير الشفاف وغير المتوازي مع مختلف مكونات الشعب العراقي.

يقف العراق اليوم على أعتاب كارثة حقيقية بسبب انتهاج المالكي لسياسات تحدث انقسامات عميقة بين السنة والأكراد والشيعة. وإذا تفكك العراق غداً,  نتيجة تفاقم الأوضاع, أو اندلعت أحداث أكثر وضوحاً أدت إلى حروب أهلية طاحنة وقاتلة. لن يذكر التاريخ للرئيس أوباما بأنه غادر العراق, بل كيف غادره وإلى أي آتون أودى به بعد خروجه. إن اتهام المالكي لنائب الرئيس طارق الهاشمي بالإرهاب, ربما قد لا تكون آخر المطاف, ولا سعيه الى طرد السيد صالح المطلق نائب رئيس الوزراء آخر التجاوزات غير المبررة والتعسفية. أما الكارثة الحقيقية والتي قد لا تكون الأصابع الإيرانية بعيدة عنها, فهي تكمن في تغيير هوية العراق الحقيقية, باتجاه فرض هيمنة فريق وشريحة من المجتمع على أخرى.

 والجدير بالذكر في هذا السياق, هو أن المالكي عمد إلى هذه الخطوات الفوقية التعسفية بعد زيارة قام بها إلى واشنطن, استفاد منها لتمتين علاقته بالرئيس الأميركي, الذي بدوره استثمر هذه الزيارة لتلميع صورته أمام شعبه, وخصوصاً بالقرب من أصحاب الشركات والمؤسسات المالية الضخمة, التي استثمرت في العراق خلال فترة التواجد الأميركي, والتي أصابها القلق نتيجة الانسحاب, وضمن إعلان ضمني بأن العلاقات مع العراق وقادته ما زالت على أحسن ما يرام. ولكن هل فكر ولو لحظة الرئيس الأميركي بخطورة تداعيات استقباله للمالكي بهذه الحفاوة فيما يقف العراق على شفير الحرب الأهلية? هل خطر على باله ما يمكن أن تتركه من أثر على نفسية رجل الشارع والمواطن العادي في الداخل العراقي? لقد برع المالكي بدهائه المعهود في التقاط الفرصة, وفي انتهازية المراهنة على نتائجها. فعمد وبسرعة فائقة لتوظيفها ضمن ستراتيجية قمعية, ولسان حاله يقول بأن الولايات المتحدة تدعمني وتبارك هذه الخطوات.

وإذا كان الوجود الأميركي في السابق ضروريا لمنع تمادي الانتهاكات وللحؤول دون المضي في عمليات التقاتل الداخلي, فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: إلى أين هو ذاهب العراق? ولماذا لم تستغرب الإدارة الأميركية خلال تواجد قواتها في العراق, وعقب انتهاء انتخابات 2010, وتولي المالكي رئاسة الوزراء, لماذا لم تستغرب انقضاضه الشره على منصبي وزارة الداخلية والدفاع والأمن القومي? فلقد غضت الإدارة الأميركية النظر طويلاً عن الكثير الكثير من تجاوزات المالكي. وهو في المقابل تمكن بواسطة هذا "التغاضي", من السعي الحثيث لتغيير المعادلة الشعبية وضرب التوازن الاجتماعي بين مختلف مكونات الشعب العراقي. فأين هو تقاسم السلطة الذي وافقت عليه القائمة العراقية بعد تنازلها عن حقها في النتائج التي حققتها في الانتخابات? لماذا لم ينفذ المالكي ما كان مطلوبا منه من تعهدات كان قد قبل بها في اجتماع أربيل العام الفائت, حيث تم بموجبها قبول المالكي تقاسم الصلاحيات وأخذ القرار مع أياد علاوي رئيس القائمة العراقية. ما نراه اليوم هو استمرار لمراوغة وخداع المالكي, وتعمد استمراره في التهرب من تفنيد اتفاقية أربيل, دعمت الولايات المتحدة المالكي في تنصله من اتفاق اربيل وها هي تدعمه الآن في تحامله على الفريق الآخر في الوطن.

التحالف الستراتيجي الذي تهدف إليه الولايات المتحدة لا يتحقق بواسطة غلبة فريق على فريق آخر. كل أمل العراقيين كان بعد سقوط الطاغية تلمس المساعدة من الولايات المتحدة في بناء عراق المستقبل الذي يحلم به كل عراقي مخلص لبلاده. عراق بشكل دولة وطنية علمانية تضم مؤسسات ديمقراطية. ولكن ماذا نرى الآن? عراق يجر ذيول الخيبة وعلى مشارف التقاتل الأهلي. دولة يحمي فيها الجيش ذات الميول الفئوية نظاما طائفيا يسعى الى تحقيق مصالحه الخاصة من دون اعتبار للدستور, وقضاء مسيساً يهادن ويساير من يستأثرون بسلطة القرار.

يتحمل الاحتلال الأميركي قسطاً كبيراً, ما سوف يؤول إليه العراق خلال السنة المقبلة من تدهور وممكن. عجزت الولايات المتحدة عن إيجاد الحل الجذري للمشكلات القائمة فرسخت وضعية تغليب طائفة على طائفة, ما رسخ أيضا في النفوس حالة الكراهية والغبن, وما سمح بانفلات شياطين الأعمال المتشنجة للسنة. فلِمَ تصر الولايات المتحدة وتستمر في تقديم العروض المغرية والمتواصلة للمالكي, بدءاً بالاستعداد لتدريب القوات العراقية أو لتزويدها بأحدث الأسلحة, وصولاً لإعرابها عن استعدادها لتأمين خدمات لوجيستية أخرى لا يمكن إحصاؤها? وعلى هذا المنوال قد لا تكون أزمة الهاشمي هي الأخيرة, وقد لا تكون ممارساته القمعية التي شاهدناها بعد الانسحاب الأميركي هي آخر المطاف, سيبقى المشهد الأمني في العراق مفتوحاً على شتى الاحتمالات, قد تكون في حدها الأدنى استكمال المسلسل الإرهابي العنفي المروع, وقد تصل في حدها الأقصى في الفيدرالية المطروحة كحل لتقسيم العراق إلى كيانات مذهبية واثينة.

* كاتبة لبنانية