المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار21  كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 10/25-37/مثل السامري الصالح
وقام أحد علماء الشريعة، فقال له ليحرجه: يا معلم، ماذا أعمل حتى أرث الحياة الأبدية؟ فأجابه يسوع: ماذا تقول الشريعة؟ وكيف تفسره؟ فقال الرجل: أحب الرب إلهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل قوتك، وبكل فكرك، وأحب قريبك مثلما تحب نفسك. فقال له يسوع: بالصواب أجبت. إعمل هذا فتحيا. فأراد معلم الشريعة أن يبرر نفسه، فقال لـيسوع: ومن هو قريبي؟ فأجابه يسوع: كان رجل نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بأيدي اللصوص، فعروه وضربوه، ثم تركوه بين حي وميت. واتفق أن كاهنا نزل في تلك الطريق، فلما رآه مال عنه ومشى في طريقه. وكذلك أحد اللاويين، جاء المكان فرآه فمال عنه ومشى في طريقه. ولكن سامريا مسافرا مر به، فلما رآه أشفق عليه. فدنا منه وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها، ثم حمله على دابته وجاء به إلى فندق واعتنى بأمره. وفي الغد أخرج السامري دينارين، ودفعهما إلى صاحب الفندق وقال له: إعتن بأمره، ومهما أنفقت زيادة على ذلك أوفيك عند عودتي. فأي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الذي وقع بأيدي اللصوص؟ فأجابه معلم الشريعة: الذي عامله بالرحمة. فقال له يسوع: إذهب أنت واعمل مثله.

عناوين النشرة
*لجنة أهالي المخطوفين و"سوليد" شرحتا مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا": يكرس حق المعرفة للأفراد ومعاقبة من يخفون معلومات
*الراعي منع البطريرك صفير من الإدلاء بتصريح في ذكرى اغتيال الحريري
*الراعي يرأس قداس مار مارون ويجول على ابرشية بيروت من 4 الى 9 شباط
*ساركوزي: لن نساهم بإخضاع لبنان ومن يهاجم جنديا لنا فيه سيتحمل تبعات ذلك
*بنتاغون": قرار انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان يعود لفرنسا وحدها
*مئات من "حزب الله" و"البعث"عبروا اليوم الى سورية هاتفين: دمي روحي فدا العلوي

*حسين عتريس الموقوف في تايلند حديث حبّوش... و"حزب الله" ينفي علاقته به
*المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار "قطع شوطا" في إعداد القرارات الظنية في 3 جرائم مرتبطة باغتيال الحريري
*بلمار أنهى تحقيقاته في ملفات المر وحمادة وحاوي
*تقارير صحفية: مذكرة توقيف تايلاندية للبناني ثان من حزب الله خطط لاعتداء
*نتنياهو/أن امتلاك إيران للأسلحة النووية يشكل خطراً بالنسبة لإسرائيل والمنطقة والعالم بأسره
*تقارير إسرائيلية: حزب الله حصل على منظومات صواريخ بعيدة المدى من سوريا
*خبير عسكري لـ «الشرق الأوسط»: الحزب لا ينكر «ترسانته العسكرية»
*بيروت: ليال أبو رحال/الشرق الأوسط
*قائد فيلق القدس الإيراني، العميد قاسم سليماني: لبنان يخضع لإيران و بإمكاننا تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومة إسلامية هناك
*فارس سعيد: كلام سليماني مرفوض ومردود.. وحزب الله مُطالَب بتوضيحه
*رداً على سليماني/موقع القوات/زهرا: سنناضل لإسقاط هذا المشروع/شمعون: مخطط إيراني قديم/بيضون: سليماني صاحب القرار اللبناني/علوش: تأكيد تبعيّة "حزب الله" للولي الفقيه
*الشراع": حادثتان خطيرتان استدعتا لقاء التقدمي و"حزب الله"
*سنة المواجهة مع ايران/عبد الكريم أبو النصر/النهار
*سوريا: الإمام يرسل مبعوثا/أمير طاهري/الشرق الأوسط
*كشف عميل جديد في حزب الله وتصفيات شملت 6 قياديين وفرار مسؤول مالي بثلاثة ملايين دولار!  
*أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: فرقة من حزب الله كانت تحمي الأسد أثناء ظهوره في ساحة الأمويين
*أكد أن النظام السوري خائف ومرتبك وأن سيناريوهات التغيير بدأت تطرح جديا
*جعجع: على "حزب الله" أن يقتنع أن اللعبة انتهت وعليه تسليم سلاحه للدولة 
*حرب أبلغ سليمان رفض تلزيم مشروع سد بلعة لشركة إيرانية خلافاً للمناقصة
*شخصيات شيعية معارضة تسعى لإطار سياسي
*أوساط ميشال المر: البصمات ملك الدولة والشركة تدير المعدات وتصونها
*حزب الله" لعون: الحكومة أولوية
*لائحة اتهام عونية ضد شربل نحاس
*شمعون: نحاس "طنفس" وأخذ على "خاطرو وقعد بالبيت"
*ماذا حصل في عشاء الرابية السرّي؟/ليندا مشلب/الجمهورية
*تجمع المسيحيين المستقلين":لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية بما يمكنه من ممارسة دوره
*سليمان وقع مرسوم استعادة الجنسية والتقى حرب
*لجنة "لقاء بكركي"استهلت لقاءاته بزيارة سليمان: حريصون على قانون انتخابي يراعي المناصفة وصحة التمثيل
*كونيللي بحثت والجميل في تداعيات الازمة السورية وعرضت مع العريضي للتطورات
*"الأحرار" تمنى أن تكون كارثة فسوح سبباً للعمل وطالب بتنفيذ القرارات الدوليــة
*قلق اسرائيلي مـن سيناريو وقوع سلاح سوريا الكيميائي في أيدي "حزب الله"
*آكي": الأكراد يشاركون كمراقبين في الأطر المعارضــة الأساسية
*المرحلة هي مرحلة للتعيينات وأولها هيئة النفط.. وسياسة النأي بالنفس حكيمة"/برّي "الموجوع" على العروبة: هل المطلوب تحت عنوان الحرية الانتقال من سجن إلى سجن؟
*سليمان: "لا جفاء" مع عون وأؤيّد مساعي الراعي والمحكمة قرار دولي إذا لم تنهِ عملها فيمدّد لها/حبيب شلوق/النهار
*محاور تنظيم الانتشار: مجلس رئاسي بعد فشل الجامعة/خليل فليحان/النهار
*الحكومة تجاوزت قطوع الأجور والتحدي توقيع مرسوم النقل/نحاس ألغى زيادة السنيورة انتقاماً من الحريرية السياسية
أسئلة عن فتح ملفّ المطارات وعبود يفصل الأسباب والجيش يجيب بتعذّر تحويل رياق والقليعات مدنيّين/هيام القصيفي/النهار
*بعدما أكد نصرالله حرصه على بقاء الحكومة ما هو رهان المعارضة على رحيلها؟/اميل خوري/النهار
*وسط استحالات ترتسم في الأزمة السوري جنبلاط جسر حوار بين 8 و14 آذار؟/روزانا بومنصف/النهار
*حزب الله» يريد ثمن التمديد... بعد التمويل/طوني عيسى/الجكهورية
*حزب الله» يتقرّب من بكركي وعينه على الحريري/أسعد بشارة/الجمهورية
*الكتائب تردّ على نصير الأسعد
*التزامات لبنان الدولية تحتّم عليه استقبال النازحين السوريين/ثريا شاهين/المستقبل
*الرئيس أمين الجميّل: 14 آذار متماسكة وسلاح "حزب الله" طبق رئيسي في أي حوار
*مسوّدة شرعة للثورات العربية التي تعدها الطنائب سوف تُعلَن في مؤتمر دولي في بيروت
*النائب محمد كبارة للمستقبل: حزب السلاح دخل المرحلة الثالثة من خطة السيطرة على لبنان
*عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني دعا لنقل ملف سوريا لمجلس الأمن: الإطالة تفسح المجال أكثر للنظام لقتل بالناس
*شيخ الأزهر يدعو الحكام العرب لحماية دماء الشعب السوري 

تفاصيل النشرة

لجنة أهالي المخطوفين و"سوليد" شرحتا مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا": يكرس حق المعرفة للأفراد ومعاقبة من يخفون معلومات
وطنية - 20/1/2012 عقدت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان ولجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين- "سوليد" مؤتمرا صحافيا، أعلنا فيه البدء بتحرك واسع في اتجاه مجلس النواب والحكومة لحضهما على تبني مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا". حضر المؤتمر الصحافي حشد كبير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وعدد من أهالي المخطوفين والمفقودين. استهل المؤتمر بكلمة لممثل نقيب الصحافة محمد البعلبكي نائب نقيب الصحافة فؤاد الحركة الذي أكد ان "هذه القضية تحتاج الى جهد كبير والى احترام والى خطوات مسؤولة وشجاعة للخروج من أسر الخوف في التعاطي معها حتى لو اقتضى الأمر تحريك العالم كله من أجلها". ورأى ان "حال الصمت اللبناني والعربي غير المبرر تثير قضية دور المنظمات العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي عادت تعمل على مراقبة قضايا المخطوفين والمفقودين والأسرى أينما كانوا والتي ينبغي عليها أن تمارس دورها في إثارة هذه القضية على الصعد كافة".
حلواني/ثم كانت مداخلة لوداد حلواني باسم لجنة أهالي المفقودين والمخطوفين، دعت في بداية كلمتها للوقوف دقيقة صمت حدادا "على من يرقد في المقابر الجماعية من المفقودين ضحايا الإخفاء القسري والإهمال في آن". وقالت: "سأدعوكم لفعل ذلك في كل لقاء آت يجمعنا، ليس لأنهم ماتوا بل لنتذكرهم، نفكر فيهم ولو لدقيقة. هل أدعوكم للوقوف ايضا حدادا على الأمهات والآباء الذين فارقوا الحياة قبل أن يتسنى لهم معرفة مصائر أحبتهم الذين فقدوا؟". أضافت: "وقفة واحدة، أرى انه لا بد منها، مع "لا" عالية، جامعة بمواجهة مقولة "هيدا لبنان" التي أصبحت ناموسا معتمدا والتي تحت رايتها يصح اللامعقول، اللامنطقي، اللاقانوني على كافة المستويات ومن قبل جميع المراجع والمواقع والمراتب". وتابعت: "تم إنشاء محكمة دولية للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، كما تم إرسال وفد رسمي لبناني يفاوض مع السلطات الليبية للكشف عن مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه. ومن الموقع الذي أمثل، وباسم جميع من أمثل، أقول بصدق انهما أمران في غاية الأهمية ونصبو الى جلاء الحقيقة بشأن كل منهما وتحقيق العدالة التي ننشد ونناشد من أجل تحقيقها منذ ثلاثة عقود تقريبا. لكن، كيف نفسر الموقف الرسمي الإيجابي إزاء هاتين القضيتين مقابل عدم اكتراثه واستلشاقه بقضية آلاف المفقودين وضحايا الإخفاء القسري وعائلاتهم؟". وقالت: "انها عدالة غير عادلة، فإلى متى سنستمر بقبول عدالة منقوصة، انتقائية، استنسابية فقط: لأنه "هيدا لبنان".
واردفت: "اجتهدنا كي نجد آلية حل للقضية، نضعها بين أيدي المسؤولين لحشرهم وتسهيل الطريق أمامهم كي يقوموا بمسؤولياتهم، لكن المذكرة التي أعددنا في العام 2008 لإنشاء هيئة وطنية تتولى هذا الملف، بمعية عدد من النواب وممثلي الهيئات الدولية والمحلية وتحت إشراف مكتب ممثل الأمين العام للامم المتحدة، ما تزال نائمة في الأدراج الرسمية بالرغم من تبنيها من قبل الوزراء المعنيين، وهذا ما كانت قد اشترطته قمة الهرم في المسؤولية لقبول هذه المذكرة والسير لها. ولكننا نجيء اليوم بمشروع قانون يتضمن رؤيتنا للحل وللخروج من نفق الحرب المظلم لإكسابها تماسكا وقوة واستمرارية تلافيا لوقف العمل بها أو تعطيلها مع تغير الحكومات والحكام، وان كنا نأمل بقرب الخلاص". وقالت: "سلمنا نسخة عن مشروع القانون الى وزير العدل النقيب شكيب قرطباوي في 9 كانون الأول من العام المنصرم (2011) وعدنا بدراسة والإهتمام الجدي به ونحن ما نزال ننتظر جوابه على أحر من الجمر وما سيبادر اليه بهذا الخصوص". وطالبت ب "معرفة مصائر أحبتنا أحياء كانوا أم أمواتا. نطالب بوقف العبث بمشاعرنا في كل مرة يكشف فيها عن مقبرة جماعية لتوظيفها في السياسات والمصالح الضيقة، ونطالب بوقف المس بكراماتنا وكرامات أحبائنا وإقحامنا في بازار وقح لا يميز بين عظام حيوان وإنسان وآخرها ما شهدنا في المقبرة التي ظهرت في بلدة الشبانية".  ولفتت حلواني الى ان اللجنة "بصدد القيام بسلسلة لقاءات مع المعنيين في مجلس النواب والكتل النيابية لشرح المشروع تمهيدا لطرحه على الجلسة العامة لإقراره".
ابوجودة
بعدها، تحدثت المسؤولة عن برنامج لبنان في المركز الدولي للعدالة الإنتقالية كارمن ابوجودة التي لفتت الى ان "المبدأ الأساس في هذا القانون وفي تشكيل هيئة وطنية أو مكتب لمعالجة جذرية لقضية المفقودين والمخفيين قسرا هو حق المعرفة". وقالت: "هذه القضية لا تهم فقط الأهالي بل المجتمع ككل، يضاف الى هذا الحق حقوق في الإطلاع على المحفوظات الرسمية والمشاركة في التحقيقات التي ستجريها الهيئة أو المكتب المعين". أضافت: "عدا عن ان إعلان هذه الحقوق هو عمل عدالة مطلوب في كل حين وواجب لوضع حد لمعاناة ذوي المفقودين وعذابهم النفسي، فله ايضا طابع رمزي في اعتراف الدولة بقضية شريحة واسعة من مواطنيها وبالطبع، الإعتراف بهذه الحقوق يتم على أساس مبادىء العدالة الترميمية، مع إيلاء حق المعرفة الأولوية". وأشارت الى ان المركز الدولي للعدالة الإنتقالية "أدى دورا داعما واستشاريا في مشروع صوغ مسودة اقتراح قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا". وقالت: "بحكم خبرتنا الكبيرة واطلاعنا على التجارب المشابهة في دول أخرى، وعلى المعايير والمواثيق الدولية في هذا المجال، وفرنا للجنتي الأهالي دعما تقنيا وتنظيميا وماديا للمساعدة في التوصل الى هذا الإقتراح". وأوضحت ان "العديد من الإختصاصيين والحقوقيين عملوا على مشروع القانون الذي راعى النصوص والمواثيق الدولية ذات الصلة، واخذ في الإعتبار السياق اللبناني بكل تشعباته، وبالتالي فإن مسودة الإقتراح هي حصيلة عملية تشاورية وتشاركية واسعة، شارك فيها جميع المعنيين وأصحاب الخبرة في هذا المجال، وكان أهالي الضحايا هم الأساس فيها".وأشارت الى ان المركز الدولي للعدالة الإنتقائية بصدد تنظيم طاولة مستديرة لمناقشة مشروع القانون بين المعنيين تمهيدا لإقراره في مجلس النواب.
صاغية
ثم عرض المحامي نزار صاغية مضمون مشروع "قانون المفقودين والمخفيين قسرا" والذي "يكرس حق عائلات المفقودين في معرفة مصائرهم"، وقال: "تعترف مسودة القانون التي تتألف من 31 مادة "بحق أفراد الأسر في معرفة مصائر أفرادها وذويها المفقودين أوالمخفيين قسرا وأمكنة تواجدهم، وفي حال الوفاة بحقهم في معرفة الأسباب والظروف التي أدت الى الوفاة، ومكان وجود الرفات، في حال تم تحديد هذه الرفات، وحقهم في استلامها". ويشمل هذا الحق ايضا على "تحديد مواقع المقابر الجماعية ونبشها وإجراء الكشف عليها والتعرف الى هويات الرفات المدفونة فيها".
أضاف: "ويهدف هذا القانون الى "تكريس حق المعرفة لأفراد أسر المفقودين والمخفيين قسرا بشأن مصائر هؤلاء، واتخاذ اجراءات وقائية للحد من حالات الفقدان، وتحديد تعريف الشخص المفقود أو المخفي قسرا وطريقة إدارةالسجلات المركزية الخاصة به، وتنظيم عملية تقفي آثار المفقودين والمخفيين قسرا، وتنظيم كيفية تحديد المقابر الجماعية وحراستها وفتحها، ووضع آلية لإنصاف المفقودين والمخفيين قسرا وأسرهم، وغيرها من المسائل المتعلقة بتحديد مصير المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان". وتابع: "يقضي القانون بإنشاء "معهد الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا، وهو "مؤسسة تتولى جمع المعلومات وتوثيقها، وإنشاء سجلات مركزية واتخاذ خطوات عملية لتحديد أماكن المقابر الجماعية تمهيدا لتحديد هوية الضحايا". ويتمتع مكتب هذا المعهد "بقدر عال من الإستقلالية وذلك من خلال تنظيمه على شكل هيئة إدارية مستقلة مؤلفة من ممثلين عن ذوي المفقودين والمجتمع المدني الى جانب قاض وأشخاص يعينون من قبل وزراء من موظفي الفئة الأولى مع اتخاذ تدابير لضمان استقلاليتهم". ويقوم المكتب بأعماله "بموازاة عمل مجتمعي بشأن الذاكرة وضحايا الحرب، وتاليا تنشأ داخل المعهد، هيئة مؤلفة من شرائح اجتماعية عدة لمواكبة أعماله (مجموعة تضم ممثلين لجمعيات ذوي المفقودين ومجموعة تضم ممثلي منظمات غير حكومية لها اهتمام في هذه القضايا، فضلا عن ممثلين عن الوزارات المعنية وممثلين عن الشباب لربط الذاكرة بمستقبل الغد) مهمتها التفكير في أعماله وتقويمها".ولفت صاغية الى أنه "ووفق مسودة القانون، يتولى المعهد تلقي طلبات اثر المفقودين والمخفيين قسرا، وتنظيم المعلومات المتعلقة بهم، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية وموحدة، والإشراف على عمليات تنقيب المقابر الجماعية ونبش الرفات المدفونة فيها والتعرف على هوياتها، ونصت مسودة القانون على "إنشاء لجان خاصة بكل مقبرة يتمثل فيها ذوو المفقودين فضلا عن السلطات المحلية من دون أن تتعارض أعمالها مع أعمال القضاي المختص".وختم: "ضمانا لحق المعرفة، تضمنت مسودة القانون "مواد تؤول الى معاقبة الذين يخفون معلومات من شأنها الإسهام في معرفة الحقيقة، ليس بسبب أعمالهم في الماضي كالتسبب بالخطف أو القتل، وهي أفعال يشملها العفو، انما بسبب أفعالهم في الحاضر وقوامها إخفاء معلومات، من شأنها وضع حد لمعاناة المفقودين في حال بقائهم أحياء وذويهم في كل الأحوال".

الراعي منع البطريرك صفير من الإدلاء بتصريح في ذكرى اغتيال الحريري
الشفاف/منع اليوم بطريرك "الشركة والمحبة" مار بشارة بطرس الراعي، سلفه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير من الإدلاء بحديث تلفزيوني من الصرح البطريركي. وفي التفاصيل أن محطة تلفزيونية لبنانية تعد وثائقيا بمناسبة ذكرى 14 شباط، تاريخ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أرادت أن تسجل شهادة للبطريرك صفير بالمناسبة، لما للبطريرك الماروني والصرح البطريركي من دور محوري في المرحلة التي سبقت وأعقبت إغتيال الرئيس الحريري، لجهة إستعادة إستقلال لبنان. فريق التصوير التابع للمحطة وصل الى بكركي وأمّن تركيب الكاميرات، في وقت كان البطريرك صفير يتبادل أطراف الحديث مع معدي البرنامج الوثائقي، الى حين الإنتهاء من الترتيبات التقنية لبدء التصوير. وفي هذه الاثناء تدخل "القيّم البطريركي"، الاب جوزف البواري، واستدعي البطريرك صفير الى غرفة جانبية ليخرج بعدها صفير متجهم الوجه. وأبلغ الاب البواري الفريق الإعلامي أن لا إمكانية لإجراء أي حوار من أي نوع مع غبطة البطريرك صفير، في حين برر جورج صليبا "شماس" البطريرك صفير، مسألة منع غبطته الكاردينال من التحدث الى الوسيلة الإعلامية بالقول"إن البطريرك طاعن في السن"، فلا داع لعناء إتعابه والتحدث اليه.

الراعي يرأس قداس مار مارون ويجول على ابرشية بيروت من 4 الى 9 شباط
المركزية – علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيرأس هذا العام القداس الالهي الذي يقام لمناسبة عيد شفيع الطائفة القديس مارون في كنيسة مار مارون في الجميزة، والذي كان يرأسه وفق التقليد راعي ابرشية بيروت المارونية. واشارت المعلومات الى ان البطريرك الذي حرص على ترؤس القداس الذي يحضره اركان الطائفة السياسيون سيوجه من قلب العاصمة كلمة تحمل في طياتها معاني عميقة وابعادا واسعة تتواءم والمرحلة التي يجتازها لبنان والمنطقة. وسيتوج البطريرك بقداسه وفق معلومات "المركزية" جولة يقوم بها على ابرشية بيروت اعتبارا من السبت 4 شباط في اطار جولاته التي يقوم بها على المناطق اللبنانية كافة منذ انتخابه والتي شملت مختلف المحافظات. وفي برنامج الزيارة:
السبت 4 شباط: زيارة لرعايا سن الفيل – الجديدة – مار تقلا، الفردوس، الروضة.
الاحد 5 شباط: رعايا المنصورة، برمانا، بيت مري، بعبدات رومية.
الثلثاء 7 شباط: رعايا الدامور، الناعمة، كفرشيما والحدث.
الاربعاء 8 شباط: رعايا الحازمية، فرن الشباك ومدرسة سيدة الجمهور.
وكشفت المعلومات عن ان مطرانية بيروت ستقيم على شرف البطريرك الراعي في 7 شباط حفل غداء في مقر المطرانية يحضره رجال دين من الطوائف كافة.

ساركوزي: لن نساهم بإخضاع لبنان ومن يهاجم جنديا لنا فيه سيتحمل تبعات ذلك
نهارنت/أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساندة فرنسا للبنان والدفاع عن سيادته واستقلاله محزا من أي هجوم على الجنود الفرنسيين العاملين في إطار قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل". وقال ساركوزي في خطابه السنوي امام السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى فرنسا بمناسبة العام الجديد " فرنسا لن تساهم في اخضاع لبنان سواء من الداخل او الخارج". وذكر أنه "لدى فرنسا جنود في لبنان تحت مظلة الامم المتحدة منذ حوالي 30 سنة وهم في خدمة الامم المتحدة" محذرا من ان "كل من يهاجم جنديا فرنسا سيتحمل تبعات ذلك". وفي 9 كانون الأول الماضي، استهدف انفجار دورية لجنود فرنسيين عاملين في "اليونيفيل" قرب صور ما ادى الى اصابة خمسة جنود فرنسيين واثنين من المارة بجروح. وهو ثالث اعتداء في عام 2011 على دورية تابعة لليونيفيل. ولم تتبن اي جهة هذا الاعتداء. وأكد وزير الخارجية الفرنسي حينها آلان جوبيه أن سوريا تقف "بلا شك" وراء الإعتداء. وقال ساركوزي اليوم الجمعة "لضرورة احترام سلامة المسيحيين في الشرق قائلا "انهم يمثلون جزءا من كنز الشرق وفرنسا وبكل حزم ستقف بجانبهم".

بنتاغون": قرار انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان يعود لفرنسا وحدها
أعلن متحدث بإسم وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" جون كيربي أن انسحاب القوات الفرنسية المنتشرة في أفغانستان بشكل مبكر قبل الموعد المحدد في 2014، الذي هدّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم، "هو قرار يعود فقط للحكومة الفرنسية". وإذ ذكّر كيربي في تصريحات للصحافيين بأن "تدريب القوات الأفغانية (الذي تتولى جزءاً منه القوات الفرنسية) أمر مهم"، كرر القول إن فرنسا "هي التي تقرر بشأن مشاركتها أو تعديلها كما تراه مناسبا".(أ.ف.ب.)

مئات من "حزب الله" و"البعث"عبروا اليوم الى سورية هاتفين: دمي روحي فدا العلوي
كتبها يُقال.نت/أفاد ناشطون سوريون، نقلا عن شهود عيان في نقطة المصنع الحدودية، عن عبور قافلة كبيرة من سيارات حزب الله وحركة امل، عبر الطريق العسكري. وقال هؤلاء إن  العدد توزع على  خمسين سيارة جيب. ولاحقا، ووفق المصادر نفسها تجمع عدد كبير من سيارات حزب البعث وحزب الله عند المدخل الشرقي في الهرمل تمهيدا لدخول سوريا. وسمع هؤلاء وهم  يهتفون بشعارات إلتقط بعضها، ومنها: نار نار دم الشيعي يغلي نار اليوم يومك يا أموي دمي روحي فدا العلوي وكان الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري قد قال  إن «ظهور (الرئيس السوري) بشار الأسد وسط الجماهير في ساحة الأمويين، كان تحت حراسة فرقة من جهاز أمن حزب الله التي أمنت له الحماية. وهذا الظهور العلني الذي لم يتجاوز الثلاث دقائق كان مشابها تماما لظهور (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله أمام جمهوره في ذكرى عاشوراء». وأعلن أن «أكثر من 200 سيارة وحافلة محملة بالركاب توجهت من لبنان إلى سوريا، لتأمين الحشد الشعبي في مظاهرة التأييد لبشار الأسد أثناء ظهوره المدبر (في 11 من الشهر الحالي) في ساحة الأمويين، وهذا خير دليل على عمق مأزق الأسد ونظامه».

حسين عتريس الموقوف في تايلند حديث حبّوش... و"حزب الله" ينفي علاقته به
النبطية – سمير صباغ/النهار
ما ان اعلنت السلطات التايلندية اعتقال لبناني بشبهة الانتماء الى "حزب الله" حتى كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان المعتقل هو "حسين عتريس (47 عاماً) من مواليد النبطية ومتزوج من اسوجية، وعاد الى لبنان منذ 10 سنوات، علما ان وجوده في تايلند سببه تنفيذ تفجيرات انتقاماً للقيادي في الحزب عماد مغنية". عائلة عتريس من العائلات المتحدرة من القرى السبع، ومنحها الجنسية اللبنانية لم يتم سوى عام 1996 ابان تولي بشارة مرهج وزارة الداخلية. ولهذا "قد لا تجد غالبية المسجلين في دائرة نفوس النبطية، لكن اكبر تمركز لهم هو في حبوش، علما ان معظمهم سار على درب الهجرة وتحديداً الى المانيا، وفق ما اكده مصدر في الدائرة لـ"النهار". وبعد البحث في سجلات النفوس تبين وجود اكثر من 12 شخصا يحملون اسم حسين عتريس مسجلاً فيها، لكن اقربهم الى العمر المذكور (47 عاماً) كان حسين ع. عتريس (مواليد حبوش 1960) وحسين ر. عتريس (مواليد النبطية 1969). عندها توجهنا الى بلدة حبوش قاصدين آل عتريس وسألنا عما اذا كان ابنهم هو المقصود في الحادثة التايلندية. فأجابنا اكبرهم محمد موسى عتريس بأن "اياً من اولادهم او اولاد القاطنين في الحي لم يقصد اسوج للعمل، مؤكدا ان لا علم له باعتقال السلطات التايلندية أحدا من أقربائهم". وهكذا بدأت رحلة البحث عن حسين ر. عتريس (مواليد النبطية 1969) الى ان وجدنا منزل والده سائق التاكسي في النبطية الفوقا، فسألناه عن مكان ابنه حسين فأجاب: "ابني يعيش في ألمانيا مع عائلته"، ثم اتصل به لنحدثه وليؤكد لنا ان ابنه ليس هو الموقوف في تايلند. وكررت مصادر مقربة من "حزب الله" في اتصال بـ"النهار" ما قاله عضو المجلس السياسي غالب ابو زينب الذي اكد في بيان "ان لا احد من عناصر الحزب معتقل في تايلند". وفي المقابل، لمّحت مصادر عائلية الى ان "الموقوف تنطبق مواصفاته الذي ذكرها الاعلام على حسين ي. عتريس (مواليد 1964) الذي سكن وأهله في الجناح

المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار "قطع شوطا" في إعداد القرارات الظنية في 3 جرائم مرتبطة باغتيال الحريري
نهارنت/أكدت مصادر لبنانية أن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار انتهى من التحقيق في محاولتي اغتيال النائب مروان حمادة ونائب رئيس الحكومة السابق إلياس المر، واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، ورفعها الى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين. وأشارت المصادر لصحيفة "الحياة" الى أن فرانسين أجاز نشر القرار الاتهامي في الجريمة وأكد ارتباط الجرائم بملف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مضيفة أنه "قطع شوطاً في إعداد القرارات الظنية في الجرائم الثلاث تمهيداً لنشرها باعتباره وحده الذي يجيز النشر". وأوضحت أن بلمار انطلق في تحقيقه في هذه الجرائم من وجود ارتباط بينها وبين جريمة اغتيال الحريري. ولفتت مصادر "الحياة" الى أن لا علاقة لزيارة بلمار بيروت الأسبوع المقبل بالقرارات الاتهامية في محاولات الاغتيال الثلاثة التي ستصدر في الأسابيع المقبلة عن فرانسين، مشيرة الى أن زيارته وداعية للقاء كبار المسؤولين إضافة الى حمادة والمر وعائلة حاوي، وعائلة الحريري. وكان قد صدر بيان عن المحكمة الدولية أشار الى أن بلمار أبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أنه "لأسباب صحية لا يعتزم طلب ولاية ثانية عن انتهاء ولايته الحالية في آخر شباط 2012".

بلمار أنهى تحقيقاته في ملفات المر وحمادة وحاوي
يقال نت/قالت مصادر لبنانية مواكبة لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بحسب |الحياة"، أن المدعي العام فيها القاضي دانيال بلمار انتهى من التحقيق في محاولتي اغتيال النائب مروان حمادة ونائب رئيس الحكومة السابق إلياس المر، واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وأنه رفع ما توصل إليه في التحقيقات الى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين ، تمهيدا لإصدار قراراته الاتهامية. وانهطلق بلمار في تحقيقه في هذه الجرائم من وجود ارتباط بينها وبين جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وهو ما أكده فرانسين لدى إجازته نشر القرار الاتهامي في الجريمة. ولفتت المصادر الى أن لا علاقة لزيارة بلمار بيروت الأسبوع المقبل بالقرارات الاتهامية في محاولتي اغتيال حمادة والمر واغتيال حاوي التي ستصدر في الأسابيع المقبلة عن فرانسين، وقالت إن زيارته وداعية للقاء كبار المسؤولين إضافة الى حمادة والمر وعائلة حاوي، وعائلة الحريري. وكشفت أن المحكمة الدولية كانت استحصلت قبل نهاية العام الماضي من وزارة الداخلية والبلديات على بصمات لأكثر من 100 شخص من بينهم المتهمون الأربعة في جريمة اغتيال الحريري، وهم مصطفى بدر الدين، سليم عياش، أسد صبرا وحسين عنيسي، وقالت إن الحصول على البصمات جاء بعد مراسلة من المحكمة الدولية الى النيابة العامة التمييزية التي أحالتها الى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل. واستغربت المصادر ما تردد من أن الوزير شربل لم يتجاوب مع طلب المحققين الدوليين في الحصول على هذه البصمات بذريعة أنهم طلبوها منه مباشرة من دون المرور بحسب الأصول على النيابة العامة التمييزية. وقالت إن المحكمة الدولية تتعامل في طلباتها من السلطات اللبنانية وفق الأصول، ولم يسبق للمحققين فيها إن توجهوا بالمراسلة الى الوزير مباشرة وإنهم يحرصون على أن تتم من خلال النيابة العامة التمييزية التي تحيل الطلب إلى الوزير المعني بالتعاون مع المحكمة. وأكدت المصادر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان أبلغ أركان الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عندما التقاهم في زيارته الأخيرة للبنان، بأنه سيبادر بالطلب من مجلس الأمن التجديد للمحكمة لمدة ثلاث سنوات لأنها في حاجة للتمديد لها لتستكمل المهمة المناطة بها من مجلس الأمن. ونقلت المصادر عن بان قوله إن التجديد للمحكمة «أصبح وراءنا ولا ضرورة لإقحام لبنان في سجال في شأنه طالما أنه من صلاحية الأمين العام للأمم المتحدة». وأوضحت أن رئيس الجمهورية لم يعلّق على ما سمعه من بان حول التجديد للمحكمة وحرص في اجتماعه معه على تأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما المحكمة الخاصة بلبنان. يذكر أن ولاية بلمار تنتهي في نهاية شباط (فبراير) المقبل، وطلب عدم تجديدها لأسباب صحية.

تقارير صحفية: مذكرة توقيف تايلاندية للبناني ثان من حزب الله خطط لاعتداء
نهارنت/أصدرت المحكمة الجنائية في تايلاند على مذكرة اعتقال بحق لبناني ثان يدعى جيمس سامي بابلو، بتهمة التواطؤ مع اللبناني الآخر حسين عتريس لتنفيذ عمل إرهابي في بانكوك، وتقول السلطات التايلاندية أن اللبنانيين ينتميان إلى "حزب الله". وأفاد قائد الشرطة الوطنية الجنرال بريوبان دامابونغ لصحيفة "بانكوك بوست" التايلاندية أن "مذكرة اعتقال أصبحت نافذة بحق اللبناني جيمس سامي بابلو البالغ من العمر 40 سنة، الذي يواجه نفس التهم التي يواجهها عتريس وهي امتلاك مواد كيميائية محظورة". وأشار الى أن "بابلو كان يقيم مع عتريس في المنزل نفسه الذي عثرت فيه الشرطة على 4 أطنان من مخصب يمكن أن يستخدم في تصنيع عدة قنابل". ولفت الى أن "الشرطة تحاول تحديد ما إذا كان بابلو ما زال على الأراضي التايلاندية، وطلبت مساعدة "الإنتربول" لتعقب أثره". وأوضح قائد الشرطة أن "عتريس قال للشرطة أنه وباولو كانا يخططان لإرسال المواد الكيميائية إلى بلد آخر واستأجرا 10 مستوعبات لنقلها، وأنه نفى أن يكون من عناصر حزب الله، ولذا لا يمكن للشرطة إلا أن تصدر بحقه تهمة جنائية وحسب. وكانت الشرطة اعلنت اعلنت الشرطة في تايلاند أنه تم الاثنين توجيه الاتهام الى لبناني يشتبه في محاولته التخطيط لاعتداء في بانكوك بعد العثور على مواد كيميائية قابلة للانفجار، وذلك بعد بضعة أيام على اصدار السفارة الاميركية في بانكوك تحذيران من هجوم ارهابي محتمل. وكان قد أوضح قائد الشرطة بانسيري براباوات أن المشتبه به الذي أوقف الخميس الفائت لديه على ما يبدو علاقات مع حزب الله. وكانت السفارة الاميركية في بانكوك أصدرت الجمعة الفائت تحذيراً الى مواطنيها من هجمات محتملة يمكن أن ينفذها "ارهابيون اجانب" في الأماكن السياحية للعاصمة. والرسالة لا تزال موجودة الاثنين على الموقع الالكتروني للسفارة.

نتنياهو/أن امتلاك إيران للأسلحة النووية يشكل خطراً بالنسبة لإسرائيل والمنطقة والعالم بأسره
الراي/جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده أن امتلاك إيران للأسلحة النووية يشكل خطراً بالنسبة لإسرائيل والمنطقة والعالم بأسره، مشدداً على وجوب منعها من حيازة مثل هذه الأسلحة. وكرّر نتنياهو دعوته إلى فرض عقوبات على المصرف المركزي في طهران وعلى قطاع النفط الإيراني. وجاءت أقواله هذه في سياق كلمة ألقاها في الكنيس البرتغالي في امستردام مساء اول من امس، أمام المئات من أبناء الجالية اليهودية في هولندا. وتطرق نتنياهو إلى الملف الفلسطيني معرباً عن استعداده للقاء رئيس السلطة محمود عباس في أي زمان ومكان مجدداً التزام إسرائيل بخوض المفاوضات السلمية من دون شروط مسبقة. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي رفضه المساومة على الثوابت الأمنية لإسرائيل. ويختتم نتنياهو زيارته لهولندا بلقاء نظيره مارك روتِيه والملكة بياتريكس. من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «هآرتس» امس، أن نتنياهو ألغى جولته لأفريقيا والتي كان من المقرر أن تشمل كلاً من إثيوبيا وكينيا وأوغندا وجنوب السودان نهاية فبراير المقبل، من أجل الاستعداد لحضور المؤتمر الذي ستعقده الجالية المؤيدة لليهود في «إيباك» مع بداية مارس المقبل في واشنطن.  بدوره، صرح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي السابق الجنرال عاموس يادلين بأن إيران باتت تملك كل العناصر المطلوبة لامتلاك القنبلة النووية. ونقلت صحيفة «معاريف» في أول مقابلة له منذ إنهائه لمنصبه «إن الجدول الزمني الخاص بامتلاك إيران القدرات النووية أصبح مرهوناً بقرار إيراني محض لا بجدول زمني»، مضيفاً «أن التقديرات الاستخباراتية الأميركية من عام 2007 حول عدم وجود برنامج عسكري نووي إيراني حالت في حينه دون فرض عقوبات أشد على طهران والتي كان من المحتمل أن تحقق نتائج أفضل حالياً». وأشار يادلين إلى أهمية تشديد العقوبات على إيران، قائلاً: «لو أن ذلك حدث قبل نحو ثلاثة أعوام لكانت نتائجه ملموسة على أرض الواقع ولما كنا في حاجة أن نقوم بعمليات عسكرية ضد إيران». وأقر يادلين بمخالفته رأي رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان المعارض لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً «وجوب طرح الخيار العسكري على الطاولة». وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «معاريف» امس، ان مسألة النووي الايراني ستكون في مركز الزيارة الرسمية الاولى لرئيس الاركان الاميركي، الجنرال مارتين دمباسي الذي يصل الى اسرائيل خلال ساعات.

تقارير إسرائيلية: حزب الله حصل على منظومات صواريخ بعيدة المدى من سوريا
خبير عسكري لـ «الشرق الأوسط»: الحزب لا ينكر «ترسانته العسكرية»

بيروت: ليال أبو رحال/الشرق الأوسط
بعد نفي حزب الله اتهامه بقصف منطقة الزبداني السورية بصواريخ الكاتيوشا، أول من أمس، أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة «جيروزاليم بوست» معلومات تفيد بأن «ثمة اعتقادا لدى جيش الدفاع الإسرائيلي بأن حزب الله قد حصل على مزيد من صواريخ أرض - أرض، يصل مدى البعض منها إلى 300 كلم».
وقال الخبير العسكري المقرب من حزب الله العميد المتقاعد أمين حطيط لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا قيمة استراتيجية أو عسكرية وحتى إعلامية لهذا الخبر، باعتبار أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو من صرح في إطلالته الأخيرة بأن حزبه بات يملك قدرات عسكرية متطورة، وبات قادرا على أن يغطي إسرائيل بصواريخه». وأشار إلى أن «حزب الله لا ينكر مطلقا أن لديه ترسانته العسكرية، وهو يفاخر بها في مواجهة إسرائيل، والسيد نصر الله بنفسه قال: (رجالنا تملأ الساحات وأسلحتنا تعبئ الجبهات)». وأفاد تقرير «جيروزاليم بوست» بأن «الجيش الإسرائيلي غير تقديراته العملانية في ما يتعلق بالتهديد الذي يشكله لبنان، وهو يعمل حاليا وفق فرضية تقول إن المجموعة اللبنانية قد حصلت من سوريا على منظومات صواريخ أرض - جو متطورة وبعيدة المدى». وأورد نقلا عن تقارير استخباراتية غربية قولها إن «حزب الله استفاد من الاضطرابات الحاصلة في سوريا للحيازة على أنظمة أسلحة متطورة كصواريخ بعيدة المدى، إضافة إلى منظومات دفاع جوية روسية الصنع». واعتبر حطيط أن الاتهامات التي تثار ضد حزب الله، وخصوصا في ما يتعلق بقصف الزبداني، أقل ما يقال فيها أنها «صادرة عن أشخاص لا يملكون أي حس أو اطلاع على طبيعة العمل العسكري»، موضحا أنه «لو أراد حزب الله أن يقصف الزبداني من لبنان لكان سيستخدم قواعد عسكرية يعرفها الجيش اللبناني». وأضاف: «إذا كانت وكالات الأنباء العالمية تتناقل بسرعة خبر إطلاق صاروخ بدائي من الجنوب، فماذا سيكون الحال لو تعلق الأمر بقصف الزبداني؟»، مجددا الإشارة إلى أن «هذه الاتهامات سخيفة إلى درجة تضحك الثكلى ولا تستحق الرد». ورأى حطيط أن «السؤال الأهم هو عن سبب الهجوم على حزب الله وإقحامه في الملف السوري»، وقال: «يبدو واضحا أن الهجوم على سوريا ليس هجوما على شخص أو نظام، بل هو هجوم على منظومة كاملة اسمها المقاومة، وهذه المقاومة هي التي أسقطت الحلم الأميركي في قيادة العالم، من خلال احتضانها للمقاومة العراقية ومنعها إسرائيل من الانتصار في لبنان في يوليو (تموز) 2006». وشدد حطيط على أن «ثمة سببا آخر لتوجيه اتهامات إلى حزب الله، مردّه إلى العلاقة اللبنانية السورية وعلاقة الشعبين اللبناني والسوري التي تزعج الغرب وإسرائيل، خصوصا بعد احتضان سوريا للبنانيين في يوليو 2006»، لافتا إلى أنهم «يراهنون من خلال الأخبار عن قصف حزب الله للزبداني على خلق حالة من الغضب لدى السوريين تجاه حزب الله، وعلى فك الارتباط القائم بين الحزب وسوريا وإبعاد بعضهما عن بعض». وكان حزب الله أصدر بيانا أول من أمس جاء فيه: «بعد إصرار من جهات في المعارضة السورية وبعض وسائل الإعلام العربية ومواقع الإنترنت على توجيه الاتهام إلى حزب الله حول قصف منطقة الزبداني بصواريخ الكاتيوشا، يؤكد حزب الله أن هذا الاتهام «سخيف ومضحك ولا أساس له من الصحة»، واضعا الاتهام في إطار «التحريض المتبع ضد حزب الله من قبل هذه الجهات منذ عدة أشهر».

قائد فيلق القدس الإيراني، العميد قاسم سليماني: لبنان يخضع لإيران وبإمكاننا تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومة إسلامية هناك
العربية/أكد قائد فيلق القدس الإيراني، العميد قاسم سليماني، أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها، زاعما إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار، حسب تعبيره هذا ونقلت وكالة "إيسنا" للأنباء، شبه الرسمية، تصريحات هذا المسؤول العسكري الإيراني الرفيع المستوى والتي أدلى بها اليوم الخميس في ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم وتصف إيران هذه الثورات بـ"الوعي الإسلامي" وتصر بأنها مستلهمة من ثورة إيران التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979 إلا إن طهران تستثنى الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس بشار الاسد، البعثي أهم حليف لنظام ولاية الفقيه وحول أحداث سوريا، أعرب قاسمي، الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عن دعم بلاده الكامل لنظام الأسد قائلا: الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدي المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة وفي تحليل له حول المرحلة التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة والأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم، استنتج سليماني أن الغرب حاول ارعاب البلدان الإسلامية ولكن النتائج جاءت خلافا لإرادته "في العراق وأفغانستان" واصفا الإنسحاب الأمريكي من البلدين بالهزيمة
إمكانية تحريك الوضع في الأردن
وحول الثورات العربية، زعم سليماني أنها تأخذ طابعا إسلاميا رويدا رويدا وتتبلور مع مرور الزمان على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وإن هذه الإمكانية متوافرة في الاردن واستطرد قائلا: إن الأعداء يحاولون تضييق الساحة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرض تكلفة باهضة الثمن عليها، ولكن هذه الندوة فرصة لكي يسافر الآلاف من الشباب الذين لهم دور مؤثر في حراك الوعي الإسلامي إلى إيران بغية التقلص من الحساسية الناجمة عن "ايرانوفوبيا" حيث سيتمكن هؤلاء الشباب من مشاهدة حكومة اسلامية أنشأت على أسس دينية في إيران وفي قسم آخر من كلمته، أكد سليماني تواجد الإيرانيين في الجنوب اللبناني والعراق مضيفا :إن هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفكارها
سليماني..أبرز قيادة عسكرية إيرانية
هذا ولم يتوقف الحديث منذ سقوط النظام العراقي السابق عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق وبعض بلدان المنطقة ولاسيما من خلال فيلق القدس، الذراع السري لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية بقيادة العقيد سليماني، الذي يعد أهم شخصية عسكرية إيرانية على الإطلاق وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية نشرت تقريرا لها في شهر يوليو/تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد العربي الذي كان يشكل توازنا إستراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام حسين. وقالت الصحيفة إن سليماني "يدير العراق بصورة غير مباشرة"، وقد أصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد
الشعب السوري يؤيد النظام
وفي إشارة لأحداث سوريا، قال سليماني إن الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن اهل السنة الذين يشكلون قسما مهما من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك يذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الثورة السورية نسخة مزيفة للثورات العربية، من صنيعة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وحول دور الإخوان المسلمين في سوريا، قال إن الإخوان منتشرون في كافة بقاع العالم الإسلامي، وتشكلوا حسب ظروف ومقتضيات البلدان التي ظهروا فيها، وهم يحملون ثقافات مختلفة، والإخوان في سوريا يختلفون عن الإخوان في مصر وأردف قائلا: حركة الإخوان شهدت صعودا وهبوطا مستمرا خلال عملها وتجنبت خلال تطورات الوعي الإسلامي (الربع العربي) الاصطدام بالغرب، ونرى بأنها حذرة في التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا لأنها تتخوف من هجوم الغرب عليها بتهمة الارتباط بايران
من هو سليماني؟
كان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 "ثارالله". وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان واليوم يدور الحديث أيضا حول تواجده في سوريا لدعم النظام السوري ضد المحتجين، الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأمريكا

فارس سعيد: كلام سليماني مرفوض ومردود.. وحزب الله مُطالَب بتوضيحه
أكد منسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد أن "كلام قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني" العميد قاسم سليماني (الذي قال إن جنوب لبنان تحت نفوذ إيران) أسقط القناع عن وجه "حزب الله" في حين يسعى الحزب من خلال حركته السياسية إلى إقناع اللبنانيين والعالم بأنه حزبٌ لبناني ويعمل من أجل تحقيق أهداف لبنانية". وشدد سعيد في بيان على أن كلام سليماني "مرفوضٌ ومردود بحيث أنه ينتهك، وبشكلٍ واضح، سيادة لبنان من جهة، ويضع أهل الجنوب في دائرة الخطر الشديد جاعلاً منهم صندوق بريد بين إيران وأميركا من جهة أخرى"، وطالب "حزب الله" بتوضيح هذا الكلام أمام الرأي العام اللبناني.(المكتب الإعلامي)

رداً على سليماني
موقع القوات/
زهرا: سنناضل لإسقاط هذا المشروع
 شمعون: مخطط إيراني قديم
بيضون: سليماني صاحب القرار اللبناني
علوش: تأكيد تبعيّة "حزب الله" للولي الفقيه

بعد تصريحات قائد فيلق القدس الايراني العميد قاسم سليماني الخطيرة التي اكد فيها ان جنوب لبنان والعراق منطقتان خاضعتان لارادة طهران وافكارها، وان الجمهورية الاسلامية الايراني بامكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة "الاستكبار"، استطلع موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ردود فعل عدد من الاطراف السياسية في لبنان على الكلام الايراني.
زهرا: الاعلان الايراني احراج لـ"حزب الله" ومستمرون في نضالنا لاسقاط هذا المشروع
اكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "اننا لم نفاجأ بمضمون تصريح قائد فيلق القدس الايراني عن نفوذ ايران في الجنوب والعراق ولكننا فوجئنا بالشكل بما يحمله هذا الاعلان الصريح من احراج خاصة لحزب الله الذي يدعي انه يضع مصلحة لبنان قبل ارتباطاته الاقليمية وطاعته العقائدية". وسأل زهرا الحكومة اللبنانية وقد برز الى السطح هذا النوع من التصاريح "عما اذا كانت تعلم ان هذا هو الواقع الميداني في جنوب لبنان؟"، متابعا "ان كانت تعلم فما هي الاجراءات التي تنوي اتخاذها لحفظ ماء الوجه على الاقل عند ادعائها انها حكومة تمارس السيادة على كل الاراضي اللبنانية". وشدد زهرا على الاستمرار في النضال السياسي السلمي انطلاقا من معرفة هذا الواقع والتصميم على اسقاطه خدمة لمشروع الدولة في لبنان ولمصلحة المؤسسات الدستورية التي تحفظ وحدها كرامة ومصالح الشعب اللبناني.
بيضون: سياسة طهران تقوم على تمويل الميليشيات وهل تقبل رئاسة الجمهورية ان يصبح قاسم سليماني صاحب القرار اللبناني؟
بدوره، رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان الكلام الايراني يأتي في سياق التصعيد التي تقوم به طهران في سياق الاجراءات الاوروبية الاميركية بتشديد العقوبات على ايران، مشيرا الى انه "من الواضح ان الوضع الايراني صعب داخليا حيث تعاني حال انهيار اقتصادي ويبدو اننا قادمين على ثورة شعبية في ايران شبيهة بالثورة السورية في الفترة المقبلة". ولفت الى ان "المسؤولين يحاولون التصعيد بوجه الخارج ليستطيعوا ضبط الداخل وجزء من هذا التصعيد هو التلويح باستخدام الساحة اللبنانية والعراقية". واذ ادان كل تفكير ايراني باستخدام ساحة الجنوب لتصعد بوجه الغرب، ذكر بيضون ان "في ايران 75 مليون نسمة تستطيع طهران ان تدافع عن نفسها من خلالهم ان ارادت وليس عبر اهالي الجنوب كما فعلت عام 2006 حيث لم نخرج من صدمة وخسائر وشهداء عام 2006"، مؤكدا ان "كل لبناني يدين هذا الكلام ولا يقبل به". وشدد على انه يجب ان يفتح هذا الكلام عقول اللبنانيين وانظارهم على نشاط الحرس الثوري الايراني في لبنان، مذكرا ان "وزير الدفاع اللبناني تحدث عن وجود القاعدة ونطلب منه الآن ان يتحدث عن نشاط الحرس الثوري في لبنان ويتحقق عن المعلومات في هذا المجال عما تفعله "جماعة الجنرال قاسم سليماني" في لبنان. كما اشار الى ان الكلام الايراني يحتم سؤالا لرئاسة الجمهورية: هل الرئاسة التي اقسمت على الارض والشعب تقبل ان يصبح قاسم سليماني صاحب القرار في الشأن اللبناني؟ كما سأل بيضون بكركي التي شكلت لجنة للحوار مع حزب الله عما اذا كانت مقتنعة ان حزب الله هو جزء من النسيج اللبناني ام ترى انه جزء من "نسيج قاسم سليماني في المنطقة"؟  ورأى ان على بكركي ان تطرح اسئلة حادة على حزب الله، مشددا على انه على "رئاسة الجمهورية والجيش تحمل مسؤولية الارض والشعب وليس ان يقرر اي جنرال ايراني مستقبل لبنان او جنوب لبنان". وذكر ان البطريرك بشارة الراعي تطرق الى ضرورة عدم ارتباط اي طرف بالخارج وبالتالي يجب ان يطلب من الحزب وقف تمويله من الخارج والا يكون يعمل لمصلحة الخارج.  ولفت الى انه يجب ان يكون في لبنان رصد حقيقي لاي ميليشيا تتمول من الخارج واعتبارها ميليشيات ضد السيادة الوطنية. وكشف ان ايران تصور نفسها اكبر مما هي فعلا اذا انها دولة متواضعة ومن الدول الضعيفة في المنطقة، لكن سياستها تقوم على تمويل ميليشيات داخل البلدان العربية وتخترق سيادتها، هذا يرتب مسؤوليات على كل دولة والدول العربية جميعا. ودعا الى اجماع عربي يطلب من ايران التعامل مع الدول العربية من من دولة الى دولة وليس من دولة الى ميليشيا واذا لم تستجب ايران لهذا الطلب يجب ان تقوم الدول العربية عبر قرار موحد بقطع علاقتها مع ايران على الاقل، اذ انه ليس مقبولا ان تمول دولة ميليشيات في دول اخرى فهذه سياسية نفوذ من العهود البائدة. وختم مطالبا رئاسة الجمهورية بوضع كل الاطراف امام مسؤولياتها، فحزب الله يقول انه جزء من النسيج اللبناني فيما اللواء سليماني يقول انه اداة بيد ايران تحركه كما تشاء ووقتما تريد وهذا الكلام يدين حزب الله واي ادعاء باستقلاليته.
علوش: كلام سليماني اكد تبعية حزب الله لارادة الولي الفقيه وواجبنا مقاومة هذا الواقع
من جهته، اعتبر النائب السابق الدكتور مصطفى علوش ان المواقف الايراني يؤكد كل ما "كنا نقوله على مدى السنوات الماضية بأن حزب الله جزء من الحرس الثوري الايراني وفيلق تابع بشكل مباشر لارادة الولي الفقيه". وشدد على ان "واجبنا هو في مقاومة هذا الوضع عبر الاستمرار في مقاومة وجود حزب الله وميليشياته بالشكل التي هي موجودة به حاليا".وذكّر علوش ان "تنفيذ المخطط الايراني بدأ منذ العام 1979 حين وصل الامام الخميني الى الحكم في ايران وعلى مستوى لبنان منذ انشاء حزب الله عام 1982 كما قد ظهرت رغبة المسؤولين الايرانيين في ضم لبنان وسوريا والعراق الى مشروع "هلال الولي الفقيه" الذي يعتبر مقدمة من حزب الله وايران لقيادة العالم الاسلامي باتجاه جمهورية اسلامية واحدة". وعن فرص نجاح المشروع، لفت الى انه كان اقوى منذ فترة، لكن "العرب بمكوناتهم الشعبية اصبحوا واعين للموضوع"، مضيفا "في السابق رأينا تسللا للمشروع الايراني عبر مقولة المقاومة والمواجهة مع اسرائيل لكن خلال السنوات الماضية تم كشف مشروع ولاية الفقيه في لبنان بأنه مشروع توسعي هدفه السيطرة العسكرية والسياسية على كل العالم الاسلامي من ضمن الدول العربية".
شمعون: المخطط الايراني قديم ولا مجال لتحقيق اهدافه
وفي السياق نفسه، لفت رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون ان الحلم الايراني التوسعي يعود الى ايام داريوس وما زال الحلم باستعادة مجد داريوس عبر احتلال المنطقة بأسرها، و"السوسة" نفسها مستمرة. واذ اكد ان لا مجال لتحقق هذه الاهداف في الظروف الحالية، اشار الى محاولات لتقسيم العراق كذلك تقسيم سوريا وانشاء "دولة علوية" فيها". وكشف عن مخطط للتخلص من "عقدة سنية" اسمها حمص في سوريا كي يتم وصل مناطق من خلف بحيرة حمص حتى جنوب لبنان انطلاقا من ايران وذلك من دون المرور بجبل لبنان ومناطق كطرابلس ولبنان، مشككا بامكان نجاحهم بتحقيق ذلك.
حاورهم: يورغو البيطار

الشراع": حادثتان خطيرتان استدعتا لقاء التقدمي و"حزب الله"
كتبت "الشراع": حادثتان خطيرتان بين جمهوري الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله في منطقة الشويفات استدعتا لقاءً عاجلاً وموسعاً بين قيادتي الحزبين، لقطع الطريق على فتنة درزية – شيعية تكون استعادة لأجواء عدوان حزب الله على الجبل بعد 7 ايار 2008 وتداعياته. الحادثة الاولى حصلت في وضح النهار في نهاية عام 2011، حين حاول شاب محسوب على حزب الله اختطاف حقيبة يد من سيدة درزية في منطقة الشويفات، فقاومته السيدة وأطلقت صراخ استنجاد بالمارة، تداعى على اثرها حارس بلدي في بلدية الشويفات لإنقاذ المرأة التي طرحها المحسوب على الحزب المذكور أرضاً وراح يجـرّها وهي ممسكة بحقيبة يدها. الشاب الذي حاول ان يسرق حقيبة يد السيدة في الشويفات هو من آل شيت من كفركلا قضاء مرجعيون – حاصبيا. وكان يجلس خلف قائد احدى دراجتين بخاريتين ولأن السيدة كانت متأبطة بحقيبتها جيداً فإن شيت عندما حاول خطفها لم يفلح فوقعت هي ارضاً وسقط هو ايضاً وحاول ان يجرها فصرخت وهرع الشرطي البلدي التابع لبلدية الشويفات وهو من انصار النائب طلال ارسلان، وأطلق رصاصة في الهواء تحذيراً، ثم أطلق الثانية فنهض الشاب وركض في اتجاه الدراجة التي كان يجلس خلف قائدها الذي فـرّ لكن طلقاً ثالثاً من مسدس الشرطي البلدي أصاب شيت خلف أذنه فخـرّ في حالة خطرة نقل على أثرها الى مستشفى كمال جنبلاط لكنه لفظ أنفاسه فيها في اليوم التالي. استخبارات الجيش اعتقلت الشبان الثلاثة الذين كانوا على الدراجتين، وعندما ذهب وفد من مشايخ حاصبيا للعزاء في كفركلا تعرضوا لإهانات وتلقى احدهم دفعاً في صدره من احد اقرباء القتيل. كان من نتيجة وفاة شيت ان خرج اكثر من مائة مسلح من حزب الله وقطعوا الطريق من منطقة التيرو الى معمل ((البيبسي)). ثم عمد الحزب كالعادة الى تبني مقتل الشاب المحسوب عليه وأصدر ملصقاً يحمل صورته واسمه تحت عنوان ((الشهيد المظلوم))، كما يحصل مع الذين كانوا يسقطون من الحزب اثناء المقاومة السابقة ضد اسرائيل.
الحادثة الثانية، وقد اعتبرت رداً على الاولى، حصلت داخل حافلة ركاب كانت متجهة من الضاحية الجنوبية الى البقاع عبر منطقة الشويفات، حيث تصدى احد الركاب داخل الحافلة للسائق لدى وصوله الى أعلى منطقة الشويفات وألزمه بالتوقف عن متابعة القيادة تحت تهديد مسدسه، وأنزله وجميع الركاب في الشارع، وأخرج من حقيبة كانت معه زجاجة وقود، رمى ما فيها على السيارة (الفان) وأشعلها فأتت عليها كلها، ثم توجه الى السائق والركاب طالباً منهم التوجه الى قيادة حزب الله والسيد حسن نصرالله لإبلاغه بما جرى، وان الدروز لا ينامون على ضيم.
هاتان الحادثتان استدعتا لقاء الحزبين في منزل الوزير غازي العريضي بحضور الوزير وائل ابو فاعور والوزير السابق أكرم شهيب ومن حزب الله حضر الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله ووفيق صفا وحسين خليل. المجتمعون تداولوا في ضرورة اعتبار الحادثين فرديين، وألا صلة او غطاء من حزبيهما لما حصل، واتفقا على استمرار التواصل لتوكيد العلاقات الجيدة بينهما، مع احتفاظ كل حزب بمواقفه المبدئية واذا كان هناك من خلاف بين الحزبين او الجمهورين، فليعمل الجميع على تنظيم هذا الخلاف وإشهار الثوابت الجامعة ونبذ كل محاولة للإيقاع بينهما.

سنة المواجهة مع ايران
عبد الكريم أبو النصر/النهار
"ستكون 2012 سنة حاسمة بل ربما سنة الحسم في الصراع الكبير بين الغرب والمعتدلين العرب من جهة والمحور الايراني – السوري من جهة أخرى، والذي سيتركز على أربعة محاور رئيسية هي: المعركة النووية مع ايران، جبهة مضيق هرمز، معركة التغيير الجذري في سوريا، الانعكاسات في الساحة اللبنانية". هذا هو تقويم مصادر ديبلوماسية غربية وعربية معنية بقضايا الشرق الأوسط، استناداً الى المعلومات التي تلقتها باريس من عواصم اقليمية ودولية عدة، ومفادها أن "ثمة احتمالاً كبيراً وجدياً ان تشهد السنة الجارية حرباً إسرائيلية أو إسرائيلية – اميركية على المنشآت النووية الايرانية، وذلك لثلاثة أسباب: الاول أن ثمة اقتناعاً اميركياً - إسرائيلياً غير معلن بأن ايران ستتمكن هذه السنة من امتلاك القدرات التكنولوجية الضرورية والكميات الكافية من الاورانيوم العالي التخصيب لانتاج السلاح النووي، وهذا أمر غير مقبول كلياً. الثاني أن الرئيس باراك أوباما أكد في اتصالاته الاخيرة مع عدد من الزعماء الأوروبيين والعرب أنه مصمم على منع ايران من امتلاك السلاح النووي بكل الوسائل المتاحة له ومنها الخيار العسكري، وانه مصمم ايضاً على حماية منطقة الخليج من أي تهديدات خارجية، الثالث ان إسرائيل ستستغل الانتخابات الرئاسية الاميركية هذا العام لضرب المنشآت النووية الايرانية قبل الخريف، ودفع الادارة الاميركية الى توفير الحماية لها، إذ ان أوباما سيخسر الانتخابات إذا تخلى عن الإسرائيليين ولم يدعمهم في هذه المواجهة المصيرية".
مضيق هرمز قد يفجر ايضاً نزاعاً مسلحاً إقليمياً - دولياً. وفي رأي مسؤول أوروبي مطلع "ان المسؤولين الايرانيين يخطئون كلياً في حساباتهم ويقعون في الفخ حين يعلنون أن مضيق هرمز جزء من خطهم الدفاعي ويهددون باقفاله رداً على نيات أميركية وأوروبية لفرض حظر على صادراتهم النفطية. فالواقع أن مضيق هرمز ممر مائي حيوي دولي يُنقل عبره يومياً عشرين في المئة من النفط الى الاسواق العالمية، وهو خاضع للقانون الدولي ولمعاهدات دولية وليس مسموحاً لأي دولة بأن تقفله وتعطل الملاحة فيه. وإذا نفذت ايران تهديداتها هذه، فإنها سترتكب عملاً حربياً موجهاً ضد المجتمع الدولي، الامر الذي سيدفع مجلس الأمن الى اتخاذ اجراءات قاسية ضدها ويعطي الولايات المتحدة ذرائع مشروعة لاستخدام قدراتها الحربية من أجل أن تضمن بالقوة حرية المرور في المضيق. والصدام الاميركي – الايراني يمكن أن يتحول مواجهة عسكرية واسعة تستغلها اميركا ودول أخرى لضرب المنشآت والمواقع النووية والعسكرية والحيوية الايرانية والحاق هزيمة قاسية بالنظام الايراني".
بالنسبة الى الوضع السوري، تفيد المعلومات ذاتها ان 2012 ستكون سنة قطف ثمار الثورة الشعبية، إذ ان نظام الرئيس بشار الأسد لن يستطيع الصمود طويلاً، لأنه خسر رهاناته داخلياً وخارجياً، ولأن كل الدول البارزة والمؤثرة، في ما عدا ايران، ترى أن انقاذ سوريا يتطلب قيام نظام جديد متفق عليه، كما يتطلب التفاهم على صيغة جديدة لتقاسم السلطة بين مختلف الطوائف والافرقاء في هذا البلد مختلفة جذرياً عن الصيغة الحالية. وتملك الدول الاقليمية والاجنبية المعادية لنظام الأسد سلسلة خيارات تنوي تطبيقها في المرحلة المقبلة من أجل تكثيف الضغوط على القيادة السورية وايجاد الآليات المناسبة لتوفير حماية للمدنيين وللتظاهرات السلمية مما يزيد تصدع هذا النظام وتفككه ويساعد على سقوطه.
وفي الساحة اللبنانية، يواجه حلفاء دمشق وطهران معضلة كبيرة إذ ان "حزب الله" لن يستطيع، مهما فعل،  انقاذ نظام الأسد وحماية مشاريع ايران، فأي نزاع مسلح يفجره "حزب الله" ضد إسرائيل أو في الداخل سيلحق الاذى والضرر بلبنان واللبنانيين، لكنه لن يدفع الدول البارزة الى  التساهل مع النظامين السوري والايراني أو الى محاولة عقد صفقة مع أي منهما. واستناداً الى المسؤول الاوروبي المطلع، فإن "ثمن أي تفاهم غربي – إقليمي مع ايران هو تخليها عن جهودها لانتاج السلاح النووي وانهاء خططها المهددة للدول والقوى العربية المعتدلة. وأي حل للمشكلة السورية يتطلب تغيير نظام الأسد والانتقال الى مرحلة سياسية ودستورية جديدة في هذا البلد. ولكن مهما فعل "حزب  الله"، فإن هزيمة المحور الايراني – السوري أو اضعاف هذا المحور هو لمصلحة لبنان المستقل السيد والقوى المعتدلة المتمسكة بمشروع الدولة فيه".

سوريا: الإمام يرسل مبعوثا
أمير طاهري/الشرق الأوسط
بعد شهور من الترقب، وربما النزاع الداخلي، يبدو أن إيران قررت لعب دور مباشر في صياغة نتائج النزاع حول مستقبل سوريا. وهناك الكثير من المؤشرات التي تشير إلى تغير في السياسة. على مدى ما يقرب من عام، حاول الإعلام الإيراني المملوك للدولة أن يبدو محايدا تجاه القضية السورية. فكانت الأنباء بشأن الثورة السورية إما محدودة أو تقدم بصورة شبه متوازنة تعكس وجهات نظر كل من النظام البعثي والمعارضة. بيد أن الإعلام الخميني تبنى خلال الأسابيع القليلة الماضية موقفا عدائيا صريحا تجاه المعارضة السورية. فتبنت وسائل الإعلام رواية تؤيد مزاعم النظام السوري بأن الثورة «مؤامرة أجنبية» وأن العنف الذي تزعم أنه حصد ما يزيد على 5 آلاف شخص هو من صنيع مجموعات إرهابية. بيد أن وسائل الإعلام في طهران لم تتحرك لتغطية الأحداث السورية بصورة مباشرة. فلم توفد أي من وسائل الإعلام الإيرانية مراسلا واحدا إلى سوريا. وعلى الرغم من وجود مكاتب دائمة لاثنتين من وكالات الأنباء التابعة للدولة في دمشق، لكنهما لم يحاولا أيضا تغطية الثورة في جميع أنحاء سوريا. والسبب هو أنه حتى أكثر الصحافيين طمعا لم يتمكن من وضع اسمه على أكاذيب النظام الفجة.
كان من بين الإشارات الأخرى على رغبة إيران في رفع تمثيلها في دمشق تلك الزيادة في شحنات الأسلحة إلى سوريا. وزيادة في عدد رحلات شركة «آسمان للشحن الجوي» إلى دمشق بنسبة 50 في المائة. وعلى الرغم من أن جزءا من الجسر الجوي ربما يكون قد استخدم في الأغراض غير العسكرية، لكن يحتمل أن تكون الزيادة الكبيرة مرتبطة بتهريب السلاح لإنقاذ النظام السوري. هناك أيضا زيادة في عمليات النقل البري إلى سوريا، فعلى الرغم من تراجع تدفق الحجيج من إيران إلى سوريا، فإن عدد الشاحنات التي تحمل الشحنات في ارتفاع، بما في ذلك السلاح، التي ارتفعت بشكل كبير. وقد صادرت السلطات التركية يوم الأحد الماضي أربع شاحنات إيرانية على خلفية الشكوك بتهريب الأسلحة إلى سوريا. وعلى الرغم من نفي طهران، أصرت تركيا على أن هذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي توقف فيها شاحنات إيرانية تنقل أسلحة إلى سوريا.
بيد أن من بين المؤشرات الأبرز على التدخل الإيراني الكبير في سوريا كان زيارة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الوحدة المكلفة رسميا بمهمة تصدير الثورة. وبحسب مصادر في طهران فقد عقد سليماني في دمشق اجتماعا لمدة أربع ساعات مع الرئيس بشار الأسد لمناقشة «تنسيق الاستراتيجية لحماية سوريا من المؤامرات الخارجية». ونقل سليماني تقريره بشكل مباشر إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ما يعتبر مؤشرا على أن المرشد الأعلى يمسك بخيوط السياسة تجاه سوريا متجاوزا الرئيس محمود أحمدي نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي. وقد عبر أحمدي نجاد وصالحي في أكثر من مناسبة عن تحفظاتهما بشأن دعم النظام السوري. ويبدو حاليا أن خامنئي نحى جانبا كل هذه التحفظات. وقد أخبرتني بعض المصادر في طهران أن المرشد قرر منع سقوط سوريا في «معسكر الأعداء لتقع في معسكر الجمهورية الإسلامية».لكن.. هل إيران قادرة على إنقاذ سوريا؟ بطبيعة الحال، يمكن لإيران أن تخفف من تأثير العقوبات على سوريا عبر تزويدها بالمال والسلاح. وتستطيع أيضا أن تلعب دورا في تعزيز سياسة النظام السوري بمحاولة سحق الثورة من خلال عمليات القتل والاختطاف.
كان للجنرال سليماني وجود بالفعل في سوريا مع بعثة عسكرية قوامها 600 رجل. فقد كان قادرا على جلب وحدات من حزب الله، الفرع اللبناني، لمساعدة القوات السورية الموالية للنظام. فقد قام فيلق القدس بتدريب المئات من مقاتلي حزب الله لعمليات خارج لبنان. وقد اختبر سليماني بعض هؤلاء المقاتلين في عمليات في العراق. ويستطيع سليماني أيضا الاعتماد على عناصر من جيش المهدي العراقي، والذي على الرغم من حله رسميا فإنه استعاد سلاحه ولا يزال يحتفظ بوجود غير رسمي تحت قيادة رجال سليماني. الدعم القوي من إيران يمكن أن يرفع في الوقت ذاته من معنويات النخبة الحاكمة في سوريا الذين بدأوا يفقدون رباطة جأشهم خلال الأسابيع الأخيرة. بعض الفارين المحتملين من القوات الأمنية السورية ربما يقررون انتظار رؤية نتائج التدخل الإيراني قبل القيام بحركتهم.
التدخل الإيراني قد يقنع أيضا روسيا والصين بالاستمرار في رفض تدخل الأمم المتحدة المحتمل لوقف المذابح في سوريا. الأهم من ذلك، كما تشير بعض الدوائر في طهران، أن بمقدور الجمهورية الإسلامية أن تروج لحل يمكن من خلاله أن يطلب من الرئيس الأسد التنحي حتى يتمكن النظام البعثي من الاستمرار في صورة جديدة. على الرغم من كل هذا فإن فرص طهران في النجاح محدودة للغاية. فبداية، لم تشعر القوات المسلحة السورية يوما بالطمأنينة تجاه المحور السوري - الإيراني. وعلى الرغم من توقيع الدولتين ميثاق دفاع مشترك، فإن التعاون المشترك بين الجيشين الإيراني والسوري لا يزال محدودا، فإيران ترتبط بتعاون أوسع نطاقا مع كوريا الشمالية وفنزويلا منها مع سوريا. فيما تبدو النخبة السورية متحفظة تجاه التحالف مع الإمامية الإيرانية. يزعم حزب البعث أنه يؤيد الدولة العلمانية غير الطائفية ذات التوجه الاشتراكي، في الوقت الذي يقوم فيه النظام الإيراني على طلاسم دينية وخرافات طائفية وكراهية للتوجه الاشتراكي. ولذا فإن سوريا التي ستدار بشريعة ولاية الفقيه، قد لا تغري الكثير من أفراد النخبة السورية. وإذا ما نجحت طهران في جعل سليماني رجلها الفعلي في سوريا، ربما تثبت الثورة السورية قدرة أكبر على المقاومة أكثر مما يتخيل خامنئي. وقد فهم أحمدي نجاد وصالحي ذلك، ولهذا السبب، حاولا بشكل خفي، وضع حاجز بين إيران وسوريا. ليس لإيران مصلحة في مساعدة تحطيم الثورة السورية. وتدخلها العسكري يمكن أن يفتح طريقا للدول الأولى لإرسال قوات إلى سوريا. إن الحصافة تقتضي أن يضع واضعو السياسة الإيرانية في حسبانهم إمكانية نجاح الثورة السورية في تغيير النظام في دمشق. ربما تجعل محاولات خامنئي وسليماني لمنع سوريا من التحول في معسكر الأعداء من ذلك أمرا محتوما.

كشف عميل جديد في حزب الله وتصفيات شملت 6 قياديين وفرار مسؤول مالي بثلاثة ملايين دولار!  
٢٠ كانون الثاني ٢٠١٢ /الشراع
*الاختراق وصل إلى دائرة المحيطين بنصرالله عبر عميل معمم في مكتبه للعلاقات العامة
*مع غياب مغنية تحول الحزب إلى مجموعة جزر لا يجمعها إلا الخوف في الداخل والخارج
*الشكوك داخل الحزب عامة وكل عضو متهم حتى يثبت العكس
*حزب الله اليوم مختلف عما كان عليه في العامين 2005 و2006 بسبب الصراعات
في معلومات قيادي حزبي شاب متحالف مع ((حزب الله)) الكثير مما يعتبره اسراراً ممنوع البوح بها او افشائها، الاّ انها تشير بشكل واضح وصريح وخطير الى ان واقع الحزب يختلف عما كان عليه قبل سنوات قليلة في العام 2005 لدى انسحاب القوات السورية من لبنان اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او في العام 2006 اثر حرب الـ33 يوماً في تموز/ يوليو.الصراعات مثلاً لم تكن موجودة واذا كانت موجودة فإنها كانت صامتة او غير منظورة ومضبوطة عندما كانت ايقاعاتها لا تخرج عن النوتة الخاصة بالقائد العسكري الذائع الصيت عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق قبل سنوات ثلاث. اما اليوم فإن الصراعات آخذة في الاستفحال ووصلت الى حد التصفية او محاولة التصفية علماً ان من لم يدخل في هذه التصفيات يقيم عالمه الخاص بشكل يوحي وكأن الحزب صار مجموعة رؤوس او جزر قوية لا يجمعها الاّ الخوف من المخاطر في الداخل او تلك التي قد تنجم عن عدوان اسرائيلي لن يوفر احداً من هذه الرؤوس المتنافرة اذا استطاع الى ذلك سبيلاً.
التصفيات التي يلمح اليها القيادي نفسه بلغ عددها حتى الآن ست، وهذا على الاقل ما يعرفه هو. اذ قد يكون العدد اكبر من ذلك وقد لا يكون، الاّ ان ما توافر له من معلومات وأجواء يشير الى هذا العدد دون اية تفاصيل اخرى، وان كان يتحدث عن ان الانفجار المعروف باسم ((انفجار قارورة الغاز)) قبل نحو 4 اشهر هو احدى عمليات التصفية هذه. اضافة الى عملية تصفية ثانية وقعت في منطقة حي السلم في فترة يقول القيادي نفسه انها غير بعيدة. ولا يتحدث هذا القيادي عن اسباب واضحة لهذه الصراعات الاّ انه يقول ان طابعها الاساسي هو الامرة والسلطة، ومن البديهي ان يشهد ((حزب الله)) تنافساً بين قيادييه للترقي والاقتراب اكثر فأكثر من مساحة صنع القرار والامرة فيه الاّ انه من غير الطبيعي ان يتحول هذا التنافس الى صراعات اخذت كما في العمليات الست المذكورة آنفاً طابعاً دموياً لم يعرف حتى الآن عدد ضحاياه او مكانتهم، خاصة وان غلاف السرية يحجب كل ما في داخل الحزب ليس فقط عمن هم خارجه بل وأحياناً كثيرة عمن هم في داخله ايضاً، لا سيما بعد اتساع حجم الحزب وتنامي اعداده بشكل كبير لا يملك احد فكرة دقيقة عنها الاّ من هم في دائرة القرار والامرة.
عمالة وفساد
واذا كان التزاحم على السلطة هو احد اسباب هذه الصراعات، فإن ثمة امرين آخرين يتصلان ايضاً بالسبب الاول وهما عامل الشكوك الذي طرأ على الحزب بعد اكتشاف عدد من الاختراقات العميلة لـ((سي آي ايه)) و((الموساد)) داخل الحزب وفق اعترافات مسؤوليه وهو امر جعل ((كل الناس تشك بكل الناس)) على حد تعبير احد المقربين من الحزب، وجرى تعريض الكثيرين لجلسات مساءلة وتحقيق ومحاسبة بعد ان ضربت موجة العملاء ومحاولات تنظيف الحزب منهم كل ما في الحزب من اجهزة وقطاعات ((وصار اي شخص متهماً حتى يثبت العكس)) و((ليس اي شخص بريء حتى يثبت العكس)).وهذا السياق لم يتوقف عند حدود معينة، فآخر المعلومات يشير الى اكتشاف وضبط عميل جديد لم تعرف وجهة عمالته ان كانت للاسرائيليين او للاميركيين، الاّ ان اللافت في هذه الحالة الجديدة انه معمم وسيد، والأدهى من ذلك انه أحد أعضاء مكتب العلاقات العامة التابع لأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله. العميل الجديد الذي تكشف ((الشراع)) الحرف الأول من اسمه وهو ك كان يقطن في منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد اختفى منذ نحو شهرين وانقطعت أخباره في منطقة سكنه أو في مكان تردده على بلدته (..) في الجنوب. وقد تأكد انه موقوف لدى الحزب بعد انكشاف تورطه بالعمل لصالح جهاز أمني أجنبـي.
ويقال وان بشكل غير مؤكد انه نقل إلى إيران لمتابعة التحقيق معه والوقوف على ما إذا كان لتورطه علاقة بتورط آخرين في لبنان وإيران. وخطورة هذا العميل لا تكمن فقط في انه معمم أو من مشايخ الحزب، بل في كونه من الموجودين في مساحة عمل القيادي الأول والأبرز في حزب الله وهو السيد نصرالله رغم انه من غير الواضح بعد ما إذا كان من مساعديه، أو ان منصبه هو جزء من مناصب تكاد لا تحصى في الحزب، وهو أي كثرة المناصب تدبير يبدو ان الهدف منه هو إشعار من يعينون فيها بأهميتها في الشكل دون أن يكون لها في الفعالية أو المضمون أي قيمة.
هذا بالنسبة للعامل الأول، أما بالنسبة للثاني فهو يتصل بالفساد وأصحاب ((البطون المنتفخة)) التي أصبح الحزب يعج بها كما يقول بعض أعضائها. ويدخل في هذا السياق موضوع فرار المسؤول المالي للحزب في منطقة النبطية بعد اختلاسه مبلغاً ضخماً من المال من الميزانية التي كان يديرها. ويقدر المبلغ المختلس بنحو ثلاثة ملايين دولار أميركي، وأمكن له جمعه خلال فترة زمنية غير طويلة.
والمسؤول هذا يجري البحث عنه بعد ان توارى عن الانظار بما نهبه من أموال، وليس معلوماً بعد ما إذا كان ما يزال مختبئاً في مكان ما في لبنان، أو انه غادره إلى دولة ما في الخارج لا يستطيع الحزب الوصول إليه فيها أو المطالبة باستعادته، فلا الاموال التي سلبها مشرعنة في القانون الدولي ولا ما قام به من عملية نهب موثق بوسائل قانونية عبر المؤسسات المعنية في الدولة اللبنانية حتى تصبح المطالبة باسترداده قانونية وشرعية عبر جهاز كـ((الانتربول)) مثلاً، وإذا كان من وسيلة لاسترداده فإن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا بإحدى طريقتين: الأولى هي ان يسلم نفسه أو ان يجري إحضاره بعملية أمنية – استخبارية من الصعب على الحزب القيام بها في كثير من دول العالم، وقد تستدعي ردوداً على الحزب لا يستحق استرداد سارق اثارتها. وهذه الحالة لا تشبه حالة رجل الاعمال الموقوف صلاح عزالدين الذي تلاحقه سلسلة من دعاوى أشخاص أودعوا أموالهم لديه وهم في أغلبيتهم العظمى من حزب الله. هذه الحالة حزبية خاصة وتتعلق باختلاس وسلب أموال للحزب.
لبنانيون من حزب الله في المناورات الايرانية
المناورات البحرية الضخمة الاخيرة التي نفذتها القوات الايرانية شاركت فيها مجموعات لبنانية من حزب الله. وقد عاد اعضاء تلك المجموعات الى لبنان بعد انتهاء المناورات، مكتسبين خبرات جديدة في استخدام ما كانت درّبت عليه، مما يشير الى ان جزءاً من القطع والاسلحة البحرية التي استخدمت في المناورات الايرانية قد يكون حزب الله حصل على جزء منها في لبنان، وقد تستخدم في اية حرب مقبلة. كما شارك لبنانيون من الحزب عينه في المناورات التي اجراها الحرس الثوري الايراني واستمرت عدة ايام. 
المصدر : الشراع

أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: فرقة من حزب الله كانت تحمي الأسد أثناء ظهوره في ساحة الأمويين
أكد أن النظام السوري خائف ومرتبك وأن سيناريوهات التغيير بدأت تطرح جديا

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط
أكد الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، أن «النظام السوري هو الذي أصبح في موقع الخائف والمرتبك والقلق، وليس الشعب السوري الذي كسر حاجز الخوف واتخذ قرار التغيير الذي لا عودة عنه». وكشف الحريري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ظهور (الرئيس السوري) بشار الأسد وسط الجماهير في ساحة الأمويين، كان تحت حراسة فرقة من جهاز أمن حزب الله التي أمنت له الحماية. وهذا الظهور العلني الذي لم يتجاوز الثلاث دقائق كان مشابها تماما لظهور (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله أمام جمهوره في ذكرى عاشوراء». وأعلن أن «أكثر من 200 سيارة وحافلة محملة بالركاب توجهت من لبنان إلى سوريا، لتأمين الحشد الشعبي في مظاهرة التأييد لبشار الأسد أثناء ظهوره المدبر (في 11 من الشهر الحالي) في ساحة الأمويين، وهذا خير دليل على عمق مأزق الأسد ونظامه». ولفت إلى أن «مناطق كبيرة في سوريا أصبحت خارج سيطرة النظام، وهو ما يثبت جدية هذه الثورة وقوتها، وأن هذا الشعب قادر باللحم الحي أن يصنع النصر ويصل إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة». وعن أبعاد مواقف تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، المؤيدة لاقتراح أمير دولة قطر بإرسال قوات عربية إلى سوريا، قال: «لا شك أننا ندعم ونتضامن مع الشعب السوري بالموقف فقط، لكن هذا الشعب هو من يقرر مصيره، وعندما كانت الأزمة في لبنان اتخذت جامعة الدول العربية قرارا بإرسال قوات ردع عربية إلى لبنان، واليوم إذا ارتأت الجامعة إرسال مثل هذه القوات إلى سوريا من أجل استقرار المنطقة ووقف إراقة دماء السوريين، فإننا نؤيدها، لكن الواضح أن النظام السوري رافض لهذه الفكرة، ويدعمه في ذلك الموقف الروسي مراعاة لمصالحه». مشددا على ضرورة «التعامل مع الربيع العربي كواقع قائم لا رجوع عنه، بهدف تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، والخروج من فكرة المؤامرة والتفتيت إلى دويلات، والمشكلة التي تعاني منها هذه الشعوب منذ عقود هي أن هناك طبقة تتكدس ثرواتها، وطبقة أخرى تغرق في الفقر».
وردا على ما بثه التلفزيون السوري من اعترافات لموقوف ادعى أنه كان يهرب سلاحا من لبنان إلى مدينة حمص عبر بلدة عرسال اللبنانية، أعلن الحريري أن «النظام السوري فقد معظم أوراقه سواء في العراق أم في فلسطين، ولم يبق بيده سوى الورقة اللبنانية التي يهدد بها، لذلك طالبنا، وما زلنا، بتحييد لبنان عن أي خطر أمني، لكن هذا لا يحول دون إعطاء رأينا السياسي بدعم الشعب السوري، ونحن نطالب مجددا وللمرة الألف بترسيم الحدود مع سوريا ووضع حد للتهريب الذي يزعمونه». معتبرا أن «مزاعم تهريب الأسلحة باطلة وتفتقد أي مصداقية، ولو كان الثوار يأخذون السلاح لكانوا صاروا في وضع مختلف. ومعروف أنه عند أي اضطراب أمني في أي بلد تنشط تجارة السلاح على أيدي تجار لا ينتمون إلى أي فئة سياسية، وهذا ما كان قائما إبان أحداث لبنان ويومها كانت الفصائل المسلحة تبيع أيضا هذا السلاح».
وأشار الحريري إلى أن «الأفق بات مسدودا أمام النظام السوري؛ إذ إن الثوار كسروا حاجز الخوف، والدليل على ذلك تمزيق صور الرئيس بشار الأسد وتحطيم تماثيله وتماثيل والده (الرئيس الراحل حافظ الأسد)، ونزول المتظاهرين بصدورهم العارية وهم يهتفون: (يا الله ما إلنا غيرك يا الله)، وهذا شعار عظيم يعبر عن أن الثوار دخلوا مرحلة حاسمة متوكلين فيها على الله وعلى أنفسهم فقط، رغم كل المجازر التي يتعرضون لها». ولاحظ أن «التغيير في سوريا حصل بالفعل، وهناك سيناريوهات بدأت تطرح عن هذا التغيير ومنها فرار بشار الأسد وأركان نظامه، كما أن عنصر المفاجأة سيبقى قائما، والمثال على ذلك، كيف أن النظام الليبي كان يدك المعارضة بالدبابات وبالصواريخ، وفجأة سقطت طرابلس ومصراتة وأنهي نظام القذافي بلحظة». وردا على سؤال، اعتبر أن «تجربة المراقبين العرب في سوريا فشلت، لأن المراقبين لم يحيطوا بكل ما يجري على الأرض بسبب المضايقات التي يتعرضون لها، لكن هناك إيجابية واحدة فيها وهي أنهم شهدوا على عدم جدية النظام السوري وعلى انتهاكاته، وعلينا أن ننتظر التقرير الجديد الذي سيشكل منعطفا مهما، وربما يأخذ الأمور إلى مكان آخر». ونفى أن «تكون عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان مرتبطة بسقوط النظام السوري كما يروج البعض، لأن قرار العودة بيده وهو يحدد الوقت المناسب لذلك». وعن كلام رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي تخوف فيه من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية لأن الأسد لا يصغي إلى أحد، توقع الحريري أن يكون موقف جنبلاط «مبني على معلومات خارجية وأخرى من الداخل السوري، وموقفه ليس نابعا من فراغ، إنما تأكيد على أن الأمور في سوريا ذاهبة إلى الحسم ولن تعود إلى الوراء».

جعجع: على "حزب الله" أن يقتنع أن اللعبة انتهت وعليه تسليم سلاحه للدولة 
وكلات/كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن بعض الأطراف اللبنانية التي تدعم النظام السوري هي من تولت إشاعة وجود لتنظيم القاعدة في لبنان من خلال التسويق السياسي لخدمة نظام الاسد كي يُقال أن هناك مجموعات من القاعدة تسللت من الحدود اللبنانية السورية لأحداث تفجيرات في سوريا، ما تزامن مع تفجيرات دمشق للبرهنة أمام العالم أن النظام السوري علماني وتجري محاربته من القاعدة وأنه يقوم بالدفاع عن نفسه.
جعجع، وفي حديث خاص لصحيفة "روز اليوسف" المصرية، وجّه نداءً إلى مسيحيي الشرق بأهمية التمسك بأوطانهم وعدم التخلي عن بلدانهم، كما طمأنهم على الوضع الحالي بأن التيارات الاسلامية السياسية في دول الربيع العربي تتعاطى مع الوضع السياسي بامتياز، موضحاً أن "صعود هذه التيارات لا يمكن ان نحكم عليه ايجابياً أو سلبياً الا بعد بلورة طريقة تصرفها، بالرغم من وجود اضطهاد مباشر للمسيحيين في بعض الاماكن ولكن هذا الاضطهاد يأتي في سياق الاحداث العامة على المجتمع بأكمله".
ورداً على سؤال، عزا جعجع الحافز الرئيسي لتشبث المسيحيين باوطانهم في الشرق الى ان هذه بلدانهم، ومن الواجب الا يترك الانسان وطنه عندما يتعرض لأول معضلة" داعياً المسيحيين الى ضرورة البقاء ولاسيما لمواجهة هذه النزاعات المتطرفة والمتعصبة للوصول إلى مجتمع وسطي سلمي حر في الشرق الأوسط.
وعن هجرة المسيحيين المشرقيين بأعداد كبيرة الى الغرب، قال "هذا الأمر لا يجوز اذ يجب أن نقارن بين موضوع وآخر، ففي ظل تنامي الحركات الاسلامية، علينا التمييز بين إسلامي وإسلامي، لأن ليس كلّ ما يُسمى إسلامياً يكون أصولياً، وحتى ليس من هو أصولي جهادي، وهذا لا يعني أنه أصبح عنيفاً، لأن ليس كل إسلامي ضد الحرية والديمقراطية"، مستشهداً بتصرفات الأحزاب الاسلامية المميزة في مصر وتونس حتى الآن ولكن في حال تبدلت هذه التصرفات سيكون لنا حينها موقفاً، فتصاعد التيارات الاسلامية بالنسبة لي لا يعني أمراً سلبياً، اذ ان الديمقراطية أفرزت حتى الآن هذه التيارات التي علينا التأني في الحكم عليها لنتخذ الموقف المناسب منها".
ولفت الى ان "الربيع العربي لا زال في بداية تحققه وقد يستغرق سنوات عديدة لاكتماله، فمثلاً إسلاميو تونس عندما تسلموا السلطة حافظوا عل الديمقراطية وحقوق المرأة والاقتصاد الحر وعلى علاقات تونس الخارجية، اذاً أين المشكة؟ فهل هي فقط بتسميتهم "حزب الدعوة الاسلامية" أو "الاخوان المسلمون"؟ فليأخذوا الاسم الذين يرغبون به طالما ان مضمون عملهم السياسي لا يتعارض مع كل ما نؤمن به في السياسة ".
وعن مطالبة فئة من المسيحيين ببقاء نظام الأسد مع العلم أن المسيحيين عانوا الأمرين منه، أشار جعجع الى انه "هناك بعض الأطراف في لبنان تحالفت في الاساس مع النظام السوري مقابل اكتساب مصالح سياسية كبيرة، وهي وصلت الى ما هي إليه من مواقع في السلطة من جراء مساعدة النظام السوري، وان دفاعها عن هذا النظام الاسد كي لا يسقط فتقع هي بدورها"، مذكراً "ببعض الأصوات التي حذرت من سقوط لبنان اذا ما انسحب الجيش السوري حين طُرح موضوع خروج سوريا من لبنان في العام 2004، ولكن ما حصل هو ان الجيش السوري انسحب فعادت مؤسسات الدولة الى طبيعتها،أما الآن نشهد الظاهرة ذاتها فهم يخيفون اللبنانيين مجدداً من سقوط نظام سوريا لأنهم يخشون على مواقعهم ومكتسباتهم".
وعمّا اذا ما ستتحول الثورة في سوريا إلى حرب في الخليج العربي بين أميركا وإيران، رأى جعجع ان "الحركة الثورية السورية في جانب منها تأتي في سياق الصراع بين أميركا والغرب من ناحية وإيران من ناحية اخرى، ولكن الجانب الاساسي في الثورة السورية شعبي محلي يرفض النظام القائم ويطالب بنظام يتسم بالديمقراطية والحرية ويُعلي قيّم حقوق الانسان ويحقق الكرامة الانسانية"، مستبعداً "أن يؤدي الوضع في سوريا إلى حرب أميركية إيرانية في الخليج لأن هذه الحرب اذا ما وقعت سيكون لها ديناميكيتها الخاصة اذ لا علاقة لها بشكل مباشر بما يجري في سوريا ولكن لها صلة بالبرنامج النووي الايراني والوضع في مضيق هرمز والاسلحة الاستراتيجية ودول الخليج العربي..."
ورداً على سؤال، شرح جعجع الفرق بين الانقلاب والثورة. فقال ان "الانقلاب يكون واضح المعالم، عندما تستخدم وحدات عسكرية من الجيش الطائرات ووحدات المشاة وتسيطر على الحكم، بينما الثورة هي حين يتحرك الشعب لمواجهة الوحدات العسكرية ...اذاً ما نشهده في سوريا هو ثورة اذ اننا لم نشهد فيها طيلة الـ 10 أشهر الماضية تحركاً للقوات العسكرية لتطويق القصر الجمهوري ومؤسسات الدولة مثلاً "، لافتاً الى ان "الوحدات العسكرية تقمع المتظاهرين المدنيين في الشوارع والميادين من شمال سوريا الى اقصى جنوبها، اذاً فهي ثورة بكل ما تحمل من معنى".
وعن توقيت سقوط نظام الأسد، أكّد جعجع "عدم قدرة استمرار هذا النظام الذي قد يستغرق سقوطه اشهراً عديدة ولكن في نهاية المطاف سيسقط وبتقديري ليس أبعد من نهاية العام 2012. أما فيما يتعلق بأن الثورة في مصر وتونس انتهت بسرعة، بينما في سوريا استغرقت كل هذا الوقت وما زالت تكلّف يومياً عرقاً ودماً ودموعاً لسبب جوهري وبسيط هو ان الجيشين في مصر وتونس اتخذا موقفاً مغايراً تماماً من الموقف الذي تتخذه أقله بعض وحدات الجيش في سوريا. فلو ان الجيش في سوريا اتخذ الخطوة ذاتها التي اتخذها الجيش المصري لكنا شهدنا انهيار النظام منذ 3 او 4 أشهر أي بوقوف الجيش على الحياد وعدم التصرف كأداة قمعية بيد السلطة القائمة. ولكن للأسف حال الجيش في سوريا مختلفة أقله حتى إشعار آخر".
وتابع "ان الثورة في سوريا تتقدم وتسير الى الأمام فنلاحظ انه بداية لم يكن هناك تمثيل سياسي في الثورة بعدها حصلت مؤتمرات عديدة واليوم أنشئ مجلس وطني سوري انتقالي، صحيحٌ انه لا يضم كل معارضي النظام ولكن على الاقل يضم الاكثرية من معارضيه. وهناك العديد من الدول التي استقبلت هذا المجلس ومن ثم لمسنا تدابير من الجامعة العربية في مواجهة سوريا كتعليق عضويتها ومن ثم ارسال مراقبين اليها والآن نسمع طرح امكانية ارسال جيوش عربية الى سوريا وحتى قرارات في مجلس الأمن. فالثورة السورية تتقدم ولكن للأسف بتكاليف باهظة. لكن الشعب السوري اظهر عن صلابة كبيرة وتصميم للخلاص من هذا النظام."
وعن تاييده لدخول جيوش عربية الى سوريا، أمل جعجع "انتهاء الازمة من دون تدخل أحد ولكن من دون أيضاً استمرار القتل يومياً، ولكن اذا لم يتيسر هذا الأمر يعود الى الاخوة السوريين ان يروا ما هو الافضل لهم لانهاء ازمتهم. هناك مسلمتان يجب أخذهما بعين الاعتبار، الاولى: لا امكانية لهذا النظام ان يستمر، والثانية : لا يجب استمرار القتل في سوريا. وانطلاقاً من هاتين المسلمتين يجب ايجاد الحلّ المناسب."
وعن سلاح حزب الله، اعتبر جعجع " ان مواجهة اسرائيل هي مسؤولية الشعب اللبناني بأجمعه ممثلاً بالدولة اللبنانية واداراتها الرسمية وبالأخص الجيش اللبناني. وما يُحكى عن عدم قدرة الجيش اللبناني غير صحيح فلنترك الامر للجيش وسنرى ان كان قادراً ام لا، ولكنه على الأكيد أقدر من حزب الله أقله لما يمثله من شرعية ومن وقوف الشعب اللبناني خلفه". واشار الى " أننا لا نؤيد المعادلة المعمول بها في الوقت الحاضر والمتواجدة في البيانات الوزارية المتعاقبة والتي كنا دائماً نتحفظ عليها وهي "الجيش والشعب والمقاومة" بل نحن مع معادلة "شعب ودولة وجيش" القادرة على انقاذ لبنان وتأمين استقراره وعلى أفضل مواجهة ممكنة للاعتداءات الاسرائيلية في حال حصولها. اما ما عدا ذلك فهو من قبيل الدعاية السياسية ولتبرير ابقاء بعض الاحزاب مدججة بالسلاح لاسباب داخلية بالدرجة الاولى واقليمية بالدرجة الثانية، واستطراداً في حال قامت اسرائيل بهجوم او اعتداء على لبنان. ولكن بشكل اساسي لأسباب داخلية تتعلق بمواقع القوى الداخلية ولاسباب تتعلق بالحركة الاستراتيجية في المنطقة."
وشدد على ان "قيام دولة فعلية في لبنان يكمن في حصر كل السلاح فيها ووضع كل القرار الاستراتيجي بيدها. وبرأيي ان الاحداث في المنطقة بدءاً من سوريا وليس انتهاءً بايران هي كفيلة لايجاد المناخات والاجواء المناسبة ليقتنع الأخوة في حزب الله ان "اللعبة انتهت" '
The game is over” وعليهم تسليم سلاحهم الى الدولة ووضعه بتصرف الجيش اللبناني والانطلاق الى الحياة السياسية كما هي حال باقي الاحزاب في لبنان".
وعن امكانية سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وصف جعجع هذه الحكومة بـ"حكومة تصريف اعمال" اكثر مما هي حكومة فعليّة على أثر معالجتها للأمور الأساسية"، مستشهداً بملف تصحيح الأجور الى جانب تضعضعها في موضوع الثورة السورية والمحكمة الدولية ومشروع الكهرباء والمشاريع الانمائية وفي كل شيء تقريباً... باعتبار ان هذه الحكومة لم تأتِ وفق برنامج معين بل شُكلت كتجمع لكلّ الذين يرغبون بالوصول الى السلطة على انقاض حكومة الوحدة الوطنية. لقد وصلوا الى السلطة الآن وهم محتارون ماذا يفعلون بها لأن اكثريتهم لا يتضمن برنامجهم بناء الدولة بل تحقيق المكاسب على حسابها، ومتى ستُعلن وفاة هذه الحكومة؟ لا أعلم، ولكن هذه المرة الأولى سيكون خبر وفاة مفرح".
وعن زيارته الى السعودية ولقائه الرئيس سعد الحريري، أعلن جعجع أنه عقد والحريري سلسلة من الاجتماعات "قوّمنا خلالها الموقف ووضعنا تصوراً للمرحلة المقبلة وكيفية مواكبة المرحلة الراهنة". واثنى على حفاوة استقبال الاخوان في المملكة العربية السعودية "اذ كانوا بغاية اللطف وناقشنا الأوضاع في لبنان والمنطقة، فهذه الزيارة تأتي في سياق تطوير العلاقات وترسيخها مع المملكة العربية السعودية ذات الاهمية السياسية التي لا يمكن لأحد تجاهلها في هذا الشرق لا بل ابعد من هذا الشرق". وعن وجود لتنظيم القاعدة في لبنان، أوضح جعجع أن "هناك افراد او مجموعات متطرفة في مكان ما في لبنان ولكن بالتأكيد اقل من اي دولة عربية. والدليل على ذلك اين هي هذه المجموعات؟ فالمجموعة تُعرف من خلال اعمالها. ولكن وجود تنظيم القاعدة كتنظيم لديه قيادة وخلايا وتركيبة، فكل تقارير الاجهزة الامنية في لبنان والوزارات المعنية لا تدلّ على ذلك وبالتالي كل ما أُشيع في هذا السياق كان من قبيل التسويق السياسي لا اكثر ولا أقل من بعض الاطراف في هذه الدولة خدمةً لما يحصل في سوريا. فلنلاحظ هذا التسلسل، لقد قام وزير من وزرائنا بالتصريح بأن القاعدة موجودة في لبنان وتقوم بتسريب افرادها من لبنان الى سوريا. بعد يومين حصل الانفجار في دمشق وبعد يومين من حصول الانفجار في دمشق ارسلت الحكومة السورية مذكرة الى الامين العام للأمم المتحدة تقول له فيها ان الانفجار الذي وقع في دمشق وكل الدلائل تشير الى ان القاعدة وراءه واكبر دليل هو تصريح وزير الدفاع اللبناني بهذا الخصوص. فما صدر عن وجود القاعدة في لبنان ما هو الا مسلسل للاستثمار السياسي لما يحدث في سوريا. فهم يدّعون ان النظام في سوريا علماني وتجري محاربته من قبل القاعدة ويقوم بالدفاع عن نفسه".

حرب أبلغ سليمان رفض تلزيم مشروع سد بلعة لشركة إيرانية خلافاً للمناقصة
زار النائب بطرس حرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا. وأوضح بيان صادر عن المكتب الاعلامي للنائب حرب أن "البحث تناول شؤون البلاد والمشاكل التي تعترض قيام الدولة وحياة المواطنين، إضافة إلى الصراعات السياسية التي كرست مبدأ الصفقات البعيدة عن مصالح الناس والمخالفة للقوانين على حساب المبادئ والأصول". وأكد حرب، بحسب البيان، للرئيس سليمان "موقف قضاء البترون وأهله وخصوصاً بلدة تنورين الرافض إعطاء مشروع سد بلعة إلى شركة إيرانية حددتها حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرضتها على الحكومة اللبنانية، وهو ما يثير الشبهات الكبيرة حول هذه القضية وخلفياتها، إذ إن ما وافقت عليه الحكومة لهذه الناحية جاء مخالفا للأصول القانونية، لا سيما أن هذا المشروع كانت قد جرت المناقصة عليه وفقا للأصول ولُزِّم إلى شركة لبنانية، وليس ما يبرر إبطال نتيجة هذه المناقصة لإدخال شركة إيرانية بحجة تقديم هبة للدولة اللبنانية لبناء سد بلعة، وخصوصاً أنه من السهل تحويل الهبة إلى مشروع آخر في منطقة أكثر ملاءمة". وأضاف حرب: "القضية ذات خلفية سياسية وهي مرفوضة بالمطلق، لاسيما أنه من المعروف ان وجود شركة ايرانية في منطقة البترون، وفي تنورين بالذات، من شأنه إثارة حساسيات وجو من القلق، ما يدفعني إلى المطالبة بالعودة عن قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على قبول الهبة وتخصيصها لسد بلعه وإحالة هذه الهبة مع الشركة الإيرانية إلى منطقة أخرى لا يثير وجودها حساسية أو قلق، التمسك بمشروع بناء سد في منطقة تنورين واحترام القوانين في إجراء المناقصة". وختم: "إن أهالي قضاء البترون لن يقبلوا بهذا الموضوع، وهم على استعداد للتحرك السلبي لمواجهة هذا التسلل السياسي والأمني إلى منطقتهم، الأمر الذي يجب تفاديه قبل حدوثه". (الوطنية للإعلام)

شخصيات شيعية معارضة تسعى لإطار سياسي         
 "النهار" – خاص/علمت "النهار" ان مجموعة شخصيات ونخب شيعية، بينها علماء دين وأكاديميون وسفراء سابقون ومشتغلون في الشأن العام، وجلهم ينتمون الى ما بات يعرف بـ"الخيار الثالث"، عاودوا في الاسابيع الماضية اجتماعاتهم ولقاءاتهم سعياً الى اطلاق اطار سياسي جامع على الساحة الشيعية يكون كما يسمونه "معارضا لما هو سائد في هذه الساحة. وذكرت معلومات ان المشاركين في هذه اللقاءات سبق لهم في الاعوام التي تلت التحول السياسي الذي جرى بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ان بدأوا تحركاً مماثلاً وكادوا ان يبلغوا مرحلة الاعلان عن اطار سياسي، لكن تسارع التطورات والانقسامات في البلاد كاد يفضي الى وأد هذا الاطار وتفرق شمل المنضوين تحت لوائه وانحياز غالبيتهم الى أطر 14 آذار. وعُلم ان المناقشات تركزت في اللقاءات الاخيرة التي تجريها هذه النخبة على تلافي اخطاء المرحلة الماضية، وعلى ايجاد سبل لضمان ديمومة الاطار المنشود وتفعيل عمله في حال افضت اللقاءات والاتصالات الجارية حاليا الى اخراجه من حيز الفكرة الى دائرة الواقع العملي. وحسب المعطيات المستقاة من اكثر من مصدر، فان المشاركين في هذه اللقاءات صاروا يرون ان ظروف "إنضاج" مسعاهم وترجمة فكرتهم باتت افضل من تجارب المرات السابقة انطلاقاً من جملة وقائع مستجدة، ابرزها ان المشهد السياسي الحالي بات أهدأ من ذي قبل وليس ثمة ما يوحي ان هناك تطورات دراماتيكية محتملة في المدى المنظور على الاقل، بل ان ثمة مرحلة جديدة واخطاء متراكمة اقترفها "الثنائي الشيعي" يمكن الاستفادة منها، وبالتالي ايجاد مكان في المعادلة الشيعية، وانهاء سيطرة هذا الثنائي على مفاصل اللعبة السياسية في هذه الساحة. وفي كل الاحوال، لا تزال التجربة الجديدة مجرد نواة او جنين فكرة، وتحتاج الى مزيد من الجهد لاستيلاده اطارا سياسيا يسعى الى مكانه تحت الشمس، خصوصاً وانها ليست التجربة الاولى والمحاولة النادرة.

أوساط ميشال المر: البصمات ملك الدولة والشركة تدير المعدات وتصونها
"النهار" – خاص/وسط استمرار السجال حول موضوع الاتفاق مع الشركة الفرنسية "ساجيم" مع وزارة الداخلية، استوضحت "النهار" مصادر قريبة من النائب ميشال المر الذي كان وزيرا للداخلية لدى توقيع الاتفاق، فأسفت بدءا للمستوى الذي وصلت اليه الامور، مؤكدة ان المر يفخر بانجازه الذي حظي بموافقة مجلس الوزراء في حينه. وقد صدرت الهوية الرقم 1 وسلمها المر الى الرئيس الراحل الياس الهراوي. وأكدت ان الشركة تحمل مواصفات عالمية ولها خبرة في هذا المجال. وأشارت الى أن العقد يقضي بانشاء مصنع لبطاقة الهوية، ويعود هذا المصنع بما فيه من معدات الى الدولة اللبنانية، باعتبار ان مأموري النفوس والمختارين يجمعون البصمات وينقلونها الى المصنع الذي يصدر بدوره الهوية باشراف الدولة اللبنانية من دون سواها. أما دور الشركة فهو ادارة المعدات وصيانتها لا أكثر ولا أقل لقاء رسم سنوي لا يتعدى 350 الف دولار. وقالت إن البصمات هي ملك للدولة اللبنانية حصرا ولا يحق لأي كان التصرف فيها سوى الدولة اللبنانية. وأضاف: "لو عادوا الى نص الاتفاق المعقود مع الشركة الفرنسية لما وقعوا في هذه الاخطاء التي تسيء الى لبنان كدولة وتسيء اليهم ثانيا وتدفعهم الى اصدار بيانات في اليوم التالي لتوضيح كلامهم". وأشارت الى ان "التسرع في توجيه الاتهامات من وزير في الحكومة اللبنانية يثير أكثر من سؤال عن الهدف من اثارة قضية غير موجودة، وصفوها بالفضيحة. في حين أن الفضيحة تتمثل في كلام يطلق أمام لجنة الاعلام ويكذّب في اليوم التالي".

حزب الله" لعون: الحكومة أولوية
يقال نت/روجت الأوساط العونية معلومات عن العشاء السري الذي جمع الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون مساء الثلاثاء الماضي, حيث تم الاتفاق على تمرير قرار تصحيح الأجور, فأكدت أنه جرى إبرام صفقة متكاملة بين الطرفين تقضي بوقف الحملات العونية على ميقاتي ومساعدته في تمرير موضوع الأجور ومشروع الموازنة بالإضافة إلى خطة اقتصادية سيطرحها قريباً, مقابل أن يساعد ميقاتي عون في موضوع التعيينات, وخصوصاً في مواجهة رئيس الجمهورية ميشال سليمان, وإزاحة بعض الموظفين الكبار والضغط على البعض الآخر في الوزارات التابعة لعون, من أجل إنجاز عدد من المشاريع فيها . وأكدت مصادر موثوقة ل¯"السياسة" أن الذي أقنع عون باللقاء مع ميقاتي لحلحلة الأمور, هو "حزب الله" الذي جدد النصيحة لحليفه بتهدئة الأمور لأن بقاء الحكومة يتقدم على أي أمر آخر في هذه المرحلة.

لائحة اتهام عونية ضد شربل نحاس
يقال نت/بحسب الملاحظات المتراكمة في أكثر من صالون عوني، فشل وزير العمل شربل نحاس في التواصل سواء مع العمال أو أرباب العمل، ودخل في نزاعات جانبية مع هؤلاء.. حتى بات السؤال من يمثل العمال: نقاباتهم أم وزير العمل؟ ولم تخرج في هذا السياق تظاهرة عمالية يهتف فيها الملايين: نحاس يمثلنا. ونتيجة أداء الوزير، على قول بعض زملائه، توحد طرفا النزاع – العمال وأصحاب العمل – ضده. وهو عجز عن الاستفادة من الطاولة البرتقالية التي جمع عون حولها أكثر من مرة الوزير والعمال وأرباب العمل. كذلك فشل في التواصل مع زملائه في التكتل: تجدون هنا وزيراً اسمه فادي عبود يفهم ما يقوله نحاس ويعارضه لأسباب اقتصادية، ووزيراً آخر اسمه سليم كرم لا يفهم شيئاً من لغة نحاس لكنه يؤيده من وجهة نظر سياسية. ماذا فعل نحاس ليقنع الأول ويُفهم الثاني؟ «لا شيء» يجيب بعض أعضاء التكتل. تصرف على أساس: هذا مشروعي، صوتوا «عالعمياني» أو تكونون رأسماليين بورجوازيين ضد العمال والبروليتاريا. رغم كل ذلك بقي عون داعماً لنحاس. أما على صعيد التعامل مع القوى الأخرى في الحكومة، فتصرف نحاس باعتبارهم موظفين عنده لا شركاء. لم يجتمع بهؤلاء لشرح وجهة نظره أو طلب مساعدتهم مع الجهات المعنية، اكتفى بإعلامهم بما يفكر به عبر الإعلام والضغط السياسي لإلزامهم بالتصويت معه، من دون أن يخطو أي خطوة تفسيرية. وفي كل ذلك، حافظ العماد عون على دعمه له. فذهب نحاس صوب الأخطر، مظهراً بحسب أحد الوزراء العونيين، «لامبالاة سياسية استثنائية، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تراجع عن كلمته في ما يخص تمويل المحكمة في سبيل استمرار هذه الحكومة، والوزير باسيل قدم كل ما طلبه رئيس الحكومة في ما يخص ملف الكهرباء في سبيل استمرار الحكومة، أما نحاس فذهب مستفيداً من تأييد الجنرال له حتى النهاية، فكادت الحكومة تنفجر من دون أن يظهر استعداداً للتراجع ولو عن فاصلة في خطته الأساسية». أما الأنكى، بحسب وزير عوني آخر، «فهو مخالفة نحاس لإجماع تكتله عند طرحه مشروعه الثاني على التصويت أول من أمس، ومعارضته المشروع ليظهر كأنه البطل النظيف الوحيد في الحكومة الذي رفض اجتزاء الحقوق». خلاصة عونيين كثر تفيد إذاً بأن وزير العمل خرّب (أو كاد أن يخرب) العلاقة العونية بأصحاب العمل وممثلي العمال، خلخل علاقة التكتل بعضه ببعض، وأظهره بمظهر المختلف مع نفسه، خلخل علاقة التكتل بحلفائه، حرم التكتل من الاحتفال بانتصاره، وأخيراً غض النظر عن كل هؤلاء ليقول إنه هو وحده البطل.

شمعون: نحاس "طنفس" وأخذ على "خاطرو وقعد بالبيت"
المستقبل/رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن "ملف تصحيح الأجور ظل يتأرجح في مجلس الوزراء لمدة شهر ونصف نتيجة مقاومة رأي وزير العمل شربل نحاس الذي "طنفس اليوم وأخذ على خاطرو وراح قعد بالبيت"". وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، الى "وجود نوع من الإفلاس السياسي ظهر بالتعاطي مع سقوط مبنى الأشرفية وصولاً الى إقرار مرسوم تصحيح الأجور". وأكد أن "الوضع في لبنان سيبقى عالقاً بانتظار أن تنجلي الصورة في سوريا حتى تقلب في لبنان الصفحة، وبالتالي يتكلّم الجميع اللغة اللبنانية وليس البعض العجمي والآخر سوري، وعندها فقط نستطيع إدارة البلد بشكل سليم، وإلا سيبقى الوضع أعرج كما هو اليوم"، معتبراً أن "رئيس مجلس النواب نبيه برّي يسير مع سوريا ويبيّض وجهه أمامها، وهو الآن لا يستطيع أن يتراجع، لكنه ينتظرها حتى تسقط لكي يغيّر رأيه". وشدد على "أننا في لبنان لن نستطيع فتح صفحة جديدة من العمل السياسي من دون أن يسقط النظام السوري، وبالتالي الطرف المتكّل على هذا النظام سيعلم أن هناك صفحة قد انتهت عندها يبدأ الكلام". ودعا الى وقف إراقة الدماء لا سيما دماء الأطفال الذين لا ذنب لهم في كل ما يحصل"، متوقعاً أن "أيام الأسد ليست طويلة في الحكم". وتمنى تبنّي "طرح حزب "الوطنيين الأحرار" لقانون الانتخاب الذي يقسّم ممثلي الشعب الى 88 نائباً ينتخبون وفق الدائرة الفردية لا الطائفية و44 عضواً يشكلون مجلس الشيوخ ويتم انتخابهم على أساس طائفي، وبهذه الطريقة نبدأ بايجاد دواء للمرض الطائفي".

ماذا حصل في عشاء الرابية السرّي؟
ليندا مشلب/الجمهورية
تسنّى لكلّ من التقى وزير العمل شربل نحاس في الساعات الأخيرة، وتحديدا منذ خروجه غاضبا من جلسة مجلس الوزراء، أن يقرأ على ملامحه بعضا ممّا يفكّر فيه. فالاتفاق - المخرج لقضية الأجور، الذي حصل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون ليل الثلثاء في منزل وزير الطاقة جبران باسيل، قضم الكثير من تطلّعات نحاس وسعيه ليس فقط الى ما يعتبره تصحيحا بنيويا في الأجور، بل الى إعادة تركيب النظام الاقتصادي - الاجتماعي - المالي على انقاض ما يراه تشويها متعمّدا طال هذا النظام على امتداد عقدين ونيف. وزير العمل ممتعض الى أقصى الحدود. فتَعَب ساعات طوال من العمل والأمل شطبَ معظمه عشاء الرابية ليل الثلثاء. وبدا ان اكثر ما اقلقه وربما اغضبه انه لم يكن على دراية بما رّتب له في ذلك العشاء. مع ان قريبين منه لا يخفون انه يستشعر منذ تناسل أزمة الأجور وملحقاتها ان ثمة من ينصب الكمائن له، لمجرد احراجه فإخراجه من الحكومة: إما استقالة انسجاما مع نفسه وافكاره ومشروعه، وإما اقالة من خلال مرسوم بدل النقل مخالف لقناعته، فيدفع ثمن عدم توقيعه. تقلّل اوساط التيار الوطني الحر من تداعيات ما حصل في الرابية وارهاصاته في مجلس الوزراء. وتشير الى ان احدا ليس في وارد خسارة كفاءة بحجم شربل نحاس، لا التيار ولا تكتل الاصلاح والتغيير ولا رئيس الحكومة نفسه.
وترى ان ما حصل في مجلس الوزراء تكريس لمنطق وزير العمل، ومقدمة لتصحيح مستدام لمفهوم الاجر. فمن الآن وصاعدا سيكون العامل مع مطلع كل سنة على موعد مع علاوة تناسب حجم التضخم وتوازي غلاء المعيشة، في مسيرة اصلاح طويلة لوضع هذا العامل ولمفهوم العمل القائم على قوانين اريد لها قبل 50 عاما ان تكون موقتة ومرحلية تخدم عهدا محددا، فأصبحت مُنزلة لا يستطيع احد مس نقطة حبر فيها. وتلفت الى ان العمال على موعد مع استحقاق جديد سينصفهم يتمثل في اقرار مشروع قانون لبدل النقل في القريب العاجل، مع الاشارة الى ان مجلس الوزراء كلّف اول من امس وزير العمل تحضير نصّ هذا المشروع، وهو ما سيقدّمه الاسبوع المقبل. وترفض الأوساط مقولة ان نحاس وضع نفسه في موقف حرج نتيجة تمسّكه بآرائه واحراق اشرعته، مؤكدة ان رؤية هذا الرجل وعناده في الحق أسّسا سبيلا جديدا للعمال يصحّح كل الخلل الذي اصاب هذا الطبقة بفعل ممارسات سابقة خاطئة وملتبسة. في الموازاة، تعرب مصادر سياسية عن اعتقادها بأن ازمة الاجور لم تقفل نهائيا بعد، إذ لا تزال الأمور رهن قرار وزير العمل، الذي كان واضحا في داخل مجلس الوزراء ثم مع من التقوه او اتصلوا به بعد الجلسة انه لن يوقّع على أي قرار من شأنه ان يتعارض وانسجامه مع نفسه وقناعاته الشخصية والاقتصادية. وتشير الى ان وزير العمل سيضع نفسه والتكتل الذي ينتمي اليه في موقف حرج في حال أصرّ على رفضه تنفيذ قرار مجلس الوزراء، وإذ ذاك لا سبيل سوى الاستقالة او الاقالة، وهو امر لن يكون هيّنا على العماد عون الذي لن يفرّط بهذا اليسر بجهود رجل كانت له بصماته الرئيسة في كل المفهوم الاقتصادي للتيار منذ العام 2005.
لكن اوساطا حكومية تؤكد ألا نية اطلاقا لا لإحراج وزير العمل ولا لتجاوزه، بل ان ما حصل قبل يومين هو صفحة جديدة في العلاقة بين رئيس الحكومة و»التيار الوطني الحر» ستكون لها ايجابيات جمة في اكثر من ملف. وتتوقع ان يكون وزير العمل متفهّما تماما وان ينفذ قرار الحكومة، وخصوصا انه ارتكز في معظمه على مفهوم نحاس ورؤيته والورقة التي وضعها وتلاها اول من امس على مدى 30 دقيقة على مسامع رئيس الحكومة والوزراء. في الخلاصة، من غير الواضح بعد ما سيكون عليه قرار وزير العمل، على رغم ان المؤشرات كلها تدل على ان اتصالات حثيثة حصلت معه في الساعات الاخيرة معطوفة على اجتماعات عدة، اسفرت عن نتيجة مقبولة، علما ان وزير العمل كان قد قرر ان يعتكف امس في منزله.  كما ليس واضحا ما اذا كان القرار نص مشروع المرسوم العتيد، في حال اقتنع نحاس بوضعه، في حاجة الى موافقة من مجلس شورى الدولة، على رغم انه في ضوء الاتفاق في مجلس الوزراء، لا يتوقع احد مفاجأة جديدة من نوع رد المشروع، على غرار المرّات الأربع السابقة

تجمع المسيحيين المستقلين": لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية بما يمكنه من ممارسة دوره
وطنية - 20/1/2012 - عقد "تجمع المسيحيين المستقلين" اجتماعا في مزار سيدة لبنان في حريصا، للتداول في مجمل الشؤون الوطنية والسياسية ووضع المسيحيين بشكل خاص والتغيرات الطارئة على وجودهم وحرياتهم. حضر الاجتماع نائب رئيس المزار الاب يونان عبيد، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الوزراء السابقون جوزف الهاشم، كريم بقرادوني ، فارس بويز، ناجي البستاني، جو جاك خادريان، سليمان الطرابلسي، الياس سكاف، الياس حنا وابراهيم الضاهر، والنواب السابقون الدكتور عبدالله فرحات، الدكتور بيار دكاش، جبران طوق، جورج نجم، جميل شماس، انطوان حداد، رئيس حزب الكتائب اللبنانية السابق منير الحاج، الدكتور ايلي يشوعي، جو اده، العقيد المتقاعد ميشال كرم، المحامي رشاد سلامة، شادي مسعد، كلود بويز كنعان، السفير السابق جوي تابت والياس مطران.
بعد الانتهاء في الاجتماع تلا امين سر التجمع الدكتور عبد الله فرحات بيانا، اشار فيه الى انه "نظرا الى الاوضاع المصيرية الخطيرة التي تعصف بالمنطقة العربية وما ينتج عنها من قلق يساور المسيحيين على وجودهم وحضورهم ودورهم النهضوي التاريخي، وفي ضوء ما طرحه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في الوطن وخارجه من افكار ومواقف، وما اتخذه من مبادرات حيال ما تتعرض له الانسانية من انتهاكات بما يهدد حياة الانسان وكرامته وحرية معتقداته وآرائه، التقى المجتمعون للتداول في هذه الاوضاع الضاغطة بعيدا عن ذهنية الاصطفافات، وانطلاقا من استقلالية يحرصون عليها، ولتهيئة مناخ صالح يمهد لحوار منفتح فيما بين المسيحيين وبينهم وبين المسلمين، واتفقوا على "التمسك بالميثاق الوطني والعيش المشترك والتعمق بتجربة اتفاق الطائف وترجمته الدستورية وتقييم ما طبق منه وما لم يطبق وتطويره بحسب المستلزمات الوطنية ومستجداتها لتشكل عقدا وطنيا -اجتماعيا لدولة مدنية حديثة تفصل الدين عن الدولة ولا تبعد الانسان عن الله، يحفظ استقلال لبنان وسيادته ووحدته وعروبته والحريات فيه، فضلا عن المساواة والعدل والعدالة وتكافؤ الفرص بين ابنائه، وبتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية بما يمكنه من ممارسة دوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن وحكم، ومن السهر على احترام الدستور والمحافظة على السلم الاهلي، وباقرار قانون للانتخابات النيابية يضمن صحة التمثيل الوطني والشعبي في شكل عام، وصحة التمثيل المسيحي في شكل خاص مع المناصفة الفعلية بين المسلمين والمسيحيين". واكد "التمسك بالوجود الحر للمسيحيين في الشرق الاوسط وبحق المسيحيين في الاختلاف والمساواة والامن والاستقرار والعدالة وتكافؤ الفرص، ومواجهة ما يهدد وجود الاقليات وحقوقها ويحد من حرية المعتقد والرأي وممارسة الشعائر الدينية، مع التأكيد عل الترابط العضوي بين المسيحيين والمشرقيين، ولا سيما في سياق التحول الجذري الذي يشهده بعض بلدان المنطقة. تحول العالم العربي من التوجه العروبي العلماني الى التوجه الاسلامي حيث لعب المسيحيون دائما دورا نهضويا". ودعا الى "ايلاء الادارة العامة والقضاء والتعليم الرسمي والشأن الاقتصادي والاجتماعي والصحي والاصلاح واللامركزية الادارية والتنمية المتوازنة والمستدامة وهجرة الادمغة والشباب ومكافحة الفساد وسائر القضايا والمعضلات الوطنية المطروحة ما تستحق من اهتمام ومتابعة، وذلك بالعمل الجاد لقيام دولة القانون والحق والامن والعدالة الاجتماعية مع تحديد لدور الدولة في المجتمع والاقتصاد". ودعا الى ارساء قواسم مشتركة بين المسيحيين للخروج من المحورية والمذهبية والتنازع وللاستمرار بدورهم الريادي الجامع في لبنان والمنطقة، والعمل على اعادة انتشارهم على الاراضي اللبنانية كافة، وعلى عودة المهجرين الفعلية الى اراضيهم.
وشدد على الاستئناس بالارشاد الرسولي الذي وجهه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني تحت عنوان :"رجاء جديد للبنان" وبالسينودس من اجل الشرق الاوسط الذي دعا اليه الباب بنديكتوس السادس عشر، وبما اوصت به الدورة المشتركة للكنائس الكاثوليكية والانجيلية المنعقدة في اذار 2008، وبما اعلنه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حول نشر رسالة لبنان كشركة ومحبة". وختم: "مع حرصهم على ان يتميز هذا اللقاء بالعلمية والموضوعية والاستقلالية وعلى ان يكون منفتحا على الجميع، يسعى المجتمعون، في ضوء ما ستعده لجان تضم نخبا من البحاثة والاكاديميين واصحاب الاختصاص من دراسات الى طرحها على مؤتمر عام لمناقشتها واصدار توصيات بشأنها".

سليمان وقع مرسوم استعادة الجنسية والتقى حرب
المركزية- وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم المرسوم الرقم 7413 القاضي باحالة مشروع قانون الى مجلس النواب يرمي الى تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية مع الاسباب الموجبة. وعرض مع النائب بطرس حرب للتطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية. واستقبل الوزير السابق فريد هيكل الخازن مع وفد من هيئات اقتصادية في كسروان عرض للوضع الانمائي والاقتصادي. وكان اطلع من اللجنة الموقتة لادارة تعاونيات لبنان برئاسة محي الدين دوغان على المراحل التي بلغتها في ايجاد حل للمشكلة القائمة لجهة التعويض على المساهمين والدائنين من جهة، واستمرار هذه التعاونيات في عملها من جهة اخرى.

لجنة "لقاء بكركي"استهلت لقاءاته بزيارة سليمان: حريصون على قانون انتخابي يراعي المناصفة وصحة التمثيل
وطنية - 20/1/2012 اعلنت اللجنة المنبثقة عن "لقاء بكركي" والتي تضم النواب آلان عون، بطرس حرب، جورج عدوان وسامي الجميل، والوزراء السابقين يوسف سعادة وزياد بارود، في بيان اليوم، انه "بدأت سلسلة لقاءاتها، واستهلتها بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وقدمت له مقاربتها لقانون الانتخاب الجديد، إنطلاقا من ضرورة أن يراعي هذا القانون صحة التمثيل وفاعليته لجميع المكونات اللبنانية وتكريس مبدأ المناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، التي نص عليها اتفاق الطائف". وأكدت اللجنة حرصها الأساسي والأكيد على "الشراكة الوطنية الصحيحة بين جميع مكونات الوطن، والتشبث بالعيش المشترك والتعددية والميثاقية التي هي من ركائز قيام لبنان وديمومته".

كونيللي بحثت والجميل في تداعيات الازمة السورية وعرضت مع العريضي للتطورات
المركزية- بحث رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي مع السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي في الوضع العام في لبنان وتداعيات الأزمة السورية على الوضع اللبناني وضرورة الحفاظ على الأمن والإستقرار الداخلي اللبناني. واستقبل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان مورا كونيللي، وشارك في الإجتماع أمين عام الحزب ميشال الخوري. وكذلك تطرقا حسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الجميل الى "موضوع المؤتمر حول الديموقراطية والتعددية الذي سيعقد في 27 الجاري، واهميته في هذا الظرف ان لجهة الموضوع الملح والضروري مناقشته، لمساعدة الأنظمة الجديدة في السير في طريق الديموقراطية والشراكة، او لضرورة ان يلعب لبنان دوره في نشر تجربته الديموقراطية في الشرق الأوسط. وكان التوافق على ضرورة تعزيز هذا التوجه في ما هو خير للبنان وللعالم العربي".كما عرضا لموضوع الحوار القائم بين الأديان، واللقاءات المرتقبة لقيادات سياسية وروحية من أجل تعزيز هذا الحوار على ضوء الزيارات التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى لبنان، والمباحثات التي جرت مع القادة الرسميين والسياسيين، كما زيارة وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو الى لبنان والدور الذي تسعى اليه تركيا لتعزيز هذا الحوار والإستقرار. العريضي: بعدها توجهت كونيللي الى مكتب وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وعرضت معه لمجمل التطورات الراهنة.

"الأحرار" تمنى أن تكون كارثة فسوح سبباً للعمل وطالب بتنفيذ القرارات الدوليــة
المركزية- أشاد حزب الوطنيين الأحرار "بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لتأكيده القرارات الدولية"، مطالبا المرجعيات الرسمية "بوجوب اتخاذ خطوات عملية لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ". وأشار الى "ضرورة مساءلة وزير العمل وفريقه السياسي، حيث أنّ فترة الشهر التي امتدت بين الاتفاق الرضائي وإقرار التسوية في مجلس الوزراء كانت حافزا لرفع الأسعار ولاستبدال العمال اللبنانيين بعمال أجانب". البيان: عقد المجلس الأعلى لـ "الأحرار" اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون، أصدر إثره البيان الآتي:
"كانت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيروت مهمة وناجحة، لتأكيده القرارات الدولية في معرض تجديد اهتمام الأسرة الدولية بلبنان وقضاياه وتحديدا القرارات 1680، 1701 و 1757. ويهمنا أن نلفت المرجعيات الرسمية التي تكرر دائما احترام هذه القرارت والتزامها كل مندرجاتها، إلى وجوب اتخاذ خطوات عملية لوضعها موضع التنفيذ.
فالقرار 1680، يجب أن ينجز ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية وأن يضع حدا للالتباس المتعمد سوريا لجهة ملكية مزارع شبعا من ضمن خطة تفضي إبقاء الوضع قابلا للاستغلال وإبقاء يد "حزب الله" طليقة تحت هذه الذريعة خدمة لمصالح المحور السوري ـ الإيراني.
إنّ القرار 1701 الذي يستعيد مضمون القرار 1559 تحت عنوان سيادة الدولة، يحتم إيجاد حل للسلاح غير الشرعي ويستدعي موقفا عملانيا من خلال استراتيجية دفاعية تؤدي إلى وضعه بتصرف الدولة ومؤسساتها وبإمرتها، فيزول إمكان استعماله في الداخل لأغراض الهيمنة والتسلط.
والقرار 1757 يفرض تعاونا غير مشروط مع المحكمة بدءا بتجديد بروتوكولها مرورا بدفع قيمة مساهمة لبنان في موازنتها وصولا إلى تلبية طلباتها، مثل إلقاء القبض على المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما عدا ذلك. بعد أن أسدلت الستارة من خلال تسوية سياسية على الملهاة ـ المأساة المعروفة بتصحيح الأجور، هنالك مسؤوليات يجب تحديدها لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تبخر الزيادات قبل إقرارها والجهة التي تقف وراءه. إنّ فترة الشهر التي امتدت بين الاتفاق الرضائي الذي أنجزه طرفا الانتاج في بعبدا بمباركة الرؤساء الثلاثة وإقرار التسوية في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، كانت حافزا لرفع الأسعار وأحيانا لاستبدال العمال اللبنانيين بعمال أجانب مما يحتم مساءلة وزير العمل وفريقه السياسي. ولا يجدي هذا الفريق إطلاق الشعارات المخدرة كالقول إن ما حصل يشكل انتصارا للحكومة وإلا وجبت مساءلتها مجتمعة، كما لا ينفعه التلميح إلى إيجابية تحققت بتفعيل لجنة المؤشر وجعلها المرجعية الأولى في ما يعود إلى غلاء المعيشة واقتراح الزيادات على الأجور. وتبقى في خضم التسويات والشعارات، حقيقة صارخة سرعان ما يكتشفها العمال والموظفون والأجراء وهي أنه لن يطرأ أي تحسن على وضعهم المعيشي بعد زيادة الرواتب والأجور لأن سياسة التشبث بالآراء الخاطئة وبالشعارات الفارغة من المضمون سلبتهم إياها قبل وصولها إلى جيوبهم.
ويتقدم الحزب بأحر التعازي من أهالي ضحايا فاجعة الأشرفية ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونضم صوتنا إلى الأصوات المطالبة برعاية المنكوبين الأحياء الذين كانوا يقطنون المبنى المنهار.
من جهة أخرى، نأمل في أن تكون الأرواح التي أزهقت سببا للعمل من أجل تفادي حصول كوارث شبيهة، خصوصا أن البناء المنهار يشبه بمواصفاته عددا كبيرا من الأبنية التي تفتقد إلى أدنى شروط السلامة. مع العلم أن الأخطار لا تتهدد الأبنية القديمة فحسب إنما أيضا أبنية جديدة كثيرة لم يتم الأخذ لدى تشييدها بالمعايير الهندسية لا سيما منها الأبنية المخالفة التي انشئت على أملاك الغير وهذا الواقع يتطلب إعداد خطة شاملة لمواجهة احتمال حوادث مشابهة".

قلق اسرائيلي مـن سيناريو وقوع سلاح سوريا الكيميائي في أيدي "حزب الله"
المركزية- أعلن التلفزيون الاسرائيلي أن "الجيش قلق جداً من سيناريو، يجري تداوله في الغرف المغلقة، وبموجبه يعبر السلاح الكيميائي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الحدود باتجاه لبنان، ويقع في أيدي حزب الله". وأشار الى أن "المسألة تتعلق بمستودعات ومخازن ضخمة، مليئة بوسائل قتالية كيميائية وبيولوجية، اضافة الى قدرات استراتيجية أخرى، تزوّد بها الجيش السوري من دول في شرق أوروبا"، لافتا الى ان "هذه القدرات تشمل صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ ضد الدروع، من شأنها ان تربك قدرة الجيش الاسرائيلي في الساحتين اللبنانية والسورية".ونقل التلفزيون عن قائد لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي، العقيد امير برعم، ان "المناورة الاخيرة التي اجراها اللواء، والتي تضمنت انزالاً غير مسبوق لألف مظلي، يوفر للجيش قدرة على الاستعداد والتجهز للتحرك والعمل سريعاً في عمق ارض العدو"، مؤكدا ان "المناورة لا تحاكي انزالاً قد يحدث في ايران، وذلك لبعد المسافة وطولها، لكن بالتأكيد تحاكي انزالاً قد يحدث في اماكن اقرب".

آكي": الأكراد يشاركون كمراقبين في الأطر المعارضــة الأساسية
المركزية- أعلنت وكالة "آكي" الإيطالية نقلا عن مصادر في المعارضة السورية أن الأحزاب والشخصيات الكردية المستقلة ستشارك كمراقبين في الأطر المعارضة الاساسية، وخصوصا المجلس الوطني وهيئة تنسيق قوى التغيير الديموقراطي وإعلان دمشق للتغيير الديموقراطي، وذلك بعد إعلانها تعليق مشاركتها في أطر المعارضة السورية كافة. وأشارت الى نقاشا لفكرة المشاركة، ومن المرجح أن يصدر قرار

"المرحلة هي مرحلة للتعيينات وأولها هيئة النفط.. وسياسة النأي بالنفس حكيمة"
برّي "الموجوع" على العروبة: هل المطلوب تحت عنوان الحرية الانتقال من سجن إلى سجن؟

لفت رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى إن "المرحلة الآن هي مرحلة التعيينات"، وقال: "سنضغط بكل قوانا لإجرائها واستكمال الإدارة، بدءاً بالأهم بالنسبة إليّ، وهو الهيئة الناظمة للنفط، لأنها تنهي موضوع المراسيم (التطبيقية لقانون النفط)، فالنفط في لبنان يوفّر البحبوحة، ومعنى ذلك أيضاً تحقيق حلم الطائف، أي الإنماء المتوازن، وثانيًا التشكيلات الدبلوماسية لكي تستعيد بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج عافيتها".
وخلال لقائه مجلس نقابة المحررين برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين، أكد بري أن "لبنان ليس جزيرة، وهو يتأثر بما يدور حوله في المنطقة العربية وليس في سوريا فحسب"، وقال إن "سياسة النأي بالنفس التي ننتهجها هي السياسة الحكيمة التي يجب أن نسلكها في هذه المرحلة، فلبنان ينفعل ولا يفعل، وما دمنا لسنا قادرين على التأثير في مجرى الاحداث، فعلى الاقل علينا أولا النأي بأنفسنا وتفادي أي تداعيات لما يحصل حولنا، فهل خراب لبنان يفيدنا ويفيد العرب؟ طبعًا لا، من هنا علينا تجنب كل ما يمس لبنان بأي شرّ، ولماذا لا نأخذ موقف الحياد الإيجابي المفيد لنا جميعًا، بعدما كنا في الماضي مختلفين أصلاً على الحياد بين فريق مؤيد وفريق معارض؟". وتابع بري: "نحن في لبنان العرب الحقيقيون، فقد استطعنا ان نستعيد الشرف العربي في ما يتعلق بالصراع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية، وتمكّنّا بمقاومتنا من أن نحرر معظم أراضي وطننا وحقوقه، وكان آخر حق مشروع الليطاني الذي وضع على السكة. نحن في لبنان العرب الحقيقيون، بينما غيرنا عرب رحّل بأفكارهم، وهذا الكلام الذي أقوله هو كلام "موجوعٍ" على العروبة وليس "موجوعاً" منها"، مبدياً أسفه لكون "العروبة لم تستطع أن تقدم الدليل على أنها فوق الحساسية والمذهبيات والعرقيات، بينما هناك قوميات أخرى استطاعت أن تمارس وتثبت ذلك، فمثلاً القومية الكردية استطاعت أن تصون المنتمي إليها، ولا نجد خلافًا أو صدامًا أو فتنةً بين كردي شيعي وكردي سنّي أو مسيحي، بينما عروبتنا جعلتنا ننسى أن الغساسنة كانوا في أصل العروبة ومنهم من هو أكثر عروبة من السنة أو من الشيعة".
وعن مشروع الشرق الأوسط الكبير، سأل بري "هل المطلوب تحت عناوين صالحة كالحرية والديمقراطية، وهي أصلاً مطلب كل عربي من دون استثناء، أن ننتقل من سجن الى سجن؟ أو هل المطلوب إعطاء هذه الأمور التي هي حق لنا وكانت الأنظمة مقصرة في اعطائها للشعوب العربية حتى أصبحت مطلبها، مقابل وعود ألا نعيد النظر في أي اتفاق أو تفاهم مع اسرائيل؟"، مشيرًا إلى إلى أنّه "إذا كان هذا هو المطلوب، فإن هناك مؤامرة اليوم على العروبة، وسنكتشف بعد ذلك أن المؤامرة أيضًا على الاسلام والمسيحية في المنطقة".
بري الذي قال: "إن سر مناعتنا وقوتنا وقدرتنا على المقاومة هي وحدتنا الوطنية"، دعا إلى "تعزيز الروح الوطنية فوق الطائفيات والمذهبيات وليس الطوائف، لأن وجودها في لبنان هو من وجوده وتركيبته"، مضيفًا: "لقد أثبتنا أننا عندما كنا موحدين استطعنا أن ننتصر على اسرائيل عام 2006، والجميع شاركوا في المقاومة بشكل أو آخر، في الكنائس والجوامع والخلوات". وعن الوضع في المنطقة العربية وما تتعرض له، قال: "لقد أصيب العرب الآن بما أصيب به لبنان وعرف كيف يواجهه ويداويه، وإني أزعم أن الخطر الطائفي والمذهبي يحيق بالعرب جميعا وليس بدولة واحدة، ويا للأسف، فإن اسرائيل والغرب استطاعوا أن يروجوا لشعار "ايران در" ليحولوا حالة العداء والصراع الحقيقي بين العرب واسرائيل الى صراع عربي - إيراني"، مكررًا سؤاله للأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون "أين أصبحت القضية الفلسطينية؟ وماذا يجري بشأنها؟ حتى أن ملفها انتقل من البيت الأبيض إلى ملف في الأمم المتحدة".
وعن قضية الامام موسى الصدر قال بري إنه اطّلع أمس من لجنة المتابعة برئاسة وزير الخارجية عدنان منصور على أجواء زيارتها أخيرا لليبيا واللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين الليبيين والمعنيين، ولا سيما في جهاز القضاء، مشيرًا إلى أن "المسؤولين الليبيين أكدوا أن الجميع في ليبيا يشعرون بالعار، لأن شخصية عملاقة على مستوى الامام الصدر قد خطفت على ارضهم، وأنهم يعتبرون قضية الامام الصدر قضية وطنية لليبيا، وبناءً على النتائج التي عادت بها لجنة المتابعة، فإن التحقيقات قطعت شوطا، ولكن ليس الشوط النهائي، وخصوصاً أن التحقيق وعمليات التقصي جارية، والسلطات الليبية الجديدة تعمل للوصول الى كل الأماكن التي يعتقد أن نظام القذافي كان يستخدمها للسجن والاعتقال في الجرائم التي ارتكبها"، مؤكدًا أن "التحقيق سيتابع بين لبنان وليبيا، وتم الاتفاق على التعاون والتنسيق في هذا المجال". إلى ذلك استقبل بري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ووفدًا من الجالية اللبنانية في انغولا برئاسة رئيس الجالية فارس سبيتي، عرض له أوضاع الجالية ونشاطها وشؤونا اغترابية.(الوطنية للإعلام)

سليمان: "لا جفاء" مع عون وأؤيّد مساعي الراعي والمحكمة قرار دولي إذا لم تنهِ عملها فيمدّد لها
حبيب شلوق/النهار
أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن سنة 2012 هي أفضل من السنة الفائتة وتوقّع نمواً اقتصادياً يصل الى 3.5 في المئة السنة المقبلة بعدما كان العام الفائت 1.5 في المئة، مؤكداً أن "لا جفاء" بينه وبين العماد ميشال عون و"هناك شغلة بالنسبة الى مجلس القضاء الأعلى"، و"كل الأسماء المعروضة كفوءة". والرئيس سليمان الذي حرص على أن "يأخذ المحررون حريتهم ويكتبوا وفق ما يرونه" خلال استقباله وفداً من نقابة المحررين برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين، وافق على مضمون سؤال وجِّه اليه أن الطبقة السياسية تهمها مصالحها، ولذلك ربما لا تحصل اصلاحات سريعة. أما في موضوع التعيينات فالموضوع يناقش والعرف المتبع أن كل وزير يرفع 3 أسماء الى مجلس الوزراء الذي يختار أحدها "ومن الطبيعي أن يكون إجماع على الاسم الأول". وذكّر بأن الإصلاحات سائرة، مشيراً الى أن "تقطيع بعض الأمور بالمفرّق يمشي، مثل فصل النيابة عن الوزارة واستعادة الجنسية" وغيرهما.
وفي رأي الرئيس "أن لا شيء يقوّينا إلا العروبة، أما العولمة فتأخذنا بالمفرّق"، وأن علينا تعوّد الديموقراطية، ملاحظاً "أن ديموقراطيتنا كانت نعمة"، داعياً الى زيادة منسوب الحوار، ومثنياً على مساعي البطريرك الراعي "الجيدة والعظيمة" بين الجميع، إلاّ أنه نفى أن يكون بعض المساعي "بين الرئيس والعماد عون"، كذلك نفى وجود "جفاء" بينهما، "ولا خلاف بين الرئيس وأي مرجعية"، لافتاً الى أنه اتصل به و"دعوته الى الغداء وتغدينا ولا خلاف". كذلك أيّد حوار البطريرك مع "حزب الله"، واعتبر أن الحوار لا يكون مشروطاً عادة، "وعلى طاولة الحوار وضعنا استراتيجية للنظر في موضوع السلاح من 3 زوايا: السلاح الفلسطيني، الإفادة من سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان وكيف يستعمل ومتى وأين، والسلاح المنتشر في لبنان". ولاحظ "قبولاً أكبر" بهذا الحوار . وفي موضوع التعديلات الدستورية، شدد سليمان على حرصه على عدم المس بأساس الطائف، نافياً أن يكون ثمة انتزاع صلاحيات بين المسؤولين انما توزيع للصلاحيات. ورئيس الجمهورية ليس خائفاً من "الانفجار"، كذلك لا يرى وجودا لتنظيم "قاعدة"في لبنان ، معتبراً أن ثمة "مناخا فكريا لذلك موجود في كل العالم، والقاعدة تصبح موجودة عندما يكون لها حضور على الأرض، وكافحناها عندما لاحظنا وجودها في نهر البارد"، وجدّد تنديده بالاعتداءات على "اليونيفيل"، كاشفاً أنه تلقى أخيراً رسالة من الرئيس الفرنسي ساركوزي يؤكد فيها "أننا لن نتراجع أمام الإرهاب". وأكد رئيس الجمهورية "أن لبنان لم يخطئ وموقفه سليم وانعكس استقراراً"، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان - كي مون "لم يطلب منا أي أمر يتعارض مع موقف الدولة، وما قاله على المستوى الإعلامي - وهو قادر على التكلم من على كل المنابر - لم يثره معنا، وتركز الحديث على تنفيذ القرار 1701".  أما المحكمة الدولية "فلا أحد ضدها، وهي نشأت بقرار دولي، وإذا لم تنهِ عملها فيمدّد لها ، وعلينا الحؤول دون أي ممارسة اعتبرها البعض خطأ". والرئيس سليمان المرتاح الى "حصيلة" أعمال العام الفائت والى أن الوضع "بات أفضل"، يقول إنه يبذل جهده ومعاونيه لعدم تشكيل منطلق إخلال أمني من لبنان على الحدود مع سوريا.
استقبل الرئيس سليمان امس قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه الوضع الامني في البلاد وتلقى من الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة دعوة القداس الذي يقام في 29 كانون الثاني الجاري في دير مار انطونيوس خشباو – غزير. وزار بعبدا مودعا سفير البوسنة والهرسك زلاتكو ديزدارفيك لمناسبة انتهاء مهماته في بيروت، و"تقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية" منحه الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية. ثم زاره رئيس المعهد الفرنسي للاداريين دانيال لوبيغ الذي أطلعه على انعقاد مؤتمر "الحكومة الرشيدة في المؤسسات".

محاور تنظيم الانتشار: مجلس رئاسي بعد فشل الجامعة
خليل
فليحان/النهار
http://www.annahar.com/article.php?t=mahaly&p=2&d=24624
 يدرك رئيس الجمهورية ميشال سليمان اهمية اتساع الانتشار اللبناني وأهميته في القارات الخمس وان بنسب متفاوتة وأثبتت قيادات "الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم" انها عاجزة عن تنفيذ الاهداف التي أنشئت من اجلها، وحلّت محلها النزاعات المتفاقمة في داخلها من غير ان تتمكن الدولة من احتوائها. وفي ضوء الواقع الانقسامي اعطى سليمان توجيهاته الى الوزير الاسبق للخارجية فوزي صلوخ لتشكيل لجنة تدرس اوضاع الجامعة، وحدد مهماتها بتوحيدها وتفعيل دورها وتقديم اقتراحات عند الاقتضاء لاعادة تنظيم الاغتراب على اسس جديدة واجراء الاتصالات اللازمة في الخارج لتحقيق هذه الغاية.
وفي المعلومات المتوافرة لدى "النهار" ان اللجنة انجزت الدراسة المطلوبة في انتظار عرضها على المسؤولين. علماً انها تشكلت من 11 عضواً هم: الامين العام الاسبق للخارجية السفير فؤاد الترك، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، مستشار الشؤون الخارجية والاغترابية في رئاسة الجمهورية السفير المتقاعد بهجت لحود، والسفيران المتقاعدان احمد الحاج ولطيف ابو الحسن، البروفيسور فيليب سالم، قنصل غينيا (كوناكري) الفخري في لبنان علي سعاده، والمغترب عبد الاله ناصر والمحامي روبير جريصاتي. واعتذر كل من الترك والحاج عن المشاركة لاسباب خاصة.
شرعت اللجنة في مساعيها من اجل فضّ النزاع بين فريقي الجامعة واعتمدت آلية تدرجت من نقل الرسائل بينهما الى صياغة افكار ومقترحات ومشاركة كاملة في تقديم الحلول المنشودة. وتبين لها من خلال المناقشات التي جرت في حضور اعضائها ان "لا اهمية (لدى الفريقين) للخلافات العقائدية او الدينية او المناطقية والقارية، بل ان النزاع يعود الى مواقف سياسية سابقة لكل منهما مرتبطة بمرحلة من مراحل النزاع اللبناني الداخلي وجوانبه الاقليمية، لكنهما وافقا على ان هذه المواقف اصبحت من الماضي، مما ساعد في توسيع مساحة التفاهم والتعاون بينهما".
وذكر التقرير الذي انجزته اللجنة انها عقدت 22 اجتماعاً اضافة الى خمسة اجتماعات على صعيد اللجنة المصغرة المنبثقة منها. وتوصلت الى التوصيات الآتية: اولاً عقد مؤتمر موحد للجامعة في بيروت لانتخاب هيئة تنفيذية توافقية مهمتها اعداد نظام جديد للجامعة ودرس اوضاع فروعها وتوحيدها والدعوة الى عقد مؤتمر جديد بعد سنتين وفقاً للنظام الجديد، على ان ينعقد برئاسة موحدة مولفة من رئيسي فريقي النزاع واعتبار الهيئتين التنفيذيتين الحاليتين للجامعة بما فيها الامانة العامة هيئة تنفيذية موحدة، تدعو الى المؤتمر المقبل وفق آلية تم التوافق عليها، وتقضي بأن يدعو كل فريق اعضاءه الى المشاركة في المؤتمر، ثم يصار الى التوافق على تسمية هيئة تنفيذية جديدة من اجل انتخابها من المؤتمر الموحد بعد تحديد موعده.
وذكر التقرير ان فريقي النزاع وافقا على تلك البنود باستثناء بند "الرئاسة المشتركة" للمؤتمر الموحد. ولم تتمكن اللجنة من تذليل هذه العقدة باعترافها.
وتضمّن التقرير صغية تنظيمية جديدة للانتشار "لمواكبة التطور والتغيير المتنامي في الساحة الاغترابية والعالم اجمع، وتجاوبا مع مقتضيات الوطن الام وتسهيلاً لتنفيذ ما يرسم لتقريب الاغتراب، كسياسة "استيعاب المهاجرين في دول المقصد"، وعدم تخلي دول كبرى كالولايات المتحدة وكندا واوستراليا ونيوزيلندا ودول القارة الافريقية عن الاندماج الكلي في مجتمعاتها، واعتمادها بديلاً منها "سياسة التعددية الثقافية" التي تمنح مواطنيها والمقيمين على اراضيها من ذوي الاتنيات المغايرة حق الاحتفاظ بهويتهم القومية وبتراثهم الوطني مع تشجيعهم على تنشئة اولادهم وفقاً لمتطلبات جذورهم القومية.
واقترحت اللجنة هيكلية مبدئية جديدة بعد مرور 50 سنة على انشاء الجامعة التي لم تنجح في تحقيق الاهداف التي انشئت من اجلها. والاسم الجديد المقترح هو "المجلس الوطني للاغتراب اللبناني" او "الهيئة العليا للاغتراب اللبناني". وتكون المرجعية مكتباً رئاسياً مؤلفاً من رئيس الجمهورية رئيساً، رئيس مجلس النواب نائباً للرئيس، وزير الخارجية والمغتربين اميناً عاماً ومدير المغتربين في الوزارة اميناً عاماً مساعداً. اما الهيئة الجديدة فتتشكل من المغتربين بنسبة 66 في المئة و34 في المئة من المقيمين في لبنان على الا يتجاوز العدد 100 شخصية، وان تكون لهم خبرة اغترابية ومراكز اجتماعية واقتصادية ومهنية مميزة. ويراعى في طريقة الاختيار التنوّع اللبناني.

الحكومة تجاوزت قطوع الأجور والتحدي توقيع مرسوم النقل/نحاس ألغى زيادة السنيورة انتقاماً من الحريرية السياسية
سابين عويس/النهار/بإقرار مجلس الوزراء زيادة الحد الأدنى للأجور وغلاء المعيشة، سجلت الحكومة خطوة متقدمة على طريق معالجة هذا الملف المفتوح منذ اربعة أشهر بعدما كاد أكثر من مرة ان يفجرها من الداخل بفعل التناقض السافر في الرؤية والمقاربة لمكوناتها، لولا تدارك القيمين عليها عبر تسوية سياسية أفضت إلى "أكل العنب من دون قتل الناطور". لكن ذلك لا يعني أن الحكومة تجاوزت قطوع هذا الملف. فثمة تحد آخر لا يقل أهمية وسخونة  يعوق الولادة الكاملة للمشروع ويتحكم فيها لأنه يضع حدا  للجدل القائم حول قانونية بدل النقل. فترجمة قرار مجلس الوزراء بصدوره في الجريدة الرسمية ليصبح نافذا فيتمكن اللبنانيون من الحصول على الزيادة، لا تزال تنتظر إعداد وزير العمل شربل نحاس المرسوم، وكذلك مرسوم منح التعليم وتوقيع مرسوم النقل الذي سبق ان أعلن رفضه توقيعه لمخالفته القانون. ولا تستبعد مصادر وزارية مطلعة أن يشكل هذا الموضوع مادة ساخنة إذا تأخر وزير العمل في توقيع المرسوم أو ظل عند رفضه التوقيع على خلفية مخالفته القانون، لأنه سيفتح ملفاً آخر لا يقل أهمية وكان موضع نقاش متشنج في الجلسة، ويتعلق بقانونية الانفاق الحكومي على قاعدة سلفات الخزينة بناء على اقتراح وزير العمل الذي يخالف القانون.
ربح أو خسارة؟
في الانتظار، انشغلت الاوساط السياسية والاقتصادية بقراءة حسابات الربح والخسارة للتسوية السياسية التي رمت الى إنقاذ الحكومة بأقل الاضرار الممكنة. في الحسابات السياسية، قضت التسوية التي شاركت فيها القوى الاساسية بقفل الملف والايفاء بوعد تحقيق مطالب العمال  المشروعة، بعدما بدأ يثقل على الحكومة ويعكس عجزها عن التوافق على ملف اقتصادي اجتماعي، توافق عليه أصحاب العمل والعمال لمرة أولى تاريخية ولم يتوافق عليه أعضاء الحكومة. ولأن مصير التضامن الحكومي على المحك بفعل التباعد الكبير في وجهات النظر، كان لا بد من سيناريو يوزع الادوار فلا يفضح التصويت "الاقتصادي" الحكومة سياسياً. وكانت ثمرة التسوية أن عمد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الاستغناء عن تقديم مشروعه القانوني لاتفاق الهيئات والاتحاد العمالي الى مجلس الوزراء بديلا من مشروع وزير العمل والاستعاضة بإعطائه المشروع ليطرحه بنفسه على الجلسة.
لكن نحاس الذي أدرك ما ينتظره في الجلسة واحتمال سقوط مشروعه في مقابل التصويت على الاتفاق الرضائي، استبق الجلسة بأن رفع الى مجلس الوزراء مشروع مرسوم "تعيين الحد الادنى الرسمي لأجور المستخدمين والعمال الخاضعين لقانون العمل ونسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها"، مرفقا بتقرير لجنة المؤشر، وأرفقه بمرسوم أول بمشروعه ثم نص اتفاق الاتحاد العمالي والهيئات كما وقع في بعبدا، وليس وفقاً للمسودة التي تسلمها من رئيس الحكومة عبر وزير الصحة علي حسن خليل.
والقطبة المخفية التي سمحت لنحاس بالخروج من دون خسائر على رغم سقوط مشروعه بالتصويت - وهذه النقطة بينت مجريات الملف أنها الاهم بالنسبة اليه - تمثلت بترجمته اتفاق العمال والهيئات في صيغة قانونية ترفع عنه النقمة الناتجة من وقوفه ضد التوافق، لكنه ألغى مفاعيل الزيادة المقطوعة التي أقرتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008 ( المرسوم 500 الذي اعطى زيادة مقطوعة بقيمة 200 الف ليرة)، وهو ينظر إلى هذا الالغاء على أنه إنجاز باعتبار أنه صحح الصيغة القانونية لتلك الزيادة، وهو بهذه الطريقة تمكن من ابقاء مجموع الاجر كما ورد في اتفاق بعبدا، انما مع “تنزيل” مبلغ الـ200 الف ليرة. واذ يعترف مصدر وزاري أن حسابات نحاس جاءت ضربة معلم، أسف لأن خلفيته ركزت على ضرب “زيادة” (الرئيس) السنيورة، مما يؤكد ان ادارته للملفات تستند الى خلفية انتقامية وكيدية تستهدف السياسات الحريرية وتدفع ثمنها حكومة ميقاتي. علما أن رئيس الحكومة، في رأي المصدر، نجح في إدارته المتروية للملف في جمع الوزراء من مختلف الاطياف الى جانب مشروعه الرعائي فحصد عند طرحه المشروع للتصويت، تأييد وزراء “أمل” و”المردة” وبيَن من خلال الجلسات الطويلة أن  المناقشة لم تكن ترتكز على خلفيات قانونية أو اجتماعية بل على كيدية انتقامية لمسها معظم الوزراء حتى ضاقوا بالامر. وتبقى الامور في عهدة وزير العمل لانجاز المراسيم وتوقيعها كي تبدأ بعدها معركة “قوننة” الانفاق عبر اقرار مشروع الانفاق الاستثنائي بـ8900 مليار ليرة الذي نال ساعتين ونصفاً من المناقشة في مجلس الوزراء ولا يزال الطريق في أوله!

أسئلة عن فتح ملفّ المطارات وعبود يفصل الأسباب والجيش يجيب بتعذّر تحويل رياق والقليعات مدنيّين
هيام القصيفي/النهار
برزت اول من امس اعادة أثارة مجلس الوزراء فتح ملف مطاري القليعات ورياق، وتكليف لجنة فنية زيارتهما. ليس الخبر جديدا في ذاته، انما البارز فيه، توقيت طرح الملف القديم الجديد، في لحظة كان البلد منشغلا بمأساة انهيار المبنى في فسوح، ولا سيما ان الملف يفتح في لحظة اقليمية تثار فيها تساؤلات عند اي اشارة تتعلق باستحداث مطار مدني. وهذا الامر سبق ان اثير اثناء احداث مخيم نهر البارد وبعدما استخدم الجيش مطار حامات العسكري لهبوط الطوافات العسكرية، ويتزامن طرح الملف ايضا مع احداث سوريا والحديث عن تأمين مساعدات للاجئين او حتى ممرات الى سوريا. ويردد بعض الاوساط ان للقضية اسباباً اقتصادية بحتة لكسر احتكار مطار بيروت، مذكراً ان الرئيس نجيب ميقاتي كان وزير اشغال حين اقر تحويل مطار رينه معوض مطار مدنيا. ولكن بحسب معلومات "النهار"، فان قيادة الجيش كانت تبلغت عبر وزارة الدفاع كتابا في شهر تشرين الاول من العام الفائت بامكان تحويل مطاري رياق والقيلعات للنقل المدني ، لكن رد الجيش كان واضحا بانه "يتعذر عليه في الوقت الحالي تنفيذ هذا الموضوع". مع العلم  أنه يستخدم المطارين لاغراض عسكرية.  كان الرد في كانون الاول من العام الفائت. الا ان طلبا اخيرا تلقته القيادة من رئيس المطار دانيال هيبي بأن وفدا فنيا سيزور مطار القيلعات للكشف الفني عليه. لم يبرر الجيش جوابه بتعذر تحويل المطارين، لكن ثمة اسباب كثيرة تتشعب في الآونة الاخيرة بين السياسية - وكان تعليق النائب محمد رعد معبرا في هذا المجال امس - والاسباب الموجبة لتحويلهما، وهي اقتصادية وسياحية كذلك اشار الوزير فادي عبود الى "النهار". كذلك تطرح قضية التمويل الخاص بتأهيل المطارين من اجل استخدامهما لاستقبال طائرات مدنية. ومعلوم ان الجيش سبق أن طالب بتأهيل قطعة أرض لمطار حامات كلفت وحدها ما لا يقل عن مليون دولار، وهو يعد حاليا تقريرا عن المطارين. وفي اتصال بـ"النهار"، اكد هيبي ان الوفد الفني سيزور مطار القليعات الاسبوع المقبل بناء على تعليمات وزير الاشغال غازي العريضي. وقال ان استخدام المطارين لاسباب مدنية قرار اعيد العمل به اخيرا ، لانهما صارا يستخدمان لاغراض عسكرية، ومجلس الوزراء قرر استخدامهما لاغراض مدنية. واشار الى ان اللجنة الفنية ستشكف عليهما وستبدأ من القليعات لتبيان ما يحتاج اليه المطار من تجهيزات تجعلهما جاهزين للاستخدام، موضحا ان آخر تقرير فني عن المطار كان عام 2006. وقال انه لا يمكن تقدير كلفة التأهيل، الا بعد تحديد وجهة استخدام المطارين، لطائرات التدريب او لاستخدام طائرات شحن او طائرات سياحية.
عبود
وقال عبود انه بصفته وزيراً سياسياً ورجل اعمال، يعتبر ان مطارا في سهل البقاع ضرورة وطنية واقتصادية وسياحية، وليس ترفا ان نفتح مطارا ثانيا، ولا سيما ان الاحوال الاقليمية تساعدنا في تأمين النقل الى دمشق وعمان وبغداد، اذا انطلقنا بأجر طيران منخفض السعر، كما يحدث في عدد من الدول . ولذلك تحدثت في الموضوع مع قائد الجيش، وانا لا اتدخل في الشؤون الامنية، واتفهم اذا كان ثمة اسباب توجب استحالة تنفيذ المشروع وتحويل المطار مدنيا. لكن في حال تعذر ذلك ثمة شركات خاصة مستعدة لبناء مطار جديد، وتشتري اراضي في البقاع وتبني مطارا جديدا اذا كان رد وزارة الدفاع سلبيا” وفيما لفت الى ان مطار القليعات دخل في البيان الوزراي، قال ان اهمية هذا المطار حيوية، لان ثمة مشاريع اقتصادية مطروحة حاليا لمنطقة طرابلس كاقامة مشروع سياحي مثل “ديزني لاند. ولفت الى ان مطار رياق جاهز للاستخدام لكن يجب ان تضاف اليه ابنية اضافية، وهذا يمكن ان يستغرق مدة سنة”.  وأوضح ان اهمية مطار القليعات “تكمن من الناحية السياحية في قربه من العاصمة مما يسهل حركة الركاب، في حين ان مطار رياق بعيد، لكن ممكن ان يكون ايضا صالحا لاستخدامه مطاراً لرحلات داخلية”وعما يقال عن اسئلة تطرح حول اقامة المطارات اليوم خارج العاصمة، قال “هذه سخافات وكلام سماسرة واشاعات يطلقها المغرضون والمستفيدون من بقاء الحالة على ما هي عليه اليوم حتى لا يتقدم لبنان ولا يزدهر”. اما عن الكلفة، فاشار ان شركات خاصة يمكن ان تتولى  الامر وتدفع ما يتوجب عليها للدولة او حتى للجيش”. واكد ردا على سؤال “ان ثمة اجماعا تاما في مجلس الوزراء على  الموضوع، وهذا ما هو ظاهر حتى الان”.

بعدما أكد نصرالله حرصه على بقاء الحكومة ما هو رهان المعارضة على رحيلها؟
اميل خوري/النهار
هل تبقى الحكومة الى حين موعد إجراء الانتخابات النيابية سنة 2013، أم أن ألغاماً كثيرة مزروعة في طريقها قد تفجّرها في أي وقت؟ الرئيس نجيب ميقاتي كان قد أعلن في تصريح له "ان الحكومة باقية الى ما شاء الله". لكن معارضيه راهنوا على رحيلها معتمدين على الخلاف بين اعضائها على تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. وقد مرّ هذا القطوع بفضل كانس الألغام من طريق الحكومة الرئيس نبيه بري كما وصفه الرئيس ميقاتي نفسه، لأنه يسعى في كل مرة تواجه البلاد أزمة الى طرح الحلول لها وتدوير الزوايا. وهو قال في حديث حول الموضوع إنه ابتدع حلاً لتمويل المحكمة رغم عدم الاعتراف بشرعيته ودستوريته، ليس لأنه اعترف بالمحكمة بل لأنه يريد إنقاذ البلد خصوصاً ان أهم ما في التمويل أنه لم يكن من جيب المكلف اللبناني، وهو ما لم يرضِ الموالاة ولا المعارضة.
والسؤال المطروح الآن هو: على ماذا يراهن خصوم الحكومة وينتظرون رحيلها، ومتى؟
لقد كان لافتاً كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمناسبة أربعين الإمام الحسين في بعلبك قوله في الشأن الحكومي: "نحن حريصون على بقاء هذه الحكومة واستمرارها وتصرفنا على هذا الأساس، ونأمل من رئيسها ووزرائها أن يبذلوا جهوداً أكبر وأن تكون الحكومة فعّالة أكثر، وان تعطي الاولوية لقضايا الناس المعيشية والاجتماعية والحياتية، وهذا ما يجعل الحكومة شعبية وتحظى باهتمام الناس وبدعم الناس". واللافت أيضاً، لمنع رهان المعارضة على خلاف في المواقف من الحوادث في سوريا والخوف على الأمن في لبنان، تأكيد حرصه على السلم الأهلي وعلى الاستقرار في البلد قائلاً: "هذا التزامنا وخطنا وديننا حول أي مسألة من مسائل لبنان وحتى من مسائل المنطقة سواء اختلفنا على سوريا أو العراق أو ايران أو فلسطين أو البحرين أو أي مسألة من مسائل المنطقة، وألا يؤدي الخلاف السياسي في لبنان الى أي تصدّع في الوضع الأمني أو شرخ في الاستقرار والسلم الأهلي". ودعا الى هذا الالتزام مؤكداً "أن المسؤولية بحفظ الأمن الداخلي والأمن الاجتماعي ومواجهة اللصوص والقتلة والمعتدين في كل المناطق اللبنانية هي مسؤولية الدولة والحكومة والجيش والمؤسسات الأمنية وليست مسؤولية أي جهة، لا المقاومة ولا أي جهة حزبية. فنحن نرفض أن يلبسنا أحد هذا القميص او يحمّلنا هذه المسؤولية لأنها مسؤولية الجيش والمؤسسات الأمنية".
هذا الكلام القاطع والجازم للسيد حسن نصرالله يؤكد تمسكه ببقاء الحكومة أطول وقت ممكن، وربما حتى موعد انتخابات 2013 ، لأن هذه الحكومة تكون قد هيأت خلال هذا الوقت الارضية التي تصلح لخوض تلك الانتخابات بأمل كبير للفوز فيها بالأكثرية النيابية التي تتولى انتخاب رئيس الجمهورية المقبل وتسمية رئيس الحكومة والوزراء وانتخاب رئيس لمجلس النواب، وهذه الأكثرية تستطيع أن تحكم وحدها وتكون أكثر انسجاماً من الأكثرية الحالية، ويعود النظام الديموقراطي الذي يطالب به الكثيرون ليكون أساس الحكم في البلاد. وإذا كان هذا موقف قوى 8 آذار وتحديداً "حزب الله" من الحكومة باعتبارها حكومة الحزب قولاً وفعلاً، فعلى ماذا تستند قوى 14 آذار عندما تنتظر رحيلها في أقرب وقت؟
لقد كان رهان المعارضة على خلاف على تمويل المحكمة قد يفجر الحكومة، ومرّ هذا التمويل بسلام لأن "حزب الله" غلَّب بقاء الحكومة. أما الرهان على موضوع التمديد للمحكمة في آذار المقبل فلم يعد رهاناً رابحاً لأن القرار في ذلك هو للأمم المتحدة وليس للبنان الرسمي الذي لا دور له سوى إبداء الرأي فقط وهو رأي استشاري وغير ملزم، والقرار يبقى للأمين العام للأمم المتحدة. فماذا يبقى من مواضيع خلافية محتملة للرهان عليها في تفجير الحكومة؟ ثمة من يقول إن التعيينات قد تكون سبباً لذلك، لكن "حزب الله" قد يتدخل عند الضرورة لمنع تفجيرها وذلك باجراء التعيينات التي يصير اتفاق عليها وتأجيل ما لا يتم الاتفاق عليها. وثمة من يقول إن الأزمة في سوريا قد لا تستمر طويلاً ولا بد أن تحسم لمصلحة المعارضين السوريين. لكن البعض يرى أنه لا يمكن الرهان على ذلك، إذ لا شيء يدل حتى الآن على أن ثمة حسماً سريعاً لهذه الاحداث كي يتقرر مصير الحكومة في لبنان. وثمة من يقول إن صدور القرار الاتهامي في جرائم محاولة اغتيال الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حماده والامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي قد يكون له تأثير على وضع الحكومة، وقد يكون تأثير أكبر على وضعها عند صدور قرار اتهامي آخر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه إذا كشف، كما يتوقع البعض، اسماء المخططين والمدبرين لها بعدما كشف القرار السابق اسماء المنفذين وهم ينتمون الى "حزب  الله"، وهذا قد يخلق وضعاً مقلقاً لا بل مخيفاً لا تقوى مثل الحكومة الحالية على مواجهته بل حكومة وحدة وطنية حقيقية تحقق المصالحة الوطنية الشاملة والعفو عن كل جرائم الماضي بحيث تبدأ مرحلة جديدة في لبنان بعبارة "ما مضى، مضى"...

وسط استحالات ترتسم في الأزمة السوري جنبلاط جسر حوار بين 8 و14 آذار؟
روزانا بومنصف/النهار
تكشف مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي عن مساع يبذلها الحزب من اجل خلق مناخ للتحاور بين قوى 8 و14 آذار، وانه فيما اجتمع مسؤولون من "حزب الله" الى مائدة الوزير غازي العريضي الاسبوع الماضي فان تواصلاً يقوم بين النائب وليد جنبلاط والامانة العامة لقوى 14 آذار فضلا عن تواصل بينه وبين "تيار المستقبل " وقد عقدت اجتماعات عدة لهذه الغاية انطلاقا مما يخشى منه جنبلاط على الوضع اللبناني تبعا لتطورات الوضع في سوريا الذي لم يعد يخفي خشيته في شأنه في ظل تصاعد العمليات الامنية، وان اشارته قبل يومين في حديث اعلامي الى ان الرئيس سعد الحريري "يرفض الحوار السياسي ما لم يسلم "حزب الله" اسلحته للدولة" معتبرا ان موقف الحريري لا يؤدي الى اي نتيجة "انما هو مبني على نتائج الاتصالات التي اجراها هو او وزراء الحزب مع تيار المستقبل والتي ظهر فيها على ما يبدو ان التيار يصر على حسم موضوع السلاح قبل الحوار.

والمقاربة التي يعتمدها الحزب الاشتراكي تقوم على بند اساسي مرتكزه على انه ايا تكن نتيجة التطورات في سوريا بمعنى احتمال بقاء النظام او سقوطه، فان احدا لا يمكن ان يلغي احدا في لبنان حتى لو كان احد الفريقين في موقع الغالب او المغلوب تبعا لطبيعة الرهان الذي يعقده على تطورات الوضع السوري. فـ"حزب الله" لا يمكن ان يستمر في موقفه القاضي باقصاء الرئيس الحريري وبذل الجهود من اجل ابقائه بعيدا من رئاسة الحكومة او من السلطة والمستمر فيه على قاعدة بذل الجهد في هذا الاطار من اجل تثبيت هذه المعادلة في الانتخابات النيابية المقبلة، على رغم ان السعي الى ابقاء الحريري بعيدا لا يعني اقصاء مكون اساسي سياسي مهم بل الطرف السني الاساسي في لبنان بما يمكن ان يعنيه ذلك من انعكاسات،  بغض النظر عن امكان اجراء الانتخابات في ظل الظروف الاقليمية القائمة ام لا وكيفية تطور الوضع السوري واحتمالاته على لبنان. اذ ان هذا العامل الاخير مهم في حد ذاته بل غاية في الاهمية انطلاقا من الاحتمالات غير المعروفة ابدا لما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع والذي يعتقد في ظله ان المخاوف من امكان تفجير الوضع اللبناني تبقى قائمة بقوة وكثر يصرون على التحذير منها على قاعدتين اثنتين، احداهما ان النظام يمكن ان يلجأ الى خيارات درامية يمكن ان يترجمها في لبنان اذا شعر ان الامور اقتربت من حافة اليأس بالنسبة اليه باعتبار انه قد يصعب عليه ان يرى لبنان الذي استمر وصياً عليه لثلاثة عقود بما يعنيه ذلك من تأثير على قراره السياسي وسياسييه على مختلف المستويات، يحتفظ بهامش للتمتع بواقع مختلف عن واقع سوريا راهنا.
والقاعدة الثانية ان رد فعل "حزب الله" لا يزال غير واضح حتى الآن من احتمال انهيار النظام. اذ انه يسري ان هناك نقاشا داخل الحزب حول كيفية تعامله مع الاحتمالات الممكنة على رغم استمرار دعمه النظام حتى اللحظة الاخيرة والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير في ذكرى الحسين نهاية الاسبوع الماضي لم يسهب في تناول الوضع السوري الا ان دعوته المعارضة الى القاء السلاح والتحاور مع النظام انما فهمت انه يلقي التبعة على المعارضة ويتهمها بحمل السلاح مما لا يفيد بتغيير فعلي في موقفه. ولذلك فانه لا تزال هناك اسئلة من الصعب الاجابة عنها بالنسبة الى ماهية ما يمكن ان يكون عليه تصرف الحزب في حال انهيار النظام  السوري علما ان هناك من لا يزال يثير هذه الاسئلة من زاوية اذا كان الحزب هو من يمكن ان يلجأ اليه النظام للعب اوراقه في لبنان متى وفي حال شعر باستحقاق انهياره او لا مع ترجيح التأثير الايراني الكبير في هذا الاتجاه او ذاك. وكثر يرون في طمأنة الحزب الى السلم الاهلي والحرص عليه، وفق ما اعلن السيد نصرالله، امرا مهما ويكتسب دلالات.لكن الموقف الحقيقي يبقى معلقا او مرتبطا في نهاية الامر، وفق ما يرى مراقبون ديبلوماسيون وسياسيون، عند حدود الاعتبارات الاقليمية التي يمكن ان تغلب في ظل الصراع الذي توضع فيه الانتفاضة السورية والدفاع المستميت لايران والحزب عن النظام في سوريا. اذ ووفق ما تفيد معلومات مصادر ديبلوماسية فان ايران اكثر من لاعب اساسي في سوريا ليس في التطورات الاخيرة بل طيلة السنوات السابقة والى حد كبير على قاعدة الاعتقاد او بالاحرى الاقتناع الذي ساد في العامين الماضيين ان النظام السوري اصبح اقرب الى رهينة لدى ايران تبعا لمدى اعتماده الهائل عليها على صعد ومستويات عدة خصوصا بعد العام 2005.  الا ان هذه الجهود للحزب الاشتراكي ورئيسه قد تخفف التوتر الداخلي مرحليا في ظل ادراك جميع الافرقاء بوجود مصلحة فعلية بالمحافظة على الستاتيكو الامني الحالي لكن واقع الحال ان الامور غير ناضجة فعليا لا محليا ولا اقليميا لحوار داخلي قبل اتضاح صورة التطورات في سوريا وارتباط ميزان القوى في الداخل بطبيعة ما ستؤول اليه هذه الاخيرة.

حزب الله» يريد ثمن التمديد... بعد التمويل
طوني عيسى/الجكهورية
تلقّى ميقاتي "تحذيرات لطيفة": لن نمرّر التمديد للمحكمة، أيّاً كان الثمن! لكن رئيس الحكومة يبتسم. وهو لا يبدو اليوم خائفاً... على حكومته، أكثر ممّا كان خائفاً عشيّة التمويل لم تعُد المسألة: "نُمدِّد للمحكمة أو لا نُمدِّد". فالتمديد قد حصل من دون الحاجة إلى موقف لبنان الرسمي، فارتاح الجميع وأراحوا...لكنّ الذين خاضوا المعركة الوهميّة ضد تمويل المحكمة، قبل أن "يقبّوا الباط" لتمريره، يُعيدون اليوم "السيناريو" إيّاه. إنهم يمارسون لعبة "تهبيط الحيطان" في زمن الانهيارات. ومع إدراكهم أن المحكمة "ماشية"، فإنهم لا يرغبون في تمرير استحقاق التمديد مجاناً. وعلى الأقل، يمكن الحصول من ميقاتي على ثمن سياسي، ليس مقابل قيامه بالتمديد للمحكمة - وهي مهمّة باتت خارج نطاقه - بل مقابل إعلان لبنان التزامه هذا التمديد وسائر متطلبات المحكمة ومندرجات القرار 1757. يقولون لميقاتي: "هذه المرّة، الأمر مختلف. وتمديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الأميركية - الإسرائيلية خط أحمر". حتى إن أوساطاً ذهبت إلى تحديد عمر الحكومة: نهاية شباط هو الحدّ الأقصى. لكن هؤلاء لا يشرحون ما الذي تغيّر في الشهرين أو الثلاثة الفائتة، حتى بات ممكناً الاستغناء عن هذه الحكومة. وقد كان ذلك قبل أسابيع خطاً أحمر، تفرضه ضرورات استراتيجية تتعلّق خصوصاً بحاجة النظام السوري إلى هذه الحكومة، وبوضعية "حزب الله"، الذي هو في أفضل حال ممكنة من الإمساك بالسلطة. حتى إن "الحزب" نفسه يحتاج إلى هذه الحكومة في ملف المحكمة تحديداً، ولا يمكن تجاهُل أنه أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري قبل عام، وجاء بهذه الحكومة تحت عنوان التصدّي للمحكمة و"مؤامرة الشهود الزور".
تحت غطاء كثيف من النيران
فالنظام في سوريا لم يتماثل للشفاء، بحيث يمكنه الاستغناء عن حكومة حلفائه في لبنان. كما أن حجم مشكلاته الخاصة مع المجتمع الدولي كبير، ولا يتحمّل إضافة اتهام إليه بتحريض حلفائه على التصدّي للقرارات الدولية الخاصة بلبنان، كالمحكمة. ففي هذا المجال، لا تستطيع أن تقف معه حتى موسكو. وعلى العكس من ذلك، سيكون النظام في مرحلة حرجة دوليّاً في الشهرين المقبلين، لأن الضغوط في اتجاه نقل الملف إلى مجلس الأمن ستتصاعد، في موازاة فشل التعريب. ولذلك سيُرسل إلى حلفائه اللبنانيين مجدّداً بـ"كلمة السرّ" عينها: دَعوا الأزمة تمرّ بالحدّ الأدنى من الأضرار! هكذا فعل النظام في مواجهة استحقاق التمويل. وهكذا استنتج "حزب الله" أن هذا الخيار خلاصة الحكمة. وإذا كانت القاعدة العلمية تقول: "إن تلاقي الظروف عينها يأتي حتماً بالنتائج عينها"، فإنّ من البديهي فَهْمَ شعور ميقاتي بعدم الخوف على حكومته. فـ"حزب الله" سيمرّر "قطوع" التمديد لبروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، كما مَرَّر تمويلها تحت غطاء كثيف من النيران. فخِبْرته عالية في فنون القتال.
بروتوكول لا معاهدة
ومرّة أخرى، سيجد "الحزب" أن رفضه للتمديد مجاني، وسيتسبّب له بالخسائر لا الأرباح، لأنه لن يعطّل المحكمة، وسيزيد أزمته مع الأمم المتحدة... وفوق ذلك سيهدّد علاقته بالشركاء الداعمين للمحكمة، داخل حكومة لا يجد بديلاً أفضل منها لمصالحه في الظرف الراهن. فكما أن نظام المحكمة يتيح تأمين تمويلها وعدم تعطيلها، سواء استوفَت حصتَها من لبنان أم لا، فكذلك تنص المادة 21 من الاتفاقية بين لبنان والأمم المتحدة على أن التمديد للمحكمة يتمّ حُكْماً إلى أن تنجز مهمتها. وهي اليوم لم تنطلق في محاكماتها بعد، وما زال أمامها طريق طويل من العمل. ولذلك، أخذ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه المسألة على عاتقه، خلال زيارته بيروت، وكل جدل حول التمديد بعد هذا الموقف يصبح عبثياً، ومن نوع المساومة لتحقيق أهداف سياسية في مكان آخر. ويقول مرجع حقوقي إن السلطات اللبنانية لا يمكنها، قانوناً، أن ترفض التمديد للمحكمة، أو أن تطعن فيها. فهي قامت على بروتوكول تعاون مبنيّ على قرار لمجلس الأمن الدولي يستند إلى الفصل السابع من نظام الأمم المتحدة. والمادة 21 تقول إن التمديد يجري بالتشاور بين لبنان ومجلس الأمن. لكن التشاور، وفقاً لسياق هذه المادة، يتناول المهلة الزمنية التي سيجري اعتمادها بعد 29 شباط، وليس مضمون البروتوكول. والأرجح أن التمديد سيكون لثلاث سنوات أخرى. المرجع نفسه يرى أن التمديد للمحكمة حتمي، لأنه يتعلّق بـ"بروتوكول تعاون" مع الأمم المتحدة. ولا يستطيع لبنان نقضه أو تعديله من جانب واحد. وقد كان ذلك ممكناً، لو أن الأمر متعلّق بمعاهدة بين طرفين. فعندئذٍ يصبح وارداً أن يعلن أحد طرفي المعاهدة الخروج منها، بعد توافر الأسباب الموجبة لذلك. ومن هنا، يؤكد المطّلعون أن عنوان التمديد للمحكمة يُراد له فقط أن يكون سيفاً مُسلطاً فوق عنق الحكومة ورئيسها، لتحصيل مكاسب أخرى، في مكان آخر. وما أكثر الحاجة هنا وهناك إلى تحقيق المكاسب في الوقت الإقليمي الضائع.

حزب الله» يتقرّب من بكركي وعينه على الحريري
أسعد بشارة/الجمهورية
عندما حرّك الرئيس ميشال سليمان الدعوة الى استعادة طاولة الحوار، بدا لكثير من المراقبين أنّ الرجل يسير بطيئاً في اتجاه معاكس للمسار الذي نتج عن إسقاط حكومة الحريري. وعندما حاول النائب وليد جنبلاط وصل ما انقطع بين «حزب الله» والحريري وفشل، بدا أيضاً أنه يسير في الاتجاه نفسه، بشكل أوحى كأن هناك من يقف في الصورة الخلفية ويطلب التوسّط بالواسطة أملا في تحريك ما كان هو نفسه قد أجهضه على طاولة الحوار وعلى طاولة مجلس الوزراء وأمام تمثال بشارة الخوري. ولم يكن رئيس الجمهورية من أراد فتح الحوار إنما «حزب الله»، ولم يكن أيضا النائب جنبلاط من يسعى لفتح القنوات مع سعد الحريري، إنما «حزب الله» أيضاً، ولم تكن تلك المحاولات إلّا ترجمة لرؤية واضحة لدى الحزب لا تخطئ في قراءة قرب انهيار النظام الحليف في دمشق، هذا الانهيار الذي يرقب لبنانيا إنتاج معادلات وتوازنات جديدة لم تكن لتطرح أيضا لو لم تتهدد النظام الحليف في وجوده.
وقد وجد «حزب الله» ان التحالف مع العماد عون لم يعد كافيا، فتوجه الى بكركي التي بدت وكأنها تطمح منذ استلام البطريرك الراعي السدة البطريركية الى اختصار دور القادة المسيحيين، ولم يتردد الحزب في العزف على هذا الوتر مع علمه المسبق بأن الحوار مع الكنيسة يعزف على وتر آخر لدى العماد عون الذي يريحه انفتاح البطريرك الراعي على «حزب الله» شكلا ويقلقه في المضمون كونه يشبه اقتطاع الدور والموقع والنفوذ، علما ان البطريرك الراعي لم يكتف عمليا بمقاسمة القادة المسيحيين في أدوار الحوار، بل تعدى ذلك الى السعي لتسمية من يمكن أن يشغل المواقع المسيحية في الإدارة والقضاء، وهذه ظاهرة جديدة تمارسها الكنيسة للمرّة الأولى في تاريخها. غير ان «حزب الله» الذي يريد استباق الأحداث المتسارعة في سوريا بتوسيع هامش العلاقة مع مكوّنات المعادلة الداخلية، يتصرّف على قاعدة أن الهدف من هذا التوسيع التمهيد للحوار الوحيد المنتج وهو الحوار مع الحريري.
وإذا كانت العلاقة الجديدة بين الحزب والبطريرك الراعي لا يمكن ان تسجّل على انها اختراق إيجابي لصالح الحزب، فهي تبقى بالنسبة له غير كافية لإرساء شبكة آمنة تمنع أي طرف لبناني من التجرؤ على طلب سحب السلاح وتسليم المتهمين الى المحكمة الدولية، بعد سقوط النظام السوري، واذا كان صحيحاً ان البطريرك الراعي يمثل القوة المعنوية للكنيسة التي يعني كسب حيادها في موضوعي المحكمة والسلاح الكثير، فإنّ البطريرك وبعد رحلتيه الأخيرتين الى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، قد بدا وكأنه لا يحظى بدعم دولي او عربي مؤثّر، وبالتالي فإنّ الحوار الحزبي اللاهي معه يضفي بُعداً داخلياً على المشهد المحلي، لكن لا يمكنه ان يرقى بنتائجه الى الصورة الأكثر اتساعاً والتي يجلس الحريري وحلفاؤه (خصوصا جعجع بعد زيارته العربية الأخيرة) في وسطها.
وليس خافياً ان «حزب الله» يريد في هذه اللحظة الحوار، وإن من دون أن يطلبه مباشرة، مرّة عبر رئيس الجمهورية ومرّة ثانية عبر النائب وليد جنبلاط وثالثة عبر الرئيس نبيه بري، والحوار المقصود به هو مع الحريري الذي يقف على تقاطع داخلي وعربي وإقليمي (تركي) ودولي (أميركي وأوروبي)، والذي يملك مفاتيح عدة في قضايا المحكمة والسلاح والذي يتزعم طائفة تشعر بانتعاش استثنائي مرشح الآن والى سنوات ان يتحوّل الى انتصار.
وليس خافياً أيضاً أنّ في دوائر «حزب الله» نقاشات، واتجاهين، واحد يؤيّد الخيار الواقعي الذي ينفتح على ترجيح اتجاه على البحث لتقديم تنازلات، والآخر متشدّد لا يرى ان سقوط النظام السوري سيرتد سلباً على الحزب. أصحاب هذين الاتجاهين يتحاوران في الغرف المغلقة التي غالباً ما تحفل بالنقاش في أوقات الأزمة، واللافت هذه المرّة وحسبما بدا من خطابه الأخير وما رشح من معلومات ان السيد حسن نصرالله يؤيّد وجهة الخيار المتشدّد.

الكتائب تردّ على نصير الأسعد
الجمهورية/ردّاً على مقال الزميل نصير الأسعد في «الجمهورية» أمس بعنوان « نقاش مع الشيخ سامي الجميّل» صدر عن مجلس الإعلام في حزب الكتائب اللبنانيّة التوضيح الآتي:الجمعة 20 كانون ثاني 2012 شكراً للصحافي الأستاذ نصير الأسعد على فتحه باب النقاش مع النائب سامي الجميّل، وانضمامه الى مجموعة من الإعلاميّين ومتعاطيّ الشأن العام يحرص النائب الجميّل على البقاء في حوار معهم.
وحتى لو جاء النقاش هذه المرّة عبر الصحافة فإنّه كان يمكن أن يكون صحّياً وهادفاً لولا جملة انزلاقات طبعت كلامه، وجعلت نقاشه مجرّد تخمينات مشتّتة من دون عيون كاشفة. لا ضرورة للإشارة الى أنّ موقفنا من الأزمة السورية مبنيّ على مبدأ دعم أيّ شعب في تقرير مصيره وتحقيق الحرّية والعيش بكرامة في نظام ديمقراطي. وكنّا السبّاقين بأخذ موقف يدعم مطالب الشعب السوري بالحرّية والديمقراطية، ورفض قمع حرّية التعبير السلمي الحاصل في سوريا. وفي تلبية رغبة صاحب الدعوة الى النقاش، يهمّنا أن نوضح له التالي:
أوّلا: عندما دعا النائب الجميّل 14 آذار لأن تنسى سوريا بعض الشيء فلأنّه لاحظ انّ الأزمة السورية باتت بالنسبة الى البعض كلّ شيء، وأنّ الواجبات الوطنية والاهتمام بشؤون اللبنانيين ومآسيهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدءاً من الكهرباء وصولا لسيادة لبنان، تحوّلت عندهم الى بعض الشيء. كما أنّ الشاشة عند هذا البعض باتت مُصادرة بالحدث السوري، فيما الوضع اللبناني بكلّ تعقيداته موضوع على هامش الشاشة. وهذا أمر غير مقبول.
ثانيا: إنّ رفض النائب الجميّل التدخّل في الموضوع السوري ليس في أيّة حال دعوة الى "نسيان" سوريا كما أسماه الاستاذ الاسعد. فإشكاليّة العلاقة بين لبنان وسوريا هي الحاضرة الدائمة في مسيرة حزب الكتائب الذي لم يفقد البوصلة يوماً في وضع الإصبع على الجرح والمطالبة بأن تكون سوريا في سوريا ولبنان في لبنان. والمطالبة اليوم بعدم التدخّل اللبناني في الشأن السوري هي امتداد طبيعي لسياسة الكتائب التاريخيّة الداعية الى عدم التدخّل السوري في الشأن اللبناني. يضاف الى ذلك الانقسام اللبناني الحاصل حول الأزمة السوريّة، ما يفتح النوافذ والشبابيك اللبنانية امام عواصف من النوع المدمّر. ومن هنا جاءت الدعوات المتتالية لحزب الكتائب من أجل تحصين الساحة اللبنانية تحاشياً لنقل موجات العاصفة السوريّة الى لبنان. أمّا سحب الكلام عن عدم التأثير في الملفّ السوري الى ملفّ سلاح "حزب الله" ففيه تجاهل، حتى لا نقول أكثر، لواقع واضح كوضوح الشمس وهو أنّ هذا السلاح يعيشه اللبنانيّون في يوميّاتهم، لا بل هو "الملف" بالنسبة اليهم. وهو على أيّة حال محور النضال السياسي لحزب الكتائب منذ الانسحاب الاسرائيلي في العام 2000، وسيبقى كذلك الى ان تنتهي مسيرته بتسليمه الى الدولة. هو نسخة طبق الاصل عن ملف الاستقلال والسيادة الذي حمله حزب الكتائب ومعه سائر اللبنانيّين الشرفاء منذ العام 1975 على مرّ سنوات طويلة انتهت بتحقيق حلم الانسحاب السوري في 25 نيسان 2005.
ثالثا: إنّ النائب الجميّل المدرك لحجم التأثير الذي سيخلّفه الوضع السوري على لبنان، يفرّق بين أمرين أساسيّين: أن نكون معنيّين بهذا الوضع وأن نكون متدخّلين فيه. وانطلاقا من تبنّي التوجّه الأوّل فاتَ الاستاذ الاسعد الانتباه الى أنّ حزب الكتائب هو الحزب الوحيد الذي يسعى الى حلول تخفّف تأثيرات الحدث السوري كما الحدث الاقليمي. ومن هنا جاء تحرّك رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل في اتّجاه شيخ الأزهر، والجامعة العربية والمسؤولين الأتراك، ساعيا الى شرعة إطار لعمل اقليمي يجنّب لبنان تداعيات الاحداث الجارية في المنطقة. ثمّ إنّ الاهتمام بالوضع السوري يجب ألّا يكون في أيّ حال ربطاً لحياة اللبنانيّين بهذا الملف، بحيث يعود لبنان الى التوقيت السوري تماما كما كانت الحال زمن الوصاية مع ما في ذلك من تجميد لملفات داخلية حيويّة. وهو ما بدأ يتسلّل الى مفاصل الحياة اللبنانية. رابعا: لقد اختلط الامر على الاستاذ نصير، ولإنعاش ذاكرته نلفته الى أنّ ربيع لبنان بخلاف ما يفترض لا ينضج إلّا بمواقف صريحة ثابتة لا تنازل فيها. ومراجعة بسيطة لمواقف النائب الجميّل تظهر له ما غاب عن باله في هذا المجال. ثمّ إنّ الربيع كي يبقى ربيعا يفترض فتح باب المراجعة الذاتية، والتصحيح متى انحرف المسار، والتصويب متى اختلّ الميزان.
خامسا: ليس سرّاً أنّ "اتّهام" حزب الكتائب بالانتقال من الخاص الى العام يعود الى عقود خلت كان السيّد الأسعد فيها في بدايات عمله الصحافي. وبهذا المعنى فإنّ الكتائب هي الأب الشرعي لثورة الأرز قبل عشرات السنوات على اندلاعها، وشعار "لبنان أوّلا" كان بمثابة ماركة مسجّلة ردّدها المسؤولون الكتائبيّون وكتبها شهداء الحزب على مرّ سنوات النضال الطويل.
سادسا: أكثر ما يؤسفنا أنّ السيّد الاسعد يتبنّى ربّما بزلّة لسان غير مقصودة المنطق السوري "الحزب اللاّهي" الذي يسمح للبعض بإصدار إفادات وتراخيص تحدّد المقبول والمرفوض والوطني واللاوطني لمجرّد خلاف في الرأي.
هي قصّة فحص الدم تعود مرّة أخرى. القصة التي اشتكى منها أستاذنا وكلّ بيئة في فترة من الفترات.
إنّ التمايز في قوى الرابع عشر من آذار مبرّر ضروريّ لوجودها ولا حاجة لها متى انتفى. اللون الواحد، العقل الواحد، مشروع انتحار وموت. ولنا في ما يجري في العالم العربي المجاور خير دليل.
سابعا: إنّ الحديث عن انكسار فريق لبناني في موازاة التطورات التاريخية الحاصلة لا يلتقي مع توجّهاتنا. إنّ مشروع الكتائب هو مشروع لها... وللآخر جنباً الى جنب. الانكسار لأيّ من مكوّنات الوطن موت للوطن. وهدفنا أن نكسر دوّامة الانكسارات المدمّرة التي حوّلت لبنان من وطن الى مجرّد ساحة للمشاريع المستحيلة والاختبارات القاتلة.
ثامنا: نفهم أن يسأل الاستاذ نصير: لماذا لا يبادر النائب الجميّل الى مناقشة ما يطرحه في العلن داخل الاجتماعات القيادية للرابع عشر من آذار؟ ذلك أنّ مشاركته في اجتماعات الأمانة العامّة لهذه القوى حصرا، جعلته بعيدا عمّا يجري في الاجتماعات القيادية. كان بإمكانه سؤال أحد هؤلاء القياديّين، وكان الجواب اراحه من عناء السؤال: سامي الجميّل هو سامي الجميّل. يقول ما يجب أن يُقال وحيث يجب أن يُقال. أستاذ نصير، ما نريده هو أن تكون قلباً وقالباً في "لبنان أوّلا" وحيداً من دون شراكة في رهانات وحسابات تجعلك تضع "رِجلاً في البور ورِجلاً في الفلاحة".
أمّا سوريا فلا تَنسَها كلّيا بل قليلاً. ولبنان لا تفكّر به قليلاً بل كلّياً. واتّكل على الشعب السوري ليبني وطنه. أمّا أنت فاعمل للّبنانيين ليكون لهم وطن عظيم.

التزامات لبنان الدولية تحتّم عليه استقبال النازحين السوريين
ثريا شاهين/المستقبل
إنعكاسات الأزمة السورية على الوضع اللبناني محور تقويم دولي. ذلك ان المسؤولين الدوليين الذين زاروا لبنان أخيراً، وبعض السفراء يعبّرون عن قلق الجهة التي يمثلون، من إمكان حصول إنعكاسات، وعن انه إذا قام لبنان برمي وضعه على مؤثرات الموضوع السوري فلا يمكنه عندئذ الخلاص، وهو ما تجلّى في موضوع "القاعدة"، الذي كان مطلوباً ممن أطلقه. أما إذا تميز بالحكمة واستطاع ضبط حدوده، واتخاذ الموقف الرسمي الذي يبعده عن الوضع السوري، فعندها يتمكن من تمرير الأمور من دون إنعكاسات عليه.
ولا ترى أوساط ديبلوماسية غربية، أن هناك تخوفاً من هذه الإنعكاسات لأن التخوف أكبر مما هو الوضع فعلياً. انما ما يحصل هو وجود قلق دولي على الاستقرار من جراء الوضع في سوريا.
وقد أبلغ أركان الدولة رسائل سياسية متصلة بهذا القلق، وأخرى متصلة بالوضع الإنساني للسوريين النازحين الى لبنان وحمايتهم، وكذلك حول التداخلات العسكرية السورية في لبنان، والوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية. إذ أن من واجب لبنان بالنسبة الى التزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان استقبال هؤلاء وأن يعاملهم معاملة جيدة. وهناك ضغوط على لبنان لوقف المساعدة للنازحين، الأمر الذي يقلق الدول الغربية أكثر. فضلاً عن ذلك، هناك رسائل أوروبية حول ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، والجاهزية الأوروبية للمساعدة في عملية الترسيم. أما الوضع الحالي بالنسبة الى ملف الحدود فواضح للأوروبيين لا سيما مدى جاهزية لبنان للأمر وتشكيله اللجنة الخاصة للترسيم قبل نحو ثلاث سنوات وعدم تعيين سوريا لوفدها وعدم الرد على المراسلات اللبنانية في خصوص تحديد موعد لاجتماع اللجنة. انما من الواضح أيضاً للأوروبيين ان للموضوع أهمية كبيرة في مجال استقلال لبنان وسيادته، على انهم لم يعرضوا على لبنان أي أفكار من شأنها تسهيل حصول الترسيم.
لكن الأوساط تشير الى وجود شيء من الارتياح الدولي الى الخطوات التي قام بها الحكم في لبنان حتى الآن لحفظ الاستقرار. وأبرز ما ترتاح اليه الدول التمسك بالإلتزامات الدولية في مساعدة النازحين. وتفيد الأوساط ان التداخلات السورية توقفت عند حد معين وليس هناك من خطورة مثل خطورة موضوع اللاجئين، ولم يحصل تكرار للحادث عندما ترك ثلاثة عناصر من الجيش السوري بلدهم وأتوا الى لبنان، وما لبثت السلطات اللبنانية ان سلّمتهم من جديد الى سوريا.
وتعود أسباب الارتياح حتى الآن الى عوامل عدة أبرزها وفقاً للأوساط:
ـ العمل لخفض التوترات الكبيرة بين السنّة والشيعة، بعدما كانت هذه التوترات وصلت الى حد خطر، والآن باتت أقل مما كانت عليه.
ـ محاولة عزل الوضع اللبناني عن السوري من خلال النأي بالنفس.
وهي تعتقد ان ذلك هو الموقف الأفضل الذي يمكن اتخاذه، لأن العمل ضد سوريا سيعرّض لبنان لرد فعل منها، والعمل معها يؤدي الى سوء العلاقات في الداخل ومع المجتمع الدولي. وعلى المستوى الاقتصادي هناك تأثير للأزمة على لبنان وعلى كل دول المنطقة أيضاً. وكلما طالت كان التأثير أعمق. من هنا يبرز السؤال "الى أي درجة يمكن في لبنان تجنب مزيد من السلبيات وتحمّل ذلك واستيعابه؟"، لا سيما وان عمليات الترانزيت والاستيراد والتصدير يبدو انها تتأثر، وكذلك الاستثمارات في لبنان، وتلك التي كان يمكن ان تتوافد اليه من الخارج.

الرئيس أمين الجميّل: 14 آذار متماسكة وسلاح "حزب الله" طبق رئيسي في أي حوار
مسوّدة شرعة للثورات العربية التي تعدها الطنائب سوف تُعلَن في مؤتمر دولي في بيروت

حاوره: جورج بكاسيني وكارلا خطار/امستقبل
يقود الرئيس أمين الجميل حزب "الكتائب" نحو التفرّد وفي جعبته الكثير من الأفكار والعديد من المؤتمرات التي تنقله من لبنان الى مصر فتركيا وتعيد الحزب الى دوره العربي الذي ميّزه تاريخياً. على المستوى العالمي، سيناقش المؤتمر الأقرب والذي حدد موعده يوم الجمعة المقبل، مسودة مشروع حول التجربة اللبنانية التي سبق وطالبت بالسيادة والحرية والاستقلال لتصدر عنه شرعة عالمية. ويجمع "الكتائب" من خلال هذا المؤتمر الاتحاد العالمي لأحزاب ديموقراطية الوسط
IDC الذي سيعقد لقاءه الدوري للمرة الأولى في لبنان، وتشارك فيه شخصيات رسمية من كل القارات والبلدان، ومن لبنان الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط والوزير السابق طارق متري. عنوانه العريض "لبننة" التجربة العربية أي تعميم الخبرة اللبنانية لإفادة كل الدول العربية خصوصا تلك التي دخلت في زمن الربيع العربي مطالبة بالحرية والديموقراطية وهما في صلب التاريخ اللبناني.
أما المؤتمر الثاني، فقد التقى حوله الرئيس الجميل مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وتحدث عنه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ويجمع شخصيات دينية من الدول العربية كافة بمشاركة شخصيات دينية تركية. ويكشف الرئيس الجميل أن اللقاء الذي كان من المفترض أن يعقد بين البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وشيخ الأزهر سيتم في الربيع المقبل في مصر، بعدما تم تأجيله بسبب الحوادث الأخيرة في ميدان التحرير. فالربيع العربي برأي الجميّل حتّم بعض الأفكار الذي انعكس على مواقف حزب "الكتائب" من الثورة في سوريا وهو من الداعين الى النأي عنها و"ضبضبة" الأوضاع الداخلية. هنا ينتقل الى الحديث عن سلاح "حزب الله" والحوار الداخلي الذي يشكل السلاح "طبقه الرئيسي"، من دون أن يربط "احتمال" سقوط النظام السوري بسلاح الحزب في لبنان. لذا يصب جلّ اهتمامه على الاستقرار الداخلي والحفاظ عليه وتماسك قوى 14 آذار التي بقيت متحدة في حين أن كل التحالفات الداخلية والعربية تتفكك، آملا أن يتم العمل لتأسيس المجلس الوطني لـ 14 آذار.
الرئيس الجميّل تناول في حوار خاص مع "المستقبل" كل التفاصيل من الثورة السورية والحوار مع "حزب الله"، فالمؤتمر الدولي الذي سيعقد في بيروت في 27 الجاري، الى دعوة داود أوغلو لعقد مؤتمر في تركيا والوضع السياسي لقوى 14 آذار:
"منذ بداية الثورة في سوريا، ينأى حزب "الكتائب" عن التطورات هناك مركزاً على الحوار حول سلاح "حزب الله". وعلى الرغم من أنه لا يمكن الفصل بين ما يحصل في سوريا وانعكاساته على الساحة اللبنانية، يرى الرئيس الجميل أن القوى السياسية على الساحة اللبنانية تتمايز عن بعضها حول ما يجري في سوريا، ولكن لا يمكن إنكار ما يجري. في الوقت نفسه، يرفض أن "نقحم أنفسنا في الصراع الدموي في سوريا مع وقوفنا الكامل الى جانب أي حركة تحررية تطالب بالديموقراطية، حتى لا يؤدي ذلك الى صراع داخلي لبناني ـ لبناني، وهذا ما نتخوّف منه، فيتحول الى صراع سياسي لينعكس صراعا على الأرض، خصوصا بوجود أطراف في لبنان جاهزة ومجهزة لمثل هذا الصراع." ويعتبر أن الحوار مع "حزب الله" متشعب، جانب منه غير ناضج وهو أساسي لأنه يدور حول السلاح. فالسلاح خارج الشرعية هو انتقاص واضح من سيادة البلد، رافضا أن تكون هناك قوى عسكرية غير خاضعة للسلطات الدستورية".
ويتحدث الجميل عن الحوار التقليدي وليس عن طاولة الحوار في قصر بعبدا: "الموضوع الأخير طرح علينا وكان جوابنا أننا لسنا من نسف الطاولة بينما "حزب الله" و(النائب) ميشال عون هما من عطلاها، لأن الطرفين لا يريدان الغوص في الموضوع الأساسي، فالسلاح بنظرهما أبدي وسرمدي لا يمس. وطالما أن هذا الموضوع غير مطروح جدياً على بساط البحث فالحوار غير مجد".
[ الحزب قبل النظام وبعده..
ولكن هل الحوار مع "حزب الله" ربما يكون أسهل بعد سقوط النظام السوري؟ يلفت الجميل الى أن "هناك قضايا متشعبة في الحوار، لكن الطبق الرئيسي أو القضية الأم هي السلاح. "حزب الله" حاليا غير جاهز لمناقشة هذا الموضوع الذي يعتبره فيزيولوجياً عقائدياً. وإن لم نبحث في هذا الموضوع فستبقى سيادة البلد معلقة وشؤون الناس أيضا وحسن سير المؤسسات الدستورية والإدارية معلقاً، لأن من يملك السلاح هو الآمر الناهي في كل القضايا كبيرة كانت أم صغيرة، وفي معالجة القضايا المصيرية كاعلان الحرب والسلم والتعاطي مع الإدارات العامة، فعنصر السلاح هو المؤثر على القضايا الكبيرة والصغيرة".
ولا يعتبر الجميل أن سقوط النظام السوري يعني نهاية "حزب الله" فوراً، لأن الأخير "بنى لنفسه كيانا ذاتيا وقدرات ذاتية تسمح له بالإستمرار لفترة، ولأن المستقبل في يد الله". ويرى أن "حزب الله" لديه إمكانية الإستمرار حتى بعد سقوط النظام السوري الى مستقبل قريب، وربما يتحرر من هذه الشراكة فيحتكر بالكامل الجناح اللبناني، "لذا علينا أن نكون حذرين في قراءة الوضع الداخلي اللبناني بعد سقوط النظام، في حال سقوطه، بحيث أن هناك عراقيل كبيرة تحول دون سقوطه، لذا لا يمكن الجزم بأنه بلغ النهاية. ولكن لنسلم جدلا بأن النظام سقط، فالساحة اللبنانية لديها تعقيداتها الداخلية الذاتية المستقلة".
[ سقوط النظام ليس "كبسة زر"
إذاً فسقوط النظام بالنسبة الى الجميل ليس أمراً محتماً وقريباً، "لكن يبدو أن العدّ العكسي بدأ". في الوقت نفسه لا يمكن تقدير عمره، وعنصر المفاجأة حاضر دائما، "فالأبواب مشرّعة على كل الإحتمالات خصوصا في الأنظمة الديكتاتورية. والنظام لا يزال يتمتع بالدعم على الصعيد الدولي بحيث تعارض كل من الصين وروسيا أي قرار يصدر عن مجلس الأمن تجاه سوريا، وهناك الأمن السوري الذي يتصدى في الشارع، فالجيش والحزب والمخابرات متماسكون دعماً للنظام، اضافة الى بعض الفئات الشعبية المتضامنة مع النظام أكان عن قناعة أو عن مصلحة أو عن خوف، لذا فالنظام يملك مقومات الصمود. في المقابل هناك الضغط الشعبي الذي أسقط عقدة الخوف والشعب يواجه القمع. ويتوقع الجميل أن يكون للعقوبات الإقتصادية تأثير كبير على قدرة النظام على الصمود، بالإضافة الى الموقف التاريخي لجامعة الدول العربية والذي حقق سابقة في إرسال مراقبين الى سوريا وقطع العلاقات مع النظام. فالأمور معقدة ولا تنتهي بـ "كبسة زر". وينصح بأن يتم التعامل مع هذه الأمور بروية وحذر، قائلاً: "من هنا أنطلق في تفسير موقفي خصوصا وأن لبنان يتأثر بما يدور حوله، وهو كالرجل المريض الذي لم يتخط التراكمات التي مرّ بها وعناصر التفجير الداخلية جاهزة في أي لحظة. فاللبناني عاجز عن تحمل المزيد من المشكلات الاقتصادية والصعوبات التي تؤثر في الوضع المعيشي بصورة عامة، خصوصا وأن لبنان دفع أثمانا باهظة إقتصاديا وإجتماعيا وتحديدا خلال احتلال وسط بيروت. كل هذه الأمور يمكن أن تؤدي الى هجرة وبطالة".
ويضيف الجميل: "فلنفكر في وضعنا الداخلي ونستدرك المخاطر ونعيها، هل لدينا القدرة لبنانيا على التأثير الجذري في الوضع السوري؟ وإن لم تكن لدينا القدرة على التأثير المباشر فلنتدبر أمورنا الداخلية و"نضبضب" شؤون البيت. وإذا كان الحوار غير ناضج حتى اليوم فعلى الأقل علينا أن نجد طريقة لضبط الأمور والتفاهم على هدنة متينة على الساحة اللبنانية لنتدبر شؤوننا الداخلية ونتحصن لنحفظ لبنان تجاه كل الأمور التي تحصل من حولنا في الدول العربية. إضافة الى ذلك علينا أن نحافظ على المقدرات التي لا تزال متواجدة في لبنان احتياطا لنستفيد منها لاحقا".
[ مع أوغلو "على فرد موجة"
في هذا الإطار، كان لوزير خارجية تركيا آراء لاقت ترحيباً كتائبياً. ويشرح الجميل: "كنا على "فرد موجة" ضمن قراءة مشتركة خصوصا وأن الإهتمام بالوضع الداخلي اللبناني كان موقفي من الأساس. وانطلقنا من هذه المعطيات، كل الأطراف أبدت استعدادها لدعم التواصل مع تركيا لما له من تأثير على الساحة اللبنانية والعربية والدولية بحيث أن الإستقرار الداخلي حاليا هو الموضوع الأساسي". ويوضح أنه لمس في حديثه مع الجانب التركي، "معرفته بصعوبة الحوار مع "حزب الله" خصوصاً في موضوع السلاح"، متسائلا: "السلاح بالنسبة الى الحزب موقف عقائدي وإيديولوجي ومتحجر لا مجال لبحثه، وإن لم نتمكن من حل هذه القضية فماذا نفعل؟ وإن قبلنا نكون بالتالي نقبل بشرذمة لبنان وبدولة ضمن دولة". ويؤكد أنه كما يتمسك الحزب عقائديا بالسلاح، "نحن أيضا، عقائديا، ومن منطلق السيادة نعتبر أن السلاح بيد أي فريق هو انتهاك للسيادة الوطنية وهذا ما يدركه الجانب التركي تماما".
[ "14 آذار" الملهمة
إنطلاقا من تجربة ثورة الأرز في 14 آذار من العام 2005، ينتقل الجميل من الموضوع المحلي الى العالمي، بدءاً من سياسة قوى 14 آذار الحالية والمجلس الذي سيضم كل أفرادها الى المؤتمر العالمي الذي يحضر له حزب "الكتائب" منفردا وبدعم من القوى الرسمية اللبنانية.
سياسيا، ماذا تحضر قوى 14 آذار؟، في هذا الإطار، يلفت الرئيس الجميل الى أن 14 آذار تعقد لقاءات دورية بعيدة عن الأضواء، فالتواصل دائم وهناك وحدة حال. ويقول: "نادرا ما كان على الساحة اللبنانية تكتل مميز يجمع أطرافا متمايزة عن بعضها البعض بحيث لكل منا تقاليده وتاريخه. فالتجمع متماسك وبين أطرافه تعاون طبيعي وتفاهم حول المبادئ الوطنية، وتحالفنا هو الأصدق بين كل التحالفات على الساحة والأكثر تماسكا ليس لبنانيا فحسب، إنما عربيا حيث الحركات التي كانت ضمن الصف الواحد تتفكك".
في بداية طريق قوى 14 آذار، كان طموح حزب "الكتائب" أن يجعل منها مؤسسة تحت عنوان "المجلس الوطني لـ 14 آذار" شبيهة بـ "جبهة الحرية والانسان" التي تم تأسيسها في السبعينيات. فاتخذ الحزب البعد الوطني مع الاحزاب المنتمية الى 14 آذار، ويبقى تنظيمها ضمن مشروع وطني. لكن المؤسف، بحسب الجميل، أنه "بعدما قطعنا أشواطا في هذا الحوار لم نتمكن من التنفيذ، فبقيت حركة 14 آذار متماسكة لأن الضمير حي والكل يريد الحفاظ على روحية ثورة الأرز. إلا أن الفكرة واردة ونحن لا نريد أن نفقد صدقيتنا تجاه جمهورنا، فإن لم نتحصن سنخلق "النقار" بحسب القول اللبناني "الضيقة تولد النقار"، لذلك نحن اليوم بأمس الحاجة كمعارضة الى تنظيم صفوفنا لنطل على الرأي العام بمشروع "ماكن" ومبادرات تفيد الشعب".
[ تعميم النموذج اللبناني "الشعب يريد"...
معروف أن ثوار الأرز كانوا السباقين في طرح كل الشعارات التي ينادي بها الشعب العربي، فقد سبق ورفعوا "سيادة وحرية واستقلال" ودفعوا الأثمان قبل الآخرين. يقول الجميل: "ربما لم نقدم الكمّ ولكن قدمنا نوعية الشهداء من قيادات ورؤساء وشخصيات، لذا يتفرد فريق 14 آذار بدور على الصعيد العربي. وهنا يمكننا إفادة العالم العربي من خلال خبراتنا خصوصا في الدول التي تعيش الثورات، لا سيما وأن العديد من الدول العربية معني بهذه الثورات وغالبيتها لم تكن تعرف ماذا تعني عبارات صندوق اقتراع وعازل وغيرها... فهذه تعابير تشكل قاموسا جديدا بالنسبة إليها".
ويفصّل: "طرحنا النموذج اللبناني، طبعا لكل دولة خصوصيتها ولكن هناك مبادئ عامة وقواسم مشتركة تفيد الكل. شعبنا خبير بهذه الطلبات، مرّ بمرحلة صعبة كانت فيها الحرية والديموقراطية "على الرف"، لكن في الواقع هذه الشعارات تكمن في طبيعتنا وفي صلب تقاليدنا وممارساتنا. أدخلناها ضمن برنامجنا السياسي في الظروف الراهنة، الا أن الظروف لم تسهّل التطبيق. من هذا المنطلق عملنا على الفكرة في الحزب وبعد الاتصالات التي قمت بها، التقيت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب غير مرة في مصر وبقيت الاتصالات قائمة بيننا وكانت المرة الأخيرة الأسبوع الماضي. وكانت لي لقاءات في جامعة الدول العربية ومع مجموعة من القيادات العربية في مركز المسوؤلية، وتسعى تركيا التي ليست من بين الدول العربية، الى إبراز "الاخوان المسلمين" في حلة جديدة من الانفتاح لمواكبة الحداثة في التعاطي بالشأن الدولي والعام. تشاورت معهم ومع دول أخرى وارتأيت أنه آن الأوان لتقديم شرعة للثورات العربية حتى نفيدهم من خبرتنا، خصوصا وأننا لا نشبه الغرب في طريقة التعاطي. فقد سبق أن عانينا من المشكلات نفسها وسيكون تعاوننا معهم من الند للند، نستفيد من تجاربهم ونفيدهم من تجاربنا، وأعتقد أن تجربتنا في الوقت الراهن تفيدهم أكثر".
ويتابع: "خلصت الاتصالات الى صياغة مسودة شرعة للثورات العربية، أنجزها حزب الكتائب لتقديمها الى كل الدول العربية. وفي ضوء ذلك، تم التفاهم مع الاتحاد العالمي لأحزاب ديموقراطية الوسط
IDC وهو التنظيم الأهم على الصعيد العالمي، يجمع حزب (انجيلا) ميركل الألماني والحزب الحاكم في إسبانيا وغيرهما بالإضافة الى أحزاب من أميركا اللاتينية، بالتعاون مع أحزاب من الدول العربية من المغرب وتونس والجزائر. بعدما أنجزنا المسودة وبصفتنا أعضاء في الاتحاد، اتفقنا مع الأعضاء على أن يكون اللقاء في تشرين الثاني يوم اختتام اليوبيل الـ 75 لحزب الكتائب، بأن نحضّر لمؤتمر دولي بالاشتراك مع الأحزاب الحليفة ونطل برؤية جديدة. الأعضاء طلبوا منا التأجيل بسبب الانتخابات في أوروبا وبعض الظروف التي حالت دون عقد المؤتمر حينها. بعدها حددنا موعد المؤتمر في 27 الجاري في بيروت بضيافة حزب الكتائب وسنقوم بصياغة مسودة لمناقشة هذا المشروع الذي من المفترض أن يشكل ورقة عمل مع مجموعة من القيادات والنخب والدول والمنظمات الدولية والعربية".
اللقاء سيعقد في فندق "لو رويال" في ضبيه، وسيكون البرنامج كالتالي: قبل الظهر ستعقد لجنة الاتحاد اجتماعا في بيت الكتائب في الصيفي، "وهذه اللجنة عادة ما تجتمع دوريا وستلتقي هذه المرة في بيروت وفي بيت الكتائب تحديدا وستصدر عنها مقررات". أما بعد الظهر، فسيعقد مؤتمر لبحث ما يجري في العالم العربي في ضوء الثورات مع التركيز على نقطتين هما الديموقراطية والتعددية اي الشراكة. وسيفتتح الرئيس الجميل المؤتمر عند الساعة الثالثة، وستطرح المسودة على الجمهور، ثم تنطلق الحلقة الأولى حول الديموقراطية، وبعدها حلقة ثانية حول الثورات والتعددية. وستشارك في الحلقتين شخصيات مرموقة من لبنان والعالم العربي ومنها الرئيس فؤاد السنيورة في الحلقة الاولى، والنائب وليد جنبلاط في الحلقة الثانية، والوزير السابق طارق متري. ومن الدول الغربية يشارك وزير خارجية إيطاليا السابق ورئيس حكومة بلجيكا السابق وغيرهما، فضلاً عن شخصيات رسمية من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا ومصر ومن الحزب الكردستاني الحاكم ومن أميركا الجنوبية واللاتينية وإفريقيا. وكل حلقة تتضمن 5 أو 6 مشتركين من كل العالم، والنقاش سيكون بين النخب والسياسيين والأكاديميين، وتختتم الندوة بخلاصة جامعة. ويوم السبت صباحا سيعقد مؤتمر صحافي مع رئيس الاتحاد بيار كاسيني وهو رئيس مجلس النواب السابق في إيطاليا. ويعلق الجميل: "المهم أن معظم اعضاء الاتحاد المشاركين هم في سدة الحكم والمؤتمر ليس نظريات فحسب".
[ لقاءات نحو حوار الأديان
خلال الجولة التي قام بها الجميل في مصر وتركيا وقبلها السعودية وقطر، بحث أفكارا عديدة بهدف إصدار موقف عربي وموقف إسلامي "لطمأنة الناس ووضع الثورات العربية على السكة الصحيحة وتوجيهها نحو الحداثة وليس باتجاه الأصولية والتقوقع". ويقول: "البعض تلقف هذه الأفكار، فشيخ الأزهر اهتم بها وهو السباق في طرح الأفكار، وكانت الجلسة معه متقدمة في هذه الاتجاه فولدت فكرة المؤتمر لعقده في الأزهر في مصر. وأمّنت اتصالا هاتفيا بين شيخ الأزهر والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي لكن لقاءهما تأخر بسبب الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير والظروف لم تكن مؤاتية، فتم تأجيل اللقاء الذي كان مقررا في 10 كانون الأول الى الربيع المقبل".
في تركيا أيضا، كان للرئيس الجميل لقاء ضمن حوار الأديان، وتركيا مهتمة بالأمر لأهداف عدة يفندها الجميل: "أهداف داخلية لربط تركيا بكل قياداتها من الأرمن والارثوذكس وغيرهم، والبطريرك الارثوذكسي التركي معروف ببطريرك القسطنطينية وهو الأول بين البطاركة في التقليد التاريخي وله الأولوية، وكذلك البطريرك اليوناني والمصري واللقاء يجمع كل هذه الشخصيات. الجانب التركي تلقف الفكرة أيضا وعرض المساعدة، فشيخ الأزهر أراد أن يعقد المؤتمر في القاهرة، كذلك أبدى الأتراك استعدادهم لاستضافة اللقاء وطرح البطريرك الراعي أيضاً أن يعقد في لبنان، فعممت الفكرة ونأمل بلوغها خصوصا وأن الجميع يبدي حماسة جيدة".
ويرجح الجميل أن يعقد اللقاء في الأزهر "لأن الشيخ الطيب كان السباق في طرح الفكرة"، مشيرا الى أنه فوجئ حين أعلن أوغلو عن الفكرة في بيروت "ما يعني أنه مهتم بها.". ويعمل الجميل اليوم على تأمين التواصل بين كل الاطراف بعيدا من التلهي بالقشور في الوضع اللبناني: "فالحديث عن سياسية الأجور والتقنين الكهربائي مؤلم وفي القرن الـ 21 هذه المعضلات غير طبيعية". ويعلق ممازحاً: "في بلاد "الماو ماو" لا تنقطع الكهرباء".
ويختم: "الجو مؤاتٍ لرفع مستوى العمل الوطني الى هذه المرتبة، ويمكن من خلال المؤتمر الذي سيعقد في لبنان أن يستعيد هذا البلد دوره على خارطة العالم. تحدثت مع رئيس الجهورية ميشال سليمان الذي أيد الفكرة، وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اطلع على التفاصيل. كما دعونا الجميع الى المشاركة في العمل الوطني لإحياء دور لبنان وسنستمر لأن المؤتمر ليس إعلاميا والدليل أن الإعلام لا يتناوله كثيرا. حضّرنا لكل هذه المؤتمرات لمناسبة اليوبيل الـ 75 للحزب، فـ "الكتائب" كان في السراء والضراء للسيف وللضيف ولغدرات الزمان، التجربة تساعدنا وتغني العمل الحزبي".

النائب محمد كبارة للمستقبل: حزب السلاح دخل المرحلة الثالثة من خطة السيطرة على لبنان
حاورته: نانسي فاخوري/المستقبل
حذّر عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب محمد كبارة من أن "الحزب المسلح، دخل مرحلة تنفيذ الفصل الثالث من خطته للسيطرة على لبنان، وبعد نشر السلاح والسيطرة على العقار، يعمد إلى إفلاس القطاع الاقتصادي اللبناني كي يكمل سيطرته على الدولة اللبنانية"، وجدد المطالبة بإعادة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في الشمال، لافتاً إلى أن "تحالف الفساد" الذي يستفيد مصلحياً من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يسعى الى إحباط المطالبة بتشغيله. واعتبر في حوار مع "المستقبل" امس، أن إبطال مجلس الخدمة المدنية لقرارات كيدية يتخذها وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" يثبت أن هؤلاء "يديرون المؤسسات العامة بعقلية هدفها السيطرة"، واعداً بأن يكشف "بالأسماء والوثائق والتفاصيل، مهزلة وزير الطاقة جبران باسيل الأخيرة في تعيينات مصفاة طرابلس".
وهنا نص الحوار:
[ ما الذي أخّر صدور مرسوم تصحيح الأجور كل هذا الوقت، وهل ستكون الرابعة ثابتة؟
ـ وأخيراً أقر مجلس الوزراء تصحيح الأجور على قاعدة الاتفاق بين طرفي الإنتاج، العمال وأرباب العمل، وأسقط مرحلياً مناورات وزير العمل شربل نحاس التي كادت أن تضرب القطاع الاقتصادي اللبناني برمته.
ولكن المسألة لم تنته بعد، أقله من وجهة نظر أطراف سياسية تسعى عمدا، أو عن جهل وعدم دراية، إلى ضرب القطاع الاقتصادي اللبناني برمته.
في تقديرنا أن الطرف الرئيسي في الحكومة، أي الحزب المسلح، دخل مرحلة تنفيذ الفصل الثالث من خطته للسيطرة على لبنان. في الفصل الأول أنجز نشر السلاح، في الفصل الثاني أنجز السيطرة على العقار وأمّن الانتشار على مساحة الوطن، والآن في الفصل الثالث، وهو الأكثر خطورة، يعمد إلى إفلاس القطاع الاقتصادي اللبناني كي يكمل سيطرته على أسس الدولة اللبنانية.
[ قبل يومين لوحظ انطلاق حملة منسقة من منزل الرئيس السابق اميل لحود تهاجم فكرة اعادة العمل بمطار رينيه معوض في الشمال، كيف تقرأ هذه الحملة وما هي خلفياتها؟
ـ كنا من أول المطالبين بتشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض لاعتبارات عدة، إنمائية وأمنية. وقد صعّدنا مطالبتنا بتشغيل المطار في العام 2008 بعدما تبين حتى للأعمى أن الوضع الأمني لمطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري مخروق من الحزب المسلح ومخابرات (الرئيس السوري بشار) الأسد. إلا أن الخضوع للاستبداد المسلح وتحالف الفساد حالا دون الاستمرار في تصعيد المطالبة وصولا إلى تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض.
وأذكر في هذا الصدد بأن وزير الأشغال في ذلك الوقت، وزير المال حاليا محمد الصفدي كان من أبرز الرافضين لتشغيل مطار الرئيس معوض، وله تصريحات معلنة في هذا الصدد. كما أن تحالف الفساد الذي يستفيد مصلحياً من مطار رفيق الحريري أيضا أحبط المطالبة بتشغيل مطار الرئيس معوض، مضحياً بأمن المواطنين اللبنانيين، وضارباً عرض الحائط بالقفزة الإنمائية التي يوفرها مطار الرئيس معوض لمنطقة الشمال عموماً.
نعم، نحن سنستمر في الضغط لتشغيل مطار الرئيس معوض، لأنه ضرورة إنمائية للشمال، ولكل لبنان، كما هو ضرورة أمنية لكل اللبنانيين.
نعم نريد مطارا آمنا للشعب اللبناني، لا تسيطر عليه ميليشيات الحزب المسلح ومخابرات الأسد، ولا تفتح صالوناته عنوة، ويحتل حرمه لاستقبال مطلوبين للعدالة، أو لتهريب مطلوبين أو لتسلل جثث مسلحين قتلوا في سوريا وفي دول غيرها.
وفي هذا المجال، لا يسعني إلا أن أثني على الجهود التي يبذلها الكثيرون وخصوصاً معالي الوزير غازي العريضي وزميلنا وصديقنا النائب محمد قباني رئيس لجنة الأشغال النيابية في سعيهم الى تشغيل مطار الرئيس معوض. وآمل أن تتكلل جهودنا بالنجاح قريبا، لأننا لن نتنازل عن حق الشمال بمطار تنموي ولا عن حق الشعب اللبناني بمطار آمن.
[ بعد كارثة انهيار المبنى في الاشرفية، من المسؤول ولماذا تلكؤ الدولة عن انشاء هيئة وطنية لادارة الكوارث؟
ـ تابعت بألم وحزن وقلق، الكارثة الإنسانية التي ضربت أهلنا الآمنين الطيبين في الأشرفية، وتابعت بقلق حقيقي النقاش الذي دار على هامش الكارثة. استوقفني غياب الدولة، وليس تقصيرها فحسب، بل غيابها الكلي عن أي إعداد استباقي لحماية مواطنيها في أبسط حقوقهم في العيش الآمن.
الكارثة في لبنان ليست بانهيار المبنى بل بالأبنية المتصدعة والمرشحة للسقوط في أي وقت على جميع الأراضي اللبنانية. من واجبنا جميعا التحرك الجدي والفاعل لمنع مثل هذه الكوارث. فالمبنى الذي انهار كان إنذاراً للدولة للتحرك وإيجاد الحلول لهذه المشكلة التي تهدد الكثير من اللبنانيين.
فهل تتحرك الدولة بكل اجهزتها لمنع تكرار ما حدث، ام ان الانقسامات الحادة بين اللبنانيين وصلت الى حد تفكك الدولة ومؤسساتها، وغياب اية محاسبة او مساءلة؟.
المشكلة في لبنان ليست في الانقسام السياسي فحسب، بل هي في تحالف الفساد. هذه هي الآفة التي تمنع المساءلة والمحاسبة وتحمي الفاسدين. تحالف الفساد متمدد في البلد، والمواطن اللبناني من كل الطوائف والأحزاب والتنظيمات هو الذي يدفع الثمن.
[ قبل ايام هاجمتَ وزير الطاقة جبران باسيل على خلفية تعيين مجلس ادارة منشآت النفط، أين وصل هذا الملف؟ مع الاشارة الى ان مجلس الخدمة المدنية رد قرارا لزميله وزير الاتصالات نقولا صحناوي يتصل بتعيين رئيسة مكتب الاستثمار في طرابلس لأنه اعتبره مخالفاً للدستور؟
ـ موضوع اعتراضي على تعيينات وزير الاتصالات التي حسمها مجلس الخدمة المدنية وأبطل تعيين الموظفة التي تمت ترقيتها من خارج القانون ومن خارج التراتبية ومن خارج المؤهل العلمي لشغل منصب في طرابلس.
قرار مجلس الخدمة المدنية يكشف أن الوزير باسيل يدير المؤسسات العامة بعقلية هدفها السيطرة على المنشآت، بغية إقصاء المؤهلين قانونيا لتولي المسؤوليات.
وسنكشف تباعا، بالأسماء والوثائق والتفاصيل، مهزلة الوزير باسيل الأخيرة في مصفاة طرابلس وسنثبت للرأي العام اللبناني بأن الصهر النابغة يدير شبكة محسوبيات وفساد، لا مؤسسة عامة، وان الحزب الذي ينتمي اليه لا يحترم الدستور اللبناني ولا القانون العام ولا صيغة العيش المشترك. سنكشف بالتفاصيل كيف يسيء صهر الجنرال حتى الى المسيحيين من اللبنانيين إن لم يكونوا أتباعاً له، وانصاراً لحزب الجنرال.

عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني دعا لنقل ملف سوريا لمجلس الأمن: الإطالة تفسح المجال أكثر للنظام لقتل بالناس
أكد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني في حديث لقناة "أخبار المستقبل" أن "الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد في القاهرة غداً، هو قيد المتابعه والترقب"، آملاً أن يتم خلاله "نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن"، وأضاف: "لأننا نخشى الإطالة التي تفسح المجال أكثر للنظام السوري بقتل الناس". وإذ أعلن أن المجلس الوطني السوري "يدرس آليات بديلة في حال تم استخدام حق النقض في مجلس الأمن من قبل روسيا ضد أي مشروع قرار بحق النظام السوري"، قال سرميني: "إن موقفنا حاسم بهذا الموضوع"، ولفت إلى أنّ "النظام السوري في حالة ترنّح، والجيش السوري الحر أثبت في المقابل أنه قادر على صدّ النظام المجرم من خلال صده لكتائب النظام كما فعل في الزبداني وحماه". (رصد NOW Lebanon)

شيخ الأزهر يدعو الحكام العرب لحماية دماء الشعب السوري 
أعرب شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب عن "شديد انزعاجه وحسرته على ما آلت اليه الاوضاع في سوريا في الوقت الراهن".  وقال في بيان: "يشعر الأزهر الشريف وشيخه وعلماؤه بالانزعاج والحسرة والألم الشديد لاستمرار شلال الدم المتدفق في سوريا العزيزة علينا جميعًا". ودعا الشيخ الطيب كل "الحكام العرب الى أن يبادروا باتخاذ إجراءات جادة وفورية تحمي دماء الشعب السوري وتعزز حريته، وتحـول دون استباحة الآخرين للأرض العربية". (وكالة الأنباء القطرية)