المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار17  كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 09/22-27/يسوع ينبـئ بموته وقيامته
وقال لتلاميذه: يجب على ابن الإنسان أن يتألم كثيرا، وأن يرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة، وأن يقتل وفي اليوم الثالث يقوم من بين الأموات. وقال للجموع كلهم: من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. من أراد أن يخلص حياته يخسرها، ومن خسر حياته في سبيلي يخلصها. فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو أهلكها. من استحى بي وبكلامي، يستحي به ابن الإنسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الأطهار. الحق أقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله.

عناوين النشرة
*انهيار مبنى الأشرفية يزيد من هموم الحكومة وعدد القتلى يرتفع إلى 26
*تايلاند تتهم المشتبه به اللبناني الذي اعتقل الخميس في قضية ارهاب
*باريس: ايران انتهكت الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح
*19 قتيلا وعدد من الجرحى في انهيار مبنى سكني في منطقة فسوح في الاشرفية واستمرار عمليات الاجلاء...ميقاتي يشكل لجنة للتحقيق في اسباب الانهيار

*تصدّعات تعود الى أسابيع/
11 قتيل و11 جريحاً بانهيار مبنى في فسّوح ـ الأشرفية
*مبنى مصدَّع في الأشرفية انهار على سكانه في لحظات/قتيلة ومصابون وسليمان وسياسيون تفقّدوا والإنقاذ يتواصل
*مبنى فسّوح والدولة المتخاذلة 
*سليمان عرض التطورات مع الصفدي وموسى وشرف وحبيش  ويترأس جلسة لمجلس الوزراء عصرا لبحث مشروع قانون الموازنة
*جعجع اختتم زيارته لاقليم كردستان - العراق بلقاء البارزاني وقيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني: لا استقرار في المنطقة قبل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
*عون وخيرالله وسليمان مطارنة جدد في الكنيسة المارونية
*قتيل يحمل الجنسية اللبنانية في ألمانيا
*الإعتداء على مواطن في البترون
*الوطنية للإعلام": قتيل في مخيم البداوي في حفل زفاف 
*وزير الخارجية التركي اجتمع بقيادات
*أوغلو زار المطران عوده: للعمل على حماية التقاليد الدينية وتطوير الحوار 
*الحريري أسف لسقوط ضحايا بانهيار مبنى الأشرفية.. وأجرى اتصالات لمواكبة عمليات الإنقاذ
*حزب الله» عَجز عن تعطيل زيارة بان كي مون/أسعد بشارة/الجمهورية
*الحريري: رسالة بان عن المحكمة واضحة وتعديل الاتفاقية لن يحصل
*الأسد و"حزب الله" وإيران يحاولون إغراق الخليج بالمخدرات
*التيار الوطني" أعلن فوز لائحته في انتخابات رابطة خريجي الهندسة في اليسوعية
*خطابا نصرالله والأسد متشابهان في المبالغة بإظهار القوة والتخبّط"
*زهرا: من يمتلك السلاح قادر على نقل الأزمة السورية إلى لبنان
*قيادات في المعارضة السورية: القوات العربية قد تنقذ الأسد من مقصلة الشعب
*مصادر في المعارضة تشكك بانشقاق العميد الشيخ وضباطه/حميد غريافي/السياسة
*طلباتُ بشّار لن تمرّ/نصير الأسعد/الجمهورية
*نظام الأسد قاتل ولكن ممانع/مصطفى علوش/المستقبل
*الأسد يسير على طريق إيمانويل نورييغا ولوران غباغبو/وسام سعادة/المستقبل
*هستيريا الموت المجاني والطائفية السوداء في العراق/داود البصري/السياسة
*من جريدة السياسة مقابلة مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي
*المعارض السوري ميشال كيلو: استخدام الحل العسكري من قبل النظام السوري يدوّل الأزمة
*عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري: نقول للنظام إرحل .. والثورة تقود نفسها 
*التزامات لبنان لتعهداته الدولية لا تكفي وإسرائيل وسوريا تعطّلان تنفيذ القرارات/اميل خوري/النهار
*رسائل بان: طمأنة في لبنان ومنبر بيروت لمخاطبة الأسد/روزانا بومنصف/النهار
*ما الذي دفع نصرالله إلى إطلاق كلامه عن قميص الأمن الاجتماعي؟ الفلتان المتصاعد خصوصاً في الضاحية ومسؤولية الدولة/ابراهيم بيرم/النهار
*روسيا وسوريا في أيام سقوط المثاليات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط
*ويل لمن زاد إنتاجه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
*إرسال قوات عربية لسوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*بشار الأسد ابن أي شارع/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط
*حديث خاص بـ"يقال.نت" مع جوني عبدو ينتقد ويقترح ويقرأ في كتاب الثورة السورية
 
/جنبلاط يرى أن "النزف" في سوريا سيؤدي إلى حرب أهلية: نظريات الإرهاب لم تعد تقنع الشعوب

تفاصيل النشرة

انهيار مبنى الأشرفية يزيد من هموم الحكومة وعدد القتلى يرتفع إلى 26
نهارنت/..زادت مأساة انهيار المبنى في شارع المطران عطا الله في فسوح الأشرفية مساء الأحد من هموم الحكومة التي تواجه أساسا أزمات عدة من الأجور إلى التعيينات... لتظهر مشكلة قديمة حديثة وهي أزمة البنايات القديمة في ضواحي بيروت. وأكدت المعلومات الواردة حتى الساعة أن عدد القتلى في انهيار المبنى في فسوح الأشرفية هو 25، بينهم 12 لبنانيا لا يوجد غيرهم و8 سودانيين، 3 فيليبينيين و2 مصريين، أما عدد الجرحى ما زال 11، وعدد المفقودين هو حوالي 14. وتتابع فرق الانقاذ حتى الساعة البحث عن المفقودين تحت الأنقاض. ومن جهته، صرح الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابراهيم بشير أن الحكومة ستتخذ قرارا بالتعويض عن المتضررين وبطلب مباشر من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتأمين مأوى لجميع العائلات، مؤكدا "سنقوم بإستئجار مساكن للعائلات المتضررة". كما أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرارا شكل بموجبه لجنة لإجراء التحقيق اللازم لتبيان الأسباب التي أدت الى انهيار المبنى. وسيدرج هذا الحادث كبند طارئ من خارج جدول الأعمال على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها بعد ظهر اليوم الاثنين في قصر بعبدا، في ضوء تقرير أولي عن نتائج التحقيق الجاري في أسبابه وظروفه، حسب ما أفادت مصادر وزارية صحيفة "النهار" صباحا. وأكدت هذه المصادر أن "ملف السلامة العامة سيفتح على مصراعيه وستتخذ الاجراءات الممكنة والعاجلة نظراً الى وجود مئات بل ربما آلاف المباني القديمة التي تستدعي كشوفا دورية تجنبا لتكرار مثل هذه المأساة". وتحدثت إحدى سكان المبنى صباحا، غلاديس نعيم، للـLBC وكشفت أن صاحب الملك ميشال سعادة الذي لا يزال قيد التحقيق كان قد نصح فجر الأحد السكان بألا يناموا الأحد في المبنى. كما أفادت نعيم أنه في 25 كانون الأول الماضي سمع سكان المبنى صوت انفجار صغير واكتشفوا لاحقا أنه كان صوت انهيار إحدى عواميد المبنى. وأضافت أن المبنى مؤلف من 6 طبقات ويسكنه أكثر من 35 شخصا من جنسيات مختلفة. وأضافت الLBC أن البنايات المجاورة للمبنى المنهار في فسوح تم إخلاؤها مساء الأحد بطلب من القوى الأمنية. ودعا رئيس لجنة الأشغال العامة النيابية النائب محمد قباني أمس الى اجتماع استثنائي للجنة بعد ظهر اليوم لمناقشة موضوع الانهيار في حضور ممثلي الادارات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية.

تايلاند تتهم المشتبه به اللبناني الذي اعتقل الخميس في قضية ارهاب
نهارنت/أعلنت الشرطة في تايلاند أنه تم اليوم الاثنين توجيه الاتهام الى لبناني يشتبه في محاولته التخطيط لاعتداء في بانكوك بعد العثور على مواد كيميائية قابلة للانفجار، وذلك بعد بضعة أيام على اصدار السفارة الأميركية في بانكوك تحذيران من هجوم ارهابي محتمل. وصرح نائب قائد الشرطة بانسيري براباوات "لقد اتهم بانتهاك القانون حول السلاح". وأوضح أن المشتبه به الذي أوقف الخميس لديه على ما يبدو علاقات مع حزب الله اللبناني قاد الشرطة الى منزل في منطقة ساموت ساخون القريبة من العاصمة. وعثرت الشرطة في المكان على كميات كبيرة من الأسمدة الكيميائية ومن نترات الامونيوم. وغالباً ما يستخدم نترات الامونيوم في الزراعة مثل الأسمدة لكن يمكن استخدامه لصنع قنابل. ولا بد لامتلاكه من الحصول على ترخيص من السلطات في تايلاند. وتابعت الشرطة أن المشتبه به أوضح أنه تم استئجار المكان قبل عامين لاستخدامه كمستودع لبضائع قبل إرسالها الى الشرق الأوسط. وأعلنت الشرطة السبت أنه أقرّ خلال الاستجواب بأن مجموعة خططت لتنفيذ هجوم في تايلاند لكنه تم إلغاء المشروع. وكانت السفارة الأميركية في بانكوك أصدرت الجمعة تحذيراً الى مواطنيها من هجمات محتملة يمكن أن ينفذها "ارهابيون اجانب" في الأماكن السياحية للعاصمة. والرسالة لا تزال موجودة الاثنين على الموقع الالكتروني للسفارة. وحاولت السلطات التايلاندية منذ ذلك الحين طمأنة السكان. مصدراسوشيتد برس/نهارنت.

باريس: ايران انتهكت الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح
نهارنت/أعلنت وزارة الخارجية الفرنسي اليوم الاثنين أن ايران انتهكت مرات عدة الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح بحسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة. وصرح مساعد المتحدث باسم الوزارة رومين نادال خلال لقاء صحافي ان "مجموعة خبراء الأمم المتحدة حول ايران ابلغت مجلس الامن الدولي بعدة حالات انتهاكات من قبل ايران او الى ايران لقراري حظر الاسلحة 1747 و1929 الصادرين عن مجلس الامن الدولي". وكان نادال يرد على اسئلة حول معلومات اميركية بان طهران تزود دمشق بالاسلحة لمساعدتها على قمع المتظاهرين. وقال "ان تزويد الاسلحة غير شرعي ويثير الصدمة لأنه يصب في صالح نظام اختار القمع الذي اشار اليه مجلس الامن الدولي مراراً بأنه يرقى الى مستوى "جرائم ضد الانسانية"". وأضاف "اننا نندد بهذه الانتهاكات وندعو ايران وسوريا الى الالتزام التام بقرارات مجلس الامن الدولي". وكان مسؤولون اميركيون رفيعو المستوى صرحوا لوكالة "فرانس برس" الجمعة ان "الحكومة الاميركية واثفة من ان ايران زودت سوريا باسلحة" لاستخدامها خلال عمليات القمع. وأوضحت هذه المصادر ان الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد كتيبة القدس (القوة الخاصة للحرس الثوري) كان في دمشق في كانون الثاني. وينص القرار 1747 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 24 اذار 2007 على حظر على تصدير الاسلحة الايرانية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وفي حزيران 2010 تبنى مجلس الامن الدولي القرار 1929 الذي ينص على اجراءات جديدة تشدد خصوصاً الحظر الجزئي على بيع الأسلحة الى ايران. مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

19 قتيلا وعدد من الجرحى في انهيار مبنى سكني في منطقة فسوح في الاشرفية واستمرار عمليات الاجلاء...ميقاتي يشكل لجنة للتحقيق في اسباب الانهيار
انهار مبنى مؤلف من 7 طبقات على قاطنيه الذي يبلغون حسب معلومات اولية اكثر من 30 شخصا في شارع المطران عطالله في منطقة فسوح في الاشرفية، وأدى الإنهيار الى مقتل 19 شخصا وجرح 12 وفقدان اشخاص عدة حتى الساعة. وعُرف من بين القتلى الفتاة آن ماري عبد الكريم آن ماري عبد الكريم، ليث شارل بقلي، فرح خليل بقلي، إيفا حكيم بقلي، السودانيين: عباس آدم، جمعة آدم، علي آدم، عبد الرحمن عبدالله، عباس يحيا، أيوب آدم، أحمد محمد آدم وأحمد محمد إسحق، طانيوس نعيم وشاب مصري اسمه هاني. ونقل إلى المستشفى للمعالجة، الشاب انطوني عبد الكريم، وجريحة من التابعية الفليبينية، وطفل في الثالثة من العمر، والجريح ألبير يزبك (73 عاماً). وخرجت الفليبينية روز ماري بالاكا بعد تضميد جروحها في غرفة الطوارئ. كما نقل الى مستشفى الجعيتاوي جاك جعارة، ووصفت حالته بالمستقرة.  هذا وافادت الوكالة الوطنية للاعلام ان فريقا هندسيا بدأ الكشف السريع على مبنيين مجاورين للمبنى المنهار في منطقة فسوح - الاشرفية، حيث تم اخلاؤهما لتحديد وضعهما التقني. وتفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المبنى المنهار، وشدد على ضرورة التحقيق بما حصل لمعرفة مكمن الخلل مشيرا الى ضرورة تدارك هذه الامور كي لا تتكرر ويجب حصول كشف مسبق ودوري على الابنية. وأصدر وزير الصحة علي حسن خليل بيانا، طلب فيه "من المستشفيات كافة في نطاق مدينة بيروت وضواحيها، استقبال جميع الجرحى الذين ينقلون اليها من سكان المبنى المنهار، وتقديم كل العناية اللازمة لهم، وذلك على نفقة وزارة الصحة". وتفقد خليل أعمال رفع الأنقاض. كما تفقد المصابين في المستشفيات واطلع على أحوال الجرحى.
وأفادت مصادر وزارية بأن هذا الحادث سيدرج كبند طارئ من خارج جدول الاعمال على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في ضوء تقرير أولي عن نتائج التحقيق الجاري في أسبابه وظروفه. وإذ رفضت استباق التحقيق او الحديث عن "فضيحة تقصير" في تجنب حصوله ريثما تنجلي الوقائع الموضوعية في الحادث، أكدت ان ملف السلامة العامة سيفتح على مصراعيه وستتخذ الاجراءات الممكنة والعاجلة نظراً الى وجود مئات بل ربما آلاف المباني القديمة التي تستدعي كشوفا دورية تجنبا لتكرار مثل هذه المأساة.
من جهته، اصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ظهر الاثنين قرارا شكل بموجبه لجنة لاجراء التحقيق اللازم لتبيان الاسباب التي ادت الى انهيار المبنى الكائن في محلة فسوح من منطقة الاشرفية. وتتألف اللجنة من مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الفنية المهندس كلود مسعد رئيسا، ممثل عن وزارة الاشغال العامة والنقل، عضوا، ممثل عن وزارة الداخلية والبلديات، عضوا، ممثل عن بلدية بيروت، عضوا، ممثل عن نقابة المهندسين في بيروت، عضوا. وتكون مهمة اللجنة اجراء التحقيق اللازم وبالسرعة الممكنة لتبيان الاسباب التي ادت الى انهيار المبنى الكائن بالتنسيق مع الادارات المعنية وتقديم الاقتراحات اللازمة بشأن وضعية الابنية القديمة التي قد تكون معرضة للانهيار والتي يمكن ان تشكل خطراً على السلامة العامة، على ان ترفع اللجنة المذكورة تقريرها الى رئيس مجلس الوزراء خلال مهلة خمسة عشر يوماً اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار. المصدر: وكالات

تصدّعات تعود الى أسابيع/11 قتيل و11 جريحاً بانهيار مبنى في فسّوح ـ الأشرفية
وكالات//انهار مبنى قديم مأهول من سبع طبقات، في منطقة فسوح - الأشرفية، في شارع المطران عطاالله ويضم عشر شقق. وأفادت الأنباء عن مقتل فتاة في الخامسة عشرة من العمر تم انتشالها من تحت ركام المبنى المنهار كما سحبت بعد ذلك 10 جثة في حين وقع 11 جريحاً تتراوح اصاباتهم بين الخطيرة والبسيطة. وقد تواصلت اعمال الانقاذ طوال الليل لانتشال المحتجزين من تحت الركام.
وكان سمع عند الخامسة والنصف من غروب امس، صوت دوي هائل، مع غبار كثيف، ليتبيّن ان "مبنى عطاالله" مقابل محلات "زهار" في منطقة فسوح، قد انهار كلياً. وافاد فوج اطفاء بيروت ان المبنى المنهار كان يقطنه نحو ثلاثين شخصاً. وعلى الفور، توجهت سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني، الى المكان للمساهمة في انتشال المصابين ونقلهم الى المستشفيات. كما ساهم في الانقاذ عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ومدنيون. وقد توالى صدور اصوات استغاثة من المحاصرين تحت الانقاض، علماً ان الجرافات والآليات واصلت عملها طوال الليل لازالة الركام وانقاذ المحاصرين. وساد حال من الهلع في الشارع، ولاسيما مع تردد انباء عن بدء فريق هندسي الكشف السريع على مبنيين مجاورين للمبنى المنهار، حيث تم اخلاؤهما لتحديد وضعهما التقني. وكان 4 من أفراد عائلة طانيوس فرحات من بلدة زحلتي - قضاء جزين، لا يزالون محتجزين تحت ركام المبنى المنهار. ونقلت محطة
mtv عن غلاديس فرحات، تأكيدها ان المبنى كان مهدداً بالسقوط منذ اسابيع، وان احد الاعمدة قد سقط في فترة الاعياد. وأشارت الى أن أشقائها جهاد وفرحات وشارلي طانيوس فرحات، شعروا أن المبنى سينهار، فطلبوا منها ومن والدتهم جان دارك الخروج بسرعة من منزلهم الكائن في الطابق الأول من المبنى، وبدأوا محاولة نقل والدهم المقعد، لكن الانهيار سبقهم، فاحتجزوا على درج المبنى. وتعمل فرق الإنقاذ على انتشالهم. وذكرت فرحات ان صاحب المبنى كان موجودا قبل سقوطه بخمس دقائق، وانه تحدث مع شقيقها داعياً الى اخلاء المبنى. وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام عن أهالي الحي أن الأمطار الغزيرة قد تكون السبب في انهياره.
الضحايا
وعُرف من الضحايا في مستشفى الروم، الفتاة آن ماري عبد الكريم التي انتشلت جثة، فيما تعالج جدتها عايدة في المستشفى نفسها. كما عرف من الجرحى الشاب انطوني عبد الكريم، وجريحة من التابعية الفليبينية، وطفل في الثالثة من العمر، والجريح ألبير يزبك (73 عاماً). وخرجت الفليبينية روز ماري بالاكا بعد تضميد جروحها في غرفة الطوارئ. ونقل الى مستشفى الجعيتاوي، جاك جعارة واثنان من التابعية السودانية، ووصفت حالات الثلاثة بالمستقرة. وأصدر الصليب الاحمر اللبناني، بيانا، أفاد فيه انه تلقى "نداء يفيد عن سقوط مبنى مأهول مؤلف من 7 طبقات (10 شقق)"، وانها أحصت 11 حالة، بينهم جثة فتاة، تم نقلها جميعها إلى مستشفيات المنطقة، منها الروم والجعيتاوي والوردية.
المتابعة الرسمية والمواقف
وتفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مساء، مكان انهيار المبنى. وشدد على اهمية اجراء كشف دوري على الابنية ولا سيما القديمة منها ضمن نطاق البلديات واتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية ساكنيها، مشيرا الى ان الاجهزة المعنية تقوم بدورها في حضور الوزراء المعنيين ما يساهم في انتظام اعمال الاغاثة وتسهيلها. مضيفا "اذا كان ثمة من أفاد بأن المبنى متصدع ولم يحصل الاهتمام، هنا ينبغي ان يأخذ التحقيق مجراه لنرى اين مكمن الخلل". وقال ردا على سؤال، "من الضروري ان يكون هناك تشدد في الاجراءات". ولاحظ "ان كل الاجهزة منذ اللحظة الاولى للحادثة تقوم بدورها، والوزراء المختصون موجودون على الارض، ويتابعون الموضوع". وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي موضوع المبنى، عبر اتصالات مع وزراء الداخلية مروان شربل، والصحة علي حسن خليل، والاشغال العامة غازي العريضي ورئيس بلدية بيروت بلال حمد. وطلب استنفار كل الاجهزة المعنية لإخلاء الجرحى والمصابين من تحت أنقاض المبنى. وأعطى توجيهاته الى الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابراهيم بشير لاتخاذ الاجراءات المناسبة، ورفع تقرير عاجل في هذا الصدد. وطلب تشكيل لجنة من المديرية العامة للتنظيم المدني ومديرية الدفاع المدني ونقابة المهندسين في بيروت، للتحقيق في ملابسات انهيار المبنى وتحديد المسؤوليات. كما طلب الكشف على كل الابنية المشكوك بسلامتها.
وأصدر وزير الصحة بيانا، طلب فيه "من المستشفيات كافة في نطاق مدينة بيروت وضواحيها، استقبال جميع الجرحى الذين ينقلون اليها من سكان المبنى المنهار، وتقديم كل العناية اللازمة لهم، وذلك على نفقة وزارة الصحة". وتفقد خليل أعمال رفع الأنقاض. كما تفقد المصابين في المستشفيات واطلع على أحوال الجرحى. ودعا رئيس لجنة الاشغال العامة النيابية النائب محمد قباني، الى اجتماع استثنائي للجنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في المجلس لمناقشة موضوع انهيار المبنى، بحضور ممثلي الادارات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية ونقابة المهندسين. وحضر الوزير شربل للاشراف على عمليات الإنقاذ. كما توجه إلى منطقة فسوح، نواب منطقة الاشرفية: ميشال فرعون وجان أوغاسابيان ونديم الجميل وسيرج طورسركيسيان ونايلة تويني، للإطلاع على حجم مأساة انهيار المبنى، وتأمين المساعدة للمصابين. كما حضر رئيس بلدية بيروت بلال حمد الذي أكد ان البلدية ستباشر عملية مسح الابنية القديمة في العاصمة للتأكد من سلامتها. وأجرى الجميل سلسلة اتصالات بمستشفيات المنطقة لاستقبال الجرحى. كما اطمأن من الأهالي وفريق الصليب الاحمر المشرف على عملية الاغاثة، الى أحوال الجرحى والمصابين. وأسف لهذا الحادث المؤلم، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، آملا باخراج عدد آخر من المواطنين على قيد الحياة من تحت الانقاض. وشدد وزير الصناعة فريج صابونجيان على "ضرورة إجراء التحقيق الضروري لتحديد المسؤوليات". وتفقد رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مكان المبنى، ودعا للصلاة من اجل الضحايا اكانوا مصابين ام متوفين.

مبنى مصدَّع في الأشرفية انهار على سكانه في لحظات/قتيلة ومصابون وسليمان وسياسيون تفقّدوا والإنقاذ يتواصل
عباس صالح/النهار
تحت الحطام انين وصرخات استغاثة تصدر عن بعض سكان المبنى الذي انهار عليهم نحو السادسة مساء امس، وبدا من ناحية الطريق عدد من السيارات التي طاولتها الحجارة المتناثرة فسوّت سقوفها بالارض، اما السيارات المتوقفة قرب المباني المجاورة، فكساها غبار ابيض كثيف، كأن دهورا مرت عليها. في المكان المنكوب، لم يبق شيء على حاله. ضباب من الغبار يعبق في المكان رغم مرور ساعات على الحادث المذهل، ورغم ان بقايا امطار الشتاء التي استراحت لبرهة، تبلل كل الامكنة بما فيها بقايا المبنى المنكوب نفسها. عناصر الجيش وضباطه يصرخون باعلى اصواتهم لإبعاد الناس عن المكان كي يتسنى لعناصر اجهزة الانقاذ، من دفاع مدني وفوج اطفاء بيروت والصليب الاحمر، الانصات كما ينبغي الى اصوات الاستغاثة التي كانت لا تزال تخرج من بين الانقاض، لتحديد امكنتها والعمل على ازالة الركام من فوق اصحابها ومحاولة انقاذهم. وكان فريق هندسي يكشف على مبنيين مجاورين للمبنى بعد اخلائهما لتحديد وضعهما التقني، بينما كانت المحلة تشهد ازدحاما اكثر فأكثر كلما تقدم الوقت، مع توافد عدد من المسؤولين والسياسيين الى المكان، ابرزهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي اعلن تشكيل لجنة تحقيق تعمل على تحديد مكامن الخلل والمسؤوليات، مشيرا الى ضرورة ان تخضع كل الابنية المهددة والمتصدعة لكشف دوري تتولاه الاجهزة المعنية. وكان سليمان فور تلقيه نبأ انهيار المبنى في الاشرفية، اجرى سلسلة اتصالات بالمعنيين من اجل تكثيف الجهود لإخراج سكان المبنى من بين الركام ونقلهم الى المستشفيات.
وفي البحث عن اسباب انهيار المبنى، برزت فرضيات كثيرة، اولها ان المبنى المنكوب شيد في الاربعينات من القرن الماضي، وأساساته من الحجر الرملي، على ما قال احد الجيران لـ"النهار"، الذي سبق ان سكن احدى شققه وتركها قبل اشهر ليقطن مبنى آخر "بعدما شعرت ان المبنى مهدد بالسقوط في اي لحظة، والسكن فيه مخيف"، اضافة الى انه كان مشيدا على اساس انه من 3 طبقات مع الارضية، واضيفت اليه طبقتان. الطبقات الثلاث الاول كانت عبارة عن شقتين في كل طبقة، وحين اضيفت اليه الطبقتان قسّمتا على اساس 4 شقق لكل طبقة، ثم اضيفت غرفة مع منتفعاتها فوق السطوح، وتم استثمار الطبقتين المضافتين حديثا مع الغرفة بتأجيرها لعمال اجانب.
المبنى كان يملكه يوسف ابو نجم الفغالي، واشتراه شخص من آل سعادة قبل نحو سنتين لازالته وتشييد مبنى جديد مكانه. تقطنه عائلات لبنانية في الطبقات الثلاث الاول من آل فرحات وجعارة وعبد الكريم وسعد والقسيس ويزبك، في حين يقطن الطبقات المشيدة حديثا عمال أجانب من الجنسيات الفيليبينية والمصرية والسودانية.
والمبنى المنكوب محاط بمبنيين عاليين قيد الانشاء، يفوق عدد طبقات كل منهما العشر، مما يستدعي البناء على أسس علمية حديثة، وقد يكون حفر الاساسات أضعف أسس البناء القديم وزلزلته على ما ظهر للعيان، بحسب ما أفاد أحد الجيران، الذي قال ان "صاحب المبنى زار قاطنيه قبل مدة وأخبرهم ان المبنى ضعيف ومهدد وآيل الى السقوط وعليكم مغادرته، لكنهم سألوه: الى أين نرحل؟ وانتهى الحوار عند هذا الحد.
والى ذلك سمع أحد القاطنين من الناجين يقول: "كنا نسمع "فرقعة" منذ أيام، ووقع جدار شرفة احدى الشقق قبل ساعات من انهيار المبنى".
الفرضيات لا تنتهي، كما خبريات الجيران الذين لم يخفف من صدمتهم حيال ما جرى وخوفهم من الآتي إلا توافد السياسيين الى المحلة. وكان أول الواصلين وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي تمنى أن تشكل الكارثة درساً لبلدية بيروت، كي تكشف على المباني المماثلة، لا سيما بعدما صرح رئيس مجلسها البلدي بلال حمد الذي كان الى جواره، أن المباني المماثلة في وضعها كثيرة جدا في كل مناطق بيروت.
كذلك حضر وزير الصحة علي حسن خليل الذي طلب الى كل المستشفيات في بيروت وضواحيها، استقبال جميع الجرحى الذين ينقلون من سكان المبنى المنهار، وتقديم كل العناية اللازمة اليهم، على نفقة وزارة الصحة.
وحضر من نواب بيروت: نايلة تويني، ميشال فرعون، نديم الجميل، وجان اوغاسبيان. واتصل رئيس مجلس  الوزراء نجيب ميقاتي بكل من الوزير مروان شربل والوزير حسن خليل ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ورئيس بلدية بيروت حمد، وطلب استنفار كل الاجهزة المعنية لاخلاء الجرحى والمصابين من تحت أنقاض المبنى بالسرعة القصوى.
كذلك أعطى ميقاتي توجيهاته الى الامين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابرهيم بشير لاتخاذ الاجراءات المناسبة في الحالات المماثلة، ورفع تقرير عاجل. وطلب تشكيل لجنة من المديرية العامة للتنظيم المدني في وزارة الاشغال العامة والنقل ومديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات ونقابة المهندسين في بيروت، للتحقيق في ملابسات الانهيار وتحديد المسؤوليات لاتخاذ الاجراءات. والكشف على كل الابنية المشكوك بسلامتها ورفع تقرير عاجل لاتخاذ الاجراء المناسب.
وحتى ساعة متأخرة من الليل كانت أعمال الانقاذ لا تزال جارية. وسحبت آن ماري عبد الكريم (15 عاما) جثة. في حين أسفرت جهود الاغاثة عن اخراج 11 جريحاً من تحت الانقاض عرف منهم: جاك جعارة، جوزف جعارة، ألبر يزبك، عايدة عبد الكريم (جدة الفتاة آن ماري)، وانطوانيت عبد الكريم، نادي عبدالله، صادق عبدالله، الى سودانيين اثنين، وخرجت الفيليبينية روز ماري بالاكا بعد تضميد جروحها في غرفة الطوارئ. كذلك انتشل من تحت الركام انطوني عبد الكريم.

"مبنى فسّوح والدولة المتخاذلة 
سلمان العنداري/موقع 14 آذار
انهار المبنى المتصدّع في منطقة فسّوح في الأشرفية على من فيه من مواطنين، وتكشّفت معه اكثر فأكثر حال هذه الدولة المنهارة اصلاً، التي تُصارع وسط دوامة من الفساد والافساد و"المستقتلين" على السلطة والمغانم والمكاسب. تصدّع مبنى فسّوح الذي سبّق انهياره، يكشف تصدّع مؤسسات هذه الدولة الهاربة من اداء مهامها، ويفضح قلة المسؤولية والاستهتار بقضايا الناس وارواحها وكراماتها على مدى عقود. المواطن المسكين يدفع الثمن كالعادة. سياسات بالية لا تستبق الكوارث ولا تحسب الحساب لما يمكن ان تتعرض له البلاد من مصائب واحداث. النواب والوزراء والرؤساء تقاطروا الى مكان وقوع الحادث واتحفونا بتصريحاتهم المملة التي لا تُشفي غليل الانتظار، وحقيقة الموقف، ليستمروا بوعودهم والقاء التهم على غيرهم لا اكثر ولا اقلّ. المبنى المنهار المؤلف من خمسة طوابق يحتوي على 10 شقق سكنية ويقطنه حوالى 30 شخصا. ومشهد الاهالي يكاد يُقطّع القلوب على ابواب المستشفيات وعلى مقربة من المبنى العتيق. ولا شك ان الكلام عن فريق هندسي بدأ الكشف السريع على مبنيين مجاورين للمبنى المنهار حيث تم اخلاؤهما لتحديد وضعهما التقني, قد اتى متأخراً. فالتنظيم المُدني في لبنان شبه معدوماً، ولا يختلف اثنان على ان مخالفات البناء اليومية في اكثر من منطقة و"مربّع" يتم تغطيتها من قبل امراء الطوائف واصحاب البواسط الإنتخابية والنفعية. ومن المعروف ان نقابة المهندسين في لبنان تلعب دوراً اساسياً في التأكد من معايير السلامة العامة في المباني، اذ يحرص المهندسون على التأكد من صحة الخرائط التنفيذية للمشاريع العقارية من ناحية مراعاتها المواصفات المطلوبة لمقاومة احتمالات الانهيار، اضافةً الى التدقيق في كمية مادة الباطون المسلح المطلوبة لكل مبنى وفق عدد الطبقات والمساحة الاجمالية. وفي حال لم تراع هذه الخرائط والتصاميم الحد الادنى للمعايير، لا يعطى إذن المباشرة بالبناء، واذا كان حال المبنى خطراً، فهذا يتطلب اخلاءه من السكان على وجه السرعة.
الا ان القانون في مكان والواقع في مكان آخر، فالنقابة لا تملك القوة القانونية لاتخاذ الاجراءات بحق الابنية المخالفة، لأن الجهاز الاساسي المفترض ان يأخذ على عاتقه الامور الفنية والتقنية، والمولج ملاحقة المخالفين هو الدولة، إما من خلال المديرية العامة للتنظيم المُدني، او عبر إنشاء جهاز متخصص يعطي الاذن بالمباشرة بعمليات البناء بعد التحقق من المعايير ودراسة الخرائط والتدقيق بها، ليشرف على التنفيذ في مرحلة لاحقة.
الدولة تتحمّل المسؤولية الكاملة، وتغضّ النظر عن الصفقات التي يقوم بها تجار المال ووحوش رؤوس الاموال، وسط هذا الجشع الجنوني لشراء الاراضي والعقارات، من دون الالتفات الى بيوت التنك واحزمة البؤس المحيطة في بيروت وغيرها من المناطق، ومن دون تأمين اية بدائل لمن يفترض بهم ان يُخلوا بيوتهم المهترئة التي اتعبها الفقر والعوز والحرمان. ووسط هذه الكارثة التي شغلت اجهزة الدولة بأكملها، تبرز ضرورة جهوزية لبنان لأي كارثة يمكن ان يتعرض لها رغم كل الامكانات المتواضعة. فاذا عدنا سنتين الى الوراء، عندما سقطت الطائرة الاثيوبية التي ذهب ضحيتها العشرات، لوجدنا كيف انشغلت الدولة بكامل اجهزتها الرسمية والامنية والدفاعية والمدنية، تضاف اليها المساعدة الدولية في عمليات الاغاثة، وكيف تأخرت فرق الانقاذ ايام عدة حتى تمّ تحديد مكان وقوع الطائرة في عرض البحر، فكيف هي الحال لو وقعت كارثة كبرى في بيروت، كزلزال او هزّة ارضية قوية؟، وهل دولتنا الكريمة قادرة على اجلاء الاف الضحايا، وعلى نفض الركام عن مئات الابنية المتصدعة والمنهارة؟ سؤال وجيه سيطرح بقوة في الايام القليلة المقبلة. الى ذلك، وبإنتظار انقاذ ما تبقى من احياء، تبقى الدولة متخاذلة ومتّهمة وغير بريئة ومّدانة الى أجل غير مسمّى...

سليمان عرض التطورات مع الصفدي وموسى وشرف وحبيش  ويترأس جلسة لمجلس الوزراء عصرا لبحث مشروع قانون الموازنة
وطنية - 16/1/2012 - يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الرابعة بعد ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد في القصر الجمهوري في بعبدا لمتابعة البحث في مشروع قانون الموازنة العامة، واقرار وثيقة الشباب، وسبل تمويل العام 2012 واستكمال المواضيع المتعلقة بقطاع السياحة.
واستقبل سليمان اليوم الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمناسبة وجوده في لبنان ومشاركته في المؤتمر الذي دعت اليه "الاسكوا" عن التحول الديموقراطي في العالم العربي.
وزار بعبدا مستشار الامانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية رئيس الحكومة المصرية السابق عصام شرف مع وفد من الامانة العامة، قدم الى رئيس الجمهورية مشروع الوحدة الاقتصادية العربية وطلب انضمام لبنان الى مجلس الوحدة الذي وقعت عليه لغاية الان سبع دول عربية. ورحب سليمان بالوفد مشيرا "الى أن مثل هذه الخطوة تصب في إطار تعزيز التضامن العربي الذي لا يزال هو الاساس من اجل العرب وقضاياهم السياسية والاقتصادية.
وعرض رئيس الجمهورية مع وزير المال محمد الصفدي للتطورات الراهنة والاوضاع المالية ومشروع قانون الموازنة الذي يستكمل مجلس الوزراء البحث فيه.
وتناول مع النائب هادي حبيش عددا من المواضيع السياسية والملفات المطروحة قيد النقاش في المرحلة الراهنة.
كذلك تسلم سليمان من رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن دعوة الى حضور قداس مار مارون في التاسع من شباط المقبل.

 جعجع اختتم زيارته لاقليم كردستان - العراق بلقاء البارزاني وقيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني: لا استقرار في المنطقة قبل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
وطنية - 16/1/2012 - اختتم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والوفد المرافق زيارته لاقليم كردستان - العراق وعاد مساء امس الى بيروت. وكان جعجع زار قبل عودته مقر قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني والتقى الأمين العام للمكتب السياسي فاضل الميراني وأعضاء القيادة الحزبية. استهل الميراني اللقاء بكلمة ترحيب بالدكتور جعجع "كمناضل نحترمه ونتابع مسيرته منذ سنوات". وقال: "ان أكراد العراق جزء من المنطقة يهتم ويتفاعل مع شؤونها"، مظهرا أوجه الشبه بين العراق ولبنان "لما فيهما من تعددية مجتمعية وتدخلات خارجية". واعتبر "ان قمع الديكتاتوريات أدى الى بروز بعض الحركات الأصولية في المنطقة"، مؤكدا "أن الحل يبقى في الممارسة الديمقراطية وفي الدولة المدنية التي تحترم حقوق الجميع".
بعد ذلك، توجه الوفد القواتي الى مقر رئاسة اقليم كردستان واستقبله الرئيس مسعود البارزاني. وتناول الجانبان المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وشكر جعجع لمضيفه كل التسهيلات التي يقدمها الاقليم للبنانيين المقيمين فيه، داعيا الى تطوير التبادل الاقتصادي مع لبنان والافادة من طاقاته البشرية، وأبدى اعجابه بالاستقرار والازدهار التي يتميز بهما اقليم كردستان. ثم كانت جولة أفق عن الوضع في لبنان والعراق وسوريا والمنطقة ككل، واتفق الجانبان على أن الديموقراطية التعددية هي الحل الأمثل لما تعانيه المنطقة. وأولم الرئيس بارزاني على شرف جعجع والوفد المرافق. وبعد الغداء، عقد جعجع والرئيس بارزاني خلوة لمدة نصف ساعة تم بعدها تبادل الهدايا بين الجانبين. ورافق الرئيس بارزاني جعجع والوفد المرافق حتى مدخل قصر الرئاسة.
وبعد الظهر، عقد جعجع مؤتمرا صحافيا في مقر إقامته في كردستان، وقال: "ان سيادة وأمن اللبنانيين تنتهكان سواء من قبل اسرائيل أو من قبل السلطات السورية الحالية كما حصل مثلا في منطقة وادي خالد حين سقط ثلاثة شهداء برصاص عناصر أمنيين دخلوا من الاراضي السورية مسافة 50 الى 100 مترا وأردوهم بالرصاص، أو في بلدة عرسال التي تتعرض من وقت الى آخر لاختراقات سيادية كالتعدي على بعض المواطنين وبعض الهجومات الاعلامية عليها وغيرها". وعن القرارات الدولية المتعلقة بلبنان قال جعجع: "نعتقد ان للبنان مصلحة كبرى فيها بحيث لن يستقر البلد الا من خلال تنفيذ هذه القرارات كما يجب، وهي بالتحديد القرارات 1559، 1680، 1701 و1757 الذي يعنى بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقد طلبنا المساعدة في ما يتعلق باستمرار الدعم لتطبيق هذه القرارات الدولية".
وفي الشأن العراقي، اعتبر جعجع ان "العراق يمر في وضع دقيق أتمنى الا يكون خطيرا ومفصليا، فالعملية السياسية هي شبه متوقفة وبالتالي هناك نوع من الجمود السلبي وليس الاستقرار الايجابي، وللخروج من الوضع الحالي الى وضع افضل يقتضي العودة الى الدستور روحا وحرفا وخصوصا العودة الى الاتفاقات والتفاهمات التي سبقت ولادة الحكومة الحالية"، وقال: "العراق بلد مهم جدا وأي خلل بسيط فيه يؤثر على دول المنطقة بأكملها".
وعن وضع المسيحيين في العراق، أكد جعجع أنه "لم يعد مقبولا في الوقت الحاضر ان يتعرض بعض المسيحيين لاعتداءات كما يحصل مؤخرا"، معتبرا ان "ما يجب القيام به هو اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي أي اعتداءات مستقبلية ضد المسيحيين"، محملا الحكومة العراقية مسؤولية أمن المسيحيين في العراق.
وأعرب جعجع عن سروره بلقاء المسيحيين في "عنكاوا" "ولا سيما لجهة ارتياحهم بالعيش هناك والعمل وما يتمتعون به من حرية والتعبير عن الذات كما يريدون"، متمنيا ان "يعيش المسيحيون في كل العراق كما يعيشون في عنكاوا".
وعن الوضع في سوريا، قال جعجع: "حتى اللحظة أصبح عمر الثورة السورية 10 أشهر وعدد القتلى والشهداء المصرح به رسميا هو حوالي 5500 شهيد، بينما بتقديري الشخصي فإن العدد هو اكبر من ذلك بكثير اذ لا يجب ان ننسى ان هناك آلاف المصنفين مفقودين، والمفقود في هذه الحالة يكون مصيره شبه معروف، ولقد حان الوقت لايجاد حل لهذه الأزمة، والحل الأمثل هو تنظيم استفتاء على مستوى سوريا ككل باشراف الامم المتحدة طبعا وليس كالاستفتاءات التي كان يقوم بها النظام والتي كانت نتيجتها معروفة سلفا وهي تأييد الأسد بنسبة 99.99% . من هنا يجب ان تلتقي الدول العربية مع الدول الغربية لايجاد حل للأزمة السورية، وانا لا اطالب بتدخل عسكري فس سوريا ولكن بالمساعدة لانهاء الازمة، فالعالم لا يجب ان يقف مكتوف اليدين في مواجهة ما يحصل في سوريا".
وعن الربيع العربي، اعتبر جعجع انه "لا يمكن لأحد ان يكون مع الديموقراطية عندما تكون تناسبه فقط، اذ عندما تحصل انتخابات نزيهة وحرة الى حدود بعيدة يجب ان نقبل بنتائجها سواء أدت الى ايصال الأخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا الى السلطة أم لا. فلننتظر ولنعط الربيع العربي حظوظه، اذ يجب ألا ننعي هذا الربيع بل يجب مساعدة الثورات للوصول الى اهدافها في اقرب وقت ممكن". وشدد جعجع على ان "المنطقة العربية لن تستقر قبل ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية اي ما اتفقت عليه الدول العربية في مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت في العام 2002 "، مشيرا الى ان "لا استقرار فعليا في المنطقة قبل الوصول الى هذا الحل". وشكر جعجع سلطات إقليم كردستان على حفاوة الاستقبال والتسهيلات التي يقدمونها لرجال الاعمال والمستثمرين اللبنانيين الذي تخطى عددهم 10 آلاف لبناني.

عون وخيرالله وسليمان مطارنة جدد في الكنيسة المارونية
وطنية - 16/1/2012أعلنت أمانة سر البطريركية المارونية انتخاب المونسنيور ميشال عون مطرانا على ابرشية جبيل المارونية، المونسنيور منير خيرالله مطرانا على ابرشية البترون المارونية، والاب الياس سليمان مطرانا على اللاذقية في سوريا. وجاء في نص البيان الصادر عن امانة سر البطريركية المارونية والذي تلاه مدير الدائرة الاعلامية في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض عند الاولى من بعد ظهر اليوم ما يلي: "انتخب سينودس اساقفة الكنيسة البطريركية في دورته المنعقدة من 5 الى 11 حزيران 2011، مطارنة جددا، هم :
-المونسنيور ميشال عون، مطرانا لأبرشية جبيل المارونية، خلفا لصاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي، مطرانها السابق.
-المونسنيور منير خيرالله، مطرانا لأبرشية البترون المارونية، خلفا لسيادة المطران بولس اميل سعادة، الذي قدم استقالته من إدارتها لبلوغه السن القانونية.
-الخوري الياس سليمان، مطرانا لأبرشية اللاذقية - سوريا، خلفا لسيادة المطران يوسف مسعود مسعود، الذي قدم استقالته من إدارتها.
وقد قبلهم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في الشركة الكنسية".

قتيل يحمل الجنسية اللبنانية في ألمانيا
النهار/قتل شخص يحمل الجنسية اللبنانية بالرصاص على قارعة الطريق في المانيا. واعلن متحدث باسم الشرطة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية امس، أن "الجاني أو الجناة أطلقوا عدة رصاصات على اللبناني 62 عاما في منطقة للمشاة ثم فروا. ورغم حملة الملاحقة الكبيرة التي أطلقتها الشرطة في المنطقة عقب وقوع الجريمة والتي استخدمت فيها مروحية لم تتمكن الشرطة من القبض على الجناة حتى الآن". ولفت الى ان "من المحتمل أن يكون مرتكب الجريمة فردا واحدا"، مشيرا إلى أنه "لم يتضح بعد ما إذا كان أحد المارة شاهد الجريمة". تجدر الاشارة الى أن مدينة هايلبرون شهدت جريمة مشابهة قبيل فترة الاحتفال برأس السنة الميلادية، اذ قتل رجل على قارعة الطريق في خلاف عائلي.

الإعتداء على مواطن في البترون
ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أنَّ سيارة بداخلها أربعة أشخاص قاموا بالاعتداء على المواطن بول حشاش الذي كان داخل مطعم مارغريتا في البترون، فسحبوه إلى الخارج وإنهالوا عليه بالضرب وكسروا له أنفه وفروا إلى جهة مجهولة وتعمل القوى الأمنية على ملاحقتهم. ولفتت إلى أنَّه تم نقل حشاش إلى مستشفى الدكتور إميل البيطار في البترون حيث يخضع لعملية جراحية في أنفه. وأوضحت الوكالة عينها أنَّ المعتدين هم (س.أ.ب)،(ف.م) ،(أ.م)و(م.م) (الوطنية للإعلام)

"الوطنية للإعلام": قتيل في مخيم البداوي في حفل زفاف 
أفادت الوكالة "الوطنية للاعلام" عن مقتل مواطن من آل المعماري في خلال حفل زفاف على أطراف مخيم البداوي. وفي التفاصيل، أنَّه وفيما كان معماري يشارك في حفل زفاف أقدم أحد الأشخاص وأطلق النار في الهواء إبتهاجاً فأصيب معماري بجروح ثم ما لبث أن فارق الحياة. وعلى الفور، قامت اللجنة الأمنية في المخيم بالبحث عن مطلق النار والعمل على توقيفه. وأكَّدت الوكالة عينها أنَّ لا صحة لما أوردته بعض وسائل الإعلام عن إشتباكات داخل المخيم بين "الجبهة الشعبية" و"حركة فتح".(الوطنية للإعلام)

وزير الخارجية التركي اجتمع بقيادات
استقبل الرئيس فؤاد السنيورة وزير الخارجية التركي في "بيت الوسط"، في حضور الوزيرين السابقين طارق متري ومحمد شطح والسيد نادر الحريري والدكتور رضوان السيد. كذلك اجتمع اوغلو برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في فندق "فينيسيا"، والتقى لاحقا مفتي الجمهورية الشيخ محمد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، ثم متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده.

أوغلو زار المطران عوده: للعمل على حماية التقاليد الدينية وتطوير الحوار 
إستقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، مساء اليوم في دار المطرانية في الأشرفية، وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو مع الوفد المرافق، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس. وبعد اللقاء قال أوغلو: "أجرينا حديثاً ممتازاً وكان محوره الفلسفة والبحث في نظريات دينية تتعلق بالاسلام والمسيحية وعن غنى التعدد الثقافي في بيروت ولبنان وتداولنا أيضاً في وضع المنطقة وفي كيفية تطوير الحوار الاسلامي المسيحي وبين الطوائف كافة والحوار الديني بشكل عام"، معتبراً أنَّ "الزيارة كانت مثمرة". ورداً على سؤال عما إذا تم الحديث في السياسة، أجاب: "كما قلت، الحديث تناول كيفية حماية وجود الانتماء الديني المتعدد في المنطقة وتشجيع الحوار وهذا يتعلق بالسياسة بشكل غير مباشر"، مضيفاً: "لكن الهدف الأساسي من حديثنا كان كيفية العمل على حماية التقاليد الدينية وضمان عدم إنعكاس الأزمة السياسية عليها بشكل يؤدي إلى أي توتر ديني أو تشنج". من جانبٍ آخر، سجل أوغلو في سجل التشريفات الآتي: "تشرفت بزيارة غبطته ولقائه. وسعدت بحديثنا عن التقاليد الدينية وتنوع الثقافات في منطقتنا الذي كان حديثاً ودياً وصادقاً. تأثرت برؤية غبطته لرثنا القافي والديني المشترك في منطقتنا وأنا ممتن لهذه الفرصة التي أتيحت لي وأتمنى اللقاء مجدداً لمتابعة حوارنا". ومن المتوقع أن يُغادر أوغلو بيروت بعد منتصف هذه الليلة، مختتماً زيارته التي إستمرت يومين.(الوطنية للإعلام)

الحريري أسف لسقوط ضحايا بانهيار مبنى الأشرفية.. وأجرى اتصالات لمواكبة عمليات الإنقاذ
أبدى الرئيس سعد الحريري أسفه لسقوط الضحايا والجرحى في حادثة انهيار المبنى السكني بالأشرفية مساء اليوم، وأجرى فور وقوع الحادث سلسلة اتصالات مع رئيس بلدية بيروت بلال حمد وعدد من نواب العاصمة للتحرك بسرعة ومواكبة عمليات انقاذ المحتجزين من تحت الركام، والاطمئنان الى صحة المصابين والجرحى في المستشفيات، ونقل تمنياته لهم بالشفاء العاجل. (المكتب الإعلامي)

حزب الله» عَجز عن تعطيل زيارة بان كي مون
أسعد بشارة/الجمهورية
تراءى لأذهان البعض أن إعلان «حزب الله» زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للبنان أمراً غير مرغوب فيه، سيستتبع بخطوات عملية تمنع حصول هذه الزيارة، ذلك أسوَة بياسر عرفات الذي منع في العام 1973 هبوط طائرة وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر في مطار بيروت، علما انّ عرفات لم يكن من أهل البيت، ولم يكن عمليّا قادرا على التحكم بالأرض بنفس القدرة والتنظيم اللذين يمتلكهما «حزب الله» وقد اقتصرت معارضة "حزب الله" للزيارة على مواقف إعلامية وتظاهرة خجولة، ووصفة من طبيب حليف موجهة للامين العام للأمم المتحدة، طبيب لم يقصد أن يقع في التباس بالنسبة لتحديد من يمكن أن يستفيد اكثر من هذه الوصفة.
واذا كان من الطبيعي ان يعترض الحزب على الزيارة، فإنّ من المستغرب ان تتظاهر اكثرية داخل السلطة التنفيذية اعتراضا على الزيارة، في حين كان بمقدور الحزب وحلفائه أن يسحبوا الثقة من رئيس الحكومة وان يتجهوا حتى للاستقالة، فلا تعود هناك زيارة ولا لقاءات رسمية، تماما كما فعل الحزب قبل لقاء الرئيس سعد الحريري الرئيس الاميركي في البيت الابيض. ولكن الحزب لم يفعل، وبقي الرد على بان كي مون مجرّد وصفة طبية.
تِبعاً لمجريات الزيارة الاممية، فإنّ ما يمكن استخلاصه يتعدّى بكثير رمزية حضور أعلى مرجعية دولية الى لبنان، مع ما رافقها من كلام استثنائي قيل في الملفين السوري واللبناني وما بينهما، الى تسليط الضوء على بداية البحث الفعلي في تطبيق القرارات الدولية الاربعة التي كانت محور مباحثات بان كي مون، وهي القرارات 1559 و160 و1701 و157. وللمصادفة فقط، فإن هذه القرارات هي على تماس مع "حزب الله" في مسائل السلاح وضبط الحدود والمحكمة الدولية، وهو ما حدا بالأمين العام للحزب الى إبداء الشعور بالسعادة جرّاء قلق المجتمع الدولي الذي عبّر عنه بان كي مون، من استمرار تفَلّت السلاح خارج الدولة.
ولكن في مقابل المشهد المُفعم بالسعادة والممزوج بالقلق الدفين الذي صدر عن "حزب الله"، فإنّ مشهد زيارة بان كي مون لبيروت كان ناطقا بعلامات تزيد إلى هواجس الحزب هواجس، ابتداء من الاحتضان الرسمي العالي المستوى الذي قوبل به من رئيسي الجمهورية والحكومة، ومرورا بالمواكبة الأمنية والعسكرية التي أظهرت ان الجيش اللبناني (وقائده تحديدا) لم يترك أية شكوك في ما خص الإحاطة الأمنية للزيارة من مطار بيروت الى الناقورة، وانتهاء بمضمون الكلام الذي قاله بان كي مون في موضوعي السلاح والملف السوري.
لقد بدا أنّ عجز "حزب الله" عن منع حصول الزيارة، كان أشبه بالعجز عن منع الرئيس ميقاتي من تمويل المحكمة الدولية، كما انه يمكن أن يصبح مادة للتساؤل عن طبيعة المنازلة المقبلة التي ستشهدها الحكومة في التجديد لبروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، هذه المنازلة التي بدأت تجري على إيقاع إنذارات مبكرة اطلقها الحزب، وهي لا تبدو أنها تتلاءم مع تراجعه عن عرقلة الزيارة الاممية، وعن تعطيل إصرار رئيسي الحكومة والجمهورية على عدم الدخول في مواجهة مع الشرعية الدولية.

الحريري: رسالة بان عن المحكمة واضحة وتعديل الاتفاقية لن يحصل
أكَّد الرئيس سعد الحريري أنَّ "رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واضحة، والمحكمة مستمرة وتعديل الإتفاقية لن يحصل"، مشيراً إلى أنَّ حضور شخصيات عدة إلى بيروت، ومنها بان ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أغلو والأمين العام السابق لـ"جامعة الدول العربية" عمرو موسى ووزير خارجية تونس رفيق عبد السلام، "يؤكد أن بيروت هي عاصمة الربيع العربي". الحريري، وخلال دردشة عبر موقع "تويتر"، وجه "تحية لمؤتمر الـ"إسكوا" حول الإصلاح والإنتقال الديمقراطي". وإذ أبدى "حزنه الشديد لإنهيار مبنى آهل بالسكان في منطقة فسوح –الأشرفية"، ترحم على "أرواح الضحايا"، داعياً إلى "فتح تحقيق لمعرفة سبب إنهيار المبنى في الأشرفية". وفي مجالٍ آخر، قال الحريري: "سنعلن قريباً عما سنقوم به في 14 شباط بالتنسيق مع حلفائنا". وفيما لفت إلى أنَّ "كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يعبر عن قلق اللبنانيين من ربط مصيرهم بمحاور خارجية"، ذكَّر "بأنَّ لبنان تاريخياً من بلدان الحياد الإيجابي والحياد الإيجابي لا يعني عدم إلتزام لبنان بقضايا أمته العربية". وشدد الحريري على أنَّ "الديمقراطية تبقى أقوى من أي سلاح"، داعياً إلى "عدم اليأس، لأنَّنا أطلقنا الربيع العربي وسنستمر على هذا المسار". وسئل عن شعبيته لدى الطائفة السنية، فأجاب: "في النهاية الشعب هو من يقرر ماذا يريد وإذا لم يعد يدعمني فسوف أحترم خياره". اما عن رأيه بنتيجة الحوار بين "حزب الله" وبكركي، فأيَّد الحريري "كل ما يساعد على بناء المؤسسات في لبنان إستناداً للقانون"، وأشار إلى أنَّ "إتفاق الطائف جيد"، داعياً "حزب الله" إلى العمل وفقاً لهذه الخطوط". وأبدى "دعمه لقوانين إصلاح وضع مرأة"، مشدداً على أنَّ "المرأة العربية تلعب دوراً كبيراً في الربيع العربي".(إعلام تيَّار "المستقبل")

الأسد و"حزب الله" وإيران يحاولون إغراق الخليج بالمخدرات
كشفت مصادر في المعارضة السورية, أن نظام الرئيس بشار الأسد يسعى لإغراق دول الخليج بالمخدرات وذلك بالتعاون مع "حزب الله" وإيران وحزب "العمال الكردستاني" ومافيات تركية.
وأشار موقع "كلنا شركاء" الإلكتروني, إلى نشاط خطير تقوم به عصابات المخدرات في سورية باتجاه الخليج العربي, وذلك بإشراف المخابرات السورية وبالتعاون مع خلايا المخدرات التي يستخدمها "حزب الله" في لبنان وجنوب افريقيا والخلايا التي يستخدمها الحرس الثوري الايراني في ايران وافغانستان والعراق, بالإضافة إلى الخلايا التي يستخدمها حزب "العمال الكردستاني" في ألمانيا وبعض المافيات التركية. وأضاف الموقع أن ضابطا كبيراً في القصر الجمهوري يدعى العميد حسام سكر (تمت ترقيته إلى عميد في 1 يناير الحالي) هو المسؤول عن تنسيق كل هذه الخطوات.
وأوضح أن سكر اجتمع بزعماء هذه العصابات في سورية, وغالبيتهم مطلوبون بتهم جنائية كبيرة ولديهم ملفات أمنية تجعلهم خلف القضبان مدى الحياة, وطلب منهم, على خلفية أوامر مباشرة من رئيس النظام, أن يغرقوا سوق الخليج بالمخدرات. وأكد سكر لزعماء العصابات أن الدولة السورية ستسهل لهم كل ما يلزم على البوابات الحدودية وطرق التمويه للشاحنات, واعداً إياهم بأن النظام سيتغاضى عن ملفاتهم الجنائية وسيسامحهم مقابل "هذا العمل الوطني", لافتاً إلى أن النظام سيتقاسم معهم عائدات المخدرات حيث سيحصل على 40 في المئة منها فيما يحصل التجار على 60 في المئة.

التيار الوطني" أعلن فوز لائحته في انتخابات رابطة خريجي الهندسة في اليسوعية
وطنية - 15/1/2012 أعلن "التيار الوطني الحر"، في بيان مساء اليوم، أن لائحته اكتسحت انتخابات رابطة خريجي كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية، وفازت "بفارق بلغ حوالى التسعين صوتا على لائحة تيار "المستقبل" وحلفائه". وذكر أن 788 مهندسا متخرجا شاركوا في العملية الإنتخابية، من أصل 1238 سددوا اشتراكاتهم، وان التنافس انحصر بين لائحتين "تضم كل منها رئيسا وخمسة عشر مرشحا لعضوية الهيئة الإدارية، ففاز المهندس عصام الحاج بالرئاسة بـ435 صوتا على المهندس ميشال متى الذي حصل على 345 صوتا. أما المهندسون الفائزون بالعضوية هم: ميشلين شاهين، أرمان عساف، جان حنا، نيكولا واكيم، جورج جبور، رندا حداد، أنطوانيت سليمان، هادي كنعان، بسام نصرالله، جان بيار جبر، ربيع طرابلسي، لينا عقيقي، الياس بو عبسي، كريم تابت، ورولان فرنجية".

خطابا نصرالله والأسد متشابهان في المبالغة بإظهار القوة والتخبّط"
زهرا: من يمتلك السلاح قادر على نقل الأزمة السورية إلى لبنان
المستقبل/شبّه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا خطاب الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد "كون المبالغة في إظهار القوّة هو تعبير عن الضعف والتخبّط"، معتبراً أن "المقاومة انتهت". وقال في حديث الى قناة "أخبار المستقبل" أمس: "الأخطر في ما أعلنه السيّد حسن نصرالله هو رسالته الداخليّة بردّه على (الأمين العام للأمم المتّحدة) بان كي مون وتأكيده أن من يظن بأنّ نزع السلاح في الداخل يتم بالحوار هو واهم". أضاف: "نعم الحوار ممكن، ولكن وفق ما أشار إليه رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع، بعد توضّح الصورة الاقليميّة أي بعد سقوط النظام السوري لأنّه يصبح هناك إمكاني للتوصّل إلى نتيجة عقلانيّة من الحوار". ورأى أن "الايجابيّة الوحيدة حتى الآن هي أن "حزب الله" تميّز بإظهار الارادة إلى عدم جر الأزمة السورية إلى لبنان ولكن الكلام الأخير له بأننا ملزمون بالتأثّر بما يحصل في سوريا لا يبشّر بالخير"، مؤكداً "كلنا متأثرون بالمعاناة الانسانيّة، ولكن نقل الأزمة السورية إلى لبنان هي من قدرة من يمتلك السلاح في لبنان". ولفت الى أن "إيران تعيش حالة اضطراب داخلي كبرى وأزمة اقتصاديّة لا يمكن معالجتها وكأنها تسعى إلى حتفها، فهي تهدّد بتسكير مضيق هرمز وتتحرّش بالبحريّة الاميركيّة".
وقال: "انّ الرئيس بشّار الأسد قال في خطابه الأخير إنّه سيواجه ليحافظ على النظام وليس على الشعب. الشعب السوري حسم أمره وبهذا التوجّه لا عودة إلى الوراء وما كتب قد كتب، وهذا النظام المصر على وصف المعارضة بالارهابيين كيف سيتحاور مع ارهابيين؟". ولاحظ أن "ما أعطى قليلاً من الأوكسيجين للنظام السوري هو التقدّم الذي حصل في الأزمة الإيرانيّة في الفترة الأخيرة".
وشدد على أن "الرئيس السوري من عاصمة معاوية قطع شعرة معاوية مع الجميع من خلال خطابه الأخير، ومنذ أكثر من 30 عاماً يحضّر الأسد لجمهوريّة الساحل ولكن ذلك مستحيل، فالشرق الأوسط ليس متوجهاً نحو التقسيم". وأوضح أن "الأمر متوجّه نحو إصدار قرارات من مجلس الأمن بحق سوريا، وروسيا تحاول التفاوض على مصالحها ولا أعتقد أنّها ستواجه أي قرار بحق سوريا كما أعلنت فهذا زمن ولّى". وعن زيارة وزير الخارجيّة التركي أحمد داود أوغلو للبنان وقوله بفقدان الأمل بشأن النظام السوري، أكد أنّ "التوقعات مشتركة واليأس من النظام السوري ليست حكراً على تركيا".  واشار الى أن "هذه الحكومة وظيفتها المحافظة على نفسها لمساعدة النظام السوري"، وأن "مجلس الوزراء من لون واحد ويعطي جوائز ترضية وأبرز مثل ما حصل في موضوع تصحيح الأجور"، مذكّراً بأنّه لفت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند مناقشة البيان الوزاري إلى أنّ "هناك وزراء لا يستطيعون أن يكونوا فوق الدستور وهم يمارسون الكيديّة ويتجاوزون صلاحياتهم ويتناسون بأنّهم ذاهبون أما الادارة فباقية". ولجهة إعطاء شركة إيرانيّة حق تنفيذ سد البترون، قال: "أرفض أن تدخل شركة إيرانيّة إلى منطقة في جبل لبنان الشماليّة. أمضيت سنوات في الدفاع عنها في جرد تنورين حين كنت ضابط استطلاع لحماية هويّة المنطقة ومنع احتلالها على عكس البعض الذي يزورها في الآونة الأخيرة. وما دام السد مموّلاً محلياً وهناك شركة تنتظر المباشرة بالأعمال فلتذهب الهبة الإيرانيّة إلى منطقة أخرى. وبرأينا أنّ جرد البترون ليس بحاجة الى المقاومة ولا الى التواجد الإيراني، وليس بحاجة إلى أيّ تدخّل غريب لأي دولة".

قيادات في المعارضة السورية: القوات العربية قد تنقذ الأسد من مقصلة الشعب
مصادر في المعارضة تشكك بانشقاق العميد الشيخ وضباطه
حميد غريافي/السياسة
وصفت قيادات في المعارضة السورية في بروكسل ولندن, دعوة الأمين العام "لحزب الله" اللبناني حسن نصرالله "المعارضة في الداخل والخارج الى الاستجابة لدعوات الحوار والتعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد" لاخراج سورية من ازمتها الراهنة, بأنها "صادرة عن شخص ينام مع أهل الكهف أو كأنه قادم لتوه من كوكب عطارد, لم يستمع ولم ير المجازر وأعداد القتلى التي تجاوزت الآلاف الستة من المدنيين السوريين واعداد المعتقلين التي قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاسبوع الماضي انها تجاوزت المئة الف معتقل واعداد النازحين الى ما وراء حدود بلدهم التي بلغت اكثر من 25 الف رجل وامرأة وطفل, يقيم معظمهم في "مخيمات صيفية" في شتاء تركيا الجليدي".

وقال أحد أعضاء "المجلس الوطني" في لندن ل¯"السياسة" تعقيبا على خطاب نصرالله "المعتدل", إنه "محاولة منه على ما يبدو لأول مرة منذ اندلاع الثورة قبل عشرة اشهر تقريبا لتعبيد "خط رجعة" بصورة مفاجئة مع النظام السوري الجدي المتوقع قيامه على انقاض نظام آل الاسد وحلفائه الايرانيين, بعدما ادرك ان الامور ذاهبة بالبعث وحكمهم الى الخراب, وان مصير اكثر من مليون بعثي وعلوي يدعمون هذا الحكم لن يكون افضل من مصير البعث العراقي الذي تفرق مع سقوط نظام صدام حسين وافراد عائلته وعصاباته الاجرامية الوحشية".
واضاف القيادي المعارض أن "نصرالله مثله مثل بشار الاسد, تأخر كثيرا في استدارته من اجل "التوسط" بين الثورة السورية التي دعاها فقط المعارضة في الداخل والخارج, وبين الرئيس السوري من اجل اعادة اللحمة لاطراف الصراع في البلاد, وهو يمارس نفس جرائم ومجازر الاسد ضد الشعب السوري ويساند "الشبيحة" في قتلهم المدنيين والاطفال الرضع والنساء الحوامل في حمص وحماة ودير الزور ودرعا والقامشلي وريف دمشق ومختلف محافظات البلاد طولا وعرضا ثم يطرح "مبادرة سلمية" تنقذ رأس النظام السوري الذي اصبح قاب قوسين او ادنى من مقصلة الشعب المدعوم من العالم بأسره".
إلى ذلك, قال معارض سوري مستقل في لندن ل¯"السياسة" إن "الاقتراح الاكثر وجاهة منذ بداية الثورة السورية هو ذاك الذي اطلقه امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من تونس اول من امس, عندما دعا الى ارسال قوات حفظ سلام عربية الى سورية على غرار القوات العربية التي ارسلت الى لبنان في السبعينات لوقف الحرب الأهلية هناك, ثم تحولت بسحر الساحر السوري الى قوات سورية بكاملها بعد انسحاب القوات العربية الاخرى كي ينفرد باحتلال لبنان وحكمه واستنزافه حضاريا واقتصاديا وانسانيا وثقافيا طوال اكثر من ثلاثين عاما تماما كما فعل نجله بشار الان ضد شعب سورية المنكوب". وأعرب عن اعتقاده الا يكون امير قطر "طرح هذا الاقتراح قبل استشارة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وتونس وليبيا ومصر التي حققت ثوراتها الثلاث شبه معجزة ضد أنظمة فاسدة قمعية قاتلة مستنسخة عن نظام الاسد, وهذا امر اذا كان بالفعل مستوحى من نتائج اتصالات بين الدول العربية لابد وان يكون المجتمع الدولي مطلعا عليها فهذا يعني ان تطورات دراماتيكية في طريقها خلال فترة قصيرة لقلب الأوضاع رأسا على عقب في سورية, ما قد يحمل الاسد ومعه حليفاه الاوحدان في المعمورة (الرئيس الإيراني) محمود احمدي نجاد و(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين, على فرملة اندفاعهما نحو دعمه ظالما كان او مظلوما على اعتبار ان القوات العربية, رغم ردة الفعل السورية الاولية الفورية المعارضة لها, قد تكون الحل الأكثر منطقية حتى الآن لانقاذ عنق الاسد ونظامه من التدحرج بعد فشل مبادرة جامعة الدول العربية التي تمسكت موسكو بها لانها تعطي حليفها السوري فسحة اخرى من الوقت للاستمرار في مجازر لعله يردع الثورة ويقضي عليها".

واستبعد المعارضان في بروكسل وبرلين, صحة تهديدات نصر الله في خطابه اول من امس, بأن لبنان سيكون البلد الاكثر تأثراً بالاوضاع في سورية, اي بسقوط نظام الاسد, وأكدا ان الهزة او الزلزال المتوقع حدوثهما "لن يصيبا الا "حزب الله" ودويلته وخططه للسيطرة على كل لبنان, فيقطعان مساره الحثيث لتنفيذ هذه الخطط, دون ان يتأثر اللبنانيون بأعباء سقوط نصر الله وحزبه تحت جثة النظام السوري".
في سياق متصل, أعرب رئيس "حزب الاصلاح السوري" فريد الغادري من واشنطن, عن مخاوف اجنحة فاعلة وقوية من المعارضة السورية الداخلية والخارجية وقادة في تنسيقيات الثورة في محافظات سورية, من ان يكون انشقاق العميد في الجيش السوري مصطفى الشيخ, وهو الاعلى رتبة حتى الآن ممن انشقوا عن وحدات بشار الاسد, مفتعلاً ومدفوعاً من النظام لنسف التلاحم بين الشعب الثائر والمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر, بهدف تفجير الثورة من الداخل.
وقال الغادري ل¯"السياسة", انه يشك في انشقاق طبيعي للعميد الشيخ لأن معلوماته من دمشق تؤكد انه كان موضوعاً في الاقامة الجبرية في منزله هناك قبل ان يظهر فجأة في تركيا الى جانب قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد. وأضاف "يمكن ان يكون الاسد وجماعته اختاروا الشيخ وهو برتبة عميد كي يقود الجيش الحر بدلا من العقيد الاسعد, اذ ارسلوا معه ستة ضباط منشقين اخرين هم, شقيقه العقيد احمد الشيخ, الملازم اول عبد الرزاق الرحمون, الملازم اول عبد الستار يونسه, العقيد ماهر الرحمون, العقيد محمد علي, الملازم اول تيسير يونسه".
واتهم الغادري "المجلس الوطني السوري" ب¯"التآمر مع العماد الشيخ ونظام بشار الاسد لاستيعاب الجيش السوري الحر الذي اعلنت قيادته اول من امس بعد اجتماعها مع المجلس الوطني برئاسة غليون ان عدد افراده تجاوز الثلاثين الفا, ومنعه من عسكرة الثورة لان هذه العسكرة تشكل مقتل النظام مهما طال الزمن".
ولفت الغادري النظر الى ان الصورة التي جرى توزيعها لوفد المجلس الوطني وعلى رأسه غليون الى جانب العقيد الاسعد خلت من اي ممثل عسكري اخر من داخل الجيش الحر, وخصوصا رئيس الاركان العقيد احمد الحجازي الموقوف من الثورة السورية, ما يشير الى ان الامور ليست على ما يرام.

طلباتُ بشّار لن تمرّ
نصير الأسعد/الجمهورية
في الأيّام الماضية التي تلت خطاب رأس النظام السوريّ ثمّ نزوله إلى الشارع مع أسرته، تعاملت الدوائر العربيّة والدوليّة مع ما أعلنه بشار الأسد ومع أدائه على أنّهما - الإعلان والأداء - تحدٍّ للمجتمعَين العربيّ والدوليّ من جهة، وتصعيد من جانبه للحرب الدمويّة على الشعب السوريّ وثورته من جهة أخرى. وهنا في لبنان سادَ قلقٌ مشروع من تداعيات هذين التحدّي والتصعيد. وهو قلقٌ مشروع لاعتبارَين رئيسيَّين. الاعتبار الأوّل هو أنّ نظام الأسد الذي دأب طوال الشهور المنصرمة من عمر الثورة السوريّة أي من عمر أزمته، على محاولة ربط لبنان به وبمساراته، طلبَ رسمياً من أركان السلطة السياسيّة في لبنان ومن مسؤولين عن مرافق وأجهزة حيويّة، وَضْعَ كلّ الإمكانات اللبنانيّة بتصرّفه إمعاناً في ربط لبنان واستباحته. أمّا الاعتبارُ الثاني الداعي إلى القلق المشروع فهو أنّ نظام الأسد الذي لم يُشفَ أبداً من "عقدة لبنان"، والذي وضع مناطق لبنانيّة بذاتها (عكّار وعرسال...) نصب عينيه واتهمها مباشرةً حيناً وبواسطة أبواقه حيناً آخر بأنّها تشكّل قواعد خلفيّة للثورة السوريّة، والذي مارسَ خرق الحدود اللبنانيّة وأقدمت مخابراته على عمليّات الخطف داخل الأراضي اللبنانيّة... أنّ هذا النظام يمكن أن يترجم التحدّي والتصعيد ليس فقط مزيداً من الدماء داخل سوريا بل اعتداءات داخل لبنان أيضاً. وثمّة في لبنان من يعيد إلى الأذهان أنّ الأسد الذي قال منذ فترة لأحد أتباعه مِن لبنان برتبة وزير سابق ونائب حالي "إمّا أنا وإمّا سوريا"، إنّما يمتلك خطّة بحدّين: أقصى هو القضاء على الثورة وأدنى هو تقسيم سوريا. ولذلك، فبالإضافة إلى الاعتبارَين المنوّه عنهما آنفاً للقلق المشروع، هناك من يعتقد أنّ الأسد لن يتردّد في السعي إلى التقسيم، وفي إطاره إقامة "دولة الساحل السوري" المتاخمة للحدود اللبنانيّة شمالاً وشرقاً، بديلاً من "دولة الطائفة" المستحيلة على الحدود مع تركيا.
بإزاء القلق المشروع من جانب والتحسّبات المتطيّرة وغير الواقعيّة من جانب آخر، لا شكّ أنّ ثمّة أخطاراً تهدّد لبنان من نظام الأسد. لكنّ هذه الأخطار ينبغي ألّا تجعل أحداً يضيّع حقيقتين. الأولى هي أنّ نظام الأسد الذي تأتي الأخطار منه، لا يزال يمكنه أن يؤذي، أن يقتل ويدمّر، لكنّه لم يعد قادراً على البقاء وهو ساقطٌ حكماً. والحقيقة الثانية هي أنّ نظام الأسد، على الرغم ممّا يسمّيه أوراقاً في لبنان، وعلى الرغم من محاولته إحكام ربط لبنان به، وعلى الرغم مِن سعيه إلى استتباع كامل للدولة اللبنانيّة، أعجز من أن يدخل إلى أيّ مكان من لبنان أو أن يثبّت نقاطاً فيه أو أن يقوم بعمليات عسكريّة في داخله. في وسع نظام الأسد الأذيّة (الأمنيّة مثلاً) في لبنان، لكن ليس في وسعه أخذ لبنان أو أيّ بقعة منه. وتلك هي المعادلة الواقعيّة. على أيّة حال، فإذا كان الوضع السوريّ بعدَ التحدّي والتصعيد من جانب الأسد، تحت النظر العربيّ والدوليّ في انتظار اجتماع التاسع عشر من الجاري لوزراء الخارجيّة العرب، فإنّ لبنان من زاوية ما يخصّه به نظام الأسد من عداء، هو تحت النظر العربيّ والدوليّ أيضاً، وباهتمام شديد. بكلام آخر، إنّ لبنان ليس وحده. وإذا كانت مسألة التدويل في سوريا أي الحماية الدوليّة للسوريّين لا تزال قيدَ النقاش، فإنّ الموقف العربيّ - الدوليّ تجاه سيادة لبنان واستقراره مأخوذ سلفاً. وهذا الموقف المأخوذ سلفاً ليس المقصود به القرارات الدوليّة حول لبنان فقط، بل الديناميّة الإقليميّة - الدوليّة الملحوظة باتجاه لبنان في الآونة الأخيرة. وهذا ما ترمز إليه بشكل خاص زيارتا الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون ووزير الخارجيّة التركي أحمد داود أوغلو اللذين أعلنا من مواقف عدم السماح باستباحة لبنان ما يؤشّر كفاية إلى أهمّية حصانة لبنان وسيادته وأمنه. بشار الأسد أمام خيار وحيد هو الرحيل، إمّا أن يرحل أمس واليوم وإمّا أن يرحل غداً أو بعد غد بمزيد من الدماء. لكن لبنان أمامه غدٌ واعد. وهنا بالتحديد يجب أن توضع السلطة السياسيّة عند مسؤوليّاتها: رفض طلبات بشّار والاستماع إلى الشعب اللبناني ومصالح لبنان مع أشقائه وفي العالم!.

نظام الأسد قاتل ولكن ممانع
مصطفى علوش/المستقبل
"تأمل هنالك أنّى حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل  ورويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل سيجرفك السيل سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل" (أبو القاسم الشابي)
عيدي أمين دادا
كثرت الألقاب التي منحت له، أو منحها لنفسه، دكتاتور أوغندا بين العام 1971 و1979، فهو "الرئيس مدى الحياة" و"الحاج الدكتور" و"قاهر الامبراطورية البريطانية" و"آخر ملوك اسكتلندا" و"الصديق لحركات التحرر" الى ما هنالك من ديباجات التعظيم. أتى عيدي أمين دادا الى السلطة كمعظم زعماء العالم الثالث بعد انقلاب عسكري على الرئيس "ملتون أوبوتي" ذي الميول اليسارية، وكان هو نفسه صاحب سجل حافل بالمجازر بحق خصومه. ومع أن عيدي أمين كان يلقب نفسه بـ"قاهر الامبراطورية البريطانية"، فقد كان هو نفسه جندياً في الجيش البريطاني، وكانت المخابرات البريطانية هي من هيأت له الفرصة للوصول الى السلطة بعد أن توجست شراً من ميول سلفه (وخلفه) اليسارية. في فترات شبابنا، وفي عز فورة حركات التحرر ضد الاستعمارات المتعددة، كنا نعد عيدي أمين في صف المناضلين ضد الامبريالية والصهيونية لأنه "على الأقل كان مسلماً وطرد السفير الإسرائيلي من بلاده". وأذكر أيضاً أنني أنا نفسي كنت من المتحمسين له ولخفة دمه عندما كان يتهكم على الامبراطورية البريطانية، ويعلن أنه سيقوم بجمع التبرعات من خيرات بلاده لدعم اقتصاد مستعمره السابق مسترسلاً في كيل النصائح للبريطانيين عن كيفية إدارة اقتصادهم. كل ذلك كان في ظل تردد أصداء عمليات قمع وحشية ومجازر في حق من كان يتهمهم بمناصرة ملتون أبوتي أو حتى في من كان يشك بولائهم له من أنصاره ووزرائه. يقال إن عدد ضحايا حكمه وصل الى مئات الآلاف، ولن أخوض هنا في أحاديث عن نزواته الشخصية وميله الى أكل لحم (يقال أكباد) أخصامه. ولكن كل ذلك كان مغفوراً ومقبولاً عندنا، فقد كان "يقتل الامبرياليين فقط"، وهو "معاد لإسرائيل". في النهاية، وللأسف، وبدل أن يساق الى المحكمة، فقد وجد زعيمنا العظيم ملاذاً في بلد عربي ليقضي فيه ما تبقى من عمره المديد معززاً مكرماً.
حكم الأسد
لا أملك اليوم إحصاء دقيقاً لأعداد ضحايا النظام السوري منذ وصول حكم البعث الى السلطة سنة 1963، أو منذ وصول آل الأسد الى الحكم، ولكن المسألة لا تتعلق بالأعداد والأرقام، فبمجرد استعمال القمع لحرمان الإنسان من حريته الشخصية يعتبر جريمة في مجال حقوق الإنسان. ولكن لو أحصينا ضحايا هذا النظام على مدى 41 سنة في سوريا، وأضفنا اليهم ضحايا هذا النظام الفلسطينيين واللبنانيين فإن حكم آل الأسد قد يصبح في موقع المنافسة مع عيدي أمين. أما ما يتساوى في الأهمية مع أعداد الضحايا فقد يكون طريقة تنفيذ الجرائم وأهدافها، وهذه الأهداف تتلخص عادة في محاولة إرهاب من تبقى من الناس وإعطائهم أمثولة في قبول الأمر الواقع وثنيهم عن السعي الى التغيير. وما يحدث منذ عشرة أشهر في سوريا قد لا يكون صادماً للبعض وذلك لأن الجرائم تنفذ بالتقسيط وبمعدل عشرين ضحية في اليوم، وذلك لتفادي إثارة الرأي العام العالمي، ولكن هذا لا يعني أن هذا النظام لا يتمنى أن تتاح له الفرصة ليصعد في عمليات القمع لإنهاء الثورة حتى ولو ادى ذلك الى سقوط عشرات آلاف الضحايا. ولو راجعنا سجلات هذا النظام لظهر عندنا ما يلي:
1 مجزرة سجن تدمر في 27/6/1980: بعد محاولة فاشلة لاغتيال حافظ الاسد، قامت وحدات من سرايا الدفاع باعدام المئات من نزلاء سجن تدمر وكان معظمهم من اعضاء جماعة "الاخوان المسلمين". دفنت جثث هؤلاء في حفر معدة مسبقاً في واد قريب من السجن. وقد تم توثيق هذه المجزرة من خلال اعترافات بعض من شاركوا في تنفيذها، كما ان مجازر اقل حجماً حدثت في السجن نفسه في السنوات التالية، بالاضافة الى اعدامات فردية كانت تتم من دون محاكمة، واحياناً بشكل مزاجي. 2 مجزرة جسر الشغور 10/3/1980: وكانت ايضاً على ايدي سرايا الدفاع والقوات الخاصة وادت الى مقتل ستين مواطناً وجرح عشرين وتدمير منازل ومحال تجارية. 3 مجزرة حماه الاولى: قامت فرقة مدرعة بين 5 12/4/1980 بتمشيط المدينة بعد قطعها عن العالم الخارجي وفتشتها بيتاً بيتاً وقتلت عدداً من شخصياتها، واسماؤهم موثقة ومعروفة، كما اعتقلت المئات وقتلت المئات. 4 مجزرة حي المشارقة حلب: في 11/4/1980 قتلت قوات عسكرية اكثر من مئة من المواطنين ودفنتهم الجرافات وبعضهم كان على قيد الحياة. 5 مجزرة حماه الكبرى: وقعت طوال شهر شباط 1982 بحيث طوقت سرايا الدفاع وقوات اخرى من المدرعات والمخابرات وفصائل حزبية مسلحة مدينة حماه واعملت فيها قصفاً وهدماً وحرقاً مع عميات ابادة جماعية اسفرت عن نحو 30 الف قتيل حسب بعض المصادر، بالاضافة الى عشرات الجرائم الاخرى التي لا مجال لحصرها. كما تجدر الاشارة الى الآلاف من المفقودين والمعتقلين السياسيين ضحايا ظلم هذا النظام وعسفه. ان النظام الحالي في سوريا ما هو الا نتاج عقود من ارهاب المواطنين لاجبارهم على الرضوخ للامر الواقع. لقد اتى هذا النظام مثل نظام عيدي امين بعد انقلاب عسكري، وعلى الرغم من انه لا توجد اثباتات على عمليات اكل لكبد الاعداء لدى نظام البعث، لكن المؤكد ان اساليب القتل الوحشية هي نفسها التي استخدمها النظام الاوغندي، بالطريقة نفسها التي نعت بها عيدي امين بمعاداة الصهيونية، يأتي اليوم من يقول بأن "بشار مستهدف لأنه ممانع لاسرائيل"، فاذا كانت اسرائيل عدوتنا لانها تقتل شعوبنا وتظلمها وتشردها، فهل ما يفعله بشار وامثاله اقل من ذلك؟ المهم اليوم هو ان لا يجد هو نفسه ملاذاً آمناً مثل عيدي امين يتهرب فيه من دفع ثمن جرائم نظامه، ولن نقبل بعد اليوم بأن تكون كذبة معاداة اسرائيل رخصة للحكام لقتلنا واذلالنا واغتصاب حرياتنا.
*عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

الأسد يسير على طريق إيمانويل نورييغا ولوران غباغبو
وسام سعادة/المستقبل
عندما بدأت "الأحداث" في جنوب سوريا لم تكن أي عاصمة قرار أو نصف قرار تحبّذ إسقاط النظام البعثيّ أو تراهن على ذلك، ولم يكن أحد خارج سوريا يعير اهتماماً كبيراً لمسألة خلع الرئيس بشّار الأسد شخصيّاً، سواء من ناحية إمكانية حصول ذلك في الأمد المنظور، أو من ناحية وجوب الضغط في هذا الإتجاه. وفي المقابل، ساد إدراك جماعيّ، وبسرعة قياسيّة، على أنّ ورشة داخلية واسعة ومعقّدة وغير مسبوقة افتتحت في سوريا، وإن كان القياس على الحالات التونسيّة والمصريّة والليبيّة محدوداً وله عواقبه. اجمع الأخصام والأصدقاء يومها على أنّ النظام دخل في مرحلة "الرجل المريض"، وأنّه لن يخرج منها قبل انهياره أو تحوّله إلى شيء آخر. يومها، طرحت معادلة "إمّا أن يقود الرئيس بشّار الأسد الإصلاحات أو يرحل". تداولتها جميع العواصم بدون استثناء، وتقاذفتها جميعها بعد ذلك، أي استبعدتها تباعاً. في البدء، كان هذا موقف الأتراك قبل أن يخلصوا إلى أنّ الأسد الإبن هو المشكلة، وجرى على منوالهم بعد ذلك، الأميركيّون والعرب ثم الرّوس. الجميع دعا في مرحلة أولى الرئيس بشّار الأسد إلى قيادة الإصلاحات، والجميع خيّره بين أن يقوده أو أن يرحل، والجميع كان عليه أن يصطدم في نهاية المطاف، عاجلاً أم آجلاً، بالخلاصة المنطقية، وهي أنّ "الإصلاحات" التي قادها الرئيس بشّار الأسد منذ آذار 2011 وإلى اليوم هي بحدّ ذاتها، بكل ما تحتويه من جرائم ضدّ الإنسانية، سبب كاف لأن يرحل.
لم يعط أحد من الرؤساء العرب الذين شملهم زلزال "الربيع" مثل هذا الإمتياز الذي أعطي للأسد الإبن، مع أنّ الرؤساء بن علي ومبارك وصالح والعقيد القذافي اتهموا، من جملة إتهامات أخرى، بعزمهم توريث سدّة الحكم، في حين مثّل الأسد الإبن نموذجاً يتيماً لـ"التوريث المحقّق". وكي يبرّر لبشّار الأسد الإمتياز الإقليميّ والعالميّ الذي أعطي له في أشهر الثورة الأولى، ازدهرت تنظيرات شتّى، من مثل أنّ بشّار الأسد يمثّل "الوسط" داخل هذا النظام ويمكن التأثير عليه، بالترهيب من ناحية والترغيب من ناحية أخرى، لجعله يتفلّت من نظام لا يمكن الدفاع عنه، وبحيث ينجو بجلده من طريق قيادة "المرحلة الإنتقاليّة" أو القيام بـ"الثورة الثقافية" وبعدها لكل حادث حديث. البعض اعتقد يومذاك أنّه آن الأوان كي يتحرّر بشّار الأسد من جلباب أبيه حافظ الأسد والتركة الثقيلة، أو من أفعال ماهر الأسد ورامي مخلوف والأسماء المشابهة، وهناك من ذهب إلى أنّ بشّار الأسد سيضع نفسه في عهدة الأسرة العربيّة، ويكلّفها إنقاذه في مقابل ارتضائه بدور مختلف تماماً عن الغطرسة الشخصيّة التي طبعت عقده الرئاسيّ الأوّل، وسهّلت إرتماءه التبعيّ في أحضان نظام الملالي الإيرانيّ. لكن بشّار الأسد لم يكن ساذجاً إلى هذه الدرجة. كان يدرك جيّداً أنّ أي تفكير "انكساريّ" من هذا القبيل سيجعله في عرضة لتسابق الجميع من داخل النظام ومن خارجه لحذفه من المعادلة. اعتمد خياراً لمواجهة الثورة يشبه إلى حد كبير الذهنية التي تصرّف بها حيال الوضع في لبنان بعد الجلاء السوريّ عنه، وفي العراق بعد الإحتلال الأميركيّ له: "الجرأة الأمنيّة" في إرتكاب الجرائم، إعتماداً على "تحليل" بأنّه "لن يُعاقب" أبداً بشكل جدّي، و"الخبث الإستثنائي" في إختيار الكلمات من المعجم الغربيّ نفسه، أي "التسريع بالإصلاحات" من ناحية، و"مكافحة الإرهاب" من ناحية ثانية!!
والمفارقة في هذا الإطار، أنّه عادة ما يفهم من "الإصلاحات" سبيلاً متدرّجاً للتغيير، يعدل عن أسلوب "الثورة" التي قد تلجأ إلى "تسريع التاريخ" بسفك الدماء. لكن بشّار الأسد قلب المعادلة رأساً على عقب: صارت الإصلاحات هي الإسم الحركيّ لعملية القمع الدمويّ للثورة السلميّة، ولعملية إستدراج الثورة السلميّة إلى حرب أهليّة يراهن النظام على إمكان تحكّمه التدريجيّ بمسارها، اعتماداً على خبرتيه اللبنانية والعراقية. وإلى هنا، كلّ شيء "منسجم منطقيّاً" مع بعضه البعض في ذهن بشّار الأسد، لكن فاته شيء واحد، وأساسيّ: إنّ العالم الذي تسامح معه بشكل يكاد يكون "أبويّاً" منذ 2000 وإلى اليوم، ما عاد يمكنه أن يتسامح معه لأكثر من أسابيع قليلة. نعود ونكرّر: لأسابيع قليلة. فمشكلة العالم مع بشّار الأسد "لا محدودة من ناحية استفحالها"، لكنها "محدودة للغاية من ناحية التوقيت الزمنيّ" لإنفجارها: فبشّار الأسد يصل حالياً إلى النقطة التي تعدّاها صدّام حسين وسلوبودان ميلوسوفيتش لناحية الإصطدام النافر مع مسار تطوّر المؤسسات والقيم الدوليّة، بما يهدّد فعلاً السلام العالميّ، وما "تعويل" بشّار الأسد على تجدّد "الحرب الباردة" على شرفه هذه المرة، إلا ليزيد القرار بإنهاء الحالة الشاذة التي يمثّلها في عالم اليوم. لم نعد بعيدين من اليوم الذي يباشر فيه قادة العالم ترداد صيغ متشابهة، حول ضرورة أن يسلّم بشّار الأسد السلطة ويرحل. فأساس حلّ المسألة السوريّة ليس تصميم "مناطق عازلة" أشبه بالألعاب الإلكترونيّة الإفتراضيّة، وإنّما بكل بساطة التعامل مع بشّار الأسد كما لو أنّه ايمانويل نورييغا الباناميّ أو لوران غباغبو العاجيّ لا أكثر ولا أقل: الذهاب إلى حيث هو لإلقاء القبض عليه.

هستيريا الموت المجاني والطائفية السوداء في العراق!
داود البصري/السياسة
مع توالي مسلسل الانهيار الأمني المريع والفشل الذريع لحكومة التحاصص الطائفي والعرقي المالكية وإنهيار التحالفات التكتيكية والمصلحية بين القوى السياسية والطائفية المختلفة والمتخلفة في العراق, يبدو أن عجلة الموت هي الأسرع في ظل دوامة التخلف المريع التي ضربت بلاد الرافدين من أقصاها لأقصاها مع تصاعد التيارات الطائفية والدينية بأشكالها وأطرها المختلفة والتي اكتسحت الساحة بشكل مريع, وبما يؤشر على حالة الجهل المريع التي تمددت في أرض العراق لتحيله لأرض يباب ينخر الموت في ارجائه وتسود الروح العدمية في أطرافه وتتغلب عقدة النقص والذنب التاريخية على نفوس شعبه التائه بين تيارات مختلفة ومتخلفة, ومتعارضة وعدمية, لا تخضع سوى لأشد لحظات البؤس التاريخية خضوعا.
ما حدث في مدخل قضاء الزبير من تفجير إرهابي لأحد الانتحاريين القتلة والذي ذهب ضحيته اخيرا عشرات الضحايا لا يثير الأسى والشجن في النفوس فقط, بل يبعث كل عوامل القلق على مصير ومستقبل ووحدة بلد يمتلك كل عوامل التقدم والازدهار الحضاري, ودخول العالم المعاصر من خلال إمكانياته الاقتصادية والبشرية الهائلة, ولكنه لايزال يعيش للأسف في عقلية العصر الأموي وحروب الخوارج والشيعة وبقية تلك الصفحات السوداء في تاريخنا العربي الإسلامي الحافل بملفات الصراع والحقد الدموية التي نعرف بداياتها ولكن ليس هناك من سبيل لنهاياتها الحمقاء والغبية.
 حقيقة لا أعرف ما تفعله الحكومة العراقية "التعبانة" والتي يديرها غلمان النظام الإيراني من أحزاب أسستها ورعتها المخابرات الإيرانية, واستثمرتها فيما بعد من خلال الصفقات الدولية, ماذا يفعل نوري المالكي, وهو القادم من أعماق المؤسسة الاستخبارية الإيرانية والسورية سوى عد وإحصاء القتلى والجرحى والمنكوبين وهو يخوض حروبه الدونكيشوتية ضد وزرائه وحلفائه في التكتل الحكومي? وكيف تسير أمور بلد وشعب ودولة لا شغل لحكومتها وجيشها وأمنها سوى حماية مواكب اللطم والتطبير والماراثونات التي تعطل الماكينة الإنتاجية وتعرقل سير الحياة الطبيعية وتدخل البلد في حماقات عداء طائفية لا معنى لها أبدا في عصر الحريات والتقدم العلمي والحضاري.
 حكومة المالكي الذي فشل في إدارة الصراع السياسي الداخلي, وفشل في استكمال تشكيلة حكومته البائسة ليست سوى وقود في مشروع تمزيق ما تبقى من العراق وشحن بطارية الحرب الأهلية التي يعد لها النظام الإيراني من خلال تفعيل أدوات الصراع الداخلي, سواء من جانب المتطرفين الشيعة أو المتطرفين السنة من أهل الفكر التكفيري الخارجي , فالبلد ومنذ سنوات لا يعيش في حالة طبيعية, بل في حالة طوارئ وتلك الحالة تقتضي ضبط النفس ومنع مظاهر التجمع والقيام بنشاط استخباري لدعم الوحدة الوطنية ومتابعة واستقصاء جماعات القتل والجريمة من أي جهة جاءت , إضافة الى اجراءات ستراتيجية أخرى يعرفها العاملون في سلك الأمن والمخابرات والتخطيط وإدارة الدولة , إلا أن حزب "الدعوة" وشركاه قد حول البلد حسينية كبرى تمص المافيات التي تقف خلفها دماء الشعب وتهدر طاقات الدولة وتجيش المجتمع لأمور أضحت من الماضي, ولا علاقة حقيقية لها بأصول المذهب أو الدين الحنيف.
 في إيران هناك حكومة دينية من الفقهاء ورجال الدين تقود البلد وفقا لأحكام المذهب الجعفري, ولكن في إيران أيضا, وهذه حقيقة لمسناها عن قرب لا توجد مظاهر تخلف عشائرية مريعة كما في العراق, ولا تتعطل الآلة الإنتاجية للدولة الإيرانية في مسيرات ماراثونية لن يستفيد منها أحد سوى مافيات الدين والطائفية التي نعلم وتعلمون.
لا جدوى أبدا من إحياء أحقاد التاريخ وصراعاته المنقرضة والعجفاء ولا فائدة من إستحضار ملفات الماضي الدموية لأمم مضت وأنقضت أيامهم , وعلى الجميع التركيز على المستقبل وبناء الوطن وخلق روح المواطنة الحقيقية المتسامية على الولاءات الطائفية والدينية, وهي مهمة باتت مستحيلة في ظل عصابات طائفية تحكم العراق وتحيله الى مستودعات التخلف التاريخية.
 العراق بحاجة الى ثورة وانتفاضة داخلية حضارية وثقافية حقيقية تطيح بكل أصنام التخلف الطائفي والعشائري وتعيد العراق وشعبه لعصور الحضارة والعالم المعاصر وتسترجعه من زمن العصر الأموي الأول , فما يحصل غير معقول ولا مقبول بالمرة ومع كل قطرة دم عراقية تراق في صراع عبثي لا طائل منه تتوسع مساحات الشقاق العراقي, وتعد الأسس التطبيقية والمنهجية لملف تمزيق العراق وتحويله لمستوطنات طائفية وتكفيرية متخلفة, من ينقذ العراق من وكسته? تلك هي المسألة.
* كاتب عراقي

من جريدة السياسة مقابلة مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي
بعثة الجامعة في موقف حرج وشائك وتصريحات المراقبين تؤكد استمرار القتل والاعتقالات 
سورية لم تطبق تعهداتها ونخاف من حرب أهلية فيها
هناك حديث صريح عن وجود بطش وتجاوزات ولجنة المراقبين مستمرة لكن ربما بصورة مختلفة
لا انسحابات من البعثة والجزائري الذي انسحب كان مريضا ولم يغادر الفندق

مسقط - عاصم الشيدي/السياسة
من غير موعد مسبق, وقبيل صعوده إلى الطائرة في طريقه إلى مملكة البحرين, التقيت الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي كان عائدا لتوه من مقابلة طويلة كما وصفها مع جلالة السلطان المعظم, الدكتور نبيل العربي يحمل الكثير من الملفات العربية من دولة إلى أخرى, يبحث مع هذا نتائج البعثة ويأخذ من الآخر شيئا من حكمته مستفيدا منها في تسيير القضايا الملتهبة في كل مكان, لم يشأ الحديث عن مضيق هرمز معتبرا "أن إغلاقه ليس ضمن قضايا جامعة الدول العربية حاليا", لكنه يؤمن بالقرارات الدولية حول حرية الملاحة, وهو أيضا متحفظ حول الحديث عن آليات عمل جامعة الدول العربية فيما بعد اكتمال تقرير لجنة المراقبين العرب الموجودة في سورية حاليا.
نبيل العربي عبر عن سعادته بالثورات العربية وبما حققته حتى الآن, رغم أنه ضد الاعتصامات التي تعطل حركة العمل, وما زال العربي يتذكر مشاركته هو وحفيدته ابنة الرابعة عشرة في ثورة 25 يناير المصرية وفي وسط كل هذه الأحداث, والملفات الثقيلة التي يحملها الأمين العام لجامعة الدول العربية كان هذا الحوار:
معالي الأمين العام التقيتم بالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان, ما الملفات التي دار حولها النقاش؟
- في البدء أود القول انني سعدت وتشرفت بلقاء جلالة السلطان, وأنا في غاية السرور بهذه المقابلة والتي كانت طويلة, وتطرقت إلى كل الملفات العربية في هذه المرحلة المهمة, وتحدثنا في كل شيء تقريبا, وكان لجلالة السلطان آراء واضحة وصريحة في كل ما دار النقاش حوله, واستفدت وزملائي من حكمة جلالته, تحدثنا عن الملف السوري, وتحدثنا عن الملف الفلسطيني وملف تطوير جامعة الدول العربية.
  هل لك أن تتحدث عن وجهة نظر جلالة السلطان حول الملف السوري؟
- وجهة نظر جلالته يسأل عنها الديوان. أن سأحدثك عن الموقف المطلوب في هذه المرحلة. المطلوب إيجاد حل سريع وفوري يؤدي إلى إخراج سورية من الأزمة التي تمر بها, المطلوب أيضا لرؤية هذا الحل على أرض الواقع أن يكون هناك توافق عالمي وعربي حول هذا الموضوع وان تحصل تهدئة, فهناك قتال من جانب النظام السوري, لكن أيضا بدأ اليوم "أول من أمس" سقوط ضحايا من الطرف الآخر. فالمطلوب وقف إطلاق النار من قبل الجميع وفورا, وهذا الموضوع سيكون مطروحا على اجتماع وزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل في القاهرة.
  هناك تباين في الشارع العربي حول تصريحات لجنة المراقبين العرب, وحديثها عن أن الوضع السوري هادئ وطبيعي, وهناك ما يمكن أن نسميه انشقاق أو انسحاب بعض أعضاء اللجنة, بالاضافة الى اعتداءات على أعضاء اللجنة؟
- لا توجد أي تقارير تتحدث عن وضع هادئ في سورية, بل على العكس هناك حديث صريح عن وجود بطش, وتجاوزات, واستمرار مسلسل الاعتقالات, والكثير من الأوضاع غير المقبولة, لكن تلك التقارير تسجل ما تشاهده وهي ترى وجود بعض القتلة من الجانب الحكومي, وهذا من أكثر الأسباب التي تدعو إلى الخوف. واستمرار هذه الحالة قد يسبب حربا أهلية. أما ما قيل عن انسحاب بعض المراقبين; فهذا أمر غير صحيح, ولا أساس له, وأن 11 مراقبا جرحوا أو أصيبوا فهذا غير صحيح أيضا.  هناك مراقبان كويتيان ضربا وجرحا وكسرت سياراتهما في مدينة اللاذقية فقط.  أما الانسحاب فتم من قبل فرد واحد جزائري الجنسية, ولم يحدث أن خرج من الفندق منذ لحظة وصوله, ولدينا ما يثبت ذلك, وقد تقدم بشهادة طبيبة تؤكد أنه مريض ولا يستطيع الخروج, أما كل التصريحات الصحافية فهي تثبت أنه باحث عن شهرة لا أكثر ولا أقل.
  في تصريحات صحافية أول من أمس قالت الخارجية الأميركية أنها غير متفاجئة من بدء الانسحابات من لجنة المراقبين العرب. ما تعليقكم على ذلك? وهل يعني ذلك أن أميركا غير مقتنعة بجدوى اللجنة?
- أؤكد لك أنه لا توجد انسحابات. ثم إن الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة, وفرنسا وألمانيا, وروسيا والصين, جميعهم يتصلون ويؤيدون استمرار بعثة المراقبين. ولكن لا بد من القول ان البعثة في موقف شائك وحرج, ولم تكن مستعدة للتعامل مع الوضع الذي وجدته.
  لماذا؟
- لأنها ذهبت والتفكير كله منصب على أن سورية بدأت تطبيق قرارات جامعة الدول العربية, وأن البعثة سوف تذهب للتحقق من أن الحكومة السورية قد التزمت بما تعهدت به من وقف القتال واطلاق سراح المعتقلين, وسحب الآلات العسكرية من المدن والأحياء السكنية, وفتح البلاد أمام المنظمات العربية والعالمية, وأمام الإعلام العربي والعالمي, لكن كل هذه الأمور تمت بشكل جزئي, كنا نتوقع أن كل هذه الأمور ستكون قد تمت بشكل كامل. لكن ما حصل أن البعثة التي عددها قليل من الأساس وجدت أن المطلوب منها عمليا أكبر مما يتناسب من عددها وعدتها. وهذا سيكون مطروحا على طاولة اجتماع الوزراء العرب المقبل في 21 من الشهر الجاري, وستكون هناك مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين.
نعم هناك نزيف يومي للدم والجامعة تتألم لذلك وتسعى إلى حقن الدماء. لكن ما وددت قوله ان بعثة المراقبين ستستمر ولكن ربما بصورة مختلفة.
نائب  وزير الخارجية الروسي قال في تصريحات ان ملاحظات الدول الغربية حول مشروع المبادرة الروسية ما هي إلا محاولة لإسقاط النظام السوري ما تعليقك على هذا القول؟
- أنا غير مسؤول عن هذا الكلام. الجامعة العربية تعمل بناء على الخطة العربية, والخطة هي حل سياسي يبدأ من التهدئة, ثم بعد ذلك تذهب إلى حوار سياسي بين المعارضة بعضها البعض, ثم بين المعارضة والحكومة, أما الحل, أو النتيجة التي يفترض أن يصل إليها الحوار فهذا أمر يقرره الشعب السوري, ولا تقرره الدول العربية ولا الأجنبية.
كيف تنظرون إلى المشروع الروسي؟
- فيه خطوات إيجابية وربما نفكر في تطويره, ولكن حتى الآن لم يتخذ قرار في هذا الموضوع.
لكن أيضا هناك تقارير تؤكد وصول سفينة روسية محملة بالأسلحة إلى سورية.
- لا أعلم شيئا عنها, ولا توجد لدى الجامعة أجهزة مخابرات.
لكن بعد مناقشة تقرير لجنة المراقبين ما الخطوة التالية التي ستقدم عليها جامعة الدول العربية؟
- بعد مناقشة التقارير سوف تتخذ قرارات ربما فيها امور جديدة وهذه موضوعات لا أرى طرحها الآن.
 لكن هل هناك توجه الى تدويل القضية, أو ربما طلب مساعدة "الناتو" كما حصل في ليبيا؟
- أستطيع أن أقطع الشك باليقين وأقول ان هذا لن يحدث, فلا توجد أي مطالبات من أي أحد سمعته لتدخل حلف "الناتو" (بعيد الحوار طالب أمير دولة قطر بتدخل عسكري عربي في سورية), كما أن الدول الأوروبية ليست في موقف يسمح لها بتدخل عسكري, الدول الأوروبية ليست بأزمة مالية طاحنة الآن ولن تسمح لها بمثل هذا التدخل. لكن موضوع التعاون مع الأمم المتحدة موجود فوق طاولة الجامعة منذ شهرين تقريبا.
  إذن ما الآلية المقبلة؟
- لن أتحدث أكثر من ذلك, لكن موضوع التعاون وارد مع الأمم المتحدة, وهناك اتصال متواصل بيني وبين الأمين العام للأمم المتحدة, وانا متأكد أن هذا سيزيد بالطرق التي يقترحها مجلس وزراء العرب.
 ماذا عن مباحثاتك مع السلطان قابوس حول آفاق تطوير الجامعة العربية?
- هذا موضوع مهم للغاية, وقد أبدى جلالته إعجابه وتأييده لهذه الخطوة المهمة, كما ناقشت الأمر مع معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بشيء من التفصيل, وما استمعت إليه كان إيجابيا للغاية إلى درجة أن ابن علوي لديه أفكار ويرغب أن يجلس مع اللجنة التي شكلت وهي مستقلة .. ليست حكومية وليست من دول عربية, بل من خبراء وإن شاء الله سوف يجلس معهم قريبا ويستفيدون من ارائه وخبرته في هذا المجال.
  كيف تقرأون تهديد إيران باغلاق مضيق هرمز في حالة نشوب حرب بينها وبين القوى الغربية أو حتى في حالة تطبيق حظر على نفطها؟
هذا لا يخص جامعة الدول العربية .ثم أنا مؤمن تماما باحترام القانون الدولي في ما يتعلق بالممرات المائية وأنه يجب أن تكون مفتوحة, وهذا وفق قرارات الاتفاقات الدولية وقانون البحار.
ما جديد القضية الفلسطينية ... وأين تسير الجهود في هذه المرحلة؟
- الجديد في القضية الفلسطينية أن في 26  الجاري وطبقا لقرار ما يطلق عليه "الرباعية الدولية" ¯ وأنا لا أؤمن بهذا الموضوع والقضية  لا بد أن تعرض على مجلس الأمن وأنا منذ ان كنت وزيرا للخارجية أو قبل ذلك أو الآن وأنا في جامعة الدول العربية  لا أستخدم أبدا مصطلح مسيرة السلام, لأنه مضيعة للوقت, أصبحت مسيرة طويلة ولا سلام, نحن لا نريد أن ندير نزاعا المفروض اليوم إنهاء النزاع, وهذا يعني أن هناك أراضي احتلت في 1967 ويجب ان تعود إلى أصحابها ¯ اما في ما يتعلق بالموقف الحالي فإن هذه الرباعية قررت ان على الاطراف أن تتبادل أوراقا متعلقة بالحدود, والأمن. الفلسطينيون سلموا أوراقهم في اجتماع الأردن الأسبوع الماضي, وإسرائيل يفترض أن ترد قبل 26 من الشهر الجاري وهذا تاريخ قريب ولا ندري إن كانت سوف تقدم أوراقها أم لا, ولكن بالقطع هذه الأوراق لن تكون مفيدة. يوم الخميس الماضي طلب مني محمود عباس أن نعقد اجتماعا للمجلس الوزاري في أقرب فرصة لمناقشة هذا الموضوع, ولا تسألني ماذا سيخرج عن هذا الاجتماع لأني لا أستطيع أن أقول, وقد تقرر الموعد اليوم (اول من امس) فقط, وأنت أول صحافي يعلم بذلك, وسيكون الاجتماع بعد أسبوعين بالضبط من اليوم.
  أفرزت الثورات العربية تيارات إسلامية وصلت إلى السلطة كما حدث في تونس ومصر, كيف تقرأ هذا المشهد؟
- الثورات, سواء في تونس او في مصر أو ليبيا تبحث عن الديمقراطية والحرية وتطالب بالعدالة الاجتماعية: وما دامت تؤمن بالديمقراطية لا بد أن تقبل ما تكشفه صناديق الاقتراع. أنا كمصري  أجد وصول أحزاب التيار الإسلامي إلى الأغلبية الواضحة الان يرجع إلى الشعب وهذا جيد والمطلوب أن تكون هذه الأحزاب ديمقراطية كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية في اوروبا التي كانت حينذاك مدمرة لكن كل الأحزاب التي كانت تحكم لسنوات وسنوات كان اسمها الأحزاب المسيحية, ولكنها كانت ديمقراطية وعلى التيار الإسلامي أن يثبت أنه  ديمقراطي.
نبيل العربي كمواطن عربي كيف قرأ الثورات منذ بدايتها وحتى الآن, وما المعوقات التي تقف أمام السير حثيثا فوق حالة الانسداد الحضاري التي كانت سائدة في العالم العربي؟
- العالم العربي كان في حالة جمود وكان المنطقة الوحيدة في العالم المتأخرة فكريا وسياسيا, لم تكن هناك الكثير من الدول التي فيها ما يطلق عليه الحكم الرشيد وهو المطلوب الآن, أما قراءتي لما حدث, فأنا في منتهى السعادة, وقد كنت مشاركا أنا وعائلتي, حتى حفيدتي وعمرها 14 سنة  كانت موجودة في ميدان التحرير, كنت على اتصال بالثوار طول الوقت, وكنت أنصحهم أن تكون لديهم قيادات ولكن للأسف حتى الآن ليس لديهم تلك القيادات, كان يفترض أن تكون لديهم تلك قيادات حتى يستطيعوا أن يعبروا عن آرائهم, لكن مثل هذا الأمر يحتاج إلى وقت, وهنا أتذكر ما تفضل به جلالة السلطان, من أن كل الموضوعات محتاجة إلى وقت. الثورة في مصر نجحت في بداية هدم أمور كانت  موجودة وكان يجب أن تتغير, ولكن البناء محتاج إلى وقت وعمل وليس إلى اعتصامات, وأنا لا أؤمن بالاعتصامات ..  يمكن أن تكون هناك وسائل أخرى, دولاب العمل لا بد أن يسير والانتاج يستمر حتى يستطيع البلد أن يعيش, ويصل إلى نوع من الرخاء كما كان يتقدم في فترات طويلة في تاريخ مصر. المطلوب بناء نظام ديمقراطي حقيقي. وبالنسبة لي يوم 23 يناير هو يوم مهم وهو يوم بدء العمل في مجلس الشعب, وأتمنى ان تكون التكتلات التي تولد قادرة على تأدية دورها والاهتمام بالأمة وليس  بالآراء الشخصية إلى اطراف وتيارات.
  أنت متفائل إذن؟
- لا أحب أن أقول أنني متفائل أو متشائم  لكن أجد أن هناك فرصة لا يجب أن تضيع.

 سوريا

المعارض السوري ميشال كيلو: استخدام الحل العسكري من قبل النظام السوري يدوّل الأزمة
اعتبر المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لقناة "العربية" من باريس أن "ما يجري في سوريا لا يجوز أن يكون ذريعةً ومبرراً للتدخل الدولي، وبالتالي يجب أن يكون الدور الدولي مساعداً لمطالب الشعب السوري بالحرية وبقيام نظام بديل". وأضاف كيلو: "إذا أراد العالم أن يدوّل الوضع في سوريا فلا ينتظر من احد أن يدعوه لذلك، لأن المتجمع الدولي تحكمه مصالحه الخاصة"، مشدداً في المقابل على "ضرورة أن يكون الدور الخارجي جزءاً من أهداف الشعب السوري، إذ لا يجوز ان يُستغَل الوضع الداخلي لمآرب خارجية". وتابع كيلو: "منذ اليوم الأول لاستخدام النظام السوري للحل العسكري قلنا إن هذا العمل هو يدوّل الأزمة، وبالتالي فإن النظام يريد أن تسوّى الأزمة خارجياً على حساب الشعب السوري".(رصد NOW Lebanon)

عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري: نقول للنظام إرحل .. والثورة تقود نفسها 
لفت عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جورج صبرا إلى أنَّه خرج من دمشق "منذ ثلاثة أسابيع"، مشيراً إلى أنَّه تم إعتقاله مرتين في بداية الثورة. وفي حديث لقناة "الجديد"، قال: "أنا ممنوع من السفر منذ 1979 وعبرت الحدود عبر الاسلاك الشائكة عند الحدود الأردنية ومنها إلى باريس"، مؤكِّداً أنَّ "هناك عشرات السوريين يخرجون إضطراياً بسبب الاضطهاد السياسي". ولفت إلى أنَّ "هناك فريق من المعارضين لا يحصل على جواز سفر وإذن بالخروج في حين أنَّ البعض يغادر البلاد عبر المطارات". وفي سياقٍ متصل، قال صبرا: "نحن في الطرف الآخر من هذا النظام وليس ما يربطنا به إلا علاقة أن نقول له إرحل". ورداً على سؤال بشأن ترشيحه لتولي رئاسة المجلس الوطني السوري خلفاً ل برهان غليون، أجاب: "هذا الأمر جرى تداوله بمناسبة إنتهاء الثلاثة أشهر التي تولاها الدكتور برهان واليوم جرى تمديد للدكتور برهان لمدة شهر وما جرى التداول به غير صحيح". وإذ أكَّد أنَّ "ما يجري ثورة بالفعل"، وأضاف: "المعارضة سياسية ولا علاقة لها بالثورة التي تقود نفسها بنفسها". (رصد NOW Lebanon)

التزامات لبنان لتعهداته الدولية لا تكفي وإسرائيل وسوريا تعطّلان تنفيذ القرارات
اميل خوري/النهار
كرر لبنان للامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تأكيد التزامه تنفيذ القرارات الدولية علماً انه ليس مسؤولاً وحده عن ذلك خصوصاً بالنسبة الى القرارات ذات الصلة بوضعه. فالقرار 425 هو القرار الذي يعيد الى لبنان سيادته على كل الاراضي التي تحتلها اسرائيل وله مصلحة في تنفيذه سريعاً. لكن اسرائيل ظلت ترفض ذلك على مدى سنوات مشترطة اجراء مفاوضات ثنائية بينها وبين لبنان وهي مفاوضات لا ينص عليها القرار انما يدعو الى الانسحاب من الاراضي المحتلة من دون قيد ولا شرط الامر الذي اضطر لبنان الى تحرير هذه الاراضي بسلاح المقاومة.
وعندما صدر القرار 1680 الذي يدعو الى ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ولا سيما تلك المتنازع عليها في مزارع شبعا اعترضت سوريا على هذا القرار واعتبرت انه يشكل تدخلا في شؤون البلدين، وعندما سعى لبنان الى تنفيذ هذا القرار وتشكلت لجان لهذه الغاية اثارت سوريا خلافا حول موضوع من اين يبدأ الترسيم، فهي تريده ان يبدأ من الشمال كي لا تقترب من مزارع شبعا حيث النزاع على ملكيتها واستمرار هذا النزاع هو في مصلحة اسرائيل اذ يبرر بقاء احتلالها لهذه المزارع الى ان يحسم هذا النزاع، وهذا ما حصل. فترسيم الحدود لم تكن تريده، سوريا اصلا كي تبقى الحدود مع لبنان مفتوحة لعمليات التهريب ولمرور الاسلحة وللمتسللين. وها هي تشكو اليوم من ذلك، وتتهم لبنان بعدم ضبط هذه الحدود لمنع المتسللين الى اراضيها وتهريب الاسلحة لعناصر الثورة ضد النظام.
وعندما صدر القرار 1559 الذي يدعو القوات السورية الى الانسحاب من كل لبنان واجراء انتخابات رئاسية تحترم احكام الدستور وسحب سلاح الميليشيات تصدت سوريا لهذا القرار بشدة وقررت التمديد للرئيس اميل لحود عل ذلك يضمن بقاء قواتها في لبنان، فكانت "ثورة الارز" التي اشعلها اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ففرضت انسحاب هذه القوات من لبنان.
وعندما صدر القرار 1757 بانشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وجرائم مماثلة، تصدت سوريا لهذا القرار من خلال "حزب الله" فكانت استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة واقفال ابواب مجلس النواب وقيام تظاهرات واعتصامات ترمي الى اسقاط الحكومة بهدف تعطيل سير المحكمة، واستمر العمل على تعطيلها باثارة مشكلة مساهمة لبنان في تمويلها، وقد امكن حل  هذه المشكلة، ثم الاستعداد لاثارة مشكلة التمديد للمحكمة في آذار المقبل واعادة النظر في البروتوكول... ولا احد يعرف كيف سيتم التوصل الى حل هذه المشكلة خصوصا اذا لم يكن قد حسم الصراع الدموي في سوريا بين النظام وخصومه.
وعندما صدر القرار 1701 على اثر حرب تموز 2006 ظن اللبنانيون ان تنفيذ هذا القرار بكل مندرجاته سوف يقيم فيه الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها فلا تبقى دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها. لكن خاب ظنهم، اذ لم ينفذ من القرار سوى وقف العمليات العسكرية ولم يتم التوصل حتى الى وقف اطلاق النار، على رغم مرور ما يقارب ست سنوات على صدوره، والسبب ليس لبنان، خصوصا ان القرار ربما هو في مصلحة اسرائيل التي ظلت تخرق الاجواء اللبنانية بطائراتها الحربية وتخرق الخط الازرق ولا تنسحب من الجزء الشمالي من قرية الغجر ولا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تمهيدا لوضعها تحت سلطة الامم المتحدة، ولم تمنع سوريا من جهتها مرور الاسلحة عبر اراضيها الى "حزب الله"، ولا توقفت ايران عن تزويد الحزب هذه الاسلحة، فظل الوضع في الجنوب هشاً والقوات الدولية تتعرض لاعتداءات من حين الى آخر، ولا تم انشاء منطقة منزوعة السلاح في الجنوب، ولم يتمكن الجيش اللبناني من الحلول تدريجاً في مناطق انتشار القوات الدولية تمهيدا لانهاء مهمتها، وجعل هذا الجيش مسؤولاً وحده عن الامن في المنطقة، ويصير بالتالي في الامكان العودة الى تطبيق اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل، الى أن يتم التوصل الى تحقيق سلام شامل. لذلك، لا يكفي ان يكرر لبنان التزامه تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما تلك الخاصة به انما الهم ان يساعده الاطراف المعنيون على ذلك ولا سيما اسرائيل وسوريا، كونه عاجزاً وحده على الوفاء بالتزاماته عدا ان تنفيذ هذه القرارات يثير خلافات داخلية، عندما تكون اسرائيل وسوريا غير متعاونتين معه على ذلك لان ليس من مصلحة كل منهما جعل لبنان يستفيد من تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته لان بتطبيقه يقيم الدولة القوية في لبنان او اقله يقيم الجسور التي يتم العبور عبرها الى هذه الدولة، وكأن لا إسرائيل ولا سوريا لهما مصلحة في قيامها ليبقى الأمن في الجنوب هشا ويبقى الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في لبنان تحت رحمة حملة السلاح خارج الدولة... هذا ما ينبغي على الامم المتحدة فهمه كي تتصرف على اساسه.

رسائل بان: طمأنة في لبنان ومنبر بيروت لمخاطبة الأسد
روزانا بومنصف/النهار
قومت مصادر وزارية زيارة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون للبنان وجنوبه على انها  رسالة اطمئنان قوية الى واقع القوة الدولية العاملة في الجنوب على خلفية المخاوف من تأثرها بواقع تداعيات الأزمة في المنطقة والاعتداءات المتكرّرة عليها بحيث تخفف هذه الرسالة وطأة ما سبق ان أثير عن مراجعات جديّة لعمل هذه القوة او مراجعة مشاركة بعض الدول الاوروبية فيها على قاعدة ان اي مراجعة لن تدخل اي تعديل جوهري على مهماتها او تؤثر على عملها. فهذا الموضوع هو على طاولة الامم المتحدة منذ بعض الوقت وكان بان في حاجة الى ان يسمع من المسؤولين اللبنانيين مباشرة تمسكهم بعمل القوة الدولية وحرصهم على وجودها والتزامهم عدم تعرضها لأي مخاطر تبعاً لأي تداعيات متصلة بالازمة في سوريا. كما شكّلت مدة زيارته العاصمة اللبنانية لأيام وليس لساعات  وانتقاله الى الجنوب رسالة في حدّ ذاتها تعزّز، وفقاً لهذه المصادر، الثقة بالوضع في لبنان سعى الى ملاقاته فيها ولو على نحو غير مباشر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بمضمون قوي بهذا المعنى من زاوية اعلان تمسّكه بالسلم الأهلي في هذه المرحلة وتشديده على تحمل الدولة مسؤولياتها الأمنية. لذلك كان التقويم الاولي ان الزيارة شكلت رسالة مهمة مثلما هي الرسالة الايجابية على المستوى الداخلي لجهة الزخم التي حصلت عليه الحكومة من هذه الزيارة وتحميل بان طلباتها لجهة ضرورة الضغط على اسرائيل في مجالات وضرورة احترام سيادة لبنان على كل الصعد علماً انه سبق لرئيسها نجيب ميقاتي ان أحرز لنفسه ذلك الزخم في زيارته لنيويورك  في ايلول الماضي. فيما اظهر افرقاء في الحكومة اداء سلبياً ازاء الزيارة مما افسح في المجال للمعارضة ان تلعب دوراً اساسياً في ابراز حضورها وأهمية العلاقات الخارجية التي اقامتها ولا تزال في مصلحة لبنان. الأمر الذي سجل نقاطاً لمصلحتها في هذا الاطار باعتراف المصادر الوزارية نفسها.
والجانب الآخر من زيارة الأمين العام للمنظمة الدولية بدا بالأهمية نفسها من حيث افادة لبنان في توجيه الرسائل باتجاهات أخرى. إذ ليس هناك أقرب من لبنان جغرافياً وسياسياً الى النظام السوري من أجل توجيه رسائل مباشرة على غرار تلك التي وجهها بان ان من خلال أحاديثه مع المسؤولين اللبنانيين عن الوضع السوري او من خلال مخاطبته الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة عبر المنبر اللبناني بضرورة وقف العنف و"قتل شعبك" على أساس "ان طريق القمع مسدود وحان الوقت ليسقط تسلط الشخص الواحد" كما قال. فالى جانب الرسالة الأقرب الى مسامع النظام  باعتبارها من لبنان والأقسى أيضاً في مضمونها من خلال اعلان الامين العام للمنظمة الدولية ان "الرئيس الأسد فقد شرعيته"، فان اتصالات المسؤولين اللبنانيين التي لا تزال قائمة مع النظام كفيلة بدورها بايصال ما يجب ايصاله في هذا الصدد الى الرئيس السوري علماً ان مضمون هذه الرسائل معروف على نحو مسبق ولا جديد فيها من حيث المبدأ كما تقول مصادر معنية. وفد وازى الكلام عن سوريا في المحادثات التي أجريت على كل المستويات الرسمية وغير الرسمية الكلام عن الوضع اللبناني مع بان او كاد وتخطاه مع وزير الخارجية التركي داود اوغلو. في حين بدت مواقف هذا الأخير أكثر حسماً لجهة التأكيد ان لا أوهام لا تزال قائمة حول رغبة النظام في القيام بأي اصلاحات جدية او قدرته على القيام بها او على قبولها من المعارضة السورية  وهذه الاوهام سقطت منذ زمن ليس بقليل. وهذه الرسائل تبدو وفق مصادر معنية اجرت اتصالات بالزوار الاجانب على قدر من الأهمية كونها أتت غداة اطلالة للرئيس السوري وجه خلالها اشارات الى نيته اجراء انتخابات في السنة الجارية. اذ بدت هذه الاطلالة كأنها لم تحقق هدفها في لفت انتباه هؤلاء الزوار والمهتمين بالوضع السوري الى ان هناك جديداً دخل على خط الأزمة مما أورده في مضمون الخطاب وان هناك تغيرات محتملة يمكن التعويل عليها ولا استطاع الخطاب ان يخرق الانطباعات السابقة حول جدية النظام ازاء ما يعتبره اصلاحات أعلن انه سيدخلها على العمل السياسي  ما لم يقترن ذلك بأمرين أساسيين احدهما الوقف الفوري لما يجري من مواجهات دموية يتحمّل مسؤوليتها النظام باعتباره مسؤولا عن الايحاء بالثقة والاطمئنان ولا ثقة به حتى الآن ولا بوعوده، ثم التزام ما أعلنه عبر خطوات فورية تكون لها مفاعيلها الجدية على الأرض. وتشبه هذه المصادر خطاب الرئيس السوري الذي استبق هذه الحركة الديبلوماسية في لبنان تحديداً  بالسيف الذي يخترق المياه كون الدينامية الدرامية القائمة والمستمرة على الارض اظهرت ان شيئاً جديداً لم يدخل على المشهد السياسي السوري من خلال خطاب الاسد او ان الخطوات المعلنة لم تعد كافية بأي من المقاييس السياسية من أجل تهدئة الوضع او حتى اقناع الخارج للمساعدة في هذا الاطار مع المعارضة بناء على ما تقدم.

ما الذي دفع نصرالله إلى إطلاق كلامه عن قميص الأمن الاجتماعي؟ الفلتان المتصاعد خصوصاً في الضاحية ومسؤولية الدولة
 ابراهيم بيرم/النهار
ليست المرة الاولى يتناول فيها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مسألة "الامن الاجتماعي" وما يندرج تحت هذا العنوان العريض من تفاصيل ادق، لكنها المرة الاولى وقف فيها الرجل اول من امس ليتحدث بهذا التفصيل عن هذه المسألة البالغة الاهمية والحساسية، ويعلن صراحة مسؤولية القوى الامنية الرسمية عن حفظ الامن الداخلي ومواجهة المعتدين في كل المناطق اللبنانية. واكثر من ذلك، ربما للمرة الاولى يعلن السيد نصرالله تحلل المقاومة واي جهة من حزبه، من هذه المسؤولية. واللافت في الامر كله مجاهرته برفض "ان يلبسنا احد هذا القميص" اي قميص المسؤولية الامنية الداخلية. ولا ريب في ان السيد نصرالله، وخارج كل التوقعات والسياقات، يبادر الى ادراج هذا الموضوع في مثل هذه المناسبة التي اعد لها "حزب الله" طويلا، ليقول فيها رمزه الاول كلاما سياسيا كبيرا بحجم التحديات والقضايا الكبرى التي تفرض نفسها بإلحاح، وهذا ان دل على شيء انما يدل على امرين اثنين:
الاول - ان مسألة الامن الاجتماعي وما يتفرع منها من شكاوى ومعاناة من الفلتان، وخصوصا في منطقة الضاحية الجنوبية، قد صار موضوعا كبيرا بحجم الملفات والعناوين الكبيرة التي تخصص لها مثل هذه المناسبات.
الثاني - ان الموضوع اكتسب من الالحاح والاهمية والاستعجال ما يفرض طرحه في هذه المرحلة بالذات، وألاّ يؤجل الحديث عنه الى مناسبة اخرى وموعد آخر.
صفة الاستعجال والالحاح في طرح الموضوع من السيد نصرالله ومن على منبر عاشوراء، له وفق المعطيات المتوافرة اكثر من داع ومبرر على المستوى الذاتي والموضوعي:
ففي المعطيات الموضوعية، أن دوائر القرار في الحزب التي لها صلاحية التواصل مع قوى المجتمع، تناهى اليها في الاشهر الاربعة الاخيرة كمٌّ متعاظم من الشكاوى التي "تجأر" من ارتفاع منسوب الفلتان الاجتماعي والاخلاقي والتعديات على الحرمات وعلى القوانين المرعية الاجراء، خصوصا في منطقة الضاحية الجنوبية، مما دفع الدوائر نفسها الى اعتبار انه بلغ درجة الخطورة على امن مجتمع المقاومة ككل، وانه بات من الخطورة بمكان ولم يعد في مقدور الحزب الاكتفاء بالرد على مراجعيه بأن عليهم مراجعة المؤسسات الرسمية المعنية.
فعلى سبيل المثال لم تعد الامور متوقفة عند حدود الاعتداء على املاك عامة مثلا، بل ظهرت ظاهرة فرض الخوات على المحال والمطاعم والمؤسسات وتفشت في شكل غير مسبوق، لتطاول مثلا المطاعم الصغيرة وبسطات الخضر.
في المراحل السابقة سعى الحزب الى "مداواة الحال" بأسلوبين اثنين:
- مراجعة المراجع الرسمية المختصة ولا سيما الامنية، مُبلغا اياها بأنه يرفع الغطاء عن اي مخالف او متعد، وأن على هذه المراجع ان تأخذ دورها كاملا.
- النصح والارشاد والتوعية وتعزيز روح التعاون الاجتماعي، فكانت حملة "النظام من الايمان" التي استمرت اكثر من شهر واستخدم فيها الحزب وسائطه  ومنابره الاعلامية واخرى في المساجد والحسينيات والندوات، فضلا عن المخزون الثقافي والتراث الفقهي والديني والاخلاقي لتبيان حدود المحرمات، واهمية دفع المتوجبات وحفظ الحقوق وحرمة التعدي على المال العام وعلى الاقسام المشتركة في المجتمع.
ولا ريب في ان هذه "الحملة" التي اقترنت بكلام اطلقه السيد نصرالله اكثر من مرة عن اخطار ظاهرة تعاطي المخدرات وضرورة التزام مندرجات القوانين المرعية الإجراء، قد اعطت بعض الثمار، اذ اظهرت ان "حزب الله" يريد ان يبرئ ذمته، وليس في وارد التغطية على اي مسلكيات اجتماعية خاطئة، وانه ليس في وارد ان يحل محل الدولة.
كما ان هذه الحملة مهدت الطريق امام اجهزة الدولة المعنية لتتقدم وتأخذ دورها، وان لا مبرر لاي تقصير او تراجع بعد الآن.
وبالفعل، بدأت تظهر في اعقاب كل ذلك "اشارات السير" بألوانها الثلاثة في شوارع اساسية من منطقة بالغة الاكتظاظ، وصورت عدسات الاعلام دوريات قوى الامن وهي تنتشر في احياء عدة وتقمع التعديات والمخالفات.
وبدأت ايضا بيانات قوى الامن الداخلي تتوالى عن اعتقال عشرات المطلوبين، وعن مذكرات توقيف، مع إشارة الى بعض هؤلاء على اساس انهم من "كبار المطلوبين" ورؤوس العصابات المتأصلة بالتهريب والاجرام والارتكابات.
لكن يبدو ان مفعول هذه الحملة الزمني لم يطل، اذ عادت الامور الى مسيرتها الاولى، بينما بدأت الاجهزة الرسمية المعنية بالتقصير واللامبالاة، وعند ذلك احست الدوائر المعنية في الحزب بأن الامر يكاد يكون مقصودا ومتعمدا، فعاود المعنيون في الحزب تكثيف التواصل مع المراجع الامنية، خصوصا مع الحكومة الجديدة، وكانت لافتة جولة وزير الداخلية العميد مروان شربل في بعض احياء الضاحية الجنوبية واجتماعه بالسيد نصرالله. وبحسب المعلومات، كانت مادة اللقاء الاساسية موضوع الامن الاجتماعي في الضاحية، وضرورة ان تأخذ الوزارة واجهزتها المعنية دورهما كاملا.
ولا بد من الاشارة الى ان هذا اللقاء هو الوحيد الذي اجراه السيد نصرالله مع وزير في الدولة، باستثناء الوزير جبران باسيل الذي كان اللقاء معه ذا طابع محض سياسي، كإشارة الى مدى اعطاء الحزب اهمية قصوى لموضوعي الامن والاستقرار فقط.
وعليه، تؤكد مصادر على صلة بالحزب، ان الكلام الاخير للسيد نصرالله المتعلق بموضوع الامن الاجتماعي، هو استكمال لما بدأه في هذا المجال، وهو يرمي اولا واخيرا الى التحلل لاحقا من اي مسؤولية امنية، ووضع الدولة واجهزتها المعنية امام مسؤوليتهم الكاملة، خصوصا ان الحزب يعتزم لاحقا حسب المعلومات القيام بخطوات اخرى سياسية وعملية وجماهيرية لوضع الدولة امام مهماتها ومسؤولياتها الكاملة. وفي المعطيات والمصادر اياها، أن لدى دوائر القرار في الحزب مقاصد ومرامي اخرى عبر عنها كلام السيد نصرالله، ابرزها:
1 - ان الحزب بات يدرك ان الامن الاجتماعي صار ورقة يبتزه بها خصومه السياسيون، الذين يبادرون الى تحميله مسؤولية اي خلل امني يقوم به اي شيعي في اي منطقة من لبنان، على غرار حملة التجني عليه في قضية متفجرة انطلياس قبل فترة.
2 - ان حجم الازمة الاجتماعية والاخلاقية والامنية في الضاحية الجنوبية وفي مناطق اخرى له فيها وجود ونفوذ، قد كبر في شكل بات يتعين معه على الدولة واجهزتها المعنية ان تتحرك وتضرب بيد من حديد، وكلام السيد في هذا الاطار يبدو كمن يلقي الحجة.
3 - معلوم انه بعد حرب تموز عام 2008، تخلى الحزب عن نظرية المربعات الامنية في الضاحية الجنوبية واعاد توزيع مقاره ومنازل مسؤوليه في شكل انتفت معه اي حاجة الى مربعات مقفلة في وجه اي سلطة رسمية، وسقطت صدقية اي اتهامات يوجهها اليه خصومه في هذا المجال
وعليه، يحمل كلام السيد نصرالله في هذا الشأن اجابات متقطعة عن كثير من الشكاوى والتساؤلات، وتؤكد براءته حاضرا ومستقبلا من اي مسؤولية، وبالتالي سيكون لهذا الكلام ما يليه لاحقا.

روسيا وسوريا في أيام سقوط المثاليات
إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط
وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، لكن قريش قوم يعتدون». (مسيلمة الكذاب)
ماذا تريد روسيا، اليوم، من طريقة تعاملها مع الأزمة السورية؟ واستطرادا ما هو موقفها من أزمات منطقة الشرق الأوسط ككل، بعد مرور سنة على تفجر الثورة التونسية التي كانت المؤشر الكبير على ما بات يوصف بـ«الربيع العربي»؟ «الفيتو» الروسي - الصيني المزدوج في مجلس الأمن الدولي الذي جاء خلال الأسابيع الأولى من تفجر الانتفاضة السورية، وجد له البعض ما يبرره في حينه. فاتجاه الأحداث في ليبيا كان صدمة لموسكو التي شعرت وكأنها تعرضت لـ«ضرب احتيال» من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة طبعا، انتهى بتجريدها من «بيدق شطرنج» مهم لها من الناحيتين الاقتصادية واللوجيستية في العالم العربي وحوض المتوسط. كان شعور موسكو بالمرارة والضيق إزاء استخفاف الغرب بـ«مصالحها» في منطقة لا يفترض أنها على تماس مباشر بإسرائيل أو منطقة الخليج، أكثر من مفهوم. غير أن الاتجاه الذي أخذته الانتفاضة السورية، وأسلوب القمع الدموي الذي مارسه ضدها نظام الرئيس بشار الأسد «على الطريقة القذافية».. كانا كفيلين بتوضيح معالم الصورة أكثر. ومن ثم، مع انكشاف حقيقة «فتور» الموقف الإسرائيلي، وبالتالي الأميركي، من مبدأ التغيير الذي تطالب به غالبية الشعب السوري، واكتفاء واشنطن بتحذيرات أقرب ما تكون إلى التمنيات، اتضحت صورة أخرى للعبة الإقليمية - الدولية التي هي أكبر من مجرد تغيير نظام تسلطي متصخر مستعص على الإصلاح.
«السيناريو» السوري المتعثر، وحالة العجز العربي المألوفة، ومن ثم التواطؤ الإقليمي والدولي، كلها عوامل زاد من تأثيرها السلبي على الشعب السوري وانتفاضته.. الاتجاه الذي أخذه «الربيع العربي» بشقه التغييري، سواء على صعيد الارتباك الحاصل في ليبيا، ومآل الحالة اليمنية المائعة، ونتيجتي الانتخابات في كل من تونس ومصر، بل مصر بالذات. ما حملته الانتخابات المصرية في البلد الذي تعاملت معه واشنطن بحزم، وعجلت في إحداث التغيير على قمة السلطة فيه خلال أسبوعين فقط، كان عاملا مهما - وإن لم يكن مفاجئا - أسهم بصورة مباشرة في توالي الأحداث في المنطقة، والمواقف الدولية منها. وبروز «الإسلام السياسي» بديلا حتميا لأنظمة التسلط المتخلف التي طالما زعمت - زورا - بأنها «تقدمية» تستند إلى دعم «الجماهير» وتؤمن بـ«الاشتراكية»، مسألة قرر العقل البراغماتيكي الغربي التعامل معها بالطريقة العملية الوحيدة التي يعتمدها في ممارسته السياسة، سواء داخل دوله أو في علاقاته الدولية الخارجية. هذا الطريقة اسمها «حساب التكلفة».. لا أكثر ولا أقل. خلال الأشهر الماضي، بينما كانت الشعارات المثالية تنطلق من هنا وهناك لتحية انتفاضات «الربيع العربي» وتشجيعها علانية، كانت أروقة طبخ السياسات في العواصم الكبرى منهمكة في درس «تكلفة» تلك الظاهرة.. بعيدا جدا عن العواطف والمثاليات.
فقط في دول أميركا اللاتينية، ربما، كان هناك صدق «مبدئي» في مسألة استنكار سقوط معمر القذافي والوقوف في وجه انتفاضة السوريين ضد نظام الأسد. ففي أوساط اليسار بدول أميركا اللاتينية (أميركا الجنوبية وكوبا ونيكاراغوا) هناك عداء دفين للسياسة الأميركية، وشك عميق في مقاصدها، بفعل عقود متطاولة في استغلال واشنطن ثرواتها الوطنية، وتواطؤها المتكرر مع ديكتاتوراتها ضد شعوبها. وبالتالي، بالنسبة لليسار الأميركي اللاتيني الذي يحكم راهنا أكثر من ثلثي دول أميركا الجنوبية، بما فيها البرازيل والأرجنتين، فإن أي جهة تعاديها واشنطن على المسرح الدولي - ولو لفظيا - لا بد أن تكون من «المعسكر المظلوم» المستهدف، وبالتالي، وجب أخلاقيا التعاطف معها وشد أزرها. في المقابل، ينبع الموقفان الروسي والصيني من مكان آخر مختلف تماما. فهنا لا مكان لـ«مثاليات» الأميركيين اللاتينيين الأنقياء الذين تأخروا كثيرا في اكتشاف حقيقة «الثوريين» الذين دعموهم من منطلق النية الطيبة حيال «رفاق» المظلومية.. المقاومين لـ«الاستكبار» الأميركي، وفق القاموس الإيراني! بعد أفول نجم الشيوعية عن موسكو، وانتهاج ورثة دينغ هسياو بينغ «خطا» صينيا مبتكرا من الشيوعية بالكاد يبقي على شيء منها، يجوز القول إننا الآن أمام حالة شبيهة بحالة الاستعمار الكلاسيكي القديم عندما تقاسمت القوى العالمية الكبرى، وبالأخص الأوروبية منها، أراضي قارات العالم. فموسكو فلاديمير بوتين، رجل «الكيه جي بي» السابق، لا تحاور العالم باسم فضائل الاشتراكية ومزاياها ومصلحة الشعوب في ترويجها وتعميمها، بل تحاول إقناع الغرب في عصر ما بعد «الحرب الباردة» بترك حيز لها في خريطة تقاسم النفوذ المصالح.
لنتذكر أن الحزب الشيوعي الروسي اليوم هو حزب المعارضة الرئيسي في موسكو، وليس حزب السلطة. ولنتذكر أن أكبر عدد من «طفيليي» الانفتاح على «اقتصاد السوق» وغاسلي أمواله، موجود اليوم في روسيا. ولنتذكر أن الشركات الصناعية الغربية - رمز الاستغلال الرأسمالي وملكية وسائل الإنتاج كما تعلمنا - تسقط راهنا، حسب جدواها الاقتصادية، فرائس سهلة.. للرأسمالية الصينية الجديدة. وبناء عليه، عندما ترسل روسيا قطع أسطولها إلى ميناء طرطوس فهي لا تفعل ذلك من أجل الدفاع عن كادحي الشعب السوري المظلوم، بل تفعل ذلك كإشارة إلى واشنطن مؤداها أن على الولايات المتحدة أن تحسب حسابها في الأسلاب والمغانم، وبالتالي، تترك لها بعض مناطق النفوذ. أصلا، كيف يمكن تفسير الموقف الروسي من إيران، التي يحكمها نظام ثيوقراطي، نكل باليسار على امتداد سنين؟
ما هو المبرر للتعاون التسليحي والنووي مع طهران خارج إطار الرد على جشع واشنطن واستخفافها بالآخرين، وتوسيعها أبدا خطوط نفوذها عبر «حلف شمال الأطلسي»، (ناتو) ليشمل عددا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق؟.. وهذا، ناهيك عن مصالحها في آسيا الوسطى، المنطقة الضخمة ذات الأهمية الاستراتيجية النفطية والجغرافية الكبرى بين أراضي روسيا والصين وإيران وشمال شبه القارة الهندية؟ ولننس إيران قليلا، وننظر إلى علاقات موسكو مع إسرائيل. هل انقطعت الصلات بين موسكو وتل أبيب على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقات بعد اعتقال بعض أثرياء الانفتاح اليهود الروس بتهم «الإثراء غير المشروع»؟ ما يحدث اليوم هو انخراط عدة أطراف، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، في مساومة بشعة على أشلاء الأبرياء، على تكلفة التغيير وتقاسم مناطق النفوذ، بعيدا تماما عن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية.
وما يظهر بوضوح الآن أن عملية «استدراج العروض» تسير على قدم وساق على مستوى منطقة الشرق الأوسط، فبعدما استطاع «اللوبي» الإسرائيلي في واشنطن إقناع إدارة جورج بوش الابن بجعل «الشيعية السياسية» الإيرانية شريكا تكتيكيا في معركته ضد «السنية السياسية» تحت ذريعة محاربة القاعدة وطالبان، مما أدى بالنتيجة إلى تسليم العراق تسليم اليد إلى طهران، ها هي واشنطن في عهد باراك أوباما تفتح صفحة جديدة. إنها بعد ارتياحها لتجربة «السنية السياسية» الحاكمة في تركيا، تفتح اليوم - بإيحاءات إسرائيلية أيضا - مفاوضات تفاهم وتعاون مع القوى الإسلامية السنية الفائزة بالانتخابات المصرية، بهدف التعايش معها في وجه تزايد طموح طهران، والأثمان الباهظة التي تطلبها طهران وترى أنها تستحقها في خريطة النفوذ بالمنطقة. في ظل عملية «استدراج العروض» هذه، تسقط كل المبادئ والمثاليات.. والأقنعة «الممانعة»... وتربح إسرائيل.

ويل لمن زاد إنتاجه!
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
الإيرانيون بدلا من أن يهددوا الأميركيين والأوروبيين، الذين فرضوا حظرا على تعاملاتهم المصرفية في أنحاء العالم، اختاروا أن يهددوا دول الخليج، إن فتحت «حنفية» النفط، وزادت من إنتاجها. بلطجة إيرانية ضد جيرانها الأصغر، تذكرنا بموقف رئيس العراق الأسبق، صدام حسين، الذي هدد مرة الإمارات والكويت بحجة أنهما تزيدان إنتاجيهما، فقط لأنه يريد رفع سعر برميل النفط. ولحسن الحظ، سبق تصريح وزير النفط السعودي الوعيد الإيراني، فأعلن استعداده لرفع الإنتاج لتلبية أي طلب بالمزيد من البترول، إن حدث نقص في السوق. والنقص هنا إيراني بالطبع، مع أنه لم يسمّ النفط الإيراني بالاسم، جراء حظر الولايات المتحدة التعامل مع بنكها المركزي، وتبني أوروبا الامتناع عن شراء النفط الإيراني. تصريح الوزير أغضب إيران، وفي نفس الوقت طمأن السوق الدولية. وقد فقدت كثرة التهديدات الإيرانية هيبتها، بتجويع العالم من بترول الخليج، بسد مضيق هرمز المائي، أو الاعتداء على دول الخليج، ولن يفيد في إرباك السوق العالمية وجود دول نفطية كبرى مستعدة لتعويض أي نقص محتمل. ولا أظن أن إيران ستتجرأ على إغلاق مضيق هرمز، ولا الاعتداء على المنشآت البترولية السعودية، والخليجية الأخرى، بل تريد تخويف المشترين ورفع السعر بحرب التصريحات. وفضلا عن فقدان التهديدات الإيرانية قيمتها (طبعا ما لم تتجرأ على ارتكابها) فإنها تفضح أمام مواطنيها تناقضات أقوالها. فهي من جهة تؤكد لهم أن اقتصادها لن يتأثر بالحظر المصرفي والاقتصادي، وفي الوقت نفسه تتوعد الأوروبيين لمقاطعتهم بضائعها ونفطها وعملتها.
لكن لا تقلقوا، فرغم التهديدات الخطيرة، أحسن الظن في الحسابات الإيرانية. عودتنا طهران أنها لا ترتكب حماقات قاتلة، مثل الدخول في حرب مباشرة مع الغرب أو الخليج، بدليل أنها لم تفعلها قط، إلا من خلال وكلائها بالنيابة، مثل حزب الله. التاريخ المتعقل للفعل الإيراني لا يساير القول المتهور لمسؤوليها. إيران تدري أنها ستخسر الكثير في حال دفعت الأمور باتجاه الحرب، فحليفتها الكبرى سوريا محاصرة داخليا، وتركيا المحايدة عادة قد لا تبقى كذلك هذه المرة، إضافة إلى أن الوضع الداخلي الإيراني نفسه ينذر بانفجار ضد النظام. إيران، على الرغم من كثرة مغامراتها، بما فيها مشروعها النووي، تملك قدرة حسابية جيدة تكبح شهوة التورط في المواجهات الكبرى. فأزمات العراق وأفغانستان وسوريا والبحرين، كلها بينت أن إيران تملك كوابح تضبط ردود فعلها عن التورط في الحروب المباشرة. والأزمة الجديدة سببها مقاطعة بنكها المركزي، ومبيعاتها لأوروبا لن تدفعها لضرب السعودية أو سد هرمز، لكن من يدري؛ فالنفط السياسي سريع الاشتعال، وهو سبب معظم حروب المنطقة. وقد يقول الرئيس الإيراني اليوم مقولة صدام الشهيرة بالأمس: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق».

إرسال قوات عربية لسوريا
طارق الحميد/الشرق الأوسط
اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف العنف هناك، وأيد هذا الاقتراح السيد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المصرية، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الفرنسي إن «المجزرة مستمرة وكذلك صمت مجلس الأمن»، مؤكدا أن هذا الوضع «لا يحتمل»، وهناك معلومات عن مطالبة أميركية للأتراك باتخاذ موقف فاعل أيضا.. فهل نحن أمام تبلور موقف دولي إزاء الأوضاع في سوريا؟ أعتقد ذلك، لا سيما أن هناك مؤشرات تدل على ذلك، منها تحرك بعض الأطراف الفاعلة في منطقتنا، خصوصا الزيارات العربية إلى واشنطن، أو الزيارات الدولية إلى عواصم المنطقة، وبالأخص الفاعلة منها، وفوق هذا وذاك تطورات الأوضاع في سوريا، ومنها خطاب الأسد الأخير، والذي أوحى إلى أن الرجل منفصل عن الواقع، وليس لديه إلا المراوغة، فتارة تفجيرات بحضور المراقبين العرب، وكل يوم جمعة، وتارة أخرى اتخاذ قرار عفو، شكلي، كلما قررت الجامعة أن تجتمع لمناقشة الأوضاع السورية، فقرارات العفو الأسدية، مثلا، تعددت دون أي تنفيذ حقيقي! وعليه، فإن السؤال الآن هو: هل يمكن عمليا إرسال قوات عربية إلى سوريا؟ ومن سيقوم بذلك في ظل الدفاع المستميت الذي يقوم به كل من العراق، والجزائر، ولبنان، عن النظام الأسدي؟  ففي حال كان هناك موقف عربي، ودون شرط الإجماع، وكذلك دولي، بالتحرك من أجل وقف آلة القتل الأسدية، فإن الأمر لا يتطلب إرسال قوات عربية فقط إلى هناك، بل لا بد من التحرك تحت مظلة مجلس الأمن، أو من خلال ما سميناه مرارا، اتفاق الراغبين دوليا، وذلك من أجل فرض منطقة عازلة في سوريا. أولا، وهنا يبرز الدور التركي، ومن شأن ذلك إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أفراد الجيش السوري للانشقاق، وهو ما قد يسرع بإنهاء المعاناة في سوريا، فمزيد من الانشقاقات يعني تسريع فرص الانقلاب على الأسد، أو انهيار قوته العسكرية. وهذا الأمر يتطلب أولا جهدا دوليا، وقبله عربيا، من أجل مساعدة المعارضة السورية، والتي من أبرز أسباب أزمتها هو عدم حصولها على دعم حقيقي، رغم كل الاتهامات التي توجه لها من قبل النظام الأسدي، وحلفائه. وكما قلنا مرارا، فإن هذا يعني دورا سعوديا، وتركيا، وقطريا، حقيقيا، إضافة إلى تحرك أميركي جاد، إضافة للفرنسيين، والبريطانيين، وخصوصا أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني الأخيرة إلى السعودية، وتصريحاته من هناك، تظهر جدية بريطانيا لوضع حد لآلة القتل الأسدية. ومن شأن هذا التحرك القائم على جهود الدول المشار إليها أن يفعل تحولا حقيقيا في مجلس الأمن، ومع الدول المؤثرة فيه، وتحديدا الصين وروسيا! لذا، فالقصة هنا ليست قصة إرسال قوات، أو التقليل منها، بل هي ضرورة تحرك دولي فاعل لدعم المعارضة السورية، ثم تأمين منطقة عازلة، مع ضرورة التحرك في مجلس الأمن، أو خارجه، من خلال تشكيل تحالف الدول الراغبة لإنقاذ سوريا، وإنهاء حقبة لم يعان منها السوريون وحسب، بل والمنطقة كلها.

بشار الأسد ابن أي شارع؟
عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط
بشار الأسد، مثل والده حافظ الأسد، شخص ثرثار. في إحدى المرات، روى نائب وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق جيمس بيكر قصة لا يمكن تصديقها عن حافظ الأسد. وصف بيكر حافظ الأسد بأنه كان ممثلا بارعا، تحدث عن عديد من الأمور، لكن كي نكون صادقين، لم يقل أي شيء! قال بيكر إنه «بعد اجتماع واحد امتد لنحو 9 ساعات، شعرت أنني كنت في حالة من اللاوعي!» على أي حال، ألقى بشار خطابه الثالث يوم 11 يناير (كانون الثاني). نتذكر أن بن علي ومبارك تخليا عن السلطة بعد خطابهما الثالث! في خطابه الثالث، قال بشار الأسد: «أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائما أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنيا على ما يقوله الشارع، أردت أن أكون معكم لأنني ابن هذا الشارع وعلى من يريد أن يخاطب الشارع أن يكون في الشارع مع المواطنين.. أردت أن أكون معكم لأوجه الشكر لكم ولأبنائكم وأبث محبتي لكل مواطن سوري خرج في كل ساحة وفي كل حي وكل جامع ومدرسة وجامعة». ‏ خلال تلك الفترة من الغياب، قتل أكثر من ستة آلاف شخص، والآن، يستخدم بشار كلمة أساسية، إنه يزعم أن خطابه كان مبنيا على مطالب السوريين. وينظر لنفسه على أنه متحدث باسم شوارع سوريا. إنه ابن الشارع. هل يمكننا أن نصدقه. هل يمكننا أن نثق به. ما مطالب الناس في الشوارع، وما هو رد فعل الحكومة السورية تجاهها؟ من الواضح أننا نشهد فجوة كبيرة بين الحكومة السورية والسوريين. ومن المؤكد أن خمسة آلاف شخص على الأقل لقوا مصرعهم حتى الآن، وهذا أمر لا يمكن إنكاره.
لقد ارتكز خطاب بشار بالأساس على نظرية المؤامرة. لم تكن تلك هي المرة الأولى التي ناقش فيها بشار مفهوم المؤامرة. لكن في هذه المرة، كان لديه تفسير جديد، وضمن بعض الدول العربية وبعض السوريين كأجزاء من المؤامرة الأجنبية. بعبارة أخرى، حاول أن يغطي على الموضوع الرئيسي. لقد قامت الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وأعلنت عن فرض عقوبات ضدها، كما أرسلت أيضا لجنة مراقبة إلى سوريا بهدف تحديد ما إذا كانت تلتزم بخطة سلام تلزمها بسحب القوات من المدن وإطلاق سراح السجناء والحوار السياسي أم لا.
تمتلك السلطات السورية دبابات سرية في مجمعات عسكرية وأمنية أو عربات مصفحة أعيد طلاؤها باللون الأزرق الخاص بسيارات الشرطة بهدف تضليل المراقبين. لقد تم إطلاق سراح عدد محدود فقط من الآلاف الذين تم احتجازهم أثناء حالة الاضطراب التي عمت البلاد. أعتقد أن بشار الأسد أخفى استراتيجيته الوحشية، واستخدم الإصلاح كستار للتغطية على الأفكار الحقيقية التي تعتمل في ذهنه. مثلما هو متوقع، أثنى بعض المؤيدين للنظام على خطاب بشار. على سبيل المثال، نشر أحدهم مقالا في صحيفة «النبأ» اللبنانية وأعيد نشر المقال في الصحف ومواقع الإنترنت السورية مثل موقع «شام برس» الذي نشر هذا المقال يوم 11 يناير (كانون الثاني) الماضي. وتشبه العبارات والكلمات المستخدمة في هذا المقال كثيرا تلك المستخدمة في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية: «كشف الرئيس السوري بشار الأسد المستور وبانت خيوط حياكة المؤامرة علي سوريا والمنطقة واضحة وضوح الشمس لأي مراقب لا يستخدم المنظار الأميركي والغربي.. هذه (الثورة) التي لا يمكن أن تكمل عملها إلا بالأجرة، وعندما ينقطع المال، فلن يكون لها أي وجود وهي بالتأكيد ستقف عند أعتاب البنوك و(القجج) الفارغة حتى من العملات الرخيصة كالشيقل الإسرائيلي».
هذا رد فعل شهير جدا وقديم. إذا انتقدت بشار الأسد وقواته العسكرية والأمنية، واستجوبتهم حول قتل السوريين الأبرياء، فلن يفعلوا شيئا سوى اتهامك بالعمل لحساب أميركا وإسرائيل. ولهذا، ففي نهاية خطابه، أثنى على قوات الأمن والجيش: «إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة.. رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة.. الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ينعم بالأمان فباسمكم جميعا وباسم كل مواطن شريف نوجه لهم التحية وهم يقفون على أهبة الاستعداد ويصونون شرف الوطن ووحدة ترابه وشعبه العربي». يبدو بصورة ما أن بشار يحاول إصلاح الأخطاء التي وقع فيها في حواره مع باربرا والترز. الآن، يثني على الجيش، وهاجم الإخوان المسلمين واصفا إياهم بـ«إخوان الشياطين». إضافة إلى ذلك، خاطب السوريين بلهجة الواعظ قائلا: «إن هذه ليست ثورة.. فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائرا وخائنا.. هذا غير ممكن.. وهل من الممكن أن يكون من دون شرف ولا أخلاق ولا دين.. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم وهذه حقيقة».
من الواضح أن بشار يرغب في القول إنه لا توجد ثورة حقيقية في سوريا. جزء من زعمه صحيح، لأن السوريين طالبوا في البداية بالإصلاح؛ طالبوا بالعدالة والحرية والديمقراطية. لكن قبضة بشار الحديدية غيرت الوضع إلى الأسوأ. فبعد سقوط أكثر من 6 آلاف قتيل من صفوف المتظاهرين وقوات الأمن، يتضح، يوما بعد يوم، أن بشار سيواجه أسوأ موقف في حياته. في سوريا، نواجه ثالوثا - أسرة واحدة وحزبا واحدا وطائفة واحدة - يحكم الدولة. وهذه الدائرة المغلقة يجب أن تفتح الآن. إن سوريا أكبر بكثير من أسرة الأسد. والمناخ السياسي أكثر شمولية من مجرد حزب واحد، وكذلك المسلمون والإسلام أكبر من مجرد طائفة واحدة في سوريا. كل يوم جمعة، نشاهد عددا ضخما من السوريين يؤدون صلاة الجمعة. إنهم السوريون، وصوتهم هو صوت الشوارع. بشار لا ينتمي إلى تلك الشوارع. إذا كانت الأمة السورية تدعمه بحق، إذن لماذا تعج كل المدن بالدبابات؟ إن بشار يعجز عن إخفاء الجرح الغائر في سوريا. ومن يصوغون خطاباته يعبثون بمصيره.

في حديث خاص بـ"يقال.نت": جوني عبدو ينتقد ويقترح ويقرأ في كتاب الثورة السورية 
يُقال.نت /الأحد, 15 ك2"/12
العناوين
لا شيء يوحي بأن قيادات 14 آذار تملك خطة للمستقبل سواء سقط الأسد أم بقي
قوة "حزب الله" ناتجة عن امتلاكه جهازا أمنيا وضعف 14 آذار ناجم عن افتقادها الى المعلومات
"حزب الله" يملك ملفات تمكّنه من خطف أو اغتيال أي شخصية في لبنان
إسألوا اللبنانيين من يخيفكم أكثر : مدير المخابرات أم وسام الحسن أم وفيق صفا؟
أنصح البطريرك الراعي أن لا يحاور "حزب الله" سياسيا ونواب بيروت "مش عارفين الله وين حاططهم"
غياب الدولة القوية في لبنان يفسّر سلوكيات وليد جنبلاط الهادفة الى حماية الدروز
هناك فرز طائفي في سورية وهذا هو الأخطر
لتُستهدف التظاهرات المؤيدة لبشار بالرصاص كما تستهدف التظاهرات المعارضة حتى نرى حجم المشاركة
أعتقد  أن المصلحة الإستراتيجية للمجتمع الدولي بالتدخل العسكري في سورية قد سقطت
بشار الأسد غير قادر على حسم الأوضاع عسكريا
لا توجد كاريزما لا في المعارضة ولا عند الأسد
هناك قرارات كثيرة اتخذت في القصر في سورية من دون أن يعلم بها كبار الوزراء إلا في الإعلام
هذه هي رسالة مسؤول مخابراتي سوري عن إنتاج النظام  للإرهابيين
تجربة إيلي حبيقة تؤكد أنه من السهل اختراق أهل النظام في سورية
كأن جوني عبدو، إستعمل خبرة عمره في إدارة المخابرات اللبنانية في أعقد أزمنة الأزمة اللبنانية، كما في صناعة الرؤساء قبل خسارتهم، كما في الدبلوماسية المنتجة في سويسرا على زمن مؤتمري لوزان وجنيف قبل أن ينتقل الى باريس، كما في المراقبة التفاعلية منذ سنوات طوال، ليجيب عن سؤال وحيد يتردد صداه في مدى 14 آذار:" لماذا نحن مستاؤون؟" وعلى الرغم من أن جواب جوني عبدو عن هذا السؤال المحوري يكفي بذاته ليشكل حدثا، إلّا أنه قدّم في حواره الخاص مع "يقال.نت"، الكثير من المعلومات والتوصيات، التي خرقت الحدود اللبنانية لتجول في دائرة الصراع السوري- السوري! ووجد جوني عبدو قاسمين مشتركين على الأقل بين الثورة السورية وبين قوى 14 آذار، أولهما "أنه يحصل للشعب السوري ما يحصل عندنا في 14 آذار. جمهورهم أقوى من قياداتهم"، وثانيهما أن الفريقين يعملان ، بالحدس والعاطفة، في ظل غياب جهاز يوفر المعلومات، في مواجهة نظام مخابراتي في سورية وعمل أمني متقن لـ"حزب الله" في لبنان! ولأنه كان صريحا في " النقد الذاتي" وفي تحديد التحديات، وفي رسم خارطة الطريق الى الأمل الذي يحيط " بالحالة غير الميؤوس منها"، إختار أن ينهي حديثه على قاعدة رسولية ، فقال:" من له أذنان سامعتان فليسمع"!
خلاصة الحوار
إنتقد السفير السابق جوني عبدو قيادات 14 آذار لأنها لا توحي بوجود تصوّر لها للمرحلة المقبلة في ظل المتغيّرات الإستراتيجية في سورية. وقال :"أنا لا أعرف ماذا ستفعل هذه القيادات، في حال سقط النظام السوري، أم طالت الفترة الفاصلة عن سقوطه، أم لم يسقط، في حين أن "حزب الله" جهّز نفسه لكل الإحتمالات!" ودعا هذه القيادات الى التحلّي بحكمة التفاعل مع الأفكار التي يطرحها هو وغيره ، حتى تتمكن من تهيئة نفسها لمعطيات جديدة، وأن تتخلى عن سياسة الإنتظار لما سوف يحدث، لأنها بذلك تتخلى عن مسؤولياتها في صناعة المستقبل. واستغرب غياب الخطة لمواجهة الخطر الأمني الذي يمثله "حزب الله"، معتبرا أن سبب ضعف قوى 14 آذار هو في افتقادها الى جهاز أمني متخصص بتوفير المعلومات عما يحصل لدى الفريق الآخر، في ظل واقع يبدو فيه أن المسؤول في "حزب الله" وفيق صفا أقوى بكثير من مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد إدمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن. وكشف أن "حزب الله" لديه ملفات تمكنه من خطف أو اغتيال أي شخصية سياسية لبنانية ، في اللحظة التي يتلقى فيها أوامر بذلك. وإذ نصح البطريرك الماروني بشارة الراعي بعدم الدخول في حوار سياسي مع "حزب الله" ، قال إن نواب بيروت، بمسعاهم الى الحوار مع "حزب الله" من أجل الوصول الى بيروت منزوعة السلاح " مش عارفين الله وين حاطتهم" ! وقدم تفسيرا لسلوكيات وليد جنبلاط السياسية، معتبرا أن ما لا يمكن للرئيس سعد الحريري أن يقوم به، يفعله وليد جنبلاط لحماية الدروز، على اعتبار أن غياب الدولة القوية يحتّم عليه أن يبحث بنفسه عن حمايتهم. وفي المسألة السورية، لفت الى أن أخطر تطور هو الفرز الطائفي الحقيقي الحاصل، معتبرا أن المجتمع الدولي لم تعد له مصلحة إستراتيجية في حسم الأوضاع في سورية، لأن الوضع الحالي يناسبه، بعدما شلّت يد سورية عن القدرة على المشاركة في نصرة إيران، في حال شنّت حرب عليها!
وأشار الى أن الشعب السوري سيقدم تضحيات أكثر من التي قدمها، في وقت لن يتمكن بشار الأسد ، على الرغم من رغبته المعلنة في ذلك، من الحسم العسكري. وانتقد الممثلين السياسيين للمعارضة السورية ، لأنهم ، من جهة أولى يفتقدون الى الكاريزما المطلوبة، ولأنهم من جهة ثانية، ارتضوا في المرحلة الأخيرة أن يقفوا وراء الجامعة العربية والمجتمع الدولي، بدل أن يكونوا هم في الواجهة. وهنّأ الثوار السوريين لأن بشار الأسد هو الآخر بلا كاريزما، وإذ دعاهم الى توفير معلومات عما يحصل في القصر الرئاسي السوري، إعتبر أن خراب بشار الأسد سيكون على يد أجهزته الأمنية التي تتحمّل مسؤولية إنتاج الإرهاب، كاشفا مضمون رسالة ، بهذا المعنى ، تلقاها من مسؤول مخابراتي سوري، قبل سنوات قليلة! وسخر من إبراز الأسد لجماهيريته، متسائلا عمن يمكن أن ينزل الى الشارع تأييدا له ،في حال تعرض هؤلاء للقليل مما يتعرض له المعارضون السوريون.
نص الحوار
س: هل صحيح أن إطلالاتك الإعلامية  تدنت كثيرا، بسبب أنك تعاني من حالة قرف سياسي، تمنعك حتى من متابعة الأحداث والتطورات؟
ج: هذا ليس دقيقا جدا! صحيح أنني أعاني من حالة قرف سياسي، ولكن هذا لا يدفعني إلى التخلّي عن متابعة ما يحصل في لبنان والمنطقة والعالم.
س: ما سبب هذا القرف السياسي؟
ج: قرف سياسي لأن " الألمعيات" التي كان يجدها اللبناني، على مر الحقبات السابقة ، لم تعد موجودة!  القرف السياسي سببه أن هذه الألمعيات غير موجودة.
المقابلات التي سبق وأجريتها كان لها تأثير إعلامي فقط، أي لها مستمعون ولها متابعون ولها مشاهدون، ولكن ليس هناك من "يكلّف خاطره" ليعالج أفكارا معينة وأفكارا معيّنة، سواء بما قلته أو بما قدمته من معلومات. لا بل  تنتهي المقابلة، فتتهافت عليك الإتصالات مهنئة، ودائما يقولون لي إن المقابلة الأخيرة هي أفضل مقابلاتي حتى الآن.وتقف الأمور هنا، فلا تعود ترى أحدا قد تناول فكرة أو علّق على معلومة أو تفاعل معها!
هذه ليست وضعيتي فقطـ، بل إن كل من لهم قيمة ويطلون على التلفزيونات، سواء بمقابلات أم بمداخلات، لا أجد أن ما قالوه، له متابعة، حتى من فريقنا. وهذا ما يثير العجب ، فقد يجوز أن الفريق الآخر يريد أن يعتّم على هذه المعلومات وهذه الأفكار، ولا يريد أن يبحث فيها أحد أو يرد عليها، لكي لا تعطى أبعادا يبتغيها من يقولها أو يدلي بها، ولكن أن يحصل ذلك من فريقك الخاص وممن تتفاعل معهم بالأفكار السياسية كلها، فهذا غير مقبول.
س: من تعني بفريقك؟
ج: فريق 14 آذار.
س: من هو المقصود فعلا؟
ج: القيادات في 14 آذار. حتى الآن، مثلا، أنا لا أعرف ماذا ستفعل هذه القيادات، سواء سقط النظام السوري، أم طالت الفترة الفاصلة عن سقوطه، أم لم يسقط. لا يوجد شيء يوحي لنا بوجود مخططات سرية لذلك، ونحن لا نعرف بها. لا أعتقد بأنه توجد تحضيرات لهذا الموضوع المهم، حتى نشترك فيها أو نتفاعل معها!
التوك شو...شو!
س: سنعود لاحقا إلى الموضوع السوري والموضوع اللبناني- السوري، ولكن دعنا نواصل حديثنا عن موضوع الـ"توك شو" فهذا موضوع مهم، لأن ما تقوله عن القرف في الموضوع السياسي نسمعه من عدد كبير من اللبنانيين، وبنسبة تتزايد وتنمو. يشعرون بأن السياسية في مكان وأولوياتهم في مكان آخر. بالعودة إلى ما كنت تقوله، فأنت تستنتج أن الـ"توك شو" أصبح فعلا "شو"( استعراض)؟
ج:نعم " شو" فقط.  الجمهور يختار من يمكنه أن " يضيّع " ساعة من وقته في مشاهدته!
س: ولكن أليس هو الواقع في أوروبا وفي غيرها، حيث يحوّلون الإطلالات السياسية إلى ترفيه؟
ج:  لا! طبعا لا! عند وجود إطلالات تلفزيونية فيها أفكار، فالصحف تعلّق على ما قيل، والصحافيون يمكن أن يؤيدوا ويمكن أن يعارضوا ويمكن أن يعرضوا لواقع الحال، ويمكن أن ينتقدوا! أنا، لا رغبة لديّ بأن أتلقى تهاني أحد ، بل رغبتي هي أن أنتقد، وأن يتم التصحيح لي!
س: تناولوك في الصحافة مرات عدة!
ج: هذا التناول كان يسرّني.
س: حتى بالشتيمة؟
س: طبعا، طبعا، لأنك حينها تكون قد أصبت! أنا لا أهدف إلى أن أصيب من يخاصمني أو من أعارضه، إنما أريد أيضا أن أصيب الأصدقاء، حتى يتفاعلوا مع ما يقال. الطرف الآخر، في حال لم يتفاعل أصدقاؤك مع معلوماتك وأفكارك، يحاول أن يتجاهل الموضوع، حتى لا يلفت النظر إلى أهميته.
سلوكية 14 آذار
س: في إحدى المرات، طرحت معادلة للبنان، هي معادلة توازن الرعب، يومها قامت القيامة ووجهت إليك اتهامات بأنك تريد أن تؤسس  لحرب أهلية، فكيف تفسر ذلك في ضوء ما تقوله الآن؟
ج: الأفكار السياسية لوحدها لا تكفي. يفترض أن يكون المرء ، ومن دون أدنى شك، متسلّحا بمعلومات معيّنة."حزب الله" تتأتى قوته من المعلومات التي يملكها ويجمعها. قوته متأتية من أن لديه ملفات عن جميع الناس.
س:  دعني أفهم خلفية الهجوم عليك، بسبب طرح معادلة توازن الرعب.
ج: الخلفية بكل بساطة، أن الطرف الذي هاجم هذه المعادلة، يعرف أن جماعتنا هم في موقع "المرعوب"، فقرروا ترهيبهم حتى لا يفكروا بالانتقال إلى موقع التوازن.
س: يعني أتت هذه المعادلة لتخلق نوعا جديدا من التفكير في لبنان؟
ج: تماما، ولذلك جرى التهجم عليها!
س: وهل تراجع تفاعل " المرعوبين" مع هذه المعادلة بترهيبهم منها؟
ج: نعم، هذا ما حصل!
س: يتملكني شعور أن فريق 14 آذار، يحاول أن يريّح نفسه من الأشخاص الذين يتعرضون لهجوم قاس من خصومهم، هل هذا صحيح؟
ج: هذا جزء من الشعور العام، لدى جميع الفاعلين في 14 آذار، ونحن قد نكون من أقلهم فاعلية وتأثيرا! أنت لا تجد أحدا يدافع عن فكرة معيّنة، أو يدافع عنك إذا تعرضت لهجوم، أو إذا تحوّلت إلى المحكمة!
هذه السلوكية لها تفسير آخر أيضا! يجوز انّهم  يعتبرونك بارعا جدا وتعرف كيف تخلّص نفسك، وتاليا فأنت لا تحتاج إلى من يدافع عنك، ولكن هذه السلوكية تترك انطباعا لدى الناس، بأننا نتخلّى عن بعضنا البعض.
أنا مثلا، لا يمكن أن أسمح لنفسي أن أقول بأنني لا أريد أن أدافع عن سعد الحريري أو عن سمير جعجع أو عن بطرس حرب أو عن غيرهم، حتى ولو كنت أعرف جيدا أنهم لا يحتاجون إلى من يدافع عنهم  أو عن أفكارهم، وأنهم يملكون القدرة للدفاع عن أنفسهم وعن طروحاتهم.
إذا لم نفعل ذلك، نحن لا نستدعي جمهورنا إلى التفاعل مع الفكرة ولا نعطيها قيمة.
س: حتى ننهي هذا المحور وننتقل إلى محور آخر، ما هي اقتراحاتك؟
ج: أوّلا، على فريق 14 آذار أن يتفاعل مع الأفكار التي يجري طرحها، بحيث ينتقدها، فيرفض ما لا يناسب ويعتمد ما هو صالح منها، وبذلك يهيئ نفسه لمعطيات جديدة.
ثانيا، هذا الفريق عليه أن يتصرف كما تتصرف المجموعة ولا يصوّر نفسه للآخرين أنهم أشخاص متروك كل منهم لشأنه. يجب أن تكون مجموعة يتفاعل بعضها مع الآخر!
س: في حال فعلت كما تقترح، هل تعتقد بأن 14 آذار يمكن أن تستعيد نضارتها بعدما أصيبت بشحوب في الجاذبية؟
ج: أتصوّر ذلك. على الأقل، فهي تتفاعل مع طموحات جمهورها، ويشعر هذا الجمهور أنه ليس متروكا لا بالتعاطف ولا بالأفكار ، بل يتم تفعيل هذا "الزنبرك" الذي يشد العصب ويدفع إلى الأمام.
تشعر اليوم، أن هناك دعوة إلى تسكين هذا الجمهور، بما أن القيادات في 14 آذار هي في وضعية الانتظار. لا يمكن دعوة الجمهور إلى انتظار ما سوف يكون، لأنه في هذه الحالة، تكون أنت كقيادي، غير فاعل بما سوف يحدث ولست مهيئا له !
س: في ما سبق، وأنت من المخضرمين، هل أن الأفكار التي كان يتم طرحها منك ومن آخرين، كانت تتم مناقشتها ومعالجتها ؟
ج: أكيد. هذا أكيد! الإنسان  يمضي عمره وهو يحاول أن يكون في خدمة وطنه، فيتفاعل مع الطروحات ويقدم طروحات وأفكار. قد ينجح بعضها وقد يفشل. هذا لا يعني أننا عندما نفشل كنا نتوقف عن تقديم الأفكار والطروحات. حاليا يجعلونك تشعر بأنه عليك أن تتوقف عن تقديم المقترحات ، لأنهم لن يفعلوا شيئا، مما يدفعك إلى سؤال نفسك عن السبب الذي سيدفعك إلى الكلام، وبالتالي تعتبر أن هذا الوقت غير مناسب ليتلقف أحد ما تطرحه، ليبني عليه خطة معيّنة أو جزءا من خطة معيّنة!
س: باختصار أنت تقول إنك لا تريد الظهور من أجل أن تكون جزءا من دعاية سياسية بل جزءا من منظومة تطرح الأفكار والخطط؟
ج: طبعا، طبعا، والفكرة الأساسية أنني لست رجل انتخابات، فأنا لا أريد حشد شعبية انتخابية، إنما أريد طرح أفكار يتم التفاعل فيها خدمة لوطني.
س: بعض من لا يحبك سيشعر بسعادة بعد قراءة هذا الكلام. سيقول أنظروا ها هو جوني عبدو أصبح رجلا بلا تأثير...
ج: بلا تأثير على من ؟ أنا لا أتكلم على نفسي! أفكاري لا تؤثر على من يجب أن تؤثر بهم من أجل أن يواجهوا تحديات وأحداث ستحصل في لبنان  والمنطقة عاجلا أم آجلا! وبالنتيجة ، أنا لا أحصر الموضوع بشخصي، بل هي حالة عامة في البلد!كل يتحدث على هواه، وينتهي كلامه عندما تنتهي إطلالته! لو كانت المسألة تعنيني شخصيا ، فأنا لا يمكن أن أتوقف عن الإطلالات، لأنها تعزّز جمهوري الشخصي. أنا أحاول أن أدفع الآخرين إلى الإفادة مما نفعل، من أجل لبنان!
ولكن، ألفت هنا إلى أن "حزب الله" قد يكون الوحيد الذي يفكر ماذا سيفعل، سواء سقط الأسد أم بقي.  حزب الله، يبدو كأنه هو الوحيد الذي يدرك خطر سقوط النظام السوري، ولذلك هو يحضر نفسه لهذا السقوط. كما أنه يهيئ نفسه لعدم سقوط هذا النظام، بحيث تبقى الأوضاع على ما هي عليه!
ماذا عنا نحن؟ ماذا هيئنا إذا سقط الأسد، وإذا لم يسقط هل نحن نقبل بأن تبقى الأوضاع على ما هي عليه الآن؟
هذا ما أطالب به، ولكن لدي شعور أن أحدا من فريقنا لا يبالي!
حزب الله وسورية وإيران
س: طالما دخلنا في موضوع "حزب الله" فهذا الحزب هو جزء من هذا النظام السوري!
ج: في  الموضوع السوري حزب الله جزء من النظام الإيراني. في الموضوع اللبناني هو جزء من الموضوع السوري. في حال تخلت إيران الآن عن النظام السوري، يتخلى "حزب الله" فورا عن النظام السوري.
س: عمليا، حزب الله ليس بحاجة ليفكر بل هناك من يفكر عنه؟
ج: لا ، لا! حزب الله هو جزء من القرار الإيراني، فهو ليس تابعا لإيران إنما لولاية الفقيه، هو جزء من القرار الإيراني، وهو يعطي انطباعا بأنه يقول للإيرانيين إنه يعرف في لبنان – وقد أعرف في سورية- أكثر منكم وبالتالي خذوا برأيي.
س: وإذا لم يأخذوا برأيه؟
ج: يطيع! ويفعل ما يأمرونه به! ولكن هذا لا يعني أبدا أنه غير مؤثر بالوضع الإيراني نتيجة معرفته بالوضعين اللبناني والسوري أكثر من المخابرات الإيرانية!
وفيق صفا
س: البعض يقول إن "حزب الله" هو جزء من المخابرات الإيرانية؟
ج: جزء أساسي، طبعا! أكثر من ذلك المشكلة عند قيادات 14 آذار وجمهور 14 آذار،  أنه غير معتاد على حكم المخابرات. حكم المخابرات لا يعني الإستبداد والديكتاتورية ،إنما حكم المخابرات قادر على أن يرسل معلومات إلى الرؤساء ويستلمها هي نفسها تعليمات. يعني هو يحدد التعليمات التي تأتيه من الأعلى!

سأقول لك أكثر من ذلك، حزب الله لديه ملفات عن كل العالم، بمن فيهم حلفاؤه. لديه ملفات أكثر من الأجهزة الأمنية اللبنانية بكثير.الأجهزة اللبنانية تعرف ماذا قلت وماذا فعلت، أما حزب الله فيعرف إلى أين ذهبت ومتى عدت وأي طريق تسلك، وخلافه. هذا يعني أن حزب الله مهيّأ  لأي أمر يرده ، إن كان بالإغتيال أو غير الإغتيال ،ولهذا السبب هناك مراقبة لكل رجال السياسة في لبنان وللطرق التي يسلكونها!
س: كيف تواجه هذا الأمر؟
ج: تواجهه بفضحه وتخلق نهجا لرفض الدويلة ضمن الدولة ولأن تكون دويلة حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية، بجميع أجهزتها.
إسأل أي  شخص في لبنان من يخيفك أكثر مدير المخابرات الذي أنسى إسمه بشكل دائم( إدمون فاضل) أو وسام الحسن ، أو وفيق صفا؟ وكلام مَن  مِن هؤلاء يمكن أن تأخذه بعين الإعتبار أكثر؟ سيأتيك الجواب: وفيق صفا. لماذا؟ لأن دولته أقوى من دولتنا اللبنانية، وهو متفلت منها وغير خاضع لها، بل على العكس الدولة اللبنانية هي التي تخضع له!
س: ما هو المقترح لمواجهة هذه الحالة الخطيرة؟
ج: لتواجهها يجب أن تعترف بوجودها وتفهمها وتعرفها. أنا لم أر أحدا في لبنان يقدم تحليلا يتضمن معلومات عن قدرات "حزب الله" على مستوى المخابرات. السلاح هو أدوات تنفيذية لهذه القدرات المخابراتية الحاكمة!
س: يعني الخطر هو في المستوى الأمني لدى الحزب؟
ج: طبعا! في الإجتماعات الأمنية ، وعندما يأتي وفد من إيران مثلا يريد مقابلة مسؤول ما أو رئيس جهاز أمني ما ، ترى- وهذا يعرفه كثيرون من المسؤولين في لبنان- وفيق صفا جالسا في الآخر وليس في المقدمة. مع أجهزتنا الأمنية هو يتقدم ومع الإيرانيين يجلس في المؤخرة.
هذا يعني أن هذا الرجل تابع للمخابرات الإيرانية، وهذا يقدم لك الصورة الدقيقة عن وضعية "حزب الله" فكل ما له علاقة بالداخل اللبناني يتقدم "حزب الله" بمشاركة سورية ولكن كل ما له علاقة بالمواجهة مع إسرائيل أو بمسائل إقليمية فإن إيران هي التي تتقدم .
حاجة 14 آذار الى جهاز أمن
س: عندما نعرف هذا الشيء ماذا نفعل؟
ج: هذه هي الإشكالية التي أتحدث فيها! عندما نعرف هذا الشيء هل نملك مخططا لمواجهته؟ الجواب: لا!
كل ما نقوم به، هو أننا في بعض الأحيان نتكلم، كما أفعل أنا الآن.
المخطط يجب أن يكون موجودا. عندما تكون مجموعة ضعيفة كحالتنا، فهذا الشيء ناجم عن عدم توافر جهاز يوفر المعلومات.
يقولون إن وسام الحسن تابع لقوى 14 آذار أو لتيار المستقبل، فأنا أريد أن أعرف مَن مِن جمهور 14 آذار والفاعلين فيها يعرف شيئا عن وسام الحسن، أو يتلقى منه معلومات. أنا لا أتكلم عن أشخاص عاديين إنما أتحدث عن سمير جعجع وبطرس حرب. إذا أرادا معلومة، فيحتمل أن يقدمها لهما على قدر السؤال لا أكثر ولا اقل. أما وفيق صفا فيعرف كل تفصيل عند وسام الحسن وعند المخابرات في آن.
س: إذا أردنا ن نستنتج  خلاصة من هذا العرض، ماذا تقترح؟
ج : هل وفيق صفا تابع للدولة اللبنانية؟
س: كلا.
ج: إذن، يمكن أن يكون لديك أنت كفريق جهاز أمني غير تابع للدولة اللبنانية، وذلك فقط من أجل مواجهة ما هو معطل الآن، من قبل أجهزة أمن "حزب الله". يمكن قيادة 14 آذار أن تتعاقد مع أي شركة أمنية من أجل أن تخلق لها جهازا أمنيا. طبعا، لا إرهاب ولا سلاح، ولا ما شابه، ولكن على الأقل تقنيات معيّنة تستطيع أن تفيدك بما يحصل في لبنان. نحن لا نعرف ماذا يحصل.
س: عندما كنت مديرا للمخابرات كانت هناك أجهزة أمنية متعددة، منها ما هو تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ومنها ما هو تابع للقوات اللبنانية بقيادة الرئيس الشهيد بشير الجميل . قبل أن تصبح جزءا من فريق بشير كنت على مواجهة معه...
ج: أنا كنت على صدام مع بشير وأصبحت جزءا منه عندما اقتنعت أن عدم تقسيم لبنان لا يتأمن إلا بوصول بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية ، ساعتئذ أصبحت بفريق بشير الجميل...
س: حسنا، في هذه المرحلة كنت مديرا للمخابرات، ألم تذهب طائعا لعند بشير عندما تلمست أنك غير قادر على إيجاد توازن رعب معه؟
ج: أبدا، أنا خلقت توازنا مع بشير! الإثباتات التاريخية والمعارك التي حصلت بيننا وبين بشير تظهر أننا كجيش كان لدينا توازن معه، وكان يقف عند حدوده بمواقع معيّنة، ونحن كنا " خارقين" بشير ونعرف ماذا يحصل لديه وكنا كذلك "خارقين " منظمة التحرير ونعرف ماذا يحصل عندها .
حزب الله يراقب الجميع وفي كل مكان
س: يعني هل كانت منظمة التحرير تخاف منكم لأنكم تملكون معلومات؟
ج: نعم، وأعطيك مثلا على ذلك. ففي مرحلة من المراحل حاولت منظمة التحرير خطف وقتل ضابط المعلومات في الجنوب قاسم سبليني، فسارعت إلى الإتصال بأبو أياد- رحمه الله- وقلت له: أنظر يا أبو أياد، إذا حصل أي مكروه لقاسم سبليني ، فلا ينام أحد منكم في منزله! وأقفلت الهاتف. لم أفعل أكثر من ذلك. حينها تنصتنا على كل الإتصالات التي حصلت، فكان تعميم على الجميع بألا ينام أحد في منزله تلكك الليلة.
هذا لأقول لك، أنه حتى ولو كان الفريق يتمتع بتأثيرات محدودة إلا أنه يمكن أن يستعملها في أوقات حرجة، وينفّذ في أحيان أخرى.
الموضوع ليس ميؤوسا منه إلى مستوى كبير. يستطيع المرء أن يقف في وجه أي كان.
الشعب السوري يقف في وجه الطاغية.إنه واقف. وأنت لا تستطيع أن تقبل بهذا الطغيان الموجود في لبنان بسوء إستعمال السلطة من قبل "حزب الله"، فهو يستعمل المقاومة من أجل أن يحكم بالداخل وليس العكس- ضعوا ذلك في عقولكم- فبماذا تواجهه ، أبقلة إدراك؟ أبجهل؟ أبقلة معلومات؟ يجهلون ما يريد أن يقوم به، وعندما يقوم بعمل معيّن تستغرب وتستهجن كيف يتحدث عن انفجار قارورة غاز أو خلافه. على ماذا الإستغراب، ألا تعرفوا ماذا يحصل لديهم؟ ألا تعرفوا كيف يتصرفون؟ ألا تعرفوا المنازل التي يشغلونها بالإيجارات؟
إن "حزب الله" موجود في الأشرفية وفي المتن وفي جونية وفي مناطق لم تكن بالأساس متاحة لمنظمة التحرير الفلسطينية في السابق. أتحدث في هذا الشيء على المستوى الأمني وغير الأمني.
إن كل الشخصيات هي تحت الرقابة من أمين الجميل إلى سامي الجميل إلى نديم الجميل ، من بطرس حرب إلى سمير فرنجية إلى فارس سعيد، إلى كل نواب القوات اللبنانية ، إلى سمير جعجع ، من سعد الحريري إلى فؤاد السنيورة إلى أحمد فتفت إلى نهاد المشنوق، من عبد الحميد بيضون إلى غازي يوسف، ومن مروان حماده إلى أكرم شهيّب، وغيرهم وغيرهم. كلهم معروفة تنقلاتهم ولكل منهم ملفات تخضع للتحديث الدائم.
في اعتقاد "حزب الله: بأنه عندما يعرف أي شخص بذلك يخاف، ويقول إنهم ينوون اغتيالي، لأنه لماذا يريدون معرفة الطرق التي يتم اعتمادها؟
في الواقع، فإن "حزب الله" ، عندما يفعل ذلك، يجهز نفسه ، ليكون حاضرا في حال ورده أمر معين، إما بالخطف أو القتل.
لقد بنى السيد حسن نصرالله معادلة طويلة عريضة على طائرة إسرائيلية حلقت فوق مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري. قالوا إنهم كانوا يراقبون طريقه لقتله، إذن أنتم ماذا تفعلون؟
ما أريد قوله، أنه لا يستطيع أي كان أن يتصرف من دون معلومات.
نواب بيروت والحوار
س: عمليا أصبح على الطاولة أكثر من مسدس، أصبح لدينا أجهزة أمنية وملفات أمنية جاهزة، وأناس ترى وآخرون عميانا، فكيف ، والحالة هذه تستقيم الدعوات إلى الحوار؟
ج: كبّر عقلك! أي دعوات حوار هذه ، ومن أجل ماذا؟ أصلا، من عطل الحوار؟
س: أنا لا أتحدث عن دعوات رئيس الجمهورية إلى الحوار، أنا مثلا أتحدث عن نواب بيروت الذين فتحوا، بحجة نزع السلاح من بيروت الكبرى أوتوسترادا  لفتح حوار مع الثنائي الشيعي؟
ج: سيصابون بصدمة! سوف يقبل "حزب الله" و"حركة أمل" الحوار وسيطلبون من نواب بيروت أن ينزعوا هم السلاح بداية. هكذا سيقولون لهم. أنا أعتقد بأنهم " مش عارفين الله وين حاطتهم" !
بكركي وحزب الله
س: وبكركي؟
ج: أنا لا أستطيع أن  أتكلم عن بكركي وعن البطريرك( بشارة الراعي) لأنه حتى الآن ، على الرغم من متابعتي لمواقف البطريرك ، فأنا أعتقد بأنها مواقف لاتزال غامضة وغير ثابتة، وبالتالي أنا أعتقد كأن هناك تمرينا في السياسة قد ألاحظ ثوابته بعد بضعة شهور. يمكن الآراء تثبت والخارطة تتضح أمامه بعد بضعة اشهر.
أنا إذا كانت لدي نصيحة أسديها للبطريرك، فلا أنصحه أن يقيم حوارا مع "حزب الله".
س: بدأ...
ج: أنا لا أنصحه! من أجل ماذا هذا الحوار؟ إذا  اختلف هو والوفد الذي يحاوره وهو على مستوى أدنى من محمد رعد ، فإلى أين يذهب ليسأله الحل؟ هل يذهب إلى البابا؟ إذا السيد حسن نصرالله لا يقبل محاورة البطريرك فهل يحاور البطريرك رجلا آخر؟
على أي حال أنا أبديت رأيي، وأنا لا ألومه، فهو يريد أن يقوم بشيء ما، يجوز من أجل إثبات وجود معيّن، يجوز أنه يشعر أن  الخلافة ثقيلة، فهناك البطريرك صفير الذي وضع بصمات أساسية على مرحلة معينة ، وقد يكون البطريرك الراعي مستعجلا على وضع بصماته . البطريرك صفير بقي مدة غير قصيرة حتى وضع بصماته. القصة تحتاج إلى تدرج وخبرة ومعرفة حتى يستقر على مسار واحد. حتى الآن كل التصاريح التي أدلى بها سيدنا البطريرك تتحمل النعم واللا في الوقت نفسه، لذلك ، ومن دون أن ألومه، أقول إنه  لا يزال في وضع القراءة للواقع بشكل صحيح. يمكن أنه يستنتج أشياء يكتشف أنها ليست كما يراها الآن. إذا سألتني عن البطريرك بعد 6 أشهر أقدم لك رأيي الصريح!
جنبلاط
س: كيف ترى الحالة الجنبلاطية، وأنت كنت قبيل الإنتخابات النيابية قد أشرت إلى أن الأكثرية النيابية سوف تكون حيث يكون وليد جنبلاط؟
ج: أدّعي أنني من قلة تفهم  مواقف وليد جنبلاط بشكل دقيق. أنا أعتقد بأنني لو كنت مكان وليد جنبلاط، قبل تأليف هذه الحكومة، لاتخذت القرارات التي اتخذها هو، باستثناء نقل الأكثرية من مكان إلى آخر! بالنسبة لي  من السهل  أن ينظّر الشخص في هذا الموضوع ، أما بالنسبة له ، فإن الإنتقال إلى أكثرية معينة قد يكون صحيحا للحيلولة دون حصل خربطة في الأوضاع في لبنان ودون المس بالإستقرار في لبنان.
بمعنى آخر أنا هنأت الرئيس سعد الحريري عندما ترك الحكومة. طريقة تركه أراها كأنهم قدموا له   خدمة على طبق من فضة . وقد تكون طريقة تركه السلطة أساس في كل ما يجري في سورية اليوم وأساس كل المعادلات في المجتمع الدولي ضد بشار الأسد.
أنا هنأته لأنه ترك الحكومة، لأنه يوجد وضع معيّن في لبنان، ومن أجل المحافظة على الإستقرار، سيجد سعد الحريري نفسه، لو بقي  في السلطة، مضطرا أن يتجاوز كل مبادئه، وهذا لا يستطيع هو أن يقوم به، لأنه رئيس أكثرية - أكثرية ، في حين أن وليد جنبلاط يستطيع أن يتجاوز مبادئه لأنه، في وقت لا يستطيع سعد الحريري أن يخاف على الطائفة السنية ، يجد نفسه وليد جنبلاط مضطرا أن يخاف على الطائفة الدرزية.
س: لماذا لا يستطيع الحريري أن يخاف على الطائفة السنية؟
ج: لأن الطائفة السنية لم تعوّد العالم أن تخاف وتخضع. لا تفهمني خطأ ، فأنا لا أقول إن الدروز يخافون ويخضعون، ولكنني أعود وأذكر بكلام قاله لي وليد جنبلاط في نهاية السبعينات، أن حماية الدروز تكون بوجود دولة قوية، بما في ذلك دولة إسرائيل!
هو كان يرغب أن يكون النظام في سورية قويا لحماية الدروز، وهو يريد أن تكون في إسرائيل دولة قوية لحماية الدروز، وهو يعتقد بأنه في لبنان لن تكون هناك دولة قوية في المستقبل القريب وبالتالي فهو مضطر أن يحمي الدروز!
هذه ليست عقليتي. أنا أتحدث عن هذا الموضوع بطائفية، من خلال التحليل السياسي، ولكنني في الموضوع الوطني فإن الحديث عن حقوق الطوائف يزعجني.
فوطنيا أشعر بخجل كبير عندما يطالب وليد جنبلاط بمدراء عامين دروزا وعندما يذهب المسيحيون إلى الحديث عن الحقوق المغبونة، وعندما يتمسك  الشيعة بمركز معيّن. هذا يجعلني أشعر أن الدولة الوطنية غير موجودة، في حين أن الدولة السياسية هي الموجودة.
إذن أفهم هذه المقاربة من الناحية السياسية ولكنني لا أقبلها من الناحية الوطنية، فما الذي يختلف بالنسبة لي إن كان رئيس مجلس القضاء الأعلى مارونيا أم لا، فهل أنا أطمئن بمجرد أن ينتمي إلى الطائفة المارونية، من قال هذا الكلام؟أنا أريده هو، كما جميع المدراء العامين، أن يكون لبنانيا.أنا لا أحصر كلامي بالموارنة بل أتحدث كذلك عن الدروز والشيعة والسنة!
في هذه الحكومة بالذات التي تعطي انطباعا بأنها ، على الأقل تحافظ على الإستقرار، تشعر أنها ليست حكومة لبنان، ولا علاقة لها بلبنان، فهناك وزراء لميشال عون، كما يأمرهم ميشال عون يتصرفون، وهناك وزراء لوليد جنبلاط يتصرفون كما هو يريد وهناك وزراء لحزب الله  ويفعلون كما يريد. إذن، كل واحد يقول لوزرائه أن يفعلوا ما هو يريد. أمام هذا المشهد، لماذا هذه الحكومة الموسعة، لنشكل حكومة من 6 أشخاص وننتهي، طالما أن الوزراء يتحدثون بصوت من أتى بهم، فوزير السياحة لم يكن مقتنعا بتصحيح الأجور ويعتبره مخرّبا للإقتصاد، وعلى الرغم من ذلك صوّت ، لأن ميشال عون هذا ما يريده. إذن لا علاقة للوزراء بلبنان، بل لهم علاقة بأحزابهم، وهم يفكرون بأنهم إذا اتخذوا القرار الذي يقنعهم، لا يعود هذا الشخص يوزّرهم، فلا قوانين الدولة اللبنانية هي التي توزّرني ولا شعبيتي ، بل شعبية أشخاص عدة معدودين على أصابع اليد!
سورية
س: ماذا قرأت في خطاب بشار الأسد الأخير؟
ج: قرأت فيه خطاب معمر القذافي. الخطوط نفسها، ضد القاعدة والإرهاب. قرأت فيه خطابا جمهوريا لعلي عبد الله صالح ولحسني مبارك. من قال إنه حين كان يسير حسني مبارك وعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي تظاهرات كانت تظاهرات قليلة.
وقد قرر بشار الأسد في خطابه أن يقول إنه ذاهب إلى الحسم ولا تعتقدون بأنه ضعيف في حين كان والده قويا. كان يقول أنا قدمت فرصا، وأنا ذاهب الآن إلى الحسم، مهما كلفني الموضوع. وبذلك خضع لأجهزة أمنية معيّنة، كانت هي بالأساس من أوصلته إلى حيث هو.
المستغرب في سورية أن مظاهرات حاشدة تنزل تأييدا لبشار الأسد ، فلا تجد هؤلاء الإرهابيين الذين يتحدث عنهم النظام . لا أحد يطلق رصاصة ولا أحد يلقي "فتّيشة" . كل الإرهابيين يستهدفون مظاهرات المعارضة فقط؟
ويقول للعالم: هل رأيتم التأييد لي؟
ولكن هل هو يسمح بالمظاهرات الأخرى ليري كم هم من يعارضوه. التظاهرات الأخرى ممنوعة ومستهدفة بالرصاص . لا سمح الله، لتُستهدف التظاهرات المؤيدة بالرصاص كما تستهدف التظاهرات المعارضة، حتى نرى كم شخص سوف يشارك تأييدا له! هذه خدعة الجماهيرية، ما أسخفها!
الفرز المذهبي
على اي حال، وبعيدا من المقاربات الكلاسيكية ، أود أن أركز على مسألة لافتة الآن في سورية، حيث لا يجوز للمرء أن يتغاضى عن موضوع خطير جدا حاصل في سورية هو الفرز المذهبي.
مهما تغنّى يشار الأسد أنهم لم يتمكنوا من المس بالوحدة الوطنية، فإن الواقع يقول إنه جرى المس فعلا بالوحدة الوطنية في سورية.
هناك فرز طائفي موجود في سورية وهذا هو الأخطر.
إذا، المقاربة للواقع السوري، لا تصح إلا إذا عرفنا أنه أصبح هناك فرزا طائفيا أساسيا،  وبات من الصعب الخروج منه!
سورية وإيران والمجتمع الدولي
أنا لا أعرف إذا كان المجتمع الدولي قصد هذا الأمر أم لا، كل ما أعرفه أن المجتمع الدولي أُعطي فرصا هائلة فأظهر ضعفه بالتدخل، وأظهرت تركيا ضعفها بالتدخل، وربما رغبتها بعدم التدخل!
لم أعد أعرف إذا كان المطلوب أن يبقى الوضع في سورية ، لمدى أشهر واشهر، على ما هو عليه، لأن سقوط النظام من عدم سقوطه لم يعد يشكل فارقا لدى المجتمع الدولي، ذلك أن أي حدث يحصل في المنطقة اليوم ، أكان في إيران أم في غيرها، لن تستطيع سوريا أن تقوم بردة فعل، كما كان يمكنها أن تفعل ذلك، لو لم تكن هناك هذه الثورة في سورية الآن.
س: يعني أن الخطر الإقليمي الذي كانت تشكله سورية، وكان يمكن أن يُغري تدخلا دوليا، قد أزيل؟
ج: نعم ، لقد زال! لا يوجد عاقل اليوم يقول إنه في حال حصلت حرب على إيران فإن سورية سوف ترد على إسرائيل، ولكن قبل الثورة كانت سورية ترد على إسرائيل وكان "حزب الله " يرد على إسرائيل!
س: هل هذا يعني أن المصلحة الإستراتيجية للمجتمع الدولي بالتدخل العسكري في سورية قد سقطت؟
ج: هذا ما أعتقده!
قدرة الأسد على الحسم العسكري
س: يعني أن بشار الأسد يقرأ ذلك بشكل جيّد، ولذلك هو يملك القدرة على الذهاب إلى حسم عسكري في الداخل السوري؟
ج: لا! بشار الأسد يدرك تماما أن الحسم العسكري لا يؤدي إلى شيء. وبرأيي هو غير قادر على أن يحسم الأوضاع عسكريا، ولكن لدى المجتمع الدولي هدفان، الهدف الأول سقوط الدور الإستراتيجي لسورية في حال تفاعلت الأوضاع في المنطقة وأنتجت حربا، وثانيا إعطاء المعارضة الدور الأساسي!
في الأيام التي مرت ، لم يكن للمعارضة الدور الأساسي . الجامعة العربية بوجه سورية والمجتمع الدولي بوجه سورية، في حين بدت المعارضة تابعة لهاتين المنظومتين.
هذه لم تعد معارضة. يفترض أن تكون المعارضة في الواجهة والمجتمعان العربي والدولي يدعمان هذه المعارضة، وليس العكس!
س: نفهم من كلامك أن المجتمع الدولي غير منزعج من الوضع الداخلي في سورية، ويظن بأن اليد السورية في المسألة الإيرانية قد شلت في حين قدرات "حزب الله" للتدخل بأي مسألة في المواجهة مع إيران قد ضعفت، وبالتالي فإن الأزمة السورية متروكة لأطرافها، فإما يحلها بشار وإما يحسمها الثوار، وإما تبقى حتى إشعار آخر؟
ج: هذا صحيح!
س: أنت لا ترى حلا في الأفق القريب للمسالة السورية ؟
ج: لا
س: إذن إلى ماذا تدعو الشعب السوري؟
ج: إلى مزيد من التضحيات. أنا لدي ثقة كبيرة  بالشعب السوري ، لدرجة أن يحسم الوضع. هذا سيأخذ معه بعض الوقت، من دون شك!
يحصل للشعب السوري ما يحصل عندنا في 14 آذار. جمهورهم أقوى من قياداتهم. إنها علّة بلاد الشام، حيث إرادة الشعب ومفعوله وسلوكياته أقوى من القيادة!
س: نستنتج أنك لست معجبا بالممثلين السياسيين للمعارضة السورية؟
ج: لم أجد أحدا قد برز. أسأل أصدقاء أن يعملوا لي لائحة بالأسماء، فأنا لا أعرف أحدا مهما! أحيانا تستمع إلى متدخلين من داخل سورية، فتعجب بقسم منهم. الثورة السورية لم تنتج بعد قيادات. هنا أتذكر ما كتبه، مرة، ساطع نور الدين، عن المعارضة السورية. قال كلاما أنا أحب أن أقوله. وصف المعارضة السورية بأنها غير جذّابة. لا توجد كاريزما. في المقابل ليشكر الثوار ربهم، فبشار الأسد لا يتمتع هو الآخر بكاريزما!
ولكن هذا التساوي غير جيد، لأن من سيربح هو من يتمتع بالإرادة والفعل والكاريزما أكثر من غيره.
الإرهابيون في سورية صناعة النظام

س: يعني بشار الأسد ، بهذا المعنى أقوى لأن لديه أجهزة أمنية؟
ج: لديه أجهزة أمنية، ولكن هي التي أوصلته إلى هنا. يتحدثون عن وجود 10 آلاف إرهابي، في سورية، حاليا، فأين كانت هذه الأجهزة الأمنية لتمنع ذلك؟
أنا أعرف تماما، وقبل اندلاع هذه الثورة بمدة كبيرة، ومن وقت ظهور فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في لبنان!
حين أصبح هناك اتهام لسورية بالوقوف وراء فتح الإسلام، أرسل لي رئيس أحد الأجهزة الأمنية من سورية، ولن أسمي ، وردا على هجوم قمت به ، أنهم هم كمخابرات لا علاقة لهم بفتح الإسلام وعليّ أن أرى دور أجهزة أخرى، لأننا- كما قال- إذا أردنا نحن أن نتعاطى بما هو إرهاب أصولي في لبنان، فيجب أن ننظر إلى ما هو موجود عندنا، فإن كنت تحسب أننا ناجون من هذه القصة تكون مخطئا كثيرا!
إذن، منذ ذلك الوقت، يعرفون أن لديهم إرهابيين.
س: لم أفهم ما حصل. هو مخابرات. قال لك عليك أن تفتش عن دور غير أجهزة في صناعة فتح الإسلام. يقصد غير أجهزة في العالم أم في سورية؟
ج: يقصد غير أجهزة في سورية. هو يتهم أجهزة سورية غير جهازه بفتح الإسلام. ويؤكد أن لديهم أكثر مما لدينا في لبنان.
سبب ذلك، أنه هو وغيره اشتركوا في إرسال الإرهابيين – يسمونهم مقاومين – إلى العراق.
ومن بين هؤلاء كان يوجد فرنسيون من أصل مغربي، وهذا ما أدى إلى تعاون بين الأجهزة الفرنسية والأجهزة السورية .
الأجهزة الأمنية الفرنسية ترضى بأي تعاون معقولا. كانت تطلب من الأجهزة الأمنية السورية مساعدتها في القبض على مجموعة من 25 شخصا يحملون الجنسية الفرنسية تتوجه إلى العراق عبر سورية، فالقوا القبض عليهم لأننا لا نريد أحدا يحمل الجنسية الفرنسية أن يذهب إلى العراق. الأجهزة الأمنية السورية كانت بدل الـ25 شخصا ترسل لهم 75 شخصا في حين أن المجموعة الفعلية تكون مشكلة من 300، فيوقفوا 75 ويرسلوا الباقين إلى العراق.
أقول ذلك فقط، لأشير إلى أن النظام السوري بأجهزته الأمنية، يستطيع أن يربي حالات نسميها إذا جاز التعبير إرهابية، تحت إسم المقاومة.
كانوا يربونهم بحجة أنهم مقاومة ويدربونهم، فأصبح بهم مثل ما حصل للأميركيين مع إبن لادن، على أيام الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. الآن وعوا أن لديهم أمثال هؤلاء؟
أريد أن أقول إن أجهزة أمنية حين توصل النظام إلى هذه الدرجة، ويستمر بشار الأسد في تمسكه بها، فأنني أعتقد بأنه ذاهب إلى الخراب.
س:في علم المخابرات، هل يمكن أن يقوم نظام بتفجير مقرات أمنية، كما حصل في دمشق؟
ج: لا معلومات لدي.
س: بالفرضيات المخابراتية ؟
ج: يمكن ! فمن يستطيع أن يتهم إسرائيل بأنها كانت تقتل سفيرها ويهودا في العراق حتى تقوم بالحرب، يمكن أن يقتل سوريين.
حاجات الثوار في سورية وتجربة حبيقة
س: ماذا لدى الثوار من أدوات حتى يتفوقوا؟
ج: لا أدوات عمل لديهم. هم يحتاجون إلى معلومات. أنا لا أعرف إذا كانوا ينظمون شيئا في هذا السياق.
قد يعتقد البعض في ضوء ما أقوله إنني أركز على المخابرات، لا، ولكن من لا معلومات لديه يعمل كأعمى، وهذا لا يجوز. وهذا الوضع يصح من باراك أوباما إلى أي مسؤول يريد أن يعمل. من لا معلومات لديه يعمل كأعمى، يعمل بغريزته وبإحساسه.عندما يملك المسؤول معلومات يحللها ويختار طريقه. أنا لا أعتقد بأن المعارضة السورية اليوم متمكنة مالية إلى درجة تمكنها من امتلاك معلومات.
أنا لا أعتقد بأن أهل النظام صعب اختراقهم !
إيلي حبيقة – رحمه الله- كان قد خرق الجيش السوري في لبنان بقوة. أنا كان الرئيس سركيس قد منعني أن أخترق الجيش السوري، ولو بمخبر صغير، لأننا – كما كان يقول لي- نحن من طلبهم، وهؤلاء أشقاء ولا لزوم للتجسس عليهم. لكنني كنت أستقي معلومات من الجميع بما في ذلك من إيلي حبيقة. إيلي حبيقة كان يعد أناسا بمنازل في الخارج وهناك من اشترى لهم منازل في الخارج.
أنا لا أطلب من المعارضة أن تخرق النظام، ولكن يجب على الأقل أن تكون لديها معلومات عما يحصل في النظام وما هي القرارات التي يتخذها والخطط التي توضع.
أطلب ذلك لمعرفتي أن هذا النظام يعيش حالة من الخوف . لا أذيع سرا كبيرا إذا قلت لك إن هناك قرارات كثيرة اتخذت في القصر في سورية من دون أن يعلم بها كبار الوزراء إلا في الإعلام ، ولن أسمي.
س: مثل أي قرارات؟
ج:قرارات...
س: أمنية؟
ج: أمنية وسياسية ودبلوماسية.
س: يمكن أن نتخذ مثالا على ما تقول ما حصل مع وليد المعلم، فهو كان في الطائرة في طريقه إلى اجتماع عربي، ولكن أعطي الأمر أن تعود طائرته من الجو إلى دمشق...
ج: صح. هناك قرار اتخذ ولم يكن وليد المعلم يعرفه، فعاد. وهناك أدلة، فوليد المعلم كان يعطي انطباعا أن دمشق لن تقبل ما ورد في البروتوكول العربي، ولكن في ليلة ليلاء تمّ القبول، ويجوز أنه سمع بوسائل الإعلام بقبول البروتوكول، لا أعرف.
س: هل هناك معلومات عن الوضع داخل مجموعة الأسد؟
ج: في البداية كان هناك خلاف. كان هناك ناس قدوتهم حافظ الأسد، فدعوا إلى الحسم.هؤلاء يعيشون في جاهلية الأحداث السياسية والدبلوماسية والإعلامية بصورة خاصة. فهذا الزمن إعلاميا مختلف عن زمن حماة. حينها لم تكن هناك لا فضائيات ولا إنترنت، وسمعنا بما حصل فيها بعد حصول المجازر بعشرة أيام. اليوم لم يعد ذلك ممكنا. كانت هذه المجموعة تضغط عليه ليحسم كما حسم والده. وهو كانت لديه السذاجة، في بعض الأحيان، بحيث كان يعتقد بأن كل الناس يحبونه. كان يعتقد بأن الأخوان المسلمين يحبونه. كان يعتقد بأن المعارضة تحبه ولا تريده أن تسقط، ولكنه، البارحة اكتشف أن هؤلاء ليسوا إخوان مسلمين إنما إخوان شياطين.في البداية، لم يكونوا كذلك، بل كان يريد محاورتهم، وكلف فاروق الشرع أن يحاورهم. الآن أصبحوا شياطين. أصبحوا كذلك لأنه اتخذ قرارا بأن يعمل مثل أبيه.
س: ألم تلاحظ بخطابه تبريرا لنفسه، فهو قال إن والده انتظر التأييد الشعبي قبل أن يحسم مع " الإخوان الشياطين"..
ج: أعتقد بأن كلامه غير دقيق، فوالده ضرب حماة ومن ثم راح يطلب الدعم الشعبي. التأييد الشعبي عادة يأتي بعد القرارات وليس قبلها، وهذا ليس نظاما في بلد ديموقراطي  يحتاج الى تحضير الرأي العام إذا أراد أن يضرب في أي بقعة. لو كان معنيا بإرادة الشعب، لكان أنجز إصلاحات منذ زمن بعيد، لأن الشعب يريد إصلاحات.
س: المعلومات تقول إنه يطلب غطاء دوليا ليحسم عسكريا على اعتبار أن الكلفة البشرية باهظة؟
ج: لا أحد يغطيه، حتى روسيا لا تغطيه، بمكن أن تتركه يفعل ولكن لا تستطيع أن تغطيه. أنا أعتقد بأن الحسم العسكري أو محاولة الحسم العسكري سيضعضع الوضع الروسي وبالتالي لن يتمكن بوتين من أن يسكت على ذلك ، حتى قبل الإنتخابات الروسية، على حسم عسكري مرتفع الكلفة البشرية.إن تقديم بوتين غطاء لجرائم ينتجها الحسم يعطي إشارة للروس إلى أنه سوف يقوم بما يقوم به الأسد من جرائم، الأمر الذي ينعكس سلبا عليه في الإنتخابات، وتصبح المعادلة الإنتخابية عنده صعبة.
س: كيف ننهي هذا الحديث على طريقة جوني عبدو.
ج: من له أذنان سامعتان فليسمع.
أجري هذا الحوار في باريس

جنبلاط يرى أن "النزف" في سوريا سيؤدي إلى حرب أهلية: نظريات الإرهاب لم تعد تقنع الشعوب
نهارنت/جزم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط أن سوريا ستنزلق إلى الحرب الأهلية إذا استمر "النزف" فيها مشددا على أن الشعوب العربية "لم تعد تقبل بالحزب الواحد والحاكم الأوحد" وأن "تسويق" نظريات الإرهاب لم تعد تقنع "الشعوب الغاضبة". ورأى جنبلاط في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب ينشر الثلاثاء أن الشعوب العربية "لم تعد تقبل بالحزب الواحد والحاكم الأوحد، واللغة الخشبيّة التي إستُخدمت لسنوات بهدف السيطرة على الشعوب لم تعد تنطلي على الأحرار والثوار في كل البلدان العربيّة". كما لاحظ أن "المحاولات المستمرة لتسويق نظريّات الارهاب والمجموعات الارهابيّة المسلحة أيضاً لم تعد تقنع الشعوب الغاضبة".
إلا أن جنبلاط أشار إلى أنه إذا كان هناك من عصابات تُنعت بأنها إرهابيّة تستغل حالات الفوضى التي تثيرها الحلول الأمنيّة والقمعيّة "التي يمارسها النظام في مواجهة المطالب السياسيّة والاجتماعيّة المشروعة فذلك لا يلغي أن هناك شعوب تريد تحقيق حريتها وديمقراطيتها وعزتها وكرامتها". وتابع بالقول "لا شك أن إستمرار النزف في سوريا قد يؤدّي الى الانزلاق نحو الحرب الأهليّة التي ستكون نتائجها مدمرة أو ربما تُتخذ خطوات للهروب الى الأمام تدفع الأمور نحو التفجير في ساحات أخرى بعواقب وخيمة تُخرج كل الأحداث عن السيطرة". وإذ جدد القول أن المبادرة العربية هي الحل الأنسب للأزمة السورية أكد ضرورة أن تقوم الجمهورية الاسلاميّة "بمبادرة ما تجاه الشعب السوري الذي وقف الى جانب الثورة الايرانيّة ضد نظام الشاه وفي مواجهة الهجوم الصدّامي في الثمانينات". كذلك دعا "روسيا التي دعمت الشعب السوري في بناء سد الفرات وقدمت الآلاف من المنح الدراسيّة وساهمت في دعم سوريا عسكرياً وإنمائياً، أن تقوم بمبادرة سياسيّة مع الدول المعنية لاخراج سوريا من هذه الأزمة". وفي إشارة إلى التقارير الصحفية المؤكدة التي تكشق عن وصول شحنة أسلحة و"مواد خطرة" روسية إلى ميناء طرطوس قال جنبلاط "البوارج على أهميتها، ليست هي السبيل الأمثل للتعاطي مع هذه الأزمة الحادة، فأي عاقل لن يمتنع مستقبلاً عن تقديم التسهيلات لروسيا في ميناء اللاذقيّة أو سواه".  وفي الشأن الداخلي قال "صحيحٌ أنني لم أطلب موعداً من السيّد حسن نصرالله وربما كان من الأفضل تفادي تلك الهفوة الكلاميّة بعدم طلب موعد مستقبلاً خصوصاً أنني ناديتُ وسأبقى أنادي بالحوار بين اللبنانيين في كل الظروف والخروج من حالة القطيعة السياسيّة بينهم". إلا أن جنبلاط جدد تمسكه "بالمقاومة والوظيفة الدفاعيّة التي تؤدّيها في مواجهة العدو الاسرائيلي بما يتلاءم مع المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة" مؤكدا "ضرورة التوصل توافقيّاً الى خطة دفاعيّة وطنيّة شاملة وعدم إستخدام السلاح في الداخل". وختم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي بالقول "نحن نملك كل الحرص، مع المقاومة، للحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي لا سيّما في ظل هذه اللحظة الإقليميّة الحساسة والحرجة أما التباين الحاصل في قراءة تطورات الأزمة السوريّة فنتركه للحوار المباشر بعيداً عن التساجل الاعلامي".