المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار16  كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 09/01-06/يسوع يرسل الاثني عشر
ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على جميع الشياطين وقدرة على شفاء الأمراض، ثم أرسلهم ليبشروا بملكوت الله ويشفوا المرضى. وقال لهم: لا تحملوا للطريق شيئا: لا عصا، ولا كيسا، ولا خبزا، ولا مالا، ولا يكن لأحد منكم ثوبان. وأي بيت دخلتم، ففيه أقيموا ومنه ارحلوا. وكل مدينة لا يقبلكم أهلها، فاخرجوا منها وانفضوا الغبار عن أقدامكم نذيرا لهم. فخرج التلاميذ وساروا في القرى، يبشرون ويشفون المرضى في كل مكان.

عناوين النشرة
*انهيار مبنى في منطقة فسوح وفرق الدفاع والإسعاف تعمل على انتشال المحتجزين
*وفاة فتاة في انهيار مبنى فسوح ونقل 7 جرحى إلى مستشفيات المنطقة
*وزير الإرشاد الإيراني يصل إلى بيروت غدا   
*الراعي ترأس قداس الاحد والتقى وفدا من الرابطة المارونية واهالي الحوارة
*جعجع التقى رئيس مجلس النواب الكردستاني ومطران الكلدان وزار الجمعية الثقافية الكلدانية وفضائية "عشتار": القوات اللبنانية اضطرت لحمل السلاح يوم فرضت الحرب على لبنان
*سامي الجميل: لا دولة مع وجود سلاح خارج اطارها وعلى 14 آذار ان تنسى سوريا وسقوط النظام لا يعني سقوط حزب الله
*ميشال معوض: على 14 آذار ان تقدم رؤية واضحة لمرحلة ما بعد النظام السوري
*نريد دولة بمسلميها ومسيحييها تقوم على المناصفة ولا تكون صندوق بريد للآخرين
*السنيورة التقى موسى واسحاق على هامش مؤتمر الاسكوا: حركة الربيع العربي مباركة وما نشهده انتفاضة وليس انقلابا
*نضال طعمة: "حزب الله" بدأ يفكر بكل الاحتمالات
*زهرا: محادثات بان مع المسؤولين "حوار طرشان" وخطاب نصرالله يشبه خطاب الاسد في المبالغة باظهار القوة
*جرد البترون لا يحتاج للمقاومة ولا يريد اي جهة غريبة
*خليل أشاد بعمل فرق الإنقاذ في فسوح: الأولوية الآن للعمل القائم ولانقاذ ما يمكن انقاذه
*أمير قطر يقترح إرسال قوات عربية إلى سورية «لإنهاء القتل»
*قائد فيلق القدس الإيراني يقود تسليح الجيش السوري ضد المحتجين
*حزب الله يفشل في تليين الموقف التركي من الأسد
*حزب الله يعمل على شبكة أمان داخلية وخارجية
*مذكرتان إلى بان كي مون تطالبان بكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في سوريا والأسرى في إسرائيل
*ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكينز يعتذر عن عدم تمكن بان من زيارة الراعي
*تعليق جريدة المستقبل على مواقف حزب الله ضد الأمين العام للأمم المتحدة
*جورج عدوان لـ"المستقبل": بان سيمدد للمحكمة وضغوط "حزب الله" تقلصت
*اندراوس: كلام بان عن سلاح "حزب الله" شكّل رسالة لميقاتي ومواقف بكركي غير مفهومة  
*سوريا: 10 آلاف شهيد جديد/علي حماده/النهار
*فتح دورة استثنائية لمجلس النواب اللبناني
*محمد رعد يعلن عن تباين "حزب الله" مع تركيا
*عرسال القومية العربية انتقلت إلى "ثورة الأرز"، وحدها في البقاع تتظاهر ضد النظام السوري
*دولة "حزب الله" "المدنية المؤمنة/عبد الرؤوف سنو/النهار
*على موجة واحدة/سمير منصور/النهار
*المسؤولون "نأوا بأنفسهم" عن المحكمة في محادثاتهم مع بان/هل يستدرج التمديد معركة تعديلات الاتفاق مع الامم المتحدة/روزانا بومنصف/النهار
*تقرير المراقبين العرب الخميس يفرض مرحلة جديدة على الساحة السورية
*مطالبات عربية وغربية لـ"الجيش الحر" ببدء الحرب الشاملة لإسقاط الأسد وللتعجيل في نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن/حميد غريافي/السياسة
*شبكات التجسس الإيرانية والانهيار الداخلي/داود البصري/السياسة
*اللوبي اللبناني شارك في وضع جدول أعمال زيارة بان كي مون 
*عودة الروح إلى القرار 1559 تؤكد التصميم الأممي على أن لا شرعية لـ"حزب الله"
*الأسد في باب العزيزية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

تفاصيل النشرة
انهيار مبنى في منطقة فسوح وفرق الدفاع والإسعاف تعمل على انتشال المحتجزين

وطنية - 15/1/2012 أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" نادين حاموش، عن انهيار مبنى عطا الله في شارع المطران عطا الله، مقابل محلات "زهار"، في منطقة فسوح - الأشرفية، وهو مؤلف من ست طبقات، مأهول ومصدع، وتحاول عناصر الدفاع المدني والقوى الأمنية اخلاء القاطنين، ومن بينهم محتجزون تحت الركام. وذكرت أن سيارات الإسعاف نقلت عددا من الجرحى إلى المستشفيات القريبة. وأفاد مندوبنا الأمني الياس شاهين، أن المبنى قديم، وأن الأمطار الغزيرة قد تكون السبب في انهياره، مشيرا إلى أن فرق الدفاع والإسعاف تستعين برافعات لانتشال المحتجزين والمصابين، وقد تم قطع الطريق من جهة الحكمة حتى منطقة الجعيتاوي لتسهيل مرور سيارات الاسعاف الى المستشفيات القريبة.

 وفاة فتاة في انهيار مبنى فسوح ونقل 7 جرحى إلى مستشفيات المنطقة
 وطنية - 15/1/2012 نقل مندوب الوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين، عن الإدارة الطبية لمستشفى مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس، أن الفتاة آن ماري عبد الكريم (15 عاما) توفيت نتيجة انهيار المبنى في منطقة فسوح في الأشرفية، فيما تعالج جدتها عايدة في المستشفى نفسها، وكذلك الجريح ألبير يزبك (73 عاما"، وخرجت الفليبية روز ماري بالاكا بعد تضميد جروحها في غرفة الطوارئ. ونقل إلى مستشفى الجعيتاوي: جاك جعارة، وشخصان من التابعية السودانية، ووصفت حالات الثلاثة بالمستقرة. كذلك نقلت إلى مستشفى الوردية في الجميزة، الفتاة انطوانيت عبد الكريم (16 عاما). ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة.

وزير الإرشاد الإيراني يصل إلى بيروت غدا
 وطنية - 15/1/2012 يصل وزير الإرشاد الإيراني سيد محمد الحسيني، عند السابعة والربع من صباح يوم غد إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ويزور عند الساعة العاشرة قبل الظهر ضريح الشهيد عماد مغنية، ثم يلتقي رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة ظهرا، ويشارك في السادسة مساء في افتتاح مؤتمر الحوار الإسلامي - المسيحي في فندق الكورال بيتش.

الراعي ترأس قداس الاحد والتقى وفدا من الرابطة المارونية واهالي الحوارة: لبنان بحياده الايجابي يلتزم القضايا العربية والسلام والشرعية الدولية وهذا يقتضي تعزيز قدرة لبنان الدفاعية وحصر السلاح في مؤسساته الشرعية
لبنان كدولة ليس واحدا موحدا بل دويلات يتقاسم مؤسساته وماله أفراد واهل الحكم والنافذون غير مبالين إلّا بمصالحهم ومكاسبهم
ندين كل خطاب عدائي متشنج يصدر عن هذا او ذاك من الافرقاء اللبنانيين ونعرب عن أسفنا الشديد للهجوم الانتحاري امس في البصرة جنوبي العراق
 وطنية - بكركي - 15/1/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان شكر الله حرب وحنا علوان، أمين سر البطريرك الخوري نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسينيور جوزف البواري،الأب خليل عرب،الأب توفيق بوهادير، في حضور وفد من اهالي بلدة الحوارة، وفد من الرابطة المارونية وحشد من المواطنين من مختلف المناطق .
العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان" سمع التلميذان كلامه متبعا يسوع" استهلها بالترحيب بالمؤمنين الذين توافدوا اليوم "لنصلي معا في هذا الاحد، وأحيي بنوع خاص مختار وأهالي بلدة الحوارة قضاء الضنية في الشمال، وهي للاسف ما زالت بلدة مهجرة لم تعد بعد الى أراضيها، كما واني أرحب بوفد من الرابطة المارونية الداعمة لقضيتهم، اننا نصلي معكم من اجل ان تعودوا لتعيشوا بكرامة في أرضكم وبيئتكم لان من ينتزع من ارضه ينتزع من جذوره، ولهذا نحن نقول ينبغي ان يحافظ كل منا على أرضه لان الارض أم وهوية وتقليد وتربة منها تغتذي كل عائلة، ونحن معكم نحمل قضيتكم ونطالب الدولة اللبنانية والمسؤولين بعمل كل ما يلزم لكي تعودوا وتستعيدوا تقاليدكم وحياتكم في الحوارة العزيزة". وقال البطريرك الراعي في عظته: "لما سمع تلميذا يوحنا المعمدان قوله عن يسوع:"ها هو حمل الله"، وقعت الكلمة في قلبيهما، وقوع الماء في الأرض العطشى. اجتذبتهما إليه، "فتبعا يسوع، وأقاما عنده ذلك اليوم". وعند العودة التقى اندراوس، وهو أحد الإثنين، بأخيه سمعان، وشهد لما رأى وقال: "لقد وجدنا المسيح". وسمعان بدوره انجذب الى يسوع وجاء إليه، فبادره الرب بما لم يكن ليتوقع: ناداه باسمه، وأعطاه إسماً جديداً من أجل رسالة سيوضحها له فيما بعد: "أنت سمعان بن يونا! ستدعى الصخرة أي بطرس". اضاف: "يسوع المسيح، كلمة الله المتجسد، هو الخبر الجديد والمتجدد دائما. فلا ينتهي في ماضٍ، ولا يكتمل في حاضر، بل هو اكتشاف متواصل، لأنّه "النور الحقيقي الذي ينير كلّ إنسان آتٍ الى العالم"(يو1: 9). وهو "الكلمة" التي تخاطب كلّ إنسان، ذلك أنّ بها قال الله كلّ شيء(عب1: 2). ولهذا السبب، المسيحية هي ديانة كلمة الله، لا كلمة خرساء بل كلمة متجسدة وحية، هي يسوع المسيح (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 108)". وتابع: "في إنجيل اليوم بدأ إعلان خبر يسوع، كلمة الله، بلسان يوحنا المعمدان وقد رأى فيه "حمل الله" الذي سيفتدي البشر أجمعين ويرفع خطاياهم. ثم تواصل مع اندراوس الذي اكتشف أنّه "المسيح" المنتظر، هذا المرسَل من عند الله وبامتياز: نبياً هو ذاته الكلمة الإلهية، وكاهناً هو نفسه ذبيحة الفداء وقربان العبادة، وملكاً هو إيّاه الملكوت أي سرّ الشركة بين الله والبشر، لأنّه إله كامل وإنسان كامل. إنَّ إعلان خبر يسوع يقتضي اتّباعه، للاستنارة بحقيقة الانجيل، وتقديس الذات بنعمة الاسرار، والامتلاء من محبته. إذا أكملنا قراءة نصّ الإنجيل، نجد أنّ فيليبس الذي التقى يسوع قد أعلنه بدوره لنتنائيل أنّه "هو الذي كتب عنه موسى والأنبياء أي يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة"(يو1: 45). هذا الإكتشاف يعني أنّ المسيح هو الكلمة الإلهية الوحيدة، التي تنبسط على كلّ الكتب المقدسة، وتُعلَن بفم جميع الذين كتبوها بإلهام إلهي؛ هذه هي الكلمة التي قالها يوحنا في إنجيله إنّها "كانت في البدء عند الله، وهي الله"(يو1: 1؛ راجع كتاب التعليم المسيحي، 102). ثمّ انتقل الإعلان الى شاهد آخر هو نتنائيل فاكتشف أنّ المسيح هو "ابن الله" وملك شعبه(يو1: 49). كلّ هؤلاء الذين التقوا يسوع لقاءً شخصيا في العمق، أصبحوا شهودا له". وقال: "المسيحية هي ديانة الشهادة ليسوع، على هدي الروح القدس. هذا ما قاله الرب لرسله يوم صعوده الى السماء: "حين يأتيكم الروح القدس، تنالون القوّة، وتكونون لي شهوداً في أورشليم، وفي جميع اليهودية والسامرة، الى أقاصي الأرض"(أعمال1: 8). إنّ جمعية سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، التي دعا إليها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، وانعقدت في روما في تشرين الاوّل 2010، حدّدت غايتها بالمحافظة على الهوية المسيحية، وتوطيد الشركة مع الجميع بروح المحبة والوحدة، واداء الشهادة للمسيح في بلدان الشرق الأوسط التي يتواجد فيها المسيحيون. ومن ضمن مساحات الشهادة للمسيح، الحوار مع الأديان، ولا سيما مع المسلمين، وبناء مدينة الشركة، وخدمة المحبة الإجتماعية".
اضاف: "المسيحيون في لبنان وبلدان الشرق الأوسط مؤتمنون على اداء هذه الشهادة بالتعاون مع مواطنيهم ولا سيما المسلمين. فالحوار معهم هو حوار الحياة والثقافة والمواطنة، على أساس من المساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة. ومدينة الشركة التي يبنونها معاً هي الدولة - الوطن التي تلتزم السلام القائم على أسسه الأربعة:الحقيقة والحرية والعدالة والمحبة، بعيدا عن العنف والأصوليات والإرهاب. أما خدمة المحبة فهي من جوهر رسالة الكنيسة تجاه المحتاج، على كلّ مستويات الحاجة وأنواعها. إنّ الكنيسة ملتزمة هذه الخدمة في مؤسساتها التربوية والإجتماعية والإستشفائية والإنمائية، المنزّهة من كلّ فئوية أو تسييس أو تمييز أو ايديولوجية. وتابع: "لبنان هو بلد الإمتياز على هذا المستوى. فيجب على الجميع أن يحافظوا على كيانه وميثاقه ورسالته.فكيان لبنان دولة مؤلفة من التنوّع الديني والطائفي والعرقي الذي يشكّل وطن العيش معاً في توازن يؤمّن استقراره. إنّه وطن يتكوّن ويُعاد تكوينه باستمرار. وكأنّه "مشروع هو دائماً قيد التنفيذ"(راجع روجيه ديب، لبنان المستقرّ ص21). ولأنّ موقعه الجغرافي السياسي جعله مشرَّعاً على التوترات الإقليمية والدولية، وأظهره في الوقت عينه حاملاً في طبيعته اسقاطات هذه التوترات بالقدرة على التفاهم، فلا بدّ من أن يتكاتف اللبنانيون ويعملوا جاهدين على إرساء لبنان دولة مستقرّة، وقابلة الإستمرار. وعلى السلطة السياسية أن تجعله دولة قوية متماسكة في مؤسساتها وهيكليتها، توجب الولاء الأول والأخير لها والتضحيات في سبيلها، دولة قادرة على أن تحفظ للبنان دوره ورسالته". اضاف: "ميثاقه الوطني، غير المكتوب أصلا، النابع من الثقة في القلوب سنة 1943، جعله دولة مستقلة ذات سيادة، قائمة في الأساس أولاً على تناغم حضاري بين المسيحية والإسلام، وثانيا على التوافق السياسي والمساواة في الحكم والإدارة. فكان التأكيد المتكرّر: لبنان واحد، لا لبنانان. ولكن في الواقع، لبنان كدولة ليس واحداً موحَّداً، بل دويلات يتقاسم مؤسساته وماله العام أفراد نافذون وفئات، على حساب الشعب وحياته المعيشية الكريمة، وعلى حساب اقتصاده الذي ينذر بأن يكون مدمّراً، واهل الحكم والنافذون غير مبالين إلّا بمصالحهم ومكاسبهم. غير أنّ هذا الميثاق يبقى حجرَ الزاوية في الكيان اللبناني، ومصدرَ التطور عن طريق التفاعل الحرّ والسليم بين مختلف عناصر الأُمّة اللبنانية ومكوّناتها(قواعد الإعراب في السياسة اللبنانية ص121-122). وقد جعله الدستور المعدَّل سنة 1990 شرطاً لشرعية السلطة السياسية فيه، وقد نصّ في مقدمته: لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".
وتابع: "رسالته رسالة إنسانية تحمل أبهى ما في الشرق من قيَم روحية، وخيرَ ما في الغرب من تقدُّم وحضارة وحداثة. هذه الرسالة يستمدّها من موقعه الجغرافي ومن تكوينه المنظّم دستورياً، فيعمل على التآلف بين المسيحية والإسلام، وهما أكبر ديانتين، بما لديهما من ثرواتٍ روحية وفكرية تكوِّن شخصية الإنسان. وهو بذلك يشكّل عنصرَ سلامٍ وتعاون مسيحي- إسلامي في بلدان الشرق الأوسط، ويقدّم للغرب نموذجاً يُحتذى به من أجل تجنيب صراع الحضارات والديانات، وتفعيل الحوار بينها. إنّ تحديات زمن العولمة هو هذا الحوار الخلاق الكفيل بإحلال السلام والعدالة بين الشعوب. إنّ لبنان الملتقى الفريد بين المسيحية والإسلام هو صاحب هذه الرسالة وهذا الحوار اللذين منهما يستمد كل قيمته".
وقال: "عندما يقول القادة العرب وسواهم: "لبنان حاجة"، او "لو لم يوجد لبنان، لكان من الواجب إيجاده"، أو "لبنان رئة الحرية والحداثة"، أو "سلام المنطقة يأتي من سلام لبنان"، ينبغي على اللبنانيين والأسرة الدولية، أن يعملوا على إعلانه بلدا حياديا، حيادا إيجابيا، لكي يستمر في رسالته هذه، ويكون عنصر سلام لمنطقة الشرق الأوسط، لا ممرّاً ولا مقرّاً لعناصر عدم الإستقرار في المنطقة، ولا تكون أرضه مسرحاً لحروب الآخرين. فلبنان الحيادي ضمانة لحماية العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين، الذي هو تراث عالمي. وبحياده الإيجابي يلتزم لبنان القضايا العربية المشتركة بحكم عضويته في جامعة الدول العربية، وقضية السلام والعدالة والحقوق وترقي الشعوب على المستوى العالمي، التزاماً بعضويته في منظمة الامم المتحدة والشرعية الدولية، هذا يقتضي تعزيز قدرة لبنان الدفاعية وحصر السلاح في مؤسساته الشرعية وإخضاع استعماله للسلطة السياسية، وخروجه من سياسة المحاور الاقليمية، وابتعاده عن التمحور في أحلاف خارجية لها مصالحها ونفوذها، لكي يظلَّ وسيط سلام وتفاهم ومصالحة. إن المنطقة العربية تحتاج إلى مثل هذا الوسيط".
اضاف: " وإنا بالمناسبة ندين كلَّ خطاب عدائيٍ متشنِّج يصدر عن هذا أو ذاك من الأفرقاء اللبنانيين. كما نعرب عن أسفنا الشديد والإدانة الكبيرة للهجوم الانتحاري أمس في البصرة جنوبي العراق، الذي أوقع 53 قتيلاً و 137 جريحاً. كما ندين كل عنف وكل اعتداء على الحياة البشرية في أي مكان ومن أية جهة أتى. فوصية الله الصريحة "لا تقتل" تنزع من بني البشر كلَّ ادّعاء وتبرير للقتل او الاعتداء او التعذيب. ولهذا نقول لكل مَن تتلطّخ يداه المجرمة بالدم: باسم الله كُفَّ عن الاعتداء على هذا الانسان الذي هو على صورة الله. ولتحل في القلوب وصية الله المكملة للاولى : "أحبَّ الله من كل قلبك وفكرك وإرادتك، وأحبَّ الانسان، وهو قريبك، حبك لنفسك"(مر 12: 30-31؛ لاوي 19: 18"). وختم: "هذه هي أبعاد إنجيل اليوم، إنجيل الشهادة ليسوع المسيح الذي حمل الى العالم سلام الله، وكرامة الإنسان، ومعنى الوجود. ليس الإنجيل كتاباً خاصّاً بالمسيحيين، لكن هؤلاء مؤتمنون على نشره وتجسيده في ثقافتهم وحضارة الشعوب. فالإنجيل يعني الخبر المفرح لجميع الناس. فيا رب اجتذبنا إليك لنتبعك، واجعلنا شهودا لإنجيلك لكي تسود الحقيقة والحرية والمحبة والعدالة على أرضنا، فتنعم بالطمأنينة والسلام. لك المجد الى الأبد، آمين".
استقبالات
بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية، كما التقى على التوالي: رئيس رابطة الاخويات في لبنان ايلي صفير، اللجنة الاقليمية لاخويات نيابة صربا المارونية برئاسة المرشد الخوري ميشال جبور، وفد من لجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر" برئاسة الدكتور حنا الحاج، وفد من بلدة شعلة - البترون، الرئيسة العامة لراهبات مار يوحنا الحبيب لور رزق على رأس وفد من الرهبنة، وفد من جمعية "رسل قلب يسوع" برئاسة الام روز ملكون، المحامي جوزف ابو شرف، المرشح للانتخابات النيابية الفرنسية عن المقيمين خارج فرنسا آلان مارسو والمرشحة الرديفة فابيان ابي رميا، وقدم مارسو للبطريرك الراعي ملفا يتضمن برنامج عمله.

جعجع التقى رئيس مجلس النواب الكردستاني ومطران الكلدان وزار الجمعية الثقافية الكلدانية وفضائية "عشتار": القوات اللبنانية اضطرت لحمل السلاح يوم فرضت الحرب على لبنان
لا مخطط لإفراغ الشرق من مسيحييه لان المسيحيين وحدهم يقررون مصيرهم

وطنية - 15/1/2012 التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في اليوم الثاني لزيارته اقليم كردستان-العراق، النائب المسيحي في برلمان الاقليم الدكتور ثائر عبد الأحد. بعد الزيارة، توجه جعجع والوفد المرافق الى مبنى البرلمان حيث كان في استقباله رئيس مجلس النواب الدكتور كمال الكركوكي. وحرص الجانبان على أهمية الديموقراطية كمدخل للاستقرار والمواطنة واحترام الانسان وحقوقه، آملين ان تعم هذه الثقافة منطقة الشرق الأوسط وشعوبها.

بعدها، التقى جعجع مطران الكلدان بشار وردة في مبنى المطرانية في عنكاوا. وشدد وردة في كلمته على أن "الديكتاتوريات لم تكن يوما حلا لمشكلة" . وذكر كيف كانت تتم المضايقات على رجال الاكليروس في سبعينيات القرن الماضي، عندما تعرضوا للاعتقال واحيانا للاغتيال ومنعوا من انشاء المدارس والجمعيات. وتابع وردة: "ان كثيرين يتاجرون اليوم بموضوع الاقليات المسيحية في الشرق الأوسط لأغراض سياسية" ، مشيرا الى ان "الديموقراطية التعددية وليس العددية هي التي تحفظ حقوق الجميع ومن بينهم المسيحيون في جو من الاستقرار، لأن احترام الحرية وكرامة الانسان تبقى القيم الاسمى للمجتمعات" ، مشيدا بجو الحرية والتسامح في اقليم كردستان. عقب الزيارة، توجه جعجع والوفد المرافق سيرا على الأقدام الى فضائية "عشتار" وهي مقر التلفزيون الكلداني السرياني الآشوري، حيث التقى ادارة المحطة، ونوه بجهود العاملين فيها للحفاظ على الإرث الثقافي لمسيحيي العراق وانسجامهم مع محيطهم. كما نظمت الجمعية الثقافية الكلدانية لقاء شعبيا مع جعجع أوضح خلاله "ان الشعب اللبناني الذي ضحى في سبيل الحرية يحترم تضحيات الأكراد في العراق ونضالهم"، مؤكدا "تعاطف المسيحيين في لبنان مع أخوانهم في العراق الذين رفضوا مغادرة أرضهم من أجل عراق أكثر ديموقراطية وحرية" . وجدد رفضه لمقولة "حماية المسيحيين من قبل الديكتاتوريات"، فقال: "ان المسيحي يتدبر أمره دون منة من أحد في ظل الحرية والديموقراطية والمواطنة والمساواة. فنضال المسيحيين ليس فقط دفاعا عن النفس بل رسالة حرية وديموقراطية في الشرق" . وعن الوضع في لبنان، شدد على ان "الرهان هو على الانسجام الوطني الذي تجلى في 14 آذار 2005، وعلى الدولة القوية القادرة التي تحتكر العلاقات الخارجية والدفاع عن لبنان" . وشرح جعجع للحضور "ان القوات اللبنانية اضطرت لحمل السلاح يوم فُرضت الحرب على لبنان وبأن حزب القوات اليوم أقوى بكثير لأن القوة السياسية هي الأساس وليس القوة العسكرية". وختم مؤكدا ان "ليس هنالك من مخطط لإفراغ الشرق من مسيحييه كما يدعي البعض باعتبار ان المسيحيين وحدهم يقررون مصيرهم". كما عقد جعجع يرافقه مسؤول العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي لقاء مع وكيل وزارة الخارجية التركية السفير فريدون سنيرلي أوغلو في مقر القنصلية التركية في أربيل حيث تم البحث في الأوضاع الإقليمية ولاسيما في لبنان وسوريا والعراق. ومساء التقى جعجع وفدا من القوات وأبناء الجالية اللبنانية جرى خلاله التداول في شؤون وطنية وحزبية. وفي ختام اليوم الثاني، التقى جعجع النائب المسيحي في البرلمان العراقي يونادم كنا.

 سامي الجميل: لا دولة مع وجود سلاح خارج اطارها وعلى 14 آذار ان تنسى سوريا وسقوط النظام لا يعني سقوط حزب الله
 وطنية- 15/1/2012 اعرب منسّق اللجنة المركزيّة في حزب "الكتائب اللبنانيّة" النائب سامي الجميّل، في حديث إلى إذاعة "الشرق" اليوم، عن استغرابه لردات فعل بعض الأفرقاء في لبنان على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشيرا الى ان لبنان "لا يمكن أن يكون خارج المجتمع الدولي أو معزولا ولا يمكنهم عزله بهذا الشكل، لافتا إلى أن لبنان هو مؤسس في الأمم المتحدة وشارك بصياغة ميثاق حقوق الإنسان، كما أنه هو جزء أساسي من المجتمع الدولي، لذا لا يمكنهم إخراج لبنان من هذه المعادلة". وأسف الجميل أن "الفريق الآخر يأخذ من المجتمع الدولي القرارات التي تناسبه ويقف بوجه المجتمع الدولي عندما لا يناسبه"، مؤكدا أن "الشيء المهم الذي قاله بان كي مون هو أنه إعتمد المعايير العالمية لسيادة أي دولة في العالم وعندما يتكلم عن نزع السلاح هو يتكلم عن المفهوم الدولي لمبدأ قيام دولة، لذا لا يمكن أن تكون هناك دولة مع وجود سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، وبالتالي هذا التهويل لا يمارس فقط على بان كي مون بل على جميع اللبنانيين ومنذ فترة طويلة". وعن موضوع السلاح لحماية النفط، قال الجميل: "دائما هناك تبرير لإستمرار السلاح من لبنانية مزارع شبعا وصولاً الى حماية النفط الموجود في البحر"، متسائلا: كيف يمكن حماية النفط في البحر؟. وشدد الجميل على أن "الزيارات الدولية للبنان هي للتأكيد على أن أحداً لم يتخلى عن لبنان وهو ليس متروكاً وهناك تمسك بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهذا امر مشجع للغاية وخصوصاً أنه سيكون لنا لقاء مع وزير الخارجية التركية أحمد داوود اوغلو".
وعن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لاوغلو"، قال الجميل أنه "ضمن هذه الثورة العربية التي تحصل على الأفرقاء الإقليميون الذين هم أساسيون في هذه الثورة مثل تركيا أن يأخذوا بعين الإعتبار الوجود المسيحي في العالم العربي والذي هو موضع قلق عند العديد من الناس والمسيحيون جميعهم في حالة قلق من جهة عدم الإستقرار الأمني مثلما هو الحال في العراق أو في التغيير الذي ممكن أن يحصل في بعض البلدان لأن هناك أحزابا دينية ومتطرفة ستستلم السلطة، وبالتالي على الدول الكبرى أن تطمئن المسيحيين، خصوصاً أن خوفهم على مستقبلهم يدفعهم الى ان يكونوا محايدين أو أن يدعموا الديكتاتوريات". وعن وجود تنظيم القاعدة في لبنان، قال الجميل: "القاعدة ضاعت أكثر في وجودها بعد إجتماع لجنة الدفاع في مجلس النواب، لذا ليس على الدولة اللبنانية، إذا كانت القاعدة موجودة أو غير موجودة، أن تتكلم في هذا الموضوع بل أن تفعل". وعن تصحيح الأجور قال الجميل: "لقد طرحنا تجاه الرأي العام والحكومة بعض النقاط الأساسية وقلنا بأننا ضد رفع الأجور بهذا الشكل من غير أن يترافق بخطوات عملية تقوم بها الدولة اللبنانية من أجل عدم تضخم الأسعار، وطالبنا الحكومة بالقيام بعدة مبادرات: أولا تثبيت سعر البنزين، وثانيا مراقبة الأسعار، وثالثا هناك عدة أساليب يمكن من خلالها الدولة أن تدخل المال إلى الخزنة اللبنانية من خلال رفع سعر علبة السجائر لأنها تضر بالمجتمع" . وعن ملف التعيينات، تمنى الجميل "أن يكون هناك تنسيق في موضوع التعيينات مع اللجنة المنبثقة عن اجتماع بكركي، ولكن للأسف الفريق الحاكم وضع يده على هذا الملف ولا يريد أحدا أن يشاركه". أضاف: "هناك عدة لجان في بكركي كاللجنة المختصة لبيع الأراضي، ولجنة لمتابعة التعيينات الإدارية والوجود المسيحي بالإدارات، ولجنة لقانون الإنتخابات، وكل لجنة تمارس عملها بشكل مستقل عن الأخرى".
وفي سياق آخر، أوضح الجميل "ليست مشكلتي شخصية مع أحد بل هي مشكلة مبدأ بأن حزب الله يسمح لنفسه أن يُخالف الدستور والقانون ويتعاطى مع اللبنانين بشكل فوقي ويمتلك السلاح ويضرب مبدأ المساواة بين اللبنانيين، وانا ضد أن ينقطع مبدأ الحوار". وتوجه إلى قوى "14 آذار" طالبا منهم أن "ينسوا سوريا قليلا لأن ليس لدينا القدرة بأن نؤثر في سوريا وبالنتيجة هناك شعب سوري يتحمل مسؤوليته وثورته، لذا علينا أن ننتقل إلى حالة المعارضة البناءة والفعالة وأن نهتم بملفاتنا كملف حزب الله وسلاحه، وملف المحكمة، وملف مراقبة الحكومة، بدلا من أن نكون في حالة إنتظار". وبالنسبة للعلاقة مع الحكومة اللبنانيّة، قال الجميّل: "لم يكن من الضروري ان تترك قوى "14 آذار" هذه الحكومة تستمر أسبوعًا واحدًا، وعلينا ان نأخذ كل ملف بملفه وان نعلي الصوت عاليًا في وجهها لكي لا تعود هذه الحكومة بعد انتخابات العام 2013".  وختم: "الحكومة الحالية مستمرة الا اذا كان هناك تغيير في سوريا وبعض الأفرقاء تخلوا عن "8 آذار" وانتقلوا إلى الجهة الأخرى فهناك إمكانية من سقوطها، لكن طالما هناك توازن فإن الحكومة مستمرة، ولا ننسى أن حزب الله هو الذي يمسك بهذه الحكومة ولديه قدرة مستقلة عن النظام السوري، كما لديه سلاحه وتمويله الذاتي، لافتا إلى أن "حزب الله هو الذي يخوف الأفرقاء الداخليين الموجودين في هذه الحكومة وبالتالي إذا سقطت سوريا لا يعني سقوط حزب الله وسقوط الترهيب في لبنان، لذا اتحفظ بالقول ولا اقتنع بالمعادلة التي تقول "إذا سقطت سوريا كل شيء في لبنان سيسقط".

ميشال معوض: على 14 آذار ان تقدم رؤية واضحة لمرحلة ما بعد النظام السوري
نريد دولة بمسلميها ومسيحييها تقوم على المناصفة ولا تكون صندوق بريد للآخرين

 وطنية - 15/1/2012 رأى رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض ان "هذه المرحلة هي مرحلة إنتقالية بين مرحلتين، إذ أن "14 آذار" دخلت بتسويات لا أوافق عليها في فترة ال"س ـ س" الشهيرة، فأعطيت رأيي وخففت من إطلالاتي الإعلامية. والمرحلة الثانية هي ما يريده منا الناس، أي تقديم رؤية واضحة للمستقبل، علينا أيضا محاولة منع جر لبنان الى عين العاصفة الإقليمية، فما تقوم به "14 آذار" جيد، ولكن يجب تقديم رؤية موحدة للبنانيين لمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري". وعن استعداده للصفح في المرحلة المقبلة في اشارة الى انتخابات ال2009، قال معوض في حديث الى إذاعة "لبنان الحر": "القضية ليست قضية صفح، أنا موجود في صلب "14 آذار" نتيجة قناعة سياسية وليس من أجل أحد، فمشروع السيادة الذي تمثله هذه القوى في لبنان وبناء الدولة، يمثل صوت قناعاتي الوطنية، ومشروع إستشهد من أجله الرئيس رينيه معوض". وعن اعتراض "حزب الله" على زيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، قال معوض: "كل آداء "حزب الله" في مرحلة سقوط النظام السوري "مربك"، من تعاطيه مع حكومته، ومن تمويل المحكمة الدولية، الى عدم إنتاجية حكومة من لون واحد، وصولاً الى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك بسبب التغيرات الإقليمية"، سائلا "ماذا سيقول فعليا للبنانيين؟ هل أنه ضد زيارة أمين عام الأمم المتحدة الذي يأتي تحت شعار واضح وهو خلق شبكة أمان للبنان والحفاظ على السلام؟".
وعن خطة بان كي مون لايواء اللاجئين السوريين، قال معوض: "لبنان رمز للحريات، ويجب أن يتصرف إنسانيا وبطريقة أخرى مع اللاجئين السوريين إليه، لم يكن مقبولا ما فعله عندما سلم اللاجئين للسلطات السورية، وذلك من دون أن يسمح لهذه المخيمات أن تتحول لانطلاق أي عمل من الأراضي اللبنانية". وأردف: "هناك مصلحة سورية واضحة كاستعمال لبنان كالعادة صندوق بريد للرسائل الإقليمية والدولية، ومصلحتنا واضحة من عدم محاولة جر لبنان الى هكذا أمور، ومن هنا أتت زيارة بان وعنوانها الدولة، العدالة والمحكمة الدولية، فهو أقفل النقاش مسبقا على موضوع تجديد البروتوكول، اذ ربط النقاش الوحيد بمبدأ الإنتداب الجديد للمحكمة الدولية، ما يعني أن المحكمة موضوع ثابت". وأكد أن "شبكة الأمان الإقليمية والدولية التي تتمثل بزيارة بان ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بنفس العنوان ألا وهو تحصين الوضع الداخلي وعدم إستحضار الشياطين الإقليمية الى لبنان، بحسب أوغلو"، مردفا: "من هذا المنطلق ف"14 آذار" تخلق حالة ضغط على هذه الحكومة مع شبكة الأمان الدولية، ونكون بذلك نعزز إمكانية عدم توريط لبنان باللعبة الإقليمية، مع العلم بأننا سنمر بفترة ترددات ما قبل إستقرار الربيع العربي من الممكن أن تكون سلبية على لبنان". وعما إذا كانت زيارة بان وأوغلو تزامنتا صدفة، قال معوض: "بالسياسة لا توجد صدفة، برأيي أن الزيارتين عمل دولي منسق في وجه محاولات جر لبنان وعدم تحويله الى صندوق بريد، وهذا ما رأيناه بأكثر من حالة أمنية".
ولفت الى أن تحرك "حزب الله" من بكركي الى المختارة، هدفه إيصال رسائل تبين أنه معني بالإستقرار في لبنان وبعدم إستيراد الأزمات الأمنية في الداخل اللبناني". وردا على إستبدال تعبير تنظيم "القاعدة" بالإرهابيين، قال: "إنتهى الموضوع بتراجع وزير الدفاع، ففي لبنان ككل دول العالم، يوجد خلايا إرهابية فككتها الأجهزة الأمنية في أكثر من مرحلة، فهذه المجموعات تستعمل العنف السياسي للوصول الى أهدافها، والنظام السوري هو الذي قوى هذه المجموعات، ليبيعها الى الغرب". وعن كلام الرئيس بشار الأسد، قال معوض: "لا شيء فيه جديد، إذ قال أن البديل عن هذا النظام هو الفوضى، وأن ما يجري في سوريا ليس ثورة شعبية، وهذه مؤامرة دولية ومرحلة وستنتهي، كلام الأسد قاله القذافي وعبدالله صالح سابقا، عندما اعتبروا أن بن لادن سيحكم بلدانهم بدل النظام، وهذا غير صحيح".
وعن كلام أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله عن زيارة بان، أوضح معوض "أنه كلام من الماضي، وأدعوه أن يرى بطريقة واضحة المتغيرات الحاصلة، والعودة الى شبكة الامان الداخلية التي يجب أن تكون تحت سقف الدولة، فلا يمكنه الإكمال بمنطق "7 أيار" والإستقواء بالسلاح، وليمد يده الى الدولة" مضيفا "نريد بناء دولة بمسلميها ومسيحييها تقوم على المناصفة، وألا يكون لبنان صندوق بريد للآخرين، ونريد أن نكون لبنانيين أولا، ولبنان سيبقى على رأسنا كلنا". ولفت الى أن "المساحة المشتركة في السياسة بين "حزب الله" والنائب وليد جنبلاط تضيق" مضيفا "نتلاقى مع جنبلاط على الكثير من العناوين، ولا ننسى فضله على ثورة الأرز، والى جانب الثوابت التي يدافع عنها، وإنتخابيا فخريطة مناطق نفوذه تحتم تحالفه مع "14 آذار" في الإنتخابات المقبلة". وإذ أبدى معوض بعض الملاحظات على عمل "14 آذار"، جدد التأكيد على أن هذه القوى هي مع الطائف والمناصفة، لنطبقها. ويجب الإسراع بقانون الإنتخاب، واللامركزية الإدارية، وإعادة تجديد الميثاق تحت سقف الدولة، وتمتين الإقتصاد اللبناني، وإعادة الطائفة الشيعية الى النظام اللبناني، فنحن بحاجة الى عملية إصلاح وتغيير حقيقية". وعن قانون إنتخابي جديد، قال معوض: "أنا مع قانون إنتخابي يؤمن المناصفة، والتعددية داخل كل طائفة، ويسمح لكل اللبنانيين داخلا وخارجا المشاركة في الإنتخابات، من هنا انطلق القانون الأورثوذكسي، ولكن هناك خطر من أن يؤدي الى انفصال بين الطوائف في لبنان". وأضاف: "معركة زغرتا كانت معركة "14 آذار" وليس معركة ميشال معوض، وما حصل في الـ2009 قلته أكثر من مرة، وهناك صفحة طويت تمثلت بزيارة تيار "المستقبل" الصيف الماضي الى إهدن، واستوضحنا الأخطاء، وأتمنى أن لا تتكرر".

السنيورة التقى موسى واسحاق على هامش مؤتمر الاسكوا: حركة الربيع العربي مباركة وما نشهده انتفاضة وليس انقلابا
نريد الحرية والديمقراطيات لا استبدال انظمة قمعية بانظمة مماثلة
وطنية - 15/1/2012 التقى الرئيس فؤاد السنيورة، على هامش الاجتماع الذي عقدته "الاسكوا" في فندق فنيسيا بعنوان "الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية"، كلا من الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس مؤسسة "كفاية" جورج اسحاق. بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "الاجتماع فرصة طيبة من اجل لقاء عدد من الشخصيات، هذا الصباح التقيت السيدين عمرو موسى وجورج اسحاق وتداولنا في أوضاع مصر وأحوالها والتطورات التي تشهدها، وبالتالي هذه التحولات الديموقراطية في مصر لها كبير الأهمية، وطبيعي بعد انتهاء الانتخابات النيابية هناك خطوات لإعداد هيئة تعمل على اعادة دراسة الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية. كلها امور في غاية الأهمية، والمهم ان يصار الى تعزيز المشاركة وتوسيعها في مصر لكي تعود وتلعب دورها في العالم العربي، لا شك ان العالم العربي يعاني منذ عقود من هذا الغياب المتنامي لمصر عن الساحة العربية، ودائما كان لمصر هذه الأهمية وهذا الوقع في ما يختص بالقضايا القومية العربية، بالتالي كان لهذا الغياب ان حفز الكثيرين في محاولات لتعبئة هذا الفراغ، وأعتقد ان ما نشهده اليوم من تحولات ومن حيوية بالغة أكان ذلك من خلال الوثائق التي يصدرها الأزهر الشريف أم كان ذلك من الحركات الوطنية في مصر، كل ذلك ينبىء بان هناك تحولات ستكون دائما في مصلحة التطور القومي العربي ومصلحة مصر ودورها في الوطن العربي ككل" .
وعما اذا كان متفائلا بالنسبة الى الاوضاع في الدول العربية التي تشهد حراكا شعبيا بعد مرور عام على هذا الحراك؟ قال: "من حيث المبدأ، كان موقفي وما زلت أعتقد ان حركة الربيع العربي هي حركة مباركة، وانها تعطي صورة بانه ما زال في هذه الامة قبس من خير، وانها قادرة على التعافي، وبالتالي اعتقد ان ما نشهده الآن من هذا التحول نحو الديموقراطية أمر شديد الاهمية، يجب ان ندرك جميعا ان ما نشهده هو انتفاضة وليس انقلابا، الانقلاب الذي تعودنا عليه في عالمنا العربي هو ان يأتي ضابط على رأس دبابة ويحتل محطة التلفزيون والاذاعة ويصدر البيان الاول، هذا أمر مختلف جدا، وبالتالي هذا التحول الديموقراطي والرغبة في المشاركة واستعادة الكرامة، وبالتالي التعبير من قبل الجماهير عن رغبتها، هذا لا يعني على الإطلاق دعوة الى الفوضى، على العكس هو دعوة للمشاركة من قبل الجماهير، لذلك انا أميل الى ممارسة الصبر وأيضا التداول في هذه الأمور مع هؤلاء العاملين على إحياء دور هذه الانتفاضة في أكثر من مكان في العالم العربي من أجل ان تحدث عملية التغيير التي يتوق اليها جمهورنا العربي" .
سئل:امام اي أنظمة سنكون وسط التغييرات التي تشهدها الدول العربية؟
قال: "نحن، جل ما نريده هو الديموقراطية والحريات، وبالتالي طالما ان هناك إتجاها في هذا الشأن، فلا خوف علينا، الخوف ان نستبدل نظما قمعية بنظم قمعية اخرى، لكن ما أعتقده ان هذا الأمر كان يمكن ان يكون حقيقة في الماضي، لكن مع سقوط حواجز الزمان والمكان والخوف والصمت، كل هذه حواجز مهمة، مع سقوطها أعتقد انه أصبح من المستحيل ان تستبدل أنظمة قمعية بأنظمة قمعية اخرى" .
سئل: هل تناول الحديث مع موسى الاوضاع في سوريا؟
اجاب: "تناولنا هذا الامر في الحقيقة، وبالتالي ما يمكن ان يتبين من خلال المرحلة القادمة، لكن الآن ما لدينا هو مبادرة عربية لا زلنا نتمنى ونطلب ان يبادر النظام السوري الى تطبيق هذه المبادرة ببنودها كافة" .

نضال طعمة: "حزب الله" بدأ يفكر بكل الاحتمالات
نأمل ألا تكون التجاذبات أجهزت على مشروع تصحيح الأجور

وطنية - عكار - 15/1/2012 اعتبر النائب نضال طعمة أن "دعوة السيد حسن نصرالله تركيا وإيران إلى لعب دور في حل الأزمة السورية والتي جاءت بالتزامن مع زيارة أوغلو لبنان، هي تأسيس لمنعطف سياسي مرتقب ينطلق من إقرار واضح لدور تركي متقدم في المنطقة". وأشار في تصريح اليوم خلال استقباله وفودا في دارته في تلعباس الغربي إلى أن "حزب الله بدأ يفكر بكل الاحتمالات محتفظا لنفسه بخطوط التواصل مع أكثر من جهة، إذا ما آلت الأمور في سوريا إلى ما لا يشتهيه، وخصوصا ان الحزب اعتبر أن هناك تباينات في وجهات النظر مع الأتراك، فهل تشكل دعوة الحزب إلى من يختلف معه في الرؤى إلى لعب دور في حل أزمة سوريا، بداية تكوين قناعة لدى الحزب بضرورة تغيير تكتيكاته، وتبدأ مرحلة تقديم التنازلات؟ نأمل ذلك لما فيه خير لبنان". أضاف: "في حال حصل ذلك يكون لدعوة السيد حسن إلى الحوار معنى حقيقي، وفي ضوء استعداد الحزب كما أعلن لتقديم استراتيجية دفاعية، لا ندري ما كان المانع من تقديمها قبل اليوم. وفي كل الأحوال أي استراتيجية دفاعية يجب أن تنطلق من مرجعية الدولة وامتلاكها حصرا قرار الحرب والسلم، لكي تكون مقبولة من جميع اللبنانيين". وتابع: "وإن كنا نتمنى ألا يتعرض الأمين العام للأمم المتحدة، وما تمثل زيارته من حضور للبنان في قلب المجتمع الدولي، للهجوم الذي تعرض له من السيد حسن، ولكننا لم نفاجأ بهذا الهجوم نظرا للدور المهم الذي لعبه بان كي مون في تثبيت أسس المحكمة الدولية ومتابعة القرارات الدولية وفي حرصه الدائم على تثبيت مرجعية الدولة. وإذ دعا بان كي مون اليوم انطلاقا من الاسكوا من بيروت، في مؤتمر "الإصلاح والانتقال إلى الديموقراطية"، إلى ضرورة تحقيق الديموقراطية لكل شعوب العالم، بدا وكأنه قرأ الأزمة السورية من الوجهة التي لم يلحظها السيد نصرالله. فقد كان الأمين العام للحزب قد دعا المعارضة السورية إلى الدخول في حوار مع الأسد، وجاء كلام الأمين العام للأمم المتحدة ليرسم خريطة طريق الحل وإمكانية الحوار في سوريا عندما قال للرئيس بشار الأسد: أوقفوا القتل والعنف فهذه طريق مسدودة". وختم طعمة: "نأمل ألا تكون التجاذبات السياسية قد أجهزت على مشروع تصحيح الأجور، فيكون العامل والفقير دائما هو الضحية، وتبقى الحكومة أو بعض من فيها متفرغا للانتقامات السياسية وللكيدية كما يجري في لجنة المال وفي غير مكان".

زهرا: محادثات بان مع المسؤولين "حوار طرشان" وخطاب نصرالله يشبه خطاب الاسد في المبالغة باظهار القوة
جرد البترون لا يحتاج للمقاومة ولا يريد اي جهة غريبة
 وطنية - 15/1/2012 رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان "زيارة الامين العام للامم المتحدة الى لبنان لا تبدو زيارة محادثات فعلية، بل زيارة تأكيد مواقف، وما جرى بينه وبين المسؤولين اللبنانيين بدا وكأنه "حوار طرشان"، وهو نقل الهموم اللبنانية والاقليمية بحسب التفكير الدولي وبحسب تفكير كل عاقل الى المسؤولين اللبنانيين، ولم يسمع منهم سوى ترداد لمواقفهم التقليدية، وهذا ما لا يؤشر الى وجود محادثات بناءة وصلت الى نتائج مرجوة" . واشار زهرا في حديث الى "اخبار المستقبل"، الى ان الاسوأ في كل المشهد هو ان الامين العام ل"حزب الله" اطل ليقول انه سعيد لقلق بان كي مون ! وهذا القلق ينقل قلق غالبية اللبنانيين من ان سلاح "حزب الله" يمنع قيام الدولة في لبنان ويعوق كل تطور او استقرار فيه. واكد ان "الاسوأ هو ان نصرالله، وان كان تحدث بأسلوب تحليلي، بدا وكأنه يهدد اللبنانيين بأنه في حال سقوط النظام السوري فهو سينتقم منهم، وان التدخل العربي سيؤدي الى حروب اهلية ومذهبية، وبالتالي هو متن الربط بالنظامين السوري والايراني، وكلنا يشهد التوتر في سوريا وفي تصاعد التوتر بين ايران والعالم، ومضمون خطاب السيد حسن هو انه لن يسمح للبنان بأن يكون محايدا في الصراعات الاقليمية والدولية، وهذا كلام سلبي جدا على الرغم من قوله انه حريص على السلم الاهلي". وشبه زهرا كلام نصرالله بخطاب الاسد في المبالغة باظهار القوة، وهو من علامات القلق، ورأى ان اخطر ما في كلام نصرالله هو قوله "من يظن ان نزع السلاح بالحوار ممكن واهم "، وهو موجه الى الداعين يوميا للعودة الى الحوار.
ورأى ان ما اعطى القليل من الاوكسيجين للنظام السوري في الشهرين الاخيرين هو تقدم الملف الايراني الى الواجهة، وان لا عودة الى الوراء في سوريا ولا امكان لهذا النظام بالاستمرار، والقراءة مشتركة عند الجميع واليأس من النظام السوري تشمل الكل، والمفارقة ان الرئيس السوري، من عاصمة معاوية، قطع شعرة معاوية مع الجميع، وتعامل سوريا مع التحرك العربي معيب. وعن اللقاء بين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والنائب محمد رعد، رأى زهرا انه استمرار للقاءات الايرانية - التركية وهو يبين مدى اهمية "حزب الله" في المشروع الايراني وفي سياسة ايران الخارجية. ولاحظ ان اللافت في زيارة بان انه لم يتطرق الى موضوع المحكمة لانه يعرف ان دور لبنان استشاري، وهو على يقين بأن من غير المفيد اطلاق مثل هذه السجالات علنا" ، "وكنا قد سمعنا ان لو اطبقت السماء على الارض فلن يتم تمويل المحكمة، ثم رأينا الحل السحري الذي ادى الى التمويل" . ورأى ان بعض الوزراء الخارجين على القانون يستفيد من انقسام المواقف لتمرير بعض المخالفات، ونحن نذكرهم بقول الامام علي " لو دامت لسواك لما وصلت اليك " وسيكون هناك محاسبة على مخالفاتهم، وهذا الزمن لن يدوم وكل ما يرتكبونه ويأخذونه سيعود الى الدولة اللبنانية" .

وشدد زهرا على ان جرد البترون لا يحتاج للمقاومة ولا للوجود العسكري ولا يريد الاختراق من اي جهة غريبة لا ايرانية ولا سورية ولا اميركية او فرنسية، داعيا الى اعطاء الهبة الى الشركة اللبنانية للقيام بالمشروع اذا كانت النيات حسنة فعلا. وكشف عن ان هناك نية لتقديم دعوى من قبل الشركة اللبنانية على باسيل، معتبرا ان الحكومة وافقت على المشروع لانها من لون واحد، وقال: "هناك وزراء يتجاوزون صلاحياتهم ويمارسون الكيدية وكأن السلطة ملك شخصي متناسين ان الوزارة غير دائمة في لبنان انما الادارة باقية، ولن نصمت عن هذه الامور" . الى ذلك، حذر زهرا من ان الانتخابات النيابية المقبلة لن تكون شفافة ومعبرة لارادة الناس طالما هناك مناطق تخضع للسلاح وممنوع الوصول اليها. وطلب من العالم ان يعي انه ليس مسموحا لاي نظام ان يستمر باستباحة كرامة شعبه وان يستمر بالقتل والترويع فقط كي يستمر في السلطة، مؤكدا ان الشعب السوري قادر على اسقاط النظام ولكنه يحتاج لبعض الوقت وللدعم. ورأى ان الشعب السوري جبار ويستحق الاعجاب والتقدير لانه يعرف انه قد يموت باي لحظة ولكنه بقي يتحدى بارادته اعتى قوة قتل في العالم.

خليل أشاد بعمل فرق الإنقاذ في فسوح: الأولوية الآن للعمل القائم ولانقاذ ما يمكن انقاذه
وطنية - 15/1/2012 اعلن وزير الصحة علي حسن خليل في تعليق اولي له على انهيار مبنى عطاالله في منطقة فسوح - الاشرفية، "ان الاولوية في هذه اللحظة هي الوقوف الى جانب المنكوبين والمصابين في هذه الحادثة المؤلفة". وقال في حديث لتلفزيون "أم تي في": "نحن اوعزنا للمستشفيات بقبول واستقبال كل الجرحى على نفقة الوزارة من دون اي تلكؤ، وان يتحملوا مسؤولياتهم في هذا الموضوع، وجرت اتصالات مباشرة مع ادارات المستشفيات حتى لا يحصل اي اشكال على هذا الصعيد". وشدد على "ان الاولوية الآن للعمل القائم ولانقاذ ما يمكن انقاذه"، رافضا اعطاء اية معلومات حول عدد الجرحى ووضعهم الصحي، وقال ان الصليب الاحمر "قام بواجبه والاولوية هي لسلامة المصابين". مثنيا "على دور الدفاع المدني الذي يقوم بكل جهد مع وزارة الداخلية، الجميع بحالة استنفار واعتقد اننا لسنا امام مشكلة تقنية على هذا الصعيد". وتمنى على كل لبناني "ان يكون متضامنا مع العائلات التي نكبت في هذه الحادثة الاليمة والدولة تتحمل مسؤلياتها ان شاء الله".

أمير قطر يقترح إرسال قوات عربية إلى سورية «لإنهاء القتل»
بيروت، واشنطن، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز
اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سورية «لإنهاء أعمال القتل». ونقلت محطة «سي بي أس» الأميركية عن الشيخ حمد أن بلاده تدعم «شعوب الدول العربية التي تطالب بالعدالة والكرامة. وإذا كان هناك تأثير لقطر فأعتقد انه إيجابي». ورداً على سؤال حول نفوذ قناة «الجزيرة» في الثورات في العالم العربي قال أمير قطر إن هذا الأمر طرح له «مشاكل كثيرة» مع قادة الدول العربية. وستبث المحطة الأميركية الحديث مع الشيخ حمد ضمن برنامج «60 دقيقة» الذي يُذاع اليوم.
وشكك الأمين العام للجامعة العربية للمرة الأولى بنجاح مهمة المراقبين العرب في سورية وقال امس «إن المراقبين وجدوا أن الالتزامات لم تنفذ في شكل كامل وفوري كما طلب وزراء الخارجية العرب، لذلك نقول إن بقاءهم بالوضع الحالي لا يمكن أن يستقيم، ولذلك لا بد من «مراجعة شاملة» لعملهم، واعتبر أن مهمة بعثة المراقبين قد تستكمل لكن بصورة مختلفة. وقال إن اللجنة الوزارية العربية ستبحث هذا الأمر في اجتماعها في القاهرة يوم السبت المقبل. وكانت الجامعة قررت التوقف عن إرسال مزيد من المراقبين إلى سورية اثر تعرض عدد منهم لهجوم في اللاذقية الاثنين الماضي أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح. في هذا الوقت اعلن امس أن الضابط السوري المنشق العميد الركن مصطفى احمد الشيخ يستعد لإعلان تأسيس «المجلس العسكري السوري الأعلى» الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع «الجيش السوري الحر». وقال قائد كتيبة في هذا الجيش إن «المجلس الأعلى» سينشأ لاستيعاب الضباط المنشقين من حملة الرتب العالية وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم الاتصال مع قياديين في الجيش لتشجيعهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كأفراد والانقلاب على النظام». وكان «المجلس الوطني السوري» اعلن في بيان اصدره أول امس انه اتفق مع «الجيش السوري الحر» على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية».
والعميد الركن مصطفى الشيخ من مواليد 1957 وهو من قرية أطمة التابعة لمحافظة إدلب في شمال سورية. وله أربعة أولاد ثلاثة منهم طلاب جامعيون والرابع ضابط برتبة ملازم أول. وانشق نجل الشيخ وشقيقاه، وأحدهم أمين فرع حزب البعث في إدلب والثاني مقدم في الجيش، معه في الوقت نفسه وجميعهم موجودون حالياً في تركيا. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال اكد «أن ضابطاً برتبة عميد يدعى مصطفى احمد الشيخ فر من الجيش السوري ولجأ إلى تركيا قبل نحو عشرة أيام». وذكرت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية أن الشيخ الذي كان «ضابط امن المنطقة الشمالية» لسورية هو لاجئ حالياً في المخيم الذي يقيم فيه العقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر». ميدانياً ذكرت مصادر المعارضة السورية أن 40 شخصاً على الأقل قتلوا امس في مواجهات في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية بين الجيش النظامي ومجموعة من «الجيش السوري الحر». ونقل مصدر معارض عن سكان تحدث اليهم هاتفياً أن الدبابات والقوات السورية استأنفت هجومها على الزبداني التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش ما اسفر عن وقوع نحو 40 من الضحايا. وأضاف أن حافلات خضراء أحضرت إلى البلدة ما يشير إلى الاستعداد لحملة اعتقال جماعي في الزبداني التي يدافع عنها منشقون على الجيش ومسلحون. وهذا اكبر هجوم عسكري على المعارضة السورية منذ بدأ المراقبون العرب عملهم في 26 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي. إلى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين قتلوا بينهم فتى عمره 13 سنة في مدينة حمص. فيما ذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن مسلحين نفذوا تفجيراً في إدلب اخرج قطار شحن ينقل وقوداً لمحطة للكهرباء عن مساره الأمر الذي اسفر عن اشتعال النيران في عدد من ناقلات الوقود وإصابة ثلاثة أشخاص. واضاف الى «أن هناك قرارات تشير إلى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين أمين عام الجامعة وأمين عام الأمم المتحدة». إن هذا الأمر يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة ، لكنني لا أقبله لسبب بسيط وهو أن مجلس الأمن مسؤول عن السلم والأمن الدوليين في كل مكان في العالم ،وهو لا يحتاج إلى طلب من الجامعة العربية ،وهو يبحث حاليا مشروع قرار وضعه أمامه الاتحاد الروسي ، ولو كان مجلس الأمن يريد التدخل بطريقة ما فليتفضل بالتدخل وهو لا يحتاج إلى إذن من الجامعة».

قائد فيلق القدس الإيراني يقود تسليح الجيش السوري ضد المحتجين
ميدل ايست أونلاين/واشنطن - اتهم مسؤولون اميركيون كبار الجمعة ايران بتزويد سوريا باسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال هؤلاء المسؤولون ان الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس (وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني) زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، معتبرين ان هذه الزيارة تمثل ابرز مؤشر على ان المساعدة الايرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. واضاف احد هؤلاء المسؤولين طالبا عدم كشف اسمه "نحن متأكدون من انه (سليماني) التقى اعلى السلطات في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الاسد". وراى ان "هذا الامر مرتبط بدعم ايران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها"، معتبرا ان واشنطن لديها كل الاسباب للاعتقاد بان ايران تزود القوات السورية بمعدات امنية واسلحة. وتابع المسؤول نفسه ان "الحكومة الاميركية مقتنعة بان ايران تزود سوريا بذخائر" لاستخدامها في عمليات القمع. وتشتبه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بان ايران تساعد سوريا في قمع المعارضين. وقال مصدر آخر ان زيارة سليماني الى دمشق تشكل حتى الآن احد اقوى المؤشرات على وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في القمع الذي اسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل في سوريا حسب الامم المتحدة. وطرح اسم سليماني مرارا من قبل عدد من المراقبين كخليفة محتمل للرئيس محمود احمدي نجاد وقد استهدفته العقوبات الاميركية باستمرار. وقد اتهمته الولايات المتحدة العام الماضي بانه على علاقة بمؤامرة يشتبه بان فيلق القدس اعدها لاغتيال السفير السعودي غي واشنطن عبر تجنيد قاتل مأجور في عصابة مكسيكية لتهريب المخدرات، لقاء 1,5 مليون دولار.

حزب الله يفشل في تليين الموقف التركي من الأسد
ميدل ايست أونلاين/بيروت - اعلن رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد في لبنان بعد اجتماعه مساء السبت الى وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو انه كان هناك تباين في التوجه والرؤية بينهما. وكان اوغلو الذي يزور لبنان حاليا التقى قيادات رسمية وروحية وسياسية. وقال النائب رعد للصحافيين اثر انتهاء اجتماعه مع اوغلو في بيروت إنه "كان هناك تباين في التوجه والرؤية، وأكدنا على ضرورة أن يكون التغيير نابعاً من الشعب وليس مفتعلا من الخارج"، في إشارة إلى الوضع في سورية. واعلن رعد في ختام اللقاء في تصريح صحافي في اشارة الى الوضع في سوريا "كان هناك تباين في تشخيص الوضع لاسيما لجهة ما يجري حولنا في لبنان، وأكدنا على ضرورة ان يكون التغيير الذي نشهده في المنطقة نابعا من إرادة الشعوب وليس مفتعلا ومحركا من الخارج". واضاف رعد "كان واضحا ان التغيير والاصلاح لا يكونان نابعين الا من إرادة ذاتية شعبية بعيدا من اي تدخلات أجنبية، وكان مطلوبا أيضا ان يتوقف دعم المسلحين ويتوقف تمويلهم لان هؤلاء يفاقمون الأزمة ويعطلون حركة الاصلاحات التي يريدها المواطنون المسالمون الذين يهدفون إلى تطوير أوضاع بلدانهم". ويؤكد حزب الله دائما دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وبحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت في بيروت "المسار الخطير" الذي تتخذه الازمة في سوريا، بحسب بيان للمتحدث باسمه. واعلن المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي في بيان ان بان كي مون وداود اوغلو الموجودين في العاصمة اللبنانية للمشاركة في مؤتمر للامم المتحدة حول الديموقراطية في العالم العربي، التقيا مساء و"بحثا في سلسلة من الملفات الاقليمية ولا سيما الوضع في سوريا اضافة الى ايران وقبرص". واضاف البيان الذي تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه ان "الامين العام اكد ان المسار الخطير الذي تتخذه الازمة في سوريا يشكل مصدر قلق كبير". وتركيا التي يصل طول حدودها مع سوريا، الى 910 كلم، دانت مرارا قمع التظاهرات ضد النظام السوري الذي اوقع اكثر من خمسة الاف قتيل بحسب الامم المتحدة. وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مرارا العام الماضي برحيل الرئيس بشار الاسد. والتقى الامين العام للامم المتحدة من جهة اخرى عددا من اعضاء المعارضة اللبنانية الموالية للغرب والمناهضة للنظام السوري الذي مارس وصاية سياسية عسكرية على لبنان طيلة 30 عاما.

حزب الله يعمل على شبكة أمان داخلية وخارجية
نوفل ضو/الجريدة
رأت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع أن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله اقترب خطوة إضافية من الإقرار العلني بصعوبة وضع حليفه الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي خطوة موازية في اتجاه اعترافه بالمعارضة السورية، بعدما كان يعتبر في الأشهر القليلة الماضية أن ما تشهده سورية هو مواجهة مثلثة الأطراف بين «النظام والشعب والجيش» من جهة، وقوى خارجية متحالفة ومتآمرة «عربية– إسرائيلية– أميركية» من جهة أخرى. وانطلقت المصادر في مقاربتها لموقف «حزب الله» (المستجد) من تطورات الوضع السوري، من مضمون الخطاب الأخير لنصرالله أمس، الذي دعا فيه «المعارضة السورية إلى التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من الأزمة» في إشارة ساوى فيها نصرالله ضمناً بين الأسد ومعارضيه. ويرى المتابعون لتأثيرات الوضع السوري على التركيبة السياسية اللبنانية أن موقف نصرالله المشار إليه جاء ليتوج سلسلة من الخطوات العملية التي لجأ إليها الحزب على مدى الأسابيع القليلة الماضية، في إطار خطة سياسية– دبلوماسية للتخفيف من الآثار السلبية لتطورات الوضع في سورية على موقع الحزب في الداخل اللبناني. وأبرز ما يتوقف عنده المراقبون في هذا المجال: 1- الانفتاح الذي يتولاه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتكليف من «حزب الله» وتفويض منه في اتجاه الولايات المتحدة الأميركية، بدءا باستقباله مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان خلال زيارته الأخيرة للبنان قبل أسابيع، وصولا باستقبال بري قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الذي زار بيروت قبل أيام.  ويلفت المراقبون إلى أن بري ما كان ليفتح هذه الصفحة مع المسؤولين الأميركيين، الدبلوماسيين والعسكريين، لولا «ضوء أخضر» تولاه من «حزب الله» بهدف بناء خطوط تواصل مع الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا، في ما يمكن وصفه بأنه «أوراق اعتماد» بشأن استعداد «حزب الله» لفك الارتباط مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد و»النأي بالنفس» عن الآثار السلبية التي تتراكم في وجه النظام السوري، نتيجة مواجهته مع المعارضة السورية، وبالتالي مع المجتمعين العربي والدولي. 2- الانفتاح الذي يتولاه «حزب الله» بشكل مباشر في اتجاه المرجعيات الروحية المسيحية، ولا سيما البطريرك الماروني بشارة الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده وغيرهما من المرجعيات الروحية، في إشارة إلى استعداد الحزب للبحث في الإشكاليات الداخلية التي تضعه في مواجهة مع شرائح واسعة من اللبنانيين، ولا سيما بالنسبة إلى ملف السلاح غير الشرعي. وفي رأي المراقبين فإن «حزب الله» يجهد لبناء شبكة أمان لبنانية وخارجية تحل مكان ما خسره الحزب وما يتوقع خسارته نتيجة لتراجع موقع حليفه السوري، في إشارة إلى أن «الخطاب العالي النبرة» لا يعكس حقيقة التوجهات لدى قيادة الحزب؛ فالحديث مع «جمهور الحزب شيء» ومع المرجعيات اللبنانية والخارجية شيء آخر على قاعدة سعي الحزب إلى الجمع بين الحفاظ على أوراق قوته الداخلية وإدخال التعديلات المطلوبة على أوراق قوته الإقليمية، بما يسمح له بالحد من خسائره في المستقبل المنظور نتيجة للتطورات الإقليمية.

مذكرتان إلى بان كي مون تطالبان بكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في سوريا والأسرى في إسرائيل
المستقبل/كثّفت جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية اتصالاتها، لاستغلال فرصة وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لبنان لتسليمه المذكرة التي أعدتها لمعرفة مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. وفي هذا السياق أعلن رئيس الجمعية علي أبو دهن لـ"المركزية": أن المذكرة سيتم تسليمها الى بان بعد مساهمة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار وبدعم منها، عن طريق رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة. ولفت أبو دهن الى أنه في حال تعذر تسليم المذكرة ستعمد الجمعية الى الاجتماع مع المنسق العام الجديد للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في هذا الخصوص. وأعلنت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أن عوائل الأسرى والمعتقلين ولجنة المفقودين اللبنانيين في السجون الصهيونية، أصدروا مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة الى لبنان، مذكرة طالبوا فيها بالكشف عن مصير الأسرى محمد فران ويحيى سكاف وعبدالله عليان وآلاف الأسرى الذين فقدوا إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ولم يعرف مصيرهم حتى الساعة".

ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكينز يعتذر عن عدم تمكن بان من زيارة الراعي
المستقبل/تلقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي امس، رسالة شكر من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكينز، على الدعوة التي وجهها الراعي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة الصرح البطريركي، جاء فيها: "أشعر بأسى كبير لعدم تمكن سعادة الأمين العام تلبية دعوتكم نظرا لبرنامجه المثقل وضيق الوقت في خلال زيارته للبنان. أشكركم باسم سعادته على مبادرتكم الطيبة التي تظهر مدى التزامكم إلى جانب الأمم المتحدة بالدفاع عن القيم التي تشجعها وتدعمها الأمم المتحدة. وأؤكد بشكل خاص على دعم الأمين العام للدور الذي تتابعون القيام به للتعايش السلمي للجماعات في لبنان. وأستفيد من هذه المناسبة لأشكركم بصفة شخصية على استقبالكم لي في بكركي في خلال لقائنا في الثالث عشر من شهر كانون الأول الماضي وما شهده من تبادل غني للأفكار. على أمل أن نتابع هذا الحوار قريبا أنقل اليكم أمنياتي وأمنيات سعادة الأمين العام مع مطلع هذه السنة الجديدة".

تعليق جريدة المستقبل على مواقف حزب الله ضد الأمين العام للأمم المتحدة
إنه أمر محيّر بالفعل. يهاجم الأمين العام لـ"حزب الله" رمز ورئيس أعلى منظمة شرعية دولية في العالم، أو بالأحرى والأكثر دقة، رئيس المنظمة الشرعية الدولية الوحيدة في العالم. إذ لا توجد غيرها "حتى الآن" منظمة تتمثّل فيها كل دول الأرض، صغيرة كانت أم كبيرة، غنية كانت أم فقيرة، قوية كانت أم ضعيفة. بل واقع الحال هو أن هذه المنظمة تكاد أن تكون الملجأ الوحيد لفقراء هذه الأرض ومضطهديها ومظلوميها.. ربما هي ملجأ لا يفعل الكثير، لكنه بالتأكيد يواسي الكثير، ويعين حيث أمكن، ويحمي حيث استطاع. وأهل جنوب لبنان أكثر بكثير من أهل أي منطقة، عربية أو أجنبية أخرى، يعرفون بالمعايشة والمعاينة المباشرة معنى وجود جنود الأمم المتحدة بينهم.. صحيح أنهم لم يستطيعوا يوماً ردّ اعتداء اسرائيلي عليهم، لكنهم بالتأكيد كانوا شهود عيان ثقات، حضورهم أفضل من غيابهم، إلا إذا اعتقد ورأى السيد حسن نصرالله أنهم في الاجمال يعملون لخدمة "أميركا" وإسرائيل. .. وإذا كان هؤلاء الجنود الآتون من آخر الدنيا لم يستطيعوا ردّ عدوان اسرائيلي منذ مجيئهم في العام 1978 وهذه في الحقيقة الأخيرة ليست مهمتهم، فلماذا لم تعمل القوات العسكرية الجرارة الممانعة والحليفة للسيد حسن نصرالله، السورية والايرانية منها تحديداً، لردّ تلك الاعتداءات وحماية أهل جنوب لبنان وقبلهم أهل فلسطين؟!. أمر محيّر بالفعل، أن نسمع في كل مرة يأتينا مسؤول أممي هذه النغمة من قادة "حزب الله" وحلفائه، في حين أننا حتى هذه اللحظة نعتقد ونرى ونشاهد ويشاهد معنا العالم، أن جنود المنظمة الدولية ينتشرون في مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ العام 1973 من دون منغّصات، ويشرفون على أطول هدنة من نوعها في العالم. كما أن أروقة تلك المنظمة تكون على موعد سنوي مع كبار القادة الايرانيين وغيرهم تستمع الى ما يقولون والى مطالعاتهم "العميقة" الخاصة بمواجهة الاستبداد والطغيان. ربما يحق لطرف سياسي ما أن ينتقد تقصيراً محدداً للمنظمة الدولية في شأن قضية فلسطين وغيرها من القضايا، لكن لا يحق لأحد أن يفرض ازدواجية اللغة والخطاب والممارسة الخاصة به على اللبنانيين في الإجمال. إذ كفى هؤلاء، والجنوبيون منهم أولاً، المزايدات والمراهنات الخاطئة والتلاعب بهم خدمة لمشروع خاص لا تعرف غيومه أن تُمطر إلا فوق رؤوسنا. حضرة بان كي مون، أهلاً وسهلاً بك، والشكر لجنود "اليونيفيل" على شهادتهم المستمرة لمصلحة لبنان وأهل جنوبه... وعلى المحكمة الدولية الساعية الى إحقاق الحق وإقامة العدل لشهداء لبنان الأحرار.

جورج عدوان لـ"المستقبل": بان سيمدد للمحكمة وضغوط "حزب الله" تقلصت
المستقبل/رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، أن "الحركة الدولية تجاه لبنان في هذه الفترة تأتي في إطار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والقرار الدولي رقم 1701 وملف سلاح "حزب الله"، الذي لا يزال معلقاً"، موضحاً أن "قوى "14 آذار" مستعدة للحوار بشأن وضع السلاح في كنف الدولة، وأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية فقط"، لافتاً الى أن "رأي الحكومة اللبنانية بشأن بروتوكول المحكمة استشاري وليس ملزماً، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو صاحب القرار في هذا الشأن". وأشار في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أن "ضغوط "حزب الله" على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا الشأن تقلصت، وهي تعود الى الوراء، لا سيما وأن الحزب غير قادر على اللعب بالوضع الأمني، لأنه لا يحتمل الإقدام على المغامرات".
وهنا نص الحوار:
[ كيف تفسرون الحركة الدولية والإقليمية في لبنان هذه الفترة باتجاه بيروت والمنطقة؟.
ـ المنطقة العربية تشهد منذ انطلاق الربيع العربي منذ عام، تغيرات كبيرة في الأنظمة، وإن ما يحصل في المنطقة وسوريا له تأثيره على المحور الإيراني ـ السوري و"حزب الله" في لبنان، وهذا التحرك يؤكد أن أنظار العالم مشدودة الى المنطقة، لذلك جاء التحرك الأوروبي والأميركي والروسي في اتجاه سوريا، لأن لهذه الدول مصالح في المنطقة.
[ لماذا هذا التوجه الى بيروت؟.
ـ لأن هناك ملفات كبيرة جداً في بيروت تعني المجتمع الدولي، منها المحكمة الدولية، والقرار 1701، وملف سلاح "حزب الله"، على الرغم من أن الدولة اللبنانية سبق وتعهدت إجراء حوار بشأن السلاح، أما البروتوكول فسوف يتم تجديده في آذار المقبل، وهنا ألفت أن المادة 20 من نظام المحكمة ينص على أن الأمين العام للأمم المتحدة يقرر بالتشاور مع الحكومة ذلك، وهذا جزء من المهمة الدولية التي يقوم بها بان كي مون اليوم.
[ هو قال صراحة إنه صاحب القرار في التمديد للمحكمة؟.
ـ المادة 20 أكدت أن رأي الحكومة يكون استشارياً وليس ملزماً، وأنا أؤكد أن كي مون سيمدد للمحكمة، لا سيما وأنه بعد صدور القرار الاتهامي الأول، هناك قرارات ستصدر في قضيتي الوزيرين (مروان) حمادة و(الياس) المر، وفقاً لما ذكرت الصحف.
[ أشار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى أن الأمور لن تمر هذه المرة، على نقيض ما حصل عند التمويل، في وقت حصر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي القرار به؟.
ـ لم يتغير موقف الأمين العام للحزب يوماً من المحكمة، ونحن لا ننسى الثمن الذي دفعه لبنان منذ العام 2006 بسبب المحكمة، لأن الحزب ترك حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة، وأقفل مجلس النواب، وخيم في وسط العاصمة وقام بـ7 أيار وأطيحت حكومة (الرئيس سعد) الحريري بسبب هذه المحكمة، لذلك أعتقد أن الظروف الدولية الصعبة والوضع في سوريا والحاجة الى غطاء حكومي للبنان في هذه المرحلة، دفعت "حزب الله الى السماح لميقاتي بالتمويل، ولكن أسأل هل يملك الحزب القدرة على إسقاط الحكومة؟ وهل يمكنه تشكيل حكومة أفضل في وقت الأكثرية المركبة آخذة بالتفكك؟ لذلك أرى أن إسقاط الحكومة يعني عودة الدفة الى 14 آذار.
[ ألا يملك "حزب الله" أوراقاً أخرى غير إسقاط حكومة الرئيس ميقاتي؟.
ـ الحزب يلعب بالوضع الأمني، في ضوء ما يحصل في سوريا وغيره، والكل يدرك دقة هذا الوضع، الذي لا يحتمل الإقدام على مغامرات.
[ أين موقع القرار 1701 من زيارة بان كي مون؟.
ـ نتذكر القلق الذي انتاب القوات المشاركة في "اليونيفيل" من الرسائل التي وصلتها عبر التفجيرات، لذلك أرى أن لا مصلحة للجميع في لبنان، بمن فيهم "حزب الله" بأن تنفذ الدول المشاركة في هذه القوات تحذيرها، وتترك لبنان إذا استمرت العمليات الأمنية ضدها، وزيارة بان اليوم هي من أجل أن يذكر بالالتزام الدولي بالقرار 1701، ووجوب تنفيذ لبنان التزامه، وأن يضبط من يحاول أن يوصل رسائل متفجرة الى القوى المشاركة.
[ لماذا اختار بان بيروت ليبعث برسالته الى الرئيس السوري بشار الأسد، والتي يؤكد فيها أن الأسد فقد شرعيته، وأن عليه أن يكف عن قتل شعبه؟.
ـ هو لا يختار بيروت، بل إن العاصمة اللبنانية هي أقرب نقطة اليوم الى دمشق، وكلنا يعرف، والأمم المتحدة وبان يعرفون أيضاً مدى التدخل الذي كان موجوداً في لبنان، ويعرفون الى أي مدى بقي لبنان تحت الوصاية السورية، ويعرفون ما يحصل على الحدود اللبنانية ـ السورية، ويعرفون معاناة لبنان في محاولته الحصول على ورقة من سوريا تقر فيها بلبنانية مزارع شبعا، وعندها تنسحب إسرائيل من الجزء اللبناني بعد إثبات ملكيته دولياً، لذلك لا يمكن أن يأتي الى لبنان من دون الكلام على الوضع في سوريا.
[ قلت إن لبنان كان تحت الوصاية السورية، لماذا تستخدم صيغة الماضي؟.
ـ لم يعد لبنان على هذا النحو بفضل انتفاضة الأرز، ونحن في كل مرة نريد أفضل العلاقات بين البلدين، ونرفض وجود أي مشكلات مع الشعب السوري الذي نتشارك واياه بأواصر المعرفة والقربى، والمصاهرة والجيرة. ولكن هناك مشكلة النظام السوري مع لبنان، حيث له مؤيدين في لبنان، مما يجعله قادراً بعد انسحاب الجيش السوري على أن يكمل محاولته تركيز وضعيته فيه.
[ هل تؤيد قول بان أن الوضع في سوريا تترتب عليه إفرازات خطيرة على السلام والاستقرار في لبنان؟.
ـ هناك خشية كبيرة اليوم، في ظل إصرار النظام في سوريا على عدم إيجاد الأطر الديموقراطية الصحيحة لإجراء انتخابات وتداول السلطة، واستمراره في اعتماد الخيار الأمني، وازدياد عمليات القمع لأكثرية شعبية تصر على تغيير النظام، لأن هذه الأمور ستؤدي الى تفاقم الأزمة، وربما تأخذ المشكلات طابعاً مذهبياً في المنطقة كلها.
[ ما هو شأن لبنان في ذلك؟.
ـ نحن في منطقة على حدود سوريا، وللبنان عدو اسمه إسرائيل، مع كل ما يمكن أن يؤدي هذا الى زعزعة استقرار المنطقة، لذلك نرى أن المطلوب هو زيادة الوعي اللبناني، خصوصاً وأن اللبنانيين يدركون أن لا مصلحة لأحد بزعزعة الاستقرار، لأن التوازنات القائمة من الصعب جداً تغييرها، من هنا أذكر بدعوة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الجيش الى اتخاذ إجراءات صارمة تحفظ الحدود، وتحمي المواطنين.
[ الى متى ستبقى الحكومة مستمرة على هذا النحو؟.
ـ الحكومة تمشي من فشل الى آخر، ولا بد من أن تصل الى مرحلة السقوط، لقد أثقلت كاهل الناس بالحديث عن الموازنة، ووجوب أن تصدر في الوقت الدستوري المحدد، في وقت لم تقر في مجلس الوزراء، ولم ترسل الى مجلس النواب بعد، وهذ من أكبر المخالفات الدستورية، لذا أسأل ما هو مبرر التأخر؟.
[ كدنا أن لا نستبشر خيراً بتأخر رئيس الجمهورية ميشال سليمان في التوقيع على مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس؟
ـ هذا المرسوم خير بالنسبة الى الموازنة، ونحن طالبنا من مدة عبر عريضة نيابية قدمها الزميل (النائب بطرس) حرب ولم تعرض على الهيئة العامة من أجل أن تقر فيها، باستجواب الحكومة، ولكن أعتقد أن هشاشة الحكومة كانت السبب في عدم تحديد موعد لاستجوابها أو مساءلتها، وهذا التصرف أمن الحماية للحكومة.
[ أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قبيل وصوله الى بيروت عن إمكانية حدوث أمر كبير في المنطقة، كيف تفسرون تصريحه؟.
ـ هناك قلق كبير عند كل الدول بسبب ما يجري في سوريا، ونحن لا نستهين بالخطاب الأخير لـ"الرئيس السوري بشار) الأسد، لأن توصيفه للواقع في سوريا يدل على أنه لم يقدم مقاربة واقعية لما يجري هناك، وهو ذهب في خيار الحل الأمني مع كل ما يستتبع ذلك من تداعيات في الداخل السوري، لذلك هناك تركيز كبير على التداعيات التي ستنبع من طريقة معالجة النظام السوري للأحداث في سوريا، ولا يعقل أن يوصف الرئيس السوري الأحداث بأنها نتيجة مؤامرة، كما لا يجوز أن يعالج النظام الأمور وكأنه في زمن آخر.
[ لماذا يعبر المجتمع الدولي عن قلقه من سلاح "حزب الله" اليوم؟.
ـ كل دول العالم، وأي رجل قانون يعرفون أن أول مكونة لقيام الدولة هي حصرية السلاح وسلطتها على كامل أراضيها، وما ليس مفهوماً هو أن تكون هناك دولة وفيها قوة تمتلك سلاحاً أكبر من سلاح الدولة، وتسيطر على جزء من أرضها، وتقرر الحرب والسلم بحسب أجندتها الخاصة، لذلك نرى المجتمع الدولي حريصاً على وجود دولة في لبنان، لأن السلاح نقيض قيام الدولة.
[ هل تعتقد أن قوى 14 آذار مستعدة للحوار الذي دعا اليه بان كي مون؟.
ـ 14 آذار تؤيد الحوار إذا كان حول نقطة واحدة هي السلاح، مرفقة بروزنامة تهدف الى إدخاله في كنف الدولة، ولذلك نشير الى أن القرار 1701 يؤكد على سحب السلاح الموجود خارج إطار الشرعية، ولبنان يخالف بنود هذا القرار لأنه التزم بألا يكون هناك سلاح خارج الدولة اللبنانية في منطقة جنوب الليطاني، ووجود هذا السلاح يخالف القرار الدولي.
حاورته: ريتا شرارة

اندراوس: كلام بان عن سلاح "حزب الله" شكّل رسالة لميقاتي ومواقف بكركي غير مفهومة  
سلمان العنداري/علّق نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس على الزيارة التي يقوم بها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى بيروت، وعن التصريحات التي خرج بها في شأن سوريا ولبنان وسلاح "حزب الله" والمحكمة الدولية، فاعتبر ان "زيارة بان اتت لتؤكد على حرص الأمم المتحدة على استقرار لبنان، وعلى وجود هذا البلد رغم كل محاولات اغراقه بالمجهول". ورأى اندراوس في حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني ان "كلام بان عن المحكمة الدولية وبروتوكول التعاون مع الحكومة اللبنانية يؤكد حرص الامم المتحدة على الاتفاقية الموقعة مع لبنان، وقد جاء كلامه ليؤكد ان البروتوكول لا يمكن ان يعدّل الا بموافقة الطرفين. فمن المعيب على الحكومة اللبنانية ان لا تلتزم بالبروتوكولات الموقعة مع المنظمة الدولية وان تكسر مبدأ استمرارية الحكم، وبالتالي فقد كانت رسالة بان صارمة وواضحة في ما يختصّ بموضوع المحكمة الخاصة بلبنان". ورأى اندراوس ان "حديث بان عن سلاح "حزب الله" واعرابه عن قلقه "لغياب اي تطوّر لنزع السلاح في لبنان"، واشارته الى ان "المسألة تتعلق بالقدرات العسكرية لحزب الله"، تؤكد اصرار الامم المتحدة على تطبيق القرارات الدولية وعلى ضرورة حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية فقط لا غير".
واضاف: "كلام بان عن سلاح "حزب الله" شكّل رسالة للرئيس نجيب ميقاتي الموجود في حكومة يسيطر عليها "الحزب" وسلاحه، وهو الحزب الرافض لكل القرارات الدولية بما فيها القرار رقم 1701". واذ لفت الى ان "لبنان ملتزم بقرارات الامم المتحدة، ولا يجدر به ان يتخلى عن التزاماته او ان يسبح عكس التيار"، اعتبر اندراوس ان "زيارة الامين العام للمنظمة الدولية اعطتنا معنويات كبيرة ومهمة، واكدت لنا ان الامم المتحدة مهتمة بهذا البلد ولن تسمح لايّ كان بزعزعة استقراره". واضاف: "زيارة بان شكّلت رسالة واضحة من مجتمع الدولي الى النظام السوري بأن المسّ بلبنان ممنوع، اضافةً الى كونها تشكّل مقدمة لتدويل الازمة السورية"، متوقعاّ "اصدار مجلس الامن لمجموعة من القرارات الجديدة في الشأن السوري". وعن التقارب المستمر بين بكركي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي و"حزب الله"، عبّر انداروس بشكل شخصي، فقال: "لا يمكن لاحد ان يستوعب "حزب الله"، ومواقف البطريرك الراعي غير مفهومة وغير واضحة ومتناقضة وضبابية، وهذا ما يجعلنا نسأل عمّا إذا كانت بكركي تستوعب الحزب ام الحزب يستوعب بكركي؟، وهل علاقة بكركي مع حزب الله هي عبارة عن علاقة مع حزب سياسي او حزب ديني؟". واضاف: "من حق بكركي ان "تشتغل سياسة"، ولكن ان تكون جامعة وواضحة في مواقفها، لا ان يتم الادلاء بتصريحات متناقضة بإختلاف الضيوف والزوّار، كما يفعل البطريرك الراعي حالياً".
وفي موضوع بعثة المراقبين العرب الى سوريا واداء جامعة الدول العربية تجاه الازمة السورية، اسف اندراوس لما قام به المراقبون العرب، مقترحاً "استحداث لجنة مراقبين على المراقبين العرب"، مشيراً الى ان "الموقف القطري كان مشرّفاً وواضحاً وصريحاً"، داعياً الى "التخلّص من مهزلة المراقبين بأسرع وقت". واشار الى ان "بعض الدول العربية يريد لبشار الاسد ان يستمر في الحكم وان يحسم امر الثورة وينهيها، والامين العام للجامعة العربية خزل الشعب العربي ولم يكن على قدر التوقعات". وتعليقاً على مرور عام على انتصار الثورة التونسية، اعتبر اندراوس ان ما حصل في تونس شكّل الشرارة الاولى لانطلاق الربيع العربي، ادخل تونس وباقي الدول العربية في مسار ديمقراطي يقرر فيه الشعب مصيره ومستقبله". ورفض اندراوس ما يقال عن ان الاسلام السياسي سيطر على الربيع العربي، معتبراً ان "الربيع العربي في اول الطريق، ومن حق الناس ان تختار بكل حرية وديمقراطية، الا انها ستحاسب اي سلطة تنجرف مجدداً نحو الدكتاتورية والقمع، وبالتالي فإن تخويف الناس والإيحاء بأن الربيع العربي لم يتحقق هو امر في غير محله".*موقع 14 آذار

 سوريا: 10 آلاف شهيد جديد؟
 علي حماده/النهار
كان واضحا من خلال الخطاب الاخير لبشار الاسد ان الحرب بين الشعب والنظام في سوريا صارت مفتوحة، وان المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا كبيرا على الارض. من هنا اعتبار مراكز القرار الدولي ان الطرفين على الارض يتحضران لمواجهة واسعة النطاق ودموية، يمكن ان ترفع أعداد الضحايا الى مستويات قياسية لم تشهدها الثورات التي سبقت الثورة السورية. وإذا كان عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص النظام في سوريا تجاوز الخمسة آلاف بحسب أرقام الامم المتحدة، فإن المرحلة المقبلة التي بدأت مع خطاب بشار الاسد أخيراً يمكن ان تشهد سقوط خمسة الى عشرة آلاف مدني آخر مع اتخاذ النظام القرار بمحاولة الحسم عسكريا وامنيا. وحتى الساعة، لم يُعرف مضمون الخطة التي يقال إن الحلقة الضيقة حول بشار اعدتها لكسر الثورة. ولكن قياساً على التجارب السابقة في دول أخرى، يمكن الزعم ان النظام سيقدم على محاولة اجتياح مدينة حمص بكاملها، علما ان الجيش النظامي يضم اعدادا كبيرة من الجنود الضباط المتوسطي الرتبة من محافظة حمص، ومعظمهم لا يزال قيد الاحتجاز. وهؤلاء مؤهلون لتنفيذ انشقاقات في الجيش. على مستوى آخر، تقول المعلومات المتوافرة من اوساط واسعة الاطلاع في الحكومة التركية ان القيادة الروسية اتخذت قرارا يقضي بمنع سقوط النظام في سوريا، أياً تكن التكلفة. وفي هذا المجال تعتبر المصادر عينها أن موسكو ابلغت الاميركيين ان اي حل في سوريا ينبغي ان يشبه في حده الادنى الحل اليمني، على قاعدة ان يتم تغيير في النظام بدلا من تغيير النظام نفسه. بمعنى آخر، أن يكون بشار الاسد جزءا من الحل في مرحلة انتقالية يتمخض عنها قيام ائتلاف حاكم، شريطة عدم تصفية البنية الامنية والعسكرية للدولة. في المقابل تعتبر القيادة التركية ومعها الادارية الأميركية في ضوء المحادثات الاخيرة التي اجراها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ان المرحلة المقبلة يجب ان تشهد جهدا حاسماً لتوحيد المعارضة السورية، ودعم الجهد لزعزعة البنية العسكرية والامنية للنظام بخطة لتوسيع الانشقاقات. وفي هذا المجال تؤكد المصادر التركية ان معظم الدول العربية المعنية ولا سيما الخليجية باتت تعتبر نظام بشار الاسد من الماضي، وتريد وتيرة أعلى من العمل لتحقيق التغيير في سوريا، وتعتبر ان العمل من خلال مجلس الامن يجب ألا يكون الطريق الوحيد للتغيير في سوريا. وفي المرحلة الاخيرة صار لفكرة التدخل العسكري غير المباشر في سوريا أنصار في الفريق العربي المعني بالازمة. في حسابات المجتمع الدولي صار بشار الاسد من الماضي. وفي التقويم الموضوعي يعتبر الاسد الابن قائدا لفريق في سوريا في حالة حرب، ويستحيل عليه ان يحكم سوريا مرة أخرى. لقد سقطت "جمهورية حافظ الاسد " في الخامس عشر من آذار 2011، والدم الذي يراق في سوريا هو الثمن المؤخر لاربعة عقود من عصر آل الاسد الاسود!

فتح دورة استثنائية لمجلس النواب اللبناني
النهار/وقّع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تبدأ في 16/1/2012 وتختتم في 19/3/2012 لدرس مختلف مشاريع القوانين المحالة على المجلس. كذلك اطلع من رئيس أساقفة قبرص للموارنة المطران يوسف سويف على أوضاع اللبنانيين عموماً وأبناء الطائفة خصوصا في الجزيرة. وطلب سويف متابعة السعي لدى الجهات التركية لتسهيل دخول عدد من الموارنة من الشطر التركي لقبرص وعودتهم اليه، لمناسبة زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجزيرة في شباط المقبل. ومن زوّار بعبدا، اللجنة الجديدة لمهرجانات بعلبك الدولية برئاسة نايلة دو فريج التي اطلعت رئيس الجمهورية على بدء الاستعدادات لمهرجانات هذه السنة.

محمد رعد يعلن عن تباين "حزب الله" مع تركيا
ذكرت صحيفة "النهار" ان الاجواء كانت ساخنة في لقاء أوغلو ورعد والذي استمر ساعتين تخلله انتقاد "حزب الله" للتعاطي التركي مع الأزمة في سوريا". وبدا ان اللقاء جرى تمديده لاستيعاب مواضيع النقاش. وحرص رعد على القول ان هناك "لقاءات مشتركة أخرى" بين الحزب وتركيا، الامر الذي رأى فيه المراقبون إشارة الى خط التواصل الايراني – التركي الذي لم ينقطع على غرار الانقطاع بين دمشق وأنقرة. وفي حديث للصحافيين قال رعد: "كان هناك عرض شامل ومفصل، وكان هناك تباين في تشخيص الوضع لاسيما لجهة ما يجري حولنا في لبنان، وقد أكدنا على ضرورة أن يكون التغيير الذي نشهده في المنطقة نابعاً من إرادة الشعوب وليس مفتعلاً ومحركاً من الخارج، وألا يسمح للتدخلات الخارجية أن تملي شعاراتها وتحركاتها ومنهجيتها لفرض إصلاحات تستجيب لمصالح الآخرين من دون أن تحقق ما يرجوه الناس". وأضاف رعد: "كان واضحاً أن التغيير والاصلاح لا يكونان نابعين إلا من إرادة ذاتية شعبية بعيداً من اي تدخلات أجنبية، وكان مطلوباً أيضاً أن يتوقف دعم المسلحين ويتوقف تمويلهم لان هؤلاء يفاقمون الأزمة ويعطلون حركة الاصلاحات التي يريدها المواطنون المسالمون الذين يهدفون إلى تطوير أوضاع بلدانهم". وتابع: "المحور الذي ننظر اليه، ونقيم على أساسه هذاالحراك، هو الموقف من الصراع العربي - الاسرائيلي، وموقف كل الفئات من استمرار المقاومة في التصدي للاحتلال الاسرائيلي، وتجاوز ما فرض على الأمة من اتفاقيات إذلال طوال السنوات والعقود الماضية، لان هذا ما يكبل إرادة الشعوب الحقيقية ويعطل الاصلاح الحقيقي في بلداننا". ورداً على سؤال عما إذا كان قد توصل الى قواسم مشتركة مع أوغلو، أجاب رعد: "قلت إن العرض كان شاملاً ومفصلاً، بحيث أن التباينات حصلت من خلال العرضين المتباينين إلا أن هناك نقاطاً مشتركة، وكان حرص على أن تكون لقاءات مشتركة اخرى في ما بعد، وأن يكون التغيير ذاتياً، وان يتوقف العنف الداعم للمسلحين والممول لهم، وان تجري الإصلاحات بوتيرة منهجية". وعن إقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود اللبنانية، قال رعد: "هذا الأمر لم نصل إليه بعد، وإن كانت هناك محطات أخرى لا بد من مناقشتها".

عرسال القومية العربية انتقلت إلى "ثورة الأرز"، وحدها في البقاع تتظاهر ضد النظام السوري
بعلبك/النهار/بعد الاتهامات التي الصقت بعرسال اخيراً، سعت قوى سياسية ودينية الى الافادة من موقعها السياسي والمناخ الشعبي لتقتنص لها دوراً في عرسال. هكذا بين ليلة وضحاها تحولت البلدة المحرومة محجة لقطف ثمار موقف سياسي من دون تطرق الى حرمان تعانيه.
فافتقار اكبر البلدات اللبنانية جغرافياً (316,9 كيلومتراً مربعاً) الجرداء إلى ابسط الخدمات الاساسية من صرف صحي ومياه شفة وطرق لم يجذب المهتمين بها، وحبذا لو ان احدى هذه القوى حملت معها مشروعاً تنموياً يخدم ابناء عرسال وأهلها ويستحدث فرص عمل بدل ان تلاحق اجهزة الدولة العرسالي الذي ينطح الحجر ليخرجه من الارض ويعتاش منه.
طبيعتها الاقتصادية جعلتها بقايا من حرمان قديم دفع الآلاف من ابنائها الى البحث عن مصادر رزق. فقسم كبير منهم قبل الاحداث اللبنانية عام 1975 نزح الى بيروت لتأمين لقمة العيش  وتعرض نتيجة الفرز الطائفي الذي عاناه لبنان لمجموعة مشكلات اودت بعشرات من ابنائها في منطقة تل الزعتر.
والموقف العروبي للبلدة تاريخي. فخلال ثورة 1958 رفع اهلها العلم السوري على اراضيهم عنواناً للمطالبة بتوحيد سوريا ولبنان على قاعدة مواجهة مشروع ايزنهاور من خلال حلف بغداد وتعرضت لقصف بالطائرات العراقية ثمناً لموقفها. وأول شهيد في منطقة بعلبك – الهرمل من "الثورة الفلسطينية" سقط من عرسال عام 1970 هو علي حسن الفليطي الملقب بـ"الزغلول" في الكحالة خلال مشاركته في موكب تشييع احد شهداء المقاومة الفلسطينية، كما ان عدداً من ابنائها في الجيش استشهدوا خلال معارك نهر البارد.
شهدت عرسال انتساب العديد من ابنائها الى "الاحزاب الوطنية والقومية" وتبوأوا مراكز قيادية خصوصاً في حزب البعث السوري وحزب البعث العراقي والقوى الناصرية، والتحق العشرات من عرسال بالفصائل الفلسطينية وقضى عدد منهم على ارض الجنوب في سبعينات القرن الماضي وآخر رفات لشهيد من عرسال استعيد خلال عملية تبادل الاسرى "عملية الرضوان" بين "حزب الله" والاسرائيليين هو سعدالله عبد الحميد بحلق الذي قضى في صفوف "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مع رفيقين له من سوريا وليبيا في العاشر من تموز 1989.
ورغم الدور الوطني الذي قدمته بقيت عرسال منسية ولم تلحظها برامج كل الحكومات والاحزاب مما جعل ابناءها يعيشون ردود فعل تجاه السلطة والاحزاب التي وصلت الى السلطة وعادوا يتقوقعون على انفسهم. وبعد تراجع المد القومي في المنطقة العربية ولبنان خصوصاً واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ظهر موقف شبه اجماع من اهالي عرسال تعاطف مع الحالة المتعارضة مع "حزب الله" وسوريا عبروا عنه خلال الاشتراك في احتفالات قوى 14 آذار و"ثورة الارز" في بيروت ومسيرات شعبية مناهضة للنظام السوري التي انفردت بها عرسال بين مدن البقاع وقراه وبلداته.
اما الاتهامات التي طاولت البلدة واعتبرتها ممراً لـ"القاعدة" فليس ثمة ما يثبتها. واذا كان لدى الاجهزة الامنية معلومات عن مرور عناصر من "القاعدة" بعرسال فهذا يعني انها انطلقت من مناطق لبنانية اخرى وعبر طرق تجتاز الاراضي والمناطق اللبنانية كافة.

دولة "حزب الله" "المدنية المؤمنة"!!
عبد الرؤوف سنو/النهار
"الدولة المدنية المؤمنة"، هي وجه لدولة إسلامية، مهما جرى التلاعب بالتسميات والألفاظ. من هنا، فإن الدولة التي ينادي بها "حزب الله" ليست "الدولة المدنية" التي نعرفها واصطلح عليها المفكرون.
دعا الشيخ محمد عمرو عندما زار بكركي في الثاني من الشهر الجاري على رأس وفد من حزب الله للتهنئة بالأعياد، إلى إقامة "الدولة المدنية المؤمنة". وذكرت إحدى الصحف أن الحزب وبكركي "اتفقا على ضرورة إرساء الدولة المدنية المؤمنة"، وأن البطريرك الراعي "يدعو منذ فترة إلى إرساء الدولة المدنية المؤمنة التي تفصل الدين عن الدولة، من دون أن تؤدي إلى العَلمانية الملحدة...". فهل أوِّل كلام البطريرك الراعي بما لم يقله، لإعطاء الانطباع أن الحزب وبكركي متفقان على "الدولة المدنية المؤمنة" كنظام يضمن مستقبلاً الاستقرار في لبنان وسلمه الأهلي؟
عند تأسيسه في العام 1982، طرح "حزب الله" الإسلام كمنهج وسلوك وحياة سياسية وفكرية يومية، وإيران نموذجاً للدولة والنظام الإسلاميين، وأعلن في الثمانينات عن رفضه الكيان اللبناني، ولم يخفِ التزامه بحكم الإسلام، ودعوة الجميع إلى اختيار النظام الإسلامي، من دون أن يفرض بالقوة. وكان هناك قلة صغيرة من العلماء السنّة يؤيدون هذا الطرح. وفي العام 1986، كان هناك حديث قوي عن مسوّدة دستور إسلامي للبنان وضعت بنوده في طهران حول "ضرورة إقامة حكومة إسلامية في لبنان"، وأن يكون لبنان جزءاً من أمة الإسلام في العالم بقيادة إيران. وما لبث المشروع أن انطوى، مع انخراط الحزب في الدولة والحياة السياسية منذ العام 1992، مع أن تبعيته للولي الفقيه، دينياً وسياسياً، وقبول شريحة واسعة من اللبنانيين الشيعة بذلك، ونفوذه على لبنان، دولة ومجتمعاً، جعلت مناطق الحزب أشبه بدويلة إسلامية تخضع لنفوذ إيران الإسلامية.
في كتابه: "حزب الله: المنهاج والتجربة والمستقبل"، هناك إشارات كثيرة صريحة لمؤلفه الشيخ نعيم قاسم تدعو إلى النظام الإسلامي. وعلى الأرض، بقيت ممارسات الحزب تستند إلى مبادئ الإسلام، إلى أن أعلن الشيخ عمرو عن مشروع لإقامة "دولة مدنية مؤمنة". فهل هذه جسر عبور إلى الدولة الإسلامية المنشودة؟
إن "الدولة المدنية" لا تلغي الأديان ولا دور العبادة الخ... وهي تتعامل مع شعبها من منطلقات لا علاقة لها بالدين، تقوم على المواطنة والمساواة في الحقوق بين أفراده، وأن يكون لهم الحرية في ممارسة عقائدهم شعائرهم وثقافتهم وحياتهم اليومية تحت سقفها. وبرأينا، إن لصق صفة "الإيمان" بالدولة المدنية يُخرج تلك الدولة المنشودة عن هدفها بأن تكون لجميع أبنائها، من "مؤمنين"، و"غير مؤمنين" (غير مسلمين ومسلمين علمانيين). فالدولة المدنية لا يمكن أن تكون "مؤمنة"، بل يمكن شعبها أن يكون كذلك، في حين أن مواطنيها متساوون في الحقوق والواجبات.
وإذا عدنا إلى الوراء، وجدنا أن المواطن اللبناني مقيد في حريته من قبل الذين يروّجون "الدولة المدنية المؤمنة"، من ناحية التضييق على الحريات الشخصية، وتعميم الثقافة الدينية، ونشر المظاهر المذهبية، وحتى المواقف من الدولة صاحبة السيادة على شعبها وأرضها. كل هذه مسائل أساسية إذا انتفت، لا تقوم الدولة المدنية. وهناك قضايا كثيرة تثير التساؤلات:
-1 في النبطية جرى في السابق إغلاق محال المشروبات الروحية. وفي صور، فُجرت قبيل عيد رأس السنة مطاعم كانت تروج حفلات غنائية وتقديم الكحول. فكيف سيكون موقف الشريكين الماروني والشيعي في "الدولة المدنية المؤمنة" المنشودة من موضوع الحرية الشخصية للفرد، إذا ما صدقت رواية الصحيفة حول موافقة البطريرك الماروني على مصطلح "الدولة المدنية المؤمنة"؟ وهل سيترك "حزب الله" في مناطق نفوذه، وفي ظل "الدولة المدنية المنشودة"، لمن هو على دينه، وعلى غير دينه وثقافته، الحرية في ممارساته الفردية، ومنها تناول المشروبات الروحية وارتياد الحفلات الفنية الخ...، ويكون حسابه عند خالقه؟
-2 هل سيكون الزواج المدني مسموحاً به من قبل "أصحاب القرار" في "الدولة المدنية المؤمنة"، وعلى الأخص في الجانب الإسلامي، من أحزاب ومؤسسات دينية؟ لقد فشلت الدعوة في العام 1998 إلى اعتماد "الزواج المدني الاختياري" لأسباب معروفة. ومن المؤكد،ً أن الحزب سيكون، ومعه المؤسستان الدينيتان الإسلاميتان، ضد الزواج المدني، حتى ولو كان اختيارياً.
-3 كيف سيكون موقف "الدولة المدنية المؤمنة" من الذي لم يهتد إلى الإيمان، وما هي حقوقه كإنسان: هل ستكون هي نفسها التي يتمتع  بها من هو "مؤمن"؟ إن قول الشيخ عمرو في الصحيفة: "ليس لدينا ما يُسمّى الدولة الدينية، فالدولة هي للناس الذين لهم حرية التعبّد كما يشاؤون"، معناه أن "الدولة المدنية المؤمنة" المنشودة، ستكون للمؤمنين والمتعبدين فقط، ولا مكان فيها لمن هو "غير مؤمن"، وإلا لقال سماحته: "... للناس الذين لهم حرية التعبد كما يشاؤون، والذين لا يريدون التعبد".  وبناءً على ذلك، سينقسم المجتمع اللبناني، وكأنه لا يكفيه الانقسام الطائفي، إلى مجتمع "المؤمنين" ومجتمع "غير المؤمنين"، أي ما يشبه الانقسام الذي ساد في الدول الإسلامية المنقرضة والراهنة: مسلم، و"أهل ذمة" (بالمعنى الإلحادي)؛ فيتفجر لبنان من جديد على أساس "إيماني" و"غير إيماني". من هنا، لن تؤدي "الدولة المدنية المؤمنة" إلى ظهور هوية جامعة يستظل تحتها كل أفراد المجتمع.
-4 هل ستتضمن "الدولة المدنية المؤمنة" مساحة من الديموقراطية السياسية والاجتماعية، بحيث يستطيع المرء أن يمارس حرية القول والنقد والتعبير التي تصب في مصلحة الوطن؟ وهل يستطيع أن يختار سلوكه وحياته اليومية من دون إملاءات. وهل ستتحول "ديموقراطيتنا التوافقية" الطائفية، أصل كل بلائنا وأمراضنا، إلى "ديموقراطية إيمانية" فريدة في العالم العربي، فنتحول في لبنان إلى "الحروب الإيمانية"؟ ومن المؤكد، أن العدالة والديموقراطية اللتين تحدث عنهما البطريرك الراعي تختلفان في فلسفتهما ومضامينهما عن مفهومي الشيخ عمرو للمصطلحين. حتى في مسألة حقوق الإنسان، هناك خلاف في النظرة بين المسيحية والإسلام.
-5 لقد قال البطريرك الراعي في معرض رده على الشيخ عمرو: "لبنان دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة..."، وطالما أن توافقاً حصل بين "حزب الله" وبكركي حول "الدولة المدنية المؤمنة"، كما تزعم الصحيفة، فهل سيفصل "حزب الله" فعلاً، في ظل "الدولة المدنية المؤمنة" بين الدين والدولة، بحيث يتبع عقائدياً المرجعية الدينية في قم أو أية مرجعية يريد، ويكون في الوقت نفسه مستقلاً سياسياً عن "الولي الفقيه"، بحيث لا يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم خوفاً من زجّ لبنان في مشاريع ليست مشاريعه؟ وفي الدولة المدنية، لا دور سياسياً لرجال الدين مهما علا شأنهم، أي أنهم يهتمون فقط بشؤون الرعية من ناحية القضايا الدينية. وفي الدولة المدنية "غير المؤمنة" يوجد قانون انتخاب يتمثل فيه الجميع، ولا مكان للتهميش وللمحادل الطائفية والمذهبية التي تدهس المنافسين. فهل الأحزاب والقوى الطائفية في لبنان، ومنها "حزب الله"، على استعداد لتطبيق هذه القواعد الديموقراطية الأساسية للدولة المدنية؟ أخيراً، في الدولة المدنية المنشودة، هناك مؤسسة واحدة، هي الدولة التي تفرض سلطتها على شعبها وعلى أراضيها. وما نشهده اليوم من فلتان وتعدٍ وتقاتل في الشوارع والمدن، وسرقات وتشليح، وما حدث في بيروت وغيرها أخيراً، يجعل "الدولة المدنية المؤمنة" المنشودة عملية تحول عبثية لن يكتب لها النجاح.
استنتاج
أية "دولة مدنية" سيختارها اللبنانيون، ولا تقودهم إلى انقسام مجتمعي وعدم مساواة وتسلط وغبن؟ "الدولة المدنية" التي لا تعمل على أسس الدين ويتساوى كل أفراد مجتمعها، المؤمنون وغير المؤمنين، وتطبق الديموقراطية الحقيقية والعدالة، أم تلك التي تجعل من الإيمان" محدداً لها، فتطيح من لم يدخل "الإيمان" إلى قلبه؟ إن "الدولة المدنية المؤمنة"، هي وجه لدولة إسلامية، مهما جرى التلاعب بالتسميات والألفاظ. من هنا، فإن الدولة التي ينادي بها "حزب الله" ليست "الدولة المدنية" التي نعرفها واصطلح عليها المفكرون، وهي تحمل في طياتها نقيضين لا يلتقيان: فمصطلح "الدولة المدنية المؤمنة" معناه في شقه الأول أننا نقصد دولة لا دينية، وفي الشق الثاني أنه إيماني. من هنا، سوف يضع النظام المقترح، من دون شك، الأقلية المسيحية، العددية لا الحضارية في لبنان، أو الأقلية "غير المؤمنة"، الحضارية أيضاً، تحت تسلّط الأكثرية الإسلامية و"المؤمنة".

على موجة واحدة!
سمير منصور/النهار
إذا كان صحيحاً ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أوضح أمام بعض من التقاهم أن الهدف في زيارته لبنان – وهي الأولى خارج نيويورك بعد تجديد ولايته – حضور المؤتمر الدولي الذي تنظمه "الاسكوا" ويفتتح اليوم عن "الديموقراطية في العالم العربي"، ولتفقد القوة الدولية بعد الاعتداءات التي إستهدفتها وتعيين قائد جديد لها، فسيكون صحيحاً أيضاً أن الزيارة أعطيت أكثر مما تستحق من حيث التوقيت والأهداف وما شابه. وبدا واضحاً أن المسؤولين اللبنانيين "نأوا" بمحادثاتهم مع المسؤول الدولي عن التطرق الى أي ملف خلافي، وتحدثوا "على موجة واحدة" كان عنوانها الأبرز القوة الدولية وتقدير تضحياتها عالياً وتأكيد المضي قدماً في التمسك بدورها ولاسيما لجهة تنفيذ القرار 1701، وإدانة الاعتداءات التي استهدفتها، وكذلك تأكيد موقف لبنان الداعي الى الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، ووقف الإنتهاكات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً للأراضي اللبنانية. وكان لافتاً أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يتطرق في محادثاته الى "الاستحقاق الأقرب" وهو تجديد البروتوكول المتعلق بالمحكمة الدولية. وتؤكد مصادر رئاسية أن الأمين العام للأمم المتحدة "لم يأتِ على ذكر المحكمة لا من قريب ولا من بعيد خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فلا هو طرح الموضوع، ولا نحن"، والإشارة الوحيدة كانت بحديثه عن التزام تنفيذ القرارات الدولية "بما فيها القرار 1701 وما يتعلق بالمحكمة".وفي مكان آخر، لفت الى عقوبات تعترض تنفيذ القرار 1559، مشيراً الى ما يتضمنه عن "سحب سلاح الميليشيات" وقد أشار رئيس الجمهورية وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقاء بان كي – مون، الى أن موضوع السلاح المتعلق بالمقاومة إنما هو شأن لبناني يبحث على طاولة الحوار بعنوان "الاستراتيجية الدفاعية"، في حين ركز رئيس مجلس النواب نبيه بري على "رفض اسرائيل وقف الحال العدوانية" وعلى "ترسيم الحدود البحرية كما رسمت الحدود البرية".وفي المعلومات ان الامين العام للأمم المتحدة شجّع خلال لقائه سليمان وميقاتي وبري على أهمية الحوار وتحقيق الاستقرار بما يحول دون أي تداعيات على الساحة اللبنانية لما يجري في المنطقة، مشيراً بشكل خاص الى ما يحصل في سوريا. وحول عدم تناوله موضوع التجديد للمحكمة، تعرب مصادر رسمية عن اعتقادها أنه "ربما ينطلق من واقع ان عملية التجديد محصورة بين الأمين العام ومجلس الأمن، وأن رأي لبنان وكذلك مجلس الأمن "استشاري" وأن مدة التجديد يقترحها الأمين العام "بالتشاور مع لبنان ومجلس الأمن".

المسؤولون "نأوا بأنفسهم" عن المحكمة في محادثاتهم مع بان/هل يستدرج التمديد معركة تعديلات الاتفاق مع الامم المتحدة؟
روزانا بومنصف/النهار
أحيت زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون للبنان الجدل حول المحكمة الخاصة بلبنان بعدما خفت الضجيج حولها نسبياً على اثر التمويل الذي قرره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولم يعارضه الافرقاء المشاركون في الحكومة. ويستحضر فتح ملف المحكمة مجدداً على خلفية اثارة التمديد  الجدل السياسي الداخلي، ويخشى ان يعود لبنان الى الدوران في دائرة مقفلة من الفعل ورد الفعل في هذا الاطار. وقد اثارت زيارة بان جدلاً من هذه الزاوية، لاعتقاد انه يستشير المسؤولين اللبنانيين ضمنا ويستمزج موقفهم من التمديد للمحكمة الدولية، ولو ان هذا قد لا يكون الهدف الأساسي للزيارة. لكن لفت مسؤولين متابعين حرص كل من المواقع الرئاسية في لبنان على توزيع معلومات بعد لقاء كل من الرؤساء الثلاثة مع بان، مفادها ان موضوع المحكمة لم يبحث في اللقاءات، في محاولة للاظهار انهم لم يبلغوا الامين العام للمنظمة جواباً ايجابياً او سلبياً من هذا الموضوع، علماً أن سؤال بان قد لا يتطلب جواباً فورياً  وان الاشكالية المطروحة مع "حزب الله" حول هذا الموضوع أوحت ضرورة انتظار كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي رد على بان في كلمته امس.
على أن  طرح الموضوع اعلامياً عشية وصول بان الى بيروت سمح باثارة تساؤل عما اذا  كان الحزب يعرضه مجدداً منعاً للاحراج أمام مناصريه وحتى أمام الرأي العام والخارج، انطلاقاً من أن الصمت على التمديد للمحكمة يعني قبولاً بها، ام ان الموضوع ينطوي على رغبة جدية في فتح ملف المحكمة. ومع ان السيد نصرالله لم يأت في كلمته على ذكر موضوع المحكمة او التمديد لها، فان هناك من يعتقد بقوة في ضوء ما اثاره الاعلام القريب من الحزب مع وصول بان ونفي المسؤولين اللبنانيين ان يكونوا بحثوا موضوع المحكمة معه، ان الحزب سيضع على طاولة مجلس الوزراء مشروع تعديلات يطلب تقديمها الى مجلس الامن بالتزامن مع البحث في التمديد من دون أن يكون مرتبطاً به. ومعلوم ان التقدم بمثل هذا الطلب يعني الموافقة على المحكمة والاعتراف بها، وهو ما لم يقرّ به الحزب. 
في أي حال، استغرب بعض المتابعين ان يفتح هذا الموضوع مجددا باعتباره معركة خاسرة سلفاً، اقله وفق هؤلاء، إذ لا رأي حاسما للبنان في هذا الاطار، بل هو رأي استشاري. وقد اعلن هذا الامر رئيس الحكومة قبل بضعة اسابيع، مؤكداً ان المسألة لا تعود الى الحكومة اللبنانية لكون رأيها استشارياً ليس اكثر ولا أقل، مما ادى الى انزعاج لم يخفِه الحزب، باعتبار أن الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة استباقي وينزع ورقة اساسية من يد الحزب حتى لو كانت ستستخدم على سبيل المناورة. وأركان قوى 14 آذار مقتنعون ايضاً، في ضوء متابعتهم للمحكمة وحملة الحزب وحلفائه على التمويل، والتي كانت تشمل ايضاً التهديد بعدم السماح للحكومة بتمديد الاتفاق المعقود مع الامم المتحدة مطلع آذار المقبل لأن رأي لبنان استشاري ويتعلق بالمدة التي يفترض ان يمدد فيها للمحكمة، لأن المادة القانونية المتصلة بهذا البند واضحة في هذا الاطار وفق قراءتهم المبنية على استشارة قانونية في الدرجة الاولى. وقد ابرزت اعادة فتح ملف الاتفاق على عمل المحكمة  قراءات قانونية للمحيطين بالحزب، تسمح له بالمطالبة بتعديل الاتفاق. وحين أطل بان في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد لقاءاته مع المسؤولين،  ذكر حرفيا بما يتصل بهذا البند، اذ أكد وجوب تمديد عمل المحكمة، موضحاً ان فترة التمديد تقرّ بالتشاور بين الحكومة اللبنانية ومجلس الامن. وهناك التباس يتصل بعامل التمديد، اذ ان المطلوب هو الاتفاق على فترة التفويض الاضافية للمحكمة . في حين يعتقد ان الامر مطروح من زاو ية اخرى  هو السعي الى إدخال تعديلات على الاتفاق الموقع مع الامم المتحدة كلأ. وهذا يعود الى مجلس الامن في حال نجاح الحكومة في إقرار تعديلات يقول البعض ان الحزب قد يطلبها من الرئيس ميقاتي لترفعها الحكومة الى بان ومنه الى المجلس. وفي هذا المجال تبرز تناقضات لجهة اقتناع كثر بأن المجلس لن يتهاون في موضوع المحكمة لاعتبارات تتصل برغبته في ان تتابع عملها من دون تعكير عليه وخصوصا ان من يطالب بالتعديلات، حتى لو طرحتها الحكومة اللبنانية، هو "حزب الله" المعني الاساسي بالقرار الاتهامي الذي تحدث عن تورّط عناصر منه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذه نقطة لا يستبعد ان تلجأ اليها المعارضة من حيث ان طرفاً معنياً بالاتهام من ضمن الحكومة هو من يسعى الى نسف المحكمة من خلال ادخال تعديلات، ولذلك  لا يعتقد ان اعضاء مجلس الامن سيظهرون تساهلاً بازاء هذا الامر،  وخصوصاً متى كان رئيس الحكومة رافضاً له أيضاً،  تبعاً لمراعاته للحساسية المتصلة بهذا الموضوع لدى طائفته في الدرجة الاولى، ولأن جزءاً كبيراً من انفكاك عزلة الحكومة يتصل بالتزامها دعم المحكمة والتعاون معها. الاّ ان ثمة رأياً يقول ان اثارة الاخير  داخل مجلس الامن ربما تؤدي الى اصطفافات دولية جديدة في ضوء الانقسامات الداخلية اللبنانية،  يفيد منها الطرف الراغب في اطاحة عمل المحكمة.
 الاّ ان المسألة لا تنحصر في امكان فتح باب جديد للخلاف في الحكومة وبين افرقائها، بل ايضا على الصعيد السياسي الداخلي. وتنصب الجهود على محاولة ابعاد لبنان عن انعكاسات ما يحصل في سوريا، وتأثيرات التجاذب الاميركي الايراني وما بينهما على الصعيد العربي. والعودة الى فتح ملف المحكمة والتمديد لها سيؤديان الى تصعيد سياسي ربما يعيد الامور الى الوراء بعد فترة هدوء نسبية على اثر تمويل المحكمة، مما ادى الى مهادنة المعارضة الى حد كبير رئيس الحكومة ونزع فتيل من تطور النزاع الداخلي او انفجاره في وقت من الاوقات. لذلك فان السؤال الذي يثيره البعض يتصل بما اذا كانت  الظروف والمعطيات التي فرضت على قوى  8 آذار قبول التمويل قد تغيرت  بحيث تسمح لها باثارة موضوع التمديد او فتحه على تعديلات تطاول الاتفاق؟ ومرد هذا السؤال الى ان الوضع الداخلي هش على رغم التماسك الظاهري، فهل من  طرف  مستعد للمخاطرة بالوضع في هذه المرحلة.

تقرير المراقبين العرب الخميس يفرض مرحلة جديدة على الساحة السورية
ثريا شاهين/المستقبل/بعد ان يمرّ شهر واحد على مهمة المراقبين العرب في سوريا، سيتم تقديم تقرير من جانب البعثة الى اللجنة الوزارية العربية الخاصة بحل الأزمة في سوريا، وهذه الخطوة متوقعة بعد تاريخ التاسع عشر من كانون الثاني الجاري، أي يوم الخميس المقبل. والتقرير المنتظر سيكون خطياً وليس شفوياً كالتقرير الأول الذي ناقشته اللجنة قبل نحو أسبوع. ويتم التركيز في عمل اللجنة على إطلاق النظام السوري للمعتقلين، وهو موضوع لم يصل بعد الى خواتيمه. وسيتناول التقرير المنتظر ما يتصل بتعاون السلطات السورية، ومسألة المظاهر المسلحة، وسحب الجيش لمعداته وقواته من الشوارع، واستهداف المدنيين وقتلهم. على أن التقرير السابق تضمن ايجابيات وسلبيات حول تعاون السلطات في أمور وعدم تعاونها في أمور أخرى. وتفيد مصادر ديبلوماسية عربية، ان اتصالات عربية ومشاورات تجرى لتحديد موعد لاجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وهذا الاجتماع سينعقد بعد 19 الجاري وفي ضوء التقرير الذي سيصدر. وثمة احتمالان اثنان، إما إعطاء النظام السوري مزيداً من الوقت لتنفيذ المبادرة العربية عبر تمديد عمل بعثة المراقبين لشهر اضافي، وإما ان تقرر الجامعة اللجوء في الملف السوري الى مجلس الأمن. الوضع إذاً يتوقف على كيفية إنعكاس نتيجة مهمة المراقبين على الموضوع السوري، وما إذا كانت الجامعة ستكمل مبادرتها، أو ستحيل الأمر الى المجلس. على ان مشروع القرار الروسي الذي لا يزال معروضاً على المجلس يواجه صعوبات، إذ تقدمت أخيراً الولايات المتحدة وفرنسا بتعديلات على المشروع لكن روسيا رفضت الأخذ بها. وتعتبر مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان الفيتو الروسي هو الذي يجعل الوضع السوري معرضاً لمزيد من كسب الوقت، وليس عمل بعثة المراقبين العرب الذي هو نتيجة، لأن ليس هناك من بديل لعمل هذه البعثة في التعامل حالياً مع الملف السوري. ويتبين للدول في مجلس الأمن ان الموقف الروسي يشتد أكثر، وان المشروع الأخير الذي قدمته روسيا أكثر تشدداً من المشروع السابق. هناك أربعة أيام قبل ان تنتهي مهمة المراقبين، وبات واضحاً ان هناك إمكانات لإحالة الجامعة الملف على المجلس. المرحلة الجديدة تبدأ من هذا التقرير. لكن من المهم ان تفضي المشاورات العربية الى موقف عربي موحد.
الوضع صعب جداً. لكن أي قرار عربي بإحالة الملف السوري الى المجلس سيؤثر حتماً على الموقف الروسي. أي انه إذا تسلم مجلس الأمن موقفاً عربياً يطلب تدخله، فمن الصعب ان يرفض. وأي موقف عربي من هذا القبيل، سيؤثر على الموقف الروسي. حالياً باتت تركيبة مجلس الأمن أسهل بالنسبة الى استصدار قرار، باستثنار الموقف الروسي الذي قد يتغير في حال رفع العرب القضية الى المجلس. إذ حل المغرب محل لبنان وبات يمثل المجموعة العربية، وعلاقات المغرب الأميركية والفرنسية قوية. كما حلت غواتيمالا محل البرازيل، وغواتيمالا قريبة من الولايات المتحدة. الوضع السوري يصعب حله بسهولة وسيأخذ وقته، لان عوامل الحسم غير متوافرة. ذلك ان النظام ليس قادراً على الحسم وعدم السماح بخروج التظاهرات، كما ان المعارضة غير قادرة على الحسم وتولي الحكم. كذلك، لا توجد سيناريوهات مثل السيناريو الليبي أو المصري أو التونسي. انما لا عودة الى الوراء وثمة تعويل غربي على الضغوط الاقتصادية، على أساس انه سيوصل الوضع الى عدم قدرة النظام على دفع ما يترتب عليه وصولاً الى تعثر دفع المعاشات للموظين، وهذا كان متوقعاً قبل نهاية سنة 2011. لكن النظام حصل على دعم مالي من إيران والعراق.
وعلى خط موازٍ، تؤدي تركيا دوراً في حل الأزمة السورية من خلال مشاوراتها السياسية مع كل من إيران وروسيا، والتي تكاد أن تكون خط الاتصال الديبلوماسي الوحيد بين سوريا والعالم حول هذه الأزمة. وترى تركيا، استناداً الى المصادر، ان الرئيس السوري بشار الأسد، لن يكمل عهده، وهذا من المؤكد، لكنه لن يترك السلطة غداً. وثمة اتصالات تركية مع روسيا التي تشير الى وجود أفكار لحل وسط شبيه بالحل الذي قدمته السعودية لحل الأزمة اليمنية. وفي حال لم تنجح هذه التسوية، ستذهب القضية الى مجلس الأمن، لكن من غير أن يتم تدويل الأزمة السورية، انما من خلال تدويل المبادرة العربية، عبر مؤازرة بعثة وقوات أجنبية دولية لمراقبي البعثة العربية، وللقوات العربية المطروح إرسالها الى سوريا.
وهناك تشديد تركي على أهمية التنسيق بين الجامعة العربية وتركيا. والدور التركي كان محور اللقاءات التي أجراها في بيروت أمس وزير الخارجية أحمد داود أوغلو مع المسؤولين اللبنانيين.

مطالبات عربية وغربية لـ"الجيش الحر" ببدء الحرب الشاملة لإسقاط الأسد وللتعجيل في نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن 
حميد غريافي/السياسة
استغربت أوساط ديبلوماسية عربية وأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية "التأخير غير المبرر والضار للثورة السورية, في بدء قيادة "الجيش السوري الحر" تحويل معركتها مع النظام البعثي الى عمليات نوعية, كما قال قائد الجيش العقيد رياض الاسعد من مقره في تركيا الاسبوع الماضي", واصفة "عدم نقل المعركة الى المفاصل الحساسة" في هيكل النظام المتشقق, بأنه سيصيب جهود ذلك الجيش والثورة برمتها, بأضرار جسيمة قد تنعكس سلباً على كل الجهود السياسة والديبلوماسية العربية والدولية والسورية المعارضة, التي يبدو انها بدأت تبني امالها لخلخلة النظام بسرعة, عبر الاعتماد على حرب شوارع تشنها قوات الاسعد على المواقع العسكرية والأمنية والاقتصادية الثابتة لنظام بشار الاسد.
وقال ديبلوماسي مغاربي في القاهرة ل¯"السياسة", "فهمنا من التقارير الديبلوماسية العربية والدولية ومن محيط بعض أعضاء لجنة المراقبين العرب التابعين للجامعة داخل سورية, ان نظام الأسد بات يحسب حسابا كبيرا لاكثر من 35 الف ضابط وجندي سوري منشقين عن قواته المسلحة التي تحركها مجموعة صغيرة جدا من اقرباء بشار وأبناء طائفته بعدما أظهر هؤلاء العسكريون, جدارة كبيرة في مهاجمة قوات النظام وإيقاع أضرار جسيمة في صفوفها, كما أثبتوا أهليتهم وكفاءتهم في فصل بعض القرى وأحياء مهمة في المدن, عن سيطرة القوات الحكومية, بحيث لم تعد تلك القوات قادرة على دخول تلك المناطق التي تكبدت فيها خسائر كبيرة في الارواح والعتاد خلال الشهرين الماضيين بشكل خاص".
وحض ديبلوماسي فرنسي من باريس العقيد الأسعد, على "بدء معركة دمشق وحلب في وقت واحد فورا, لأن اصابة جماعات الاسد في النقاط الاكثر حساسية لهم في العاصمة, والمدينة الثانية الاكبر تعداداً سكانيا بعدها (حلب) سوف يبلبل النظام ويدخل الفوضى الى صفوفه, ويصيب الوحدات العسكرية والامنية الاخرى في المحافظات كافة بالخوف والتردد, ما يزيد عدد المنشقين ويشجع قياديين وسياسيين وديبلوماسيين وروحيين وعسكريين على الانشقاق والالتحاق بالثوار او بالمعارضة في الخارج".
وأضاف "على الرغم من ان الاتراك لم يستخدموا نفوذهم بعد على قيادة "الجيش السوري الحر" التي تقيم في اراضيهم لأنهم مازالوا يتجنبون اي دور مباشر لهم يفجر سورية مذهبيا من الداخل, وهذا لصالح النظام في اعتقاد وزير الخارجية داود اوغلو, الا ان قيادات عسكرية تركية في انقرة تجد الامور عكس ذلك, اي ان عدم التدخل التركي لحسم الامور في سورية لصالح الثورة, كما فعلت قوات "حلف شمال الاطلسي" في ليبيا لصالح الثوار, قد يؤدي الى انفجار الفتنة الداخلية على ايدي نظام الاسد الذي يشعر يوما بعد يوم باقترابه من النهاية, ما سيؤثر سلباً وكارثياً على المناطق التركية المحاذية للحدود السورية, ذات الغالبية العلوية الداعمة لنظام الاسد والحانقة على حكومة رجب طيب اردوغان لاصطفافها الى جانب الثورة الشعبية بسبب انتمائها المذهبي السني اليها".
ودعا الديبلوماسي الدول العربية المطالبة برحيل الاسد, الى دعوة العقيد الاسعد اليها للتنسيق مع قادتها حول ستراتيجية اطاحة نظام الأسد بأسرع وقت ممكن قبل تمكنه من تفجير الفتنة المذهبية في البلاد.
وقال إن دور "المجلس الوطني السوري" برئاسة برهان غليون, يقتضي حمل الدول العربية على استقبال قيادة "الجيش السوري الحر" اذا كان غليون فعلا لا يحاول الاستئثار بالمجد بكامله, فإن تطور الأحداث بهذه السرعة المذهلة منذ فشل جامعة الدول العربية في احداث الاختراق المطلوب في سورية لصالح الثورة, وامتناع رئاستها وأعضاء مجلس وزراء خارجيتها عن نقل الملف السوري الى مجلس الامن, يحتم على القيادات السورية المعارضة في الداخل والخارج, الانتقال من مرحلة الفشل العربي والصمت الاوروبي والأميركي وتقاعس الأمم المتحدة وامينها العام في زحزحة بشار الأسد, عن خطته للقضاء على الثورة, إلى مرحلة إطلاق يد "الجيش السوري الحر" بعد تزويده بكامل ما يطلب من دعمين مادي وتسليحي, في بدء الحرب المسلحة على النظام في كل مدينة وبلدة ومنطقة سورية دون انتظار أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي, للانتهاء من "تردده" ومعظم وزراء الخارجية العرب من بطئهم المحير في اتخاذ القرار الحاسم".
وقال الديبلوماسي "إن مباشرة هذا الجيش الوطني الكبير المنشق عن النظام حربه العلنية والواسعة في مختلف المحافظات السورية سيعجل في الضغط على العالم بما فيه روسيا والصين لنقل الملف المشتعل الى مجلس الأمن خوفا من تحول سورية الى ركام وخراب على غرار العراق وليبيا".

شبكات التجسس الإيرانية والانهيار الداخلي
داود البصري/السياسة
مع أغتيال رابع عالم نووي إيراني في قلب طهران وبطريقة متشابهة مع عمليات الاغتيال السابقة , يتأكد جليا أن الثقوب الواسعة في جدران الأمن الداخلي هي أوسع وأكبر من كل ماهومتصور , وأن النظام الإيراني بات يعيش اليوم ليس على سطح صفيح ساخن وملتهب فقط بل على فوهة بركان متفجر من شأن الانتفاضة الشعبية المقبلة أن تغير العديد من صوره وآفاقه. والطريف أن عملية الإغتيال الجديدة والتي جاءت مباشرة بعد تحذيرات واضحة من رئيس الأركان الإسرائيلي قد رافقت أكبر حملة إيرانية لاستعراض القوة في منطقة الخليج العربي وفي مضيق هرمز تحديدا وحيث أقيمت مناورات عسكرية إيرانية واسعة النطاق كان هدفها المعلن ليس استعراض الحالة التعبوية واللوجستية للقوات الإيرانية المشتركة بل كانت بمثابة رسالة تهديد شاملة وواضحة لدول المنطقة بالاستعداد الإيراني لإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية وعمليات تصدير البترول من دول الخليج العربي في حالة وصول النظام الإيراني الى حالة اليأس المطلق من إمكانية تخفيف الحصار الدولي حوله.
لقد أعلنها الإيرانيون بالصوت العالي والصورة الموثقة أنه لن تخرج قطرة بترول من الخليج العربي في حالة مقاطعة البترول الإيراني! وهي حالة ابتزازية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية, ومؤشر فظيع, ومؤسف على حالة "البلطجة الرثة" التي يعيشها النظام الإيراني وهو يلوك الشعارات الدينية والمذهبية التي ثبت زيفها المطلق, النظام الإيراني يحاول تهديم المعبد على رؤوس الجميع , ودول الخليج العربي في النهاية ليست مسؤولة بالمرة عن فشل السياسة الإيرانية في علاقاتها مع دول العالم كما أنها ليست ملزمة بالتعاطي مع الطموحات الإيرانية المريضة التي تدعي القوة في جانب بينما سوسة الفساد والفشل والإنتهازية واللصوصية تنخر في الجسد الإيراني الداخلي, فتهديدات العالم بصواريخ كارتونية فاشلة وبغواصات مزعومة, والتهديد بإغراق الأساطيل وحاملات الطائرات وتحويل مياه الخليج العربي الى جحيم! أمر لا يتشابه بالمرة مع حالة الانهيار الأمني الداخلي وقدرة الموساد أو أي جهاز آخر على اختيار الهدف وضربه في اللحظة التي يشاء في ظل غفلة كاملة من اجهزة الأمن والاستخبار الايرانية التي تخصصت على ما يبدو في حقل واحد فقط وهو تخصيص السفارات والبعثات الديبلوماسية في العالم لتأسيس خلايا وشبكات تجسس بائسة تكون عونا للمشروع الإيراني الطائفي التخريبي في المنطقة! ولتخريب مجتمعات المنطقة وزرع الفتن الطائفية السوداء في المجتمعات الآمنة كما فعلوا في العراق ولبنان والبحرين ويحاولون فعله بإصرار في دول أخرى من بينها الكويت بطبيعة الحال التي تشهد تركيزا استخباريا إيرانيا واضح المعالم لا تخطىء العين الخبيرة رصد رموزه ولا دلالاته ولا ابعاده التاريخية , والعجيب أننا لم نسمع أبدا بقيام المخابرات الإيرانية أومخابرات الحرس الثوري بإستهداف وضرب أي هدف إسرائيلي بشكل مباشر إلا من خلال الوكلاء في لبنان مثلا وحيث يدفع الشعب اللبناني فيما بعد ثمن الإنتقام الإسرائيلي, أما وحدات الحرس الثوري الخاصة أوفيلق القدس بعناصره الاستخبارية وفرق اغتيالاته فلم تقترب أبدا من أي هدف إسرائيلي لا عسكري, ولا علمي, ولا مدني, ولا أي شيء آخر, بل أن الجعجعة الإعلامية فقط كانت تضرب الإسرائيليين بينما الشبكات التجسسية الحقيقية وفرق الموت الإيرانية هي التي كانت تضرب دول المنطقة والأطرف أن المخابرات الإيرانية لم تعتقل أي جواسيس إسرائيليين من أي نوع بينما تتفنن "إطلاعات" الإيرانية في تلفيق وفبركة التهم لمواطنين أبرياء من دول الخليج العربي بتهمة التجسس كما حصل مع عدد من المواطنين الكويتيين غيب بعضهم وأطلق سراح الآخرين , إنه منهج الفشل الإيراني الواضح في التعاطي مع الأزمات وفي كيفية إدارة الصراع ومنهجية تأسيس علاقات الثقة مع دول الجوار والتي خلقت أزمة بنيوية مستعصية في هيكل العلاقات الدولية في الخليج العربي وخلقت أزمات ثقة في المنطقة , النظام الإيراني وهوبصدد تصعيد المناورات العسكرية ويحاول فعل ما بوسعه عسكريا وأمنيا لدعم حليفه الستراتيجي في الشرق الأوسط وهو نظام القتلة في دمشق الذي يواجه إستحقاقات السقوط والغياب عن المسرح السياسي الإقليمي, يواجه اليوم ضعفا داخليا قاتلا ستتكفل جماهير الربيع الثوري الإيراني المقبل بكشف العديد من حلقاته وبتقرير مستقبل إيران بالتالي, نظام يعتمد على شبكات تجسس طائفية لا يمكن أن يصمد أبدا أمام عواصف التغيير العنيفة الهابة على المنطقة , لقد إقتربت لحظة الحقيقة و"مرك بر دكتاتور".
* كاتب عراقي

اللوبي اللبناني شارك في وضع جدول أعمال زيارة بان كي مون 
عودة الروح إلى القرار 1559 تؤكد التصميم الأممي على أن لا شرعية لـ"حزب الله"

حميد غريافي/أفهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, الذي يزور لبنان حالياً, الرؤساء اللبنانيين الثلاثة ميشال سليمان ورئيسي حكومته نجيب ميقاتي ومجلس نوابه نبيه بري, ان مسألة احتفاظ الاطراف الشيعية الميليشياوية في البلاد مثل "حزب الله" و"حركة امل" والاطراف الفلسطينية على مختلف مشاربها واتجاهاتها, بالسلاح ضد مشيئة الدولة وقواتها المسلحة وغالبيتها الشعبية المنتخبة في البرلمان, لا يمكن ان تستمر على ما هي عليه الآن الى ما لا نهاية, بل ان المجتمع الدولي لم ينس قرار مجلس الامن 1559 الداعي الى سحب الجيش السوري من لبنان الذي حصل بالفعل في ابريل 2005 ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية والفلسطينية وحصر السلاح بالدولة والجيش والاجهزة الامنية, بدليل ان موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى لبنان لمتابعة تطبيق هذا القرار وتجريد تلك الميليشيات من أسلحتها تيري رود لارسون الذي يعتبره "حزب الله" عدوا له بسبب منصبه هذا, والذي رفض نظام بشار الاسد استقباله مرات عدة, هو الآن عضو في وفد بان كي مون المرافق الى لبنان, ما يؤكد معلومات الامين العام ل¯ "اللجنة الدولية- اللبنانية لمتابعة تطبيق القرار 1559" طوم حرب, ان "هذا القرار الذي استمات "حزب الله" و"حركة امل" ومن خلفهما طهران ودمشق خلال السنوات السبع الماضية لطمس ذكره ووأده وابعاده عن التداول, مازال حياً ويعود الى الطاولة بزخم لا يقل قوة عن زخم الحديث المتواصل عن طاولة الحوار للبحث في السلاحين الداخلي والخارجي المسيطرين على الأراضي اللبنانية, والمستخدمين في السياسة الداخلية حتى اقصى الحدود, وان عودة الامانة العامة للأمم المتحدة لذكر هذا القرار في كل طروحاتها المتعلقة بلبنان وخصوصا هاجس بان كي مون من سلاح حزب الله الذي وصفه اول من امس بأنه موجه الى سيادة الدولة اللبنانية ويجب نزعه فوراً وحصر الاسلحة بيد الجيش وقوى الأمن الحكومية فقط, تؤكد بما لا يقبل الشك ان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية الفاعلة تمهد لقلب معادلة هذا السلاح في لبنان لصالح الدولة متى انهار نظام بشار الاسد في سورية وانهار معه اي امل لحزب الله وحركة امل, في امكانية احتفاظهما بترسانتيهما العسكريتين اللتين تفوقان معظم ترسانات الدول العربية من حيث النوعية وخصوصا من حيث عدد الصواريخ ومفاعيلها التدميرية".
وأضاف حرب ل¯"السياسة", ان القوى اللبنانية الاغترابية الفاعلة "ساهمت في وضع جزء من جدول اعمال زيارة بان كي مون الى لبنان بمشاركة لارسن وعدد من المستشارين الدوليين الداعمين لتطبيق كل قرارات مجلس الامن مهما طال الزمن, وخصوصا المتعلق منها بنزع سلاح وصواريخ حزب الله من الاراضي اللبنانية التي لا تعرض اسرائيل وشعبها للخطر فحسب, بل تعرض شعوباً عربية اخرى, من بينها الشعب السوري الثائر اليوم على نظامه القمعي المتوحش, والذي سيتحول نظامه الجديد المقبل, على انقاض نظام البعث, الى حربة مسنونة في صدر حزب الله وحركة امل وايران من ورائهما".
من جهته, قال رئيس "المجلس العالمي لثورة الأرز" جو بعيني من مقره في استراليا ل¯"السياسة" ان "عودة الروح الى القرارات الدولية الداعية الى تنفيذ بنود القرار 1559 تجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من أسلحتها في لبنان, تمهيداً لبسط سيادة الدولة بجيشها على كل أراضيها, كان من احد اسبابها تصدي النفوذ الاغترابي اللبناني داخل الولايات المتحدة والأمم المتحدة وخصوصا مجلس الامن صاحب تلك القرارات, لتوجهات الرؤساء اللبنانيين المتعاقبين الذي اتى بهم نظاما الاسد ومحمود احمدي نجاد بواسطة القوى المسلحة الداخلية, وفي مقدمتها ضغوط حزب الله ورئيس المجلس اللبناني نبيه بري الذي مازال منذ نيف وعقدين من الزمن يشكل القائمة الثالثة لمثلث الحكم التابع لسورية وايران, والذي يحارب باستمرار ومن دون هوادة القرارات الدولية التي تتطرق الى نزع سلاح الميليشيات الداخلية والاقليمية". وحض بعيني باسم جميع القيادات الاغترابية اللبنانية في اميركا واستراليا والبرازيل وكندا واوروبا والعالم العربي, بان كي مون على "أن يوصل صوته عالياً وحاداً الى آذان ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي, بأن موضوع السلاح غير الشرعي خارج الدولة المصوب الى صدرها وصدور اللبنانيين, لم يمت ولم يدفن كما سعى جميع هؤلاء بضغوط من طهران ودمشق اللتين زرعتا في أراضي لبنان اكثر من 40 ألف صاروخ لتدمير لبنان لا لتدمير اسرائيل التي يحمي نظام البعث منذ 40 عاماً حدودها السورية, كما يحمي حزب الله منذ ستة اعوام حدودها اللبنانية, بعدما جرى توجيه هذه الصواريخ الى صدور اللبنانيين في الداخل".
وقال بعيني "ان ظهور تيري رود لارسن مجدداً ضمن الوفود الأممية الى لبنان يؤكد تصميم بان كي مون والولايات المتحدة والعالم الحر على اعادة تعليق صورة القرار 1559 لنزع السلاح في صدر الوضع اللبناني المتوقع له ان يشهد خلال الأشهر القليلة المقبلة "بل ربما خلال اسابيع", تغييرات جذرية لصالح عودة الروح الى الدولة كمقدمة لابعاد هؤلاء الرؤساء الثلاثة المتربعين على كراسي الحكم بأوامر من ايران وسورية, اذ ان نظامي هاتين الدولتين نفسيهما معرضان خلال تلك الفترة الى السقوط والانهيار".

الأسد في باب العزيزية
طارق الحميد/الشرق الأوسط
ظهور بشار الأسد الأخير في دمشق وسط بعض من مؤيديه يشبه كثيرا ظهور معمر القذافي في باب العزيزية، أو الساحة الخضراء، ليظهر أنه ما زال قائدا، ويحظى بالشعبية، لكن ذلك غير صحيح على الإطلاق، سواء بحالة القذافي، وهذا ما أثبتته الأيام، والأحداث، والأمر نفسه ينطبق على الأسد. فبعد خطاب الأسد، الذي ظهر فيه مستجديا ومنفصلا عن الواقع، خرج بعدها بيوم وسط الحشود ليثبت شجاعته، وقيادته، لكن الواقع يقول إنه خرج بسبب الخوف، وأكد خروجه أنه ليس رئيس سوريا، وإنما رجل له أتباع، وقد يقول قائل: كيف ذلك؟ ظهور الأسد ثاني يوم خطابه، ذي التسع وتسعين دقيقة، في ساحة الأمويين، كان مؤشرا على أن الأسد هو زعيم فئة محددة، وليس رئيس سوريا، وبذلك فإنه هو من ساهم في عزل نفسه أكثر وأكثر، ويكفي الإشارة إلى أن الصور التي ظهرت لخطابه المطول، والممل، في الجامعة لم تظهر وجود مسؤولين من أعضاء حكومته، وخصوصا الوجوه المعروفة، وقت ذلك الخطاب، كما لم تظهر أيا من مرتدي البزات العسكرية، من أصحاب الرتب، ناهيك عن أن إطلالته المحدودة في ساحة الأمويين أظهرت أن معظم الحضور هم من رجال الأمن، وذاك ظاهر من ملامحهم، وبنيتهم، ويكفي تأمل الأمن المحيط بزوجته وقتها.
وفي خطابات الأسد الثلاثة السابقة، وحتى آخر مقابلة مع المحطة الأميركية، كان يتحدث بها كرئيس للسوريين، رغم أنه لم يكن مقنعا بالطبع، لكن إطلالة ساحة الأمويين كانت مختلفة، حيث كان يطمئن أتباعه بأن النصر قريب، ويتعهد لهم بمحاربة شريحة عريضة من المجتمع السوري، ويتعهد بالانتصار على العرب، والغرب، وبدا وكأنه في موقع حسن نصر الله، وليس رئيس سوريا، والفارق كبير! وبالطبع فسيكون السؤال الآن هو: متى يسقط الأسد، أو كيف؟ والإجابة عن هذا السؤال لخصها العميد السوري المنشق مؤخرا مصطفى أحمد الشيخ، حيث يقول إن «الانشقاقات الكبيرة وعلى مستوى القطاعات تصير عندما يصبح هناك أفق مفتوح ويشعر الضابط أو العسكري أن هناك قرارا دوليا بإسقاط النظام»، مضيفا أنه «حتى الآن لا يوجد قرار دولي بإسقاط النظام. ولهذا لم نر ضباطا كبارا ولا مسؤولين من المناصب المدنية العالية انشقوا. ولكن إذا صارت هناك منطقة عازلة فمعظم الجيش سينشق ويسقط النظام بشكل أسرع». وهذا ما حدث في حالة ليبيا، وليس المقصود هنا مشاركة الناتو عسكريا، وبشكل موسع، بل إن المطلوب هو اتخاذ قرار دولي لرفع الشرعية عن النظام الأسدي، وأولى الخطوات لذلك هي صدور قرار أممي لتوفير منطقة عازلة، وحظر للطيران، فحينها ستكون حركة الانشقاقات واسعة بالجيش السوري، خصوصا أن عدد المنشقين حتى الآن، بحسب العميد الشيخ، بلغ 20 ألفا، وبمجرد توفير المنطقة العازلة، بحسب العميد الشيخ، فإن مسؤولين كبارا سينشقون، ومن شأن ذلك إسقاط النظام، وبشكل سريع. وهذا ما يجب أن يتم الآن، حيث إن جميع الحلول الأخرى أصبحت بلا جدوى، ومهما حاول البعض القول بغير ذلك.