المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار23 كانون الثاني/2012

انجيل القديس لوقا 11/01-13/الصلاة الربـية
وكان يسوع يصلي في أحد الأماكن، فلما أتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه: يا رب، علمنا أن نصلي، كما علم يوحنا تلاميذه.فقال لهم يسوع: متى صليتم فقولوا: أيها الآب ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك أعطنا خبزنا اليومي واغفر لنا خطايانا، لأننا نغفر لكل من يذنب إلينا. ولا تدخلنا في التجربة، ثم قال لهم يسوع: من منكم له صديق ويذهب إليه في نصف الليل، ويقول له: يا صديقي، أعرني ثلاثة أرغفة، لأن لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي أقدم له، فيجيب صديقه من داخل البيت: لا تزعجني! الباب مقفل، وأولادي معي في الفراش، فلا أقدر أن أقوم لأعطيك. أقول لكم: إن كان لا يقوم ويعطيه لأنه صديقه، فهو يقوم ويعطيه كل ما يحتاج إليه لأنه لج في طلبه. لذلك أقول لكم: إسألوا تنالوا، أطلبوا تجدوا، دقـوا الباب يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدق الباب يفتح له. فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حية؟ أو طلب منه بيضة أعطاه عقربا؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون كيف تحسنون العطاء لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه؟

عناوين النشرة
*مطر ترأس قداسا عن ارواح شهداء مبنى فسوح /الاسمر: التعزية في معرفة المسؤول عن الانهيار
*الذكرى الرابعة لاغتيال وسام عيد
*بين الحياد و"النأي"/الياس الزغبي/لبنان الآن
*الزبداني وعسكرة الثورة السورية/علي حماده/النهار
*سوريا تسلم الصيادين اللبنانيين والعريضة تشيع الشاب ماهر حمد
*أخبار المستقبل": تقرير سوري عن مقتل الفتى ماهر قضاءً وقدراً رغم إصابته برصاصة بالرأس
*جريح لبناني بانفجار لغم عند الحدود.. واشتباكات بالجانب السوري من وادي خالد
*الصياد اللبناني المُفرج عنه من سوريا: تعرضت للضرب بمركز الأمن العسكري بطرطوس
*الضاهر: النظام السوري يعتدي على سيادة لبنان واستقلاله دون أي حساب
*النائب خالد زهرمان: كلام سليماني رسالة للمجتمع الدوّلي.. و"الطاقة" بيد فريق "منخور" بالفساد
*النظام السوري يبتز المراقبين العرب بالصور والنساء
*وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: السعودية ستسحب مراقبيها من سوريا.. ويجب الالتزام بالعقوبات على الحكومة السورية
*"أ.ف.ب." عن دبلوماسي: اللجنة الوزارية العربية تقرّ التمديد شهرًا لبعثة المراقبين بسوريا 
*اللجنة الوزارية تقرر التمديد "شهرا" لبعثة المراقبين و تقرير الدابي يحمل "طرفي" الازمة السورية مسؤولية العنف
*الرئيس اليمني علي عبد الله صالح  يغادر اليمن للعلاج: أطلب العفو من كل أبناء وطني
*سرقة كنيسة في كفرعبيدا
*الراعي يدعو السلطة إلى الخروج من التجاذبات السياسية
*مصادر بكركي تحدّثت عن «تمنٍّ» لئلا يساء تفسير الحديث/هل مُنع الكاردينال صفير من الإدلاء بشهادة عن اغتيال الحريري؟  
*المستشفى الأميركي في باريس: الحريري خضع لعملية إعادة ترميم العظم ويغادر في أيام
*في كلام مريب أمنيا: بعثي سوري يذكر أحمد الحريري بأنه يعيش وعائلته بحمى حزب الله 
*حزب الله" يحاول اختراق زحلة وتطويقها بمشاريع "مشبوهة" /كتب ألان سركيس في صحيفة "المستقبل"
*حزب الله على الحواجز الأمنية في الزبداني
*"العربية" عن مصدر بالحرس الثوري: حزب الله دخل سوريا لحماية قاعدة إيرانية
*العربية": مصدر إيراني مقرّب من سليماني يتوقّع "خطف أجانب" بسوريا ولبنان
*شمعون لـ"السياسة": تصريحات سليماني مزايدة سياسية لطمأنة "حزب الله" وحلفاء في لبنان سورية
*شمعون: الجيش قادر على مواجهة إسرائيل.. وطاولة الحوار هي طاولة كذب 
*المشنوق: كلام سليماني بمثابة إعلان احتلال.. وعلى الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران 
*معين المرعبي: الجيش أصبح شرطي سير وتخلى عن دوره في حماية الحدود 
*وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي: إذا صحّ ما نُسب إلى سليماني فهذه مواقف خطيرة
*استمرار المواقف المنددة بتصريحات سليماني/فتفت لـ"السياسة": هناك مشروع إيراني للسيطرة على لبنان عبر "حزب الله"
*المستقبل اليوم/تعليق
*بان أثار موضوع الحدود من دون أوهام حول ترسيمها/تحذيرات من توظيف أوضاع النازحين السوريين لإرباك لبنان/روزانا بومنصف/النهار
*نفحة تفاؤل رئاسية/سمير منصور/النهار
*لبنان بين الفالق السوري والفيلق الإيراني/احمد عياش/النهار/رئيس الجمهورية شارك الأنطونية في عيد مار أنطونيوس/ رعيدي: الشيعي والسني والدرزي كما الماروني لكل لبنان
*مُدمنة الانتخابات كسروان لا تتوقف حساباتها/"الأرض" تغيَّرت والقانون لم يصدر لكنَّ الطامحين مستعجلون/بيار عطاالله/النهار
*الحكومة كابوس في كل ما تقوم به من مقايضات وتنفيعات"/نواب "المستقبل" يحذّرون من نوايا إيرانية مضمرة تجاه لبنان
*كاظم الخير لـ"المستقبل": الواقع متفجر شمالاً والحكومة متقاعسة
*تأجيل التشكيلات الديبلوماسية التفاف على قرار "شورى الدولة"؟!/ثريا شاهين/المستقبل
*استباحة سورية جديدة للسيادة الوطنية في العريضة تقتل طفلاً وتُوقع جريحين
*اتهامات بـ"الجملة" للحكومة: "شريكة" نظام الأسد
*الدّابة!!! /محمد سلام/موقع الكتائب
*اغتيال جندي في خرم آباد وإمام جمعة سني في راسك/أوباما: نعترف بإيران النووية ولم نكن نرغب بفرض عقوبات على «المركزي»
*كلينتون تطالب إيران بإظهار صدق في المفاوضات بشأن النووي/طهران تتراجع عن تهديداتها لواشنطن: الوجود الأميركي في الخليج "روتيني"
*الحرس الثوري يعتزم اجراء مناورات في هرمز خلال أيام
*المعارضة تعد تقريراً مضاداً للرد على تقرير بعثة المراقبين... وتواصل القمع يرفع عدد الضحايا إلى 6500 قتيل 
*"المجلس الوطني" يطلب من الجامعة العربية رسمياً إحالة الملف السوري إلى الأمم المتحدة
*غليون: بعثة المراقبين العرب "غير مؤهلة لوضع تقرير موضوعي"
*الجامعة العربية تتجه إلى تمديد مهمة مراقبيها رغم الانتقادات المتزايدة
*المراقبون العرب والجيش السوري الحر/غسان المفلح/السياسة
*تهديدات ايران الجوفاء/ د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة
*بريطاني من أصل لبناني قتل في الصومال
*الممانعة والربيع العربي/عبدالله إسكندر/النهار
*بنغازي السورية/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*إيران وسوريا.. معا على الطريق إلى جهنم/علي سالم/الشرق الأوسط
*الراعي ترأس قداس الأحد في بكركي /وتسلم من المتعاقدين في الرسمي مذكرة تناشده التدخل لإنصافهم: البطريركية ملتزمة خط جعل لبنان تعدديا وغير منخرط في المحاور/المسيحيون مدعوون لانتصار الوحدة على الإنقسام والحلول على الخلافات/لبنان مؤهل لأداء دور في نشر ثقافة الاعتدال ورفض الإرهاب والتطرف/للخروج من التجاذبات وجعل العمل السياسي في خدمة الملفات الاقتصادية/لبنان جزء من العالم العربي والمصير الواحد يجمع المسيحيين والمسلمين

تفاصيل النشرة

مطر ترأس قداسا عن ارواح شهداء مبنى فسوح /الاسمر: التعزية في معرفة المسؤول عن الانهيار
 وطنية - 22/1/2012 ترأس راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداسا في كاتدرائية مار جرجس للموارنة عن أرواح شهداء مبنى فسوح - الأشرفية، بدعوة من منسقية الأشرفية في تيار المستقبل، عاونه فيه رئيس كهنة الكاتدرائية المونسنيور اغناطيوس الأسمر والأب بولس مطر، وحضره النائبان جان اوغاسبيان ونديم الجميل، المنسق العام لبيروت في تيار المستقبل محمود الجمل، مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، حشد من الشخصيات السياسية، الإجتماعية، أهالي الشهداء وأبناء المنطقة.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الاب الأسمر عظة، قال فيها: "نلتقي معا حول المائدة المقدسة لنصلي لراحة أنفس أحباء لنا في المسيح، هبوا منذ اسبوع للقاء القيامة والحق والحياة في ملكوت إلهي أبدي ليس للموت سلطان عليه، ولا لضعف الإنسان وجهالاته مكان فيه، كما يعلمنا الروح القدس ان نؤمن بذلك. وإذا شئنا ألا يكون رحيلهم رخيصا ومادة تجارة لجني أرباح زائلة، لا بد لنا من أن نلقي جانبا التهم وإلقاء التبعيات والمسؤوليات على هذا أو على ذلك، لأن الله وحده الديان العادل وهو وحده يعرف ما في الإنسان ويجازي كل إنسان بحسب أفعاله، ولنتأمل في خروج أحبائنا من عالم الظلمة والشر الى عالم النور والقداسة التي بدونها لا يعاين أحد ربنا".
اضاف: "كل واحد منا يبحث إما على كلام تعزية يقوله لمن أبوا أن يتعزوا على فقد المختصين بهم، أو يقوله لذاته لكي يساعد ذاته على استيعاب الكارثة، وكل واحد منا يعود ويرى ذاته في دوامة ودوار ما يكاد ينتهي منه إلا ويرى ذاته وكأنه يبدأ من جديد من حيث انطلق في تفكيره البشري العقيم والمحدود، لأن ما قيل ويقال ومن الممكن أن يقال هو من صنع ومن منطق هذا العالم الذي دخلناه وليس معنا منه شيئا ولا نقدر ان نخرج منه ومعنا شيء، على حل قول بولس رسول المسيح للأمم كافة. فالسؤال الوحيد الذي يسود على العقول في هذه الأيام والذي تتفوه به الشفاه هو: لماذا حصل ما حصل؟ ومن هو المسؤول؟ وكأن التعزية هي فقط في معرفة الجواب على هذين السؤالين.
أقول لكم نحن هنا اليوم لننظر ليس بعيون لحمية الى ما حصل ولنفكر ليس بمنطق العالم بهذه الفاجعة، نحن هنا اليوم لنتعزى معا بالمسيح ولنلتمس منه وحده قوة لنقبل كل ما يختص وينتج عن سلبيات طبيعتنا البشرية الضعيفة الذي بتجسده دخل فيها ليضمد ويشفي ويجبر كل ألم ويخلصها بموته وقيامته".
وتابع: "تعالوا نلقي غشاء المادة والمحدودية عن عيون قلوبنا لنستطيع أن ننظر الى المسيح مخلصنا على صليبه والذي منه يأتينا كل فرح وكل عزاء لأنه من على صليبه خط لنا طريق القيامة والحياة. مسيحنا لم يكن لديه موضع يسند اليه رأسه، وأحباؤنا لو كان لديهم موضعا يسندون إليه رؤوسهم لما لجأوا الى مبنى مهدد بالإنهيار ليسكنوه أو لكانوا سكنوا في بيوت أخرى تضمن لهم سلامتهم بعد أن أصبح هذا المبنى قديما ولا يصلح للسكن. مسيحنا اضطهد لأن وجوده كان توبيخا لضمير تباع الناموس والمتخصصين بالرياء والكذب والذين يحملون الناس أحمالا ثقيلة، وهم لا يمسونها بإحدى أصابعهم".
وقال: "أحباؤنا كانوا مضطهدين، أقله الذين عرفناهم، لأنهم كانوا توبيخا لضمير الذين يسكنون البيوت الفخمة ويتنعمون بدفىء المادة الزائل، وإذا مروا بجانبهم لا يستطيعون أن يروهم لكبريائهم المتأصل فيهم والذي يعتبرون نفوسهم بدونه لا وجود لهم. مسيحنا اقتبل طوعا الخشبة ليحملها لأنها سوف تحمله ليصلب عليها ويموت أشنع ميتة كملعون من الجميع، وليحولها من آلة لعنة الى آلة خلاص وسبيل للقيامة. وأحباؤنا اقتبلوا طوعا مأوى سوف يموتون فيه أشنع ميتة ويحولوه صرخة ضمير لكل مسؤول كان بإمكانه لو عمل بضميره وبخوف الله أن لا يجيز ما حصل ولا يجعله حاصلا".
وختم: "مسيحنا بموته أسس لنا القيامة والحياة الأبدية وجعلها في طبيعتنا الإنسانية وحول هذه الطبيعة مشاركة فيه ومعه في الحياة الثالوثية.أحباؤنا بموتهم جعلوا الكثيرين منا في هذه الأيام واليوم وغدا ايضا يدخلون الكنيسة مثال الملكوت السماوي ويشتركون بطعام الملائكة متكئين الى مائدة الله ومشاركين في القيامة الأبدية. فلنتعزى معا بالمسيح الذي مات وقام من بين الأموات ووهبنا الحياة الأبدية والرحمة العظمى، ولنقل المسيح قام حقا قام. آمين".

الذكرى الرابعة لاغتيال وسام عيد
أقام ذوو الشهيد الرائد المهندس وسام عيد، بعد ظهر اليوم، مسيرة شموع في بلدة دير عمار في الشمال، تكريما لروحه ولمناسبة الذكرى الرابعة لإستشهاده، شارك فيها ممثل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري النائب كاظم الخير، النائبان أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، النائب السابق مصطفى علوش، العقيد سعيد فواز ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، منسق تيار"المستقبل" في المنية بسام الرملاوي، رؤساء بلديات وفاعليات المنطقة، اهالي البلدة وعدد من ضباط قوى الأمن الداخلي. انطلقت المسيرة من منزل ذوي الشهيد وصولا الى مدافن البلدة حيث وضع العقيد فواز على ضريح الرائد عيد اكليلا من الزهر بإسم اللواء ريفي ثم قرأوا الفاتحة تحية لروحه وتعبيرا عن مشاعر الوفاء لمسيرته الوطنية. وللمناسبة تحدث ممثل الحريري والرملاوي، وألقى كلمة العائلة قائد فوج الوسام في كشافة "المستقبل" احمد محمد عيد، الذين أشادوا ب"المناقبية والشجاعة والوطنية التي كان يتمتع بها الرائد عيد"، وبدوره "في كشف الشبكات الإرهابية والتجسسية والجرائم الكبرى وعزيمته وثباته امام المخاطر حتى الشهادة"، كما اشادوا بعمل مؤسسة قوى الأمن الداخلي وتضحياتها في سبيل استقرار الوطن ، وانهم "مستمرون على نهج الشهيد". بعدها زار وفد من الضباط برئاسة المقدم عبد الناصر غمراوي ممثلا المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ذوي الشهيد المعاون اسامة مرعب في منزلهم في بلدة القبة، وقدموا لهم التعزية، ثم انتقلوا الى مكان الضريح حيث قرأوا الفاتحة لروح الشهيد.

بين الحياد و"النأي"
الياس الزغبي/لبنان الآن
منذ تشكيلها القيصري قبل عام، حاول رؤوس الحكومة اخفاء ارتباكهم وحرجهم تجاه المخاض العربي، والسوري تحديدا، فلم يجدوا سوى التعبير العائم والغائم: "النأي بالنفس". في الأمم المتحدة والجامعة العربيّة واللقاءات المعدودة مع شخصيّات عالميّة، غلّفوا "وفاءهم" للنظام الذي جاء بهم، بادّعاء الحياد، فيما هم يفون دَيْنهم لوليّ سلطتهم، تارة برفض الادانة في مجلس الأمن، وطورا برفض العقوبات في مجلس الجامعة، ودائما ببلع اللسان حول اعتداءات النظام عبر الحدود، وتوظيفه خطيئة الكلام عن تسلّل "القاعدة" من عرسال، وترك الحبل على غاربه لسفير النظام في بيروت، كي يصول ويجول ويوزّع الأدوار. واذا انعقد مؤتمر في بيروت عن التحوّل الديمقراطي العربي، واضطرّوا للمشاركة فيه، يتعرّضون للتأنيب من النظام وسفيره. و"النأي بالنفس"، في مفهومه الحيادي، يعني الابتعاد عن الشرّ، وليس عن الخير. لكنّ الحكومة فعلت العكس، فاقتربت من الشرّ، الى حدّ الالتصاق، وابتعدت عن الخير: اتخذت مواقف تُريح النظام السوري بالقول والفعل، وتستعدي السوريّين في حقوقهم وحرّياتهم ودماء أبريائهم. أهكذا يكون "النأي بالنفس" والحياد؟ وما يُثير الدهشة والعجب أنّ أصواتا من الفريق الحاكم بدأت تتحدّث عن "الحياد الايجابي". سمعنا ذلك من الرئيس برّي ووزراء، وفي تلميحات مكتومة من رئيسي الجمهوريّة والحكومة، مقابل حرج موصوف لدى الثنائي نصرالله - عون، بعد غياب الدعم المطلق للنظام في خطاب الأوّل، وصمت مطبق على "الثلثاء" الشهير عند الثاني. في زمن الكبار، من الأربعينات الى السبعينات من القرن العابر، من ريمون ادّه الى فؤاد شهاب، ومن كميل شمعون الى بيار الجميّل وعمالقة الفكر في جبهة "الحريّة والانسان"، كانت هناك دعوات صادقة وعلميّة للحياد الايجابي، بما يجعل لبنان ملتزما قضايا الحق، وفي مقدّمها قضيّة فلسطين، بدون أن يحرق نفسه بخورا على مذابح الأنظمة، وأخطرها النظام السوري المتدخّل، فالوصي، فالمحتل. ثمّ تمّ احياء هذه الدعوة الوطنيّة الصافية في "ثورة الأرز" تحت الشعار الألماسي: "لبنان أوّلا". وأهمّية تجديدها تكمن في احتضان معظم المكوّنات اللبنانيّة لها، في موقف نبيل فوق الخلفيّة الطائفيّة. وهذا هو، بالفعل، السرّ الأوّل لقوّة انتفاضة 14 آذار. أمّا سرّها الثاني، فهو فعلها الحيّ في الانتفاضات العربيّة الراهنة، شاء حاسدوها وكارهوها أم أبَوا. وهي تنال شهادتها من المراجع الاقليميّة والدوليّة العليا، ومن ضمائر أبنائها الصادقين، وليست في حاجة الى شهادات زور بلديّة. وحين قامت حكومة الانقلاب قبل عام، حاولت أن تُسقط فكرة الأولويّة اللبنانيّة والحياد الايجابي، فتعثّرت وتلاطمت، وخارت قواها. ولم تجد بدّا من التحايل على الأصل، فابتدعت مقولة "النأي بالنفس"، مسخت بها جوهر الحياد البنّاء، وغطّت انحيازها الى وليّها النظام السوري. ولكنّه غطاء لا يستر عوراتها، بل يكشفها أكثر على قارعة الحقيقة. لن يستطيع أحد ضرب ايمان السوريّين بـ"سوريّا أوّلا". تماما كما لم تستطع الآلة العسكريّة لـ"حزب الله" كسر ارادة "لبنان أوّلا". واعلان قائد "فيلق القدس" ايرانيّة جنوب لبنان لن يزيد "حزب الله" الاّ حرجا وعزلة. فهذا الاعلان يعبّر بصدق عن مفهوم "النأي بالنفس" لدى الحكومة. وكلّ هذا الصخب الدموي في سوريّا سينتهي بانتصار ارادة السوريّين الأحرار. واذذاك، تتعانق الأولويّتان اللبنانيّة والسوريّة، في عهد وعقد جديديْن، على أرضيّة الحريّة والكرامة والحداثة والديمقراطيّة. ولا خوف من شراكة ديمقراطيّتين، لأنّهما كفيلتان بصنع علاقة نديّة تسقط فيها عقدة الطمع التاريخيّة، وتنتهي ذهنيّة الاستتباع والالحاق. أمّا أهل "النأي بالنفس" في لبنان، فأمامهم أحد خياريْن: مصير نظام الدمّ في سوريّا، أو الانتساب المتأّخّر للبنان أوّلا. وبين الحدّيْن، لا يتردّد أيّ عاقل في الاختيار

الزبداني وعسكرة الثورة السورية
علي حماده/النهار
احد عشر شهرا والنظام في سوريا يقتل المواطنين السوريين العزل. بدأ القمع الوحشي باقتلاع اظافر اطفال درعا، واليوم صار القتل خبز السوريين اليومي في انحاء عدة من البلاد. وما عاد يمر يوم من دون ان تصل اعداد الشهداء الى العشرات، فضلا عن مئات الجرحى وآلاف المعتقلين. ومع ان الثورة انطلقت سلمية، واصر القيمون عليها في التنسيقيات المحلية على سلوكيات سلمية في التحرك، فإن النظام اتجه فورا الى اعتماد القتل سلوكا في محاولة يائسة لمحاصرة الثورة في بداياتها ومنعها من ان تكبر وتتوسع. ومع الوقت تبين ان القمع المتمادي والايغال في القتل لم يمنعا جدار الخوف من الانهيار في نفوس الناس، بل ان مشاعر الخوف السابقة استبدلت بمشاعر الغضب والثورة المتأججة. هكذا تحولت الثورة في سوريا من كتابات أولاد على حائط مدرسة في درعا الى عشرات لا بل مئات النقط المتاججة اما تظاهرا او دفاعا بالسلاح عبر سوريا كلها.  
أدت وحشية نظام بشار الاسد المستمدة من ارث والده حافظ الاسد الى ضخ الغضب والتصميم على الثورة في نفوس الناس. وكلما ارتفعت وتيرة القتل، كان السوريون يلقنون العالم باسره امثولات في الشجاعة بنزولهم بالآلاف وبمئات الآلاف الى ساحات التظاهر ليواجهوا رصاص النظام الحي، معلنين قبولهم بالموت ولا مذلة النظام الجاثم منذ اربعين عاما على صدور السوريين. لكن وحشية النظام  المتمادية ايقظت في نفوس الناس غريزة الدفاع عن النفس بكل الوسائل. ومع الوقت تحول انشقاق الجنود الذي بدأ في شكل خجول بهربهم من الوحدات العسكرية والعودة الى قراهم للاختباء، انشقاقات دامية اعقبها عمل جدي للانتظام في كتائب مقاتلة بعدما ذهب النظام بعيدا في قتل الجنود الذين رفضوا بداية الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ثم تعقبتهم كتائب الموت الأسدية في قراهم، وتعقبت اهاليهم.
لم يحمل السوريون السلاح ضد النظام وما تبقى من وحداته الصافية الولاء إلا بسبب اعتماد بشار وبطانته على الارض  القتل لغة وحيدة  لمخاطبة الشعب. من هذا المنطلق كان قيام الجيش السوري الحر، وانضمام مقاتلين من المدنيين الى وحداته في انحاء عدة من البلاد. من ادلب الى حمص وحماة وريف دمشق ودرعا. وقد اندرج حمل السلاح هنا تحت بند الدفاع المشروع عن النفس وفق المعايير القانونية الدولية. فالحكم لا يمنح صاحبه صلاحية القتل المتمادي مدى 11 شهرا. ان الزبداني التي تحررت قبل ايام تمثل حلقة من حلقات عسكرة الثورة دفاعا عن الناس. وهي الأفق الوحيد المتاح مع تخاذل العرب، وامعان روسيا في جريمتها السياسية والانسانية بالدفاع في مجلس الامن الدولي عن نظام يقتل الاطفال من ان يرف له جفن.
طبعا قد نسمع ان بشار استعاد الزبداني بعدما دمرها على رؤوس اهلها، ولكن الزبداني هي فاتحة مقاومة منظمة اوسع واشمل في قادم الايام. والنظام الذي عاش بالدم لن يسقط إلا بالدم.

سوريا تسلم الصيادين اللبنانيين والعريضة تشيع الشاب ماهر حمد
نهارنت/سلمت السلطات السورية بعد منتصف ليل السبت الاحد الشقيقين فادي وخالد حمد وجثة ابن شقيقهما ماهر الى ذويهم، غداة توقيفهم خلال وجودهم في عرض البحر قبالة بلدة العريضة اللبنانية الحدودية، بحسب ما افاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس. وقال مختار العريضة علي اسعد خالد انه "تم تسليم فادي (36 عاما) وخالد (35 عاما) وجثة ماهر حمد (14 عاما) عبر معبر العبودية الحدودي الرسمي قرابة الواحدة بعد منتصف الليل. وخالد مصاب بجروح في قدميه نتيجة اطلاق النار على الصيادين الثلاثة قبل توقيفهم. وروى فادي حمد لفرانس برس ما حصل معه ومع شقيقه وابن اخ آخر له، فقال "كنا قد نصبنا الشباك في اليوم السابق للحادث عصرا داخل المياه اللبنانية مقابل مصب النهر الكبير الذي يفصل بين لبنان وسوريا. وتوجهنا صباح السبت كالعادة لانتشال الشباك". واضاف "ما ان وصلنا الى المكان، شاهدنا مركب صيد عليه ستة اشخاص يقترب منا، فأومأنا له بعدم الاقتراب حتى لا يتلف الشباك. فابتعد لبعض الوقت صوب الاراضي السورية، ثم عاد". ولما اقترب مجددا، شاهد فادي ورفيقاه ان الرجال المدنيين على متن المركب مسلحون، فخافوا وحاولوا الهرب.
وقال فادي انهم تعرضوا في هذه اللحظات لاطلاق نار من المركب المقابل، ما تسبب باصابة ابن شقيقه ماهر حمد الذي كان يقود القارب، في خاصرته، فسقط في ارض القارب وصار يصرخ من الالم. واضاف "على الاثر نزل اربعة مسلحين الى مركبنا واطلقوا النار مجددا ما ادى الى اصابة شقيقي خالد في قدميه، واقتادونا مع المركب الى سوريا حيث نقل ماهر وكان لا يزال على قيد الحياة، وخالد الى المستشفى، بينما اخذوني الى مركز الامن العسكري في طرطوس". وروى فادي انه تعرض للضرب بالسوط في المركز وان التحقيق معه تركز حول ما اذا كان يهرب سلاحا. واضاف "سئلت مرارا ما اذا كان مصدر السلاح من سعد الحريري" ابرز اقطاب المعارضة المناهضة لسوريا في لبنان. وتابع "قلت لهم انني صياد (...) لكنهم كانوا يضربونني، وكانت يدي مقيدتين". واشار الى انه تبلغ بعد ساعات بأن "خطأ حصل"، وأن الرئيس السوري بشار الاسد "يريد أن يعفو عني". كما نقل اليه خبر وفاة ابن شقيقه قبل اقتياده الى الحدود وتسليمه الى لبنان. وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت ان اللبنانيين الثلاثة دخلوا المياه الاقليمية السورية بهدف التهريب وان "دوريات الموانىء السورية في محافظة طرطوس تمكنت السبت من ضبط" قاربهم "بعد تسلله من شمال لبنان إلى داخل المياه الإقليمية السورية". وافادت الوكالة أن عناصر المديرية العامة للموانىء انذروا القارب "أكثر من مرة ولكن أفراد طاقمه لم ينصاعوا للأوامر وقاموا برمي حمولته من الصناديق في البحر محاولين الهروب". كما اشارت الى ان "قوارب لبنانية أخرى قدمت من المياه الإقليمية اللبنانية" هي التي قامت بإطلاق النار ما أدى إلى اصابة احدهم ومقتل الآخر.
وكان سكان بلدة العريضة اللبنانية قطعوا الطريق الدولية بالاطارات المشتعلة السبت على بعد حوالى مئتي متر من الحدود السورية للمطالبة بالافراج عن ابناء بلدتهم. ونصب المعتصمون خيمة كبيرة في وسط الطريق لا تزال قائمة هذا الصباح. كما لا يزال الاعتصام مستمرا احتجاجا على الحادث وللمطالبة بتسليم القارب الذي صادرته السلطات السورية. وبدأ قرابة الساعة الحادية عشرة (9,00 تغ) من الاحد تشييع الفتى. وخرج موكب التشييع يرافقه حشد من الناس من منزل احمد حمد، والد ماهر، وسار في اتجاه الحدود. وما ان وصل الجمع قبالة نقطة العبودية الحدودية حتى عمد العديد من الاشخاص الى رشق عناصر الامن السوريين في الجهة المقابلة بالحجارة، بينما ارتفعت هتافات "لا اله الا الله، بشار عدو الله". على الاثر، حصل انتشار امني كثيف في الجانب السوري، الا ان اي رد لم يحصل. ثم عاد موكب التشييع ادراجه، واتجه الى مسجد البلدة للصلاة. واستنكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "اطلاق النار الذي ادى الى سقوط ضحية" في الشمال، مؤكدا "ضرورة احترام سيادة كل دولة على اراضيها". كما "دعا الى التعاون بين الجانبين السوري واللبناني لمنع تكرار ما حصل (...) ومباشرة التحقيقات". مصدروكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت.

"أخبار المستقبل": تقرير سوري عن مقتل الفتى ماهر قضاءً وقدراً رغم إصابته برصاصة بالرأس
أفاد مندوب قناة "أخبار المستقبل" من العريضة أن أهالي الصيادين الثلاثة الذين تم احتجازهم من قبل السلطات السورية أمس وقتل أحدهم هو الفتى ماهر حمد، قد تم إعطاؤهم تقريراً طبياً سورياً يفيد أن الفتى ماهر توفي قضاءً وقدراً، في حين هناك رصاصة في رأسه. وذكر المندوب أن الصياد فادي حمد تحدّث لقناة "أخبار المستقبل" عن تعذيب وضرب تعرض لهما لانتزاع اعترافات منه بأنه كان يهرّب أسلحة لسوريا، وعندما أُبلغ ليلاً بأنه سيتم الإفراج عنه، قيل له إن ما جرى كان خطأً وأنهم ظنوا مركبه مركباً آخر". وأكد مندوب القناة أن الأهالي في العريضة "يصرون على الاعتصام حتى تسليم المركب ومعرفة الحقيقة كاملة".(رصد
NOW Lebanon)

جريح لبناني بانفجار لغم عند الحدود.. واشتباكات بالجانب السوري من وادي خالد
أفادت قناة "أخبار المستقبل" أن المواطن اللبناني خالد يوسف أصيب بانفجار بلغم أرضي على الحدود اللبنانية السورية شمالاً، وقد تم نقله الى مستشفى القبيات لتلقّي العلاج، في حين سُمعت أصوات اطلاق رصاص واندلاع اشتباكات بالقرب من منطقة وادي خالد من الجانب السوري. (رصد
NOW Lebanon)

الصياد اللبناني المُفرج عنه من سوريا: تعرضت للضرب بمركز الأمن العسكري بطرطوس
روى الصياد اللبناني فادي حمد الذي أفرجت عنه السطات السورية ليلاً بعد أن احتجزته مع رفيقيه إثر إطلاق النار عليهم ما أدى إلى مقتل أحدهم، ما حصل معه، فقال لوكالة "فرانس برس": "كنّا قد نصبنا الشباك (في اليوم السابق للحادث) عصراً داخل المياه اللبنانية مقابل مصب النهر الكبير الذي يفصل بين لبنان وسوريا، وتوجهنا صباح السبت كالعادة لانتشال الشباك، وما إنْ وصلنا الى المكان، شاهدنا مركب صيد عليه ستة اشخاص يقترب منّا، فأومأنا له بعدم الاقتراب حتى لا يتلف الشباك، فابتعد لبعض الوقت صوب الاراضي السورية، ثم عاد، ولما اقترب مجددا، شاهدنا أن الرجال المدنيين على متن المركب مسلحون، فحاولنا الهرب". وأضاف فادي: "تعرّضنا في هذه اللحظات لإطلاق نار من المركب، ما تسبّب بإصابة ابن شقيقي ماهر حمد الذي كان يقود القارب، في خاصرته، فسقط في ارض القارب وصار يصرخ من الألم، على الأثر نزل اربعة مسلحين الى مركبنا وأطلقوا النار مجدداً ما أدى إلى اصابة شقيقي خالد في قدميه، واقتادونا مع المركب الى سوريا حيث نقل ماهر وكان لا يزال على قيد الحياة، وخالد الى المستشفى، بينما اخذوني الى مركز الامن العسكري في طرطوس". وأكد فادي أنه تعرّض "للضرب بالسوط في المركز"، وأن التحقيق معه تركّز حول ما اذا كان يهرّب سلاحاً، وقال: "سُئلت مرارا ما اذا كان مصدر السلاح من (الرئيس) سعد الحريري، فقلت لهم انني صياد (...) لكنهم كانوا يضربونني، وكانت يدي مقيدتين"، وأشار الى انه تبلغ بعد ساعات بأن "خطأً حصل"، وأن الرئيس السوري بشار الاسد "يريد ان يعفو" عنه، كما نقل اليه خبر وفاة ابن شقيقه ماهر قبل اقتياده الى الحدود وتسليمه الى لبنان. (أ.ف.ب.)

الضاهر: النظام السوري يعتدي على سيادة لبنان واستقلاله دون أي حساب
علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر على خطف الصيادين اللبنانيين الثلاثة من قبل القوات السورية وقتل أحدهم بالقول إن "النظام السوري يقتل اللبنانيين في كل لبنان، من القاع وعرسال ووادي خالد، ويخطف المعارضين من "نصّ بيروت"، دون أي اعتراض واضح على هذه الأحداث أو أي مساءلة للنظام السوري بشأن هذه الانتهاكات". وإذ لفت في حديث لقناة "
mtv" إلى أن "النظام السوري يعتدي على سيادة لبنان واستقلاله من دون أي حساب"، سأل الضاهر: "متى سيتحرك المجتمع الدولي والدول العربية للحدّ من عنف وانتهاكات من النظام السوري؟"، محملاً "المسؤولية على الحكومة لأنها تتهاون مع هذه الأحداث". (رصد NOW Lebanon)

النائب خالد زهرمان: كلام سليماني رسالة للمجتمع الدوّلي.. و"الطاقة" بيد فريق "منخور" بالفساد
اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان أن كلام قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حول أن جنوب لبنان والعراق تحت السيطرة الإيرانية هو "رسالة للمجتمع الدوّلي على أبواب معالجة أزمة السلاح النووي الإيراني"، منتقدًا "محاولة السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي نفي كلام سليماني"، وأكد "انتظار توضيح رسمي في هذا الشأن من الحكومة الإيرانية".
زهرمان، وفي حديث إلى "إذاعة الفجر"، استنكر "عتب" السفير السوري علي عبد الكريم علي على الحكومة اللبنانية الذي نقله الى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بأنها "يجب أن تكون أكثر حزمًا لجهة ضبط الحدود وعدم السماح بجهات دولية باستغلال لبنان". وإذ لم يتوقّع أيّ رد من الحكومة اللبنانية التي وصفها بأنها "مكتب اعتماد للحكومة السورية في لبنان"، وضع زهرمان حادثة بلدة العريضة الحدودية (خطف ثلاثة صيادين لبنانيين على يد القوات السورية ومقتل أحدهم) في إطار "الاعتداءات السورية المتكررة"، داعيًا "لإستدعاء السفير السوري واستيضاحه عن الأمر وسحب السفير اللبناني من سوريا". ومن جهة أخرى، توّقف زهرمان عند موضوع الكهرباء فربط الأزمة القائمة بوقوع وزارة الطاقة بيد "فريق سياسي منخور بالفساد". (بيان إعلامي)

النظام السوري يبتز المراقبين العرب بالصور والنساء
العربية.نت /كشف المراقب الجزائري المنسحب من بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، أنور مالك، أن المخابرات السورية زرعت كاميرات خاصة لتصوير المراقبين العرب داخل حماماتهم الخاصة لابتزازهم بالصور، كما أرسلت نساء إلى غرف المراقبين للإيقاع بهم وتصويرهم في أوضاع مخلة. وقال إنه على ثقة أن بعض المراقبين تورطوا في أخطاء. وجاء ذلك في حديث المراقب المنسحب لبرنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" اليوم السبت. وقال مالك إن المخابرات السورية أرسلت إليه صورا خاصة لابتزازه عبر بريده الالكتروني، مطالبا بسحب بعثة المراقبين لأنهم يعملون في ظروف وأوضاع لا تمكنهم من تنفيذ البروتوكول الخاص بمهمتهم. وأفاد أن المراقبين لم تتوفر لهم أي آليات للانتقال إلى مواقع الأحداث إلا عبر الأجهزة الأمنية السورية التي كانت تتلكأ في التعامل مع الكثير من طلبات الانتقال لعدة ساعات، فضلا عن اضطرار المراقبين إلى الاعتماد على هواتفهم الشخصية. وذكر أن الأوضاع في سوريا ليست في حاجة إلى مراقبين محليين، بل إلى مراقبين دوليين أو لجنة تحقيق دولية، مؤكدا على أن سوريا لم تسحب المظاهر العسكرية من المدن، فضلا عن استمرار قصف وحصار المناطق السكنية. وأوضح أن رئيس بعثة المراقبين العرب صار بعد وصوله بعدة أيام إلى سوريا يتحدث إلى المسؤولين السوريين كالحمل الوديع بدون أسباب واضحة. وقال إنه لم يشاهد صحفيا في حمص إلا من القنوات التلفزيوينة التابعة للنظام السوري، وإن المسؤولين حتى رفضوا السماح للمراقبين بمتابعة القنوات التلفزيونية العربية داخل غرفهم. وإلى ذلك، أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني الحر أن مهمة البعثة فشلت في سوريا بسبب نقص عدد المراقبين وانعدام تدريبهم وعدم توفر آلية للتحقق من الخروقات. وقال إن الأعمال التي يقوم بها الجيش السوري الحر ليست عنف، وإنما دفاعا عن المواطنين ضد العنف الذي تمارسه الدولة. وطالب بعدم التمديد لبعثة المراقبين، واعتبر أن الخطوة يمكن أن تكون بمثابة حبل نجاة للنظام.

وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: السعودية ستسحب مراقبيها من سوريا.. ويجب الالتزام بالعقوبات على الحكومة السورية
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أن بلاده ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب في سوريا. وقال الفيصل: "السعودية ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي التي تهدف أساسًا لحقن الدماء الغالية علينا جميعًا"، ودعا لممارسة الضغط لدفع سوريا للالتزام بخطة المبادرة العربية لحل الأزمة فيها، كما طالب "الأشقّاء العرب الالتزام بما قرره مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية بفرض عقوبات للضغط على الحكومة السورية"، وحثّ القوى الدولية والإسلامية على "تحمّل مسؤولياتها تجاه سوريا". (أ.ف.ب.)

"أ.ف.ب." عن دبلوماسي: اللجنة الوزارية العربية تقرّ التمديد شهرًا لبعثة المراقبين بسوريا 
نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي رفيع في جامعة الدول العربية قوله إن اللجنة الوزارية العربية المعنيّة بالأزمة السورية وافقت باجتماعها في القاهرة اليوم على التمديد شهرًا لبعثة المراقبين العرب في سوريا، وأوضح أن هذا القرار سيطرح على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد في وقت لاحق مساء اليوم. وأكد مسؤول آخر رفض الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس" أن "عدد المراقبين قد يرفع إلى حوالى 300"، أي تقريبًا ضعف عددهم الحالي، وقال: "إن العديد من الدول العربية رفضت فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا" وهو اقتراح طرحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. (أ.ف.ب.)

اللجنة الوزارية تقرر التمديد "شهرا" لبعثة المراقبين و تقرير الدابي يحمل "طرفي" الازمة السورية مسؤولية العنف
نهارنت/قررت اللجنة الوزارية العربية التي اجتمعت اليوم الأحد في القاهرة على التمديد شهرا لبعثة المراقبين العرب في سوريا، في حين حمل تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد الدابي "طرفي" الازمة السورية مسؤولية استمرار العنف. وقال دبلوماسي رفيع في الجامعة العربية لوكالة "فرانس برس"، أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية وافقت الاحد على التمديد شهرا لبعثة المراقبين العرب في سوريا. وأفاد الدبلوماسي أن قرار اللجنة الوزارية العربية سيطرح على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد في وقت لاحق مساء الاحد. ورغم انتقادات المعارضة السورية التي تعتبر بعثة المراقبين غير مؤهلة لوضع تقرير يعكس حقيقة الاوضاع في سوريا، فان مسؤولين في الجامعة العربية كانوا توقعوا أن يتم التمديد للبعثة لمدة شهر. وصرح مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة متابعة مهمة المراقبين على الجاروش الجمعة، أن "كل المؤشرات تدل على التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين العرب في سوريا اذ لم يكف الشهر الاول لاداء المهمة، بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية".
وأكد مسؤول آخر رفض الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس"، أن "عدد المراقبين قد يرفع الى حوالى 300"، أي تقريبا ضعف عددهم الحالي". ولفت المسؤول الى أن "العديد من الدول العربية رفضت فكرة ارسال قوات عربية الى سوريا"، وهو اقتراح طرحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. ورفضت دمشق كذلك هذا الطرح متهمة قطر "بتسليح العصابات الارهابية" في سوريا. هذا، وأعلن دبلوماسي عربي يشارك في اجتماعات اللجنة لوكالة "فرانس برس"، ان التقرير الذي قدمه الدابي حول مهمة المراقبين في الفترة من 26 كانون الاول الماضي حتى 18 كانون الثاني الجاري "ألقى باللوم في استمرار العنف على الطرفين المعنيين في سوريا" أي الحكومة والمعارضة. وأفاد الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "التقرير ينقسم الى ثلاثة أجزاء، الأول يتضمن عرضا مفصلا لما قامت به فرق المراقبين وطرق عملها في مختلف المناطق السورية، والثاني يتضمن نقاط الضعف التي واجهت عمل فرق المراقبين، أما الجزء الثالث فيتضمن توصيات بكيفية تلافي هذه السلبيات". وأكد أن "أهم التوصيات التي تناولها التقرير هي ضرورة استمرار عمل البعثة في أداء مهمتها، مع تدعيمها إداريا ولوجستيا بمزيد من المراقبين والتجهيزات والمعدات التي تساعدها في عمليات الرصد". وأوضح أن التقرير "أوصى كذلك يضرورة أن يتزامن عمل البعثة مع إطلاق عملية سياسية بين مختلف الأطراف المعنية في سوريا للتوصل إلى رؤى مشتركة من أجل ايجاد مخرج للأزمة، مشيرا الى أنه "لا يمكن للبعثة أن تستمر إلى ما لانهاية". وذكر أن "أهم مطالب رئيس البعثة هو دعم فرق المراقبين إعلاميا"، مشيرا الى أن "البعثة تعرضت لهجمة إعلامية كبيرة منذ اليوم الاول لعملها، اضافة الى زيادة أعداد المراقبين وزيادة أجهزة الاتصال التي تسهل عملهم والتواصل فيما بينهم".
وكان قد ترأس اجتماع اللجنة الوزراية التي اجتمعت صباح الأحد وانعقدت في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، ويحضره وزراء خارجية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان والسعودية الى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بحسب مراسل الوكالة عينها. وسيعقب هذا اللقاء اجتماع لوزراء الخارجية العرب مساء الاحد لحسم مسألة التمديد للبعثة لمدة شهر أم انهاء مهمتها. وانتهت مهمة المراقبين العرب في سوريا في 19 كانون الثاني الجاري وفقا للبروتوكول الموقع مع الحكومة السورية، وسيقرر الوزراء ما اذا كان سيتم التمديد لها شهرا أم لا.
*وكالة الصحافة الفرنسية.

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح  يغادر اليمن للعلاج: أطلب العفو من كل أبناء وطني
نهارنت/غادر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بلاده متوجها الى اليمن، في وقت تظاهر عشرات الالاف من اليمنيين اليوم الاحد في صنعاء رفضا للحصانة التي منحها البرلمان له، مطالبين بإعدامه. وأعلن مصدر في الرئاسة اليمنية، أن الرئيس اليمني الذي أعلن أنه سيتوجه الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، غادر صنعاء بالفعل الاحد. وصرح المصدر لوكالة "فرانس برس"، أن "الرئيس صالح غادر صنعاء قبل ساعة" بدون تحديد وجهة الرئيس الذي كان أعلن سابقا أنه سيتوجه الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج طالبا "العفو" من مواطنيه. وكانت وكالة الانباء اليمنية الرسمية نقلت عن الرئيس صالح في وقت سابق انه سيغادر الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج وانه طلب من مواطنيه "العفو والسماح" وذلك في كلمة وداع. وقال صالح: "سأذهب للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية، وأعود إلى صنعاء رئيسا للمؤتمر الشعبي العام وننصب الأخ عبدربه منصور هادي رئيسا للدولة بعد 21 شباط في دار الرئاسة". وأضاف: "أطلب العفو من كل أبناء وطني رجالا ونساء عن أي تقصير حدث أثناء فترة ولايتي الـ33السنة، وأطلب المسامحة وأقدم الاعتذار لكل المواطنين اليمنيين واليمنيات، وعلينا الآن أن نهتم بشهدائنا وجرحانا". ووجه صالح "التحية والتقدير لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج على الصمود الرائع وادعوهم إلى العودة إلى مساكنهم والتزام الهدوء". ويأتي ذلك غداة اقرار مجلس النواب اليمني قانونا يمنح "الحصانة الكاملة" للرئيس صالح وموافقته على تزكية نائبه عبد ربه منصور هادي مرشحا توافقيا للانتخابات الرئاسية المقرر ان تجري في 21 شباط. ووافق المجلس أيضا على منح معاوني الرئيس حصانة جزئية. وتم اقرار قانون الحصانة بعد تعديل أدخلته الخميس حكومة الوفاق الوطني على نص المشروع الذي يلقى معارضة شديدة من قبل الشباب المحتجين ومن قبل منظمات غير حكومية. ومنح صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما "الحصانة التامة من الملاحقات القانونية والقضائية"، بحسب نص القانون. الا أن "المسؤولين الذين عملوا مع الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية" سيحظون بحصانة من "الملاحقة الجنائية في ما يتصل باعمال ذات دوافع سياسية قاموا بها اثناء ادائهم لمهامهم الرسمية"، بحسب نص القانون. ولا تنطبق الحصانة لمساعدي صالح "على أعمال الارهاب" بحسب النص. وكانت النسخة الاولى من مشروع قانون الحصانة نصت على منح صالح ومساعديه حصانة كاملة.
ويأتي حصول صالح على الحصانة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقع عليها الرئيس اليمني في تشرين الثاني الماضي في الرياض.
ويشكل اقرار قانون الحصانة خطوة هامة في اطار تطبيق الالية التنفيذية لهذه المبادرة بعد تشكيل حكومة الوحدة وتشكيل اللجنة العسكرية لرفع المظاهر المسلحة والدعوة لانتخابات مبكرة في 21 شباط. وبموجب هذه المبادرة، بات نائب الرئيس يمسك بالسلطات التنفيذية الاساسية لرئيس الجمهورية الى ان يتم انتخابه في انتخابات مبكرة رئيسا خلفا لصالح. وبعد الادلاء بتصريحاته غادر صالح صنعاء كما أعلن مصر مقرب من الرئاسة. وكان عشرات ألاف الأشخاص تظاهروا رفضا للحصانة، ورفعوا شعارات مطالبة بـ"محاكمة السفاح" في اشارة الى صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما ويفترض ان يترك منصبه الشهر المقبل بعد اجراء انتخابات رئاسية مبكرة. كما رفض المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء قانون الحصانة. وكان المتظاهرون ينوون الى التوجه الى السفارة الاميركية الا ان اللجنة التنظيمية وقوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، اجبروهم على تغيير مسارهم والعودة الى ساحة التغيير. وردد المتظاهرون شعارات مثل "واجب علينا واجب اعدام السفاح واجب"، و"الشعب اليمني قرر، صالح لازم يعدم". كما ردد آخرون "قولوا الله قولوا الله لازم يعدم علي عبد الله". ورفعت لافتة كتب عليها "يا نواب لا ضمانة فوق دمائنا نحن الشهداء، سوف يلعنكم التاريخ". وسارت التظاهرة بشكل كامل في المنطقة التي تسيطر عليها قوات اللواء الاحمر. ومنذ توقيع صالح على المبادرة الخليجية، بات غضب الشباب المناوئين له منصبا على رفض منحه الحصانة والتشديد على ضرورة محاكمته عن "المجازر" التي يقولون ان قواته والمناصرين له ارتكبوها بحق المعارضين. وأكدت الناشطة المعارضة الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام اليمنية السبت ان الحصانة يجب ان تكون مصحوبة ب"منع" صالح ومعاونيه من "شغل مناصب رسمية". من جهته، انتقد مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر الحصانة الكاملة التي منحها البرلمان لصالح مشددا على حق "الضحايا" بطلب المحاسبة والتعويض.

سرقة كنيسة في كفرعبيدا
اقدم مجهولون ليل أمس على خلع وتكسير الباب الجانبي لجهة الغرب لكنيسة "مار سركيس وباخوس" في بلدة كفرعبيدا في منطقة البترون وقاموا بخلع صندوقين للنذورات وسرقوا ما في داخلهما من أموال.
وقامت الاجهزة الامنية المختصة بالكشف على الكنيسة واجراء المسح الشامل للمباشرة بالتحقيقات اللازمة. كما قام كاهن الرعية الخوري سامي سلوم واعضاء لجنة الوقف باحصاء محتويات الكنيسة من أدوات بيعية وكنسية لتقدير قيمة المسروقات.

الراعي يدعو السلطة إلى الخروج من التجاذبات السياسية
نهارنت/دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الخروج من التجاذبات السياسية وجعل العمل السياسي في خدمة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، واستكمال خطوة تصحيح الأجور بخطة الإنماء الاقتصادي الذي يزيد من مناعة الاقتصاد الوطني. وشدد الراعي في عظة الأحد خلال القداس الالهي الذي ترأسه في بكركي، على ضرورة الأخذ بتوصيات الهيئات الاقتصادية والنقابية، ومنها المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وتطبيق مشروع الشراكة بين القطاعَين العام والخاص، وإصلاح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتحفيز القطاعات الانتاجية مع الحماية الجمركية ودعم الفيول والمازوت، وتنظيم النقل العام. وكان قد أقر مجلس الوزراء الأربعاء الحد الأدنى للأجور بـ675 الف ليرة لبنانية وزيادة نسبتها مئة في المئة على الشطر الاول حتى 400 ألف على ألا تقل الزيادة عن 375 ألف ليرة، وزيادة 9% على الشطر الثاني حتى مليون ونصف مليون، على أن تحسم 200 ألف ليرة من الأجر الأساسي (أي الزيادات المقررة التي منحت سابقاً منذ تاريخ 1/1/2010). وكُلّف وزير العمل شربل نحاس بتحضير مشروع قانون لبدل النقل، لتقديمه الأسبوع المقبل لمجلس الوزراء. من جهة أخرى، اعتبر الراعي أن لبنان "جزء لا يتجزّأ من العالم العربي، والتضامن معه ليس دعوة جديدة، بل كان موجوداً، لكنّه تعثّر بشكل ملحوظ بسبب أحداث إقليمية وداخلية". ورأى أن "التدخّل الخارجي في الشؤون اللبنانية، شطر اللبنانيين إلى فريقَين متنازعَين، وعطّل الحوار، وخلق دويلات ومربعات أمنية".
*وكالة الصحافة الفرنسية.

مصادر بكركي تحدّثت عن «تمنٍّ» لئلا يساء تفسير الحديث/هل مُنع الكاردينال صفير من الإدلاء بشهادة عن اغتيال الحريري؟  
 بيروت – الراي/هل مُنع الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من إعطاء شهادة متلفزة لمناسبة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري؟ وما ملابسات وقف تصوير الشهادة الذي كان يتم لمصلحة تلفزيون «المستقبل» في مقرّ البطريركية المارونية في بكركي؟  هذا السؤال «ضجّت» به بيروت امس وإن مع «كواتم للصوت» نظراً الى المكانة المرموقة لصفير الذي يوصَف بانه «بطريرك الاستقلال الثاني»، وللحساسية السياسية والمعنوية لأيّ ربطٍ للبطريرك الماروني الحالي مار بشارة بطرس الراعي بهذه الحادثة التي جرت محاولات للملمتها وحاذرت غالبية وسائل الاعلام اللبنانية الخوض فيها. وفي تفاصيل ما جرى اول من امس ان منى سعيدون، وهي معدّة برامج في «المستقبل» كانت تحضّر وثائقياً بمناسبة الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير، وأرادت ان تسجّل شهادة للبطريرك صفير بالمناسبة، هو الذي واكب تلك المرحلة. وحسب المعلومات انه بعدما تمّ تركيب الكاميرات، وفيما كان البطريرك صفير يتبادل أطراف الحديث مع معدّي الوثائقي قبيل بدء التصوير، دخل القيم البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري وأخذ البطريرك صفير الى غرفة جانبية ليخرج بعدها صفير متجهم الوجه ويعتذر من فريق «المستقبل» عن عدم إكمال التصوير.
وأبلغ الاب البواري الفريق الإعلامي أن لا إمكان لإجراء أي حوار من أي نوع مع البطريرك صفير، في حين برر الشماس جورج المسألة بالقول «إن البطريرك طاعن في السن، ولا داعي لعناء إتعابه والتحدث اليه». وتحت وطأة التفاعلات «المكتومة» لهذا التطور، أكّدت مصادر بكركي لصحيفة «النهار» أن «لا علم للبطريرك الراعي بهذا الموضوع ولا علاقة له به من قريب أو من بعيد، ولا يمكن أن يتبادر الى ذهن الراعي شيء من هذا القبيل، وهو البطريرك الذي يحترم سلفه الكاردينال صفير ويستشهد دائماً بكلامه ويعتبره أباً كبيراً ومرجعية، وخميرة وذخيرة في هذه البطريركية». وسارع تلفزيون «المستقبل» الى «النأي بنفسه» عن «ملابسات» هذه المسألة فأعلن في بيان له تعقيباً على ما تم تداوله عن منْع البطريرك صفير من التحدث اليه لمناسبة الرابع عشر من فبراير «ان ادارة التلفزيون غير معنية بما ورد في هذا الاطار ولا بما يتردد في بعض وسائل الاعلام حول هذا الموضوع وهي تؤكد على اعتباره امرا عاديا لا يحمل اي ابعاد سياسية». وتابع «المستقبل» ان «الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير كان ولا يزال محل احترام جميع اللبنانيين وهو يمثل قيمة وطنية كبرى لطالما عبّرت عن وجدان اللبنانيين في الايام الصعبة ولا يجوز وضعها تحت اي ظرف من الظروف كما لو انها تخضع لحظر اعلامي» . اضاف «ان ادارة تلفزيون المستقبل تنظر الى بكركي بصفتها مرجعية وطنية ستبقى محل احترام جميع اللبنانيين وان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقف في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان على رأس هذه المرجعية التي ستبقى محط انظار كل المؤمنين بقضايا الحرية والعدالة».

المستشفى الأميركي في باريس: الحريري خضع لعملية إعادة ترميم العظم ويغادر في أيام
أصدرت إدارة المستشفى الأميركي في باريس، حيث يعالج الرئيس سعد الحريري، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم بتوقيت باريس بيانًا أشارت فيه إلى أنه "في يوم الجمعة 20 كانون الثاني 2012، أُدخل السيد سعد الدين الحريري الى المستشفى الأميركي في باريس بعد حادثٍ تعرّض له في اليوم نفسه، ولدى إدخاله (المستشفى)، كان السيد الحريري يعاني من كسر مفصلي معلّق وجانبي في عظمة الظنبوب في ساقه اليسرى امتدّ إلى جسم العظم، كنتيجة للحادث".  وتابع البيان: "لقد خضع السيد الحريري لعملية إعادة ترميم العظم أجراها الطبيب الجراح فيليب تريبون يوم السبت 21 كانون الثاني في المستشفى الأميركي في باريس، وتُظهِر المراقبة بعد مرور 24 ساعة على العملية الجراحية أن الوضع طبيعي"، مشيرًا إلى أنه "من المتوقع ان يتمكن السيد الحريري من مغادرة المستشفى خلال 6 او 7 أيام."
(المكتب الإعلامي للحريري)

في كلام مريب أمنيا: بعثي سوري يذكر أحمد الحريري بأنه يعيش وعائلته بحمى حزب الله 
في كلام ، يحتاج الى " تفسير " أمني ذكّر أحد البعثيين السوريين الأمين العام لـتيار المستقبل أحمد الحريري أنه يعيش هو وعائلته في حمى حزب الله وسائر قوى المقاومة! ووزع البعث السوري- فرع لبنان النبأ الآتي: اعتبر رئيس "اللقاء الوطني التقدمي" في صيدا والجنوب محمد شاكر القواس، بعد اجتماع ل "اللقاء" في مكتب حزب البعث في صيدا، أن "ألامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يعيش هو وعائلته، في صيدا عاصمة الجنوب، في حمى حزب الله وسائر قوى المقاومة، التي بذلت الغالي والنفيس من أجل تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، واستعادة أسراه المقاومين والسهر على حماية سيادته وأراضيه وأهله من أي غدر أو عدوان عسكري أو أمني، من قبل العدو الإسرائيلي وعملائه وعملاء أميركا والرجعية في لبنان والمنطقة". كما أكد القواس أن "سوريا ستنتصر بقيادة الرئيس بشار الأسد حامي الحمى، حامي سوريا والأمة وتيار المقاومة فيها، حتى النصر في معركة الحق الكبرى معركة تحرير كل فلسطين".

حزب الله" يحاول اختراق زحلة وتطويقها بمشاريع "مشبوهة"
كتب ألان سركيس في صحيفة "المستقبل":
تستقطب منطقة زحلة الأنظار اليوم، بعد محاولات حثيثة للسيطرة عليها واستخدام أراضيها لمشاريع سياسية مشبوهة لا يرضى أهلها بها. فهناك من يحاول استباحة "عروس البقاع" وجوارها وتغيير معالمها وإدخالها في لعبة إقليمية لا دخل لها فيها لا من قريب ولا من بعيد. زحلة قالت كلمتها في انتخابات العام 2009، وكان صوتها المرجّح والحاسم في انتصار مشروع قوى "14 آذار" المنادي بمنطق الدولة والرافض لسيطرة دويلة "حزب الله". لم يعجب الأمر "الحزب" الذي يحاول استكمال بناء الدويلة، حيث تشكل زحلة بموقعها الوسطي ممراً استراتيجياً للربط بين البقاعين الشمالي والغربي والجنوب. سياسة الحزب واضحة في هذا الخصوص، فهو يعمل لشراء الأراضي بكثافة وفي مناطق استراتيجية بالتعاون مع بعض الجهات الزحلاوية القليلة المؤيدة له، ويحاول مدّ شبكة اتصالاته غير الشرعية "مواربة" وحتى بالقوة، إلا أن ما يثير الاستغراب هو موضوع إجراء "الإحصاء الزراعي" الذي تبيّن أنه يُخفي أهدافاً سياسية وأمنية.
والواقع أن الإحصاء "المزعوم" بدأ على أنه لأهداف زراعية، ثم تبيّن من نوع الأسئلة التي تضمّنها أن أهدافه وغاياته "مشبوهة"، ومن الأسئلة العجيبة والغريبة عن المنطقة وأهلها التي طُرحت على أحد الزحليين "إذا وقعت حرب داخل المدينة فمن أي طريق ستهربون؟"، إضافة الى "الاستفسار عن الجهة السياسية التي يؤيدون وعن الانتماءات الحزبية وتاريخهم في الحزب الذين ينتمون اليه". واللافت في المسألة، كما أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف لـ"المستقبل"، توجّه الأشخاص، أو "العناصر"، الذين يقومون بالإحصاء الى مناصري "القوات" وقوى 14 آذار، بحيث تم التأكد من هذا الموضوع، وتبيّن أن أغلبية المواطنين الذين شملهم الإحصاء هم من الخط السياسي المعارض لـ"حزب الله".
وفي هذا السياق طالب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني في حديث الى "المستقبل" الجهة السياسية التي تقف وراءهم "بالكشف عن نفسها، والإفصاح عما تريده بوضوح من خلال هكذا عمل، ومحاسبة البلدية إذا كانت مسؤولة عن كشف آراء الأهالي والسماح لمجموعات غريبة بالتسلل الى داخل النسيج الزحلاوي". وفي حين أشار أبناء المنطقة الى أن "هناك عشوائية في طريقة العمل، فالبلدية أعطت الإذن لبدء الإحصاء، بينما العمل على الأرض يتم على مستوى أشخاص يتغلغلون بين المواطنين ولا يحملون أي اسم لشركة إحصاء"، أكد المعلوف أن "الملف أصبح في يد الأجهزة الأمنية التي تحقق في الموضوع، ونواب زحلة ينتظرون انتهاء التحقيق للتحرك على أساسه". ولعلّ أبرز ما يثير المخاوف هو موضوع مدّ "حزب الله" شبكات الاتصال في منطقة زحلة. ففي تشرين الثاني الماضي، حصلت حادثة ترشيش الشهيرة حيث حاول عناصر من "حزب الله" استغلال تمديد شبكة الألياف البصرية لوزارة الاتصالات في البلدة، لتمرير خطوط الشبكة الأرضية للحزب، فأحضروا معهم أنابيب كابلات الاتصالات مستغلين ردم العمال الحفريات، لكن الأهالي نجحوا في التصدي لهم ومنعهم بمساعدة القوى السياسية المعارضة.
وكانت "المستقبل" قد كشفت بعد ذلك استئناف "حزب الله" مد شبكة هاتفية في بلدات رياق وحوش حالا وحي السلم في قضاء زحلة، على إثر تعطل أعمال مدّ شبكته الهاتفية غير الشرعية في بلدة ترشيش. ولكن لم يُسجّل أي تطور جديد حتى اليوم، والشبكات ما زالت قائمة في هذه الأماكن. وبحسب المعلومات فإن الشبكة الرئيسية للحزب تمتد حالياً من بعلبك وتمرّ بأوتوستراد زحلة وفي الكرك التي تقطنها أغلبية شيعية مؤيدة للحزب وصولاً الى شتوره، ويجري الحديث عن أنها مرّت بعلم البلدية، وتشكل شتورة منطقة استراتيجية بحيث يُمكن الوصول منها الى بيروت والبقاع الغربي والمصنع والحدود السورية، فالحزب يحاول ربط المناطق بشبكات اتصال غير شرعية "ربما تصل الى ما بعد الحدود"، مع العلم أنه استغل الأشغال التي كانت تقوم بها الشركة التي كلّفت سابقاً من قبل وزير الاتصالات السابق شربل نحاس بعقد قيمته 50 مليون دولار لمد شبكات للدولة.
ويُطرح كذلك ملف بيع الأراضي على بساط البحث، فالنائب ماروني أشار الى أن "أكبر نسبة بيع للأراضي في لبنان توجد في قضاء زحلة، وكان قد طرح في اجتماعات بكركي إنشاء صندوق مالي خاص لشراء الأراضي كي لا تذهب للغرباء، لأن من يبيع الأرض بحاجة الى المال ولا نستطيع منعه".
لكن ما يحصل أن "حزب الله" يقوم بشراء الأراضي في مناطق استراتيجية محيطة بزحلة مثل الدلهمية والمعلقة، إضافة الى الصفقة الكبيرة التي تم الحديث عنها، حيث باع رئيس "الكتلة الشعبية" النائب السابق الياس سكاف مساحات شاسعة في تعلبايا للسفارة الإيرانية ولمقرّبين من "حزب الله". والعملية تحصل إما مباشرة أو عبر وسطاء من داخل المدينة وبكثافة، والكثير من الصفقات "مشبوهة" ويطرح الزحليون علامات استفهام حولها، ومنها أن الحزب من خلالها "يحاول تطويق زحلة وفرض حصار عليها".
ويمكن القول إن هذه المعطيات كلها تُظهر أن "حزب الله" يضع نصب عينيه هدف السيطرة على زحلة، نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية والجغرافية في البقاع الأوسط التي تشكّل ممراً إلزامياً للربط بين البقاع الشمالي، الخزان البشري للحزب، والبقاع الغربي والجنوب، ساحة المواجهة، ومن أجل وصول الإمدادات الرئيسية والذخيرة من سوريا لتعبئة مخازنه عبر المصنع، حيث أن شاحنات الأسلحة التي أوقفتها القوى الأمنية الشرعية وأُفرج عنها لا تزال ماثلة أمام عيون اللبنانيين. ولا يخفى أيضاً الضغط الهائل الذي يُمارس على نوابها والحملات الإعلامية عليهم من قبل الإعلام الموالي للحزب من أجل حرف الحقائق وعدم فضح الارتكابات التي تحصل في منطقتهم.

حزب الله على الحواجز الأمنية في الزبداني
يقال نت/في حين نفى حزب الله اتهامات وجهت له الأربعاء الفائت عن قصفه منطقة الزبداني، القريبة من الحدود اللبنانية في منطقة البقاع بـ«صواريخ كاتيوشا»، واصفا اتهامه بأنه «سخيف ومضحك ولا أساس له من الصحة»، أكد ناشطون داخل الزبداني وجود مقاتلين في حزب الله عند نقاط التفتيش الأمنية التي يقيمها النظام إلا أنهم أشاروا أن لا أدلة بعد على مشاركة هؤلاء في العمليات القتالية ضد الثوار. وبينما أفادت أنباء أمس عن «وصول 300 مقاتل من حزب الله» إلى الزبداني لمساندة النظام السوري، قال عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني فارس محمد لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «أنباء وصلتنا عن دخول رتل من السيارات من لبنان، يشتبه أنها تابعة لحزب الله، عبر نقطة جديدة يابوس الحدودية لم نعلم إلى أين توجهت وأين توقفت». إلا أنه أشار إلى عدم علمه بمشاركة هؤلاء في العمليات القتالية. وأشار محمد إلى أن «منطقة الزبداني قريبة من لبنان وثمة اختلاط في الزيجات بين الزبداني ومدينة بعلبك اللبنانية تحديدا»، وذكر أنه «تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة وجود عناصر تابعين لحزب الله على حواجز الأمن السورية في المدينة، تعرف عليهم ناشطون من الزبداني، أثناء مرورهم على هذه الحواجز، بحكم زواجهم من نساء لبنانيات من مدينة بعلبك وترددهم إليها بشكل دائم، ومعرفتهم لهؤلاء الأشخاص ونشاطهم في حزب الله».

"العربية" عن مصدر بالحرس الثوري: حزب الله دخل سوريا لحماية قاعدة إيرانية
أبلغ مصدر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني قناة "العربية" أن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري في بلدة مضايا في سوريا، التابعة لمنطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق، تعرضت لهجوم من قبل من وصفهم بـ"الإرهابيين"، وقال إن "قوات تابعة لحزب الله دخلت الى المنطقة قادمة من لبنان، ساعدت في التصدي للهجوم". وأوضح المصدر المقرب من قائد "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني أن ممثله الذي زار مؤخرا سوريا للتنسيق في شأن حماية النظام السوري من السقوط، الحاج محمد فرد، "اتصل فورا بحزب الله الذي سارع الى إرسال قوات خاصة دخلت عن طريق سرغايا إلى الزبداني وتدخلت لحماية القاعدة العسكرية الإيرانية". وأكد المصدر أن "هذه القاعدة الإيرانية لا توجد فيها قوات عسكرية باستثناء مستشارين يقدّمون دعماً سياسياً ونصائح أمنية"، وأضاف: "نحن لا ندرّب حرس (الرئيس السوري بشار) الأسد ولا أياً من القوات الأمنية في سوريا، ولا حاجة لذلك قطعاً، فهم لديهم القدرة على حماية وطنهم والدفاع عنه ولديهم التجربة، دورنا يقتصر على الدعم سياسي، وذلك بالتنسيق مع روسيا والصين، وعلى إسداء النصائح الأمنية". وبما يخص احتمال التدخل الخارجي في سوريا، كشف المسؤول في الحرس الثوري نقلا عن سليماني الذي يتلقى أوامره من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أن "روسيا تعهدت لإيران بتواجد حاملة طائراتها وسفنها في سوريا لحمايتها"، وأضاف: "نحن ننسق معها ومع الصين لردع أي تدخل خارجي، والغرب يدرك جيدا من خلال تجربته في العراق أن التدخل العسكري في سوريا أمر غير ممكن ونحن لن نسمح بذلك". وذكر المصدر أيضاً أن هناك احتمالاً بتدخل إسرائيلي، مضيفاً: "لدينا معطيات تشير إلى أن العدو الصهيوني يحضر للدخول إلى سوريا عن طريق البقاع الغربي في لبنان، وهو يسعى لتشكيل تحالف جديد في المنطقة ضد الشيعة، خاصة في لبنان، لذا فإن الوضع معقّد، ونحن نصحنا (أمين عام حزب الله) السيد حسن نصرالله بفتح قناة حوار مع الإخوان المسلمين في سوريا". وإذ رأى أن "إسرائيل ستلعب دوراً مهماً في الشهرين القادمين"، طمأن قائلاً: "نحن لن نتحرك عسكرياً أبداً، وحزب الله كذلك".(العربية)

العربية": مصدر إيراني مقرّب من سليماني يتوقّع "خطف أجانب" بسوريا ولبنان
نقلت قناة "العربية" عن مصدر كبير داخل الحرس الثوري الإيراني مقرّب من قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، قوله إن "الأوضاع الأمنية في سوريا ولبنان قد تؤدي إلى خطف رهائن أجانب"، وكشف أنه "تم إرسال القيادي البارز في "فيلق القدس" الحاج محمد فرد إلى سوريا، وكُلِّف ت بالتنسيق المباشر مع زوج أخت الرئيس السوري، اللواء آصف شوكت، وشقيق الرئيس ماهر الأسد، في كيفية التصدي لأي عمل جاد يؤدي الى سقوط النظام"، وبرّر المصدر الايراني هذه الخطوة "بوجود اتفاق تعاون عسكري ينطوي على دفاع مشترك مع سوريا". وذكر المصدر أن "سليماني (وهو المسؤول عن عمل الحرس الثوري في الخارج) كلّف فرد بالعودة مجدداً الى سوريا التي وصلها الثلاثاء الماضي ومعه مساعده حاج كاظمي، وهذا يعني أن الأمور تتجه نحو أوضاع امنية خطيرة جداً". وقال المصدر: "إن سيد حسين موسوي، المعروف بإسم سيد أحمد، كُلِّف من جديد هو الآخر بالعودة الى لبنان حيث عمل فيه سابقاً خلال فترة خطف رهائن غربيين، ومعه ميزانية مالية كبيرة"، مشيراً الى قرب ذكرى اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية، وذكر أن الوضع الأمني فى سوريا ولبنان مرشح ليكون في رأس عناوينه "خطف رهائن أجانب من جديد". وشدد المصدر على أن "التنسيق جارٍ مع حزب الله وحلفائه في ضوء مخاوف الحرس الثوري من أن تشن إسرائيل عملية عسكرية في لبنان انتقاماً من حزب الله بعد الكشف عن خلية في تايلاند يقودها السويدي من أصل لبناني، حسين عتريس، كانت تخطط لتفجير مصالح إسرائيلية هناك".
(موقع العربية)

شمعون لـ"السياسة": تصريحات سليماني مزايدة سياسية لطمأنة "حزب الله" وحلفاء في لبنان سورية
 بيروت - "السياسة": استبعد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون, الحوار بين "14 آذار" و"حزب الله", متسائلاً عن الفائدة من هذا الحوار في الظرف الراهن, في وقت يتداعى النظام السوري وإيران تتعرض لحصار اقتصادي وتعيش في ظل مقاطعة شبه دولية, فيما هي تهدد بإغلاق مضيق هرمز لمنع تصدير النفط من دول الخليج إلى العالم?. وقال شمعون في تصريح لـ "السياسة", "على أي أساس إجراء الحوار مع "حزب الله" فيما لا يزال متمسكاً بسلاحه", معتبراً أن الحوار مشروط بتسليم السلاح غير الشرعي للجيش اللبناني, وبعدها نجلس على الطاولة ونتحاور ونتفق على معظم الأمور الخلافية. وأضاف أنه إذا كان الحزب يعتقد أن الحوار مع بكركي يحرج "14 آذار" (ليخيط بغير هذه المسلة), محذراً "حزب الله" من محاولة نقل الفتنة إلى الداخل, لأن اللعب بالنار يؤدي إلى انهيار الهيكل على رؤوس الجميع. وعن كلام قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني بسيطرة إيران على جنوب لبنان واستمرار الدعم لسورية, أكد رئيس "الأحرار" أن هذه التصريحات والمواقف من قبيل المزايدة السياسية لطمأنة حلفاء إيران في سورية ولبنان ليس أكثر. وأكد عدم خوفه على الوضع الداخلي, لأن لا أحد له مصلحة بخراب البلد بما فيهم "حزب الله", مضيفاً أنه "إذا وقعت الفتنة في لبنان فماذا سيكون مصير "حزب الله", خاصة وأن حليفه النظام السوري على حافة السقوط, فيما إيران في وضعٍ لا أحد يحسدها عليه, أما التهويل بالحرب فهي فقاقيع صابون لا أكثر".

شمعون: الجيش قادر على مواجهة إسرائيل.. وطاولة الحوار هي طاولة كذب 
رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن "طاولة الحوار هي طاولة كذب، لأن المواضيع التي بُحثت عليها لم تُنفَّذ إلى الحين"، وأضاف: "لكي نأتي إلى طاولة الحوار علينا أن نبحث ببناء دولة واحدة بسلاح واحد وجيش واحد وبند واحد، وهذا البند معروف من الأساس (أي سلاح حزب الله)، ولغاية الآن نسمع في خطابات "حزب الله" جواباً سلبياً على بند من هذا النوع، وبالتالي لماذا طاولة الحوار؟". وفي حديث إلى "إذاعة الشرق"، سأل شمعون: "هل (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون أعظم من حكام ليبيا ومصر وسوريا وتونس؟ هناك قسم من الشعب المغشوش يريد عون، ويقولون إن هناك خطراً على المسيحيين في لبنان، لكن من أين أتى هذا الخطر؟ إن الخطر أتى من تعاطينا بين بعضنا وليس من شيء آخر". في جهة أخرى، أكد شمعون أن "الجيش اللبناني جيش عظيم، لكن بسبب القرارات السياسية التي تأخذ بالحسبان "حزب الله" وسوريا، فإن الجيش ليس هو المسيطر أمنيًا على الجنوب"، وقال: "إذا أردنا أن نحمي لبنان ضد الطيران الإسرائيلي فهذا "ضحك على الذقون"، كما انه إذا أردنا فقط من الجيش مؤازرة قوى الأمن الداخلي حتى يسيطر على بعض "الزعران" فنستطيع أن نتكل عليه كقوة داخلية، لكن الجيش اللبناني يستطيع أن يقف بوجه إسرائيل إذا كان القرار له وحده والقيادة بيده"، مذكرًا بأن "الجيش صمد بوجه الخروق الإسرائيلية كما أجبرها مرتين على الانسحاب والتراجع إلى حين كان هناك مجال للتدخل السياسي والدبلوماسي".

 المشنوق: كلام سليماني بمثابة إعلان احتلال.. وعلى الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران 
اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق أن كلام قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني عن سيطرة إيران على جنوب لبنان والعراق "هو بمثابة اعلان الاحتلال الايراني لجنوب لبنان وللعراق"، مضيفاً: "كلامه تجاوز الحد الأدنى للمنطق، بحيث لم تعد طهران تكلّف نفسها عناء ترطيب تصريحاتها المنتهكة للسيادة اللبنانية والعربية، بل بلغ البخار في رؤوس بعض مسؤوليها حداً صارت تجاهر معه بالاحتلال وتفاخر بالسطو على السيادة والكرامة الوطنيتين". المشنوق، وفي تصريح، أكد أن "هذه التصريحات تؤكد صوابية المقاومة السياسية التي نخوضها يومياً في لبنان لمواجهة غطرسة إيران واستكبارها". وعن التوضيحات التي صدرت عن السفارة الايرانية في بيروت وقول السفير غضنفر ركن ابادي إن الجنرال سليماني تحدث عن مدى استلهام لبنان والعراق لفكر الثورة الإيراني، قال المشنوق: "نحن في لبنان لا نحتاج الى هذه الافكار، وبيروت تعطي دروساً في هذا المقام لمن يحتاجها. هذه الافكار تمت فقط الى ثقافة المغامرة بأمن الناس واستقرارهم كما تخطف خياراتهم وحريتهم وتعتدي على كرامتهم وعزتهم". وأسف المشنوق لـ"عدم إقدام أي شخصية من "حزب الله" على استنكار كلام سليماني على غرار ما فعل "التيار الصدري" في العراق"، متسائلاً: "هل يقل تيار السيد مقتدى الصدر في العراق تشيعاً وولاءاً لايران عن "حزب الله" أم يزيد عليه في الوطنية؟"، ودعا الدول العربية الى "التعامل مع كلام سليماني باعتباره تصريحاً بالاعتداء على أمن ثلاث دول عربية والتعامل معه بهذا المستوى قطعاً للطريق على التمادي الايراني في إنتهاك سيادة الدول العربية". وطالب المشنوق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ"قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران لإفهام قائد الحرس الثوري أن لبنان ليس المكان المناسب لإعلان بيانه الرئاسي"، مشيراً الى أن "اللبنانيين يرفضون أوهامه حول قدرة بلاده على احتلال عقول الناس"، معتبراً "سكوت الرئيس ميقاتي عن كلام الجنرال الايراني هو بمثابة خيانة وطنية غير مستغربة عن هذه الحكومة".

معين المرعبي: الجيش أصبح شرطي سير وتخلى عن دوره في حماية الحدود 
اسف عضو "كتلة المستقبل" النائب معين المرعبي لاعتبار الجيش اللبناني "شرطي سير". وقال إن الجيش "تخلّى عن دوره في حماية الحدود اللبنانية" المرعبي، وفي مداخلة هاتفية عبر "المؤسسة اللبنتانية للارسال" اليوم (الأحد)، أكد ان "عمل الجيش هو حماية الناس، وإن لم يكن يريد حمايتنا فلا مشكلة، وليقدموا لنا السلاح الذي يملكونه ونحن مستعدون لان نحمي انفسنا". وطالب بـ"انتشار الشرعية اللبنانية عند الحدود والقيام بواجبها"، معتبرا ان "من واجب رئيس الجمهورية حماية الناس وان لم يتمكن من فعل ذلك فليستقل". أضاف: "إذا لم يستطيعوا حماية الحدود فليستدعوا قوات الأمم المتحدة لتحميها". من جهة اخرى، لفت المرعبي إلى أن "المواطن في عكار ووادي خالد غير قادر على العمل بسبب الأوضاع، وهو بات بحاجة إلى إغاثة، ولا أحد يعوض عليه الأضرار". وإذ شكررئيس الجمهورية على تصريحه بالامس.طالب بـ"التعويض على عائلة الضحية التي سقطت في العريضة، وبالتعويض على اصحاب مركب الصيد الذي يعيل اكثر من عائلة".

وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي: إذا صحّ ما نُسب إلى سليماني فهذه مواقف خطيرة
 بيروت - من دارين الحلوي/الراي
تمنى وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي (من فريق النائب وليد جنبلاط) ألا يقدم وزير العمل شربل نحاس على اي خطوة تصعيدية بعدما وقّع مرسوم زيادة الأجور التي أقرها مجلس الوزراء ورفض توقيع مرسوم بدل النقل، معلناً انه «إذا كان الوزير معترضاً على القرار فلا أجد مبرراً لتمنّعه عن التوقيع لأنه ينتمي الى فريق سياسي (فريق العماد ميشال عون) يشارك بحصة كبيرة في الحكومة الحالية وهو موافق على جزء كبير من توجهاتها وخطوط عملها العريضة»، وموضحاً «ان لا توجه حاسماً حتى الان» في كيفية تعاطي الحكومة مع خطوة نحاس «التي ستناقشها». ودعا العريضي في حديث الى «الراي» الى التأكد اولاً من صحة ما نُسب لقائد «فيلق القدس» الايراني العميد قاسم سليماني حول جنوب لبنان، معتبراً انه «في حال تم التأكد من صحة هذه المواقف فهذا يعني انها تصريحات خاطئة وخطيرة بدليل ما استتبعته من ردود فعل في لبنان وما أثارته من مخاوف»، مؤكداً «أن القرار في لبنان هو ملك للبنانيين وحدهم وجنوب البلاد هو ارض لبنانية».
وفي ما يأتي نص الحديث مع العريضي:
• بعد رفضه توقيع مرسوم بدل النقل، يقول الخبراء القانونيون إن امام وزير العمل اللبناني شربل نحاس ثلاثة احتمالات: اما التوقيع ملزماً، اما الاستقالة، واما الاقالة. انتم كحكومة كيف ستتعاطون مع هذا الموضوع؟
- ليس ثمة توجّه حاسم حتى الان في هذا الملف، لكنني آمل ألا يُقدم الوزير نحاس على أي خطوة تصعيدية. بالطبع الحكومة ستناقش خطوة وزير العمل، مع الاخذ في الاعتبار أن الدستور لا يحدد مدة زمنية لتوقيع المرسوم. في نهاية الامر هناك قرار صادر عن مجلس الوزراء ينبغي السير فيه، وعلى الافرقاء السياسيين بحث الموضوع بسرعة لإيجاد حل نهائي لهذا الملف الذي تأخرت الحكومة في إنهائه. أما خطوات الحكومة فتتحدد في ضوء نتائج الاتصالات السياسية التي لست مطلعاً عليها شخصياً. وإذا كان الوزير معترضاً على القرار فلا أجد مبرراً لتمنّعه عن توقيع المرسوم لأنه ينتمي الى فريق سياسي يشارك بحصة كبيرة في الحكومة الحالية وهو موافق على جزء كبير من توجهاتها وخطوط عملها العريضة.
• البعض يتحدث عن مخالفة من وزير الطاقة جبران باسيل في موضوع المازوت الاحمر بعدما عمدت الوزارة الى توزيع كميات كبيرة جداً من هذا المازوت المدعوم قبل ساعات قليلة من انتهاء المدة التي حددتها الحكومة لدعم هذه المادة. وقيل ان هذه المخالفة باتت في عهدة التفتيش المركزي الذي باشر التحقيق. ما تعليقكم على هذا الملف؟
- أتمنى ان يذهب التفتيش المركزي في هذه القضية الى النهاية، لأنه ينبغي وضع حد لهذه المسألة بعدما ألحقت ضرراً كبيراً بالمواطنين. فبعد انتهاء فترة الدعم، الناس لم يرتاحوا والحكومة تُشتم في الشارع. إذا لم نتمسك بمبادئ المراقبة والمحاسبة في مؤسسات الدولة فعبثاً نحاول حلّ هذه القضية. لم يعد بإمكاننا الهروب الى الامام. ينبغي محاسبة المتورطين في كل ملفات الفساد والمتلاعبين بالاسعار والمرتشين والمتسببين بسقوط مبنى، لأن الامور لم تعد خافية على المواطنين. لكن المهم في مسألة المحاسبة والمساءلة أنها يجب أن تبدأ بتفعيل مؤسسات الدولة، حتى تتوقف نهائياً المخالفات على أنواعها. كما ينبغي على كل فريق سياسي أن يرفع الغطاء عن كل مخالف، لأن تغطية المخالفين فيها ضرر بحق الفريق السياسي نفسه والحكومة اللبنانية مجتمعة. لذا فإن القرار بمكافحة الفساد في الوزارات يتحقق عند اعتبار اي خبر عن مخالفات تُرتكب بمثابة إخبار تتحرك على اثره المؤسسات المعنية والقضائية للمساءلة والمحاسبة بعيداً عن الحسابات السياسية والطائفية والمناطقية.
• في الوقت الذي يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى سلوك نهج الحياد الايجابي في المرحلة الراهنة، صدرت عن قائد «فيلق القدس» الايراني العميد قاسم سليماني تصريحات يشير فيها الى ان «جنوب لبنان يخضع لارادة طهران وافكارها» وأعقبتها ردود شاجبة وصلت الى حد مطالبة المعارضة باستدعاء السفير الايراني في لبنان لاستيضاح مواقف سليماني. كيف ستتعاملون مع هذه التصريحات؟
- أولا علينا التأكد من صحة هذه التصريحات ودقتها لأنها نُشرت عبر وكالة واحدة، وهي لا تتمتع أصلاً بصدقية كبيرة. أما في حال تم التأكد من صحة هذه المواقف فهذا يعني انها تصريحات خاطئة وخطيرة بدليل ما استتبعته من ردود فعل في لبنان وما أثارته من مخاوف. ونحن نؤكد أن القرار في لبنان هو ملك للبنانيين وحدهم وجنوب البلاد هو ارض لبنانية. وإذا كان دعم ايران للمقاومة في لبنان واضحاً وصريحاً، إلا أن ما تحمله التصريحات في طياتها، إن صحت، هو أمر بالغ الخطورة والاهمية. حاليا لن نستبق الامور وعلينا التدقيق في مصدر الكلام، ليبنى على الشيء مقتضاه، بالرغم من عدم صدور اي نفي ايراني لمواقف سليماني. بالطبع قد نلجأ الى طرح الموضوع في مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال، وليس ثمة ما يمنع حصول نقاش جدي حوله.

استمرار المواقف المنددة بتصريحات سليماني/فتفت لـ"السياسة": هناك مشروع إيراني للسيطرة على لبنان عبر "حزب الله"
 بيروت - "السياسة": لم تهدأ عاصفة المواقف المنددة بتصريحات قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني من قبل قوى "14 آذار", التي أبدت خشيتها من أن تكون هذه التصريحات (العسكرية والسياسية في آن) مقدمة من جانب إيران لإطلاق يد "حزب الله" في لبنان بشكلٍ أوسع, سياسياً وعسكرياً, بالتزامن مع اشتداد الخناق على النظام السوري, في ضوء الانشقاقات المتزايدة في صفوف الجيش السوري النظامي وسيطرة الجيش الحر على مناطق واسعة من المحافظات السورية. وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"السياسة" إن ما قاله المسؤول العسكري الإيراني هو تأكيد المؤكد بالنسبة إلينا, لأنه لم يكن لدينا شك بأن "حزب الله" هو ميليشيا إيرانية متقدمة على المتوسط لا أكثر ولا أقل وهذا الكلام تم تأكيده, إنما اليوم فإن هذا الكلام الإيراني على لسان سليماني يشكل رسالة تهديد غير مباشرة على قدرة الإيرانيين على التحرك العسكري بأماكن عدة كالعراق ولبنان رداً على أي تهديد يصيب إيران.
وأشار إلى أن هذا يؤكد أن السلاح الموجود في لبنان ليس سلاح مقاومة أبداً, بل هو للدفاع عن إيران والمصالح الإيرانية كما يؤكد التبعية الأجنبية لـ"حزب الله" بالكامل, عكس ما يدعيه من أنه يحمل لواء الممانعة ومناصرة القضية الفلسطينية والدفاع عنها. وشدد فتفت على أن "حزب الله" يستعمل لبنان كساحة تصفية حسابات أو كورقة بيد السياسة الإيرانية, بغض النظر عن مصالح اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وأوضاعهم الاقتصادية الأساسية, مشيراً إلى أن الكلام الإيراني الذي صدر عن سليماني يتطلب موقفاً لبنانياً حاسماً.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة الحالية غير قادرة على اتخاذ موقف من التصريحات الإيرانية, مضيفاً "بالتأكيد عندما يجتمع مجلس النواب سيكون هناك كلام واضح لقوى "14 آذار" في هذا الشأن, لأن المسؤول الإيراني لم يتحدث فقط عن الناحية العسكرية, وإنما تحدث في الإطار السياسي من خلال إشارته إلى حكومات إسلامية في العراق ولبنان, وغيرهما, وهذا يعني أن هناك مشروعاً إيرانياً لاستعمال "حزب الله" للسيطرة نهائياً على لبنان, ليس فقط أمنياً وعسكرياً, وإنما أيضاً سياسياً وإقامة جمهورية إسلامية".
وفي السياق ذاته, رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر, أن كلام قائد فيلق القدس الإيراني "خطير ينتهك السيادة اللبنانية ويجعل من الجنوب اللبناني رهينة لمصالح إيران ويضع أهالي الجنوب في دائرة الخطر", معتبراً أن "هذا الكلام يُسقط حجج "حزب الله" في العمل المقاوم ويجعل من المقاومة فصيلاً في فيلق القدس الإيراني". وطالب الجسر "حزب الله" بتوضيح الكلام الصادر عن العميد سليماني للرأي العام اللبناني الذي يرفض زج لبنان كرهينة لمصالح إيران. في هذا الخصوص, اعتبر النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون, أن "إمكانات إيران أقل بكثير من ادعاءاتها", مشيراً إلى أن "المشكلة الحقيقية في السياسة الإيرانية أنها تمول الميليشيات داخل الدول العربية", مشدداً على "أن هذا الموضوع يجب أن ينتهي".  وبشأن كلام سليماني قال بيضون إن ""حزب الله" يواصل القول بأنه امتداد لولاية الفقيه, متوجهاً بسؤال إلى بكركي, بما أنها فتحت قنوات اتصال وحوار مع "حزب الله", هل هي قادرة لأن تأخذ من "حزب الله" أجوبة حاسمة حول أين تنتهي نفوذ ولاية الفقيه في لبنان, وإذا كان هذا النفوذ متفاعلاً مع القرارات اللبنانية الوطنية?". كما توجه بسؤال آخر إلى الحكومة ورئاسة الجمهورية عما إذا كانت الدولة اللبنانية على علم بنشاطات الحرس الثوري في لبنان, وإذا كانت هذه النشاطات تحت السيطرة? وأكد أن "وزير الدفاع فايز غصن أشار إلى وجود عناصر من القاعدة في لبنان, فهل لديه فكرة ماذا يفعل الحرس الثوري في لبنان?".

المستقبل اليوم/تعليق
ها هي الاعتداءات السورية تتكرر وتتجدد، وتؤكد للمرة الألف أن السيادة الوطنية مستباحة اليوم، مثلما كانت بالأمس ومنذ عشر وعشرين وثلاثين سنة، حيث كانت الوصاية السورية تضع يدها على البلد وما فيه، و"النظام الأمني المشترك" يغطي تلك الاعتداءات والارتكابات والجرائم والتجاوزات. ولكن اليوم، يبدو أن حكومة لبنان المفترضة والمفروضة، "تنأى بنفسها" هذه المرة، كما في كل مرة، عما يجري، وتظهر وكأنها غير معنية لا من قريب ولا من بعيد بالرد على تلك الاعتداءات، وحفظ حق مواطنيها بالأمن والأمان، وأكثر من ذلك يظهر أنها غائبة عن الوعي، لا بل حتى أنها شريكة للنظام الأسدي وامتداد له، ومتنفسه الوحيد على العالم من الحصار الدولي الخانق الذي يعانيه. بربكم، هل يوجد في العالم كله مثل هذه الحكومة "الهجينة" يمكن أن تسكت عن قتل فتى في الثانية عشرة من العمر، غاص في أعماق البحر مفتشاً عن رزقه، فإذا به يقع فريسة الرصاص السوري الحاقد القاتل، ذلك الرصاص الذي لا يوفّر صغيراً أو كبيراً في سوريا، فكيف يوفر صغيراً أو كبيراً في لبنان؟!. ولكن، يبدو أن القصة طالت، وتتكشف يوماً بعد يوم خلفيات الاتهامات الباطلة التي وُجهت وتوجّه الى مناطق بقاعية وشمالية تصفها بـ"الارهاب" وغير ذلك، وتتكشف تلك الأهداف عن أنها مبررات مسبقة لاستمرار الاعتداءات على لبنان، ولاستهداف مناطق محددة منه وتيارات معينة فيه. يبقى أن يقال لحكومة لبنان وشقيقها الأكبر نظام الأسد، إن شيئاً مهما كان وأياً كان لن يغيّر في مآل الأمور في سوريا، كما لن يُقنع الناس بأن صياداً ابن صياد في الثانية عشرة هو مهرّب سلاح من الدرجة الأولى أو أنه عنصر خطير في تنظيم "القاعدة". في النهاية، كما في البداية، رحم الله الفتى البريء ماهر حمد وشفى عمّه فادي وفك أسره مع شقيقه خالد. ونذكّر الدولة، من باب اللياقة على الأقل، وحفظاً لما تبقّى من ماء وجه، بوجوب العمل لإعادتهم الى ذويهم وأهلهم وأرضهم... نعم، إن لهم أهلاً يسألون وأحباء ينتظرون.. ولن يبدّلوا تبديلا.

بان أثار موضوع الحدود من دون أوهام حول ترسيمها
تحذيرات من توظيف أوضاع النازحين السوريين لإرباك لبنان

روزانا بومنصف/النهار
حين فاتح الامين العام للامم المتحدة بان - كي مون محدثيه من المسؤولين اللبنانيين في موضوع ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا من اجل حماية لبنان ومنع الذرائع امام اي امتدادات للازمة السورية الى لبنان، لم يخف الإقرار في الوقت نفسه بأنه لا اوهام لديه اطلاقاً في هذا الموضوع، نظراً الى تجربته المباشرة السابقة مع العاصمة السورية من اجل تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. فعلى اثر صدور القرار 1680 عن مجلس الامن الدولي أجرت الأمم المتحدة محاولات عدة مع دمشق من اجل ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان في المناطق المتنازع عليها.  لكن بان، ووفق المصادر اللبنانية التي التقته، عبّر عن ادراكه  جيداً ان دمشق غير قادرة راهناً على ترسيم الحدود حتى لو شاءت ذلك،  نظرا الى انشغالها الداخلي الحيوي بمسألة وجودية نقيض ما كانت الحال في السابق حين كانت قادرة على ذلك،  لكنها  تبقى في الواقع غير راغبة في ترسيم الحدود كما كانت الحال سابقاً ولا دلائل تظهر حتى اليوم رغبتها بذلك. ويرى بان في الوقت نفسه وجوب التذكير المبدئي على أساس مسؤولية احترام الحدود مع اصراره على ان يؤكد اللبنانيون هذا المبدأ ايضاً، ويشددوا دوماً على تكرار المطالبة بترسيم الحدود على انه مطلب لبناني في الأساس يتعين على دمشق التجاوب معه، لعلها تجد راهنا مصلحة لها في ذلك ولحماية لبنان نفسه من اي اتهامات يمكن ان تلقى عليه وتجر عليه تداعيات او انعكاسات ما. اذ ان التكرار في هذا الموضوع هو وسيلة ضغط معنوية وسياسية من اجل حماية لبنان وهي طريقة في التحذير ايضاً. وكلام  النظام في سوريا على تهريب اسلحة او عبور ارهابيين الى الاراضي السورية  يثير المخاوف الكبيرة على لبنان،  في مقابل عدم  تمتع المنطق الذي ترفعه او تقدمه دمشق في هذا الاطار  بأي صدى ايجابي ملموس، لكنه يرتب اخطاراً على لبنان.
وموضوع الحدود يبدو محسوماً بالنسبة الى بان - كي مون كما الى سائر العواصم الاجنبية التي تدرك جيدا الأسباب والاعتبارات التي تمنع دمشق من ترسيم الحدود في المطلق مع لبنان، وليس في مزارع شبعا وحدها. وقد ماطلت العاصمة السورية حتى بالنسبة الى الحدود الشمالية خلال الاعوام الماضية ولن تغير موقفها على رغم شكواها راهناً من حصول تهريب السلاح من لبنان ونزوح سوريين الى لبنان، وربما ثوار ايضاً، معارضين للنظام وتوجه سفيرها في لبنان عبد الكريم علي الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة ضبط الحدود. فهذه مسألة تحاول دمشق توظيفها لمصلحتها بما يخدم المنطق الذي تروجه عن الانتفاضة الشعبية على اراضيها.
 لذلك يستمر الديبلوماسيون في سؤال المسؤولين اللبنانيين الامنيين والسياسيين منهم في اطار استطلاع الوضع السوري والوضع اللبناني على الحدود، وما اذا كان متاحا ترسيم الحدود تمهيدا لضبطها ام لا  والتثبت مما تقوله دمشق. وقد لاحظت مصادر سياسية متابعة ان موضوع تهريب السلاح لم يثر  ضجيجاً كبيراً ولم يثر ايضاً الكلام على عبور ارهابيين ايضا اي ضجة على رغم ان هذين الموضوعين احتلا حيزاً مهماً في الجدل السياسي الداخلي في لبنان. وهذا لا يعني وفق المعلومات المتوافرة ان هذين الامرين لم يحصلا اذ تحدثت تقارير في الامم المتحدة عن وجود حركة مماثلة، لكن يتضح من انعدام اي رد فعل خارجي على هاتين المسألتين انهما ليستا بالحجم ولا بالاهمية التي تثار داخليا او وفق الرواية التي يعتمدها النظام في سوريا على الاقل حول تهريب كمي للسلاح في حين ان الامر لا يعدو كونه تجارة بالسلاح ليست بحجم كبير، وهي اقرب الى التجارة الفردية منها الى تورط احزاب او جماعات اوتنظيمات وفق الاتهامات التي تساق، على رغم ان الاوراق تبدو متداخلة او مشرذمة حول هوية الافراد وانتماءاتهم في هذا الموضوع بحيث لا تبدو الامور وفق ما ترمى في وسائل الاعلام على الاقل. وتوازي التقارير السورية عن تهريب الاسلحة من لبنان تقارير اسرائيلية تتحدث عن عبور صواريخ من سوريا الى "حزب الله" لم تؤكدها مصادر اخرى وتنفي مصادر لبنان حصول هذا الامر.
وهذه الامور يتم توضيحها من لبنان  الرسمي السياسي والامني الى المهتمين من الدول الاجنبية، وكذلك الامر بالنسبة الى الاتهامات السورية بعبور عناصر من "القاعدة"، والذي دحض لبنان الرسمي علناً ما ذهبت اليه دمشق، ولو انها عززت منطقها بتصريح لوزير الدفاع اللبناني في هذا الشأن. لكن هناك بعض المخاوف التي تساور البعض من نشوء جمعيات او ما شابه من اجل تأمين لجوء النازحين السوريين، اذ انه وعلى رغم الطابع الانساني الضروري والحتمي الذي لا يمكن لاحد الاعتراض عليه ايا يكن النازح  فضلا عن ان الدول الكبرى لا تتهاون في التشجيع على تأمين ما يلزم لهؤلاء، فان البعض يتخوف ان تعمد دمشق نظراً الى طول باعها في لبنان وقدرتها على التلاعب بالوضع السياسي فيه الى اللجوء الى ما يمكن اعتباره اختراقاً يمكن ان يتسبب به نازحون مزعومون او ما شابه. ومن هنا احد مصادر القلق المتصل بالحدود والذي كان سبباً لعبور الجيش السوري الاراضي اللبنانية بزعم ملاحقة معارضين للنظام على رغم محدوديته وعدم توسعه عما حصل حتى الآن، علماً ان المخاطر على لبنان مما يجري لا تقتصر على ذلك فقط. وفي موازاة اثارة موضوع الحدود والاهتمام به  لما يمكن ان ينفذ عبر الحدود من مشاكل، رفعت واشنطن من وتيرة تحذيرها من مخاطر على الاستقرار في لبنان بحيث كررت السفيرة الاميركية مورا كونيللي هذا التحذير مراراً في الاسبوعين الماضيين في لقاءات مع مسؤولين من اتجاهات سياسية مختلفة  ومنهم النائب العماد ميشال عون لأنه يمكن ان يوصل هذه الرسالة الى حلفائه. في حين استفاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من مناسبة تهنئة السلك الديبلوماسي الاجنبي المعتمد في باريس بالسنة الجديدة من اجل ان يوجه رسالة تحذيرية مباشرة قائلاً ان هناك "مخاطر على لبنان الذي نشعر بقرب كبير منه". وهذا الموضوع قد يتصل في رأي البعض بالحملة الانتخابية التي يخوضها الرئيس الفرنسي، لكنه جزء ايضا من تحذير دمشق ومن معها من استخدام لبنان سبيلا لتحييد الانظار او سعيا الى تخفيف الضغوط عما يجري في سوريا  كما انها رسائل متعددة الاتجاهات ايضا ولو بنسبة اقل نظرا الى ما تحتله التطورات السورية في الاولويات الدولية راهنا.

نفحة تفاؤل رئاسية!
سمير منصور/النهار
كثّف الرئيس ميشال سليمان اطلالاته في المدة الاخيرة من خلال لقاءات تتلازم عادة مع مطلع كل سنة. واللافت ان رئيس الجمهورية، يبدو في بداية النصف الثاني من ولايته كأنه في مطلع عهده بالاندفاع في السعي الى عناوين باتت معروفة ليس أقلها قانون الانتخابات. ولا يتحمل وحده بالطبع مسؤولية التعثر ويوحي لزائره انه كان ولا يزال في استطاعته ان يفعل الكثير لولا العراقيل الناجمة عن ترف سياسي عند بعض من ينكرون على رئيس الجمهورية دوره وموقعه بذريعة "نسبة التمثيل" ونتائج الانتخابات النيابية وما شابه. من هذا الواقع ينطلق في حديثه عن تعديلات ضرورية في الدستور، مطمئناً الجميع الى ان الهدف ايجاد مخارج وتوضيحات لبعض النصوص الغامضة، لا لتقوية سلطة على اخرى او لانتزاع صلاحيات، وجازماً انه ينطلق في حديثه عن التعديلات من حرص على "ألا ندقّ في اساسات الطائف"، وهي جوهر المسلمات الوطنية التي وردت في الدستور من خلال وثيقة الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف قبل اكثر من عشرين عاماً. وفي إحدى رسائله الى الداخل يلفت رئيس الجمهورية الى اننا "لا نستطيع التعامل مع الديموقراطية في شكل انتقائي ونكيل بمكيالين: معها عندما تكون لمصلحتنا، وضدها اذا لم تكن"... وإذ يؤكد انه ماضٍ قدماً في مساعيه لمعاودة جلسات الحوار الوطني، يلفت الى ان جدول الاعمال من خلال العنوان الكبير، الاستراتيجية الدفاعية، سيكون بثلاثة ابعاد: تطبيق مقررات الحوار السابقة، كيفية الافادة من سلاح المقاومة وامكاناتها، السلاح المنتشر في المدن والخارج عن الاستراتيجية الدفاعية. ورداً على سؤال يؤكد ان تمديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية "سيمدد حكماً" وأن "التمديد ليس اختيارياً بل هو طبيعي". وفي النص انه "إذا لم تنته مهماتها يمدد عملها حكماً" ويضيف "أن المحكمة قرار دولي ليس في استطاعة احد ان يلغيه" وان اية اقتراحات لإزالة الهواجس التي نتفهمها عند البعض، وعدم تسييس عمل المحكمة "يؤخذ بها وتناقش". وفي رسالة واضحة الى سوريا يؤكد رئيس الجمهورية ان "مواقفنا المعلنة هي التي قلناها للامين العام للأمم المتحدة خلال زيارته ولم يطلب ما يتناقض معها بل كان التركيز على القرار 1701 وعمل القوة الدولية. وأما ما قاله في المؤتمر الذي نظمته "الاسكوا" ولا سيما حول الوضع في سوريا فلم يقله امامنا، وليس في استطاعتنا منعه من التعبير عن اي موقف في مؤتمر تنظمه إحدى المؤسسات التابعة للامم المتحدة". ويكرر رئيس الجمهورية اخيراً اطمئنانه الى ان لا تداعيات لما يحصل في المنطقة على لبنان "وخير دليل تجربة السنة الماضية".

لبنان بين الفالق السوري والفيلق الإيراني
احمد عياش/النهار
التوضيح الذي صدر عن قناة "العربية" عن مقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونفى فيه صحة الكلام المنسوب الى الاخير على "خضوع جنوب لبنان والعراق لإرادة إيران" يستهدف أصلا وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية "ايسنا" التي أوردت كلام سليماني الذي نُفيَّ لاحقاً، وبالتالي فإن المشكلة داخل البيت الإيراني لفظاً لكنها عملياً داخل لبنان والعراق، البلدين اللذين عاشا ولا يزالان منذ أكثر من ثلاثة عقود تحت وطأة المشروع الأمبراطوري للجمهورية الإسلامية.
وإذا كانت مقتضيات الحذر في المواقف أملت تطويق كلام المسؤول الأيراني الذي أثار ولا يزال ضجة واسعة في لبنان، فإن النظام السوري الذي يستميت نظام الملالي في اسناده يؤكد في صورة شبه يومية أنه حاضر للعبث بأمن لبنان. وآخر الشواهد محنة الصيادين الثلاثة أمس في العريضة شمال البلاد. ولتوضيح الموقف أكثر يستعيد المرء مشهد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يعلن أن إسقاط تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد في الشمال قبل سنوات هو "خط أحمر"، فنفهم لماذا يرسم ممثلو نصرالله مجددا هذا الخط حول مطار القليعات الذي يعني تشغيله ان مؤسسة لبنانية ستعمل بعيداً عن سيطرة الحزب خلافاً لحال مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت حالياً! في موازاة المأزق اللبناني بين فالق الزلزال السوري وفيلق القدس الإيراني الذي فاخر نصرالله يوماً بالإنتماء الى مؤسسته أي "جيش ولاية الفقيه" بدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالامس عندما كان يخاطب سفراء في بلاده أكثر ميلا الى القلق عندما كان يتحدث عن لبنان من بوابة الجنود الفرنسيين الذين يعملون في قوة "اليونيفيل" في الجنوب، بينما أطل رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام أعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي أكثر ميلا الى الإطمئنان عندما "أبدى إرتياحه" الى إستمرار عمل هذه القوة مندداً بـ"إعتداءات مشينة" تعرضت لها قبل أسابيع. ربما يفسر بعضهم الفارق بين قلق ساركوزي وإطمئنان سليمان بطبيعة اللغة إذ تنحو الفرنسية الى الإفصاح بينما تنحو العربية الى الثورية، لكن ذلك لا يكفي. وفيما أهل لبنان حالياً كأهل بيزنطية يجادلون في "جنس الملائكة"، أخبرني معارض سوري التقيته مصادفة قبل ايام ان حياة اهله في داخل سوريا صارت أكثر أماناً من حياته في لبنان. ويشرح الأسباب التي تعود الى إضطهاد الأجهزة الرسمية وتربص "حزب الله" به وطرده من مكان إقامته مراراً.  الساحة مفتوحة امام صانعي 14 آذار إذا أحسنوا الصنع اليوم. ولتسهيل مهمتهم، يجب أخذ العلم بأن قوى 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله" إرتحلوا من ساحة رياض الصلح الى ساحة الامويين لنجدة الأسد. فهل يهبون الى نجدة لبنان؟

رئيس الجمهورية شارك الأنطونية في عيد مار أنطونيوس
  رعيدي: الشيعي والسني والدرزي كما الماروني لكل لبنان

لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، مؤسس الرهبانية التي تحمل اسمه ولمناسبة اللقاء الرهباني الانطوني العام، حضر رئيس الجمهورية ميشال سليمان قداساً احتفالياً ترأسه الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الأباتي داود رعيدي قبل ظهر أمس في دير مار روكز - الدكوانة، مقر الرئاسة العامة، عاونه فيه مجلس المدبرين ولفيف من الرهبان. وكان سليمان زار لدى وصوله المتحف الخاص بتاريخ الرهبانية والذي يحتوي على كتب ومخطوطات وثياب بيعية وصلبان، وتولى رئيس الجامعة الانطونية في بعبدا منظم المتحف الاب جرمانوس جرمانوس تقديم نبذة عن محتوياته وأقسامه. ثم انتقل سليمان الى كنيسة الدير حيث اقيم القداس، وألقى رعيدي عظة شكر فيها لسليمان مشاركته الرهبانية في هذا العيد، وقال: "نريد رؤساء يمثلون مختلف الافرقاء، كما هو رئيس الجمهورية الماروني الذي غدا رمزا للتمثيل الوطني. وقياسا، فالشيعي هو لكل لبنان، والسني هو لكل لبنان، والدرزي هو لكل لبنان، وليس الماروني وحده. نريد (...) المناقبية الوطنية، انطلاقا من دور اللبنانيين الوطني وليس من انتمائهم الطائفي، واذا حلا للبعض الاعتقاد ان الرئيس الماروني هو للجميع، فانتم فخامة الرئيس تجسدون الوجود المسيحي في لبنان كحضور لا يقاس بالعدد".
اضاف: "الى سلام القلب، وحسن التصرف والتعامل، ندعو اخواننا المسلمين إلى أن نبني مجتمعا لائقا بالله الذي نتباهى بالانتماء إليه، ونجعل من وطننا ساحة للمحبة والتعاون، وعلامة للإلفة في الشرق الاوسط الجديد الذي لم يسفر ربيعه، حتى الآن، عن أي أمل. تعالوا لنكون مستقبل هذه الشعوب ببناء وطننا على الحقيقة والمساواة، على العدل والمحبة، ونبقي شعلة الرجاء في عتمة الصراعات". وقدم رعيدي الى رئيس الجمهورية ايقونة تمثل شفيعه القديس ميخائيل رسمها طلاب مدرسة الفن المقدس التابعة للجامعة الانطونية، بينما قدم اليه رئيس الجمهورية درع الرئاسة "تقديرا للدور الانساني والوطني للرهبانية"، وكانت مناسبة تداول سليمان خلالها مع الرهبان ومجلس المدبرين شؤوناً تهم الطائفة والوطن. ودوّن الرئيس سليمان كلمة في سجل التشريفات. وكان سليمان استقبل وفد "جمعية اصدقاء ابرهيم عبد العال" برئاسة النائب السابق ناصر نصرالله الذي قدم اليه دراسات كان عبد العال أعدها للافادة من الثروة المائية اللبنانية وحقوق لبنان في نهر الاردن الذي يشكل نهرا الحاصباني والوزاني روافد له، وعنوان الدراسة هو "الأسس السياسية المائية للحوض الأعلى لنهر الاردن".

مُدمنة الانتخابات كسروان لا تتوقف حساباتها/"الأرض" تغيَّرت والقانون لم يصدر لكنَّ الطامحين مستعجلون
 بيار عطاالله/النهار/لا تهدأ الحركة السياسية في كسروان – الفتوح ولا تعرف السكون حتى لالتقاط الانفاس، سواء قبل الانتخابات النيابية او بعدها والمنطقة التي تحتضن مقر البطريركية المارونية وتمثل رمزية لدى المسيحيين، يقاسمها هذه الافضلية جارها المتن بنوابه الثمانية مما يجعل كتلة نواب "جبل لبنان الشمالي" المفترضة 13 نائباً، ولو اتحدوا مع نواب جبيل لأصبح العدد 16 نائباً قادرين على قلب اي اكثرية اقلية وبالعكس. المشهد في كسروان يجمع الكثير من التناقضات، وبعضها محزن. اذ يروى ان كلفة الاكاليل وباقات الزهور التي ترسل في مناسبات الدفن موقعة بأسماء زعماء ومرشحين واحزاب سجلت ارقاماً قياسية. الجميع يحشدون قواهم، سواء من الملتزمين او العائلات والشخصيات المستقلة، وكل صباح يسجل مزيد من الاسماء على لائحة الطامحين الى الترشح، لكن الجديين من بينهم يُعدَّون على الأصابع، والغالبية الكبرى "تنفق الوقت والمال" في انتظار السنة 2013 وتحديد الأحجام في "حروب الالغاء الأبدية" بين الموارنة، خصوصاً ان انتخابات الرئاسة الاولى تليها ومعها أحلام الزعماء الموارنة الوردية بالوصول الى كرسي الرئاسة الاولى في بعبدا.
لا صورة دقيقة حتى اليوم عن اتجاهات الرأي العام في كسروان، فنتائج استطلاع للرأي تلغيها نتائج استطلاع آخر، وفارق الأصوات البسيط خلال دورة 2009 معطوفاً على نتائج الانتخابات البلدية يوحي أن الأمور لن تكون سهلة ابداً، ولا مكان للمساومة والامور تتجه الى "انتخابات قاسية" على ما يقول النائب السابق والمرشح الدائم منصور غانم البون الذي يمتلك رصيداً يجعله ثابتاً في كل المعادلات رغم حضور الاحزاب والقوى، وربما مفتاح تشكيل اللائحة المفترضة التي ستواجه لائحة "التيار الوطني الحر" في كسروان، علماً أن  زعيمه ميشال عون يحصد المركز الاول في مختلف استطلاعات الرأي في كسروان، وإن بفارق بسيط، على رغم الخدمات التي يقدمها وسياسة الاتصال والجولات التي دأب على القيام بها، وذلك في موازاة الانتقادات الكثيرة التي توجه الى اداء كتلته الخدماتي فضلا عن الملاحظات على مواقف "التيار" السياسية من الشؤون الوطنية والتي ادت الى انسحاب قسم لا يستهان به من المؤيدين والمناصرين الى منازلهم وعائلاتهم وليس الى الاحزاب المنافسة. وهذا الواقع قد يعزز كتلة المستقلين ويدفع الاحزاب المسيحية جميعاً الى الفوز بتأييدها، سواء منها حزب "القوات اللبنانية" الذي يعزز رصيده ببطء ولكن بثبات في اوساط الشباب والطلاب خصوصاً، مستفيداً من تردد الاحزاب الاخرى وسوء ادارتها التنظيمية، اضافة الى رفع سقف خطابه السياسي. اما حزب الكتائب التي يؤكد امينه العام ميشال خوري "ان الجهد ينصب على تنظيم الحزب واستعادة حضوره بعد كل ما تعرض له من اغتيالات وتدمير منهجي من الاعداء والاصدقاء"، فيجزم أن لا مرشحين له حالياً من بين الحزبيين في كسروان رغم  كثرة الاسماء التي تتردد.
أمور تغيرت
أمور كثيرة تبدلت في كسروان منذ العام 2009، اهمها موقف بكركي الحاد من سياسة "التيار الوطني الحر" المتحالف مع "حزب الله" والنظام السوري، الأمر الذي تجلى في التصدي لسياسة قوى 8 آذار ومساندة منافسي النائب عون خلال دورة 2009. لكن "بكركي الجديدة" ذهبت بعيداً في التفاهم مع سلاح "حزب الله" والتعامل ببرغماتية مع التطورات السورية، ومن الصعب معرفة مدى تأثر جمهور الكنيسة العريض بتحولات سيد بكركي. ومن الجديد الذي اصبح معلوماً، دخول رئاسة الجمهورية في معركة تثبيت الحضور والاحجام في المعادلة الكسروانية من خلال صهر الرئيس ميشال سليمان وسام بارودي، الشاب اللبق الذي يصر على تقديم نفسه شخصية مستقلة في اطار حركة سياسية يقول انه يستعد لاطلاقها مع مجموعة شبابية ناشطة في جبيل والمتن وبعبدا وكسروان تحت عناوين انمائية واجتماعية، بما يوحي وكأنه "حزب الرئيس ميشال سليمان". وفي بارودي، أن ترسيخ حضور المسيحيين في لبنان يكون بطمأنتهم وتوفير الامان والبحبوحة الاجتماعية لهم. لكنه يجزم بعدم استعداده للانتخابات بعد في انتظار اطلاق حركته السياسية واعلان برنامجها، ويقول: "نحن مستقلون نريد ان نشارك في الشأن الوطني". وبارودي ليس الوحيد الذي ينشط سياسياً واجتماعياً، فهناك الوزير السابق زياد بارود ورئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، اللذان رغم اصرارهما على "النأي بالنفس" عن الحركة السياسية الكسروانية وموضوع الترشح في 2013، يحظيان بتقدير لدى الرأي العام الكسرواني، ويتكرر ذكر اسميهما في سياق الحديث عن الاحجام السياسية والانتخابية لمناسبة او غير مناسبة. 
الانتخابات ولم لا؟
قد يبدو باكراً الكلام على منحى تشكيل اللوائح بالنسبة الى محترفي الانتخابات الذين يدعون الى انتظار ما سيكون عليه قانون الانتخابات العتيد وتقسيم الدوائر. لكن ذلك لا يمنع مناقشة المسألة في منطقة تتنسم رائحة الانتخابات في كل شاردة وواردة من خلال الحركة السياسية الدائرة. و"التيار الوطني الحر" الذي يتمتع بأرجحية القيادة الصارمة  للعماد عون في اتخاذ القرار، سيحتاج الى الكثير من الجهد للفوز في الانتخابات اذا تمكنت القوى المنافسة له من ترتيب اوضاعها. فما جمعته الايام والسياسة والضرورات في انتخابات 2009 لم يعد ممكناً اليوم لاسباب كثيرة. لكن النائب فريد الخازن يقول ان: "عصب المعركة لم يعد موجوداً، وتبدّل موقف بكركي غيَّر الكثير من الامور، أضف الى ذلك ان زخم رئاسة الجمهورية تراجع فيما وضع فريقنا ثابت رغم الملاحظات والتقصير في الاداء". وفي حين يعترف الخازن بتراجع نسبة مؤيدي "التيار العوني"، يجزم ان اصواتهم ذهبت في اتجاه المستقلين وليس الى قوى 14 اذار او الشخصيات الاخرى.
ويتقاطع كلام الخازن في بعض جوانبه مع تحليل النائب السابق منصور البون للمشهد في كسروان - الفتوح، ففي رأي  البون الذي يعترف له الجميع بموقعه المتقدم على سواه من المرشحين، ان "تفاهم وجوه معروفة ومرموقة من العائلات مع الاحزاب يشكل تحالفاً متيناً يمكنه تحقيق الفوز". لكن الشرط الاساس هو "حسن انتقاء الوجوه التي ستخوض الانتخابات" و "اختيارها استناداً الى معايير الكفاية والتقدير لدى الرأي العام"، الى تأمين الانسجام بين اعضاء هذه اللائحة، لأن أحد اسباب الخسارة في 2009 كان فقدان الحد الادنى من الانسجام بين المرشحين.

هذا التحليل يوافق عليه المحامي نعمان مراد القريب من "التيار الوطني الحر" ويضيف اليه أن امام البون فرصة لتركيب نواة لائحة خلال الاشهر الستة المقبلة وبدء الاستعداد للمعركة في 2013 وإلا فاته القطار، لأن ماكينة التيار الوطني الانتخابية جاهزة رغم كل الثغر فيها وما عليها سوى العمل على استقطاب المستقلين الذين اصبحوا يشكلون حوالى 40 في المئة من الناخبين في كسروان - الفتوح نتيجة "الانشقاقات" في صفوف الاحزاب وخيبة الامل لدى قسم كبير من الحزبيين.
وينفي معنيون بالانتخابات صحة القول ان الناخبين في كسروان "يلهثون وراء الخدمات"، ويصرون على انهم يقفون الى جانب من يكترث لامرهم ويقف بجانبهم. والغريب ان هذه المواقف تصدر عمن ينشطون "خدماتياً" ويقرون بقوة العامل السياسي في تجييش الرأي العام الكسرواني، الامر الذي غاب عن بعض الاحزاب في حين ادركته اخرى تعمل على رفع منسوب خطابها التعبوي والجماهيري "قضمة قضمة"، رغم افتقارها الى كاريزما قادرة على استقطاب الجمهور والفوز بتأييده.

الحكومة كابوس في كل ما تقوم به من مقايضات وتنفيعات"/نواب "المستقبل" يحذّرون من نوايا إيرانية مضمرة تجاه لبنان
المستقبل/لاحظ نواب كتلة "المستقبل" امس، ان "النظام السوري يستغل المشكلات الحدودية سياسياً ولكنه فعلياً مرتاح لأن الداخل اللبناني ممسوك". وحذروا من "نوايا ايرانية مضمرة تجاه لبنان"، معتبرين أنه "لا بد من وقفة وطنية جامعة ترفض إستباحة إيران لإستقلالنا". ورأوا ان "الحكومة كابوس في كل ما تقوم به من مقايضات وتنفيعات".
أوغاسابيان
إعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسابيان أن "الحكومة كابوس في كل ما تقوم به من مقايضات وتنفيعات"، مشيراً الى أن "الحكومة السابقة أنجزت الكثير مقارنة مع هذه الحكومة فكل مشاريع البنية التحتيّة من الشمال إلى الجنوب هي صنيعة الحكومات السابقة، ونتائج كل ذلك أنه أصبح هناك حد أدنى للناس كي تعيش بكرامتها". ورأى في حديث الى محطة "الجديد"، ان "حزب الله" يملك وحده "تحريك اللعبة وهو يتولّى رسم التوازنات داخل الحكومة وشخص واحد يملك مفتاح إعلان انهيارها هو (الأمين العام لـ"حزب الله") السيّد حسن نصرالله". وإذ وصف الحكومة بـ "الانقلابية وغير المتجانسة"، قال: "هي شبه حكومة وقد أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري كي تؤلّف حكومة سورية وعلى هذا الأساس وضع "حزب الله" هذه الحكومة في أحضان النظام السوري". ولفت الى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أتى إلى لبنان ليؤكد أنه "في حضن المجتمع الدولي ولأوّل مرّة يطالب مسؤول أممي بتثبيت الديموقراطية في لبنان". واكد أن "غالبيّة الخلافات في الحكومة هي على مصالح وتنفيعات"، موضحاً أن "حزب الله" لا يدخل في كل تفاصيل الخلافات الثانوية "فالخيارات الاستراتيجيّة المتعلّقة بالسلاح وإبقاء لبنان في حضن جبهة الممانعة هو الأساس، والفريق السياسي الوحيد في لبنان الذي يعمل بشكل استراتيجي هو "حزب الله" الذي يعرف أين يبدأ وأين ينتهي، ولكن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، و"حزب الله" خائف على مشروعه مع سقوط جبهة الممانعة وهو إذا لم يعد درس خياراته فسيدفع الثمن لبنان عبر الغرق في حرب أهلية مع كل الانقسامات الحادة في الداخل اللبناني".
واشار الى أن رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط "مشى في هذه السياسة لكي يحافظ على الاستقرار في لبنان ولكي لا يصل حريق الاطارات إلى هنا، وموقفه لا يمكن تشبيهه بموقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي انقلب على الأكثرية عن سابق تصور وتصميم". وعن إمكان فرض "حزب الله" ثقافة حياة على المسيحيين، اكد أن "هناك فرقاً بين التكتيك أو الادارة اليومية وبين الاستراتيجية أو الهدف البعيد، فهؤلاء يعملون بالاستراتيجيّة وإذا قوّمنا مشاركتهم في السلطة والأجهزة الأمنيّة عند نشأتهم في العام 1981 واليوم ألا نرى الفرق؟ فهذه استراتيجية وهي مستمرة، وعملية شراء الأراضي وربط المناطق ببعضها من الجنوب إلى البقاع الغربي وعمليات الشراء من خلدة إلى الجنوب كلها تدخل في هذه الاستراتيجيّة، وقد فُتح ملف شراء الأراضي سابقاً وهناك أموال متوافرة بشكل كبير تستثمر لإنشاء جمهوريّة إسلامية". وشدد على أن "خطورة المسألة في ما لو كان "حزب الله" مصمّماً على هذا النهج وهو لا يزال يعتقد ذلك، فالهدف هو إنشاء نظام في لبنان على غرار النظام الإيراني، وكل تحركاته اليومية كطريقته الإيجابية على طاولة مجلس الوزراء هي تكتيكات غير مهمة ولا يقف عندها إنّا يقف عند الاستراتيجيّة كالمحكمة الدوليّة والسلاح وغيره".
واكد أن "هناك ضرورة للحوار، ولكن اليوم ليس هناك إمكان لإطلاقه"، متسائلاً "إذا كنا لن نبحث في مئات آلاف الصواريخ التي يملكها "حزب الله" ففي أي استراتيجيّة دفاعيّة سنبحث؟". واعتبر أنه "علينا أن نتفاوض من دون أن يضع أحد السلاح على الطاولة لنتفاوض". ورأى أن "الوضع السوري لا يمكن أن يعود إلى سابق عهده بعد كل ما حصل هناك"، مشيراً الى أن "على الحكومة أن تزوّد الجيش اللبناني بكل الوسائل والامكانات لإنشاء 3 أفواج لحراسة الحدود في حين أنه اليوم لديه فوج ونصف، وأثناء مفاوضاتنا في اللجنة الحدودية التي ترأستها عن الجانب اللبناني مع اللجنة السورية تطرّقنا إلى أهمية تفعيل ضبط الحدود مع سوريا ولكنّ الجانب السوري لم يكترث لهذا الأمر، في حين يأتي اليوم ليطالب لبنان بضبط حدوده". ولفت الى أن "النظام السوري يستغل المشكلات الحدوديّة سياسياً ولكنه فعلياً مرتاح من الوضع في لبنان لأنّ الداخل اللبناني ممسوك ولا أحد من المعارضة السوريّة فكّر في العمل ضدّ النظام من الداخل اللبناني، ولذا انحصر العمل من تركيا".
القادري
استنكر عضو الكتلة النائب زياد القادري في بيان، تأكيد قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني، أن "جنوب لبنان والعراق يخضعان في شكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها"، معتبراً أن ما قاله "يثبت حجم الإختراق الإيراني للساحة اللبنانية، ويعبّر بوضوح عن خطورة النيات الإيرانية المضمرة تجاه لبنان، والتي يتم إخفاؤها بمساحيق تجميلية وبمواقف أقل ما يقال فيها إنها كاذبة وغادرة، وكل ذلك في إنتظار تهيئة الظروف الملائمة لترجمة هذه النيات الخطيرة إلى أمر واقع، من خلال "حزب الله" الذي ينفذ أجندة إيران بمعزل عن المصلحة اللبنانية" . ورأى أنه "إذا كان هناك من استكبار في المنطقة، فهو الاستكبار الإيراني الذي بات لا يطاق"، سائلاً "هل يعني حديث سليماني عن تشكيل حكومات إسلامية بغية مكافحة الإستبكار أن إيران ترى الوقت أصبح مناسبا لإعطاء الضوء الأخضر لـ "حزب الله" كي يحقق حلمه بإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان على شاكلة الجمهورية الاسلامية في إيران؟". وأكد أن "هذا الكلام الإيراني يسقط آخر أوراق التوت عن "حزب الله" الذي يحاول بحوارات شكلية تحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يشكله على لبنان الصيغة والكيان"، مشيراً الى أنه "لا بد من وقفة وطنية جامعة ترفض إستباحة إيران لإستقلال لبنان ولقراره الحر، وتندد بهذا الإعتداء السافر على سيادتنا وكرامتنا الوطنية". ودان "الصمت الرسمي "المريب"، مطالباً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي بـ "اتخاذ موقف حازم، وباستدعاء السفير الايراني (غضنفر ركن أبادي) وإبلاغه رسالة شديدة اللهجة ضد هذه التصريحات التي تسيء إلى لبنان".
مجدلاني
رأى عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني ان تصريحات سليماني "خطيرة جداً جداً ولا يمكن السكوت عنها، او القبول بحزب فصيل من فصائل الحرس الثوري الايراني في لبنان"، مطالباً الحكومة بـ "اتخاذ موقف يستنكر هذه التصريحات، وان تطالب "حزب الله" بأخذ الإجراءات اللازمة ليبرهن عكس ما قيل". وكشف "اننا كمعارضة وبعدما تتوضّح الامور جيداً، يمكن ان نوجّه الى الحكومة سؤالاً حول هذا الموضوع". وقال في حديث الى "وكالة الانباء المركزية": "اننا ننتظر رداً من "حزب الله" حول هذه التصريحات، وننتظر الموقف الرسمي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وللحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي. لا يمكن السكوت عن هذا الكلام، لأنه يؤكد وجود ايران في جنوب لبنان، وقدرتها في اي لحظة على تحويل لبنان الى دولة اسلامية، وهنا مهمة "حزب الله" في هذا التحويل لأنه يشكّل رأس حربة ايرانية على شواطئ البحر الابيض المتوسط" ولفت الى ان "هذه التصريحات تستدعي من "حزب الله" اتخاذ قرار بالتخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة اللبنانية، اذا كان حقيقة حزباً لبنانياً واهدافه لبنانية فقط"، رابطاً تصريحات سليماني بالتوتر الذي يحصل في المنطقة بين ايران والمجتمع الغربي حول ملفها النووي، "وهذه التصريحات تلغي وجود الدولة اللبنانية لمصلحة ايران".
وفي حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، وصف مجدلاني سلاح "حزب الله" بأنه "سلاح إقليمي وليس لبنانياً"، موضحاً أن "أحداث 7 أيار والأحداث التي تلتها وكل الإعتداءات التي استهدفت أهالي بيروت أثبتت هذا الأمر".واشار الى أن كلام سليماني "يثبت شكوكنا حول سلاح الحزب الإقليمي، والمطلوب اليوم موقف واضح وصريح من "حزب الله"، وإذا كان بالفعل ضنيناً بالكيان اللبناني والصيغة اللبنانية والسيادة اللبنانية وينتمي الى الدولة اللبنانية والشعب اللبناني فعليه القيام بخطوة عملية تتمثل بتسليم سلاحه أو وضعه بإمرة الجيش والقوى العسكرية".
طورسركيسيان
قال عضو الكتلة النائب سيرج طورسركيسيان، تعليقاً على الكلام عن تهريب الأسلحة من لبنان باتجاه سوريا: "لنسلم جدلاً بأن هناك تهريباً للأسلحة من لبنان الى سوريا، فهذه الأسلحة ستنقل بالتأكيد عبر الحدود، ما يعني أن المشكلة الأساسية من يحمي هذه الحدود، ومن أجل ذلك نحن نطالب دائماً القوى الأمنية بوجوب ضبط الحدود". أضاف في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال": "هناك قائد للجيش (العماد جان قهوجي) نحبه ونحترمه وهو نشيط، ولكن هناك واقع، إذ لا يمكن وضع اللوم دائماً على السياسيين". وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، رأى أنه "لو كان الفريق الآخر يريد فعلاً أن يوقف عمل المحكمة عبر عدم تمويلها لما مرر الأمر بالطريقة التي تمت فيها أي عبر صندوق الهيئة العليا للإغاثة"، معتبراً أنهم "كانوا يريدون إزاحة هذا الأمر عن كاهلهم فتم تمرير التمويل بالأسلوب الذي رأيناه. و"ما حدا يربّح جميلة"، فهذه المحكمة ليست ملكي بل ملك الشعب اللبناني وهناك رئيس للحكومة ونواب ووزراء ومواطنون تم اغتيالهم". ورأى أن "طريقة تمويل المحكمة تمت عن طريق الخطف". وحول ما أنجزته المعارضة في هذه المرحلة، قال: "أولاً، كان الفريق الآخر يتّهمنا بعدم قدرتنا على إنجاز الموازنة، واتضح اليوم أنهم لم يتمكنوا من إنجازها، وثانياً، أثبتنا تواجدنا على الرغم من الجو الحكومي السائد ضد قوى 14 آذار". وإذ وصف غياب الرئيس سعد الحريري بأنه "يشكل ضربة للمعارضة"، أكد أنه لا يعرف توقيت عودته "إلا أن عودته ضرورية".وعن تصحيح الأجور، أعرب عن اعتقاده أن الوزير شربل نحاس "لديه فعلاً شخصيته الفذّة واستطاع أن يحدث شرخًا في "التيار الوطني الحر"، بين مؤيد لطرحه ومعارض له". واوضح ان "مشروع اللقاء الارثوذكسي للانتخابات تم طيّه، مع أن الطوائف الصغيرة ترحب به، وان المسألة الأكثر طرحاً اليوم تتمثل بالبقاء على قانون الستين يُضاف اليه مبدأ النسبية".
الجسر
وصف عضو الكتلة النائب سمير الجسر، في بيان، كلام سليماني بأنه "خطير ينتهك السيادة اللبنانية ويجعل من الجنوب اللبناني رهينة لمصالح ايران ويضع اهالي الجنوب في دائرة الخطر". وقال: "ان هذا الكلام يُسقط حجج "حزب الله" في العمل المقاوم ويجعل من المقاومة فصيلاً في فيلق القدس الإيراني". وطالب "حزب الله" بـ "توضيح الكلام الصادر عن العميد سليماني للرأي العام اللبناني الذي يرفض زجّ لبنان كرهينة لمصالح ايران".

كاظم الخير لـ"المستقبل": الواقع متفجر شمالاً والحكومة متقاعسة
المستقبل/لخص النائب العكاري كاظم الخير ما يحصل عند الحدود اللبنانية-السورية شمالا بأنه "فوضى واستباحة لسيادة لبنان "، آخذا على الحكومة تقاعسها في الحماية.  واذ كرر في حديث الى "المستقبل" أمس، مطالبة الحكومة اللبنانية بترسيم تلك الحدود والجيش اللبناني بحمايتها، نقل، احساس الأهالي بأنهم "يشعرون انهم متروكون وحدهم لقدرهم، لا من يهتم بهم ولا من يسأل عنهم"، مضيفا: "هذا شعور قديم". ويردف: "الواقع صار متفجرا في المناطق ولا يتحمل مزيدا من الضغوط". وكشف انه في صدد تقديم استجواب، في الاسبوعين المقبلين، عن "ممارسات بعض الوزراء الاستفزازية والفاسدة ولا سيما في سرقة المازوت وتخزينه والامتناع عن اعطائه للمواطنين في فترة الدعم وبيعه لتجار ومحسوبيات تحقيقا للمكاسب على حساب المواطنين عبر خفض الضريبة على القيمة المضافة عنه". مؤكداً: "لن نسكت عن اي ممارسات خاطئة وتحركنا سيكون من ضمن الاطر الدستورية".
وهنا نص الحوار:
[ ماذا حدث أمس في منطقتكم؟
- الحاصل هو استباحة لسيادة لبنان وفوضى. فلا هناك ارادة لدى الحكومة باعتبار ان المناطق الحدودية لبنانية، ولا قرار لديها بحماية المواطنين الآمنين في هذه المناطق.
[ هل صحيحة الرواية التي نقلها الاعلام أمس عن كيفية خطف اللبنانيين الثلاثة؟
- عرفت ان هناك صيادين تعرض لهم زورق حربي سوري وخطفهم من دون ان نعرف ما سبب ذلك. وهذا، في اي حال، ليس حادثا جديدا، وهو لا يلبث يتكرر في عكار او عرسال وفي المناطق الحدودية في البقاع والشمال كلها. الموضوع ليس جديدا، ويا للاسف ان الحكومة اللبنانية لا تأخذ الاجراءات المناسبة.
[ ماذا تسمعون من الاهالي ميدانيا تعليقا؟
- الواقع صار متفجرا في المناطق ولا يتحمل مزيدا من الضغوط. فالظلامة تلحق بالأهالي هناك ولا من يسأل عنهم. وما يزيد الطين بلة ما سمعناه من السفير السوري (علي عبد الكريم علي) ومن السرايا الحكومية تحديدا، وهو كلام لا يقبل به لبناني. ان وتيرة هذه الاعمال تتصاعد، ويشعر الأهالي في النهاية انهم متروكون وحدهم لقدرهم، لا من يهتم بهم ولا من يسأل عنهم. هذا شعور قديم. ومنطقة الشمال تشعر، في ظل هذه الحكومة، انها ليست من ضمن الدولة اللبنانية لا انماء ولا استقرار ولا حماية مما يولد شعورا بالغبن والغضب ويوصل الى نتائج وخيمة.
[ ازاء هذه الصورة لمشاعر الأهالي، هل تراهم يصلون الى حد المطالبة بقوى اممية تحميهم؟
- ان المطالبة ستكون للجيش اللبناني بترسيم الحدود وضبطها لمصلحة الدولتين اللبنانية والسورية، وهذا ليس بجديد انما تأكد في طاولة الحوار. واليوم، نطالب بحماية المواطنين الساكنين على الحدود السورية والذين يتعرضون لاعتداءات وملاحقات، وتتعرض منازلهم لقصف ومداهمات. هذا برسم الحكومة اللبنانية التي يجب ان تعطي امرا للجيش اللبناني بالتحرك.
[ هل يعقل عدم وجود تحرك من أي من الجهات الامنية بعد؟
- حماية الحدود من مهمات الجيش الخجولة جدا راهنا. لذا، نطالب قيادة الجيش بوضع حد لهذه المهزلة عند الحدود.
[ هل يمكن ان يكون الصيادون الثلاثة من المهربين؟
- هذا عمل الاجهزة القضائية والعسكرية التي يمكن ان تتعاطى مع السلطات السورية. نحن نطالب الجيش بضبط الحدود حتى لا يقال انهم يهربون او لا يهربون اشياء الى الداخل السوري.
[ في الاجتماع الاخير لـ"تيار المستقبل"، هل قررتم خطة عمل معينة لكم كنواب في منطقتكم؟
- كنواب عن "تيار المستقبل" نقوم بواجبنا في المعارضة ولا سيما في متابعة العمل الحكومي. قررنا ان تكون وتيرة المتابعة اكبر في هذه السنة، ووضعنا خطة عمل لتحصين عملنا والتعاون والتنسيق من اجل المرحلة المقبلة. اننا نرى ونتابع ممارسات من بعض الوزراء اقل ما يقال فيها انها استفزازية وفاسدة. ومن اعمالهم مثلا وقف سنترال المنية لان (وزير الاتصالات نقولا) صحناوي لا يوقع على تعيين امين للصندوق فيه. انهم يتصرفون وكأن مناطقنا من الدرجة الثانية او مستباحة. هذا ناهيك عن الترقيات في شركة "آي.بي.سي" وسرقة المازوت، وكأن الدعم تقرر ليكون في جيوب المحسوبيات والتابعين لهذه الحكومة. يجب وضع حد لمثل هذه الاعمال الفاسدة والمستشرية. وأنا في صدد تقديم استجواب في الاسبوعين المقبلين عن سرقة المازوت وتخزينه والامتناع عن اعطائه للمواطنين في فترة الدعم وبيعه لتجار ومحسوبيات تحقيقا للمكاسب على حساب المواطنين عبر خفض الضريبة على القيمة المضافة عنه.
[ تؤكدون اذاً ان اللبنانيين في مناطقكم لم يحصلوا على هذا المازوت كما تقرر؟
- كان يفترض ان يستفيد هؤلاء من المازوت المدعوم في اكثر الشهور صقيعا. الا انهم نقلوا المازوت الى المخازن ليؤمنوا مكسب الـ3 آلاف ليرة ويضعوها في جيوبهم مباشرة بدليل ان الصهاريج افرغت، ليل الاربعاء الخميس، ما يناهز الـ8 ملايين ليتر مازوتا في الـ"آي.بي.سي".
[ هل ستكتفون بان تضيئوا على الفساد في الداخل من دون متابعة الخروق على الحدود؟
- ليس من واجبنا ان نحمي الحدود. هذا من واجبات الجيش اللبناني والحكومة على السواء. من واجبنا ان نضيء على اخطاء هذه الحكومة، اين الفساد والاجحاف بحق اللبنانيين. سنطالب بالمحاسبة.
[ كيف؟
- معرفة لماذا لا تطالب الدولة بالمواطنين الذين يخطفون عند الحدود ولماذا لا يرسل الجيش في مهمة حفظ الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا.
[ يعني ان تحرككم سيكون من ضمن البرلمان فقط؟
- ان تحركنا يكون من ضمن الاطر الدستورية. لن نسكت عن اي ممارسات خاطئة، ونحن نعرف في الوقت نفسه ما خطورة الاوضاع في المنطقة وفي لبنان. لذا سنكون دقيقين في خطواتنا.
حاورته: ريتا شرارة

تأجيل التشكيلات الديبلوماسية التفاف على قرار "شورى الدولة"؟!
ثريا شاهين/المستقبل
لا يزال الجدل دائراً حول ما إذا كانت التشكيلات الديبلوماسية ستقر في جلسة قريبة لمجلس الوزراء، أم أن مصيرها هو التأجيل كما كانت تؤجل أيام وزيري الخارجية السابقين فوزي صلوخ وعلي الشامي.
هذا الجدل لم يمنع المراقبين من البحث في السبب الحقيقي وراء عجز عدد من الحكومات وعدد من الوزراء من إنجاز الترفيعات والتشكيلات، والتي أصبح إنجازها بإقرار جميع المعنيين، ليس فقط ضرورة بل حاجة ملحة، وان عدم إقرارها، لا يشكل فقط ضعفاً في الأداء الديبلوماسي، وإفراغاً لبعثات لبنان في الخارج، بل خطة لتفريغ العمل الديبلوماسي اللبناني من قدرته على أداء مهماته، التي تشمل تعزيز علاقات لبنان بالخارج، ورعاية مصالح اللبنانيين في دول الاغتراب.
وأسباب استمرار عدم إنجاز التشكيلات والترفيعات، وفقاً لما تتحدث عنه أوساط ديبلوماسية، هو في عودة العراقيل التي تواجهها بعدما كانت الأجواء تشير الى اقتراب عرضها على مجلس الوزراء، والى ان كل الأمور قد حلت. وهذه العراقيل تتجلى في المشكلة القديمة الجديدة، وهي الترفيعات والتصنيفات، الأمر الذي يؤشر الى ان التشكيلات والترفيعات مؤجلة الى حين ايجاد صيغة للالتفاف على قرار مجلس شورى الدولة. والأخير يقول إن الفئة الثالثة، والتي دخل المعنيون بها الى السلك الديبلوماسي في الأعوام 1996 و1998 و1999 يتقدمون على الفئة الثالثة والمعنيون بها الذين التحقوا بالسلك العام 2000 والذين كانوا موظفين في وزارة المغتربين عندما كانت منفصلة عن الخارجية. وهذا في حال طبّق قرار المجلس، سيصنف عدداً قليلاً من الملحقين الاغترابيين. والإرادة السياسية التي تقف وراء خيار تصنيف الذين جاءوا من المغتربين ترغب بإنجاز الصيغة، لكي تتمكن من اعتبارهم دخلوا السلك في دورة الـ1996، عندما دخلوا وزارة المغتربين من خلال مقابلة شفوية مع المدير العام للوزارة. وبذلك يتم تصنيفهم جميعاً وقبل المعنيين بالدورات الثلاث من الديبلوماسيين. وهناك رغبة لدى بعض الطبقة السياسية والجسم الديبلوماسي، تحسيناً للأداء وملء الفراغات، ان تتم التشكيلات والترفيعات في سلة واحدة ليتمكن من يصبح سفيراً ومن يصبح مستشاراً بعد الترفيع، من ان يعين في الخارج بهذه الرتبة. ومن الطبيعي ان تصدر التشكيلات والتصنيفات متلازمة، لانه من غير الممكن ان يعين أي ديبلوماسي في السفارة في الخارج، ومن ثم يتسلم قرار ترقيته الى رتبة أعلى لا سيما الى رتبة سفير.
وفي عتقاد الأوساط، ان التأجيل هو لايجاد صيغة لعدم تنفيذ قرار مجلس شورى الدولة الذي يضع هؤلاء بمرتبة أعلى من دورة الـ2000 وبالتالي يمكن ترقيتهم الى رتبة سفير قبل زملائهم الديبلوماسيين لان ثمة اهتماماً من أطراف سياسية باعتبار الديبلوماسيين (من وزارة المغتربين) وكأنهم من دورة تسبق زملاءهم الديبلوماسيين (من الخارجية) ولو بأشهر معدودة لتتم ترقيتهم قبل زملائهم. مع الإشارة الى ان مجلس شورى الدولة، ومجلس الخدمة المدنية، أصدرا قرارات محكمة تعتبر دورة (المغتربين) سنة 2000 وليس 1996، لانها تحتسب الاقدمية في السلك الديبلوماسي من يوم الدخول الى السلك، وليس من يوم الدخول الى الخدمة العامة، كون السلك سلكاً مغلقاً، أي انه من أجل دخوله هناك حاجة الى فتح دورة خاصة، ولا يمكن الانتقال من سلك إداري الى آخر بهذه السهولة.
ويعطي أصحاب هذا التوجه أمثلة عن سفراء كانوا في سلك التعليم بداية ودخلوا السلك الديبلوماسي واحتسبت خدماتهم منذ بداية دخولهم الخدمة العامة. لكن ذلك حصل قبل قرار مجلس الشورى، حيث كانت الإدارة حرة، وكان لدى الخارجية حق الاستنساب بضم خدماتهم أو عدمها.
أما بعد النزاع الحاصل حول هذه المسألة، وعرض القضية على "شورى الدولة" وإصداره حكماً بذلك بإجماع أعضائه، فلم يعد ممكناً التعديل في المسألة، او العودة الى سوابق أخرى.
وتفيد الأوساط، ان قرارات مجلس شورى الدولة وأحكامه قد لا تكون ملزمة للإدارة إلا ان ثقلها المعنوي والإداري يوجب تبنّيها، وهذا ما يحصل في مشاريع مراسيم وزارة العمل التي اضطرت الى تغيير نصوص ومضمون مراسيمها لتتناسب مع أحكام قرارات مجلس شورى الدولة، علماً ان تطبيق قرارات المجلس في السلك الديبلوماسي لن يحرم الملحقين الاغترابيين من الترقية. إذ ان عدداً منهم ستشمله الترقيات فوراً بسبب الشغور الكبير الحاصل في الفئة الثانية. إلا ان عدم تطبيق قرار المجلس واحتساب أقدميتهم من عام 1996 يؤهل معظمهم للترقية لرتبة مستشار.
وبما ان الديبلوماسي في الخارج، بحسب الأوساط، يمثل الدولة وقوانينها، فمن واجب الدولة ان تحرص على ان تكون ترقيتها لديبلوماسييها مستندة الى القرارات الإدارية والقانونية للمجلس، مع الأخذ بالاعتبار قرارات مجلس الخدمة المدنية. وتتساءل الأوساط، عما ذا كانت الحكومة ستحترم أمرها وتقر الترقيات وفقاً لأحكام مجلس الشورى، وبالتالي يتم إفساح المجال لإنجاز التشكيلات المؤجلة منذ سنوات، أم أنها ستبقى تؤجل الى حين إيجاد طريقة للالتفاف على هذه الأحكام؟!

استباحة سورية جديدة للسيادة الوطنية في العريضة تقتل طفلاً وتُوقع جريحين
اتهامات بـ"الجملة" للحكومة: "شريكة" نظام الأسد

المستقبل/يقفل الأسبوع الحالي على استمرار الاستباحة السورية الإيرانية للسيادة اللبنانية، وجديدها بعد الكلام الخطير لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني، قيام البحرية السورية أمس باعتراض مركب صيد على متنه ثلاثة صيادين من أبناء بلدة العريضة الشمالية وهم: فادي حمد، خالد حمد وابن شقيقه ماهر، حيث تم إطلاق النار عليهم واقتيادهم الى داخل الأراضي السورية. وفيما كان لافتاً أن أي موقف رسمي لم يصدر تعليقاً على كلام سليماني الذي كان تحت مجهر الكثير من ردود الفعل المندّدة، لم يتأخر رئيس الجمهورية ميشال سليمان في استنكار ما حصل في العريضة، مؤكداً "ضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها"، ومطالباً السلطات السورية بـ"تسليم الأشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة"، لا سيما بعد أن قام الأهالي بقطع الطريق الدولية بالإطارات المشتعلة، داعين الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها بالإفراج عن المخطوفين، وسط معلومات تفيد بأن الفتى ماهر (13 عاماً) قضى جراء إطلاق النار على المركب فيما أصيب الشقيقان فادي وخالد بجروح. ودان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حادث الاعتداء، وشدد على "وجوب الإسراع بمعالجته من قبل لجنة التنسيق الامنية اللبنانية - السورية، وإعادة الصيادين اللبنانيين، وعلى وجوب اتخاذ الاجراءات المناسبة لعدم تكراره". وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام " أنه "سيتم في وقت متأخر تسليم اللبنانيين الثلاثة المحتجزين لدى السلطات السورية وذلك بنتيجة الإتصالات المكثفة التي أجريت على أرفع المستويات لبنانياً وسورياً". إذاً، وفي انتظار جلسة الحكومة يوم غدٍ الإثنين، يسود ترقب لكيفية تعاطيها مع ما تشهده السيادة اللبنانية من استباحة سورية إيرانية، في وقت رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن "سكوت الحكومة عن الاختراقات السوريّة المتكررة للحدود مع لبنان براً وبحراً، لم يعد جائزاً ولا مقبولاً، وأصبح بمنزلة تخلٍّ طوعي من هذه الحكومة عن سيادة لبنان وحرمة أراضيه ومياهه الإقليمية"، لافتاً الى أن خطف البحرية السورية ثلاثة صيادين لبنانيين من المياه اللبنانية "يظهر بوضوح أن النظام السوري بات يستسهل انتهاك السيادة اللبنانية، بعد أن وجد أن لا من يردعه ولا من يسأله ولا من يعترض على ممارساته، وأن ثمة تغاضياً رسمياً لبنانياً عنها، هذا إذا لم يكن الأمر من قبيل التواطؤ".
وكشف عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، في اتصال مع "المستقبل"، أن "الحركة الاحتجاجية في العريضة كادت أن تتطور نحو الأسوأ لو لم نتدخل كنواب عكار لتبريد الأجواء"، واعتبر أن إمعان النظام السوري بالاعتداء على الأراضي اللبنانية "هو استهتار بحياة اللبنانيين، لا سيما أن قتلهم بات كشربة الماء لديه، كما حصل في وادي خالد وقبلها في عرسال(..)". وإذ رأى "أن النظام السوري يسرح ويمرح في لبنان، ويقتل ويخطف من دون حسيب أو رقيب"، اتهم الحكومة اللبنانية بأنها "تغطى جرائم هذا النظام، بمعنى أنها شريكته في قتل اللبنانيين". من جهته، حمل زميله النائب معين المرعبي "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية مسؤولية الدماء التي تسيل بشكل شبه يومي في عكار نتيجة عدم نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود لوقف الاختراقات السورية التي تحصل بشكل دائم". وقال: "في حال كانوا غير قادرين على معالجة هذا الموضوع فليطلبوا من الأمم المتحدة القيام بنشر قوات أممية لحماية الأهالي في هذه المناطق".
مواقف سليماني
أما في المواقف من كلام سليماني، فطالب عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر "حزب الله" بـ"توضيح الكلام الصادر عن سليماني للرأي العام اللبناني الذي يرفض زجّ لبنان كرهينة لمصالح إيران"، معتبراً أنه "كلام خطير ينتهك السيادة اللبنانية ويجعل من الجنوب اللبناني رهينة لمصالح إيران ويضع أهالي الجنوب في دائرة الخطر". ورأى زميله النائب زياد القادري أن ما قاله سليماني "يعبر بوضوح عن خطورة النيات الإيرانية المضمرة تجاه لبنان، والتي يتم إخفاؤها بمساحيق تجميلية وبمواقف أقل ما يُقال فيها إنها كاذبة وغادرة، وكل ذلك في انتظار تهيئة الظروف الملائمة لترجمة هذه النيات الخطيرة إلى أمر واقع، من خلال "حزب الله" الذي ينفذ أجندة إيران بمعزل عن المصلحة اللبنانية". وأشار إلى أنه "إذا كان هناك من استكبار في المنطقة، فهو الاستكبار الإيراني الذي بات لا يُطاق(..)". في المقابل، يُشار إلى أن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي نفى ما نسب الى سليماني واعتبره "تحريفاً مقصوداً في الترجمة".
نقمة على التقنين
وتبقى الملفات الحياتية في دائرة الضوء، وأبرزها ملف تصحيح الأجور الذي ينتظر أن يشهد المزيد من المماطلة بفعل دلع الوزير شربل نحاس، في وقت بات واقع الكهرباء المزري لا يُطاق بفعل الإدارة السيئة لوزير الطاقة جبران باسيل الذي قال لـ"المنار" إن "الآتي أعظم"، إذ سجلت سلسلة تحركات اعتراضية في مختلف المناطق اللبنانية، بدءاً من قيام عدد من الشباب بقطع طريق المطار عند مستديرة الطيونة بالإطارات المشتعلة، وصولاً إلى صيدا وإقليم الخروب حيث اعتصم الأهالي احتجاجاً على التقنين القاسي.

الدّابة!!!
محمد سلام/موقع الكتائب
لم يعد خافياً على أحد أن اللواء محمد أحمد الدابي، نجح في تحويل هدية العرب إلى الشعب السوري، التي يُفترض نظرياً أنها هيئة المراقبين، إلى مجرّد دابّة.ويجب ألا يكون خافياً حتى على أي دابّة أن الجنرال الفارسي قاسم سليماني، قائد ما يسمى بفيلق القدس، أعلن عن رغبة طهران بتحويل العراق ولبنان إلى "حكومات إسلامية" يديرها الولي الفقيه. ولا يجهل، سوى الدابّة، أن المسمى "فيلق القدس" هو الجهاز العقائدي-الأمني-العسكري المكلف مهمة "تصدير الثورة" الخمينية إلى ... العالم، الدول المسلمة ... السنيّة ضمناً.لذلك، على كل الذين يفكرون بالتواصل مع حزب سليماني-فرع لبنان –الذي يقوده السيد حسن نصر الله-  أن يعلموا أنهم لا يفعلون أكثر من جمع الذئب مع الراعي في حظيرة الأغنام. وما النهاية الحتمية لهذا التلاقي، في تقدير أي عاقل غير جاهل، سوى تمكّن الذئب من افتراس الأغنام.  وقد يقرر الذئب أن يسلم الراعي، ولكن فقط كي يبقى ... من دون أغنام، أو أن يبقى راعياً ... لغنم. هي نفسها معادلة الممانعة السمجة في سوريا: إما أن يبقى الأسد ذئباً على الغنم السوري ... أو لا يبقى الغنم. هي نفسها المعادلة الساذجة في لبنان: نتحاور مع الذئب كي لا يستخدم أنيابه (سلاحه) في المدن. نريد مدناً ترعى فيها ذئاب بلا أنياب مع غنم ... بلا قرون. هي نفسها المعادلة السطحية في لبنان: نتعاطف، نتضامن، نصرخ، نشتم، تأييداً للشعب السوري حتى يسقط ذئبهم بقرون أغنامهم. بعدها نذهب إلى حوار مع ذئابنا على اعتبار أن أنيابها ... ستسقط تلقائيا وتنبت لها أنياب "من حليب". هي نفسها المعادلة النفعية في لبنان: نريد تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في عكار لأن مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت هو تحت سيطرة الذئب. يكشّر الذئب عن أنيابه، ممتعضاً من فكرة مطار الرئيس معوض. بسيطة، تقول المعادلة النفعية، نسمح للذئب بأن يتمثل بذئاب صغيرة، أنيابها "من حليب" في مطار الرئيس معوض، فيوافق على تشغيله.
ولكن جراء الذئب تكبر، كما كبرت في مطار رفيق الحريري وفي ضاحية بيروت الجنوبية وفي جبل محسن وفي البترون وفي لاسا وفي الشوف، وعندما تكبر "تبدّل أسنان الحليب" فتسيطر على مطار الرئيس معوض، كما تسيطر على مطار الرئيس الحريري، ونعود لنبحث عن مطار آمن ... في قبرص، ربما، هذا إن لم يكن قد صدّر إليها الجنرال سليماني ... ثورته القدسية. فالقبارصة من الطائفة الأرثوذوكسيّة الكريمة، والقدس تعنيهم كما تعني كل المسيحيين وكل المسلمين، وبالتالي فلن تكون غير "مرحبّة" بفيلق قدس الجنرال سليماني.
الجنرال سليماني طرح رؤيته عن الحكومات الفقيهية  في العراق ولبنان في ندوة بطهران تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" حضرتها "نخبة" مختارة من "المتدودبين" العرب الذين يصدّقون أن كسرى طهران هو مرشد، وأن القدس المقدسة تقع في صلب إيمانه، ولا تعكس غطرسة ديوانه. الجنرال سليماني قال للنخبة الشبابية إن "الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدو المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة"... الملفت أن الجنرال سليماني لم يقل إن الشعب السوري ينظّم مظاهرات متفرّقة كي لا يقدّم نفسه هديّة في حظيرة واحدة لذئاب الأسد. وأطرف، بل أسخف ما قاله الجنرال سليماني وما يتوقع أن يصدقّه الدواب هو أن "الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن أهل السنّة الذين يشكلون قسماً مهماً من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك". لا نريد أن نتساءل عن حقيقة أن الشعب السوري كلًُه يؤيد الأسد. بل السؤال الملح هو: من نقل للذئب الفارسي وجهة نظر أهل السنّة؟
لعله، أي سليماني، استعان بالعمائم السنّية العفنة التي قادها مدير مكتب السيد نصر الله، الشيخ حسان عبدالله، إلى لقاءات سياسية مع هذا المرجع أو ذاك، مع أن أحد أبرزهم قد تغيب عن المشاركة لأنه موقوف بتهمة ترويج دولارات مزورة وممارسة "المقاومة" في مخدع زوجة سائقه الذي كان مسجوناً لإدانته بترويج العملة المزورة بموجب "دزّة" من معلمه. فعلا، المسألة لا يصدّقها بصيغتها المطروحة من قبل الجنرال سليماني سوى ... الدّابة. نعم المسألة بحاجة إلى دابّة، لذلك حوّل الدابي لجنة المراقبين العرب إلى دابّة. ولكن قبل الاستنتاج علينا البحث في ظروف اختيار الدابي لترؤس الدّابة. الدابي كان ضابطا في المخابرات السودانية وورد اسمه في التحقيقات الأممية بمجازر دارفور المتهم بها رئيسه البشير. والدابي كان عضواً في حزب "البعث" السوداني قبل أن ينتسب إلى حزب المخابرات.
والدابي، بعد تقاعده أو استقالته أو إقالته من مخابرات البشير انتقل إلى السلك الدبلوماسي وعمل سفيراً للسودان في ... الدوحة لخمس سنوات. في قطر، تابع سعادة الدابي مزاولة هواياته، فتورط بفضيحة تشبه فضيحة "المعمم" ص. ح. في صيدا. "لفلفتها" له السلطات القطرية، ولكنها احتفظت بملفه. وعندما قرّر أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تشكيل لجنة المراقبين، أدلى النظام الأسدي برغبته تعيين الدابي لأنه "يمون" عليه عقائدياً-فكرياً. العربي تلقى "المَونَة" السورية أيضاً، ولكن من صهره، زوج ابنته، نجل "المفكّر" المصري محمد حسنين هيكل، وهو (أي النجل) شريك رجل أعمال النظام الأسدي السيد رامي مخلوف.القطري، من جهته، قبل بالدابي لأنه أيضا "يمون" عليه إنطلاقا من إمساكه بملف نضاله الدبلوماسي في الدوحة.
الأسدي يمسك بالدابي "عقائدياً" وصهر العربي يمسك بالدابي فسادياً والقطري يمسك بالدابي "عضوياً". لذلك تمكن الدابي من تحويل لجنة المراقبين إلى دابّة. ومن لا يتضمن طموحه أن يتحول دابّة، هرب من لجنة المراقبين العرب. وحده الشعب السوري يواجه الذئب، فيما الشعب اللبناني يتلهى حتى الآن ... بالدابة غير مدرك بأنها مستذئبة. أحدث إطلالات الدّابة اللبنانية نشرته صحيفة "البناء" الناطقة باسم الحزب الحرداني ونسبته إلى "مصادر موثوق فيها" ... طبعاً، زاعمة أن "لقاءً سرياً أمنياً عقد في باريس منذ حوالى الخمسة أيام حضره إلى مجموعة من ضباط المخابرات الفرنسية المولجة بملف المؤامرة على سورية، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم والنائب المعتكف في العواصم الأوروبية والخليجية "لدواع أمنية" سعد الحريري، والخائن عبد الحليم خدَّام، إلى بعض الشخصيات المعدودة  الأخرى". إحتمالان لا ثالث لهما: إما أن من نشر الخبر هو دابّة فعلا، أو أنه يعتبر أن من سيقرأه ويصدقه هو دابّة. المّسمّى خبراً تحدث عن لقاء "سري"، وتضمن المُسمّى خبراً ما يرقى إلى محضر بتفاصيل نقاش ذلك الاجتماع السرّي المزعوم. فهل شارك الدابّة في الاجتماع السرّي المزعوم كي يعلم ما دار أثناءه من مناقشات. أم أن الناشر الفطن غير قادر على تصنيف القراء، قراؤه طبعاً، سوى في مرتبة ... الدّواب. تقرير الدابّة يقول للقراء الدّواب: "خرج المجتمعون بوجوه واجمة شاحبة نتيجة لما سمعوه في الداخل، ونتيجة لحال الإفلاس والفشل الذي يصيب مخطّطاتهم ومؤامراتهم. وتقول معلومات المصادر، إن الجهاز الأمني الفرنسي وضع المجتمعين في صورة ما يشبه الوصول إلى الطريق المسدود أمام ما يُريدونه لسورية ومحاولاتهم المستميتة الفاشلة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونظامه المتماسك.. وفي المعلومات أيضاً، أن رئيس الوزراء القطري تحدث بعد سماعه هذه "التطمينات" بقلق وإرباك واضحين، مشدداً على ضرورة القيام بأمر ما "لأن بقاء الأسد (الرئيس) سنة إضافية في الحكم سيؤدي إلى إسقاط كل إمارات الخليج". "هذا الجو حدا بالنائب الحريري وفق المعلومات أيضاً، إلى وضع فريقه في فرنسا وبيروت بالتفاصيل، وإبلاغه عزوفه عن العودة راهناً إلى لبنان والمشاركة في ذكرى والده في 14 شباط "لأنو القصة ما ظبطت يا شباب".
وللمزيد من الدّوببة، أضاف خبر الدابّة لقرائه بأنه  "يذكر في هذا المجال أن مسؤولاً سعودياً كان قد أبلغ النائب الحريري منذ أيام أن كل نبوءاته ومعلوماته عن سقوط النظام السوري لا أساس لها من الصحة وفق العديد من التقارير التي تسلّمها هذا المسؤول الخليجي".
أنتهى خبر الدابّة للقراء الدّواب، وقد ذكرني بخبر نشرته صحيفتا "المحرر" و "الكفاح العربي" (الأولى أداة بعثية صدامية والثانية أداة ناصرية-قذافية)في نيسان من العام 1975، بعد حادثة حافلة عين الرمانة، وجاء فيه أن الرئيس الراحل كميل شمعون، ورئيس حزب الكتائب الراحل بيار الجميل إجتمعا إلى رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن "على متن" زورق حربي "صهيوني" في البحر الأبيض المتوسط، ودار بينهم نقاش حيال دور العدو الصهيوني "ويهود الداخل" في القضاء على الثورة الفلسطينية. يومها، أي قبل 37 عاما، كنا كلنا دواب، قرأنا، وصدّقنا، أن الاجتماع حصل وأن مراسل الصحيفتين المناضلتين كان مشاركاً فيه ودوّن تفاصيل النقاش. اليوم، بعد 37 عاماً، لم يعد في البلد دابّة إلا من ينشر محضر اجتماع سري عقده خصومه زعماً، ولم يعد في البلد "دواب" إلا من يقرأون خبر الدّابة ... ويصدقونه.اليوم، بعد 37 عاماً على تاريخ الدواب، صار واضحاً من سياق المادة أن الدابّة يريد استفزاز الرئيس سعد الحريري كي يعود إلى بيروت ... ولكن  ليس لأن الدّابة تريد استقباله ... فعلا دابّة، مع الاعتذار عن الإساءة للدواب.

اغتيال جندي في خرم آباد وإمام جمعة سني في راسك/أوباما: نعترف بإيران النووية ولم نكن نرغب بفرض عقوبات على «المركزي»
طهران/من أحمد أمين/الراي/اكد نائب رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية حسين ابراهيمي، وهو من رجال الدين، ان سفير سويسرا في طهران اكد خلال تسليمه رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المسؤولين الايرانيين، انه يحمل ايضا رسالين شفهيتين من اوباما مضمون أولها «نحن في اميركا نعترف بالحقوق النووية لايران»، اما الاخرى «انا (اوباما) لم اكن أرغب بفرض عقوبات على البنك المركزي الايراني، لكن بما ان الكونغرس صدق بالأكثرية على هذا القرار فلم يكن امامي سوى التوقيع عليه». وقال ابراهيمي في تصريح نقلته وكالة «فارس» للانباء «ان مواقف الادارة الاميركية هذه تعد مواقف منفعلة وتؤشر الى ان اميركا والعالم وصلوا في شكل قاطع لهذه الحقيقة وهي، ان ايران اليوم باتت دولة قوية وليس بالامكان التعامل معها وفق منطق القوة والهيمنة»، واضاف: «لايمكن الثقة بهذه التصريحات ويجب الا تنطلي علينا، لكن يجب ملاحظة انها تعبر عن موقف منفعل».  في غضون ذلك، تواصل مسلسل الاغتيالات في ايران، حيث تعرضت مجموعة من العسكريين في مدينة خرم آباد مركز محافظة لرستان (غرب) لهجوم مسلح نفذه شخصان يستقلان دراجة نارية في الساعات الاولى من صباح امس، ما اسفر عن مقتل احد العسكريين واصابة آخر، وصفت حاله بانها مستقرة.وصرح المساعد السياسي الامني لحاكم لرستان حسن شريعت نجاد «ان مجهولين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية اطلقا النار على مجموعة من كوادر الجيش في خرم آباد كانت تنتظر وصول الحافلة التي تقلها الى محل عملها، ما ادى الى استشهاد شخص واصابة آخر حاله مستقرة»، لافتا الى «ان حادث اطلاق النار وقع في الساعة 6:30 صباحا، وان المهاجمين لاذا بالفرار في حين ان التحقيقات جارية من قبل خبراء في الاجهزة الامنية والقوات المسلحة للتعرف على ملابسات الحادث والجهة المخططة والمنفذة له».
وذكرت وكالة «مهر» للانباء نقلا عن مصادر مطلعة «ان رئيس العرفاء رضا علي بيماني (43 سنة) قتل في الحال في ما اصيب زميله سعيد بيرانوند برصاصات في رقبته وساقه واجريت له عملية جراحية عاجلة»، كما بيّنت المصادر نفسها ان المهاجمين الاثنين اطلقوا كما هائلا من الرصاص باتجاه العسكريين ما تسبب في اثارة الخوف والهلع بين اهالي الحي العسكري في المدينة.
وفي الاطار نفسه، اغتيل امام جمعة اهل السنة في مدينة راسك (جنوب شرق) مولوي مصطفى جنكي زهي، على يد مجهولين في الطريق الواصل بين مدينتي جابهار- سرباز، واتهمت وسائل الاعلام المحلية «عملاء الاستكبار العالمي» بالضلوع في الحادث، لكون جنكي زهي «من مؤيدي الثورة الاسلامية ومن المدافعين عن الوحدة بين السنة والشيعة». ويأتي حادثا خرم آباد وراسك بعد 11 يوما على اغتيال العالم النووي مصطفى احمدي روشن وسائقه بعبوة لاصقة في العاصمة طهران. وفي تطور جديد يبعث مؤشرات الى عزم طهران على التهدئة مع اميركا والغرب، اعتبر نائب قائد قوات الحرس الثوري حسين سلامي في تصريح «ان نشر سفن حربية أميركية في الخليج الفارسي أمر يجيء ضمن أنشطة روتينية للبحرية الاميركية». وكانت طهران حذرت اخيرا من عودة حاملة الطائرات الاميركية «جون ستينيز» الى المنطقة بعد مغادرتها في نهاية ديسمبر الماضي.
ورغم تأكيد سلامي على «ان الوجود العسكري الاميركي في المنطقة يساهم في زعزعة امنها»، فانه اوضح في الوقت نفسه بأن «السفن الحربية الاميركية والقوات العسكرية موجودة في الخليج الفارسي ومنطقة الشرق الاوسط منذ سنوات وقرارها الخاص بنشر سفينة حربية جديدة ليس قضية جديدة ويجب تفسيره على أنه جزء من وجودها الدائم». ومن المقرر ان يجري سلاح البحر التابع لقوات النخبة مناورات واسعة في مضيق هرمز لمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية في «شهر بهمن» الفارسي الذي بدأ امس. على صعيد آخر اكد السفير الايراني في روسيا محمود رضا ساجدي «ان الغرب قد يمكنه ان يبدأ حربا ضد ايران الا انه لن يتمكن من انهائها»، وقال «ان على الذين يخططون للهجوم على ايران ان يدرسوا ويحللوا بدقة تبعات ذلك، فلقد اثبتت الحقائق في الحرب على العراق وافغانستان ان الغرب قد يكون بادئا في الهجوم، الا ان انهاء الحرب سيكون خارج سيطرته»، منوها الى «ان الضغوط السياسية على ايران تحولت الى حرب معلوماتية من العيار الثقيل».

كلينتون تطالب إيران بإظهار صدق في المفاوضات بشأن النووي/طهران تتراجع عن تهديداتها لواشنطن: الوجود الأميركي في الخليج "روتيني"
الحرس الثوري يعتزم اجراء مناورات في هرمز خلال أيام

السياسة/عواصم - وكالات: أعلن الحرس الثوري الإيراني, أمس, أنه يعتبر نشر سفن حربية أميركية في الخليج أمرا يجيء ضمن أنشطة روتينية, وذلك في تراجع على ما يبدو عن تحذيرات سابقة لواشنطن بعدم دخول المنطقة. وقال نائب قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن "السفن الحربية الاميركية والقوات العسكرية موجودة في الخليج ومنطقة الشرق الاوسط منذ سنوات وقرارها الخاص بنشر سفينة حربية جديدة ليس قضية جديدة ويجب تفسيره على أنه جزء من وجودها الدائم". وأضاف أن المناورات الايرانية البحرية في مضيق هرمز, ستجري في موعدها المزمع "خلال شهر بهمن الفارسي" الذي بدأ أمس, وينتهي في 19 فبراير المقبل. ويشكل تصريح سلامي بشأن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة, محاولة لتهدئة التوتر الذي تصاعد بحدة الشهر الحالي إثر تهديد ايران بغلق مضيق هرمز, وهو ممر ملاحي حيوي لشحنات النفط الى خارج منطقة الخليج, وذلك في حالة فرض عقوبات جديدة تعرقل صادراتها من النفط. وارتفعت أسعار النفط أكثر من مرة خشية نشوب حرب, والشكوك بشأن تأثير العقوبات على السوق العالمية للنفط. ولا توجد حاملة طائرات اميركية في الخليج منذ ان غادرت الحاملة جون ستينيز في نهاية ديسمبر الماضي, غير أنه في الثالث من يناير الجاري, طالبت طهران بألا تعود ستينيز, وهو ما فسره بعض المراقبين في ايران وواشنطن على انه تهديد مستتر للحاملة. وقال قائد الجيش الميجر جنرال عطاء الله صالحي آنذاك "اوصي واحذر الحاملة الاميركية بألا تعود للخليج, ليس من عادتنا التحذير أكثر من مرة". وذكرت واشنطن انها لا تتوقع اي مشكلات حين تدخل سفنها الخليج مرة اخرى, فيما أحجمت وزارة الدفاع الاميركية عن تحديد موعد عبور الحاملة التالية مضيق هرمز لاعتبارات امنية. على صعيد آخر, اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان على ايران اظهار "جدية وصدق" في تصريحاتها بشأن الرغبة في استئناف المفاوضات المتوقفة منذ عام بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الالماني غيدو فسترفيلي في واشنطن, مساء أول من أمس, "نسعى جميعنا الى كشف ما يختبئ وراء التصريحات العلنية لإيران التي تبدي فيها استعدادها للتفاوض". واضافت "يجب ان نلاحظ بعضا من الجدية والصدق" من جانب ايران, كما أن "الثقة ستعود عندما سيظهرون جدية ازاء استئناف المفاوضات معنا ومع شركائنا". من جهته, قال وزير الخارجية الألماني "علينا اظهار استعدادنا للحوار, لكن الى حوار جدي ومحادثات هامة, اما اللقاء فقط لاجل الاستعراض ولكي يتم استخدام هذه اللقاءات بنية سيئة بهدف الدعاية السياسية فهذا ما لا نريده". إلى ذلك, أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو عن رغبته في دفع الملف النووي المثير للجدل في ايران التي سيزورها فريق من خبراء الوكالة في نهاية يناير الجاري. وقال امانو بمناسبة حفل استقبال للتهنئة بالعيد الجديد في الوكالة التابعة للامم المتحدة ومقرها فيينا ان "اولويتي للعام 2012 ستكون محاولة التقدم بهدف بناء الثقة الدولية في الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي".

المعارضة تعد تقريراً مضاداً للرد على تقرير بعثة المراقبين... وتواصل القمع يرفع عدد الضحايا إلى 6500 قتيل 
"المجلس الوطني" يطلب من الجامعة العربية رسمياً إحالة الملف السوري إلى الأمم المتحدة
غليون: بعثة المراقبين العرب "غير مؤهلة لوضع تقرير موضوعي"
الجامعة العربية تتجه إلى تمديد مهمة مراقبيها رغم الانتقادات المتزايدة

عواصم - وكالات: طلب "المجلس الوطني السوري" المعارض, رسمياً أمس, من جامعة الدول العربية, التي تسلمت تقرير بعثة المراقبين العرب إلى سورية, إحالة ملف الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة, لتدويل القضية بعد أن فشلت جميع الجهود العربية والإقليمية, في كبح جماح نظام بشار الأسد الذي يواصل قتل شعبه. وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني بسمة القضماني, عقب اجتماع عقده رئيس المجلس وبعض قياداته مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة, إن المجلس الذي يمثل المعارضة في سورية, قدم طلبا رسميا للجامعة العربية بإحالة الازمة السورية الى مجلس الأمن. وأضافت أن "موضوع رفع الملف السوري الى مجلس الامن أمر مطروح وننتظر تحديد شروط هذا التبني", مضيفة أن "مجلس الأمن ينتظر نتائج هذا التقرير وتقييم الجامعة العربية له واننا ندعم نقل الملف الى مجلس الأمن الدولي". واعتبرت انه اذا "تمت احالة الملف السوري من قبل الجامعة العربية الى مجلس الامن وبطلب عربي, فإنه سيكون من الصعب على دول الممانعة وروسيا بالتحديد ان تتجاهل هذا الطلب وستكون فرص نجاحه اقوى وله حظوظ في النجاح أكبر".
عقب ذلك, اعتبر رئيس المجلس الوطني برهان غليون بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان بعثة المراقبين العرب "غير مؤهلة لوضع تقرير موضوعي" عن سورية. وقال غليون للصحافيين "ابلغنا الامين العام للجامعة العربية وجهة نظر المجلس الوطني بأن الشروط التي عملت بها بعثة المراقبين والظروف التي رافقت عملها والامكانيات المحدودة التي قدمت لها لا تؤهلها, في نظرنا, لأن تقدم تقريرا موضوعيا عن الوضع السوري بحيث يكون تقريرا يشفي بالفعل غليل الرأي العام السوري والدولي". واضاف ان "الامين العام وكبار مسؤولي الجامعة العريية نقلوا لنا ايضا وجهة نظرهم حول شروط عمل هذه البعثة والخطوات المقبلة التي يمكن للمجلس الوزاري العربي أن يتخذها بعد اجتماعه, وقلنا للأمين العام أنه اذا جاء التقرير غير موضوعي فإن المجلس الوطني السوري سوف يرفضه شكلا ومضمونا". وقبيل ذلك, ذكرت مصادر مقربة من زعماء المعارضة السورية, أن مجموعة من الشخصيات البارزة في المعارضة تعكف على وضع "تقرير مضاد" يكشف أوجه الاختلافات مع تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية لدى سورية. وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته إن المعارضة ستقدم هذا التقرير إلى الجامعة العربية لكي تكشف لاعضائها ما حدث تحديدا عندما كان المراقبون في سورية, لأنها تعتقد أن التقرير الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبة الفريق محمد الدابي لن يكشف كل شيء.
وقال عضو "المجلس الوطني السوري" المعارض رضوان زياده "لم يتمكن المراقبون من الاضطلاع بمهمتهم وبدلا من ذلك تضفي البعثة شرعية على النظام السوري". إلى ذلك, قال ديبلوماسي مقيم في بيروت أن الجامعة العربية ستبدأ سلسلة من المناقشات بشأن ما إذا كانت ستمدد مهمة بعثة المراقبة المثيرة للجدل لدى سورية وسط استمرار العنف. وأضاف الديبلوماسي أن الكثير من الدول العربية تحرص الآن على فكرة تمديد عمل البعثة لإعطاء فرصة أخرى للمبادرة العربية لإنهاء العنف في سورية, مشككا في امكانية ان يؤدي مثل هذا التمديد الى تحقيق نتائج مثمرة. في غضون ذلك, قال مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة متابعة مهمة المراقبين, علي الجاروش إن "كل المؤشرات تدل على التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين العرب في سورية, اذ لم يكف الشهر الاول لاداء المهمة بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية".
وقال مسؤول اخر رفض الكشف عن اسمه ان "عدد المراقبين قد يرفع الى حوالي 300, اي تقريبا ضعف عددهم الحالي". وأضاف المسؤول ان "العديد من الدول العربية رفضت فكرة ارسال قوات عربية الى سورية" وهو اقتراح طرحه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني, ورفضت دمشق كذلك هذا الطرح متهمة قطر "بتسليح العصابات الارهابية" في سورية. وفي موازاة ذلك, أشارت إحصاءات لنشطاء سوريين إلى أن عدد ضحايا الاحتجاجات الذين قضوا على أيدي السلطات السورية, زاد على 6522 قتيلاً خلال 309 أيام من عمر الثورة, معظمهم من المدنيين, فيما أشارت مصادر حقوقية إلى اختفاء أكثر من 4000 شخص لدى المعتقلات والسجون السورية. وبحسب موقع إلكتروني متخصص في إحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سورية, فإن عدد الذين قضوا على أيدي عناصر الجيش وقوات الأمن وجهات موالية للحكومة السورية, بلغ 6522 قتيلاً حتى 17 يناير الجاري. وبحسب الموقع, الذي ذكر أنه يعمل على جمع المعلومات من مصادر متعددة بعضها حقوقي, فإن عدد الذكور الذين قتلوا على أيدي الجيش والأمن والميليشيات التابعة لها بلغ 6217 مقابل وفاة ما يربو على 305 نساء منذ بداية الاحتجاجات المناوئة للحكومة السورية في الخامس عشر من شهر مارس من العام الماضي, في حين بلغ عدد القتلى من الأطفال أكثر من 446 طفلاً, بينهم 50 طفلاً قضوا جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن خلال الشهر الماضي فقط. وأشار المصدر إلى أن القتلى جلهم من المدنيين, حيث سقط 5800 مدني, فيما بلغ عدد القتلى من العسكريين الذين قضى جزء كبير منهم في محافظة إدلب 722 عسكرياً, خلال حملات أمنية عدة شنها الجيش السوري وقوات الأمن على جنود رفضوا إطلاق النار على المدنيين, وأعلن بعضهم انضمامه ل¯"الجيش السوري الحر". ويحتوي الموقع الإلكتروني الذي يُعرف نفسه ب¯"قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية" الموثقين حسب الاسم والمدينة ومقاطع الفيديو في بعض الأحيان, على ما يقارب 6898 مقطع فيديو ومئات الصور الفوتوغرافية لمن ذكر أنهم "شهداء الثورة" في سورية. ولاتزال مدينة حمص وسط البلاد التي يطلق عليها المحتجون لقب "عاصمة الثورة السورية" تتصدر قائمة الضحايا منذ اندلاع الثورة بعدد زاد على 2452 قتيلاً إلى منتصف الشهر الجاري, تليها مدينة إدلب التي شهدت أعمالاً عسكرية موسعة للجيش السوري راح ضحيتها 1041 قتيلاً, ثم مدينة درعا مهد الشرارة الأولى للاحتجاجات بعدد بلغ 929 قتيلاً خلال الأشهر العشرة الماضية. وأشارت إحصاءات المصدر إلى تصاعد وتيرة القتل مع بلوغ الثورة شهرها العاشر, سيما خلال الشهر الماضي, حيث بلغ عدد القتلى فيه 1117 قتيلاً, في حين لقي أكثر من 500 مصرعهم خلال النصف الأول من الشهر الجاري, لافتة إلى أن عدد السوريين الذي قتلوا على أيدي السلطات منذ بداية دخول بعثة الجامعة العربية بلغ 696 قتيلاً.

المراقبون العرب والجيش السوري الحر
غسان المفلح/السياسة
منذ أن انطلقت الثورة السورية في حوران, والموقف العربي لايزال عمليا يدعم نظام الاجرام في سورية, ماخلا مواقف بعض الدول التي تحاول جاهدة استصدار موقف عربي أكثر قوة وحزما, لكنها تواجه بتعنت بعض الدول العربية الأخرى, وبطريقة مشبوهة مثل العراق المالكي ولبنان »حزب الله« والجزائر عسكر الفساد واليمن علي عبدالله صالح, بطبيعة الحال إضافة إلى السودان..التي أرسلت رجلا عسكريا لرئاسة لجنة المراقبين العرب, وهو ليس لديه أية خبرة حقوقية انسانية سوى كرجل أمن في السودان.
بعد مرور ستة أشهر من القتل والمذابح تقدمت الجامعة العربية بمبادرة, سميت المبادرة العربية, والتي تبقي على بشار الأسد في السلطة لعام 2014 تاريخ انتهاء ولايته اللاشرعية, منذ البداية ونحن نقول أن الوضع العربي أعجز من أن يوقف الذبح, ولرؤيتنا عدم جاهزية المجتمع الدولي للتدخل بقوة لأسباب أقواها إسرائيلي- روسي كما هو معروف للجميع, في المقابل حاولنا أن ننبه قوى المعارضة السورية وخصوصاً المجلس الوطني الذي أخذ شرعيته من الشارع الثائر, وبعد طول معاناة, لكنه لم يرتق بأدائه بعد الى مستوى الشارع نفسه.
نبهنا في أكثر من مكان واكثر من اجتماع, إلى خطورة ما يطبخ عربيا وعدم الركون لوضعية الدول التي تدعم الثورة ومطالب الشعب السوري لأنها هي الاضعف نسبيا في ميزان القوى داخل الجامعة العربية, لهذا رغم ترحيب المجلس الوطني بالمبادرة العربية, إلا أن هناك كثرا من اعضاء المجلس, وأنا واحد منهم, رفضنا التعاطي مع هذه المبادرة انطلاقا من كونها, تمثل فضاء لحل سياسي, وكما هو معروف كان الباحث عزمي بشارة من اهم المتحمسين للمبادرة العربية, واستطاع أن يؤدي دورا ليس قليلا في تبني قوى المعارضة لهذه المبادرة من اجل رفض تدويل الملف, ومن يتذكر موقف هيئة التنسيق مثلا قبل دخول عزمي بشارة على الخط كانت لاتتحدث عن حل عربي وماشابه, والتي تشكلت قبل تشكل المجلس الوطني الحالي, منذ ذلك التاريخ وعمليا على الأرض لايوجد خلاف جوهري في التعامل مع المبادرة العربية بين »المجلس الوطني« و»هيئة التنسيق«, وحدث التفارق بعد التقرير المخزي الذي قدمه المراقبون العرب لاجتماع اللجنة العربية الخاصة بسورية برئاسة قطر, عندها قدم المجلس تقريرا حقيقيا يكشف حجم التواطؤ بالتقرير العربي, والسبب أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس شعروا, أن من غير المعقول بعد ترحيب قادة هيئة التنسيق بالتقرير رغم ما فيه من تجن على الثورة, أن يوافقوا عليه! وللتفاصيل الأخرى سياق لاحق .. لا نريد الحديث عنها الآن.
على هذه الخلفية من التطورات تجاه المبادرة العربية, تعاطت قوى المعارضة بما فيها المجلس الوطني مع لجنة المراقبين العرب, بطريقة ساعدت النظام وليس العكس. نعم نرحب بالمبادرة, ولكن الترحيب لايعني التبني هذا أولا, وثانيا وصول المراقبين العرب نصر للثورة, وليس نصرا للمعارضة, والثورة هي من فرضت قبول هذا النظام بوجود مراقبين, ولكن كان من الطبيعي أن ننتبه إلى ما بعد موافقة النظام على ذلك, لهذا نجد ان من فرض الفعالية الحقيقية لهؤلاء المراقبين هم اصحاب الدفعة الأولى وهم, عموما,  من انصار الفريق الدابي والدول التي تقف خلفه, وجاء التقرير الأول محابيا للنظام, ويتحدث عن عنف متبادل, وهنا بيت القصيد كنا أشرنا له في مقالة سابقة.
ولهذا نعيد قراءة المسألة انطلاقا من توضيب عربي نفذه نبيل العربي, والذي لم يعد خافيا على أحد وقوفه المخزي مع النظام, كان المطلوب دوليا, روسيا وإسرائيليا وإيرانيا, وعربيا من قبل العراق ولبنان والجزائر والسودان واليمن الحديث عن فريقين مسلحين, وكانت حجتهم وجود الجيش السوري الحر, وبهذا الشكل تم إرسال جنرالات ليحققوا بالوضع السوري!
فنحن لم نعد أمام سبب ونتيجة, ولم نعد أمام ثورة على نظام فاسد وقاتل ولا أخلاقي وفاقد لأي شرعية, نظام هتك المجتمع السوري وفتته, وقتل فيه أي حالة انتماء لدى كتلته الشعبية لسورية كدولة, بل ارتبط وجود سورية بالنسبة لهم بوجود آل الأسد, هكذا تعاملت الجامعة العربية مع الوضع السوري, لذلك يطل علينا نبيل العربي بين الفينة والأخرى ليحذر من حرب أهلية, دون ان يذكرنا ولو مرة واحدة من يتحمل المسؤولية الجرمية والحقوقية والأخلاقية عن هذه التخوفات? وصار النظام الآن طرفا يمارس العنف صحيح, ولكن يقابله طرف آخر يمارس العنف أيضا, هو الجيش السوري الحر, لم تعد توجد ثورة عمليا في وثائق المراقبين العرب وتقريرهم الأولي,أعادو الشرعية لنظام بشار الأسد التي فقدها من اوسع أبواب الثورة السلمية منذ بداية درعا وحتى إدلب مرورا بحمص, أعادوها له من نافذة مصالحهم الحقيرة, وانحطاطهم المهني والأخلاقي,أعادوها بأن حولوه لفريق مسلح ضد فريق آخر,الآن تجري الأمور على منوال: ماذا فعل الجيش الحر? وماذا فعلت قوات النظام و»شبيحته«, ها نحن امام مساندة علنية لنظام قاتل تسبب لسورية بكل هذا الدم والخراب, والنتيجة المرجوة من هذه العودة في النهاية هي" إجبار الجميع على الجلوس إلى طاولة الحوار بإشراف نبيل العربي ومراد مدليسي ونوري المالكي وبمشاركة إيرانية تركية وحضور إسرائيلي تحت الطاولة.
وبهذا الأمر بات للجميع أن يبدأ بتحميل الجيش السوري الحر الذي كان أعضاؤه وأبطاله من أنبل وأشرف من أنجبتهم سورية في الواقع, من يرفض أمر اطلاق النار على المدنيين إنها قمة النبالة والشجاعة ولا يقارنوا ب¯»شبيحة« غايتهم القتل والمال, ويريدون في الجامعة العربية ومراقبيها وأمينها العام تحويلهم فريقا مسلحا, وللأسف كانت هذه مواقف هيئة التنسيق وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني حتى فترة قريبة, قبل أن يتغير موقف المجلس تحت ضغط غالبية أعضائه. الجيش الحر لم يعد ولم يكن أساسا فريقا مسلحا, هذا أمر يجب على المجلس الوطني أن يقف بحزم في القاهرة تجاه هذا الموضوع, لايمكن اعتبار الجيش السوري الحر فريقا مسلحا بمواجهة مجرم و»شبيحته« إنه لعار على البشرية أن يتساوى القاتل والمجرم مع النبيل والضحية. يجب رفض أي مبادرة يكون النظام طرفا سياسيا فيها...إلا عندما يعلن استعداده الكامل للمغادرة... والتفاوض على نقل السلطة وبإشراف دولي لاعربي, ما عدا ذلك هو مساهمة في الجريمة بحق شعبنا. المجلس الوطني الآن على المحك, من دون ان ننسى الشكر لكل دولة وشعب وقف مع شعبنا.
* كاتب سوري

تهديدات ايران الجوفاء
 د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة
مما لا شك فيه ان النظام الايراني جار مقلق ومزعج , فمنذ اندلاع الثورة الايرانية والسطو عليها من الملالي وهم يحاولون الهيمنة على الجوار من دول الخليج العربي عبر ما يسمونه تصدير ثورتهم بمعنى الهيمنة على جيرانهم ثم غيروه من تصدير الثورة والهيمنة الى ما اسموه القوامة على الخليج

مرورا بادعاء ان البحرين محافظة ايرانية ورفض مجرد التفاوض على اعادة الجزر الاماراتية الثلاث ومحاولة استغلال شيعة الخليج لاثارة الاضطرابات والفوضى واخيرا وليس اخرا الهيمنة الكاملة على عراق ما بعد صدام حسين ومحاولة السيطرة على النفط العراقي قرب الحدودمعها وعلى الحقول المشتركة مع الكويت وقطر.وكان المجتمع الدولي يتغافل عن تلك الحقائق إلى أن كشفت جماعة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية عام 2002 عن وجود برنامج نووي سري لايران وعندها افاق المجتمع الدولي من غفلته ليواجه بنظام يسعى إلى الهيمنة والسيطرة وما برنامجه النووي الا احدى ادوات تلك السيطرة وبدا عندها الضغط على النظام الايراني لكبح طموحاته النووية وبدا ان محاولة الابتعاد عن فرض عقوبات ضد النفط الايراني سيوصل تلك الضغوط الى لا مكان . ومن هنا تم البدء اخيرا وبعد تأخير غير مبرر باستخدام الضغط على ذلك القطاع . والنظام الايراني منذ عام 2003 كلما اشتد الضغط عليه فانه يستخدم اسلوبين, استخدام المناورات المبالغ فيها لايصال رسائل القوة والخضوع عبر قبول مبدأ المباحثات مع الاستمرار في برنامجها النووي على قدم وساق . وهو ما حدث اخيرا من مناورات والتهديد باغلاق مضيق هرمز بل وتهديد دول الخليج سيما المملكة العربية السعودية اذا عوضت نقص النفط الايراني كي لا يكون هناك نقص في امدادات النفط العالمية وفي الوقت نفسه الخضوع والمطالبة باجراء مفاوضات عبثية لا تفضي الى شيء سوى امتصاص العقوبات من قبل المجتمع الدولي. ان تهديدات ايران هي تهديدات فارغة وضجيج اجوف ,  فقد حاولت في حرب الثماني سنوات مع العراق اغلاق مضيق هرمز وفشلت ولم تزد قوتها البحرية منذ ذلك الوقت كثيرا ولن تنفعها الالغام والزوارق السريعة التي ابتاعتها لاغلاق المضيق الذي لن يستمر اكثر من ثلثي يوم واحد لا غير . ولا قبل للقوات الايرانية بمجابهة القوات الغربية وستكون السماء الايرانية مزدحمة بالمقاتلات التي تضرب بعنف جميع مراكز القيادة والسيطرة  والتحكم والتجمعات العسكرية للحرس الثوري بانواعها المختلفة الجوية والبحرية والبرية والمضادات الارضية ومنصات الصواريخ وقبلها المواقع النووية في ناتانز وفوردو واراك وغيرها   مما سيفقد النظام سيطرته ومن ثم احتمال سقوط النظام ومغامراته.ولذا فايران لن تلعب بالنار وستخضع في النهاية حماية للنظام وللاستمرار في تزوير الانتخابات للاستمرار في الهيمنة  على مقدرات الشعب الايراني الذي سئم من الملالي ومن سياسة الافقار لشعب يعاني في بلد حباه الله بالموقع والخيرات فاضاعوها في مغامرات الهيمنة سواء في العراق او سورية الاسدية التي حولوا اليها المليارات ليستمر بالقمع وقتله للشعب السوري وللهيمنة على العراق ولبنان عبر "حزب الله" او للتخريب في البلدان العربية قاطبة  وعبر برنامج نووي يقولون انه لانتاج الكهرباء في بلد يعج بابار البترول حتى ان حقولهم في بحر قزوين لم يفكروا في استغلالها ولديهم مفاعل بوشهر الذري على الخليج . واذا قالوا ان البرنامج  لاغراض علمية فقد عرض المجتمع الدولي عليهم انشاء مفاعل نووي بالماء الخفيف يفي بالغرض ورفضوا لانهم يريدون القنبلة النووية لاستمرار تحقيق الحلم في الهيمنة وهل سيستخدمون القنبلة ضد اسرائيل!  لا يفكرون حتى بذلك بل هي  للهيمنة واستخدامها كاداة ابتزاز للتشبث بالحكم وابتزاز جيرانهم . ان النظام الايراني يطلق تهديدات فارغة .
*
خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

 بريطاني من أصل لبناني قتل في الصومال
يقال نت/ذكر المتحدث باسم"حركة الشباب الإسلامية الصومالية"، الشيخ علي محمود راجي، أن لبنانيا يحمل الجنسية البريطانية، اسمه هلال البرزاوي، قتل خلال قصف نفذته طائرات من دون طيار استهدف منطقة قرب العاصمة الصومالية مقديشو، مشيرا إلى أن البرزاوي يقاتل مع الحركة في الصومال "منذ زمن طويل". ولم يحدد راجي هوية الطائرات، مكتفيا بالقول "المعروف عن الأميركيين استخدامهم لهذا النوع من الطائرات".

الممانعة والربيع العربي
عبدالله إسكندر/النهار
لم يعد خافياً ان الانقسام السياسي، في منطقتنا، بين «الممانعة» و»المقاومة» من جهة و»الربيع العربي» من جهة أخرى، بات يتطابق مع الانقسام المذهبي. فبعد سنوات من تبجيل الممانعة والمقاومة، انتهت احزاب اسلامية ذات مرجعية سنّية، وفي مقدمها جماعة «الاخوان المسلمين»، الى توجيه نقدها الى الموقف السلبي لحاملي لواء هذين الشعارين، وفي مقدمهم ايران وسورية وحلفاؤهما خصوصاً «حزب الله». وبعد سنوات من الحوار ومساعي التقارب المذهبي والجبهات الموحدة، والاشادة بالصحوة الاسلامية العربية، راحت ايران، ومعها حلفاؤها في سورية و»حزب الله»، يشككون بنيات اصحاب هذه الصحوة، خصوصا بعد وصولهم الى السلطة في مصر وتونس. ويعلنون اشتباههم بأن الاسلاميين العرب لم يحددوا موقفاً قاطعاً يؤكد دعم الممانعة والمقاومة، لا بل يتوجهون نحو حوار مع الولايات المتحدة والغرب، إن لم يكن بعضهم يعمل فعلا لمصلحة هذا الغرب، خصوصا عندما يتعلق الامر بسورية.
وما يظهر تطابق هذا الانقسام المذهبي بين الانقسام بين الممانعة والربيع العربي، تلك الملابسات الكثيرة التي تحيط بمواقف حركة «حماس» من التطورات السورية.
لقد قُدم في الماضي تحالف «حماس» مع سورية و»حزب الله» وتلقيها انواعا كثيرة من الدعم الايراني، كدليل على ان حدود الممانعة تتجاوز المذاهب وان أي وحدة اسلامية تصب في اطار المقاومة. لكن، مع انفجار الاوضاع في سورية على النحو المعروف نأت «حماس» بنفسها عن النظام في دمشق وامتنعت عن تقديم تأييد علني له في مواجهة المعارضة التي يُعتبر «الاخوان المسلمون» السوريون نواتها الصلبة، مما يحمل على الاعتقاد ان العامل المذهبي لعب دوراً في هذه السياسة، اكثر من كونه موقفاً سياسياً.
ومع اضافة الحكم العراقي، بزعامة «حزب الدعوة»، وانحياز السياسة العراقية الرسمية الى جانب الحكم السوري، تكتمل صورة الاختراق المذهبي للموقف من الربيع العربي. وإن كانت ثمة استثناءات تُسجل لدى هذا الطرف او ذاك، كأن ينحاز افراد من هذا المذهب الى شعارات المذهب الآخر، فان ذلك لا ينفي ان الكتل الاساسية في المذهبين تطابق موقفها السياسي مع الانتماء المذهبي.
من البديهي ان هذا الانشطار يهدد، مع زيادة التأزم في سورية وانسداد الحلول السريعة فيها ومع زيادة التوتر الايراني - الغربي ومضاعفاته على المنطقة الخليجية، بنشوب نزاع اهلي مذهبي. ويربط كثر الملفين السوري والايراني، اضافة طبعا الى الخلافات الداخلية في العراق ولبنان، ويرى هؤلاء ان هذه الساحات باتت بمثابة اوان مستطرقة. فما يؤثر هنا ستجد صداه سريعاً هناك. وهذا ما يستدعي رزمة من الحلول، وليس مجرد حوار بين المذاهب، بعدما اخترقت السياسة اختراقاً عميقاً، الانتماءات المذهبية. وفي مقدار ما يجري التركيز في هذه الرزمة على التعارض بين الممانعة والربيع العربي، كما تعلن طهران التي تقدم نفسها على انها قائدة محور الممانعة، في مقدار ما يتعمق الانشطار المذهبي. خصوصا ان الممانعة باتت تطابق بين شعارات الربيع العربي في الحرية والديموقراطية والتعددية وبين الانتماء الى الهيمنة الاميركية ومخططاتها. خصوصا في ظل حماسة تركيا (بمعانيها العثمانية القديمة والاطلسية الحديثة) لدعم الربيع العربي.
حتى ان «الاخوان المسلمين» باتوا، في اطار هذا التحليل، ادوات في يدي هذه الهيمنة ومرادفها الاقليمي، اي الرضوخ لاسرائيل ومناهضة المقاومة. في المقابل، ونتيجة هذه المواقف الممانعة من التغيير، يعتبر الاسلاميون العرب ان ايران وحلفاءها يقفون في مواجهة التطلعات الشعبية نحو التغيير ويمنعون اكتمال اهداف الربيع العربي.

بنغازي السورية!
طارق الحميد/الشرق الأوسط
مثلت مدينة بنغازي الليبية نقطة التحول الرئيسية في الانتفاضة الشعبية على نظام العقيد القذافي، حيث أصبحت المدينة نفسها قاصمة الظهر للقذافي، حين تحولت إلى منطقة عازلة، مما سهل التدخل الخارجي. واليوم تشير مجريات الأحداث في سوريا إلى أن الثوار هناك باتوا يبحثون عن أمر مشابه، وربما أكثر فعالية.
فالثوار السوريون يقومون اليوم بانتهاج استراتيجية تبدو ذكية، وفعالة إلى حد الآن، وهي البحث عن بنغازي سورية، أو كما قال لي مصدر مطلع على ما يدور على الأرض في سوريا، إن الثوار هناك «يبحثون عن بنغازيات، وليس بنغازي واحدة» فهناك حمص، والزبداني، وغيرهما، مما اعتبرها الثوار السوريون مدنا محررة. وإن كانت هناك تساؤلات بالطبع حول انسحاب الجيش الأسدي من بعض تلك المناطق، خصوصا أن الانسحاب جاء نتاج تفاوض مع الجيش السوري الحر، والذي بات يحمي بعضا من المظاهرات في مناطق حساسة بسوريا، وبعض منها في ريف دمشق، وهو أمر بالغ الأهمية؛ حيث يفسر ضعف واهتزاز القوات الأسدية، وتضعضع سيطرتها على بعض المناطق السورية.
وهناك تفسير لسبب هذا الاهتزاز الأسدي، حيث تشير المصادر إلى أن النظام الأسدي بات يعمد إلى تقليص تسليح أفراد الجيش السوري النظامي، وذلك خشية انشقاق أفراده، وأخذ أسلحتهم معهم، وهذه نقطة مهمة جدا، حيث يقول لي أحد المصادر إنه في البدء كان أفراد الجيش يقاتلون ثم تتم عملية الاستسلام أو الانشقاق، أي بعد أن يحمى وطيس المعركة، لكن ما يحدث اليوم مختلف تماما، حيث يقول المصدر إنه ما إن تحاصر فرق الجيش من قبل الثوار والجيش الحر إلا وتسمع «البكاء والتوسل من قبل أفراد الجيش التابع للأسد». فعملية التسليح الحقيقية تتم لأفراد الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، وكذلك للحرس الجمهوري، اللذين باتا منهكين، وليس بمقدورهما الوجود في جل المناطق السورية.
ولذا، فإن الثوار باتوا يسعون إلى فرض واقع جديد بحثا عن «بنغازيات» سورية، وحتى تحين لحظة الصفر لتوصيل تلك المناطق المفرقة في خط أو سياق واحد، لتكون هناك منطقة عازلة فعليا، وقبل تدخل أي جهة خارجية، وهذا ما قد يبرر المعلومات التي تتردد عن محاولة النظام الأسدي لإشراك مجموعات من حزب الله للمساعدة على إفشال مشروع «بنغازيات» سورية! كما أن هناك رواية تقول إن النظام الأسدي يعمد إلى انتظار رحيل وفد المراقبين العرب ليقوم بتسديد الضربة الأخيرة للثوار. عليه، هذه قراءة للأوضاع السورية، نقلا عن مصادر قريبة من الثوار، تساعد على ملاحظة أمر مهم وهو أن الوقائع على الأراضي السورية تسير بوتيرة أسرع بكثير من وتيرة الدبلوماسية العربية والدولية، وتزيد أهميتها في حال استحضار تصريحات الملك عبد الله الثاني التي قال فيها إن الأسابيع القادمة حاسمة في سوريا، وهناك معلومات بنفس الاتجاه يرددها الأتراك لزوارهم، وهو ما صرح به الإسرائيليون أيضا! ولذا فالسؤال هو: هل يتأمل المجتمعون في القاهرة اليوم هذه الوقائع، أم لا؟

إيران وسوريا.. معا على الطريق إلى جهنم
علي سالم/الشرق الأوسط
التدخل العسكري في سوريا بقوات عربية تحت أي اسم، ربما يكون أصعب القرارات في الدنيا على صانع القرار، وهو ما يحتم أن نكون نحن جميعا مشاركين فيه ومسؤولين عن اتخاذه، وهو ما يتطلب أن نضع على مكتب صاحب القرار كل ما نصل إليه من احتمالات ومخاوف. حتى الآن حرصت الأطراف التي تدعم الفكرة، فكرة التدخل العسكري، على عدم استخدام كلمة الحرب، وهو احتمال وارد، على الرغم من كراهيتنا جميعا أو معظمنا لفكرة الحرب وما يمكن أن تجره على المنطقة من ويلات.
وإذا كنا نطمئن أنفسنا بأن الهدف من إرسال قوات إلى سوريا، الهدف منه فقط هو منع النظام السوري من مواصلة عملية ذبحه للشعب السوري، وهو هدف نبيل لا بد من تحقيقه، غير أننا لا بد أن نتنبه إلى أن حروبا كثيرة في التاريخ وفي منطقتنا تحديدا اندلعت بغير رغبة من أطرافها نتيجة للخوف والإجهاد العصبي وربما بوهم القدرة على الانتصار فيها. رأينا ذلك في بداية الستينات في اليمن ورأيناه في صحراء سيناء في 1967.
في اليمن أرسلت القيادة في مصر محمد أنور السادات إلى اليمن لعمل تقدير موقف، فعاد وقال: «إن كتيبة واحدة قادرة على السيطرة على الموقف هناك». بعد ذلك اكتشف عبد الناصر أنه لا بد من تدعيم هذه الكتيبة بعدة ألوية من القوات المسلحة المصرية، وكانت المذبحة التي ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المصريين واليمنيين بعد أن تحول كل شبر في اليمن إلى ساحة قتال. كان الهدف المعلن في ذلك الوقت هو حماية الثورة اليمنية، في ذلك الوقت البعيد الذي كانت تسمى فيه الانقلابات العسكرية ثورات.
عدم القدرة على حسم الموقف في اليمن كان السبب في حالة إجهاد عصبي حاد للقيادة في مصر دفعتها لاتخاذ قرار بإرسال القوات المسلحة المصرية إلى سيناء في استعراض هائل الحجم انتهى بهزيمة 1967 المروعة. والبداية كانت سوريا، قيل إن إسرائيل حشدت قوات لها على الحدود السورية، أكد السوفيات أنه لا توجد حشود، كانت هناك اتفاقية دفاع مشترك بين مصر وسوريا عقدت قبلها بأشهر، أصدر موشيه ديان تصريحا قصيرا ومؤثرا للغاية، طلب فيه من الحكومة السورية أن تمنع (المخربين) من دخول إسرائيل وهدد بأنه سيدخل دمشق ليزيل النظام هناك غير عابئ باتفاقية الدفاع المشترك المصرية السورية التي وصفها بأنها ليست أكثر من قصاصة ورق. أنا على يقين أن ديان كان يعرف مقدما ردود الفعل عند عبد الناصر على تهديده، كان يلعب على ورقتين، الغضب والكبرياء.
لقد أطلت في مقدمتي لكي أصل لهاتين الكلمتين (الغضب والكبرياء)، وأقول.. إرسال قوات عربية مسلحة لحماية الشعب السوري، فعل بكل ما يحمله من حق ونبل، ربما ينتهي بالحرب التي ستشترك فيها حتما إيران. ولكن الحرب عند الجنرالات ورجال السياسة لا تحدث بسبب الغضب ولا لأسباب تتعلق بالكبرياء، بل لحتمية حدوثها كاختيار أخير يحدث حتما لحماية الوطن بعد فشل كل الخيارات الأخرى. لا تستطيع أن ترسل عدة جنود إلى أي مكان بغير أن تغامر بإشعال حرب. هذا هو ما حدث مرتين لمصر في الستينات، غير أنه من المؤكد وربما أكون مخطئا، أن عبد الناصر لم يكن يفكر في الحرب بمعناها الشامل عندما ذهبت قواته إلى اليمن أو عندما احتشدت على صفحة الصحراء في سيناء في انتظار الطيران الإسرائيلي ليقوم بتدميرها.
كما أن الاقتراح بإرسال قوات عربية ترتدي البيريه الأزرق إلى سوريا لحماية الشعب السوري من حكومته فاقدة العقل والرحمة هو أيضا اقتراح يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة بدافع من الغضب والألم وقلة الحيلة، غير أنه في نهاية الأمر لا يغير شيئا من طبيعة الموقف في سوريا، قوات مراقبة، عربية أو دولية ستعجز عن حماية الشعب السوري، إن نظاما يائسا يقوده عدد من فاقدي الإنسانية سيعرف طريقه دائما لقتل عدد من شعبه كل يوم بعيدا عن أعين المراقبين.
نحن جميعا نمشي فوق حقل ألغام زرعته الحكومة الإيرانية في المنطقة كلها ووقفت تتفرج علينا من بعيد وقريب أيضا في انتظار من ينفجر فيه أول لغم لكي تتوالى بعد ذلك انفجارات بقية الألغام. أعرف بالطبع مدى ما يثيره هذا الوضع في النفس من ألم وإحساس بالعجز غير أني لا أريد أن تتاح الفرصة لألم أكثر.لا بد أنك قد وصلت الآن إلى الحد الذي تسألني فيه: ماذا تقترح لإيقاف هذه المذبحة.. حسنا لن نرسل جنودا.. ماذا نفعل لحماية الشعب العربي السوري؟
أكذب عليك لو قلت لك إن لدي وصفة جاهزة لذلك، غير أني بشكل عام أعرف أن المنطق أو الضمير أو القيم العليا أو حتى المصلحة عاجزة عن إقناع الشخصية السايكوباتية التي تعتبر نفسها في عداء مع المجتمع، مجتمعها والمجتمع العالمي. على المحكمة الجنائية أن تتدخل ليعرف السادة في سوريا أن المزيد من العدوان على شعبهم هو جريمة سيحاسبون عليها. لا بد من محاكمة كل الضباط الذين يقتلون الشعب السوري بدم بارد وعلى الدبلوماسية العالمية أن لا تكف عن العمل لإقناع القيادة السورية بأنها تخلت عن العالم كله وأن العالم تخلى عنها لأنها اختارت الجانب الخاسر وأن علاقتها المرضية بالحكومة الإيرانية لا تصلح بديلا عن علاقتها بشعبها وبالأمة العربية.
آليات الوعي عند الفرد هي نفسها عند الجماعة، لقد قابلت في حياتي كثيرين من السايكوباتيين (
Anti society) هم (يتنططون) أمامك وخلفك وحولك وفوقك وتحتك، وهدفهم هو الدخول في معركة معك نتيجتها الوحيدة هي خسارتهم وإنزال العقاب بهم. وهم في ذلك يوهمونك بأنهم على وشك إشعال الحرب، غير أنهم في حقيقة الأمر عاجزون عن تحمل نتائجها أمام شعوبهم، لذلك يحرصون وبكل الطرق على توريطك لتقوم أنت بإشعالها. هذا هو بالضبط ما تفعله حكومة نجاد وخاصة في الشهور الأخيرة، مناورات بحرية وصواريخ قادرة على الوصول إلى القمر، ثم تسمي ذلك كله مناورات سلام.. يا سلام. ثم أخيرا لجأت (للتلاكيك) هي (بتتلكك) - اغفر لي أنني استخدمت كلمة من قاموس العامية المصرية لم أجد لها بديلا مقنعا في الفصحى - وذلك عندما يطلب مسؤول إيراني من السعودية عدم ضخ المزيد من البترول إلى الغرب. إذا قمنا بتحويل هذه التصريحات إلى مشهد في مسلسل تلفزيوني عن البلطجة، فلا بد أن نتخيل البطل يقف مهددا سكان شارعه: إيه ده؟.. ما حدِش عاوز يشتري البنزين مني؟.. طيب.. كله يقفل دكانه.. ما حدش يبيع حاجة.. وإلا حاتشوفوا هاعمل فيكم إيه.. أنا مش بالعب هنا.. أنا مش هفيّة.. طلع يا واد الصواريخ والمدمرات عشان نفرّجهم هاعمل فيهم إيه. من المستحيل فصل ما يحدث للشعب السوري عن طبيعة العلاقة بين إيران وسوريا، هناك أشخاص وأنظمة أيضا، عندما تتخذ قرارا بالذهاب إلى الجحيم، تختار مرافقا ليسليها في الطريق. وعلى قيادات الجيش السوري أن تتنبه إلى ذلك.

الراعي ترأس قداس الأحد في بكركي
وتسلم من المتعاقدين في الرسمي مذكرة تناشده التدخل لإنصافهم: البطريركية ملتزمة خط جعل لبنان تعدديا وغير منخرط في المحاور
المسيحيون مدعوون لانتصار الوحدة على الإنقسام والحلول على الخلافات
لبنان مؤهل لأداء دور في نشر ثقافة الاعتدال ورفض الإرهاب والتطرف
للخروج من التجاذبات وجعل العمل السياسي في خدمة الملفات الاقتصادية
لبنان جزء من العالم العربي والمصير الواحد يجمع المسيحيين والمسلمين

 وطنية - بكركي - 22/1/2012 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران حنا علوان، امين سر البطريرك الخوري نبيه الترس، القيم البطريركي المونسنيور جوزيف البواري، والآباء خليل عرب، ميشال روحانا، شربل مهنا وتوفيق بو هادير، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "عليكم ان تولدوا من جديد" قال فيها: "الولادة الجديدة بمعمودية الماء والروح ضرورية، لأنها تجعل المعمد "خلقا جديدا" (غل6: 15)، وتدخله في ملكوت الله، ملكوت الشركة والمحبة، الذي يعني الاتحاد بالله عموديا والوحدة مع جميع الناس أفقيا، وذلك بدافع من المحبة وبرباط المحبة. ولهذا جزم يسوع بقوله لنيقوديمس، رئيس اليهود: "لا يستطيع أحد أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح. فالمولود من الجسد هو جسد، والمولود من الروح هو روح، فلا تعجب إن قلت لك: عليكم أن تولدوا من جديد" (يو3: 5-7)".
أضاف: "ولادة الانسان الجديدة، تنبثق من موت المسيح وقيامته مثلما تولد السنبلة من حبة القمح التي تموت في الأرض، حسب التشبيه الذي أعطاه الرب يسوع: "حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير"(يو12: 24). وكما ولادة الإنسان الأولى هي ثمرة حب أبيه وأمه، كذلك الولادة الثانية هي ثمرة حب الله المتجلي في موت يسوع على الصليب: "هكذا أحب الله العالم، حتى جاد بابنه الوحيد، لكي لا يهلك أي مؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية"(يو3: 16). بالولادة الأولى، الإنسان جسدي، وبالثانية روحاني. لكن الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، ينبه "أن المسيحيين لا يمتلكون في ذلك حياتين متوازيتين: حياة مسماة روحية لها قيمها ومقتضياتها، وحياة يقال لها علمانية أو جسدية لها قيم مختلفة عن الأولى أو مضادة لها"(الفقرة 112). وكأن بإمكانهم الإختيار بينهما أو الإلتزام بواحدة دون الأخرى. بل ينبغي أن تسمو الحياة الجسدية الى قيم الروح. القديس بولس الرسول يتكلم عن "الإنسان العتيق"(افسس4: 22) الذي يحيا حياة الجسد، وثمارها: العداوة والخصومة والإنقسام والغضب والحسد والدعارة والسكر؛ وعن "الإنسان الجديد"(افسس4: 22) الذي يحيا حياة الروح وثمارها: المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والأمانة والتواضع (غلا5: 19-23)".
وتابع: "من ثمار الولادة الجديدة أن يبلغ المؤمن الى كمال الإنسانية لكي يبث الروح المسيحية في الشؤون الزمنية، في الحياة العائلية والحياة الإجتماعية والنشاطات العامة: الإقتصاد والتجارة والسياسة والتشريع والإدارة والقضاء وسواها. فالبشرى الإنجيلية تنير جميع شؤون العالم، من أجل بناء أسرة بشرية سعيدة، وتوفير الحياة لها بوفرة(رجاء جديد للبنان، فقرة 112). ولأن الولادة الجديدة تغير الإنسان بقوة نعمة المسيح وفعل الروح القدس، فإنه يصبح فاعل التغيير، وقادرا على أن يغلب كل انحراف وانقسام وشر فيه وفي خارجه. ولذلك يجب على كل واحد منا أن يلتمس الإيمان بيسوع المسيح وبقدرة نعمته على تغييرنا. ونلتمسه بلسان الأبرص: "يا رب إن شئت، أنت قادر أن تطهرني"(مر1: 40)، وبتوسل أعمى أريحا: "يا معلم، اجعلني ابصر"(مر11: 51)، وبتشفع قائد المئة: "قل كلمة واحدة فيبرأ خادمي"(لو7: 8)". وقال: "إننا نواصل صلاتنا مع الكنيسة جمعاء من أجل وحدة الكنائس ووحدة المسيحيين، ونحن في أسبوع الصلاة المحدد ما بين 18 و 25 كانون الثاني الجاري. موضوع هذا الأسبوع كلمة بولس الرسول: "كلنا سنتغير بغلبة ربنا يسوع المسيح"(1كور15: 51 و57). هذا يعني أن البلوغ إلى الوحدة المسيحية يقتضي التغيير، بقوة نعمة المسيح، في النظرة والرأي والمسلك وأشكال الحياة التي تعودنا عليها. ومن المعلوم أن التغيير الأساسي بدأ فينا بالمعمودية والميرون، ويتواصل بتناول جسد الرب ودمه. يذكرنا بولس الرسول أننا خلعنا الإنسان العتيق، ولبسنا الإنسان الجديد (افسس4: 22-24). ويقول لنا في موضع آخر: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح"(غل3: 27)".
أضاف الراعي: "إن الغلبة بالمسيح لا تتم بقوة السلاح والمال والسلطة، بل بقوة المحبة المتفانية، والخدمة المجردة، والصفح الغافر، ومقاومة الشر بالخير. المسيحيون مدعوون لإحراز الغلبة الحقيقية بالإنتصار على الأنانية والمصالح الرخيصة، وعلى الغرائز والإنحرافات الأخلاقية؛ وبانتصار الوحدة على الإنقسام، والحلول الحبية والشريفة على الخلافات، سواء في العائلة أم في المجتمع، في الكنيسة أم في الدولة. إنه انتصار الشركة والمحبة".
وتابع: "في ضوء كل ذلك تتوضح رسالة الكنيسة والمسيحيين في لبنان والعالم العربي، وقد توسع فيها الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان". وأكد البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني "أن الرجاء بمستقبل أفضل للبنان مرتبط مباشرة بوحدة المسيحيين فيما بينهم، وبإعادة بناء لبنان ماديا وروحيا، بمشاركة الجميع، مسيحيين ومسلمين وموحدين دروز"(الفقرة 2). واعتبر باقتناع كبير أن للبنان رسالة نموذجية يهديها للشرق كما للغرب، لأنه صاحب حضارة ثمينة، وهو أرض مقدسة، ومجتمع تعددي. إنه إحدى منائر حوض البحر المتوسط، ومنه انطلقت بدايات الكتابة، وهو بحكم موقعه الجغرافي منفتح على أفكار الحداثة، وجسر ثقافي وإنساني بين الشرق والغرب، وحضارته مزيج من الثقافتين المسيحية والإسلامية. بانتماء لبنان إلى الاتحاد المتوسطي وانفتاحه على الشراكة الاوروبية يؤهلانه للدخول في سياسية التعاون الاقتصادي والثقافي والبحري والاخلاقي، وللعب دور في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار ورفض كل اشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وفي جعل أوروبا أكثر ارتباطا بالعالم العربي(روجيه ديب، لبنان المستقر، ص 110)".
وقال: "أرض لبنان مقدسة وقد وطئتها أقدام المسيح والعذراء مريم والرسل القديسون، وأغنتها تقاليد دينية متعددة، وأنجبت قديسين أمثال شربل ورفقا ونعمة الله ويعقوب واسطفان(الفقرتان 1و122). وهو مجتمع تعددي. على هذا الأساس، ينبغي على الطوائف المكونة للنسيج اللبناني أن تشكل قوة المعززة والمدافعة عن القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وأن تكون كل طائفة ذات قيمة مضافة متخصصة لبناء المجتمع اللبناني، وبهذا تجعل لبنان ذا قيمة مضافة في محيطه العربي. هذا يقتضي من الطوائف اللبنانية مساعدة المواطن المنتمي إليها أن يكون مواطنا في لبنان لا مواطنا في طائفته، وأن يكون لبنانيا أولا وآخرا بفضل قيمة طائفته المتخصصة والمضافة. إن البطريركية المارونية ملتزمة بهذا الخط الرامي دائما إلى جعل لبنان تعدديا منفتحا ، وحياديا، غير منخرط في محاور أو أحلاف أقليمية ودولية، وملتزما قضايا السلام والعدالة والعيش المشترك، وبلدا ديموقراطيا منفتحا على الشرق والغرب في حوار مع الثقافات والديانات، ورافضا أن يكون أرض الحديد والنار(المرجع نفسه، ص 54-59؛ رجاء جديد للبنان، فقرة 98 و 119)".
أضاف البطريرك الماروني: "إن الكنيسة ملتزمة برسالة لبنان التي يدعو إليها الإرشاد الرسولي، وهي تعزيز الحوار المسيحي - الإسلامي، وتوطيد العيش الواحد، وبناء المجتمع على أساس السلام والمصالحة، والعمل على تغيير الذهنيات من أجل إنماء الأخوة والتضامن وتحقيق مجتمع أكثر قابلية للعيش معا(الفقرة 89). هذه الرسالة تدعو إلى التضامن مع العالم العربي، كأمر حتمي مكمل للحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في لبنان. فلبنان جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وثمة مصير واحد يجمع المسيحيين والمسلمين في لبنان وبلدان المنطقة، وثقافة عربية واحدة أسهم في وضعها إسهاما كبيرا مسيحيو لبنان والبلدان العربية. ويخلص الإرشاد الرسولي إلى القول: "ولعل الحوار والتعاون في لبنان يؤدي إلى ما يماثله في البلدان الأخرى، ويبلغ إلى تطوير شعوبها إنسانيا وأخلاقيا وتعايشا"(الفقرة 93). ولكن ينبغي على السلطة السياسية في لبنان أن تحافظ على العمود الفقري الذي يؤمن الكيان اللبناني وحضوره الفاعل في مجتمعه وموقعه المتوسطي، أعني نموه الاقتصادي. فيجب الخروج من التجاذبات السياسية وجعل العمل السياسي في خدمة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، واستكمال خطوة تصحيح الأجور بخطة الإنماء الاقتصادي الذي يزيد من مناعة الاقتصاد الوطني. فمن الضرورة الأخذ بتوصيات الهيئات الاقتصادية والنقابية، نذكر من بينها: المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وتطبيق مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإصلاح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتحفيز القطاعات الانتاجية مع الحماية الجمركية ودعم الفيول والمازوت، وتنظيم النقل العام، ورسم خطة لتحفيز الاستثمارات واستقطاب رؤوس الاموال. فالموضوع الاقتصادي - الاجتماعي هو الذي يجعل لبنان في كيانه وبما له من رسالة "أن يكون أو لا يكون"، في خضم الأزمة الاقتصادية العالمية والظروف الاقليمية الصعبة والارتفاع المستمر لأسعار النفط(راجع ورقة رئيس تجمع الصناعيين، نعمت فرام)".
وتابع: "إن التضامن مع العالم العربي المحيط ليس دعوة جديدة، بل كان موجودا، لكنه تعثر بشكل ملحوظ بسبب أحداث إقليمية وداخلية، شكل عنصرها المشترك التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية، الذي شطر اللبنانيين إلى فريقين متنازعين، وعطل الحوار، وخلق دويلات ومربعات أمنية. نأمل أن يدرك اللبنانيون أهمية وحدتهم والقيمة المضافة التي يقدمها لبنان في محيطه العربي وفي علاقته مع العالم الغربي". وختم الراعي: "بالعودة إلى كلمة الرب يسوع في إنجيل اليوم: "عليكم أن تولدوا من جديد"، فإنها تدعو المسيحيين بحكم معموديتهم إلى الإلتزام "بالخلق الجديد" الذي تم فيهم، لكي يكونوا في لبنان والعالم العربي عامل سلام وتقارب وتفاهم. إن عمل الروح القدس الذي يحقق الولادة الجديدة بالمعمودية، إنما يرافق حياة كل مؤمن ومؤمنة، وينعش حياتهم، ويهب كالريح حيثما يشاء. فيا رب، أفض علينا روحك القدوس، ليجددنا من الداخل ويجعلنا صانعي تجديد. لك المجد والشكر، أيها الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".
استقبالات
بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين، والتقى كلا من: القائد السابق للدرك العميد انطوان شكور، العميد المتقاعد الياس حدشيتي، الدكتور انطوان صفير مع وفد من عائلة الراحل مارون صفير شكر له مواساته، وفد من نقابة خبراء السير في لبنان برئاسة النقيب نجيب شوفاني ناشده "السعي مع المسؤولين لإقرار مشروع قانون تنظيم المهنة الموجود في أدراج رئاسة مجلس الوزراء منذ عام 2000 ولإقرار مشروع قانون طابع خبير السير"، وفد من عائلة الراحل المختار قبريانوس يوسف موسى شكر له مواساته، وفد من بلدة بحرصاف المتن الشمالي ضم لجنة الوقف والمختار ناجي الجلخ وكاهن الرعية الخوري ايلي القديسي، وفد من عائلة الراحلة جمال مهنا لشكر له مواساته، المحامي انطونيو ابو كسم، المدير العام لمستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، وفد من عائلة الراحلة رفقا شديد فارس شكر له مواساته، وفد من المتقاعدين المدنيين في قوى الامن الداخلي ناشده "السعي مع المسؤولين لإنصافهم وتحقيق مطالبهم المحقة عبر تثبيتهم".
واستقبل ايضا وفدا من هيئة التنسيق للاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي في لبنان سلمه مذكرة جاء في نصها: "يعاني الاساتذة المتعاقدون في التعليم الرسمي في لبنان من مشكلة الاستهتار وعدم اهتمام الدولة، بدليل انه لم تجرى اي مباراة وتثبيت في ملاك التعليم المهني منذ عام 1997، والتعليم الاساسي والثانوي منذ عدة سنوات.
يبلغ عدد الاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي حوالى 20000 متعاقد يشكلون حوالى 85% من الكادر التعليمي المهني والاكاديمي، وكذلك 85 % من لجان التصحيح في الامتحانات الرسمية اضافة الى عدم الاستقرار الوظيفي الذي يؤدي حتما الى عدم الاستقرار الاجتماعي اضافة الى عدم وجود بدلات نقل ولا ضمان اجتماعي وتدفع مستحقاتنا مرة كل سنة. وبعد مراجعات متكررة مع أركان الدولة ابتداء برئاسة الجمهورية ورؤساء الكتل النيابية وصولا الى وزارة التربية والتعليم العالي ولم يحصل اي تقدم او نتائج بخصوص مطالبنا المتمثلة برفض المباراة المفتوحة رفضا قاطعا ومطالبتنا بإدخالنا الى كلية التربية او دار المعلمين حيث يصار الى تثبيتنا في ملاك التعليم، لذلك، نناشدكم انتم بصفتكم المرجعية الوطنية الكبيرة أصحاب مشروع الشركة والمحبة، التدخل لدى المعنيين وفقا لما ترونه عادلا لإنصافنا وتحقيق مطالبنا المحقة والمشروعة".