المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 27  كانون الثاني/2012

انجيل القديس متى 11/28-30 /تعالوا إليّ
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم. إحملوا نيري وتعلموا مني تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع متواضع القلب، ونيري هين وحملي خفيف.

عناوين النشرة
*بلمار يودع ميقاتي ومنصور وغصن وقهوجي  وسليمان يشكره على جهوده في لجنة التحقيق
*هل نبيل العربي متآمر/
طارق الحميد/الشرق الأوسط
*سوريا الأسد" انتهت/علي حماده/النهار
*تجمّع في ساحة الحرية حداداً على أرواح شهداء الربيع العربي/أحمد الحريري يدعو الى إنقاذ الشعب السوري من المجازر
*اشتباكات في قوسايا بين عناصر من داخل المعسكر وأخرى قادمة من سوريا
*الحكومة الميقاتية الملالوية العونية تصادق على التوتر العالي بالمنصورية وشراء المباني المحيطة
*قرار مجلس الوزراء زاد توتر المنصورية بدل تخفيفه/رجا نجيم: يمهد لفسّوح جديد ويذل المواطن
*الكشف عن خلية "حزب الله" البحريني بعد تخطيطها لتفجير جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين ودعم ايراني وتدريبات سورية واستخدام هواتف وتذاكر سفر لبنانية
*المجلس الوطني السوري": لإعادة النظر بالاتفاقيات بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود وإلغاء المجلس الأعلى 
*سليمان استقبل نصري خوري وابوفاعور ونقولا صحناوي ووفدا من البقاع الغربي وراشيا: التجارب في المنطقة يجب أن تكون حافزا لتحصين نظامنا الديموقراطي
*الراعي إستقبل نقابة المحررين وشخصيات سياسية واقتصادية: حوارنا المنطلق مع "حزب الله" لا يحل مكان طاولة الحوار وليس حوارا سياسيا/من المعيب العودة الى قانون العام 1960 لان تغييرات جذرية حصلت في لبنان/نتطلع الى مفهوم الدولة القوية وعلينا ان نواجه كل ما يعرقل قيامها/لا يجوز ان يبقى الحوار معطلا بين 8 و14 آذار ولبنان حاجة للعالم العربي
*رئيس وزراء هنغاريا وصل الى بيروت: علاقاتنا السياسية بلبنان جيدة والاقتصادية في تقدم وندعم جميع القوى لإيجاد حل يتمم السلام في المنطقة
*الرابطة السريانية: اغتيال رجل الدين الأب باسيليوس نصار/اشارة سلبية ضد الحضور المسيحي
*"الكتلة" تساءلت عمّا تبقى من السيادة: ديماغوجية عون تخطّت كــل حدود
*جعجع: حادثة العريضة وسفك دماء لبنانيين رسالة رخيصة/بيان "الوطني السوري" مدخل لتصويب العلاقات بين لبنان وسوريا/التقصير في الكهرباء متوارث وباسيل لا يتحمل وحده وزر ما حصل
*نديم الجميل زار سفارة السودان معزيا  ووعد بمتابعة مسألة التعويضات مع هيئة الاغاثة
*اللقاء اللبناني" ـ فرنسا: لعدم تحويل لبنان قاعدة لاستهداف "الانتفاضة السورية"
*احمد الاسعد: بعثة المراقبين العرب لم تكن محترفة/كامل الاسعد هو الاب الروحي لمشروع الليطاني عام 1966
*حرب: لا نقبل أن يبتزّنا باسيل.. وأسلوب عون لا يخدم اللبنانيين 
*شمعون: عون "مجنون كراسي".. والحكومة "ولاّدية".. والنظام السوري يتّجه نحو السقوط 
*أمين سر كليّة الإعلام 2 مجدداً... الخوري حرب يضرب موظفة ويطرحها أرضاً 
*علوش: مشاركة جنبلاط في 14 شباط تعود له.. والنظام السوري ديكتاتوري عفى عليه الزمن 
*حكومة ميقاتي تترنّح مع النظام السوري ومنصور "ألهَمَ" المعلّم/إيلي الحاج /ايلاف
*الزغبي: دعوة عون الى التظاهرتحريض مخجل
*حزب الله" يدافع عن سليماني: حملة تضليلية أطلقتها جماعة أميركا
*زهرا لـ "السياسة": المجتمع الدولي لن يسمح للأسد بإبادة شعبه  
*جنبلاط في موسكو للبحث في ملف الأزمة السورية
*تعليق المستقبل ليوم الخميس
*عضو تكتّل "لبنان أوّلاً" النائب عاطف مجدلاني لـ "المستقبل": حلفاء عون ضاقوا ذرعاً بـ "جالب المصائب"
*العرب يبلغون مجلس الأمن السبت بقرار الجامعة حول سوريا
*عقوبات كندية على قياديين ورسميين وشركات سورية
*1000 عالم سوري يطالبون الأزهر بإسقاط مشيخة حسون
*نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام اللاجئ إلى فرنسا: النظام السوري يحشد أسلحته في المناطق العلوية
*رئيس منظمة «عدالة لحقوق الإنسان السورية» المحامي محمد عيسى: تقدمت ببلاغ إلى النائب العام المصري لتوقيف الدابي
*كارلوس إده: "تكتل" عون بارع جداً في التعطيل لكنه لا يملك حل أي مشكلة بالبلد..ومن السخرية أن يدعو للتظاهر ضد سلطة يشكل جزءاً منها
*أعرب عن تفهمه "المصالح الدولية المتضاربة بشكل قوي" وأمل أن "تنحاز روسيا لصوت الحق"
*جنبلاط بعد لقائه لافروف: المبادرة العربية الحل الوحيد لإخراج سوريا من الوضع الراهن
*السنيورة إتهم باسيل بـ"إثارة الفتنة".. والحريري شدّدت على "التعاون لتمرير المرحلة" 
*النائب محمد الحجار لعون: كفى كذباً وتدجيلاً على الناس
*فضيحة المازوت تفضح إدّعاءات رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"..."اللواء": نواب يطالبون رئيس المجلس بتخصيص جلسة لمساءلة وزير الطاقة/عامر مشموشي/اللواء
*القرار العربي أدخل معطيات كبيرة على المشهد وحلفاء دمشق يخشون بدء بازار دولي/روزانا بومنصف/النهار
*هل تُخرج الانتخابات لبنان من وضعه الشاذ؟ قانون عصري لمجلس يمثّل كل الشعب/اميل خوري/النهار
*مبادرة العرب الثانية: من وقف القتل إلى تنحّي الأسد/ربى كبّارة/المستقبل
*رداً على اعتبار إنكار الإبادة الأرمنية جريمة يعاقب عليها القانون الصحافة التركية تصف الرئيس الفرنسي بأنه «الشيطان»/صلاح أحمد/ايلاف
*ما حقيقة انحياز «الأقليات» لنظام بشار الأسد؟!/صالح القلاب/الشرق الأوسط
*هل يمكن إقصاء الأسد مثل صالح؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
*إيران إما أن تتعاون نوويا أو يتغير النظام/هدى الحسيني/الشرق الأوسط
*يريد الجمهورية/أيمن جزيني/لبنان الآن
*عن اللبنانيين الذين يستأخرون سقوط الأسد خوفاً من البديل/فادي شامية/المستقبل

تفاصيل النشرة

بلمار يودع ميقاتي ومنصور وغصن وقهوجي وسليمان يشكره على جهوده في لجنة التحقيق
المستقبل/بدأ المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان السابق القاضي دانيال بلمار الذي يزور بيروت حالياً، لقاءاته الرسمية مع كبار المسؤولين امس، فزار صباحا قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مودعا بعد تقديمه استقالته واختياره التقاعد. وشكره سليمان على "الجهود التي بذلها خلال رئاسته لجنة التحقيق، وبعد توليه موقع المدعي العام لدى المحكمة الدولية". كما زار بلمار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، وبحثا في سير عمل المحكمة. والتقى بلمار للغاية نفسها كلاً من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في قصر بسترس، ووزير الدفاع الوطني فايز غصن، وقائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة.

هل نبيل العربي متآمر؟
طارق الحميد/الشرق الأوسط
في 17 يوليو (تموز) 2011، وعلى أثر زيارة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إلى سوريا ولقائه بشار الأسد، وما تلاها من تصريحات، كتبت مقالا جاء فيه ما نصه: «جاء رد السوريين سريعا جدا على تصريحات أمين عام جامعة الدول العربية الجديد نبيل العربي الذي أدلى بتصريحات لا يمكن أن تصدر من محترف في العمل السياسي»! اليوم، وبعد سلسلة من الأحداث والمواقف المتعلقة بالثورة السورية التي خلفت إلى الآن قرابة سبعة آلاف قتيل، ناهيك عن آلاف المعتقلين والمفقودين، وبعد عشرة أشهر من عمر الثورة، نعود للحديث مجددا عن السيد نبيل العربي ومواقفه تجاه سوريا، خصوصا أنه إلى اليوم لم يقدم النظام الأسدي شخصا واحدا للقضاء، بل إن وليد المعلم يقول إنه لا يعلم شيئا عن كيفية إدارة العمل العسكري في سوريا، وليس له علاقة به، وهو نفس الكلام الذي سبق أن قاله الأسد حين قال إن المجنون هو من يقتل شعبه! فالسيد العربي دافع عن الأسد يوم التقاه بدمشق، في يوليو 2011، وبالتأكيد فإن العربي يدرك اليوم أن شيئا لم يتغير بسلوك النظام الأسدي منذ ذاك الوقت، لكن رغم كل ذلك، فإن العربي لا يزال يتخذ قرارات غريبة، وغير مفهومة، وتبدو دفاعا عن نظام الأسد، فحتى في المؤتمر الصحافي الأخير بالقاهرة لم يكن العربي مقنعا، رغم المبادرة العربية، بل كان الشيخ حمد بن جاسم هو من يتحدث بمنطق، ووضوح! أما السيد العربي فلا يزال يغرد خارج السرب، فبعد اختياره لزعيم حماس خالد مشعل لينقل رسالة للأسد، واختياره الفريق الدابي لترؤس وفد المراقبين العرب، فها هو العربي يعرض على الدكتور المصري محمد البرادعي أن يكون مندوبه في سوريا، فقط لأن بشار الأسد قد يرتاح للبرادعي بسبب موقفه من عملية ضرب المفاعل النووي السوري، وكذلك موقف البرادعي من الملف النووي الإيراني، وانتقاده للغرب، والأميركيين وقتها، وهذا ما سمعته من عدة مصادر رفيعة، فهل هذه مزحة، أم أنه أمر حقيقي؟ فما الذي سيفعله البرادعي في سوريا، ومع كامل الاحترام له؟ هل سيقوم بالانسحاب من نصف المهمة، كما فعل في مصر؟ وهل سيختفي عند إطلاق النار على المحتجين السوريين، مثلما تحاشى النزول لميدان التحرير أول أيام الثورة المصرية، وكان العذر يومها أنه لا يريد سرقة الأضواء من الشباب، وهو ما وصفناه وقتها بالمعارضة بشوكة وسكينة، فنقم علينا من نقم! أمر محير، ويتطلب طرح سؤال منطقي على السيد العربي، وذلك عطفا على اختياراته، ومواقفه، والسؤال هو: ما دام العربي قد اختار خالد مشعل، والفريق الدابي، والذي بدأ تقريره وكأنه مرفوع للأسد وليس للعرب، والآن الدكتور البرادعي، فهل علينا أن نتوقع من العربي اختيار كل من عزمي بشارة، ومحمد حسنين هيكل لاحقا؟ ومن هنا، وللإجابة عن سؤال العنوان، فلا يبدو أن العربي متآمر، وإنما هو أبعد ما يكون عن فهم المنطقة، ومتغيراتها، فمن يريد التآمر سيكون أكثر دهاء بكل تأكيد!

سوريا الأسد" انتهت!
علي حماده/النهار
على رغم كون التقرير الذي تقدم به الفريق احمد مصطفى الدابي، رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا، جاء "ملغوماً" بمعطيات فيها الكثير من تحريف الحقيقة، والانحياز الى روايات النظام في سوريا، فإن الجامعة العربية قد أدركت نواقص التقرير وشوائبه الفاضحة وخرجت بموقف سياسي من الأزمة السورية، وبرسالة شديدة القسوة تجاه بشار الاسد شخصيا. فالمبادرة رقم 2 التي انطلقت يوم الاحد الماضي وتستنسخ الحل اليمني الذي أدى الى خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد 32 عاما في الحكم، تستهدف أساساً الاعلان عن وفاة "جمهورية حافظ الأسد"، من خلال دعوة وارثه بشار الأسد الى التنحي. معنى هذا بكل بساطة ان لا "سوريا الأسد" بعد اليوم. وقد نزع النظام العربي الرسمي عن ابنه بشار ونظامه البقية الباقية من الشرعية، بالرغم من ان المبادرة تضمنت مرحلة انتقالية ترجمتها قيام حكومة وحدة وطنية تتشارك فيها المعارضة مع مفاصل النظام. ولكن المرحلة الانتقالية تفضي الى تغيير جوهري في المعالجة السورية، وفي النهاية يتم تفكيك منظومة حافظ الأسد.
يكتشف الناظر الى عناصر المبادرة العربية رقم 2 ان الدعوة الى تحويل صلاحيات الرئيس الى نائبه الاول (فاروق الشرع)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تنطوي على جهد كبير لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام من يرغب من أركان النظام في القفز من مركب آل الأسد الغارق، وتعجيل وتيرة السقوط الحتمي لـ"جمهورية حافظ الأسد". وبذلك يتم اختصار المعاناة في سوريا، وخفض الكلفة الدموية والسياسية والمعنوية والاقتصادية. انها دعوة صريحة للانشقاق عن الحلقة الضيقة المقررة في النظام. وتأتي هذه الدعوة مع تواتر الكثير من الأخبار الآتية من دمشق وحلب، ومفادها ان الحلقة تضيق يوماً بعد يوم حول بشار وبطانته. لقد فوجئ بشار بعد أيام قليلة على تهجمه على الجامعة العربية في خطابه الرابع، بأن الجامعة العربية خرجت بموقف اتسم بالإجماع ضد النظام (ما عدا حكومة القتلة في بيروت)، ومعاً يتوجه العرب الى نيويورك لمخاطبة المجتمع الدولي ودفع مجلس الأمن الى اعتماد المبادرة العربية رقم 2. لقد سقطت شرعية بشار العربية والدولية (عدا روسيا والصين)، وأمام الثورة في الداخل هوامش كبيرة للتحرك والتوسع، فيما تتقلص هوامش النظام كثيراً، فلا يملك وزير خارجيته إلا أن يقول إن الحل الأمني مطلب شعبي وجماهيري! لقد انتهى وقت الحوار والحلول السياسية مع "سوريا الأسد"، وبدأت مرحلة تصفية ما تبقى من هذا السجن الكبير. إزاء هذا الواقع، ما العمل في لبنان؟ بكل صراحة، لا بد للقوى الاستقلالية ان تقوم ببلورة مشروع سياسي لمرحلة ما بعد "سوريا الأسد". فالتداعيات المقبلة هائلة، ولبنان ما قبل سقوط النظام لن يكون كما بعده.

تجمّع في ساحة الحرية حداداً على أرواح شهداء الربيع العربي/أحمد الحريري يدعو الى إنقاذ الشعب السوري من المجازر
المستقبل/ربيع دمج/نظّم ناشطون لبنانيون وعرب اعتصاماً تضامنياً أضاؤوا فيه الشموع عن أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا في العالم العربي إثر إنطلاقة ثورات الربيع العربي، بدءاً من إندلاع الشرارة الأولى في تونس، مصر وليبيا وصولاً الى سوريا. وتجمّع في ساحة الحرية أمس، عشرات المثقفين والطلاب الجامعيين، بدعوة من "حركة اليسار الديموقراطي" وشاركهم الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري، والنواب مروان حمادة، عمار حوري، وخالد زهرمان، الوزير السابق حسن منيمنة، النائبان السابقان الياس عطا الله، وحبيب صادق، والعلامة السيد هاني فحص، حيث وقف الجميع دقيقة صمت، ثم حملوا الشموع ووضعوها تحت تمثال الشهداء كتحية رمزية لكل شهداء الأنظمة القمعية والاستبدادية. وتحدث أحمد الحريري في المناسبة، فدعا "كل دول العالم ومجلس الأمن لإنقاذ الشعب السوري من المجازر التي يتعرض لها". وقال: "اتوجه بالتحية الى الشعب المصري وأبارك له مرور سنة على انطلاق ثورته .ان الشعب المصري أعاد لبلده لعب دورها الريادي حيث كانت مصر قلب العالم العربي وتحمل كل قضاياه واهمها القضية الفلسطينية".وأوضح عطا الله أن هذا التجمّع هو "إستكمال للتجمعات السابقة الداعية الى نصرة الشعب السوري خصوصاً والشعوب العربية المقهورة عموماً، وسنستكمل وقفاتنا وتضامننا مع إخواننا في سوريا حتى وصولهم الى الحرية والديموقراطية الحقيقية". تجدر الإشارة إلى أن معظم المشاركين رفضوا التحدث إلى وسائل الإعلام، معتبرين ان هدف هذه الحركة التضامنية هو الصمت حداداً على أرواح الشهداء.

اشتباكات في قوسايا بين عناصر من داخل المعسكر وأخرى قادمة من سوريا
ذكرت إذاعة "لبنان الحرّ" أنَّ "إطلاق نار في معسكر قوسايا في البقاع على الحدود اللبنانية ـ السورية (الذي سمع دويه ليلة امس) إستمر لساعات عدة وتوقف قبيل الثالثة فجرًا. وتبين أنَّه ناجم عن إشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من داخل المعسكر وأخرى قادمة من سوريا". إشارة إلى أنَّ إذاعة "لبنان الحرّ" كانت قد ذكرت صباحًا أنَّ "إطلاق نار غزيراً سمع مساء أمس في "معسكر قوسايا" التابع لجماعة أحمد جبريل".(رصد
NOW Lebanon

الحكومة الميقاتية الملالوية العونية تصادق على التوتر العالي بالمنصورية وشراء المباني المحيطة
أفادت قناة الـ"
MTV" أن "مجلس الوزراء دخل في نقاش أزمة الكهرباء من خارج جدول الأعمال وذلك بعد أن وصل الوزراء إلى دراسة البند المتعلق بخطوط التوتر العالي في المنصورية". وأفادت المعلومات إلى أن "المجلس أقر هذا البند وأعاد الموافقة على مد التوتر العالي في المنطقة وأن تشتري الحكومة المباني الملاصقة للمكان وأن يقوم الجيش بمؤازرة فريق من وزارة الطاقة في تنفيذ هذا الموضوع".

قرار مجلس الوزراء زاد توتر المنصورية بدل تخفيفه/رجا نجيم: يمهد لفسّوح جديد ويذل المواطن
المركزية- بعد المد والجزر الذي أخذته قضية خطوط التوتر العالي في المنصورية، أقرّ مجلس الوزراء أمس مدّ هذه الخطوط وشراء المباني الملاصقة لها على رغم الاحتجاجات التي قام بها أهالي المنطقة. فهل سيتجه الاهالي الى مزيد من التصعيد في ضوء القرار أم سيرضخون؟
رجا نجيم: في هذا الإطار، اعتبر الناشط في المجتمع المدني رجا نجيم في حديث لـ"المركزية" أنّ "القرار غير واضح ويمهد لفسّوح جديد". وقال "الدستور اللبناني يحمي الملكية الشخصية ولا يمكن لرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو حتى الوزير أن يخلّ بهذا الحقّ المقدس أو أن تقوم إدارة رسمية أو مؤسسة عامة بتمرير أي خط فوق ملك من دون موافقة صاحبه"، أضاف "ماذا تعني المنفعة العامة إذا كانت غير مرتبطة بمنفعة المواطن؟" ولفت الى أنّه "عندما يساور المواطن شكوك معينة، من واجبات الدولة ومسؤوليتها اتخاذ خطوات استباقية في وجه أي ضرر صحي يحتمل حصوله، الاّ أنّ حكومتنا تسير بعكس الدستور والمنطق ومبدأ احترام المواطن"، تابع "ما زالت هذه الحكومة مرتبطة بمرسوم الرقم 6218 الصادر في تاريخ 1/9/ 2001 الذي ينص على مسافة 4 أمتار لخط الـ 66 و150 كيلوفولت، 5 أمتار لخط الـ220 كيلوفولت و7 أمتار لخط الـ700 كيلوفولت، وهي تطبق توصيات يعود تاريخها الى العام 1999 تستند بدورها الى دراسات من بداية التسعينات". وأردف "يديرون شؤون الكهرباء في لبنان استنادا الى معايير عمرها عشرون سنة دون الاخذ بعين الاعتبار التطور العلمي والقرارات الدولية وماذا تعتمد الدول احترازيا في ما يتعلق بمواضيع من هذا النوع، إنّه نظام غير معدل وتقع المسؤولية على الوزير المختص في تجديد هذه المعايير عند تطورها". ولفت الى أنّ "العلم يتطور ومن غير المعروف حقيقة ما سنصل إليه في دراساتنا، يتبين لنا يوما بعد يوم الأضرار وأنواع الأمراضّ التي تهددنا بسببب الحقل المغناطيسي، وحتى اللحظة لم يثبتوا معايير عالمية لذلك يعتمدون في الدول المتطورة مسافات ومعايير احترازية الى حين الانتهاء من الدراسات". وقال "مشاوراتنا كمجتمع مدني مستمرة وموقفنا واضح وصامد حتى النهاية ولن نقع في هذا الفخ ومن غير المفيد التكلم عن الخطوات". وعن قرار مجلس الوزراء شراء المباني الملاصقة لهذه الخطوط، قال "لا يمكنهم القيام سوى بخطوة واحدة كي يثبتوا أنّهم محقون، فليتعهد مجلس الوزراء مجتمعا وكل وزير بشخصه لأنّه وافق على هذا الموضوع غير الإنساني وشركة الكهرباء ومديرها ومجلس الإنماء والإعمار ورئيسه وموظفوه ومستشارو وزارة الطاقة، بأخذ أي ضرر يتعرض له سكان المنطقة على عاتقهم إن بسبب المجالات الكهربائية أو الحقل المغناطيسي على أساس الـ 5 أمتار التي يطبقونها على كل لبنان". ووصف هذا القرار "بالمذل، فإنّهم لا يتعاملون مع أشخاص خارجين عن القانون، نحن شرفاء نحارب من أجل لبنان ويريدون إسكاتنا كي لا يصل صوتنا".

الكشف عن خلية "حزب الله" البحريني بعد تخطيطها لتفجير جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين...دعم ايراني وتدريبات سورية واستخدام هواتف وتذاكر سفر لبنانية
العربية/حصلت "العربية" على معلومات جديدة بشأن محاولة إيران تفجير جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، مشيرة الى أن ما بات يعرف إعلامياً بخلية إيران النائمة أو خلية "حزب الله" البحريني تلقت سابقاً تدريبات عسكرية في سوريا، وكان من المخطط أن تتلقى تدريباً مكثفاً في إيران. وتم إرجاء النظر في القضية إلى 12-2-2012 بعد أن طلبت المحكمة البحرينية محاضر ضبط المتهمين الخمسة من السلطات الأمنية القطرية التي ألقت القبض عليهم، بينما لا يزال ثلاثة متهمين هاربين. وجميع المتهمين الثمانية يحملون الجنسية البحرينية. وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربية" أن متهمين سعوديين وفروا للخلية بعض التسهيلات أثناء وجودها في المملكة العربية السعودية، حيث تم توفير المسكن ووسائل النقل والاتصال.
وثائق ومخططات لصناعة القنابل
وكشفت "العربية" في معلومات خاصة عن أن الخلية كانت بحوزتها وثائق ومخططات ومحادثات بين أفراد الخلية وأوراق بخط يد أحد المتهمين ومخططات تعليمية لصناعة القنابل ومبالغ مالية بالعملة الإيرانية "تومان" والأميركية "الدولار"، مشددة على أن خلية إيران النائمة تلقت تدريبات عسكرية في سوريا على نسف المباني واغتيال الأشخاص، وأنه كان من المخطط أن تصل الخلية إلى إيران لتلقي تدريبا مكثفا والالتقاء بأحد رجال الدين لأخذ فتوى الجهاد الدفاعي التي أعلنها المرشد الأعلى خامنئي في إحدى خطبه. وتضم قائمة الاغتيالات بحسب مصادر "العربية" صحفيين بحرينيين وبرلمانيين وأعضاء في مجلس الشورى. وجميع تذاكر السفر تم حجزها من خلال شركة سفريات لبنانية ارتبط اسمها بالتعاون مع إيران.يشار الى ان اثنين من المتهمين الفارين هما عبد الرؤوف الشايب القيادي في "حركة أحرار البحرين" وعلي مشيمع نجل أمين عام "حركة حق" غير المرخصة.
تورط أسماء كويتية
وتشير تسريبات صحفية إلى تورط أسماء كويتية بالدعم المالي أحدهم النائب السابق محمود حيدر بحسب نواب في البرلمان البحريني. وتؤكد المعلومات وجود تسجيلات لمكالمات مطولة عبر هواتف لبنانية وسورية تحوي شفرات أسماء مدن وآيات قرآنية. وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد أعلنت أن ضبط الخلية جاء بناء على اتصال رسمي من السلطات الأمنية القطرية بنظيرتها البحرينية يفيد بأنها تمكنت من القبض على أربعة مواطنين بحرينيين، كانوا قد دخلوا قطر عبر الحدود البرية مع السعودية، وتم القبض على المتهم الخامس في البحرين، وأن جميع المتهمين كانوا موقوفين على ذمة قضايا تصنف بأنها تخريبية. وأضافت الوزارة: "أثناء اتخاذ السلطات القطرية المختصة، إجراءات التفتيش الجمركية للسيارة التي كانوا يستقلونها، تم العثور على بعض المستندات والأوراق وجهاز حاسوب، تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية، وتفاصيل عن بعض المنشآت والجهات الحيوية وحجوزات طيران إلى سوريا، كما تم العثور معهم على مبالغ مالية بالدولار الأميركي والتومان الإيراني". وأوضحت الوزارة أن السلطات الأمنية القطرية حققت معهم وانهم أقروا بمغادرتهم البحرين بطرق غير مشروعة، بتحريض من آخرين للتوجه إلى إيران، عبوراً بدولتي قطر وسوريا، بقصد إنشاء تنظيم للقيام بعمليات إرهابية مسلحة بالبحرين ضد بعض المنشآت الحيوية والأشخاص، مؤكدة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية مع من تم ضبطهم والتحفظ على ما تم ضبطه معهم من أدلة ومضبوطات. كما أن التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الأمنية القطرية توصلت الى كون الخلية كانت تخطط لتنفيذ "عمليات إرهابية" ضد منشآت حيوية وأشخاص في البحرين، وكذلك جسر الملك فهد ومبنى وزارة الداخلية والسفارة السعودية بالمنامة.

المجلس الوطني السوري": لإعادة النظر بالاتفاقيات بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود وإلغاء المجلس الأعلى 
دعا "المجلس الوطني السوري" إلى "معالجة فوريّة ومباشرة لملفّات ملحّة استناداً إلى المبادئ التي يجب أن تحكم العلاقات بين سوريّا ولبنان". وأعلن في بيان صادر عن مكتبه التنفيذي أنّه يود "إعادة النظر في الاتفاقيّات الموقّعة بين البلدين في سبيل التوصّل إلى اتفاقيّات جديدة تراعي مصالح كلّ من البلدين من ناحية، والمصالح المشتركة بينهما من ناحية ثانية، فضلاً عن تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الديبلوماسيّ الصحيح على مستوى سفارتين وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني – السوريّ". كما دعا المجلس ضمن جملة الملفات الواجب معالجتها إلى "ترسيم الحدود السوريّة – اللبنانيّة لا سيّما في منطقة مزارع شبعا، وضبط الحدود المشتركة بين البلدين وانهاء الدور الأمني – المخابراتي، سواء التدخّل في الشؤون اللبنانيّة، أو تهريب السلاح لجعل لبنان ساحةً تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون"، فضلاً عن "تشكيل لجنة تحقيق سوريّة - لبنانيّة مشتركة لمعالجة ملفّ المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام" السوري. وختم بيان المجلس الوطني بالتشديد على أن "سوريّا الحرّة المستقلّة والديمقراطيّة تعترف بلبنان وطناً سيّداً مستقلاً وهي تريد للعلاقات السوريّة – اللبنانيّة أن تكون بين دولتين مستقلّتين سيّدتين متساويتين" .(وكالة "آكي" الإيطالية)

سليمان استقبل نصري خوري وابوفاعور ونقولا صحناوي ووفدا من البقاع الغربي وراشيا: التجارب في المنطقة يجب أن تكون حافزا لتحصين نظامنا الديموقراطي
 وطنية - 26/1/2012 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن التجارب التي تمر بها المنطقة منذ نحو عام يجب أن تكون حافزا لتحصين نظامنا الديموقراطي وتحسين الاداء والممارسة بشكل صحيح". وإذ أشار في أثناء استقباله وفدا من البقاع الغربي وراشيا، ضم الوزير وائل ابو فاعور ونواب المنطقة ورؤساء البلديات وفاعليات، الى "أن الانماء المتوازن بات يفترض تطبيق اللامركزية الادارية"، فإنه أبدى اطمئنانه الى المستقبل معتبرا "أن الاقتصاد يبدأ بالتحسن فور الاعلان عن بدء رحلة التنقيب عن النفط والغاز وما يوفر ذلك من مجالات استثمارية في كل المجالات، على أن تكون ثروة الغاز والنفط للأجيال المقبلة". وشدد رئيس الجمهورية في موازاة ذلك على "أهمية أن يتواكب الأمر كله مع إجراء التعيينات الادارية وفقا للآلية المعتمدة كي تواكب الادارة اللبنانية في المرحلة المقبلة كل هذه الملفات، بما يعود بالخير لمصلحة الوطن والمواطن". وكان ابو فاعور شكر في بداية اللقاء للرئيس سليمان زيارته الاخيرة لمنطقة البقاع الغربي وقلعة راشيا التي وجه منها رسالة الاستقلال الى اللبنانيين. وكان سليمان عرض مع ابو فاعور الاوضاع العامة وشؤونا انمائية تخص منطقة البقاع الغربي، وتم البحث في هذا الموضوع مع النواب جمال الجراح، انطوان سعد، زياد القادري، روبير غانم، وأمين وهبي في حضور وزير الشؤون الاجتماعية.
وزير الاتصالات
وعرض سليمان مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي الأوضاع العامة وعمل وزارته.
نصري خوري
وتناول رئيس الجمهورية مع الامين العام للمجلس الاعلى السوري-اللبناني نصري خوري العلاقات بين البلدين ونتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات السورية في شأن حادثة الزورق قبالة بلدة العريضة الاسبوع الفائت.

الراعي إستقبل نقابة المحررين وشخصيات سياسية واقتصادية: حوارنا المنطلق مع "حزب الله" لا يحل مكان طاولة الحوار وليس حوارا سياسيا
من المعيب العودة الى قانون العام 1960 لان تغييرات جذرية حصلت في لبنان
نتطلع الى مفهوم الدولة القوية وعلينا ان نواجه كل ما يعرقل قيامها
لا يجوز ان يبقى الحوار معطلا بين 8 و14 آذار ولبنان حاجة للعالم العربي

 وطنية - 26/1/2012 إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وفدا من نقابة المحررين برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين الذي القى كلمة قال فيها: "يا صاحب الغبطة، انتظرنا طويلا هذه البشارة، فقد كان كل اللبنانيين في حاجة الى هذا الراعي الصالح، فيعود بعضهم الى الحظيرة، وينعم بعضهم الآخر بالامان الذي افتقدوه، وبالسعادة التي فرت منهم بعد ان وهن السياج، وتكاثر الذئاب على النعاج. مجد لبنان اعطي لكم اكثر من مرة، يوم منحك المخلص نعمة الايمان به وبأرضه المقدسة، ويوم اعطاك الى جانب التقوى والطاعة والالتزام بهم، القوة والشجاعة والمعرفة، وكم كان صوتك الداوي بشيرا، وكان عقلك النير هاديا ومشيرا حتى وصلت الى حيث يجب ان تكون". وأضاف: "يا صاحب الغبطة، لبنان ما زال في خطر والعواصف تحيط به من كل جانب، وجميع ابناء الوطن في حاجة الى حكمتك واقدامك، انت الان بموقعك ومواقفك ربان سفينة الانقاذ، وهذا ما يبعث الامل في صدورنا لان شاطئ السلامة قد بدأ يلوح، نحن محررو الصحافة اللبنانية بكل انتماءاتنا وعائلاتنا الروحية نمحضك الود والثقة، ونسلمك الراية، ونجدد امامك العهد بأن لا يكون في قلوبنا واقلامنا فوق لبنان الا رب لبنان، لغبطتكم التهنئة بالعام الجديد، اعاده الله باليمن والخير لتعم في قلوبنا المسرة وعلى الارض السلام، والسلام عليكم ورحمة الله". وشكر البطريرك الراعي ناصرالدين على كلمته وقال: "ان لا شيء يحل محل الكلمة والنص المكتوب فهما اللذين يبقيان لانه معروف ان ما كتب قد كتب، واتمنى ان لا تتوقف اية وسيلة اعلامية واية جريدة او عجلة عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية". ثم رد البطريرك الراعي على اسئلة الاعلاميين فجدد دعوة اللبنانيين الى "ان لا يبيعوا ارضهم لاحد"، داعيا "جميع الافرقاء الى إتخاذ الخيار الذي يريدونه، ولكن وفق مبادئ الانسان اللبناني وكيان لبنان ذات الحرية والسيادة والاستقلال". وقال: "هناك ثوابت يجب ان لا نتخلى عنها ويجب ان تكون نقطة الانطلاق للجميع". واكد "ان المسيحي حاول ان يعيش وحده، وكذلك المسلم، ولكن هذه المعادلة لم تنجح لتحل مكان العيش المشترك، انا لا اخاف على مسيحيي الشرق في ظل ما يجري في المنطقة انما خوفي على الشرق كله بمسيحييه ومسلميه".ودعا اللبنانيين جميعا الى "العودة الى الميثاق الوطني لان لبنان هو للجميع، ويجب ان لا نقول ان قياس هذه الدولة بحجم هذا الفريق او فئة معينة".وعن الحوار مع "حزب الله" قال: "حوارنا الذي انطلق لا يحل مكان طاولة الحوار، وهو ليس حوارا سياسيا، وبكركي التي تمثل الكنيسة تقول الحقيقة بموضوعية، ونحن نتحاور على نقاط ثلاث:
1- كيان لبنان كدولة.
2- الميثاق الوطني وحياد لبنان، لان لبنان كان وسيبقى حاجة للعالم العربي.
3- رسالة لبنان الذي هو حاجة للعالم العربي، ونحن نتطلع الى مفهوم الدولة القوية،
وعلينا ان نواجه كل ما يعرقل قيام هذه الدولة، ويجب علينا ان يكون على مستوى الدولة وليس العكس". واشاد بالصحافة المكتوبة، داعيا الدولة الى دعمها "كي لا تضطر المؤسسات الاعلامية الى الاقفال، لاننا نؤمن بان الكلمةالمكتوبة تبقى وفق ما قيل يوما بان ما كتب قد كتب". وعن اللقاء المسيحي الموسع في بكركي حيث جرى بحث قانون الانتخاب قال البطريرك الراعي "ان التركيز كان على نوعية التمثيل، وافضل طريقة لحسنها والمحافظة على المناصفة، ونتيجة هذه الاجتماعات فتحت ابواب الحوار والنقاش حول قانون الانتخاب الافضل، ومن المعيب العودة الى الوراء اي الى قانون العام 1960 لان في لبنان حصلت تغييرات جذرية وتطورات على كل الاصعدة". وقال: "المهم في كل شيء النقاش والحوار". ووضع البطريرك الراعي كل نتائج الحوارات التي تقوم بها بكركي في خدمة لبنان وكافة الاطراف وقال: "لا يجوز ان يبقى الحوار معطلا بين 8 و14 آذار". وركز على "ضرورة معالجة الاوضاع الاقتصادية المتردية لان ثلث الشعب اللبناني اصبح تحت مستوى خط الفقر، واذا اقتصرت المعالجة على الكلام فقط فهذه جريمة بحق الشعب اللبناني". ووجه نداء الى الدولة اللبنانية قائلا: "نعرف الازمة التي يتعرض لها العالم، ولكن لا يجب على الدولة ان تقف وتعطل عملها امام كل تعيين اداري"، مشيرا الى "اننا نتطلع اليكم كصحافة حرة موضوعية تخدم الحقيقة وتساهم في بناء الانسان والحمد لله لازلنا في لبنان نتمتع بحرية الصحافة الى حد ما". وسأل: "الى متى سيبقى الشرق العربي العوبة"؟ وقال: "ان المسيحيين لعبوا دورا كبيرا في النهضة العربية، وانا لا اريد ان اخسر المسلم اللبناني الذي اعطاني من حضارته وثقافته، لذلك انا لا اقول اني اخشى على مستقبل المسيحيين في الشرق بل على مستقبل المسيحيين والمسلمين والشرق باسره، وان الهجرة منه تطال كل الاديان وهي مشتركة بين المسيحيين والمسلمين".
جمعية المرسلين
كما إستقبل البطريرك الراعي الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاب ايلي ماضي ورئيس المجلس الاقتصادي روجيه نسناس الذي اشار الى "ان الزيارة كانت للتزود بارشادات وتوجيهات غبطة البطريرك، واعربت له عن تقديري للدور الوطني الكبير الذي يقوم به في هذه المرحلة، وكانت مناسبة لتبادل وجهات النظر حول المسائل الاقتصادية والاجتماعية والانمائية وفي كيفية تحسين الاوضاع المعيشية، وتأكيده الدائم على موضوع العقد الاجتماعي الحديث، وتنمية الاقتصاد الوطني الذي يعتبره العمود الفقري للمجتمع اللبناني"، داعيا الى الحوار الاقتصادي والاجتماعي من خلال احياء وتفعيل المجلس الاقتصادي. واكد البطريرك ضرورة "جعل العمل السياسي في خدمة الشأن الاقتصادي والاجتماعي"، داعيا الى "الحوار الاقتصادي والاجتماعي من خلال احياء وتفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي".
البون
كما استقبل على التوالي: النائب السابق منصور غانم البون، الهيئة الادارية الجديدة لرابطة النواب السابقين برئاسة رئيس الرابطة النائب السابق ميشال معلولي الذي اشار الى "ان الزيارة كانت لاطلاع البطريرك على النشاطات التي تقوم بها الرابطة لاصلاح الوضع العام والمؤسساتي في الدولة من خلال لجان متخصصة، ثم امين عام مجلس الكنائس العالمي القس اولاف تفايت وبطريرك القدس للاتين سابقا ميشال صباح

رئيس وزراء هنغاريا وصل الى بيروت: علاقاتنا السياسية بلبنان جيدة والاقتصادية في تقدم وندعم جميع القوى لإيجاد حل يتمم السلام في المنطقة
وطنية - 26/1/2012 وصل الى بيروت رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان، آتيا من قبرص للمشاركة في مؤتمر "الإتحاد الدولي للاحزاب الديموقراطية الوطنية" الذي يعقد غدا في فندق "لو رويال"- ضبيه بدعوة من حزب الكتائب. ويلتقي اوربان رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والوزراء. وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت وزير الإعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، سفيرة هنغاريا لاسزلو فارادي ونائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون، ورئيس مجلس الشورى في الحزب الدكتور ابراهيم ريشا وعضو المكتب السياسي طنوس قرداحي. وفي المطار، تحدث رئيس وزراء هنغاريا عن هدف زيارته، فأوضح أنها "للمشاركة في الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للاحزاب الديموقراطية الوسطية الذي يعقد في لبنان". وقال: "انا سعيد جدا بحضوري للمشاركة مع شخصيات من مختلف الدول. والسبب الثاني للزيارة هو اننا نشعر بأن العلاقة اللبنانية المجرية يجب ان تكون افضل بكثير مما هي الآن. وعلى الصعيد السياسي ان هذه العلاقة هي علاقة صداقة وجيدة، اما اقتصاديا فالعلاقة في تقدم ونمو. إلا اننا نعتقد ان في الامكان القيام بمزيد من الجهود لدفعها قدما، من هنا أرى ان اللقاءات مع رئيس الجمهورية ومع رئيسي مجلسي النواب والحكومة في لبنان من شأنها ان تتيح لنا تبادل وجهات النظر بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي في ما بيننا، وبخاصة ان هذا التعاون يفتح امامنا المزيد من الفرص. واننا نطمح لخلق المزيد من النمو الاقتصادي لاسيما في المجال التجاري". اضاف: "انها زيارتي الاولى لهذا البلد، وآمل ان اكون علاقات طيبة تؤمن تعاونا مستمرا في ما بيننا".
سئل: كيف ترى مستقبل السلام في الشرق الاوسط؟
اجاب: "ان هذه احدى اهم النقاط السياسية، وهي على قدر كبير من الاهمية، ولاسيما بالنسبة الى شعوب دول المنطقة القريبة ولكنها ايضا على قدر مماثل من الاهمية بالنسبة للاوروبيين، فمن دون السلام في المنطقة سيكون هنالك العديد من التعقيدات في السياسات الخارجية للدول الاوروبية. من هنا، نحن نؤيد وندعم جميع القوى السياسية التي تعمل على ايجاد حل يساهم في اتمام عملية السلام وجعل هذه المنطقة تنعم مجددا بالسلام والامن الاقتصادي والاجتماعي". اضاف اوربان: "انا متفائل بهذا الصدد ولكن اتفهم ان تكون المسألة صعبة بالنسبة لشعوب المنطقة".
سئل: ان المجر هي لاعب اساسي في الاتحاد الاوروبي ولكن لم نسمعكم تقولون اي شيء حول الوضع في كل من سوريا وايران ولاسيما خلال الظروف التي مر بها هذان البلدان؟
اجاب: "ان للاتحاد الاوروبي خصوصية وذاتية لناحية الشؤون السياسية، لأن بلدانا كالمجر هي بلدان مستقلة وذات سيادة، وبالتالي فان كل بلد يرسم سياسته الخارجية الخاصة ولكن في الوقت عينه من المهم ان يكون هناك تنسيق في ما بيننا لناحية استراتيجيات السياسيات الخارجية. بالتالي، عليكم الا تتوقعوا من الاتحاد الاوروبي ان يتدخل في السياسات الخارجية المتعلقة في مسائل جد معقدة، ومن هنا تكتسي السياسات الخارجية التي تقيمها كل دولة من الدول الاعضاء مع الاخرين بشكل ثنائي اهمية كبرى، وستبقى كذلك في المستقبل". وختم: "ان اوروبا تتطلع باهتمام الى جعل هذه المنطقة تنعم بالسلام، وبالتالي يمكنكم الاعتماد في هذا على الدول الاوروبية، ومن بينها المجر".

الرابطة السريانية: اغتيال رجل الدين الأب باسيليوس نصار/اشارة سلبية ضد الحضور المسيحي
المركزية- اعتبرت الرابطة السريانية ان اغتيال رجل دين مسيحي، وفي هذا الوقت بالذات وفي هذا الظرف إشارة بالغة السلبية ضد كل الحضور المسيحي ويدخل في اطار تصاعد الفتن المذهبية والدينية التي عرفنا فصلا منها في العراق. عقدت الرابطة السريانية اجتماعها الدوري في مقرها في الجديدة برئاسة حبيب افرام واصدرت بيانا تابعت خلاله "بقلق شديد تطور الاحداث في سوريا وأسفت للدماء المهرقة على مذبح وطن عريق في حضارته وللسريان فيه عمق تاريخي وحضور لافت". واعتبرت "ان كل نقطة دم سورية هي خسارة انسانية"، داعية "الى حوار عميق جدي رصين تتفق فيه كل القوى على اصلاحات وتطور ومشاركة وحريات ينقل سوريا الى واقع جديد". وتابع البيان: "لا يسع الرابطة إلا أن تندد بقتل الأب باسيليوس نصار الذي كان يقوم بإنقاذ شاب مصاب، وهي اذ لا تريد ان تدخل في اي تحليل، فإنها تشدد على ان اغتيال رجل دين مسيحي، وفي هذا الوقت بالذات وفي هذا الظرف بالذات مع كل ما يحصل ضد مسيحيي الشرق، هو إشارة بالغة السلبية ضد كل الحضور المسيحي ويدخل في اطار تصاعد الفتن المذهبية والدينية التي عرفنا فصلا منها في العراق". وختم: "ان الرابطة تحذر من استغلال البعض في سوريا الفلتان الامني لاستهداف المسيحيين في املاكهم الزراعية كما حصل في اعتداءات على اراض مسيحية في قرى منطقة القامشلي من قبل مجموعات تحت التهديد بالسلاح رافعين شعار الأرض مقابل السلام. ان مسيحيي الشرق كلهم ملاذهم دولة حق وقانون وأمن وفي غيابها هم أول الخاسرين".

"الكتلة" تساءلت عمّا تبقى من السيادة: ديماغوجية عون تخطّت كــل حدود
المركزية- تساءلت اللجنة التنفيذية لحزب "الكتلة الوطنية اللبنانية"، "ماذا تبقى من مفهوم السيادة بعد احداث الأسبوع الفائت؟، فوزير خارجية لبنان عدنان منصور بمواقفه في القاهرة كان يمثل نظام الأسد بدل الحكومة اللبنانية، اما رئيس "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني فقد صرح في إطار تحديه للمجتمع الدولي ان نفوذه يصل الى حد السيطرة على لبنان وتحريك الوضع الأمني في الجنوب"؟ واعتبرت اللجنة في بيان اصدرته بعد اجتماعها الدوري ان "ما قصده رئيس الحرس الثوري الإيراني هو التأكيد ان "حزب الله" ليس سوى لواء ضمن "فيلق القدس"، ومن جهة ثانية نرى الجيش السوري يقتل ويعتقل ويدخل الأراضي اللبنانية والمياه الإقليمية من دون حسيب او رقيب، كل هذا ولم نسمع اي موقف رسمي للاعتراض او للشكوى، وما السكوت إلا إعتراف بإنصياع هذه الحكومة وبانها في الحقيقة حكومة إيران وما تبقى من نظام الأسد في لبنان". اضاف "ذهل اللبنانيون بدعوة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون للتظاهر ضد اوضاع الكهرباء المزرية، فهو اما فقد صلته بالواقع ام ان ديماغوجيته تخطت كل حدود". ودعت اللجنة اللبنانيين "خصوصا من يسددون فواتيرهم في انتظام للاعتراض، وان يوجهوا إحتجاجاتهم نحو العنوان الصحيح وهو وزارة الطاقة وكل "الطاقات"، والمطلوب بدل التشفي والإيحاءات تسمية الأمور بأسمائها، وتحديد المناطق والاحياء والناس الذين يستهلكون الطاقة بالتسلط والتعليق وعدم دفع متوجباتهم، وان يكون قرار قطع التيار عن المعتدين صادقا وليس ديماغوجيا".

جعجع: حادثة العريضة وسفك دماء لبنانيين رسالة رخيصة/بيان "الوطني السوري" مدخل لتصويب العلاقات بين لبنان وسوريا/التقصير في الكهرباء متوارث وباسيل لا يتحمل وحده وزر ما حصل
وطنية - 26/1/2012 عقد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب، استهله بالتنويه ببيان المجلس الوطني السوري.
واذ اعتبر انه "مدخل لتصويب العلاقة بين لبنان وسوريا، وتضمن نقاطا عملية في ما خص العلاقة اللبنانية - السورية، لا سيما، الاعتراف بلبنان دولة حرة سيدة ومستقلة، ومسألة ترسيم الحدود خصوصا مزارع شبعا، واعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، وتفعيل العلاقات الديبلوماسية بشكل صحيح، وضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وانهاء الدور الأمني الاستخباراتي، وتشكيل لجنة تحقيق لبنانية - سورية مشتركة لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام"، اكد ان "هذا المجلس وضع اصبعه على الجرح في ما يتعلق بالعلاقات بين لبنان وسوريا التي يجب ان تكون من افضل العلاقات الموجودة بين أي بلدين، بينما هي عمليا ليست على هذا النحو منذ الاستقلال الى اليوم. لكن العبرة تبقى في التنفيذ". وتطرق الى حادثة العريضة واستشهاد الفتى حمد، فقال: "فتح بها تحقيق من الجانبين اللبناني والسوري، وكالعادة حتى الآن لم تتوضح ملابسات هذه القضية، باعتبار ان الأسباب المعلنة للحادثة هي غير الأسباب المضمرة"، لافتا الى ان "هذه الحادثة هي كناية عن رسالة سياسية موجهة الى من يعنيه الأمر"، معربا عن أسفه حيال "هذا التصرف الرخيص في توجيه الرسائل عبر سفك دماء اللبنانيين". وانتقد جعجع "موقف الحكومة اللبنانية المسؤولة أولا وأخيرا عن حياة المواطنين، لذا لا يجب ان تتركهم عرضة لتوجيه الرسائل من قبل النظام السوري، وبالتالي عليها أن تأخذ المبادرة وتطلب من الحكومة السورية باعتذار وبإيقاف نهائي لمثل هذه الأعمال، ولتقطع العلاقة مع الحكومة السورية وتلجأ الى مجلس الأمن، والا تكون حكومة متواطئة الى أبعد حد حتى على دماء شعبها".
وأيد "سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة تجاه الأزمة السورية، لكن النأي بالنفس يعني عدم التدخل، فكيف نوفق بين اعتماد سياسة الحكومة وبين المرافعات المطولة والجهود الحثيثة التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في اجتماعات جامعة الدول العربية الأخيرة لصالح النظام السوري؟"، واصفا هذه السياسة ب"سياسة التدخل حيثما يفيد التدخل لصالح النظام السوري، والنأي بالنفس حين لم يعد ينفع التدخل"، داعيا رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي الى "إعادة حساباتهما حول سياسة النأي بالنفس واعطاء تعليمات واضحة لوزير الخارجية للنأي بالنفس بالفعل وليس بالقول". وعن المضايقات التي يتعرض لها بعض اللاجئين السوريين الى لبنان وتوقيف المعارضين منهم تحت شعار تطبيق القانون، أكد "وجوب تطبيق القانون على الجميع، وليس فقط اختيار المعارضين للنظام السوري في لبنان واضطهادهم او تسليمهم الى السلطات السورية، باعتبار ان لبنان بطبيعته، ارض حرية، ولن نسمح لاي مرجعية ان تلطخ سمعته. فنحن مع تطبيق القانون سواسية وليس من أجل الاستهداف السياسي". وعن فضيحة المازوت الأحمر، قال: "للمرة الأولى، نشهد اتفاقا بين الأجهزة الرقابية والقضائية، التي أدعوها بالاشتراك مع الادارات المعنية في الوزارات المختصة الى متابعة هذه القضية حتى خواتيمها، بغية تحديد المسؤوليات". وعن ملف الكهرباء، قال: "لفتني نقطتان طرحتا في هذا الخصوص، أولا من طرح التظاهر هو الطرف نفسه المسؤول عن وزارة الطاقة. فبدل ان ندعو لتحرك شعبي لا نعرف سببه، لم لا يقدم وزير الطاقة (والمياه جبران باسيل) على قطع الكهرباء على من لا يدفع الفاتورة؟ بحيث يتم توزيع الكهرباء على من يدفع، وكل ما عدا ذلك يأتي في سياق التسويق الشعبي. وثانيا مسألة مشاريع الكهرباء حيث الفرق واضح بين تمويل الكهرباء من صناديق التنمية والمصارف التجارية، فلماذا يتم استبعاد صناديق التنمية عن التمويل؟ هل لأنها ستراقب التنفيذ؟". وعن طرح اقالة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، قال: "إذا أردنا تقويم عمل الاجهزة الامنية، فأنا أؤيد هذا الاجراء 100%، وهناك يكون البكاء وصريف الأسنان. اذ حينها سنرى من يتخطى القوانين ويخالفها"، مشيرا الى "ان اللواء ريفي هو من انجح الضباط في الدولة واستهدافه لا يجوز، فلندع قوى الأمن الداخلي التي هي المؤسسة الوحيدة الفاعلة في الدولة تعمل بعيدا عن الاستهداف". ونفى "امكانية حصول أي تسوية في ما يتعلق بمسألة بقاء نظام الأسد تحت أي مقايضة، بل يجري البحث في انهاء الأزمة الحالية وكيفية رحيل نظام الأسد والتوصل الى نظام جديد". وعن دفاع "حزب الله" عن الوزير باسيل وعدم تحميله مسؤولية تردي قطاع الكهرباء التي تعود الى الحكومات المتعاقبة، قال: "طبعا الوزير باسيل لا يتحمل وزر كل ما حصل منذ 20 عاما حتى اليوم، بل التقصير متوارث من جيل الى جيل. لكننا نحمل المسؤولية الى الحكومة الحالية حول ما كان يجب ان تقوم به في هذا الملف، وليس كل ما حصل من قبل"، لافتا الى ان "الدولة في عجز أولي، ولا تملك الأموال المطلوبة لتنفيذ خطة الكهرباء"، مستغربا "اللجوء الى صناديق التنمية التي تدين الدولة بفائدة متدنية ولأمد طويل، بينما يصر الوزير باسيل على تمويل هذا المشروع من المصارف بفائدة تجارية مرتفعة".

نديم الجميل زار سفارة السودان معزيا  ووعد بمتابعة مسألة التعويضات مع هيئة الاغاثة
 وطنية - 26/1/2011 زار النائب نديم الجميل، بعد ظهر اليوم، مقر السفارة السودانية في "البريستول" وقدم التعازي السفير السودان ادريس سليمان بالضحايا السودانيين الست التي قضت في انهيار مبنى فسوح في الاشرفية. وبعد اللقاء الذي استغرق قرابة نصف ساعة، أشار الجميل الى ان "هدف الزيارة تقديم التعازي الى سعادة السفير بالضحايا التي سقطت في كارثة فسوح. لقد جمعتنا الكارثة التي وقعت في هذا المبنى"، مشيرا الى ان "البحث تطرق الى مسألة التعويض عن الضحايا ولا سيما من بقي حيا من اقربائهم"، مؤكدا انه "سيسعى جاهدا الى مساعدتهم لمتابعة عملهم في لبنان، لانهم خسروا كل شيء ايضا ولاسيما اقاماتهم ووثائقهم الثبوتية". ولفت الى ان "البحث تناول ايضا مسألة العمالة السودانية في لبنان وطريقة تعامل الدولة اللبنانية مع هؤلاء العمال ولا سيما ما يتعلق بالرسوم الباهظة على اجازات العمل وغيرها". وعن العتب على عدم المشاركة في تشييع الضحايا السودانيين اوضح الجميل انه "لم يتبلغ بموعد التشييع، ولكن اقل ما يمكننا هو التعزية بهذه الضحايا". واكد انه "سيتابع مسألة التعويضات مع الهيئة العليا للاغاثة" وقال: "كما وقفنا الى جانب اللبنانيين الذين نكبوا من هذه الكارثة، فمن واجبنا ان نقف الى جانب الشباب السودانيين الذين تضرروا". وتمنى ان "تعمد الهيئة العليا للاغاثة الى تعويض الضحايا السودانيين كما عوضت اللبنانيين".
وكان زار السفارة السودانية معزيا المدير العام لوزارة العمل عبد الله رزوق ممثلا وزير العمل شربل نحاس ومحمد قليلات من "المرابطون".

 "اللقاء اللبناني" ـ فرنسا: لعدم تحويل لبنان قاعدة لاستهداف "الانتفاضة السورية"
 وطنية - 26/1/2012 رفض "اللقاء اللبناني" في فرنسا، في بيان اليوم، محاولات استخدام لبنان "قاعدة ضد الانتفاضة الشعبية" في سوريا وضد الحريات الديموقراطية"، داعيا "حزب الله" إلى "وقف دعمه للأسد ومراجعة مواقفه التي تسبب أضرارا بالغة للدولة". وتوقف أمام "التوتر المتصاعد الذي يشهده لبنان سياسيا وأمنيا نتيجة محاولة" سوريا وحلفائها "استخدامه قاعدة ضد الانتفاضة الشعبية السورية وضد الحريات الديموقراطية". وشدد على "أهمية إبداء المزيد من أشكال التضامن الفعلي الى جانب القوى الديموقراطية في لبنان ودول الانتشار اللبناني". وأمل ان تكون "مراجعة "حزب الله" لمواقفه التي تسبب أضرارا بالغة للدولة والعلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والسورية مناسبة لبدء حوار لبناني جدي حول انخراط سلاحه في المؤسسات وصون الاستقلال الوطني وإعادة الاعتبار الى الدولة واصلاح مؤسساتها وتفعيلها لتكون دولة مدنية دستورية ديموقراطية راعية لكل اللبنانيين تلتقي بانتفاضات "الربيع العربي" وتجدد الدور النهضوي اللبناني الريادي في العالم العربي".

احمد الاسعد: بعثة المراقبين العرب لم تكن محترفة/كامل الاسعد هو الاب الروحي لمشروع الليطاني عام 1966
 وطنية - 26/1/2012 رأى المستشار العام ل"حزب الانتماء اللبناني" أحمد الاسعد، في مؤتمر صحافي اليوم، ان "بعثة المراقبين العرب الى سوريا لم تكن محترفة على الاطلاق وقد تحولت الى بعثة شهود زور بعد اصرار النظام السوري على تمسكه بالسلطة وعلى نظرية المؤامرة الخارجية". وقال: "لعل الطرح العربي الذي صدر أخيرا لحل الازمة السورية لم يكن مثاليا، إلا أنه لم يكن من المتوقع التوصل الى طرح افضل في ظل مصالح بعض الانظمة العربية والتركيبة الهشة لجامعة الدول العربية". وطالب ب"الضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن وتحديدا روسيا، لاتخاذ الاجراءات المناسبة" حيال الوضع في سوريا. ولفت الى ان "زيادة عدد المراقبين، او القيام بأي دور رمادي آخر، فسيكون من باب الهرطقة وافساح المجال لمزيد من سفك الدماء". واعتبر انه "بعد 46 عاما على إقرار مشروع الليطاني في مجلس الوزراء، نرى انطلاقة هذا المشروع مجددا من دون ذكر اسم الرئيس الراحل كامل الاسعد ولو من قبيل الامانة التاريخية والاخلاقية، علما ان كامل الاسعد هو الاب الروحي لمشروع الليطاني، وهو من كان رعاه ودفع اليه وعمل له".  واضاف: "ان هذا المشروع لم ير النور حينذاك ولم يتحول إلى حقيقة في تلك الحقبة بسبب الحرب الأهلية، والجميع يعلم أن الميليشيات المعروفة هي التي ساهمت في تأخير مشروع الليطاني 40 عاما وفي فرملة مسيرة النمو والإزدهار. وللتاريخ، أشير الى أنه خلال تولي المرحوم كامل الأسعد وزارة الموارد المائية والكهربائية عام 1966، تبنى مشروع الليطاني الذي لا يقتصر خيره على الجنوب فحسب بل يصل إلى سهل الدامور ويشكل مصدرا مهما للري وكذلك لتوليد الطاقة الكهربائية".
وتابع: "بالرغم من مواجهة الكثير من العراقيل والصعاب آنذاك، لا سيما قضية المنسوب الذي كان يريده المرحوم كامل الأسعد على مستوى 800 متر، بينما عارضه الكثيرون في ذلك الحين طالبين تنفيذه على مستوى 600 متر، فصمم على ان يتابع عمله بسرية في اطار حلقة ضيقة من الفنيين يجتمع بهم في مكتبه او منزله. وعندما أعد الخطط الفنية الكاملة، طرحها على مجلس الوزراء في عاليه الذي أقر المشروع على مستوى ال 800 متر. والغريب ان الحكومة استقالت في اليوم التالي، وقد اعتبر العديد من المراقبين آنذاك ان الاستقالة كانت الذريعة او المؤامرة على مشروع الليطاني". وقال: "لكي نحمي هذا المشروع ولا نتسبب بدماره في المستقبل اذا قرر البعض خوض مغامرة جديدة مماثلة للعام 2006، فيجب أن يكون السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها من دون غيرها". وختم: "الطريق الى هزيمة إسرائيل هو طريق التقدم والازدهار والانماء والمعرفة، لا طريق الحرب الدائمة، ولا طريق تنفيذ الأجندات الخارجية. طريق هزيمة اسرائيل هي طريق الافادة من ثروات لبنان الطبيعية والبشرية والثقافية، لا طريق التسبب بحروب تقتل البشر وتدمر الحجر وتعيد لبنان اعواما واعواما الى الوراء".

 حرب: لا نقبل أن يبتزّنا باسيل.. وأسلوب عون لا يخدم اللبنانيين 
إستغرب النائب بطرس حرب تحوّل بعض الوزراء الى ملوك في وزاراتهم، منتقدا تباهي الحكومة بأنها إستطاعت رسم سياسة النأي بالنفس عن الصراع في سوريا، فيما هي حكومة عجيبة غريبة ومؤلفة من ثلاثين حكومة. كما استغرب حرب في حديث لإذاعة "صوت لبنان" اسلوب التعاطي مع ملف الكهرباء واستخدام وزارة الطاقة لاصدار بيانات شتائم "لن ننزل الى مستواها"، وقال: "لا نقبل أن يبتزّنا الوزير، وإن اسلوب العماد عون لا يخدم اللبنانيين وهو يضع الامور وكأن هناك حرباً كونية ضده فيما هو يشنّ هذه الحرب على كل الناس". وإنتقد حرب وزير العمل شربل نحاس وامتناعه عن توقيع مرسوم بدل النقل، معتبراً أن هذا الامر يشكل تمردا وانقلابا على الدستور. ورأى انه امام نحاس حل من إثنين : "إما أن ينصاع ويوقّع المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء وإما أن يستقيل"، سائلاً: "ما الفارق بين عقلية البعض في الحكومة وعقلية بشار الاسد ومعمر القذافي والانظمة الديكتاتورية؟". وعلّق حرب على بيان المجلس الوطني السوري من لبنان، وقال: "عندما قرأت هذا البيان إعتقدت أنه صادر عن قوى "14 آذار" لأنه يتحدث عن مطالبنا ويطالب بإلغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري وبترسيم الحدود انطلاقاً من شبعا وبإعادة النظر في الاتفاقيات".

شمعون: عون "مجنون كراسي".. والحكومة "ولاّدية".. والنظام السوري يتّجه نحو السقوط 
سلمان العنداري/موقع 14 آذار
علّق رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، فإعتبر ان "ما وصلنا اليه في موضوع الكهرباء هو نتيجة اهمال وسوء ادارة متراكمة على مدى سنوات، اضافةً الى تقصير الوزراء والمسؤولين في معالجة هذه الازمة". شمعون وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني، اعتبر أن "تسلّم الوزير جبران باسيل لوزارة الطاقة زاد الامور تعقيداً واعادنا سنوات الى الوراء، بفعل المهزلة السياسية التي يقوم بها وعمّه العماد ميشال عون". ورأى شمعون ان "دعوة العماد ميشال عون الى التظاهر في موضوع الكهرباء عبارة عن ذرّ الرماد في عيون الناس حتى لا ترى حقيقة الامور". وسأل: "كيف يريد عون اتحافنا واقناعنا انه يريد التظاهر ضد وزيره، وضد حكومته وهو المسؤول عن هذه الوزارة منذ اكثر من 5 سنوات؟". واضاف: "عون مجنون بالكراسي والمراكز، وهجومه على الرئيس ميشال سليمان خلال مؤتمره الصحفي خير دليل على شبقه الى السلطة والمغانم والصفقات والمكاسب". ولفت الى ان "عون يريد ان يقوم بثورة مجنونة وصلت الى حدّ دعوته وصهره باسيل الى التظاهر ضد انفسهم واتحافنا بالشعارات الرنّانة، والا فمن حق اللبناني ان يسأل اين هي الوعود التي اذهلنا بها باسيل عندما قال لنا ان الكهرباء ستكون متوافرة على مدى الساعة بعد اشهر من توليه الوزارة؟". ونصح شمعون الوزير باسيل "بإصلاح قطاع الكهرباء وتفعيله، وعدم تركه للوعود والصفقات والحروبات السياسية العفنة، لان الناس تريد ان تعيش بسلام وكرامة وامان واستقرار، ويكفيها كل هذه المشاكل المتكدسة فوق رأسها منذ عقود وعقود". هذا واتهم شمعون العماد ميشال عون "بتسييس موضوع الكهرباء وادخاله في لعبة سياسية هدفها تبادل الرسائل على طاولة الحكومة، واصفاً اياها "بالباطلة".
وقال: عون يبيع الناس بكلامه، وحديثه عن بيروت ومطالبته بمساواتها مع باقي المناطق، انما هو كلام شعبوي هدفه التحريض على العاصمة والإيحاء باللامساواة واللاعدالة بين اللبنانيين، الا ان هذه السياسات الرخيصة لم تعد تنطلي على احد". وعن الاداء الحكومي قال شمعون: "الحكومة لم تفعل شيئاً منذ تأسيسها، والرئيس ميقاتي كان الضحية الابرز لكل المناكفات والصراعات التي اشتعلت على طاولة حكومته، فتعرض للضغوطات، ولكثير من المواقف المحرجة من قبل التيار الوطني الحرّ وحزب الله وجماعاتهم الذين يصبّون في الخانة السورية لا اكثر ولا اقل". واضاف: "إن القرارات التي يتم اتخاذها في الحكومة تسترضي الطرف السوري الذي يملي على الوزراء ما يريد ان يقوم به، خاصة في ظلّ الضغوطات والأزمة التي تمر بها السلطة السورية منذ اشهر". واضاف: بصراحة انها حكومة ولدنة متضاربة ومتناقضة وغير جدية وغير صالحة بتاتاً. انها حكومة عرجاء تموت موتاً بطيئاً". واعتبر أن "الصراع بين الرئيس نبيه بري وميشال عون يظهر الكثير من التناقضات اضافةً الى موقف وليد جنبلاط المهم والمميز في الموضوع السوري".
وعن سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة رأى شمعون ان "هذه السياسة غريبة وتعني الهروب الى الأمام، والخوف من النظام السوري، كما ولو ان المخابرات والقوات العسكرية السورية رابضة قرب السرايا، وهو لامر مستغرب ان تكون الحكومة بهذا الضعف". إلى ذلك، أكد شمعون ان "كل ما يشاع عن الوضع الامني وامكانية انفجاره لم يعد يخيف احد، لاننا على يقين ان البلاد ستمر الى ضفة الامان، وان النظام في سوريا سيسقط، وسينتهي عصر الظلم والقمع في المنطقة برمتها". وعن ذكرى الرابع عشر من شباط توقع شمعون ان "يقام حفل مركزي بمناسبة استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانطلاق ثورة الارز، والاتصالات مستمرة على كل المتسويات لتنسيق الامور". وتعليقاً على الانتهاكات السورية على الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية، وتصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الاخيرة، اعتبر شمعون ان "التصريحات الايرانية غير مستغربة خاصة وان حزب الله يعمل بكل قواه لمصلحة هذا المشروع في المنطقة وهو لامر مؤسف".

أمين سر كليّة الإعلام 2 مجدداً... الخوري حرب يضرب موظفة ويطرحها أرضاً 
عمد أمين سر كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانيّة الفرع الثاني - الفنار والقيادي في "التيار الوطني الحر" أنطوان الخوري حرب إلى ضرب الموظفة المسؤولة في مكتب شؤون اللوازم في الكليّة برتا الفداوي وطرحها أرضاً داخل مكتب المدير على خلفية جدال حصل بينهما سببه دوام العمل.وتجدر الإشارة إلى أن الخوري حرب مشهودٌ له بالغياب المستمر عن الكلية. كما أنها ليست هذه المرة الأولى التي يعمد فيها للجوء إلى العنف خلال تأديته وظيفته في الكلية، فهو كان عمد سابقاً إلى ضرب سائق سيارة أجرة سبعيني عند مدخل الكليّة.

علوش: مشاركة جنبلاط في 14 شباط تعود له.. والنظام السوري ديكتاتوري عفى عليه الزمن 
أكدّ عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن علاقة قوى الرابع عشر من آذار مع النظام السوري لم يكن يوما فيها ودّ باستثناء بعض "التقية" خلال بعض المراحل"، موضحاً أن "إعتداءات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على السيادة اللبنانية واضحة حتى بعد خروج الجيش السوري". ورداً على سؤال عن تبدل موقف قوى "14 آذار" من النظام أضاف علوش في حديث لقناة "الجديد": "بعد تجربة طويلة، رأت قوى 14 آذار أن استقرار لبنان يستدعي نوعاً من المهادنة مع النظام السوري والقبول بالأمر الواقع لحين خلق ظروف دولية مناسبة، والدليل أن التفجيرات توقفت بمجرد طرح مبادرة الـ(س-س)، وتبديل مواقفنا هو "نيشان" على صدرنا لأن هدفنا حماية اللبنانيين من الإغتيالات"، لافتاً الى أن "فريقه السياسي بقي على حذر بناء على عدم التزام سوريا بالحوارات الدولية، ليعود اليوم الى مرحلة الخصومة مع هذا النظام". واذ اعتبر أن "النظام السوري أينما وجد هو ديكتاتوري عفى عليه الزمن"، لفت أنه "إذا راجعنا سجل الإجرام على مدى 48 سنة فهو سجل رهيب لا يمكن الا أن يحاكم على كل الجرائم التي ارتكبها بعد كل هذا العنف والمآسي والفشل الذريع بكل المواضيع التي طرحها".  وعن وجود اتصالات بين الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذر والمجلس الوطني السوري الانتقالي، أشار علوش الى "عدم وجود اتصالات رسمية أو دورية ولكن هناك لقاءات علنية تحصل في الخارج"، معتبراً في سياق متصل أن "كلام المجلس الواعد بإعادة النظر بالإتفاقيات موجه للدولة اللبنانية" لأن "قناعتنا هي ما يفيد اللبنانيين واذا كان هناك اجحاف بحق لبنان أو سوريا يجب مراجعتها بما يضمن السيادة والمصالح المشتركة، خصوصاً وأن كل الشعارات تبقى فارغة إن لم تؤمن المصلحة الوطنية". من جهة أخرى، شدد علوش على أن "لا مصلحة لقوى 14 آذار بالعودة الى السلطة بل العودة الى مسار الديمقراطية بدون تسلط السلاح والهيمنة عبر الحدود". وحول تحضيرات يوم 14 شباط (ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري)، قال علوش: "التحضيرات لا تزال بمرحلة دراسة الخيارات"، مشيراً الى أن "الأمور ستكون محسومة وواضحة الأسبوع المقبل". وأشار علوش الى أن "عودة الرئيس الحريري كانت محسومة قبل الحادث الذي تعرض له وأدى الى كسر ساقه"، آملاً عودته قبل تاريخ 14 شباط". وحول امكانية مشاركة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ذكرى 14 شباط، شددّ علوش على أن "من أطلق فعاليات هذا اليوم وردات الفعل ومسار خروج سوريا من لبنان كان وليد جنبلاط رأس الحربة فيه"، مشيراً الى أن "قرار المشاركة يعود الى حساباته الخاصة". ورداً على سؤال عن موقفه من المملكة العربية السعودية الذي أطلقه سابقاً والمؤيد للثورة فيها، كررّ علوش "موقفه المؤيد للحريات بأي مكان في العالم".

حكومة ميقاتي تترنّح مع النظام السوري ومنصور "ألهَمَ" المعلّم
إيلي الحاج /ايلاف
ينشغل لبنان هذه الأيام بجبهة أشعلتها المواقف التي أطلقها وزير الخارجية عدنان منصور الأحد الماضي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث نأى عن سياسة "النأي بالنفس" اللبنانية الشهيرة- أي عدم اتخاذ موقف من الأزمة في سوريا- وقرر الإنحياز إلى نظام الرئيس بشار الأسد ضد قرارات جامعة الدول العربية الداعية إلى تنحيه.  إيلي الحاج من بيروت: كان رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الذي ابتدع تعبير "النأي بالنفس" وفاخر به، لكن عدنان منصور، الذي يتولى الوزارة المحتكرة منذ زمن بعيد للثنائي الشيعي "أمل" و"حزب الله"، فاجأ اللبنانيين والعرب برفضه قرارات الجامعة، مدافعاً عن نظام الأسد، ومطالباً بالتراجع عن تعليق عضوية سوريا في الجامعة والعقوبات في حق النظام، ومفسراً تقرير المراقبين العرب بما يلائم مصلحة الأسد. وتتحضر في الكواليس السياسية حملة شديدة على مواقف منصور في القاهرة، التي فتحت ثغرة واسعة في ملعب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إذ ربطت مصيرها أكثر فأكثر بمصير النظام السوري، "المترنح بعد ذهاب العرب بوضوح إلى تدويل الأزمة السورية" على ما يقول لـ"إيلاف" منسق الأمانة لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد. وتتيح هذه الثغرة المفتوحة، بحسب هؤلاء، إسقاط الحكومة متى قرر خصومها أن لهم مصلحة في إسقاطها ومتى رأوا أن الظروف تناسبهم وأنهم مستعدون لتأليف حكومة بديلة. ويلاحظ المعارضون، خصوم الحكومة التي "يقود حزب الله توجهاتها" بحسب أدبياتهم، أن وزير الخارجية اللبناني "ألهَمَ" من القاهرة نظيره السوري وليد المعلم المواقف التي أعلنها في مؤتمره الصحافي رداً على قرارات وزراء الخارجية العرب التي صدرت بإجماعهم، باستثناء الوزير منصور، الذي دعا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى احترام حرية الرأي والديمقراطية، بعدما هاجم الزعيم الدرزي موقفه بعنف، "لكأن وزير خارجية لبنان كان يعلن عن رأيه الشخصي في القاهرة، وليس موقف لبنان".
ما يثير استغراب خصوم الحكومة هو أن المسؤولين الحاليين يدركون تماماً مدى تأثير المملكة العربية السعودية ودول الخليج في المحافظة على استقرار الليرة اللبنانية من خلال الودائع في مصرف لبنان المركزي، والمساعدات المتعددة الشكل، إلى الإستثمارات الضخمة في مختلف القطاعات، فضلاً عن شبكة الأمان الخارجية التي تؤمنها للوضع اللبناني الشديد الهشاشة سياسياً وأمنياً.
ويقول النائب السابق فارس سعَيد إن حكومة ميقاتي تدعم النظام السوري، ولا تحمي اللبنانيين عندما يعتدي عليهم جيش ذلك النظام و"شبيحته" سواء في الشمال، حيث قتل أحد ثلاثة صيادي سمك، وخطف اثنان إلى الأراضي السورية، وتعرّضا للتعذيب قبل أيام، أو في عمق الشمال (منطقة وادي خالد- عكار)، وفي الشرق (بلدة عرسال)، حيث يُطلق النار باستمرار على  البلدات والقرى اللبنانية من الجانب، ما يؤدي إلى وقوع ضحايا بين الأهالي وإنزال خسائر في الممتلكات.
أما نائب بيروت نهاد المشنوق فيجزم لـ "إيلاف" بأن حكومة ميقاتي لن تستطيع الصمود حتى سقوط نظام الأسد. فرئيسها نجيب ميقاتي ليس من طبيعته إطلاقاً أن يتحمّل مشاهد إعتداءات من النظام السوري على مواطنين لبنانيين، كما حصل في العريضة، وقبلها وادي خالد، ولا مواقف إيرانية، على غرار إعلان قائد "فيلق القدس" العقيد قاسم سليماني أن جنوب لبنان يقع تحت سيطرة إيران.
ماذا عن احتمال أن يدفع "حزب الله" إلى إسقاط الحكومة، نظراً إلى أنها موّلت المحكمة الدولية التي اتهمت مسؤولين وعناصر في الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفتح رئيسها ميقاتي خطوط اتصال واسعة مع الغرب، لا سيما واشنطن ولندن وباريس، واستقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان- كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، فضلاً عن عدم حماسته لأي عمل يرمي إلى تعطيل بروتوكول المحكمة وحمايته لموظفين كبار في الإدارة محسوبين على خط رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وعدم سماحه بتمرير مشاريع وقرارات وتعيينات، كان يرغب فيها الحزب ولا يزال يرغب فيها لحلفائه في "التيار العوني؟".
يجيب النائب المشنوق بأن "تمويل المحكمة الدولية تولته روسيا، حليفة النظام السوري وحاميته شبه الوحيدة حتى اليوم، علماً أن هذا النظام خلافاً لـ "حزب الله" لم يبد أي اكتراث لذلك الموضوع عندما أثار ضجة كبيرة قبل شهرين ونيف. ما حصل أن موسكو وسعياً إلى تحقيق مصالح لها مع الغرب، اتصلت بطهران، واستحصلت من القيادة الإيرانية على قرار بالسماح بتمويل المحكمة، ولم يكن أمام "حزب الله" سوى الإنصياع". أما عن علاقات الرئيس ميقاتي واتصالاته بالغرب والعرب، فيرى النائب المشنوق أنها "علاقات مطلوبة ومرغوب فيها لدى النظام السوري الذي يريد للبنان، حكومة وأرضاً ومؤسسات، أن يكون رئة له، يضمن من خلالها القدرة على التنفس في زمن العقوبات المطلوبة عربياً. عقوبات ستطل على بشار الأسد عاجلاً أم آجلاً من مجلس الأمن الدولي".   

الزغبي: دعوة عون الى التظاهرتحريض مخجل
 أكد عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي، أن دعوة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى التظاهر ضد مجهول "مخجلة، وتعبر عن إيغال المجموعة في التحريض، والتهرب من المسؤولية الساطعة، من خلال الاحتماء بضحاياها، وتحويلهم الى متاريس" . وقال في تصريح أمس: "أن اللبنانيين أصيبوا بالصدمة جراء الأداء السياسي والاداري المشين الذي يقوم به بعض وزراء الحكومة، حيث لم يسبق في لبنان أو دول العالم أن تدين قوة سياسية نفسها، وفي ظنها أنها تدين الآخرين، وتحملهم مسؤولية فشل وزرائها وتغطية ارتكاباتها، وآخرها صفقة المازوت المدعوم" . وأشار الى أن "هذا السلوك يفضح سياسة هذا الفريق، ويشكل انذارا قويا لسقوطه السياسي والشعبي والأخلاقي، ويؤسس لإعادة تصحيح الخريطة السياسية في المدى المنظور"

حزب الله" يدافع عن سليماني: حملة تضليلية أطلقتها جماعة أميركا
المستقبل/دافع "حزب الله" عن كلام قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، معتبراً أنها "تصريحات مكذوبة نسبت اليه". وزعم أنها "حملة تضليلية أطلقتها جماعة أميركا في المنطقة". وقال في بيان أمس: "يواظب الموتورون من أتباع الإدارة الأميركية في المنطقة على تكرار معزوفاتهم التضليلية المفبركة، وكان آخر ما افتعلوه ضجة جوفاء مبنية على تصريحات مكذوبة كانت "قناة العربية" المعروفة الإدارة والهوى، قد نسبتها إلى قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وهي تصريحات ثبت أنها محرفة وعارية عن الصحة". ورأى أنه "على الرغم من نفي وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسفراء الإيرانيين في لبنان والعراق والأردن لهذه التصريحات، استمر أتباع الغرفة السوداء الأميركية ـ الإسرائيلية في لبنان وخارجه، بترديد الكلام المحرف خدمة لحملتهم المسعورة، وهو ما يقدم للمرة الألف الدليل على الإفلاس السياسي والأخلاقي لهؤلاء، وخلو منطقهم وممارساتهم السياسية من أي صدقية، وهو أمر غير مستغرب ممن امتهن أدوار التبعية والتخريب والتغريب إلى حد الاتقان، وهو يدعي في كل يوم حرصه على الحقيقة والعدالة والاستقلال والإنصاف". من جهة أخرى، دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، في تصريح، المسؤولين المعنيين في الدولة إلى "عدم الاستخفاف بقضايا النّاس ومصالحهم محمّلاً الجميع مسؤوليّة التّقصير في مقاربة الشّؤون الحياتيّة للمواطنين". وسأل: "كيف سيواصل المواطن حياته في ظلّ الضّغوط والأعباء المادّيّة والحياتيّة وجشع المحتكرين والفاسدين والمفسدين، إذا لم توفّر له حكومته منظومة الأمان الّتي تحميه من غدر ووحشيّة هؤلاء؟".

زهرا لـ "السياسة": المجتمع الدولي لن يسمح للأسد بإبادة شعبه 
جنبلاط في موسكو للبحث في ملف الأزمة السورية
بيروت - "السياسة": كشفت مصادر نيابية قريبة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لـ"السياسة" أن الأخير بدأ, أمس, زيارة إلى موسكو, يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الروس للبحث معهم في تطورات الأوضاع بالمنطقة, وتحديداً ما يجري في سورية وسبل وقف عمليات الإبادة التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه, في ضوء القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية. واستناداً إلى المصادر الموثوقة, سيبحث جنبلاط مع القيادات الروسية في تطورات الوضع السوري وسيقف على رأيها حيال السبل الكفيلة بوقف القمع, في ظل تزايد المؤشرات التي توحي بأن الأمور سائرة باتجاه تدويل الأزمة. وتأتي زيارة جنبلاط إلى موسكو, غداة الموقف اللافت على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ميخائيل مارغيلوف, والذي يمكن وصفه بحسب أوساط سياسية مراقبة, بأنه بداية تحول روسي حيال الموقف من نظام الأسد, وبعد أيام على دعوة جنبلاط الجنود الدروز في الجيش السوري إلى رفض تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين.
في سياق متصل, أعرب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا عن خشيته من "حرب إبادة" ضد المعارضة السورية سيقوم بها النظام بعدما أقفل كل نوافذ الحل العربي. وقال لـ"السياسة" إن ما أعلنه وزير الخارجية وليد المعلم, أول من أمس, يؤكد بما لا يقبل الشك أن النظام السوري يؤمن بالحل الأمني, و"هذه ليست جديدة بالنسبة لـ"حزب البعث" الحاكم, وأخشى أن يقوم هذا النظام بحرب إبادة ضد المعارضين وكل من يعترض سياسته, وهذا ما يجعل الأمور ذاهبة إلى التدويل والتعاطي مع هذا النظام بالطريقة المناسبة, لأن المجتمع الدولي لن يسمح أن يبيد نظام حاكم شعبه لمجرد مطالبته بالإصلاح".وإذ شدد على ضرورة ألا يتأثر الوضع الداخلي اللبناني بالأزمة السورية, دعا زهرا الحكومة إلى نشر الجيش على الحدود لوقف الانتهاكات والاعتداءات السورية المتكررة. وبشأن رفض نواب وفعاليات البترون تلزيم السد, المزمع إنشاؤه, لشركة إيرانية, قال زهرا: "لن نسمح لإيران أو لغيرها, بعد أن فعلنا ما فعلناه للحفاظ على البترون, أن تخترق أمن هذه المنطقة تحت شعار الإنماء", مضيفاً: "لسنا ضد الإنماء, ولم نرفض المساعدات الإيرانية, فلتساهم إيران بمساعدة لبنان وتمويل العديد من المشاريع لكن عليها أن تترك مهمة تنفيذ هذه المشاريع لشركات لبنانية".

تعليق المستقبل ليوم الخميس
 صراع
حلفاء الجنرال معه ومع وزرائه يبدو في جانب منه صراعاً على الحصص أكثر منه صراعاً بين مصلحين وفاسدين. لكن هل المشهد القائم يرتبط بإدارة فاشلة لقطاع الكهرباء وفضائح تفوح منها رائحة المازوت الأحمر فقط، أم أن حلفاء الجنرال اقتنعوا ولو متأخرين، بأن لا همّ له سوى مراكمة المليارات التي يعتقد أن الآخرين سبقوه بسنوات في نهبها، وأن لا مزيد من الوقت ليضيعه قبل اللحاق بهم؟ الواقع إن امتعاض رئيس المجلس النيابي من فضيحة المازوت له ما يبرره، أما قول "حزب الله" الذي نسي جمهوره الذي يعاني من عتمة الكهرباء، وذهب في الاتجاه المعاكس، أي إلى الدفاع عن الجنرال وصهره ان مسؤولية مشاكل الكهرباء ترتبط بأداء الحكومات السابقة، فهو كلام حقّ يُراد به باطل، أو للدقة باطل الباطل. ذلك أن كل من تولوا هذه الوزارة منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم كانوا من اللون ذاته، أو كما يحب هؤلاء تسمية أنفسهم، من الخط ذاته الذي يرى في نهب المال العام ثقافة ومنهجاً وطريقة. اللبنانيون ما عادوا يعبأون بالشعارات الخادعة كثيراً، سواء ما تعلق منها بالتغيير والإصلاح أو بمقاومة الشرّ والطاغوت في كل مكان. هم خَبَروا بالتجربة والبرهان النماذج التي سقطت بالعَمالة والولاء للخارج، وغرقت في الفساد والسمسرات وضرب الشراكة الوطنية والسلم الأهلي، وبالتالي فإن الأمل يبقى معقوداً على لحظة الحساب والمساءلة.

عضو تكتّل "لبنان أوّلاً" النائب عاطف مجدلاني لـ "المستقبل": حلفاء عون ضاقوا ذرعاً بـ "جالب المصائب"
 حاورته: نانسي فاخوري
سأل عضو تكتّل "لبنان أوّلاً" النائب عاطف مجدلاني، "ضد من يدعو رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الناس الى التظاهر؟ وزارة الطاقة بيد من؟ فعلى من يضحك؟ متحدّياً إياه "أن يحدّد موعداً للناس كي ينزلوا الى الشارع للمطالبة بالكهرباء، لنرى كيف سيعلّقون صور صهره بالمقلوب". وأكد في حديث الى "المستقبل" امس، ان "هناك حرباً من قبل الوزير جبران باسيل للسيطرة على الوزارة بشكل كامل وعلى كل مفاصل الطاقة في لبنان لمصالح شخصية فئوية ضيقة"، مشيرا الى ان "باسيل يحاول خلق شرخ بين بيروت وباقي المناطق، ويحاول خلق فتنة بين أهالي بيروت وأهالي المناطق الاخرى وهذا أخطر ما يكون"، داعياً إياه الى "الاستقالة فوراً". ورأى أن "حتى حلفاء باسيل لم يعودوا قادرين على تغطية الصفقات التي يقوم بها، وآخرها صفقة المازوت، وضاقوا ذرعاً بحليف لا يجلب لهم الا المصائب والمشاكل"، لافتا الى "تذمّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من ادارة عون وصهره". وهنا نص الحوار:
[ مساواة بيروت بالمناطق تُنذر بتصعيد كهربائي، ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل يدعوان الى النزول الى الشارع، ماذا يريد وزير الطاقة؟
- جبران باسيل يريد المال، ويريد جنيَ المكاسب الانتخابية والمناطقية أو المكاسب المالية البحتة من وراء مشاريعه التي يريد تمريرها من دون أي رقابة أو محاسبة، خصوصاً بعد رفضه موضوع الهيئة الناظمة الواردة في قانون واضح، وهي المسؤولة عن قطاع الطاقة في لبنان برعاية الوزير طبعاً، لكن هذه الهيئة هي التي تأخذ القرارات. مؤخراً شهدنا مسرحية في مجلس الوزراء، إفراغ الهيئة الناظمة من صلاحياتها، ونجح الوزير الى حدّ ما في ان تكون تحت أمرته. لذلك نشهد حرباً من قبل الوزير باسيل للسيطرة على الوزارة بشكل كامل وعلى كل مفاصل الطاقة في لبنان لمصالح شخصية فئوية ضيقة.
وأذكر انه بموضوع الصناديق العربية، جاء وفد من الصندوق الكويتي زار الرئيس نجيب ميقاتي، وأبدى استعداده لتمويل الكهرباء وأبلغ ميقاتي رفض باسيل لذلك. فماذا يعني ذلك سوى تأكيد ما نقوله بأن وراء كل مشروع يطرحه باسيل هناك صفقات وسرقات، وإلا من أين كل هذه الأموال التي بحوزته، بيوت وفيلات في الرابية وإعادة إعمار بيوت قديمة في البترون؟ ونريد أن نسأله، فهو يقول إن بيروت هي سبب الأزمة، فالبترون ضيعة الوزير، كيف تكون فيها تغذية الكهرباء؟ هل تكون ساعتين في النهار أم 24 ساعة؟ فليقل لنا.
وبالأمس خرج عمّه يدعو الى التظاهر، يريدون التظاهر ضد من؟ وزارة الطاقة بيد من؟ على من يضحك ميشال عون؟ يقتل القتيل ويمشي في جنازته، يخرّبون الكهرباء في لبنان ويطالبون بالتظاهر للمطالبة بالتغذية. هذه ديماغوجية، و"يا عيب الشوم عليهم"، وأتحداهم أن يحددوا موعداً للناس كي ينزلوا إلى الشارع للمطالبة بالكهرباء، لنرى كيف سيعلّقون صور صهره بالمقلوب.
[ ألا تستحق بقية المناطق أن تتساوى ببيروت في ما يخص تغذية الكهرباء؟
- طبعاً، نحن طالبنا بأن لا تنقطع الكهرباء في بيروت طوال 24 ساعة، لأنها نقطة انطلاق لكل المناطق اللبنانية، ونحن لا نطلب اعطاء التيار الكهربائي لبيروت فقط دون غيرها من المناطق. بالعكس، بيروت هي الانطلاقة هي العاصمة، مركز الديبلوماسية ومركز العلاقات بالخارج، بيروت هي المركز الاقتصادي الأساسي في البلد. ونريد ان نلفت الى أن 70% من اللبنانيين يتواجدون في بيروت خلال النهار، بيروت ليست لأهل بيروت فقط، ويجب إن تكون فيها التغذية كاملة. بيروت تخدم كل اللبنانيين وليست للبيروتيين فقط، وتصرفهم ينمّ عن حقد مناطقي.
وباسيل يحاول خلق شرخ بين بيروت وباقي المناطق، ويحاول خلق فتنة بين أهالي بيروت وأهالي المناطق الاخرى وهذا أخطر ما يكون. كيف يمكن لوزير في حكومة أن يفرّق بين اللبنانيين ويخلق شرخاً بينهم في مواضيع إنمائية وسياسية؟ هذا شيء معيب، فهكذا وزير فاشل في وزارته يحاول رمي فشله عند الآخرين من خلال خلق فتن بين اللبنانيين عليه الاستقالة فوراً. إنه يحاول ان ينتقم من بيروت لأنها ممثلة بـ 14 آذار، فهو يعتبر انه بذلك ينتقم منّا كفريق وأنا شكرته لأنه اعترف بأننا نمثل بيروت ونعتزّ بذلك. ونحن عندما ندافع عن بيروت، ليس لمصالح ضيقة صغيرة بل لأن عافية الاقتصاد اللبناني من عافية بيروت.
[ لماذا هذه الحملة في هذا التوقيت بالذات؟
- لأن الصورة تتوضح شيئاً فشيئاً عن فشل ذريع لإدارته لوزارة الطاقة، فهو يريد الهروب من فشله كي لا يتحمّله فيرميه على الآخرين. ويقوم بتحويل ملف الكهرباء الى ملف سياسي والتصويب على بيروت، والسؤال الذي يُسأل: هل أزمة الكهرباء سببها بيروت أم المشكلة في مكان آخر؟
[ هل حلفاء باسيل راضون عن أدائه، وخصوصاً الرئيس نبيه بري بعدما نصحه بمصارحة الناس؟
- حتى حلفاء باسيل لم يعودوا قادرين على تغطية الصفقات التي يقوم بها، وآخرها صفقة المازوت. وحلفاؤه، الرئيس بري ونواب "حزب الله" في لجنة المال والموازنة كانوا ضده وأصبحوا رافضين لتغطية صفقاته وسرقاته في هذه الوزارة، وكذلك مع تراجع الخدمات في الوقت عينه. فباسيل ليس لديه انتاجية ولا خطة واضحة.
[ إلى أي حد سيؤثر باسيل وزميله وزير العمل شربل نحاس على التضامن الحكومي، وهل حرق الدواليب سيؤدي الى حرق الحكومة؟
- موضوع التضامن الحكومي وبقاء الحكومة أو عدمه يتخطى باسيل وكل الوزراء، لأن القرار فيه استراتيجي وبيد بشار الأسد، ولأن هذه الحكومة وجدت بقرار استراتيجي لخدمة النظام السوري وعندما ينتفي هذا السبب فلا لزوم لهذه الحكومة، وسيستقيلون بعدها. إن الهدف الاستراتيجي هو حماية النظام السوري وإبقاء شعرة معاوية لهذا النظام مع المجتمع الدولي.
[ تشهد مناطق تابعة لفريق معين مؤخراً حركة احتجاجات شعبية، ماذا يعني ذلك، وما هي دلالاته؟
- إن حركة الاحتجاجات في المناطق التابعة لفريق حليف النائب عون وحليف حليفه، تدل على تذمر الناس وغضبهم في هذه المناطق نتيجة انقطاع الكهرباء العشوائي، وحتى المسؤولين السياسيين لدى حلفاء الوزير باسيل لا يستطيعون تهدئة ناسهم، فعملية تغطية مخالفاته تكون لمرحلة معينة لكن عندما تصل الى مرحلة يفقد فيها حلفاؤه شعبيتهم لا تصبح مجدية، إضافة الى انهم ضاقوا ذرعاً بحليف لا يجلب لهم الا المصائب والمشاكل، وفي الوقت عينه يحاول الاستكبار وفرض الرأي الخاطىء على الآخرين. والتذمر من ادارة عون وصهره للأمور واضح لدى الرئيس بري، ورأيناها من خلال جلساتنا معه.

العرب يبلغون مجلس الأمن السبت بقرار الجامعة حول سوريا
أ
. ف. ب. /القاهرة: صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك المقبل لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب "مصادقته" على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية. وقال العربي للصحفيين انه سيتوجه "الى نيويورك بعد غد السبت هو ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وذلك للاجتماع مع مجلس الامن الدولي الاثنين وابلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا و طلب مصادقته عليه". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الاحد الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى "بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز اسبوعين" من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبت الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة. وقرر الوزراء ابلاغ مجلس الامن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته ب "دعمها". واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ان المبادرة العربية تهدف الى رحيل النظام السوري "سلميا". وقال ان "المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا"، معتبرا ان "المبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمينة ونامل ان تقبل بها الحكومة السورية حتى نستطيع ان نبدأ التنفيذ، في حال لم ينفذوا نحن ذاهبون الى مجلس الامن وسنتخذ قرارات ليس من بينها التدخل العسكري". واعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة.
وكان دبلوماسيون قالوا لفرانس برس الثلاثاء في نيويورك ان الاوروبيين ودولا عربية يريدون التصويت في مجلس الامن مطلع الاسبوع المقبل على مشروع قرار جديد اعد على اساس خطة الجامعة العربية لحل النزاع السوري. ويدعو مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري. ويمكن ان يؤدي طلب فرض عقوبات الى تعطيل مشروع القرار من قبل روسيا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في تشرين الاول/اكتوبر 2011 لاسقاط مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا. واوضح دبلوماسي "نأمل ان نتوصل الى قرار نعمل لاعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الاسبوع الماضي".
واشار الى ان الدول العربية ترغب بان يحصل مشروع القرار على "تأييد واسع". واضاف "سوف نعمل مع جميع اعضاء المجلس" في اشارة الى روسيا. واعتبر دبلوماسيون آخرون ان التصويت في مجلس الامن يمكن ان يتم الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل. وقال دبلوماسي غربي "هذا غير مستبعد" في حين اوضح ممثل بلد عربي "هذا هو هدفنا". غير ان روسيا ابدت معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد عقوبات ضد سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو "نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف". لكنه اصر على ان روسيا "لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سوريا وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس" التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا. واعتبر ان ذلك سيكون "بكل بساطة غير عادل وغير مجد". وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس واميركيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سوريا حيث قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله. ولكن مسؤولين اميركيين اعربوا الاربعاء عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو الى حل وسط في نهاية المطاف.
معارض سوريا يدعو إلى المرور عبر روسيا
ودعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية الخميس الى التشاور مع موسكو قبل التوجه الى مجلس الامن الدولي لاقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي الى جانب النظام السوري. وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية التي تضم احزابا يسارية وكردية وشخصيات معارضة، في اتصال مع وكالة فرانس برس انه يأمل في ان "يذهب (الامين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي الى موسكو قبل توجهه الى نيويورك" للحصول على دعم مجلس الامن للمبادرة العربية. واعرب مناع عن اعتقاده ان روسيا "يمكن ان تؤيد هذه المبادرة اذا شعرت انها طرف فيها، اما اذا همشت فستواجهها"، مضيفا "الروس يريدون دورا اكبر". وصرح نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك المقبل لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب "مصادقته" على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية. وحذر مناع من ان شعور موسكو ان هناك "محاولات لابعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها الى جانب السلطات السورية". وتنص الخطة العربية التي تلاها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام الاجتماع الوزاري في القاهرة الاحد على "تفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية" يفترض ان يتم تشكيلها "خلال شهرين". ويفترض ان ترئس حكومة الوحدة الوطنية "شخصية متفق عليها" وان تكون مهمتها "تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على اجراءاتها وباشراف عربي ودولي". واعلنت دمشق الاثنين رفضها للمبادرة العربية، معتبرة انها تشكل "انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها". لكن مناع اعتبر ان موسكو قادرة على "جعل السلطات السورية تؤيد الخطة وتوافق عليها ولو بتحفظ". ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 في سوريا، سقط اكثر من 5400 قتيل بحسب الامم المتحدة، واعتقل عشرات الالاف بحسب المعارضة.

عقوبات كندية على قياديين ورسميين وشركات سورية
يقال نت/اعلنت الحكومة الكندية يوم أمس الاربعاء عقوبات جديدة ضد النظام السوري طالت خصوصا اربعة مصارف وثلاث شركات نفطية بالاضافة الى 22 شخصا معظمهم اعضاء في الجهاز الامني.وطالت العقوبات المصرف الصناعي وبنك التسليف الشعبي والمصرف الزراعي التعاوني ومصرف التوفير وكلها مصارف حكومية وشركة دير الزرو للنفط وشركة ايبلا للنفط وشركة دجلة للنفط.وقد جمدت ارصدتها في كندا بالاضافة الى ارصدة 22 شخصا منعوا ايضا من الدخول الى كندا ومن بينهم قادة كبار في الاجهزة الامنية.وهي خامس سلسلة من العقوبات التي تتبناها كندا منذ ايار الماضي. اللائحة الجديدة شبيهة بشكل كبير باللائحة التي اعلنها الاتحاد الاوروبي الاثنين.وتطال الاجراءات الكندية حتى الان 108 اشخاص و38 مؤسسة حكومية.وأوضح وزير الخارجية الكندي جون بايرد "نريد ان نتأكد من تطبيق كل الاجراءات لعزل هذا النظام الذي ندينه".واضاف "يجب ان يعلم الاسد وكل الذين يدعمونه ان الامم التي تتطلع الى السلام في العالم اجمع سوف تعمل معا لانهاء نظامه القمعي".

1000 عالم سوري يطالبون الأزهر بإسقاط مشيخة حسون
دبي - غادة شكري
أكد الشيخ عبد الجليل السعيد أن وفدا من العلماء سيتجه قريبا إلى القاهرة للقاء شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وذلك لتقديم عريضة موقع عليها 1000 عالم سوري تطالب بإسقاط الصفة الدينية عن المفتي حسون، وسحب شهادته الدينية الممنوحة من الأزهر، ومنعه من المشاركة في أي نشاط إسلامي ينظمه الأزهر على مستوى الدول، للكف عن ظلمه والإقلاع عن المشاركة في القمع الجاري في سوريا.
وأضاف السعيد مدير المكتب الإعلامي لمفتي الجمهورية حسون، والذي أعلن انشقاقه مؤخرا، في حديث خاص لـ"العربية.نت" أنه تم التواصل مع مشيخة الأزهر في مصر للقاء الشيخ الطيب لإطلاعه على جرائم حسون كرجل دين حصل على الشهادة الشرعية من الأزهر، ولمطالبته بإسقاط الصفة الدينية عنه ليذوق من نفس الكأس الذي كان يسقيه لكل من العلماء الذين يغضب عليهم.
وأشار السعيد في خضم حديثه إلى أنه "منذ بداية الثورة تم اعتقال أكثر من 223 عالما وشيخا أطلق سراح 115 فقط منهم، ويقوم حسون بالإشراف على التحقيق مع عدد منهم بشكل شخصي ومباشر، هو ومساعده أمين الفتوى في سوريا". تركيبة حسون الدينيةواستفاض السعيد في سرد تاريخ حسون بالمؤسسة الدينية بسوريا من منطلق عمله معه وملازمته له أمدا طويلا، قائلا: "التركيبة الدينية لمفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون نبعت من كونه مخبرا في الثمانينات على الجماعات الإسلامية ثم تطور دوره وأصبح عضوا لمجلس الشعب السوري، رغم أنه من المعروف في سوريا هو عدم السماح لرجال الدين بالوصول إلى مجلس الشعب إلا من خلال ولاءات سياسية وانتماءات أمنية معينة وبقي المفتي آنذاك عضوا في مجلس الشعب السوري لدورتين، وكانت علاقته بالرئيس حافظ الأسد علاقة وطيدة وقوية، ولكن كان يشوبها الكثير من التقلبات بسبب قوة ونفوذ أحد علماء حلب المعروفين آنذاك ويسمى الدكتور محمد صهيب الشامي، وكان هناك منافسة قوية بين الرجلين".
و بعد وفاة حافظ الأسد أصبح حسون مفتيا لمدينة حلب، وتكمن المفارقة في أن من اختاره ليصبح مفتيا لحلب هو هيثم السطايحي، وهو عضو القيادة القطرية والمستشار السياسي للرئيس السوري، على حد قول السعيد.  وشدد السعيد على أن "دور حسون كان ولايزال يكمن في فك الصفوف وزرع الفتن وإكراه بعض المشايخ واللعب بلقمة عيشهم حتى يكونوا دائما مؤيدين للنظام في كل حركة وكل ساكنة يقومون بها". حسون عميل قديم للمخابرات السوريةوحول علاقة حسون بالمخابرات السورية قال السعيد: "منذ الثمانينات ومن المعروف أن المفتي حسون متورط بتسليم شخصيات دينية للنظام. فأولا كان هو السبب الرئيسي وراء الملاحقات الأمنية للشيخ السوري عبد القادر عيسى وأولاده إلى أن توفي منذ سنوات في تركيا". وأضاف: "كان أيضا مخبرا على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وكان سببا في منع الكثير من العلماء من الدخول إلى سوريا في ذلك الوقت من أمثال الشيخ مصطفى الزرقا، والعلماء من بيت الدواليبي، وكانوا يعملون في الحراك السياسي الإسلامي السوري.
وبعد ذلك تطور دور حسون ليصبح متورطا بشكل شخصي في قتل الشيخ معشوق الخزلوي، مع العلم أن الشيخ معشوق كان يقوم بزيارة لمكتب الدراسات الإسلامية قرب مكتب المفتي في دمشق، وكان على موعد مع المفتي مساء وقبل لقائه بالمفتي تم اغتياله حسبما اكد السعيد في حديثة". وعن مساهمات حسون للمؤسسة الأمنية قال السعيد "أهم المساهمات الأمنية التي يقدمها المفتي حسون للنظام تقديم 3 من طلاب العلم وأئمة المساجد لأجهزة الأمن في رمضان الماضي، وإلى الآن لايزال أحدهم معتقلا وهو محمد حبوش إمام جامع الحياة بمدينة إدلب. والأهم هو دور المفتي في قيادة دفة الاعتقالات في المؤسسة الدينية بالإضافة إلى استدعائه الشيخ قاسم الخطيب والذي قطعت رجلاه بعدها وهو الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله بالزاوية".

نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام اللاجئ إلى فرنسا: النظام السوري يحشد أسلحته في المناطق العلوية
العربية.نت /أعلن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام اللاجئ إلى فرنسا الخميس في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" أن الرئيس السوري بشار الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية. كما اتهم المسؤول السوري السابق الذي انقلب على النظام عام 2005 ويعيش منذ ذلك الحين في فرنسا الرئيس السوري بمحاولة تطبيق خطة لـ"تقسيم" البلاد. وأضاف أن "بشار وعائلته قاموا أولا بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم. ومنذ شهر، بدأوا بنقل أسلحة ثقيلة برا نحو الساحل لإخفائها في التلال والجبال". وتابع "لقد تم نقل الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها. أما الدبابات والمدافع فقسم منها فقط لأن النظام بحاجة للاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن. وبشار خطط أيضا لإرسال مقاتلات جوية الى مطار اللاذقية". وتمثل الطائفة العلوية التي تتحدر منها أسرة الأسد 8% من السكان في سوريا. وأوضح خدام أن "المناطق العلوية تشمل جنوب غرب حمص وتمتد صعودا عبر حماة لتصل الى اللاذقية على الساحل".وقال إن الأسد يطبق اليوم خطة "تهدف إلى إثارة حرب طائفية". وأضاف أن "القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا، والتي من شأنها تدمير البلاد". وتابع "أعرف أنه (الأسد) ومنذ شهر أسر إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشن انطلاقا منها حربا أهلية وطائفية".وأشارت الأرقام الأخيرة للأمم المتحدة الى مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص منذ بدء قمع الحركات الاحتجاجية ضد النظام في آذار/مارس 2011، إلا أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أقرت الأربعاء بأن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا.

رئيس منظمة «عدالة لحقوق الإنسان السورية» المحامي محمد عيسى: تقدمت ببلاغ إلى النائب العام المصري لتوقيف الدابي
يقال نت/قال رئيس منظمة «عدالة لحقوق الإنسان السورية» المحامي محمد عيسى إنه تقدم ببلاغ للنائب العام المصري، تحت رقم 219 بلاغات الاثنين الماضي ضد رئيس بعثة المراقبين العرب لسورية محمد أحمد مصطفى الدابي، مؤكدا مطالبته «بسرعة القبض على الدابي ومنعة من مغادرة الأراضي المصرية وتقديمه للمحاكمة بتهم شهادة الزور، والاشتراك في جرائم ضد الإنسانية والتحريض على ارتكاب جرائم ضد شعب بأكمله من تشريد واغتصاب وجريمة تضليل العدالة وخيانة الأمانة». وأشار إلى أنه «تم اختيار أعضاء البعثة من قبل الجامعة العربية على غير المعايير التي يتطلبها هذا النوع من المراقبة، إضافة إلى ضعف أدائهم في النتائج واعتراف الجميع بضعف الأداء وقلة الخبرة، وعدم وجود معايير واضحة للاختيار، وخلو طاقم البعثة من الحقوقيين، واقتصر الاختيار على أفراد من الضباط». وشدد على أن «اختيار الدابي ليس على أساس سليم، حيث إنه مشتبه في ضلوعه في جرائم ضد الإنسانية بمنطقة دارفور في السودان، واختياره تم بناء على رضا سياسي للنظام السوري». وقال إن «البعثة توجهت إلى سورية وبدأت نواياها الإجرامية تظهر وممارسات على الأرض لا تتناسب مع الغرض الذي أرسلت من أجلة، ويكفي أنه خلال تواجد البعثة وكتابة تقريرها لرفعه للدابي ليرفعه للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان هناك آلاف المتشردين والمنتهكة أعراضهم و900 شهيد خلال وجود البعثة في سورية، وخلال تلاعب البعثة وتشويهها الحقائق مع النظام السوري، وحينما اكتشف ذلك الشرفاء من أعضاء البعثة انسحب جزء كبير منهم اعتراضا على ما شاهدوه بأعينهم ومن عدم تورطهم في شهادة الزور وخيانة الأمانة التي ستؤدي لمزيد من الدماء سيحاكمهم عليها التاريخ، كما سحبت السعودية بعثة مراقبيها». وشدد على أن «الدابي ساوى في تقريره بين الضحية والجلاد بذكره كلمة وقف العنف يعني ذلك أن هنالك طرفين متصارعين متناسبين في القوة والسلاح وذلك غير صحيح لأن الشعب أعزل يأمل في الحرية والديموقراطية مقابل آلة القمع وجيش مسلح من الداخل والخارج. كما أن تكذيب الدابي للفريق الشريف الذي كان معه والتشكيك في أقواله يعني تضامنه مع النظام وأفعاله، وأنه شريك في الجريمة».وقال: «سأقدم أدلة أثناء التحقيقات تثبت أن الدابي على علم يقيني بما يفعله النظام، ورضاه بذلك، ما يعني أنه شريك في الجريمة، ولدينا صور ومستندات تؤكد أنه كان على علم بكل الانتهاكات ولم يكتب ذلك في تقريره، وسيتم كذلك سماع شهادة 3 مراقبين خلال التحقيقات مع الدابي، وهم ممن انفصلوا عنه أثناء عمل اللجنة في سورية».

كارلوس إده: "تكتل" عون بارع جداً في التعطيل لكنه لا يملك حل أي مشكلة بالبلد..ومن السخرية أن يدعو للتظاهر ضد سلطة يشكل جزءاً منها
ناجي يونس/لبنان الآن
علّق عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس إده على إصرار وزير الطاقة والمياه جبران باسيل على مد خط التوتر العالي فوق منطقة المنصورية "رغم اعتراض أهالي المنطقة وذهابه حتى إلى طرح استملاك الدولة منازل المواطنين المنزعجين من مد هذا الخط"، فرأى أنّ "الصهر باسيل يحاول أن يكون مثل عمه العماد ميشال عون لجهة إظهار أنه شخص لا يُقهر وقراراته يجب أن تنفذ"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أن "شخصية العماد عون كذلك تتحول أكثر فأكثر إلى شخصية صهره باسيل"، في إشارة إلى تبني عون طروحات وتوجهات باسيل بشكل كامل. إده، وفي حديث لموقع "
NOW Lebanon" لفت إلى أنّ تأكيد مجلس الوزراء موافقته على مد خط التوتر العالي في أجواء المنصورية بغض النظر عن اعتراض أهاليها "يثبت أن الدولة ليست سيدة قرارها إنما هي تخضع لفئة معينة تفرض نفسها ومشيئتها مثلما تريد وساعة تشاء"، مشددًا في المقابل على أنه "من حيث المبدأ يجب وضع دراسة دقيقة تظهر ما إذا كان مد خط التوتر العالي في أجواء المنصورية هو الحل الوحيد الذي يجب اتباعه في حل مسألة الكهرباء أم أنّ هناك خيارات أخرى أفضل يمكن اللجوء إليها في هذا المجال". وإذ أشار إلى أنّ "مظاهرات حلفاء التيار العوني إحتجاجاً على ما آلت اليه أوضاع الكهرباء، تعكس مدى القرف السائد من أداء الوزير باسيل الذي يواجه أيضاً اعتراضات وصرخات كبيرة حتى من المقربين والمناصرين العونيين"، لفت إده إلى أنّ "التجارب أثبتت أنّ تكتل التغيير والإصلاح بقيادة العماد عون بارع جداً في التعطيل لكنه لا يمتلك الامكانيات لوضع حل لأي من المشاكل في البلد"، مذكرًا بأنّ "هذا التكتل لم ينجز شيئاً منذ مشاركته في الحكم في العام 2009 حتى الآن، والخطة الوحيدة التي قدمها في موضوع الكهرباء كانت كناية عن ورقة صغيرة لم تتطرق إلى التفاصيل مثلما يُفترض أن يحصل حيال أي استثمار بهذه الأهمية، بينما أي مشروع صغير بعشرات آلاف الدولارات يتطلب تنفيذه دراسة شاملة أهم بكثير من الورقة العونية لخطة الكهرباء، فضلاً عن أنّ "معالي الوزير" باسيل أصرّ على تمويل هذه الخطة من خزينة الدولة لتغييب المراقبة والشفافية التي تُتبع في ما لو كان التمويل عربيًا ودوليًا بما يتطلب وضع دراسات جدوى والخضوع لدفتر شروط فمناقصات والتزام بالمعايير اللازمة في هذا الاطار". وعن دعوة عون المواطنين الذين يسددون فواتير الكهرباء للتظاهر، لفت إده الإنتباه إلى أنّ "المناطق التي يسيطر عليها حليفا عون، "حزب الله" و"حركة أمل"، هي من بين المناطق التي لا تسدد ما عليها من فواتير"، مضيفًا: "من السخرية بمكان أن يطالب عون بالتظاهر ضد السلطة التي يشكل تكتله جزءاً منها"،  وأعرب إده عن اعتقاده بأنه "ستكون هناك صعوبة في إيجاد حل لمشكلة الكهرباء" في ظل نهج الحكم الحالي، مذكّرًا بأنّ "مشكلة الكهرباء قديمة وقد خضعت من دون انقطاع لسياسة حزب الله وحركة وأمل ومحيطهما، وصولاً إلى التيار العوني".

أعرب عن تفهمه "المصالح الدولية المتضاربة بشكل قوي" وأمل أن "تنحاز روسيا لصوت الحق"
جنبلاط بعد لقائه لافروف: المبادرة العربية الحل الوحيد لإخراج سوريا من الوضع الراهن

شدّد رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على أهمية مواصلة الجهود لانجاح "حل سياسي" في سوريا، وقال إثر لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف: "إن المبادرة العربية هي الحل الوحيد القادر على إخراج الأزمة من الوضع الراهن"، مشدّداً على ضرورة استكمال الجهود لتطبيق "حل سياسي مبني على أساس المبادرة". وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن جنبلاط حذّر من أن البديل (عن تطبيق المبادرة) "مزيد من التصعيد وجر الوضع نحو التدويل بما يفسح المجال أمام تدخل أجنبي مرفوض من جانب كل الأطراف الحريصة"، لافتاً في الوقت عينه إلى أن "المطلوب من النظام السوري أن يدرك ذلك وأن يوقف استخدام العنف".وعن الموقف الروسي، أوضح جنبلاط أنّه "عقد جلسة محادثات مطولة مع الوزير لافروف تناولت الوضع في سوريا وحولها"، مضيفاً إن "روسيا قدمت الكثير لسوريا في مختلف المجالات وهي سلّحت الجيش السوري وساهمت في إنشاء مشروعات استراتيجية كبرى وتطوير البنى التحتية، لذلك فالمطلوب من الجانب الروسي كبلد صديق ومهم أن يتفهم مطالب الشعب المحقة". وإذ أعرب عن "تفهم" ما وصفها بأنها "مصالح دولية متضاربة بشكل قوي" شدّد على أمله في أن "تنحاز روسيا لصوت الحق".(وكالة "نوفوستي" الروسية)

السنيورة إتهم باسيل بـ"إثارة الفتنة".. والحريري شدّدت على "التعاون لتمرير المرحلة" 
لبنان الآن/نبّه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن أزمة الكهرباء "هي مظهر من مظاهر تراجع سلطة الدولة". وقال في هذا الخصوص: "إن ما نسمعه الآن أن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل يحاول أن يُحدث ما يسمى خلاف بين اللبنانيين"، موضحاً أنّه "أصبح هناك ما يسمى ممارسة حتى الآن ولها ما بيررها، بأنه تعطى منطقة بيروت أكثر من بقية لبنان، قد يقول البعض أن هذا غير عادل لكن هذه الفكرة الهدف منها أن عصب الإقتصاد في البلد الذي ربما لا نحس أننا نستفيد منه ، لكن نحن  في الواقع مستفيدون منه في صيدا وفي بنت جبيل وفي عكار".
كلام السنيورة جاء في خلال لقاء موسع لفاعليات صيدا وهيئاتها الأهلية وبعض بلديات المنطقة دعت إليه بلدية صيدا في قاعة القصر البلدي للمدينة من أجل التشاور في أزمة الكهرباء. وأضاف السنيورة في كلمته: "العاصمة هي مركز البلد، ولكن ماذا يفعل الوزير (باسيل)؟ يحاول أن يخلق فتنة بين اللبنانيين". وأضاف: "هذه (الكعكة ) لا نزيد فيها ولا كيلو وات إضافي بل نحاول أن نجري لها اعادة توزيع..  ولكن هذا الكلام لا يؤدي إلى نتيجة ولا يؤدي الى انتاج جديد ولا يحل مشكلة". وتابع في هذا المجال: "هذا الموضوع يجب ان نتنبه فيه حتى لا نقع في فخ ، حيث يريد الوزير ومن ينتمي لهذا الفريق ، ان يخلق نوعاً من الخلاف بين اللبنانيين يحيدهم عن رؤية المشكلة، التي تتلخص في كيف يمكن أن نبني طاقة انتاجية جديدة . وان الذي عقّد المشكلة أيضاً إننا كنا نستورد من سوريا وكنا نستورد من مصر ، وكلاهما بسبب الظروف التي يمران بها انقطع الإنتاج عنا".
وشرح السنيورة حاجة لبنان من التيار الكهربائي بالقول :"إن لبنان بحاجة الآن الى ما لا يقل عن 1500 ميغاوات جديدة الآن ليستطيع بعد ثلاث سنوات مواجهة حجم الطلب القادم. وما جرى انه بدلاً من أن نلجأ بشكل بناء لعملية بناء طاقة انتاجية جديدة أضعنا الوقت ، وأضعنا فرص التمويل من الصناديق العربية رغم أن هذه الفرص كانت مؤاتية، كما أن الإستعانة بالصناديق ضرورية لأنها  تقرض أموالاً على فترات مديدة أي على حوالي 20 سنة تريحنا وبمعدلات فوائد منخفضة جداً الى 2 ونصف وثلاثة في المئة بدلاً من 10 بالمئة"، لافتاً إلى أن "الإقتراض عبر الصناديق يؤمن للدولة ولمؤسسة "كهرباء لبنان" جهة يواكب عملية الشراء والتلزيم والتنفيذ بشكل سليم وشفاف، الأمر الذي يبدو أنهم لا يريدونه".
وأضاف السنيورة: "دعونا نواجه الحقيقة بصراحة، المواطن يدفع رسم الكهرباء 35 ليرة على اول مئة كيلووات و55 ليرة على ثاني 200 كيلو وات و80 ليرة على رابع 100 كيلو وات و125 ليرة على البقية وفوق هذا كله هناك 200 ليرة ، وكلفة انتاج الكيلو وات الواحد من الكهرباء لا يقل عن 18 إلى 20 سنت، هذا إذا افترضنا أن رسوم الكهرباء يتم جبايتها من كل لبنان، إما إذا كانت لا تُحبى فالكلفة أكثر بكثير. فبالتالي نحن بحاجة الآن الى ما لا يقل عن 1500 ميغاوات جديدة ، وأن يأخذ القرار الآن حتى نستطيع - بعد ثلاث سنوات مع زيادة الطلب ومع أيضاً تراجع الإنتاج لبعض المعامل القديمة مثل الجية ومثل الذوق- حتى نستطيع أن نواجه حجم الطلب القادم" .
وتابع السنيورة في هذا المجال فقال: "تحدثنا عن موضوع المولدات وهذا شأن محلي داخلي بمدينة صيدا وينبغي أن يتم . وفي موضوع انتاج الكهرباء يجب أن ندرك أننا بحاجة لأن نستعمل امكانات التنفيذ لدى الدولة اللبنانية من أجل تأمين الـ 1500 ميغاوات، ونستعمل إمكانات التنفيذ لدى القطاع الخاص ، لكن عندما تسمع بالقطاع الخاص يجب أن نعرف أن القطاع الخاص سينتج بالكلفة القائمة حالياً، أي يعني بعبارة أخرى عندما نسمع كهرباء زحلة يريدون أن ينتجوا وكهرباء جبيل يريدون أن ينتجوا، عملياً ماذا يفعلون؟ ينتجون ويبيعون لمؤسسة كهرباء لبنان بالسعر الذي تكلفوه ثم يعودون ويشتروا من مؤسسة كهرباء لبنان بخمسين ليرة ويوزعوا على هذا الأساس . لان أسعار المبيع لدينا هي أدنى من الكلفة ، والدولة ستضطر لأن تدفع الفارق".
ورأى السنيورة أن "مبادرة بلدية صيدا مبادرة جيدة، ويجب أن ينبثق فعلياً عن هذه المجموعة فريق يقوم بزيارة يطلق الصوت ، ويقول نحن نرفض هذه الممارسة ويجب ان يعود موضوع الكهرباء كما كل الخدمات العامة لأن تعالج بطريقة حكيمة وهادئة وبعيدة عن التشنجات". وأضاف: "إن كل ما نراه هو مظهر من مظاهر تراجع سلطة الدولة والذي نحن كل سعينا ان تعود الدولة هي الناظمة لكل عمليات تقديم هذه الخدمات ، فبالتالي موضوع المولدات يحل على صعيد البلدية ويجب ان يباشر به سريعا. والأمر الثاني ان يشكل فريق عمل ينبثق عن البلدية يقوم بزيارة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبالتالي ينقل هذا الموضوع ويكون على تواصل مع غالبية البلديات .
من جهتها، قالت النائب بهية الحريري في كلمتها: "لا نستطيع أن نكون خارج نطاق السياق العام الذي هو الدولة الناظمة لكل شؤونها، فبرغم كل التداعيات التي نراها سنبقى متمسكين بالدولة ان كان أمنيا أو خدماتيا . وما اقترحه، ان يكون هناك توجه لإستنهاض البلديات على مستوى الأرض اللبنانية كلها، وعلى الأقل في المدن والتجمعات الكبرى". وتابعت في السياق عينه: "هذه الخطوة هي التي تجنبنا المواجهة التصادمية، نحن لسنا ضد أي تظاهر سلمي يعبر عن نفسه وعن قضاياه وعن مشاكله، لكن من يضمن أن التظاهر سيوصل إلى النتيجة المرجوة؟ بينما هكذا تبحث الأمور بجدية عالية".
وأضافت الحريري :"يجب ان نجد حلاً للمولدات المنتشرة في المدينة، اذا أعجب أصحابها نسير فيه واذا لم يعجبهم نبحث عن حلول بديلة. وبلدية صيدا تستطيع ان تطلب من كل اصحاب المولدات المنتشرة في محيطها مع بلديات المناطق ، ان تطلب التعاون وتقول كم هي طاقتها، ويتم معالجة المشكلة على هذا الأساس. أما موضوع الحل الوطني فله طرقه ، لكن يجب أن نتعاطى مع الأطر الأهلية الأخرى الموجودة على الأرض اللبنانية ، ولتنطلق هذه العملية الحضارية من هذه المدينة. بإمكاننا ان نخلق قوة ضغط على الحكومة لتواجه مشكلة ومعضلة ليست سياسية ، هي ابعد من السياسة. نحن في النهاية مدينة طوال عمرها تحت سقف الدولة ، حتى لو كانت الدولة تركتها ، وصيدا لم تفترض نفسها يوما خارج الاطار العام او خارج النظم العامة. يجب ان ننهض جميع بمشكلة حقيقة تمس كل مواطن ، وليس تمس معارضة أو موالاة تمسنا جميعاً".
وخلصت الحريري للقول : "يجب ان نتعاون سويا لنمرر مرحلة من ادق المراحل التي نمر بها . التصادم لا يفيد أحدا ، وتقاذف المسؤوليات ايضا لا يفيد أحداً. كلنا معنيون ، هذه البلد بلدنا بغض النظر من كان في موقع المسؤولية ومن كان في موقع المعارضة ، البلد بلدنا ونريدها افضل بلد تأخذ حقها . نحن نريد حقنا في دولتنا وامننا وفي خدماتنا ونريد في نفس الوقت أن نخلق مساحة آمنة لنستطيع ان نجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة والتي من الواضح اننا لا نرى اي نوع من الحلول الملموسة في القضايا اليومية والخدماتية التي تمس كل المواطنين بدون استثناء والكل يعاني منها".
وتحدث في المسألة عينها رئيس بلدية صيدا محمد السعودي فرأى أن "مشكلة الكهرباء لا تحل عن طريق قطع الطرقات واحراق الاطارات وانما يجب ان يكون هناك نقاش جدي حول هذا الموضوع من اجل رفع الصوت عاليا والتحرك باتجاه المسؤولين لمعالجة هذه المشكلة التي يعاني منها جميع اللبنانيين". كما كانت مداخلات لعدد من ممثلي القطاعات والهيئات المشاركة وقد جرى اطلاق تحرك بلدي واهلي لتشكيل قوة ضغط شعبية سلمية باتجاه المسؤولين من اجل معالجة مشكلة الكهرباء وانبثقت عن اللقاء لجنة لمتابعة التحرك باتجاه المعنيين ورفع الصوت عاليا الى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة لمعالجة مشكلة الكهرباء بعيدا عن التشنجات السياسية. (مكتب إعلامي)

النائب محمد الحجار لعون: كفى كذباً وتدجيلاً على الناس
علَّق عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار على دعوة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون المواطنين الذين يدفعون فواتير الكهرباء إلى التظاهر، فشدد على "ضرورة الحد من هذا الخطاب"، مُضيفًا "كفى كذباً وتدجيلاً على الناس". الحجار، وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان  93.3"، قال: "تقدمت بدعوى أمام النيابة العامة في ديوان المحاسبة بشأن فضيحة المازوت الأحمر وننتظر إكتمال التحقيق"، مُضيفاً "ما قلته لرئيس ديوان المحاسبة عوني رمضان أنني قمت بواجباتي كنائب وقدمت هذه الدعوة لدى النيابة العامة في الديوان وسأواكب لحظة بلحظة مجريات هذا التحقيق"، مؤكِّداً "همنا ليس التجني على الناس بل أن يصل التحقيق إلى خواتمه، أي أن نعرف ما وضع هذه الشركات التي أخذت هذا المازوت في الأيام الآخيرة ومن هم فعلاً أصحاب هذه الشركات لأن معلوماتنا تقول إن هذه الشركات بأكثريتها وهمية". وفي سياقٍ متصل، أضاف الحجار: "كما نريد ان نعرف من الذي أعطى الاذن بتسليم هذه الشركات المازوت في اليوم الأخير؟، ولماذا قال مدير عام المنشآت إن هناك وفراً في المال بينما عندما سألناه لماذا لا يوزعون المازوت بشكل إضافي قال إن ليس لديهم المال الاضافي وهذا امر مسجل في محاضر اجتماعات لجنة الطاقة النيابية". وأوضح أنَّ "هذا المازوت المزعوم ذهب إلى جيوب الأشخاص الذين سنراهم خلف القضبان بعدما ستنكشف كل الحقائق"، لافتاً إلى أنَّ "هناك حقائق موضوعية موجودة والاعلام سيتقصى عنها ومن يراجع ما حصل، (السبت)  و(الاحد)، الماضيين يرى أن كل وسائل الاعلام تكلمت عن هذا الموضوع. اذا كانت هناك محاولات تغطية للحقيقة"، مؤكِّداً "لن نسكت عن هذا الموضوع وسنبقى مصرين على كشف الحقيقة لنعرف لماذا يوضع المازوت في جيوب هؤلاء المتشدقين بالشعارات الفارغة من اي مضمون". وتابع: "نحن كنا تقدمنا كنواب في لجنة المال والموازنة بكتاب لرئيس مجلس النواب نبيه بري عرضنا فيه ممارسات رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان وكيف يستغل المركز والمنبر ليقوم بخطاب سياسي لتياره وهذا الخطاب يجافي الحقيقة". وختم الحجار بالقول: "نحن أصررنا على ان تكون المعالجة لهذا الامر من صلب المؤسسات وبالتالي لجأنا للهيئة الأم أي السلطة التشريعية ورئيسها (رئيس مجلس النواب نبيه) بري الذي قال أمس إنه سيراقب التزام رؤساء اللجان ومقرريها". (إعلام "المستقبل")

فضيحة المازوت تفضح إدّعاءات رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"..."اللواء": نواب يطالبون رئيس المجلس بتخصيص جلسة لمساءلة وزير الطاقة
عامر مشموشي/اللواء
كتب عامر مشموشي في صحيفة "اللواء": غطت فضيحة المازوت التي بلغت قيمتها 15 مليون دولار على ما عداها من المشاكل التي تواجه حكومة اللون الواحد، ووضعت وزير تكتل "التغيير والاصلاح" الذي يتولى مهمات وزارة الطاقة أمام المساءلة النيابية المشفوعة بالسؤال عن رأي الوزير وعمه النائب ميشال عون الذي دعا الثلاثاء المواطنين إلى التظاهر ضد صهره متذرعاً بأزمة انقطاع التيار الكهربائي المفتعلة، عن رأيهما في هذه الفضيحة التي مهما حاول الوزير باسيل اختلاق المبررات لا يستطيع أن يتهرّب من تحمّل المسؤولية المباشرة بوصفه وزير الطاقة المسؤول عن منشآت النفط التي أخفت المازوت عن المواطنين، وتبيّن فيما بعد أنها باعته بالسعر المدعوم إلى بعض المحظوظين الذين أخفوه حتى انتهى شهر الدعم وباعوه في الأسواق بالسعر العادي أي غير المدعوم، وبالتالي هل أن الوزير باسيل على علم بهذه الفضيحة وتولى تغطيتها أم أنه ليس على علم بها، وفي كلتا الحالتين عليه أن يتحمّل المسؤولية، ويبادر الى تقديم استقالته من الحكومة مع بيان اعتذار للشعب اللبناني عن الفضيحة التي ارتكبت في عهده، وفي ظل حكومة يحتفظ تكتل "التغيير والاصلاح" الذي ينتمي إليه بأكثرية الثلث، والذي تخوّله تعطيل أي قرار أو مشروع أو مرسوم أو قانون يستشم منه أنه يخفي وراءه مخالفة، أو فضيحة كفضيحة المازوت. وثمّة سؤال آخر يطرحه فريق المعارضة على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحمي حكومة اللون الواحد، ما هو الاجراء الذي سيتخذه عبر مجلس النواب لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة، ولماذا لم يدعُ حتى الآن الهيئة العامة للمجلس إلى جلسة مساءلة الحكومة برمّتها أو مساءلة وزير الطاقة المسؤول المباشر عن هذه الفضيحة وطرح الثقة به في ضوء ما سيدلي به أمام الهيئة العامة من معلومات موثقة تتعلق بهذه الفضيحة.وهذا السؤال نفسه يُطرح على "حزب الله" الذي بعد صمت طويل عن الفضيحة انبرى ليدافع عن الوزير باسيل ويبرّئ ذمّته، ويضع المسؤولية على الحكومة مجتمعة، وإذا كان بذلك يعترف بأن هناك فضيحة ويجب محاسبة الحكومة عليها، فلماذا لم يسحب وزيريه من الحكومة، أم أنه مستعد للتغطية على هذه الفضيحة لأنه متمسك ببقاء الحكومة لخدمة سياساته التي تتعدى الشأن الداخلي، والإمساك به بالشكل الصحيح.
وقد توالت أمس، تصريحات نواب المعارضة التي تتناول فضيحة المازوت الموصوفة وتركز على سؤال النائب ميشال عون عن رأيه في هذه الفضيحة وهو الذي وقف أمس أمام شاشات التلفزة يعربد ويدّعي العفّة ويتهم فريقاً لم يسمِّه داخل الحكومة بأنه يعرقل المشاريع الإصلاحية التي يتقدم بها ووزراؤه ومنها مشروع إصلاح الكهرباء ما أدى إلى وقوع البلد في أزمة انقطاع التيار الكهربائي بصورة مخيفة في كل المناطق اللبنانية مع إعلان عجز وزيره جبران باسيل عن معالجة هذه الأزمة من دون تقديم أي مبرر أو حجة مقبولة من الذين يتابعون هذا الملف ما حدا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أن يأخذ الموضوع على عاتقه ويبدأ بعد ترؤسه بعد ظهر أول من أمس اجتماعا وزاريا في السراي اتصالاته لتأمين بواخر تمدّ لبنان بالتيار الكهربائي المسؤول عنه الوزير جبران باسيل وكأنه يومي بذلك إلى كل من يهمهم الأمر بأن الوزير باسيل فشل في معالجة هذا الملف وعليه أن يتنحى عنه ليتسلمه غيره من الزملاء في الحكومة أو يتسلمه رئيس الحكومة بشكل مباشر. وفي مطلق الأحوال، فإن هذه الفضيحة ما زالت في بداياتها، وقد وضع ديوان المحاسبة يده عليها وباشر التحقيق مع مدراء منشآت النفط التي كانت تحتفظ بالمازوت وكيف سلّمت المازوت وبأمر مَنْ سلمته والجهات التي تسلمته، وما هي أسباب اختفائه خلال فترة الشهر التي حددها مجلس الوزراء لبيع المازوت مدعوماً، ثم ظهوره فجأة غداة انقضاء مهلة الشهر ليباع بالسعر العادي أي بإضافة الثلاثة آلاف ليرة على سعره المقرر وهي قيمة الـ
T.V.A التي رفعها مجلس الوزراء كدعم للمازوت الأحمر في فصل الشتاء. وقد كشف رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان عن بداية الخيط الذي يؤدي في حال لم تتدخل جهات نافذة للفلفته، إلى الكشف عن هذه الفضيحة وعن المسؤولين عنها، حيث تبيّن من التحقيقات الأولية التي أجراها مع مدراء في منشآت النفط أن شركات التوزيع أخذت الكمية الكبرى من المازوت وعملت على تخزينها وعندما رُفع الدعم بدأت الشركات ببيعها بسعرٍ عالٍ، بمعنى أن الشركات ابتاعت المازوت بسعر 25 ألف ليرة للصفيحة الواحدة وباعتها بالسعر غير المدعوم أي بثلاثين ألف ليرة. ويتوقع رئيس ديوان المحاسبة أن تتوفّر عنده كل التفاصيل المتعلقة بهذه الفضيحة في غضون الأربع وعشرين أو الثماني والأربعين ساعة المقبلة، وهي الفترة التي وضعها لنفسه للانتهاء من التحقيقات والوقوف على كل التفاصيل بدءاً بالفواتير والمستندات وصولاً إلى الجهات التي لها علاقة بهذه الفضيحة، فماذا لو كانت اتهامات عدد من النواب للوزير باسيل بأن محظوظين ومقرّبين منه تولوا شراء المازوت بالسعر المدعوم وقاموا بإخفائه ثم بيعه بعد انتهاء شهر الدعم الذي حدده مجلس الوزراء، وبماذا سيردّ رئيس تكتل التغيير والاصلاح الذي دعا المواطنين الى التظاهر ضد من يعرقل مشاريع وزرائه لإصلاح حال الكهرباء، وهل سيدعو وزيره إلى الاستقالة أم أنه كالعادة سيحوّل الأمر إلى مكان آخر، متذرعاً بالحجة نفسها، وهي أن هناك داخل الحكومة وخارجها من لا يريد الإصلاح هو الذي يعرقل مشاريع وزراء تكتل "التغيير والإصلاح".

القرار العربي أدخل معطيات كبيرة على المشهد وحلفاء دمشق يخشون بدء بازار دولي
روزانا بومنصف/النهار
اثارت المبادرة العربية التي وضعت خريطة طريق للخروج من الازمة السورية ينوي القيمون عليها الحصول على دعم لها وتأييد من المجتمع الدولي، ارباكا واضطرابا لدى حلفاء النظام السوري في لبنان بحيث لم يتوان بعضهم عن التعبير عن هذا التوتر بعصبية وبعدائية ازاء اطراف آخرين لهم آراء مختلفة ازاء النظام. ولا يخفي بعض هؤلاء ان ما صدر عن دول الجامعة العربية بالاجماع كان مفاجئا لهم الى حد بعيد وصادما اذا امكن القول. اذ ان اتفاق الدول العربية للمرة الاولى على طلب تنحي رئيس عربي امر يدخل معطيات كبيرة على المشهد السياسي في المنطقة ويجعل الامور صعبة الى درجة كبيرة بالنسبة الى النظام. ويقر هؤلاء ان اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في المؤتمر الصحافي الذي عقده بانه اتصل بمسؤول روسي اكد له ان العلاقات السورية الروسية على متانتها وان روسيا لن تقبل اي تدخل انما عكس مدى الارباك والخوف اللذين احدثهما الموقف العربي لجهة المتغيرات التي يدخلها على المعطيات السياسية القائمة. ذلك ان القيادة السورية تدرك جيدا اهمية الاجماع العربي ولو حاولت الاستهانة به واحتمال تأثير هذا الاجماع على الموقف الروسي الذي امن حتى الان الغطاء لاستمرار النظام ومنع ادانته دوليا. ولذلك كان المعلم في حاجة الى التأكد من متانة الموقف الروسي وبقائه على حاله قبل ان يعقد المؤتمر الصحافي معلنا رفض الخطة العربية. لكن المسألة ان العرب انفسهم اظهروا بالاجماع انهم اصحاب الحل والربط في الحل السوري وليس المجتمع الدولي المتدخل في هذا الشأن.الا ان الحلفاء في لبنان يعون جيدا ان الامور لن تكون سهلة بالنسبة الى النظام في ضوء هذه المعطيات الجديدة. اذ يتهم هؤلاء الدول العربية بانها وضعت موضوع رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة على الطاولة للتفاوض على اقل تعديل ان لم يكن اكثر. وهذا الامر مثار قلق كبير وعميق بالنسبة اليها ولو انها تصر علنا على امكان خروج النظام من الازمة. اذ ان هذا الموقف المطالب بتنحي الرئيس السوري يعني رفع الغطاء العربي عن النظام السوري وسيكون صعبا على رؤساء وزعماء الدول التراجع عنه، كما سيكون صعبا عليهم التعامل مع الرئيس السوري في حال بقي في السلطة ولذلك هم يطلبون رحيله او تنحيه. وما يخشاه هؤلاء في العمق ان يكون قد بدأ بازار فعلي دولي حول مصير النظام او هو على وشك ان يبدأ. اذ يدرك هؤلاء ان روسيا ستكون محرجة ازاء العرب وسقوط المزيد من القتلى يوميا حين يطرح في مجلس الامن مشروع   تبني الخطة العربية للحل في سوريا لا اكثر ولا اقل اي من دون تدخل خارجي او عقوبات دولية على النظام او فرض مناطق حظر جوي. ذلك ان هذه العناصر الاخيرة هي عناوين الرفض الروسي لاي قرار في مجلس الامن في حين يدرك الروس ان المخرج الذي قد يكون لا يزال سهلا للنظام راهنا قد يغدو اصعب متى استمر الحل الامني على وتيرته الحالية او في حال تصاعد كما حصل في الايام القليلة الماضية.
 يضاف الى ذلك ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تحدث عن ايام معدودة للرئيس السوري في السلطة وهذا الكلام يخوض به حملته الانتخابية لولاية ثانية حتى لو ان الايام المعدودة تعني بضعة اسابيع. وكذلك فعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يخوض بدوره حملة لاعادة انتخابه في الاشهر المقبلة ومن الصعب عودة الامور الى الوراء بعدما بلغت هذا الحد خصوصا على الصعيد العربي على رغم مراهنة هؤلاء على ان الرئيس السوري لا يزال يملك فرصة انجاح مشروعه في مهلة الشهر التي وافق عليها للتمديد لبعثة المراقبين العرب وانهاء المجموعات التي تثور ضد حكمه في موازاة السير بالاصلاحات التي اعلن عنها. لكن الدول العربية بدأت تسابقه في رأي هؤلاء على استثمار التوقيت لمصلحتها ومنع النظام من الاستفادة منه في المقابل. ولذلك فان اهمية الاسابيع المقبلة تكمن في  ما اذا كان سينجح الروس في تأجيل الاستحقاق الدولي وتمييع الخطة العربية ام لا. وهذا الارباك الذي لم يستطع بعض حلفاء النظام اخفاءه على خلفية الخطة العربية لمستقبل الوضع في سوريا اعاد الى الواجهة المخاوف من توتر في الداخل مع تصعيد هؤلاء لهجة الخطاب السياسي معطوفا على ما حصل من تعديات سورية عبر الحدود. وكان لموقف وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الداعم للنظام في سوريا اثر في هذا الارتباك الداخلي باعتباره عبر عن انقسام داخل الحكومة اللبنانية في ظل ما سبق ان عبر عنه كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي حول اعتماد سياسة النأي بالنفس في موضوع سوريا. في حين ان وزير الخارجية لا يعبر عن رأي ديموقراطي او سياسي شأنه شأن السياسيين بل هو يمثل الحكومة اللبنانية ويفترض تاليا ان يكون اخذ موافقة المرجعيتين الاولى والثالثة على مواقفه ان لم يكن موافقة مجلس الوزراء مجتمعا. كما لا يخفى الاثر السلبي لتصريحات المسؤول الايراني قاسم سليماني التي وان كانت تعبر عن مدى التوتر الايراني ايضا في ظل اعتبارات متعددة، فانها تزيد من عوامل الخشية على الوضع اللبناني او تظهرها اكثر.

هل تُخرج الانتخابات لبنان من وضعه الشاذ؟ قانون عصري لمجلس يمثّل كل الشعب
اميل خوري/النهار
هل يمكن القول إن انتخابات سنة 2013 ستكون حاسمة ومصيرية بين قوى 8  و14 آذار أو بين تحالفات جديدة قد تنشأ في ضوء نتائج الاحداث في سوريا فتخلط الاوراق بحيث تعود الاكثرية لتحكم والاقلية تعارض تطبيقا للنظام الديموقراطي السليم؟ والسؤال الآخر الذي يطرح هو: أي قانون تجرى على أساسه هذه الانتخابات ويكون عصريّاً وعادلاً ومتوازناً ويؤمّن صحة التمثيل السياسي والانصهار الوطني في آن واحد، ويحقق المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين التي نص عليها دستور الطائف؟ وهل تكون حرة ونزيهة إذا ظل السلاح خارج الدولة والقرار واحد لتحالف مذهبي في حين انه متعدد داخل مذاهب اخرى؟ وما العمل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل السياسي والمناصفة الفعلية بين المسلمين والمسيحيين، ويخفض سن الاقتراع ويمكّن اللبنانيين الموجودين في الخارج من الانتخاب حيث هم؟ لكن تأمين انتخابات حرة ونزيهة يتطلب وضع السلاح خارج الدولة، أقله خلال فترة الانتخابات، في تصرف الدولة او الجيش، واعتماد القاعدة النسبية مع الصوت التفضيلي، وإلا بات من حق الطوائف المسيحية المطالبة بأن ينتخب كل مذهب نوابه أو أن تقوم تحالفات مذهبية على غرار التحالف الشيعي الذي يأتي بمن يشاء نائبا... فإذا كان اعتماد القاعدة النسبية هو الذي يحقق التمثيل السياسي والمذهبي والوطني في آن واحد، كون الناخب هو الذي يختار من يريد من المرشحين من اي مذهب ومن أي تيار أو حزب ويقترع له، وليس زعماء اللوائح وأسياد المال او التحالفات المذهبية، فلماذا المماطلة في إقرار قانون للانتخابات يعتمد هذه القاعدة، لأن البديل هو اقتراح "اللقاء الارثوذكسي"، او اقامة تحالفات مذهبية تستطيع اختيار مرشحيها للانتخابات، كما فعل الحلف الثلاثي في الماضي وكان يتألف من كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده، واستطاع اكتساح المقاعد النيابية في جبل لبنان حتى بمرشحين هم دون وزن المرشحين المنافسين في بعض الدوائر ولاسيما في كسروان. فلا يجوز ان يبقى التحالف الشيعي هو وحده الذي يقرر اختيار المرشحين، ليس عن الشيعة فحسب بل عن مذاهب اخرى، كونه يملك وحدة القرار وفوق ذلك السلاح، وهذا يشكل خللا فاضحا في التوازنات السياسية الداخلية، فإما تكون تعددية داخل كل مذهب كما كان في الماضي عندما كان المرشح من مذهب في لائحة ينافسه مرشح من المذهب نفسه في لائحة اخرى، وإما لا تعددية داخل كل مذهب بل وحدة قرار تتولى قيادات في كل مذهب تحقيقه.

 ويتساءل اصحاب هذا الرأي: ماذا لو ان البطريرك الراعي سعى لدى الزعماء الموارنة الى اقامة تحالف في ما بينهم لتأمين حقهم في المناصفة بحيث يضم هذا التحالف على سبيل المثال امين الجميل، ميشال عون، سمير جعجع، سليمان فرنجيه، دوري شمعون، بطرس حرب؟ فمثل هذا التحالف اذا توسع وشمل زعامات من كل الطوائف المسيحية يستطيع ان يأتي بنصف عدد النواب، وان يأتي التحالف المسلم بالنصف الآخر بحيث يحقق أقله المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ولا يعود الصوت الاقلي في بعض الدوائر يرجح كفة الفوز لمرشح لا يمثل مذهبه.
لذلك لا يجوز توصلا الى قانون انتخاب عادل ومتوازن يؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وينبثق منه مجلس نيابي، له هذا التمثيل الا باعتماد النسبية مع الصوت التفضيلي، أو ان ينتخب كل مذهب نوابه، او تقوم تحالفات مذهبية، على غرار التحالف الشيعي. وعندها لا يعود يهم كثيرا إذا بقي السلاح في يد فئة لبنانية من دون اخرى.
الواقع ان الانتخابات النيابية المقبلة كي تكون مصيرية وحاسمة ينبغي ان تجرى على اساس قانون عادل ومتوازن، خصوصا ان مجلس النواب الذي سينبثق منها سينتخب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، والاكثرية تسمي رئيس الحكومة الذي يشكل حكومة من اكثرية متجانسة كي تستطيع ان تحكم وتكون منتجة وليس حكومة متنافرة ومتناحرة لا تستطيع ان تحكم ولا ان تنتج، وهو ما يعانيه لبنان منذ سنوات، اذ لا استقرار سياسي وأمني ولا نهوض بالاقتصاد.

مبادرة العرب الثانية: من وقف القتل إلى تنحّي الأسد
ربى كبّارة/المستقبل
أخيراً حسمت الجامعة العربية أمرها وانتقلت بمبادرتها الثانية من السعي الى وقف القمع الدموي للشعب السوري الذي أسقط اكثر من ستة آلاف ضحية خلال عشرة أشهر، إلى مطالبة الرئيس بشار الأسد بتسليم سلطاته في إطار خارطة طريق متكاملة، قرّرت حملها إلى مجلس الأمن الدولي لتزخيم تأثيراتها وإن على مستوى تدويل العقوبات في مرحلة أولى. ففي مقابل المبادرة الأولى مطلع تشرين الثاني الفائت، القاضية بوقف القمع وعودة الجيش الى ثكناته وإطلاق جميع السجناء السياسيين ودخول وسائل الاعلام وحرية عملها، قدّمت المبادرة الثانية التي صدرت الأحد الماضي حلاً تفاوضياً يسلم بموجبه الرئيس الاسد صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع الذي يشكل حكومة توافقية تدير الشأن العام وتجري انتخابات وتقدم مشروع دستور إلى المجلس المنتخب وتختتم بانتخاب رئيس أواخر العام الجاري. وبدل إقرار هذه المبادرة بإجماع عربي، باستثناء "نأي" لبنان بنفسه عن التصويت، على تخلّي معظم حلفاء النظام السوري عنه مثل العراق، التي كان ينتظر ترؤسها الجامعة العربية في آذار، والجزائر، والسودان التي انجز مواطنها رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدّابي تقريراً صبّ في مصلحة النظام كما دلّ تكرار وزير الخارجية وليد المعلم التنويه والترحيب به، ولكن المبادرة العربية تخطته.
وسينعكس تراجع الدعم العربي لدمشق حكماً على مواقف روسيا التي أمّنت سابقاً حماية النظام من قرار إدانة وعقوبات عبر استخدامها حق النقض في مجلس الامن الدولي. ويرى ديبلوماسي لبناني سابق أن مواقف روسيا المتشدّدة قابلة للتغيير وهي مجرد مواقف لفظية صدر آخرها أمس على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الذي أكد انفتاح بلاده "على اية مقترحات بناءة" مجدداً معارضتها لفرض عقوبات دولية او استخدام قوة خارجية. فروسيا لم تعترض على المبادرة العربية الجديدة، بل ما زالت تؤكد دعمها للتحرك العربي. وكيف لموسكو أن تعارض تصديق مجلس الامن على المبادرة العربية في ظل المعلومات الصحافية التي تسربت منتصف كانون الأول الماضي عن زيارة للشرع هدفها التوصل الى حل مشابه؟. فالنظام السوري رغم خبرته الطويلة في اللعب على حافة الهاوية وتوظيف العوامل الخارجية لمصلحته سارع فوراً إلى رفض المبادرة العربية جملة وتفصيلاً بما يزيد من إحراج روسيا إذا ارادت وقف تبنّي مجلس الامن للمبادرة العربية بما يساعد على استمرار القتل وتصاعد مخاطر الحرب الأهلية، خصوصاً وأن سقف التحرك الدولي سيكون مضبوطاً في الإطار العربي. في المقابل، تكثف الولايات المتحدة مشاوراتها مع روسيا قبيل عرض تصور اوروبي- عربي على مجلس الامن وهو ما كشفته زيارة نائب وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان لموسكو هذا الأسبوع والتي سبقتها بأسبوع واحد زيارة قام بها نائب وزيرة الخارجية وليم بيرنز.

ويلفت الديبلوماسي نفسه الى أن سوريا توفر حالياً لروسيا موقعاً متقدماً في المساومات بين الدول الكبرى وتشكل أحد أبرز ساحات صراعها مع الغرب، خصوصاً مع الولايات المتحدة التي لا تعير أدنى اهتمام لمصالحها الاقتصادية أو أمنها القومي، هذا إضافة الى مصالحها الاقتصادية والعسكرية في المنطقة. كما يرى أن الموقف الروسي سيتغير كلما ظهرت ملامح ضعف النظام السوري. فنقل المبادرة العربية إلى مجلس الأمن يفتح أولاً باب تدويل العقوبات الذي يقصم ظهر الاقتصاد السوري خصوصاً وأن العقوبات التي أتت متفرقة حتى الآن، سواء من قبل الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي او تركيا او الجامعة العربية، ساهمت في تدهور سعر صرف العملة الوطنية الى نحو نصف ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة منتصف آذار الماضي ويؤكد ذلك قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم "اقر أن نصف أزمتنا الإقتصادية هي بسبب العقوبات".
فازدياد الضغط الاقتصادي سيُخرج الفئات الصامتة وحتى الموالية الى الشارع ويدعم تزايد المنشقين عن الجيش، وهو ما تحسّب له النظام بإعلانه بلسان المعلم أن الحل الأمني أصبح "مطلباً جماهيريا". كما بات العرب على قاب قوسين أو أدنى من الاعتراف الرسمي بـ"المجلس الوطني السوري". ففيما كان وزراء الخارجية العرب مجتمعين لإعلان مبادرتهم، وتعني اعترافاً ضمنياً بالمعارضة السورية التي يتوجب على نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مفاوضتها رسمياً، كان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يجتمع برئيسه برهان غليون، وهو ما احست به دمشق وعبّر عنه المعلم بقوله "اذا اعترف الخليجيون بالمجلس الوطني السوري (...) فسندرس الخطوات التي سنرد بها (...) وكل بلد عربي فيه بيوت من زجاج قابلة للكسر". ولا يعني تمديد عمل المراقبين شهراً اضافياً، رغم انسحاب مراقبي دول الخليج، تذبذباً في الموقف العربي رغم أن دمشق، ورغم رفضها الفوري والقاطع للمبادرة العربية الثانية، وافقت على تمديد عملهم علّ الفترة الإضافية تؤدي إلى انشقاقات في الصفوف العربية وأملاً في إرجاء الانتقال السريع إلى مجلس الامن.

رداً على اعتبار إنكار الإبادة الأرمنية جريمة يعاقب عليها القانون الصحافة التركية تصف الرئيس الفرنسي بأنه «الشيطان»
صلاح أحمد من لندن/ايلاف
مع إعلان الإليزيه بدء العمل في غضون اسبوعين باعتبار إنكار إبادة الأرمن على يد العثمانيين جريمة يعاقب عليها القانون، تصدت له الصحافة التركية مستغلة انعتاقها من أغلال الدبلوماسية فوصفت الرئيس الفرنسي بمختلف النعوت بما فيها أنه الشيطان نفسه.
لندن: في خضم الأزمة العاتية بين تركيا وفرنسا بشأن ما تعتبره الأخيرة إبادة للأرمن على ايدي العثمانيين في 1915 وإنكار الأولى الشديد لذلك، ألقت الصحافة التركية - نيابة عن حكومتها - باللغة الدبلوماسية من النافذة ووصفت الرئيس نيكولا ساركوزي صراحة بأنه «الشيطان». وكانت فرنسا قد أعلنت الثلاثاء ان قانون معاقبة إنكار كل جرائم الابادة، بما فيها «إبادة الارمن»، سيصدر في غضون 15 يومًا، وذلك غداة تبنيه في مجلس الشيوخ. وقال الإليزيه إن رئيس الجمهورية «سيصدر قانون معاقبة انكار جرائم الإبادة وفقا للفترة العادية» وهي 15 يوما بعد تبنيه من قبل البرلمان. وفورا وصم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، هذا القانون بأنه «عنصري»، بعد أن كان قد وصف الاتهام الفرنسي في السابق بأنه «تعد على الشرف القومي التركي نفسه».
الشيطان يتحدث
فور إعلان الإليزيه مضيّه قدما في وضع قانون إنكار الإبادة موضع التنفيذ، نقلت الصحف البريطانية عناوين نظائرها التركية وهي تصرخ بالإدانة. فقالت «حريّات» على صفحتها الأولى: «ساركوزي يذبح الديمقراطية»، بينما وصلت «سوزجو» الى حد ركل الشفافية الدبلوماسية جانبا وهي تختار العنوان «ساركوزي هو الشيطان». ولا شك مطلقا في أن الأزمة الحالية بين أنقرة وباريس هي الأعمق بين الطرفين في الأزمنة الحديثة، وذلك الى درجة حدت بإردوغان لتهديد باريس بمزيد من الإجراءات الانتقامية. وستضاف هذه، في حال اتخاذها ورغم انها غير معروفة بعد، الى ما اتخذته تركيا حتى الآن وهو تجميد الروابط الاقتصادية والعسكرية والسياسية بين الطرفين واستدعاء السفير في باريس بعدما أجاز مجلس النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع القانون الشهر الماضي.
تبرير تركي
تعكس الصحافة التركية الموقف التركي الحكومي- والشعبي - بقولها إن الاشتباكات بين العثمانيين والأرمن أوقعت خسائر بشرية فادحة في الطرفين، وإن القتل الجماعي الذي صاحب هذا «كان نتيجة لا مفر منها مع استخدام الأسلحة الحديثة وقتها». ويذكر أن المؤرخين يقولون إن العثمانيين قتلوا 1.5 مليون أرمني في ما تعتبره دول أوروبية عديدة أول إبادة جماعية في القرن العشرين. ومهما يكن من أمر فقد وصلت حرب أنقرة الكلامية على باريس حدا غير مسبوق في العصر الحديث. فمع اعتماد مجلس النواب الفرنسي قانون الإبادة، استخدم رئيس الوزراء التركي نفسه لغة غير معتادة. فقال في خطاب متلفز على الهواء إن القوات الفرنسية، بحلول العام 1945، كانت قد أجهزت على 15 في المائة من الشعب الجزائري بأكمله. وأضاف أنها «أحرقت قسما من هؤلاء أحياء داخل أفران الغاز»، وأن ما فعلته لا يمكن بالتالي ان يوصف إلا بكونه «إبادة جماعية في الجزائر». ثم وجه رئيس الوزراء التركي نصيحة شخصية الى الرئيس الفرنسي نفسه قائلا: «إذا كان نيكولا ساركوزي ليس ملمّاً بما ارتكبته القوات الفرنسية في الجزائر، فليتقدم بالسؤال الى أبيه بال ساركوزي. فقد خدم في «العصبة الفرنسية» خلال الأربعينات وأنا على يقين من أن لديه الكثير الذي يدلي به لابنه عن أعمال الإبادة الشنيعة التي ارتكبتها هذه القوات بحق الثوار الجزائريين وعن الأفران خصوصا».
لعبة سياسية؟
الصحف التركية تصف ساركوزي بأسوأ النعوت
يأتي كل هذا على خلفية مشحونة بالتوتر في فرنسا وبالنسبة لساركوزي خاصة. فهو يواجه امتحانا عسيرا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 22 نيسان (ابريل) الجولة الأولى و 6 ايار (مايو) الثانية الحاسمة. وعلى هذا الأساس تقول وجهة النظر التركية إن الأزمة الحالية مع فرنسا إنما هي «لعبة سياسية يقصد بها ساركوزي كسبا رخيصا لأصوات الأرمن» الذين يعيشون في فرنسا ويبلغ عددهم نحو نصف المليون شخص.
ساركوزي سيهجر السياسة في حال خسارته
اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمرة الأولى باحتمال خسارته الانتخابات المقبلة قائلا إن هذا سيشكل نهاية الطريق السياسي بالنسبة له. واعترف صراحة ايضا بأنه سيتفرغ للسعي وراء مصالحه المالية على غرار ما فعله رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وأدلى ساركوزي بهذا الحديث المدهش في أعقاب استطلاعات الرأي الأخيرة التي تشير بوضوح الى خسارته الإليزيه في انتخابات ابريل الرئاسية المقبلة في الربيع. وقال الرئيس (56 عاما) في حديث لأقرب مساعديه ونقلته صحيفة «لوموند» عن مصادر موثوق بها: «اعتقد أنني بلغت خاتمة المطاف. لأول مرة في حياتي اجدني بمواجهة مصير كهذا. لست دكتاتورا ولذا فلن اتشبث بالسلطة». وقالت الصحيفة إنه استعار مقولة باسكال: «القدر يهيئ الأشياء للإنسان بحيث ينسى أنه سيموت». وقال ساركوزي لمساعديه إنه سيمضي «على خطى توني بلير» الذي جمع لنفسه الملايين بعد تنحيه عن السلطة في بريطانيا. ونقلت الصحيفة قوله: «أنا ايضا سأسعى وراء مصالحي المالية». وعندما سئل عن الكيفية التي ينوي بها ذلك قال: «أنا محام في الأصل. ولدي العديد من الاهتمامات التي ستأخذ مني كل الوقت». ومضى قائلا: «سأرحل وأعيش بهدوء بحيث لن تسمعوا عني مرة أخرى. تكفيني السياسة ولا رجعة اليها. سأسافر كيفما شئت. سأبدأ أسبوع عملي يوم الثلاثاء وأنهيه يوم الخميس. لا يخيفني هذا وبصراحة فإنني اتطلع اليه».

ما حقيقة انحياز «الأقليات» لنظام بشار الأسد؟!
صالح القلاب/الشرق الأوسط
هناك انطباع يصل إلى حدود القناعة لدى بعض الأوساط خارج سوريا بأن الأقليات الدينية والعرقية، كالعلويين والشيعة والإسماعيليين والمسيحيين والدروز والأكراد، منحازة لنظام الرئيس بشار الأسد وأن هواجس وصول «الإخوان المسلمين» إلى الحكم واستبدال حزب «علماني» شمولي بحزب ديني أكثر شمولية من سلفه هي التي دفعت هذه الأقليات، إن لم يكن للانحياز إلى هذا النظام والقتال إلى جانبه والدفاع عنه، فعلى الأقل إلى الوقوف على الحياد ومتابعة المشهد والتطورات الجارية الآن عن بُعد وانتظار الموقف الذي تمليه المصلحة الخاصة في ضوء مستجدات موازين القوى ونتائج المواجهات الساخنة الدائرة منذ الخامس عشر من مارس (آذار) العام الماضي 2011 وإلى الآن.
وهنا فإن ما بات مؤكدا ومعروفا، إن في داخل سوريا وإن في خارجها، هو أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وبخاصة بعد مذبحة حماه الشهيرة في عام 1982 التي قتل فيها عشرات الألوف من أهل هذه المدينة الذين هُمْ - وللأسف قول هذا - جميعهم من «السنة»، لضمان استمرار حكمه وتوريثه إلى أحد أبنائه من بعده، قد لجأ إلى إعادة صياغة المعادلة السياسية على أساس أن مصير الأقليات الإثنية والطائفية كلها، من علويين إلى شيعة إلى مسيحيين إلى دروز إلى إسماعيليين.. وأيضا إلى أكراد مرتبط به وبنظام حكمه وببقاء هذا الحكم في عائلته وتحالفها مع بعض العائلات العلوية من أخوال أولاده ومن أعمامهم وأبناء أعمامهم.
هكذا - وعلى هذا الأساس - استمر التركيز على هذه المسألة من زاوية أن بقاء نظام الحكم الذي اختطفه حافظ الأسد من أيدي رفاقه في حزب البعث في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970 هو الضمانة لهذه الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية بأن تبقى ملتصقة بهذا النظام حتى لا يتحول أبناؤها إلى مستضعفين وأهل ذمة، وحقيقة أن هذه السياسة قد حققت نجاحات ملموسة وجعلت كثيرين من هؤلاء يتصرفون وعلى مدى كل هذه الأعوام منذ نهايات سبعينات القرن الماضي وحتى الآن على أساس هذه الوضعية ووفقا لهذه المعادلة.
ولعل ما تجب الإشارة إليه، ونحن بصدد الحديث عن هذه المسألة، أن استهداف التنظيم، الذي كان أنشأه مروان حديد قبل مذابح حماه الآنفة الذكر، لعدد من رموز هذا النظام من أبناء الطائفة العلوية قد عزز قناعة بعض أبناء هذه الطائفة وأبناء الأقليات المذهبية والطائفية الأخرى بأن الإسلام السني السياسي «الإخوان المسلمين» يستهدفهم ويريد القضاء عليهم وهذا بقي متواصلا ومستمرا يصاحبه ضخ إعلامي لم يتوقف منذ أحداث حماه في عام 1982 وحتى انفجار هذه الانتفاضة!!
وحقيقة، هناك حتى من الذين ينتمون إلى الأكثرية السنية من الليبراليين والعلمانيين من لديهم مخاوف، وهم يتابعون ما يجري في مصر ويسمعون تصريحات مرشد عام «الإخوان المسلمين» الشيخ محمد بديع، من استبدال هذا الاستبداد «البعثي» باستبداد ديني على غرار الاستبداد الكاثوليكي في أوروبا قبل الثورة الفرنسية وبعدها، وهذا يتطلب أن يبادر إخوان سوريا وبسرعة إلى المزيد من توضيح مواقفهم إزاء معطيات مرحلة ما بعد هذا النظام وإقناع الذين من المفترض أنهم شركاء المستقبل أن «الإخوان» المصريين شيء وأنهم هم شيء آخر، وأن سنوات الملاحقات والاضطهاد والتقتيل قد جعلتهم أقرب إلى الصيغة التركية - الأردوغانية منهم إلى الصيغة الإخوانية المصرية وقبل هذا كله فإن عليهم عدم البروز أكثر من اللزوم في صورة الثورة السورية.
ثم إن ما يجب قوله أيضا هو أنه حتى وإن كان لدى بعض إخوان سوريا رغبة في الاستفراد بالحكم في مرحلة ما بعد زوال هذا النظام، فإنه في حقيقة الأمر ليس لدى هؤلاء القدرة لتحقيق رغبتهم هذه، فالشعب السوري بعد كل هذه المعاناة الطويلة، منذ أول انقلاب عسكري في عام 1949 مرورا بتجربة «الجمهورية العربية المتحدة» ونظام حزب البعث الذي انتزعه حافظ الأسد من أيدي رفاقه في انقلاب «الحركة التصحيحية» في عام 1970 والذي أورثه إلى ابنه هذا الذي يتشبث بهذا الحكم بأظافره وأسنانه، من غير الممكن أن يقبل هذا الشعب باستبدال شمولية علمانية بشمولية دينية، ومن غير الممكن أن يقبل بغير نظام تعددي ديمقراطي قوامه صناديق الاقتراع وسلطة الشعب والحريات العامة.
والمؤكد أن إخوان سوريا يعرفون هذا ويدركونه، ولذلك فإن المنتظر أن يسارعوا لتوضيح مواقفهم لأبناء شعبهم في هذه اللحظات المصيرية والتاريخية الحاسمة، فالأمور لا تحتمل التأجيل والضرورة تقتضي وضع حد لاستغلال نظام بشار الأسد لمخاوف أبناء هذه الأقليات لإبعادهم عن المشاركة في معركة خلاص شعبهم وإقامة النظام الديمقراطي والتعددي الذي يريده هذا الشعب.
كذلك ولأن الحقائق قد تغيب في بعض الأحيان تحت ضغط الأحداث اليومية المتلاحقة ونتيجة الضخ الإعلامي المتواصل على مدى أربعين عاما وأكثر، فإن الضرورة تقضي بالإشارة إلى أن هذا النظام طائفي، وليس نظام الطائفة العلوية التي عانت تحت حكم حافظ الأسد المستمر حتى الآن مع ولده بشار أكثر مما عانته أي طائفة أخرى، والتي جرى تدمير عائلاتها الرئيسية الفاعلة كلها، وتم التخلص من كل رموزها، من محمد عمران إلى صلاح جديد إلى إبراهيم ماخوس إلى غازي كنعان، وإلى رتل كامل من القيادات الصاعدة، ومن بين هؤلاء عارف دليلة وكل هذا ومن المعروف أيضا أنه حُكِم على ميشيل عفلق المسيحي الأرثوذكسي الذي هو مؤسس حزب البعث بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، وأن الدكتور حبيب حداد الذي كان وزير إعلام سابقا والأمين القُطري المساعد في فترة منتصف ستينات القرن الماضي قد اضطر تحت ملاحقات الأجهزة الأمنية إلى مغادرة وطنه واللجوء إلى الولايات المتحدة، حيث أعلن من هناك تأييده ومساندته لانتفاضة الخامس عشر من مارس 2011.
هذا بالنسبة للعلويين والمسيحيين، أما بالنسبة للدروز الذين طالبهم وليد جنبلاط قبل أيام بعدم الاصطفاف إلى جانب نظام بشار الأسد ضد شعبهم، فإن ما لا يعرفه البعض هو أن منصور الأطرش ابن قائد الثورة السورية ضد الفرنسيين سلطان باشا الأطرش قد بقي ملاحَقا من قبل هذا النظام إلى حين وفاته، وأن الدور الرئيسي بالنسبة لإعدام سليم حاطوم في عام 1967 كان لحافظ الأسد الذي كان وقتها وزيرا للدفاع وعضو القيادة القومية البعثية، وأن حديثة مراد الذي كان أحد رموز الطائفة في فترة ما بعد انقلاب فبراير (شباط) عام 1966 قد تمت ملاحقته وتواصل التضييق عليه إلى حين وفاته، ثم إن أكبر الكبائر التي ارتكبها النظام الأسدي هي اغتيال كمال جنبلاط، الرمز الوطني والقومي المعروف، وإن آخر تطاول قام به بشار الأسد على طائفة «الموحدين» الدرزية هو اختطاف شبلي العيسمي قبل فترة من منطقة عالية اللبنانية بحجة مشاركة ولده في مظاهرة مساندة للانتفاضة السورية في الولايات المتحدة، أما بالنسبة للأكراد فحدّث ولا حرج، كما يقال، إذ إن أقل ما يمكن الحديث عنه هو ذلك المشروع العنصري الذي جرى تطبيقه في أماكن وجودهم في الحسكة وفي كل المناطق المحاذية للحدود التركية - السورية.

إن هذا هو واقع الحال بالنسبة لمواقف الأقليات في سوريا، وإن ما يجب قوله كخلاصة أن نظام بشار الأسد بادر منذ لحظة انفجار هذه الانتفاضة، إلى اتباع أسلوب دفع البلاد إلى الحرب الأهلية الطائفية، وهدفه - في حال انهيار نظام حكمه - إقامة دويلة مذهبية في منطقة وجود الطائفة العلوية التي هي بالتأكيد لا تزال تتمسك برفض مثل هذه الدويلة التي كان الفرنسيون قد عرضوها عليهم إبان احتلالهم لسوريا في القرن الماضي.

هل يمكن إقصاء الأسد مثل صالح؟
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط
هذا ما قيل لتسويق مشروع الجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا، إخراج علي عبد الله صالح ورجاله من الحكم في اليمن دون حرب أو تمزيق للدولة. في رأيي، إن استنساخ الحل اليمني سوريّا دونه عقبات تجعله مستحيلا. ولو كان ممكنا بالفعل أن نرى بشار الأسد وقادته يغادرون دمشق ويحل محلهم من يريده السوريون، لاستحق الأمر جائزة نوبل للسلام، طبعا للشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري، وبدرجة أقل نبيل العربي أمين الجامعة العربية، لكن أخشى أن تنتهي الخطة العربية بجائزة أوسكار سينمائية يحصل عليها الأسد في دور أفضل ممثل. الظروف مختلفة تماما بين نظامي صالح في اليمن والأسد في سوريا. ولا يسمح لي هذا العمود الضيق بالإسهاب، إنما مهم التوضيح بأنه كانت في داخل اليمن وخارجه قوى حقيقية قادرة على إجبار رأس النظام على التنحي وتتويج ثورة الشارع برحيله. السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة لليمن.. هي بمثابة روسيا وإيران لسوريا. الأولى بدأت فعليا نشاطها لإخراج صالح مبكرا، منذ عشرة أشهر، عندما أعلن قادة قبيلته حاشد، ومعهم زعامات دينية زيدية، مطالبته بالتنحي انسجاما مع رغبة الشارع الثائر، وبعدها بيومين، أي 22 مارس (آذار)، أعلن استعداده للرحيل بنهاية العام، ربما مناورة. وردا على محاصرة الخارج له حاصر بقواته سفارة الإمارات في صنعاء لتخويف وفد مجلس التعاون، لكنه لم ينجح. أيضا حاول حشد جماهيره ضد ما سماه تدخل الولايات المتحدة، مع هذا استمر السفير الأميركي في صنعاء يعقد الاجتماعات في منزله مع قادة المعارضة للتنسيق لإنهاء حكم صالح. في سوريا الوضع معكوس تماما. إيران وروسيا تمدان حليفهما، النظام، بالأسلحة، والمرتزقة، وتخربان حتى جهود العالم لتخفيف القتل، ومنعت موسكو كل محاولات الشجب في مجلس الأمم المتحدة.
في سوريا، الأسد يختبئ وراء طائفته التي يحكمها بالقوة. وفي اليمن، صالح تخلت عنه قبيلته والقوى الحليفة، ولم يعد يحكم سوى صنعاء وبقية الدولة صار يحكمها بالوكالة. أما الأسد، فإنه يحكم سوريا بأجهزة مخابرات وأمنية وعسكرية من مدينة باب الهوى على الحدود مع تركيا شمالا وحتى درعا على الحدود مع الأردن جنوبا. وخطة الجامعة الجديدة لإنهاء الأزمة السورية خطيرة، لأنها تعطي النظام المحاصر لأول مرة فرصة حقيقية للبقاء والقضاء على الثورة. روسيا وإيران منذ شهرين اقترحتا إعطاء النظام الفرصة، مقابل إشراكه المعارضة وإجراء انتخابات. الخطة المقترحة من الجامعة تقوم على نفس هاتين النقطتين. وتضيف الجامعة بشرط تسليم الصلاحيات لنائب الرئيس. طبعا هذا ليس دقيقا عند القراءة المتأنية للورقة. النص يقول: «تفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية».
المطلوب من الأسد أن يمنح نائبه صلاحيات «تعاون» مع الحكومة، وهذا أمر يسير لا يمكن أن يقارن بمنحه صلاحياته كلها كما كان في الحل اليمني. ومهم أن أعيد التذكير بأنه في اليمن وجدت عصا مسلطة على صالح حيث بقي عاريا بلا سند، فالخليجيون والغرب كانوا عمليا مع رحيله. أما الأسد يتم إسناده رغم هول حجم القتل، روسيا أرسلت بوارجها لطرطوس، وإيران بعثت له بأسلحة وميليشيات ونفط. ثانيا، النظام استبق واخترع مسرحية للحل السياسي، اخترع معارضتين له، واحدة في الداخل، وأخرى في الخارج، لإقصاء الثوار والمعارضة الحقيقية. سمح للمعارضة المزورة بالعمل في دمشق في مسرحية مكشوفة مع بضعة أفراد يدعون أنهم معارضون في الخارج، لكن الجماهير السورية رفضتهم.
لاحقا، سنرى النظام، الذي يدعي الممانعة اليوم وينتقد الخطة توطئة، يجرجر أقدامه ثم يقبل بها ويختار ما يناسبه منها. وخلال ثلاثة أشهر، من العبث وتصفية الناشطين، سيرضى بـ«حكومة وطنية مشتركة»! وهي لن تكون إلا مثل فريق المراقبين، الذي رفضه نظام الأسد ثم قبل به بعد شهرين وبعد أن فرغه من أهم واجباته، وفرض على الجامعة العربية تكليف جنرال له سجل سيئ من نظام شرير موال له، أي السودان، فأنتج في النهاية تقريرا مزورا، غسل كل ثياب النظام الملطخة بالدم. ستسألون، ما هو الحل العملي الممكن في ظرف عسير كهذا، كما سأل الشيخ حمد مجيبا أحد الصحافيين الغاضبين.. «إذا تقدرون تزيحون النظام أزيحوه.. هل تقدرون؟»، وللحديث بقية.

إيران إما أن تتعاون نوويا أو يتغير النظام
هدى الحسيني/الشرق الأوسط
أخذ المسؤولون الإيرانيون وقتهم لينفوا التصريحات «الصريحة» التي أدلى بها قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني المتعلقة بسيطرة إيران على العراق وجنوب لبنان. ما قاله سليماني يعرفه الجميع، وكنت قبل عدة سنوات التقيت بشقيق قائد «الحرس الثوري» الإيراني السابق في لندن، وقال لي صراحة: «إيران تعتبر (حزب الله) خط الدفاع الأول». السفير الإيراني لدى لبنان جعفر ركن آبادي في نفيه تصريحات سليماني قال إن المقصود هو أن «الربيع العربي» يأخذ روحيته من الثورة الإسلامية الإيرانية، وهذا غير صحيح، لأن «الربيع العربي» أخذ استعداداته من «الربيع الإيراني» الذي أزهر عام 2009 وقمعته بوحشية سلطات آبادي في طهران، وقد يعود ليتحرك بعد «الربيع العربي» وينجح أكثر من نجاح «الربيع العربي» المتخبط، لأن للشعب الإيراني خبرة في الثورات؛ ثورة مصدق، وثورة 1979.. والثورة المقبلة. لهذا ينظر آيات الله بقشعريرة إلى «الربيع العربي»، فهم يرفضون حكم النخبة.. برأيهم لا يبشر بالخير ويفتح إيران على المؤامرات الخارجية والصراعات الداخلية، لذلك هم يبحثون عن طرق لتجنب إجراء الانتخابات المقررة دستوريا لأنها قد تنطوي على جولة أخرى من الاضطرابات التي ستجر قمعا بأمر من المرشد الأعلى، يحرجه.
التركيز في نفي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات سليماني كان على العراق؛ إذ ماذا يفيد تهديد سليماني بأن جنوب لبنان «جزء» من إيران العسكرية، فهناك لا نفط، على الأقل حتى الآن، يعوض النفط الإيراني.. أما العراق، فإن نفطه مشرع للاستغلال الإيراني وقد بدأ. لكن، إذا دمر الاقتصاد الإيراني، بأنواع المقاطعة المطروحة عالميا، بماذا ستحارب؟ إنها تبحث عن الين، واليوان (العملة الصينية)، والروبية، وهذه العملات غير موجودة في جنوب لبنان أو العراق.. إنها في اليابان والصين والهند، لكن، هناك خطوط حمر ترفض هذه الدول السماح لإيران بتجاوزها، لا سيما الصين، في ما يخص إغلاق مضيق هرمز.
صاحب التصريح، أي قاسمي لم ينف ما قاله، فهو يريد أن يترك النار متأججة، ولوحظ أيضا أن حزب الله في لبنان لم ينف أن هذا هو دوره. عرض مسؤولوه عضلاتهم على اللبنانيين في بيانات «تأديبية» أدلوا بها في مناسبات تأبين، تضمنت دائما الدعوة إلى «تثبيت» معادلة الجيش والشعب والمقاومة.. الشعب المقصود هذه الأيام هو «الشعب الشيعي اللبناني»، لأن بقية اللبنانيين اهتماماتهم معيشية ولن يصغوا إلى ما رفضوه سابقا. لكن، مع المعاناة المعيشية اليومية، صار حتى «شعب الحزب» يعرف أن نموذج الانتصار الذي حققه الحزب عام 2006، إذا تكرر سيكون عبئا هو غير قادر على تحمله؛ إذ أي معنى لانتصار على إسرائيل مع كل الخسائر التي مني بها الحزب ولبنان و«الشعب الشيعي اللبناني».
قول سليماني إن إيران قادرة على فرض حكومات إسلامية في الدول «التي تسيطر» عليها، لن يطمئن حتى النظام السوري الحالي الذي يتهاوى أكثر من أي وقت سابق، رغم أن أصوات مؤيدي سوريا اللبنانيين تكاد تصاب ببحة مزعجة وتكاد أعينهم تخرج من محاجرها وهي تدافع عن سوريا وكذلك عن إيران. النفي الإيراني للتدخل في شؤون الدول المجاورة أمر يثير العجب، لأن الواقع ينفي النفي. وكان واضحا العقيد ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي عندما تحدث عن خريطة «مملكة البحرين الشيعية» الممتدة من كاظمة إلى الفجيرة.. الكل يعرف أن إيران تتدخل في دول المشرق العربي وتتدخل في دول الخليج بوضوح. التدخل شيء، وإعلان حرب من أجل دولة أخرى شيء آخر. إيران لن تحارب من أجل سوريا. لا أحد يراهن على حصان خاسر، لا بل هي وحزب الله معها، يدرسان «ما بعد الأسد». هي تعرف أن الدول الكبرى تتفق على «مخرج» للأزمات يناسبها. فالحل اليمني للأزمة السورية طرح روسي؛ أخذ في عين الاعتبار، أن الرئيس السوري بشار الأسد وعد بانتخابات حرة، ووعد بتعدد الأحزاب، وهذا يعني استعداده لقبول الخسارة لاحقا في الانتخابات الرئاسية، والتنحي. الحل اليمني احتاج إلى سنتين للتطبيق، بعد سنتين تنتهي فترة رئاسة الأسد، وسوريا لن تخرج من أزمتها خلال السنتين المقبلتين.. إيران تعرف هذا وتعرف أيضا أن هناك خطة متفقا عليها دوليا تتعلق بها.
في السابق، طرحت على الأسد فكرة التغيير والإصلاح. لم يطرح أحد فكرة تغيير نظامه.. راوغ وتذاكى. صار الطرح الآن تغيير النظام. كذلك الأمر بالنسبة لإيران. الطرح الأول كان التعاون بالنسبة لبرنامجها النووي.. هناك فرصة أخيرة أمامها، قبل أن يصبح الطرح تغيير النظام، وهذا يناقش في عواصم كثيرة. قبل أيام في أنقرة قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، إن إيران لم تهدد يوما بإغلاق مضيق هرمز وإن تحركات الأسطول الأميركي في الخليج ومضيق هرمز أمر روتيني يكفي هذا إشارة لرغبة إيران في تجنب الحرب. إذا أرادت إيران تجنب الحرب، يجب على الأقل أن تنجح المفاوضات حول برنامجها النووي. قرار مقاطعة استيراد النفط الإيراني الذي اتخذته المجموعة الأوروبية في ظل حديث عن استئناف المفاوضات، يبقى قرار مقاطعة وليس قرار حصار، مما يعني أن أوروبا تركت فرصة أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما ليملي رغبته في الخطوة المستقبلية.
إيران بدورها تريد عودة أوباما رئيسا لأميركا؛ ذلك أن المرشحين الجمهوريين الرئيسيين ميت رومني ونيوت غينغريتش يفضلان التعامل مع إيران عسكريا. كما أن حلفاء أميركا، مثل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل يضغطون عليه. ومساء الأحد الماضي عبرت حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» مضيق هرمز ورافقتها مدمرتان؛ بريطانية وفرنسية، «رغم التهديدات السابقة لإيران». إذا انطلقت المفاوضات، فإن ما يمكن أن يقدمه أوباما هو رفع بعض العقوبات الحالية ضد إيران، مع نسخة معدلة عن اتفاق جنيف لعام 2009، الذي كان ينص على أن تشحن إيران 75% من اليورانيوم المنخفض التخصيب من أجل الحصول على الوقود النووي. في المفاوضات المقبلة، سيطلب أوباما أن تشحن إيران 100% من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بالإضافة إلى ما لا يقل عن 75% من اليورانيوم المخصب على مستويات أقل من 20%، مقابل أن يتم تحويل كل اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى وقود نووي لصالح مفاعل أبحاث طهران، مما يسمح له بإنتاج المواد الطبية. بهذا يضمن الغرب أن النظام الإيراني لن يكون قادرا على صنع القنبلة النووية، التي يميل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي لتصنيعها خلال العامين المقبلين. بالنسبة لخامنئي، لن يكون الأمر سهلا، خصوصا أنه بنى شرعيته على «شيطنة أميركا»، فهو يواجه ضغوطا اقتصادية قوية. إذا رفض التجاوب وفضل تجاهل كل الدعوات والاقتراحات، فإن الاقتصاد الإيراني، الشريان الرئيسي لبقاء النظام، قد ينهار. إذا لم يصدر أي نفي عن سليماني، فلأن «الحرس الثوري»، أحد مراكز القوى الثلاث في النظام، يشعر بأنه في أفضل وضع للاستفادة من أزمة الخليج والأزمة النووية. «الحرس الثوري» لديه طموحات توسعية ليصبح تكتلا اقتصاديا وعسكريا على غرار المؤسسات العسكرية في مصر وباكستان، ويشعر بأن الأحداث الجارية تساعده على تحقيق ذلك. هل سيجنح إلى الحرب، مع كل تصريحات قادته النارية بما فيها تصريحات سليماني؟ لقد رأى «الحرس الثوري» كيف تفكك العراق من قبل قوات التحالف، ويراقب سوريا التي تمزقها الصراعات الطائفية، لذلك سوف يعمل على منع إيران من السير على طريق التفتيت نفسه؛ فالإثنيات غير الفارسية كثيرة في إيران.

يريد الجمهورية
أيمن جزيني/لبنان الآن
"نريد الجمهورية لا الرئاسة، لكن على أساس أن يكون الرئيس رئيسا، لأن ما حصل عام 2009 كان مخططا، الأبشع من ذلك تفريغ الدولة من الكادرات وهذا لم يبدأ من أمس، "جابوا رئيس" ليكون حكما ولكن أراد أن يأخذ من حصتنا، الوزير هو من يقترح تعيين مسؤول معه وليس الخيار لأحد آخر والوزير يتحمل المسؤولية، مستعدون أن نواجه ونفصل النيابة عن الوزارة ، نحن النواب نمثل الشعب اللبناني لن نجعل أحدا يلوي جلدنا". هكذا يتحدث زعيم أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني. بالحرف لا زيادة ولا نقصان. يريد الجمهورية، والجمهورية هي هو نفسه، هذا الهو المتضخم ليصبح نحن، مشكلته مع الرئيس أنه أراد أن يأخذ من حصته، والرئيس هو رئيس الجمهورية. وحيث أنه، بحسب العماد عون، جاء إلى قصر بعبدا تنفيذا لمخطط كانت غوندوليزا رايس وإسرائيل ضالعتين فيه، فلا يحق له، أي رئيس الجمهورية، أن يأخذ شيئا من حصة الموارنة الذين يمثلهم العماد. فليأخذ من حصة أي أحد آخر، أو لا يأخذ على الإطلاق.
العماد يريد الجمهورية. وعلى الرئيس أن لا يأخذ من حصته. هل يرضى العماد أن يأخذ الرئيس من حصة طرف آخر؟ وفي هذه الحال، هل تكون الحصة التي أخذها الرئيس واقعة ضمن حدود الجمهورية التي يريدها العماد عون أم خارجها؟ يريد العماد الجمهورية لا الرئاسة. لكنه يهدد ويرغي ويزبد لأنه غير راض على التعيينات المقترحة. وتاليا لا يعتقد أنه نال حصة كافية في التعيينات. هل هذه هي الجمهورية التي يعدنا بها جنرال التغيير والإصلاح؟
أم أنه يريد فقط ربع الجمهورية أو نصفها. فيجعل أحد وزرائه مسؤولا عن الكهرباء والطاقة، فينعم اللبنانيون في ربع جمهوريته السعيدة بالكهرباء والطاقة، هؤلاء اللبنانيون أنفسهم لن ينعموا بطرقات من دون حفر لأن وزير الأشغال العامة ليس واحدا من أعمدة ربع الجمهورية السعيدة؟ تغيير وإصلاح؟ ثم إلى متى يفترض باللبنانيين أن ينتظروا نتائج التغيير والإصلاح؟ متى يصل التيار الكهربائي إلى كل البيوت؟ بعد عشرين، ثلاثين، مئة سنة؟ حجة الجنرال أن الذين سبقوه خربوا القطاع بأكمله، كم يحتاج وقتا لإصلاح ما خربوه؟ أم أنه تعلم من أستاذه في قصر المهاجرين، الذي ما زال حتى اليوم يعد العدة لتحرير الجولان، وفلسطين كاملة، منذ أكثر من أربعين سنة. لكن الجولان بقي محتلا وفلسطين لا تجد من يهتم بقضيتها غير أبنائها. الأرجح أن العماد يريد أن يعاقب اللبنانيين طويلا ومديدا، فقط لأنه يريد أن يثبت أن الذين سبقوه خربوا الإدارة. وعلى اللبنانيين أن يسلموه الإدارة ملفوفة بأوراق الهدايا، حتى يعيد تخريبها مرة أخرى ليتسنى له الإدعاء أن الذين سبقوه خربوا البلد.ملاحظة: قبل حرب تموز المجيدة، كانت بيروت وبعض المناطق تنعم بإمداد منتظم في الكهرباء، وكانت التغذية جيدة نسبيا في كافة المناطق، أقله أفضل مما هي الحال عليه الآن. اليوم يمكن القول إن اللبنانيين لا يأملون بتحسن أحوال التيار الكهربائي، والأرجح أنهم لا يأملون بتحسن أحوال التيار. النتيجة الوحيدة التي يمكن الخلوص إليها وسط كل هذا اللغو، هي التالية: ما دام هذا هو مستوى التخاطب السياسي الذي يجيده بعض الزعماء الذين يمثلون اللبنانيين، فهذا يعني أن نزيف الكفاءات من لبنان ما زال جاريا على قدم وساق.

عن اللبنانيين الذين يستأخرون سقوط الأسد خوفاً من البديل!
فادي شامية/المستقبل
ليس في لبنان من لم يذق طعم ظلم آل الأسد؛ بما في ذلك الذين يدافعون عنه اليوم. الجميع يعرف "الدكتاتوريين" (الأب والابن)، والكل يعي معنى الاعتقال في السجون الأسدية، وماذا تعني مخالفة إرادة الحاكم. واللبنانيون جميعهم عانوا من هذا الظلم، أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان.
يؤخرون سقوطه خوفاً من بديله!
مع أن ما تقدم حقيقة، لا يمكن لأحد نكرانها، فإن ثمة في لبنان من ربط مصيره بمصير هذا النظام، لارتباط وجوده وتطوره أصلاً به، وهؤلاء لا غرابة في مواقفهم، لأنهم يواجهون مصير النظام نفسه، لكن ما يستحق النقاش؛ هو مواقف قوى لبنانية وازنة، بعضها لا يحب نظام الأسد بتاتا، ومع ذلك تُطلق هذه القوى مواقف يُفهم منها دعم النظام، بحجة الخوف من البديل!.
ويأتي على رأس هذه الجهات؛ البطريركية المارونية، التي يُفهم من جملة مواقف سيدها البطريرك الراعي أنها ليست مع النظام وتدين ممارساته، لكنها لا تحبذ سقوطه لأنها تخشى من البديل، انطلاقاً من أن البدائل في بلدان "الربيع العربي" أتت بالمتطرفين الإسلاميين!. العماد ميشال عون يرتكز على الأرضية نفسها، لكنه يجيّر هذه "المخاوف" إلى رصيد الأسد المنهار عن طريق السياسة، فيطلق تصاريح رفع المعنويات (قوله في 30/10/2011 على سبيل المثال: "بشار الأسد انتصر")، ضارباً تواريخ لنهاية الأزمة!، والأهم أنه يبث دعاية النظام السوري نفسه بشأن مستقبل الأقليات، متخصصاً في الجانب المسيحي تحديداً. (قوله على سبيل المثال للفضائية السورية في 19/5/2011: "المحتجون أصحاب فكر أحادي، وبشار الأسد مقاوم وإصلاحي ومحبوب من شعبه"، وقوله في 3/11/2011: "النموذج الذي يستلم الحكم في بلدان الثورات هو من هجّر المسيحيين"!). ورغم أن مواقف الرئيس أمين الجميل ونجله سامي "متقدمة" لجهة القطع مع الأسد منذ زمن بعيد، فإن حزب "الكتائب اللبنانية" لا يخفي مخاوفه من مرحلة ما بعد الأسد أيضاً، فالرئيس الجميل لم يُخف خشية الكتائب من "تصاعد الموجة الأصولية" (17/1/2012)، كما أن نائبه في رئاسة الحزب سجعان قزي كتب عن "الإرباك" جراء "انتصار الأصوليين الإسلاميين على التيارات الإسلامية المدنية في كل مكان". وتساوقاً مع هذه الموجة؛ بات إعلام "حزب الله" يتحدث أو يستضيف من يتحدث- عن مصير الأقليات في حال سقوط الأسد وصعود الإسلاميين، لكأن "حزب الله" تنظيم علماني يضم مسلمين ومسيحيين، بل يضم مسلمين من المذاهب كافة!. (كان الحزب أول من روّج لتحوُّل بلدة تلكلخ الحدودية إلى "إمارة إسلامية" في 13/5/2011 ما أسهم في تهجير سكانها!).
اللافت في هذا المجال؛ أن حزباً مسيحياً لبنانياً؛ لطالما اتهمه معارضوه بالتعصب والانغلاق، أو صنفوه حزباً "أصولياً" مسيحياً، هو اليوم الأكثر انفتاحاً على "الربيع العربي"، والأكثر تفهماً للبدائل التي ينتجها، باعتبارها خياراً ديمقراطياً!. يقول سمير جعجع، رئيس هذا الحزب (القوات اللبنانية) في حديثه الأخير الى "روز اليوسف": "غير صحيح أن كل إسلامي ضد الحرية والديمقراطية. الأحزاب الإسلامية تتعامل بامتياز في مصر وتونس، وعندما نرى تصاعد التيار الإسلامي، فهذا بالنسبة لي لا يعني أمراً سلبياً، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون شيئاً إيجابياً، كل ما يعنيه (ذلك) أن الديمقراطية أفرزت حتى الآن هذه التيارات، وعلينا أن ننتظر كيف تتصرف ونتخذ الموقف المناسب... فهل المشكلة فقط أن اسمهم حزب الدعوة الإسلامية أو الإخوان المسلمين؛ فليتخذوا الاسم الذي يرغبون فيه، ما دام مضمون عملهم السياسي لا يتعارض مع كل ما نؤمن به في المجتمع السياسي"!. وحول نظام الأسد يضيف جعجع: "يقولون إذا سقط النظام السوري فسيأتي الأصوليون وسيضطهدون المسيحيين. كل هذه المعطيات غير صحيحة وغير دقيقة".
نظريات وحجج في خدمة الأسد!
وفيما يستمر هذا النقاش حول البديل؛ في لبنان وخارج لبنان، فإن ثمة من راح أبعد من ذلك طارحاً في غير مناسبة - تصريحاً أو تعريضاً- ضرورة تحالف الأقليات (كان لافتاً أن تجعل "المنار" من هذه الفكرة أساساً للحوار بين البطريركية المارونية و"حزب الله"، باستضافتها المطران سمير مظلوم الذي كشف ما دار في اللقاء بينه وبين السيد نصر الله)، رغم أن هذه الفكرة بالذات إن سادت لا سمح الله- فإنها الأخطر على مستقبل الأقليات جميعها.
الفريق نفسه؛ يطرح أسئلة إنكارية تدعو الى التبصر في ما حل بمسيحيي العراق، وأحياناً يتساءل بعضهم عن وضع مسيحيي مصر، بما يوحي بكوارث، مع أن الحقائق الثابتة لا تسمح باتخاذ مصر، ولا حتى العراق، مثالاً يُضرب على "نكبة" المسيحيين لا سمح الله-، ذلك أنه يمكن القول إن وضع الأقباط في مصر ليس على ما يرام، ولكن لا يمكن القول إن وضعهم بعد الثورة تراجع، بمعنى آخر؛ إنه من مجافاة الحقيقة القول: إن الثورة جعلت واقع المسيحيين أسوأ، حتى مع فوز الإسلاميين، إذ بعد أن كانت الحكومة قبل الثورة تتاجر بوضع الأقباط وبحقوقهم الدينية، إلى حد التآمر على أمن كنائسهم، بات حقهم اليوم في إقامة دور العبادة على قدم المساواة مع المسلمين مقرراً، وقد سمحت أجواء الحرية الجديدة للبابا شنودة الثالث أن يُجري تعداداً خاصاً لأقباط مصر، من خلال "لجان الافتقاد"، الأمر الذي كان مستحيلاً أيام حكم مبارك، بل أكثر من ذلك، ففي ظل المخاوف من تكرار تفجير الكنائس على غرار ما جرى عشية رأس السنة (2011)، وفي ظل تراجع الأمن في مصر؛ شكّل "الأخوان المسلمون" لجاناً ليحموا الكنائس في أعياد اخوانهم الأقباط، بعد الثورة، وصدرت "وثيقة الأزهر" بحضور قادة الأحزاب الإسلامية وموافقتهم، وهي الوثيقة التي تنادي بمصر "دولة مدنية"، وتشدد على "الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أية مُعوِّقات، واحترام جميع مظاهر العبادة بمختلف أشكالها".
أما في ما يتعلق بالتمثيل النيابي؛ فقد شغل الأقباط في مصر ستة مقاعد في برلمان العام 1995 بالانتخاب، وشغلوا ستة مقاعد في برلمان العام 2000، ثلاثة منهم بالتعيين على هوى السلطة، في حين نال الأقباط بعد الثورة 11 مقعداً سبعة منهم بالانتخاب، ومن بين هؤلاء القبطي الناصري أمين اسكندر الذي فاز على لوائح "الأخوان" أنفسهم. قد يقول قائل إن ذلك كله غير كافٍ، وهذا صحيح، لكن الأصح أن الأوضاع تحسنت نسبياً ولم تتراجع كما يحلو للبعض أن يُروّج، لأهداف سياسية في الغالب.
أما مقارنة أوضاع سوريا بالعراق فهو قياس مع الفوارق، لأن العراق لم يشهد ثورة شعبية وإنما حرباً واحتلالاً، تبعهما صراع نفوذ بين المحتل الأميركي وبين الجار الإيراني وقوى أخرى، وقد أنتج ذلك حرباً مذهبية، قُتل فيها -وبشكل دموي- من السنة والشيعة أضعاف ما قُتل من المسيحيين. بمعنى آخر إن مآسي السنّة والشيعة في العراق لا تقل فظاعة عن مآسي المسيحيين، الذين أصاب بعضهم القتل كما أصاب باقي العراقيين.
.. ومفارقات!
على أن ترويج أية مبررات لإطالة عمر نظام بشار الأسد، يحمل في ذاته مفارقات لافتة، لان إبداء التخوف من سقوط نظام الأسد بحجة أن البديل إسلامي بالضرورة، يُنعش أي هذا التخوف- الإسلاميين على عكس ما يريد المتخوفون، لأن الثورة كلما طالت، "تأدلج" الناس فيها أكثر، وهذا أمر معروف في قراءة تاريخ الثورات قاطبة، وطبيعي أن تكون "الأدلجة" في سوريا باتجاه الإسلاميين، وليس أي "إيديولوجيا" أخرى، بمعنى آخر؛ إن الذين يؤخرون سقوط الأسد خوفاً من البديل؛ إنما يستحضرون بمواقفهم هذا البديل نفسه، تماماً كما خوفت القوات الأميركية العالم من "القاعدة" في العراق وجعلتها سبباً للغزو، فإذا بها -من حيث لم تنتبه- تؤمن باحتلالها العراق البيئة الخصبة لنمو "القاعدة"!.
المفارقة الثانية؛ أنه في الوقت الذي يتجه فيه الغرب، الى عدم تكرار أخطائه في الموقف من الإسلاميين، بحيث يتعاطى معهم باعتبارهم خياراً "ديمقراطياً" للشعوب، نرى بعض اللبنانيين، يرفض ما أنتجته "الديمقراطية"، أو على الأقل يبدي مخاوفه المشروعة حيناً وغير المشروعة أحياناً- من صعود التيارات الإسلامية، بل إن البعض يصل به الأمر إلى حد استعداء هؤلاء الإسلاميين قبل أن يمارسوا الحكم!.
أما المفارقة الثالثة؛ فتتجلى في ازدهار الطروح "الفئوية"، التي تتحدث عن مصالح طوائف بعينها (مصلحة المسيحيين، مصلحة الشيعة، مصلحة الدروز...)، في الوقت الذي يجتهد فيه الإسلاميون في تأصيل طروح المواطنة، وهي طروح متقدمة جداً بالمقارنة مع أدبيات الإسلاميين قبل أعوام، وكأن ثمة من يريد العودة إلى ثنائية القمع والارتهان للغرب (باعتبار أن يدعم الغرب النظام غير الديمقراطي مقابل أن يقوم الحاكم بقمع الإسلاميين).
على أي حال؛ إن من أهم ما يجب أن يتبصر به من يدعو الى إطالة عمر النظام السوري خوفاً من البديل (والمقصود هنا أصحاب النوايا السيئة، لا الذين يبحثون في مخاوف مشروعة عن فترة ما بعد الأسد)، هو الموقع غير الأخلاقي الذي يظهرون فيه، لأنهم يقولون للمذبوح: دماؤك لا تعنينا، وما يعنينا فقط هو "البديل" عن النظام!، مع الإشارة إلى أن هذه الطروح قد تنقلب وبالاً على معتنقيها، حال انتصار الثورة، أقله على صعيد تمزيق عرى الاجتماع الوطني بين من ثار وضحّى وبين من شغله البديل عن شلال الدم النازف... وهو أمر نسأل الله ألاّ يحدث في سوريا، وأن تكون الروح الوطنية السورية أعلى من نظيرتها اللبنانية!.