المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار10 كانون الثاني/2012

إنجيل القديس لوقا 06/37-42 /إدانة الآخرين

لا تدينوا، فلا تدانوا. لا تحكموا على أحد، فلا يحكم عليكم. إغفروا، يغفر لكم. أعطوا، تعطوا: كيلا ملآنا مكبوسا مهزوزا فائضا تعطون في أحضانكم، لأنه بالكيل الذي تكيلون يكال لكم. وقال لهم يسوع هذا المثل: أيقدر أعمى أن يقود أعمى؟ ألا يقع الاثنان معا في حفرة؟ ما من تلميذ أعظم من معلمه. كل تلميذ أكمل علمه يكون مثل معلمه. لماذا تنظر إلى القشة في عين أخيك، ولا تبالي بالخشبة في عينك؟

وكيف تقدر أن تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القشة من عينك، والخشبة التي في عينك أنت لا تراها؟ يا مرائي، أخرج الخشبة من عينك أولا، حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين أخيك!

 

عناوين النشرة

*البطريركية بدأت رسمياً حواراً مع حزب الله"، الراعي: سيكون "عيداً كبيراً" اذا سلّم حزب الله سلاحه

*يلوم الآخرين دائماً وهو القاتل والمجرم"/الحريري: لا خط عودة مع النظام السوري

*دعا الأقليات الى أن تكون الهيئة الناظمة للربيع العربي/حمادة: موقف "حزب الله" والحكومة لن يؤثر على المحكمة

*النائب الحوت: ليس لدى "الجماعة" لا سلاح ولا ميليشيا

*بان لزيادة الجيش جنوباً والبحث جدّياً عن المتّهمين باغتيال الحريري

*الاتفاق الأمني يُلزم لبنان وسوريا منع التسلّل ونظام دمشق تجاوزه مرات بخروق فهل يتذكّره اليوم؟/عباس الصباغ/النهار

*1559 الأصلُ والأساس/نصير الأسعد/الجمهورية

*إطلاق النار» على زيارة بان كي مون رسالة لميقاتي/أسعد بشارة/الجمهورية

*ما حقيقة الجناح العسكري لـ«الجماعة الإسلاميّة»؟/الجمهورية/

*أرسلان حيّا "المواقف العاقلة" للراعي:على السياسيين البدء بورشة الإصلاح

*المعلوف لـ«الجمهورية»: زحلة لم تعد تابعة

*هل يعيد سقوط النظام السوري خَلط التحالفات؟/شارل جبّور/الجمهورية

*حزب الله» يتجنب الدخول في صدام سياسي و«14 آذار» تدرس ردّه على سقوط النظام السوري/محمد شقير/الحياة

*هجوم «حزب الله» الاستباقي على زيارة بان كي مون بيروت يظهّر تناقضات الحكومة وتعايشها الصعب/الراي

*طبول الحرب تقرع/جميل الذيابي/الحياة

*محلل سعودي: تحركات إيران في "الدرة" استمرار لنهجها التصعيدي

*سوريا.. هل هذا صحيح/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*العلويون.. سؤال اللحظة الراهنة/منذر خدام/الشرق الأوسط

*السوريون يدفعون فاتورة العجز العربي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*المرحلة الرابعة من "الثورة السوريّة": تنحية الأسد/وسام سعادة/المستقبل

*مصادر أمنية لـ"المستقبل": اطلاق نار أدى الى مقتل أحد الأشخاص في منطقة حكر جنين اللبنانية وتم سحب جثته الى الداخل السوري

*محمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب الى سورية يمنح نظام الأسد مهلة جديدة: مهمة المراقبين العرب قد تستمر فترة طويلة

*مأمون الحمصي يقتحم المؤتمر الصحافي لحمد بن جاسم والعربي فيشتم الثاني ويتهم الجامعة العربية بالعمالة لإيران والأسد

*الأسطول الروسي يرسو في القاعدة البحرية بطرطوس

*مصادر في تنسيقيات الثورة لـ "السياسة": معركتنا الحاسمة إلى جانب "الجيش الحر" لا غليون والأسد بدأ "انتحارا ذاتيا"/حميد غريافي/السياسة

*هيئة دعم الثورة" تدعو إلى استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد

*تعرض لمحاولة اغتيال سابقة بسبب مواقفه المعارضة/مبدعون يعربون عن تضامنهم مع الفنان المعتقل جلال الطويل ويطالبون بالإفراج عنه

*سورية من دون التدخل الخارجي لحماية المدنيين/غسان المفلح/السياسة

*قرارات الجامعة لإبقاء الضغط على النظام وتعقيدات تُواكب تدويل الأزمة السورية/روزانا بومنصف/النهار

*قراصنة الصومال وهلوسات النظام الإيراني/داود البصري/السياسة

*المرشحون الجمهوريون تبادلوا الانتقادات وتواجهوا مجددا في نيوهامشر

*رومني: أوباما يشبه ديكاً يؤكد أنه مسؤول عن شروق الشمس ... وهو لا علاقة له بذلك

*حزب الله وعد عون بالضغط على برّي في التعيينات/كريستينا شطح/الجمهورية

*الأب مروان خوري يتحدّى المنجّمين ويكشف أسرارهم/مرلين وهبة/الجمهورية

*قوى مسيحيّة مستقلّة تطلق «مشروعاً وطنيّاً متحرّراً»

*غطاس خوري لـ"المستقبل" : 14 آذار مصرّة على محاسبة كلام غصن غير المسؤول

*الانقلابيون يضيئون شمعتهم الأولى في "العناية الفائقة"/المستقبل/طرابلس ـ علاء بشير

*حزب الله": الحريص على سوريا لا يوفر مقومات الصراع فيها عبر إعلامه ومؤسساته وشخصياته/المستقبل/

 

تفاصيل النشرة

 

 

البطريركية بدأت رسمياً حواراً مع حزب الله"، الراعي: سيكون "عيداً كبيراً" اذا سلّم حزب الله سلاحه

رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اننا نعيش اليوم ازمة حكم وحكومة لان الحاجات كثيرة والاوضاع متأزمة، مؤكداً ان بكركي تلعب دور التقارب. وقال البطريرك في لقاء مع الاعلاميين المعتمدين في الصرح في لقاء معايدة: "لبنان بحاجة الى تشريعات على كل المستويات وخصوصاً على مستوى القانون الانتخابي"، مشيراً الى ان الكنيسة مع قانون انتخابي يُجمع ويتوافق عليه جميع اللبنانيين. ورداً على سؤال حول موقفه من سلاح حزب الله، قال البطريرك الراعي: "سيكون "عيداً كبيراً" اذا سلّم حزب الله سلاحه، يجب ان نكون واقعيين وان نعرف من هو المسؤول عن من، ويجب ان نعرف ان مشاكلنا اغلبها تأتي من الخارج وربعها فقط من الداخل". ودعا البطريرك الى التحاور داخلياً وان نقول بأننا لا نقبل ان يبقى السلاح الخفيف او الثقيل خارجاً عن ارادة الدولة، كما لا نقبل ان يستقوي فريق بسلاحه وان يفرض نفسه كما يريد، وتابع: "نحن نقول كل هذه الامور، لكن هذا الامر لا يحل الموضوع، لانها كحبة "البنادول" بينما نحن بحاجة الى عملية جراحية".

واعلن الراعي ان البطريركية بدأت رسمياً حواراً مع حزب الله، للتحاور حول كل الامور لكن ليس في الاعلام بل على الطاولة. واشار البطريرك الى انه وجه دعوة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة بكركي في خلال زيارته المقبلة للبنان.

 

يلوم الآخرين دائماً وهو القاتل والمجرم"/الحريري: لا خط عودة مع النظام السوري

 المستقبل/طمأن الرئيس سعد الحريري إلى ان ما نراه اليوم في لبنان "ليس سوى دخان سيزول عمّا قريب"، مؤكدا إن "الناس والقادة يأتون ويذهبون، لكن لبنان سيبقى دائماً وطن الأرز".

وأعلن عبر موقع "تويتر" للتواصل الإجتماعي امس، ردا على سؤال عمّا إذا كان قادراً على تطبيق نظام حكم محترم في لبنان: "سنفعل بمساعدة من إرادة الناس. كل ما ترونه اليوم ليس سوى دخان سيزول عمّا قريب". أضاف: "في الواقع عليك دائماً أن تحارب من أجل ما تريده في الحياة، ومن أجل ما تؤمن به". وعن رأيه في ما يحصل في سوريا قال: "دعونا نرى ما سيحصل اليوم بالنسبة إلى تقرير المراقبين العرب. رأيي في هذا الموضوع معروف وهو ان نظام بشار الأسد يجب ان يسقط". وردا على سؤال أحد المشاركين عما إذا كان خائفاً من بشار الاسد؟ اجاب: "كلا". وردا على طلب احدهم اعتماد الهدوء للحفاظ على خط العودة، اجاب: "لا اريد اي خط عودة مع هذا النظام. كفى يعني كفى". وعن التغيير المفاجىء في موقف قطر حيال سوريا "بعدما كانوا أصدقاء"، أوضح الحريري أن "أحدا لا يمكنه الوقوف صامتاً تجاه ما يجري في سوريا، هذا هو السبب". وعن رده على تهديد النظام السوري لقناة "اخبار المستقبل"، أكد الحريري أنه "إفلاس وتخبط، هذا ما يفعله النظام السوري، يلوم الآخرين دائماً وهو الفاعل والقاتل والمجرم". وعما اذا كان ما ذكر اليوم في الاعلام عن أن عودته إلى بيروت ستكون قبل الرابع عشر من شباط المقبل حاملاً مشروعاً للمصالحة؟، فكان جواب الحريري: "ممكن".

وحول الموقف الصادر عن "حزب الله" برفض تجديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، رأى الحريري انهم "سيقبلون في النهاية، وسيقولون لأننا لا نريد أن يعود سعد الحريري ، ماشي الحال ". وعما اذا رفضت الحكومة اللبنانية التعاون مع المحكمة الدولية، والتحرك المفترض القيام به؟، قال:" كل شيء في وقته". وفي رد على اتهامه بفبركة شائعة اغتياله لتعزيز شعبيته، قال: "حسناً، الموقع الذي ارسل الرسالة عبر الهاتف عن اغتيالي قد اوقف، وهو مقرب من النظام السوري". وتابع: "التلفزيون السوري يتهمني اليوم بأني وراء المتفجرة في حي الميدان في دمشق". وعمّا إذا كان يعتبر التواجد على "تويتر" ضمن إطار عمله اليومي أعلن الحريري: "أحب التواجد هنا للتواصل مع الناس".

 

دعا الأقليات الى أن تكون الهيئة الناظمة للربيع العربي/حمادة: موقف "حزب الله" والحكومة لن يؤثر على المحكمة

المستقبل/رفض النائب مروان حمادة، "نعت الربيع العربي كله بالأصولية"، داعيا الى "التوقف عند هذه الظاهرة وقراءتها جيدا والتكيف معها ووضع أنفسنا نحن الأقليات المسيحية وغير المسيحية في طليعة التغيير، بل أن نكون نحن من يضبط هذا التغيير وأن نكون الهيئة الناظمة للربيع العربي".

ورأى في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، أن "مصير المحكمة الدولية ليس متوقفا على حزب، هناك قرارات إتهامية تتهمه بالضلوع في الجريمة الأولى في هذه القضية الكبرى، وبالتالي "حزب الله" جزء من الحكومة ولكن ليس الحكومة اللبنانية، كما أنه جزء من المجتمع اللبناني ولكن ليس المجتمع اللبناني، وبالتالي "حزب الله" لن يؤثر على قرار دولي مُتخذ تحت الفصل السابع ولا يفتح المجال للخروج عن المحكمة وبروتوكولها يستشير لبنان". وقال: "إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأغلبية وزرائه مع وقف التحريات والمحاكمات في قضية العصر القضائية في لبنان التي هي قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فليُجاهروا بذلك، ولنسمع من ميقاتي أنه سيوقف البروتوكول وبالتالي سيوقف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وحتى لو قال الرئيس ميقاتي ذلك فهو لن يؤثر، وزيارة بان كي مون إلى لبنان ربما للتذكير وليس لأخذ جواب نهائي من الحكومة، وسيُلمح بان كي مون إلى أن هذا الجواب المفضل لدى الأمم المتحدة ولا بد أن تكون الدولة المعنية قد أبدت رغبتها"، مؤكدا أن "المحكمة مستمرة والكل بإنتظار قرارات ظنية جديدة في القضايا، التي ثبت إرتباطها بالقضية الأم، والتحقيقات مستمرة في القضايا الأخرى وأن العدالة آتية لا محال".

ولفت إلى ان "هناك لقاء بين 14 آذار ووفد الأمم المتحدة، وفي هذا اللقاء سيُبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مواقف 14 آذار، التي هي مواقف أكثرية اللبنانين الذي يجمعون عليها بأن لبنان يريد إستقراراً ودولةً واحدة، وسلاحاً موّحدا تحت مظلة الدولة، ويريد نظاماً ديموقراطيا مستمراً". وأوضح: "انا لا أصنف من يحمل راية الإسلام السياسي المعتدل أصولي، لأن الأصوليات هي من يخرج عن القواعد الأساسية للعقائد السياسية والدينية ليذهب للرأي العام وفق موقف شعبوي ونوع من المزايد المستمرة"، معتبرا ان "الأصوليات هي التي أدت إلى فاشيات ونازيات في أوروبا كما أدت في العالم العربي إلى قيام بعض الأنظمة بتغطية عمليات الإرهاب ثم التنصل منها ثم العودة إليها".

أضاف: "من استفاد من "القاعدة" و"أبو نضال" و"كارلوس" وكل أنواع الإرهاب على مدى عقود طويلة لا يحق له أن يُعيب بالأصولية حركات لها منبعها الديني ولكن تؤمن بالتعددية ولا تمارس أي نوع من الإرهاب لا الفكري ولا الجسدي ولا السياسي، لذا أنا مع كلام البطريرك بشارة بطرس الراعي أن الأصوليات إذا عرفنا كيف نصنفها يجب أن يتحرر منها حتى من يقوم بالربيع العربي، أما أن ننعت الربيع العربي كله بالأصولية فهذا كلام غير مقبول"، داعيا الى "التوقف عند هذه الظاهرة وقراءتها جيدا والتكيف معها ووضع أنفسنا نحن الأقليات المسيحية وغير المسيحية في طليعة التغيير".

 

النائب الحوت: ليس لدى "الجماعة" لا سلاح ولا ميليشيا

المستقبل/أكد نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت أن "لا وجود لجناح مسلح لدى "الجماعة"، لكن لدى بعض الأهالي في البلدات الحدودية الجهوزية الفردية للدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لإعتداء"، داعياً الى "وضع إستراتيجية دفاعية لكي يتولى الجيش عملية الدفاع عن الشعب وأن يتم حصر السلاح بالقوى الشرعية". وقال في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة" امس:"ليس لدى "الجماعة الاسلامية" لا سلاح ولا ميليشيا، لكنها كانت من مؤسسي المقاومة في فترة ماضية وما زلنا حتى اليوم داعمين للمقاومة". وفي حديث الى تلفزيون "الجديد" كرر الحوت أن "الجماعة الإسلامية" لا تملك أي سلاح ظاهر ولا خفي وليس لديها أي جناح مسلح". وقال: "جميع أمور "الجماعة الإسلامية" واضحة، وهي على الرغم من دعمها أي جهد لمقاومة اي عدوان اسرائيلي تطالب بإقرار إستراتيجية دفاعية تقوم فيها الدولة بواجب الدفاع عن الأراضي اللبنانية". وردا على سؤال عن قيام أحد المنتمين إليها بنقل ودفن صواريخ في منطقة العرقوب قبل فترة، أجاب الحوت: "هناك صواريخ من بقايا صواريخ سابقة قام الأخ محمد دحروج بمبادرة فردية منه بنقلها ودفنها في العرقوب لكن تحقيقات مخابرات الجيش أثبتت أن لا علاقة لهذه الخطوة بقرار من الجماعة أو بحادث سابق متعلق بإطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل"، مشدّداً على أن "الصواريخ مدفونة غير معدّة للإطلاق في أي حال من الأحوال

 

بان لزيادة الجيش جنوباً والبحث جدّياً عن المتّهمين باغتيال الحريري

الجمهورية/اختتم الاسبوع العربي بمثول رئيس لجنة المراقبين العرب الفريق محمد احمد الدابى بتقريره عن الوضع السوري، امام اللجنة الوزارية العربية في القاهرة امس، على وقع دعوات بعض الدول و«المجلس الوطني السوري» المعارض الى سحب بعثة المراقبين، والرسائل القطرية إلى النظام السوري حيث أكد رئيس اللجنة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم «أن استمرارية عمل البعثة العربية في سوريا مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الكامل والفوري لتعهداتها التي التزمت بها بموجب خطة العمل العربية»، ودعا الحكومة السورية الى «وقف القتل والاعتقال»، رافضا اعطاءها مزيداً من المهل».الاثنين 09 كانون ثاني 2012 واعتبرت اللجنة الوزارية في ختام اجتماعها في القاهرة مساء الاحد، ان الحكومة السورية نفذت "جزئيا" التزاماتها للجامعة العربية، ورأت ان استمرار عمل بعثة المراقبين العرب "مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفوري" لتعهداتها. ودعتها الى "التقيد بالتنفيذ الفوري والكامل لجميع تعهداتها انفاذا للبروتوكول الموقع في هذا الشأن". وعلمت "الجمهورية" أن مجلس وزراء الخارجية العرب سيجتمع الأسبوع المقبل في القاهرة للبحث في تطورات الأزمة السورية، في ضوء إستمرار عمل فريق المراقبين العرب في سوريا. ويفتتح الاسبوع اللبناني على مثول وزير الدفاع الوطني فايز غصن امام لجنة الدفاع النيابية لمساءلته حول معلوماته عن تنظيم "القاعدة" في لبنان، وعلى قضية زيادة الاجور التي ستبت في جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا في القصر الجمهوري.

زيارة بان كي مون

وسط هذا المشهد، يستعدّ لبنان لاستقبال الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون يوم الجمعة المقبل يرافقه ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن. وعشية وصوله، تخوفت مصادر ديبلوماسية من حصول تعكير أمني من شانه أن يشوش على زيارته، كاشفة أن الامم المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية السهر واليقظة، ومشيرة الى ان القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) قد أعلنت حال استنفار الرقم 2 في صفوفها تحسباً لأيّ طارىء. وفي معلومات لـ"الجمهورية" ان بان يحمل معه طلبا الى الحكومة بضرورة تعزيز عديد الجيش اللبناني جنوب الليطاني ليصل الى 10 أو 15 الف جندي حسبما ينص القرار1701، خصوصا وأن الامم المتحدة تعتبر ان عدم وجود هذا الكم من العديد العسكري اللبناني يُعتبر خرقا للقرار الدولي. كما يحمل بان في حقيبته نتائج التقاريرالتي رفعتها قيادة "اليونيفيل" الدولية عن عمليات التفجير التي استهدفتها، والتي تتضمن نتائج التحقيقات التي أجرتها في شأن هذه العمليات لمعرفة الجهات المنفذة والمحرضة.

وفي المعلومات ايضا ان بان كي مون سيتناول ملف المحكمة الدوليةالخاصة بلبنان على ابواب تجديد العمل ببروتوكولها، وسيحض الحكومة على ضرورة القبض على المتهمين الاربعة بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري والذين اعلنت المحكمة انهم ينتمون الى حزب الله، وهو يعتبر ان جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد "كانت جهودا شكلية"، ولذا سيطالبها بالبحث الجدي عن هؤلاء المتهمين.

الى ذلك علمت "الجمهورية" من مصادر واسعة الإطلاع ان الاكثرية قررت فتح ملف "الشهود الزور" في قضية اغتيال الحريري لكنها تنتظر من رئيس الحكومة ان يحدد موقفه وخياراته ازاء هذا الملف بعدما طلب استمهاله اياما لهذه الغاية عندما فاتحه بعض قادة الاكثرية فيه لكي يتم البت به قبل حلول استحقاق تجديد العمل ببروتوكول المحكمة مطلع آذار المقبل.

وكشفت المصادر نفسها ايضا ان هناك رأيين قانونيين متداولين حول سبل البت بهذا الملف:

الاول، يقول بوجوب ان يضع القضاء اللبناني يده على هذا الملف بعدما اعادت المحكمة الدولية الصلاحية اليه فيه، عندما اعلنت ان في امكانه ان يلاحق الشهود الزور، وطالما ان ملف جريمة اغتيال الحريري محال بكل تفاصيله على المجلس العدلي قبل إنشاء المحكمة الدولية فإن في إمكان المجلس ان يلاحق الشهود الزور تلقائيا ولا حاجة الى استصدار قرار في مجلس الوزراء او غيره باحالة جديدة.

اما الرأي الثاني، فيقول ان في امكان وزير العدل إتخاذ قرار يطلب فيه من القضاء ان يلاحق الشهود الزور، من دون حاجة الى عرض هذه القضية على مجلس الوزراء.

قانون الانتخاب

وفي هذه الأجواء، يُعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم مواقف حول قانون الإنتخاب الجديد في خلال رعايته للمؤتمر الذي دعا اليه وزيرالداخلية والبلديات العميد مروان شربل تحت عنوان "لبنان والنظام النسبي في مشروع قانون الانتخابات النيابية 2013". وذكرت مصادر مطلعة أن سليمان سيشدد على الثوابت في موقفه من القانون الانتخابي الجديد وسيجدد "الدعوة الى قانون عصري وشامل يمثل كل الشرائح اللبنانية افضل تمثيل"، وقد تكون "النسبية إحدى الوسائل التي تترجم هذا التمثيل المطلوب وإحدى الخيارات الأساسية التي يمكن اللجوء اليها لئلا يُغيّب أحد عن المجلس النيابي المقبل". واضافت ان سليمان سيكون واضحا في "الدعوة الى استعجال هذا القانون ليخوض اللبنانيون الإنتخابات المقبلة على اساسه بما ينقل لبنان من مكان الى آخر". واكدت "ان ما يهم رئيس الجمهورية هو ان لا نعود الى قانون الـ60 ويقال عندها أنه لم يعد لدينا الوقت للتشريع في قانون جديد، فلنُبقِ القديم على قدمه".

مجلس الوزراء

وقبل 48 ساعة على انعقاد جلسة مجلس الوزراء، تتسارع الإتصالات على اكثر من مستوى استعدادا للجلسة التي ستبحث في جدول اعمال يتضمن 42 بنداً عادياً ليس من بينها اي بند خلافي بما فيها ملفا الأجور و"القاعدة" او التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية. لكنها جاءت كما قال مصدر وزاري لتحوي بنودا مالية وإدارية عادية ما خلا البنود المؤجلة من جلسات سابقة ومنها ما يتصل بتعيين امين عام جديد لوزارة الخارجية، ومدير للشؤون السياسية فيها بالإضافة الى بندين آخرين يتصلان بوزارتي البيئة والسياحة سبق لهما ان أرجِئا من جلسات سابقة.

غصن امام لجنة الدفاع

وسيكون ملف تنظيم "القاعدة" اليوم موضع نقاش وجدل في جلسة لجنة الدفاع النيابية في حضور وزير الدفاع وحشد نيابي مؤيد له ومعارض. وفي الوقت الذي أجمع نواب ينتمون الى 8 و14 آذار على أهمية هذه الجلسة، فإن طرفي النزاع يستعدان لها بما يملكان من معلومات وحجج، فيما يتوقع ان يكشف غصن عن معطيات جديدة لديه سبق له ان تلقاها في تقارير رسمية وليست مجرد إشاعات او روايات اعلامية.

الجسر لـ"الجمهورية"

وأوضح رئيس اللجنة النائب سمير الجسر لـ"الجمهورية" أن الجلسة هي لاستيضاح وزير الدفاع عن مواقفه حول تنظيم "القاعدة" وما تبعها من تجاذبات سياسية وتناقضات داخل الحكومة، على أن نرفع تقريرا إلى رئاسة المجلس". وشدد على "حق النواب في طرح أي أسئلة للاستيضاح"، لافتا إلى أن المساءلة والمحاسبة تحصلان إما عبر السؤال أو الاستجواب". واستبعد أن تكون الجلسة حامية "فمن حقنا طرح الأسئلة عن حقيقة تصريح الوزير غصن وعلى الأخير توضيح تصريحه".

سعد لـ"الجمهورية"

من جهته، قال نائب راشيا والبقاع الغربي اللواء أنطوان سعد لـ"الجمهورية": "سنسأل وزير الدفاع من أين حصل على معلوماته في شأن "القاعدة". فإذا كان استقاها من مخابرات الجيش، من المفترض أن المخابرات عندما تملك معلومات تهدد أمن الدولة تنشئ "بريدا خاصا" وترسله إلى رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش ووزارة الداخلية". ولفت الى أن رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش نفوا وجود "القاعدة" وبالتالي السؤال الأساسي الذي سيطرح على وزير الدفاع هو: "من أين أتيت بالمعلومات؟" وشدد على أهمية أن "يأخذ غصن الإجراءات اللازمة من دون أن يثير الموضوع في الإعلام. ويمكنه تكليف الجيش الانتشار على الحدود اللبنانية – السورية لمنع أي كان من دخول سوريا وهذا لم يحصل". وتوقع أن تشهد الجلسة اليوم "مناقشات حامية".

وأوضح سعد أن "موضوع طرح الثقة بالوزير لم يبحث ولم يعقد اجتماع لهذا الغرض"، مضيفا: "في حال لم يحضر الوزير غصن إلى الجلسة فستكون الجلسة بلا طعم وفارغة"، ولفت إلى أن "معلوماتي تفيد أنه سيحضر أو سيرسل ممثلا عنه"، مشددا على أن "الجلسة قد تمتد إلى جلسات عدة وعدم حضور الوزير ينهي الجلسة".

الدويهي لـ "الجمهورية"

في المقابل، قال عضو كتلة "نواب لبنان الحر الموحد" اسطفان الدويهي لـ "الجمهورية": ان وزير الدفاع سيحضر الجلسة ومعه اعضاء كتلته النيابية، وكان من الأفضل ان تلجأ المعارضة النيابية الى الدعوة لمثل هذا الإجتماع بدلا من النقاش على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة". ووصف الموضوع بأنه "سياسي بامتياز ولم يعد ملفا امنيا"، معتبرا "ان كل ما يجري ليس سوى هجمة منظمة لا تستهدف غصن والجيش فحسب، انما تستهدف تكتل لبنان الحر الموحد. وهي هجمة بعيدة كل البعد من العناوين والمفردات السياسية ولذلك "لو قال الوزير غصن السماء زرقاء سيقولون انها سوداء". وتوقع الدويهي جلسة ساخنة "لأن الداعين اليها يريدون زج البلاد في خضم أحداث المنطقة ونحن نعتقد ان البلاد لا تتحمل ترددات ما يجري فيها ومن مصلحتنا ان نبقى خارج هذه اللعبة". ونفى ردا على سؤال "ان يكون غصن أراد التخفيف من الضغوط التي يتعرض لها النظام في سوريا"، وقال ان وزير الدفاع "استند في مواقفه الى معلومات الجيش اللبناني الذي لا يريد نقاشا في هذا الملف حسبما قال بيان رسمي له اليوم(امس)". وكانت قيادة الجيش دعت جميع الافرقاء "الى تجنب طرح المواضيع الامنية البالغة الخطورة في غير مواقعها او استغلالها في الاستثمار السياسي".

ملف الأجور

معيشيا، سيكون ملف الأجور على طاولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظهر اليوم في الإجتماع الموسع الذي سيرأسه ويجمع الى وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس عددا من الخبراء والمستشارين ووفدي الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام. وقال أحد الوزراء لـ "الجمهورية" مساء أمس أن مفاوضات تجري بعيدا من الأضواء بين المعنيين بغية الاتفاق على صيغة جديدة لزيادة الأجور تكون ناجزة هذه المرة، ويرجح ان تتظهر في الاجتماعات التي سيعقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم مع الهيئات الإقتصادية والعمالية. واوضح مسؤولون إقتصاديون لـ "الجمهورية" أمس "أن هذا اللقاء يأتي نتيجة اصرار الهيئآت الإقتصادية التي هالها تصرف وزير العمل شربل نحاس حتى أمس واصراره على نسف الإتفاق الرضائي الذي تم توقيعه في 21 كانون الأول الماضي في بعبدا" . ورفض هؤلاء "تدخل وزير العمل لنسف هذا الإتفاق ومنع الوصول اليه"، وأكدوا أنهم "ليسوا على إستعداد لتطبيق أي اتفاق يفرض عليهم فرضا غير ذلك الذي تم التوافق عليه. وانهم وفي مواجهة إصرار نحاس على افكاره ومقترحاته فهم يصرون على تطبيق الإتفاق لأنه اقصر الطرق الى طي هذا الملف بما يضمن مصلحة الجميع ومصلحة الإقتصاد الوطني".

نحاس لـ "الجمهورية"

وفي هذا الإطار، توقع وزير الإقتصاد نقولا نحاس أن يقفل ملف الأجور هذا الأسبوع ايا تكن المواقف منه، نظرا الى المخاطر التي يمكن أن تنجم عن استمرار الجدل فيه، وقال لـ"الجمهورية" ان أمر البحث فيه خلال جلسة مجلس الوزراء غد سيتقرر مساء اليوم في ضوء نتائج اللقاءات التي ستعقد في السراي وما يمكن ان يصدر عن مجلس شورى الدولة

وغصن عند عون

وقبل ساعات من لقاءات السراي، يزور رئيس الإتحاد العمالي غسان غصن ووفد من المكتب التنفيذي رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون قبل ظهر اليوم. وقال غصن لـ "الجمهورية" أن الوفد "سيبلغ الى عون مخاطر استمرار هذا الجدل الذي تحول عبئآ كبيرا على مصالح العمال والموظفين في اي موقع كانوا في القطاع العام او الخاص وسيتمنى عليه استعجال البت بهذا الأمر قبل ان نصل الى مرحلة تستحيل فيها الحلول".

14 أذار ولقاء حريصا

من جهة ثانية توقفت اوساط مراقبة عند الاجتماع الذي عقدته مجموعة من القوى السياسية المسيحية المستقلة في مزار سيدة لبنان في حريصا امس، وما تضمنه بيانها من "أن علينا الاضطلاع بدور مسؤول لبلورة مشروع وطني مستقبلي متحرر يتصدى للقضايا الجوهرية الاساسية خارج ذهنية الاصطفافات في سبيل دولة مدنية تعددية وصياغة عقد إجتماعي جديد". واعتبر مصدر بارز في قوى 14 آذار لـ"الجمهورية" ان هذا الاجتماع "هو خارج السياق المسيحي العام ولا مبرر لانعقاده ما دامت معظم القوى المسيحية اجتمعت حول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، سواء من 8 أو من 14 أذار من خلال اللقاءات التي عقدت وتعقد في بكركي ويحضرها الزعماء المسيحيون ورؤساء الأحزاب المسيحية والوزراء والنواب". وإذ وصف المصدر الذين اجتمعوا بأنهم "باحثون عن دور مفقود"، كشف "ان البطريرك اعلن للذين اتصلوا به ان لا علاقة له بهذا الاجتماع ولم يدع اليه وقد رفض ان يعقد في بكركي او في مكان آخر مثل سيدة الجبل، وهذا ما دفع بالمجتمعين الى اللقاء في صالون خلفي لكنيسة سيدة حريصا، في محاولة لأخذ بكركي غطاء لهم، فرفضت كونها لا تستطيع ان تكون في اكثر من مكان وهي تبنت الاجتماعات الأُخرى، لا بل دعت اليها". واكد ان المصدر أن عون "رفض ارسال من يمثله كما ان الاحزاب المسيحية لم ترسل من يمثلها الى هذا الإجتماع". وإستغرب المصدر مشاركة بعض اعضاء "اللقاء الارثوذكسي" في الاجتماع "خارج عن اطار الوفاق المسيحي، خصوصاً وان القيادات المسيحية الكبرى قد أيدت مشروعه الانتخابي" سائلاً: "لماذا يدخلون من النافذة في الوقت الذي استطاعوا الدخول الى الاجماع المسيحي من الباب الكبير؟".

 

الاتفاق الأمني يُلزم لبنان وسوريا منع التسلّل ونظام دمشق تجاوزه مرات بخروق فهل يتذكّره اليوم؟

عباس الصباغ/النهار

احتلت تصريحات وزير الدفاع الوطني فايز غصن عن تسلل عناصر من "القاعدة" الى سوريا، حيزاً واسعاً في المشهد السياسي اللبناني، ولا تزال موضع جدل بين الاطراف السياسيين. لكن ما يلفت في السجال عن الخروق المتبادلة بين لبنان وسوريا، هو اغفال غصن ومعارضيه على السواء توقيع الجانبين اللبناني والسوري اتفاقا امنياً، اقره مجلس النواب اللبناني عام 1991 ولا يزال ساري المفعول وملزما للدولتين، علماً ان "اتفاق الدفاع والامن" استند الى معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية، الموقعة في دمشق في 22 ايار من العام عينه.

القبض على المتسللين

نص الاتفاق الامني على التزام كل من الجانبين عدم تقديم ملجأ او تسهيل مرور او توفير حماية للاشخاص والمنظمات الذين يعملون ضد امن الدولة الاخرى، وفي حال لجوئهم اليها، يلتزم البلد الاخر القبض عليهم وتسليمهم الى الجانب الثاني بناء على طلبه". وتضمن الاتفاق بنوداً اخرى تختص بشؤون الامن والدفاع، على ان تعقد اجتماعات دورية بين الطرفين وتقترح الخطط المشتركة للوقوف في وجه اي عدوان او تهديد لامن البلدين(...).

الخطيب: الامور اختلفت 500 مرة

وزير الداخلية السابق وأحد موقعي الاتفاق الامني والعسكري بين لبنان وسوريا سامي الخطيب يعتبر ان الاتفاق جاء ليضع حداً للتدخل السوري في الامن اللبناني ولقطع الطريق على التدخل السياسي، وبالتالي حصر المسائل الامنية بالامن القومي والامن الاستراتيجي. ويضيف "كان السوريون يريدون اقرار العلاقات المميزة التي تهرّب منها الرئيس الراحل الياس الهراوي الى انها اقرت لاحقاً، وفي تلك الاثناء كان الحديث عن الامن السياسي وظل هذا الهاجس يلاحق السوريين الى ان وقعنا الاتفاق".

ما تشهده الحدود اللبنانية السورية منذ بدء الاحداث في سوريا يستدعي التساؤل عن الاتفاق وبنوده التي لا تزال سارية المفعول، لان ايا من الطرفين الموقعين لم يعمد الى طلب الغائها. وفي هذا السياق يوضح الخطيب ان "ما يجري اليوم تخطى الاتفاق، والامور اختلفت بنسبة 500 في المئة. من جهة أولى، ومن جهة ثانية اسأل هل تستطيع اي حكومة في لبنان دعم النظام السوري، وتحمل الاشكالات بين اللبنانيين في حال قررت دعم ذلك النظام ونحن لا نعرف نتائج الازمة السورية على لبنان؟ لكن المهم في الامر الا يكون لبنان سببا او مدخلا لتسليح فئات مسلحة تعمل على خربطة الاوضاع".

ويذكر ان وزير الداخلية السابق وصف الاتفاق الامني في اول ايلول عام 1991 بالانجاز، وقال: "هذا انجاز كبير(...) حتى لا يكون لبنان مقراً ولا ممراً لاي اعتداء على سوريا ولا تكون سوريا مصدر اذى للبنان، ونأمل ان يكون امن لبنان وامن سوريا مستقراً وواعداً". من جهته، يرى الوزير السابق ألبر منصور ان لبنان ملزم تنفيذ النصوص الواردة في الاتفاق الامني والعمل على ضبط حدوده وكذلك بالنسبة الى الجانب السوري. اما عن الجهة المخولة مراقبة تطبيق هذا الاتفاق فيقول: "الهيئة العليا بين الدولتين والتي يرأسها رئيسا البلدين، ولدينا ايضاً المجلس الاعلى السوري - اللبناني، وحتى اليوم لا تزال كل الاتفاقات الموقعة بين لبنان وسوريا صالحة لان احدا من الطرفين لم يعمد الى طلب تعديلها او الغائها، ولذلك من المفترض ان يصار الى ضبط الامور واعتقال المتسللين عبر الحدود، وفي حال عدم التزام بنود الاتفاق نكون امام تقصير من الطرف المتقاعس عن التزام موجباته في ذلك الاتفاق".

المصري: الاتفاق لا يزال قائماً

اثر الجدل عن الخروق السورية للاراضي اللبنانية، والكلام السوري عن تهريب الاسلحة من لبنان من الجهة التي تخرق الاتفاق الامني الموقع بين بيروت ودمشق قبل اكثر من عشرين عاماً، يعتبر استاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري ان الاتفاق بين لبنان وسوريا لا يزال سارياً في المبدأ "لانه لم يعدل ولم يلغ"، ويضيف: "هناك آلية في الاتفاق تنص على اجتماعات امنية مشتركة بين الطرفين، لكن هذه الاجتماعات لم تعقد بشكل علني منذ الانسحاب السوري من لبنان، علماً ان اعتداءات حصلت على لبنان في السنوات الفائتة لكن سوريا لم تتحرك(...)".اما عن تحديد الجهة التي تخرق الاتفاق فهي "الجهة التي لا تلتزم تنفيذ بنود الاتفاق"، واثبات ذلك يعود الى اللجنة المشتركة والتحقيقات الميدانية.

 

1559 الأصلُ والأساس

نصير الأسعد/الجمهورية

تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون إلى لبنان نهاية الأسبوع الجاري، من واجب اللبنانيين أن يتذكّروا "كرم" المنظمة الدوليّة في القرارات التي أصدرتها لمصلحة وطنهم، والتي من شأن تطبيقها أن يعزّز سيادة الدولة اللبنانيّة على أرضها.

مِن بين هذه القرارات الدوليّة، يبقى القرار 1559 الأصل والأهمّ. وذلك لأنّه يقدّم الأجوبة عن كلّ الجوانب التي تشكّل انتهاكات لسيادة الدولة الحصريّة، بل هو شكّل القرار الدوليّ التأسيسيّ لحماية لبنان كياناً ودولةً، القرار الذي ارتكز عليه قراران مهمّان بعدَه، القرار 1680 المتّصل بالحدود اللبنانيّة - السوريّة، والقرار 1701 المتّصل بالحدود اللبنانيّة الجنوبيّة.

فعلى سبيل المثال، وإزاء الانتهاكات للقرار 1701 من الجانب اللبنانيّ للحدود، فإنّ الجواب متضمّن في الـ 1701 نفسه الذي يحظر وجود سلاح ومسلّحين في الجنوب، والذي يقيم منطقة منزوعةً من السلاح والمسلّحين جنوب الليطاني، ويضع هذه المنطقة من لبنان في عهدة ثنائيّة الجيش - "اليونيفيل". غير أنّ الجواب "الأصلّي" متضمّن في الـ 1559 الذي يقول بحلّ جميع الميليشيات اللبنانيّة وغير اللبنانيّة. كذلك حيالَ ما يجري على الحدود اللبنانيّة - السوريّة شرقاً وشمالاً، فإنّ الجواب - الحلّ يكمنُ في الـ 1559 لناحية حلّ الميليشيات كلّها، وفي الـ 1680 حول ضبط الحدود مع سوريّا، وهو موجودٌ في الـ 1701 أيضاً الذي يسمحُ للسلطة اللبنانيّة الشرعيّة في الاستعانة بقوات الأمم المتّحدة من أجل مراقبة الحدود ومنع تهريب الأسلحة والمسلّحين. والأمرُ نفسه في ما يتعلق بمطالبة نوّاب العاصمة بجعل بيروت مدينةً منزوعة السلاح، حيثُ الجواب - الحلّ في القرار 1559.

لا يمكنُ للالتزام بالقرار 1701 أن يكون جديّاً ما لم يكن مقترناً بالتزام جدّي وأصيل بالقرار 1559، فضلاً عن تنفيذ الـ 1701 بحرفيته. كما لا يمكن للالتزام بالقرار 1680 أن يكون جاداً ما لم يقترن بالالتزام بالـ 1559. وكذلك فإنّ شرط أن تكون بيروت وسائر المدن اللبنانيّة منزوعة السلاح، هوَ الالتزام بالـ 1559 وتنفيذه.

وعندَ هذه المحطّة من النقاش، يجب الاعتراف بأنّ المعارضة الاستقلاليّة السياديّة بين مطلع أيلول 2004، تاريخ صدور الـ 1559، وبينَ تاريخ استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ثمّ بعدَ أن صارت تلك المعارضة حركة 14 آذار، بادرت إلى الالتفاف على القرار 1559 من أجل "هدف نبيل". فهي - لا سيّما منها الرئيس الشهيد والرئيس سعد الحريري من بعده ومعهما النائب وليد جنبلاط - إذ اعتبرت أنّ الـ 1559 حقّق مبتغاه الرئيسيّ، أي الانسحاب السوريّ من لبنان، أبدَت حرصاً على أن يكون السلاح موضع "حوار" لبنانيّ - لبنانيّ.

يجب الاعتراف إذاً بأنّ موقف الحركة الاستقلاليّة السياديّة، بصرف النظر عن حسن مقاصده، لا سيّما السعي إلى التوافق اللبنانيّ، إنّما ساهمَ - الموقف - في تصيّد الفريق الآخر للظروف، وتحويل عنوان السلاح تحت السلطة الحصريّة للدولة إلى عنوان آخر صار اسمُه "الإستراتيجيّة الدفاعيّة". وصار العنوان الأخير مظلّة لتمييز بين سلاح مقاوم وسلاح داخليّ (!) بين سلاح ثقيل وآخر خفيف! كما صار مظلّة للحديث عن ثنائيّة الجيش والمقاومة! ثمّ عن ثلاثيّة الشعب والجيش والمقاومة!.

سيكون بان كي مون في بيروت أمام "شورباء" لبنانيّة: خلطةٌ للقرارات الدوليّة على طريقة لبنانيّة رديئة، وحتى بعض القرارات الإيجابيّة الصادرة عن الحوار الوطني، لا سيّما في ما يتعلّق بـ "السلاح الفلسطيني" خارجَ التطبيق، ولبنان في حال من عدم الاستقرار من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله. فهل سيمتلك أيّ مسؤول جرأة إقناع الأمين العام بأنّ لبنان في وضع سليم؟ هلَ سيكون أيّ مسؤول في وضع القدرة على طلب دعم دوليّ للبنان في ظروف التوتّرات القائمة؟ أم هل يستطيع أيّ مسؤول أن يطمئن ممثّل المجتمع الدولي على سلامة قوّات حفظ السلام؟.

إنّ الشجاعة السياسيّة تقتضي من رئيس الجمهوريّة، في وقتٍ يكرّر تطلّعه إلى إعادة جمع طاولة الحوار، لكن في وقت يعلنُ "حزب الله" أنّ الزمن ليس للعودة إلى الطاولة وأنّ "الإستراتيجيّة الدفاعيّة" محسومة، أن يضع للحوار - سواء تمّ اليوم أو تأخّر إلى وقت آخر - عنواناً وحيداً هو تنفيذ القرارات الدوليّة المترابطة سلّة واحدة، ابتداءً من الـ 1559، بحيث تكون مهمّة الحوار هي صَوغ الآليّات التنفيذيّة. فهذا هو "البديل" من الحوار غير المجدي، بما أنّ سقف القرارات الدوليّة - التي يشكّل الـ 1559 مفتاحها - هو الدولة اللبنانيّة وسيادتها لمصلحة اللبنانيين كلّهم.

لا بدّ أن يسمعَ بان من الرئيس، ومن جميع الذين سيلتقيهم، استعداداً لبنانياً في هذا الاتجاه... وأن يبنيَ بعد ذلك على ما سمعَه المُقتضى. فلبنان بحاجة اليوم وأكثر من أيّ زمن مضى إلى المجتمع الدوليّ لحمايته من العواصف، والمنظمة الدوليّة لا تستطيع أن تواصل مع لبنان "الانتظاريّة" المُمارسة حاليّاً، كي لا يُقال ما هو أكثر من "الانتظاريّة"!.

 

إطلاق النار» على زيارة بان كي مون رسالة لميقاتي

أسعد بشارة/الجمهورية

بمجرد أن تمّ الاعلان عن زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يرافقه تيري رود لارسن الى لبنان، قام «حزب الله» باطلاق النار المسبق على الزيارة، غير مكترث الى انه جزء أساسي من السلطة التنفيذية التي ستجتمع مع الممثل الاعلى للشرعية الدوليةالاثنين 09 كانون ثاني 2012

بَدا الحزب وكأنه يطلق النار على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وعلى كل ما سيدور في اللقاءات من تأكيد على التزام لبنان بهذه الشرعية، وتحديدا بالقرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي ذات الصلة، وهي بالتعداد الزمني القرارات:

ومرة جديدة يتجه الحزب الى مواجهة شركائه في الحكومة في مسألة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وليس مستبعدا ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي في مرمى التصويب بحيث يُدان لأنه التقطَ صورة تذكارية مع بان كي مون ورود لارسن، تماما كما أدين الرئيس السنيورة بقبلة كوندوليسا رايس، ولكن مع فارق أن ميقاتي يُراد منه اليوم ان يغطّ رأسه في رمال القرارات الدولية، فلا يتمَاهى مع بان كي مون في طلب تنفيذ القرار 1559 الذي ينصّ على سحب السلاح الفلسطيني وسلاح "حزب الله"، ولا يتردّد في رفض تنفيذ القرار 1680 الذي ينصّ على ضبط الحدود اللبنانية السورية، لأنّ هذا التنفيذ يوقف إمداد الحزب بالسلاح عبر الحدود، ولا يقبل بتجديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية انسجاما مع ما نص عليه القرار 1757، ولا يُجاري القرار 1701 الذي لم يطبّق، والذي ينصّ على نزع السلاح جنوبي الليطاني. ويُخطىء من يقرأ موقف "حزب الله" المُسبق من زيارة بان كي مون وتيري رود لارسن على انه مجرّد تحسّس سلبي من دور رود لارسن ومهمته، هو الذي يكنّ له الحزب مشاعر سلبية، وهو المكلّف من الامين العام بإعداد تقرير نصف سنوي حول التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار 1559.

فالموقف من زيارة بان كي مون مردّه الى ان الامين العام للامم المتحدة يزور لبنان، في توقيت يفهم منه انه يهدف الى تسليط الضوء على تشديد الامم المتحدة على التزام الحكومة بكل هذه القرارات من دون استثناء، في رسالة واضحة ان لا أولوية لأي قرار على الآخر، سواء ما يتعلق بالمحكمة التي يرفض الحزب التجديد لبروتوكول التعاون معها او بالحدود اللبنانية السورية التي يرفض ايضا ضبطها بما يؤمن استمرار دخول السلاح، او بالقرار 1559 الذي تستمر تقارير رود لارسن بتذكير الحكومة انها لم تطبّق منه ما يكفي للقول انها ملتزمة بالشرعية الدولية، علما انّ محاولة قام بها ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت لم تنجح، كانت عبارة عن إيحاء لحزب الله ولحلفائه بدفع الحكومة الى الطلب من الامم المتحدة إلغاء هذا القرار، بذريعة ان القرار 1701 ينص في مقدمته على تطبيق الـ 1559، ولو نجحت هذه المحاولة لأدّت الى إبعاد رود لارسن والانتهاء من تقاريره "المزعجة".

وتكفي معاينة من زاوية واسعة لمعارضة "حزب الله" زيارة بان كي مون الى لبنان، للقول إنّ الحزب اصبح فعلا في مواجهة مع شرعيات ثلاث، الاولى لبنانية والمعني فيها عرقلة تنفيذ القرارات الآنفة الذكر، والثانية عربية وهي المتمثلة بمعارضة المبادرة العربية للتسوية وبوقوفه الى جانب الانظمة في وجه شرعية الشعوب الثائرة، والثالثة دولية وهي المتعلقة بالوقوف في وجه قرارات الشرعية الدولية، ولم تكن مشكلة مع حكومات الحريري والسنيورة سوى تعبير عن هذه الخيارات، وأثبتت التطورات انه سيتعامل مع اي حكومة تلتزم بهذه الشرعيات، تماما كما تعامل مع الحكومات السابقة، وما محاولة حشر الرئيس ميقاتي قبل استقباله بان كي مون سوى نموذج يمكن ان يتحوّل الى صدام لن تتجه نتائجه، إلّا عندما يصبح الحزب امام مفاضلة إجبارية بين ان يسمح باستمرار هذه الحكومة التي يمرّر رئيسها بهدوء ما يستطيع تمريره، او ان يتجه الى اسقاطها بسبب عدم القدرة على تحمّل أن تستمر على وقع المأزق الذي يعيشه الحزب بقضم الإنجاز تلو الإنجاز، وصولا الى تجديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية.

 

ما حقيقة الجناح العسكري لـ«الجماعة الإسلاميّة»؟

الجمهورية/كان لكلام النائب عماد الحوت عن «قوّات الفجر» - الجناح المقاوم لـ«الجماعة الإسلاميّة»، واستعدادها لإخراج السلاح للدفاع عن الوطن ضدّ الاحتلال الإسرائيلي وأيّ عدوان خارجيّ، وقع الصاعقة على اللبنانيّين، في ضوء الظروف الدقيقة والحسّاسة التي تعيشها المنطقة وانعكاساتها المرتقبة على لبنان. لكنّ الحوت أوضح في حديث إلى «الجمهورية» «اللغط» الذي رافق كلامه وموقف الجماعة الحقيقيّ من ملفّ السلاح.الاثنين 09 كانون ثاني 2012 أشار الحوت إلى حصول "التباس في نقل النصّ إعلاميّا، فأنا قلت إنّ الجماعة الإسلاميّة كان لها شرف مقاومة العدوّ الإسرائيلي عام 1982 وهي قد استخدمت السلاح في ذلك الوقت للدفاع عن أمن لبنان، لكنّ ما تناقلته وسائل الإعلام أنّ السلاح سيستخدم، وبالتالي وَضعُ الكلام في صيغة المستقبل أثار الالتباس".

أضاف: "الجماعة الإسلاميّة لا تملك جناحاً عسكريّا لا في السرّ ولا في العَلن، إنّما أهل العرقوب على حدود فلسطين المحتلّة، ككثير من اللبنانيّين، لديهم استعداد ذاتيّ للدفاع عن النفس، وبالتالي تعتبر الجماعة نفسها مسؤولة عنهم معنويّا وتدعم استعدادهم للدفاع عن أنفسهم في حال دخل العدوّ الإسرائيلي إلى بيوتهم وأراضيهم، لكنّ الجيش اللبناني هو صاحب مهمّة الدفاع عن لبنان وحماية حدوده"، مشدّداً على أنّ "لبنان يملك مقاومة وعليه الإفادة منها في إطار استراتيجيّة دفاعيّة تضعها الدولة اللبنانية، لتتحوّل المقاومة من مقاومة فئة من اللبنانيّين إلى مقاومة جميع اللبنانيّين".

في المقابل، لا ينفي الحوت وجود سلاح فرديّ في يد اللبنانيين، قائلا: "غير صادق من يقول أن لا سلاح فرديّا في يد المواطنين، وهذا واقع حقيقيّ للأسف، نتيجة واقع الحرب اللبنانيّة وسلسلة أخطاء حصلت باستخدام السلاح في الداخل اللبناني، ممّا دفع بعض اللبنانيّين إلى التسلّح الذاتي للدفاع عن الذات، وهذا الأمر يشمل الجميع في لبنان وليس الجماعة الإسلامية فقط، وبالتالي هذا السلاح ليس سلاحاً منظّماً أو سلاح ميليشيا"، مشدِّداً على أنّ الحلّ يكمن في أن تأخذ مؤسّسات الدولة الأمنية موقعها في حماية المواطن حتى لا يشعر أنّه يحتاج إلى حماية ذاتية". ولفتَ الحوت إلى نقطتين مهمّتين في تصريحه الذي أثار لغطاً، "أولاهما أنّ سلاح المقاومة الذي لطالما كان موجّهاً ضد العدوّ الإسرائيلي، فقدَ مصداقيته عندما تحوّل إلى صدور اللبنانيّين، وثانيهما الدعوة التي أطلقها للعودة إلى دولة المؤسّسات والقانون وإلى جعل الجيش اللبناني والقوى الأمنية هي السلطة الوحيدة المنوطة أمن المواطنين". وكان منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعَيد أصدر بيانا طالب فيه الجماعة الإسلاميّة بتوضيح، وهنا كشف الحوت عن اتّصال جرى بينه وبين سعَيد "كان كافيا لتوضيح الأمور". من جهته، أكّد سعَيد في اتّصال مع "الجمهورية" أنّ "الاتّصال كان كافيا لتوضيح القضيّة"، مشدّداً على "تحالفنا مع الجماعة الإسلاميّة وتوافقنا على مواضيع عدّة منها المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان وسقوط النظام السوري وسلاح حزب الله". وإذ لفت إلى بعض التمايز في مواقف الجماعة الإسلاميّة، أكّد "أنّنا حريصون على التحالف معها، ولكن بعدما سمعنا تصريح النائب عماد الحوت لم يكن في إمكاننا إلى أن نصدر بيانا يذكّر بموقفنا المبدئي من السلاح غير الشرعي"، مؤكّداً أنّ "الاتّصال أوضح الأمور، والمياه عادت إلى مجاريها".

 

أرسلان حيّا "المواقف العاقلة" للراعي:على السياسيين البدء بورشة الإصلاح

النهار/قال رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، امام وفود زارته في خلدة: "لا يجوز ان يبقى الفساد الركيزة الاساسية لما يسمى الوحدة الوطنية في لبنان، فالاولى بنا ان نبدأ بالاصلاح قبل ان نعطي دروساً بالاصلاح في سوريا. ان الخروج من المعتقلات الطائفية والمذهبية وحده هو الذي يحرر الداخل من لعبة الامم. تذكروا جيداً اننا كنا قد بادرنا منذ عام 2005 بالتحذير، وتكرار التحذير من ربط الداخل بلعبة الامم، وبالتالي التنبيه لما ينسجه الاستعمار الجديد – القديم، حذّرنا كثيراً من ذلك وكنا كالصوت الذي يدوي في واد سحيق. اظهرت الايام ان البعث على التهوّر اللبناني كان العداء لسوريا، فنبهنا وكررنا التحذير وقلنا للجميع: اياكم ان تتجاهلوا وجود شيء اسمه الجغرافيا، قلنا لهم كلمة صارت مثلاً: ان من يسقط الجغرافيا من معادلة السياسة، يخرج نفسه من التاريخ".

ونصح للسياسيين اللبنانيين "بالدخول فوراً في ورشة اصلاح النظام القائم على التفرقة العنصرية بدلاً من الشغل في الملف السوري، اذ كيف يمكن التوفيق بين التمسك بنظام الفساد والتفرقة العنصرية في لبنان والمطالبة بالاصلاح والنزاهة في سوريا هذا هو سؤال المرحلة". وحيا البطريرك بشارة الراعي على "مواقفه العاقلة الرصينة البعيدة النظر، الاصيلة بمسيحيتها والحريصة على الوجود المسيحي في هذا الشرق، وعلى مناعتنا الوطنية والقومية ورفض العبودية التي يحملها لنا المشروع الاستعماري الكريه، وعلى التقيد بالنهج الفاتيكاني القويم".وكرر التجاوب مع اقتراح الراعي "بوجوب صياغة عقد اجتماعي جديد في لبنان".

 

المعلوف لـ«الجمهورية»: زحلة لم تعد تابعة

أثارَ إعلان النائب إيلي سكاف أنّ «زحلة خُدعت بالأكاذيب والطروحات غير الدقيقة وغير الصحيحة، ما جعلها خارج المعادلة السياسيّة اللبنانية»، استياء نوّاب المدينة، فأكّد النائب جوزف المعلوف في حديث إلى «الجمهورية» أنّ «الجميع باتوا يحسبون حساباً لزحلة ضمن المعادلة الوطنية، وهي لم تعُد تابعة إلى أيّ مائدة مثلما كانت مع الذين سبقونا.

شدّد المعلوف على أنّ "زحلة أكثر من أيّ وقت مضى ضمن المعادلة السياسية لأنّ هناك من يحافظ على هويتها الاستقلاليّة والسيادية من خلال مواقف نوّابها الواضحة والملتزمة دائما المسلّمات وثوابت ثورة الأرز وانتفاضة 14 آذار". وأوضح المعلوف "أنّنا ننطلق من واقع زحلة وإيمانها وارتباطها بالوطن للعمل على التلاقي مع شركائنا في الوطن"، مضيفاً: "بات الجميع اليوم يحسبون حسابا لزحلة ضمن المعادلة الوطنية، وهي لم تعد تابعة إلى أيّ مائدة مثلما كانت مع الذين سبقونا". ولفتَ المعلوف إلى أنّ "زحلة تمثّل للمرّة الأولى في المجلس بشهادة الكثير من النواب المخضرمين الذي يقولون إنّ هناك عملاً تشريعيّا سليما لنوّاب المنطقة". أمّا على صعيد الخدمات والعمل مع الوزارات، فلاحظ المعلوف أنّ "الإعلام لا يظهر كلّ الأعمال التي نقوم بها بالتعاون مع عدد من الوزارات لإيصال الحقّ للمدينة، وأهل المنطقة يعلمون أنّ البنى التحتيّة اليوم مختلفة جذريّا عمّا كانت في الماضي".  ونفى المعلوف "كلّ ما يسوّق عن خلافات داخل الكتلة"، قائلا: "هناك تلاقٍ وألفة ووحدة حال بين جميع نوّاب الكتلة، ومن الرخيص جدّاً استمرار البعض في محاولة تضليل الناس من خلال التصاريح الإعلاميّة التي لا تقدّم أو تؤخّر في إيماننا بمسؤوليّاتنا تجاه المواطنين".

عرسال

وبعد البَلبلة التي أثارتها زيارة كتلة نوّاب زحلة لعرسال بعد 24 ساعة على زيارة النائب إيلي ماروني، شدّد المعلوف على أنّ "الأمور توضّحت"، مذكّراً بـ"أنّني قلت فور دخولي البلدة إنّنا كنّا داعمين زيارة ماروني إلّا أنّ بعض الأمور طرأت وقرّرنا زيارة البلدة في اليوم التالي لتأكيد وقوفنا مع أهل عرسال". أضاف: "صحيح أنّ ما حدث يطرح بعض التساؤلات إلّا أنّ الكتلة موحّدة والنيّات صافية، والدليل أنّ الكتلة ستجتمع اليوم في بلدة وادي العرايش في قسم الكتائب اللبنانية في إطار لقاءاتها الدوريّة مع المواطنين". وبالنسبة إلى طرح لمّ الشمل والمصالحة في المدينة، أشار المعلوف إلى أنّ "المطران عصام درويش خرج بهذا الطرح، وهناك لقاء سيعقد خلال الشهر الجاري في دار المطرانية، والكتلة مجتمعة تدعم السير في هذا الاتّجاه ضمن احترام الاختلاف في الرأي للمواقع السياسيّة في البلد، وباحترام التموضع السيادي والاستقلالي وبناء الدولة". وأسفَ المعلوف لأنّ "هذا الموقف ليس واضحا لدى القوى السياسية الأخرى في زحلة، أو هو واضح من خلال تموضعهم مع قوى 8 آذار ما يؤثّر في محاولة المطران درويش لخلق هذا التلاقي بطريقة سليمة"، متوقّعاً أن يبحث اللقاء، إضافة إلى تداعيات الأوضاع في المنطقة، طريقة التعاطي مع التحدّيات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة راهناً على الصعيد الوطني".

 

هل يعيد سقوط النظام السوري خَلط التحالفات؟

شارل جبّور/الجمهورية

من الثابت أنّ سقوط النظام السوريّ سيشكّل زلزالاً على مستوى المنطقة، وتداعياته تمتدّ من روسيا مروراً بإيران والعراق وصولاً إلى لبنان والسلام العربي-الإسرائيلي.

لا يمكن تشبيه سقوط النظام السوري بسقوط نظام بن علي ومبارك والقذافي، نظراً لامتلاكه أوراقاً حيويّة عمل على مراكمتها على مدى عقود أربعة، ونظراً لمحوريّة دوره في صميم المحور الممانع الممتدّ من طهران إلى حماس، ومن هنا فإنّ سقوطه سيعيد خلط الأوراق في أكثر من ساحة وعلى أكثر من مستوى، وبالتالي السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: هل سيعيد سقوطه خلط التحالفات بين 8 و14 آذار؟

إنّ لبنان هو الأكثر تأثّراً بالوضع السوري، ومن نافل القول إنّ هذا الوضع بدأ مع نشأة الكيانين، واستفحل مع وصول نظام البعث الذي تمكّن في مرحلة معيّنة من الإطباق على القرار السياسي اللبناني، واستمرّ حتى مع خروج الجيش السوري، وبالتالي نهاية هذا الدور أو النفوذ باتت مرتبطة حُكماً بنهاية النظام.

هذا على المستوى السوري، أمّا على المستوى اللبناني، فلا يحتاج المرء إلى كثير عناء لإدراك أنّ الانقسام السياسي الحادّ الذي شهدته البلاد بين 8 و14 عرف أوجَهُ بين لحظة انفراط التحالف الرباعي وتوقيع وثيقة التفاهم بين "التيّار الوطني الحر" و"حزب الله" في شباط 2006 وبين أحداث 7 أيّار 2008 ومن ثمّ خروج النائب وليد جنبلاط من 14 آذار في آب 2009.

وإذا كان المشهد السياسي ما زال تقريباً على حاله إنْ لجهة التموضعات أو لناحية طبيعة المواضيع الخلافيّة، غير أنّه لا يمكن غضّ النظر عن جملة وقائع ومعطيات أهمّها:

أوّلاً، خروج النائب جنبلاط والرئيس نجيب ميقاتي من الحركة الاستقلاليّة ومحاولة تشكيلهما مع رئيس الجمهورية خطّاً أو خياراً وسطيّا، ولا يبدو أنّ الزعيم الدرزي، على رغم موقفه الداعم للثورة السوريّة، في وارد العودة، أقلّه لغاية اللحظة، إلى تموضعه السابق، كما لا يخفى أنّه مع استمرار ميقاتي على رأس الحكومة لقيادة المرحلة الانتقاليّة.

ثانياً، الدور الذي يتولّاه البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أخرج بكركي من الاصطفاف القائم، مُبَدِّياً الملفّات المسيحيّة على ما عداها، ومعتمداً سياسة الانفتاح على كلّ الأطراف على رغم ثبات مواقفه الأخيرة من مسألة السلاح.

ثالثا، محاولة رئيس الجمهورية البقاء على مسافة واحدة من فريقي النزاع بغية أن يتمكّن في اللحظة المؤاتية من جمعهما على قواسم مشتركة تعيد اللحمة إلى البلاد.

ولعلّ ما تقدّم يعكس الوقائع المثبتة داخل المشهد السياسي، ولكن في موازاة هذا المشهد ثمّة حراك سياسيّ واضح داخل 8 و14 آذار، ومن أبرز معالمه:

أ- التململ العونيّ الظاهر وبداية التفكير الجاد بإعادة التموضع السياسي. ومن الواضع أنّ العلاقة بين الحزب والتيّار دخلت في خريف عمرها.

ب- التماسك داخل الجسم الـ14 آذاريّ لا يقلّل من حقيقة أنّ هذا الفريق لم يستطع أن يطوّر تحالفه إلى جبهة سياسيّة، وهذا يؤشّر، بحدّ ذاته، إلى أنّ هذا التحالف معرّض للانفراط لحظة دخول البلاد في مرحلة سياسيّة جديدة ستحمل معها عناوين سياسية جديدة.

ج- إنّ ردود الفعل التي صدرت داخل الحركة الاستقلاليّة على أثر تبنّي اللقاء الماروني للاقتراح الأورثوذكسي تَشي بأنّ التحالف بين هذه القوى هو على العنوان السيادي لا الإصلاحي أو الميثاقي-الكياني.

د- إنّ التحالفات القائمة مرشّحة للاستمرار على ما هي عليه بانتظار سقوط نظام البعث الذي سيعيد خلط الأوراق مجدّداً.

لا شكّ أنّ سقوط النظام السوري سيجعل "حزب الله" في وضع المأزوم والمحشور، وسيفضي إلى انتصار خيار 14 آذار بهزيمة المحور الذي حاول خطف لبنان، إلّا أنّ هذا لا يعني نهاية "الكباش" السياسي والدخول السلِس إلى مرحلة "العبور إلى الدولة"، لأنّه مع التحوّل السوري سينتقل الصراع في لبنان من مرحلة الصراع على طبيعة الدولة (مع خسارة الحزب لبعده الخارجي) إلى مرحلة الصراع على شكلها، وهذا الصراع لن يقلّ أهمّية عن الصراع الأوّل في ظلّ سعي "حزب الله" لتسييل سلاحه سياسيّاً، الأمر الذي يشكّل تهديداً للدستور وتوازناته الدقيقة، كما في ظلّ سعي المسيحيّين تحقيقاً لمناصفة فعليّة، انطلاقاً من الدستور، تعيد وزنهم إلى اللعبة السياسية، هذا الوزن الذي افتقدوه في ظلّ الوصاية السوريّة.

 

حزب الله» يتجنب الدخول في صدام سياسي و«14 آذار» تدرس ردّه على سقوط النظام السوري

بيروت - محمد شقير/الحياة

توقفت قيادات «قوى 14 آذار» في اجتماعها الموسع الأخير في «بيت الوسط»، أمام احتمالات رد فعل الأطراف الحليفة لسورية، لا سيما «حزب الله» في حال سقوط النظام السوري، وتباينت الآراء في تقويمها هذا الرد، وتراوحت بين قائل إن قيادته ستحاذر القيام بمغامرة سياسية يمكن أن تترتب عليها تداعيات أمنية على مجمل الوضع الداخلي، وبين آخر رأى أن الحزب لن يتردد في اللجوء الى استعراض لقوته لئلا «يؤكل رأسه» بالمعنى السياسي للكلمة، من جانب خصومه. ورأت القيادات نقلاً عن مصادر في 14 آذار، ان لجوء «حزب الله» الى استعراض القوة لن يبدل من واقع الحال باعتبار انه قادر على فعل ذلك لكنه يتجنب الإقدام على ما يعيد الوضع في لبنان الى الوراء، خصوصاً أنه يعتقد أن أي تغيير في قواعد اللعبة لن «يُصرف سياسياً» في أي مكان، وأن استخدامه فائض القوة في غير محله يشكل إحراجاً له في الداخل وأمام المجتمع الدولي. واعتبرت هذه القيادات، كما تقول المصادر نفسها لـ «الحياة»، أن «حزب الله» ليس من الذين يديرون ظهورهم لحلفائهم في النظام السوري وهو لا ينفك يدلي بمواقف مؤيدة له ضد معارضيه لما لهذا النظام من دور في رفع مستوى القدرة القتالية للمقاومة، لكنه يتحسب لكل الاحتمالات ولن يبني مواقفه من دون التشاور مع حليفته ايران.

ولفتت الى أن لإيران دوراً في تعزيز القدرة القتالية للمقاومة الإسلامية التي لم تبلغ الجاهزية التي هي عليها الآن لولا الممر الآمن لسلاحها من البوابة السورية، وقالت المصادر إن السقوط «الحتمي» للنظام السوري من وجهة نظر قوى 14 آذار، لا يبرر لـ «حزب الله» القيام برد فعل غير مدروس أو من دون التشاور مع القيادة الإيرانية التي باتت تمتلك ورقة أساسية في لبنان.

وطرحت قوى 14 آذار في اجتماعها الموسع مسألة العودة الى الحوار، لكنها تريثت في اتخاذ موقف نهائي منها لسببين، الأول يكمن في الوقوف على رأي زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ضوء ما تردد أخيراً من أنه يدرس اطلاق مبادرة حوارية انطلاقاً من الحفاظ على اتفاق الطائف ولمصلحة تدعيم ركائز الدولة المدنية في لبنان. أما السبب الثاني فيعود وفق المصادر عينها، الى التروي في الوقت الحاضر وعدم القيام بأي خطوة يمكن ان تؤدي الى حرق المراحل «وهذا يستدعي في الوقت الحاضر مواكبة ما ستؤول اليه الأحداث الجارية في السورية لنحدد في ضوء نتائجها العناوين الرئيسة للحوار». لذلك، فإن قوى 14 آذار لم تقل «لا» كبيرة للحوار مع استمرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في دعوته لاستئنافه على قاعدة تطبيق ما توصل اليه مؤتمر الحوار الأول في شأن جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه وضبطه داخلها ونزع السلاح من المدن، وهو يتلاقى في الموضوع الأخير مع رغبة البطريرك الماروني بشارة الراعي ومجلس المطارنة الموارنة.

لكنها كما تقول المصادر، تعتقد أن التروي ضروري من دون إقفال الباب أمام استئناف الحوار في لحظة سياسية معينة، فيما أخذت مصادر في الأكثرية تروج لإمكان إدراج بنود جديدة على الطاولة أبرزها الوصول الى تسوية في شأن قطع الحساب للسنوات المالية السابقة الذي لا يزال موضع تجاذب في البرلمان، باعتبار ان الوصول اليها أمر ممكن تحت سقف الحوار من خلال افساح المجال أمام معاودة التواصل ولو من موقع الاختلاف بين الأطراف المعنية.

«حزب الله» يقوم الوضع في سورية

ولاحظت مصادر سياسية مواكبة أن «حزب الله» كغيره من الأطراف يعكف الآن على تقويم الموقف في سورية وهو يحرص في الوقت ذاته على عدم الإدلاء بأي موقف يتجاوز فيه التضامن مع النظام السوري. وعزت السبب الى ان النظام السوري لا يزال ينفي قدرة المعارضة على الإطاحة به، وبالتالي لن يبادر الحزب الى اتخاذ موقف يتقدم فيه على رد الفعل السوري.

ورأت المصادر ان الحزب لا يريد في اللحظة الراهنة اقحام البلد في أزمة سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات وإلا لكان رفض تمويل المحكمة الخاصة بلبنان ووقف بوجه المخرج لهذا التمويل الذي ابتدعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأضافت ان قيادة «حزب الله» تعاملت بواقعية مع تمويل المحكمة ولم تطور موقفها في اتجاه اعلان الحرب على التمويل ومن خلاله على صانعي المخرج. وسألت المصادر: «ألم يكن في وسع «حزب الله»، على الأقل في المدى المنظور، أن يفتعل مشكلة من قرار رئيس الحكومة النأي بلبنان عن الاشتراك بفريق المراقبين العرب الى سورية والذي لقي ارتياحاً لدى رئيس الجمهورية». وكشفت أن وزير الخارجية عدنان منصور تلقى اتصالاً من نظيره السوري وليد المعلم تمنى فيه على الحكومة اللبنانية أن تشارك بعشرة مراقبين. وقالت ان منصور نقل الرغبة السورية الى سليمان ومن ثم الى ميقاتي الذي اتخذ موقفاً وازناً بعدم المشاركة.

وقالت إن الرئيس بري وقيادة «حزب الله» لم يكونا بعيدين عن المداولات بين رئيس الجمهورية والحكومة في شأن الطلب السوري، لكنهما لم يفتعلا أزمة بسبب امتناع لبنان عن إيفاد مراقبين الى سورية، انطلاقاً من عدم اقحامه في أي دور يمكن ان تكون له ارتدادات سلبية على الداخل. وأكدت المصادر أن لبنان كان يعد الأيام قبل أن تنتهي رئاسته مجلس الأمن الدولي لكي يكون في مقدوره أن ينأى بنفسه عن اتخاذ موقف يمكن ان ينعكس سلباً على الداخل ويوجد سبباً جديداً لتفاقم السجال بين الأكثرية والمعارضة. أما في شأن تجديد التعاون بين لبنان والمحكمة الدولية الذي ينتهي في آذار (مارس) المقبل، والذي سيدرج بنداً أساسياً في المحادثات التي سيجريها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارته بيروت في 13 الجاري، فأوضحت المصادر في رد غير مباشر على اعلان رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن بان غير مرحب به في لبنان، وأن التجديد سيتم تلقائياً وأن رأي لبنان فيه استشاري وهذا ما لفت اليه رئيس الحكومة في استقباله الإعلاميين في السراي الكبيرة لمناسبة الأعياد. وسألت المصادر عن البديل من التعاون، «وهل يستطيع لبنان ان يدير ظهره للمجتمع الدولي في ظل مطالبته الأمم المتحدة بتطبيق القرار 1701 وبحماية الثروة النفطية للبنان في البحر؟». وقالت ان «حزب الله» يريد أن يستبق زيارة بان كي مون بتسجيل موقف اعتراضي مع ان رأي لبنان الاستشاري غير ملزم ما لم يوافق عليه مجلس الأمن الدولي.

وفيما أحجمت المصادر عن الدخول في ملف «شهود الزور» الذي كان السبب للإطاحة بحكومة الرئيس الحريري، رأت ان ليس من صلاحية مجلس الوزراء أن يتخذ القرار المناسب لتحديد الجهة القضائية التي يجب ان تنظر فيه. وتابعت: «مبدأ الفصل بين السلطات يجب أن يحترم، ومن يود الادعاء على خلفية ما لحق به نتيجة ما سمّي بشهود الزور، فعليه اللجوء الى القضاء»، مشيرة الى استعداد لبنان ومن باب رأيه الاستشاري في بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، لأن يناقش بان كي مون في ملاحظات بعض الأطراف على أداء هذه المحكمة لكنه لم يبلغ حتى الساعة بأي شيء من هذا القبيل.

14 آذار وبان

وفي المقابل، فإن قوى 14 آذار تدرس امكان التقدم من بان كي مون بمذكرة في حال بادر بعض الأطراف في الأكثرية الى التقدم منه بملاحظات تنقض فيها ما لديها من «اعتراضات» بذريعة ان عدم تعاونها مع المحكمة بتسليم المتهمين في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يبطل النظر فيها. وعليه، فإن جميع الأطراف وضعت نفسها الآن على لائحة الانتظار مكتفية بمواكبة التطورات الجارية في سورية، وهذا ما اعتمدته 14 آذار بتشكيل خلية أزمة لهذا الخصوص من رئيس الجمهورية السابق رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب مروان حمادة والوزير السابق محمد شطح، اضافة الى خلايا أخرى شكلتها لمتابعة البحث في قانون الانتخاب الجديد والعودة مجدداً الى بحث وضعها التنظيمي في ضوء اعادة إحياء البحث بتشكيل مجلس وطني يغلب عليه الحضور الفاعل للمستقلين. كما ان 14 آذار التي اجتمعت أخيراً أرادت تمرير رسالة للآخرين تؤكد فيها انسجامها وتوحدها وعزمها على إحياء ذكرى 14 آذار تاركة للجنة التي شكلت لهذا الخصوص دراسة الإطار العام لإحيائها آخذة في الاعتبار الظروف الراهنة التي يمر فيها البلد. وتوقف ممثلو 14 آذار ملياً أمام علاقتها برئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، وأبدوا ارتياحهم الى مواقفه، من دون أن يكون لديهم رهان على عودته الى صفوفها بمقدار ما ان تبادل الرسائل الإيجابية عن بعد ومن خلال قنوات الاتصال سيدفع في اتجاه اعادة بناء الثقة. أما في شأن موقفها من حكومة الرئيس ميقاتي، فإن الرأي الغالب لدى قيادات 14 آذار يميل الى التركيز على الاختلاف بين أطياف الحكومة بدلاً من استهداف رئيسها في الوقت الحاضر باعتبار ان للكتلة الوسطية فيها دوراً في استيعاب الهجمات التي يقودها رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على أكثر من جبهة والعمل على تنفيسها ما أمكن.

 

هجوم «حزب الله» الاستباقي على زيارة بان كي مون بيروت يظهّر تناقضات الحكومة وتعايشها الصعب

|بيروت - «الراي»|

يشكل الاسبوع الطالع موعداً لجولة سياسية مضطربة امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعدما مرّ الاسبوع الاول من السنة الجديدة كامتداد هادئ لعطلة الأعياد. ذلك ان الهجوم الكلامي الذي شنّه «حزب الله» على زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبيروت في 13 و14 من الجاري، رسم ملامح التعايش الصعب الذي يطبع مسيرة الحكومة بين سياسة الانفتاح والمرونة التي يعتمدها رئيسها حيال المجتمع الدولي والتي برزت في مسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبين سياسة التشدد حيال هذا المجتمع التي تطبع سياسات «حزب الله» ومواقفه.

وإذ ينتظر ان تشكل زيارة بان كي مون مصدر ايقاظ لهذا الاحراج الدائم الذي تعيش في ظله الحكومة، فإن ثمة من يتوقع ان تبرز التناقضات الحكومية على اشدها خلال زيارة المسؤول الاممي الأول لبيروت وخصوصاً لجهة التعامل مع العناوين المثيرة لهذه التباينات في المحادثات التي ستجري معه وهي تتعلق بالمحكمة وبالوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية، فيما قد يكون موضوع الجنوب اقل العناوين إحراجاً للحكومة باعتبار ان هناك توافقاً واسعاً حياله بين مكونات الحكومة.

ووسط معالم هذا المناخ الموحي بسخونة سياسية، يأتي ايضاً إستحقاق عودة طرح ملف زيادة الأجور على مجلس الوزراء في جلسته التي تعقد غداً في قصر بعبدا كفتيل او صاعق محتمل لتجدد الخلافات الحكومية ـ الحكومية في ظل مبادرة وزير العمل شربل نحاس، وهو عضو في «تكتل التغيير والصلاح» بزعامة العماد ميشال عون، الى ارسال مشروع جديد الى مجلس شورى الدولة لأخذ رأيه فيه قبل طرحه غداً على مجلس الوزراء. واذ يعقد اليوم اجتماع برئاسة ميقاتي مع الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام لدرس هذا الملف للمرة الرابعة وسط دفع من الطرفين ومعهما ضمناً رئيس الحكومة نفسه لإعادة احياء الاتفاق الذي عقد بين الطرفين قبل اسبوعين في قصر بعبدا فإن المشكلة الجدية تكمن في تجاهل وزير العمل لهذا الاتفاق ومضيه في طرح مشروع خاص به بمعزل عنه، مما يعني ان احتمالات الاشتباك السياسي داخل مجلس الوزراء قد تكون كبيرة، مما يفتح الوضع الحكومي مجدداً على اضطراب وانقسام لا يعرف معه اذا كان ممكناً التوصل الى تسوية ثابتة هذه المرة لهذا الملف الشائك ام تعود الامور الى دائرة المراوحة.

وهذان الملفان، اي زيارة بان كي مون ومسألة الاجور، سيشكلان الواجهة الواجهة المباشرة لاحتقانات داخل الحكومة في وقت تضغط فيه مفاعيل التجاذب السياسي الاوسع المتصل باتهامات رئيس الدفاع فايز غصن حول وجود «القاعدة» في البقاع وتسلل عناصر من هذا التنظيم عبر بلدة عرسال الى سورية على مجمل المشهد اللبناني. واذ تعقد لجنة الدفاع النيابية جلسة اليوم للاستماع الى وزير الدفاع حول هذا الملف، ثمة توقعات ان تثير هذه الجلسة الاحتدام السياسي على اوسع نطاق خصوصاً ان فريق المعارضة ينوي عدم المهادنة في هذا الملف مما قد يستتبع تصعيداً مرتقباً في الايام القليلة المقبلة.

وفيما كان وفد نيابي بقاعي يزور عرسال امس تضامناً مها بوجه اتهامات وزير الدفاع، برز دخول قيادة الجيش اللبناني للامرة الولى على خط هذا الملف بطريقة غير مباشرة اذ اعلنت في بيان صدر عنها انه «كثر في الآونة الاخيرة التداول السياسي والاعلامي بأمور امنية على درجة كبيرة من الدقة، وبشكل لا يتناسب مع أهمية هذه الامور وخطورتها وكيفية معالجتها»، متوّجهة الى «المعنيين» بان «معالجة القضايا الامنية لا تتم عبر الاعلام او المنابر السياسية، بل وفق ما تقتضيه ضرورات السرية ومصلحة الوطن والمواطنين. وان الحرص على تحصين الوضع الامني يكون بترك معالجته للمعنيين به لانهم الأدرى بتفاصيله وظروفه».

وطمانت قيادة الجيش الجميع الى «ان مهمة الحفاظ على أمن اللبنانيين كافة هي في أيد أمينة، وهي فوق اي اعتبار»، داعية الى «تجنب طرح المواضيع الامنية البالغة الخطورة في غير مواقعها، او استغلالها في الاستثمار السياسي، وذلك حفاظا على الاستقرار العام ولقطع الطريق امام المتربصين شراً بهذا الاستقرار».

 

ايران

 

طبول الحرب تقرع!

جميل الذيابي/الحياة

هل تقرع طبول الحرب في الخليج؟! هل ستشهد المنطقة حرباً خليجية رابعة، على اعتبار أن الأولى (الحرب العراقية - الإيرانية) والثانية (حرب تحرير الكويت) والثالثة (الحرب الأميركية لإسقاط نظام صدام واحتلال العراق)؟! هل ستجد دول الخليج العربية نفسها مضطرة إلى الدخول إلى ساحة حرب لا تريدها، بل فرضت عليها؟ أم أنها ستكون أشبه بحرب باردة لا طائرات ولا دبابات فيها، لكنها حرب مخابرات وقصقصة أجنحة؟! لماذا تتزايد مساعي دول الخليج لتعزيز قدراتها العسكرية أخيراً؟! ولماذا تكثر إيران من التهديد لإغلاق مضيق هرمز وإقامة المناورات العسكرية في الخليج.

الجمعة الماضي أعلن قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني الأميرال علي فدوي أن «بحرية الحرس ستنفذ مناورات ضخمة في منطقة الخليج ومضيق هرمز»، لافتاً إلى أن المناورات الأخيرة التي نفذها الجيش الإيراني، تركزت «في بحر عمان، فيما سيكون الثقل الأكبر لمناورات الحرس الثوري، في الخليج ومضيق هرمز»، مشيراً إلى أن إيران «تسيطر على مضيق هرمز بشكل كامل، وقواتها ترصد جميع التحركات في المنطقة». في كل ذلك وغيره إشارات عدة إلى تزايد التحرشات الإيرانية بالدول الخليجية سواء عبر المناورات العسكرية أو التهديد بإغلاق مضيق هرمز أو السعي المستمر لتأكيد السيطرة الكاملة على منطقة الخليج العربي. وهو ما استفز وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ودعاه إلى تحذير طهران من أن بلاده مستعدة لاستخدام القوة لإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً.

لقد تلقت إيران في الأشهر الأخيرة «صفعتين» على الخدين، أولاهما عندما أرسلت دول مجلس التعاون الخليجي قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين لمنع أي تدخل خارجي في شؤونها، ما أحبط نيات طهران في استغلال اضطراب الأوضاع في الدولة العضو في المنظومة الخليجية.

والصفعة الثانية تمثلت في قيام ثورة شعبية حرة في سورية، الحليف الاستراتيجي القوي لإيران في المنطقة، حتى إن دمشق انشغلت بنفسها عن حليفتها وباتت تبحث عن مخارج. لكن طهران في المقابل، تعتقد أنها كسبت المعركة في العراق بخروج القوات الأميركية منه لأسباب يطول شرحها، ويساند هذا الاعتقاد وجود حكومة نوري المالكي الحليفة واللصيقة بطهران.

حاولت الحصول على إجابات للأسئلة المطروحة بتوجيهها إلى مسؤولين خليجيين، لكنهم يتجنبون الأسئلة ولا يرغبون في الإجابة ويفضلون الصمت، وهو بلا شك يزيد المشهد تعقيداً. ويبدو أن على الصحافي الخليجي الاتجاه غرباً وطرح الأسئلة على الأميركيين والأوروبيين بعد أية تصريحات وتهديدات إيرانية، فربما يعثر على إجابات تبعد التخرصات والتكهنات الكثيرة.

لا مصلحة لإيران ودول الخليج في استمرار النزاع بالمنطقة. ولن تجلب الحروب إلا الدمار وقتل الإنسان وتوقف التنمية، لكن إذا ما اندلعت الحرب في المنطقة مجدداً فستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل الرغبة الخليجية في لجم طموحات إيران الإقليمية، ووقف تهديداتها وتدخلاتها «المشينة» في شؤون الجيران، في مقابل سعي إيران للسيطرة على الخليج وتنصيب نفسها قوة مهيمنة على المنطقة.

من المعلوم أن إيران لو أغلقت مضيق هرمز فستمنع مرور 35 في المئة من النفط المنقول بحراً إلى العالم، لن تبقى الدول الغربية متفرجة أو كما يقال «شاهد ما شفش حاجة»، أو أنها ستضع اليد على الخد، بل ستبدأ التحرك الديبلوماسي لإقناعها بفتحه، في موازاة القيام بضربة عسكرية مفاجئة تستهدف المنشآت الإيرانية الحيوية والنووية.

أما وفق الحالة الراهنة فستظل الأمور بين شد وجذب، وتارة تميل إلى التهديد، وتارة إلى التهدئة. لكن لو نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربة عسكرية لإيران لأي سبب، فستضطر دول الخليج إلى الدخول في أتون الحرب، لأن إيران لن تتردد في ضرب القواعد العسكرية الأميركية، في قطر والكويت والبحرين، إضافة إلى استهداف آبار النفط والمصالح الغربية في دول الخليج كافة، خصوصاً أن الصواريخ الإيرانية تستطيع الوصول إلى تلك الأهداف.

يعتقد المحللون، لو فُرضت الحرب على المنطقة، أن الغلبة العسكرية الجوية والتقنية ستكون لمصلحة دول الخليج والدول الغربية، لكن إيران ستسعى إلى بعثرة المنطقة، وهز استقرارها، عبر تحريك المجموعات المرتبطة بها داخل دول الخليج، أو ما يسمى «الخلايا النائمة» المرتبطة بـ»حزب الله» وسورية وبعض الميليشيات!

يبقى الصراع والنزاع في منطقة الخليج كالبركان الخامد القابلة فوهته للانفجار في أي لحظة، طالما أن إيران تسعى للسيطرة على المنطقة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، ورفض الحلول في شأن برنامجها النووي، وعدم الاكتراث بالعلاقات مع دول الجوار، والإصرار على احتلال الجزر الإماراتية.

الأكيد أن دول الخليج لا تريد الحرب ولا تتمنى قرع طبولها، لكنها في الوقت نفسه تعمل على إفشال المشروع الإيراني الإقليمي، وإحباط نيات طهران التوسعية، فيما تظل إيران تدندن للحرب وتقرع طبولها بالتهديد المستمر لدول الخليج والتدخل في شؤونها، لكن الحرب إن حدثت فستعيد إيران سنوات كثيرة للوراء، وستضر بدول الخليج ضرراً بالغاً. والحقيقة أن الحروب لا تجلب إلا الخسائر.

 

محلل سعودي: تحركات إيران في "الدرة" استمرار لنهجها التصعيدي

 الرياض - "السياسة": أكد أستاذ العلوم السياسية في "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" شافي الدامر, أن موقف ايران تجاه حقل الدرة النفطي هو امتداد لتخبطها في سياستها الخارجية وشعورها بالعزلة الدولية ونهجها في افتعال وتصعيد الأزمات. وقال الدامر, إن التصرف السليم حيال هذه القضايا يكون بالتوجه إلى طاولة المفاوضات والاستجابة لدعوة الدول ذات العلاقة, موضحا أن إيران تسعى للتفاوض الثنائي مع الكويت بمعزل عن السعودية, على الرغم من معرفتها التامة بأن السعودية طرف أساسي في ما يتعلق بمسألة الجرف القاري في الخليج. وأضاف أن شعور إيران بالعزلة الدولية بسبب برنامجها النووي ومشكلاتها الداخلية, ابتداء بثورة 2009, جعلها تتخبط وتتورط بافتعال أزمات جديدة مثل التهديد بإغلاق مضيق هرمز وإعلانها عن التنقيب في الجرف القاري التي تعود سياسته للمملكة والكويت, وهي بذلك تحاول إجبار العالم على تخفيف عزلتها. وأشار إلى أن إيران دخلت في إشكاليات معقدة مع جيرانها في الخليج العربي منذ احتلالها للجزر الإماراتية وانتهاء بتحركاتها الأخيرة, على الرغم من أن دول الخليج تبادل هذه السياسات التصعيدية بالحكمة والهدوء ومراعاة حسن الجوار.

 

البحرية البريطانية جاهزة لكسر الحصار عن هرمز وواشنطن تؤكد أن "هرمز" خط أحمر وسترد إذا تم إغلاقه وطهران تعلن عن قرب تدشين "فوردو" النووية تحت الأرض

  واشنطن, طهران, لندن - وكالات: أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا, أمس, أن الولايات المتحدة "سترد" إذا ما سعت إيران إلى إغلاق مضيق هرمز, الممر البحري الستراتيجي لنقل النفط, مشيرا إلى أنه "خط أحمر" لا ينبغي تخطيه. وقال بانيتا في برنامج "فايس ذى نيشن" (واجه الامة) لشبكة "سي بي اس" التلفزيونية الأميركية, "كنا واضحين جدا عندما قلنا إن الولايات المتحدة لن تسكت على إغلاق مضيق هرمز, إنه خط احمر بالنسبة لنا وسنرد على ذلك". من جانبه, اعتبر قائد القوات الاميركية الجنرال الأميركي مارتن ديمبسي, أن إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز, مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيكون "عملا لا يمكن السكوت عليه". وقال في البرنامج نفسه الى جانب بانيتا "لقد استثمروا في وسائل يمكن أن تتيح لهم اغلاق مضيق هرمز لفترة, ونحن من جانبنا استثمرنا في وسائل تكفل لنا الغلبة في مثل هذه الحالة". واضاف الجنرال ديمبسي محذرا "سنتحرك وسنعيد فتح المضيق" إذا جرى إغلاقه. وقد تصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن, إثر مناورات عسكرية ايرانية, مع تحذيرات لطهران من الوجود البحري الاميركي في الخليج, ما اثار مخاوف من اغلاق محتمل لمضيق هرمز الذي يمر عبره 35 في المئة من الانتاج النفطي العالمي المصدر بحرا. ورغم هذه التهديدات, وعدت واشنطن بالإبقاء على سفنها الحربية المنتشرة في الخليج, معتبرة ان تحذيرات ايران هذه تشي "بضعفها" وتظهر فاعلية العقوبات على برنامجها النووي المثير للشبهات. وقبيل ذلك, كشفت صحيفة "صندي اكسبرس" البريطانية, أن كاسحات ألغام تابعة لسلاح البحرية الملكية البريطانية تستعد لاحباط أي محاولة من جانب ايران لفرض حصار على مضيق هرمز, الذي تمر عبره نسبة كبيرة من امدادات النفط والغاز إلى العالم. وذكرت الصحيفة أن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى تخشى من أن النظام الايراني, الذي يواجه انتخابات عامة في مارس المقبل, سينفذ تهديده في غضون الأسابيع المقبلة. وأشارت إلى أن البحرية الملكية البريطانية تساهم بـ 15 سفينة حربية في عداد قوات التحالف المنتشرة في منطقة الخليج, من بينها أربع كاسحات ألغام متطورة. على صعيد آخر, أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني, عن قرب تدشين منشأة فوردو النووية تحت الأرض في قم, موضحاً أن لها القدرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 20 في المئة, في خطوة من المرجح أن تثير غضب القوى الغربية بدرجة أكبر. وقال عباسي دواني, خلال افتتاح المعرض التخصصي التاسع عشر لمنجزات الصناعة النووية الإيرانية الذي أقيم بجامعة هرمزكان في بندر عباس, جنوب إيران, إن منشاة فوردو في قم سيتم افتتاحها قريباً وتملك القدرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجات 3.5 و4 و20 في المئة لاستخدامه في أغراض طبية. وأكد أن منشأة فوردو محصنة جيداً أمام أي ضربة محتملة, وخصوصاً أمام القنابل المختلفة, حيث تقع تحت الأرض ولا يمكن الوصول إليها.

 

سوريا

 

سوريا.. هل هذا صحيح؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

هناك معلومات مربكة، ومزعجة، تتعلق بالجامعة العربية وطريقة تفكيرها، وتناولها للملف السوري، وكذلك كيفية رؤيتها للمعارضة السورية، سمعتها من عدة مصادر عربية مسؤولة، ومطلعة، على درجة عالية، أطرحها بهذا المقال كتساؤلات، ودون أحكام، حتى نمنح الجامعة مساحة من حسن الظن، وحتى توضح موقفها عمليا.

فالمعلومات تشير إلى أن مسؤولا كبيرا بالجامعة يقول لأحد زواره أثناء شرحه للأوضاع بسوريا، وكيفية التعامل معها، بأن في سوريا ثلاثة آلاف ناشط سوري فقط، وهم من يحركون المظاهرات هناك، وأن نظام بشار الأسد يبحث عنهم، وعندما يصل إليهم، ويتمكن من التخلص منهم، سينتهي كل شيء حينها بسوريا، بل إن ذلك المسؤول يتوقع أن يتمكن النظام الأسدي من إنهاء كل شيء بحلول شهر فبراير (شباط)! وهذا ليس كل شيء بالطبع، فإن ذلك المسؤول بالجامعة يشكك في جدية المعارضة السورية، ويتساءل عن مصادر تمويلها، حيث يقول إن عند المعارضة «أموالا كثيرة.. ونفسي أعرف منين؟»! كما أن بعضا ممن بالجامعة يروجون إلى أن هناك دولة خليجية زودت النظام الأسدي بأجهزة كشف لجوالات «الثريا». ومعلوماتي المستقاة من مصدر مطلع، ومعني مباشرة بذلك الملف، أن هذا الكلام يروجه نظام الأسد نفسه، وهناك من يتبناه عربيا، حيث إن المعلومات الاستخبارية، بحسب المصدر الرفيع، تقول إن الإيرانيين هم من يزودون النظام الأسدي بتلك الأجهزة، وخصوصا أن السلطات الإيرانية قامت بفعل ذلك أيام اندلاع الثورة الخضراء بإيران، وتمكنت وقتها من سحق تلك الثورة، ومن خلال استخدام تلك التقنية.

والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن هناك معلومات مذهلة تقول إن أسباب تأخر وصول المراقبين الخليجيين، وعدم التحاقهم بباقي المراقبين العرب، هي رفض النظام الأسدي تسهيل دخول المراقبين القطريين مما جعل دول الخليج جميعا تمتنع عن إرسال مراقبيها تضامنا مع الوفد القطري، مما أحرج الجامعة العربية نفسها، وذلك ما حرك الأوضاع، وقام النظام الأسدي بالسماح للمراقبين القطريين بالدخول، وبالتالي تجاوبت باقي دول الخليج! والأدهى، وبحسب مصادر وثيقة الصلة، أن النظام الأسدي لم يوافق أصلا على التوقيع على بروتوكول إرسال وفد المراقبين العرب لسوريا إلا عندما سربت له الجامعة العربية، ومن خلال أحد مسؤوليها، أن رئيس وفد المراقبين العرب سيكون الفريق السوداني الدابي، وهذا ما جعل النظام الأسدي يشعر بالارتياح، ووافق على أثر ذلك، وقام بالتوقيع على البروتوكول العربي لإرسال وفد المراقبين العرب! وجميع ما سبق من معلومات يثير القلق حقيقة من طريقة، ونيات، الجامعة العربية تجاه الثورة السورية، فإما أن هناك ربكة، وتخبطا، وإما أن هناك نيات غير سليمة من أجل الحفاظ على النظام الأسدي رغم كل ما يفعله من جرائم، ولذا لا يملك المرء إلا القول: ما رأي الجامعة بهذه المعلومات، وخصوصا أن جميع التصريحات الصادرة من الجامعة تحاول إيهام العرب والسوريين بأن الجامعة حريصة على السوريين العزل، لكن ذلك ليس ما يحدث على الأرض، وليس ما يقوله بعض كبار المسؤولين العرب؟ فما الذي يحدث فعلا؟

 

العلويون.. سؤال اللحظة الراهنة

منذر خدام/الشرق الأوسط

منذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري في سبيل حريته وكرامته، وبناء نظام ديمقراطي تعددي قبل نحو عشرة شهور والسؤال الذي يتقدم الأسئلة هو: كيف سوف يتصرف العلويون؟ ما هو موقفهم مما يجري؟ هل سوف يدعمون النظام حتى النهاية؟.. أسئلة كثيرة مشابهة. من حيث المبدأ فإن تخصيص السؤال بطائفة بعينها يجعله سؤالا خاطئا وبالتالي ليس له جواب صحيح. خطأ السؤال يأتي، أولا، من كون النظام ليس نظام الطائفة العلوية، وبالتالي لا يشكل العلويون خلفيته الاجتماعية.. إضافة إلى ذلك، ثانيا، لا يصح البحث في النظام السياسي السوري بلغة ومفاهيم طائفية، عندئذ لن نحصل على معرفة صحيحة به. النظام السوري هو نظام في المصالح، وفي حقل المصالح ينبغي دراسته وتحليله للوقوف على عناصر القوة فيه والضعف. إنه نظام طغمة مالية أمنية شديدة المحافظة، استطاع خلال أكثر من أربعة عقود أن ينسج علاقات قائمة على المصالح مع فئات اجتماعية مختلفة بعضها حقيقي وبعضها فيه كثير من الوهم، لكنه الوهم الذي تحول إلى نوع من القناعة لدى كثيرين، ومثال عليه الوهم القائل بأن النظام السوري هو نظام علوي، وأن العلويين يشكلون خلفيته الاجتماعية، وبالتالي سوف يدعمونه حتى النهاية.

لم يعرف عن العلويين أنهم طائفيون، غير أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هو أول من أنعش هذا الوهم لديهم من خلال تسلمه للسلطة في عام 1970 بانقلاب عسكري، معتمدا بذلك على مجموعة من الضباط العلويين. لقد أوهم كثيرا من العلويين بأنه أتاح لهم أن يتسلموا السلطة وأن يستفيدوا من مزاياها والفرص التي تتيحها، وأن يتحولوا إلى قوة حقيقية في المجتمع والدولة، وإذا ذهب ذهبوا معه. ومنذ ذلك التاريخ عمل بصورة ممنهجة على تكثيف حضور العلويين في المؤسسات العسكرية والأمنية، وفتح شهية جميع الضباط القادة على الإثراء غير المشروع. لقد أوهم العلويين بأنه يعبر عن مصالحهم، والحقيقة هي أنه جعل منهم أدوات لتثبيت حكمه فقط، وأن الجبال الساحلية حيث ينتشر العلويون هي من أكثر المناطق فقرا في سوريا.

بطبيعة الحال ما كان باستطاعة حافظ الأسد ولا ابنه فيما بعد أن يستمروا في الحكم مستندين إلى أوهام نسجوها من حولهم، حتى ولو آمن بها كثيرون، لولا أنه بالتوازي معها أوجدوا لحكمهم ركائز حقيقية قوية. من أولى هذه الركائز وأهمها هي الركيزة الأمنية، أعني قمع كل رأي مخالف وزجه في السجن. لقد كان حافظ الأسد يعيش رهاب المعارضة لحكمه لذلك لم يكن يتساهل مع أي رأي معارض أو مخالف حتى ولو جاء من أخيه، كما حصل فعلا مع رفعت الأسد في عام 1984. لقد استمرت هذه الركيزة في عهد ابنه بشار الأسد، بل وتم تعزيزها وحمايتها من المساءلة عن أفعالها قانونيا. لقد كان نصيب أبناء الطائفة العلوية من قمع حافظ الأسد وابنه الكثير، إذ يندر وجود بيت في الساحل السوري لم يتعرض أحد أبنائه للسجن. واليوم تلمع أسماء كثيرة في معارضة النظام ينحدرون من الطائفة العلوية، مثل الدكتور عارف دليلة والدكتور عبد العزيز الخير، والصحافية خولة دنيا، والروائيتين سمر يزبك وروزا ياسين والمترجم الدكتور ثائر ديب، وكاتب هذه السطور، وغيرهم كثير.

والركيزة الثانية هي بناء علاقات قوية قائمة على المصالح مع طبقة التجار والصناعيين ورجال الدين، من خلال إشراكهم في لعبة الإثراء غير المشروع ونهب مقدرات البلد. لقد تكونت في عهد حافظ الأسد طبقة واسعة النفوذ من التجار والصناعيين استطاعت أن تراكم ثروات خيالية قامت بتهريب قسم كبير منها إلى خارج البلاد. تقدر بعض المصادر الرسمية أن حجم الأموال التي تم تهريبها خلال حكم حافظ الأسد تزيد على 135 مليار دولار، كان لرجالات حاشية الحكم من أهله أو المقربين منه الحصة الكبرى منها. إضافة إلى ذلك فقد خلق تسيب الحكم وفساده شبكة معقدة من المصالح قائمة على الفساد ونهب المال العام والتهريب، وهي اليوم تعد من أكثر الشبكات دعما ودفاعا عن النظام بثبات وقوة.

والركيزة الثالثة هي تفريغ المجتمع من أي حياة سياسية أو مدنية طبيعية وتحويل جميع الأحزاب التي سمح لها بالعمل وفي مقدمتها حزب البعث وكذلك النقابات إلى مجرد أجهزة للسلطة تؤدي أدوارا أمنية بصورة مستمرة.

لقد تم امتحان جميع هذه الركائز سواء ما كان منها وهما أو حقيقة خلال الأزمة الراهنة التي تسبب فيها النظام ذاته، وللأسف تبين نجاحها حتى الآن. لقد صمدت مؤسسات النظام ولم يحصل فيها انشقاقات ذات مغزى، عدا المؤسسة العسكرية. وحتى الانشقاقات التي حصلت في المؤسسة العسكرية لا تزال في نطاق أفراد أو مجموعات من الأفراد الذين يرفضون تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، ولم تتوسع لتشمل وحدات عسكرية أو تشكيلات كبيرة. لا تزال أيضا المؤسسة الدبلوماسية والحزبية للنظام متماسكة ولم يحصل فيها أي انشقاق حتى الآن، والسبب في ذلك لا يقتصر على طبيعة المصالح التي حققها النظام لأفرادها، بل لتهديده الواضح لكل موظف كبير في الدولة بأن أهله وأقرباءه سوف يكونون موضع مساءلة وعقاب في حال انشقاق أي منهم.

ونجح أيضا في المحافظة على دعم طبقة التجار والصناعيين له، وقد تمثل ذلك في الاستفادة من نفوذها لمنع خروج سكان حلب ودمشق في المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام بصورة جماهيرية كما حصل في محافظات أخرى.

ونجح أيضا في الإبقاء على دعم فئة رجال الدين إلى جانبه. والأخطر من كل ذلك أنه نجح إلى حد بعيد في استثمار خوف العلويين والأقليات الدينية الأخرى في دعمها له. وفي هذا المجال استثمر على نطاق واسع ما حصل في العراق وليبيا من اقتتال وتدمير وتهجير للسكان، إضافة إلى التصريحات والدعوات الطائفية غير المسؤولة التي صدرت عن بعض الأفراد المشاركين في الحراك أو المحسوبين عليه لتخويف الناس من التغيير المقبل. غير أن صمود الشعب السوري أمام آلة القمع المنفلتة من أي ضوابط أخلاقية أو سياسية أو قانونية، التي زجها النظام في مواجهته، أذهل قوى النظام وجعله في حيرة من أمره، فكلما تغول في القمع ازداد الشعب صلابة في مقاومته. إنها بداية سقوط النظام الاستبدادي وانبلاج فجر الحرية والديمقراطية.. إنه المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري بجدارة. لم يعد يشك أحد اليوم في حتمية سقوط النظام، لكن يبقى التساؤل: متى؟! وبأي ثمن؟!

 

السوريون يدفعون فاتورة العجز العربي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

بني سورية اطّرحوا الأماني وألْقوا عنكمُ الأحلامَ ألقوا وللحـرّيّة الحمــراءِ بابٌ بكلِّ يدٍ مضرَّجــةٍ يدقُّ (أحمد شوقي)

المواطن السوري يواجه اليوم أربعة خصوم في وقت واحد، هم: نظام أمني دموي لا يفهم غير البطش وسيلة للحوار السياسي، وعجز عربي مقيم أفظع تجليّاته «جامعة دول عربية» لها بحكم تركيبتها وآلية عملها سجل حافل في خذلان الشعوب العربية، ومناخ إقليمي تفوح منه روائح التواطؤ والانتهازية، وأخيرا.. مجتمع دولي يثرثر عن حقوق الإنسان لكن أولوياته غالبا في مكان آخر.

السوريون قدّموا خلال انتفاضتهم الحالية آلاف الشهداء، واقتيد إلى سجون النظام وأقبية تعذيبه نحو 70 ألفا آخرين.. من المستبعد جدا أن يصل إليهم مراقبو جامعة الدكتور نبيل العربي. وهم ماضون في انتفاضتهم، المكلفة إنسانيا، لا لشيء إلا لأنهم يدركون أن إيقافها الآن بعد التضحيات المقدَّمة سيكون أعلى تكلفة بكثير سواء على مستقبلهم أو مستقبل أولادهم وبلدهم. وها هم يكتشفون ويكتشف العالم كله - لدى التمعّن في الوضع العربي الراهن - كيف أن الحكم الديكتاتوري لا يولّد غير المرارة والمزيد من الحقد.. وكيف تتعمق المرارة ويتجذّر الحقد كلما طال أمد التسلط وثقلت وطأة القمع.

في المقابل، تثبت الأيام مجددا جملة من الحقائق المؤلمة التي يتعلمها السوريون، ومعهم كل عربي حر وعاقل.

الحقيقة الأولى أن الرهان على قدرة «النظام العربي» على معالجة الأزمات الإقليميةغباء مطبق.. يوازي غباء تصديق شعارات الرئيس بشار الأسد عن الإصلاح، والوثوق بتوقيعه على «بروتوكول المبادرة العربية»؛ فجامعة الدول العربية تفتقر أولا إلى آليات الإلزام والتنفيذ، وثانيا إلى القيادات الرؤيوية والمستقلة القادرة على استنباط استراتيجيات ناجعة.

ومع الاحترام لشخص الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة، لا بد من القول إنه منذ تولّى التعامل مع الأزمة السورية، وهو ينتقل من خطأ إلى خطيئة.. وبالعكس. ومنذ زيارته الأولى إلى دمشق بعيد تفجر الانتفاضة صدمت تصريحاته ومواقفه المفرطة في «طيبتها» متابعي الشأن السوري وفاهميه. وبالنتيجة، ورّط العربي الجامعة بمسار متردّد الخطى، وضعيف المضمون، ومبهم الغايات. وكانت الحصيلة أنه أتاح للنظام السوري استعادة زمام المبادرة وتسجيل النقطة تلو النقطة، مستقويا بتواطؤ جيرانه المباشرين من الحكومات «التابعة» إقليميا.

وكان أسوأ ما تفتّق عنه ذهن الأمين العام، أخيرا، تكليف السيد خالد مشعل، قائد حركة حماس، بتسليم «رسالة» إلى النظام السوري!

أصلا، ما هو الهدف المتوخّى من إرسال مزيد من «الرسائل»؟ وماذا يُنتظَر منها؟ وإذا كانت «الرسائل» ما زالت مطلوبة فلماذا لا يحملها الدكتور العربي نفسه؟.. أوليس هو - بحكم منصبه - وسيط كل العرب مع بعضهم البعض؟

ثم أين المصلحة في توريط الفلسطينيين في أزمة عربية داخلية؟ بل أين المصلحة في إعادة فتح جرح انقساماتهم، خاصة أن جرح انقسام القيادة الفلسطينية ما زال مفتوحا؟

ثم ألا يلحظ الدكتور العربي أن وجود مشعل في دمشق بصفة لاجئ يقلّص كثيرا قدرته على التأثير على النظام السوري؟ وهذا كله من دون أن ننسى أن مشعل عاجز أصلا عن انتقاد النظام السوري على تخوينه «إخوانه» في العقيدة وإهداره دماءهم؟ هل غفل الأمين العام عن حقيقة أن حركة حماس هي الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين التي يتهمها حكام دمشق بأنها أساس الفتنة والطابور الخامس لـ«الهجمة الأميركية الصهيونية» على مواقف سوريا «الممانعة» والمقاومة»؟؟!!

لقد تلاعب النظام السوري لأسابيع عديدة في موضوع التوقيع على «بروتوكول المبادرة العربية». ثم عندما وقّع فإنه كلّف نائب وزير خارجيته الدكتور فيصل المقداد - وليس وزير خارجيته وليد المعلّم - بالتوقيع، في استهانة واضحة بالجامعة ومبادرتها. ومن ثم، زاد الوزير المعلّم الطين بلة خلال مؤتمراته الصحافية في ردّين صارخين يكشفان حقيقة موقف دمشق من المبادرة ومدى استخفافها بها؛ إذ قال ردا على سؤال حول التوقيع: «نحن وافقنا على ورقة عمل الدوحة وليس على المبادرة». وأجاب باستخفاف شديد، تعليقا على سؤال عن تخوّف البعض من أن تلتفّ دمشق على المبادرة فتلجأ إلى إغراقها بالتفاصيل: «لازم يتعلّموا السباحة!».

ولننحِّ جامعة الدول العربية جانبا، وننظر إلى الوضع الإقليمي.

الموقف الإسرائيلي من مسألة بقاء النظام السوري أو التخلص منه ما زال غامضا.. بل مشبوها. وعلى الرغم من تصريح هنا و«توقع» هناك، الثابت الوحيد يبقى أن مؤسسة السلطة في إسرائيل غير جدية في كلامها عن عدائها لنظام يزعم لفظيا كل يوم أنه يعاديها ويصرّ على تحرير الأرض المحتلة من رجس احتلالها (!). إن نظاما حافظ على صمت جبهته مع «الاحتلال الصهيوني» منذ 1973، باستثناء توريط شبان غيورين خلال يونيو (حزيران) الماضي وتعريضهم لمجزرة بعد نقلهم في حافلات إلى خط الهدنة.. لا يقلق إسرائيل. إسرائيل لو كانت حقا قلقة، أو قل متضايقة، ما كانت لتصبر 40 سنة على نظام بلد «جار» يشكل تهديدا حقيقيا لها.

بالإضافة إلى خط هدنة الجولان، خطوط حدود سوريا الأخرى هي مع العراق والأردن ولبنان وتركيا. وهنا، البحث في موضوعي العراق ولبنان يتعلّق بخريطة التمدّد الإيراني نحو البحر الأبيض المتوسط. فالكيانان واقعيا تحكمهما إيران، ويتبعان «المشروع الإقليمي الإيراني» - الملقّب في ظلم شديد لعروبة الشيعة العرب - بـ«الهلال الشيعي». ولقد جعل نظام دمشق، في جيلي الأسد الأب والأسد الابن، سوريا جزءا لا يتجزأ من هذا «المشروع». وبالتالي، كان مفهوما وقوف لبنان والعراق ضد اتخاذ أي موقف عربي حاسم يردع حكام دمشق عن مواصلة قتل مواطنيهم.

من ناحية أخرى، لدى مراجعة «السلام الفعلي» الذي يجمع سوريا وإسرائيل في الجولان، وموافقة حزب الله الحاكم في لبنان على مضمون قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (الذي يمنع وجود سلاح الحزب جنوب نهر الليطاني)، والتعاون الاستراتيجي الوثيق بين رأس الحكومة العراقية الحالية وقاعدته السياسية مع «اللوبيات» التي شنت حرب احتلال العراق عام 2003، قبل الاحتلال وإبانه وبعده، يتبيّن لأي محلل جاد حقيقة قاطعة. هذه الحقيقة هي أن ارتفاع حرارة «العداء الاستعراضي» الإيراني لإسرائيل، وتهديدات طهران «الاستعراضية» أيضا للمصالح الأميركية في الخليج والمنطقة العربية، يرميان للتوصل إلى «تعايش عادل» مع الحضور الإسرائيلي - الأميركي، وفق أسس تراها إيران متناسبة مع ثقلها الإقليمي. وهناك مثل شعبي ذكي في بلاد الشام يقول «من يلمّ حجرا كبيرا جدا لا يكون هدفه التراشق به».

أما الأردن، كما نعرف، فهو كيان يعيش وضعا اقتصاديا وسياسيا وديموغرافيا لا يحسد عليه، وله وضع خاص إزاء قضايا سوريا وفلسطين. وحقا، في ظل الترابط العشائري بين جنوب سوريا وشمال الأردن، و«الحالة الإسلامية» في الأردن، واعتماده على تجارة الترانزيت والمناخات التجارية الدولية المواتية.. لا يستطيع خوض مواجهات أكبر منه، بصرف النظر عن تقييمه لطبيعة الأزمة السورية.

ونصل إلى تركيا.

تركيا اليوم يهمّها - على ما يبدو - اعتباران اثنان: الأول، طمأنة إيران عن طريق الدبلوماسية إلى أن التزاماتها الإسلامية تدفعها لرفض احتضان «فتنة» إسلامية – إسلامية. والثاني، استعادة دور إقليمي تدرك أنها مؤهلة جدا له - لا سيما في ظل الانتحار السياسي العربي - في منطقة كانت جزءا من إمبراطوريتها حتى الحرب العالمية الأولى. ولكن هذين الاعتبارين يربكان خطواتها، ويزيد من ارتباك هذه الخطوات «العامل الكردي» الذي يشكل عنصر شد وجذب داخل كل من العراق وسوريا، وكذلك تركيا وإيران.

وأخيرا، هناك المشهد الدولي، ولا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة، وانشغال واشنطن بالانتخابات. وهو ما يخلق حالة من التراخي واللاقرار أتاح لموسكو وبكين حتى اللحظة ممارسة الابتزاز المؤسف في الشأن السوري، مما سمح لنظام دمشق بالتغوّل أكثر فأكثر في القمع الدموي. واستمرار هذا الوضع، بمستوى أدنى أو أكثر، من شأنه إطالة أمد الأزمة السورية، وبالتالي، معاناة الأبرياء، وحشر النظام نفسه في زاوية سيعقّد تنامي الحقد خروجه منها.

 

المرحلة الرابعة من "الثورة السوريّة": تنحية الأسد

وسام سعادة/المستقبل

لا أحد يملك مفاتيح تقدير لحظة السقوط النهائيّ للنظام المحتضر منذ أشهر عديدة في سوريا. مع ذلك، فالمعطيات والمناخات تتقاطع وتتفاعل لتوحي بأنّ الثورة تدخل مرحلة "رابعة"، سيكون من العسير فيها على النظام أن يبقى نظاماً ولو في الحدّ الأدنى للكلمة، عند الإنتقال إلى ما بعدها، وهذا يتّصل بشكل مباشر بمسألة وضع حد لرئاسة بشّار الأسد.

المرحلة "الرابعة" هذه هي نسبة لتأريخ المراحل على شكل يوزّعها بين تلك التي تبدأ بإنتفاضة درعا وتنتهي بقمع المنشقين في جسر الشغور، والثانية التي تمحورت حول مليونيّات ساحة العاصي وصولاً إلى اجتياح حماة، والثالثة التي اتسمت بنشوء المجلس الوطني السوريّ وبتحوّل الجيش السوريّ الحرّ إلى معطى أساسيّ وبالصمود البطوليّ لمدينة حمص، وترافقت مع بداية الإنتقال من الإنقسام الدوليّ إلى بلورة إجماع دوليّ حول الملف السوريّ. المرحلة الرابعة بهذا المقياس هي الأخطر. النظام سيواجه فيها انسجاماً أكبر بين الأبعاد الداخلية والعربية والدوليّة لإحكام القبضة عليه، فضلاً عن ظهور بعد جديد، وهو بداية انكشاف تصدّع جهازه وحالات العياء واليأس التي تنتاب أذرعه بعد أشهر طويلة من القمع الدمويّ الهمجيّ لأبناء الشعب السوريّ. وعلى الصعيد الدوليّ، سيكون على النظام أن يعاين تطوّرات من نوعين: سياسيّ، وقضائيّ. وهذا يعني عملياً، أنّه في الأيّام القادمة بالتحديد، سيظهر بوضوح، انه مهما كانت التباينات، هنا وهناك، حول طبيعة القوى التي تشكّل نسيج الثورة السوريّة، ونسبة الإخوان والسلفيين منها، وحول المسار الذي ينبغي أن يسلكه الحل السياسيّ في سوريا، وعلاقة ذلك بالمشكلة الطائفية والمناطقية، ومهما كانت التباينات أيضاً حول موقع سوريا المستقبليّ، فإنّ إجماعاً دوليّاً ضمنياً سيظهر ويطلب من بشّار الأسد الرحيل. عدم امكانية تصوّر الأسد بعد الآن رئيساً مدى الحياة تعني حكماً عدم امكانية تصوّره رئيساً في السنوات المقبلة، لا بل عدم امكانية تصوّره رئيساً لأكثر من بضعة أشهر، مع التنبيه إلى أنّه هذه المدة أيضاً يمكنها أن تختصر بدخول عوامل جديدة على خط الحسابات. والنظام، الأعلم من سواه بحاله، كان استبق هذه المرحلة "الرابعة" من الثورة، بمحاولة استيلاد نموذج الحرب الأهلية الجزائرية بداية التسعينيات، لكنّ لا يبدو أنّه أفلح ولو في الحدّ الأدنى في هذا المجال، لأن كلّ ما يفعله النظام من هذا القبيل لا ينتج عنه إلا الكشف الإضافيّ عن الطابع النافر لدائرته الفئوية، وصولاً إلى تعريته كنظام "أبارتيد فئويّ" بالضدّ من الأكثرية الساحقة من الشعب السوريّ. في المقابل، فعلى الثورة السوريّة أن تسارع أكثر من أي وقت مضى لصياغة رؤى برنامجية حقيقية لسوريا ما بعد البعث وآل الأسد، وهذا يتصل طبعاً بالمشكلة الطائفية والمناطقية التي لا تختزل فقط إلى "مشكلة الأقليّات"، مثلما أنّ "مشكلة الأقليّات" هذه لا تختزل فقط إلى مشكلة "المسيحيين" كما يجري تظهيرها منذ مدّة. المشكلة تتصل بكيان شكّلت صعوبة تشكيل إطار وحدة وطنية متينة داخله مناسبة لـ"هروبه إلى الأمام" إمّا بنشدان قسم منه الوحدة مع العراق (النزعة الحلبية أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات) وإما بنشدان أكثريته الوحدة مع مصر، وإما بتحوّله إلى كيان محكوم فئوياً داخله وتوسّعي في محيطه الشاميّ (الكابوس الأسديّ). وهذه المشكلة لا سبيل لحلّها بالعموميات فقط حول "الدولة المدنيّة" وحول "حكم القانون"، وحول "المواطنية". المطلوب أكثر من ذلك. ليس فقط "طمأنة" الأقليّات كما تجري العادة، بل إقرار التعدّدية سواء كانت تعدّدية دينية أو مذهبية أو لغوية أو جغرافيّة كمعطى وطنيّ أساسيّ لإعادة تشكيل سوريا، مع ما يعنيه ذلك جهوزيّة الثورة السوريّة أكثر من أي ثورة ربيعية عربيّة أخرى لتقديم مشروع مصالحة وطنيّة جريء، وللمجاهرة منذ الآن بأنّ السياسة الخارجية السوريّة سوف ترسم وفقاً لمصالح الدولة السوريّة والشعب السوريّ، وليس فقط نكاية بالسياسة الخارجية للنظام الذي بات بالإمكان القول الآن بكل ارتياح أنّه سيسقط قريباً.

 

مصادر أمنية لـ"المستقبل": اطلاق نار أدى الى مقتل أحد الأشخاص في منطقة حكر جنين اللبنانية وتم سحب جثته الى الداخل السوري

 أفاد شهود عيان وأهالي منطقة حكر جنين اللبنانية عن وقوع اطلاق نار كثيف قرابة الرابعة من فجر الاحد، استمر لنحو ساعة في تخوم بلدة معربو السورية المقابلة. مصادر أمنية متابعة أشارت لصحيفة "المستقبل" الى أن اطلاق النار أدى الى مقتل أحد الأشخاص وتم سحب جثته الى الداخل السوري، فيما تم توقيف ثلاثة كانوا يحاولون العبور من سوريا الى لبنان من دون ان تتضح جنسية الموقوفين ولا أسباب اختيارهم هذه المنطقة للعبور الى لبنان. ونفت هذه المصادر أن يكون هؤلاء من بين النازحين أو الفارين من الداخل السوري بسبب الثورة السورية، لافتة الى احتمال أن يكون الأمر عملية تهريب أشخاص الى لبنان بواسطة عصابات تهريب مشتركة سورية ـ لبنانية.

 

محمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب الى سورية يمنح نظام الأسد مهلة جديدة: مهمة المراقبين العرب قد تستمر فترة طويلة

لندن - يو بي آي: أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب الى سورية, المكلفة مراقبة تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة الفريق أول محمد الدابي أن مهمة فريق المراقبين العرب, بدأت للتو وقد تستغرق فترة طويلة, زاعماً أنها تشهد تعاوناً كافياً من النظام السوري. وقال الدابي, الذي قاد القوات السودانية الشمالية خلال الحرب مع الجنوب قبل ان يشارك في النزاع في دارفور, في مقابلة مع صحيفة "أوبزرفر" البريطانية "هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها جامعة الدول العربية بتنفيذ مثل هذه المهمة, والتي بدأت للتو ولذلك لم يتح لي الوقت الكافي لتكوين رأي". واشتكى الدابي البالغ من العمر 63 عاماً من الهجمات التي تعرض لها في وسائل الاعلام الاميركية وكذلك الاتهامات بأن بعثة مراقبي جامعة الدول العربية غير فعالة وتقدم ورقة توت لاستمرار القمع. واضاف "لا أحد يستطيع أن يكون سعيداً مع مثل هذه التغطية". وقال إنه "مستعد لمراقبة طويلة المدى للفصل الحالي الأكثر دموية من الربيع العربي, لأن مثل هذه المهمات تستغرق وقتاً طويلاً, فبعثة الاتحاد الافريقي في السودان بدأت العام 2004 ولاتزال هناك, ولا استطيع تحديد كم من الوقت ستستغرق مهمة المراقبين في سورية". وأثار الدابي جدلاً منذ بداية مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية, بسبب عمله كرئيس سابق للاستخبارات العسكرية السودانية في دارفور وعلاقاته الوثيقة بالرئيس السوداني عمر البشير, المطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية. كما تعرض لانتقادات واسعة حين زار مدينة حمص وصرح بأن بعض الأماكن تشهد نوعاً من الفوضى لكن لم يكن هناك شيء مخيف.

 

مأمون الحمصي يقتحم المؤتمر الصحافي لحمد بن جاسم والعربي فيشتم الثاني ويتهم الجامعة العربية بالعمالة لإيران والأسد

يُقال.نت /إقتحم معارض سوري، قاعة أحد فنادق القاهرة خصِّصت لمؤتمر صحافي مشترك عقده نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مردِّداً "تسقط الجامعة العربية". ووجَّه المُعارض السوري محمد مأمون الحمصي سباباً لاذعاً إلى العربي، بنهاية المؤتمر الصحافي الذي عُقد في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، متهماً الجامعة العربية بالعمالة لإيران والنظام السوري. وخاطب الحمصي، الذي كان نائباً بمجلس الشعب السوري، الصحافيين المتواجدين بالمؤتمر قائلاً "أين أنتم من إخوتكم الذين يذبحون كل يوم على أيدي العلويين والشيعة في سوريا". وقال "إن الشعب السوري سينتصر لدماء 50 ألف شهيد من أبنائه وشهدائه الذين سقطوا بعد المواقف المخزية للعرب والمسلمين"، داعياً المسلمين في شتى أنحاء العالم إلى دعم "الجيش السوري الحر" بالمال والسلاح للقضاء على نظام بشار الأسد. واعتبر الحمصي "أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك لو كان في الحُكم ما كان ليوافق على ما يحدث بسوريا وكان اتخذ قراراً بشأن ما يحدث"، محيِّياً مواقف مبارك التي كانت متصادمة مع النظام السوري. وكان بضع مئات من المعارضين السوريين احتشدوا أمام أحد الفنادق شمال القاهرة، حيث كانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية تعقد اجتماعاً، رافعين لافتات ومرددين هتافات تطالب برحيل النظام السوري، وبتدخل عربي فاعل لإنهاء الأزمة القائمة بالمدن والبلدات السورية، ومنددة بما اعتبروه تخاذلاً عربياً عن حماية الشعب السوري.

قبيل اقتحام القاعة

 

الأسطول الروسي يرسو في القاعدة البحرية بطرطوس

 دمشق - ا ف ب: أعلنت مصادر سورية رسمية, أمس, أن أسطولا روسيا رسا في القاعدة البحرية في طرطوس. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا"عن العقيد البحري الروسي ياكوشين فلاديمير اناتوليفيتش رئيس الوفد العسكري الذي يزور طرطوس تأكيده "متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين روسيا وسورية". وأضاف ان "وصول السفن البحرية الى سورية هو لتقريب المسافات بين البلدين ولتعزيز أواصر العلاقة والصداقة التي تجمع بينهما". وأشارت الوكالة إلى أن "قادة السفن البحرية الروسية التابعة للاسطول الروسي الراسي على شاطئ محافظة طرطوس اكدوا تضامنهم مع الشعب السوري قيادة وشعبا", وشددوا على ان "روسيا بلد صديق لسورية وعلاقتها مع سورية تاريخية وقوية". من جهته, أشار محافظ طرطوس عاطف النداف الى "موقف روسيا المشرف ووقوفها الى جانب الشعب السوري".

وذكرت صحيفة "الوطن" السورية الواسعة الانتشار, قبل أيام, أن اسطولا روسيا تقوده حاملة الطائرات الاميرال كوزينتسوف سيرسو في قاعدة طرطوس البحرية في سورية في الايام المقبلة.

واضافت الصحيفة القريبة من السلطة ان "حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزينتسوف ستصل في الايام المقبلة الى المياه الاقليمية السورية على ان تبقى فيها ستة ايام".

واكدت ان الاسطول الروسي يضم "طائرات سوخوي 33 وميغ 29 وطائرات عمودية من نوع كا-27 (المضادة للغواصات) ومنظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات". وذكرت الصحيفة ان المجموعة المواكبة لحاملة الطائرات تتألف "من السفينة الاميرال تشابانينكو المضادة الغواصات, وسفينة المساعدة نيقولاي تشكير والناقلات سيرغي اوسيبوف وفيازما وكاما". ولروسيا قاعدة بحرية وسعتها في الفترة الاخيرة في طرطوس (وسط غرب). وترفض روسيا رفضا قاطعا اي تدخل في الازمة السورية واستخدمت حق النقض في اكتوبر الماضي, ضد مشروع قرار في مجلس الأمن, ينص على إمكانية فرض حظر على تسليم الاسلحة الى سورية التي تعد روسيا ابرز مزوديها منذ الحقبة السوفياتية.

 

مصادر في تنسيقيات الثورة لـ "السياسة": معركتنا الحاسمة إلى جانب "الجيش الحر" لا غليون... والأسد بدأ "انتحارا ذاتيا"

 حميد غريافي/السياسة/كشفت أوساط تنسيقيات الثورة السورية في حمص وريف دمشق ودرعا ودير الزور, النقاب أمس, عن أن الثوار في مختلف انحاء سورية "لم يعودوا معنيين بتلك التيارات المعارضة خصوصا خارج البلاد وفي طليعتها "المجلس الوطني السوري" برئاسة برهان غليون, وعضوية عدد ممن يعارضون توجه الثورة لإحالة الملف السوري الى مجلس الامن وصولا الى حظر جوي على سورية, لحماية المواطنين من مجازر نظام "البعث" وحلفائه الداخليين والخارجيين, ينتهي بتكرار تدخل "حلف شمال الاطلسي" الجوي على غرار ما حصل في ليبيا", والذي أدى الى سقوط نظام معمر القذافي.

ونقل أحد قادة التنسيقيات في القاهرة ل¯"السياسة" عن أعضاء في المجلس الوطني السوري, يعارضون الائتلاف مع (رئيس هيئة التنسيق الوطني) هيثم مناع, ومجموعته العاملة تحت عباءة جناح من نظام بشار الاسد, يروج لإحلال عم مناع نائب الرئيس السوري الراهن فاروق الشرع محل الاسد, من خلال تسوية يعتقدون ان الاميركيين وبعض الاوروبيين والعرب لا يعارضونها كبديل عن حرب اهلية في سورية, مستنسخة عن المبادرة الخليجية حيال اليمن, التي تحل نائب الرئيس علي عبدالله صالح محله, قبل انتقاله الى خارج البلاد, قولهم "ان موافقة مجلس غليون على مبادرة الجامعة العربية منذ انطلاقتها بحذافيرها الفارغة, ما ادى الى منح النظام القمعي في دمشق مهلة عشرة اسابيع حتى الآن, يعفيه هو وجميع اعضاء مجلسه الضعيف الذي لا اسنان له لمواجهة انياب الاسد وعصاباته, يعفيه من "هموم واعباء" تمثيله الثورة السورية غير المكلف به اساسا في اي وقت من قبيل الشارع الثائر, هو وعناصر معارضة خارجية لم تطأ اقدامها سورية وشوارعها الملتهبة منذ عقود وبالتالي لم يتمكن مجلسه الوطني غير الفاعل وغير مسموع الكلمة, من التكيف مع نبض ذلك الشارع وثواره, اذ كان دائما رازحا تحت ضغوط عشرات الاجنحة مدعية المعارضة لنظام الحكم في دمشق, لاسباب مختلفة, وليست لها اي قواعد شعبية في البلاد, ما جعله يساير جامعة الدول العربية واعضاء مجلسها الوزاري مقصوص الجناحين, فاقد القدرة على التحكم بأي جزء من اجزاء الملف السوري الملتهب, ويتردد في فعل المستحيل لنيل اعتراف دولة واحدة اخرى بعد ليبيا به, كي يتمكن من نقل هذا الملف من الايدي العربية إلى مجلس الأمن".

وأضاف القيادي في التنسيقيات السورية ل¯ "السياسة", "بعد كل الاخفاقات التي سقط فيها المجلس الوطني وكل المجالس المشابهة والتيارات المعارضة المتصارعة على قميص الشعب السوري الممزق والمدمى, حيث لم يتمكن قيادي واحد من تلك المؤسسات الفارغة الا من اسماء لا وجود لها على الارض في الحقيقة, من وقف قتل الثوار والمدنيين الابرياء والنساء والاطفال في منازلهم واعتقال الآلاف والتنكيل بهم واخفاء الآلاف منهم في قبور جماعية, فإن الشعب الثائر وقياداته الداخلية يعلنون رفض تدخل هذه المؤسسات في شؤونهم او النطق باسمهم ويتوجهون فورا الى مجلس الامن الدولي بواسطة ممثليهم الذين شكلوا مجموعات ضغط سياسية مع عدد من السوريين الشرفاء وفي الولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي للعمل على نقل القضية فورا الى مجلس الامن سواء اعلنت جامعة الدول العربية وفاة مبادرتها او نجاحها, فنحن لم نعد نريد اي تدخل لهذه الجامعة بما يجري في سورية, وانما اتفقنا في الداخل على تسليم امر الدفاع عنا الى "الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الاسعد وعدد من الضباط الوطنيين الاخرين, بعدما تعهد هذا الجيش على لسان قائده بأنه سيبدأ العمل في الايام القليلة المقبلة على نقل المعركة الى مقر دار النظام واجهزة الامن والحرس الجمهوري من خلال عمليات نوعية ستهز كيانه, كما تعهد برفض استمرار مبادرة جامعة الدول العربية بعد وصولها الى طريق مسدودة, او حتى التفكير بإعادة احيائها او التمديد لمهمة بعثة مراقبيها غير المجدية".

وكشف القيادي ان "لقاءاتنا مع العقيد الاسعد داخل الحدود التركية ومع بعض كبار ضباطه في المدن السورية توصلت الى نتيجة مهمة جدا, استنادا الى ما يحصل والى عمليات الانشقاق الكبيرة داخل الجيش والامن والاستخبارات والموظفين والى معلومات "الجيش الحر" الموثوقة وهي ان الاسد وشقيقه (ماهر) وصهره (آصف شوكت) واقاربه وعصاباته من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني, فقدوا السيطرة الامنية على معظم محافظات البلاد, عدا جزر ومربعات هنا وهناك, وخصوصا داخل العاصمة وفي المناطق ذات الكثافة العلوية التي تمكن ذلك النظام الوحشي من اقناعها بأنها مستهدفة مثله من المجموعات المذهبية الاخرى, وخصوصا من الكثافة السنية التي تحاول الان الانتقام لاحداث حماة العام 1983 واحداث اخرى في محافظات مختلفة".

ونقل القيادي عن مصادر مقربة من العقيد الاسعد قولها "ان بلوغ النظام مرحلة اقدامه على تفجيرات ارهابية ذاتية في مفاصله الامنية في العاصمة دمشق للايحاء للعالم بأنه مستهدف من تنظيم "القاعدة" او الجماعات السلفية الاصولية مثله مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسبانيا, يشبه بداية الانتحار الذاتي التي تمهد لسقوطه عما قريب".

وأضاف أن التنسيقيات السورية في المدن والمحافظات المشتعلة الان, باشرت حملة خارجية واسعة النطاق لدعم "الجيش السوري الحر" بالسلاح والمال اللذين هو بحاجة ماسة اليهما, لتسريع مرحلة الهجوم الحاسم على النظام, بعدما فشل "المجلس الوطني السوري", في مساعدة هذا الجيش.

 

هيئة دعم الثورة" تدعو إلى استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد

 باريس - أ ش أ: دعت "الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية", أمس, الدول العربية والمجتمع الدولي إلى الإسراع في اتخاذ قرارات حاسمة, بما في ذلك استخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السوري وإنقاذه وتمكينه من تقرير مصيره وبناء دولة العدل والقانون والمساواة والحفاظ على الحقوق الأساسية للمواطنين. وذكرت الهيئة المعارضة ومقرها باريس في بيان, "في هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها الشعب السوري ندعو أشقاءنا العرب الذين يدركون خطورة استمرار هذا النظام, ليتخذوا قرارات حاسمة بقطع كل العلاقات معه وأن يدركوا خطورة قهر الشعب السوري, ما يجعل سورية قاعدة رئيسية لطموحات ايران الاقليمية والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة". كما ناشدت الهيئة, التي يتولى نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام, مهمة الأمانة العامة فيها, المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى بتحمل مسؤولياتها تجاه "شعب يضطهد ويقتل أبناؤه لأنه يطالب بالحرية والعدالة والكرامة وبحقه في تقرير مصيره".

 

تعرض لمحاولة اغتيال سابقة بسبب مواقفه المعارضة 

مبدعون يعربون عن تضامنهم مع الفنان المعتقل جلال الطويل ويطالبون بالإفراج عنه

السياسة/أعربت نخب سورية عن تضامنها الواسع مع الفنان السوري جلال الطويل, الذي تعرض للاعتقال على أيدي قوات الأمن, بعد إصابته بطلق ناري على الحدود السورية - الأردنية أثناء محاولته الفرار من البلاد. وأبدى تجمع "فنانو ومبدعو سورية", الذي يضم مئات من الفنانين والشعراء والكتاب السوريين المعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد, استنكاره الشديد لاعتقال الطويل, محملاً النظام الحاكم المسؤولية عن "أي أذى يتعرض له". ووجه البيان الذي نشره موقع "العربية نت" الإلكتروني, أمس, نداء عاجلاً للمنظمات الدولية, كي يتم الكشف عن مصير الفنان السوري وإنقاذ حياته, وهو ما عبرت عنه الممثلة فدوى سليمان التي طالبت بالإفراج الفوري عنه, في حين قام الكثير من الفنانين المعارضين باستبدال صورهم الشخصية على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بصور جلال الطويل.

من جهتها, اعتبرت رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير بهية مارديني, أن ما حدث لجلال الطويل هو تكرار لما حدث لرسام الكاريكاتور علي فرزات من محاولة النظام الانتقام منه, وهو تكرار لما يحدث مع الفنانين والمدونين والمخرجين والصحافيين والمثقفين من تضييق وتنكيل وسجن. وأوضحت مارديني أن المخرج فراس فياض مازال في السجن دون معرفة مصيره حتى الآن, كما أن المخرجة ريم الغزي تم تحويلها إلى المحكمة, فيما واجهت الفنانة يارا صبري ضغوطاً كبيرة مما اضطرها إلى مغادرة سورية. وكانت مصادر مقربة من الفنان جلال الطويل, أكدت تعرضه للإصابة بعد إطلاق نار من طرف رجال الأمن السوري, أثناء محاولته الهروب إلى الأردن, قبل أن تقدم السلطات على اعتقاله في أحد الفروع الأمنية في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

ووفقاً للصحافي السوري إياد شربجي, أحد أصدقاء الطويل, فقد تأكد أن الفنان مصاب برصاصة في الكتف, وهو محتجز لدى فرع الأمن العسكري بدرعا. وتعليقاً على خبر اعتقال الممثل والمدرس في معهد الفنون المسرحية بدمشق, أكدت المعارضة السورية ريما فليحان أن الطويل تعرض للضرب والتهديد من رؤساء بعض الفروع الأمنية, ما دفعه لمحاولة الهرب والتعرض لإطلاق النار والاعتقال في فرع الأمن العسكري بدرعا. واعتبرت فليحان أن النظام كان شرساً في التعاطي مع جميع الوجوه الفنية والثقافية التي اعترضت على سلوكه "الأرعن" واعتقلت وضربت وهددت وكسرت الأصابع واقتلعت الحناجر.

وكان الطويل, الذي عرف بمواقفه المعارضة للنظام السوري على خلفية الثورة التي تشهدها البلاد, قد شارك في تشييع جنازة طفل في منطقة القابون في دمشق, كما تعرض لمحاولة اغتيال سابقة حسب تصريحات سابقة أدلى بها هو نفسه ل¯"العربية.نت" قبيل أسابيع. كما تعرض للضرب على أيدي الشبيحة وعناصر الأمن لدى مشاركته في تظاهرة حاشدة في حي الميدان بدمشق الشهر الماضي

 

سورية من دون التدخل الخارجي لحماية المدنيين

غسان المفلح/السياسة

سورية أولا وأخيرا هي شعب وبشر من لحم ودم, وإنسان وهذا هو الاهم الذي نطمح اليه, والانسان بالتعريف حياة يجب أن تعاش ويجب حمايتها, وحقوق يجب التمتع بها, وواجبات يجب أن يقوم بها أيضا. فسورية من دون شعبها ما هي? هل هي جغرافيا أم بنية تحتية أم حدود سياسية? هي كل هذا لكن بعد انسانها, وليس قبله, لم يعد أحد يختلف في هذا العالم حتى أشد انصار النظام كالروس والاسرائيليين والايرانيين, لايختلفون على أن النظام يقتل شعبه, لكن في سياق مصالحهم يطلبون من السوريين أن يبقوا على نظام يقتل شعبه, هكذا مصالحهم تقتضي, فأين مصالحنا نحن كشعب يقتل, وينهب, ويعتقل, ولايراد له العيش الحر الكريم كباقي شعوب الارض, أو كالشعب التونسي الشقيق مثلا الذي افتتح لنا عصر الحرية وأعلى من قيمة الانسان العربي والشرق أوسطي, انه إنسان طالب بحريته وصون كرامته ومستعد للموت من اجلهما, شعبنا لايمكن أن يتراجع عن مسألة بسيطة وهي ان على القاتل الرحيل والحرية السورية تسود, هل في هذا ما يحتاج إلى ديباجات كثيرة, وتأويلات مشبوهة وغير مشبوهة?

إنني كمواطن سوري مع التدخل الدولي لحماية المدنيين بكل الوسائل ومن دون استثناء ومن دون اللعب أيضا على المفردات والمصطلحات والمصالح, لكنني أيضا في المقابل اتفهم حركية المجتمع الدولي وقواه المبعثرة والستراتيجيات تجاه هذا النظام القاتل. واتفهم أن هذا الأمر ليس بالضرورة ان يستفيق معه ضمير العالم, وحدث كثيرا أن نام ضمير العالم في مناطق كثيرة منه.

واتفهم أيضا في حال عدم حصول استفاقة انسانية لهذا الضمير, وبقائه في المنطقة المقالة إسرائيليا وإيرانيا وروسيا. في تلك المنطقة السوداء من خارطة المصالح. ولكنني سأبقى أطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه شعبنا..وسأبقى أطالب الامم المتحدة أن تطبق قوانينها في هذا الشأن. ومن دون اوهام على أن هذه المطالبة لا يمكن أن تتحقق بين ليلة وضحاها..بل يمكن أن تستغرق وقتا ربما يقتل من شعبنا على يد المجرمين اضعافا مضاعفة, وربما لاتأتي الاستجابة أبدا, ولن يستفيق أبدا ضمير البشرية النائم, في تلك المنطقة السوداء. ماذا نحن فاعلون?

هل نقبل باستمرار القاتل ليحكم أهلنا ويعيد أنساننا السوري الى مرحلة العبودية أي ماقبل 15 مارس 2011 ? بالتأكيد شعبنا لم ولن يقبل وقتل مئات الالاف من السوريين على مرأى من العالم فيما لو استمر النظام القاتل بجريمته, هل يعني هذا أن شعبنا سيقبل بالعودة?

إن الهولوكست الجاري في سورية على قدم وساق, باتت له أصوات لاتخجل من نفسها, ولا تخجل من عارها, ولا تخجل من ديباجاتها الوطنية الكاذبة دفاعا عن مجرم.

فعندما كانت حوران البداية وحمص العاصمة الجديدة للحرية في هذه المنطقة من العالم, ومعظم أكراد سورية وآشورييها يهتفون للحرية السورية بالعربية وبلغتهم, ويرفعون علم الاستقلال السوري.. معنى ذلك أن الحرية آتية لامحال, والأهم أنها من أكبر الدالات على أن الانسان السوري قد وجد, في حرية عمدها بالدم, وهذا الانسان هو ما تحتاجه سورية, وما يحتاجه العالم, ومن أجله نطالب الأمم المتحدة بالتدخل لحمايته, ألا يستحق هذا الانسان الذي ولد للتو من رحم الحرية السورية التي طالت فترة حملها, أن يترعرع وينمو كأي إنسان آخر في هذا العالم? وأليس من حقه على البشرية أن تحميه من الوأد?

حسنا لدينا مهرجان سياسي كبير ضد التدخل الدولي لحماية المدنيين, ولدينا أصوات كثيرة لها حساسية خاصة تجاه سيادة الجغرافيا وبقاء البنية التحتية المهترئة والتي تخدم الآلة العسكرية القاتلة التي يريدون هم أنفسهم حمايتها من أجل أن تستمر في قتل الانسان السوري ووأده.

وبالعامية الشامية" أل شو الشباب وطنيين ويخافوا الاجنبي" ومنهم من يجلس في حضنه, ويرفض أن يتخلى عن هذا الحضن الفردي الدافئ, باريس لأنها عاصمة الحرية والنور وهذا الدفء نبقى فيه ونستخدم جواز سفره, ونتمتع بحريته, ويجب على باريس ألا تتدخل من أجل حماية المدنيين في سورية, هل تصدقون ذلك?

اقول لهم أنزلوا بين الناس وتظاهروا من أجل مطالبهم, ودافعوا عنهم بوجه القاتل كما يفعل ابناء سورية الجديدة من الجيش السوري الحر, لكي تستطيعوا حماية المدنيين من طلب التدخل الخارجي أما ان تبقوا في باريس وبرلين ولندن او في مكاتبكم في دمشق تستقبلون السفراء لتقولوا لهم أنكم ضد التدخل من أجل حماية المدنيين وتتمتعوا بحرية السفر والتنقل, وتقولوا لشعبنا أنكم ضد التدخل لحماية المدنيين لأنه يمس بسيادة سوريةفان ذلك لايستوي مطلقا لذلك حكموا ضمائركم كنت أتوقع ممن هم ضد التدخل الخارجي أن ينزلوا مع مراقبي الجامعة العربية ويقولوا لهم الحقيقة التي يعرفونها عما فعل النظام المجرم بشعبنا لكنني لم اشاهدكم مع خالد أبو صلاح في حمص ولا مع أمهات شهداء حوران أو حمص أو أدلب..أين انتم? نحن من نطالب بحماية المدنيين عملاء للاجنبي, حسنا والعملاء جبناء عموما!!! لكن أنتم ضد الاجنبي ولكم حرية الحركة في سورية.. لم نركم مع المراقبين بين المتظاهرين خاصة أن المراقبين هم عرب كما طالبتم مرارا وتكرارا الجامعة العربية من فوق الطاولة ومن تحتها يذكرني بمطالباتكم للدول الكبرى بأن تعيد السفراء لدمشق ومطالباتكم لهم بعدم الحديث عن التدخل كما طالبتموهم في أعوام 2006 و2007 برفع الحصار عن النظام..!

الآن ماذا تفعل الجهة التي تطالب بحماية المدنيين في حال لم يستجب المجتمع الدولي?

لأن في سورية ستبقى القوة القاتلة وهي الجيش القمعي والدموي, هو الذي في ميزان القوى الأكثر قدرة على قتل شعبنا, ماذا سيفعل المجلس الوطني في مثل هذه الحالة? وما هي ستراتيجيته في حال بقي الضمير العالمي نائما? كيف سيوفر لشعبنا وسائل سورية خاصة لحمايته من آلة القتل هذه? كيف سيوفر له مقومات الصمود لاستمرار سلمية تظاهراته, حتى نيل الحرية?

الجهة الأخرى المناوئة لطلب التدخل لحماية المدنيين مرتاحة لأنها تعرف قوة جيش السلطة وهامش مناوراتها واسع كحرية تنقلها, أما نحن كمجلس وطني فجب ان نعمل اكثر من ذلك بكثير من أجل الاستعداد أكثر وأكثر للتعامل مع حالة رفض المجتمع الدولي التدخل لحماية أهلنا, وأيضا بقية اطراف المعارضة يجب فتح حملة نقاش ودعم للثورة حتى تستمر, وخلالها أيضا يتم العمل من اجل أن يصحو ضمير البشرية هذا.

*كاتب سوري

 

قرارات الجامعة لإبقاء الضغط على النظام وتعقيدات تُواكب تدويل الأزمة السورية

روزانا بومنصف/النهار

شهد مجلس الامن الدولي مطلع السنة الحالية متغيرات يراها البعض ايجابية من ناحية احتمال تأثيرها في اي مناقشة للأزمة السورية على طاولة المجلس، من بينها انتهاء عضوية لبنان الموقتة التي دامت سنتين في المجلس وكذلك انتهاء عضوية البرازيل وهما من الدول التي كانت مرتبكة او غير متجاوبة في الموضوع السوري لدى طرحه على المجلس، وحلول كل من المغرب وغواتيمالا مكانهما، والاخيران اكثر اقترابا في موقفيهما من الموقف الغربي ازاء هذا الموضوع. ويسجل البعض ايجابية اخرى نسبيا وهي انتهاء رئاسة روسيا للمجلس في شهر كانون الاول والتي اعلنت روسيا خلالها تقديم مشروع قرار حول سوريا تم الترحيب به الى حد ما من الدول الغربية مع الرغبة في مناقشته وادخال تعديلات عليه نظرا الى رفض الدول الغربية المساواة بين النظام في مواجهته المعارضة ودفاع الاخيرة عن نفسها وانتقال هذه الرئاسة الى جنوب افريقيا. لكن الآمال ليست كبيرة، حتى الآن على الاقل، على رغم هذه العناصر الجديدة وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية، بأن تنتقل الازمة السورية لكي يتم بحثها على طاولة المجلس على رغم الجهود المستمرة لبعض الدول الغربية في هذا الاطار. اذ ان روسيا وعلى رغم اعلانها مشروع القرار الذي اعدته لهذه الغاية اكتفت بأن استخدمته على ما يبدو من اجل الضغط على النظام السوري من اجل القبول بالمبادرة العربية والتعاون مع بنودها تجنبا للتدويل واحراج حلفائها ولا سيما روسيا والصين في هذا الاطار، باعتبار ان النظام كان يمتنع عن التجاوب مع اي مبادرة. وتاليا فان روسيا لم تظهر اي استعداد لعرض هذا المشروع لمناقشته بين الدول الاعضاء في مجلس الامن حتى الآن، ما يجعل موضوع انتقال الازمة السورية الى مجلس الامن صعبا خصوصا ان روسيا لا تزال تعتبر كما بعض الدول العربية ان المبادرة العربية لم تستنفد بعد كل فرصها وانه يجب العمل على سد الثغر فيها قبل الانتقال الى التدويل باعتبار ان قلة خبرة المراقبين والتعثر في التطبيق هما مسؤولية الجامعة العربية تماما على غرار مسؤولية النظام في سوريا في عدم التعاون مع المبادرة. ووجود تناقض في الموقف العربي يترك فرصة لروسيا لإعطاء فرصة للنظام حتى اشعار آخر.

وثمة آراء مختلفة في هذا الاطار في ضوء معطيات عدة. بعضها يتحدث عن انزعاج اوروبي من عدم موازاة الحماسة الاميركية في موضوع نقل الازمة السورية الى مجلس الامن الحماسة الاوروبية، او على الاقل عدم التعاون والتنسيق بقوة في المجلس بين الولايات المتحدة واوروبا حول هذا الموضوع نتيجة اهتمامات واشنطن لدى مندوبيتها في الامم المتحدة بشؤون قارات اخرى. وذلك على رغم ان الاميركيين يظهرون رغبة قوية على الصعيد الاعلامي في نقل الازمة السورية الى مجلس الامن من اجل ان يتخذ عقوبات مؤثرة ضد النظام ترغمه على وقف القمع. في حين يتحدث البعض عن عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفا مؤثرا في هذا الاطار، بما يظهر من جانب ان ليس ما تريده واشنطن سهل التحقيق او قادرة على تحقيقه ويظهر من جانب اخر ان هناك مجموعة عناصر تأخذها العاصمة الاميركية في الاعتبار في هذا الموضوع وفي مقدمها بحسب بعض المعطيات الرغبة في معرفة البديل من الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة ليس بالمعنى العام للكلمة بل شخص الرئيس المحتمل وكذلك رئيس الوزراء والتركيبة الوزارية المحتملة في حين ان هذه العناصر لم تنضج بعد ولم يظهر من المعارضة السورية ما يساعد الدول الغربية على الدفع بقوة في هذا الاتجاه. حتى ان هذه المعطيات تفيد بعدم وجود اتصالات مباشرة بين واشنطن والاخوان المسلمين في سوريا حتى الآن بل اتصالات غير مباشرة وفقا لهذه المعطيات وعلى ذمة اصحابها. يضاف الى ذلك عدم رغبة واشنطن كما تفيد هذه المعطيات في تكرار تجربة العراق في سوريا على عدة صعد من بينها تشرذم الجيش وانهيار المؤسسات نظرا الى صعوبة لملمتها لاحقا.

والبعض الآخر يتحدث عن محاولة كسب النظام السوري عبر الدعم الروسي والصيني لما يقول انها اصلاحات يريد ان يبدأ بتنفيذها هذه السنة وفقا لما اورده في الرسالة التي بعث بها الى مجلس الامن الدولي بعد انفجاري دمشق في 23 الشهر الماضي بحيث قال انه "كلما صدرت قوانين جديدة واتخذت اجراءات اصلاحية جدية في سوريا زاد التصعيد والضغوط الخارجية السياسية والاعلامية" معلنا عزمه على "استكمال البرنامج الاصلاحي الواعد الذي يجري تنفيذه". وهذا الاعتقاد الذي تود روسيا الاقتناع به بعمق يعني بانه سيتم الافادة ايضا وايضا من مهمة بعثة المراقبين والمبادرة العربية لحل الازمة في سوريا بحيث يمكن ان يفيد منه الطرفان المتناقضان في هذه المعادلة الاول من حيث توافر الظروف لنضوج ضعف النظام وبروز البدائل والاخر من حيث اعطاء فرصة اضافية للنظام لاثبات قدرته على ادخال تغيير يقول انه سيقوم به مع الانتخابات المرتقبة في شباط المقبل.

ومن هذه الزاوية تبدو قرارات وزراء الخارجية العرب على خلفية جلسة المشاورات التي يعقدها مجلس الامن الدولي يوم غد الثلثاء في موضوع الازمة السورية في اطار المزيد من الضغط من اجل التزام النظام السوري المبادرة ما لم يبرز ما يبدل من هذه المعطيات على نحو مفاجئ.

 

قراصنة الصومال وهلوسات النظام الإيراني

داود البصري/السياسة

في الوقت الذي كان فيه "سرسرية" الحرس الثوري الإرهابي الإيراني يستعرضون إرهابهم السخيف بزوارقهم المطاطية في فم الخليج العربي ويهددون بإرسال الرسائل الإرهابية لعرب المنطقة حول إغلاق مضيق هرمز وقطع ذلك الشريان الإقتصادي و التجاري الدولي , بل أن وزير دفاعهم الحاج آغا وحيدي هدد علنا سفن و بوارج و حاملات طائرات الأسطول الأميركي الخامس المتواجدة في المنطقة بالويل و الثبور و عظائم الأمور وتحويل الخليج العربي لبيرل هاربور إيرانية جديدة , في هذا الوقت كان عدد من البحارة الإيرانيين المساكين قد وقعوا في أسر ثلة من قراصنة الصومال المتواجدين غير بعيد عن الخليج العربي أي في بحر العرب و خليج عدن ولا تعلم البحرية الإيرانية المناضلة عن أمرهم شيئا , والطريف أن السفن الحربية الأميركية التي هددها الجنرال الحاج آغا وحيدي هي التي حرر عناصرها من جنود "المارينز" أولئك البحارة من أسر آسريهم و أعادوهم لإيران مع قبلات أميركية ساخنة! وقد "طنش" النظام الإيراني إعلاميا كالعادة ! فلاخبر جاء ولا وحي نزل  وفضل أساطين الإعلام الإيراني الفاشل الزاعق بلع السنتهم وعدم التحدث عن الموضوع بل و تجاهله و كأنه لم يكن ? فتأملوا حفظكم الله الفرق بين طبيعة الرسائل الإيرانية و نظيرتها الأميركية ? ولاحظوا رجاء الفرق في الأخلاق و القيم و حضارية التعامل مع المواقف الطارئة  بكل تأكيد ان قيادة الحرس الثوري الإيراني لايعنيها في شيء مصير مواطنيها و بحارتها , وهي غير قادرة اصلا على مقاومة أو ردع قراصنة الصومال باسلحتهم الفردية والخفيفة ! وهم في حالة عجز مطلق عن تأمين وحماية بواخرهم و حتى شحناتهم التجارية , ومع ذلك فإن لسانهم طويل للغاية في إرسال التهديدات السخيفة و السمجة و المعبرة اصدق تعبير عن سقم روحي و سلوكي و أخلاقي يعبر عن المستوى الحضاري المرعب لذلك النظام الذي أوقع نفسه في شراك قاتلة نسجها هو حول ذاته , ثم يحاول تصدير أزماته للآخرين متصورا ان الإبتزاز يمكن أن يكون لغة التعامل مع دول الجوار التي لا تعادي أبدا الشعوب الإيرانية بل العكس هو صحيح تماما , في أزمة قراصنة الصومال تتبين حدود القوة و اوهامها المفرطة لدى الجانب الإيراني  وتتضح أيضا طبيعة و نتيجة المواجهة العسكرية المحتملة مع الأساطيل الغربية وهي نتيجة محسومة قبل أن تبدأ أصلا , فعويل النظام الإيراني و تهديداته السخيفة لاتعبر عن قوة وإقتدار و سيطرة بقدر ما تعبر عن ضعف قاتل وعن ركاكة في التفكير وضياع تام في القدرة والسيطرة على إدارة ملفات الصراع الإقليمية الصعبة , الإيرانيون يعلمون قبل غيرهم بأن تمددهم في المنطقة لم يكن أصلا إلا بإرادة الغرب ووفقا لأجندة غربية خاصة , ووجودهم في العراق بشكله المباشر أو غير المباشر من خلال العملاء و الوكلاء و الأحزاب الإيرانية الهوى و الولاء والتأسيس والمرجعية لم يكن أصلا بهذه الراحة الستراتيجية لولا التسهيلات الغربية والأميركية تحديدا , فعملاء الولي الفقيه في العراق في حالة تماس مباشر مع القيادة الأميركية في العراق التي وفرت الحماية و الدعم اللوجستي والأمني والسياسي لهم و مكنتهم من حكم العراق وهم العاجزون منهجيا وعمليا عن إدارة حسينية أو مسجد..! المهم إن التخادم الغربي الإيراني واضح المعالم للجميع , و إن عسكرة الخليج العربي وبث الرعب في ربوعه والتهديدات الإيرانية الخرقاء بإشعال النار في حقوله النفطية , إضافة لتغذية الصراعات الطائفية و تهديد انظمة المنطقة كما يحصل في مملكة البحرين وفي شبكات التجسس في الكويت و المحاولات العبثية التخريبية في السعودية ليست سوى رفسات إحتضار يائسة لا تؤذي الغرب ولا تجرح مشاعر الأميركيين بل انها موجهة لأهل الخليج العربي تحديدا , كل هذه المناورات و الإستعراضات العسكرية الجوفاء هي بمثابة حملات تخويف فاقدة الفعالية لعرب المنطقة , وهي محاولات يائسة وبائسة لحماية الحلفاء المتهاوين في دمشق , ورسائل القوة الإيرانية هي في حقيقتها رسائل مثيرة للسخرية و التأمل ايضا , و يبدو إن الإفلاس السياسي وحالة الحصار الصعبة التي بات يعانيها النظام بسبب حماقاته النووية وغيرها من الحماقات المعروفة قد صورت للنظام بأن الحل سيأتي عبر البلطجة و تكرار سيناريوهات شرطي الخليج التي سقطت مع شاه إيران أولا ومع صدام حسين ثانيا ومع آيات الله ثالثا. لقد اثبتت عربدة قراصنة الصومال مقدار الضعف البنيوي العسكري الإيراني , كما أبرز ذلك الوضع مأساوية وضع الشعب الإيراني المسكين الذي تبعثر قيادته الفاشلة امواله في مغامرات عسكرية سخيفة وفاشلة هي في حقيقتها صعود للهاوية...!

*كاتب عراقي

 

متفرقات

المرشحون الجمهوريون تبادلوا الانتقادات وتواجهوا مجددا في نيوهامشر

رومني: أوباما يشبه ديكاً يؤكد أنه مسؤول عن شروق الشمس ... وهو لا علاقة له بذلك

غوفستاون (الولايات المتحدة) - ا ف ب - تبادل المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الاميركية الانتقادات في مناظرة تلفزيونية في نيوهامشر مستهدفين ميت رومني الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب وكذلك الرئيس باراك اوباما قبل ثلاثة ايام من الانتخابات التمهيدية في هذه الولاية.

والتقى المرشحون الستة امس، في مناظرة تلفزيونية جديدة بدأت عند الساعة التاسعة (14،00 تغ) بعد عشر ساعات من المناظرة الاولى التي استمرت اول من امس، ساعة ونصف الساعة.

وواجه رومني، المليونير والحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس، انتقادات حادة من قبل خصومه الخمسة الذين ركزوا خصوصا على ماضيه كرجل اعمال، في المناظرة التي نقلتها مباشرة شبكة التلفزيون «اي بي سي» من حرم «جامعة سانت انسيلم» في غوفستاون قرب مانشستر.

وتشير استطلاعات الرأي الى ان رومني هو الاوفر حظا بين المرشحين الجمهوريين الستة لينافس اوباما في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل.

وقال الحاكم السابق لولاية بنسلفانيا ريك سانتوروم ان «قائد هذا البلد ليس مسؤولا اداريا. الرئيس يجب ان يتولى القيادة لا ان يكون رئيس مجلس ادارة ونحتاج الى شخصية ملهمة».

اما الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، فشكك في حصيلة اداء رومني، متسائلا ما اذا كان الناس في الشركات التي تولى ادارتها «اصبحوا في اوضاع افضل او اسوأ؟».

ورد رومني الذي بدا مرتاحا طوال المناظرة ان «الناس الذين امضوا حياتهم في واشنطن لا يفهمون ما يحدث في الاقتصاد الحقيقي».

وتبادل المرشحون الانتقادات فيما بينهم.

فقد اتهم رون بول، المرشح التحرري البالغ من العمر 76 عاما ويتمتع بشعبية بين الشباب، الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، بانه «فاسد» وحصل «على الكثير من المال» بفضل مجموعات الضغط.

وسانتوروم حصل على نسبة تأييد لم تكن متوقعة في ولاية ايوا حيث حل ثانيا بفارق ثمانية اصوات فقط عن رومني.

كما اتهم رون بول خلال المناظرة نيوت غينغريتش بانه «جبان» لانه لم يخدم في الجيش.

وخلال المناظرة السبت، دان نحو مئة متظاهر من حركة «احتلوا» تأثير سلطة المال الكبير على السياسة الاميركية.

ووصل المتظاهرون في مجموعات صغيرة الى حرم الجامعة وهم يرفعون لافتات كتب عليها «المال خارج السياسة» و«نحن الـ 99 في المئة».

وشكلت التظاهرة فرصة لبعض المشاركين لانتقاد الحزب الجمهوري. ورفع دون غاريت الذي جاء من نيوهافن من ولاية كونكتيكت مع ابنته اربيغايل (ست سنوات) لافتة كتب عليها «الجمهوريون يحبون الاغنياء».

وقال الرجل الذي يعمل في القطاع العقاري ان «بلدنا في مفترق طرق»، معتبرا ان «الحزب الجمهوري اصبح اكثر تطرفا ويسيطر عليه حزب الشاي».

اما ديزيريه تانغي (19 عاما) فقالت انها جاءت لتدين «مسخرة الاحزاب السياسية التي تخلق الانقسامات ولا تفعل شيئا».

ووضع المتظاهرون في باحة خارج المبنى الذي جرت فيه المناظرة.

ومع ان المرشحين الستة لم يشعروا بوجود هؤلاء المتظاهرين، اكدت ليديا سيماس (30 عاما) التي تعمل بائعة في محل تجاري في بيتربورو (نيوهامشر) انها سعيدة لانها جاءت الى التظاهرة.

وقالت: «اريد نهاية للقمع والعنصرية والتمييز بين الجنسين. الناس يستغلهم الاغنياء الذين يمثلون واحد في المئة. حضوري الى هنا يسمح لي بنشر هذه الرسالة».

وتأتي مناظرة الأمس، قبل 48 ساعة من الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر اول ولاية تشهد هذا الشكل من الاقتراع الذي سيجري في الولايات تباعا لاختيار المرشح الجمهوري الذي سينافس اوباما في الانتخابات الرئاسية. ولم يتردد المرشحون في توجيه الانتقادات الحادة للسياسة الخارجية والاقتصادية للرئيس اوباما رغم التحسن في ارقام البطالة.

وقال رومني ان «الرئيس اوباما سيحاول ان يجير ذلك لمصلحته، لكنه امر لم يحدث بفضله»، مؤكدا ان سياسة الرئيس الاميركي «ادت الى تفاقم الانكماش وجعلت الاوضاع اصعب على الشركات الصغيرة».

واضاف ان «الامر يشبه ديكا يؤكد انه مسؤول عن شروق الشمس وهو لا علاقة له بذلك». من جهته، قال ريك سانتوروم ان اوباما ارتكب في السياسة الخارجية «اخطاء عند كل تحول» بينما انتقد حاكم تكساس ريك بيري «الخطأ الفادح» الذي يشكله سحب القوات الاميركية من العراق. واتهم ريك بيري اوباما ايضا بانه «وضع اميركا على طريق الانهيار» بينما رأى غينغريتش ان الرئيس «يريد انشاء نموذج اشتراكي اوروبي متشدد»، معتبرا ان ذلك يشكل «خطوة يائسة». اما سفير الولايات المتحدة السابق في الصين جون هانتسمن، فقال: «نحن على شفير حرب اهلية في افغانستان».

وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم رومني على منافسيه وحصوله على اكثر من اربعين في المئة من نوايا التصويت. لكن الناخبين في نيوهامشر معروفون بانهم لا يحسمون امرهم الا في اللحظة الاخيرة ويحدثون في بعض الاحيان مفاجآت.

 

حزب الله وعد عون بالضغط على برّي في التعيينات

كريستينا شطح/الجمهورية

قبل العام 2006 كانت الساحة المسيحية بشخصيّاتها «الخصامية» تجاه «حزب الله» و»المهادنة» تثير بعض «النقزة» في أذهان قيادة الحزب الحامل لسلاح موجّه ضدّ العدو.الاثنين 09 كانون ثاني 2012

هذه الريبة المثقلة بتاريخ من النفور إزاء الوظيفة التي اختارها الحزب لذاته، واضعة الفريقين أحياناً في دائرة المواجهة السياسية، لم تمنع من التقاء موضعي مع شخصيات مسيحية لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد، وإن كان القاسم المشترك بينهما محميّاً بحصانة التحالف الاستراتيجي مع سوريا، تعزّزها حتمية الواقعية في روابط التواصل بين حزب الله وبعض المسيحيين.

وحده التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" المخترق للأصول التقليدية في العلاقات بين القوى اللبنانية، أقلّه في تاريخ لبنان الحديث، اقتحم "صندوق التابوهات" وفتح أبوابه للنقاش العلني، البنّاء أحياناً، والهدّام في معظم الأحيان الأخرى. كانت البداية "ميكانيكية" على قاعدة التقاء المصالح، وسارت العجلة "برضى إلهي" وفق توصيف الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، لتكون أحداث الخامس من شباط "شحمة على فطيرة" فتمنح توقيتاً ذهبياً لإعلان الوثيقة، قال فيه السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان "a very brilliant timing".

أوساط "حزب الله" تشير الى أنّ "هذا الدور رتّب على "حزب الله" بعض الأكلاف والتنازلات، لكونه يفرض عليه الابتعاد عن خوض المواجهات المباشرة، لمصلحة تدوير الزوايا وإنتاج التسويات، ما أدّى خلال الفترة الماضية الى ظهور "عوارض" فوارق غير مألوفة عن الحليف الأقرب والأوثق، أي "التيار الوطني الحر" الذي يفضّل اتباع سياسة اقتحام الملفات المطروحة بطريقة عسكرية، ولو أدّى ذلك الى الصدام داخل الحكومة، أو حتى إسقاطها، وهذا ما يزعجنا وقد صارحنا بالأمر أكثر من مرّة.

وإذ تؤكّد الأوساط أنّ العلاقة الاستراتيجية مع "التيار الوطني الحر" ما زالت متينة، تنبّه في الوقت ذاته الى أنّ تراكم التفاصيل والجزئيات، موضع التباين، قد يؤدّي شيئاً فشيئاً الى إحداث "اشتراكات" في جسم هذه العلاقة، ولذلك المطلوب معالجتها وعدم إهمالها، حتى لا يؤدّي تكدّسها الى أيّ مضاعفات.

وتقرّ المصادر بأنّ هناك اختلافاً مع "التيار" حول النظرة الى الوضع الداخلي وكيفية التعامل معه، بما يعكس الفارق بين واقعية الحزب ومبدئية "التيار" وهذا الاختلاف كان موجوداً في السابق بمعدّلات منخفضة، ولكن منسوبه ارتفع بعد تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ويجزم المصدر ألّا نيّات سيئة تكمن خلف سلوك "حزب الله" وهو بالتأكيد ليس جزءاً من منظومة الفساد ولا جزءاً من شبكة حمايتها، ولكن ترتيب أولوياته في هذه المرحلة يجعله يركز بالدرجة الأولى على حماية الحكومة والحفاظ عليها، في سياق خدمة الهدف الاستراتيجي والمتمثّل في حماية ظهر المقاومة، وهو هدف يشاركه فيه "التيار"، ولكن يختلف معه حول تكتيكات تحقيقه.

ويرى المصدر أنّه وانطلاقاً من هذه الأولوية يساير "حزب الله" جميع مكوّنات الأكثرية والحكومة، وأحياناً يفعل ذلك على حسابه وعلى حساب اتخاذ الموقف الصلب في مواجهة ما يفتح من ملفات، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر، بالنسبة الى خطة الكهرباء ومطلب تصحيح الأجور، بل ان التسهيلات التي يقدّمها "حزب الله" تشمل أيضاً المواضيع الآنية واليومية المتصلة بعمل الحكومة، وذلك على قاعدة وجوب تسيير الأمور بالتي هي أحسن وبأقلّ الأضرار الممكنة، في حين يعتبر "التيار" أنّ المهمّ هو ليس فقط أن تمشي الأمور، ولكن كيف تمشي، ومدى مقاربتها بالطريقة الصحيحة ووفقاً للأصول.

ويلفت المصدر انتباه "حزب الله" إلى محاذير سياسة "تقديم التسهيلات"، خصوصاً أنها جُرِّبت في حقبة الرئيس رفيق الحريري، الذي ترك للحزب أن يتفرّغ للمقاومة فيما راحت تنبت في الداخل الصناديق والمجالس والسياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، حتى أصبحت هناك دولة داخل الدولة، او على هامشها، داعياً الى عدم تكرار هذه التجربة مع الرئيس نجيب ميقاتي. ويرى المصدر البارز أنه إذا كان تكتيك "حزب الله" ينطلق من حرصه على بقاء الحكومة التي يملك ائتلاف الحزب والتيار وحركة "أمل" الأكثرية الوزارية فيها، فإنّ هذا العامل بحدّ ذاته يجب أن يكون حافزاً للضغط في اتجاه تفعيل إنتاجية الحكومة وتصويب مسارها، لأنها محسوبة بالسياسة على هذا الائتلاف ومصنّفة في خانته، وهذا ما يحمّل أطرافه مسؤولية أن يثبتوا أنهم قادرون على إحداث تغيير جذري في نهج الحكومة، وأنّ شعارات الإصلاح والمحاسبة ومكافحة الفساد التي كانوا يرفعونها خلال وجودهم في المعارضة لم تكن للاستهلاك.

ويشير المصدر الى أنّ "حزب الله" متفق مع التيار على أهمية الإصلاح ومحاربة الفساد وضرورة أن تنجز الحكومة ما يفترض أنها جاءت من أجله، ولكن يبدو أنّ لكلّ منهما دروبه للوصول إلى الهدف المشترك". وتكشف المصادر عن أنّ الهزّة الأخيرة في مجلس الوزراء حول الأجور أحدثت ارتدادات سلبية على مستوى العلاقة بين الطرفين استمرّت لأيام، وبعد محاولات منعاً لاستمرار الفتور قدّمنا وعداً للعماد عون بأننا سنقف معه في التعيينات المسيحية وسنضغط على الرئيس نبيه برّي إذا لزم الأمر بهذا الخصوص.

 

الأب مروان خوري يتحدّى المنجّمين ويكشف أسرارهم

مرلين وهبة/الجمهورية

كشف الأب مروان خوري «أنّ المنجّمين الذين يطلّون علينا عبر الإعلام يستقون معلوماتهم من ثلاثة مصادر أؤكّدها وأتحدّى أكبر بصّار أن يقف في وجهي وينكرها»، معتبراً أنّ تصديق المنجّمين هو «خطيئة ضدّ إيماني بالله. فإذا كنت مؤمناً بالله لماذا أؤمن بتنبّؤات المنجّمين.

بدأ الأب مروان حديثه لـ"الجمهورية" عن نظرة الكنيسة الى ظاهرة التنجيم والتنبّؤات والتوقّعات المستشرية فقال:

لا يعلم المستقبل إلّا الله لأنّ الغيب يتضمّن الماضي والمستقبل، فقوى الشرّ يمكن لها أن تعلم الأمور الماضية لأنّها أحداث حصلت، وهنا تكمن الخدعة، عندما نسمح بإرادتنا للآخر الولوج الى الداخل أي الى داخليّة المرء يجب أن ننتبه الى كينونة الشرير، فالشرّ هو روح لا تخضع للمادة، مثلا أنا اليوم إنسان ماديّ والحائط أمامي يحجب عنّي رؤية ما يوجد خلفه، إنما إذا كنت "روحاً" فالمادّة لا تحجب عنّي رؤية ما خلف الأشياء الماديّة لأجل ذلك، وبحكم كينونة الشيطان التي هي "روح" وهو لا يتّصل بمادّة، باستطاعته أن يرى ماذا حصل في الزمن الماضي، لأنّها أحداث مرّت لا يمكن إلغاؤها، وبما أنّ الشيطان روح فبإمكانه رؤيتها. والخدعة تحصل عندما يلجأ الإنسان إلى هؤلاء المنجّمين والبصّارين جميعهم دون استثناء، وهم بمعظمهم أشخاص يتّصلون مع الأرواح الشرّيرة فيقولون للمرء مباشرة أنت حصل معك كذا وكذا... أي يتكلّمون عن الماضي لكي يغشّوا المرء، والإنسان الضعيف وغير المؤمن والبسيط لدى سماعه الحوادث الماضية الحقيقيّة التي حصلت معه ينبهر ويصدّق ويتساءل عمّا يمكن أن يحدث في المستقبل، والذي يحدث هو أن يدخل الشرّ إلى دماغه ويأخذ ما يفكّر فيه، وبالتالي يستطيع هذا الروح بفضل هذا المنجّم المتّصل به أن يخبره في ماذا يفكّر ويخطّط، "فيستنتج ويفبرك المستقبل".

فيقول الإنسان ساعتئذ "صحيح هذا الكلام، ليقع في فخّ الخدعة ".

لكنّ هذا الشيء لا ينطبق مع الذي سمعناه ليلة رأس السنة من المنجّمين. فالذي حصل ليلة رأس السنة هو قصّة تجاريّة برمّتها والقصّة هي قصّة نفوس ضعيفة تشدّها الشّاشة، وبسبب نسبة المشاهدين الكبيرة ترتفع كلفة الإعلان وتصبح وسائل الإعلام تسوّق لهذه البرامج لأنّها تؤمّن من خلالها مردوداً ماليّاً كبيرا.

أمّا عن التبصير فيؤكّد الأب مروان: لا يوجد شيء اسمه "التبصير"! لا يوجد شيء اسمه "الإلهام"! ولا يمكن للشيطان أن يعلم المستقبل، القصّة كلها تلعب على الماضي.

كيف أقبل أنا كإنسان، من مصدر مجهول المكان والزمان، أن يعطيني معلومة قد تكون خطرة وتتضمّن أحداثا مرعبة وأنا أجهل مصدرها لكني أصدّقه وأثق به! كيف يكون ذلك؟".

وأسأل هذا المنجّم وتلك المنجّمة؟ لماذا الجواب "لا تسألوا كيف؟ لا نستطيع أن نشرح! هل لأنّ في الأمر خدعة، بل لأنّ في الأمر خدعة كبيرة، لأنّ الحقيقة تكمن في أن يبرّر الإنسان حقيقة مقنعة لما يدّعي معرفته؟! حقيقة تروي بالتفصيل كيف مكّنته من معرفة الغيب وذلك يكون بموجب اختبارات حصلت مع هذا المنجّم أو بموجب مبرّرات علمية أو بموجب مرجع رسمي يقبله العقل.

وتساءل الأب خوري عن هذه الصورة التي أتت الى مخيّلة المنجّم قائلا: لماذا لا تأتي هذه الصورة إليّ أو إليك!!

وروى عن منجّم في إحدى الحلقات التلفزيونيّة عندما "طلب كوباً من الماء ونظر إليه وقال: هناك زلزال قريب سيحصل وستسقط طائرة قريبا والزعيم الفلاني سيُغتال. وكنت أنا حاضرا هذه الحلقة فقلت لهذا المنجّم الذي حشر رأسه في كوب الماء ماذا رأى داخله؟ فأجاب "أتكلّم مع الله!" فأجبته: أنا درست اللاهوت عشر سنوات ولم اعرف يوما أنّي إذا أردت التكلّم مع الله أحشر أنفي في كوب ماء! لكنّني سأسلّم جدلا معك أنّ الله يكلّمك عبر كوب الماء! فأنت صرّحت بأمور خطيرة وكبيرة، فما نسبة صحّة هذا الكلام؟ فقال 80 في المئة، فأجبته "سلّم تمّك"! تأكّدت الآن أنّك كاذب بارع، لأنّنا عندما ننسب الكلام إلى الله لا نرجّح الـ 80 والـ 70 في المئة، لأنّ الله عندما يقول كلمته فهي ستحدث 100 في المئة. وإذا لم تحدث فهذا أكبر دليل على أنّ هذا المنجّم هو كاذب كبير، لأنّ الله لا يخطئ ولا يبشّر بالشرّ، وهو دائما البشرى السارّة والإنجيل هو البشرى المفرحة، فالله ليس "ورقة نعوى"، وإذا كان هناك شيء خطر مخبّأ للإنسان فالله يبلّغه عنه عبر الأسرار، وقد حصل هذا الأمر في تاريخ الكنيسة وأبرزها أحداث فاطيما. لقد أعطت العذراء ثلاثة أسرار وطلبت من الإنسان أن يصلّي كثيرا لتلغيها! ولأنّنا لم نصلِّ كفاية حدثت بالفعل، ومنها الحرب العالميّة الثانية، واغتيال البابا، وقد أعطت هذه المعلومات ضمن أسرار، كما بشّرتنا بالخلاص إذا صلّينا ولم نملّ الصلاة، وبشّرتنا بأخبار حلوة، وقالت: إذا لم تتوبوا إنّ خطاياكم ستوصلكم إلى مشاكل جمّة، ولكي يتأكّد الإنسان أنّ كلام المنجّمين ليس من عند الله، يقول الإنجيل: "السّماء والأرض تزولان وحرف من كلامي لا يزول" لأنّه الله وهو لا يخطئ بحرف وليس بكلمة فقط! وحقيقة كلامه لا نسب مئوية فيها فهي دائما مئة في المئة". وأسف الأب مروان لتكاثر عدد المنجّمين وقال "كان هناك منجّم فالتاً وحده" ولكنّ الآن اشتدّت المنافسة. ولكنّني لست حزينا عليهم بل حزين على الضّعفاء الّذين يسمعون ويصدّقون وأتساءل عن العقول الفارغة والنفوس الضّعيفة التي تنجرّ وراء كلامهم، فلا يتذكّرون أنّ الله ميّزهم كي يعرفوا ويعلموا لمَن يسمعون ومَن يصدّقون. كيف يسمح الإنسان لنفسه أن يدجّن نفسه لهذا المستوى .

وكشف الأب مروان أنّ المنجّمين الذين يطلّون علينا عبر الإعلام يستقون معلوماتهم من ثلاثة مصادر أؤكّدها وأتحدّى أكبر بصّار أن يقف في وجهي وينكرها.

وعن مصادر هؤلاء المدّعين المنجّمين فقال:

المصدر الأوّل هو العقل، فالله خلق الإنسان بعقل يمكن له أن يستنتج، وفي استنتاجاته أحيانا يكون لديه مقدار من الذّكاء يسمح له بأن يصيب من 70 الى 80 في المئة تماما مثل الصحفي المحلّل الذي تصيب أحيانا تحليلاته السياسيّة بنسبة 80 الى 90 في المئة، فهل يصبح هذا المنجّم أو ذاك الصحفي نبيّاً مثلا؟!! فإن جمعنا للعقل أحداثاً، مثل الذي يقف على تلّة عالية ويرى سيّارة مسرعة وكوعاً خطراً قريباً منها، من الطبيعي أن يرجّح الحادث بنسبة عالية! ولكنّه حتماً لن يصبح نبيّاً إذا حصل الحادث، إنّما رجّحه وافترض حصوله بنسبة عالية. فالمنجّمون، وأنا أعرف أحدهم، من المشهورين والذي كان من أفراد رعيّتي، يضع أمامه 20 مجلّة محليّة وعالميّة يقرأ ويستجمع الأحداث المحليّة والعالميّة التي تحدث ويضع لها نهاية عبر استنتاجات فكريّة يمكن لنا جميعا إنجازها، طبعاً هذا إذا كان لدينا سعة مطالعة...

أمّا المصدر الثاني فهو المخابرات. فمِن هؤلاء بل أغلب هؤلاء المنجّمين، يتعاطون مع المخابرات المحليّة والعالميّة، والجميع يعلم أنّ المخابرات تمتلك معلومات لا يدركها المواطن العادي، معلومات عن أشخاص مهدّدين بالاغتيال، وقد أخبرني أحدهم، وهو من المسؤولين المهمّين في الدولة وأجهزتها، أنّ منجّماً مشهوراً قصَدَه بغية معرفة مصير خروج شخصيّة سياسيّة كبيرة من السجن! فأجابه المسؤول "خلال شهرين" فما كان من ذلك المنجّم إلّا أن أطلقها مدّعيا بأنّها نبوءة من تنبّؤاته بعد أسبوع على حصول اللقاء. كما أنّه يمكن لأجهزة المخابرات أن تلقي معلومة من أنّ رجل دين مهدّد فينسبها "المنجّم" إليه ويتنبّأ بموتي، وإذا حصل فعلا الاغتيال يتحوّل "أخونا" إلى نبيّ!

المصدر الثالث وهو الأكثر خطورة وهو استحضار الأرواح:

وهنا تنطبق على المنجّم فعلا تسمية المشعوذ إذ إنّ للشيطان قدرة أكبر من قدرة الإنسان وأذكى من الإنسان لأنّ طبيعته ملائكيّة أقوى من طبيعة الإنسان، وفي الوقت ذاته يمتلك معرفة أكبر من معرفة الإنسان، أوّلا لأنّه وكما قلت يمكنه استحضار الماضي والحاضر حاضر أمامه؟ ولكنّ المستقبل يجهله الشيطان لأنّه في يد الله وحده. لذلك أكرّر وأقول "كاذب من يدّعي معرفة الغيب والمستقبل. فأكثر من الماضي لا يستطيع الشيطان أن يعرف، لكن من الممكن أن يستعين بقوى شيطانيّة خارقة أخرى بواسطة تحضير للأرواح لسؤالها أسئلة معيّنة لأنّ لدى بعضها استدراك أكبر لأنّهم يستطيعون ولوج فكر الإنسان ويتمكّنون من معرفة ما يفكّر فيه البشر فيشخّصون من خلال تفكيره مخطّطاته للمستقبل.

هذه هي العناصر الثلاثة التي يستقي منها المنجّمون معلوماتهم لكي يتلاعبوا بعقول الناس ويطلّوا من خلالها عبر وسائل الإعلام وشعبنا الفارغ من الإيمان يتلقّى هذه المعلومات وتؤثّر فيه لتتوغّل داخل كلّ بيت وعائلة وتتمجلس وتملي مكان الله. وأوضح الأب مروان أنّ الله نور والإنسان الذي يملّي الله قلبه يعطيه أن يميّز الخير من الشرّ والحقيقة من الباطل، ولكنّ العائلة التي تفتقر إلى سماع كلمة الله وتربية أبنائها على معرفة كلمة الله تستطيع هكذا تنبّؤات أن تطيح بهم وبأفكارهم.

ولماذا لا تقوم الكنيسة بحملة توعية؟ يجيب الأب مروان: "تكلّمنا كفاية ولم نترك وسيلة لم ننبّه بها إلى خطورة المنجّمين والمشعوذين وعبدة الشياطين خلال محاضراتنا وخلال ذبائحنا الإلهيّة ورياضاتنا الروحيّة، وفي مدارسنا قلنا لأجيالنا هذا الطريق خطأ، هناك خدعة انتبهوا، وكرجل دين أقول إنّ الخطأ يكون في ادّعائنا محبّة الله لأنّ الله يُهان عندما لا أسمع ما يطلبه مني أو عندما أدير عنه أذنيّ!

أمّا ما يقوله الإنجيل عن هذه التنبّؤات فيردّ الأب مروان: الكتاب المقدّس يقول " إلهنا إله غيور. فهو يغار ولا يحبّ أن تدعو غيره مخلّصاً، هو لا يحبّ أن تأتي بمعلومات من غيره، لذلك عندما أنصت الى هؤلاء الأشخاص أكون في ذلك "أهين الله" وأخونه لأنّني أخون إيماني به تماما مثل خيانة الزوج للزوجة، فالقصّة مبدئيّة وهي خطيئة ضدّ إيماني بالله. فإذا كنت مؤمناً بالله لماذا أؤمن بتنبّؤات المنجّمين؟ لماذا الخلط؟ فالمؤمن لا يسمع ولا يصدّق ولا يخلص إلّا لكلمة الله الواحدة وللحقيقة التي لا تتجزّأ.

وأوضح "أنّ الكنيسة ضدّ هؤلاء المشعوذين جميعا لأنّها تُخرج الإنسان خارج المرجع الأساسي الذي هو الله، فالإنسان يرسم تاريخه ومستقبله مع إلهه لأنّه يعرفه ويعلم أنه يحبّه. وعندما أكون خارج هذا المخطّط وأذهب لرسم تاريخي وأقرّر من خلال وحي قد يكون شيطانيا أو ما شابه...! ماذا أكون أرسم؟ أولا، يكونون قد رموني في هاوية ويجرّحون علاقتي بالله لأنّ الله فعلا يحبّني وهو غيور وأنا أضرب محبّتي له وثقتي به لأنّني لم أعد أثق بما أخبرني بل بما يُخبرني هؤلاء! وفي الوقت نفسه يتاجرون "على ضهري" ويقبضون الأموال وهم يضحكون على عقول الناس.

أمّا الخطر الأكبر إن حضّر هؤلاء أرواحاً شريرة وسلّطوها على الإنسان فمن الممكن أن تؤذيه و"تخرّب بيته"، وبذلك يغدو الضرر ليس ماديّا فقط بل روحيّاً أيضاً. وعن التوقّعات النسبية القليلة التي تتحقق قال الأب خوري بأنها قد تكون البرهان الأمثل على كذب ونفاق المنجّمين وأوضح أنّ الله لا يلعبها هكذا لأنّ كل كلمة يقولها سوف تحدث... لأنّ كلّ ما يقوله حقيقة. إذ لا نسب مئوية مع الله.

 

قوى مسيحيّة مستقلّة تطلق «مشروعاً وطنيّاً متحرّراً»

الجمهورية/عقدت مجموعة من القوى السياسيّة المسيحيّة المستقلّة اجتماعاً في مزار سيّدة لبنان في حريصا للتداول في «ما ستؤول إليه الاصطفافات والصراعات في لبنان داخل المؤسّسات وخارجها وعلى مستوى العالم العربي، وخصوصاً الأماكن الساخنة ووضع المسيحيّين وارتدادات التغيّرات الطارئة على حرّياتهم ووجودهم».الاثنين 09 كانون ثاني 2012 وقال البيان: "إنطلاقا ممّا يشهده لبنان وما يعصف بالمنطقة من تطوّرات خطيرة وما تثيره من قلق عبّر عنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولا سيّما مصير المسيحيّين، علينا الاضطلاع بدور مسؤول لبلورة مشروع وطنيّ مستقبليّ متحرّر يتصدّى للقضايا الجوهريّة الأساسية خارج ذهنيّة الاصطفافات في سبيل دولة مدنيّة تعدّدية وصياغة عقد اجتماعيّ جديد، على أن تستكمل لقاءاتنا عبر جلسات لاحقة لتداول ورقة عمل تعدّها لجنة تعرضها في الاجتماع المقرّر عند الحادية عشرة من قبل ظهر 20 الجاري".

وقد حضر الاجتماع رئيس المزار الأب خليل علوان، الوزراء السابقون: الياس سابا، جوزف الهاشم، سليمان طرابلسي، كريم بقرادوني، ناجي البستاني، جورج القرم، يعقوب صرّاف، الياس حنا وجاك جو خادريان، النوّاب السابقون: إيلي الفرزلي، جبران طوق، الياس سكاف، فارس بويز، مروان أبو فاضل، جورج نجم، بيار دكاش، عبدالله فرحات وسليم حبيب، الرئيس السابق لحزب الكتائب منير الحاج، المحامي رشاد سلامة، السفير فؤاد الترك، شادي مسعد، شارل غسطين، الدكتور فؤاد ابو ناضر، جو ادّه، الاقتصادي جوزف يشوعي، العقيد المتقاعد ميشال كرم، كلود بويز كنعان.

وفي حديث الى "الجمهورية"، أوضح الهاشم أنّ "الشخصيّات المستقلّة المشاركة في الاجتماع تتّفق على أنّ الوضع المسيحيّ عموما والماروني خصوصا هو وضع شاذّ، في ظلّ الاصطفافات السياسيّة والمحاور القائمة"، لافتا الى أنّ "الوضع الحالي المتمثّل بسياسة الـ"تجاذبات مقابل تجاذبات"، في إطار الجبهتين المتواجهتين المتخاصمتين 8 و14 آذار، لا يؤدّي إلى أيّ نتيجة، فلا استقرار ولا حلول".

وشدّد على الحاجة إلى "فريق حياديّ مستقلّ ثالث لترطيب الأجواء وإقرار المبادئ العامّة التي من شأنها أن تؤمّن الاستقرار ومستقبلا أفضل للبنان".

ولفت الهاشم الى "قلق مشترك لدى المسيحيّين"، مُعتبراً أنّ "هناك قلقا مسيحيّا - مسيحيّا وقلقا مسيحيّا - لبنانيّا- عربيّا"، مشدّداً على "ضرورة المعالجة على مستوى فكريّ معيّن، بدلاً من اللجوء الى الإثارة والمواجهة". وإذ أشار الى أنّ "الراعي طرح بعض العناوين التي تتلاءَم مع ما كنّا نفكّر به ونسعى الى تفعيله"، شدّد على "أهمّية تسييس هذه الأفكار والمبادئ"، لافتاً إلى أنّ "ذلك ليس من اختصاص البطريرك، الذي وعلى رغم أنّه يسعى إلى العمل سياسيّا على الموضوع، إلّا أنّه يبقى رجل دين، ونحن لا نريد ولاية فقيه ثانية".

أضاف: "لا نزال في بداية الطريق، وهذا هو أوّل اجتماع لنا، وسيليه اجتماع آخر بعد أسبوعين لتداول ورقة عمل تعدّها لجنة مؤلّفة منّي ومن إيلي الفرزلي، منير الحج، كريم بقرادوني، ناجي البستاني. وستتبعها اجتماعات لاحقة، ينضمّ اليها عدد آخر من الشخصيّات من المستوى نفسه الى جانب أساتذة جامعات وحقوقيّين ومفكّرين، وسيصدر عنها مشروع سياسيّ مستقبليّ وطنيّ للتوصّل الى صياغة عقد لبناني مدنيّ، عقد جديد يُبنى بين اللبنانيّين، بعيداً عن فكرة الطائف وغير الطائف".

وشدّد الهاشم على "أهمّية المستوى الفكري والمعنوي، الى جانب الممارسة والخبرة التي تتمتّع بها القوى السياسيّة المسيحيّة المستقلّة المشاركة باللقاء"، مشيراً إلى أنّ "لا نوعيّة فكريّة مماثلة لدى الأحزاب المسيحيّة. إذ أصبحت "معلّبة" و"مجمّدة" وغير فاعلة، كما أنّ بعضها غير قادر على اتّخاذ أيّ قرار من دون العودة الى مرجعيّة أخرى غير مسيحيّة، من هنا أهمّية الاستقلاليّة التي انطلقنا منها في تجمّعنا والتي تؤمّن نوعا من جسر يربط منطقتي الاصطفاف السياسي".

 

غطاس خوري لـ"المستقبل" : 14 آذار مصرّة على محاسبة كلام غصن غير المسؤول

 المستقبل/أكد مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري "أن 14 آذار مصرّة على محاسبة الكلام غير المسؤول الذي صدر عن وزير الدفاع فايز غصن، لأن التغاضي عن هذا الكلام يُستعمل مرة أخرى لتبرير عمليات تجري في دول أخرى". ورأى "أن التدرج في العدائية من قبل حزب الله تجاه المجتمع الدولي سيضع لبنان في موقع لا يحسد عليه، لان هذه الدول ستتصرف مع لبنان كدولة لا تحكمها حكومتها بل يحكمها حزب الله".

ولفت في حديث الى "المستقبل أمس، الى أن "مصير الحكومة مرتبط بتطور الاحداث في سوريا، وإذا لم يحدث انتقال لقوى وسطية الى فريق 14 آذار فيصبح تشكيل حكومة جديدة مستحيلاً، لكن هذا لا يعني أننا لن نقوم بإسقاط هذه الحكومة، بل سنبادر الى إسقاطها وننتظر الظروف المناسبة لتأليف الحكومة". وشدد على أنه "سيكون هناك إحتفال في ذكرى 14 شباط، والرئيس سعد الحريري سيكون بيننا، لكن التفاصيل الدقيقة مدار بحث الآن". وفي ما يلي التفاصيل:

[ كيف ستتحرك قوى 14 آذار داخل لجنة الدفاع النيابية لمساءلة وزير الدفاع حول وجود "القاعدة" في لبنان؟

- 14 آذار مصرّة على محاسبة الكلام غير المسؤول الذي صدرعن وزير الدفاع فايز غصن، وسيكون نواب 14 آذار خلال إجتماع لجنة الدفاع النيابية لمساءلة الوزير عن معلوماته. وفي أول جلسة عامة للحكومة سيتم طرح المساءلة، وبحسب الاجابة قد يتم تحويل هذا السؤال الى طرح ثقة به.

[ هل يعني ذلك أن 14 آذار مصرّة على المضي في هذا الموضوع حتى النهاية؟

- الخطر في هذا الموضوع انه يصدرعن أعلى مسؤول أمني حكومي في لبنان، وإذا تم التغاضي عن هذا الكلام، فسوف يستعمل مرة أخرى لتبريرعمليات تجري في دول أخرى، أو للإرهاب، وهذا أمر خطير على مستقبل لبنان، ويزج البلاد في معركة لا يقدر على تحمل نتائجها .

[ لكن هناك تصريحات لقوى الاكثرية تستشهد فيها بكلام المسؤول في "القاعدة" أيمن الظواهري بأن لبنان هو بلد للجهاد وليس للنصرة؟

- أولاً هناك محاولة سخيفة لتجميع كل الكلام المصرّح عنه في أنحاء العالم، حول "القاعدة" ومحاولة إلصاقها بلبنان، مرة عبر تصريحات الظواهري، ومرة يتحدثون عن مضمون تقرير أميركي، ومرة ثالثة تقارير صدرت عن الامم المتحدة. في رأيي هذا الكلام هو كلمات متفرقة لا تعطي مضموناً حقيقياً لوجود تنظيم "القاعدة" في لبنان، وإذا كان هناك عناصر لها علاقة بـ "القاعدة"، فالدولة اللبنانية مترصدة لها، ولبنان خاض معركة كبيرة ضد "فتح الاسلام" ولا يمكن أن يكون متساهلاً في هذا الموضوع. لكن الكلام بهذه الطريقة وكأن "القاعدة" أصبحت فجأة تستعمل لبنان منطلقاً لعملياتها، فهذا يعرّض البلد للخطر ويدل على قلة دراية وقلة مسؤولية، وأظن أن هذا الامر يجب أن يخرج من إطار التذاكي السياسي وأن ننظر الى مصلحة بلدنا أولاً.

[ تعيش الحكومة حالة إرباك حقيقية في معالجة الشأن الداخلي، متى ستتحرك قوى14 آذار بخطوات عملية لإنقاذ لبنان ؟

- الحكومة ليست واحدة بل هناك حكومات متعددة، هناك حكومة "حزب الله" والعماد ميشال عون، وهناك حكومة وسطية يقودها الرئيس نجيب ميقاتي مع فريق الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط. وهناك أيضاً عدم تفاهم على أي مسألة من المسائل سواء في التعيينات الادارية أو الملفات المعيشية أو زيادة الاجور. لم تظهرهذه الحكومة بأي مظهر متماسك في أي ملف، وحتى في تمويل المحكمة تم تمرير الموضوع ولكن لم يكن موقفاً حكومياً متماسكاً. الآن 14 آذار تعرف أن مصير هذه الحكومة مرتبط بما يحدث في سوريا، لأن هذه الحكومة أتت أساساً بمباركة سورية وبدعم مباشر للرئيس ميقاتي، وبقرار من أجل إقصاء الرئيس سعد الحريري عن سدة رئاسة الحكومة. مصير هذه الحكومة مرتبط بتطور الاحداث في سوريا، وإذا لم يحدث هناك انتقال لقوى وسطية الى فريق 14 آذار فيصبح تشكيل حكومة مستحيلاً قبل إنتهاء الازمة في سوريا. لذلك، في الوقت نفسه الذي ننظر فيه الى ممارسات الحكومة، نعرف أن إزالة هذه الحكومة وقيام حكومة جديدة في لبنان مرتبط الى حد كبير بتطورالاحداث في سوريا، لكن هذا لا يعني أبداً أننا في أي مناسبة نجد ان إسقاط هذه الحكومة ممكن لن نقوم بهذه الخطوة، بل سنبادر الى إسقاطها وننتظر الظروف المناسبة لتأليف حكومة جديدة .

[ كيف تقرأون تصريحات مسؤولي "حزب الله" بأن زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون غير مرغوب فيها، والتسريبات بأن الحزب أبلغ ميقاتي أنه لن يقبل بالتجديد للمحكمة؟

- أظن أن "حزب الله" يؤكد مرة أخرى أنه لا يريد مصلحة البلد بل السيطرة عليه، من خلال الاشتباك سابقاً مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وحالياً مع الامم المتحدة نفسها، وهي التي حمت وتحمي وجود المقاومة في الجنوب من خلال القرار1701. أظن هذا التدرج في العدائية تجاه المجتمع الدولي سوف يضع لبنان في موقع لا يحسد عليه وسوف تتصرف هذه الدول مع لبنان كدولة لا تحكمها حكومتها بل يحكمها "حزب الله"، وسوف يتحمّل جميع اللبنانيين مسؤولية هذا الامر سواء أكانوا مع "حزب الله" أم لا.

العدائية المنطلقة الآن تجاه المجتمع الدولي ترتّب مسؤوليات على كل اللبنانيين. لذلك، ان السؤال الاساس هو "هل حزب الله مستعد لأن يأخذ بالاعتبار أن هناك لبنانيين آخرين على الارض اللبنانية يفكرون بطريقة مختلفة؟ وهل هو مستعد لأن يصل الى توافق مع هؤلاء اللبنانيين من أجل العيش في دولة واحدة وتحت سقف الدستور، وأن يكونوا ممثلين جميعاً بحكومة واحدة؟ إذا لم يأخذ "حزب الله" هذا القرار يكون متجهاً نحو شرخ عميق في البلاد، يؤدي الى حالة إنقسام. علماً أنه لا يوجد بديل من العودة الى الشرعية والدولة، وتوحيد المؤسسات وأن يكون هناك ناطق وحيد باسم اللبنانيين هو الدولة اللبنانية .

[ كيف تقرأون هجوم الوزير السابق وئام وهاب على الرئيس ميقاتي؟

- لن نعلّق على هذا الموضوع، وأعتقد أنها مناوشات داخل فريق الحكومة، ولا نبني عليها أي موقف سياسي، والهدف منها ليس إرضاءنا بل جلب الرئيس ميقاتي الى بيت الطاعة فقط .

[ ماذا تحضّر 14 آذار لذكرى 14 شباط؟ وهل سيكون الرئيس الحريري موجوداً في لبنان؟

- تجري في هذه الايام مناقشة الطريقة الافضل للتعبير عن تطلعات وآمال جمهور 14 آذار، وما هي الخطة والبرنامج السياسي الذي تطرحه 14 آذار في المستقبل . في العام الماضي إحتفلنا بـ 14 شباط في 13 شباط لمصادفته يوم أحد. اليوم 14 شباط يصادف يوم أربعاء ونحن ندرس أفضل الطرق لإعادة تأكيد الثوابت وطرح البرنامج المستقبلي لقوى 14 آذار، وبالتأكيد سيكون هناك إحتفال بهذه الذكرى، وبالتأكيد الرئيس الحريري سيكون بيننا، لكن التفاصيل الدقيقة هي مدار بحث الآن.

حاورته: باسمة عطوي

 

الانقلابيون يضيئون شمعتهم الأولى في "العناية الفائقة"

المستقبل/طرابلس ـ علاء بشير

لم يسبق في تاريخ الوطن أن تشكلت حكومة بوزن الريشة، هشة كما هي حال الحكومة الحالية التي تسير خبط عشواء وتعيش على ما تبقى لها من المصل الخارجي الذي يحدد لها ساعاتها اذا ما فرغ لادخالها فورا الى غرفة العناية الفائقة. ففي مثل هذه الايام من العام الماضي أسقط "حزب الله" حكومة الوحدة الوطنية باستقالة عاجلة لوزرائه، وسارع الى تشكيل حكومة من لون واحد ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقات والعهود التي كانت معقودة سابقا. وناصر عدد من النواب الحزب في تحقيق غايتة ليس قناعة بل خشية من سلاحه المتفلت في الشوارع الداخلية والاحياء والذي تمثل يومها بانتشار أصحاب القمصان السود. وعبّر الرأي العام عن سخطه واشمئزازه بيوم غضب عمّ كل المناطق وتجلى في الساحة الرئيسية لمدينة طرابلس، التي لا يزال أبناؤها متمسكين بالخط السيادي والاستقلالي رافضين لهيمنة حزب السلاح ويطالبون بسحبه كي لا يكون الوسيلة الوحيدة التي تفرض شروطها على طريقة الامر الواقع.

ولا شك في أن المتبصر جيداً بمجريات الاحداث وبعد مرور عام كامل، يرى كيف كان الوضع يومها استقواء وتجبرا، وكيف أصبح اليوم مع الحكومة التي جاءت لحماية هذا السلاح، ولتأمين شبكة أمان للنظام السوري الذي ثار عليه شعبه مناديا بالكرامة والحرية والديموقراطية، والخلاص من سيف القتل المصلت عليه بشكل يومي، وهو لا يزال يرفع الصوت رغم كل الجراح المثخن بها صباح ومساء برحيل من سفك الدماء وانتهك الحرمات والاعراض. كما أن المتبصر يدرك أيضاً حجم الجهود التي تبذل منذ ما بعد تشكيل الحكومة لعدم فضح هشاشة تركيبتها وغياب الشرعية عنها و"طعن الدستور"، فضلا عن غياب الشرعية الشعبية عنها وعدم قدرتها على الوفاء بقضايا المواطنين الحياتية والاجتماعية، وتحولها الى فرق مبعثرة يستقوي بعضها على بعض في المزايدة والمكابرة وممارسة الكيدية، وفيها المستفيد من المال العام، والمتربص بها فعلا لا قولا "كلنا على الوطن"، باعتبار أن شأن الوطن تنأى عنه الى آخر اهتماماتها فداء لمصلحة الآخرين، وأدى "باش كاتب" مهامه فيها على أكمل وجه وأحسن صورة وفاء لمن التزم به ووفر له الحاضنة، وهو ما انعكس سلبا على اداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بات يفقد في كل يوم ما تبقى له من رصيد لدى المواطنين وخصوصاً في مدينة طرابلس التي ما برح أبناؤها يتمسكون بالخط السيادي والاستقلالي، ويناصرون الشعوب العربية في ثوراتهم وعلى رأسهم اليوم الشعب السوري في انتفاضته على نظامه الجائر، وحقه في نيل حريته وكرامته.

ربما تنجح الحكومة في تطويل عمرها أكثر بعد مخاض سنتها الاولى من خلال الاستعانة بالاوكسجين لاعطائها نفسا يمكنها من التغطية على بعض الظروف والتداعيات، وربما ما زال قدر الوطن أن يواجهه على طريقة أن "تسير الحكومة ولو على رجلين من قصب"، وقد تفلح في أن تسير عليهما بعض الوقت، ولكن أنى لها أن تسير لمسافة أطول اذا ما قدر يوما نزع أنبوب الاوكسجين عنها؟.

سلطان: قيادة ضعيفة

ولأن الحال أصبح من المحال فان بعض الشخصيات وفي مقدمهم توفيق سلطان يعتبر في جلساته أن المشكلة تكمن في ضعف القيادة السياسية، وان كان هذا الكلام صحيحا فانه لا يمكن التسليم به على الاقل في مدينة طرابلس والتي جاء منها لأول مرة في تاريخها رئيس حكومة ومعه أربعة وزراء مدججون بحقائب أسياسية من دون أن يتركوا أثرا واحدا وعلى كل الصعد في حياة المدينة ولا سيما التنموية والاقتصادية. ولا يجد بعض المتابعين وصفا للواقع العام سوى كلمات "غوار الطوشة" ليصفوا الحكومة بأنها "حارة كل مين ايدو الو". كلام كثير يطلق في الهواء ووعود عرقوبية لا يمكن لها أن تتحقق في ظل الواقع المتردي. وزراء مع رئيس الحكومة وضده يدينون بالولاء للجهة التي عملت على ايصالهم، وشعارها الوحيد "أنا ومن بعدي الطوفان".

الايوبي: الحكومة فاشلة

ويقول المسؤول السياسي في "الجماعة الاسلامية" عزام الايوبي: "تتأكد لنا بعد مرور سنة وجهة النظر التي قلناها يوم اسقاط حكومة الوحدة بأن هذه الخطوة كانت عبارة عن قفزة في الفراغ لأنها أنهت كل التفاهمات السابقة وآخرها اتفاق الدوحة. اسقاط حكومة الوحدة الوطنية أسقط التوافق وأعاد البلد الى نقطة الصفر. بعد مرور سنة على الانقلاب كل ما جرى يثبت أن هذه الخطوة كانت قفزة في المجهول خصوصاً أن ما جرى من أحداث في المحيط العربي زاد من ابراز خطأ هذه الخطوة نتيجة أن الربيع العربي وصل الى سوريا على وجه التحديد مما انعكس على كل الواقع اللبناني، فزاد في الفراغ الكبير الحاصل اليوم على مستوى الاداء الحكومي أو على مستوى الاداء السياسي الداخلي.

ويؤكد الايوبي أن "السلاح المتفلت موجود وكلنا يدرك ذلك، ولكن المشكلة هي انه عندما ينكشف الواقع السياسي الذي يمكن أن يضبط هذا السلاح، هنا تكمن المشكلة الاساسية. فنحن نعاني من عدم حضور الدولة كضابط لكل من يملك هذا السلاح على الارض، وبالتالي هذا الفراغ الحكومي ليس دستوريا بل حكما نتيجة عدم التوافق في البلد الذي يجعل من هذا السلاح خطرا كبيرا يؤثر على أمن المواطن اليومي، وتصبح الصورة التي نراها يوميا من خطف وسلب، صورة طبيعية نتيجة عدم وجود سقف سياسي حقيقي يضبط السلاح، وبالتالي تصبح القوى رهينة هذا السلاح لأنها محتاجة اليه أكثر مما هو محتاج اليها".

ويصف الحكومة الحالية في شكلها العام بأنها "حكومة فاشلة، لأنها لم تستطع أن تقدم شيئا للبنانيين، فكل الوعود التي قدمتها بقيت حبرا على ورق، ومجرد كلام في الهواء، حتى أن التضامن الحكومي المفترض أن يكون ضمن الفريق الواحد لم يترجم، بل على العكس الفريق الواحد دخل في صراع على مستوى الحصص وكيف يجيّر كل فريق العمل الحكومي لمصلحته. وبالتالي حكومة تقدم مشروعا واحدا يرد ثلاث مرات من مجلس شورى الدولة هو أبلغ تعبير عن طبيعة هذه الحكومة التي تتخبط في أبسط الملفات، وهي حتى الآن لم تقارب الملفات الكبيرة والمعقدة والتي هي أصلا مرحلة من الحكومات السابقة. وبالتالي تعتبر هذه الحكومة من وجهة نظرنا حكومة فاشلة لأنها أصلاً بنيت على قواعد غير صحيحة وغير سليمة ".

علوش: الانقلاب بين خياري الديموقراطية أو البلطجة

ويرد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أسباب الانقلاب الذي قاده "حزب الله" على حكومة الرئيس سعد الحريري الى "طبيعة الصراع المستمر بين منطق الاحتكام الى الديموقراطية ومنطق البلطجة واستخدام العنف لتحقيق الاهداف"، موضحاً "نحن نسمي هذا اليوم بالانقلاب لأن تغيير المعادلة البرلمانية حصل من خلال عملية ترهيب امتدت على مدى سنوات، وكان شعارها استخدام السلاح لتطويع الناس بقيادة "حزب الله" وتعاون بعض الميليشيات معه كحزب البعث والحزب السوري القومي وبعض مجموعات الرعاع التي تحمل السلاح وتنسبه الى المقاومة، بشكل أصبح كل بلطجي في الشارع جزءاً من المنظومة التي يرأسها الحزب والتي تهدف في النهاية الى جعل المواطنين في لبنان أتباعا لقرار الولي الفقيه بطريقة أو بأخرى".

ويؤكد أنه "لم يكن في حسبان هذا الفريق أن ثورات الشعوب التي طالت بعض الدول العربية ستأتي لتقصم ظهر النظام السوري وتضعه في موقع شديد الحراجة وهو آيل الى السقوط في القريب العاجل، وهذا ما وضع أيضا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يرأسها بالاسم فقط في ارباك واضح وأدى الى الانقسام في مواقف أفرادها تجاه المواضيع الداخلية على اختلافها وتجاه المواضيع الاقليمية. وقد أدى ذلك الى ضمور النمو وضعف الحركة الاقتصادية بالاضافة الى الاشكالات الامنية المتفرقة من خطف وقتل وسلب وتشبيح وأعمال بلطجة، وكلها مؤشر واضح الى انحلال بنية الدولة بسبب ضعف القرار في السلطة المفترضة ". ويشدد على أن "اختلاف موازين القوى القادم سوف يدفعنا جميعا الى العودة الى حوار جدي حول مستقبل لبنان وتركيبته، ومن هناك يمكن العودة للاحتكام الى النظام الديموقراطي بعد زوال غلبة السلاح الذي وقعنا تحت تأثيره على مدى السنوات الماضية".

 

حزب الله": الحريص على سوريا لا يوفر مقومات الصراع فيها عبر إعلامه ومؤسساته وشخصياته

 المستقبل/أكدت مواقف نواب "حزب الله" أمس، ان "الازمة في منطقتنا ستنتهي لمصلحة خط الممانعة وما يجري في بلدنا تفاصيل لهذا الترسيم الكبير على مستوى المنطقة"، مشددين على انه "لا يجوز أن يحمل لبنان عبء إستخدامه كقاعدة للإنقضاض على سوريا تحت عنوان ممر آمن أو منطقة عازلة أو إغاثة الملهوفين أو إيواء اللاجئين". ورأوا ان "الحريص على سوريا وشعبها، عليه أن يسهم في الحؤول دون انزلاقها إلى الحرب الأهلية، بدلا من إذكاء الفتنة الطائفية وتوفير المقومات المادية للصراع هناك عبر إعلامه ومؤسساته وشخصياته".

رعد

عبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في حفل تأبيني في عدشيت، عن "رفض "حزب الله" لما يجري في المنطقة من أحداث"، موضحا إن "كل ما يطلبه الحزب أن لا يكون لبنان أداة من أدوات خدمة المشروع الإستكباري العدواني". وأشار إلى ان "الذين يراهنون على تغيرات ما لصالح المشروع الغربي في سوريا أو في لبنان واهمون ولا يعرفون أن الخطوات، التي تجري في المنطقة، هي خطوات البائسين اليائسين المحبطين المفلسين". أضاف: "اليوم الغرب الذي يدعم إعادة الفوضى إلى منطقتنا هو على حافة الإفلاس، لان الازمة الاقتصادية قد نخرت اقتصادهم من الداخل وحتى الولايات المتحدة الامريكية. العالم مفلس لذلك يبحث عن اسواق جديدة وطرق آمنة ومساحات يتسلط عليها من جديد". واعتبر ان "الرهان على التغيرات والتحولات بفعل المشروع الغربي هي مراهنات بائسة ولن تطيح الا بآمال اصحابها".

ورأى ان "الاهم في لبنان اليوم من انتصار المقاومة هو وحدة اهلها وتماسك شعبها والتنسيق والتفاهم الكامل بين قياداتها على المستوى السياسي والعسكري"، مشيرا الى ان "هذا الامر يؤهل المقاومة لكي تنظر بارتياح وبعين الثقة الى قدراتها مقارنة بقدرات العدو، التي اصبحت مكبلة ومقيدة وما يردع العدو الآن عن ان يرتكب حماقة او حربا ضد لبنان". واكد ان "المعادلة الآن هي اثبات الوجود والقدرات وما يجري هو كباش بين قوى الممانعة وقوى التآمر والتواطؤ في هذه المنطقة، الذين ليس لهم قضية لكن اصحاب القضية هم الذين سينتصرون في نهاية المطاف لكن المسألة مسألة وقت وانما النصر صبر ساعة".

ولفت الى ان "المقاومة واهلها استطاعوا ان يكتشفوا نقاط ضعف العدو وهم يعزفون على اوتارها، وهو لا يستطيع ان يتحرك بل يحاول ان يلتف من الخلف لكن سيجد ان الطرق امامه مقفلة"، معتبرا ان "الازمة في منطقتنا ستنتهي لمصلحة خط الممانعة وما يجري في بلدنا تفاصيل لهذا الترسيم الكبير على مستوى المنطقة".

الموسوي

ورأى عضو الكتلة النائب نواف الموسوي خلال لقاء سياسي في بلدة رشاف، أن "الحكومة الحالية تقوم بمهمة جلية تتجسد في منع لبنان من الوقوع في آتون الصراع الأهلي الذي تحرض عليه الحكومات الإقليمية والغربية"، لافتا الى أن "الخطوات التي أنجزتها الحكومة في موضوع المراسيم التطبيقية لبدء الاستثمار بقطاع الغاز الطبيعي هي خطوات مهمة ويجب أن تتسارع ليصبح لبنان من الدول التي تمتلك موارد طبيعية".

وأكد أن "التفاهم بين اللبنانيين أجدى لهم من الرهان على قوة خارجية تغلب طرفا على الآخر"، داعيا إلى "الإفادة من العبر والتاريخ، والمبادرة إلى الحوار لتأمين شبكة أمان لهم قبل غيرهم، فتوازنات القوى في لبنان محكومة للإعتبارات الداخلية وليس للتطورات الخارجية كما قد يتوهم البعض".

واعتبر أنه "لا يجوز أن يحمل لبنان عبء إستخدامه كقاعدة للإنقضاض على سوريا تحت عنوان ممر آمن أو منطقة عازلة أو إغاثة الملهوفين أو إيواء اللاجئين، وأنه إذا كان هناك من هو حريص على سوريا وشعبها، فإن عليه أن يسهم في الحؤول دون انزلاقها إلى الحرب الأهلية، بدلا من القيام بإذكاء الفتنة الطائفية وتوفير المقومات المادية للصراع هناك عبر إعلامه ومؤسساته وشخصياته"، متحدثا عن "حرب أميركية غربية تشن على سوريا بغية إحتلالها للإمساك بقرارها الوطني وبمقدراتها، واستخدام أراضيها كقواعد عسكرية للإنقضاض على دول المنطقة ومنها العراق". ورأى أن "هذه الحملة تهدف إلى إضعاف الحضور الروسي وتسديد ضربة موجعة لمحور المقاومة"، مشددا على أن "باطن الأرض تحت البحر في مقابل السواحل الفلسطينية واللبنانية والسورية مليء بالغاز الطبيعي، الأمر الذي بات مضافا إلى مجمل الإهتمامات التي تشكل محورا للدول الغربية، والذي إذا ما ربط بشبكة الغاز الأوروبية قلل من إعتماد أوروبا على الغاز الروسي، ما يشير إلى أنه إضافة إلى الأسباب التي ذكرت فإن هناك حرصا على الإمساك بقرار النفط الموجود في شواطئنا".

فياض

ورأى عضو الكتلة النائب علي فياض خلال لقاء ميلادي مع فعاليات منطقة مرجعيون، أن "ما يحصل في سوريا لا يخدم مسار الاصلاح الديموقراطي والتغيير السياسي فيها، انما يدفع الوضع باتجاه حالة من الفوضى والانحدار والفلتان الأمني وعدم الاستقرار، ووضعها على عتبة حرب أهلية لن تكون في مصلحة أحد وسيدفع الجميع ثمنها".

واعتبر أنه "ليس من حل في سوريا الا المبادرة لحوار وطني يفتح الباب للاصلاحات الحقيقية التي تحمي وحدة سوريا والنسيج المجتمعي فيها، وتحافظ على موقعها الاستراتيجي في الصراع العربي الاسرائيلي"، مؤكدا ان "الدعوة الى التدويل او الانفلات الأمني المسلح في المدن يضع سوريا ومستقبلها رهينة بين يدي الدول الكبرى المتنفذة والتي من مصلحتها اضعاف سوريا وتفتيتها، والعمل على ضمان أمن اسرائيل واستقرارها".

وانتقد "بعض التصريحات لمسؤولين لبنانيين صدرت خلال هذا الاسبوع"، معتبرا أنها "لا تأخذ في الاعتبار حجم المخاطر التي تحيط بالوضع اللبناني، وتتحدث جهارا عن انها تنتظر التغيير في سوريا كي تتغير المعادلة في لبنان". وأوضح أن "المعادلة اللبنانية ليست نتاجا للمعادلة في سوريا، وان التوازنات السياسية في لبنان انما تستند الى معادلات شعبية"، معتبرا أن "هذا الموقف ينطوي على الخروج من ضرورة الرهان على التغيير الدستوري الديموقراطي المؤسساتي في لبنان، الى اشكال اخرى لا نراها مقبولة فضلا عن انها تنطوي على موقف عدائي غير بناء تجاه علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض". ودعا الى "معالجة ملف تصحيح الأجور الذي لم يعد يحتمل مراوحة او تأجيلا، وانطلاق عجلة ملف التعيينات داخل الحكومة"، لافتا الى ان "المطلوب تنشيط المؤسسات والوزارات في لبنان وملء هذه الشواغر وفق البرنامج الذي تعتمده وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية

"