المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار11 كانون الثاني/2012

إنجيل القديس لوقا 06/43-45 /الشجرة وثمرها

الشجرة الجيدة لا تحمل ثمرا رديئا، والشجرة الرديئة لا تحمل ثمرا جيدا. كل شجرة يدل عليها ثمرها. فأنت لا تجني من الشوك تـينا، ولا تقطف من العليق عنبا. الإنسان الصالـح من الكنز الصالح في قلبه يخرج ما هو صالح، والإنسان الشرير من الكنز الشرير في قلبه يخرج ما هو شرير، لأن من فيض القلب ينطق اللسان.

 

عناوين النشرة

*الاعتداء على دورية امنية في صور اثناء عملها لتوقيف الدراجات المخالفة

*مناورات عسكرية اسرائيلية داخل مزارع شبعا

*"القبس": مهمّة المراقبين إحصاء عدد القتلى والتدويل غير مطروح

*الراعي عرض مع سفير بريطانيا وزواره التطورات/فليتشر: على زعماء الطوائف في لبنان بناء حوار فعال

*جعجع: أدعو الاسد الى استفتاء بإشراف الامم المتحدة حول بقائه/وضع "حزب الله" سيتبدل بعد النظام السوري وليتصرف وفق مقتضيات المرحلة

*اوغاسبيان زار جعجع:الحكومة يجب ان تسقط/الأسد تأخر في الحديث عن الاصلاحات لأن الأحداث سبقته

وقد يرسلهم الله لنا!طارق الحميد/الشرق الأوسط

*جمهورية الضاحية" (1): لولا لهجة سكانها، لا يوجد في ملامحها ما يدل على أنها منطقة لبنانية/علي حيدر/الشفاف

*لقاء مسيحي جديد/غسان حجار/النهار

*الجامعة العربية ودماء السوريين/علي حماده/النهار

*نصيحة جميل السيد الى ميشال اده!

*بان يعتبر أن اللبنانيين هم من بين الأشخاص الأكثر ترحيبا بالضيف/حزب الله": لم نقرر المشاركة في لقاءات بان كي مون

*عرض الأوضاع مع عسيري وشؤوناً إنمائية مع مقبل/ الرئيس الجميل: الحملة على زوارنا مخطط لعزل لبنان

*واشنطن بوست": 500 عسكري سوري منشق في شمــال لبنان

*شبيحة النظام يبيعون أسلحتهم بأسعار مرتفعة

*"النهار" تنشر محضر جلسة لجنة الدفاع وردّ الوزير المعني

*رئيس لجنة الدفاع النائب سمير الجسر: غصن لم يقصد بلدة عرسال بشأن "القاعدة" بل الحدود مع سوريا 

*جنبلاط: غباء بعض المسؤولين يسمح لهم بطرح موضوع "القاعدة" غب الطلب

*الراعي يعلن أن البطريركية بدأت رسميا حوارا مع حزب الله: لا نقبل أن يستقوي فريق بسلاحه

*رئيس لجنة "الدفاع" النيابية النائب سمير الجسر عن غصن أمام لجنة الدفاع: لم أقل أن عرسال أوت إرهابيين

*الوكالة الذرية تؤكد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو الايرانية

*بري عن الوضع السوري: المصلحة تقتضي أن تنجح المباردة العربية على علاتها

*سامي الجميل: لإطلاق النار فورا على أي عسكري أجنبي يمد يده على الحدود اللبنانية

*خسيس بدل "نفيس"/محمد سلام/لبنان الآن

*سؤال الأسئلة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*أنباء عن طرد أمير قطر من موريتانيا اثر مشادة مع رئيسها/ ميدل ايست أونلاين

*خشية سيد قطب من 'إسلام أمريكاني': الأخوان إذ يتحولون إلى قوة ضارية بيد المشروع الأميركي/ميدل ايست أونلاين/بقلم: نقولا ناصر

*سقوط النظام السوري و ملفات الإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط/داود البصري/السياسة

*الثورة السورية وضرورة حماية سيادة لبنان/د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

*حزب الله في صدد تجنيد سودانيين...أوساط شيعية: الحزب أشبه بمركب تتخبطه الامواج/علي الحسيني /موقع 14 آذار

*نوفل ضو/موسكو ستخسر الكثير من مواقعها في حال ابقت على سياسة دعم الاسد والنظام السوري اغرق جامعة الدول العربية ويسبح عكس التيار الشعبي والعربي والدولي/سلمان العنداري/وقع14 آذار

*جزأرة" سوريا و"عسكرة" إيران/أسعد حيدر/المستقبل

*النائب الزحلي طوني ابو خاطر لـ"المستقبل": الراعي يرسم مساراً جديداً لبكركي/حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

*حبيش والجراح يفندان قانوناً الادعاءات عن الـ"تيكوتاك": عون اغتصب السلطة وسنفتح ملفات الكهرباء والاتصالات

*المراقبون العرب وتجهيل الفاعل/الياس حرفوش/الحياة

*لا بدّ من «قاعدة»/حازم صاغيّة/الحياة

*مهمّة المراقبين جاءت دون التقديرات/المواجهة في سوريا استنزاف طويل/روزانا بومنصف/النهار

*كيف السبيل إلى تحقيق المناصفة الفعلية: بالنسبية، بالاقتراع المذهبي، أم بالتحالفات؟/اميل خوري/النهار

*الرئيس الأسد: لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

 

تفاصيل النشرة

 

الاعتداء على دورية امنية في صور اثناء عملها لتوقيف الدراجات المخالفة

وطنية - 10/1/2012 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور جمال خليل، انه اثناء اقامة قوى الامن الداخلي حاجزا في منطقة البوابة في صور لتوقيف الدراجات المخالفة، أوقفت احد راكبي الدراجات، إلا ان بعض الاشخاص المحتشدين في المكان إعتدوا على عناصر الدورية مما حدا بأحد عناصر قوى الامن الى اطلاق النار لتفريقهم.وتم توقيف راكب الدراجة .

 

مناورات عسكرية اسرائيلية داخل مزارع شبعا

وطنية - 10/1/2012 - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في حاصبيا طاهر ابو حمدان، انه سجل عند السادسة والنصف من صباح اليوم، قصف مدفعي اسرائيلي من مواقع زعورا وعمفيت داخل الجولان المحتل استهدف جبهة مزارع شبعا من الرمتا حتى العلم،اضافة الى جبل سدانة داخل المزارع ،وذلك في اطار مناورات عسكرية يجريها جيش العدو الاسرائيلي .

 

"القبس": مهمّة المراقبين إحصاء عدد القتلى والتدويل غير مطروح

المركزية- أعلنت صحيفة "القبس" الكويتية أن مهمة المراقبين العرب تحولت، واقعياً، الى احصاء عدد القتلى، فيما المبادرة العربية غايتها وقف العنف، والسماح للسوريين بالتعبير عن آرائهم، بما في ذلك التظاهر، ولوسائل الإعلام العربي والعالمي بنقل حقيقة ما يجري.ولفتت الى انه خلال الأيام المقبلة، سيكون على المراقبين العرب متابعة المهمة، التي لا يختلف اثنان على أن النظام السوري كان المستفيد الأول منها، ذلك أنه، وبخلاف المطلوب، لم يبادر بأي خطوة تشي بنيته التخلي عن خياره الأمني في التعاطي مع الانتفاضة الشعبية المتصاعدة. واعتبرت أن الجامعة العربية لا تبدو في وارد اتخاذ موقف قريب يضع النقاط على الحروف، بل تتجه لجعل مهمّة المراقبين العرب تغرق في روتين لا طائل تحته، وتترك لرئيس لجنتها وزير الخارجية القطري ولأمينها العام، كل بأسلوبه، اطلاق التصريحات التي لا تفيد إلا في تقطيع الوقت. وأشارت الى أنه في الوقت نفسه لا يبدو التدويل، الذي لوحت به الجامعة حينا، مطروحا للتنفيذ في المنظور من الوقت، والواضح حتى الآن أن المجتمع الدولي لم يتخذ بعد خياره في نوع الحسم الذي سيتبعه مع النظام السوري، في وقت تحول الى البرود الحماس التركي في مضايقة نظام الأسد، بعد ان بُنيت عليه حسابات كبيرة لرسم خارطة التدخل العتيد. وأوضحت أن برودة الجامعة وتأخر التدويل يعودان لجملة اعتبارات متشابكة، قد يكون أولها، الحسابات الدقيقة في مواجهة الملف النووي الإيراني المتداخل مع تطورات الوضع العراقي بعد انسحاب القوات الأميركية، والمتقاطع مع التشدد الروسي الذي يتمظهر في إطار من "المبدئية".

 

الراعي عرض مع سفير بريطانيا وزواره التطورات

فليتشر: على زعماء الطوائف في لبنان بناء حوار فعال

 وطنية - 10/1/2012 - إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي سفير بريطانيا طوم فليتشر وكان عرض للعلاقات الثنائية والتطورات.

وأكد السفير فليتشر "الدعم البريطاني الكامل للوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط"، داعيا إلى أن "يجدد الزعماء اللبنانيون دعم دولتهم ومؤسساتها"، مشددا على "أهمية العلاقة بين استمرارية الوجود المسيحي ومستقبل الشرق الاوسط".

وأكد احترامه "شخص البطريرك وموقعه"، داعيا إلى أن "يلعب زعماء الطوائف في لبنان دورا هاما لبناء حوار فعال".

أزعور

واستقبل البطريرك الراعي الوزير السابق جهاد أزعور الذي أشار الى أن "الدور الفاعل والايجابي للبطريرك هو مدعاة امل ورجاء لجميع اللبنانيين والمسيحيين خصوصا، آملين أن يمده الله بالصحة والقوة للاستمرار بهذه المسيرة المعطاءة والهامة".

وقال:"لمست عند غبطته اهتماما بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وبدور الشباب في المجتمع. تناولنا تأثير ما يحدث في الدول العربية على لبنان وكيفية تنمية مناطق الاطراف ودعم العمل الاجتماعي للكنيسة وتفعيله فيها".

وفد مولدافي

ثم استقبل مستشار رئيس مجلس الوزراء المولدافي روتارو فيتالي غودوروجا ايون وقنصل مولدافيا ايلي نصار، وكان عرض للاوضاع.

وهنأ ايون البطريرك على "مواقفه تجاه مسيحيي الشرق في ظل ما يحدث"، ناقلا إليه دعوة من رئيس اساقفة بلاده المطران فلاديمير لزيارة مولدافيا، مقدما له درعا تكريمية. بدوره قدم الراعي لإيون ميدالية البطريركية.

مخاتير البترون

والتقى وفدا من مخاتير قضاء البترون انطوان الغلبوني، انطوانيت سليمان، طوني خطار، حنا عجلتوني، سابا سلوم، انطوان عواد، ادوار الحكيم، غازي ابي بدره، نبيل الحايك، انور نجم، غسان غوش وسامي ابي صالح لتهنئته بالاعياد وتأييد مواقفه الوطنية. وكانت مناسبة لعرض بعض الامور والشؤون التنموية للقضاء.

زوار

ومن الزوار: رئيس "جبهة الحرية" فؤاد ابو ناضر وعقيلته، جمعية "أصدقاء الجامعة اللبنانية" برئاسة انطوان الصباح التي عرضت أمورا تهم الجامعة.

 

جعجع: أدعو الاسد الى استفتاء بإشراف الامم المتحدة حول بقائه/وضع "حزب الله" سيتبدل بعد النظام السوري وليتصرف وفق مقتضيات المرحلة

وطنية - 10/1/2012 دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في دردشة مع الاعلاميين في معراب، الرئيس السوري بشار الأسد الى "إجراء استفتاء شعبي باشراف الأمم المتحدة حول بقائه أو عدمه في السلطة، وتوفير عناء خطابه لمدة ساعة وربع ساعة. وانتقد الأصوات "النشاز" غير المرحبة بالزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون للبنان، معتبرا أن "عدم الترحيب به هو ضرب بعرض الحائط لكل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب اللبناني". ووضع تصريح وزير الدفاع فايز غصن حول وجود "القاعدة" في لبنان في اطار "استثمار سياسي مطلوب من السلطات السورية". وأسف جعجع في سياق رده على خطاب الأسد الذي "تناول بعد 10 أشهر على بدء الأزمة السورية، كل الأمور ما عدا حقيقة الأزمة، وانطباعي الأول أن ما تقدم به ما هو إلا مفاهيم سفسطائية في منطق بيزنطي، باعتبار أن الاسد رسم واقعا لا علاقة له بالواقع المعاش، إذ حاولت الاقتناع بما يرسمه الاسد لكنني لم أفلح على خلفية ان الواقع مغاير جدا لما يعلنه".

وسأل "هل كل وسائل الاعلام في كل أنحاء العالم مشتركة في مؤامرة ضد الاسد؟ لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرك على الاقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟ وكيف يقتل أكثر من 10 آلاف سوري؟ هل لأنهم عملاء لقوى خارجية؟ فإن كانت هذه مؤامرة خارجية تشترك فيها معظم الدول ووسائل الاعلام، لحسم الأمر بالدعوة الى الاستفتاء باشراف الامم المتحدة بسؤال واحد: من يريد الاسد ومن لا يريده؟". أضاف: "ان دعوتي الى إجراء استفتاء بإشراف الأمم المتحدة هي لأنني لا أصدق ما يقوله هذا النظام بعد خبرة 35 عاما، وبالأخص بعد ما شهدناه من أفلام وليد المعلم المركبة والافلام التي "ركبوها" حين أخذونا الى الاعتقال".

وأشار الى أن "هناك بعدا ديماغوجيا في الخطاب، فالنظام السوري ألحق أضرارا جسيمة بالمتظاهرين أكثر مما ألحقته اسرائيل خلال حروبها. من هنا فإن المفاهيم التي طرحها غير صحيحة، لأن الرئيس جمال عبد الناصر حين قال ان "سوريا قلب العروبة النابض"، قصد سوريا فقط وليس النظام السوري، فيما الاسد يخلط دائما بين سوريا والشعب السوري والنظام السوري"، كاشفا انه "كان يمكن الاسد توفير كل هذا العناء عبر القيام بخطوة واحدة هي إجراء استفتاء لتبيان إن كان هناك مؤامرة خارجية أو أنه واقع شعبي لاستعادة الشعب كرامته ووجوده وحريته".

وتطرق الى الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون الى لبنان، منتقدا "بعض الاصوات النشاز التي قدمت طروحات لا تتلاءم ووجود دولة في لبنان، باعتبار أن من يرحب أو لا يرحب في لبنان هي السلطات الرسمية، ولو أن هناك إمكانا للاعتراض عليها، ولكن ليس من خلال اختصار موقف كل لبنان، فعدم الترحيب ببان كي-مون هو ضرب بعرض الحائط لكل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب اللبناني". وسأل: "إذا كان بان كي-مون لا نستطيع تحمله في لبنان، فهل نستطيع تحمل صالحي والمعلم فقط؟". ووضع هذه الخطوة في إطار "تشويه صورة لبنان، ولا سيما أن حلفاء الأسد في لبنان أعطوا صورة سيئة من خلال التصريح بوجود تنظيم القاعدة في لبنان"، متمنيا على المسؤولين "توضيح وجه لبنان الحقيقي".

ورأى أنه "كان من الأجدى على المسؤولين اللبنانيين بدلا من عدم الترحيب، وضع جدول معين للبحث مع بان وإبلاغه اعتراضاتهم إن وجدت"، منوها بموقف الرئيس نبيه بري "كرجل دولة حين قال ان بان يمكن ان يخدمنا بمسائل عديدة كترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن النفط ووقف إطلاق النار في الجنوب"، معتبرا أن "طرحه لمثل هذه المواضيع ليس ارضاء لبان بل هو سعي الى تحقيق مصالح لبنان".

وتناول جعجع ملف الاجور، فقال: "للمرة الأولى في تاريخ العمل السياسي نشهد اتفاقا حول ملف الاجور بين ارباب العمل والعمال، ولكن وزير العمل يعارضه لتسجيل موقف وفرض ارادته عملا بمبدأ رضي القتيل ولم يرض القاتل"، لافتا الى "ان العمال واصحاب العمل حاليا باتوا يريدون اقناع وزير العمل بهذا الاتفاق، وهذا أمر مستغرب".

وخلص الى انه "بين وزير يتمسك برأيه ووزير يبشر بالارهاب وآخر لا يرحب بزيارة بان كي مون، بات لدينا فكرة واضحة عن وضع هذه الحكومة التي أفضل ما تقوم به هو تقديم استقالتها وإفساح المجال أمام تشكيل حكومة تكنوقراط تهتم بشؤون الناس، بعيدا عن الحساسيات والحقد واللعبة السياسية التقليدية".

وتوجه بسؤال الى وزير الدفاع فايز غصن: "إذا كان هناك "قاعدة" أم لا في لبنان، فهل يجوز أن تتحول المسألة الى تصريحات وسجالات سياسية؟ منذ متى كانت هذه المسألة قضية سياسية؟"، معربا عن أسفه حيال صدور مثل هذا التصريح من وزير الدفاع "لأنه في حال كانت هناك "قاعدة" فعلى الجيش اللبناني والقوى الامنية القيام بواجباتها، فإلى الآن لم نسمع عن توقيف أحد في هذه القضية، وكلنا يتذكر ما الذي حصل في مخيم نهر البارد حين قال حلفاء وزير الدفاع انه خط احمر"، مضيفا ان "كثرا، وهم محقون، وضعوا تصريح وزير الدفاع في اطار استثمار سياسي مطلوب من السلطات السورية".

وإذ استبعد وقوع حوادث أمنية في لبنان على مستوى كبير، لم ينف جعجع احتمال وقوع حوادث متفرقة نشهدها من وقت الى آخر.

وعن إمكان تدويل الأزمة السورية في حال فشل المبادرة العربية، شدد على أن "الازمة السورية لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، باعتبار أنها عاجلا أم آجلا متجهة نحو نوع من أنواع التدويل، فلا يمكن للوضع ان يستمر على ما هو". وردا على سؤال، اعتبر أن "حوادث المنطقة مرتبطة بتطلعات شعوب المنطقة، وان الدول تتحرك لمتابعتها حفاظا على مصالحها، وهذا الامر ينطبق على سوريا ايضا، لذا لا أرى أنها قد تؤدي الى حرب بين روسيا والولايات المتحدة". وعن مدى ربط تصريح وزير الدفاع بوجود "قاعدة" في لبنان والتفجيرات التي حصلت في سوريا، وافق جعجع على هذا المنطق "إذ إن النظام في سوريا يريد الإيحاء أنه معتدل يواجه أصوليات، منها "القاعدة"، ليكسب ود بعض الدول". وردا على سؤال، لفت جعجع الى ان "وضع حزب الله بعد سقوط نظام الأسد في سوريا سيتبدل"، متمنيا ان يتصرف هذا الحزب وفقا لما تقتضيه المرحلة".

 

اوغاسبيان زار جعجع:الحكومة يجب ان تسقط/الأسد تأخر في الحديث عن الاصلاحات لأن الأحداث سبقته

 وطنية - 10/1/2012 عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، مع عضو كتلة المستقبل النائب جان أوغاسبيان للأوضاع الراهنة، ولا سيما التطورات الأخيرة.

وأكد اوغاسبيان، عقب اللقاء، "أهمية الاستقرار الاجتماعي في لبنان، وضرورة توصل الحكومة لاتخاذ قرار في مسألة زيادة الرواتب، اذ لا يجوز الإبقاء على هذا الارباك الذي ادى بدوره الى ارباك الأسواق التجارية، والى التضخم وارتفاع الأسعار قبل اقرار هذه الزيادة، فضلا عن الصراعات والتناقضات والانقسامات داخل الحكومة حول المسائل الحياتية".

واشار الى انه "بحث وجعجع في الزيارة المرتقبة للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، التي هي زيارة بالغة الأهمية، بحيث يجب ان تكون مواقف الحكومة واضحة وجدية حول تطبيق القرارات والالتزامات الدولية، ولا سيما القرارين 1701 و1680 المتعلقين بالحدود اللبنانية - السورية، اضافة الى بحث تجديد بروتوكول التعاون بين لبنان والمحكمة الدولية، الى قضية المعتقلين اللبنانيين في سوريا، فمسألة الحدود اللبنانية - الاسرائيلية والاختراقات الاسرائيلية". واذ انتقد "غياب الموقف الموحد داخل الحكومة وفشلها في مقاربة العديد من المسائل"، وصف اوغاسبيان هذه الحكومة ب "حكومة الكابوس، ولا سيما انها أتت برغبة وتوقيت من قبل النظام السوري وعبر توزيع الأدوار الداخلية من قبل حزب الله". وعن مدى ارتباط سقوط الحكومة اللبنانية بسقوط النظام السوري، رأى أوغاسبيان "انه كان يجب ان تسقط الحكومة اللبنانية منذ زمن رأفة بالناس، باعتبار انها حكومة العجز على كل المستويات، الى جانب عزل لبنان دوليا"، لافتا الى "ان قوى 14 آذار لديها البدائل في حال سقطت، ولكن سنكشف عنها في حينها". وعن خطاب الرئيس السوري، اعتبر ان "الأسد يكذب على نفسه ويصدق هذه الكذبة في الوقت عينه"، وقال: "اذا كان لا يريد الأخذ في الاعتبار ان ما يحصل في سوريا هو مسألة تتعلق بإرادة الشعب السوري وبمنطق الحريات ومشاركة الشعب في انتخاب ممثليه يكون مخطئا، لقد تأخر كثيرا في الحديث عن الاصلاحات، لأن الأحداث قد سبقته، ولكنه على الأقل اعترف اليوم بوجود أزمات اقتصادية، مالية وأمنية في سوريا، فهذه الانظمة التوتاليتارية والشمولية قد سقطت في العالم العربي، وعلى الأسد التنازل لتشكيل حكومة من المعارضة تتجه الى اجراء انتخابات حرة تسمح للشعب باختيار ممثليه".

 

كتلة "المستقبل": قضية الاجور باتت مهزلة ومأساة /مواقف "حزب الله" من زيارة كي مون تنعكس سلبا على لبنان

وزير الدفاع فشل في تقديم أجوبة شافية مما يحتم مساءلته /خطاب الاسد يوضح تجاهل النظام السوري لحجم الازمة السياسية

وطنية - 10/1/2012 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، وعرضت تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عاصم عراجي توقفت فيه الكتلة أمام قضية تصحيح الأجور التي "تحولت في الوقت عينه إلى مهزلة ومأساة. مهزلة، بسبب التخبط الحكومي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحكومات في لبنان حيث يظهر أن وزير العمل يتصرف على أساس أن المنصب الوزاري يعطيه الحق بالتشاور المنفرد وفق ما يراه مناسبا وفي مكابرة غير عابىء بأصول الممارسة الحكومية التي وضعها القانون لدور الحكومة في هذا الخصوص ولا سيما بعد الاتفاق الذي توصل إليه أرباب العمل والعمال، كل ذلك دون مراعاة لمصالح المواطنين. ولقد تحولت هذه القضية في الوقت عينه إلى مأساة جراء الانعكاسات السلبية التي بدأت تترتب على أوضاع المواطنين ومستوى عيشهم والارتباك الذي بدأت تعانيه المؤسسات في اعتماد أي صيغة لتصحيح الأجور وتداعيات ذلك كله على الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد بشكل عام". وحذرت "الحكومة والمسؤولين من أن الاستمرار في هذا الارتباك والتقاعس والتردد قد يتسبب بخطوات تصعيدية متعددة في وجه الحكومة والمسؤولين فيها لاستمرارها بالتعاطي مع هذه المسألة الحياتية الهامة بهذه الطريقة اللامسؤولة المستنكرة والمرفوضة".

كما توقفت الكتلة أمام "الأهمية الاستثنائية لزيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان نهاية الأسبوع الجاري والتي تشكل محطة أساسية في علاقة لبنان بالمنظمة الأممية"، فرأت ان هذه الزيارة "تؤكد على أهمية أن تشدد الحكومة اللبنانية على التصرف بما يليق بدولة تحترم شعبها ومواثيقها وتحترم أصول العلاقة التي تربطها مع الأمم المتحدة التي تمارس قواتها في الجنوب تعاونا مع الجيش اللبناني لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، وبما يعبر ايضا عن احترام الحكومة لقرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان التي عليها استكمال عملها لكشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار". ولفتت الى ان "المواقف السلبية الصادرة عن بعض القوى والشخصيات وخصوصا من قبل قيادات في حزب الله تجاه زيارة أمين عام الأمم المتحدة من شأنها ليس فقط وصم هذه القوى بصفات سلبية تزيد من عزلتها ولكنها أيضا تنعكس سلبا على لبنان وصورته، وهو الأمر الذي يقتضي بالحكومة التنبه إلى مخاطره والعمل على معالجته مع الأمين العام للأمم المتحدة بما يقتضيه من إحساس بالمسؤولية الوطنية وإدراك للمخاطر التي يمكن أن تترتب عن ذلك".

وتطرقت الكتلة الى "الأجوبة والمواقف المبهمة والمرتبكة التي صدرت عن وزير الدفاع الوطني في اجتماع لجنة الدفاع النيابية في مجلس النواب والتي كان قد أطلقها بشأن بلدة عرسال والتي مهدت لاستعمالها من قبل النظام السوري لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن وذلك على حساب الحقيقة وعلى حساب تشويه سمعة لبنان". وخلصت إلى أن "وزير الدفاع فشل في تقديم أجوبة شافية وواضحة ردا على أسئلة النواب مما يحتم التحول لمساءلة الوزير في مجلس النواب". وأشارت الكتلة الى "استمرار التيار العوني في إثارة واستغلال قضية التيكوتاك التي كانت قد عولجت في حينها يما يضمن حق الخزينة اللبنانية والجمهور"، معتبرة أن "تصرف التيار العوني في هذا الخصوص ينم عن قحط سياسي مصحوب بارتباك وتخبط كبيرين بسبب الفشل في الملفات المطروحة وخصوصا في موضوع تمويل المحكمة وموضوع تصحيح الأجور. وقد كشف المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم أمس عضوا الكتلة النائبان هادي حبيش وجمال الجراح وبما لا يقبل الشك عن مقدار التجني والافتراء والتسييس في خطوة ديوان المحاسبة إزاء هذا الموضوع والذي شكل سابقة بتجاهله الوقائع الحقيقية لهذه القضية وعدم التزام الديوان بالاصول لجهة تبليغ المعنيين ورؤسائهم وعدم احترام حق الدفاع المكرس في القانون والاعراف وإغفاله أحكاما قضائية واضحة في هذه القضية. ان هذه المحاولة ليست سوى محاولة فاشلة اخرى تماثل ما سبق من اتهامات كاذبة ومن بينها مهزلة محرقة برج حمود ومسرحية خزنة وزارة المالية الكاذبة والمعيبة".

وأوضحت الكتلة انها اطلعت من نواب العاصمة على "نتائج جولتهم على المسؤولين بخصوص طرح موضوع بيروت الكبرى منزوعة السلاح كمقدمة لنزعه من كل لبنان"، مشددة على "أهمية المتابعة المستمرة لهذا الموضوع". وعن النتائج الأولية لمهمة المراقبين العرب في سوريا، فقد أسفت الكتلة "بشدة لاستمرار عمليات القتل التي تمارسها قوات النظام السوري ضد المدنيين والأبرياء والمتظاهرين السلميين"، مستغربة "استمرار تجاهل النظام السوري لخطورة وفداحة التطورات التي تشهدها سوريا ومحاولة الاستقواء على الثورة الشعبية السلمية بالأساطيل الحربية الاجنبية، واستمرار وتكرار لمواقف النظام وتصرفاته التي تؤكد انفصاله عن الواقع الأليم الذي تعاني منه سوريا والشعب السوري". ورأت ان "ما جاء في خطاب الرئيس بشار الاسد اليوم يوضح تجاهل النظام السوري حجم الازمة السياسية التي يعيشها النظام واهله، اذ ان العناوين الرئيسية للثورة السورية من حرية وعدالة وكرامة وتداول سلمي للسلطة، غابت تماما عن خطاب اليوم في الوقت الذي حضرت فيه ادانة مستمرة ومتكررة لجامعة الدول العربية ودورها في حماية المدنيين السوريين ومطالبهم المحقة". وشددت الكتلة "مرة اخرى على ضرورة التزام النظام السوري بالمبادرة العربية بجميع بنودها"، معتبرة ان "تجاهل هذه المبادرة وعرقلتها كل مرة تحت عنوان جديد الى حد الاهانة للجامعة ولدول عربية، تعتبر ان هذه السياسة تأتي تأكيدا لاستمرار امر العمليات العسكرية بحق الشعب السوري".

 

جمهورية الضاحية" (1): لولا لهجة سكانها، لا يوجد في ملامحها ما يدل على أنها منطقة لبنانية!

علي حيدر/الشفاف

اخترنا لهذه الحلقة الأولى من سلسلة يكتبها الصديق علي حيدر هذه الصورة المأوساوية لردميّات ضاحية بيروت الجنوبية تحملها شاحنات لرميها في البحر..! ضاحية بيروت الجنوبية "القديمة" تواطأت رعونة حزب الله وهمجية جيش إسرائيل، على اقتلاعها من أساسها، في العام 2008. لتقوم مكانها "جمهورية الضاحية" التي لم يعد اللبنانيون يشعرون أنها جزء من لبنان.

يلفت النظر في مقالة علي حيدر تعبير "الحلقات التثقيفية" الدينية! ولعل التعبير مستقى من حقبة سابقة انتشرت فيها "الحلقات التثقيفية" في ضاحية بيروت الشيعية القديمة، ولكن مواضيعها كانت كتب "لينين" و"ماركس" و"ماو" و"غيفارا"! حقبة قديمة كان فيها كل "شيعي" متهماّ بأنه "شيوعي"!

لعل "الحزب" يخشى من عودة "وباء اليسار" إلى "شيعته"..!

يرتبط اسم "الضاحية الجنوبية" لبيروت بالطائفة الشيعية، رغم أن سكانها الأصليين كانوا خليطاً من الطوائف اللبنانية. كما أن أغلب شيعتها هم نازحون إليها من مناطق الجنوب والبقاع, وقد بدأت "الضاحية" بفقدان هويتها المتنوعة في أوائل الثمانينات، بالتزامن مع ولادة "حزب الله"، وصولاً إلى سيطرته الكاملة عليها بعد المعارك التي خاضها مع حليفه اللدود "حركة أمل" في أواخر الثمانينات.

سيطرة "حزب الله" الأمنية والسياسية والإجتماعية على "الضاحية" الجنوبية حوّلتها إلى "غيتّو" شيعي خالص يتنفس من رئة الفرز والتصنيف، ويتغذى من المِخيال المذهبي والتبعية السياسية. ولولا لهجة سكانها، لا يوجد في ملامحها ما يدل على أنها منطقة لبنانية!

"الضاحية" الجنوبية ليست طرفا لمدينة بقدر ما هي "حُسينية" كبيرة، حيث لا صوت فيها يعلو على صوت الأذان في مواقيت الصلاة، وأصوات قرّاء "العزاء الحسيني"، سواء في موسم "عاشوراء" وفي المناسبات الدينية الخاصة بالمذهب الشيعي، تنقلها مكبرات الصوت المثبّتة فوق المآذن وأعلى المباني المحيطة بالمساجد، والتي تبث ليلَ نهار الآيات القرآنية والأدعية اليومية والأناشيد الحماسية والدينية، وخطب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله. حتى من خلف أبواب البيوت، ومن شرفات المنازل، لا يتناهى إلى المسامع سوى ما له علاقة بالدين والمذهب والإتجاه السياسي. في الشوارع، والأزقة، ومداخل الأحياء، تنتشر صور عملاقة لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني ومرشدها السيد علي خامنئي، وسيد المقاومة السيد نصر الله، حيث لكل واحد منهم "لقبه" الشهير. فهم بالترتيب: "القائد" و"المرشد" و"السيّد". بالإضافة إلى صوّر ما يعرف بـ"الشهداء القادة"، وهم بالترتيب أيضا: الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، وعماد مغنية. وصور أخرى لشهداء سقطوا في المواجهات مع العدو الإسرائيلي. كذلك، لا ينجو جدار من جدران الأبنية في "الضاحية" الجنوبية من الشعارات السياسية والمذهبية التي تعد بـ"الويل والثبور" للإعداء، وأخرى تتضمن أحاديث منقولة عن النبي وآل بيته حول "الجهاد" و"الشهادة" و"حجاب المرأة المسلمة" وبعض المعتقدات الدينية.

وللألوان حصتها في "الضاحية". الأسود هو اللون الطاغي، حيث يؤثر سكان "الضاحية" ارتداء الملابس السوداء، انطلاقا من معتقد ديني يقول بحرمة الألوان الصارخة! فالقمصان سود، والعباءات سود، والمناديل سوداء. وفي أجوائها، ترفرف الرايات والأعلام السوداء على مدار الفصول والأيام، وتظلّل شوارعها وأرصفتها وجنباتها، كتأكيد على حزن الشيعة الدائم لمصاب "أهل بيت الرسول" وتطبيقاً لمقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء". يزاحم الأسود في الرايات اللونُ الأصفر الذي يعتبر شعار "حزب الله"، والذي يدل على الجهوزية الدائمة للحرب كما يشيعون.

مع هذين اللونين يتداخل الأخضر الذي هو لون التشيع، خاصة لأتباع الحسين وشقيقه العباس الذي استشهد معه في كربلاء. وتكثر رؤيته في أيام عاشوراء. هذا العام، درج اللون الأحمر ورفرف عدد كبير من الرايات الحمراء في سماء "الضاحية". والسببُ يعود إلى أن جهابذة الفكر الشيعي الإلهي قرروا اعتماد اللون الأحمر شعارا جديدا للشيعة، باعتباره لون انتظار الإمام المهدي,.. ! وأمروا بعدم تنكيس الرايات الحمراء حتى ظهور المهدي المنتظر الذي سيثأر لهم من قتلة الإمام الحسين.

في "الضاحية" زحمة محلات تجارية في فوضى تتسع لمئات الآلاف من أنواعها.

اسماء هذه المحلات عادةً ما تكون مستوحاةً من كتب الدين وألقاب آل البيت أو من ثقافة "حزب الله" الدينية. فهنا "بوتيك فاطمة"، و"نوفوتيه الحوراء"، و"ملحمة الزهراء"، و"مطعم الحسين" و"سناك الجواد"!

أسماء الشوارع أيضا تنضم إلى هذه الطقوس وأغلبها يحمل أسماء قادة الحزب وشهدائه وصواريخه "رعد وزلزال وخيبر"، وعملياته العسكرية. المؤسسات على أنواعها، سواء تلك التابعة للحزب أم لا، تحمل بِدَورها اسماء ذات دلالات دينية، كـ"مستشفى الرسول الأعظم" و"مدارس المهدي" و"المصطفى"، "مؤسسة القرض الحسن"، "مهنية الحسين بن علي".

مدخل بيروت من طريق المطار: "أهلا وسهلا" في جمهورية أحمدي نجادغابة من المساجد تنتصب في "الضاحية" رغم اكتظاظها وضيق مساحتها الجغرافية. وهي تتميز بضخامتها واتساعها، كتأكيد على الهوية الدينية لسكانها، وأشهرها القائم والجواد سيد الأوصياء ... لا سينما ولا صالات مسرح في "الضاحية"، لأن ذلك يتنافى مع صورتها الإسلامية التي تتوجس من قِيَم الإنفتاح الثقافي وتُعدِّهُ وباءً اجتماعياً! ويفضَّل أن يرتاد شبان الطائفة وشاباتها المساجد والحسينيات، التي تشرع أبوابها على مدار اليوم، للدروس الدينية، كبديلٍ على ما يُعتبَر مجالس اللهو المفسدة والفاسدة.

ومن هنا تنشط موضة الحلقات الدينية، والتي تعقد بشكل شبه يومي، في أماكن العبادة والمراكز الثقافية الحزبية وفي البيوت، وينضم إليها من يرغب دون شروط مسبقة، وتنقسم حسب الجنس والعمر. فحلقات الذكور تنقسم إلى فئات بدءا من عمر الخمس سنوات وما فوق، وكذلك الإناث. ويتم الإعلان عنها بطريقة محلية، حيث يدور أشخاص يعملون في التعبئة الطلابية في "حزب الله" على البيوت والشقق، يطلعون السكان على مواعيدها ,ويزينون لهم أهمية الإنضمام إليها,وتستقطب هذه الحلقات فئة كبيرة من ربات البيوت والصبايا، والشبان. كما أن للإطفال دروسهم الخاصة التي تناسب أعمارهم وإدراكهم.

كاريكاتور من موقع "روز" الإيراني لمناسبة زيارة أحمدي نجاد لبيروتأما القاسم المشترك لـ"لحلقات التثقيفية" عموما فهو شد "العَصَب المذهبي والسياسي" للطائفة الشيعية!

ينتشر الحجاب بكثافة في "الضاحية" الجنوبية، وهو على أنواع. أفضلها هو العباءة السوداء، وتُعتبر من ترتديها أنها "استكملت دينها على أحسن وجه"! بعد العباءة، تأتي "الألبسة الشرعية". وهي عبارة عن أثواب فضفاضة جدا من شأنها أن تخفي تفاصيل الجسم. على أن المنديل الذي يغطي الرأس يجب أن يوضع بطريقة تخفي تفاصيل الأكتاف والصدر أيضا! في الدرجة الثالثة، يأتي "الحجاب المودرن"، والذي تفضّله الفتيات اللواتي يؤيدن الحزب ولا ينتمين إليه، أو من ينتمين إلى "حركة أمل"، وكذلك النساء غير المُسيَّسات. الفئة الأخيرة من المحجبات محطُّ انتقادٍ مستمر من قبل المحجبات الملتزمات، يلاحقنهنَّ كـ"المطوَّعات"، وينتقدنهنَّ عند كل فرصة تسنح، وغالبا ما تضعف هذه الفئة وتمتثل لرغبة الأكثرية وتلتحق بها!

 

*وقد يرسلهم الله لنا!طارق الحميد/الشرق الأوسط

يا لها من مفارقة! فبينما يشغل الإيرانيون المنطقة، والعالم، بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز، أعلنت البحرية الأميركية أنها قد قامت بتحرير 13 بحارا إيرانيا من أيدي قراصنة صوماليين كانوا يحتجزونهم، فكل إمكانات إيران البحرية التي تروج لها طهران هذه الأيام لم تمكن السلطات الإيرانية من تحرير بحارتها، بل إن من فعل ذلك هم الأميركيون! ولأن شر البلية ما يضحك؛ ففي الأسبوع الماضي حذر الجنرال عطاء الله صالحي، قائد الجيش الإيراني، البحرية الأميركية، وتحديدا حاملة الطائرات «جون سي ستينيس»، من مغبة العودة إلى الخليج، لكن حاملة الطائرات هذه، التي يهددها قائد الجيش الإيراني، هي نفسها التي قامت بإنقاذ البحارة الإيرانيين من أيدي القراصنة الصوماليين، وهو الأمر الذي علق عليه المتحدث الرسمي للخارجية الإيرانية بالقول بأن ما فعلته البحرية الأميركية يعد «بادرة إنسانية إيجابية»! فبعد التهديد، والوعيد، أصبحت البحرية الأميركية، التي من الممكن أن تقصم ظهر النظام الإيراني بأي وقت، قوات صاحبة بوادر إنسانية إيجابية، يا سبحان الله!

والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن أحد البحارة الإيرانيين الذين قام الأميركيون بتحريرهم من القراصنة الصوماليين، واسمه فاضل الرحمن، البالغ من العمر 28 عاما، صرح شاكرا حاملة الطائرات العسكرية الأميركية، التي كان يهددها قائد الجيش الإيراني، بالقول: «كأن الله أرسلها لنا. لقد كنا نصلي كل ليلة لينقذنا، وها أنتم هنا الآن»! هكذا.. فقد أصبح الوجود الأميركي في المنطقة الآن هو نتيجة استجابة للدعاء، ورحمة. أميركا التي تصفها إيران بالشيطان الأكبر، أصبحت الآن قواتها البحرية صاحبة بادرة إنسانية إيجابية، بل ومرسَلة من الله، ولم يعد التعامل معهم عمالة أو خيانة!

وعليه، وقياسا على نفس المنطق الإيراني، فيجب أن ينظر أيضا إلى وجود القوات الأميركية في المنطقة، وتحديدا الخليج العربي، سواء بحرية أو جوية، أو خلافه، باعتباره نوعا من أنواع البوادر الإنسانية الإيجابية، حيث تقوم تلك القوات بحماية المنطقة، واستقرارها، ومنجزاتها، وحتى بترولها الذي يعد بمثابة الزيت المحرك للاقتصاد العالمي، من شرور العدوان الإيراني، كيف لا وطهران تهدد صباح مساء بأنها ستقوم بإغلاق مضيق هرمز، وقامت طوال الأسبوع الماضي تقريبا بمناورات عسكرية في البحر، مقابل دول الخليج، وقامت بعمليات إطلاق صواريخ، هذا عدا عن التصريحات الاستفزازية، وقبل هذا وذاك تقوم إيران بزرع خلاياها، وجواسيسها في المنطقة. لذا، ووفق المنطق الإيراني، فقد يستجيب الله لدعاء أبناء المنطقة، ويرسل لهم القوات الأميركية لتحميهم من القرصنة الإيرانية المستمرة على قدم وساق في منطقتنا، برا وبحرا، ووصلت حتى شق الصف بالطائفية المقيتة، لتقوم تلك القوات بلجم القراصنة الإيرانيين، مثلما فعلت مع القراصنة الصوماليين. وعليه؛ فحينها يجب أن ينظر إلى هذا الأمر على أنه بادرة إنسانية إيجابية من قبل الأميركيين، وهي ليست عمالة أو خيانة، وإنما قد يكون وجودهم في المنطقة هو أن البارئ قد استجاب لدعاء أبناء المنطقة أيضا، مثلما استجاب لدعاء البحارة الإيرانيين

 

لقاء مسيحي جديد

غسان حجار/النهار

 اتصل بي والدي أمس ليسألني هل أرغب، مع أولاد عمي وعدد من الأقرباء، في إقامة لقاء مسيحي جديد نسعى خلاله إلى البحث في أوضاعنا العائلية، ونستعد لترشيح أحدنا للانتخابات النيابية، وإذا ما فشلنا ضمنّا حصّة في البلدية!...ولدت الفكرة من مشاهدة والدي التلفزيون وقراءته في الصحف عن لقاءات مسيحية تتناسل هنا وهناك، وفيها وجوه خرجت من اللعبة مرحلياً، وغيرها راغبة في دخول الحلبة.

منطلق هذا الكلام هو لقاء حريصا الأحد. والهدف ليس النيل من اللقاء في ذاته، إذ انه يضم شخصيات لها الخبرة والتجربة في العمل السياسي على أنواعه. وليس الهدف أيضاً الانضمام إليه، أو التنافس معه، لكن المراد هو البحث في هذا التشرذم السياسي الحاصل، وبرعاية الكنيسة نفسها، والتغطي دائماً بالشعارات المسيحية. فلقاء قرنة شهوان، وبعده لقاء سيدة الجبل، نشأا وترعرعا في كنف الكنيسة، قبل أن يصبح الأخير يتيم الأب والأم. وثمة لقاء آخر يضم في صفوفه أحد المطارنة الموارنة، وثالث لمسيحيي المشرق، ورابع لمسيحيي لبنان، وخامس للموارنة، وسادس للأرثوذكس، وسابع للكاثوليك، وثامن للسريان، وتاسع للأقباط... الخ. كلها لقاءات متعددة لعنوان واحد: القلق على المسيحيين. لكن الطريف في الأمر ان مسيحيي هذا المشرق لا يشاركون في أي من هذه الاجتماعات، بل نمارس عليهم ديكتاتوريتنا بالحديث عنهم، وعرض همومهم وهواجسهم واقتراح الحلول، اذا ما توافرت لدينا حلول، ثم الانتهاء بمقاعد نيابية ووزارية لبنانية، ومناصب يأمل المشاركون في تلك اللقاءات الفوز فيها!

كان بطاركة الشرق يطرحون في كل لقاء لهم دور مسيحيي الشرق ورسالتهم منذ ما قبل الثورات، ولم يتقدموا في الطرح سنة بعد أخرى، بل كانوا يرددون العبارات نفسها، وربما كانت لجنة الصياغة هي نفسها. حتى لجان الحوار الاسلامي – المسيحي أبقت على الوجوه نفسها طوال 30 عاما، شاخت، وبعضها خرف لكنه لم يبرح مقعده. ما يحتاج اليه المسيحيون اليوم، انطلاقا من لبنان الحرية، والمدرسة في الديموقراطية، وإن توافقية، ليس الحصول على مقاعد وزارية ونيابية في مصر والعراق وسوريا، لأن هذه المقاعد، وهي متوافرة في لبنان، لم تضمن عدم الاضطهاد وعدم التهجير. ما يحتاج اليه المسيحيون هو صياغة قوانين تساوي بين المواطنين، أكانوا عرباً أم أعاجم، مسلمين أم مسيحيين، يهوداً أم كافرين. إن قيام المزيد من اللقاءات المسيحية، في حريصا، أو في بكركي، أو في أي من الفنادق، لن يعود على مسيحيي المشرق بفائدة، وكل ما يطمح اليه مخرجو تلك المهرجانات الفولكلورية هو صورة إعلامية تبقيهم في الضوء، ولا تكشف إلا عن مزيد من الشرذمة، ومزيد من شماتة الآخرين بهم.

 

الجامعة العربية ودماء السوريين!

علي حماده/النهار

 يواصل النظام في سوريا قتل المواطنين بلا هوادة، ومن دون اي عوائق تذكر. فبعد مرور ما يقارب الاسبوعين على مهمة لجان المراقبين العرب، لا يزال القتل المنهجي للناس ينتشر في طول البلاد وعرضها. ولا تزال المدن محاصرة، والاعتقالات على قدم وساق. ومن هنا اتى التقرير الاول الذي سلمه الفريق محمد احمد مصطفى الدابي ضعيفا ولا يتناسب مع حقيقة الاوضاع على الارض. فالنظام لم يغير في سلوكه قيد انملة، بل انه يستغل مهمة المراقبين العرب من اجل التوصل الى معلومات ثمينة عن الناشطين على الارض. كما ان الموجة الاولى من المراقبين انطلقت في مهماتها، وتفتقر الى اي خبرة حقيقية في اعمال الرقابة في مناطق النزاعات الساخنة. وقد بدا الضعف العام في اداء المراقبين، فضلا عن ملامح محاباة للنظام، ان لم نقل اكثر، بدت في مواقف الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي ينفخ الساخن والبارد في آن معا. ورب قائل ان العربي يعكس موقفا ضمنيا من المجلس العسكري المصري يرى ان من مصلحة القاهرة ألاّ يسقط النظام في سوريا. فهل صارت مصر الثورة اقرب الى بشار الاسد قاتل اطفال سوريا منها الى ثورة الحرية والكرامة؟ سؤال برسم السلطات المصرية العاتبة على دول مجلس التعاون الخليجي التي تشتري اسلحة بعشرات المليارات من الدولارات من اميركا ولا تسهم في دعم اقتصاد مصر ما بعد الثورة بأكثر من مليار واحد بحسب ما قال رئيس الوزراء المصري.  لقد انطلقت مهمة المراقبين العرب بصعوبة بالغة وسط شكوك كبيرة في اهلية رئيسهم الفريق الدابي صاحب "الايادي البيضاء" في دارفور! وشكّل التقرير الاول المتراخي صدمة اذا ما نظرنا الى حجم المعاناة الانسانية في سوريا. فالصورة واضحة جدا ولا تحتاج الى تأويلات: بشار الاسد يقتل السوريين بالآلاف ويعتقلهم بعشرات الآلاف لمنع سقوط النظام الذي ورثه عن ابيه.

لقد اعطى الشيخ حمد بن جاسم موعدا جديدا لموقف حازم من النظام في سوريا. ففي التاسع عشر من الجاري يقدّم الفريق الدابي تقريرا ثانيا مفصلا عن مدى التزام النظام في سوريا المبادرة العربية على كل المستويات. فوقف القتل ينبغي ان يكون تاما، والحق في التظاهر السلمي كاملا، ودخول البعثات الانسانية العربية ومعها الاعلام العربي والعالمي فوريا. وفي ما عدا ذلك يكون النظام خالف بنود المبادرة العربية، مما يوجب على الجامعة العربية اصدار موقف قوي ونقل الملف الى مجلس الامن مقرونا بتوصية بإحالته على محكمة الجزاء الدولية للنظر في الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها نظام بشار الاسد على مدى عشرة أشهر متتالية. ان الجامعة العربية بأعضائها وأجهزتها موضوعة تحت مجهر الرأي العام. وموعد التاسع عشر من كانون الثاني الجاري يجب ان يشكل حدا فاصلا بين مرحلة واخرى. وفي مطلق الاحوال فإن الشعب السوري البطل يمضي قدما في ثورته من اجل الحرية والكرامة ويلقن العرب والعالم امثولات في الشجاعة والارتقاء الاخلاقي. من هنا ايماننا بحتمية انتصار الحق في بلاد الشام!

 

نصيحة جميل السيد الى ميشال اده!

الكلمة اونلاين/خلال تناوله طعام الغداء الى مائدة رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ميشال اده ،نصح اللواء جميل السيد الوزير الاسبق اده بضرورة اقامة دعوى على الكاتب انطوان بصبوص الذي اساء الى البطريرك الراعي،لكون ما ذكره في كتابه غير صحيح

 

الأمم المتحدة: بان يعتبر أن اللبنانيين هم من بين الأشخاص الأكثر ترحيبا بالضيف

نهارنت/أعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي الاثنين أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يعتبر "ان اللبنانيين هم من بين الاشخاص الاكثر ترحيبا بالضيف الذين يمكنكم العثور عليهم".وتابع المتحدث ان بان "لا يرى سببا يدفعه الى الاعتقاد بان الامر سيكون مختلفا بالنسبة الى هذه الزيارة بالتحديد". ويأتي كلام نيسيركي بعد أن كان أعلن رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك السبت أن الزيارة "غير مرحب بها". واضاف يزبك انه لا يرحب ايضا "بالمزور (تيري رود) لارسن (مبعوث الامم المتحدة لمتابعة القرار 1559)، ولا برسول الشر (مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري) فيلتمان" الذي كان يشغل منصب السفير الاميركي في بيروت قبل سنوات. وردا على اسئلة فرانس برس رفض مسؤولون في حزب الله الإثنين الادلاء باي موقف حول زيارة بان كي مون. ويزور بان لبنان في 13 الجاري وصرح في آخر حديث له أنه "يشجع الحوار اللبناني لحل مشكلة السلاح لأنه الوجود الدائم للسلاح خارج السلطة اللبنانية هو مشكلة".

وفي 15 تشرين الثاني أكد بان في تقريره حول القرار 1701 أن "حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى العاملة خارج سيطرة الدولة تمثل تهديداً لسيادة لبنان واستقراره، وتعرقل التنفيذ التام للقرارين 1559 و1701". ورد الحزب حينها أن التقرير "ينضح بالمغالطات ويتناقض مع أبسط الحقائق الموجودة على الأرض ويؤكد انحياز بان المطلق للإرادة الغربية".

*وكالة الصحافة الفرنسية

 

حزب الله": لم نقرر المشاركة في لقاءات بان كي مون

المستقبل/اعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، في حديث الى "وكالة الأنباء المركزية" أمس، ان "مشاركة وزارء "حزب الله" في برنامج زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولقاءاته في بيروت الجمعة المقبل لم تتحدد بعد". واكد ان "الحزب لم يتّخذ حتى الان قراراً بالمشاركة، ولكن عندما يفعل سيُصدر بياناً توضيحياً في هذا الشأن".

وحذر رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد، خلال حفل تأبيني لوالدة جميل السيد في بلدة النبي أيلا البقاعية، "من اتجاه فوقي، بات يُرى على السطح ، يريد أن يأخذ حركة النهوض العربي من اتجاه المواجهة مع الخطر الأساسي وهو العدو الصهيوني إلى اتجاه لا علاقة له إلا بموضوع الإستبداد والديكتاتوريات، وهذا الإتجاه خطر جداً لأنه يعني تجميد التناقض والصراع مع العدو الرئيسي وخلق تناقض آخر كاذب وخادع بديل عن التناقض مع العدو الصهيوني ". ورأى أن "المعيار في الحكم على الثورات أو النهضات أو الإنتفاضات العربية، هو هل أنها ستكون جزءاً من مشروع تحرير فلسطين أم لا ". واستغرب "من تصرف بعض العرب الذين سارعوا لعقد اجتماع للجامعة العربية لأنه لم يعجبهم سلوك المراقبين العرب الذين أرسلوهم هم إلى سوريا، في حين أنهم لم يعيروا اهتماماً لسياسة الإستيطان والتهويد الشامل ، فلم نر منهم الحمية العربية والعزة العربية والدموع العربية على فلسطين والفلسطينيين وعلى القدس".

 

عرض الأوضاع مع عسيري وشؤوناً إنمائية مع مقبل/ الرئيس الجميل: الحملة على زوارنا مخطط لعزل لبنان

المستقبل/رأى الرئيس أمين الجميل في الحملة الشرسة التي تشن على السفارات ومؤسسات الأمم المتحدة وزوار لبنان الأجانب "مخططا لعزل لبنان عن صداقاته وعن حضوره في المحافل الدولية من اجل ربطه بمحور اقليمي لا يخدم مصلحة لبنان الوطنية والإستراتيجية". ودعا الى "تواجد لبنان بقوة في المحافل الدولية ويلعب دوره كاملا فيها، تحصينا للساحة الداخلية في هذه المرحلة من الثورات التي تمر بها المنطقة". وطالب بـ"إنجاز شرعة إطار تشكل البوصلة لكل الإنتفاضات والثورات العربية، وتؤسس لأنظمة تدفع مسار الحرية والديموقراطية وتضمن الشراكة الحقيقية والأحترام لكل مكونات هذه المجتمعات الطائفية والمذهبية". بحث الرئيس الجميل في بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي أمس، مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.

والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، في حضور نجله النائب سامي الجميل وتم عرض الأوضاع العامة ومواضيع إنمائية. وقال مقبل بعد اللقاء: "زيارتنا للرئيس الجميل هي لإطلاعه مع النائب سامي الجميل على المشروع الذي سينفذ بالنسبة الى جسر جل الديب. حكي بأن هناك اتفاقات وتطبيقات تمت، هذا كله كلام غير صحيح، فبوجود هذه الحكومة لا تطبيقات ولا اتفاقات".

بدوره، أشار سامي الجميل الى انه "هناك خطرا داهما على اللبنانيين في جل الديب، فهناك جسر سيهبط بين يوم وآخر، لا نعرف متى، لذلك نحيي المبادرة التي اتخذها دولة الرئيس. لقد تم تقديم مشروع كامل حاز على تأييد رؤساء البلديات المعنية في المنطقة، ونحن نتمنى ان يقر بأسرع وقت في مجلس الوزراء ويتم البدء بتنفيذه سريعا فهو يسهل تحرك السير في منطقة ساحل المتن ويحمي المواطنين اللبنانيين والمتنيين من خطر انهيار الجسر الحالي". من جهة أخرى، تحدث الرئيس الجميل للصحافيين، قائلاً: "ما يقلقنا في الوقت الحاضر هي طريقة تعاطي الدولة مع مجموعة من الأمور الداخلية مثل التعاطي مع قضية الأجور والأمن والإنماء، نشعر بأن هناك غيابا كاملا لإدارة شأن الدولة والتغاضي عن أمور الناس الحياتية وسير المؤسسات من خلال عدم صدور التعيينات".

وتوقف عند "الحملة الشرسة على السفارات وعلى الأمم المتحدة وقوات الطوارىء الدولية، وعلى زيارات مسؤولين اجانب للبنان حيث تنطلق في كل مرة حملات التجريح والتشكيك وتطرح تساؤلات مغرضة، وهذا الأمر ليس ببريء وهو يرمي الى عزل لبنان وتعطيل دوره في المحافل الدولية، وفصله عن اشقائه وأصدقائه، ويبدو ان هناك مخططاً لعزل لبنان عن صداقاته وعن حضوره في المحافل الدولية لربطه بمحور اقليمي لا يخدم مصلحة لبنان الوطنية والإستراتيجية"، مطالباً بـ"ضرورة ان يلعب لبنان دوره كاملا في المحافل الدولية وان يتواجد بقوة فيها، فهذا ما يحصن الساحة الداخلية في هذه المرحلة التي تمر فيها المنطقة بثورات وخضات". وحول ان الحكومة تربط كل القرارات بأمور سياسية وهل تتوقع ان يلاقي قرار رفع الأجور نفس المصير، أجاب: "نتمنى على الحكومة ان تأخذ قرارات، فنحن نشكو من عدم اتخاذها القرارات. أما القرارات التي تأخذها فهي قرارت النأي بالنفس وهي لا تخدم مصلحة المواطنين ولا تعزز حسن سير المؤسسات".

وعن اعلان البطريرك الماروني بشاره الراعي ان الحوار بدأ مع "حزب الله" وسيكون عيداً كبيراً في حال سلم الحزب سلاحه، أجاب: "يقوم غبطة البطريرك بدور مشكور، ونرحب بكل المساعي من بكركي التي نعرف حرصها على المصلحة الوطنية، وأمنية الشعب اللبناني هي ان تنجز السيادة الكاملة ولا يتم ذلك الا اذا اختزل السلاح بيد الدولة اللبنانية دون سواها".

وحول تخوف وزير الداخلية مروان شربل من عدم إقرار قانون الإنتخاب الجديد والعودة الى قانون الإنتخاب السابق، أجاب: "هذا موضوع دقيق جدا ونخشى ان يتحول الى قصة :"إبريق الزيت"، نحن نقوم بكل ما هو لازم، وبحوار بالتعاون مع كل الأفرقاء وعلى مختلف المستويات انطلاقا من لقاء بكركي. لقد التقينا مع تيار المستقبل وسنلتقي مع كل الإفرقاء الآخرين، ونأمل أن ننجز مشروعا يحقق المشاركة والشراكة الحقيقة من خلال مجلس النواب لإدارة شؤون البلد وتحديد الخيارات الوطنية الإستراتيجية للبنان، مطلبنا ان يكون هناك تمثيل صحيح ونحن مع قانون يلتقي مع هذا المطلب".

وحول القرار الذي صدر حول سوريا بالأمس (أول من امس)، رأى ان "البحث انتقل من شرعية النظام السوري وقدرته على الإمساك بالأمور الى مهمة المراقبين العرب ومصيرهم. المطلوب من جامعة الدول العربية ان تحقق اهدافها وان يقوم المراقبون بواجبهم، لنا الثقة بأمين الجامعة العربية، وإذا نجحت هذه المهمة في سوريا فيمكن ان تفتح مجالاً واسعاً للإستقرار على صعيد العالم العربي وتعزيز الديموقراطية والحرية". وختم: "ما يهمنا في هذا المجال هو إنجاز شرعة اطار تشكل البوصلة لكل هذه الإنتفاضات والثورات في العالم العربي وتؤسس حقيقة لأنظمة تدفع مسار الحرية والديموقراطية ويكون هناك شراكة حقيقية واحترام لكل مكونات هذه المجتمعات الطائفية والمذهبية".

 

واشنطن بوست": 500 عسكري سوري منشق في شمــال لبنان

المركزية- كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مجموعة من العسكريين السوريين المنشقين البالغ عددهم 500 عنصر، وجميعهم من السنّة، يعيشون في لبنان حالة من الفقر والسريّة، من دون إمكان الوصول إلى السلام، مشيرة الى أنهم لا يحصلون على دعم خارجي، ولم يزرهم أي من الملحقين العسكريين، ولكن لا مانع لديهم من أخذ الأسلحة والمال من أي جهة مانحة. ةوأكّد المنشقون للصحيفة نفسها أنهم جميعاً من وادي تل كلخ، وأن عددهم قليل، موضحين أنه بناء على أوامر رؤسائهم، علّقوا الأعمال الهجومية في الأسبوعين الأخيرين خلال زيارة بعثة جامعة الدول العربية، مشيرين إلى أنهم يتلقون الأوامر من الكولونيل المنشق رياض الأسعد الذي يقود الفريق من جنوب تركيا.

 

"شبيحة النظام يبيعون أسلحتهم بأسعار مرتفعة

يقال نت/بينما تدور تساؤلات عن مصادر تسليح «الجيش السوري الحر»، المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يضم جنودا وضباطا انشقوا عن النظام بعد اندلاع الثورة السورية منتصف مارس (آذار) الماضي، أكد ضابط قيادي رفيع في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن إمكانات الجيش المادية ضعيفة جدا وتأتي في معظمها من مواطنين سوريين في غياب أي دعم خارجي سياسي أو مادي. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه: «لو كانت إمكاناتنا كبيرة كان الوضع على الأرض قد اختلف كثيرا، وكنا أسقطنا النظام».

وفي حين لفت القيادي إلى أن الأسلحة الموجودة لديهم خفيفة، أي من نوع «آر بي جي» و«كلاشنيكوف»، قال: «نحصل على هذه الأسلحة عن طريق المنشقين الذين يهربونها معهم أو تلك التي نحصل عليها إثر الغارات التي ينفذونها ضدنا ونشتري قسما كبيرا من أسلحتنا من شبيحة النظام، لا سيما من ضباط كتائب الأسد، وعدد منهم ينتمون إلى الطائفة العلوية الذين يعارضون النظام ولكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك»، لافتا إلى أن عملية بيع هذه الأسلحة تخضع لما يمكن تسميته بـ«السوق السوداء». وأضاف: «يقومون باستغلالنا وبيعنا أسلحتهم بأسعار مرتفعة جدا؛ إذ نشتري الـ«آر بي جي» الواحد بـ500 دولار أميركي والـ«كلاشنيكوف» بألفي دولار أميركي، لافتا إلى أن المساعدات المادية لا تأتي إليهم من رجال الأعمال والمغتربين السوريين الذين في معظمهم من مؤيدي الثورة السورية ولا يزالون مؤيدين للنظام السوري ولبشار الأسد، بل من المواطنين العاديين.

من جهة أخرى، يؤكد القيادي أن الحديث عن وجود مئات المنشقين من الجيش السوري في شمال لبنان مبالغ فيه، ويقول: «الوضع في لبنان حساس جدا، هناك عدد محدود من هؤلاء العناصر الذين هربوا إلى شمال لبنان ولا يقومون بأي أعمال عسكرية لأنهم يتعرضون إلى ضغوط كبيرة تمنعهم من التحرك، حتى إنهم يقيمون هناك بصفة عمال خوفا من أن يتم القبض عليهم».

وفي حين لم ينفِ أن معظم المنشقين من الضباط والعناصر ينتمون إلى المذهب السني، أشار إلى أن هناك عددا منهم من الطائفة الدرزية، إضافة إلى إشارات واضحة يتلقاها «الجيش الحر» من ضباط من الطائفة العلوية سيعلنون انشقاقهم في وقت قريب. وقال: «قد نفتح باب التطوع قريبا، لا سيما أن هناك عددا كبيرا من العائلات السورية التي تمتنع عن إرسال أبنائها إلى الجيش للخدمة العسكرية في ظل الوضع الحالي ويطلبون منا السماح لهم الانخراط بـ(الجيش الحر)». وأكد: «لا نزال نحرص ونعمل للوصول إلى سوريا حرة وديمقراطية مدنية؛ لذا رفضنا، ولا نزال نرفض، العمل مع تنظيمات عدة قال عناصرها إنهم مستعدون للجهاد في سوريا».

وعن الدعم التركي الذي يحصل عليه «الجيش السوري الحر»، يرى القيادي أن «موقف تركيا، حتى الآن، لا يزال غير واضح، الأمر الذي سينعكس سلبا علينا بشكل خاص وعلى الثورة السورية بشكل عام». ويضيف: «عمدنا في مرحلة سابقة إلى فتح حساب لتلقي المساعدات المادية، فإذا بنا نفاجأ بعد أيام قليلة بإقفاله ومنعنا من الاستمرار بتلقي الدعم المادي بهذه الطريقة». كذلك اعتبر أن أداء المجلس الوطني السوري مخزٍ وضعيف ورؤيته غير واضحة، وقال: «يفتقد استراتيجية واضحة، ومواقفه ضعيفة لا ترقى إلى حد المسؤولية التي أوكلت إليه، الأمر الذي ينعكس سلبا على الشارع السوري وعلى شباب الثورة الذين بدأوا يفقدون صبرهم تجاه هذا المجلس ومواقفه».

 

"النهار" تنشر محضر جلسة لجنة الدفاع وردّ الوزير المعني

غصن: لم أقصد عرسال

نواب المعارضة: لا حكومة بل حكومات

منال شعيا/التهار

مثلما دخل النواب جلسة لجنة الدفاع، خرجوا. لا معلومات جديدة اضيفت الى معلوماتهم، وبالطبع، لم يبدّل احد منهم موقفه. استمعوا الى وزير الدفاع فايز غصن، كما كان مقررا في جدول الجلسة. وفي المحصّلة، خرجوا باستنتاج واحد: حتى اللحظة، الحكومة متناقضة في هذه المسألة ولا تدابير اتخذت على الارض، وان وجود تنظيم "القاعدة" او عدمه لا يزال محصورا في التصريحات الاعلامية. "النهار" حصلت على محضر الجلسة، وفق تقاطع معلومات من اكثر من نائب. رئيس اللجنة النائب سمير الجسر ضبط الايقاع منذ البداية، وادار الجلسة وفق اطار محدد. استهلّها بسرد تصريحات عدة لرئيسي الجمهورية والحكومة ولوزيري الدفاع والداخلية، انطلاقا من التصريح الشهير لغصن في 20 – 12- 2011 حين تحدث عن وجود "القاعدة" في عرسال، فأبرز الجسر التناقض بين هذا التصريح وتصريحات المسؤولين الآخرين.

اسئلة الجسر

بعد السرد، طرح الجسر خمسة اسئلة على الوزير:

1 – ما هو مصدر هذه المعلومات؟ وهل الامر مختص بعرسال؟

 2 – هل المعلومات تشير الى اشخاص من عناصر " القاعدة" او من الذين يؤمنون بفكر "القاعدة"؟ وفي حال الايجاب، هل يعلم الجيش والقوى الامنية اماكن وجودهم؟

3 – كيف ترون ان المسألة هي من مسؤولية جميع الافرقاء؟ وماذا تعملون في هذا الاتجاه؟

4 – الا تشكل تصريحات المسؤولين تناقضا مع تصريحكم في 20 – 12 – 2011 عن وجود "القاعدة"؟ الا يتناقض تصريحكم الاخير على قناة الـ"او. تي. في" مع تصريحي وزير الداخلية واللواء اشرف ريفي، اذ انكم تؤكدون وجود "القاعدة" وهما ينفيان، وبالتالي ثمة تناقض بين معلومات وزارة الداخلية واجهزتها الامنية، ووزارة الدفاع واجهزتها؟

5 – هل كنتم ترون ان ثمة ضرورة في طرح الموضوع علنا؟ أليس من الافضل الا تكون المعالجات الامنية علنية، كي تحقق اغراضها وتحول دون تداعيات امنية وسياسية واقتصادية؟

بعد اسئلة الجسر، وقبل ان يجيب الوزير، تدخل النائب غازي زعيتر بالنظام، ليقول: "أليس من الافضل ان يكون رئيس الحكومة ووزير الداخلية واللواء اشرف ريفي موجودين في الجلسة، لكونها مخصصة للبحث في تناقض تصريحات هؤلاء؟".   

تلاه النائب زياد القادري ليضم صوته الى زعيتر ويضيف: "علينا اولا ان نسمع رد الوزير، ولم لا نوجه دعوة ايضا الى قائد الجيش، ولا سيما ان الاخير كان موجودا في عرسال، وابلغنا اهالي البلدة ورئيس البلدية ان قائد الجيش يفيد ان ليس هناك قاعدة".   

ردّ الوزير غصن ومداخلات   

هنا، ردّ الوزير. بدا لافتا ان غصن كان هادئا طوال الجلسة، وتحدث بدماثة. فقال: "لم اقصد منطقة عرسال، بل الحدود مع سوريا، وانا لم اقل ان عرسال تؤوي ارهابيين، وذكرت عرسال لان الجيش تعرّض لاعتداء فيها".

واوضح ان " مصدر المعلومات هو الجيش، واتت ضمن اجتماع امني مع قادة امنيين وقادة اليونيفيل، وجاءت في سياق الحديث عن التهريب وضبط الحدود. ووفق التقارير، فإن من لوحق في عرسال في تشرين الثاني الماضي، ويدعى حمزة القرقوز، مطلوب دوليا ويعتبر ارهابيا". واشار الى ان " طول مساحة الحدود بين لبنان وسوريا 73 كيلومترا، والتهريب لا يسجل في عرسال فقط".

وتابع غصن: "نحن لسنا طائفيين ولا مذهبيين، وانا مستعد لأن آخذ الامور في صدري. وانا على رأس وزارة الدفاع واقرأ كل التقارير، وفي مجلس الدفاع الاعلى، ادلت كل الاجهزة بما لديها، وكانت افكارها متوافقة. ولا اعلم لماذا اخذ تصريحي كل هذه الضجة، وكادت الدنيا ان تهبط على رؤوسنا، علما ان ثمة تصريحات مماثلة في الاعلام، منذ عام 2000، ولم تقم القيامة، ولا سيما ان مثَلَيْ عين علق وفتح الاسلام لا يزالان في الاذهان، مما يدل على ان تصريحي اخذ في السياسة. اما بالنسبة الى وزير الداخلية، فهو له تصريحان مختلفان، ولا بد ان يسأل هو عنهما". وصمت الوزير بعدما ادلى بما لديه عبر ردّ مكتوب. بدا واضحا ان الفريقين جهزا نفسيهما، وبقي الاطار العام مضبوطا، لولا مداخلة النائب الوليد سكرية التي لاقت رفضا. فقد ادلى بموقف اجاز فيه دخول القوى السورية لبنان. فأتاه الرد من الجسر "بشكل صارم": "هذا كلام غير مقبول. وماذا عن استباحة الحدود والاراضي اللبنانية؟ وماذا تقول اذاً عن دخول اسرائيل؟".

فتابع سكرية ليقول ان "موضوع عرسال استغل سياسيا، وتاجرت به فئة خدمة لمصالحها". فردّ القادري والنائب جمال الجراح، واكدا ان " تبني موقف سياسي لا يجوز وضعه دائما في خانة المتاجرة". وقال القادري لسكرية: "انت تدافع دوما عن حزب الله، فهل تسمح بأن اقول لك ان في الامر متاجرة؟".

وفيما بلغ عدد النواب المشاركين في الجلسة 22، منهم من خارج لجنة الدفاع، لفت صمت لنواب " تكتل التغيير والاصلاح"، اذ تكلم النواب سكرية وجورج عدوان وخالد الضاهر والجراح وكاظم الخير والقادري وعلي عمار وهاني قبيسي.

نواب كتلة "المستقبل" رأوا في جواب غصن "ردا دفاعيا سياسيا"، وانهم لم يحصلوا على "اجوبة شافية"، في حين لفتت مداخلة قبيسي حين تمنى سحب الموضوع من الاعلام، مؤيدا عدوان الذي طلب " معالجة رصينة للمسألة، وبالتالي لا بد من دعوة وزيري الدفاع والداخلية لتحديد نمط التعامل مع الامور الامنية".

اما عمار فكان هادئا وتحدث عن الشق الامني عموما، فيما سأل القادري عن توقيت اثارة المسألة، قائلا: "جرس الانذار يكون داخل المؤسسات ومع الاجهزة وليس في الاعلام"، رافضا ان " يكون الموضوع سببا للانقسام بين 14 آذار و8 آذار لان الامن يعني الجميع". واثار "التناقض بين الموقفين اللبناني والسوري، اذ ان غصن قال ان التهريب هو في اتجاه لبنان، اما الجانب السوري وفي رسالته الى الامم المتحدة، فأفاد ان وزير الدفاع اللبناني قال ان هناك تهريبا من لبنان الى سوريا، فهل استفسر الجانب اللبناني من سوريا عن هذا الموقف؟".

لم يحصل القادري على جواب من غصن، فتابع ليؤكد انه "لا يجوز الخلط بين التهريب والارهاب، فالتهريب قديم في لبنان وله مناطق عدة". واخيرا، عرضت جملة توصيات، منها للجراح الذي اقترح اعتبار المواطنين الثلاثة الذي قضوا في وادي خالد الى جانب خالد الفليطي في عرسال، "شهداء الوطن"، مما لاقى اعتراضا من النواب الذين طلبوا انتظار التحقيقات لمعرفة ما اذا كان هؤلاء ارهاببين ام لا. وبناء على طلب الجسر، تقرّر عدم التصويت على اي من التوصيات، ووعده غصن بتزويد اللجنة قريبا تقريرا امنيا عن التحقيقات في مقتل هؤلاء.

وبعد الجلسة، خرج نواب "المستقبل" بانطباع ان ردّ الوزير "يفتقد الجدية والموضوعية"، فيما نواب المولاة لفتوا الى ان "الموضوع حملّ اكثر مما يجب".

وسارع النائب سامي الجميل الى التصريح مطالبا بثلاثة أمور: "اجتماع الحكومة لاتخاذ موقف موحد، التحرك الميداني الفوري اذا كان هناك قاعدة، الطلب الى وزير الدفاع والجيش حماية الاراضي وعدم استباحة الحدود، واطلاق النار على كل قوى اجنبية تستبيح الحدود".

وختم الجسر: "ليس المطلوب منّا نفي وجود القاعدة بل التأكد ووضع اطر المعالجة".   

وفيما ستتابع لجنة الدفاع الموضوع، لترى ما اذا كانت هناك حاجة إلى دعوة وزير الداخلية الى جلسة مقبلة، علمت "النهار" ان المعارضة ستواصل اثارة الموضوع، وسيقدّم القادري خلال اليومين المقبلين استجوابا للحكومة.

 

رئيس لجنة الدفاع النائب سمير الجسر: غصن لم يقصد بلدة عرسال بشأن "القاعدة" بل الحدود مع سوريا 

أوضح رئيس لجنة الدفاع النائب سمير الجسر أن وزير الدفاع فايز غصن "لم يقصد بلدة عرسال بل الحدود مع سوريا ولم يقل ان عرسال لم تأوي ارهابيين وان مصدر المعلومات هو الجيش" لافتا الى أن "من جرت ملاحقته كان مطلوب دوليا". الجسر وإثر انتهاء جلسة لجنة الدفاع أشار الى أن "غصن أكد انه على رأس وزارة الدفاع ويقرأ جميع التقارير ووزير الداخلية يسأل عن ذلك والجيش يتعاون مع الاجهزة".

الجسر أكد أن "المساءلة هي خارج اللجنة وتكون اما الهيئة العامة والطريقة الاولى هي السؤال والطريقة الثانية هي الاستجواب".

 

جنبلاط: غباء بعض المسؤولين يسمح لهم بطرح موضوع "القاعدة" غب الطلب

نهارنت/رأى رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "بعض المسؤولين السياسيين أو الأمنيين هم غب الطلب" بطرح موضوع تنظيم القاعدة واصفا هذا العمل بـالغباء متطلعا في سياق آخر "إلى الوقت الذي تصبح فيه الجامعة العربيّة تمثل الشعوب العربيّة الحرة مع الاكتمال المرتقب لدورة الثورات العربيّة" في سياق إلى سوريا. وقال جنبلاط في تصريح لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الإشتراكي ينشر الثلثاء "أصبح بإمكان الطبقة السياسيّة اللبنانيّة الركون الى مصطلح جديد تستطيع أن تستخدمه في أدبيات الحياة السياسيّة اليوميّة، وأن تستغله وفقاً لما يتطابق مع مصالحها ومواقفها وهو مسمّى "تنظيم القاعدة" الذي بات جاهزاً غب الطلب".وأبدى جنبلاط اعتقاده ان خذا الموضوع "يُسحب من الدرج عند الحاجة وها هو إستخدامه في هذه المرحلة يزدهر بعد أن نُفض عنه الغبار من قبل مرجعيّات رسميّة وأمنيّة هي بحد ذاتها تعمل غب الطلب". وأشار وزير الدفاع فايز غضن منذ شهر إلى أن عناصر من القاعدة تسللوا إلى بلدة عرسال البقاعية تحت ستار أنه من "المعارضة السورية" الأمر الذي عاد ونفاه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وأثار سخط أعالي البلدة الذين طالبوا بنشر الجيش على الحدود. وتابع جنبلاط "بعض المسؤولين السياسيين أو الأمنيين هم بدروهم، على ما يبدو غب الطلب، فهم لم يتوانوا عن إلصاق تهمة الارهاب بحق بلدة لبنانية عربية عريقة هي عرسال التي تقع في وسط منطقة مناضلة ومحرومة تاريخياً". وأبدى اعتقاده أن "غباء هؤلاء لم يسمح لهم أن يقدروا حساسيّة المواقف التي أطلقوها ومفاعيلها السلبيّة على البلدة ذاتها ومحيطها الجغرافي طبقاً للمعطيات المذهبيّة المعروفة في لبنان". وعلى مستوى الأزمة السورية كرر أن "حركة الشعوب لا تعود الى الوراء، ولن تعود الى الوراء والأهم من الضياع في تفاصيل وغياهب الأمور الأمنيّة هو التأكيد على الحل السياسي الجذري الذي تبنّته جامعة الدول العربيّة". وأضاف "نتطلع إلى الوقت الذي تصبح فيه الجامعة العربيّة تمثل الشعوب العربيّة الحرة، مع الاكتمال المرتقب لدورة الثورات العربيّة، فإننا نأمل أن تُلبى طموحات كافة الشعوب العربيّة بالمساواة والحريّة والديمقراطية والتنوع وحقوق المرأة بعيداً عن حسابات بعض الأنظمة". وتوجه جنبلاط "الى المناضلة منتهى الأطرش ومن خلالها الى الناشطات والناشطين السوريين بتحية كبيرة على نضالهم السياسي السلمي لتحصيل حقوقهم الوطنيّة المشروعة". كما اعتذر عن "التأخر في اللحاق بركب التغيير متمنياً إنتهاء هذه الأزمة في سوريا في أسرع وقت ممكن لتخرج أمامنا سوريا جديدة حرة، ديمقراطيّة متنوعة" كما قال. ومنتهى الأطرش هي ابنة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش والناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية، شددت في تصريح قبل أيام على ان "جزءاً من الدروز ولا سيما الفقراء منهم يتمّ إغراؤهم بالمال من أجل الانخراط في فرق الشبيحة". ووصفت تصريح جنبلاط لدروز سورية الى "الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري" بانه "جيد جداً لكنه متأخر".

على المستوى الداخلي ثمن جنبلاط خطوة وزير الزراعة حسين الحاج حسن ب"شراء محاصيل الزيت لهذا الموسم لما تؤديه من مساهمة في دعم وصمود الأهالي وحثهم على الحفاظ على هذه الزراعة التقليديّة الهامة".

 

الراعي يعلن أن البطريركية بدأت رسميا حوارا مع حزب الله: لا نقبل أن يستقوي فريق بسلاحه

نهارنت/رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أننا نعيش اليوم أزمة حكم وحكومة، معلنا في الوقت عينه أن "البطريركية بدأت رسميا حوارا مع حزب الله للتحاور حول كل الامور"، رافضا يستقوي فريق بسلاحه " لا نقبل أن يبقى السلاح الخفيف أو الثقيل خارجا عن ارادة الدولة". وقال الراعي خلال استقباله الاعلاميين المعتمدين في الصرح البطريركي في بكركي: "ليس خافيا على أحد أن هناك أزمة حكومة وحكم، وهذا يعني أن عجلة العمل لم تنطلق حقيقة، بينما الحاجات كبيرة جدا، وهي لم تنطلق بالمطلق، هناك امور كثيرة لا تزال واقفة، ومعها الاوضاع متأزمة، في وقت نحن بأمس الحاجة الى أن تلبي الحكومة الحاجات المطلوبة". وإذ لفت الى أنه "إذا بقيت الامور على ما هي فإننا ذاهبون الى كارثة اقتصادية ومعيشية"، رفض الراعي "أن يستمر الحكم حيث يقف كل واحد عند مصالحه ورؤيته وتفكيره الشخصي"، مؤكدا أننا "بحاجة الى ثقة، وأن يجلس المسؤولون الى الطاولة ويتحاوروا". وأوضح "نحن في عالم عربي يعيش صراعا وآلام مخاض كبيرة، ولبنان له دور سلام يعلبه ووساطة وتهدئة أوضاع في هذا العالم"، مشددا على أن " لبنان لا يستطيع أن يبقى غارقا في أموره الخاصة، ولا يستطيع الحكم في لبنان أن يتغاضى عن أكبر أزمة تنذر بكوارث على المستوى الاقتصادي والمعيشي، يعني أن الامور اذا بقيت على ما هي فإننا ذاهبون الى كارثة اقتصادية ومعيشية. نحن لا يمكننا ان نقبل ان يستمر الحكم حيث يقف كل واحد عند مصالحه ورؤيته وتفكيره الشخصي". وأضاف: "لبنان بحاجة الى تشريعات على كل المستويات وخصوصا على مستوى القانون الانتخابي"، مشيرا الى ان الكنيسة مع قانون انتخابي يجمع ويتوافق عليه جميع اللبنانيين. وحول سلاح حزب الله، الراعي: "سيكون " كبيرا اذا سلم حزب الله سلاحه، يجب أن نكون واقعيين وأن نعرف من هو المسؤول عن من، ويجب ن نعرف ان مشاكلنا اغلبها تأتي من الخارج وربعها فقط من الداخل". كما دعا الراعي الى "التحاور داخليا وأن نقول بأننا لا نقبل أن يبقى السلاح الخفيف أو الثقيل خارجا عن ارادة الدولة رافضا "أن يستقوي فريق بسلاحه وأن يفرض نفسه كما يريد". وأردف: "نحن نقول كل هذه الامور، لكن هذا الامر لا يحل الموضوع، لانها كحبة "البنادول" بينما نحن بحاجة الى عملية جراحية". وأعلن الراعي أن البطريركية بدأت رسميا حوارا مع حزب الله، للتحاور حول كل الامور لكن ليس في الاعلام بل على الطاولة. هذا وأشار البطريرك الى أنه وجه دعوة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة بكركي في خلال زيارته المقبلة للبنان.

 

رئيس لجنة "الدفاع" النيابية النائب سمير الجسر عن غصن أمام لجنة الدفاع: لم أقل أن عرسال أوت إرهابيين

نهارنت/أكد رئيس لجنة "الدفاع" النيابية النائب سمير الجسر أن "وزير الدفاع فايز غصن لم يقصد بلدة عرسال بل الحدود مع سوريا ولم يقل ان عرسال أوت إرهابيين وان مصدر المعلومات هو الجيش ".

وقال الجسر بعد جلسة مساءلة لغصن الإثنين في مقر مجلس النواب بساحة النجمة "غصن أكد انه على رأس وزارة الدفاع ويقرأ جميع التقارير ووزير الداخلية يسأل عن ذلك والجيش يتعاون مع الاجهزة".

وكان قد كشف غصن منذ شهر أن عناصر من تنظب القاعدة يتسللون إلى بلدة عرسال البقاعية تحت ستار أنهم من المعارضة السورية إلا أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل نفى بعدها علمه بذلك. وأثار الأمر تصاريح وتصاريح إعلامية مضادة بين المعارضة والأكثرية. وسؤل الجسر إلى ان يتجه الموضوع فلفت الى انه "بالنسبة لنا نحن نسمع ونستوضح اما المساءلة فهي خارج اللجنة وتكون اما الهيئة العامة والطريقة الاولى هي السؤال والطريقة الثانية هي الاستجواب". وكان قد أوضح الجسر في حديث لصحيفة "النهار" نشر صباح الاثنين، أن "هدف الجلسة سيكون الاستماع الى الوزير غصن بعد تصريحه الأخير الذي ترك تأثيرات عدة على النواحي الأمنية والسياسية وحتى الاقتصادية". وأضاف أن "اللجنة لا تهدف الى محاسبة الوزير لأن هذا الأمر ليس من مهماتها بل يعود الى الهيئة العامة للمجلس، إلا أن من واجب اللجنة الاستماع الى الوزير في مسائل حساسة ومهمة كهذه". من جهتها أشارت مصادر في حديص لصحيفة "اللواء" صباح الإثنين إلى أن تحرك هؤلاء النواب لن ينحصر في هذا الإطار فقط، بل سيتعداه إلى التقدم باستجواب لغصن، لوّحت به كتلتا "القوات اللبنانية" و"المستقبل" اللتين أعلنتا عن نيتهما بتحويل السؤال الى استجواب وطرح الثقة به. كما أشارت صحيفة "السفير" إلى استعداد ممثلي قوى "14آذار" لشن هجـوم عنيف على غصن وجهوزية نواب "8 آذار" للدفاع عنه في جلسة اليوم. يشار إلى أن سوريا أعلنت إثر تفجير طال مراكز أمنية في دمشق منذ أسابيع عدة، أنها تلقت معلومات من الدولة اللبنانية تفيد بوجود عناصر من "القاعدة" في المنطقة وسارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إليها، في إشارة إلى تبني كلام غصن.

 

الوكالة الذرية تؤكد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو الايرانية

نهارنت/أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين ان ايران باشرت انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في موقع فوردو الواقع في مكان حصين تحت جبل يصعب قصفه. وقالت الوكالة في بيان مقتضب "بامكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تؤكد ان ايران باشرت انتاج اليورانيوم المخصب حتى نسبة 20% في موقع فوردو للتخصيب". واضافت ان "كل المعدات النووية في المنشأة تظل تحت مراقبة الوكالة".وكان دبلوماسي غربي في فيينا رفض كشف هويته اشار الاثنين الى بدء هذه الانشطة معتبرا ان "هذا الاستفزاز الاخير يعزز قلق المجتمع الدولي". وكان أعلن ممثل ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الاثنين ان انشطة تخصيب اليورانيوم بدات في منشأة فوردو الجديدة تحت اشراف الوكالة. وهذا اول اعلان من جانب طهران عن عمليات تخصيب في موقع فوردو الواقع على بعد 150 كلم جنوب غرب طهران والمبني تحت جبل ما يجعل من الصعب شن اي هجوم عليه. وقال سلطانية لشبكة تلفزيون العالم الايرانية الناطقة بالعربية ان "كل الانشطة النووية وخصوصا تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو تجري تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتخصيب اليورانيوم في صلب نزاع مستمر منذ سنوات بين ايران والمجتمع الدولي الذي يخشى ان يخفي برنامج ايران النووي اهدافا عسكرية رغم نفي ايران المتكرر لذلك. وصوت مجلس الامن الدولي على ستة قرارات تضمنت اربعة منها عقوبات لارغام الجمهورية الاسلامية على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. واليورانيوم المخصب دون 20% يستخدم فقط لاغراض سلمية لكن اذا تجاوز التخصيب نسبة العشرين في المئة فقد يستخدم لصنع السلاح الذري.

*وكالة الصحافة الفرنسية.

 

بري عن الوضع السوري: المصلحة تقتضي أن تنجح المباردة العربية على علاتها

نهارنت/رأى رئيس مجلس النواب نيبه بري أن اعتماد "النسبية مع الدوائر الموسعة" في القانون الإنتخابي الجديد، تحقق التمثيل الأفضل للبنانيين، كاشفا في إطار آخر أن أن البند الاول الذي سيبحث فيه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون هو ملف النفط والحدود البحرية، معتبرا في سياق آخر أن المصلحة تقتضي أن تنجح المبادرة العربية حول سوريا "على علاتها". وقال بري خلال استقباله وفدا من مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد البعلبكي أن "النسبية مع الدوائر الموسعة لكونها تخفف مستوى الطائفية والمذهبية ، وتؤكد التلاحم الوطني وحاجة اللبنانيين الى بعضهم البعض، وتحقق التمثيل الافضل. وأكد أهمية "البطاقة الانتخابية الممغنطة التي تضبط عملية الانفاق الانتخابي وتخففه وتضمن حرية للناخب والمرشح في آن واحد، وتسمح بمشاركة الاغتراب في العملية الانتخابية"، مشددا على "الكوتا النسائية"، وضرورة تمثيل المرأة والارتقاء بهذا التمثيل الى المستوى الذي يتناسب مع موقع المرأة ودورها في المجتمع". وحول ملف النفط النفط، أشار بري الى أن أول من تناوله هو الامام موسى الصدر، مركزا على أهمية الإسراع في الموضوع، ومذكرا أن "هناك التزاما من الحكومة بأن يتم التلزيم قبل 31 آذار المقبل". وإذ أشار الى أنه تناول الموضوع في احتفال تدشين مياه عين الزرقا في البقاع الغربي، ذكر بأنه طرحه أيضا على طاولة الحوار بالاستناد الى دراسات شركات كبرى وخبراء أكدوا وجود كميات كبيرة من النفط والغاز في المياه اللبنانية في الجنوب"، موضحا أن "هناك دراسات أخرى مستجدة تؤكد وجود كميات مماثلة في المياه قبالة بيروت الكبرى من الدامور الى عمشيت". وأضاف: "هناك دراسة عن النفط في البقاع الغربي والبقاع الشمالي". كما كشف بري للوفد، أن البند الاول الذي سيبحث فيه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون هو ملف النفط والحدود البحرية. ويزور بان كي مون لبنان في 13 الشهر الجاري، برفقة موفده لتطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1559 تيري رود لارسن". وعن الوضع العربي شدد بري على ضرورة أن "ينأى لبنان بنفسه عما يجري لتجنيبه تداعيات التطورات"، واصفا الوضع في المنطقة بأنه "يثير المخاوف". وأعرب عن خشيته "أن يكون المطلوب قيام أنظمة تعطي بعض الحريات ولا تهدد اسرائيل وأمنها، فإن ذلك سينقلها من سجن الى سجن". وأشار الى "أن الوضع في سوريا مختلف عنه في الدول الاخرى، وهناك أخطار تتهدد سوريا"، معتبرا أن "المصلحة أن تنجح المبادرة العربية على علاتها". هذا وأشار بري الى أن "الغاء الطائفية لم يعد مطلبا لبنانيا، بل أصبح مطلبا عربيا لان العروبة في خطر".

 

سامي الجميل: لإطلاق النار فورا على أي عسكري أجنبي يمد يده على الحدود اللبنانية

نهارنت/طالب منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل بـ"إطلاق النار الفوري على أي عسكري أجنبي يمد يده على الحدود اللبنانية" داعيا الحكومة إلى إصدار موقف موحد بعد التصريحات الرسمية "المتناقضة" عن وجود لتنظيم القاعدة في لبنان. وقال الجميل بعد اجتماع لجنة الدفاع النيابية الذي انعقد في ساحة النجمة الإثنين "نسمع تصاريح تبرر استباحة الحدود اللبنانية من قبل الجيش السوري في المقابل فاننا نطالب وزارة الدفاع ولا سيما الجيش اللبناني وبكل وضوح ان يقوم بواجباته الدستورية والقانونية تجاه الشعب اللبناني في الدفاع عن حدود لبنان واطلاق النار الفوري على اي عسكري اجنبي يمد يده على الحدود اللبنانية باستباحة او غير استباحة". ومنذ اندلاع الإحتجاجات السورية في آذار الماضي ضد النظام تعددت عمليات تهريب السلاح إلى سوريا كما تعددت "اختراقات" الجيش السوري للحدود اللبنانية وكان آخرها في 27 كانون الأول المنصرم حيث قتل ثلاثة لبنانيين برصاص الجيش السوري في منطقة المقيبلة في وادي خالد بعكار. وأضاف الجميل: " اي خرق قد يحصل على الحدود اللبنانية من قبل اسرائيل او سوريا لا بد من ان يتصدى له الجيش اللبناني وفقا لواجباته الدستورية والقانونية والميثاقية دفاعا عن الشعب اللبناني وأي استباحة لهذه الحدود تحت أي عذر مرفوضة". أمنيا أيضا دعا الجميل الحكومة أت تجتمع وتصدر "موقفا واحدا وموحدا عما حصل وحول التصريحات المتناقضة عن موضوع تنظيم القاعدة". وشدد على "التحرك الفوري على الارض في حال تبين ان هناك وجودا للقاعدة في لبنان من دون الاستعانة بتصاريح اعلامية يمينا ويسارا" متمنيا على الحكومة ان تتحرك "بدل التناقض والادلاء بتصاريح متناقضة". ويأتي الكلام عن القاعدة بد أن صرح وزير الدفاع عن وجود عناصر للقاعدة في بلدة عرسال البقاعية تهرب من سوريا تحت ستار "المعارضة السورية"، إلا ان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل شدد على أنه "لا يمكن أن يكون هناك تنظيم للقاعدة في لبنان".

 

خسيس بدل "نفيس"

محمد سلام/لبنان الآن

المقايضة هي عنوان الحقبة الآتية في لبنان، أقله من وجهة نظر "حزب السلاح" والمعسكر الذي ينتمي إليه. تحت عنوان المقايضة يريد الحزب أن يعطي من قشوره ليأخذ لصالح جذوره.

 في القشور:  تحت هذا العنوان، سيعطي الحزب تنازلا عن أدواته التي هي ليست من صُلبه. أي أنه، بالمفهوم اللبناني الواضح، سيعطي رفع غطاء عن "سنّته" بالدرجة الأولى، وعن "مسيحيّيه"، بالدرجة الثانية، وعن "دروزه" بالدرجة الثالثة، وعن شيعة حليفه الأسد بالدرجة الرابعة. وعن "علمانييه" و"قومجييه" و"ناصرييه" ... أيضاً.

 تحت عنوان التخلص من القشور، سيتخلى "حزب السلاح" عن "العمائم" السنّية التي تدين له بالتبعيّة، سواء في ما يسمى "باتحاد العلماء المسلمين"، أو في ما عرف "بجبهة العمل الإسلامي" المنقرضة، أو في صفوف ما يعرف بالسنّة "السيفيل" التابعين له.

رمي الشق السنّي من القشور الحزب سلاحيّه هو الأسهل. فعمائمه، أي عمائم القشور السنيّة، أثبتت عدم جدواها وأكّدت أنها عبء على الحزب، إلى درجة أن ظهورها في صورة أي اجتماع للاتحاد أو الجبهة صار يستثير انتقادات حتى على المستوى "شعب الحزب".

 فهذا "المعمم" الذي يحمل صفة "أمين عام" تنظيم إسلامي سني يشارك في اجتماع يديره الشيخ حسان العبدالله، مدير مكتب السيد حسن نصر الله، ما يستثير تعليقات استهزائية من "شعب" الحزب على مستوى "أمينهم العام يأمره الشيخ حسان".

 الاستهزاء هو أبخس أثمان ارتدادات وجود عمائم القشور السنية في عهدة "حزب السلاح"، إذا ما قيس بما تردده العامة من "مآثر" أخلاقية واجتماعية لحضرات القشور السنّية المعمّمة.

صاحب عمامة ولحية، إفتتح له مصلّى في قرية مسيحية شرقي مدينة صيدا ليكون "عريناً" لسرايا مقاومة مزعومة. تورط تابعه في ترويج عملات مزورة فسجن. وأثناء سجنه، تورط صاحب العمامة بنضال دنس في الساحة الحريمية للمسجون بجريمة النضال بترويج المُزَوّر.

خرج المُرَوّج من السجن. استخدم خبرته التي تعلمها في معسكرات "حزب السلاح". جمع عبوة، وأراد الانتقام "لشرفه" من معلمه، المحاضر بالشرف في ساحات المخادع، فكان ما كان ... وما سيكون.

 فبماذا أفادت القشور السنيّة المعمّمة "حزب السلاح"؟ أبصورة إعلامية لم يعد يتقبلها أو يحترمها حتى "شعب" الحزب؟

لذلك قرر "حزب السلاح" التخلص من عبء هذه القشور العفنة.

المشكلة قد تكون في أن هذه القشور لن تجد مكانا تعود إليه. هذه مشكلتها، وليست مشكلة الحزب.

الشريحة الثانية من "القشور السنيّة "السيفيل" سيكون تخلّي الحزب عنها أكثر سهولة وأقل إحراجاً لأنها، في الأساس، سُنّة نظام الأسد، وليست سُنّة "حزب السلاح". تحالفها معه هو نتيجة طبيعية للتحالف القائم بين نظام الأسد وإيران ... فالحزب. وستسقط تلقائيا المصلحة الناتجة عن هذا التحالف بعد السقوط الآتي للأسد، شخصاً ونظاماً، وهو ما لا ريب فيه.

ما ينطبق على القشور السنّيّة، سواء المعمّمة رؤوسها أم العارية بطونها، ينطبق على بقية أتباع وحلفاء الحزب من الطوائف الأخرى.

 في الجذور:

سيرمي "حزب السلاح" قشوره ليحافظ على جذوره. فما هو الجذر الذي يُريده الحزب؟

 الجذر الوحيد الأوحد الذي يتمسك به الحزب يُختَصَر بكلمة واحدة: "مقاومة".

سيتخلى في سبيلها، في سبيل الاحتفاظ بالكلمة، حتى عن السلاح الذي هاجم ويهاجم به بقية اللبنانيين، أي السلاح الفردي، الذي حدده رسمياً أمين عام "حزب السلاح" السيد حسن نصر الله بـ"الكلاشنكوف، والإم 16، والبي كي سي، والآر بي جي، والقنبلة اليدوية".

 لم يحدده صدفة السيد حسن في خطابه العاشوري، بل سمّاه، سلاحاً سلاحاً. حدّده قطعة قطعة، لأنه أيضاً صار يعتبره من "القشور" التي تفرض دقة المرحلة التخلي عنها للاحتفاظ بالكلمة، لأن الكلمة هي العنوان، ومن دون العنوان يفقد الحزب سيطرته، بل هيبته –حتى الكلامية- على ... شعبه.

 "حزب السلاح" سيوافق على تجديد بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي، كما وافق على تمويل المحكمة.

"حزب السلاح" أيضاً سيوافق على ترسيم الحدود مع سوريا.

"حزب السلاح" سيوافق أيضاً على تسليم المعابد المصادرة، أو المصادرة ملكياتها.

و"حزب السلاح" سيوافق أيضاً على ردم بعض شبكات أنفاقه التي صارت مكشوفة للعدو الصهيوني بعد هروب مسؤول تكييفها إلى إسرائيل.

 ولكن "حزب السلاح" لن يقبل ... أبدا بالتخلي عن كلمة "مقاومة" لأنها الجذر الوحيد الذي يبرر وجوده، كما وجود بقية أحزاب السلاح، خارج البرّ الإيراني.

فباسم المسمّاة "مقاومة" قَتَلَ السيّد مقتدى الصدر السيّد عبد المجيد الخوئي في الصحن الحيدري في النجف في العام 2003. قتله بيده، وفق نص القرار الاتهامي العراقي الرسمي الذي بقي من دون تنفيذ أو متابعة.

 وباسم المسمّاة "مقاومة" وسلاحها غزا السيد حسن نصر الله بيروت في السابع من أيار العام 2008، كما حاول غزو الجبل الدرزي وهزم.

وباسم المسمّاة "مقاومة" يدير الحزب شبكة تبييض الأموال المنتشرة عبر القارات الخمس.

وباسم المسمّاة "مقاومة" ينتصر الحزب في الانتخابات النيابية.

وباسم المسمّاة "مقاومة" يهز نواب الحزب أصابعهم ويرطنون بألسنتهم على مرأى ومسمع من الشعب اللبناني بأكمله.

وباسم المسمّاة "مقاومة"، تمكن الحزب إياه من إيصال رئيسه محمود أحمدي نجاد إلى بنت جبيل اللبنانية الجنوبية لمخاطبة إسرائيل عن مصالح إيران، لا عن مصالح لبنان.

وباسم المسمّاة "مقاومة" يسيطر "حزب السلاح" على ممرات خاصة في المعابر الرسمية، البرية والبحرية والجوية، ويمرر عبرها ما يشاء، لمن يشاء، من دون حسيب أو رقيب ... أو مُحاسب.

وباسم المسمّاة "مقاومة" يغطّي "حزب السلاح" أمام شعبه فضائح "الحاج" عز الدين وغيره من "الحجاج"، والطائرة الأثيوبية وقبلها شقيقتها الكوتونية. رحم الله الضحايا، وغالبيتهم من شعب المسمّاة "مقاومة".

وباسم المسمّاة "مقاومة" يمد "حزب السلاح" شبكة اتصالاته في الأراضي اللبنانية، من دون حسيب أو رقيب.

وباسم المسمّاة "مقاومة"، يغطّي "حزب السلاح" أربعة أشخاص من قياداته اتهمتهم المحكمة الخاصة بلبنان بتنفيذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وباسم المسمّاة "مقاومة"، صارت المحكمة الخاصة بلبنان من وجهة نظر "حزب السلاح"، أميركية-صهيونية، كما كان السيد عبد المجيد الخوئي من وجهة نظر السيد مقتدى الصدر عدواً لما يسمى في عراق-المالكي "مقاومة".

 لكل ما سلف سيعرض "حزب السلاح" مقايضة كل شيء ... بعنوان-جذر هو المسمّى "مقاومة".

لكل ما سلف سيتخلص "حزب السلاح" من حمولته الزائدة مرحلياً، شرط "قوننة" المسمّاة "مقاومة"، أو على الأقل شرط عدم المطالبة بحلّها أو إعلان لا قانونيتها.

فهل سيكون في لبنان "أغبياء" يفاوضون الحزب على مقايضاته من دون أن يسألوا أنفسهم لماذا يقايضنا؟

هل سيكون في لبنان "أغبياء" يقبلون بقوننة سلاح الحزب تحت أي عنوان؟

 ألم يتعلّم اللبنانيون بكل طوائفهم وانتماءاتهم وعقائدهم ورموزهم الروحية والزمنية أهمية ومحورية الشعار الحسيني: "لن أعطيكم عطاء الذليل ولن أقر لكم إقرار العبيد؟"

هل سينسى اللبنانيون أن مسلسل الاغتيالات بدأ في الأول من تشرين الأول العام 2004 بعد أيام من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 الذي لم يشر إلى أي مقاومة، بل طلب سحب سلاح الميليشيات؟

هل سينسى اللبنانيون أن ما يسمّى "مقاومة" ما هو إلا مفردة سياسية ملتبسة لا تتمتع بأي سند دستوري أو قانوني.

هل يعلم اللبنانيون أن البيانات الوزارية التي كررت اعتماد ثلاثية الخديعة -"الجيش والشعب والمقاومة"- هي غير دستورية وغير قانونية من وجهة نظر أي محكمة دستورية في لبنان؟

هل يعلم اللبنانيون أن اتفاق الطائف الموقع في 30 أيلول من العام 1989 والذي تبناه المجلس النيابي لا يتضمن مفردة "مقاومة" ولا أي إشارة إلى مثل هذه المفردة، بل يدعو صراحة إلى حل الميليشيات؟

هل يعلم اللبنانيون أن تسوية الدوحة التي تم التوصل إليها في العاصمة القطرية يوم الأربعاء في 21 أيار العام 2008 بعد غزو "حزب السلاح" لبيروت أيضاً لا تتضمن مفردة "مقاومة" ولا أي إشارة إليها؟

هل يعلم اللبنانيون أن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 هو نسخة طبق الأصل عن اتفاق الطائف، ويدعو إلى حل الميليشيات، ولا يتضمن اي إشارة إلى مفردة مقاومة.

وهل يعلم اللبنانيون أنه حتى "تفاهم نيسان" المكتوب وغير الموقع والصادر في 26 نيسان من العام 1996 - والذي أنجزه الرئيس الشهيد رفيق الحريري - لا يتضمن أي ذكر لمفردة "مقاومة" مع أنه يتعاطى حصرياً مع الاشتباكات التي دارت بين العدو الإسرائيلي و"حزب السلاح" خلال ما عرف صهيونيا بعملية "عناقيد الغضب"؟

وهل يعلم اللبنانيون أن ذلك التفاهم - أي تفاهم نيسان - تحدث عن إسرائيل بالإسم، أما من قاتلها إذذاك على الأراضي اللبنانية فتمت تسميته رسمياً "المجموعات المسلّحة".

"حزب السلاح" يعلم كل ذلك. ويعلم أن كل القتل الذي بدأ بعد صدور القرار 1559 لم يعط المسمّاة "مقاومة" أي صفة قانونية.

ويعلم "حزب السلاح" أيضاً أن علاج القتل للحفاظ على المسمّاة "مقاومة" لم يعد متاحاً.

ويعلم "حزب السلاح" أيضاً أن أي طرف لبناني عاقل لن يقبل بأن يشارك في أي حوار مع من لا صفة قانونية له، أي مع المسمّاة "مقاومة".

لذلك "ينفتح" حزب السلاح على بعض التنظيمات "الإسلامية" ويطرح رزمة مقايضاته.

لذلك يتخلّى "حزب السلاح" عن كل ما هو خسيسٌ كي يحافظ على ما يعتبر أنه ... نفيسٌ.

 

سؤال الأسئلة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

لنفترض جدلاً أنّ حركات الاسلام السياسيّ وصلت، من خلال العمليّات الانتخابيّة، إلى سدّة السلطة في هذا البلد العربيّ أو ذاك، فهل هذا يعني تكراراً للأنظمة الدينيّة غير المنتخبة التي عرفناها ونعرفها اليوم؟

أغلب الظنّ أنْ لا. أمّا السبب الذي يحمل على هذا الترجيح فأنّ تلك الحركات الاسلاميّة تعلن، بمناسبة ومن غير مناسبة، أنّها سوف تلتزم بالعمليّة الانتخابيّة وبالتداول السلميّ للسلطة. كما أنّها تبدي ليونة ظاهرة لدى الحديث عن القوى الغربيّة التي ستوالي الضغط مستقبلاً للتمسّك بالنظام الديموقراطيّ البرلمانيّ.

وهناك ما يكفي من حجج كي نقول إنّ حركة دينيّة تتسلّم السلطة السياسيّة في زمننا ستجد نفسها أمام أسئلة لا تملك الإجابات عنها. فالدين، أيّ دين، لا يملك ما يقوله في ما خصّ التضخّم والعمالة وكلّ ما تطرحه العولمة من إشكالات تخصّ التعاون والتكامل الاقتصاديّين. هذا إذا افترضنا أنّ "المرجعيّة الدينيّة" تملك ما تقوله في خصوص السياسات الخارجيّة والثقافة والتعليم الحديث. وما سوف يزيد التناقض مع حكومات دينيّة منتخبة أمران: أنّ الاقتصاد، لا سيّما توفير العمالة للشبّان، سيحتلّ مزيداً من الأهميّة والمركزيّة في مقبل الأيّام في بلدان المنطقة جميعاً، وأنّ الشبّان والنساء وعموم القطاعات المتمسّكة بالحرّيّة وبصيغة ما من صيغ الحداثة لن يكون من السهل إرجاعها إلى القمقم بعد تجربة الانتفاضات وتملّك الفضاء العامّ.

هذا الافتراض لا يعني البتّة أن نهلّل لوصول قوى إسلاميّة إلى السلطة. فهذا بذاته انتكاس كبير للقيم والعلاقات التي نودّ أن ننسب أنفسنا إليها. إلاّ أنّ الانتكاس هذا، والذي أنتجته عوامل عدّة كان آخرها كبت الأنظمة القائمة المديد والعميق، بات مطلباً جماهيريًّا لا يقاوَم. ومعروف أنّ مقاومة هذا المطلب في الجزائر، قبل نيّف وعقدين، تسبّبت في حرب أهليّة مهولة، وذلك حين فازت "جبهة الانقاذ الاسلاميّة" في الدورة الانتخابيّة الأولى فألغت السلطة نتائج الاقتراع. وفي الحساب الأخير، لن يستقيم الكلام عن الديموقراطيّة مع رفض وصول الاسلاميّين أو غيرهم عبر الانتخابات العامّة!

والانتكاس المذكور سوف تتبدّى بالتأكيد نتائجه السلبيّة ما دامت القوى الاسلاميّة تتربّع في السلطة. فالمرأة والثقافة سوف تدفعان من حرّيّاتهما، والأقليّات ستكون مرشّحة لأن تعاني، ويمكن ترجيح الإساءة إلى التعليم والعقل العامّ. بيد أنّ هذا كلّه سيكون معرّضاً للتجاوز إذا ما حُمل الاسلاميّون على العمل بمبدأ تداول السلطة. فهذا في النهاية ما سوف يشكّل سؤال الأسئلة المطروحة على العرب، وعلى إسلاميّيهم خصوصاً.

 

أنباء عن طرد أمير قطر من موريتانيا اثر مشادة مع رئيسها

زيارة الشيخ حمد تنتهي بلا توديع رسمي بعد ان أثار حفيظة ولد عبدالعزيز حين 'نصحه' بتقريب التيار الإسلامي مقابل تفعيل الاتفاقات الثنائية.

 ميدل ايست أونلاين

 ولد عبدالعزيز يستقبل ولا يودع/ نواكشوط – أكدت مصادر موريتانية مطلعة بأن زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني انتهت بطرده من البلاد، فيما أكدت صحيفة موريتانية الاثنين على ان الزيارة اختتمت دون توديع رسمي من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي كان استقبله بحفاوة عند وصوله للبلاد الخميس الماضي.

واشارت المصادر ان سبب هذه المشادات ان الأمير القطري نصح ولد عبد العزيز خلال حديث دار بينهما بضرورة إحداث إصلاحات ديمقراطية في البلاد، من خلال بسط الحريات وانتهاج سياسة اقتصادية ناجعة، وتقريب التيار الإصلاحي الإسلامي، والتشاور معه". غير أن هذه النصيحة أثارت حفيظة ولد عبد العزيز، الذي انتقد السياسة القطرية فيما اسماه "تصدير الثورة" وتوجيه قناة الجزيرة للتأليب والتحريض ضد الأنظمة العربية، معتبرا أن نصيحة الأمير القطري له تدخل في الشؤون الداخلية. وقالت صحيفة السراج الموريتانية إن اللقاء مع أمير قطر "عكر مزاج" الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وذلك بسبب تقديم أمير قطر لنصائح للرئيس الموريتاني بالإصلاح وخاصة مع الشيخ محمد ولد الددو كما طلب منه المساعدة في الضغط على الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الموريتاني رد بانفعال على أمير قطر بالهجوم على قطر والتعبير عن التضامن مع بشار الأسد قائلا إن الشعوب لا تعرف ما تريد، وإن ما يسمى ثورات هي مجرد مؤامرات.

وأضافت أن الوفد القطري لم يسمح لمصوري التلفزيون الموريتاني بتصويرهم لحظة مغادرة نواكشوط وذلك بعد تفاجئهم بأن وزير الخارجية هو من كان في توديعهم بدلا من الرئيس ورئيس الوزراء.

وقالت إن نصائح تلقاها الرئيس الموريتاني من جهات أمنية في دولة عربية تربطها علاقات أمنية وثيقة بالأمن الموريتاني هي التي هيأت الأرضية لعدم تقبل الرئيس الموريتاني نصائح الأمير القطري المتعلقة بالانفتاح الديمقراطي على القوى السياسية الموريتانية بما فيها التيار الإسلامي. وقالت المصادر إن جهات أمنية عربية أوصلت نصائح لموريتانيا مفادها أن عليها الحذر من دور قطري محتمل في الدفع باتجاه التغيير قائلة إن حقيقة ذلك الدور أنه ليس أكثر من تحضير لجر موريتانيا إلى مربع الثورات التي يرعاها القطريون في المنطقة العربية وفق تعبير "الجهة الأمنية العربية".

ووقع البلدان خلال الزيارة اتفاقات وبروتوكولات اتفاق في المجالات القانونية والقضائية واستخدام اليد العاملة الموريتانية في قطر والتنمية المستدامة.

ووقعا ايضا بروتوكولات اتفاق حول التعاون السياحي والصناعة والزراعة والاعلام والمال بالاضافة الى اتفاقات اخرى في المجالات الثقافية والاسلامية.

وغادر امير قطر نواكشوط بعد ظهر الخميس. وترتبط موريتانيا وقطر حتى الان بمجموعة من الاتفاقات حول الطاقة والشؤون الاجتماعية والاسكان وتخطيط المدن واليد العاملة وفرص العمل، بالاضافة الى فتح قطر فرعا للبنك الوطني القطري في موريتانيا. من جهة اخرى، تمول عقيلة امير قطر الشيخة موزة بن ناصر المسند، في موريتانيا عبر "المؤسسة القطرية-الموريتانية للتنمية الاجتماعية" التي ترأسها، مشاريع كبيرة، تبدأ بمكافحة الامية وتصل الى مشاريع صغيرة، مرورا بانشاء مطاعم وحدائق للاطفال ومراكز مهنية لاعادة تأهيل وتنمية قدرات الشبان والنساء.

 

خشية سيد قطب من 'إسلام أمريكاني': الأخوان إذ يتحولون إلى قوة ضارية بيد المشروع الأميركي

دور الأخوان المسلمين الراهن يؤكد نجاح الجهود الحثيثة للولايات المتحدة في اصطناع نسخة من 'الاسلام السياسي' تستقوي بها على العرب والمسلمين.

ميدل ايست أونلاين/بقلم: نقولا ناصر

 في خضم التقارير الإعلامية الأميركية وغير الأميركية عن إنقلاب في السياسة الخارجية للولايات المتحدة للتعامل مع الأحزاب السياسية التي تتخذ من الإسلام مرجعية لها بدل مقاطعتها إثر الفوز الحاسم لهذه الأحزاب في انتخابات مصر وتونس والمغرب، والدور القيادي الذي تلعبه في الأردن واليمن وسوريا وليبيا والجزائر والصومال وغيرها، يبدو المشهد العربي مهيأ لوضع هذه الأحزاب وجماعة الإخوان المسلمين التي انبثق معظمها عنها أمام اختبار تاريخي يتمخض إما عن تبديد الخشية المبكرة للمفكر والقيادي في الجماعة سيد قطب من "إسلام أمريكاني... يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط" أو يتمخض عن نجاح الجهود الحثيثة للولايات المتحدة في اصطناع نسخة من "الاسلام السياسي" تستقوي بها على العرب والمسلمين.

والحذر المتفائل من "أسلمة" المشهد العربي لخصه في مقال له مؤخرا عالم الدين والاعلامي اللبناني الشيخ جمال الدين شبيب، استهله باستذكار مؤلف بعنوان "إسلام أمريكاني" كتبه سيد قطب في أوائل عقد الخمسينيات من القرن العشرين الماضي حذر فيه من أن "الأمريكان وحلفاؤهم يريدون للشرق الأوسط إسلاما أمريكانيا... ليس هو الاسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الاسلام الذي يقاوم الطغيان". ويبدو المشهد العربي، الشعبي في الأقل إن لم يكن الرسمي، يقول مع الشيخ شبيب: "أنا لست من دعاة (سوء الظن من حسن الفطن) فمن يعرف التربية الإخوانية لا يمكن أن يصدق ما يروج له البعض من أن الإخوان انخرطوا في حلف غير مقدس مع الإدارة الأميركية على أن يخلي لهم الأميركان طريق الحكم... مقابل التزامهم وضبط إيقاعهم في المنطقة وفق الأجندة الأميركية". لكن استذكار الشيخ اللبناني لتحذير سيد قطب في مستهل مقاله يشي بخشية تضع الإخوان وأحزابهم فعلا امام اختبار تاريخي لتبديد مثل هذه الهواجس، ولاثبات أن الممارسة السياسية من مواقع القيادة تتفق فعلا مع ما سماه "التربية الإخوانية".

ولهذه الهواجس مسوغات قوية في الواقع الراهن المتحرك وفي التاريخ القريب الحي على حد سواء. فإيصال قوى "الاسلام السياسي" إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات الأميركية الغازية في العراق أو على متن طائرات حلف الناتو الحربية في ليبيا أو بدعم وكلاء اقليميين للولايات المتحدة في الصومال أو انطلاقا من قواعد "عربية" للحلف أو لقيادته الأميركية يثير أشجانا عربية تذكر بانحياز هذه القوى تحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي إلى المعسكر الأميركي وأنظمة الاستبداد العربية التقليدية إبان الحرب الحرب الباردة خلال حقبة القطبين الأميركي والسوفياتي الدولية عندما كانت حركة التحرر الوطني العربية، وبخاصة الفلسطينية، والحركة الديموقراطية العربية في المعسكر الآخر.

إن الوجه الايجابي الآخر من المشهد الراهن الذي حملت فيه الثقة الشعبية عبر صناديق انتخابات نزيهة حركة النهضة في تونس وحزب العدالة والتنمية في المغرب وحزب الحرية والعدالة في مصر إلى مواقع القيادة في الأقطار العربية الثلاث لا يمكنه أن يبدد هذه الهواجس، خصوصا عندما يرقب المشاهد العربي كيف ما زالت ازدواجية معايير القوى العربية الاقليمية والدولية التي تدعم قوى الاسلام السياسي دعما انتقائيا تحاصر حزب التجمع اليمني للاصلاح، الذي يمثل امتدادا لفكر الإخوان المسلمين، والقوى الاشتراكية والقومية والشبابية المؤتلفة معه في قيادة الحراك الشعبي اليمني وتحول دونهم وجني ثمار نضالهم من أجل التغيير والاصلاح طوال عام مضى، فهذه ازدواجية معايير تعزز الهواجس ولا تخفف منها، وتؤكد مجددا أن الإخوان وأحزابهم بخاصة موجودون اليوم على محك اختبار تاريخي يتطلب منهم إنهاء الوضع الذي يضعون فيه رجلا في هذا الخندق ورجلا اخرى في الخندق النقيض.

وتتعزز هذه الهواجس كذلك بالتصريحات الأميركية التي "تطمئن" دولة الاحتلال الإسرائيلي بألا تخشى وصول قوى الاسلام السياسي إلى الحكم في مصر والمغرب وتونس. ومع أن مجلس الأمن القومي لدولة الاحتلال، الذي يرأسه اللواء احتياط يعقوب عميدرور، مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصف موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته من صعود الإخوان بأنه "ساذج" ويجب "إخراج" أوباما منه، أعطت وزارة خارجية دولة الاحتلال تعليمات لسفيرها في القاهرة يعقوب أميتي بفتح حوار وإقامة علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وفي يوم الخميس الماضي صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، بأن الجماعة قدمت "ضمانات" و"قطعوا تعهدات" باحترام المعاهدة مع دولة الاحتلال، وقد نفت الجماعة ذلك، علما أن اللقاءات الأميركية مع الإخوان لا تتم "عن طريق السفارة أو الخارجية" المصرية ولكن من خلال الاتصالات المباشرة" كما قال السفير المصري في واشنطن، سامح شكري، الذي فسر عدم صدور تقارير رسمية من الولايات المتحدة عن تلك اللقاءات "يعني أنها ربما حصلت على تطمينات من جماعة الإخوان المسلمين". وكان السناتور الأميركي جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في الكونغرس، قد اجتمع مؤخرا مع مسؤولي حزب الحرية والعدالة المصري وقال إن قادة الإخوان من خلال هذا الاجتماع أكدوا له حرصهم على العمل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وبخاصة في المجال الاقتصادي.

وإذا صدقت التقارير الأميركية عن تقديم "ضمانات" و"تطمينات" و"قطع تعهدات"، فإن الإخوان في مصر سرعان ما يجدون أنفسهم في مواجهة مع رأي عام شعبي مصري رفض أن يذعن للتطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي بالرغم من سطوة استبداد نظام كامب ديفيد وكان دائما يحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الأوضاع في مصر لرعايتها اتفاقيات الكامب والنظام السياسي – الاقتصادي الذي أفرزته. فحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث أميركي ونشرته "بلومبرغ بزنس ويك" مؤخرا فإن 54% من المصريين يتمنون فسخ معاهدة الصلح مع دولة الاحتلال الاسرائيلي و36% منهم يريدون تعديلها.

وفي الواقع العملي، لن تستقيم أي علاقات عربية أو إسلامية مع الولايات المتحدة دون تكيف حد أدنى مع ضماناتها الاستراتيجية لأمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتوجد قناعات راسخة في الوجدان الشعبي العربي والإسلامي بحكم التجربة بوجود تناقض بين إقامة علاقات حتى عادية مع الولايات المتحدة وبين الاستمرار في موقف عدائي تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي. ويتضح هذا التناقض اليوم بين "التربية الإخوانية" لأحزاب الاسلام السياسي التي وصلت إلى السلطة في المغرب وتونس ومصر وبين العلاقات الاستراتيجية القائمة بين هذه الأقطار العربية الثلاث وبين الولايات المتحدة، ليتحول موقف هذه الأحزاب وموقف الحكومات التي تقودها من الولايات المتحدة إلى محك اختبار لصدقية خطابها، وبخاصة في الشأن الفلسطيني على وجه التحديد، فهي مخيرة عمليا الآن بين التخلي عن خطابها الفلسطيني التقليدي وبين التخلي عن العلاقات الاستراتيجية لحكومات الأقطار العربية التي تقودها مع الولايات المتحدة.

وعلى سبيل المثال، أعلن الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني مؤخرا أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي الجديد في المغرب بعد الانتخابات الأخيرة أن هذا الحزب "ظل ارتباطه راسخا بالقضية الفلسطينية، ومناهضا لمسار التطبيع" مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، مضيفا أن هذا الموقف "سيستمر من موقع المسؤولية الحكومية، وسيتكامل مع الموقف الشعبي المغربي". لكن من المؤكد أن العلاقات المغربية الأميركية الاستراتيجية التي فرضت على المغرب القيام بدور محوري رئيسي في التوسط بين الدول العربية وبين دولة الاحتلال الاسرائيلي وفرضت على حكوماته المتعاقبة مستوى من التطبيع الرسمي لم يرق إليه حتى الان مستوى التطبيع الرسمي في مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدتي صلح منفردتين مع دولة الاحتلال هي علاقات عريقة ووثيقة أقوى بكثير من أمنيات ذاتية في أن يواصل حزب العدالة والتنمية "من موقع المسؤولية الحكومية" مناهضته للتطبيع، ليرتقي بهذه المناهضة من المستوى الشعبي إلى المستوى الرسمي، ولن يمضي وقت طويل قبل ان يجد هذا الحزب بدوره نفسه على محك اختبار لصدقية خطابه الفلسطيني.

إن مؤشرات مثل تحول جماعة الإخوان المسلمين إلى القوة الضاربة الرئيسية للولايات المتحدة في سوريا، تطالب بتدخلها وحمايتها، وتحظى بدعمها المالي والسياسي واللوجستي، من خلال "المجلس الوطني الانتقالي السوري"، الذي يمثل الإخوان عموده الفقري، والذي أعلن رئيسه برهان غليون تبنيه لجدول الأعمال الأميركي الاقليمي في محوريه الفلسطيني والإيراني في حال وصوله إلى السلطة، في حواره الأخير مع صحيفة الوول ستريت جورنال الأميركية، وهو الحوار الذي لم يختلف في محتواه عن المحاضرة التي ألقاها مؤخرا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الذي ترعاه "ايباك" جماعة الضغط الصهيونية الرئيسية في الولايات المتحدة، راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، الذي قال في سوريا ما لم يقله أبدا حتى الان في دولة الاحتلال الإسرائيلي، تضامنا مع الشعب السوري كما قال، لكن تضامنه هو في أفضل الحالات تعبير عن تضامن "إخواني" حزبي لا علاقة له بالتضامن مع الشعب السوري... إن مؤشرات كهذه تعزز ولا تخفف من الهواجس التي تثيرها التقارير التي تتحدث عن تفاهمات بين "الإخوان" وبين الولايات المتحدة. إن امتداد "الإخوان" في العراق قد تحول تحت مظلة الاحتلال الأميركي إلى شريك في "العملية السياسية" التي هندسها الاحتلال لربط العراق استراتيجيا بالولايات المتحدة لفترة طويلة مقبلة، وتحول بوعي أو دون وعي إلى قطب طائفي ساهم في استفحال الفتنة الطائفية التي اتخذ الاحتلال منها ذريعة لإطالة عمره، وهو يصطف الآن في الخندق الأميركي، وإذا كان الاصطفاف الطائفي السياسي الراهن بين النفوذ الايراني وبين النفوذ الأميركي في العراق نموذجا مصغرا لما سيكون عليه التخندق السياسي بين النفوذين على امتداد مساحة الوطن العربي، فإن صعود الإخوان وقوى الاسلام السياسي ينذر بالتحول إلى فتنة طائفية كبرى بين "إسلام أمريكاني" يفرق صفوف المسلمين ويعزز هيمنة الأجانب على قرارهم وثرواتهم، "إسلام" حذر منه سيد قطب قبل ما يزيد على نصف قرن، وبين "الاسلام الذي يقاوم الاستعمار... والطغيان" الذي كان دائما عنوانا لوحدة العرب وغيرهم من المؤمنين لا يفرق بين واحدهم والآخر إلا بالتقوى.

وتقف حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في فلسطين المحتلة تجسيدا للـ"إخوان" فيها، لا يشوبها أي من شوائب التناقض بين الخطاب والممارسة، وقد خاضت فعلا اختبار صدقية خطابها ونجحت فيه، وهي تضع كلتا رجليها في خندق واحد وحيد لمقاومة الاحتلال والهيمنة الأميركية، ولا تساورها أية اوهام حول إحتمال مستحيل للفصل بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وبين راعيها الاستراتيجي الأميركي، وهي عندما خيرت بعد وصولها إلى السلطة إثر فوزها في انتخابات نزيهة بين التخلي عن خطابها الفلسطيني التقليدي وبين التخلي عن العلاقات الاستراتيجية لرئاسة منظمة التحرير الفلسطينية مع الولايات المتحدة لم تتردد في الانسجام مع "التربية الإخوانية" التي أنشات كوادرها عليها. وتجسد حماس الآن رمزا فريدا للوجه الايجابي لصعود قوى الاسلام السياسي، وتخوض اليوم اختبار الأزمة السورية لصدقية خطابها، فلا تتردد في الاختلاف مع "إخوانها" السوريين ومن شايعهم من "الإخوان" العرب، في معارضة التدخل الأجنبي، والحلول غير السلمية، في خضم حملة تشكيك تحريضية واسعة تقترن فيها "العصا والجزرة" تؤلبها على سوريا، مما اضطر فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، للتصريح بأن هناك "أطرافا" لم يسمها "تسعى لتوتير العلاقات بين حركة حماس وسوريا".

وبالرغم من تفاؤلها بأن "تقدم الاسلاميين في مصر وعددا من الدول العربية سيكون ظهيرا وداعما للقضية الفلسطينية واستعادة حقيقية للعمق العربي الاسلامي" و"السياج الواقي والحامي للقضية الفلسطينية" كما قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم، فإن الحصاد السياسي لم يحن بعد كما يبدو، لأن "الدول العربية التي تشهد ثورات في حالة عدم وضوح ولا يمكن التعويل عليها في دعم الخطوات الفلسطينية في المحافل الدولية" كما يرى د. أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني في قطاع غزة اسماعيل هنية. ولا ريب في أن خشية سيد قطب من "إسلام أمريكاني" عامل أساسي يساهم في "عدم الوضوح" في هذه الدول.

 

سقوط النظام السوري و ملفات الإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط!

داود البصري/السياسة

لعل حالة "الهرجلة" والفوضى الإقليمية الكبرى السائدة في الشرق الأوسط حاليا بفعل عمليات إعادة الهيكلة والترتيب للنظم والكيانات السياسية قد خلطت العديد من الأوراق ولكنها في المحصلة لم تحجب حقائق العديد من الملفات السياسية والأمنية المهمة التي شكلت جزءا رئيسيا وفاعلا من التاريخ السياسي الحديث لدول المنطقة وشعوبها , وأمام حقيقة الإنهيار الحتمي والقريب للنظام السوري تبدو العديد من الملفات الساخنة في حالة تفاعل حركية مثيرة للتأمل والمتابعة , فالنظام السوري ليس كأي نظام سياسي وامني آخر , بل أنه حالة خاصة ومتميزة ومختلفة بالكامل من بين الأنظمة السياسية والأمنية القائمة , فسورية تعيش على إيقاعات نظام سياسي أمني إستخباري عائلي شمولي ومطلق هو في حقيقته عصابة أمنية تمارس سطوتها وبلطجتها براحة ستراتيجية كانت منقطعة النظير لم تأخذ ابدا جموع الشعب السوري بحسبانها , بل أن العصابة العائلية الطائفية الحاكمة في الشام كانت تلغي وجود الشعب بالكامل وتعتبره مجرد زمر من العبيد و الأرقاء مسخرة بالكامل لخدمة طموحاتها وتسلطها , وهي بالتالي لم تضع اي إحتمالات لثورة شعبية أو إنتفاضة عارمة تعيد رسم المشهد السوري , فذلك كان إحتمالاً شبه معدوم ولم يفكر فيه أساطين النظام أصلا الذين رتبوا البيت السلطوي بموجب تنظيم "مافيوزي" باطني مطلق ابعدوا فيه عن اذهانهم تماما فكرة التمرد الشعبي بما خلقوه من فروع إستخبارية وماراكموه من علاقات دولية وإقليمية وبما اسسوه من تحالفات ستراتيجية على اسس طائفية ونفعية مع النظام الإيراني على وجه التحديد والذي من خلاله تحكموا ببوابات مهمة في الشرق الأوسط ومنها وفي طليعتها البوابة العراقية واللبنانية , فمنذ عام 1980 تحديدا نسجت خيوط تحالف سياسي - أمني باطني قام على اسس طائفية تحت غطاء من الشعارات البعثية السورية الواهية التي تفضح اكثر مما تخفي ومنذ أن نجح النظام في إخماد إنتفاضة الثمانينات عام 1982 بفعل الدعم الدولي المفتوح والمطلق والنظام مارس سياسة التحالف الأمني المفرط والصميمي والخاص جدا مع النظام الإيراني وتمكن من تحويل وكلاء إيران وعملائها من العرب لوكلاء للمخابرات السورية أيضا , وتحولت الأحزاب الدينية والطائفية العراقية كŻ "الدعوة" وجماعة المجلس الإيراني الأعلى وبقية الزمر الطائفية لأدوات مسخرة لخدمة المخابرات السورية وبالتنسيق مع المخابرات الإيرانية و نجح النظام السوري في رعاية أحزاب إيران العراقية بالتزامن والموازاة مع بقايا البعث العراقي والجماعات القومية واليسارية والكردية التي كان لها وجود ملحوظ في الشام ولكن بتأثيرات ومؤثرات باهتة للغاية وكجزء من سيناريو سلطوي تمويهي ولكن التنسيق الحقيقي كان مع الأحزاب الطائفية العراقية التي إستعملها النظام السوري بذكاء في تنفيذ مخططاته التآمرية في لبنان و الخليج العربي والكويت تحديدا التي شهدت مطلع ثمانينات القرن الماضي حملات إرهاب وتفجير وإغتيال كانت تخطط حلقاتها الفنية في طهران و تنفذ لوجستيا عبر دمشق كما حصل في عملية تفجير السفارة الأميركية في الكويت ومنشآت كويتية أخرى في يوم 12/12/1983 وبعدها من الأحداث وكما حصل قبل ذلك في تفجير السفارة العراقية في بيروت و الهجوم على المارينز والقوات الفرنسية في لبنان , وغيرها من الملفات الساخنة الأخرى والتي كان للتحالف الإستخباري الإيراني/ السوري الدور الكبير والفاعل في تنفيذها , لذلك فإن فروع المخابرات السورية وخصوصا فرعي القوة الجوية والفرع 279 يكمن في ملفاتهما أسرار رهيبة لأسماء وعناصر عربية مارست الإرهاب وبعضها اليوم تحول لحاكم يدعي الديمقراطية ويحاول إخفاء تاريخه الإرهابي الموثق في ملفات المخابرات السورية والتي أدعو الأخوة في قيادة الثورة السورية للحفاظ عليها لكونها كنزاً معلوماتياً هائلاً من شأن الكشف عن ملفاته الإطاحة برؤوس كثيرة في الشرق التعيس, فعوالم المخابرات السورية وكواليسها واسعة للغاية وهي لاتختلف في فضائحيتها الكبرى عن ملفات "ستازي" جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية السابق الذي تسلل لعمق الغرب , في سقوط التحالف السوري - الإيراني الوشيك عرض فضائحي كبير لأكبر ملفات الإرهاب في الشرق الأوسط... فتأملوا يا أولي الألباب.

*كاتب عراقي

 

الثورة السورية وضرورة حماية سيادة لبنان

د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

هناك تشابه بين نظامي الحكم في سورية وايران, من حيث انهما نظامان يقمعان شعبيهما, وعند اندلاع الثورة السورية استخدم النظام السوري  التكتيكات الارهابية الايرانية نفسها  في قمع المتظاهرين السلميين الطامحين الى الحرية . وكلاهما نظام ارهابي بامتياز وكان اخر الطبعات الارهابية الايرانية مخطط محاولة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير في  واشنطن وقد  اتسم مخطط إيران المزعوم لاغتيال السفير بالوقاحة والقذارة, إلا أنه ومع الأسف معقول تماماً. وقد زادت الأحداث الأخيرة  الناجمة عن ثورات وانتفاضات الشرق الأوسط من التغييرات في هيكل القيادة والسيطرة العسكرية الإيرانية من احتمال وقوع مثل تلك الهجمات. والنظام السوري يتعاون مع الارهابيين سيما في العراق لتنفيذ مخططاته تكاملا مع البرنامج الايراني الهادف الى الهيمنة على العراق كاساس له للهيمنة على الخليج وما تدخلاته الفجة في البحرين الا دليل على ذلك وما تفجيرات دمشق الا من صنع المخابرات السورية بوحي من مخططات ايرانية تساعدها وتستلهم الاساليب الارهابية وما اقامة زعماء لŻ "القاعدة" في ايران لتنفيذ مخططات اجرامية في افغانستان والدول العربية الا دليل على ذلك .ومن اوجه التعاون بين النظامين التفنن في قمع الثورة السورية ولا ازال اجهل كيف لم يتنبه الكثيرون الى اصابع  "قوة القدس", ذراع العمليات الخارجية لŻ "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني. الواضحة في سورية لقمع الثورة والثوار وهذا يؤكد دوافع النظام الإيراني, ومسؤوليته عن الأساليب القذرة التي استخدمها النظام السوري . ولكي نفهم ذلك, على المرء أن يضع في اعتباره تغيراً مهماً أحدثه فيلق "الحرس الثوري" في هيكل قيادته وسيطرته العسكرية في عام 2005. إن تلك التغييرات (التي جاءت بتفويض من كبير الستراتيجيين لŻ "فيلق الحرس الثوري" آنذاك, الجنرال محمد جعفري, والذي يشغل الآن منصب قائد المنظمة) قد منحت القيادة الفردية في "الفيلق" حرية أكبر للعمل من دون السعي الى الحصول على تفويض. وقد تعزَّز هذا التغير في العقيدة في الممارسة العملية. فعلى سبيل المثال, إن القائد البحري لŻ "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الذي اعتقل 15 بحاراً بريطانياً كرهائن في عام 2007, بمبادرة شخصية منه على ما يبدو, لم يُعاقَبه النظام وبدلاً من ذلك حصل على ميداليةوتكريم . وما مهاجمة السفارة البريطانية الا امتداد لهذا النهج الذي تم استخدامه ضد سفارات عديدة في دمشق .

وربما تكون المستجدات الأخيرة قد حفزت فيلق "الحرس الثوري" على العودة إلى الأساليب الارهابية . مع معاناة  النظام  الايراني من جراء الأحداث في البحرين. فقد نجح "مجلس التعاون "الخليجي", بقيادة المملكة العربية السعودية, في التدخل في البحرين ضد انقلاب ايراني كان معداً بليل لتحويل البحرين الى جمهورية تابعة لايران   , في حين وقفت إيران التي ترى نفسها مدافعة عن المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء العالم وتؤكد بين الحين والآخر زعمها الفارسي القديم بملكية البحرين عاجزة دون أن تحرك ساكناً. وربما يكون ذلك الإذلال قد أقنع النظام الإيراني بالحاجة إلى العمل. وربما  وجدت في الاطاحة بالنظام السوري امرا مهينا  اخر لها حيث انه نظام  ينصاع للمخطط الايراني الساعي إلى الهيمنة على مجمل منطقة الشرق الاوسط وكانت الاخفاقات لذلك المشروع بادية للعيان في الثورات العربية ومن هنا مثل رفض الشعب السوري لنظامه المتهاوي الفاسد القمعي المستبد والتابع كلية لنظام الملالي امرا محرجا ومقلقا لايران . وهنا ظهرت اذرع "حزب الله" وغلمان دمشق في لبنان كإحدى الادوات للحفاظ اليائس على نظام بائس فقد كل مقومات البقاء وما مسألة سقوطه الا ايام ولكنهم يستبسلون لاطالة بقائه . وقد بدا الاعتداء السوري بمساعدة ايرانية مباشرة وغير مباشرة على سيادة لبنان بدءا من يوم التاسع عشر من أكتوبر,  حيث عبر نظام الأسد خطاً أحمرا آخر. فوفقاً للتقارير الواردة من بيروت, أرسلت سورية قوات إلى لبنان المجاورة لمطاردة ثمانية جنود منشقين ومتظاهرين آخرين في بلدة  لبنانية حدودية. وتفيد تقارير إضافية أن القوات السورية دخلت بلدة الدوار اللبنانية, واختطفت اثنين وقتلت واحداً, وجرحت طفلاً. ثم عاود سياسة اختراق الحدود وقتل المدنيين اللبنانيين ثم يجد تغطية من العملاء و"الشبيحة" من اعلاميين واعلاميات ومن ادعاءات ومزاعم من ان تنظيم القاعدة الذي لا يعرفه اللبنانيون بل يعرفه الايرانيون والسوريون من ازلام النظاين القمعيين  . ومن خلال اتخاذه هذه الإجراءات, ذكر نظام الأسد العالم مرة أخرى بأن القمع الوحشي لمواطنيه هو ليس قضية محلية بل إنه تهديد لŻ "السلم والأمن الدوليين" . وتذكرنا تقارير اعلامية أن هذه  ليست هي المرة الأولى التي يقوم فيها عملاء للحكومة السورية بتعقب معارضي النظام في بلدان أجنبية - فعلى كل حال, هذا هو العمل الذي يتهمه "مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي للسفارة السورية في واشنطن بالقيام به في الولايات المتحدة, وإن كان بصورة أقل عنفاً. كما ليست هذه هي المرة الأولى التي تتوغل فيها سورية في لبنان لتحقيق هدف كهذا, كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي , إن هذه الهجمات الجديدة هي أكثر جرأة ودموية والأكثر تهديداً حتى الآن. وفي ضوء تلك الاحداث , لن تتمكن أي جارة لسورية- تركيا, العراق, الأردن, لبنان, أو إسرائيل التأكد ان عملاء لنظام الأسد لا ينتهكون حدودها لمطاردة معارضي النظام.

لقد حان الوقت لكي تأخذ الجامعة العربية والعالم الحر  زمام المبادرة في تنظيم الحماية الدولية للشعب السوري المحاصر. وبالفعل, لقد قُتل أكبر عدد من السوريين على يد حاكمهم المستبد مقارنة بما كان عليه الوضع في ليبيا عندما أيدت الجامعة العربية  الدعوة للتدخل الإنساني في ذلك البلد.

يجب على العرب والعالم الحر ومجلس الامن الاضطلاع بمسؤولياتهم وتأدية دورهم في الدفاع عن الشعب السوري. وهناك اقتراحات كثيرة بهذا الشأن طرحها عديدون مثل: الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إرسال فرق من مكتب مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للوجود المستمر في مواقع على طول الحدود السورية, والطلب رسمياً بأن تقبل سورية دخول موظفي الأمم المتحدة لتقييم الحالة الداخلية لحقوق الإنسان. والعمل لإعادة استصدار قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إرسال مراقبين لحقوق الإنسان إلى داخل سورية, بحيث يعملون هذه المرة على رفع قضية علنية من شأنها أن تفضح روسيا والصين بسبب امتناعهما عن التصويت. وتنظيم إيفاد العاملين في المجال الإنساني (مثل أفراد الصليب الأحمر والهلال الأحمر) لإقامة مناطق حماية على طول الحدود السورية, والقيام بذلك مع الدول التي تشاطر الولايات المتحدة الموقف نفسه. وسوف تكون هذه المناطق خالية من الأسلحة وآمنة للسوريين الهاربين من بطش النظام. لقد أثار الأتراك بالفعل وبصورة مفيدة فكرة حماية اللاجئين السوريين. يجب على الجامعة العربية أن تعمل بشكل عاجل مع أنقرة ومع الدول الغربية  حول هذا الموضوع. وهناك ايضا مقترح مكمل وهو تنسيق النشر الدوري للديبلوماسيين لمراقبة المعابر الحدودية. وضرورة دعوة الحكومة اللبنانية لوضع حد لجميع التدابير التي تساعد سورية بشكل فعال على قمع المعارضين, مثل السماح للعملاء الذين يعملون من السفارة السورية في بيروت بالتحرش بالسوريين وحتى اختطافهم داخل الأراضي اللبنانية, وأيضاً وضع حد لعدم اتخاذ الحكومة اللبنانية أي اجراء لمنع عمليات تسلل عبر الحدود السورية.وادعو الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن لمراقبة تنفيذ الجوانب الأمنية لقرار مجلس الأمن رقم 1701 في أعقاب حرب لبنان عام 2006 وسبل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الحالية التي تهدف إلى تعزيز الأمن على الحدود بين سورية ولبنان. ومن دون اتخاذ تدابير فعالة من قبل أطراف ثالثة, فلن يحدث شيء في هذا الصدد. وفي الواقع, كما أشار الأمين العام في تقريره , لم تعقد لجنة ترسيم الحدود بين سورية ولبنان أي اجتماع مطلقاً.

*خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

 

حزب الله في صدد تجنيد سودانيين...أوساط شيعية: الحزب أشبه بمركب تتخبطه الامواج  

علي الحسيني /موقع 14 آذار

يوم تأسس "حزب الله" في بداية العام 1982 وضع نصب عينيه السيطرة على قرار الطائفة الشيعية في لبنان بدءاً من الضاحية الجنوبية فجنوب لبنان وصولاً الى منطقة البقاع ــ الهرمل، وما مكنه من تحقيق مشروعه هو غياب الدولة بكافة مؤسساتها عن تلك المناطق. يومها أستغل "حزب الله" حاجات أهالي تلك المناطق وخصوصاً الضاحية الى كل مقومات الحياة فأخذ يغدق كرمه على اهلها، إن عبر تقديم الخدمات الأولية من طبابة وتامين دواء وصرف رواتب ومساعدات شهرية، أو عبر حل معظم مشاكل الشباب الراغبين في الزواج إما عن طريق المساعدة المادية أو من خلال ما عرف يومها بفتوى "المتعة" أو الزواج المؤقت. واليوم وصل الأمر بالحزب الى الإستعانة ببعض مشايخه وكوادره الضالعين في الفقه الشيعي بضرورة تجنيد أكبر عدد ممكن من الجالية السودانية التي تقطن ضمن مناطق نفوذه في الضاحية الجنوبية (عمال المحطات ونواطير المباني) ليتم تشييعهم وتدريبهم على السلاح لأسباب ما زالت مجهولة، وقد سلّم هذا الملف للحاج ر.ش. شقيق أحد مسؤولي الامن في حزب الله".

أوساط شيعية أكدت في حديث الى موقع "14 أذار" الإلكتروني "أن معظم ابناء الطائفة الشيعية وخصوصاً أهالي الضاحية الجنوبية باتوا يعلمون علم اليقين بأن "حزب الله" قد سلمّ مصيرهم للإيراني والسوري، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال تعاطيه مع الاحداث التي تمر بها المنطقة العربية، إذ ان هذا الحلف الثلاثي المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله قد ناصر كل الثورات العربية ما عدا تلك التي تحدث في الداخل السوري". وإذ لفتت الى أنه " في كل مرّة يقع فيها الحزب بمأزق لا يجد سبيلاً للخروج منه إلا بالتلطي خلف أبناء طائفته ووضعهم في واجهة أي إستحقاق من شأنه أن يضعفه أو ينال من سمعته"، أضافت " أن الحزب تسلل ذات فجر عبر نافذة لبنان الداخلية ليسرق قراره مستبيحاً الاعراف والدستور وكل القوانين ومنتهكاً العيش المشترك فيه مستعيناً بوهج سلاحه"، موضحة " أن الكلام هنا هو عن خطف رئاسة مجلس الوزراء من يد طائفة ربما تمثل أكثر ثلث الشعب البناني".

ورأت الأوساط أن "إستباحة القرار الشيعي أمر عرفناه وخبرناه منذ تأسس "حزب الله"، يومها إستطاع إقناع معظم أبناء الطائفة أن هذا التنظيم الديني ذي البعد العسكري الإستراتيجي هو لحمايتهم من الداخل قبل الخارج ولتعريفهم على مذهبهم الصحيح بحسب المفهوم الفارسي مستعيناً دائماً بماله "الطاهر" و"النظيف"، مذكراً أن "هذا التأسيس لم يكن إلا على دماء أبناء الجلدة واللون الواحد يوم تعرضوا للإضطهاد والقتل والتهجير من بلداتهم وقراهم تمهيداً للأمساك بكل مقدرات لبنان وقراره السياسي". وأضافت " أن الحزب يريد إدخال شيعة لبنان في دهاليز المصالح الشخصية، وأصبحنا أعداء لمعظم الطوائف اللبنانية، خصوصا بعدما استقرت مصالحه ومنافعه تحت حجة شعار "المقاومة"، لافتة الى أن "معظم الشباب الشيعي في الضاحية الجنوبية هم إما عاطلون عن العمل ويتعاطون المخدرات،وإما عمال مياومون لا شهادات بين أيديهم". وأكدت " أن حزب الله يحاول اليوم مجدداً إقحام الطائفة الشيعية في مواجهة غير محسوبة مع أبناء الوطن الواحد وتحديداً الطائفة السنية، من خلال القول ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إنما تستهدف المقاومة الإسلامية والطائفة التي تمثلها هذه المقاومة"، سائلة "أين هي الوعود التي اطلقها الحزب امام جماهيره بعدم تمويل المحكمة، وأين هي مقاومته للعدو الإسرائلي التي لم نرى منها رصاصة واحدة تطلق تجاهه منذ 6 اعوام". وكشفت الاوساط أن "الحزب اعاد منذ فترة قصيرة إحياء ما كان يعرف بالسرايا الشيعية التي كان لها الدور الابرز في إجتياح بيروت في السابع من ايار العام 2008"، مؤكدة ان "الدور المستقبلي الذي يرسمه الحزب لهذه السرايا هو الإنقضاض على مناطق الجبل وبيروت عندما يتطلب الامر في المرحلة القادمة".

وشبهت وضع "حزب الله" اليوم "برجل وجد نفسه وحيداً في مركب تتخبطه الأمواج وتتقاذفه المصالح الدولية على حساب وجوده ومقاومته التي سقطت مصداقيتها بعد ان استعمل سلاحها في صراعات داخلية"، مشيرة الى أن " الوضع الذي أوصل الحزب نفسه اليه جعله يشعر وكأنه ثائر من دون قضية أو أنه منظمة منقسمة بين مكانتها الوطنية وهويتها كمقاومة مشوشة".

واكدت ان "ما بدأه حزب الله منذ تأسيسه لن يتنازل عنه بسهولة، وبالتالي لن يتنازل عن سلاحه حتى ولو التأمت الف طاولة حوار، لأنه يؤمن ان هذا السلاح لن يصار الى تسليمه إلا في ظل وجود الدولة العادلة، وهذا معناه أنه علينا ان ننتظر ظهور المهدي المنتظر لنرى هذا السلاح بيد الدولة اللبنانية، وذلك بمفهوم الحزب نفسه للدولة العادلة".

 

نوفل ضو/موسكو ستخسر الكثير من مواقعها في حال ابقت على سياسة دعم الاسد والنظام السوري اغرق جامعة الدول العربية ويسبح عكس التيار الشعبي والعربي والدولي ...  

سلمان العنداري/وقع14 آذار

علّق عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو على تقرير اللجنة الوزارية العربية المتعلق بعمل بعثة المراقبين الى سوريا، فاعتبر ان "الرهان على عمل مثل هذه اللجان للمراقبة في سوريا هو في غير مكانه، خاصة اذا ما استندنا الى تجربة لبنان مع هذه اللجان ومع قوات الردع العربية مطلع الحرب الاهلية اللبنانية".

ضو وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني شاء ان يُذكّر الرأي العام "كيف انقلبت سوريا على قوات الردع العربية وتمكنت من ابقاء قواتها في لبنان لاكثر من 30 عاماً".

وذكّر ضو "بالمؤتمر الصحفي لوزير خارجية سوريا وليد المعلم عندما قيل له ان هناك خوفاً من ان يغرق المراقبون العرب في ما يجري في سوريا، فأجاب عندها بان عليهم ان يتعلموا السباحة، وكأنه كان يقول بشكل ضمني ان النظام السوري سيغرقهم فعلاً في العديد من المشاكل على النحو الذي يُفرغ مهمتهم من اهدافها الحقيقية".

ورفض ضو القول ان "النظام السوري استعاد زمام الامور بعد تقرير اللجنة الوزارية العربية"، فاعتبر ان "النظام السوري يغرق اكثر فاكثر في الرمال المتحركة التي تسبّب بها نتيجة سياساته المتهوّرة."

ورأى ان "النظام يسبح عكس التيار العربي، الدولي والاقليمي، وعكس التيار الشعبي. ففي السابق كان يسير عكس التيار بدعم من المجتمع الدولي، اما اليوم فالموضوع مختلف، والتذاكي لم يعد ينفع".

وعن مواقف جامعة الدول العربية المنتظرة في المرحلة المقبلة، اعتبر ضو انه "لا بد من مرور بعض الوقت قبل الانتقال الى مرحلة لاحقة. فالمؤسف في الموضوع ان كل ساعة تمضي يسقط فيها شهداء ودم، وينهار الاقتصاد في سوريا، فالواقع السياسي شيء والعاطفة شيء آخر".

وتابع: "لا بد من الانتظار في مثل هذه الظروف حتى تتضح الرؤيا وتنضج الظروف المناسبة، وبالتالي لا بد من الترقّب لبضعة ايام او اسابيع كحد اقصى لتصل الجامعة العربية واللجنة الوزارية الى قناعة ان استمرار الامور على ما هي عليه الان لن يوصل الى اي نتيجة، وبالتالي الانتقال الى مرحلة لاحقة من الضغط على النظام السوري".

وقال: "في السابق كان يفترض ان تمر مرحلة معينة قبل الوصول الى مرحلة المراقبين، واعتقد ايضاً انه يفترض ان تمر مرحلة معينة قبل الوصول الى مرحلة ما بعد المراقبين العرب لتحديد اطر الامور وطبيعة الرد على طريقة تعاطي النظام".

واشار ضو الى ان " المرحلة المقبلة سوف تحمل معها ضغطاً اكبر على النظام السوري، وبالتالي لن تكون مرحلة استعادة زمام المبادرة بأي شكل من الاشكال".

وتعليقاً على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، ووصول حاملة طائرات روسية الى ميناء في طرطوس، قال ضو: "اعتقد ان روسيا تخطىء في طريقة تعاطيها مع الوضع السوري. فكان يمكن ان تقوم بهذا الدور عندما يكون الصراع قائما بين سوريا كدولة وبين دولة اخرى، ولكن عندما تكون المواجهة بين النظام والشعب في سوريا فان حاملات الطائرات الروسية لا دور لها".

واضاف: "ان سوريا لا تتعرض لهجمة اسرائيلية او اقليمية او اميركية، بل انها تعاني من مشكلة داخلية بين شعب يريد ان يتحرر وبين نظام يريد ان يكبت الناس، وبالتالي اعتقد ان السياسة في سوريا في حال بقيت على حالها، فهذا من شأنه ان يؤدي الى وضع روسيا في مواجهة مع نظام ما بعد بشار الاسد، وعندها ستكون موسكو قد خسرت الكثير من مواقعها الاقتصادية والتجارية والتسلحية، والاكثر من ذلك دورها السياسي في سوريا والمنطقة". وعمّا اذا كان الموقف الروسي ناتج عن مواجهة استراتيجية لمنع سيطرة تركيا على دول المنطقة، وافق ضو بالمبدأ على هذه المقولة، معتبراً "ان الاستناد الى هذا التحليل يشير الى ان الموقف الروسي الحالي من النظام السوري لا يصبّ في دعم بشار الاسد بقدر ما يمثّل مواجهة التمدد التركي في المنطقة".

*موقع 14 آذار

 

جزأرة" سوريا و"عسكرة" إيران

أسعد حيدر/المستقبل

تقرير المراقبين العرب، وتأجيل الجامعة لقرارها الحاسم من سوريا، أقنع الكثيرين أنّ الأزمة طويلة، وأنّ النظام الأسدي مستعد للقيام بأي شيء من أجل كسب معركة، أي معركة، طالما أنّ ربح الحرب مستحيل. النظام يريد أن يربح المواجهة بالنقاط. اقتنع أخيراً أنّ الانتصار بالضربة القاضية لن يحصل ولو في الخيال. أكثر ما يساعد النظام على طمأنة نفسه، أنّ "المعارضات" متخندقة في انقساماتها، لا بل أنّ انقساماتها أصبحت أكثر عمقاً وتنوّعاً وحدّة. بهذا فإنّ "الشارع" عار من القيادة والبرنامج. وإذا كان لم يتعب بعد عشرة أشهر من القتل والقمع فإنّ وسائل أخرى أكثر تأثيراً وإيلاماً قد تنتج تحوّلاتً قائمة على اليأس وخارجة من الإحباط. لذلك يزداد الحديث يوماً بعد يوم عن "جزأرة" سوريا.

"الجزأرة" الخارجة من الجزائر على وزن "اللبننة" و"العرقنة" و"الصوملة" و"السودنة" هي وليدة "العشرية السوداء" في الجزائر، التي ذهب ضحيتها أكثر من مئة ألف قتيل أُضيفوا إلى المليون شهيد الذين حرَّروا الجزائر، في حين ضحايا "الجزأرة" ذهبوا ضحيّة حرب ضاعت هوية القاتل فيها، وغابت أهمية الضحايا عنها. الحرب بدأت مع انتصار الإسلاميين في أوّل انتخابات تشريعية حقيقية في الثمانينات. لكن "العسكر" لم يقبلوا النتيجة فكانت أن بدأت حرب أقل ما يُقال فيها انّها كانت إجرامية. الإسلاميون قاتلوا وقتلوا وارتكبوا مذابح واسعة، والجيش الذي كان يتولّى قيادته الجنرالات محمد التواني وخالد نزار والعربي بلخير وغيرهم، والأمن العسكري الذي كان الجزائريون يطلقون عليه S.S نسبة إلى "الغستابو النازي" لكثرة ما ارتكبوا من جرائم بقيادة اسماعيل وتوفيق ومديني وغيرهم. جرائم كثيرة وقعت اتُهم فيها الإسلاميون وتبيّن فيما بعد أنّ الجيش والأمن هم الذين ارتكبوها. أحدث الاكتشافات انّ الرهبان الفرنسيين الذين قُتلوا وقُطِّعت رقابهم قتلهم الجيش وليس الإسلاميون. الهدف كان "تصحير" شعبيّة الإسلاميين وخلق جو من الكراهية الشعبية ضدّهم. ما كان يساعد "العسكر" والجنرالات أنّ العالمَين الغربي والعربي كانا يقفان مع النظام، ممّا سمح له الإمساك بالسلطة وإلغاء إنتصار الإسلاميين والمجيء بالسياسي المخضرم عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً للجمهورية. الجديد أنّ الجزائر تجد نفسها مرّة جديدة في امتحان مع الإسلاميين والنظام الحالي برئاسة بوتفليقة يبحث عن حلول تمنع انزلاق الجزائر نحو "ربيع عربي" لن تنجح "الجزأرة" فيه لأنّ العالم تغيّر.

في سوريا، النظام الأسدي لا مانع لديه لا بل لديه استعدادات كاملة للخوض في تجربة مماثلة لـ"الجزأرة" طالما أنّ التدخل الخارجي ممنوع وغير مقبول كلياً، والمطلوب جعل الحسم بعيداً. من ذلك أنّ تفجير حي الميدان، وهو حي معروف بأنّه بؤرة غنيّة للمعارضة، يمكن وضعه في خانة "الجزأرة". ترجمة ذلك أنّه قد توجد حلقة "ساذجة" مأخوذة برغبة الثأر للقيام بمثل هكذا عملية "غبية" يستثمرها النظام الأسدي. لا شيء يمنع في الوقت نفسه أن تقوم مجموعة أمنية من داخل النظام بمثل هكذا عملية بربرية لدفع النظام كله نحو بربرية أكثر في القمع يُنهي حتى التفكير بحل سياسي. باختصار النظام الأسدي يقتات ويتغذّى ويقاوِم بمثل هكذا تفجير انتحاري. لدى النظام خبرات طويلة ومشهودة له في لبنان وضدّ الفلسطينيين والعراق. في مثل هذه الحالة على الجميع، خصوصاً السوريين، أن يعتادوا ويتعايشوا مع العنف الدامي واللجان والمراقبين، تماماً كما عاش اللبنانيون حتى مع أول العسكريين السوريين العقيد محمد الخولي وصولاً إلى العقيد رستم غزالي.

يعتمد النظام الأسدي على هكذا سيناريو مناصرة ودعم إيران وروسيا له. الأولى تؤمّن له الحماية الاقليمية والدعم المالي والخبرات العسكرية والأمنية والثانية تجمد وتعطل التحرّك الدولي ضدّه. يبقى أنّ إسرائيل ربحت كثيراً في تعطيل النظام الأسدي لجبهة الجولان وتحويلها إلى كهف ساكن طوال أربعة عقود تقريباً، وهي ستربح أكثر فأكثر مع غرق سوريا في "حمام دم" طويل.

النجاح في تنفيذ سيناريو معد باتفاق في مرحلة معينة لا يعني مطلقاً ضمان نجاحه إلى النهاية، خصوصاً أنّ العقدة الأساسية في كل ذلك تعتمد على استمرار إيران في دعم النظام الأسدي. لا شك أنّ المرشد آية الله علي خامنئي يدعم بقوّة هذا النظام، وهو يعتبر سقوط النظام الأسدي إلحاق خسارة استراتيجية للنظام ولإيران. لذلك كلما شعر بانّ الخسارة تقترب يندفع أكثر فأكثر نحو "عسكرة" النظام سواء ميدانياً في توالي المناورات من جانب الجيش والحرس الثوري، أو على تشكل النظام نفسه.

الصراعات داخل "البيت" الواحد، أصبحت حادّة جداً. كلما اقترب استحقاق الانتخابات التشريعية كلما تبلورت الصراعات أكثر فأكثر. من هنا فإنّ المرشد خامنئي إذا وجد أنّ تشكيل مجلس الشورى بعد الانتخابات لا يتناسب مع التحوُّلات الاقليمية والدولية، سيضع الجميع أمام الاختيار بين جنرالات الحرس، سواء كانوا قدامى أو في الخدمة. المرشحون كما يرشح من طهران ثلاثة، اثنان معروفان وقد سبق وأن خاضا الانتخابات، وهما الجنرالان السابقان محسن رضائي ومحمد قليبان، والثالث معروف ومجهول في الوقت نفسه وهو الجنرال قاسم سليماني. لا شك أنّه في حال دخل سليماني الانتخابات فإنّه سيفوز لأنّه الرجل القوي في الحرس والمعروف في إيران والعراق ولبنان وفلسطين وخصوصاً في سوريا، وبطبيعة الحال من الأميركيين والمجتمع الدولي لأنّه موضوع على رأس لائحة العقوبات الأميركية الأوروبية.

قاسم سليماني جنرال خطر وخطير. مجرّد التلويح به مرشحاً لرئاسة الجمهورية "رسالة" مكتوبة بالنار للجميع، فكيف إذا تحقّق ذلك ووصل إلى الرئاسة. الكلمة الحاسمة تبقى حالياً بيد "المرشد" الذي تعب من نجاد و"النجاديين". أما انتخاب سليماني لرئاسة الجمهورية فإنّ ترجمته داخلياً مزيد من عسكرة النظام ونهاية اللعبة الحالية القائمة بأنّ تحت "العمامة" توجد "قبعة" الحرس.

يبقى أنّ وضع العالم أمام اختبار دائم بالمواجهة العسكرية رغم أنّها انتحارية من جهة، ودفع جنرال مثل قاسم سليماني إلى الرئاسة، يعني رفع درجة "حرارة النار" تحت الصفيح الأسدي، حتى لا تأتي الانتخابات الرئاسية الايرانية و"جزأرة" سوريا قائمة.

 

النائب الزحلي طوني ابو خاطر لـ"المستقبل": الراعي يرسم مساراً جديداً لبكركي

حاورته: ريتا شرارة/المستقبل

رحب النائب الزحلي طوني ابو خاطر بدعوة راعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش الى لقاء على "ثوابت زحلية فقط"، مؤكداً "اننا منفتحون على الجميع ونريد الحوار معه. كنا ايجابيين معه ولا نزال". وشدد على ان كتلة "نواب زحلة" هي "مع اجواء التهدئة" التي دعا اليها درويش "بالرغم من كل الشائعات التي تصدر يسرة ويمنة في هذه المدينة. فنحن ميالون الى الحوار والتفاهم ولم نسئ الى احد".

واشار في حديث الى "المستقبل" امس، ان "ثمة محليا من استغل ولا يزال يستغل توجه نائب الكتلة ايلي ماروني وحده الى عرسال"، موضحاً ان "زميلنا كان يمثلنا ويتحدث باسمنا".

وعن تصريح البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ان البطريركية المارونية بدأت حوارا مع "حزب الله"، لفت الى ان الراعي "يرسم مساراً جديداً لبكركي من دون ان يكون قام بتنازلات ضخمة وكبيرة من ثوابت بكركي لأي طرف آخر"، آملاً ان يتمكن الراعي من "معالجة نقطة بارزة تمس بالاستقرار والامن الداخلي وهي السلاح، فتصبح النقاط الاخرى سياسية وتناقش بروية وتدخل في السياق الديموقراطي".

وهنا نص الحوار:

[ ما الذي دفعكم الى القول ان لبنان لا يزال منذ العام 2009 على المحك مع العلم ان الجميع في هذا الوارد؟

ـ بالامس كنا في لقاء مع بعض الاشخاص من حي وادي العرائش في زحلة بعدما قررنا ككتلة منذ 6 اشهر ان نجالس الناس ونناقشهم في ما قمنا به الى اليوم في هذه الظروف الصعبة، وما علينا ان ننجزه لاحقا، واضعين انفسنا في تصرفهم للمحاسبة والمساءلة، فكانت الحوارات بلا تكلفة. وعندما تحدثنا عن الانتخابات النيابية للعام 2009، قلنا ان التصويت يومها كان يجب الا يكون للانماء حصرا انما كان على المدينة ان تأخذ خيارا سياسيا لا نزال عليه.

[ تحدثتم عن عدم ترحيبكم بأن يتدخل غيركم في شؤونكم تماما كما انتم لا تتدخلون في شؤونه. من تقصدون بهذا الغير؟ سوريا او غيرها؟

ـ ثمة من استغل ولا يزال يستغل توجه نائب في الكتلة هو ايلي ماروني الى عرسال من دون الكتلة التي كان اعضاؤها مرتبطين بواجبات عائلية صبيحة ذلك اليوم. لذا قلنا ان زميلنا يمثلنا ويتحدث باسمنا. وعندما وجدنا ان هذه القضية تتفاعل، قلنا بوجوب ان نتوجه الى المدينة ايضا، ونكمل ما قاله زميلنا، وهكذا كان. الا ان ثمة من تحدث باسمنا كلنا نحن كتلة "نواب زحلة" وتبرع بالقول اننا غير موجودين ومختلفون بعضنا مع بعض. اذاً البعد داخلي ومحلي.

[ اذاً البعد ليس اقليميا؟

ـ كان سياق الحديث مع الاهالي محليا وليس عن سوريا.

[ تحدثتم عن التقليد العائلي السياسي في زحلة. ألا تعتقدون ان مثل هذا التقليد موجود في لبنان كله وليس في زحلة وحدها؟

ـ اذا أراد احد من نواب "كتلة زحلة" ان يحكي عن التقليد العائلي السياسي فهو انا لأن عائلة ابو خاطر كانت من اولى العائلات التي بنت زحلة رافضة الاستعمار الفرنسي. افتخر بأنني أنتمي الى تاريخ انما اؤكد انني ضد الاقطاع والعائلية، هذه تخطاها الزمن لأن الكراسي ليست مسجلة باسم احد وهي تؤخذ عن جدارة ويستحقها من كانت لديه مؤهلات. آن لنا ان نخرج من هذه المراحل المظلمة.

[ من قال لكم من الناخبين انكم لا تتعاملون بمسؤولية عالية مع الامانة الوطنية التي أعطيتم اياها بموجب الانتخابات النيابية؟

ـ لم يطرح احد علينا السؤال. نحن انتخبنا على اساس مبادئ ثورة الارز وقوى 14 آذار، وشخص واحد ترك هذه الخيارات هو الوزير نقولا فتوش. كان ذلك متوقعا، اذ كنا نحس انه يعرج.

[ ما هي مساعي المطران عصام درويش لجمع المدينة؟

ـ نحن كروم ملكيين كاثوليك بطريركيتنا في الشام. ولأن زحلة المدينة المسيحية الاولى في الشرق، فلمطرانها وزن كبير ولدى كرسيها دور كبير هو غير بقية الكراسي في المناطق اللبنانية. أحب المطران ان يكون هناك لقاء على ثوابت زحلية فقط. فأجبناه بأننا منفتحون على الجميع ونريد الحوار معه. كنا ايجابيين معه ولا نزال.

[ ثمة من يقول ان اجواء التهدئة والتقارب نسفت، هل هذا صحيح؟

ـ نحن مع اجواء التهدئة التي دعا اليها المطران الجديد عصام درويش بالرغم من كل الشائعات التي تصدر يسرة ويمنة في هذه المدينة. نحن ميالون الى الحوار والتفاهم ولم نسئ الى أحد.

[ نزولاً الى بكركي، قال البطريرك الراعي بالامس ان البطريريكة المارونية بدأت حوارا مع "حزب الله". كيف تقرأون هذا التصريح؟

ـ ان "حزب الله" مكوّن شيعي مهم جدا في البلاد ولا يمكن ان ننكر وجوده. اليوم أحب البطريرك الراعي ان يرسم مسارا جديدا لهذه البطريركية. لم أر انه قام بتنازلات ضخمة وكبيرة من ثوابت بكركي الى اي طرف آخر غير انه فتح أبوابا كانت مغلقة في الماضي. انه يحاول السير قدما، ولييسِّر الله الامور في هذه الحوارات، ولكل حادث حديث.

[ يربط البطريرك هذا التصريح بعبارة انه سيكون عيداً كبيراً اذا سلم الحزب سلاحه. هل برأيكم هذا الهدف من الحوار؟

ـ كمرحلة اولى ثمة نقاط خلاف كبيرة بين اهداف الحزب واهدافنا التي لا تبعد عن ثوابت بكركي. ولكن "مصّ القصب يكون عقدة عقدة". هناك نقاط تنافر عدة بين الخطين. لنعالج نقطة بارزة تمس بالاستقرار والامن الداخلي وهي السلاح. ان النقاط الاخرى تصبح نقاطا سياسية وتناقش بروية وتدخل في السياق الديموقراطي. أقله لنتحاور في مشكلاتنا انما من دون سلاح على الطاولة.

 

حبيش والجراح يفندان قانوناً الادعاءات عن الـ"تيكوتاك": عون اغتصب السلطة وسنفتح ملفات الكهرباء والاتصالات

المستقبل/فنّد النائبان في كتلة "المستقبل" هادي حبيش وجمال الجراح، الإدعاءات التي طالت الرئيس فؤاد السنيورة في موضوع "التيكوتاك"، وكشفا عن "حقائق" في شأن الشركة اللبنانية للاستثمار رداً على "أضاليل" التيار "الوطني الحر".

وأشار حبيش الى ان "قرار ديوان المحاسبة الاخير في حق موظفين في وزارة المالية في عهد الرئيس فؤاد السنيورة استند الى ارقام خاطئة ولم يثبت انهم قاموا بهدر المال العام، بل انهم لم يقدموا دفوعهم"، مبديا استغرابه "كيف انه لم يتم تبليغهم لأنهم لا يعرفون اماكنهم". ولفت الى ان "لهذا القرار خلفيات معينة"، موضحاً "اننا في صدد تعيينات قضائية". ودعا الى "الخروج من موضوع التجاذب السياسي في هذه التعيينات، كونه لا يجوز تسمية رئيس مجلس قضاء أعلى من قبل فئة حزبية".

واكد الجراح أن "الرئيس فؤاد السنيورة شكل لجنة لمراجعة كل البيانات الجمركية السابقة لمعرفة الحقائق"، قائلا: "حرصنا عندما كنا في الحكومة على المال العام ومطمئنون ان لدينا الكثير من الاثباتات". واعتبر ان "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ليست له اهلية في ان يتحدث في امور هدر المال العام، لأن من له هذا التاريخ من اختلاس للمال العام ليس له ان يدّعي على الآخرين ويتهمهم". وأعلن انه سيفتح موضوع الكهرباء والاتصالات والخدمات "ليعرف الرأي العام من هو الحريص على المال العام".

عقد حبيش والجراح مؤتمرا صحافيا مشتركا في مجلس النواب أمس، علقا فيه على ما نسبه ديوان المحاسبة الى الرئيس السنيورة "من مآخذ مالية وادعى أن مستشاره بسام تميم ارتكبها عندما كان وزيرا للمالية عام 1996".

وقال حبيش: "في وقائع القضية: خلال العام 1996 ضبطت ادارة الجمارك كمية من بطاقات التيكوتاك تفوق العدد المصرح به قانونا والتي كانت تتولى ادارتها وتوزيعها الشركة اللبنانية للاستثمار. أبلغ هذا الأمر للرئيس فؤاد السنيورة الذي كان وزيرا للمالية في حينه فاتخذ قرارا سريعا بملاحقة الشركة".

أضاف: "اتخذ وزير المالية قرارا بوضع حجز شامل وكامل على الممتلكات الشخصية العائدة لرئيس مجلس ادارة الشركة اللبنانية للاستثمار التي تدير التيكوتاك. وحفاظا منه على المال العام ولوضع آلية رقابة تمنع أي نوع من أنواع التهريب شكل الرئيس السنيورة لجنة رقابة مهمتها حضور استلام البطاقات المستوردة من الخارج في كل مرة يتم تسليم الشركة الملتزمة بطاقات الاصدار. كما كلف مديرية الجمارك بمراجعة جميع البيانات السابقة العائدة لاستيراد بطاقات التيكوتاك منذ أول عام 1992 ولغاية عام 1996 تاريخ اكتشاف عملية الادخال غير القانونية. كما واتخذ قرارا بتأليف لجنة مؤلفة من موظفين مشتركين من مديريتي المالية العامة والجمارك العامة والتفتيش المركزي لاجراء عملية احتساب للمبالغ المترتبة على هذه الشركة لصالح وزارة المالية نتيجة عملية التهريب".

وأشار حبيش الى انه "وعلى هذا الأساس قامت المديرية العامة للجمارك بمراجعة جميع البيانات السابقة العائدة لاستيراد بطاقات الـ Tico - Tac منذ عام 1992 لغاية عام 1996 وسلمتها للجنة المختصة التي قامت بدورها بتدقيق هذه البيانات الجمركية وعدد البطاقات المستوردة الى لبنان ومطابقتها مع عدد البطاقات المحددة في قرارات وزير المالية العائدة لكل اصدار وقد حددت حصة الدولة في هذه البطاقات الزائدة وبالنتيجة وضعت تقريرا مفصلا تم رفعه الى وزير المالية مع عدة توصيات".

وأوضح ان "التقرير حدد كيفية استيفاء وقيمة هذه المبالغ العائدة قانوناً للدولة، وقد التزمت وزارة المالية بهذه التوصية الواردة في التقرير. وعلى هذا الأساس جرى استيفاء المبالغ من الشركة اللبنانية للاستثمار عن طريق اصدار أمر تحصيل من قبل وزارة المالية، الأمر الذي أدى فعليا الى استيفاء الدولة حصتها المشروعة والمحددة قانوناً".

وتابع: "في القانون: أولاً: بتاريخ 2/11/1999 وبعد خروج الرئيس رفيق الحريري من الحكم وبدء حملة الافتراءات بحق الرئيس الحريري وفريقه من قبل النظام الأمني آنذاك تم تقديم شكوى قيل إنها من مجهول سجلت لدى قلم وزارة المالية تتعلق بوجود ما سميت بمخالفات مالية في مديرية اليانصيب الوطني وعلى الفور أحيلت من قبل وزير المالية جورج القرم الى التفتيش المركزي الذي باشر بتحقيقاته والى النيابة العامة التمييزية التي كلفت الشرطة القضائية باجراء التحقيق.

ثانياً: باشرت الشرطة القضائية بناء لتكليف النيابة العامة التمييزية بتحقيقاتها اللازمة وفي نهاية التحقيق أحيل المحضر الى النيابة العامة المالية التي ادعت بتاريخ 17/4/2003 على الشركة اللبنانية للاستثمار بشخص رئيس مجلس ادارتها رينيه جريصاتي وأحيلت الى القاضي المنفرد الجزائي في بيروت الرئيس فوزي خميس، الذي أجرى تحقيقاته المفصلة بالموضوع وأصدر بتاريخ 1/4/2004 حكما قضى باسقاط دعوى الحق العام عن الشركة المذكورة بحيث استند في حيثيات حكمه على استيفاء الدولة كامل حقوقها من الشركة المذكورة وبالتالي لا يوجد أي هدر للمال العام".

القرار الجزائي

ووزع حبيش صورة عن قرار القاضي الجزائي.

أضاف: "ثالثاً: قام التفتيش المركزي بشخص المفتش المالي ميشال ديب بالتحقيق المطلوب. وأصدرت هيئة التفتيش المركزي استنادا الى تقريره، قراراً برقم 20/2005 تاريخ 11/1/2005 قضى باحالة بعض الموظفين في وزارة المالية وبسام تميم مستشار وزير المالية، أمام ديوان المحاسبة، وأوصى مديرية اليانصيب الوطني بالعمل على تشكيل لجنة لتحديد المبلغ المتوجب على الشركة المخالفة Tico - Tac واصدار أمر تحصيل بالمبلغ الذي تقرره اللجنة".

قرار التفتيش المركزي

كما وزع صورة عن قرار التفتيش المركزي.

وأردف: "رابعاً: 1 ـ بعد أن أجرى ديوان المحاسبة تحقيقاته بالموضوع أحال كتابه رقم 406/302 تاريخ 14/6/2005 الى النيابة العامة التمييزية التحقيق حول بعض الأعمال المرتكبة في مديرية اليانصيب الوطني وذلك سندا لتقرير المفتش المالي ميشال ديب.

2 ـ عادت النيابة العامة التمييزية فأجرت تحقيقا جديدا بواسطة قسم المباحث الجنائية المركزية وذلك بموجب المحضر رقم 406/302 تاريخ 4/6/2005 استمعت فيه الى مدير عام شركة Tico - Tac والى أحمد جابر المحتسب المركزي في اليانصيب الوطني وريمون حداد مدير اليانصيب الوطني وبسام تميم مستشار وزير المالية فتقرر ختم التحقيق وايداعه حضرة مدعي عام التمييز الذي أحاله لاحقا الى النيابة العامة المالية.

3 ـ قامت النيابة العامة المالية مجددا بالتحقيقات اللازمة فاستمعت الى الموظفين المنسوبة اليهم المآخذ المالية بقرار ديوان المحاسبة المؤقت وبقرار التفتيش المركزي، وأننا نورد هنا حرفيا بعض ما جاء في تقرير النائب العام المالي رقم 484/2005 تاريخ 23/1/2006 :

الصفحات من 5 الى 9: "وحيث لم يثبت أيضا من التحقيقات الجارية والمستندات المبرزة أي دور لمستشار وزير المالية حينها السيد بسام تميم في هذا الموضوع سوى ما ورد في تقرير التفتيش لجهة مراسلات بين وزير الدولة للشؤون المالية والمجلس الأعلى للجمارك، وهذا يدخل ضمن دوره الطبيعي كمستشار للوزير للشؤون الجمركية".

"وحيث أن الموضوع الأساسي في هذا التحقيق يتناول ما ينسب الى الشركة اللبنانية للاستثمار من مخالفات أدت الى هدر أموال عامة عن طريق اجراء مصالحة مع وزارة المالية لم تحفظ حقوق الادارة وتعتبر باطلة لأنها لن تعرض على رقابة ديوان المحاسبة مسبقا ولم تأخذ رأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل.

وحيث تبين من التحقيقات الجارية أمامنا ..

"ومن المستندات المبرزة ومن أقوال السيد عصام خالد حنبلي الذي كان يشغل في حينه وظيفة مفتش مالي ومن فريق عمل وزير الدولة للشؤون المالية ومستشاره للشؤون المالية حينها، ان وزير المالية كان يصدر قبل كل اصدار تيكوتاك قرارا يحدد فيه عدد البطاقات وسعر البطاقة وحصة الدولة منها. وقد تبين لاحقا لمديرية الجمارك أنه جرى ادخال عدد بطاقات زائدة عن تلك المحددة في قرارات الوزير". "وحيث تبين أن مديرية الجمارك قامت بمراجعة جميع البيانات السابقة العائدة لاستيراد بطاقات التيكوتاك من أول سنة 1992 وحتى عام 1996 وأرسلتها الى وزارة المالية حيث تولى فريق باشراف السيد عصام حنبلي تدقيق هذه البيانات الجمركية وعدد البطاقات المستوردة الى لبنان بموجبها ومطابقتها مع عدد البطاقات المحددة في قرارات وزير المالية العائدة لكل اصدار ومن ثم تحديد حصة الادارة من هذه البطاقات الزائدة وفي النتيجة وضع تقرير جرى رفعه الى وزير المالية مع عدة توصيات".

"وحيث تبين أن القرار المذكور أعلاه حدد كيفية استيفاء هذه المبالغ العائدة قانونا للادارة على ضوء أن البطاقات الزائدة يتعذر مصادرتها كونها قد بيعت من قبل الشركة التي استوفت كامل ثمنها".

"وحيث تبين أن التوصية المذكورة كانت تقضي بأن تصدر وزارة المال أمر تحصيل الى الشركة الملتزمة ولكن، وحتى لا يتعرض أمر التحصيل هذا للطعن أمام مجلس الشورى، كان يفترض أن يقوم وزير المالية بتعديل قراراته السابقة المتعلقة بكل اصدار من الاصدارات بحيث يصبح العدد المحدد في قرار الوزير لكل اصدار مساو من ناحية عدد البطاقات لتلك المستوردة والمباعة في لبنان".

"وحيث تبين أن وزارة المالية التزمت حينها بهذه التوصية الواردة في التقرير وعلى هذا الأساس جرى استيفاء المبالغ من الشركة اللبنانية للاستثمار عن طريق اصدار أمر تحصيل من قبل وزارة المالية".

"وحيث تبين أن المبالغ المحددة في التقرير المرفوع الى وزير المالية مطابقة لحصة الادارة من البطاقات المستوردة بصورة زائدة والمباعة على ضوء التدقيق والمطابقة الذين قامت بهما اللجنة والسيد عصام حنبلي كون العملية مبينة على أساس طريقة حسابية تقوم على تحديد عدد البطاقات الزائدة في كل اصدار وثمن كل بطاقة وحصة الدولة منها".

"وحيث لم يثبت أن هذا التدقيق والتقرير المرفوع بنتيجته الى الوزير، أدى الى هدر أموال عامة، بل على العكس أدى فعليا الى استيفاء الادارة حصتها المشروعة والمحددة قانونا".

"وحيث أن أمر التحصيل الصادر من قبل وزير المالية بحق الشركة اللبنانية للاستثمار، لم يكن بحاجة لموافقة مسبقة من ديوان المحاسبة أو بحاجة لعرضه على هيئة الاستشارات والتشريع لأنه لا يعتبر تسوية ليخضع لهذه الشروط، بل أمر تحصيل من صلب اختصاص وزير المالية لتحصيل أموال عائدة للادارة". وحيث.. وحيث..

لذلك، نقرر حفظ هذه الشكوى لعدم ثبوت حصول هدر لأموال عامة نتيجة أمر التحصيل عن وزارة المالية بوجه الشركة اللبنانية للاستثمار Tico - Tac والقاضي باستيفاء حقوق الادارة من الشركة المذكورة وحفظها أيضا لتعذر تحريك دعوى الحق العام مجددا بحقها لصدور حكم سابق مبرم قضى باسقاط دعوى الحق العام عنها عملا بقوة القضية المقضية ولعدم جواز ملاحقة الفعل الجرمي الواحد الا لمرة واحدة".

قرار النيابة العامة المالية

كما وزع حبيش صورة عن قرار النيابة العامة المالية.

وتابع: "خامساً: تجاهل ديوان المحاسبة القرار الصادر عن النيابة العامة المالية المشار اليه أعلاه بتاريخ 23/1/2006 والذي قضى بحفظ هذه القضية لعدم ثبوت هدر لأموال عامة. كما تجاهل الحكم المبرم الصادر عن القاضي المنفرد الجزائي في بيروت الذي قضى باسقاط دعوى الحق العام عن شركة تيكوتاك بتاريخ 1/4/2004. وأصدر قراره المؤقت رقم 34/ر.ق.تاريخ 16/3/2009 بالطلب الى بعض الموظفين في وزارة المالية ومن بينهم بسام تميم تقديم دفاعهم عن المخالفات المنسوبة اليهم ضمن مهلة ثلاثين يوما من تاريخ تبلغهم هذا القرار".

قرار ديوان المحاسبة الموقت

كما وزع صورة عن القرار الموقت لديوان المحاسبة.

وأردف: "سادساً: عاد التفتيش المركزي مجددا فأصدر القرار رقم 24/2010. تاريخ 19/1/2010 أوصى بموجبه وزارة المالية بالعمل على تحديد قيمة المبلغ المتوجب على الشركة في ضوء المعطيات المرفقة بقراره، تمهيدا لاصدار أمر تحصيل بالمبلغ المتوجب على الشركة، كما أوصى بايداع الملف النيابة العامة التمييزية".

قرار التفتيش المركزي

ووزع ايضا صورة عن قرار التفتيش المركزي.

وقال: "وكأن التفتيش المركزي، مع الأسف الشديد، لم يعلم ولم يطلع على الحكم الجزائي الصادر عام 2004 الذي قضى باسقاط دعوى الحق العام عن السيد رينيه جريصاتي مدير عام ورئيس مجلس ادارة الشركة اللبنانية للاستثمار ولم يطلع أيضا على تحقيقات النيابة العامة التمييزية سواء من قبل الشرطة القضائية التابعة لها أو من قبل النيابة العامة المالية التي أصدرت قرارها بتاريخ 23/1/2006 بعدم ثبوت حصول هدر الأموال العامة نتيجة أمر التحصيل الصادر عن وزارة المالية".

أضاف: "كما عاد ديوان المحاسبة بتاريخ 13/7/2010 أي بعد ستة أشهر تقريبا من تاريخ صدور قرار التفتيش المركزي المشار اليه أعلاه وبعد أكثر من ست سنوات على تاريخ صدور الحكم الجزائي، وبعد أكثر من أربع سنوات على تاريخ صدور قرار النيابة العامة المالية، استفاق الديوان فاتخذ قراره النهائي رقم 73/ر.ق./ نهائي الذي قضى:

أ ـ قبول دفاع السيد ميشال ضعون (علما بأنه الموظف الوحيد الذي تبلغ قرار الديوان المؤقت).

ب ـ الكف عن ملاحقة كل من: حبيب أبو صقر، ميشال ضعون، اميل مطر مصطفى الهندي لانتفاء المخالفة بحقهم (علما بأن هؤلاء باستثناء ميشال ضعون، قدموا دفاعهم بعد انقضاء المهلة القانونية وقد أخذ الديوان بعين الاعتبار هذا الأمر وأسقط المخالفة بحقهم).

ج ـ اعتبار المخالفة ثابتة في حق كل من السادة: ريمون حداد، أحمد جابر، حسن زهري، طلعت قانصو وبسام تميم وفقا لما جاء في القرار المؤقت لعدم تقديمهم دفاعهم، وتغريم كل منهم بغرامات متفاوتة..

د ـ احاطة مجلس النواب علما بالمخالفة المرتكبة من قبل وزير المال بالوكالة آنذاك الرئيس فؤاد السنيورة".

قرار ديوان المحاسبة

ووزع صورة عن قرار ديوان المحاسبة.

وتابع: "سابعا: ورد في متن القرار المؤقت لديوان المحاسبة أن هذا القرار لم يتبلغه سوى موظف واحد، الأمر الذي جعل الديوان يتخذ قرارا بالابلاغ بالطرق الاستثنائية، وبالتالي بالنشر في جريدة يومية محلية.

ومن المعروف أن المادة 71 من قانون تنظيم ديوان المحاسبة الصادر بالمرسوم الاشتراعي رقم 82 تاريخ 16/9/83 تنص على ما يلي:

"يبلغ القرار الموقت الى المحتسب أو الموظف بواسطة المباشرين وفقا لأحكام قانون أصول المحاكمات المدنية، أو بالبريد المضمون مع اشعار بالوصول، أو بالطريقة الادارية، وتبلغ صورة عنه الى رئيسه المباشر.

على صاحب العلاقة تقديم دفاعه خلال المهلة المحددة في القرار على ألا تقل عن ثلاثين يوما، فاذا انقضت هذه المهلة دون تقديم جواب، ينظر ديوان المحاسبة في القضية بالحالة المعروضة.

"يحق لصاحب العلاقة الاطلاع على الملف والاستعانة بمحام".

كما نصت المادة 72 على ما يلي:

"يبلغ القرار النهائي الى صاحب العلاقة وفقا للأصول المبينة في المادة 71 من هذا المرسوم الاشتراعي.

وتبلغ صورة عنه الى المدعي العام والى الوزارة المختصة وترسل صورة الى وزارة المالية لتنفيذها وفقا لقانون جباية الضرائب المباشرة".

وقال حبيش: "هنا نتساءل:

1 ـ كيف ولماذا تعذر على ديوان المحاسبة ابلاغ جميع الموظفين ( باستثناء واحد منهم فقط) القرار المؤقت الصادر عنه بتاريخ 16/3/2009 والذي نسب الى هؤلاء الموظفين تهما ومخالفات مختلفة، وهم يعملون أو كانوا يعملون في وزارة واحدة هي وزارة المالية؟ هل يتعذر ابلاغ موظف معروفة وظيفته ومعروف مركز عمله؟ وهل بلغ هؤلاء بواسطة المباشرين أو بالبريد المضمون مع اشعار بالوصول قبل اللجوء الى طريقة الابلاغ الاستثنائية أي النشر في جريدة يومية محلية؟ وهل بلغ القرار المؤقت في جميع الأحوال الى الرئيس المباشر لكل من هؤلاء الموظفين كما تنص على ذلك المادة 71 الآنفة الذكر؟ خصوصا وأن الرئيس المباشر لمستشار وزير المالية بسام تميم ولمدير عام المالية حبيب أبو صقر ولمدير اليانصيب الوطني ريمون حداد هو وزير المالية نفسه أي الرئيس فؤاد السنيورة الذي علم بهذا القرار من الصحف ووسائل الاعلام وآثر اثارة هذا الموضوع من قبل بعض السياسيين منذ فترة لا تزيد على أسبوعين في الوقت الذي صدر القرار المؤقت بتاريخ 16/3/2009 أي منذ ما يقارب السنتين، وفي الوقت الذي صدر القرار النهائي بتاريخ 13/7/2010 أي منذ أكثر من خمسة أشهر من تاريخه.

2 ـ ألم يفقد هؤلاء الموظفون المشمولون بهذا القرار حق الدفاع عن النفس نتيجة عدم ابلاغهم به وبالتالي عدم معرفتهم بصدوره؟".

وأكد حبيش ان "حق تأمين الدفاع عن النفس Droit de Défense هو من الأصول الاجرائية الجوهرية التي يجب على الادارات والمحاكم أن تحترمها في معرض تأديب الموظفين والتحقيق معهم قبل انزال العقوبات بهم. ويترتب عليها اطلاعهم على كل مأخذ منسوب اليهم وعلى المستندات التي تدينهم أو تتضمن اقتراحا بمؤاخذاتهم ( قرار مجلس شورى الدولة رقم 696 /98 )".

كما أكد ان "حق الدفاع يتعلق بالانتظام العام وهو يعتبر من المبادىء العامة التي تكون واجبة التطبيق دون نص والتي أنزلها الاجتهاد مرتبة القانون العادي على الأقل ان لم يكن المرتبة الدستورية العليا".

أضاف: "3 ـ ألم يطلع ديوان المحاسبة على تقرير المفتش المالي المحقق في هذه القضية ميشال ديب الذي ذكر في الصفحة 11 من تقريره المرفوع الى هيئة التفتيش المركزي الذي على أساسه اتخذت هذه الهيئة قراريها المذكورين أعلاه) ما حرفيته:

"وبالتالي لم يتضح دور السيد بسام تميم في هذه التسوية".

وقال: "اذا، كيف ولماذا أدين بسام تميم؟ ألأنه مستشار الوزير والغاية هي في الوصول الى الوزير.

4 ـ لقد اعتبر ديوان المحاسبة في قراره النهائي رقم 2005/8 الصادر بتاريخ 13/7/2010 المخالفة ثابتة بحق كل من: ريمون حداد، أحمد جابر، حسن زهري، طلعت قانصو وبسام تميم وفقا لما جاء في قراره المؤقت لعدم تقديمهم دفاعهم وتغريم كل منهم الخ".

اضاف: "اذا، اعتبر الديوان المخالفة حاصلة بحق هؤلاء ليس بسبب ثبوت حصول هذه المخالفة بل لعدم تقديم المنسوب اليهم هذه المخالفة الدفاع عن أنفسهم.

وما ذنب هؤلاء اذا لم يحاطوا علما بالمآخذ المنسوبة اليهم لعدم تبلغهم قرار الديوان المؤقت؟ وهل كان من الصعب معرفة عناوين هؤلاء الموظفين وبالتالي ابلاغهم ولا سيما أنهم يعملون في وزارة المالية أو كانوا يعملون فيها؟ فهل فعلا وحقيقة تعذر على ديوان المحاسبة ابلاغ هؤلاء بقراره المؤقت؟ أو حتى قراره النهائي؟ وهل تعذر على ديوان المحاسبة ابلاغ موظفين مركز عملهم معروف واقامتهم معروفة وكل شيء عنهم معروف؟ فلماذا اللجوء الى طريقة النشر التي لا يلجأ اليها القضاء الا عندما يتعذر الابلاغ بالطرق العادية!.

5 ـ ألم يقل الديوان في البند خامساً من قراره النهائي ما حرفيته:

"اعتبار المخالفة ثابتة بحق كل من السادة: ... وبسام تميم لعدم تقديمهم دفاعهم".

وقال: "كيف يدان انسان ان لم يدافع عن نفسه؟ وبأي منطق تثبت المخالفة بحق هذا الانسان الذي لم يدافع عن نفسه لعدم تبلغه بأمر محاكمته؟ ثم ألا يوافقنا ديوان المحاسبة الرأي بأن هيئة التفتيش المركزي كانت أحرص منه في مقاربة هذه القضية اذ أحالتها الى النيابة العامة التمييزية والى ديوان المحاسبة نفسه دون أن تتخذ أي قرار نهائي بالادانة لأنه لم تتكون لهذه الهيئة قناعة راسخة بثبوت المخالفة المحقق فيها، علماً أن المفتش الذي حقق في هذه القضية ذهب بعيدا في الاستنتاجات، ورغم ذلك نأت هيئة التفتيش المركزي بنفسها عن اتخاذ قرار في مخالفة غير ثابتة فأحالتها الى القضاء المختص؟.

6 ـ ثم ألا يعرف القاصي والداني وخاصة وزارة المالية وديوان المحاسبة والتفتيش المركزي أن الرئيس السنيورة عندما كان وزيرا للمالية وعندما اكتشف المخالفة الحاصلة وضع حجزا شاملا وكاملا على الممتلكات الشخصية لرئيس مجلس ادارة شركة تيكوتاك السيد جريصاتي. كما أصدر قرارا وضع فيه آلية رقابة تمنع أي نوع من أنواع الغش والتهرب وشكل لجنة مراقبة على ادارة التيكوتاك حيث فرض عليها أن يحضر موظفون من مديرية اليانصيب الوطني الى جانب موظفي ادارة الجمارك الى مطار بيروت في كل مرة يتم تسليم الملتزم البطاقات المستوردة من الخارج؟.

7 ـ ثم لا بد من التذكير أن هذه القضية استندت الى أخبار من شخص مجهول الهوية ودون تقديم أي مستند ثبوتي وقد جرى تقديم هذه الشكوى عام 1999 أي قبل سنة من الانتخابات النيابية التي جرت عام 2000 والتي شهدت هذه الفترة مؤامرة استهدفت رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق الحريري وفريق عمله عبر اثارة ما كان يسمى "بالملفات" كان يثيرها في كل مرة "مواطن صالح". وما أدراك من هو هذا المواطن، وكيف كانت الشكاوى تقام في ذلك العهد وكيف كانت تتكون الملفات!.

8 ـ لقد سارع الرئيس السنيورة عندما اكتشفت ادارة الجمارك المخالفات المرتكبة من قبل شركة Tico -Tac الى تأليف لجنة من موظفين مشتركين من مديرية المالية العامة وادارة الجمارك ومن مندوب عن التفتيش المركزي لاجراء عملية احتساب للمبالغ المؤكدة المترتبة على هذه الشركة لصالح وزارة المالية نتيجة عملية التهريب المرتكبة. وقد تقاضت وزارة المالية كما ذكرنا أعلاه مبلغا قدره 2007.000.000 ل.ل. وليس 1.110.000 ل.ل. كما ورد في قرار ديوان المحاسبة فاقتضى التوضيح.

9 ـ كما راسل الرئيس السنيورة خطياً الشركة الأجنبية التي تولت طباعة بطاقات تيكوتاك بالخارج وطلب منها تزويده بعدد البطاقات التي جرى طبعها لصالح الشركة الملتزمة حتى يستطيع تحديد المبالغ المتوجبة بذمة الشركة لصالح الخزينة. فرفضت الشركة الأجنبية هذا الطلب بحجة أنها تتعامل مع زبائنها بسرية تامة. فلجأ حينئذ الوزير الى تأليف لجنة من بينها مندوب عن التفتيش المركزي. وهذه اللجنة هي التي وضعت أسس وآلية احتساب عدد البطاقات الزائدة والتي على أساسها دفعت شركة Tico - Tac ما توجب عليها دفعه الى خزينة الدولة.

10 ـ يبقى أن نشير أخيرا أن الرئيس السنيورة هو من رفع حصة الدولة من شركة Tico-Tac حيث كانت حصة الدولة منذ عام 1985 تاريخ انشاء هذه الشركة 16.22% من مجموع قيمة المبيعات فجعلها الرئيس السنيورة 35% وفي وقت لاحق وصلت هذه النسبة الى 36% من مجموع المبيعات".

وختم: "لقد أطلنا عليكم الكلام، عسى أن يسمع من يريد ويرغب أن يعرف الحقيقة، فهي ساطعة كالشمس. فكفى اساءة الى الناس وكفى التلاعب بعقولهم"، مردفا "هكذا قرار له خلفيات واضحة، وهذه الخلفيات نتركها للرأي العام اللبناني لكي يحكم اذا كان هذا القرار صحيحا او جائرا بحق من صدر فيه".

من جهته، قال الجراح ردا على سؤال: "تم التغريم فورا على البطاقات التي ضبطت في سنة 1996، ووضعوا الرسوم المتوجبة للدولة عند ضبط المخالفة"، لافتا الى ان "الرئيس السنيورة لم يكتف بهذا الموضوع بل اننا ضبطنا مهربات وأرغمناهم على دفع الغرامة، والرئيس السنيورة فعل اكثر من ذلك. عاد سنوات الى الوراء لشكوك لديه بأن يكون هذا العمل قد حدث في السابق. واللجنة راجعت كل البيانات الجمركية السابقة ليتبين فعلا انه عند شكه بأن هناك مهربات، وقد احتسبت قيمتها وحصلت الاموال اللازمة للدولة اضافة الى ذلك وكما قلنا على اساس 12 ونصف بالمئة المترتبة على هذه المبالغ، اي حق الدولة كاملا لكل فترة المهربات ضبطت او لم تضبط، ضبطت من خلال المراجعة حتى عندما تأخروا بالدفع وحصلت منهم فوائد الاربعة ايام".

وأكد ان "وزير المالية السنيورة الذي يعود بسنوات الى الوراء للتحقيق، فيما هناك من يدعي انه غير حريص على المال العام وليس له الاهلية في ان يتحدث بهذا الموضوع واعني الجنرال عون، لاننا عندما ابرزنا الى الاعلام الوثائق التي تدينه اثناء توليه واغتصابه للسلطة كرئيس حكومة مؤقت ابرزنا بالمستندات والادلة والبراهين وادعاءات القضاء على الاموال التي اختلسها اثناء قيامه بمهمة رئيس حكومة موقت وابرزنا مستندات بوضعهم في حسابه وفي حساب زوجته". وأعلن انه "سيفتح موضوع الكهرباء والاتصالات والخدمات "ليعرف الرأي العام من هو الحريص على المال العام".

ورداً على الوزير محمد الصفدي، قال الجراح: "الذي لا يعرف جدول الضرب لا يحق له الكلام عن وزارة المال التي نالت جوائز دورية".

 

المراقبون العرب وتجهيل الفاعل

الياس حرفوش/الحياة

لو اعتمد معارضو النظام العراقي السابق وثوار ليبيا وتونس ومصر على الجامعة العربية، لكان صدام حسين وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك في الحكم اليوم. هذا هو الدرس الذي تعلّمه نظام بشار الأسد متأخراً، فأسرع بعد تلكؤ الى فتح أبوابه للمراقبين العرب، على ما في ذلك من استهانة بـ «السيادة السورية»، التي كان يقول إنه حريص على حمايتها، وهو الدرس الذي كان يجب ان تتعلمه المعارضة السورية، وهي التي تقول إن هدفها هو إسقاط النظام في دمشق.

واقع الأمر أنه لم يكن لدى كل من الحكم والمعارضة السوريين مخرج أفضل من مخرج المراقبين: النظام اعتبره -ولا يزال- كأساً اقل مرارة من كأس التدويل، والمعارضة رأت انهم يمكن ان يوفروا سبيلاً مقبولاً لإحراج الأجهزة الأمنية السورية، فتتوقف عن اعمال القتل المتمادي، وتفتح أبواب السجون، فيتحرر المعتقلون، ويخرج ملايين السوريين في تظاهرات سلمية، مطالبين برحيل النظام، تحت أعين المراقبين، بعد أن يسقط جدار الخوف من آلته الأمنية.

غير أن ما اكتشفته المعارضة السورية، هو ان المراقبين العرب لا يسقطون نظاماً، وليست هذه مهمتهم. وجودهم في الشوارع السورية نتيجة لاتفاق موقع بين الجامعة العربية التي ارسلتهم والحكومة السورية التي تستضيفهم، منح الشرعية للنظام السوري منذ بداية الطريق، ووضعه في موقع الفريق الاقوى بالمقارنة مع المعارضة. ويصحّ ذلك أكثر عندما نعرف أن أطراف المعارضة هم آخر من يعلم عن هويات المراقبين وعن ميولهم السياسية، في الوقت الذي بقي في يد الحكومة السورية حق وضع الفيتو على من تريد أو لا تريد منهم.

لذلك لم يكن غريباً الجدل الذي ظهر إلى العلن بشأن دور المراقبين بعد اجتماع اللجنة الوزارية العربية اول امس ومناقشتها التقرير الاول الذي قدمه رئيس الهيئة الفريق محمد الدابي، فقد أكد الدابي أكثر من مرة في تصريحات خلال مهمته في سورية، أن دور المراقبين ليس المساعدة على إسقاط النظام، بل التأكد من تطبيق الخطة العربية، التي لم تلحظ في أي من بنودها أيّ هدف يتعلق بمستقبل النظام، الذي قال حمد بن جاسم نفسه في أكثر من مناسبة إنه أمر متروك للسوريين.

لقد جاء تقرير المراقبين العرب «حيادياً»، على صورة الجامعة ومثالها. ورغم الوضوح الذي اتسمت به الخطة العربية، وخصوصاً لجهة وقف أعمال العنف كافة والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المدن من المظاهر المسلحة، وفتح المجال امام الوسائل الإعلامية للاطلاع على حقيقة الوضع، تعمّد التقرير تجهيل الفاعل عند حديثه عن إطلاق النار على التظاهرات وعن الآليات العسكرية على اطراف المدن وعن استمرار التضييق على وسائل الاعلام المصنّفة ضد النظام. وحتى في حديثه عن القتلى الذين يسقطون يومياً، لم يتسنّ لفريق المراقبين معرفة ما اذا كان هؤلاء من حلفاء النظام أو من خصومه، مثلما لم تتسنّ له الإجابة عن ذلك السؤال الأبدي: لماذا لا يسقط القتلى سوى في التظاهرات المناهضة للنظام؟ وهكذا، وبدلاً من ان يسجل تقرير المراقبين عدم تنفيذ النظام السوري بنود الخطة العربية التي ذهبوا اصلاً الى سورية لمراقبة تنفيذها، جاء تقريراً وصفياً، يحاول الوقوف في الوسط بين الطرفين، مثلما تفعل الجامعة العربية نفسها، وهي التي تختصر داخل قاعاتها واجتماعاتها نزاعات العرب واختلاف أهوائهم.

ما يمكن استنتاجه من ذلك كله، ان المعارضة السورية متروكة الآن لتتدبر امرها بنفسها. وإذا كان صحيحاً، مثلما قال رئيس وزراء قطر، أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، فالصحيح إيضاً أن هذه العقارب يمكن ان تبطئ سرعتها إذا تعطل عملها، وبالتالي يصبح الزمن معها متأخراً عن مواعيده الطبيعية... وهو ما سوف ينطبق مع الأسف على انتفاضة الشعب السوري.

 

لا بدّ من «قاعدة»

حازم صاغيّة/الحياة

منذ أكثر من أسبوع واللبنانيّون ما بين مصدّق ومكذّب، مصاب بالحيرة أو مصاب بالخوف، بسبب الخبر عن «القاعدة» في بلدة عرسال الحدوديّة. لكنّ الأمر اللافت، على رغم قلّة الاكتراث به، أنّ أقلّ الوزراء اللبنانيّين كلاماً وحضوراً، هو الذي ما إن فتح فمه حتّى تحدّث عن... «القاعدة». والمنظّمة المذكورة، كما نعلم، قضيّة لا يليق إلاّ بأكثر الرسميّين حضوراً وفعلاً وكلاماً الكشف عنها. يصحّ هذا في بلدان العالم من غير استثناء. فـ «القاعدة»، أقلّه منذ 2001، حدث يتعدّى كلّ حدود وطنيّة، وكلّ استخدام مألوف للعنف، بل هي، وفق إجماع واسع، إرهاب فوق-إرهابيّ، يستحضر أنواعاً من التداول والتنسيق اللذين يمتدّان من واشنطن إلى موسكو ومن باريس إلى ميلبورن، كما تندمج في التعامل معها أبعاد سياسيّة وعسكريّة واستراتيجيّة وتربويّة...

فلماذا نيط بالوزير فايز غصن، واهتماماته تمتدّ من بلدة أميون إلى بلدة كوسبا في قضاء الكورة الشماليّ، أن يفجّر قنبلة كهذه؟

أغلب الظنّ أنّ المسألة تتعدّى المنصب الوزاريّ الذي يحتلّه الوزير المذكور، كما تتجاوز انتماءه إلى تكتّل سياسيّ يكاد يكون الأكثر انتحاريّة في دفاعه عن النظام السوريّ.

صحيحٌ أنّ الأسباب التي تفسّر ولادة «القاعدة» ونموّها في بلد معيّن أسباب داخليّة بالدرجة الأولى يندرج فيها الاقتصاديّ والديموغرافيّ اندراج السياسيّ والثقافيّ. فـ «القاعدة»، في هذا المعنى، يجوز في تفسيرها ما يجوز في تفسير الحروب الأهليّة، بحيث يغدو وصفها «حرباً للآخرين على أرضنا» تبسيطاً محضاً ينطوي على تنصّل فاضح من المسؤوليّة الذاتيّة.

مع هذا يبقى دور العامل الخارجيّ في تضخيم «القاعدة»، وصولاً إلى اختلاقها أحياناً، دوراً مؤكّداً لسببين على الأقلّ: ذاك أنّ «الدول الفاشلة» تستحضر «القاعدة» بقدر ما تنتجها مجتمعاتها. وكلّما ذهبت «الدول الفاشلة» تلك مذهب التستّر على الفشل بخوضها الحروب الخارجيّة عبر التنظيمات والمنظّمات، تفوّقت نسبة الاستحضار الرسميّ على نسبة الانتاج المجتمعيّ.

أمّا من الناحية الأخرى، فثمّة في استحضار «القاعدة» شيء مؤكّد من الحرج بالمعارك التي تخاض، والتي يستعمل أصحابها اسم «القاعدة». في هذا المعنى تتولّى الأخيرة التعويض عن لغة مفقودة في وصف حدثها، لغةٍ لا يمكن إلاّ أن تكون وتبقى مفقودة ومُتستّراً عليها. من أمثلة ذلك أنّ التورّط الباكستانيّ المزمن إلى جانب «الطالبان» في أفغانستان، أو عمل أطراف عربيّة عدّة على تقويض الأمن في العراق وتمرير الارهابيّين إليه، أو اغتيال سياسيّ كالرئيس رفيق الحريري، هي كلّها ممّا يحول الحرج به دون صياغته في لغة صريحة واضحة. في هذه الحالات جميعاً، وهي حالات قيام الدول بوظائف العصابات، يصير مطلوباً إيجاد «القاعدة» أو مثيلات لها، بغضّ النظر عن مدى وجودها الماديّ والفعليّ. ويغلب الظنّ أنّ التقاء الحرج والفشل (قبل أن تزيده مهمّة المراقبين العرب تظهيراً) هو الذي أوجد «القاعدة» في عرسال، وهو ما قد يوجدها في أمكنة أخرى لبنانيّة وسوريّة. ولا يعود غريباً، بعد هذا، أن يكون الوزير الذي أنبأنا من أكبر ثمار هذا الالتقاء المسموم.

 

مهمّة المراقبين جاءت دون التقديرات/المواجهة في سوريا استنزاف طويل

روزانا بومنصف/النهار

لم تكن ردود الفعل على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري التي اجتمعت الاحد الماضي في القاهرة وبحثت في التقرير الاول لبعثة المراقبين الذين انتشروا في بعض المنطاق السورية التي تشهد اضطرابات كبيرة  ايجابية في معظمها ومن بينها رد الفعل من المعارضة السورية التي اعتبر بعضها انها لم تعد معنية بعمل المراقبين وكذلك الامر بالنسبة الى تقويم اللجنة العربية . اذ ان التوقعات في ضوء استمرار الوتيرة نفسها من وقوع الضحايا في المناطق السورية، فضلا عن الخلل في عمل المراقبين وسط تعليقات دولية لوزراء خارجية دول كبرى تحدثت عن هذا الخلل كانت مختلفة حول مضمون ما يمكن ان يصدر عن اللجنة العربية كخطوة ثانية بعد التقويم الاولي لما حصل حتى الان. والواقع ان مراقبين كثراً لمسوا  لهجة اكثر مراعاة للنظام السوري لجهة تسجيل تعاونه جزئيا مع المراقبين وعدم اقتران اخلاله بتنفيذ المبادرة العربية بلهجة اقسى. هذا الامر اثار احباطا الى حد ما، كما اثار وتساؤلات عما اذا كان من تعديلات طرأت على عمل اللجنة ام تدخلات خارجية ام هي نتيجة الانقسامات الموجودة بين الدول العربية حول ضرورة ابقاء الازمة السورية في يد العرب او تدويلها او غياب الافق لأي تحرك دولي حتى الان. وبحسب مصادر ديبلوماسية مراقبة فان الامر قد لا يكون في نهاية الامر اكثر من واقع ان التقديرات التي سبقت وصول المراقبين الى الاراضي السورية  لم تصح كليا. اذ انه كان يرتقب ان يساهم وصول هؤلاء المراقبين ايا كان عددهم في افادة المعارضة والشعب السوري من وجودهم من اجل ان يعبروا عن رفضهم للنظام بكثافة وقوة على رغم المخاطر الموجودة على الارض. لكن هذا الامر لم يحصل وفقا لما كان متوقعا على رغم استمرار وتيرة التظاهرات اليومية وسقوط عدد كبير من الضحايا يوميا كما كان يحصل  قبل وصول المراقبين. وغياب هذا الامر بالقوة المفترضة يساهم في افتقاد الخارج، ايا كان هذا الخارج سواء في الدول العربية او الدول الغربية، الى القاعدة اللازمة نحو خطوة اضافية متقدمة تواكب ما يحصل على الارض. وهذا لا يعني ان للامر علاقة بوجود عدد كبير من المعتقلين لم يفرج عنهم او ان عمليات القتل توقفت، فضلا عن بروز تطور اساسي رافق وصول المراقبين: الاول كان عشية وصولهم في 23 من الشهر الماضي عبر تفجيرين في دمشق، ثم تفجير آخر في السادس من الجاري عشية اجتماع اللجنة العربية المكلفة متابعة الوضع السوري. فهذه التفجيرات اثارت علامات استفهام كبيرة واضافت بعدا عنيفا على ما يجري، وساهم في تحويل الانظار وتشتيتها حول الاعتراضات القائمة على الارض .

وفي رأي المصادر الديبلوماسية المراقبة نفسها، فان اي شيء اكبر من الوضع الاعتيادي لم يبرز في المشهد السوري في مدة الايام العشرة الاولى من عمل المراقبين لجهة حصول اضرابات او اعتصامات كبيرة تعم المدن، مما قد يكون ساهم على الارجح في فقدان الجميع الوضوح في شأن الخطوة التالية التي ينبغي القيام بها في ضوء الفشل المبدئي لعمل المراقبين. فالمشهد معقد وله ابعاد عدة، لكن ما كان مفقودا او ضعيفا الى حد ما هو الحركة الشعبية الواسعة التي لم تستفد من وجود المراقبين لاطلاق العنان للتعبير عن نفسها وفق ما كان متوقعا . وغياب هذا التعبير بالحجم الذي كان مأمولا ان يحصل بغض النظر عن اسباب عدم حصوله، لا يعني استخفافا بالحركة اليومية في المدن والقرى السورية، ولا بحجم الدم الذي يدفعه السوريون في هذا الاطار، علما ان غياب التعبير بالحجم الضخم والشامل الذي كان متوقعا  لا يعني ايضا ضرورة استمرار دعم النظام. لكن التصعيد السياسي الخارجي ضد النظام يفترض ان يواكب الحقيقة على الارض، وهذا ما لم يتوافر في الايام الاخيرة بما يمكن ان يدفع الامور نحو خطوة تالية كانت مرتقبة في ظل توقع فشل عمل المراقبين واستمرار وتيرة سقوط الضحايا من السوريين .

وهذا الواقع يمكن ان يؤدي الى جملة امور من بينها في المدى القريب على الاقل افادة النظام من هذه المعطيات ومحاولة توظيفها لمصلحته، في مقابل اتجاه الامور الى مزيد من غياب الافق حول مدى استمرار الوتيرة الحالية من المواجهات اليومية التي تحصل على الارض، وصولا الى غياب الافق حول كيفية حصول التغيير ما لم تحصل تطورات كبيرة تقلب ميزان القوى الحالي المتكافىء الى حد ما بين النظام والمعارضة، بحيث لا يبدو هو قادرا على فرض سيطرته على الارض في مقابل عدم قدرة المعارضة على اطاحته . وهذا لا يعني بديهيا وحكما ان في استطاعة النظام العودة الى الوراء من حيث استعادته القدرة على ادارة شؤون سوريا كما في السابق، وخصوصا انه كلما مر مزيد من الوقت غدت العودة الى السابق اصعب، لكن المرجح ان تدوم حال الحروب الصغيرة اطول من المدة المتوقعة، في غياب اي احتمالات لتدخل خارجي من اي نوع في غياب القاعدة التي يمكن ان تبرر تدخلا من هذا النوع .

 

كيف السبيل إلى تحقيق المناصفة الفعلية: بالنسبية، بالاقتراع المذهبي، أم بالتحالفات؟

اميل خوري/النهار

هل يتم التوصل إلى اتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية يرضي الجميع، أم يظلّ البحث فيه يدور في حلقة مفرغة إلى أن يحين موعد الانتخابات سنة 2013 فيفرض على الجميع إجراؤها على أساس قانون الـ60 كأمر واقع؟ في الماضي كان الخلاف يدور عند البحث في قانون الانتخابات حول تقسيم الدوائر، وذلك بين ان تكون كبيرة او متوسطة او صغيرة. وكان الزعماء ينقسمون بين مؤيد لهذا التقسيم او ذاك وفق مصالح كل واحد منهم، اذ ان مجرد ضم بلدة او بلدات الى دائرة من الدوائر او سلخها عنها يغير موازين القوى لمصلحة هذا المرشح او ذاك او لمصلحة هذا الحزب او ذاك بحيث تصبح النتائج شبه معروفة قبل الاقتراع. ولم يكن الخلاف على قانون الانتخابات في لبنان خلافا على القانون الأفضل الذي يحفظ للديموقراطية وجهها السليم وللتمثيل السياسي صحته وللشعب حريته في اختيار ممثليه، إنما الخلاف كان جزءا من الصراع على  المقاعد النيابية وأي من اللوائح المتنافسة تفوز بالعدد الأكبر منها.

اما اليوم فالخلاف يدور، للمرة الاولى، حول سبل تحقيق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في عدد النواب كي تكون واقعا وليس مجرد رقم على ورق، بعدما تبين في كل الانتخابات التي جرت ان عددا من النواب المسيحيين يفوزون بأصوات الناخبين المسلمين وان عددا من النواب المسلمين يفوزون بأصوات الناخبين المسيحيين. وليت الأمر يتوقف على فوز يطيح المناصفة إنما يتعدى ذلك الى مواقف وطنية وقضايا مصيرية عند التصويت عليها في مجلس النواب فيضطر النائب المسيحي الفائز بأصوات المسلم الى ان يصوت خلافا لاقتناعاته خوفا على مقعده النيابي، وكذلك الامر بالنسبة الى النائب المسلم الفائز بأصوات المسيحيين، الامر الذي جعل "اللقاء الارثوذكسي" يطرح اقتراح ان تنتخب كل طائفة نوابها. وقد تبنى هذا الاقتراح مبدئيا لقاء بكركي مما اثار اعتراض واستهجان زعماء مسلمين وحتى مسيحيين باعتبار انه يضرب روح الميثاق الوطني والوحدة الوطنية والعيش المشترك. لكن ذلك لم يغير شيئا في مواقف المؤيدين لهذا الاقتراح، ومنهم نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الذي اكد ويؤكد في كل حديث له "ان المناصفة يجب ان تكون فعلية وليست شكلية، فنتائج القوانين الانتخابية المعمول بها ادت الى ان يتم استيلاد 34 نائبا مسيحيا من اصل 64 في كنف الكيانات المذهبية الاسلامية القائمة. واذا نظرنا الى الارض نجد ان هناك كيانا سنيا له حدوده واعلامه ومؤسساته وثقافته وعلاقته مع الخارج، ونجد كيانا شيعيا مشابها وكيانا درزيا ايضا، فيما الذمم النيابية المسيحية تتوزع بحكم قوانين الانتخاب على هذه الكيانات المختلفة. لذلك لامس طرح "اللقاء الارثوذكسي" بعدما تبناه لقاء بكركي الوجدان المسيحي العام ولامس المشكلة الحقيقية العميقة. وهذا ما جعل الرئيس نبيه بري يقول ان هذا الطرح هو نتيجة هواجس متراكمة ومسار طائفي عام في البلد والتزام المذاهب والطوائف كياناتها، الى ان يصير في الامكان الانتقال الى مرحلة انتخاب مجلس النواب خارج القيد الطائفي. وهذا يتطلب شخصيات تتمتع بصدقية التمثيل لطوائفها حتى نستطيع الانتقال الى مرحلة انتخاب مجلس على اساس وطني لا طائفي واستحداث مجلس شيوخ يمثل العائلات الروحية. اما نظرية الاختلاط الطائفي لانتاج النواب، فقد ثبت انها لا تنتج وحدة وطنية ولم تمنع الحروب الأهلية وان مجلس النواب الذي كان مطلوبا منه ان يوفر بأصوات المسيحيين اعتدال المسلمين وبأصوات المسلمين اعتدال المسيحيين لم يتحقق لأن الانتشار المسيحي في لبنان لم يعد قادرا على ذلك ولا تقوقع المسلمين في كيانات مذهبية. والذي صار عمليا هو استتباع المسيحيين في كنف القيادات الاسلامية بدليل ان الطائفة الدرزية تتمثل بـ8 نواب دروز ومع ذلك فإنها تنال 8 نواب مسيحيين ايضا، والطائفة السنية تتمثل بـ27 نائبا لكنها تحصل على 22 نائبا مسيحيا، والطائفة الشيعية تتمثل بـ27 نائبا وتحصل على 4 نواب مسيحيين (...).

ويختم الفرزلي متسائلا: "من قال ان التطرف يجب الا يكون في مجلس النواب؟ فالمجالس النيابية وجدت لتسحب الصراع من الشارع الى مجلس النواب حيث التجادل والتلاكم وحتى التشاتم، اما في الخارج فيكون السلاح"...

والسؤال الذي يبقى مطروحا هو: اي قانون يؤمن صحة تمثيل كل مذهب تحقيقا للمناصفة الفعلية، أهي النسبية التي تؤيدها الغالبية ام انتخاب كل طائفة لنوابها؟ ام ان يكون لكل ناخب صوت واحد؟ ام قيام تحالفات طائفية على غرار التحالف الشيعي الذي يستطيع ان يأتي بمن يريد نائبا؟

 

 

الرئيس الأسد: لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

 نسعى إلى حكومة موسعة من السياسيين والتقنيين تمثل أطياف المجتمع كله 

10 كانون الثاني , 2012

دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد خطاباً قبل ظهر اليوم حول القضايا الداخلية والأوضاع محلياً وإقليمياً في مدرج جامعة دمشق وفيما يلي نصه الكامل..

أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائماً أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنياً على ما يقوله الشارع.

وأضاف الرئيس الأسد.. أحييكم تحية العروبة التي ستبقى عنواناً لانتمائنا وملاذاً لنا في الملمات كما سنبقى قلبها النابض بالمحبة والعنفوان.. وأحييكم تحية الوطن الذي سيبقى مصدر فخرنا واعتزازنا كما سنبقى أوفياء لقيمه الأصيلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد كي يبقى شامخا مستقلا وأحيي صمودكم لتبقى سورية قلعة حصينة في مواجهة جميع أشكال الاختراق.. حرة ضد الارتهان للأجنبي.

وقال الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفاً مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحاناً جدياً في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي والذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقاً.

وأضاف الرئيس الأسد.. وإن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وبتآخينا وبسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا إلى حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة.. فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا.

التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً

وقال الرئيس الأسد.. إن التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع.. فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها.. ولم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل فقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

وتابع الرئيس الاسد.. إن الأقنعة سقطت الآن عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقاً إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف الذي يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة.

هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية

وقال الرئيس الأسد.. الآن هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. وهناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييئسوا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصياً بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيساً.. لم أرَ نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفزيون.. وفي هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية ولو لم يكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها.

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً هم يهدفون إلى شيء وحيد.. عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا إلى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين وطبعاً ليقولوا للغرب.. إن هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المحاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر ومرة هاجر وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية وهذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما كنت أشرب الماء في الخطاب الماضي كانوا يقولون الرئيس متوتر.. لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية.. نحن دائماً نستبق الاصطياد في الماء العكر.. سيستخدمون هذه الكلمة ليقولوا الرئيس السوري يعلن بأنه لن يتنازل عن المنصب وهم يخلطون بين المنصب والمسؤولية وأنا قلت في عام 2000 أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية.. المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يحترم.

وقال الرئيس الأسد.. نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي فأنا أكون في هذا الموقع بدعم من الشعب وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضاً برغبة من هذا الشعب وهذا الموضوع محسوم.. ومهما سمعتم كلاما فأنا في سياساتي الخارجية وفي كل المواقف استندت إلى الدعم الشعبي وإلى البوصلة الشعبية.. ولكن ماذا نستفيد من موضوع المقابلة مع المحطة الأميركية في الإطار الإعلامي.. وكان هناك سؤال متكرر عن حسن نية لدى الكثيرين من داخل سورية ومن خارجها.. لماذا لم نكن نسمح للإعلام أن يدخل إلى سورية.. الحقيقة خلال الشهر أو الشهر ونصف الشهر من بداية الأزمة كان الإعلام الأجنبي والعربي حراً تماماً في التحرك داخل سورية ولكن كل الفبركات الإعلامية والحالة السياسية والإعلامية التي بنيت ضد سورية بنيت على تلك المرحلة وعلى ذلك التزوير ولكن هناك فرق بين أن تزور الحقيقة من داخل سورية وتأخذ مصداقية وبين أن تزور من خارج سورية وتكون المصداقية أقل لذلك أخذنا قراراً بألا نغلق الباب ولكن أن تكون هناك انتقائية في دخول الإعلام على الأقل لنضبط نوعية المعلومات أو نوعية التزوير الذي يخرج خارج الحدود.

الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر

وتابع الرئيس الأسد.. صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر.

وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماماً وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا بالحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك وفي بعض المجالات حرصاً منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية.. وأنا أقصد في الخطابات السابقة عندما كنت أتحدث عن أخطاء.. لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من أهمية تلك المخططات الخارجية ولا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجياً ليصبح واقعاً لكن هذه المرة بأياد محلية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم وهب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعاً الطريق عليهم وعلى أزلامهم وعندما صعقتهم وحدتكم حاولوا تفكيكها وتفتيتها باستخدام سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم.. مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي.. لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة.

الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه سورية

وتابع الرئيس الأسد.. هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي.. وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي.. مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجا من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداءً وسوءاً من الجزء الأجنبي وأنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دوراً أخلاقياً موضوعياً تجاه ما يحصل في سورية.. وهناك دول بالأساس لا تهتم كثيراً بما يحصل بشكل عام يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها.. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة.. وعندما نسأل لماذا.. يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية وعندها يصبح الإستغناء عن السيادة هو أمر سيادي.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائماً أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض.. عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو التحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها.. ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام.. لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الدور العربي الذي رأيناه الآن بشكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة بدولة عربية ما ولكن نراه بأفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية.. لدولة كبرى.. وغالبا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية وغالباً ما يكون من خلال تدمير دولة عربية.. وهذا ما حصل في العراق وليبيا.. وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سورية.. فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي.. وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها.. فهنا أتت هذه المبادرة.

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين في لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ عدة أشهر وقلنا طالما أن المنظمات الدولية أتت إلى سورية واطلعت على الحقائق وكان هناك رد فعل إيجابي.. على الأقل يطلع على الأمور.. ونحن لا نقول الأمور كلها إيجابية.. يرون الإيجابي ويرون السلبي ونحن لا نريد أكثر من معرفة الحقيقة كما هي فالأحرى بالعرب أن يرسلوا وفدا لكي يطلع على ما يحصل في سورية.. وطبعا لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي طرحته سورية وفجأة بعد عدة أشهر نرى أن هذا الموضوع أصبح هو محل اهتمام عالمي.. ليس اهتماماً مفاجئاً بما طرحناه على الإطلاق وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان.

وتابع الرئيس الأسد.. بكل الأحوال استمرينا بالحوارات مع الجهات المختلفة وتحدث وزير الخارجية بمؤتمراته الصحفية حول تفاصيل لن أكررها.. وكنا نركز على شيء وحيد هو سيادة سورية.. وكنا ننظر على اعتبار أن المواطن العربي والمسؤول العربي والمراقب العربي مهما يكن.. على سوء الوضع العربي.. يبقى لديه عواطف تجاهنا.. يعني نحن نبقى عرباً نتعاطف مع بعضنا البعض.

وقال الرئيس الأسد.. لماذا بدؤوا المبادرة العربية.. نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح.. طبعاً هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديمقراطية وليس لها تراث في هذا المجال ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دوليا بأن هناك صراعاً داخل سورية بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه.

لو أردنا أن نتبع الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما قمنا بالإصلاح كان هذا الشيء مربكاً بالنسبة لهم فانتقلوا إلى موضوع الجامعة العربية أو المبادرة العربية.. والحقيقة لو أردنا أن نتبع هذه الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن.. ما الذي حصل منذ قرن ونصف القرن.. عندما كنا جزءا من الإمبراطورية العثمانية تشكل أول برلمان ونحن كنا جزءاً من هذه الإمبراطورية.. المفروض أننا معنيون فيه بشكل أو بآخر.. أول برلمان افتتح في عام 1877 وإذا وضعنا هذا الأمر جانبا فأول برلمان في سورية كان في عام 1919 يعني أقل من قرن بقليل.. فتخيلوا هذه الدول التي تريد أن تنصحنا بالديمقراطية.. أين كانت في ذلك الوقت.. وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح المريض بترك السيجارة وهو يضعها في فمه.

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة كان رد الفعل العربي أو الشعبي في سورية تجاه موضوع الجامعة العربية الغضب.. الحقيقة أنا لم أغضب.. لماذا أغضب من شخص لا يمتلك قراره.. إذا قام شخص بالهجوم علينا بسكين ونحن ندافع فنحن لا نصارع السكين.. نحن نصارع الشخص.. السكين مجرد أداة.. فصراعنا ليس مع هؤلاء.. صراعنا مع من يقف خلفهم.. كان رد الفعل الشعبي غضباً واستياءً واستغراباً.. لماذا لم يقف العرب مع سورية بدل أن يقفوا ضد سورية.. أنا أسأل سؤالاً متى وقفوا مع سورية.. لن أعود بعيداً في الماضي.. لكن لنتحدث فقط عن السنوات القليلة الماضية.. لنبدأ في حرب العراق بعد الغزو عندما بدأ التهديد تجاه سورية بالقصف والاجتياح وكل هذا الكلام.. من وقف مع سورية... في عام 2005 عندما استغلوا اغتيال الحريري من وقف مع سورية.. في عام 2006 ومواقفنا من العدوان الإسرائيلي على لبنان.. في 2008 في موضوع الملف في هيئة الطاقة الذرية في الملف النووي المزعوم من وقف معنا... الدول العربية تصوت ضدنا.. هذه الحقائق ربما غير معروفة للكثير من المواطنين ولكن في هذه المفاصل وهذه الحالات لا بد من شرح كل شيء.. في موضوع حقوق الإنسان مؤخراً الدول العربية تصوت ضد سورية.. بالمقابل دول غير عربية تقف مع سورية.. فلذلك علينا ألا نستغرب.. يعني ألا نفاجأ بوضع الجامعة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي.. هي مرآة لحالتنا العربية المزرية فإذا كانت قد فشلت خلال أكثر من ستة عقود في إنجاز موقف يصب في المصلحة العربية فلماذا نفاجأ بها اليوم والسياق العام هو ذاته لم يتغير ولم يتبدل سوى أنه يسير بالوضع العربي من سيىء إلى أسوأ وما كان يحدث بالسر أصبح يحصل بالعلن تحت شعار مصلحة الأمة.

وأضاف الرئيس الأسد.. هل استقلت الجامعة عمليا بدولها.. وبالتالي بذاتها وهل نفذت قراراتها يوما ومسحت عنها غبار الأدراج وتمكنت من تحقيق ولو جزء يسير من طموحات الشعوب أم هي ساهمت بشكل مباشر في زرع بذور الفتنة والفرقة.. وهل احترمت ميثاقها ودافعت عن دول أعضاء فيها انتهكت أراضيها أو حقوق شعبها.. وهل أعادت شجرة زيتون واحدة اقتلعتها إسرائيل أو منعت هدم بيت عربي واحد في فلسطين العربية المحتلة.. وهل منعت تقسيم السودان أو حالت دون مقتل أكثر من مليون عراقي أو أطعمت جائعاً في الصومال.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن اليوم لسنا في صدد الهجوم على الجامعة لأننا جزء منها وإن كنا في زمن الانحطاط العربي ولا أتحدث لأن الجامعة أو لأن الدول العربية اتخذت قراراً بإخراج سورية أو بتجميد عضويتها فهذا الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وإنما أتحدث لأنني لاحظت مدى الإحباط الشعبي الذي يجب أن نضعه في إطاره الطبيعي.. فالجامعة حكم عليها منذ زمن طويل وعندما كنا نجلس في القمم العربية كنا نسمع الذم والقدح وتتردد أصداؤه داخل قاعات المؤتمرات وكنا نتحدث به كمسؤولين عرب بشكل صريح ولكن البعض يخجل والبعض منا لا يعنيه هذا الموضوع.. إذا الخروج من الجامعة العربية أو تعليق العضوية وكل هذا الكلام ليس القضية.. والسؤال من يخسر هل تخسر سورية أم تخسر الجامعة العربية.. بالنسبة لنا خاسرون مع الدول العربية طالما أن الوضع العربي سيىء وهذه حالة مزمنة ولا شيء جديداً ولا يوجد ربح.. ونحن نعمل منذ سنوات لتخفيف الخسائر لأن الأرباح غير ممكنة ولكن خروج سورية من الجامعة العربية يطرح سؤالاً.. هل يمكن للجسد أن يعيش من دون قلب.. ومن قال ان سورية هي قلب العروبة النابض ليس سورياً بل جمال عبد الناصر هو من قال هذا الكلام وما زال مستمراً.

الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للكثير من العرب لديهم قناعة بهذا الموضوع والعروبة.. بالنسبة لسورية ليست شعاراً بل هي ممارسة.. فمن أكثر من سورية قدم للقضايا القومية ودفع الثمن وما زال.. ومن أكثر من سورية قدم للقضية الفلسطينية تحديدا.. ومن أكثر من سورية قدم للتعريب في كل مكان.. في الإعلام.. وحتى أن هناك تشددا في التعريب وفي المناهج التربوية.. ومن يقدم للعروبة أكثر.. ومن قام بعملية التعريب والإصرار على الثقافة العربية في مناهجه كما هي سورية الآن في كل الجامعات والمدارس.

وتابع الرئيس الأسد.. إن القضية بالنسبة لنا إذا ليست شعاراً وإذا كانت بعض الدول تسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول.. إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية.. فالجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان البعض يعتقد أنه يستطيع أن يخرجنا من الجامعة فانه لا يستطيع إخراجنا من العروبة لان العروبة ليست قراراً سياسياً بل هي تراث وتاريخ.. أما تلك الدول التي تعرفونها فهي لم تدخل العروبة ولن تدخلها لأنها لا تملك تراثاً ولا تقرأ التاريخ وإذا كانوا يعتقدون أنهم بالمال يشترون بعض الجغرافيا ويستأجرون ويستوردون بعض التاريخ من هناك فنقول لهم.. إن المال لا يصنع أمما ولا يخترع حضارات وبالتالي وبحسب ما سمعت من كثير من السوريين.. وأنا أوافق حول هذه النقطة.. ربما بموقعنا الحالي نكون أكثر حرية في ممارسة عروبتنا الحقيقية والصافية التي كان المواطن السوري أفضل من يعبر عنها عبر تاريخه.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك نستطيع أن نقول انهم بهذه المحاولة قد لا يركزون كثيراً على إخراج سورية من الجامعة وإنما يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية ولكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية.. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس.. وهذا الحسم والتشدد مع سورية.. ونحن نسعى منذ سنوات لتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل ودائما تأتينا الأعذار بأن هذا الشيء لم يعد مقبولا في هذا الوقت.. ولكن خلال أسابيع يفعلون مقاطعة سورية أي أن هدفهم استبدال سورية بإسرائيل وهذا مجرد نموذج ونحن لسنا ساذجين ونعرف هذا الوضع العربي منذ زمن طويل ولم نتعلق بأوهام وأردنا من صبرنا على هذه الممارسات قبل الأزمة وخلالها بأن تظهر لمن لديه شكوك حول سوء النوايا المنمقة والمغلفة بكلام جميل أن تظهر لهم سوء النوايا وخبث الأهداف وأعتقد أنها الآن أصبحت واضحة للكثيرين.

لن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا

وتابع الرئيس الأسد.. كنا ندرك كل ذلك ولكننا من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية والتي تساندنا فيها بعض الدول الشقيقة الحريصة على أن تعود الجامعة العربية جامعة وعربية لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل هذه التراكمات السلبية على الساحة العربية على مدى عقود يضاف إليها الحالة الراهنة أدت إلى أن يصب البعض من مواطنينا جام غضبهم على العروبة التي التبست مع الجامعة أو مع أداء بعض المستعربين على نحو خاطئ إلى حد تنكرهم لها.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن وطننا العربي بتنوعه الواسع يرتكز ببنيته الاجتماعية على دعامتين قويتين متكاملتين بأبعادهما الحضارية هما العروبة والإسلام.. وكلتاهما عظيم وغني وضروري.. ولا يمكن بالتالي أن نحملهما وزر الممارسات البشرية الخاطئة كما أن التنوع الإسلامي والمسيحي في بلادنا هو دعامة عروبتنا وأساس قوتنا.. وعندما نغضب من العروبة أو نتنكر لها بسبب ما قام به البعض على هذه الساحة العربية الواسعة.. ففي ذلك تجن كبير.. فكما رفضنا تعميم أخطاء بعض المسؤولين على البلاد كلها لا يجب تعميم أخطاء بعض المستعربين على العروبة.. نحن الآن ما نقوم به كرد فعل تجاه العروبة.. كما قام الغرب به تجاه الإسلام وخاصة بعد 11 أيلول.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقول ان هناك شريعة عظيمة هي الإسلام وهناك إرهابي يتغطى بالإسلام فعمن نبتعد.. عن الشريعة أم عن الإرهاب.. نذم الشريعة أم نذم الإرهابي.. نحارب الدين الإسلامي أم نحارب هذا الإرهاب .. الجواب واضح .. لا ذنب للإسلام عندما يوجد إرهابي يغطي نفسه أو يلبس عباءة الإسلام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدين المسيحي دين المحبة والسلام فما ذنبه في حروب شنت تحت عنوان الدين المسيحي وفي جرائم ارتكبت في قلب أمريكا أو الدول الأوروبية من ناس يدعون التمسك بقيم هذا الدين.. لا ذنب لهم وذات الشيء بالنسبة للعروبة.. لا يجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به البعض من المستعربين وإلا فإننا نذهب باتجاه الخطيئة الكبرى.. هناك أشياء وجدت من خلال سياق تاريخي لا نستطيع برد فعل أو بقرار.. لأنها لم تأت بقرار.. أن نغيرها.. هناك سياق تاريخي وهناك إرادة إلهية بالنسبة للأديان والقومية لا يجوز أن نتعامل معها برد الفعل.

وتابع الرئيس الأسد.. إن رد الفعل الأول كان طرح سورية أولا ومن الطبيعي أن تكون سورية أولاً فأي شخص ينتمي لوطنه قبل أن ينتمي لأي وطن آخر ولا يجوز أن يكون الوطن ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولكن السياق الذي طرح فيه هو سياق انعزالي يعني سورية فقط.. لم تكن سورية أولاً وإنما كانت تعني أن سورية فقط.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل إنسان ينتمي لمدينته أكثر من باقي المدن .. يرتبط بها بشكل طبيعي .. وكل إنسان يحب القرية التي عاش وتربى فيها أكثر من باقي القرى ولكن الأولى والثانية لا تتناقض ولا تمنع أن يكون هذا الإنسان وطنيا ويحب كل الوطن.. فأن نكون سوريين لا يمنعنا بأن نكون عرباً وإذا كنا عرباً لا يوجد تناقض بين عروبتنا وسوريتنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك علينا أن نؤكد على هذه النقطة بأن العلاقة بين العروبة والوطنية هي علاقة وثيقة وضرورية للمستقبل وللمصالح ولكل شيء وهي ليست قضية رومانسيات ولا مبادئ فقط بل هي مصالح .. فإذا فصلنا هذا الأمر عن ردة الفعل فعلينا أن نعرف دائما أن العروبة هي انتماء لا عضوية.. العروبة هي هوية يمنحها التاريخ لا شهادة تمنحها منظمة.. العروبة هي شرف يتمثل بالشعوب العربية وليست عاراً يحمله البعض من المستعربين على الساحات السياسية في العالم أو في الوطن العربي.

وتابع الرئيس الأسد.. قد يقول البعض ان كل هذا الكلام عن العروبة.. ونحن نتحدث عن العرب والعروبة.. لا يوجد في سورية إلا عرباً.. فأقول.. من قال إننا نتحدث عن عرق عربي.. لو كانت العروبة هي فقط عرق عربي لما كان لدينا الكثير لكي نفخر به.. فآخر شيء في العروبة هو العرق.. والعروبة هي حالة حضارية وهي المصالح المشتركة والتاريخ المشترك والإرادة المشتركة والأديان المشتركة وهي كل شيء مشترك بين القوميات المختلفة التي تتواجد على هذه الساحة وآخر شيء العرق .. وقوة هذه العروبة هي في تنوعها وليس في انعزالها ولونها الواحد.

وتابع الرئيس الأسد.. إن العروبة لم تبن من قبل العرب.. العروبة بنيت من كل من ساهم في بنائها من الأصول غير العربية التي تشكل هذا المجتمع الغني الذي نعيش فيه.. قوة العروبة بغناها.. لو كانت هناك مجموعة من الأصول غير العربية وأرادت اليوم أن تغير تقاليدها وعاداتها أو تستغني عنها أو تذوب فسنقف في وجهها ونقول.. لا نقبل بهذا الأمر لأنكم تضعفون العروبة.. فإذا.. نحن قوتنا في العروبة بالانفتاح والتنوع وإظهار مكوناتها وليس بدمجها لكي تظهر وكأنها مكون واحد لأن العروبة اتهمت ظلماً عبر عقود بأنها شوفينية وهذا الكلام غير صحيح وإذا كان هناك شخص شوفيني لا يعني بأن العروبة شوفينية بل هي حالة حضارية.

وقال الرئيس الأسد.. إن كل ما سبق لن يؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سورية وكيفية التعامل معه ولا شك أن الأحداث الراهنة وتداعياتها قد طرحت كماً هائلاً من التساؤلات والأفكار التي تهدف إلى إيجاد حلول مختلفة للوضع الحالي الذي تمر به سورية وإذا كان الأمر طبيعيا وبديهيا إلا أنه لا يمكن أن يكون إيجابياً وناجعاً إلا عندما ينطلق من ضرورة مواجهة المشكلة وليس الهروب منها .. أي عندما ينطلق من الشجاعة لا من الذعر ومن الإقدام لا من الهروب إلى الأمام.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن نتحدث في الشأن الداخلي واعتقد هو محور الاهتمام بالنسبة للسوريين الآن لابد من أن نحدد الأمور.. فهناك أفكار كثيرة وقد تكون جيدة ولكن إن لم يكن هناك إطار لهذه الأفكار تصبح أفكارا بلا فائدة وأحيانا تصبح أفكارا ضارة فبدلا من أن تسير الأفكار باتجاه واحد تتناقض وتتصارع .. لذلك دعونا نضع بعض التعاريف قبل أن ندخل في التفاصيل.

لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع

وتابع الرئيس الأسد.. أولا لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع كما هي على الأرض سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا.. لا نستطيع أن نتعلق بقشة في الهواء فلا القشة تحمل ولا الهواء يحمل وهذا يعني السقوط.. البعض تحت ضغط الأزمة يتحدث عن أي حل ويطالب بأي حل.. ولن نقوم بأي حل قد يؤدي بالبلد إلى الهاوية أو قد يؤدي إلى تعميق الأزمة وإلى الدخول في نفق لا يمكن الخروج منه.. لذلك ضغط الأزمة لا يدفعنا للقيام بأي خطة حتى لو كان الزمن ضروريا لكنه ليس أهم من نوعية الحل الذي نقوم به.

وقال الرئيس الأسد.. نحن اليوم نتعامل مع جانبين في الإصلاح الداخلي.. الأول هو الإصلاح السياسي والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب الذي انتشر بشكل كبير مؤخراً في مناطق مختلفة من سورية.. ففي العملية الإصلاحية هناك من يعتقد بأن ما نقوم به الآن هو طريق لحل الأزمة أو هو كل الحل للأزمة.. وهذا كلام غير صحيح.. نحن لا نقوم به لهذا السبب فعلاقة الإصلاح مع الأزمة علاقة محدودة وفي البداية كان لها دور أكبر عندما قررنا أن نقوم بعملية فرز ما بين من يدعي الإصلاح لأهداف تخريبية وبين من يريد الإصلاح فعلاً.. وهذا الفرز تم.. لماذا لا يوجد علاقة بينهما.. وهذه الرؤية هي رؤيتي منذ البداية.. ولكن لم يكن من السهل الحديث فيها كما قلت في البداية لأن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة للكثير من السوريين كما هي واضحة الآن.

وتساءل الرئيس الأسد .. ما هي العلاقة بين العملية الإصلاحية والمخطط الخارجي.. وإذا قمنا اليوم بالإصلاح هل ستتوقف المخططات الخارجية تجاه سورية.. أنا أريد أن أقول لكم شيئاً.. نحن نعرف الكثير من الحوارات التي تدور في الخارج وخاصة في الغرب حول الوضع في سورية.. لا أحد من هؤلاء يهتم لا بعدد الضحايا ولا بالإصلاحات ولا ما سيأتي ولا ما تم إنجازه.. الكل يتحدث عن سياسة سورية وهل تغير سلوك سورية من بداية الأزمة حتى هذا اليوم.

الجزء الخارجي من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى

وقال الرئيس الأسد.. من جانب آخر هناك من أتى لكي يساوم.. أي لو قمتم بواحد واثنين وثلاثة وأربعة... فالأزمة على الأقل في جزئها الخارجي وأذياله الداخلية ستتوقف فوراً.. إذا.. لا علاقة بين الإصلاح والجزء الخارجي لان هذا الجزء من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى.. وإذا كانت سورية أقوى فهذا يعني تكريس النهج السوري وكلنا نعلم أن النهج السوري غير مرغوب خارجيا بل مكروه من كثير من الدول التي تريد منا أن نكون عبارة عن إمعات.

وأضاف الرئيس الأسد .. النقطة الثانية تتجسد في طبيعة العلاقة بين الإصلاح والإرهاب.. فإذا قمنا بالإصلاح هل سيتوقف الإرهابي وهل هذا الإرهابي الذي يقتل ويخرب يسعى لقانون أحزاب أو لانتخابات أو لإدارة محلية أو ما شابه.. الإصلاح لا يعني الإرهابي ولا يهمه.. والإصلاح لن يمنع الإرهابي من القيام بإرهابه.. فإذا.. ما هو المكون الذي يعنينا.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجزء الأكبر من الشعب السوري هو الذي يريد الإصلاح وهو الذي لم يخرج ولم يخالف القانون ولم يخرب ولم يقتل.. والإصلاح بالنسبة لنا هو السياق الطبيعي لذلك أعلنا عنه على مراحل في العام 2000 وأنا تحدثت في خطاب القسم الاول عن التحديث والتطوير وكنت أركز في ذلك الوقت على مؤسسات الدولة.. وفي العام 2005 تحدثنا عن الإصلاح السياسي.. وجزء مما نقوم به الآن هو ما طرح في المؤتمر القطري في العام 2005 وفي ذلك الوقت لم تكن هناك ضغوطات على سورية في هذا الإطار وإنما كانت هناك ضغوطات مختلفة باتجاه آخر ولم يكن هناك من يتحدث عن موضوع الإصلاح الداخلي فطرحناه لأننا نعتقد بأنه سياق طبيعي وليس قسرياً.. لا يمكن أن يكون قسرياً وهو حاجة طبيعية للتطوير ولا يمكن أن نتطور من دون أن نقوم بعمليات إصلاح.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا موضوع آخر.. لماذا تأخرنا موضوع آخر.. ولكن هو حاجة طبيعية ولو كان الإصلاح قسرياً أو جزءاً من الأزمة فسيفشل لذلك دعونا نفصل في حديثنا عن الإصلاح بين الحاجات الطبيعية وبين الأزمة.

وقال الرئيس الأسد.. إذا انطلقنا من الأزمة الحالية سيكون الإصلاح مبتوراً ومرتبطاً بالظروف الحالية المؤقتة.. أما بالنسبة للعقود المقبلة فالأمور تختلف وعلينا أن نربط ما قبل الأزمة بما بعد الأزمة بغض النظر عنها وننطلق من العملية الإصلاحية.. طبعا هذا الكلام ليس مطلقا ونحن نأخذ أحيانا بعين الاعتبار ما نمر به الآن في الإصلاح.. لا نفصله بشكل كامل كالجدول الزمني.. أحيانا نستعجل وأحيانا نفترض بأن رد فعل الناس بحاجة لتحرك باتجاه معين.. يعني يكون هناك بعض التأثيرات للأزمة ولكن لا نبني الإصلاح على الأزمة.. إذا بنيناه سنعطي المبرر للقوى الخارجية لكي تتدخل في أزمتنا تحت عنوان الإصلاح.. فلنتفق حول موضوع الفصل ونتعامل مع التفاصيل انطلاقاً من هذا الشيء.

وأضاف الرئيس الأسد.. طرحت في خطابي في هذه القاعة في حزيران الماضي خطة العمل وتحدثت بشكل أساسي حول المحور التشريعي بما يتعلق بالقوانين والدستور في ذلك الوقت ووضعت جدولاً زمنياً.. وبالنسبة للقوانين صدرت بأكملها تقريبا ضمن الجدول الزمني الذي حدد في ذلك الوقت.. الآن لو سمعنا من كثير من الناس حول هذا الموضوع سيقولون إننا لم نلمس نتائج وأنا أحب أن أتحدث دائما بشفافية حول المواضيع.. وكل موضوع على حدة.

وتابع الرئيس الأسد.. إن أول قانون أصدرناه هو رفع حالة الطوارئ.. وفي مثل هذه الظروف التي تمر فيها سورية هل يمكن لأي دولة الا أن تفرض حالة الطوارئ ومع ذلك لم نقم بهذا الشيء وأصررنا على رفع حالة الطوارئ.. والبعض من المواطنين السوريين اتهمنا بأننا نتنازل عن جزء من الأمن في سورية بسبب رفع حالة الطوارئ.. طبعاً هذا الكلام غير دقيق لأن رفع حالة الطوارئ أو حالة الطوارئ نفسها لا تعطي الأمن وإنما هي قضية تنظيمية.. وعندما يكون هناك حالة طوارئ يكون هناك إجراءات وعندما ترفع يكون هناك إجراءات مختلفة.. التنازل عن الأمن غير موجود.. لا يوجد دولة يمكن أن تقبل بالتنازل عن الأمن.

وقال الرئيس الأسد.. إن القوانين والإجراءات الموجودة حاليا تعطينا كامل الصلاحية لكي نقوم بعملية ضبط الأمن بغض النظر عن قانون الطوارئ وإن رفع حالة الطوارئ بحاجة لتأهيل الأجهزة المعنية من الأمن والشرطة وغيرها التي تتعامل مع المواطن.. وكلنا يعلم أن هذه الأجهزة منتشرة في كل مكان في سورية والبعض منهم لم يأخذ إجازات ولم ير عائلاته منذ أشهر فهل من المعقول والمنطقي والواقعي أن نقوم بتأهيله.. هذا الكلام مستحيل.. لن يكون هناك تأهيل في الظروف الحالية.. ومع ذلك نحن نصر على الأجهزة بأن يتم التأكيد على بعض الأساسيات من الأنظمة المتعلقة برفع حالة الطوارئ.

وتابع الرئيس الاسد.. عندما يكون هناك بيئة تخريب وقتل وفوضى وخرق للقانون وإذا كان هناك أخطاء فسوف تتضاعف مئات المرات وليس عشرات المرات لذلك علينا أن نتعامل ليس فقط مع النتائج وإنما أيضا مع الأسباب.. والنتائج هي الأخطاء التي نراها من قبل البعض ولكن الأسباب مرتبطة بالفوضى في حد ذاتها.. فعلينا أن نعمل من أجل ضبط الفوضى وبمعنى آخر لا يمكن أن نشعر بالنتائج الفعلية لرفع حالة الطوارئ في ظل الفوضى.. وطبعا هنا أنا أفرق بين الأخطاء بمختلف مستوياتها والقتل.

لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا.. لا يوجد غطاء لأحد.. موضوع القتل بحاجة الى أدلة.. البعض يعتقد أنه لم يتم إلقاء القبض على أي شخص ممن ارتكبوا أعمال قتل.. وأنا أقصد العاملين في الدولة.. وهذا الكلام غير صحيح حيث تم إلقاء القبض على عدد محدود في جرائم قتل وغيرها ولكن أقول محدودا لأن الأدلة المتوفرة بحد ذاتها كانت محدودة ومربوطة بهؤلاء الأشخاص.. ووجود الأدلة أو البحث عنها بحاجة لمؤسسات والمؤسسات بحاجة لبيئة وظروف والبيئة الحالية تعيق عمل هذه المؤسسات.. لكن أؤكد بأنه لا يوجد غطاء لأحد وأؤكد مرة أخرى على أنه لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن ولا يحق إطلاق النار بحسب القانون إلا دفاعا عن النفس ودفاعاً عن المواطن وعند الاشتباك مع شخص مسلح يحمل السلاح.. يعني هناك حالة محددة في القانون.. وأؤكد على التعامل مع الأسباب والنتائج في هذا الموضوع.

وقال الرئيس الأسد.. وفيما يخص الأحزاب فقد صدر قانون الأحزاب وتقدمت أحزاب وأعطي الترخيص لأول حزب منذ أسابيع قليلة وهناك حزب ثانٍ على الطريق بعد أن توفرت فيه كل الشروط وهناك عدة أحزاب أخرى.. يعني تنتظر الجهة المعنية استكمال الأوراق أو الشروط المطلوبة لكي تعطي الترخيص.. ونحن لم نشعر بالأحزاب لأنها بحاجة إلى وقت.. ولكن بكل الأحوال بعد أن صدر قانون الأحزاب ونحن نقوم ليس بإعطاء الرخص فقط بل بتشجيع جهات كثيرة على أن تقدم من أجل أن يكون لديها أحزاب.. ولا أعتقد أن الدولة تتحمل المسؤولية في هذا المجال فنحن لن نقوم بتشكيل أحزاب أو بالظهور على الإعلام أو ممارسة نشاطات نيابة عن أي أحد فإذا.. لا توجد عقبات في هذا الموضوع والقضية قضية زمن.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للإدارة المحلية فقد صدر القانون وحصلت الانتخابات في ظروف صعبة جداً ومن الطبيعي ألا تعطي النتائج المتوقعة بسبب الظروف الأمنية لأن المشاركة لم تكن بالنسبة للمرشحين أو الناخبين كما كان يفترض مع قانون جديد.. وكان هناك وجهة نظر تقول.. علينا أن نؤجل انتخابات الإدارة المحلية لمرحلة لاحقة.. وكان هناك وجهة نظر مختلفة وهو ما تبنيناه من أجل أن نقوم بعملية تبديل لأن أي تبديل سيكون إيجابياً وخاصة ان كثيرا من شكاوى المواطنين كانت حول أداء الإدارة المحلية ولذلك سرنا في هذا الموضوع ولكن بكل الأحوال كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن أن يعطي نتائج إن لم يكن هناك مشاركة واسعة في الترشيح والتصويت لكي يكون هناك منافسة.. وإن لم يكن هناك منافسة لن تشعروا بهذا الموضوع وبالتالي ما يتعلق بالانتخابات بحاجة الى جزء من المسؤولية يحمله المواطن وليس فقط الدولة.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لقانون الإعلام فقد انتهت الحكومة الأسبوع الماضي من إعداد تعليماته التنفيذية وأصبح جاهزا للتنفيذ وهناك طلبات جاهزة لمحطات تلفزيونية وصحافة وغيرها.. أما قانون الانتخابات فقد صدر والهدف منه تأطير كل هذه الأفكار التي نسمعها على الساحة السياسية ومن لديه فكرة فليذهب إلى صندوق الانتخاب وهو الفيصل في كل شيء في هذا البلد.

وقال الرئيس الأسد.. إن القانون المهم هو قانون مكافحة الفساد وهو القانون الوحيد الذي تأخر لعدة أشهر لأنه قانون مهم جدا وفيه جوانب كثيرة جداً.. وأنا طلبت من الحكومة أن تدرسه بشكل واسع وبالتعاون مع مختلف الفعاليات والجهات وقد تم وضعه على الانترنت.. وكان هناك الكثير من المشاركات والأفكار المفيدة وقد انتهت الحكومة من دراسته وأرسل إلى رئاسة الجمهورية وأعيد مؤخراً إلى الحكومة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون مكافحة الفساد قانون جيد وفيه نقاط مهمة جدا ولكن هناك نقطة تتعلق بهيئة التفتيش ففي القانون الحالي ألغيت هيئة التفتيش وحلت هيئة مكافحة الفساد مكانها ولكن قانون مكافحة الفساد يختص في قضايا الفساد فقط أي أنه يختص بقضية ضيقة غالبا هي ليست بقائمة للفساد وإنما التعامل مع الفساد بعد ظهوره بينما كانت هيئة التفتيش تأخذ مهام أوسع بما فيها تنظيم الإدارة ورفع مقترحات في مجال الإدارة ومراقبة عمل الدولة من الناحية الإدارية بالإضافة الى مكافحة الفساد.. ولذلك فإن إلغاء كل هذه المهام وربطها فقط بعنوان واحد هو الفساد شيء غير جيد وخاصة انه لا يمكن مكافحة الفساد بمعزل عن تنظيم الإدارة.

وتابع الرئيس الأسد.. لا يمكن أن نكافح الفساد لوحده لأن هذا خلل كبير عدا عن وجود نقاط أخرى وهناك مقترحات حول دمج هيئة التفتيش مع هيئة الرقابة المالية وهذا الموضوع ليس مهما فالأهم هو ما هي علاقة التفتيش مع هيئة مكافحة الفساد.. وإذا كان هناك إلغاء لهيئة التفتيش فهل ستقوم هيئة مكافحة الفساد بضم كل المهام الموجودة في الهيئتين أم تبقى هناك هيئتان وتأخذ كل واحدة مهام مختلفة أم يكون هناك تنسيق بينهما في موضوع الفساد.. ولذلك تمت إعادة هذا القانون للحكومة لحل هذه النقطة وبعدها سيتم إصدار قانون مكافحة الفساد.

وقال الرئيس الأسد.. لو صدر هذا القانون بأفضل الأحوال سيكون من السهل على الدولة مكافحة الفساد على المستوى المتوسط فما فوق.. ولكن من الصعب عليها أن تكافحه من مستوى ما دون متوسط من دون مساهمة المواطن والإعلام.. وهذا يعني أنه حتى هذه الهيئة لن تقوم هي بالملاحقة وانما ستتلقى المعلومات فعلينا أن نبحث عن المعلومات ونحولها إلى هذه الجهات وهذا يعني أن نجاح هذا القانون بحاجة الى وعي شعبي كبير.

وتابع الرئيس الأسد.. في إطار موضوع الفساد هناك كثير من الناس الذين ألتقي بهم يأتون إلي ويقولون نريد من الرئيس أن يحاسب.. وهنا أريد أن أوضح أن الرئيس لا يحل محل مؤسسات.. أنا أعالج قضية وقضيتين عندما أرى خطأ.. ولكن المؤسسة تحاسب الافا أو تعالج آلاف القضايا وعندما يحل الرئيس محل المؤسسات ولو كان يقوم بعمل صحيح هذا ليس مطمئناً ولذلك يجب علينا العمل من أجل تفعيل المؤسسات.

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أقول لجميع المواطنين الذين التقي بهم انني سأهتم بهذا القانون وبتفعيل هذه المؤسسات وأريد أن أرى مكافحة الفساد بالأقنية القانونية الطبيعية وعندها نحل مشاكل آلاف وعشرات آلاف ومئات آلاف وملايين من السوريين.. فأنا أركز دائماً على العمل المؤسسي ولو قمت بحل مشكلة فهي مشكلة فردية ونحل مشكلة شخص لا نحل مشكلة آلاف الأشخاص.

وقال الرئيس الأسد.. أما المحور الآخر في الإصلاح فهو الدستور وقد صدر المرسوم الذي شكلت بموجبه لجنة تقوم بإعداد الدستور وأعطيت مهلة زمنية أربعة أشهر وأعتقد أن اللجنة أصبحت في المراحل الأخيرة وهذا الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية.. وقد كانوا يتحدثون عن المادة الثامنة فقط وقلنا انه يجب أن نعدل كل الدستور لأن هناك ترابطاً بين المواد.. والدستور سيركز على أن الشعب هو مصدر السلطات وخاصة من خلال الانتخابات وتكريس دور المؤسسات وحريات المواطن وغيرها من الأمور والمبادئ الأساسية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد كان هناك سؤال .. لماذا قمنا بالإصلاح القانوني قبل تغيير الدستور.. وهنا أقول.. منطقياً يجب أن نبدأ بالدستور وبعدها نأتي بالقوانين وهذا الكلام صحيح من الناحية المنطقية.. ولكن ضغط الناس والتشكيك بمصداقية الدولة بأنها ترغب بالقيام بإصلاح حقيقي دفعنا الى العمل بالتوازي.. والقوانين أسرع بالوقت فهي تأخذ بضعة أشهر وهذا أقل مما يحتاجه الدستور وإذا تناقض المنطق مع الواقع فنحن نسير مع الواقع وعلى كل الأحوال هذه ليست قضية مهمة.. والمهم عندما تصدر القوانين ويصدر الدستور سنكون في مرحلة جديدة وهي ليست انتقالية وهذا بالنسبة للجانب التشريعي.

وحول المواعيد المتعلقة بالدستور قال الرئيس الأسد.. بعد أن تنتهي اللجنة في المدة المحددة من إنجاز الدستور كان هناك عدة طروحات إما أن يقوم الرئيس بإصدارها بمرسوم أو أن تذهب إلى مجلس الشعب وتصدر بقانون وأنا رفضت الأولى والثانية.. وأؤكد على أن يكون هناك استفتاء شعبي لأن الدستور ليس دستور الدولة بل هو قضية تخص كل مواطن سوري.. ولذلك سنذهب إلى الاستفتاء بعد أن تنهي اللجنة أعمالها وتقدم الدستور وسنضعه في الأقنية الدستورية بهدف الوصول إلى الاستفتاء.. ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر آذار.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور وخاصة أن معظم القوى السياسية تريد أن تكون انتخابات المجلس بعد الدستور وأنا كنت أفكر كما قلت في خطابي الأخير بأن تكون الانتخابات في نهاية العام الماضي أو في بداية هذا العام لكن وافقنا نزولا عند رغبة معظم القوى السياسية على أن تكون الانتخابات مرتبطة بالدستور الجديد كي تعطي الوقت لهذه القوى لتؤسس نفسها وقواعدها وتحضر نفسها للانتخابات.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد وإذا كانت المهلة الدستورية شهرين فإن الاستفتاء سيكون في شهر آذار ومن الممكن أن تكون الانتخابات في أوائل أيار أما إذا كانت المهلة الدستورية ثلاثة أشهر فيمكن أن تكون في أوائل حزيران وكل هذا يعتمد على الدستور الجديد.

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للأشياء التي يمكن أن نقوم بها كمبادرات فقد سمعنا كثيراً عن حكومة وحدة وطنية وأنا أحب أن أدقق دائماً في المصطلحات.. فلا يجوز أن نأخذ المصطلح دون أن نعرف المضمون.. فحكومة وحدة وطنية نسمع بها في دول فيها انقسام كامل على المستوى الوطني بين أطراف وحرب أهلية وأمراء طوائف وأمراء قوميات وأمراء حرب اجتمعوا على الطاولة بشكل مباشر أو من خلال ممثلين وشكلوا حكومة وحدة وطنية.. ونحن لا يوجد لدينا انقسام وطني.. لدينا مشاكل ولدينا انقسام في حالات معينة لكن لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يمكن أن يطرح.. وأنا أعرف أنهم لا يقصدون هذا الكلام لكنني لا أستخدم كلمة حكومة وحدة وطنية لهذا السبب.. فلا يوجد لدينا حكومة انشقاق وطني في كل الأحوال فالحكومات في سورية دائما هي حكومات متنوعة فيها المستقلون والأحزاب المختلفة.

كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام

وقال الرئيس الأسد.. الآن لدينا خريطة سياسية جديدة مع الأزمة.. ومع الدستور الجديد ومع قانون الأحزاب ظهرت قوى سياسية جديدة فلابد أن نضعها بالاعتبار فهناك من يطرح مشاركة هذه القوى السياسية في الحكومة بكل أطيافها والبعض يركز على المعارضة.. وأنا أقول.. إن كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة والكل يساهم.. فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة.. وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام.. فتوسيع الحكومة فكرة جيدة.. ولا أعرف ما هي التسمية التي نطلقها.. فالبعض سماها وفاقاً وطنياً والبعض توسيع مشاركة.. والمهم أننا نرحب بمشاركة كل القوى السياسية وفي الواقع قمنا ببدء الحوار مؤخراً.. حوار ولو بالعناوين العامة مع بعض القوى السياسية لنأخذ رأيها في هذه المشاركة فكانت الجوانب إيجابية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا تحدثنا عن مشاركة كل الأطياف بما فيها المعارضة فمن هي المعارضة.. كل شخص الآن يستطيع أن يسمي نفسه معارضة والتقيت انا بعدد من هؤلاء وكنت أسألهم سؤالاً من تمثل.. المعارضة تعني قاعدة شعبية ولا تعني بأنني معارض كشخص والآن لدينا شخصيات معارضة وتيارات معارضة.. ولكن المعارضة عادة هي حالة مؤسساتية وتظهر من خلال الانتخابات.. الآن لا يوجد لدينا انتخابات.. كيف نعرفها .. ومن يشارك .. وما هو حجم المشاركة.. لا يوجد لدينا الآن معايير قبل الانتخابات المقبلة.. كنا نستطيع أن نقول هذه الحكومة بهذا الشكل يمكن أن تتم بعد الانتخابات ولكن نحن نريد أن نستبق الأمور ونسرع الزمن ونبدأ الآن بالمشاركة قبل تلك الانتخابات.. إذا.. سنعتمد على معايير خاصة وليس على معايير مؤسساتية.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن لم نخن الشعب والمعايير واضحة.. فماذا تعني المعارضة الوطنية .. لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج حيث يقولون لها الان لا تحاوروا الدولة يعني ان الموضوع منته.. الانهيار بقي له بضعة أسابيع.. أجلوا الحوار الآن.. نحن لا نريد معارضة تجلس معنا وتبتزنا تحت عنوان الأزمة لتحقق مطالب شخصية ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا ويقولون لنا نحاوركم لكن بالسر.

وقال الرئيس الأسد.. إذا أخذنا المعايير الوطنية والأشخاص أو الشخصيات الوطنية فإنها موجودة ونستطيع أن نبدأ مباشرة الآن بالعمل من أجل هذه الحكومة بعد أن فهمنا الموضوع.. وليسموها ما شاؤوا.. حكومة وحدة وطنية.. انقساما .. لم يعد هذا الأمر مهما على الإطلاق.. إذا.. سنبدأ بهذا الموضوع خلال فترة قصيرة جدا ولكن يبقى سؤال مهم .. هل الحكومة سياسية أم تقنية.. البعض طرح حكومة سياسية مصغرة.. هذا الكلام لا يمكن أن ينجح لعدة أسباب أولا.. نحن بلد فيها قطاع عام كبير وهذا القطاع العام ليس له استقلالية وكل مؤسسة تعتمد حتى الآن على الوزارة والوزير ومعاون الوزير والمديرين وغيرهم.

وتساءل الرئيس الأسد.. هل سيستطيع الشخص السياسي أن يقود قطاعاً تقنياً.. طبعاً هذا الكلام غير ممكن عدا عن أن مشاكل الناس الآن لا ترتبط فقط بالموضوع الأمني فهناك قضايا خدمية والكل يشكي منها الآن.. فهل ستأتي حكومة سياسية لتؤمن المازوت والغاز والدواء وإلخ... هذا الكلام غير واقعي في ظروفنا فلتكن حكومة موسعة وفيها مزيج من سياسيين ومن تقنيين تمثل القوى السياسية وإذا كانت تريد أن تمثل ويكون فيها الجانب التقني لا نخسر هذه ولا نخسر تلك.. أعتقد هذا الشكل هو الشكل الأفضل.. طبعاً مع ذلك أنا دائماً أحب ان أحاور وأناقش وأن نرى سلبيات كل طرح من الطروحات.. وأنا الآن أضع عناوين لم نحسمها بشكل نهائي ولكن أضع تفضيلات ممكن تغييرها من خلال النقاش.

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك سؤال عن الحوار الذي بدأ شهر تموز وكان المفترض أن نبدأ بالحوار الموسع وننتقل للحوار المركزي وقد ضغطت القوى المختلفة من أجل عكس الآية فوافقنا وقمنا بالمرحلة الأولى أو أنجزنا المرحلة الأولى من الحوار ولم تشارك كل قوى المعارضة وإنما شارك جزء منها فقط وقد انتقلنا إلى الحوار الموسع الذي كان حواراً مفيدا جدا وكانت هناك مشاركة واسعة جدا من مختلف الفعاليات في المحافظات حيث طرحت من نحو الشهرين العودة للمرحلة الثالثة من الحوار بشكل مركزي.

مقبلون على تبديلات وأهم شيء في هذه التبديلات أن نركز في المستقبل على جيل الشباب

وقال الرئيس الأسد.. أستطيع أن أقول اننا نحن كدولة أو كحزب أو كسلطة مستعدون للبدء غدا بهذا الحوار ولا يوجد لدينا مشكلة ولكن جزءا من القوى في المعارضة غير مستعد.. فالبعض يريد أن يحاورنا بالسر من أجل مكاسب والبعض يريد أن ينتظر ليرى كيف تذهب الأمور لكي يحدد ومع ذلك لن ننتظر هذه القوى لكي نقوم بحوار بطريقة مهرجانية لكي يقال اننا نجري حواراً.. نحن الآن نحاور القوى الأخرى المستعدة للحوار بشكل علني.. ونتحدث حول هذه الافكارالتي طرحت قبل قليل وما أردت توضيحه بأن التأخير في موضوع الحوار لا يرتبط بسورية وحتى المبادرة العربية التي بدؤوا بها تحت فكرة الحوار مع كل القوى بما فيها القوى المعادية التي ارتكبت جرائم إرهاب في السبعينيات والثمانينيات وقد قلنا إنه لا يوجد لدينا مشكلة في الحوار حتى مع هذه القوى إذا أرادت أن تأتي إلى سورية ونحن نقدم كل الضمانات ولا يوجد لدينا أي قيود.. لدينا انفتاح كامل.. عندما نرى أن الجميع مستعد للحوار وتكون لديه وجهة نظر حول هذا الحوار ونحن على استعداد للبدء به مباشرة.

وتابع الرئيس الأسد.. ويبقى السؤال كنوع من الفضول حول هل سنكون مقبلين على تغييرات وتبديلات وعادة لا أتحدث حول هذه النقطة فعندما يكون هناك تبديل نبدل ولكن من الواضح من الكلام الذي طرح انفا اننا مقبلون على تبديلات فعندما نتحدث عن حكومة جديدة وشكل جديد وعندما تعلن القيادة القطرية منذ أسبوع عن مؤتمر قطري قريباً فنحن مقبلون على تبديلات جزء منها بدأ منذ أيام وأهم شيء في هذه التبديلات ان نركز في المستقبل على جيل الشباب لأن هذا الجيل يعتبر نفسه مهمشاً في كثير من الحالات في الوقت الذي وقف فيه بوجه هذه الأزمة ولاحظنا كم كان الشباب فاعلين في الدفاع عن وطنهم بكل ما تعني هذه الكلمة من معان خلال الأزمة.

سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية

واضاف الرئيس الأسد.. بكل الأحوال فإن سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية وعندما نتحدث الآن عن المرحلة المقبلة ونحن في بداية العام الجديد.. البعض يتحدث عن سورية الجديدة.. وأنا أقول لا يوجد لدينا سورية الجديدة وإنما لدينا سورية المتجددة.. فالتجدد عملية مستمرة ونحن نتحدث عن مرحلة جديدة وليس عن سورية جديدة.. وعلينا أن نستوعب كل مرحلة من المراحل وإذا لم نستوعب هذه المرحلة فكل ما قلناه ليس له قيمة وكل ما أتحدث عنه هو إجراءات وقوانين والأساس في نجاح عملية التطوير والانتقال في هذه المرحلة الجديدة التي تحدثت عنها هو الوعي.. واستطيع أن أعطي جواباً مباشراً عن هذه النقطة وأقول إن هذه الأشهر العشرة بكل مآسيها كانت مفيدة جدا بالنسبة لهذه الناحية حيث أثبت الشعب السوري أنه شعبٌ واعٍ وقادر على أن يقدم نموذجا لدولة عصرية تسبق بمراحل وقرون.. وأنا كنت أتحدث عن 150 عاماً إلا أننا نستطيع أن نسبق ب1000 عام تلك الدول التي تعطينا دروساً في الديمقراطية.. وأنا مطمئن لهذا المستقبل ولكن مع ذلك كلما تمكنا من تعميم حالة الوعي التي رأيناها كان هذا الموضوع أفضل.. وبمقدار ما رأيناه من وعي شامل في سورية هناك بؤر صغيرة من الجهل ولكنها تؤثر على الوضع العام ولا نريد لهذه البؤر ولبعض حالات الجهل أن تؤثر على عملية التطوير ونريد أقصى حد من الايجابيات والحد الأدنى من السلبيات.

وقال الرئيس الأسد.. إن الأمور في موضوع الإصلاح الداخلي أصبحت واضحة فبعد أن يصدر الدستور لا يوجد لدينا أي خطوات إضافية نقوم بها سوى الإجراءات.. وإذا كان هناك خلل في القوانين فيمكن بعد إصدار الدستور أن نعيد دراسة القوانين ونحن لم نقف عند هذه المرحلة من التطوير وسيكون هناك ملاحظات حول القوانين والممارسة ومن خلال الممارسة ستنكشف الأخطاء وعملية التجدد هي عملية مستمرة على المستوى التشريحي.

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما يجري في سورية هو جزء مما هو مخطط له في المنطقة منذ عشرات السنين فحلم التقسيم فلا يزال يراود أحفاد سايكس بيكو لكن حلمهم ينقلب كابوساً اليوم فإذا كان البعض يعتقد أن زمن الصراع على سورية قد عاد فهو واهم فالصراع اليوم مع سورية وليس عليها وهزيمة سورية التي لن نسمح لهم بتحقيقها تعني هزيمة الصمود والمقاومة كما تعني سقوط المنطقة كليا بيد القوى الكبرى والهزيمة ليست بالضرورة عسكرية ولكن يمكن أن تتحقق من خلال نجاحهم في جعلنا ننكفئ على أنفسنا ونهمل أو ننسى قضايانا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هدفهم الذي يريدون تحقيقه في المحصلة هو سورية المنشغلة بقضايا ذاتية هامشية والمنعزلة ضمن حدودها القطرية لا حدودها الطبيعية القومية التاريخية وسورية المنكمشة والآيلة للفناء والزوال عبر الانقسام والتقسيم.. وهدفهم هو تفكيك الهوية والشخصية الثقافية لشعبنا التي كانت تحمينا من الهزائم بمختلف أنواعها.. وتفكيك هذه الهوية هو الذي يؤدي إلى الهزيمة الفعلية التي لم تحققها الحروب المتكررة بل يحققها تدمير بنية المجتمع الذي أنتج منظومات المقاومة الاجتماعية والثقافية التي أثارت قلقهم أكثر من أي منظومة أخرى لأنها أساس كل مقاومة والحاضن الفعلي لها ولكنهم لم ينجحوا في تدمير هويتنا ولا في زعزعة قناعاتنا بأن المقاومة هي في صلب هذه الهوية التي ستبقى راسخة كما كانت أبداً عبر التاريخ.

لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام.. ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه

وقال الرئيس الأسد.. إن الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة والأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم.. وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المعركة مع الإرهاب لن تكون معركة الدولة أو مؤسساتها فقط بل هي معركتنا جميعا وهي معركة وطنية من واجب الجميع الانخراط بها .. فالفتنة أشد من القتل .. وهي تفتت المجتمع وفي النهاية تقتله وهذا ما لن نسمح به لتبقى سورية محصنة عصية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن الدولة القوية هي التي تعرف متى وكيف تسامح وكيف تعيد أبناءها إلى طريق الصواب فتنزع من أيادي المضللين بنادقهم المأجورة وتعيدهم إلى طريق بناء الدولة العصرية والحديثة والمحافظة على أصالتها وينابيع عروبتها.. وبمقدار ما علينا أن نضرب الإرهابيين بمقدار ما علينا أن نستعيد من وقع في الخطأ إلى جادة الصواب .. فهناك أشخاص وقعوا في الخطأ وهناك أشخاص غرر بهم وبعد أن بدؤوا في الخطأ قيل لهم الدولة ستنتقم منكم ولا يمكن أن تعودوا إلى الخلف فتابعوا في هذا الطريق.. والهدف أن يدفعوهم باتجاه الجريمة لكي يصلوا إلى نقطة اللاعودة.

وقال الرئيس الأسد.. إن الدولة كالأم التي تفتح المجال دائماً لأبنائها لكي يكونوا في كل يوم أفضل حفاظا على الاستقرار وحقنا للدماء لذلك في هذا الإطار كنا نصدر من وقت لآخر العفو تلو الآخر والبعض كان يعتقد بأن إصدار العفو يؤدي لمزيد من الخلل الأمني ولكن الحقيقة أن أغلب الحالات كانت معاكسة ففي معظم الحالات كانت النتائج إيجابية وخاصة عندما تم العفو بالتنسيق مع الأهالي والفعاليات المحلية في كل مدينة وقرية ومحافظة الذين التقينا بهم وتحدثنا إليهم وكان لديهم وعي كاف لكي يعيدوا أبناءهم الى طريق الصواب.

وأضاف الرئيس الأسد.. طبعا هناك حالات لا تنجح ولكنها ليست الحالة العامة ولذلك أعتقد أن الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف. وتابع الرئيس الأسد.. سأشرح هذه النقطة لأن البعض لم يفهم تماماً ماذا نفكر عندما نصدر العفو في هذه الظروف الأمنية... لقد قمنا بالحوار مع كل القوى ما عدا المجرم الذي يرتكب الخطأ وأنا التقيت بعدد من هؤلاء في الأيام القليلة الماضية.. وقسم كبير منهم تغير تماماً عندما رأى أن الأمور تذهب باتجاه السلاح والقتل وذهب باتجاه التعاون مع الدولة التي كان يقف ضدها لأسباب قد تكون موضوعية وقد لا تكون.. لكن البعض أصر على غيه وهؤلاء وردت فيهم الآية الكريمة "في غيهم يعمهون" يعني من يصاب بالعمى البصري يعوضه الله بالأحاسيس الأخرى ويتفوق على أقرانه بالفن .. بالعلم .. بالأدب .. بأشياء مختلفة.. بالمهن.. ولكن من يصب بالعمى العقلي لا أمل منه فالعمى هو العمى العقلي وليس عمى العيون.

وقال الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يعتقد فعلا بأنه ثائر.. فتعالوا نرى ماذا فعل هؤلاء وما هي مواصفاتهم.. هل يمكن لثائر أن يسرق سيارة أو بيتا أو منشأة وهل يمكن للثائر أن يكون لصاً.. بالنسبة لنا صورة الثائر هي صورة ناصعة ومثالية وغير ملطخة وفيها شيء خاص جدا وقد قاموا بعمليات اغتيال غدر لشخصيات مختلفة بريئة في الدولة وخارج الدولة.. فهل يمكن للثائر أن يتصف بالجبن وبالغدر... هم منعوا المدارس من القيام بمهامها وواجباتها على مستوى المجتمع وذات الشيء بالنسبة للجامعات.. فهل من الممكن أن يكون هناك ثائر ضد العلم.. في بعض المناطق انخفض التدريس إلى النصف.. يعني أصبحنا نخرج نصف متعلم ..نصف جاهل.. ومع ذلك لدينا جيش آخر غير القوات المسلحة والأمن والشرطة وقوات حفظ النظام هم العاملون في المجال التربوي تحديدا في المدارس في بعض المناطق التي انخفض فيها التدريس خمسين بالمئة .. كانت نسبة الدوام 85 بالمئة وهم يخاطرون بحياتهم من أجل أن تستمر العمليات التربوية وحتى نهاية عام 2011 كان عدد الشهداء من الأساتذة والمعلمين في الكادر التربوي قد قارب الثلاثين شهيدا وعدد المدارس التي أحرقت أو خربت أو دمرت قارب الألف.

وأضاف الرئيس الأسد.. أوجه باسمكم تحية لكل العاملين في المجال التربوي.. للمدرسين والموجهين والأذنة في المدارس وللإداريين وغيرهم.. فهل من الممكن أن تكون هناك ثورة ضد العلم وثورة ضد الوحدة الوطنية أو ثائر يستخدم ألفاظا وشعارات تفتيتية في المجتمع.. هل من الممكن أن يكون الثائر ضد المواطن يقطع عنه الغاز الذي يحتاجه يومياً في أمور الطبخ والطعام لكي يموت من الجوع ويقطع عنه المازوت والوقود لكي يموت من البرد ويقطع عنه الدواء لكي يموت من المرض ويقطع الأرزاق ويحرق المعامل والمنشآت الحكومية والخاصة لكي يجعل الفقراء أشد فقراً.

وتابع الرئيس الأسد .. إن هذه ليست ثورة .. فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائراً وخائناً.. هذا غير ممكن.. وهل من الممكن أن يكون من دون شرف ولا أخلاق ولا دين.. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم وهذه حقيقة.

وقال الرئيس الأسد.. إن السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى متى وكيف تنتهي الازمة.. وطبعا هذا سؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي جواباً من دون معطيات وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لا نعرفها .. وأول نقطة.. لا نعرف معطيات تحديدا .. ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي عندما يقرر الشعب السوري أن يتحول إلى شعب خانع وعندما نخضع ونتنازل عن كل تراثنا.. تراث حرب 1973 حرب تشرين التحريرية وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية وعندما دافعنا عن لبنان في عام 1982 وكانت منطلق المقاومة في ذلك الوقت والتي أدت بالمقاومة إلى تحرير لبنان في العام 2000 وعندما نتنازل عن وقوفنا إلى جانب المقاومة في عام 2006 وفي 2008 في لبنان وفي غزة وعندما نقدم مجانا التنازلات كلياً أو جزئياً في عملية السلام وتحديداً في أراضينا المحتلة في الجولان وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية .. هذا الموقف القومي الذي حملناه عبر التاريخ منذ عام 1948 وعندما نقبل أن نكون شهود زور على ما يحصل تجاه المسجد الأقصى الآن من عملية تدمير منهجية لا نسمع عنها إلا فيما ندر.

وتساءل الرئيس الأسد لا أعرف إذا كانت الجامعة العربية ستشكل لجنة لمعالجة هذا الموضوع.. ولا أعتقد ذلك لأن هذا الموضوع لا يهم سوى مليار وثلاثمئة مليون مسلم .. لا يستحق الاهتمام .. ولذلك لن يقوموا بذلك وهذا فقط للمقارنة.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الشعب السوري لن يخضع لعدة أسباب أولاً.. للمبادئ التي تربى عليها المواطن السوري وثانيا.. لان النماذج التي قدمت لنا من مسؤولين خاضعين أو سياسات خاضعة أو من دول خاضعة لا تبشر بالخير.. فدائما في كل الظروف وفي أسوأ الظروف كان وضع سورية أفضل من وضع كل تلك الدول حتى من يظهر بأن وضعه جيد الآن فالأعراض لم تظهر وستظهر في يوم من الأيام.

لا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأنها أغلى ما يملكه الشعب السوري.. فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه الأمور نختصرها بكلمة واحدة هي الكرامة السورية فلا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأن هذه الكرامة هي أغلى ما يملكه الشعب السوري فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم.

وتابع الرئيس الأسد.. إن النقطة الثانية مرتبطة بالأولى.. متى تتوقف ومتى تنتهي.. عندما يتوقف تهريب السلاح الذي يأتي من الخارج والأموال وهذه النقطة مرتبطة بالأولى.. وعندما نخضع ونتنازل سنصل إلى النقطة الثانية.. ولكن ما أعرفه تماما أن المؤامرة تنتهي وتتوقف عندما ننتصر عليها ولا يجوز أن نكون منفعلين.. وتنتهي متى ننهيها ويمكن أن ننتصر عليها أولا عندما ننتصر عليها في الخارج سياسيا وفي الداخل وعندما ننتصر على الذراع الخطيرة لهذه المؤامرة وهو الإرهاب.. أما النقطة الثانية فهي مرتبطة بوعينا فننتصر على المؤامرة عندما ننتصر على أهوائنا وانفعالاتنا وعندما نعود الى العقل والمحبة الصافية التي كانت عليها سورية والحمد لله فهذه الحالة عامة ولكن أنا أتحدث عن بعض البؤر.

وأضاف الرئيس الأسد.. سورية قوية لا شك في هذا الشيء ولكن القوة ليست شيئا مطلقا فالإنسان القوى صحيح الجسم تنخفض أو تضعف مناعته وعندما تضعف مناعته يصاب بالمرض فالقوة ليست شيئاً مطلقاً ولكن الموت والانهيار ليسا شيئاً حتمياً.. هذه المناعة تضعف عندما تكون هناك فوضى والفوضى والأحداث التي حصلت في سورية أضعفت هذه المناعة وعندما ضعفت هذه المناعة ضرب الإرهاب وبالتالي كل من يسهم في الفوضى الآن هو شريك في الإرهاب وشريك في سفك الدماء السورية ولا نستطيع أن نفصل الأولى عن الثانية ولا نستطيع أن نكافح الإرهاب من دون أن نكافح الفوضى فكلاهما مرتبط وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة بمعنى أن المناعة تضعف عندما يضعف الوعي الوطني.

وقال الرئيس الأسد.. أنا هنا أتحدث عن أصحاب النية الطيبة أما سوء النوايا فلا يعنينا .. وكنا نقول لأصحاب النية الطيبة في البداية إن هناك مؤامرة خارجية ويقولون هذا نوع من إلقاء المسؤولية على الآخرين فنقول لهم .. هناك سلاح ويقولون هذه فبركات إعلامية من قبل الدولة .. والآن أصبحت الأمور واضحة ولكن متأخرة .. ولا يمكن لهذا الإرهاب أن يظهر فجأة فهناك مراحل بدأت منذ البداية فكان هناك إرهاب صغير بالحجم وبنوعية السلاح وبالمساحة الجغرافية وكبر حتى وصل إلى هذا المستوى وهذه المرحلة.

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن تأخرنا وهم تأخروا حتى فهموا هذا الشيء وهذا كان عقبة أساسية ولكن تأخرنا لا يعني بأننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة أو أن الأمور غير عكوسة .. المهم الآن أن نقف في صف واحد وعندما تصبح القضايا وطنية لا يعود هناك خلافات .. نختلف وهناك صندوق انتخابات نذهب إليه .. نأتي بحكومتنا ونأتي ببرلماننا فهذا موضوع آخر .. ولكن عندما يهدد الوضع الدول والأمم التي تحترم نفسها فهي تتوحد وتضع الخلافات جانبا والكل يقف صفا واحدا ولا يوجد لون رمادي في هذه الحالة ومن يقل إنه رمادي يظهر نفسه بأنه رمادي أو في الوسط ومن يقف في الوسط في القضايا الوطنية يخن الوطن .. لا يوجد خيار فيجب أن نقف صفا واحدا وكلنا مسؤول وكلنا نساهم بالقول والكلمة والفعل وبأي طريقة.

وقال الرئيس الأسد.. النقطة الثانية عندما نضع الخلافات علينا بالتوازي أن نفرق بين أخطاء الأشخاص والمؤسسات وقلت هذا الكلام سابقا فالمؤسسات لا تخطئ وإنما هي تتبنى سياسات خاطئة وهذا موضوع آخر ولكن الأخطاء هي أخطاء أفراد وعلينا أن نفرق بين أخطاء الأفراد وسياسات المؤسسات.. ونحن نتبع سياستين الأولى .. هي الاستمرار في الإصلاح والثانية.. هي مكافحة الإرهاب .. فهل يستطيع أن يقول أي شخص أن هذه السياسة خاطئة أو أنه ضد الإصلاح ومع الإرهاب .. هذا كلام مستحيل طبعا ولكن في الإعلام الذي نراه الآن لا يوجد شيء مستحيل وأنا أتحدث هنا على الساحة السورية.

وتابع الرئيس الأسد .. عندما نضع هذه الأمور جانبا ماذا يعني هذا الكلام .. يعني بأننا نقف صفاً واحداً مع مؤسسات الدولة.. نساعدها ونساعد الجيش والأمن ونحتضنهما معنويا ولو عدنا للسبعينيات والثمانينيات عندما قام إخوان الشياطين الذين تغطوا بالإسلام بأعمالهم الإرهابية في سورية في البداية كان هناك الكثير من السوريين غرر بهم وكانوا يعتقدون بأنهم فعلا يدافعون عن الإسلام فلم يأخذوا أي موقف حتى ظهرت الأمور .. بدأ الحسم وكان الحسم سريعا عندما وقف الشعب مع الدولة في ذلك الوقت وطبعا استغرقت هذه الأمور والاغتيال والقتل ست سنوات .. ونحن لا نريد أن ننتظر كل ذلك الوقت فالأمور واضحة بالنسبة لنا جميعا .. إذا وقفنا الآن واحتضنا الأمن والأجهزة المختلفة المختصة فأنا أعتقد أن النتائج ستكون حاسمة وسريعة لأن الإرهاب يضرب وكلما ضرب الإرهاب كان ثمن الإصلاح أكبر وكان الإصلاح أصعب.

وأضاف الرئيس الأسد.. القضية قضية سباق بين الإرهابيين والإصلاح.. فالإرهاب ومن يقف خلف الإرهاب لا يريد أن يصلح ويريد أن نصل إلى مرحلة نقول الآن لم يعد وقت الإصلاح.. دعونا نهتم بالإرهاب ليكون لديه حجة ليستفرد بالتدخل في سورية.

وقال الرئيس الأسد.. مؤخراً لمسنا كلنا قلق الناس واستياءهم وغضبهم عبر التلفزيون والانترنت والإذاعات وكل الأماكن والكل يطالب بالحسم.. طبعاً هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا فالتعامل مع الإرهاب لا بد أن يكون بأشد الطرق القانونية ونحن نحرص على القانون لأننا نحرص بنفس الوقت على دماء الأبرياء ولا نريد أن يكون ثمن مكافحة الإرهاب دماء الأبرياء ولكن المشكلة أنهم بدؤوا بضرب الأبرياء والآن يقتل الشعب السوري ولا علاقة لمن قتل بانتمائه السياسي فقد يكون معارضاً للدولة ولكنهم يقتلون الشعب السوري ويعاقبونه لأنه رفض أن يتخلى عن أخلاقه وأن يتحول إلى مرتزقة وأن يبيع الضمير فكان لا بد من معاقبته في كل مكان.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نتوحد وأن نحسم ولكن المحور الأساسي هو كيف يقف المواطن مع الدولة وفي بعض الحالات دخل الجيش إلى مدينة وكان هناك من يسيطر عليها من الإرهابيين ولا أريد أن أقول يحتل .. فقام أشخاص من سكان المنطقة بتشكيل فرق لحماية مجنبات الجيش لكي يدخل وفي مناطق أخرى شكلوا دوريات مراقبة لكي يمنعوا الإرهابيين من القيام بأعمال القتل والتخريب أو الفتنة في بعض المناطق ..وفي مناطق أخرى كانوا يدلون بمعلومات.. لدينا وسائل كثيرة وأنا اعتقد أننا يجب أن نبدأ الآن مباشرة حواراً بين الجهات المعنية في الدولة والمناطق المختلفة والفعاليات المختلفة لنرى كيف يمكن أن نحقق الأمن على كل الأراضي السورية.

وقال الرئيس الأسد.. أريد أن أمر على نقطة وحيدة مرتبطة هي موضوع المصالحة الوطنية كونها طرحت في هذا الإطار يعني إذا حسمنا وإذا وقفنا صفاً واحداً إلى أين نصل بعدها.. هناك من طرح في بداية الأزمة مصالحة وطنية.. المصالحة الوطنية هي في نهاية الأزمة أن الكل يسامح الكل ... نقول يعني الكل أخطأ مع الكل وهناك أخطاء كثيرة والكل يسامح الكل والانتقام لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية والانتقام لا يبني بلدا ولا يعيد الدماء التي هدرت والفوضى تدمر الوطن كما نرى الآن.. وفقط التسامح يبني الأمم ويحقق المستقبل المزهر.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. حالة المصالحة الوطنية تنطلق من هذا الشعور الموجود لدى المواطنين لأن البعض في بداية الأزمة طرح المصالحة الوطنية فهي بحاجة لشعور عام لدى المواطنين بأننا اقتربنا من نهاية الأزمة ونقف في مكان واحد غير منقسمين ولكن النقطة الأهم من هي الأطراف.. فالمصالحة الوطنية تقوم بين أطراف وهذه الأطراف لم تحدد فإذا.. نحن نصل للمصالحة الوطنية بالوعي الوطني ولا نصل إليها بقرار يأخذه الرئيس ويصدر قانونا وعفوا عاما... لأن الدولة تعفو عن طرف ولكن ماذا عن أطراف أخرى .. فهي حالة وطنية تلحق بقوانين وتشريعات وغيرها فإذا.. نحن لا بد من أن نصل لتلك المرحلة ولكن في التوقيت المناسب وأنا أرى أننا الآن نتيجة الوعي الشعبي الذي ظهر مؤخرا نستطيع أن نسير بهذا الاتجاه مع حسم الإرهاب على الساحة السورية.

وقال الرئيس الأسد.. لكي ننجح في كل هذه الإجراءات والإصلاحات والمواجهات والظروف المعقدة علينا أن نحذر المنهزمين نفسيا الذين يسعون لبث روح الهزيمة والإحباط بين المواطنين سواء انطلاقاً من أسبابهم النفسية أو لاعتباراتهم المصلحية .. فإذا قررت هذه القلة القليلة أن تساهم في هزيمة الوطن في الساحات الافتراضية فالشعب بغالبيته العظمى قرر الانتصار في ساحاته الحقيقية.

وتابع الرئيس الأسد.. إن المعارك الوطنية لها ساحاتها ورجالاتها ولا مكان فيها للأيدي المرتعشة والقلوب المذعورة .. وأما حصارهم فلن يرهب شعبنا ولن يتمكن من إذلاله فليس السوري من يبيع شرفه وعرضه مقابل المال وهذا ليس من قبيل الإنشاء اللفظي فنحن من أطعم دولا عربية عدة في سنوات عجاف.. وأنا أتحدث عن السنوات العجاف التي مرت من ثلاث أو أربع سنوات.. هناك أربع دول أكلت من القمح السوري إضافة إلى الشعب السوري.. ونحن من طور صناعته في الثمانينيات من دون احتياطي ولم يكن لدينا حتى جزء بسيط من الاحتياطي وكنا بالكاد ندفع الرواتب في ذلك الوقت وبالكاد نحصل على القمح من أجل الخبز.. وأقول للجيل الذي لا يذكر تلك المرحلة والذي لم يكن قد ولد ربما.. لا تسمح للخوف أن يدخل الى قلبك نتيجة الحرب الإعلامية التي تحصل تجاهك فسورية مرت بظروف أصعب بكثير حتى أمنيا كانت الظروف اصعب بكثير وتفوقنا عليها وانتصرنا.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الأزمات بكل ما تحمله من سلبيات أو مآس هي فرص للشعوب الأصيلة القادرة لكي تنجز واليوم نحن أقدر على تحويل كل ذلك إلى مكاسب من خلال الاعتماد على الذات إذا فكرنا بشكل علمي وجماعي بعيدا عن الأنانية وبذلك نعوض الخسائر في المدى القريب ونحولها لأرباح في المدى الأبعد.

وقال الرئيس الأسد.. إن أهم شيء ألا يظهر لدينا طبقة محتكرة تستغل الأزمات لكي تبني الثروات على حساب قوت ودماء الشعب.. وطبعاً هذه من مسؤوليات الدولة بأن تكافح هذه الحالة ونحن دائماً نوجه المؤسسات لكي تضبط هذا الموضوع ولكن نحن نعرف بأنه في ظروف الفوضى أيضا يتسلل الخلل إلى المؤسسات وهنا عقبة أخرى تعترضنا وهذه حقيقة ولكن بالتعاون نستطيع أن نجد الحلول لهذا الموضوع.

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نركز على الصناعات المتوسطة والصغيرة في الموضوع الاقتصادي وأن نركز على الحرف أولا نحو قاعدة عريضة من فرص العمل والمزيد من العدالة الاجتماعية.. نحن دائما نتحدث عن مقدار النمو ولكن لا نحدد ما هو الهرم .. قاعدة الهرم المستفيدة من هذا النمو .. وهذا النوع من الصناعات بالإضافة الى الحرف يخلق عدالة اجتماعية كبيرة وبنفس الوقت لا يتأثر كثيرا بالحصار الخارجي ولا يتأثر كثيرا بالظروف الأمنية لذلك بدأنا مؤخراً نركز بشكل كبير على المناطق الحرفية ولذلك دعم الحرف في هذه المرحلة ضروري جداً.

وقال الرئيس الأسد.. إن الزراعة في سورية قطعت مراحل جيدة بالرغم من كل الصعوبات واهتممنا بشكل مستمر بالفلاحين والعمال ولكن أعتقد بأن الاهتمام بموضوع الحرفيين وهذا المستوى من المهن لم يكن كما يجب.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن جزءاً كبيراً من الحرب النفسية الآن الموجهة لسورية انتقل إلى الموضوع الاقتصادي عندما فشلوا في الموضوع الطائفي والموضوع الوطني وفي كل القضايا ذات الجانب السياسي.. طبعاً أسعار الأسهم والليرة لها تأثير ونعرف عندما تنخفض الليرة ترتفع الأسعار ولكن هذا ليس المعيار الوحيد بل هناك معيار أهم.. ما هو مقدار الإنتاج في سورية.. الإنتاج في سورية بشكل عام كان إنتاجا ضعيفا وفي السنوات الأخيرة مع الانفتاح تحولنا للاستهلاك وحتى المادة الموجودة في سورية نشتريها صناعة غير سورية وهذا أضر كثيرا في الاقتصاد.

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. علينا أن نركز على مستوى الإنتاج في سورية ونحن قادرون حتى في هذه الأزمة أن نزيد من هذا الإنتاج ويجب أن نعرف أنه لدينا نقاط قوة كبيرة فالمديونية في سورية قليلة جدا وعلاقاتنا مع الدول المختلفة لم تنقطع .. ولدينا الزيتون وأعتقد بأننا كنا في المستوى الخامس عالميا وهناك من يقول اننا قفزنا للمستوى الرابع أو الثالث ولست متأكدا من هذه النقطة .. نحن دولة صغيرة وأن نكون بهذا المستوى الخامس من بين مئات الدول فهذا شيء كبير جدا.. إضافة إلى إنتاج القمح.. فالأرض موجودة والمزارع موجود والأمطار موجودة بمعنى أنه لدينا نقاط قوة حقيقية لكن يجب أن ننظم العملية الاقتصادية ونستطيع أن نقلع حتى في قلب هذه الأزمة.

إذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة

وأضاف الرئيس الأسد.. إنهم يحاولون التصوير بأن سورية معزولة وفي كل مرة يقولون هذا الكلام .. طبعا نقاط قوتنا هي الموقع الاستراتيجي وإذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة .. فلدينا نقاط قوة نستطيع أن نواجه فيها.

وقال الرئيس الأسد .. بالنسبة للعلاقة مع الغرب.. فالغرب يقول مجتمعاً دولياً وبالنسبة له المجتمع الدولي هو عدد من الدول الكبرى الاستعمارية وكل العالم بالنسبة لهم عبارة عن ساحات وفيها عبيد يقومون بخدمة مصالحهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الغرب مهم بالنسبة لنا ولا نستطيع أن ننكر هذه الحقيقة لكن الغرب اليوم ليس هو الذي كان قبل عقد من الزمن فالعالم يتغير وهناك قوى صاعدة وهناك بدائل.. وهذا مهم ولكنه ليس الأوكسجين الذي نتنفس من خلاله وليس حبل النجاة الذي نغرق من دونه .. نستطيع أن نسبح لوحدنا ومع أصدقائنا ومع أشقائنا وهم كثر ولذلك قررنا في عام 2005 أن نتوجه شرقا ففي ذلك الوقت كنا نعرف بأن الغرب لن يتغير.. ما زال استعماريا بشكل أو بآخر .. فهو يتغير من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الحديث وينتقل من الاستعمار الحديث أيام سايكس بيكو إلى الاستعمار المعاصر.. هي أساليب وأشكال ولكن لن يتغير.. فإذا.. علينا أن نتوجه شرقا ونحن كدولة بدأنا بهذا الإجراء منذ سنوات عدة وكانت زياراتي خلال السنوات الماضية تصب في هذا الاتجاه بشكل أو بآخر ولكن هذا لا يكفي ولا بد من توجه القطاع الخاص في سورية من أجل فتح أقنية مع هذه الدول.

وقال الرئيس الأسد.. إن علاقات معظم دول العالم جيدة مع سورية وحتى في ظروف هذه الأزمة والضغوط الغربية عليها بقيت مصرة على إقامة علاقات مع سورية وكل هذا لا يعني بأننا لن ندفع ثمنا وبأنه لن يكون هناك خسائر من الحصار ومن الظروف السياسية والأمنية ولكن نستطيع أن نحقق إنجازات تخفف من الأضرار.

وتابع الرئيس الأسد .. في هذه المرحلة تبقى نقطة أساسية وهي أن كل هذه الإنجازات مربوطة بموضوع الأمن .. يعني قطع الطرق وموضوع الغاز والمازوت أو يمر قطار في مكان فنلغي القطار وننقل المازوت أو الوقود أو الغاز بسيارات وتصبح الكلفة أكبر وكمية النقل أقل بما لا يتوافق مع استهلاك المواطن ولا مع استهلاك محطات الكهرباء أو أي منظومات أخرى .. فكل معيشتنا الآن مرتبطة بموضوع ضبط الحالة الأمنية لذلك نعود لهذا الموضوع لكي نتعاون جميعا من أجل حسمه كي لا نخون الأمانة كدولة ..والتي كلفنا بها تجاه المواطن.. فالأمن والاقتصاد وكل هذه الأشياء هي أشياء أساسية بالنسبة للمواطن السوري.

وأضاف الرئيس الأسد.. بالرغم من كل هذه الظروف المعقدة فإن ثقتي بالمستقبل كبيرة وهي في ذلك تنطلق منكم ومن حناجركم التي هتفت بالعزة والكرامة والتحدي عندما ملأتم بالملايين عشرات المدن والساحات على امتداد الوطن وأقول لكم وأنا كما عهدتموني دائما واحد منكم .. وعندما لا نستجيب للتحدي لا نستحق اسم سورية وعندما لا نجرؤ أو لا نستطيع أن ندافع عنها ونهزم الأعداء فنحن لا نستحق أن نعيش على ترابها.

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا أثبت أصالته ونقاء معدنه فلم يتمكن الإعلام الدموي من ضرب وحدته ولا محاولات التجويع من تركيعه والمساس بشرفه وكرامته .. إن شعبا بمثل هذا الانتماء الصوفي للوطن وبمثل هذه الأخلاق الرفيعة التي يجابه بها أخطر المحن وبمثل هذه الثقة العميقة بقدرته على تجاوز هذه اللحظات الفاصلة في تاريخه لن يدع حفنة من الضالين أو المضللين تحرف مساره عن جادة الحق والحقيقة ولن يفسح المجال لفئات باعت نفسها لشيطان الأهواء الخبيثة والمصالح المشبوهة أن تخرب ما بناه عبر تاريخ طويل من الجهد والتضحيات.

دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن ستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل

وأضاف الرئيس الأسد.. إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة.. رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة.. الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ينعم بالأمان فباسمكم جميعا وباسم كل مواطن شريف نوجه لهم التحية وهم يقفون على أهبة الاستعداد ويصونون شرف الوطن ووحدة ترابه وشعبه.

وتابع الرئيس الأسد .. أما دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غدا أكثر أمناً ووحدة وحرية لنا جميعا أما قوة عائلاتهم في فقدان أعز الناس إليهم فقد جعلتنا أكثر صلابة وتحديا وتصميماً على المضي بالطريق نفسها التي سلكها أخوتهم وآباؤهم وأبناؤهم دفاعاً عن الوطن وقيمه مهما تطلب ذلك من ثمن ليكونوا قدوة لنا جميعا في كيفية فناء الفرد ليحيا الوطن.

واختتم الرئيس الأسد خطابه بالقول.. أوجه التحية لكم يا أبناء هذا الشعب العظيم بمختلف مواقعكم الفكرية وانتماءاتكم السياسية.. يا من تدافعون بقوة واستبسال عن قيم التضامن والمحبة التي توحد أبناء شعبنا ضد مشاعر الحقد والكراهية التي يحاول البعض بث سمومها في أرجاء البلاد والذين يعملون بلا كلل من أجل تطوير الوطن واستعادة أمانه وتكريس وحدته وصون سيادته.. والمجد للشعب الأبي الذي يرفض الانكسار في عصر الانهيار ويقول لأعدائه.. هيهات منا الهزيمة .. فبك أيها الشعب الأبي نصمد وبك نستمر وبك ننتصر وسوف ننتصر بإذن الله.

International Copyright© 2006-2011, SANA