المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار20  كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 10/01-12/يسوع يرسل الإثنين والسبعين
وبعد ذلك اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين، وأرسلهم اثنين اثنين يتقدمونه إلى كل مدينة أو موضع عزم أن يذهب إليه. وقال لهم: الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل عمالا إلى حصاده. إذهبوا، ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب. لا تحملوا محفظة، ولا كيسا، ولا حذاء، ولا تسلموا على أحد في الطريق. وأي بيت دخلتم، فقولوا أولا: السلام على هذا البيت. فإن كان فيه من يحب السلام، فسلامكم يحل به، وإلا رجع إليكم. وأقيموا في ذلك البيت، تأكلون وتشربون مما عندهم، لأن العامل يستحق أجرته، ولا تنتقلوا من بيت إلى بيت. وأية مدينة دخلتم وقبلكم أهلها، فكلوا مما يقدمونه لكم. واشفوا مرضاهم وقولوا: ملكوت الله اقترب منكم.  وأية مدينة دخلتم وما قبلكم أهلها، فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا: لحتى الغبار العالق بأقدامنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا أن ملكوت الله اقترب. أقول لكم: سيكون مصير سدوم في يوم الحساب أكثر احتمالا من مصير تلك المدينة.

عناوين النشرة
*حلفاء بشار: اقفزوا من سفينة غارقة /علي حماده/النهار
*المطران مطر ترأس الصلاة لراحة نفس الضحية جانيت ابو سرحال: ليس مقبولا أن يكون عندنا مسؤولون غير مكرسين لخدمة شعبهم
*المطران عودة ترأس الصلاة لراحة انفس الضحايا  فرح وايفا بقله وحفيدهما في كنيسة سيدة الدخول: ليث الضرير انتقل من الصمت الى الكلام مع الرب
*نواب الأشرفية يضعون خطا ساخنا بخدمة مواطني المنطقة
*الاشرفية ثائرة على "الإهمال" و"اللامسؤولية" في جنازة آن ماري وأركان الدولة يتسابقون على التعزية بدل المعالجة!
*نعوش طانيوس نعيم وأولاده الثلاثة حُملت شياً وسط نثر الأزهار من الأشرفية إلى بدارو
*استغلال مأساة الاشرفية
*عبد الكريم ومفهوم الحرية
*رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر: سنبدأ بتفكيك جسر جل الديب خلال خمسة أيام
*لارا فابيان نريدك في لبنان وحملة مقاطعة داعمي اسرائيل تهدد الحفل مجدداً
*جنبـــلاط التقى أمير قطر
*جنبلاط ينتقد تعاطي الحريري مع «حزب الله»
*الخارجية الأميركية": الحملة الرامية لفرض مزيد من العقوبات على إيران "تؤتي ثمارها"
*هآرتس: نتانياهو سيزور قبرص في 16 شباط لتعزيز التعاون بالتنقيب عن الغاز
*الثورة": لقاءات أوغلو مع المسؤولين اللبنانيين مؤشر للعب تركيا أدواراً خارج حدودها
*الأسد يكرر مقولته المملة
*رئيس الجمهورية يدعو الى العودة الى العروبة
*سليمان استقبل قهوجي ووفد نقابة المحررين وشخصيات: للعودة الى العروبة والالتفاف حولها لحمايتها قضايانا الاساسية
*جيروزاليم بوست": حزب الله حصل من سوريا على صواريخ أرض-جوّ طويلة المدى
*نؤمن بطروحات البطريرك الراعي وسندافع عنها.. لكن لا علاقة له باللقاء لا من قريب ولا من بعيد"
*المرعبي: عشاء عون وميقاتي هو عشاء 16 مليون دولار قُدمت لباسيل
*تسوية ميقاتي وعون تطوي أزمة الأجور 675 ألفاً الحد الأدنى بـ"لا غالب ولا مغلوب"
*سليمان استقبل رئيس المعهد الفرنسي للاداريين : التعاون مع المعهد يعزز العلاقات ويرفد الادارة بالكفايات
*الراعي يستقبل سليمان فرنجية
*الراعي استقبل ليلى الصلح وعلي فضل الله /ترو: ننتظر معالجة مشاكل قضائية لإتمام مصالحة كفرسلوان /"تجمع العلماء المسلمين": للقاء موسع يطرح ميثاقا وطنيا
*جعجع عرض قانون الانتخابات مع وفد نيابي من "المستقبل" /فتفت:الطرح الأرثوذكسي يحتاج إلى تطوير وطرح شربل لا يحقق العدالة
*قصة زيارتي لكردستان.. وسقوط النظام السوري حتمي" /جعجع: أدعو "حزب الله" للتفاوض.. والحكومة للاستقالة من عون! 
*مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا: إذا لم يكن سلاح المقاومة موضوع الحوار فلماذا الحوار؟
*خالد الضاهر: عرقلة مطار القليعات عمل مشبوه ويخدم اجندة خارجية
*التعويض على ذوي الضحايا جيد نأمل المعاملة بالمثل في عكار وعرسال
*علوش تعليقاً على جنبلاط: تدرك تماماً ماذا فعل سلاح "حزب الله" في 7 أيار أو يوم القمصان السود   
*الحريري عائد قريباً
*زيارة ميقاتي لباريس
*المستقبل اليوم/السفير السوري يفرك اذن ميقاتي
*خالد ضاهر لـ"المستقبل": حكومة "الأزمات" ستسقط بسقوط الأسد
*وهّاب: ميقاتي صناعة سورية وصادر بحقه قرار ظني بجرائم سرقة
*صحيفة الأخبار موالية لـ"حزب الله" توجه تهديدا خطرا الى أمن فرنسا والفرنسيين
*لماذا ورّط شربل نفسه في «فضيحة الفضائح/مرلين وهبة/الجمهورية
*نقاشٌ مع الشيخ سامي/نصير الأسعد/الجمهورية
*أبو جمرة لـ «الجمهورية»: مشاريع نحاس  شمولية ولا تتوافق مع مبادئ التيار
*تحرّك لنواب 14 آذار لاستجواب باسيل والصحناوي/فادي عيد/الجمهورية
*إستقوى بتيار ميشال عون وهدّد رئيس بلدية الدكوانة بالقتل
*هل يتجاوِز النقاش في المحكمة إغناء المكتبة القانونيّة؟/جورج شاهن/الجمهورية
*الجامعة العربية مطالَبة بموقف حاسم في نهاية الأسبوع/ربى كبّارة/المستقبل
*تكلفة سقوط الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*الإخوان.. من الدين إلى الاقتصاد/عبد الرحمن الراشد/الشرق ألوسك
*توتر عميق يسود العلاقات الروسية ـ الإيرانية
*هدى الحسيني/الشرق الأوسط
*جيش الأسد يوقف قصف الزبداني بعد هدنة مع الثوار و"حزب الله" أخلى صواريخه من قواعد في ريف دمشق وحمص وسط المعارك/حميد غريافي/لسياسة
*مجلس الوزراء شكّل لجنة "الله يستر" /غسان حجار/النهار
*زوّار بيروت لمسوا تبدّلاً لدى "حزب الله ودور مسيحي محوري في حماية لبنان /روزانا بومنصف/النهار
*الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان يتوقع حرباً أهلية إذا بقي النظام السوري/المصري: بشار يردد ما قاله بن علي ومبارك والقذافي.. وكلهم ذهبوا وبقي الشعب
*تصفية نيات بين الفاتيكان والمرجعيات الإسلامية الثلاث
*يا نصرالله، طريق الحسين ليس على بَعلبك/ميدل ايست أونلاين/بقلم: رشيد الخيّون
*بان في بيروت شاهد على مقاومة اللبنانيين/ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله
*بيان وقعه 106 علوي سوري تأييدا للثورة ونبذا لطائفية النظام والمعارضة

تفاصيل النشرة

حلفاء بشار: اقفزوا من سفينة غارقة
علي حماده/النهار
 لم يعد السؤال هل يسقط النظام في سوريا؟ بل متى يسقط؟ فقد خرجت سوريا تقريبا عن سيطرة النظام، وتحولت ساحة مواجهة واسعة تمتد من درعا جنوبا الى ادلب شمالا ومن اللاذقية ساحلا الى البوكمال في الداخل. واتى خطاب بشار الاسد الاخير، الذي اعلن فيه صراحة انه ماض في خوض الحرب ضد الشعب، واصفا الثوار بعصابات مسلحة ورافضا الحياد في المعركة، على قاعدة ان من ليس مع النظام فهو ضده ليؤكد بدايات الانهيار. هذه الصورة التي رسمها بشار في خطابه الاخير مصدرها الواقع على الارض، ففي حين يعتبر النظام انه الاقوى عسكريا وامنيا ويدافع عن بقائه بإراقة المزيد من السوريين، خرجت البلاد عن سيطرته. وصار على بشار ان يقتل المئات اسبوعا بعد اسبوع لئلا يسقط. انه واقع احتلالي بامتياز. يذكر بجيوش الاحتلال في مراحلها الاخيرة عندما يسقط جدار الخوف مما يحول السيطرة استحالة دائمة، ويجعل السقوط حتمية.
في سوريا حالة احتلالية موصوفة. وبشار الاسد لا يملك ان يتجاهل هذا الواقع حتى لو كان مرا وصعبا للغاية. فهو يعيس يوميا لحظات سقوط "جمهورية حافظ الاسد" التي ورثها كمن يرث حقلا او بيدرا بأهله! سوريا 2011- 2012 ليست سوريا حافظ الاسد. انتهت هذه المهزلة، وانتهت هذه الكذبة الكبيرة التي  يصدقها القابض على الزناد وحده، ويقبل بها الخاضع للمسدس الموجه الى رأسه. لذا يستحيل ان يحلم بشار وبطانته بسوريا يستمرون في حكمها، او بسوريا شبيهة بتلك التي اورثهم اياها حافظ الاسد. كانت سوريا تلك اشبه بالمقبرة المسكونة بالناس. واليوم خرج الشعب ليقول كلمته. بدأت الثورة سلمية، وستتحول مع ايغال النظام في القتل مواجهة مسلحة. وثمة من يعتقد ان الحرب الاهلية قادمة لا محالة بعدما ورط النظام قسماً من العلويين في القتل على قاعدة اقناعهم بأن اي تغيير سوف يؤدي الى اضطهادهم! وفي مطلق الاحوال إن الحرب الاهلية اذا ما قامت فعليا وفي شكل لا عودة منه، فإنها لن تكون في مصلحة من يسيرون في ركب بشار الاسد وبطانته. لقد انتهت تلك المرحلة، وعجلة التاريخ لا تعود الى الخلف. وقد صار بقاء النظام معلقا بموقف روسي لا بد ان يتغير في وقت من الاوقات. وحسب وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو (خلال زيارته لبيروت قبل ايام) فإن المفاوضات مع موسكو قائمة على قدم وساق حول ملفات تتعدى ملف سوريا او ملفات المنطقة. كل ذلك مع تواتر انباء لم تتأكد تماما بعد تفيد ان الصين تتجه للعودة الى موقفها التقليدي القاضي بالامتناع عن التصويت في مجلس الامن في حال مناقشة قرار جديد حول سوريا. فهل تبقى روسيا وحدها مع بشار في مواجهة السوريين والعالم؟ اكثر من ذلك ثمة من يرى انه حالما يفرغ فلاديمير بوتين من معركته الرئاسية في الاسبوع الاول من آذار المقبل سيكون لموسكو موقف مختلف عما سبق بالنسبة الى الازمة السورية. في مطلق الاحوال، المهم بالنسبة الينا في لبنان هو ألا يتوهم بعضنا ان بشار باق: انتهى الامر، فاقفزوا من السفينة... وبسرعة !

 

 

 

المطران مطر ترأس الصلاة لراحة نفس الضحية جانيت ابو سرحال: ليس مقبولا أن يكون عندنا مسؤولون غير مكرسين لخدمة شعبهم
وطنية - 19/1/2012 ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الصلاة لراحة نفس جانيت ابو سرحال التي قضت في انهيار مبنى الاشرفية، في كنيسة مار يوسف - الحكمة، يحيط به الراعي الجديد لأبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ولفيف من الكهنة. وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى مطر عظة قال فيها: "نطلب من الله صلاته لمن كانت تستعد للحياة لا لمن غادرت الحياة. الفاجعة كبيرة والقلب يفطر لأن ما قد حدث في الأشرفية كان يجب ألا يحدث. هذه الإبنة الصالحة المرحومة جانيت كانت تستعد للحياة وليس لوداعها، بهذه الصورة الغاضبة نمت من نودع اليوم في عائلة كريمة مؤمنة مخلصة للرب، والوالد والوالدة ضحيا بكل شيء حتى يكون للأولاد الخمسة العلوم العالية والثقافة الواسعة، وان يستعدوا للحياة مرفوعي الرأس قادرين على خدمةالمجتمع خدمات جلة. فيذهب الإبنان وهما مع شقيقاتهما من تلامذتنا في الحكمة العزيزة يتخصصان في الطب، والشقيقات كل منهن يحملن شهادات جامعية عالية". أضاف: "المرحومة جانيت كانت تحضر نفسها لتنال شهادة الدكتوراه ومناقشة أطروحتها في الأشهر القريبة. هذه الأبنة كان لها موعد مع الحياة ومع الفرح والمسؤوليات، فإذا بها تقضي بهذه الكارثة المصيبة التي ألمت ببيروت وبكل الوطن. ليس عليها أي مسؤولية ولا على أهلها ولا على جميع الذين سقطوا، 27 ضحية و12 جريحا عدا الذين كتب لهم النجاة. كل لبنان يسأل اليوم ماذا نفعل حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي. نقول هذا الكلام لأن الدم الذي سال يجب أن يفتدي الوطن، مما هو عطية فيه. يجب أن يوقظ المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم، الموضوع إنساني ووطني واجتماعي". وختم: "نحن لا ننتقد أحدا، بل نريد أن نبني لا أن نهدم، ولكن ليس من المقبول أن يكون عندنا مسؤولون بهذا العدد وهم غير مكرسين لخدمة شعبهم الذي انتدبهم لهذه المسؤوليات".
ثم انتقل موكب الجنازة الى مسقط رأس الضحية في بلدة الناعمة، حيث أقيم لها مأتم مهيب شارك فيه نواب المنطقة ورئيس بلدية الناعمة العميد خليل مطر.

 عودة ترأس الصلاة لراحة انفس الضحايا  فرح وايفا بقله وحفيدهما في كنيسة سيدة الدخول: ليث الضرير انتقل من الصمت الى الكلام مع الرب
 وطنية - 19/1/2012 ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بعد ظهر اليوم، الصلاة لراحة أنفس الضحايا الذين سقطوا في مبنى فسوح في الأشرفية فرح خليل بقله وزوجته ايفا الياس حكيم وحفيدهما ليث شارلي بقلة، في كنيسة دير سيدة الدخول في الأشرفية، يحوطه المونسنيور انطوان عساف ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ولفيف من كهنة أبرشيتي بيروت للموارنة وللروم الأرثوذكس. وشارك في الجنازة النواب عاطف مجدلاني، ميشال فرعون، نديم الجميل، سيرج طورسركيسيان وجان اوغاسبيان، عضو المكتبي السياسي في حزب الكتائب المختار ايلي نصار ممثلا الرئيس امين الجميل، رئيس أقليم الأشرفية الكتائبي اليك بريدي ممثلا النائب سامي الجميل، عماد واكيم ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قنصل السفارة الأردنية رشيد عريقات ممثلا السفير الأردني زياد المجالي، النائب السابق ميشال ساسين، يمنى بشير الجميل، عضو بلدة بيروت خليل برمانة، نقيب أصحاب الصحف غير السياسية الياس عون، وفد من المدرسة اللبنانية للضرير والأصم في بعبدا ضم رفاق ليث بقلة، وفاعليات سياسية ونقابية وحزبية وصحافية وزملاء والد ليث في دار "الف ليلة وليلة" وحشد من أهالي منطقة الأشرفية.
عودة
وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى المطران عودة عظة مؤثرة قال فيها: "اننا نرفع الصلاة من اجل فرح وايفا اللذين عرفا المحبة والعطاء والتضحية، وعرفا كيف يلقنان هذا الشاب الضرير ليث محبة الله والقريب وكل إنسان. أما الجدة ايفا فلقد تعبت كثيرا وعملت لانها كانت تعتبر ان ليث هو من مسؤوليتها، فصارت تعمل في بيت الرعاية وكانت قدوة للجميع. وليث هذا الذي لا يتكلم ولا يسمع، لا شك ان تربيته تكون صعبة جدا لو لم يكن الله في قلبه. هذا الوحيد لوالديه والوحيد لجده وجدته، على رغم وضعه الجسدي كان محبوبا من جميع رفاقه. لقد قيل عنه إنه أكبر شعبية من كل الشباب الصغار، وكان محبوبا من الجميع لأنهم كانوا يرون فيه شخصا يختلف عن الآخرين، لا بسبب حالته الجسدية بل بسبب قلبه الذي أعطاه لله. قلب ليث كان بين يدي الله في كل حين، وكان يصلي بطريقته الخاصة، كان يحضر الصلوات ويحمل الصليب والشمعة، وهذا الإنسان لم يكن لاهوتيا ولا عالما بالكتاب المقدس ولا بالطقوس المقدسة، لكنه كان على قدر كبير من المحبة التي كانت تنسكب عليه من العلى، هذه المحبة الإلهية التي هي بسيطة في طبيعتها، لأن المحبة الحقيقية لا تعقيد فيها ولا فلسفة، إنها بسيطة جدا، ولذلك القديسون الكبار كانوا ينعمون بالبساطة لأن قلبهم كان على شفاههم وداخلهم كان في وجههم".
وأضاف: "ليث لم يكن يعرف أن يسلم باليد، بل كان يغمر كل من يلقاه بمحبة فائقة، وكأني به يريد أن يقول: يا إنسان انت محبوب ولو أبغضت نفسك ولو تشردت ولو عشت في الخطيئة وبعيدا عن الله. كان يشارك في القداس الإلهي، لا يسمع ولا يتكلم، هذا الذي لا يسمع ولا يتكلم كان يشتهي أن تفتح الكنيسة ليدخل ويصلي، كيف؟ أنتم لا تعلمون إلا إذا سكن الروح القدس في قلوبكم، الروح القدس يتعامل معنا بطرق سرية مختلفة، كثيرون يتكلمون ويصلون وعقولهم شاردة، وأما ليث فعرف أن الله أنعم عليه بأن لا يتكلم ولا يسمع لكي ينحصر في داخله، ويكون مع الله الساكن فيه، الله الذي قال لنا "ملكوت الله في داخلكم"، يعني أنا أسكن في قلوبكم". وتابع: "ليث، هذا الأسد القوي في إيمانه، هذا الإنسان الذي كان يحضر كل اجتماعات الرعية ويشارك في نشاطاتها وهو في هذه الحالة، في اللاسمع، إذا نظرت الى وجهه رأيته يدفق نورا وفرحا وحضورا. نعم، قلت لكم عمل الروح القدس أقوى من أي منطق بشري. الذين يستعملون الفلسفة لفهم الله يدخلون في الهرطقة. لقد كان رياضيا بامتياز، لا يبتعد عن الرعية ولا عن الكنيسة، لأنه كان يعتبر أن الرعية والكنيسة هما حياته، بل هما فرحه الدائم". وختم: "نحزن لأنه خرج من هذه الأرض البالية في مأساة مؤلمة، لكني أظن، بل أؤمن بأنه هو وجداه هم في الفرح الذي يسعى اليه المؤمن. ليث انتقل من الصمت الى الكلام ومن اللاسمع الى السمع، ولكن يتكلم كلام الله ويسمع أناشيد الملائكة ويرنم معهم قدوس قدوس قدوس أنت يا الله. فتعزيتنا لجميع المتألمين في هذه المأساة ولهذه العائلة المنكوبة، ولكن فرحنا ان هؤلاء كما جميع المؤمنين كانوا يجاهدون من أجل أن يسيروا نحو الرب وان يسكنوا في ملكوته الى أبد الدهور". ثم تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة، ودفن الضحايا في مدافن مار متر -الأشرفية. وتتقبل العائلة التعازي غدا الجمعة وبعد غد السبت في صالون كنيسة سيدة الدخول في الأشرفية، من الحادية عشرة قبل الظهر الى السادسة مساء.

نواب الأشرفية يضعون خطا ساخنا بخدمة مواطني المنطقة
كشف نواب الأشرفية عن وضع خط ساخن وهو 000019 03 في متناول أهالي الأشرفية ليبقوا على تواصل مع بلدية بيروت وكل الأجهزة التي تستطيع خدمتهم. وصرح النائب ميشال فرعون في مؤتمر صحافي لكتلة "القرار الحر" النيابية ظهر الخميس، أن "حادثة انهيار المبنى في فسوح قلبت سلم الأولويات ووضعت في الواجهة مسألة السلامة العامة". وأعلن فرعون عن "استنفار نواب بيروت للحؤول دون تكرار كارثة مماثلة"، كاشفاً عن إطلاق خط ساخن وهو 000019 03 لخدمة أبناء المنطقة مساء اليوم". كما كشف أن "هناك محاولة من بلدية بيروت لمسح كل الأبنية في العاصمة ولكنها ورشة كبيرة". وبدوره، أكد النائب نديم الجميّل أننا "سنأخذ على عاتقنا كنواب الأشرفية ترميم البناء المجاور للمبنى المنهار وتأهيله ليكون صالحا للسكن ولا يسبب خطراً على أرواح سكانه". وأكد الجميل أنه تسلم من مهندسين التقرير النهائي بسقوط المبنى، ولم يرغب بالإدلاء بأي معلومات عنه لأسباب لم يشأ الإفصاح عنها. وقد أعلن رئيس لجنة الأشغال العامة النيابية النائب محمد قباني أن "20 الف بناية مماثلة يمكن أن تلقى المصير نفسه لمبنى فسوح". وذكر بفاجعتين حصلتا سابقاً في بياقوت والمزهر. ووفق المعلومات النهائية، فإن "حصيلة ضحايا الانهيار بلغ لغاية الساعة 27 ضحية و12 إصابة". وقرر مجلس الوزراء التعويض على عائلات ضحايا الانهيار اللبنانيين بمبلغ 30 مليون ليرة مع تأمين السكن المؤقت لهم ولسكان المبنى الملاصق وكذلك تعويض العمال الأجانب بنسبة أدنى.

الاشرفية ثائرة على "الإهمال" و"اللامسؤولية" في جنازة آن ماري وأركان الدولة يتسابقون على التعزية بدل المعالجة!
النهار/صورة عن رسالة ايمان بخط يدها ارسلتها قبل أيام الى المطران عودة.كانت آن ماري عبد الكريم تستعد لخوض مباراة جديدة في كرة السلة. كعادتها، كل سبت، تقصد ملعب الـ "هوبس" حيث تمارس هوايتها المفضلة، وامام عينيها هدف واحد، الفوز والفوز. هي تعشق التحدي. تستعيد ماروشكا غنام، الصديقة القريبة من آن ماري وشقيقتها التوأم انطونيللا، بعضا من ذكرياتها مع "الصديقة الدائمة". اكثر ما تلفتها العلاقة الوثيقة التي تربط التوأمين الشهيرتين في مدرسة زهرة الاحسان. علاقة يكاد يكون احد تجلياتها الصلاة على راحة نفس الشابة التي تبلغ الخامسة عشرة من عمرها في كنيسة السيدة بغياب الاخت. اما السبب، فهو عدم ابلاغ انطونيللا التي تخضع لجراحة بعد بأن "نصفها الآخر" فارق الحياة، تفاديا لصدمة متوقعة عاجلا ام آجلا. امس بدت الاشرفية ثائرة، مذهولة. الاسباب هذه المرة مختلفة. فالمنطقة التي قاومت لعقود خلت القصف والانفجارات والحصار على انواعه، بدت اعجز من ان تقاوم "اللامسؤولية" و"الاهمال". الكلمة الاخيرة ومرادفاتها تتردد باستمرار على الالسن في الشوارع والمتاجر. شوارع اكتست الابيض والزهر. "كيف لا وملاك جديد عانق ملائكة السماء؟"، تقول ماغي شرابيان التي تعرفت الى آن ماري من خلال المتجر الذي تعمل فيه بعدما اعتادت الشابة الرياضية ارتياده دوريا لشراء حاجاتها. يشق موكب الجنازة طريقه في احياء الاشرفية التي ترعرعت فيها الضحية بصمت. من منطقة فسوح في اتجاه شارع المطران مسرة، فشارع المطران غفرائيل. وحدها الدموع وشهيق الوالدين والعائلة المنكوبة تكسر لوعة الاسى. "مرحبا بالموت، هو يقربني من المسيح"، "لي الحياة في المسيح والموت ربح لي"... هذه العبارات وغيرها من آيات انجيلية غطت صور آن ماري التي ظهرت على السيارات والجدران وهي ترتدي نظارتيها السوداوين المعهودتين.
يقترب الحشد من مكان الكارثة. يعلو الصراخ الحزين. يمتزج الالم بالفرح. "هو الم ناتج من فقدان جارة عرفت بحبها للحياة" تقول ناديا سعادة "وفرح بمعانقة الشابة المؤمنة الله." بين تناقض المشاعر وهول المصيبة، يطغى عنصر الخوف. "خائفون لان مبان عدة مهددة بمصير مماثل ولا من يسأل" تعلل ناديا التي تسكن في البناية المجاورة، " غدا يدفنون الضحايا. يتلهى المسؤولون بكارثة اخرى، ينسون قضيتنا. قضية المباني والمنشآت المهددة بالسقوط والتي باتت تطغى على السجالات اليومية والحروب السياسية".  تصدح التراتيل. تختلط رائحة البخور برائحة الدماء. وبينما يشق خبر تبلغ احد المحامين من المحافظ بأن الاخير اعد قرار اخلاء لمبنى آخر في الحي نفسه، يدب الذعر في صفوف المشاركين في الجنازة: "ثمة انذارات لسكان نحو 50 مبنى. هل تكفي الـ750 دولار شهريا التي قرر من خلالها المسؤولون التعويض لاسكاتنا؟" يسأل فؤاد الخوري، "وهل ينتظر المسؤولون جنازة جماعية لحي بأكمله حتى يتحركوا؟". بالرصاص، يؤدي اهل الاشرفية التحية للموكب وهو يلامس كنيسة سيدة الدخول في الاشرفية. تحت اجنحة السيدة العذراء، القى فريق من الرعية النظرة الاخيرة على ابنة الرعية ، بينما هرول الاهل والاصدقاء لعناق الوالدين المفجوعين. في الداخل، حزن يبلغ حد الانهيار. في الخارج، اسئلة تلامس حد الحملة. على كل شيء، على البلدية، والقانون، على الموظف والمسؤول. ولا تغيب عنها اتصالات وتطمينات صحية عن شقيق الضحية انطونيو الذي يخضع لجراحة في رأسه والجدة السبعينية التي تعاني كسورا، الى تطورات حال الشقيقة التوأم.
في صالة الكنيسة، يهرول المسؤولون لتقديم التعازي. وزراء، تقدمهم وزراء الاعلام وليد الداعوق والثقافة غابي ليون والصناعة فريج صابونجيان والاتصالات نقولا صحناوي ونواب، الى ممثلي الاحزاب. ورغم الحشد، لا يتوانى الوالد ايلي عن اطلاق التصريحات والتعليقات، "هذا قدر ابنتي" يقول... "لا استطيع تحميل اي طرف المسؤولية. انتظر التحقيق. لا تسألي اكثر. في الحرب سقطت القذائف على رؤوسنا. لم نهتز. بصوت عال، قد اقول ان المسؤول هو البلدية لا بل المالك. اتركيني. لا ادري".
طأطأة الاسلحة تؤشر لوصول ممثل للرؤساء الثلاثة الى مكان الفاجعة. دقائق ويطل النائب آغوب بقرادونيان. يحيي الحشد الغاضب. يليه النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيس سعد الحريري، فالنواب نايلة تويني، نديم الجميل وجان اوغاسابيان وسيرج طورسركيسيان وتمام سلام. يتزامن وصول الرسميين مع "هطول" للاكاليل، بتواقيع حزبية وعائلية. "دولة تساهم في قتل مواطنيها نتيجة الاهمال وتمشي في جنازتهم" يتمتم شاب، "مسؤولون كسروا ارقاما قياسية في المشاركات الصورية. يحضرون. يؤاسون ثم ينسون المحاسبة،" يرد آخر.

نعوش طانيوس نعيم وأولاده الثلاثة حُملت شياً وسط نثر الأزهار من الأشرفية إلى بدارو
النهار/لأشرفية أمس بحزن شديد شبابها الثلاثة شربل وجهاد وفرحات نعيم ووالدهم طانيوس نعيم الذين قضوا مساء الاحد في انهيار مبنى عطاالله في شارع المطران عطالله في فسوح - الاشرفية، وسط إقفال عم المنطقة التي ازدانت بالأشرطة البيضاء. وانطلق موكب الجنازة مشياً الى كنيسة القلب الأقدس في بدارو ونثرت على النعوش أزهار وأرز وحلوى، واطلقت اسهم نارية وسمعت رشقات رشاشة في المكان.  وترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة  المطران بولس مطر الصلاة لراحة انفسهم يحوطه لفيف من الكهنة، قبل ظهر اليوم في كنيسة القلب الاقدس - بدارو وعاونه فيه لفيف من الكهنة، بمشاركة النائب ميشال موسى ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، والنواب: ميشال فرعون، نديم الجميل، انطوان زهرا، ميشال حلو، وشخصيات سياسية وعدد من أعضاء مجلس بلدية بيروت والمخاتير وحشد من اقرباء الضحايا وأهالي الأشرفية وجزين. ووضع على المذبح اكليلان باسم الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي. بعد الانجيل، ألقى مطر عظة قال فيها: "حبذا لو كانت السلطة تقوم بواجباتها كما يجب لكنا بألف خير. يوم وقعت الفاجعة - المأساة الرهيبة التي خسرنا فيها 27 حبيبا مواطنا وعاملا معنا، قيل للعائلة ان تستعجل بالرحيل، وكم كنا نتمنى ان يكون هذا الكلام مسؤولا وآتيا منذ زمن ابعد من ذلك، لكان الناس استطاعوا تدبير امرهم. بضع ثوان مرت بين خروج الوالدة وابنتها وسقوط البناء على من فيه".
غلاديس نعيم/بعد انتهاء مراسم الجنازة القت شقيقة الضحايا غلاديس نعيم كلمة مؤثرة أغرقت عيون الجميع بالدموع، ومما قالت: "اليوم عرس العائلة، عرس الشهداء المؤمنين. وأنا قوية بفضل العذراء وبفضل هذه المسبحة، مسبحة صلاة العائلة مريم ويوسف ويسوع. فلتكن مشيئتك يا رب كما في السماء كذلك على الارض، اخوتي شهداء الابوة، شهداء ترابط العائلة بعضها مع بعض، نحن قدمنا 3 شمعات والبابا طانيوس بخور. وأتمنى ان نتقبل التهانئ بدل التعازي".
جزين/وبعد الصلاة نقلت جثامين الأب وأبنائه الثلاثة الى مسقطهم زحلتا في قضاء جزين. كان في استقبال الجثامين ابناء البلدة والقرى المجاورة، وقرعت اجراس الكنائس وأطلقت أسهم نارية  وعزفت موسيقى جزين لحن الموت. وحملت النعوش من  مدخل البلدة الى كنيسة مار يوسف. وترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار صلاة البخور، وعاونه لفيف من الكهنة في حضور النائب السابق سمير عازار، ورئيس اقليم الكتائب في جزين انطوان ابو سمرا، ومنسق "التيار الوطني الحر" انطوان فرحات وحشد من الاقرباء وابناء المنطقة. تقبلت العائلة التعازي في ساحة الكنيسة، ودفنت الجثامين في  مدافن العائلة في البلدة.

استغلال مأساة الاشرفية
النهار/بدأت تسري في الاشرفية اشاعات يطلقها سماسرة عن عدم صلاحية عدد من الابنية للسكن في بعض الاحياء القديمة وحتى التراثية، بهدف استغلال مأساة الاشرفية للتهويل على السكان ودفعهم الى بيع منازلهم بأبخس الاثمان.

عبد الكريم ومفهوم الحرية
النهار/أبرزت مديرة مدرسة زهرة الإحسان هالة سكاف رسالة كتبتها آن ماري عبد الكريم خلال حصة التعليم الديني عن مفهومها للحرية. ومما ورد فيها: "من المؤسف ما وصلنا اليه اليوم. واذا نظرنا قليلاً نرى أن السبب المبالغة في الحرية. مجتمعنا أصبح مليئاً بالفساد والكذب. استيقظ ايها الانسان، أنت لا تعرف نهايتك ولو عرفت لما فعلت هذه الأعمال. محور حياتنا الله. اختم نصيحتي لأخي الانسان بالقول، طبق مبدأ الحرية في حياتك ولكن اعرف كيف تستخدمها. تذكر انك على صورة الله ومثاله".

رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر: سنبدأ بتفكيك جسر جل الديب خلال خمسة أيام
نهارنت /أعلن رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر أن تفكيك جسر جل الديب سيبدأ خلال خمسة أيام، وأن المجلس بدأ منذ صباح الخميس بالعمل على تأمين مسارب بديلة باتجاه بيروت. ولفت الجسر في حديث لاذاعة "صوت لبنان" (93.3) صباح اليوم إلى أن "مجلس الإنماء والإعمار يهيئ الوضع في حال قررنا تفكيك جسر جل الديب كي نؤمن مسارب باتجاه بيروت". وأكد أن"تفكيك الجسر سيبدأ خلال خمسة أيام". وأشار الى أننا من "بدأ بإصدار صرخة لإزالة هذا الجسر"، مؤكدا أن "الخرائط موجودة والمهم أن يقرروا أي حل سيعتمدون". وكان قد صرح وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي أنه بعد رسائل على الهواتف الخليوية وصلت الى المواطنين محذرة من عبور الجسر، "اتصلت بوزير الداخلية (مروان شربل) واتفقنا على منع مرور الشاحنات عليه كي لا تحصل أي كارثة لا سمح الله". ومن جهته، أكد شربل "أن قرار إزالته سيتخذ في أسرع وقت ممكن تلافياً لحدوث أي كارثة وتسهيلاً لحركة السير". وعلى خلفية انهيار مبنى عطالله في منطقة فسوح بالأشرفية الأحد الذي أودى بحياة 27 شخصا، بدأت البلديات بالكشف على المباني القديمة من بينها منطقة المصيطبة حيث أصدرت رئاسة مجلس الوزراء قراراً قضى بإخلاء مجمع سكني في المنطقة هو "مجمع السيد" بسبب وضعه المتردي.

في حال اتفقت الطوائف حول تجريد حزب الله من سلاحه بعد سقوط النظام السوري نصرالله سيُعلن الدويلة الشيعية من جنوب لبنان حتى شمال البقاع لبنان
موقع الكتائب/بعد الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة اللون الواحد تبرز سيطرة حزب الله اكثر على الساحة اللبنانية، ويبرز دعمه غير المحدود للنظام السوري الذي بدوره يساند هذا الحزب ويدعمه ويشّكل عنصر مساعدة لطموحاته واهدافه الإيرانية، من هنا تقوم ايران بتعويم حزب الله بالأسلحة والعتاد والأموال التي تغدق عليه من خلال الموازنة الضخمة التي تغطي كافة مصاريفه من رواتب للعناصر الى الدعم اللوجستي وعمليات شراء اراضي  المسيحيين، والبناء في عدد من المناطق لتوسيع انتشاره بهدف السيطرة على الحكم في لبنان، وقد بدأ هذه الخطة منذ مدة من خلال تشكيل حكومة من حلفائه قادرة على تحقيق اهدافه بالسيطرةعلى كل لبنان على المدى البعيد، وسيتابع خطته في حال طال امد حكومته هذه الى تطبيق خريطة وضعتها قيادته بالاتفاق مع ايران بحسب ما تتردّد معلومات في مناطق البقاع الشمالي:" قريباً حكم شيعي مستقل من خلال حزب الله" الذي يتباهى بأن الخريطة قد ُوضعت منذ مدة وبمباركة سورية وهي نهائية لإقامة حكم شيعي مستقل يراهن على بقاء الوضع الهش في لبنان، فيمنح  الفرصة الفريدة لتحقيق مشروع الحزب وتمتد الخريطة جغرافياً من حدود نهر الليطاني الشمالية حتى تخوم جبال الهرمل والمناطق المجاورة . مما يعني ان لهذا الحزب مشاريع يخطط لتنفيذها بهدوء، وبأن البحث في مصير السلاح غير الشرعي اصبح  مضيعة للوقت، لان قرار الامين العام لحزب الله حسن نصرالله نهائي بعدم التخلي عن سلاحه لانه يعتبره عنصر الدفاع الاول ضد اسرائيل، وهو مستعد لإعلان الدويلة الشيعية من جنوب لبنان حتى شمال البقاع في حال حصل اتفاق لبناني بين الطوائف الاخرى حول تجريد الحزب من سلاحه، اي ان كل شيء محّضر، وبذلك يصبح لحزب الله دويلته الحقيقية مع ما يرافقها من جيش وقانون ومؤسسات، وعندها سيكون له القرار بصورة مريحة اكثر فيتخذ قرار الحرب والسلم ويجابه اسرائيل ساعة يشاء، فيفتح جبهات معاركه ويستطيع ايقاف اي قرار تتخذه الحكومة اذا تعارض مع مصالحه السورية والايرانية، وهو اليوم يستطيع ان يفعل ما يشاء لكن مع إقامة دويلته بصورة رسمية سيصبح الدولة ضمن كونتونه الشيعي وستكون له الكلمة الاولى والاخيرة، فيتحكم بسياسة دويلته الداخلية والخارجية. إزاء هذا الوضع لا يسعنا إلا ان نشعر بمزيد من الخوف على لبنان الذي كان دولة ذات سيادة في الماضي البعيد  لكن الان اصبح دويلة ضمن دولة حزب الله، اي بمعنى ان السلطة الفعلية ستصبح بيد الحزب واتباعه، ولبنان سيصبح ساحة لتصفية الحسابات، وسيكون الجبهة الوحيدة كالعادة للصراع العربي الاسرائيلي، كما لا يسعنا إلا ان نقول وداعاً للسيادة التي حلمنا بها لانه لا يمكن ان تتعايش دولتان واحدة شرعية وواحدة غير شرعية، فيتحقق مشروع الحزب الالهي حينها اي تغيير الهوية الديموغرافية فتضيع هوية لبنان ونصبح بالتالي دويلة سورية – ايرانية في قلب بلدنا...!

لارا فابيان نريدك في لبنان وحملة مقاطعة داعمي اسرائيل تهدد الحفل مجدداً
موقع الكتائب
عيد الحبّ. وكلّ الحبّ والشوق تغنيه صاحبة الصوت الملائكي تلك التي ترسم الموسيقى بيدين صغيرتين ناعمتين التي ترقص الموسيقى، تتكلمها، تبكي بها وتضحك. لارا فابيان تحيي عيد العشاق المقبل في كازينو لبنان. وهل من مشهد اروع؟! بالنسبة للبعض، هو ليس كذلك. هل تتخيلون؟ هل تصدقون انه يكاد يكون لهم، أمسخ من كابوس؟ هذه هي الحقيقة والحقيقة ان هذا "البعض"، ليس الا مجموعة "محدودة"، ترفض الخروج من القرن الحجري التي تعيش فيه. مجموعة لها سوابق مع محاربة الفنّ مثال: بلاسيبو، دي جاي تييستو، آرمين فان بيورين، جاد المالح، السامبا البرازيلية، وعدة افلام سينمائية نذكر منها "ايام خضراء"، ومعرض للصور نظمته "وورلد برس" العالمية وغيره. بطبيعة الحال، الحجة الجاهزة "المعلّبة"، الـ
Passe partout، التي يستعين بها افراد هذه المجموعة، هي: دعم اسرائيل! وها هي اليوم، ما تعرف بـ " حملة مقاطعة داعمي اسرائيل"، تشنّ هجوماً استباقيا على زيارة المغنية فابيان، وفي هذا الاطار، اصدرت بيانا تسأل فيه:"هل بات لبنانُ مسرحاً لمن هبّ ودبّ من داعمي العدوّ الإسرائيليّ؟ فبعد بلاسيبو، ودي جاي تييستو، وآرمين فان بيورين، وغيرهم ممن أحيوْا حفلاتٍ في لبنان بعد إحيائهم حفلاتٍ في “إسرائيل”، متجاهلين جرائمَ هذه الدولة وعنصريتَها واحتلالَها وانتهاكَها لسيادتنا، يستضيف كازينو لبنان حفلاً للمغنّية لارا فابيان في عيد العشّاق (14 و15 شباط 2012)." وخلص البيان الى الدعوة الواضحة لالغاء الحفل او مقاطعته، باعتبار ان "غناء فابيان في الذكرى الستين لتأسيس الكيان الغاصب هو تأييدٌ فاضحٌ للممارسات الإسرائيليّة الإجراميّة في فلسطين ولبنان والجولان والبلاد العربيّة طوال هذه العقود." هذا هو لبنان. هل تصدقون؟ لا، لا احد يصدق. جلّ ما في الامر ان ثمة زمرة تدعي حب الوطن والهوية عبر محاربة الفن، ومحاولة منع اشهر فناني العالم من زيارة لبنان، بحجة "التطبيع مع اسرائيل". أحدٌ في لبنان، لا يريد ذلك. لكنهم يفعلون. هم انفسهم افراد "الحملة" يشجعون، بطريقة غير مباشرة، على ازدهار اقتصاد تل أبيب وسياحتها، عبر منعهم الفنانين من القدوم الى لبنان.
ومن يدري بحال هؤلاء المشاهير! لا همهم ولا على بالهم الصراع العربي الاسرائيلي. هم فقط مخلوقون من فنّ. بطبيعة الحال، يلهثون ايضا وراء الشهرة والمال ومن حقنا أيضاً أن نلهث وراء السياحة الفنية لبلدنا وأن لا ندع "العدو" ينفرد بجعل مدنه مقصداً لكل سياح العالم وفنّانيه. وبعد وبحيث ان احدا في لبنان لا يسعى الى دعم اسرائيل وبحيث اننا ابناء حضارة ورقي وفنّ وجلّ ما يهمنا هو ابعاد شبح الارهاب الثقافي عن حاضرنا ومستقبلنا نوّد دعوة ابناء "الدويلة" غير الراغبين في حضور حفل فابيان، او غيرها، الى البقاء في منازلهم، صامتين! وان طابت لهم السهرة، فليشاهدوا اي مسلسل ايراني أو سوري أو يستمعوا الى أحد الـ
DJs الإيرانيين هذا إن وجدوا. أما الفضيحة الكبيرة، فكانت عندما قامت الدنيا ولم تقعد على أثر ثبوت أن لاعب كرة السلة الأميركي سام هوسكين لاعب نادي الشانفيل اللبناني قد لعب منذ 11 سنة في الدوري الإسرائيلي في كرة السلة. هل هذا معقول؟؟!!
في أي عصر نحن نعيش؟ هل يريدون مقاطعة كل من تطىء أرضه إسرائيل؟ ما رأيكم بطرد السلك الديبلوماسي كله الموجود في لبنان إذ أنهم جميعاً يمثلون بلداناً على علاقة وثيقة بإسرائيل. ما رأيهم في مقاطعة السيارات والمأكولات الأجنبية والثياب والأدوات الإلكترونية إذ أنه من الممكن أن تكون مصنعة بايدي أحد الأشخاص الذي من الممكن أن يكون قد زار إسرائيل؟ إن محاربة إسرائيل ليس بإنكار وجودها بل بالعكس، لكي تهزم عدوك عليك ان تعترف أنه موجود والمعركة ليس بالضرورة أن تكون عسكرية وبالصواريخ
على اي حال، لا بدّ من توجيه بعض الاسئلة لهؤلاء اين كنتم يا ترى حين التقى وفد من حزب الله برئاسة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وعضوية النائبين حسن فضل لله ونوار الساحلي ، برئيس مجلس الدوما فلاديمير جيرنوفسكي في روسيا، وهو الناشط المشهور الذي اعترف باصوله اليهودية بعد زيارتين الى اسرائيل حيث والده مدفونا؟! وأين كنتم حين لعب الملاكم اللبناني محمد علي ضدّ آخر اسرائيلي على حلبة اميركية؟(مع اعتراضنا على مهاجمته لمجرد مبارزته لاعب آخر اسرائيلي) ام انه اقنعهم بأنه لم يكن يعلم بذلك، وحين أخبروه قام برفع علم حزب الله عاليا بعد فوزه على خصمه؟! لا بدّ اذا انكم من جماعة " لو كنت أعلم، لما فعلتها"! فعلا، " يللي استاحوا ماتوا"... كلمة أخيرة : لارا فابيان...سوف نغني معك في شباط
Je t'aime....وسوف نردد عاليا ان كثرا في لبنان حقا...Malades!

جنبـــلاط التقى أمير قطر
المركزية- لمناسبة وجوده في قطر، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الوجبة صباح اليوم. من جهة أخرى، يرعى جنبلاط الجمعية العمومية للخريجين التقدميين، يوم الأحد المقبل في التاسعة صباحا في قاعة مجمع الشوف السياحي في بعقلين.

جنبلاط ينتقد تعاطي الحريري مع «حزب الله»
الجمهورية/إنتقد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط موقف الرئيس سعد الحريري «لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلّم حزب الله أسلحته إلى الدولة مثلما فعلت جماعات أخرى مسلّحة بعد الحرب الأهليّة»، مُعتبراً أنّ هذا الموقف «لا يؤدّي إلى أيّ نتيجة»وأعربَ جنبلاط في حديث الى وكالة "رويترز" عن قلق "متزايد من أن تنزلق سوريا إلى مزيد من العنف، بل ربّما إلى حرب أهليّة، لأنّ الرئيس السوري بشّار الاسد لا يُصغي لأحد يدعو إلى التغيير، سواء داخل البلاد أو خارجها"، مؤكّداً غياب "الاتصال بينه وبين الرئيس السوري منذ أن التقى به في دمشق قبل سبعة أشهر في أولى أسابيع الانتفاضة". وأضاف: "كلّما ازدادت وتيرة العنف إزداد خطر الانقسامات بين الغالبية السُنّية في سوريا، والأقلّية العلويّة التي ينتمي إليها الأسد"، مشيراً إلى "ما تردّد من أنباء عن عمليّات قتل طائفية في مدينة حمص التي يسكنها مزيج طائفي، والتي تمثل أيضا معقلا للاحتجاجات والمعارضة". وقال جنبلاط: "منذ بدء الأزمة تجاهل الأسد مطالب الولايات المتحدة والصين وروسيا وحليفه السابق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لنزع فتيل التوتّر بالتعجيل بإجراء الإصلاحات السياسية، وهو بدلا من ذلك ألقى باللوم على "مؤامرة" تُحاك ضدّ سوريا، وحاول القضاء على الانتفاضة الشعبية بالقوة". ورأى أنّ "المبادرة العربية التي تدعو الأسد إلى سحب قوّاته من المدن والإفراج عن المحتجزين وإجراء محادثات مع المعارضة هي الأمل الوحيد للحلّ، لكنّ المستقبل قاتم ما لم تحدث مُعجزة"، واصفاً الوضع السوري بأنّه "مُهلك". وشدّد على ضرورة "عزل لبنان عن المشكلة السوريّة"، وقال: "هناك حاجة إلى أن يتفاهم اللبنانيّون بعضهم مع بعض خصوصا زعماء الطائفتين السنّية والشيعية". وانتقد جنبلاط موقف الحريري "لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلّم حزب الله أسلحته إلى الدولة مثلما فعلت جماعات أخرى مسلّحة بعد الحرب الأهليّة"، مُعتبراً أنّ هذا الموقف "لا يؤدّي إلى أيّ نتيجة"، مضيفا: "على رغم أنّ وجهة نظر مختلفة في ما بيننا النسبة إلى سوريا فأنا ضد حدوث استقطاب في السياسة الداخلية". وذكّر بأنّه "دعا دروز سوريا وعددهم نحو 400 ألف نسمة من بين 23 مليونا إلى أن ينأوا بأنفسهم عن حملة قمع الاحتجاجات كلّما أمكن". ولفت إلى أنّ "نحو 100 درزيّ من أفراد الجيش والشرطة قُتلوا أثناء قمع الشعب"، سائلاً: "ماذا يمكن أن يفعلوا؟ هل أنا أطلب منهم أن ينشقّوا؟ كلّا. أطلب أن يلزموا منازلهم إذا أمكن .

الخارجية الأميركية": الحملة الرامية لفرض مزيد من العقوبات على إيران "تؤتي ثمارها"
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن الحملة التي تقوم بها واشنطن عبر العالم لتشديد العقوبات على ايران المتهمة بالسعي الى امتلاك السلاح النووي "تؤتي ثمارها". وقالت خلال لقائها اليومي مع الصحافيين: "نحن نرى أن إيران بدأت تشعر بالتأثيرات السلبية على مستوى العائدات التي تجنيها من النفط وسوف نواصل العمل في هذا الاتجاه". ويقوم دبلوماسيون أميركيون منذ فترة بزيارات إلى عدد من الدول للطلب من الحكومات تشديد عقوباتها على طهران ووقف شراء نفطها من أجل إرغامها على احترام واجباتها لناحية عدم نشر الأسلحة النووية. (أ.ف.ب.)

هآرتس: نتانياهو سيزور قبرص في 16 شباط لتعزيز التعاون بالتنقيب عن الغاز
المركزية- أعلنت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيزور قبرص في السادس عشر من الشهر المقبل بهدف تعزيز التعاون في مجال التنقيب عن الغاز في الجزء الشرقي من البحر المتوسط وتوثيق التنسيق الأمني بين الجانبين". ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "زيارة نتانياهو ستكون الاولى التي يقوم بها رئيس وزراء اسرائيلي لقبرص في ضوء التقارب بين تل أبيب ونيقوسيا الذي بدأ منذ عامين في الوقت الذي تأزمت فيه العلاقات مع تركيا". وكانت وسائل الاعلام القبرصية كشفت أخيرا عن "توقيع اتفاق على التعاون في مجال تأمين أعمال التنقيب عن الغاز وطلب اسرائيل من قبرص السماح بمرابطة طائرات في اراضيها الا ان القيادة القبرصية لم ترد على هذا الطلب بعد".

"الجريدة": اتفاق بين الجيش النظامي السوري والمتمردين في الزبداني لوقف النار
المركزية- أعلنت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن اتفاقا تمّ بين الجيش النظامي والمتمردين في بلدة الزبداني في محافظة ريف دمشق على وقف إطلاق النار، وذلك بعد أن تعرضت البلدة الجبلية المحاذية للحدود مع لبنان لقصف عنيف من قِبَل النظام على مدى خمسة أيام، كما حوصرت ومنعت المواد الغذائية من الدخول إليها. ونقلت الصحيفة عن ناشط حقوقي أن وقف إطلاق النار ينص على انسحاب الجيش النظامي، بشرط أن يغادر المتمردون الشوارع، مشيرا الى ان البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة من السُّنَّة والمسيحيين، ينتظرون ليروا إن كانت الدبابات ستنسحب، لافتا الى ان النظام وافق على الهدنة، لأنه يعلم أن قواته ستمنَى بخسائر فادحة بسبب طبيعة الأراضي الجبلية في المنطقة"، لافتا الى أن "حسابات الجيش السوري الحر حتى الآن هي أن النظام سيوقف إطلاق النار، لكنه لن يتراجع، وقد يخطط لاستراتيجية جديدة للهجوم"، ومشيرا الى ان اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إليه بين زعماء البلدة ونائب وزير الدفاع آصف شوكت، زوج شقيقة الأسد، وانه بموجب الاتفاق، ينسحب المنشقون من الشوارع وتنسحب القوات التي تهيمن عليها الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر، شقيق الرئيس السوري، بينما تبقى وحدة من قوات الأمن التابعة للشرطة في منطقة المحطة على أطراف البلدة.

"الثورة": لقاءات أوغلو مع المسؤولين اللبنانيين مؤشر للعب تركيا أدواراً خارج حدودها
المركزية- أعلنت صحيفة "الثورة" السورية أن العديد من المراقبين والمتابعين لشؤون المنطقة وتقلبات السياسة التركية ينظرون بكثير من الريبة والشك والقلق للزيارة التي قام بها قبل أيام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى بيروت، خصوصا أنها جاءت في ظل الظروف الحسّاسة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها تطورات الأزمة في سوريا، وكذلك الوضع في الخليج العربي المتصل بتطورات الملف النووي الايراني، مرورا بالوضع في العراق بعد الانسحاب الأميركي، وصولا للأزمة المباشرة بين إيران وتركيا على خلفية استضافة أنقرة أجزاء من الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها.‏
وأشارت الى أن اللقاءات التي أجراها الوزير التركي في دهاليز بيروت السياسية والتي شملت أطرافاً عدّة في الموالاة والمعارضة، وما رشح عن بعض هذه اللقاءات من رسائل ودلالات يعطي مؤشراً جدياً على أن تركيا تحاول لعب أدوار جديدة خارج حدودها مستفيدة من الفوضى الطارئة والمفتعلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو أراد تبليغ بعض الرسائل الأميركية، وربما استغل حالة الانقسام السياسي في لبنان، وعقد بعض الصفقات مع بعض القوى اللبنانية التي تناصب العداء لسوريا لتوظيفهم في الحملة الدولية المسعورة ضدها، ولعل ما رشح عن لقاءات داود أوغلو بكل من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يمكن أن يلقي بعض الضوء على مهمة الوزير التركي وأهداف زيارته المفاجئة الى بيروت.‏ ولفتت الى أنه من حيث الشكل كانت برودة اللقاء بين أوغلو وبري تشي بنوع النقاش والمواضيع التي تم طرحها خلاله، ولا سيما أن المواقف التركية الحادة من الأزمة السورية والتي اختارت الوقوف إلى جانب المعارضة المسلحة في الداخل والجماعات الإرهابية قد سبقته إلى بيروت، ما دفع الرئيس بري بعد يومين من استقبال داود أوغلو في مؤتمر لشخصيات مسيحية وإسلامية للتحذير مما يحاك للمنطقة من مؤامرات لتقسيمها وزرع الفتنة بين مذاهبها وطوائفها داعيا تركيا قبل غيرها للعب دور إيجابي يجنب المنطقة مخاطر المؤامرة التي تتربص بها.‏

الأسد يكرر مقولته المملة
يُقال
.نت/قال الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، إن الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الرئيس الأسد أكد خلال لقائه وفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح، على أن "الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة". وأشار الى أن "دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها، يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل". وهذا التكرار الممل للمقولة عينها، طالما عزّز حركة الإحتجاجات الغاضبة في سورية التي يؤكد جميع العارفين أنها لن تهدأ إلا بتخلي الأسد عن السلطة.

رئيس الجمهورية يدعو الى العودة الى العروبة
يقال نت/رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن الواجب يقضي بالعودة الى العروبة والالتفاف حولها لأن فيها حماية لقضايانا الاساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية. واشار في خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم الى أن ديموقراطيتنا التي علينا أن نحسن تطبيقها حمتنا لغاية الآن من تداعيات ما هو حاصل حولنا وفي المنطقة معرباً عن أمله في أن يكون العام 2012 جيداً على صعيد العمل الحكومي وفي المؤسسات خصوصاً أن ما أنجزته الحكومة في خلال العام المنصرم كان جيداً، ومجدداً أهمية الحوار بين اللبنانيين لإبقاء الساحة الداخلية بمنأى عن أي ارتدادات، مبدياً اعتقاده ان التعيينات الادارية ستأخذ طريقها الى التنفيذ وفق الآلية المطروحة

سليمان استقبل قهوجي ووفد نقابة المحررين وشخصيات: للعودة الى العروبة والالتفاف حولها لحمايتها قضايانا الاساسية
 وطنية - 19/1/2012 - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن الواجب يقضي بالعودة الى العروبة والالتفاف حولها لأن فيها حماية لقضايانا الاساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية". واشار في خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم "الى أن ديموقراطيتنا التي علينا أن نحسن تطبيقها حمتنا لغاية الآن من تداعيات ما هو حاصل حولنا وفي المنطقة"، معربا عن أمله في أن "يكون العام 2012 جيدا على صعيد العمل الحكومي وفي المؤسسات خصوصا أن ما أنجزته الحكومة في خلال العام المنصرم كان جيدا، ومجددا أهمية الحوار بين اللبنانيين لإبقاء الساحة الداخلية بمنأى عن أي ارتدادات"، مبديا "اعتقاده ان التعيينات الادارية ستأخذ طريقها الى التنفيذ وفق الآلية المطروحة". وكان ناصر الدين قد القى كلمة هنأ فيها الرئيس سليمان بالعام الجديد منوها بالسياسة المتبعة التي حمت لبنان.
مدير عام الصندوق الكويتي
ثم استقبل سليمان مدير عام الصندوق الكويتي عبد الوهاب البدر مع وفد اطلعه على الهدف من الزيارة وهو توقيع اتفاق تمويل مشروع رفع منسوب الليطاني لتأمين مياه الري والشفة لعدد كبير من القرى الجنوبية، إضافة الى مشاريع أخرى يقوم الصندوق بتمويلها.
قائد الجيش
واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وعلى المعابر، وعلى المراحل التي بلغها مشروع القيادة لتسليح الجيش وتعزيز قدراته.
رئيس الرهبانية المارونية
وتلقى سليمان من الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة دعوة الى حضور القداس الذي يقام في 29 الحالي في دير مار انطونيوس خشباو - غزير.
سفير البوسنة والهرسك
وزار بعبدا مودعا سفير البوسنة والهرسك زلاتكو ديزداريفيتش لمناسبة انتهاء مهامه في بيروت، وتقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية منحه الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.

جيروزاليم بوست": حزب الله حصل من سوريا على صواريخ أرض-جوّ طويلة المدى
أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست" معلومات تُفيدُ بأنّ "ثمّة اعتقادًا لدى جيش الدفاع الإسرائيلي أنّ حزب الله قد حصل على مزيدٍ من صواريخ أرض – أرض، يصل مدى البعض منها إلى 300 كلم". وأكدت الصحيفة الإسرائيليّة في تقرير لها أنّ "الجيش الإسرائيلي غيرّ تقديراته العملانيّة في ما يتعلّق يالتهديد الذي يشكّله لبنان وهو يعمل حاليّاً وفق فرضيّة تقول إنّ المجموعة اللّبنانيّة قد حصلت  من سوريا على منظومات صواريخ أرض – جوّ متطوّرة وبعيدة المدى". في سياق متصل، نقل الموقع الإسرائيلي عن تقارير استخباراتيّة غربيّة قولها إنّ "حزب الله استفاد من الاضطّرابات الحاصلة في سوريا للحيازة على أنظمة أسلحة متطوّرة كصواريخ بعيدة المدى إضافة إلى منظومات دفاع جوّية روسيّة الصنع".

نؤمن بطروحات البطريرك الراعي وسندافع عنها.. لكن لا علاقة له باللقاء لا من قريب ولا من بعيد"
الفرزلي لـ"
NOW Lebanon": "لقاء حريصا" يتطوع لكي يكون "رأس حربة" بكركي 
ناجي يونس، الخميس 19 كانون الثاني 2012 /أوضح نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي أنّ "لقاء حريصا إنما يستند في عناوينه الأساسية إلى خطاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي"، مشيرًا إلى أنّ "اللقاء سيناقش خلال اجتماعه الثاني يوم غد الجمعة هذه العناوين وقد يُصدر بنهاية الإجتماع بيانًا مختصرًا يحدد بعضًا من خطوطها العريضة". الفرزلي، وفي حديث لموقع "
NOW Lebanon" كشف أنّ "لقاء حريصا سيقرّ خطة عمل تنظيمية خلال اجتماع الغد"، مشددًا على أن "لا قيمة لأي لقاء إذا لم تكن له خطة تنظّم عمله"، وأوضح في هذا المجال أنه "سيصار إلى تشكيل لجان يوكَل إليها التعمق في بحث مسائل عدة، إذ لا يجوز ألا تكون لقضية كقضية "المسيحية المشرقية" لجنة تضم في عدادها سياسيين واقتصاديين وأساتذة جامعيين". وإذ لفت إلى أنّ "لقاء حريصا سيعقد اجتماعات دورية وستكون له أمانة سر"، أكد الفرزلي أنّ "هذا اللقاء يخرج في طابعه عن ذهنية الاصطفاف وهو سيضم في عداده شخصيات وفعاليات من مختلف الاتجاهات". وعن علاقة لقاء حريصا ببكركي، أكد الفرزلي أنّ "اللقاء يتطوّع ليكون "رأس حربة" بكركي إنما من دون أن تكون لها علاقة به"، مشددًا في هذا الإطار على أن "لا علاقة للبطريرك الراعي بلقاء حريصا لا من قريب ولا من بعيد". وردًا على سؤال، أجاب الفرزلي: "نحن نؤمن بطروحات البطريرك الراعي وسندافع عنها"، وأضاف: "لا شيء يمنع الوقوف على خاطر ورأي غبطة البطريرك في القضايا التي سيتناولها لقاء حريصا، إلا أنّ المسألة ليست مطروحة بهذا الشكل المطلق، بل إذا كانت هناك قضية معينة نقتنع بها وأردنا استيضاحها من غبطته فسنعتبر ذلك من حقنا".

المرعبي: عشاء عون وميقاتي هو عشاء 16 مليون دولار قُدمت لباسيل
وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي الحكومة الحالية بـ"حكومة التعطيل والمعطلين"، آسفًا في حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ" لأن "يصبح رأي الوزير أهم من مصالح المواطنين".
وحول العشاء الذي أقامه أول من أمس وزير الطاقة والمياه جبران باسيل في منزله بالرابية لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، قال المرعبي: "هذا عشاء الـ16 مليون دولار وبالتالي المرسوم الذي سيصدر اليوم ثمنه 16 مليون دولار سيأخذها الوزير باسيل مقابل تسوية موضوع الأجور". وشدد في هذا السياق على وجوب "تأمين فرص عمل جديدة للشباب وليس أن يلعبوا لعبة القط والفأر في ما بينهم". وحول تخوفات البعض من استعمال مطار رينيه معوض (القليعات) لتهريب السلاح، قال المرعبي: "إذا لم يكن لدينا سلاح فسيكون لدينا حتمًا طيران لإستعماله، فهؤلاء الأشخاص لديهم مشكلة في تقدم البلد". وعن الوضع في سوريا، قال المرعبي: "روسيا لديها منفذ وحيد على البحر الابيض المتوسط وهو من طرطوس واللاذقية، وهذا الموضوع له ثمنه عند الروس الذين يريدون أن يقبضوا الثمن، ولكن للأسف على دماء الناس الأبرياء". (رصد NOW Lebanon)

تسوية ميقاتي وعون تطوي أزمة الأجور 675 ألفاً الحد الأدنى بـ"لا غالب ولا مغلوب"
النهار/توج العشاء الذي أقامه اول من امس الوزير جبران باسيل في منزله بالرابية لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الطبخة السياسية بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" لاقرار مرسوم الاجور في مجلس الوزراء امس بعد تأخير دام أكثر من أربعة أشهر. وهكذا انتهت الجولة الرابعة بعد نقاش دام اكثر من ثلاث ساعات ونصف ساعة الى ما يشبه التعادل بين الفريقين وإن يكن كل طرف حاول ان ينسب الربح الى نفسه. فصانعو الاتفاق الرضائي خرجوا معلنين النصر باقرار الحد الادنى للاجور بـ 675 الف ليرة لبنانية وزيادة نسبتها مئة في المئة على الشطر الاول حتى 400 الف على ألا تقل الزيادة عن 375 الف ليرة، وزيادة تسعة في المئة على الشطر الثاني حتى مليون ونصف مليون، على ان تحسم مئتا الف ليرة من الاجر الاساسي.أما الفريق الآخر، فاعتبر أن ما أنجز يعد "نصرا تاريخيا" لان من ربح هو "منطق انتظام الاجر، فالوزير شربل نحاس تنازل بالارقام لكنه اسس لطريقة عمل مستقبلية، وخصوصا اذا تذكرنا ما حققناه منذ اول اتفاق عرض على مجلس الوزراء". لكن الاتفاق السياسي شابه مساء كلام ردده بعض الاوساط الوزارية حول اعتزام نحاس الاستقالة، نظرا الى التشنج الذي شهدته الجلسة، ونقاشه القانوني الحاد مع الوزير نقولا فتوش، ورفضه الحاسم لمرسوم النقل لانه غير قانوني. إلا أن أوساط "تكتل التغيير والاصلاح" استبعدت هذا الامر تماما. وحاول وزراء "أمل" و"حزب الله" و"التيار" تخفيف وقع ما تردد من أن التسوية قد تقضي بتوقيع وزير العمل بالوكالة خلال سفر نحاس. وقال باسيل: "رفضنا اصدار بدل النقل بمرسوم لان مجلس الشورى سيرفضه باعتراف جميع الوزراء. وفي المقابل كلف مجلس الوزراء الوزير شربل نحاس، الذي كان مهد عصرا في سلسلة مواقف عبر موقع "تويتر" لموقفه الرافض للاتفاق الرضائي، بان يسير في تحضير مشروع قانون لبدل النقل، وهو ما سيقدمه نحاس الاسبوع المقبل".  وشهد مجلس الوزراء نقاشا مستفيضا عن المشروع، وأعرب نحاس عن تمسكه ببدل النقل منذ اللحظة الاولى ، ولكن بدا ان ثمة توافقا على تمرير الاتفاق الرضائي الذي أقر بالتوافق ، في حين ان بدل النقل طرح على التصويت . وجاءت النتيجة 19 وزيرا مع اتفاق بعبدا بينهم وزيرا "المردة" و"أمل"، فيما صوت مع مشروع نحاس وزراء"التيار الوطني الحر" والطاشناق ووزيرا "حزب الله".

سليمان استقبل رئيس المعهد الفرنسي للاداريين : التعاون مع المعهد يعزز العلاقات ويرفد الادارة بالكفايات
 وطنية - 19/1/2012 إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، رئيس المعهد الفرنسي للاداريين دانيال لوبيغ الذي أطلعه على الهدف من الزيارة، وهو انعقاد المؤتمر الأول في لبنان غدا في المعهد العالي للأعمال، عن "الحوكمة الرشيدة في المؤسسات". ورحب الرئيس سليمان بالوفد منوها بالعلاقات الثنائية مع فرنسا، معتبرا أن "تعاونا كهذا يساهم في تعزيزها على المستوى الاقتصادي وعلى صعيد رفد الإدارة بالكفايات".

الراعي يستقبل سليمان فرنجية
 وطنية - 19/1/2012 يستقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، في هذه الاثناء، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف سعاده.

الراعي استقبل ليلى الصلح وعلي فضل الله
ترو: ننتظر معالجة مشاكل قضائية لإتمام مصالحة كفرسلوان
"تجمع العلماء المسلمين": للقاء موسع يطرح ميثاقا وطنيا

 وطنية - 19/1/2012 استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا برئاسة العلامة السيد علي فضل الله ضم الشيخ فؤاد خريس، المستشار السياسي والاعلامي للسيد فضل الله هاني عبدالله والسيد علي عيدوس في زيارة للتهنئة بالاعياد وكانت مناسبة لعرض التطورات والمستجدات على الساحة المحلية. وقال السيد فضل الله: تم خلال اللقاء، البحث في كيفية تعميق الحوار المسيحي - الاسلامي، لا سيما في ظل التطورات التي تمر بها المنطقة، وتم التأكيد على ضرورة ان يستمر هذا التواصل ليس على مستوى قيادات الصف الاول فقط، بل على مستوى مراكز الدراسات والجمعيات الخيرية، كما تم التأكيد على ان يعمل الجميع كل من موقعه على تشجيع الطاقات اللبنانية الشبابية من اجل التواصل على الارض وميدانيا وعلى مستوى المدارس والجامعات ومختلف الميادين، لتكريس مسألة المواطنة والعيش المشترك لمواجهة المرحلة المقبلة على مستوى المنطقة". بعدها استقبل الراعي القائمقام خليل نصر الدين ورئيس رابطة طلاب العمل في لبنان مارون اسمر وجرى عرض الاوضاع العامة.
"تجمع العلماء المسلمين"
ثم التقى وفدا من "تجمع العلماء المسلمين" برئاسة القاضي الشيخ احمد الزين، ضم: الشيخ حسان عبدالله، الشيخ علي خازم، الشيخ مصطفى ملص، الشيخ حسين غبريس، الشيخ شريف الضاهر، الشيخ حسن حلال، الشيخ ماهر مزهر في زيارة للتهنئة بالاعياد وكانت مناسبة لعرض الاوضاع والتطورات. بعد اللقاء، اشار رئيس الهيئة الادارية للتجمع الشيخ عبدالله الى انه تم خلال اللقاء بحث الاوضاع في لبنان والمنطقة خاصة مع التطورات الجارية، وقال: "أكدنا على ان العلاقة المسيحية الاسلامية في لبنان والمنطقة"، لافتا الى ان "الصراعات الدائرة في المنطقة اليوم، ليست صراعات طائفية ولا مذهبية، بل هي صراعات سياسية يستغل فيها الداعون اليها المسألة المذهبية لتأطير الناس حولهم غرائزيا للوصول الى اهدافهم". ودعا الى حوار وطني "يتركز على تأمين الاستراتيجية الوطنية الدفاعية التي تستفيد من سلاح المقاومة في حماية الوطن". واوضح ان الوفد "وضع غبطته في اجواء اللقاء التشاوري للمرجعيات الروحية المسيحية الاسلامية الذي عقد بالامس في مركز التجمع، وسعيه لعقد لقاء موسع للعلماء ورجال الدين من كل الطوائف لطرح ميثاق وطني يؤكد على الوحدة وحفظ الوطن وحمايته من العواصف التي تعاني منها المنطقة هذه الايام". كما أعلن أنه "تم البحث مع غبطته موضوع الفلتان الاخلاقي في بعض وسائل الاعلام"، وقال: "دعونا لتحرك مع الدولة من خلال المرجعيات الروحية لمنع هذا الفلتان".
وفد من اليمونة
بعدها استقبل الراعي، رئيس بلدية اليمونة محمد شريف مترئسا وفدا من اهالي البلدة وآل شريف، في حضور المطران شكرالله حرب والشيخ روي عيسى الخوري، في زيارة للتهنئة بالاعياد. وشكروا الراعي على الزيارة التي قام بها الى منطقة البقاع "حيث زار الرعايا من مختلف الطوائف دون تمييز". ووجه شريف للبطريرك الماروني دعوة لزيارة اليمونة لمباركة كنيسة سيدة اليمونة.
ترو
وبحث الراعي مع كل من وزير المهجرين علاء الدين ترو، المدير العام للوزارة أحمد محمود، ورئيس الصندوق المركزي للمهجرين فادي عرموني، في قضايا تتعلق بشؤون المهجرين ومراحل العمل التي شهدتها الوزارة منذ تشكيل الحكومة حتى اليوم. وأشار ترو إلى أنهم نقلوا إلى الراعي "أجواء المصالحات التي تتم في قرى الجبل"، وعرضوا معه "موضوع بناء الكنائس، ومراحل العودة، وضرورة تثبيت الناس في قراهم وبلداتهم"، متمنين عليه "المساعدة في مسألة بيع الأراضي لكي لا يتعرض النسيج الوطني الموجود في منطقة الجبل الى أي خلل". وقال ترو: "وعدنا غبطته بالمساعدة والتعاون من أجل إنجاح خطة وزارة وصندوق المهجرين في المرحلة المقبلة. ونحن اليوم قد أنجزنا أكبر المصالحات التي تشمل مناطق كفرمتى، عبي، بريح، البنيه، عين درافيل. ونحن بانتظار معالجة بعض المشاكل القضائية التي تنقص لإتمام مصالحة كفرسلوان". وختم: "بدأنا ندفع التعويضات في المناطق المتضررة في طرابلس وفي غيرها من المناطق التي هي خارج نطاق المصالحات. وسنعمل يدا بيد مع الصندوق الوطني للمهجرين وكل الأيادي الخيرة بهدف إقفال هذا الملف بصورة نهائية". وتسلم البطريرك الماروني من الأرشمندريت أنطوان نصر دعوة من مطران بيروت للروم الملكيين الكاثوليك كيريللوس بسترس للمشاركة في القداس الذي سيحتفل به في الرابع من شهر شباط المقبل لمناسبة عيد الأبرشية.
زوار
وظهرا، استقبل الراعي الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة والمحامي جوزف ابو شرف، وعرض معهما الاوضاع العامة والنشاطات الاجتماعية والانسانية التي تقوم بها باسم مؤسسة الوليد بن طلال.

جعجع عرض قانون الانتخابات مع وفد نيابي من "المستقبل"
فتفت:الطرح الأرثوذكسي يحتاج إلى تطوير وطرح شربل لا يحقق العدالة
وطنية - 19/1/2012 استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وفدا من تيار "المستقبل"، ضم النواب: أحمد فتفت، هادي حبيش وزياد القادري، في حضور نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان والنائب أنطوان زهرا. عقب اللقاء المطول، تحدث فتفت باسم الوفد فقال: "في إطار الاتصالات بين القوى السياسية داخل قوى 14 آذار، وفي سياق النشاط التي تقوم به اللجنة المكلفة داخل تيار "المستقبل" لمتابعة قانون الانتخابات النيابية، التقينا بالدكتور جعجع وزملائنا النواب في كتلة حزب القوات اللبنانية للبحث في المواضيع العامة، ولاسيما موضوع قانون الانتخابات". أضاف: "لقد تبين لنا أن لدينا ثوابت عديدة ومشتركة في هذا الشأن، إذ إننا جميعنا ننطلق من اتفاق الطائف ومبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. هناك ادراك من الجميع للهواجس المحقة للأفرقاء اللبنانيين، ولاسيما المسيحيين، إضافة إلى التأكيد على العيش المشترك وايجاد مخرج انتخابي لإزالة الهواجس عند الأطراف كافة وحسن التمثيل السياسي في لبنان، ناهيك عن تحقيق العدالة في تقسيم الدوائر الانتخابية على صعيد الوطن". وأكد فتفت انه "تم التوافق على وجوب اقتراع المغتربين وعدم التسويف بهذا الموضوع، والأخذ في الاعتبار دور المرأة وضرورة مشاركتها في القانون الجديد الى جانب الاصلاحات الحقيقية وما يسمى بالورقة المطبوعة مسبقا في قانون الانتخابات، فضلا عن تشكيل هيئة مستقلة للادارة والإشراف على الانتخابات النيابية، وليس التلاعب بأشكال هذا الموضوع والعودة الى الوراء". وتابع: "وعلى صعيد التقسيمات الادارية والنوع الانتخابي فهما قيد الدرس، ونحن كتيار "المستقبل" لن يكون لدينا أي قرار، إلا بالتنسيق مع حلفائنا. لقد تدارسنا الكثير من الاحتمالات، وسنستمر في اللقاءات مع الزملاء النواب للخروج بطرح مشترك لكل قوى 14 آذار في هذا المجال". وردا على سؤال، قال: "كل الطروحات هي مدار بحث لمعرفة مدى تجاوبها مع الهواجس المطروحة من جهة، وان يكون النائب ممثلا فعليا لكل الشعب اللبناني من جهة أخرى". وعما إذا ما كان طرح اللقاء الأرثوذكسي قد نسف، نفى فتفت "هذا الاحتمال"، وقال: "هناك امكان للأخذ منه بشكل جزئي أو كلي، فهذا الطرح في حال أخذ كما هو مطروح بشكل نهائي، لا يمثل سهولة في تشكيل مجلس نيابي يتلاءم مع العيش المشترك، باعتبار انه يحتاج الى تطوير، وربما قد يشكل منطلقا لاقتراحات أخرى قد تأتي بالنتيجة المرجوة، وكل الطروحات هي مدار البحث". وعن طرح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، قال: "بعد مناقشتنا هذا الطرح مطولا في مؤتمر "فينيسيا" تبين لنا أن فيه ثغرات كثيرة واستنسابية في نسبية وزير الداخلية من ناحية توزيع الدوائر أي انه لا يحقق العدالة". وعن امكانية عدم العودة الى قانون 1960، قال: "نسعى إلى تطوير قانون الانتخابات واجراء تعديلات جدية في هذا الاتجاه. وعلينا ألا ننسى كيف فرض قانون الستين على الشعب اللبناني في الدوحة من قبل المنتصرين في 7 أيار، وكلنا نتذكر اللافتات التي رفعت حول اعادة حقوق المسيحيين عبر هذا القانون، بحيث ان (النائب) العماد ميشال عون اعتبر أن هذا القانون أعاد حقوق المسيحيين، وها هو اليوم ينتفض عليه".

هذه قصة زيارتي لكردستان.. وسقوط النظام السوري حتمي"
جعجع
: أدعو "حزب الله" للتفاوض.. والحكومة للاستقالة من عون! 
عماد مرمل (السفير)، الخميس 19 كانون الثاني 2012
من الزيارات المتكررة الى السعودية وآخرها منذ اسابيع، مروراً بمحطات سابقة في الكويت والإمارات ومصر، وصولا الى رحلة كردستان في العراق قبل ايام.. يبدو واضحاً ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يعير الملف الخارجي اهتماماً متزايداً، لا سيما ان «الخارج»- سواء في فصل الربيع الافتراضي أو غيره من الفصول - كان وما زال من أهم «اللاعبين» في «الداخل»، والأشد تأثيراً عليه.  ومن المفارقات، أن جعجع الذي كان يمتد طموحه في زمن الحرب من كفرشيما إلى المدفون حصراً، وجد في زمن السلم أن المدى الحيوي لـ«القوات» يمكن ان يمتد من الرياض إلى كردستان وما بينهما من عواصم «الاعتدال العربي». في هذا السياق، حط جعجع مؤخراً في إقليم كردستان العراقي لأيام عدة، بناء على دعوة من الحزب الديموقراطي الكردستاني، وهي زيارة أثارت علامات استفهام وأفسحت المجال أمام تفسيرات متباينة، بالنظر إلى الطبيعة السياسية الخاصة لهذا الإقليم. يقول جعجع شارحاً حماسته لزيارة كردستان: منذ مطلع الشباب، كنت أشعر بالتعاطف مع التجربة النضالية للأكراد، بمعزل عن مضمونها السياسي وموقفي منه، ثم ان المكوّن الوحيد المتماسك في المعادلة العراقية هو المكوّن الكردي، إقليم كردستان صاحب تأثير يتجاوز حدوده الجغرافية، ناهيك عن ان العراق بحد ذاته يشكل عنصراً حيوياً في المشهد الإقليمي، ولهذا كله كان لا بد من أزور كردستان. وحين يقال لجعجع إن زيارته أثارت شبهات سياسية وأمنية لدى البعض، لا سيما انه يحكى ان كردستان تعج بـ«الموساد»، يهزأ من نظرية المؤامرة، مشدداً على ان الزيارة بظروفها أبسط بكثير، من سيناريوهات اصحاب المخيلات الواسعة.
وبرغم ان تجربة الحكم الذاتي لإقليم كردستان تحاكي صيغة الفيدرالية التي كانت «القوات» ترفع لواءها خلال الحرب، إلا ان جعجع ينفي ان تكون رحلته قد أعادت تنشيط حماسته لهذا الطرح، مؤكدا ان منطق السلم هو غير منطق الحرب، ونحن الآن نتموضع في مكان آخر إسمه إتفاق الطائف. وعند قراءته لوضع المسيحيين في العراق، يعتبر انه ليس صحيحاً انهم دفعوا ثمن الاحتلال الأميركي للعراق، ومن دفع ثمن الاحتلال فعلا هم السنة بينما استفاد منه الشيعة بشكل أو بآخر، ولكن ما حصل بالنسبة الى المسيحيين هو ان عددهم القليل أصلا الى جانب تبعثرهم الجغرافي على امتداد العراق جعلا منهم الحلقة الاضعف في «حرب الجبابرة» والأشد تأثراً بها، ذلك انه لا وجود وازناً لهم في منطقة محددة ولا هيكليات تنظيمية فاعلة تؤطرهم كما هي حال الشيعة والسنة والأكراد، ومن يفترض ان وضع المسيحيين كان جيداً قبل الاحتلال الأميركي ثم ساء بعده مخطئ، لأن صدام حسين وبعد هزيمته في الكويت وإنكفائه الى الداخل العراقي ذهب في منحى ديني ووضع «الله أكبر» على العلم، ولجأ الى منع محلات بيع الكحول التي تعود بمعظمها الى المسيحيين، الامر الذي دفع ما بين 200 الى 300 ألف منهم للرحيل تحت وطأة هذه الظروف.
وفي ما خص الأثر السلبي المترتب على عمليات الاصوليين والتكفيريين التي استهدفت كنائس مسيحية، يلفت جعجع الانتباه الى ان الخطر لا يأتي من التنظيمات الأصولية فقط، وإنما توجد أطراف أخرى في البصرة والموصل تمارس ضغوطاً شتى على المسيحيين الذين يتعرضون حتى لمضايقات إدارية من قبل بعض الموظفين، وهذه العوامل مجتمعة تدفع العديد منهم الى الهجرة.
وإذا كان قد تردّد في بيروت ان جعجع حرّض خلال زيارته المسيحيين العراقيين على التقوقع ضمن حيز جغرافي خاص هو سهل نينوى، غير ان رئيس حزب «القوات» ينفي ذلك، موضحاً انه وخلال لقائه مع عدد من ممثلي الأحزاب المسيحية، قيل له انهم بصدد التقدم باقتراح قانون الى البرلمان لتحويل سهل نينوى الى محافظة، من أجل تسهيل الشؤون الإدارية وإشعار الناس بالطمأنينة، فأبديت دعمي لهذا الطرح إذا كانوا يجدون فيه فائدة لأنهم الأدرى بشــؤونهم ومصلحتهم.. وهذا كل ما في الأمر.
وإستحوذ الواقع الإقليمي على جانب واسع من نقاشات جعجع مع القيادات الكردية، ولا سيما ما يتصل منه بالملف السوري. وبمعزل عما دار في حوارات كردستان، يعتبر جعجع أن الوضع السوري يتجه نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، جازماً بان سقوط النظام «حتمي ومسألة وقت، ليس إلا». ويضيف: نظام بشار الأسد لم يعد بإمكانه ان يبقى، بمعزل عن العواطف المتضاربة تجاهه.. والقراءة الواقعية تفضي للاستنتاج بأنه آيل الى السقوط، لا محالة، لانه أصبح ضعيفاً، ويفتقر الى الشرعية الداخلية والعربية والدولية، أما محاولات الإيحاء بانه ما زال قوياً فليست سوى لعبة تلفزيونية لا تتعدى حدود الشاشة.
وفي حين فضل جعجع ألا يجاهر علناً بما إذا كان «مع» او «ضد» دعوة أمير قطر الى نشر قوات عربية في سوريا، إلا انه لم يكن صعباً استخلاص موقفه الحقيقي، حين ذهب الى القول ان قسماً لا يستهان به ممن يدعون الى عدم التدخل الخارجي في سوريا يوحون ظاهراً بانهم حريصون على مصلحتها، ولكنهم يخفون خلف هذا الموقف رغبة ضمنية في ترك الأزمة تأكلها وتستنزف طاقات شعبها..
ولما كان جعجع يتصرف على قاعدة أن سقوط نظام الأسد أصبح من المسلمات غير القابلة للنقاش، «لأن التاريخ لا يعود الى الوراء»، فهو يرى ان من مصلحة «حزب الله» ان يبادر سريعاً الى «إعادة التموضع» داخلياً انسجاماً مع المعطيات المستجدة.
وانطلاقا من هذه النظرة، يقول جعجع: لو كنت مكان «حزب الله» في مثل هذه الظروف لاتخذت فوراً خطوة شجاعة قد تكون صعبة، ولكنها ضرورية، وهي التفاوض الجدي والمباشر مع القوى الأساسية في البلد، بعيداً عن فولكلور طاولة الحوار، للوصول الى تسوية تاريخية حول السلاح وكل المسائل الأخرى العالقة، لان علينا الاعتراف أنه لا يمكن للبنان ان يستمر من دون الشيعة، وكلما أبكر الحزب في التفاوض يكون افضل لأن التحولات ستجعل قيمة سلاحه تتقلص تدريجياً، شهراً تلو الآخر، الى ان يصبح في النهاية عبئاً عليه.
وفي ما خص بيت 14 آذار الداخلي، يتوقع جعجع عودة سعد الحريري قريباً الى لبنان، وفي وقت غير بعيد، مشيراً الى ان تحضيرات العودة بدأت، كاشفاً ان قوى 14 آذار تعمل بعيداً عن الأضواء على إعداد استراتيجية متكاملة للتعامل مع المرحلة الحالية والمقبلة، وهي قطعت شوطاً كبيراً على طريق إنضاجها، ولكنها تحتاج الى بعض اللمسات قبل الإعلان عنها.
أما حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فيعتبر جعجع أنها حكومة الغرائب، وليس أدل على ذلك من ملف تصحيح الأجور، مستهجناً ان يشكو أحد الوزراء (جبران باسيل) من عدم الاستجابة لطلباته وسائلا إياه: ما الذي تفعله في الحكومة إذا كانت لا تلبي مطالبك، ولماذا تبقى فيها؟
وحين يقال له: هل تدعو العماد ميشال عون الى ان يستقيل من الحكومة؟ يصمت لبرهة، ثم يجيب: أدعو الحكومة الى أن تستقيل من ميشال عون.

مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا: إذا لم يكن سلاح المقاومة موضوع الحوار فلماذا الحوار؟
المستقبل/اتهم مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، بأن "هناك من يريد أخذ الحوار الى عناوين معروفة لتضييع موضوع السلاح". ورأى أن "سلاح "حزب الله" يمنع الدولة من القيام والمؤسسات من العمل وخصوصاً مؤسسة الجيش". وأكد في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس، أن "القوات اللبنانية من طلاب الحوار بين اللبنانيين وخصوصاً بالقضايا العالقة مع السوريين، وهي تقدر دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للحوار". وسأل: "إذا لم يكن سلاح المقاومة موضوع الحوار فلماذا الحوار؟"، أضاف: "هم أفشلوا الحوار وانسحبوا من دون تنفيذ أي بند من بنوده ومن دون التطرق الى موضوع السلاح". وأوضح أن "الاستراتيجية الدفاعية تحدد العدو من الصديق، وكيفية تدريب الجيش ومكان وضع الثكنات ومن هي الدول التي سنتعاون معها"، معتبراً أن "السلاح يجب أن يخدم هذه الاستراتيجية". وأشار الى أن "الازمة السورية تولد أحقاداً داخل سوريا وينعكس البعض منها على الدول المجاورة ولا سيما لبنان لأن البعض فيه يؤيد النظام السوري أكثر من السوريين أنفسهم". وأوضح أن زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى إقليم كردستان "جاءت بناء على دعوة سابقة وجرى فيها تبادل آراء بشأن العمل الحزبي"، مؤكداً "التشابه في وجهات النظر خصوصاً في الملفين الإيراني والسوري". ولفت الى أن "القوات اللبنانية" أبلغت بما حصل في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى لبنان، مؤكداً أنه "أبدى تخوفه من الوضع في ظل استمرار عملية القتل في سوريا". ورأى أن "الأمم المتحدة ستأخذ الأزمة السورية على عاتقها في المرحلة الحالية".

خالد الضاهر: عرقلة مطار القليعات عمل مشبوه ويخدم اجندة خارجية
التعويض على ذوي الضحايا جيد نأمل المعاملة بالمثل في عكار وعرسال

 وطنية - 19/1/2012 - تقدم النائب خالد الضاهر، في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في المجلس النيابي، بالتعازي من اللبنانيين جميعا بضحايا مبنى الأشرفية، وقال: "نحن في عكار شاركنا أهل الأشرفية في هذه المأساة بسقوط الضحية ياسر حسين من بلدة دنبو عكار (عين الذهب) مع عتبنا على تجاهل أهل هذه الضحية وعدم تسليط الإعلام الضوء عليها حتى نشعر اننا كبقية اللبنانيين. وهنا نعتبر خطوة الحكومة بالتعويض على ذوي الضحايا عبر الهيئة العليا للاغاثلة أمرا جيدا نأمل معاملة ضحايا عكار وعرسال مثله". وأشار الى زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس، وقال: "سمعناه يعتب على المسؤولين اللبنانيين ويتهم لبنان بإرسال السلاح والمسلحين الى سوريا، مع ان رسائل النظام السوري الى الأمين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الأمن كانت ضعيفة وخاوية من المحتوى والأدلة حيث الأدلة السورية كانت اعتقال وتوقيف مهربين لأسلحة صيد ومسدسات وبعض البنادق على الحدود مع لبنان والعراق وتركيا، وهي عبارة عن مئات بنادق الصيد "بومب اكشن" ومسدسات وأسلحة فردية"، مضيفا: "لو كان لبنان بلدا معافى ويملك قراره السياسي لطرد السفير السوري من لبنان أمام جرائم قتل المواطنين في وادي خالد وعرسال وانتهاك السيادة والأرض اللبنانية".
واستغرب الضاهر "أن يتم الهجوم على الدعوة لافتتاح مطار القليعات في عكار، وكأن هذه الدعوة هي لافتتاح مطار في الكيان الصهيوني أو بلد عدو، مع ان الدعوة لافتتاح مطار القليعات قديمة منذ أكثر من عشرين سنة، وورد في مطالب نواب عكار وغيرهم وجرى حوله دراسات وندوات كثيرة، كلها أكدت على الجدوى الإقتصادية وتنشيط الدورة الإقتصادية في عكار والشمال بل في لبنان وتأمين آلاف فرص العمل لأبناء عكار ولبنان".
وقال: "نؤكد أن كل عرقلة أو موقف يدعو الى إيقاف هذا المشروع الحيوي الوطني هو موقف ضد المصلحة الوطنية ويندرج في سياق الأجندة الخارجية التي تريد إضعاف لبنان وإفقار شعبه والإستئثار بموارده ومرافقه ووضع اليد عليها لأهداف فئوية وسياسية على حساب البلد وشعبه ونموه وتطوره، وهذاأمر مرفوض ولن نقبل به مطلقا". وردا على سؤال عمن يتهم بتعطيل إنشاء مطار القليعات، قال النائب الضاهر: "إذا كانت الجدوى الاقتصادية كبيرة وتأمين آلاف فرص العمل ويساهم في التنمية ولمصلحة المزارعين وملاك الأراضي في عكار للزراعة والفواكة، ويستقطب السياح ورجال الأعمال ويزيد فرص الإستثمار والتنمية، فان السؤال هو لماذا هناك من يعرقل أو يعارض هذا الموضوع، هذه العرقلة في نظرنا عمل مشبوه. فمن يعرقل إقامة مطار القليعات في عكار لا يريد خدمة لبنان، بل يخدم بذلك أجندة خارجية، أيا يكن من يعرقل مثل هذا المشروع".
وسئل: بالأمس بثت وسائل الإعلام السورية اعترافا لأحد الإرهابيين بتهريب السلاح فما هو تعلقيكم؟
أجاب: "أتمنى عليكم العودة الى صحيفة النهار في عددها 12/1/2012 فترون ان هناك رسالتين مرسلتين من مندوب سوريا في الأمم المتحدة الى بان كي مون والى مجلس الأمن، وفيها يتبين انهم أمسكوا بشاحنة تحمل مئتي بندقية صيد وخمسين مسدسا، وأمسكوا سيارة أخرى على الحدود التركية كانت تهرب أيضا مئتي بندقية صيد وثلاثين مسدسا، وأمسكوا ايضا على الحدود اللبنانية شاحنة فيها خمسون أو عشرون بندقية كلاشينكوف. وأنا هنا وأمام الرأي العام العالمي أقول، هل هذه أسلحة؟. وإذا ما كانت الرسائل التي وجهها النظام السوري هي رسائل نقاط ضعف لأنها لم تظهر ان هنالك أسلحة ترسل الى هذا البلد، وتبين انها أسلحة صيد في إطار الربح التجاري لأفراد يهربون هذه الأمور لمصالح شخصية، وليست أسلحة ذات قيمة أمام انتفاضة شعب يريد الحرية والإستقلال، بل هي محاولات لتبرير القسوة والقتل والإجرام الذي يتم في حق المتظاهرين".

علوش تعليقاً على جنبلاط: تدرك تماماً ماذا فعل سلاح "حزب الله" في 7 أيار أو يوم القمصان السود   
علق عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش على موقف النائب وليد جنبلاط الاخير أن "جنبلاط يدرك تماماً ماذا فعل سلاح "حزب الله" في السابع من ايار في العام 2008 أو يوم القمصان السود الذي ادى إلى إختلال موازين القوى في الداخل اللبناني، والذي استباح الحياة السياسية اللبنانية على مستوياتها كافة". ولفت الى أن "هذا السلاح إقليمي بالدرجة الاولى ويتبع لمبدأ ولاية الفقيه، ولم يعد له علاقة بالتحرير منذ انسحاب اسرائيل من لبنان في العام 2000"، مضيفاً أنه "في حال انقلب "حزب الله" مرّة أخرى على الداخل، فهذا لن يكون بسبب موقف الرئيس الحريري، إنما نتيجة الأجندة التي يعمل الحزب بموجبها والخارجة عن تطلعات الشعب اللبناني".

الحريري عائد قريباً
النهار/اعلن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عبر موقع "تويتر" انه سيعود الى لبنان قريبا ويقوم بما يتوجب عليه فعله والله الحامي". ويأتي كلام الحريري وقت اكدت مصادر مقربة منه لـ"النهار" ان "قوى 14 آذار تحضر لمهرجان خطابي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط في قاعة مقفلة، لم يحدد بعد مكانها. وتترافق مع احتفالات في الاغتراب يشارك فيها نواب المعارضة. وتحاول قوى 14 آذار الابتعاد قدر الامكان عن القيام بتظاهرة شعبية في المناسبة تفاديا لاي احتكاكات يحاول البعض استغلالها ربطا بالاحداث السورية". واكدت ان حضور الحريري المهرجان سيكون ضروريا، وخصوصا بعد تجربة مهرجان طرابلس حين كان جميع أبناء الشمال ينتظرون اطلالته.

زيارة ميقاتي لباريس
النهار/أكد السفير الفرنسي دوني بييتون خلال احتفال اقامه في مناسبة اطلاق مشاريع جمعية خريجي الدراسات العليا في الصحافة الناطقة الفرنسية، ان زيارة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لباريس ستحصل اوائل شباط، مشيرا الى ان ملفات البحث الثنائية قيد التحضير. وقال إن تحديد تاريخ دقيق يرتبط بتفاصيل تقنية تتعلق بجداول المواعيد. وعلمت "النهار" ان موعدين حددا لميقاتي سيثبت احدهما في ضوء جدول اعمال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فييون.

المستقبل اليوم/السفير السوري يفرك اذن ميقاتي
المستقبل/"التأنيب" الذي نقله السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي إلى رئيس الحكومة تحت مسمى "العتب" المقرون بأجندة مشبوهة، أين منها "أدبيات" مرحلة الوصاية السوداء، يوم كان شبيحة الأمن السوري يمارسون السلطة الحقيقية، تشريعاً وتنفيذاً وقضاء، بأقذع أشكال الممارسات، لا تضيف إلى الذاكرة اللبنانية شيئاً جديداً لناحية نظرة نظام دمشق إلى لبنان، دولة ومؤسسات وقيادات.  كلام السفير، أو وقاحته، إلى رمزية الدلالات السياسية التي يؤشّر إليها، ليس تفصيلاً بسيطاً في سجل النظام السوري عموماً الذي لا يريد- أو لا يستطيع- الخروج من ذهنية التشبيح والإرهاب، أو في حساسية اللحظة على المستوى السوري أو اللبناني أو المنطقة عموماً. لكنه أيضاً، يفترض موقفاً أخلاقياً صارماً لزجره عن حماقته بحق رئيس مجلس الوزراء اللبناني. من أنتَ حتى تتطاول على رئيس حكومة لبنان، موقعاً ومقاماً ورمزاً وشخصاً، حتى لو كان نجيب ميقاتي في هذا الموقع؟ وعلى أي حال، نأمل في يوم "قريب" يذهب فيه سفير لبنان في دمشق إلى بشّار الأسد لتأنيبه على كل ما فعله واقترفه في حق لبنان واللبنانيين، على جرائمه وأقواله وخطبه عن الرجال وأشباه الرجال، وعن افتراءاته وأكاذيبه واتهاماته لقوى 14 آذار وقياداتها، وعن وقوفه دائماً في الوجهة المعاكسة والمعادية للبنان، دولة وشعباً ومصالح ومؤسسات، بل وضدّ آمال اللبنانيين وتطلعاتهم وكيانهم ومؤسساتهم، حيث بلغ الهوس مداه، وصدّق حاله بأنه فعلاً يحكم سوريا ولبنان معاً.وقديماً قيل "اللي استحوا ماتوا".

خالد ضاهر لـ"المستقبل": حكومة "الأزمات" ستسقط بسقوط الأسد
حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل
رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر أن "الحملة المنسقة من قِبَل فريق 8 آذار لمنع العمل في مطار رينيه معوض هي من باب الحرب على الدولة ومؤسساتها لإفقار الشعب، وبهذه الطريقة يتم الاستفادة من المال الإيراني للسيطرة على البلد ووضع اليد عليه من قِبَل حزب الله"، لافتاً إلى أن "تصرف هذا الفريق ينم عن قمة الغباء واللامسؤولية". وأكد في حديث إلى "المستقبل" أمس أن "لا جدوى للحوار الوطني طالما أن "حزب الله" يرفض البحث بسلاحه المقدس"، مشيراً إلى أن "هذه الحكومة هي حكومة الفشل الذريع وحكومة الأزمات، لكنها ستسقط حتماً مع سقوط بشار الأسد".
وفي ما يلي نص الحوار:
[ لوحظ انطلاق حملة منسقة منذ يومين من منزل الرئيس السابق اميل لحود، تهاجم فكرة إعادة العمل بمطار رينيه معوض، ما هي الخلفيات والدوافع لهذه الحملة؟
ـ اعتقد أن أي إنسان غيور وحريص على بلده وعلى التنمية فيه يسعى إلى مزيد من المشاريع الإنتاجية والتي تؤمّن فرص عمل للناس، وفتح مطار هو فرصة مناسبة لكثير من اللبنانيين وحتى للسوريين لقربه من سوريا، ما يؤدي إلى إيجاد ما لا يقل عن ستة آلاف فرصة عمل إضافة إلى إنعاش المنطقة وتنميتها.
وهناك اللامركزية الإدارية المذكورة في الطائف، في عملية توزيع المؤسسات في لبنان وعدم حصرها في منطقة واحدة، وأعتقد أن أي إنسان غيور على بلده يسعى إلى فتح مطار أو جامعة أو مؤسسة، وهذه الحملة ضدّ فتح مطار رينيه معوض تأتي في إطار قضية خطرة وهي محاولة "حزب الله" والفريق الغيور على مصلحة النظام السوري الاكتفاء بمطار واحد، ليكون هذا المطار تحت سيطرة "حزب الله"، ويظل بذلك منفذ الطيران الوحيد في قبضة الحزب من أجل منافسة الدولة على وجودها، وهذا في إطار السلاح غير الشرعي الذي يحاول السيطرة على البلد كله، وأنا هنا لا أفهم تصرف بعض أفرقاء 8 آذار والخوف من فتح مطار، فهذا لا يُفسّر إلا من باب الحرب على الدولة ومؤسساتها لإفقار الشعب، وبهذه الطريقة تتم الاستفادة من المال الإيراني للسيطرة على البلد ومقدراته ووضع اليد عليه.
ففتح مطار، أي مطار، يزيد السياحة ويزيد فرص الاستثمار ويقوّي الدورة الاقتصادية وخدمة المواطنين من خلال زيادة فرص العمل، وهذا المشروع لا يؤثر على مطار بيروت لأننا بحاجة إلى استيعاب الزيادة في الاستيراد والتصدير، كما أنه يسهّل سفر المواطنين، ويبدو أنه لا يهمهم مصلحة البلد بل ما يهمهم هو تعزيز قبضتهم على البلد.
هؤلاء لا يريدون أن يفهموا الواقع والتطورات، فالناس تقاتل من أجل الحرية، وهم يبحثون عن كيفية السيطرة على البلد من خلال السلاح الذي لديهم، وهذا قمّة الغباء والتصرف اللامسؤول. وهم لا تهمهم مصلحة شعبهم ومناصريهم أيضاً، لأن فتح هكذا مشروع يفيد مؤيديهم العاطلين عن العمل قبل غيرهم، لقد آن الأوان لكي يبصروا أن لا أحد يستطيع أن يصادر لبنان.
[ مجلس الوزراء يبحث للمرة الرابعة موضوع تصحيح الأجور، هل المسألة تكمن في الخلاف بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي، أم أنها تعكس خلافات أساسية بين مكونات الحكومة، وما البُعد السياسي لهذا الموضوع؟
ـ المسألة تتصل بأكثر من أمر، في البداية هناك وجود لأشخاص معقدين داخل الحكومة وغير منتجين وغير قادرين على الإبداع والعمل، مثل وزير العمل شربل نحاس وفريقه، الذين ينحصر همّهم الوحيد في تنفيذ مآربهم ومصالحهم، ومحاولة سرقة التأييد والثقة من الناس. وهذا الأمر أثبت فشله بدليل أن كل العمال والموظفين مستاؤون من فريق 8 آذار وفريق النائب ميشال عون، حتى رئيس الاتحاد العمالي العام اعتبر أن الذي اتفقوا عليه بين أرباب العمل والعمال أفضل من مشروع شربل نحاس، هذا على مستوى الأداء، أما على مستوى الحكومة ككل فهناك شيء خطير هو عدم احترام المؤسسات، وعدم احترام رئيس الحكومة وصلاحياته في محاولة لتوبيخه وتخطيه حتى في مسألة ترقيات فريق من المواطنين في مصفاة طرابلس، فهم يمارسون الفئوية وهدر المال العام، هناك عملية إقصاء لفريق سياسي وطائفي معين، فالنائب ميشال عون وفريقه لا يمارسون الدور الوطني المسؤول. إن فريق 8 آذار غير مؤهل للحكم وغير معتاد على أساليب الحكم والإدارة فهذه هي حكومة الفشل الذريع، وهذا فريق الأزمات، فالنمو في عهدهم أصبح 1 في المئة بعد أن كان 8 في المئة في أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى المستوى التجاري هناك تراجع كبير والفلتان الأمني والبناء غير القانوني وعصابات الخطف، نرى أن هذه الحكومة هي حكومة بشار الأسد الذي يمر اليوم بمرحلة الموت السريري، ولا أعتقد أن هذا النظام الديكتاتوري سوف يستمر، وبسقوطه ستسقط معه حكومة الأزمات.
ففريق 8 آذار لا يؤمن باستقرار المجتمع بدليل أنه يشجع كل الأعمال المنافية للقانون ويقدّس السلاح غير الشرعي ويحارب الاستقرار، وبالتالي هذا الموضوع سيكون له نهاية قريبة.
[ تردد أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طرح خلال زيارته لبيروت فكرة إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، ما رأيكم؟
ـ أعتقد أن بان كي مون ووزير خارجية تركيا حملا رسائل واضحة خلال زيارتيهما، بأن النظام السوري فَقَدَ شرعيته وهو يُمارس الإجرام، ولا بد من معالجة هذا الموضوع، وجهود الأمم المتحدة والعرب والأتراك تصبّ في إطار الاستقرار والحفاظ على سوريا، لكن النظام يصرّ على الاعتماد على الحل الأمني والقتل. أمام هذا الواقع تتجه الأمور في سوريا إلى منطقة عازلة وحظر جوي، وهذا الأمر آتٍ لا محالة وإن تأخر، فلا مجال لبقاء النظام السوري وندعوه هو وجماعته إلى توفير الخسائر في الأرواح والممتلكات.
[ رئيس الجمهورية جدّد الدعوة إلى الحوار، هل ترون أنّ له أي جدوى مع رفض "حزب الله" البحث في الاستراتيجية الدفاعية؟
ـ الكل يعلم أن استراتيجية 14 آذار مبنية على الحوار، لكن "حزب الله" يرفض البحث في سلاحه، لأنّ سلاحه مرتبط بمشروع إقليمي ويريد أن يُخضع لبنان لوضع إقليمي خدمة للمشروع الإيراني، وبالتالي لم ينفذوا مقررات الحوار بل هم الذين عطّلوه، ونحن مع الحوار إذا كان مبنياً على الصدق والالتزام بما اتفق عليه. إن هذا الفريق يريد إعادة النظر بما اتفقنا عليه على الطاولة، ويريد الحوار لأخذ الشرعية لانقلابه، وهذا الأمر "لا نمشي فيه"، ومع احترامنا لرئيس الجمهورية، نحن نقدّر حرصه ولدينا ثقة بدعوته، لكن لا حوار مع فريق يكذب على شركائه في الوطن، فلا جدوى من هذا الحوار مع هذا الفريق الذي يعتبر السلاح مقدساً، فعلى ماذا سيتم الحوار؟!

وهّاب: ميقاتي صناعة سورية وصادر بحقه قرار ظني بجرائم سرقة
المستقبل/هاجم رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خلفية استقباله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فسأل في حديث لمحطة "او تي في" اول من امس: "كيف يقبل ميقاتي بأن يسمع كلامًا كالذي قاله بان كي مون في بيروت، صحيح أنّ مؤتمر "الإسكوا" يعتبر مؤتمرًا دوليًا لكنه عُقد في بيروت ولا يجوز أن يورطنا بان كي مون بالكلام الذي قاله تجاه سوريا (في إشارة إلى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس بشار الأسد بوقف قتل شعبه) بحضور رئيس الحكومة".  وفي معرض إبداء استغرابه لعدم رفض ميقاتي ما قاله بان كي مون بحضوره ضد الأسد، قال وهاب: "ماشي الحال يطوّل بالو شوي علينا"، الجميع يعلم أنّ نجيب ميقاتي هو صناعة سورية".وكشف وهاب عن "تسطير مذكرة توقيف صادرة عن قاضي تحقيق بيروت بحق ميقاتي"، وقال: "لقد صدر بتاريخ 19-10-2010 قرار ظني عن قاضي تحقيق بيروت سامي صدقي بجرائم سرقة وتزوير بقيمة عشرات الملايين منذ العام 1991، وقد ضمّت لائحة المدعى عليهم في متن هذا القرار أسماء أكثر من مئة شخص وشركة، والمتهم رقم 49 في هذا القرار الظني هو نجيب ميقاتي وشركة ميقاتي للاتصالات، كما لفتني إسم "مكتب الرابيةأحمد فتفت" في القرار لكن للأمانة لا أعلم إذا كان هو نفسه النائب أحمد فتفت ربما هناك تشابه بالأسماء فقط". ولفت وهاب إلى أنّ "القضاء اللبناني سطّر بموجب القرار الظني مذكرات بحث وتحر دائم بحق المتهمين لمعرفة كامل عناوين المتهمين لتبيلغهم بالقرار"، وقال متهكماً: "أنا أدلّهم إليه، عنوانه (ميقاتي) معروف في السراي الحكومي".

صحيفة الأخبار موالية لـ"حزب الله" توجه تهديدا خطرا الى أمن فرنسا والفرنسيين
في سياق انضمامها الى حركة إحتجاجية تهدف الى إطلاق سراح السجين جورج ابراهيم عبد الله من السجون الفرنسية، وجهت صحيفة " الأخبار" الموالية لـ"حزب الله"، وبتوقيت سوري- إيراني بامتياز تهديدا الى الأمن الفرنسي، بحيث اعتبرت أن " فرنسا باتت مثل إسرائيل ولا أقل." أضافت الصحيفة:" فرنسا تقول لنا: افعلوا ما تقدرون عليه لإطلاق أسراكم في سجوننا.حسناً، يبدو أن الطريق أقفلت، ويبدو أنه لم يعد هناك من طريق، سوى اللجوء إلى الأسلوب نفسه لضمان حرية جورج وحياته.(...)ألسنا نحن القوم الذين لا يتركون أسراهم في السجون؟" ويأتي استذكار عبدالله، أحد ناشطي " الألوية الثورة اللبنانية" التي اتهمت بارتكاب جرائم في فرنسا، بعد سنوات سحيقة على توقيفه ولاحقا على محاولة الإفراج عنه. وفي العام 1974 أوقف وفي العام 2003 جرت مراجعة ملفه لإطلاق سراح عرقلته وزارة العدل الفرنسية!

لماذا ورّط شربل نفسه في «فضيحة الفضائح
مرلين وهبة/الجمهورية
»؟هل تورّط وزير الداخلية مروان شربل في كشف «فضيحة» غير موجودة، في كلامه ان بصمات اللبنانيين هي ملك شركة فرنسية تم التعاقد معها عام 1996؟ ولماذا إرتكب هذا الخطأ الكبير ليقول إنّ البلد مكشوف امنياً؟  مصادر موثوق بها، ربطت بين كلام شربل وبين مسار التحقيقات في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. إذ إن القاضي دانيال بلمار يحاول منذ سنتين الحصول على بصمات عدد من المشتبه بهم في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، من دون أن يلقى تجاوباً مع مطلبه، خصوصا بعد عدم تعاون وزارة الداخلية وشركة «ساجيم» التابعة للوزارة والعاملة بإشرافها. ولو كانت الشركة الفرنسية تملك البصمات أو سلّمتها لفرنسا، لكانت المحكمة الدولية طلبت من السلطات الفرنسية تسليمها ما تحتاجه من بصمات المتهمين، خصوصا أن باريس هي من أكثر الداعمين للمحكمة. وفي حقيقة الأمر، أن المسألة ليست مسألة عقد تلزيم بين وزارة الداخلية والشركة الفرنسية، بل هي مسألة بصمات المتهمين المطلوبين للمحكمة الدولية في لاهاي في جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال. وشبّهت مصادر قضائية رفيعة «هذه الهمروجة التي أطلقها شربل خلال الساعات الـ 24 الماضية، بهمروجة «داتا» الاتصالات، التي حاول البعض من خلالها القول إن إسرائيل تسيطر على شبكات الاتصالات في لبنان، وبالتالي هي قادرة على التلاعب بالداتا، في محاولة للتشكيك في ما بنته التحقيقات الدولية على إثباتات في اتصالات هاتفية أجراها المتهمون في الاغتيالات». وأضافت المصادر «إن شربل ورّط نفسه في هذا الأمر، سواء عن قصد أو غير قصد، لأنه يُراد من استثمار مسألة البصمات والإدعاء لاحقاً بأنه تم الحصول عليها من فرنسا بعدما جرى التلاعب بها أو تزويرها، في إطار استكمال حملة التشكيك بنزاهة المحكمة الدولية». وتؤكد مصادر في لاهاي أن «كلام وزير الداخلية اللبناني سيرتّب تبعات أبرزها:
1 ـ سيضعه شخصياً في مواجهة مع المجتمع الدولي، وسيعرضه للمساءلة أمام المحققين الدوليين.
2 ـ سيضع الحكومة اللبنانية أمام مساءلة المجتمع الدولي، إذا ما تورّط شربل فعلاً في هذه العملية، خصوصا أن رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أكدا مراراً وتكراراً التزامهما المحكمة الدولية والتعاون معها.
3 ـ إن السلطات الفرنسية لن تسكت إذا تبيّن لها أن وزير داخلية لبنان يحاول زج اسمها زوراً في ملف حساس كهذا الملف».
وكشفت المصادر أنها «ستضع الوزير شربل تحت المجهر وتتابع أدق التفاصيل في كلامه، وأنها تملك معلومات عن أنه قد يكون تورّط تحت ضغط معيّن، وربما تحت ضغط كشف شكاوى مرفوعة في حقه لدى القضاء اللبناني في مسائل شخصية».
وختمت المصادر الموثوق بها «إن وزير الداخلية يعلم جيدا أن مصنع إنتاج بطاقات الهوية اللبنانية هو ملك الدولة اللبنانية وليس ملك الشركة ولا فرنسا، وإن ما قاله هو في حد ذاته فضيحة الفضائح، وفي كل الحالات فليقرأ العقد جيداً

نقاشٌ مع الشيخ سامي
نصير الأسعد/الجمهورية
قبلَ بضعة أيّام دعا منسّق اللجنة المركزيّة في حزب "الكتائب" النائب الشاب سامي الجميّل قوى 14 آذار إلى "أن تنسى سوريّا قليلاً لأن ليس لدينا القدرة على أن نؤثّر فيها وهناك شعب سوريّ يتحمّل مسؤوليّته ومسؤوليّة ثورته". وقال "علينا أن ننتقل إلى حال المعارضة البنّاءة والفعّالة وأن نهتمّ بملفّاتنا كملفّ حزب الله وسلاحه وملفّ المحكمة وملفّ مراقبة الحكومة بدلاً من أن نكون في حالة انتظار(..)".
إنّ هذا الموقف من الشبخ سامي الجميّل يستدعي عدّة ملاحظات.
أوّلاً- عندما يدعو المسؤول الكتائبيّ 14 آذار إلى "أن تنسى سوريّا قليلاً"، فهو يفترض أنّ 14 آذار مستغرقة حتّى أذنيها في المسألة السوريّة بـ"يوميّاتها" أو أنّها متدخّلة فيها بأشكال وصيَغ شتّى.. وهذا ليسَ واقع الحال من جهة وإنْ كانت متعاطفةً ومتفاعلةً مع ثورة الشعب السوريّ من جهة أخرى.
ثانياً- وعندما يضيف الشيخ سامي السبب وراء دعوته إلى "نسيان سوريّا" وهو "أن ليس لدينا القدرة على أن نؤثّر فيها"، فهو يضع مقياساً عامّاً لا يقتصر على الموضوع السوريّ. "القدرة على التأثير" معيار للتعاطي مع أيّ موضوع فلا يكون التعاطي إلّا إذا توافرت فيه القدرة على التأثير!. فهل يفترضُ الشيخ سامي أنّ لـ 14 آذار وللبنانيّين عموماً القدرة الذاتيّة "الآن" على التقدّم في ملفّ كملفّ "حزب الله" وسلاحه؟
ثالثاً- على أنّ "أخطر" ما يفصح عنه موقف النائب الجميّل هو عدم إعطائه ما يحصل في سوريّا المكانة التي يستحقّ. ذلك أنّ قراءةً جدّية لما يجري في سوريّا لا بدّ أن تقود إلى اعتباره تحوّلاً استراتيجيّاً يعني سوريّا والسوريّين لكنّه يعني لبنان واللبنانيّين والمنطقة العربيّة ككُل بالقدر نفسه. وواقع الأمر "التاريخي" هنا أنّ تغيّر النظام في سوريّا (أي سقوطه) يقدّم للسوريّين فرصة الانتقال إلى الحرّية والكرامة والديموقراطيّة والعصر، لكنّه يقدّم للبنان فرصة تاريخيّة لترسيخ الاستقلال والسيادة، ولاستعادة الدولة، ولاستعادة الحياة السياسيّة اللبنانيّة إلى سياق طبيعي ديموقراطيّ – دستوريّ. بل إنّ التغيير في سوريّا هو شرطٌ لوضع لبنان مرّة أخيرة ونهائيّة على خارطة الأوطان والدول، ولتمكينه من دور متقدّم في محيطه.
رابعاً- من هنا لا يعود السؤال المطروح على 14 آذار كيف تنسى سوريّا "ولو قليلاً" ليُصبح السؤال كيف تتفاعل مع النهاية المرتقبة للوضع القائم في سوريّا منذ عقود، وكيف تنضج ربيع لبنان المتجدّد في رحاب الربيع العربي، وكيف تبلور رؤية إلى لبنان المستقبل؟. ولو أنّ الشيخ سامي الجميّل قال إنّ على الفرقاء الآخرين ألّا يربطوا لبنان بأزمة النظام السوريّ لكان مُحقّاً، لكنّه مع الأسف يبدو أنّه يحمّل 14 آذار مسؤوليّة هذا الربط وهذا غير صحيح.
خامساً- وعندما يكون لبنان وسطَ تطوّرات ومتغيّرات استراتيجيّة من النوع الذي يحصل، بل عندما يكون لبنان البلد الأوّل في المنطقة العربيّة الذي أطلق مؤشّرات التغيير، ودفع شهداء ثمناً لذلك أبرزهم شقيق النائب الجميّل الشهيد بيار، فإنّ العمل السياسيّ – الوطنيّ لفريق 14 آذار لا يمكن أن يكون مجرّد "معارضة بنّاءة" أي مجرّد معارضة برلمانيّة. وإذا كان النائب سامي الجميّل عن حقّ وجهاً برلمانيّاً بارزاً، فإنّ احترامه يفرض أن يُقال له إنّ المنعطف أو المفصل الذي يجتازه لبنان يفترض خاصةً من فريق 14 آذار أن ينتقل من التفاصيل إلى العام، مِن المفرّق إلى الجملة، مِن التكتيكات إلى الاستراتيجيّة.
سادساً- ثمّ من غير المعقول أو المقبول، ومِن غير المفهوم وغير الوطنيّ – اللبناني العام، عند مفصل من هذا النوع أن يحصل فرزٌ لا مبرّر له بينَ مكوّنات 14 آذار أي لا مبرّر لأن يعودَ كلّ مكَوّن من المكوّنات إلى مربّعه الطائفي – الحزبيّ بدلاً من الشراكة العامّة المسيحيّة – الإسلاميّة. لا مبرّر عند مفصل تاريخيّ ولا منطق لأن يقارب أيّ حزب أو مجموعة مستقبل لبنان من زاوية فئويّة أو طائفيّة أو حزبيّة أو خاصّة، ولا معنى لأن يحاول أحد البحث عن مكان له بمعزل عن الكلّ.
سابعاً- وتدعيماً للفكرة السابقة، لا بدّ أن يُقال إنّ ما يدعو الشيخ سامي إليه أو ما ينصح به، يمكن أن ينطوي، والأرجح أنّه ينطوي على ما من شأنِه أن يجعل التطوّرات التاريخيّة تحصل (وفيها مصلحة للبنان المستقبل)، متوازية مع انكسار للفريق الذي ينبغي أن يتلقّى النتائج ويوظّفها لمصلحة كلّ لبنان وكلّ اللبنانيّين.
ثامناً- ومع كلّ التقدير للنائب اللامع، فإنّ ثمّة سؤالاً يُطرح عليه: لماذا لا يظهر من معارضته إلّا معارضته لحزب الله؟ أليس الجنرال ميشال عون وتيّاره حليفيّن لحزب الله ويجدر أخذهما مع "حزب الله" في سلّة واحدة؟ أليس في هذه المعارضة الأحاديّة اعتبارٌ طائفيّ أو اعتبارٌ حزبيّ خاص؟
تاسعاً- وعلى قاعدة أنّ الشيء بالشيء يُذكَر، لماذا لا يُبادر الشيخ سامي إلى مناقشة ما يطرحُه في العلن داخل الاجتماعات القياديّة لـ14 آذار المُعلن منها وغير المُعلن، وذلك في سبيل توحيد النظرة بدلاً من تكريس "واقع فيديرالي" في 14 آذار يتناقضُ ومنطلقاتها الأساسيّة بوصفها حركة استقلاليّة تغييريّة تنهض على شراكة مسيحيّة – إسلاميّة فعليّة؟
عاشراً- إنّ المرحلة أبعد بكثير من أن تكون مرحلة تفاصيل مهما كانت أهمّية تلك التفاصيل. إنّها مرحلة استحقاق لبنان لاستقلاله وحرّيته وديموقراطيّته. إنّها مرحلة استحقاق لبنان لصيغته ونموذجه. إنّها مرحلة استحقاق لبنان لدوره.. واستحقاق لبنان لربيعه. والمطلوب من 14 آذار ليس أن تكون معارضة لحكومة بل أن تكون كما في أصلها حاملةً لمشروع – رؤية يخاطب مستقبل لبنان بكلّ أبنائه معاً. وليس الوقت، في مثل هذه الظروف لـ"متفرّقات" بل لرؤية استراتيجيّة تطلب 14 آذار على أساسها تأييد اللبنانيّين والمجتمعَين العربيّ والدوليّ.
يا شيخ سامي،
ما تخاطبك به السطور السابقة، موجَّه في الوقت نفسه إلى العديد من القيادات المسيحيّة الزمنيّة والروحيّة. وصيغة علاقتك الحاليّة بـ 14 آذار لا مبرّر لأن تستمّر، أي صيغة "رِجل في البور ورِجل في الفلاحة" غير مبرّرة. ومع كلّ المحبّة، لا بدّ من أن تكون في داخلها "كلّياً".
أمّا سوريّا فلا يمكن لـ 14 آذار أن تنساها ولو قليلاً، لأنّها مصدر التحوّل ومركزه، التحوّل الذي يصنع ميزان قوى المستقبل لسوريّا والمنطقة ولبنان. لا تدخّل فيها ولا نيابة عن الشعب السوريّ العظيم لكن بناء المقتضى اللبنانيّ.. والسلام!.

أبو جمرة لـ «الجمهورية»: مشاريع نحاس  شمولية ولا تتوافق مع مبادئ التيار
الجمهورية/طرأى نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة أنّ "ما يحصل مع وزير العمل شربل نحاس اليوم هو نتيجة عدم تجانس أفكاره الشيوعية مع مبادئ التيار الديموقراطية وأساس نشأته الحرّة"، مبديا أسفه لأنّ "المواطن المسكين يدفع ضريبة تضارب السياسات وسوء الاختيار". وأكد أبو جمرة في حديث إلى "الجمهورية" أنّ "ما يحصل اليوم سبق وحصل في الماضي عام 1996، يوم قرّر العماد ميشال عون منفرداً في باريس تعيين رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون رئيساً للهيئة التنفيذية في التيار، ورئيس حزب السلام روجيه إده رئيسا للمؤتمر الوطني للحزب". وأضاف: "يومها أبلغني عون هاتفيا عن القرار الذي اتخذه، فحذّرته في حضور اللواء إدغار معلوف من خطورة إدخال قادة من أحزاب أخرى تختلف بمعتقداتها وانتماءاتها عن حزب التيار، وأنها ستنتهي حتما بالفشل... ولم يمر شهران حتى حصل الخلاف وانفرط العقد". وتابع: "عند سماعي عبر الإعلام، عن نيّة عون تعيين وزيرين من خارج التيار ينتميان إلى أحزاب أخرى، صعدت فورا إلى الرابية قبل إعطائه الأسماء وكرّرت عليه تحذيري وطلبت استبدالهما باثنين من قياديي التيار، ولكن تعنّت عون كان السبب الأساسي لخلافي معه منذ ذلك التاريخ". ورأى أبو جمرة أنّ "ما شهده قانون الأجور منذ شهور من أخذ وردّ بين العمّال وأصحاب العمل ومجلس شورى الدولة ووزير العمل ومجلس الوزراء بسبب تمسّك الوزير بفرض مبادئه الشمولية أدّى الى التأخير في التنفيذ من دون نتيجة، سوى تحمّل العمال غلاء المعيشة وتأكيد مخاوفنا من انجراف التيار في مسار انحداري داخلي نتيجة القرار السيّئ في الاختيار الذي رفضناه قبل صدوره عام 2009".

تحرّك لنواب 14 آذار لاستجواب باسيل والصحناوي
فادي عيد/الجمهورية
!سألت مصادر نيابية في 14 آذار ما الذي يمنع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أو صهره وزير الطاقة جبران باسيل من فضح الأمور كلياً أمام المواطنين، أو من الاستقالة، إذا كان هناك عجز حقيقي عن تغيير مسار الأمور؟ وما الذي يمنع باسيل من وضع الحقائق أمام الرأي العام وتحميل المسؤوليات، إذا كان هو قد وضع فعلاً خطة عمل حقيقية وينوي تنفيذها؟
لكن في الواقع، أضافت المصادر النيابية نفسها، الوزير باسيل يخضع لمجموعة اعتبارات أوّلها سياسي، وثانيها إنمائي، وثالثها غير معروف. أمّا السبب الأول فهو أن "حزب الله" يمنع منعاً باتاً أي وزير من الاستقالة، وبالأخص الوزراء الذين يدورون في فلكه. والسبب الثاني هو أن باسيل كان قد قدّم خطة وعلى مجلس الوزراء أن يقرّر إذا كان من مانع للسير بها، وما هي البدائل المطروحة. أما السبب الثالث، فيرتبط بما يدعو الوزير باسيل إلى الاستمرار في قطع التيار الكهربائي عن الناس بصورة لم يشهدها لبنان حتى في زمن الحرب، ويفتخر بالادعاء أن الوضع سوف يسوء أكثر يوماً بعد يوم، ويجعل أصحاب المولّدات ينتفخون جشعاً، ويزدادون تحكّماً في مصائر الناس، في حين أن الخلاف الحقيقي بين الوزير باسيل ورئيس حكومته، كما أشارت مصادر متطابقة، هو مصدر تمويل مشروع الطاقة، هل من الصناديق العربية أم من الموازنة، ولكن، وفي الحالتين فإن خطة باسيل لن تبدأ غداً، أما ما قد بدأ بالأمس وما قبله، فهو الانقطاع أو القطع المقصود للتيار الكهربائي لتثور ثائرة الناس وتدعو باسيل للإنقاذ، لكنّ الوقائع تؤشّر إلى غير ذلك وتجعل من كذبة "التغيير والإصلاح" واقعاً مؤلماً لجميع اللبنانيين بمن فيهم "الإصلاحيّين والتغييريّين". وفي السياق نفسه، سألت المصادر النيابية في 14 آذار الآتي:
1 - أين هو "التغيير والإصلاح" في العرض المقدّم من قبل أصحاب المولّدات على حساب انقطاع التيار والذين يكسرون ظهر المواطن بفواتيرهم عن غير حق.
2 - أين هي مكافحة الفساد، ولم يتجرأ أي وزير في تكتل "التغيير والإصلاح" حتى اليوم من تقديم ولو كتاب واحد أو إنذار واحد لأي موظف في أي وزارة من وزارته، سواء كان من الفئة الأولى أو من الفئات الأخرى.
3 - أي هاتف مع "التغيير والإصلاح" ومنذ إعلان وزير الاتصالات نقولا الصحناوي أن الإنترنت سوف يصبح أسرع وأسرع وأسرع، أصبح الهاتف والإنترنت وكل وسائل الاتصال أبطأ وأبطأ وأبطأ.
4 - لم يشهد لبنان في تاريخه الحديث حكومة أفشل من حكومة اللون الواحد هذه، والتي يفترض أن تكون أكثر إنتاجية وأقل خلافية، في حين أن العكس هو الصحيح.
5 - إذا كان الوزير هو سيد وزارته حسب اتفاق الطائف (الذي كان قد عارضه العماد ميشال عون يوماً مسبّباً ذاك التدمير التاريخي للمسيحيين تحت عنوان لا للطائف ولا لعملائه)، وحسب الطائف نفسه الذي يلتزم به تكتل عون هذه الأيام، لم نرَ وزيراً واحداً يدير وزارته كما يجب، وبالاتجاه الإصلاحي والتطهيري كما يجب.
أمام هذا الواقع، علمت "الجمهورية" أن مجموعة من نواب الرابع عشر من آذار سوف تتحرك خلال الأيام المقبلة للمطالبة باستجواب الوزيرين باسيل والصحناوي حول الوضع المتردّي في وزارتيهما، بالإضافة إلى إمكان تحرك شعبي نحو الوزارتين لوضع حد للتسيّب السائد في قطاعين خدماتيين بامتياز هما الكهرباء والاتصالات، واللذين يشكّلان حاجة يومية لكل اللبنانيين وعلى المستويات كافة. وأضافت المعلومات نفسها، أن حركة النواب الآذاريين هذه تأتي بعد امتعاض شديد من القواعد الشعبية لـ 14 آذار، نتيجة تلهّي البعض من قياداتهم بالنظريات غير المجدية، وعدم اكتراث البعض الآخر للاستفادة من أهمية المعارضة لإطلاق حركة معارضة حقيقية كونهم قبلوا أو رضخوا لنتائج "الانقلاب" الذي أتى بالحكومة الحالية.

إستقوى بتيار ميشال عون وهدّد رئيس بلدية الدكوانة بالقتل
الجمهورية/دخل منزل رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة، هدّده مع المختار وأحد أعضاء المجلس البلدي بالقتل والتفجير، وتحدّى القوانين على مرأى ممن ائتُمنوا على صونها، مستقوياً بانتمائه الى «التيّار الوطني الحرّ».الخميس 19 كانون ثاني 2012 جاء الإشكال الذي استهدف رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة أمس الأول، ليبرز أزمة الكهرباء في لبنان، كونها تخطّت مشكلة التقنين والتقصير وغياب الخطط، إلى استغياب تام للدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية، تماماً كما بات الإنفلات الأمني وانتشار السلاح خارج إطار الدولة عاملاً مشجعاً في استقواء البعض على البعض الآخر من المواطنين، من دون الخشية من العقاب. وكان رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة والمختار جورج أبو عبّود وعضو المجلس البلدي أنطوان صفير، تعرّضوا للتهديد بالقتل من أحد أصحاب مولّدات الكهرباء أمس الأول، الذي يستثمر مولّده ضمن نطاق البلدية، مدّعياً الإنتماء الى "التيار الوطني الحرّ"، واحتمائه به، لمجرّد أن شختورة طلب منه الإلتزام بتسعيرة تتناسب والتغذية التي يقدّمها، وتطبيق العرف في أخذ الإذن بوضع مولّد آخر. وقد روى شختورة لـ"الجمهورية" تفاصيل ما حصل بالقول: وصلتني شكاوى كثيرة من المواطنين عن قطع أصحاب المولّدات في نطاق البلدية الكهرباء عنهم لساعات طويلة، في مقابل رفع الفاتورة التي يتقاضونها الى 70 دولاراً، وبما أن هذا الأمر يدخل ضمن صلاحية البلدية، وحفاظاً على مصلحة الناس، دعوت أصحاب المولّدات، وطلبت تأمين الكهرباء كما يجب، وأخذ تسعيرة تتناسب مع التغذية التي يؤمّنونها، وفيما استجاب إثنان منهم، حضر الثالث ويُدعى مالك سامي بسترس الى منزلي أمس الأول، وبعد أن اعترف أنه ينوي وضع مولّد آخر من دون ترخيص. وقد أعلمته أن هذا الأمر لا يجوز، لأن العرف يقضي بأخذ الإذن أو الدفع، إحتراماً لمبدأ المنافسة المشروعة بين أصحاب المولّدات، عندها قال:" هذا الأمر لا يعنيك ومرجعيّتي هي حزبي"، فقلت له إننا لسنا في صدد التحدّث عن الأحزاب، إنما نحن أمام مسألة تدخل ضمن صلاحية البلدية، عندها قال :"سأضع مولّدين بدلاً من المولّد الواحد، ثم تهجّم عليّ في حضور كل من المختار جورج أبو عبّود وعضو المجلس البلدي المسؤول عن لجنة الصحة أنطوان صفير والدكتور عبدو إفرام، وقام بالتشابك معنا بالأيدي، ثم هددني بالقتل، ووجّه الينا سيلاً من الشتائم وخرج.بعد ذلك إتصل بي من رقم خاص "
private number"، وهدّدني مرّة أخرى بالقتل، وكذلك بوضع متفجّرة لي، كما اتصل بالسيد أنطوان صفير وهدّده أيضاً بالقتل والتفجير. وأضاف شختورة: لقد أبلغت القوى الأمنية، كما تقدّمت مع المختار والسيد أنطوان صفير بالشكوى الجزائية أمام النيابية العامة الإستئنافية. وأضاف شختورة، إن أصحاب المولّدات هم مخالفون في الأصل، وقد باتوا يشكّلون مافيا لا يستطيع أحد لجمهم عن مخالفاتهم.
وأوضح أن هؤلاء يعمدون الى وصل مولّداتهم أثناء انقطاع الكهرباء عن أحياء معيّنة بـ "بوست" شركة الكهرباء، ليغذّوا الأحياء المقطوعة من الكهرباء العامة على أنها من مولّداتهم. ويحزّ في نفس شختورة، عدم ملاحقة هؤلاء الذين يثرون على حساب المال العام، من دون مراعاة خفض التعرفة، في وقت لا تتحرّك السلطات المعنية للجمهم. وعما إذا كان أبلغ بهذه التعدّيات، أكّد شختورة إبلاغه وزارة الإقتصاد "إلاّ أن أحداً لم يتحرّك مطلقاً، لأن بعض أصحاب المولّدات بات يشكّل مافيا لم يستطع أحد التغلّب عليها. وقال شختورة: إن "بسترس مقيم مع عائلته في الدكوانة منذ مدّة طويلة، وعائلته مؤلّفة من أحد عشر شخصاً، وقد علمنا أنهم اجتمعوا بعد الذي جرى، وخطّطوا لارتكاب أمر ما لم نعرف ما هو بالضبط". وعمن يؤمّن له الحماية، قال:" بُعيد الإعتداء، طلبت من الدولة تأمين الحماية لنا، إلاّ أن أحداً لم يستجب". وإزاء ما جرى، لا بد من السؤال : هل يسمح "التيار" الذي يدّعي بسترس الإنتماء اليه، بما أتاه بإسمه ضدّ من يرأس سلطة شرعية تمثيلية، وهل هو فعلا يقف وراء تهديده ومخالفاته، أويغطّيها إن صحّ أنه ينتمي اليه؟

هل يتجاوِز النقاش في المحكمة إغناء المكتبة القانونيّة؟
جورج شاهن/الجمهورية
يعتقد قانونيّون علناً، ومعهم معارضون للمحكمة سرّاً أنّ البحث في تعديل الاتّفاقية بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة أمر «غير وارد» طالما إنّ المحكمة «لن تنهي عملها قبل 29 شباط المقبل». لكنّ الجدل قائم حول إمكان إعادة النظر ببعض البروتوكولات بين الطرفين. على ما يحوي هذا الجدل؟
ينردّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء وجوده في لبنان على سؤال وجيه بشأن إلزاميّة أو عدم إلزاميّة مشاوراته بشأن التمديد لبروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال بوضوح لا يقبل الجدل: "وفقاً للاتفاقية المعقودة بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، ينبغي أن يتمّ تمديد التفويض المعطى للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إذا لم يتمّ استكمال عمل المحكمة قبل تاريخ 29 شباط المقبل..." واعتبر أنّ "هذا التفويض يمدّد أوتوماتيكيّاً، أمّا كم هي الفترة التي سيُمدّد فيها الاتّفاق فهذا أمر أقرّره أنا شخصيّاً بالتشاور مع مجلس الأمن والسلطات اللبنانية، وأنا في طور إجراء هذه المشاورات".
وفي حال طلب لبنان تعديلات محدّدة حول عمل المحكمة قال بان:
"وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1757، فإنّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ثبتت وأنشِئت كلّياً، ولا أعتقد أنّ ثمّة حاجة لتغيير الاتفاقية. أضاف: "يتعلق الأمر فقط بتمديد التفويض المعطى للمحكمة". ولم يكتفِ بهذه العبارات الجامدة والحاسمة وقفز فوق السؤال وقال :"المهم هو جلب من قاموا بالاغتيالات الى العدالة" باعتبار أنّ مثل هذه الخطوة تشكّل "رسالة قويّة للمرتكبين، ويمنع أيّ جرائم محتملة". فمنذ "إنشاء هذه المحكمة لم نعُد نرى في لبنان أيّ اغتيالات سياسية، وبالتالي تشكّل المحكمة أداة مهمّة جدّاً وآليّة ناجعة لوقف حالة الإفلات من العقاب".
كلام حاسم والجدل قائم
باختصار كلّي، فقد حسم بان الكثير من الجدل القائم على خلفيّات سياسية من طرف واحد. ومن دون أن يتمكّن من وقف الجدل وقفل الباب أمام انخراط مراجع سياسية وحزبية تسعى الى تسخير برامج ودراسات قانونية ودستورية للإضاءة على ما شكّلته الآلية التي اعتُمدت للوصول الى المحكمة وتحويلها مؤسّسة مستقلة قائمة بحدّ ذاتها من "مخالفات أضاعت الكثير من هيبة قضائه واستباحت سيادته ..."، الى ما هنالك من اعتبارات أعطت المحكمة أبعاداً أخرى كالتي ذهب اليها قادة من "حزب الله" ومعهم حلفاؤهم باعتبارها محكمة اميركية – اسرائيليّة، ولن يعترفوا بوجودها ولا بقراراتها ألخ...
بمعزل عن هذا الجدل القائم منذ سنوات من دون نهاية قريبة، فكلّ المؤشّرات تدل على أنّه لن ينتهي في القريب العاجل من دون ان تنعكس سلّة المواقف هذه على عمل المحكمة بعد دفع حصة لبنان في المحكمة والمتأخّرات التي استحقّت لها من دون أن تسأل من أين أتى لبنان بالأموال، فالأمر لا يعنيها، المهم أنّها دخلت الى حساباتها في هولندا. وها هي المحكمة مستمرّة في عملها عبر أجهزتها المختلفة تنظّم، تقرّر، تراسل، تطلب، تتّهم وتستعدّ لبدء المحاكمات الغيابيّة إذا لم يحضر المتّهمون أمامها من دون أن يرفّ لا للمدّعي العام فيها ولا لأيّ مسؤول آخر جفن.
بلمار يشهد على النقاش
وعلى رغم ذلك، هنالك من يعتقد أنّ ثمّة توجّها لدى الأكثرية الجديدة في البلاد لإعادة النظر في برتوكولات التعاون مع المحكمة. فرئيس الجمهورية لفت في اكثر من مناسبة الى مثل هذه الخطوة، والأكثرية الوزارية التي "بلعت" بصعوبة بالغة خطوة التمويل التي أقدم عليها رئيس الحكومة تصرّ على التعديل غير آبهة ــ على الأقلّ ــ علَنا بما تقول به النصوص ومواقف الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة، ويستعدّون لفتح الملف قريباً جدّاً.
ويعتقد اصحاب هذه النظرية أنّ نقطة الصفر ستكون عندما سيخاطب بان الحكومة اللبنانية لاستشارتها في موضوع التمديد ومهلته تزامُناً مع الزيارة الأخيرة التي سيقوم بها بلمار الى بيروت ليجول على القيادات اللبنانية الرسمية والقضائية مودعاً كما أبلغ بان عدداً ممّن التقاهم في لبنان قبل استحقاق انتهاء المهمّة التي أوكِلت اليه بعد استقالته. وهي خطوة متوقّعة مطلع الشهر المقبل ليكون امام الحكومة اللبنانية مهلة لتقديم جوابها قبل موعد التمديد في نهاية شباط المقبل.
خياران مُقفلان
وفي السيناريو المتداول أنّ وزير العدل سيتولى مهمّة وضع الجواب على الاستشارة الأمميّة، وهو سينقلها الى مجلس الوزراء متى كان جاهزاً ليكون مادة دسمة على جدول اعمال الجلسة، وعندها سيكون لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما:
- الأوّل يقول بموافقة الحكومة على التعديلات التي يمكن ان تتناول قضايا إجرائية وتنفيذية يمكن إدراجها تحت بند استعادة شيء من الصلاحيّات القضائية من المحكمة الخاصة الى لبنان.
- والثاني يقول إنّه سيتعذر على الحكومة الإجماع على إعطاء جواب ايجابي، فرئيس الحكومة لم يظهر الى اليوم إمكان المَسّ بالمحكمة وبروتوكولات التعاون، وهو الذي يحاذر التعاطي مع ملفّ "شهود الزور" لقناعة راسخة عنده بأنّ هذا الملفّ غير موجود، وينسحب الموقف عينه على موضوع التعديلات عند البحث في الاتفاقية الأساسية بين لبنان والمحكمة. والنهاية الحتمية لهذا الجدل فقدان الإجماع الحكومي على موقف يُنقَل إلى بان ضمن المهلة المحدّدة.
تزامُناً مع النقاش الدائر بين الخيارين، تعتقد مراجع قانونية تواكب عمل المحكمة أنّ النقاش ليس ممنوعا، لا بل فهو مُحبَّب على قاعدة أنّه ليس هناك ما يمنع مثل هذا النقاش لإغناء المكتبة القانونيّة المحلية والدولية، ذلك أنّ ما هو أهمّ ان يُطرح السؤال المتّصل بما إذا كان سيؤدّي الى نتيجة، وهو أمر مستبعد طالما إنّ القرار النهائي بيَد الأمين العام للأمم المتحدة، وإنّ رأي لبنان ومجلس الأمن استشاريّان.

الجامعة العربية مطالَبة بموقف حاسم في نهاية الأسبوع
ربى كبّارة/المستقبل
تشكل عطلة نهاية الأسبوع الجاري محطة مفصلية لمآل الأزمة السورية. فخلالها يتعيّن على وزراء الخارجية العرب حسم موقفهم من مواصلة النظام الأسدي قتل جماهير شعبه عبر رفض تمديد فترة عمل المراقبين شهراً إضافياً وفق ما يتوقع أن يطالب به النظام السوري مستنداً الى موقف روسيا الحائل، حتى الآن، دون نقل ملفه الى مجلس الأمن الدولي.
ويتعين على الجامعة العربية، التي تبدو مترددة مقارنة بتماسكها في الأزمة الليبية، أن تحزم أمرها. فقرارها ضروري لتغطية أي تحرك دولي مطلوب، وهو يؤثر بلا شك في موقف روسيا. وللحؤول دون اتخاذها القرار سيسعى النظام السوري الى تمديد فترة عمل المراقبين كسباً للوقت بانتظار ظروف أفضل منها، مثلاً انتهاء فترة الرئاسة القطرية في أخر آذار لتبدأ رئاسة حليفه العراقي. لكنّ الأوضاع الإقليمية والدولية لن تبقى على جمودها مع استمرار القتل وتصاعد مخاطر الحرب الأهلية. فالتدخل الخارجي المستبعد حالياً عربياً ودولياً سيصبح حتمياً خصوصاً وأنه قائم سواء للإبقاء على النظام أو للتخلص منه مع ضرورة الحفاظ على المؤسسة العسكرية أسوة بما حصل في دول الربيع العربي وتجنباً لما جرى مع الاحتلال الأميركي للعراق. فاللجنة الوزارية المختصة تجتمع السبت لدراسة التقرير النهائي للمراقبين الذي سيُعرض الأحد على وزراء الخارجية العرب. وقد حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "من الغرق إلى ما لا نهاية في المواعيد والمهل" معرباً عن أمله بأن تعلم الجامعة العربية مجلس الأمن بخلاصات التقرير "إذا لم تكن ايجابية"، لافتاً الى أن التقرير يجب أن يتضمن تقويماً واضحاً لمدى تنفيذ النظام التزاماته في المبادرة العربية: وقف القمع وعودة الجيش الى ثكناته، إطلاق جميع السجناء السياسيين، دخول وسائل الإعلام وحرية عملها.
كما سيتم التداول الأحد بطرح قطر إرسال قوات سلام عربية في ظل مؤشرات تقاطعت للدلالة على فشل مهمة المراقبين بعد أن تلقت سهام النظام والمعارضين له، وبعد أن ذكرت "الرابطة السورية لحقوق الإنسان" أن المخابرات السورية قامت بمحو كافة البيانات من هواتف وحواسيب المراقبين قبل مغادرتهم.
وقد أعربت سوريا عن رفضها القاطع لهذا الطرح خشية إقامة مناطق عازلة تستتبع فوراً تصاعد الانشقاقات العسكرية إذ توفر للمنشقين مناطق آمنة بدل توزعهم حالياً على قرى وبلدات خارج سيطرة السلطة أو في مناطق حدودية محاذية للأراضي السورية، خصوصاً وأن المعارضة بمختلف اتجاهاتها توحّدت على هدف أساسي شعاره إيجاد الوسائل اللازمة لحماية المدنيين ووقف القتل. ويرى متابعون سياسيون أن الطرح القطري هو للضغط لا للتنفيذ، مذكّرين بتجربة لبنان عام 1976 التي ما زالت حاضرة في الأذهان حيث لم يؤدِ دخول قوات الردع العربية الى توقف الحرب التي استمرت حتى عام 1990. ويقولون إن هدفها التمهيد لإقرار مجلس الأمن إنشاء ممرات إنسانية ومناطق عازلة تحتاج الى حماية عسكرية يؤمنها العرب طالما أن روسيا ما زالت تحول دون انخراط مجلس الأمن في تأمين هذه الحماية. ويلفت المتابعون السياسيون الى أن العجز الدولي حتى الآن عن اختراق الجدار الروسي وتابعه الصيني لا يعني مطلقاً أنه غير قابل للاختراق. فما يجري في سوريا أتاح لروسيا فرصة العودة الى المسرح الدولي بقوة تسمح لها بمفاوضة الولايات المتحدة والغرب بشأن منظومة الدرع الصاروخية الأوروبية مثلاً وبشأن احتفاظها بموطئ قدم على المياه الدافئة في الشرق الأوسط تؤمنه لها حالياً علاقتها بالنظام السوري. وبما يدلّ على أن النظام السوري بدأ يفقد ثقة حلفائه بقدرته على الصمود، بات ما ينطبق على روسيا ينطق على إيران. فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لبعض من التقاهم هذا الأسبوع في بيروت "في زيارتي السابقة لطهران وجدت أن القيادة الإيرانية كانت تنكر وجود أزمة في سوريا أما في زيارتي الأخيرة فقد لاحظت أن هذه القيادة انتقلت من الإنكار إلى الإقرار بوجود أزمة". في هذا الوقت تتزايد علامات الارتباك الذي يعانيه النظام السوري بعد استمرار الثورة رغم مرور أكثر من عشرة أشهر وسقوط أكثر من ستة آلاف ضحية خصوصاً أن العنف مرشح للتصاعد مع انتشار توزيع السلاح من قبل الدولة ومن قبل بعض الثوار. فعبثاً لجأ النظام السوري إلى استخدام "تفجيرات انتحارية" ليثير مخاوف الدول الإقليمية من تخطي العنف حدوده الجغرافية. ومع توسع رقعة المناطق الخارجة عن سيطرته وفشله في استعادتها لجأ الى مفاوضة "الجيش السوري الحر" كما تفيد المعلومات المتداولة عما شهدته منطقة الزبداني في اليومين الأخيرين. ووصل به الأمر الى تقديم عروض لـ"الإخوان المسلمين" للمشاركة في الحكومة شرط احتفاظه بمنصبه، كما كشف مساعد المراقب العام لجماعة سوريا محمد فاروق طيفور في حديث صحافي، رغم أن الرئيس بشار الأسد وصفهم مؤخراً بـ"الاخوان الشياطين" في استعادة للقب أطلقه عليهم "حزب البعث" الحاكم في ثمانينات القرن الماضي.

تكلفة سقوط الأسد
طارق الحميد/الشرق الأوسط
هناك توقعات عديدة بأن نظام بشار الأسد آيل للسقوط، وأنها مسألة وقت.. توقعات يرددها الساسة، وعلى مستويات عدة، وتحظى تلك التوقعات بتأييد كثير من المعنيين السوريين، وليس المحللين بـ«التبني»، كمن فرحوا بثورات أوطانهم، واستنكروا على السوريين ثورتهم، لكن السؤال الذي يتردد الآن هو: ما هي تكلفة سقوط الأسد؟ التقرير الصحافي الذي نشرته صحيفتنا أمس، بالتعاون مع صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، يصب بهذا الاتجاه، حيث نقل جملة من الآراء المنسوبة لشخصيات مختلفة داخل سوريا، ومنهم علويون، تعكس شبه إجماع على أن هناك قناعة في صعوبة استمرار النظام الأسدي، لكن الجميع يخشى ثمن السقوط. ومما يؤيد حالة الضعف الأسدية، رفض الإخوان المسلمين العرض الإيراني الذي يقتضي تسليم الإخوان الحكومة، وبقاء الأسد! فكيف يفعل الأسد ذلك إذا كان في وضع قوة، خصوصا أنه وصف الإخوان في آخر خطاب له بأنهم «إخوان الشياطين»؟!
ومن هنا، فإن القلق من تكلفة سقوط الأسد يجب أن ينعكس حتى على مستوى المنطقة، والمجتمع الدولي، فتأخر سقوط الأسد يترتب عليه تعقيدات أمنية، واقتصادية أكبر، ليس على سوريا وحدها، بل على المنطقة كلها. وبالطبع، ففي حال بقي الأسد، فإن الثمن غال أيضا، على السوريين، والمنطقة، وتحديدا تركيا، فحينها سيكون الأسد أخطر بكثير من صدام حسين بعد تحرير الكويت. لذا، فإن مجرد الاكتفاء بالتوقعات، أو الانتظار، ليسقط نظام الأسد من وحده دون القيام بأي جهد يذكر لتسريع ذلك من قبل دول المنطقة المعنية، والمجتمع الدولي، يعني تعريض مصالح، واستقرار المنطقة، والمجتمع الدولي أيضا، للخطر، ناهيك عن المخاطر التي تتهدد سوريا نفسها، وتعقيد أيضا لمرحلة ما بعد الأسد. فانتظار لحظة السقوط «المتوقعة» أمر خطر، ومكلف، على الجميع.
فتكلفة تأخر سقوط الأسد تعني تعميقا للأزمة السورية، وبمثابة الوقود لحرب أهلية، وكما قال أحد الدبلوماسيين الغربيين للـ«غارديان»، إنه «إذا استمر إطلاق النار على الناس لأشهر، لا يجب أن نفاجأ إذا بدأوا يردون بإطلاق النيران» وهذا ما يحدث في سوريا اليوم.
إطالة عمر النظام الأسدي تعني تعقيد الحلول في مرحلة ما بعد الأسد، ومن الطبيعي أن أكثر من سيدفع الثمن هم الأتراك، وليس العراقيين، فنظام بغداد، مثلا، يتحسس من ثورة سوريا خوفا من صحوة المارد السني، لأن النظام العراقي طائفي بامتياز، بينما يتحسس الأتراك من مستقبل سوريا ما بعد الثورة نظرا لخوفهم على مصالحهم التجارية، وأمنهم، فأنقرة ليست طائفية، بل هي ديمقراطية، وضمان بقاء النخبة الحاكمة فيها يعتمد على تقديم منجز اقتصادي للشعب التركي، وليس على وعود طائفية مغلفة بشعارات مضللة مثل الممانعة، وغيرها، على غرار ما يردده نظام الأسد، وحلفاء إيران بالمنطقة. ومن هنا، فإن الاكتفاء بانتظار سقوط الأسد دون فعل شيء يضمن تسريع ذلك، يعد أمرا خطرا، وهذا ما يجب أن يتنبه له المعنيون باستقرار المنطقة، سواء السعوديون أو الأتراك، وحتى الأوروبيون والأميركيون.

الإخوان.. من الدين إلى الاقتصاد
عبد الرحمن الراشد/الشرق ألوسك
قبل الانتخابات يجوز بيع الأحلام والأوهام للناخبين، لكن بعدها تحاسب الأقوال قبل الأفعال. الدكتور محمد جودة عضو اللجنة الاقتصادية وأمين التثقيف في حزب الإخوان، حزب الحرية والعدالة، الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في مصر، تعهد بأن يجعل اقتصاد مصر أفضل من اقتصادي تركيا وماليزيا. طبعا ليس ذلك بمستحيل، فمصر قادرة، وفشلها الاقتصادي لا يلام عليه سوى القيادة السياسية، قيادة نظام مبارك في عهود مبارك الماضية، ثلاثين سنة من الفشل الإداري. لكن المقلق أن الدكتور جودة، وهو أحد العقول الاقتصادية في الحزب الحاكم الجديد، يفصح عن تفكير غير واقعي، أحاديث مقاهٍ، ربما! مثلا، يقول إنه يمكن أن يزيد دخل قناة السويس إلى مائة مليار دولار في السنة. كيف؟ إذا علمنا أن دخل القناة السنوي هو نحو خمسة مليارات في العام الواحد، وهي رسوم على السفن العابرة، أي أنه يعتقد أنه سيجمع رسوم عشرين سنة في عام واحد! ومن آماله أيضا تحويل الصحارى إلى واحات بزراعة أكثر من ثلاثة ملايين فدان في الساحل الشمالي وسيناء، وسيكتشف - كما اكتشفت حكومة مبارك في محاولتها زراعة واحة توشكي - أن مردودها ضعيف وتكاليفها ضخمة دون استثمارات متكاملة طويلة الأمد.
وتحدث عن نية الحزب التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، كما فعلت الهند، ومصر خلال العقد الماضي تميزت بإجادتها في مبادرات فردية في هذا الجانب، لكن تطويرها يعني أن على النظام الجديد أن يعيد بناء النظام التعليمي إن كان يريد تغيير المعادلة الاقتصادية، وعليه أن يستمع للدكتور أحمد زويل الذي له رأي قوي في هذا المجال.
وتحدث عن رفع مداخيل الدولة من جبي الزكاة، أو الضرائب، وسيكتشف لاحقا أنه باقتصاد ضعيف لن يجبي إلا القليل. والحديث عن الرسوم والضرائب والزكاة كموارد قومية، يعبر عن عجز عن التنمية والاتكال على موارد الناس والاقتصاد البسيطة. وعرض بعض الأفكار الجيدة لكنها تناسب الدول التي تملك موارد كبيرة، لا حكومة ورثت اقتصادا فقيرا، فمد الغاز الطبيعي إلى البيوت ليحل محل البوتاغاز فكرة تأتي بعد أن تتمكن الدولة من جمع الموارد الإضافية من بيع الغاز أولا للخارج لجلب العملة الصعبة. ومع أنني قرأت كل ما نسب إلى الدكتور محمد جودة، وهو من العقول الاقتصادية في حزب الإخوان، حول تطوير البلاد، وجدتها في معظمها أفكارا عامة وردية لا تتفق مع حقائق الواقع المصري القاسية. كل ما تحدث عنه يتطلب رؤوس أموال ضخمة وهي لا تأتي إلا باقتراض مكلف على خزينة الدولة، هذا إذا وجدت الدول أو الصناديق الدولية المستعدة لتقديم الأموال المطلوبة في زمن شحت فيه الأموال بسبب الكوارث الاقتصادية التي لا تزال تضرب العالم الصناعي والفقير أيضا. إذا كان الإخوان راغبين حقا في تغيير الوضع البائس الموروث، عليهم أن يكونوا أكثر شجاعة ممن سبقوهم، بتبني سياسة صارمة لمعادلة ذات أهداف محددة وطويلة المدى. لم أسمع شيئا عن المأساة الأولى التي تنهش مقدرات البلاد، وهي لا تقل أهمية عن محاربة الفساد. التضخم السكاني سبب أول للفقر والفشل الاقتصادي، وقد جربت حكومة مبارك مرة واحدة طرحه ثم تراجعت خشية غضبة الناس. الهند والصين، البلدان اللذان استشهد بهما الدكتور جودة اعتمدا أولا سياسة الحد من النسل، بدونها ستزداد مصر فقرا وقلاقل وستعجز أي حكومة عن النجاح. من تطوير التعليم وتمكين الشباب والحد من النسل ومحاربة الفساد إلى بناء سمعة سياسية تجعل الدول تثق في حكمة حكومة الإخوان وتقدم لها المساعدة، يمكن أن تنجح في ما فشلت فيه حكومات مبارك السابقة. دون ذلك ستتخبط وسيضج الناس ويبكون على الأيام الخوالي رغم فقرها وسوء إدارتها.

توتر عميق يسود العلاقات الروسية ـ الإيرانية
هدى الحسيني/الشرق الأوسط
الخلافات العميقة بين المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي ورئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، تتفاقم بسبب الوضع الداخلي في إيران، خصوصا بعدما بلغ أحمدي نجاد أن قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قد يكون مرشح خامنئي لرئاسة الجمهورية، إضافة إلى ما يتعلق بمسار السياسة الإيرانية تجاه روسيا. والتوتر بين روسيا وإيران يزداد في أعقاب «الكتف الباردة» التي أظهرتها موسكو لطهران بعدما أعلنت الأخيرة عن تشغيل منشأة التخصيب في مفاعل «قم» الذي يخصب «اليورانيوم» إلى مستوى 20%. وسبق لروسيا أن عبرت عن «أسفها وقلقها» من الأنباء القائلة إن إيران بدأت عمليات التخصيب في مفاعل «فوردو» أيضا، وانتقدت طهران لتجاهلها الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي. مجموعة أحمدي نجاد غاضبة من عدم التزام روسيا بتزويد إيران بصواريخ «إس 300» والتأخير في تفعيل مفاعل «بوشهر» والضغوط الدبلوماسية، لهذا بدأت في صياغة وتنفيذ عدة تدابير، كرد فعل على المواقف الروسية. مكتب المرشد الأعلى من جهته، يريد تهدئة التأجج قدر الإمكان وممارسة ضبط النفس كي لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، خصوصا على خلفية العقوبات الغربية المتزايدة، ويرغب في أن يعتمد ما يشبه التعاون مع المبادرة الروسية «خطوة بخطوة»، خوفا من تقويض التعاون العسكري الروسي مع «الحرس الثوري» الإيراني.
ظاهريا تحرص روسيا وإيران على إبراز صورة «العلاقات الودية» و«العمل كالمعتاد»، وقد اجتمع مسؤولون كبار من كلا البلدين علنا خلال الأشهر الماضية لتأكيد التمويه. ولكن مع ذلك وعلى الرغم من كل هذه الاجتماعات، ووفقا لمصادر إيرانية، فإن كبار المسؤولين الإيرانيين الذين عادوا من تلك الاجتماعات عبروا عن شعور عام بعدم الرضا عن الحوارات التي أجروها مع زملائهم الروس. المبعوثون الإيرانيون الذين شاركوا في الحوارات ينتمون بشكل مباشر أو غير مباشر إلى حلقة الرئيس، واعتمدوا بشكل جماعي خط تكثيف الضغط على موسكو.
كان الاستثناء بيانا أدلى به أخيرا السفير الإيراني لدى موسكو سجادي في الثاني عشر من هذا الشهر، ووفقا لبيانه، فإن الاقتراح الروسي «خطوة بخطوة» في ما يخص البرنامج النووي الإيراني خضع لتغييرات تعود بالفائدة على بلاده: «على وجه التحديد، الاعتراف بحقوق إيران المشروعة في النشاط النووي». وقال إن لديه (السفير) بعض التحفظات، وبالتالي، هناك حاجة «لإجراء مشاورات كثيرة»، وأضاف أن روسيا تعارض العقوبات الأميركية على البنك المركزي الإيراني، ونفى التقارير التي قالت إن الروس طلبوا من إيران الحصول على إذن للكشف عن طائرة «الدرون» (طائرة من دون طيار) الأميركية التي أسقطتها إيران.
وراء البيان الذي أدلى به السفير والذي تم على خلفية خطة وزراء خارجية المجموعة الأوروبية بمناقشة فرض حظر نفطي على إيران في 23 من الشهر الحالي، هناك الخلاف بين المرشد والرئيس، وهذه المرة نجح المرشد في تحديد «السياسة الخطابية الإيرانية».
ووفقا للمصادر الإيرانية، فإن سياسة أحمدي نجاد تغيرت في أوائل عام 2011 كرد فعل على التحليل السنوي الذي يضعه المجلس الأعلى للأمن القومي، والذي راجع سياسة إيران تجاه روسيا في ضوء مستوى التوتر الذي ارتفع كثيرا بين البلدين عام 2010. فقد بعث المجلس الأعلى للأمن القومي إلى مكتب الرئيس بوثيقة داخلية تتضمن توصيات سياسية واقتصادية تتعلق بروسيا. واعترض واضعو التقرير بشكل خاص على المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في سبتمبر (أيلول) 2010، وعلى التأخير المتكرر في تفعيل مفاعل «بوشهر»، وتراجع روسيا عن فتح مصرف مشترك إيراني - روسي على الرغم من الاتفاق حول هذه المسألة، وأيضا تصويت روسيا لصالح القرار الدولي 1929 في مجلس الأمن بفرض عقوبات إضافية على إيران في شهر يونيو (حزيران) 2010.
أشار قسم خاص في تقرير المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى ردود الفعل الروسية المحتملة وإلى نقاط الضعف التي يمكن لإيران استخدامها لمصلحتها لتحسين وضعها مع موسكو وجيرانها. وأبرز واضعو التقرير الاقتصاد الروسي كنقطة ضعف مهمة، واستعانوا بتحذيرات اقتصاديين بأن روسيا من المرجح أن تواجه أزمة ديون في المستقبل مماثلة لتلك التي تعاني منها اليونان إذا ما أخفقت في تخفيض نفقاتها حتى ولو بلغ متوسط سعر النفط 115 دولارا للبرميل هذا العام. أما أبرز النقاط التي أوصى بها واضعو التقرير وتهدف في معظمها إلى محاولة تقوية نفوذ إيران الاقتصادي والسياسي على روسيا، فكانت: رفع دعوى قضائية ضد روسيا لخرقها العقد بشأن تسليم صواريخ «إس 300» إلى إيران. وفي شهر أغسطس (آب) أعلن السفير الإيراني في موسكو سجادي أن بلاده رفعت دعوى قضائية ضد روسيا في محكمة التحكيم الدولية قبل ستة أشهر. وزارة الخارجية الروسية ردت بأنها «مندهشة» من هذه الخطوة. ووفقا للمصادر الإيرانية، فقد فوجئ أيضا مكتب المرشد الأعلى بإعلان السفير؛ إذ لم يتم إبلاغه بالأمر مسبقا. هذا الإعلان دفع إلى سلسلة محمومة من الاجتماعات بين كبار المسؤولين الإيرانيين والروس التي انعقدت في الأشهر القليلة الماضية.
التوصية الأخرى: تطوير الأسلحة الروسية باستخدام الهندسة العكسية، والتعاون مع الصين وكوريا الشمالية. وتحاول طهران العمل مع هاتين الدولتين لنسخ أنواع مختلف من أنظمة الصواريخ بما في ذلك «إس - 300» وأنظمة الإنذار المبكر. وليس سرا، أن الصين تلقت بالفعل 15 نظاما من «إس - 300» خلال العام الماضي.
كما اقترح واضعو التقرير، التهديد بسحب إيران معارضتها تمديد خطوط الأنابيب في بحر قزوين، مثل خط أنابيب الغاز «نابوكو»، ليصل إلى تركمانستان بأذربيجان، ويواصل عبر تركيا إلى أوروبا. حتى الآن، امتثلت طهران لطلب روسيا بأن تعترض بشدة على خطة تمديد الأنابيب، التي من شأنها كسر الاحتكار الروسي في أوروبا، الذي تتمسك به من بين أمور أخرى، عن طريق خط أنابيب «بلوستريم» في قاع البحر الأسود.
كذلك، أوصوا بإعطاء الأفضلية للشركات الصينية والتركية على الشركات الروسية لبناء المحطات الكهربائية. وفي الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2011، أعلنت إيران عن توقيع صفقة مع شركة صينية لبناء عشر محطات كهربائية تعمل بالغاز في محافظة مازندران الشمالية.
بعض من هذه الخطوات التي لم يكشف عنها أحمدي نجاد خلال اجتماعاته مع خامنئي، أثارت غضب مكتب المرشد. ووفقا للمصادر الإيرانية المطلعة، أعرب المرشد عن استيائه للرئيس، وطالب بوجوب طرح كل البيانات العلنية المتعلقة بعلاقة إيران بروسيا على مكتبه مسبقا. هذا التوتر مهد الطريق ليملي المرشد على السفير الإيراني في موسكو فحوى بيانه الأخير. وأكد خامنئي أنه عندما يتعلق الأمر بالمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإن إيران تحتاج روسيا أكثر من حاجة روسيا لها.
على هذه الخلفية، يمكن فهم الآمال الكبيرة والأهمية الفائقة التي قيّم بها رجال أحمدي نجاد، جولته في دول أميركا اللاتينية. لكن رجال خامنئي يعرفون أن الدول التي زارها أحمدي نجاد دول ذات صوت مبحوح على الأكثر، وأن على طهران أن تتقبل كل المراوغات الصينية والروسية مهما كانت مخيبة لآمال القيادة.
لكن يتبين مما تقدم أن «الشطارة» التي تتميز بها القيادة الإيرانية، لا تظهر أمام «شطارة» الحنكة الصينية و«شطارة» المراوغة والمماطلة الروسية.

جيش الأسد يوقف قصف الزبداني بعد هدنة مع الثوار و"حزب الله" أخلى صواريخه من قواعد في ريف دمشق وحمص وسط المعارك
جماعتا جبريل وأبو موسى تتفاوضان مع "الجيش الحر" لتحييد قواعدهما والأرياف تحولت خلايا نحل إيرانية في محاولة لمنع تمدد الثورة

حميد غريافي: السياسة
تحول بعض أرياف المدن في شمال وجنوب وغرب سورية, خلال الأسابيع الاثني عشر الماضية الى خلايا نحل صغيرة لضباط وعناصر من "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" ولمجموعات من ميليشيات "حزب الله" و"حركة أمل" اللبنانية, في محاولة لمنع تمدد الثورة خصوصاً في غرب البلاد وجنوبها المواجهة للأراضي اللبنانية, والتي يعتبرها الحزب "مناطق حيوية" لاستمرار تزوده بالأسلحة والصواريخ من إيران عبر سورية.
وكشف أحد قادة تنسيقيات الثورة ل¯"السياسة" من القاهرة, أمس, أن عشرات العناصر التابعة لـ"حزب الله" و"الحرس الثور" تمكنت, وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر من ضباط وجنود "الجيش السوري الحر" الذين سيطروا على بلدة الزبداني في ريف دمشق الواقعة قرب الحدود اللبنانية, من اخلاء كميات كبيرة من مستودع للأسلحة انشأوه بين الزبداني وبلدة سرغايا السورية الواقعة تماماً على الحدود مع لبنان, مشيراً الى أن عناصر الحزب استخدموا من مستودعهم صواريخ أرض - أرض من طرازي "كاتيوشا" و"غراد" ضد وحدات "الجيش السوري الحر", وضد مجموعات من المدنيين المتدربين على القتال والذين يقودون حالياً مع "الجيش الحر" الدفاع عن منطقة الزبداني "التي سلخوها عن خريطة آل الأسد واصبحت المنطقة المحررة التي من شأنها - مع حمص وريفها - ان تتحول الى منطلق حرب التحرير الشعبية".
وأضاف المصدر أن "مقاتلي الثورة وضباطا من "الجيش الحر", رصدوا حشوداً لعناصر من "حزب الله" يقدر عددهم بأكثر من 250 ميليشياوياً في بلدة يحفوفا اللبنانية الشيعية المقابلة لسرغايا السورية ولا يفصلها عنها أكثر من خمسة كيلو مترات, وهم يستعدون لعبور الحدود لمساعدة جيش الأسد في فك الحصار عن منطقة الزبداني التي لم يعد بداخلها أي وجود للسلطة ولا في بعض القرى المحيطة بها, وإنما يجري قصفها بمدافع الدبابات من المناطق القريبة".
واشار إلى أن "الأمور تحولت خلال الأيام العشرة الماضية لصالح الثوار كلياً, ما حمل المعارض السوري البارز كمال اللبواني على الاعلان عن ان القوات الحكومية التي تقاتل الثوار في الزبداني وافقت على وقف للنار ينسحب بموجبه جيش النظام منها ومن جوارها, كما يغادر "المتمردون" (الجيش الحر خصوصا) شوارع البلدة واحياءها, وان قصف الدبابات توقف وان أئمة المساجد يكررون إعلان الاتفاق عبر مآذن البلدة" على أن يبدأ تنفيذه اعتباراً من اليوم الخميس.
وفي السياق نفسه, كشف القيادي في المعارضة السورية ل¯"السياسة" ان "ضابطين من "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" برئاسة أحمد جبريل المقيم في دمشق, ومعهما ضابطان من "فتح الانتفاضة" التي يقودها أبو موسى, اجتمعوا الأحد الماضي في الزبداني مع ضباط منشقين من "الجيش السوري الحر" للبحث في ضرورة عدم مشاركة الفلسطينيين المؤيدين للنظام في الحرب الدائرة الآن داخل سورية لصالح آل الأسد وعصاباتهم, مقابل امتناع مقاتلي الثورة و"الجيش الحر عن استهداف مواقع تلك الفصائل سواء داخل المناطق المحيطة بالمخيمات او في القواعد العسكرية الفلسطينية المنتشرة على الحدود السورية - اللبنانية المشرفة على البقاعين الأوسط والجنوبي, حيث ان "الجيش الحر" يسعى الى توسيع انفلاشه وانتشاره ليشملا مفاصل تلك الحدود للسيطرة على طرقات التسليح والسلع الغذائية والطبية التي بدأت تتناقص لدى الثوار".
وكشف القيادي ل¯"السياسة" أن "عناصر من "حزب الله" ترافقهم مجموعات من "الحرس الثوري" الإيراني يعملون منذ حوالي ثلاثة أسابيع على اخلاء قاعدتي تخزين اسلحة وصواريخ ايرانية احداهما في ريف دمشق والاخرى في ريف حمص, وكلتاهما قريبتان من الحدود اللبنانية الشرقية والشمالية, ويعتقد ان الاولى تضم ست بطاريات لصواريخ أرض - جو ضد الطائرات من صنع روسي كانت اسرائيل حذرت سورية وايران من ادخالها الى لبنان, فجرى تخزينها في القاعدة القريبة من الزبداني ايضا, فيما أكدت استخبارات التنسيقيات في ريف دمشق ان هذه البطاريات الست قد تكون ادخلت بالفعل الى البقاع اللبناني لتهريبها من وصول نيران الثورة السورية إليها".
واضاف القيادي "ان المعارك التي دارت ومازالت في الزبداني ومضايا وبلدات اخرى محيطة بهما, شهدت مشاركة قوية لمقاتلي "حزب الله" و"حركة أمل" وبعض فلول "الحزب السوري القومي الاجتماعي", في القتال مع "الجيش الحر" ومقاتلي الثورة, وان اكثر من عشرة من هذه العناصر اللبنانية - الإيرانية اصيبت في المعارك ونقلت الى المستشفى العسكري في المنطقة, حيث تردد ان عددا منها توفي في ما بعد".
ويعلق "حزب الله", كما قيادة الجيش السوري في ريف دمشق, أهمية كبرى على استعادة الزبداني ومناطقها لأنها الأكثر حيوية من الناحية العسكرية والستراتيجية, حيث انها تربط لبنان بسورية بشكل قوي, فطريق دمشق - بيروت تمر فيها, وأبراج التوتر العالي من الكهرباء السورية التي تزود لبنان, قائمة فيها ايضاً, فيما تتركز فيها معظم طرقات التهريب غير الشرعية للسلاح والبضائع والنفط والسلع بين البلدين, وكذلك سكة الحديد التي تربطهما معا.

مجلس الوزراء شكّل لجنة "الله يستر"
غسان حجار/النهار
لعل أطرف ما في كارثة بناية فسّوح المنهارة ان مجلس الوزراء شكل لجنة من اختصاصيين ومهندسين للوقوف على حقيقة أسباب سقوط المبنى على رؤوس شاغليه! يقول وزير الداخلية لـ"النهار": اذا عرفنا الأسباب لن تتكرر المأساة. دأنا عملية اضاعة الوقت، ووضع الإفتراضات لسقوط المبنى. ترى ما هي الأسباب؟ أهي عمل تخريبي مثلاً؟ أم اهمال حال دون تدعيم أساسات البناء؟ أم فيلم أكشن أراد الضحايا تصويره؟ أم اختبار لأجهزة الدولة؟ لم أفهم ماذا سيكون عليه عمل اللجنة الوزارية. السبب واضح لا لبس فيه، ولا مجال للفرضيات. البناء قديم ومفكك الأوصال، ولا قانون يفرض على شاغليه اخلاءه، ولا قانون يوجب هدم تلك المباني، ولا قانون يدفع الى استملاكها اذا أحصيت بين المباني التراثية، ولا قانون يجبر البلدية على الكشف عن أوضاع الأبنية، ولا قانون يحل مشكلة أصحاب الأملاك القديمة والمستأجرين ليتسنى لكل واحد تدبير أموره، ولا قانون يمنع الحفر الا بشروط في جوار تلك المنازل المتهالكة...فهل تخرج اللجنة الوزارية بتقرير مفاده ان "الحق على الطليان" أم "الحق على الدولة"؟
هكذا نواجه الزلازل
صرح وزير الداخلية مروان شربل لـ"النهار": ما حدث في الأشرفية يجعلنا نقول الله يستر من هزة 3 أو 4 درجات". وأضاف "نحن مفضوحون خلقة، لكني أقول الله ينجينا ويجب ان نأخذ العبرة من هذا المبنى، لأننا لم نأخذ العبرة يوم انهار المبنى في الكحالة، وقبله في المدينة الصناعية. في هذا البلد لا نتعلم الا حين نتأذى، واذا وجدت حفرة في الشارع لا نردمها الا حين يقع فيها احدهم ويقتل". كنا دائماً نسأل ماذا لو حصلت هزة أرضية في لبنان؟ اذا كان مبنى الأشرفية، وهو ليس ناطحة سحاب تقطنها مئات العائلات، ولم يكن مبنيا برج التجارة العالمي اللذان انهارا في نيويورك إثر عملية ارهابية، قد استحق كل هذا العناء، مع ما رافقه من فوضى عارمة، وإهانة الناس، وتكسير كاميرات بعض الإعلام، فماذا سنفعل لو حلت بنا مصيبة أكبر؟ م يقل وزير الداخلية، اننا نفعل ما في وسعنا. وماذا في وسعه ان يفعل في طرق وأزمة ضيقة، ومع أجهزة شبه معطلة وتجهيزات غير متوافرة، وفي ظل تهافت السياسيين مع مواكبهم التي تزيد الطين بلة. الجواب الواقعي عند وزير الداخلية العفوي الصريح: الله يستر .
الدفاع المدني "عالوعد يا كمّون"
أذكر انه قبل أكثر من عشر سنين، اتصل بي نائب من منطقتي يسألني عن شباب عاطلين عن العمل، يودون التطوع في الدفاع المدني لأنه سيصار الى تثبيتهم بعد سنة. توسّمت خيراً، اتصلت بعدد من الشبان، قبل منهم الدعوة 4. تطوعوا سنة، فسنة ثانية، انسحب الأول، فالثاني، ثم الثالث والرابع، في غضون أربع سنين.وهكذا دواليك حتى فرغ المركز من متطوعيه. صارت سيارة الدفاع المدني تطلب سائقاً عند الأزمات. لا مياه فيها، ولا دواء للإطفاء، حتى اطاراتها المطاطية صارت في حاجة الى تجديد. اندلع حريق، لا سائق لسيارة الدفاع المدني. لماذا؟ مرت عشر سنين، لم يفتح الملف، لم يدخل المتطوعون الى الملاك، لا أعلم السبب. ربما يحول دون ذلك غياب التوازن الطائفي، أو النقص في المال كما يقال. لكن الأجهزة المقابلة، من أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، طوعت المئات في الفترة عينها. وماذا عن هذا الجهاز الذي يقوده عسكري أيضاً، ويتبع وزارة الداخلية أيضاً؟ كل الوزراء الذين تعاقبوا على الداخلية أعدوا مشروعاً للدفاع المدني، لكنهم كلهم كذبوا. كل المشاريع لم ترَ النور، وما زال عدد من المتطوعين غير اليائسين من البلد ينتظرون الوعود الفارغة و"عالوعد يا كمون".

زوّار بيروت لمسوا تبدّلاً لدى "حزب الله ودور مسيحي محوري في حماية لبنان
روزانا بومنصف/النهار
على رغم بعض الانتقادات التي طاولت الزوار الديبلوماسيين للبنان أخيرا على هامش المؤتمر عن الاصلاح والديموقراطية الذي نظمته "الاسكوا"، فان مصادر رسمية ابدت ارتياحها لهذه الحركة التي وضعت لبنان في قلب ما يجري في المنطقة من جهود واتصالات فلا يبقى على هامشها يدور في حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل الداخليين. فمع كل الكلام والخلاصات التي خرجت بها اللقاءات التي عقدت، ابرزت هذه المصادر بضعة تطورات او عوامل جديدة كان اهمها:
- ان "حزب الله" وعلى رغم موقفه المعلن من دعم النظام السوري وخروج رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بعد لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو متحدثا عن تباين في وجهات النظر، فان هناك تبدلا في موقف الحزب ينسجم مع موقف ايراني مماثل تم التعبير عنه في اللقاءات الايرانية مع المسؤولين الاتراك بحيث ان الوضع في سوريا لم يعد موضع نفي او انكار لما يجري هناك. وهذا التبدل يستند الى غياب الحدة في موقفي الحزب وايران من وجهات النظر غير الموافقة لرأيهم في الموضوع السوري واظهار الطرفين انفتاحا لجهة اثارة موضوع البدائل المطروحة من استمرار الرئيس السوري في السلطة على افتراض سقوط النظام او انهياره. لكن الحديث اعلاميا عن اختلاف في وجهات النظر انما يتصل وفق بعض المعلومات بالحاجة الى توجيه رسالة طمأنة الى النظام السوري حول طبيعة المحادثات التي جرت مع المسؤول التركي. وكذلك الامر بالنسبة الى بعض المسؤولين الآخرين الذين ادرجوا مواقفهم في الاطار نفسه بطريقة او بأخرى تبريرا للقاء مع اوغلو.
- ان روسيا تستبق ما يمكن ان يصدر عن وزراء الخارجية العرب نهاية الاسبوع الجاري وتطرح قرارا جديدا امام مجلس الامن لادراكها ان ما يمكن ان يصدر عن هذا الاجتماع يمكن ان يحرجها جدا بحيث تضطر الى تغيير موقفها جذريا مما يجري في سوريا بناء على ما سيرد في هذا التقرير، وفي حال اعلن العرب فشل مهمتهم وحمّلوا النظام المسؤولية الاولى عن هذا الفشل. اذ ان هذا التقرير يمكن ان يفتح الباب واسعا امام مجلس الامن ليدلي بدلوه في هذا الاطار. الا ان هذه الخطوة الروسية تفيد في الوقت نفسه وفق الاشارات الديبلوماسية التي يعتبر كثر انها ما تواجهه روسيا ان هذه الاخيرة مستعدة لتغيير موقفها وان توجههم للمرة الثانية الى مجلس الامن يعني ان باب المجلس ليس مقفلا في الواقع انما الخلاف هو على المضمون الذي يحتاج الى توافق. وهذا الخلاف نقل البعض الى المسؤولين اللبنانيين انطباعه في شأنه استنادا الى اقتناع ان ليس التقرير العربي في نهاية الاسبوع الجاري هو ما سيحسم الموقف او الاتجاه بل هو اتفاق اميركي - روسي قد يحتاج اليه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قبل الانتخابات الرئاسية في موسكو. وان هذا الاتفاق يفترض او يتوقع ان يكون شاملا من الدرع الصاروخية الى مسائل اخرى ومن بينها الوضع في سوريا. وفي حال حصول هذا الاتفاق فان روسيا ستكون الى جانب المجتمع الدولي في الموقف مما يجري في سوريا على ذمة اصحاب هذه المعطيات، علما ان مصادر زائرة اخرى ترى انها تحتاج الى التثبت فعلا في الاسابيع المقبلة وتحديدا في اوائل الشهر المقبل من قابلية روسيا لتغيير موقفها على هذا الاساس. اذ ان هناك سباقا بين مختلف الجهود خلال شهر ونصف الى شهرين قبل انعقاد القمة العربية المقبلة المرتقبة في العراق على رغم استبعاد ان تنعقد في بغداد، لكن المهلة هي مهلة الاستفادة من الرئاسة القطرية للجامعة من اجل تفعيل اي تحرك عربي وربما ايضا توظيفه في سبيل الحصول على تحرك دولي يساهم في وقف العنف.
- ان ابرز رسالة من اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية التركي مع القيادات الروحية لا سيما المسيحية منها صبت في اطار ابلاغهم ان الطوائف المسيحية ليست غريبة عن المنطقة وهي تشكل جزءا اساسيا منها وانها جزء ايضا من التنوع الذي يميز المنطقة. وان دور المسيحيين اخذ بعدا اكبر في لبنان اكثر من الدول العربية الاخرى بناء على النيات التي ابدوها في المحافظة على البلد وان تركيا بما لها من علاقات اقليمية وعربية لن تقبل مع الانظمة الجديدة او الانظمة القائمة ان يتأثر الحضور او الوجود المسيحي او حقوقهم ومصالحهم، وانطلاقا من اهمية الوضع المسيحي وحماية لبنان من العنف ومن ان يفيض ما يحصل من عنف في سوريا عليه . ذلك ان لبنان هو العنوان والمرآة لما يمكن ان يصيب المنطقة استنادا الى انه اذا انفجرت في لبنان مذهبيا او طائفيا انفجرت في المنطقة بــأسرها، في حين ان لملمة الامور بين اللبنانيين ومنع تفاقمها لا يساهم في اخفاء التوتر الموجود في المنطقة لكنه لا يسلط الضوء عليه او يترجمه مما يبقي الامور مضبوطة الى حد بعيد خصوصا على الصعيد السني - الشيعي الذي تحرص دول كثيرة على ابقائه تحت سقف الخلافات المعروفة لكن من دون ابعاد خطيرة في الترجمة الميدانية.

الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان يتوقع حرباً أهلية إذا بقي النظام السوري 
المصري: بشار يردد ما قاله بن علي ومبارك والقذافي.. وكلهم ذهبوا وبقي الشعب
بيروت - من عمر البردان: السياسة
رأى الأمين العام للجماعة الاسلامية في لبنان ابراهيم المصري أن وقوف الجماعة على الحياد بين تيار "المستقبل" وفريق "8 آذار" حرمها مكاسب كثيرة. وقال: نحن وتيار "المستقبل" نعيش في ساحة واحدة ومارسنا عملية تنسيق وتعاون من أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري, مؤكداً أن الجماعة مع السلاح اذا كان لمقاومة اسرائيل أما اذا تحول الى شوارع المدن فيصبح سلاح فتنة.
كلام المصري أتى في سياق حوار أجرته "السياسة" معه, أكد فيه أن "قوات الفجر" برزت الى العلن سنة 1982 ابان الاجتياح الاسرائيلي وساهمت بتحرير قرى شرق صيدا, واذا كان لها من وجود عسكري اليوم فهو في القرى الحدودية بمواجهة اسرائيل, واصفاً ما يجري في سورية بأنه امتداد لما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن, مستغرباً تأييد البعض لما جرى في هذه الدول في حين أنه يرفض التغيير فـــي سورية, كاشفاً أن عائــلة الأسد استأثرت بالسلطة في سورية منذ ستينات القرن الماضي, وأن الرئيس حافظ الأسد تصرف مع الضباط العلويين تصرفاً قاسياً وكان مسؤولاً عن تصفية عدد منهم من بينهم صلاح جديد ومحمد عمران. وقال ان بعض الاعلاميين اللبنانيين تحولوا الى مجرد مرتزقة لخدمة هـــذا النظام أو ذاك واذا استمرت الأمور في سورية على ما هي عليـــه فـقد تتحول الى حـــرب أهليـــة أو طائفية, لأن المعارضة لن تتراجع عن مطالبها طالما النظام لم يقدم أي مبادرة باتجاه التغيير, ولو واجــه بشار الأسد شعبه بالانفتاح المطــلوب وأجـــرى اصلاحات حقيقية لوجد الشعب السوري الى جانبه.وأكد المصري أن الساحة اللبنانية لم تحتضن "القاعدة" ولا غيرها وأن تصريحات وزير الدفاع لم تكن لائقة به, مشيراً الى أن الجماعة الاسلامية تؤيد قانون النسبية في اطار المحافظات الموسعة, وقال انها تسعى للوصول الى صيغة تفاهم بين دار الفتوى وتيار "المستقبل" لأن الساحة الداخلية تتأذى من قيام معركة داخلية تحت أي عنوان جانبي.  في ظل تطورات الأوضاع الراهنة في لبنان أين تقف الجماعة الاسلامية مما يجري?
 الجماعة الاسلامية ليست مجرد حزب سياسي, هي حركة دعوية ترمي الى اصلاح المجتمع, واسعاد المواطنين, وتصويب المسار السياسي في البلد, وليس لها أهداف قريبة تسعى الى تحقيقها, وانما تعتبر نفسها نجحت اذا ما استطاعت تحقيق أهدافها المعروفة والمعلنة بالساحة اللبنانية, اذا رجعنا الى الوضع اللبناني, وماذا حققت الجماعة بهذا الوضع, نقول انها التزمت جانب الحياد في المسار السياسي الذي يقود البلد, وكنا على مسافة واحدة من عدد من القوى اللبنانية سواء في الساحة المسلمة أو الساحة المسيحية, وتعلمون أن لبنان دخل مأزقاً حرجاً بعد موجة الاغتيالات التي كان أبرزها اغتيال الرئيس رفيق الحريري, منذ ذلك التاريخ وما بعد 2005 بدأت الساحة الاسلامية في لبنان تعاني من أزمات مترافقة مع موجة من التعاطف والاندماج مع تيار "14 آذار" وفاء لدماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري, الجماعة كانت ترى أن تيار "المستقبل" تجمعها به عناصر كثيرة, والتيار الآخر المتمثل بـ"8 آذار", كذلك تجمعها ببعض عناصره وشائج كثيرة, لذلك احتفظت الجماعة بموقف الحياد من هذه القوى السياسية, ما حرمها أن تكون لها مكاسب سياسية أو مادية أو شعبية في الساحة اللبنانية, ونحن ما زلنا على هذا المسار لم نندم أبداً لعدم اندماجنا في تيار "8 آذار". كما أننا لم نندم لأننا لم ندمج في تيار "14 آذار" لأن كلا التيارين يضم قوى لبنانية نلتقي معها, وقوى أخرى نختلف معها بشكلٍ جذري. وهذا ما يجعل الجماعة حتى الآن في الموقف المحايد الذي يحترمه الجميع, ويتعامل معه الجميع, على أن الجماعة تحتفظ بمسافة واحدة من العلاقة الطيبة بمعظم القوى اللبنانية. هذا لا يعني أننا نسكت عن ابداء موقفنا, نحن نمارس حقنا بنقد الانحرافات التي تقع ولكن الجميع يعتبرون أن للجماعة منطلقات مبدئية وفكرية, وليست مجرد منطلقات انتهازية من أجل تحقيق مكاسب أو أغراض خاصة.
العلاقة مع حزب الله
على صعيد العلاقة مع "حزب الله", كيف تصفون هذه العلاقة حالياً?
علاقة الجماعة الاسلامية بـ"حزب الله" علاقة قديمة بدأت قبل أن يتأسس الحزب. وكان ميدانها الأبرز  المقاومة, والعنصر الآخر في هذه العلاقة أن الأخوة في "حزب الله" يشكلون التيار الاسلامي في الساحة الشيعية, كما أن الجماعة الاسلامية, تشكل التيار الاسلامي في الساحة السنية, لكن الأخوة في "حزب الله" أوغلوا في الشأن السياسي, ما جعلهم يعقدون تحالفات قد لا نرضى عنها كلها, أو يدخلون معارك لا نقبل الدخول فيها. وهذا ما جعل العلاقة معهم محكومة بالمرحلة التي يكون فيها "حزب الله". عندما يمارس "حزب الله" أداءً مقاوماً نحن معه وندعم مواقفه ونشاركه في هذه المواجهات, أما اذا أخذ موقفاً آخر, لا ترضى عنه الجماعة, فانها تعلن هذا الموقف وتلتزمه وتمارسه على الساحة اللبنانية. لكن الأساس أن الجماعة الاسلامية تعتبر أن "حزب الله" هو الحركة الاسلامية التي تغطي الساحة الشيعية وهذا ما يجعلنا ملزمين أن نكون على تواصل مع هذه الساحة, وأن تكون علاقتنا معها  طيبة لا تشوبها شوائب تعكر العلاقة الاسلامية اللبنانية, لأن هذا قد ينعكس سلباً أو قد ينعكس بشكلٍ طائفي ومذهبي على الساحة اللبنانية.
كيف تصفون علاقتكم مع تيار "المستقبل"?
 نحن وتيار "المستقبل" نعيش في ساحة واحدة ومارسنا عملية تنسيق وتعاون خلال السنوات الماضية منذ أيام الرئيس الحريري حتى الانتخابات البلدية والنيابية الماضية, كما نلتقي مع تيار "المستقبل", لكن هذا لا يعني اننا جزء من هذا التيار, أو اننا نلتزم بالمواقف التي يعتمدها في أدائه السياسي, لكننا نحرص على ألا تكون علاقتنا مع تيار "المستقبل" مشوبة بالحدة والتشدد لأن الساحة الاسلامية في المناطق اللبنانية من عكار الى طرابلس الى بيروت وصيدا والبقاع تحتاج جميعاً الى تنسيق في المواقف حتى يستطيع المسلمون في هذا البلد تجاوز المراحل الصعبة التي يمر بها لبنان في هذه الفترة.
كيف تنظرون الى موضوع السلاح, في ظل المطالبة ببيروت منزوعة السلاح ولبنان منزوع السلاح?
 موضوع السلاح أخذ بعداً غير طبيعي عندما نزل هذا السلاح الى شوارع المدن وأصبح مرجحاً لكفة هذا الفريق أو ذاك. اذا كان المقصود بموضوع السلاح هو المقاومة فنحن مع المقاومة بمواجهة العدو الاسرائيلي في الجنوب, أما اذا كان موضوع السلاح حتى أدعم موقفي السياسي مقابل موقف سياسي آخر فنحن نعتبر أن هذا السلاح سيصبح بالتالي سلاح فتنة وليس مقاومة. لذلك  نعتبر أن المقاومة عنصر أساس في الساحة اللبنانية. وهذه المقاومة استطاعت في سنة 2000 تحرير الجنوب اللبناني, وفي العام 2006 أن تصد عدواناً اسرائيلياً عريضاً, صحيح أن هناك اصابات كبيرة على الساحة اللبنانية لكن الأهم من هذا أن العدو الاسرائيلي اضطر للانسحاب من المناطق التي كان يحتلها وانكفأ بعد نهاية المعارك التي لم يخرج منها بأي نتيجة, من هنا أقول ان الجماعة الاسلامية هي مع شعار المقاومة ومطلب المقاومة, مع وجود قوى مقاومة ولا سيما في الجنوب اللبناني على الحدود مع فلسطين المحتلة لأن جيوش العالم عادةً لا تستطيع أن تغلق المنافذ الحدودية, وهي تحتاج الى قوى شعبية تساعدها وتدعمها في مواجهة أي عدوان قد يطرأ عليها. ونحن نرى أن الأقطار العربية التي لم تشهد مقاومة تحولت فيها الجيوش الى مجرد حرس حدود لا أكثر ولا أقل, في بعض الأقطار تحولت هذه الأنظمة الى أن أوغلت في بناء علاقة مع الكيان الصهيوني سواء بتوقيع كمب ديفيد مع مصر أو وادي عربة أو اتفاق أوسلو مع السلطة الفلسطينية. لذلك  نعتبر أن المقاومة أمر مطلوب, لكن شرط أن تكون مقاومة ضد العدو الاسرائيلي, وأن يكون السلاح متوجهاً نحو الجنوب, وليس نحو الشارع اللبناني, سواء  في صيدا أو بيروت أو طرابلس أو أي منطقة لبنانية أخرى.
هل تعتقد أن هنالك من لا يزال يستخدم سلاحه لتحقيق غايات سياسية?
هذا وقع مع الأسف في »السابع من أيار« 2008 وكان خير شاهد على أن السلاح استعمل من أجل تسجيل موقف سياسي وهذا الذي وقع في ذلك اليوم, تبقى آثاره السلبية بالغة الخطورة على الساحة اللبنانية. وباتت معظم القوى اللبنانية ترفع شعار نزع سلاح المقاومة, وأن تكون بيروت مجردة من السلاح, أو أن يكون لبنان كله مجرداً من السلاح, وهذا أمر خطير جداً وأظن أن الذين ارتكبوا هذه الخطيئة لابد أنهم أدركوا مقدار ما ألحقوه بالمقاومة من أذى وأنهم تعلموا درساً ونتمنى ألا يعود أحد لاستعمال السلاح ضد أخيه المواطن اللبناني وانما ضد العدو الاسرائيلي فقط.
هل تعتقد أن هنالك من قد يعيد المغامرة ثانية?
طالما السلاح موجود وهو مصدر قوة لأي فريق يكون بحوزته, فان هذا السلاح يغري صاحبه بأن يستعمله من أجل أن يضغط على الفريق الآخر, هذا في حال لم يتمتع هذا الفريق بقدرة عالية من الحيادية, ومن الالتزام بنزاهة هذا السلاح وقدسيته حتى لا يجري استعماله في الساحة الداخلية.
قوات الفجر
ما حقيقة ما أثير حول "قوات الفجر", وهل فعلاً لديكم جناح مسلح جاهز للاستخدام عند الضرورة?
 هذا موضوع قديم, قوات الفجر برزت سنة 1982 في صيدا عندما اجتاحت القوات الاسرائيلية الجنوب اللبناني, ووصلت الى مدينة صيدا وتخومها. اخواننا هناك حملوا السلاح وشكلوا فصيلاً مسلحاً مقاوماً حمل اسم قوات الفجر, لم نكن نريد أن يحمل هذا الفصيل اسم "قوات الفجر", ولم نكن نريد أن يحمل  اسم الجماعة الاسلامية حرصاً على أن يبقى أخواننا صامدين في مدينة صيدا وألا يضطروا لمغادرة المدينة, وقدمت قوات الفجر عدداً كبيراً من الشهداء واستطاعت أن تساهم بشكلٍ بارز بتحرير مناطق شرق صيدا, واستمرت قوات الجماعة الاسلامية بسيطرتها على مناطق في صيدا من شرق المدينة حتى الشريط الحدودي حوالى 5 سنوات من سنة 1985 حتى 1990 عندما دخل الجيش المنطقة وتسلم مواقعها العسكرية, لذلك قوات الفجر نشأت في ظروف استثنائية, أما بالنسبة لموضوع الشريط الحدودي فنحن نعتبر أن من حق أهل الشريط الحدودي وأبناء القرى الحدودية أن يكون لديهم سلاح يدافعون به عن أنفسهم, وألا يفاجأوا بيوم من الأيام بأن قواتٍ اسرائيلية تعبر الحدود وتداهم المنازل وتحتل القرى بغياب الجيش أو قوات "اليونيفيل", لذلك اذا كان هناك من وجود عسكري للجماعة فهو في هذه المناطق وغير معلن بطبيعة الحال وفي مواجهة العدو الاسرائيلي لا أكثر ولا أقل, أما في بقية الساحة الاسلامية فالجماعة الاسلامية تنظيم اسلامي مدني يمارس عمله على كامل الساحة. ولم يسجل تاريخ لبنان الحديث أي موقف سلبي للجماعة أو أنها حملت السلاح وواجهت جانباً لبنانياً آخر.
اوضاع سورية
ما  موقفكم مما يجري في سورية وكيف تنظرون الى تطورات الأوضاع هناك?
 ما يجري في سورية امتداد لما جرى في تونس وليبيا ومصر واليمن ولا أجد أحداً يعترض على ما جرى في هذه الأقطار. لكن مع الأسف الشديد عندما وصلت القضية الى سورية, وجدنا فريقاً من اللبنانيين أو بعض الاعلاميين الذين يمارسون دوراً غير نظيفٍ يتهمون الشعب السوري بأنه يمارس مؤامرة أميركية وأنه يضحي بالقضية الفلسطينية وأنه يريد اسقاط النظام السوري لرغبات شرقية أو غربية, في حين أن مطالب الشعب السوري هي مطالب محقة, الشعب السوري يطالب بالحرية والديموقراطية وتداول السلطة, واذا ما نظرنا الى سجل النظام الذي حكم سورية منذ ستينيات القرن الماضي نجد أن هناك عائلة واحدة هي التي مارست السلطة في سورية ليس ذلك احتكاراً لحزب للسلطة, ولا كما يقول البعض احتكاراً للطائفة العلوية, وانما هو احتكار لعائلة واحدة تقاسمت السلطة, حتى هذه العائلة تشققت وخرج منها بعض أفرادها الذين تركوا سورية. بالنسبة للساحة السورية منذ فترة الانقلابات التي انتهت مطلع الستينيات كان هناك مجموعة من ضباط "حزب البعث" مارسوا السلطة بدءاً بالرئيس أمين الحافظ الى غيره من كبار ضباط الجيش السوري حتى وصل الأمر الى الرئيس حافظ الأسد الذي تصرف مع الضباط حتى العلويين منهم تصرفاً قاسياً, حيث جرى اعتقال الضابط  صلاح جديد وأودع السجن أكثر من عشر سنوات الى أن أخرج من السجن ليموت بعد أيام, كذلك اللواء محمد عمران من الطائفة العلوية الذي جرى ابعاده من سورية الى لبنان, حيث اغتيل بعد ذلك في مدينة طرابلس, حتى داخل أسرة الأسد جرى ابعاد رفعت الأسد وأبنائه عن البلد حتى تكون السلطة في اطار البيت الواحد وليس العائلة ولا الطائفة ولا الحزب. لذلك  نرى أن من حق الشعب السوري أن يختار من يحكمه وأن يختار نظام الحكم الذي يريد, وليس من حق أحد أن ينكر عليه ذلك.
  كيف تقيم مستقبل الحركة الاحتجاجية في سورية? وهل أصبح سقوط نظام الأسد قريباً, أم أن المسألة ستطول?
 هذا الموضوع حساس  وشائك جداً, لأن الوضع السوري معقد, والقيادة السورية قيادة فتية وليست مثل قيادة حسني مبارك ولا زين العابدين بن علي, لذلك نتمنى الوصول الى حل سياسي, وتفاهم سياسي للأزمة القائمة في سورية, لأنها اذا استمرت على هذا المنوال فقد تتحول في المستقبل الى حرب أهلية, وحرب طائفية وهذا أسوأ ما يمكن أن تصل اليه الأمور في سورية.
هل يمكن للمعارضة أن تتراجع بعد سقوط أكثر من سبعة آلاف قتيل?
المعارضة لا تملك أن تتراجع لأنها ليست معارضة أحزاب على كل المستويات, وانما هي معارضة قوى شعبية مؤمنة أن هذا النظام ينبغي أن يزول. لذلك فان الطابع العام للمعارضة هو الاستمرار حتى تحقيق كامل مطالبها وأهدافها المعلنة. واشاعة أجواء من الحرية والديموقراطية, وتداول السلطة, بالمقابل فان النظام لم يقدم أي مبادرة, أو أي تنازل في هذا الاطار وهذا ما يجعل المعارضة في حل من أن تتراجع عن مطالبها.
هل أنتم مع تدويل الموضوع السوري?
لا نتمنى تدويله ولا تعريبه ونتمنى أن يجري حل الأزمة في داخل القطر السوري وأن يتولى السوريون معالجة قضيتهم وأن يفرضوا حلاً تساهم كل القوى الحية في المجتمع السوري بالوصول اليه. لكن مع الأسف الشديد مرت عشرة أشهر ولم يصل السوريون الى حل أو الى تسوية, فكان اللجوء الى تعريب الأزمة والقائها في مرمى جامعة الدول العربية. والجميع يلاحظون أن الجامعة فشلت في أن تنهي حالة الاقتتال داخل سورية وشكلت قوات المراقبة العربية التي أصبحت مجرد شاهد زور على ما يجري تحت أعينها. الآن قد تكون سورية على أعتاب مرحلة جديدة وقد تكون الأوضاع تسير باتجاه تدويل الأزمة.
هل آن لنظام الرئيس بشار الأسد أن يترك السلطة ويستجيب لحركة الاحتجاجات?
هذا الأمر تجاوزه الزمن بمعنى أن سورية كان فيها رئيس دولة اسمه حافظ الأسد, كان ينبغي بعد وفاته فتح المجال لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية, لكن الذي جرى هو عكس ذلك. كما ينص الدستور السوري لا يحق للرئيس بشار الأسد أن يتولى هذا المنصب, لكن جرى تعديل الدستور حتى يتولى منصب رئاسة الجمهورية وهو ابن 34 سنة, لذلك كان يجب أن يجرى فتح الأمور على مصراعيها واجراء انتخابات حرة ونزيهة وازالة كل النصوص الدستورية التي تحول دون الوصول الى هذا المطلب. الآن على الرغم من مرور هذه السنوات فانني أظن أن الرئيس الأسد لو واجه شعبه بالانفتاح المطلوب وأجرى اصلاحات حقيقية فسيجد الشعب السوري مغتبطاً لتلقي هذه الاصلاحات اللهم شرط أن تكون اصلاحات حقيقية وليست مجرد امتداد للنظام السابق.
في حال تطورت الأمور في سورية هل تجد لها انعكاسات على الداخل اللبناني?
لا أتصور أن شيئاً من هذا قد يقع, من دون شك سوف تترك آثاراً على الساحة اللبنانية, لأن في لبنان قوى سياسية مستفيدة من الوضع السوري, هي تعتمد عليها في كل مساراتها السياسية والأمنية وغيرها. لذلك فانني أرى أنه بمجرد سقوط النظام السوري سوف تطرأ تأثيرات على الساحة اللبنانية لكنها لن تكون سلبية بمعنى أن يأخذ كل فريق لبناني حجمه الطبيعي, وليس حجمه المستورد, أو المنقول من الخارج. لهذا أظن أن هناك موجة من التخويف تمارس على القوى اللبنانية من أجل اقناع الناس بأن البلد سوف يضطرب والخراب سوف ينزل بساحته اذا ما طرأت أي تعديلات في الساحة السورية.
زلزال
سبق للرئيس الأسد أن هدد بزلزال سيضرب المنطقة في حال سقط نظامه, ما رأيك بذلك?
هذا ما فعله قبله كثيرون, هذا ما قاله زين العابدين بن علي وقاله حسني مبارك, وقاله بشكلٍ أبرز معمر القذافي وذهب الجميع وبقي الشعب, وسيبقى الشعب السوري ان شاء الله.
ماذا وراء اتهامات بعض المسلمين اللبنانيين لقرى وبلدات لبنانية أنها تأوي عناصر من تنظيم "القاعدة"?
أنا أرى أن هذه ممارسات سياسية لا تليق بوزير خاصة اذا كان هذا الكلام يترك آثاره على الوضع العام في البلد. في هذه الأيام لو قلت عن أي دولة في العالم ان فيها خلايا لتنظيم "القاعدة" فان وضعها الاقتصادي سيتأثر ووضعها الأمني سيضطرب, وهذا أمر غريب جداً, لكن الفريق الآخر يرى أن وزير الدفاع استعمل هذه الورقة من أجل توفير خلفية لما قد يقع قريباً في سورية, وقد وقع. وجدنا بعض التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع بعد ذلك بأيام وقعت تفجيرات. وجرى اسنادها الى تنظيم "القاعدة" بدون أي دليل.
هل اقتنعتم بهذه الرواية?
لم تقنع أحداً, لكنها جاءت لتؤكد اتهام الوزير بأن كلامه عن "القاعدة" كان مجرد اتهام سياسي ومع الأسف الشديد لم يؤيده بهذا الكلام, لا قائد الجيش ولا رئيس الجمهورية ولا وزير الداخلية, وكلهم عندهم تاريخ عريق بالجوانب الأمنية, لذلك أستطيع القول ان لبنان قد تكون فيه قوى متعددة مسلحة وغير مسلحة, لكن الساحة اللبنانية لم تحتضن تنظيم "القاعدة" ولم يظهر للسلطة اللبنانية أية مجموعات تنتمي لهذا التنظيم. على سبيل المثال أحداث الضنية التي وقعت سنة 1999 وانتهت باعتقال الشباب وحصول صدام مع الجيش فانها كانت مستوردة الى الساحة اللبنانية, والمسمى "أبو عائشة" كان في كندا وذهب الى أفغانستان وجاء الى لبنان وانتهت سيرته خلال أيام, المجموعة الأخرى التي تسمى "فتح الاسلام" معروف أنها لم تنبت في الساحة اللبنانية, وانما أرسلت من خلف الحدود ولم يدافع عنها أحد ولم تستطع أن تفعل شيئاً في الساحة اللبنانية. والآن اجتثت مئة بالمئة من الساحة اللبنانية. لذلك أستطيع القول ان الساحة اللبنانية ساحة حرة فيها حياة ديموقراطية رغم كل الأخطاء التي تسود هذه الساحة, لكن الحرية هي الضمان بأن تنظيمات ارهابية أصولية من هذا الشكل لا يمكن أن تنشأ وتترعرع على الساحة اللبنانية.
اذا سقط النظام السوري, هل سيرتاح لبنان ?
لا أريد أن أقول ان لبنان سوف يرتاح أو لا يرتاح. مشكلة لبنان تنبع من التعددية الموجودة فيه. مع الأسف هي ليست تعددية سياسية, بل تعددية طائفية ومذهبية, في الفترة الماضية كانت القوى الخارجية تدعم هذا الفريق أو ذاك من أجل تحقيق برنامجها على الساحة اللبنانية, اذا ما كفت أيادي الآخرين عن لبنان فانه سيكون أكثر ارتياحاً في منطقة الشرق الأوسط.
الغاء الطائفية

أي قانون انتخابي تراه الجماعة الاسلامية مناسباً للبنان?
 نحن لنا موقف قديم طالبنا فيه باعتماد النسبية واعتماد لبنان كله دائرة انتخابية واحدة. لكن هذا الكلام لا يعجب بعض أخواننا اللبنانيين الذين لا يشكلون أكثرية في الساحة. بعد اتفاق الطائف جرى اعتماد المناصفة ونتمنى أن يجري اعتماد نظام يعتمد المحافظة الموسعة ان لم يكن من الممكن اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة بحيث يجري الغاء الطائفية السياسية كما نص اتفاق الطائف فعلى الأقل أن يجري اعتماد النسبية في اطار المحافظة الموسعة لا أكثر ولا أقل. لا بأس أن ينجح مسلمون أكثر أو مسيحيون أكثر لا بأس لأن هؤلاء يمثلون شعبهم ولا أظن أحداً من النواب الآن يدين بالطاعة والولاء للمواطن المسيحي أو للمواطن المسلم. مع الأسف الشديد القوى السياسية في البرلمان اللبناني بمعظمها تدين لمصالحها ولمصالح أحزابها ومصالح عائلاتها ولا ينبغي المتاجرة بهذا الشعار الذي يجري تداوله وقد جرى ما يشبه الالتقاء عليه في الجانب المسيحي, سواء باللقاء الأرثوذكسي أو باللقاء الذي جرى في البطريركية المارونية. أنا أرى أن دستور الطائف استطاع أن يجري اصلاحاً حقيقياً في الحياة السياسية اللبنانية, وأن الوصول الى هذا الاصلاح كلفنا حرباً أهلية طويلة ودماء لبنانية غزيرة وما قدمه دستور الطائف جدير بأن يجري تنفيذه بأمانة واخلاص لعله يستطيع انقاذ لبنان من حالة التردي التي يعيش فيها.
  العلاقات بين دار الفتوى وتيار "المستقبل" ليست على ما يرام, هل يمكن للجماعة أن تقوم بتقريب المسافات ووصل ما انقطع?
 نحن نحاول الوصول الى صيغة تفاهم بين الفريقين, من المعروف أن سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كان يمثل تيار "المستقبل" مئة بالمئة في أدائه بل أن معظم القوى اللبنانية كانت تعاتبه لأنه أوغل بانتمائه لتيار "المستقبل" في الآونة الأخيرة يبدو أن الأمور تبدلت. لكن هذا لا يعني أن ندخل بمواجهة ضمن اطار مؤسسة دار الفتوى التي هي لجميع المسلمين في لبنان وقد اقترحنا حلاً للفريقين نأمل أن يأخذ طريقه الى التنفيذ. هناك امكانية لاجراء تعديلات على المرسوم 18 الذي يضبط العلاقات الاسلامية وبموجبه يجري تشكيل المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى بما يتيح لشريحة أوسع من اللبنانيين امكانية المشاركة باختيار مفتي الجمهورية وليس مجرد التقاء النواب والقضاة والوزراء السابقين لا سيما خريجي المعاهد الشرعية والعلماء المسلمين, ومعروف أن مفتي الجمهورية بقي من ولايته مدة قصيرة (سنتان) واذا ما أتم هاتين السنتين فلا بد من اجراء انتخابات لاختيار مفتٍ جديد خارج هذا الاطار لا نرى مصلحة لأحد, لا لفريق تيار "المستقبل" ولا لفريق دار الفتوى, لأن الساحة الاسلامية كلها تتأذى من قيام معركة داخلية تحت أي عنوان جانبي حول موضوع دار الفتوى.

قوات ردع عربية الى سورية... لمَ لا؟
عبدالوهاب بدرخان/الحياة
ما الذي أطلق فجأة فكرة ارسال قوات عربية الى سورية لوقف القتل وإراقة الدماء؟ انه بلا شك الخطاب الرابع للرئيس السوري، بما تضمنه من ترجيح فجّ للاتجاه الى الحرب الأهلية. فهذا المنطق يقود الى ذاك المنطق، اذ إن حال انفراد النظام بآلة العنف تعني أنه لن يتردد في ارتكاب أكبر المجازر وأكثرها فظاعة لـ «استعادة الاستقرار» التي أعطاها أولوية.
اذا كان لهذه الفكرة أن تتحقق فلا ريب أنها ستتطلب قراراً عربياً شجاعاً واستثنائياً. ولا أحد يتوقع أن يكون قراراً سهل المنال. سيكون هناك من يحذّر من «اللبننة» أو «العرقنة» أو من التجربة الليبية، غير أن التذرع بهذه السوابق لتبرير التهاون وعدم التحرك ليس خياراً بل تهرباً من المسؤولية. فالعرب أمام وضع غير مسبوق ويفترض ردود فعل غيرمسبوقة، أو سيكون عليهم أن يقولوا علناً إنهم في هذه اللحظة التاريخية يميّزون فعلاً بين شعب عربي وشعب عربي آخر، وإنهم وجدوا بالأمس أسباباً للانحياز الى شعب ليبيا ويجدون اليوم أسباباً للتقاعس في مساعدة شعب سورية رغم أنه يواجه ارهاب الدولة نفسه إن لم يكن أعتى.
صحيح أن سورية لا تتعرض حالياً لغزو خارجي يستوجب نصرتها لكن وقائع القتل اليومي باتت تنمّ عن تعرض الشعب لعدوانية بشعة لا تنفك تستشرس من دون ضوابط أو رحمة. فلنتذكر الأخبار عن «حصارات التجويع» وقطع الماء والكهرباء، وعن قصف المدن والبلدات واغلاقها، وعن منع مرور الأغذية والأدوية، وعن اطلاق النار على المسعفين والغائثين واقتحام المستشفيات وخطف الجرحى أو تصفيتهم، وأخيراً عن منع دخول «قافلة الحرية» واضطرار المراقبين العرب الى التفاوض على تمرير الخبز هنا وهناك... هذا يحدث في سورية وليس في غزة أو جنين، وفي ظل النظام الحاكم لا تحت الاحتلال الاسرائيلي.
سيكون على الاجتماع الوزاري العربي المقبل أن يبتّ مصير مهمة المراقبين التي فقدت فاعليتها منذ أول رصاصة انطلقت فوق رؤوسهم، لكن عليه خصوصاً أن يبتّ مصير المبادرة العربية، فهذه اللحظة المؤجلة أزفت أخيراً، وها هي الحاجة تمسّ الى بدائل.
قبل أيام كان لا يزال هناك نظرياً بديل هو احالة المبادرة نفسها الى مجلس الأمن ليتبناها، وكان يقال إن هذا التحرك سـ «يحرج» دولتَي الفيتو روسيا والصين. لكن هذا البديل سقط، اذ لم يعد النظام في سورية مبالياً بما يتضمنه التقرير الثاني وربما الأخير للمراقبين ولا معنياً بالدور العربي، بدليل هجوم الرئيس السوري على الجامعة و «مستعربيها».
أصبح النظام معنياً أكثر بما يراه من «أقلمة» و «تدويل» محتملين يضعان سورية وايران وروسيا في مواجهة «المؤامرة» نفسها، ويأمل في أن يساعداه على النفاذ من مأزقه، فهذا ما تمناه دائماً وهذا ما يعتقد أنه يتقنه، لذا رأى أن يفوّت فرصة الخطاب العقلاني لمصلحة خطاب التحدي ليكون أكثر انسجاماً مع فورة الاستياء الروسية في مجلس الأمن ومع استعراضات القوة الايرانية.
وقبيل الخطاب كانت مواقف عدة شجعت على «حوار» بين النظام والمعارضة، بما فيها ذاك الذي أعلنه بابا الفاتيكان وعواصم عدة غير معجبة بالنظام ولا بممارساته. لذا علا سقف التوقعات من بشّار الأسد، ثم هوى الى الحضيض بعدما تكلّم، فحتى وزير الخارجية الفرنسي بدا متفاجئاً بـ «خيبة الأمل»، ربما لأنه انتظر مثل آخرين كلاماً عقلانياً ورزيناً يصلح تمهيداً لـ «الحوار»، فهذا ما يفترض سماعه من أي رئيس يريد ملاقاة شعبه. كانوا جميعاً واهمين، وكان الأسد كمن يقول لهم «أنتم لم تعرفوني بعد». الوحيدون الذين يعرفونه جيداً هم الذين يتظاهرون ضدّه ويتلقّون طلقات عناصر أمنه و «شبيحته» ولا ينتظرون سوى اللحظة التي يعلن فيها تنحيه أو رحيله.
أراد الرئيس السوري أن يبلغ من يهمه الأمر في المجتمع الدولي - أو أطراف «المؤامرة» كما يعتقد - أنه بدأ لتوّه مرحلة جديدة من المواجهة، وأنهم اذا اعتقدوا أنهم اخترقوا «ممانعته» من خلال المبادرة العربية والمراقبين فما عليهم سوى أن ينعوا هذه المحاولة. وبديهي أن رسالة بان كي مون إليه من بيروت بأن «مسار القمع طريق مسدود» لن تبدّل شيئاً في روايته عن «المؤامرة».
ليس مؤكداً أن الأسد استطاع تحقيق هدفه الآخر من الخطاب، وهو طمأنة من يوالونه وشدّ عزيمتهم، حتى لو نزلوا بعدها الى ساحة الأمويين، أما الأكيد فهو أنه أعطى زخماً مضاعفاً للانتفاضة الشعبية التي هان عليها تحدّي البرد والثلوج بعدما استهانت بتحدّي الموت.
ثم جاء الجواب على التحدي من واشنطن: مهمة المراقبين لن تستمر الى ما لا نهاية، ثم من واشنطن عبر قطر: ارسال قوات عربية لوقف اراقة الدماء. هي اليوم مجرد فكرة أو اقتراح للقول بأن العالم ادرك بعد خطاب الأسد أن النظام اتخذ قراره انه ذاهب الى حرب أهلية، أي الى القتل العاري بلا أي حساب، ولا حاجة الى خطاب خامس لفهم ذلك. ومن لا يزال غير مصدّق أو يحاول الانكار، جاء شعار الانتفاضة «جمعة الجيش الحرّ» واضحاً وبليغاً، فبعد اليأس من المجتمع الدولي والجامعة العربية، لم يبقَ سوى جيش المنشقين لـ «حماية المدنيين»، ولا يجهل أبناء الانتفاضة أن جيشهم هذا لا يزال ضعيفاً وقليل التجهيز، لكنهم يريدون أن ينتظروه وأن يتحملوا مزيداً من التضحيات ليروه قادراً على حمايتهم. ليس صدفة أن يصبح هذا الجيش بمثابة ذراع عسكرية لـ «المجلس الوطني السوري»، اذ فرضه منطق الأرض والأحداث وباتت مدن عدة تعوّل عليه، فأفراده من عائلاتها وابنائها، ثم إن وجوده يقوّي المبررات لاقامة «المنطقة العازلة» التي طال الحديث عنها.
لا بدّ أن وضع اقتراح ارسال قوات عربية الى سورية في التداول يذكّر دمشق، بمعزل عن تطبيقه أو عدمه، بأن التاريخ يعيد نفسه لكن في اتجاه معاكس. قبل خمسة وثلاثين عاماً كان استفحال الحرب الأهلية جعل القوى الدولية تحث الدول العربية على ارسال «قوات ردع عربية» الى لبنان، بمشاركة سورية التي ما لبثت أن أفسدت مهمة تلك القوات وأفشلتها لتبقى قواتها وحدها طيلة تسعة وعشرين عاماً ولم تخرج من لبنان إلا بانتفاضة شعبية وبعدما فقدت الغطاء الدولي لوجودها. ها هي نذر الحرب الأهلية في سورية تحرك الخيار ذاته تجنباً لتدخل عسكري دولي لا تبدو القوى المعنية متحمسة له رغم رغبتها في رؤية خط النهاية لهذا النظام.

تصفية نيات بين الفاتيكان والمرجعيات الإسلامية الثلاث
النهار/الفاتيكان اوضح الامور، او ما سمّاها "الظروف" التي رافقت تنظيم "لقاء اسيزي". أقر بحصول "اخطاء وهفوات تنظيمية" احيانا، "ولكن لا نية اطلاقا لاهانة مشاعر المسلمين او غيرهم من اديان اخرى". وامل رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الكاردينال جان لوي توران في "مواصلة الحوار، تحت نظر الله، بالثقة والصفاء، ونكون اقوياء بالعلاقات الروحية التي تجمعنا".  كتاب توران التوضيحي الذي تلقاه الامين العام للجنة الوطنية المسيحية - الاسلامية للحوار الدكتور محمد السماك تألف من 3 اوراق، وشكّل تصفية نيات، فتحا لصفحة جديدة. وجاء ردا على استياء كان عبّر عنه وفد ممثلي المرجعيات الاسلامية في لبنان الذي شارك في اللقاء، متكلما في كتاب وجهه الى توران في 31/10/2011 على "معاملة اثارت في قلوبنا كثيرا من الاسى والحزن واصابنا بخيبة مريرة".  في خمس نقاط، فنّد ما سماه "تجاوزات": "استبعاد المسلمين العرب عموما، واللبنانيين خصوصا عن اي دور او مشاركة، عدم تمكيننا حتى من توجيه التحية الى البابا بينيديكتوس السادس عشر كما كان يفترض، وتخصيص مقاعد لنا خلال الاحتفالات لا تتناسب مع من نمثل ولا تعبر عن الاحترام الذي نستحق، تحديد موعد لقاء مع البابا ودعوة الكاردينال بارتوني الى الغداء ظهر الجمعة، الوقت المحدد لأداء صلاة الجمعة، بما اساء الى مشاعر المسلمين الدينية، عدم دعوة اي شخصية اسلامية الى الجلوس الى الطاولة الرئيسية خلال مأدبة بارتوني في الفاتيكان، تقديم اهل الاديان الاخرى على المسلمين داخل الكنيسة في اسيزي او خلال الاحتفال العام". بدوره، اسهب الكاردينال توران في شرح الظروف التي واكبت اللقاء. وتكلم على "خطأ تقني في مواكبة الشخصيات الى المنصة الرئيسية في بازيليك سيدة الملائكة". وبالنسبة الى لقاء البابا وغداء بارتوني ظهر الجمعة، "فالموعد كان ملزما، لعدم امكان فصلهما عن حدث اليوم السابق"، على ما افاد، مشيرا الى "انه تم التخطيط لجلوس شخصية مسلمة الى طاولة بارتوني، لكن مسائل تطبيقية طرأت في اللحظة الاخيرة منعت ذلك".  واذ اكد انه "لا يمكن، في اي ظرف كان، ان يغيب عن البال إلقاء التحية على الضيوف قبل مغادرته"، لفت الى "ان تقاسم العديد من مؤسسات الفاتيكان التنظيم لم يجنبنا الهفوات والاخطاء التي يمكن ان تكون جرحت مشاعركم"، مشددا على احترام البابا للمرجعيات الاسلامية وممثليها. المسألة بين الفاتيكان وممثلي المرجعيات انتهت على خير. وقد نقل السماك كتاب توران الى المرجعيات الاسلامية الثلاث المعنية "التي أبدت بدورها ارتياحها الى ما تضمن من توضيحات وتأكيد حسن النيات وحرص على استمرار التواصل والتعاون".

يا نصرالله، طريق الحسين ليس على بَعلبك..!
تنبه زعيم حزب الله ليجعل مِن بعلبك محطةً للسبايا، لتحويلها إلى بلدة دينية، ومسح تاريخها الحضاري بقضية مختلقة لا ترفع الحسين درجةً، بقدر ما تكون قلعة جديدة مِن قلاع حزبه.
ميدل ايست أونلاين/بقلم: رشيد الخيّون
أُحتفل يوم السَّبت الماضي (20 صفر 1433) بمناسبة "زيارة الأربعين"، وهي مرور أربعين يوماً على قتل الإمام الحسين (61 هـ)، وأُطرت بعودة الرُّؤوس إلى كربلاء. منذ العام الماضي أخذ "حزب الله" اللُّبناني يحتفل بهذه المناسبة، ودُشن ذلك بخطاب أمينه العام حسن نصرالله، ولتبرير الاحتفال، ولابد أن تكون المناسبة محسوسة، فأكد السَّيد مرور رأس الحسين ببعلبك إلى دمشق، لإحضاره أمام قاتله يزيد بن معاوية (ت 64 هـ).
قال: "رحلة السَّبي الطَّويلة التي أرادها القَتَلة لأهداف... حيث عبر هذا الموكب، موكب الأحزان وموكب السَّبايا، عبر البقاع، واللَّبوة، ومقنة، وصولاً إلى مدينة بعلبك حيث تحتشدون الآن، ومِن بعلبك إلى دمشق التي كانت في ذلك الحين عاصمة يزيد" (25 يناير 2011). ولا ندري دمشق عاصمة مَن، في تصور نصرالله، الآن والذَّبح جارياً فيها على قدم وساق؟!
كنت يومها ببيروت، وذهبت مع الذَّاهبين إلى بعلبك، ولما شاهدتُ مرقداً منيف البناء سألت أحد السَّدنة، فأجاب: "إنه مرقد خولة بنت الحسين، كانت في بطن أُمها فأجهضت، ودفن الجنين هنا"! فحُدد جنسه والاسم!؟ هنا تذكرتُ ما قاله لي سادن ضريح رأس الحسين بالقاهرة، لما سألته: هل الضَّريح لرأس الإمام فقط؟! أشاح السَّادن بوجهه قائلاً: "إنه لرأس وبدن الإمام"! قلتُ: كيف! فأنا مِن العِراق وزرت ضريح الإمام عشرات المرات، فكيف يكون مدفوناً بالقاهرة، وهو قُتل قبل تأسيسها بأكثر مِن ثلاثة قرون؟! قال: "أنتم يا أهل العِراق تكذبون، لما دُفن الرَّأس هنا، رغبةً من السِّت زينب لأنها تحب أهل مصر، حملت الملائكة البدن وألحقته به"! فقلت: أتعتقد أنتم المصريين صادقين في هذه الرِّواية ونحن كذابين؟! فسحبني الصَّحفي المصري عزمي عاشور إلى خارج الضَّريح خشية مِن غضب السَّادن!
لستُ ضد الاحتفال بأية مناسبة، حقيقة كانت أو مختلقة، لكن مِن حقنا الوقوف على التَّاريخ، ومدى توظيفه طائفياً في الخصومات الحزبية. فـ"نصرالله"، لم يتحدث عن الزِّيارة مثلما أهلنا يمارسونها ويتبركون بالضَّريح بلا قصد احتقان سياسي. فخطابه كان سياسياً، والجمهور المستمع له يغدو، في تلك اللحظة، جامعاً بين قتلة الحسين وخصوم السَّيد، وتلك هي المأساة.
لا ندري ما هي مصادر مرور موكب الرُّؤوس عبر بعلبك، وأن زوجة الحسين أجهضت هناك، وكانت أُنثى فارتفع الضَّريح، وأي طريق تربط بعلبك اللبنانية بكربلاء العِراقية؟! فالطَّريق التي تتبعناها، مع المؤرخين والجغرافيين، تمرُّ مِن الكوفة إلى الشَّام عبر الأنبار، وما حصل مِن تقابل الجيوش في معركة صفين (37 هـ)، بين الشَّام والعِراق، كان في أقصى غرب الأنبار، أو تمر الطَّريق عبر الموصل فسنجار إلى حلب! فكيف اتجه الموكب إلى بعلبك؟! ثم كيف تتحمل الرُّؤوس المسافات، التي قدرها السَّيد بألفي كيلو متر؟! كي نجعل الحسين مثالاً في العدل علينا الاعتدال والصدق عند مخاطبة العقول، فإذا كانت القصة خارج المعقول فما هو المأمول منها؟!
أرفض مثل هذه القضية المغيبة للعقل، وما أُختلق في مأساة الحسين، مثلما رفضت أُكذوبة خيانة الوزير المثقف مؤيد الدِّين بن العلقمي (ت 656 هـ)، أو ما شاع مِن وجود شخصية عبدالله بن سبأ الأُسطورية، أو أكذوبة "رفس" عمر بن الخطاب (اغتيل 23 هـ) للسَّيدة فاطمة، التي لا يُساء في إشاعتها إلا لشخص بعلها علي بن أبي طالب (اغتيل 40 هـ)، قبل غيره.
هذه الجموع التي تُحشَّد لزِّيارة الأربعين بُنيت على الاستخفاف بالعقل عند توظيفها سياسياً، بل إنها قتل ثان للحسين. فلو يُترك الحسين بعيداً عن استغلال تُجار السِّياسة، بتحويل ذِكراه إلى هراوة ضد الخصوم، مثلما هو الحال بلبنان، ولافتة في الانتخابات، كي يُسرق ويُسلب المال تحت ظلها، مثلما يحدث بالعراق.
لا يرتاح مَن يسعى لتوظيف مختلقات التَّاريخ في السِّياسة الطَّائفية لما طرحه آية الله مُرتضى مطهري (اغتيل 1979) في شأن عودة الرُّؤوس إلى كربلاء، فكيف بالمرور عبر بعلبك. قال: "النَّموذج الآخر للتَّحريف هو يوم الأربعين، عندما يحين موعد الأربعين نسمع جميعاً بالتَّعزية الخاصة بيوم الأربعين، والنَّاس جميعاً يعتقدون بأن الأسرى مِن آل بيت الرَّسول قد ذهبوا في ذلك اليوم مِن الشَّام إلى كربلاء... هذه القصة لا تذكرها الكتب المعتبرة إطلاقاً، كما أنه ليس هناك دليلاً عقلي على حصولها" (مطهري، الملحمة الحُسينية).
فطريق الموكب كانت مِن الشَّام إلى الحجاز، فماذا يفعل الأطفال والنِّساء في العودة إلى العراق، هل لحرق قلوبهم! (حسب مطهري). أما دفن الرأس فانظروا ما توصل إليه السَّيد محسن الأمين (ت 1954) في موسوعته "أعيان الشِّيعة"، إنه بالشَّام.
لم يتفرد رجال الشِّيعة بالمبالغات في قضية الحسين فقط، إنما نجد ذلك لدى رجال السُّنَّة أيضاً. فكتب الشَّيخ نعمان الآلوسي (ت 1899)، نجل أبي الثَّناء الآلوسي (ت 1854): إن الجنَّ بكت الحسين، وأن جبرائيل عرف قبره ودلَّ رسول الله عليه، وما حفظه الآلوسي من ندبِّ نساء الجنِّ على الحسين: "أبكي قتيلاً بكربلاء.. مضرج الوجه بالدِّماء" (الآلوسي، غالية المواعظ). لسنا ساعين إلى إلغاء الأربعين، ما زال النَّاس يتأسون بها، لكن عندما تُنتزع البراءة الاجتماعية عنها، وتتحول إلى رايات طائفية، هنا لابد مِن قول الكلمة. حاولت طويلاً إيجاد ربط بين بعلبك وكربلاء في هذه القضية في أُمهات التاريخ فلم أجده، مع أن المؤرخين أطنبوا عند مقتل الحسين، فمَن يُقارن بين القصة التي تقرأ على المنابر سيجدها نصاً لدى الطَّبري (ت 310) في "تاريخ الأمم والملوك". لم أجد لها أثراً في مصادر معروفة بميلها للتَّشيع: "تاريخ اليعقوبي" لابن واضح اليعقوبي (ت 297 هـ)، "مروج الذَهب" لأبي الحسن المسعودي (ت 346 هـ)، "مقاتل الطَّالبيين" لأبي فرج الأصفهاني (ت 356 هـ)، و"الفخري" لابن الطَّقطقي (ت 708 هـ). أقول: كيف تنبه "نصرالله" ليجعل مِن بعلبك محطةً للسبايا، لتحويلها إلى بلدة دينية، ومسح تاريخها الحضاري بقضية مختلقة لا ترفع الحسين درجةً، بقدر ما تكون قلعة جديدة مِن قلاع حزبه. أشار في خطابه أن خصومه السِّياسيين هم درك ذلك الموكب! يكفي ما عندنا مِن مختلقات، كي يُسعى إلى خلق المزيد، فاتركوا اللعب بآلام الحسين، ورفقاً بذكراه وبعقولنا! (نشر في الاتحاد الظبيانية)

 بان في بيروت شاهد على مقاومة اللبنانيين
ميدل ايست أونلاين/بقلم: خيرالله خيرالله
استحقّ بان الشكر من كل لبناني وسوري وعربي على الكلام الذي صدر عنه في بيروت. امتلك الامين العام ما يكفي من الجرأة لتسمية الاشياء باسمائها وقول ما يجب ان يقال ان بالنسبة الى خطورة سلاح 'حزب الله' على لبنان واللبنانيين وان لجهة تأكيده ان الرئيس بشّار الاسد لم يعد رئيسا شرعيا وان عليه 'التوقف عن قتل شعبه'.
لم تكن زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبيروت حدثا عاديا. تركت الزيارة والخطاب الذي القاه والاحاديث الصحافية التي اجراها اثرا كبيرا في كلّ الاوساط اللبنانية. ما يدلّ على اهمية الزيارة والمواقف التي اتخذها التضايق الشديد الذي ظهر على مسؤولي "حزب الله" الذين اكتشفوا ان الامين العام للامم المتحدة كان موضع تقدير واحترام شديد لدى جميع الذين يطالبون بلبنان العربي القوي المعافى المتمسّك بثقافة الحياة والرافض ان يكون مجرّد "ساحة" للمحور الايراني- السوري وامتداداته الاقليمية. كان بان شاهدا على المقاومة الحقيقية التي يمارسها اللبنانيون في مواجهة ثقافة الموت التي يسعى السوري والايراني الى فرضها عليهم عن طريق السلاح ولا شيء آخر غير السلاح.
من هنا، استحقّ بان الشكر من كل لبناني وسوري وعربي على الكلام الذي صدر عنه في بيروت. امتلك الامين العام ما يكفي من الجرأة لتسمية الاشياء باسمائها وقول ما يجب ان يقال ان بالنسبة الى خطورة سلاح "حزب الله" على لبنان واللبنانيين وان لجهة تأكيده ان الرئيس بشّار الاسد لم يعد رئيسا شرعيا وان عليه "التوقف عن قتل شعبه". ذهب الى ابعد من ذلك عندما طالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي المحتلة والتوقف عن اقامة المستوطنات التي هي في واقع الحال مستعمرات تقام على ارض الغير. كان خطاب الامين العام للامم المتحدة عميقا. استشهد بابن خلدون الفيلسوف الذي عرف منذ قرون عدة ان القهر الذي يخضع له الشعب، اي شعب، لا يمكن ان يضمن لايّ حاكم البقاء في السلطة الى ما لا نهاية. هناك نهاية لكلّ شيء بدليل ما جرى في تونس وما شهدته مصر والنهاية التي آل اليها معمّر القذّافي الذي ظن ان الشعب الليبي يعشقه...
تكمن اهميّة كلام بان في انه صدر من بيروت. بيروت عاصمة الربيع العربي. من بيروت انطلق الربيع العربي الذي يصنعه حاليا الشعب السوري الباسل. كلّ ما فعله الرجل انه اكّد ان لبنان لا يمكن الا ان يعود لاعبا على صعيد المنطقة، ضمن حدود معيّنة طبعا، وانه على خريطتها شاء من شاء وابى من ابى. من اعاد لبنان الى خريطة الشرق الاوسط ومن مكنه من استعادة دوره هو رفيق الحريري وشهداء "ثورة الارز". لولا رفيق الحريري، لكانت بيروت مزبلة بكل معنى الكلمة. لولاه لما كان ممكنا ان تعود المدينة لؤلؤة البحر المتوسط والمكان الذي يتطلع كل عربي او اجنبي الى زيارته وحتّى الاقامة فيه.
شكرا بان كي مون. لم تكتف بقول كلمة حق في لبنان واللبنانيين. قلت ما يعجز معظم الجبناء عن قوله. على رأس هؤلاء المشاركون في حكومة "حزب الله" الذين لا يمتلكون ما يكفي من الشجاعة للاعلان بالفم الملآن ان السلاح غير الشرعي في لبنان هو سلاح في يد ميليشيا مذهبية تنفذ اوامر ايرانية لا اكثر ولا اقلّ. يدرك كلّ من يمتلك ذرة من المنطق ان الوظيفة الوحيدة لهذا السلاح اثارة الغرائز المذهبية وتمكين ايران من المتاجرة باللبنانيين وابتزاز العرب. ويدرك ايضا ان هذا السلاح موجّه الى صدور اللبنانيين العزل وان لا حاجة الى اي حوار من اي نوع كان ما دام هناك من يحاور الآخرين بسلاحه بدل اعتماد المنطق. المنطق الذي يقول ان وظيفة المقاومة التي يتحدّث عنها "حزب الله" في الوقت الراهن هي مقاومة ثقافة الحياة في لبنان في غياب القدرة على الدخول في اي مواجهة مع اسرائيل، خصوصا ان الدولة اللبنانية تعتبر ان من مهمتها الاساسية احترام نص القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
انّ السلاح غير الشرعي، سلاح "حزب الله"، في اساس كلّ علّة في لبنان. انه امتداد للسلاح الذي خرّب لبنان وهجّر اللبنانيين ابتداء من العام 1969 ، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. كاد هذا السلاح غير الشرعي ان يحول دون اعادة بناء بيروت لولا رجل اسمه رفيق الحريري. اعاد رفيق الحريري الحياة الى بيروت. دفع ثمنا كبيرا. دفع حياته فداء للبنان واللبنانيين. لكنّ عزاءه، حيث هو، في ان دمّه اطلق الربيع العربي من بيروت. دمّه ودم باسل فليحان ورفاقهما ودمّ سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميّل وانطوان غانم والشهداء الاحياء مروان حماده والياس المرّ ومي شدياق اخرج العسكر السوري من الاراضي اللبنانية وكشف في الوقت ذاته مدى تعلّق اللبنانيين بثقافة الحياة والحرّية والكرامة والسيادة والاستقلال. ليس سرّا ان بان كي مون ومعه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ما كانا ليتحدثا بالطريقة التي تحدثا بها في بيروت وفي هذا الوقت بالذات لولا علمهما ان اللبنانيين يقاومون كل الوصايات. انهم يقاومون حاليا الوصاية الايرانية التي يحاول "حزب الله" فرضها عليهم بديلا من الوصاية السورية. هذه هي المقاومة الحقيقية التي يقوم بها اللبنانيون الذين ليست لديهم عقدة الاميركي او الغربي. انهم يعرفون ان صدّام حسين كان سيظلّ جاثما على صدور العراقيين لولا الاميركي، كذلك معمّر القذّافي. ويعرفون ان ايران التي تهاجم حاليا الولايات المتحدة كانت شريكا كاملا في الحرب الاميركية على العراق وفي كلّ ما ارتكبه الاميركيون في العراق خلال الحرب وبعدها...يعرف بان كي مون وداود اوغلو ان المستقبل للشعوب وليس للغوغاء وان لبنان الذي قاوم وصاية النظام السوري واكّد ارتباطه بالثورة التي يقوم بها الشعب السوري، يمارس جزءا من الدور المفروض ان يمارسه على الرغم من كل التقصير الرسمي ومن حال العجز التي تعاني منها حكومته التابعة لـ"حزب الله" في كلّ المجالات. اكثر من ذلك، انهما يعرفان انّ المقاومة الحقيقية هي مقاومة الشعب اللبناني التي لا يمكن الا ان تنتهي بترسيم الحدود بين سوريا ولبنان بدل ان تظل تلك الحدود ممرّا للسلاح غير الشرعي الموجّه الى مؤسسات الدولة اللبنانية مثلما هو موجّه الى اللبنانيين كشعب حيّ. جاء بان كي مون لمساعدة لبنان في الخروج نهائيا من الوصاية. جاء لتأكيد ان لبنان بلد يستحق الحياة. شكرا بان كي مون. كنت بالفعل رجلا شريفا صادقا. ان رهانك على المقاومة اللبنانية المتمسكة بالمحكمة الدولية رهان في محله. لا لشيء لانّ هذه المقاومة تصب في مصلحة كل ما هو حضاري في الشرق الاوسط بدءا بدعم الشعب السوري في وجه الظلم والقمع وانتهاء بتوجيه رسالة الى العالم فحواها ان العيش المشترك ممكن في الشرق الاوسط، بل هو مستقبل الشرق الاوسط، مهما بذلت الاحزاب المذهبية والانظمة القمعية من جهود لاثارة الغرائز ونشر ثقافة الموت تحت شعار المقاومة!

بيان وقعه 106 علوي سوري تأييدا للثورة ونبذا لطائفية النظام والمعارضة
يقال نت/أصدر 106 من المواطنين السوريين من أبناء الطائفة العلوية بياناً أكدوا فيه دعمهم لمطالب الثورة السورية، مستنكرين في الوقت ذاته محاولات لنظام السوري لربط العلويين خصوصاً والأقليات عموماً به. ودعا البيان الذي حمل اسم "بيان من أجل المواطنة" ووقعه ابتداء 106 مواطناً أكدوا أنهم يعبرون عن رأي مجموعة كبيرة من الطائفة العلوية؛ جميع السوريين من أبناء الأقليات وغيرهم للمشاركة في إسقاط النظام الحاكم في سورية. وجاء في البيان الذي نشر على الفيسبوك مع فتح المجال أمام آخرين للتوقيع عليه:
"نحن الموقعون أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، اخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية إلى الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الاجتماعية. منذ بداية انتفاضة الحرية في سوريا، دعمنا كافة مطالبها مروراً باسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها. إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به. بنفس السوية ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت ومازالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي. إننا نؤكد على ما يلي:
1. وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية، والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية باسقاط النظام الاستبدادي الحالي.
2. نطالب الجيش السوري التوقف عن تنفيذ أوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين.
3. نجرّم أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام (الشبيحة) أيّاً كانوا، ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا.
4. نتبنى الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين السوريين من كافة أطياف المجتمع السوري وسنبقى ندافع عنها في وجه من يتعدى عليها أيّا كان.
5. ندعو المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة.
6. ندين أية ممارسات وتصريحات طائفية تصدر عن معارضين، ونعتبرها إساءة للشعب السوري كله ولمستقبل سوريا. وندعو قوى الثورة إلى إدانة مثل هذه الممارسات والتصريحات.
7. ندعو جميع أبناء سوريا بكافة انتماءاتهم إلى التوقيع على هذا البيان بعد صدوره.
عاشت سوريا حرة ديموقراطية".
الموقعون بحسب الترتيب الأبجدي (هذه النسخة لا تحتوي كل التواقيع لأنها ليست محدثة): 1. أمل سليمان 2. أحمد قصير 3. اسماعيل سمهر 4. إنعام محرز 5. اعتدال اسماعيل 6. إيمان الجابر 7. إياد الكردي 8. إيمان زريق 9. إيناس سعد 10. إيهاب الحسن 11. أحمد سلمان 12. الحسن دبّول 13. بتول نيوف 14. تماضر عبدالله 15. جمال صبح 16. جفان ديوب 17. جلنار أحمد 18. حسان الخطيب 19. حسام نيّوف 20. خولة دنيا 21. دنيا علوش 22. دعد مهنّا 23. رامي البيطار 24. ربا حسن 25. رشا عمران 26. رولا أسد 27. روزا ياسين حسن 28. ريتا قاسم 29. ريهام العلي 30. سامر بدّور 31. سامر رضوان 32. سمر يزبك 33. سمر الخطيب 34. سحر شعبان 35. سامر عساف 36. سمير ميهوب 37. سندس سليمان 38. سلوى الأحمد 39. سهير بسمة 40. سوزان شعبان 41. طارق حمدان 42. طلال نعمان 43. طالب العلي 44. عباب خليل 45. عدنان منصورة 46. عبدالرحيم حمور 47. علا رمضان 48. علا يوسف 49. علي ديوب 50. علي سعد 51. علي نزير علي 52. علي سليمة 53. علي ميّا 54. عمار ياسين 55. غسان سلامة 56. فادي منصور 57. فراس سعد 58. فراس سليمان 59. فراس صبيرة 60. فؤاد حمدان 61. كرم الصالح 62. كنان يوسف 63. كنان فرحات 64. لمى حمّاد 65. لويز عبد الكريم علي 66. ليلاس حمود 67. لينا عمران 68. مالك خيربك 107 .ماهر إسبر 69. محمد حسن 70. محمد صبّور 71. محمد عدنان محمد 72. محمود حمدان 73. محمود ديب 74. مها جديد 75. مها محمود 76. معتز محمود 77. معد حسن 78. منيف ملحم 79. مناف سلّوم 80. مهند ناصيف 81. ميادة الخليل 82. مي رستم 83. نضال سلوم 84. نسيم ملحم 85. نجيب محمود 86. نبيل معروف 87. نبيل ابراهيم 88. نسرين ديب 89. نسيم عمران 90. نمير بيطار 91. نضال جديد 92. نهاد خيربك 93. نهى معروف 94. نعمان حميّد 95. نعمى أيوب 96. نوار قاسم 97. نينار حسن 98. هلا جديد 99. همام الأسعد 100. وسيم حسن 101. وسيم فاضل 102. يامن حسين 103. يمان سلامة 104. يسار سليمان 105. يزن معلّا 106. يارا عثمان.