المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار22  كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 10/38-42/يسوع عند مرتا ومريم
وبينما هم سائرون، دخل يسوع قرية، فرحبت به امرأة اسمها مرتا في بيتها. وكان لها أخت اسمها مريم، جلست عند قدمي الرب يسوع تستمع إلى كلامه. وكانت مرتا منهمكة في كثير من أمور الضيافة، جاءت وقالت لـيسوع: يا رب، أما تبالي أن تتركني أختي أخدم وحدي؟ قل لها أن تساعدني!  فأجابها الرب: مرتا، مرتا، أنت تقلقين وتهتمين بأمور كثيرة، مع أن الحاجة إلى شيء واحد. فمريم اختارت النصيب الأفضل، ولن ينزعه أحد منها.

عناوين النشرة
*لبنان وحمام الدم السوري/علي حماده/النهار
*زورق حربي سوري يخطف من المياه اللبنانية 3 صيادين من بلدة الشيخ زناد... وفاة احدهم ويدعى ماهر محمد حمد والرواية السوريّة تشير إلى أنه اصيب برصاص لبناني
*أهالي العريضة واصلوا اعتصامهم وخالد ضاهر أوفد شقيقه للتضامن معهم
*سليمان تابع حادثة العريضة وطالب بتسليم المحتجزين
*ميقاتي: ندين الاعتداء على الصيادين ويجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره
*مكاري: لموقف حازم من الاختراقات السورية/ السكوت عنها بمثابة تخل من الحكومة عن سيادة لبنان
*جراحة ناجحة للحريري بعد تعرضه لكسور اثناء التزلج وبري وميقاتي اتصلا بالعائلـة للاطمئنـان
*مصادر بكركي تنفي تدخّلاً مع صفير لمنعه من حديث في ذكرى 14 شباط
*تلفزيون المستقبل: صفير قيمة وطنية لا يجوز وضعها كما لو أنها تخضع لحظر إعلامي
*الرئيس السابق للصندوق المركزي للمهجرين شادي مسعد يحذر من أزمة بيع مسيحيي الأطراف لأراضيهم
*هل تسترد بكركي عقار الدلهمية بـ 350 مليون دولار؟ لجنة برئاسة زيدان تتابع "الاراضي المسيحية المباعــة"
*جنبلاط يدعم وحذر درزي من عدوى "الصفقات المشبوهة"
*قباني استقبل مطر وشهاب موفدين من الراعي
*سليمان شارك "الأنطونية" القداس بعيد شفيعها وافتتح المتحف الخاص بتاريخ رهبانيتها
*الأباتي رعيدي: نريد لشركائنا تعلم المناقبية الوطنية
*تكليف القيادي في الحرس الثوري حسين موسوي بالعودة الى لبنان مع موازنة مالية كبيرة ....مصدر إيراني يتوقع عبر "العربية" خطف أجانب في سوريا ولبنان
*مجدلاني: تصريحات سليماني خطيرة سنسأل الحكومة عنها ليتّخذ "حزب الله" إجراءات تبرهن عكسها
*وفدان اميركيان في مطار القليعات وسياسيو عكار يتحركون  لتحقيق "الحلم
*على ماذا توافق وليد جنبلاط وسامي الجميِّل في كليمنصو؟
*"المستقبل" لا يغلّب نشوة الانتصار على الاستقرار وإشارات أولية إلى احتمال فتح قنوات حوار داخلية/هيام القصيفي/النهار
*حزب الله" لا يكف عن قرع باب "المستقبل" تعالوا نتحاور... لكن نحن لاحقون ومعنا وقت/إيلي الحاج/النهار
*ديمبسي طالب تل أبيب بالتنسيق مع واشنطن وساركوزي حذر من فوضى في الشرق الأوسط والعالم 
*أوباما أمر الجيش بالاستعداد لهجوم محتمل على إيران
*اليابان أبلغت واشنطن تراجع مشترياتها من طهران وتركيا تتفاوض مع السعودية لخفض اعتمادها على النفط الإيراني
*سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي: لن نقفل هرمز إلا إذا تعرضنا لتهديد
*الإمارات ترحب بلهجة إيران "المعتدلة"
*مصادر وزارية شددت على ضرورة استئناف الحوار /"حزب الله" يعتبر المنطقة العازلة للاجئين السوريين مشروع حرب عليه
*تظاهرات في الشمال والبقاع تأييداً للثورة السورية
*"الأنباء": المعارضة منفتحة على حوار يجدد والتزام المحكمة ولا يستثني سلاح "حزب الله"
*لوفيغارو: مقتل الصحافي جاكييه ناجم عن خطأ ارتكبه "الجيش الســــوري الحر"
*فاينانشيال تايمز: حارات دمشق تحولت ميدان صراع بين المعارضة والجيــش
*الجيش السوري الحرّ: لا نشاط عسكريا لنا في لبنان وأسلحتنــا لا تسمح بالمواجهة مع الجيش النظامي
*عون ووفد قيادي وشعبي الى براد في 9 شــباط
*بدء تحضيرات لزيارة رغم الوضع السوري المأزوم
*لماذا لا يهضم الاشتراكيّون الجنرال «البرتقالي»؟ /فادي عيد /الجمهورية
*المستقبل اليوم/هل كنا بحاجة إلى عظة قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني" العميد قاسم سليماني
*حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية/بان كي مون مُرحّبٌ به في لبنان
*ليعتب.. ليوم العتب /عــمـاد مـوسـى/لبنان الآن
*هل يخضع الجنوب لإرادة إيران؟
*إحياء الذكرى 36 على رحيل صبري حمادة
*هل
«الخيار الشيعي الثالث» قادر على فرض نفسه؟/شارل جبّور/الجمهورية
لا تعدموه/حازم صاغيّة/الحياة
*1701 و1559 و1680 تحمي لبنان من التوغل السوري/أسعد حيدر/المستقبل
*ليعتذر "حزب الله"/علي الرز/لبنان الآن
*حزب الله" يحاول اختراق زحلة وتطويقها بمشاريع "مشبوهة"/ألان سركيس/المستقبل
*مصباح الأحدب للمستقبل: نرفض المحاصصة.. وطرح تعديل الدستور غير ملائم اليوم
*العتب ـ الإنذار" السوري يُدخل لبنان حزام النار ورئيس الجمهورية يتصدى للتشبيح الديبلوماسي/أحمد الأيوبي/المستقبل
*حزب الإصلاح السوري/عبد اللطيف المنيّر : الثورة السورية بين مشعوذي المعارضة، والسحرة المتأسلمين !

تفاصيل النشرة

لبنان وحمام الدم السوري
علي حماده/النهار
مع مضي ما يناهز السنة على انطلاقة الثورة السورية (15 آذار2011) تقترب سوريا بخطى ثابتة من المواجهة المسلحة المفتوحة. بعضهم يسميها حربا اهلية وبعضهم الآخر يعتبرها معركة عسكرية لا اهلية، إذ تجري المواجهة بين النظام الحاكم ومعارضة شعبية واسعة، وثمة شكوك كبيرة في ان يكون العلويون قرروا خوض المعركة كطائفة دفاعا عن النظام، وبشار الاسد وارث حافظ الاسد. هذه فرضيات لا تزال في حاجة الى عناصر ميدانية ومادية تؤكدها او تنفيها. فالمجازفة كبيرة جدا متى ادركنا ان كل معركة تخاض على قاعدة طائفية لا بد ان تنتهي بحمام دم كبير. فضلا عن ذلك، ثمة من يقول ان ارقام الديموغرافيا السورية لا تكذب، ومن هنا خطورة تورط العلويين في حماية نظام يسعى الى جعل وجوده شرطا مسبقا لبقاء الطائفة نفسها. بمعنى ان لا علويين في سوريا ما لم يبق النظام في دمشق، ولا امل ببقاء العلويين على ارض سوريا ما لم ينخرطوا في خيارات آل الاسد التقسيمية التي يخبئونها ورقة ما قبل اخيرة، ساعة يتم اخراجهم من دمشق وحلب. فالمدينتان الكبريان، هما آخر قلاع النظام بصيغته المركزية. اما بقية انحاء البلاد فساحة مواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات.
لقد كان خطاب بشار الاسد الاخير الذي اعتبره المراقبون اعلانا للحرب، رسالة لفريقه اكثر منها رسالة للآخرين. كان في حاجة الى أن يقول لناسه انه قرر خوض الحرب الى النهاية. وكان لنزوله الى ساحة الامويين ليخاطب حفنة من المناصرين مصحوبا بزوجته واولاده،  مضمون مفاده انه باق كعائلة. وطبعا، اكتشف بشار حجم المشاركة الهزيلة في تظاهرة ساحة الامويين التي قيل انها ضمن مشاركين من لبنان (حزب الله والقوميون) اكثر من السوريين. فحتى فئة الموظفين التي كان يجري انزالها في الشهور الاولى من الثورة بالوسائل المعروفة ما عاد بالامكان حشدها. وسكان المدينتين الكبريين دمشق وحلب يجنحون في معظمهم الى ملازمة بيوتهم وانتظار الخاتمة.
في لبنان يقف حلفاء بشار الاسد في موقف صعب، فالعقلاء والواعون على ندرتهم، يعرفون تماما ان النظام في سوريا انتهى، وان الايغال في القتل لن ينقذه من السقوط. فالسقوط حتمي مهما حصل، ومهما توسع القتل. وحمام الدم لن يفضي إلا الى نهاية سيئة سيتعرض لها بشار وبطانته. انه اضعف من ان ينتصر على شعبه. والاطراف اللبنانيون المتحالفون معه ينتظرون ساعة السقوط، وهم مرتبكون تماما مثل القوى المناوئة. لكن "حزب الله" هو الاكثر ارتباكا، لانه خسر السوريين ولن يربح نجاة النظام. ومشكلة الحزب انه يدار من الخارج، وهو جزء من منظومة غير لبنانية. فحارة حريك اقرب الى طهران بأشواط منها الى اي بقعة في لبنان. خلاصة القول: ان اصوب الخيارات التحرك في الاتجاه الصحيح من التاريخ. فمنطق التاريخ اقوى من خردة "حزب الله" وهذيان قادته في طهران

زورق حربي سوري يخطف من المياه اللبنانية 3 صيادين من بلدة الشيخ زناد... وفاة احدهم ويدعى ماهر محمد حمد والرواية السوريّة تشير إلى أنه اصيب برصاص لبناني
انتهك زورق حربي سوري قرابة السابعة من صباح السبت المياه الاقليمية الشمالية اللبنانية بعمق 4 اميال وأطلق النار باتجاه زورق للصيادين على متنه كلّ من فادي محمد حمد 1975 وشقيقه خالد 1977 وابن شقيقهما ماهر حمد 1995 من بلدة الشيخ زناد على الحدود اللبنانية السورية، واقتاد الزورق الحربي السوري المركب اللبناني الى المياه الاقليمية السورية وتجري اتصالات للافراج عن الصيادين.واحتجاجا على هذا الحادث، قطع أهالي قرية العريضة الحدودية على الشاطىء الطريق الدولية بين لبنان وسوريا. ولاحقا اشارت قناة الـ"mtv" الى وفاة ماهر محمد حمد (16 عاما)، لافتة الى معلومات غير مؤكدة عن وفاة الصيادين الآخرين ايضا. من جهته، اوضح مختار بلدة العريضة علي اسعد خالد لـ"فرانس برس" ان مسلحين كانوا على متن مركب صغير خطفوا قرابة السادسة والنصف من صباح السبت الصيادين الثلاثة الذين كانوا في زورق صيد داخل المياه الاقليمية اللبنانية قبالة شاطىء العريضة، وتوجهوا بهم نحو الاراضي السورية. واشار خالد الى ان المسلحين الذين لم تعرف هويتهم، كانوا اطلقوا النار على الزورق اللبناني قبل الامساك بالصيادين الثلاثة. من جهتها، برّرت "الوكالة العربيّة السوريّة للأنباء"(SANA) اختطاف الصيادين اللبنانيين الـ3 بأن "عناصر دوريات الموانئ السورية في محافظة طرطوس ضبطوا قارب لبناني للتهريب بعد تسلله من شمال لبنان الى داخل المياه الاقليمية السورية قبالة قرية الخرابة". ونقلت الوكالة عن أحد ضباط المديرية العامة للموانئ الرائد علي يونس روايته للحادث التي تفيد بأنه قام مع زملائه من عناصر دورية الموانئ بإنذار القارب المتسلل للتوقف أكثر من مرة ولكن أفراد طاقمه لم ينصاعوا للأوامر وقاموا برمي حمولته من الصناديق في البحر محاولين الهروب باتجاه شمال لبنان، مشيراً إلى أنه ولدى توجهه إلى سطح القارب المتسلل لطلب أوراق ثبوتياته قام آخرون في خمسة قوارب لبنانية أخرى قدمت من المياه الاقليمية اللبنانية بإطلاق النار باتجاه القارب ما أدى إلى اصابة اثنين من أفراد طاقم القارب اللبناني المتسلل. وأضاف: "تم قطر القارب المتسلل إلى ميناء طرطوس التجاري وطلب الاسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى في حين سلم الثالث حياً للجهات المعنية".

أهالي العريضة واصلوا اعتصامهم وخالد ضاهر أوفد شقيقه للتضامن معهم
وطنية - عكار - 21/1/2012 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ميشال حلاق، أن أهالي قرية العريضة الحدودية واصلوا اعتصامهم في خيمة نصبوها وسط الطريق الدولية عند نقطة العريضة الحدودية، رافضين فتحها ما لم تفرج السلطات السورية عن الصيادين الثلاثة أبناء البلدة. وقد أوفد النائب خالد ضاهر شقيقه ربيع "للوقوف الى جانب أبناء العريضة والتضامن معهم"، وصرح ربيع ضاهر مؤكدا "ان الحادثة حصلت داخل المياه الاقليمية اللبنانية وبالقرب من الشاطىء، وهذه الممارسات التي تقوم بها كتائب الأسد يجب ان تتوقف، وعلى الحكومة والمسؤولين اللبنانيين جميعهم ان يتحملوا المسؤولية، والا فإن للناس حق المحافظة بنفسها على أمنها". كما طالب ب"انتشار الجيش على طول الحدود لحماية أمن الناس من هذه الخروقات المتكررة والتي باتت تنال من كرامتهم ومن رزقهم وحياتهم، ولا يجوز السكوت عن هذه الجرائم وهذا الاختراقات السورية لسيادة لبنان وأمنه"، مؤكدا "انه في حال تخلت الدولة اللبنانية عن دورها في حماية أبناء هذا الوطن فإننا نطالب بقوات دولية لحماية الحدود".

سليمان تابع حادثة العريضة وطالب بتسليم المحتجزين
 وطنية- 21/1/2012 تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المختصين وقادة الاجهزة الامنية المعنية موضوع الحادثة التي وقعت فجر اليوم قبالة بلدة العريضة، مستنكراً اطلاق النار الذي ادى الى سقوط ضحية. واذ اكد الرئيس سليمان ضرورة احترام سيادة كل دولة على اراضيها، فإنه دعا الى التعاون بين الجانبين لمنع تكرار ما حصل، طالباً تسليم الاشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة ومباشرة التحقيقات ومراجعة الاجراءات الواجبة لتجنب حصول مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

ميقاتي: ندين الاعتداء على الصيادين ويجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره
 وطنية - 21/1/2012 تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، موضوع الاعتداء الذي استهدف ثلاثة صيادين لبنانيين من قبل زورق حربي سوري، اليوم، وأجرى لهذه الغاية اتصالات مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمراجع الأمنية المختصة. وشدد ميقاتي على "وجوب الإسراع بمعالجة هذا الحادث من قبل لجنة التنسيق الامنية اللبنانية - السورية، وإعادة الصيادين اللبنانيين"، وقال: "إننا ندين هذا الاعتداء الذي حصل، وقد شددنا على وجوب اتخاذ الاجراءات المناسبة لعدم تكراره".

مكاري: لموقف حازم من الاختراقات السورية/ السكوت عنها بمثابة تخل من الحكومة عن سيادة لبنان
 وطنية - 21/1/2012 رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن "سكوت الحكومة عن الاختراقات السورية المتكررة للحدود مع لبنان برا وبحرا، لم يعد جائزا ولا مقبولا، وأصبح بمنزلة تخل طوعي من هذه الحكومة عن سيادة لبنان وحرمة أراضيه ومياهه الإقليمية". وقال مكاري في بيان اليوم: "إن خطف البحرية السورية ثلاثة صيادين لبنانيين من المياه اللبنانية يظهر بوضوح أن النظام السوري بات يستسهل انتهاك السيادة اللبنانية، بعد أن وجد أن لا من يردعه ويسأله ويعترض على ممارساته، وأن ثمة تغاضيا رسميا لبنانيا عنها، هذا إذا يكن الأمر من قبيل التواطؤ". واعتبر أن "نظرية النأي بالنفس لا تنطبق على التعديات السورية على أرض لبنان، بل ما يجب أن يطبق في هذه الحالة هو الدفاع عن النفس، سواء بتوفير حماية عسكرية أكثر فاعلية للحدود، او باتخاذ موقف حازم من هذه العمليات السورية، والتدرج فيه وصولا الى تقديم شكوى الى مجلس الأمن، اذ ان هذه الانتهاكات قد تصبح في أي وقت أكبر حجما في حال لم يتم التصدي لها". وتابع: "النظام السوري، بواسطة سفيره في بيروت، يعاتب الحكومة اللبنانية ويأخذ عليها تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وغيره في شأن الوضع السوري، خلال زياراتهم الأخيرة للبنان، أما الحكومة اللبنانية فلا تتجرأ حتى على إبداء العتب على النظام السوري لهذه الانتهاكات الخطيرة، ولا تجد داعيا حتى لاستدعاء السفير السوري نفسه، لإبداء الاعتراض أو حتى لمجرد الاستفسار منه". وشدد مكاري على أن "الانتهاكات السورية غير مقبولة أيا كانت الذرائع والمبررات، ومن غير المسموح أن تدخل القوات السورية ساعة تشاء الى أراضي لبنان أو مياهه لتأخذ حقها بأيديها، هذا اذا كان لديها حق أصلا، فالآلية الطبيعية في حال وجود أي مشكلة هي التنسيق مع السلطات اللبنانية التي لها وحدها أن تتصرف اذا دعت الحاجة".

جراحة ناجحة للحريري بعد تعرضه لكسور اثناء التزلج وبري وميقاتي اتصلا بالعائلـة للاطمئنـان
المركزية- أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري في بيان أنه " صباح اليوم أجريت للرئيس سعد الحريري عملية جراحية جراء إصابته بكسور في ساقه اليسرى أثناء ممارسته رياضة التزلج في منطقة الألب الفرنسية. وتمت العملية في المستشفى الأميركي في باريس التي نُقل إليها من منطقة الألب، حيث كان يمضي مع زوجته وأولاده إجازة لمناسبة عطلتهم المدرسية. وكان الرئيس الحريري تلقى بعد تعرضه للحادث إسعافات أولية في أحد المراكز الصحية في المنطقة، ثم جرى نقله بعد ذلك إلى المستشفى الأميركي حيث أُخضع لجراحة استمرت ثلاث ساعات. وأفاد الطبيب المختص أن العملية تكللت بالنجاح وأن الرئيس الحريري سيلازم المستشفى لأيام عدة بهدف استكمال العلاج". وللغاية اجرى كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا بعائلة الرئيس سعد الحريري مطمئنا الى صحته، بعد العملية الجراحية الطارئة التي اجرت له في باريس، متمنيا له الصحة والعافية.

مصادر بكركي تنفي تدخّلاً مع صفير لمنعه من حديث في ذكرى 14 شباط
روى زملاء في محطة تلفزيون "المستقبل" انهم توجهوا الى مقر الصرح البطريركي في بكركي لاجراء مقابلة مع الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير عن ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بناء لموعد مسبق. وبالفعل التقوا صفير في أحد أجنحة الصرح حيث قاموا بتركيب معدات الانارة والتصوير، وقبل لحظات من بدء التصوير وصل المونسنيور جوزف بواري وانتحى بصفير جانباً وتكلم معه للحظات، ليعود بعدها صفير متجهماً ويعتذر من فريق عمل تلفزيون "المستقبل" عن عدم اكمال التصوير، وهذا ما كان. وروى أحد أعضاء الفريق أن الشماس جورج وصل وأبلغ الفريق بصوت خافت ان صفير مريض ومتعب ولا يستطيع الكلام، وأن المقابلة ألغيت لهذه الأسباب. ورداً على ما أثير، أكّدت مصادر بكركي لـ"النهار" أن "لا علم للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي بهذا الموضوع ولا علاقة له به من قريب أو من بعيد، ولا يمكن أن يتبادر الى ذهن الراعي شيء من هذا القبيل، وهو البطريرك الذي يحترم سلفه الكاردينال صفير ويستشهد دائماً بكلامه ويعتبره أباً كبيراً ومرجعية، وخميرة وذخيرة في هذه البطريركية".
وأوضحت ما حصل، مؤكدة "ان البطريرك لم يعرف به إلا من  بعض وسائل الاعلام، وان الأمر كان نوعاً من مشورة من المحيطين بالبطريرك والمقربين منه جداً الذين تمنّوا عدم حصول الحديث لئلا يساء تفسيره مع الاحترام الكامل للذكرى، وخصوصاً أنه كان في زيارة كنسية شاقة للعاقورة".

تلفزيون المستقبل: صفير قيمة وطنية لا يجوز وضعها كما لو أنها تخضع لحظر إعلامي
 وطنية - 21/1/2012 أوضحت إدارة تلفزيون المستقبل أنها "غير معنية بما ورد في خبر أوردته احدى وسائل الاعلام عن منع الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من التحدث الى تلفزيون المستقبل لمناسبة 14 شباط، ولا بما يتردد في بعض وسائل الاعلام عن هذا الموضوع، وهي تؤكد اعتباره أمرا عاديا لا يحمل أي أبعاد سياسية". وقالت في بيان اليوم ان "الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كان ولا يزال محل احترام جميع اللبنانيين وهو يمثل قيمة وطنية كبرى لطالما عبرت عن وجدان اللبنانيين في الايام الصعبة ولا يجوز وضعها تحت اي ظرف من الظروف كما لو انها تخضع لحظر إعلامي". وختمت: "ان إدارة تلفزيون المستقبل تنظر الى بكركي بصفتها مرجعية وطنية ستبقى محل احترام جميع اللبنانيين، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقف في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان على رأس هذه المرجعية التي ستبقى محط أنظار كل المؤمنين بقضايا الحرية والعدالة".

الرئيس السابق للصندوق المركزي للمهجرين شادي مسعد يحذر من أزمة بيع مسيحيي الأطراف لأراضيهم
المستقبل/حذر الرئيس السابق للصندوق المركزي للمهجرين شادي مسعد، من "الخطر المحدق بالبلدات والقرى المسيحية في الاطراف، لا سيما في قرى قضاء مرجعيون بسبب ازدياد بيع الاراضي من قبل المواطنين المسيحيين، الامر الذي قد يساهم في ارتفاع حجم الهجرة من المنطقة وبالتالي تغير ديموغرافي خطير في الجغرافيا اللبنانية". ولاحظ في بيان أمس، ان "شراء الاراضي كان في السابق محصورا بالتحديد بالاراضي الزراعية المنتشرة حول البلدات، لكنه اصبح مع الوقت يشمل وسط القرى، بما يؤشر الى اقدام المسيحيين على بيع املاكهم المخصصة للبناء، وبما يعني انهم لا يخططون للبقاء في المنطقة، او في احسن الاحوال يمهدون الطريق لهجرة أولادهم ". ورأى ان "مجموعة اسباب تدفع المسيحيين الى بيع اراضيهم في المنطقة من اهمها: "ان الاموال بين يدي المسيحيين تتراجع بما يؤشر الى خلل في البنية الاجتماعية، اغتراب اللبناني المسلم هو بمثابة توزيع للقوى العاملة وعودته شبه مؤكدة في حين ان المسيحي يهاجر بشكل نهائي، ضعف ايمان اللبناني المسيحي بمستقبل وجوده في الشرق قياسا بما يجري في المنطقة من انتشار واسع للاصوليات، والخلل الديموغرافي يزيد منسوب القلق لدى المسيحي الذي بات يشعر بأنه يتحول الى اقلية". واعتبر ان "المرجعيات الوطنية المسلمة منها والمسيحية الحريصة على الوجود المسيحي في لبنان وعلى التوازن، مسؤولة عن توحيد الجهود بالتضامن مع كل الفاعليات والمجتمع المدني، للقيام بعمل مشترك لوضع حد لتفشي هذه الظاهرة التي بدأت تهدد بإفراغ قرى الاطراف، لا سيما في قضاء مرجعيون من ابنائه المسيحيين".

هل تسترد بكركي عقار الدلهمية بـ 350 مليون دولار؟ لجنة برئاسة زيدان تتابع "الاراضي المسيحية المباعــة"
جنبلاط يدعم وحذر درزي من عدوى "الصفقات المشبوهة
"
المركزية – اثارت المعلومات التي اثيرت منذ قرابة شهر عن بيع قطعة ارض شاسعة في منطقة الدلهمية من رجل الاعمال روبير معوض الى مجموعة اشخاص من الطائفة الشيعية هم علي احمد وآخرون من آل تاج الدين حفيظة المسيحيين عموما وبكركي خصوصا، التي سارعت وفق ما اكدت مصادر مواكبة لـ "المركزية" الى تشكيل لجنة برئاسة المطران كميل زيدان وعضوية ممثلين عن الرابطة المارونية لمتابعة ملف العقارات المباعة من المسيحيين الى اشخاص من الطوائف الاخرى في المناطق اللبنانية كافة ومحاولة استرجاعها بالطرق والوسائل القانونية لما يشكل ذلك من انعكاس سلبي على الواقع الديموغرافي اللبناني، بعدما نشطت في الآونة الاخيرة حركة بيع المسيحيين اراضهم لأشخاص من طوائف اخرى. واضافت الاوساط ان اللجنة وفي ضوء قضية ارض الدلهمية عمدت الى التواصل مع المالكين الجدد للعقار وبدأت المفاوضات معهم بغية استعادته فلقيت تجاوبا ملحوظا حيث اعلن هؤلاء استعدادهم لبيع العقار بمبلغ 350 مليون دولار لمن ترتأيه بكركي. ولفتت الى ان رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط يلعب دورا بارزا في هذا المجال وهو ابدى كل دعم لحركة بكركي في اتجاه استعادة املاك المسيحيين عارضاً المساعدة حيث يمكن، خصوصا ان بعض عقارات واراضي منطقة الجبل والشوف ليس بعيدا عن موجة البيع بعدما سجلت في الآونة الاخيرة عمليات بيع من الدروز لطوائف اخرى وبدأ التداول في الاوساط الدرزية بوجوب التصدي لهذه الموجة من الجبل الى البقاع الغربي والشوف والتحذير من مغبة بيع الارض عبر السماسرة في صفقات مشبوهة من دون مراعاة خصوصية المنطقة والوضع الدرزي.

قباني استقبل مطر وشهاب موفدين من الراعي
المركزية- استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رئيس اساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر والامين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي حارث شهاب. بعد اللقاء قال المطران مطر "جئنا موفدين من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لزيارة صاحب السماحة، وهي زيارة محبة، ونقلنا إليه رسالة محبة من غبطته لأن هذا البلد يقوم على التعاون بين الجميع، ونحن نتشرف بهذه الزيارة ونأمل من جميع القادة الروحيين ان يضعوا في هذا البلد مزيداً من المحبة من اجل الجميع ومن اجل التوافق في لبنان".
* هل القادة الروحيون هم صمام أمان للبنان؟
قال مطر "طبعاً طبعاً بما يعكسون من محبة آتية من السماء لأننا كلنا نلتمس السماء".

سليمان شارك "الأنطونية" القداس بعيد شفيعها وافتتح المتحف الخاص بتاريخ رهبانيتها
الأباتي رعيدي: نريد لشركائنا تعلم المناقبية الوطنية

المركزية- لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، مؤسس الحركة الرهبانية والنسكية في الشرق، ولمناسبة اللقاء الرهباني الانطوني العام، حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان القداس الاحتفالي الذي ترأسه الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الآباتي داود رعيدي قبل ظهر اليوم في دير مار روكز- الدكوانة مقر الرئاسة العامة، وعاونه فيه مجلس المدبرين الى جانب حشد من الاباء والرهبان الذين حضروا لمناسبة تجديد نذورهم الرهبانية. وكان الرئيس سليمان وصل عند الحادية عشرة والنصف كان في استقباله عند المدخل الرئيسي للدير الآباتيرعيدي ومجلس المدبرين وحشد من الاباء، ليفتتح، من ثم، اولى الزيارات الى المتحف الخاص بتاريخ الرهبانية الذي يحتوي على كتب ومخطوطات تاريخية وثياب بيعية وصلبان، وقد تولى رئيس الجامعة الانطونية في بعبدا ومنظم المتحف الاب جرمانوسجرمانوس تقديم نبذة عن محتوياته واقسامه. قداس: بعدها، انتقل الرئيس سليمان الى كنيسة الدير حيث اقيم القداس الاحتفالي. والقى الآباتيرعيدي عظة شكر فيها للرئيس سليمان مشاركته الرهبانية هذا العيد وقال: "يسرني اليوم ان تشاركونا هذا الاحتفال الذي يعني لنا الكثير لانه مجال تجدد لنا في اتباعنا ليسوع المسيح، ونتمنى ان يكون مناسبة لكم لتعيدوا بناء الوطن على الحق والعدل وتنزعوا منه لغة التلاسنمن اجل الافساح في المجال للغة الحوار والتطور". اضاف: "نريد رؤساء يمثلون مختلف الافرقاء، كما هو رئيس الجمهورية الماروني الذي غدا رمزا للتمثيل الوطني. وقياسا، فالشيعي هو لكل لبنان، والسني هو لكل لبنان، والدرزي هو لكل لبنان، وليس الماروني فقط. نريد ان يتعلم شركاؤنا في الوطن المناقبية الوطنية، انطلاقا من دورهم الوطني وليس من انتمائهم الطائفي، واذا حلا للبعض الاعتقاد بان الرئيس الماروني هو للجميع، فانتم، فخامة الرئيس، تجسدون الوجود المسيحي في لبنان كحيثية وجودية لا عددية".
وتابع: الى سلام القلب، وحسن التصرف والتعامل، ندعو اخواننا المسلمين لنبني مجتمعا لائقا بالله الذي نتباهى بالانتماء له، ونجعل من وطننا ساحة للمحبة والتعاون، وعلامة للالفة في الشرق الاوسط الجديد الذي لم يسفر ربيعه، لغاية الان، عن اي امل. تعالوا لنكون مستقبل هذه الشعوب ببناء وطننا على الحقيقة والمساواة، على العدل والمحبة، ونبقي شعلة الرجاء في عتمة الصراعات". وختم بالقول: "الى هذه الرسالة ندعو جميع اللبنانيين، ومن خلال هذا الدور، نمد يدنا لاخوتنا المسلمين لنعمل على بناء انسان يؤمن بالاخوة والتعاون ونجعل من وطننا قطعة سماء، يلتقي فيه كل ابناء الله". وفي ختام القداس، وبعد اقامة رتبة تجديد النذور الرهبانية، قدم الآباتيرعيدي لرئيس الجمهورية ايقونة تمثل شفيعه القديس ميخائيل رسمها طلاب مدرسة الفن المقدس التابعة للجامعة الانطونية، فيما قدم له رئيس الجمهورية درع الرئاسة تقديرا لدور الرهبانية الانساني والوطني، وكانت مناسبة تداول الرئيس سليمان في خلالها مع الرهبان ومجلس المدبرين في شؤون تهم الطائفة والوطن.
كلمة في السجل: ودون رئيس الجمهورية كلمة في السجل الذهبي للرهبانية، جاء فيها: "على خطى شفيعكم القديس انطونيوس الكبير، اب الرهبان، نذرتم انفسكم لخدمة الحكمة الالهية حيث الايمان امانة القلب للخالق وجواب العقل لألوهته. بهما نمت الرهبانية الانطونية المارونية رسولة القيامة، في لبنان وعالم الانتشار. أنتم حاجة لبنان، وطن الرسالة، إلى الإخلاص لذاته والشهادة لقيمه. وكلّما نذرتم أنفسكم للتفوق على ذواتكم، ارتقيتم بالفضائل التي تفيض بركة للبنان وشعبه. اليوم، اذ اشارككم، آباء واخوة، في هذا الدير العريق، مقّركم الرئاسي، فرح الاحتفال بتجديد نذوركم، ارفع دعائي الى من اختاركم لتواصل رهبانيتكم، بأبنائها والقيّمين عليها، مسيرة الامانة لرسالتها. فعلى اسمها، لكم جميعا تقدير العائلة اللبنانية". استقبالات: وكان الرئيس سليمان استقبل في القصر الجمهوري في بعبدا وفد جمعية اصدقاء ابراهيم عبد العال برئاسة النائب السابق ناصر نصر الله الذي قدم الى الرئيس سليمان دراسات كان عبد العال اعدها للافادة من الثروة المائية اللبنانية وحقوق لبنان في نهر الاردن الذي يشكل نهرا الحاصباني والوزاني روافد له، وعنوان الدراسة هو "الاسس السياسية المائية للحوض الاعلى لنهر الاردن".
على صعيد آخر، منح رئيس الجمهورية بطل العالم في رياضة "تايبوكسينغ" اللبناني بشير مارون وسام الارز الوطني من رتبة فارس تقديرا له ولرفعه اسم لبنان الى بطولة العالم، وشجعه على المزيد من العطاء.

تكليف القيادي في الحرس الثوري حسين موسوي بالعودة الى لبنان مع موازنة مالية كبيرة ....مصدر إيراني يتوقع عبر "العربية" خطف أجانب في سوريا ولبنان
أكد مصدر كبير داخل الحرس الثوري الإيراني، وهو مقرب من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أن الأوضاع الأمنية في سوريا ولبنان قد تؤدي إلى خطف رهائن أجانب، كاشفا عن أنه تم إرسال القيادي البارز في فيلق القدس، الحاج محمد فرد، الى سوريا، وكُلف من قبل هذه القوات بالتنسيق المباشر مع زوج أخت الرئيس السوري، الجنرال آصف شوكت، وشقيقه ماهر الأسد، في كيفية التصدي لأي عمل جاد يؤدي الى سقوط النظام. وبرر المصدر الايراني هذه الخطوة بوجود اتفاق تعاون عسكري ينطوي على دفاع مشترك مع سوريا. وذكر المصدر أن سليماني، المسؤول عن عمل الحرس الثوري في الخارج، كلف فرد بالعودة مجدداً الى سوريا التي وصلها الثلثاء الماضي ومعه مساعده حاج كاظمي، وقال "إن هذا يعنى أن الأمور تتجه نحو أوضاع امنية خطرة جداً". وكان فرد قد عمل فى لبنان وسوريا لسنوات طويلة ، وأيضاً في الداخل لمدة 20 عاماً مع اللواء صياد شيرازى قائد القوات البرية للجيش الذي اغتيل عام 1991. واعلن المصدر لـ"العربية" أن سيد حسين موسوي، المعروف باسم سيد أحمد، كلف من جديد هو الآخر بالعودة الى لبنان حيث عمل فيها سابقاً خلال فترة خطف رهائن غربيين، ومعه موازنة مالية كبيرة، مشيراً الى قرب ذكرى اغتيال أكبر مسؤول أمني وعسكري في "حزب الله"، عماد مغنية. وشدد على أن الوضع الامني في سوريا ولبنان مرشح ليكون في رأس عناوينه خطف رهائن أجانب من جديد. وأكد المصدر أن التنسيق جارٍ مع "حزب الله" وحلفائه في ضوء مخاوف الحرس الثوري من أن تشن إسرائيل عملية عسكرية في لبنان انتقاماً من "حزب الله" بعد الكشف عن خلية في تايلاند يقودها السويدي من أصل لبناني، حسين عتريس، كانت تخطط لتفجير مصالح إسرائيلية هناك.
المصدر: العربية

مجدلاني: تصريحات سليماني خطيرة سنسأل الحكومة عنها ليتّخذ "حزب الله" إجراءات تبرهن عكسها
المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني ان "تصريحات قائد فيلق القدس الايراني العميد قاسم سليماني بان جنوب لبنان يخضع للسيطرة الايرانية، خطيرة جداّ جداً لا يمكن السكوت عنها، او القبول بحزب فصيل من فصائل الحرس الثوري الايراني في لبنان"، مطالباً الحكومة "باتخاذ موقف يستنكر هذه التصريحات، وان تطالب "حزب الله" بأخذ الإجراءات اللازمة ليبرهن عكس الذي قيل"، كاشفاً عن اننا "كمعارضة وبعد ان تتوضّح الامور جيداً، ممكن ان نوجّه الى الحكومة سؤالاً حول هذا الموضوع". واعلن في حديث لـ "المركزية" اننا "ننتظر رداً من "حزب الله" في هذه التصريحات، وننتظر الموقف الرسمي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وللحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي"، وقال "لا يمكن السكوت عن هذا الكلام، لانه يؤكد وجود ايران في جنوب لبنان، وقدرتها في اي لحظة على تحويل لبنان الى دولة اسلامية، وهنا مهمة "حزب الله" في هذا التحويل لانه يشكّل رأس حربة ايرانية على شواطئ البحر الابيض المتوسط". واشار الى ان "هذه التصريحات تستدعي من "حزب الله" اتخاذ قرار بالتخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة اللبنانية، اذا كان حقيقة حزباً لبنانياً واهدافه لبنانية فقط"، رابطاً تصريحات سليماني "بالتوتر الذي يحصل في المنطقة بين ايران والمجتمع الغربي حول ملفها النووي"، ومؤكداً انها "تلغي وجود الدولة اللبنانية لمصلحة ايران". من جهة اخرى اوضح مجدلاني ان "الخلوة التي عقدتها كتلة "المستقبل" في بيت الوسط تحت عنوان "من التلقي الى المبادرة"، هي مثل كل تجمّع نيابي من وقت الى آخر لتقييم الامور والأداء، وفي نتيجة هذا التقييم نرسم الطريق الى الامام". وعن ازمة المازوت الاحمر والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي ختم قائلاً "ننتظر تقرير التفتيش المركزي حول توزيع 10 ملايين ليتر من المازوت الاحمر قبل ساعات قليلة من انتهاء مهلة الدعم الرسمي للصفيحة"، آسفاً "لان هذه الحكومة هي حكومة تبادل الصفقات، لا رؤية اقتصادية وسياسية لها، ومصلحة الشعب اللبناني ليست من اولويتها، بل هدفها حماية النظام السوري وتأمين الغطاء الشرعي لـ "حزب الله" ".

وفدان اميركيان في مطار القليعات وسياسيو عكار يتحركون  لتحقيق الحلم
عكار – ميشال حلاق: النهار
يجمع العكاريون على ضرورة ابعاد ملف مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات عن اي تجاذب سياسي كي لا تضيع فرصة تحقيق هذا الحلم الذي يتطلعون الى تحقيقه منذ زمن طويل، لكونه يوفر الاف فرص العمل لابناء المنطقة وللشمال عموما، فضلا عما سيشكله افتتاح هذا المطار امام حركة الملاحة المدنية والشحن من آفاق اقتصادية ستنعش الحركة الاقتصادية عموما وتنهض بها من ركود استمر عهودا. وبعيدا من الاعلام، زار وفدان من السفارة الاميركية في بيروت منطقة عكار، الاول عسكري تفقد قاعدة القليعات الجوية حيث كان في استقباله ضباط القاعدة، والثاني زار مدرسة النورا الرسمية وتفقد حاجاتها في اطار مشروع التعاون الاميركي لاعادة تأهيل عدد من المدارس الرسمية في بعض المناطق. كذلك زار الوفد مدرسة الروضة الرسمية في القبيات.
وتشير معلومات توافرت لـ"النهار" الى ان وزير الاشغال العامة غازي العريضي سيقوم بزيارة استطلاعية للمطار بعد غد الاثنين بعدما كانت مقررة اول من امس وعدلت بسبب الطقس، وهو ما سيسمح للعريضي والفريق التقني المرافق بتكوين فكرة شاملة عن واقع المطار تمهيدا لبدء تنفيذ اعادة التأهيل والتطوير. وفي اطار التجاذبات على قرار الحكومة في شأن مطار القليعات علق النائب خالد زهرمان على موقف "بعض قوى 8 آذار من المشروع، وقال "ان قوى الامر الواقع تكشف المستور وتضع فيتو على لقمة عيش العكاريين واصبح واضحا للبنانيين عموما والعكاريين خصوصا من يقف حجر عثرة في طريق افتتاح مطار رينيه معوض". واضاف: "لقد كشفت قوى الامر الواقع عن نياتها واجابت عن تساؤلات اهالي عكار الذين طالما طالبوا بافتتاح هذا المطار الذي اصبح حاجة لبنانية قبل ان يكون حاجة انمائية لهذه المنطقة المحرومة. والمستغرب في الموضوع هو ربط افتتاح المطار بالعبث بالاستقرار الداخلي، وكأن تأمين لقمة عيش العكاريين اصبحت تقض مضاجع البعض ومطامعهم وتهدد استقرارهم". واعتبر النائب نضال طعمة ان اعادة فتح مطار القليعات من المشاريع المهمّة الّتي تخرج عكّار من دائرة النّسيان والإهمال، لما يؤمّنه من مجالات عمل عديدة ومتنوّعة، تقدّر بعشرين ألف فرصة، وهو ما يسبّب حراكا اقتصاديّا في المنطقة، وينعكس إيجابا على تنشيط السّياحة البيئيّة والدّينيّة والعمرانيّة الّتي تمتاز بها عكّار". وعقد لقاء في دارة النائب السابق مصطفى هاشم في بلدة ببنين بعنوان "الحملة التي تستهدف مطار القليعات"، حضره مدير اعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطية ورؤساء اتحادات بلديات الجومة وجرد القيطع وساحل ووسط القيطع ورؤساء بلديات ومخاتير. وقال هاشم: "نطالب الحكومة بما التزمته في بيانها الوزاري في شأن قرار فتح مطار رينه معوض في القليعات، ونقول للذين يحاولون حجب الانماء عن هذه المنطقة ان الدولة تأخرت كثيراً في اعادة فتح المطار وقصرت كثيراً في حق عكار وأهلها. ونقول لكل القوى الاستكبارية والظلامية ان عكار أعطت لبنان الكثير، فحق لها على لبنان ان يعطيها نصيبها من التنمية". وأصدر المجتمعون توصية تلاها رئيس اتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير جاء فيها: "يعتبر المجتمعون اعادة تشغيل مطار رينه معوض في القليعات أمراً في غاية الأهمية ودعامة أساسية لانماء المنطقة التي طبعت بالحرمان، وان المطار يوفر آلاف فرص العمل وينعش المنطقة اقتصادياً ويضعها على الخريطة الانمائية للبنان".

على ماذا توافق وليد جنبلاط وسامي الجميِّل في كليمنصو؟
ذكرت صحيفة "الأخبار" ان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط التقى النائب سامي الجميّل على مائدة عشاء في كليمنصو. وأشار المطلعون على أجواء العلاقة بين الطرفين إلى أنّ هذه اللقاءات الثنائية تتكرّر من حين لآخر بين الطرفين، بوجود أمين الجميّل أو من دونه، مضيفة إنّ اللافت كان أنّ جنبلاط وسامي الجميّل متوافقان على القراءة السياسية نفسها في معظم الأمور الحساسة.

"المستقبل" لا يغلّب نشوة الانتصار على الاستقرار وإشارات أولية إلى احتمال فتح قنوات حوار داخلية
هيام القصيفي/النهار
لا تزال الرسائل الثلاثة التي نقلها وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى الطوائف اللبنانية تتفاعل، ربطا بالحدث السوري المتطور، سواء على خط تقرير المراقبين العرب، او على خط قضية الزبداني. تختصر رسالة اوغلو بثلاث لاءات، للمسيحيين لا تخافوا، وللشيعة لا تدعوا ردات الفعل تتحكم في سياستكم، وللسنة لا تستعجلوا النصر المبكر والتصرف بنشوة الانتصار مسبقا. والواقع ان اللاءات الثلاث تعكس مخاوف من احتمال جنوح الاطراف الثلاثة نحو التصرف عكس ما قاله اوغلو. وتصل الى قوى سياسية مطلعة اصداء ما يحصل في سوريا على خطين، ديبلوماسي غربي وعربي، وعلى خط الآتين من سوريا ناقلين نتائج استكشاف الوضع. وتصب زبدة الانطباعات والمعلومات في اتجاه تأكيد تفكك الهرمية السورية العسكرية، وبدء انعزال المحافظات والمناطق الواحدة عن الأخرى، اضافة الى الحديث عن خروق امنية متتالية في صفوف الحلقة الضيقة من الرئيس بشار الاسد، وما حام من اسئلة حول "الغلطة الامنية" التي دفعته الى الخروج من قصره والظهور في ساحة الامويين، وصولاً الى التشديد على ان الحكم المركزي لا يزال متركزا في دمشق ليس اكثر. اما ما وصل ديبلوماسيا الى هذه الاوساط، فهو الرسالة الروسية التي عرضت على الاسد للخروج من دمشق، هي حقيقة وليست من نسخ الخيال. ولكن تبعا لذلك، هل بدأت نشوة الانتصار ترتسم في سماء "المستقبل"الزرقاء؟
لا شك في ان التحدي في مواجهة المتغيرات السورية، في حال حصولها قريبا، سيدفع "المستقبل" تحديدا من ضمن قوى 14 آذار الى مقاربة عاقلة للوضع اللبناني في ضوء هذه التطورات. وبحسب مصادر رفيعة في "المستقبل"، فان ثمة قرارا متخذا على اعلى المستويات بتغليب اولوية الاستقرار الداخلي على اي من العوامل الاقليمية، بما فيها احتمالات سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. من هنا كان قرار الابتعاد عن اقامة مهرجان 14 شباط في ساحة الشهداء، وانتظار ما ستؤول اليه التطورات السورية، لتحديد ما اذا كان من الحكمة ايضا اقمة مهرجان في ذكرى 14 آذار، وربطا تحديد امكان مشاركة الرئيس سعد الحريري في اي من المهرجانين.
والاهم هو ان ثمة اشارات من جانب "حزب الله" بدأت تصل عن احتمال اعادة احياء قنوات الاتصال، من اجل درس احتمالات تطبيع الوضع اللبناني بعيدا من التشنجات.
ترواح مروحة "حزب الله" بحسب قراءة هذه الاوساط بين حدين، تطبيع الوضع او الذهاب نحو خيارات انتحارية كما حصل عام 2006 و7 ايار. لكن على ما يبدو، فان التغطية السورية لهذه الخيارات باتت معدومة، لذا باتت كفة ترجيح العامل الاول متقدمة، رغم ظلال الشك بين الفريقين. فـ "حزب الله" بالنسبة الى "المستقبل" امام تحدي تجديد العمل بالمحكمة. وهو سار سابقا بتمويلها، بعدما تلقت دمشق نصيحة روسية بذلك. لكن دمشق اليوم، منشغلة بترتيب اولوياتها والحفاظ على رأس النظام، ولذا فإن ما أكده الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في لبنان باستمرار عمل المحكمة من دون اي لبس، سيترك الحزب امام خيارات مفتوحة على غاربها. لكن رغم ذلك، فإن الاشارات الاولية التي وصلت الى بعض العاملين على خط الرسائل بدأت توحي احتمالات تطمينية ولو بحدها الادنى، وخصوصا انه لا يمكن عزل موقف الحزب عن موقف رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي هو نفسه امام تحد كبير يضعه في مواجهة المجتمع الدولي، في ملف المحكمة، وامام تحد داخلي ايضا عام وخاص بالنسبة الى طرابلس.
يحاول اهل البيت في "المستقبل" رسم صورة منطقية وعاقلة لما بعد التطورات السورية، لكن المشكلة لا تقف عند حدود "حزب الله" فقط. فهناك ايضا الشريك المسيحي الذي بدأ يفاوض على حصته مسبقا ويرفع سقف شروطه الداخلية والخارجية. وقد برزت في هذا الاطار مثلا زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" للسعودية ومنها لكردستان، وقد نسج الكثير حولها. فهل فتح "المستقبل" الباب السعودي والعربي – السني لجعجع، مقابل تكريس شراكة وطنية لا لبس فيها ولا مقايضات، ام ان ثمة من يريد تغذية الدور المسيحي ووضعه في الواجهة، لمصلحة إبعاد الصراع السني الشيعي عن الواجهة؟ بالنسبة الى "المستقبل" فان التحالف مع الشريك المسيحي الذي "يتغنج احيانا" شراكة دائمة، وهي تختلف عن شراكة "حزب الله" مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، لان الحزب حينها اراد فك عزلته عن طريق المسيحيين، وهو يخشى ان يكون يعد له اليوم عبر "تفاهمه" مع بكركي. لكن الامر مع جعجع مختلف، وهو رسم ووضع اطرا ثابتة لسياسته وبدّل امورا كثيرة ساهمت في انفتاحه عربيا. ولا ينكر احد ان للزيارة السعودية ابعادا اقتصادية، والرياض فتحت ابوابها سابقا للمصالح الاقتصادية لعدد من رجال الاعمال المقربين من "القوات"، وقد تكون الزيارة ساهمت في تكريس اكثر هذه المصالح. اضافة الى ان "القوات" تنسج علاقة ثابتة في هذا المجال مع الكويت والامارات.

حزب الله" لا يكف عن قرع باب "المستقبل" تعالوا نتحاور... لكن نحن لاحقون ومعنا وقت
إيلي الحاج/النهار
ربما توجّه "حزب الله" صوب الكنيسة المارونية للتعويض، أو لمجرد إثبات أن مواقفه ليست معزولة

نصح وزير الخارجية التركي داود أوغلو لمن التقاهم من قيادات قوى 14 آذار بأن يهدئوا الوضع في الداخل مع "حزب الله"لأن الوضع في سوريا سيراوح مكانه أقله شهرين ثلاثة. لكن القرار كان متخذاً: لا حوار إلا على السلاح وتطبيق الطائف. ولننتظر رحيل نظام بشار الأسد. عذراً وليد جنبلاط، نأسف لعدم التجاوب فالظرف لا يسمح. إذا فتحنا الباب فسيحاول الحزب فرض شروطه. نحن معنا وقت. لاحقون على الحوار. لكن ثمة من لا يكف عن قرع الأبواب. إنه "حزب الله".
 تدور في كواليس "حزب الله" مناقشات على مستوى قيادي بين تيارين بحسب متابعين للتطورات. تيار مرتبط بالنظام السوري و"الحرس الثوري الإيراني" وبشبهة التورط في اغتيالات سياسية يرى أن سقوط النظام السوري إذا حصل فيجب على الحزب أن يقلب الطاولة في وجه الجميع في لبنان، وتيار أقل ارتباطاً وتورطاً يرى أن أمس قبل اليوم هو الوقت الأنسب لفتح حوار مع "تيار المستقبل" الذي يمثل غالب السُنة في لبنان. أما الغاية فهي عدم تدفيع الحزب ثمناً لسقوط النظام الحليف من خلال تفاهم عربي - غربي على حسابه. يريد "حزب الله" بوليصة تأمين من السُنَة لعدم ارتداد الوضع السوري المحتمل سلباً عليه. وطبعاً تستلزم هذه الغاية إجتياز صحراء سياسية يكون فيها الحوار للحوار لا أكثر.
يقول المتابعون إن التيار الثاني غلب على ما يبدو. والأدلة تبدأ من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف الحزب ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان وزيارتي الأمين العام للأمم المتحدة بان - كي مون والوزير التركي أوغلو للبنان من دون حرق دولاب في الضاحية أو الجنوب أو تسجيل إعتراض، باستثناء موقف شكلي أبداه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين الإمام الحسين في بعلبك. تضاف أيضاً محاولات رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط التي لم تلق آذاناً صاغية للتقريب بين الرئيس سعد الحريري والسيد نصرالله والعودة بالعلاقات بينهما إلى ما بعد 2005. وجنبلاط لم يتلق دعوة بعد إلى السعودية، خلافاً لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير الذي كانت له لقاءات قيادية في الرياض أكثر من لافتة.
ربما توجّه الحزب صوب الكنيسة المارونية للتعويض، أو لمجرد إثبات أن مواقفه ليست معزولة وهناك من يشاركونه فيها مع حليفه النائب الجنرال ميشال عون وفريقه. ثم أن تجاوب البطريرك بشارة الراعي وفريقه قد يشجع آخرين على سلوك هذا المنحى . ولكن بماذا يفيد الحزب المسيحيون الغارقون حتى آذانهم في اهتمامات مختلفة كلياً، مثل قانون الإنتخابات وجسر جل الديب واستعادة بعض المواقع على مستوى مدير في الدولة؟  لا بد من الحريري ولو طالت إليه الطريق.
وجهتا نظر برزتا عند هذا المفترق في 14 آذار . أولاهما تقول ما دام الحزب هو الذي يطلب الحوار ونحن مع الحوار في المبدأ فلمَ لا؟ وثانيتهما أن الحزب سيفرض شروطه اليوم بقوة سلاحه الموضوع على الطاولة. الأيام الأفضل هي الآتية بعد مرحلة الأسد. والحوار سيكون على شروط قيام الدولة وفي مقدمها إنهاء موضوع السلاح غير الشرعي تطبيقاً لاتفاق الطائف. أي أن الإعتراض هو على الشكل والتوقيت. الرئيس سعد الحريري منحاز بقوة إلى وجهة النظر الثانية. لكن ذلك لا يمنع الأخذ بنصيحة الصديق أوغلو. من زمان كانت النصيحة بجَمَل، وما دام ثمة من يقرع الأبواب فلا بأس بالنظر وإن خلسة. ربما يسمع الحريري آراء تنظيرية بطابع من أسئلة: ماذا إذا طالت الأزمة في سوريا وتطورت إلى حرب أهلية؟ أوساط الرجل تستبعد هذا الإحتمال وتؤكد أن قراراً على مستويات دولية صدر بإسقاط نظام الأسد ولا ينتظر البدء بتنفيذه سوى إنتهاء الإنتخابات في روسيا في الأسبوع الأول من آذار المقبل. وقد يستغرق وقتاً إضافياً لكنه حتمي. أما الحرب الأهلية في سوريا على نسق حرب لبنان 1975 فلها

ديمبسي طالب تل أبيب بالتنسيق مع واشنطن وساركوزي حذر من فوضى في الشرق الأوسط والعالم  
أوباما أمر الجيش بالاستعداد لهجوم محتمل على إيران
تل أبيب, باريس, واشنطن - وكالات: أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعليماته إلى قادة الجيش باتخاذ جميع الاستعدادات للقيام بأي عملية عسكرية ضد إيران, فيما حذر نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى "الحرب والفوضى في الشرق الأوسط" والعالم. وكشف السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو, ليل أول من أمس, في كلمة ألقاها بجامعة حيفا, أن أوباما طلب إلى قادة الجيش اتخاذ جميع الاستعدادات لهجوم محتمل على إيران, مشيراً إلى أن واشنطن "تبقي جميع الخيارات واردة للتعامل مع إيران, إذ انها تدرك ان العقوبات المفروضة عليها ربما لن تكون مجدية".
ديمبسي
وجاء موقف السفير الأميركي تزامناً مع زيارة رئيس الأركان المشتركة للجيوش الاميركية مارتن ديمبسي إلى تل أبيب, والتي بدأت مساء أول من أمس واستمرت حتى مساء أمس, وأجرى خلالها محادثات مع كبار القادة الاسرائيليين, تركزت على البرنامج النووي الإيراني. والتقى ديمبسي كلاً من رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بني غانتز ووزير الدفاع ايهود باراك والرئيس شيمون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, قبل أن يغادر تل أبيب مساء أمس. ورغم أن مضمون المحادثات لم يكشف, إلا أن مسؤولين إسرائيليين كشفوا أنه سلم تل أبيب "رسائل واضحة من الإدارة الأميركية تقضي بأنها تتوقع تنسيقاً كاملاً من جانب إسرائيل معها بشأن كل ما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني". وعقب لقائه باراك, قال ديمبسي "لدينا الكثير من الاهتمامات المشتركة في المنطقة في هذا التوقيت الحيوي, وكلما واصلنا العمل مع بعضنا البعض كلما أصبحنا جميعاً في حال أفضل". الموقف نفسه كرره ديمبسي خلال لقائه غانتز قائلاً: "رسالتي هي أن مجرد وجودي هنا (في تل أبيب) يعبر عن التزام الدولتين تجاه بعضهما", فيما قال غانتز "إنني أعرف أن دولتينا تتقاسمان مصالح وقيماً مشتركة". وشارك في اللقاء بين ديمبسي وغانتز رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أفيف كوخافي, الذي يرجح أنه استعرض المعلومات الإستخباراتية وتقويمات الجيش الإسرائيلي حيال تقدم إيران النووي والأوضاع في الشرق الأوسط من وجهة النظر الإسرائيلية.
أوباما
وفي واشنطن, دافع أوباما بقوة عن سياسته حيال إيران, مشدداً على أن اقتصادها "تعمه الفوضى" نتيجة العقوبات, وذلك رداً على انتقادات حادة من قبل منافسيه الجمهوريين. وكان اوباما مترددا في السابق في الرد على هجمات الجمهوريين بشأن جهوده لوضع حد للبرنامج النووي الايراني, إلا أنه تناول الموضوع خلال اجتماع, ليل أول من أمس, لجمع أموال في نيويورك من أجل الانتخابات الرئاسية. وأكد ان الولايات المتحدة قامت بتعبئة العالم لفرض عقوبات "لا سابق لها" على طهران لتوجيه "رسالة واضحة وهي اننا لن نقبل بأن يمتلك النظام الايراني السلاح النووي". واضاف اوباما "لقد تمكنا من كسب تأييد الصين وروسيا اللتان لم تنضما أبداً من قبل" الى مثل هذه العقوبات في مجلس الامن الدولي", مشدداً على أن هذه العقوبات "كانت فعالة الى حد أن الايرانيين انفسهم أقروا بأنها احدثت فوضى في اقتصادهم". واستطرد الرئيس الأميركي: "عندما تسلمت السلطة, كانت ايران موحدة فيما العالم منقسم. أما اليوم, فهناك اسرة دولية موحدة تقول لايران ان عليها أن تغير موقفها". لكن أوباما أقر بأن ايران لم تقرر بعد السماح للاسرة الدولية بتفتيش برنامجها النووي, مما يمكن ان يساعد في خروجها من عزلتها.
ساركوزي
من جهته, حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تدخل عسكري محتمل ضد ايران, معتبراً أنه "سيؤدي الى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم". وقال خلال تقديم تهانيه الى السلك الديبلوماسي, أمس, ان "تدخلاً عسكرياً لن يحل المشكلة بل قد يؤدي الى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم", مؤكداً أن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري". واضاف ان "الوقت يحتسب, وفرنسا ستقوم بكل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري لكن هناك حل وحيد لتجنبه, هو نظام عقوبات أقوى وأكثر حزماً يمر بوقف شراء النفط الايراني من قبل الجميع وتجميد ارصدة البنك المركزي الايراني". وتابع ان "هؤلاء الذين لا يريدون تعزيز العقوبات على نظام يقود بلاده الى كارثة مع امتلاك السلاح النووي, سيتحملون مسؤولية مخاطر اندلاع عمل عسكري" في اشارة الى روسيا والصين اللتين لا تزالان ترفضان فرض عقوبات اضافية ضد ايران في مجلس الامن. واضاف الرئيس الفرنسي "قلت لاصدقائنا الصينيين وكذلك لاصدقائنا الروس: ساعدونا لضمان السلام في العالم ونحن كما هو واضح بحاجة إليكم". وأكد أن "السلام يمر عبر عقوبات مشددة لتجنب خطر التصعيد الدموي هذا, وهدفنا هو ان نكون الى جانب الشعب الايراني, لكن من اجل تحقيق ذلك يجب ارغام قادته على التفاوض بجدية قبل ان يفوت الاوان".

اليابان أبلغت واشنطن تراجع مشترياتها من طهران وتركيا تتفاوض مع السعودية لخفض اعتمادها على النفط الإيراني
لندن, بروكسل, طوكيو - رويترز: كشفت مصادر نفطية مطلعة أن شركة "توبراش" التركية لتكرير النفط تقوم بإعداد خطة لخفض اعتمادها على واردات النفط الإيراني. وتستورد تركيا ما يزيد عن 30 في المئة من استهلاكها اليومي من إيران, ولم يصدر عنها حتى الآن أي دلالة على أنها ستلتزم الحظر الاوروبي المزمع على واردات النفط من الجمهورية الاسلامية. وأكد مصدر, مساء أول من أمس, ان "توبراش" تخطط لعقد اجتماع مع السلطات النفطية السعودية الشهر الجاري, بهدف التحول إلى مصدر بديل للخام بحلول فصل الصيف المقبل. وقال مصدر ثان "أعتقد أن الاجتماع يهدف لمعرفة طاقة الامداد قبل عملاء آخرين لشركة أرامكو السعودية الحكومية", مشيراً إلى أن التهديدات الايرانية بإغلاق مضيق هرمز دفعت "توبراش" للبحث عن موردين جدد. من جهته, أكد مصدر سعودي ان السلطات النفطية في المملكة تلقت مزيداً من الطلبات لاستبدال النفط الايراني من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. في سياق متصل, أعلن وزير التجارة الياباني يوكيو ايدانو, أمس, أنه أبلغ مسؤولين اميركيين زائرين أن واردات بلاده من النفط الخام الايراني في انخفاض, وانها ستستمر في اتجاه نزولي. وأوضح أنه أبلغ المسؤولين, الذين زاروا طوكيو قبل أيام, ان مشتريات اليابان من النفط الايراني هبطت بنسبة 40 في المئة على مدى الاعوام الخمسة الماضية, كما أبلغهم أن "هذا الاتجاه سيستمر". واضاف أنه طلب من المسؤولين الاميركيين ان يدرسوا وضع اليابان في ما يتعلق بالعقوبات على ايران بطريقة مرنة, متوقعاً إجراء المزيد من المحادثات. ويمثل الخام الايراني عشرة في المئة من اجمالي واردات اليابان من النفط, وتشعر طوكيو بالقلق من أن تدفع العقوبات الجديدة أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع, ما قد يوجه صفعة للاقتصاد الياباني الذي مازال يحاول الانتعاش من أثر زلزال مدمر وكارثة نووية. وفي بروكسل, أكد ديبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي, أمس, ضرورة إقناع اليونان بأهمية فرض عقوبات على النفط الإيراني, قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع المقبل, والذي من المتوقع أن تقر خلاله عقوبات تطال قطاع النفط في إيران وبنكها المركزي. تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد اليونان الهش هو الأكثر اعتمادا بين اقتصادات التكتل الأوروبي على الواردات من النفط الإيراني.

سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي: لن نقفل هرمز إلا إذا تعرضنا لتهديد
نيويورك - ا ف ب: أعلن سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي ان بلاده لن تسعى الى اقفال مضيق هرمز الستراتيجي, الا اذا حاولت قوة اجنبية "تضييق الخناق" عليها بسبب ملفها النووي. وفي تصريح لمحطة التلفزيون الاميركية "بي بي اس", مساء أول من أمس, قال محمد خزاعي "كل الخيارات هي أو ستكون على الطاولة" في حال تعرضت ايران للتهديد, مضيفاً "ليس هناك اي قرار لاغلاق مضيق هرمز الا اذا تعرضت ايران لتهديد خطير واذا حاول احد تضييق الخناق" عليها. وأوضح ان مضيق هرمز, حيث يمر ثلث النفط الذي يصدر بالبحر الى العالم, "يجب ان يكون منطقة سلام واستقرار", مضيفاً "لكن في حال ارادت قوى خارجية ان تخلق اضطرابات في الخليج الفارسي (حسب التسمية الإيرانية) فإن ايران والدول الاخرى في المنطقة لها الحق بالتأكيد بالدفاع عن النفس". وأعرب عن اقتناعه بأنه لن تكون هناك ضربة اسرائيلية ضد المنشآت النووية الايرانية, مضيفاً "هناك الكثير من السياسيين في العالم ينصحونهم بعدم القيام بذلك إذا كانوا ينوون ذلك".

الإمارات ترحب بلهجة إيران "المعتدلة"
دبي - ا ف ب: رحب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان باللهجة المعتدلة التي اعتمدتها ايران والتي لم تعد تتضمن أي تهديد بإغلاق مضيق هرمز. وقال الشيخ عبد الله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبدالسلام, في دبي مساء أول من أمس, "أحيي تصريحات زميلي الإيراني (علي اكبر صالحي) واعتقد ان هذا النهج هو الذي يجب ان يسود", في إشارة إلى تأكيد صالحي أن بلاده لم تحاول في تاريخها اغلاق مضيق هرمز وأنها تريد "السلام والاستقرار في المنطقة". وأضاف الشيخ عبد الله "هناك جهد يبذل لكل الاطراف في المنطقة لاحتواء أي توتر, لا نريد أي شيء ينغص الاستقرار ومن المهم الابتعاد عن أي تصعيد". من جهته, شدد الوزير التونسي على تصميم بلاده تعزيز علاقاتها مع دول الخليج العربية, مؤكداً ان "مطلب عودة الرئيس المخلوع (زين العابدين بن علي من السعودية) واسترجاع الأموال, لن يكونا عقبة أمام تطوير علاقاتنا مع اشقائنا في الخليج".

مصادر وزارية شددت على ضرورة استئناف الحوار /"حزب الله" يعتبر المنطقة العازلة للاجئين السوريين مشروع حرب عليه
بيروت - "السياسة": أكد قيادي بارز في فريق "8 آذار" جدية المعلومات عن التحضير لإقامة منطقة عازلة آمنة للاجئين السوريين في شمال لبنان, مشيراً إلى أن "حزب الله" علم من مصادره الخاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثار هذه المسألة مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الأخيرة. وأوضح القيادي أن بان أبلغ المسؤولين أنه يتوقع تصعيداً كبيراً في الأزمة السورية بحيث قد تتحول إلى حرب طاحنة في بعض المناطق السورية ومنها المناطق الحدودية مع لبنان, ما سيدفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى الهرب باتجاه لبنان, ولن تكون الجهود الرسمية الحالية لإغاثة هؤلاء كافية, وتحتاج إلى مساعدة دولية فاعلة, وهذا يفترض أن تتأمن الحماية للمخيمات اللجوء لكي تتمكن فرق الإغاثة الدولية من العمل, لكن بان في المقابل حاول طمأنة المسؤولين إلى أن المنطقة الآمنة لن تكون قاعدة عسكرية ل¯"الجيش السوري الحر". وأضاف القيادي: "إن هذه التطمينات لا تقنع "حزب الله" الذي سيتعامل مع أي وجود دولي في شمال لبنان على أنه تحرك عسكري معاد, وهو واثق أن المنطقة الآمنة ستتحول سريعاً إلى قاعدة للمعارضة السورية المسلحة عموما, وليس للجيش الحر فقط, وهذا يشمل تنظيم الإخوان المسلمين, الذي سيسارع إلى استحضار كل المتطرفين الإسلاميين إلى المنطقة, ومنهم تنظيم القاعدة, وهو أمر خطير للغاية, ليس على الوضع السوري فقط, وإنما أيضاً على لبنان, فالهدف من المنطقة الآمنة بالإضافة إلى إسقاط النظام السوري, إقامة توازن عسكري في مواجهة حزب الله". وختم القيادي بالقول: إن "هذا المخطط هو إعلان حرب علينا وسنتعامل معه على هذا الأساس".
في سياق متصل, كشفت مصادر وزارية بارزة ل¯"السياسة" أن لبنان يعيش حالة عدم ارتياح لما قد يواجهه إذا تفاقمت الأزمة السورية, بالنظر إلى الترابط بين البلدين, مؤكدة أن تطورات الأوضاع في سورية ستترك انعكاساتها على لبنان, وهذا ما يفرض على اللبنانيين اتخاذ المبادرة إلى تحصين بيتهم الداخلي لتفادي الأسوأ, باعتبار أن المعلومات المتوافرة لدى مراجع عليا في البلد لا تبشر بالخير, مع تطور الأحداث السورية, خاصة كل ما يحصل داخل المؤسسة العسكرية السورية وبعد اتساع حركة الانشقاقات داخل الجيش السوري, في ضوء ما حصل في الزبداني وغيرها من المدن السورية, ما ينذر بدخول الأزمة السورية منعطفاً بالغ الخطورة لا يمكن التكهن بنتائجه. وأكدت المصادر أن هناك حاجة ضرورية لتلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالعودة إلى تفعيل هيئة الحوار الوطني بين اللبنانيين لحماية لبنان من أي مضاعفات لما يحصل في الخارج, ولتحصين المناعة الوطنية ضد المخاطر المحتملة في المرحلة المقبلة, وبما يساعد على تمتين الوفاق الداخلي وتجاوز مرحلة الخطر التي يعيشها البلد, بغض النظر عن تحديد الموضوعات التي سيبحثها الحوار, وإن كان ملف السلاح يأتي في مقدمها, باعتبار أن الأمور أكثر دقة وخطورة مما يتصوره البعض, وبالتالي لا يمكن أن يقف اللبنانيون متفرجين ولا يبادرون إلى حماية بلدهم من العواصف الآتية.

 تظاهرات في الشمال والبقاع تأييداً للثورة السورية
 (أ. ب)نظم "اللقاء العلمائي" في لبنان اعتصاماً عقب صلاة الجمعة, أمس, في ساحة مسجد صلاح الدين في منطقة البداوي في الشمال, دعماً للشعب السوري. ورفع المعتصمون لافتات وشعارات مناهضة للنظامين السوري والايراني وأخرى تطالب الجامعة العربية بدور فاعل في حماية المواطنين. وتلا الشيخ سعيد العويك بياناً باسم "اللقاء العلمائي" في لبنان طالب فيه جامعة الدول العربية "بممارسة دورها بفاعلية", محذرا الدول العربية من "استخدام المهل المعطاة للنظام, ما قد يؤدي الى اشتعال فتنة تطال كل المنطقة". وفي البقاع شرق لبنان, خرجت تظاهرتان بعد صلاة الجمعة من مسجدي عمر بن الخطاب من تعلبايا وعلي بن ابي طالب في سعدنايل, التقتا عند الشارع الرئيسي بين البلدتين, ورفع المتظاهرون اليافطات التي تدعو الى الوقوف بجانب الشعب السوري. وجرت التظاهرتان في ظل اجراءات امنية وانتشار عسكري لفوج التدخل الثاني المنتشر في البقاع, حيث نُشر للمرة الأولى آلياته المجنزرة على مفارق الطرقات.

"الأنباء": المعارضة منفتحة على حوار يجدد والتزام المحكمة ولا يستثني سلاح "حزب الله"
المركزية- نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتيّة عن مصادر في المعارضة اللبنانيّة قولها إنّه "من المفيد أن يلح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على فكرة الحوار، لكنه يلح على عنوان لم يعد يتناسب مع الأجوبة التي تلقاها في مختلف الاطراف ابتداء من "حزب الله" الذي رفض الحوار على سلاحه وصولاً إلى المعارضة التي تعتبر ان المشكلة كلها في لبنان متأتية من هذا السلاح الخارج عن الدولة". ورأت أنّه "لا يمكن الكلام عن استراتيجيّة دفاعيّة في ظل مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، خصوصًا أنّ الاستراتيجية الدفاعية في منظور "14 آذار" هي الجيش والقرار 1701، وهذا المصطلح تم اختراعه للحديث عن مصير السلاح خارج الدولة بعد ان انتهى مبرر وجود مشروع مقاوم مستقل عن الدولة". وكشفت أنّ "كلام سليمان عن الحوار هو قيد التداول والتشاور داخل قوى "14 آذار" من زاوية الاستعداد الدائم للحوار، وهي منفتحة على مناقشة كل الافكار والآليات انطلاقًا من أن يكون الحوار تحت مظلة الدولة وبشروطها وسيادتها على كامل اراضيها وامتلاكها حصرية السلاح والتزام قوى "8 آذار" الواسع بتطبيق المقرّرات السابقة التي تم الاتفاق حولها"، مشدّدة على أنّ الانفتاح على المناقشة يكمن أيضًا، "في الالتزام مجددًا بالمحكمة الدولية وبروتوكول تجديدها واعتبارها وسيلة أساسية لتحقيق العدالة، خصوصا بعد الانقلاب على مقررات الحوار من باب المحكمة واعتبارها إسرائيلية وأميركيّة".

لوفيغارو: مقتل الصحافي جاكييه ناجم عن خطأ ارتكبه "الجيش الســــوري الحر"
المركزية- كشفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية عن اتجاه التحقيق في قضية مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في حمص، إلى اتهام الجيش السوري الحر بالوقوف وراء الحادثة، مشيرة إلى أنّ معارضاً سورياً كبيراً في باريس تلقى معلومات في هذا الشأن من مسؤول حقوق إنسان في المدينة، بعد ساعات من قصف بقذائف الهاون استهدف مسيرة مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، وقتل فيها ثمانية سوريين إلى جانب الصحافي الفرنسي جاكييه، وهو صحافي يعمل للقناة الفرنسية الثانية، كان يزور مدينة حمص برفقة صحافيين بلجيكيين وسويسريين ولبنانيين. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المعارض الذي رفض الإفصاح عن اسمه قوله انّ ما جرى هو "ضرب "جحشنة" من الجيش السوري الحر" الذي أراد عناصره بقصف المسيرة في حي النزهة وعكرمة العلويين، إرهاب ميليشيا الشبيحة في الحي والردّ على استفزازتهم المستمرة منذ أيام". ونقل المعارض السوري ما تلقاه من معلومات إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وبحسب "لو فيغارو"، فإن دبلوماسياً من الخارجية الفرنسية قال لها إن فرنسا قد طلبت مساعدة مراقبي الجامعة في حمص وإجراء تحقيق في الأمر. ونسبت الصحيفة الفرنسية إلى متحدّث من الجامعة العربية قوله "إننا نعرف من الآن فصاعداً أن القصف خطأ ارتكبه عناصر من الجيش السوري الحر، رداً على استفزازات الشبيحة لهم في المنطقة، لإعطائهم درساً، وان قذائف الهاون الأربع قد جاءت من حي باب السباع الذي يسيطر عليه مسلحو الجيش الحر وهو الحي المجاور لحي النزهة العلوي" الذي استهدفه القصف. في غضون ذلك، اعلنت ممثلية "الجيش السوري الحر" في باريس ردا على سؤال حول هذه الاتهامات "نفيها القاطع" لمعلومات صحيفة "لوفيغارو"، مجددة اتهام النظام السوري بالوقوف وراء مقتل الصحافي الفرنسي. وتابعت ممثلية "الجيش السوري الحر" ان "الجيش النظامي للاسد هو الذي ارتكب هذه الجريمة لان جيشه فقط يملك قنابل"، مضيفة "الاسلحة الوحيدة التي يملكها الجيش السوري الحر لتوفير الحماية للمدنيين هي اسلحة خفيفة مثل بنادق كلاشينكوف وقذائف ار بي جي".

فاينانشيال تايمز: حارات دمشق تحولت ميدان صراع بين المعارضة والجيــش
المركزية- نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مقالا تحت عنوان "ناشطون يكشفون عن لعبة القط والفأر المميتة في شوارع سوريا". وأشارت الى ان "حارات دمشق القديمة ودروبها الضيقة تحولت الى ميدان صراع لا يسمع عنه كثيرا بين المعارضين وقوات الامن السورية". ونقلت عن معارض سوري تأكيده ان "قوات الامن السورية تحاصرنا من كل اتجاه".

الجيش السوري الحرّ: لا نشاط عسكريا لنا في لبنان وأسلحتنــا لا تسمح بالمواجهة مع الجيش النظامي
المركزية- أعلن المتحدث باسم الجيش السوري الحرّ الرائد المظلي ماهر النعيمي أنَّ هذا الجيش سينفذ "عمليات كر وفر" و"كمائن" للدفاع عن المدنيين في منطقة الزبداني الواقعة على بعد 45 كلم شمال غرب دمشق، والتي إنسحب منها الجيش النظامي قبل أيام. وأكّد النعيمي لوكالة "فرانس برس" إنسحاب الجيش النظامي من الزبداني التي ينشط فيها عناصر الجيش الحرّ، الا أنَّه عبر عن إعتقاده بأنَّ الانسحاب "قد يكون تكتيكيا لبضعة كيلومترات إلى الخلف بهدف إعداد العدّة لمحاولة الدخول من جديد من إتجاهات أخرى". وتخوف النعيمي من أن "يكون النظام يخطط للزبداني ما خطط له في حماة والرستن"، اللتين شهدتا عمليات إقتحام وقمع عنيفة. وقال: " إنَّ الأسلحة التي بحوزة الجيش الحرّ وعتاده لا تسمح بالمواجهة مع الجيش النظامي"، مُضيفًا: "رؤيتي العسكرية اننا سنستفيد من طبيعة الأرض في الزبداني ومحيطها للقيام بعمليات كر وفر وكمائن للدفاع عن المدنيين فقط في هذه المرحلة". وإذ أكَّد أنَّ "الجيش الحرّ مستمر في الدفاع عن النفس وعن المدنيين في سائر المناطق السورية"، قال: "إنَّ الشعب السوري والجيش الحرّ لن يتراجعا والجيش الحرّ سيحارب لمبدأ الدفاع عن النفس وعن المدن والقرى من خلال تكتيك مجموعات الكر والفر"، مجددًا القول: "إنَّ حماية المدنيين هي الهدف الأول". إلى ذلك، أوضح النعيمي أنَّ "الجيش الحرّ غير قادر على تنفيذ هجمات عسكرية ،لاننا لا نملك القدرة العسكرية للهجوم"، مُضيفًا: "لا نريد إستهداف الجيش، عملنا العسكري يقضي برد إعتداء أي جهة تقوم بقتل المواطنين، وأقصد كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد والأمن والشبيحة، وإذا قام الجيش بالقتل، وسندافع لأن الدفاع عن النفس حق مشروع لجميع البشر". وإذ أشار النعيمي إلى أنَّه "لا يمكن الحديث عن مناطق يسيطر عليها الجيش الحر بالكامل" في سوريا، قال: "إلَّا أنَّ هناك مناطق خارج قبضة النظام توجد فيها سيطرة جزئية للجيش الحرّ". وأوضح "عندما أقول إن المنطقة تحت سيطرتي كاملة، فهذا يعني أن النظام لا يمكن أن يصل إليها بأي شكل"، مُضيفًا "أما السيطرة بشكل جزئي فمعناها أنَّ النظام يستطيع إستخدام المدفعية الثقيلة أو الطيران، فيستعيد السيطرة عليها". وجدد النعيمي القول: "إنَّ البلد يحتاج بقوة إلى مناطق عازلة وإلى تدخل دولي سريع على غرار التدخل في كوسوفو من أجل حقن الدماء". ونفى النعيمي نفيًا قاطعًا أن يكون للجيش السوري الحر أي عمل أو نشاط عسكري داخل الارض اللبنانية، قائلا: "نحن لا نقبل أن نعمل من الأراضي اللبنانية"، مؤكدا عدم وجود أي تشكيلات أو قطعات أو مجموعات لنا تعمل داخل الأراضي اللبنانية"، فنحن نحترم السيادة اللبنانية، وسيادة الأخوة اللبنانيين على أرضهم، لا بل نحن نعتذر لهم عما ذاقوه من نظام الأسد الأب والابن في السنوات الماضية". وأكَّد أنَّ الجيش الحرّ "لا يستخدم أراضي أي من الدول المجاورة لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة، لا من الأردن ولا من العراق ولا من تركيا، ولا من لبنان الشقيق الذي لطالما عانى من صراع القوى الاقليمية والدولية على أرضه وتدخلها في قراره وسيادته، وخصوصًا هيمنة نظام الأسد عسكريًا وسياسيًا على مدى عقود"، موضحا أنَّ "العسكريين الذين دخلوا لبنان دخلوه كجرحى ولاجئين، وعددهم قليل جدًا، هم لاجئون هربوا من القوات النظامية لرفضهم إطلاق النار على أهلهم".

عون ووفد قيادي وشعبي الى براد في 9 شــباط
بدء تحضيرات لزيارة رغم الوضع السوري المأزوم

المركزية- أكدت مصادر في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" عزم التيار على القيام بالزيارة السنوية الى منطقة براد في سوريا في عيد القديس مارون في 9 شباط المقبل. وأشارت الى أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون وعلى رغم الوضع المأزوم في سوريا، أوعز الى مسؤولي وكوادر التيار ببدء التحضيرات اللازمة للزيارة التي سيقوم بها على رأس وفد من قياديي التيار والمناصرين الى براد وتوفير كل ما يلزم لإنجاحها. وفي هذا المجال، توقفت أوساط المراقبين عند خطورة الزيارة هذا العام في ظل الوضع الأمني السائد في البلاد والمتجه نحو المزيد من التأزم في ضوء مسلسل القتل الذي يحصد يومياً عشرات القتلى في صفوف الثوار والجيش، وقرأت في إصرار العماد عون على إتمام الزيارة رسالة تؤشر الى استتباب الوضع في سوريا وامساك النظام بمفاصل الامن خلافا لما تروجه المعارضة السورية، كما تشكل خطوة دعم للرئيس بشار الاسد تأكيدا على استمرار رعاية النظام للمسيحيين في سوريا

لماذا لا يهضم الاشتراكيّون الجنرال «البرتقالي»؟
فادي عيد /الجمهورية
يلاحَظ بكثير من الوضوح الفتور الدائم في العلاقة العونية ـ الجنبلاطية، حيث أنها من الأساس لم تصل إلى حد الاستقرار على غرار العلاقة القواتية ـ الإشتراكية المتماسكة والثابتة، على الرغم من تموضع النائب وليد جنبلاط ضمن الأكثرية الحالية وغياب لقاءاته مع الدكتور سمير جعجع. يدرك جنبلاط في قرارة نفسه تمام الإدراك أنّ جمهوره يناصر جعجع، وذلك لسان حال الاشتراكيين الذين لا يهضمون "الجنرال البرتقالي". والدلالة أن ثمة أجواء عن استياء اشتراكي كبير يتمثّل بعدم تحديد النائب ميشال عون موعداً للقيادة الإشتراكية الجديدة التي جالت على كافة القوى السياسية في 8 و14 آذار والتقت بقيادة القوات، وحتى الآن ليس هنالك من بوادر للقاء قريب مع النائب عون وإن كان في إطار بروتوكولي لا أكثر.
هذا بالإضافة إلى أنه يلاحظ من خلال الأجواء الحكومية عدم التجانس بين وزراء جبهة "النضال الوطني" والوزراء العونيين، بحيث أن التنسيق الإشتراكي يتمحور، لا بل ينحصر، مع وزراء "حزب الله" وحركة "أمل"، إضافة إلى التوافق التام مع رئيسي الجمهورية والحكومة، والأمر عينه ينسحب داخل المجلس النيابي واللجان النيابية برمتها، إذ ليس هنالك من أي تناغم نيابي عوني ـ إشتراكي ظاهر.
أما ماذا يدور على خط المختارة ـ معراب، فتسلّط الأضواء على القداس القواتي الذي أقيم في مدينة عاليه حيث الثقل الإشتراكي والمشاركة اللافتة والمعبّرة من النائب أكرم شهيّب وكبار مسؤولي الحزب الإشتراكي في المنطقة في هذا القداس، مع الإشارة إلى مشاركتهم أيضاً في العشاء السنوي منذ أسابيع قليلة، والذي تقيمه "القوات اللبنانية" في منطقة عاريا كل سنة. أضف إلى ذلك التنسيق الحاصل في منطقة عاليه بين الطرفين، وحيث يبقى النائب شهيّب صلة الوصل والمقرّب من القوات، إلى بقائه في موقعه في قوى الرابع عشر من آذار، على الرغم من تموضع النائب جنبلاط، بمعنى أن مواقفه تصب في خانة العناوين السياسية لفريق 14 آذار.
وهنا تؤكد أوساط مقرّبة من الفريقين بأن التواصل قائم على أكثر من صعيد ومستوى، ولا سيما المناسبات الإجتماعية، على رغم وجود بعض التباين بينهما حيال عدد من الملفات، في الوقت الذي تؤكد فيه المعلومات أنه يوم انتقل الزعيم الإشتراكي إلى الأكثرية الحالية كانت تعليمات الدكتور جعجع تقتضي بعدم التعرّض لرئيس الإشتراكي، وهذا كان بمثابة تعميم على كافة نواب وقياديي ومسؤولي القوات اللبنانية. كذلك فإنّ رئيس حزب القوات، كما غالبية أقطاب قوى 14 آذار يدركون خصوصية جنبلاط الدرزية المتعلقة باستقرار الجبل، لا سيما بعد أحداث السابع من ايار من العام 2008.
من هنا، فإنّ قداس القوات وحلقة التواصل الإشتراكية ـ القواتية، إلى دلالة زيارة الدكتور جعجع لإقليم كردستان الذي كان زاره زعيم المختارة أيضاً، فكل ذلك مؤشرات قد تفضي إلى لقاء بين "البيك" و"الحكيم"، وإن كان جنبلاط يحاذر ذلك في هذه المرحلة على خلفية علاقته بـ"حزب الله"، والتي يجري ترميمها من جديد. وبمعنى آخر فإن القواتيين وقيادتهم يتفهّمون ظروف جنبلاط في هذه المرحلة المصيرية، لكن المعطى الأهم أن قلوب الإشتراكيين في معراب وليس في الرابية، والمكتوب يُقرأ من عنوانه في سياق ما يجري على الأرض بين الطرفين، حيث صلات التواصل والتلاقي بينهما جارية على قدم وساق وعلى أكثر من مستوى، وخصوصاً على مستوى استقرار الجبل وملف عودة المهجرين وتحصين هذه العودة، والتي تبقى نقطة إجماع بينهما، إضافة إلى التنسيق الحاصل على مستوى الجامعات وبعض القطاعات النقابية.

المستقبل اليوم
هل كنا بحاجة إلى عظة قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني" العميد قاسم سليماني عن النفوذ الممتد من طهران إلى العراق فالجنوب اللبناني وأمكنة أخرى لا تخفى على أحد، لندرك أن المسألة ليست شعارات الوحدة الإسلامية، ولا فلسطين، ولا المقاومة أو الممانعة والعداء للإمبريالية الشريرة، وإنما هي شغف قديم بوهمٍ امبراطوري لا يعرف حدوداً ولا يقبل بحدود؟. الجميع، وإن كان البعض يكابر، في نهاية المطاف يدرك الأطماع والأهداف والغايات، وقبل معرفة الردّ الرسمي للسلطة في لبنان على هذا الاعتداء الفاضح على السيادة الوطنية، ما يهمّ هو أن يتفضل حزب السلاح التابع لسليماني وقيادته ويكفّ عن إعطائنا دروساً مصطنعة في السيادة والعمالة والارتباط للخارج، فيما هو غارق في الارتهان وتعبير صافٍ للإزدواجية والولاء للغريب. يأخذ حزب السلاح على السياديين اللبنانيين سياديتهم، وينصاع بكليّته وسلاحه لأوامر آتية من آخر الدنيا، ولو على حساب أمن أبناء وطنه واستقرارهم ومصالحهم ووحدتهم وعيشهم المشترك. ما أراد سليماني قوله، وما تقوله بلاده من سنوات طويلة في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق والبحرين، هو أن إيران لا تهتم إلا بمصالحها ونفوذها وحساباتها وصفقاتها، ولأجل ذلك وبسبب منه، هي مستعدة لتقديم أي شيء.. أي شيء.. وإلى قول أي شيء ..أي شيء.. مقابل ذلك، ودع عنك مقولات كثيرة ليست أكثر من ذبحٍ بارد بالقطنة.

حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية أصدر البيان التالي
بان كي مون مُرحّبٌ به في لبنان
إنّ انهيار مبنى الأشرفية على رؤوس ساكنيه وسقوط عشرات القتلى والجرحى والمشرّدين يعكس صورة هذه الدولة الفاشلة بكل المقاييس، البعيدة عن هموم المواطنين، الغائبة عن واجباتها، الحاضرة فقط بعد وقوع الكوارث للتفرّج على الأطلال وذرف دموع التماسيح على جثث الضحايا الفقراء المتناثرة بين الركام وتحت الأنقاض. إنّ اللبنانيين الشرفاء يرفضون دولةً لا تحاسب أحداً ولا أحد يحاسبها، لا بل يرفضون هذه الدولة السائبة المفككة والممسوخة على شاكلة حُكّامها، ولن يسكتوا حتى انهيارها على رؤوسهم كالمبنى المذكور، واستبدالها بدولةٍ جديدة تكون على قياس لبنان الحقيقي وطموحات شعبه الكبيرة.
كما وإنّ اللبنانيين الشرفاء يصفون زيارة السيّد بان كي مون الأخيرة للبنان بالتاريخية، ويؤيدون كل المواقف التي أعلنها خلال هذه الزيارة المَيمونة والمُرحّب بها دائماً حيث أظهر فيها حرصه على لبنان أكثر من حكّامه، وبخاصةٍ مواقفهُ المندّدة بالسلاح غير الشرعي والداعمة للمحكمة الدولية، ويؤكّدون على ثقتهم الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة وقراراتها المتعلقة بلبنان، ويرفضون التشكيك بها وحملات التجنّي عليها من قِبَل بعض الأطراف المتضرّرة، ويشكرونها على رعايتها الكريمة لهذا البلد الذي خصّته بعشرات القرارات الدولية وبآلاف الجنود الذين أرسلتهم إلى أرضه منذ العام ١٩٧٨ وحتى اليوم.
إنّ دعم اللبنانيين الشرفاء لهذه المنظمة الدولية وامينها العام يرتكز على عِدّة معطيات أهمّها:
الأول، إنّ كل المحاكم الدولية التي انبثقت عن الأمم المتحدة منذ تأسيسها إلى اليوم وتعاطت مع العديد من الملفّات الجنائية، إشتهرت دائماً بالشفافية والعدالة والنزاهة والإحتراف العالي، ولا نخال عاقلاً يعتقد ان المحكمة الخاصة بلبنان يمكنها ان تشذ عن هذه القاعدة الثابتة، بينما المحاكم اللبنانية عجزت عن فتح أي ملف يتعلّق بالجرائم السياسية التي وقعت على أرضه منذ اغتيال كمال جنبلاط وسليم اللوزي في العام ١٩٧٦ وحتى الساعة. وعليه يُصبح من واجب الحُكم أن يتجاوب مع هذه المحكمة تجاوباً كاملاً، وأن يلتزم بتعهّداته تجاهها حتى جلاء حقيقة كل الإغتيالات السياسية وملابساتها قبل وبعد اغتيال رفيق الحريري، مع العِلم بأن مستقبل لبنان قد يكون مرتبطاً إلى حدٍ بعيد بهذه الحقيقة.
الثاني، إنّ اتهام البعض للمنظمة الدولية بأنها أداة طيّعة في يد أميركا وإسرائيل هو اتهام باطل تدحضه الدلائل على أرض الواقع، وآخرها دليلان، الأول: عجز أميركا ومعها كل دول الغرب عن استصدار قرارٍ دولي يدين جرائم النظام السوري بالرغم من كل الجهود والضغوط التي قامت وتقوم بها منذ عشرة أشهر وحتى الساعة. والثاني، عجز إسرائيل مدعومة من أميركا عن منع الأمم المتحدة من الإعتراف بالدولة الفلسطينية وبأغلبية مُلفِتة.
الثالث، إنّ قلق السيّد بان كي مون على لبنان بسبب السلاح غير الشرعي هو في محلّه، ويُعبّر عن مشاعر غالبية الشعب اللبناني الذي يخشى أن يقوده هذا السلاح إلى مغامراتٍ كارثية في خضم هذا الغليان الإقليمي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والذي يَعتبر أيضاً ان هذا السلاح يشكّل العائق الأول والأكبر أمام قيام الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
وعليه نقول للسيّد بان كي مون وللمنظمة العريقة التي يمثّلها شكراً لك وأهلاً وسهلاً بك في لبنان متى شِئت.

ليعتب.. ليوم العتب
عــمـاد مـوسـى/لبنان الآن
لم أدرك أن مشاعر سعادة السفير السوري الدكتور علي عبد الكريم علي رقيقة إلى درجة أن طبلة أذنه تلتهب ثم "يسقّط" الإلتهاب على لوزتيه، ومن لوزتيه نزولاً على رئتيه، ومن رئتيه ينتقل الإلتهاب إلى جهازه الهضمي لمجرد سماع موقف  يدين مسلسل القتل في سورية. أو دعوة صادقة لسيادة الرئيس بالتنحي بعد 12 عاماً حبلى بالديمقراطية والإصلاحات. والأنكى صدور الموقف والدعوة في بيروت بالتحديد. لا يعرف السفير السوري الكثير عن تاريخ بيروت ومنابرها وصحافتها وتعدديتها ومناخات الحرية. حدود معرفته ما يقرأه في وكالة "سانا" وأدبيات "حزب البعث" وما يتبلّغه من وزارة الخارجية السورية حول ما يجري في بلاده من أعمال إرهابية محدودة بالزمان والمكان أو تظاهرات شغب تعالجها قوات الأمن بخراطيم المياه أو الرصاص المطاطي إن تأزم الوضع في باب عمرو أو باب السباع أو الزبداني. لا يعرف سعادته سوى رواية واحدة تصاحبها معزوفة المؤامرة والإستهداف والممانعة. وأن تصل الأمور مع سعادة السفير السوري في بيروت إلى معاتبة رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي على خلفية مواقف أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر الإسكوا حول الربيع العربي أو كلام قاس لوزير خارجية تركيا داود أوغلو، فذلك معناه أن علي، لا يزال يعتقد جازماً  أن النظام اللبناني والنظام السوري واحد في الأهداف والتوجهات الإستراتيجية وأدوات الحكم والتعبير. وأن على الحكومة تحريم وتجريم وكمّ فم من يتناول سيرة الحزب القائد وقائد الحزب بكلمة، ومنعه من قلب الحقائق كما يراها علي. عتب علي ـ المقرون بالمحبة ـ لم يقتصر على استنكار "إحتضان لبنان كل معاني التطرف والهجوم على سورية"، بل تعداه إلى توجيه اللوم إلى الحكومة اللبنانية على تقاعسها بـ"ضبط الحدود ووقف تسريب المسلحين". الحكومة تفهمت وتجاوبت ووعدت وتلبكت وهي في صدد البحث عن أفضل السبل لمراضاة علي وحماية الخاصرة السورية من أي دور برد، بدلاً من أن تستدعي وزارة الخارجية سعادته لاستيضاحه عما آلت إليه التحقيقات في قتل اللبنانيين الثلاثة في وادي خالد وهم في سيارتهم المرسيدس على يد القوات السورية، والإستئناس بما لديه من معطيات عن تورط أمن السفارة السورية بالإعتداء على متظاهرين معارضين للنظام، وعما لديه من معلومات حول دور السفارة السورية بخطف شبلي العيسمي (87 عاماً)، وسؤاله عن مصير الأخوة جاسم الذين خطفوا ذات يوم من لبنان بطريقة بوليسية مخابراتية، وعلي أدرى بتقنياتها. عتب الدكتور علي ـ المسكون بكابوس المؤامرة الكونية على بلده ـ في محلّه. ويمكنه أن يعتب بقدر ما يشاء على القدر الذي أوجده في بلد يستطيع فيه أهلوه أن يتابعوا وثائقياً حول اللاجئين السوريين في لبنان والناشطين المُطاردين، وحول الشبيحة وأعمال الخطف والتواطؤ وانتهاكات حقوق الإنسان. ليعتب علي ليوم العتب. نحن في القطر اللبناني (غير المقطور) نحبّه كثيراً. وإن بقي في ديارنا في الأشهر المقبلة، سفيراً أو مواطناً، نبلغه من الآن أن تسعة وعشرين إفطاراً في انتظاره.

هل يخضع الجنوب لإرادة إيران؟
الجمهورية/جاء كلام قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني، عن أنّ بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأنّ هاتين المنطقتين تخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها، ليؤكد من جهة مخاوف فريق 14 آذار من الامتداد الإيراني على الساحة اللبنانية، ويثير من جهة أخرى هواجس جديدة ترتبط بمدى إمكان خضوع حزب الله لـ «هذه الإرادة»
وقد ذهب سليماني إلى حدّ القول إنّ إيران يمكنها "تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار". ووسط غياب أي توضيح من "حزب الله" لكلام سليماني، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أن "هذا الكلام يهدّد الأمن القومي العربي، ويُظهر حقيقة المشروع الإيراني للمنطقة"، مشيراً إلى أنّ "فكر تصدير الثورة الإيرانية إلى البلدان العربية أدى إلى حربٍ في العراق، وجرّ الويلات على لبنان". أضاف: "ومن هذا المنطلق، بدأ بناء "حزب الله" في لبنان تحت شعار فلسطين ومقاومة إسرائيل، على رغم أنّ اللبنانيين مُجمعون على مقاومة العدو لأنه واجب وطني"، مذكّراً بأنّ "مقاومة الحزب في بداياتها عمدت إلى قتل 11 مقاوماً في الحزب الشيوعي، وأطبقت على مواقع للجماعة الإسلامية، كما قتلت القائد المقاوم محمد سليم والعديد من عناصر حركة أمل". ورداً على سليماني الذي اعتبر أنّ "الثورات العربية هي امتداد للثورة الإيرانية"، ذكّر الضاهر بأنّ "خطيب الجمعة في مصر أعلنها صراحة أنّ الثورات العربية لا تلتزم لا أميركا ولا إيران ولا "حزب الله"، وها نحن نرى كيف أنّ الانتفاضة الشعبية في سوريا تحرق العلم الإيراني وعلم حزب الله". واعتبر أنّ "المشروع الإيراني وبمعاونة النظام السوري هو الذي اسقط مشروع الوحدة الوطنية في لبنان التي عمل عليها جاهدا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، لأنّ هذا النظام يريد من لبنان ساحة تخدم مشاريعه ومصالحه ومشروعه التوسعي". وشدد الضاهر على أنّ "كلام سليماني يعبّر عن المأزق الذي وقع فيه النظامان الإيراني والسوري، وهو نوع من التهديد المبطن في محاولة لتهديد المنطقة وتحصيل بعض المكاسب إذا لم يتم مراعاة مصالح إيران"، مشيرا إلى أنّ هذا الكلام "فيه إحراج كبير لـ"حزب الله" لأنه ينزع عنه الصفة الوطنية اللبنانية ويكشف ستره ويظهره على حقيقته أمام الرأي العام اللبناني". ودعا الضاهر "حزب الله" إلى "الرد في شكل واضح على كلام سليماني الخطير، وأن يغلّب المصلحة الوطنية على المصالح الخارجية، لأنّ من ليس فيه خير لبلده لا يمكن أن يكون فيه خير لبلاد أخرى". ورأى أن "العناصر التابعة لـ"حزب الله" التي يلقى القبض عليها في مصر أو المغرب أو في دول أخرى ما هي إلا دليل على السياسة التوسعية التي ينهجها النظام الإيراني من خلال "حزب الله".  وأكد أنّ "هذا المشروع أو الحلم الإيراني لن يجد له مكانا في لبنان وهذا غباء من سليماني، لأنه لن يستطيع أن يسيطر على لبنان لا هو ولا حزب الله ولا مئة حزب الله".
أسود
أمّا عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد اسود، فجزم أنّ الكلام المنسوب إلى سليماني، "هو كلام مغلوط ولا يمت إلى الحقيقة بصلة"، وقال لـ "الجمهورية": "في الأساس، لا يوجد تصريح لسليماني من هذا النوع، لأنّ موقعه الأمني لا يسمح له بهكذا تصريح أو ما شابه". أضاف: "قد يكون لسليماني تصريح ما، لكن بالتأكيد ليس في هذا الاتجاه لأنه ليس من مهمّاته". وشدد على أنّ "مصادرنا الإعلامية تؤكد أنّ هذا التصريح ليس دقيقا، وأنا دققت في هذا الموضوع من باب الحشرية لمعرفة حقيقة ما قيل، فعلمتُ أنّ الكلام المنسوب ليس حقيقيا"، لافتا إلى أنّ "أصدقاءه في "حزب الله" وعلى رأسهم وزير الزراعة حسين الحاج حسن أكدوا له أن الكلام غير دقيق بل منسوب إلى سليماني". وقال: "من الجميل أن نرمي الاتهامات يمينا وشمالا، لكن تبقى المصداقية في التعاطي مع الخبر هي الأساس".
من جهته، رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أنّ "كلام قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني"، قد أسقط القناع عن وجه "حزب الله" من خلال كلامه، أن جنوب لبنان يخضع إلى نفوذ إيران، بينما يسعى الحزب من خلال حركته السياسية إلى إقناع اللبنانيين والعالم أنه حزب لبناني ويعمل من أجل تحقيق أهداف لبنانية". وأشار سعيد في بيان أمس إلى أنّ "كلام العميد سليماني مرفوض ومردود بحيث أنه ينتهك، وفي شكل واضح لسيادة لبنان من جهة، ويضع أهلنا في الجنوب في دائرة الخطر الشديد، جاعلا منهم صندوق بريد بين إيران وأميركا"، مطالبا "حزب الله" بـ"توضيح هذا الكلام أمام الرأي العام اللبناني".

إحياء الذكرى 36 على رحيل صبري حمادة
الحسيني: كان مسؤولا ورجلا بالحزم والمودة بالتواضع وبالانفة وفي قوته وضعفه
رزق: اقترن اسمه بالزعامة الشعبية يوم كانت الزعامة خدمة وطيبة وسماحا
قبلان: أرخ لشخصية نموذجا من التفاني الأخلاقي والفهم السياسي والشراكة الوطنية
الشعار: لم نتعظ بما كانوا عليه من سماحة وتسامح وخلق وطني وبعد عن اي طائفية

حمادة: حمل السلاح في بشامون الاستقلال وكان الثابت في دستوريته واحترامه للمؤسسات
وطنية - 21/1/2012 أحيت عائلة رئيس المجلس النيابي الراحل صبري حمادة، عصر اليوم في قصر الاونيسكو، ذكرى مرور 36 عاما على رحيله، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غازي زعيتر، ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الاعلام وليد الداعوق، وعدد من النواب ورجال الدين وممثلي الاجهزة العسكرية والامنية، وشخصيات سياسية واعلامية واصدقاء عائلة الراحل. النشيد الوطني، فكلمة عريف الاحتفال الاعلامي فؤاد الخرسا وقال فيها: "لقد رحل صبري حماده يوم عصفت بالوطن المحنة، وهو من الذين واجهوا الانتداب وسجن واعتقل كي يتحرر الوطن وينال استقلاله". ثم فيلم وثائقي عن الرئيس الراحل من ارشيف "تلفزيون لبنان"، عرض للمراحل السياسية التي عاشها ولمواقفه السياسية ورفضه للطائفية وللحروب الاهلية وايمانه بالعداء لاسرائيل، وضرورة مساعدة الفلسطينيين على العودة الى بلادهم، ولعدد من الإنجازات التي حققها ومنها تأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1968 وخوض معركة استقلال لبنان العام 1943، وتقديمه اقتراح قانون لالغاء الطائفية السياسية عام 1947.
بعد ذلك ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى المفتي عبد الامير قبلان، فقال: "نعم لقد أكد الرئيس صبري حمادة، ضرورة العمل الوطني، والإنخراط بالحياة السياسية، والدفاع بأنماط مختلفة عن الخيار الوطني، رغم الأكلاف السياسية والطائفية أحيانا، وهذا ما رآه الرئيس صبري حمادة، بالإمام السيد موسى الصدر، الذي نادى: ب "المواطنة" كصيغة للعيش المشترك، و"الأخلاقية" كإطار ناظم، و"العدالة الإجتماعية" كحاضن عادل، و"الوطنية" كرسم لهوية الدولة والنظام وسياستها العامة، مؤكدا أن "الغبن" و"العيوب الطائفية" و"الإستئثار السياسي"، و"الظلم الإجتماعي"، و"الهيمنة الشخصية"، و"القسمة الدستورية"، والزعامات التي تقتات على "الحواجز والفوارق والمذهبيات" في "البلد الواحد"، من شأنها أن تدفع هذا البلد إلى التلف والإنفجار". تابع: "لقد دفع الرئيس صبري حمادة لتأييد الإمام الصدر، وتمكين يده، ودعم مشروع تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي، كواحد من هياكل الوطنية الأخلاقية والدينية العقلانية، التي تشكل حاجة أساسية في استثمار الشراكة الناظمة لوطن أخلاقي". اضاف: "رغم حقد بعض الأصوات التافهة، التي تمتهن زعامتها على الفرقة والشوارعية، فقد وقف الرئيس صبري حمادة بقوة إلى جانب الإمام الصدر، لتمكين هذا الطموح من ضبط مقولة الشراكة الأخلاقية، والضمانات الحقوقية لللطائفة الشيعية، التي عانت بقوة من الإلغاء والشطب والصفقات الجانبية، وبذلك، أرخ لشخصية، ضمتها نخوة أهل الهرمل الكريمة، فأسست لنموذج من التفاني الأخلاقي، والفهم السياسي، والشراكة الوطنية، التي تركت بصمتها عينا على تاج هذا البلد العزيز، الذي يشكل الآن، واحدا من مفاصل محركات الميزان الإقليمي الجديد".
ورأى أنه "بذلك تلاقت مقاومة الرئيس صبري حمادة للمحتل الفرنسي، بأشكالها المختلفة، مع بحر المقاومة اليوم، التي انتزعت استقلال لبنان من بين أنياب واشنطن وتل أبيب وبروكسل، وكثير من العرب المستأجرة، رغم تراكم حشود العالم عليها". وذكر "أنه كما عاش لبنان عهد القناصل الغربية و"المآصل التركية، التي حولت ناسه إلى ركام من حواجز وفتن وطوائف وأشلاء، ها هي بلاد العرب اليوم، تعيش متصرفية السفارات الغربية، وعسكرة الأطلسي، ولعبة الأقنعة العربية التركية المزيفة، وسط اختبار قاتل يطال المنطقة كلها". وقال: "ان المحك الآن هو دمشق وسط حشد عالمي إقليمي، على خلفية معسكري الممانعة والإستعمار، وهذا يعني أن جهود الرئيس صبري حمادة، والرجالات الوطنية وأسطورة الإنجازات التي حققتها حركة المقاومة، تفترض علينا تأكيد الخيارات التالية:
أولا: لن نقبل ب "شريف حسين" طامح، أو جمال باشا "سفاح"، سواء كان ب "قناع خليجية"، أو "كرافات تركية".
ثانيا: شراكة الدم السوري اللبناني، التي اختلطت إبان مقاومة الإستعمار الفرنسي، يجب أن تتأكد اليوم، دورا داعما لدمشق بوجه زعيق رجالات الأطلسة وطموح العائلات، التي تعتاش على هيمنة القواعد العسكرية الأمريكية".
ثالثا: ما حققته المقاومة بقامات شهدائها، وسخاء مجاهديها، يجب أن يشكل محور الهوية الوطنية والأخلاقية لهذا البلد، وهذا يعني حماية الوطنية بخيار سياسي واضح، وليس طمر الرأس في الرمال، واعتماد سياسة الألوان والتعمية.
رابعا: إن وطنا يتعمد بالدماء والشهداء، والقامات الوطنية والرجالات التاريخية، سيكون في صلب معسكر المقاومة والممانعة، ليثبت من جديد أن مقولة الدم ضمانة الأمم، وسر الحياة".
الشعار
ثم القى مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار كلمة، فقال: "...اما ان نعيبهم ونلصق بهم تهمة اقامة دولة عرجاء او دولة مزرعة، فالجواب هو ان العيب فينا لاننا لم نتعظ بما كانوا عليه من سماحة وتسامح وخلق وطني، وتواصل فكري وعاطفي واهلي، كأنهم الاواني المستطرقة ترتفع فيها الدماء بنسب متساوية كأرتفاع صلواتهم الى السماء". واكد: "نعم الجواب ان العيب فينا وان النقص فينا لان الولاء للوطن عند الكثير منا شابه دخن، واعتوره نقص فالولاء للخارج ايا كان عربيا او غربيا اذا زاحم او تقدم على الولاء للوطن فهو معول هدم ودمار. والطائفية والمذهبية والمناطقية اذا تحكمت وسيطرت نار محرقة لا تبقي ولا تذر". وعن اول الاستقلال، قال: "كانوا اذا صاحوا للاستقلال تلقوا الرجع من اهلهم في سوريا، لتنعقد الاواصر والخناصر، وتستطرق الانساب، فما بالنا اليوم نتنابر بالالقاب بين سني وشيعي وبين مسلم ومسيحي، متى كان الدين والمذهب في لبنان يمثل مشكلة او حقد او قتالا او تربصا بالاخر، انه الخروج والمروق على القيم المسيحية والاسلامية على حد سواء، وان هذه المظاهر الشاذة وهذا الواقع الاليم يهدد الكيان والوطن وبمحق الامجاد والانتصارات ويحرق التاريخ ويعرض انفسنا لعواقب انقضاض البناء علينا بشرفته الحضارية الرائعة كما تنقض الان على ساكنيها ابنية لا تجد الرعاية ولا الصيانة، واول هذه الابنية المهددة هي الدولة والمجتمع والكيان بسبب تنافر مكونات الحكم والمجتمع وبسبب التردي والخروج عن القيم والرصانة والانتظام العام". وعن صفات الراحل حماده، قال: "رميت البندقية وامتشقت المطرقة ولبست "الرودنجوت" ونحن معا ابناء عباءة فمن اسعفه عمره وحظه برؤيتك وانت تمسك بأزمة الجلسات النيابية ظنك قادما من مجلس العموم، ومن رآك في مزرعتك وبين اهلك وعشيرتك أيقن انك ابن أصل وأرومه، فلله درك فقد زاوجت بين الاصل والفصل، وبين المتن والهامش بين الاعراف والانتظام العام، وقدمت للوطن تجربة ومجدا".
رزق
وألقى النائب الاسبق ادمون رزق كلمة "كنائب عايش الراحل صبري حماده لسنوات تحت قبة البرلمان"، فقال:"طليع من رعيل الاستقلال واباء الجمهورية، ماثل في سجل الحياة البرلمانية وذاكرة الجمهورية، افقنا عليه رئيسا للمجلس النيابي، حاضر البديهة، حاسم المداخلة، عرفناه صاحب دولة وقورا، بارا مؤسستها، ضنينا بنظامها، يتقن تطبيق النص، يدير الجلسات بلباقة ولياقة، ولان الاحترام من ادب الرؤساء، اعتمد صيغة" حضرة الزميل المحترم"، عند اعطاء الكلام". أضاف: "صبري حماده اسم محب اقترن بالزعامة الشعبية، يوم الزعامة خدمة وطيبة وسماح، عندما كان التنافس على الخدمة سبيلا الى السلطة والسلطة وسيلة للخدمة كما كان التصرف النبيل والاداء الشريف اساس العلاقة بين الموكل والوكيل". تابع: "من شعارات جيله، أن الكياسة من أصول السياسة، التهذيب جلية المتحدث، القول مرآة القائل، وحسن الخطاب مدعاة الاعجاب، فالسمع يميز بين النشاز والطرب، كما بين الضجيج والموسيقى، وهل أقرب الى القلب من كلام الحب والمحبة؟ وادعى الى التقدير من حديث العقل والفكر، المنطق والذوق السليم؟ فبئس التوجه الى الغرائز، وتهييج الخواطر، إشاعة البغضاء، تعميم السويداء، تبت الشتيمة وتب الشتامون". وتطرق الى فترة نيابته فقال: "لقد كان لي شرف مجاورة الرئيس صبري حمادة، أمينا حكيما للسر، بصفتي أحد أصغر نائبين في مجلس 1968. كما حظيت بمزاملته في حكومة "كل لبنان". صحبته في وفود برلمانية، الى مؤتمرات عربية ودولية، وهي مهمات حكومية، في عواصم العالم، ما أتاح لي معرفته عن كثب، فاحترمته وأحببته، وإني أفتقده من الصميم، كما أترحم على نجله الحبيب ماجد، الذي نعمت بصداقته، وقد خلفني في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، وكان غيابه المبكر فجيعة لكل من عرفه وأحبه".
الفرزلي
وألقى نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي قصيدة من وحي شخصية صبري حمادة ومواصفاته الاخلاقية، التي انعكست على عمله السياسي، وتخللها مديح لابن المحتفى به الوزير الراحل ماجد حمادة وأيضا لأرملته الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة والأمير الوليد بن طلال. وألمح في قصيدته الى المقاومة، ورمزها السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، في الزود عن الوطن، مخاطبا في قصيدته جميع الأطراف بأن يتحابوا كي تبقى الأوطان.
الحسيني
ثم كانت كلمة لرئيس المجلس النيابي السابق الرئيس حسين الحسيني قال فيها: "صبري حمادة عرفته في طفولتي كما عرفته في شبابي، واليوم أقف أمامكم أمام أبنائه وبناته، أحفاده وحفيداته، أصدقائه ومحبيه لأقدم شهادة في البيك، الشيخ، النائب، الرئيس، وهذه مهمة صعبة". وقال: "اسمحوا لي إذا، أن يكون كلامي إشارة لا شهادة في رجل أمضى نصف قرن في الحياة العامة رجلا بارزا في بلاده الوليدة، ورجلا بارزا في بلاده السمتقلة ورجلا بارزا في بلاده المستقلة، والرجل الأبرز في منطقته وفي أهله". وتساءل: "هل كان صبري حمادة سعيد الحظ في أن يبدأ حياته العامة في مثل ذلك العمر، وفي مثل ذلك الوقت؟ هل كان صبري حمادة سعيد الحظ أن يودع أهله وبلاده في مثل ذلك العمر وفي مثل ذلك الوقت؟" أضاف: "الاجابة عن السؤالين صعبة، قد نقول إنه شرف كبير لفتى أن يكون مدعوا للوجاهة في مثل ذلك العمر، قد نقول إنه حظ كبير للمرء أن يكون مشاركا في قيام دولة، قد نقول إنها راحة للشيخ ألا يشهد بلاده تعيش ما عاشته وما زالت تعيشه حتى الآن وقد نتردد في القول. وأكد ان الثابت في أي حال هو أن صبري حمادة كان رجلا في كل أحواله، في قوته كما في ضعفه، في فتوته كما كهولته، وهذا هو الأهم". وعن صفات صبري حمادة الانسان قال: "مرة كنت إبن صديقه وشريكه، ومرة كنت له خصما، ومرة كنت حليفا وزميلا. كان دائما أبعد من أن يكون بيكا وحسب، شيخا وحسب، نائب وحسب، رئيسا وحسب. كان عليه أن يكون رجلا وقد كان في كل أحواله ذلك الرجل، بالحزم والمودة، بالتواضع وبالانفة". وعن علاقة صبري حمادة بمنطقته بعلبك -الهرمل قال: "كان وقت كأن بعلبك الهرمل معناها صبري حمادة، وصبري حمادة معناه بعلبك الهرمل". ورأى: "كان هذا الترادف كأنه شرف كبير في وقت، واستئثار غير مقبول في وقت". وسأل: "ما معنى أن تكون ممثلا منطقة لا أقول محرومة فالحرمان من الممكن التعويض منه ولو بصعوبة كبيرة؟ ما معنى أن تكون ممثلا منطقة تريد أن تكون محكومة، لكنها بدلا من ذلك تجد نفسها محكوما عليها، بغير الحق؟"، مجيبا "ربما كان على صبري حمادة أن يصارح أهله بهذه الحقيقة، ربما صارح بعضهم هذه المصارحة، بعض الوقت، في أي حال أسمح لنفسي أن أنوب عنه وعن نفسي وعنكم في هذه المصارحة اليوم: هذه منطقة بأهلها وبأرضها محكوم عليها بغير الحق. واذا نحن في ذكرى رجل من ابرز رجالها، فلا اجد شيئا مناسبا لهذه الذكرى افضل من التذكير بالمسألة نفسها؟ وهذه هي المسؤولية، أيها الأأبناء والبنات، الأحفاد والحفيدات، المحبون والأصدقاء".
وأخيرا، ألقى كلمة العائلة راشد صبري حمادة فقال: "نحن عائلة المرحوم الرئيس صبري حمادة، شعرنا بمعظمنا بسر ذلك الرجل، فكونه الوالد أو الزعيم أو الرئيس لم تكن الأسباب فقط لانشدادنا اليه، وتعلقنا به، وإنما لأنه كان يدرك أكثر، ولأنه يرى الى الأبعد، ولأنه دائما يضع الأمور في نصابها. هناك معارف لا تكتسب بالجامعات، ونماذج لا نقرأ عنها في الكتب، فهي لدى رجال قلة، قد نحظى بمعايشتهم. لذلك ما زال أثره يأسرنا، ويستحوذ على أطر تطلعاتنا. أفكارنا ومداركنا ما زالت تشتاق لذلك الركن، وتحن اليه". أضاف: "فما يزيد عن نصف قرن في معتركات السياسة، لم يكن له أعداء بالمعنى الشخصي للكلمة، وحتى من عاداه في الموقف، أحب الانسان فيه، حتى أخصامه ثابروا على عيادته في المستشفى عند مرضه الأخير". تابع: "هو من حمل السلاح في بشامون الاستقلال، الثابت في دستوريته واحترامه للمؤسسات الوطنية، بنى وبعض أترابه ممن حملوا القيم الوطنية والأخلاقية المتجانسة من القيمين في الشأن العام، علاقة محبة ووفاء وشرف، عمادها أدبيات وتقاليد لها جذورها، شكلت رابطة وطنية مجندة لخدمة الناس والوطن. فكان صبري حمادة في سياق تلك الروابط مستعدا للتضحية بالمال والأرض والموقع، تلك الروابط التي لطالما قربت بين الناس، ووضعت رغباتهم قيد تحقيقها، أو درسها بموضوعية المسؤول بكل ايجابية وتجرد". ولفت الى علاقة العائلة الحمادية مع بكركي، ومع سكان جبل لبنان بالاجمال لقرون عديدة، وختم: "في آخر سنة من عمره، ومع بداية حرب الآخرين على بلادنا، خطب في أيلول عام 1975 قائلا: "هذه حرب مجانين ما تهدوا بيوتكم على رؤوسكم".

هل «الخيار الشيعي الثالث» قادر على فرض نفسه؟
شارل جبّور/الجمهورية
تُحمِّل المعارضة الشيعية قوى 14 آذار ولا سيّما تيار «المستقبل» مسؤولية إجهاض قيام خيار شيعي ثالث في موازاة ثنائيّة «حزب الله» و»حركة أمل»، وهي تعتبر أنّ «الخطيئة الأصليّة» بدأت مع التحالف الرباعي وما نتج عنه برلمانيّا وحكوميّا واستمرّت مع حرب تمّوز بحَصر التعويضات بالثنائيّة المذكورة أو بواسطتها وصولاً إلى الرهان «غير الواقعي» على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بفَك تحالفه مع الحزب.السبت 21 كانون ثاني 2012
قد يكون ما تقدّم صحيحاً، وهذا فضلاً عن عوامل أخرى أبرزها السلاح الذي يشكّل عامل ضغط معنويّ بأقلّ تقدير، لأنّ أيّ مواطن شيعي يحيا في قلب البيئة الشيعية عليه أن يحسب ألف حساب قبل اتّخاذ أيّ موقف أو خطوة، وذلك ربطاً بالجوّ والمناخ القائمين والسائدين، لأنّه لم يثبت، لغاية اللحظة، أنّ الحزب أو الحركة قاما بممارسة تهديدات أو اعتداءات طالت معارضيهما داخل هذه البيئة، والدليل الانتخابات البلدية التي أظهرت تعدّدية تؤشّر إلى الحيوية التي تختزنها هذه الطائفة.
ولعلّ مناسبة هذا الكلام مردُّها إمّا لظاهرة ولادة أطُر سياسية شيعية أو ساعية إلى ذلك، أو "نغمة" رفع الشخصيّات الشيعيّة المعارضة المسؤولية عنها ووضع اللائمة على غيرها بـ"نجاح" الثنائية الحزبية في الإمساك بقرار الطائفة ومصيرها. ولكن ما يستدعي التوقّف عنده، من باب الحرص والتقاطع السياسي الموضوعي مع شخصيّات وحركات تجسّد البعد الشيعي اللبناني، يكمن في الآتي:
أوّلاً، لم تنجح المعارضة أو المعارضات الشيعية في الانتظام داخل إطار سياسي موحّد وعلى أساس مقاربة وطنية مشتركة. وهذا العجز، كي لا نقول الفشل، لا تتحمّل 14 آذار مسؤوليته ولا "المستقبل"، إنّما هذه القوى بحدّ ذاتها التي لم تتمكّن من تجاوز حساسياتها الشخصية لمصلحة الانتظام داخل إطار مشترك، عِلماً أنّ فشلها رتّب ويرتب انعكاسات وطنية بالدرجة الأولى، عبر تغييب الخطاب الشيعي الذي يبدي الأولويتين اللبنانية والميثاقية على ما عداهما، كما ينعكس فشلها على حضورها الذاتي بالدرجة الثانية.
ثانيا، وإذا كان الشيء بالشيء يُذكَر، فإنّ المعارضة المسيحية التي واجهت الاعتقال والإقصاء والعزل والحظر بين عامي 1990 و2005 لم توفّر مناسبة لتوحيد صفوفها في مواجهة الوصاية السوريّة، الأمر الذي تمّت ترجمته في لقاء "قرنة شهوان"، وهي لم توزّع المسؤوليّات في كلّ الاتجاهات تبريراً لتقاعسها، على سبيل المثال، إنّما سعت ونجحت، مع فارق أنّها كانت تعمل بظروف شديدة الصعوبة والتعقيد لا يمكن مقارنتها بوضع المعارضة الشيعية.
ولرُبَّ قائل إنّ المعارضة المسيحية كانت تمثّل النسبة الأكثر تمثيلاً من المسيحيّين، فيما المعارضة الشيعية هي أقلّية، وإنّها استفادت من مرجعيّة بكركي، فيما المرجعية الدينية الشيعية أقرب إلى الثنائية الحزبية منها إلى المعارضة الشيعية، ولكن ما لا يفترض القفز فوقه أنّ المعارضة المسيحية كانت تعمل في ظلّ "طغمة" الوصاية السورية وغياب الأفق الخارجي وعدم تفهّم الشريك الداخلي أو عدم جرأته على الوصل مع الفريق المسيحي، وعلى الرغم من ذلك بادرت وانتظمت وساهمت في التمهيد وخلق الأجواء المؤاتية لانتفاضة الاستقلال.
ولكن ما نراه اليوم أنّ المعارضة الشيعية غير مقدامة وغير مبادرة، فضلاً عن "الاختلاف البنيوي" داخل صفوفها على مسألة "المقاومة" التي لا يبدو أنّها محسومة بالنسبة إلى كلّ أطيافها على قاعدة أنّ هذه "المقاومة" انتفى دورها وعلى "حزب الله" تسليم سلاحه والانخراط في المشروع اللبناني، وبالتالي إذا كان التنافس "السلطوي" داخل المعارضة مفهوما ومبرّراً، إلّا أنّ غياب الرؤية الموحّدة حيال البديهيّات الوطنية من دور لبنان في الصراع العربي-الإسرائيلي إلى الالتزام باتّفاق الطائف والقرارات الدولية يبقى غير مفهوم وغير مبرّر.
بيدَ أنّ ما تجدر الإشارة إليه أخيرا أنّ المسؤولية الأولى والأخيرة في دفع قوى 14 آذار إلى التحالف مع المعارضة الشيعية تقع على هذه المعارضة بالذات التي عليها إثبات حيثيتها التمثيلية والتي من دونها يصعب ترجمة وتسييل هذا التحالف سلطويّاً في ظلّ طبيعة النظام الطائفي، وذلك إلى حين إلغاء الطائفيّة وفقا للآليّة الواردة في المادة 95 من الدستور، وبالتالي أولويّة ما بات يعرف بـ"الخيار الثالث" يجب أن تتركّز على تحويل هذا الخيار من كونه نخبويّا إلى جعله شعبويّا بغية صرفه انتخابيّا، وخلاف ذلك يعني "إبقاء القديم على قدمه"، إذ لا يمكن استبدال الرئيس نبيه برّي بشخصيّة شيعية لا تعكس الوجدان الشيعي.
فليس المهمّ إيصال 10 نوّاب شيعة بأصوات غير شيعيّة، لأنّ انتخابهم على مراكز متقدّمة في الدولة، على غرار الرئاسة الثانية، في حال فوز 14 آذار بالأكثرية النيابية، يعني تحدّي مشاعر الطائفة الشيعية وقهرها، والتجربة المسيحية إبّان الوصاية أكبر برهان، فضلا عن أنّ تكليف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والذي هو للتذكير فقط رئيس حكومة سابق ونائب حالي وله حيثيته بمعزل عن حجمها، اعتبر وعن حقّ بأنّه استفزازا لمشاعر أهل السنّة لأنّه تمّ بطريقة انقلابية واستقالة الرئيس سعد الحريري لم تكن اختيارية.
يفترض بقوى "الخيار الثالث" الاتّكاء على "عضلاتها" وليس "عضلات" غيرها، وعبورها إلى الرئاسة الثانية أو وضعها حدّاً لسيطرة الثنائية الشيعيّة على مفاصل اللعبة السياسية والإدارية داخل الطائفة شرط حيازتها على مشروعية تمثيلية داخل بيئتها، وهذه العملية تتطلّب المثابرة والبناء الطويل والثابت والتراكمي، عِلماً أنّ هذا الخيار يزخر بالنخب والطاقات ما يؤهّله فعلاً لفرض نفسه رقماً صعباً داخل الطائفة الشيعية، إنّما شرط الانتظام والمبادرة والإقدام وعدم ربط حركته بالتطوّرات السياسية التي يجب أن تكون عاملاً مساعداً لا أساسيّا...

لا تعدموه
حازم صاغيّة/الحياة
في كلّ مكان من العالم العربيّ قامت وتقوم فيه انتفاضات شعبيّة، تعلو صرخة واحدة: أعدموه. تُسمع هذه الصرخة في المحاكم، على ما رأينا في مصر، لكنّها تُسمع أيضاً في الشوارع والحارات، على ما رأينا ونرى في سوريّة واليمن، فضلاً عن مصر. و«أعدموا الرئيس» تبدو صرخة مفهومة بسبب صدورها عن غضب وظلم مديدين، وعن أعمال قتل وتعذيب وسرقة لا حصر لها، تحوّلت فيها هذه الأنظمة والقيّمون عليها إلى نماذج ومثالات. من هنا نرى هذه الدعوة الثأريّة تتوسّع وتستحوذ على رقعة أكبر وعلى أصوات أعلى. لكنْ لا بأس، هنا أيضاً، باستعادة بعض الحجج التي كثيراً ما وردت في سياق الاعتراض على أحكام الإعدام في البلدان التي عرفت هذه المناظرة: من ذلك أنّ الاحصائيّات جميعاً تدلّ إلى أنّ الاعدامات لم تحدّ مرّة واحدة من نسبة الارتكابات التي بسببها أُعدم المرتكبون. ومنها أيضاً أنّ أكثر ما يبقى من الإعدامات شيوع مناخ طقسيّ وهمجيّ وقطيعيّ تهيمن عليه المطالبة بالدم، وبالمزيد منه، مناخٍ يستخرج منّا أسوأ ما فينا كبشر وكمواطنين نستعيض بالتشفّي والوشاية عمّا نفتقر إليه. فوق هذا، وفي ما يخصّ الانتفاضات العربيّة تحديداً، لا بدّ من الوقوف دائماً على منصّة أخلاقيّة مرتفعة، منصّةٍ تقابل القدرة على ممارسة اللاأخلاق عند الأنظمة المنتفَض عليها. ومسألة الإعدام، وعلى ما دلّت تجربة إعدام صدّام حسين في العراق، لا تكتم دلالتها الغنيّة على الفشل أو النجاح اللاحقين. فالاعدامات، في حال كهذه، تقول إنّ الأمور لا تسير سيراً حسناً، وإنّ المطلوب تحويل الأنظار، ولو غرائزيّاً، عن إخفاق الأوضاع الجديدة وعن تعثّر الإقلاع والتقدّم إلى أمام. ومن يراقب أوضاع العراق اليوم يدرك كم أنّ الغرائز التي استُحضرت لتنفيذ ذاك الإعدام هي نفسها غرائز النزاع الأهليّ المتمادي والحائل دون بناء بلد ودولة. فإذا عكسنا المعادلة، أمكن القول إنّ النجاح في بناء العراق، في حال تحقّقه، كان كفيلاً بترك صدّام حسين حيّاً في زنزانته يتلصّص على بلد استطاع أن يلفظه وأن ينمو ويزدهر. وهذا كي لا نقول شيئاً عن الطريقة الأشدّ همجيّة التي قُتل بها معمّر القذّافي، وكانت نذيراً كافياً بأنّنا سنشهد «كتائب الزنتان» و «كتائب مصراتة» أكثر ممّا سنشهد ليبيا جديدة ومعافاة. إلى ذلك ثمّة صورة رديئة أخرى في ما خصّ المستقبل، صورة تكرّرها جميع الحالات المشابهة التي تعمّدت بالدم. ذاك أنّ باباً من استسهال الاعدام، ومن المزايدة فيه، يُفتح على مصراعيه، بما يعقّد التوصّل إلى بناء شرعيّة سياسيّة مصدرها الإنجاز الفعليّ لا «الإنجازات» الرمزيّة. فالمطلوب، في نهاية المطاف، إعدام طريقة وسلوك وعلاقات بعينها في ممارسة السلطة، وإشاعة قيم بديلة في المجتمع، بدل إعادة إنعاش تلك العلاقات وتلك القيم في ظلّ أشخاص آخرين وتحت يافطات وتسميات مختلفة

1701 و1559 و1680 تحمي لبنان من التوغل السوري
أسعد حيدر/المستقبل

يجب ألاّ يخاف اللبنانيون، من "توغل سوري في الأراضي اللبنانية، سواء من جهة الزبداني أو القصير أو أي منطقة حدودية مشتركة مع سوريا أو بأي عملية داخلية". هذه هي خلاصة "الرسالة" التي سمعتها مختلف الأطراف من قوى 14 و8 آذار وإن "بصيغ مختلفة" من زائرين دوليين وإقليميين خصوصاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. هذه التطمينات لم تأت من فراغ. سمع اللبنانيون من مسؤولين وسياسيين، بوضوح أكثر، أنه وان كان من حقهم بل من واجبهم القلق من ارتدادات الزلزال السوري عليهم، إلا أن لبنان سيبقى تحت المتابعة والرعاية الدولية، وهو ليس بحاجة لجهود استثنائية أو خاصة لترجمة هذه الرعاية في قرارات دولية جديدة، تحول أجواء "الحرب الباردة" الدائرة حالياً بين روسيا والغرب عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً في منعها بسبب استخدام حق الفيتو كما هو حاصل حتى الآن بكل ما يتعلق بسوريا.
لبنان تحت "رعاية" ثلاثة قرارات احدها يعني العلاقة مباشرة بسوريا والقرارات هي: 1701و1559 و1680. "يكفي حصول أي توغل سوري في الأراضي اللبنانية ليشكل مبرراً للتحرك الدولي وبالتالي تحريك هذه القرارات للحصول على ما لم يتم الحصول عليه في إصدار قرار من مجلس الأمن ضد سوريا.
هذه القرارات خصوصاً 1680 منها كافية للتعامل مع النظام الأسدي بقوة وقسوة تعويضا عن العجز الحالي منه بسبب الموقف الروسي. أكثر من ذلك النظام الأسدي في دمشق يعرف هذا الواقع، لذلك رغم محاولاته للاختراق عبر ثغرات معينة ومحدودة يكتفي حتى الآن "بالعتب والتمني" على السلطات اللبنانية.
الانفتاح يكون تبادلياً، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن "حزب الله" وإيران "متوتران وخائفان، وان بنسب متفاوتة". "الحزب" متوتر من حصول التغيير في سوريا وهذا طبيعي جداً. والقلق والخوف الإيراني يصيبانه بالعدوى. ذلك أن طهران تشعر بأنها "محاصرة وان حصارها يزداد قوة وشراسة إن على الصعيد الاقتصادي أو بسبب الشعور بإمكانية سقوط النظام الأسدي وآثاره الزلزالية على كامل استراتيجيتها، وأخيراً شعور طهران أن العرب أو بعضهم يدير ظهره لها ويشارك في حصارها، وأخيراً أن دعم التغيير في سوريا هو حركة سنيّة ضد سياستها الشيعية".
فإن هذه التطمينات لم تكن "شيكات على بياض" فقد رافقها خصوصاً من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، "اضاءات" على المسارات في المنطقة، وفي أحيان أخرى نصائح من موقع المهتم والمعني وحتى الصديق لمختلف القوى اللبنانية". هذه التوجه انطلق من قاعدة واضحة وهي: "إن النظام في دمشق منتهٍ ولن يبقى رغم كل محاولاته المتأخرة جداً. وفي جميع الحالات فإن المعطى السوري تغير حالياً، فكيف عندما لا يعود موجوداً. لذلك كله من الأفضل لجميع اللبنانيين أن لا يتأثروا كثيراً بما سيحصل ويعملوا على تحويله لردات فعل قائمة على الانتصار أو الهزيمة. في الحالتين لبنان سيكون الخاسر الكبير. لذلك من الأفضل أن تقوم مختلف القوى بمراجعة للأوضاع وأن تعمل على إعادة تموضعها وان تنفتح على الآخر. وهذه النصيحة موجهة أساساً لحزب الله".
إذا كانت قوى 14 آذار مستعدة للقيام بمبادرة باتجاه كل اللبنانيين، من الطبيعي أن يأتي إعلانها من الرئيس سعد الحريري مباشرة خصوصاً وانه قادر على ذلك، وقد أثبت سابقاً قدرته على القفز فوق "جراحه" الشخصية من أجل لبنان وذلك عندما ذهب الى دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد ونام تحت حراسته، فبادله بجملة قرارات انتهت بالعمل على إسقاطه من رئاسة الوزراء وهو عند الرئيس باراك أوباما في واشنطن، مما يؤكد بشكل واضح أن الأسد لم يكن بحجم الدور والمهمة الملقيين عليه من "الإرث" الذي أورثه إياه والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. يبدو واضحاً أن الموقع يورث لكن القيادة تبقى فعلاً وممارسة تتجاوز المواقف الشخصية الضيقة. "اليد الواحدة لا تصفق". أي مبادرة بفتح مسار جديد، يحصّن لبنان داخلياً، يتطلب ان يمد الآخرون خصوصاً "حزب الله" يده. من دون ذلك، ما يحصل سيشكل خسارة للبنان لا تعوّض.

ليعتذر "حزب الله"
علي الرز/لبنان الآن
يعرف قادة "حزب الله" في لبنان تماماً ان النظام السوري الحالي هو الذي انتهى وليس الثورة السورية التي كلما عاد مسؤول لبناني من دمشق بشّر بانها "انتهت". يعرف الحزب ذلك، فهو موجود على الارض، والمنظومة الامنية الاقليمية التي ينتمي اليها تملك الكثير من المعطيات والوقائع وتقف اكثر من غيرها على اتجاهات الريح. ومع ذلك ينحو "حزب الله" طبيعياً منحى الدفاع المستميت عن هذا النظام لاعتبارات كثيرة أعلنها مراراً وأصبحت مثل المقررات الدراسية: سورية ممرّ ومقرّ لحركة المقاومين اللبنانيين من سلاح وعتاد وخبرات وتدريب. سورية دفعت وتدفع ثمناً باهظاً نتيجة التزامها خط الممانعة. سورية وقفت مع الحزب في أحلك الظروف... وسورية بطبيعة الحال حليف ايران الاستراتيجي وحلقة الربط الكبرى في الهلال الممتدّ من طهران الى غزة. من هنا يبدو طبيعياً ايضاً ان تتشابه مفردات الحزب مع مفردات البعث السوري، فالأبيض "أسود" اذا اقتضت ذلك ضرورات المرحلة، والخطاب التعْبوي ينْفلش ليقتصر على جمهورٍ ينكمش لكنه يبقى متفاعلاً على قلق يبدده الركون الى السلاح وغلبته. ألم نسمع عن "مؤامرة" دفعت بـ12 الف لبناني الى تشكيل جيش في الاردن انتشر في بيروت وسيطر على الطرقات ونشر القنّاصة ليقتل الابرياء ورمى القنابل على تظاهرة الاتحاد العمالي لدى غزو بيروت في 7 مايو 2008؟ ألم يقل ذلك قادة في "حزب الله" وبعض السياسيين الشبيحة الموالين؟ ألم تُقتحم وسائل إعلام وتُحرق ويُقطع بثّها؟ ألم تتم ملاحقة الذين يصوروّن بأجهزة الموبايل المسلحين الفرحين بـ"تحرير" العاصمة؟ ألم يعتبر قادة "حزب الله" غزو بيروت يوماً مجيداً بدل ان يعتذروا للضحايا الأبرياء؟ ... قارِنوا ذلك مع خطابات الرئيس السوري التي اعتبرت ما يجري في سورية اليوم "مؤامرة" يقودها مسلحون تدربوا في الخارج وتغذيها أجهزة إعلام ومجاميع تصوّر التظاهرات والقتل وترسلها الى فضائيات مشبوهة... قارِنوا لتعرفوا ان البحر الاعلامي والتعبوي واحد مهما تعدّدت الينابيع. ومع ذلك هناك نقطة ما كان يجب ان تغيب عن "حزب الله" وربما هي حاضرة لكن الضرورات تبيح المحظورات. هذه النقطة تتمثل في مسؤولية الحزب عن خلق خطوط تماس ورفْع حواجز بين الشيعة، الذين ادعى مراراً انه يمثلهم، وبين السوريين في مرحلة ما بعد بشار الاسد. فالحزب يعلم تماماً ان سورية التي حضنته ودعمته هي سورية "الشعب" وليس سورية "الاسد"، وان السوريين بمختلف انتماءاتهم بل بغالبيتهم المذهبية هم الذين فتحوا بيوتهم للبنانيين، لاجئين ومقاومين، وان السوريين وفي طليعتهم الثائرون اليوم على النظام هم من أعطوا دروساً في الممانعة عن قناعة وليس عن إملاءات او توجيهات، وان السوريين الذين مُنعوا حتى من أشكال التعبير الشعبي رداً على الانتهاكات الاسرائيلية لبلادهم كانوا يعيشون حال غليان وهم يرون المقاومين اللبنانيين يسطّرون الملاحم ضد اسرائيل فيما النظام يرسل مفاوضاً الى اوروبا ليرسم مع الاسرائيليين صورة لما بعد الحرب، واخيراً لا آخر، يعرف الحزب ان أطفال درعا سُحبت اظافرهم بينما سمحت اسرائيل لدبابات النظام بمحاصرة حوران متجاوِزة خطوط الاتفاقات، وان مواطنين سوريين شرفاء هتفوا للحرية فعادوا الى أهلهم بلا أحشاء بينما كان أحد أركان النظام، القريب والنسيب والشريك، رامي مخلوف يرسل الى اسرائيل رسالة مفادها ان أمن سورية من أمنها. يدّعي الحزب انه يراهن على الشعوب لا على الأنظمة وان عمقه الاستراتيجي هم الناس لا الحكومات، لكن البوصلة ضاعت منه في الموضوع السوري، وأسست مواقفه المنحازة الى الجلاد لا الى الضحية قواعد اشتباك أخلاقية وإنسانية مع مظلومين كل جريمتهم انهم انتفضوا من اجل حياة حرة وكريمة. والخطورة كل الخطورة انه يُسقط موقفه السياسي "المصلحي" مع النظام على واقع مذهبي. ليعتذر "حزب الله" من أهالي الضحايا السوريين. من الشعب السوري. من الثوار الطامحين الى التغيير، وليؤكد انه يحترم خيارات الناس وتضحياتهم نائياً بنفسه عن دعم نظامٍ انتقل من الخطأ الى الخطيئة، فـ"الايام المجيدة" الحقيقية تُكتب اليوم بدماء الابرياء لا بسيوف الطغاة، والاعتذار للمظلوم هو القوة الحقيقية العابرة للمناطق... والطوائف.

حزب الله" يحاول اختراق زحلة وتطويقها بمشاريع "مشبوهة"
ألان سركيس/المستقبل
تستقطب منطقة زحلة الأنظار اليوم، بعد محاولات حثيثة للسيطرة عليها واستخدام أراضيها لمشاريع سياسية مشبوهة لا يرضى أهلها بها. فهناك من يحاول استباحة "عروس البقاع" وجوارها وتغيير معالمها وإدخالها في لعبة إقليمية لا دخل لها فيها لا من قريب ولا من بعيد.
زحلة قالت كلمتها في انتخابات العام 2009، وكان صوتها المرجّح والحاسم في انتصار مشروع قوى "14 آذار" المنادي بمنطق الدولة والرافض لسيطرة دويلة "حزب الله". لم يعجب الأمر "الحزب" الذي يحاول استكمال بناء الدويلة، حيث تشكل زحلة بموقعها الوسطي ممراً استراتيجياً للربط بين البقاعين الشمالي والغربي والجنوب.
سياسة الحزب واضحة في هذا الخصوص، فهو يعمل لشراء الأراضي بكثافة وفي مناطق استراتيجية بالتعاون مع بعض الجهات الزحلاوية القليلة المؤيدة له، ويحاول مدّ شبكة اتصالاته غير الشرعية "مواربة" وحتى بالقوة، إلا أن ما يثير الاستغراب هو موضوع إجراء "الإحصاء الزراعي" الذي تبيّن أنه يُخفي أهدافاً سياسية وأمنية.
والواقع أن الإحصاء "المزعوم" بدأ على أنه لأهداف زراعية، ثم تبيّن من نوع الأسئلة التي تضمّنها أن أهدافه وغاياته "مشبوهة"، ومن الأسئلة العجيبة والغريبة عن المنطقة وأهلها التي طُرحت على أحد الزحليين "إذا وقعت حرب داخل المدينة فمن أي طريق ستهربون؟"، إضافة الى "الاستفسار عن الجهة السياسية التي يؤيدون وعن الانتماءات الحزبية وتاريخهم في الحزب الذين ينتمون اليه".
واللافت في المسألة، كما أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف لـ"المستقبل"، توجّه الأشخاص، أو "العناصر"، الذين يقومون بالإحصاء الى مناصري "القوات" وقوى 14 آذار، بحيث تم التأكد من هذا الموضوع، وتبيّن أن أغلبية المواطنين الذين شملهم الإحصاء هم من الخط السياسي المعارض لـ"حزب الله".
وفي هذا السياق طالب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني في حديث الى "المستقبل" الجهة السياسية التي تقف وراءهم "بالكشف عن نفسها، والإفصاح عما تريده بوضوح من خلال هكذا عمل، ومحاسبة البلدية إذا كانت مسؤولة عن كشف آراء الأهالي والسماح لمجموعات غريبة بالتسلل الى داخل النسيج الزحلاوي".
وفي حين أشار أبناء المنطقة الى أن "هناك عشوائية في طريقة العمل، فالبلدية أعطت الإذن لبدء الإحصاء، بينما العمل على الأرض يتم على مستوى أشخاص يتغلغلون بين المواطنين ولا يحملون أي اسم لشركة إحصاء"، أكد المعلوف أن "الملف أصبح في يد الأجهزة الأمنية التي تحقق في الموضوع، ونواب زحلة ينتظرون انتهاء التحقيق للتحرك على أساسه".
ولعلّ أبرز ما يثير المخاوف هو موضوع مدّ "حزب الله" شبكات الاتصال في منطقة زحلة. ففي تشرين الثاني الماضي، حصلت حادثة ترشيش الشهيرة حيث حاول عناصر من "حزب الله" استغلال تمديد شبكة الألياف البصرية لوزارة الاتصالات في البلدة، لتمرير خطوط الشبكة الأرضية للحزب، فأحضروا معهم أنابيب كابلات الاتصالات مستغلين ردم العمال الحفريات، لكن الأهالي نجحوا في التصدي لهم ومنعهم بمساعدة القوى السياسية المعارضة.
وكانت "المستقبل" قد كشفت بعد ذلك استئناف "حزب الله" مد شبكة هاتفية في بلدات رياق وحوش حالا وحي السلم في قضاء زحلة، على إثر تعطل أعمال مدّ شبكته الهاتفية غير الشرعية في بلدة ترشيش. ولكن لم يُسجّل أي تطور جديد حتى اليوم، والشبكات ما زالت قائمة في هذه الأماكن.
وبحسب المعلومات فإن الشبكة الرئيسية للحزب تمتد حالياً من بعلبك وتمرّ بأوتوستراد زحلة وفي الكرك التي تقطنها أغلبية شيعية مؤيدة للحزب وصولاً الى شتوره، ويجري الحديث عن أنها مرّت بعلم البلدية، وتشكل شتورة منطقة استراتيجية بحيث يُمكن الوصول منها الى بيروت والبقاع الغربي والمصنع والحدود السورية، فالحزب يحاول ربط المناطق بشبكات اتصال غير شرعية "ربما تصل الى ما بعد الحدود"، مع العلم أنه استغل الأشغال التي كانت تقوم بها الشركة التي كلّفت سابقاً من قبل وزير الاتصالات السابق شربل نحاس بعقد قيمته 50 مليون دولار لمد شبكات للدولة.
ويُطرح كذلك ملف بيع الأراضي على بساط البحث، فالنائب ماروني أشار الى أن "أكبر نسبة بيع للأراضي في لبنان توجد في قضاء زحلة، وكان قد طرح في اجتماعات بكركي إنشاء صندوق مالي خاص لشراء الأراضي كي لا تذهب للغرباء، لأن من يبيع الأرض بحاجة الى المال ولا نستطيع منعه".
لكن ما يحصل أن "حزب الله" يقوم بشراء الأراضي في مناطق استراتيجية محيطة بزحلة مثل الدلهمية والمعلقة، إضافة الى الصفقة الكبيرة التي تم الحديث عنها، حيث باع رئيس "الكتلة الشعبية" النائب السابق الياس سكاف مساحات شاسعة في تعلبايا للسفارة الإيرانية ولمقرّبين من "حزب الله". والعملية تحصل إما مباشرة أو عبر وسطاء من داخل المدينة وبكثافة، والكثير من الصفقات "مشبوهة" ويطرح الزحليون علامات استفهام حولها، ومنها أن الحزب من خلالها "يحاول تطويق زحلة وفرض حصار عليها".
ويمكن القول إن هذه المعطيات كلها تُظهر أن "حزب الله" يضع نصب عينيه هدف السيطرة على زحلة، نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية والجغرافية في البقاع الأوسط التي تشكّل ممراً إلزامياً للربط بين البقاع الشمالي، الخزان البشري للحزب، والبقاع الغربي والجنوب، ساحة المواجهة، ومن أجل وصول الإمدادات الرئيسية والذخيرة من سوريا لتعبئة مخازنه عبر المصنع، حيث أن شاحنات الأسلحة التي أوقفتها القوى الأمنية الشرعية وأُفرج عنها لا تزال ماثلة أمام عيون اللبنانيين. ولا يخفى أيضاً الضغط الهائل الذي يُمارس على نوابها والحملات الإعلامية عليهم من قبل الإعلام الموالي للحزب من أجل حرف الحقائق وعدم فضح الارتكابات التي تحصل في منطقتهم.

مصباح الأحدب للمستقبل: نرفض المحاصصة.. وطرح تعديل الدستور غير ملائم اليوم
المستقبل/انتقد نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب، "التعيينات الإدارية المقبلة على قاعدة المحاصصة، ومطالبة البعض في حكومة الاتجاه الواحد باعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات، ومن ثم إصراره على الحصول على حصص معينة فيها"، مؤكداً أن "الكفاءة والمحاصصة سمتان متناقضتان". واعتبر أن دعوة الرئيس ميشال سليمان الى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية، في ظل الانقسام السياسي الحاد في البلد، والأجواء المشحونة "ليست مؤاتية، وطرحها اليوم غير ملائم".
وأشار في حديث الى "المستقبل" أمس، الى أن قول قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إن إيران حاضرة في جنوب لبنان، الخاضع لإرادتها "أمر نضعه في عهدة الشيعة اللبنانيين"، داعياً اياهم الى "أن يحددوا ماذا يريدون، لأن لا مصلحة لهم في هذه التصريحات الإيرانية". وتساءل "من قال إن السنّة يريدون الانتقام من الطائفة العلوية؟"، لافتاً الى أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من يطلق هذه الشائعات.
وهنا نص الحوار:
[ كيف قرأتم دعوة الرئيس ميشال سليمان الى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية، والتي بدت وكأنها جاءت على خلفية عجز الحكومة عن الاتفاق على موضوع تصحيح الأجور؟
ـ أعتقد أن الرئيس سليمان محق في دعوته الى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية، خصوصا وأن هناك أموراً كثيرة بحاجة الى تعديلات في الدستور، ولكن في ظل الانقسام السياسي الحاد في البلد، والأجواء المشحونة أرى أن هذا الأمر يأتي في ظروف غير مؤاتية، وهو طرح غير ملائم اليوم، لأن هذا الأمر بحاجة الى نقاش جدي وحقيقي في العمق، ولكن يجب أن يسبق ذلك معالجة الكثير من القضايا، قبل الشروع في أي تعديلات تطال كل المستويات. لذلك أرى أن تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية لا يمكن أن يُطبق اليوم.
[ الى أين ستنتهي المساجلات بشأن تصحيح الأجور، لا سيما بعد إعلان وزير العمل شربل نحاس رفضه توقيع مرسوم الأجور، ومن ثم تراجعه عن ذلك؟
ـ إن موضوع الأجور، يفتح الباب أمام توصيف الحالة الاقتصادية للبنانيين، التي أصبحت سيئة للغاية، لذلك أعتقد أن هناك نقاطاً أساسية لا يمكن تجاهلها، وأسئلة حول هذا الجانب لا بد من الإجابة عليها، ومنها ضرورة وضع تصور واضح للمرحلة المقبلة في ظل عملية تصحيح الأجور، التي باتت أكثر من ملحة، لأن قدرة القيمة الشرائية لدخل اللبناني تراجعت كثيراً في السنوات الماضية، ما يستدعي إقرار سلة متكاملة من الإجراءات تمنع تآكل زيادة الأجور، وتحسن القدرة الشرائية للمواطنين. ولكن السجالات الدائرة في هذا السياق عند الجميع قائمة على خلفيات سياسية لا اقتصادية، وكل الطروح الذاهبة الى مجلس شورى الدولة والمقبلة منه تؤكد أن الكيديات السياسية هي السائدة في هذا الشأن، لذلك لا بد من حل يجنّبنا هذه الكيديات، ويعالج موضوع الأجور بطريقة علمية بعيداً من المصالح الذاتية لهذا الفريق أو ذاك.
[ ما تقويمكم لإعلان كل أطراف حكومة الاتجاه الواحد وجود خلافات بينهم حول الحصص في التعيينات الإدارية، تحول دون بت هذا الموضوع الذي تأخر إنجازه كثيراً؟
ـ إن أي تعيينات إدارية تأتي على قاعدة المحاصصة لا تنفع، وأستغرب مطالبة البعض باعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات من جهة، وإصراره على الحصول على حصص معينة من جهة أخرى، أو على الحصول على موقع في هذه الإدارة أو تلك، لأن الكفاءة والمحاصصة سمتان متناقضتان، وهذه الطروح ليست لمصلحة المواطن، بل تحقق بعض المكاسب لهذا الطرف السياسي أو تلك القوى، ولكنها في النهاية لا تصل الى نتيجة إيجابية على المستوى الوطني العام.
[ الرئيس سليمان يصر على تكرار دعوته الى استئناف الحوار بين القوى السياسية اللبنانية، هل تعتقدون أن الشروع في هذا الحوار بات قريباً؟
ـ إن الحوار بين اللبنانيين أمر ضروري، ولكن لهذا الحوار حيثيات وأصولاً يجب توافرها، خصوصاً وأن القرار بشأنه لدى البعض هو في الخارج وليس في الداخل، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار ما يجري حولنا في الوطن العربي، ولا سيما في سوريا، لأنه يؤثر على تصورات البعض لهذا الحوار والغاية منه. ولكن لا بد من التأكيد أن للحوار أصولاً يجب اتباعها، خصوصاً وأننا تحاورنا في السابق، ولم يتم تطبيق الكثير من النقاط التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار. لذلك أشدد على ضرورة إجراء الحوار على قواعد جدية وثابتة، وعلى أسس جديدة يحتكم اليها الجميع، ويعملون بصدق على تنفيذها.
[ تزايدت تحذيرات كل الأطراف السياسية من الفتنة، كيف تقرأون هذه التحذيرات التي باتت تشكل هاجساً مقلقاً للبنانيين؟
ـ يبدو أن التنافس القائم بين الفريقين في لبنان لا يلبي مصالح الناس، وقواعد اللعبة تفترض التعاطي مع هذه الأمور بروية وجدية واضحة، وإذا حصل ذلك فلن تكون هناك مشكلة داخلية أو فتنة، علماً أن فريقي 14 آذار و8 آذار يعترضان على الدستور عموماً، ولكن ما يحصل هو عدم التطبيق الكامل للنصوص الدستورية. لذلك أرى أن الطرفين في البلد مسؤولان عن إثارة الفتنة، وهما شريكان في هذا الأمر، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سواء أكانا يعلمان ذلك أو لا يعلمان.
[ هل تعتقدون أن من يعلنون عن خشيتهم على الوجود المسيحي في المنطقة محقون في هذا التخوف؟
ـ إن الخشية مما يجري في المنطقة موجودة، وهي ليست مقتصرة على المسيحيين، بل تطال كل الفئات التي يعتبرها البعض أكثرية أو أقلية، ولكن الاعتقاد بأن الأنظمة الديكتاتورية هي التي تحمي الأقليات عموماً، والمسيحية منها خصوصاً، هو اعتقاد خاطئ. وما يتم تسويقه من تخويف للمسيحيين هو من وحي بعض الأنظمة الذي يدعي الحرص على الأقليات، ونحن نعلم أن الأكثريات التي يُشار الى أنها ستكون مصدر الخوف للمسيحيين، وهي الأكثرية السنية في المنطقة، هي أول من دفع الأثمان الكبيرة في الصراعات. وأذكر بأن البعض قال لي يوماً إن السنّة لا يريدون إخراج الجيش السوري من لبنان، وتبين لاحقاً أن السواد الأعظم من اللبنانيين، وخصوصاً السنّة منهم، كان مع هذا الخروج من لبنان، ومن أول الدعاة الى تطبيق اتفاق الطائف وليس ممن رفض تطبيقه كما أشيع.
[ ولكن هناك من يشيع أخباراً عن إنشاء إمارة إسلامية في المنطقة، وهو الأمر الذي يقلق بعض الأقليات، وخصوصاً المسيحيون منهم، مع تحفظنا عن هذا التوصيف؟
ـ إن الكلام عن إنشاء إمارة إسلامية هو مجرد شائعات تهدف الى إشاعة أجواء من الخوف بين أبناء الوطن الواحد. وقد لاحظنا أن أبناء الثورة السورية رفعوا شعار التخلص من النظام الديكتاتوري وليس من العلويين كما يدعي رأس النظام وتوابعه. لذلك أؤكد أن الصراع ليس قائماً بين السنة والعلويين في سوريا، بل هناك شعب عانى من ظلم النظام وديكتاتوريته وقمعه، وليس من العلويين الذين عانوا كما إخوانهم المسلمون والمسيحيون وغيرهم من الأطياف السورية من هذا الظلم. لذلك أشدد على أن هذا التوصيف ليس في مكانه، وهو مرفوض وغير مقبول.
[ ما تعليقكم على قول قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إن بلاده حاضرة في جنوب لبنان والعراق، وإن هاتين المنطقتين خاضعتان لإرادة إيران القادرة على تنظيم أي حركة تؤدي الى تشكيل حكومات إسلامية فيهما؟
ـ الكل يعلم أن هناك لبنانيين يقطنون في جنوب لبنان، ومنهم الشيعة، وهؤلاء لبنانيون، ولا أظن أن هناك أي مصلحة للشيعة في هذه التصريحات، علماً أن لإيران مصالح في لبنان، ولكنها محدودة. وأرى أن على الشيعة في لبنان أن يعطوا آراءهم في مواقف المسؤول الإيراني، وأن يحددوا ماذا يريدون، لأن لا مصلحة لهم في هذه التصريحات. وهنا أشير الى أن الأمور تتغير وليست ثابتة، ولا نستطيع إبداء الرأي في أمر يجب انتظاره، لذلك نرفض ربط لبنان بالخارج. وأشدد على ضرورة معرفة ماذا نريد كلبنانيين، خصوصاً وأن لبنان كان لفترة قريبة ساحة الصراع في المنطقة، أما اليوم فقد انتقلت ساحة الصراع الى المنطقة، وبات لبنان بعيداً عنها، على الرغم من إمكان تأثره بما يجري في المنطقة. وهنا أسأل، إذا حصل صراع بين باب التبانة وجبل محسن لا سمح الله، وسقط نحو 30 ضحية يومياً، فهل سيؤثر هذا الأمر على سوريا؟ ومن قال إن أهل السنّة يريدون الانتقام من الطائفة العلوية؟ إن من يقول هذا هو الأسد، ولكن نحن نطمئن أهلنا في الطائفة العلوية الى أن ما يصيبهم يصيبنا، وأن أي خطر عليهم هو خطر علينا أيضاً، وأن السنّة لن يكونوا مصدراً لأي قلق أو خوف للعلويين في لبنان، أو في سوريا.
حاوره: محمد حمّود

العتب ـ الإنذار" السوري يُدخل لبنان حزام النار ورئيس الجمهورية يتصدى للتشبيح الديبلوماسي
أحمد الأيوبي/المستقبل
هل دخل لبنان دائرة الضغط الأمني السياسي المباشر من قبل النظام السوري بعد "العتب" الديبلوماسي الذي وجهه سفيره في بيروت علي عبد الكريم علي؟ والذي يوازي في الترجمة العملية إنذاراً بالخط الأحمر العريض، بعد سلسلة وقائع روّجت لها الآلة الإعلامية للنظام على أنها انتهاك لخصوصية العلاقة اللبنانية السورية ولوضعية التحالف القائمة مع قوى الأغلبية الحكومية، التي يفترض أن تشكل مساحة دعم لنظام دمشق في هذه المرحلة الصعبة التي يواجه تحدياتها الداخلية والإقليمية.
هذا السؤال بات يفرض نفسه في ضوء عملية التسخين التي أطلقها مطبخ النظام السوري عبر سلسلة تسريبات تضمنت تشريحاً لوجهة نظر النظام في الوقائع والمناسبات التي شهدتها الساحة اللبنانية، وخاصة زيارتا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، باعتبارهما زيارتين معاديتين لنظام الرئيس بشار الأسد، فضلاً عن تفصيل مآخذ على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لجهة ضبط الحدود ووقف ما تتحدث عنه السلطات السورية من تهريب للسلاح عبر الحدود..
واللافت للانتباه هنا أن المصدر السوري المطلع والمأذون والمهدد والمتوعد، وجد طريقه إلى عدد لا بأس به من مواقع الإعلام اللبناني، التي نشرت "وجهة النظر" التهديدية للنظام، من دون نقاش أو ردٍّ، بل بتواطؤ البعض عندما تبلغ وقاحة النظام حدّ رفض تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين الهاربين إلى لبنان بأرواحهم وكرامتهم.. واعتبار ما تقوم به "الهيئة العليا للإغاثة" مناقضاً للمصلحة السورية اللبنانية. فقد اعتبر المصدر السوري أن "تعاطي الحكومة اللبنانية مع اللاجئين السوريين، في الشمال خصوصاً، وصرف الأموال لهم عبر "الهيئة العليا للإغاثة"، يعتبر تشجيعاً لنزوح هؤلاء ولمن يريد أن يقتدي بهم. وفي هذا الإطار ينقل المطلعون على موقف النظام أنه حرّض أتباعه بالقول: كيف تسمحون بأن تهبط طائرة إيطالية محملة بالأدوية في مطار بيروت، وتوزع حمولتها على هؤلاء اللاجئين؟ لافتاً إلى أن ذلك يعزز شكوك النظام بتشجيع اللاجئين على دخول لبنان.
فهل أصبح تقديم الإغاثة الإنسانية بحدودها الدنيا تحريضاً على اللجوء؟ وهل يحتاج المضطهدون في سوريا إلى من يحرضهم للخروج من الجحيم الذي يكتوون بناره ويدفعون حياتهم على طريق الفرار منه أو الوقوع تحت حصاره؟ وكيف يمكن قبول نقل مثل هذا الاستهتار بالحياة الإنسانية على صفحات بعض الصحافة اللبنانية؟
إلا أن الأسوأ في سلسلة التسريبات السورية نقل بعضهم عن مصدر سوري أن "العتب يُبلّغ مرة واحدة"، بمعنى أن المرة القادمة ستشهد معاقبة النظام للبنان إذا سمحت حكومته بحصول زيارات مثل زيارتي بان كي مون وأحمد داوود أوغلو، بل يذهب هذا المصدر إلى تحذير الرئيس ميقاتي من زيارة فرنسا، التي يصنفها نظام الأسد على أنها خطوة باتجاه دولة تقف رأس حربة في وجهه، وبالتالي فإنه يضغط لتعطيل مفاعليها أو إلغائها إذا استطاع.
ولم تخلُ رواية المصادر السورية من رائحة المؤامرة، حيث قال بعضها إن مؤتمر الربيع العربي الذي ألقى فيه بان كي مون كلمته كان مقرراً عقده في اصطنبول، ثم استبعده الأتراك لإغاظة النظام السوري الى بيروت، وان ثمة مَن في داخل الحكومة من سهّل نقل المؤتمر إلى العاصمة اللبنانية ولم يفعل ما ينبغي للحيلولة دون تحول بيروت إلى منبر لتوجيه الرسائل إلى الرئيس الأسد.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل وصل العجز بحلفاء سوريا حدّ عدم قدرتهم على حماية نظامها من هجمات بمستوى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، ولماذا اقتصر الاحتجاج على مواقفه على وفد متواضع سلم رسالة إلى مقرّ الأمم المتحدة في بيروت وبعض بيانات الاستنكار التي لم تتعدّ الفولكلور السياسي وضرورة تشكيل المشهد المعارض للزيارة الأممية لكن بحدودها الدنيا..
والأخطر من ذلك إلقاء النظام تبعة فشله الأمني على خاصرة الحدود اللبنانية، والادعاء بأن عناصر الجيش السوري الحر التي واجهت شبيحة الأسد في الزبداني إنما جاءت من الجانب اللبناني للحدود، وتظهير ما ادعى التلفزيون السوري الرسمي أنها اعترافات لأحد مهربي السلاح ويدعى عاصم محمد نديم المسدي الذي لم يعطِ في اعترافاته التي جاءت ليحاول من خلالها النظام السوري إثبات وجود تهريب سلاح من عرسال، فلم يقدم المهرّب المفترض سوى ألقاب لأشخاص يستحيل التأكد من وجودهم، مثل "أبو عويّد" و"أبو سالم"، وعن مصدر التمويل لم يكن أمام المهرّب إياه سوى أن "يتوقع أنه من دول الخليج". وكان واضحاً أن عرض هذه "الاعترافات" لم تكن أكثر من رسالة تأكيد كيدية على استهداف عرسال وأهلها بعد اتهام وزير الدفاع فايز غصن لهم بالإرهاب..
رئيس الجمهورية يرفض الإرهاب السياسي
لم تمضِ 24 ساعة على "العتب الإنذار" السوري للرئيس ميقاتي حتى كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يصدر موقفاً أخذ شكل التضامن مع رئيس الحكومة وحمل ضمناً الرفض القاطع لسياسة "التشبيح" والتسلط التي عاد النظام السوري إلى ممارستها على لبنان عبر سفيره في بيروت، لأن ما قام به هذا السفير يعتبر خرقاً لكل الأعراف الديبلوماسية، فضلاً عن أنه إجراء غير لائق بين بلدين تربطهما العلاقات المميزة.
فقد اعتبر الرئيس سليمان أنه يحق لضيوف لبنان أن يقولوا ما يريدونه، وأن بان قال كلاماً في الخارج أقوى مما قاله في بيروت، مشيراً إلى أن ما قاله الأمين العام لم يجر الحديث عنه في الغرف المغلقة، وأكد أن لا بان ولا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو طلب شيئاً محدداً من لبنان، أو يتعارض مع السيادة اللبنانية، مؤكداً حرص لبنان على عدم انطلاق عمليات على سوريا من لبنان..
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فإنه لم يعد يستطيع تجاهل مخاطر التهديد الذي مثله "عتب" السفير السوري، وإذا كان يعتقد أن حصانته وحمايته تكون بالسكوت على مثل هذه الممارسات، فإن المنطق يقول إنها بداية طريق الاستهداف والإحراق المباشر، والحصانة من هذا كله يكون بالاستمرار في انتهاج السياسة الإنسانية التي طالما ميزت لبنان، فكان ملجأ الخائفين والمضطهدين، من مسيحيين عموماً وأرمن خصوصاً وفلسطينيين وعرب قصدوه عاصمة للحرية والثقافة.. وعلى هذا الوجه للبنان يجتمع أغلبية الشعب اللبناني.
في المقابل، تطوع وزير الخارجية عدنان منصور لتقديم موقف مساند للنظام السوري في ردٍ غير مباشر على رئيس الجمهورية عندما قال "ان اختيار بعض فصائل المعارضة المواجهة ولجوءها إلى قوة السلاح وضرب المؤسسات المدنية والعسكرية، يجعل الحوار أمراً صعباً وغير ممكن، إذ يزعزع الأمن والاستقرار والوحدة لسوريا"، متجاهلاً شهور القمع الطويلة التي أدت في النهاية إلى حمل السلاح دفاعاً عن الأنفس والأعراض والكرامات، وغاضّاً الطرف عن إرهاب النظام المتمادي بحق الشعب السوري..
أما الإشكالية الكبرى التي وقع فيها حلفاء النظام السوري، فهي هجومهم الحاد على وزير الخارجية التركي داوود أوغلو وكيل الشتائم بحقه وبحق بلده، بالتوازي مع قيام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعقد اجتماع، أعلن بعده الاختلاف حول الموقف من الملف السوري، والتمسك بالتواصل والاستعداد لعقد لقاءات أخرى.
فلماذا التحامل على تركيا ودورها، إذا كان "حزب الله" يدعوها إلى التعاون مع إيران لحل الأزمة السورية، وهل هذا التضارب هو تمايز بين أتباع النظام السوري وبين الحزب والسياسة الإيرانية في لبنان؟ِ
أسوأ ما قرأناه في الرسائل السورية ما نقله البعض عن نفاد صبر النظام السوري تجاه لبنان وأن المرحلة المقبلة ستشهد ردوداً شاملة، سياسية وأمنية على حدٍ سواء، فإذا كان الغرض من هذه الرسائل إرهاب اللبنانيين، فتلك مصيبة، وإن كانت تمهّد لعودة القتل والاغتيال والتفجير فالمصيبة أعظم، لأن البعض في لبنان يرضى لنفسه أن يكون قناة لإيصال رسائل القتلة والشبيحة والمجرمين!
في المقابل، يجدر بباعثي رسائل الموت أن يتذكروا أن سلسلة القتل التي بدأوها باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم بقية شهداء الحرية والاستقلال، لم تزد الشعب اللبناني إلا إصراراً وتماسكاً وصموداً، ولن تزيد النظام إلا غرقاً في دماء الأبرياء، التي لن ترضى بأقل من الانتصار في النهاية.
() رئيس "هيئة السكينة الإسلامية" في لبنان.

حزب الإصلاح السوري/عبد اللطيف المنيّر : الثورة السورية بين مشعوذي المعارضة، والسحرة المتأسلمين !
لم أكن يوما قارىء فنجان أو ضارباً بالرمل حتى أعرف ما سيحدث لسوريا، لكن قراءة متأنية لما يجري على الساحة السياسية يستطيع أي شخص أن يقف على حقيقة الأمر بكل جدارة.   بعد مرور أكثر من عام لرسالتي إلى طَيف من المعارضة السورية، وبعد أن انجزت الثورة السورية تقريبا السنة من عمرها، وخوفاً عليها من الضياع وانحراف بوصلتها، تحتم الظروف المحيطة بالثورة أن أوضح التالي:  حيث بدأت القصة قبل الثورة السورية الشريفة بشهرين، عندما سألني أحد الأصدقاء الذين احترمهم جداً والقريبين مني وهو عضو تجمع تأسس  في منتصف العقد الماضي في شمال أميركا، ذلك عن رأي وكيفية دعم التوجه نحو الديمقراطية، والإصلاح في بلادنا، وخطط التحرك في المعارضة ؟ كان جوابي له عبر رسالة اليكترونية خاصة له، وبدوره نقلها لباقي أفراد تجمعه، وأحتفظت بنسخة منها كعادتي بحفظ المراسلات جميعها لأنها تشكل لي تاريخ نضال لشخص حاول ومازال يحاول أن يفعل شيئا لسوريا مع الوطنيين والمستقلين والأحرار، حيث نحارب على جبهتين ضد النظام السوري، والمعارضة ! 
أهم ما جاء بالرسالة المذكورة والمؤرخة أدناه:
" بعد قرائتي لبيانكم ولبيانات آخرى من المعارضة السورية، وجدت معظمها يتطابق في معطياتها، لكني سألت نفسي إذا كانت كل التيارات المعارضة لها بيان توافقي على الهدف، إذن لماذا الخلاف بينها ؟
أتابع و أقول:
ذلك أن المعارضة السورية فشلت في فترتي حافظ الأسد الأب، وبشار الإبن. وخلال الفترة الأخيره كانت اخفاقات كثيرة للمعارضة السورية في تقديم نفسها كنموذج صحيح للديمقراطية أمام الشعب السوري، وكانت واضحة تلك الإخفاقات بُعيد إغتيال الشهيد رفيق الحريري، لكن اهمها كان تشكيل إعلان دمشق، وجبهة الخلاص والتي تم تأسيسها في الظلام بين الإخوان المسلمين وعبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية، ودخلت معه بتحالف الجبهة دون استشارة أي طرف من أطراف المعارضة السورية داخليا أو خارجيا، ولا حتى إعلان دمشق الذي كانت جماعة الإخوان عضوا مؤسساً به ضاربة عرض الحائط بخطوط إعلان دمشق الحمراء التي وضعها على الغادري، وخدام، ورفعت الأسد ! ومازلنا نجهل حجم الصفقة التي تمت بينهما للتنازل عن مطلب الإخوان في الإعتذار من خدام لمجازر مدينة حماة وملف النفايات النووية، تاركة وقتها تداعيات إعلان دمشق وتمزق بنيته الهشة وانسحاب أعضائه خلفها والجلوس مع خدام في جبهة الخلاص ! وخلال فترة تحالف الإخوان في جبهة الخلاص، سعت الجماعة لإسكات أي صوت معارض خارج نطاق الجبهة، ليكون صوتها هو الأعلى وأنها هي الحامل الوحيد للصوت المعارض السوري في الداخل والخارج، والأمثلة كثيرة لا سبيل لحصرها هنا ". (هو نفس الأداء في المجلس الوطني السوري – التركي).
وتتابع الرسالة لتقول: ".....وثمة حدث آخر حصل من خلال تبادل المصالح السورية التركية بُعيد التقارب بين تلك الجارتين لحاجات استراتيجية، جاء ذلك لإعادة التوازن الطائفي ولإحتواء المشروع السني في المنطقة وإعطاء الريادة السُنية لتركيا، وعليه قامت تركيا بالإيعاز لجماعة الإخوان السورية تعليق معارضتها ضد النظام السوري، لإعادة ترتيب أولويات المنطقة. وفعلا تم الإعلان من جماعة الإخوان عن تعليقها للعمل المعارضي ضد النظام، وهنا أيضا دون استشارة أحد، ولا حتى إعلان دمشق ولا جبهة الخلاص، وأنتهت مع الأخيرة فترة العسل بينهم ! هذه المقدمة السريعة والمعروفة، نستخلص منها أربع عبر هامة في إعادة تقييم العمل المعارض السوري عن تلك الفترة:
أولها، تراجع المعارضة إلى الوراء، وظهورها ضعيفة وافتقارها إلى مشروع معارضي سياسي اقتصادي متين.
ثانيا، ارتكاز المعارضة افراداً وجماعات أو تيارات على انتماءات ومرجعيات سياسية، كانت آنية ووهمية، وبناء تحالفات هشة.
ثالثا، ضمور النظرة السياسية للمعارضة السورية للتقلبات الإقليمية والدولية، التي أثر ذلك الضمور وضعف النظر سلبا على آداء المعارضة.
رابعا، التخبط وعدم وضوح الرؤية في داخل التيار الواحد، وخصوصا بين  إدارة إعلان دمشق بالداخل والخارج، في الخلط بين المطالبة بإزالة النظام، ومطالبة النظام بالإصلاحات !
بعد هذه الإخفاقات وحالة الإحباط التي مُنيت بها المعارضة السورية، لا بد في حال نية الطيبين والمخلصين لسوريا لإعادة لملمة المعارضة الأخذ بعين الإعتبار في التالي:
-  إعادة دراسة العبر التي مرت بها مسيرة المعارضة السورية، اقلها خلال فترة الخمس سنوات الأخيرة، ومن خلال نقد للذات.
- دراسة حالات اخرى من المعارضة الناجحة في دول العالم والإستفادة من تجاربها.
- أن لا تكون المعارضة السورية تابعة لأجندات إقليمة أو دولية، وتكون مستقلة من الشخصيات التي تعتبر نفسها رمزاً ! والتي استغلت منها سنين نضالها أو تجاربها أو أموالها أو ارتباطاتها المشبوهة في السيطرة على المعارضة.
- لا تقوم معارضة بدون مشروع متكامل، ولا غِنىَ عن الإقتصادي والأديب والمفكر، والفنان، واليساري والقومي، والمسيحي المتنوّر، والمسلم العقلاني، والكبير بخبرته، والشاب بمعلوماته.
- التخلي عن الخطاب الطائفي والمطالبة بدولة المواطنة، حيث تذوب فيها مفهوم الأقلية والأكثرية، والطائفية، حتى أنه لو كان فردأ واحدا ينتمي لمذهب ما، يحق له ما يحق لمذهب الأكثرية، ويجب أن نتفق أيضا مع المعارضة الكوردية لتوحيد الجهود !
-    الإبتعاد عن الشخصيات التي سعت إلى تفشيل المعارضة.
- الإستفادة من المظاهرات التي تجري الآن في تونس وليبيا، (وقتها) التي اوضحت وبشكل صريح، عدم تدخل المعارضة بهذه الأحداث ! وهذا يعكس الهوة بين المعارضة وحاجة الشارع المنتفض للتغيير في تلك البلاد. وفيما لو حصل بسوريا ثورة شعبية، ومحاولة تدخل المعارضة بها وبأحداث الشارع السوري، فسيكون التدخل لصالح النظام الحاكم بسوريا، ويصب في إطالة عمره، كما سيكون ارتداد عكسي على الثورة من خلال أداء المعارضة التي تخبطت في اعطاء هوية واضحة لها في السنيين الماضية.
أخيرا، الحوار على ما جاء أعلاه وأراء تصب في هذا السياق هو سبيل النجاح. وأنا شخصيا سأكون جنديا في هذا العمل إن وجد. والسلام.
أخوكم عبد اللطيف المنيّر
الثلاثاء 11 كانون الثاني 2011  الساعة 11:10 بعد الظهر" (انتهى أهم ماجاء بالرسالة)
بيد أن، وأثناء الثورة السورية العظيمة تواصلنا مع بعض الشباب المنتفض في الداخل ومع الكادر العلمي منهم، لترسيخ هذه الأفكار المنوه عنها أعلاه، والإبتعاد عن المعارضة ما أمكن للحيلولة من الوقوع في المطبات السياسية، ولبناء هكيلية وقيادة للثورة من رحمها، لكن أيضا أخفقنا معهم، وكان تأثير المال والنفوذ من قبل بعض أطياف المعارضة بالخارج على الثورة واضحا، وهو الذي أعاق في المضي قدماً لمنع أسلمة الثورة وحتى عسكرتها، وعدم خروج قيادة لهذه الثورة إلى الآن.
بعد هذا الضياع في تيه الجامعة العربية، وبين التدخل والتدويل للأزمة السورية المستعصية، مطلوب اليوم أن يخرج الصوت المستقل الحر ليكون هو الفصل بين مشعوذي المعارضة، والسحرة المتأسلمين من جهة، وبين الشعب السوري العريق بأطيافه، وثورة شريفة سلمية نظفية من جهة آخرى. فهل تستطيع الثورة السورية أن تقف عند حدود المسؤولية وتحمل أعباء العام الثاني من عمر الثورة ؟
كاتب سوري مقيم بأميركا / كانون الثاني 2012